رواية وانقطعت الخيوط هي رواية رومانسية تقع احداثها بين رهف ومراد والرواية من تأليف ميمي عوالي في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية وانقطعت الخيوط لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان راية وانقطعت الخيوط هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية وانقطعت الخيوط تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية وانقطعت الخيوط من الفصل الاول للاخير بقلم ميمي عوالي
قد يكون الحب اقرب ما يكون للكائن الحى ، فهو ينمو و يتغذى على الاهتمام و المشاعر المتبادلة ، و لكنه فى بعض الاوقات قد يتحول الى قيود بعضها من فولاذ و الاخر كخيوط العنكبوت و نحن من نتخذ القرار فى تركها ، او التشبث بها
وانقطعت الخيوط بداية من الغد ان شاء الله فى تمام التاسعة مساءا .. انتظرونى .. بحبكم فى الله
و ده اقتباس عشان خاطر ريوان @ريوان علي سلام
اقتباس
الغفير بتصميم : يا سعادة البية احلفلك انها ماخرجتش ابدا من السراية ، انا ما اتنقلتش من مكانى الا اما سعادتك ندهتنى دلوقتى ، و لا يمكن تكون خرجت ابدا من غير ما اشوفها
مدكور بحدة : امشى غور من قدامى و تقلبوا عليها البلد كلها لحد اما تلاقوها
ليأتيه صوت ناعم من وراءه يقول بقلق : فيه ايه يا بابا ، ايه اللى مخلى حضرتك عصبى كده
ليلتفت مدكور بحدة ليرى ابنته و هى تهبط الدرج و تتجه اليه ليقول بانفعال : انا عاوز افهم انتى كنتى فين و الكل قالب عليكى الدنيا و مش لاقيكى
رهف بتردد : انا كنت فى الروف بذاكر
مدكور بغضب : و ماسمعتيش كل اللى بيدوروا عليكى من ساعة ماوصلت
رهف بشحوب : اول ماسمعت صوت حضرتك بتزعق نزلت على طول
مدكور بحزم : تانى مرة مافيش قعاد فى الروف .. مفهوم
رهف بحزن : حضرتك عارف انى بحب اقعد اذاكر فوق
مدكور بحدة : اللى اقوله يتنفذ .. مفهوم و اللا لأ
رهف بوجل حزين : مفهوم
مدكور و هو يحاول ان يهدئ من انفاسه : مراد ابن عمك هيوصل من السفر بكرة بعد الضهر … عاوز البيت جاهز لاستقباله ، و تفهمى الشغالين يوضبوا له اوضته ازاى ، و خليهم يعملوا له الاكل اللى بيحبه ، و انتى ..
لتنظر له رهف بحزن تنتظر ان يكمل حديثه فيقول بايعاز : عاوزك تهتمى بنفسك شوية ، خصوصا انه المرة دى هيبقى معاه ضيوف
رهف بعدم فهم : ضيوف مين
مدكور : معاه تالا بنت سليمان الأنصارى .. هتقعد عندنا شهرين على مانخلص الصفقة الجديدة مع ابوها ، عاوزك تجهزيلها اوضة جنبك و عاوزك تتلحلحى شوية … انتو مكتوب كتابكم من سنتين و من ساعتها عمره مالمحلى انه عاوز يتم الجواز
رهف بحزن : مـ.ـا.تنساش ان حضرتك اللى طلبت منه يتجوزنى ، و لولا كده كان عمره ما هيفكر فيا ابدا
مدكور بقسوة : اومال اسيبك لحد غريب ييجى يلف عليكى و يطمع فيكى و فى فلوسى ، لو كده كده فلوسى لحد مش من صلبى يبقى مراد ابن أخويا اولى بخيرى
رهف بتردد : بس انا بخاف منه
مدكور بسخرية : و انتى من امتى ما بتخافيش .. روحى اعملى اللى قلتلك عليه و مش عاوز صداع كتير ، و كلمى الكوافير يبعتلك حد الصبح يظبطك بدل ما انتى دايما حاطة نفسك فى اسطمبة واحدة مابتغيريهاش بالشكل ده ، اتعلمى تهتمى بروحك و البسيلك فستان عدل من اللى بجيمهوملك ، بدل مـ.ـا.تبصى تلاقيه بص لغيرك و اللا اتجوز عليكى
قبل البداية ، اود ان انوه بان الرواية و برغم ان ابطالها من الصعيد الا ان الحوار بعيدا تماما عن اللكنة الصعيدية التى خشيت ان اتحدث بها دون اتقان ، و هذا ليس من عادتى ، و ايضا لعلمى بان هناك الكثير من سكان الصعيد الذين يتحدثون العامية تماما كسكان القاهرة .. و لذلك .. لزم التنوية .
بسم الله الرحمن الرحيم .. و نبدأ البـ.ـارت
داخل قصر عريق كقصور العصور الوسطى يحوطه الكثير من الاشجار و المزارع العريقة ايضا بقلب الصعيد ، كان صوته يهز الارجاء و هو يقول بغضب محدثا احد الغفراء : يعنى ايه ماحدش شافها ، ايه … واقفين نايمين مانتوش دريانين باللى داخل و لا اللى خارج
الغفير بقلق : يا مدكور بية دى الناموسة مابتعديش من غير ما بنشوفها
مدكور بغضب : اومال ازاى خرجت من غير ماحد فيكم يلمحها من اصله
الغفير بتصميم : يا سعادة البية احلفلك انها ماخرجتش ابدا من السراية ، انا ما اتنقلتش من مكانى الا اما سعادتك ندهتنى دلوقتى ، و لا يمكن تكون خرجت ابدا من غير ما اشوفها
مدكور بحدة : امشى غور من قدامى و تقلبوا عليها البلد كلها لحد اما تلاقوها
ليأتيه صوت ناعم من وراءه يقول بقلق : فيه ايه بابا ، ايه اللى مخلى حضرتك عصبى كده
ليلتفت مدكور بحدة ليرى ابنته و هى تهبط الدرج و تتجه اليه ليقول بانفعال : انا عاوز افهم انتى كنتى فين و الكل قالب عليكى الدنيا و مش لاقيكى
رهف بتردد : انا كنت فى الروف بذاكر
مدكور بغضب : و ماسمعتيش كل اللى بيدوروا عليكى من ساعة ماوصلت
رهف بشحوب : اول ماسمعت صوت حضرتك بتزعق نزلت على طول
مدكور بحزم : تانى مرة مافيش قعاد فى الروف .. مفهوم
رهف بحزن : حضرتك عارف انى بحب اقعد اذاكر فوق
مدكور بحدة : اللى اقوله يتنفذ .. مفهوم و اللا لأ
رهف بوجل حزين : مفهوم
مدكور و هو يحاول ان يهدئ من انفاسه : مراد ابن عمك هيوصل من السفر بكرة بعد الضهر … عاوز البيت جاهز لاستقباله ، و تفهمى الشغالين يوضبوا له اوضته ازاى ، و خليهم يعملوا له الاكل اللى بيحبه ، و انتى ..
لتنظر له رهف بحزن تنتظر ان يكمل حديثه فيقول بايعاز : عاوزك تهتمى بنفسك شوية ، خصوصا انه المرة دى هيبقى معاه ضيوف
رهف بعدم فهم : ضيوف مين
مدكور : معاه تالا بنت سليمان الأنصارى .. هتقعد عندنا شهرين على مانخلص المشروع الجديدة مع ابوها ، عاوزك تجهزيلها اوضة جنبك و عاوزك تتلحلحى شوية … انتو مكتوب كتابكم من سنتين و من ساعتها عمره مالمحلى انه عاوز يتم الجواز
رهف بحزن : مـ.ـا.تنساش ان حضرتك اللى طلبت منه يتجوزنى ، و لولا كده كان عمره ما هيفكر فيا ابدا
مدكور بقسوة : اومال اسيبك لحد غريب ييجى يلف عليكى و يطمع فيكى و فى فلوسى ، لو كده كده فلوسى لحد مش من صلبى يبقى مراد ابن أخويا اولى بخيرى
رهف بتردد : بس انا بخاف منه
مدكور بسخرية : و انتى من امتى ما بتخافيش .. روحى اعملى اللى قلتلك عليه و مش عاوز صداع كتير ، و كلمى الكوافير يبعتلك حد الصبح يظبطك بدل ما انتى دايما حاطة نفسك فى اسطمبة واحدة مابتغيريهاش بالشكل ده ، اتعلمى تهتمى بروحك و البسيلك فستان عدل من اللى بجيمهوملك ، بدل مـ.ـا.تبصى تلاقيه بص لغيرك و اللا اتجوز عليكى ، طول عمر سليمان الانصارى بيحرجم و عاوز ياخده لبنته و لو مراد مال لها ساعتها مش هقدر الومه لانها واخدة بالها من روحها على الاخر و شاطرة و حركة مش زيك حاطة كل همها فى الكتب و المذاكرة ، و اديكى خدتى الليسانس و الماجيستير عاوزة ايه تانى .. خلاص بكفاية لحد كده
رهف بخفوت : خلاص يا بابا ، دى مناقشة الدكتوراه مافاضلش عليها غير كام شهر
مدكور بحزم : و انا قلت خلاص .. انا مش عاوز دلوقتى غير انك تلتفتى لمراد و بس .. انتى فاهمة
لتنصرف رهف من امامه بعد ان امائت له رأسها بخضوع و هى بداخلها حزن كبير بسبب طريقة معاملته الجافة لها ، فمنذ مـ.ـا.تت امها و هى فقدت كل معالم الحنان فى الدنيا من حولها ، الا من لحظات مسـ.ـر.وقة تقضيها مع مربيتها الحنونة زينب و التى اشتركت فى تربيتها منذ نعومة اظفارها ، فكانت زينب و مازالت هى الملاذ الوحيد لرهف و التى تختبئ بين احضانها و هى تشكو قسوة ابيها و صلف و غرور المدعو زوجها و الذى يكاد لا يتعامل معها او يتحدث اليها الا قلما و بحضور ابيها
فمراد هو ابن عمها الذى تربى بين جدران قصرهم العامر بصحبة شقيقته هدى و التى كانت تعتبرها رهف صديقتها الوحيدة ، لتتزوج هدى و تبتعد عنها هى الاخرى لتسافر بعيدا مع زوجها احمد و لم تعد تراها الا مرة واحدة كل عام لمدة لا تتعدى ايام قلائل يمروا كحلم جميل ينتهى سريعا تاركا ذكرى عذبة فى قلب رهف و هى تتوق لتكراره من جديد
اما مراد فهو القائم بجميع اعمال مدكور و اعماله فى ذات الوقت ، جاد للغاية ، يتعامل بصلف و حدة مع الجميع كعمه تماما ، لا يكد يلين جانبه الا مع شقيقته و التى تولى رعايتها مع عمه بعد رحيل والديهما منذ سنوات مضت لتصبح مدللته الغالية و الوحيدة
و هو يعيش للعمل و للعمل فقط ، لم يفكر قط فى الزواج و لم يمر باى تجربة عاطفية رغم تهافت الكثير من الفتيات عليه لوسامته و مركزه المالى و الاجتماعى ، الا انه كان يقابل تهافتهم بسخرية و احتقار ، حتى طلب منه عمه الزواج من رهف ، ليوافق على الفور دون ادنى تفكير ، فهو لم يعتد على رفض اى مطلب لعمه لما يكن له من حب و احترام ، و لكنه لم يغير معاملته الجافة العملية بابنة عمه حتى بعد ان اصبحت زوجته ، فنعم لم يتم الزفاف ، و نعم هو عقد قران ليس الا ، و لكنه دائما يتعامل و كأنها شبح غير مرئى ، و رغم ان ذاك كان يساعد رهف على الاختلاء بنفسها بعيدا عن الجميع ، الا انها كانت دائما تعترف بانها تخشاه و ان نفسها تمتلئ رهبة حين يوجه لها اى كلمة حتى و لو سؤال عن احوالها
دخلت رهف الى غرفتها و دمـ.ـو.عها تجرى على وجنتيها باسهاب ، لتراها زينب فتقول بحنان : هو انتى يا بنتى دايما دمـ.ـو.عك على وشك كده
رهف بحزن : اعمل ايه بس يا دادة ، زى ما اكون انا و الحزن توأم و اللا راضعين على بعض
زينب بتنهيدة : ايه اللى حصل تانى
رهف بحزن : مراد جاى بكرة
زينب باستنكار : طب و هى دى حاجة تزعل برضة ، المفروض تفرحى ان جوزك راجع بالسلامة
رهف بامتعاض : افرح على ايه بس يا دادة ، و هو كل مايشوفنى يا يزعقلى يا يتريق عليا ، يا يقعد يدينى فى أوامر ، يا اما يسيب كل ده و يتعامل معايا اكنى مش قدامه اصلا
زينب بتعاطف : ما انتى عارفة مراد ، طول عمره جد و مافيش فى دماغه غير الشغل و بس
رهف بحزن : لا يا دادة ، هو انتى يعنى مابتشوفيش بيتعامل ازاى مع هدى و تميمة بنتها ، اللى يشوفه معاهم مايقولش ابدا ان هو ده مراد اللى الضحكة مابتزورش وشه طول ماهو هنا ، الله يسامحه بابا ، هو اللى عمل فيا و فيه كده
زينب : بلاش هبل ، و ايه يعنى اللى حصل ، ما ياما بيحصل من ده و خصوصا هنا فى الصعيد
رهف بحزن : و اللى زاد و غطى ان بابا مش عاوزنى اكمل الدكتوراه ، و كل اللى فى دماغه سى مراد و الست تالا
زينب و هى تضـ.ـر.ب على صدرها بضجر : مالها زفتة
رهف بامتعاض : هتشرفنا بكرة مع مراد و هو جاى و كمان هتقعد عندنا شهرين بحالهم
زينب باستنكار : هو ابوها البعيد ده ماعندوش دم و لا حيا ، مابيخافش على عرضه و هو رامى علينا بنته بالشكل ده ، و كمان سايبها تروح و تيجى مع مراد بالطريقة دى
رهف باستياء : بابا بيقوللى انه نفسه يجوزها لمراد
زينب باستنكار : و هو عارف انه كاتب كتابك
لترفع رهف كتفيها بحركة تنم عن عدم معرفتها
زينب : و لا يهمك ، سيبيها عليا ، انا هزهقهالك لما تيجى لحد ما تقول حقى برقبتى
رهف بخوف : لا يا دادة و النبى اعملى معروف ، مش ناقصين بابا يعمللنا مشكلة و اللا مراد ، مانتى عارفة ليهم شغل كتير مع باباها
زينب : قطعت و قطع ابوها فى ساعة واحدة
رهف : المهم ، خليهم ينضفوا اوضة مراد و يوضبوها ، و يحضروا اوضة للست تالا
زينب باستسلام : ماشى يا بنتى ، طب و انتى ناوية على ايه
رهف بقلة حيلة : هكلم الكوافير يبعتلى حد بكرة زى ما بابا قال ، و هختار فستان حلو استقبلهم بيه
زينب و هى تربت على كتفها بحنان : مافيهاش حاجة يا بنتى ، الست لازم تبقى دايما حلوة فى عيون جوزها
رهف بسخرية : مش لما يبقى جوزها ده شايفها من اصله يا دادة
زينب بتحفز : يبقى لازم نخليه يشوفها و يموت عليها كمان
رهف : مانتى عارفة انى بترعـ.ـب منه اصلا
زينب : بلاش هبل .. ده جوزك ، و من قبلها ابن عمك ، و انتى مابقيتيش صغيرة ، ده انتى عندك دلوقتى تمانية و عشرين سنة ، ماشفتيش هدى بتدلع على احمد جوزها ازاى و بيتمنى لها الرضا ترضى
رهف بابتسامة : وحشتنى اوى .. ثم اكملت باستدراك .. ثم انتى بتقارنى مين بمين بس يا دادة ، مانتى عارفة احمد بيحب هدى ازاى و بيموت فيها كمان
زينب باصرار : و انتى مش اقل منها ، انتى كمان لازم جوزك يحبك و يموت فيكى و فى التراب اللى بتمشى عليه كمان
رهف باستنكار : و ده اللى هو ازاى بقى
زينب : لازم تغيرى من نفسك
رهف بامتعاض : انتى هتعملى زى بابا
زينب : رغم انى مابيعجبنيش اللى ابوكى بيعمله ، لكن اوقات بيبقى عنده حق و كلامه كله صح
رهف : يعنى اعمل ايه يا دادة .. بابا عاوزنى على طول متربطة فى خيوط ماسكها بايده و عاوز كل ما يحرك ايده اتحرك معاه من غير ما يفكر ان كنت موافقه على حركته دى و اللا لأ و اللا حتى مريحانى و اللا لأ
زينب : ده لانه عارف انه عاوز مصلحتك
رهف : و افرضى مصلحتى اللى هو شايفها دى مافيهاش سعادتى
زينب باستنكار : هى ايه دى اللى مافيهاش سعادتك ، لاهو انتى فاكرة انى مش واخدة بالى و لا حاسة انتى بتحبي مراد اد ايه
رهف بتنهيدة : ساعات بحس ان خوفى منه اكبر يا دادة
زينب باصرار : يبقى لازم تتلحلحى شوية ، و لما البية يقول لك على حاجة انتى مش عاوزاها قوليله بالراحة و فهميه
رهف برفض : انتى بتهزرى يا دادة ، اقول ايه و لمين ، من امتى بابا بيسمع لى و اللا حتى بيدينى فرصة انى اعبر عن اللى جوايا
زينب : اسمعى يا بنتى ، انا مش بعصيكى على ابوكى ، لكن انا عاوزاكى ت عـ.ـر.فيهم انك مش بالضعف اللى هم شايفينه ده ، ت عـ.ـر.فيهم انك بتعرفى تفكرى و بتعرفى تعملى حاجات كتير و ان هم بس اللى مش مديين نفسهم فرصة انهم يشوفوا ده
رهف : مش لما يدوا نفسهم فرصة انهم يشوفونى انا من الاساس
زينب بتفكير : طب ما تقوليلهم على المشغل
رهف بذعر : شششششششش ، بس يا دادة .. انتى بتقولى ايه ، ده كان بابا راح ولع فيه
زينب : ليه يعنى ، ماهو ماشاء الله شغال كويس اوى ، ده انتى لو بس تقعدى مع امينة و تحاسبيها هتلاقى ماشاء الله الدنيا عال العال ، و اى حد بيشوفك و انتى لابسه فستان من المشغل بتاعك بيقعد يقول فيه اشعار و يفكره من بلاد بره
رهف بابتسامة حزينة : لولا أمينة ماكنتش قدرت ابدا احقق حلمى ده و لا انفذه ، حد يقول انى حتى مش قادرة ازور المشروع بتاعى اللى طول عمرى كنت بحلم بيه
زينب : لازم تفكرى فى طريقة ت عـ.ـر.فيهم انك بتعرفى تفكرى و تدبرى ، و ت عـ.ـر.فيهم انك اعتمدتى على نفسك و قدرتى تعملى حاجة لروحك بعيد عنهم ، و من غير حتى ما تحتاجيلهم ، دى أمينة بتحكيلى على الناس اللى بيتعاملوا معاكم انهم طايرين بالشغل بتاعك ، و انتى طول عمر ذوقك حلو ، ورينا بقى و وريهم هم كمان
رهف : نفسي يا دادة ، نفسى
زينب : انا هقول لامينة تبعتلك من كل الحاجات اللى اتعملت الوان كتير ، و هخليها تركز مع الاحمر و الازرق .. الالوان اللى مراد بيحبهم ، و عاوزاكى اى حد يسالك على حاجتك من هنا و رايح ت عـ.ـر.فيهم ان انتى اللى مصممة الشغل ده و منقية كمان الاقمشة .. و اهى تبقى حتى بداية اكنك بتمهديلهم لموضوع المشغل ده بعد كده
رهف بابتسامة تنم عن حماس و بداية اقتناع : ربنا يخليكى ليا دادة و مايحرمنيش منك و لا من أمينة أبدا أبدا
………………..
فى اليوم التالى كان المنزل يعج بالحركة الدءوبة ، فالجميع لديه ما ينجزه و الجميع يعمل بتركيز و صمت ، و كانت رهف بغرفتها بعد انصراف عاملة مركز التجميل ، و كان بصحبتها أمينة ابنة زينب و كاتمة اسرار رهف ، فهى من ساعدتها فى انشاء المشغل الخاص بها و هى من تتولى ادارته و العمل على توسعته كلما سنحت لها الفرصة
رهف و هى تقوم بتجربة ثوب ما : ايه رأيك يا أمينة
أمينة باعجاب : رأيى فى ايه يا بنتى ، ده انتى تخبلى ، الأحمر دايما بيجنن عليكى ، و مكياچك رقيق اوى و تسريحتك تجنن
رهف بتردد : بجد يا أمينة ، مش عارفة ليه مستغربة روحى و شكلى فيها
أمينة : طبعا بجد .. انتى بس عشان على طول لماه ديل حصان مع ان شعرك يجنن و الفستان كمان هياكل منك حتة
رهف بحيرة : يعنى افضل بيه و اللا البس الازرق
أمينة : حبيبتى كلهم يجننوا عليكى ، اقول لك .. خليكى بده ، و بالليل ابقى غيرى و البسى الازرق
رهف و هى تمسك باحد الاثواب بيدها و تفحصه من الداخل : واضح ان ماكينة الأوفر الجديدة ماشية تمام
أمينة بلهفة : فكرتينى ، انا اتفقت على مكنتين تطريز جداد … هيوفروا علينا جـ.ـا.مد
رهف بحيرة : طب و مين هيشتغل عليهم
أمينة بطمأنة : و انتى تفتكرى انى هاخد خطوة زى دى من غير ما ابقى عاملة حسابى
لتدنو منها رهف و تقبلها برقة على وجنتها قائلة : ربنا ما يحرمني منك ابدا يا قلبى
أمينة : و لا منك يا حبيبتى ، و خدى بالك انا مستنياكى تنفذى وعدك ليا بخصوص الاكسسوارات
رهف و هى تنظر لصورتها فى المرآة : حاضر يا أمينة .. ادعيلى انتى بس الفترة دى تخلص على خير
ليجدوا زينب تدخل عليهم و هى تهتف و تقول : انتو لسه قاعدين هنا بتتسايروا ، مراد وصل و قاعد تحت من بدرى
رهف باضطراب : ططط طب هى تالا معاه يا دادة
زينب : قطعت و قطعت سيرتها ، اهى متلقحة تحت و عاملة زى فرقع لوز و لزقاله اكنها قراضة
رهف بتنهيدة حزينة : انا مش عارفة اعمل ايه ، حاسة انى خايفة و تايهة
لتدفعها أمينة الى الخارج برفق و هى تقول : توزنى الامور بعقلك و تردى بتقل على اى كلمة تتوجه لك ، و اى حد يقول لك على اى حاجة .. تبينى لهم انك بتفكرى و بتاخدى و بتدى مع نفسك ، و لو قدرتى قوليلهم هفكر و ارد عليكم ، و اوعى تخليهم يحسوا انك خايفة و اللا قلقانة يا رهف ، حسسيهم انك قوية و ان عندك حاجات كتير شغلاكى و شاغلة تفكيرك و اوعى تسمحى للعق..ربة اللى تحت دى انها تضايقك بلسانها اللى زى لسان الحية ده
كانت رهف تستمع لكل حرف نطقت به أمينة و هى تحاول تسجيله بذاكرتها حتى وصلت الى اعلى الدرج لتوقفها أمينة فجأة و تحتضنها قائلة : انتى رهف بنت مدكور بية العزيزى .. يعنى انتى مش قليلة ابدا … فاهمة يا رهف
لتومئ رهف برأسها و تسمى الله و هى تهبط اولى درجات الدرج ، و كانت مع كل درجة تستعيذ و تحوقل و هى تدعو الله ان يمر اليوم بسلام ، لتقع عيناها على مراد و هو يجلس بـ.ـاريحية امام عمها على الاريكة و تجلس تالا بجواره و هى تكاد تلتصق به بملابسها المكشوفة و مكياچها الصارج ليملأها الغضب الداخلى و لكنها استطاعت ان تدفنه بداخلها و رسمت ابتسامة ملأت وجهها و ظلت هكذا حتى وصلت اليهم لتقول بترحاب : اهلا يا مراد … حمدالله على السلامة
مراد دون ان يتحرك من مجلسه : اهلا يا رهف .. ازيك
رهف باحباط داخلى : انا بخير الحمدلله ، ثم نظرت لتالا و قالت : ازيك يا تالا .. نورتى
لتنهض تالا من مجلسها و هى تحيى رهف قائلة : اهلا يا رهف .. ازيك ، هو انتى يا بنتى مابتزهقيش من قاعدة العزبة دى ابدا
رهف و هى تذهب للجلوس بجوار ابيها : حد برضة يزهق من الجمال ده
تالا : ايوة … بس برضة الجو ده محتاج يومين تلاتة بالكتير ، مش عمرك كله بالشكل ده ، ده انتى قربتى تبقى زى الفلاحين من كتر الفراغ اللى انتى فيه و شوية شوية هتروحى تضمى معاهم المحصول
كانت رهف تستمع اليها و الغضب يجتاح جنباتها و لكنها تذكرت حديث امينة لها فقررت العمل به على الفور فقالت و هى تدعى الثقة و الابتسامة ملئ شفتيها : رغم ان ده لو حصل فهيبقى شرف ليا انى ابقى منهم ، لكن انا مش بالفراغ ده ابدا ، و بعدين انا رسالة الدكتوراه بتاعتى فاضل عليها كام شهر و اناقشها
تالا بسخرية : و هتعملى ايه بقى بالدكتوراة دى هنا فى الصعيد و الفلاحين
رهف و هى تنظر لابيها برجاء : بابا نفسه يشوفنى دكتورة فى الجامعة
لينظر اليها مدكور و هو يحاول مداراة ذهوله من حديثها ، و لكنه ابتسم و قال : ها يا رهف .. هتغدونا ايه النهاردة
رهف : انا قولتلهم على كل الاصناف اللى مراد بيحبها … ثوانى هشوفهم خلصوا و اللا لسه
لتتركهم و تذهب بعيدا و جسدها يرتجف من الانفعال حتى توارت عن انظارهم فوقفت لتلتقط انفاسها و هى تستند على الجدار لتتفاجئ بأمينة و هى تجذبها و تحتضنها و تقول بهمس : ايوة كده برافو عليكى .. اوعى تسكتيلها الحر.. باية دى
رهف برجفة : بس انا خايفة اوى لا بابا يحرجنى قدامهم
أمينة بتشجيع : اوعى تخافى .. واضح ان عمى عجبه اللى عملتبه و الا ماكانش هيسكت
رهف : طب وسعيلى اما اروح اشوفهم كده خلصوا و اللا ايه
أمينة : ااه خلصوا و السفرة جاهزة كمان ، ياللا يا حلوة روحى لهم و اهتمى بمراد شوية ، لاغيه كده و خليه ينطق بدل ماهو عامل زى ابو الهول كده
رهف بامتعاض : يعنى هسحب لسانه و اخليه يتكلم بالعافية
أمينة : انا هقول لك تعملى ايه
و بعد دقائق تعود رهف اليهم و هى تدعوهم لتناول الغداء .. ثم تتقدمهم الى مائدة الطعام و هى تقوم بدورها كسيدة المنزل لتشير بيدها الى مقعد بعينه و هى تقول لتالا : اتفضلى يا تالا … واعتبرى البيت بيتك ، ثم نظرت الى مراد و قالت بابتسامة هادئة و هى تشير الى مقعد بجوارها و هى تقول لمراد .. اتفضل يا مراد
و كان الغداء عبـ.ـارة عن احاديث متبادلة فى العمل بين مدكور و مراد و تالا و لم تستطع رهف المشاركة به و لكنها لمحت أمينة على بعد و هى تشير لها لفعل شئ ما ، فمدت يدها بوجل و وضعت بعض الطعام التى تعرف حب مراد له بصحنه لتجده مد يده و تناوله دون حتى النظر اليها لتشير اليها امينة لمعاودة الكرة مرة اخرى ، لتكرر فعلتها و لكنها تلك المرة تتفاجئ بمراد يمسك يدها قبل ان تكمل مـ.ـا.تفعله و هو يقول لها دون ان ينظر اليها : كفاية يا رهف … مش هقدر آكل اكتر من كده
رهف باضطراب : ط طب تحب اجهز لك القهوة بتاعتك
مراد : لا شكرا … انا محتاج اطلع انام شوية ، لما اصحى بقى
لينهض من مكانه قائلا باعتذار : معلش يا جماعة ، هحتاج استأذن منكم ساعة و اللا اتنين
مدكور و هو يشير بعينيه لرهف : ااه طبعا يا حبيبى … مع جوزك يا رهف
لتنهض رهف و تسير خلف مراد حتى وصل الى غرفته فقالت : انا خليتهم طلعوا لك الشنطة بتاعتك .. بس ما رضيتش اخلى حد يفضيهالك ، تحب افضيهالك انا
مراد و هو يدلف الى غرفته : لا متشكر ، انا هاخد غيار على السريع عشان اخد دش و اناملى شوية .. ارجعيلهم انتى مـ.ـا.تعطليش نفسك
لتستدير رهف للعودة و لكنها توقفت مرة اخرى والتفتت له قائلة : مراد
مراد و هو يقوم بفتح الحقيبة : هممم
رهف : لما تستريح … محتاجة اتكلم معاك فى موضوع يخصنى
مراد : طب ماقلتيش لعمى ليه
رهف و هى تزدرد لعابها بصعوبة : لان الموضوع ده يخصنى انا و انت و بس ، بابا مالوش علاقة بيه
↚
اعتدل مراد فى وقفته و نظر لرهف باستغراب و هو يتأملها بفضول و كأنه يراها للمرة الاولى و قال : و يا ترى موضوع ايه ده اللى يخصنى انا و انتى و مايخصش عمى
رهف بوجل و هى تبدل بين قدميها باضطراب : ما ااانا قلتلك لما تصحى عشاااان نتكلم براحتنا
مراد و هو يظهر بعض الامتعاض على وجهه : ماشى يا رهف ، نبقى نتكلم بالليل
لتستدير رهف بسرعة و كأنها تهرب من امامه بعد ان قالت : ااه .. ماشى كده افضل .. بعد اذنك
ليشيعها مراد بنظراته و هو لا يدرى ما الامر ، فهناك شيئا غير عاديا برهف و لكنه لم يحاول التفكير كثيرا و اتجه لينجز ما اراد انجازه
لتعود رهف مرة اخرى الى الاسفل ، و لكنها بدلا من ان تتجه الى مجلس ابيها مع تالا ، اتجهت للبحث عن أمينة حتى وجدتها اخيرا بصحبة زينب فقالت لها برهبة : الله يسامحك يا امينة ، انا مش عارفة سمعت كلامك ازاى
امينة بفضول : هااا .. طمنينى عملتى ايه
رهف بامتعاض : ادينى عملت زى ماقلتيلى .. تقدرى تقوليلى دلوقتى هتكلم معاه اقول له ايه … انتى دبستينى و انا ماعنديش مواضيع اكلمه فيها اصلا
امينة بتوبيخ : يعنى ايه يبقى مكتوب كتابكم من سنتين دلوقتى و ماعندكيش حاجة تكلميه عنها ، يا رهف يا حبيبتى لازم يبقى فى مابينكم و مابين بعض حوار مشترك
رهف : و هو بقى حتى لو عندى حاجة اكلمه فيها هيقعد يسمعنى
زينب بفضول : و مايقعدش يسمعك ليه .. هو قال لك ايه لما اتكلمتى معاه
رهف و قد بدأ الهدوء يتسلل الى اوصالها : كان عاوزنى اقول له على اللى انا عاوزاه ، بس انا هـ.ـر.بت منه ، و قلت له اما يصحى عشان نتكلم براحتنا
امينة : طب اهو الراجـ.ـل ماصدكيش و لا حاجة اهو ، شوفى بقى عاوزة تتكلمى معاه فى ابه و قوليله
رهف بغضب : لا و الله !! ، ده على اساس ان انا كنت محضرة حاجة اصلا عاوزة اكلمه فيها ، ماهى شورتك اللى زى الطين
امينة و هى تربت على كتف رهف و تقبل وجنتها بمرح : طب خلاص معلش .. مـ.ـا.تقفشيش بس كده ، انا هقول لك يا ستى تقوليله ايه … بس عدى الجمايل بقى
………………
كانت تالا بغرفتها بعد ان انهت غدائها و بعد ان ابدلت ملابسها ، فامسكت هاتفها و قامت بمهاتفة ابيها الذى قال لها : تالا .. حمدالله على السلامه يا بيبى
تالا : الله يسلمك يا دادى .. وحشتنى
سليمان : طمنينى … ايه الاخبـ.ـار
تالا بامتعاض : كالعادة يا دادى ، مافيش جديد
سليمان : ايه .. مافيش اى رجا من مراد برضة
تالا بتأفف : انا مش فاهمة هو معجون من ايه .. عليه كمية برود مش معقولة … فريجيدير متحرك
سليمان ضاحكا : طول عمره تقيل ، بس انا متأكد انك برضة هتقدرى عليه
تالا : انا مش عارفة انت ليه مصمم على الحكاية دى ، و كمان عارف انه كاتب كتابه على الفلاحة اللى اسمها رهف دى
سليمان بمرح : هنكدب من اولها بقى .. بقى رهف فلاحة .. دى صاروخ
تالا : و لما هى صاروخ ، عشمان ان مراد يسيبها و يبصلى انا ليه
سليمان : لان حبيبة دادى تقدر تنطق الحجر ، انما رهف .. رهف دى غلبانة و مافيش منها اى خوف
تالا : رغم انى حاساها المرة دى متغيرة و غير كل مرة
سليمان بفضول : متغيرة ازاى يعنى
تالا : يعنى يا دادى .. مش عارفة ، بس برضة فهمنى سر اصرارك على التلاجة اللى اسمه مراد ده
سليمان : لان مراد يا بيبى هيبقى هو المتحكم فى كل الياغمة دى … مدكور سايبله كل حاجة لانه يعتبر الوريث الاكبر ليه بما انه ماعندهوش ولاد شباب
تالا بمكر : طب بقول لك ايه يا دادى
سليمان : قولى يا بيبى .. سامعك
و بعد فترة من الحديث مع ابيها .. يقول سليمان بانشـ.ـداه : و انتى تقدرى تعملى كده
تالا بغرور : طبعا اقدر
سليمان : لو قدرتى عليه هكافئك مكافأة كبيرة اوى
تالا بابتسامة شيطانية : يبقى تقل جيوبك من دلوقتى يا دادى ، و اوعدك انه هيطلبنى منك قبل ما المشروع ده يخلص
……………………
مساءا كانت رهف هى الاخرى قد بدلت ثيابها و جلست بحديقة القصر و بيدها كتاب ما و هى تطالعه بشغف ، حتى سمعت صوت تالا يقول بسخرية : يا بنتى ارحمى عينيكى ، قربنا نعمللك نضارة كعب كوباية
لتزيح رهف الكتاب من امام عينيها و تنظر لتالا و لمظهرها الخارج عن الاصول و قالت ببعض الضيق : اهلا يا تالا .. صح النوم
تالا : ميرسى ، اومال فين مراد و مدكور بية
رهف : مراد لسه ماصحيش ، و بابا فى اوضة المكتب
لتنهض تالا من مجلسها مرة اخرى قائلة : طب انا هروح اتكلم مع باباكى شوية فى الشغل على ما مراد يصحى و يفوق
و بعد ان تركتها و مضت باتجاه الداخل التفتت اليها مرة اخرى قائلة بكبر : ااه .. و ياريت تبعتيلى قهوتى على المكتب
لتبتسم لها رهف بسماجة ، ثم تنهض لتذهب الى الداخل كى تطلب لها القهوة ، لتصطدم بمراد فى طريقها حتى كادت ان ترتد ساقطة على الارض لولا ان تماسكت فى اللحظة الاخيرة ليقول مراد بجدية : ابقى خدى بالك و انتى ماشية
رهف و هى تزدرد لعابها : حاضر
مراد : اومال عمى و تالا فين
رهف : فى المكتب ، و كنت رايحة ابعتلهم قهوة ، تحب اطلب لك القهوة بتاعتك بالمرة
مراد : ااه ياريت
و تركها و ذهب باتجاه غرفة المكتب ، و لكن رهف استحضرت شجاعتها و هتفت باسمه ليتوقف فى طريقه و يلتفت اليها متسائلا : خير .. فى حاجة
رهف : طلبت منك نتكلم سوا
مراد متذكرا : ااه .. فعلا .. بس يعنى لازم دلوقتى
لتنظر له رهف بتردد و تقول : لأ .. خلاص .. مش لازم
ليمتعض مراد و يقول : طب خلاص … تعالى نقعد برة فى الهوا و قوليلى على اللى انتى عاوزاه على ما اشرب القهوة
رهف بوجل : طب هطلب القهوة و احصلك
لتلحق به بعد دقائق قليلة و هى تقدم ساق و تؤخر الاخرى حتى جلست امامه فى صمت و هى تركز عينيها على اصابعها المتشابكة على قدميها ، ليقول مراد بفضول : ها … كنتى عاوزانى فى ايه
لترفع رهف وجهها اليه و هى تزدرد لعابها و تقول بتردد : الحقيقة انا كنت عاوزاك فى موضوعين .. مش موضوع واحد ، اااانت ط . طبعا عارف انى فاضل لى حاجة بسيطة و اناقش الدكتوراه
مراد : ااه ، ايه المشكلة
لتمتد يد مراد ليتناول فنجان قهوته الذى احضرته احدى الخادمـ.ـا.ت ، و بدأ فى رشفها و هو ينظر بجانب عينيه لرهف التى قالت بدون مقدمـ.ـا.ت : اولا .. انا عاوزة اشتغل
مراد و كأنه لم يستوعب حديثها فقال باستيضاح : مين اللى عاوز يشتغل
رهف : انا يا مراد .. انا عاوزة اشتغل
مراد : و عاوزة تشتغلى ايه
رهف بجدية : انا معايا ليسانس حقوق و كمان ماجيستير فى القانون التجارى ، و مكملة الدكتوراة فى نفس المجال ، لكن عندى هوايتى اللى الكل بيشهدلى بيها من زمان و حابة انى انميها
مراد : انا مش فاهم حاجة … يعنى انتى دلوقتى عاوزة تشتغلى بشهادتك و اللا عاوزة تشتغلى بموهبتك
رهف و هى ترفع اصبعيعا الوسطى و السبابة : الاتنين
مراد : ده اللى هو ازاى بقى ، ده حتى بيقولوا صاحب بالين كـ.ـد.اب و صاحب تلاتة منافق ، و انتى غير الشغل اللى بتتكلمى عنه ده لسه عندك كمان الدكتوراة اللى لسه ماخلصتيهاش ، و اللى قلتى على الغدا انك عاوزة لما تاخديها انك تدرسى فى الجامعة
رهف بتردد : ماهو ده الموضوع التانى اللى كنت عاوزة اكلمك فيه
مراد : طب مش لما نخلص من الموضوع الاولانى الاول
رهف : الموضوعين مرتبطبن ببعض
مراد بتنهيدة : ازاى بقى
رهف : بخصوص الدكتوراة … عاوزاك تقنع بابا يسيبنى اكملها
مراد بدهشة : و هو عمى مش عاوزك تكمليها
لتومئ رهف برأسها بحزن ليقول مراد : ازاى و انتى قلتى ….
رهف : انا قلت اللى قلته ده لمجرد انى ارد على سماجة تالا و كمان احنن قلب بابا عليا
مراد بفضول : طب و ايه اللى خلى عمى يفكر فجأة انه يعمل كده
رهف بخفوت : انت
مراد باستنكار : انا … انا عمرى ما اتكلمت لا معاكى و لا معاه فى الحكاية دى
رهف بخجل يخالطه شيئا من العتاب : بابا متهمنى انى مهملة فى تعاملى معاك بسبب الدكتوراة
مراد بامتعاض : مين اللى قال الكلام ده و امتى
رهف بحزن و هى تتلاعب باصابعها : امبـ.ـارح لما وصل ، و زعق معايا جـ.ـا.مد ، انا بحب دراستى و بذلت فيها مجهود كبير ، و عمر ما حد اعترض عليها ، ازاى دلوقتى بعد ماخلاص مافاضلش غير كام شهر ، عاوز يحرمنى انى احقق حلمى اللى تعبت فيه على ماحققت اللى حققته و بعد ما خلاص قربت اوصل لنهايته
مراد بنوع من التعاطف : مـ.ـا.تقلقيش ، بالنسبة لموضوع الدكتوراة .. انا هخليه يسمحلك تكمليها
لترفع رهف رأسها اليه و تبتسم ابتسامة خلابة قائلة بامتنان : شكرا
مراد : بس انا موضوع الشغل مش فاهم حاجة من كل اللى قلتيه ، و بعدين انا ما اعتقدش ابدا انك ممكن تقدرى تشتغلى و تتحملى مسئوليات الشغل و تبعاته
لتمتعض رهف من سماعها رأي مراد المبنى على عدم الثقة في قدراتها ، فما كان منها الا ان اغمضت عينيها برهبة مخلوطة ببعض التحدى و قالت بسرعة : انا عاملة اتيليه من اربع سنين
مراد بعدم فهم : عاملة ايه
لتفتح رهف احدى عينيها بحذر و تقول على مهل : اتيليه
مراد : و بتعملى ايه بقى فى الاتيليه ده
رهف بدهشة : بعمل الحاجة اللى طول عمرى بحبها ، بصمم موديلات
مراد و هو يحاول استيعاب مقصدها : يعنى انتى بترسمى بس ، و اللا بتنفذى كمان
رهف و هى تزدرد لعابها : الاتنين
مراد ببعض السخرية : امممم و يا ترى بقى عاوزة حد يسوقلك الشغل بتاع الاتيلية ده
رهف بكبرياء : الحقيقة لا ، انا محتاجة مكان اكبر انقل فيه ، لان الشغل اتوسع و كبر و اتعرف و محتاجة اعمل فرع فى القاهرة عشان يبقى قريب من العملاء
مراد بريبة و هو يركز بعينيها : رهف … انتى بتتكلمى بجد
لتشعر رهف برجفة تسرى باوصالها ، فتكاد ان تكون تلك المرة الاولى التى يولى مراد حديثه معها ذلك الاهتمام لتبتسم فى شرود دون اجابة ، لتتفاجئ بمراد ينهض و هو يقول بجمود : كنت حاسس من الاول انك بتتكلمى اى كلام
ثم يلتفت استعدادا لتركها و الدلوف الى الداخل و لكنها قالت بحزم ممتلئ بالحزن و الكبرياء فقد احست انه اهان كرامتها : اوعى تكون مفكر ان انت بس اللى وقتك غالى ، انا كمان وقتى غالى ، و اكيد مش هعطل نفسى طول الوقت ده عشان اخترعلك حكاية اتكلم معاك فيها ، و لولا انى محتاجة مساعدتك ماكنتش حكيتلك على حاجة من البداية ، بس عموما … انا بعتذرلك انى ضيعت وقتك الغالى ، و اوعدك انى افضل معتمدة على نفسى زى ما كنت طول عمرى ، بس ياريت ماحدش بعد كده يلومنى انى عايشة مع نفسى و بس ، و ياريت مايبقاش نتيجة غلطتى اللى غلطتها دى لما فكرت انى اطلب مساعدتك ، انى ما الاقيكش روحت حكيت لبابا اللى قلتهولك ، و يبقى بدل ما تساعدنى تخربهالى بزيادة
لتسرع الى الداخل بعنفوان و غضب تاركة اياه و هو لا يدرى من تلك التى كانت تتحدث معه منذ برهة قصيرة ، فتلك لم تكن رهف و التى لسخرية القدر تعد ايضا زوجته ، و لكنه طوال سنوات عمرهما معا لم يتحدث معها لهذا الوقت الطويل جدا و الذى تخطى الخمسة عشر دقيقة 😏
مراد بذهول : مين دى …. و اتيلية ايه ده كمان ، و مين اللى ….. انا مش فاهم حاجة
و بعد ان افاق من ذهوله عاد الى مقعده مرة أخرى ، ثم اخرج هاتفه و قام بمهاتفة شقيقته التى اطلت عليه بابتسامتها فى مكالمة فيديو قائلة : مراد … ازيك يا باشا
مراد متبسما : ازيك انتى يا حبيبتى … عاملة ايه و ازى احمد و تميمة
هدى : الحمدلله . كلنا بخير ، انت عامل ايه وحشتنى اوى و ازى عمو و رهف وحشونى موت
مراد : كلنا بخير ، ايه .. مش ناويين نشوفكم بقى و اللا ايه
هدى : احمد قاللى ننزل على مناقشة الدكتوراة بتاعة رهف ، لاننا لو نزلنا فى معادنا ، ممكن مانعرفش ننزل تانى وقتها ، فقلنا نخليها نزولة واحدة
مراد باستنكار : يعنى اقعد كل ده ما اشوفكيش عشان مناقشة الرسالة بتاعة رهف و اللى لسه كمان معادها ما اتحددش
هدى : معلش بقى يا مراد ، ما انت عارف ، لو انا مش موجودة معاها فى يوم زى ده .. مين هيبقى معاها بس ، لو انا اقدر اثق انك هتبقى معاها و تساندها انت و عمى ماكنتش اهتميت كده ، لكن للاسف رهف دايما لوحدها يا مراد … و ده مافيش بنى ادم طبيعى يقدر يتحمله
مراد بامتعاض : و هو المفروض نعمل ايه يعنى مش فاهم
هدى : يا مراد يا حبيبى .. دى مراتك ، يعنى المفروض اقل حاجة لازم تعملها انك تعرف عنها تفاصيل حياتها و تبقى معاها خطوة بخطوة ، لكن للاسف انت فى وادى و رهف فى وادى تانى خالص
مراد بفضول : انتى تعرفى حاجة عن الاتيلية
هدى بشهقة ذهول : انت عرفت
مراد باستنكار : يعنى انتى عارفة طول المدة دى و مـ.ـا.تقوليليش يا هدى
هدى بدفاع : صدقنى يا مراد .. لو كنت شايفة انك هتهتم بالحكاية دى او حتى هتقف جنبها كنت اكيد قلتلك ، لكن دى حتى المسكينة خايفة تفرح بيه لا انت و اللا عمو تحاربوها و توقفوا مشروعها اللى طول عمرها بتحلم بيه
ثم اكملت هدى بفضول .. بس انت عرفت منين
مراد : هى اللى قالتلى النهاردة ، بس .. مين اللى ساعدها انها تعمل كده
هدى : اعتقد ان هى تحكيلك افضل منى
مراد : يعنى انتى ماعندكيش اى معلومـ.ـا.ت عن الاتيلية ده
هدى : كل اللى اعرفه انه بيكبر يوم ورا التانى ، و كمان بقى عندها خط تصدير و اسمها مسمع فى محلات ليها اسمها ، انا لسه شارية فستان من الماركة بتاعتها من هنا
مراد بذهول : رهف !!! ، شغلها بيطلع برة مصر
هدى بتأكيد : ايوة رهف ، رهف اللى طول عمرك انت و عمى بتتعاملوا معاها على انها شئ مهمل و مالوش وجود ، قدرت تعمل لنفسها اسم و مكانة بعيد عنكم تماما و بمجهودها الشخصى
مراد بتفكير : اكيد فى حد ساعدها .. مين بقى الحد ده
هدى باصرار : قلتلك الافضل ان هى اللى تحكيلك .. اسالها
مراد بتنهيدة : ماشى .. بس يا ترى بقى الماركة بتاعتها دى اسمها ايه
هدى بابتسامة امتعاض : اسمها بروكن هارت
مراد باستغراب : و ليه الاسم الغريب ده
هدى بتنهيدة : يمكن مناسب صاحبته
ليصمت مراد قليلا ثم قال : طب يعنى انا لو روحت اى محل ملابس حريمى هنا فى الصعيد هلاقى فيه الماركة دى
هدى : اكيد مش كل المحلات طبعا .. لكن كمان موجودة فى محلات كتير فى القاهرة و اسكندرية
مراد بعدم تصديق : انتى عاوزة تفهمينى انها حققت الانتشار ده فى الاربع سنين دول بس
هدى : لا طبعا مش كده … رهف حققت الانتشار ده من سنتين فاتوا
مراد باقتضاب : ماشى … خدى بالك من نفسك و ابقى طمنينى عليكى
هدى : حاضر يا مراد ، و انت كمان بس كنت عاوزة اقول لك على حاجة
مراد : حاجة ايه
هدى : حاول تبص لرهف من زاوية تانية غير اللى طول عمركم حطينها فيها ، رهف انسانة جميلة اوى يا مراد … كفاية تهميش ليها لحد كده
مراد و هو يحاول اغلاق الخط : طب يا حبيبتى انا هسيبك بقى احسن عمى عاوزنى .. ياللا سلام
ليغلق الهاتف و يعيده الى جيبه و هو يزفر بشـ.ـده ثم ينهض من مجلسه متجها الى مكتب عمه
………………….
كانت تالا قد ذهبت الى مكتب مدكور و قامت بالطرق على الباب برقة و عنـ.ـد.ما سمعت صوت مدكور يسمح لها بالدخول ، فتحت الباب و دلفت الى الداخل بعد ان اعادت غلق الباب مرة اخرى من وراءها و هى تقول بمرح : بقى كده برضة .. انا بقالى ربع ساعة بحالها بدور عليك
مدكور : اهلا يا تالا يا بنتى .. اتفضلى
تالا و هى تجلس على المقعد امام مكتبه : ميرسى يا مدكور بية
مدكور : ها .. مستريحة فى اوضتك و اللا تحبى اخليهم ينقلوكى فى اوضة تانية
تالا : ميرسى خالص ، رغم انى كنت اتمنى ان اوضتى تبقى جنب اوضتك انت ، لكن مش مشكلة ابدا ، اى اوضة تحت سقف بيتك جنة
مدكور بمرح : يا سيدى على الكلام الحلو ، الله يحفظك يا بنتى
تالا بتبرم : ليه دايما كلمة بنتى دى على لسانك ، انت عاوز تكبر روحك بالعافية
مدكور : بس انا كبير فعلا
تالا و هى تحدثه من تحت اهدابها بنعومة : انت فعلا كبير بس بقيمتك و بمقامك و بحب اللى حواليك مش بسنك ابدا
مدكور بابتسامة بلهاء : الله بجازيكى … اللى يسمعك يفكرك بتغازلينى
تالا بابتسامة لعوب : و هو عيب انى اغازلك
مدكور ضاحكا بشـ.ـدة : لاااااا ، انا مش ادك يا بنت سليمان الانصارى
تالا بهيام : و انت فاكر انك لو كنت ادى كنت عجبتنى كده
مدكور باستنكار : اانا .. عاجبك انتى
تالا و هى تدعى التنهد : ااه لو قدرت اوصفلك ، لو تعرف انت اد ايه حلم لبنات كتير … مش عارفة انت ليه مكبر نفسك كده … انت لسه فى عزك بس انت اللى دافن نفسك فى الشغل و المشاريع و بس ، ليه مـ.ـا.تعيشش حياتك و تتمتع بيها زى كل الناس
مدكور برفض : اتمتع ايه بس و كلام فارغ ايه ، ده انا بنتى مكتوب كتابها من سنتين
تالا بمكر : و بكرة تعيش حياتها هى و مراد بالطول و بالعرض و تفضل انت لوحدك من غير انيس و لا جليس ، فى حين انك تقدر من دلوقتى تدور لك على وليفة تكون بتحبك و بتتمنى لك الرضا و الهنا
مدكور و هو يهذب شاربه باصبعه : و مين بقى اللى بتتمنى لى الرضا دى
تالا و هى تبعد انظارها عنه : بص حواليك و انت اكيد هتعرف من نفسك
مدكور بمرح : اوعى تكونى تقصدى دادة زينب ، ماهى الوحيدة اللى تليق بيا و بسنى
تالا باستنكار : انت تليق لك ست البنات ، انت عاوز اللى تحبك و تدلعك و تعيشك عمرك اللى فات و اللى جاى
مدكور : و مين البنت دى اللى ترضى براجـ.ـل اد ابوها
تالا باعتراض : بس مـ.ـا.تقولش اد ابوها
مدكور و هو ينظر اليها بفضول : انتى عاوزة تفهمينى ان لو جالك عريس فى سنى .. ممكن تقبلى
تالا باعتراض : لأ طبعا
مدكور باستنكار : الله .. اومال ايه بقى ، ده انتى نفسك مـ.ـا.تقبليش بواحد فى سنى
تالا : لان سؤالك كان غلط ، انا عمرى ما اقبل اى واحد ، انا مش عاوزة غير واحد بس و مش فارق معايا سنه و لا شكلة ، انا اللى فارق معايا طبعه اللى بحبه ، اسلوب تفكيره اللى بموت فيه ، طريقة كلامه اللى بتسحرنى سحر ، نضجه اللى بيخلينى بتمنى انه يخـ.ـطـ.ـفنى من الدنيا كلها و يهرب بيا بعيد عن العالم و اللى فيه ، طب تعرف .. انا دادى عمال بيقنعنى من سنة فاتت بواحد فى عمرى و من وسطى و كمان له مصالح شغل كتير مع عيلته بس انا مش موافقة ابدا ، تعرف ليه
مدكور و قد فهم انها تقصد مراد : ليه يا ترى
تالا : لان قلبى و عقلى مشغولين بغيره ، بس للاسف ما اقدرش اصارح دادى بالكلام ده
مدكور : و يا ترى مين سعيد الحظ اللى شغل قلبك
تالا بتنهيدة : للاسف هو و لا هو هنا ، و بيتعامل معايا على انى لسه صغيرة و مايعرفش انى مابصدق يبقى له شغل مع دادى عشان اصمم انى اتابع الشغل بنفسى ، و اقدر افضل قريبة منه اطول فترة ممكنة
ليسود الصمت دقائق قليلة و هما يتبادلان النظرات ، و قبل ان يواصلا الحديث كان مراد اقتحم عليهما الغرفة و هو يقول بتجهم : ما تأخذونيش .. اتأخرت عليكم بس كنت بعمل شوية حاجات مهمة
تالا و هى تنظر لمدكور نظرة توحى بالخجل : ابدا يا مراد براحتك ، انا و مدكور بية لسه ما بدأناش شغل
مراد و هو يقوم بفتح حاسوبه الموجود بمكتب عمه : انا هطبع كل الاوراق اللى محتاجينها حالا ، و هنبتدى على طول
↚
كانت رهف ترقد بفراشها منكبة على وجهها و هى منخرطة فى بكاء مرير ، و تجلس بجانبها امينة و هى تحاول التسرية عنها و معرفة ماحدث و جعلها بهذا الحزن و الالم ، فاخذت تربت على كتفها و هى تقول : طب بس فهمينى ايه اللى حصل خلاكى تتقهرى بالشكل ده ، قاللك ايه هولاكو ده خلاكى تعيطى بالشكل
لتضحك رهف بشـ.ـدة من وسط بكائها لتردف امينة : ايوة كده اضحكى ، احنا هناخد ايه بس من العـ.ـيا.ط و الهم ، اتعدلى كده بس و قوليلى قاللك ايه اللى ينشك فى حواجبه ده
رهف و هى تمسح دمـ.ـو.عها باصابعها كالاطفال : مـ.ـا.تدعيش عليه يا امينة بالله عليكى
امينة بامتعاض : صحيح يا اولاد .. القط مايحبش الا خناقه ، يعنى بعد ما نكد عليكى كل النكد ده و بتدافعى عنه و خايفة عليه
رهف بتنهيدة حارة : معذور يا امينة
امينة بدهشة : انا مش فاهمة حاجة
رهف بحزن : مش مصدقنى يا امينة … تصورى
امينة بعدم فهم : انتى قلتيله ايه خلاه مايصدقكيش
رهف : قلت له زى ماقلتيلى بالظبط
امينة : ايوة يعنى .. انهى جزئية فى كلامك اللى مصدقهاش
رهف بحزن : جزئية انى قدرت اعتمد على روحى و اعمل مشروعى الخاص و انجح فيه بعيد عنهم .. و انا فاردة جناحاتى اللى على طول مقصقصينها و مربطينها بالخيوط
امينة بغيظ : و هو له عين انه يكـ.ـدبك ، مش يسال الاول و يعرف و يشوف و بعدين يبقى يتكلم
رهف بسخرية : أللى مخلى بابا على طول متهمنى بالفشل ، و دايما يقارننى بتالا و شايف انها احسن و اشطر منى
امينة بامتعاض : تالا مين دى اللى عاملة زى العروسة الحلاوة دى ، ده انا ساعات بحس انها متركبة على رومان بلى
رهف بضحك : انتى مصيبة ، هو انتى مافيش فايدة فيكى ابدا
لتنهض امينة و هى تقول بامتعاض : الفايدة فى البنك ياختى ، بقولك ايه
رهف بفضول : ايه
امينة و هى تنظر لعينا رهف بنصف عين : هو هولاكو شافك و انتى بتعيطى
رهف : لا
امينة : اومال انتى عملتى ايه لما ماصدقكيش
رهف : قلتله كلمتين كانوا محشورين فى زورى من زمان و سيبته و مشيت
امينة بفرحة : برافو عليكى .. يعنى اديتيله على دماغه
رهف باستغراب : و مالك مبسوطة اوى كده
امينة : لانى عاوزاكى تسمعينى كويس و تنفذى كل اللى هقول لك عليه بالحرف الواحد
رهف بسخرية : انتى تانى ، لا يا ستى .. خلاص شطبنا .. متشكرين
امينة باصرار : اسمعى منى بس ، و انا متأكدة انه المرة دى هو اللى هييجى لحد عندك عشان يتكلم معاكى
رهف بتوجس : اتفضلى اتكلمى … ادينى سامعاكى و اما اشوف اخرتها ايه
😒😒
اما فى الاسفل فظل مراد يقوم بنسخ البيانات و عرضها على كلا من مدكور و تالا التى كانت تراسل مدكور بنظرات الدلال كلما سنحت لها الفرصة ، و كان مدكور يقابلها فى البداية بدهشة و عدم تصديق و لكنه رويدا رويدا كان تركيزه اصبح مشتتا بتلك الفتاة اللعوب التى شغلت تفكيره لينتبه على صوت مراد قائلا : ايه يا عمى ، انا شايف حضرتك مش مركز معايا خالص ، تحب نكمل بكرة
مدكور و هو يضع ما بيده جانبا : ياريت يا مراد ، احسن حاسس انى تعبان شوية
تالا بلهفة مصطنعة : مالك يا حبيبى .. سلامتك
ثم تصنعت الارتباك لتقول و هى تحاول ازدراد لعابها : سلامتك .. سلامتك يا مدكور بية
مراد و هو يراقب ماحدث بانتباه : سلامتك يا عمى ، تحب اطلب لحضرتك دكتور
مدكور و هو ينهض من خلف مكتبه و عيناه ترصد كل لفتات تالا : لا يا ابنى ، انا كويس الحمدلله ، بس محتاج اطلع اناملى شوية
تالا بلهفة : تحب اوصلك اوضتك
مدكور و هو يبتسم بعينيه مع نصف ابتسامة على شفتيه : لا يا تالا ، انا كويس مـ.ـا.تقلقيش
تالا بابتسامة : يارب دايما يا مدكور بية ، انا كمان هطلع انام ، ياللا تعالى نطلع سوا عشان اتطمن عليك
مراد : خلاص يا عمى .. اتفضلوا انتو ، و انا هنظم الاوراق دى و هروح انام انا كمان ، عشان المفروض ننزل الشركة من بدرى أن شاء الله
لتتجه تالا مع مدكور الى الاعلى دون اى حديث ، حتى وصلا الى باب غرفتها الذى بجوار غرفة رهف فقالت بدلال من تحت اهدابها : تصبح على خير .. متاكد انك كويس و مش محتاج اى حاجة
مدكور بابتسامة ماكرة : انا كويس جدا ، تصبحى على خير
تالا بابتسامة لعوب : و انت من اهله ، بس ياريت تخلى تليفونك جنبك و لو فى اى وقت حسيت انك محتاج اى حاجة .. اوعى تتردد انك تتصل بيا فورا
……………….
فى الصباح ، و فى تمام السابعة و النصف ، كان الجميع يلتف حول مائدة الافطار ، و كانت رهف تقوم بدورها كسيدة المنزل كالعادة و لكن فى صمت شـ.ـديد ، و اهمال النظر المتعمد الى مراد
اما تالا فكانت تحاول اظهار الاهتمام بمدكور و افطاره بين الفينة و الاخرى ، و عنـ.ـد.ما لاحظت الصمت الشـ.ـديد من رهف ، قالت و هى تدعى الاهتمام : ايه يا رهف ، مالك ساكتة كده النهاردة ، فى حاجة مضايقاكى و اللا ايه
رهف : ابدا يا تالا ، بس مصدعة شوية
تالا : حد يبقى مصدع و هو لابس الفستان الحلو ده ، ياترى ذوق مدكور بية برضة
رهف و هى تنظر الى ردائها : عجبك
تالا : ما اقدرش انكر ابدا ، ذوقه يجنن ، و تحسيه مش متكرر
مدكور : انا بشترى لها هدومها من اشهر اتيليهات مصر
تالا : بس الحقيقة ماشفتش زيه قبل كده
رهف : ده لانه مش من الفساتين اللى بابا بيجيبهالى
مدكور : اومال جيبتيه منين
رهف : ماجيبتوش يا بابا .. عملته
مدكور بسخرية : هو انتى لسه فيكى العادة القديمة دى … على طول كده غاوية وجع قلب
تالا : بالعكس يا مدكور بية ، ده ذوقها حلو اوى ، هو ينفع تفصليلى فستان يا رهف
لتنظر لها رهف بتركيز و كأنها توازن شئ ما بمخيلتها ، و عنـ.ـد.ما طال صمتها قالت تالا : لو ده هيتعبك او يعطلك خلاص انسى
لتنظر رهف الى مراد ، فوجدته ينظر اليها و يبدو عليه انه فى انتظار ردها ، و عنـ.ـد.ما التفتت الى ابيها وجدته يقول بابتسامة قلما تراها على وجهه : تالا ضيفتنا و رغباتها اوامر يا رهف
رهف بتردد : تقصد انى اعمللها التصميم و افصل لها فستان يا بابا
مدكور و هو يبتسم لتالا : المهم تبقوا انتم الاتنين مبسوطين
و وسط ذهول رهف لتلك النبرة الغريبة على اذنها من ابيها قالت : انا عن نفسى هبقى مبسوطة و اوى كمان ، و بالمناسبة دى … انا عندى لحضرتك مفاجأة اعتقد انها المفروض تبسطك
مدكور بانتباه : مفاجأة ايه دى يا ترى
رهف و هى تزدرد لعابها فى محاولة لمداراة خوفها من رد فعل ابيها : انا قررت اعمل اتيلية خاص بيا … اقدر استثمر فيه موهبتى
تالا و هى تصفق بيديها : برافو يا رهف
كان مراد ينظر اليها بذهول ، فكيف ان تمتلك مشروعها الخاص من اربع سنوات ماضية و تتحدث مع ابيها عن فكرة انشائه ! ، بينما كان مدكور ينظر لرهف و علامـ.ـا.ت الغضب تتشكل على وجهه ، و لكنه توقف عن ابداء اى رد فعل عنـ.ـد.ما سمع تهليل تالا فقال و هو يكبت غيظه : و هو انتى تقدرى على حاجة زى دى لوحدك
رهف : ما انا مش هبقى لوحدى
مدكور بتهكم : اومال مين بقى اللى هيبقى معاكى
انا يا عمى
لتلتفت رهف الى مراد الذى انبرى لتأييدها امام ابيها الئى قال بذهول : و هو انت هتقدر تعمل الكلام ده يا مراد و الا بتفهم فيه ، ده انت مابتعرفش تاخد نص ساعة تريح فيهم عدل زى بقية الناس
مراد : الحقيقة يا عمى ، رهف كلمتنى على حكاية الاتيلية دى و الحقيقة الفكرة حلوة و عجبتنى ، و كمان عرفت من هدى ان رهف دماغها حلوة اوى فى التصميم لدرجة كبيرة تخليها فى نفس الصف مع مصممين كبـ.ـار و معروفين
لتشعر رهف بالم غائر فى صدرها ، اذا فهى هدى ، فهو لم يصدقها الا بعد ان هاتف شقيقته و تأكد من صدقها ، لتشعر رهف بان عينيها تمتلئ بالدمـ.ـو.ع دون ان تستطيع السيطرة على هطولها ، لتنهض سريعا من مقعدها و هى تتجه عدوا الى الاعلى وسط دهشتهم جميعا ، فيقول مدكور و هو يوجه حديثه لمراد : ياللا بينا يا مراد و اللا ايه ، احنا عندنا اجتماع مهم
مراد و هو مازالت عينيه على الدرج حيث ذهبت رهف : حاضر يا عمى .. ياللا بينا
و اثناء مغادرتهم ، توقف مدكور و التفت موجها حديثه لمراد قائلا : انا نسيت خالص موضوع العشا ، اطلع لرهف و نبه عليها ان فى عشا عمل بالليل ، و انها لازم تبقى موجودة معانا
مراد بدهشة : و من امتى رهف بتحضر معانا مناسبات زى دى يا عمى
مدكور : من هنا و رايح … المناسبات اللى زى دى لازم تبقى معانا فيها ، انا هسبقك انا و تالا ، و انت حصلنا على طول
لينصرف مدكور بصحبة تالا وسط مراقبة رهف لهما من شرفتها و هى تبحث بعينيها عن مراد حتى سمعت صوت طرقات على الباب ، لتجفف عينيها من اثر بكائها و تتجه الى الباب و ما ان فتحته حتى نظرت لمراد بدهشة قائلة : انت ما روحتش معاهم ليه
مراد و هو يجول بعينيه داخل غرفتها الانيقة حتى استقرت عيناه على عينيها التى تكللت باثر بكائها : ابدا .. جيت ابلغك بس بحاجة عمى نسى يقولهالك ، و انتى قومتى فجأة و سيبتينا
رهف بفضول : خير
مراد : فى عشا عمل بالليل ، و عمى عاوزك تحضريه معانا
رهف باستغراب : انا … انا احضر معاكم عشا عمل … ليه و من امتى الكلام ده
مراد : الحقيقة مش عارف ، بس اللى فهمته انه عاوزك تتعودى على الكلام ده بعد كده
رهف باستيعاب : اممممم … فهمت
مراد بفضول : و ياترى ايه اللى فهمتيه
رهف بسخرية : فهمت انه نوع من انواع الالهاء عشان انشغل عن موضوع الاتيلية
مراد بفضول : لما انتى فاتحتيه فى موضوع الاتيلية .. ليه خبيتى عليه انه موجود فعلا
لتعطيه رهف ظهرها و هى تقول : مـ.ـا.تشغلش بالك يا مراد ، و ياريت تنسى اى كلمة دارت بيننا امبـ.ـارح ، ثم التفتت اليه مرة اخرى قائلة : ااه .. و متشكرة على دعمك ليا قدام بابا بعد اما اتأكدت من هدى انى مش كـ.ـد.ابة
مراد بحدة : انا ما اتهمتكيش بالكدب
رهف بامتعاض : مش لازم تقولهالى بصراحة عشان افهم اللى تقصده ، و عموما ، بلغ بابا انى هبقى جاهزة للعشا بالليل
و لم تشعر رهف بنظرات مراد النارية التى رمقها بها قبل انصرافه بغضب ، لتشيعه بنظرات جـ.ـا.مدة و هو يستقل سيارته و يبتعد بها
اما مدكور ، فبعد ان استقل سيارته بصحبة تالا و تحرك بها ، قال لها بمواربة و هو يضغط بتعمد على مخارج الحروف : و انتى يا تالا يابنتى ، يا ترى نمتى كويس
تالا باعتراض : انت ليه دايما بتتعمد تكبر نفسك بالشكل ده
مدكور : ده لانى كبير فعلا
تالا بدلال : انت كبير بقيمتك يا مدكور بية ، مش بسنك ابدا
مدكور ضاحكا : ياللا بقى حسن الختام
لتضع تالا يدها على قدمه و هى تقول مدعية الذعر : بعد الشر ، ارجوك مـ.ـا.تقولش كده تانى ، ربنا يخليك ليا
ثم سحبت يدها سريعا و قالت بتلعثم و كأنها تستدرك ما قالته : ااانااا ااقصد يعنى ، ان كلنا بنحبك و بنحترمك و بنتمنى انك تفضل دايما وسطنا بكل خير
و فجأة يضغط مدكور على المكابح بعنف ليلتفت لها و هو ينظر اليها بتركيز و يقول : انتى ايه حكايتك معايا المرة دى يا تالا ، انتى بتخططى لايه بالظبط ، و ياريت تبقى صريحة و واضحة معايا لانى مابحبش اللف و الدوران ، و لازم تفهمى انى مش صغير و ابن سوق ، يعنى مش سهل ابدا ان ينضحك عليا بكلمتين ناعمبن فجأة كده
لتنظر اليه تالا برهبة فى صمت تام حتى فرغ من حديثه تماما ، فقالت له بتردد : عاوزة اتجوزك
مدكور بانشـ.ـداه : تتجوزينى انا
تالا : ايوة .. اتجوزك انت
مدكور : انتى عارفة انا اكبر منك بكام سنة
تالا : مايهمنيش
مدكور : اومال ايه اللى يهمك
تالا : انت عارف ان بابا نفسه يجوزنى مراد بأى طريقة
مدكور بسخرية : انتى هتقوليلى على دماغ سليمان ، بس برضة ، ايه علاقة ده بده
تالا : طبعا انت عارف بابا عاوز يجوزنى مراد ليه
مدكور : و دى حاجة تستخبى ، طبعا عارف ، عاوز يجوز مجموعتكم لمجموعتنا
تالا : و انا مابحبش مراد
مدكور بسخرية : و بتحبينى انا .. مش كده
تالا و هى تدعى الحزن : يمكن مايكونش الحب اللى بيحكوا عنه ، لكن انا ببقى مبسوطة و انا معاك ، انت عارف دادى .. طول عمره مابيفكرش غير فى الشغل ، دايما كان بعيد عنى ، ماحسيتش بحنانه و اهتمامه كأب ، لكن انت ، انت كنت دايما بتعاملنى باهتمام ، و بتدور على راحتى
مدكور : ده لانك بتبقى ضيفة عندى
تالا : و لو بقيت مراتك اكيد هتعاملنى احسن و احلى ، انت طيب اوى ، رغم شـ.ـدتك فى الشغل الا ان قلبك كبير و حنين اوى ، و صدقنى انا هقدر اسعدك و انسيك كل السنين العجاف اللى عيشتها لوحدك ، هو انت تكره انك تعيش و تنبسط ، و تنسى الشغل شوية ، تكره انك لما ترجع من شغلك تلاقينى مستنياك بشوق عشان انسيك تعب يومك
لينظر اليها مدكور وكأن كلامـ.ـا.تها تلامس وترا فى نفسه فقال لها فى فضول : و انتى يعنى فاكرة ان حتى لو انا وافقت على كلامك ده ، سليمان هيوافق
تالا بلهفة : وافق انت بس و انا هعرف ازاى اخلي دادى يوافق
و قبل ان يجيبها مدكور سمعوا طرقا على نافذة السيارة ، ليأتيهم صوت مراد قائلا : ايه ياعمى .. هى العربية عطلت و اللا ايه
مدكور و هو يعتدل بجلسته و يدير السيارة مرة اخرى : لا ابدا .. انا بس كان فيه مكالمة مهمة بعملها
مراد : طب ياللا احسن هنتأخر
لينقضى يومهم مابين الاجتماعات و التقارير و المقايسات ، حتى اوشك النهار على الانتهاء ، و كان مراد يجلس بمكتبه ليسمع طرقا على الباب و ما ان سمح للطارق بالدخول ، حتى دلف اليه صديق عمره و زميل دراسته أنور و هو يقول بمرح : انا يا اخى مش عارف ايه اللى مصبرنى عليكم السنين دى كلها
مراد بـ.ـارهاق : صابر علينا ازاى يعنى مش فاهم
انور : انا مالى انا ان كنتم بتتغدوا بدرى و اللا وخرى و اللا ما بتتغدوش خالص ، اجوع انا معاكم ليه مش فاهم
مراد : و انت مجوع نفسك ليه ، كان حد منعك تاكل
انور : و اكل امتى بقى ان شاء الله و انتو ساحلينا معاكم طول اليوم ، ده انا بفكر اخلى امى تعمللى سندوتشات زى ايام المدرسة احسن انا خسيت النص بسببكم
مراد بسخرية : ااه و خليها تحطلك زمزمية و علبة عصير بالمرة
انور : لا مش لازم الماية ، انا باخدها هنا ببلاش
مراد ضاحكا : اجرى يا انور و روح من قدامى مش ناقصاك هى
انور و هو يضع مغلفا امامه على المكتب : طب خد يا اخويا .. عقبال ما افرح فيك
مراد و هو يفض المغلف : ايه ده ، مين اللى هيتجوز
انور : امجد بتاع الحسابات ، طلب منى اجيبلك الدعوة ، خاف يجيبهالك هو لا تحرجه
مراد : و هحرجه ليه يعنى
انور : هو انت مابتشوفش وشك و انت داخل الشركة الصبح بتبقى عامل ازاى
مراد : ببقى عامل ازاى يعنى مش فاهم
انور : هولاكو على رأى البت امينة
مراد : خليك انت و الست امينة كده اما نشوف اخرتها
انور بمرح : اخرتها فرح و مرح و دبلتين و اتنين عوالم و اتمخطرى يا حلوة يا زينة ، بس هى تحن عليا
مراد : و هى مش عاوزة تحن عليك ليه
انور بامتعاض : كله بسببك ربنا يوقف نموك
مراد بذهول : ليه ان شاء الله ، اكونش ولى امرها و واقف لكم فى الجوازة و انا مش واخد بالى
انور : لا يا سيدى ، مش عاوزة تسيب رهف لوحدها ، كل ما اتكلم تقوللى لما اتطمن على رهف الاول
مراد باستغراب : و ايه اللى قالقها على رهف مش فاهم ، و تسيبها لوحدها فين ، ما انا و عمى معاها
انور و هو يرسم علامـ.ـا.ت الاشمئزاز على وجهه : ماهى لو شايفة خلقة عدلة قدامها تحسسها انها مهتمة بصاحبتها ماكانتش عملت كده ، و فى الاخر انا اللى كل مصايبك بتصب عندى ، تتغدى متأخر اجوع انا ، تصدر الوش الخشب للغلبانة اللى على ذمتك اترهبن انا .. منك لله يا مراد يا ابن العزيزى على وقف الحال اللى واقفهولى ده
مراد : هتفضل تعدد لى كده كتير زى الولايا و تسيب شغلك
انور بذهول : شغل ايه يا جدع انت ، الساعة عدت خمسة
لينظر مراد الى ساعة معصمه و يقول بدهشة : اومال عمى ماكلمنيش يعنى
انور : و ده تانى سبب لمجيي ليك دلوقتى ، عمك المحترم مشى هو و عروسة المولد اللى ماشية فى ديله دى و قاللى اقوللك تحصله على البيت عشان مـ.ـا.تتأخروش على العشا
مراد و هو ينهض من مكانه و يلملم اوراقه بعناية : ماشى
انور بمرح : الا هو يا مراد يا اخويا العشا ده هيبقى اوبن بوفية
مراد ضاحكا : هو انت على طول كده جعان
انور بامتعاض : مانا ماكلتش طول النهار
مراد و هو يحكم قبضته على ذراع انور و هو ينظر لعينيه بشر : و ريحة الشاورما اللى طالعة من هدومك دى جاية منين اومال
انور بلجلجة : ها … شاورمة .. ابدا و الله ماحصل ، ده هو سندوتش كبدة و سندوتش سجق
ليتركه مراد و هو يقول من بين ضحكاته : مافيش فايدة فيك دايما تعترف من اول قلم
انور بغيظ : بقى كده برضة .. بتعمل لى كمين و بتوقعنى ، ماشى يا مراد
و يذهب ناحية الباب بخطوات كخطوات الاطفال الغاضبة ليقول مراد : هتيجى تحضر معانا العشا
ليتوقف انور فجأة و يلتفت اليه بحذر و هو يقول : هو ينفع
مراد ضاحكا و هو يتعمد اغاظته : لا طبعا ماينفعش ، امشى روح لامك ياللا خليها تأكلك بدل ما انت على طول فاضحنا كده
انور بغيظ : ماشى يا عم هولاكو .. بس خليك فاكرها
………………
مساءا كان مدكور و مراد يجلسون بالاسفل فى انتظار تالا و رهف ، لتهبط تالا و هى بكامل زينتها و عينيها ترتكز على مدكور و نظراته لها ليتأكد لديها بان هدفها اصبح قاب قوسين او ادنى من تحقيقه ، و ما ان وصلت اليهم حتى قالت بابتسامة : انا جاهزة ، ها .. جاهزبن
مراد و هو ينظر الى اعلى الدرج : لسه رهف مانزلتش
لينهض مدكور و هو ينظر لتالا متفرسا اياها قائلا : طب انا هسبقكم مع تالا يا مراد و انت هات رهف و حصلونا عشان مانتأخرش على الناس
و قبل ان يرد مراد لمح رهف و هى تهبط الدرج بكبرياء و هى بابهى صورة ، و على الرغم من ان تالا رائعة الجمال ، الا ان مظهرها به الكثير من التكلف ، اما رهف فكانت تضع القليل من لمسات تجميلية رقيقة اضفت عليها جمالا طاغيا احس بانه يراه للمرة الاولى ، الا انها مع اقترابها منهم لم تنظر إليه بالمرة ، بل نظرت لابيها قائلة فى خفوت : انا جاهزة
لتقترب منها تالا قائلة باعجاب شـ.ـديد : اوعى تقوليلى ان الفستان ده كمان من تصميمك
تالا بحمحمة : ايوة
تالا : واو .. يجنن ، بجد فنانة
رهف بابتسامة : شكرا
مدكور باستعجال : طب ياللا بينا و تبقوا تكملوا كلامكم ده بعدين
ليتوجهوا جميعا الى السيارات لتتفاجئ رهف بانها ستستقل السيارة بصحبة مراد بمفردهما و لكنها لم تستطع الاعتراض لحظة واحدة ، ليتحرك مراد بالسيارة وسط صمت حالك السواد ، حتى قطعه مراد قائلا : انتى ليه اختارتى الاسم الغريب ده لخط الانتاج بتاع الاتيلية
رهف بفضول : و انت عرفت الاسم منين
مراد : عرفته من هدى
رهف بامتعاض : امممم … هدى
مراد ببعض الحدة : على فكرة هدى دى تبقى اختى الوحيدة و كانت برضة صاحبتك الوحيدة لحد ماسافرت
رهف بتـ.ـو.تر : و انت مالك بتتكلم بعصبية كده ليه
مراد بغضب : اصلك يعنى من ساعة ماعرفتى انى اتكلمت مع هدى على موضوع الاتيلبة و انتى طريقة كلامك معايا غريبة و زى ما يكون مش طايقة تتكلمى معايا
رهف بغضب مماثل : و انت كنت اتكلمت معايا امتى قبل كده عشان تعرف ان كان طريقة كلامى غريبة و اللا مش غريبة
مراد : ليه يعنى و هو انا مابتكلمش معاكى
رهف و هى تدير وجهها الى نافذة السيارة : و هو الطريقة اللى بتتعامل معايا بيها اصلا دى فيها كلام
ثم اكملت بسخرية : حمدالله على السلامة .. الله يسلمك ، صباح الخير .. صباح النور ، مع السلامة … الله يسلمك ، و ساعات كمان مابيبقاش فى رد ، اتكلمت معايا امتى .. تعرف عنى ايه غير انى رهف بنت عمك و اللى بالصدفة تبقى كاتب كتابك عليها
ثم قالت بنوع من الالم … تعرف بحب ايه و اللا بكره ايه ، تعرف عملت ايه بحب و عملت ايه غصب عنى ، تعرف امتى بحس بامان و امتى بخاف و بخاف من ايه
انت مـ.ـا.تعرفنيش يا مراد ، عمرنا كله عايشينه سوا تحت سقف واحد ، بس مـ.ـا.تعرفنيش ، حتى لما كتبنا كتابنا ، كتبناه لان بابا عاوز ده
عمرك سالت نفسك يا ترى البنت اللى شايلة اسمك دى موافقة عليك و اللا اتجوزتك بس لان ابوها عاوز كده
مراد بذهول : انتى ماكنتيش موافقة عليا
رهف بتهكم : سؤالك متأخر اوى يا مراد .. متاخر سنتين بحالهم ، و ما اعتقدش ابدا ان اجابة السؤال ده مهما ان كانت اجابته تبقى ايه انها ممكن تفيدك دلوقتى
😒😒
فى سيارة مدكور ، ما ان ابتعدت السيارة عن المنزل حتى قالت تالا بدلال : ايه رايك فى شكلى و فستانى .. عجبوك
مدكور : طول عمرك بتعرفى توظفى شكلك و لبسك باللى يناسب الوقت و المكان
تالا بابتسامة : يعنى عجبتك
لينظر اليها مدكور بمكر و يعود بعينيه مرة اخرى للطريق و قال : طول عمرك بتعجبينى يا تالا
تالا : اكيد مش زى ما انت بتعجبنى يا مدكور … نفسى تطلبنى من دادى و نتجوز
مدكور : ما قلت لك ، سليمان مش بالساهل ابدا انه يوافق على خطوة زى دى
تالا : بس انا قلت لدادى
مدكور بصدمة : امتى حصل الكلام ده
تالا و هى تدعى الحزن : ما قدرتش اخبى حبى و اعجابى بيك اكتر من كده ، ما قدرتش اسيبه يطلب منى اقرب من مراد اكتر من كده و اسمع و اسكت
مدكور بفضول : و كان رد فعله ايه
تالا : اتنرفز شوية ، و اتخانق معايا ، و قال لى ان عمرك مـ.ـا.تبص لى ، لكن لما لقانى مصرة على موقفى ، قاللى لو مدكور خطبك منى هوافق ، لكن لو ده ما حصلش انا هطلب من مراد انه يتجوزك عشان نحافظ على ارتباط المجموعتين
و لما قلتله مـ.ـا.ترخصنيش يا دادى ، قاللى سبق و عملها مدكور مع بنته و برضة عشان المجموعة
مدكور بتفكير : خلاص يا تالا .. انا هطلبك من سليمان 😏
↚
الفصل الرابع
نظرت تالا لمدكور بسعادة شـ.ـديدة و قالت : بجد يا مدكور
و عنـ.ـد.ما وجدت مدكور ينظر اليها بتركيز قالت : اكيد اما هتخطبنى من دادى و نتجوز ، مش هفضل اقوللك يا مدكور بية ، ثم اكملت بدلال .. انا هبقى مراتك لوحدك و انت هتبقى جوزى انا .. تالا سليمان الأنصارى … تؤتؤ تالا مدكور العزيزى ، الحلم اللى بحلم بيه من زمان اخيرا هيتحقق … اوعدك انى هخليك اسعد زوج على وش الارض
مدكور بابتسامة و هو يتابع القيادة : و انا كمان اوعدك انك هتشوفى معايا حاجات ماكنتيش تتخيلى ابدا انك هتشوفيها 😏
فى سيارة مراد ، كان الصمت يظللهم ، فى حين كانت رهف تنظر من نافذتها بشرود ، و مراد مشتت بين مراقبتها و مراقبة الطريق و بداخله غضب كامن من حديثها الذى سمعه ، و لا يعلم ان كان عمه قد اجبرها بالفعل على الاقتران به ، ام انها تحاول ان ترد له الصاع بصاع مماثل
و ظلوا على تلك الحالة حتى وصلا الى مكان العشاء ، و عند هبوط رهف من السيارة تقع عينيها على تالا و هى تتأبط ذراع ابيها بثقة و شموخ و هى تتوجه الى الداخل و هى تكاد تلتصق به فى سيرها المتغنج ، لتنظر رهف سريعا الى مراد لتلاحظ انه هو الاخر يتابع المشهد بذهول ، ثم نظر الى رهف ، و عنـ.ـد.ما تقابلت اعينهما قالت بفضول : هو اللى شفته ده الطبيعى بتاع سهراتكم سوا
بمراد بنفى : الحقيقة لا ، دى اول مرة تحصل
رهف بامتعاض : طب ياللا بينا
ليستوقفها مراد و هو يمد يده اليها قائلا : متهيالى ماينفعش ان هم يدخلوا بالشكل ده و هى حياللا بنت شريكه ، و احنا ندخل كل واحد فى ناحية و الكل عارف اننا كاتبين الكتاب ، هاتى ايدك
لتزدرد رهف لعابها و تعض على وجنتيها من الداخل بامتعاض و هى تتأبط ذراعه و كأنها تساق الى الهاوية ، حتى وصلوا الى الداخل ، حيث قاعة متوسطة الحجم بها مائدة كبيرة تتسع الى مالا يقل عن اثنى عشر فرد ، و كان يوجد بالفعل خمس من الرجال باعمار متفاوتة فى استقبالهم ، و ما ان دلفوا اليهم حتى نهض الجميع بترحاب شـ.ـديد
جاسر و هو رجل فى العقد الثالث من العمر : اهلا يا مدكور بية
مدكور باعتذار : متأسف ياجماعة ، كان المفروض اكون فى استقبالكم
جاسر بلطف : و لا يهمك يا مدكور بية ، مافيهاش حاجة لما نكون فى استقبالك احنا مرة ، طول عمرك بتبقى فى استقبالنا
مدكور و هو يشير الى تالا : اقدم لكم تالا هانم الانصارى .. بنت سليمان بية الانصارى ، شريكنا فى المشروع بتاعنا
ليهمهم الجميع و تختلط اصوات الترحيب : تشرفنا .. اهلا و سهلا .. فرصة سعيدة
تالا بابتسامة اجتماعية : اهلا بيكم و اتمنى انه مايكونش اخر تعامل ما بيننا ، الحقيقة دادى طول عمره بيتعامل مع مجموعة العزيزى ، ثم نظرت لمدكور و اكملت بثقة : و اعتقد ان التعامل هيفضل بعد كده على طول ، و الحقيقة دايما مجموعة العزيزى بتعرف تنتقى العملاء بتوعها كويس ، و ده اللى مخلى دادى متمسك بالتعامل معاهم
مدكور بدبلوماسية : اتفضلوا يا جماعة استريحوا .. شرفتونا
جاسر و هو ينظر لرهف باعجاب : مش تعرفنا الاول على الضيفة اللى معاكم يا مدكور بية
مدكور : ااه .. دى رهف .. بنتى
جاسر : مش معقول ، و ازاى مخبيها عننا السنين دى كلها يا مدكور بية
كان مراد يلاحظ نبرة الاعجاب فى حديث جاسر فقال و هو يكبت غيظه : الحقيقة من ساعة ما كتبنا الكتاب و هى مشغولة فى رسالة الدكتوراة بتاعتها
ليعود الجميع الى مكانه فى حين قال مؤمن و هو شريك جاسر : و ياترى بقى الدكتوراه بتاعتك فى ايه يا رهف هانم
رهف بـ.ـارتباك و هى تنقل عينيها بين مراد و ابيها : فى القانون التجارى
مؤمن : بس القانون التجارى ده بحره واسع اوى
رهف : الحقيقة رسالتى عن قوانين الشركات المساهمة
فؤاد و هو احد المدعوين : الحقيقة موضوع صعب و متفرع
جاسر بضحك : ااه طبعا .. لا يفتى و مالك فى المدينة ، ثم اكمل قائلا و هو يشير الى فؤاد : اصل ده بقى يا ستى يبقى المستشار القانونى لمجموعة الجاسر … المجموعة بتاعتنا .. حجة فى القانون التجارى
رهف : تشرفنا
جاسر : و اسمحيلى اقدم لك نفسى … جاسر علم الدين ، انا و مؤمن ولاد عم و نبقى الورثة الشرعيين للمجموعة
كان الغضب هو العنوان الرئيسى لحالة مراد فى تلك اللحظة ، فقد لاحظ اهتمام الجميع برهف و الحديث معها ، حتى انهم لم يهتموا بتالا الشريك الرئيسى لهم هذا الاهتمام ، و لكنه قبل ان يطاوع شيطانه فى الاحتداد بالحديث اليهم وجد ثلاث سيدات غاية فى الاناقة و قد انضممن اليهم فى حين تقول احداهن : مـ.ـا.تأخذوناش يا جماعة … اتأخرنا عليكم
لينهض كل من جاسر و مؤمن و عدى و هو يعد المحاسب القانونى لمجموعة الجاسر لاستقبالهن ، فيقول مؤمن موجها حديثه لتالا و رهف و هو يشير الى السيدات واحدة تلو الاخرى و هو يقدمها اليهما : اسمحوا لى اقدم لكم .. مدام رقية مراتى ، و مدام سميحة تبقى مراة فؤاد بية و دى بقى تبقى مدام بثينة مراة عدى
لترحب بهم رهف و تالا التى نظرت بتساؤل لجاسر و قالت : اومال انت المدام بتاعتك فين يا جاسر بية ، رغم انى شايفة دبلة فى ايدك الشمال
جاسر بابتسامة : الحقيقة المدام عندى مالهاش فى الاجتماعيات دى و كمان معاها بيبى صغير مستحوذ على كل وقتها
لتتبادل النساء التحية مع تالا و رهف و ما ان جلسن حول المائدة و بدأت مراسم العشاء حتى قالت رقية و هى توجه حديثها لرهف برقة : الحقيقة احنا اتجمعنا اكتر من مرة مع والدك يارهف ، مش عارفة ليه كان مخبيكى عننا كل الوقت ده
رهف بابتسامة : الحقيقة انا الدراسة كانت واخدة كل وقتى
بثينة باعجاب : بس ذوقك فى اللبس يجنن يا رهف ، و مش مكرر خالص
تالا : اوعى تقوليلى ان انتى اللى مصممة فستانك ده كمان يا رهف
رهف بـ.ـارتباك و هى تنظر لمراد : الحقيقة ايوة
النساء فى آن واحد : وااو .. تحفة
رقية : تعرفى … بتفكرينى بماركة لبس بحبها اوى
بثينة بحماس 😆 : اكيد تقصدى بروكن هارت .. مش كده
رقية : بالظبط .. هى
رهف لرقية و هى تنظر لمراد بشئ من التحدى : فستانك ده من خط انتاجهم يا مدام رقية .. مش كده
رقية : فعلا .. الحقيقة من ساعة ما جربت اتعامل معاهم ، و انا بقيت اجيب معظم لبسى من نفس الماركة ، بس اسمحيلى احييكى على فستانك ، ذوقك حلو اوى ، بس ياترى بقى انتى اللى بتنفذى كمان و اللا حد تانى
رهف : الحقيقة مش دايما
ليتدخل مراد قائلا و هو ينظر لرهف بنوع من الثبات : الحقيقة اللى لسه ماحدش يعرفها … ان رهف تبقى صاحبة بروكن هارت
لتختلط اصوات الدهشة و التعجب مع اصوات التهانى و التى لم تعيها رهف او تعطيها انتباهها ، فكان انتباهها بالكامل مع وجه ابيها الذى كان ينظر اليها بجمود بدون اى تعليق و كأن لا شئ يعنيه ، ليتركهم فى مهرجانهم الخاص ، لتقول رقية : بس تعرفى يا رهف .. من ساعة ما ابتديت اتعامل مع الماركة دى و كان دايما فى سؤال بيلح فى دماغى و نفسى اعرف اجابته
رهف بفضول : سؤال ايه ده يا ترى
رقية : الاسم يا رهف ، ليه اختارتى الاسم ده بالذات ، رغم انه اسم جذاب و ما اعتقدش ابدا انه ممكن يتكرر باى شكل من الاشكال ، بس ليه
رهف بحزن : الحقيقة حسيت ان الاسم مناسبنى بعد وفاة والدتى الله يرحمها
رقية باسف : سامحينى انا اسفة ما قصدتش ابدا انى افكرك او اضايقك
رهف بابتسامة ودودة : انا عارفة … ما اتضايقتش صدقينى
و ظلوا يتبادلون الاحاديث العامة ، و التى كانت رهف تحتل النسبة الاكبر منها حتى انتهى الجميع من تناول الطعام ليحرك مدكور الحوار بحنكة شـ.ـديدة الى حوار عملى بحت لتنفصل احاديث الرجال عن احاديث النساء ، حتى ان النساء جميعهن الا تالا قد سحبوا مقاعدهن الى ركن بعيد حتى يستطيعوا ادارة حوارتهن بعيدا عن حوارات العمل المملة ، بينما قالت تالا لهن بمرح : كده هتسيبونى لوحدى ، ثم قالت لرهف .. اعملى حسابك هتحكيلى على كل حاجة اما نرجع البيت
فى مجلس النساء قالت بثينة لرهف : هى تالا عايشة معاكم يا رهف .. هى تقرب لكم
رهف : لا .. بس باباها يعتبر شريك لبابا و معظم شغلهم مع بعض ، و تالا هى اللى بتبقى دايما مع بابا مكان باباها
سميحة بايعاز : و هى متعودة تتعامل مع مدكور بية بالاريحية دى
لتنظر رهف اليهم لتجد تالا تتمايل على مدكور من فينة لاخرى و هى تهمس اليه بشئ ما يجعله يبتسم تارة و يتجهم اخرى
لتكمل سميحة حديثها قائلة : اسمحيلى يا رهف … رغم ان دى اول مرة اشوفك و اشوفها برضة ، لكن البنت دى ….. لتصمت و هى تحرك رأسها ذات اليمين و ذات اليسار و على وجهها علامـ.ـا.ت الامتعاض التى تدل على عدم الراحة ، لتقول رقية : المهم انها تبقى بعيدة عن مراد بية … هو ده المهم
لتتذكر رهف حديث ابيها عن رغبة سليمان بتزويجها من مراد لتتنهد بأسى لتسمع شهقة مكتومة من بثينة و عنـ.ـد.ما نظرت اليها وجدتها تحبس شهقتها بيدها وعيناها مسلطة على تالا التى وجدتها تقترب برأسها و هى تتحدث مع مدكور و احدى يديها تعبث بملابسه و كأنها تزيح شيئا وهميا من عليها ، لتقول سميحة : البنت دى مش سهلة ابدا … ربنا يكفينا شرها
اما تالا فكانت تقول بهمس لمدكور : حبيبى البنود بتاعة الاشراف على المشروع دى ليه سايبنها كلها لمجموعة جاسر بية
مدكور بحمحمة خافتة : اتعدلى فى قعدتك يا تالا ، الستات عينهم علينا و هيعملوا من الحبة قبة
لتبتعد تالا و هى تدعى الحزن قائلة بامتعاض: مش انت قلت هتطلبنى من دادى
مدكور : و انا عند كلمتى ، بس الناس دى لسه مـ.ـا.تعرفش الكلام ده ، و حتى لو يعرفوا .. احنا نعتبر فى مكان عام و مش لوحدنا … فيه اصول ما ينفعش ابدا نتخطاها ، و مـ.ـا.تنسيش اننا دلوقتى فى شغل
لتنتهى سهرة العشاء ، ليعود الجميع الى منزله ، و عند اتجاه رهف ناحية الدرج للوصول لغرفتها سمعت صوت ابيها قائلا بحزم : رهف
لتستدير رهف و تنظر لابيها بحذر فوجدته يقول : متهيألى فى كلام بيننا محتاج اسمعه … حصلينى على المكتب
و دون ان تشعر وجدت نفسها تنظر لمراد و كأنها تستنجد به ، و لكن مدكور يقول فى حدة … ياللا مش هستناكى للصبح
تالا بغنج : محتاجنى معاكم
مدكور بجمود : لا .. اطلعى انتى استريحى
لتتجه تالا الى الاعلى ، بينما ذهبت رهف إليه فى رهبة و كأنها تساق الى حتفها و ما ان دلفت الى حجرة المكتب الا و وجدت مراد خلفها مباشرة و كأنه حائط صد ضد اى هجمة قد تصيبها
ليجلس مدكور قائلا بجمود : اقعدى … و عاوزك تقوليلى بالظبط ايه الكلام اللى سمعته الليلة دى ده ، و اتيلية ايه ده اللى مراد قال ان انتى تبقى صاحبته
رهف و هى تزدرد لعابها 😔 : حضرتك عارف انى ….
مراد مقاطعا اياها : الحقيقة يا عمى احنا كنا مقررين نعمللك الحكاية دى مفاجأة ، لاننا كنا عاوزين نبلغك بالحكاية و رهف واقفة على رجلها .. و ناجحة و محققة سمعة كمان .. زى ماحضرتك سمعت النهاردة كده من الستات اللى كانوا موجودين
مدكور بحدة : مش عذر ابدا يا مراد ، ازاى تبقى بنتى بتشتغل و بتختلط بناس و انا اخر من يعلم
رهف : بس انا مابختلطش بحد يا بابا
مدكور بعدم تصديق : يا سلااام ، اومال الشغل بيمشى ازاى بقى ان شاء الله
رهف بتـ.ـو.تر : انا بعمل التصميمـ.ـا.ت و بقول على كل اللى انا عاوزاه و عندى اللى بيساعدونى و بينفذولى اللى انا عاوزاه
مدكور بفضول : و مين بقى هم اللى بيساعدوكى دول
رهف و هى تحاول اخفاء رهبتها : امينة بنت دادة زينب
مدكور بغضب : كمااان ، كمان طلعتينى طرطور قدام الخدم و الشغالين
مراد : العفو يا عمى … ليه حضرتك بتقول كده بس
مدكور : اومال عاوزنى اقول ايه يا سى مراد
مراد و هو ينظر لرهف : تقول ان كل اللى بيساعدوها دول فاهمين و عارفين ان كل حاجة بتمشى باوامرك ، و بعدين هو انا ايه و حضرتك ايه يا عمى .. مش واحد
مدكور : و يا ترى بقى الاتيليه ده كان بيتصرف عليه منين طول الوقت اللى قرطستونى فيه
رهف : من فلوسى
مدكور بفضول : فلوسك دى اللى هى ايه بالظبط انا عاوز افهم
رهف : ورثى من ماما الله يرحمها
لينتفض مدكور بغضب قائلا : انتى بعتى ارض امك
رهف برهبة : لأ طبعا .. انا مش ممكن اتصرف تصرف زى ده ابدا ، و كمان من غير ما تعرف
مدكور بحدة : اومال جيبتى فلوس منين ، و اتكلمى على طول و خلى كلامك مفهوم و واضح ، انا مش هقعد اسحب الكلام من على لسانك
رهف بذعر : من ايراد الارض بتاعة ماما ، حضرتك سايبهالى ، و قلتلى اتصرفى فيها زى ما انتى عاوزة ، و انا كنت بحوشها كلها لانى ماكنتش بحتاج حاجة ، لحد ما جه وقتها ، اخدتهم و عملت بيهم الاتيلية ، و شوية شوية الاتيلية بقى يغطى مصاريفه ، و من السنة اللى فاتت بقى كمان فى ارباح ، و بقى فى فائض غطى كل المصاريف اللى اتصرفت قبل كده و بزيادة كمان ، و ده شجعنى انى افكر فى الفرع الجديد اللى عاوزة اعمله فى القاهرة
مدكور و هو ينظر لمراد بتفحص : و انت بقى كان عندك علم من البداية بكل الحكاية دى بتفاصيلها ، و متابعها بنفسك من الاول
مراد بحمحمة : ماينفعش انسب مجهود رهف لروحى يا عمى ، ده تعبها ومجهودها ، انا بس كنت براقب من بعيد عشان ماحدش يضايقها ، لكن هى اللى كانت قايمة بكل حاجة ، دى حتى لسه امبـ.ـارح كانت بتقوللى انها قررت تعمل فرع فى القاهرة عشان تبقى قريبة من العملاء بتوعها
مدكور : و ياترى بقى الاتيلية ده بقاله كام سنة
رهف بتردد : اربع سنين
مدكور بسخرية : اربع سنين و انتم مخبيين عليا و قال ايه بتحضروا لى مفاجأة ، مفاجأة جملى
مراد : ما انا قلت لحضرتك كنا مستنيين ان الاتيلية يسمع كده ، و امبـ.ـارح بس عرفت ان بقى لنا خط انتاج للتصدير ، و دى طبعا حاجة تشرف ، فقررت انا و رهف اننا نصارح حضرتك ، ده انا حتى .. كنت ناوى اعمل حفلة بالمناسبة دى 😏 ، بس اللى حصل النهاردة ، خلانى عاوز اعرف الناس دى ان الماركة اللى كانوا بيتكلموا عنها دى .. تبقى ملك رهف مدكور العزيزى ، و اللى خلاص هيبقى لها فرع كمان فى القاهرة
مدكور بخبث : و انت وافقت بقى على الفرع ده
مراد : و ما اوافقش ليه ، المشروع نجح و محتاج يتوسع
مدكور : و ياترى لما تعمل فرع فى القاهرة ، هى هتقدر تديره ازاى من هنا
لتقول رهف بلهفة : ماهو بعد اذن حضرتك ، انا محتاجة انى انزل استقر فى القاهرة
مدكور : و جوزك موافق على الكلام ده
رهف بدهشة : جوزى
مدكور بسخرية : ااه جوزك ، لان معنى كلامكم ده ، انكم عشان تنفذوا الحكاية دى ، انكم لازم تتمموا جوازكم و اللا انتى ناوية تنزلى تعيشى فى القاهرة و تقعدى لوحدك و هو كمان يبقى قاعد لوحده
رهف : و ليه لوحدى ، ما حضرتك …..
مدكور : مش فاضى 😒
رهف : مش فاهمة
مدكور : ايه اللى فى كلامى مش مفهوم … بقول لك ان حضرتى مش فاضى ، ثم انا …. انا قررت اتجوز 😄
قالها و هو ينتقل بعينيه بين رهف و مراد الذى اعتلت الصدمة ملامحهما ، ليغلفهم الصمت و كأن على رؤوسهم الطير ، فاستطرد مدكور قائلا : ايه .. مالكم سكتتم كده ليه اكن القطة كلت لسانكم 😒
مراد : ابدا يا عمى ، بس المفاجأة
مدكور : المفاجأة برضة 😒 .. و اللا الاعتراض
مراد بتردد و هو ينظر لرهف : ماحدش يقدر يعترض يا عمى ، دى حياتك الشخصية و حضرتك حر
مدكور : و انتى يا رهف ، رأيك برضة من رأى جوزك ، و اللا ليكى رأى تانى 😬
رهف بجمود : مين 😒
مدكور : تالا بنت الانصارى
رهف بصدمة 😨 : تالا اللى كان ابوها عاوز يجوزها لمراد
مدكور و على وجهه علامـ.ـا.ت الزهو : بس هى اختارتنى انا .. ما اختاريتش مراد 😆
رهف بصدمة اكبر : افهم من كده انكم اتكلمتم فعلا فى الموضوع و انها كمان موافقة
مدكور : انا مش صغير عشان اتكلم فى حاجة انا مش مالى ايدى منها
رهف باستنكار : دى عمرها تقريبا زيى ، يعنى فى عمر بنتك 😰
مدكور بحدة : و انا مش عجوز يعنى للدرجة دى ، و لولا انى اتجوزت والدتك و انا صغير ماكاتش بقى عندى بنت فى سنك و انا فى العمر ده
مراد بجمود : ماحدش من حقه ابدا انه يعترض على جوازك يا عمى ، لكن .. ليه تالا ، ما ممكن اى حد تانى مناسب لحضرتك
مدكور بحزم : انا بس اللى احدد ايه اللى يناسبنى و ايه اللى ما يناسبنيش يا مراد
مراد : افهم من كلام حضرتك ان ده قرار نهائى
مدكور : ايوة ، و هطلبها بكرة من ابوها
رهف ببعض الحدة : و انت بقى ضامن انه يوافق عليك بعد ما كان حاطط عينه على مراد
لينهض مدكور من مقعده بغضب قائلا : انتى نسيتى نفسك و اللا ايه ، ازاى تتكلمى معايا بالطريقة دى 😬
مراد و هو يقف حائلا بين مدكور و رهف : بالراحة يا عمى ، هى مـ.ـا.تقصدش ، ده بس بسبب المفاجأة
مدكور بصيغة الامر : اعملوا حسابكم انتم الاتنين ان جوازكم فى خلال اسبوعين تلاتة ، و بعدها تنزلوا تقعدوا فى القاهرة
رهف برفض : ازاى يعنى الكلام ده 😭
مدكور بصلف : زى الناس ، اللى قلته يتنفذ بالحرف الواحد و من غير نقاش ، و اللا انتى ناوية تعترضى على كلامى
رهف باستياء : حضرتك بتتكلم فى جوازى ، ازاى مايبقاليش رأى كده فى اى حاجة و من غير مـ.ـا.تناقشنى فيه كمان
مدكور بأمر : امشى غورى من قدامى ، طول عمرى بقول الكلمة وبتتنفذ من قبل ما اخلص كلامى ، جاية النهاردة بعد كل السنين دى و عاوزة تعصينى و تعدلى على كلامى ، اللى قلته هيتنفذ بالحرف الواحد ، و انتى تدخلى اوضتك مـ.ـا.تطلعيش منها الا بأمرى و على الله المح بس خيالك قبل ما اسافر بعد بكرة .. انتى فاهمة
لتنظر له رهف بالم ، ثم تهرول من امامه و عبراتها تغسل وجهها 😭 😭 😭
ليلتفت مراد و هو يشيعها بنظراته التى تتخلى عن الجمود لاول مرة ليعود بنظره الى عمه قائلا بتخوف : يا عمى … حضرتك كنت قاسى بزيادة على رهف
ليقترب مدكور من مراد و يقول بهمس : عاوزك تطلع الجنينة شوية وبعدين ترجع تانى بعد كده ، ثم قال بصوت جهور : انا خلاص مش عاوز نقاش تانى فى الموضوع ده … انتهينا يا مراد
و عنـ.ـد.ما نظر اليه مراد بريبة وجد مدكور يشير اليه بعينه الى بقعة بعينها خارج الغرفة ، و عنـ.ـد.ما نظر مراد الى تلك البقعة لمح ظلا لشخص ما علم صاحبته على الفور …. تالا .. و التى كانت تقف منذ البداية و هى تختلس الاستماع اليهم ، فبعد ان وصلت غرفتها .. خلعت حذاءها و هبطت اليهم مرة اخرى و هى تتخفى خلف الستائر لتستمع الى حديثهم بالكامل
ليومئ مراد الى عمه و يذهب الى الخارج دون ان ينظر وراءه حتى خرج من القصر بالكامل ، و عنـ.ـد.ما رأته تالا قد غادر المكان باكمله ، اسرعت الى غرفتها حتى لا ينتبه لها احد ، و كان مدكور يراقبها من بعيد و على وجهه ابتسامة سخرية 😏 ، حتى عاد اليه مراد مرة أخرى فأشار اليه مدكور كى يغلق الباب خلفه و يقترب منه ، و ما ان فعل مراد ما امر به عمه ، حتى قال مدكور بهمس ساخر : بيلعبوا بيا الكورة
مراد : ايه الحكاية .. انا مش فاهم حاجة
مدكور : سليمان و بنته … بعد ما يئسوا منك نقلوا العطا عليا ، و فاكرينى بريالة هصدق التمثيلية الهبلة اللى بيعملوها عليا
مراد بذهول و هو يشير باصبعه للاعلى : تقصد ان تالا …..
مدكور بسخرية : متفقة مع ابوها انها تجيب رجلى
مراد : طب ليه
مدكور بغيظ : ما تفوق بقى من الطيبة اللى انت فيها دى ، الدنيا مش كلها شغل و بس ، و لا سالكة كده زى ما انت فاهم يا مراد ، المفروض انك ابن سوق و فاهم كويس الكلام ده ، سليمان هيموت و يحط رجله فى المجموعة عندنا باى شكل
مراد : طب ماهو تلت اربع الصفقات بيبقى معانا
مدكور : بس هو عاوز الصفقات كلها ، و عاوزها رسمى و بالاجبـ.ـار ، نفسه يحط ايده على جزء من المجموعة ، و لما لقى مافيش فايدة منك ، قال نجرب العجوز اللى اول ما بنته هتشاور له هيجرى عليها زى الاهبل
مراد بذهول : طب و لما حضرتك فاهم كل الكلام ده ، ليه وافقتها
مدكور بخبث : عشان بدل ماهم اللى يحطوا رجليهم فى مجموعة العزيزى ، انا اللى هحط رجلى فى مجموعة الانصارى 😇
↚
مراد بذهول : طب و لما حضرتك فاهم كل الكلام ده ، ليه وافقتها
مدكور بخبث : عشان بدل ماهم اللى يحطوا رجليهم فى مجموعة العزيزى ، انا اللى هحط رجلى فى مجموعة الانصارى 😇 😉 😆
مراد بفضول : تقصد ايه
مدكور بسخرية : اقصد انى هطبق عليهم المثل اللى بيقول تيجى تصيده يصيدك
ليصمت مراد و هو يحاول ثبر اغوار عمه و لكنه يفشل فشل ذريع ، لينتبه على صوت مدكور مرة اخرى و هو يقول بايعاذ : المهم انت و رهف دلوقتى لازم تحضروا روحكم للجواز فى اقصر فترة عشان اقدر افوق و اركز فى اللى جاى
مراد و هو يحمحم بتـ.ـو.تر : انا مش مستريح ابدا للحكاية دى ، مانفضها سيرة ، انا الحقيقة طول السنين دى مش فاهم ليه حضرتك مصمم على شراكة سليمان الانصارى رغم انك عارف و فاهم نيته من زمان
ليلتف مدكور حول مكتبه ليرتمى بجسده على المقعد و هو يقول بامتعاض : انا مش عارف هتتعلم امتى ، طول الوقت ده و ماقدرتش تفهم انا ليه صابر عليه و على طمعه فى المجموعة بتاعتنا
مراد بنفى : الحقيقة لا مافهمتش
مدكور بتتهيدة عميقة : طول عمر سليمان و هو يعتبر المنافس الوحيد لمجموعتنا يا مراد ، و عشان كده بحاول اكسر سمه
مراد بعدم اقتناع : ده بزنس يا عمى ، و المنافسة موجودة منه و من غيره ، يبقى تفرق ايه بقى
مدكور : الشرف يا مراد
مراد باستغراب : مش فاهم
مدكور : من قبل مـ.ـا.تتخرج من الجامعة و انت ايدك بايدى ، عمرك شفتنى بشتغل شغل مش نضيف ، او بضـ.ـر.ب من تحت الترابيزة
مراد : لا طبعا ، ده حضرتك بينضـ.ـر.ب بيك المثل فى الشرف و الامانة
مدكور : و هو ده اللى سليمان طمعان فيه ، الاسم النضيف
مراد : بس برضة اسم الانصارى مش شوية يا عمى
مدكور : كمركز و نفوذ هو اكبر مننا بكتير ، يمكن بيحاول يتدارى شوية عشان ماحدش يطمع فيه و فى بنته اللى برضة ماعندوش غيرها ، لكن على اد نفوذه و جاهه ده الا انه ماقدرش يكسب ثقة الناس فيه زى ما انا قدرت ، و ده لانه ماعندوش ميزان لاى حاجة غير الفلوس و بس
مراد : بس هو ملتزم بكل الشروط بتاعتنا فى كل الشغل اللى عملناه مع بعض و الحقيقة عمره ما حاول انه يخلف الاتفاق ده
مدكور : لانه عاوز العملاء بتوعنا يثقوا فيه زى ما بيثقوا فينا .. فهمت
مراد : انا فهمت وجهة نظرك فيه ، لكن مافهمتش برضة ليه مستمرين فى شراكتنا معاه
مدكور : لاننا لو ماشاركناهوش بـ.ـارادتنا هيشاركنا غصب عنا ، الانصارى مابيعرفش يلعب بشرف
مراد بذهول : و هو يقدر يعمل ايه يعنى
مدكور : لاااا ، لو على يقدر يعمل ايه ، فيقدر يعمل كتير ، ده كفايه انه يقلب علينا البنوك بعلاقاته ، او يضـ.ـر.ب لنا المشاريع بتاعتنا
مراد: و لما حضرتك عارف كل الكلام ده ، ازاى بتقول انك هتتجوز بنته و كمان هتحط رجلك فى المجموعة بتاعته بدل ما يحصل العكس
ثم اكمل بتردد : و بعدين برضة يا عمى سامحنى ، حضرتك لو عملت كده مش هيبقى حـ.ـر.ام .. مهما ان كان دى حاجة مش من حقنا
ليصمت مدكور لعدة لحظات و هو ينظر لمراد بتركيز ثم قال : من الناحية دى مـ.ـا.تقلقش ، اكيد مش هتصرف اى تصرف من غير علمك ، بس قبل اى حاجة عاوزك تكلم المحامى الشخصى بتاعنا ، مش محامى المجموعة
مراد : خير
مدكور بخفوت : بلغه يحضر عقود لنقل ملكية المجموعة مناصفة بينك انت و رهف
مراد برفض: لا طبعا .. ايه الكلام ده ، انا مش عاوز حاجة و لا محتاج الكلام ده ، و حضرتك عارف ان ميراثى من بابا الله يرحمه زى ماهو مالمستش منه مليم
مدكور بحزم : اللى اقوله يتنفذ و مش عاوز اعتراض و لا عاوز حرف من الكلام ده يطلع برانا .. انت فاهم ، انا عاوز اتطمن عليكم و على المجموعة قبل ما اخطى اى خطوة
مراد بقلق : و لازمته ايه بس ، ماحضرتك ترفض الموضوع و خلاص
مدكور بسخرية : اصلك طيب و على نياتك ، سليمان مش هيهداله بال الا لما بنته يبقى ليها صفة هنا فى البيت ده ، و طالما انى اقدر أبعدها عنك انت و رهف ، يبقى كله يهون فى سبيل سعادتكم ، و عشان كده عاوزكم تتجوزوا فى اسرع وقت عشان اقدر افوق و اركز للى جاى
مراد : طب و رهف
مدكور : مالها
مراد بحمحمة : مش المفروض تبقى موافقة على الكلام ده
مدكور بامتعاض : و هى من امتى بتعترض على كلامى
مراد : بمناسبة عدم اعتراضها على كلام حضرتك .. كنت عاوز اسال حضرتك على حاجة كده
مدكور بفضول : حاجة ايه دى يا ترى
مراد بتردد : يعنى .. وقت ماكتبنا الكتاب ، حضرتك سالت رهف عن رايها فى جوازها منى
مدكور بتفكير : مش فاكر
مراد بذهول : يعنى ايه مش فاكر يا عمى .. ده جواز ، و جواز بنتك كمان مش حد غريب ، معقول يعنى تكون مش فاكر اذا كنت اخدت رايها و اللا لا
مدكور : اصل اخد رايها فى ايه انا مش فاهم ، انت ابن عمها و اولى بيها من الغريب ، و طول عمرنا و احنا ده سلونا فى الصعيد ، يعنى انا ما اخترعتلكمش حاجة جديدة
مراد باعتراض خافت : بس على الاقل كان لازم تسالها عن رايها
مدكور : هو انت ليه عاوز تعمل حكاية من مافيش و اشمعنى دلوقتى عاوز تعرف بعد ما عدى سنتين بحالهم على الكلام ده ، و بعدين يعنى .. هى رهف كان ممكن تفكر انها تعترض عليك بعد ما اتواعدتوا لبعض من و انتم لسه عيال صغيرة
كان مراد يتردد فى أذنيه صدى صوت رهف و هى تقول له بحزن : عمرك سالت نفسك يا ترى البنت اللى شايلة اسمك دى موافقة عليك و اللا اتجوزتك بس لان ابوها هو اللى عاوز كده
ليلاحظ مدكور انشغال فكر مراد و شروده عنه فقال : بتفكر فى ايه شاغلك للدرجة دى
لينتبه مراد و يقول : ابدا يا عمى مافيش
لينهض مدكور من مجلسه قائلا : يبقى تطلع تنام و الصبح تكلم المحامى اول مـ.ـا.توصل مكتبك ، و كلم مكتب الديكور اللى بنتعامل معاه فى القاهرة و حدد معاهم معاد عشان يروحوا الفيلا هناك و شوف ان كنت عاوز تغير حاجة هناك
ليحمحم مراد بصوته و يقول : حاضر يا عمى .. زى ما تحب ، بس .. حضرتك هتفضل حابس رهف فى اوضتها صحيح لحد ما تسافر بعد بكرة زى ماقلتلها
مدكور : مش عاوزها تشوف تالا و لا تحتك بيها .. مش عاوز مشاكل
مراد : طب على الاقل تفهمها
مدكور بتحذير : اوعى .. مش عاوز وجع دماغ دلوقتى ، سيب كل حاجة لوقتها
مراد برجاء : طب على الاقل طيب خاطرها بكلمتين ، اكيد مش هتفضل طول الوقت ده و هى بالشكل ده ، و بعدين ماهى تالا هتفضل هنا حتى بعد ماحضرتك تسافر القاهرة
مدكور بتفكير: عندك حق ، ماشى ، بكرة الصبح …
مراد : الليلة دى
مدكور باستغراب : انت ايه حكايتك الليلة دى ، و ايه الاهتمام المفاجئ برهف ده .. من امتى يعنى
مراد ببعض الضيق : هدى اجلت اجازتها لمعاد مناقشة الدكتوراة بتاعة رهف ، و اما انا اعترضت لانى كده هتحرم منها فترة اطول ، قالتلى انها لو كانت شايفة اهتمام منى او من حضرتك برهف كانت اتطمنت اننا هنبقى جنبها فى يوم زى ده ، لكن عشان هى شايفة ان اهتمامنا كله بالشغل فعارفة انها هتبقى لوحدها
وقتها فكرت فى كلام هدى و حسيت اننا فعلا مقصرين فى حق رهف و ان من حقها انها تلاقى مننا اهتمام اكتر من كده
مدكور : و هى رهف اشتكت لها
مراد بتفكير : ما اعتقدش ، لان هدى لما قالتلى الكلام ده كان وسط كلامنا عادى ، يعنى ما كلمتنيش مخصوص عشان تقولهولى
مدكور : عموما رهف مش صغيرة و اكيد فاهمة و مقدرة كل الكلام ده
مراد : ممكن تفهم و تقدر انشغالنا ، لكن فى حكاية جوازنا ده اللى حضرتك عاوزنا نسرعه من غير حتى مـ.ـا.تبلغها نبقى كده بنهمشها و بنلغيها تماما
لينهض مدكور و هو يقول : خلاص زى ما انت عاوز ، هعدى عليها قبل ما اروح انام ، لكن بقى لو لقيتها نامت اكيد مش هصحيها مخصوص عشان اقول لها الكلام ده
مراد بتفهم : تمام تصبح على خير
مدكور : و انت مش هتطلع تنام
مراد : هراجع بس كام نقطة كده اتكلمنا فيها مع جاسر و هحصل حضرتك على طول
فى غرفة رهف … بعد وصولها لغرفتها ، ظلت لفترة غير قصيرة تبكى بمرارة بسبب قرار اببها بزواجه من تالا ، و تبكى ايضا قسوته عليها ، لتنهض بعد فترة لتغيير ملابسها و الاستعداد لقضاء صلاتها
و بعد ان فرغت من اداء الصلاة .. كانت تجلس على سجادة صلاتها و هى تسبح الله و تشكو إليه حالها فى ذات الوقت ، ثم قامت الى فراشها لتجلس عليه بعد ان جذبت صورة والدتها القابعة بجوار الفراش دائما و قالت من بين دمـ.ـو.عها : عمرى ما اتصورت ابدا انه ممكن يعمل كده فى يوم من الايام ، انا عارفة انه حقه و حلال ، بس ليه تالا ، دى تقريبا سنها من سنى ، ازاى يسلم نفسه لانسانة بالتفكير و العقلية دى ، ازاى بجيبلى مراة اب بعد السنين دى كلها ، و مين .. تالا !!
ثم اكملت بسخرية : و اللا تفكير و عقلية ايه بقى … الا ده على طول عاوزنى ابقى زيها ، دايما شايفها احسن منى و سابقانى بخطوات كتير و دايما شايف انى لا يمكن اقدر اعرف اعمل ربع اللى هى بتعمله
لتنتبه من وسط حديثها مع نفسها على طرقات قصيرة على الباب لتعلم على الفور صاحبها ، و قبل ان تتمكن من ان تمسح دمـ.ـو.عها وجدت ابيها يقف امامها و هو يراقب يدها الممسكة بصورة زوجته الراحلة ، ليغلق الباب و يتقدم إليها مرة اخرى مادا يده ملتقطا الصورة من بين يديها لينظر إليها لبعض اللحظات فى جمود ثم يعيدها الى مكانها مرة اخرى بجوار الفراش ثم يجلس الى جوار رهف قائلا بجمود : ممكن اعرف الدمـ.ـو.ع دى لازمتها ايه
رهف بتردد : ااابدا يا بابا ، انا بس افتكرت ماما الله يرحمها
مدكور بصدق رغم جموده : و من امتى حد نسيها .. الله يرحمها
لتسود فترة من الصمت كادت رهف خلالها ان تموت قلقا من محاولة تخمين سبب زيارة ابيها لها بغرفتها و التى لا تحدث الا كل عدة سنوات و لسبب شـ.ـديد القوة ، اما مدكور فكان يحاول ترجمة بعض الكلمـ.ـا.ت برأسه لفتح الحوار معها و هو يس/ب مراد مئة مرة على وصعه فى هذا الموقف ، ليسمع رهف و هى تقول فى فضول متردد : هو فى حاجة حضرتك نسيت تقولهالى تحت
مدكور : ايوة .. انا كنت عاوزك تفهمى ان كل حاجة بعملها .. بعملها عشان مصلحتك ، يمكن فى حاجات كتير مش هتقدرى تفهميها دلوقتى ، لكن اكيد هييجى يوم و تفهمى كل حاجة
المهم انا عاوزك تنتبهى لحالك كويس الفترة اللى جاية دى ، وتشوفى ايه اللى ناقصك و تبلغينى عشان اجيبهالك و هسيبلك مبلغ كبير قبل ما اسافر عشان تجيبى كل اللى نفسك فيه ، و انا هخلى زينب تبقى معاكى لحظة بلحظة
و انا موافق انك تنزلى تقعدى فى القاهرة بعد الجواز و تستقرى هناك ، و مراد هيكلم شركة الديكور تظبط الفيلا قبل مـ.ـا.ترجعوا من شهر العسل
رهف باستغراب : شهر عسل
مدكور : طبعا شهر عسل .. ده انتى بنت مدكور العزيزى ، يعنى اكبر فرح و افخم شهر عسل ، انتى مش قليلة
بس برضة مش عاوزك تطلعى من اوضتك قبل ما اسافر
رهف بحزن : اللى حضرتك تؤمر بيه
مدكور : اللى اامر بيه ان بعد سفرى مش عاوز مشاكل مع تالا ، لان بغض النظر عن أى حاجة .. مش عاوزك تنسى انها ضيفتنا
رهف بحزن : حضرتك عارف انى مابعملش مشاكل مع حد
مدحور : حاولى تتقبلى الوضع يا رهف ، لان جوازى من تالا امر واقع مامنوش رجوع ، فخليه بمزاجك احسن
لتصمت رهف تماما و لا تغلق على حديث ابيها الذى ينهض من مجلسه و يستدير اليها قائلا قبل مغادرته اياها : و عشان تبقى عارفة .. انا مش هعمل اى حاجة تخص الموضوع ده قبل ما اتطمن عليكى ..تصبحى على خير ، و اكيد هعدى عليكى و هشوفك قبل السفر
ثم يوليها ظهره تاركا اياها و هى لا تستوعب كيف ستكون أيامها القادمة
و فى الصباح ، كان مدكور بصحبة مراد و تالا على مائدة الافطار لتتلفت تالا حولها متصنعة الفضول لتسال مدكور و هى تتصنع البراءة قائلة : اومال رهف فين .. هى لسه ما صحيتش و اللا ايه
مدكور بعدم اهتمام : ما تشغليش بالك ، هى النهاردة مش هتنزل من اوضتها
رهف بشهقة خافتة : ليه مالها ، اوعى تكون تعبانة و اللا حاجة و ماحدش قاللى
مدكور : لا مش تعبانة .. بس متعاقبة
تالا بخبث و هى تتنقل بعينيها مابين مدكور و مراد : متعاقبة !! ، ويا ترى بقى مين فيكم اللى معاقبها
و عنـ.ـد.ما وجدت مراد متجاهلها تماما و لم يبادلها نظراتها من الأساس .. عادت لعينيها مرة اخرى لمدكور الذى كان يتابعها بتسلية : انا معاقبها يا تالا لانها خبت عنى موضوع الاتيليه بتاعها
تالا : يعنى و لا انت و لا مراد كنتم عارفين
مدكور و هو يكمل افطاره : جوزها كان عارف ، اى نعم كانوا عاوزين يعملوهالى مفاجأة .. لكن مش مبرر انى ما اعرفش طول المدة دى ، انا مابحبش اللى يلف و يدور عليا ، بحب الصراحة و الوصوح فى كل حاجة ، و اللى يتجرأ و يحاول يخبى عليا حاجة او يخدعنى لازم يتعاقب
تالا : ايوووة بس دى مهما ان كان تبقى ……
مدكتور بلا مبالاة : بنتى .. عارف ، بس انا ماعنديش خيار و فاقوس ، و رغم ذلك عشان بنتى اكتفيت بحبسها فى اوضتها و حرمانها من كام حاجة كده هى عارفاها ، ده بس عشان جوازها على الابواب ، لولا كده كان هيبقى لى معاها تصرف تانى
اما بغرفة رهف ، فكانت تجلس بصحبة امينة و زينب و الحزن يكسو ملامح وجهها ، بينما كانت زينب تضـ.ـر.ب كفا بكف و هى تقول بغضب كامن : بقى السلعوة الصفرااا دى هتلبدلنا هنا على طول و تبقى ست البيت ، و طبعا ما هتصدق و تبقى الكلمة كلمتها و الشورة شورتها فى كل كبيرة و صغيرة ، لااااا .. يمين الله ما يحصل ابدا و انا موجودة
امينة : و هو انتى فى ايدك ايه بس يا ماما عشان تعمليه
زينب بقلة حيلة : مافيش فى ايدى غير انى امشى من هنا
رهف بجزع : ايه .. تمشى ده ايه يا دادة ، و اهون عليكى تسيبينى فى الوقت ده و انا محتاجالك اكتر من اى وقت تانى ، عاوزة تسيبينى فى اكتر وقت انا محتاجالك فيه
زبنب و هى تربت على ظهر رهف بحنان و مواساة : مـ.ـا.تخافيش يا رهف يا حبيبتى ، انا اقصد اما تتجوزى و تنزلى مصر مش هيبقالى قعاد تانى هنا من غيرك ابدا ، انا كنت قاعدة عشانك انتى ، لكن خلاص مش هيبقى لى لازمة بعد ما تتجوزى و تمشى من هنا 😒
رهف برجاء : ايوة يا دادة .. بس انا مش عاوزاكى تسيبينى ابدا لا هنا و لا هناك ، انا عاوزاكى تيجى معايا القاهرة ، و مكان ما اكون انتى تبقى معايا
زينب باستنكار : اجى معاكى ! ، اجى معاكى ازاى بس يا بنتى ، طب و امينة اسيبها لوحدها ازاى
رهف برجاء يصاحبه بكاء و نشيج : عشان خاطرى يا دادة بالله عليكى اوعى تسيبينى ، تعالى معايا و امينة كمان تيجى معانا ، ثم انا كمان هحتاج امينة معايا هناك عشان الفرع الجديد بتاع الاتيلية ، انا هتكلم مع بابا و هطلب منه انكم تيجوا معايا
امينة : ازاى بس يا رهف ، طب و المشغل هنا مين ياخد باله منه لو انا و انتى نزلنا القاهرة
رهف : انا هنقل كل حاجة هناك
امينة : و تقفلى بيوت الناس اللى نظمت حياتها على شغلها معاكى برضة
رهف ببكاء : طب اعمل ايه بس يا امينة ، مش كفاية اللى بابا بيعمله معايا ده كله و انا خلاص هم كام شهر و هناقش رسالة الدكتوراة بتاعتى .. تقوموا انتو كمان عاوزين تسيبونى لوحدى
بابا عمال يحرك فيا زى عروسة الماريونيت اللى مربطها بشوية خيوط شابكها فى صوابعة و مابيفكرش ابدا ان كنت مبسوطة و موافقة و اللا لا
لتحتضنها امينة بتعاطف معها قائلة : طب بطلى عـ.ـيا.ط بقى عينك بقت عاملة زى كور الد/م و خلينا نفكر بعقل شوية 🙄
رهف : هنفكر فى ايه بس
امينة : عاوزاكى تنسى اى حاجة دلوقتى ماعدا ان فرحك فاضل عليه اقل من شهر ، انا و انتى و ماما هنراجع كل الحاجة بتاعتك اللى باباكى كان بيجيبهالك ، او اللى ماما جابتهالك ، و نشوف ايه اللى ناقصك
رهف : ماليش نفس لاى حاجة
امينة بتشجبع : مافيش الكلام ده خالص ، ثم لازم تفرحى و تنبسطى ، و كمان لازم نحتفل
رهف بسخرية : نحتفل مرة واحدة
امينة بثقة : طبعا ، انتى ناسية اننا بعد كده مش هنخبى حاجة ، و ان اخيرا عمى و مراد عرفوا كل حاجة عن الاتيلية .. بس تصدقى .. هولاكو طلع جدع و دافع عنك قدام باباكى
رهف : ايوة .. الحقيقة فاجئنى بموقفه معايا
زينب : و ليه يعنى ، ده جوزك اللى لازم تتعلمى و تعرفى انه سندك و ضهرك
رهف : مش عارفة يا دادة ، انا حاسة انى خايفة و تايهة
امينة بعزم و هى تجذبها لتقف على قدميها : لا … انا عاوزاكى تفوقى كده و قومى ياللا معانا نروح نشوف الحاجة بتاعتك .. ياللا بينا
فى مجموعة العزيزى كان يوم عمل شاق للجميع ، وما يكادوا ان ينتهوا من اجتماع ليبدأوا باجتماع جديد ، حتى انتصف النهار ليتركهم مراد متجها الى مكتبه لاصدار الاوامر المتفق عليها للمعنيين بالامر تاركا مدكور و هو يراجع بعض المستندات بصحبة تالا التى ما ان تركهم مراد بمفردهم الا و قالت : هتروح لدادى بكرة تكلمه فى موضوعنا يا مدكور
مدكور ببعض المراوغة : هشوف ظروفى الاول عاملة ايه
تالا و هى تدعى القلق : انا قلت لدادى انك هتروح له عشان تطلبنى منه يا مدكور ، عشان خاطرى يا مدكور اوعى تكسفنى مع دادى ، انت مـ.ـا.تعرفش انا تعبت اد ايه على ما اقنعته
كان مدكور ينظر اليها بابتسامة تسلية لم تفهمها و لكنه عقب على حديثها قائلا : مـ.ـا.تقلقيش يا تالا ، مش هكسفك ابدا قدام دادى ، بس انا معرفش ظروفى بكرة بالذات هتبقى عاملة ازاى ، ماحبكتش بكرة .. خليها بعد بكرة اكون على الاقل دبرت امورى ، و كمان لازم تفهمى انى مش هاخد اى خطوة قبل جواز رهف .. مش عاوز ااثر على نفسيتها فى توقيت زى كده
تالا باعتراض : يعنى ايه الكلام ده ، يعنى حتى مش هنعلن خطوبتنا دلوقتى
مدكور بحزم : لا
تالا بادعاء الحزن : ليه كده ، هو انا غلطت للدرجة دى لما صارحتك بحبى ليك ، للدرجة دى انا تقيلة لانى فرضت روحى عليك
مدكور : بلاش كلام اهبل
تالا : اهبل ايه بقى و انت حتى مش عاوز تعمل لى خاطر فى طلب زى ده
مدكور : اسمعى يا تالا ، من دلوقتى لازم تعرفى انى مابحبش الدلع و انك كل شوية تعمليلك حكاية من غير حكاية
تالا ببعض الرهبة و التردد : يعنى ايه ، تقصد اننا لما نتجوز مش هتدلعنى و تحسسنى بحبك ليا
مدكور : كل شئ و له شئ يا تالا ، بس انا مااحبش انك تضغطى عليا فى حاجة ، انتى عاوزانى اخطبك من سليمان لما انزل القاهرة و انا قلت لك حاضر ، اروح بكرة بقى و اللا بعده و اللا حتى يوم رجوعى .. مالكيش انك تتدخلى ، انتى ليكى ان طلبك يتنفذ و بس ، لكن الحيثيات التانية مـ.ـا.تدخليش نفسك فيها عشان تريحى و تستريحى
تالا باستسلام : ماشى .. اللى تشوفه ، ثم اكملت بخبث : طب و رهف
مدكور : مالها رهف
تالا : مش هتقولها حاجة خالص
مدكور : انا بلغتها امبـ.ـارح يا تالا ، بس زى ماقلتلك مافيش حاجة هتتم غير بعد جوازها هى و مراد
تالا : طب هى لما عرفت اتضايقت و اللا اتقبلت الموضوع
مدكور بفضول : هى تفرق معاكى
تالا : اكيد هيبقى افضل لو اتجوزنا من غير ما تبقى متضايقة من وجودى
مدكور : طبيعى انها مش هتبقى مبسوطة خصوصا انها عمرها مااتخيلت انى ممكن اتجوز بعد والدتها الله يرحمها
تالا بمكر : عموما يا حبيبى انا مش عاوزاك تقلق على رهف نهائى ، انا هعرف ازاى اخليها تتقبل الحكاية دى .. مـ.ـا.تشيلش هم ابدا
↚
كانت رهف تقف بشرفة غرفتها تراقب اباها و هو فى طريقه الى سيارته التى استقلها و غادر بها متجها الى القاهرة بعد ان رفع عينيه اتجاه شرفتها و القى اليها بنظرة لثوان معدودة لم تفهم معناها ، و ظلت بوقفتها تراقب تالا التى كانت بصحبة ابيها حتى باب السيارة و اخذت تلوح له بدلال حتى غاب عن الاعين ثم استدارت عائدة الى الداخل مرة اخرى
لتتنهد رهف و تبتعد هى الاخرى عن الشرفة لتجلس شاردة فى نظرة ابيها التى شغلت تفكيرها و التى تفسر على انها نظرة دعم ، و لكنها ظلت تكذب ظنها ، فلم يسبق ان نظر لها ابيها بتلك النظرة من قبل ، فلم الآن و هى حبيسة جدران غرفتها و كأنها تعاقب على العص/يان بحبس انفرادى
لتجذبها بعض الطرقات على باب غرفتها من تفكيرها لتلتفت على زينب و هى تقول : ايه يا بنتى مانزلتيش ليه لحد دلوقتى
رهف بتنهيدة صغيرة : ماليش مزاج يا دادة
زينب باستنكار : مالكيش مزاج ده ايه ، ده ماسموش كلام ، و بعدين مش باباكى موصيكى قبل ما يمشى انك تبقى دايما مكانه
رهف بامتعاض : مانا بصراحة مش فاهمة
زينب : و ايه بقى اللى انتى مش فاهماه
رهف : لا فهمت كلامه و لا حتى فهمت بصته ليا قبل ما يمشى يا دادة ، منين منعنى من انى اخرج من اوضتى من ساعة اللى حصل اول امبـ.ـارح و منين جاى النهاردة يقول لى انه عاوزنى مكانه
زينب : يا عبـ.ـيـ.ـطة ، و ليه مـ.ـا.تقوليش انه عاوزك تفهمى تالا بالمحسوس كده انها حتى لما تتجوزه فانتى اللى هتفضلى هنا ست البيت و الرأى رأيك و الشورة شورتك
رهف : و ليه ما يكونش عاوزنى اصاحبها و اتقرب منها زيه
زينب بتفكير : و الله يا بنتى برضة جايز ، بس سواء ده او ده ، لازم تنزلى من اوضتك ماينفعش تسيبيها لوحدها كده مع مراد
رهف بتردد : و هو مراد مش نازل الشغل النهاردة
زينب : اللى فهمته انه هيشتغل فى اوضة المكتب لحد بعد الضهر و بعد كده هيخرجوا سوا عشان عندهم اجتماع مهم ، و عشان كده مراد طلب منى اجيلك و اقول لك تنزلى تقعدى معاهم
رهف باستغراب : مراد اللى طلب منك ده
زينب بتأكيد : ايوة ، ده حتى مقعد امينة معاهم تحت على ما انتى تنزلى ، الظاهر كده مش عاوز يقعد مع اللى ما تتسمى دى لوحده
و عنـ.ـد.ما صمتت رهف ، ووجدتها زينب لا تبادر باى رد فعل قالت لها بانفعال : هو انتى هتفضلى قاعدة مسهمة كده كتير ، ياللا قومى
رهف بامتعاض : مانا عندى مذاكرة ، ايه اللى هيقعدنى وسطهم انا مش فاهمة
زينب : و ماله ، انزلى و شوفى جوزك عاوزك في ايه و اسمعيله ، و لو لقيتيه عاوزك بس عشان تبقى معاهم .. خدى حاجتك و انزلى ذاكرى تحت وسطهم مافيهاش حاجة
لتنهض رهف على مضض لتتجه الى الاسفل و ما ان دلفت الى حجرة المكتب حتى وجدت مراد يجلس الى مكتب عمه و هو يتابع طابعة الاوراق ويقوم بالتقاط المطبوعات و تنظيمها ، و تالا تجلس و هى تتابع مستندا ما بيدها ، اما أمينة فكانت تجلس بالقرب منهما و هى تتحدث فى الهاتف الى شخص ما قائلة بعد ان أشارت لرهف بيدها كاشارة على الا تتحدث قائلة : انا ما اقدرش ابت فى الكلام ده قبل ما اعرض الامر على رهف هانم ، و بعد كده اكيد هرد على حضرتك .. مع السلامة
وبعد ان اغلقت المكالمة قامت من مجلسها و جذبت رهف الى احضانها بسعادة قائلة ببهجة : الف مبروك يا رهف .. مبروك يا حبيبتى
رهف بدهشة : طب مش تفهمينى بس الاول ايه الحكاية
امينة بفرحة : فى بيت ازياء تركى عاوز يعمللنا خط انتاج عندهم
تالا بانبهار : وااااو … تركيا مرة واحدة ، دى خطوة و نقلة كبيرة فعلا يا رهف .. مبروك
لتنظر رهف الى مراد الذى توقف عن متابعة الطابعة و نظر اليها نظرة مطولة ظنت لوهلة ان بها نظرة فخر و لكن سرعان ما انتبهت مرة اخرى على صوت تالا و هى تقول بمرح : ده يا ترى بقى وشى عليكى و اللا وش مراد عشان حددتم معاد جوازكم
لتلتفت مرة اخرى لمراد حين قال و هو ينهض من مجلسه : مش مهم وش مين ، المهم اننا لازم نحتفل بنجاحها ده .. الف مبروك يا رهف
رهف : الله يبـ.ـارك فيكم ، ثم التفتت لامينة و قالت بامتنان : الحقيقة امينة هى اللى تستحق التهنئة دى ، لانى من غيرها ماكنتش قدرت احقق حاجة من اللى وصلتله ده
تالا بنبرة لا تخلو من سخرية تحاول إخفائها : ااه طبعا ، مانتو متربيين سوا ، بس ياترى بقى هنحتفل بيها ازاى يا مراد ، احنا كمان لازم نكلم مدكور و نبلغه اكيد هيبقى فخور بيها جدا
كانت تلك المرة الاولى التى تذكر فيها اسم مدكور دون القاب امام رهف و مراد اللذان نظرا اليها بدهشة فهمتها تالا على الفور لتقول و هى تتصنع المرح : ماهو يعنى اكيد مش هفضل اقول مدكور بيه واحنا خلاص هنتخطب و نتجوز احنا كمان
ثم اقتربت من رهف و قالت بود مزيف : رهف .. انا عارفة ان الحكاية مش بسيطة بالنسبة لك عشان خاطر مامتك الله يرحمها ، بس ياريت تفكرى فى باباكى كمان .. باباكى محتاج حد جنبه يحبه و يونسه و خصوصا ان انتى كمان هتنشغلى بجوازك ، و مدكور لو لف الدنيا كلها مش هيلاقى حد يحبه زيى ، فعاوزاكى تاخدى الامور ببساطة اكتر من كده ، ثم اكملت بمكر .. انا لولا انى بحب مدكور و متعلقة بيه من زمان ، كان زمانى سمعت كلام دادى اللى كان عاوز يجوزنى لمراد اللى طول معرفتى بيه و انا بعتبره اخويا مش اكتر
لتذهب رهف بعينيها الى مراد الذى ترتسم علامـ.ـا.ت الانزعاج على وجهه و لكنها عادت بعينيها لتالا و قالت : شايفاكى بتتكلمى اكن رغبة باباكى متبادلة بينه و بين مراد
لتجلس تالا مرة مكانها اخرى و هى تقول : جواز الاعمال يا رهف مافيهوش الكلام ده ، الكلام ده بيبقى مصالح مشتركة مش اكتر ، دادى طول عمره قلقان عليا و عشان كده عاوز يتطمن عليا مع حد يكون ثقة و محترم و من مستوانا او قريب مننا على الاقل ، و عشان كده اختار مراد ، حتى اما اعترضت بعد كتب كتابك انتى و مراد قاللى ان مدكور مش هيمانع ابدا لا هو و لا مراد انهم يكرروا اللى حصل تانى معايا لان المصلحة متبادلة
لكن الحقيقة انتى كنتى صعبانة عليا ، ليه يبقى ليكى ضرة و انتى فى السن ده ، و كمان كنت حبيت مدكور و اتعلقت بيه ، يبقى ليه اتجوز مراد فى الوقت اللى انا فيه بحب عمه
ليقول مراد و هو يلتقط بعض الاوراق من امامه و يناولها لتالا : يمكن كلامك فيه جزء من الحقيقة يا تالا ، لكن مش الحقيقة كلها
تالا : و ايه بقى باقى الحقيقة يا ترى
مراد : اولا جوازى انا و رهف ماهواش جواز مصلحة
تالا بمرح : انت عاوز تفهمنى انه جواز حب ، ماعتقدش انك تعرف تحب يا مراد
مراد بعدم اهتمام : اعتقد ان اللى يهمك ت عـ.ـر.فيه ان جوازنا مش جواز مصلحة
تالا : طب و ثانيا
ليقترب مراد من رهف حتى اصبح بجوارها و قال : ثانيا .. مهما كانت المصالح المتبادلة بين مجموعتنا و مجموعتكم لا انا و لا عمى كنا هنوافق ابدا ان رهف يبقى لها ضرة بـ.ـارادتنا مهما كانت هى مين
تالا : رغم انى فهمت من دادى ان الموضوع اما اتفتح مع مدكور مالاقاش فى اى ممانعة من حد فيكم
مراد و هو يرفع كتفيه ببعض الاستياء : عن نفسى .. الصراحة فضلت انى اسبب عمى هو اللى يرد على سليمان بية و يتعامل معاه ، لكن ماجاش فى بالى ابدا ان والدك ممكن ياخد سكوتى ده على انه موافقة على كلامه
تالا باحراج : عموما .. انا كده كده برضة كنت رافضة الموضوع ، لانى من البداية ماشفتش حد مناسب بالنسبة لى غير مدكور
كانت رهف تريد ان تنهى الحوار القائم بأى شكل من الاشكال فالتفتت لمراد و قالت : دادة زينب قالتلى انك عاوزنى
مراد : فعلا .. ثم قام بالتقاط بعض الالبومـ.ـا.ت الضخمة من على المكتب و ناولها اياهم قائلا : كنت عاوزك تبصى على الكاتلوجات دى و تختارى منها اللى يعجبك
رهف بفضول : كتالوجات ايه دى
مراد : دى كتالوجات بعتهالنا مكتب الديكور اللى هيوضبلنا الفيلا فى القاهرة
تالا : طب مش المفروض تقعدوا تختاروها سوا
مراد موجها حديثه لرهف : انا بس عاوزك تتفرجى براحتك و علمى على الحاجات اللى عجبتك و بعدين نبفى نصفيهم مع بعض
امينة بتشجيع لرهف : فكرة حلوة يا رهف و ما تقلقيش انا معاكى
تالا : و انا كمان معاكى اكيد مش هسيبك لوحدك ، و كمان اخد فكرة يمكن الاقى حاجة تعجبنى اغير بيها الديكور هنا
لتنظر إليها رهف قائلة بجدية : ما انصحكيش تحاولى تعملى حاجة زى كده .. بابا بيعتز بكل قطعة اثاث فى البيت ده ، لدرجة ان في حاجات هنا موجودة من ايام جدى الله يرحمه
تالا بعدم اهتمام : نبفى نشوف الموضوع ده بعد كده ، المهم دلوقتى الاحتفال اللى مراد قال عليه … ها هنحتفل ازاى
مراد لرهف : تحبى نتعشا برة
ىهف : لا خلينا هنا احسن
تالا بامتعاض : احتفال ايه ده اللى فى البيت
رهف : عشان اكيد دادة مش هترضى تيجى معانا و انا مش هعرف احتفل من غيرها
مراد و هو ينظر لامينة بخبث : خلاص نتعشى هنا و بالمرة اعزم انور احسن بقالة فترة و هو نفسه يشوف دادة زينب اوى ، و طبعا انتى كمان معزومة يا امينة
رهف : امينة مش محتاجة عزومة دى صاحبة بيت
مراد : طب تحبى امتى
رهف : خلوها يوم رجوع بابا من السفر
…………………
و فى اليوم التالى بالقاهرة .. كان الموعد المرتقب بين سليمان و مدكور الذى كان مدعوا على العشاء بمنزل سليمان
كانا يجلسان سويا لتناول القهوة بعد تناول العشاء ، ليقول سليمان : تالا كلمتنى و بتشكر فى شركة التنفيذ اللى اتعاقدتم معاها
مدكور : دى مش اول مرة نتعامل مع جاسر ، احنا بقالنا سنين بنشتغل سوا
سليمان : طول عمرك بتعرف تختار الناس اللى بتتعامل معاهم يا مدكور
مدكور : طبعا تالا فاتحتك فى الموضوع اللى عاوز اكلمك فيه
سليمان ضاحكا : طول عمرك مابتحبش تضيع وقت و بتدخل فى الجد على طول ، طب يا اخى ادينى فرصة اعمل فيها حما
مدكور بسخرية : الكلام ده للعيال الصغيرين مش لينا يا سليمان
سليمان : الحقيقة انا لولا انى عمرى ما رفضت طلب لتالا قبل كده ماكنتش تصورت ابدا ان ده ممكن يحصل فى يوم من الايام
مدكور : و لا انا
سليمان : مش فاهم
مدكور : طبعا انت عارف ان تالا هى اللى طلبت منى الجواز و ان هى اللى صارحتنى بحبها ليا
سليمان : تقصد ايه من ورا كلامك ده
مدكور : اقصد انك تبقى فاهم انى عمرى مافكرت ابدا فى الحكاية دى ، و لا فى الجواز من اصله ، يعنى مـ.ـا.تجيش فى اى وقت تقول لى انت شاغلت بنتى و اللا ضحكت عليها
سليمان بمرح متعمد ان يتخطى به حديث مدكور : مين بقى اللى يشاغل و يتشاغل ، هو فى حد قدك يا عم مدكور ، هتجوز بنتك و تتجوز انت كمان و تجدد شبابك .. مين ادك يا عم
مدكور باعتداد : والله اللى غيران مننا يعمل زينا
سليمان بخبث : اعمل زيك ازاى بقى ، طب لو حتى انا موافق و تمام .. هلاقى فين بنت حلوة و صغيرة كده تحبنى و ترجعلى شبابى من تانى ، طب ياريت الاقيها و انا كنت اكتبلها نص ثروتى على الاقل
ليبتسم مدكور دون تعليق ثم ينهض قائلا : انا همشى بقى كفاية كده
سليمان باستنكار : تمشى ده ايه ، مش لما نتكلم فى التفاصيل و اللا حتى نقرا الفاتحة
مدكور : تفاصيل ايه اللى نتكلم فيها يا سليمان .. عيب عليك ، هو انا عيل صغير لسه هخش دنيا
سليمان : ايوة .. بس برضة الاصول اصول
مدكور : الاصول هتتعمل .. شبكة و مهر و مؤخر يليقوا بيا و بيك ، لكن مافيش حاجة هتتم غير بعد جواز رهف و مراد
سليمان : و ليه مايبقاش الفرح فرحين
مدكور باستنكار : فرح ايه ده اللى بتتكلم عنه .. انت عاوزنى اعمل فرح و انا فى العمر ده
سليمان : اومال ناوى تتجوز بنتى من غير فرح
مدكور : لا طبعا مافيش افراح ، احنا كل اللى هنعمله اننا هنعمل حفلة بعد الجواز نعزم فيها الناس عشان تبـ.ـاركلنا ، لكن فرح و زفة و الكلام ده لا يمكن يحصل ابدا
سليمان باعتراض : ايوة بس تالا مـ.ـا.تجوزتش قبل كده ، و من حقها تفرح و يتعمل لها اكبر فرح فى البلد ، دى بنت سليمان الانصارى مش شوية ابدا و مينفعش تتجوز بالطريقة دى
مدكور بعدم اهتمام : ياريت تسيبلى انا و تالا الحكاية دى و احنا هنعمل اللى يريحنا و يناسبنا ، و اعتقد ان تالا هتتفهم موقفى
……………….
و فى اليوم التالى .. كانت تالا بغرفتها تتحدث مع سليمان على الهاتف و كان يبدو عليه الانفعال فقال بحدة : انا مش فاهم انتى ازاى توافقيه على الحكاية دى
تالا بمهادنة : كبر دماغك يا دادى ، انا الموضوع ده مش شاغلنى من اساسه
مدكور بحدة : مش شاغلك انك تتجوزى سكيتى من غير لا فرح و لا معازيم ، ده انتى اما بتروحى تتعشى مع اصحابك الميديا كلها بتعرف ، تقومى اما تتجوزى بجد .. تتجوزى من غير فرح
تالا : انا كمان مش عاجبنى انى يوم ما اتجوز بجد و اعمل فرح يبقى فرحى على مدكور
سليمان : اومال هتتجوزى مدكور و تعملى الفرح بعريس غيره
تالا بتأفف : لأ طبعا ، بس ماحبش انى لما اتزف اتزف للعجوز ده
سليمان بذهول : و هو انا اللى غصبتك على جوازك منه و اللا انتى اللى فكرتى و دبرتى
تالا : انا قررت انفذلك اللى نفسك فيه ، بس مش معنى كده ابدا انها هتبقى جوازة العمر
سليمان باستغراب : انتى تقصدى ايه
تالا بتوضيح : اقصد انى فى مهمة محددة
سليمان : انتى هتجننينى .. مهمة ايه دى اللى بتتكلمى عنها
تالا بغرور : زى المهمـ.ـا.ت اللى قبل كده يا دادى ، انى اضملك مجموعة العزيزى لمجموعة الانصارى ، لكن اول ما ده يحصل … لازم تعتبر ان كل شئ بعد كده هيبقى لاغى
سليمان : انتى كده هتقلقينى عليكى ، اوعى تستهونى بمدكور ، مدكور ده تعلب و مش سهل ابدا زى اللى اتعاملتى معاهم قبل كده ، و برضة مش سهل ابدا انك تقدرى توصلى للى فى دماغه
تالا بخبث : مـ.ـا.تقلقش عليا يا دادى ، ان كان هو تعلب ، فالتعلب رغم مكره تلاقيه يفعد يمكر و يتحايل عشان يخ/طف فرخة و اللا كتكوت ، لكن انا بقى تمساح .. و متهيالى انت عارف التمساح ممكن يعمل ايه كويس
سليمان : طول عمرى فخور بيكى و بتفكيرك و ثقتك فى نفسك ، لكن اوعى ثقتك فى نفسك تنسيكى مين خصمك المرة دى
تالا بمرح : و هى يعنى اول مرة يا دادى
سليمان بجدية : اول مرة اللعب يبقى مع دماغ زى مدكور يا بيبى ، و عشان كده عاوزك تاخدى بالك اوى من كل خطوة تخطيها و بكررهالك تانى .. مدكور مش سهل.. مش سهل ابدا
……………..
لتمر عدة ايام قبل موعد عودة مدكور الى قصره بالصعيد مرة اخرى ، و كان موعد عودته متزامنا مع موعد الاحتفال الذي قرر مراد اقامته احتفالا بخط انتاج رهف الجديد بتركيا
و كان مدكور يجلس ببهو قصره و هو يستمع الى مراد و تالا و هما يقصان عليه اخر تطورات المشروع و ما ان فرغا من حديثهما قال مدكور موجها حديثه لمراد : انا عاوزك بعد اسبوع من دلوقتى تسلم كل حاجة لانور و تتفرغ تماما لفرحك انت و رهف
مراد : مش للدرجة دى يا عمى .. انا ممكن ……
مدكور مقاطعا اياه : اللى اقوله يتنفذ ، و بعدين انت اكيد هتحتاج انك تنزل القاهرة تتابع الشغل فى الفيلا
مراد : انا و رهف اختارنا شوية حاجات و بعتتهالهم يشتغلوا عليها
مدكور : ايوة شفتها لما عديت عليهم قبل ما اجى
رهف : انتو قررتوا تعملوا الفرح هنا و اللا فى القاهرة
مدكور بحزم : هنا طبعا ، كل عائلات الصعيد هيبقوا معزومين ، ماينفعش اروح اعمل الفرح هناك ، و كمان لازم رهف تخرج من بيتها اللى اتربت فيه طول عمرها
تالا لمراد : و قررتوا تعملوا شهر العسل فين يا مراد
مراد : فى تركيا
و وسط حديثهم يتفاجئون جميعا برهف و هى تهبط الدرج بسرعة و مرح شـ.ـديدين و هى تقول بسعادة طاغية : هدى جاية بكرة هى و تميمة
لينهض مراد قائلا بذهول : هى اللى قالتلك
ىهف : ايوة .. لسه قافلة معاها ، و قالتلى انها كانت عاوزة تعملهالنا مفاجأة بس ماعرفتش تخبى عليا .. هتوصل على طيارة الضهر
مدكور بحب : يوصلوا بالسلامة ان شاء الله ، طب و احمد جاى معاهم و اللا ايه
رهف و هى تتقافز من السعادة : قالتلى هيحصلهم قبل الفرح بيوم او اتنين عشان يقدر ياخد اجازة تانى وقت مناقشة الرسالة بتاعتى و الاحلى بقى انها ناوية تفضل فى مصر لحد ما نرجع من شهر العسل و يمكن كمان مـ.ـا.تسافرش غير بعد مناقشة رسالة الدكتوراة
مراد بسعادة : ايه الاخبـ.ـار الحلوة دى
مدكور : و الله وحشتنى القردة دى و وحشتنى الكتكوتة الصغيرة
كانت تالا تجلس دون ان تستوعب تفاصيل ما يحدث ، فهى تعلم ان هدى تلك هى شقيقة مراد المقيمة بالخارج و لكنها لا تعلم سر الفرحة الطاغية التى تمالكت الجميع فقالت بفضول : واضح انها بقالها فترة مانزلتش اجازة
مراد : كانت مأجلة اجازتها لمعاد مناقشة الرسالة بتاعة رهف
مدكور بمرح : بس فرحكم اهو جه بفايدة و خلاها تيجى غصب عنها
رهف بسعادة : سيبكم من نزولها ، الاهم انها هتقضى معانا فترة حلوة قبل ما ترجع تانى
تالا : طب مانتو هتسافروا شهر العسل و مش هتبقوا موجودين فى مصر اصلا
رهف : ماهى هتفضل فى مصر عشان تبقى مع بابا ، و كمان تبقى مع امينة لو احتاجت حاجة و انا مش موجودة
لتنظر تالا الى مدكور لتجده يبتسم دون ان ينظر اليها ، فتنهض قائلة : طب انا هستأذنكم شوية .. هطلع اوضتى اخد شاور و اغير هدومى على ما العشا يجهز
وبعد ان تغادرهم يقول مدكور لرهف : اطلعى انتى كمان اجهزى يا رهف على ما انا و مراد نخلص شوية شغل مع بعض
لتتركهم رهف هى الاخرى فى حين يتجه مدكور بصحبة مراد الى غرفة المكتب و ما ان اغلق مراد الباب حتى جلس مدكور و قال و هو ينظر الى مراد : عملت ايه
مراد : المحامى خلص كل الاجراءات و البيع اتسجل فى الشهر العقارى بالتوكيلات اللى معايا
مدكور : عظيم … و السراية
مراد : باسم رهف زى ما امرت هى و فيلا القاهرة
مدكور و هو يدق باصابعه على حافة مقعده : عظيم ، كده الواحد يتحرك و هو متطمن
مراد : و حضرتك قررت ايه
مدكور : هنكتب الكتاب بعد فرحكم بكام يوم و نسافر نقضى يومين فى اى مكان و لما نرجع تكونوا انتم كمان رجعتم من شهر العسل و نعمل حفلة نعزم الناس تبـ.ـاركلنا كلنا
مراد بقلق بالغ : مش ده اللى انا عاوز اعرفه يا عمى
مدكور : مـ.ـا.تسبقش الأحداث يا مراد .. اهم حاجة .. عاوزك تشيل العقود دى فى خزنة البنك ، مـ.ـا.تشيلهاش هنا
مراد : انا كنت هعمل كده ، بس قلت اسيبها لحد ماحضرتك تراجعها الاول
مدكور : مش انت و المحامى راجعتوها كويس قبل مـ.ـا.توثقوها
مراد : ايوة
مدكور : خلاص .. بكرة الصبح ان شاء الله تحطها فى البنك قبل ما تروح تجيب هدى من المطار
مراد : حاضر يا عمى امرك
و بعد مضى بعض الوقت كان الجميع يلتفون حول مائدة الطعام بما فيهم زينب و امينة و بصحبتهم انور و هو ما جعل تالا تجلس معهم على مضض
مدكور : مبرووك يا رهف .. انا ماكنتش اعرف انك شاطرة كده للدرجة دى
امينة : حضرتك مـ.ـا.تعرفش اد ايه الشغل بتاعنا بينطلب بالاسم دلوقتى ، رهف قدرت تخلى للبس المحجبات طابع مميز و رقى و ذوق و جودة .. حاجة كده تخلينا فعلا كلنا لازم نفتخر بيها ، انا متاكدة ان هييجي وقت و الاتيلية ده يبقى دار ازياء ضخمة زى اللى بنتفرج عليهم كده فى التليفزيون
مدكور : و الله بقى هى و جوزها حرين مع بعض فى الحكاية دى
لتنظر رهف اتجاه مراد الذى قال بمرح لا تراه منه الا فى وجود شقيقته : اعتقد ان الحكاية ممكن يبقى ليها توابع يا عمى ، هدى شكل الحكاية عجباها و بتقوللى انها عاوزة تشتغل مع رهف و قالت لى كمان ان احمد موافقها و بيشجعها
انور : المجال ده مربح جدا لما بتعرف مداخله و مخارجه كويس .. هى مرهقة فعلا فى البداية ، بس طالما الاسم اتعرف بيبقى بعد كده المجهود كله مركز فى انك تحافظ على المكانة اللى وصلت لها
مراد : نفس الكلام اللى هدى قالته لى ، و قالت لى انها عندها خطط كتير هتناقشها مع رهف و امينة لما تيجى بالسلامة
تالا بضجر : و هى امينة هتفضل على طول تساعدك يا رهف
رهف : امينة مابتساعدنيش يا تالا ، امينة شريكتى ، لولاها ماكنتش ابدا وصلت للى وصلت له
↚
كانت تالا يبدو عليها الامتعاض الشـ.ـديد حين قالت : و يا ترى امينة تبقى شريكتك ازاى بقى
رهف و هى تنظر الى امينة بحب : احنا شركا بالنص انا بالتصميم و هى بالادارة و التنفيذ
تالا : ايوة .. بس المفروض راس المال بالكامل ……
ليقاطعها مراد قائلا : اعتقد ان مافيش مجال لمناقشة الكلام ده دلوقتى ، الوضع ده قائم من اربع سنين فاتوا ، و فعلا امينة نجحت انها تروح بالاتيلية لحتة تانية خالص
مدكور موجها حديثه لرهف و امينة : المهم انكم تقدروا تحافظوا على اللى وصلتوا له
رهف بابتسامة : ان شاء الله يا بابا
مدكور : و انا كلمت الناس بتوعنا فى تركيا يتابعوا معاكى العقد بتاعك اللى هتمضيه هناك
رهف بسعادة : بجد يا بابا
مدكور : ايوة مـ.ـا.تقلقيش ، دول ناس يبقوا شراكات جاسر ، كان عرفنى عليهم من فترة و اتعاملنا مع بعض اكتر من مرة .. مصريين برضة بس عايشين هناك من سنين ، هيساعدوكم كتير انكم تفهموا الدنيا ماشية ازاى و لو العقود اللى هتمضوها هتبقى محتاجة ترجمة هم هيتصرفوا
رهف بامتنان : انا متشكرة جدا لحضرتك
و بعد العشاء ، التف الجميع حول كعكة الاحتفال و هم يعيدوا التهنئة لرهف مرة اخرى ، و اثناء تناولهم للحلوى قال انور موجها حديثه لزينب : بقول لك ايه يا خالتى زينب
زينب : اتفضل يا ابنى .. خير
انور و هو ينظر لامينة بتحدى : والدتى كانت عاوزة تجيلك البيت تتعرف عليكى
زينب بطيبة : يا خبر يا ابنى و بتستأذن ، اهلا وسهلا بيها ، تنور وقت مـ.ـا.تحب ، بلغنى بالمعاد اللى يناسبها و انا هكون فى استقبالها
انور لرهف : معلش بقى يا انسة رهف .. هطمع بس انك تسيبيلى خالتى بعد بكرة بالليل على ما الزيارة دى تتم على خير
رهف بابتسامة خبث وهى تنظر لامينة : الحقيقة يا استاذ انور انا مابقدرش ابدا استغنى عن دادة زينب لحظة واحدة ، لكن لو الموضوع مستعجل اوى كده فزى بعضه.. انا موافقة
مراد : و هو يعنى لازم فى بيتها هناك يا انور ، ما هنا و هناك واحد
انور و هو ينظر لامينة بحب : معلش يا مراد لكل مقام مقال زى ما بيقولوا
مدكور و قد استوعب ما وراء الحديث : انور بيتكلم بالاصول يا مراد ، هو صحيح هنا بيتها و هناك بيتها ، بس الاصول اصول
ليرتسم الخجل على معالم امينة و هى تحاول الادعاء بان الحديث لا يخصها من قريب او بعيد وسط نظرات التسلية المرحة من رهف و انور لها
لتقول تالا : انا مش فاهمة حاجة
لينهض مدكور من مجلسه قائلا : بكرة هتفهمى كل حاجة ، و دلوقتى تعالى معايا هنفعد فى الجنينة عشان كنت محتاج اشرحلك شوية حاجات
و عنـ.ـد.ما جلسا بالخارج قالت تالا بدلال : من ساعة ماوصلت بالسلامة و انا نفسى اقول لك وحشتنى و مش عارفة
مدكور بابتسامة : طب مانتى قلتى اهو
تالا بامتعاض مقرون بالدلال : تؤ … اول ما شفتك كنت هقولهالك بلهفة اكتر من كده بكتير و اكيد كنت هتحسها اكتر من دلوقتى بعد ماقعدنا و اتكلمنا و كلنا .. يعنى قضينا وقت طويل مع بعض قبل ما اقولها او تسمعها فاللهفة اكيد بردت
مدكور بعبث : ياترى هتفضلى تقوليلى كلام حلو كده برضة بعد الجواز ، و اللا هيبقى خلاص المولد انفض و كل واحد وصل للى هو عاوزه
تالا بلجلجة و تردد : تقصد ايه بكلامك ده
مدكور ضاحكا بصخب وبادعاء المرح : اقصد انك هتبقى حطيتينى فى جيبك و ضمنتينى و اللى كان كان و خلاص
لتبتسم تالا و تقول : اوعدك انك هتشوف منى حاجات عمرك ما تخيلت انك تشوفها
مدكور : و انا كمان .. اوعدك انى هعيشك عيشة عمرك ماكنتى تتوقعيها و لا فى احلامك
تالا و هى تنظر اليه من اسفل اهدابها : قوللى بقى ، عملت ايه مع دادى
مدكور بسخرية : زى ما دادى حكالك بالظبط
تالا بامتعاض : بس انا عاوزة اسمع منك انت ، بحب اسمعك و انت بتتكلم و خصوصا لو كلامك ده عن مستقبلنا مع بعض انا و انت
مدكور بضحك : بس كده يبقى هنفضل نعيد و نزيد كتير اوى فى كلام مامنوش اى لزمة ، و عمرنا كمان ما هنتكلم فى المفيد
تالا : طب و ايه بقى هو المفيد ده
ليعتدل مدكور فى جلسته و ينحنى بجذعه مقتربا منها قائلا بجدية شـ.ـديدة : اسمعى يا تالا .. انا يمكن من ساعة ام رهف الله يرحمها ما مـ.ـا.تت و انا عمرى مافكرت ابدا فى موضوع الجواز ده نهائى ، و كان كل هدفى و تفكيرى ، انى اتطمن على رهف و ولاد المرحوم اخويا لانى ماليش غيرهم فى الدنيا دى ، و لا عندى اعز منهم ابدا و لا هيكون .. و دى اول حاجة لازم تحطيها حلقة فى ودانك من و احنا لسه على البر
تالا بقلق : تقصد ايه بكلامك ده ، تقصد انى مش هيبقى ليا عندك قيمة زيهم
مدكور : انا ما قلتش كده ابدا .. انا بس عاوزك تفهمى ان رهف و مراد و هدى عندى فى حتة تانية لا يمكن ابدا حد يقدر يهزها او يحركها من مكانها مهما حصل
تالا : طب و انا
مدكور : انتى هتبقى مراتى ، يعنى وضعك غير وضعهم ، هم من دمى و طول عمرهم اللى راح و اللى جاى اسمهم مقرون باسمى ، لكن انتى …
تالا بوجوم : تقصد انك فى اى وقت ممكن تطلقنى و تبعد عنى و ما ابقاش على اسمك .. مش كده
مدكور : و ليه بس يبقى فى طـ.ـلا.ق .. انتى ناوية تعملى مشاكل مع حد فيهم او تعاديهم او حتى تقارنى نفسك بحد فيهم
تالا بدفاع : لا طبعا خالص ، و اديك شايف علاقتى برهف و بمراد عاملة ازاى ، و هدى انا لسه ما اعرفهاش ، و لا عمرى حتى شفتها
مدكور : خلاص .. تبقى قلقانة ليه ، طالما كل واحد هيبقى فاهم حدوده فين يبقى ماحدش ابدا ممكن يزعل من التانى
تالا باستسلام : ماشى يا حبيبى .. ها .. فى حاجة تانية عاوز تقولهالى
مدكور : ايوة
تالا : يا ترى ايه
مدكور : لازم تفهمى انى راجـ.ـل غيور بطبعى و نشأتى ، و طبعا لازم دايما تفتكرى انى راجـ.ـل صعيدى ابا عن جد
تالا بابتسامة دلال : و انا هبقى اكتر من سعيدة بغيرتك دى
مدكور : يبقى لازم تاخدى حذرك و انتى بتتعاملى مع الكل ، و فى كل الاوقات ، و مش عاوزك ابدا تشيلى الكلفة بينك و بين اى مخلوق مهما ان كان هو مين
تالا و قد بدا عليها التأفف : ها و ايه كمان
مدكور : لبسك
تالا بامتعاض : و ماله بقى لبسى كمان ، طول عمرى لبسى كان بيعجبك ايه اللى اتغير
مدكور : كان بيعجبنى صحيح ، بس على اساس انك بنت سليمان الانصارى ، لكن اما تبقى حرم مدكور العزيزى فالوضع مختلف ، انتى هتبقى شايلة اسمى انا مش اسم ابوكى .. فلازم تكونى جديرة بده
تالا باعتراض : و هو اللبس هو اللى هيخلينى جديرة او مش جديرة ، المفروض انى جديرة بقيمتى عندك مش بمظهرى
مدكور بجدية شـ.ـديدة و هو يضغط على كل حروف من حروف كلمـ.ـا.ته : المظهر مهم جدا ، و انا ما ينفعش مراتى تبقى سلعة مكشوفة لكل عين هنا او هناك .. انا عمرى ماكنت و لا هكون راجـ.ـل ديوث
تالا باستغراب : ديوث
مدكور : مانتيش عارفة معناها و اللا معترضة على استخدامى ليها
تالا : لا .. ما اعرفش معناها
مدكور بتوضيح : الديوث ده هو الراجـ.ـل اللى ماعندوش غيره على حرمة اهل بيته .. مـ.ـر.اته بقى .. بنته .. اخته ، حتى امه ، اللى يسيب لحمهم لكل من هب و دب يتفرج و يجرب .. ده يبقى راجـ.ـل ديوث يا تالا و انا مش كده ابدا و عشان كده انا حبيت انى احطلك النقط على الحروف عشان تبقى كل حاجة واضحة و على نور من البداية
تالا بشئ من التردد : انت تقصد ان دادى …..
مدكور بحزم : انا ما اقصدش حاجة .. و ده اللى لازم تتعودى عليه من دلوقتى ، انا دايما كلامى واصح و مباشر و يوم ما اكون بقصد حاجة معينة هتلاقيها فى كلامى على طول مش ما بين السطور
ااه .. و اهم حاجة لازم تفهميها من دلوقتى .. علاقتى بسليمان الانصارى فى الشغل ده شئ انتى كتالا مراتى مالكيش بيه اى علاقة ، و لا سليمان الانصارى رجل الاعمال له علاقة أبدا بتالا مراتى
تالا : مش فاهمة
مدكور : كلامى واضح يا تالا .. علاقتى بيكى مالهاش علاقة بشغلى مع سليمان و علاقة الشغل مالهاش علاقة بحياتنا الخاصة
تالا بلجلجة : اااه طبعا .. من غير مـ.ـا.تقول
مدكور : يعني متفقين
تالا بتردد : اااه .. اااه متفقين
مدكور : انا حبيت بس اوضحلك كل حاجة من البداية عشان مـ.ـا.ترجعيش بعد كده تقولى انى ضحكت عليكى
لتصمت تالا و قد بدأت تلوم نفسها على مازجت نفسها به و لكنها انتبهت على مدكور و هو يسألها قائلا : و انتى .. ماعندكيش اى حاجة تحبى تقوليهالى
تالا : لأ .. مافيش
مدكور : عموما انا اتفقت مع سليمان اننا هنكتب الكتاب بعد سفر مراد و رهف
تالا : هو انت ليه مصمم ان كتب الكتاب بكون بعد سفرهم
مدكور : لان مهما ان كان موافقة رهف على جوازى منك الا انها برضة مش هتبقى مبسوطة ابدا و هى شايفانى بتجوز واحدة تانية
تالا : تقصد عشان هاخد مكان مامتها
مدكور : ماحدش ينفع ياخد مكان حد يا تالا ، لكن اللى اقصده انى مش عاوز اوجعها و هى لسه بتبتدى حياة جديدة مع جوزها
و عموما بعد كتب الكتاب هخدك و اطلعك رحلة شهر عسل انتى اللى هتختارى مكانها بنفسك و لما نرجع هيكون مراد و رهف كمان رجعوا و هنعمل حفلة ريسبشن نستقبل فيها كل الناس اللى حابين ييجوا يبـ.ـاركولنا .. قلتى ايه
تالا بدلال : رغم ان دادى كانت امنية حياته انه يشوفنى بالفستان الابيض ، بس انا ماعنديش مانع ابدا
مدكور : و انا ما قلتش انك مـ.ـا.تلبسيش فستان ابيض .. هتلبسى طبعا و هتتصورى زى اى عروسة ، لكن زفة بقى و فرح و الكلام ده ما اقدرش
انا هسمحلك تنشرى صورة فرحنا على الميديا كاعلان لجوازنا و اللى هنستقبل المهنئين و المبـ.ـاركين بيه بعد رجوعنا
تالا : ماشى يا حبيبى اللى تشوفه انا موافقة عليه
مدكور : وبالنسبة لفستان الفرح .. ده هديتى ليكى عشان اضمن انه يكون بالمواصفات اللى انا عاوزها
تالا بدون مبالاة : اللى يريحك .. مش هتفرق كتير
مدكور بايعاز : تالا .. احنا لسه على البر .. و قدامنا مش اقل من تلت اسابيع على ما نتجوز .. عاوزك تفكرى كويس فى كل كلمة قلتهالك ، و صدقينى لو اتراجعتى انا مش هزعل منك .. بالعكس ، هحترمك و هعزك اكتر
تالا بدهشة : يعنى معزتى عندك هتبقى اكبر لو مـ.ـا.تجوزناش
مدكور : مش قصدى ابدا .. القصد … فكرى كويس و بلغينى لو غيرتى رأيك
و ما ان حاول النهوض من مجلسه حتى وضعت كف يدها على يده الممسكة بجوانب المقعد و قالت : لازم تفهم ان مافيش اى كلام ممكن يخلينى ابعد عنك بعد كل ده ، انا ماصدقت انى قدرت ابعد خجلى منك و اصارحك بمشاعرى من ناحيتك
ليتنهد مدكور بعمق ثم يقول بابتسامة واسعة : يبقى اهلا بيكى تحت جناحى يا بنت سليمان الانصارى
فى اليوم التالى .. وصلت هدى الى ارض الوطن و بصحبتها تميمة او كعكة السكر كما يحلو لمراد ان يلقبها ، و كم كانت السعادة تطغى على مراد لملاقاة شقيقته فطالما كانت له كابنته المدلله و برغم اهتمام مدكور الدائم بها الا انه كان يحب القيام بجميع شئونها بنفسه
و فى السيارة بعد تبادل العديد من عبـ.ـارات الشوق و السعادة ، قال مراد : عمى قاللى انه كلمك امبـ.ـارح
هدى : ايوة فعلا .. كلمنى و حكالى على موضوع جوازه
مراد : و انتى رايك ايه
هدى : رايى مش هيفرق يا مراد و مش هيغير حاجة
مراد : افهم من كلامك ان الموضوع مش عاجبك
هدى : الموضوع مايعجبش حد يا مراد ، عارف لو اللى اختارها دى تناسبه سنا على الاقل .. ماعتقدش ان كان ممكن حد يعترض ، لكن دى تقريبا من سنى انا و رهف ، الفرق بيننا حاجات بسيطة اوى
مراد : عندك حق ، لكن انتى قلتى ايه لعمى
هدى : قلت له نفس اللى قلته لك ده
مراد : قوليلى قولتيله ايه بالظبط
هدى : قلت له رايى مش هيغير شئ و سواء موافقة او معترضة دى حياتك الشخصية ، و طبعا فهم من بين السطور معنى كلامى فقال لى .. اللى انا عاوزه منك انك تصبرى على مـ.ـا.تشوفى النتايج و مـ.ـا.تحكميش بالمظاهر
مراد : انا كمان عاوزك تعملى كده ، اتعاملى عادى و كأن الموضوع مايفرقش معاكى
هدى : نفس اللى احمد وصانى بيه ، و ده اللى انا فعلا ناوية اعمله ، و صدقنى اتمنى من كل قلبى ان عمو أمله مايخيبش فى الحكاية دى ، رغم ان رهف صعبانة عليا جدا ، اكيد برضة الحكاية دى مش سهلة عليها ابدا
مراد بتنهيدة : هى مش سهلة على حد و لا حتى على عمى ، بس كلنا بندعى ربنا انه يبقى خير
و عند وصولهم الى القصر وجدوا رهف تنتظرهم اعلى درجاته ، لتهبط إليهم مسرعة لتحتضن هدى قبل ان تخرج من السيارة و هى تقول بسعادة جارفة : وحشتينى وحشتينى وحشتينى
هدى ضاحكة و هى تبادلها الاحضان بحب شـ.ـديد : مش زى مانتى وحشتينى .. انتى هنا معاكى عمو و مراد و امينة و دادة و كل الناس اللى ت عـ.ـر.فيهم و يعرفوكى ، لكن انا مافيش غير احمد و تميمة و بس اللى معايا
لتمسكها رهف من كتفيها قائلة بصدق : انتى عارفة ان كل دول حاجة و انتى حاجة تانية
لتقبلها هدى بحرارة و تقول ضاحكة : عارفة طبعا ، بس لازم احسسك بمأساتى كل مرة
لتدور رهف بعينيها متسائلة : اومال تميمة فين
ليعتدل مراد الذى كان ينحنى بداخل السيارة و هو يحتضن تميمة النائمة فى سبات عميق و يفول بابتسامة جذابة : كحكة السكر نايمة من ساعة ما خرجنا من المطار
لتقترب منه رهف بلهفة و هى تقبل تميمة من وجنتيها و يديها حتى قدميها ، لتقول هدى ضاحكة : خلاص يا بنتى ايه كل ده
رهف و هى تتناولها من احضان مراد لتضمها الى صدرها بحب و هى تلتهم ملامحها الطفولية الآثرة بعينيها قائلة : كبرت شوية ماشاء الله يا هدى
هدى : انا قلت لازم نحتفل بعيد ميلادها التالت معاكم و عشان كده جيت بدرى
مراد : احلى و اكبر عيد ميلاد فيكى يا بلد عشان خاطر سمو الاميرة تميمة
هدى برفض : لأ.. مش عاوزة عيد ميلاد كبير ، عاوزة احنا بس اللى نبقى حواليها عشان تحفظكم بسهولة و تفضل فاكراكم
ليضمها مراد الى جناحه قائلا : حاضر يا حبيبتى زى مـ.ـا.تحبى ، شوفى انتى عاوزة ايه و انا هنفذهولك بالحرف الواحد
مدكور من اعلى الدرج : و انا هفضل واقف مستنيكم كده كتير و اللا ايه
لتسرع هدى و تعدو و هى تصعد الدرج و ترتمى باحضان مدكور باشتياق قائلة : عمو مدكور … انا ماصدقتش مراد اما قاللى انك واخد اجازة مخصوص النهاردة عشانى
مدكور بحب و هو يضمها الى صدره مقبلا راسها : و انا عندى اغلى منك اخد له اجازة
هدى بمشاغبة و هى تتظاهر بتعديل ربطة عنقه : انا قلت هاجى الاقيك زهقت من الانتظار و اتحججت باى حاجة عشان تنزل الشغل
مدكور بضحك : يا عفريتة و هو انا لو عاوز انزل محتاج اتحجج برضة
هدى ضاحكة و هى تبادله الاحتضان : الصراحة لا .. مدكور العزيزى لما بيعوز يعمل حاجة بيعملها
مدكور ضاحكا : كويس انك لسه فاكرة ، و اتصرفوا ياللا صحولى العفريتة الصغيرة دى عشان اعرف اسلم عليها براحتى
كانت تالا تقف من وراء مدكور و هى تراقب هذا الاستقبال الحافل لتتاكد بان العلاقة بين مدكور وأبناء شقيقه ليست مجرد صلة دم ، بل هى اعلى مرتبة من ذلك بكثير ، و عنـ.ـد.ما انتبهت لها هدى قالت بحيادية : انتى اكيد تالا مش كده
تالا بثقة : انتى ت عـ.ـر.فينى ! كنت مستنية حد يعرفنا على بعض
هدى : لا مـ.ـا.تقلقيش .. عمو كلمنى امبـ.ـارح و عرفنى كل حاجة .. مبروك
تالا بابتسامة دبلوماسية بحتة : الله يبـ.ـارك فيكى .. ميرسى
و قبل ان تضيف هدى اى كلمة هرولت مسرعة الى الداخل عنـ.ـد.ما لمحت زينب و امينة من على بعد لترتمى باحضان زينب و هى تصيح : احلى دادة زينب فى الدنيا كلها وحشتينى مووووت
زينب ببهجة : حمدالله على السلامه ياقلب دادة زينب وحشتينى و وحشتنى ايامك ، اومال فين تميمة
هدى ضاحكة و هى تبادل امينة هى الاخرى الاحضان : سايباهم بياكلوها برة بس على الله يخلوا لى حتة
ليمضى اليوم سريعا وسط سعادة الجميع بعودة هدى و تميمة ، اما باليوم التالى فانتقلت البهجة الى منزل زينب حين انتهت زيارة والدة انور بقراءة الفاتحة ، و عنـ.ـد.ما طلب انور من زينب تحديد موعد لتقديم الشبكة ، صممت هدى ان يكون هو نفس يوم الاحتفال بعيد ميلاد تميمة و الذى يأتى موعده بعد اربعة ايام
و قد لاقى اقتراح هدى استحسان و مبـ.ـاركة مراد و رهف ، و اسعد زينب و امينة ، اما انور فكانت سعادته فى تتويج حبه بالاشهار ليعلم الجميع ان امينة أصبحت زوجة المستقبل
و فى اليوم التالى كانوا يلتفون حول مائدة الطعام لتناول وجبة الافطار ، و كان مدكور يستعد للمغادرة بصحبة تالا و مراد عنـ.ـد.ما فالت هدى : كنت عاوزة اقوللك على حاجة يا عمو عشان احنا رجعنا امبـ.ـارح من عند اميمة و دادة زينب لقيناك نمت
مدكور : قولى يا حبيبة عمو
هدى : امبـ.ـارح انور و امينة قروا الفاتحة
مدكور بانشراح : ربنا يتمملهم بكل خير
تالا : لايقين على بعض الصراحة
هدى : و انور طلب من دادة انه يلبس الشبكة لامينة فى اقرب وقت ، و انا اقترحت عليهم يلبسوها فى عيد ميلاد تميمة .. ايه رايك
مدكور بإماءة من رأسه : رغباتك اوامر يا حبيبتى ، طالما ده شئ يبسطك فانا موافق
لتنهض هدى من مكانها لتقبل رأس عمها ثم تعود مرة اخرى لمكانها و لتناول طعامها و هى تقول : خلاص انا هخليهم يوضبوا القاعدة فى الجنينة برة هتبقة تحفة
رهف : بابا .. كنت بعد اذنك عاوزة اشترى هدية لامينة بمناسبة خطوبتها
مدكور : محتاجة فلوس
مراد متدخلا : ما تشغلش بالك يا عمى بالحكاية دى .. انا هتصرف
هدى بمشاغبة و هى تنظر لرهف : ايوة يا عم .. يابخت من كان مراد جوزه
ليكسو الخجل وجه رهف و هى تنظر شذرا لهدى التى تنخرط فى الضحك و تشاركها تميمة الضحكات بسجية طفولية جميلة
لينتهى الافطار و يتجه كل الى عمله
فى سيارة مدكور .. كانت تالا تجلس الى جوار مدكور و هى يبدو عليها التجهم الشـ.ـديد ، فقال مدكور : ايه يا تالا .. شايفك مش على طبيعتك النهاردة
تالا و هى تحاول انتقاء كلمـ.ـا.تها : الصراحة خايفة اتكلم لا تزعل منى
مدكور : و هزعل منك ليه .. اتكلمى
تالا : ربنا خلقنا طبقات با مدكور ، و كل طبقة عارفة اللى ليها و اللى عليها و كنت اما بشوفك تتعامل مع الناس اللى شغالة معاك .. كنت بلاقيك بتتعامل بحزم و جد ، بس الصراحة انا شايفة انكم خالطين الورق اوى فى السراية ، خصوصا مع دادة زينب و امينة
مدكور : ممكن توضحي كلامك اكتر من كده
لتقول لتالا بـ.ـاريحية اكتر : يعنى يا حبيبى .. مهما كانت معزتكم للى اسمها دادة زينب دى و بنتها امينة .. ما توصلش ابدا ان رهف تشاركها فى مشروعها و كمان هدى عاوزة تحتفل بخطوبتها فى القصر عندنا
مدكور بابتسامة : عندنا
تالا : ااه عندنا ، لانى خلاص بقيت اعتبر نفسى واحدة من اصحاب البيت ، و اللا انا لسه غريبة يا مدكور
مدكور : لا يا حبيبتى مش غريبة ، بس دادة زينب و امينة دول مش شغالين عندنا
تالا : اومال دول يبقوا ايه غير شغالين
مدكور : لولا ان ربنا ايدلى زينب بعد موت والدة رهف ماكنتش قدرت ابدا اربيها لوحدى ، خصوصا ان شغلنا مابيخلينيش استقر فى مكان واحد اسبوع على بعضه ، و عشان كده استأمنتها عليها و الحقيقة هى كانت اد الامانة و زيادة .. كفت و وفت ، اخدتها فى حـ.ـضـ.ـنها و عوضتها و ربتها زى امينة بالظبط ، و عشان كده مابعتبرهاش شغالة أبدا
تالا : بس توصل انها تساركها فى مشروع ممكن ارباحه بعد كده توصل للملايين
مدكور : الموضوع ده يخص رهف لوحدها ، هى بس اللى تقدر تبت فيه مش حد تانى ، و بعدين المشروع ما ابتداش بملايين يا رهف ، المشروع ابتدى بسيط ، و ماينفعش تشاركها فى التعب بس و اما المشروع ينجح و يكبر بتعبها و مجهودها تقوللها خلاص كفاية عليكى كده مابقيتش محتاجالك
طول عمر امينة و انور كمان و احنا كلنا بنعتبرهم مننا مش مجرد بيشتغلوا معانا ، و دى فرصة كويسة جدا انك تقدرى تفهمى الكلام ده و تتقبليه 😉
↚
مدكور : الموضوع ده يخص رهف لوحدها ، هى بس اللى تقدر تبت فيه ، و بعدين المشروع ما ابتداش بملايين يا رهف ، المشروع ابتدى بسيط ، و ماينفعش تشاركها فى التعب بس و اما المشروع ينجح و يكبر بتعبها و مجهودها تقوللها خلاص كفاية عليكى كده مابقيتش محتاجالك
و بعدين طول عمر امينة و انور كمان و احنا كلنا بنعتبرهم مننا مش مجرد بيشتغلوا معانا ، و دى فرصة كويسة جدا انك تقدرى تفهمى الكلام ده و تتقبليه
رهف بتردد و ادعاء الحزن و هى تحاول جس رد فعل مدكور : انا عارفة انك بتحاول تفهمنى انى التزم حدودى مع الكل و انى مش هبقى اكتر من ضيفة او دخيلة عليكم كلكم ، لكن ما كنتش متخيلة انى حتى مش هقدر اقول النصيحة لو فى ايدى
مدكور : ماحدش قال انك هتبقى دخيلة ، لكن انتى هتتجوزى مدكور مش هتتجوزى رهف ، رهف كبيرة كفاية انها تقدر تدير شئونها
تالا بسخرية : بس ده ما كانش رأيك ابدا من اسبوعين فاتوا
مدكور : ده لانها لسه تحت سلطتى و فى بيتى ، لكن اول ما هتتنقل بيتها مع مراد مش هيبقى ليا اى سلطان عليها .. زيك بالظبط
تالا : زيى !! ، زيى اللى هو ازاى مش فاهمة و فى ايه
مدكور : ان انتى كمان اول ما هتبقى فى عصمتى ، سليمان مش هيبقاله برضة عليكى اى سلطان
تالا : ايه الكلام ده ، طب ماهى رهف مكتوب كتابها من سنتين فاتوا ، و لحد دلوقتى ……
ليقاطعها مدكور قائلا : ناقصك كتير عشان تتعلميه يا تالا ، كتب الكتاب شئ و الجواز شئ تانى .. طالما لسه فى بيتى و ماحصلش دخلة تبقى البنت لسه فى طوع ابوها .. تقدرى تقولى خطبة مقننة .. ااه هو برضة جوزها و كل حاجة .. لكن بشروط و قيود و كمان حدود ، لكن للاسف مش كل الناس فاهمة الكلام ده ، رهف طالما ما اتزفتش لمراد فهى تحت رعايتي و اشرافى ، انما احنا هنكتب الكتاب و نسافر على طول ، يعنى جواز جواز مش مجرد خطوبة
تالا : بس مهما ان كان ، انا ما اقدرش ابعد عن دادى
مدكور : و مين قال انك هتبعدى .. انا بقول ان انا بس اللى هيبقى لى سلطة عليكى فى كل شئونك ، و ده اللى لازم تفهميه كويس و تحفظيه زى اسمك
لتنظر له تالا و هى تحاول قراءة ما يدور بعقله و هى تتذكر وصف ابيها له بالثعلب و لكنها تفشل فشلا ذريعا
لتمر الايام تباعا مابين التحضير للزفاف و بين ترتيبات العمل الخاصة بمجموعة مدكور الذى ارهق نفسه و بشـ.ـدة كى لا يترك عبئا ثقيلا على اكتاف انور اثناء سفره و سفر مراد أيضا
حتى اتت ليلة الاحتفال بعيد ميلاد تميمة و الذى ضم اسرة مدكور و انضم اليهم سليمان مع ابنته تالا و اسرتى انور و زينب و بعض الاقارب المقربون للغاية لكلا العروسين .. امينة و أنور
كان حفلا بسيطا و لكنه كان راقيا و كانت هدى هى بطلته الاولى ، فقد اصرت على الاشراف على كل كبيرة و صغيرة به بعد ان الح انور على زينب ان يقوما بعقد القران ايضا و نال موافقتها
و بعد الاحتفال بعيد ميلاد تميمة و اطفاء الشموع ، امسكت هدى طبقا من المعدن و دقت عليه بشوكة معدنية فاصدرت صوتا عاليا جعل الجميع ينظر اليها لتضحك قائلة : احتفلنا بتميمة و كل سنة و هى طيبة ، بس آن الأوان بقى اننا نحتفل بالعرسان و اللا ايه
لتترك ما كان بيدها ثم تتجه الى امينة التى كانت تجلس بجوار رهف و تسحبها معها لركن قريب من المدعوين كان يوضع به مقعد عريض و مزين بالحرير و التل مع جدائل زهور الياسمين لتجلسها على المقعد لتجد ان مراد قد قام بالمثل مع أنور ليجلس بجانبها مع ارتفاع صوت الزغاريد و يصدح صوت الموسيقى و الغناء
ليقوم القاضى الشرعى بعقد القران وسط جو من البهجة ، ليقوم الجميع بتقديم التهانى و المبـ.ـاركات الصادقة
ليأتى موعد ارتداء الشبكة وسط فرحة صادقة من الجميع عدا تالا و سليمان اللذان كانا يراقبان مابحدث بشئ من التسلية حتى اتت اللحظة الفارقة بالنسبة لهم عنـ.ـد.ما وجدوا مدكور يقدم هدية لم يكن يتوقعها اى احد من المتواجدين و التى لم تكن سوى عقد تمليك لمنزل مبنى فوق عدد من قراريط الارض البسيطة و التى لم تتعدى العشر قراريط و الذى كان عقدها باسم امينة التى قال لها بحب : الارض دى ليها معزة خاصة عند زينب من زمان و عشان كده انا بانيها و موضبها و عامل حسابى انها هتبقى هدية جوازك انتى و اللى هيبقى من نصيبك .. مبروك يا بنتى
امينة بامتنان : يا خبر يا عمو ، ده كتير اوى
مدكور : مش كتير على اخت بنتى اللى بتحبها من قلبها ، ثم قال لزينب بمرح : مـ.ـا.تزغردى يا زينب
لتصدح زغاريد زينب مرة اخرى وسط نظرات الذهول المتبادلة بين سليمان و تالا التى توجهت مرة اخرى الى هدية مراد و رهف و التى كانت طاقم من المجوهرات الراقى الثمين
تالا بامتعاض : انا مش فاهمة هو ازاى بيتعامل كده مع الشغالين
ليقول سليمان بهمس خافت : دى بشرة خير يا بيبى ، تفتكرى اما دى تبقى هديته لبنت الدادة بتاعة بنته .. اومال هديتك انتى هتبقى ايه
تالا و بعينيها بريق الطمع : بس برضة الحاجات دى خسارة .. الناس اللى زى دى مابتعرفش تحافظ على الكلام ده و لا بتعرف قيمتها ، و اللا سى مراد راخر .. شايف الطقم اللى قدمهولهم هدية
سليمان : خليه يتنعم له يومين بفلوس عمه قبل ما المجموعة بتاعته تتحول على مجموعتنا
تالا بسخرية : عندك حق ، كفاية عليه انه هيقضى شهر العسل على حسابى ، خليه يعيش له يومين
سليمان باهتمام : انتى مقررة هتعملى ايه و اللا لسه
تالا بغرور : مش عاوزاك تقلق يا دادى ، صحيح مدكور ماطلعش سهل ابدا زى ماقلتلى ، بس مهما عمل مش هيعرف يوقفنى عن اللى فى دماغى .. انا وعدتك .. و طالما وعدتك ……
مدكور ضاحكا : يبقى هتنفذى يا بيبى
لتمر الايام تترى ، حتى كان يوم زفاف رهف و الذى كان مليئا بالصخب و الاهتمام من الجميع .. فمنذ الصباح الباكر و العمل يجرى فى القصر و فى الحديقة الخاصة به على قدم و ساق
فالمسئولين عن تنظيم حفل الزفاف يضعون معداتهم من الامس و يقومون بتنسيق المكان و تقسيمه وسط العمل الدؤوب تحت اشراف انور و احمد زوج هدى و الذى وصل من سفره منذ يومين فقط
اما رهف فكانت تخضع لما تقوم به خبيرة التجميل بغرفتها بصحبة هدى و امينة و متابعة زينب من فينة لاخرى
اما تالا فقد اصرت ان تأتى بخبيرة التجميل الخاصة بها من القاهرة لتقوم بالاعتناء بها و تجهيزها لتلك الليلة التى ستكون حديث الميديا و الاعلام لفترة ليست بالقليلة
اما مراد فكان بصحبة مدكور الذى كان يجلس بغرفة مكتبه يتابعه باهتمام بالغ و هو يوصيه برهف قائلا : طول عمرى كنت بتعامل معاها بجمود و يمكن بقسوة .. لكن ده كان لظروف شغلنا و بعدى عنها اوقات طويلة .. كنت عارف انها بتخاف منى و كنت بتعمد ان ده يحصل عشان تبقى دايما شايفانى قدامها فى اى تصرف تتصرفه سواء كنت موجود هنا او لا
لكن كنت شايف انى كده بعمل منها باب صد لاى حاجة ممكن تحصل معاها و انا مش موجود ، ما اعرفش ان كنت غلطان و اللا صح .. لكن هو ده اللى حصل
و اوعاك تفكر انى ما كنتش اعرف بموضوع الاتيلية و التمثيلية الهبلة اللى عملتوها عليا .. انا عارف بالاتيلية ده من قبل ما يتعمل
لينظر إليه مراد بذهول فيكمل مدكور بسخرية : ماكنتش ابقى مدكور العزيزى لما الكلام ده يتعمل من ورا ضهرى
مراد بفضول : اومال ليه حضرتك فهمتنا انك ماكنتش تعرف فعلا
مدكور بابتسامة : لكذا سبب .. اولا فرحت بيك و انت بتدافع عنها قدامى و واقف فى ضهرها و انت بتحميها منى وبتقولى انك كنت معاها و عارف من البداية .. وفتها حسيت انى مش سايبها لوحدها ابدا
مراد : طب و ثانيا
مدكور : ماكنتش عاوز ثقتها تتهز فى زينب و امينة
مراد بصدمة : تقصد ان هم اللى ….
مدكور بابتسامة : من اكتر من اربع سنين .. كنت انت فى القاهرة و انا كنت قاعد مكانى هنا براجع اوراق الشغل ، لقيت زينب بتخبط عليا و دخلت و هى ساحبة امينة فى ايدها و بتقوللى
فلاش باك
زينب : كنت عاوزة اقول لك على حاجة
مدكور و هو يطالع امينة التى يبدو عليها التمرد : خير يا زينب .. فى ايه و مالك ماسكة امينة بالشكل ده ، ايه اللى حصل
لتشير زينب الى امينة قائلة بامر : اقعدى
لتجلس امينة على الفور و لكن بامتعاض و تقول زينب : يا مدكور بية انت عارف انى مش ام امينة و بس و يعلم ربنا انى بعتبر رهف زيها بالظبط و غلاوتهم عندى واحدة
مدكور : و ايه لازمة المقدمة الطويلة دى .. انا عارف و متأكد من الكلام ده كويس اوى
زينب : و انا الصراحة شايفة البنات عايزين يعملوا حاجة كويسة بس طبعا كالعادة رهف بتترعـ.ـب منك و خايفة تقول لك
مدكور : و انتى بقى جاية تتوسطيلها
زينب : لا .. جاية اقول لك انهم هيعملوا اللى هم عاوزبنه من غير ما يقولولك
مدكور بحدة : إيه الكلام الفارغ ده
لتنتفض امينة بجلستها و تقول بدفاع : يا عمو الحكاية مش كده خالص ، ماما بس فاهمة غلط
مدكور : فهمينى انتى الصح يا ست امينة
امينة : حضرتك عارف ان رهف شاطرة اوى فى تصميم الازياء ، و غاوية تقص و تفصل بنفسها و حضرتك مـ.ـا.تقدرش تنكر ابدا ان اى حاجة بتعملها بتخطف عين كل اللى بيشوفها
مدكور : و بعدين
امينة و هى تزدرد لعابها بصعوبة : انا اقترحت عليها انها تعمل اتيلية صغنن تقدر تستغل فيه موهبتها دى
مدكور بسخرية : يعني بعد العمر ده كله بنتى تطلع خياطة يا ست امينة
امينة بدفاع : خياطة ايه بس يا عمو ، بقول لحضرتك اتيلية و تصميم زى اللى حضرتك بتجيبلها هدومها كده منها لما بتنزل القاهرة
مدكور : انتى بتشرحيلى ايه انا مش فاهم ، هو انا يعنى مش عارف يعنى ايه اتيلية يا بنت زينب و انتى اللى بت عـ.ـر.فينى
امينة : العفو حضرتك .. اسمعنى بس يا عمو ، رهف طول الوقت قاعدة لوحدها ، حضرتك محرج عليها كل حاجة و مانع عنها حتى تروح فى اى مكان
مدكور : طب ماهى شغالة على رسالة الماجستير و قربت تخلصها
امينة : ماهى برضة الدنيا مش كلها مذاكرة و بس ، اديها فرصة تطلع الطاقة اللى جواها
مدكور : و لما تهمل الرسالة بتاعتها عشان الازياء
امينة : مش هيحصل صدقنى ، لانها شايفة ان الرسالة الحاجة الوحيدة اللى ممكن تخلى حضرتك شايفها و فخور بيها
لينظر مدكور الى زينب التى كانت تستمع الى امينة فى صمت و قال : و انتى يا زينب ايه رايك فى الكلام ده
زينب : انا موافقة على كل كلمة اتقالت
مدكور بدهشة : اومال اللى يشوفك و انتى ساحباها و جايالى يقول انك بتسلميها لقضاها
زينب : ده لانى مش عاوزة ده يحصل من وراك ، عاوزاه يبقى بمعرفتك و مبـ.ـاركتك كمان
امينة : يا ماما .. يا عمو ارجوكم اسمعونى ، رهف محتاجة تعمل الكلام ده من غير ما تخاف من الفشل او الحساب ، ادوها فرصة تثبت لنفسها انها بتقدر تعمل حاجة ناجحة من غير مـ.ـا.تبقى طول الوقت عاملة حساب رد الفعل لو غلطت اى غلطة صغيرة .. ارجوك يا عمو افهمنى .. اديها فرصة واحدة تعمل حاجة بعيد عن الخيوط اللى حضرتك مربطها بيها ، لو نجحت و هى عارفة انها لوحدها هتحس انها قوية زى ما انت دايما بتتمنى
مدكور : طب لو فشلت
امينة بحماس : رغم انى متأكدة ان ده مش هيحصل .. بس حتى لو كان .. على الاقل هتوفر عليها كسرة عينها قدامك
عودة من الفلاش باك
مراد : يعنى حضرتك كنت بتتابعها و بتساعدها من بعيد لبعيد
مدكور : كنت بتابع اخبـ.ـارها بس .. مش بتابعها هى ، و عمرى ما ساعدتها
مراد بدهشة : اومال ليه حضرتك كنت عاوز تمنعها من رسالة الدكتوراة بتاعتها
مدكور ضاحكا : كنت بحاول اخليها تتحدى روحها قدام تالا ، لانى كنت حاسس ان سليمان خلاص مش قادر يصبر اكتر من كده ، و كمان ده كان قبل ما اعرف انهم نقلوا العطا عليا
ثم اكمل بجدية .. قصر الكلام يا مراد .. انا يمكن ما كانش فى وقت قبل كده انى اوصيك على رهف ، لكن انت اكيد مش محتاج تعرف انها اغلى حاجة عندى فى دنيتى كلها ، و بتمنى انك مـ.ـا.تجيش فى اى وقت تجرحها او تحسسها انها مفروضة عليك
مراد : مفروضة عليا .. ليه حضرتك بتقول كده
مدكور : بقول كده لانى فعلا فرضتكم على بعض ، بس صدقنى لانى كنت و مازلت شايف انكم اكتر اتنين هتقدروا تصونوا اسم العزيزى ، يمكن ماسالتش حد فيكم عن رأيه ، و بتمنى ان ماحدش فيكم يحملنى نتيجة ده فى يوم من الايام سواء كنت لسه موجود معاكم او لا
مراد بحب : ربنا يخليك لينا و يديك الصحة يا عمى .. احنا مالناش غيرك ، ثم صدقنى انا من صغرى و انا حاطط فى دماغى ان انا و رهف مسيرنا لبعض .. لاننا اولى ببعض و اللا ايه .. مش هى دى عادتنا و تقاليدنا
مدكور : ربنا يسعدكم يا ابنى و اشيل ولادكم
مراد بابتسامة : ان شاء الله يا عمى ، و خلاص حضرتك قررت تكتب الكتاب بعد بكرة فعلا
مدكور : ايوة .. ان شاء الله
مراد : انا طلبت من احمد انه يحضر مع حضرتك هو و هدى
مدكور بابتسامة باهتة : اهتم انت بس بجوازك و مـ.ـا.تشيلش هم حاجة تانية ، و اهم حاجة انكم لما تسافروا بالسلامة تفضلوا دايما على اتصال معايا عشان تطمنونى عليكم ، و قوم ياللا انت كمان عشان تلحق تجهز
بغرفة رهف كانت هدى و امينة تحاولان الترفية عن رهف لشعورهما بتـ.ـو.ترها و قلقها الزائد عن الحد
امينة و هى تأكل بعض الفزدق : احلى حاجة فى الدنيا دى هو الفزدق .. تاكلى كده و تنبسطى و تنسى كل حاجة
هدى : طب مـ.ـا.تجيبى شوية ، انتى واخدة الطبق كله و خلصتى على كل المكسرات لوحدك
امينة : مين ده ، دى بنتك واخدة نص الكاجو فى جيوبها
رهف بزهق : بس بقى دوشة انتو تاعبين اعصابى بنقاركم ده
امينة باستهجان : احنا اللى تاعبين اعصابك ، ده انتى مخلصة تلاتة متر لبان لحد دلوقتى و برضة مش مبطلة تـ.ـو.تر
هدى بضحك : انهى لبان ده اللى بالمتر
امينة : انا عارفة لها بقى ، عمالة تهز فى رجلها و تفرقع فى صوابعها لما حولتنى .. قلت اجيبلها شوية لبان تطلع فيه قلقها ده .. خلصت العلبة المفترية و برضه مافيش فايدة
رهف و هى على وشك البكاء : انتو اصلكم مش حاسين بيا .. انا عاوزة دادة ، حد يندهلها محتاجة لها هنا جنبى مـ.ـا.تسيبنيش
هدى بلطف : يا حبيبتى بس .. اهدى شوية ، ليه كل القلق ده
رهف : انا مرعوبة يا هدى .. حاسة ان قلبى هيقف من الخوف
و قبل ان تجد من اى منهم ردا سمعوا دقا على الباب ، و عنـ.ـد.ما سمحن للطارق بالدخول.. اطل عليهم مدكور بوجهه و قال بمرح قلما يروه : ها يا بنات عاملين ايه
هدى بمرح : عاملين حفلة كاجو و مكسرات انما ايه
مدكور و هو يراقب رهف التى مدت يديها بسرعة لتزيح بعض العبرات عن وجنتيها : طب هو انا ممكن اخد منكم رهف شوية و ارجعهالكم تانى
هدى : ايه ده بقى .. فيها لا اخفيها
مدكور : يا ستى انتى فيها على طول ، بس سيبيهالى خمس دقايق و هرجعهالكم تانى صاغ سليم
ليصطحب مدكور رهف الى غرفة نومه و يجلسها على الاريكة .. ثم يذهب الى حافظة ملابسه و يخرج منها صندوقا من الصدف المطعم بالعاج و التى عرفته رهف من النظرة الاولى فهو صندوق والدتها التى كانت تحتفظ فيه بمقتنياتها الثمينة ، و عاد اليها ثم جلس الى جوارها و قال : يمكن ماحصلش قبل كده انى قلت لك انتى غالية عندى اد ايه .. لكن آن الأوان انك لازم تفهمى انك اغلى عندى من اى حاجة تانية فى الدنيا دى .. انتى امتدادى على الارض يا رهف ، يمكن ولادك مايشيلوش اسمى بصحيح لكن هيشيلوا كل حاجة حلوة غرستها فيكى
عارف كمان انك بتخافى منى ، لكن اللى مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيهوش .. انى بحبك اكتر من روحى ، و من وقت ما كنتى لسه فى اللفة و انا بحلم باليوم اللى اسلمك فيه لمراد و اللى عمرى مـ.ـا.تمنيتلك غيره لانه اكتر حد هيصونك و هيخاف عليكى
يمكن اى بنت فى الدنيا دى .. فى يوم زى ده بتبقى محتاجة امها معاها تبقى جنبها ، الله يرحم امك كانت و نعم الزوجة و اتمنى انك تكونى زيها و دايما تبقى مصدر فخر ليا زى ماكنتى طول عمرك
رهف بدمـ.ـو.ع : انا يا بابا .. انا كنت مصدر فخر ليك
مدكور بتاكيد : اومال ايه … طبعا .. كنت دايما فخور بيكى لدرجة انى كنت بخاف عليكى من الحسد ، فكنت دايما احاول ادارى فخرى ده
ثم مد يديه بالصندوق و وضعه على قدميها و قام بفتحه قائلا : العلبة دى فيها كل مجوهرات امك الله يرحمها .. و النهاردة بقت ملكك ، المجوهرات دى غالية عندى اوى لانها من ريحتها ، ثم تناول من الصندوق عقدا من اللؤلؤ الحر و اكمل قائلا .. لكن العقد ده انا و امك الله يرحمها اشتريناه سوا و انتى كان عمرك خمس سنين و صممت مـ.ـا.تلبسهوش و قالت انها هتشيلهولك لحد ما تلبسهولك يوم فرحك ، و عشان كده انا جيبتك هنا عشان البسهولك باديا زى ما كانت بتتمنى
ليمد يديه حول عنقها و هو يلبسها اياه لترتمى رهف باحضانه و هى تجهش بالبكاء فيضمها رابتا عليها بحنان قائلا : هتوحشينى … البيت مش هيبقى له طعم من غيرك .. مبروك يا حبيبتى .. الف مبروك بتمنالك السعادة من كل قلبى
رهف و هى تجفف دمـ.ـو.عها : الله يبـ.ـارك فيك يا بابا ، و مبروك لحضرتك انت كمان .. و ان شاءالله انت كمان تبقى سعيد و مبسوط
مدكور : ربنا يكتبلنا الخير كله من عنده .. ياللا عشان ترجعى تكملى اللى كنتى بتعمليه و عاوز الابتسامة مـ.ـا.تفارقش وشك النهاردة
و عنـ.ـد.ما همت رهف بمغادرة الغرفة قال : خدى المجوهرات معاكى
رهف بحيرة : ايوة .. بس هعمل بيها ايه و انا مسافرة
مدكور : خلاص مـ.ـا.تشغليش بالك .. انا هديها لمراد وهو هيتصرف
رهف : اللى حضرتك تشوفه
لتمر الساعات سريعة ليجتمع كبـ.ـار عاىلات الصعيد مع كبـ.ـار رجال الاعمال فى حفل زفاف انجال العزيزى و الذى تناولته بعض المواقع كحدث مباشر
لينتهى حفل الزفاف باصطحاب مراد لرهف و مغادرتهم القصر بملابس الزفاف بعد توديع الجميع الى الميناء الجوى لبدء رحلة شهر العسل
فى السيارة التى كان يقودها احمد زوج هدى و كانت هدى بصحبتهم .. كانت رهف كالتائهة و يبدو على ملامحها الذعر و هى تنظر من النافذة و تراقب قصرهم و هو يبتعد عن عينيها شيئا فشئ ، فقامت هدى باجلاس تميمة بين مراد و رهف و قالت : بقول لكم ايه .. مـ.ـا.تاخدوا تيمو معاكم ، مش هتاخد مكان .. قول لهم الماديلية بتاعتى
مراد ضاحكا : بس هيصادروها فى الجمارك .. هيخافوا النمل يتلم عليها
تميمة و هى تصع يدها على فستان رهف : هستخبى فى فستان رهف و مش هبان
مراد : فكرة برضة .. خلاص يا رهف دخليها معاكى فى الفستان
لتبتسم رهف نصف ابتسامة دون رد ليقول احمد : بس يا هدى مـ.ـا.تشبطيهاش لا تفضحنا فى المطار
هدى : انا عاوزاكم تكلمونى كل يوم ، و عاوزة صور كتير كتير ، و كمان تجيبولى هدية حلوة من تركيا و لتيمو كمان
تميمة : انا عاوزة عروسة
مراد و هو يقبل تميمة : احلى عروسة لكحكتى
احمد : عروسة مين يا عم ، احنا عاوزين عيال تلعب مع تيمو عشان تونسها
ليكسو الخجل ملامح رهف التى ذهبت ببصرها على الفور الى النافذة وسط ضحكات احمد و هدى ، اما مراد فكانت الابتسامة مرسومة على شفتيه دون تعليق
وبعد ان وصلا الى الميناء الجوى .. تبادلوا السلام و التهنئة مرة اخرى بعد ان اخذت هدى رهف بين احضانها و قالت لها هامسة : سيبى نفسك للدنيا يا رهف و انبسطى و اوعى تخافى .. خلى عندك ثقة فى مراد .. صدقينى مراد هياخد باله منك و هيعمل كل ما فى وسعه عشان يسعدك .. و حاولى تتكلمى معاه و تطلعى اللى فى قلبك .. ابنى قناة للحوار بينكم يا رهف .. مـ.ـا.تستنيش حد يبنيهالك
اما بالقصر .. فبعد ذهاب جميع المدعوون ، بقى سليمان باستضافة مدكور ليبيت ليلته بالقصر بعد ان تم الاتفاق على سفر الجميع الى القاهرة فى اليوم التالى استعدادا للزواج الجديد
↚
فى الطائرة المتجهة الى تركيا .. كانت تجلس رهف الى جوار مراد و هى كالموتى ، فكانت يداها بـ.ـاردة كالثلج تتشبث بحواف مقعدها و عيونها ذائغة فى كل اتجاه لا تستقر على شئ لاكثر من لحظة و هى تجاهد لرسم ابتسامة على شفتيها التى لولا طلاء الشفاة لاجزمت انها باهتة بهوت اشجار الخريف
و كانت المضيفات يرحبن بها و بمراد مع ترديد عبـ.ـارات المبـ.ـاركة و التهنئة التى اشترك فيها الكثير من الركاب ، و كان مراد يرد عليهم بايماءات من رأسه يصاحبها ابتسامة دبلوماسية كامتنان للجميع
و ما ان استقر مراد بمقعده و التفت اليها ليشعر على الفور بما تعانيه فقال لها بخفوت : ايه يا رهف .. انتى خايفة من الطيارة و اللا ايه
لتهرب عبرة خائنة من مقلتيها عنـ.ـد.ما احنت راسها و هى تحاول مداراة رعـ.ـبها الساكن بجوانبها ، فقال مرة اخرى : انا عارف انك ماركبتيش طيارات قبل كده .. بس مش لدرجة الرعـ.ـب ده .. مـ.ـا.تخافيش كده
رهف و عى تحاول السيطرة على نبرات صوتها المتهدجة : مش الطيارة بس اللى مخوفانى
مراد بفضول : ايه تانى مخوفك اومال
رهف بيأس : مش هتفهمنى
مراد : طب ما تحاولى تتكلمى .. مش يمكن افهمك
رهف و هى تمسح على وجهها : طول عمرى كنت لوحدى ، و خدت على كده .. بس على الاقل كنت ببقى عارفة ان دادة زينب و امينة حواليا .. لكن دلوقتى …..
مراد : دلوقتى حاسة بالوحدة اكتر من غيرهم .. هو ده اللى تقصديه
رهف بتردد : مش بالظبط
مراد : طب ايه
رهف بخفوت : حاسة انى عاملة زى اللى مابيعرفش يعوم و رموه فى البحر مرة واحدة و سأبوه و قالوا له عوم لوحدك
ليصمت مراد لبرهة و هو يفكر فى معنى حديثها ثم قال : و يا ترى تقصدى ايه بالبحر بالظبط .. السفر و اللا الطيارة … و اللا جوازنا
رهف و هى تختلس النظرات الى رد فعله : كله
مراد : انتى حاسة انك لسه مش مستعدة لجوازنا .. كنتى حابة ننتظر شوية كمان
رهف بتنهيدة حارة و هى تتذكر كلمـ.ـا.ت هدى لها وقت الوداع : انا بس مش فاهمة
مراد : و ايه اللى مش فاهماه
رهف : مش فاهمة يا مراد .. و مش عارفة اذا كان جوازنا ده بالنسبة لك عن قناعة خاصة و اللا مجرد ارضاء لبابا
مراد و قد وجدها فرصة جيدة لخوض حديث تمنى حدوثه : طب ما تيجى نجيبها من الاول يا رهف
رهف باستغراب : هى ايه دى اللى نجيبها من الاول
مراد : من فترة كده دار ما بيننا حوار كان معناه انك يمكن تكونى مش موافقة على جوازنا من البداية
رهف بحمحمة : لاأاا .. مش ده اللى كنت اقصده
مراد : اومال كنتى تقصدى ايه
رهف : اقصد انك ما اهتمتش تعرف رأيى .. و خصوصا ان بابا هو اللى …
و عنـ.ـد.ما صمتت قال لها مراد بالحاح : بابا هو اللى ايه .. كملى
لتنظر له رهف بحزن و تقول : بابا هو اللى طلب منك تتجوزنى
ليصمت مراد و هو يتنقل بين عينيها و الذى لاول مرة يشعر بألم ساكن بداخلها و قال : انتى تقصدى انى ممكن اكون مجبر على جوازنا
رهف و هى تنظر بعيدا : ايه … مش هى دى الحقيقة
مراد : طب و انتى ايه اللى خلى الفكرة دى جت فى دماغك
رهف : تقصد ايه اللى اكدهالى
مراد بذهول : و كمان اكدهالك … طب فهمينى
رهف : افهمك ايه .. افهمك اننا مكتوب كتابنا من اكتر من سنتين ، و انك طول ما انت موجود و فى نفس البيت و احنا تقريبا مافيش حوار بيننا
افهمك انك تقريبا ما كنتش تعرف رسالة الدكتوراة بتاعتى عن ايه لحد ما انا اتكلمت عنها فى العزومة بتاعة العشا اللى بابا بلغنا يومها بجوازه من تالا
اقول لك ايه و اللا ايه ، اقول لك انى لسه مجروحة منك من وقت ما اعتقدت انى بكذب عليك فى موضوع الاتيلية
مراد بدفاع : انا ما كذبتكيش
رهف بحزن: و ماصدقتنيش يا مراد غير لما سألت هدى و عرفت منها
مراد : مش دى الحكاية ابدا ، الحكاية ان الموضوع بالنسبة لى كان زى الصدمة .. الحقيقة انتى فاجأتينى بحاجة كانت مستبعدة جدا بالنسبة لى
رهف بفضول : و ليه بقى مستبعدة و جدا كمان
مراد بابتسامة : اولا لانى ماكنتش اعرف انك شاطرة اوى كده فى الحكاية دى
رهف بخجل : و عرفت منين بقى انى شاطرة و اوى كمان
مراد : من رأى كل الستات اللى شافوا شغلك ، او اتعاملوا معاه .. حتى تالا كنت شايف انبهارها بالفساتين بتاعتك اللى عرفت بعد كده انها من تصميمك
رهف : طب و ثانيا
مراد بجدية : ثانيا … انى ما توقعتش ابدا انك ممكن تقدرى تخطى خطوة زى دى من ورا عمى
رهف بخفوت : بالمناسبة .. يمكن ماجتش فرصة مناسبة انى اشكرك كفاية على وقوفك جنبى قدام بابا فى موضوع الاتيلية .. الحقيقة موقفك وقتها فاجئنى
مراد : ما هو اكيد ماكانش ينفع انى اسيبك تتعرضى للهجوم ده كله فى وجودى و اقف اتفرج عليكى
بس خلينا نرجع لحكاية انى متجوزك مجبر دى ، مش معنى ابدا كل الكلام اللى قلتيه ده انى مجبر على جوازنا يا رهف
لتنظر له رهف بعدم اقتناع فيكمل قائلا : انا راجـ.ـل عملى يا رهف ، و ده شئ لازم ت عـ.ـر.فيه و تتعودى عليه .. شغلى مهم جدا عندى و عشان كده بيبقى مستحوذ على كل اهتمامى .. و ده لانى ما كانش عندى حاجة غيره اهتم بيها
حتة انى ماكنتش اعرف موضوع رسالتك بالتفصيل .. فيمكن يكون كلامك فيه شئ من الحقيقة .. بس ده مش عدم اهتمام اد ماهو عدم فهم ، انا ما بفهمش فى القانون ، و عشان كده كنت بسمع و بس و مش هدافع عن نفسى و اقول لك انى صح .. ابدا ، انا بس بقوللك القصة و ما فيها
و لازم تفهمى حاجة مهمة جدا … من قبل ما عمى يتكلم فى موضوع جوازنا ، و انا كنت واخد جوازى منك شئ مفروغ منه و مسلم بيه
رهف بدهشة : ازاى بقى .. و مين اللى قال
مراد : العادات .. و التقاليد بتاعتنا … انتى فكرك لو كان ليكى اخ ، و اللا كان لينا ولاد عمام تانيبن .. كانت هدى اتجوزت من برة العيلة.. طبعا لا
رهف ببعض الحزن : يعنى لو مش اجبـ.ـار من بابا ، فاجبـ.ـار من العادات و التقاليد
مراد باستياء : و ليه واخداها انها اجبـ.ـار انا مش فاهم
رهف بسخرية : اومال اخودها ازاى
مراد : خديها ببساطة ، و احسبيها من زاوية تانية
رهف : زاوية ايه بقى دى
مراد : ان عمى هو اللى مربينى من بعد بابا الله يرحمه و بقى فى مكان والدى ، و لما آن الاوان انى اتجوز وافتح بيت .. حب انه يرشحلى عروسة اللى هو انتى ، و انا وافقت و اتجوزنا
رهف بسخرية : يااااسلاام
مراد : انا شايف ان الموضوع عادى جدا الا إذا… كنتى انتى اللى رافضة جوازك منى او ما زلتى
رهف بلهفة : لأ
مراد بابتسامة : اومال لازمتها ايه بقى كل اللفة دى
رهف بخجل : يمكن لانى ماعرفكش يا مراد .. بعد العمر و السنين دى كلها حاسة انى ماعرفكش
مراد بابتسامة : يا ستى بكرة ت عـ.ـر.فينى
رهف بامتعاض: و هعرفك ازاى بقى و انت الشغل هو محور حياتك كلها
مراد : ماقلنا ده لانى ما كانش عندى غيره يشغلنى .. لكن اعتقد دلوقتى الوضع اتغير
رهف بخجل : و اتغير ازاى بقى
مراد ضاحكا : لا خلى ازاى دى بقى تبقى بالتجربة ، و انتى بنفسك اللى هتحكمى على التغيير ده
لتومئ رهف برأسها بهدوء لتجد مراد يمد يده ليمسك كفها قائلا : لسه خايفة من الطيارة
لتنظر رهف باتجاه زجاج النافذة لتكتشف انها بين السحاب و ان حديثها مع مراد جعلها تغافلت عن شعور الخوف الذى كان يملأ جنباتها فقالت بابتسامة رضا : لأ .. خلاص الحمدلله عدت
……………………….
فى فيلا سليمان بالقاهرة كان يجلس مدكور بابهى طلة لرجل فى عمره ، فكان يجلس بخيلاء بجوار سليمان و بصحبتهم تالا و هى ترتدى ثوب العرس الذى قد صمم مدكور على ان ينتقيه بنفسه ليضمن حشمته و وقاره
كان القاضى الشرعى يقوم بانهاء اوراق عقد القران بعد ان انتهى من عقده فى حضور هدى و زوجها احمد الذى كان شاهدا على عقد القران مع المحامى الخاص بسليمان و عدد محدود جدا لا يتعدى العشرة اشخاص من اصدقاء تالا و اسرة سليمان
و بعد ان انتهى القاضى الشرعى من اجراءاته قام بلملمة دفاتره و هنأ العروسين و غادرهم ليقول سليمان بمرح : ياللا يا عريس .. لبس عروستك شبكتها
لتتقدم هدى من عمها لتناوله صندوقا من القطيفة الفاخرة و هى تقبل رأسه و تقول بدبلوماسية : اتفضل يا عمى .. ألف مبروك
ليلتقط مدكور الصندوق و يقوم بفتحه ليظهر طاقما من الالماس الخالص الذى ينطق بالبذخ الشـ.ـديد و الذى سرق انظار الجميع و بمقدمتهم تالا و التى كانت متشوقة لرؤية هدية الزفاف التى وعدها بها مدكور حين قال لها بعد زفاف رهف : شبكتك دى المفروض انها هديتى ليكى ، و دى اول هدية منى ليكى و انتى على ذمتى .. يعنى لازم تكون تليق بينا احنا الاتنين
ليلتقط مدكور الخاتم الذى كان يقدر بعدد ليس بالقليل من قراريط الالماس و مد يده ليلتقط كف تالا التى تراقب الحاتم بانبهار و البسها اياه و هو يقول : اتمنى يكون ذوقى عجبك
تالا و هى تعبر عن انبهارها : الا عجبنى .. ده يجنن يا حبيبى .. ذوقك تحفة .. ميرسى
سليمان : الف مبروك يا عرسان .. مبروك يا بيبى
تالا : الله يبـ.ـارك فيك يا دادى
مدكور بمرح : عقبالك يا سليمان
سليمان ضاحكا : ايدى على كتفك .. الاقى بس عروسة حلوة كده و تحبنى زيكم كده
و كان هناك مصورا صحفيا عمله الاوحد التقاط الصور لتالا و مدكور و بعض اللقطات لعقد القران و التى اتفقت معه تالا على كيفية توظيف تلك اللقطات فيما بعد
و بعد القليل من الوقت نهض مدكور قائلا : ياللا بينا
سليمان : هتمشوا من دلوقتى .. لسه بدرى على معاد الطيارة
مدكور : يادوب على مانغير هدومنا
تالا : انا بعتت شنطى كلها مع السواق اللى بعتهولى الصبح
مدكور : و وصلوا من وقتها .. ياللا بينا
………………..
امام عمارة أنيقة بحى الزمالك على النيل مباشرة .. توقفت سيارة مدكور ليهبط منها وسط استغراب تالا التى قالت بفضول : انت وقفت هنا ليه
مدكور : وصلنا
تالا و هى تتلفت حولها بدهشة : وصلنا فين .. مش الفيلا بتاعتك فى …
مدكور مقاطعا : الفيلا دى بتاعة رهف و مراد ، انما احنا هنعيش هنا فى شقتى
رهف بذهول : انت اول مرة تجيبلى سيرة الكلام ده
ليترجل مدكور من السيارة و يتجه الى الباب الخاص بها ليفتحه و يمد يده إليها ليساعدها على الهبوط من السيارة و الصعود الى شقتهم و هو يقول : اوعى تفكرى ان عشان مراد يبقى ابن اخويا و جوز بنتى كمان .. انى ممكن اسمح انكم تعيشوا مع بعض تحت سقف واحد
ثم انا عاوزك تبقى فى بيتك براحتك و بكامل حريتك ، ماينفعش حد يشاركك فى مملكتك دى .. و اللا ايه ، وكمان انا مش حابب ان يبقى فى بيننا عزول .. مش بذمتك عندى حق
تالا بتردد : ااايوة طبعا
و ما ان وصلا الى شقتهما حتى وجدتها جميعا مضاءة بانوار خافتة و مزينة بالورود و الشموع ، و وجدت مدكور قد اعد لها مأدبة عشاء فاخرة فقالت باستغراب : انت مش قلت هنغير هدومنا و نطلع على المطار على طول
مدكور : الكلام ده كان عشان الناس و الاعلام و بس
تالا : طب اومال ايه
مدكور بخبث : احنا هنقضى الليلة هنا فى بيتنا .. انا و انتى و بس ، و بكرة بالليل ان شاء الله نطير على شهر العسل
تالا بلجلجة : طب و ليه ماقلتش لدادى على الاقل يتطمن علينا
مدكور ضاحكا : انسى دادى بقى .. احنا مش قلنا لازم نعرف الفرق بين قبل و بعد .. ياللا يا حبيبتى .. تعالى اوصلك اوضة النوم و اوريكى الحاجات اللى مجهزهالك عشان تغيرى هدومك ، و اااه .. اعملى حسابك ان تليفوناتنا هتتقفل لحد ما نرجع القاهرة
تالا : طب كده الناس هتقلق علينا
مدكور : لا مـ.ـا.تقلقيش .. انا بلغت كل الناس فماحدش هيقلق علينا
…………………
بعد مرور شهر و فى فيلا رهف فى القاهرة
كان موعد عودة رهف و مراد من تركيا .. و كان فى استقبالهم هدى و تميمة و زينب و امينة ، و ما ان دلفا الى الداخل ، حتى هرعت رهف الى احضان زينب و هى قائلة باشتياق : وحشتينى اوى يا دادة
زينب بحب : انتى اكتر يا قلب دادة ، و لو ماكنتيش وحشتينى بالشكل ده ماكنتش طاوعتك ابدا و جيت لحد هنا النهاردة
مراد ضاحكا و هو يحتضن هدى و تميمة : و الله الواحد حاسس انه مسافر بقاله كتير اوى
هدى بمرح : ليه يا عم مراد كنت حاسس بالغربة و اللا ايه
مراد : لا وانتي الصادقة .. اخدت على الكسل ، مش عارف ازاى هبقى مطالب انى اصحى بدرى و انزل شغلى من تانى
رهف و هى تحتضن امينة بسعادة : جايبالك معايا اخبـ.ـار تجنن بخصوص الشغل
امينة : ده انتى اللى تستعدى عشان تسمعى الاخبـ.ـار اللى هنا
زينب : مش هنبتديها شغل.. ياللا اطلعوا غيروا هدومكم و انزلوا عشان نتغدا سوا .. زمان مدكور بية على وصول
رهف : هو بابا وصل
هدى : كلمنا الصبح و قال انه هييجى يتغدا معانا
رهف بحنين : وحشنى اوى
زينب : و اكيد انتى كمان وحشتيه .. ياللا اطلعوا اعملوا زى ما قلتلكم
وبعد صعود مراد و رهف الى غرفتهما .. يلاحظ مراد ان رهف يعتليها الشرود فجذبها تحت جناحه قائلا: سرحانة فى ايه
رهف : مش عارفة يا مراد ، دى هتبقى اول مرة اتعامل فيها مع رهف و هى مراة بابا .. حاسة انى مش على راحتى
مراد : لازم تبقى على راحتك .. و لازم تفتكرى ان انتى هنا فى بيتك و هم جايبن ضيوف عليكى
رهف بذهول : بابا هيبقى ضيف على بيته
مراد بتوضيح : مـ.ـر.اته هتبقى ضيفة عليكى ، ثم انا فهمتك ان عمى اخد شقة لوحده عشان يبقى هو براحته و احنا براحتنا
رهف بتنهيدة : عمرى ما اتخيلت انه ممكن يبعد عنى
مراد : طب ماهو كان بينزل القاهرة و يسيبك
رهف : كنت ببقى عارفة انه يومين و اللا تلاتة و راجع ، لكن بالوضع ده …
مراد : بالوضع ده ايه بس يا رهف ، دا احنا مع بعض فى القاهرة ، و المسافة يعنى مش كبيرة للدرجة دى ما بيننا و بينه
لتصمت رهف على مضص ، ليلاحظ مراد امتعاضها فيكمل حديثه قائلا : حاولى تاخدى الموضوع ببساطة اكتر من كده
رهف : مش قادرة اتصورها مكان امى يا مراد ، مش قادرة اتخيل حتى انها ممكن تدخل اوضتها
ليديرها مراد لتقف بين يديه ليقول لها بجدية: اوعى تفكرى ان عمى ماعملش حساب النقطة دى ، اومال انتى متخيلة سكن بيها بعيد ليه ، ماهو عشان كده ، عمى كان حريص لاقصى درجة انه يحافظ على مشاعرك و على ذكرى مامتك الله يرحمها فى نفس الوقت
رهف : الاختيارين احلى مافيهم مر يا مراد .. يمكن مـ.ـا.تصدقش لما اقول لك ان بعد بابا عنى هياثر فيا اوى ، كلكم معتقدين ان عشان كان دايما بيتعامل معايا بجد زيادة عن اللزوم ان بعده مش فارق معايا .. لكن بالعكس .. انا رغم كل شئ الا انى كنت دايما ببقى متطمنة و انا شايفاه قدامى
مراد بامتعاض : و انتى مش متطمنة بوجودى معاكى
رهف : اقصد انى كنت ببقى متطمنه عليه يا مراد .. مـ.ـا.تنساش انى ماليش غيره فى الدنيا دى
مراد بعبوس : اومال انا ابقى ايه بقى
رهف بابتسامة : انت جوزى .. لكن هو ابويا ، يعنى ما ينفعش اقارنكم ببعض
مراد بتنهيدة : غلبتينى يا ست رهف .. بس انا برضة مش عاوزك تاخدى الموضوع بمأساوية اوى كده ، و مـ.ـا.تحمليش هم ، انا ما اعتقدش ان عمى اصلا يقدر يبعد عنك
بعد مضى فترة من الوقت .. وصل مدكور بصحبة تالا التى تغير مظهرها مئة و ثمانون درجة .. فكانت ترتدى ملابس انيقة محتشمة لم يعتادها عليها احد و كانت شبه متجهمة تتعامل برسمية مع الجميع
و ما ان علمت رهف التى كانت مـ.ـا.تزال بالاعلى ان ابيها قد وصل ، حتى هبطت مسرعة و هى تقول بلهفة : بابا .. حمدالله على السلامة .. وحشتنى
لينهض مدكور من جلسته و هو يفتح لها ذراعيه قائلا بلهفة حقيقية : انتى اللى وحشتينى يا عفريتة .. اول مرة تغيبى عنى المدة دى كلها
ليتبادلا عناقا قويا لم يخلو من دمـ.ـو.ع رهف التى قبلت ابيها قائلة : ماكنتش فاكرة انى هوحشك كده .. كنت فاكرة انا بس اللى كده
ليضمها مدكور الى جناحه مقبلا رأسها و هو يقول : و مين بقى اللى قال الكلام ده .. ده انتى وحشتينى من قبل حتى ما تسافرى .. تعالى اقعدى جنبى و احكيلى .. انبسطتى فى شهر العسل
كان مراد كان وصل اليهم هو الاخر فقال بترحيب : اهلا اهلا يا عمى حمدالله على السلامة .. و مبروك
ليتبادلا الاحضان فى حين ذهبت رهف الى تالا و قالت : ازيك يا تالا .. حمدالله على السلامة
تالا بعنجهية : ميرسى يا رهف .. و حمدالله على سلامتكم انتم كمان
مراد بدبلوماسية : حمدالله على السلامة يا مدام تالا … و الف مبروك
تالا بابتسامة : الله يسلمك يا مراد .. ميرسى
مدكور و هو يسحب رهف من يدها ليجلسها تحت جناحه : ها .. احكيلى بقى .. انبسطتى
رهف : الحمدلله يا بابا .. انبسطت اوى
مدكور بمرح : و الولد مراد عرف يفسحك كويس
رهف ضاحكة : الحقيقة احنا الاتنين فسحنا بعض كويس جدا
هدى : ازاى بقى احكولنا
مراد و هو يبادلها الضحكات : اكتر من مرة تطلع فى دماغها انها عاوزة تنزل تتمشى ، و كنا فى الاول مش واخدين خوانة طبعا و لسه ماحفظناش الاماكن ، و كنا نفضل من هنا لهنا لحد ما فجأة نلاقى روحنا فى مكان مالوش معالم
مدكور : طب و بعدين
رهف ضاحكة : و لا قبلين .. كنا بنقول يا غربتى ، و نقعد ندور على تاكسى يرجعنا الاوتيل و معظم المرات كنا نكتشف اننا اصلا جنب الاوتيل و مش عارفين
مراد : بس طبعا اتعلمنا بعد كده
مدكور : و عملتوا ايه بقى لما اتعلمتوا
مراد و هو يقبل تميمة الجالسة فوق قدميه : بقينا ناخد خريطة من الاوتيل قبل ما نتحرك
امينة : و عملتى ايه فى الشغل طمنينى
رهف بسعادة : مضينا العقد الحمدلله .. و هنبتدى فى التنفيذ خلال شهر بالكتير
امينة و هى تصفق بمرح : الله عليكى هو ده الكلام
هدى : ده بقى طبعا غير الخبر اللى ليكى عندى
رهف : خبر ايه يا ترى
هدى و هى تصفق بيديها برتم منتظم : لقينا المقر الجديد اللى فى القاهرة و كتبنا العقد اول امبـ.ـارح و الاجمل انه مش محتاج توضيب خالص ، و جاهز على الفرش و الشغل على طول
امينة بحماس : و اتعاقدنا على المكن كله و هيوصل و هيتركب بكرة ان شاء الله
لتنهض رهف من مكانها لتحتضن هدى و امينة بسعادة قائلة : احلى اخبـ.ـار من احلى هدى و امينة فى الدنيا كلها
مراد : مبروك يا رهف .. الف مبروك
رهف بسعادة : الله يبـ.ـارك فيك
مدكور : الف مبروك يا حبيبتى .. تستاهليها
رهف بفرحة شـ.ـديدة : بجد يا بابا .. حضرتك شايف انى استاهلها
مدكور : طبعا يا حبيبتى .. كفاية انه مجهودك انتى ، حلمتى حلم مشروع و حققتيه برضة بطريقة مشروعة .. فطالما حقك و تعبك يبقى تستاهليه
كانت تالا تراقب حديثهم بخليط من الحقد و السخرية اللذان لم تستطع مداراتهما لتلاحظ هدى ملامحها التى تنم عن كره شـ.ـديد لما يدور حولها فقالت لها : و انتى يا تالا
تالا بانتباه : انا ايه
هدى : انبسطتى فى شهر العسل
تالا بسخرية : ااه اومال ايه .. انبسطت جدا
هدى : بس الصراحة .. حلو اوى اللوك الجديد بتاعك ده ، مظهرك اتغير بالكامل .. ادالك كده مظهر فيه وقار يجنن ، و حلو انك لابسة من خط الانتاج بتاع رهف
تالا : تقصدى مظهر اكبر من سنى
رهف : بالعكس يا تالا .. اى حد يشوفك هيديكى اصغر من سنك ، و بعدين الدريسات دلوقتى بقت لكل الاعمار ، انا حتى انطلب منى انى اصمم مجموعة دريسات للسن اللى تحت العشرين
تالا ببعض الامتعاض : بس برضة .. المفروض اللبس بالذات بيبقى حرية شخصية
رهف بعدم فهم : ااه طبعا .. بس انا مش فاهمة ، مش انتى اللى مختارة الفستان ده عشان تلبسيه
تالا و هى تنظر لمدكور بزاوية عينيها: مش بالظبط
رهف : مش فاهمة
مدكور مقاطعا حديثهم : هو انتو مش ناويبن تأكلونا و اللا ايه .. انا جعت
و اثناء الطعام قالت هدى : انا عاوزة اوجه الدعوة لبعض رجال الاعمال اللى بيشتغلوا فى الازياء فى الحفلة اللى هتتعمل
مدكور : انا قلت لك ان الحفلة مسئوليتك .. شوفى ايه المناسب و اعمليه
تالا ببعض الاعتراض : الحفلة دى اللى المفروض كل الناس المهمين هيحضروها .. يعنى لازم تبقى تحت اشراف ناس متخصصة فى الكلام ده ، و كمان دادى قاللى انه كلم مكتب تنظيم حفلات هم اللى هيتولوا الحكاية دى
مدكور و هو يكمل طعامه : يبقى المكتب ده يتصل بهدى .. لان هى اللى هيبقى معاها كل التفاصيل .. و مـ.ـا.تشغليش انتى بالك بالحكاية دى ، المفروض ان انتى العروسة .. فسيبك من التفاصيل دى و مـ.ـا.تشغليش بالك بيها
↚
مدكور و هو يكمل طعامه : يبقى المكتب ده يتصل بهدى .. لان هى اللى هيبقى معاها كل التفاصيل .. و مـ.ـا.تشغليش انتى بالك بالحكاية دى ، المفروض ان انتى العروسة .. فسيبك من التفاصيل دى و مـ.ـا.تشغليش بالك بيها
ليظهر الامتعاض جليا على وجه تالا و هى تحاول العودة الى طعامها مرة اخرى .. لتقول هدى : لو انتى حابة حاجة معينة بلغينى بيها و انا هعملهالك يا تالا
تالا و هى تحاول كسب تعاطف مدكور : مش حكاية حاجة معينة .. بس زى ما انتو عارفين .. احنا اتجوزنا من غير فرح .. فكنت حابة ان الحفلة تتنظم من ناس بروفيشنال عشان الحفلة تليق باسمى و باسم مدكور
هدى ببساطة : مـ.ـا.تقلقيش خالص … و ياريت تأجلى حكمك لبعد الحفلة ، انتى نفسك بعد كده هتتمنى لو ينفع انك تطلبى منى انى اشرف على تنظيم اى حفلة تعمليها
كان مدكور قد انهى طعامه فنهض من مكانه قائلا لزينب : تسلم ايدك يا زينب .. اكلك كان واحشنى جدا
زينب بود : بالف هنا على قلبك يا مدكور بية .. و الله انت اللى كنت واحشنا كلنا
مدكور و هو يتجه الى البهو الخارجى : طب انا مستنى القهوة بتاعتى
ليلحق به مراد على الفور تاركا رهف بصحبة امينة و تالا بعد ان تركتهم زينب لاعداد القهوة لمدكور ، فقالت هدى : ها يا رهف .. احكيلنا .. اخبـ.ـار تركيا ايه
رهف : احنا مش هيبقى لنا سيرة غير عنها لمدة طويلة .. خلونا نسمع تالا .. احكيلنا يا تالا .. عملتى ايه فى فرنسا .. انبسطتى
تالا بكبر : اوى .. اد ايه بلد جميلة و شيك و راقية
هدى : كل بلد فيها و فيها يا تالا .. انتى بس اللى ماشفتيش غير اللى على الوش
تالا : يمكن ، بس الحقيقة الجو هناك يجنن
رهف بحمحمة : و يا ترى مبسوطة مع بابا
تالا : الا مبسوطة .. مدكور ده راجـ.ـل لكل العصور زى ما بيقولوا
رهف : ازاى بقى
تالا ضاحكة : يعنى تشوفيه تقولى راجـ.ـل جد و دقة قديمة
و رجعى ، لكن فجأة تلاقيه بيعرف يعمل كل حاجة ، ده انا حتى متهيالى انه ممكن يكون بيعرف حاجات مراد نفسه مايعرفش يعملها
رهف : ربنا يسعدكم
هدى : اهم حاجة انكم تبقوا مبسوطين
اما لدى مدكور .. فكان يرتشف قهوته باستمتاع فى حين كان مراد يتحدث قائلا : ها يا عمى طمننى .. عامل ايه
ليضحك مدكور بصخب و يقول : عامل عريس
مراد بمرح : واضح ان الموضوع جه على مزاجك
مدكور : حد يلاقى دلع و ما يتدلعش ياسى مراد
مراد : لأ ازاى .. يتدلع طبعا ، بس انا اقصد عامل ايه مع سليمان بية
مدكور و هو بختلس النظر اتجاة غرفة الطعام : لسه ما اديتلوش فرصة انه حتى يشوفنى .. بس عازمنا على العشا عنده بكرة
مراد : طب انا كنت محتاج انور معايا الفترة اللى جاية دى ، يا اما يجيني .. يا اما هضطر اسافر له انا
مدكور بتفكير : خليه هو يجيلك كام يوم على ما ترتب حالك و تعرف الدنيا هتمشى بعد كده ازاى
مراد و هو يلتفت بدوره ناحية غرفة الطعام : انور اشتكالى من سليمان و انا مسافر
مدكور بفضول : ليه .. ايه اللى حصل
مراد : فاجأهم بزيارة بحجة انه بيتابع الشغل اثناء غيابنا و طلب منه تقرير شامل عن المجموعة و المشاريع اللى شغالة و العملاء و حاجات زى كده
مدكور بسخرية : و بعدين
مراد : ابدا .. انور قال له انه يقدر يعمل له التقرير ده عن المشروع اللى هو شريك فيه .. لكن غير كده فهو مايقدرش لانها اسرار شغل
مدكور باعجاب : برافو .. بس يا ترى الكلام ده بقى عجب سليمان
مراد بسخرية : عمل انه مبسوط منه و انه بس كان عاوز يشوف الموظفين بتوعنا عندهم سرعة بديهة و اخلاص لينا و اللا لا
ليضحك مدكور بشـ.ـدة ليرى تالا و هى قادمة اليهم و من خلفها رهف و امينة و هدى ، و يظل على ضحكاته حتى جلست بجواره و قالت : خير يا حبيبى .. ايه اللى بيضحكك اوى كده
مدكور : ابدا يا حبيبتى … اصل مراد كان بيحكيلى على حاجة كده بس جـ.ـا.مدة
تالا بدلال : طب ايه .. مش هتضحكنا معاكم
ليتبادل مدكور النظرات مع مراد ثم يقول : ماينفعش .. حاجة رجالى ، ماينفعش احكيها كده
ثم التفت لرهف قائلا : اما جيبتلك شوية هدايا من فرنسا انما ايه .. هتعجبك اوى
رهف بامتنان : ميرسى يا بابا .. مانحرمش منك ابدا
مدكور : و انتى يا هدى ، و أمينة و زينب و طبعا تميمة ، بس مالحقتش اجيبها معايا النهاردة .. كنت مستعجل عشان اشوفكم لانكم كنتم واحشننى جدا
رهف : انا كمان جيبتلكم كلكم حاجات حلوة اوى من تركيا ، متأكدة انها هتعجبكم ان شاء الله
ليقف مدكور استعدادا للرحيل قائلا : طب انا هسيبكم بقى عشان فعلا محتاج انى انام .. و ان شاء الله اشوفكم قريب
رهف بلهفة : طب ما تخليكم معانا يا بابا الليلة دى حتى ، اطلع نام و استريح و اما تصحى ابقى شوف اللى وراك
مدكور : لا يا حبيبتي ، و اتعودى بقى ان خلاص كل واحد مننا بقى له مكانه
زينب : قول لها يا مدكور بية ، احسن دى مفكرانى هقعد معاها هنا طول العمر
مدكور : كل واحد يشوف اللى يناسبه و يعمله .. خلاص كده .. الكل بقى كبير كفاية .. ياللا سلام
……………….
وصل مدكور الى شقته مع تالا التى كان الصمت حليفها طوال الطريق .. و ما ان دلفا من الباب حتى قالت بتردد و هى تحاول قياس رد فعل مدكور : احنا لسه بدرى اوى يا حبيبى .. انت هتنام بصحيح من دلوقتى
مدكور : مش حكاية بدرى و وخرى ، احنا تقريبا مانمناش من امبـ.ـارح ، و جينا من السفر يا دوب حطينا شنطنا و غيرنا هدومنا و نزلنا من تانى ، فاكيد جـ.ـسمنا محتاج يستريح
تالا بامتعاض : انا دادى وحشنى .. و كنت عاوزة اشوفه
مدكور : طب ماحنا هنشوفه بكرة بالليل .. مش هو عازمنا بكرة على العشا
تالا : هو انا لسه هستنى لبكرة
مدكور و هو يتجه الى غرفة نومهما : ماقدمكيش حل تانى يا حبيبتى
تالا بتردد : طب ايه رايك .. على ما انت تستريح شوية اكون انا روحت شفته و سلمت عليه و جيت تانى بسرعة
ليتوقف مدكور عن استكمال طريقه و يلتفت اليها قائلا بترصد كامن : هو دادى ساكن فين .. فكرينى كده
تالا بدهشة : انت ناسى بيت دادى فين !! .. فى مصر الجديدة
مدكور : و انتى بقى عاوزة تنزلى و احنا فى الزمالك و لوحدك و دلوقتى عشان تشوفى دادى اللى فى مصر الجديدة
لتشعر تالا انها قد وقعت بكمين فقالت بتردد : و ووو فففيها ايه .. عااادى يعنى ماهياش اول مرة اخرج لوحدى فى الوقت ده
مدكور بحزم : سبق و قلت لك من قبل ما نتجوز انك تنسى كل ده ، و اعتقد انى نبهتك انك و انتى شايلة اسمى حاجة و وانتى من غيره حاجة تانية
تالا بامتعاض و قد ارتفعت نبرة صوتها : و ده ايه علاقته بانى عاوزة اشوف دادى و اسلم عليه ، ما انت كمان روحت سلمت على بنتك اول ما جينا
مدكور بتحذير : حذارى نبرة صوتك تعلى تانى مرة و انتى بتتكلمى معايا يا تالا
تالا بلجلجة : انا ما اقصدش .. انا بس …
مدكور : و لا بس و لا ما بسش .. ، و ما فيش حاجة اسمها اشمعنى ، احنا متفقين من قبل ما ننزل من فرنسا اصلا ، و انتى ماجيبتيش سيرة انك عاوزة تشوفى دادى قبل العزومة اللى عاملهالنا ، لانك لو كنتى قلتيلى كنت انا من نفسى وديتك بعد ما مشينا من عند مراد و رهف او حتى قبل ما نروحلهم ماكانتش هتفرق ، لكن كونك جاية تقولى دلوقتى بعد ما وصلنا هنا .. فده مالوش تفسير غير انك مقررة مع نفسك انك عاوزة تنزلى لوحدك و تروحى من غيرى فى الوقت ده
ليصمت لثوانى و هو يراقب ملامح وجه تالا الممتعضة و نظراتها الغير مستقرة على مكان واحد و اكمل حديثه قائلا .. انا اللى عندى قلتهولك .. ادخلى غيرى هدومك و نامى او اعملى اللى انتى عاوزاه ، لكن نزول و لوحدك فى الوقت ده مش هيحصل .. انتى فاهمة 🙄
لتمتعض ملامح تالا بشـ.ـدة و تتركه و تذهب مسرعة الى غرفتهما و هى تتصنع البكاء
لتتناول ملابس نومها و تتجه مرة اخرى الى خارج الغرفة و هى ترسم على ملامحها الحزن الشـ.ـديد ، ليتجه مدكور هو الاخر الى الغرفة ليقوم بتغيير ملابسه و دخل الى الفراش و ذهب فى نوم عميق فى وقت قصير جدا
اما بالخارج .. فقد قامت تالا بتغيير ملابسها و تعمدت المكوث بالخارج و هى تظن ان مدكور سوف يأتى ورائها لمصالحتها و القيام بكل متطلباتها ، و لكن انتظارها طال لاكثر من اللازم .. لتمر ساعة تلو الاخرى و هى مازالت فى الانتظار و لا تعلم بأن مدكور فى عالم اخر بين غيامـ.ـا.ت احلامه ، حتى سحبها النوم هى الاخرى و هى جالسة بمكانها
………………..
فى فيلا رهف
كان مراد قد ترك الاناث لشئونهن ، و جلس بغرفة المكتب ليتابع بعض من الاعمال المتراكمة التى فى انتظاره كى ينهيها ، و كان انور معه على الهاتف فى محادثة فيديو يقول : كل الملفات اللى باقية بعد كده تخص المشروع اللى مع جاسر و سليمان الانصارى ، بس فيهم ملف لازم يبقى قدامك و فى ايدك و انت شغال عليه يا مراد ماينفعش نظام الاون لاين ده
مراد : تقصد الحسابات
انور : لا .. اقصد مقاولين التشطيبات
مراد : مالهم
انور : فى مكتبين مقاولين جداد .. سليمان صمم اننا نضمهم للناس بتوعنا
مراد بحدة : يعنى ايه صمم و ازاى انت و جاسر تسمحوا بالكلام ده ، ثم فين الناس بتوعنا
انور : مـ.ـا.تنساش ان مافيش فى العقد اللى بيننا و بينه حاجة تقول انه مالوش علاقة بالكلام ده
مراد : ازاى يعنى
انور : زى ما بقول لك كده ، انا هبعتلك ايميل حالا بصورة العقد … و انت هتتاكد بنفسك ، انا حاولت اطلع منه اى كلمة تقول انه يخليه فى حاله مالقيتش
مراد : طب الناس دى عندها مشاكل و اللا ايه النظام
انور بسخرية : الناس دى ما هى الا سليمان ذات نفسه بس بيحسن دخله بعد الضهر
مراد : مش فاهم
انور : يعنى مكتبين المقولات دول ملك سليمان الانصارى يا مراد .. ركز مع اخوك الله يبـ.ـارك لك
مراد بدهشة : طب و ليه
انور بتوضيح : عشان يبقى من دقنه و افتلله
مراد بتهكم : انت عاوز تفهمنى يعنى ان مكتبين المقاولين دول هم اللى هيفرقوا معاه
انور : انت مش فاهم
مراد : فهمنى
انور : المكاتب دى بتقوم بشغلها على الورق بس ، لكن فى الواقع بقية المقاولين هم اللى قايمين بكل الشغل الفعلى
مراد بحدة : و انت ازاى تسكت على الكلام الفارغ ده يا انور .. ده كده سرقة علنى
انور : هو انت دايما حمقى كده ، مين قال لك انى سكتت
مراد : و عملت ايه بقى
انور : خليت المحامى بعت انذار رسمى بفسخ العقد بعد ما عملنا محضر اثبات حالة بعدم الالتزام بالعقد
مراد بابتسامة : و بعدين
انور بتهكم : و لا قبلين يا حبيبى .. شكل حما عمك حطنى فى دماغه و ناوى يسرحنى قريب بسميط و بيض و دقة
مراد بضحك : ايه .. عمل لك ايه
انور : ابدا يا اخويا .. لقيته بيكلمنى و بيقوللى لما تبعت للمكاتب عندى انذار بفسخ التعاقد يبقى الظاهر نسيت انك بتشتغل عندنا .. انا اللى بنذرك انك تلتزم بحدود شغلك يا هتلاقى جواب فصلك بين ايديك
ليضحك مراد بشـ.ـدة و يقول : ها و بعدين
انور ببراءة : و الله يا مراد ياخويا .. لما فكرت فيها قلت و ليه لا
مراد بفضول : هو ايه ده مش فاهم
انور : ماهو لو رفدنى هبقى فاضى .. فانا ايه بقى .. اروح للبت امينة و افرحها انى فضيت لها و نتجوز و نتلم بقى
مراد : هتتجوزها و انت عاطل و ماعندكش شغلانة
انور : لا مانا هخليها تاخدنى معاها الاتيلية
مراد ضاحكا : و هتعمل ايه بقى فى الاتيلية ان شاء الله
انور : الضم لهم ابرة .. اركب لهم زرار ، اقول لك .. هاخد لهم المقاسات
مراد و هو يلتقط انفاسه من شـ.ـدة الضحك : تصدق هتليق عليك .. و ابقى فكرنى اجيبلك متر لبان من بتاع مراتك
انور بامتعاض : هى فين مراتى دى مانتو مستوليين عليها ، هو انتو مش خلاص رجعتوا بالسلامة و سلمتوا و حكيتوا و اتكلمتوا ، مراتى مارجعتش ليه انا عاوز افهم
مراد : ترجع و اللا ما ترجعش انت مالك
انور بحدة : مالى ازاى يا جدع انت .. دى مراتى
مراد : يا عم بالراحة بس على حنجرتك ، انا اقصد انك حياللا كاتب الكتاب ، يعنى لسه فى بيت اهلها ، لما تبقى بقى فى بيتك يا معلم ابقى اعمل ما بدالك
انور : بس كده .. و حياتك عندى هو شهر من دلوقتى و هتشيل لقب حرمنا المصون
مراد ضاحكا : ده لو ربنا نجاك من سليمان و ماشاليتش لقب حرم المرحوم ، عموما .. ماشى يا عم .. مبروك مقدما
انور : طب برضة هتسيبوها تيجى امتى
مراد بمكر : ياعم هبعتهالك من الصبح .. بس ااه صحيح اعمل حسابك تبقى عندى فى القاهرة من بكرة
انور باستنكار : و ليه بقى ان شاء الله
مراد : ما انت لسه قايل ان فى حاجات محتاجة تتراجع و هى فى ايدى ، فاتفقت مع عمى انك تجيلى يومين كده نخلص فيهم الكلام ده
انور بمرح : طب مش تقول من بدرى ، هتلاقينى عندك الصبح .. ااه .. و ياريت تسك على الاوردر .. لغيناه
مراد : اوردر ايه ده بقى كمان
انور : اوردر حرمنا المصون .. اصلى قررت اجى استلمها بنفسى تيك اواى بلفة هدايا محترمة
………………..
اما لدى رهف فكانت امينة تحدثها قائلة : احنا عاوزين ناخدك بكرة الصبح نفرجك على المكان قبل ما يتفرش .. ايه رأيك
رهف : طبعا .. بس ماقولتوليش .. هو مكانه فين
هدى بخبث : فى الزمالك
رهف : وااو .. طب يا ترى بقى قريب من شقة بابا و اللا بعيد
امينة و هى تتبادل نظرات ملؤها التسلية مع هدى : الا قريب .. الحقيقة مش هتصدقى الصدف العجيبة اللى خلتنا فى نفس العمارة بتاعة عمو
رهف بانشـ.ـداه : مش معقوووول
هدى : لا معقول .. بس احنا فى الدور الارضى و لينا مدخل خاص بينا لوحدنا
رهف بفضول : و بابا عارف الكلام ده
امينة بجدية : انا عاوزاكى تسيبك من الكلام ده و تركزى فى المهم .. احنا محتاجين تصميمـ.ـا.ت جديدة عشان خط الانتاج الجديد ، و كمان فى طلبيات جديدة كتير جدا اتفقت عليها هدى
رهف بدهشة : هدى !!
هدى باعتداد مرح : ااه يا بنتى اومال ايه .. لا هو انتى فاكرانى كنت بلعب و اللا ايه .. ده انا فتحتلك شغل جـ.ـا.مد مع ناس ليها اسمها و عشان كده استأذنت من عمى انى اعزم الناس دى على الحفلة .. لانى عاوزة اعرفك عليهم
رهف بحب : انا مش عارفة اقول لكم ايه .. ربنا ما يحرمنيش منكم ابدا
امينة : بس خدى بالك .. انا كلها كام يوم و لازم ارجع اسيوط ، ماينفعش اسيب الدنيا هناك لوحدها بالشكل ده اكتر من كده
رهف بمحايلة : يا امينة الناس هناك اد المسئولية ، خليكى انتى معايا هنا
هدى ضاحكة : شكلك عاوزة انور يصورلنا هنا قت/يل
رهف باعتذار : انا عارفة انى واخداكى منه بزيادة حقكم عليا
امينة : مـ.ـا.تقلقيش .. و هانت .. الدنيا قربت تتظبط
هدى : ماحدش فيكم لاحظ حاجة على تالا لما كانت هنا
امينة : الفستان اللى كانت لابساه من عندنا .. بس انا مارضيتش اعلق
رهف : و انا كمان ، لانى حسيته مش عاجبها
امينة بسخرية : الاحترام هو اللى مش عاجبها مش الفستان ، شكل السيد الوالد ممشيها على العجين مـ.ـا.تلخبطوش
هدى : انا برضة لاحظت ده .. بس مش ده قصدى .. انا بتكلم على حاجة تانية
رهف : حاجة ايه دى
هدى : حسيتها اتضايقت ان انا اللى برتب للحفلة
امينة بسخرية : سيبك منها ، هى كانت فاكرة انها هتؤمر و الكل يقول لها شبيك لبيك .. بس احسن حاجة عملها عمو مدكور انه قعدها بعيد عنك يا رهف و حط النقط على الحروف من اولها
رهف : بس الصراحة .. هى برضة صعبانة عليا
امينة بذهول : و صعبانة عليكى ليه بقى ان شاء الله
رهف : حاسة بابا زى ما يكون بيتعامل معاها بجفا
هدى : الصراحة انا كمان لاحظت ده
امينة : و انا كمان
رهف : مش معاملة عروسة لسه راجعة من شهر العسل ابدا
امينة بمكر : الا هو صحيح يا رهف .. المفروض يتعامل معاها ازاى
رهف بسلامة نية : يعنى .. يحتويها و يهتم بيها و اللا حتى يتكلم معاها .. دى كانت بتشـ.ـد منه الكلمة ، رغم المفروض العكس تماما
امينة بتنهيدة سخرية : تقصدى يعمل معاها زى ما مراد بيعمل معاكى كده
رهف : انتى بايخة على فكرة و مش هتكلم قدامك تانى
امينة ضاحكة : و الله و نطقنا و عرفنا نتكلم يا زمن ، ياختى مش عاوزاكى تتكلمى معايا .. عاوزاكى تتكلمى مع هولاكو
رهف بترصد : و مـ.ـا.تقوليش عليه هولاكو مرة تانية
امينة باعتراض : و ما اقولش ليه بقى ان شاء الله ، هو اتجوزنى انا و اللا اتجوزك انتى
رهف : يعنى يرضيكى اقول على انور هولاكو
امينة بمرح : ياختى اياكشى تقولى عليه بطليموس الرابع عشر .. كل واحد حر فى القابه
هدى : طب بغض النظر هنروح نبص على الاتيلية امتى
امينة : بكرة الصبح طبعا
رهف : لأ .. خلوها بعد الضهر ، عشان حابة ان مراد يشوفوا معانا
امينة : الحب ول/ع فى الدرة يا جدعان .. ماشى يا نحنوحة .. يبقى بكرة بعد الضهر ، بس تعملى حسابك انك مطالبة تسلمينى كل يوم تصميم جديد على الاقل عشان الخط الجديد
………………
كان مدكور قد بدأ فى التململ بفراشه ليمتد بصره الى ساعة الحائط ليجدها اقتربت من السادسة صباحا لينتبه على انه وحده بالفراش ، ليستجمع تركيزه و ينهض ذاهبا للوضوء ، ثم خرج باحثا عن تالا ليجدها متكومة فوق الاريكة و هى غارقة فى سبات عميق ، فوقف امامها لبرهة و هو يحدث نفسه قائلا : ابتديتيها بدرى اوى يا بنت سليمان .. بس معلش ، هنشوف مين فينا نفسه اطول من التانى
ليذهب لاداء صلاته .. و بعد الانتهاء من الصلاة .. بدأ فى ارتداء ملابسه استعدادا للذهاب الى العمل .. ليسمع دقات قصيرة على باب غرفته و عنـ.ـد.ما سمح للطارق بالدخول وجدها الخادمة تخبره بانها قد اعدت الافطار و قالت له : هى تالا هانم مش هتصحى
مدكور : لا سيبيها براحتها مـ.ـا.تقلقيهاش عشان نامت متأخرة و بلاش تعملى دوشة جنبها لحد مـ.ـا.تشبع نوم و تصحى من نفسها
الخادمة : طب هتفضل مكانها كده
مدكور : ايوة سيبيها و لما تصحى قوليلها انى مش عاوزها تروح فى حتة لغاية اما اجى .. عشان هنخرج سوا
الخادمة : حاضر .. طب و الفطار
مدكور : انا جاى حالا
ليتناول مدكور افطاره و قهوته و يغادر الى العمل تاركا تالا على وصعها الذى استفاقت منه عند العاشرة لتتفاجئ بأن مدكور قد اعطاها اول صفعة بحياتهما معا
…………………..
فى مقر مجموعة مدكور بالقاهرة .. كان مدكور يجلس بصحبة مراد و هو يقص عليه كل ما أبلغه به انور عن ما حدث اثناء سفرهما ليقول مدكور : حاول تخلى انور يبعد تماما الفترة اللى جاية دى عن سليمان ، و ياريت ما يتعاملش معاه من اصله لفترة كده
مراد باستغراب : و اشمعنى بقى
مدكور : سليمان نابه ازرق ، و مهما ان كان .. انور ممكن مايبقاش واخد خوانة
مراد : و هو يقدر يعمل له ايه يعنى يا عمى
مدكور : من ناحية يقدر فهو يقدر يعمل كتير يا مراد ، انا سبق و فهمتك سليمان معظم شغله من تحت الحزام
مراد : عموما .. حاضر ، و اعتقد ان طالما انا و حضرتك موجودين فالتعامل كله هيرجع من تانى من خلالى انا و حضرتك بعيدا تماما عن انور
مدكور : هو ده بالظبط اللى انا عاوزه ، و مش عاوزك ابدا مهما حصل تجيب سيرة اللى حصل قدام سليمان ، اكن انور ماحكالناش اى حاجة
مراد : ازاى بقى ، طب و الانذارات اللى اتبعتت دى
مدكور : ده شغل القسم التنفيذى و الشئون القانونية ، فمش شرط اننا نبقى عارفين بالتفاصيل دى
و قبل ان يقوم مراد بالرد على مدكور يستمعا لدقا على الباب وقبل السماح بالدخول يجدا ان تالا قد دلفت من الباب و هى بقمة زينتها قائلة بثبات : صباح الخير .. ليه ما استنتنيش عشان تيجى سوا
لينظر إليها مدكور بابتسامة وراءها سخرية و ترصد و يقول موجها حديثه لمراد : طيب يا مراد .. نكمل كلامنا بعدين 🤫
↚
غادر مراد مكتب عمه بعد ان رد التحية على تالا التى اغلقت الباب خلف مراد و ذهبت تجاه مقعد مدكور و انحنت مقبلة وجنته بدلال مقرون بالامتعاض قائلة : رغم انى زعلانة منك .. بس اول ما شفتك ماقدرتش افضل زعلانة
مدكور بتهكم : و يا ترى زعلانة من ايه بقى
تالا و هى تعبث بوجهه : يعنى مانتش عارف انت عملت ايه
مدكور بتهكم : مش واخد بالى
تالا بنبرة حزينة : سيبتنى انام امبـ.ـارح و انا زعلانة منك ، و كمان سيبتنى نايمة على الكنبة فى الليفنج و قمت و فطرت و شربت قهوتك كمان و عملت كل ده من غير ما تفكر حتى انك تصحينى تقوللى قومى نامى مكانك ، و اللا حتى تقولى مـ.ـا.تناميش بعيد عن حـ.ـضـ.ـنى مرة تانية .. و اكنى مش فارقة معاك
مدكور : و يا ترى بقى عرفتى منين انى لما صحيت فطرت و شربت قهوتى كمان قبل ما انزل
تالا : من الشغالة
مدكور : اممممم .. و ياترى بقى الشغالة و هى بتقول لك كل الكلام ده .. ما قالتلكيش انى منبه انك مـ.ـا.تخرجيش لحد اما ارجع
تالا و هى تزدرد لعابها : مانا ماخرجتش
مدكور : اومال جيتى لحد الشركة ازاى ، فى نفق من الدولاب مثلا بيوصل على هنا
تالا : انا اقصد انى مجرد نزلت الشغل ، هو ده اسمه خروج
مدكور بجدية : بالنسبة لى خروج ، ثم انتى ماقلتيليش انك عاوزة تكملى شغل بعد الجواز
تالا بصدمة : ايه .. تقصد ايه بانى اكمل شغل .. هى دى محتاجة كلام و نقاش
مدكور : طبعا محتاجة ، لازم شغلك يبقى بموافقتى
تالا بجدال : طب و هو انت معترض انى اشتغل ، انا ما اقدرش ما اشتغلش ، و بعدين دادى ما يقدرش يستغنى عنى .. انت عارف ده كويس
مدكور : يبقى لازم تلتزمى بشروطى عشان اسمحلك بالكلام ده
تالا بذهول : شروط !!
مدكور : طبعا شروط ، و لازم تفهمى ان رفضك لاى كلمة هقولها … فده يعتبر بمثابة اقرار منك انك قررتى تتنازلى عن شغلك ده عشان تتفرغيلى
تالا و هى تضم ذراعيها حول صدرها بامتعاض : و ايه بقى الشروط دى
مدكور : اولا .. اللبس اللى انتى لابساه ده ممنوع ، سواء فى شغلك او براه و انا سبق و نبهت عليكى اكتر من مرة و اتمنى ان دى تبقى اخر مرة اتكلم معاكى فيها فى الحكاية دى
ثانيا ، المكياچ الاوفر ده ممنوع .. انتى متجوزة راجـ.ـل ، و الراجـ.ـل ده مش عارضك للبيع و لا فى بترينة للى رايح و اللى جاى و برضة سبق و اتكلمت معاكى فى النقطة دى
ثالثا .. فطالما بقى انك بتشتغلى مع دادى و عشان دادى .. يبقى وجودك فى مجموعة دادى مش هنا ، وجودك هنا بس لو المشروع اللى بيننا يستدعى وجودك هنا ، غير كده .. لا
تالا بذهول : انت مش عاوزنى ابقى موجودة معاك هنا
مدكور : انا اتجوزتك عشان تبقى معايا فى بيتى مش فى الشغل
تالا : بس انا عاوزة ابقى معاك على طول فى البيت و برة البيت
مدكور بسخرية : و تسيبى دادى
تالا : مانا هبقى معاه و معاك
مدكور : ما ينفعش .. انتى مع دادى بتصونى و بتتابعى مالك و مال دادى و بتحافظى عليه ، لكن هتعملى ايه هنا
تالا بتردد : مانا برصة هنا هراعى مالك و احافظ عليه
مدكور : طب ما اصحاب المال موجودين و بيعملوا ده .. يبقى الافضل انك تخليكى فى مكانك الاصلى ، لكن لو مش فارق معاكى المكان يبقى قلته احسن و اتفرغيلى يا حبيبتى على الاقل اما ارجع البيت تعبان الاقيكى بتستقبلينى و بتنسينى تعب يومى .. مش ده كان كلامك ليا قبل الجواز
تالا : انا قلت هبقى معاك على طول عشان اريحك واخد بالى منك طول الوقت و فى كل مكان
مدكور : ماينفعش
تالا : و ليه بقى
مدكور : انتى فى الشغل هتبقى تالا الانصارى سيدة الاعمال ، لكن فى البيت .. هتبقى تالا مراتى .. مراة مدكور العزيزى و بس .. فهمتى بقى
تالا : طب ما انا هنا و فى كل مكان هفضل تالا العزيزى .. مراتك
مدكور : و هتودى تالا الانصارى فين
تالا : و ليه اوديها فى حتة .. ما هم الاتنين نسخة واحدة .. يبقى ايه المشكلة
مدكور بحزم : المشكلة انى مابشغلش معايا اى حد عنده ولاء لاى مكان تانى او اى حد تانى حتى لو الحد ده يبقى ابوكى يا تالا .. انتى هتفضلى تالا الانصارى و ولائك الاول و الاخير لمجموعة الانصارى .. و ده شغل يا حبيبتى مافيهوش و لا ينفع يبقى فيه عواطف
تالا بذهول : انا مش مصدقة .. انت كده فعلا رافض وجودى هنا معاك
مدكور بحزم : سبق و قلتها و هكررها من تانى .. انا مابحبش خلط الاوراق يا تالا.. سيبى الشغل للشغل و البيت للبيت
لتنهض تالا من مكانها و هى تقول بحدة : ماشى يا مدكور .. انا رايحة على المجموعة عند دادى
مدكور : استنى عندك
تالا و هى تدعى الحزن : ايه .. فى حاجة لسه عاوز تقولهالى
مدكور : الظاهر انك مافهمتيش اللى انا قلته
تالا : و ايه بقى اللى انا ما فهمتوش
مدكور و هو يشير بإصبعه تجاهها : انك مش رايحة فى حتة بمظهرك ده ، عاوزة تروحى الشركة عند دادى يبقى تروحى البيت تغيرى هدومك و تلبسى من اللبس اللى انتى عارفة انى موافق عليه و تشيلى المهرجان اللى انتى عاملاه فى وشك ده
تالا بغيظ : هبقى اعمل الكلام ده من بكرة ، سيبنى النهاردة عشان اليوم قرب يخلص اصلا
مدكور : كلامى واضح .. عاجبك و هتنفذيه يبقى تمام اوى ، و لو انتى معترضة على كلامى ده …. اكيد هيبقى فى كلام تانى
تالا بفضول : كلام تانى ازاى يعنى
مدكور و هو يتجه بنظره الى احد الملفات الموضوعة امامه على مكتبه و قال دون ان ينظر اليها : لكل مقام مقال يا زوجتي العزيزة
ااه و على فكرة ، لو معتقدة ان حركة انك تسيبى سريرك و تنامى فى حتة تانية ممكن تخلينى ارجع فى كلمة قلتها .. تبقى غلطانة .. مدكور ما بيرجعش فى كلمة قالها ابدا مهما كان السبب .. ياريت تفضلى فاكرة الكلام ده
لتقف تالا و هى مشـ.ـدوهة من رد فعله فاتجهت الى الباب و الغضب حليفها لتقول قبل ان تفتح الباب : ماشى يا مدكور .. انا راجعة البيت و مش هخرج تانى
ثم خرجت و اغلقت الباب وراءها فى غضب مكبوت ليرفع مدكور عينه ناظرا للباب الموصد بنظرة تحدى قائلا : و لسه يا بنت الانصارى … يا اربيكى من اول و جديد و اعمل منك بنى ادمة تانية ، يا هرجعك بيت ابوكى و انتى بتستجيرى
…………………..
كانت تالا تقود سيارتها باتجاه منزل الزمالك و هى تحدث ابيها بانفعال شـ.ـديد قائلة : لا يا دادى .. ده بيتحدانى
سليمان : اهدى بس يا بيبى و احكيلى اللى حصل بالراحة عشان افهم
تالا بغضب : ده عاوز يتحكم فى كل حاجة .. لبسى و خروجى و حتى شغلى
سليمان بفضول : و ماله شغلك
تالا بتهكم : البية بيقوللى انى لو عاوزة اشتغل يبقى اقعد على طول عندك فى المجموعة و ما اروحش عنده خالص الا لو فى اجتماع بيضم المجموعتين سوا
سليمان : هو بيغير عليكى و اللا ايه
تالا بتفكير : تصدق ممكن … لانه عمال يقوللى مراتى و مش مراتى و لبسك و الناس و تتفرج عليكى
سليمان ضاحكا : شكلك جننتيه على الآخر يا بيبى
تالا بامتعاض : ايوة بس كده هيخـ.ـنـ.ـقنى على الاخر يا دادى ، ثم ده مش عاوزنى اروح المجموعة عنده خالص .. طب ازاى بقى هعمل اللى احنا عاوزينه و انا بعيد بالشكل ده
سليمان : اللى احنا عاوزينه .. وجودك فى المجموعة من عدم وجودك مش هيفرق كتير .. الحكاية مش اكتر من تكتيك صح و تنفيذ بيرفكت
تالا بزهو : و انت عارف انى دايما بيرفكت فى شغلى
سليمان : عارف يا بيبى .. بس عاوزك تحرصى و تاخدى بالك كويس ، و زى ما قلتلك قبل كده .. مدكور مش سهل .. مش سهل ابدا
تالا بتحدى : مـ.ـا.تقلقش عليا يا دادى .. انا برضة تالا .. و مش عاوزاك تنسى اللى اتفقنا عليه
……………..
عند عودة مدكور الى المنزل وجد تالا تجلس امام حاسوبها و هى توليه كل اهتمامها ، ليقترب منها قائلا : مساء الخير لترفع تالا عينيها عن شاشة حاسوبها و تنظر اليه بهدوء قائلة : مساء الخير يا حبيبى .. حمدالله على السلامة
ليجلس مدكور و هو يقول بتهكم : حمدالله على السلامة و بس كده ، ده انا قلت هتستقبلينى استقبال المحاربين ، عموما ماشى .. الله يسلمك
لتنهض تالا من مكانها و تتجه اليه لتنحنى مقبلة اياه و تقول : معلش .. اصل مودى مش حلو النهاردة
مدكور و هو يتجاهل تماما مـ.ـا.ترمى اليه بحديثها : لا الف سلامة على مودك يا حبيبتى ، يا ترى الغدا جاهز
تالا بغيظ دفين : انت هتاكل .. مش احنا معزومين عند دادى
مدكور : دادى عازمنا على العشا ، انما دلوقتى انا عاوز اتغدا و اللا مافيش غدا و اللا ايه
تالا : انا قلت للشغالة مـ.ـا.تعملش غدا لاننا معزومين برة
مدكور بصوت عالى جعل تالا تنتفض بوقفتها : سميرة
لتأتى الخادمة و هى تهرول قائلة : اوامرك يا مدكور بية
مدكور : هو انا قلت انى مش هتغدا النهاردة
سميرة بتردد و هى لاتدرى ما الامر : لأ .. حضرتك ماقلتش حاجة زى كده
مدكور : اومال الغدا ما اتعملش ليه
سميرة و هى تنظر لتالا بقلق : اصل الهانم
مدكور بحدة : بصيلى هنا و مالكيش دعوة بالهانم ، طالما انى ماقلتلكيش انى مش هتغدا هنا يبقى تجهزى الاكل فى معاده زى ما سبق و فهمتك قبل كده
سميرة بوجل : انا اسفة .. مش هتتكرر تانى
مدكور بامر : روحى اعمليلى اى حاجة سريعة .. و اياك تتكرر تانى .. انا معاد الغدا بتاعى مقدس
سميرة و هى تلتفت مسرعة لانجاز ما طلبه منها مدكور فقالت : امر حضرتك
ليلتفت مدكور الى تالا قائلا اليها بتحذير : تانى مرة قبل ما تتصرفى اى تصرف تبقى تسألينى الاول
تالا بامتعاض : هو انا عملت ايه لكل ده ، انا قلت بما اننا رايحين عند دادى ……..
مدكور مقاطعا اياها بحزم : تسألينى الاول ، دادى عازمنا احنا الاتنين مش انتى لوحدك … لو انتى مش عاوزة تاكلى براحتك ، لكن انا عندى مواعيد الاكل بتاعتى مقدسة و مابحبش اغيرها ، المفروض تكونى عرفتى و حفظتى بقى الفترة اللى فاتت دى
تالا بتردد : يا حبيبى انا اما لقيت نفسى مش جعانة قلت اكيد انت كمان هتبقى زيى ، و ما اعتقدتش انك هتتضايق للدرجة دى
مدكور : انا فطرت الساعة سبعة و نص الصبح .. مش زيك من ساعتين
تالا : ااه صحيح .. طب معلش .. دلوقتى الشغالة هتجيبلك الغدا
لينهض مدكور قائلا : هروح اخد دش و اغير هدومى على ما تخلص
ليتركها و يتجه نحو غرفة نومهما تحت نظرات تالا الحانقة
…………………
كانت رهف بصحبة مراد و هدى و امينة و ايضا انور فى المقر الجديد للاتيلية الخاص برهف و هى تتجول بسعادة بالغة بين أرجائه ليقول مراد : المكان فعلا حلو اوى .. مبروك عليكى
رهف : المكان يجنن فعلا و كبير و متقسم بطريقة لو انا مصممة التقسيمة بتاعة الاتيلية بنفسى .. ماكنتش ابدا هعرف اقسمه بالشكل ده
امينة : احلى حاجة ان فى مكان واسع للورشة تستوعب كل المكن مع بعضه
رهف : و دى فعلا اكتر حاجة عجبانى
هدى : و مـ.ـا.تنسيش البروفة
امينة : و مكتبك
هدى : و كمان مكتب ادارى
انور : شطارتكم بجد انكم تعرفوا تفرشوا المكان بطريقة تحطه فى مستوى عالى بين المنافسين .. لازم تعملوا برومو للمكان قبل حفلة الافتتاح
رهف بتردد : بس انا مش ناوية اعمل حفلة للافتتاح
مراد : و ليه
رهف : يعنى .. مالوش لازمة و عطلة و تكاليف على الفاضى
انور : بس انتى محتاجة تعملى ده عشان الدعاية على الاقل
هدى : احنا ممكن نستغنى عن الحفلة باننا نعمل فيديو بامكانيات متخصصة نعلن فيها افتتاح الفرع الجديد و نعرض فيه جزء من شغلنا
رهف : الفكرة دى تناسبنى اكتر
هدى : و انا هستلم بكرة كتالوجات للاثاث المكتبى تقدرى تختارى منه اللى انتى عاوزاه
امينة : و انا عملت اعلان طلبت فيه صنايعية خياطة و تطريز و فنى مكن و عمال تشطيب
رهف و هى تحتضنهم بسعادة : مش عارفة كنت هعمل ايه من غيركم
انور بمرح : اعملى فينا ثواب و عشينا بقى احسن عصافير بطنى بتنهق
رهف ضاحكة : ماشى .. ياللا بينا
……………..
فى تمام الثامنة .. كانت تالا بصحبة مدكور قد وصلا الى فيلا سليمان الانصارى ، ليستقبلهم سليمان بحفاوة بالغة و هو يفتح ذراعيه لتالا قائلا : حبيبة دادى .. حمدالله على السلامة .. وحشتينى يا بيبى
تالا و هى تحتضن سليمان : انت اللى وحشتنى اوى يا دادى
سليمان و هو يحيى مدكور : حمدالله على السلامة يا عريس .. شكلك جيت على الجواز و صغرت ييجى عشرين سنة ، عامل ايه .. طمننى
مدكور ضاحكا : ايه .. ناوى تجرب حظك و اللا ايه
سليمان بقلة حيلة : و اجيب منين عروسة حلوة كده و صغيرة و تدوب فى هوايا زى ما حصل معاك يا نمس .. انت بس اللى محظوظ زيادة عن اللزوم
مدكور بسخرية : ربنا مايجعللناش جار و له عينين
تالا : العشا جاهز و اللا ايه يا دادى .. احسن هموت من الجوع
سليمان : جاهز يا بيبى .. ياللا بينا .. اتفضل يا مدكور انت مابقيتش غريب .. انت بقيت صاحب بيت
مدكور : يجعله عامر يا سليمان
و اثناء العشاء
سليمان : ها احكولى بقى .. انبسطتوا فى شهر العسل
تالا بابتسامة و هى تنظر لمدكور : اوى يا دادى
سليمان : طول عمرك بتحبى بـ.ـاريس
تالا بغنج و هى تنظر لمدكور من تحت أهدابها : و حبيتها اكتر و مدكور فيها .. كان ليها طعم تانى
سليمان بتهليل : يا سيدى يا سيدى على الكلام الحلو .. اوعدنا يارب
ثم نظر الى مدكور قائلا بايعاز : و انت يا عريس
مدكور : انا ايه
سليمان : انبسطت فى فرنسا
مدكور بمرح : و مين ماينبسطش فى بلد العشاق
ليضحك سليمان بصخب قائلا : انتو هتخلونى افكر جديا انى اعملها .. فتحتوا نفسى على الجواز
تالا : لو حضرتك حبيت تعملها يا دادى انا عمرى ما هقف ابدا قدام سعادتك و راحتك .. بس ….
سليمان : بس ايه يا تالا
تالا : لازم تختار واحدة تكون بتحبك بجد عشان مـ.ـا.تبقاش طمعانة فيك
سليمان : تعرفى يوم ما الاقيها .. هكتب لها نص ثروتى
تالا : يبقى مبروك عليها
سليمان : مش هتزعلى
تالا : و ازعل ليه .. لو لقيتها بتحبك بجد يبقى مش خسارة فيها أبدا .. و انا كمان مايهمنيش غير سعادتك و راحتك
سليمان : يبقى ايدى على كتفك بقى يا بيبى
تالا : ماحنا متفقين بقى يا دادى ان شرط اساسى انها تكون بتحبك زى مانا بحب مدكور كده
كان مدكور يتناول طعامه و هو يرسم ابتسامة سخرية على شفتيه متجاهلا حديثهما تماما حتى قال سليمان موجها حديثه إليه : و انت ايه رايك يا مدكور
ليقول مدكور و هو يدعى عدم الفهم : رأيى فى ايه
سليمان : انى ادور على عروسة حلوة كده تحبنى و تدلعنى و اكتبلها نص ثروتى
مدكور دون ان يهتم بالنظر اليه : هتعمل اعلان و تقول عروسة تحبنى يا اولاد الحلال .. الحكاية دى بتبقى بالنوايا يا عم سليمان .. ربنا بيدى كل واحد على اد ضميره
سليمان : و انا ضميرى زى الفل .. ده انا بقول لك هكتبلها نص ثروتى
مدكور : يا عم اكتبلها .. كل واحد حر
سليمان : اصل بينى و بينك لما واحدة حلوة وصغيرة تتنازل عن حياتها و تقرر تسيب كل حاجة عشان تعاشر واحد فى عمرى .. يبقى تستاهل انى اديها عمرى بحاله .. و اللا انت ايه رايك
مدكور بعدم اهتمام : يا عم اديها اللى تديهولها مبروك عليها بس اما تبقى تلاقيها الاول
لتتبادل تالا نظرات الامتعاض مع ابيها الذى قال : طب سيبك من الكلام ده .. قولى بقى .. اخبـ.ـار الشغل ايه
مدكور : على حسب ما سمعت من مراد ان كله تمام ، و المشروع ماشى كويس زى ما الخطة الزمنية موضوعة بالظبط
سليمان : طول عمرى بحب اشتغل معاك عشان فعلا بتقدر تظبط كل حاجة
مدكور و هو ينهض تاركا المائدة : يدوم العز يا سليمان ، سفرة دايمة
سليمان : ما اكلتش كويس .. اوعى يكون الاكل ماعجبكش
مدكور : ابدا .. بس مابحبش اتقل على العشا عشان اقدر انام كويس .. انا هقعد برة أدخن سيجاره على مـ.ـا.تخلصوا اكل
ليتركهم و يذهب الى الخارج ليفول سليمان بتأفف : عامل زى حيطة الصد ، مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش تجيبيه كده و لا كده
تالا بامتعاض : اومال انا بقول لك ايه من الصبح
سليمان : يعنى ايه .. هترفعى الراية البيضا من اولها كده
تالا بتحدى : ما ابقاش تالا ان ما اخدت منه كل حاجة .. انا مش فاهمة هو عاوز ايه من الدنيا اكتر من كده .. مش كفاية عليه اوى كده
سليمان : تقصدى ايه بكلامك ده
تالا بحقد : يعنى انا لسه جعبتى مليانة بحاجات كتير ، و فى النهاية لازم اللى عاوزينه هو اللى هيكون حتى لو وصلت انى اورثه
سليمان بتحذير : تؤ تؤ تؤ .. متتسرعيش ، احنا مش مستعجلين ابدا .. خدى وقتك ، و بعدين احنا عاوزين المجموعة كلها مش التمن و بس
تالا : مـ.ـا.تخافش عليا يا دادى .. كل شئ باوان
سليمان : هى دى تالا حبيبة دادى .. واحدة واحدة و على مهلك خالص .. احنا ماوراناش حاجة
كان مدكور يدخن و هو يقف بالشرفة يراقب الاجواء و المنظر بالخارج حتى سمع صوت اقدام تالا فالتفت اليها و قال بابتسامة : ها يا حبيبتى .. شبعتى من دادى و اللا لسه
تالا : هو دادى ده حد يشبع منه
سليمان : ايه يا مدكور ، زهقت منى و اللا ايه
مدكور : ابدا .. بس انت عارف انى بصحى بدرى عشان الشغل
سليمان : كان فى مشروع كده عاوز اعرضه عليك ، و كنت مستنى رجعوكم من شهر العسل
مدكور : اوى اوى .. ابعته لمراد على ايميل المجموعة و نشوف
سليمان : لا مراد ايه.. ده شغل كبـ.ـار ، و مراد لسه عضمه طرى على الشغل ده
مدكور : مين ده اللى عضمه طرى ، مراد هو اللى شايل المجموعة كلها و ممشى الشغل من سنين ، و اللا مش واخد بالك
سليمان : اصل انت اللى مش واخد بالك .. ده شغل خاص بعيد عن المجموعة .. عاوز ناس قلبها من حديد ، ناس دماغها فوق اوى ، و الصراحة مش هلاقى احسن منك للشغل ده ، و خصوصا انك خلاص بقيت جوز بنتى
مدكور بفضول : شغل ايه ده بقى
ليلتفت سليمان الى تالا قائلا : مـ.ـا.تخليهم يعملوا لنا عصير يا بيبى
تالا بمرح : انت بتسربنى و اللا ايه يا دادى
سليمان ضاحكا : بيعجبنى فيكى ذكائك
تالا : ماشى .. انا هطلع اوضتى اخد منها حاجة و ارجعلكم تانى
وبعد انصراف تالا التفت سليمان ليقول لمدكور بجدية : الكلام ده مش عاوز مخلوق يعرف عنه حاجة و لا حتى تالا .. ده كلام يطير فيه رقاب
مدكور بفضول : و شغل ايه ده بقى اللى يطير فيه رفاب مش فاهم
سليمان : شغل مع الجيش
مدكور : شغل ايه اللى هنشتغله مع الج/يش و ايه اللى يقلق من الشغل مع الج/يش
سليمان : سل/اح
مدكور : و احنا هنشتغل فى السل/اح مع الج(يش ازاى مش فاهم .. هنصنعهولهم
سليمان : لا .. هنبيعهولهم
مدكور ضاحكا : احنا اللى هنبيع السل/اح للج/يش ، ده شغل دول و مؤسسات الدولة ايه اللى هيفهمنا احنا فى الكلام ده
سليمان و هو يحك جبهته : أصل الشغل ده .. مش مع الج/يش بتاعنا
مدكور : اومال انهى ج/يش
سليمان : هتفرق معاك الدولة
مدكور : هيفرق معايا الشر/عية يا سليمان .. انت عارف الكلام ده عقو/بته ايه
سليمان : ده لما يكون فى تلبس و حيا زة ، انما احنا كل شغلنا هيبقى مجرد اتفاقات و بس
ليصمت مدكور و كأنه يفكر فى الامر ليقول سليمان بتحفيز : انت عارف الكلام ده ممكن ينقلنا نقلة شكلها ايه .. احنا فى خلال سنة واحدة هنعدى المليااار بمراحل
مدكور : بس لا انا و لا انت عندنا خبرة فى الكلام ده
سليمان بحماس : مـ.ـا.تقلقش .. عندى الناس اللى هتساعدنا و هتخلينا نعدى بسرعة .. احنا بس محتاجين نخطى خطوة صغيرة تخلينا مستعدين لكل حاجة
مدكور : خطوة ايه دى
سليمان بتروى : الدمج
مدكور : دمج ايه مش فاهم
سليمان : دمج مجموعة العزيزى بمجموعة الانصارى
مدكور : و اشمعنى
سليمان : حجم التعاملات اللى هتتعمل محتاجة اساس راسماله عالى اوى ، و ده مش هيحصل الا بدمج المجموعتين مع بعض
مدكور : طب ما نتشارك و خلاص
سليمان : للاسف ماينفعش ، الناس دى مابتتعاملش غير مع اسم واحد بس ، ما بتشتتش مجهودها
مدكور : و مين بقى الناس دى
سليمان : ما اقدرش اقول لك قبل ما اخد موافقتك فى البداية
↚
كان مدكور يجلس مع سليمان فى صمت شـ.ـديد و كأن الطير على رؤوسهم و هما يتبادلان النظرات مابين نظرات حذرة من سليمان و نظرات يغلبها الجمود من مدكور
حتى نطق سليمان اخيرا و قال بفضول : ها يا مدكور .. قلت ايه
مدكور : قلت ايه فى ايه يا سليمان .. انت عاوزنى ارفض و اللا اوافق على حاجة انا مش عارف تفاصيلها حتى
سليمان : انت عاوز تعرف تفاصيل ايه بس
مدكور : اولا كلامك ده ما ينطبقش ابدا على جبوش الدول ، كل دولة بتس/لح نفسها باستراتيجيات تخصها و تتوافق مع اوضاعها و ظروفها ، انا عمرى ما سمعت عن دولة بتسلح جيشها من تجار سل/اح
سليمان بحمحمة و هو يحك انفه : ما هو اصلهم مش جيش رسمى
مدكور : مش فاهم
سليمان بتأفف : مش جيش رسمى يا مدكور .. ما تركز معايا شوية .. ايه اللى فى كلامى مش مفهوم بس
ليقول مدكور بفضول : انت تقصد جيش من اللى بيقولوا عليهم مرتزقة
سليمان بتنهيدة متأففة : اخيرا فهمت
لينهض مدكور من مجلسه قائلا : اسف يا سليمان ، انا لا يمكن الوث ايدى بدم حد ابدا
سليمان بجدال : و ده ايه اللى هيخلى ايدك تتلوث بدم حد انا مش فاهم
مدكور بشرح : تعرف يا سليمان .. طول عمرى و انا ليا رأى فى مواضيع الحروب الاهلية دى و انت النهاردة اثبتتلى ان رايى ده صح مليون المية
سليمان بسخرية : و يا ترى بقى ايه رايك ده
مدكور : ان انت و اللى زيك اللى ما بيدوروش غير على المكسب و الثروة حتى لو متغمسة بـ.ـارواح الابرياء .. اللى بتولعوا الدنيا لمجرد مكاسبكم الشخصية ، لدرجة انكم لو لقيتوا الناس كلها اتصالحت مع بعضها ، لازم تشوفوا اى مشكلة و تنفخوا فيها النار عشان مكاسبكم الشخصية
سليمان : ده قانون الارض يا عزيزى.. البقاء للاقوى ، و لو ما عملتش كده هتتاكل ، و لولا ان راس المال اللى محتاجله ماينفعش اشيله لوحدى ماكنتش دخلت حد معايا ابدا .. بس لما فكرت فيها قلت انت اولى .. لان مهما ان كان انت جوز بنتى ، يعنى فى الاول وفى الاخر الخير رايح لها برضة
مدكور : انا عمرى ما عملت كده يا سليمان و لا عمرى هعمل كده ، و عمرى ما اتاكلت زى ما انت بتقول
سليمان : يعنى ايه .. افهم من كلامك ده انك بترفض تشاركنى
مدكور : انا ما احبش انى اكسب قرش واحد حـ.ـر.ام ممكن اتكوى بيه يوم القيامة
سليمان : ومين اللى قال انها حـ.ـر.ام .. دى تجارة زى اى تجارة و اكم من مصانع قايمة على صناعة السل/اح و اكم من تجار تجارتهم الأساسية فى السل/اح
مدكور : كل شئ و له شئ يا سليمان .. مـ.ـا.تخلطش الاوراق ببعضها
سليمان بخيبة امل : كنت معتقد ان راجـ.ـل بخبرتك و احتكاكك بالسوق خلى افقك اوسع من كده
مدكور : و هو الافق مايوسعش اللا بتهر/يب السل/اح و خراب البلاد و الديار .. يا اخى الله الغنى عن كل ده
سليمان بجمود : طب ياريت تنسى اى كلمة سمعتها منى فى الموضوع ده ، و ياريت تالا مـ.ـا.تعرفش حاجة عن كلامنا ده
مدكور بسخرية : و مخبى عنها ليه طالما شايف انك مابتعملش حاجة غلط
سليمان : لكل مقام مقال يا مدكور ، الشغل اللى زى ده مابيبقاش على المشاع و الكلام فيه لازم يبقى له اصول ، و انت اكيد فاهم ده كويس
مدكور بصدق : يا ريت انت كمان تشيل الحكاية دى من دماغك يا سليمان .. خلينا ماشيين بستر ربنا ، و اعتقد ان واحد فى مركزك و حجمك مش محتاج ابدا انه يعمل حاجة زى دى حتى لو هتكسبك مليارات زى ما بتقول مش هتلحق اصلا تصرفها و لا تتمتع بيها
و قبل ان يأتيه اى رد من سليمان كان صوت تالا قادما اليهم و هى تقول : ايه يا دادى .. خلصتوا اسرار و اللا لسه
سليمان بانتباه : ااه يا بيبى تعالى
تالا : افهم من كده ان فى مشروع جديد هيتعمل مابين المجموعتين
مدكور : لا يا حبيبتى .. احنا كنا لسه بنتكلم اننا عاوزين نخلص المشروع اللى شغال بسرعة .. و ياللا بينا بقى و اللا ايه
تالا و هى تقبل سليمان : اشوفك بكرة بقى يا دادى
سليمان : ماشى يا بيبى .. تيك كير
…………………
فى سيارة مدكور كانت تالا تتلقى مكالمة تليفونية من احدى صديقاتها بينما كان مدكور مشغول البال كليا بحديثه مع سليمان ، و اعترف لنفسه بان سليمان رجلا اخطر بكثير مما كان يظن ، و لم ينكر الرهبة التى شعر بها ، و اصبح التردد المقرون بالحيره حليفه منذ ترك سليمان ، لينتبه على صوت تالا و هى تقول : ايه يا حبيبى السرحان ده كله
مدكور : ابدا .. سايبك تتكلمى مع صاحبتك براحتك
تالا : البنات كلهم بيسالونى عن معاد الحفلة
مدكور : هدى قالت انها بعد تلت ايام و الدعاوى انطبعت و اتوزعت
تالا : اتوزعت ازاى ، طب و فين الدعوات بتاعتى انا و دادى
مدكور : راحوا لسليمان النهاردة
تالا : غريبة .. دادى ما قالليش .. بس انا كنت محتاجة دعاوى خاصة بيا انا و اصحابى
مدكور : مش مشكلة .. هخلى هدى تبعتلك بزيادة لو لقيتى سليمان وزع كل اللى راحوا له .. قوليلى بس على العدد اللى انتى عاوزاه
تالا : ماشى .. اما نوصل هعمل بيهم كشف و اقوللك .. انما ماقلتليش .. دادى كان عاوزك فى ايه
مدكور : و هو دادى لو كان عاوزك تعرفى كان طلب منك تسيبينا لوحدنا
تالا بدلال : ايوة يا حبيبى ، بس طبعا انا هعرف منك عشان انت ما ينفعش تخبى عنى حاجة
مدكور : ده لما يبقى الحاجة دى تخصك مـ.ـا.تخصش حد تانى
تالا بامتعاض : يعنى مش هتقول لى
مدكور : و الله سليمان قاللى ما اقولش .. و اديكى رايحة له الصبح ، انتى و شطارتك بقى لو قدرتى تعرفى منه حاجة
و عند وصولهم الى منزلهم ، و دلوفهم الى الداخل وقفت تالا امامه و احاطت عنقه بذراعيها بغنج قائلة : امتى هتحبنى زى ما بحبك
مدكور بابتسامة : ليه بتقولى كده
تالا بامتعاض : عشان انا بعمل لك كل اللى انت بتقول عليه ، لكن انا اى حاجة بطلبها منك مابتعملليش منها اى حاجة
مدكور : و هو انتى طلبتى ايه و ما عملتوش
تالا : ابسط حاجة اهو .. مش عاوزنى اشتغل معاك
ليمد مدكور يديه و يزيح ذراعيها من حول عنقه و هو يقول بتؤدة : انا بطلب منك اللى شايف انه حقى كزوج ليكى ، و لحد دلوقتى انا مش شايف انك طلبتى منى اى طلب ممكن يتوصف بانه طلب زوجة من زوجها
تالا : و ايه بقى طلبات الزوجة دى
مدكور : تاكلى اكلة نفسك فيها .. اجيبلك فستان و اللا جزمة و اللا حتى دهب ، افسحك فسحة ، انما تطلبى حاجة فى الشغل دى .. فانا ما احبش حد ابدا يتدخل فى شغلى يا تالا
تالا بدلال : و هو انا حد برضة يا مدكور .. ده انا تالا مراتك .. اللى وعدتنى انك هتورينى حاجات عمرى ما شفتها
مدكور بسخرية كامنة : و مستعجلة ليه يا حبيبتى .. كل شئ باوان
تالا و كأنها تتخيل مشهد من الجنة : تعرف يا حبيبى انا نفسى فى ايه
مدكور : فى ايه يا ترى
تالا : نفسى يبقى اسمك اكبر اسم فى عالم المقاولات فى البلد و الشرق الاوسط كله
مدكور : مش بعيد عن ربنا ، ادينا بنعمل اللى علينا ، بس مـ.ـا.تنسيش ان فى شركات و مجموعات حجمها اكبر مننا بكتير
تالا : ده حقيقى .. لكن كل مسكلة و ليها حل
مدكور و هو يتجه الى غرفة نومهما : و يا ترى ايه الحل من وجهة نظرك
تالا و هى تلحق به : فى خطوة معينة خطرت على بالى لو عملناها .. نبقى حطينا رجلنا على اول سلمة ، و بعدها … بعدها ماحدش ابدا هيقدر ينافسنا مهما كان حجمه و وزنه
مدكور و هو يقوم بتغيير ملابسه : و يا ترى بقى ايه هى الخطوة دى
تالا وهى تقوم بقياس رد فعله : ان انت و دادى تدمجوا المجموعتين مع بعض ، بدل ما يبقى فى العزيزى جروب و الانصارى جروب ، نعمل دمج للمجموعتين و تبفى اكبر مجموعة مقاولات فى الشرق الاوسط كله
مدكور بسخرية : الشرق الاوسط مرة واحدة
تالا بثقة : ايوة طبعا .. و مـ.ـا.تنساش ابدا ان الجروب عند دادى اكبر جروب فى البلد ، و كل سنة بيكبر عن السنة اللى قبلها ، و انت كمان يا حبيبى ، الجروب بتاعك مش قليل ابدا .. الجروب بتاعك متصنف التانى او التالت بعد الجروب بتاع دادى ، فلك ان تتخيل بقى انكم تتحدوا مع بعض و تعملوا دمج … يااااه يا حبيبى لو ده حصل .. هيبقى انقلاب فى عالم المقاولات .. عارف ، لو انت ماعندكش مانع انا ممكن افاتح دادى و اقنعه يوافق
ليعلو صوت ضحكات مدكور الساخرة .. لتنظر له تالا بفروغ صبر تنتظر رأيه فى اقتراحها ، و عنـ.ـد.ما وجدته لم يعلق بكلمة فعادت تقول : ايه يعنى .. شايفاك ضحكت اوى و ماعلقتش بولا كلمة بعد كده
مدكور و هو يتجه الى الحمام : اصل كلامك ما يتعلقش عليه يا حبيبتى
تالا بامتعاض : و ليه بقى .. شايفنى مـ.ـجـ.ـنو.نه و بقول اى كلام
ليغلق الباب خلفه دون ان يرد عليها ، فتذهب هى الاخرى لتغيير ثيابها و هى غاضبة على طريقة معاملته لها ، و عند رجوعه الى الغرفة ذهب مباشرة الى الفراش و هو يتأهب للنوم تحت نظراتها الحانقة و قالت و هى تجلس بجواره و هى ترتب خصلات شعرها : على فكرة حتى لو كلامى مش عاجبك .. على الاقل مـ.ـا.تحسسنيش انى بكلم نفسى
مدكور و هو يعتدل فى نومه : فهمتك و حذرتك اكتر من مرة و انتى مصممة مـ.ـا.تسمعيش الكلام
تالا : حذرتنى من ايه بقى انا مش فاهمة
مدكور و هو يغلق الانارة بجانبه : فهمتك ان شغلك و اهتمامـ.ـا.تك بالمجموعة بتاعة دادى و بس ، و مالكيش دعوة بالمجموعة عندى
تالا : هو انا مش مراتك
مدكور : مراتى فى البيت و بس ، و بلاش تخلينى اكرر كلامى كتير عشان الموضوع ده بيضايقنى .. تصبحى على خير
لتنظر اليه تالا بحنق و هى تتوعد له بكل انواع الاذلال وقتما تتمكن من وضع يدها على المجموعة الخاصة به
فى خلال الثلاثة ايام التالية .. كانت رهف قد استطاعت بمساعدة هدى و امينة تأسيس الفرع الجديد للاتيلية الخاص بها تحت اشراف مراد و انور حتى اضحى المكان مهيأ تماما لبدء العمل وقتما يكتمل فريق العمل الخاص و الذى اضحى قريب الاكتمال
فقد قامت امينة بوضع المواصفات المطلوبة لكل تخصص و استعانت ببعض الصناع المهرة لديهم باسيوط حتى يقوموا باختبـ.ـار المتقدمين للعمل
و كان يوم الاحتفال بزواج مدكور و تالا هو نفسه يوم اشارة بدء العمل بالفرع الجديد للاتيلية
صباحا بمنزل مدكور .. كانت تالا نائمة بفراشها بكسل و هى تتابع مدكور بعينيها اثناء استعداده للذهاب لمجموعته ، و كان مدكور يطالعها هو الاخر بتسلية حتى انتهى تماما من ارتداء ملابسه فقال : ايه يا حبيبتى .. مش ناوية تصحى تفطرى معايا النهاردة و اللا ايه
تالا و هى تعتدل جالسة فى مكانها بالفراش : لا يا حبيبى هفطر معاك طبعا ، بس مستنياك تخلص لبس
مدكور : طب و انتى مش هتقومى تستعدى لشغلك انتى كمان
تالا و هى تتثائب بكسل : انا مش فاضية النهاردة ، يا دوب بعد الفطار هجهز و انزل البيوتى سنتر عشان استعد للحفلة
مدكور بذهول : هتقعدى طول النهار تستعدى للحفلة
لتنهض تالا من الفراش و تقف امامه بدلال قائلة : انت ناسى ان الحفلة دى بمثابة فرحنا اللى الناس ماحضرتهوش .. يعنى لازم ابقى فى كامل شياكتى و انوثتى
مدكور بابتسامة سخرية : بس مش لدرجة انك تقعدى اكتر من عشر ساعات يعنى .. ده انتى و لا اللى هيركب قطع غيار
تالا بامتعاض : دى حاجات ستات احنا بس اللى بنفهم فيها
مدكور و هو يتجه الى خارج الغرفة : ماشى .. جود لاك يا حبيبتى
و اثناء تناولهم للافطار قالت لمدكور : اعمل حسابك انك هتيجى تاخدنى من البيوتى سنتر يا حبيبى ، و انا اول ما اوصل هناك هبعتلك اللوكيشن على طول
مدكور : طب و ليه ما تخلصيش و تيجى تلبسى هنا
تالا : ماينفعش ، فى حاجات لازم تتظبط بعد اللبس
مدكور : براحتك .. بس خليكى فاكرة .. تلتزمى بالفستان اللى اختارته لك و مش عاوز مكياج اوفر
تالا بمحاباة : طبعا يا حبيبى .. ماحنا خلاص اتفقنا على كل الحاجات اللى انت بتحبها ، و كمان لما هتيجى تاخدنى من البيوتى سنتر مش هتحرك من مكانى و لا هخرج من هناك قبل ما اتاكد انك راضى تماما عن مظهرى
مدكور : اتمنى
تالا بنعومة : الا قولى يا حبيبى .. انت عزمت مين
مدكور : ناس كتير اوى .. اكيد مش هفتكر اقول لك عليهم كلهم ، انا خليت مراد عمل كشف بالاسامى اللى عاوزينها و اداها لهدى
تالا : لا انا مش قصدى .. انا اقصد هل فى حد معين من اللى انا اشتغلت معاهم قبل كده .. حد اعرفه يعنى
مدكور : اكيد ، و طبعا على راس القايمة جاسر و فريق العمل بتاعه
تالا : انا ملاحظة انك مهتم بيهم اوى .. خصوصا فى اليومين اللى فاتوا .. سمعتك اكتر من مرة بتكلم مراد عنهم
فى التليفون
مدكور بعدم اهتمام : جاسر مش قليل ، جاسر شركاته من اكبر شركات المقاولات فى وجه قبلى ، و لو كانت مجموعته موجوده فى القاهرة .. كان هيبقى من اكبر المنافسين لينا ، لكن وجوده فى الصعيد خلانا نباصى لبعض و نشارك بعض فى المشاريع الكبيرة
تالا باهتمام : انت عاوز تفهمنى ان جاسر ده مجموعته فى حجم مجموعاتنا
مدكور : انتى بنفسك دخلتى فرع من فروعهم و شفتى اد ايه صرح متكامل
تالا بانشـ.ـداه : فرع .. انا كنت معتقدة ان هو ده المقر بتاعهم
مدكور : لاااا .. المقر الرئيسى بتاعهم فى المنيا ، لكن ليهم فروع فى اسيوط و الفيوم و سوهاج ، ده غير فرع قنا كمان
تالا بانبهار : واااو .. على كده جاسر ده تقيل اوى
مدكور : مش جاسر لوحده .. جاسر و مؤمن ابن عمه بيمتلكوا ميراث عيلتهم بالكامل ، و اتحادهم مع بعض حافظ على مركزهم المالى و الاجتماعى
تالا بدهشة : رغم انه مش باين عليهم خالص .. لما اتعاملت معاهم حسيتهم ابسط من كده بكتير
مدكور و هو ينهض من مقعده بعد ان انهى قهوته : و عاوزاهم يبان عليهم ازاى يعنى .. يمشوا و هم شايلين ملايينهم فى جيوبهم مثلا
تالا : اقصد انى حسيتهم بيتعاملوا ببساطة
مدكور : ده لانهم عارفين هم بيتعاملوا مع مين ، احنا برضة مش قليلين ، و بعدين احنا بنكسب بعض ملايين كل سنة
تالا بتفكير : عندك حق
……………….
فى مركز التجميل .. كانت تالا تحدث سليمان فى الهاتف قائلة : انا عاوزاك تتعرف على اللى اسمه جاسر ده يا دادى .. ده طلع تقيل اوى .. و انا اللى كنت فاكراه ابسط من كده بكتير ، اتاريه طلع اتقل من مدكور ذات نفسه
سليمان : انا اسمع عنه من زمان ، بس ماسبقليش انى اتعاملت معاه مباشرة ، همتك بقى ابقى عـ.ـر.فينى عليه .. بس ماقلتيليش
تالا : اقول لك ايه
سليمان بفضول : ماجابلكيش سيرة برضة عن كلامى معاه عن موضوع السل/اح
تالا : ابدا ، سألته زى ما اتفقنا و ما رضيش ابدا يقوللى حاجة ، و لما ضغطت عليه ، قاللى لو عاوزة اعرف اسالك انت ، لكن من يومها ماجابليش سيرته تانى
سليمان بتحذير : انا عاوزك تنتبهى اوى و مـ.ـا.تتخليش عن حذرك و انتى بتتعاملى معاه
تالا : مـ.ـا.تقلقش يا دادى ، انا خلاص عرفت مفتاحه
………………..
كانت رهف و امينة و هدى فى كامل اناقتهن و هن فى طريقهن لمكان الاحتفال بعد ان حاولت رهف مرارا و تكرارا ان تقنع زينب بالانضمام إليهن و لكنها فشلت فشلا ذريعا
و كان مراد قد اصطحب رهف و هدى و تميمة ايضا بعد ان اصر مراد على حضورها الحفل بصحبتهم ، و قام انور باصطحاب امينة
و اثناء الاحتفال .. كان المكان يعج بالمدعوين ، و الذى كان معظمهم من اكبر رجال المال و الاعمال ، و الذين قدموا التهنئة لمدكور و تالا و لمراد و رهف على حد سواء
و لم تنكر تالا اعجابها بتنظيم الحفل الذى نظمته هدى و اشرفت عليه بمهارة شـ.ـديدة حتى خرج فى ابهى صورة اشاد بها الجميع
و فى اثناء فقرات الحفل .. اعلنت هدى عن الفرع الجديد للاتيلية الخاص برهف و افتتاحه بالقاهرة و عرض مقاطع فيديو لبعض تصميمـ.ـا.تها ، ليقدم الجميع التهنئة لرهف و تحيتها على ابداعاتها
و قامت هدى و امينة بتعريف رهف على رجال و سيدات الاعمال القائمين على خطوط الموضة و الازياء فى مصر و الوطن العربى و الذين تبادلوا بعض وجهات النظر الخاصة بالعمل و اتفقوا على التعاون معا بالتنسيق مع الجميع
اما بالجهة الاخرى .. فاثناء مرور مدكور و تالا على المدعوين للترحيب بهم ، اصرت تالا على ان يكون سليمان ملازما لهما دائما حتى وصلوا للمائدة التى كان يجلس عليها جاسر و مؤمن و بصحبتهما فؤاد و عدى و زوجات الجميع عدا زوجة جاسر فقالت تالا ببعض المكر : دى تانى مرة اشوفك من غير المدام يا جاسر بية .. ايه الحكاية ، يا ترى المدام اللى مش حابة تشوفنا و اللا انت اللى بتغير عليها لدرجة انك تخبيها كده عن الكل
جاسر بمرح : و الله تقدرى تقولى كده انها مالهاش فى الدوشة و الحفلات و السهر
مؤمن ضاحكا : و طبعا جاياله على الطبطاب
جاسر بابتسامة : مافيش احسن من الحرية
تالا : بس انت مش حر
جاسر و هو ينظر اليها نظرة تقييمية : مين قال الكلام ده ، ما انا حر اهو و بعمل ما بدالى
ليتبادل الجميع الضحكات المرحة بينما قالت بثينة بعد ان تبادلت النظرات مع رفية و سميحة : بس اسمحيلى اهنيكى على ذوقك .. فستانك يجنن
لتميل تالا بدلال على كتف مدكور و عى تقول : الحقيقة ده ذوق مدكور .. من وقت ما اتجوزنا و هو اللى بيختار لى لبسى كله
سميحة : واضح كمان انه من تصميم رهف .. الحقيقة رهف فنانة بجد
رقية : الف مبروك .. ليكم جميعا ، بتمنى لكم السعادة من قلبى
تالا : ميرسى يا مدام رقية ، و اسمحوا لى كلكم انى اقدم لكم دادى .. سليمان بية الانصارى مالك و مؤسس صرح الانصارى جروب
مؤمن : غنى عن التعريف طبعا .. تشرفنا يا سليمان بية
سليمان : الشرف ليا
جاسر بترحاب : الحقيقة الانصارى جروب تعتبر رقم واحد فى عالم المقاولات .. و سمعتها مسمعة فى كل البلد ، و طبعا فرصة عظيمة اننا نتقابل و نتعرف يا سليمان بية
سليمان : ان شاء الله اكيد هنتقابل تانى و قريب اوى
مدكور : بعد اذنكم .. هنرحب بباقى المدعوين
سليمان بمرح : لا يا عم .. انا هستريح شوية مع جاسر بية و مؤمن بية ، انت عريس و جددت شبابك ، لكن انا لسه ، روحوا انتو رحبوا ببقية ضيوفكم على ما اشم نفسى شوية ، ده لو مايضايقش جاسر بية
جاسر : ده شرف لينا .. اتفضل
سليمان : الحقيقة انا سمعت برضة عن مجموعتكم من تالا و من مدكور بية ، بس يا ترى بقى شغلكم كله فى المقاولات زى مدكور كده و اللا ليكم نشاط تانى
مؤمن: الحقيقة .. اصل الجروب .. شغل المقاولات ، لكن فى الفترة الاخيرة قررنا نجرب حظنا فى الاستيراد
لتلتمع عينا سليمان و يقول بنشوة : و يا ترى مبسوطين فى المجال الجديد ده و اللا لسه بتحاولوا
جاسر : الحقيقة المجال اللى اخترناه مش سهل انه يتكرر او حتى يبقى فيه منافسة كبيرة
سليمان : و ياترى تجارة ايه دى بقى اللى اخترتوها
مؤمن بابتسامة : الاثاث
سليمان باستغراب : اثاث .. موبيليا يعنى .. و اللا انا فهمت غلط
جاسر : لا مش غلط و لا حاجة ، هو زى ما فهمت كده بالظبط
سليمان : بس اشمعنى النوع ده من التجارة .. رغم ان البلد فيها مصنعين كتير ، و لما حد بيحب يستورد حاجة بتبقى تكلفه الجمارك عالية جدا ، و كمان نقلها عاوز تقنية مخصوصة و ناس بروفيشنال
مؤمن بابتسامة : و احنا بنوفر على الناس كل الكلام ده
و كمان الموبيليا تعتبر من الواردات التقيلة اللى الجمارك بيتعاملوا معاها بحساب خاص
سليمان : ازاى بقى
جاسر ضاحكا : يعنى بيحسسوا عليها و هم بيكشفوا عليها ، لان لو اى حاجة اتخدشت بس خدش صغير بيبقوا ملزمين بدفع التأمين فورا ، و خصوصا ان بيبقى فى انتيكات كتير وسط الموبيليا دى
سليمان باعجاب : واضح ان الموضوع يستحق المجازفة
مؤمن ضاحكا : و اذا ذكرت المجازفة .. ذكر جاسر فورا
سليمان : ايه .. بيحب المغامرة
جاسر : مش بس مغامرة ، بس زى مـ.ـا.تقول كده .. يفوز باللذة كل مغامر ، و كمان الثروة مش هتجيلنا و احنا فى مكاننا .. لازم نتحرك ، و على راى الشاعر اللى قال .. و ما نيل المطالب بالتمنى
سليمان ضاحكا : و لكن تؤخذ الدنيا غلابا ، هو ده .. تعجبنى .. انا كان لازم اتعرف عليك من زمان ☺️
↚
كان حفلا صاخبا شغل حيزا كبيرا من اهتمام الاعلاميين و مواقع التواصل الاجتماعى ، و على الرغم من ان تعليقات المتابعين لخبر زواج مدكور من تالا كان معظمها يدور فى قالب من الذهول لفارق العمر الشاسع بينهما ، الا ان الكثيرين ايضا قد علقوا بانه زواج مصلحة بحتة للحفاظ على هيبة المجموعتين و انه تزاوج للمجموعتين قبل ان يكون لرجل و امرأة .. اى انه تزاوج المال بالمال
الا انه على صعيد اخر فقد سرقت رهف الاضواء تماما بظهورها لاول مرة للاعلام و بهذا الشكل الضخم المفاجئ للغالبية العظمى ، و باعلانها عن فرع مشروعها الجديد
فأصبح اسم بروكن هارت هو الاسم الاكثر ترديدا فى عالم الميديا حتى نال المركز الاول فى المواضيع المتداولة فى الاعلام الاليكترونى بلا منازع مما اثلج قلب رهف و جعلها مصدر فخر لنفسها قبل الاخرين
و كانت باليوم التالى تجلس على مائدة الافطار بصحبة مراد و هدى و امينة و هى تطالع تلك الاخبـ.ـار بسعادة كبيرة و سط مرح من الجميع فقالت هدى بصخب : و الله و بقيتى تريند يا بنت العزيزى
امينة : دول ما اتكلموش على جواز عمو و تالا زى ما اتكلموا على الاتيلية و شغلك ، ده فى موقع عامل تقرير كامل عنك لوحدك و عارض فى التقرير تصميمـ.ـا.ت كتير اوى ليكى
رهف بتوعد : و يا ترى الموقع ده بقى يا ايمى عرف منين انى هعمل كمان تصميمـ.ـا.ت للاكسسوارات
امينة و هى تنظر حولها بتردد : اكيد فى جاسوس وسطنا
رهف ضاحكة : انا هعرف احاسب الجاسوس الفتان ده بمعرفتى بس اما افضى له
مراد و هو ينهض من مكانه : انا همشى انا بقى .. زمان عمى سبقنى
رهف : بالسلامة ان شاء الله
مراد و هو يميل على تميمة مقبلا اياها : هاخد البوسة بتاعتى الاول من الكحكاية بتاعتى
تميمة بشغب : يوووه هو كل شوية تبوسنى يا خالو
مراد ضاحكا : ااه عشان اخد السكر كله لوحدى
لتنهض امينة هى الاخرى قائلة : و انا هروح احضر شنطتى عشان لما نرجع من الاتيلية هنسافر على طول
رهف برجاء : يا بنتى مـ.ـا.تخليكم معايا .. انا مش فاهمة عاوزين تسافروا ليه بس
امينة : وبعدهالك بقى .. مش احنا متفقين على كده
رهف بتذمر : طب ماهو انور هنا فى القاهرة .. هتسافرى انتى ليه بقى
امينة بحزم و هى تعدد على اصابع يدها : اولا .. انور مسافر معانا لان هو كمان عنده حاجات مهمة هناك .. و مـ.ـا.تنسيش الشغل اللى هناك ، و ثانيا .. المشغل هناك ماينفعش يتساب كده و انا قلتلك الكلام ده اكتر من مرة
و ثالثا بقى و ده المهم .. ان ماما مش مستريحة هنا ، عاوزة ترجع بيتها يا رهف .. و المفروض انك خلاص فهمتى الكلام ده ، و رابعا بقى يا هانم .. انا على وش جواز و محتاجة اشوف حاجتى و اجهز نفسى .. انا خلاص اتطمنت عليكى
رهف بامتعاض : و هو يعنى الجهاز لازم يبقى بختم اسيوط
امينة : ما اللى هنا هو اللى هناك ، يبقى ليه اشيل على فلبى من هنا انا مش فاهمة
رهف باستسلام : روحى يا امينة حضرى شنطتك .. انا عارفة انكم هتمشوا كلامكم فى الاخر
لتنحنى امينة مقبلة اياها بحب قائلة : اوعى تفكرى ان بعدك عننا مش هيأثر فينا زيك بالظبط ويمكن اكتر كمان .. بس ده حال الدنيا يا حبيبتى
و بعد ذهابها لاحظت هدى على رهف الشرود فقالت : مالك يا رهف .. كل ده عشان امينة و دادة راجعين اسيوط ، طب مانا معاكى اهو .. و مش مسافرة دلوقتى ، و الاهم ان مراد معاكى و اللا ايه
رهف بانتباه : طبعا يا حبيبتى .. طبعا
هدى بفضول : بمناسبة مراد ، من يوم رجوعكم من السفر و ماجاتش مناسبة اسالك
رهف : تسالينى على ايه
هدى : مبسوطة مع مراد
رهف بتيه : مش عارفة
هدى : نعم .. مش فاهماكى .. يعنى ايه مش عارفة
رهف : يعنى يوم فرحنا و احنا لسه فى الطيارة .. مراد قدر انه يشيل جزء كبير من قلقى و رهبتى ، قدر انه يقنعنى ان كل ظنونى ماكانتش اكتر من اوهام
هدى : طب جميل جدا .. يبقى فين بقى المشكلة
رهف بتنهيدة حارة : المشكلة ان من يوم ما رجعنا و انا حاسة انه اتبدل
هدى : ازاى بقى
رهف بتردد : مش عارفة هتقدرى تفهمينى و اللا لا ، بس كل اللى اقدر اقولهولك .. انى حاسة انه رجع يعاملنى برسمية من تانى .. حاسة ان بقى فى حالة من الجمود مابيننا هو بنفسه اللى دوبها فى البداية و برضة هو اللى رجعها من تانى
هدى : طب ليه انتى مـ.ـا.تحاوليش انك تكسرى الحتة دى اول باول
رهف : حاولت اكتر من مرة و حاولت اشركه معايا فى حاجات كتير و كل ما افكر انى خلاص نجحت ، الاقى روحى برجع لنقطة الصفر من تانى
هدى بتعاطف : معلش يا رهف .. انا عارفة انك هتتعبى فى الحتة دى مع مراد .. مراد الشغل كل حياته
رهف : هو كمان قاللى كده ، بس وقتها قاللى انه عشان ماعندوش حاجة تانية غير الشغل تشغله ، و اعتقدت ان انا هبقى الحاجة التانية دى ، بس الظاهر انى ماقدرتش املى الفراغ ده
هدى : ايه الهبل ده .. لأ طبعا .. المفروض ان انتى تبقى الاساس و اى حاجة تانى تيجى فى المرتبة التانية
رهف بحزن : للاسف مش حقيقى .. ما انكرش ان رحلة شهر العسل كانت زى الحلم بالنسبة لى ، كنت طايرة فوق السحاب ، بس اول ما رجعنا .. حسيت انه اخد كل الاهتمام اللى كان مخصصهولى .. و وزعه على كل اللى حوالينا من غير حتى ما يسيبلى منه نايب
هدى : مش معقول للدرجة دى يا رهف اكيد متهيألك ، ده انا حتى كنت ملاحظة انه اد ايه كان چانتى اوى و هو بيتعامل معاكى امبـ.ـارح فى الحفلة و كان بيتعامل معاكى باهتمام و احتواء
رهف بسخرية : و اول ما رجعنا اوضتنا و بقينا لوحدنا انقطع بيننا الكلام تماما ، و ماسمعتش غير تصبحى على خير ، و الصبح صباح الخير
هدى بدهشة : غريبة اوى .. طب ليه كده
رهف بحزن : مش عارفة .. بس الحقيقة لما فكرت لقيت ان مالهاش غير تفسير واحد
هدى بفضول : تفسير ايه ده بقى
رهف بخفوت شارد : انى ما ارضيتهوش ، ما كنتش بالنسبة له كفاية
هدى بصدمة : تقصدى ايه
رهف و هى تمسح عبرة هاربة على وجنتها : ما مليتش قلبه يا هدى ، ما قدرتش اخليه يحبنى كفاية ، او يمكن ماقدرتش اخليه يحبنى من اصله ، طول عمرى اللى فات فضلت بالنسبة له حاجة مسلم بيها و الظاهر انى هفضل برضة كده بالنسبة له بقية عمرى
هدى : بس انتى بتقولى انه اتكلم معاكى كويس و انتم مسافرين و انك كمان كنتى مبسوطة فى شهر العسل
رهف بسخرية : ما اعتقدش ان كان قدامه حل بديل ، كنت انا و هو وبس
هدى : تقصدى انه كان مضطر .. طب ليه
رهف : هو ده اللى انا عاوزة اعرفه
لتسود فترة من الصمت قبل ان تقول هدى : انا برضة عند رأيى .. لازم تتكلمى معاه .. مـ.ـا.تسيبيش مرحلة الصمت دى تدخل حياتكم بدرى كده ، المرحلة دى لما اى زوجين بيستسلموا لها .. حياتهم شبه بتنتهى ، و انتم لسه ما ابتديتوش اصلا عشان تنتهوا
…………………
اما بمكتب سليمان بالمجموعة .. فكانت تجلس تالا و هى بيدها هاتفها النقال و تتابع على شاشته بعض ما قيل عن احتفال الامس .. فتقول بحنق : انا ما كانش لازم اوافق ابدا ان الحفلة تبقى جماعية بالشكل ده ، كل الكلام تقريبا عن الست رهف و الاتيلية بتاع الست رهف و المفاجأة اللى فجأت بيها المجتمع
سليمان بمهادنة : سيبك من الكلام ده كله و خليكى فى المكاسب الحقيقية اللى طلعنا بيها من ورا الحفلة
تالا بامتعاض : بس برضة التغطية اللى اتعملت مش عاجبانى
سليمان : بسيطة .. شوفى عاوزة ايه ينكتب و احنا نخليه ينكتب
تالا بابتسامة خبيثة : تصدق فكرة .. رغم انها لو كانت جت طبيعية كانت هتبقى احلى
سليمان : ايه هى دى
تالا : ينزل تغطية تستاهل عن خبر جوازى من مدكور و معاه خبر على اكتر من موقع عن الدمج اللى لاح فى الافق ما بينك و بين مدكور و المكاسب اللى هتعود على المجموعتين منه و خصوصا مجموعة مدكور لما تقترن باكبر مجموعة مقاولات فى مصر كلها
سليمان : طب و ده هيفبد بايه
تالا : يفيد ان مدكور لما يقرا الكلام ده و يسمعه من حد غيرى هيخليه يفكر فعلا انه يوافق عليه
سليمان بتفكير : و عاوز كمان كام صورة ليا و انا قاعد مع جاسر و مؤمن تفتحلى سكة انى اتكلم معاهم من تانى
تالا بمكر : ايه .. عجبوك
سليمان بدهاء : الا عجبونى .. كانوا فين دول من زمان .. جاسر ده فعلا دماغه عالية اوى ، و هو ده اللى ينفعنى بجد فى الحكاية اياها
رهف : تقصد السل/اح
سليمان : ايوة .. انا عملت سيرش بالليل عن المجموعة بتاعته
تالا : و لقيت ايه
سليمان : لقيت كل كلمة مدكور قالهالك مش اكتر من نقطة فى بحر ، ده انا حتى لقيت حد من الصحفيين عامل عن جاسر ريبورتاچ من يومين بس و منشور على اكبر موقع اليكترونى
تالا : عن جاسر و اللا المجموعة بتاعته
سليمان : جاسر نفسه .. و انه رجل اعمال فريد و من الطراز الاول و دايما بيقدم فكر جديد فى مجاله و انه بيقدر يخلق مجالات جديدة للشباب و للبلد و …. و …
و الجديد بقى ان الناس فى الدايرة بتاعته كانوا عايزينه يرشح نفسه لمجلس الشعب بس هو اللى رافض يدخل نفسه فى السياسة
تالا : غبى .. مش كفاية انه كان هيبقى معاه حصانة
لتنظر تالا الى سليمان قائلة بحماس : احنا ليه مافكرناش قبل كده فى الحكاية دى
سليمان : حكاية ايه دى
تالا : ان يبقى معاك حصانة .. تدخل البرلمان و تاخد حصانة
سليمان : الاحسن اننا نقنع مدكور ان هو اللى يبقى معاه حصانة
تالا : ازاى بقى .. و احنا هنستفيد ايه من الحكاية دى
سليمان : هبقى نسيب العضو الموقر ، و دى لوحدها مش شوية ابدا ، هاخد كل مزاياه من غير ما تبقى العين عليا و لا ابقى تحت الميكروسكوب .. بس يا خسارة .. لسه بدرى اوى على ما يبقى فى انتخابات
تالا : و انت فاكر انى ممكن افضل على ذمته لحد ما يبقى فى انتخابات .. انا بس انفذ اللى فى دماغى و هخلعه من تانى يوم
سليمان : طب ايه .. وصلتى لحل و اللا لسه
تالا : لسه بظبطها .. بس تعرف ، انا لو اعرف ان جاسر بالحجم ده ، كان زمانه هو اللى بقى جوزى دلوقتى
سليمان ضاحكا : بسيطة .. اعمليله دور ، بس اخلصى من التعلب العجوز الاول
تالا : انا فى حاجة كده فى دماغى … لو ظبطت ، ممكن اخليه هو بنفسه اللى يكتبلى المجموعة بالكامل
سليمان بفضول : طب ما تقوليلى .. عشان اساعدك
تالا : هساومه
سليمان : و ده بقى ممكن تساوميه على ايه
تالا بابتسامة شيطانية : على عجزه انه يأدى واجباته الزوجية
سليمان بذهول : انتى بتتكلمى بجد .. مدكور عاجز
تالا بمكر : انا بتكلم على ما سوف يكون
سليمان : مش فاهم
تالا : كنت قريت مقالة كده بالصدفة ان فى دوا معين بيحتوى على هرمون انثوى عالى بيقضى تماما على الرجـ.ـا.لة
لتصدح ضحكات سليمان عاليا و هو يصفق بيديه قائلا : شيطانة صغيرة .. بنت ابوكى بصحيح .. دايما تفكيرك برة الصندوق
تالا بفخر : اومال ايه يا دادى .. ما احنا متفقين من زمان ، لازم كل حاجة تبقى بيور و على نضافة
………………
فى مجموعة مدكور .. كان اجتماعا مغلقا مابين مدكور و مراد و انور و المسئول المالى عن المجموعة و رئيس القسم القانونى ، و كان انور يعرض اخر المستجدات التى طرأت اثناء سفر مدكور و مراد قائلا : دى كانت اخر حاجة حصلت و انتم مسافرين
مدكور : طب و بالنسبة لمشروع الانصارى .. وصلتم لحد فين
انور : كل الاساسات خلصت و كل المبانى حاليا شغالين فى المرافق
مدكور : و عملتوا ايه فى مكاتب المقاولين المخالفة
رئيس الشئون القانونية : الحقيقة بعد الانذارات اللى اتبعتت ، قبل رجوع حضرتك بتلت ايام الغرامة اندفعت و المكاتب انسحبت
مدكور : عظيم
مراد : و طبعا صدر قرار ادارى بعدم التعامل معاهم مرة تانية
انور و هو يمد يده بملف مغلق باحكام الى مدكور : و الدوسية ده فيه بعض المخالفات اللى لازم حضرتك تطلع عليها بنفسك يا مدكور بية عشان نعرف هنتصرف فيها ازاى
مدكور : تمام .. اتفضلوا انتو .. و خليك انت يا انور لسه عاوز افهم منك شوية حاجات
وبعد انصراف الجمبع عدا انور قال مدكور و هو يطالع الاوراق التى كانت بالملف : المخالفات دى اول مرة تحصل من سليمان و اللا هو متعود على كده
انور : الحقيقة طول عمره ماشى معانا زى الساعة ، اول مرة يحصل منه الكلام ده ، حتى المهندسين اللى تبعه بعت اخدهم بدون اى سابق انذار ، و كمان الدفعة التانية من التمويل بتاعه ماوصلتش لحد دلوقتى ، رغم انه عدى على معادها اكتر من اسبوعين
مدكور : اممم و انتو عملتوا ايه فى الحكاية دى
انور : بعتناله مطالبة مرة و اتنين و فى كل مرة ما بيجيلناش اى رد ، و طبعا مافيش اجراء قانونى قبل مرور تلت شهور على حسب العقد
مدكور : تمام .. سيبلى الملف ده و اتفضل انت و لو احتاجتلك تانى هكلمك
انور : انا راجع اسيوط ان شاء الله النهاردة بالليل ، و هرجع زى النهاردة ان شاء الله
مدكور : تمام .. و انا هكون عندكم بعد اسبوع او اتنين بالكتير
………………
فى مساء احد الابام بمنزل مدكور
كان يجلس بالشرفة و هو يستمع الى بعض الموسيقى لتأتى تالا و هى تقدم له بعض من عصير الفاكهة و هى تقول : الموسيقى دى محتاجة عصير فريش ، عشان تتسمع بروقان
مدكور بابتسامة : شكرا يا حبيبتى
تالا : خلاص هتسافر بعد بكرة
مدكور : ان شاء الله.. لازم اتابع المشروع هناك بنفسى .. ده شئ ضرورى
تالا : دادى عاوز ييجى معاك المرة دى
مدكور بابتسامة : اهلا بيه طبعا ، بس على كده بقى يا ترى مين فيكم اللى هيحضر الاجتماع بتاع بكرة .. انتى و اللا دادى
تالا : انا كالعادة ، و اللا كمان مش عاوزنى اجى الاجتماع
مدكور : لا ازاى .. حضورك بكرة بالذات مهم جدا
تالا : اشمعنى
مدكور و هو ينهض من مكانه و يسحبها معه اتجاه الداخل : خلى الشغل للشغل يا حبيبتى
…………
بمنزل رهف و مراد
كانت رهف تجلس بفراشها و هى تمسك بيدها دفتر الرسم الخاص بها و تقوم بعمل تصميم ما حين دخل عليها مراد و قال بعد ان اغلق الباب : مساء الخير
رهف و هى تطوى دفترها و تضعه جانبا : مساء الخير .. اتأخرت .. انت قلت ساعتين و راجع
مراد : فعلا .. بس كان فى حاجات كتير محتاجين تخلصها قبل اجتماع بكرة
رهف برجاء : ياريت مـ.ـا.تبقاش تسيب بابا يسهر كتير عشان صحته
مراد : لا مـ.ـا.تقلقيش .. عمى ما رجعش تانى بعد الغدا
رهف على استحياء : و انت كمان
مراد : انا كمان ايه
رهف : اقصد ان انت كمان مـ.ـا.ترهقش روحك بزيادة
مراد : مـ.ـا.تقلقيش
ليسود صمتا قـ.ـا.تلا و هى تراقبه و هو يتحرك امامها حتى دخل الفراش بجوارها و قال : تصبحى على خير .. و كأنه ايذانا بغلق الانوار لكى يستطيع النوم ، و لكن رهف كانت تصارع نفسها حتى تستطيع التحدث فقالت بصوت باهت يكاد يكون مسموعا : هو ايه اللى حصل
مراد بانتباه : انتى بتقولى حاجة
رهف و هى تحاول الحفاظ على رباطة جأشها : كنت بسألك .. هو ايه اللى حصل
مراد : حصل فى ايه
رهف بتردد : ليه فجأة اتغيرت معايا اول ما رجعنا من برة ، ماكنتش كده و احنا مسافرين .. كان فى بيننا كلام و حوار ، كان فى اهتمام متبادل ما بيننا .. ليه فجأة كل ده اختفى .. ليه فجأة حسيت اننا زى ما نكون متجوزبن من تلاتين سنة و ان كل الكلام اللى كان بيننا خلاص خلص و مـ.ـا.ت
مراد بدهشة : ليه كل ده
رهف بذهول : انت مش حاسس .. مش شايف ان كلامنا فى اليوم كله ما بيتخطاش كام كلمة ، صباح الخير ، و مساء الخير ، و تصبحى على خير ، اكننا رجعنا من تانى لايام ماكنت لسه فى اسيوط و كأن جوازنا و كل اللى حصل ده ماحصلش
ليه فجأة حسيت انك زى ما تكون نـ.ـد.مت على جوازنا
مراد بحنق : احنا هنرجع من تانى للكلام العبـ.ـيـ.ـط ده
رهف : طب انا عبـ.ـيـ.ـطة و كلامى كمان عبـ.ـيـ.ـط ، طب اللى بيحصل ده كمان تسميه ايه .. عـ.ـبـ.ـط برضة
مراد : انا فهمتك قبل كده و قلت لك انى راجـ.ـل عملى ، و انى شغلي اهم حاجة فى حياتى
رهف : و برضة قلتلى انك كنت كده لان ماكانش عندك بديل ، معنى كلامك ده انى ما قدرتش ابقى بديل كفاية حتى لنص وقتك
مراد بمهادنة و كأنه يحادث طفلة صغيرة : يا رهف افهمينى .. انا بيبقى عليا ضغط كبير اوى فى الشغل طول اليوم .. ما بصدق افصل عشان انام شوية .. لكن اوعدك انى كل فترة كده اما اقدر اخد اجازة هخدك و نسافر و نعيد رحلة شهر العسل من تانى يا ستى ، ها .. مبسوطة
رهف بجمود و هى تكبت عبراتها بعينيها : ااه طبعا .. هطير من الانبساط .. تقدر تنام دلوقتى .. واسفة انى عطلتك .. تصبح على خير
لتمد يدها و تطفئ الاضاءة بجوارها و تعدل وضعية نومها ، لتضع رأسها على الوسادة استعدادا لاطول ليلة قد تمر عليها طيلة عمرها
و عنـ.ـد.ما لاح النهار الجديد .. كانت هدى تجلس على مائدة الافطار بصحبة تميمة و هى تطعمها حين اقبل عليهما مراد مقبلا اياها و الصغيرة بمرح و هو يقول : صباح الخير على احلى كحكاية بسكر
تميمة بمشاكسة : انا كلت كل السكر
مراد ضاحكا : برضة لسه عليكى سكر
و عنـ.ـد.ما جلس لتناول افطاره انتبه لعدم وجود رهف فقال متسائلا : اومال رهف فين
هدى دون ان تنظر اليه : خرجت
مراد بدهشة : خرجت ليه بدرى كده .. ده انا صحيت مالقيتهاش .. فى حاجة حصلت و اللا ايه
هدى : قالت عندها حاجات مهمة عاوزة تخلصها قبل ما تسافر
مراد بدهشة : تسافر فين
هدى بنبرة عتاب : انت مش عارف ان مناقشة الدكتوراة بتاعتها معادها اتحدد ، و خلاص فاضل لها شهر واحد ، و اكيد محتاجة تبقى قريبة من الدكاترة بتوعها فى الجامعة
مراد بتذكر : انا كنت ناسى خالص موضوع الدكتوراة ده ، و هى كمان ما جابتليش سيرة
هدى بتنهيدة ممتعضة : اكيد هى مش شايفاك مهتم من اساسه ، فمارضيتش تدوشك بحاجة تخصها لوحدها
مراد برفض : و هو سفرها حاجة تخصها لوحدها
هدى بنبرة عتاب : هتفرق معاك لو سافرت
مراد : انا عمى مخلينى هنا عشان خاطر ما تبقاش لوحدها
هدى بذهول : عمى .. يعنى انت قاعد هنا بس عشان خاطر عمى مش عشان خاطرها هى
مراد : ماهو كله عشان خاطرها برضة
هدى : و انت
مراد : انا ايه
هدى : انت فين
مراد : مانا اهو و معاها و معاكى .. ايه مشكلتكم انا مش فاهم
هدى : معايا يمكن .. لكن معاها اشك ، ده انا مابشوفكش تتكلم معاها كلمة واحدة ، ده لو حد غريب شافكم هيفكركم متخاصمين او يمكن حتى يفكركم اغراب عن بعض ، رهف بتحبك يا مراد .. بلاش تقطع خيوط الوصال ما بينكم
مراد : هو فى ايه .. خيوط ايه اللى هقطعها انا مش فاهم ، ثم انا مكلف ناس تتابعها فى كل حاجة بتعملها ، و كنت معاها خطوة بخطوة فى تركيا لحد ما اتطمنت عليها و على العقود بتاعتها ، و خليت انور يتابعكم هنا لحد ماقدرتوا تنجزوا كل ده فى الوقت القصير ده .. مطلوب منى اعمل ايه تانى
هدى : مطلوب منك تتعامل بعواطفك شوية ، مطلوب منك تحتويها .. تحسسها بوجودها فى حياتك .. باهميتها ، بانك تهتم بيها هى مش بشغلها ، تخليها تحس بان حياتك فرقت لما هى دخلتها .. الجواز مش زى مانت فاكر ابدا .. الجواز مودة و رحمة
مراد بجدال : انتى ليه محسسانى انى وحش اوى كده
هدى : طول عمرك حنين معايا و بتدور على راحتى و سعادتى ، ليه مـ.ـا.تحاولش تعمل معاها هى كمان كده
مراد بامتعاض : ما اتعودتش
هدى : طب ما انت كنت بتعمل كده فى شهر العسل .. ايه اللى جرى
مراد : كان عندى وقت لان ماكانش عندى شغل ، انما دلوقتى رجعت تانى للشغل و مابقاش عندى وقت لاى حاجة تانية
هدى بذهول : يعنى كنت بتملى بيها وقت فراغك و بس ، ثم اكملت بجمود .. خلاص .. يبقى اعتبرها بتتعامل معاك بنفس القاعدة
مراد : مش فاهم
هدى : يعنى هتشوف شغلها و اهتمامـ.ـا.تها و وقت فراغها تبقى تحاول تفهمك هى بتعمل ايه
↚
فى مجموعة العزيزى .. كان هناك اجتماعا مغلقا يضم مدكور و مراد و المحاسب القانونى لمجموعة العزيزى و معهم تالا بصحبة المحاسب القانونى لمجموعة الانصارى و اثناء عرض مجريات الامور فى مشروعهم المشترك يقدم مراد الى تالا كشفا يضم بعض المبالغ المالية المستحقة على مجموعة الانصارى قائلا : و طبعا يا مدام تالا احنا محتاجينك تكتبيلنا شيكات بالمبالغ المستحقة عشان نقدر نستوفى كل الشغل المطلوب اداؤه
تالا بامتعاض : بس انا ماجيبتش معايا دفتر الشيكات .. الحقيقة نسيت اخده من دادى
مدكور بسخرية متوارية : من امتى بتستعملى دفتر الشيكات بتاع دادى ، مانتى عندك الدفتر بتاعك
تالا بلجلجة : اااه ، ااصل الدفتر بتاعى خلص و لسه ماطلبتس من البنك دفتر جديد
مدكور : بسيطة .. انا هبعت لسليمان السواق يجيبه لك الدفتر اللى مع دادى
تالا : و على ايه يعنى .. انا هبقى اجيبهملك فى البيت
مدكور بحزم : ما احنا قلنا قبل كده .. خلى البيت للبيت و الشغل للشغل
تالا بتردد : اصل دادى مش فى الجروب النهاردة ، عنده ميتينج برة و عشان كده بقول لك خليها لوقت تانى
مراد و هو يقدم لها مجموعة من الاوراق : مافيش مشكله .. انتى ممكن تمضيلنا دلوقتى على اذونات الدفع دى و احنا بعد كده هنتعامل
مدكور و هو ينظر لتالا بحزم : امضى على الأذونات يا مدام تالا عشان الشغل مايقفش
لتمتد يد تالا الى الاذونات و تلقى عليهم نظرة سريعة لتقول بريبة : بس المبالغ اللى موجودة فى الاذونات ضعف المبالغ المستحقة دلوقتى
مدكور : ماهو لو المجموعة عندكم ملتزمة بمواعيد المستحقات كان المفروض مستحقات المرحلة الحالية اتصرفت من شهر فات ، لكن لو ركزتى فى التواريخ اللى قدامك هتلاقى ان مش كل الاذونات استحقاقها دلوقتى ، احنا هنصرف بس التزامـ.ـا.ت المرحلة الحالية ، لكن الباقى لما ييجى وقتها
تالا : طب و لزمته ايه .. ما كل حاجة تبقى فى وقتها احسن
مراد بعملية : لزمته يا مدام تالا اننا مانضطرش نعمل اجتماع مخصوص عشان نقدر نحصل المستحقات دى لما ييجى وقتها
تالا بحدة : و احنا من امتى بنتاخر فى دفع المستحقات يا مراد
مراد بحزم : المرة دى اتاخرتوا ، و اتأخرتوا اكتر من تلت اسابيع ، و المجموعة عندنا اصطرت تغطى المبالغ المستحقة على المجموعة عندكم عشان الشغل مايقفش ، لكن طبعا مش محتاج اوضح لك الحكاية دى اثرت على شغلنا و التزامـ.ـا.تنا التانية ازاى
تالا : انا همضيلكم على المستحقات الفعلية ، لكن ما اقدرش امضى على حاجة لسه مدتها بعد تلت شهور
مدكور : شهرين و اسبوع
تالا : مـ.ـا.تفرقش ، لو يوم واحد بيفرق
مدكور : و لو واحد وعشرين يوم ؟!
تالا : تقصد ايه
مدكور و هو يترك مقعده على مائدة الاجتماعات و يعود الى مكتبه : اقصد ان مجموعتكم اتسببت فى خسارة المجموعة عندى يا مدام تالا .. و لان دى اول مرة تحصل و طبعا اكيد هتبقى الاخيرة ، فانا هكتفى انك تمضى على الأذونات قبل معادها لضمان الحقوق مش اكتر ، و برغم ان العقود مثبت فيها الكلام ده لكن مش عاوز اخلى الحكاية تبقى ماشية بيننا بالشكل ده
كانت تالا تطحن العدم بين اضراسها بحقد كامن و هى تتناول قلمها و تقوم بالتوقيع على الأذونات و هى تقول بامتعاض يظهر على محياها بوضوح : دادى هياخد على خاطره اوى من الموقف ده
مدكور بمرح : طب ده المفروض يشكرنى انى هخليه دايما ينبه على الحسابات عندكم انهم يلتزموا بمواعيد الدفع اللى بتلتزموا بيها عشان تقدروا دايما تحافظوا على صورتكم قدام العملاء بتوعكم
و بعد ان راجع مراد على التوقيعات المطلوبة وضعها بالملف الخاص بها و نهض كالجميع و قال موجها الحديث لمدكور : كده كله تمام يا عمى ، حضرتك تؤمرنا بحاجة تانية
مدكور : لا اتفضلوا انتو و سيبونى مع مدام تالا شوية
وبعد انصراف الجميع قالت تالا بتأنيب : بقى كده برضة يا مدكور ، تحرجنى بالشكل ده قدام الموظفين بتوعنا
مدكور باستنكار : أنا … ليه بتقولى كده
تالا : حتة انك تصمم تخلينى أمضى على الاذونات قبل معادها .. ايه يعنى .. مخوننا مثلا ، ماكانش يصح ابدا تحرج مراتك بالشكل ده قدام الموظفين
مدكور : بزنس از بزنس يا بيبى ، الشغل مافيهوش محاباة
و قلتلك قبل كده الشغل للشغل و البيت للبيت
تالا بفضول : يعنى افرض ان حصل ظروف و اننا مش هينفع نلتزم بمواعيد الدفع هتعمل ايه بقى وقتها .. هتمضينى على شيكات بدون رصيد مثلا
مدكور بعملية شـ.ـديدة : لا طبعا .. ايه الكلام الفارغ ده ، و هستفيد ايه لما اعمل كده
تالا : اومال هتعمل ايه
مدكور بابتسامة خبيثة : يا اما هفسخ العقد و وقتها انتو اللى هتتحملوا الشرط الجزائى ، يا اما ….
تالا بفضول : يا اما ايه بقى
مدكور ضاحكا : يا اما هحجز على المجموعة عندكم و ابقى شريك سليمان زى ما انتى كنتى عاوزة 🤣
لتبهت ملامح تالا و هى تراقب مدكور و تتخيله بهيئة ثعلب عجوز يتلاعب بصيده فوقفت و قالت و هى تزدرد لعابها بصعوبة : انا راجعة المجموعة عند دادى .. اتأخرت عليه
مدكور بسخرية : مش قلتى ان عنده ميتنج برة
تالا بلجلجة : اااه ، ماهو زمانه خلص
مدكور : ما اتفقناش على السفر
تالا : دادى هيسافر معاك
مدكور : و انتى
تالا : و انا كمان هاجى معاكم
مدكور : تمام .. هخلى مراد يبعتلكم ايميل بكل المواعيد و الاجتماعات اللى هنحضرها هناك
تالا : و كمان دادى عاوز يزور الموقع ، و يجتمع بباقى الشركا
مدكور بابتسامة : اكيد هيزور الموقع و هيقابل باقى الشركا .. مـ.ـا.تقلقيش
……………………
مساءا بمنزل رهف
عاد مراد من المجموعة ليجد هدى تجلس بصحبة صغيرتها و هى تقرأ لها من كتاب مصور ، لينحنى على الصغيرة مقبلا اياها بمرح قائلا : كحكايتى بتعمل ايه
تميمة : ماما بتحكيلى حدوتة
مراد : اسمها بتقرالك قصة
تميمة بمرح مقابل : قصة ايه دى .. اسمها حدوتة
هدى : اقول لهم يحضروا لك العشا و اللا اكلت برة
مراد و هو يتلفت حوله باحثا بعينيه عن رهف : لا ما اكلتش و جعان جدا .. انتو اتعشيتوا
هدى : ااه اتعشينا
مراد و هو ينظر بساعته : الساعة لسه تمانية .. اتعشيتوا بدرى اوى ليه كده
هدى دون ان تنظر اليه : رهف كانت محتاجة تنام عشان تقدر تصحى بدرى للسفر ، فاتعشينا كلنا سوا
مراد : و هى خلاص قررت انها مسافرة بكرة
هدى : ااه ، الدكتور بتاعها طالبها تبقى عنده بكرة
مراد : طب ما تسافر مع عمى بعد بكرة
هدى : مش عارفة بقى ، لو لحقتها الصبح قبل مـ.ـا.تسافر .. ابقى اسألها
لينهض مراد و يتجه الى الاعلى قائلا بامتعاض : كمان لو لحقتها .. ماشى
و عنـ.ـد.ما دلف الى داخل الحجرة وجدها غارقة فى الظلام الا من شعاع خافت للقمر يطل من الشرفة و يسقط على الفراش على وجه رهف ، ليتبين ملامحها بوضوح بعدما اعتادت عيناه على ظلمة المكان ، ليجدها تنام قريرة العين بـ.ـاريحية شـ.ـديدة ليتملكه شعور بالضيق لا يدرى سببه ، و لكنها تلك المرة الاولى التى تذهب للنوم قبل ان يصل الى المنزل ، حتى قبل اتمام زواجهما .. فكانت خلال وجوده باسيوط تنتظر عودته لتسأله ان كان تناول طعامه من عدمه او ان كان يحتاج الى شئ ما ، و لكنه سرعان مانفض عن ذهنه كل شئ عنـ.ـد.ما انتبه الى صوت معدته الخاوية ، فقام بتبديل ملابسه و العودة الى الاسفل مرة اخرى ليجد ان هدى قد صعدت هى الاخرى الى غرفتها بصحبة تميمة ، ليجلس وحيدا لتناول طعامه الذى فقد رونقه و طعمه ايضا ، ليتركه و يتجه الى غرفته مرة اخرى ليغرق فى ثبات عميق لم يفق منه الا صباح اليوم التالى على صوت دقات على باب الغرفة ليعتدل فى الفراش سامحا لمن على الباب بالدخول ، ليطل عليه وجه هدى قائلة بابتسامة مشرقة : صباح الخير .. ايه النوم ده كله
مراد بدهشة : صباح الخير ، هى الساعة كام
هدى : داخلة على تمانية
مراد و هو يرتب شعره و يتمطى باجهاد : ياااه ، ازاى راحت عليا نومة كده ، و ليه ماحدش صحانى
هدى : انا لما رجعت من المطار لقيتك لسه نايم قلت اصحيك
مراد باستغراب : كنتى بتعملى ايه فى المطار على الصبح كده .. هو احمد جه و اللا ايه
هدى : لا يا سيدى مش احمد اللى جه ، ده انا كنت بوصل رهف
مراد و هو ينظر للفراش بجواره و كأنه لم يدرك خلوه من قبل : توصليها المطار ليه
هدى : مانا قلتلك بالليل انها مسافرة اسيوط النهاردة
مراد بضيق : و هى المفروض انها تسافر كمان من غير ما حتى تبلغنى
هدى : طب مانا بلغتك امبـ.ـارح
مراد : انتى بتستهبلى يا هدى ، هو المفروض مين اللى يبلغنى ، هى و اللا انتى
هدى : انت غريب اوى على فكرة ، و هى شافتك امتى و اللا اتكلمت معاها حتى امتى عشان تبلغك
مراد : عذر اقبح من ذنب ، كان ممكن اوى تتصل تقول لى على الاقل
هدى : ده بامارة ايه بقى ، هو انت مش منبه عليها ، انها ما تكلمكش و انت فى الشغل الا لو فى حاجة ما تتأجلش او لو لا قدر الله حصل مصيبة
مراد : و هى دى حاجة مش مهمة فى رأيكم
هدى : عادى يا مراد ، الشغل بيخلينا نلتزم بحاجات كتير من غير ما بنبص على اى حاجة او اى حد تانى و انت اول واحد عارف الكلام ده و بتعمله ، و ما بالك بقى ان رهف عندها دلوقتى شغلها جوة مصر و براها و كمان رسالة الدكتوراة بتاعتها .. فاكيد ممكن تلاقى حاجات معينة وقعت من حساباتها فى النص
مراد بحدة : حاجات مش اشخاص يا هدى
هدى بابتسامة سخرية و هى تتجه الى الخارج : دايما اصحاب القواعد بيبقوا اول ناس بتخالفها .. اجهز على ما اخليهم يحضروا لك الفطار
لتتركه و تذهب موصدة الباب من خلفها تاركة اياه و هو يمتطى امواج غضبه ، فكان بالامس ينوى تأنيبها على تحديد سفرها دون اعلامه مسبقا ، اما الان فهو يشعر باحتقان اوردته لما فعلته ، حتى انه يحاول تذكر اخر مرة وصل به الغضب الى تلك الحافة و لكنه فشل فشلا ذريعا ، فهو كان دائما مثالا لصاحب الاعصاب البـ.ـاردة .. فماذا جد
……………………..
بقصر العزيزى باسيوط .. كانت رهف تحادث هدى على الهاتف و تقول : كده خلاص يا هدى مش فاضل غير تلت اسابيع بس على المناقشة
هدى بتشجيع : ان شاء الله امتياز مع مرتبة الشرف يا حبيبتى .. مـ.ـا.تقلقيش
رهف : ادعيلى بالله عليكى ، و طمنينى الدنيا عندك ماشية ازاى
هدى : الدنيا هنا تمام مـ.ـا.تقلقيش ، و انا متابعة كل حاجة اكنك موجودة بالظبط
رهف : حبيبتى مش عارفة كنت هعمل ايه من غيرك
هدى : و قررتى هتعملى ايه فى الاتيلية عندك
رهف : هسيبه زى ما هو .. مش هقدر اقطع عيش الناس دى .. بس هيبقى على اد الشغل اللى مطلوب فى الصعيد
هدى : بس خدى بالك يا رهف ، مع الوقت لازم هتركزى مجهودك فى مكان واحد
رهف : سيبيها على الله ، المهم طمنينى .. مراد عامل ايه
هدى بخبث : عامل زى الديب السحلاوى
رهف : يعنى متضايق فعلا انى سافرت
هدى بمرح : انتى هتحنى و اللا ايه
رهف : مش لما ابقى احس انى فارقة معاه الاول يا هدى
هدى : اسمعى يا رهف انتى عارفة مراد يبقى ايه بالنسبة لى ، بس انا مش عاجبنى انه يضيع عمره بالشكل ده من غير حتى مايحس بطعم الحاجة الحلوة اللى جواه
رهف : طب مش يمكن ما اكونش انا الحاجة الحلوة دى
هدى بامتعاض : ماكانش ده بقى حاله من امبـ.ـارح
رهف : و حاله ده بقى اللى هو ايه
هدى : على اخره يا بنتى مش عاوزة اقول لك
رهف بامتعاض : بس انا خايفة لا يشتكينى لبابا ، و انتى عارفة بابا .. مراد نقطة ضعفه الوحيدة
هدى : تقصدى نفطة ضعفه بعدك ، لان انتى نقطة ضعف عمو الاولى و بعديها انا و مراد ، و بعدين حتى لو كان ، مش عاوزاكى تقلقى خالص .. انا ظبطت عمو
رهف : ظبطتيه ازاى
هدى : اسمعى يا ستى ، النهاردة بعد ما وصلتك المطار .. كلمت عمو و طلبت منه انى عاوزة اقعد معاه ضرورى بعيد عن مراد و قد كان
رهف بقلق : قعدتى معاه قلتيله ايه يا مـ.ـجـ.ـنو.نة انتى
هدى : هقول لك
فلاش باك
فى الاتيلية الخاص برهف و الكائن بنفس العقار الذى يقطن به مدكور ، كانت هدى ترحب بعمها قائلة : بقى ينفع تبقى معانا فى نفس العمارة و دى تبقى تانى مرة تشرفنا فيها برضة
مدكور بحب : مانتى عارفة يا عفريتة يومى بيبقى عامل ازاى ، كان المفروض انتى تخصصى يوم كده و تيجى تقضيه معايا فوق او حتى تقضيه معانا فى الجروب و اللا انتى مابقالكيش غير رهف و بس ، ثم اكمل بتساؤل .. اومال هى فين هى لسه ماجاتش و اللا ايه
هدى بمحاباة : ماهو ده بقى اللى عاوزة اكلم حضرتك فيه
مدكور : خير يا حبيبتى
هدى : اولا مش عاوزة مراد يعرف حاجة عن كلامنا ده .. ممكن
مدكور بقلق : انتى قلقتينى يا هدى .. ايه الحكاية
هدى : الحكاية يا عمو ان مراد من كتر حبه فى حضرتك بيقلدك فى كل حاجة ، و حاطط الشغل نمرة واحد فى حياته و من بعده اى حاجة تانية حتى رهف .. و ده كاسر قلبها و واجعها
مدكور : انا مش فاهم حاجة .. وضحى كلامك
هدى : يا عمو حضرتك عارف ان مراد بيقضى يومه بالكامل فى المجموعة
مدكور : شغلنا يا بنتى ، و لو ما عملناش كده هنتسرق
هدى : و ما اقدرش اعترض ، لكن باقى يومه يا عمى ، و باقى حياته ، مـ.ـر.اته اللى تبقى بنتك دى .. رهف يا عمو
مدكور : مالها رهف ، ماهى طول عمرها و هى عارفة طبيعة شغلنا .. يبقى ايه اللى جد بقى
هدى : اللى جد انها بقت جزء اصيل من حياة مراد ، الست بتبقى محتاجة تحس باهتمام جوزها و حبه و حنانه
مدكور : و ده ايه علاقته بشغله
هدى : المفروض ان مالوش علاقة ، بس عند مراد مافيش بواقى ، مراد مابيبقيش عنده اى حاجة يقدمها لرهف بعد شغله ، حضرتك ابتديت تدى وقتك كله للشغل بعد وفاة مامة رهف الله يرحمها ، كلنا وقتها كنا معتقدين انها فترة و هتعدى و هترجع من تانى لطبيعتك ، لكن مع الوقت كنت بتغرق نفسك فى الشغل اكتر و اكتر ، و مراد بيقلدك و بيعمل زيك
يعنى مراد ابتدى من مكان حضرتك ما وصلت ، ماداش لنفسه حتى فرصة انه يجرب طعم الدنيا و حلاوتها ، انا متهيألى وفت ما ربنا يرزقهم باولاد مراد مش هيقدر حتى يكيف مشاعره كأب
مدكور برفض : لا طبعا مش للدرجة دى ابدا
هدى بمهادنة : يا عمو .. مراد و رهف وصلوا لمرحلة الخرس الزوجى من قبل ما يمر على جوازهم شهرين
لتنكمش ملامح مدكور بصدمة و يقول : و ليه رهف مـ.ـا.تحتويش ……
هدى مقاطعة اياه : لا يا عمو .. رهف حاولت باكتر من طريقة و اكتر من مرة و انا اول شاهد على الكلام ده ، لكن مراد بقى عامل زى الانسان الالى اللى بيشتغل اتومـ.ـا.تيك و بيفصل برضة اتومـ.ـا.تيك لمجرد الاكل و النوم و بس
مدكور بتفكير : طب و انتى عاوزانى اعمل ايه
هدى بمكر : عاوزاك تساعدنى فى اللى ناويين نعمله
مدكور بفضول : و اللى هو ايه بقى بالظبط
هدى بابتسامة مشاغبة : هقول لك
عودة من الفلاش باك
رهف بفضول : و وافق
هدى : عيب عليكى
رهف : و مازعلش منى انى سافرت من غير ما اقول له
هدى : هو طبعا فى الاول زعل و قعد يقول ان كده غلط و مايصحش و ما ينفعش ، بس انا فهمته انك سافرتى و انتى سايبالى مهمة الكلام معاه ، و خدى بالك ، هو جايلك هو و تالا و باباها بكرة ، و تقريبا هيفعدوا يومين او تلاتة و يرجعوا من تانى
رهف : ايوة ، عرفت من الشغالين ، بابا كلمهم و بلغهم
هدى : و دادة جتلك و اللا لا
رهف : دادة معايا من وقت ما وصلت ، و امينة هتيجى بالليل تبات معايا
…………………
فى مجموعة العزيزى فى نهاية اليوم ، كان مراد مع مدكور بمكتبه و قد اعد له بعض الملفات التى سوف يحتاج إليها باسيوط ، فقدمها له قائلا : كده كله تمام يا عمى و لو احتجت اى حاجة تانية كلمنى و انا ابعتهالك على الايميل
مدكور : ماشى ، رغم انك لو حبيت تيجى معانا يبقى افضل
مراد : حضرتك ماقلتش انك عاوزنى معاك
مدكور : مانا ماكنتش اعرف ان رهف مسافرة ، لكن طالما انها هناك يبقى ايه المشكلة لو جيت معايا
مراد بفضول : و هو حضرتك عرفت منين انها مسافرة
مدكور ضاحكا : و انت فاكر انها عشان بقت مراتك يبقى انا كده خلاص اتركنت على الرف .. فوووق يا استاذ انا الاساس
مراد باستدراك : ااه طبعا .. حضرتك الخير و البركة ، انا اقصد يعنى هى رهف كلمتك امتى
مدكور : سيبك من الكلام ده و قول لى .. ها هتسافر معايا و تقضى يومين مع مراتك و اللا هتفضل هنا
مراد بتردد : مش عارف .. ماعملتش حسابى
مدكور و هو ينهض و يستعد للمغادرة : عموما من هنا لبكرة تكون فكرت ، و اهو على الاقل تحضر معانا عزومة جاسر اللى عاملها على شرف سليمان و زيارته للمشروع
……………….
اما بمجموعة الانصارى فكان سليمان يتكلم بغضب قائلا : ماكانش المفروض برضة تمضيلهم على الاذونات يا تالا
تالا : يا دادى حاصرنى .. هو من ناحية و مراد من ناحية كنت هعمل ايه
سليمان : كنتى تتحججى باى حجة
تالا : مانا الاول اتحججت ان دفتر الشيكات مش معايا ، لقيته طلعلى بموضوع اذونات الدفع دى ، زى ما يكونوا كانوا عاملين حسابهم و محضرينها بالمليم
سليمان : يعنى ايه .. مش هنعرف نستفيد منه باى حاجة خالص
تالا : طلع تعلب فعلا يا دادى ، بس لا .. تعلب ايه .. ده غول
سليمان باستنكار : يعنى ايه ، هترفعى الراية
تالا بحقد : لا طبعا ، انا كلمت ناس صحابى على التركيبة اللى قلتلك عليها و خلاص هانت ، على ما نرجع من اسيوط هتكون التركيبة عندى
………………..
مساءا بفيلا رهف بالقاهرة .. كان مراد يجلس بصحبة هدى التى قالت له : يعنى هتسافر مع عمو و اللا هتفضل هنا
مراد : مش عارف
هدى : عمو خلاص مسافر الصبح ، يعنى المفروض تكون محدد و واخد قرار من دلوقتى
مراد : يعنى هسافر و اسيبك انتى و تميمة لوحدكم
هدى بامتعاض : يعنى مش عاوز تسيبنى لوحدى و هتسيب مراتك لوحدها عادى
مراد : ما عمى هيبقى معاها
هدى : و هيرجع و هيسيبها
مراد : ايوة بس معاها امينة و دادة زينب
هدى بسخرية : ااه صحيح .. كنت ناسياهم
مراد : طب لو سافرت تيجى معايا
هدى : اكيد لا ، لانى وعدت رهف انى اخد بالى من الشغل فى الاتيلية على ما تناقش الرسالة بتاعتها ، و مـ.ـا.تنساش انى بقيت اعتبر شريكة معاها هى و امينة ، يعنى مسئولة
، بس عاوزة اقول لك مـ.ـا.تحملش همى .. انا موجودة هنا و معايا الشغالين و بعدين ده هم تلت ايام مش قصة يعنى
ليعلو صوت هاتف هدى لتجد ان زوجها هو المتصل لترد عليه بسعادة طاغية قائلة : احمد حبيبى وحشتنى
احمد : حبيبتى .. انتى وحشتينى جدا مش عارف اوصفلك اد ايه
هدى : انت وحشتنى اد الدنيا كلها
احمد : طمنينى عليكى عاملة ايه
هدى : انا كويسة يا حبيبى الحمدلله ، و انت عامل ايه طمننى عليك
احمد : بخير يا حبيبتى ، و تميمة كويسة .. وحشتنى
هدى : و تميمة كمان كويسة ، لو كنت اتصلت بدرى ساعة واحدة كنت لحقتها قبل ما تنام ، بس انت كمان وحشتها جدا ما بتبطلش سؤال عنك
احمد : و انتى كمان كنتى هتنامى
هدى : لا .. قاعدة مع مراد
احمد : و الله ، طب اديهولى اسلم عليه
لتمد هدى يدها بالهاتف لمراد قائلة : احمد عاوز يسلم عليك
ليتناول مراد الهاتف و يقول : ابو حميد .. عامل ايه
احمد : الحمدلله و الله يا مراد انت اخبـ.ـارك ايه .. كله تمام
مراد : كله تمام و انت الدنيا عاملة معاك ايه
احمد : ما انت عارف .. ببقى زى اليتيم من غير هدى
مراد : اومال وافقتها ليه انها تسيبك كل ده
احمد : حسيتها مش مبسوطة و هى بعيد عنكم و خصوصا ان شغلى بيخلينى اغيب عن البيت فترات طويلة ، بس ما اخبيش عليك ، ناوى اخليها تيجى بعد ما رهف تناقش الرسالة بتاعتها ، مش عارف اقعد من غيرها
مراد بمرح : يا زيدى يا زيدى على كلام الكتب
احمد ضاحكا : المفروض انك اتجوزت و عرفت انه مش كلام كتب ، يعنى بزمتك لو رهف سافرت و سابتك لوحدك هتعرف تعيش من غيرها
مراد ببعض الجمود : خليك انت فى حالك و خد مراتك اهى و هسيبكم تحبوا فى بعض براحتكم و هطلع انام .. سلام
ليعيد مراد الهاتف مرة اخرى لهدى و يتجه الى الدرج صاعدا لغرفته و سؤال احمد يتردد فى ذهنه بإلحاح .. يعنى بزمتك لو رهف سافرت و سابتك لوحدك هتعرف تعيش من غيرها
ليجد مراد نفسه لا يستطيع الاجابة على ذلك السؤال البسيط للغاية
↚
ظل مراد يتقلب على فراشه معظم الليل بعد ان اصابه ارقا لم يعرفه من قبل ، فكلما حاول الخلود الى النوم كان يتذكر كلمـ.ـا.ت احمد فيذهب فى حوار طويل مع نفسه و هو يحاول الوصول الى اجابة .. و لكنه كان يريد اجابة لسؤاله هو نفسه و ليس لسؤال احمد ، فقد وجه سؤالا الى نفسه لم يستطع الاجابة عليه .. و كان سؤاله التالى .. اذا كان بعد رهف عنه قد اثار غضبه و حنقه ايضا ، فهل بعده عن رهف يثير بداخلها ايضا هذا الغضب ، هل يملأها الحنق هى الاخرى بسبب ابتعادهما ، و لكن كيف ان تكون حانقة فى حين انها لم تكترث به من الاساس و لم تولى اخبـ.ـاره بسفرها اى اهتمام .. فأين ذهب شغفها به الذى كان يستشعره منذ سنوات رغم جموده المقابل .. كان يستشعر اهتمامها المغلف بالخشية و الرهبة رغم اهماله الغير مبرر .. الا انها لم تتوقف لحظة عن اداء دورها باتقان شـ.ـديد .. فماذا حدث .. لماذا انقلبت تلك الموازين التى حكمت علاقتهما طوال تلك السنوات رأسا على عقب ، ليظل طوال ليلته فى نقاش طويل مع نفسه ابعد النوم عن جفنيه حتى الصباح
و فى الصباح .. هبطت هدى من غرفتها بصحبة تميمة لتتفاجئ به قد اوشك على انهاء قهوته فقالت بدهشة : يا صباح النشاط و الحيوية ، انت صحيت امتى
مراد و هو يقبل تميمة فى حين يرتسم الارهاق بوضوح على محياه : صباح الخير .. صحيت من بدرى قلت اشوف اللى ورايا عشان الحق اسافر مع عمى
هدى بخبث : قررت تسافر لها يعنى
مراد دون ان ينظر اليها : عندنا ميتنج مهم هنحضره مع شراكاتنا هناك
هدى بمكر : امممممم .. ميتنج .. قلتلى ، بس انت شكلك مانمتش كويس يا مراد ، او يمكن مانمتش خالص
مراد : ااه يعنى ، كنت بظبط شوية حاجات كده عشان الشغل
هدى : و هتسوق ازاى لحد اسيوط و انت مانمتش كده ، طب مـ.ـا.تسافر انت طيران زى رهف
مراد و هو ينهض مودعا اياهم : مانتى عارفة مابستغناش عن العربية هناك ، بس مـ.ـا.تقلقيش .. هاخد معايا حد يسوقلى العربية ، ياللا انا همشى بقى و هشوفك اكيد قبل ما اسافر
هدى : ماشى يا حبيبى ، ابقى كلمنى بقى عشان تعرف احنا فين
تميمة : هو انت رايح عند رهف يا خالو
مراد بابتسامة حانية : ااه .. تيجى معايا
لتنظر تميمة الى امها قائلة برجاء : عاوزة اروح لرهف
هدى لمراد بتأنيب : عاجبك كده .. اديك شبطتها
مراد : و ايه المشكلة ، سيبيها تيجى معايا على الاقل تريحك شوية
تميمة بمحايلة : ااه يا مامى عشان خاطرى عاوزة اروح عند رهف
مراد : خلاص يا هدى جهزيلها شنطة صغيرة و هاخدها معايا
هدى : مين بس فاضيلها هناك يا مراد
مراد : يا ستى مـ.ـا.تشغليش دماغك ، و بعدين دادة زينب هناك بالدنيا كلها
هدى : عندك حق ، بس خايفة تزن و تقوللكم اروح لمامى هتعملوا ايه بقى ساعتها
تميمة : لا يا مامى وعد مش هعمل وحاشة و مش هزن ، و هخلى الفون بتاعى على طول مفتوح معاكى لحد اما انام
هدى باستسلام : خلاص ماشى .. انا مش هنزل الاتيلية لحد ما ترجع اكون جهزتها
لتصعد هدى الى غرفتها لتجهيز حقيبة تميمة و تقوم بمهاتفة رهف التى اجابتها سريعا قائلة : صباح الخير
هدى : صباح المفاجآت
رهف بفضول : خير .. مفاجآت ايه دى يا ترى على الصبح
هدى بمرح : الظاهر ان جوزك مش قادر على بعادك فقرر يجيلك مع عمو
رهف بتـ.ـو.تر : هو قال لك حاجة
هدى : لا .. كل اللى قاله انه مسافر مع عمو عشان عندهم ميتنج مهم لازم يحضره .. بس المهم بقى ان الست تيمو شبطت فيه لما عرفت انه مسافرلك و صممت تجيلك معاه
رهف : يا اهلا بيها هتنور و هتسلينى
هدى بتحذير : خدى بالك .. انا مش عاوزاه يلاقيكى عندك وقت فراغ ، يعنى عاوزاه يشوفك بالصدفة .. فهمانى
رهف : مـ.ـا.تقلقيش .. بس عاوزاكى تبعتى جهاز الديكت بتاع تيمو معاها عشان ابقى متابعاها باستمرار لو انشغلت عنها شوية و انا بذاكر
هدى بتفكير : تصدقى صح .. برافو عليكى ، هحطهولها حالا فى الشنطة بس اوعى ترجعلى من غيره ، و اهو تبقى انتى معاها من ناحية و انا على التليفون من ناحية
رهف : بس ماقلتيليش .. مراد قال لك اى حاجة عليا
هدى : امبـ.ـارح احمد كان بيكلمنى و اخد الفون يسلم عليه و رماله كلمتين كده حاله اتقلب بعدهم
رهف بفضول : كلمتين ايه دول
هدى : يعنى عن حاله بعد الجواز و انه اكيد مابقاش يقدر يبعد عنك
رهف : و حاله اتقلب بعدها ازاى يعنى
هدى : تحسيه قفش كده و راح مدينى الفون و سابنى و طلع عشان ينام ، واما صحيت النهاردة لقيته صحى و فطر و كان بيشرب القهوة كمان ، و شكله مانامش كويس .. و اما سألته قاللى انه كان بيخلص شوية شغل
رهف: مراد عمره ما اخد معاه شغل فى اوضة النوم
هدى ضاحكة : طب ما انا عارفة .. بس عملت روحى مصدقاه .. المهم انا مش عاوزاكى تنسى اللى اتفقنا عليه
رهف : حاضر .. مش هنسى مـ.ـا.تقلقيش
………………
كانت رهف قد اشرفت على تجهيز الغداء بمساعدة زينب ، و قامت بتجهيز حالها و الاعتناء بمظهرها فوق العادة انتظارا لقدوم زوجها و ابيها و من بصحبتهما
و كان مدكور هو اول الوافدين بصحبة تالا و سليمان .. فرحبت بهم رهف و ارتمت بأحضان ابيها بشوق حقيقى قائلة : ازى حضرتك يا بابا .. وحشتنى
مدكور : لو كنت وحشتك صحيح كنتى جيتى تشوفينى ، لكن الظاهر انك خلاص استغنيتى عنى
رهف : عفوا يا بابا .. هو انا اقدر استغنى عن حضرتك برضة ، ده انا ماليش غيرك
تالا : ازيك يا رهف ، ده انا قلت انك مش هتهوبى ناحية الصعيد تانى
رهف : ماحدش بيقدر يخلع نفسه من جدوره يا تالا ، و هنا جدورى كلها
سليمان : الحقيقة الجو هنا جميل جدا
تالا بسخرية : بس تحس انك فى فيلم ابيض و اسود
رهف : طب هو فى احلى من الافلام الابيض و اسود
ليدخل عليهم مراد و بيده تميمة قائلا : السلام عليكم
ليرد الجميع السلام فى حين تجرى تميمة الى احضان مدكور قائلة بسعادة : انا جيت يا جدوووو
ليحتضنها مدكور و يقبلها بسعادة قائلا : اهلا بحبيبة جدو .. ايه المفاجأة الحلوة دى
لتتركة تميمة و تسرع الى احضان رهف و هى تقول : انا جيت مع خالو عشان اقعد معاكى يا رهف
رهف بحب : ده انتى هتنورى رهف يا قلب رهف
اما مراد فبعد ان تبادل السلام و التحية مع مدكور و سليمان و تالا اتجه الى حيث تقف رهف و انحنى مقبلا اياها بجبهتها قائلا ببعض الجمود : ازيك يا رهف
رهف و كأنها ترحب بضيف عزيز : اهلا اهلا يا مراد .. حمدالله على السلامة
ثم اتجهت بحديثها للجميع و قالت : اتفضلوا كلكم غيروا هدومكم على ما اخليهم يحضروا لنا السفرة ، متهيألى مش محتاجة اعرف حد على مكانه ، و حضرتك يا عمو سليمان الاوضة اللى نزلت فيها قبل كده جاهزة لاستقبال حضرتك
ثم نظرت لتميمة قائلة : و انتى يا تيمو .. تعالى ياللا نغسل ايدينا و وشنا من تراب السفر و نغير هدومنا و ننزل مع بعض تانى
لتسرع الى الاعلى بصحبة تميمة الى غرفتها القديمة ، و عنـ.ـد.ما اتجه الجميع الى اماكنهم وقف مراد بوسط الردهة و هو لا يعرف ان كان يتجه هو الاخر الى غرفته القديمة ام يذهب الى غرفة رهف ، و لكنه قرر ان يذهب الى غرفتها و يدق بابها و عنـ.ـد.ما أذنت له بالدخول وجدها تلبس تميمة بيدها جهاز الديكت الخاص بها و قالت : اوعى تخلعيه من ايدك عشان ابقى على طول سمعاكى و عارفة انتى فين .. ماشى
و عنـ.ـد.ما امائت لها تميمة بالطاعة التفتت لمراد قائلة بعملية شـ.ـديدة : خير يا مراد كنت محتاج حاجة
مراد و هو يحاول مدارة ضيقه من معاملتها الجافة له : ابدا .. بس كنت بشوفهم حطولى شنطتى فين
رهف و هى تنهض من جلستها و تسحب تميمة معها بهدوء: خليتهم يحطوهالك فى اوضتك .. معلش بقى مش هينفع اسيب تميمة تنام لوحدها
مراد : طب ما ممكن دادة زينب تنام معاها
رهف و هى تتجه للخارج : دادة طلبت منى تبات فى بيتها اليومين دول عشان بتجهز مع امينة حاجتها .. خلاص حددوا جوازهم بعد شهر بالظبط
مراد باستنكار : انور ماقالليش يعنى
رهف بابتسامة ممزوجة بالمرارة : امينة صممت ان الفرح يبقى بعد مناقشة الرسالة بتاعتى باسبوع عشان مـ.ـا.تسيبنيش لوحدى قبلها .. بعد اذنك انا هنزل اشوفهم جهزوا الغدا و اللا لسه
لتتركه بوسط الغرفة دون ان تنتظر منه اى رد ، ليقف متسائلا بدهشة : من تلك المرأة !!
و قبل ان ينصرف الى غرفته القديمة لمح الجزء الاخر من جهاز الديكت على الفراش فقد غفلت عنه رهف قبل انصرافها فتناوله و دسه بجيب بنطاله و اتجه الى غرفته
و بعد اقل من نصف الساعة .. كان الجميع يلتف حول مائدة الغداء بقصر العزيزى و كانت رهف تتألق على اكثر من عادتها و تقوم بدورها كسيدة المنزل بجدارة فقال سليمان بمرح : الحقيقة يا رهف انتى لولا مراد خطفك من زمان انا ماكنتش سيبتك ابدا غير اما اتجوزتك .. ده انتى لقطة
و قبل ان تجيبه رهف قال له مراد بجمود يعلو وجهه : المجاملة مـ.ـا.توصلش ابدا لكده يا سليمان بية
سليمان و هو ما زال على مرحه : يا خبر يا خبر .. انا شكلى عكيت الدنيا ، مـ.ـا.تآخذنيش يا مراد انا ما اقصدش حاجة ، انت عارف انى طول عمرى بعتبر رهف زى تالا بالظبط .. يعنى فى عمر بنتى
قالها سليمان و هو يضغط على مخارج الحروف و كأنه يوجه رسالة الى مدكور يذكره فيها بفارق العمر الشاسع بينه و بين تالا ، و استقبلها مدكور بابتسامة سخرية و انتقل ببصره الى رهف قائلا : ماقلتيليش يا رهف .. المناقشة خلاص كده معادها اتحدد بمعاد نهائى
رهف و هى تطعم تميمة : ايوة يا بابا بعد تسعتاشر يوم بالظبط من النهاردة
مدكور : طب انتى مش محتاجة اى حاجة منى اعملهالك
رهف بابتسامة امتنان : محتاجة دعواتك
مدكور : ان شاء الله امتياز زى الماجيستير .. انتى تعبتى و اكيد تعبك ده هتجنيه كويس و تقدرى تحددى اتجاهاتك بعد كده بالظبط
تالا : اهم حاجة انك هتبطلى مذاكرة .. دى لوحدها اكبر حاجة هتحققيها
رهف : و مين قال كده ، انا لو اتعينت فى الجامعة عمرى ما هبطل مذاكرة
تالا : بس كده مش هيبقى كتير عليكى .. اقصد يعنى الاتيلية المفروض انه واخد كتير من وقتك
رهف و هى تنظر لمراد بزاوية عينيها : و ده اللى انا بحاول اعمله .. انى املى وقتى بالكامل .. مش عاوزة يبقى عندى اى وقت فراغ
و اثناء تناولهم القهوة بشرفة القصر قال مراد : جاسر كلمنى و انا جاى فى السكة و قاللى ان فى عميل عندهم عاوز يتعرف عليك يا عمى و بيفكر يتعامل معانا فى كذا مشروع برة مصر و جواها
مدكور : و مين العميل ده
مراد : زيد السيلامى
سليمان بانشـ.ـداه : زيد السيلامى صاحب منتجع ازياد بتاع الامارات
مراد : تقريبا هو
مدكور : انت تعرفه يا سليمان
سليمان : و مين ما يعرفوش ، ده اشهر من نار على علم
مدكور : انا ما اعرفوش ، انت اتعاملت معاه يعنى قبل كده
سليمان : الحقيقة لا .. بس ده عاوز يشتغل معاك فى ايه و هو اصلا اكبر منك و منى انا ذات نفسى ، و كمان شغله كله مش فى مصر اصلا
مراد : ماهو ده اللى جاسر قالهولى .. قال انه اتعرف عليه من خلال شغل الاثاث بتاعه ، و قال ان زيد عاوز يعمل منتجع فى مرسى علم يبقى زى ازياد كده و حتى بيفكر يسميه ازياد مصر عشان الناس تبقى عارفة انه تبع ازياد الامارات بس طبعا عاوز شركة كبيرة فى مصر هى اللى تنفذ
مدكور : و هو عاوزنا احنا ننفذ له المشروع
مراد : زيد كان عاوز جاسر اللى ينفذهوله ، بس انت عارف جاسر مابيحبش يطلع برة الصعيد ، و كمان جاسر عارف اننا اشتغلنا اكتر من مرة فى مرسى علم فرشحنا ليه و قال له اننا نعتبر واحد و قاللى انه هيعزمه على العزومة اللى عاملها على شرف سليمان بية بكرة
سليمان بدهشة : و جاسر يضيع من ايده عملية زى دى لمجرد انه مابيحبش يطلع برة الصعيد
مدكور : جاسر على اد ما بيحب السفر و المغامرة الا انه فى المقاولات بالذات مابيحبش يغامر بيها لانها ميراث العيلة ، لكن لما بيبقى شغل خاص بيه بيدوس و مابيهموش حاجة ، بس مـ.ـا.تستغربش اوى كده ، ياما جه للجروب عندى عمليات كبيرة و كنا بنبعتها لجاسر يقوم بيها هو
كانت رهف اثناء ذلك بالحديقة مع تميمة و هى تلهو معها و تشاركها بعض العابها تحت مراقبة مراد لها من مجلسه ، و بعد برهة تركهم مدكور لاداء الصلاة ليلحق به مراد ليقول سليمان لتالا : ما تيجى نخرج نفعد برة احسن
ليذهبا الى الحديقة ليجدا رهف تقول لتالا : معلش يا تالا .. ياريت بس تخلى عينك على تيمو على ما اصلى المغرب و اجى
تالا : ااه طبعا سيبيها مـ.ـا.تقلقيش
رهف موجهه حديثها لتميمة : خليكى هنا يا تيمو اقعدى ارسمى جنب طنط و جدو على ما اصلى .. ماشى
تميمة بطاعة : ماشى بس مش تتاخرى
لتتركهم رهف ليجلسوا بـ.ـاريحية فى حين كان سليمان يتلفت حوله ليتأكد انهم فى منأى عن اى متطفل قد يسترق السمع لهم و هو يقول : احنا هنا ممكن حد يسمعنا
فقالت تالا بطمأنة : مـ.ـا.تقلقش .. احنا فى امان
سليمان : ايه رايك فى اللى سمعتيه
تالا بخبث : زيد السيلامى جالنا هدية ملفوفة بورق سوليفان
سليمان : انا اعرف انه له فى الشغل بتاعنا
تالا : انا كمان كنت سمعت الكلام ده ، بس الحقيقة ماحاولتش ادور وراه ، بس اكيد مدكور هيدور وراه
سليمان : انا لازم اخد العملية دى من مدكور باى تمن ، لازم ابقى انا الشريك الاوحد للسيلامى هنا فى مصر
تالا : الحقيقة مدكور فتح لنا باب نعرف منه ناس هتنفعنا كتير ، رغم انى يوم ورا التانى و زهقى منه بيكبر
سليمان : عملتى ايه فى الموضوع بتاع الهرمونات
تالا : اول ما نرجع القاهرة هيبقى معايا ، و انا ابتديت استعد له و اخد خطواتى
سليمان : خطوات ايه دى
تالا : ابدا ، ابتديت اعوده على كوبابة عصير اناناس فريش قبل النوم
سليمان : و اشمعنى بقى
تالا : قالوا لى ان الاناناس اكتر طعم قريب من طعم الهرمونات دى فمش هيحس بطعمها لما احطهاله فى العصير
سليمان : طب مش ممكن يشك فيكى بسبب العصير ده
تالا بخبث : لا .. ما انا اول ما بقدمهوله بشرب معاه فى قعدة صفا قبل النوم
ليضحك سليمان عاليا و هو يقول : معلش بقى يا مدكور ده بيبقى نصيب يا حبيبى
ثم اردف قائلا .. بس احنا كنا عاوزين نخطط و نشوف ازاى هنلف على السيلامى ده بعيد عن مدكور و مراد
تالا : مش هنقدر نفكر فى حاجة معينة قبل مانقابله و نفعد معاه
سليمان : مش هنستنى كتير ، ده هو بكرة ، و من هنا لبكرة عاوزين نجمع اكبر قدر من المعلومـ.ـا.ت عنه
………………
و باليوم التالى كان حفل استقبال فاخر بقصر علم الدين و الذى كان قصرا منيفا قريب الى حد كبير من قصر العزيزى ، و لكنه يركن الى الحداثة فى اثاثه و مقتنياته ، ففى قصر العزيزى مازال محتفظا برونقه الاصيل الذى يرجع الى ربما قرن مضى من الزمان
الا ان قصر علم الدين ينتمى اثاثه الى احدث الصيحات و ارقاها على الاطـ.ـلا.ق بجانب الكثير من التحف و الانتيكات التى وضعت بعناية شـ.ـديدة فى مدخل البهو الضخم للقصر
و كان جاسر و مؤمن فى استقبال مدكور و من بصحبته و قاموا بالترحيب بالجميع ليجلسوا معا فى جو من الود و الالفة و قد نالت رهف القدر الاكبر من ترحيب السيدات بعد ان انضمت اليهم شريفة زوجة جاسر و التى كانت المرة الاولى التى يراها فيها الجميع فقالت لها رهف : انا سعيدة انى اتعرفت عليكى ، ما ت عـ.ـر.فيش انا حبيتك ازاى من كلام رقية و سميحة و بثينة عنك
شريفة برقة متناهية : انا اللى مبسوطة انى اخيرا شفتك ، لان انا كمان كان نفسى اتعرف عليكى من كتر ما اتكلموا و حكوا لى عنك
رهف : طب كنتى مستخبية عننا ليه المدة دى كلها
رقية بمرح : يا ستى جاسر بيغير عليها موت ، ده لو طال هيخبيها عننا احنا كمان
جاسر ضاحكا : وكمان لولا ان الحفلة عندنا مكانش حد شافها المرة دى كمان يا ست رقية
تالا : بس جاسر بية طلع ذوقه يجنن
جاسر : ده يا ترى عن ايه بالظبط
تالا : الحقيقة فى كل حاجة ، و اولهم الديكور
جاسر : عجبك
تالا : يجنن ، انا مش مصدقة انى قاعدة فى قلب الصعيد
مؤمن : اومال لو شفتى فيلته الخاصة
سليمان : اومال احنا هنا فين
جاسر : ده قصر العيلة ، يعنى كان ملك جدى الكبير علم الدين ، و زى ما مدكور بيه عارف اننا فى العيلة قررنا نسيب كل حاجة زى ما هى ، حتى القصر هنا قررنا نسيبه عشان نتجمع فيه و نعمل فيه مناسباتنا
سليمان باعجاب : الحقيقة كل ما دا و اعجابى بيك و بتفكيرك بيزيد يا جاسر بيه
جاسر : ده شرف كبير يا سليمان بيه
سليمان : اومال يا ترى فين الضيف اللى سمعت عنه
جاسر : هينزل حالا
مدكور : ينزل منين
جاسر : انا مستضيفه هنا .. مايصحش اسيبه ينزل فى اوتيل و انا موجود و اللا ايه
مدكور : طول عمرك صاحب واجب يا جاسر
ليستمعوا لصوت خطوات مسرعة على الدرج ليجدوا رجلا اربعينيا يبدو عليه النشاط و القوة يأتى عليهم مسرعا و يقول : مسا الخير .. لا تأخذونى على التأخير
لينهض الجميع فى استقباله فى حين قال جاسر : اقدم لكم زيد بية السيلامى اللى منورنا و منور مصر كلها
ليتبادل الجميع التحية فى حين قال زيد بمرح : و الله مصر منورة بكل اهلها
سليمان : الحقيقة انا اسمع عنك من زمان يا زيد بية و كنت متخيل انك اكبر من كده بكتير ، بس يا ترى بقى مش جايب معاك المدام ليه
زيد ضاحكا : انا مانى متزوج سليمان بية
ثم نظر زيد الى النساء و قال بمرح و هو يركز بنظراته على تالا : لكن و الله ما تعتبروها معاكسة .. بس ستات مصر خلونى افكر اتجوز
ليضحك الجميع على تعليق زيد بينما قالت تالا : بس انت بتتكلم مصرى كويس اوى
زيد : ده لانى متعلم بمصر و قضيت فيها اوقات كتير حلوة
تالا : و يا ترى ناوى تقعد فى مصر كتير المرة دى
زيد و هو ينظر لمدكور : و الله لسه مش عارف ، على حسب راى مدكور بية
مدكور : انا ما اقدرش اقول رايى قبل ما تبقى اوراق المشروع بالكامل قدامى يا زيد بية
زيد : و اوراق المشروع بالكامل هتبقى بين ايديك بكرة الصبح ، و انا الحقيقة سمعت عنك كتير من جاسر بية ، و عن سليمان بية كمان و يسعدنى لو المنتجع تم بتعاون كامل ما بيننا كلنا
سليمان بتأييد : طبعا طبعا يا زيد بية ده شئ يسعدنا كلنا
زيد : يبقى بكرة ان شاء الله نجتمع كلنا مع بعض و اعرض عليكم المشروع بالكامل
مدكور : هو مشروع و اللا منتجع
زيد : الحقيقة هو ميكس
مدكور : مش فاهم
زيد : طبعا فى الاساس هو منتجع سياحى ، لكن كمان هيبقى ملتقى تجارى لمرسى علم بالكامل ، لانى ناوى اعمل زى مركز تجارى يبقى زى ملتقى لكل احتياجات المدينة
مدكور : تقصد سوق تجارى
زيد : الحقيقة اكبر من كده بكتير
مراد : يعنى عاوز تعمل ملتقى لرجال الاعمال
زيد ضاحكا : انا رجال الاعمال .. انا بشتغل فى كل حاجة ، يبقى ليه استعين بحد تانى ، اللى اقصده انى هعمل منطقة حرة يبقى فيها كل مالم تراه عين من قبل
مراد : بس الحكاية دى هتبقى محتاجة تصاريح كتير اوى
زيد : الاجراءات القانونية دى اخر حاجة ممكن تشغل بالى ، الناس بتوعى بيبقى ليهم طرق كتير يخلصوا بيها الكلام ده .. ها يا مدكور بية .. قلت ايه
مدكور بعد فترة صمت قصيرة : جاسر يعرف عنى انى بحب الوضوح و الصراحة ، و انا شايف ان مشروع زى كده اكبر من امكانيات شركتى بكتير
زيد : مش فاهم .. يعنى بتعتذر عن المشروع و اللا محتاج دعم
مدكور : ياريت تاخدها بصدر رحب ، لكن انا فعلا مش هقدر فى الوقت الحالى انى …
ليقاطعه سليمان قائلا : رغم اننا متعودين من فترة نشتغل بشراكة واحدة ، لكن لو انت فعلا بتنسحب فانا يسعدنى انى احل مكانك بالكامل يا مدكور بية ، مشروع زى ده نقلة تانية فى دنيا المعمار و المقاولات
زيد : تقصد انك هتقدر تقوم بالمشروع بالكامل لوحدك يا سليمان بية .. هتقدر
تالا : و انهى شركة مقاولات فى مصر تقدر لو مجموعة الانصارى ماقدرتش يا زيد بية
زيد بابتسامة : يبقى اتفقنا
تالا : مبروك علينا و عليك ، و نجتمع بكرة نناقش كل التفاصيل
↚
بعد انتهاء حفل الاستقبال و عودة الجميع الى قصر العزيزى قال سليمان موجها حديثه لمدكور بفضول : انما يا مدكور انت ليه رفضت العملية دى مع انها كانت هتنقل الجروب عندك نقلة كبيرة و هتفتحلك افاق جديدة قدامك سنين على مـ.ـا.تقدر توصل لها
مدكور : مانت عارفنى يا سليمان … مابحبش الشغل اللى بيبقى له ريحة وحشة
سليمان بفضول : تقصد ايه
سليمان و هو يتجه تجاه الدرج : اقصد انك اكيد انت كمان عملت عن اللى اسمه زيد ده سيرش زى ما انا عملت بالظبط ، و اكيد برضة عرفت الكلام اللى بيتقال عليه زى مانا عرفت بالظبط
سليمان : و افرض .. هو انت هتناسبه
ليلتفت له مدكور قائلاً : يا سيدى لا اناسبه و لا يناسبنى .. حلال عليك العملية .. مبروك ، اما انا بقى .. فمحتاج انى افلتر الناس اللى بشتغل معاهم الفترة اللى جاية … تصبحوا على خير
و التفت مرة اخرى تاركا اياهم و ذهب الى الاعلى ، لتلحقه رهف بعد ان القت عليهم تحية المساء ، ليلحق بها مراد هو الاخر بعد ان فعل بالمثل ، لتنظر تالا الى سليمان قائلة بابتسامة واسعة : مبرووك يا دادى
سليمان بتردد : الله يبـ.ـارك فيكى يا بيبى ، بس مش عارف ليه حاسس ان مدكور مش طبيعى
تالا : ليه بتقول كده
سليمان بحيرة : مش عارف .. بس فجأة كده يتخلى عن عملية بملابين بالشكل ده
تالا بامتعاض : مانت خلاص عرفت دماغه عاملة ازاى
سليمان بتفكير : و ايه حكاية انه هيفلتر الناس اللى بيشتغل معاهم دى كمان .. تفتكرى يقصدنا بكلامه ده
تالا : مش عارفة ، بس حتة خروجه و بعده عن المشروع ده مصلحه ، و احسن حاجة انها جت منه ، ماحنا كنا لسه امبـ.ـارح بنفكر نبعده ازاى
سليمان : ده انا قلت هنتعب اوى على مانعرف نعمل كده و كنت مفكر ان غالبا هنفشل فى اننا نوصل للى عاوزينه
تالا : بس تفتكر اللى اسمه زيد ده ازاى يبقى معروف عنه نشاطه فى السلاح بالشكل ده و يبقى بيتعامل كده عادى و سايبينه يدخل و يخرج البلد بالشكل ده
سليمان : طالما ماحدش عرف يمسك عليه حاجة هيعملوا ايه يعنى
تالا بتفكير : بس ممكن يكون متراقب مثلا
سليمان : تؤ .. اللى زى زيد ده بيبقى مسنود و علاقاته دايما بتبقى حامياه ، و اديكى شوفتى ، يوم ما شفناه فى مصر شفناه فين .. مع جاسر علم الدين اللى اتضح انه مش قليل ابدا
تالا : يعنى …
سليمان : يعنى محتاجين نمسك فى العملية دى بايدبنا و اسناننا ، و عاوز همتك مع زيد ، انا لاحظت انه ماشالش عينه من عليكى طول السهرة ، و اهى فرصة ان مدكور مش هيبقى موجود
تالا بخبث : داكور يا دادى .. مش عايزاك تقلق خالص
……………
اما بالاعلى .. فما ان دلفت رهف الى غرفتها الا و وقعت عيناها على فراشها و هى تبحث عن تميمة و لكنها لم تجدها .. لتستدير عائدة الى الخارج للبحث عنها و لكنها وجدت مراد فى وجهها قائلا : لو بتدورى على تميمة فمـ.ـا.تقلقيش ، انا خليت دادة زينب تاخدها عندها الليلة دى
رهف بفضول : تاخدها معاها فين
مراد و هو يدلف الى الداخل و يغلق الباب خلفه : تاخدها عندها يا رهف
رهف : تقصد ان تميمة بايتة النهاردة فى بيت دادة زينب
مراد : ايوة .. مع دادة و امينة مـ.ـا.تقلقيش
رهف بضيق : بس انا كنت متفقة مع دادة انها هتفضل معاها لغاية ما تنام و تسيب حد من الشغالين جنبها على ما نرجع من برة
مراد : عارف .. بس انا قلت كده احسن ، عشان لو قلقت قبل مانرجع مـ.ـا.تخافش
رهف بقلق و هى تتلفت حولها : و ممكن برضة مايجيلهاش نوم و هى بعيد عنى
مراد ضاحكا : يعنى جالها نوم بعيد عن هدى اللى هى مامتها ، و مش هيجيلها نوم و هى بعيد عنك يا رهف
رهف و هى تتجه نحو الباب : انا هبعت السواق يجيبها
لتقف مكانها فجأة عنـ.ـد.ما امسكها مراد بحزم و هو ينظر اليها بتركيز و كأنه امام لغز كبير يريد حله و قال : مالك
رهف بلجلجة : مااالى
مراد باستنكار : مش عارفة مالك .. مش حاسة باللى بتعمليه
رهف و هى تدعى عدم الادراك : بعمل ايه مش فاهمة
ليترك مراد يدها و يجلس على حافة الفراش قائلا : مش فاهمة و اللا مش فارقة
رهف : تقصد ايه
مراد : مش واخدة بالك انى من ساعة ماجيت و انتى بتتحججى بوجود تميمة عشان يبقى كل واحد مننا فى اوضة و كمان سافرتى و جيتى هنا من غير حتى مـ.ـا.تكلفى نفسك و تدينى خبر ، و لا اكن فارق معاكى وجودى من عدمه
رهف و هى تدعى عدم المبالاة : ازاى بقى الكلام ده .. انا قلت لهدى تبلغك انى مسافرة
لينظر لها مراد بعدم تصديق قائلا : هدى !! .. ده على اساس ان هدى هى اللى مراتى و اللا انتى
رهف : انا طلبت من هدى ان هى اللى تبلغك عشان عارفة ان هدى طول عمرها اهم شخصية فى حياتك
مراد : بس انتى مراتى ، يعنى المفروض مـ.ـا.تتحركيش غير بمعرفتى و بموافقتى كمان ، ماينفعش اصحى الصبح اعرف انك سافرتى
رهف : ايوة .. بس انا سافرت عشان رسالتى مش عشان حاجة تانية ، يعنى حاجة مهمة و مهمة جدا كمان .. ده مستقبلى
مراد : و انا ما منعتكيش عن مستقبلك يا رهف ، انا بس عاوز افهم
رهف : تفهم ايه
مراد : افهم تصرفك ده كان ناتج عن عدم اهتمامك بمعرفتى و اللا عدم فهم منك فعلا للى المفروض كنتى تعمليه
رهف بجمود : انا ماعملتش اكتر من اللى انت بتعمله يا مراد ، انت قلتهالى قبل كده و اكدتها من تانى بالكلام و الفعل
مراد : هو ايه ده اللى انا قلته و اكدته انا مش فاهم حاجة
رهف : ان شغلك اهم حاجة بالنسبة لك
مراد : و ده دخله ايه باللى حصل
ىهف : دخله انى بحاول اعمل زيك .. بحاول املى وقتى زيك بالظبط عشان ما احسش انى عبء عليك يا مراد
مراد باستنكار : عبء عليا !!! ، ايه الكلام الفارغ ده
رهف : مش كلام فارغ ابدا .. انت قادر تملى وقتك بالكامل بالشغل لدرجة ان ماعندكش اى وقت لاى حاجة تانية جنبه ، لدرجة انى لما حاولت اتكلم معاك كان ردك انك لما تبقى تفضى هتبقى تاخدنى و نسافر ، اكنى واحدة دماغها فاضية ماوراهاش غير السفر و الفسح و كان معنى كلامك ان على ما ده يحصل المفروض انى ابقى راضية و صابرة ، رغم انى ماطلبتش منك اى حاجة ، انا كل اللى عملته وقتها انى كنت عاوزة افهم .. و فهمت
مراد : و ايه بقى اللى فهمتيه
رهف بجمود : ان شغلك مهم و انه مالى كل وقتك لدرجة انك اصلا مش واخد بالك من اللى بيحصل حواليك .. ممكن افهم بقى انت ليه زعلان من انى بعمل زيك ، رغم انى مشاغلى اكتر منك بمراحل .. انا عندى رسالة الدكتوراة و كمان الاتيلية ، فى حين انك يا دوب شغل المجموعة و اللى كمان بابا معاك فى كل الشغل ده خطوة بخطوة
ليقف مراد مشـ.ـدوها لا يدرى إجابة على كلمـ.ـا.تها ففى لحظة قلبت المائدة لتصبح له الند بالند و ليست مجرد زوجة
و عنـ.ـد.ما طال صمته عادت اتجاه الباب قائلة : انا هبعت السواق يجيب تميمة
و هنا لم يستطع مراد الصمت اكثر فقال : عشان اروح انام فى اوضتى مش كده
لتقف رهف دون ان تجرؤ على النظر اليه فاتجه اليها مراد و وقف امامها و قال متسائلا بصيغة تأكيد : مش عاوزانى افضل معاكى فى نفس الاوضة .. مش كده
و عنـ.ـد.ما لم يتلقى منها اى اجابة قال بوجوم : مش محتاجة تتعبى نفسك و تصحى البنت فى وقت زى ده ، انا راجع اوضتى ، تصبحى على خير
ليتركها و يذهب الى غرفته القديمة بينما جلست رهف و هى شاحبة الملامح و لا تدرى ان كان ما حدث هو الصواب ام العكس
اما مراد فعاد الى غرفته و الحنق يملأ نفسه و عقله ، و كانت انفاسه تتلاحق نتيجة كبت غضبه ، فكان يشعر باهانة ليس بعدها اهانة ، فقد شعر برفض رهف له و اصرارها على رفضه دون مواربة او محاولة الانكار ، و لكنه فى تلك اللحظة تذكر حوارهما معا و الذى كان الحوار الاخير لهما قبل ان تتحول مئة و ثمانون درجة .. فهل كان هذا الحوار هو السبب ، هل فهمت حديثه لها على انه رافضا لها فحثتها كرامتها ان تفعل المثل ، ام ان تصرفها ذلك ناتجا عن شئ اخر لا يعلم عنه شيئا ، و لم يشعر بنفسه الا و قد امسك الهاتف و قام بمهاتفة هدى التى اجابته بصوت ناعس قائلة بقلق : مراد .. فى حاجة و اللا ايه .. تميمة كويسة
مراد بتنهيدة حانقة : تميمة كويسة مـ.ـا.تقلقيش ، حقك عليا ، كلمتك من غير ما ابص فى الساعة .. كملى نومك و هبقى اكلمك الصبح
هدى بقلق و هى تعتدل فى الفراش : مالك يا مراد ، صوتك مايطمنش
مراد و هو ينفخ بقوة : كملى نوم يا حبيبتى و هكلمك تانى الصبح .. تصبحى على خير ، و اغلق الهاتف قبل ان يعطيها اى فرصة للجدال
اما باليوم التالى فكان الجميع يلتف حول مائدة الافطار و قد فرغ معظمهم من طعامه و كانوا يرتشفون القهوة فى صمت مطبق حتى قال سليمان : طب دلوقتى المفروض هنروح الموقع الاول و اللا المجموعة عند جاسر الاول
مدكور : براحتك يا سليمان .. انا جالى تليفون مهم و لازم انزل القاهرة حالا
تالا بذهول : هتنزل القاهرة دلوقتى حالا
مدكور : ايوة .. و انتى شوفى اللى يريحك ان كنتى هتيجى معايا و اللا هتستنى مع دادى و ترجعى معاه
تالا بتملق : لو عليا طبعا اجى معاك يا حبيبى ، بس طبعا انت عارف الشغل و عارف انى ماقدرش اسيب دادى فى وقت زى ده
مدكور و هو يغادر المائدة : خلاص براحتك
لتنهض رهف خلف ابيها قائلة بقلق : بابا .. هتقدر ترجع تحضر المناقشة بتاعتى
مدكور بابتسامة : اكيد المرة دى مش هفوتها ، مـ.ـا.تقلقيش
ثم التفت لمراد قائلا : انا عاوز اقعد معاك شوية قبل ما انزل القاهرة يا مراد و كلملى انور خليه يجيني حالا و معاه كل مايخص مشروعنا مع جاسر
مراد : حاضر يا عمى
لينهض سليمان لاحقا بمدكور و هو يستدعى تالا بعينيه ان تلحق بهما و ما ان دلف مدكور الى غرفة المكتب حتى كان سليمان و تالا خلفه و قال سليمان بريبة : هو فى حاجة حصلت فى المشروع و اللا ايه
ندكور : ابدا .. انا بس عاوز اشوف الدنيا وصلت لاية و قدامنا اد ايه على مانخلص
سليمان : مانت عارف زى مانا عارف ان لسه قدامنا حوالى خمس شهور
مدكور : ايوة عارف .. بس …..
سليمان بحث : بس ايه مـ.ـا.تفهمنى بتفكر فى ايه و تشركنى معاك ، هو احنا مش شركا فى كل حاجة و اللا ايه
ليدخل عليهم مراد و قتما قال مدكور : ما دى الحكاية اللى كنت عاوز اكلمكم بخصوصها
تالا : فى ايه يا مدكور .. مـ.ـا.تتكلم على طول
مدكور : الحقيقة انا قررت انى اعتزل كل حاجة
سليمان : يعنى ايه تعتزل
مدكور : يعنى اعيش اللى باقى من عمرى من غير وجع دماغ .. كفاية كده
تالا : و هتسيب المجموعة لمين يديرها
مدكور : البركة فى مراد بقى ، هو اللى بقى عارف كل حاجة رايحة فين و جاية منين و انا كفاية عليا لحد كده
مراد و هو يضع بعض الاوراق امام مدكور : ربنا يديك الصحة يا عمى .. انت الخير و البركة
لتتبادل تالا نظرات الحنق المتوارية مع سليمان بينما قال سليمان : و ايه اللى خلاها تطلع فى دماغك كده فجأة ، و كمان ايه علاقة ده بانك عاوز تراجع مشروع جاسر
مدكور : مش عاجبنى اللى بقى فى الوسط يا سليمان ، و لا عاجبنى طريقة الشغل ، اما بقى جاسر .. فاخر حاجة عاوز اعملها قبل ما اسيب كل حاجة لمراد انى اخلى ده يبقى اخر مشروع بين العزيزى و علم الدين
سليمان بحدة : انت بتتكلم اكن الشغل كله بتاعك لوحدك ، انت ناسى انى شريكك فى كل حاجة و المفروض انك ترجعلى قبل مـ.ـا.تتصرف اى تصرف
مدكور بحزم : انت اللى نسيت انك شريكى فى المشروع و بس مش فى المجموعة يا سليمان و انا بتكلم عن شغل المجموعة مش عن المشروع
سليمان : بس بعد جوازك من بنتى المجموعتين بقم حاجة واحدة
مدكور بهدوء : ده فى خيالك انت بس ، الامانى وديتك بعيد شوية ، انما مجموعة الانصارى شئ و مجموعة العزيزى شئ تانى
تالا بمهادنة : دادى يقصد ان الناس بتتعامل مع المجموعتين اكنهم واحد ، و مش متصور انك فعلا هتسيب الشغل و مش هتبقى معاه بعد كده
مدكور بابتسامة لعوب : مانا لازم ابص لروحى و اعيش اللى باقى منه و اتفرغ شوية لحياتنا و اللا ايه
لتنظر اليه تالا باحباط بينما يقول سليمان : انا برضة مافهمتش انت عاوز توقف التعامل مع جاسر ليه
مدكور : جاسر داخل فى سكة جديدة انا ماليش فيها و مابحبهاش
سليمان : كل واحد حر ، انت ليك شغلك و هو له شغله
مدكور بنظرة تحدى : اديك قلتها هو حر .. و كل واحد حر يا سليمان ، و انا شايف ان كل واحد يعمل اللى يريحه ، و انت كمان
سليمان بتوجس : انا كمان ايه
مدكور : انت كمان لازم تشوف حد تانى غير مجموعة العزيزى تشاركه فى مشاريعك اللى جاية
سليمان : انت تقصد ايه بكلامك ده فهمنى .. انت مش عاوز يبقى فى تعاون بين مجموعتى و مجموعتك بعد كده
مراد : لا طبعا ازاى الكلام ده .. اكيد عمى مايقصدش كده
سليمان بضيق و هو يتجه للخارج : انا طالع اجيب تليفونى عشان نسيته فوق
ليتركهم و يذهب الى الاعلى بينما تقول تالا لمدكور بنبرة عتاب : كده برضة يا مدكور ، انا حاسة ان دادى زعل منك
مراد : اكيد عمى ما يقصدش اللي فهمناه يا تالا
مدكور بتصميم : لا اقصد يا مراد
مراد : اسمحلى يا عمى اختلف مع حضرتك .. احنا من زمان و معظم شغلنا مع مجموعة الانصارى لحد ما معظم الشركات فعلا بقوا بيتعاملوا معانا على اننا واحد ، و ده ادالنا ثقل معين فى المنطقة العربية كلها ، يبقى ايه اللى هيخلينا نخلف ده دلوقتى
مدكور : انا شايف ان ده افضل لنا
مراد : اسمحلى يا عمى .. حضرتك قلت انك هتسيبنى انا ادير المجموعة بطريقتى
مدكور : تقصد ايه
مراد بتردد و هو يتهرب بعينيه من مدكور : اقصد ان ياريت حضرتك تسيبينى اديرها بطريقة تعلى اسمها اكتر .. مـ.ـا.تقللوش ابدا
مدكور : و هو انا كلامى ده هيقلل من اسمها يا سى مراد
مراد بحمحمة : العفو يا عمى .. هو انا كلامى ييجى ايه جنب كلام حضرتك ، بس انا اقصد اننا لما فجأة كده نوقف التعامل مع جاسر و كمان مع مجموعة الانصارى هيحصل دروب جـ.ـا.مد فى تعاملاتنا و شغلنا ، و اعتقد ان ده نفس الكلام اللى كان سليمان بية يقصد يقولهولك ، و انا شايف ان حضرتك احرجته جـ.ـا.مد
مدكور بحدة مكبوتة : انت مش فاهم حاجة ، و انا مش هقدر اوضح اكتر من كده
مراد : معلش يا عمى من فضلك ادينى فرصتى اثبتلك انى اقدر اوزن الامور كويس
مدكور : عموما انا قلت لك اللى عندى و انت حر
مراد : شكرا يا عمى .. و مش عاوزك تقلق خالص
مدكور بحزم: اهم حاجة انا مش عاوز شغل مع اللى اسمه زيد ده نهائى
مراد : رغم انى شايفها خسارة كبيرة بس مش هقدر اكسر كلامك اللى انت قلته له امبـ.ـارح
كانت تالا تتابع حديث مراد مع مدكور بصبر بالغ و هى تريد الوصول الى نهاية الجدال لتعلم لمن الغلبة فى النهاية ، و بعد ان فرغا من حديثهما قالت لمراد : بما ان انت اللى هتدير كل حاجة من هنا و رايح ، فانا هطلع ابلغ دادى بالكلام ده و احاول اراضيه بعد الكلمتين اللى سمعهم من مدكور
لتلحق بابيها بالاعلى و ما ان دلفت عليه الا و وجدته يتحدث بالهاتف و اشار لها بعدم حدوث اى صوت ، و سمعته يقول : تمام يا زيد باشا هنكون عندك فى المعاد
و ما ان اغلق الهاتف قال : جوزك المـ.ـجـ.ـنو.ن ده ناوى يهد كل حاجة قبل الاوان
لتقص عليه تالا ماحدث بين مدكور و مراد بعد انصرافه فقال سليمان بسعادة : مراااااد ده ولد ، ياما كان نفسى ان هو اللى يتجوزك مش المخبل التانى ده
تالا : ماقلنا هانت يا دادى
مدكور : ماشى .. اما اشوف اخرتها .. و ياللا بينا عشان زيد فى انتظارنا
اما رهف فبعد الافطار طلبت من تميمة ان تلهو بالقرب منها بالحديقة حتى تنتهى من الاستذكار ، و جلست و هى منـ.ـد.مجة مع ما تتلوه عيناها من على شاشة حاسوبها النقال و هى تشعر بمن يراقبها من على بعد ، و عنـ.ـد.ما التفتت بعينيها اصطدمت عيناها بعينا مراد و هو ينظر اليها بوجوم من نافذة سيارته قبل ان يذهب دون حتى ان يودع تميمة كعادته و اثناء شرودها فيما حدث بالامس انتبهت على صوت هاتفها لتجد ان هدى هى المتصلة فاجابتها قائلة : صباح الخير يا هدى ازيك
هدى : صباح الخير .. ايه اللى حصل
رهف بفضول : حصل ايه فى ايه
هدى : جوزك شايط على اخره ، و صحانى من عز النوم الساعة اتنين بالليل
رهف : و قال لك ايه
هدى : و لا حاجة
رهف : يعنى كان مصحيكى عشان يسمعك سكاته
هدى : واضح انه حس انه اتسرع او ان الوقت مش مناسب لما سمع صوتى و لقانى نايمة فقفل معايا على اساس هيكلمنى الصبح تانى ، فقلت اكلمك الاول افهم منك اللى حصل قبل ما يكلمني تانى
رهف بتنهيدة حارة : شكلى عكيت الدنيا ، بس ماكنتش عارفة اعمل ايه
هدى : ايه اللى حصل
رهف : هحكيلك
اما لدى مراد بمكتبه ، كان انور يقول له بعتاب : مانت برضة غلطان يا مراد
مراد بغضب : غلطان ليه بقى .. هو انا عملت لها حاجة
انور بامتعاض : مانت عشان ماعملتلهاش حاجة يا قفل
مراد بتحذير : ما تحترم نفسك
انور : يا ابنى انت مش عاوز تفهم ابدا ، هو انا مش فهمتك قبل الفرح انك لازم تطمنها و تحتويها
مراد بدفاع : مانا اتكلمت معاها و فهمتها و احنا فى الطيارة من قبل حتى مانوصل تركيا والدنيا كانت زى الفل مش عارف ايه اللى حصل تانى
انور : انا اقول لك اللى حصل تانى ، اللى حصل يا سيدى انك ماعرفتش تعيش
مراد بعدم فهم : تقصد ايه
انور بقلة حيلة : انا مش عارف هفضل اعلم فيك لحد امتى .. يابنى افهم .. هو ربنا لما قال ؛ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ؛ كان يقصد ايه ، ربنا كان يقصد بالسكن السكينة يا مراد ، الود يا حبيبى ، المودة و الالفة ، الست بتبقى طول اليوم مستنية جوزها يحتويها و يطبطب عليها .. يقول لها كلمة حلوة ، مش مجرد انه يروح البيت و يقيم معاها فى نفس المكان
مراد : و هو انا فاضى انى كل يوم ارجع اقعد اطبطب و افكر فى كلام حلو يتقال
انور بامتعاض : هتفضل طول عمرك جلنف ، هو لازم تقعد تقوللها من حبك مابنامش الليل
مراد : اومال انت تقصد ايه
انور : يا ابنى افهم ، ده انت حتى ممكن وقت الاكل تسألها و تقول لها عاملة ايه او حتى عملتى ايه النهاردة ، اعرف كويسة و اللا لا و اللا محتاجة حاجة و اللا لا
طب اديك عرفت ان خلاص معاد مناقشة الرسالة بتاعتها اتحدد ، سالتها ان كانت جاهزة و اللا لا ، خايفة و اللا متطمنة ، فى ايه يا مراد .. مش للدرجة دى يا اخى
مراد : مانت عارف انى طول عمرى ماليش فى المواضيع دى و المفروض هى تتعود على طبعى ده
انور بتهكم : طب مـ.ـا.تتعود انت
مراد : اتعود على ايه بقى مش فاهم
انور : اعتبر ان طريقة معاملتها اليومين اللى فاتوا دول ان هو ده طبعها و اتعود عليه
مراد باعتراض : لا طبعا مش طبعها ، رهف طول عمرها بتهتم بيا حتى من قبل جوازنا ، اى نعم كنت اوقات احس انها بتخاف منى و بتتجنبنى ، بس كانت برضة بتهتم بيا
انور : انت انانى على فكرة ، عاوز تاخد و بس من غير مـ.ـا.تدى اى حاجة فى المقابل ، طب اديك طول عمرك بتاخد اللى هى بتديهولك من غير حتى كلمة شكر ، و لما هى قطعت عنك اللى كانت بتعمله يومين اتنين محسسنى انها ارتكبت فى حقك جناية
طب هى !! .. مافكرتش احساسها ايه و انت بتتعامل معاها اكن مالهاش اى حقوق عندك من الاساس و انها المفروض كمان تبقى ممنونة لك و مستنية رضاك
تصدق البت امينة كان عندها حق اما كانت دايما تقوللى هولاكو هيفضل هولاكو و عمره ماهيتغير
بس نصيحة يا صاحبى هقولهالك و اخلص ذمتى من ربنا .. رهف بتحبك صحيح .. بس لو خسرت قلبها و اتقفل من ناحيتك مش هتعرف ابدا تكسبه من تانى
↚
كانت هدى مازالت تحادث رهف على الهاتف حين قالت : اتسرعتى يا رهف
رهف بإحباط : طب كنتى عاوزانى اعمل ايه بس يا هدى ، كل تصرفاته كانت مضايقانى ، و بعدين كنت منتظرة انه حتى يحاول يعرف منى معاد مناقشة الرسالة بتاعتى .. مش تبقى كل معلومـ.ـا.تة واخدها من كلامى مع اللى حواليا بالشكل ده .. انا حاسة انى ولا حاجة بالنسبة له
هدى : بلاش كلام فارغ .. صدقينى مراد بيحبك و اوى كمان ، بس هو انا زى ماقلتلك قبل كده كل الحكاية انه عملى زيادة عن اللزوم .. انا عاوزاكى بس تركزى فى الرسالة بتاعتك دلوقتى و تسيبك من اى حاجة تانية على ما نشوف هنعمل ايه
اما فى مجموعة علم الدين .. كان جاسر و مؤمن فى استقبال تالا و سليمان الذى ابدى اعجابه الشـ.ـديد بالمكان و تصميمه الفخم ، و بعد قليل قال : اومال فين زيد باشا .. المفروض انه مواعدنى دلوقتى
مؤمن : هو موجود بالفعل فى مكتب جنبنا هنا .. بس جاتله مكالمة مهمة من برة تخص شغله و فضلنا اننا نسيبه براحته على ما يخلصها و نكون رحبنا بيكم
سليمان : و يا ترى انتو اشتغلتوا مع بعض كتير قبل كده
جاسر : الحقيقة انا بتعامل مع زيد من فترة مش كبيرة اوى ، بس اللى عاوز اقولهولك ان اى حد يتعامل معاه بيبقى مكسب كبير ليه طول العمر
سليمان : اكيد طبعا ، انا عارف ان له وزنه فى دنيا البزنس عموما مش المقاولات و بس .. زيد باشا سمعته سابقاه من زمان
جاسر : حقيقى .. انا مثلا كل شغلى اللى معاه مالوش علاقة بالمقاولات
سليمان : الحقيقة انا عاجبنى دماغك جدا يا جاسر بية و فعلا كنت اتمنى انى اتعرف عليك و اتعامل معاك من زمان
جاسر : ده شئ يسعدنى يا سليمان بية و خصوصا انى بسمع عنك من زمان من مراد كل خير الحقيقة
سليمان بزهو : مراد ده انا بعتبره ابنى
جاسر : و ادينا اهو بنشتغل مع بعض و ان شاء الله مـ.ـا.تكونش اخر مرة نتعامل فيها مع بعض
سليمان : الحقيقة انت و مؤمن بيه مكسب كبير لاى حد يعرفكم و يتعامل معاكم
و كان دخول زيد عند تلك الكلمة فقام بالترحيب الحار بسليمان و تالا التى قبل يدها قائلا بغزل : انا ماكنتش اعرف انى ممكن اقابل فى مصر سيدة اعمال بالجمال ده و كمان فى العمر الصغير ده ، خسارة انى ما قابلتكيش من زمان
جاسر بمرح : فرمل يا زيد بية .. دى ممتلكات خاصة
زيد بملامح متحسرة : مش لازم تفكرنى يا عزيزى
تالا بمرح : جرى ايه يا جاسر بية … ليه الاحباط ده بس
جاسر و هو يرفع يديه عاليا : اطلع انا منها يعنى
تالا بضحكة لعوب : يعنى
ليضحك الجميع بينما نظر زيد لتالا بخبث قائلا : و الله مصر حلوة باهلها
سليمان : طب نتكلم فى الشغل بقى و اللا ايه
ليقضوا قرابة الساعة و النصف و هم يتناقشون فى عدة امور تخص المشروع المراد اقامته و الارض المخصصة له ليقول زيد : ها يا سليمان بيه .. ايه رأيك
ليقول سليمان فى النهاية : رغم ان لسه فى حاجات كتير انا لسه مش فاهمها كويس ، بس البداية عظيمة ، و الاعظم ان انا و انت هنتعاون مع بعض
زيد : انت كمان مكسب كبير لكل اللى يعرفك يا سليمان بية
سليمان بفخر : انا صحيح الجروب عندى يعتبر اكبر صرح فى عالم المقاولات فى مصر كلها ، لكن .. اكيد لما هشتغل معاك فى الصرح الكبير اللى هنعمله سوا الدنيا هتبقى غير … و اهم حاجة دلوقتى ، اننا فى الاول نوثق الورق بتاع الارض ، و نبتدى نعمل العقود عشان نبتدى الشغل على طول
زيد : تمام .. يا ترى الإجراءات دى تاخد وقت اد ايه
جاسر : مـ.ـا.تقلقش ، الناس عندى تقدر تخلصلك كل الكلام ده
سليمان : و انا كمان طبعا الناس بتوعى جاهزين فى اى وقت
زيد : تمام اوى .. انا الحقيقة مضطر اسافر لمدة كام يوم كده و لما ارجع نشوف الدنيا وصلت لفين ، و اكون حضرت الناس اللى هتبقى تبعى هنا فى مصر
سليمان : انا مستعد ارشحلك ناس من عندى لو تحب
زيد بابتسامة امتنان : اشكرك يا عزيزى ، بس الحقيقة جاسر بية سبقك فى الواجب ده ، بس لسه هحتاج اجتمع بيهم و اشوف هشغلهم ازاى ، بس اما ارجع من السفر ان شاء الله
تالا بدلال : يا ترى راجع لبنان و اللا الامارات و اللا النمسا
زيد ضاحكا : ايه المعلومـ.ـا.ت دى يا تالا هانم ، ده انتى لو مراتى يمكن مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش تعدى عليا خطواتى بالشكل ده
تالا بدلال انثوى ظاهر للعيان : ده ذكاء الانثى يا عزيزى
زيد : الحقيقة لا لبنان و لا الامارات و لا حتى النمسا .. انا عندى شغل فى جنوب افريقيا
لتتبادل تالا النظرات مع سليمان الذى قال : انا كمان عندى شغل فى جنوب افريقيا
زيد بفضول : شغل مقاولات ؟
سليمان : لا .. تجارة
زيد : يا ترى ممكن اسال تجارة نوعها ايه
سليمان : يعنى .. لسه هشوف
زيد بدهشة : يعنى ايه لسه هتشوف ، انت مش عارف هتتاجر فى ايه
تالا : اصل دادى لسه بيبتدى يدخل مجال التجارة جديد ، و معروض عليه اكتر من حاجة و لسه ماقررش
زيد : اممم .. فهمت ، و يا ترى فى حد معين تعرفه و بتتعامل معاه فى جنوب افريقيا
سليمان بشئ من التأنى : اتعرفت على حد هناك اسمه استيفن ماك
لتتسع ابتسامة زيد و هو يقول : استيفن ماك اشهر من نار على علم فى جنوب افريقيا
سليمان بانشراح : ده خبر عظيم ، و يا ترى بتشتغل معاه
ليتبادل زيد و جاسر و مؤمن النظرات ثم تعلو ضحكاتهم عاليا حتى قال سليمان بفضول : هى ايه الحكاية
ليقول جاسر : المفروض يا سليمان بية تبقى حويط اكتر من كده شوية و انت بتتكلم على شغلك و تبقى عارف معلومـ.ـا.ت اكتر عن الناس اللى عاوز تشتغل معاها
سليمان : مش فاهم
زيد : اصل استيفن شغله كله معروف انه منحسر فى حاجتين مالهمش تالت ، و لما تكون بتشتغل معاه يبقى معروف طبعا انت بتستغل فى ايه
سليمان بريبة : و يا ترى بقى ايه الحاجتين دول اللى استيفن بيشتغل فيهم
زيد : البود/رة و الس/لاح
سليمان و هو يدعى الرهبة : بود/رة … اعوذ بالله ، لا طبعا بودرة ايه
لتعلو ضحكات زيد مرة اخرى ثم قال بنبرة تهكم : طب و الس/لاح اخبـ.ـاره ايه
سليمان : لا .. الس/لاح ده حاجة تانية
زيد : مش فاهم .. حاجة تانية ازاى يعنى
سليمان : يعنى … الس/لاح تجارة تانية ، دى الدول بتعمل صفقات س/لاح
جاسر : ايوة يا سليمان بية ، بس اكيد س/لاح الدول غير س/لاح استيفن ماك
سليمان بمكر : و انت تعرف الفرق ده
زيد : انت عاوز تعرف ايه بالظبط يا سليمان بية
سليمان و هو ينظر لزيد و جاسر و مؤمن بالتبادل : انا داخل صفقة س/لاح و عاوزكم معايا
زيد و هو يريح ظهره على مقعده : و مين قال لك اننا لينا فى شغل الس/لاح
سليمان : سمعتك معروفة يا زيد باشا ، و الحقيقة انت مـ.ـا.تعرفش وجودك فى مصر فى الفترة الحالية فرحنى اد ايه ، و خصوصا لما لقيتك على سابق معرفة بجاسر بية و اللى كنت ناوى اعرض عليه مشاركتى قبل ما اعرف انك نازل ضيف عنده
جاسر بتجهم : و انت اى حد كده تروح تعرض عليه حاجة زى كده
تالا : لا طبعا ، بس دادى اتواصل مع استيفن امبـ.ـارح و اتاكد منه ان زيد بيه من اكبر العملا عنده
جاسر : زيد مش انا يا تالا هانم .. و الكلام ده خطير جدا
زيد : استنى بس يا جاسر بية .. لازم نسمع وجهة نظر سليمان بية الاول ، ثم نظر الى سليمان قائلا .. اسمحلى يعنى يا سليمان بية ، خلينا نفترض مع بعض ان كلامك مظبوط و انى بتاجر فعلا فى الس/لاح ، و سمعتى وصلالك زى ما بتقول ، ايه اللى يخلينى اتعاون معاك و انت زى ما فهمت منك لسه بتحاول انك تدخل المجال .. يعنى لسه مبتدئ
سليمان بحمحمة : الحقيقة مش مبتدأ
زيد : ازاى بقى
سليمان : انا اشتغلت قبل كده فى كذا صفقة ، بس كلهم كانوا يعتبروا صفقات صغيرة ، لانى كنت بدخلها لوحدى
زيد : و كنت بتتعامل مع مين قبل كده
سليمان : تونى جيم
زيد : فرنسا
سليمان : ايوة
زيد : طب و كنت بعد كده بتبيع لمين
سليمان و هو يعبث بشاربه : الحوثى
زيد : تقصد اليمن
سليمان : ايوة
زيد : بتتعامل مع مين هناك
سليمان : ابو عياش .. تعرفه
زيد : لا ، بس اشمعنى دلوقتى عاوز معاك شركاء و ليه سيبت تونى جيم و روحت لستيفن
سليمان : لان الصفقة اللى قدامى دلوقتى ما اقدرش اشيلها لوحدى
زيد : اشمعنى
سليمان : الناس اللى عاوزين الشحنات المرة دى عاوزينها من استيفن بالاسم
زيد : رايحة للحوثى برضة
سليمان : لا .. المرة دى منظمة حقوقية رافضة تصرح عن هويتها
زيد بسخرية : و من امتى المنظمـ.ـا.ت الحقوقية بتشترى س/لاح
سليمان بسخرية مقابلة : و من امتى المتظمـ.ـا.ت الحقوقية مالهاش ظهير مس/لح يا زيد بية
زيد : و يا ترى انت اتفقت مع استيفن و هو مستعد للحكاية دى
سليمان : استيفن المرة دى هيبقى وسيط مش اكتر ، لان الصفقة كبيرة عليه
زيد : للدرجة دى
سليمان : ملياااار و نص دولار
زيد بانتباه : و انت اتفقت خلاص مع كل الاطراف
سليمان : لا طبعا
زيد : اومال ايه
سليمان : مانا عشان اتفق مع كل الاطراف كان لازم الاقى شركا معايا فى الاول ، لكن لحد دلوقتى مافيش
زيد : افهم من كده انك عملت محاولات مع حد قبل كده
سليمان : محاولة واحدة و فشلت
زيد بترصد : مع مين بالظبط
سليمان : مدكور العزيزى .. بس رفض ، و الحقيقة سبب زيارتى لاسيوط حاليا كان انى اقابل جاسر بية و اعرض عليه مشاركتى
جاسر : و ايه اللى خلاك تعتقد انى ممكن اوافق ، مش ممكن ارفض زى مدكور بية
سليمان : الحقيقة لما سمعت كلامك انك بتحب المغامرة خلانى فكرت فيك على طول
ليتبادل زيد النظرات مع جاسر و مؤمن الذى كان مجرد مستمع طوال الحوار ، ليقول مؤمن : اسمحلى يا سليمان بية انت بتصرفك اللى اتصرفته ده تخلينا نقلق من التعامل معاك
سليمان : ليه بتقول كده
سليمان : لان المفروض انك تكون حريص على سرية شغلك ده جدا ، انت تضمن منين ان مدكور بية ما يبلغش عنك البوليس
سليمان : لا طبعا .. انت ناسى انه جوز بنتى
جاسر : حتى لو كان ، مدكور بية لا يمكن ابدا تتوقع هو بيفكر فى ايه
سليمان : عارف انه تعلب .. بس مهما ان كان .. مدكور لا يمكن يعمل كده ، على الاقل هيخاف على المجموعة بتاعته ان سمعتها تتلط فى الحكاية
مؤمن : هو ده السبب الوحيد اللى يخلينا لو وافقنا نشاركك نبقى متطمنين ان مدكور بعيد تماما عن الحكاية دى
زيد : اتمنى ان الكلام فى الموضوع ده ما يطلعش لمخلوق برانا لغاية ما نديك رد نهائى
سليمان : و الرد ده هيكون امتى .. انا لازم ارد على المنظمة خلال اسبوع واحد من النهاردة ، عشان نتكلم فى التفاصيل
زيد : مـ.ـا.تقلقش … هنرد عليك النهاردة
سليمان بابتسامة تفاؤل : و انا منتظر منكم الرد ده على احر من الجمر ، و خلاص هرتب نفسى على الخير اللى جاى ، و اسمحولى بقى انى اعزمكم النهاردة على العشا
جاسر : ما يصحش تبقى عندنا و تعزمنا يا سليمان باشا .. دى اهانة لينا
سليمان : واحد يا جاسر باشا
مؤمن : طالما واحد .. يبقى العشا الليلة دى عندنا ، و لما ننزل القاهرة تبقى انت تعزمنا عندك
سليمان : يعنى اعتبر كلامك ده موافقة مبدئية
زيد : اعتبرها كده على مانتكلم فى التفاصيل
لتقف تالا قائلة : يبقى لازم نحتفل بالكلام ده
ليقف زيد هو الاخر قائلا : تمام .. يبقى نتقابل بالليل و نحتفل سوا
……………….
كان مراد قد دلف الى مكتبه بعد ان عاد لتوه من الموقع بصحبة انور الذى قال : اعتقد ان كده الشغل ماشى على حسب الخطة الزمنية بالظبط
مراد : فعلا ، و سمير كلمنى و بلغنى انه صرف الدفعة المستحقة من الانصارى و حولها على البنك
انور : هايل .. انا هروح اخليهم يبعتوا لك الشيكات المستحقة عشان تمضيها
مراد : خليهم يبعتوها عليك و انا هاجى امضيها عندك عشان نراجعها سوا قبل الامضا
و بعد خروج انور يعلو صوت رنين هاتف مراد الذى وجد ان هدى هى المتصلة فاجابها قائلا : السلام عليكم .. ازيك يا حبيبتى عاملة ايه
هدى : و عليكم السلام .. انا بخير الحمدلله طمننى عليكم
مراد : كله تمام ، و عمى فى الطريق ليكى .. قدامة ساعتين بالكتير و يكون عندك
هدى : هييجى على الفيلا و اللى هيروح على شقته فى الزمالك
مراد : لا على الفيلا .. اصله راجع لوحده من غير تالا
هدى : طب كويس عشان مايبقاش لوحده .. بس قوللى .. ايه المكالمة المريبة اللى كلمتهالى بالليل و قفلت دى
مراد : عاوزة تفهمينى انك ما كلمتيش رهف
هدى : كلمتها طبعا ، و كذا مرة كمان ، انت ناسى ان تميمة معاها
مراد : قالت لك حاجة
هدى : حاجة زى ايه .. مـ.ـا.تفهمنى ايه الحكاية
مراد بتنهيدة تحمل بعض الغضب : افهمك ايه .. الهانم بتتحجج بتميمة عشان تنام فى اوضة و انا فى اوضة
هدى بشهقة متعمدة و هى تحاول كتم ضحكتها : انت عاوز تميمة تنام لوحدها
مراد بدفاع : لا طبعا .. انا ما اقصدش كده
هدى بامتعاض : على فكرة انت اللى صممت تاخد تميمة معاك و انا ماكنتش موافقة
مراد باستياء : يا هدى ابوس ايدك انا فعلا مش ناقص غبى ، مش تميمة ابدا المشكلة
هدى : اومال ايه المشكلة فهمنى
مراد و كأنه يحاور نفسه : المشكلة ان رهف بتتهرب منى ، زى ما تكون فجأة اكتشفت انها مابقيتش تحبنى و لا عاوزانى
هدى بفضول : طب و هو انت عارف انها بتحبك
مراد : طبعا عارف
هدى : و عملت ايه بمعرفتك دى يا مراد
مراد : هو انتى تقوليلى عملت ايه و انور يقوللى عملت ايه .. انا مش فاهم انتم عاوزنى اعمل ايه ، هو انا لازم اقعد اقول لها فى قصايد شعر عشان اعجب
هدى بيأس : مافيش فايدة
مراد : هو ده اللى عندك .. ان مافيش فايدة
هدى : يا مراد يا حبيبى .. انا هسألك سؤال .. هو اللاب توب بتاعك ينفع يشتغل من غير ما توصله بالكهرباء او على الاقل تشحنه
مراد : لا طبعا
هدى : و بالمثل التلاجة مثلا ، ماينفعش تحافظ على الاكل و تسقع لنا الماية من غير ما تتوصل بالكهرباء ، لكن لو فصلنا عنها الكهربا .. فى الاول هتفضل محتفظة بسقعويتها و الحاجة جواها زى ما هى ، لكن لو الوقت طال هتلاقى شوية بشوية درجة حرارتها بتتغير و مع الوقت الاكل اللى جواها هيفسد و يبوظ .. صح
مراد : انا مش فاهم انتى عاوزة توصلى لايه
هدى : عاوزة اقول لك ان الالة اللى بتتشحن لما شحنها بيخلص مابتقدرش تقوم بمهمتها و كمان مع الوقت تضرنا بدل مانستفبد منها ، ما بالك الانسانة اللى ما بتتشحنش اصلا .. ازاى عاوزها تحافظ على على كل قدراتها و امكانياتها و تفضل تأديها بنفس القدرة
الإهمال وحش اوى يا مراد .. بيموت كل حاجة حلوة ، لو عندك زرع و اهملت ريه بيموت ، و المشاعر كمان لو ما رويتهاش بتموت يا مراد ، و الحب لما بيصيبه الاهمال بيبرد و بيموت زى بالظبط الاكل اللى بنسيبه فى التلاجة المفصولة مابيبوظ
مراد بحيرة : تقصدى ان ممكن يكون حب رهف ليا مـ.ـا.ت
هدى : او فى طريقه للموت ، و ممكن يكون فى غيبوبة و محتاج انك تنعشه
مراد بفضول : و عشان انعشه المفروض اعمل ايه
هدى : الاهتمام يا مراد .. اهتم بيها و بتفاصيلها و احتياجتها و حياتها ، حسسها انك معاها ، حسسها انك شايفها يا مراد
مراد : كل ده و مش شايفها
هدى : انت عمرك ماشفت رهف يا مراد ، دايما حاططها فى قالب بنت عمك اللى مسيرها ليك و بس ، عمرك ما فكرت انها كيان مستقل .. انت و عمى ظلمتوها كتير اوى
مراد بدفاع : مش حقيقى ، عمى عمره ما ظلم رهف ، بالعكس ، انا اكتشفت ان عمى كان حتى متابع الاتيلية بتاعها و عارف بتفاصيله من اول يوم ، بس كان مخبى عليها
هدى بذهول : طب و ليه
مراد : يعنى .. كان عاوز يشوفها هتقدر لوحدها و اللا لا
هدى بسخرية : عذر اقبح من ذنب ، كان الاولى انه يساندها و يدعمها ، لكن ايه فايدة انه عارف و فى نفس الوقت دايما يحبطها و محسسها انها لوحدها ، انا من بعد ما بابا و ماما الله يرحمهم ما مـ.ـا.توا كان عمى دايما فى ضهرنا ، و على اد فرحتى بيه و هو سندنا ، على قد زعلى على رهف و احساسها باليتم فى وجوده
مراد : انتى ما ت عـ.ـر.فيش عمى بيحب رهف اد ايه
هدى : المصيبة انى عارفة ، بس كان نفسى ان حبه ليها يتترجم بافعال تتحس يا مراد
مراد : ما تنكريش ان علاقة عمى برهف اتغيرت كتير عن الاول
هدى : مش هنكر ، رغم انها اتاخرت كتير ، بس اكيد احسن من مافيش ، المهم انت ناوى على ايه
مراد : مش عارف
هدى بحدة : بعد كل الكلام اللى قلتهولك ده و برضة بتقول مش عارف .. يعنى مافهمتش اى حاجة من كل ده
مراد : فهمت يا هدى ، بس برضة مش عارف المفروض اعمل ايه ، انا الدنيا كلها هنا فوق دماغى ، و المفروض انى ارجع القاهرة خلال يومين تلاتة بالكتير
هدى : يا مراد العمر بيجرى ، انا عارفة ان الشغل مهم و عارفة كمان انت بتحب شغلك اد ايه ، لكن الشغل مش كل حاجة ، قلبك يا مراد .. قلبك و روحك ، القلب و الروح بيبقوا محتاجين غذا زيهم زى الجـ.ـسم بالظبط ، لازم تحس بالدنيا اللى انت عايشها و تحبها ، عشان هى كمان تحبك صدقنى
……………….
كان انور يجلس بمكتبه و هو يراجع احد الملفات عنـ.ـد.ما سمع طرقا على الباب ، و عنـ.ـد.ما سمح للطارق بالدخول وجدها امينة تدخل عليه و هى تحمل بعض الحقائب و تترك الباب مفتوحا و تقول باجهاد : السلام عليكم
لينهض أنور مسرعا ليستقبلها قائلا بسعادة : و عليكم السلام و الرحمة ، ايه المفاجأة الحلوة دى
امينة و هى تضع الحقائب على الاريكة الموجودة بجانب المكتب : انا قلت اجيلك انا عشان ما اعطلكش لانى كمان مش فاضية بالليل
انور : ليه .. ايه الحكاية
لتمد يدها و تخرج من احدى الحقائب حذائا كلاسيكيا اسود اللون قائلة : شوف الجزمة دى كده و قوللى رايك ايه و قيسها عشان اتطمن على المقاس
انور بذهول : انتى اشتريتى الجزمة من غيرى
امينة و هى تشير على احدى الحقائب الكبيرة الحجم : و اشتريتلك البدلة كمان
انور بتبرم : يا بنتى ادينى فرصة اختار حاجة بنفسى .. مش كده
امينة : مانا سيبتك اخترت اهم حاجة و ما اتكلمتش
انور بدهشة : فين ده .. هو انا اخترت حاجة فى ام الليلة دى غيرك
امينة بزهو : ما انا اهم حاجة
انور و هو يضـ.ـر.ب وجنتيه بكفيه بخفة : يا دى الحوسة .. لا هو كمان كان ممكن ما اختاركيش بنفسى ، اومال كان مين هيختارك
امينة بمرح : و الله يا انور يا ابنى انا بعزك كده لله فى لله و عشان كده كنت برضة هختارنى ليك مـ.ـا.تقلقش .. مش هعزنى عليك ابدا
انور بمرح : هو ده العشم برضة يا ابو دومة
امينة : طب ياللا قيس الجزمة
انور و هو يتناول منها الحذاء و يقيمه بعينيه : بس تصدقى شيك اوى .. بجد ذوقك يجنن
امينة : طبعا يا ابنى مش اختارتك .. يبقى اكيد ذوقى حلو
انور ضاحكا : طب و الله فيكى الخير انك رافعة معنوياتى
امينة : طب ياللا اقعد و قيس الجزمة و طمننى ان مقاسها مظبوط عشان لو مش مظبوط الحق اغيرها قبل ما اروح لرهف
انور و هو يضع الحذاء بقدمه : لا ان شاء الله هتطلع مقاسى .. شفتى اهو مقاسى اهو
امينة : طب الحمدلله عقبال البدلة مـ.ـا.تطمنى عليها هى كمان ، اوعى تنسى تاخدها و انت مروح
انور : تسلم ايديكى يا حبيبتى .. تعبتى نفسك ، بس انا مديكى الفلوس عشان فستانك و حاجتك ، تروحى تدفعيهم فى البدلة و الجزمة بتوعى انا
امينة : رهف صممت ان الفستان هى اللى هتعملهولى بنفسها و قالتلى ان دى هديتها ليا ، و فعلا صممته و حاليا شغالين عليه فقلت اجيب لك انت حاجتك بالفلوس اللى اديتهالى
انور بامتنان : ربنا مايحرمنيش منك ابدا يا حبيبتى
امينة : طب انا همشى بقى عشان ورايا حاجات كتير عاوزة اعملها و انت اما تروح طمننى على مقاس البدلة و القميص
انور : انتى رايحة بالليل مع رهف زى ما قلتيلى
امينة : اكيد طبعا مش هسيبها لوحدها ، و ماما هتاخد بالها من تميمة على ما نرجع
انور : طب تحبى اجى اوصلكم
امينة : لا بلاش عشان رهف ما تتضايقش و لا تنكسف منك
انور : بس لو احتاجتم حاجة بلغينى
امينة : طبعا يا حبيبى .. ياللا اشوفك على خير
انور : مع السلامة .. خدى بالك من نفسك
لتذهب امينة دون ان تنتبه لمن كان بجوار باب غرفة مكتب انور و يستمع لحوارهما معا
↚
عاد انور الى الانهماك فى عمله بعد ذهاب أمينة و لم ينتبه الى مراد الذى كان يقف بباب مكتبه و الوجوم يعلو وجهه الا حينما شعر بمن يراقبه و رفع عينيه و رآه على تلك الحالة فقال بفضول مقرون بالدهشة : مالك يا ابنى واقف زى اسدين قصر النيل كده ليه
فتقدم منه مراد و قال دون مراوغة : امينة رايحة فين بالليل مع رهف
انور بذهول : انت واقف مكانك كده من امتى
مراد بحدة : مـ.ـا.تردش على سؤالى بسؤال يا انور .. و قوللى مراتك رايحة فين مع مراتى بالليل و مش عاوزاك توصلهم عشان مـ.ـا.تحرجهاش
انور بامتعاض : مانا مش المفروض انى اقول لك حاجة زى كده يا مراد ، ده شئ مايخصنيش عشان اتكلم فيه
مراد بذهول حاد : دلوقتى مايخصكش تتكلم فيه معايا .. لكن كان يخصك و انت بتتكلم فيه مع امينة
انور بدفاع : اديك قلت اهو .. امينة ، يعنى بتكلم مع مراتى على مشوار استأذنتنى تروحه مع مراتك ، و عشان كده اتكلمت فيه ، لكن ما اتدخلتش فى تفاصيله و لا اسبابه
مراد بلهجة تحذيرية : برضة هتقوللى مراتك رايحة فين مع مراتى بالليل يا انور و احسن لك ترد من غير تحوير
انور بضيق : مانت كده لو رهف عرفت انك عرفت منى ممكن يحصل زعل مابينها و بين امينة بسببى
مراد بحدة : و هو انت شايفنى عيل صغير هروح اوقع بينهم ، مـ.ـا.تنطق يا جدع انت و تقول اللى تعرفه قبل ما اتهور عليك اكتر من كده
انور بتنهيدة يملؤها الضيق : رايحة معاها للدكتور
مراد بفضول قلق : دكتور !! .. ليه ، و دكتور ايه ، هى تعبانة
انور و هو يرفع كلتا يديه عاليا : لحد كده و ماليش فيه ، و ما سألتش و ما اعرفش ، ثم أشار الى الملف الموضوع امامه على المكتب و اكمل قائلا باستياء .. هتيجى تمضى على الشيكات دى بقى فى يومنا ده و اللا ايه
…………….
كانت رهف على مائدة الغداء تقوم بدورها المعتاد بمساعدة زينب و هى تعتنى ايضا باطعام تميمة تحت مراقبة مراد لها و هو يحاول ايجاد سبب لزيارة الطبيب التى عرفها من انور ، و لكنه وجدها كعادتها لا يبدو عليها اى شئ غير عادى ، فى حين قالت تالا : انا و دادى الليلة دى هنعفيكم من العشا يا رهف
رهف باستغراب : ايه .. خلاص راجعين القاهرة زى بابا
تالا : لا .. بس عندنا عشا عمل برة
رهف باستيعاب : تمام .. سهرة سعيدة ان شاء الله
مراد موجها حديثه لسليمان : اتمنى تكونوا اتوفقتوا فى مشروع زيد السليمى يا سليمان بية
سليمان : الحقيقة زيد مكسب لاى حد يتعامل معاه
مراد : حقيقى .. خسارة ان المجموعة عندنا مش هتشارك فى المشروع العملاق ده
سليمان : و ما حاولتش تقنع عمك ليه اومال .. طالما المشروع عاجبك كده
مراد بقلة حيلة : طالما عمى قال كلمة .. ماقدرش ابدا انزلها ، كفاية انى قدرت اقنعه اننا نحافظ على شراكتنا و شغلنا مع جاسر
تالا : الحقيقة انا اشهد ان مراد بذل مجهود كبير مع مدكور فى الموضوع ده
سليمان بايعاز : الحقيقة عمك دماغه ناشفة زيادة عن اللزوم يا مراد ، و مش عارف مصلحته كويس
و قبل ان بجيبه مراد تفاجئ الجميع برهف و هى تنبرى مدافعة عن أبيها قائلة : لو ماكانش عارف مصلحته يا عمى ماكانتش المجموعة بتاعته وصلت ابدا للى وصلتله طول السنين دى .. بابا بيبقى حاسب حساب كل خطوة بيخطيها كويس اوى و اكيد هو عارف الصح فين
كان الجميع ينظر اليها بانشـ.ـداه و سؤال واحد يجول بذهنهم جميعا .. من تلك التى تتحدث .. اهى رهف ، القطة الوديعة التى لا يسمع لها احد صوتا ، عروسة الماريونت التى تتشابك خيوطها باصابع مدكور و هو يحركها يمينا و يسارا كما يريد دونما اى بادرة اعتراض منها ، متى نمت مخالبها .. و متى انقطعت الخيوط لتتحرر من قيودها دون ان ينتبه لها احد
و كان سليمان اول القادرين على الخروج من تلك الدهشة التى استحوذت عليهم فقال بلهجة اعتذار : سامحينى يا رهف يا بنتى .. انا ما اقصدش ابدا انى اقلل من قدر ابوكى و حكمته .. بس ماحدش يقدر ينكر ابدا انه عنييد جدا
رهف باعتداد : بابا مابيصممش على رأيه فى حاجة غير لما بيبقى عارف كويس اوى و متاكد انه صح
لتنهض تالا بامتعاض واضح قائلة : خلاص يا رهف ، و مـ.ـا.تنسيش ان دادى ضيف عندنا ، و ما اعتقدش ابدا ان مدكور هيوافق على اسلوبك ده معاه
ليستدرك مراد الموقف قائلا بمهادنة : مـ.ـا.تكبريش الموضوع يا تالا ، ماحصلش حاجة ابدا للكلام ده .. و بعدين سليمان بية مش ضيف ، ده صاحب بيت
سليمان موجها حديثه الى تالا : و انا بعتبر رهف زى تالا بالظبط و عمرى ما ازعل منها .. اهدى يا تالا .. ماحصلش حاجة
لتصمت رهف تماما و لا تعلق باى كلمة ، رغم مطالبة مراد لها بنظراته بمحاولة الاعتذار و استدراك الامر ، و لكنها تجاهلت نظراته و نظرات تالا الممتعضة و التى توقفت عن الطعام و لم تحاول رهف حتى دعوتها لاكمال طعامها و اكملت اطعام تميمة دون النظر لاى منهم
فتركت تالا المائدة بحدة قائلة : انا شبعت .. بعد اذنكم
و فى السابعة مساءا كانت رهف بغرفتها تستعد للخروج بعد ان ساعدت تميمة على تغيير ملابسها ، لتسمع طرقا على الباب ، و عنـ.ـد.ما سمحت للطارق بالدخول .. وجدته مراد الذى دلف و هو ينظر اليها و الى تميمة قائلا : انتو خارجين
رهف و هى تزدرد لعابها بضيق : هو انت مارجعتش الشغل تانى
ليجلس مراد واضعا قدما على الاخرى قائلا بهدوء : لا .. ماعنديش حاجة تستدعى انى انزل تانى .. فقلت اقعد معاكى انتى و تميمة
تميمة بامتعاض طفولى مرح : جاى تفعد معانا النهاردة و احنا خارجين
لتضع رهف كف يدها على فم تميمة بتحذير فى حين قال مراد فى محاولة لاستدراج تميمة : و خارجين رايحين فين بقى يا كحكتى و سايبيننى لوحدى
لتمد تميمة يدها و تزيح يد رهف من على وجهها و تذهب الى مراد و تجلس على قدميه و هى تقول بمشاغبة لطيفة : دلوقتى بقيت كحكتك .. انت الصبح ماكلمتنيش و لا حتى سلمت عليا قبل مـ.ـا.تروح الشغل و تسيبنا لوحدنا
ليقبلها مراد باعتذار قائلا : يا خبر ابيض .. انا اسف ، بس كنت الصبح مستعجل اوى عشان كان عندى شغل مهم ، و ادينى اهو اول ما خلصت جيت عشان اقعد معاكم
تميمة : المرة دى بقى احنا اللى عندنا شغل و مش فاضيين ، و انت عليك الدور انك تقعد لوحدك
مراد : شغل ايه بقى
تميمة : هعمل كيكة مع دادة زينب عندها فى بيتها على ما رهف ترجع
مراد و هو ينظر لرهف بفضول : ترجع منين
لترفع تميمة كلتا كتفيها عاليا و اقرنت حركتها تلك بحركة من شفتيها علامة عدم المعرفة ، ليقول مراد موجها حديثه تلك المرة لرهف : انتى رايحة فين
لتدير رهف ظهرها اليه و تدعى انشغالها بترتيب الغرفة و قالت : ابدا .. بس اتفقت مع امينة انى رايحة معاها مشوار
مراد : مشوار فين يعنى
رهف : مشوار يا مراد .. مشوار
مراد بحدة مستترة : ايه يعنى .. مش من حقى اعرف انتى رايحة فين
لتستدير له رهف و تقول بجمود : خارجة مع صاحبتى شوية .. محتاجة اغير جو .. ايه .. مش من حقى
مراد بتساؤل : انتى ايه اللى حصل لك ، بقيت احس انك دايما بتتكلمى بندية .. حتى مع سليمان بية على الغدا .. ما راعيتيش انه ضيف عندنا و له واجبه
رهف بتحدى : واجبه اخده و بزيادة ، بس مش معنى انه ضيف عندنا انى اسمعه بيتكلم عن بابا بالشكل ده و اسكت ، و كان الاولى ان انت اللى ترد عليه مش انا
ثم سحبت حقيبتها و قالت لتميمة بأمر : ياللا يا تميمة .. اتأخرنا
ليتملك الذهول اكثر و اكثر من مراد و هو يتابع هذا التحول الكبير فى شخصية رهف ليتسائل : ما الذى جعلها تتحول ذلك التحول الكبير ، ام انها لم تتحول ابدا .. و انه هو الذى من لم يستطع رؤيتها بوضوح منذ البداية
اما عند تالا .. فقد ارتدت ثوبا لم تكن تجرؤ على ارتداءه فى وجود مدكور .. فكان اقل مايقال عنه انه فاضحا و ذهبت بصحبة ابيها الى السهرة التى دعاهم اليها مؤمن ، و ما ان وصلا الى مكان السهرة و الذى لم يكن الا منزل علم الدين و كان فى استقبالهم جاسر و مؤمن اللذان استقبلاهما استقبالا حافلا و لكن سليمان و تالا لاحظا عدم وجود اى شخص اخر خلافهما فقالت تالا : احنا الظاهر جينا بدرى
مؤمن : ابدا .. ده انتو وصلتم فى معادكم بالظبط
تالا : اصلى مش شايفة حد ، حتى شريفة هانم و رقية هانم مش موجودين
مؤمن ضاحكا : لا .. ما هو الكلام اللى هنتكلمه الليلة دى ماينفعش مخلوق يبقى موجود فيه .. ده س/لاح مش لعب عيال
سليمان ببهجة : افهم من كده ان خلاص هنقرا الفاتحة
جاسر ضاحكا : و يمكن نلبس شبكة كمان ، بس يوصل زيد باشا
تالا و هى تنظر حولها : هو مش موجود و اللا ايه
ليأتيهم صوت زيد و هو يدلف اليهم من الخارج و بيده حقيبة هدايا فاخرة و يقول : موجود طبعا ، هو انا اقدر اتأخر عنكم .. انا بس كنت بجيب هدية صغيرة كده لتالا هانم .. عربون محبة
تالا من اسفل اهدابها بابتسامة لعوب : اد ايه انت چانتى
ليخرج زيد من الحقيبة قلادة يبدو عليها الفخامة و الرقى و يدنو منها ليلبسها اياها و هو يهمس بأذنها قائلا : و أد ايه انتى جميلة
تالا بدلال : و بعدين معاك ، انت مغازل كبير ، و انا مش ادك .. مش هتبطل كلامك الحلو ده بقى
زيد بتأوه مرح : انا ناسك فى محراب جمالك يا عزيزتى
سليمان ضاحكا : و بعدها لك يا زيد باشا ، انت كده بتغوى البنت و هتعصيها على جوزها
زيد : طب هى بس تعصى ، و تشاور و انا اخليها ملكة
تالا بتنهيدة : كنت فين من زمان
زيد : شاورى و انا اوقفلك عجلة الزمن و ارجعها كمان لورا لو تحبى
مؤمن ضاحكا : لما زيد السليمى يشاور الكل بيطيع
سليمان بحمحمة : طب نتكلم فى التفاصيل و اللا إيه رايكم
ليتقدم منه زيد و يقدم له صندوقا صغيرا انيقا و قدمه له قائلا : مش قبل ما اقدم لك هديتى ليك انت كمان يا سليمان بية
سليمان بابتسامة : انت كده بتحرجنى يا زيد باشا
زيد و هو يشير بعينيه اتجاه الهدية : ياريت تفتحها و تشوفها
ليقوم سليمان بفتح الصندوق ليجد هاتفا محمولا من احدث الاصدارات ليقول سليمان بامتنان : بشكرك طبعا لكن تعبت نفسك و ده كان واجب علينا احنا الحقيقة
زيد : مش ملاحظ حاجة فى التليفون ده
سليمان و هو يقلب الهاتف بين يديه : حاجة زى ايه
ليلتفط منه زيد الهاتف مرة اخرى ويقوم بتشغيله ، ثم يعيده الى سليمان و هو يقول : التليفون ده متشفر
سليمان : يعنى ايه
زيد : يعنى محمى من المراقبة و التتبع ، عشان نقدر نبقى متطمنين اننا فى الامان
و عنـ.ـد.ما نظر سليمان الى جاسر وجده رفع يده بهاتف مطابق للهاتف الذى قدمه له زيد ، ثم وجد مؤمن يفعل المثل ، و عنـ.ـد.ما عاد بنظره الى زيد وجده يخرج من جيبه هو الاخر نسخة اخرى من نفس الهاتف و هو يقول : التليفونات دى متوصلة على القمر الصناعى فورا ، و لازم تحافظ عليه كويس و اكمل بتحذير قائلا .. و حذارى ان اى حد غيرك يمسكه او حتى يلمسه
سليمان : اشمعنى
زيد : لان النوع ده من التليفونات محظور استخدامها
سليمان : طب ما ده معناه ان لو اى حد لمحه …
مؤمن مقاطعا اياه : اى حد هيشوفه من بعيد هيشوف ان ده موبايل يا سليمان بيه و مش هيشغل باله الا لو حد فتحه و قلب فيه بتمعن .. وقتها بس هيفهم ، و عشان كده مهم جدا ان ماحدش يلمسه و لا يشوفه غيرك
سليمان : تقصد ان استعماله يبقى لشغلنا ده و بس
زيد : لا عادى ، انا هنقلك حالا الشريحة بتاعتك فيه عشان يبقى فعلا تليفونك الشخصى ، و عشان كمان مايفارقكش فى اى وقت لان لو اى حد فينا حب يتواصل مع التانى فى اى لحظة … تواصلنا كله هيبقى من خلال التليفون ده و بس .. مفهوم
سليمان : مفهوم
زيد بجدية : يبقى نتكلم فى الصفقة .. اولا .. اكيد مش محتاج اوصيك ابدا ان الكلام ده مايخرجش برانا احنا الاربعة
مؤمن : و اهم حاجة ان حتى استيفن مايعرفش اننا معاك
سليمان باستغراب : طب ازاى و ليه
زيد : لان استيفن وقت مايعرف اننا معاك فى الصفقة دى هيزود عمولته
سليمان : ازاى .. ده المفروض العكس .. انتم زباينه من قبلى
زيد : لانه عارف انى لما اسمى بيبقى فى صفقة ، سهم الصفقة بيعلى سعره يا سليمان بية
سليمان بعدم فهم : برضة مش فاهم
مؤمن : استيفن بيبقى عارف ان طالما الصفقة دى رايحة لزيد فبيبقى عاوز يكسب من وراها اضعاف اى حد تانى لان زيد ما بيبيعش لاى حد و غالبا الس/لاح بيروح على المشترى على طول فالسعر بيبقى اعلى
سليمان : طب و هو يفرق معاه فى ايه
جاسر : يفرق معاه انه بيبقى عاوز يضمن عمولته بالمظبوط .. فبيبقى عاوز يضمن نسبة من فرق السعر ده
و عشان كده انا عاوزك تفهمه انك داخل الصفقة لوحدك عشان مايعليش عليك السعر
مدكور : بس هو عارف انى بدور على شريك من فترة
زيد : عادى ، قول له انك ماعرفتش تلاقى شريك تثق فيه فقررت تكمل الصفقة لوحدك ، بس هتاخدها على تلت دفعات
جاسر : متهيألى فرق العمولة احنا اولى بيها حتى لو هنصرفها على تأمين الشحنة و نقلها
سليمان باعجاب : عندك حق ، بس ليه تلت دفعات
مؤمن : من ناحية عشان احنا نكون قدرنا تدبر باقى المبلغ .. لانك فاجئتنا طبعا بالموضوع و احنا اخر صفقة لسه ما استلمناش تمنها ، يعنى لسه مش مستعدين لصفقة بالحجم ده فانت اللى هتدفع الدفعة الاولى بالكامل لوحدك ، و من ناحية تانية نكون دبرنا مشترى
سليمان : طب ما انا عندى المشترى
زيد : انسى .. معلومـ.ـا.تى بتقول ان المنظمة اللى انت اتفقت معاها .. البوليس بيدور وراها من فترة ، و اكيد مراقب كل اتصالاتهم و تعاملاتهم
سليمان بقلق : يعنى معنى كده انهم
زيد : مـ.ـا.تقلقش .. هم عرفوا انهم بيتواصلوا مع اكتر من حد بس لسه ماقدروش يعرفوا مين الحد ده بالظبط ، و عشان كده انا عاوزك مـ.ـا.تحاولش تتواصل مع اى حد منهم فى الوقت الحالى و اى حد يحاول يكلمك اوعى ترد عليه
مدكور : طب معنى كده انى هشترى الصفقة و انا مش عارف هتصرف فيها ازاى
مؤمن : من الناحية دى مـ.ـا.تقلقش ، احنا مابنستلمش سل/اح ، السل/اح بيتسلم لاصحابه على طول احنا مابنظهرش فى الصورة نهائى
جاسر ضاحكا : مـ.ـا.تقلقش من ناحية المنظمة احنا برضة مش هنسيبها ، بس لازم نشوف حد تانى جواها يكون متأمن نقدر نتعامل معاه من غير قلق
لينظر سليمان الى تالا و يقول بسخرية : شفتى الخبرة بتعمل ايه
تالا بتلاعب و هى تنظر لزيد : شفت يا دادى
زيد : تمام .. يبقى اول خطوة لازم تعملها انك تتصل باستيفن و تبلغه الكلام اللى اتفقنا عليه دلوقتى
سليمان : تمام .. و ايه تانى
مؤمن : هتتفق معاه على المعاد اللى هتحول له فيه الدفعة الاولى .. و خليك فاكر … انت مـ.ـا.تعرفناش ، و على ما الشحنة الاولى توصل هنكون حضرنا المشترى او لقينا حد بعيد عن الشبهة من جوة المنظمة او حتى وسيط و حضرنا باقى ثمن الصفقة بالكامل ، و وقتها هتبلغه انك قدرت تجمع باقى مبلغ الصفقة بالكامل و تطلب منه انه يحضر باقى كمية الس/لاح المطلوبة كلها و هتتفق معاه على موعد جديد
سليمان : و بعدين
مؤمن : و بعدين ايه تانى ، خلاص هيحصل زى المرة اللى قبلها
تالا بفضول : انا ملاحظة ان انتم التلاتة بتتكلموا و كل واحد فيكم بيكمل التانى ، انتم للدرجة دى اشتغلتم مع بعض كتير قبل كده
جاسر ضاحكا : خليها فى سرك بقى يا تالا هانم
لتقول تالا بمرح : سركم و سرنا فى بير يا جاسر بية
مؤمن : اتفضلوا بقى نتعشى سوا .. الاكل جاهز من بدرى
…………
كانت رهف ترقد على الفراش النقال المخصص للمرضى بداخل عيادة نسائية ، و كانت الطبيبة تتحسس بطنها بمجس الاشعة الصوتية و هى تقول بعملية شـ.ـديدة : السونار بيقول ان الحمل تقريبا مدته شهرين ونص .. مبروك
رهف و هى تعتدل بمساعدة امينة : حضرتك متأكدة
لتناولها الطبيبة صورة ضوئية من الاشعة و هى تقول : لو مش مصدقة اتفضلى الاشعة اهى و مطبوع معاها البيانات
لتقبلها امينة ببهجة قائلة : الف مبروك يا حبيبتى ، ربنا يتملك بكل خير
الطبيبة و هى تناولها اسماء الوصفات العلاجية : لازم تتابعى ضغطك باستمرار .. ضغطك واطى بزيادة و واضح انك مهملة فى اكلك فلازم تتغذى كويس و تواظبى على الادوية اللى كتبتهالك و حاولى مـ.ـا.ترهقيش نفسك ، و اكملت و هى تناولها ورقة اخرى .. كمان هنعمل التحاليل دى و تجيبيهالى معاكى بعد اسبوعين من دلوقتى
فى السيارة ، كانت رهف فى حالة شرود تام فقالت لها امينة بمرح : مالك يا بنتى مسهمة كده ليه .. ده بدل ما تفرحى و تنبسطى انك هتبقى ماما
رهف : مانتى عارفة اللى فيها يا امينة
امينة : و ايه بقى اللى فيها يا ست رهف ، الله لا يسيئك مـ.ـا.تنكديش على نفسك و علينا على الفاضى ، كلنا عارفين و متأكدين كمان ان مراد بيحبك و هيموت عليكى ، احنا بس وافقناكى فى اللى انتى بتعمليه عشان نساعدك تنفضى التراب اللى مالى عينه ، لكن الدنيا ماوقفتش يا رهف ، طب ده انا متاكدة ان هولاكو لما يعرف انه هيبقى اب هيطير من الفرحة
رهف بتحذير : اوعى يا امينة ، انا مش عاوزاه يعرف حاجة دلوقتى خالص
امينة : رغم انى مش موافقاكى خالص فى الحكاية دى ، بس مش هقدر ما اعمللكيش اللى انتى عاوزاه
رهف : و انور
امينة بهيام : انور .. ماله
رهف بحدة : اياك تجيبيله سيرة حاجة
امينة بامتعاض : اكيد مش هجيبله سيرة ، رغم انى حتى لو قلت له انا متأكدة انه لا يمكن يبلغ كلمة واحدة لجنكيز خان بتاعك ده
لتضحك رهف بشـ.ـدة و هى تقول : هو مش كان هولاكو ، خليتيه جنكيز خان ليه
امينة بمرح : الراجـ.ـل هيبقى اب و لازم نحتفل بيه برضة ، مافيهاش حاجة اما نرقيه
رهف : طب ياللا يا فقرية عشان مانتأخرش اكتر من كده على دادة و تيمو
و عنـ.ـد.ما عادت رهف بصحبة تميمة الى قصر العزيزى وجدت هدوئا شـ.ـديدا فاتجهت الى الاعلى مباشرة و اتجهت لغرفتها و ساعدت تميمة على تغيير ملابسها ، و قامت هى الاخرى بتبديل ثيابها و اخرجت من حقيبتها الوصفات الدوائية التى وصفتها لها الطبيبة و وضعتها على المنضدة بجانب الفراش و ما كادت ان تنتهى حتى سمعت طرقات على الباب فقالت باضطراب : اادخل
ليدلف مراد و هو بملابسه الرسمية و يبدو عليه انه عائدا لتوه من الخارج و نظر الى رهف بجمود قائلا : مساء الخير
رهف : مساء الخير
مراد : جيتوا امتى
رهف : يعنى ، من حوالى ربع ساعة
و عنـ.ـد.ما نظر مراد الى تميمة وجدها قد غرقت فى النوم ، فاقترب من الفراش و انحنى مقبلا اياها بحنان ثم اعتدل و نظر الى رهف و قال : مش عاوزة تقوليلى حاجة
فنظرت له رهف باضطراب و تردد ثم قالت و هى تحاول الثبات امامه : لا .. مافيش حاجة .. تصبح على خير
لينظر إليها بمزيج من الغضب و الحيرة لثوان معدودة ثم استدار متجها الى الخارج بعد ان قال : و انتى من اهل الخير ، و لكنه التفت اليها مرة اخرى قبل ان يغلق الباب ورائه و قال : اكيد مش محتاج افكرك انك لو احتاجتى اى حاجة تطلبيها منى فورا
رهف : متشكرة
و بعد ان خرج و اغلق الباب من ورائه وضعت رهف يدها على بطنها و هى تربت عليها تربيتة هادئة و قالت : ان شاء الله على مـ.ـا.توصل بالسلامة اكون قدرت اخد قرار
و فى الصباح على مائدة الافطار قال سليمان : الحقيقة يا جماعة انا متشكر جدا على حسن الضيافة ، و اتمنى انى اقدر اردهالكم لما تتزلوا القاهرة ان شاء الله
مراد : مـ.ـا.تقولش كده يا سليمان بية ده انت فى بيتك
سليمان بامتنان : ده بس من ذوقك يا مراد
رهف بفضول : هو حضرتك مسافر و اللا ايه
سليمان : ايوة.. هاخد فنجان قهوة وهنزل القاهرة على طول
رهف و هى توجه حديثها لتالا : و انتى هتنزلى القاهرة معاه يا تالا و اللا هتفضلى معانا كام يوم كمان
تالا بجمود : هنزل طبعا.. انا كمان عندى شغل و مش فاضية
سليمان مداعبا تميمة : احنا هنسافر عند ماما يا تيمو .. ايه رأيك بقى .. تيجى معانا
تميمة: لا .. انا اتفقت مع ماما انى هفضل مع رهف لحد ما تروح الجامعة و تبقى دكتورة
………………
و فى سيارة سليمان اثناء عودته الى القاهرة ، كانت تالا تتحدث فى الهاتف مع زيد و تقول : انت عارف انى ست متجوزة
زيد : بس اللى فهمته منك انك مش مبسوطة معاه
تالا : حقيقى ، بس هعمل ايه
زيد : سيبك منه ، اطلبى الطـ.ـلا.ق و انا موجود و تحت امرك
تالا بمكر : بس انا ما اقدرش اسيب مدكور قبل ما استرد حقى منه
↚
كانت تالا مازالت تتحدث مع زيد على الهاتف عنـ.ـد.ما قالت له : بس انا ما اقدرش اسيب مدكور قبل ما استرد حقى منه
زيد بفضول : حق ايه .. هو اخد منك حاجة
تالا بخبث : الا اخد ، مش كفاية شبابى و …. ، و انت فاهم بقى
زيد : مانا لحد دلوقتى مش فاهم انتى ازاى توافقى على جوازة بالشكل ده من راجـ.ـل بعمر ابوكى
تالا : اعمل ايه بس ، انت عارف البزنس اللى بين دادى و بينه من سنين ، و هو ضحك عليا و فهمنى انى هعيش سعيدة معاه العمر كله ، بس طلع بخيل و حتى شهر العسل اللى فهمنى انى هقضيه فى فرنسا ماخرجنيش من باب شقته ، و انا بس اللى قعدت امثل قدام الكل انه سفرنى و فسحنى عشان ماحدش يشمت فيا
زيد بذهول : للدرجة دى
تالا بنبرة حزن : و اكتر بكتير ، ماحدش ابدا يعرف انا شفت ايه معاه من يوم ما اتجوزنى
زيد : طب و ليه سليمان بية ساكت على الكلام ده
تالا : انا ما قلتش حاجة لدادى ، الكل مفكر انى مبسوطة و اننا سافرنا فعلا بس انا اللى خفت حد يشمت فيا زى ماقلتلك فسكتت
زيد : و طالما لقيتى الوضع غير ، ليه مستنيه معاه ، ماطلبتيش الطـ.ـلا.ق ليه
تالا و هى تدعى الاحباط : دادى يا سيدى خايف على زعله
زيد : طب لو انا اتدخلت و اتوسطتلك عند دادى
تالا بمكر : خد بالك ، مدكور مهم عند دادى جدا عشان شغلهم ، و لو حصل انفصال مابينى و بينه اكيد شغلهم مع بعض هيتأثر
زيد : طب ما يتأثر ، هو انا مش بديل كفاية عند دادى و اللا ايه
تالا : بس انت مالكش شغل فى مصر
زيد : جاسر و مؤمن موجودين
تالا : مابيشتغلوش غير فى الصعيد و بس ، انما مدكور شغله فى كل انحاء الجمهورية ، و الحقيقة سمعته بتخلى الناس كلها عاوزة تتعامل معاه
زيد : يا ستى انا على استعداد انى اعمل لك شركة لوحدك .. لأ .. مجموعة شركات راس مالها مايقلش عن خمسين مليون دولار .. بس تبقى معايا
تالا بزهو : للدرجة دى عاجباك
زيد : الا عاجبانى ، و لو توافقينى تيجى معايا من دلوقتى
تالا : موافقاك طبعا ، بس لازم اخلص امورى مع مدكور الاول .. ماينفعش اسيب الموضوع متعلق كده
زيد : خلاص اللى يريحك اعمليه .. بس خليكى فاكرة انى مستنيكى على احر من الجمر
تالا بدلال : مـ.ـا.تقلقش ، مش هخليك تستنى كتير
…………….
كان مراد بغرفة مكتب مدكور بقصر العزيزي بصحبة أنور و هو مشتت الذهن تماما و لا يستطيع التركيز فى عمله حتى وجد انور يفرقع باصابعه امام وجهه قائلا : ايه يابنى ، انت مش على طبيعتك خالص النهاردة و ماعندكش بتلاتة جنية تركيز .. مالك .. انت تعبان و اللا حاجة
مراد بتنهيدة قوية : مش عارف .. حاسس انى مش عارف اركز
أنور : يبقى اكيد فى حاجة شاغلة تفكيرك ، و انا ملاحظ عليك انك بتسرح كتير اوى ، انا عمرى ما شفتك كده .. فى ايه
لينظر مراد بتركيز الى انور ثم ينهض من مكانه و ينظر من خلال النافذة ، ليجد رهف تجلس الى حاسوبها فى الحديقة تراجع رسالتها و هى تراقب تميمة بين الفينة و الاخرى ، و عنـ.ـد.ما لمحته يقف ناظرا إليها من النافذة هـ.ـر.بت بنظراتها سريعا الى شاشة حاسوبها دون حتى ان تبتسم إليه كما كانت تفعل فى السابق فقال بغيظ : انا مش قادر افهم ايه اللى حولها بالشكل ده
أنور : تقصد مين
مراد بامتعاض : هيبقى مين يعنى .. حرمنا المصون
ليجلس انور و يقول بتسلية : الحقيقة انا اللى مش فاهم انت ايه اللى غيرك بالشكل ده
مراد : انا ما اتغيرتش
انور بمرح : اهيييه ، مين ده اللى ما اتغيرش ، بقى انت اللى كانت البت امينة دايما مسمياك هولاكو ، و كانت على طول خايفة تتجوز و تنشغل عن رهف و تسيبها لوحدها و دايما تقوللى هولاكو قلبه حجر و عمره مابيشغل باله بيها و لا حتى بيكلف خاطره يعرف هى عاملة ايه ، دلوقتى بقت هى اللى على طول شغلك الشاغل لدرجة انك حتى مابقيتش تركز فى شغلك
مراد بعند : بس الوضع اختلف دلوقتى
انور : اختلف فى ايه بقى
مراد بتردد : يعنى.. على الاقل خلاص بقت مراتى فعلا مش زى الاول يعنى
انور : طب ماهى كانت مراتك برضة يا مراد بعد ما رجعتوا من تركيا و كانت كل مـ.ـا.تكلمك فى التليفون تقول لك على حاجة مـ.ـا.تسمعش منك غير .. اتصرفى انتى يا رهف انا مش فاضى للكلام ده ، المرة الوحيدة اللى اتواجدت معاها لما روحنا كلنا اتفرجنا على الاتيلية الجديد معاها و اللى هى مـ.ـا.تعرفوش لحد النهاردة انك روحت معانا بس لان عمك طلب منك ده
مراد بتبرير : و ايه الجديد يعنى ، ما دى ظروف شغلى طول عمرى .. ايه اللى اختلف
انور : مانت لسه قايل .. اللى اختلف انها دلوقتى بقت مراتك فعلا .. مش زى الاول
لينظر له مراد و الحيرة تمرح بين عينيه ليستدرك انور حديثه قائلا باخلاص : اسمع يا مراد .. انت عارف المشكلة فين ؟! .. المشكلة عندك انت ، انت عاوز تاخد كل حاجة من غير مـ.ـا.تدى اى حاجة ، انا مابرجعش من شغلى غير لما انت كمان بترجع بيتك و مع ذلك .. لازم اتكلم مع امينة و اشوف طلباتها و احتياجاتها رغم انها لسه مش فى بيتى ، بس لازم احسسها بحبى ليها عشان تفضل دايما متدفية بيا بدل مـ.ـا.تدور على الدفا عند غيرى
مراد بملامح يبدو عليها القلق للمرة الاولى : و هو رهف ممكن تدور على الدفا ده عند غيرى
لتعلو ضحكات انور و هو يقول : تعرف ان دى اول مرة اعرف فيها انك بتحب رهف للدرجة دى
مراد بتردد : انا بحب رهف
انور : ده انت غرقان لشوشتك
مراد : طب و هو عيب انى احبها ماهى بنت عمى و ….
انور مقاطعا اياه : يا ابنى بنت عمك ايه بس ، انت بتحبها يا مراد ، بس مش عارف تبين لها حبك ده و لا عارف حتى انت نفسك تفهم حبك ده و تعرفه
مراد : و هو المفروض اعمل ايه عشان ابين الحب ده
ليضع انور يده على كتف مراد قائلا : الاهتمام يا صاحبى ، عمرك شفت زرعة بتطرح من غير ما ترويها
مراد : لا طبعا
انور : اهو الحب زى الزرعة كده ، بس الزرعة بنرويها بالماية ، انما الحب بنرويه بالحب برضة و معاه الاهتمام ، قلة الاهتمام بتموت الزرعة و تموت الحب يا صاحبى
مراد و كأنه يحدث نفسه : يا ترى ممكن يكون حبها ليا مـ.ـا.ت
انور : ليه بتقول كده
مراد : رهف من قبل ما ترجع هنا و هى متغيرة معايا مية و تمانين درجة ، بقت تتصرف تصرفات غريبة ، و بقت تتعمد تبعد عنى كل اخبـ.ـارها حتى الحاجات اللى من حقى اعرفها لدرجة انها …
و عنـ.ـد.ما طال صمته قال أنور ليحثه على اكمال حديثه : لدرجة انها ايه ما تكمل
ليلتفت مراد الى النافذة مرة اخرى و اكمل و هو يتابع رهف بعينيه و التى كانت بين الفينة و الفينة تمسح على بطنها بيدها : لدرجة انها عرفت امبـ.ـارح انها حامل و ما بلغتنيش
انور بفرحة : انت بتتكلم جد .. الف مبروك ، و الله و هتبقى اب يا هولاكو ، طب بذمتك ده منظر واحد عرف خبر زى ده ، المفروض تحتفل يا عم انت
ليلتفت إليه مراد مرة اخرى قائلا : احتفل ازاى و هى مخبية عنى لحد دلوقتى
انور بدهشة : ااه صحيح .. اومال انت عرفت ازاى
مراد باحراج : مشيت وراها هى و امينة امبـ.ـارح ، الفضول كان هيجننى ، كنت عاوز اعرف هى رايحة للدكتور ليه و مخبية عنى ليه باى طريقة ، و كنت متنرفز بسبب تخبيتها عليا
انور و على ملامحه علامـ.ـا.ت الغباء : يعنى مشيت وراها فعرفت انها حامل
مراد بحنق : لا طبعا .. بعد ما مشيوا من العيادة ، طلعت للدكتورة اللى كانوا عندها و عرفتها على نفسى و وريتها بطاقتى و كمان صورة فرحنا من على التليفون على ما رضيت تقوللى
انور : طبعا .. دى اسرار مرضى
مراد : و طبعا طلبت منها مـ.ـا.تقوللهاش انى عملت كده
انور بفضول : طب و انت ناوى على ايه
مراد : مش عارف
انور : لازم تحاول تتكلم معاها يا مراد ، حاول تحتويها و تحسسها بحبك و اهتمامك ده
مراد : المشكلة انها مش مديانى اى فرصة انى اتكلم معاها و اى موضوع افتحه معاها تقفله بسرعة و تسيبنى و تمشى ، و عاملة تيمو حجتها عشان تبقى هى فى اوضة و انا فى اوضة
انور : هو كده فاضل حوالى عشر ايام على مناقشة الرسالة بتاعتها ، كلم هدى خليها تيجى ، و اهى من ناحية تاخد تيمو تنام معاها ، و من ناحية تانية اكنك بتساعدها تتفرغ لمذاكرتها ، و حاول من وقت للتانى تسالها لو محتاجة حاجة ، لو عاوزاك مثلا تساعدها فى حاجة .. تذاكر لها حاجة
مراد بامتعاض : اذاكرلها .. هى بنت اختى و هذاكر لها .. ثم هفهم انا ايه فى اللى هى بتعمله ده
انور : بلاش .. اعرض عليها مثلا لو محتاجة مساعدة انك ممكن تطلبها من دكتور فؤاد نوار ، و انا ملاحظ ان مـ.ـر.اته بقت صاحبتها هى و امينة جدا و الراجـ.ـل مش هيرفض ، و حتى لو هى مش محتاجة ده .. كفاية تحس انك مهتم بيها و باهتمامـ.ـا.تها كمان
اما فى القاهرة .. فقد وصلت تالا الى شقة مدكور فى الزمالك ، و ما ان حاولت وضع المفتاح لتفتح الباب الا وفشلت فشلا ذريعا لتتيقن على الفور ان هناك خطأ ما ، فما كان منها الا ان دقت الباب ، لتجد مدكور قد فتح لها الباب بعد لحظات ، لتقول بفضول : هو انت مغير الكالون و اللا ايه
مدكور و هو يعود الى مكتبه ليتابع العمل الذى كان يقوم به : ايوة
تالا باندهاش : ليه .. حصل حاجة و اللا ايه
مدكور : عادى ، بس كده اضمن ، عشان الامان
و ما ان دلفت الى الداخل حتى وجدت مدكور قد عاد الى جلسته خلف مكتبه ، لتقترب منه تالا رغم استغرابها قائلة : وحشتنى
مدكور بعدم مبالاة : حمدالله على السلامة
لتذهب إليه مقبلة اياه بوجنته قائلة : اخيرا خدت بالك .. بس انا اعتقدت انى هاجى مش هلاقيك
مدكور : ليه يعنى
تالا : عشان قلتلى انك هتقعد مع هدى على ما ارجع
مدكور و هو يعود لعمله : هدى هتسافر لرهف عشان رسالتها خلاص قربت ، يبقي هقعد فى بيتها ليه و هى مش موجودة
تالا : ايوة يا حبيبى ، بس ده بيتك قبل ما يبقى بيتها
مدكور بوجوم : لأ .. بيتها هى و باسمها
تالا بصدمة : انت ماقلتليش الكلام ده قبل كده
مدكور و هو يعود بعينيه لأوراقه : و اقول لك ليه ، اعتقد ان ده شئ ما يخصكيش
تالا ببعض الحدة : يعنى ايه مايخصنيش ، المفروض انى مراتك و اعرف عنك كل حاجة
مدكور باستهزاء : انتى ما سألتيش و انا ما قلتلكيش
تالا بفضول : و انت عاوزنى اسألك عن ايه
لينظر إليها مدكور قائلاً : على اللى عاوزة ت عـ.ـر.فيه بالظبط
تالا : المفروض اعرف عنك كل حاجة من غير ما اسألك يا مدكور .. ده انا مراتك
مدكور : و هو انتى معرفانى عنك كل حاجة
تالا : و هو ايه اللى انت مـ.ـا.تعرفوش عنى ، انا ماعنديش حاجة مخبياها
مدكور بجمود : متأكدة
تالا بتأكيد : طبعا
مدكور : و جوازك العرفى من نوار الاسعد شهرين من تلت سنين
تالا بصدمة : انت جيبت الكلام ده منين
مدكور بسخرية : انتى فاكرة ان موضوع زى ده ممكن يفضل فى السر
ثم صمت لثوانى و هو يراقب تغـ.ـبـ.ـيرات وجهها القلقة قبل ان يقول بتمهل نمر يتهيأ للانقضاض على فريسته .. و منير الوردانى ، و سلال الاشقر و حاليا بترسمى على زيد السليمى و انتى لسه على ذمتى
تالا بتردد : ااايه الكلام اللى انت بتقوله ده ، الكلام ده مش حقيقى
مدكور : ياترى انهى كلام فيهم بالظبط اللى مش حقيقى يا تالا ، جوازاتك السابقة و اللى كانوا كلهم عرفى و فى السر ، و اللا عمليات العذرية اللى كنتى كل جوازة بتعمليها قبلها فى العيادة المشبوهة اياها بتاعة المهندسين ، و اللا علاقاتك الغير مشروعة السابقة ، و اللا تقصدى زيد السليمى
تالا برهبة : ااانت ايه الكلام الفارغ اللى انت عمال تقوله من ساعة ما وصلت ده .. لو زهقت منى و عاوز تطلقنى طلقنى ، بس من غير الاتهامـ.ـا.ت الباطلة دى كلها
لتعلو ضحكات مدكور قائلا : اتهامـ.ـا.ت باطلة ،
ده انا مديت لك كل خيوط الاحترام و قلت يمكن تتشعـ.ـبـ.ـطى فيها لما تفهمى ان تربيتك من البداية كانت غلط و ان ابوكى عاملك زى المومس من ايد لايد و بيقبض تمنك كل مرة ، لكن كنت كل ما ارميلك خيط ينتشلك من المستنقع اللى انتى غرقانة فيه تقطعيه بحقد و غباوة
طب لو قلتلك انى عارف كل ماضيكى الاسود ده من قبل الجواز .. تقولى ايه
تالا بذهول : عااارف ايه بالظبط
مدكور : عارف ان كل ما ابوكى كان بيرسم على شغل مع حد تقيل و اللا يحط عينه على مصنع و اللا شركة تعجبه كان بيزقك علي صاحبها ، تتجوزيه شوية على مـ.ـا.تنولوا مرادكم و تستولوا على اللى عاوزينه و بعد كده تتطلقى بعد ما المسكين يكتشف ان رجله جت فى الخية
تالا : و لما انت عارف كل ده اتجوزتنى ليه
مدكور بسخرية : حد يلاقى دلع و ما يتدلعش ، ثم عجبنى شكلك و انتى عاملة فيها وافعة فى حبى يا بنت سليمان
تالا بغضب : انت باينك نسيت نفسك و نسيت فرق السن اللى بيننا ، هحبك على ايه فهمنى
ليتقدم منها مدكور بتؤده و هو يقول : الحقيقة انا اللى عاوز افهم
تالا بلكنة غل : تفهم ايه بقى
لينقض عليها مدكور فجأة و يجذبها من ذراعها بفوة و هو يقول : عاوز اعرف كنتى ناوية تحطيلى هرمونات ايه فى العصير يا بنت سليمان
تالا برهبة مقرونة بالذهول : ايه اللى انت بتقوله ده ، هرمونات ايه وعصير ايه اللى هحطهالك فيه
ليجرها مدكور معه حتى وصل الى هاتفه و قام بتشغيل الهاتف لتسمع صوت ابيها و هو يقول : عملتى ايه فى الموضوع بتاع الهرمونات
تالا : اول ما نرجع القاهرة هيبقى معايا ، و انا ابتديت استعد له و اخد خطواتى
سليمان : خطوات ايه دى
تالا : ابدا ، ابتديت اعوده على كوبابة عصير اناناس فريش قبل النوم
سليمان : و اشمعنى بقى
تالا : قالوا لى ان الاناناس اكتر طعم قريب من طعم الهرمونات دى فمش هيحس بطعمها لما احطهاله فى العصير
سليمان : طب مش ممكن يشك فيكى بسبب العصير ده
تالا بخبث : لا .. ما انا اول ما بقدمهوله بشرب معاه فى قعدة صفا قبل النوم
ليضحك سليمان عاليا و هو يقول : معلش بقى يا مدكور ده بيبقى نصيب يا حبيبى
بس احنا كنا عاوزين نخطط و نشوف ازاى هنلف على السيلامى ده بعيد عن مدكور و مراد
…….
لتنظر تالا الى مدكور بذهول و هى تقول : انت ازاى سجلتلنا كل الكلام ده ، احنا كنا لوحدنا و ما كانش معانا غير ….
مدكور بسخرية : غير تيمو اللى كانت قاعدة بترسم جنبكم و هى لابسة فى ايدها جهاز الديكت بتاعها و اللى سماعته كانت فى جيب مراد و اللى كان سايبهالى وقتها على ما يتوضأ عشان خاف لا تقع منه او ييجى عليها ماية ، و سمعت وسا/ختك انتى و ابوكى بودانى ، و ربنا الهمنى انى اسجلك جزء من كلامكم سوا عشان لما تيجى اللحظة دى اعرف احاسبك كويس
ليغلق مدكور الهاتف و هو يراقب وجه تالا الشاحب من اثر الصدمة و قال : كفاية عليكى كده ، و قوليلى بقى بسرعة و من غير لا لف و لا دوران هرمونات ايه دى اللى كنتى ناوية تحطيهالى و بمعرفة ابوكى كمان
تالا برعـ.ـب : هررررموناات … هررمونااات ايه .. ااه ، ااه افتكرت ، دى عشان الطاقة و ….
مدكور بغضب : لو هتفضلى تكدبى كتير هيبقى اخرك مرمية زى الكل/بة فى اى مخزن من مخازنى لحد ما تعرفى ان الله حق ، و الدبان الازرق مش هيعرف لك طريق ، و يوم ما اتسأل عنك فانا ماشفتكيش من وقت ماسيبتك فى اسيوط ، و ده يبقى اقل عقاب ليكى على وسا/ختك .. هتنطقى بمزاجك و اللا غصب عنك
تالا برعـ.ـب : دادى عارف انى جيت و مش هيسكت ابدا
مدكور بسخرية حادة : دادى ده اول واحد هيتخلى عنك يوم ما يلاقى روحه هيتفضح و يروح فى ستين داهية
تالا : خلاص .. طلقنى و سيبنى و مالكش دعوة بيا
مدكور : مش قبل ما اعرف انتى كنتى ناوية تعملى فيا ايه .. انطقى
تالا برهبة و استجداء : سيبنى امشى و كل واحد يروح لحاله
مدكور بغضب و هو يقبض على ذراعها بعن/ف : خروجك من هنا مشروط بانك تقوليلى بالظبط الهرمونات دى بتاعة ايه
تالا بلجلجة : دى .. دى تركيبة بتعلى هرمونات الانوثة فى الجـ.ـسم
مدكور باستغراب : و دى كانت عشانك و اللا عشانى
تالا بتردد : ع عشاااانك ، مانت لما كتت هتاخدها كانت يعنى هتأثر عليك و ….
لتقطع حديثها عنـ.ـد.ما شعرت بوجهها و هو يكاد يحت\رق من اثر يد مدكور التى هبطت على وجنتها بع/نف و هو يقول بصدمة : ااه يا شيطانة يا سلالة الابال/سة ، و انتى كنتى هتستفيدى باية فهمينى
تالا و هى تنشج بالبكاء و هى تضع كفها على وجنتها التى التهبت بشـ.ـدة من اثر الصفعة : كنت هساومك .. يا اما تكتبلى المجموعة ، يا اما هرفع قضية طـ.ـلا.ق فى المحكمة و اتهمك بالعجز
ليدفعها مدكور بشـ.ـدة حتى سقطت ارضا و قال : طب بما ان بقى اللعب كله بقى على المكشوف يا بنت سليمان التعبان الاكبر ، احب اعرفك انى ما املكش اى حاجة فى الدنيا دى ، و ان كل حاجة باسم رهف و مراد بيع و شرا من قبل ما اتجوزك لانى كنت عارف من البداية انتى عاوزة توصلى لايه ، بس وافقتك وقتها عشان بس ابعد شرك عن ولادى و اكسر سمك و سم ابوكى بعيد عنهم
ثم قال بحدة : قومى فزى من مكانك ده و اقعدى ع الكرسى ده ، ثم التف حول مكتبه و قام باخراج ملف من درج مكتبه و القاه على مائدة صغيرة امام مقعدها و قال : امضى على الورق ده
تالا بقلق : ورق ايه ده
مدكور : ده اقرار منك انك استلمتى منى كل حقوقك بعد الطـ.ـلا.ق
تالا بصدمة : هو انت طلقتنى
مدكور : اول ما وصلت القاهرة ، و عشان كده غيرت الكالون ، تفتكرى كان ممكن اسيبك على ذمتى و انتى بالحقارة دى .. حقارتك اللى وصلتك انك تشاغلى راجـ.ـل تانى و انتى على ذمتى ، و انا اللى كنت فاكر انك هتبوسى ايدك وش و ضهر انك لقيتى واحد يغطى على ماضيكى الاسود السنين اللى فاتت دى كلها .. امضى
تالا بنشيج متمرد : انا مش هتنازل عن اى حق من حقوقى
مدكور ببرود : تمام ، و انا هقدم التسجيل ده للنيابة و اتهمك فيه بالخيانة
تالا : انا ماخنتكش ، و ماعندكش اى دليل على انى عملت اى حاجة
ليشير مدكور الى زاوية ما فوق مكتبه و يقول : اللى مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيهوش ان كل كلامنا ده متسجل صوت و صورة بكاميرة الفيديو اللى هناك دى ، و اللى شغلتها من اول ما البواب بلغنى انك دخلتى العمارة ، عاوزة نذيع قولى ذيع ، و بعد نص ساعة هتلاقى كل الكلام اللطيف اللى حصل ده على كل شبكات التواصل الاجتماعي .. ها قلتى ايه
تالا باحباط شـ.ـديد : همضى
و بعد ان انتهت من التوقيع نظر اليها مدكور بازدراء و قال : تاخدى شنطتك اللى انتى جاية بيها و ترجعى على بيت دادى ، و تبلغيه ان مشروع اسيوط اللى مع جاسر ده اخر تعامل مابيننا و بين بعض ، و انه لو حاول اى محاولة انه يتلاعب فى اى مرحلة .. التسجيل و الفيديو هيلفوا الميديا كلها
تالا : و انا اضمن منين اننا لما نعمل لك اللى انت عاوزة انك ما تروحش برضة تنشرهم
مدكور بجمود : الضمان الوحيد انى مش فى وسا/ختك انتى و ابوكى .. ااه و على فكرة .. الشبكة اللى جيبتهالك كانت عبـ.ـارة عن ازاز و كام جرام دهب ابيض
تالا بصدمة : كمان .. كمان الشبكة مش سوليتير اصلى
مدكور ضاحكا باستهزاء : هو انا كنت لقيت عروسة اصلى و ماقدمتلهاش شبكة اصلى
ثم اكمل باحتقار : دقيقتين و ما القاكيش قدامى
………..
فى منزل سليمان .. كان سليمان يتحرك ذهابا و ايابا بغضب و هو يض/رب كفا بكف بحدة وسط بكاء تالا و نحيبها و هى تقول : ضحك علينا كلنا يا دادى ، طلع اخطر ما كنت انا و انت متصورين
سليمان بغضب : ازاى ماخدناش بالنا من الجهاز اللى البنت كانت لابساه فى ايدها طول الوقت ، ازاى ما ركزناش فى حاجة تافهة زى دى
تالا و هى على نحيبها : مش الجهاز بس يا دادى ، ده طلع عارف كل حاجة من زمان ، و عارف بكل علاقاتى و جوازاتى السابقة بالاسم كمان
سليمان بحدة : و انتى ازاى تعترفيله كده بكل بساطة
تالا : خفت منه ، لاول مرة فى حياتى احس انى خايفة من حد ، انت ما شفتوش كان عامل ازاى ، كان عامل زى الغول ، و بعدين خفت انه فعلا ينشر التسجيل و الفيديو اللى سجلهم لى
سليمان : حطنا فى خانة الياك مدكور العزيزى ، و اتغدى بينا قبل ما نتعشى بيه
تالا : اول مرة احس بالفشل ، اول مرة حد يعرف يغلبنى يا دادى ، مدكور عرف يستغلنى و يستفيد منى من غير ما اقدر استفيد منه اى حاجة
ليذهب سليمان و يجلس بجوارها قائلا بمكر : بس احنا استفدنا برضة
تالا : استفدنا ايه بقى
مدكور : مـ.ـا.تنسيش ان هو اللى فتحلنا السكة مع جاسر و بعدين كمان زيد ، و هم دول المكسب الحقيقى ، و اهو زيد طلبك للجواز من قبل حتى مـ.ـا.تتطلقى ، و دى فرصة انك تفهميه انك طلبتى الطـ.ـلا.ق من مدكور و صممتى عليه عشان خاطره ، و ان كمان شغلى مع مدكور انضر بسبب اللى حصل و كل ده برضة عشان خاطرة ، و عاوزين نشوف بقى قيمتك عند زيد هتتقدر بكام
تالا و هى تمسح وجهها : تصدق فعلا عندك حق
سليمان : و يبقى كده مدكور خدمنا خدمة العمر من غير ما ياخد باله
تالا : طب تفتكر اكلمه دلوقتى و اقول له انى اتطلقت
سليمان و هو يناولها الهاتف : كلميه حالا و انتى لسه صوتك باين عليه العـ.ـيا.ط و انتى عارفة هتتصرفى ازاى
↚
سليمان و هو يناول تالا الهاتف : كلميه حالا و انتى لسه صوتك باين عليه العـ.ـيا.ط ، و انتى عارفة هتتصرفى ازاى
لتقوم تالا بمهاتفة زيد الذى رد عليها بلهفة قائلا : انا قلت مش هسمع صوتك تانى دلوقتى طالما رجعتى البيت عنده
تالا و هى تتصنع الانكسار : انا عند دادى فى بيته
زيد بدهشة : اعتقدت انك هترجعى على بيتك
تالا : ماهو مابقاش بيتى خلاص
زيد : مش فاهم ، هو حصل حاجة و اللا ايه
تالا و ما زال يسيطر على صوتها البكاء : ايوة .. انا اتطلقت خلاص
زيد بتهليل : انتى بتتكلمى بجد .. عرفتى تخلصى منه بالسرعة دى
تالا ببكاء : ايوة خلاص
زيد باستغراب : طب و بتعيطى ليه دلوقتى .. انتى زعلانه انه طلقك
تالا بنشيح : ضر/بنى و بهدلنى يا زيد
زيد بحدة : ازاى تسمحيله انه يعمل كده ، ده انا ممكن اق/ تله فيها
تالا بلهفة : اوعى يا زيد .. اوعى ، ده سجل لى و انا بقول انى معجبة بيك و بحبك و هد/دنى انه هينشرهم على الميديا ، و انت عارف ان ده شئ يضر سمعتى و سمعة دادى و اكيد سمعتك انت كمان ، ده غير انه فض الشراكة مع دادى و ده هيتسبب ان دادى هيخسر فلوس كتير اوى بسببى
زيد : حبيبتى الفلوس دى اخر حاجة ممكن تفكرى فيها ، ليكى عليا اول مانخلص المشروع بتاعنا مع بعض انى هعوضك انتى و دادى عن كل ده ، و كمان تكون العدة بتاعتك خلصت و هعمل لك اكبر فرح فى الشرق الأوسط كله .. انما انتى ازاى قدرتى تخليه يطـ.ـلقك بسرعة كده
تالا : مانا قلتلك .. طلبت منه الطـ.ـلا.ق و اعترفتله انى معجبة بيك و بحبك ، بس ما اخدتش بالى انه بيسجل لى
زيد : عموما ده احلى خبر سمعته النهاردة .. و لازم نحتفل بالخبر ده
تالا و هى تتحسس وجنتها : ماشى ، اول ما وشى يخف هكلمك و نتقابل نحتفل كلنا
زيد بخبث : لا يا حبيبتى ، المرة دى الاحتفال هيبقى مقتصر عليا انا و انتى و بس
و بعد ان اغلقت تالا الهاتف مع زيد قال سليمان بفصول : طمنينى
تالا : كله تمام .. مـ.ـا.تقلقش
سليمان بنبرة تهكم : قلتيلى نفس الكلام على مدكور و فى الاخر لا عرفتى تيجى و لا تروحى معاه
تالا بحدة : انا ماكنتش اعرف انه بالخبث ده كله
سليمان : حذرتك منه و قلت لك ده تعلب ، قلتيلى على نفسه
تالا بغضب : هو انا بس اللى ماعرفتش اعمل معاه حاجة ، مانت كمان ماعرفتش تاخده فى صفك زى ماكنت عاوز ، فبلاش نقعد نبكت فى بعض احنا الاتنين
مدكور : ماشى .. بس يا ريت تركزى مع زيد ، هنستفيد من وراه كتير
تالا بتردد : زيد هيفيدنا من غير ما نحاول نعمل معاه حاجة ، هو من نفسه قال انه هيعمل معانا حاجات كتير ماجاتش على بالنا اصلا
سليمان : يعنى ايه بقى الكلام ده
تالا : يعنى ممكن نستنى و نشوف هو ناوى يعمل ايه معانا الاول ، مش عاوزاه يشوف اننا طمعانين فيه
سليمان : و ده من امتى الكلام ده .. انتى ايه اللى حصل لك
تالا : اللى حصللى انى اتعلمت من القلم اللى اخدته من مدكور بسبب انى استهنت بيه فمش عاوزة اكرر نفس الغلطة من تانى
سليمان : و ايه كمان
تالا بامتعاض : و كمان .. زيد مختلف
سليمان : و ايه اللى خلاه مختلف بقى
تالا بهيام : شاب ، وسيم ، چانتى ، چنتل مان ، تحسه كده عامل زى ابطال الروايات
سليمان بسخرية : عاجبك للدرجة دى
تالا : مش هنكر ، ثم زيد مش زى اى حد اتعاملنا معاه قبل كده
سليمان : ازاى يعنى
تالا : يعنى و لا عاوز يتجوزنى عرفى على مـ.ـر.اته و عاوز يعيش له يومين فى السر زى اللى قبل ما مدكور ، و لا مستنينى اطلب منه حاجة و بيعد عليا انفاسى زى مدكور ، و كمان مش هنقدر ناخد منه اكتر من اللى هو عاوز يديهولنا ، ثم .. هو معجب بيا و طلب منى الجواز حتى و انا لسه على ذمة مدكور ، و اما عرف انى اتطلقت طار من الفرحة و قاللى انه هيعوضنا عن كل الخساير اللى اتعرضت لها انا و انت بسبب طـ.ـلا.قى من مدكور و جاب سيرة جوازنا من تانى
سليمان : انتى عاوزة ايه بالظبط .. فهميني
تالا : عاوزة اتجوز زيد جواز حقيقى .. انا زهقت ، عاوزة استقر بقى ، و زيد الوحيد اللى قابلته اللى يستاهل انى اعمل كده عشانه
سليمان : بس ده ما كانش اتفاقنا
تالا : يا دادى ارجوك افهمنى ، زيد هيعمل لنا كل اللى احنا عاوزينه من غير ما نحاول اننا نخطط له زى اللى قبل كده ، يبقى ليه نتعب نفسنا ، و بعدين مـ.ـا.تنساش ان زيد من أباطرة الس/لاح ، يعنى اللعب معاه مش سهل ابدا
سليمان : يعنى معجبة بيه و اللا خايفة منه .. مـ.ـا.تفهمينى اللى فى دماغك بالظبط
تالا : الاتنين يا دادى .. الاتنين ، ثم انا ابتديت اكبر ، و اللى كان ينفع اعمله زمان مش هفضل طول عمرة اقدر اعمله
لتمر الايام سريعا حتى بقى على مناقشة رسالة الدكتوراة الخاصة برهف يوم واحد ، و قد مر على وصول هدى ثلاثة ايام ، و بقى وضع رهف مع مراد على ما هو عليه
اما رهف .. فكلما اقترب موعد المناقشة ، كلما زاد تـ.ـو.ترها و قلقها مع رفضها التام لمساعدة الدكتور فؤاد لها عنـ.ـد.ما اقترح عليها مراد ذلك ، و بررت رفضها بانها تريد الاستمتاع بنجاحها القائم على مجهودها الشخصى فقط
و كانت كعادتها تجلس بحديقة القصر و هى تراجع رسالتها و تعدل بعض اجزائها و هدى تجلس الى جوارها تشـ.ـد من اذرها و تراقب ابنتها و هى تلهو من حولهم ، ليستمعون الى صوت من خلفهم يقول : وحشتونى كلكم
و صوت تميمة تقول بسعادة كبيرة : بابى .. وحشتنى
لتسرع هدى الى احضان زوجها قائلة : احمد .. ايه المفاجأة الحلوة دى .. حمد الله على السلامه
احمد و هو يحتضنها باشتياق عارم : الله يسلمك يا حبيبتى ، وحشتونى قلت اجى اشوفكم و اقضى معاكم يومين كده و ارجع تانى .. بس المرة دى مش هسيبك ، انا مش عارف اعيش من غيرك
رهف بحمحمة : حمدالله على السلامة يا احمد ، مصر كلها نورت بوجودك
احمد بابتسامة عريضة : انا من يوم ما سافرت بعد فرحكم و انا عاوز اجى اخد هدى ، بس قلت اما انزل احضر المناقشة بتاعتك ابقى اخدهم و اسافر
رهف بسعادة : يعنى انت جاى تحضر المناقشة معانا
احمد : مش ده كان اتفاقنا من الاول ، انى لازم احضر المناقشة و اكون اول واحد ابـ.ـاركلك عليها
رهف بامتنان : انا متشكرة اوى يا احمد ، من يوم ما دخلت وسطنا و انت حقيقى نعم الاخ ليا .. ربنا مايحرمنيش منك و لا من هدى ابدا
تميمة بمشاغبة : و لا منى انا كمان يا رهف
لتنحنى عليها رهف مقبلة اياها بحب قائلة : و لا منك يا قلب رهف
كان مراد كعادته مؤخرا يجلس بغرفة المكتب يراجع بعض الاوراق بصحبة انور ، و حين سمعا الجلبة من خلفهما بالحديقة وقفا يراقبان كل ما حدث لينتاب مراد بعض الضيق من حوار رهف مع احمد ، و عنـ.ـد.ما لاحظ انور الامتعاض الظاهر على ملامحه قال : مالك
مراد : شايف بتتعامل ازاى مع احمد ، دى ما بتتكلمش معايا كلمتين على بعض
أنور : احمد سايب شغله و حاله و محتاله و جاى من بلاد الغربة عشان يبقى معاها و هى بتناقش رسالتها ، و كمان سايب مـ.ـر.اته اللى بيدوب فيها معاها بقاله حوالى تلت شهور ، مش عاوزها تشكره و لا تتكلم معاه بالشكل ده ، ثم انا كل شوية اقول لك اهتم .. و انت واقف محلك سر
مراد بدفاع : ماهو على يدك اللى بعمله
انور : ايوة .. بس عمليا .. هى لسه ماشافتش منك اى حاجة تدل على اهتمامك ده
مراد : بس انا حاولت كتير اقرب منها و اساعدها و هى دايما بترفض
انور : حاول تصبر عليها نص الصبر اللى صبرته عليك كل السنين اللى فاتت
مراد : عموما لما ارجع من السفر ربنا يسهل
انور : قولتلها انك مسافر
مراد : لا لسه
انور : و ناوى تقول لها امتى و اللا هتسافر من غير ما تقوللها
مراد و هو يتجه ناحية الباب : تعالى نسلم على احمد على ما اشوف
ليتجها الى الخارج .. ليجدا ان الجميع قد دلفوا الى الداخل و جلسوا يتسامرون ليأتى عليهم مراد قائلا بترحيب : حمدالله على السلامه يا ابو حميد .. ايه المفاجأة الهايلة دى
ليتبادلا الاحضان و التحية ، ثم يأتي دور انور الذى قال بمرح : عود احمد يا عم احمد
احمد : وحشتونى يا جدعان
انور : قطعت الغربة و سنينها
احمد : ااه و الله .. ياللا الحمدلله
مراد : ما انت اللى تاعب نفسك ، ياما اتحايلت عليك انا و عمى انك تستقر هنا و تشتغل معانا
احمد : سيبها على الله يا عم مراد .. المهم قولولى انتم عاملين ايه ، و اخبـ.ـار عمى مدكور ايه.. هو فين اومال
مراد : عمى فى القاهرة و هيوصل على بكرة ان شاء الله
احمد : كويس .. ادينا نتجمع مع بعض كلنا
مراد و هو يراقب رهف بجانب عينيه : للاسف انا اللى هتحرم منكم كلكم
احمد : و ليه بقى يا عمنا
مراد : الحقيقة انت لحقتنى قبل ما اسافر
احمد : مسافر فين
مراد : القاهرة .. الشغل محتاجنى هناك
هدى بصدمة : هو ده وقته يا مراد
مراد : مانتو عارفين يا جماعة .. الشغل مابيستناش حد
هدى و هى تنتقل بعينيها مابين مراد و رهف بضيق : ممكن يعنى يتأجل يومين اتنين مش هيحصل حاجة
لينهض مراد و هو يقول : اليومين دول ممكن يفتحوا شركة و يقفلوها يا هدى .. ها .. محتاجين منى حاجة قبل ما اتوكل على الله
هدى باستياء : هترجع امتى
مراد بمرح و هو يشير الى انور : اكيد قبل فرح اخينا ده ، ماينفعش ما احضرش الفرح
كانت رهف طوال الوقت ترسم ابتسامة على وجهها ، و لكنها كانت تقطر بداخلها بالمرارة و السخرية ، و عنـ.ـد.ما وجه اليها مراد الحديث و قال لها : هتحتاجى منى حاجة قبل ما اسافر يا رهف
قالت باقتطاب : شكرا
ليتركهم مراد متجها الى الاعلى و هو يقول : يادوب هطلع اغير هدومى و اجهز .. بعد اذنكم
و بعد ان تركهم و انصرف ظل احمد و انور يتحدثان عن الزفاف المنتظر بينما انتقلت هدى الى المقعد المجاور لرهف و همست لها قائلة بتعاطف : انا مش عاوزاكى تضايقى ابدا
رهف : و انا ايه اللى هيضايقنى
هدى بتردد : يعنى .. عشان مراد هيسافر و يسيبك فى الوقت ده ، و مش هيحضر المناقشة معانا
رهف بسخرية و الحزن يطل من عينيها بوضوح تحاول مداراته : و من امتى انا كنت على قايمة اهتمامـ.ـا.ته من الاساس يا هدى .. صدقينى .. خلاص مابقتش فارقة
هدى : طب انا هسيبك خمسة عشان اطلع اوضب اوضتى بسرعة قبل ما احمد يحب يطلع يستريح ، و روحى انتى كملى مذاكرة عشان مـ.ـا.تضيعيش وقت
كان مراد قد اوشك على الانتهاء من ارتداء ملابسه حين سمع طرقا على الباب فقال : ثانية واحدة
و بعد ان انتهى ذهب ليفتح الباب ليجد هدى تدخل مندفعة الى الداخل و تغلق الباب خلفها و معالم الغضب ترتسم على وجهها بشـ.ـدة ليقول بقلق : فى ايه مالك .. حصل حاجة و اللا ايه
هدى بغيظ : عاوز يحصل ايه اكتر من كده يعنى انا مش فاهمة
مراد : مـ.ـا.تتكلمى على طول يابنتى مالك
هدى بعتاب حاد : ماهو بصراحة كده مـ.ـا.تزعلش منى اللى انت بتعمله ده ما فيهوش اى مراعاة لشعور البنى الادمة اللى على ذمتك
ليلتفت مراد عنها و يقول و هو يصفف شعره بالمرآة : نفسى مرة اعمل حاجة من غير ماحد فيكم ينتقدنى
هدى بامتعاض : مش لما تبقى تعمل حاجة صح من اصله ، يعنى انت تيجى لحد اسيوط و تقعد هنا كل ده ، و تيجى وقت معاد المناقشة و تسيبها و تسافر
مراد : و انا يعنى وجودى فارق معاها فى ايه انا مش فاهم ، بنت عمك اصلا مابقيتش تطيق تبص فى وشى ، و على طول قاعدة بعيد عنى و متجنباتى ، و كانت الاول عاملة تيمو حجتها عشان كل واحد فينا يبقى فى اوضة ، و لما انتى جيتى بقت تطلع من العشا و تقفل اوضتها على نفسها عشان تقطع عليا اى تواصل ممكن يبقى بينى و بينها
هدى : مـ.ـا.تنساش ان انت اللى عملت كده من الاول
مراد : انا ما عملتش حاجة غلط ، انا كل اهتمامى بشغلى و بشغلى و بس ، لا روحت بصيت برة و لا عملت علاقة مع اى واحدة تانية ، و رغم ذلك انا حاولت يا هدى و لسه بحاول ، لكن فى حاجات رهف بتعملها معناها انها خلاص مابقيتش عاوزانى ، انا سايبها بمزاجى و مش عاوز اضغط عليها و على اعصابها عشان الرسالة بتاعتها ، لكن اكيد مش هسكت اكتر من كده ، و انتى بدل ما تيجى تهاجمينى بالشكل ده خليكى حيادية على الاقل عشان تفهمى ان لو انا غلطت قبل كده من غير ما اخد بالى ، فغلطات رهف دلوقتى كترت اوى و زيادة عن اللزوم ، و لو كنت عاذرها دلوقتى فمش هعذرها بعد كده
ثم تقدم منها و قبل رأسها قائلا بجمود : اشوف وشك بخير و طبعا لو احتاجتم اى حاجة كلمينى
ثم تركها و ذهب و هى تقف مذهولة من حديثه و لا تدرى كيف استطاع ان يعكس الاحداث بتلك البراعة المتناهية
اما فى القاهرة .. فقد كانت تالا هى المدعوة الرئيسية و الوحيدة فى احتفال فاخر اقامه لها زيد بمناسبة انفصالها عن مدكور ، و كانا يجلسان بشرفة احد الفنادق الفاخرة فى معزل عن الجميع حين قبل زيد يديها قائلا بسعادة : لو قعدت اوصف لك من هنا لبكرة انا مبسوط اد ايه انك بقيتى حرة مش هقدر برضة اوصل لك احساسى بدقة
تالا : و يا ترى ايه سبب فرحتك دى كلها
زيد : انى هقدر اخدك ليا و ليا انا و بس ، انتى مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش انا اول ما عينى وفعت عليكى حصللى ايه
تالا من تحت اهدابها : عندى استعداد اسمع
زيد ببحة رجولية رائعة : اول مرة عينى تقع على ست و ما اقدرش اشيل عينى عنها بسهولة .. وقت ما عينى وفعت عليكى ، حسيت انك خطفتيني
تعرفى كمان انى انبسطت ان مدكور رفض انه يشترك فى المشروع بتاعى ، و ان سليمان بية هو اللى هيبقى معايا فيه لوحده
تالا باستغراب : ليه بقى
زيد : لانى ماكنتش هقدر ابدا انى اشوفه معاكى و هو بيتعامل معاكى قدامى على انك ملكه
تالا بغرور : بس انا عمرى ما كنت ملك حد
زيد بتملك : هتبقى ملكى .. ملك زيد السليمى
ثم اقترب منها هامسا : و يوم ما ده يحصل هخليكى ملكة متوجة على عرش قلبى
تالا بفضول : و اشمعنى انا اللى هتعمل معاها كده
زيد و هو يشير على صدره : لان انتى الوحيدة اللى قدرتى تشغلى ده ، قلبى ده … عمره ما عرف الحب قبل ما يشوفك
تالا باستغراب : بسرعة كده
زيد : مش فى اغنية بتقول من نظرة عين ، اهو انا حبيتك من نظرة عين
تالا و هى تردد الكلمة بذهول : حبيتنى
زيد بتأكيد : عشقتك .. مش حبيتك و بس
ليصيب تالا بعض التيه و هى تفكر فى كلمـ.ـا.ت زيد الذى لاحظ شرودها ففرقع باصابعه امام عينيها و ما ان انتبهت إليه قال : اوعى تسرحى طول مانتى معايا ، عاوزك طول الوقت معايا لوحدى بكل كيانك
تالا بذهول : ازاى بتقول ان عمرك ماحبيت و بتعرف تقول كل الكلام الحلو ده
زيد : لان مش انا اللى بكلمك يا حبيبتى ، ده قلبى
تالا : حبيبتك
زيد : حبيبتى و عمرى كله اللى جاى .. تعرفى
تالا : هااا
زيد : من يوم ما ابتديت اشتغل ، و انا حاطط فى بالى ان هييجى عليا يوم و اتجوز و يبقى عندى ولاد ، و كانت كل ما الفكرة تيجى على بالى .. كنت اشتغل اكتر و اكتر ، عشان كنت واخد قرار انى يوم ما اتجوز لازم اتجوز اللى تخطف قلبى ، و لازم ابقى مستعد انى اتفرغ لها عمرى اللى باقى
تالا : مش فاهمة
زيد : اقصد انى تعبت اوى فى حياتى على ما قدرت انى اكون المليارات اللى عندى دى كلها عشان لما اتجوز الانسانة اللى تشغل قلبى هعتزل كل حاجة و اعيش معاها فى سلام
تالا : تقصد انك هتبطل شغل بعد ما نتجوز
زيد : مش كل الشغل .. لكن الس/لاح بالذات لازم ابطله
تالا : غريبة ، رغم ان معلومـ.ـا.تى بتقول ان تجارة الس/لاح اساس معظم ثروتك
زيد : حقيقى و عشان كده قررت ان كده كفاية
تالا : اشمعنى
زيد : عاوز مراتى و ولادى يعيشوا فى امان ، مانتى فاهمة ان مخاطرها كتير ، كنت فاكر انك فاهمة ده من نفسك بما انك مع سليمان بية خطوة بخطوة
تالا : حقيقى ، انا مع دادى فى كل تفصيله ، لكن لحد دلوقتى ماشفتش حاجة اقلق منها
زيد : و لا حتى البوليس
تالا : لا طبعا .. اكيد البوليس بيبقى ليه احتياطات خاصة
زيد بمرح : احتياطات زى ايه بقى .. احكيلى يمكن منكم نستفيد
تالا : اكيد اول حاجة عملناها كانت اختيارنا للناس اللى بتشتغل معانا ، ناس مصحصحة .. عندها خبرة فى كيفية التعامل على الحدود ، و الاهم كان الغطا المناسب للشغل ده و طبعا شغلنا مع مدكور كان الغطا ده ، سمعته نفعتنا كتير فى انها تبعد عننا العيون
زيد : بس ده مش كفاية ابدا انهم يحموكم
تالا : الاهم من كل ده .. ان عندنا التاس اللى على استعداد كامل انها تشيل الليلة لو حصل أى حاجة
زيد : مش فاهم
تالا : فى ناس بتشتغل معانا و هى عارفة ان لو فى اى وقت البوليس وصل لاى حاجة هيعترفوا ان هم اللى ورا كل حاجة و اننا بعيد عن كل ده
زيد : و الناس دى ايه اللى يجبرها تروح للاعدا//م برجليها
تالا : الفلوس
زيد : و هيعملوا ايه بالفلوس و هم ميتين
تالا : هيأمنوا مستقبل أولادهم اللى احنا هنتكفل بيه بالكامل
زيد : و ده حصل قبل كده
تالا : مرة واحدة من حوالى عشر شهور .. و كانت شحنة صغيرة جدا حرس الحدود قدر يظبطها اثناء نقلها ، و واحد منهم شالها
زيد : اعتقد انى سمعت عن الشحنة دى ، مش دى اللى اتحكم فيها على المتهم بخمسة و عشرين سنة
تالا : ايوة هو
زيد : و دفعتوله كتير على كده
تالا : سبعة مليون جنية راحت يوم الحكم لولاده ، ده غير مرتب شهرى لسه شغال لحد النهاردة
زيد بابتسامة : كنت فاكر دادى هو اللى بيقوم بالتفاصيل الصغيرة دى لوحده ، و كنت فاكرك قطة سيامى ، ماكنتش اعرف انك قطة شرسة بالشكل ده
تالا بدلال : و يا ترى دى حاجة كويسة و اللا حاجة وحشة
زيد : احلى حاجة فى الدنيا كلها
تالا : اقول لك على سر
زيد : و سرك فى بير
تالا : انا اول مرة احس انى مبسوطة كده ، احساس عمرى ما جربته
ليقبل زيد يديها قائلا : اوعدك طول مانتى معايا هتجربى حاجات كتير ماعيشتيهاش قبل كده
………..
فى قصر العزيزى .. كان وقت آذان الفجر .. و قد استيقظت رهف من نومها و هى تشعر بالغثيان ، فجلست فى فراشها لدقائق قليلة و هى تحاول ان تتماسك ، و لكنها ما لبثت ان اسرعت للمرحاض لتفرغ ما بمعدتها ، لتعود لغرفتها بعد ان غسلت وجهها و توضأت و وقفت لتؤدى فرضها و بعد ان أتمت صلاتها رفعت يديها للدعاء قائلة بخشوع : ربى انت تعلم ما بنفسى و لا اعلم ما بنفسك فاصلح لى نفسى بما ترى انه خير لى ، ربى اصلح لى شأنى كله و لا تكلنى الى نفسى طرفة عين ، ربى الهمنى فعل الخير
ثم دمعت عيناها فقالت برجاء : يارب .. انت عالم بحالى و غنى عن سؤالى ، يارب اقف جنبى النهاردة .. قوينى يارب ، عاوزة اناقش الرسالة و انا واقفة على رجلى و اشوف نتيجة تعبى اللى معظم اللى حواليا مش شايفينه و لا حاسين بيه .. ساعدنى يارب
و بعد ان انتهت من دعائها نهضت و جلست الى حاسوبها حتى كانت الثامنة فقامت بتغيير ملابسها و اصطحبت كتبها و اوراقها و اتجهت الى الاسفل لتجد ان الجميع بانتظارها و كانت زينب اول من استقبلها باسفل الدرج قائلة : صباح الخير يا بنتى
رهف : صباح الخير يا دادة
زينب : ماحدش طلعلك اهو و لا نده عليكى زى ما طلبتى ، بس انا محضرالك حاجة خفيفة تاكليها
رهف بامتعاض : لا و التبى يا دادة بلاش عشان خاطرى ، انا لسه مرجعة اول ما فتحت عينى الفجر
زينب بحزم : ده مالوش علاقة بدة ، ما يتفعش تروحى تقفى تناقشى رسالتك ساعتين تلاتة من غير فطار.. اسمعى الكلام و مـ.ـا.تتعيبينيش معاكى
لتتقدم منهم امينة قائلة و هى تسحب رهف بروية : ياللا يا حبيبتى اسمعى كلام ماما و تعالى كلى سندوتش و اشربى كوبابة عصير ، و انا واخدالك معايا سندوتش و عصير تانى عشان لو فرهدتى فى النص
هدى : شريفة و رقية و بثينة و سميحة سبقونا على الجامعة و بيقولوا لك انهم مستنيبن نجاحك بفارغ الصبر
رهف بقلق : ان شاء الله ، هو بابا خرج
لتسمع صوت مدكور من خلفها قائلا : صباح الخير يا رهف
لتلتفت اليه قائلة : صباح الخير يا بابا
مدكور : مستعدة
امينة : ايوة يا عمى ان شاء الله مستعدة ، بس تاكل السندوتش ده مع العصير و نمشى على طول
وبعد ان تناولت رهف فطورها وقفت بين يدا زينب التى كانت ترقيها و تحصنها ببعض آيات الذكر الحكيم و تدعو لها ثم قالت لها : انتى تعبتى و عملتى كل اللى كنتى بتقدرى عليه ، و خلاص النهاردة اخر سلمة .. خطيها بكل قوتك ، خلاص كلها كام ساعة و هتبقى الدكتورة رهف العزيزى
لتقبلها رهف بامتنان قائلة : ادعيلى يا دادة
زينب بحب : ربنا يا بنتى يوفقك و يلهمك الصواب
لتلتفت رهف الى الجميع قائلة : ياللا بينا
↚
كانت القاعة الكبرى بالجامعة تضج بالتصفيق والتهليل و الصفير الذى اطلقه احمد و انور بهجة بنيل رهف لشهادة الدكتوراة مع مرتبة الشرف
و كانت زينب تطلق الزغاريد بهجة و احتفالا برهف التى ارتمت باحضان مدكور و وجهها تغسله الدمـ.ـو.ع ، فقال مدكور و هو يربت على ظهرها بحنان لم تذقه رهف الا نادرا : مبروك يارهف .. مبروك عليكى يا حبيبتى ، امك الله يرحمها اكيد حاسة بيكى و بنجاحك النهاردة و فرحانة و فخورة بيكى .. بطلى عـ.ـيا.ط بقى غلط كده على اللى فى بطنك
لترفع عينيها الى ابيها بذهول اخرس فأومأ برأسه قائلا : رغم انى كنت اتمنى ان انتى اللى تيجى تفرحينى بخبر زى كده .. بس مش وقته ، لينا كلام كتير مع بعض بعدين ، احتفلى دلوقتى بنجاحك و افرحى ، و نبقى نتحاسب بعدين
كانت رهف برغم خجلها و رهبتها من غضب ابيها بسبب عدم ابلاغه بحملها ، الا انها احست براحة تملأ جنبات روحها بعد ان علمت بأنه كعادته يقف على كل مجريات الامور ، فما كان منها الا ان مسحت عبراتها المنسابة على وجنتيها و اومأت رأسها اليه بالموافقة
و ما كادت ان تخرج من احضانه الا و سمعت صوت شريفة تقول برقة : كل يوم بيعدى على معرفتى بيكى بزعل اكتر انى ما عرفتكيش من زمان .. الف مبروك يا رهف .. حقيقى تستحقيها
رهف بامتنان : انا متشكرة اوى و مبسوطة جدا انكم كنتم كلكم حواليا النهاردة
جاسر : الف مبروك يا دكتورة
رهف بخجل : الله يبـ.ـارك فى حضرتك .. شكرا
مؤمن : الف مبروك .. تستحقيها
رهف : ميرسى
فؤاد : انا حقيقى استمتعت جدا النهاردة بالمناقشة ، رجعتينى لسنين الجامعة و جمالها من تانى
رهف : ده شرف عظيم ليا يا دكتور فؤاد .. متشكرة جدا
سميحة : مبروك يا رهف ، اخيرا شلتنا بقى فيها حد مثقف
رقية بمرح : حقيقى يا رهف ، احنا محتاجين نظهر معاكى الفترة الجاية كتير عشان الناس تعرف اننا مثقفين
بثينة ضاحكة : احنا خلاص هنأسس جمعية خيرية ، و لازما و لابد رهف تبقى عضوة فيها .. انا عارفة اننا كده داخلين على طمع ، بس ده خلاص بقى امر واقع
رهف بامتنان : اد ايه انتو جمال ، انا بجد ممنونة لكم كلكم
لتلتفت رهف على صوت هدى و هى تصيح قائلة : انتى يا ست رهف ، تعالى عشان تيمو تعرف تبـ.ـاركلك
لتذهب اليها رهف ضاحكة و هى ترى معالم الامتعاض على وجه تميمة و هى تضم كتفيها بكلتا يديها و تنظر اليها شذرا ، فتنحنى عليها رهف مقبلة اياها بمرح قائلة : الف مبروك يا تيمو
تميمة باعتراض : المفروض انا اللى اقول لك مبروك ، بس انتى حواليكى زحمة كتير اوى و كانوا هيدوسونى
رهف ضاحكة : يدوسوكى مرة واحدة .. يا خبر ابيض ، حقك عليا ، ادينى اهو جيتلك بنفسى بـ.ـاركيلى بقى
لتبتسم تميمة و تصعد على المقعد المجاور لها و تحتضن رهف و تقبلها قائلة بمشاغبة : مبروك يا دكتورة
رهف بحب : عقبال ما اشوفك انتى كمان دكتورة يا روحى
ثم التفتت رهف حولها و هى تبحث بعينيها بين المتواجدين حتى وقعت عيناها على زينب و امينة فذهبت اليهم من فورها و القت بنفسها بين احضان زينب التى لم تجف دمـ.ـو.عها و قد تحشرج صوتها نتيجة اطـ.ـلا.قها الكثير من الزغاريد و قالت لها بفرحة : اخدت الدكتوراة خلاص يا دادة الحمدلله ، كل نجاحى ده .. يرجعلك انتى الفضل فيه
زينب و هى تحتضنها بحنان بالغ : الفضل بعد ربنا يا بنتى لمجهودك و تعبك انتى ، انتى النهاردة بتجنى تعب السنين اللى فاتت دى كلها
امينة و هى تقدم كوب من العصير لرهف : ياللا يا حبيبتى اشربى العصير ده ، زمان ريقك نشف من كتر الكلام اللى اتكلمتيه ده
رهف : لو قولتلك انى حاسة انى اكنى واكلة ديك رومى بحاله و شاربة لتر عصير لوحدى مش هتصدقينى
امينة بمرح : و لا اكنى سمعتك .. اشربى العصير ياللا كده زى الشاطرة و مـ.ـا.تخلينيش اناهد كتير عشان انا ذات نفسى فرهدت من كتر الكلام اللى انتى اتكلمتيه ، ده انتى طلعتى رغاية اوى على فكرة و انا ما كنتش واخدة بالى
رهف ضاحكة : طب خليه لما نروح ، عشان ما اتعبش و انا راكبة العربية و احس انى عاوزة ارجع تانى
زينب : فى دى عندها حق يا امينة .. خلاص مـ.ـا.تغصبيش عليها و سيبيها براحتها و ياللا بينا بقى و اللا ايه
رهف : هروح اسلم على الناس بس و اشكرهم و نمشى على طول
و قبل ان تذهب سمعت امينة تقول : ايه ده .. مش هولاكو اللى واقف هناك ده مع جوز شريفة و جوز رقية
لتنظر رهف الى مكان نظرات امينة لتقع عينيها على مراد و هو فى ابهى مظهر و هو يتحدث الى جاسر و مؤمن و عمه و لكن نظراته كلها موجهة اليها بابتسامة عريضة و كأنه يهنئها على نجاحها و لكنها لم تستطع ان تمنع نظرة العتاب التى اطلت عليه من عينيها بصحبة بعض العبرات التى مدت يدها على الفور كى تزيلها ، لتجد هدى تحتضنها و هى تهمس بأذنها قائلة : على فكرة حضر المناقشة كلها و من اولها
رهف بغير تصديق : بس انا ماشفتوش غير دلوقتى
لتشير هدى بعينيها الى مكان ما بالزاوية البعيدة و تقول : كان قاعد فى الزاوية اللى هناك دى ، و لما احمد لمحه و حاول يندهله يقعد جنبنا ، شاور له انه حابب المكان ده اكتر
لتومئ رهف رأسها بتنهيدة عميقة و قالت : مـ.ـا.تفرقش يا هدى .. صدقينى ماعادتش تفرق
لتذهب لتحيى الجميع مرة اخرى قبل ان تستأذنهم فى الانصراف ، و تهمس لابيها قائلة : هستأذن حضرتك اروح فى عربية انور مع دادة و امينة
مدكور بدهشة: طب و ليه ، ما جوزك موجود و انا كمان موجود و هدى و احمد
رهف : معلش عشان خاطرى .. محتاجة دادة اوى
مدكور : خلاص يا حبيبتى اللى يريحك ، و كده كده هنتجمع كلنا فى الاخر مع بعض
لتذهب رهف من توها الى سيارة انور بصحبة أمينة و زينب دون الالتفات الى مراد الذى كان يقف و هو يرسم ابتسامة عريضة على وجهه و هو يحاول ان يوارى بها غضبه الكامن بصدره
و ما ان وصل الجميع الى قصر العزيزى و ترجلوا من السيارات ، و توجهوا الى داخل القصر ، الا و تفاجئوا جميعا بعدد ليس بالقليل ابدا من الافراد بجيئون و يذهبون بحركة نشيطة و هم يحملون الكثير من الأشياء التى لم يتبينوا ماهيتها ليقول مدكور بذهول : هو ايه الناس دى و يطلعوا مين و بيعملوا ايه هنا
مراد بصوت عالى حتى يتأكد من ان حديثه وصل الى مسامع رهف : دول عشان الحفلة اللى انا عاملها الليلة دى على شرف رهف و الدكتوراة
مدكور بدهشة : ماقلتش يعنى انك عامل حفلة ، ده انا كنت لسه بفكر اقول لكم نعمل حفلة هنا و اللا فى القاهرة
مراد و هو يثبت نظره على رهف : لا ما انا قلت اعملهالكم كلكم مفاجأة
لترتسم سعادة واسعة على عينا رهف و لكنها تماسكت و اتجهت الى الاعلى و هى تقول : انا هطلع اغير هدومى و احاول استريح شوية احسن صاحية من الفجر
زينب : روحى يا ضنايا على ما الغدا يجهز و هطلع اندهلك
و بالفعل اتجهت رهف الى غرفتها و ما ان وضعت جسدها فى الفراش الا و غرقت فى نوم عميق بملابسها دون ان تستطع حتى تبديلها ، لتفتح عينيها بعد فترة من الوقت على صوت مراد و هو يناديها بصوت هادئ جدا حتى كادت تجزم انها تحلم به ، و لكنها انتبهت على صوته يقول : مش كفاية نوم .. انتى نايمة من ساعة ما رجعتى
لتنظر رهف تجاه شرفتها لتجد ان الغروب قد لاح فى الافق ، فعادت بنظرها الى الساعة المعلقة على الحائط لتجد انها نامت قرابة الاربع ساعات لتنتفض قائلة : انا ما صليتش الضهر .. نمت من غير ما اصليه ، مش عارفة ازاى عينى راحت فى النوم بالشكل ده
مراد و هو يهدئ من روعها : دادة زينب طلعتلك و حاولت تصحيكى حتى عشان تتغدى الا انك ماحسيتيش بيها نهائى ، حتى لما لقتك نمتى بهدومك من غير ما تغيرى ، ماعرفتش تعمل اكتر من انها عدلتك فى السرير و عدلت عليكى الغطا و نزلت .. واضح انك كنتى مجهدة اوى
قال جملته الأخيرة و هو يزيح خصلة تمردت من شعرها خلف اذنها ، فانتفضت واقفة ليصيبها دوار شـ.ـديد جعلها تترنح بوقفتها ليقول مراد بحدة خفيفة : مالك .. انتفضتى كده ليه
رهف بتردد و هى تتجه الى المرحاض : اابداا .. بس هحاول الحق العصر قبل ما المغرب يأذن و يضيع عليا هو كمان
مراد بهمس غاضب : و انتى بقى كده مفكرة انى هسيبك .. تبقى بتحلمى
و عنـ.ـد.ما خرجت من المرحاض تفاجأت به مازال موجودا بالغرفة ، فاتجهت من فورها للصلاة و هى تتمنى انصرافه قبل انتهائها ، و ما ان انتهت رهف من صلاة الظهر و العصر ، سمعت ترديد آذان المغرب ، و ما ان وقفت لتأدية الصلاة حتى وجدت مراد يخلع حذائه و يقول : استنى اما نصلى جماعة
ليذهب بالفعل و يقوم بفرد سجادة الصلاة امامها و يقوما بتأدية الصلاة معا و ما ان انتهيا من صلاتهما حتى التفت اليها مراد قائلا : مبروك يا دكتورة .. ربنا يجعلهولك علم نافع تنفعى بيه اللى حواليكى
لتنظر له رهف بتيه و كأن كلمـ.ـا.ته قد الجمتها و سجنتها بداخل تمثال من الفولاذ ، ليستدرك مراد حديثه بصبر قائلا : النهاردة انا كنت فخور بيكى و انتى واقفة بتناقشى الدكاترة بتوعك بثقة و تمكن ، لدرجة انى فهمت منك حاجات انا ما كنتش اعرف عنها حاجة قبل كده
رهف بجمود : رغم انى ماشفتكش طول المناقشة
مراد بابتسامة : خفت تتلخبطى و تسرحى لو شفتينى فجأة وانتى عاملة حسابك انى مش هبقى موجود ، فقررت اقعد فى مكان اشوفك منه بس عينك مـ.ـا.تكشفهوش
رهف و هى تزدرد لعابها : ايه اللى جابك
مراد بعدم استيعاب : تقصدى ايه
رهف و هى تريح ظهرها الى الحائط من خلفها و تعتدل بجلستها : انت سافرت و قلت انك هترجع على فرح انور و امينة ، و كان واضح جدا عدم اهتمامك بحضور المناقشة ، ايه اللى جد و خلاك تحضر ، و اللا حسيت انها مش لطيفة ان جاسر و مؤمن يبقوا موجودين و انت لأ
لترتسم علامـ.ـا.ت الغباء و الدهشة على معالم مراد و هو يحاول استيعاب ما قالته رهف ، و لكنه استوعب حديثها و قال بنبرة غيظ : هو ده اللى تفكيرك وصلهولك ، انى حضرت بس عشان مايبقاش شكلى وحش قدام جاسر و مؤمن ، طب ما سألتيش نفسك انا امتى حضرت للحفلة اللى عاملهالك تحت دى
رهف بتركيز : حفلة ايه
مراد باستنكار : انتى طلعتى نمتى و اللا فقدتى الذاكرة .. مش احنا لما وصلنا .. شفتى الناس اللى انا جايبها تحت عشان تحضر للحفلة ، بس انتى سيبتينا وطلعتى على طول على هنا
رهف بتذكر : اااه افتكرت ، شكرا ، بس ايه لزمتها الحفلة دى
مراد : لزمتها انى عاوز احتفل بيكى ، ايه .. مش من حقى احتفل بنجاح مراتى
لتنظر له رهف بجمود و قالت : مراتك
مراد : طبعا مراتى .. ايه ، هو انتى بعدك عن حـ.ـضـ.ـنى الفترة اللى فاتت دى نستك و اللا ايه
رهف : حـ.ـضـ.ـنك
مراد : انتى ايه حكايتك ، مالك بتردى عليا بالطريقة الغريبة دى .. انا كنت سايبك براحتك و مش عاوز اضغط على اعصابك عشان خاطر الرسالة بتاعتك ، لكن دلوقتى خلاص .. ناقشتى الرسالة و حملها اتشال من على اكتافك ، يبقى تفوقيلى بقى شوية و اللا ايه
رهف بندية : و عاوزنى افوق لك ازاى يا مراد
مراد : يا حبيبتى انتى مراتى
رهف بسخرية : حبيبتك مرة واحدة
مراد : و ايه المشكلة لما تبقى حبيبتى .. مش مراتى
رهف : بس انت مابتعرفش تحب يا مراد
مراد : مين اللى قال لك الكلام ده
رهف بتنهيدة : حاجات كتير اوى ، تصرفاتك و كلامك .. كل حاجة بتقول انك مابتعرفش تحب
مراد بنعومة : طب مـ.ـا.تعلمينى
رهف : هو الحب كمان بالعلام
مراد : اكيد .. و الا ماكنتش اتعلمته منك
رهف بعدم فهم : اتعلمت ايه مش فاهمة
مراد : اتعلمت احبك .. هتسالينى امتى و ازاى هقولك ما اعرفش ، بس كل اللى اقدر اقولهولك .. انى لما صحيت من النوم فى بيتنا و مالقيتكيش جنبى و عرفت انك سافرتى و بعدتى عنى حسيت انى هتجنن ، و متغاظ جدا
وقتها كنت فاكر انى كل ضيقتى عشان اتصرفتى تصرف زى ده من غير ما تبلغينى و لا تاخدى رايى ، و لقيتنى بدور على اى حجة عشان اجى وراكى باى شكل
و لما قدرت احصلك ، لقيت قدامى نسخة تانية منك ماشفتهاش قبل كده
رهف : نسخة تانية ازاى يعنى .. مش فاهمة
مراد ضاحكا : نسخة مقاوحة و عنيدة و بتعملى اللى فى دماغك حتى لو كان ايه
رهف و على شفتيها شبح ابتسامة : و يا ترى النسخة دى كان وقعها ايه عليك
ليقترب مراد من مجلسها و يجلس الى جوارها مستندا هو الاخر على الجدار ثم نظر اليها قائلا : هتصدقينى لو قلتلك انى لحد دلوقتى مش عارف انا بحب انهى نسخة منك اكتر ، بس اللى انا متأكد منه انى بحبكم كلكم
رهف : كلنا مين بالظبط مش فاهمة
مراد و هو يعدد على اصابعه : نسختك العنيدة اللى صممت توصل لهدفها و قدفت عكس الريح بكل قوتها لحد ما عملت كل اللى هى عاوزاه
و نسختك اللى قدرت تلفت انتباه و احترام كل اللى اتعاملوا معاها بذكائها و نجاحها و طبعا اخلاقها و قلبها الابيض
و نسختك الهادية المطيعة ست البيت الناجحة اللى بتقدر تدير دفة بيتها بكل بساطة و من غير ما يبان عليها انها عملت اى مجهود
و نسختك الصاحبة الجدعة اللى دايما صاينة عشرة صاحبتها و مافرطتش فيها لحظة واحدة
ثم صمت لبرهة و هو يتجول بملامح وجهها و اكمل و هو يرسم ابتسامة جذابة على وجهه : و طبعا نسختك اللى بتحبنى، و اللى حبها ليا حببنى فيها
رهف بلجلجة : اانت من امتى بتعرف تقول كل الكلام ده
مراد : من خمس دقايق فاتوا ، انا عارف انك يمكن تكونى زعلتى منى و اعتقدتى فى وقت من الاوقات انى بتجاهلك او بتعمد ده ، لكن صدقينى فى وقت معين جه عليا انا و عمى اتعرضنا لضغط شغل جـ.ـا.مد جدا و خصوصا اول ما رجعنا من شهر العسل
يمكن غلطت انى ماوضحتلكيش ده و ما شرحتلكيش الموقف ، لكن صدقينى ماجاش فى بالى ابدا انك هتغضبى عليا للدرجة دى
رهف : انا ما غضبتش عليك .. بس انت جرحتنى
مراد : صدقينى ماكنتش اقصد ، و بعترفلك انى فى الاول ماكنتش فاهم ان ده ممكن يزعلك منى للدرجة دى .. بس مـ.ـا.تنكريش انك كنتى مزوداها اوى ، و ان فى موضوع معين زعلنى منك اوى و مش هسيب حقى
رهف : موضوع ايه ده بقى
مراد : حملك اللى خبيتيه عليا لحد دلوقتى
رهف بترصد : مين قال لك
مراد : هو ده اللى فارق معاكى
رهف ببعض الحدة و هى تستند على الجدار و تنهض من مجلسها : مين قال لك يا مراد
لينهض هو الاخر فى محاولة لاسنادها و لكنها ابتعدت عنه بحدة و هى تكرر سؤالها للمرة التالتة بغضب اشـ.ـد : قوللى حالا مين اللى قالك
فقال مراد باستغراب : انتى ايه اللى قلب حالك كده مرة واحدة وإحنا بنتكلم انا مش فاهم
رهف بجمود : اللى قلب حالى انى فهمت سبب كلامك اللى قلته ده كله ، سبب اهتمامك بحضور المناقشة و سبب الحفلة اللى بتحضرلها و سبب كل اللى بيحصل ده
مراد بفضول : و ايه بقى السبب ده
رهف بحدة : انك عرفت انى حامل ، فبتحاول تلحم الشرخ اللى حصل فى علاقتنا قبل ما يزيد و تتهد .. مش كده
مراد بذهول : انتى مـ.ـجـ.ـنو.نة .. اذا كان انتى نفسك ماعرفتيش بالحمل ده غير من تلت ايام بس ، و انا بجهز لكل ده من اسبوع فات
رهف برفض : مجرد كلام ما عليهوش اى دليل
مراد : اقسملك انه حقيقة .. طب اقول لك .. تعالى معايا
قالها و هو يسحبها من يدها فتمنعت قائلة : سيب ايدى انت واخدنى على فين انا مش فاهمة
مراد : هثبتلك انه مش مجرد كلام .. تعالى بس
ليسحبها معه حتى غرفته ، ليفتح خزانة ملابسه و يخرج منها بعض الاوراق و يعطيها لها قائلا : اتفضلى شوفى التواريخ اللى هنا … من اسبوع بحاله ، ده وصل مكتب تنسيق الحفلات ، و دى تذاكر الطيران اللى كنت حاجزها عشان الحق احضر المناقشة بتاعتك برضة حاجزها من اسبوع .. صدقتى بقى
رهف بامتعاض : مانت لما تعمل كل ده فجأة كده لازم اشك فى تصرفاتك
ليجلسها على حافة فراشه و بجلس امامها ارضا و يقول : مش معنى انى غلطت فى تصرف انك تشكى فى نيتى ، و انتى عارفة انى طول عمرى دوغرى ماليش فى اللف و الدوران ، و عشان كده قلتلك انى زعلان منك جدا انك خبيتى حملك عليا رغم ان كنت المفروض اول واحد اعرف
رهف : برضة ماقلتليش عرفت منين
مراد بتحذير : و مش هتعملى مشكلة
رهف : على حسب
مراد : خلاص مش قايل
رهف باعتراض : يعنى المفروض ابقى مآمنة حد على سر و يطلعه و اسكت
مراد : انتى دماغك راحت لمين
رهف : للى امنتهم على سرى و ما صانوهوش
مراد : مـ.ـا.تخليش مخك يوديكى لبعيد .. انا عرفت من الدكتورة بتاعتك
رهف باستنكار : الدكتورة
مراد و هو يفرك اذنه بخجل : ما هو انتى لما صممتى تخرجى مع أمينة من غير ما ت عـ.ـر.فينى انتى رايحة فين غيظتينى بصراحة و نزلت وراكى ، و لما لقيتك طلعتى للدكتورة ، قلقت و كنت عاوز اتطمن عليكى ، فطلعت لها و مارضيتش تعرفنى اى حاجة غير لما وريتها صورة فرحنا على التليفون بتاعى
رهف بفرحة : هو انت حاطط صورة فرحنا على تليفونك
مراد : ااه طبعا ، و لما بتوحشينى بطلع الصورة ابص عليها شوية و اقفله تانى
لتبتسم رهف بفرحة ثم تعود ملامحها للحدة مرة اخرى و هى تقول : بس انت ازاى تراقبنى ، ايه يعنى.. بتشك فيا و فى تصرفاتى
ليضحك مراد بشـ.ـدة حتى دفن وجهه فى قدميها لتبتسم على ضحكه بامتعاضة لطيفة و انتظرته حتى هدأت انفاسه و اعتدل قائلا : طول عمرى اسمع عن هرمونات الحمل ، بس عمرى ما اتخيلت انى اعيش معاها و تسعدنى للدرجة دى ، ثم مال على بطنها المسطحة و قبلها و رفع رأسه اليها و قال و هو يحتضن ملامحها بعينيه … من هنا ورايح لازم تفهمى انك مراتى و حبيبتى ، و برضة تفهمى ان الدنيا مش كلها حب و كلام حلو
رهف : و لا كلها شغل و اهمال
مراد : و انا اوعدك انى هحاول انى اتغير عشانك ، بس انتى كمان لازم توعدينى
رهف : اوعدك بايه
مراد : انك مـ.ـا.تخبيش عليا اى حاجة بعد كده طالما تخصنا احنا الاتنين ، و تانى مرة لو زعلتى منى لاى سبب .. تقوليلى و تتكلمى معايا .. متبعديش عنى ، و لا تبعدينى عنك بالشكل ده
رهف : و ايه كمان
مراد : و لا تروحى فى مكان من غير ما ابقى عارف من قبلها على الاقل ابقى متطمن عليكى
رهف : انا عارفة ان ده حقك شرعا و عاوزاك تسامحنى انى عملت كده من غير اذنك ، بس انت كنت جارحنى اوى يا مراد
مراد : انا مسامحك عشان عارف ان احنا الاتنين كنا مشتركين فى الغلط ، لكن مش عاوزها تتكرر تانى ممكن
رهف : ممكن
ليقترب منها و هو يقربها من احضانه ليستمعا الى طرقا مزعجا على الباب و صوت هدى ينادى مراد ، لينهض مسرعا من مكانه و يتجه الى الباب و يفتحه قائلا بقلق : فى ايه .. حصل حاجة و اللا ايه
هدى بحدة : فى ان الساعة بقت تمانية و الناس ابتدت توصل و انت طلعت تندهلها نمت جنبها
مراد بذهول : يا خبر ابيض ، ده الوقت جرى بينا بسرعة اوى ، و التفت الى رهف قائلا : قومى يا حبيبتى نصلى العشاء ، وبعد كده اجهزى بسرعة و انا هنزل للناس على مـ.ـا.تحصلينا
كان احتفالا مبهجا بحق ، و كان مكتب تنظيم الحفلات قد اعد حديقة القصر بشكل جميل و راق ، و قاموا بوضع العديد من الموائد التى التف حولها المدعوون ، و كان مراد قد دعا كل من تعرفهم رهف حتى العاملين فى المشغل القديم و قد اسعدها تصرفه هذا و جعل البسمة ترتسم على وجهها طوال الوقت ، حتى اتت اللحظة التى دعاهم فيها مراد لتناول الطعام فقال : و دلوقتى معاد البوفية .. فياريت تتفضلوا كلكم معانا ، بس الاول هنروح مع الدكتورة رهف عشان تشوف هديتى ليها الاول .. اتفضلوا
ليسحب رهف معه و من خلفهم جميع المدعوون لتجده اوقفها امام شئ ما بحجم الفيل الضخم مغطى بستار كبير ثم اشار لشخص ما رفع الستار الذى يحجب الرؤية عن الهدية لتجده عبـ.ـارة عن مجـ.ـسم ضخم لقلب كبير مصنوع من النحاس الخالص مقسوم الى نصفين و من حوله رجل و امرأة يقومان بحياكة النصفين معا .. و يوجد من اسفلها حروفا بالانجليزية تكون اسم ماركة تصميمـ.ـا.تها .. بروكن هارت
و من وسط انبهار رهف بالمجـ.ـسم قال لها مراد : ده شعار الماركة بتاعتك اللى هيتحط فى مدخل المقر بتاعك فى القاهرة بس بعد ما اتحط عليه تعديل صغير ، ماهو مش معقول القلب هيفصل مكسور كده كتير .. آن الاوان ان كسره يلحم و يتلم ، و كمان مقر الاتيلية هيتم توسعته خلال ايام ، ثم اخرج من جيب بدلته مظروفا قدمه لها قائلا : و ده عقد للشقة اللى جنب الاتيلية بتاعك ، و اول ما نوصل القاهرة ان شاء الله تقدرى تفتحيهم على بعض و تعملى الديكورات اللى تعجبك
↚
وقفت رهف وسط التصفيق الحار من كل المتواجدين و هى تنظر الى عقد ملكية الوحدة السكنية تارة و الى المجـ.ـسم الذى يحمل اسم ماركتها تارة اخرى و هى غير مصدقة على الاطـ.ـلا.ق ان كل هذا الاهتمام من مراد ، و لولا انها تعلم جيدا ان هذا المجـ.ـسم لابد و انه قد استغرق الكثير من الوقت فى تصنيعه لظنت لوهلة ان كل ذلك للحفاظ على شكله الاجتماعى امام الاخرين
ليقترب مراد من اذنها قائلا : هتفضلى واقفة ساكتة كده كتير
رهف بخجل : الحقيقة يا مراد انا مش عارفة اقول لك ايه ، بس طبعا انا متشكرة جدا و حقيقى الشعار عجبنى اوى .. يجنن ، و فكرته تجنن .. اللى صممه بجد فنان
مراد بدعابة : اهو ابقى اتعلمت منك حاجة
لتنظر له بغير تصديق قائلة : انت
مراد بمرح : لأ مش وقته خالص ، لازم نفتح البوفية للناس
و بعد فترة من الوقت جلست رهف بصحبة مدكور و مراد اللذان كانا يجلسان مع جاسر و مؤمن و فريق عملهما و زوجاتهم على مائدة واحدة لتقول شريفة : ماقلتيليش يا رهف .. خلاص قرارك بالنسبة للمشغل اللى هنا ده قرار نهائى
رهف : ايوة ان شاء الله .. اعتقد كده هيبقى احسن للكل
شريفة : يبقى تعملى حسابك اننا كلنا هنبقى شركاء مع بعض ، على الاقل ناخد جزء من الثواب
رهف : و الله ده شئ يسعدنى
جاسر : طب مـ.ـا.تفهمونا ايه الحكاية
شريفة : رهف قررت انها تحول المشغل بتاعها هنا لمشغل خيرى
مؤمن باستفهام : يعنى ايه مشغل خيرى
رهف و هى تشرح الفكرة : يعنى هيتعمل فيه يونيفورم للمدارس و هيتم بيعه من منفذ بيع تابع للمشغل على طول بهامش ربح بسيط اوى فوق سعر التكلفة ، و كمان ملابس لستاتنا و بناتنا و كمان للاطفال ، و المكسب بالكامل هيبقى للعمال و الصنايعية اللى موجودين فيه ، و كمان هعمل جزء منه لتعليم الخياطة بالمجان .. اى ست مالهاش عائل و حابة يبقى لها دخل .. المشغل على استعداد انه يعلمها و يقف جنبها على مـ.ـا.تبتدى تقدر تقف على رجلها
جاسر : هى فكرة هايلة .. بس مش سهلة ابدا ، و محتاجة اشراف قوى عشان مايتسرقش
رهف : الحقيقة انا عارفة ان امينة ادها و ادود ، رغم ان الحمل كله هيبقى عليها لوحدها
سميحة : و عشان كده احنا كلنا معاها مـ.ـا.تقلقيش
جاسر موجها حديثه لرهف : الحقيقة شريفة من يوم ما اتعرفت عليكى يا دكتورة و هى دايما فى سيرتك و دايما معجبة بطريقة تفكيرك
رهف بخجل : ده بس من ذوقها .. الحقيقة انا اللى سعيدة جدا انى اتعرفت عليهم كلهم
بعد انتهاء الحفل و انصراف المدعويين .. اتجه الجميع الى داخل القصر ليقول احمد : الف مبروك يارهف ، متهيألى بقى اقدر ااخد مراتى و بنتى معايا و اللا ايه
رهف بامتنان : رغم انك هتاخد حتة من روحى ، بس حقيقى انا متشكرة اوى لكل اللى عملتوه انت وهدى معايا
هدى بامتعاض : بس انا مش هروح فى حتة قبل فرح امينة
احمد : بس انا ما اقدرش استنى اسبوع بحاله كمان يا حبيبتى
لتقترب منه هدى بدلال قائلة : يبقى عشان خاطرى لو ما عرفتش تستنى معانا لحد الفرح تسافر انت و تسيبنى الاسبوع ده كمان و اوعدك انى هحصلك على طول
احمد بتنهيدة تسليم : امرى لله ، حاضر يا حبيبتى خليكى احضرى الفرح .. بس هم يومين اتنين يا هدى بعد الفرح و تحصلينى على طول و انا هحجزلك بنفسى قبل ما اسافر
مدكور : و الله هتوحشونى يا اولاد
لترتمى هدى باحضان عمها مقبلة اياه بحب قائلة : و الله يا عمو انت كمان بتوحشنى اوى
احمد : طب بعد اذنكم يا جماعة انا هطلع عشان ابص على تيمو و انام احسن مش قادر
مدكور : اتفضل يابنى ، و انتى يا هدى اطلعى ياللا مع جوزك يا حبيبتى
و بعد ذهابهما الى الاعلى نظر مدكور لرهف قائلا : يا ترى انتى كمان عاوزة تنامى دلوقتى
رهف : الحقيقة لا .. انا نمت كتير بعد الضهر و لسه مش جايلى نوم دلوقتى
لينظر مدكور الى مراد قائلا : هاخد منك مراتك شوية يا مراد بعد اذنك
مراد رغم دهشته : تحت امرك طبعا يا عمى اتفضلوا .. انا هسيبكم و هطلع اغير هدومى على مـ.ـا.تخلصى كلام مع عمى يا رهف
ليذهب مدكور الى غرفة المكتب و من ورائه رهف ، و ما ان جلسا امام بعضهما البعض قال مدكور : ممكن بقى تفهمينى ايه اللى بيحصل بالظبط
رهف : بيحصل فى ايه يا بابا
مدكور : بيحصل فى حياتك يا بنتى ، ايه اللى ملخبط كيانك
رهف : انا كيانى مش متلخبط و لا حاجة يا بابا ، انا كويسة جدا الحمدلله
مدكور : و علاقتك بجوزك
رهف : مالها
مدكور : مالها ؟! عاوزاها يحصل فيها ايه اكتر من انك قاعدة فى اوضة و جوزك فى اوضة يا رهف
رهف و هى تزدرد لعابها بصعوبة شـ.ـديدة : يا باباااا انااا ، انا بس كنت محتاجة وقفة مع مراد ، كنت محتاجاه يفهم حاجات كتير ، و انا كمان كنت محتاجة اعرف انا ايه بالظبط بالنسبة له
مدكور باستغراب : عاوزة تعرفى قيمتك عنده بعد ما تميتوا جوازكم بتلت شهور ، و كمان قعدتم سنتين كاملين كاتبين كتابكم ، و عايشين معظم عمركم تحت نفس السقف
رهف باستياء : و رغم ذلك لا انا قدرت اعرفه و لا هو قدر يعرفنى يا بابا ، حتى وقت شهر العسل .. كنت فاكرة ان خلاص الحاجز اللى كان بينى و بينه اتهد ، لكن اول ما رجعنا لقيته اتبنى من تانى ، بس اقسى من الاول
مدكور : ده كلام ماحدش ابدا يقدر يقبله ، ازاى طول السنين دى ما تحاوليش حتى انك تقريى منه و تفهميه ، و كمان بعد جوازكم
رهف باستنكار : انا اقرب و افهم ، طب ازاى ، ازاى وحضرتك طول الوقت كنت مربطنى بخيوطك و بتحركنى يمين و شمال و مابتسمحليش حتى انى اقول ااه لو شـ.ـدتك دى وجعتنى او ما عجبتنيش
مدكور : متهيالك .. طول الوقت كل الخيوط كانت تبان ان كلها فى ايدى ، لكن طروفها كلها كانت معاكى و فى ايدك انتى
انا كنت بعمل ده عشان احميكى ، انتى مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش الدنيا فيها ايه برة ، الدنيا فيها حاجات كتير اوى يا بنتى اخاف عليكى منها
رهف : ماينفعش يا بابا
مدكور : هو ايه ده اللى ماينفعش
رهف : ماينفعش تخبينى من الشمس طول عمرى عشان خايف على عينى لا تحرقنى ، فعشان تحمى عينيا تعيشنى طول عمرى فى الضلمة
مدكور بذهول : انا عيشتك فى ضلمة يا رهف !!
رهف بخجل : انا اسفة يا بابا مـ.ـا.تزعلش منى ، بس انا النهاردة بالذات حاسة انى لازم اتكلم .. محتاجة اخد نفسى اللى محبوس جوايا و خانقنى من سنين ، حاسة انى تعبت من السكات و القيود
مدكور : بس انتى ما كنتيش ساكتة ، و لا كنتى محبوسة ، و لا متربطة زى مابتقولى ، بدليل شغلك اللى عملتيه لوحدك من غير مساعدة حد و لمدة اربع سنين بحالهم من غير مـ.ـا.تفكرى حتى تقوليلى
رهف : ماقلتلكش لانى كنت خايفة .. خايفة تحبطنى و تمنعنى من المتنفس الوحيد اللى كنت بطلع فيه كل اللى جوايا ، كنت خايفة انك فى لحظة تعرف .. تقوم تهد حلمى و حلم كل الناس اللى ساعدتنى من غير ما حتى تفكر فى مشاعرى و لا احلامى
مدكور بصدمة : ده تفكيرك فيا يا رهف
رهف بخجل : انا آسفة يا بابا ، بس حضرتك عيشتنى عمرى كله فى خوف
مدكور : تبقى عمرك ما عرفتى انا بحبك اد ايه ، و اوعى تفكرى انى صدقت مراد لما حاول يفهمني انه كان معاكى من البداية ، انا بس فرحت بدفاعه عنك و وقوفه فى ضهرك و قلت يمكن موقف زى ده يقربكم من بعض ، لكن انا عارف كل نفس كنتى بتتنفسيه من البداية و بدعمك و بحميكي من بعيد
رهف بذهول : كنت عارف
مدكور : طبعا كنت عارف و من قبل حتى مـ.ـا.تبتدى اول خطوة ، ازاى كنتى متخيلة ان حاجة زى دى ممكن تستخبى عنى المدة دى كلها
رهف بفضول : طب ليه ماقلتليش انك عارف
مدكور : لانك زى ماكنتى حريصة فى كل لحظة انى ما اعرفش ، حرصك الاكبر كان انك تنجحى عشان تثبتيلى انك تقدرى تعملى حاجة و انتى بعيد عنى
رهف باستنكار : طب ليه كنت دايما بتعاملنى بالجفا ده ، ليه كنت دايما محسسنى انى فاشلة و انى ما اقدرش اعمل حاجة ، ليه كنت دايما ….
مدكور : عشان كنت عارف انك رغم مظهر الحمل الوديع اللى كنتى دايما بتبانى بيه الا ان طبع العند عندك غلاب
رهف برفض : كان هيبقى امتنانى اكبر من عندى لو كنت ساندتنى ، كان هيبقى احساسى بالامان انك فى ضهرى احلى واقوى بكتير من رهبتى و خوفى من ان ييجي يوم اقف قصادك و انا حاسة انك بتقـ.ـتـ.ـل حلمى جوايا
مدكور : يمكن عشان اتربيت بنفس الطريقة ، جدك كان بيعاملنى بنفس الاسلوب و اديكى شايفانى اهو عامل ازاى
رهف بعتاب : بس حضرتك نسيت حاجة مهمة اوى ، نسيت ان جدتى كانت بتعوضك عن كل اللى كان جدى بيعمله معاك ، لكن انا ماكانش عندى العوض ده ، ما انكرش ان دادة زينب كانت بتعمل معايا كتير اوى و سقيتنى من حنانها بحور و بحور ، لكن امى الحقيقية راحت و راح معاها كل حاجة حلوة بالنسبة لى
كان المفروض حضرتك تحاول تحمينى من الأذى اللى انت اتأذيته من جدى مش تكرره معايا من تانى
مدكور باستنكار : تقصدى بكلامك ده انى اذيتك
رهف : أذية كبيرة اوى يا بابا ، كنت بتأذينى و بتوجعنى فى كل مرة تتهمنى فيها بالفشل ، كنت بتأذينى و بتوجعنى فى كل مرة تتجاهلنى فيها و كأنى مجرد جماد و ما ارتقيش للكائن الحى .. ياترى حضرتك فاكر لما كتبت كتابى على مراد عملت ايه
مدكور محاولا التذكر : عملت ايه
رهف : دخلت عليا اوضتى و قلتلى .. هبعتلك فستان مع الكوافيرة بعد بكرة عشان كتب كتابك على مراد
و سيبتنى و خرجت ، ما فكرتش تسألنى حتى عن رأيى
مدكور بدهشة : و هو انتى كان ممكن ترفضى مراد ، ده انتو شبه مخطوبين من قبل ما عمك يموت ، و كمان انا عارف و متأكد انك بتحبيه .. يبقى كنتى هترفضى ليه
رهف بدمـ.ـو.ع : طب حتى لو كان ، بلاش تسألنى .. ليه ماحاولتش حتى انك تاخدنى فى حـ.ـضـ.ـنك و تبـ.ـاركلى ، ليه ما سالتنيش نفسى اعمل ايه فى يوم زى ده ، او حتى زى بقية البنات اختار فستانى بنفسى
ليه القهر يا بابا كانت السمة السايدة فى كلامك معايا ، حتى لما قلتلك انى بخاف منه .. ماحاولتش تسألنى ليه .. كل اللى عملته وقتها انك اتتريقت عليا و قلتلى و انتى من امتى ما بتخافيش
من يوم ما ماما الله يرحمها ما مـ.ـا.تت ، و حضرتك اتحولت تماما فى معاملتك معايا ، بدل ما تاخدنى فى حـ.ـضـ.ـنك و تعوضنى عن حرمانى منها .. كتفتنى و علقتنى بشوية خيوط و بقيت تحركنى يمين و شمال من غير حتى مـ.ـا.تكلف خاطرك تبص وراك و تشوفنى اتخبطت كام مرة و اللا وقعت كام مرة ، بتتحرك و انت ساحبنى معاك من غير ما تاخد بالك ان خيوطك خـ.ـنـ.ـقتنى و وجعتنى ، لحد ما بقى كل همى انى اقطع الخيوط دى و افرد جناحاتى بعيد كل اما الاقى الفرصة انى اقدر اعمل كده
مدكور : و يا ترى قطعتيها كلها
رهف بتنهيدة : كنت كل ما افكها بعيد عنك ، ارجع اربطها من تانى بنفسى قدامك
مدكور بدهشة : طب ليه
لتقترب رهف من ابيها و تجلس تحت قدميه و تقول بحب : لانى ماعنديش غيرك ، لانى رغم كل شئ بحبك ، فكنت دايما بخاف على زعلك ، لانى كان دايما عندى امل ان هييجى اليوم اللى تشوف نجاحى و قوتى و تصدق انى اقدر اعمل حاجة ، كنت خايفة اقطع الخيوط دى و انت قدامى تقوم تغضب عليا و تبعدنى عنك
كنت دايما بحلم باليوم اللى تاخدنى فيه فى حـ.ـضـ.ـنك و انت بتبـ.ـاركلى على نجاحى … و اليوم ده اخيرا جه النهاردة
النهاردة اما بكيت فى حـ.ـضـ.ـنك كنت ببكى من فرحتى بحـ.ـضـ.ـنك مش من فرحتى بنجاحى ، النهاردة حـ.ـضـ.ـنك كان اكبر نجاح فى حياتى كلها ، كنت بجد محتاجالك اوى
ليسحبها مدكور الى جواره قائلا بحنان مخلوط بالمرح : هو انا لو قلتلك انك غـ.ـبـ.ـية هتزعلى
رهف و هى تمسح على وجهها لتزيل آثار دمـ.ـو.عها : لما اعرف السبب الأول
مدكور : غـ.ـبـ.ـية لانك مش مقدرة انا بحبك اد ايه ، انا ماطلعتش من الدنيا دى غير بيكى و بولاد عمك
رهف : انا عارفة ان حضرتك بتحبنى ، بس ماعرفتش توصللى الحب ده
مدكور بتنهيدة حزبنة : يمكن يكون عندك حق ، بس انا هحكيلك على حكاية بهرب منها من يوم وفاة امك الله يرحمها
رهف بفضول : حكاية ايه دى
مدكور : انتى عارفة امك مـ.ـا.تت ازاى
رهف : حصل لها مشكلة وقت الحمل و مـ.ـا.تت هى و الجنين
مدكور ببعض الشرود : انا و امك الله يرحمها كنا بنحب بعض جدا ، عمرى ما حبيت و لا هحب غيرها ، كنا سعداء جدا لابعد مما تتخيلى ، ما كانش بينغص علينا حياتنا غير العند بتاعها .. كانت عنيدة لاقصى درجة
بعد ما ولدتك ، كل الدكاترة حذروها من انها تحمل مرة تانية ، لانه لو حصل حمل تانى .. هيبقى فى خطر على حياتها لانها كانت عندها مشكلة فى الدم بتكسر كرات الدم بتاعتها و بتسبب لها حالة من الأنيميا الحادة ، فكنا بنحتاج ننقل لها بلازما كل فترة
و كانت دايما زعلانة انها ماجابتليش ولد ، رغم ان عمرى ما اتكلمت معاها فى حاجة زى دى ، و كنت دايما شايف ان مراد ابن ليا مش مجرد ابن اخويا حتى من قبل ابوه ما يموت
لكن عندها و اصرارها خلاها ترتب انها تحمل من ورايا بعد ما قطعت علاج منع الحمل من غير ما تقوللى ، و كانت النتيجة ان حالتها اتدهورت و بشـ.ـدة و الدكاترة ما قدروش ابدا ينقذوها
رهف : انا اول مرة اسمع الكلام ده ، كل اللى اعرفه انها كانت حامل و تعبت و مـ.ـا.تت و بس
مدكور بتنهيدة حارة : يوم ما مـ.ـا.تت كنت بتخانق معاها و بعاتبها على عندها اللى عارف انك ورثتيه منها وبقيت خايف لا تتأذى بسببه زيها ، يمكن اكون زودتها او جيت اكحلها عميتها زى ما بيقولوا .. بس ده كان خوف عليكى صدقينى ، كنت عارف انك وارثة عندها .. مش شكلها و بس ، شكلها اللى كنت بشوفه فيكى و افتكرها و افتكر انها ورثتك كل حاجة فيها بالميللى ، فكنت بحاول الجم العند ده بكل قوتى .. خوف عليكى و حب فيكى مش اكتر
انا يوم ما خسرت امك .. حسيت انى خسرت عمرى كله معاها ، و كل يوم بفتح عينى و افتكر انها فى مكان تانى بعيد عنى بحس كأنها لسه ميتة حالا
رهف بتردد : اومال ليه حضرتك ..
و عنـ.ـد.ما لم تستطع ان تكمل حديثها قال : تقصدى ليه اتجوزت
رهف : لا .. مش عاوزة اسالك على الجواز بالظبط ، لكن .. على الاختيار
مدكور : انا طلقت تالا
رهف بذهول : ايه .. امتى و ازاى وليه
مدكور : امتى .. فمن كام يوم بس ، بس مارضيتش اشغل بالك بالحكاية دى قبل المناقشة بتاعتك ، اما بقى ليه و ازاى فمش هينفع اقول لك حاجة دلوقتى لاسباب هت عـ.ـر.فيها بعدين ، اما بقى لو هنتكلم على الاختيار من البداية فعاوزك تعرفى و تتاكدى ان كل شئ من البداية كان عشان مصلحتك و حمايتك انتى و مراد
رهف : حمايتى انا و مراد .. من ايه
مدكور : ما قلتلك .. هتعرفى بعدين ، المهم انك تبقى فهمتى و مـ.ـا.تبقيش لسه زعلانة
رهف بإماءة من رأسها : فهمت
مدكور : و اعتقد ان خلاص الخيوط كلها انقطعت و مابقاش منهم حاجة
رهف : يمكن تكون انقطعت بس اوعى تفكر انى سايباها ، انا لماها كلها فى ايديا و عمرى ما هفرط فيهم ابدا
مدكور : عاوزك تعرفى و تتأكدى ان اذا كنت انا او مراد .. ان دايما شاغلنا الاول و الاخير هو انتى و بس
يمكن ملازمة مراد ليا فى كل تحركاته خلته عملى و جـ.ـا.مد زيادة عن اللزوم ، بس انا متاكد ان مراد بيحبك زى ما كنت بشوف حبه فى عينيكى من صغركم
دورك انتى بقى انك تشـ.ـديه ناحيتك بس بالعقل يا بنتى ، و بلاش العند .. العند ممكن يقـ.ـتـ.ـل اى حاجة حلوة بين اى اتنين
و لازم تعرفى انك غلطتى علطة كبيرة لما خبيتى حملك عنى و عن جوزك ، و لولا انه بيحبك و مقدر ظروفك كلها كان ممكن يبقى رد فعله مش لطيف و يزعلك بزيادة
رهف بخجل : انا عارفة انى غلطت فى دى ، بس صدقنى كان غصب عنى ، و مش عاوزة حضرتك تزعل منى
لينهض مدكور من مجلسه و يسحبها الى احضانه قائلا بحب : بكرة اما تولدى و تقومى بالسلامة .. هتعرفى ان مافيش اب و لا ام بيزعلوا ابدا من ولادهم
…………….
تركت رهف مدكور بغرفة مكتبه و اتجهت الى غرفتها ، و عنـ.ـد.ما وصلت الى الممر .. كانت الحيرة رفيقتها ، فلم تدرى الى اين تذهب ، اتذهب الى غرفتها ، ام الى غرفة مراد ، و لكنها فى النهاية حسمت امرها و اتجهت الى غرفتها لتبدل ملابسها و تفكر بهدوء
ففتحت باب غرفتها لتجد ان الغرفة مضاءة اضاءة خافتة ، و وجدت مراد يقف امام الشرفة بملابس بيتية فى هدوء و هو يستمع الى موسيقى خافتة ، و لكنه كان يبدو عليه الشرود التام للدرجة التى جعلته لا يشعر بدلوفها الى الغرفة
فاغلقت الباب من ورائها و اتجهت إليه و وقفت خلفه قائلة بهدوء : لاف استورى
ليلتفت اليها مراد بانتباه قائلا : اهلا يا رهف .. كنتى بتقولى حاجة
فاشارت الى جهاز مشغل الاسطوانات قائلة : بقول لك انك بتسمع لاف استورى
مراد بابتسامة : قلبت عندك فى السيديهات و لقيتها .. و انا الصراحة بحبها اوى .. فشغلتها
رهف : اول مرة اعرف انك بتحب الموسيقى
مراد : و مين مابيحبهاش ، بس انا اكتشفت ان تقريبا ذوقنا واحد .. معظم الحاجات اللى عندك بحبها و بسمعها و الباقى تقريبا ماعرفوش
رهف باستغراب : معقولة
مراد : مش هكدب عليكى .. بقالى فترة مش متابع اوى
لتومئ رهف رأسها بصمت و تتجه الى الفراش و تجلس عليه بـ.ـارهاق و هى تخلع نعليها ، فجلس بجوارها قائلا باستفسار : تعبانة
رهف : مش هنكر .. اليوم على اد ما هو يعد من اجمل ايام حياتي ، الا انه برضة كان مرهق اوى بالنسبة لى
مراد : تحبى احضر لك الحمام
رهف بذهول : انت
مراد و هو يتجه الى المرحاض الخاص بغرفتها : و ليه لأ .. مش مراتى
ليغيب عنها بضع دقائق قليلة و هى تستمع الى صوت تدفق المياة فى حوض الاستحمام و هى ترسم على وجهها معالم البلاهة الشـ.ـديدة ، و ما ان عاد مراد الى الغرفة و وقع بصره على رهف بهذا الشكل الا و قال بمرح : مالك يا بنتى عاملة كده ليه
رهف : هه .. عاملة ازاى يعنى
مراد : زى العيلة الصغيرة اللى اول مرة تتفرج على صندوق الدنيا ، و بتتفرج و هى مش مصدقة اللى بتشوفه ، بس تعرفى ..قالها و هو يجذب يديها لتقف امامه فاكمل قائلا : تعرفى انك وحشتينى اوى
رهف بامتعاض : مراد .. انا سمعتك لما اتكلمت معايا ، و حقيقى مبسوطة و شاكرة ليك جدا كل اللى عملته معايا النهاردة .. لكن انا لسه فى كلام كتير اوى محتاجة انى اتكلمه معاك
مراد : و انا على اتم الاستعداد انى اقعد اسمعك للصبح ، ادخلى ياللا خدى حمامك عشان جـ.ـسمك يفك شوية و انا هستناكى ، و لو تحبى تأجلى كلامنا لبكرة ماعنديش مانع .. برضة هستناكى
رهف بخجل : انا مش عاوزاك تتضايق منى يا مراد ، بس صدقنى .. انا محتاجة اطلع كل اللى جوايا
مراد : و انا مستنى اسمعك
رهف بفضول : انت اتغيرت بجد ، و اللا بس بتحاول انك تهدى الامور مابينا
مراد : ابقى كـ.ـد.اب لو قلت لك انى اتغيرت
لتبتسم رهف بسخرية قبل ان تسمعه يكمل قائلا .. و برضة ابقى كـ.ـد.اب لو قلت لك انى زى ما انا و ما اتغيرتس ، لسبب بسيط جدا .. ان انا هو هو مراد جوزك و ابن عمك اللى فجأة لقيت نفسى بحبك ، بس الظروف حطيتنى معاكى فى خانة الياك ، واللى عاوز اقولهولك .. انى ماعنديش اى استعداد انك تبعدى عنى من تانى .. يا ترى اجابتى دى تكفيكى
رهف : لأ طبعا .. معنى كده انك عاوز بس تحقق اللى انت عاوزه من غير ما تهتم باللى انا عاوزاه
مراد ضاحكا : تصدقى انى ابتديت احب هرموناتك دى
رهف باستنكار : هرمونات ايه دى .. انا بتكلم فى وقائع و ملابسات
مراد بمرح : يا دكتورة رهف يا حبيبتى … ادخلى خدى الحمام بتاعك ، و لما تخرجى نتكلم زى ما انتى عاوزة بهدوء و من غير اى انفعال
……………..
كانت تالا تجلس امام ابيها بمنزلهما و تستمع اليه حين قال لها : انا كده خلاص خلصت كل حاجة ، و حولت الفلوس لاستيفن و استلمها و حدد معايا معاد وصول الشحنة
تالا : طب كويس جدا ، و يا ترى بلغت زيد و جاسر و مؤمن بالكلام ده
سليمان : ايوة ، كلمتهم بالجهاز بتاعهم و عرفتهم كل اللى حصل ، بس زيد قاللى ان نوعية السلاح اللى جاية مش هينفع تروح للشارى اللى جايبه ، لانه محتاج قطع تانية بعيارات مختلفة بلغنى بيها عشان نبقى نبعتها لاستيفن
تالا : اومال هتعملوا ايه فى الشحنة اللى جاية دى
سليمان : انا كلمت الراجـ.ـل بتاعنا هنا فى المنظمة الحقوقية و عرفته ان الشحنة على وصول
تالا : و اتفقتوا
سليمان بامتعاض : يعنى .. بس طبعا اضطريت اوافق على السعر اللى عارضينه رغم انه اقل عن سعر الشارى بتاع زيد
تالا : يعنى ايه ، هتبيع بخسارة
سليمان ضاحكا : انا ابيع بخسارة ، لا طبعا ، بس الصراحة كان نفسى السعر يبقى زى سعر المشترى التانى
تالا : كل شئ و له شئ يا دادى ، و بعدين انت بتقول ان النوعية و العيارات كمان مختلفة ، بس يا ترى عرفت زيد و الجماعة التطورات دى
سليمان : طبعا .. كل حاجة بالاتفاق معاهم
تالا : طب و الشحنة هتوصل امتى
سليمان بجشع : خلاص .. كلها اسبوع بالكتير و هتوصل
تالا : هتوصل برى برضة
سليمان : ايوة .. من الصحرا الغربية ، البضاعة على حمولة سبعة و تلاتين جمل
تالا بقلق : انت متأكد من الناس المرة دى
سليمان : مـ.ـا.تقلقيش .. كله هيبقى تمام ، و خصوصا انى المرة دى مش هستلم حاجة بنفسى ، المنظمة هى اللى هتستلم على طول
تالا : يعنى مش هتحضر التسليم
مدكور : هحضر طبعا عشان استلم الفلوس ، بس الميزة انى مش هدخلها المخازن عندنا زى المرات اللى فاتت بعد ما زيد فهمنى ان كده احسن و اضمن
تالا : و هيحضروا معاك و اللا هتبقى لوحدك
سليمان : زيد قاللى انهم هيحضروا ، و ادينى لحد دلوقتى بعمل زى ما بيقوللى بالظبط ، على الله بقى الاقى النتيجة اللى انا عاوزها
تالا بثقة : مـ.ـا.تقلقش .. عدتى بس تخلص ، و زيد هيعمل لك كل اللى انت عاوزه
سليمان : طب و اللى انتى عاوزاه
تالا : انا المرة دى مش عاوزة غير زيد و بس
…………
و بالعودة لرهف .. نجدها قد انتهت من حمامها و خرجت لتجلس بالفراش لتجد ان مراد قد اعد لها مشروبا دافئا و قدمه لها و جلس بجوارها قائلا : كلى آذان صاغية يا دكتورة .. اتفضلى قولى كل اللى انتى عاوزة تقوليه
↚
كانت رهف قد انتهت من حمامها و خرجت لتجلس بالفراش لتجد ان مراد قد اعد لها مشروبا دافئا و قدمه لها و جلس بجوارها قائلا بابتسامة صافية : ها .. كلى آذان صاغية يا دكتورة .. اتفضلى قولى كل اللى انتى عاوزة تقوليه ، و اللا تحبى تأجلى الكلام لبكرة لو محتاجة تنامى
لتنظر رهف الى يديها التى تعبث بالغطاء و تنهدت تنهيدة صغيرة و اعتدلت بجلستها و نظرت لمراد قائلة : يمكن لما سيبت القاهرة و جيت على هنا ماكنتش اعتقد ابدا و لا جه على بالى لحظة انك ممكن تيجى ورايا ، و حتى اما جيت ، ما اعتقدتش برضة انك جاى عشانى ، كل تفكيرى انك جاى عشان الشغل ، زى ما قلتلى قبل كده و رجعت ااكدتلى من تانى كلامك .. بانه اهم حاجة فى حياتك
لما رجعنا من تركيا ، حسيتك اتبدلت ، او على الاصح رجعت زى ماكنت قبل سفرنا بالظبط ، اللى كان معايا هناك كان انسان تانى تماما ، حنين و مراعى لابعد حد لدرجة ان جه عليا وقت صدقت انك …..
و عنـ.ـد.ما صمتت قال مراد ليحثها على استكمال حديثها : سكتتى ليه ، صدقتى ايه .. كملى
رهف و هى تعود بعينيها الى الاسفل : صدقت انك بتحبنى
مراد بدفاع : طب مانا بحبك
رهف باستياء : اللى بيحب ما يهملش ابدا يا مراد
مراد : انا ما قصدتش انى اهملك .. انا بس انشغلت عنك شوية
رهف : حاولت اتكلم معاك و حاولت ما اسيبش دايرة الشغل تتوهنا عن بعض ، بس انت رفضت حتى تتكلم معايا
مراد : صدقينى ظروفى انا و عمى و ظروف الشغل وقتها كانت مخليانى بلف حوالين نفسى ، و اكيد هييجى وقت و تفهمى كل ده ، لكن صدقينى انا بحبك وبحبك اوى كمان
رهف بترقب : اللى يحب ما يجرحش يا مراد
مراد ببحة رجولية لذيذة : انا اسف .. انا معترف انى غلطان ، و اوعدك انى بعد كده هاخد بالى من الحاجات اللى ممكن تضايقك او تزعلك منى و مش هعملها تانى
رهف بحزن : لما حسيت باعراض الحمل ، فى الاول ماكنتش فاهمة ، لكن .. دادة هى اللى اخدت بالها و حذرتنى و قالت لى انى لازم اروح اتأكد ، لانها كانت دايما تتخانق معايا عشان ماكنتش بقدر اكل كويس
و لما روحت للدكتورة و اتأكدت من الحمل ماعرفتش افرح .. اللحظة اللى كل ست بتتمناها .. لما تعرف ان فى روح تانية بتتكون جواها و انها هتبقى ام لمخلوق صغير هتحبه اكتر من روحها ، بس انا ما عرفتش
مراد بتساؤل : بسببى
رهف : بسبب خوفى من انى اخد قرار يحرم ابننا من حـ.ـضـ.ـننا و احنا مع بعض
مراد بذهول : انتى اتجننتى ، انتى ازاى دماغك توديكى انك تفكرى فى حاجة زى كده ، و مين اصلا كان هيسمحلك انك تبعدى عنى يا مـ.ـجـ.ـنو.نة انتى
رهف بحزن : صدقنى .. كنت خايفة تفضل على طبعك لحد مـ.ـا.تقطع كل خيوط الود اللى بيننا ، و كنت مصممة انى ما انجرحش ابدا من تانى ، استكفيت وجع و جروح و اهمال ، استكفيت تهميش
استكفيت برد يا مراد .. طول عمرى بردانة حتى فى عز الحر ، طول عمرى اكنى قاعدة فى صحرا خاوية من حواليا ، عمرى ماحسيت ان عندى جدار اتحامى فيه ، يمكن قدرت تنسينى الاحساس ده وقت ماكنا فى شهر العسل ، لكن لما الاحساس ده رجعلى من تانى كان امر و اقسى بكتير اوى ، حسيت وقتها انى خلاص .. نخيت زى الجمل .. و حسيت انى لو ما حاولتش اساعد نفسى .. كل حاجة حلوة حسيتها معاك اول جوازنا هتروح و مش هترجع تانى ابدا ، و عشان كده كان لازم وقفة بينى و بينك تعرف كل واحد قيمته عند التانى ايه بالظبط
مراد بدفاع : انا اعتذرتلك و قلتلك انك مسيرك تعرفى الظروف اللى مريت بيها اول ما رجعنا من السفر ، و مش ببرر لك اللى حصل منى ، ابدا ، بس عاوزك تنسى بقى كل ده و تركزى معايا ، و تعرفى انى بحبك اكتر من عمرى كله
رهف : ارجوك اسمعنى للاخر ، عشان احس انى طلعت كل اللى جوايا
مراد : انا اسف .. كملى
رهف بوجع و عيونها تمتلئ بالدمـ.ـو.ع : كان نفسى بدل ما تفهمنى انى مش فارقة معاك عشان تحضرلى مفاجأتك اللى عملتهالى ، انى كنت احس باهتمامك و بوجودك معايا ، لما قلتلى انك مسافر و بتسالنى لو محتاجة حاجة كان نفسى اصرخ فيك و اقول لك كفاية كده ، مش معقول يبقى قلبك اعمى للدرجة دى ، و لما قلت لهدى انك اكيد هترجع قبل فرح انور و امينة ، حسستنى انا اد ايه ماليش قيمة عندك لدرجة ان انور اهم منى بالنسبة لك عشان تبقى حريص على حضورك معاه اكتر منى
مراد بدفاع مقرون بالاعتذار : اقسم لك ان كل الكلام ده ماجاش فى بالى ، انا لما لقيتك متجاهلانى بالشكل ده ، حبيت اسيبك على حريتك ، و فى نفس الوقت كان لازم اسافر عشان اشحن الهدية بتاعتك و امضى عقد الشقة ، كنت متخيل انى لما هفاجئك بحضورى معاكى المناقشة انك هتفرحى و هتغفريلى و هتنسى كل اللى قبل كده ، ماكنتش فاهم انى جرحتك اوى كده ، بس انتى عندك حق ، انا كنت غبى و ماحسبتهاش كويس .. انا اسف .. حقك عليا بس حاولى تلاقيلى عذر و انتى عارفة انى ماليش سوابق فى حكاية الحب دى قبل كده
ها .. فى حاجة تانية مضايقاكى او مزعلاكى منى
رهف و هى تعبث باصابعها مرة اخرى : الحقيقة مش عاوزة العتاب يطول اكتر من كده ، بس عاوزاك تعرف حاجة كده
مراد : حاجة ايه يا ترى
رهف و هى تنظر اليه بحذر : انا المفروض مسافرة تركيا الاسبوع اللى جاى بعد فرح امينة بيومين تلاتة
مراد باستنكار : ده اللى هو ازاى مش فاهم
رهف : المفروض الديفيلية اللى هيتعمل بخط الانتاج الجديد بتاعى بيتحضر له و المفروض اتابعه معاهم
مراد بعتاب : و كنتى ناوية تسافرى برضة المرة دى من غير ما تبلغينى
رهف بدفاع : ابدا و الله ، و بعدين انا لسه عارفة الكلام ده النهاردة فى الحفلة ، امينة هى اللى بلغتنى
مراد : انتى ناسية انك حامل ، و المفروض الكلام ده يبقى بعد استشارة الدكتورة بتاعتك
رهف بفضول : يعنى لو الدكتورة وافقت اسافر عادى
مراد ببعض الضيق : اما نشوف راى الدكتورة الاول ، بس هو انتى هتسافرى لوحدك
رهف : لولا احمد متضايق من بعد هدى عنه ، كنت طلبت منها تسافر معايا
مراد : انتى لازم يبقى لك مساعدين و يبقوا معاكى فى الاوقات دى
رهف بتفكير : الحقيقة انا فكرت فى الحكاية دى ، بس حاليا مافيش وقت
مراد : و هو انتى لو سافرتى هتقعدى اد ايه
رهف : يعنى … اسبوع على الاقل
مراد بانزعاج : ايه .. اسبوع بحاله
رهف بشرح : المفروض انى لازم اتابع الازياء اللى اتصممت و اتأكد انها اتنفذت زى ما انا عاوزة بالظبط ، و كمان اتأكد انها اتنفذت بالخامـ.ـا.ت و الالوان اللى انا اختارتها ، و كل الحاجات دى محتاجة وقت
مراد : ماينفعش تلت ايام
رهف بتردد : مش عارفة .. بس اشمعنى يعنى تلت ايام
مراد : لانى ما اقدرش اسيب المجموعة فى الوقت ده اكتر من تلت ايام
رهف و على وجهها شبح إبتسامة : انت تقصد انك هتيجى معايا
مراد و هو يحتضنها بعينيه : اكيد مش هقدر اسيبك تسافرى لوحدك و لا هقدر انى ابعد عنك تانى ، و اعملى حسابك انى على طول هبقى معاكى ، لا يمكن اسيبك تحتفلى بحاجة زى دى لوحدك ابدا
بس حاولى تدبرى حالك معاهم بعد كده بالكونفرس ، لان مش هينفع انك تكررى السفر ده كتير
رهف : تصدق فكرة هايلة ، بس عموما مـ.ـا.تقلقش ، بالنسبة للسفر هو بيبقى مرتين فى السنة ، مرة فى الصيف و مرة فى الشتا ، ادعيلى بس انى انجح
مراد : ان شاء الله هتنجحى نجاح ساح/ق ، ها .. خلاص كده .. صافى يا لبن
رهف بابتسامة : حليب يا قشطة
مراد و هو يندس بجوارها تحت الغطاء : كده يبقى مسموحلى انى انام هنا .. صح كده
رهف ضاحكة : هو ده كل اللى همك
مراد بمرح و هو يضع رأسه على الوسادة : الصراحة من يوم ماشفت اوضتك و عجبتنى و نفسى من ساعتها اجرب السرير بتاعك
رهف : اشمعنى يعنى
مراد و هو يتجول بعينيه على جدران الغرفة : مش عارف .. بس تحسيها كده مبهجة زى صاحبتها
رهف : و انت شايفنى مبهجة
مراد : من يوم ما قررتى تطلعى ضوافرك اللى كنتى مخبياها دى و كل ما عينى تقع عليكى احسك بتنورى كده ، حتى و انتى زعلانة و مكشرة ، بحس جواكى طاقة مخلياكى على طول فى حالة حماس
ثم ضحك بشـ.ـدة و قال : كل ما افتكر شكلك اول مرة قعدنا فيها مع بعض و قلتيلى على حكاية المشغل ولقيتك مرة واحدة اتحولتى و اتنرفزتى عليا و سيبتينى و مشيتى بعد ما سمعتينى كلمتين فى العضم .. مابقدرش امسك نفسى من الضحك
رهف بابتسامة : و اشمعنى بقى
ليجذبها مراد الى احضانه قائلا بحب : يومها حسيت انى متلخبط و عمال اسأل نفسى .. مين دى
رهف : مش فاهمة
مراد : يومها حسيتك خطفتيني ، بقى نفسى ترجعى و تكملى كلامك معايا و تفهمينى و تحكيلى اللى جواكى اكتر ، و من وقتها .. كنت كل ما الاقى عمى قال لك كلمة تضايقك ، كنت اتضايق و ازعل على زعلك ، لدرجة ان يوم ما قاللنا على موضوع جوازه من تالا و زعقلك و طلعتى تجرى على اوضتك ، مابقتش عارف اعمل ايه ، و لقيتنى فضلت اتحايل عليه يصالحك قبل ما ينام
رهف بعبث : ده انت حبيتنى بجد بقى يا ابن عمى
مراد بابتسامة و هو يصمها تحت جناحه : و بموت فيكى كمان يا بنت عمى
…………………
بعد مرور يومين ، كان سليمان بمكتبه و بجواره تالا و هو يتحدث فى الهاتف مع زيد و جاسر و مؤمن مكالمة جماعية ، و كان يقول : الشحنة خلاص قدامها خمس ايام بالكتير و توصل الحدود
زيد : تمام اوى ، و يا ترى بلغت المنظمة بمعاد التسليم و المكان
سليمان : لا .. انا ببلغهم قبلها بـ.ـاربعة و عشرين ساعة بس ، لما بتأكد من المعاد بالظبط
زيد : حلو اوى ، و عموما قدامنا وقت اننا نعمل ترتيباتنا
سليمان : تقصد انهى ترتيبات
جاسر : اكيد يقصد التأمين طبعا
سليمان : لا مـ.ـا.تقلقش .. انا الجارد بتوعى …..
مؤمن ضاحكا : جارد ايه بس يا سليمان بية ، الحاجات دى بتبقى محتاجة حراسة مسل/حة تس/ليح عالى زى بتاعتنا كده
سليمان : طب ما انا برضة مس/لحهم كويس
زيد : طب مـ.ـا.تسيبنا احنا المرة دى نقوم بالمهمة دى عشان تعرف الفرق بين تسل/يحنا و تسل/يحك ، صدقنى لما تجرب الناس بتاعتنا مش هتستغنى عنهم ابدا تانى
سليمان : تقصد انى ما اخدش الجارد بتوعى معايا
زيد : مين قال الكلام ده ، معاك طبعا ، بس مع رجالتنا .. لازم نبقى متطمنين و خصوصا انك هتستلم مبلغ مش قليل ابدا .. و اللا ايه
سليمان باقتناع : عندك حق ، بس انا خايف نلفت النظر لينا بالشكل ده
زيد : طب ما نلفت و ايه المشكلة
سليمان بقلق : ايه الكلام اللى بتقوله ده
جاسر ضاحكا : بالراحة على سليمان بية يا زيد باشا ، دى اول مرة يتعامل معاك
زيد : اسمع يا سليمان بية ، احنا خلال الكام يوم اللى باقيين دول .. هنطلع تصريح برحلة سفارى فى الصحراء الغربية للاستكشاف
سليمان بانتباه : تصريح سفارى و استكشاف
زيد : و اللى هيقدمه الدليل بتاعنا ، و هيحدد عددنا ، و طبيعى ان الرحلات الاستكشافية بتبقى معداتها مش قليلة ابدا و لازم تبقى متسلحة لانها بتبقى متعرضة له/جوم اى حـ.ـيو.ان مفترس ، او قطاع طرق ، يعنى هنتحرك رسمى ، و اى حد هيعترضنا او حتى يشك فينا ، لما يشوف التصاريح مش هيقدر يتكلم نص كلمة
سليمان بقلق : ايوة .. بس الاستكشافات دى بيعملها علماء و خبراء ، احنا بقى هنعملها ليه
مؤمن ضاحكا : انت ناسى انى خبير تربة و اللا ايه يا سليمان بية ، طب دى الحاجة الوحيدة اللى بستفيد بيها من شهادتى
سليمان و عينيه تلتمع اعجابا بتخطيطهم : كل يوم بيعدى زعلى بيزيد انى ما عرفتكمش و لا اشتغلت معاكم من زمان
زيد : لا مـ.ـا.تزعلش و لا حاجة ، و بعدين لسه اللى جاى احلى و احلى و مـ.ـا.تنساش اننا هنبقى نسايب
سليمان و هو يغمز بعينيه لتالا التى كانت تتابع حديثهم من خلال مكبر الصوت : و احلى نسايب كمان
مؤمن : تمام يا جماعه ، انا هخليهم يبتدوا يطلعوا التصاريح ، هتاخد منى يومين بالظبط ، و اول ما كل حاجة تبقى جاهزة هديكم التمام
و بعد انهاء المكالمة قال سليمان لتالا : فعلا الناس دى تستاهل كل الكلام اللى سمعناه عنهم ، و برغم انى كنت فاكر ان جاسر هو اللى سايق و مؤمن ماشى فى ديله ، اتضح ان مؤمن دماغه مـ.ـا.تقلش ابدا عن جاسر
تالا بابتسامة واسعة : بس طبعا زيد دماغه اعلى من الكل
سليمان : عندك حق ، الا هو ماجابلكيش سيرة جوازكم تانى
تالا : جاب طبعا
سليمان : قال لك ايه
تالا بغرور : قاللى انه لولا العدة بتاعتى كان زماننا اتجوزنا ، و ان فرحنا هيبقى تانى يوم ما عدتى تخلص على طول
سليمان : و ناوية تعلنى امتى عن الحكاية دى
تالا بتحذير : اوعى يا دادى تقول لاى حد ، زيد محذرنى من انى اجيب سيرة دلوقتى لاى مخلوق مهما ان كان هو مين
سليمان بضيق : و ليه بقى .. ايه .. ناوى يرجع فى كلامه من تانى
تالا : لا طبعا .. بس قاللى ان مدكور عنيد ، و ممكن لو سمع اى طراطيش كلام عن ارتباطنا اثناء العدة يعمل لنا مشكلة او يردنى لمجرد العند
سليمان بتفكير : وجهة نظره برضة مظبوطة ، و مدكور فعلا ردود افعاله مـ.ـا.تنضمنش
بمنزل زينب .. كانت رهف و هدى بصحبة امينة و جميعهم يقومون بتجهيز حقائبها لنقلها الى منزل الزوجية فى جو من الفرحة و البهجة ، و كانت هدى قد اتت بجهاز الاسطوانات الخاص بها و قامت بتشغيل الاغانى الخاصة بالافراح ، و كلما قاموا بالانتهاء من حقيبة و غلقها تقوم هدى بالرقص المصاحب باطـ.ـلا.ق الزغاريد و التى كانت تميمة تقلدها بمرح شـ.ـديد
حتى دخلت عليهم زينب و هى تحمل صينية كبيرة و عليها العديد من الصحون الممتلئة باشهى الاطعمة و قالت بسعادة : ياللا يا بنات عشان ناكل لنا لقمة ، احنا من الصبح ما دقناش الزاد
لتنظر رهف الى ساعة يدها قائلة : يا خبر ابيض ، دى الساعة داخلة على خمسة
زينب : حقك عليا يا بنتى جوعتك و جوعت ابنك معاكى ، تعالى ياللا عشان تاكلى
رهف : ابدا يا دادة انا ما جوعتش ، بس مراد زمانه رجع و مش عارفة هياكل و اللا ايه
زينب و هى تناولها صحنا مملوءا بالطعام : مراد مع انور فى الشقة بيتمموا على العفش اللى وصل ، و انا بعتتلهم الغدا على هناك
امينة باستنكار : بعتتيلهم اكل على هناك ازاى يا ماما ، الشقة ريحتها هتتقلب بالاكل و الريحة هتفضل فيها و مش هتخرج منها
زينب و هى تطعم تميمة : تعالى كلى و ما تقلقيش ، انا نبهت عليهم ياكلوا على السطوح او على السلم
لتضحك هدى بشـ.ـدة و هى تقول لرهف : دى احلى حاجة تزلى بيها مراد ، ان اليوم اللى ما بياكلش معاكى فيه ، بيبقى اخره ياكل على السلم
رهف : طب و ايه يعنى لو اكلوا فى الشقة يا ست امينة ، ما لسه البنات هتروح تنضفهالك و تفرشها ، يعنى برضة مش هيفضل فيها اى روايح
امينة برفض : لا يا ستى ، ماحدش ياكل فى شقتى قبلى
هدى باستنكار : شفتى الطفسة ، كل اللى هاممها الاكل و بس
رهف : المهم يا ست امينة الفستان بتاعك خلص ، و عاوزاكى تقيسيه .. اجيبهولك هنا و اللا تيجى تقسيه عندى
امينة بعتاب : اخص عليكى يا رهف ، طب ليه ما جيبتيهوش معاكى
رهف و هى تشير الى المكان من حولها : اجيبه فين ان شاء الله وسط كل الكركبة دى ، عاوزاه يتبهدل
امينة : طب ما انتى اهو بتخيرينى تجيبيه و اللا اجيلك
رهف : ماهو الكركبة دى اخرها النهاردة ان شاء الله ، انور هييجى ياخد كل الشنط دى يوديها الشقة ، فالمكان هيروق ، وانتى حرة بقى اختارى
مضت الايام التالية بالنسبة لرهف مابين تحضيرات الزفاف و متابعة سير خط الانتاج بتركيا من خلال الكونفرس
و مدكور يتابع العمل بالمجموعة بمساعدة مراد الذى قسم وقته بين العمل و مساعدة انور و الاهتمام برهف الذى راقها التغيير الجذرى الذى استشعرته فى معاملة مراد لها
اما سليمان و تالا فكان انشغالهم الكلى بترتيبات سفرهم لاتمام الصفقة المتفق عليها .. حتى اتى موعد التسليم بالصحراء الغربية و الذى صادف موعد زفاف امينة و انور باسيوط
فى اسيوط .. كان حفل الزفاف مقاما فى حديقة المنزل الذى اهداه مدكور لامينة ، و كان مدكور و هدى و رهف قد عرضوا على العروسين ان يكون حفل الزفاف بقصر العزيزى ، و لكن كان الرفض البات من زينب التى اصرت ان يكون زفاف ابنتها على الارض التى كانت شاهدة على احلى ذكرياتها حين قالت لامينة : الارض دى زمان .. كان ابويا مأجرها و بيزرعها و كنا عايشين من خيرها انا و هو و ستك ، و كانت مكفيانا و موفيانا ، لحد ما جدك مـ.ـا.ت الله يرحمه و هو شغال فى قلبها ، و امى من حزنها عليه راحت وراه
و من بعدهم ابوكى الله يرحمه لما لقانى متعلقة بالارض دى ، حافظ عليها و بقى هو اللى يزرع و يقلع فيها لحد ماهو كمان رجع للى خلقه ، و فضلت الارض قدامى و حسيتها هتضيع ، و طبعا انا لا بعرف ازرع و لا اقلع ، فرجعتها لمدكور بية
و رغم انه عرض عليا يشوفلى حد يهتم بيها ، بس حسيت انى ما كنتش هعرف اصلا اتابعها
و عشان عارف غلاوتها عندى اختارها هى بالذات دونا عن اى حتة ارض تانية عشان يهاديكى بيها .. عشان فيها عرق جدك و ابوكى من بعده ، و نفسى فرحك يبقى فوقها .. يمكن يحسوا بيكى و يتطمنوا عليكى يا بنتى
و بالفعل كان الزفاف فى حديقة المنزل و التى كانت رغم بساطتها الا انها كانت تتمتع بالجمال الذى يشيع البهجة فى التفوس
و لم يفت هدى ان تضفى بلمساتها على المكان رونقا خاصا حولته الى ما يشبه قاعات الافراح الفخمة
اما مراد .. فقد تكفل بالبوفية ، حيث تم الاتفاق مع احد الفنادق الكبرى باسيوط على اعداد البوفية بجميع مشتملاته و حين حاولت زينب الاعتراض قال لها مدكور بحزم : جرى ايه يا زينب .. هى امينة دى مش بنتى و اخت مراد و رهف ، مش كفاية صممتى انها مـ.ـا.تخرجش يوم فرحها من البيت اللى طول عمرها متربية فيه ، كفاية اوى عليكى كده ، و سيبيلنا احنا بقى الباقى
لترضخ فى النهاية الى ما تم اقراره ، لتتفرغ للاحتفال بابنتها الوحيدة
اما بسيوة ، فكانت قافلة من سيارات الدفع الرباعى على الطريق تستعد للاتجاه الى الحدود الغربية
و كان سليمان بصحبة تالا و زيد بسيارة ، و جاسر و مؤمن بسيارة اخرى ، و حولهم ما لا يقل عن عشر سيارات اخرى تمتلئ برجال الحراسة و هم على اعلى درجة من التسل/يح
و كان سليمان يقول بشئ من الغل : عرفت ان مدكور عامل فرح النهاردة للولد اللى بيشتغل عنده ، الراجـ.ـل ده لازم يتصفى
تالا بفضول : تقصد يموت
سليمان : طبعا .. و خصوصا بعد ما عرف سرى ، و كمان تاريخ زيد و كان ابتدى يشك فى جاسر و مؤمن كمان .. مش لازم يفضل عايش ابدا .. بقى خطر علينا كلنا
تالا بتردد : ممكن نشوف اى حل تانى يا دادى ، بلاش الق/تل
لينظر زيد بساعته فوجدها الثامنة مساءا ، فاخرج البوصلة من جيب بنطاله قائلا : نبقى نشوف الموضوع ده على رواقة ، احنا كده قربنا على نقطة التسليم ، قدامنا عشر دقايق بالظبط
سليمان : اكلمهم و اللا استنى اما نوصل
زيد : متهيألى تكلمهم ، عشان على الاقل نتطمن ان كله تمام
ليقوم سليمان بالاتصال بمسئول المنظمة الذى اخبره انه هو الاخر على وشك الوصول الى نقطة التسليم ، و ليس امامه سوى دقيقتين ليس اكثر
فقال سليمان بعد ان اغلق الخط : كله تمام .. لما هنوصل هنلاقيهم وصلوا قبلنا
تالا : احنا طبعا هناخد الفلوس و نرجع و هم يحملوا الشحنة براحتهم .. مش كده
زيد : ااه طبعا ، بس لازم الراجـ.ـل يتأكد ان الشحنة كلها موجودة و كله تمام ، ما ينفعش ناخد الفلوس و نجرى .. كده ممكن يقلقوا مننا
و بالفعل ما هى الا دقائق معدودة ، حتى وصل سليمان و جميع من بصحبته الى المكان المحدد ، ليجد عشر عربات مياه ضخمة تصطف وراء بعضها البعض و ايضا سيارتين دفع رباعى بداخلها عدد من الأشخاص ليقول زيد : هى دى الطريقة اللى بتدخلوا بيها السلاح دايما ، عربيات الماية
سليمان ضاحكا : اهو على حسب التساهيل ، مرة تنكات ماية و مرة تنكات سولار .. المهم تتقضى
زيد باعجاب و هو ينظر حوله : فكرة جديدة برضة ، بس هى الجمال ما وصلتش و اللا ايه
سليمان و هو يشير الى احد الكثبان الرملية : المفروض انهم وصلوا و موجودين هناك ، ثم اشار الى احد رجاله الذى ما ان تواصلت اعينهم حتى اطلق صوتا عاليا شبيها بالعواء و لكنه منغم ، و ما هى الى ثوان معدودة حتى سمعوا صوتا مشابها يتردد بين جنبات الصحراء ، ورأوا تحت ضياء القمر قافلة تضم عددا كبيرا من الجمال قد بدأت فى الظهور و الاتجاه اليهم
فتقدم منهم مدكور و قام بتحية قائد القافلة ثم أشار الى السيارة التابعة للمنظمة ليهبط منها شخصان و يتجها الى سليمان الذى انضم اليه زيد و جاسر و مؤمن و ايضا تالا ، ليقول عضو المنظمة ناطقا بالانجليزية : اريد ان اتفحص بعض الذخ/ائر
زيد : هذا من حقك ، فلتتفضل
الشخص الاخر : ان سليمان الانصارى على مستوى عال من الثقة ، و لكننا نريد التأكد من ان كل شئ على ما يرام قبل ان نرسله الى الجنود
سليمان : لقد ارسلت لكم كشفا بالكميات و العيارات و الانواع ايضا
العضو الاول : نعم ، و لكن اؤكد عليك مرة اخرى انى بحاجة ماسة لبعض المعدات الثقيلة ايضا
سليمان : اعدك ان تصل اليك خلال شهرا واحدا من الان ، و لكن سيكون هناك حديث اخر بشأن التكلفة و السعر
العضو الاول : اذا .. دعنا الان نختصر الوقت و نبدأ بفحص الشحنة الحالية و التأكد منها
………………
فى اسيوط كان الزفاف قائما وسط سعادة الجميع و كان مراد و رهف و هدى يقومون بدورهم كاشقاء للعروسين ، و من آن لاخر تذهب رهف للوقوف بجوار امينة التى كانت ترتسم عليها علامـ.ـا.ت السعادة الشـ.ـديدة ، و كان مراد يجاريها و يذهب هو الاخر للوقوف بجانب انور الذى كانت سعادته اضعافا مضاعفة ، و كان الجميع يتبادلون الاحاديث المرحة و كانت زينب تجلس بجانبهم و بجوارها والدة انور و تدعوان لهما بالسعادة و الهناء حتى انتهى الزفاف ، و صعدت امينة بصحبة زوجها الى منزل الزوجية ، و قام مدكور و مراد بتوديع جميع المدعوين
……………..
اما بالصحراء .. فأثناء معاينة افراد المنظمة للشحنة ، وجدوا احد الحرس الخاص بسليمان يهرول اليه قائلا باضطراب : فى عربيات داخلية ظهرت فجأة على الطريق و داخلة علينا
ليضطرب الجميع و هم يحاولون الفرار لولا ان سمعوا صوتا عاليا من بين افراد الحراسة يقول بنبرة تحذيرية : ماحدش يحاول يتحرك من مكانه .. المكان كله محاصر
↚
أثناء معاينة افراد المنظمة للشحنة ، وجدوا احد الحرس الخاص بسليمان يهرول اليه قائلا باضطراب : فى عربيات داخلية ظهرت فجأة على الطريق و داخلة علينا
ليضطرب الجميع و هم يحاولون الفرار لولا ان سمعوا صوتا عاليا من بين افراد الحراسة يقول بنبرة تحذيرية : ماحدش يحاول يتحرك من مكانه .. المكان كله محاصر
لينظر سليمان بقلق الى زيد الذى كان يدور بعينيه فى كل مكان : و العمل يا زيد .. هنعمل ايه
تالا بخوف و هى تمسك بذراع سليمان و زيد برهبة : احنا لازم نهرب حالا
ليتأهب رجال الحراسة لاطـ.ـلا.ق النير/ان على سيارات الشرطة
بينما قال زيد بصراخ و هو يخرج سلا/حه من ملابسه : انا مش عاوز حد يقلق ، كل واحد يفضل مكانه و سيبونى انا اتصرف
تالا ببداية انهيار و هى تتلفت حولها برعـ.ـب : هتتصرف ازاى و احنا هيتقبض علينا ، و جاسر و مؤمن فين .. اختفوا فجأة و مش شايفاهم
زيد برباطة جأش : سيبك من اى حد دلوقتى و ركزى معايا ، انتى و دادى اؤمروا الحرس بتاعكم انه مايضر/بش نار و يقف بهدوء على ما عربيات البوليس توصل ، حتى لو حاوطونا ، مش عاوز اى حد يبان انه بيقاوم او خايف
سليمان بصوت عالى و هو يوجه رجاله : ماحدش يضر/ب نار و كله يقف ثابت فى مكانه و ما يتحركش مهما حصل .. سامعين
ثم التفت حوله و هو يراقب سيارات الشرطة التى التف بعضها من حول قافلة الجمال و السل/اح ، و التفت باقى السيارات حول سليمان و زيد و رجالهم و رجال و سيارات المنظمة ، و تفاجئوا ايضا بعدد من طيارات الهليكوبتر تحلق فى السماء و هى تحوم فوقهم و تنير الصحراء بكشافات الاضاءة العالية فحولت عتمة الليل الى نهار
و فى اقل من دقيقتين التف حولهم عدد كبير من رجال الامن المسل/حين ، ليتقدم قائدهم من زيد و سليمان و هو يقول بلكنة امر عالية : صادروا كل السلاح اللى موجود معاهم
تالا و هى تهتز من الخوف : اتكلم يا زيد اتصرف
زيد بهدوء : اهدى شوية و سيبيهم يشوفوا شغلهم
سليمان بحدة و هو يغض من صوته : يعنى هنستنى لحد ما يقبضوا علينا متلبسين و تقولى نسيبهم يشوفوا شغلهم
ليتفاجئ سليمان بيد زيد الممسكة بالس/لاح و هى ترتفع موجهة الس/لاح نحوه و هو يقول : ما انت لازم تسيبنا نشوف شغلنا يا سليمان بية من غير مقاومة ، لانى وعدتهم فى الداخلية ان العملية هتتم من غير نقطة دم واحدة
سليمان بذهول : انت بتخرف بتقول ايه يا زيد
تالا برفض : لا يا زيد .. ازاى تبقى معاهم انا مش فاهمة حاجة
ليمد زيد يده الاخرى مزيلا شاربه و ذقنه ، وبعض الشعر المستعار ايضا من فوق رأسه ليختلف شكله كلية عن ما كان و هو يقول بسخرية : اقدم لكم نفسى .. انا المقدم عز الدين المصرى ، و احب اقول لكم ان المرة دى ماحدش فيكم هيقدر يطلع نفسه من التهم اللى متوجهاله ، لان كله متسجل صوت و صورة و بأمر النيابة
و فى ثوان معدودة يمد سليمان يده الى ملابسه ساحبا سلا/حه و موجها اياه الى قلب زيد و يطـ.ـلق النيران ، و اعماه غضبه عن ابنته و هى تحاول منعه لتصيبها الطلقة فى صدرها بدلا من زيد
لتقع ارضا تحت اقدامهم جميعا ، ليصـ.ـر.خ زيد طالبا اسعاف على وجه السرعة ، و يرمى سليمان الس/لاح من يده بصدمة و يركع بسرعة الى جوار تالا و هو يحاول اسنادها قائلا بخوف : ليه كده ، ايه اللى خلاكى تقفى قصادى ، ليه تضحى بروحك عشان واحد خاننا و باعنا
تالا بالم : كنت بحاول احميك انت من انك تعمل حاجة مـ.ـا.تعرفش تخرج منها ، بس شكلها خلاص كده .. ماحدش فينا هيقدر يحمى التانى مرة تانية يا دادى
سليمان برعـ.ـب و هو يضمها الى صدره : حاولى مـ.ـا.تتكلميش ، الاسعاف هيلحقوكى
تالا بالم : هيلحقونى و بعد كده هيعد/مونى .. مش كده ، ثم رفعت بصرها الى زيد الواقف بجمود عند رأسها : كنت ابتديت احبك و اتعلق بيك ، و انا فاكرة انى هبتدى معاك صفحة جديدة من عمرى ، بس الظاهر خلاص .. عمرى انتهى لحد كده
زيد بوجوم : الاعمار بايد الله وحده ، فى طيارة اسعاف مجهزة هتنقلك حالا على المستشفى ، و لو ليكى عمر هيقدروا يلحقوكى
سليمان بترجى و هو يرى المسعفين يحملونها على الفراش النقال و يتجهون بها الى الطائرة : عاوز ابقى معاها
زيد بتهكم و هو يشير لاحد الحرس لتكبيل سليمان : ماينفعش ، انت خلاص مقبوض عليك و هتترحل عشان التحقيقات
……………..
فى صباح اليوم التالى بقصر العزيزى ، كانوا يلتفون جميعا حول مائدة الافطار حين تلقى مدكور مكالمة تليفونية و عنـ.ـد.ما اجاب قال : اهلا يا جاسر يا ابنى صباح الخير
جاسر : صباح الاخبـ.ـار الحلوة
مدكور : طمننى
جاسر ببهجة : اتطمن على الاخر ، خلاص الموضوع خلص كله على خير الحمدلله
مدكور بابتسامة : يعنى هم حاليا اتقبض عليهم كلهم و اتحبسوا
جاسر : ايوة ، ماعدا تالا
مدكور بتساؤل : ليه .. هى ماكانتش معاهم
جاسر : كانت موجودة ، بس خدت طلقة فى صدرها
مدكور بحزن : حصل لها حاجة
جاسر : الحقيقة ماعرفش تفاصيل ، بس اكيد عز يعرف ، لو حبيت تعرف تفاصيل اكتر كلمه
مدكور بتنهيدة حزينة و هو يومئ برأسه و كأن جاسر يراه : ماشى .. هكلمه
وبعد ان اغلق الخط .. قالت رهف بفضول : ايه الحكاية يا بابا ، مين دول اللى اتقبض عليهم
مدكور بأسى : تالا و سليمان
رهف بشهقة عالية : اتقبض عليهم ليه .. عملوا ايه
مدكور : خلصوا فطاركم و حصلونى على المكتب .. و انا هحكيلكم على كل حاجة
و فى المكتب بعد ان فرغ مدكور من حديثه قال مراد : و ليه حضرتك ماحكيتليش حاجة زى كده من البداية زى ما حكيتلي على سبب جوازك من تالا
مدكور : لانى ببساطة ماعرفتش بموضوع الس/لاح ده غير بعد ما رجعنا من شهر العسل
مراد : كان برضة لازم تشركنى معاك فى حاجة زى دى
مدكور : خفت عليك من سليمان ، لانى برغم كل اللى حصل الا انى ما اقدرش انكر ان انا نفسى خفت منه ، مش على نفسى لأ .. انا خلاص شبعت من الدنيا وما فيها ، لكن خفت عليكم انتم
مراد : عشان كده قلتلى احاول ابين قدامهم انى مش موافقك على كل القرارات اللى اخدتها
مدكور : ايوة ، خفت يأذوا حد فيكم يوم ما اواجههم بانى رافض كل اللى بيعملوه
هدى : طب و بعد ما عرفت يا عمى موضوع تجارته دى و رفضت تشاركه عملت ايه
مدكور : اللى مـ.ـا.تعرفوهوش ان زيد اللى شفتوه فى الحفلة ماهو الا عز الدين ابن عمة جاسر و مؤمن ، ظابط كبير فى امن الدولة ، و اول ما سليمان فاتحنى فى الحكاية دى ماجاش على بالى غيره
كلمته و حكيت له كل اللى حصل ، و فى خلال اربعة و عشرين ساعة كانت الخطة اتحطت ، و اتفقوا مع صحفى انه ينزل موضوع كبير عن جاسر و شغله و هيلمانه اللى اتصور فى المقالة اصعاف الحقيقة بكتير فى الجريدة بتاعته ، و رميت الطعم لتالا اللى بدورها حكت عنه لسليمان اللى طبعا دور و قرى و عرف و طمع زيادة على طمعه ، و الحقيقة فى الداخلية بذلوا اقصى جهدهم انهم يبعدونى عن الصورة عشان سلامتى و امنكم
رهف : بس اللى فهمته ان اسم زيد ده شخصية حقيقية فعلا
مدكور : فعلا ، و اللى من حسن الحظ ان عز الدين كان فيه بعض شبه من زيد الاصلى ، لكن طبعا بتوع المكياچ ظبطوله الباقى لحد ما بقى نسخة منه ، و طلبوا من جاسر و مؤمن انهم يتعاونوا معاهم لانهم طبعا كانوا عارفين ان سليمان طمع فيه
رهف : و حضرتك طلقت رهف عشان كده
مدكور : رغم ان موافقتى على جوازى منها من البداية كان عشان أبعدها عنك انتى و مراد ، الا ان كان جوابا امل انى اقدر اقومها و ارجعها عن الطريق اللى ابوها ممشيها فيه ، و كنت معتقد انها فعلا مـ.ـا.تعرفش حاجة عن موضوع تجارة الس/لاح زى ما سليمان فهمنى ، لكن بعد كده عرفت انها معاه فى كل نفس و بكل عزيمتها و اصرارها كمان
هدى : طب هم حاليا يعنى محبوسين خلاص
مدكور : مدكور بس ، لكن تالا انصابت بطلقة فى كتفها
هدى بشهقة انزعاج : حصل لها حاجة
مدكور : لسه مش عارف ، هكلم عز و احاول افهم منه
و عنـ.ـد.ما همت رهف بان تسأل مدكور سؤالا اخر قال مراد : كفاية اسئلة يا رهف ، تعالى معايا و سيبى عمى يعمل المكالمة اللى عاوزها ، و انتى يا هدى ، تعالى معانا
و بالفعل خرجوا من الغرفة و الوجوم يزين ملامحهم ، تاركين مدكور بمفرده ليخرج هاتفه و يقوم بالاتصال بعز الدين الذى ما ان اجابه قال له مدكور : طمننى يا عز يا ابنى ، تالا حصل لها حاجة
عز الدين : لا ما تقلقش يا مدكور بيه ، الاصابة كانت فى منطقة بعيدة عن القلب ، و الدكتور بلغنى من شوية انها فاقت
مدكور بنبرة رجاء : لو طلبت منك انك تسمحلى بزيارتهم .. يا ترى ممكن
عز الدين : ممكن طبعا .. بس على بكرة ان شاء الله ، حضرتك عارف ان النيابة لازم تستجوبهم فى الاول
مدكور : طبعا فاهم .. عموما انا الليلة دى ان شاء الله هبات فى القاهرة ، و هستنى منك تليفون تبلغنى بالمعاد اللى اقدر ازورهم فيه
اما بالخارج ، فقد ذهبت هدى لمتابعة صغيرتها و هى تلهو بحديقة القصر ، بينما سحب مراد رهف من يدها حتى وصلا الى غرفة رهف بالاعلى و التى اصبحت غرفتهما معا منذ ان تصالحا معا ، و ما ان اغلق الباب اجلسها بهدوء على الفراش و جلس امامها و قال : عرفتى انا كنت مشغول عنك فى القاهرة ليه
فنظرت له رهف فى انتظار ان يكمل حديثه فأكمل قائلا : رغم ان النهاردة اول مرة اعرف عن موضوع الس/لاح ده ، لكن من البداية كنا عارفين ان سليمان بيخطط انه يحط ايده على المجموعة بتاعتنا ، طول الوقت اللى انتى زعلتى منى بسبب انشغالى عنك ، انا و عمى كنا عاملين زى الحرس الرئاسى ، كنا بننام و عنينا مفتحة ، انا عارف و معترف انى زودتها اوى ، او كنت غشيم على راى انور لكن انا و عمى كنا متأهبين اننا ناخد ضـ.ـر.بة غدر فى اى لحظة من سليمان اللى كان عامل زى صياد البط المستخبى وسط الهيش عشان يفاجئ ضحيته ، كان بيحاول انه يسـ.ـر.قنا باى طريقة
رهف بذهول : اللى اعرفه من زمان انه اغنى مننا بمراحل .. ايه اللى يخليه يبص لفلوسنا و شغلنا .. ماكانش محتاج ابدا
مراد : عمرك شفتى حد عطشان و لما شرب من ماية البحر ارتوى
رهف : لا طبعا مافيش ، الماية المالحة عمرها ما بتروى ابدا
مراد : اهو المال الحـ.ـر.ام زى الماية المالحة بالظبط ، عمر صاحبة ما بيشبع ، كل ما فلوسه بتزيد ، كل ما بيطمع و بيحاول يزودها اكتر و بيبقى دايما قلقان و خايف لا فلوسه تقل ، و كمان بيبقى شايف انه احق بالخير اللى موجود حواليه اكتر من اى حد تانى ، حتى لو كان الحد ده هو صاحب المال الاصلى
و عشان تبقى فاهمة ثروة سليمان اصلها فلوس ناس كتيرة قدر يستنز/فهم و يبت/ زهم و يستولى على أملاكهم
رهف : و ليه سكتوا على حقهم
مراد : الله اعلم بقى كان بيمسك ايه بالظبط على كل واحد فيهم ، و تقدرى تقولى كده ان عمى اول واحد قدر يفلت من شبكتهم
رهف بحزن : رغم صدمتى فى كل اللى حصل ده ، الا انى زعلانة على تالا
مراد بسخرية : مـ.ـا.تزعليش على غالى يا حبيبتى .. انتى مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش العق/ربة دى كانت ناوية تعمل ايه فى عمى ، لولا كرم ربنا اللى خلاكى نسيتى سماعة الديكت بتاعة تيمو هنا اول يوم جينا فيه
رهف بتذكر : ااه .. يوم ماقلبت عليها الدنيا و فكرتها ضاعت و طلعت معاك انت و بابا بعد كده
مراد بتاكيد : اهو لولا السماعة دى ، كان الله اعلم هيحصل ايه
فى السابعة مساءا كان الجميع بمنزل امينة و انور و هم يهنئونهم على الزواج ، و قال مراد لانور و هو يناوله مغلفا ضخما يبدو ان به مبلغا كبيرا من المال : عمى بيقوللكم الف مبروك طبعا و كان هييجى معانا لولا ان جاتله سفرية مهمة للقاهرة ، فطلب منى انى اوصللكم هديته
انور بامتنان ممزوج بالاحراج : هدية ايه تانى يا مراد ، مش كفاية كل اللى اتعمل ده ، و الله لو ابويا عايش ماكانش عمل معايا كل ده
مراد : مـ.ـا.تقولش كده ، و بعدين انت عارف عمى بيعزك اد ايه و بيعتبرك زيى بالظبط ، ده احنا عشرة عمر
رهف : بابا امبـ.ـارح كان بيجوز ولاده ، زى ما احنا كنا بنحضر فرح اخواتنا كده
امينة و التى كانت تجلس بين رهف و هدى بسعادة و هى تقبل رهف : انتى اختى و حبيبتى و الله يا رهف
هدى : ايه يا جدعان و انا فين من كل ده ، مش كفاية انى سايبة جوزى حبيبى لوحده على ما اتطمن عليكم
امينة بمرح : تعبناكى معانا و الله يا هدى ، رغم انى عارفة ان جزء كبير من قعادك انك تمارسى هوايتك و تنظمى الفرح و تلعبى براحتك
هدى و هى تدعى الاحراج : ايه ده .. هو انا مفقوسة اوى كده
زينب بضحك : ياختى تلعب براحتها ، مش كفاية عملتلك الجنينة تحت و لا اجدعها قاعة افراح
لتميل امينة على هدى و تقبلها هى الاخرى قائلة : ماقدرش انكر ان انا كبهير انبهرت
زينب بمحبة : ربنا ما يحرمنيش منكم يا اولاد و لا يحرمكوش من بعض ابدا
فى اليوم التالى كان مدكور واقفا امام غرفة تالا بالمشفى بصحبة عز الدين الذى فضل ان ينتظر مدكور بالخارج ، فدلف مدكور الى الغرفة التى تحتجز بها تالا ليجدها ترقد فى شرود تام و الاغلال تكبل احدى يديها فى الفراش فجلس امامها قائلا بهدوء : ازيك يا تالا
لتنظر له تالا دون اى رد فعل ثم تعود ببصرها الى اللا شئ ، فيقول مدكور بأسى : انا جاى عشان اشوفك لو محتاجة حاجة
لتعود بعينيها اليه و تقول بدهشة : تطمن عليا انا بعد كل اللى حصل .. طب ازاى
مدكور : فاكرة قبل ما نتجوز لما قلتلك .. لو رجعتى فى كلامك هحترمك و هحبك اكتر
تالا : ايوة فاكرة
مدكورة : صدقينى يا بنتى .. كان نفسى فعلا و كنت بدعى انك ترجعى عن اللى فى دماغك انتى و ابوكى ده
تالا : انت بعد كل ده و راجع تانى تقوللى يا بنتى ، بعد ما كنت على ذمتك و حصل بيننا كل اللى حصل
مدكور : و من بعدها كل الود اللى كنت بعاملك بيه اختفى .. ما سألتيش نفسك ليه اتغيرت فى معاملتى معاكى
تالا بفضول : ليه
مدكور : لانى كنت كل ما امدلك خيط يشـ.ـدك من الوحل اللى انتى فيه كنتى بتقطعيه بعنجهية ، و كنت كل ما احاول امدلك خيط ابيض وسط عتمة قلبك كنتى بتحرقيه و ضلمة قلبك هى اللى بتغلب ، لان طول الوقت قبل جوازنا كنت معتقد ان ابوكى هو اللى غاصبك على اللى انتى بتعمليه ، لحد ما اكتشفت انك شريكته فى كل حاجة ، حتى التخطيط و التدبير .. ليه ، ايه اللى كان ناقصكم عشان تعملوا كل ده
تالا بدمـ.ـو.ع : مش عارفة .. بجد مش عارفة ، من ساعة ما فوقت من البنج و مافيش غير السؤال ده على بالى .. ليه
مدكور : و لقيتى اجابة
تالا و هى تهز رأسها يمينا و يسارا : لا ، و اهو كله راح ، حتى زيد ماطلعش زيد ، و طلع ضابط بوليس ، و من وقتها و انا محبوسة هنا و ماحدش سأل عنى غيرك
مدكور : و ما اعتقدش ان حد هيسأل عنك ، علاقات المصالح عمرها ما بتدوم ، و لولا طمعك فيا و سؤ نيتك من ناحيتى ، يمكن ماكنتش اتخليت عنك ابدا ، لكن انتى من يوم ما قررتى تطاوعى شيطانك و انتى كل تفكيرك كان منحصر فى انك تأذينى و بس
تالا ببكاء : كفاية بقى .. انا مش متحملة اى كلام تانى ، جاى تنصحنى بعد ايه ، ليه مانصحتنيش من زمان
مدكور : و لو كنت نصحتك كنتى هتسمعيلى و اللا كنتى هتعجلى بنهايتى اسرع
تالا بنشيج : مش عارفة .. مش عارفة
لينهض مدكور من مجلسه و هو يقول : عموما انا ما اعتقدش ان عندى ليكى اى كلام تانى ، بس عاوز انصحك نصيحة اخيرة قبل ما امشى ، اى نعم مش هتطلعك من اللى انتى فيه لان جرايمكم اللى ارتكبتوها لا تغتفر ، لكن لازم تفهمى ان جرايمكم اللى القانون مش هيقدر يعاقبكم عليها اقوى و اشـ.ـد عند ربنا ، استهوانكم بخلق الله و تجبركم عليهم ، اكل حقوق اليتامى ، و خيانة امانة الناس اللى وثقت فيكم اخطر بكتير من جرايمكم اللى بتقع تحت طائلة القانون استهوانكم بالحـ.ـر.ام اللى عمره ماكان سهل ابدا ، استهتارك بعرى جـ.ـسمك اللى حاولت كتير افهمك انه غلط ، علاقاتك المشبوهة و خداعك لكل اللى اتجوزتيهم قبل كده
يمكن القانون مايقدرش يحاسبك على كل ده ، و هيحاسبك بس على تجارة الس/لاح ، لكن على الاقل نصيحتى دى يمكن تخفف عنك عذاب ربنا يوم المشهد العظيم
تالا بفضول : نصيحة ايه دى
مدكور : التوبة .. اعترفى لربنا انك اخطأتى و انتى مقتنعة بخطأك ده ، و استغفرى و توبى باخلاص يمكن .. يمكن ربنا يتقبل توبتك دى ، و انا كل اللى اقدر اساعدك بيه انى هقوم لك محامى كويس ، و ده بس لان مهما ان كان انتى لسه فى فترة العدة بتاعتك ، و لو احتاجتى حاجة ابقى بلغى المحامى يبلغنى
ليتركها مدكور وسط نشيجها الذى لم يدرى ان كان نـ.ـد.ما ام حزنا على ما جرى لها ، و يغادر الغرفة ليخبر عز الدين انه قد انتهى فيقول عز الدين : انا حددت لك معاد زيارة لمدكور بعد كام يوم لانهم قرروا ينقلوه سجن الاحتياط ، حتى التحقيقات هتتم هناك
مدكور : هيتنقل بالسرعة دى
عز الدين : دى قضية امن دولة ، المنظمة اللى كان بيجيبلها الس/لاح ماهياش اكتر من جماعات ارهابية عندها مخططات لعمل بلبلة فى البلد و البلاد العربية عموما
مدكور : الحمدلله اننا قدرنا نكسر سمهم و انا متشكر جدا .. تعبتك معايا
عز الدين : المفروض ان انا و الداخلية كلها اللى نشكرك على الخدمة العظيمة اللى قدمتهالنا و قدمتها للبلد كلها
مدكور : انا ما عملتش اكتر من اللى المفروض يعمله أى مواطن صالح .. انا همشى بقى .. ايه مش ماشى معايا
عز الدين : الحقيقة لسه عندى شوية حاجات هنا محتاج اخلصها
مدكور : طب انا همشى انا و ان شاء الله هروح لسليمان زى ما اتفقنا لما يبجى معاد زيارته
و بعد انصراف مدكور يدلف عز الدين الى غرفة تالا و يقف امامها قائلا بجمود : الدكتور بلغنى انك طلبتى تشوفينى .. خير
تالا و هى تنظر اليه بحزن و عتاب و بقايا دمـ.ـو.عها تملأ عينيها : ليه عملت فيا كده
عز الدين : ماحدش عمل فيكى حاجة .. انتى اللى عملتى فى نفسك كل حاجة
تالا بدمـ.ـو.ع : بس انا حبيتك بجد ، ليه تخدعنى
عز الدين : انا ماخدعتكيش ، انا قمت بشغلى و بس
تالا بعتاب مثحوب بالنشيج : و شغلك قال لك تفهمنى انك بتحبنى و تخلينى اتطلق من جوزى عشانك
عز الدين بسخرية : احنا هنكدب الكدبة و نصدقها من اولها و اللا ايه ، انتى نسيتى ان جوزك طلقك اصلا بعد ما عرف اللى انتى كنتى ناوية تعمليه فيه
تالا بذهول : و انت عرفت الكلام ده منين
عز الدين بسخرية : لا هو مدكور بية ما قاللكيش ان هو اللى مبلغ عنكم من البداية و اننا كنا بنعد عليكى انفاسك ، و ان كان لازم اطمعك فيا بزياده عشان اتاكد منك ان كنتى مع ابوكى غصب عنك و اللا بمزاجك
تالا بذهول : يعنى ايه ، مدكور هو اللى عمل كل ده فيا
عز الدين : طمعكم و جشعكم هو اللى عمل فيكم كده مش حد تانى
تالا : بس انا خلاص هتوب و مش هعمل اى حاجة وحشة تانى
عز الدين بسخرية : فكرتينى بفرعون .. لما لقى نفسه هيغرق قال آمنت باله موسى .. فات الاوان يا تالا .. خلاص توبتك دلوقتى من عدمها ممكن تفيدك بس عند ربنا لكن مش هتنجيكى ابدا من عقاب القانون
تالا ببكاء : طب انا عاوزة اشوف دادى .. محتاجة اشوفه ارجوك
عز الدين و هو يغادرها هو الاخر : فى المحاكمة بقى و عليكى خير ، ابوكى فى السجن ، و انتى كمان اول ما الدكاترة هتقرر خروجك .. هتحصليه على هناك
……………
و فى المساء .. كان مراد بصحبة رهف فى وداع هدى و تميمة بالميناء الجوى ، و كانت رهف تقول و الدمـ.ـو.ع تملأ عينيها : هتوحشينى يا هدى ، من فرحتى و سعادتى بوجودك معايا طول الفترة اللى فاتت كنت نسيت انك مسيرك هتسيبينى و تسافرى من تانى
هدى : و بعدها لك بقى يا رهف احنا قلنا ايه ، عاوزين نودع البكا بقى شوية ، ثم انا وعدتك انى هحاول ما اغيبش عنكم كتير ، و ان شاء الله اما تيجى تولدى بالسلامة لازم هبقى معاكى ، و هقعد معاكى فترة طويلة كمان
لتحتضنها رهف بحب قائلة : خدى بالك من نفسك و من تيمو
هدى و هى تهمس بأذنها : و انتى خدى بالك من نفسك و من مراد ، مراد طلع بيحبك اوى ، بس محتاج انك دايما تعمليله ريفريش
مراد بامتعاض و هو يحمل تميمة بحب : و بعدهالكم بقى فى الدراما اللى انتو عاملينها دى ، كفاية عـ.ـيا.ط وجعتولى قلبى
هدى بمرح : سلامة قلبك يا حبيبى ، طبعا انت ماصدقت هسيبكم و اسافر عشان تستفرد برهف لوحدك
مراد بمرح و هو يناولها تميمة بعد ان قبلها و احتضنها بحب : الصراحة ااه ، كفاية عليكم كده
هدى بشهقة : بقى كده ، شفتى يا تيمو ، خالو عاوزنا نمشى
تميمة ببراءة : اصل انا قلت له ان بابى وحشنى ، و قلت له اننا هنيجى تانى بسرعة
ليميل عليهما مراد ضامما اياهما معا بحب قائلا : تروحوا و ترجعوا بالف سلامة يا حبيبتى ، انتى عارفة انى ماقدرش استغنى عنكم .. خدوا بالكم من نفسكم .. لا إله إلا الله
↚
كان مدكور يجلس بغرفة مأمور السجن الاحتياطى الذى تم ايداع سليمان به الى ان تنتهى التحقيقات ، ليدق احد الجنود الباب و يدخل ساحبا سليمان المكبل يديه معا بنفس القيد قائلا : المتهم سليمان الانصارى يا فنـ.ـد.م
المأمور : فك له الكـ.ـلـ.ـبشات و انصرف يا عسكرى
و بعد ان انصرف الجندى ، نهض المأمور قائلا بكياسة : انا هسيبكم مع بعض شوية و هرجعلكم تانى
مدكور بامتنان : اتفضل يا افنـ.ـد.م
كان سليمان طيلة الوقت ينظر الى مدكور بغل و ما ان انصرف المأمور حتى قال بحقد : بقى انت يا صرصار تبلغ عنى انا ، فاكر نفسك مين عشان تعمل راسك براسى و تتفق عليا مع شلة الحثالة اللى انت زيهم
مدكور بتؤدة : مش انا اللى صرصار يا سليمان ، الصراصير دى اللى بتستخبى فى الشقوق ، لكن انا عمرى ما استخبيت عشان عمرى ما عملت حاجة فى الضلمة و لا عمرى عملت حاجة اخاف منها زيك ، و شلة الحثالة اللى بتتريق عليها دى .. اظن ان انت اللى حفيت عشان توصل ودهم و تشتغل معاهم مش العكس
سليمان بحنق : جاى ليه يا مدكور .. جاى عشان تشمت فيا مش كده ، بس مش عاوزك تفرح اوى كده ، انا مش هفضل هنا كتير
مدكور : اشمت فيك ، طب هشمت فيك ليه ، اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين
سليمان بحقد : اومال جاى لحد عندى ليه
مدكور : لان عندى سؤال مهم عاوز اعرف اجابته منك با سليمان
سليمان بقلة صبر : و سؤال ايه ده بقى ان شاء الله ، و مين قال لك اصلا ان لو عندى اجابة لسؤالك ده انى هجاوبك عليه
مدكور : طب مش لما تعرف السؤال الاول
سليمان بصلف : قول اللى عندك و خلصنى
مدكور : ليه
سليمان بدهشة : هو ايه اللى ليه
مدكور : ليه عملت كده ، انت ماكنتش ناقص فلوس ابدا عشان توصل بيك انك تتاجر فى السل/اح ، و حتى لو كنت محتاج فلوس ، ايه .. ضميرك عمره ما انبك فى اى خطوة كنت بتخطيها ، كان بيجيلك نفس تأكل ازاى وانت عارف ان كل فلوسك حـ.ـر.ام ، اكلك و لبسك و شربك و حياتك كلها حـ.ـر.ام فى حـ.ـر.ام ، ماكنتش بتنـ.ـد.م على كل نقطة دم كانت بتنزل بسببك ، و كل روح كانت بتموت بسبب تجارتك ، ماكنتش بتغير على بنتك و هى من حـ.ـضـ.ـن ده لحـ.ـضـ.ـن ده و انت واقف تتفرج
سليمان بغضب : مالكش دعوة ببنتى ، انت مش طلقتها و خلصنا خلاص ، مالك بيها تانى
مدكور بسخرية : اللى يسمعك و انت بتتكلم يقول انك راجـ.ـل حمش و بتغير على اهل بيتك ، رغم انك بالنسبة لها مش اكتر من قواد
سليمان بحنق : اخرس و امشى من هنا انا مش عاوز اشوف وشك
مدكور : صدقنى و لا انا كمان عاوز اشوفك ، بس الحقيقة لما زرت بنتك صعبت عليا انك كنت ابوها
لتبهت ملامح سليمان و يقول : انت روحت لها
مدكور : و لقيتها مش عارفة هى ضيعت عمرها ده كله عشان خاطر مين و ليه
نفسى اعرف كنت بتفكر فى ايه و انت بتخططط انك تستولى على المجموعة بتاعتى ، ايه ، كنت شايفنى ضعيف اوى كده و مش هقدر ادافع عن حاجتى للدرجة دى ، كنت متصور انى ممكن اسكت على حاجة زى دى لو قدرت تعملها
و غير كده ، ازاى خيالك المريـ.ـض ده صور لك انى ممكن اشاركك فى تجارتك المشبوهة دى
بس تعرف .. لما قعدت افكر فى الكلام ده مالقيتش غير اجابة واحدة
سليمان بسخرية : و ايه بقى الاجابة دى يا فصيح زمانك
مدكور : انك بتغير منى يا سليمان ، بتغير من نضافتى و سمعتى بين الناس اللى انت ماقدرتش تعمل زيها ، و كان الحل بالنسبة لك ، انك بدل ما تحاول انك تنضف زيى ، قلت تلوثنى زيك بالظبط
سليمان بحقد : و لما انت عارف كل الكلام ده ، ليه كنت قابل انك تشتغل معايا السنين اللى فاتت دى كلها
مدكور : ما انكرش انى كنت بحاول اكسر سمك ، لكن اكتشفت ان كلام مراد من البداية كان صح ، و انى كان المفروض ابعد عنك من زماان ، لكن لما لقيتك عاوز تصيدنى ، قلت و ماله خلينا نلعب و نتسلى .. و ادينى انا اللى اصطادتك فى الاخر
سليمان بحدة : مـ.ـا.تفرحش اوى كده ، صدقنى قعادى هنا مش هيطول ، و كل اللى اشتركوا فى دخولى هنا هيدفعوا التمن غالى و غالى اوى كمان
مدكور : تبقى بتحلم ، المرة دى كل حاجة على مقاسك بالظبط و مش هتعرف تشيلها لحد تانى زى ما سبق و عملتها ، رغم ان حتى دى هتتحاسب عليها من اول و جديد ، و احب اقول لك ان بنتك اعترفت بكل حاجة
سليمان بحدة : غـ.ـبـ.ـية
مدكور : بالعكس ، هى فهمت ان خلاص ماممنوش فايدة ، و ياريت انت كمان تاخدها من قصيرها و تعترف .. لان خلاص الانكار مابقاش ينفع و لا هيشفع ، و كل شركاتك اتحجز عليها و هتتباع بالمزاد العلنى ، بس طبعا تم الاتفاق الضمنى بين كل الشركات ، ان انا و جاسر اللى هناخدهم ، شفت بقى.. كان نفسك تضم المجموعتين على بعض وعشان بس تعرف غلاوتك عندى ، ادينى حققت لك اللى كنت بتتمناه و ضمتهم بس تحت اسم العزيزى و علم الدين ، و اسم الانصارى ده خلاص كأنه لم يكن
ليهجم سليمان بشراسة على مدكور و هو يصـ.ـر.خ بهياج : ده انا اقت/لك قبل ما ده يحصل ، ليدخل الجندى المنوط بالحراسة مهرولا و يقيد سليمان ساحبا اياه بعيدا عن مدكور ليعيده الى محبسه مرة اخرى
أما مدكور فوقف ينظر الى سليمان بندية و قال بصوت عال حتى يسمعه سليمان اثناء ابتعاده بصحبة الحارس : المرة دى القاضية يا سليمان .. كش ملك .. الملك مـ.ـا.ت يا سليمان
……………….
بعد مرور خمسة اشهر بالقاهرة ، كانت رهف تجلس بالاتيلية الخاص بها بالزمالك و هى تشرف على تنفيذ احدى تصميمـ.ـا.تها ، و توجه القائمين على التنفيذ الى التعديلات المطلوبة ، وبعد ان تأكدت من تنفيذ توجيهاتها ، توجهت الى مكتبها لتجد مراد جالسا بالداخل و هو يمسك بيده احد دفاتر الرسم الخاصة بها فتقول ببهجة : اهلا يا مراد .. ايه المفاجأة الحلوة دى ، انت هنا من امتى
لينهض مراد مستقبلا اياها بضمة هادئة و قبلة على رأسها و قال : من حوالى نص ساعة ، جيت لقيتك فى الورشة فمارضيتش اعطلك و جيت استناكى هنا
رهف : و يا ترى ايه سبب تشريفك ليا بالزيارة العظيمة دى
مراد : اعمل ايه .. وحشتينى ، و ما بقيتش عارف اتلم عليكى
رهف باعتذار : حقك عليا ، انا عارفة انى انشغلت عنك الفترة دى ، بس انت عارف الديفلية خلاص فاضل عليه ايام ، و بعدها ….
مراد بامتعاض : و بعدها هتسافرى على تركيا عشان الديفيلية اللى هناك
رهف بابتسامة لعوب و هى تعبث بازرار ملابسه : ما انت هتبقى معايا هناك ، مش انت وعدتنى انك مش هتسيبنى اسافر وابعد عنك ابدا
مراد بمرح : خدى بالك انتى بتخمى
رهف ضاحكة : يا عم مـ.ـا.تسيبنى اخم مرة ، مانت على طول بتخمنى و انا ما بتكلمش
مراد بحب ممزوجا بالاهتمام : انتى بتجهدى نفسك جـ.ـا.مد الفترة دى و انا قلقان عليكى ، انتى خلاص على وش ولادة .. يعنى لازم ترتاحي
رهف : اكتر حاجة بسطانى انى هلحق اخلص كل ده ان شاء الله قبل الولادة ، عشان اولد بمزاج
مراد ضاحكا : و هى الولادة كمان فيها بمزاج و من غير مزاج
رهف : ااه طبعا اومال ايه ، لو انا مالحقتش اخلص كل التزامـ.ـا.تى قبل الولادة ، مش هعرف اركز فى اللى عاوزة اعمله و انا بولد
مراد : و هتعملى ايه بقى و انتى بتولدى مش فاهم
رهف بحب : اول حاجة هعملها انى هدعيلك
مراد و هو يركز بعينيها بابتسامة دافئة : و يا ترى بقى هتدعيلى بايه
رهف : ان ربنا يخليك تفضل تحبنى على طول و مايحرمنيش من حبك ابدا
مراد ضاحكا : انتى كده بتدعيلى و اللا بتدعى لنفسك
رهف بامتعاض : بدعيلنا احنا الاتنين
مراد : ازاى بقى
رهف بتوضيح : ماهو طبعا لما انت تفضل تحبنى انا كمان هفضل احبك
مراد : امممم … تبادل مصالح يعنى
رهف بمرح : يعنى
مراد : طب و هتعملى ايه كمان غير انك تدعيلى
رهف : هدعى لبابا و هدى و امينة و دادة زينب ، و هدعى كمان لولادنا ان ربنا يجعلهم صالحين و فالحين
مراد : بس انتى نسيتى حد مهم اوى فى دعواتك دى كلها
رهف بفضول : مين
مراد : انتى يا حبيبتى
رهف بحب : انا هبقى سعيدة و مبسوطة و بخير طول ما انتم كلكم حواليا و دايما بخير
و كان عرض الازياء الخاص برهف محط انظار العديد من صفوة المجتمع ، كما تحدثت عنه الكثير من المواقع الاليكترونية ، خاصة بعد النجاح الساحق الذى حققه ايضا العرض الذى اقيم بتركيا ايضا ، و الذى تصدرت صور رهف بسببه العديد من الصحف و المواقع الالكترونية بسببه
وبعد عودة رهف و مراد الى ارض الوطن مرة اخرى ، كان مدكور باستقبالهما بفيلا رهف و التى هرولت لاحضان ابيها باشتياق قائلة : بابا .. وحشتنى اوى
مدكور بتحذير : على مهلك بس بالراحة ، انتى ناسية انك شايلة جواكى فرد تانى من عيلة العزيزى و اللا ايه
لتقبله قائلة : فرد من عيلة العزيزى و احلى حاجة فيه انك هتبقى جده
مدكور ضاحكا : من يوم ما ما فردتى جناحاتك و قطعتى خيوطك و انتى بقيتى بكاشة كبيرة اوى يا بنت مدكور
رهف بحب : ماقلت لك قبل كده ان مهما الخيوط انفرطوا هفضل دايما لماهم بايديا ، انا عمرى ما اقدر استغنى عنك و لا عن توجيهاتك و خيوطك ابدا
ليضمها مدكور و يجلسها تحت جناحه قائلا بمرح ممزوج بالسعادة و الاهتمام فى آن واحد : طب تعالى احكيلى .. عملتى ايه فى الديفيلية بتاعك فى تركيا ، انا تابعت الاخبـ.ـار على الميديا و عرفت انك هوستيهم هناك
رهف بسعادة : بجد يا بابا
مدكور : الا بجد ، انتى ما تابعتيش و اللا ايه
رهف : الحقيقة ماكانش فى اى وقت انى اتابع اى حاجة ، بس مراد كان بيتابع و بيحكيلى
مدكور : لاااا ، الكلام غير الفرجة ، انتى بعد ما تفوقى كده تقعدى تتفرجى بنفسك و تشوفى الكلام اللى اتقال على النجاح اللى حققتيه يا دكتورة
مراد بامتعاض : بقى كده برضة يا عمى ، بقى انا بعد ما صدقت انها فضيت لى عاوز تشغلهالى من تانى
مدكور ضاحكا : لا هو انت ناوى تقعدلها و ما تنزلش شغلك و اللا ايه
مراد برجاء و هو يرفع سبابته بجوار الابهام : يومين بس يا عمى ، ادينى اجازة يومين بس
مدكور باستنكار بامتعاض : مانت راجع من اجازة خمس ايام يا سى مراد و سايبنى محتاس لوحدى ، و مرمطت معايا انور طول الايام دى
مراد بامتعاض مماثل : و هى دى كانت اجازة ، انا كنت بقوم بمهام مدير اعمال الفاشونيستا رهف العزيزى
رهف : انا شامة ريحة تريقة فى كلامك يا سى مراد
مراد : و انا اقدر برضة ، بس نفسى اخد اجازة يومين نقضيهم مع بعض بعيد عن شغلى و شغلك
مدكور : خلاص يا سيدى ، خدلك يومين كمان زى بعضه على الاقل تقدر تبقى فى استقبال هدى
مراد ببهجة : هى هدى جاية
رهف ببعض القلق : ايوة ، قالتلى انها هتيجى عشان تحضر الولادة بتاعتى
مدكور و هو يضمها الى صدره بحنان : ان شاء الله هتقومى بالف سلامة .. ياللا يا حبيبتى اطلعى غيرى هدومك و اغسلى وشك كده عشان تفوقى شوية و انزلى ياللا عشان نتغدا ، على ما اصطاد مراد على السريع كده فى كام حاجة على مـ.ـا.تنزلى
لتقبل أباها و تتركه بصحبة مراد و تتجه الى الاعلى ، ليجلس مراد امام عمه قائلا بتساؤل : فى جديد و اللا ايه
مدكور بأسى : سليمان و تالا خدوا حكم بالاعدام
مراد بعملية شـ.ـديدة : طب ما هو ده المتوقع يا عمى ، حضرتك ليه زعلان كده
مدكور : ما انكرش ان تالا صعبانة عليا ، و صعبان عليا شبابها و الطريقة اللى هتموت بيها ، وقت جلسة الحكم كانت فى دنيا تانية خالص ، طول الوقت باصة فى الارض و راسمة على وشها ابتسامة .. مافهمتش ان كانت مرارة و اللا سخرية
مراد : هو حضرتك حضرت جلسة الحكم
مدكور : غصب عنى ، ماقدرتش ما احضرش ، و مـ.ـا.تنساش انى شاهد اساسى فى القضية
مراد : تالا باعت نفسها للشيطان بـ.ـارخص سعر و كان لازم تاخد جزائها يا عمى
مدكور : كان نفسى تفوق قبل فوات الاوان يا مراد ، بس للاسف كان الطبع غلاب
مراد : مافيش فى ايدنا اى حاجة نعملها غير اننا ندعيلها ان ربنا يسامحها و يعينها على حالها ، بس يا ترى سليمان كان عامل زيها كده
مدكور بسخرية : سليمان هيفضل طول عمره سليمان حتى و هو على طبلية عشماوى ، طول الوقت و هو فى القفص بقى عامل زى التور الهايج و عمال يتو/عد و يه/دد اكنه قاعد على مكتبه فى المجموعة
مراد : سيبك انت بقى من كل الكلام ده و قوللى
مدكور : اقولك ايه
مراد بمرح : مـ.ـا.تيجى ندور لك على عروسة حلوة كده تونسك
مدكور ضاحكا : تبنا الى الله
………………..
بعد مرور عشرة ايام باحدى المشافى .. كان الجميع يلتف حول رهف بغرفتها المخصصة لها بعد ان عادت الى الوعى و تعافت من اثار المخدر ، فكانت تجلس بين احضان زوجها و هى تحتضن طفلها الصغير للغاية و هى تنظر الي كل تفاصيله بعدم تصديق ، لتقول امينة بمرح : انتى يا بنتى هتفضلى ماسكة فى الولد و انتى عمالة تبحلقى فيه كده كتير ، مـ.ـا.تجيبى بقى اشيله شوية
رهف و هى تحتضن صغيرها بحب بالغ : اصله صغنن اوى يا امينة .. شايفة كفوفه جميلة و صغننة ازاى ، نفسى يفتح عينه عاوزة اشوفها ، عاوزاه يصحى كده عشان الاعبه
زينب ضاحكة : عاواه يصحى !! ، مستعجلة على ايه .. معلش بكرة تقولى يارب ينام شوية
لتصعد تميمة على الفراش بجوار مراد الذى كان يجلس و هو محتضن رهف و طفلهما معا و هو يراقبهما بسعادة بالغة و قالت برجاء : خالو .. هات النونو اشيله شوية
هدى : لسه التونو صغير اوى يا تيمو ، اصبرى حبيبتى لما يكبر شوية
تميمة باعتراض : لما يكبر هيبقى تقيل و مش هقدر اشيله ، لكن انا هقدر اشيله دلوقتى
امينة ضاحكة : و عهد الله البت دى عندها وجهة نظر ، معلش يا تيمو اصبرى شوية اما رهف تفرج عنه و كلنا هنشيله و مش هنديه لها تانى
لينهض مدكور و يتقدم من رهف و يقف امامها قائلا : مبـ.ـارك ما جالكم يا اولاد ، ربنا يجعلهلكم ذرية صالحة
زينب بتمنى : و يجعله سند و عون يارب
ليمد مدكور يديه الى رهف ، لتضع مولودها بين يدى ابيها الذى قربه من وجهه و قبله بحنان بالغ و اخذ يتمتم بعدد من التكبيرات و الدعوات بأذنيه ثم مد يديه ليعيده مرة اخرى الى رهف ، ليجد ان امينة قد التقطته من يديه و هى تقول : من ايد لايد يكبر و يزيد ، ثم اشارت الى هدى و تميمة و قالت : تعالوا بسرعة يا عيال ملو عينيكم قبل ما رهف تاخده تانى ، ثم اشارت الى انور بمرح قائلة : تعالى اتعلم قبل ما اولد عشان تاخد خبرة
رهف : هتتعلموا فى ابنى يا امينة .. هو فار تجارب
امينة ضاحكة : طب ما انتى كمان هتتعلمى فيه ، و هيبقى لك فار تجارب ، ايه بقى اللى يخلينى اروح ادور على فار تانى ، هو فار واحد كفاية
زينب : ماقلتوش يا اولاد .. هتسموه ايه
مراد : عمى اللى يسميه
رهف : ايوة يا بابا ، حضرتك اختار له اسم
مدكور بابتسامة : يبقى محمود .. و ربنا يجعله محمود الخصال و السجايا
…………………….
مع مرور الشهور و الاعوام كان مراد يتعلم على يدى رهف كيفية الافصاح عن مكنونات نفسه ، و يتعلم ممن حوله كيفية مراعاة مشاعر الاخرين ، و كيفية الاهتمام بمكنونات الانفس .. تعلم كيف يحب و كيف له ان يبادل الحب بالحب
تعلم ان يضع مشاعر الاخرين فى حسبانه دائما دون تهميشهم مهما كانت الاسباب و الظروف
اما رهف فقد تعلمت كيف تستحوذ على كل خيوط حياتها بيدها و تديرها كيف تشاء وقتما تشاء و لكتها بفطرتها ايضا علمت متى تتركها بيد من يهتمون بأمرها و التى علمت قدرها بقلوبهم
و لقد تعلمت ايضا اهم درس بحياتها .. تعلمت فن الحوار و علمت متى و اين و كيف تديره حتى تبعد عن حياتها شبح الخرس الزوجى
تعلمت المواجهة دونما خوف او تردد
اما مدكور .. هذا الثعلب العجوز ، فقد استطاع بمساعدة مراد ان ينقل مجموعته الى المركز الاول فى مجالها دون منازع بمال لا يشوبه اى شبهة حـ.ـر.ام قد تضج مضجعه ، و رفض رفضا باتا عرض مراد بان تعود الثروة كاملة باسمه مرة اخرى بحجة انها فى النهاية ستؤول إليهما وقتما يسترد الله وديعته
و مازال يحتفظ بكل خيوط اللعبة بين يديه ، و لكنه كعادته التى تعلمها قبل فوات الاوان .. ترك عقدتها بيد الاطراف الاخرى حتى لا تنقطع و تفرط اللعبة من بين يديه
🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀
توتة توتة خلصت الحدوتة
وانقطعت الخيوط .. عنوان روايتنا اللى الكل حاول يفهم انهى خيوط اللى اقصدها بالعنوان ده
خيوط التحكم من الاهل اللى لو من غير وعى و لا ادراك ممكن تضيع جيل كامل بمعتقد انهم مكروهين او مهمشين
ولادنا مش محتاجين خيوط نربطهم بيها .. ولادنا محتاجين حب من غير اسراف و تعليم الحلال من الحـ.ـر.ام و نسيبهم يعتمدوا على نفسهم تحت عنينا و اشرافنا .. توجيه مش تحكم
خيوط الود اللى بين الازواج اللى ممكن تنقطع خيط ورا خيط من غير ماحد ياخد باله نتيجة اهمال طرف للتانى ، او عدم مراعاة مشاعر طرف للاخر
الخيوط اللى لو ما اتلحقتش و اتقطعت كلها .. ممكن البيت كله ينهار فى غمضة عين ، و ما ينفعش يرجع تانى ، لانه حتى لو رجع هيبقى مشوه الملامح و الجدران
خيوط الانقاذ ، او النصيحة المتوارية اللى ممكن نقدمها لبعض بطريق غير مباشر ، و اللى لما الطرف التانى بيرفضها مرة و را التانية ، صاحب الخيط ده هو اللى بيقطعه بنفسه
لما الغرور و العنجعية و الحقد بيتمكنوا من البنى آدم ، بيقطع كل السبل لانقاذه من غير ما ياخد باله من ده
و اخيرا و ليس باخر .. خيوط الحوار ، و دى اهم الخيوط اللى ممكن تبنى اى علاقة او تهدها
كل انسان بيبقى جواه حاجات كتير محتاج يعبر عنها باسلوبه و فكره و نظرته ، لو اللى قدامه ماساعدهوش على انه يعمل ده هيفضل طول عمره مكسور من جواه
لازم نتكلم مع بعض ، و نتبادل وجهات النظر ، على الاقل كل واحد فينا يعرف اللى قدامه دماغه فيها ايه بصراحة و بوضوح
لان دايما سوء الظن بيبجى من عدم الصراحة و عدم الحوار
لو كان مدكور صارح رهف من البداية بحبه و خوفه عليها كانت الدنيا بقت غير
لو كانت رهف من البداية لقت فرصتها انها تعبر عن اللى جواها اول باول لابوها و لمراد اكيد كانت الدنيا برضة هتبقى غير
مراد كان زيه زى كتير من الرجـ.ـا.لة اللى للاسف الشـ.ـديد بيبقوا شايفين ان زوجاتهم المفروض يبقوا ممنونين لمجرد انهم اتجوزوهم ، مابيبقوش حاسين انهم بيقـ.ـتـ.ـلوا روح زوجاتهم باهمالهم و ارائهم فيهم
اتكلموا .. اتناقشوا .. عبروا عن اللى جواكم .. فرغوا شحنات الصمت اللى جواكم.. صدقونى هتبقوا احسن و الدنيا كمان هتبقى احلى
اما بقى تالا و مدكور فدول للاسف موجودين بيننا و مفروضين علينا زى السرطان الخبيث اللى بينتشر بالاهمال و السكوت ، لكن دورنا اننا مانسمحلهمش يكبروا بزيادة ، و لو جاتلنا فرصة نغير الواقع للاحسن .. يبقى ليه لا
و زى ما فى خيوط ممكن تنقطع و خيوط لازم تنقطع ، فى كمان خيوط لازم نحافظ عليها و نقويها ، لما ربنا يرزقنا بصاحب جدع ، يحبنا فى الله باخلاص من غير اى مصالح ، احنا كمان لازم نحبه و نقوى الخيوط اللى بيننا و بينه لحد مـ.ـا.تبقى زى الوتد اللى مـ.ـا.تقدرش عليه ريح
امينة و هدى و انور رموز لشخصيات كتير جميلة موجودة فى حياتنا ، فى مننا قدر يشوفها و يلاقيها ، و فى مننا اللى مالوش نصيب فيها و بيدعى ربنا انه يرزقه بيها
ربنا يرزقنا جميعا صحبة الخير اللى تحبلنا الخير و تحبنا فى الله و لله ♥️
و فى الاخر و ليس بآخر شوية نصايح فى كبسولة على الماشى 😍😍
اوعاك تجرح عزيز وغالي وبعدين تقول له معلش ، اصل معلش بعد الجرح متنفعش..
اوعاك تقسي القلوب وبعدين تطلب حنية ، ما هي الحنية بعد القسي متطلبش..
اوعاك تشيل منك النفوس وبعدين تطلب صفا ، اصل النفوس عمرها ما هتصفي فياريت علي نفسك ما تضحكش..
اوعاك توجع روح وبعدين تطبطب عليها ، لان وجع الروح ألمه ميتوصفش..
اوعاك تغدر و تخون اللي وثق فيك ، وبعدين تطلب الأمان اصل اللي يغدر و يخون ميتأمنش..
سامحوني علي قسوة كلامي ومتزعلوش ، انا قصدي انصحكم اصل النصيحة بعد الغلط مبتفدش !!
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇