رواية عشق الصقر صقر وكارما كاملة جميع الفصول

رواية عشق الصقر هي رواية رومانسية تقع احداثها بين صقر وكارما والرواية من تأليف سارة حسن في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية عشق الصقر  لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان راية عشق الصقر هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية عشق الصقر تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية عشق الصقر صقر وكارما كاملة جميع الفصول

رواية عشق الصقر من الفصل الاول للاخير بقلم سار حسن

في احدي المحافظات في صعيد مصر

يجلس هو حفيد عائله الجارحي اقدم عائلات الصعيد واكثرهم تواجد في المجالس ال عـ.ـر.فيه نظرا لشـ.ـدتهم في الحق ونصر المظلومين،

ينزل بطلنا علي الدرج بطوله الفاره فهو طويل القامه ،عريض المنكبين يتميز بالبشره السمراء لتعرضه للشمس يزين وجهه هذه اللحيه وتزيد عليه الوسامه باحدي الغمازتين لتزين وجهه الرجولي بجلبابه الصعيدي المعتز به جدا وهو في العقد الثالث من عمره ينزل بكبرياء وثقه لاتليق الا به فهو حفيد عائله الجارحي (صقر رحيم عتمان الجارحي ) توجه للافطار مع عائلته ويترأس المائده كبير العائله جده (عتمان الجارحي) في العقد السادس من عمره وبجانبه صقر وبجانب صقر اخته الوحيده (زهره) بجانبها ابنت خالتها (ايناس) فهي منذ الصغر تري صقر حبيبها وزوجها ومكتوب لها من الصغر بعلم العائله وعلي الجانب الاخر يجلس( رحيم) ابن عتمان فهو منذ مرضه ولي صقر اداره اعمال العائله لثقته في قرارات صقر وتحمله للمسؤليه وبجانبه زوجته (امل) والده صقر وزهره وبجانبها اختها (سعاد) في منذ ان سافر زوجها عادل ابن عتمان واخو رحيم للحصول علي الدكتوراه في الخارج لم يعد فامن الأساس زواجه من (سعاد) رغما عنه فاهو الدكتور عادل عتمان الجارحي لم يكن يريد الزواج من سعاد لاختلاف الطباع والثقافه تزوجها رغما عنه عكس رحيم فا امل حب طفولته وشبابه اما عادل فابعد زواجه منها سافر للخارج وقابل شريكته الذي كان يبحث عنها( كاريمان) فاهي من ام لبنانيه واب امريكي تزوجها وواجه زواجهما رفض عائلته فقرر عدم العوده لغضب عتمان وانجب منها فتاه (كارما) تيمنآ لاسم حبببته …

في البيت الكبير

عتمان:صباح الخير ياصقر

صقر، صباح النور ياچدي

عتمان،مسافر النهارده؟

صقر،ايوه ياجدي عندي شغل في مصر اخر طلبيه بعتناها حصل فيها مشكله هاروح احلها

عتمان،وعملت ايه في حكاية بنت عمك عرفت هاتوصل امتي

صقر، بعد يومين ياجدي

عتمان،الحمدلله

دار هذا الحوار امام ايناس ووالدتها سعاد فلم يبدو اي رده فعل لبغضهم الشـ.ـديد لعودت كارما فا من بعد وفاه عادل وعتمان يبحث عنها كثيرا لنـ.ـد.مه لبعد ابنه ومعارضته في هذا الزواج الذي استمر رغم انفه ، بحث عنها وعنـ.ـد.ما وجدها صدم لوفاه والدتها حزنا علي زوجها عادل وتركت كارما وحيده بعد ان اكدت عليها العوده لاهل الاب فهي وحيده وليس لها احد وعند تواصل جدها معها قررت العوده لاناس لم تقابلهم ولا تعرف عنهم سوي حكايات والدها عن اهله وبلده تعود لمصيرها في هذه العائله
عند صقر في القاهره

يقف صقر بهيبته واهتمامه بعمله فالكل يعرف طبيعه صقر في العمل فهو صارم يكره الأخطاء

صقر.. كده تماما الأوراق خلصت فيه مشاكل تانيه

العامل. لاياصقر بيه كده تمام

صقر..طيب لوحصل حاجه كلم كريم وهو يتصرف

(كريم هو صديق صقر المقرب يعمل معه في الحسابات وتسليم الطلبيات للمصانع هو شخص مريح اصغر من صقر بسنوات قليله طويل صاحب بشره بيضاء وشعر اسود كثيف وملامح رجوليه هادئه)

ينصرف صقر عائدا الي البيت فمواعيد الغداء في بيت عتمان الجارحي صارمه.. يصدح صوت هاتف صقر

كريم بمرح.. ايه يابني انت لحقت تيجي علشان تمشي

صقر بهدؤه المعتاد.. خلصت اللي جاي عشانه وانت عارف اني مش بحب اقعد في المدينه كتير امال انا ممسكك الشغل فيها ليه

كريم.. طب كنت اقعد شويه ده انت واحشني

صقر بغضب مصطنع.. ايه واحشني دي انت بتكلم صاحبتك

كريم بعبث .. خلاص ياعم لا وحـ.ـشـ.ـتني ولا عايز اشوفك انا غلطان

صقر.. لو ماواركش حاجه تعالي فيه حسابات عايزك فيها

كريم.. هاشوف الشغل اللي عندي واكلمك… سلام

اما في البيت الكبير يصدح صوت

عتمان للخدم ..جهزوا جناح حفيدتي عايزه ماينقاصوش حاجه

الخدم.. حاضر ياحاج

رحيم. ايه الابتسامه دي يابوي

عتمان بأرتياح .. ايه حفيدتي راجعه وهاملي عيني منها مافرحش ولا ايه

رحيم بابتسامه. لايابوي افرح طبعا بس ايناس وسعاد قلقان منهم كل مـ.ـا.تيجي سيرتها وشهم يجيب الوان

عتمان بحده.. دي حفيدتي اللي اتحرمت منها عمرها كله وزي ماليهم في البيت ده ليها من مـ.ـا.تي الحريم عندنا بيمشونا علي مزاجهم

رحيم بحذر من انفعال عتمان.. انا ماجصدش يابوي انا بس خايف يضايقوها واحنا مانعرفش طباعها دي عاشت عمرها بره واول مره تيجي هنا خايف مـ.ـا.تطبعش بطبعنا بس انا اكيد فرحان دي بت اخوي ولحمي برضو

عتمان بحزم.. محدش هايضايقها وتتطبع بطبعنا واحده واحده انا ماصدقت انها جايه واعوض بيها فراق ولدي اللي كل يوم اقوول يارتني كنت وافقت علي جوازته بدل فراقه السنين دي كلها علشان اكده بته لازم تكون ف حـ.ـضـ.ـني في أمان دي بت الجارحي

ثم تابع وقول لمرتك توعي سعاد وبتها ان اللي هايدوس علي بت ابني علي طرف ياويله من غضبي

رحيم.. حاضر يابوي كل اللي انت عايزه هايحصل

اما علي الجانب الآخر من البيت.

ايناس بغضب.. شوفتي يامه جدي عمل اللي في دماغه وهايجبها برضو

سعاد.. جدك وعارفينه اللي عايزه بيعمله بس انا عايزاكي تسيبك منها وتخليكي مع صقر

ايناس . ازاي ماله صقر

سعاد بخبث.. يعني إحنا مش عارفيه اللي جايه من بلاد بره دي عامله ازاي يمكن تكون خوجايه تلف عليه ومـ.ـا.تطوليش حاجه

ايناس بغضب.. ده انا اموتها مش كفايه خدت ابويا مني هاتاخد صقر كمان

سعاد.. ببقي ركزي معاه جري كلامه في اي حاجه

ايناس بخيبه امل.. مانا عملت كده كتييير وهو اللي يصدني وفي الاخر قالي انتي زي زهره

سعاد.. زهره ايه انتي تعملي اللي هاقولك عليه مـ.ـا.تبقيش خايبه زي امك

قاطعتها دخول امل

امل.. انزلي يا ايناس ساعدي زهره وام محروس في الغدا معاده قرب

خرجت ايناس والتفتت امل لسعاد هاتفه بحزم

وانتي ياسعاد مـ.ـا.تمليش دماغ البت من اختها

سعاد بحده. ايناس مالهاش اخوات وبلاش تكلمي في الموضوع ده ياامل علشان ما نزعلوش من بعض

امل بقله حيله في سرها ..ربنا يهديكي ياختي انا خايفه عليكي من غضب عمي ده بيحرق الاخضر واليابس

يمر الوقت وينتهي اليوم سريعا ويدخل صقر غرفته لينام شرد عقله في ابنته عمه هذه كيف تكون هل هي ستكون أجنبيه منفتحه صعبه الطباع وكيف شكلها فهو لم يراها ابده اخذ يفكر الي ان ذهب في سبات نوم عميق


يتبع….
جاء يوم عوده كارما

استيقظ صقر من النوم اغتسل وادي فرضه وارتدي ملابس كاجول لذهابه للمدينه لجلب كارما من المطار ‘.ونزل لجده

صقر.. صباح الخير ياجدي

عتمان.. صباح الخير ياصقر رايح تجيب بنت عمك مش كده

صقر. ايوه ياجدي

رحيم.. وانت هاتعرفها ازاي ياصقر انت ماشوفتهاش ابدا

امل.. صح ياصقر هاتعرفها ازاي. صقر.. هاكتب اسمها علي يافطه واشوف معاد الطياره قرب اصلا

عتمان.. خلي بالك منها ياصقر

صقر بابتسامه. مـ.ـا.تقلقلش ياجدي مسافه الطريق

امل.. ترجع بالسلامه يابني

صقر.. انا ماشي سلام

ايناس لنفسها ياتري شكلك ايه انتي كمان قلبي مقبوض من جيتك

عتمان لنفسه واخيرا يابت الغالي واخيرا

اما عند صقر وصل للمطار وانتظر كثيرا

صقر لنفسه هي فين دي كمان معظم الركاب خرجوا وهي لسه انا زهقت

قاطع تفكير صقر صوت انثوي

البنت.. السلام عليكم

صقر باستغراب. وعليكم السلام افنـ.ـد.م

البنت بابتسامه خفيفه بها بعض التـ.ـو.تر.. انا كارما

صقر بدهشه من جمالها فاكان وجهها دائري بيضاء البشره بها حمره طبيعيه وعينان ذهبيتان رائعتان يغطيها رموش كثيفه وانف دقيق وشفاه بلون الكرز وذادت دهشه ملابسها فاكانت محتشمه بحجابها الرقيق لم يستطع رفع نظر عنها

كارما.. انت معايا

صقر بصوت مسموع .تبـ.ـارك الخلاق

كارما بخجل.. انت مين

صقر بانتباه وتدارك نفسه. انا صقر ابن عمك

كارما بابتسامه.. اهلا وسهلا هانفضل واقفين انا خلصت الاجراءات

صقر.. طيب بالا العربيه واقفه بره

اتجهوا الاثنين للخارج

كارما لنفسها ده ابن عمي ملامحه حاده اوي وعنيه عنيه زي اسمه

صقر لنفسه دي بت عمي ازاي انا توقعت واحده لبسها مكشوف وهاتكسفني

اما في البيت الكبير

الخدم علي قدم وساق للتحضيرات لعوده الحفيده المنتظره

زهره.. وشك مقلوب ليه ياايناس انتي مش فرحانه برجعه اختك

ايناس بحده. مش أختي يازهره دي اللي خدت ابويا مني بسببها هي وأمها اتحرمت منه.

زهره.. هي مالهاش ذنب في قررارت عمي واللي حصل

ايناس مقاطعه.. مالوش لازمه الكلام في الحصل المهم هي لااختي ولا هاتكون

اما في السياره

اخدت كارما تتامل الطريق بتركيز وتسال صقر عن هذا وذاك وهو يجاوب بصدر رحب مر الوقت في صمت

صقر.. في استراحه قريبه لوحابه تاكلي حاجه

كارما.. لاشكرا اكلت في الطياره

هو فاضل كتير لسه

صقر.. يعني لسه شويه وتحدث للسائق شهل شويه ياعوض

عوض.. حاضر صقر بيه

مر الوقت وغفت كارما الي ان اقتربوا ايقظها صقر برفق

اما في الجانب الاخر تجمعوا جميعا لاستقبال كارما

عند اقتراب كارما شعرت بالتـ.ـو.تر وبدءت في فرق اديها ببعض فهي فعلتها عند التـ.ـو.تر لاحظها صقر فاراد تخفيف التـ.ـو.تر عنها

صقر.. جدي مبسوط اوي كان نفسه يشوفك من زمان

كارما بابتسامه خفيفه.. وانا كمان بابا كان نفسه يجي كتير بس ظروف…

قاطعت حديثها فهي لاترغب التحدث عن الخلافات حاليا

صقر.. خلاص وصلنا

نزلت كارما من السياره فابدئوا الغفر بضـ.ـر.ب الاعيره الناريه كانوع من الترحيب

خافت كارما وتشبثت بثياب صقر قائله بخوف. في ايه في ايه

صقر باطمئنان..ده ترحيب مافيش حاجه

كارما باستغراب.. ترحيب انا قولت حرب

تداركت كارما بفعلتها وتمسكها بثياب صقر فتركتها بخجل

تنحنح صقر بخشونه.. متخافيش

اقتربت كارما من العائله اعجبها المنزل بطوابقه الثلاثه والحديقه المتنوعه بالورود اقتربت من عتمان بتوجس بادرها عتمان باحتضانها

عتمان بدمـ.ـو.ع.. حمدلله ع السلامه يابت الغالي

واقتربت من رحيم. نورتي البلد والدنيا كلها اقتربت منها امل بود.. اللهم صلي علي النبي ايه الجمال نورتي ياحبيبتي

اما سلام ايناس وسعاد فكان جاف نوعا ما وشعرت بها كارما عكس الالفه من الآخرين

عتمان.. يالا يابتي جوا تلاقيكي تعبانه من السفر والطريق

دلفوا للداخل اعجبها المنزل كثيرا فهو يتميز بالحداثه والتراز الصعيدي ايضا

عتمان.. اناجهزت ليكي اوضه واللي نفسك فيه ابعت اجيبهولك مخصوص من مصر

كارما بابتسامه.. ربنا يخليك ياجدي

عتمان لصقر بفخر.. صدقت ووفيت ياكبير عيله الجارحي

صقر بصدق وهو يقبل بد جده.. مافيش كبير غيرك ياجدي ربنا يخليك لينا

نظر له الجد برضا

استاذنت كارما للصعود لغرفتها بينما يستعدوا لتحضير الغذاء


يتبع…. 
صعدت كارما لغرفتها فاكانت تتميز بطابع انثوي واثاث مودرن نظرت لشرفتها فكانت بالمنتصف بين شرفتين فاهي بين غرفه صقر وزهره بدلت ثيابها واحتفظت بحجابها وجلست تفكر بهذه العائله الي ان طرقت زهره الباب

كارما.. ايوه

زهره بابتسامه.. الغدا جاهز وجدي مستنيكي

كارما بابتسامه.. حاضر يالا بينا.

زهره.. انا مبسوطه اوي انك جيتي وهتبقالي صحبه هنا

كارما.. ما ايناس موجوده

زهره بلامبالاه.. انا وايناس مش صحاب اوي هي ليها دماغ وانا ليه دماغ

قابلت في الطريق صقر فاكان بدل ثيابه بثياب صعيديه بالجلباب والعباءه فكان وسيم جدا به تطلعت له كارما باستغراب لهذه الملابس ولكنها لم تستطع اخفاء اعجابها به

اما صقر نظر لفستانها الرقيق باعجاب وحجابها المزينه به

نزلو جميعا للغداء وبدءت الأحاديث

زهره.. بس انتي بتتكلمي عربي حلو ياكارما

كارما.. بابا كان دائما يكلمني مصري ومعظم صحابي هناك عرب.

تابع صقر الحديث بأهتمام دون لفت الانتباه

اكملت زهره طب والحجاب..

كارما.. ماله

زهره.. يعني مـ.ـا.توقعتش انك هاتبقي محجبه

ايناس بخبث.. تقصد يعني انك خوجايه والخواجات مابيهتموش بالحجات دي

كارما بثبات.. انا مش خواجايه انا واانتي من نفس الاب وأمي عربيه وابويا علمني اني مسلمه مصريه صعيديه ووجهني وانا حبيت اني اكون محجبه

عتمان باعجاب.. عرفت تربي ياعادل ربنا يبـ.ـارك فيكي ياكارما

نظر لها صقر باعجاب ولكنه اخفاه

نظرت لها ايناس بحده فهي استطاعت سحب الدفه اتجاها

انتهي الغداء وذهب صقر لعمله فهو يحب التواجد في ارضه عند شجره محدده كبيره وعتيقه فهي تشبه جده بشموخه فهو يعشقه…

انتهي اليوم بين حكايات كارما عن والدها وحياتها وبين جدها وحكاياته عن البلد وعند والدها في الصغر مع بعض الصور لتتعرف كارما عن عائلتها الجديدة شارك الجد الحديث رحيم وامل وزهره اما سعاد وايناس فأنسحبوا من المجلس بعد وقت قليل لعدم اثاره غضب الجد الي ان انتهي اليوم ويبدء يوم باحداث تبدء تغير مشاعر الابطال


يتبع….
اخذت زهره بتعريف المنزل لكارما

كارما.. انا عايزه اخرج اتفرج علي البلد

زهره.. مش عارفه صقر هايوافق ولالا

كارما.. وهو ماله

اتي صقر خلفها

صقر.. صباح الخير

ردت زهره التحيه اما كارما

كارما.. انا عايزه اتفرح ع البلد

نظر لها صقر لثواني

صقر.. ماعندناش حريم بتخرج لوحدها

كارما بدهشه.. حريم ؟ وفيها ايه بقي ان شاءالله

صقر بحده.. زي ماسمعتي مش هاتخرجوا لوحدكم

كارما بحده مماثله.. لاحضرتك تحكم علي حريمك براحتك انا لا

اتت ايناس بعد ان استمعت للحديث من البدايه

ايناس بخبث.. مالكيش حق تتكلمي كده ، معلش ياصقر ماالخواجات مش بتوع تحكمـ.ـا.ت

كارما.. لوسمحتي مـ.ـا.تتدخليش

ايناس بحده.. انا اقول اللي انا عايزاه مش انتي اللي هاتعلميني الكلام ازاي

كارما بغضب.. بقولك ايه

قاطعها صقر بغضب.. صوتكوا انتوا الاتنين مايعلاش وانا واقف مافيش خروج من هنا الا بأوامري واتعودي بقي علي الحياه هنا مش سايبه زي ماكانت

كارما بحده.. ايه سايبه دي أحترم نفسك انا محترمه وتصرفاتي انا بس اللي اتحكم فيها

صقر بغضب.. ايه احترم نفسك دي لوماكنتيش حرمه وبت عمي كان هايبقي ليا كلام تاني معاكي

اخذت العيون طريقها هو بعيون الصقر الواثقه وهي بعينيها الذهبيه بتحدي الي ان تركته وذهبت لغرفتها بضيق اما هو شرد قليلا بعينيها وترك البيت باكمله وذهب لعمله

زهره لايناس.. ماكنش له لزوم كلامك ده

ايناس.. انت بتحاميلها من اولها كده

زهره.. لا بحامي ولا حاجه انا نازله

سال الجد عن كارما فسردت‘ض له زهره عن ماحدث

عتمان. طب اندهيلي كارما

نفذت زهره طلب الجد

كارما.. نعم ياجدو

عتمان.. تعالي ياحبيبه جدو مـ.ـا.تزعلش من صقر انا عرفت اللي حصل صقر طيب بس هو ناشف شويه

كارما بعبوس.. ده بيقولي حريم ياجدو وحياتي السايبه

ضحك الجد.. انتي شايله منه اوي طب مـ.ـا.تزعليش روحي مع زهره اتفرجي علي البلد وانا هابعت معاكم حد من الغفر بس مـ.ـا.تزعليش

كارما.. حبيبي ياجدو خلاص مش زعلانه

اخذت زهره كارما لمشاهده البلد والارض التابعه لهم ومكان الاستطبل اعجبها كارما البلد بشـ.ـده وخصوصا الاستبطل فهي تعشق الخيل

زهره.. مش يالا بقي انا تعبت

كارما.. لا استني شويه لسه عايزه اتفرج

وجدت زهره صديقه لها فاستاذنت من كارما للحديث معها وافقت كارما و سارت بين الطرقات الي ان نست كيف العوده فالاراضي مشابه لعبضها الا ان سمعت صوت شاب

الشاب.. انتي مين
واخدت تسير بين الطرقات الي ان نست كيف العوده فالاراضي والطرقات مشابه لبعضها الا ان سمعت صوت شاب

الشاب.. انتي مين

كارما بخوف.. انا كارما

الشاب بابتسامه لعوب.. اسم حلو لايق علي صحبته

تركته كارما فاعترض هو طريقها

مجد.. رايحه فين بس سايباني كده مش نتعرف شكلك مش من البلد

كارما بحده.. وانت مالك ابعد لوسمحت

مجد.. ابعد ايه بس انتي في ارضي يعني جيالي برجليكي

كارما.. ارضك ؟ طب انا عايزه اروح ارض الجارحي

مجد بخبث.. انتي ت عـ.ـر.فيهم

كارما. ايوه جدي

مجد بمكر. احلوت اوي وانتي كنتي فين بقي اول مره اشوف الجمال ده

تركته كارما لتمشي فاعترض طريقها مره اخري

كارما بغضب.. ابعد بقي عايزه امشي

كان صقر يعمل ويشرف علي الارض الا ان وجد مجد ومعه فتاه شبه عليها الي ان فوجئ إنها كارما وعلامـ.ـا.ت العبوس باديه علي ملامحها

اتجه اليهم صقر بغضب بخطوات سريعه

صقر بصوت مسموع.. كارما

التفتت له كارما باستغراب من حده صوته لكن شعرت بالامان من تواجده معها بسبب هذا الشاب

صقر بحده.. بتعملي ايه هنا

مجد.. مش تسلم ياصقر ولا ايه

تجاهله صقر. انا مش قلت مافيش خروج

كارما بخوف من غضبه.. جدي سمحلي

صقر.. يالا ع البيت هارجعك

مجد.. ايه ياصقر مـ.ـا.تسيبها براحتها يااخي

صقر بحده واشار له مـ.ـا.تتدخلش في اللي مالكش فيه يامجد

جذبها صقر من ذراعها وسار بها بسرعه وغضب ولم تستطع هي مجارته في السير وذراعها يـ.ـؤ.لمها بشـ.ـده من شـ.ـده تمسكه بها

كارما.. بدمـ.ـو.ع.. سيب ايدي انت بتوجعني

تركها صقر والتفت لها

صقر بغضب.. بتكسري كلامي وتخرجي برضو ماشي ياكارما انا هاعرفك ازاي تحترميني

كارما بحده .قولتلك جدي سمحلي

صقر.. وايه وداكي الارض دي

كارما.. انا ماعرفش زهره كانت بتكلم صحبتها وانا مشيت تهت وهو طلعلي

اخذها صقر وتوجهوا الي البيت قابلوا زهره ف الطريق فتحاشت الكلام لرؤيه غضب اخيها فهي تعرف صقر عند الغضب

توجهوا جمعيا للمنزل تركها صقر بعد ان نظر لها نظره لم تفهمها

فهي لاتعرف مجد وعداوته مع صقر فهو عدو صقر اللدود منذ الصغر غيرته الشـ.ـديده إتجاه صقر لتميزه عنه في كل شئ بدايه من عمله الناجح فيه لفشل مجد وخسارته لبعض الصفقان لوالده واستهتاره فهو دائما الشعور بالنقص تجاه صقر ومحاولاته لخساره صقر الصفقات او تشويه صورته في البلد ولكن كل محاولاته تضيع هباء فصقر محبوب من اهل البلد اما اخلاقه لاغبـ.ـار عليها بشهاده الجميع ، خشي صقر علي كارما منه فمعروف عنه علاقاته النسائيه لم يدرك اشعور بالخوف ام المسؤليه اتجاها

بعد هذا الحدث بعده ايام تجنبت كارما الحديث مع صقر واقتصرت علي التواجد علي مائده الطعام فقد اما هو فأنزعج من تجنبها هذا اطال النظر لها كثيرا لم يلاحظ سوي الجد فتمني شيئا في نفسه بشـ.ـده

تركهم صقر واتجه للاستبطل لحصانه المحبب له فهو اسمه سلطان انطلق به صقر اعطي له بعض السكر المحبب لديه واخذ يفكر بها منذ قدومها وطيفها دائما مايراوده بعينيها الملازمه له توجه بعض وقت عائدا للمنزل

كانت كارما وزهره وام محروس يضحكون بشـ.ـده علي تجربه كارما الفاشله في اعداد بعض المقرمشات الصعيديه ( القراقيش) ضـ.ـر.بت كارما زهره بالدقيق في وجهها وانطلقت تجري للخارج كادت تتعثر في طرف السجاد الا ان يد تمسكت بها بقوه رفعت عينيها فقابلت عيون الصقر نظر هو لعينيها لونها المحبب له وهي بصدمه من قربهم الشـ.ـديد هذا وبحركه لا اراديه منه نفض عن وجهها بيديه الدقيق نظرت له بدهشه من فعلته قاطع لحظاتهم ضحكات زهره القادمه فابتعدت سريعا بخجل اما هو فلم يحيد عينيه عنها ابدا الي ان فرت هاربه من عينيه

يتخيل وجهها بشعرها فكيف ستبدوا وماهو لونه وطويل ام قصر الا ان اخيرا زار النوم عينيه وهو يفكر بها

صباح يوم جديد

كارما. انا عايزه اروح الاستطبل

وجهت كارما عبـ.ـارتها لعمها

رحيم بابتسامه.. اول حاجه تطلبيها مني تروحي الاستطبل

كارما بابتسامه.. اعمل ايه جدو نايم وزهره مش فاضيه وعايزه اتمشي معاك شويه ممكن

رحيم بسعاده.. طبعا ممكن يالا بينا

نظرت لها ايناس بغضب.. اتمحلسي ياختي كلي بعقلهم حلاه مش لازم اسكت كده لازم اعمل حاجة .

ذهبوا للاستطبل لفت انتبهاهم هرج ومرج

رحيم. في ايه الدوشه دي

العامل.. سلطان هايج مش عارفين ماله

اقتربوا من الاستبطبل

كارما.. عمي انا ممكن أدخله

رحيم بخوف.. لا طبعا ده حصان صقر هو بس اللي بيعرف يتعامل معاه

كارما.. مـ.ـا.تخافش انا دخلت مسابقات كتير للخيل وبعرف اتعامل معاهم تركته كارما لدهشته واقتربت من حصان صقر شاهدها صقر من بعيد اسرع اليها بخوف فتفاجئ …..


يتبع….
اقترب منها صقر وجدها تتحدث مع الحصان بهدوء يديها تنزل هبوطا علي وجهه برفق كانت ساحره بقربها من الحصان هكذا الي ان هدء الحصان واخذت تطعمه بعض السكر اقترب منها صقر

صقر.. انتي عارفه ان محدش بيتعامل مع سلطان غيري

كارما بابتسامه. اسمه حلو اوي بس احنا بقينا اصحاب خلاص

صقر. شكلك بت عـ.ـر.في تركبي خيل

كارما .ايوه اشتركت في مسابقات كتير هناك انا ممكن لما احب اركب اي حصان عادي صح ؟

صقر بابتسامه.. ماعنديش مانع بس لو معايا، لوحدك لا علشان مـ.ـا.توهيش تاني

كارما.. عايزه اركب بس حصان تاني ده بتاعك

صقر.. لا اركبي ده انا هاركب ده واشار باتجاه حصان اخر

اقتربت كارما إتجاه الحصان الاخر لا يقل جمال عن سلطان وامتعتطه كارما برشاقه تحت انظار صقر

كارما.. ده عاجبني اكتر

ركب صقر حصانه برشاقه واشار ورايا بقي

توجهو بالاحصنه سريعا بعيدا عن الاستبطل تحت انظار رحيم

رحيم بابتسامه اعجاب.. علي الله ت عـ.ـر.في تروضي صاحب سلطان زي ماروضتي سلطان ياكارما

توجهوا لمكان مرتفع بعض الشيء من خلاله تري البلده بالكامل هو مكان صقر المفضل

كارما باعجاب. وااااو ايه المكان ده

صقر.. عجبك

كارما باعجاب.. تحفه جميل جدا

صقر بابتسامه.. بحب اجي هنا كتير عشان بعيد عن الدوشه ومافيش حد يعرفه كتير

كارما باستغراب.. بس ليه جبتني هنا ده كده المكان السري بتاعك

صقر وهوينظر لعينيها.. يمكن محتاج شريك فيه يكون باختياري

كارما بتـ.ـو.تر من حديثه. اخذت تفرك ايديها ببعض

صقر.. متـ.ـو.تره ليه

كارما.. لا ابدا يالا نرجع

صقر بتفهم.. يالا بينا

ورجعوا عائدين بعد جوله طويله

كارما بابتسامه كبيره.. شكرا علي الوقت انبسط اوي

صقر بابتسامه مماثله.. اي خدمه

اسرعت بابتسامه لتعود للمنزل فا الاستبطل قريب جدا من البيت..

بعد عده ايام من تواجد كارما ومصادفتها لصقر الدائمه

انتهي اليوم الي ان اتي موعود عوده صقر دخل صقر البيت وجد الجميع متواجدين اخذت عينيه دون اراده منه تبحث عنها الا ان وجدها تتطلع اليه ثم نظرت للارض بخجل

صقر بابتسامه. السلام عليكم متجمعين عند النبي ان شاء الله

وجلس في كرسي مقابل جده

عتمان.. حمدلله ع السلامه ياصقر إحنا متجمعين علشانك

صقر باستغراب.. عشاني ليه خير

امل بفرح.. اصل في عريس متقدم لبنت الجارحي وعايزينك تسال عليه

لايعرف صقر سبب انقباض قلبه من كلمه عريس

صقر. عريس لمين ومين ده

رحيم.. عريس لزهره من عيله همام انا اعرف ابوه بس الواد مش اوي دي عليك

صقر بـ.ـارتياح.. بسيطه نسال عليه وعموما دي عيله محترمه وهانشوف

كارما لزهره.. شكلك مش مبسوط ليه

زهره بحزن.. لا عادي مافيش

كارما.. انتي مش موافقه لو مش عايزه قولي

زهره.. مش فارقه لكارما

لاحظ صقر من حديثهم الحزن البادي علي زهره

صقر. علي العموم بكره اشوف الموضوع ده واعملي حسابك بكره في الغدا ياام صقر عشان كريم جاي بكره

امل.. عنيا ياحبيبي وعقبال ماافرح بيك انت كمان

عند ذكر لاسم كريم لمعت عيون زهره وتنهدت و لاحظتها كارما ..

بدء يوم جديد عند دخول كريم بمرحه المعتاد

كريم.. واحشني ياصقر عامل ايه

صقر بترحيب . وانت اكتر ياكريم اخبـ.ـار الحاجة ايه

كريم.. الحمدلله بخير

امل بسعاده.. حمدلله ع السلامه يابني عامل ايه

كريم.. بخير ياحجه ربنا يخليكي

امل. هاوضبلك الاكل اللي بتحبه في الغدا اوعي تمشي

كريم بعفويه.. امشي ايه لا انا قاعد

اخذ صقر كريم لمكتبه

كريم.. هي الحجه فرحانه كده ليه

صقر.. عادي اصل زهره جايلها عريس

وقع الخبر كالصاعقة على كريم فزهره حب حياته يريد اختطافها لنفسه للابد لكن خوفا علي صداقه صقر والفروق الماديه اصر الصمت

كريم بهدوء.. ووافقته

صقر باستغراب من حاله كريم

لا لسه بنسال عليه

كريم.. وهي موافقه

صقر.. لسه ماعرفناش مالك ياكريم وشك اتغير كده ليه

صمت كريم بعض الوقت ثم وقف

كريم بقوة…انا عايز أتجوز زهره
كريم بقوه.. انا عايز اتجوز زهره

وفي الجانب الآخر

كارما بضحك.. طلعتي بتحبي كمان ،طب كريم يعرف انك بتحبيه

زهره. مش عارفه انا من صغري شيفاه قدامي طول عمره صقر بيشكر فيه وعمري ماحسيت من نظراته ليا انها وحشه بالعكس كريم راجـ.ـل وطيب بس مش عارفه هايعمل ايه وصقر صقر لو بس شم خبر ان بحب كريم يموتني

كارما.. ليه يعني انتي لا كلمتيه ولا حصل بينكم كلام دي مشاعر يابنتي

زهره بخيبه امل. عندنا مايفهوش كلامك ده

كارما بحده.. امال بتجوزوا ازاي

زهره.. زي ماانتي شايفه كده عريس يجي كويس مافيش خطوبه جواز ع طول وانتي ونصيبك

كارما بصدمه.. انتو لسه بتعملوا كده

زهره.. ايوه انا خايفه اوي

كارما.. متخافيش كل خير مـ.ـا.تقلقيش لو بيحبك بجد هايعمل اي حاجه علشان يثبت ده..

نظر له صقر عم السكوت عدا من خفقان قلب كريم.

صقر.. وده فجأة كده حسيت انك عايز تتجوز زهره

كريم..لا مش فجاءه من زمان

صقر.. وايه اخرك

كريم.. كنت بكون نفسى ياصقر علشان مش عايز اخدها وتحسوا اني هاعيشها حياه اقل من اللي كانت عيشاها وضبت بيت وكونت نفسي وكنت خايف علي صداقتنا انا ماليش صحاب غيرك ولما قولت ع العريس خوفت تروح مني

شعر صقر بصدق كلامه.. طيب اخد رئيها واسال الحاج واقولك

كريم. وانت ياصقر أيه رئيك فيا

صقر بضحك.. اكيد هاطمن علي اختي معاك

كريم بـ.ـارتياح. طب والحاج

صقر. الحاج بيحبك بص سيب الموضوع ده عليا

،،،،،،،،،

صعد صقر لغرفه زهره

صقر .بتعملي ايه ياعروسه

زهره بحزن..ولاحاجه قاعده

صقر بخبث..وايه رئيك في العريس.

زهره.. مش عارفه

صقر..طب العريس التاني

زهره باستفهام.. التاني

صقر.كريم طلبك للجواز

زهره بدهشه وفرحه..بجد اقصدي وانت قولت ايه

صقر بتركيز من رده فعلها

جيت اسالك

اللي تشوفه يااخويا

يعني اقوله لا

زهره بسرعه..لا مـ.ـا.تقولش كده قصدد

صقر.. بضحك..انا موافق وشكلك كده موافقه صح

اومأت براسها

صقر بضحكه..والله وكبرتي و هاتتخطفي مني انتي عارفه انتي بنتي مش اختي ربنا يسعدك يارب

زهره. وانت ياصقر مش هانفرح بيك بقي.

شرد صقر قليلا..قريب

توالت الايام بين اتفاقات وتحديد موعد العرس بعد شهر من الان

كريم..اخيرا

زهره. اخيرا

انتي عارفه انا بحلم بالقاعده دي من امتي

احمرت وجنتيها ولم ترد

كريم بابتسامه حب. طب مش عايزه تقولي حاجه

زهره بخجل.. اقول ايه

اي حاجه ياستي سمعيني صوتك طب مبسوطه

زهره.ايوه

اتسعت ابتسامته وتبادلوا اطراف الحديث عن حياتهم

.،،،،،،،،،

توجه صقر لكارما ف الحديقه بجانب حوض من الورد

صقر بابتسامه ..بتعملي ايه

ولا حاجه قولت اسيب العرسان لوحدهم شويه

اوما لها صقر براسه

تابعت حديثها..زهره فرحانه اوي وكريم كمان

صقر بنظره ذات مغزي.. عقبالك

نظرت له قليلا وانت كمان

تابعت فجاءه..انت ليه مش بتلبس علي طول كاجول زي دلوقت

صقر ..برتاح في التاني اكتر.

كارما.. بس اول مره شوفتك كنت كده

صقر..في المدينه بلبس كده لو روحت هناك كده هايفتكروني العمده كده

قالها بابتسامه تبادولو الحديث والحكايات الي ان تاخر الوقت

كارما..انا هاطلع بقي الوقت اتاخر

تنهد صقر..طيب تصبحي علي خير

كارما بابتسامه.. وانت من اهله تركته ببضع خطوات

صقر .كارما

التفتت له سريعا

فجاءها بزهره بيضاء صقر..حسيتها شبهك

كارما بابتسامه ولمعه عين..بحب الورد الابيض شكرا

وهرولت للداخل تحت انظار ايناس الحارقه توجهت لسعاد وسردت لها مارئته

سعاد..كده مش هاينفع كل حاجه بتخرج من ايدينا

ايناس بغضب ..اعمل ايه اعمل ايه

لاقيتها هاروح لمجد

سعاد..مجد اشمعنا مجد

ايناس. اخت مجد حكتلي اللي حصل بين مجد وصقر بسبب كارما وانها داخله دماغه اوي هاوصله انه هو كمان داخل دماغ كارما ويطلبها من جدي وتغور بقي

سعاد.وانتي عرفتي منين ان جدك هايوافق

ايناس بخبث..دي سيبيها عليا وعلي مجد مش هو عايزها يشغل دماغه بقي …


يتبع….
تسطحت علي الفراش و غطت نفسها بالشرشف نظرت اليه و هو يدخن سيجارته قائله : هانفضل كده لحد امتي يا كامل و آخرته

نفث الدخان من فمه قائلا: و هانعرف نعمل ايه يعني يا سعاد

استقامت و قالت بخوف: في كل مرة باجي هنا بموت في جلدي لحد يشوفني و يبلغ عتمان و لا صقر و لا رحيم دي فيها موتي يا كامل

ابتسم ساخرا : ما احنا بقالنا اكتر من خمس سنين علي الوضع ده و ماحدش عرف حاجه، و بعدين لو بكلامك ده بتلمحي علي جواز زي كل مرة فا حب اقولك صقر ابن رحيم قفل كل حاجه فا القاعده الاخيرة بينا ، ساعة ما خلي راجـ.ـل مايساوش مليم يمد يده علي ابني

ركعت علي احدي ركبتيها قائله برجاء : و انا ايه ذنبي يا كامل، م انا ياما قولتلك اعقد عليا و انت بتتحجج


مال عليها و قال : و هي ورقة ال عـ.ـر.في دي مش عقد يا سعاد

حركت راسها بالنفي قائله : لا عايزاه رسمي يا كامل ابقي مرتك رسمي، و يوم ما ينكشف سترنا ما تفضحش قدام الخلق

امتعضت ملامحه و قال بضيق: يووة يا سعاد، مش هانخلص من الموال ده

ثم هب واقفا يرتدي ملابسه هاتفآ بها : و لو ضميرك ناقح عليكي اوي، خلاص ما عدتيش تيجي هنا

تمسكت بكتفيه قائله برجاء : لا يا كامل ماقدرش، انا ماقدرش اعيش من غيرك، دي الكام ساعه اللي بقضيهم وياك دول اللي بيحسسوني اني لسه عايشه

ارتسمت ابتسامه عابثه علي شفتيه و استدار قائلا: ايوة كده، ما تبوظيش الليله

ابتسمت بأهتزاز راغبة في إرضاءة و خوفآ من القادم.

،،،،،،،،،،،،،،

رنت صوت ضحكاتهم العاليه في المطبخ، تقوست شفتي كارما قائله : بس بقي كفايه ضحك عليا

قالت زهرة و هي تقلب العجين لصنع ما يسمي با( القراقيش و هي من المقرمشات الصعيديه) : بوظتي العجين و بقي صايص خالص

قالت ام محروس : لسه بتتعلم يا ست زهرة دي اول مرة برضو

اكدت كارما علي حديثها قائله: ايوة و ان شاء الله هاتعلمه و اعمله احسن منك كمان

اجابتها زهرة لتثير غيظها : اه ابقي قابليني

و فجاءه نثرت كارما الدقيق بوجهها ، مما جعل زهرة تشهق بتفاجئ، لم تنتظر كارما و ركضت ضاحكه للخارج .

دخل لبهو الدار الفارغ، لم يجد احد من عائلته ولكنه انتبه لصوت الضحكات العاليه الآتيه من المطبخ، كاد يتحرك و لكنه توقف عنـ.ـد.ما رآي تلك القادمه ركضآ من المطبخ ملطخة بالدقيق و لم تلاحظ وجوده.

تعثرت كارما في طرف السجاده و آملت نفسها بسقطه مدويه علي الارض ربما ستؤدي ببعض الرضوض او الكدمـ.ـا.ت ، و لكنها فجاءة و حدت نفسها بين يدين قويتين حاصرتها من خصرها قبل ان تسقط.

تطلعت لعمق عيناه التي لا تسطتيع ان تحيد بعينيها بعيدا عنهما، زدا ضـ.ـر.بات قلبها في و جل ، و كأن عينيه فضاء واسع مجهول ، و ملامحه الحاده و عمامته الذي يرتديها دائما جعلته الرجل الاكثر اختلافآ بنظرها.


ملامحها الملطخة بالعجين جعلتها تشبه طفله شقيه عبثت بأدوات المطبخ من خلف والدتها،

و عينيها الذهبيه كا خيوط من ذهب، تخطف و تربك.

كانت لحظات خاطفه بعثرث دقاتهم فجاءة.

انقطع وصلهما اثر ضوضاء زهرة القادمه ، ابتعدت هي خطوه للخلف و بقي هو ثابتآ في مكانه و عينيه المرتكزة عليها، جعلتها تفر من امامه هاربه من حصارة.

،،،،،،،،،،،،،،، ، ،،،

ياصقر بيه يا صقر ييه

كان هذا هتاف تلك المراءه امام بوابة البيت الكبير، مصممه علي رؤية صقر.

خرج صقر و اشار للغفر ان يفتحوا لها البوابه، تقدمت بخطوات مرتبكه حتي وقفت قبالته ، ملابسها المتشحه بالسواد ، ملامحها توحي علي تقدمها بالعمر.

قالت له برجاء: يا صقر بيه انا جايالك و قصداك في خدمه، ربنا يجبرك ما تكسر بخاطري

اوما له صقر قائلا: خير يا حاجه قولي

قالت السيده : بنتي يا بيه خلاص علي فرحها اسبوع و انا ست غلبانه شغاله في ارضك و جوزي الله يرحمه و مالناش ضهر، البت فرحها اتأجل اكتر من مرة بسبب الشوار، و انا عملت اللي اقدر عليه و مابيدي حيله، روحت لريس العمال في الارض قصدته في سلفه مارداش ووو

قاطعها صقر متفهمآ: حاضر يا حجه انتي تؤمري

اجابته : الامر لله يا بيه

وضع يده في جيب جلبابه الداخلي و اخرج حفنه من المال و اعطاها لها، و بصوتا جهوريا نادي احدي الغفر قائلا: ابعتلي ريس العمال بسرعه

و اكمل مناديآ لام محروس التي هرولت اليه و قال بصوتا خافتآ لا تسمعه سواها: جهزي الخزين اللي يحتاجه الدار و بزياده

اومـ.ـا.ت له براسها و عادت تلبي ما آمر به.

هرول ريس العمال قائلا: اوامرك يا صقر بيه

وضع يديه في جيب جلبابه قائلا: من هنا و رايح الحاجه مالهاش في شغل ارضنا


شهقت السيده ضاربه يدها علي صدرها قائله: ليه يا صقر بيه و اني قصرت في حاجه

اجابها صقر و قال: ها تقعدي في دارك و ليكي شهريه هاتجيلك مع ريس العمال و لو احتجتي حاجه اديكي عارفه داري

و جاءت من خلفها ام محروس محمله با الخيرات فا حملها عنها احد الغفر و قال له صقر : وصل الحاجه لحد باب دارها

ترقرقت الدمـ.ـو.ع بعينيها : ده كتير اوي يا بيه انا كنت جايه عايزة سلفه تقوم جابر بخاطري كده

ثم اكملت رافعه راسها للسماء داعيه: ربنا يجبرك بخاطرك و يفرح قلبك و يرزقك ببنت الحلال و يريح بالك و ما يوقعك في ضيقه ابدا

ضحك صقر بود : كل ده، ربنا يتقبل منك

تحركت عائده و هي مستمرة بدعائها له بجبر الخاطر كما اجبر خاطرها.

كانت تقف عل عتبه الباب تشاهد ما يفعله مع السيدة العجوز، غزا قلبها موقفه و تصرفه اللين، و ملامح وجهه تحمل كم من الود و الرأفة ، جعلتها تشعر انها باتت مترنحه بين عنفوان صقر و رأفته.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اخرجت رأسها من الباب الموارب لغرفة جدها، فا تنحنحت بابتسامه قائله: صباح الخير

اجابها الجد و رحيم قائلا بترحيب: يا اهلا بست البنات

اقتربت و وقفت قبالته قائله لرحيم: اسفه يا عمي شكلكم بتتكلموا في شغل، هاستأذن و اجي وقت تاني

اجابها رحيم : لا خليكي ، جدك بس كان بيطمن علي الحصان اللي عندنا، اصله بعافيه شويه

فقال عتمان متسائلا: انتي ماشوفتيش الاستطبل اللي عندنا مش كده

حركت رأسها بالنفي و قالت بابتسامه لعمها: بصراحه لا، بس هابقي مبسوطه لو عمي فرجني عليه

ضحك رحيم قائلا: بس كده، يالا بينا انا كده كده كنت رايح دلوقتي

استقامت بحماس و هتفت : و انا جاهزة اصلا

،،،،،،،،


سارت بجانبه و صمت لا يخلو من بضع كلمـ.ـا.ت بسيطه، رحيم هادئ الطبع يشبه والدها في الشكل، اما الطبع فقد غلب علي طبع والدها التمرد وإلا ما كان تمرد علي حياته هنا و سافر للخارج.

لم تستطع غض عقلها عن تلك الاُلفه التي تشعرها و هي بجانبه، طريقته و هو يلقي الاوامر و لباسه الصعيدي الكامل حتي العصاه التي تلازمه في كل وقت.

التفت لها رحيم و اشار لمكان الاستطبل: هو ده بقي الاستطبل، جدك في شبابه ماحدش كان يقدر يسابقه في ركوبه و اللي طالع ليه صقر

التفت له و توقفت متسائله في شجن: و بابا

تآثرت ملامحه و قال بصوتآ شجي: عارفه، ابوكي كان زي الحصان عفي و مايحبش حد يمشيه زي ما هو عايز، له دماغه و تفكيرة، كان نفسه في حاجات ياما، يتعلم، يدرس، و يسافر، ويحب، كان اخر حاجه يفكر فيها هي الارض

ثم اكمل و هو ينظر امامه : مش عشان بيكرها لا، بس كان دايما يقولي انه مطمن عليها طول ما احنا موجودين، كان كل ما يسافر للكليه لحد ما بقي معيد الاقيه جاي جري مشتاق للارض و الزرع و ريحتها

ترقرقت العبرات بعينيها فا

ابتسم محاولا تلطيف الاجواء: اما انا بقي ، فضلت هنا، انا ماقدرش اعيش غير هنا ، عامل زي السمك لو طلعت من الميه اموت

تسائلت كارما : درست؟

اجابها اثناء سيرهم: ايوة..بس ماكمللتش ماكنتش غاوي علام اوي ، كان شغلي مع ابويا جرد و حسابات بس مع الوقت بقيت بفهم في كل حاجه زراعه و سماد و محاصيل، صقر بقي خدها دراسه، دخل كليه الزراعه و العلم نور زي ما بيقولو كان فاهم و طور من الشغل لحد ما بقي عارف كل حاجه

و علي ذكر اسمه، اضطربت خلاياها و ازدادت دقات ذلك الخافق يصدرها دون اراده منها.

فجاءة علت الاصوات من حولهم و تـ.ـو.ترت الاجواء

سأل رحيم احد العمال : في ايه ، ايه الدوشه دي

اجابه العامل : سلطان يا رحيم، هايج و مش عارفين ماله

مسكت كارما ذراع رحيم و هتفت: عمي انا ممكن ادخله


قال برفض علي الفور: لا طبعا، ماحدش بيعرف يتعامل مع سلطان غير صقر

اجابته محاوله اقناعه: انا بعرف اتعامل معاهم، انا دخلت مسابقات كتير برة

اجابها رحيم : يا بنتي انا خايف عليكي

هتفت له قائله: صدقني لو لاقيت الوضع صعب هابعد

و لم تنتظر منه رد و تحركت اتجاه الفرس المتمرد ، و اصبحت قبالته.

ركض صقر للاسطبل بعد علمه بتمرد حصانه ثم توقف فجاءه عنـ.ـد.ما شاهد كارما تقترب منه ثم تصنم مكانه من غرابة ما رآي. 
تحركت بخطوات هادئه و حذرة ، و الفرس امامها يتحرك في كل اتجاه ، و يضـ.ـر.ب بحوافره الارض بقوة، كان يظهر عليه رقي سلالته من لونه الاسود و خصلات شعرة المتفحمه و تفاصيله ، اتنظرت الوقت المناسب، عنـ.ـد.ما توقف يلهث يلتقط انفاسه، بهدوء اقتربت منه و مسحت علي رآسه برفق، ابتعد براسه عنها للجه الاخري و عاد للخلف مع صوت صهيله المعترض ، فا كررت فعلتها حتي هدء و هدءت انفاسة.

من حسن حظها انه مروض من صاحبه و الا كانت النتائج و خيمه، و لكنه يظهر انه فقد غاضبآ، او ربما يشتاق لصديقه.

ضحكت بسعادة لاستجابته لها و هدوءه معها و سامحه لها لملامسته و مداعبت خصلات شعرة السوداء الناعمه .

تصنم صقر للمشهد الماثل امامه، و كأنها لوحه فنيه جميله و متناقضة، قربها منه و همسها له ببعض الكلمـ.ـا.ت و هدوءة امامها، سواده القاتم و فستانها الوردي و حجابها الابيض الذي زاد من جمالها.


زفر انفاسه بعد لهاثه اثر ركضه لعلمه بغضب سلطان، و جن جنونه عند علمه من ابيه بذهاب كارما اليه، كاد يتوقف قلبه من بشاعة تخيلاته لما سيحدث لها و لكن ما حدث ، انه شعر ان قلبه خُطفت دقاته لتلك القابعه بجانب فرسه.

– انتي عارفه ان محدش يعرف يتعامل مع سلطان غيري

التفتتت لصوته الذي حفظته و قالت بابتسامه هادئه : اسمه حلو اوي، بس احنا خلاص بقينا صحاب

تسائل بفضول: ازاي عرفتي تتعاملي معاه

_ ماما كانت بطلة سبق و كسبت مسابقات كتير و كانت بتحب الخيل اوي، تقريبا ورثت ده منها و حبيته، اتعلمت و اشتركت في مسابقات كتير و كنت بكسب

ثم قالت ضاحكه بخفوت معترفه: علي فكرة لو ما كنتش عارفه ان سلطان مروض ما كنتش جيت جمبه، اللي جمد قلبي ان عرفت انه بس زعلان شويه

ابتسم بهدوء قائلا: فعلا، سلطان لما بيكون زهقان او عايز يشوفني بيعمل كده

تسائلت و هي تطعمه بعض السكاكر: ميت روضه

_ انا

رفعت حاجبيها بأستغراب : انت، ازاي انا عارفه ان الترويض صعب حدا و خطر

اجابها و هو يخلع عنه وشاحه: عادي، اتعودت

ثم قال فجاءة : انا ممكن اسمحلك تركبي اي حصان من اللي هنا

رفعت احدي حاجبيها و قالت بحنق : تسمحلي! يا سلام علي كرمك

فقال مكملا : اه، بس بشرط

تركت السرج و قالت بضيق : من غير شروط، انا اصلا مش عايزة

و قبل ان تتحرك قال مسرعا : قصدي يعني طلب، انك ما تركبيش لوحدك

عشان ما تتوهيش زي المرة اللي فاتت

اومـ.ـا.ت براسها و قالت : اذا كان كده ماشي


حرك رأسه و قال: تركبي سلطان؟

كان عرضآ مغريآ للغايه و لكنها في آخر لحظه اشارت اتجاه حصان آخر لايقل جمالا عن سلطان، و تسلقته برشاقه تحت انظار صقر.

اعتلي صقر فرسه بقفزة واحده وجذب لجامه ثم تحرك به و اشار لها بيده قائلا: ورايا

ذمت شفتيها بغيظ من طريقته في القاء اوامره، فا اسرعت بالحصان حتي استبقته، ارتسمت علي وجهه ابتسامه و حفز سلطان بقدميه حتي ركض بقوة و ابتعدوا عن البيت الكبير بسباق لم يكن اي منهما يتخيله، و لكن يا تري من سيفوز في النهايه.

،،،،،،،،،،،،

توقف صقر و اشار اليها فا هدءت من ركضها

قالت له و هي مازلت قابعه علي فرسها: وقفت ليه

اشار لها للناحيه الاخري فا اتسعت عينيها من جمال ما رآت، لم تلاحظ وجودهم علي تلك التله العاليه سوي الآن، عنـ.ـد.ما شاهدت البلده بأكملها من عليها مع منظر لنهر النيل رسمت لوحه سبحان الخالق فأبدع.

نزل من علي فرسه برشاقه و ربط السرج بجزع الشجره، ثم فعلت كارما مثله و وقفت علي حرف التله بجانبه.

تطلعت اليه و لعينيه الناظره للامام،

تآكلت لاول مرة بذلك الفضول الغريب الذي اصبح يتملكها اتجاه، لذلك الرجل المتناقض في غروره و تواضعه و كرمه مع السيده ، إلقاءة طوال الوقت للاوامر بينما يستمع لجده ووالده بكل اهتمام، حتي في ملابسه متناقض، تاره تراه بملابس شبابية تظهره اصغر سنآ و عفويآ كا اول مرة رآته بها، و اخري كا هذه جلباب و العمامه و وشاحه الذي تركه قبل جولتهم و كأنها خلقت له خصيصآ تعطيه تلك الهيبه كأنه قادم من عصر آخر.

تنهدت و استمع لتنهيدتها و قال بصوتا هادئآ: ايه رئيك في المكان

اجابته بأعجاب قائله: جميل جدا

_ بحب اجي هنا، هدوء بعيد عن الدوشه و اشوف البلد كلها قصاد عيني

التفتت اليه و قالت : كلكم هنا بتتكلموا عن الارض و حبكم ليها ، تفتكر بابا ما كنش بيحبها زيكم ، لما سالت عمي قالي انه كان بيجي جري مشتاق ليها


استغرق الامر لبره واحده قبل ان يوليها كامل اهتمامه قائلا : كل واحد بيلاقي نفسه في الحاجه اللي تشبه، ابويا و جدي اختارو الارض، جدي لانه اول من زرعها و طرحت علي ايديه و ابويا اكمنه الولد الكبير و كان ملازم جدي، عمي يمكن عشان دماغه كان في التعليم اكتر اختار العلام

سكتت قليلا و قالت بشجن: مافيش مرة كلمني عنها و عينيه ما اتملتش دمـ.ـو.ع

_ ما كل حاجه و ليها تمن

قضبت حاجبيها متسائله : يعني ايه

اجابها صقر بتريث: يعني عمي كان ما بين اختيارين لو اختار عقله يبقي هايرجع لهنا و لو اختار قلبه يبقي يفضل هناك و هو اختار قلبه

رمشت بعينيها عدة مرات باستغراب فأبتسم و قال : كلنا عارفين سبب استقراره هناك

ثم ضحك بخفوت و قال : اقولك علي سر

اومـ.ـا.ت برأسها و عينيها الواسعه مرتكزه عليه بتركيز شـ.ـديد

_ مرة بعت لجدي جواب و قاله انا وقعت في حب واحده صهباء شعرها احمر زي النار و عيونها فيها دفا الدنيا… حبيتها يابا و مافيش بيدي حيله

كانت تستمع اليه بأنبهار، كانت تعتقد انه ذلك العقليه المتشـ.ـدده و الغير متفهمه لمشاعر الحب ، اتاخذت بحديثه عن والدها و ذلك الحديث الذي تستمع اليه لاول مرة و الذي بسببه لا تعرف لما غزت تلك الحمرة و جنتيها و هي تستمع لتلك الكلمـ.ـا.ت عن لسان والدها منه هو.

غض بصرة عنها بأعجوبه، ملامحها المعبرة و اتساع عينيها و تركيزها الكامل لحديثه و الذي اتخذ منحني آخر اربكه، لام نفسه عن تطور الحديث لهذا الحد بينهما، مما جعل الاجواء تتـ.ـو.تر من حولهما.

تنحنح ثم اجلي صوته و قال: يالا بينا قبل الليل

حركت راسها موافقه و تحركت من خلفه و صعد كل منهما حصانه للعوده للبيت الكبير .

،،،،،،،،،،،،،

تقلبت كارما في فراشها و قد استأذنت مبكرا اليوم و صعدت لغرفتها، و لكن بمجرد ما وضعت رأسها علي وسادتها جافا عينيها النوم ، اصدرت تنهيده ثم استقامت و فتحت شرفتها مستنشقه عبير زهورها، تفكر في اخر لقاء بينهما و الذي غاب بعدها لسفر مفاجئ لعدة ايام، شارف غيابه علي الاسبوع و في الحقيقه رغم حنقها منه في بعض الاحيان، إلا انها تشعر بجزء ناقص في البيت، ربما صوته القوي او حفيف جلبابه و رائحته التي تنذر بقدومه قبل ان تراه، خائفة لا تنكر، تلك المشاعر المتضاربه تجعلها في حيرة من آمرها.


ارتدت مأزرها و وضعت حجابها كيفما اتفق و نزلت لاسفل، اليوم علمت من جدها عن تلك المكتبه الملحقة بمكتب صقر و التي بها مجموعة مختلفه من الكتب و الروايات، قررت استعارة ما تجده مناسبآ لتقرآه حتي يأتي سلطان النوم.

فتحت الباب و دخلت حتي وصلت لمنتصفها و وقفت، رائحة الكتب حمستها، تطلعت لمجموعة روايات مختلفه و اختارت ما انجذبت اليه،

نظرت لذلك الكرسي الهزاز و لا مانع في جلسة قراءة مريحهه عليه .

انسجمت مع الاحداث و انعزلت عن الواقع مع تفاصيل الروايه، رفعت قدميها و مالت برأسها بجلسه اكثر اريحيه.

دخل للبيت الكبير بخطوات هادئه متعبه و قد تعدت الساعه منتصف الليل، انتبه للنور المنبعث من غرفة مكتبه، فا اتجه اليها بترقب لمن سيأتي اليها دون وجوده و في ذلك الوقت ، وقف صقر مبهوتآ لتلك القابعه بكرسي مكتبه و ذلك الكتاب الملقي علي قدمها و الذي يظهر انها غفت اثناء قراءتها ، حجابها الملقي ارضآ و راسها المائله مع شعرها الذي يشبه خيوط الشمس وقت الغروب.

اضطربت انفاسه و بأراده من حديد ابعد عينيه عن وجهها المستكين.

تنحنح ليوقظها فلم تستيقظ، اجلي حنجرته اكثر فا انتبهت و اعتدلت نظرت من حولها ثم استعادت وعيها تدريجيا حتي انتبهت لوجوده.

هبت واقفه و قالت بـ.ـارتباك و هي تضع حجابها علي رأسها : انا اسفه يظهر اني نمت مكاني

حرك رأسه و قال و هو غاضض بصرة عنها: مايجراش حاجه، ممكن تبقي تاخدي الكتب اللي عايزاها و تقريها في اوضتك احسن

اجابته باندفاع : انت لو مضايق اني دخلت هنا، خلاص مش هادخل تاني

اجابها موضحآ: مش قصدي كده، اقصد لو بتحبي تقري في وقت متأخر ممكن تقريها في اوضتك احسن من البرد اللي هنا

اومـ.ـا.ت براسها و قالت بخفوت : ممكن ابقي اخد روايات تانيه

قال علي الفور : المكتبه كلها تحت امرك

ابتسمت له بوداعه و قالت بتقدير : شكرا… تصبح علي خير

اجاب من خلفها : وانتي من اهله

ثم التفت بظهره عنها مستندا بيديه علي مكتبه زافرآ نفسآ عميق و تلك الدقات المضطربة باتت تقلقه مؤخرآ.
في عتمة الليل و السكون المحيط بهم بعد ساعات من منتصف الارض ، ينفث من انفه و فمه ذلك الدخان الكثيف من تلك الارجيله المليئه باالحشيش، في ذلك المكان السري الذي لا يتوافد عليه سوي القليل

هتف احدي الرجال و هو يشعل الفحم : طولت غيابك علينا يا معلم عيد

زفر عيد الدخان و لم يجيبه، فمال عليه رجل آخر قائلا بهمسا: من ساعة القاعده اياها و هو كده مش طايق نفسه و لا طايق حد

اجابه الاخر: حقه برضو يا جدع و هي سهله عليه ياكل قلم علي وشه كده قدام كبرات البلد

انتهي من اشعال الفحم و قال: ما عرفش يعلم عليه غير صقر


هتف عيد بهما بغضب: بتقولو ايه ياض انت و هو

اجاب احدهم: و لا حاجه يا معلم بساله علي مكان المعسل

اقتحم جلستهم و تمدد علي الاريكه الخشبيه و هتف بحماس: لافيني ولعه ياض خرمان.

ضحك احدهم قائلا: الله و معلم مجد كمان وصل، دي الليله صباحي يا رجاله

هتف مجد لذلك الشارد : ايه يا عيد مش تمسي

اجابه عيد بتافف: دماغي مش ريقالك يا مجد الساعه دي

قال له : دماغك مش رايقه من ساعه القاعده اياها و كده مش صح، لازم تظهر و تقفله تاني اه عشان ماحدش يستقل بيك

اسودت عينين عيد و قال : انا يوقفني زي العويل عشان راجـ.ـل ما استعناش اشغله عندي يمسحلي جزمتي

اخذ انفاسآ متتاليه من ارجيلته و قال مزودآ البنزين علي نيران عيد: اه يا اخي هاتقولي علي صقر، ده قادر و دايما يحب يعمل نفسه كبير علي حساب اي حاجه ، و اللي يطاطيله ها

قاطعه عيد منفعلآ بغضب: اللي يطاطيله يا مجد، ما عاش و لا كان اللي يقل مني

اشار له مجد مؤيدآ بقوة و قال مؤكدا: امال يا جدع، عشان كده بقولك حقك ما تسيبهوش ، بس على الهادي

انتبه اليه عيد و قال : ازاي

نفث الدخان مجددا و قال بابتسامه خبيثه: ها قولك …

،،،،،،،،،،

السلام عليكم و رحمة الله

تلك الكلمـ.ـا.ت التي القي بها صقر تحيته علي التجمع العائلي الذي وجده في بهو البيت الكبير عند دخوله، رددوا جميعا من خلفه التحيه، تقابلت عينيه بتلك الجالسه بجانب جده و التي اخفضت عينيها عنه بـ.ـارتباك من حضوره الذي اصبح يربكها مؤخرا.

قال عتمان : حمد الله علي السلامه يا صقر، كنت هاكلمك تيجي بدري بس انت سبقتني و جيت


جلس صقر قبالته منتهبآ: خير ياجدي

اجابه عتمان : خير يا بني ان شاء الله، في عريس جاي لبنت من بناتنا و عايزك تسأل عليه

لا إراديآ توجهت عينيه عليها ثم قال بترقب : لمين

كانت اجابه والدته هذه المرة : اختك يا صقر و اكملت ضاحكه: كبرت و خطابها بقوا علي الباب

ابتلع ريقه و قال بأنفاسآ هادئه: خير ان شاء الله ، من عيله مين

اجاب رحيم : من عيله همام انا اعرف ابوة و اعمامه بس العريس لا، و دي مهمتك يا بني

اوما برأسه و قال : بسيطه، اللي فيه الخير ربنا يقدمه

قال عتمان من خلفه : ونعم بالله يا بني

قالت سعاد بابتسامه مبالغ فيها :شوفتي البنات هايكبرونا يا أمل، دي ايناس منين ما اخدها في حته، ام ده تكلمني و ام ده تلمحلي، و انا اقولهم بنتي مـ.ـا.تخرجش برة العيله ابدا

ثم اكلمت و هي تلوح لها بيدها ضاحكه: عقبال مانفرح بيهم عن قريب يا اختي

اخفضت ايناس وجهها قائله بخجل مصطنع: بس بقي يا ماما

لم يعجب الجميع بتلميحات سعاد المبطنه بزواج ايناس لصقر، رغم انهم لم يتحدثوا في ذلك الموضوع الا في صغرهم و كانت ايناس وقتها في عمر الطفوله و كذلك صقر ، و عنـ.ـد.ما كبر صقر ابدي رفضه معللا انه لا يراها سوي ابنت عمه و مثل شقيقته، لكن استمرت سعاد في زرع تلك الفكرة في عقل ايناس حتي تصبح زوجة كبير العائله.

قال الجد و هو يهم بالوقوف: ايناس حفيدتي مش هاديها غير للي رايدها و يصونها يا سعاد و نصيبها لسه ما جاش ، يوم ما يجي و يخبط علي دارنا صقر هو الي هايسال عليه

ثم تحرك مستغفرآ متجهآ الي غرفته مستندا علي صقر.

هبت ايناس واقفه بضيق من حديث جدها، بينما نظرت سعاد لشقيقتها نظرة معاتبه فاخفضت امل عينيها عنها بقله حيله فا مابيدها لتفعله و ابنها لا يريد زيجه ابنتها.


و انفض الجمع كل في اتجاه ،

مالت كارما براسها لزهرة متسائله : هو الجو اتكهرب كده ليه

نظرت اليها زهرة و قالت : هو انتي ما فهمتيش

ذمت شفتيها و قالت : كلامهم كله تلميحات، مافهمتش

ضحكت زهرة بخفوت و قالت : احسن برضو

قضبت حاجبيها متسائله: ليه

تنهدت زهرة و قالت بشرود: في حاجات بتبقي احسن لما تفضل مستخبيه يا كارما

_ هو انا ليه حاسه انك مش مبسوطه من العريس

نظرت لها و قالت بيأس: مش فارقه خلاص

_ زهرة

تنهدت بعمق و قالت بخفوت: ها حكيلك يا كارما

،،،،،،،،،،،،،،

دثرة صقر بالغطاء وقال له : ما تبصليش كده يا جدي

اجابه عتمان قائلا: بما انك فاهم نظرة عيني اكيد انت عارف كمان انا عايز اقولك ايه

مسح صقر علي وجهه و قال : غصب عني يا جدي، مش عارف اشوفها غير انها زي زهرة

تنهد عتمان و اردف: لامتي يا صقر، عايز افرح بيك و اشوف عيالك قبل ما اموت

هتف علي الفور: بعد الشر عليك يا جدي

_ انت عارف رغم ان مابيعجبنيش كتير من تصرفات سعاد و طولة لسان ايناس ، بس كان عشمي تاخدها تحت جناحك و اطمن عليها جارك

تنهد صقر بتعب و قال : قلبي مش رايدها


اوما له عتمان بتفهم : و الحب بالرضا مش بالغصب

ابتسم صقر و تسائل: كنت هاتعمل ايه يا جدي لو كانت جدتي ضحي مش رايداك

غامت عينيه بالحنين مجيبآ: لو كان قلبها خالي، كنت هاعمل كل اللي اقدر عليه عشان يتملي بيا، كنت هاحاوطها بقلبي و اصبر عليها لحد ما تحبني

صمت صقر قليلا و قال بتردد: حتي لو كانت شيفاك بصورة تانيه، واخده عنك صورة مش فيك ، او يمكن فيك بس دي طبيعتك و مش هاتعرف تغيرها

نظر له عتمان بتمعن و اجابه: لو واخده صورة غلط اصححها ، و لو الطبع مخليها تنفر (تبعد) عني، يبقي اتحكم فيه، ما الشاري لازم يتعب شويه

اوما له صقر و استقام واقفآ معللا ارهاقه، اصطحبته نظرات الجد من خلفه و شعور بداخله ان حفيده علي مشارف الهوي.

،،،،،،،،،،،،،

بتحبي يا زهرة

وضعت كفها علي فم كارما التي هتفت بتلك الكلمـ.ـا.ت بعد الاستماع لحديث زهرة.

_ اشش اسكتي هاتفضحيني

حركت راسها و قالت كارما بخفوت : معلش اصل اتفاجئت، ازاي و امتي انا من وقت ما جيت ماشوفتش تقريبا رجاله غير الغفر اللي برة

اخفضت زهرة عينها و قالت بتـ.ـو.تر: صاحب صقر

رددت كارما من خلفها بأستفهام: صاحب صقر ؟ و ده فين

_ اوقات كتير بيجي هنا في شغل، كلامنا ما يتعداش السلام، بس بحس من عينيه حاجه غريبه رغم انها بتبقي ثواني و ينزلها الارض، غصب عني يا كارما قلبي اتعلق بيه.

اجابتها كارما بتأثر : عشان كده مش مبسوطه بالعريس المتقدملك

ردت زهرة عليها بحزن: كان عندي امل، بس يظهر خلاص نصيبي كده

شعرت كارما بالحزن لاجلها قائله:انتي ممكن ترفضي يا زهرة ما اعتقدش عمي او جدي و حتي صقر يغصبوكي علي الجواز، و يمكن العريس ده يبقي كويس و لما ت عـ.ـر.فيه تحبيه


ترقرقت العبـ.ـارات بعينين زهرة فأدركت كارما ان الفعل اصعب من الحديث، احتضنتها مؤازة شاعرة بالحزن لاجلها.

،،،،،،،،،،،،،،،،،

جلست تقضم في اظافرها و والدتها تفكر بحل لتلك المعضله

هتفت ايناس بضيق: خلاص كده ياماما صقر طار من ايدي

جذبتها والدتها من ذراعها هاتفه: لا طبعا ، اصبري بس بفكر في حل

قالت ايناس : حل؟ حل ايه ده جدي رماها في وشنا و جابهلنا علي بلاطه

فكرت سعاد قليلا و قالت : زودي العيار معاه حبتين

نفخت و قالت: بيصدني يا ماما هاعمل ايه، ارمي نفسي عليه

اتسعت عينين سعاد و قالت بغضب: لالا ان شاء الله مش اللي في بالي

انتبهت لها ايناس مستفهمه: هو ايه الى في بالك يا ماما

جلست سعاد ببطئ و عقلها يعيد بعض الاحداث سريعآ: يوم ما صقر جه من السفر كنا بنفطر و لما عمي سأل عليه كارما قالت انه رجع امبـ.ـارح، عرفت منين و هو كان جاي بعد نص الليل

ضيقت ايناس عينيها برييه و هتفت: يعني ايه

_ يعني تفتحي عينك يا قلب امك ، شكلنا نايمين علي ودانا و مقصوفة الرقبه ما بتضعيش وقت

ابتلعت ايناس ريقها خوفآ من فقدانه، و اشتعلت عينيها غضبآ من وجودها الجبريآ في حياتها.


يتبع…. 
 في بداية يوم جديد ، استعد صقر للخروج ، و قبل ان يذهب قال لوالدته : صباح الخير يا ام صقر

التفتت اليه امل و اجابته بابتسامه: يسعد صباحك يا حبييي

ابتسم لها و قال مربتٍ علي كتفيها: عايزك تعملي حساب كريم في الغدا معانا النهارده

هتفت بترحاب: عنيا يا حبيبي يا مرحب بيه ثم تسائلت: عملت ايه في موضوع اختك يا صقر

اجابها صقر : العريس كويس و محترم و اهله ناس يعرفوا الاصول

ابتهجت ملامحها و قالت: ربنا يقدم اللي فيه الخير و يفرحني بيك يا حبيبي


ابتسم له و قال : كله بآوانه يا ام صقر

انتبه للخطوات القادمة من خلفهم، تطلع للحظات لمحياها و هي تهبط الدرج بهدوء كا اميرة متوجه و لكنه تنبه لنفسه و غض الطرف عنها، حتي اقترب منهم و قالت بأبتسامه مشرقه: صباح الخير

قالت امل بابتسامه واسعه: ده اية الصباح اللي يشرح القلب ده، و النبي ده امه دعيااله اللي هايصطبح بوشك يا كارما

تنحنح صقر و هتف و هم يهم الرحيل: بالإذن انا يا امي… السلام عليكم

تحركت عينيها معه باستغراب من تجاهله لها و حتي لم يرد علي تحيتها، نظرت لأمل مبتسمه و قالت: ممكن اساعدك النهارده

رحبت بها أمل و قالت: تعالي يا حبيبتي، فين زهرة امال

اجابتها كارما: بتقول تعبانه و عايزة تنام شويه

تحدثت امل و قالت: و ماله ، ساعه كده و نبقي نصحيها، تعالي بقي هاقولك علي شويه اسرار في الطبيخ مـ.ـا.تقوليش لعدوك عليها

ضحكت كارما و جارتها في حديثها رغم عقلها المشغول بذلك المتقلب.

،،،،،،،،،،،،،،،،،

في النهار الساطع و الشمس الحارقه فوق رؤوسهم، كان كريم و صقر يتابعون بعض الاعمال و الحسابات الخاصه بالأراضي ، عاد به صقر للمنزل وو استقبلته أمل بحفاوة : حمدالله علي السلامه، عاش من شافك يا بني

ابتسم له كريم و اجاب : الله يسلمك يا ست الكل، اخبـ.ـارك صحتك ايه

_ في نعمه يا حبيبي، الحاجه عامله ايه سلملي عليها

_ يوصل ان شاء الله

قالت له مؤكده : اوعي تمشي قبل ما نتغدا، ده انا مجهزالك الاكل اللي بتحبه

اجابها بعفوية و قال: امشي ده ايه، هو اكل الصعيد ده يتفوت

ضحكت و قالت : الف هنا علي قلبك


اصطحب صقر صديقه لغرفة المكتب حتي يجهز الغداء، فانشغل بمكالمه هاتفيه جعلت ذلك القابع علي الكرسي مستمعآ لحديثه منتظر انتهاءة بفارغ الصبر، و ما ان انتهي صقر.

تسائل كريم بترقب: سمعتك بتقول عريس و بتسأل عليه، لمين العريس ده

اجابه صقر بهدوء : لزهرة

بهتت ملامحه و ردد من خلفه : زهره اختك

عقد صقر ما بين حاجبيه قال: ايوة اختي

اخفض رأسه ارضآ عن انظار ذلك التي يتفحصه بأستغراب من تبدل ملامحه و حاله الذي انقلب، لا يعرف بعشقه لها، لا يعرف بخوفه من تلك الفروقات بينهما الماديه و بخوفه علي علاقته به كا صديق و آخ، لا يعرف بذلك الوعد الذي قطعه لنفسه ان ينحت في الصخر حتي يكون جدير بها ، لكن يبدو القدر رآي آخر و انها كبرت حتي صار من يريد الفوز بها.

كريم يا كريم

انتبه اليه من شروده فقال صقر : انت مش معايا خالص

تحدث كريم بصوتًا باهتًا: و انتو وافقتوا

اجابه صقر متفحصا: بنسأل عليه لسه

ابتلع ريقه و قال بترقب : و هي … وافقت!

عاد صقر بظهرة للخلف و قال بوضوح: في ايه يا كريم … وشك قلب فجاءه ليه

قبض كريم علي كفيه و هتف فجاءه و بدون مقدمـ.ـا.ت : انا عايز اتجوز زهرة

و الآخر لم يبد اي رده فعل مما جعله يترقب قلقآ.

،،،،،،،،،،،،،،

فتحت غرفتها و ازاحت عنها االغطاء هاتفه بها : قومي بسرعه، شكلي كده عرفت مين حبيب القلب


اعتدلت زهرة بسرعه و قالت : انتي بتقولي ايه يا كارما

مالت عليها كارما ضاحكه: استاذ كريم تحت… مش ده اللي حكتيلي عنه

نهضت من فراشها و قالت بفرح: يعني هو هنا

اومـ.ـا.ت كارما براسها : ايوة تحت في المكتب

اسرعت زهرة بـ.ـارتداء ملابسها و حجابها، بالتأكيد لن تنزل لاسفل ، لكن يكفيها ان تري محياه اثناء مغادرته او بسلاما متحفظًا بينهما.

،،،،،،،،،،،،

_ انت هاتفضل با صصلي كده كتير

شبك صقر بيده امامه و قال: و انت فجاءه كده حسيت انك عايز تتجوز اختي

اجابه كريم بوضوح: لا يا صقر مش فجاءه من زمان

ردد من خلفه متعجبآ : من زماان ! و ايه اخرك

ابتلع ريقه و حاول جاهدآ ان يصل اليه صدق حديثه و نيته: عشان مش عايز اخدها و تعيش في مستوي اقل من اللي كانت فيه، عشان كان عندي مشوار طويل اني اجهز نفسي و اكون قادر افتح بيت، و انت يا صقر مش عايز اخسرك اخويا و صحبي، و يعلم ربنا اني صونت دخلتي في بيتك.

استغرق صقر عدة لحظات مستشعرا فيه صدق كلمـ.ـا.ته ثم قال من بعدها: هاشور الحاج و جدي و هي طبعا و ابلغك

فاتسائل كريم متلهفآ: يعني انت موافق

ابتسم له صقر و قال بأريحيه: موافق يا سيدي و انا يعني هالاقي احسن منك، بس رئيها الاول

ضحك كريم متفائلا شاعرًا ان حلمه علي وشك ان يتحقق..

،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،

طرقت باب مكتبه و آذن لها بالدخول، ابتسمت ايناس و قالت : ممكن ادخل يا صقر

رفع عينيه عن الاوراق بين يديه و قال : اتفضلي يا ايناس


بخطوات هادئه و عينين ترسل لها الاف الاشارت و يتجاهلها هو كعادته، قالت ما ان جلست : سألت علي عريس زهرة

نظر لها و قال صقر : و انتي جايه لحد هنا عشان تسآلي عن عريس زهرة

اجابته علي الفور : مش بنت خالتي و عايزة اطمن عليها، انت مـ.ـا.تعرفش غلاوتها في قلبي قد ايه

ثم تنهدت و قالت بحزن مصطنع: مع اني زعلانه منها و اخده علي خاطري منها

تسائل و قد القي بالقلم على سطح مكتبه محاولا اظهار اهتمامه و معرفة غرضها من القدوم: ليه

_ من وقت ما جات كارما و هي واخده جمب مني، طول النهار معاها، حتي لما نزلوا السوق محدش منهم كلف نفسه يقولي و اروح معاهم، حتي كارما اللي قولت اختي و هاتبقي جمبي بتتجاهلني و مش حاسة انها بتحبني خالص و خايفه تكون بتكره زهرة فيا.

مسح علي وجهه بتعب ووقال: مـ.ـا.تكبريش المواضيع يا ايناس، زهرة بتحبك و اختك بكرة تقربوا من بعض ، و ياستي علي خروج السوق ابقي روحي معاهم المرة الجايه

تساقطت عبراتها بتمثيل مقنع و قالت: حاسه اني لوحدي يا صقر، كل واحد في دنيته ، محدش بيفكر فيا

استقام و اتجه اليها و قال بهدوء: ابدا يا ايناس كلنا هنا بنحبك

وقفت قبالته بلهفة و قالت : بجد يا صقر

عاد خطوة للخلف و قاال موضحًا: طبعا، انتي عندي غلاوتك من غلاوة زهرة

تساقطت دمـ.ـو.عها بصدق هذه المرة و قال بخفوت: مش عايزاك تحبني زي زهرة يا صقر، انا مش زهرة، انت مش اخويا

ظهر الضيق علي ملامحه من وضوح حديثها المحرج و قال : ايناس اطلعي علي اوضتك

اخفضت عينيها ارضًا و اادار هو بظهرة للنافذه و ضيق حاجبيه لرؤية كارما المتجه الاستطبل.

تخشب مكانه عنـ.ـد.ما استمع لصوتها قائله: انا بحبك يا صقر

التفت اليها و اشار لها بأصبعه بغضب : انتي اتجنيتي و لا ايه، اتحشمي يا ايناس

حركت رأسها بالرفض و قالت بأنفعال: ايوة بحبك، هاتفضل لامتي مش واخد بالك او عامل نفسك مش واخد بالك

هدر بها بأنفعال غاضب: علي اوضتك حالا…. يالا


انتفضت اثر صرخته بها و ركضت لاعلي تاركه اياه يمسح علي وجهه بغضب منها و من جرأت حديثها ، ثم تذكر تلك التي خرجت من دون علمه و كأنه لا وجوده له في الدار.

تحرك بخطوات غاضبه متجهًا الاستطبل.

و في منتصف طريقه و جدها عائده ، منت نفسها بجلسه مع الخيول لكن الظلام المحيط بها جعل الخوف يتسلل اليها و عادت مرة أخري..

كانت تسير واضعه يديها في جيبي الچاكت ، ناظرة لأسفل غير منتبه لوجود بعد.

_ انتي استأذنتي قبل ما تخرجي

انتفضت اثر صوته المفاجئ و الغاضب و ظهورة فجاءه امامها

اجابته كارما و قد شعرت ببوادر نقاش محتد بينهما : اللي عرفته اني استأذن لو خرجت برة بوابة البيت ، لكن انا ماخرجتش، الاستطبل في محيط البيت

هتف بها صقر أمرًا: تستأذني برضو و ماينفعش تخرجي بالليل كده لوحدك

هتفت به في ضيق و صوتًا مرتفع: يووة انت كل ما تشوفني يا تتجاهلني خالص يا تكون متعصب و تديني في أوامر كده، يا سيدي لو مش طايق وجودي انت كمان ارجع انا ما طرح ما كنت

قال من بين اسنانه بغضب: اياكي صوتك يعلي عليا تاني، احمدي ربنا انك ست ، لو كنتي راجـ.ـل كنت عرفته ازاي يتكلم معاياا

صرخت به لطريقته المتسلطة و المستفزة: هاتعمل ايه يعني، هاتضـ.ـر.بني مثلا، اصدق انك تعملها ما اللي زيك ممكن يمد ايده علي بنت عادي

قبض علي يديه بقوة و برزت عروق رقبته بغضبًا: اللي زي لو ماكنش يعرف الاصول كنت ادبتك من أول و جديد

اتسعت عينيها و هدرت به : انا مسمحلكش، انا متربيه كويس اوي

هتف بها بغضب : و المتربيه تخرج من غير ما تعرف حد من اللي موجودين، و في الليل كمان و لوحدها، لو عمي ما عرفش يربيكي انا ها ربيكي

اتسعت عينيها و ترقرت بهم العبرات غير قادرة علي الرد عليه، و رغم غضبه و ضيقه الا انه نـ.ـد.م انه تطرق لتلك النقطه بتهور منه.

تساقطت دمـ.ـو.عها و قاانت له بصوتٍ مختنق: لو ابويا كان عايش ماكنش هايسمحلك تكلمني كده

انقبض قلبه من صورتها الباكيه و ظهر علي وجهه إمارات النـ.ـد.م.


في مكان قريب منهم للغايه ، هناك من يترصد بفوهة سلاحه بين الاشجار الكثيفه مصوبًا علي اتجاه بعينه منتظرًا الوقت المناسب لاطـ.ـلا.ق رصاصته.

تحركت من امامه عائده للبيت غير قادرة علي كتم نشيجها الذي استمعه و انظارة عليها من خلفها، و في لحظه كان صوت العيار الناري يدوي بصوتآ عاليًا و صوت ارتطام قوي بالارض، التفت بسرعه للخلف وجدته ملقي علي الارض و تلك البقعة الحمراء تزداد , ثم صرخت بأسمه و هي تركض اليه : صقر..
تخشب جسدها بأكمله بصدمه ، و توقف عقلها لبرة ثم استعادت تركيزها و ركضت عليه، جثت علي ركبتيها واضعه يدها علي كتفه النازف صارخه بأسمه : صقر…. صقر انت سامعني

حرك رأسه و خرجت منه تأوهات بآلم شـ.ـديد.

التفتت برأسها من حولها لعلها تجد ما تستنجد به، لكن لم يقابلها سوي الفراغ، بكت بخوف و قالت بصوت مرتعش: صقر.. صقر رد عليا

اجابها بصوتًا مكبوتًا بألم: اهدي… متخافيش.

هتفت به و هي تجذب الشال الذي يحيط برقبتها و تضعه علي جرحه : اهدي ايه، انت بتنزف


اجابها يطمئنها: بسيطه

حركت رأسها بالنفي و صرخت به: بسيطه ازاي، النزيف مش بيقف

ثم تابعت بأقتراح :

حاول تقوم معايا لحد البيت ، ارجوك ، اتسند عليا لحد ما نوصل

حاول الاستقامه رغم الالم الشـ.ـديد المرسوم علي وجهه و ساعدته علي الوقوف ، تمسكت بذراعه المصاب تحاول مساعدته، و تحامل هو علي نفسه حتي لا يرمي بثقله كله عليها.

خطواتهم بطيئه و انفاسها عاليه مرتبكه و مرتعشه من صعوبة الموقف برمته.

،،،،،،،،،،،،،،،،،

انتاب كل من في البيت الكبير القلق من ذلك الصوت المدوي لطلقه ناريه قريبه منهم للغايه.

خرج رحيم مناديآ علي الغفر يتفقدوا ما حول الدار

اقتربوا من البيت و قد بدء يشعر بذلك الدوار اللعين، استمع لصوتها برجائه الذي لمس قلبه : ارجوك كمل شويه، خلاص قربنا

ثم صرخت مستنجده بأحدي الغفر، الذي هرول عليها ، ركض رحيم برعـ.ـبآ اتجاهم فور ما ابصر ابنه مستندا علي كارما و احدي كتفيه نازفآ الدماء .

صرخت امل بهلع علي بكريها ضاربه علي صدرها بقلب كاد ان يتوقف، بينما استند الجد علي عكازه خشية من ان يخذله و يسقط ارضآ.

ابتعدت كارما فور ما حملوه لاعلي البيت الكبير، التفت من حولها و شعرت بأرتعاشه لكامل جسدها،انتبهت لاحدي الغفر قائلا: ادخلي جوا يا ست هانم، الدنيا مش امان

تحركت للداخل و جميع من في البيت علي اعصابهم و القلق والخوف مسيطر علي الجميع.

استدعوا الطبيب الذي اتى علي الفور و تحولت الدار رآسا علي عقب.

،،،،،،،،،،،،،،،،،

ما اتفقناش علي الدم يا مجد

نفخ الدخان من انفه و فمه من ارجيلته قائلا: ما تنشف شويه يا عيد الله


صرخ به عيد خوفآ: الدم لا يا مجد، انت قولت قرصة ودن مش تقـ.ـتـ.ـله

القي بمبسم ارجيلته و قال: و مين قالك انه مـ.ـا.ت، مع اني كنت اتمني بس عمره بقي هانعمل ايه

جلس عيد قبالته و قال بقلق: يعني هو ما متش انت متاكد

_ عيب عليك يا جدع

تنفس عيد الصعداء و مسح حبات العرق التي ترقرقت علي جبينه، ثم هدر بمجد : و افرض اللي بعته فتن علينا و عرف اننا

قاطعه مجد بنفاذ صبر : زمانه طلع الجبل و راح مطرح ما جه

وقف عيد و قال : الحمد لله انها جات علي قد كده ، انا بشيل ايدي يا مجد، اه بكرة صقر بس ما اقـ.ـتـ.ـلوش

اخذ مجد انغاسًا عميقه و بدءت المخدرات تدخله في تلك الحاله من الانتشاء و تمتم ساخر: احسن برضو، اللي جاي مش تبعك ، اللي جاي عايز دندنه علي الهادي

ثم ضحك لتلك الخيالات التي بدءت تتزاحم بعقله و من بينهم صورة تلك التي اوقعه حظه بها و كعادته جاء من انتشلها منه، مؤكدا لنفسه ان الحرب بينه و بين صقر قريبا جدا ستكون علي أشـ.ـدها.

،،،،،،،،،،،،،

بعد مرور ذلك الوقت العصيب، طمأنهم الطبيب على استخراج الرصاصه و تضميد جرحه و طلب الراحه المشـ.ـدده له، كانت ما زالت جالسه في بهو البيت، دون القدرة علي الوقوف فقط ما استمعت لحديث الطبيب ، تنفست الصعداء و هدءت انفاسها.

ايه الي حصل يا كارما

نظرت لعمها و بصوتآ متحشرجًا اثر صراخ سردت له ما حدث

قال عتمان : ما شوفتيش اللي ضـ.ـر.به

حركت رأسها بالنفي و قالت : الدنيا كانت ضلمه

هتفت بها ايناس بضيق : و انتي ايه وداكي الاستطبل باليل كده

اجابتها كارما : كنت عايزة اتمشي و لما لاقيت ان مافيش نور رجعت


قال رحيم بأستنتاج: ازاي مافيش نور، يبقي حد فصل الكشافات

هتفت ايناس بها قائله: عاجبك آخر دلعك، لو ماكنتيش خرجتي بالليل ماكنش كل ده حصل

ردت عليها كارما بأنفعال: صقر ماكنش يعرف اني هناك

قالت الاخري بغضب: كان عارف و شافك من الشباك

ضـ.ـر.ب عتمان بعكازه علي الارض بقوة قائلا بصوتٍ جاد و حاد: مش عايز اسمع صوت.. كله علي اوضته

التفت اليه كارما و هي علي وشك البكاء: جدي انا

قاطعها عتمان قائلا: بعدين كارما، اطلعي اوضتك ارتاحي، كله مقدر و مكتوب

صعدت لاعلي و غشاوة دمـ.ـو.عها تتأرجح بمقلتيها تهدد بأنهيارها،

دخلت غرفتها، ثم انهارت في نوبة بكاء ، ليله عصيبه و حديث ايناس زاد احساسها بالذنب، بالتاكيد لم تقصد كل ذلك، رغم نقاشاتهم المحتده دائما الا انها لا تتمني له السوء ، و لا حتي ان تكون سببًا غير مباشر به.

نظرت ليديها المليئه بدماءة و ملابسها ايضآ، ببطئ و اعصابًا مهتزه تحممت و ارتدت ملابس اخري، تدثرت تحت غطائها لعله يبث بها بعض الدفئ.

طرق الباب و انفتح و قابلتها ام محروس بكوب من الحليب و بعض السندوتشات قائله لها بابتسامه طيبه: كلي لقمه قبل ما تنامي

قالت كارما بخفوت: مش قادرة والله

وضعتهم علي طرف الفراش و قالت : ابدا، ده كفايه الخضه و وشك اللي زي اللمونه ده

ابتسمت لها كارما قالت بحزن: انتي عارفه انك الوحيده اللي اهتميتي بيا، انا ماقدره اللي هما فيه، بس اكتر حاجه وجعتني ان اكون السبب في اللي حصل

نفت ام محروس علي الفور و قالت: ماحدش قال انك السبب، و ست ايناس هي علي طول كده، لامؤخذه يعني بتحب تصطاد في الميه العكرة، ده قدر يا بنتي مافيش حد بيهرب من قدرة

مدت لها بكوب الحليب و قال لها بحنان: يالا اشربي بقي ما تكسفيش ايدي

تناولتها منها كارما و تجرعته ثم دثرت نفسها مرة اخري و لم يمر الكثير و غلبها سلطان النوم.


،،،،،،،،،،،،،،،،،،

حمدلله علي سلامتك يابني، وقعت قلوبنا عليك

طمأنها صقر قائلا: انا بخير ياما ما تقلقيش

قال رحيم مربتآ علي كتفه السليم: قدر و لطف يابني ربنا عالم بحالنا

تحدث عتمان: وعيت له يا صقر

صمت صقر لبره و قال : الدنيا كانت ليل يا جدي

اوما عتمان برأسه و وقال : حد فصل الكشافات، الغفر لاقو السلك مقطوع

هتف رحيم بقلق: مين قاصد يعمل كده

هدرت أمل : حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منه

اقتحمت ايناس و والدتها الغرفه و من خلفهم زهرة

قالت ايناس بلهفه: حمد الله علي سلامتك يا صقر

اجابها صقر : الله يسلمك

اقبلت عليه زهرة مقبله رأسه ببكاء: بركه انك بخير ياحبيبي، شكلك و انت جاي مع كرما و غرقان في دمك نشف دمنا

دارت عينيه بحثآ عنها و لم يجد لها آثر، مسك لسانه بقوة الا يسأل عنها و لكن انتبه لوالدته التي قالت: فين كارما امال

قالت زهرة بحنق : من ساعة كلام ايناس و هي في اوضتها مش عايزة تطلع

ارتبكت ايناس و قالت مبرره: كلنا كنا علي اعصابنا و غصب عني قولت كلمتين من خوفي عليك ، مـ.ـا.تكبرش هي الموضوع بقي

قال رحيم مؤنبا: اديكي قولتي يا بنتي كلنا كنا علي اعصابنا، محدش فينا قدر يتهمها انها السبب

ضيق صقر عينيه و تسائل مستفهما: تتهموها بأيه

ابتلعت ايناس ريقها بخوفآ و قالت زهرة : ايناس صرخت فيها انها خرجت باليل و قالتلها انها السبب، لانها لو ماكنتش خرجت ماكنتش انت هاتطلع وراها و يحصل اللي حصل


لامتها أمل قائله: ليه بس يا ايناس و هي ذنبها ايه

اخفضت ايناس عينيها ارضًا هروبًا من نظرات صقر الغاضبة الذي هتف بضيق: انا لولا كارما كان زماني لسه سايح في دمي، ده يمكن من حسن حظي انها خرجت عشان تساعدني اجي لهنا ، مايبقاش ده كلام الشكر اللي المفروض يتقالها

عم الصمت المكان و كسرة الجد عنـ.ـد.ما وقف ببطئ و قال : نهايته كل واحد يروح يشوف حاله و سيبوه يرتاح

قالت أمل : انا هاروح اعملك شويه شوربه يعوضوا الدم اللي نزل منك يا ضنايا.

خلت الغرفه من حوله، عاد برأسه للخلف بتعب و ضيق، ود لو استطاع ان يذهب اليها و يطيب خاطرها من حديث ايناس الاذع، و قسوة حديثه الاخير معها ايضا، و التي في المقابل كان يشعر بأرتجافها و هي محيطه بذراعه لتساعده علي العوده للبيت، وقعت عينيه علي الشال الخاص بها و الملئ بدماءه، متذكرا بكائها و هي تضغط علي جرحه النازف، كانت هشه للغايه و خائفة و رغم ذلك حاولت مساعدته بقدر ما استطاعت.

تنهد بقلب منقبض من عزلتها التي فرضتها، مقررا عدم السماح لها بأختفائها عن عينيه لوقت طويل ، و رغمًا عنه تاركًا ذلك الشعور الملح عليه لرؤيتها و الاطمئنان عليها ، منتويًا التدخل بنفسه.
لم ترغب في النزول للافطار، كل ما ترغبه فقد هو بعض الروايات لعلها تساعد في مرور ذلك الوقت البطئ، ارتدت حجابها كيفما اتفق، خرجت من غرفتها و توقفت امام غرفته و بابها الموارب و الذي ظهر منه صقر جالسآ علي حرف الفراش و يبدو متآلمآ، لا تنكر تلك الرغبه الملحه عليها في الاطمئنان عليه و لكنها فضلت الابتعاد.

حتي رآته الآن…

فتحت الباب علي مصراعيه و دخلت ، لم يشعر هو الا بعبائته التي كان يحاول ارتدائها ملقيه علي كتفيه فوق جلبابه.

التفت صقر و ما ان ابصرها وقف امامها قائلا بلهفه: كنت جايلك

ثم تلعثم لتهورة و قال : اقصد كنت عايز اطمن


صمت مرة اخري و قال بصوتآ خافتآ: انا محقوق لك

تطلعت كارما لملامحه و عينيه المنخفضه عنها كعادته ، و مظهرة المختلف دون عمامته التي سقطت عنه وقت الحادثه

تسائلت كارما بخفوت : ليه

زفر انفاسه و اردف : من كلام ايناس، عارف انه زعلك

اخفضت عينيها ارضآ و ضمت شفتيها تمنع بكائها: عندها حق انا

قاطعها ناظرآ اليها و قال بصوتا لا يقبل الجدل: لا، انتي مالكيش ذنب، انتي كان ممكن من خوفك تجري من المكان، لكنك وقفتي و ساعدتيني لحد ما وصلنا لهنا ، انتي كمان كان ممكن تتصابي ، انا المفروض اشكرك

رفعت عينيها مقابل عينيه و تلك الغلالة المحيطه بها: ماكنش لازم اخرج

اجابها بصوتآ هادئآ لاول مرة تسمعه: ده قدر و كان هايحصل هايحصل كله مقدر و مكتوب

اردفت بصوتآ ناعمآ: حمد الله علي سلامتك، الحمد لله انك بخير

كانت رقيقه بطريقه جعلته ناسيآ ان يخفض عينيه عنها، منجذبآ لتلك العينين الذهبيتين و التي لاول مرة يراها بذلك القرب

انتبه علي سؤالها : مين اللي عمل كده

غض الطرف عنها مجيبآ بعد ان اجلي صوته : الله اعلم

_ بلغتوا الشرطه

_ ايوة، و بيعملوا اللازم

اومـ.ـا.ت برأسها و تحركت لخارج الغرفه، استوقفها صوته قائلا : انا محقوق لك كمان مرة

التفت اليه هذه المرة لكن بابتسامه عذبه : معقوله صقر الجارحي محقوق ليا مرتين في ساعة واحده

ابتسم لها تلك الابتسامه التي اظهرت غمازته لها و لاسمه الذي يستمعه منها لاول مرة : المرة دي محقوق لك عن كلامي اخر مرة

ضحكت كارما و هتفت : امممم لا في دي عندك حق بصراحه


ثم تابعت و قالت: و انت كمان مـ.ـا.تزعلش مني

حرك رأسه و قال : حصل خير يا بت عمي

تتبعها حتي اختفت عن انظارة ، مرتاحآ لتلك الهدنه الغير معلنه بينهما…

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

انتظرها و هو يدخن بشراهه، كاد يصاب بالجنون من وقت معرفته من ابنه ما دبرة مجد في محاوله قـ.ـتـ.ـل صقر، يخشي ان تأتي سيرة ابنه و يدفع هو ثمنها.

استمع للطرقات الخافته و فتح بابه علي الفور.

دخلت سعاد بأنفاس لاهثه : ايه يا كامل ده وقت تطلبني فيه، ماانت عارف المصيبه اللي في الدار

جذبها من ذراعها و قال : ايوة عرفت، المهم صقر عامل ايه

اجابته بأستغراب : انت جايبني تسألني عن صقر يا كامل

نهرها و قال: اخلصي يا سعاد

قالت له : كويس، الدكتور خرج له الرصاصه و النهارده بدء يتحرك

سأل مرة اخري مترقبآ: و عرفوا مين اللي عمل كده

_ لا ما حدش يعرف ، بس مش هايسييوة ما انت عارف صقر مش هايسيب حقه

ارتمي علي مقعده و بقلق: عارف…عارف

اقتربت منه و قالت : مالك يا كامل في ايه

هب واقفآ و اجابها: مافيش يا سعاد، ارجعي عشان محدش يحس بحاجه، بس لما اكلمك في التليفون تردي علي طول

نفذت أمرة دون مناقشه كعادتها و قالت : حاضر يا كامل

،،،،،،،،،،،،، ، ،،،،،،،

دي اقولك يا صقر ييه


كلمـ.ـا.ت قالها المحقق لمركز الشرطه التابع للمركز، اثناء تحقيقه مع صقر لمعرفة من حاول قـ.ـتـ.ـله

اجابه صقر بثبات: ايوة يا حضرة الظابط

وقف المحقق و قال :اتمني ما يكونش في حاجه ما قولتهاش في التحقيق

قال صقر بهدوء: و هو في حاجه تخفي علي الحكومه برضو، تلاقيه عيار طايش

حرك المحقق رأسه بعدم اقتناع: ياريت لو حصل جديد تبلغونا

انصرف المحقق، تطلع عتمان لحفيده قائلا: انت عارف مين اللي عمل كده

صمت صقر لبره و قال بوضوح: شاكك يا جدي، ماقدرش اقول حد بعينه يمكن اكون ظالمه

هتف عتمان متسائلا بترقب: و لو اتأكدت

احتدت عينيه و قال : اكيد هاسيب الحكومه تجيب حقي

قال عتمان و قد انتابه القلق : اوعي لحالك يا صقر… مش عايز ضهري يتقسم بيك كفايه اللي راح

اجابه صقر علي الفور : بعد الشر عليك يا جدي….

اردف عتمان : خد بالك علي نفسك يابني

ابتسم له صقر يطمأنه : ما تقلقش عليا

حرك الجد رأسه و استقام واقفا، فاتسائل صقر : رايح فين يا جدي

اجابه علي تسائله : رايح لكارما اطيب خاطرها بكلمتين ، اتشغلت فيك و عارف ان كلام ايناس زعلها

_ لا ما انا راضيتها

رفع عتمان حاجبيه و قال : راضيتها !

اخفض صقر عينيه عنه و اجاب : ايوة ، كنت بتشكرها علي اللي عملته معايا، و طيبت خاطرها بكلمتين كده

اخفي الجد ابتسامته و هتف : كويس انك عملت كده، ما هي زي زهرة برضو


ارتفعت عينيه علي الفور لجده ، الذي رأي بهما الرفض و الذي لم يستطع صقر ان يعلنها بعد.

ضحك الجد و تسرب ذلك الامل بداخله، متمنيآ ان يخطوا حفيده اولي خطواته نحو العشق.

،،،،،،،،،،،،،،،،،

جافاها النوم في ذلك الوقت المتأخر ، فتحت شرفتها و استندت بساعديها علي السور، تتطلع لمكان الاستطبل الذي يحيطه الانوار من كل اتجاه ، بعد ما كان في ظلامآ مُعتم اول امس فقد.

استمعت لذلك الصوت الذي اصبحت تعرفه جيدآ حتي بتقلباته ، مثل الآن….. يتحدث في هاتفه ملقيآ اوامرة كعادته، نبرته لا تحمل النقاش حتي.

انتهي ثم وضع هاتفه علي سور شرفته ، التفت برأسه وجدها تنظر اليه كاتمه ضحكتها

فقال متسائلا : في ايه

ربعت يدها علي صدرها و قالت : صعبان عليا اللي بتكلمه، ادتله شوية اوامر ورا بعض الله يكون معاه و يفتكرهم

ابتسم بجانب فمه ووقال: ده شغل و مش بحب الغلط في الشغل

ولته اهتمامها قائله بمغزي وصل اليه : مش في الشغل بس موضوع اوامرك ده

ضحك بخفوت و قال لها : شكلك لسه شايله مني

رفعت كتفيها و قالت بأقرار: ده طبعك

نظر للمدي المظلم امامه و قال بصوتآ هادئآ: يمكن علشان من صغري نزلت الارض و اتعاملت مع عمال و تجار و معلمين، الكلمه واحده و الغلط يخسرنا سمعه و مال

تسائلت كرما بفضول : و طفولتك

ابتسم صقر و قال : ما كنش في وقت للعب، في عيله مافيهاش ولد غيري و هو اللي هايمسك كل ده

ضيقت حاجبيها بتأثر و تسائلت: المسؤليه صعبه

اجابها : يمكن و انا صغير، دلوقتي لا

ضمت شفتيها و قالت : غريبه اني شيفاك متسلط و مع ذلك محبوب… ما عادا اللي ضـ.ـر.بك طبعا


رفع احدي حاجبيه قائلا: متسلط! انتي صريحه جدا

اكملت قائله : و مغرور

_ كمان

هتفت كارما بترقب: زودتها انا صح

حرك رأسه و قال ضاحكآ بخفوت : لا خالص

التفت برأسها الجهه الاخري كاتمه ضحكه كادت تنفلت منها .

عم الصمت بينهما و كلا منهما ينظر للامام، لا تنكر انها الفت حديثه و استرساله اليوم في حديثه معها رغم شعورها بالاضطراب الذي دائما ما تشعر به في حضرته.

نظر لذلك الكتاب الملقي علي الكرسي المحاور لها متسائلا: بتقري ايه

جذبت الكتاب و قالت له : كتاب من مكتبتك علي فكرة ، بصراحه حاسه اني لاقيت كنز لاني بكون زهقانه

_ انتي الوحيده اللي سمحت لها تدخل المكتبة

اخفضت عينيها بخجل و

ابتسمت له و قالت : متشكره

شعرت بتلك النسمـ.ـا.ت البـ.ـارده، قالت له : الجو برد ادخل انت لسه تعبان

رغم شعورة بالتعب من فترة، الا انه لم يريد ان يقطع ذلك الحوار الهادئ لاول مرة بينهما، الا ان بدءت النغزات في الازدياد بآلم فقال صقر : و انتي كمان… تصبحي علي خير

_ صقر

توقف و اغمض عينيه لصوتها المنادي و تلك الخفقه التي احدثها قلبه، التي بادت تقلقه بحضور تلك التي تنطق اسمه بطريقه خاصة بها.

_ انت زعلت لما قولت انك متسلط و مغرور

نظر لها هذه المرة مطولآ مما اربكها و وقال بخفوت: عمري ما كنت بهتم برأي حد بيا ….بس


نظرت اليه بعينين ذهبتين تسحرانه

_ بس انتي الوحيده اللي مش عايزها تشوفني كده

ارتبكت كارما و زاغت عينيها، أشار لها بالدخول، و لم تنتظر المزيد و دخلت، القت بنفسها علي فراشها و ابتسامه رقيقه زينت ثغرها .. واضعه يدها علي ذلك الذي يخفق بتسارع دقاته و يبدو ان هناك حدث جلل علي وشك الحدوث .


يتبع… 
طرق باب غرفتها و عنـ.ـد.ما فتحت شهقت لمرآته و يده المصابه معلقه علي صدرة فقالت زهرة : ما ندتش عليا ليه و اجيلك، كده تتعب نفسك

اجابها و هو يدخل :عايز اعرف رئيك في العريس

تبدلت ملامحها و اخفضت وجهها فا تسائل صقر : الحادثه اللي حصلت أجلت كلامي معاكي في حكايه العريس و ماسألتكيش. ايه رئيك يا زهرة

اجابته بتردد : مش عارفه

انحني بنصفه العلوي الامام و قاال بهدوء : انا مش عايز احيرك اكتر، بس في عريس تاني متقدملك

هتفت بضيق و نبرة لا تمتلك من الحماس ذرة: كمان! … مش فارقه يا صقر اعمل اللي انت شايفه


_ اعمل اللي انا شايفه ايه هو انا اللي هاتجوز، يابنتي ما تكلمي و هو في حد هايغصبك علي حاجه

ماذا تقول… و رغبة الزواج آمر كان مؤجل بالنسبة لها علي أمل ان يتقدم ذلك البعيد و ينالها قبل ان يمتلكها آخر…

اختلجت انفاسها و قالت بأختناق : مش عارفه ، انا ماعرفش حد فيهم

_ لا في حد منهم ت عـ.ـر.فيه

_ مين؟

اجابها صقر موضحآ : كريم صاحبي

رمشت بعينيها عدة مرات، و كأن اصابها الصمم ، ثم رددت من خلفه و

قالت بعقل مشوش: مين ؟

تفرس صقر ملامحها و قال : كريم

لم تسيطر علي تغير ملامحها التي ابتهجت لذلك الخبر و قالت بصوتآ حاولت التحكم به : و بعدين

اردف لها : جيت اسألك و اعرف رئيك

لم تمللك الكثير من التفكير و وقاالت له : و انت قولت ايه

تنهد و قال بصبر : يا زهرة انا جاي أسالك لو حد فيهم وحش كنت هارفض من غير ما ارجعلك….

اضطربت خوفآ من ادراكه لمشاعرها و قالت : بس اكيد رئيك يهمني

_العريس الاولاني مش صاحبي بس عندي علم به و هو ما يتعيبش، لكن كريم صاحبي و عارفه و عارف معدنه و شاريكي و هاطمن عليكي معاه

اكتسي الخجل و جنتيها و تقول : خلاص اللي تشوفو يا اخويا

ابتسم لها و تسائل رغم علمه بأجابتها: ابلغ الموافقة لكريم ؟

وضعت كفها علي فمها بخجل مانعه تلك البسمه التي شقت ثغرها، ضحك صقر و جذبها بذراعه السليم و قال : كبرتي و هاتتخطفي مني يا زهرة.. يا ويله مني لو بس فكر يزعلك


ربتت علي ظهرة بحب و قالت : ربنا يخليك ليا ياحبيبي… و انت يا صقر مش هانفرح بيك

استمعت لتنهيدته و قال : كله بأوانه

اندست في صدرة بسعادة ظنت انها لن تمتلكها يومآ.. و الان اصبحت علي مشارف الحصول عليها

،،،،،،،،،،،،،،،،،،

توالت الايام بين اتفاقات حتي جاء يوم قراءة الفاتحه

تزينت زهرة و ملامحه المبتهجه تعبر عند مدي سعادتها… شاركتها كارما تفاصيل يومها و ترتيبها الي ان حضر أهل كريم الذي كاد ان يتوقف قلبه من قرب الوصال.

من فتحات السلم جلسن في الخفاء يتابعن الحديث الذي يدور في الاسفل.

في جلسه رجاليه بين العائلتين، كانت تراه جالسآ يتحدث بهدوء و رزانه، يتجاوب مع الحديث المدار ، او يخرج صوته المهيمن بهدوئه فا ينصت الجميع له.

قالت زهرة هامسه فأخرجتها من شرودها : حاسه قلبي هيقف يا كارما

ضحكت كارما و وضعت يدها علي فمها حتي لا يصدر عنها صوت : لا استني ده لسه في قاعده بينكم يا عروسة

انتبهت زهرة و تسائلت بلهفه: بجد.. عرفتي منين

ضحكت كارما و قالت : سمعت طنط أمل بتقول لام محروس تحضر العشا عشان تتعشوا بعد الاتفاق

ثم تابعت غامزة : عايزاكي ما تنسيش فتفوته تحكيهالي فاهمه و لا لا

قبل ان تجيبها هتفت زهرة قائله بخوف: يالهوي.. صقر طالع اجري بسرعه يا كارما

ارتبكت كارما و ما ان وقفت و صعدت درجتين حتي تعرقلت في طرف فستانها من الامام، سقطت علي يديها بثقلها فا تأوهت بآلم، استمعت لصوت صقر من خلفها بأستغراب: في ايه

اعتدلت جالسه علي اول الدرج خلف الدرابزيون : اتكعبلت

رفع حاجبيه بأستغراب و قال : انتي كنتي بتعملي ايه

ارتبكت من إحراجها و قضبت جبينها من آلم يدها.. نظر صقر لموضع يدها التي تدلكه بآلم متسائلا: انتي كويسه


اخفضت رأسها و قالت بخجل: وقعت علي ايدي

مد يده السليمه، و مسك معصمها و حركها ببطئ امام عينيها المتسعه لفعلته، قال دون ان ينظر لها : التواء بسيط

ثم رفع عينيه لها، اخذ نفس عميق و قال بهدوء : مـ.ـا.تقفيش هنا

و قبل ان تجيبه اكمل موضحآ لها : مش أمر قبل ما دماغك تروح في حته تانيه، بس مش عايز حد من الرجاله اللي تحت تلمحك

اومأت برأسها بالإيجاب ، ترك يدها ببطء و عينيها تدور في كل اتجاه عداه، ركضت لغرفه زهرة، وقف هو قليلا و عقله يعيد كلمه قالها جده ( الشاري لازم يتعب شويه) و هو شاري و يسعى لتغير تلك الصورة التي اتخذتها عنه، انتبه لنفسه متذكرا لما آتي لهنا، بعد ما انسته سبب صعوده، ضحك بخفه و دخل غرفته و حفيف جلبابه من خلفه، تناول هاتفه و نزل لاسفل مرة اخري . ..

اغلقت الباب و استندت من خلفه، رأته يصعد فا ظنت انها ربما الفرصه سنحت لها للحديث معه بعد ما تهرب لايام من ان يحدثها، و عينيه كل ما تقابل عيناها المتلهفه يجيبها بلا شئ.

جلست ايناس و عينيها متسعه غاضبة، مكبوته.. رآته كما لم تراه من قبل، يتناول يدها برقه و ينظر اليها بتلك الطريقة التي تمنتها لنفسها.

ما الذي تمتلكه ليس عندها؟

هل من العدل ان تستولي عليه و هي من اتت من اشهر قليله دخيله عليهم ، ام هي التي تربت امامه و نشأت امام عينيه و لم تري غيرة رجلها.

توحشت عينيها هاتفه لنفسها بعزم، ان لا سبيل لصقر سواها و ستفعل علي ذلك بكل قوتها.

،،،،،،،،،،،،،،،،،

استمرت في فرك يديها ببعضهما من خجلها و ارتباكها، و هو لا يراعي ابدا ذلك بنظراته الوالهه الثابته عليها، و كأنه غير مصدق جلوسها امامه بعلم عائلتها و بملئ إرادتها

ابتسم كريم و قال بقليل من المرح : بطلي فرك في ايدك.. هو انا بخوف اوي كده

حركت زهرة رأسها بالنفي و لم تجيب بشئ، فقال بعد تنهيده مرتاحه استمعت اليها : اخيرا يا زهرة

يا الله، اضطربت انفاسها من نطقه الاول لأسمها و توهجت وجنتيها بحمرة جذابه .


_ ممكن تبصيلي

حركت رأست بالنفي بـ.ـارتباك، و كأنها فقدت القدرة عن الحركه

فقال كريم : شكلك مش موافقه، انا هاطلع اقول لصقر ان

رفعت وجهها اليه فجاءة فا مسك بعينيها و قال مبتسمآ بعذوبة: مداريه وشك عني ليه، بصيلي و خليني اصدق انك قدام عيني يا زهرة

عضت علي شفتيها حتي كادت تدميها، بينما لم يتهاون هو و هتف: عايز اسمع صوتك

خرج صوتها متحشرجآ: اقول ايه

_ عايز اسمع موافقتك يا زهرة، ليا لوحدي

اجابته زهرة قائله بخفوت: ما انا قولت لصقر

_زهرة

رفعت عينيها لندائه الخافت بأسمها فا لم تستطع ان لا تمنحه تلك الامنيه ، التي لا يعلم كم تمنتها و اثرتها في نفسها…..فقالت: رايداك

اتسعت ابتسامته و قال مهللا: الله..الله دي احلي من كلمه موافقه اللي كانت عايز اسمعها منك

ثم اكمل بسعادة: و انا كمان رايدك يا زهرة… رايدك من زمان

،،،،،،،،،،،،،،،

ادخلت سعاد غرفة ابنتها بعدما انتهت من مكالمتها الهاتفيه، تسائلت سعاد : بتكلمي مين

جلست ايناس واضعه يدها علي رأسها غير محتمله ذلك الصداع : اخت مجد

ضـ.ـر.بت سعاد علي صدرها بخوف و قالت: نهار اسود، اخت مجد اللي نعرفه يا ايناس

اجابتها ايناس بإيجاز: ايوة يا ماما مجد

_ ليه و جبتي رقمها منين، ايه بينك و بينهما عشان تكلميها

انتصبت واقفه و هتفت قائله : عشان الزفته اللي تحت دي، عشان صقر اللي بيروح من ايدي، عشان مش هافضل اقف اتفرج عليهم كده


اقتربت منها سعاد و قالت بمهادنه: طب بتعملي ايه نوريني

_ واحده صحبتي تعرف اخت مجد، قالتلها علي اللي حصل بين كارما و مجد يوم ما تاهت، داخله دماغه و عجباه و طبعا خايف يقرب من صقر ، وصلتلها انه كمان عاجبها و قدامه فرصه يقرب و يصلح اللي هببه معاها اول مرة

استنكرت سعاد فعلتها و قالت : و ده هايدخل علي صقر

ابتسمت ايناس بخبث و قالت : الشوف غير السمع و هو و شطارته

_ تقصدي مين؟

رفعت احدي حاجبيها و قالت : مجد

هتفت سعاد بقلق قائله : يا خوفي يا ايناس تعك علي دماغنا ..

اجابتها ايناس و قالت : يحصل اللي يحصل انا مش هاسيب حقي


يتبع…
في وقت الغروب و قد اوشك الليل علي إسدال ستائرة لحجب الشمس بنورها ، تقف ناظرة لسطان الذي يركض في المحيط المتاح له و من حوله ذلك السور الخشبي و المستندة عليه تتأمله.

تنهدت و عينيها تنظر لابعد من ذلك السور الخشبي، تحاول ان تكسب شقيقتها و لكن نظراتها العدائيه دائما ما تظهر لها كره لم تصنعه يوماً….

رغم محيطها الهادئ، الا انها تشتاق لمكان مولدها، عائلتها الصغيرة والدها و والدتها، ذلك الدفئ الذي افتقدته رغم محاولة جدها و عمها بتعويضها ذلك ، الا انها تشعر بتلك الانقباضه في يسار صدرها دون سبب.

ابتسمت لسلطان الذي اصدر صهيلًا عاليًا مستمتعًا بحركته الحرة، كم يشبه صاحبه!


قوي و مسيطر ، هادئآ و متهورًا، تراه مغرور لكن مع من يطلب المساعده يكون في منتهي اللين و الرحمه، عينيه في غضبه كا ليل سماء ملبدة بالغيوم ، اما هدوءه صافيه في ليله مقمرة.

ضربت علي جبينها بخفه، تخشي علي نفسها من وصولها ان اصبحت تتغني به في فكرها.

زاد صهيل سلطان و ازدادت حركته غير المعتاد، التفت خلفها و جدته قادمآ، تحفزت مستعده لاعتراض منه علي خروجها كا كل مرة.

وقف بجانبها بمسافه كافيه و مد يده لسلطان بقطع السكر الذي التهمها الآخر بسعادة.

قال صقر بهدوء : واقفه بقالك كتير اوي ، حتي ما اتحركتيش من مكانك

التفتت برأسها اليه و لهيئته ، ذلك الجلباب و تلك العباءة حول كتفيه و عمامته، لم تكن تتخيل في احلامها ان تنجذب لرجل مثله يوما ما.

خرجت من شرودها علي صوته مجددا : ايه الي واخد تفكيرك اوي كده

_ انت هنا من امتي؟

تكلم صقر و اجابها : من وقت ما وصلتي

تسائلت كارما: غريبه ما شوفتكش

اجابها و هو يمسح علي رأس فرسه: كنتي غرقانه في تفكيرك، ما حبتش اقطع قعدتك مع نفسك

ابتسمت بهدوء و قالت : و ايه اللي خلاك تقرر تظهر دلوقتي

نظر اليها و قال صقر : ايه اللي شاغل بالك و مخليكي واقفه لحالك كده

بادلته النظر بعينين حائرتين و قالت : مش عارفه

قضب جبينه و هتف: مش عارفه ايه؟

تنهدت و احتارت في إجابتها، ثم قالت بأندفاع: و تفتكر انت الشخص المناسب اللي ممكن احكيله

اجابها علي الفور بنبرته الواثقه: انا اكتر شخص هاتلاقيه فاهمك

ارتبكت قليلا و قالت مستنكرة: مش صح علي فكرة


ابتسم بجانب فمه و قال صقر : كل واحد ادري بحاله

استدارت له بكامل جسدها باندفاعيه غير مبررة: مش ها تبطل غرورك ده

فعل المثل و قف قبالتها مجيبًا: تبقي بتكذبي علي نفسك لو مصدقه انه غرور

قبضت بيدها علي السور و هتفت: يعني ايه

نظر لها تلك النظرة التي زلزلتها، و كأنه يقر بشئ لم ينطقه لسانه بعد، شئ لم يظهر للنور لم يخرج من بين ثنايا قلبه، و لكن ظهر في عينيه بلغه ابلغ من الحديث

اخفضت عينيها و دارت برأسها عنه، و لم تسيطر علي تلك الرعشة البارده التي اصابتها .

خلع صقر عنه عباءته الصوفيه و القاها علي كتفيها ثم عاد لوقفته مرة اخري.

اغمضت عينيها لا تعرف تأثرا بدفئ عباءته ام رائحته التي تغلغلت لانفها دون رحمه.

مر وقت قصير ، قالت كارما بصوت خافت: يالا نرجع

اوما برأسه و صارت بجانبه، في نفس الطريق الذي شاهد إصابته، نظرا لبعضها و عادت هي براسها مرة اخري و لم تري تلك الابتسامه النادرة و الخاصة بها ، و عند اقترابها من البيت خلغت عباءته قائله في خفوت: شكرا

و لم تنتظر اجابته و هي داخله للبيت الكبير.

،،،،،،،،،،،،،، ،،،،

أنا عاتب عليك يا بن رحيم

ضحك صقر مقبلا رأس جده و قال : كله الا عتابك يا جدي ماقدرش عليه

لوي عتمان فمه و قال : غايب ليه عني

جلس صقر قبالته و قال : بشوف الشغل المتأجل من وقت الحادثه

نظر له عتمان و قال : و انا مش واعيلك يا بن رحيم

اخفض صقر عينيه و قال : مافيش حاجه تتقال يا جدي


ثم التقط تلك الصورة بجانب جده و قال مبتسمآ: كل ما ادخل عليك لوحدك تكون بتقرا قران او ماسك صورة ستي الله يرحمها

اخذها منه عتمان و وضعها بجانبه بحرص قائلا بخفوت: دي اللي بتصبرني لحد ما يجي معاد اللُقا

تسائل صقر و قال : لو كانت عايشه، كنت هاتفضل تحبها كده

تنهد عتمان و قال بحنين: لو كانت عايشه عمر ما حبي ليها كان ها يقل ، مهما عشت

تكلم صقر متحيرآ : امتي عرفت انك عشقت

_ لما القلب يتنفض وقت ما تشوفها، لما تحس بحزنها من غير ما تحكيه، و عينيك تدور عليها في كل مكان ، لما تعرف انها الشق التاني لروحك

تاه صقر بحديث جده ، و شعر أنه الُقي في ذلك السحر.

هو الذي دائما ما كان قلبه ملكه و لا سبيل ليهبه لأي من كانت من بنات حواء ، حتي انه كان يتعجب من اقوال البعض عن العشق و الهوي ، و لكن الغريب ان لاول مرة يستمع لحكاوي جده و يشعر انه يتفهما و مدرك معانيها، يشعر انها توصف تلك الاحاسيس بداخله ، التي تحدث معه لاول مرة .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

خرجت للحديقه تقطف بعض من وريقات النعناع، فجاءه سقطت تلك الكرة بجانبها و تعالا صريخ الاطفال علي الجهه الاخري من السور لفقداهم الكرة.

ضحكت كارما و جذبتها و توجهت لهما من البوابه و التي كانت مفتوحه، هلل الصغار بفرح لعدوة كرتهم مرة اخري،

القتها كارما اليهم فاندفعوا مرة اخري باللهو بها كا مباراة بينهم.

التفت الداخل و لكن توقف لذلك الذي وجدته قبالتها قائلا: حظي حلو اني شوفتك

عادت بخطوتها للخلف و قالت بضيق: عايز ايه

قال مجد متعمدا اسلوبآ مهذب: كان نفسي اشوفك تاني عشان اعتذرلك ، انا فعلا كان اسلوبي وحش جدا

قالت كارما بأختصار : حصل خير

هتف مجد مجددا: مش حابب يكون في بينا اي عداوة او سوء تفاهم

ردت كارما بإيجاز : خلاص مافيش حاجه


_مجد

انتفضت كارما مكانها من ذلك الصوت القوي الغاضب من خلفها، التفتت لصقر الذي آتي بخطوات واسعه هاتفآ: ايه اللي بيحصل هنا

ابتسم مجد و قال ببرود : كنت بعتذر للانسه كارما علي اللي حصل المرة اللي فاتت

تعال صوت صقر جهوريآ مناديآ علي احدي الغفر معنفآ: انا قولت اكتر من مرة البوابه ما تتسبش مفتوحه و ماحدش يسيب مكانه علي البوابه

تلجلج الغفير امام غضب سيده ، التفت صقر لكارما آمرآ: ادخلي جوا

لم تستخدم كارما عنادها الآن، دخلت دون جدال من غضبه

قال مجد ببرود متعمد: ايه اللي بتعمله ده يا صقر، دي مش اصول

احتدت عينيه و هتف به غاضبا: و الاصول انك تقف علي باب الدار تكلم الحريم، لو انت يا مجد ما تعرفش الاصول انا اعلمهالك

اجابه مجد قائلا: انا عشان عارف الاصول جيت استاذن صحاب الدار و ابلغهم اني جاي مع ابويا و عمامي الليله

قضب صقر جبينه و قال : خير

ابتسم مجد بأستفزاز: ايه مابتستقبلوش ضيوف

هتف صقر بعينين كادت تحرقه: دار الجارحي مفتوحه لأي حد

اوما له مجد و اشار بأصبعيه تحية و تحرك من امامه.

نظر صقر من خلفه بغضب و اندفع للداخل، قابلته كارما التي مازالت واقفه علي درج باب البيت، وقف قبالتها هاتفآ بها بحده : ايه طلعك من الدار

رفعت سبابتها وقالت بحذر: ممكن تهدي شويه

احتد صوته اكثر قائلا: ايه طلعك برة، و ايه وقفك معاه

رمشت بعينيها عدة مرات من اندفاع كلماته و قالت : ايه بينك و بينه بتكره كده

كاد يجن منها و من اسألتها في ذلك التوقيت الغير مناسب كليآ.

انفعل صقر اكثر قائلا: اكره و لا احبه يخصك في إيه، كنتي واقفه معاه ليه


اجابته كارما و قالت : ماكنتش واقفه، كنت بطلع الكورة بتاعت الولاد اللي بيلعبوا برة و لاقيته في وشي، كان بيعتذر عن طريقته اخر مرة

قال صقر من بين اسنانه : و لما شوفتيه ما دخلتيش ليه، و تطلعي ليه من اساسه

هتفت قبالته قائله : صقر انا مش محبوسه علي فكرة ، ايه يعني لما اخرج برة البوابه انا ما اتحركتش من قدامها

صمت قليلا ، فا ظنت ان نوبة عصبيته لم تنتهي ، و سيطولها بعض من غضبه او كلماته اللاذعة ، لكن اندهشت عند همسه الخافت لها : انا خايف عليكي

رفعت عينيها اليه و تسائلت بقلب مضطرب: من ايه

كانت إجابته الصادقه: من كل حاجه، من اي حد ممكن يفكر انه يمسك، من اي أذي ممكن يطولك، من نظرة خبيثه تشوف طرفك

اضطربت و تبعثرت الكلمات هنا و هناك، لم تنتظر اكثر و ركضت امام عينيه لداخل الدار، و عينيه تبصرها يتمني لو اتخذت بين جفونه مسكنآ


يتبع… 
بتردد اجابت زهرة علي هاتفها، هتف كريم علي الجانب الاخر بمرح: يا صباح الزهور يا زهرة حياتي

ضحكت و تلبستها تلك الحاله من الصمت عند كل مكالمه هاتفيه تدور بينهما.

قال كريم مجددا بغزل: اموت انا في الخدود اللي زي التفاح دي

وبخته و قالت بخجل : اتحشم كده

اجابها و قال : اتحشم؟ هاتحشم اكتر من كده ايه، و بعدين يا زهرتي يعني ينفع كل ما اكلمك تبقي علي وضع الصامت كده، خدي ودي معايا، عايزك تفكي واحده واحده كده



تحدتث زهرة : انا عارفه اني مش بتكلم معاك كتير، بس انت بتقول كلام حلو اوي و انا مش ببقي عارفه ارد اقول ايه

استمعت لضحكته الخافته و اجاب:مش عايزك تردي بكلام حلو، مع اني بحلم باليوم اللي اسمع منك كل اللي نفسي تقوليه ليا، بس كمان مش هاقدر اوعدك اني ابطل اقول اللي جوايا، غصب عني بلاقي نفسي بقول اللي ببيمليني عليه قلبي

ابتسمت علي الجانب الاخر و قالت : افرض كل الكلام الحلو خلص، هاتعمل ايه بعد الجواز

كان رده عليها بصدق : ابدا يا زهرة، عمر الكلام الحلو ما يخلص، طول ما نا لسه قلبي بيدق بحُبك، هافضل اقولك اللي نفسي اقوله من زمان

عضت علي شفتيها و ارتسمت ابتسامه واسعه علي ثغرها بحالميه و قالت : من زمان؟

اجابها مؤكدا : من زمان يا زهرة، كنت عايز ابني نفسي و احدد طريقي عشان استحقك، ماكنتش عايز احس إني قليل و

قاطعته و قالت :ما عاش و لا كان اللي يحسسك انك قليل، انت راجـ.ـل و الراجـ.ـل ما يعيبوش اي حاجه مادام عارف الاصول، و دخل من بابه

_ خوفت اخسرك و تروحي من ايدي

اجابته و قالت : انت في عيني سيد الرجاله ، و راضيه طول ما انا معاك

ابتسم علي الجهه الاخري قائلا: ده انا امي دعيالي بقي

ضحكت و استندت علي نافذتها، اتخذت معه في الحديث، و تجاوبت معه في رسم مستقبلهم و ترتيباتهم لحياتهم الزوجيه القادمه، و لم يخلو حديثهم ايضا من إلقاء بعض كلمـ.ـا.ت الغزل و تخفي هي خجلها الذي يعشقه…

،،،،،،،،،،،،، ، ،،،، ،،

عادت في الظلام متخفيه كعادتها، تتلفت من حولها بخوف، بعدما انتهت من مجونها الخفي ، دخلت من الباب الخلفي للمطبخ و اغلقته من خلفها بهدوء، لم تكمل اخذ انفاسها اللاهثه و شهقت و هي تري كارما واقفه امامها ، تنظر اليها بريبه و أستغراب

هتفت بها سعاد بأرتباك: واقفه كده ليه

اجابتها كارما بريبه: انتي كنتي فين، و ليه جايه من باب ده

لوحت سعاد بيدها تخفي خوفها من انكشاف امرها : كنت بشم شويه هوا، ايه انتي هاتحققي معايا و لا ايه

ثم اشارت لها بيدها : اوعي كده من قدامي

ابتعدت كارما عن طريقها، تشعر ان هناك شئ مريب وراءها.

عادت كارما مرة اخري لذلك التجمع العائلي و قد غابت سعاد عنه متعلله بتعب مفاجئ اصابها

تمتمت زهرة و استمعتها كارما : ماهي سايبه ردار هنا، بيسجل كل حاجه

ابتسمت كارما ثم نهرتها بعينها ان تصمت.

دخل صقر بهو الدار ، دارت عينيه بحثآ عنها و عنـ.ـد.ما تلاقت عينيهما اخفضتهما هي علي استحياء.

قال عتمان و هو مستندآ علي عكازة: اتاخرت ليه يا صقر

جلس مقابلته و قال : كنت في فرح و بعمل الواجب يا جدي

هتف عتمان له داعيآ: عقبالك.. ربنا يفرحني بيك يا بني

القي نظرة سريعه عليها ثم اخفض عينيها مرددا: كله بأمرة يا جدي

تحدثت زهرة بابتسامه هادئه: صقر، عايزة اخرج مع كارما السوق، ناقصني شويه حاجات للجهاز

القي علي كارما نظرة سريعه ثم وجه اهتمامه لشقيقته و وقال :  عـ.ـر.فيني اليوم عشان ابعت معاكم حد من الغفر

قالت كارما بأعتراض: ليه الغفر، شكلنا كأننا في فيلم ابيض و اسود و هو ماشي ورانا كده

ضحكت زهرة بينما اخفي صقر ابتسامته قائلا : مافيش خروج لوحدكم

ذمت شفتيها غير قادرة علي الاعتراض، خصوصآ و ان الجميع نفس الرآي، كادت تخرج تلك الضحكه الخافته منه علي ضيقها و استسلامها دون جدل كعادتها معه.

رسمت علي وجهها تلك الابتسامه الوديعه و قالت ايناس : كده يا ابن عمي تدخل من غير سلام و لا كلام

فقال صقر بهدوء : عامله ايه يا ايناس

اجابته مبتسمه بتودد : بخير يا صقر طول ما حسك في الدنيا

اخفض وجهه الجهه الاخري، غير راضيآ عن حديثها معه و تلك الكلمـ.ـا.ت المتواريه، و هو الذي اصبح يتجنبها من اخر حديث بينهما .

قضبت كارما جبينها و وزعت نظراتها بين صقر و ايناس ، شاعرة ان هناك ما خفي يينهما.

اتت ام محروس قائله : لامؤخذه يا بيه.. بس الغفير بيقولي ان في جماعه برة عايزين يقابلوا الحاج عتمان و رحيم بيه وصقر بيه

تسائل عتمان و قال : مين دول

كانت اجابت صقر الذي قال بضيق: مجد و ابوة يا جدي، قابلني النهارده و وقال جاي في موضوع

ضـ.ـر.ب عتمان بعكازة بالارض بخفه قائلا: و ده هايجي من وراه خير

هتف رحيم و هو يهم بالوقوف : يا خير بفلوس يابا

ثم قال لام محروس: خليهم يدخلوا المضيفة يا ام محروس

اومـ.ـا.ت براسها في طاعه قائله : حاضر يا بيه

كانت كارما المنتبه للحديث بفضول، مستشعرة تلك العدواة بينهما، التي رآتها في المرتين التي قابلت بهما مجد و صادف تواجد صقر بهما.

وقف صقر يعدل من عباءته فقال له عتمان مؤكدا: اي كان جايين في ايه ، هما في دارنا، ياخدوا واجبهم و يمشوا

اوما له صقر دون ان يجيب، تتبعتهم عينين ايناس تُمني نفسها بأنتصار قريب.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

دخل عتمان متكئآ علي عكازة و بجانبه رحيم و صقر… الذي القي التحيه بصوته الاجش الذي يسيطر علي من حوله : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رددو التحيه من خلفه ، القي صقر بتلك النظرة الحاده لمجد بينما تقبلها هو بأستخفاف.

جلس الجد و اتخذوا الآخرين اماكنهم

رحب بهم الجد فا قال والد مجد :طبعا انت مستغرب سبب جيتنا يا حاج

اجابه عتمان بوقار: دار الجارحي مفتوحه دايمآ، و يارب تكون جيتكم بالخير

ابتسم والد مجد و والقي نظرة علي ابنه و قال بتردد : خير يا حاج ان شاء الله، جايين لك في طلب و عشمنا فيك ما تردناش

تحدث عتمان : خير

وضع مجد يده علي فخذ والده قائلا : عنك يا با، انا اللي هاتكلم

ثم اعتدل للحاج عتمان و قال بهدوء :

طالبين القرب منك يا حاج

قال رحيم موضحآ : و الله يابني زهرة اتقرات فتحتها من كام يوم

رد والد مجد قائلا : لا يا حاج رحيم مش القصد، و لو ان نسبك يزيدنا شرف، بس القصد بنت اخوك

تحفزت خلايا صقر مترقبآ الآتي، و لو ان الرؤيه بدءت تتضح شيئآ فا شيئآ، خصوصا عند إجابه مجد و عينيه المرتكزة علي غريمه قائلا يتحدي : نقصد بنت اخوك… كارما

انتفض صقر مكانه ، ثم هب واقفآ و هتف به : انت جننت في مخك و لا ايه

ارتسمت إمارات الحيرة علي وجه والد مجد قائلا: في ايه يا بني، احنا قولنا حاجه غلط

قال مجد ملتزمآ بهدوءة: ايه الجنان في اني عايز اكمل نصي ديني

هتف به صقر بأنفعال بدء في الخروج عن السيطرة : الجنان انك تفكر مجرد التفكير انك تجي و تطلب طلب زي ده

وقف مجد قبالته و قال بحده : ليه ، و انا ايه يعيبني

اشتدت عروقه و قال بغضب: فاشل و بتاع نسوان و مخسر ابوك ملايين، و سمعتك زي الزفت، كل ده كوم و اللي بيحصل في الدرا ده كوم تاني

ثم اشار ناحيه الباب في اشارة واضحه لطرده و قال : ما عندناش بنات للجواز

تكلم الحاج عتمان المتابع لحديثهم و قال : اقعد يا صقر، مهما كان دول ضيوفنا

تحدث والد مجد : هو في ايه يا حاج، ده داخلين با الاصول

قال رحيم ناهرا ابنه بعينيه خفية: عداكم العيب يا حاج

قال مجد : طب ما تاخدوا رأي العروسه

كاد ان يهجم صقر عليه غيظآ و لكن عينين جده الجمته، فا قال له بحده : هو ايه اللي مش واضح في كلام، بقولك ما عندناش بنات للجواز

هتف مجد قبالته بتحدي : لا فيه، و هي لا متجوز و لا مخطوبه

عم الصمت الا من انفاس صقر الغاضبه و ملامحه المشـ.ـدودة و عينين مجد الكريه الغاضبه و المتحديه.

لانت ملامح صقر و عاد لمكانه جالسآ و ارتسمت تلك الابتسامه المريبه علي ثغرة قائلا : و مين قال انها مش مخطوبه و هاتتجوز

ضيق مجد حاجبيه مترقبآ : يعني ايه

فتح صقر يده و قال بهدوء محتفظآ بأبتسامته و قال : اكيد عارفين العرف، البنت لابن عمها، لو كنتوا صبرتوا شويه كنا ها نبلغكم بقرب الفرح

عم الصمت المريب المكان، و تلاقت نظرات الجميع بين مستنكر و مندهش و غاضبآ … و كأن الحرب بينهما تأججت الآن…

يتبع…
عم الصمت المكان ، ينظرون لبعضهم بأندهاش ثم تنتقل اعينهم علي صقر المستريح بجلسته بعد ما القي بكلمته القاطعة و الناهيه.

قال عتمان محتفظآ بهدوءة و وقارة : طبعا عرفتوا السبب ، متأخذوناش علي اللي حصل، و ان شاء الله نعزمكوا في الليله الكبيرة

التفت مجد لوالده هاتفًا بغضبآ مكبوت : يالا يابا

ثم اقترب من صقر و عينيه تقدح شر قائلا من بين اسنانه: مبروك يا صقر… هديتك في رقبتي يا عريس

ابتسم له ساخرآ و لم يعقب، فقد مكتفي بغضبه المكتوم و نظرته المتحسرة.

اصابه الحنون ام ماذا؟؟ من بين كل نساء الارض يختارها، من بين كل الصبايا يفكر بها زوجته … والله لولا وجود جده و والده و انهم في ضيافة منزلهم، لكان ابرحه ضـ.ـر.با و اوسعه غضبه الذي سيطر عليه قد استطاعته، حتي يجعله يلغي فكرة الزواج نهائيآ….


خرج من شروده علي صوت والده الغير راضياً: ايه اللي انت عملته ده يا صقر

لم يملك إجابه و لم يفكر مرتين في إلقاء تلك المفاجئة

قال رحيم مجددا معاتبًا : ايه بتتصرف كده و كأن مالكش كبير ترجعله و تشور عليه

اجابه صقر علي الفور قائلا: العفو يابا انت علي راسي.. انا بقالي فترة فعلا بفكر اخد الخطوة دي، بس كنت مستني شويه بنت عمي تاخد علينا و علي الحال عندنا

القي صقر نظرة علي عتمان متحيرًا من صمته، فقال صقر : جدي

وقف عتمان مستندا علي عكازة و قال : خدت رأي بنت عمك

حرك صقر رأسه بالنفي، فقال عتمان دون نقاش آخر : مافيش حاجه هاتحصل غير لما اخد رأي حفيدتي لاول

قال صقر بخفوت : طبعا يا جدي

فا اكمل مشـ.ـددا: اي كان قرارها يا صقر

اوما له صقر بعينين تأبي خسارتها عازمآ علي إدخالها محراب عشقه راضيه…

،،،،،،،،،،،،،،

اقتحمت زهرة غرفة كارما قائله : شكل القاعده ما كنتش تمام

اعتدلت لها كارما قائله : ليه

_ مجد و ابوة ماشيين وشهم جايب الوان، و حتي جدي و ابويا و صقر طالعين وشهم متغير

_ ما ت عـ.ـر.فيش حصل ايه فيها

حركت كتفيها و قالت : لا ماعرفش

تسائلت كارما : ايه سبب العدواة دي بينهم

اجابتها زهرة : في حاجات انا ماعرفهاش… كل اللي اعرفه ان مجد بيغير من صقر جدا من و هما عيال، و بينهم مواقف كتير مش تمام

اومـ.ـا.ت كارما برأسها، بينما علا رنين هاتف زهرة، فا زينت ثغرها تلك الابتسامه


شاكستها كارما و قالت غامزة بأحدي عينيها : يا سلام يا سلام، بقينا نتصل في المملكة وقت اهو، الله يرحم ايام الوقفه في البلكونه، حتي بلكونتي دي تشهد

ضحكت زهرة و القتها بوسادتها قائله : بكرة تيجي علي سكتي و والله ما هارحمك

اشارت لها كارما بيدها و قالت : اجري اجري قبل ما يقفل

لم تكذب زهرة خبر و هي تركض لغرفتها ، لتختلي بهاتفها و ذلك المتصل المُلح و الذي علي قلبها احلي من العسل…

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

سرد رحيم على مسامع زوجته المنتبهه لحديثه ما حدث في المضيفه.

استقبلت أمل الخبر بابتسامه هادئه مستمرة في الانصات اليه.

تغلب عليه الفضول و قال متسائلا: غريب رد فعلك يا أمل

اجابته أمل قائله : ليه يا رحيم

_ توقعت انك تزعلي من تصرفه اللي عمله من دماغه و لا تخافي علي زعل اختك

اجابته أمل و تحدثت: يا حاج تصرفه ما يقللش منك ابدا لا سمح الله، انت عارف صقر دايما يشورك و يشور جده ثم استطردت مستكمله بابتسامه : صقر بيحبها يا رحيم، لما لاقها هاتروح لحد تاني وقف و قال انا أولي بيها

فا تسائل رحيم : مش خايفه علي زعل اختك و انتي عارفه انها رايداه لبنتها

ردت عليه أمل موضحه : و هو الحب بالعافيه، سعاد اختي و ماله، ايناس متربيه معانا زيها زي زهرة، بس سبحان الله قلبه ما مالاهاش ، هانغصبه اسم الله عليه

ابتسم له رحيم و قال بحنان : طول عمرك عاقله يا أمل، و عمر العيبه ما طلعت منك

ابتسمت له و قالت : يااه يا رحيم امتي يجي اليوم ده، و كارما بت حلال من يوم ما جات ما شوفتش منها حاجه وحشه، الشهاده لله البنت ادب و جمال ، ده يوم المني يوم ما نشوف البكري عريس و نشيل عياله…

مال عليها رحيم و قال : و الله لو بقيتي جده لميت عيل، عمر عيني ما تشوفك غير احلي الستات

علي الرغم من سنوات زواجهم التي تعدت الثلاثون، الا انها ما زالت تخجل كا صبيه عروس


قالت له موبخه برقه : يوة يا رحيم خلاص كبرنا بقي

نفي و قال بلين قلب حبها و عشرتها : ابدا، ده انتي الحب الاول و الاخير و اللي يوم عن يوم يزيد من ااول يوم شوفتك فيه لحد ما اتكتبتي علي اسمي و جبتيلي صقر و زهرة ، لحد النهارده، عشرتك طيبه و اصيله يا امل

ربتت علي صدرة بحب كبير : ده انت حب عمري يا رحيم، و الحمد لله عشرتك كانت دايما ليها نصيب من اسمك..

،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،

ركعت علي قدميها وقالت متوسله : و بعدين يا كامل هافضل كده لامتي، كارما كانت هاتكشفني و خايفه حد من الدار ياخد باله

نفث دخان ارجيلته و وقال : عايزاني اعمل ايه يعني يا سعاد

اجابته بهلفه : اكتب عليا رسمي

تشـ.ـدق ساخرآ: و اجي اطلبك بقي من الحاج عتمان و ولا جوز اختك

ابتلعت ريقها و هتفت: من غير ما يعرفوا مش مهم

تلجلجت كلمـ.ـا.تها وقالت: لو حد شم خبر مش بعيد حاج عتمان يدبحني

قال بلا مبالا: و مافكرتيش في كده ليه من الاول

ضغطت علي شفتيها بقوة و هتفت: انت عارف ليه

تحدث كامل و مازال يأخذ انفاسا من ارجيلته: ماغصبتكيش علي حاجه

اجابته بترجي معترفه: كنت محتاجالك، محتاجه لراجـ.ـل يحسسني إني ست و مرغوبه

رفع إحدي حاجبيه ووقال: كنتي ممكن تتجوزي

استقامت ببطئ و اتقدت عينيها بحقد خفي: كلهم قليلين، مطلقه و معايا بت، ماكنش حيلتهم حاجه و انا مش هانزل لعيشه قليله بعد العز اللي شوفته في بيت الجارحي ، بس ايناس هاتعرف تعمل اللي ماعرفتش اعمله و هتبقي مرات الكبير

ثم التفتت و وقالت صارخه بغضب: مش هاخد حد قليل يحسرني بقيت عمري كل ما شوف أمل و جوازتها اللي مافيهاش غلطه ، مش هافضل اتحسر علي حب رحيم ليها و انا اللي جوزي سابني و طفش


و على ذكر أمل لمعت عينين كامل بذلك العشق القديم الخفي بين قلبه و لم يعرف يوما غيره، حتي بعد زواجه و وفاة زوجته كانت هي الحب الاول.

جاء صوت كامل خافتآ: ما تدخليش أمل في الحكايه يا سعاد، امل طول عمرها في حالها

ضاقت عينيها و قالت بابتسامه تهكمية: امل! الحب القديم ها

هب كامل واقفآ ناهرها بغضب محذرآ: سعااااد

عضت علي شفتيها كاتمه حقدها و غيظها قائله: فاكرني مش عارفه، مش اخده بالي من اسمها اللي بتقولو و انت نايم في حـ.ـضـ.ـني

اسرع اليها و جذبها من ذراعها بغضب : اياكي تتكلمي عليها كده و لا تفكري تتكلمي معايا با الطريقه دي فاهمه و لا لا

نظرت له و قاالت بغيرة واضحه : فيها ايه زياده عني

هتف بها كامل و قال : عمر ما كان بيني و بين اختك حاجه، و عمري ما اتكلمت معاها و لا تعرف عني اكتر من اللي الناس تعرفه، ما كاننش نصيبي و سبتها لحالها و عمري ما فكرت و لا هافكر اني اذيها

ضيقت عينيها و تسائلت ساخرة : والله ما طلعت سهله امل مدوبه الرجاله في حبها

اشتعلت عينيه و كاد ان يصفعها علي وجهها و هدر بها بأعصاب ثائرة : اختك شريفه مالهاش في الغلط، اما انتي انا ما غصبتكيش علي حاجه، كان في ايدك تقولي لا او حتي تشتكيني لعتمان، ما تفكريش نفسك ضحيه احنا الاثنين اوسـ.ـخ من بعض، بس انا ما بأذيش في خلق الله مادام ماحدش جه علي سكتي، بس انتي ممكن تاكلي اللي منك عادي لا نك جاحده

اخفضت رأسها و لم تستطع قول المزيد ، زجها للخلف قائلا: روحي يالا، امشي من قدامي

تغيرت تعبيرات وجهها في لحظات و هتفت بتذلل: كامل و النبي ما تاخد علي خاطرك مني، دا انا

قاطعها بانفعال : قولت اخفي من قدامي الساعه دي يا سعاد

وضعت حجابها الاسود علي راسها و غطت بطرفه نصف وجهها حتي لا تظهر معالمه و ابتعدت عن محيطه الغاضب…

غير مدركه لتلك العينين التي تدقق بها و بسيرها الحذر و التفاتها حول نفسها خشية من ان يراها آحد، و لم تري ذلك الجالس علي فرسه يتابعها بعينين صقر قاتمه و مريبه..


يتبع…
نار، نار تكوي مجد من مقابله صقر  له ،كان يُملي نفسه بأنتصاره الوشيك، لكن صدمة غريمة بفوزه بها  و عينيه الساخرة منه و إهانته امام الجميع دون ان يراجعه احد. 

رفع هاتفه و اجري اتصاله، جاء الرد المتلهف علي الجهه الاخري قالت ايناس: حصل ايه قول بسرعه 

اجابها مجد بسخرية رغم غيظه: لا ياشيخه ، و انتي مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش اللي حصل 

هدرت به بنفاذ صبر : مجد، انا اعصابي بايظه من ساعة ما مشيتوا و مش قادرة اسال حد عن حاجه، خايفه يحسوا ان عندي علم با جيتك، فا قول حصل ايه 

سرد علي مسامعها ما حدث في الجلسه بالتفاصيل، كانت عينيها تتسع شيئآ فا شيئآ، و تقبض علي طرف فستانها بقوة حتي ابيضت مفاصل اصابعها، ارتسمت علي ملامحها معاني الغيظ و الشر معآ.

هدرت ايناس فور ما انتهي سرد مجد بأنفعال و اعين مشتعله: مستحيل اسيب صقر ليها، مستحيل اسيبها تتهني به، مستحييييييل

،،،،،،، ،،،،،،،،،،،، 

طرقت كارما علي باب غرفة جدها ، ما ان سمعت سماحه بدلوفها و فعلت، قابلت وجهه الاول جالسآ بجانب جدها، بكامل هيبته و رزانته. 

لا تنكر بحثها عنه اليوم ، خصوصا مع غيابه عن مائدة الافطار اليوم، حتي عنـ.ـد.ما تقابلت معه علي الدرج اسرع هي في خطواته لاعلي دون ان يحدثها. 

اقتربت من الجد و قبلته بعفويتها و القت عليهما التحيه. 

تسائلت كارما و قالت : خير يا جدو طلبتني 


اوما لها عتمان و قال بهدوءه المعتاد: خير يا بنتي ان شاء الله 

القت نظرة سريعه علي ذلك الجالس و قدمه تضـ.ـر.ب الارض من تحته بحركه مهتزة..... متـ.ـو.ترة! 

انتبهت كارما لحديث جدها بريبه و قال: في موضوع عايز اكلمك فيه 

هب صقر واقفآ و وقال دون ان ينظر اليهما : انا خارج يا جدي، عندي شغل 

و دون انتظار اكثر، خرج بخطواته السريعه و تتبعته هي بعينيها بأستغراب، ثم التفتت لجدها بفضول شـ.ـديد. 

حتي بدء في سرد ما حدث في الجلسه علي مسامعها دون ان يخفي عنها اي شئ، كان كل شئ امامها واضحآ. 

انتهي عتمان و انتظر منها إجابتها، و لم يجيبه سوي صمتها و رأسها المنخفضه لاسفل ، ناداها جدها بهدوء مترقبآ: كارما 

رفعت رأسها اليه و عينيها الداكنة و ملامحه  المشـ.ـدوده بكبت قائله بنبرة ساخره: طيب، قوله شكرا 

تسائل بأستفهمام : شكرا علي ايه يا بنتي 

_ علي انه مشي العريس ، مع انه كان ممكن يقول اي سبب غير ده، كان ممكن يختصر ده باني رافضه الزواج و خلاص 

_ صقر ما عملش كده علشان 

قاطعته كارما واقفه و اتجهت للنافذه و قالت : جدو.. انا و صقر دايما مختلفين ، و مش شبه بعض، صقر قال كده بحكم الشهامه مش اكتر 

ردد عتمان من خلفها بتعجب: شهامه! 

اجابته مؤكده و هي تكبت تلك الغصه بداخلها : علي حسب ما سمعت مجد شخص مش كويس و مؤذي، فا كان رد صقر كده بدافع الحمايه يعني 

ثم ابتسمت بتصنع و قالت و هي تنوي الخروج امام نظرات الجد المتعجبه: علي العموم هابقي اشكرة بنفسي 

خرجت كارما مندفعه، دون ان تنتبه لذلك الذي وقف يستمع لرأيها و الذي رحج بنسبة كبيرة ان يكون كذلك. 

تنهد بتعب يفكر في حديثها عن اختلافهم الذي لا يراه سوي انها الجزء الثاني منه، ابنت عمه متيبسة الرأس تُرهقه و تصعب عليه الوصول اليها، اخذ نفس عميق منتويآ معها الوضوح، ان كانت تريد الحقيقه فا سيلقيها علي مسامعها . 

اندفعت لغرفتها و تلك العبرات المكتومه تحرق عينيها، في لحظه تهور منها كادت ان تبحث عنه و توبخه و تلقي عليه حفنه من بعض الكلمـ.ـا.ت التي تقبض علي صدرها، لكن تراجعت في اللحظه الاخير، خوفا من ان تندفع دمـ.ـو.عها امامه مثل الان. 

نزعت حجابها و القته بعنف، غير متقبلة طريقته تلك، غير راضيه عن اقحامه لمبدء الزواج بها بهذه  الطريقه ، و الذي من الممكن انه قالها في لحظه تهور كعادته، او بدافع الحِميه الكبيرة التي يمتلكها كا ابنت عم. 

كيف يفكر بذلك، كيف يفكر انها ستقبل بذلك العرض الذي آتي بتلك الطريقه!!! 

توقفت عن الدوران حول نفسها و قد عصف بعقلها ذلك السؤال.. هل لو كان طلبه الزواج منها بطريقه أخري كانت وافقت؟؟؟ 

جلست علي طرف فراشها ببطئ و قد علا اضطراب انفاسها و قلبها يخبرها بدقاته. 

كانت ستفكر، تحتار قليلا، تربتك و تخجل، و تطلب عدة ايام للتفكير، ربما ايضا كانت ستدلل و تختفي عن انظارة عدة ايام ، 

لكن بالتاكيد لن يكون حالها مثل الآن. 

حزينه و غاضبه و غير واثقه من ذلك الذي رآته بعينيه يومآ، و ايضا الذي فرض نفسه عليها و باتت علي وشك الاعتراف لنفسها انها في الحقيقه... وقعت في حب ابن عمها الصعيدي.. 

،،،،،،،،،،،،،،، 

آتي الليل و تقلبت علي فراشها و بأعين ناعسه نظرت لشرفتها و ادركت انها غفت مكانها لا تدي كم الوقت المر عليها ، لكن العتمة من حولها و الهدوء توحي بحلول الظلام. 

قامت كارما بتكاسل و ضعت علي رأسها حجابها الملقي علي طرف فراشها ، و كما اعتادت اتجهت لشرفتها مستنشقه عبير الزهور المختلفه، استندت بيديها علي السور، و انتبهت للانوار الفرح الآتي من بعيد و اصوات الموسيقي و الغناء االفلكلوي يصل اليها عبر الرياح، غير مدركه كلمـ.ـا.ته بوضوح. 

كان جالسآ في الهواء يأخذ انفاسا متتاليه لعله يسترخي و يحصل علي نوم عميق، لكن ابنت عمه لها رأي آخر. 

عنـ.ـد.ما رآها تطل من شرفتها ، مستندة علي السور متآمله الانوار البعيده بسكون. 


التفتت برأسها بسرعه لجهة شرفته بعد ان استمعت اليه و هو يجلي حنجرته لينبهها لوجوده. 

كادت ان تدخل لكنه استوقفها و اشار لها بيده و قال صقر : استني 

ربعت يديها امام صدرها تخفي تلك الارتجافه التي اصابتها في حضرته : متهيألي مافيش كلام جديد بعد اللي اتقال 

استند بظهره علي السور و عقد يديه امام صدرة كما فعلت و قال بهدوء: و انتي عرفتي ازاي ان مافيش كلام، يمكن في كلام اهم من اللي اتقال

التفتت عنه و وقفت امام السور و قالت بخفوت: مش عايزة اعرف 

عم الصمت بينهما و صوت الغناء يلوح لهما من البعيد . 

نظر لها و قال بصوته الرجولي الخشن: ت عـ.ـر.في بيقولو ايه 

نظرت اليه و لمعت عينيها باالفضول و قالت كارما : لا مش عارفه 

ابتسم لها و قد لمعت عينيه بنجاح لاثارة فضولها و قال : دي اغاني فلكلور صعيدي قديمه، كانت بتتغني زمان في الموالد و الافراح ، و اتغنت من مطربين كبـ.ـار، و لحد دلوقتي مافيش افراح من غير الاغاني دي 


جذبها بحديثه الهادئ و تسائلت بفضول تغلب عليها : طيب بيقولو ايه 


صمت صقر لبره و خرج صوته بتلك النبرة ليفعل بقلبها االافاعيل


يا حنه يا حنه يا قطر الندي... يا شباك حبيبي ياعيني جلاب الهوي 

استني و استني .. لما تفوت علي بستانا 

و تصبح و تمسي .. تطلب مفتاح الجنه 

و اهديك شال الافراح... مليان ورد و تفاح

و الفرحه الكبيرة يا عيني. نقسمها سوي 


و اخبيك في عيني يا عيني من نسمة هوي


عينيها كانت مأخوذه بسحر كلمـ.ـا.ته بصوته الاجش و نظراته المصوبه اتجاها، ارتسمت بسمه ناعمه علي ثغرها، مستمتعه القاءه الكلمـ.ـا.ت علي مسامعها، و اعينهما كأنها متصله بخيط غير مرئي.. . يحاوطهما سكون تام الا من اصوات الغناء البعيده. 

اخففضت عينيها و عضت علي شفتيها بخجل، استمعت لتنهيدته العميقة فادات وجهها لانوار الفرح ، و ذلك الشعور يدغدغ اوصالها و يزيد من خفقان قلبها. 

خفقان قلبها الذي لا يقل عن ذلك الذي يضـ.ـر.ب بصدره بقوة، و تلك الكلمه باتت علي طرف لسانه وشيكة  الاعتراف بها.

خرج صوته علي غير عادته مرتبك قائلا: كارما 

رفعت عينيها اليه فجاءة من نداءة الاول لها، كانت عينيها الذهبيه تلمع كالذهب الخالص و تاه هو في تخبطه 

قالت كارما بخفوت: اول مرة تناديني بأسمي

اجابها بعد بره قائلا :عشان عارف نفسي، يوم ما انطق اسمك علي لساني، هو اليوم اللي هاكون فيه مش قادر اخبي اللي جوايا 

تابعت عينيها بعينيه منتظرة المزيد عنـ.ـد.ما اكمل هو : من يوم ما قابلتك و انا حاسس انك مش هاتكوني بنت عمي و بس، انا راجـ.ـل صعيدي و غصب عني طبعي ناشف، بقف قدامك حالي يتلغبط و اطلعه في عصبيتي و اكمنك كمان عناديه . 

ابتسم بخفوت و تابع لها : كلامي في القاعدة ماكنش فض مجالس لا، دي نيه بايته عندي و كنت مستني الوقت المناسب و اقولها، مش انا اللي هاجي قدام رجاله اقول اي كلام . 

صمت متابعآ ردود فعلها و طمئنته عينيها الحانيه و المنتظرة استرساله، مما شجعه علي أستكمال حديثه و قال صقر : انا 

مابقتش عارف حالي يابت الناس، عمري ما دورت علي الحب و استعجب من حكايات جدي عليه ،  لكن فجاءة الاقيني فاهم كلامه و حاسس بيه و بحالي قدامك....يبقي حصل. 

صمت عن استكماله الحديث فا خرج صوتها هامسآ المتسائل :حصل ايه 

ابتسم لها بحنان و عينيه تلمع  كا قمر في سماء صيفيه صافيه: عشقتك. 

،،،،،،،،،،،،،،يتبع
الحنه يا حنه يا حنه يا قطر الندي
يا بلكونة حبيبي يا عيني جلاب الهوي 
كلمـ.ـا.ت دندنت بها كارما امام مرآتها و هي تضبط حجابها ، و علي ثغرها تلك البسمه و اللمعه بعينيها تحكي آثر ليله أمس عليها . 
القت علي نفسها قبلة في الهواء، و بحماس شـ.ـديد انتوت النزول لأسفل. 
اغلقت باب غرفتها القت نظرة علي غرفته و ابتسمت لا إراديآ علي حالها. 
نزلت الدرج بخطوات اشبه للركض،  اتجهت للجد المترأس المائدة كعادته و قبلته من وجنته ، و جلست في مكانها و علي غير العادة خلت المائدة من ايناس الا والدتها... 
لمحته بطرف عينيها قادمآ، و ادعت انشغالها بتناولها للطعام، علي غير عادته كان مزاجه رائق، يضحك مع الجد و يناغش زهرة. 
  لم تستطع الاستمرار في الادعاء كثيرا و تحركت عينيها اليه ، و تقابلت بعينيه و الذي يبدو انه كان في انتظارها، اضطربت و وضعت رأسها في طبقها مرة أخري و لم تستطع محو تلك البسمه علي ثغرها الذي رآها.. 
قالت زهرة بضيق موجه حديثها لكارما : عرفتي تنامي امبـ.ـارح من صوت الفرح، خلص متأخر اوي و نمت منه بالعافيه 
اجابتها كارما بـ.ـارتباك متعمدة عدم النظر اليه : اه اه 
نظرت لها زهرة مستعجبه: فعلا! 
حركت كارما راسها بنعم، بينما قال صقر : هو كل يوم في فرح يعني يا زهرة 
اجابته شقيقته معلله: ما عرفتش انام يا صقر و الاغاني شغاله لحد الفجر 
اردف و هو يلوك الطعام بهدوء: ده حتي كانت الاغاني حلوة، من التراث يعني ..
هتفت والدة صقر و قالت : ايوة ما انا عارفه انك بتحب الاغاني القديمه يا حبيبي 
اجابها و عينيه علي تلك المنشغله بلا شئ في طبقها الفارغ: مش كله يا يااما.. قطر الندى ليها مكانه تانيه 
غصت كارما بطعامها و احمر وجهها، انتبهت اليها زهرة و مدت اليها يدها بكوب ماء و قالت لها أمل: اسم الله عليكي يا حبيبتي
ضحك لها بخفوت و هي تنظر اليه شرزآ ، استقام و استأذن للذهاب لعمله بعد ان القي عليها نظرة اخيرة... 
كانت عينين الجد تتابعهم و ابتسم بخفوت عليه، يبدوا ان حفيده لم يضيع الكثير من الوقت... بينما توجست سعاد و شعرت ان هناك شئ خفي يحدث دون ان تعرفه، نظرت لشقيقتها و انتوت علي االاختلاء بها بعد الافطار... 
،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
اقتحمت زهرة غرفة كارما دون ان تطرق بابها، استقامت كارما بقلق وقالت : في ايه، ايه اللي حصل 
رفعت زهرة حاجبيها و هتفت بها : ايه اللي حصل؟ اللي حصل عندك يا ختي، بقي صقر يتقدم لك و انا ماعرفش 
ضمت كارما شفتيها وقالت بتبرير: انا ماعرفش انك مش عارفه يا زهرة، و بعدين انا عرفت امبـ.ـارح و انتي من الصبح مشغوله مع سي كريم في التليفون و مش فضيالي
اقتربت منها زهرة بتمهل و قاالت بابتسامه بلهاء : الصنارة غمزت صح، قلبي كان حاسس و الله 
ضحكت كارما بينما هتفت زهرة بفضول : ايه بقي احكيلي يالا 
اجابتها كارما بخجل و قالت : احكي ايه يا زهرة بس 
شاكستها زهرة ضاحكه : و النبي صقر ده مش سهل، اخويا يا بنتي، هو يبان تقيل بس ما تستهونيش بتقله ده، ياما تحت السواهي دواهي 
كتمت كارما ضحكه خافته و كادت تؤكد علي ذلك، فا بعد ما حدث امس و صدمتها بحديثه و اعترافه و كلمـ.ـا.ته التي اخترقت قلبها ، تأكدت ان له جانب لم يظهر لاحد قط...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
شهقت كمن لدغتها حيه، صرخت ايناس في والدتها بغضب : انتي بتقولي ايه يا ماما بتقولي ايه 
عضت سعاد علي يدها بغيظ و قالت : اللي سمعتيه يا اختي،  كل اللي قولته طالع من لسان أمل
تحجرت العبرات بعينيها و اندفعت للخارج، لا تري امامها سوي غريمتها و التخلص منها. 
فتحت غرفه كارما فجاءة ، توقفت كارما باندهاش من اقتحامها غرفتها و ملامحها الغير مبشرة. 
تسائلت كارما بقلق: في ايه يا ايناس 
لم تجيبها و لكن قالت لزهرة و عينيها لا تحيد عن كارما : اطلعي بره يا زهرة 
اجابتها زهرة بتوجس : في ايه يا ايناس مـ.ـا.تقولي قدامي 
هتفت بها ايناس : ايه يا زهرة و انا هاكولها 
قالت كارما : سيبنا يا زهرة 
خلت الغرفه الا من كلاهما ، نظرات ايناس العدوانيه مقابل كارما التي تحاول ان تفهم سبب حالتها تلك 
قالت كارما بهدوء : مالك يا ايناس 
اتسعت عينين ايناس و ابتسمت بسخرية : مالي! انتي بتسالي عن حالي اللي مال من ساعة ما جيتي برجيلك لهنا 
ضيقت كارما حاجبيها وقالت بحزن: و انا عملت لك ايه يا ايناس، من ساعة ما قولتيلي ابعد عنك و انا فعلا بعيده
ربعت ايناس يديها علي صدرها و قالت بغيرة واضحه :اه صحيح نسيت اقولك،، مبروك يا عروسه 
لم تجيبها كارما، فاكملت ايناس هاتفه بها : بعدتي عني اه، بس قربتي منه هو 
تسائلت بترقب: قصدك ايه 
صرخت بوجهها مما جعلها تنتفض مكانها : صقر، الكبير، ابن عمي، حب عمري اللي سرقتيه مني، كان لازم اعرف انك حـ.ـر.اميه زي امك 
شعرت كارما و كأن احد ما ضـ.ـر.بها بقوة علي رأسها، 
تلعثمت في بداية حديثها و ما ان استوعبت هتفت بها محذرة: امي مش حـ.ـر.اميه يا ايناس، ما سمحلكيش تتكلمي عليها كده 
صرخت الاخري بها حتي احمر وجهها هادرة : سرقت ابويا مني و من امي، عادا الدنيا كلها علشانها  ، اختار يعيش معاكم مش معانا، مشي و ما بصش وراه 
صرخت ايضآ كارما بها بدفاع : ابوكي مشي من هنا من قبل ما يعرف امي، و قابلها بعد ما قعد هناك ب ثلاث سنين، حاول يرجع رفضتوه و حكمتوا عليه لو رجع يرجع لوحده، اتعاملتوا معاه و كأنه عمل خطيئه لا تغتفر، بعده عنكم ماكنش سهل 
اقتربت منها ايناس ببطئ و قالت من بين اسنانها بغضب جلي علي انش بها : اللي حصل مع امي مش ها يتكرر معايا يا كارما 
ابتلعت كارما تلك الغصه بحلقها و بدءت العبرات بالتجمع بعينيها و قالت : ما كنتش اعرف انك بتحبيه 
اجابتها مؤكده كأنه أمر مفروغ منه او غير قابل للنقاش : صقر ملكي، مكتوبين لبعض من و احنا صغيرين، بس انا عذراه 
مسكت خصله ذهبيه من شعرها و قالت: يمكن عجبه انك ملونه شويه ، نوع جديد لفت نظرة مش اكتر، هما يومين و هايرجعلي ، صقر عمل اللي عارف انه ها يفرح جدي علشان يرتاح من تأنيب ضميرة انه بعد عنه ابنه . 
صمتت متأمله نتائج حديثها علي وجهه الاخري التي باتت كاالصفحه البيضاء و اعين تشبه التمثال . 
القت باقي حديثها دون اكتراث : انا بوعيكي، اللي عايزة توصليله مش هيحصل و تكوني انتي الخسرانه في الآخر. ... سلام يا... يا اختي 
ترنحت كارما حتي كادت ان تسقط ارضآ ، استندت علي حرف المقعد و كل ما بها ينتفض ، و العرق يتصبب من علي جبينها رغم شعورها ببرودة اطرافها. 
شهيق اتخذته مع غصة بكاءها و كلمـ.ـا.ت شقيقتها تتردد علي اذنيها. 
قد  ظنت ان الحياه بدءت في اظهار الوانها الزاهيه، و ان القادم منثور بالورود و الحب يلوح لها بالافق لتشعر اقترانها به بالكمال. 
كانت متقبله كره شقيقتها رغم صعوبته ولكن كان عندها بريق من الامل، ان تتركه للايام ربما تداوي ماليس لها يد به. 
لكن تأتي الطامه الكبري ، حب شقيقتها له، من بين كل الرجال تعشق من ارادته شقيقتها زوجا لها، اي حظ عاثر تمتلكه. 
نظرت حولها و قد شعرت بالاختناق و هناك ما يجثم علي صدرها يكاد يكتم انفاسها، جذبت حجابها و ركضت خارج غرفتها بل لخارج البيت الكبير بأكمله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
قد شارف الليل علي الدخول، لاحظ الجميع اختفاء كارما الغير مبرر، بعد البحث عنها في ارجاء البيت. 
وقف عتمان في منتصف الدار ضاربآ بعكازة الارض بقوة: يعني ايه مش موجوده 
قالت أمل : مش عارفه يا عمي مالهاش آثر في البيت كله 
قالت ايناس بلا مبالاه: ما تقلقش يا جدي يعني هي دي اول مرة، ما كل ما يجي علي بالها تخرج تاخد في وشها و تعملها 
القي عليها عتمان نظرة جعلتها تخفض عينيها عنه بخوف، بينما هدر عتمان و قال : حد يندهلي صقر بسرعه
اومـ.ـا.ت زهرة بالايجاب و هاتفت صقر دون ان تخبره بشئ و لكنه شعر بريبة صوتها ، و عتمان يضـ.ـر.ب بعكازة الارض برتابه غير قادرا علي تجاهل ذلك الانقباض في قلبه علي حفيدته... 
يتبع،،،،
دخل البيت الكبير، خطواته توحي بأندفاعه و حفيف عباءته من حوله ترفرف لسرعته. 
قال صقر متسائلا بقلق: خير يا جدي 
التفت اليه عتمان و قال : مش خير يا صقر مش خير يا بني 
انقبض قلبه و دارت عينيه في وجوه الموجودين، لم يجدها، قال بتوجس : ايه الى حصل 
اجابه جده قائلا: كارما مش لاقينها، دورنا عليها في البيت كله مالهاش آثر 
قضب جبينه ببـ.ـارتياب و تسائل : محدش شافها و خارجه مثلا 
نفي رحيم و قال : سالنا الموجودين هنا محدش شافها 
اضطرب للحظه و تسرب القلق اليه، نظر لشقيقته و قال : امتي اخر مرة شوفتيها يا زهره 
اجابته علي الفور : العصر تقريبا، كنت عندها في اوضتها و بعدين دخلت اي
صمتت لبره  و عينيها علي ايناس بشك، هتف بها صقر بنفاذ صبر : و بعدين 
_دخلت علينا ايناس و قالت انها عايزة تتكلم معاها لوحدها و انا خرجت، و من بعدها مشوفتهاش
التفتت جميع الاعين لها ، ارتبكت ايناس و اهتزت و هي تري خطوات صقر اليها. 
عينيه لم تنذر بالخير ابدا ثم
قال بصوتآ خشن اجش : عملتي ايه
تلجلجت الكلمـ.ـا.ت علي لسانها و اجابته بـ.ـارتباك: ع عادي يعني و انا هاعملها ايه 
احتدت عينيه و صرخ بوجهها مما جعلها تنتفض مكانها خوفا: مش هاعيد سؤالي تاني 
من هذا؟ 
هل هذا صقر الذي تعرفه.. 
الذي امامها رجل يكاد يجن من غيابها عن عينيه، تنظر اليه بأستغراب و حنق لما كل هذا ، ماذا حدث له و لهدوءة المحتفظ به دائما، متي وصل صقر لتلك الحاله. 
التمعت عينيها بالحقد و قالت مشـ.ـدده علي كلمـ.ـا.تها: قولتلها اللي المفروض يحصل ، قولتلها اننا مكتوبين لبعض من و انت عيل صغير و انا كنت بضافير، و ان البلد كلها عارفه إني هاكون مرات الكبير، قولتلها انها حـ.ـر.اميه زي امها 
ثم صرخت بوجهه و قالت : قولتلها انك حبيبي و مش هاتكون لحد غيري
شهقت كل من زهرة و والدتها وولطـ.ـمـ.ـت سعاد علي وجهها من اندفاع ابنتها، قبض صقر علي يده بقوة و كان علي وشك صفعها عدة صفعات متتاليه لعلها تفيق من هواجسها. 
جذبها من ذراعها حتي كاد يتهشم بيده و هزها و صرخ بها بغضب : يا ويلك مني لو حصل لكارما حاجه بسببك يا ايناس.. كلامك ده ها تتحاسبي عليه بعدين، لكن بعد ما ارجع بيها 
ثم تركها و اهتزت مكانها، ركضت عليها والدتها محتضنه اياها و هي كا متخشبه بين ذراعيها ، مسح رحيم علي وجهه با اعصابآ متعبه و قال لوالده الهادئ بريبه: انت كويس يا با 
استند عتمان علي عكازة و تحرك لخارج البيت قائلا: ها ستناهم بره، مابقتش اعرف اخد نفسي هنا، اللطف من عندك يا يارب 
،،،،،،،،،،،،،، ،،، 
اتجه للغفير و سأله : كارما خرجت من البوابه الكبيرة 
اجابه الغفير : لا يا بيه، الست هانم راحة ناحيه االاستطبل 
توجه سريعآ للاستطبل، بحث عنها و لم يجد لها آثر ايضآ
التفت حول نفسه يحاول تهدئه افكاره المتزاحمه  ، يخشي خروجها بمفردها مرة اخري و يحدث ما حدث المره الماضيه. 
ازاح عمته عن رأسه و مسح علي شعره، توقفت يداه عنـ.ـد.ما وقع نظرة عن مكان احدي الفرس الفارغة ، لم يفكر مرتين و هو يفك سرج سلطان و يصعد فوقه،  منطلق به لذلك المكان لعله يجدها به... 
انطلق بفرسه بسرعة عاليه، ممسك بلجامه بقوة و الفرس و كأنه يطير علي السحاب دون اي عوائق، كان اقرب للفارس الممتعض حصانه بحثآ عن الاميرة.. 
الاميرة التي وجدها مستنده علي تلك الشجرة العتيقه، نزل من علي حصانه و هرول اليها ثم وقف امامها، يأخذ انفاسا متتاليه براحه لرؤيتها امامه. 
كارما 
كان ندائه هادئا و خافتآ، به من الخوف و العتاب ايضآ
رفعت رأسها لاعلي و نظرت اليه و جثي امامها ، ضيق عينيه من بكائها و عينيها الحمراء المنتفخة، شعر بتلك الوخزة لرؤيتها بتلك الحاله
قال و هو يتفرس ملامحها بقلق جلي علي ملامحه: ليه كده 
مسحت عبراتها بظهر يدها بقوة و استقامت واقفه دون ان تجيبه، اتجه اليها و وقف امامها مانعآ مرورها قالت له بضيق : مالكش دعوة بيا 
هتف بها صقر : ايه اللي حصل وصلك لكده
صرخت بوجهه قائله : اللي وصلني لكده! كذبك اللي وصلني لكده 
اشار لنفسه و قال مستنكرا: كذبي انا 
كادت ان تتركه دون اجابه، لكنه لاول مرة يحذبها من ساعدها و قال بانفعاال : لما اكلمك تقفي و تكلميني 
هدرت به و هي تدفع يده بعيدا عنها  : انا ما بنفذش اؤامر 
لوح بيده و قال بصبرآ نفذ صارخآ بها: اي اؤامر يا كارما ، فيكي ايه، طايحه و اخده في وشك، خرجتي برة الدار من غير اذن حد و محدش عارف ليكي طريق، و قدامك اهو بعد كل غضبي منك و خوفي عليكي مستنيكي تهدي و اسمع منك حصل ايه، و انتي كل اللي بتفكري فيه اؤامر ! اوامر ايه، ده لو حد غيرك اللي عمل كده كنت عرفته ازاي ينفذ اؤامر صقر الجارحي. 
لم ترمش بعينيها حتي انتهي، و لم تخفض عينيها عنه طوال حديثه، حتي بعد ما تنتهي، مازالت تحدق به بتلك الطريقه المحيره له. 
خرج صوتها و قالت كارما : جدي اللي طلب منك تتجوزني 
اجاب علي الفور : جدي ما يعرفش بالقاعده ، و كلامي حصل من غير ترتيب حتي مني 
اتبتلعت ريقها و اهتزت العبرات بمقلتيها : اختي بتحبك 
بهتت ملامحه للحظه ، و استعاد صقر طبيعته مجيبا عليها :
عمري ما اتعاملت معاها بطريقه غير زهرة
اغمضت عينيها لبره و اردفت: 
كرها هايذيد ليا اكتر 
اخذ نفس عميق و قال و هو يرفع يده و يمسح علي شعرة : مش بأيدي، ايناس طول عمرها قدامي من قبل ما انتي تظهري بسنين، اهالينا زمان قالوا انتوا لبعض، بس لما كبرنا كل حاجه بتتغير 
قاطعته وقالت بتعب : مـ.ـا.تغيرش يا صقر ، انت كنت عارف 
_ انا عمري ما وعدتها و لا حد من البيت اتكلم في الموضوع ده، هي اللي اختارت تفضل عايشه في وهم، عمري ما عاملتها اكتر من معاملة زهرة 
مسحت علي وجهها و قد بلغ منها االارهاق ، القي عليها نظرة حانيه، ود لو يهدئها بين ذراعيه، لو له الحق في ان يزيح تلك العبرات عن و جهها.. 
انتبه علي صوتها المتسائل بحيرة : تفتكر قرار رجوعي كان غلط! 
_ حتي لو ماكنتيش موجوده ماكنتش هاتجوزها  
حاوطهم الغروب ، و اضاف للمكان من حولهم لمسه من السحر، تركها ثم وقف علي ذلك الحجر الكبير، الذي اوضح له رؤية البلده بأكملها ، و كانه فارس يطمئن علي حاشيته من أعلي . 
نظرت لظهره المتصلب و كأنه يفكر بشئ جذب انتباه عنها 
تسائل صقر دون ان يلتفت لها : ليه كلام اختك آثر فيكي كده، يعني .. انتي لسه ما قولتيش رأيك موافقه او لا 
زاغت عينيها بـ.ـارتباك و التفت لها دون ان يتقدم لها قائلا : 
هو شعور ايناس فارق معاكي ليه
ضمت شفتيها و اجابته بخفوت: مش سهل تكون اختي بتحبك 
هتف صقر بها بصوتآ هادئا و لكنه قوي مسيطر آ : و انا بحبك ..ليه مصعبه الحقيقه دي 
رفعت عينيها اليه و اجابته معترفه بصوتآ مهتز :
عشان لاقيت نفسي.. بحبك
لحظه.. لحظه.. 
هل ما استمعه صحيح!! 
استغرق منه الامر بضع لحظات، مجرد لحظات حتي تقدم و وقف امامها باعين لامعه عاشقه، ضحك بخفوت و قال و كأنه يتأكد من ما استمعه: انتي قولتي صح 
اومـ.ـا.ت براسها و ارتسمت ابتسامتها رغم ملامحها المرهقة. 
تقابلت عينيها و كأنها خيوط ذهبية تشبه تلك التي في وقت الغروب، في سماء تشبه عينيه، واسعه و بها من البراح ما يجعلها تحلق به، تلك العيون السوداء التي تنظر اليها الان بأحتواء في اكثر اوقاتها هشاشة. 
اتسعت ابتسامته و قال بعد ان تنهد بعمق : انا راضي جدا بعد الفرهده دي، تكون دي مكآفاتي 
صمت لبره و قال و عينيه تؤكد علي حديثه امام عينيها : اوعي في يوم اي حد يشككك في حبي ليكي او يخوفك مني، كارما لما بتغيبي عن عيني و بكون مش عارف طريقك، برج من دماغي بيروح و ببقي مش شايف قدامي 
قالت له بصوتآ غلفه الهدوء : حسيت إني مخـ.ـنـ.ـوقه و مش عارفه اروح فين، اول مكان فكرت فيه ، المكان ده، مكانك
_ مكانا  ، قالها برقه قاطعآ حديثها 
فا ضحكت بخفوت و هتفت بخجل : يعني ماحدش جه هنا معاك قبلي؟ 
_ و لا من بعدك  
ابتعدت بعينيه عنه، غير قادرة علي كل تلك الاحاسيس اتجاه، كل تلك الجاذبيه التي يمتلكها ، دون ان يفعل شئ، فقد يحدثها و يبتسم و ينظر اليها بتلك الطريقه التي تشعرها انها الانثي الوحيده  علي الارض. 
انتبهت علي صوته الاجش المسيطر برنته قائلا: خير البر عاجله
ارتفعت حاجبيها للسماء و قالت بدهشة: بسرعه كده 
مال للامام و نظر لتلك الدمـ.ـو.ع المازالت عالقه بعينها و وجنتيها و بصعوبه قيد فكرة ان يزيلها و همس لها : مش عايز حواجز بيني و بينك 
ابتعدت خطوة للخلف و غزا الحمره و جنتيها و هتفت قبل ان تتجه للفرس و تركبه برشاقة : هافكر و ابعتلك الرد مع جدي
تتدلل! 
ضحك صقر و ركب سلطان بقوة و اشار لها بتلك الطريقه التي يعرف انها تستفزها ووفعلها عن قصد، تسابقوا معا للوصول و تركك لها المجال ان تكون الرابحه ، فأي سباق سيحدث وهي قد كسبت و هو قد أعلن رايته لها...
يتبع...
اختفي عن الانظار ليومان، في رساله خاصه ان ترسل له جوابها، و ها قد طلب الجد رؤيتها متأكده من سبب طلبه لها. 
استقبلها كعادته بتلك البسمه الحانيه و جلست بجواره. 
و دون مقدمـ.ـا.ت منها، وجدت نفسها تسرد علي مسامعه كل ما يجيش بصدرها اتجاه شقيقتها، تخشي آلمها و ازدياد كرها لها اكثر، كرهها التي قابلته من اول يوم لها دون ان تفعل ما تستحق ذلك، تحكي خوفها من القادم معها و ما كانت تمني نفسها به اتجاها. 
استمع لها عتمان بأنصات و صبر، و لكنها قالت بعتاب: ليه ما اتقبلتش امي و جوازهم، يمكن كنا دلوقتي احسن من كده 
اجابها بعدما انتهت : التفت لها براسه و قال بهدوء: يوم ما ابوكي قابل امك قالي يابا انا لاقيت نصي التاني مع انه كان متجوز و مخلف... بس عشق ،  و انا عارف انه ماحبش سعاد و انا اللي فرضتها عليه، كنت عايز اربطه بهنا مع اللي انا شايفها مناسبه ليه، انتي مالكيش ذنب، ده غلطتي انا، انا اللي كنت المفروض اتقبل قرار ابني و نتايجه، لكن غضبي من عصيانه ليا هو اللي وصلنا لكده 
ثم تنهد و قال بصوتآ مختنق: حتي لما طلبت منه يرجع، اتهرب بحجة حياته اللي هناك و ان امك مش هاترتاح هنا ، كل واحد شاف الصح بطريقته، الحاجه الوحيده اللي ماقدرش الوم ابوكي فيها انه ماحبش سعاد او هي ماعرفتش تخليه يحبها  لكن هو اداها حريتها و هي اختارت تفضل هنا . 
صمت كلاهما و لم يعد هناك المزيد من الحديث لذلك الشأن. 
مسح علي رأسها داعيآ لها بالصلاح و ان يحفظها الله من كل سوء
ابتسمت له كارما و قالت : ليه بحسك خايف عليا طول الوقت 
اجابها عتمان : علشان فعلا خايف عليكي ، اقولك حاجه بس ما تفكريش اني بقولها علشان توافقي علي صقر 
اوامـ.ـا.ت براسها تحسه علي الاسترسال
_ ما حستش إني هاكون مطمن عليكي، غير بعد صقر ما طلبك،  يومها قولتله حفيدتي لو رفضت انا كمان مش هاوافق و رأيها اللي هايكون، 
ثم اكمل بحنو : يوم ما مشيتي و شوفته و هو هايتجن من غيابك، عرفت انك هاتكوني بأمان معاه، اصل الراجـ.ـل مننا ما يتهزش من غياب ست غير لما يكون حاببها. 
اخفضت رأسها بخجل و تلك الابتسامه تداعب ثغرها برقه، قال عتمان لها :
: صقر مش ناوي يرجع غير بعد مـ.ـا.تقولي رئيك
، ها ، تقولي دلوقتي و لا نسيبه كام يوم كمان 
عضت علي شفتيها و قالت ضاحكه بمشاكسه : حـ.ـر.ام كفايه عليه كده 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تعالت الزغاريد المتتاليه من قبل أمل التي احتضنت ابنها فور دخوله المنزل، لم يستغرق المزيد من الوقت بعد ما اعطي له جده البشاره و آتي لتلك التي تركته يومان يتقلب علي الجمر.. 
اقبلت كل من كارما و زهرة لاستكشاف سبب تلك الزغاريد المفاجأة، توقفت كارما عن ركضها فور ما ابصرته و عادت خطوتين للخلف ، لم تدري بوجوده و لسوء حظها رآها بأندفاعها و حالتها الفوضوية و حجابها التي القته علي شعرها كيفما اتفق
ابتسم بخفوت فور ان ابصرها و رأي اندافعها و من بعده ارتباكها من رؤيته. 
قال عتمان بفرحه جليه علي ملامحه: كريم طلب يحدد ميعاد كتب الكتاب ايه رئيك يا عروسه 
شهقت زهرة بمفاجاه، قد فعلها دون يخبرها ليجعلها في ذلك الوضع من الخجل امام اسرتها، توعدت له فور ان تحدثه، رغم قلبها الذي يدوي بداخلها من الافراح 
ضحكت كارما و قالت بفرحه : يعني الزغاريد دي ليكي و انتي مش عارفه 
نظر صقر لجده فا ضحك عتمان مستعدآ للقادم: و ليكي كمان يا كارما 
ثم نظر لصقر ثم لها و قال : ايه رئيك نخلي الفرحه فرحتين 
اتسعت عينيها و تسائلت يترقب : ازاي 
كان جواب صقر ما ان وقف قبالتها  بصوته الذي يزلزل كيانها و يخلق بداخلها شعورا بالرهبه : كتب كتاب كريم و زهره ، و انا وانتي
صفقت زهرة بحماس و سعاده، بينما 
رمشت كارما بعينيها عده مرات و تسارعت دقات قلبها من تأثيرة عليها، اندفعت هاربه من امامه و اتجهت لجدها شبه مستغيثه: جدو هو الجواز عندكم  سريع كده ليه ، انا لسه موافقه الصبح 
ربت علي وجنتها و قال بهدوء: انتوا الاثنين قاعدين في بيت واحد، ماينفعش يبقي متكلم عليكي و البلد عارفه و تفضلوا في نفس البيت من غير رباط بينكم ، و بعدين ده كتب كتاب بس 
صمتت للبره و التفتت ببطئ مستشعره تلك النظرات المصوبه في ظهرها ، ينظر لها .....بتوعد!  
و كأنه يمنع نفسه بشق الانفس من إقناعها بنفسه، و لكن احتراما للحضور ، قليل من الصبر لن يضر.. 
تسائل عتمان لكل من زهرة و كارما قائاا:ها يا عرايس نتوكل علي الله
حركت زهرة راسها بخفه بخجل ،
نظرت كارما لصقر بوداعه فا ضيق عينيه مترقبآ، وقفت كارما ببطئ  و ضمت يديها ببعض و كما الافلام الابيض و الاسود القديمه قالت : اللي تشوفوا يا جدو 
و ركضت مع زهره لاعلي، لم يستطع ان يسيطر علي ضحكته ، متوعدا لها بعد ان تدخل لعرينه... 
،،، ،،،،،،،،،، ،،،، 
لم تيأس ايناس، لم يهدء عزمها عن هدم تلك العلاقه، كل ما تزداد تلك النار من خسارتها لكل شئ. 
علا رنين هاتفها، و لم يبقي امامها سواه، لم تعد تملك ما تفعله بيدها. 
اجابته بعينين حادتين تنظر للا شئ امامها، تستمع بأنصات لما يخطط له.... 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
قبل عقد القران بيومين
غير الولعه ياض ، و خد حط الحته دي كمان 
كلمـ.ـا.ت قالها مجد بلسان ثقيل ، في تلك الجلسه الليله الملئيه بمخدر الحشيش، تخدر عقله و ثقل لسانه و احمرت عينيه و اصبحت كالدماء 
ترك عيد ارجيلته و قال : ما كفاياك لحد كده يا مجد
اشار براسه بلا و مازال ينفخ من انفاس ارجيلته قائلا كلمـ.ـا.ته ببطئ و هو يشير الي راسه : عايز اشغل دي 
هتف عيد به ناصحآ: ياواش ياواش يا مجد، متتخليش الكيف يغلبك
هتف به مجد و هو يجاهد ان يفتح عينيه: صقر الجارحي هو اللي هايتغلب
انتبه له عيد و شعر بريبه حديثه فاتسائل مجاريآ حديثه : هايتغلب ازاي
كان مجد في حاله من عدم التركيز لذلك استرسل قائلا: لما انا اللي اخدها، لما يعرف انها خلاص بقت بتاعتي 
لم يفهم عيد حديثه، حتي ظن انه يهذي من الحشيش، لكن تسائل بفصول محددا: هي مين ياصحبي
_كارما 
ردد عيد من خلفه بأستغرب : و دي تهمك في ايه 
_تهمه هو، عايز اكسر قلبه، و احرقه، البيه طلع حبيب و عامل فيها شجيع السيما و فرد صدرة اوي  و قال تخصني لما عرف اني عايزها، و ما هداش غير لما حدد كتب كتابه بكرة. 
قال عيد بدهشة من حديثه: و ناوي علي ايه 
ارتسمت تلك الابتسامه الخبيثة علي محياه، و لمعت عينيه ببريق الانتقام و الحقد 
و استمر استرساله علي مسامع عيد، المندهش من مدي خطته و ما سينتج عنها من دماء. 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
اغلقت الباب من خلفها و كل ما بها يرتعش، جسدها ينتفض و جبينها يتصبب منه العرق، يديها مليئتن بالدماء تحاول مسحهم بطرف جلبابها الاسود.. 
تحركت قدماها بصعوبه و آنين بكائها مكتوم خوفآ من ان يسمعها احد، لا تصدق انها فعلت ذلك، لا تصدق انها وصلت لتلك النهايه 
جلست سعاد علي طرف فراشها و عينيها متسعه علي اخرهما ، و اللحظات الاخيرة بينهما تمر امام عينيها، غضبه و اندفاعها ، كلمـ.ـا.ته اللاذعه و توسلها المريـ.ـض. 
مرت امام عينيها لحظاتهم  و مشـ.ـداتهم الاخيرة 
_يووووه مش هانخلص من الحكايه اللي مالهاش طعم دي 
ظلت تندب سعاد و قالت لكامل ردآ عليه : ماخلصت و مقصوفة الرقبه جات و كوشت علي كله و بتي طلعت من المولد بلا حمص
هدر بها كامل و قال: انتي اللي عملتي في بتك كده، انتي اللي عشمتيها 
عضت علي يدها بغيظ و قالت : بلاش طريقتك دي و النبي مش ناقصه
ثم ضـ.ـر.بت علي فخذيها و قالت بغيظ شـ.ـديد: يعني في الاخر هاتبقي مرات الكبير ،  تعالي شوف امل و اللي عملاه هناك من فرحتها، طبعا عيالها الاثنين ببيتجوز مرة واحده، و ببتي انا اللي بختها مايل، اه الهي مـ.ـا.توعي تفرحي بيهم يا امل
صرخ كامل بها بغضب و هدر: ما كفاياكي بقي، ايه كميه السواد ده، سوده من كل الناس حتي اختك و عيالها 
_ هدرت قبالته قائله بأنفعال مريـ.ـض: ايوة ما انت لازم تتحمق عليها اوي ما هي حبيبة القلب
جذبها من ذراعيها  بقوة و اشتعلت عينيه بغضب: انتي مش طبيعيه، اختك انا ماشوفتهاش من سنين، و للا تعرف عني حاجه و لا تعرف باللي بتقولي عليه، انا عمري  ما قربت حتي  من طيفها 
ثم هزها بعنف و قال : كلامك ده يطير فيه رقاب و انتي زي الوابور ، بطلي غل بقي ، مـ.ـا.تجيش هنا تاني و الدار دي انا ها هدها
خرجت عن شعورها  و مسكته من ياقة جلبابه هادرة بغضب اعمي : دلوقتي بقيت انا الغلاويه و عايز تهرب 
_ اهرب من ايه يا خرفانه انا ماعليش اي حاجه، انتي اللي كنتي سهله زياده عن اللزوم ،  ما همكيش العار اللي هايحل علي راس عيله الجارحي، من الاخر كده انا مابقتش عايز اكمل في الوساخه دي، اتسترت معايا كتير بكفايه كده 
اشتعلت عينيها بلهيب جهنم و دون ذرة تفكير جذبت السكين الموضوع علي المنضدة و اندفعت عليه و غرزتها من خلفه حتي تناثرت دماؤة مع تأوهاته الموجعه و سقط علي الارض ، تصنمت مكانه و كانها تمثال من شمع تري الدماء النازف منه بعينين جـ.ـا.مده.... 
يتبع
ارتكزت عيناه علي والده ، و كتفه الملتف بالشاش الطبي راقدآ  علي فراش المشفي. 
بعد ما استطاع كامل بصعوبة الاتصال بولده حتي ينقذه وهو علي وشك الموت، لم يستغرق عيد الكثير من الوقت و كان والده يستند عليه حتي وصلوا للمشفي، رغم ريبة عيد و قلقه و فضوله لم يتحدث، حتي بعد ما استمع الاقوال والده انهم احدي قطاع الطرق ما تسببوا بأصابته، آثر الصمت حتي اصبحوا بمفردهم. 
و للغرابه لم يخفي كامل عن ولده شئ، الذي شحب وجهه و كأن دلو ماء مثلج وقع علي راسه. 
اتجه عيد للباب ووقال لوالده : تخرج من المستشفي بالسلامه و مالناش قعاد في البلد هنا 
اوما له كامل بتعب و قال : عارف اني غلط و حاولت اصلح غلطي ده، بس 
التفت له عيد مؤنبآ: غلطك كبير اوي يابا 
قال كامل بتقرير: سعاد ماكنتش هاتمش غير بالدم
_ انتو الاثنين غلطانين، الشرف مايتدايسش عليه 
تسائل كامل بقلق: انت رايح فين 
تنهد بثقل و قال :رايح لصقر، راييح الحق اوقف مجزرة تانيه هاتحصل 
هتف والده قائلا:بعد اللي عمله معاك 
_ اللي عمله انا استاهله، و القلم لو كنت اخدته منك انت من زمان، كنت اتعلمت جبر خاطر الغلابه 
ثم خرج من المشفي عازمآ  علي اخبـ.ـار صقر بكل ما انتواه مجد، ربما تأخر قليلا و لكن وقت التنفيذ لم يأتي بعد. .. 
،،،،،،،،،،،،،،، 
لم يتبقي علي عقد القران سوي يوم واحد، و دار الجارحي اصبحت كاخليه النحل، لتجهيز حفل يليق بأبناء عائله الجارحي و كبيرهم مستقبلا. 
لم تخفي زهرة سعادتها و هي تدور هنا و هناك فقالت كارما : يا بنتي اهدي بقي شويه 
اجابتها زهرة باعين متلهفه : فرحانه. فرحانه اوي يا كارما، حاسه اني بحلم 
شاكستها كارما قائله: طبعا، ما هو حبيبب القلب ، الله يرحم النظرات و وقفه الشباك 
القت عليها الوساده و جلست قبالتها قائله : هو انتي مش فرحانه يا كارما 
ابتسمت بحالميه و شغف : احساس غريب يا زهرة، ملغبطني و موترني كده، بس كل ما اشوفوا بحس اني مبسوطه و متحمسه كده
صفقت زهرة بيديها و قالت مهلله: اخويا ده مش سهل يا جدعان اانا عارفه 
،،،،،،،،،،،،،،،، 
اندفع عيد متجهآ لصقر، انتبه له صقر ظانآ انه أتي للمبـ.ـاركه، لكن ملامح عيد المتهجمه اثارت ريبه صقر. 
لم ينتظر عيد المزيد من إهدار الوقت، يكفي الوقت الذي قضاه ملازمآ والده في المشفي. 
وقف عيد قبالته و القي علي مسامعه ما جعل الدماء تقف في عروقه. 
،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
قطعت الخادمه حديثهم و قالت لكارما : صقر بيه عايزك تحت يا ست كارما 
كارما باستغراب :  تحت فين
اجابتها الخادمة :  عند الباب الوراني 
هتفت زهره بشقاوه :  ماشي ياعم ماشيه معاكي، ايييه تيحي بالسلامه ياكيمو 
اخرجت لها كارما لسانها و ركضت لاسفل تبحث عنه، لم تجده في االفناء الخلفي للدار، فا فتحت بوابته و التفتت الجهتين و لم تجد له آثر. 
استدارت لتعود للداخل ، شهقت واضعه يدها علي صدرها هاتفه : مجد 
بادلها بتلك الابتسامه السخيفة قائلا: يا احلي اسم سمعته في حياتي 
تحركت خطوتين لتتخطاه، لكنه وقف امامه و حاصرها قائلا : رايحه فين، مش تشوفي هديتك يا عروسه 
ااقي بوجهها رذاذا من تلك الزجاجه المخدرة، جعلت رأسها تتثاقل رغم محاولتها لتبقي واعيه، خوفا من خطر محيط بها، لم تستغرق الكثير و اصبحت بين يديه غائبة عن الوعي . 
،،،،،،،،،، 
بخطوات راكضه لداخل الدار  كان صقر ينادي بصوتآ جهوريا عليها، تجمع كل من في البيت متسائلا و من بينهم زهرة، التي قالت باندهاش: انت بعت لها ام محروس تبللغها انك مستنيها في الجنينه اللي وراه. 
لم يقف لثانيه اخري و ركض للخارج متمنيآ انه لم يفوت الاوان. 
اتسعت عينيه و هو يري مجد يحملها بين ذراعيه لسيارته و انطلق بها بسرعه عاليه ، حتي خلف من وارءه غبـ.ـار كثيف لا تري يدك من قوته. 
ارتسم علي وجهه ضحكه شامته، و نظرة عليها من الخلف و عينيه تحمل من الانتصار ما يعزز شعورة بالنشوة، راسما احلامآ للحصول عليها. 
سيستمتع بها علي مهل ، سيجعله يتجرع ظنونه عن ما سيفعله بها ببطئ، سيعمل علي ان يجعل كرامته فتات علي الارض. 
اندفع فجاءة للامام بقوة حتي اصطدمت رأسه بالمقود ، نظر في المراه و برزت عروقه و ازدادت سرعته هروبآ من صقر الذي لحقه، يعرف و يدرك جيدا انه لو اصبح في قبضته لن ينقذة احد من براثنه... 
اشتدت يديه علي المقود، عينيه حمراء كالدم و عروق رقبته تكاد تنفجر من شـ.ـده غضبه ، هادرآ من بين اسنانه : هاطلع روحك في ايدي يابن ال###
اصدم بسيارة مجد من الخلف بقوة ليجبرة علي التوقف، لكن الاخر يحاول تفاديها ، يسرع للهروب و لكن صقر باغته بضـ.ـر.به اخري بجانبه و اخرج سلاحه منتظرا استخدامه في الوقت المناسب. 
مر وقت ليس بالقصير علي تلك المطارده العنيفه ، صوب صقر سلاحه بمهارة و اطلق عدة طلقات على سيارته من الخلف و باغته بصدمه مفاجأة  جعلته يصطدم في جدار منزل قديم و انقلبت سيارة صقر علي جانبها  . 
عم الهدوء المكان بعد ذلك الاصطدام، 
خرج صقر من سيارته ببطئ متحاملآ علي نفسه من شـ.ـده الالآم  ، فتح باب سيارة مجد الفاقد لوعيه و تنزف رأسه الدماء و جذبه علي الارض بقوة اسفل قدمه بعنف ، ثم استدار لكارما المازلت في غيمتها السوداء، احاط وجهها البـ.ـارد بين يديه و عينيه تتفحص كل إنش بها، لم تخلوا ايضا من الاصابات من الاصطدامـ.ـا.ت التي حدثت، فاذلك الجرح بجبينها ينبئه انه سيحتاج لعدة غرز . 
وضع رأسه علي جبينها أخذآ انفاسه بصعوبة، يتمتم بالحمد انها مازلت معه و كل شئ من بعد ذلك يهون. 
توقفت عدة سيارات ، من بينهم عيد الذي ركض علي صقر بعد رأي بعينيها إنقلاب سيارته و تهشم سيارة مجد، قائلا بقلق: صقر انت كويس 
اوما له برأسه و نزلوا رجال صقر من سيارتهم بأسلحتهم و حاوطوا سيارة مجد، 
فقال عيد مجددا: يالا علي المستشفي احسن 
نظر  صقر لرجاله قائلا بعينين مشتعلتين: خدوا ال ## علي المخزن مش عايزة يغيب عن عنيكم لحظه 
نفذوا الامر علي الفور، انتشلوة من علي الارض و القوه في سيارتهم . 
مسح صقر علي وجهها و وضع يده اسفل رأسها و الاخري تحت ركبتيها ، و بصعوبة متجاهلآ آلم كتفه، حملها و شـ.ـدد عليها بين احضانه ليؤكد لنفسه انها بين يديه، اتجه لسيارة عيد الذي فتح له الباب و قاده للمشفي. 
و عينيه لا تفارق تلك الغائبه عن الوعي غير مدركه بذلك الذي اقام حرب فقد من اجلها. 
،،،،،،،،،،،،،، 
  وصل الخبر لبيت الجارحي علي الفور ، ضـ.ـر.بت أمل علي وجهها صارخه : ابني يا رحيم 
هتف بها و هو متجهآ لاسفل رغم القلق الذي يعتريه : خير يا أمل ان شاء الله
لم تخرج كلمه واحده من سعاد المشاهده بصمت و كأنها تبلدت، بينما تمنت ايناس ان تزف غريمتها للموت بدلا من العرس. 
ركضت من خلفه كل من أمل و زهرة الباكية : طمني عليهم يا بابا والنبي 
وقف رحيم عنـ.ـد.ما قابل عتمان بوجهه قائلا بصلابة رغم قلقه : مش عايز حد يعلم بحاجه 
_ حاضر يا حاج 
،،،،،،،،،،،،،،، 
خرج الطبيب من غرفه الكشف قائلا بتقرير: الاصابات مش خطيرة، مجرد كدمـ.ـا.ت و غرزتين في جبينها ، و هي بدءت تفوق من المخدر 
تنفس الصعداء و بدء في التقاط انفاسه ، قال الطبيب : لازم كتفك يطرد ماينفعش يفضل مخلوع طول الوقت ده 
اجابه صقر قائلا: عايز اشوفها
نفي الطبيب و قال : مش هاتدخل غير لما اشوف كتفك الاول 
أيده عيد و قال : خلينا نطمن عليك انت كمان يا صقر 
امتثل لهم و و عملو له اللازم ، حتي اثار استغراب الطبيب انه حتي لم يحتاج لبنج موضعي ،متحملا الالم بصمت ، و لكن في الحقيقه عقله كان في مكان آخر . 
تفاجئ بدخول والده و جده ،  انسحب عيد فور قدومهم ، و طمئنهم صقر ببعض الكلمـ.ـا.ت. 
هتف به عتمان متسائلا : انت كويس يا صقر، حفيدتي فين حصلها ايه 
اجابه صقر مطمئنا: كارما بخير يا جدي، ماحدش قدر يمس شعره منها
وضع يده علي كتفه السليم قائلا بقلق :ايه اللي بيدور يا صقر 
اجابه صقر بأعينين مشتعلتين:  جه علي اللي يخصني يا جدي ، عارف اني مش هايكفيني دمه و برضو عملها 
صمت عتمان لبرهه مدركآ ان ما من شئ سيردعه عن ما ينتويه، و ان مجد تخطي كل الخطوط الحمراء ،  تحدث بهدوء لحفيده بقلق : اوعي لحالك يابني، اوعي غضبك يخسرك انك تبعد عن عيلتك و حبايبك، خايف عليك تتهور 
لم يجيب عليه صقر و انما قال مبتعدا: هادخل اطمن علي كارما 
، ،،،،،،،،،،،،،،،، 
دخل غرفتها بهدوء و جلس علي مقعد امام فراشها ، لم يتفوه بشئ ، فقط ينظر اليها و هي كذلك، تري في عينيه خوفه عليها و ايضآ غضب مكبوت، لا تعرف كل التفاصيل للان، كل ما همها فور ان استيقظت ان تبحث عنه، طالما هو في محيطها يعني انها بأمان. 
تسائلت كارما و قالت : انت كويس 
_طول مانا شايفك قدامي اكيد كويس
اجابته و عينيها علي ذراعه المعلق علي صدره : بيوجـ.ـعك مش كده 
ارتسمت بسمه بسيطه علي ثغرة مجيبآ: مافيش حاجه توجعني غيرك يا كارما 
اهدته تلك البسمه الحانيه الرقيقه: انت عارف رغم خوفي ، بس كنت عارفه انك هاتلحقني، انا بطمن طول ماانت موجود حواليا ، اول مافوقت و عرفت انك واقف برة هديت ، كل حاجه مش مهمه، المهم انك معايا 
خفق قلبه من كلمـ.ـا.تها الغاليه التي تفوهت بها دفعه واحده ، اثلجت صدرة و هدءت من ضيقه
استقام و مال مقبلا رأسها فوق حجابها و قال صقر بخفوت : طول مافيا نفس محدش يقدر يمس طرفك 
، ده انتي كارما الجارحي و هاتبقي مرات صقر الجارحي 
خجلت من لقبها الجديد و ابتسم لتلك الحمره التي غزت وجنتيها بعد شحوبهما. 
تركها بعد ان ابلغها بوجود جده ووالده ، والده الذي استوقفه متسائلا : رايح فين يابني ، استهدي بالله يا صقر و حقنا هانجيبه.
اجابه صقر بغضب مكتوم  : مش هاسيب حقي و حق كارما ، هاحاسبه علي اللي عمله و اللي كان ناوي يعمله، هاخليه يبكي زي النسوان طالب رحمتي و مش هاينولها ... 
يتبع....
فتح الباب الحديدي علي مصراعيه بقدمه، توحشت عيناه و اشتدت عروقه فور رؤيته، رغم انه مقيد و الدماء تنزف من رأسه و فمه و بحاله يرثي لها، الا انه لم يشفي غليله او يهدء من غضبه. 
فتح مجد عينيه بتثاقل و ما ان ابصر صقر امامه، ادرك انه خسر معركته، لم يظهر له ذلك بل بالعكس، اظهر له تلك الابتسامه الساخرة ، الذي تلقاها صقر مهتزه مضطربه 
نظر مجد للخراب من حوله و الحبل الذي يقيده في المقعد قائلا  بأستفزاز: ده اللقا نصيب يا جدعان، بس المكان مش قد المقام يا صقر 
اجابه صقر قاصدا اهانته: مقامك يا مجد
لوي مجد شفتيه بأستياء: طول عمرك مغرور
ابتسم صقر ساخرآ: انت اللي  شايف نفسك قليل جمبي 
ثم اشار للغفير الواقف ان يفك قيد مجد ، و ما ان فعل حتي اشار له صقر بالخروج 
مسد علي معصمه و اثار القيد ملتفه عليه، احتدت نظرات مجد و امتلئت بالكراهية:  انت اللي عايز تبقي الكبير في كل حاجه  ، البلد و عيلتك و الشغل و السوق، كل حاجه اكون فيها لازم تدخلها و تكوش علي اللي فيها، و تطلعني انا اللي فاشل 
قتمت عينيه بحقد : مـ.ـا.ترددتش لحظه اخد حقي منك و اوجعك و هافضل عايش بس عشان اشوفك مكسور قدامي 
_ انت خايب، اه والله خايب ، ده حتي محاولة قـ.ـتـ.ـلي فشلت فيها ، انت جبان يامجد ، انا كنت عارف انك اللي وراها و سبتك تجيب أخرك بس طلع وس# بزياده 
اشتدت عروقه من إهانته مجيبآ : المرة الجايه هاتصيب
تعالت ضحكات صقر المكان قائلا: ده لو خرجت من هنا علي رجليك 
ثم اشمئزت ملامحه قائلا: سوادك طفح علي وشك، اللي زيك  عمره مايشغلني، بس وقت مـ.ـا.تقرب من حاجه تخصني يبقي بتطلع اسوء ما فيا
امتلئت ضحكاته المكان من حولهم و قال مجد باستفزاز متلذذآ: كارما 
خطأ
كان نطقه لاسمها امامه خطأ، و قد اكتفي صقر لاخطاء ذلك الارعن.
دفع كرسيه بقدمه حتي سقط علي ظهرة بقوة، ثم جذبه جانبآ و انحني عليه و لم يتوانى في تسديد اللكمـ.ـا.ت بوجهه، تعالت آهات مجد و تأوهاته بألم ، دفعه مجد عنه بصعوبة ثم وقفوا الاثنين امام بعضهم، 
هتف مجد من بين لهاثه ساخرآ: حريم دارك عايزين يتشـ.ـد عليهم ، مـ.ـا.تسبش لهم الحبل علي الغارب كده 
خرج صوت صقر قاذفآ به ببعض الالفاظ و هجم عليه و لم يتصدي مجد هجمته، ضـ.ـر.به اسفل معدته و دفعه ارضآ، كاد ان ينحني عليه و لكن دفعه مجد بقوة، اندفع صقر عليه مره أخري صارخا بغضب : اقطع رقبتك لو حبت سيرة حريم دار الجارحي يابن اا$$$
اختنقت انفاس مجد قائلا: بت خالتك اللي كلمتني و هي اللي اتففت معايا علي كل حاجه 
توقف صقر لبره ، ثم استقام عنه  ، كان جلبابه مليئآ بالغبـ.ـار، لم يشعر حتي بألم كتفه ،وجهه مشـ.ـدود و مخيف ، شعره مشعثآ و عينيه تكاد تحرق كل ما تطوله بنظراتها. 
صدر منه صوتآ متوحشآ و أنهال عليه ضـ.ـر.بآ مبرحآ، لم يتوقف صقر و لم يصدر سوي صوت مجد و تأوهاته المتألمه في المكان ، حتي بات علي وشك ان يلفظ انفاسه الاخيرة. 
شعر صقر بمن يقيده من ظهرة محاولا إثناءه، التفت اليه بوجهه فا قال له عيد  لردعه  : الحكومه علي وصول بكفاياك  يا صقر 
نظر صقر له ثم  لمجد ، بصق عليه و الاخر لم يعد به ماينفع او يصلح لشئ، و ما ينتظره سوي الاسوء... 
،،،،،،،،،،،،،،، ،،،
صرخ بصوت اهتز له جدران البيت الكبير، انتفضت كارما لصوته الجهوري و اندفعت لتستكشف ماذا يحدث، 
حتي ايناس الجالسه علي صفيح ساخن لاتعرف ما ينتظرها ، انتفضت آثر الباب الذي انفتح علي مصراعيه و صقر الواقف بحالته الشرسه. 
فزعت و جف حلقها و بتلعثم قالت : في ايه
_  ، جاي اقولك ان اا## اللي اتففتي معاه ماعرفش يمس من اختك شعره واحده، و طول مانا موجود ماحدش يعرف يمسها 
زاغت عينيها و شحب وجهها و قالت ايناس: و انا ايه علاقتي با
باغتها صقر و جذبها من خلف حجابها صارخآ : وصلت معاكي لكده ، وصل شيطانك تسلميها لل## اللي متفق معاكي 
صرخت ايناس بألم و تدفقت عبراتها ،
اندفعوا كل من في البيت لتلك الاصوات، صوت صقر الغاضبآ الجهوري و صريخ ايناس المتألم. 
بينما اشتدت يد صقر هادرآ بها : هانت عليكي ازاي و انتي عارفه كاان  ناوي يعمل ايه فيها 
قالت أمل بغير فهم : في ايه يابني مش كده، ايه اللي حصل 
التفت لوالدته و اليهم جميعأ قائلا : 
كانت عين مجد في دارنا، كانت بتوسع له الطريق و تخطط، هي اللي سلمت له اختها يخـ.ـطـ.ـفها و يطلع فيها غله و سواده ووساخته 
ارتسمت الصدمه علي ملامح الجميع، شهقت أمل و لطـ.ـمـ.ـت سعاد علي وجهها و زهرة التي لوله شعرت انها استمعت خطأ، اما كارما فا تصنمت مكانها بعينين جـ.ـا.مدتين. 
هدرت ايناس من خلفه صارخه: كنت بدافع عن حقي فيك، ليه هي و انا لا، انا الاولي بيك، ليه عمرك ما شوفتني، وجودها كان غلط من الاول 
لم يجاوبها سوي بصفعه سقطت علي وجنتها هاتفآ: ده الحمد لله اني عمري ماشوفتك ، اللي تعمل كده في اختها و بالجحود ده تعمل اوسـ.ـخ من كده عشان مصلحتها ، انتي تستاهلي الحرق 
دفعها و سقطت علي فراشها باكيه بإنهيار، ثم غادر للخارج كالعاصفه ، اكتسي الصمت المكان الا من اصوات بكاء ايناس و والدتها 
استند عتمان بيديه علي عكازة ثم حرك رأسه و كأنه يحدث نفسه أسفآ : ياريتك كنتي وعيتي بتك يا سعاد من الاول، كبرتي شيطانها لحد مابقت قدام مصلحتها مـ.ـا.تفرقش معاها صلة الدم 
التفتت اليه سعاد بكره قائله : بتظلموا بنتي زي ما ظلمتوني زمان 
هدر بها بحده : محدش ظلمك يا سعاد، من وقت ما ابني عطاكي حريتك و خيرتك، كنت بخيرك في كل عريس يجيلك،  و عمري ماقولتلك اترهبني و امنعي الجواز ،حتي ايناس مافيش غيرك حط في دماغها جوازها من صقر،  طلعتيها انانيه مؤذيه
توحشت عينيها و وقفت امامه و قد خرجت عن طور عقلها : كنت عايزاها تعمل اللي ماعرفتش اعمله ، تبقي مرات الكبير ، ليه انا جوزي يطفش ثم اشارت بيدها علي شقيقتها و اكملت : و هي تبقي تحت جناح جوزها و ابنها يبقي الكبير و لما سكت و تدور الايام و برضو بتي تطلع خسرانه ، مشيرة الي كارما هاتفه بها : و هي اللي تكسب في الأخر
وضعت امل يدها علي فمها باكيه علي ما في قلب شقيقتها اليها، حرك رحيم رأسه أسفآ و ربت علي كتف زوجته بينما خرج صوت الحاج عتمان مقررا دون نقاش : وجودك انتي و بنتك في الدار بعد اللي حصل بقي مستحيل ، هاتتنقلوا لدار اللي علي اليمه التانيه 
ثم القي كلمـ.ـا.ته قبل ان يخرج 
صلحي اللي عملتيه في نفس بنتك، الله يرحمك يابني كان داري ان عتبت داره مايله. . 
، ،،،،،،،،،،،،،،،، ،، ،،، 
اسدل الليل ستائرة و انتصف الليل، لم يأتي للان، حتي لم يجيب علي اتصال احد، تملك منها القلق و التعب ، فامن وقت الحادثه صباحآ ، و حدوث تلك المواجهه من بعدها لم تتمالك اعصابها و لم تأخذ اي قسط من الراحه ، و ها هي جالسه علي السلم منتظرة قدومه لتطمئن عليه رغم جسدها الذي يآن من التعب. 
انتبهت علي صوت خطواته فا شبت برأسها و رأته يصعد بخطوات بطئيه مرهقه 
وقف امامها متسائلا بقلق: ايه مصحيكي لحد دلوقتي 
اجابته و هي تنظر لملامحه المجهدة: مستنياك، اتاخرت جدا قلقت عليك 
اجابها بابتسامه خفيفه قائلا: انا كويس ما تقلقيش 
سكتت تبحث عن حديث آخر قائله : شكلك تعبان اوي و متبهدل
االتوي ثغره ببسمه ووقال : هانام و ان شاء الله هاصبح كويس 
اومـ.ـا.ت برأسها و اشارت له بيدها و بعد مـ.ـا.تحركت خطوتين
_كارما 
التفتت اليه فقال : عايزة تقولي ايه 
نفخت ومسحت علي جبينها و قالت : مش عارفه بس، متلغبطه اوي، و زعلانه و حاسه اني خايفه 
جلس علي الدرج ، و استند بساعديه علي فخذيه،   فعلت كارما المثل و جلست بجانبه ،  فقال لها مقدرآ: اليوم فعلا كان صعب و طويل و شوفتي حاجات و اتقال كلام انتي مالكيش اي ذنب فيه 
ثم نظر اليها بتلك الطريقه الحانيه: عايزة تزعلي حقك، ازعلي ، و انا اراضيكي ، انما تخافي، فا ابدا اوعي تخافي طول مانا موجود 
التهبت و جنتيها بسخونه ، و اضطربت انفاسها، دارت عنه بوجهها و ابتسامه داعبت ثغرها رأها و اثلجت صدرة.. 
استمعت لتنهيدته فقالت له: طب روح استريح 
وجدته يخرج من جيبه تلك الورقه وفتحها علي مهل  ، نظرت اليه و اخذتها بفضول ، ثم اتسعت عينيها و شهقت قائله : يا نهار اسود 
اوما براسه و قال ساخرا : ماهي المصايب ما بتجيش غير مع بعض 
اغمضت عينيها و طبقت ورقه الزواج ال عـ.ـر.في بأيدي مرتعشه، تعرف جيدا انها لو وصلت لعتمان و رحيم ستنتهي بالدماء.. 
تفاجئ بها امامه، جلست علي ركبتيها و مسكت ساعديه قائلا برجاء: صقر ارجوك مـ.ـا.تقولش لجدي
اتسعت عينيه ووقال علي الفور رافضآ: انتي بتهزري جدي لازم يعرف ، ده عار يا كارما  ، جواز و  عـ.ـر.في من ورانا انتي فاهمه هي وصلتنا لايه 
ضغطت علي يديه هاتفه به: علشان عارفه بأرجوك مـ.ـا.تقولش ، جدي ممكن يموتها، انت عارف هاتوصلنا لايه يا صقر، غير الفـ.ـضـ.ـيحة و كلام الناس و البيت اللي هايتدمر، و ايناس عمرها ما هاتسامحكم ابدا لو امها جرالها حاجه. 
ادار وجهه عنها عابس الوجه، فا بجراءة، مدت يدها و حركت رأسه اليها و قالت برجاء شـ.ـديد: جدي حكم النهارده ان بعد اللي حصل ، وجودنا كلنا في بيت واحد هايبقي مستحيل، 
فا ها يروحوا البيت التاني ، يعني هايبعدوا عن هنا ، ارجوك ارجوك يا صقر كفايه لحد كده، انا مش عايزة مشاكل تاني انا تعبت 
ثم التمعت عينيها بالدمـ.ـو.ع و قالت بصدق: عايزة افرح باللي جاي ، و افرح معاك 
دارت عينيه بين عينيها الراجيه و يدها المرتعشه علي ساعده، استمعت لصوت خروشة و رأت الورقه بيده اصبحت وريقات صغيرة الحجم. 
ضحكت و بكت في آن واحد، كانت لوحه فريده الجمال، و عينيها  تنظر اليه بحب لا يستهان به، مسحت طرف عينيها بكمها ، كانت ابتسامتها المتناقضه لدمـ.ـو.عها العالقه بعينيها قائله : انا محظوظه بيك ، لو كنت اعرف ان رجوعي هنا هايكون مكفأتي فيه انت، انا كنت جيت من زمان اوي 
رفع يده في رغبه شـ.ـديده منه ان يلامس وجنتها ، و لكنها توقفت بالهواء و قبض كفه بعيدا عنها قائلا لها : اطلعي اوضتك و ارتاحي اليوم كان صعب
فهمت عليه و استقامت قائله : و انت كمان ارتاح، تصبح علي خير 
همهم من خلفها هاتفآ لنفسه و هو يمسح علي وجهه : و هي الراحه هاترافقني منين و انتي بعيده
ثم صبر نفسه متمتمآ :هانت هانت 
يتبع،،،،،
اليوم هو اليوم الموعود لتجهيزات عقد قران احفاد الجارحي، النساء يحضرون اشهي الاطعمة الصعيديه، و الرجال يتممون علي الذبائح، البهجه تحيط بأرجاء سرايا الجارحي بداخلها و خارجها و لابد ان يتذكر الجميع هذا اليوم لعدة اشهر قادمه..
+

و كأنه استرد صحته اليوم ، يقف عتمان من الصباح يباشر الذبائح و الموائد بنفسه، لم يشعر بتعبه من تلك السعاده الذي امتلكها اليوم،
هتف عتمان بأبنه قائلا بتنبه: مش عايز حد جعان، كل واحد ياخد نصيب داره و هو ماشي، و لو ماكفوش ادبحوا تاني و تالت
اجابه رحيم مطمئنا: اطمن يا حاج، خير ربنا كتير
التفت برأسه و هتف متسائلا:فين صقر امال
_ ده من صباحية ربنا خرج و لسه جاي من شويه
قال له والده : ابعت حد ينادم عليه ، مش عايزين الليل يدخل علينا قبل مـ.ـا.تخلص الموائد
اومأ له رحيم و قال : حاضر يا حاج
و صاح بأحد العاملين ليحضر له هاتفه ، ليهاتف عريس الليله...
،،،،،،،،،،،
بحيوية و نشاط استقبلت كارما يومها، سعادتها واضحه علي وجهها، تضحك كل مـ.ـا.تقابل إحدي نساء الدار التي فور رؤيتها يتبادلون الزراغيد للعروسه ، دلفت لغرفتها و بحذر ازاحة ستار شرفتها ، تبحث عنه خفيه بين الرجال في الاسفل و لم تجده، تعرف انشغاله اليوم و لكن تمنت و لو رأته حتي لو من بعيد ، من بعد اخر محادثه بينهما و لم تراه سوي مرات قليله جدا، يتخللها بعض الرهبه المحببه لها و كثير من نفاذ الصبر له..
تركت الستار بأحباط و التفتت ، توقف مكانها بباستغراب من رؤيتها لذلك الصندوق علي طرف فراشها.
بفضول اتجهت اليه و ازاحه الرباط الابيض المحيط به، فتحت الصندوق و صدر منها شهقه مبهوته من ما وجدته.
لامست طرف القماش في الصندوق مأخوذه من رقه شغله اليدوي، اخرجته من من الصندوق بطوله الذي سقط علي الارض، فستان يشبه فساتين الاميرات، لونه الذهبي الآخاذ و األآلئ المشغولة بصدره و اكمامه، و يبدء في الاتساع من الخصر بطبقات من الشيفون الرقيق.
و لم ينسي مستلزمـ.ـا.ته من حجاب و حذاء ، حتي البنس لم يسها عنها.
و بطاقه حمراء مكتوب عليها بخط منمق
( اول ما شوفته اتخيلتك به، و بصبر نفسي لحد باليل ... و اشوفك
مع إني عارف ان الستات هاتاكلك بعينهم ، و لو سألتي ليه اللون ده... هاقولك لون عينيكي.
صقر)

بضحكه عاليه احتضنته و دارت به حول نفسها عده مرات ، تركته بحرص و ركضت لهاتفها و بمجرد ما اجابها
قال صقر لها بصوته الهادئ: عجبتك الهديه
هتفت بسعادة و قالت : جميله اوي اوي ، ذوقك حلو جدا
اجابها بابتسامة علي الحانب الاخر : مبسوط انها عجبتك.. هاموت و اشوفك بيه، لسه بدري اوي علي باليل

عضت علي شفتيها و قالت : ... مش بدري اوي بس
وصمتت قليلا قائله : وأنا كمان عايزاك اول حد يشوفني بيه
اجابها بعبث : طيب بسيطه هاجييلك
هتفت كارما وقاالت : لا لا تيجي فين اوعي
استمعت لضحكته هاتفا : انتي جبانه علي فكرة، علي العموم باليل هاشوف الفستان وصاحبه الفستان وعيون صاحبه الفستان
بخجل ووضحكه بملئ وجهها : ايه إيه بس خلاص الله
_ كارما
_ نعم
_ راضيه انك هاتكوني مراتي ؟
استمع لتنهيدتها و عينيها تحكي خبايا قلبها بحبه، اضطرب قلبها بدقاته مستشعره الكلمه و معناها، عدة ساعات قليله و تصبح زوجته علي سنه الله.
استمع لهمسها الخافت وهي تقول : راضيه يا صقر، راضيه بكل اللي جاي بس و انت جمبي ، راضيه بكل حاجه انت فيها
استمعت لضحكته الخافته بصبرآ نفذ متمتآ لها : و كأن الوقت بيعاند فيا يا بنت عمي
عضت علي شفتيها و قالت : صقر، بيستعجلوني تحت
اجابها بعد بره بصوتآ شجي : اشوفك باليل
اغلقت هاتفها و وضعت يدها علي قلبها في حماس شـ.ـديد لقدم الليل .
،،،،،،،،،،،،،،،
اما عند العروسان الاخرين
هاتفت زهره كريم بعد تأخره عن ميعاد قدومه مستائله: وصلت لفين يا كريم
اجابها كريم اثناء قيادته بحماس لقرب الوقت المعلوم : خلاص انا علي اول البلد. امي معايا اهي بتسلم عليكي
اجابته زهر بود : الله يسلمها
قال كريم بصوت منخفضا : عحبتك الهديه.
اجابته مبتسمه : ايوه جميل تسلم ايدك
هتف لها برقه : تسلميلي انتي ياروح قلبي
التفت حول نفسها و قالت بتوبيخ خجول : كريم، بس بقي
شاكسها كريم و قال : بس ايه ده انا خللت حـ.ـر.ام عليكوا مش كنا عملنا فرح بالمره و خلاص
بادلته المرح قائله : الله مش لازم ناخد علي بعض الاول
نهرها باسلوبا مضحك: ناخد علي ايه ياختي ده انا يعتبر مربيكي وقلبي اللي اتشحتف عليكي من و انتي بضافير
شاكسته بدلال و قالت : اتشحتف. ؟؟ وانا مايهونش عليا تتشحتف يا حبيبي
+

استوقفها علي الفور و قائلا: قولتي ايه، قولي تاني كده و النبي
_كريم بل
قاطعها برجاء : قولي يا زهره
صمتت لبره و همست له : حبيبي

كان رده عليه مهللا : يا بركة دعاكي ياما، بت اقفلي يابت انا جايلك و علي الله تحطي وضع الصامت
كتمت ضحكتها بصعوبة و قالت : طيب، طيب سلام.
،،،،،،،،،،،، ،،،،
اخرج هاتفه المستمر برنينه من جلبابه ، اجاب صقر علي هاتفه قائلا: كنت عارف انك هتكلمني
قال له عيد مهنئآ : حبيت ابـ.ـارك، ربنا يتمم بخير يا صقر
تسائل صقر قائلا: ما نزلتش ليه يا عيد
اجابه عيد بحرج: مش هاعرف احط عيني في عينك يا صقر
هتف به صقر : مش انت يا عيد اللي تقول كده، انا مش ناسيلك اللي عملته معايا و في رقبتي ، و كمان الورقه اللي بعتهالي
قال عيد بتردد: غلط ابويا ما يتنسيش و في وشي ، كان لازم انت اللي تنهيها بالطريقه اللي ترضيك
قال صقر بثقل بعد صمت كلاهما : الغلط عندنا كمان يا عيد ، الورقه قطعتها و انت تنزل بلدك وقت مـ.ـا.تحب و ابقي خلينا نشوفك ، دار الجارحي دارك
قال له عيد بامتنان : تعيش يا صقر، ربنا يتمم بخير
،،،،،،،، ،،،،

حل المساء و صدحت الاعيرة الناريه مع المزمار البلدي دون توقف يشعل الاجواء.
اجتمعوا النسوه بداخل سرايا الجارحي ينشـ.ـدون الاغاني الصعيديه التابعه للفلكلور، يرقصن و يتسابقون في اطـ.ـلا.ق الزغاريد . .
جلست زهرة بجانب كارما بكامل زينتهن، تركن لشعرهن العنان بعد حديث أمل انه لا داعي للحجاب فالجمع كلهن نساء فقط... خطفن الانظار من رقتهن و جمالهن، الذي تملكه كل منهما و المختلفه عن الاخري
تقبلت أمل التهاني و االمبـ.ـاركات ورغم سعادتها الا انها تمنت ان تتواجد شقيقتها بجانبها و تقف تستقبل المدعوين معها، لكن منعآ للقيل و القال حضرت سعاد و امتنعت ايناس عن الحضور، و كان مثلها كمثل الغرباء، دون اي تفاعل منها لاظهار الفرح و لم تستمر سوي وقت قصير و غادرت، غادرت تاركه من خلفها عائله خسرت الكثير من عدواتها لهم حتي اصبحت في النهايه منبوذه..
اقبلت أمل للعروسات و القت عليهم التهاني ، احتضنت ابنتها بفرحه جليه و كارما بحب داعيه لهن بالسعادة و اتمام الامور علي خير
،،،،،،،،،،،،،
تم عقد القران لكلاهما و اصبحت
الاجواء عند الرجال في الاسفل علي اشـ.ـدها، ما بين المزمار الذي يصدح و الطبل الذي يشعل الاجواء، حتي التحطيب كان الرجال يتناوبون عليه ...
التزم صقر بالزي الصعيدي، الجلباب و العمه و وضع الشال علي احدي كتفيه، كان مظهره رجوليآ جذابآ، اما كريم خضع في النهايه لرغبة صقر و زهره في ارتداءه لنفس الزي ، لكنه اكتفي بالجلباب الذي اظهر بساطته و ايضا و سامته..
القي باحدهم العصا لصقر، الذي التقطتها امام كريم و تراقصوا سويآ بالعصا علي وقع المزمار مع اصوات الرجال الحماسية، ترك كلاهما العصا و احتضنه صقر في توصيه خاصه علي شقيقته...

هلل الجميع عند قدوم سلطان ، اقترب منه صقر و اراد ركوبه في رسالة خاصه بينهما، كأنه يشهده علي ما يحدث الليله، اليس من حقه بعد ان كان شاهدآ علي اول شجار بينهما و اول دقه بقلبه لها و اول لحظات ضعفها معه و الاهم كان الشاهد علي اعترافها الاول بحبها له.... ان يكون شاهدا علي اقتراب الوصل.

تراقص سلطان بقدميه مجاريآ دقات الطبل و المزمار مشاركآ صديقه سعادته ..
استمر الحفل لعدة ساعات متواصله، حتي شارف علي الانتهاء و هدءت الاجواء قليلا ، ثم اعلنت أمل علي رغبه العرسان في الانفراد باالعرايس و رؤيتهن ، نظرت كل من زهره لكارما و اختلطت المشاعر ما بين خجل و ارتباك و شغف ...
يتبع الخاتمه
اعلنت أمل علي رغبه العرسان في الانفراد باالعرايس و رؤيتهن ، نظرت كل من زهره لكارما و اختلطت المشاعر ما بين خجل و ارتباك و شغف ...
دخلت زهرة في تلك الغرفه التي اعدت مسبقاً لها و لعريسها بعد عقد القران ، و التي تحوي مائدة بها بعض المأكولات الشهيه ..
تململت في انتظاره و ما دقائق حتي استمعت الباب ينفتح و دخوله المرح مهللا : اللهم صل علي النبي  ، ايه الجمال ده
ضحكت زهره و شاكسته قائله : ايه ده ايه لبسك كده
اعدل من ياقه الجلباب قائلا بحنق: اعمل ايه حكم القوي، اخوكي
ثم غمز بعينيه و قال : بس ايه رئيك مش حلو بذمتك
ابتسمت له و هتفت بخفوت: حلو
قال كريم بغزل : والله انت اللي حلو، قاعده بعيده كده ليه ما تيجي
رفعت اصبعها اتجاه و قالت محذرة: اجي فين ، بقولك ايه يا كريم ده كتب كتاب بس اه، اوعي تتعدي حد اا
قاطعها بأقترابه المفاجئ قائلا: ايه، هو انا قولت حاجه عيب، ده انا بقولك قربي
ارتبكت من حصاره و اقترابه الشـ.ـديد منها و قد اصبح علي مشارف احتضانها
فقالت بوجنتين ملتهبتين : كريم ، لوسمحت
لم يجيبها سوي أن فتح ذراعيه و أحتضنها، تخشبت بين يديه، ثم ببطئ بدءت تأخذ أنفاسها و ترفع يدها  حتي لامست ظهره.
ابتسم من خلفها مشتنًا عبير خصلاتها السوداء، ماسحآ علي شعرها، ابتعد بهدوء و قبل جبينها قبله مطوله ،و أستند جبينه بجبينها زافرآدًا انفاسه و كأنه في حرب مستعره مع ذاته
قال كريم  بخفوت : انتي بين ايديا فعلا ، حاسس اني لو طلعت بحلم هايجيلي سكته
ابتسمت و هي تهمس له زهره: بعد الشر عليك
_ آه يا زهره، يا حب العمر ، يا حلم كان في السما و بقدرة قادر لامسه بأيدي
ابتعد عن جبينها و لامس بظهر يده و جنتها و قال برجاء : عايز اسمعها منك
لم تكن ابدًا بخيله، بل بالعكس كانت سخيه رغم خجلها و هي تقول له ما ينتظر سماعه من شفتيها :
بحبك...
استمعت لضحكته الخافته و تحركه عنها قائلا: يالهوى يا جدعان ، أنا هاستعجل علي الفرح، بصراحه خايف عليكي مني
ضحكت قائله بدلال : خاف علي نفسك بس من امي لو ما اكلتش من الصنيه دي قبل ما تدخل
التفت لها و قال و هي يشمر عن اكمامه قائلا بمرح و هو يهم بتناول الطعام : لا و انا ماقدرش علي زعل الحاجه، اتفضلي معانا
تعالت ضحكاتها و اقتربت تشاركه ، مستمتعه بعبثه و مناوشاتهم سويآ..
،،،،،،،،،،، ،،،
فعلت أمل المثل مع كارما و صقر.
جلست كارما علي الاريكه، تزفر انفاسآ مرتبكه رغم حماسها بقرب اللقاء...
رفعت عينيها للباب الذي انفتح بهدوء و كعادته اجلي صوته متنحنحًا، توقفت ببطئ و التفت صقر اليها  .
نظر اليها صقر مدهوشًا من جمالها و كأنها حوريه خرجت له من البحر، لم يكن يتخيل ان الفستان سيكون ملائم عليها بهذا الشكل ، اما شعرها بخصلاته البنيه المحيط بوجهها كان حكايه أخري من الرقه..
نظراته اشاعت الفوضي و الاضطراب في سائر حواسها، و عينيها علي قدمه متتبعه خطواته البطيئة اليها.

استمعت لصوت زفير انفاسه قبالتها  ، فرفعت عينيها اليه فقال هامسًا بابتسامة حانيه: سبحان من صورك
ابتمست لعينيه بعذوبه فقال وقد عبس حاجبيه فجاءه: انتام6لتي كده قدام الحريم
رمشت بعينيها  من عبوسه المفاجئ مجيبه عليه :
طنط ام6ل قالت لنا مانلبسش الحجاب، الموجودين ستات و بس
_ لو اعرف ان شعرك هايزيدك جمال بالشكل ده، كنت اكدت عليها تلبسك الحجاب

و تابع بهمس خافت: خلي بالك من غيرتي ، انا  بغير حتي لو من الحريم

شق ثغرها ابتسامه مهداه إليه ، بكامل اناقته امامها، و من متي فقد صقر تلك الجاذبيه التي يمتلكها، خصوصا في عينيها، التي أصبحت تعشق تفاصيله، من جلبابه للعباءه علي كتفيه و الاجمل لو كان شال مثل الان، عمامته تعطيه تلك الهيبه و طلته تلفت الانظار..
امسك ذقنها بخفه قبالته قائلا: انا مش قد عيونك اللي بيبصولي بالطريقه دي 
و لاول مره يسمح لنفسه بالاقتراب ، لامس جبينها بشفتيه بقبله مطوله، و مسح علي وجنتها ببطئ حتي احتواها بكلتا كفيه، عيناهما قبالت بعضهما تحكي الكثير و الكثير..
_  سبحان من جمعني بيكي ، و كتبك ليا من بنات حوا، تكوني القلب و الروح و العشق، و كأن قلبي المقفول من سنين ، مفتاحه معاكي انتي
التمعت عينيها بغشاوة هامسه بصوت لا يسمعه سواه : ازاي بتعرف تقول الكلام ده، كتير عليا يا صقر
ابتسم لها بحنو : مافيش حاجه تكتر عليكي
_ انا اكتفيت يا صقر، اكتفيت بيك عن الدنيا، انت تحويشة ربنا ليا، انت كل العيله اللي اتحرمت منها
تأوه بعاطفه و جذبها لصدرة، مكانها الاصلي و الثابت، سكينته و مسكنها..
شـ.ـدد عليها بين اضلعه و استكانت هي بوداعه.
_ كارما
همهمت بخفوت فا قال مقررا دون نقاش: الفرح هايكون آخر الشهر
شعر بتصلبها للحظات، فانتظر تمنعها، فا صدمته بهمسها الخجول و حركت رأسها بالموافقة... زفر انفاسه و ارتسمت علي وجهه تعابير السعاده و الشغف.....
،،،،،،،،،، ،،،،،،
بعد مرور خمس سنوات
امتلئت دار الجارحي بالاطفال و صخبهم...
عنفت كارما ولدها الممتنع عن الطعام : فهد، انت يا ولد ، تعالي خلص اكلك بقي
اخرج الصغير لسانه لها و هرب من امامها.
وضعت يدها علي جبينها و الاخري علي بطنها المنتفخه بتعب مغمغمه بحنق: و انت هاتجيبه منين، لازم تطلع لابوك، لا و سماك فهد اصل انا ناقصه
التفتت للباب الذي انفتح و ركضوا عمر و سما التؤم للداخل بمرح و من خلفهم والدتهم زهره، التي استقبلتها كارما بفرح لقضاءها عدة ايام مع العائله..
شاكستها زهره و علقت قائله : ووالله وجه اليوم اللي شوفتك فيه بتجري ورا العيال بالاكل و بطنك قدامك مترين
ذمت كارما شفتيها و وهتفت بها بحنق : زهره انا بجد تعبانه، مش ناقصه تريقه، اقولك روحي بيتك احسن
اتت أمل من خلفها و رحبت بأبنتها معلقه لزوجة ابنها : انتي اللي تاعبه نفسك يا كارما، اكتر من مرة اقولك سيبي اكل فهد عليا ووانا ها اكله و ارتاحي انتي
اجابتها كارما مبرره:فهد متعب يا ماما و مش عايزة اتعبك
ابتسمت لها بحنان و قالت لها : تعب، و انا افديك الساعه لما اتعب لعيالكم، دول الغاليين عيال الغاليين
قبلتها زهره و قالت : ربنا يخليكي لينا يا اموله يا قمر انتي
تسائلت امل ابنتها و قالت : سألتي علي بنت عمك
اجابتها زهره قائله : ايناس كويسه، جوزها عنده شغل برا البلد فا راحت وياه
اومـ.ـا.ت لها أمل و قالت : ربنا يصلح الحال

ثم قامت ببالنداء علي الاطفال الذين التفوا حولها، فقالت بسعادة لرؤيتهم حولها : تعالوا نطلع علي الجنينه لحد الغدا ما يخلص
التفتت زهره قائله لكارما : كان ايه لازمة العداوة و اللي عملته ايناس زمان، اهي اتجوزت و عايشه كويسه مع جوزها، كل اللي عملته انها غيرت النفوس من بعضها
اجابتها كارما قائله : كل ما افتح موضوع رجوع طنط سعاد هنا تاني مع صقر، ما يسبنيش اكمل حتي الكلام، حتي لو لمحت بالكلام علي ايناس بيتحول

قالت زهره لها : بكره الايام تصلح كل شئ
تنهدت كارما و هتفت: امتي يا زهره، انا لسه عندي امل القلوب تتصافي و نبقي انا و ايناس زي اي اختين
قالت لها زهره : علي فكرة ايناس تتمني، و نفسها ترجع و تصلح اللي عملته، كسوفها منك و  خوفها من صقر مخليها تبقي دايما بعيده
ثم ادارت دفة الحديث قائله تشاكس كارما كعادتها: بس اقولك نصيحه
انتبهت لها كارما فقالت زهره :
خدي بالك احسن المحروس جوزك يتخطف منك و انتي كرشك قدامك كده
ثم اخرجت لها لسانها و ابتعدت عن محيطها، و كارما تبحث عن شئ تلقيه علي تلك التي تثير غضبها هاتفه بها : بت انتي، انا لو مسكتك هاموتك، و مين تقدر تاخده مني ده انا اولع فيها

و علي ذكر المعني، دخل صقر عاقدا حاجبيه من صوتهم العالي و وجهه زوجته الاحمر الغاضب قال بتساؤل: ايه صوتكم العالي  ، و مين ده اللي هايولع
هتفت قبالته باندفاع : انت
ارتفع حاجبيه مستنكراً: نعم!!
تعالت ضحكات زهره و التي وضعت يدها علي فمها تكتم ضحكتها فور ما حدجها صقر بنظرات تحذيرية،

تلعثمت كارما و قالت بتلجلج:لا مش، لا مش قصدي يا حبيبي يعني، بس، بص البت دي بتقول انك تتخطف مني و تبص بره
ابتسم بتسليه ثم مال عليها، و القي علي مسامعها بعض الكلمـ.ـا.ت التي جعلت وجهها يتوهج من حمرة الخجل، ثم نظرت لزهرة و اخرجت لها لسانها خلسة عن زوجها، فاضحكت زهره و القت لها قبله في الهواء غامزه لها بعينيها....
هدرت زهره قائله : هييييح فينك يا كيمو، تعالي بقي بدل ما انا حاسه اني عزول كده
ضـ.ـر.بها اخيها خلف رأسها بخفه قائلا: جاي ورايا ياختي
،،،،،،،،،،،،،،،،
اجتمعت العائله في البهو
جلس عتمان على كرسيه ، ناظرًا للجمع من حوله بحب و فخر..
الابناء و الاحفاد و ابناء الاحفاد، العائله و العزوة و الترابط ، ذلك الذي تمناه من سنوات و سنوات، لو استرد الله امانته الان ابدا لن يريد شئ اخر..
قال لحفيده الاكبر و هو يستقيم ببطئ: تعالي اسندني لاوضتي يا صقر
لبي صقر طلبه و مسك كفه و ساعده حتي وصل لغرفته، تمدد و دثره بالفراش جيدًا
قال عتمان لصقر : حمل العيله كبير يا بني عايز كتف شـ.ـديد و ضهر صلب، و انا مش خايف علي العيله دي من بعدي، انا عارف انك قدها
قبل صقر كفه و قال بحب : ربنا يديك طولة العمر يا جدي
ابتسم له في وهن قائلا: وحـ.ـشـ.ـتني يا صقر  ، عايز اشوفها
اوما له صقر متفهمًا فقال عتمان : مابقتش تجادلني زي الاول ، بقيت دريان لا اللي اقوله
ابتسم له صقر قائلا: اتكتب عليا و انت عارف
_عمرك سألت نفسك اشمعنا هي؟
كانت إجابته الناهيه و المليئة بالعاطفة : عشقت  .. و القلب ما ملش غير ليها
ربت عتمان علي رأسه داعياً: ربنا ما يقطع عنك وصلك و تزيدو البيت بالذريه الصالحه
،،،،،،،،،،،،،،
دخل غرفتهم، وجدها تتحرك بالغرفه ببطئ و احدي يديها خلف ظهرها بآلم، اتجه اليها ثم حملها علي قدميه فقالت كارما خوفآ من ثقل جسدها : حتي بعد مابقيت تقيله كده بتقعدني علي رجلك
رفع حاجبيه مستنكرآ بلطف: مين دي اللي تقيله ، ده ياريت كل حاجه تبقي بخفتك علي قلبي
مالت برأسها علي كتفه براحه، متنعمه بحنان لم يبخل عليها به يوماً
تسائل و هو يمسح علي بطنها المنتفخ في آخر شهور حملها : انتي كويسه
اومـ.ـا.ت براسها بهمهمه ناعمه
قالت له كارما : تفتكر ولد وولا بنت ، كنا خلينا الدكتور يقولنا احسن
اجابها و هو مازال يمسح علي بطنها : كل اللي يجيبه ربنا خير، المهم انتي و هو تقوموا بالسلامه
ثم تابع قائلا: بصراحه نفسي في بنت تاخد لون عيونك
تمسحت برقبته قائله : لا عيون الصقر احلي
ضحك بصوته الرجولي : يا مـ.ـجـ.ـنو.نه بقي انا اقول عايز عيون ملونه تقوليلي عيون الصقر
_ اه، فيهم كل حاجه ، القوة و الحده و اللين و الدفا فيهم كل حاجه
نظر لها مطولا  ثم قال : فين فهد
_ مع ماما امل
هب واقفآ و مازالت بين ذراعيه

هتفت به كارما : انت رايح فين
اجابها بغمزه من عينيه بعبث : هانخاوي اللي جاي....

وسكتت شهرزاد علي الكلام الغير مباح
تمت...

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات