رواية العابثة الصغيرة رائد ودعاء كاملة جميع الفصول

رواية العابثة الصغيرة هي رواية رومانسية تقع احداثها بين رائد ودعاء والرواية من تأليف سوليية نصار في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية العابثة الصغيرة لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية العابثة الصغيرة هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية العابثة الصغيرة تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية العابثة الصغيرة رائد ودعاء كاملة جميع الفصول

رواية العابثة الصغيرة من الفصل الاول للاخير بقلم سوليية نصار

-ده قـ.ـتـ.ـل أختي يا باشا ازاي يأخد براءة؟ فين العدل؟ فين القانون!. 
قالتها سميرة  وهي تبكي.. زفر الضابط بضيق وقال :
-يا استاذة سميرة  دي جريمة شرف.. أستاذ رائد قفش أختك مع عشيقها وقـ.ـتـ.ـلهم وكمان بلغ علي نفسه .. قانونا ميتحبسش. 
-يعني برضه مش هتحسبوه ولا هتحققوا العدل. 
-يا آنسة  عدل ايه... أستاذ رائد قانونا مش مجرم... يعني اعذريني واحد يلاقي مـ.ـر.اته في حـ.ـضـ.ـن عشيقها عايزاه يعمل ايه ياخدها بالحـ.ـضـ.ـن. 
اغتاظت سميرة  ونهضت وهي ترتدي نظاراتها وتخرج من مركز الشرطة... ضحك الضابط بسخرية وقال:
-اللي اختشوا مـ.ـا.توا.. أختها كانت زانية بدل ما تتكسف بتبجح! . 
..... 
وقفت سميرة جوار مركز الشرطة وهي ترتدي نظاراتها وتقول :
-إن مكانش الشرطة هتجيب حق أختي فأنا هجيبه!  
......... 
بعد مرور أربع  أشهر 
جلس علي الطاولة.. عينيه متجمدة لا تحمل أي مشاعر يكلم سائقه بحده أصبحت ملازمة له مؤخرا :
-كم مرة قلتلك أن مفيش ست تدخل البيت ده... أنا طلبت راجـ.ـل يعمل شغل البيت ويطبخ وأنت جيبتلي ست. 
- بس يا بيه ... 
زعق به رائد وهو يضـ.ـر.ب علي طاولة الطعام بعنف:
-من غير بس يا منعم.. أنا عايز شغال راجـ.ـل... والله لو جيبتلي ست المرة الجاية هرميك أنت وهي برة الفيلا. 
-حاضر يا بيه... أمرك. 
ذهب منعم من إمامه ليشرع رائد بتناول الطعام دون شهية... علي الرغم من وجهه المتجمد إلا أن الضجيج في عقله لا يهدأ.... منظر المرأة التي أحبها أكثر من حياته بين أحضان أخيه  لا يفارقه.. يجلده بقوة... يذكره بسذاجته وغباؤه... لكن تلك الأيام قد ولت... رائد الغـ.ـبـ.ـي ذلك مـ.ـا.ت بنفس الرصاصة التي قـ.ـتـ.ـلهما  بها... هو الآن شخص جديد تعلم أن الأفضل أن تموت علي أن تثق بأمرأة 
....... 
-ده بدل ما تدافع عني يا علي... قولتلك أن الراجـ.ـل حاول يتحرش بيا... كان مفروض تضـ.ـر.به بأي حاجة علي نفوخه... حسسني إني مخطوبة لراجـ.ـل يا أخي مش كيس شيبسي !  
نظر إليها علي بضيق وقال :
دعاء احترمي نفسك أنا راجـ.ـل غصب عنك وبعدين محصلش حاجة لده كله.. الراجـ.ـل كان بس بيلطف معاكي... وبصراحة المعلم سلامة اتحمل كتير يا دعاء... انت ساكنة لوحدك انتي واخوكي بعد ما أمك مـ.ـا.تت وابوكي سابكم واتجوز وبطل يسأل عليكم... لا بتدفعوا للراجـ.ـل ايجار وهو مقدر... فمتقفيش علي الواحدة... ارتحتي دلوقتي لما طردك من البيت 
خلعت دعاء محبسها  وقالت :
-ليها حق منال لما قالت عليك خرونج... آسفة يا علي مقدرش اتجوز واحد أنا أرجل منه. 
القت الخاتم بوجهه ثم ذهبت. 
.......... 
في بيت منعم. 
-وحدي الله يا دعاء بس... انتي زعلانة ليه كويس أنك خلصتي منه! 
-أنا مش زعلانة عليه يا منال... أنا اصلا مكنتش بحبه... هو قعد يزن عليا كتير لحد ما وافقت عشان اخلص من صداعه... أنا زعلانة علي حظي... أمي مـ.ـا.تت وابويا سابني.. قرايبي مبيسألوش عليا... وكل شغلانة لازم تحصل معايا مصيبة مع الزباين واتطرد... ودلوقتي بقيت من غير بيت أنا واخويا.. قوليلي اعمل ايه... أعيش  فين... وأكل من فين أنا وأخويا. 
ضـ.ـر.بتها منال علي كتفها وقالت :
-بطلي هبل يا بنت انتي واحنا روحنا فين... مش احنا عيلتك ولا ايه... انتي هتعيشي معانا وتاكلي معانا... طب والله انتوا مونسيني .. كده كده ببقي زي القرد لوحدي لحد ما أبويا يجي 
ربتت دعاء علي كفها وقالت:
-ربنا يخليكي يا منال... بس لحد أمتي يعني هقعد عندك أنا وبسام... مينفعش لازم ألاقي شغل واعتمد علي نفسي. 
-دوري علي شغل معنديش مانع... بس ابقي هنا... علي الأقل يا ستي لحد ما تدبري بيت. 
تنهدت دعاء بتعب وقالت : 
-أصلا معنديش حل تاني. 
......... 
-ابوس ايديك يا سميرة  يا بنتي بلاش... ده قـ.ـتـ.ـل أخوه عارفة يعني ايه أخوه.. يعني مش هيتردد يقـ.ـتـ.ـلك زي ما قـ.ـتـ.ـل أختك... يا بنتي مش عايزة اخسرك انتي كمان متحرقيش قلبي. 
أمسكت سميرة  كف والدتها وقالت :
-ودم أختي يا ماما.... دم بنتك يروح هدر 
-بنتي هي اللي خانت... دي خانته مع أخوه وفي فرشته يا بنتي... أي راجـ.ـل هيعمل كده 
-يعني انتي مسامحاه!! 
اجهشت والدتها بكاءا وقالت :
-لا طبعا.. أنا قلبي محروق علي نيرمين صحيح غلطت بس بنتي وانا قلبي محروق عليها... قلت أخيرا اتجوزت واحد بيحبها وهيسعدها بس نتيجة غلطها مـ.ـا.تت.. وأنا خايفة عليكي... أنا أم يا سميرة  أم يا بنتي وخسرت واحدة مش عايزة أخسر التانية. 
أمسكت سميرة  كف والدتها وقبلتها وقالت :
-متقلقيش يا ماما مش هيحصلي حاجة... أوعدك أنا بس هاخد حق أختي 
-طيب هتاخديه ازاي 
لمعت عينيها السوداء بحقد وقالت :
-بكرة ت عـ.ـر.في يا ماما 
............ 
في المساء. 
وصل منعم لمنزله ليجد منال بصحبة دعاء.. أبتسم بطيبة وقال بحنان أبوي :
-ازيك يا دعاء يا بنتي اخبـ.ـارك ايه. 
-كويسة يا عمي 
قالتها دعاء بإرتباك... لتمسك منال كفها وتقول 
:-دعاء هتقعد معانا فترة يا بابا 
-تنور يا بنتي بس هو حصل حاجة؟ 
-أيوة يا ابويا الحاج سلامة الله يحرقه حاول يتحرش بيها ولما صدته طردها هي واخوها من البيت. 
ظهر النفور علي وجه منعم وقال :
-حسبي الله ونعم الوكيل راجـ.ـل ناقص صحيح.. 
ربت كل كتف دعاء بحنان وقال :
-ولا يهمك يا بنتي اقعدي هنا زي ما انتي عايزة أنا ابوكي ومنال أختك وده بيتك. 
لمعت عيني دعاء بالدمـ.ـو.ع وقالت:
-جميلك ده عمري ما هنساه 
-بطلي هبل يا بنت انتي.. ويالا يا منال جهزي أكل أنا هموت من الجوع. 
-ثانية ويجهز يا ابويا 
نظر منعم حوله وقال :
-صحيح فين اخوكي بسام 
-نايم يا عمي 
..... 
بعد دقائق. 
كان الجميع ملتف حول طاولة الطعام الصغيرة عنـ.ـد.ما تكلمت منال :
-صحيح يا بابا أنت اتأخرت ليه علي غير العادة 
بلع منعم طعامه وقال :
-كنت بدور علي شغال لرائد بيه... مشي الشغالة القديمة ومن ساعتها وهو لايص مش لاقي شغالين عدلين. 
فكرت دعاء قليلا ثم قالت بسرعة:
-انا ممكن اشتغل يا عمي... أنا ليا في شغل البيت اووي المهم بس اشتغل. 
عبست منال وقالت :
-ايه اللي انتي بتقوليه ده يا دعاء؟!! عايزة تشتغلي خدامة  وفي بيت راجـ.ـل اعزب انتي اتجننتي ولا حصلك ايه؟ 
-مالها الخدامة يا منال مش شغلانة وخلاص عاجبك ابقي كده من غير شغل 
-يا ستي شوفي أي شغلانة تاني مش حبكت دي يعني... ما الشغل كتير بس انتي دوري 
زت دعاء رأسها وقالت :
-خليني اجرب الشغل ده الأول مش هخسر حاجة 
مرر منعم نظراته بينهما هما الإثنين بطريقة مضحكة وقال :
-هو انتوا بتغنوا وتردوا علي بعض... مين قال اصلا أن رائد بيه هيرضي يشغل دعاء 
قالت دعاء بإستنكار :
-وليه ميشغلنيش إن شاء الله 
-رائد بيه عايز شغال راجـ.ـل مش ست المرة اللي فاتت لما جيبتله خدامة كان هيطردني أنا وهي 
نظرت دعاء بحيرة وقالت :
-وده ليه إن شاء الله؟! 
-هو متعقد من الستات لسبب خاص 
-ايه هو؟! 
-دي أسرار بيوت يا بنتي مقدرش اطلعها.. المهم أن للاسف انتي متنفعيش. 
احنت دعاء رأسها بحزن وظلت صامته لدقائق فجأة لمعت في عقلها فكرة... فكرة مـ.ـجـ.ـنو.نة للغاية نظرت لمنعم وقالت :
-أنا عندي فكرة حلوة 
-ربنا يستر 
قالها كلا من منال ومنعم  في وقت واحد. 
كانت تسير بجانب منعم وهي تعدل من وضع الشارب الصغير... نظرت الي منعم وقالت:
-أظن كده خلاص اتعدل. 
نظر إليها منعم بخوف وقال :
-بصراحة أنا خايف.. ياريتني ما سمعت كلامك يا دعاء شكلك هتودينا ورا الشمس 
نظرت إليه دعاء وقالت بتسلية :
-متخافش يا أبو منال مش هيحصل حاجة... أنا اتنكرت كويس 
ضحك منعم بسخرية وقال :
-صحيح بدليل أن أم معتز بتاعة الخضار شكت فيكي  صح؟! أنا عارف إني هجيب لنفسي المصايب... رائد بيه لو اكتشف أنك بنت والله ليعلقني أنا وانتي في المروحة. 
-متقلقش إن  شاء الله مش هياخد باله. 
قالتها دعاء لتطمئنه ليردد هو بخوف :
-يارب ميخدش باله. 
........ 
بعد نصف ساعة كانا قد وصلا لمنزل عائلة غنيم. نظرت دعاء إلي الفيلا الصغيرة حجما وقالت:
-هو ده بيت المحروس... اومال ايه بقا رائد بيه راح رائد بيه رجع... وهو عايش في علبة كبريت... أنا افتكرت أنه عايش في قصر. 
أمسك منعم ذراعها وقال :
-طب يالا يختي وبلاش لماضة قال قصر قال. 
.......... 
ولج كلا من دعاء ومنعم للفيلا 
تخصرت دعاء وقالت:
-اومال فين الب... 
انحشرت الكلمـ.ـا.ت في فمها عنـ.ـد.ما رأته ينزل الدرج ... اتسعت عينيها وهي تمررها عليه بذهول... كان وسيم... وسيم كلمة قليلة عليه... كان يشبه تماما أبطال الروايات التي كانت تقرأ عنهم.... طويل وعريض.... عينيه سوداء حادة يغلفها الجليد وشعره اسود كجناح الغراب... كان مثالي بل أكثر من مثالي... لهثت وهي تمسك كف منعم وتقول :
-مين الصاروخ ده يا عمي؟!! 
-الله يخربيتك اكتمي! 
-يا أخويا ما تنطق مين القمر اللي طل علينا ده في عز النهار. 
كاد منعم أن يبكي بسبب غباءها... تلك الفتاة سوف تتسبب بقـ.ـتـ.ـله أكيد... انحني قليلا ثم همس :
-ده رائد بيه اللي هتشتغلي عنده خدامة . 
-يا دي الهنا اللي أنا فيه... أنا هشتغل عند  الصاروخ ده 
-يا يت اتهدي بقا هتفضحينا!! 
ضحكت دعاء وقالت :
-ما هو بصراحة انت جايبني اشتغل عند واحد موز... هي الرجـ.ـا.لة في مصر احلوت أمتي... ده أنا كنت مخطوبة لشبشب. 
كتم منعم ضحكته وقال :
-في دي عندك حق. 
نزل رائد ووقف أمام منعم وهو يرمق دعاء بنظرات غريبة  متفحصة... 
-مين الشبر ونص اللي انت جايبهولي ده يا منعم. 
كاد منعم أن يرد إلا أن دعاء سبقته وقالت :
-أنا دعاء... 
-ايه!!! قالها رائد مذهولا لترد دعاء وتقول محاولة تخشين صوتها 
-ايه!! أنا قلت ايه 
-يخربيتك. همس منعم ليقول رائد بخشونة :
-ازاي اسمك دعاء وأنت شاب! 
ازدرد منعم ريقه وهو يدعو الله أن يمر هذا اليوم على خير والا يقطع رائد رأسه.. نظرت إليه دعاء وردت بسرعة:
-أقصد أن أسمي داوود وأنا الخدام الجديد... هو انت مش كنت طالب خدام راجـ.ـل  
-أيوة طلبت... بس مين دعاء بقا. قالها رائد بشك لترد دعاء بسرعة وهي تضحك :
-أهلي كان نفسهم يسموني دعاء ولحد دلوقتي بينادوني بالاسم ده 
-أهلك بينادوك بإسم بنت! 
-كان نفسهم يجيهم بنت ويسموها دعاء فجيت أنا للأسف. 
ظهر النفور علي وجه رائد وقال :
-ليه للاسف.... فيه حد عاقل يحب خلفة البنات.. كلهم صنف زبـ.ـا.لة. 
ضمت دعاء شفتيها بغضب وبإرادة من حديد سيطرت على الشتائم التي كادت تخرج من فمها.. هي بحاجة لذلك العمل ومضطرة لتحمل هذا الوسيم! 
نظر رائد إلى منعم الشاحب وقال :
-مالك يا منعم فيه حاجة 
-لا يا بيه تعبان شوية 
_لو حابب تروح... 
قاطعه منعم بسرعة :
-لا يا بيه هبقي كويس 
هز  رائد رأسه وقال وهو ينظر إلي داوود 
-يا تري داوود يعرف نظام الشغل يا منعم 
هز  منعم رأسه وقال :
-أيوة يا بيه فهمته كل حاجة. 
-تمام... بص يا داوود الفيلا صغيرة مش هتتعب كتير انت هتساعد عم كريم في ترتيبها بس كل أمور الأكل والمطبخ عليك عشان عم كريم مبيعرفش يطبخ.... هتبدي شغل من تسعة الصبح عشان أنا بفطر الساعة عشرة بالضبط وهتخلص شغل الساعة عشرة بعد العشا بتاعي... هديك ألفين جنيه شاملة سكنك عندي والأكل أما بقا لو عندك شقة برة ومش عايز تسكن هنا هتأخد ألف زيادة تمام. 
تهللت اسارير دعاء وقالت بصوت حاولت جعله خشن:
-أكيد تمام يا بيه... أنا عندي سكن برة 
-تمام كده اتفقنا على كل حاجة 
-طيب تحب احضرلك فطار يا بيه 
هز رائد رأسه وقال :
-لا يا داوود انا هفطر في الشركة.. يالا يا منعم عشان توصلني الشركة 
........ 
وقفت سيارة رائد إمام الشركة... وترجل رائد منها  واتجه للشركة التي أصبحت له بالكامل بعد أن قـ.ـتـ.ـل شقيقه... كانت من بعيد تجلس هي بسيارتها تراقبه وعينيها السوداء يظللها الحقد.... ابتسمت بشر وقالت بنبرة لا تخلو من الغل :
-دورك قرب يا رائد.... نهايتك هتبقي علي أيدي. 
....... 
ولج رائد إلي الشركة وسط همهمـ.ـا.ت العاملين بها... ليتوقف فجأة وينظر إليهم ويقول مهددا :
-اللي بيحب يتكلم كتير ياريت يطلع برا شركتي ويتكلم هنا مكان شغل وبس... 
عاد الجميع إلي عمله بهدوء بينما قال لصديقه وسكرتيره الخاص :
-تعالي يا لؤي وجيبلي ورق كل الصفقات اللي وقفت المرة اللي فاتت. 
هز لؤي رأسه وهو يلتقط الملفات ويدخل خلفه..... 
. جلس رائد علي مكتبه بأريحية وقال :
-هما هنا لسه بيتكلموا علي اللي حصل. 
هز لؤي رأسه وقال ضاحكا :
-لا دلوقتي انشغلوا بموضوع المدير اللي مشى كل البنات اللي عنده في الشركة وشغل رجـ.ـا.لة مكانهم. 
لم يبتسم رائد بل غرق في أفكاره مجددا... يتذكر كيف كان إنسان محب وطيب  وكيف تحول لهذا الوحش الذي قطع عيش فتيات كثيرة بسبب عقده.... هي من فعلت به هذا... هي من جعلته يكره جميع النساء... ينفر منهم ويحتقرهم.. 
نظر لؤي إلى صديقه بشفقة وقال :
-انسي يا رائد 
التمعت عيني رائد بالدمـ.ـو.ع وقال :
-انسي ايه يا لؤي.... أنسي الخيانة.... أنسي واحدة حقيرة فرشتلها الأرض ورد وراحت تخوني مع أخويا... أنا قـ.ـتـ.ـلت أخويا بإيدي عشانها يا لؤي... قـ.ـتـ.ـلت كريم بسببها 
-كريم خانك يا رائد.... زيها بالضبط 
مسح رائد دمـ.ـو.عه وعاد الجليد مرة أخري ليغلف عينيه وقال :
-ممكن تقفل الموضوع ده لو سمحت يا لؤي 
-حاضر هسيبك دلوقتي تراجع الملفات 
ثم غادر دون أي كلمة. 
فتح رائد الملفات ثم أخذ يراجع الأوراق محاولا أن يمحي  من عقله مشهد زوجته وشقيقه. 
.......... 
في الليل. 
مسحت عرقها بعد أن انتهت من تحضير الطعام.... ابتسمت برضا وهي تنظر إلى أصناف الطعام المختلفة وشعرت أن تعبها قد اختفي... كانت فخورة بنفسها... لطالما كانت مدبرة منزل جيدة وكيف لا تكون وهي من تولت أمور المنزل ورعاية شقيقها في سن مبكر.... نزل رائد الدرج لتنحبس أنفاسها مرة أخري وهي تراه... للمرة الأولي تري رجل يبعثر دقات قلبها لتلك الدرجة... تعلقت عينيها بشعره المبتل وقميصه  الاسود المفتوح قليلا وقالت هامسة "عمار يا مصر "... عقد رائد حاجبيه وقال: بتقول حاجة يا داوود؟! هزت دعاء رأسها وقالت :
كنت بقول أن كده خلصت كل حاجة وعم كريم قالي أنه هيلم الأطباق حضرتك عايز مني حاجة قبل ما أمشي. 
-آه استني. أخرج من جيبه مبلغ من المال وقال :-خد دوول يا داوود 
-بتوع ايه دوول يا بيه 
أبتسم لها لأول مرة مما جعل قلبها يقفز في حلقها وقال :
-اعتبرهم مكافأة أو هدية بمناسبة يومك الأول في الشغل. 
اخدتهم دعاء منه بخجل...رفعت عينيها البنية إليه عنـ.ـد.ما لمس كفها دون قصد واحمرت وجنتها... ما الذي يحدث لها بالضبط... بإرتباك أخذت المال ثم هـ.ـر.بت من أمامه.. 
............. 
دخلت دعاء احدي الحمامـ.ـا.ت العامة ثم ازالت الشارب وبـ.ـاروكة الشعر ليظهر شعرها القصير... ثم خرجت وركبت سيارة أجرة لتعود للمنزل. 
...... 
دخلت دعاء الحارة وهي تحمل كعكة صغيرة  لتحتفل مع منال وعم منعم وشقيقها بنجاح أول يوم لها عنـ.ـد.ما اوقفها علي 
-دعاء 
زفرت بضيق وهي تقول :
-يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم... خير 
أبتسم علي ونظر إليها وقال :
-حشـ.ـتـ.ـيني و  
-ما تخلصني يا عم روميو مش فاضية لمياعتك 
حمحم علي وقال بثقة:
-أنا شايف أن الموضوع بينا كبر...أنا مقدر أنك متضايقة شوية عشان كده هسامحك علي اللي قولتيه ومستعد ارجعلك... 
ضحكت بسخرية وقالت :
-ايه الكرم ده بس أنا هعيط 
-ده عشان خاطرك بس مع أن أمي حلفت إني مكلمكيش تاني بس أنا لأول مرة أقف قصادها علشانك. 
اغتاظت دعاء ثم  أمسكت الكعكة ووضعتها علي وجهه وقالت:
-طيب روح لأمك يا روح أمك
كفاية ضحك بقا يا منال. 
قالتها دعاء وهي تضحك... حاولت السيطرة علي نفسها وقالت :
-البيه بيقولي هتنازل واسامحك ونرجع.. ده واحد موهوم بجد فاكرني هرضي بيه بعد اللي حصل. 
وضعت منال كفها علي بطنها وقالت بضحك :
-بس انتي مش سهلة يا دعاء لبستي الواد التورتة في وشه... كل أما أفتكر شكله بطني توجعني من الضحك. 
-متفكرنيش يا منال والله زعلانة علي التورتة اللي لبستها في وشه... كانت غالية خسارة في أمه. 
ضـ.ـر.بتها منال علي كتفها بمشاغبة وقالت:
-سيبك من النطع اللي اسمه علي وقوليلي أخبـ.ـار أول يوم شغل ايه... أنا سمعت من ابويا أن رائد بيه وسيم شوية. 
-شوية ايه.... الواد صاروخ 
-احلفي 
-آه والله يا منال قمر.. قمر أنا في حياته ما شوفت راجـ.ـل بالشكل ده جمال ايه وكاريزما  ايه... وطلة ايه بس.... 
نظرت إليها منال وقالت :
-بس ايه 
تنهدت دعاء وقالت :
-بشوف في عيونه حزن كبير... حاسه أنه مكسور وبيخبي ده ببروده. 
أمسكت منال كفها وقالت :
-اقولك علي حاجة سمعتها بس متقوليش لبابا إني قولتلك 
-أكيد. 
-رائد بيه قـ.ـتـ.ـل مـ.ـر.اته وأخوه بعد ما قفشهم سوا 
-ايه. 
........... 
بخطوات متثاقلة اتجه إلي فراشه لعله يحتضنه وينسيه مرارة الخيانة التي لا تنفك ان تهاجمه... اغمض عينيه بينما سمح لعقله أخيرا أن يتذكرها بعينيها السوداء التي اسرته... رقتها غير المعهودة... نظراتها المشاكسة وخيانتها القـ.ـا.تلة... غاص عقله أكثر في ذكرياتهم الوردية وتذكر اللقاء الأول.. 
...... 
ولج رائد للمصعد لتدخل بعده فتاة فارعة الطول... شعرها بني قصير وعينيها كحبات القهوة... كانت تمسك ملف وتضمه لصدرها بقوة.... لم تنظر اليه حتي وتلك كانت المرة الأولي التي لم تعيره امرأة أي اهتمام.... ضغط علي زر الصعود... وعنـ.ـد.ما تحرك المصعد شهقت بقوة وهي تضم الملف أكثر وترتجف ... فجأة المصعد توقف تماما وانطفأت اضواءه لتصرخ هي وتمسك ذراعه دون وعي... وتلك كانت المرة الأولي الذي ينبض قلبه بتلك القوة. 
.... 
عاد رائد إلي الحاضر وسمح بدمـ.ـو.عه تتحرر من عينيه لعل تلك الدمـ.ـو.ع تطفئ النيران التي تشتعل داخله... ماذا فعل لتخونه؟! لقد أحبها أكثر من حياته... أكثر من أي شئ في العالم وهي بكل بساطة تطعنه بتلك القوة... ليته لم يعشقها لهذا الحد... فقد عرف الآن أن العشق يقلل من قيمة الرجال... هو ارتكب خطأ مرة وعشق ولن يسمح لقلبه أن يعشق مرة أخري ابدا! .. أغمض عينيه وهو يطرد ذكرياته التعيسة من عقله.... 
....... 
-بتهزري مع أخوه... أخوه دي جاحدة 
-ششش يا دعاء هتفضحينا. 
وضعت دعاء كفها علي فاها وهي غير مصدقة .... هذا إذن سبب كرهه للنساء.. 
-أبلة دعاء. 
أخرجها من شرودها بسام شقيقها الصغير البالغ من العمر ستة سنوات فقط... لتبتسم دعاء وتلمس شعره الناعم وتقول :
-نعم يا حبيبي 
-أنا هنام ممكن تيجي تنامي جمبي. 
ابتسمت دعاء بحنان وأمسكت كفه وذهبت لتنام بجواره. 
.......... 
في اليوم التالي... 
استيقظت مبكرا كالعادة اغتسلت وتناولت الإفطار ثم أخذت اشيائها وذهبت مع عم منعم... وفي الحمام العمومي وضعت بـ.ـاروكة الشعر والشارب وعدلت وضع ثيابها... لحسن الحظ أنها نحيفة للغاية  وتفتقر لمعالم الأنوثة وهذا جعل من السهل عليها ان تتنكر في هيئة  رجل.... بعد أن انتهت خرجت من الحمام العمومي واتجهت مع عم منعم للعمل.... 
........... 
-صباح الخير يا عم  كريم. 
قالتها سريعا وهي ترتدي مئزر العمل وتشرع في إعداد الطعام ليرد عم كريم :
-صباح الخير يا داوود يا بني.... ساعة كده ورائد بيه ينزل تكون انت خلصت الفطار. 
-تمام. 
تركها كريم بينما أخذت بسرعة تجهز الإفطار.... لحسن الحظ أنها سريعة في أعمال المنزل مما جعلها تجهزه علي الوقت تماما... اعدت طاولة الطعام... وانتظرت بصبر نزوله. 
انحبست انفاسها وهي تجده ينزل من الدرج... وجه بعفوية ابتسامة رائعة. لها جعل قلبها يقفز داخل صدرها وقال بصوته المميز :
-صباح الخير يا داوود 
-صباح النور يا بيه. 
جلس رائد  علي الطاولة برضا بينما علي شفتيه ترتسم ابتسامة وقال :
-تسلم ايديك قبل ما ادوق... أكيد هيكون حلو. 
-مش هيكون في حلاوتك والله. 
قالتها دعاء بصوت منخفض ليقول رائد :
-بتقول حاجة يا داوود 
-لا يا باشا بقول بالهنا والشفا علي قلبك 
أشار له رائد :
-طيب ما تقعد تفطر معايا..
-بتقول ايه! 
ضحك رائد وقال :
-علي فكرة عادي أنك تقعد وتفطر معايا أنا لا متكبر ولا مستبد ممكن بس أكون عصبي شوية. -لا يا بيه شكرا أنا سبقتك اتفضل انت. 
-طيب لو هتعبك ممكن تعملي قهوة أكون خلصت فطاري 
-أكيد يا باشا. 
ثم ذهبت من إمامه مسرعة. 
ولجت دعاء إلي المطبخ وهي تضع كفها علي قلبها الذي ينبض بقوة غريبة عليها.... لم ينبض قلبها هكذا ابدا...لم ترتعش لمرآي شخص من قبل ولم تطير من السعادة عنـ.ـد.ما تري أحدهم يبتسم لها!... لم يحدث معها هذا الشئ من قبل.. لا مع علي ولا مع اي شخص اخر! 
-جرالك ايه يا دعاء... اهدي شوية مش عشان حلو شوية... لا شوية ايه احنا هنكدب الواد قمر اربعتاشر... يقول للقمر قوم وأنا اقعد مكانك... ده بينور في الضلمة! بينور في الضلمة يا دعاء 
هزت رأسها لتطرد تلك الأفكار هنا... هي فقط منبهرة بها هكذا اقنعت نفسها وحتى لو كان هناك مشاعر له لا يجب أن تنسي مكانتها... هي هنا خادمته بل خادمه وأن اكتشف كذبتها لن يرحمها!... 
بيدين مرتعشة أخذت تعد القهوة له... 
بعد أن انتهي من الطعام مسح فمه بمحرمه ثم أنتظر وصول القهوة.. 
اقتربت دعاء منه ببطئ وهي تقدم له  القهوة عنـ.ـد.ما لمس كفها بالخطأ... ارتعشت كفيها ليمسك هو الكوب ويقول بقلق :
-داوود أنت كويس فيه حاجة. 
هزت دعاء رأسها بإرتباك ثم انسحبت بسرعة للمطبخ وضجيج قلبها يكاد يصم اذنيها.. هو رائد رأسه بحيره وهو يقول :
-ماله ده؟! 
مط شفتيه دون اهتمام ثم شرع في تناول قهوته ليذهب للشركة ... 
............. 
-لا يا هانم دي مهمة صعبة وخطيرة وهحتاج أكتر من المبلغ ده 
زفرت بضيق وقالت وهي تنفث دخان سيجارتها بتـ.ـو.تر :
-خد المبلغ ده دلوقتي ولما تنفذ هديك قدهم بس بشرط. 
-اشرطي. 
لمعت عينيها وقالت بحقد :
-عايزاك تعذبه قبل ما تقـ.ـتـ.ـله... مترحمهوش... عايزاه يتمني الموت... خليه يترجاك أنك تقـ.ـتـ.ـله وكل ما عذبته أكتر هديك فلوس أكتر يا جابر... فاهمني.
متقلقيش يا هانم هعمل اللي يرضيكي. 
-طبعا عايزاك توثقلي كل حاجة بالصوت والصورة... نفسي أشوفه وهو بيتعذب 
-أمرك. 
نظرت إليه وقالت:
-بس خطط كويس هو مش سهل ولا اهبل 
-متقلقيش يا هانم أنا جابر العواد وانتي عارفة أنا ممكن اعمل ايه كويس 
-طيب يا جابر هنشوف. 
............... 
بعد أسبوع 
-الغي الصفقة! 
-أنت اتجننت يا رائد أنت عارف ده معناه ايه احنا هنخسر كتير كده. 
نظر إليه رائد ببرود وقال :
-الغي الصفقة يا لؤي من غير كلام كتير... أنا مش هتعامل مع شركة مديرتها ست!. 
اغتاظ لؤي ونهض وصرخ به :
-أنت اتجننت خالص.. ايه التصرفات الطفولية دي يا رائد... عايز تخسر صفقة مهمة زي كده عشان بس المديرة واحدة ست... أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن 
-لؤي... اسمعني
-لا يا رائد كفاية كده انت دلوقتي اللي هتسمعني... طردت كل البنات من شركتك وقطعت عيشهم وسكت... رفضت تشغل أختي في شركتك وقلت براحتك لكن لحد هنا وكفاية م كل الستات زي ست زفت نيرمين بتاعتك دي فمتعممش... 
-كلهم زي بعض. 
-الكلام ده يشمل الست الوالدة. 
-لؤي أحترم نفسك وفوق 
-لا أنت اللي تفوق يا رائد لأنك بتخسر كتير.. كريم برضه خانك صح وده راجـ.ـل اشمعنا بتثق في الرجـ.ـا.لة... لازم تتخلص من عقدتك دي يا رائد والا هتخسر كتير وأولهم أنا. 
صمت رائد ليقترب لؤي ويقول :
-يا رائد مش كلهم زي بعض... بعدين أنا مش بقولك اتجوزها أنت هتعمل صفقة مع شركتها بس اتخلص من عقدتك دي لأنك أكيد هتتعامل مع الستات.. متخليش خيانة مراتك تدمر حياتك بالشكل ده.. فكر في كلامي. 
ثم تركه وذهب. 
........... 
بعد قليل... 
خرج رائد من مكتبه واتجه للؤي وقال:
-أنا تعبت شوية  وهروح يا لؤي حاول تمشي الدنيا هنا 
-تمام بس فكر في اللي قولتلك عليه 
-حاضر. 
ثم ذهب. 
......... 
خرج من الشركة وركب سيارته غير منتبه لذلك الذي يراقبه من بعيد 
...... 
-يااه أخيرا عم كريم مشي وقرر يسيبني أنا انضف  دلوقتي أنا لوحدي أقدر اخد راحتي. 
خلعت شاربها والبـ.ـاروكة ثم صعدت لكي تنظف غرفة رائد... 
ولجت للغرفة لتهاجم أنفها رائحة عطره المميزة.. أغمضت عينيها وهي تستنشقها بقوة... أصبحت مدمنة بكل ما يتعلق بهذا الرجل.. هزت رأسها موبخة نفسها :
=جرا ايه يا دعاء انتي هتخيبي ولا ايه. 
ثم شرعت بالترتيب... قامت بطوي ملابسه النظيفة بعناية وفتحت الخزانة لتضعه فيه... وكادت أن تغلق الخزانة إلا أنها لمحت فستان. أحمر مطوي بعناية مع ملابسه.. أخرجته دون تفكير ثم  فردته نظرت إليه... كان فستان احمر قصير... عاري الكتفين بتصميم بسيط... خاطرة مـ.ـجـ.ـنو.نة مرت بعقلها... ارادت حقا ان تجربه لذلك دون تفكير ولجت للحمام  الملحق بغرفة رائد لكي ترتديه. 
في تلك الأثناء وصل رائد  للبيت وتعجب من الهدوء الذي يعم البيت... 
-عم كريم... داوود 
هتف باسمهما ولكن لا مجيب مط شفتيه وصعد لغرفته. 
أبتسم عنـ.ـد.ما ولج ووجدها منظمة للغاية... جلس علي الفراش وتسطح بتعب. 
في الحمام... 
انتهت دعاء من ارتداء الفستان وقالت :
=تمام هطلع بره عشان أشوفه في مرايا التسريحة المرايا دي صغيرة. 
ثم دون تفكير فتحت الباب و.... 
فتحت الباب لتضع يدها علي فمها وهي تراه متسطح على الفراش مغمض عينيه.... قفلت الباب بهدوء وولجت للحمام مرة أخرى وهي تضـ.ـر.ب على وجهها بهلع قائلة :
=يا فضيحتك يا دودي يا فضيحتك ده رائد هيعمل مني شاورما... اعمل ايه دلوقتي انا... لازم أطلع من هنا بسرعة... بس هطلع ازاي يا دي المصيبة... 
فتحت الباب برفق لتجده ما زال متسطح على الفراش... خرجت بهدوء ومن حسن الحظ أن ضهره كان للباب لذلك مشت ببطء حتى تصل للباب عنـ.ـد.ما رأته يستعد للنهوض.. كتمت صرختها الملتاعة ثم بسرعة اندست تحت السرير... أخذت تلطم على وجهها وتقول بهلع... 
-اعمل  ايه يا ربي.... لو قفشني هيشويني زي السمك... 
نهض رائد وولج للمرحاض بتعب لتزفر دعاء براحة وتخرج بسرعة من تلك الغرفة... لغرفة أخرى... كادت أن تخلع الفستان عنـ.ـد.ما شهقت بفزع... لقد نسيت ملابسها في حمام رائد... ما تلك الكارثة... ماذا تفعل الآن.... من سيساعدها الآن.... نظرت إلى هاتفها الممسكة به في كفها واتصلت به... تعلم أنه لم يغادر بعد... اتصلت به سريعا لكي ينقذها من تلك الورطة!. 
.......... 
خلع رائد قميصه وكاد أن يخلع بنطاله عنـ.ـد.ما رأي ملابس في سلة الغسيل... التقطها وهو يحدق بها بإستغراب... تلك ملابس داوود... ما الذي أتي بها هنا؟! 
.......... 
أمسكت الملابس منه ليقول عم منعم بصوت مرتجف :
-والله ما حد هيفـ.ـضـ.ـحنا غيرك... هتموتيني ناقص عمر  
-روق يا عم منعم جات سليمة أمشي عشان هغير. 
ثم ولجت الغرفة وأغلقت الباب خلفها! 
بعد دقيقتين. 
خرجت وقد ارتدت ملابسها ووضعت شعرها المستعار وشاربها.... تجمدت مكانها وهي تراه يقف عاري الجذع ممسكا ملابسها... اتسعت عينيها وهي تنحدر على نصفه العاري :
-يالهوووي 
نظر إليها رائد مستغربا وصرخ قائلا :
-داوود هدومك بتعمل ايه في حمامي؟!! 
ازدردت ريقها وقالت :
-أسف والله يا بيه الشوربة اتكبت عليا واضطريت أدخل حمامك أنا آسف بجد... مش هكررها تاني اوعدك.... 
هز رأسه بضيق وقال :
-بتمنى فعلا أنها متتكررش تاني يا داوود.. مبحبش حد يستخدم حاجتي تمام. 
هزت دعاء رأسها بينما وجهها أحمر وهي تختلس النظر إليه... 
-ولو سمحت حضر الغدا عشان جعان 
هزت رأسها مرة أخرى.. 
ذهب رائد من أمامها... بينما وضعت كفها على قلبها النابض بعنف... تلك المشاعر التي تنتابها كلما تراه مزعجة للغاية.... يجب أن تتخلص من تلك الأوهام  فأين هو وأين هي...ومع كل عقده لن يقترب ابدا من امرأة!  
...... 
وضعت الأطباق بسرعة ثم كادت أن تذهب فهي لا ترغب أن تحتك به كثيرا حتى لا تتعلق به أكثر من هذا.... 
-داوود ليه مستعجل كده؟!  
نظرت إليه مرتبكة وقالت بصوت خشن :
-ورايا شغل كتير... اتفضل حضرتك كل صحة على قلبك. 
ثم ذهبت مسرعة من امامه.... 
......... 
في المساء كانت قد أنهت عملها بالكامل.... غيرت ملابسها وارادت الذهاب  حتي دون رؤيته.... لا تعرف ولكنها أصبحت تخاف من تأثيره القوي عليها...لم يؤثر بها أحد بهذا الشكل ابدا... وهذا ليس جيدا... لهذا لكي تحمي نفسها يجب أن تتجنبه... يجب أن تقوم بعملها فقط دون التحدث إليه أو التعامل معه حتى ستتجنب النظر إليه... نبض قلبها بقوة وهي تراه أمامها... شعره مبعثر ووجهه متعب... لم تتمكن من منع تلهفها وقالت بصوت خشن :
-أنت كويس يا بيه؟! 
هز رأسه بتعب 
ولكن قلقها ازداد ولم ينطفئ... للمرة الأولي تراه متعب لتلك الدرجة... للمرة الأولي تراه ضعيف هكذا... ترنح قليلا لتقترب هي سريعا منه ودون وعي امسكت كفه وهي تسنده قائلة بقلق :
-أنت كويس يا بيه.... 
ثم اتسعت عينيها بصدمة وهي تشعر بالحرارة التي تنبعث من جسده وتقول :
-حضرتك سخن 
سعل بقوة وهو يحاول أن يبتعد وكاد أن يقع أرضا إلا أنها امسكته وأكملت :
-تعال هطلعك اوضتك... 
ثم اسندته  فذهب معها دون اعتراض... بالأساس لم يكن واعي... الحمى تمكنت منه وأصبح شبه فاقد لا
لوعي.. 
بعد مجهود كبير استطاعت أن توصله لغرفته ثم اراحته على الفراش... وضعت كفها على رأسه لتشهق مبتعدة  :
-يا لهووي الراجـ.ـل مولع... اعمل ايه أنا دلوقتي.... 
وضعت كفها على قلبها وقالت :
-تمام اهدي يا دعاء... اهدي... أنا هكلم عم منعم يجيب دكتور ... ياريت عم كريم كان هنا كان ساعد أكتر 
أمسكت الهاتف واتصلت بعم منعم 
........ 
اخذت تفرك كفها بتـ.ـو.تر وهي تنتظر الطبيب ينتهي من فحصه.. أخيرا انتهى الطبيب لتقترب هي منه بتـ.ـو.تر ليسبقها منعم ويقول :
-خير يا دكتور ماله. 
-ابدا مفيش دور برد بس شـ.ـديد شوية يظهر مكانش مهتم بنفسه مؤخرا... عموما أنا اديتله حقنه  تنزل السخونية دي... واتفضل روشتة الدوا دي تجيبها وتديهاله كل اتناشر ساعة... وياريت تعملوله كمادات عشان السخونية تنزل بسرعة
هزت دعاء رأسها بطاعة ليبتسم الطبيب  ثم يذهب 
...... 
بعد قليل اقتربت دعاء من منعم وقالت :
-خلاص روح أنت يا عم منعم وانا هقعد معاه
-ميصحش يا دعاء يا بنتي تفضلي هنا معاه.... روحي انتي وانا هبقى لحد ما يجي كريم. 
هزت رأسها وهي تسيطر علي دمـ.ـو.عها بشق الانفاس وقالت :
-لا يا عم منعم وانا هقعد هنا قصاده... 
-يا بنتي.... 
ولكنها بترت كلامه وقالت محاولة اقناعه :
-أنا هقدر أهتم بيه عشان حتى لما يصحى اعمله حاجة ياكلها.. 
هز منعم رأسه رافضا وقال :
-مستحيل تبقي هنا لوحدك معاه... أنا هبقى معاكي هنا 
-ومنال يا عمي 
تنهد وقال:
-أنا هتصل بيها واقولها ومفيش خوف عليها هو في وسط الحارة ومعاها اخوكي
........ 
قبيل الفجر... 
كان عم منعم  نائما على الكرسي بينما هي ما زالت مستمرة في وضع الكمادات على رأسه...كان يهذي أثناء نومه مما جعل  قلبها يـ.ـؤ.لمها وهي تراه بتلك الحالة... كان يبدو ضعيفا محطما وكأن قناع تماسكه قد سقط أخيرا ليكشف كم هو شخص محطم من الداخل... اقتربت أكثر وهي تحاول أن تفهمه... كان كلامه متقطع ولكن استطاعت تمييز اسم "نيرمين "... من تكون هي... هل هي زوجته التي خانته مع شقيقة.. :
-نيرم.. ي.. ن ا.. نا ب.. حب.. ك ل.. يه عملتي كده.... 
كان كلامه متقطع بالكاد فهمت نصفه ودون وعي تصاعدت الدمـ.ـو.ع لعينيها... وهي تستمع لأنينه بدأ حقا يتألم... بدأ حقا محطم... 
وضعت كفها علي رأسه بتردد ودمـ.ـو.عها تتساقط لتشهق عنـ.ـد.ما أمسك كفها فجأة.... فتح عينيه بتعب ولكن بدا وكأنه لا يراها هي بل شخص آخر... 
نيرمين. 
همس مبتسما ثم قربها منه حتي سقطت عليه أمسك رأسها بالقوة ثم قبلها!!! 
اليوم التالي. 
-باسك؟!!! 
صرخت منال بفزع لتزجرها دعاء وتقول بعنف :
-ما توطي صوتك يا ست... كفاية اللي أنا فيه! 
اختنق صوت دعاء وتصاعدت الدمـ.ـو.ع لعينيها البنية وقالت :
-معرفش حصل ازاي... هو كان سخن... كان بيهلوس باسمها. 
-اسم مين 
-اسم نيرمين.... مـ.ـر.اته اللي خانته... قربت بس عشان اسمعه بيقول ايه فقام شـ.ـدني وباسني. 
وضعت دعاء كفها علي فمها وشرعت تبكي... تشعر بغليان قلبها وليتها تعلم السبب... أو هي تعلم بالفعل ولكنها ترفض الاعتراف... فالاعتراف يعني تقبل مشاعرها وهذا مستحيل... مستحيل أن يحدث... 
نظرت إليها منال بشفقة ثم ضمتها إليها وقالت برفق:
-خلاص أهدي... اهدي. 
ظلت لبضع لحظات تبكي بين ذراعيها بينما منال تضمها أكثر وأكثر... أخيرا ابتعدت دعاء عنها وهي تمسح دمـ.ـو.عها وقالت :
-أنا لازم اسيب الشغل... كده مينفعش هدور علي شغل تاني بس مش هستمر في المسرحية السخيفة دي مستحيل 
أمسكت منال كفها وقالت بإعتراض :
-بس يا دعاء 
-من غير بس يا منال.... أنا دخلت بيت واحد علي أساس إني راجـ.ـل واشتغلت عنده... وصممت إني ابات عنده لما تعب وادي شوفتي اللي حصل. 
-طيب ممكن تهدي... 
زعقت دعاء :
-لا مش ههدي وهسيب الشغل... انتي ليه مش حاسة بيا.... ليه مش فاهماني.. أنا مينفعش أروح هناك بعد النهاردة.... أنا..... 
-انتي بتحبيه  
تجمدت دعاء وهي تنظر إليها بذهول... ثم ضحكت بسخرية وعصبية قائلة :
-بطلي تخلف أحب مين! 
-طيب ورحمة أمي بتحبيه يا دعاء باين عليكي يا حبيبتي! 
أحمر وجهها.. خجلا غضبا وإحراجا.... لقد واجهتها منال بما ترفض الاعتراف به.... واجهتها بالمشاعر الغامضة التي تخفيها في قلبها.... مشاعر فضلت ألا تطلق عليها اسم... فضلت أن تغطيها للأبد ولكن ها قد أتت منال ببساطة وعرت مشاعرها... هل هي حقا تحبه؟! هل وقعت أخيرا في حب رجل قاسي يكره النساء؟!... أغمضت عينيها وهي تتذكر الطريقة التي ينبض قلبها بها عنـ.ـد.ما تراه أمامها.... جسدها كله يرتعش بقوة وتشعر أن قلبها سوف يخرج من جسدها ويهرب.... عنـ.ـد.ما يعاملها بلطف ويضحك لها تشعر أنها أسعد نساء العالم.... كيف يمكنها التغاضي عن هذا هي فعلا تعشقه  تحبه.... انسابت دمـ.ـو.عها مرة أخري وهي تنظر إلي منال وتقول بصوت مختنق:
-مينفعش! 
-مينفعش ايه يا دعاء 
شهقت دعاء وقالت:
-مينفعش احبه... مينفعش.. 
ربتت منال علي كتفها وقالت:
-بس الحب يا دعاء مش بإيدينا.
هزت دعاء رأسها وقالت :
-انتي مش فاهماني يا منال... ليه مش قادرة تفهمي أنا مش هستفيد حاجة من الحب ده... قلبي هيتوجع وبس... روحي هتتحرق  وأنا إلي هخسر في الآخر... هخسر قلبي وسعادتي وكرامتي كمان... رائد مش هيبص لواحدة زيي... رائد عامل زي النجمة البعيدة أنا مقدرش اطولها ولو حاولت هتحرقني الشمس... عرفتي ليه مش عايزة احبه... لأن هو لاغي الحب من حياته بسببها... رغم خيانتها مش شايف غيرها. 
وضعت كفها علي فمها  وهي تكتم شهقاتها... ربتت منال علي كتفها بمواساه.. نظرت إليها دعاء وهي تقول بنبرة تغلي غيرة وقهر:
-كان بيقول اسمها وهو نايم.... كان بيقول أنه بيحبها يا منال.... بعد ده كله بيحبها تخيلي 
-الآه هو احنا هنبدأ نغير ولا ايه
أشارت دعاء إلي نفسها وقالت :
-أنا بغير عليه؟! 
-أيوة بتغيري. 
شهقت  بكاءا وهي تقول :
-يعني باين إني غيرانة عليه صح! 
ضحكت منال وقالت :
-بصراحة الاعمي  ذات نفسه يشوف غيرتك دي.. 
بكت دعاء وارتمت بحـ.ـضـ.ـن منال وهي تقول:
-منال أنا مش عايزة احبه! 
قلبت  منال شفتيها بسخرية وقالت:
-تحبيه ايه بس انتي وقعتي وقعة  سودة يا حبيبتي عيطي يختي عيطي. 
............ 
ذهبت إلي العمل وقد قررت وانتهي الأمر ستترك هذا العمل... ربما أن ابتعدت عنه ستنساه... هذا صعب صحيح ولكن ليس مستحيل.... فهي فتاة لا تملك رفاهية الحب خلقت فقط لتشقي... لطالما فكرت هكذا ولكن لم تقنط يوما بل اعتبرت الأمر ابتلاء من الله فعنـ.ـد.ما مـ.ـا.تت أمها صبرت وعنـ.ـد.ما تركها والدها وتزوج صبرت ولكن حقا تعبت الآن لا تريد أن تتعلق بأحد فيخذلها مجددا... لا يمكن... ولجت إلي المنزل لتجده أمامها بوجه متجهم للغاية... ارتبكت وأحمر وجهها وهي تراه أمامه يبدو ضعيفا للغاية... ما زال المرض يؤثر به... تكلم بصوته المبحوح قليلا وقال :
-ليه جيت يا داوود عم منعم قال أنك سهرت قصادي للصبح أنا حتي روحته... روح أنت كمان وارتاح 
اطرقت  دعاء وقالت :
-لا يا باشا أنا هقعد معاك النهاردة... مقدرش اسيبك  وأنت تعبان كده 
-بس انت منمتش أسمع الكلام ونفذه 
-يا باشا لو سمحت انت لسه تعبان روح علي سريرك وأنا هجهز الفطار فورا... 
نظر إليه رائد بحيرة لما كل هذا الاهتمام من قبله..... 
....... 
كان جالس علي فراشه ورأسه يعيد ذلك الحلم الغريب ويتسائل هل حقا كان حلم... بل كابوس غريب من قبله أم حقيقة... فتصرفات داوود تثير الريبة.... هل يكون ما يفكر به صحيحا... وضع كفه علي رأسه وقال :
-ده ايه الورطة دي يا ربي... لا يا رائد بلاش ظلم... بس أنا هتجنن ازاي حلمت أنه باسني!!! هو أنا اتجننت ولا ايه!! ياربي ايه اللي بيحصلي بس. 
ولجت دعاء وهي تحمل صينية الإفطار ووضعتها علي الفراش ثم ابتسمت وقالت:
-الفطار أهو يا بيه أفطر عشان تاخد دواك. 
ودون انتظار خرجت وأغلقت الباب سريعا وهي تضع كفها علي قلبها وهمست :
-الله يخربيتك أهدي شوية انت دايما كده فاضحني ما تضخ الدم من غير دوشة لازم تدخل في متاهات الحب... عاجبك الوجع اللي انت فيه دلوقتي.... يا ربي أنا قولت إني جاية عشان اقوله إني همشي ايه اللي خلاني اقعد وأحضر الفطار كمان!! أنا بعد الغدا بإذن الله هقوله كده. ثم هزت رأسها وهي تبرر:
-أيوة أنا همشي بعد الغدا ما هو ميصحش مغديش الراجـ.ـل وهو تعبان كده. 
ثم ذهبت لتكمل عملها. 
............ 
في مكان ما.
قدم لها جابر الملف بأكمله وقال :
-ودي كل تحركاته يا هانم.... روتينه نادرا ما بيتغير.... غير أن بيته مش مأمن كفاية أي حـ.ـر.امي شاطر يقدر يدخله. 
ابتسمت سميرة  بشر وقالت :
-جميل يا جابر. 
ثم أعطته مبلغ محترم من المال وقالت:
-احنا كده عارفين كل تحركاته فاضل بس تقـ.ـتـ.ـله زي طلبت منك وهديك باقي المبلغ. 
-تمام يا هانم. 
ابتسمت وقالت :
-مش عايزة أي غلط يا جابر... أنا عايزة تحصل مجزرة حرفيا... رائد غنيم لازم يتعذب الأول قبل ما يموت...
........... 
كانت تتطلع إليه بحنان وهو يأكل حساء الخضار الذي أعدته... فأخيرا رضخ لها وقبل بالحساء... حسنا هو تحسن كثيرا عن البـ.ـارحة ولكنه ما زال مريـ.ـضا قليلا. 
نظر إليها رائد وعقد حاجبيه بحيرة..... نظرات داوود لا تريحه وما لا يريحه أكثر هو الحلم  الغريب الذي حلم به..... لقد حلم أنه كان يقبله... يقبل داوود!!... لم يكن حلم بل كابوس بالطبع وشئ مقزز أيضا... فكيف يحلم بهذا... يبدو أن مكوثه طويلا مع الرجال جعله يفقد عقله... حمحم رائد وقال :
-معلش يا داوود ممكن تروح تعملي حاجة سخنة اشربها عقبال ما أخلص طبق الشوربة. 
هزت دعاء رأسها بالإيجاب ثم ركضت للمطبخ... أخذت تجهز له "يانسون "بنشاط وسعادة..... لقد تقبلت الأمر هي تحبه.. فتلك النبضات ملكه... فالقلب لا يكذب هو ينبض فقط لمن يحب وهي وقعت في الحب ولا يهم ما الذي سيحدث بعد الان.... فلتعش كل يوم بيومه ولا تفكر بالمستقبل... انتهت من إعداد "اليانسون "ثم ذهبت به إليه وقالت مضخمة صوتها:
-أهو أجمل يانسون لأجمل رائد 
-افنـ.ـد.م بتقول ايه 
-هو أنا بقول ايه صح... معلش يا بيه زلة لسان 
نظر إليه رائد مضطربا وقد ازدادت شكوكه... هل يعقل أن هذا الشاب قد قبله فعلا وليس حلم... 
شهق واضعا كفه في فمه... يا إلهي هل يكون لديه ميول منحرفة...... يا إلهي هل هو قد تخلص من النساء لكي يشتبك مع الرجال.... إن الأمر لفـ.ـضـ.ـيحة كبري.... 
نظرت دعاء إلي شروده واضطرابه بتـ.ـو.تر.. ودون وعي لمست كفه وقالت:
-خير يا بيه فيه حاجة. 
انتفض رائد وزعق :
-متلمسنيش 
ثم ذهب إلي غرفته وأغلق الباب وهو يضع كفه علي قلبه الذي يدق بقوة غريبة... 
-فيه ايه اللي بيحصلي ده؟! 
ثم أمسك هاتفه واتصل بلؤي 
-الو لؤي.... تعالي فورا! من غير كلام تعالي أنا عايزك. 
ثم أغلق الهاتف وجلس علي الفراش واضعا رأسه بين كفيه بينما ما زال يشعر بلمسة داوود علي كفه! وأخذ عقله يتساءل ماذا يحدث معه بالضبط!! . 
......... 
بعد نص ساعة كان قد وصل لؤي تلبية لطلب صديقه الذي يتصرف مؤخرا بطريقة غريبة للغاية... 
ابتسمت دعاء وهي تقول بصوت خشن :
-أهلا أستاذ لؤي رائد بيه مستنيك في اوضته فوق. 
-شكرا يا داوود أنا طالع ليه. 
ثم صعد الادارج بسرعة بينما عادت دعاء إلي عملها. 
.... 
ولج لؤي لغرفة رائد فوجده قابع علي الفراش دافنا وجهه في كفيه... نظر إليه لؤي بخوف واقترب قليلا وقال :
-فيه ايه يا رائد خضتني. 
نهض رائد وأمسك كفه قائلا :
-الحقني يا لؤي أنا واقع في مصيبة!!! 
............. 
-ايه اللي انت بتقوله ده يا رائد أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن؟! أكيد انت فهمت الموضوع غلط 
قالها لؤي مصدوما.... ليهز رائد رأسه ويقول:
-ياريتني كنت فهمت الموضوع غلط زي ما بتقول يا لؤي... لكن أنا فعلا شبه متأكد أن داوود ده منحرف... نظراته ليا غريبة... ولو لمست ايده من غير قصد يتكسف ووشه يحمر... وبعدين أنا شاكك أنه باسني وأنا نايم  
كان يحتسي لؤي العصير ولكن عنـ.ـد.ما أخبره رائد بهذا بصق كل ما شربه ثم اخد يسعل بقوة وهو يقول :
-متهزرش عمل كده!!!. 
مط رائد شفتيه وقال :
-بصراحة أنا شاكك بس مش متأكد أنا كنت ساعتها سخن.... لؤي  انا بدأت اخاف منه.... ما هو انا مش هخلص من الستات يجيلي رجـ.ـا.لة. 
ضحك لؤي وقال غامزا :
-أيوة يا سيدي حظك في السما مطلعش كل  الستات بتحبك وبس ده طلع فيه رجـ.ـا.لة كمان. 
ثم أكمل لؤي ضحكه ليلقي عليه رائد الوسادة ويقول :
-بطل بواخة بقا وشوفلي حل. 
-طيب ما تمشيه. 
تـ.ـو.تر رائد وقال :
-ازاي بس يا لؤي هقطع عيش الراجـ.ـل بعدين هو مريحني 
غمز لؤي مرة أخري مشاكسا وقال :
-مريحك ازاي يعني عندي  فضول اعرف! 
- يا أخي بطل سخافة مش وقت هزارك. 
هز لؤي كتفيه وقال:
-ما دام متأكد أنه مش مضبوط خلاص اطرده يا رائد هو ده الحل الوحيد. 
أطرق رائد وقد أوجعه قلبه لسبب مجهول وقال:
-عندك حق هطرده. 
أبتسم لؤي وقال :
-صحيح ده عين العقل... ولو قدرت انصحه يستشير دكتور
هز رائد رأسه برفض قاطع:
-لا مقدرش اقوله كده وزي ما قولتلك احنا مش متأكدين بس أنا مش مرتاح لنظراته. 
-تمام يبقي مشيه بس من غير ما تقول أي أسباب. 
-هو ده اللي هيحصل 
........... 
كانت تنظف المطبخ عنـ.ـد.ما ولج رائد... تطلعت إليه دعاء بوجه محمر  كالمعتاد لتجده يعطيها ظرف 
-ايه ده يا بيه. 
تنهد بعمق وقال :
-دي زي مكافأة آخر الخدمة أنت مطرود من الشغل يا داوود
شحب وجه دعاء وهي تسمع قرار رائد الصادم... صحيح هي من كانت تريد أن تبتعد عنه ولكن أن يخبرها أن طردها بتلك الطريقة هذا جرحها بعمق.... لم تستطع منع السؤال الذي خرج من فمها :
-ليه يا بيه أنا عملت حاجة؟! زعلتك في حاجة! شغلي وحش يعني ولا ايه؟ 
شعر رائد بالذنب... لم يعرف ماذا يقول له.... هل يصارحه بالحقيقة أنه يشك بميوله لذلك يطرده بعيدا.... عقله توقف عن العمل وهو يطالع ذلك الشاب الذي ينظر إليه بحزن بالغ.... يقسم أنه لمح طيف الدمـ.ـو.ع في عينيه... أحس باليائس لأنه سوف يقطع رزقه...لذلك سريعا عقله اهتدي لفكرة ما وقال :
-لا طبعا معملتش حاجة بس انت بصراحة طيب وأنا كنت حابب أرد جميلك عشان كده شوفتلك شغل أحسن. 
هزت دعاء رأسها وقالت وهي تمنع نفسها من البكاء:
-بس أنا حابة اقصد حابب اقعد معاك هنا... مش عايز أي شغلانة تانية. 
-صدقني يا داوود الشغلانة دي حلوة وفلوسها أكتر يا بني شوف مصلحتك. 
اعترضت دعاء وقالت:
-أنا عايز ابقي معاك أنا مصلحتي هنا 
لم تعرف حقا ما بها... أنها بكل غباء تثير الشك بنفسها... قد يتوصل رائد إلي حقيقة أنها فتاة وليست شاب... لكنها يائسة علي الرغم أن كانت رغبتها هي أن تبتعد عنه حتي لا تتعلق به أكثر ولكن أخيرا اكتشفت أنها غرقت في حبه حتي اذنيها.... لقد فات الأوان هي لن تستطيع اقـ.ـتـ.ـلاعه من قلبها بعد الآن وكان إن  ابعدها  هو فهذا يعني أنه يحكم عليها بالإعدام!. 
نظر رائد بريبة إليه.... وقد ازداد خوفه وشكوكه لذلك ارتدي قناع الصرامة وقال بصوت عالي متسلط:
-وأنا مش عايزك تشتغل معايا يا داوود أنا حر!.... لاما تاخد الشغل اللي أنا جيبته وتمشي لاما تمشي وخلاص... لكن أنك تشتغل عندي ده مرفوض اتفقنا. 
اطرقت دعاء وقالت :
-امرك يا بيه أنا همشي.. ومش عايزة الشغل التاني. 
........ 
كان الناس يتطلعون إليها بحيره وهم يروها تبكي بتلك الطريقة في أحد المواصلات العامة... تشجعت سيدة بجوارها وامسكت كفها وهي تقول :
-مالك يا بنتي بس من أول ما ركبتي وانتي بتعيطي. 
نظرت إليها دعاء وقالت:
-سابني بعد الحب اللي حبتهوله ده طردني  من حياته .. تخيلي. 
-مين ده اللي سابك يا بنتي. 
تدخلت أحد النساء لترد أخري
-أكيد خطيبها... معلش يا حبيبتي هما الرجـ.ـا.لة كده ميملاش عينيهم إلا التراب 
لم تعلق دعاء... حتي لم تكترث وتصحح لهم معلومـ.ـا.تهم بل جعلتهم يسبوه لأنها حقا غاضبة منه... غاضبة من قلبها الذي يتعلق بالأشخاص الخاطئة تماما!!!. 
...... 
-مال وشك يا بت انتي معيطة؟! 
قالتها منال وهي تري وجه دعاء المحمر وعينيها الدابلة والحمراء كالدماء... ارتمت دعاء بين ذراعيها وهي تقول :
- طردني يا منال... طردني.
...... 
-طيب افهم دلوقتي انتي كنتي عايزة تمشي ليه زعلانة دلوقتي... أهو كويس أنها جات من عنده. 
ظلت دعاء تبكي ولم ترد عليها فاغتاظت منال وقالت :
-يا بت انتي متجننيش... انتي اللي كنتي عايزة تبعدي صح؟! 
-صح. 
-اومال ليه بتبكي دلوقتي. 
نظرت إليها دعاء بحزن وقالت:
-مش عارفة يا منال بس لما طردني قلبي وجعني... أنا بحبه يا منال مش هقدر ابعد عنه. 
ثم ارتمت مرة أخري تبكي بين ذراعيها. 
حركت منال شفتيها يمين ويسار وقالت:
-يقطع الحب وسنينه يا اختي. 
............ 
-خلاص يا رائد أنت ليه متضايق... كويس أننا مشيناه من غير مشاكل
لم يرد عليه رائد بينما شعور غريب  يعصف داخله بقوة!!.... لقد طرده وارتاح من تلك الوسواس التي تنتابه بسببه... إذن لماذا هذا الشعور؟! ..لماذا يشعر بذلك الفراغ.... ونظرة داوود الحزينة لا تفارقه... ماذا حل به بحق الجحيم... 
-رائد. 
لمس صديقه كفه بتوجس....  ليبعد رائد كفه بسرعة وينظر إليه . 
-مالك يا رائد مش علي بعضك ليه.... كل ده عشان مشيته. 
-حاسس بالذنب هو معملش حاجة وحشة معايا. 
-بس لو كان قعد يا رائد كانت الشكوك هتملي عقلك بسببه... فالأحسن أنك تمشيه وبعدين انت عرضت عليه شغل تاني وهو رفض... خلاص كبر دماغك. 
هز رائد رأسه وقال :
-عندك حق.  
........... 
بعد أسبوع. 
ولجت دعاء إلي المنزل بتعب... جلست علي الاريكة بتعب وعينيها البنية تلتمع بدمـ.ـو.ع محبوسة.... منذ أسبوع وهي تبحث عن عمل ولا تجد.... فأصبح هذا روتين يومها تقضي كل النهار تبحث عن عمل حتي تعود آخر النهار منهكة... ثم تقضي الليل طوله تبكي وتفكر به... لا تستطيع إخراجه من عقلها فكيف تخرجه وهو احتل كل جزء من روحها.... ظنت أنها ستنساه عنـ.ـد.ما تبتعد عنه ولكن علي العكس تماما كل يوم يزداد اشتياقها له... شوقها كالنار لا يهدأ... وقلبها المسكين يعاني. 
-ها يا دعاء لقيتي شغل. 
سألتها منال وهي تجلس جانبها... لتهز دعاء رأسها بيأس ثم تمسح الدمـ.ـو.ع التي انسابت من عينيها.... نظرت منال بحزن إلي صديقتها وربتت علي كتفها وقالت:
-هتلاقي إن شاء الله. 
هزت دعاء رأسها وهي تبكي قائلة:
-مظنش يا منال.... أنا بقالي أسبوع بدور مفيش فايدة! 
-ليه مقبلتيش عرض رائد يا دعاء.. كان زمانك شغالة دلوقتي... 
نظرت دعاء إليها بلوم وقالت:
-ازاي تقولي كده يا منال.... بعد ما طردني من غير ما اعمل حاجة عايزاني كمان أقبل أنه يساعدني ازاي بس. 
-يا دعاء أنا قصدي بس. 
-قصدك ايه يا منال بس بقولك الراجـ.ـل طردني من غير ما اعمله أي حاجة... بعدني عنه... وعشان ميحسش بتأنيب الضمير عرض عليا يشغلني... قوليلي ازاي أقبل. 
بكت دعاء وهي تربت علي قلبها وتقول:
-ليه عمل كده.... ليه طردني من حياته بالسهولة دي. 
-بس انتي يا دعاء كنت عايزة كده عشان تنسيه ضحكت دعاء بسخرية وقالت:
-وياريتني نسيته يا منال.... بحاول اطلعه من عقلي مش قادرة... كل يوم بفكر فيه أكتر.. كل يوم.. 
ضمتها منال إليها وقالت:
-هتنسي يا دعاء هتنسيه... مسألة وقت بس. ثم ضحكت وقالت بمزاح :
-يختي يقطع الحب وسنينه... أنا عمري ما حياتي ما هفكر أحب ابدا... يا بت الرجـ.ـا.لة ميستهلوش الحب. 
ابتعدت دعاء عنها وقالت:
-اومال مين اللي يستاهل. 
ضـ.ـر.بتها منال علي كتفها وقالت:
-طاجن السمك اللي أنا عملاه يستاهل... يالا بلا حب بلا نيـ.ـلـ.ـة اغسلي ايديكي واندهي اخوكي خلينا ناكل. 
ضحكت دعاء ومسحت دمـ.ـو.عها وقالت:
-عندك حق بلا حب بلا نيـ.ـلـ.ـة. 
.............. 
جالس علي الاريكة بوجه متجهم... نظرات داوود الحزينة لا تفارقه وشعور بالفراغ يسكن روحه.... اهذا هو الشعور بالذنب.... هل يعقل لرجل طرد جميع النساء بشركته أن يشعر بالذنب لأنه قطع رزق شاب... أغمض عينيه وهو يحاول طرده من عقله.... تأفف ونهض وهو يقف أمام النافذة... ظهره متـ.ـو.تر بالكامل.... 
وقف لؤي خلفه وهو منزعج وقال بعصبية:
-بقالك أسبوع مجيتش الشغل يا رائد أنت بتستهبل ولا ايه؟! 
لم يرد عليه... ليهزه لؤي ويقول :
-رائد أنا بكلمك!!. 
نظر إليه رائد بحزن وقال :
-أنا متضايق بسبب اللي عملته في داوود... ضميري بيوجـ.ـعني اووي يا لؤي.... نظراته الحزينة مش مفارقاني. 
-أنت سامع نفسك بتقول ايه يا رائد... أنت اتجننت سايب شركتك تغرق عشان طردت داوود
. -أنا... أنا 
غضب لؤي وزعق :
-انت ايه يا رائد... مالك فيه ايه أنا عمري ما شوفتك كده... بعدين الصح أنك طردته بعد اللي حكيته عنه!
أمسك ذراعه وقال :
-ويالا علي شغلك يا رائد بلاش سخافة 
ابتعد رائد ونظر إليه وقال :
-أنا قررت أرجع داوود الشغل. 
-نعم يا أخويا!!!! 
.......... 
كانت جالسة تبحث عن وظيفة بأحد المجموعات الإلكترونية علي الفيس بوك عنـ.ـد.ما رن هاتفها فجأة... شهقت  وألقته بعيدا عنـ.ـد.ما رأت المتصل والذي لم يكن إلا رائد.... بتـ.ـو.تر أمسكت الهاتف وردت... أغمضت عينيها ما أن اقتحم صوته اذنها... بضعة ثواني وقال لها ما يريده بالضبط ثم أغلق الهاتف.... 
ضمت الهاتف لقلبها وهي تتنهد مبتسمة بينما غمازاتها الرائعة تبرز بقوة... وقفت منال أمامها وهي تتطلع الي دعاء الغارقة بأحلامها الوردية.... كانت حقا متعجبة من حالتها تلك... صفقت امام عينيها وقالت:
-انتي يا أمي فوقي شوية كده وقوليلي ليه متنحة بالشكل ده؟!! 
-رائد اتصل بيا. 
-وعايز ايه ده كمان! 
نهضت دعاء وقالت بسعادة :
-عايز يرجعني الشغل. 
نظرت إليها منال بصدمة وقالت :
-وانتي فرحانة. 
جمعت دعاء اشيائها وأزياء التنكر خاصتها وقالت قبل أن تذهب :
-ده أنا هطير من الفرحة 
ثم ذهبت.... أخذت منال تهتف بإسمها :
-بت يا دعاء.... يا دعاء لمي كرامتك المتبعترة دي.... يخربيتك يا دعاء ويخربيت الحب اللي ضيع دماغك. 
.... 
وقفت دعاء أمامه بتـ.ـو.تر... كان ينظر إليها بتركيز... لم يركز معها بذلك الشكل ابدا وهذا مع جعلها تتوجس قليلا لدرجة أنها أخذت تعدل من البـ.ـاروكة القصيرة لتتأكد أنها علي رأسها... تنهد رائد وقال:
-ابدا أنت شغلك يا داوود ولما اجي هتكلم معك بإذن الله. 
هزت دعاء رأسها  بينما ذهب كلا من رائد ولؤي إلي العمل... 
تنهدت دعاء براحة ثم ذهبت لاتمام الاعمال المنزلية
......... 
كان يجلس علي مكتبه براحة.... الإبتسامة لا تفارق شفتيه وشعور بالرضا  يملئ روحه بعد أسبوع من الفراغ التام.... وضع لؤي كفه علي. جنته وهو يراقب صديقه الذي تبدل حاله بسرعة ما أن أعاد داوود.... وجهه أشرق والحماس دب في اوصاله... مما جعل الشك أيضا يخترق قلب لؤي بخصوص صديقه.... شكوك مرعـ.ـبة حاول طردها فلم يفلح.... رائد يعرف ميول داوود ورغم هذا تركه يقترب منه... لماذا يا تري؟!... قرر أن يسأله فهو لن يدع نفسه فريسة للشكوك... 
-رائد 
-نعم 
تنهد لؤي ثم أكمل وقال :
-ازاي تخلي داوود يقرب منك تاني بعد اللي عرفته عنه. 
-ضميري وجعني يا لؤي وبعدين أنا مش متأكد. غضب لؤي وقال ساخرا:
-ضمير ايه يا رائد... هو انت عندك ضمير ده انت طردت كل البنات اللي بتشتغل في شركتك وقطعت عيشهم... دلوقتي ضميرك بيأنبك عشان واحد شاكك في ميوله. 
-قصدك ايه مش فاهم. 
نهض لؤي وقال :
-لا لازم تفهم وتشوف تفكيرك وتصرفاتك... ليه الاهتمام الشـ.ـديد بالشاب ده..... ليه لما رجعته تاني وشك رجع ينور. 
ابتلع رائد ريقه وقال بتـ.ـو.تر:
-أنت بتلمح لايه بالضبط؟! 
-رائد الواد ده قدر يأثر عليك. 
نهض رائد بعنف وقال:
-ايه اللي بتقوله ده انت اتجننت؟! 
-لا متجننتش يا رائد أنت اللي تصرفاتك غريبة... أعقل يا رائد وشوف نفسك. 
ثم تركه وذهب لينهار هو علي المقعد ويشعر بالدوار.... هل يمكن هذا... هل هو يفكر بتلك الطريقة... لا لا.... هذا مستحيل... إذن لماذا الاهتمام الشـ.ـديد بذلك الفتي.. لماذا يشعر بالسعادة بجانبه... لماذا شعر بالفراغ القـ.ـا.تل عنـ.ـد.ما ابتعد أسبوع وعنـ.ـد.ما عاد شعر وكأن الحياة عادت له من جديد.... وقف بتـ.ـو.تر وهو يهز رأسه بعنف شـ.ـديد ويقول موبخا :
-ايه اللي أنا بفكر فيه ده ده شاب!!! ... أنا اتجننت ولا ايه.... لؤي عنده حق أنا فعلا اتجننت.... ياربي اعمل ايه دلوقتي... أنا مش من النوع ده.... 
رفع سماعة الهاتف واستدعي لؤي 
....... 
-اقتنعت دلوقتي بكلامي؟! 
هو رائد رأسه بيأس وقال:
-دي مصيبة ازاي أفكر كده؟! 
كاد أن يمسك كف لؤي إلا. أنه ابتعد وقال:
-لا يا أخويا متلمسنيش أنت دلوقتي أمرك مشكوك فيه. 
-يا لؤي بطل سخافة وقولي اعمل ايه. 
-الموضوع بسيط يا نجم أنت بس مشوش لأن بقالك فترة بعيد عن الستات... أنت بعد ساعتين كده هتيجي معايا مكان لطيف وتسهر مع بنت لطيفة وساعتها هتحس أنك طبيعي
-متأكد من الكلام ده 
-مية في المية... بس اتصل بداوود قوله أنك احتمال تبات برة.. 
هز رائد رأسه... 
....... 
في المساء. 
في أحد النوادي الليلية الشهيرة كان يقف متصلبا بجوار تلك المرأة التي تمرر كفها علي وجنته... ضحكت بعمق وهي تنظر للؤي وتقول:
-ايه يا لولو هو مال صاحبك كده كاشش في نفسه
غمز له لؤي وقال :
-ولا كاشش ولا حاجة ما هو طبيعي أهو مش كده يا رائد. 
أبتسم رائد بتـ.ـو.تر وهو يضم المرأة إليه ويقول :
-أنا فعلا طبيعي. 
-طيب ما تيجي بقا. 
-أجي فين؟!. 
ضحكت بسخرية وقالت للؤي:
-ايه يا لؤي أنت جايبلي واحد من الحضانة ولا ايه؟!. 
نهض لؤي وأمسك ذراع رائد وأخذه جانبا وقال:
-جرا ايه يا دنجوان ده انت كنت قبل ما تتجوز مقطع السمكة وديلها حصلك ايه... لا فوق مروة  بدأت تشك فيك. 
-حاضر يا لؤي متقلقش. 
عنـ.ـد.ما عاد لمروة  كان أكثر ثقة بنفسه.. أعطاها ابتسامة ساحرة زلزلت كيانها... وضعت مروة كفها علي قلبه وقالت :
-ما هو انت كويس أهو اومال دور تلميذ الحضانة اللي عايش فيه ده ايه؟!.... ها تحب نكمل سهرتنا هنا ولا نروح عندك. البيت 
-يالا نكملها في البيت... هيكون هادي وداوود هيكون مشي. 
مين داوود ده يا أخويا؟! 
-الخدام بتاعي
أمسك رائد كف مروة وخرج بها بعد أن ودع صديقه. 
........ 
بعد أن وصل فيلته فتح له الحراس البوابة ودخل بسيارته.. 
تناول كفها في كفه وصعد لفرفة نومه واغلقا الباب خلفهما حاصرها عند الزاوية واقترب منه ليقبلها عنـ.ـد.ما انفتح الباب فجأة وخرجت دعاء تلتف بمنشفة.... شاربها علي وجهها بينما البـ.ـاروكة اختفت وانسدل شعرها القصير وفجأة صرخ الثلاثة معا.... كانت مروة أول ما توقفت وقالت:
-هو انت عندك كائنات غريبة في البيت؟! 
نظر رائد إلي دعاء التي قالت وهي تضـ.ـر.ب علي صدرها:
-يا فضيحتك يا دودي!
كانت دعاء جالسة علي الأريكة... مرتدية ثيابها عينيها ثابتة على الأرض لا تقدر علي مواجهته بينما هو يتحرك كأسد حبيس داخل قفصه لا يصدق أنه قد تم خداعه.... لا يصدق أن طوال هذا الوقت كانت تخدمه امرأة... نظر إلي دعاء بغيظ وقال :
-يعني كل الفترة دي كنتي بتخدعيني بتكدبي عليا 
-رائد بيه أنا. 
-اخرسي..... اخرسي ولا كلمة. 
زعق بها رائد لتنتفض برعـ.ـب.... ليجذبها هو من ذراعيها.... عينيه السوداء الحادة تقابل عينيها البنية المذعورة... أبتسم ابتسامة مرعـ.ـبة وقال:
-لولا أنك ست كنت ضـ.ـر.بتك لحد ما كسرت كل عضمك... بس للاسف موصلتش لمستوي إني أمد أيدي علي ست 
ارتجفت شفتيها واوشكت علي البكاء.... ليدفعها بعنف حتي سقطت علي الأرض وقال :
-اطلعي برة ولو شوفتك قدامي تاني هقـ.ـتـ.ـلك بجد. 
.......... 
وقف منعم  أمام رائد وقلبه يرتجف خوفا.... لقد اكتشف خدعتهما وهو الآن ينتظر رصيده من الإهانة والطرد... أخذ رائد يتطلع إليه بغضب... لا يصدق أنه تم خداعه بتلك الطريقة الدنيئة!... كان غاضب.... غضبه كفيل بإحراق منعم ودعاء سويا.... 
-ليه يا منعم أنا وثقت فيك؟ 
أطرق منعم برأسه خجلا وقال:
-حبيت اساعدها يا بيه... دعاء بنت مسكينة أمها مـ.ـا.تت وأبوها سابها واتجوز ورماها هو واخوها... صعبت عليا. 
رمش رائد قليلا وكان علي وشك أن يتعاطف معها إلا أنه سيطر علي نفسه وزعق به :
-مش علي حسابي يا استاذ منعم.... مش بالخداع... أنت كدبت عليا وخدعتني... استغفلتني عشان كنت كويس معاك.. 
-يا بيه أنا... 
-أسكت يا منعم... اسكت... أنت كدبت عليا... وثقت فيك وخدعتني.... قولتلك أن ممنوع ست تدخل البيت ده وكسرت اوامري... أثق فيك ازاي دلوقتي!! 
-أنا آسف يا رائد باشا. 
قالها منعم بحزن ليتنهد رائد ويقول:
-عدي علي عم كريم هيديك باقي حسابك.. آسف ملكش شغل هنا يا منعم. 
نظر إليه منعم بحزن ليذهب رائد من إمامه... لم يتخيل ابدا أن يعامل منعم بتلك الطريقة ولكنه يكره الكذب والخداع.... فما فعله منعم لا يغفر... جلس رائد علي سريره بحزن... أغمض عينيه بينما عيون أخري تطارده... عيون بنية تنظر إليه بحزن... بخيبة... نهض بعنف ونفض رأسه ثم خرج فهو هنا يشعر بالاختناق
...... 
كانت تسير في الشارع دون هدي ...نظرات عينيه الغاضبة ما زالت تلاحقها وتجلدها بقسوة ...الكره الكبير لها صدمها ...لقد شعرت بكرهه وهذا كسر قلبها ...كسر قلبها لانها احبته بطريقة تثير الشفقة ...ولا تعرف لماذا قلبها تعلق به هو دون عن باقي الرجال ...لماذا احبت  رجل لن يحبها من الأساس ...وها هو طردها من حياته للأبد !!!!
...........
-انا قلقانة علي دعاء يا بابا دي اتأخرت اووي وكمان قافلة موبايلها
قالتها منال وهي تدور حول نفسها بقلق ...
-ابلة منال هي اختي فين ؟
قالها بسام بخوف وهو يخرج من الغرفة
اقتربت منال وهي تقول بكذب:
-متخافش علي اختك يا حبيبي هتيجي دلوقتي .روح نام دلوقتي عشان وراك مدرسة
دخل بسام الغرفة ..بينما قال منعم وهو يهز رأسه:
-رائد بيه اكتشف خدعتنا وطردنا انا وهي يا منال ...زمانها منهارة دلوقتي ...اكيد رائد سمعها كلام كتير وهي زعلت ...غير اني خسرت شغلي اكيد هتكون مكسوفة تواجهني 
-اوعي يا بابا تضايقها ولا تقولها حاجة 
-لا يا بنتي مستحيل اعمل كده ...هي بس تيجي بالسلامة ومش مهم الباقي ...
فجأة أتت دعاء من الخارج يبدو علي ملامحها الانهاك ...عينيها حمراء بقوة من أثر البكاء ...اقتربت منال منها وضمتها بقوة لتبكي دعاء وهي تضم منال بدورها ...نهض.والد منال ثم ذهب لغرفته ليتركهما علي راحتهما ...
.....
بعد قليل 
-انا السبب يا منال ...أنا دمرت حياتكم ...ابوكي بسببي اتطرد من الشغل ...انا...
أمسكت منال كفها وقالت:
-بطلي هبل ده نصيب بابا وهو اكيد هيلاقي شغل احسن وبعدين انتي نسيتي أنه فاتح مشروع جمب شغله يعني متقلقيش مش هنموت من الجوع 
-انا مش عارفة اواجهه ازاي والله ...مكسوفة اووي يا منال ...ابوكي فتحلي بيته وخلاني اشتغل ...وانا كده ارد المعروف ...
-بطلي هبل يا بنت أنتِ .. ابويا بيعتبرك بنته وكويس أنه ساب الشغل عند الراجـ.ـل قليل الذوق ده ...
أغمضت دعاء عينيها وانسابت دمـ.ـو.عها وهي تتذكر معاملة رائد السيئة لها ...كان قلبها يـ.ـؤ.لمها ...لقد خسرت من أحبته ...يا الهي لماذا أحبت هذا الرجل بالذات ...
.......
كان رائد يسير في المنزل كثور هائج ...لقد تم خداعه بسهولة تامة من قبل فتاه لا تتجاوز كتفيه حتي ...لا يصدق أن منعم يفعل هذا به ...هو غاضب بشكل سئ ...يود لو يذهب لتلك الفتاة ليحطم رأسها ...يود فعل الكثير والكثير ...ولكن لا يريدها أن تخرج بتلك الطريقة من حياته ....حقا لا يعرف ماذا حل به وكيف وقع تحت سحرها ...يعرف فقط أن يومه فارغ بدونها ...منزله مهجور دون وجودها ...جلس علي الفراش وهو مغمض عينيه ويتذكرها ...يتذكر اهتمامها الشـ.ـديد به ...عينيها التي تلمع لأجله .....وارتباكها امامه ...تلك الاشياء كان يخاف ان يثبتها ...واقنع عقله تماما انه يتوهم ...ولكن الآن هو سعيد ...سعيد للغاية ...نعم غاضب بسبب خداعها ولكن سعادته تكمن في انه طبيعي هو يحبها ...يحب دعاء ...وقع في حب  الفتاة!
......... 
في اليوم التالي ...جهزت دعاء أخاها ليذهب الي المدرسة وبعد ذهابها ..جهزت حالها لتخرج وتبحث عن عمل ...قررت ألا تبقي دون عمل ...وايضا قررت أن تستأجر منزل بالمال الذي جنته من العمل  عند رائد ....لقد بقت في منزل عم منعم كثير وهي لن تثقل عليه أكثر من هذا 
....
مرت الساعات وهي تبحث ...أرادت عمل اي عمل ولكن محاولاتها باءت بالفشل التام ... جلست علي أحد المقاعد الطينية واغرورقت عينيها بالدمـ.ـو.ع ...كانت تشعر بالاختناق ..... رفعت راسها للسماء وهي تقول :
-يارب ساعدني ...ساعدني يارب أنا مليش غيرك ....
.....
كان رائد يقف أمام المرآة وهو يصفر  ..لقد قرر الذهاب إليها والاعتراف بحبه لها ...سينسي غضبه ...سينسي الكذب وسيتذكر فقط أنها الفتاة التي أحيت قلبه مجددا ...هو فقط ممتن أنها لم تكن رجل...ضحك علي تفكيره ثم خرج ...أخذ سيارته وانطلق ...ومن بعيد كان أحدهم يراقبه ....
......
عادت دعاء الي المنزل وهي منهكة ...لقد فشلت في إيجاد عمل مجددا ... تنهدت بيأس وقررت انها لن تستسلم ....خرجت من شرودها عنـ.ـد.ما اقتربت منال منها وقالت:
-الحقي با بت رائد بيه جوه مع بابا وعايز يقابلك !!!.
خفق قلبها بعنف وكادت أن تقع من الصدمة الا منال امسكتها وقالت:
-لا امسكي نفسك يا برنسيسة مش كده اجمدي شوية وروحي قابليه
-بمنظري ده 
-لا طبعا أنتِ عاملة زي المتشردين ..روحي ظبطي نفسك شوية 
هزت  دعاء رأسها بطاعة ثم ذهبت لتجهيز نفسها. ..
بعد قليل كان قد خرج منعم وأخبرها أن رائد يريد أن يراها...
تنفست بعمق وولجت الي الغرفة ...خفق قلبها بقوة وهي تتطلع إليه ...عينيها تنظران دون شعور إليه بإشتياق...لقد اشتاقت إليه وهو بكل قسوة طردها من حياته ... أرادت أن تركض إليه وتضمه ثم تبكي بين ذراعيه ...
ابتسم رائد وهو يراها ثم تقدم منها وقال دون تردد وبثقة تامة :
-دعاء أنا بحبك 
وما أن قالها حتي فقدت الوعي تماما !!!
عقدت دعاء حاحبيها وهي تشعر بالماء علي وجهها ...فتحت عينيها بضعف ليقول رائد :
-دعاء ابوس ايديكي قومي هيفتكروا  اني عملتلك حاجة ...
نهضت دعاء وهي تشعر بالدوار وقالت:
هو ...هو حصل ايه بالضبط ...
-قولت اني بحبك فأغمي عليكي 
-ايه حضرتك بتقول ايه؟!. 
قالتها دعاء وهي تتنفس بصعوبة بينما قلبها يقفز داخل صدرها بسعادة.... أرادت أن تسمع اعترافه عدة مرات... اردات أن يخبرها أنه يحبها لكم اشتاقت لتلك الكلمة منه بالذات.. كانت متأكدة أن رائد مستحيل ينظر إليها أو يحبها ولكن المستحيل الآن يتحقق... فها هو رائد يعترف بحبه لها... يخبرها أنه وقع بحبها.... تنفست بإضطراب وهي تنظر إليه وقالت مرة أخري :
-هو حضرتك قولت ايه؟!! 
تنهد رائد وقال :
-قولت إني بحبك يا دعاء... معرفش ازاي وامتي.... أنا كنت هتجنن لما حسيت إني منجذب ليكي وقت ما كنتي متنكرة كراجـ.ـل... حسيت إني مش طبيعي.... حاولت أهرب منك ومقدرتش لقيت نفسي بقرب تاني.... وحتي لما... 
نظر إليها. أبتسم ابتسامة سلبت قلبها وأكمل :
-حتي لما اكتشفت انك بنت صحيح اتعصبت اووي بس غضبي هدي وملقيتش نفسي الا وانا بفكر فيكي.... عيونك.... صوتك... طيبة قلبك 
أطرق قليلا وقال :
- أنا اتعذبت في حياتي كتير... مكنتش لاقي الأمان بس لما حبيتك لقيته...وأنا مش هضيعك من أيدي تاني أوعدك إني هعمل المستحيل عشان أسعدك.... هنسيكي العذاب اللي شوفتيه بعد ما ابوكي سابكم ومشى... أي دمـ.ـو.ع نزلت من عينيكي بسبب الحزن هتكون بسبب الفرح... 
أمسك كفها وقال :
-وعد مني يا دعاء إني هخليكي أسعد واحدة في الدنيا.... عمري ما هجرحك ولا ازعلك 
انسابت دمـ.ـو.ع دعاء ليمسح دمـ.ـو.عها وهو يقول :
-تتجوزيني ...اتجوزيني أنا محتاجك في حياتي 
فقدت دعاء النطق تماما  وفغرت فاها بشكل مضحك ...ضحك رائد عليها ثم قال:
:هديكي وقت تفكري طبعا اسبوع كويس 
لم ترد ...فقط رمشت وهي تنظر إليه بثبات 
ابتسم بخبث وقال:
-افهم من سكوتك أنك مش عايزة تتجوزيني مثلا 
هزت رأسها بسرعة وهي تقول :
-لا أنا ....أنا
ضحك وهو يربت علي كتفها  وقال:
-هديكي اسبوع ...فكري كويس 
ثم تركها وذهبت ....تركها تغرق في احلامها الوردية ...تركها وهي تشعر انها تطفو علي سحابة وردية خفيفة ....وضعت كفها علي فاها وضحكت ...ضحكت كثيرا وهي تدور حول نفسها ....لقد عرض عليها 
ولكن منال مسرعة وهي تقول :
-حصل ايه 
امسكتها معاي وهي تقول وهي تضحك بسعادة:
-ده عرض عليا الجواز.... عرض عليا الجواز يا منال... لا لا أنا أكيد بحلم..... مستحيل أحلامي تتحقق بالبساطة دي أنا واحدة فقرية وعارفة نفسي.... اكيد رائد هيتجوزني عشان حاجة معينة 
ضحكت منال وقالت:
-عشان ايه يا دعاء يكونش عشان فلوسك المتلتلة في البنك 
-ممكن يكون عشان ينتقم مني إني خدعته 
ضحكت منال وقالت :
-بطلي تقري روايات كتير يا دعاء لأنها لحست دماغك خالص.... الراجـ.ـل جاي يطلبك وحاطط قلبه تحت رجلك  وانتي مش راضية 
جلست دعاء بجانبها وقالت :
-مين قال بس إني مش راضية يا منال... بس الحاجات الحلوة مبتحصلش  معايا ولا هتحصل وده مش اعتراض علي قضاء ربنا... بس فعلا أنا اتأكدت أن حظي قليل في الدنيا ...
ابتسمت منال وهي تمسك كفها وتقول :
-لا صدقي يا دودو ...انتِ قلبك طيب وتستاهلي كل خير 
...........
-ايه هتتجوزها؟!! أنت اتجننت يا رائد دي لا من مستواك ولا من بيئتك دي كانت بتشتغل عندك خدامة أو خدام... أنا بقول  أخرج معاها بس اتسلي شوية وبعدين سيبها النوع ده متتجوزهوش  لأنه معروف  ولا نسيت نيرمين. 
نظر إليه رائد بغضب وقال:
-دعاء مش نيرمين يا لؤي دعاء  أشرف منها بمليون مرة.... بعدين انت ذات نفسك كنت بتقولي أن مش كل الستات زي نيرمين ليه غيرت كلامك 
-أنا مغيرتش كلامي ولا حاجة بس دعاء دي من صنف نيرمين.... بنت فقيرة مش لاقية تاكل بتستغل جمالها عشان توقعك وعاملة فيها شريفة.... مش ده اللي كانت بتعمله نيرمين في الأول عشان تقنعك أنها محترمة... وفي الآخر خانتك مع أخوك. 
صمت رائد ليقترب منه لؤي ويقول :
-صدقني يا صاحبي أنا خايف عليك النوع ده مش سهل.... ايه رأيك اثبتلك أنها رخيصة.. اخرج معاها   وفسحها.... خليها تحس أنها عايشة  في الجنة وبعدين خدها علي بيتك وحاول معاها هتلاقيها سلمت نفسها بسهولة... 
-ولو طلعت  محترمة! 
قالها رائد بتحدي ليمط لؤي شفتيه ويقول:
-يبقي تتجوزها! 
..........
في اليوم التالي....
طلب رائد من منعم ان يجعل دعاء تخرج معه اليوم  بغرض التعرف عليها وقد كان ...
كانت دعاء في قمة سعادتها بينما تعيش يوم في عالم الاحلام مع رائد ...اخذها لأماكن كثيرة ....مطاعم فاخرة ...دللها كثيرا ...نظراته  السوداءكانت تحكي لها قصة عشقه ...وقد شعرت انها اجمل امراءة في العالم ...السعادة كانت تغلف قلبها  ولمساته البسيطة كانت تزيدها خجلا ...لم تتوقع من رائد أن يحبها بكل تلك القوة ...لم تعرفه رجلا شغوفا لهذا الحد ....
....
عنـ.ـد.ما أسدل الليل ستائره أصر أن يتعشيا في منزله وبدون اهتمام لاعتراضها الواهي اخذها هناك ...كي يثبت لنفسه قبل  لؤي أنها شريفة ...
....
أخفت دعاء تـ.ـو.ترها وهي تجد أن المنزل فارغ ...هي تعرف أن احيانا عم كريم يذهب لأقاربه  ...وبالطبع هي لا تخاف من رائد ...بالطبع لا تخاف علي الرغم من تلك النظرة الغريبة في عينيه ...نظرة الرغبة فيهما ....تصاعدت الحرارة لحلقها بينما يمسك كفها ويجلسها علي الطاولة قائلا بحب :
-انا طلبت الاكل ده عشانك ...بتمني يعجبك يا دعاء ...
ابتسمت بتـ.ـو.تر وهي تمسك شوكتها ثم تشرع في الاكل تحت نظراته الحارة ...
بعد أن انتهيا وقفت دعاء وهي تقول بنبرة مرتاحة:
-خلصنا اكل ممكن نمشي بقا 
-بالسرعة دي خلينا نقعد شوية 
-لا يا رائد عم منعم هيتضايق ...بعدين الموبايل فصل شحن وزمانه قلقان عليا ...خلينا نمشي ...
وكادت أن تذهب إلا أنه امسك كفها برفق وقال:
-خليكي معايا شوية يا دعاء ...لو سمحتي أنا مش هأكلك متقلقيش ...
وضعت كفها علي عنقها بتـ.ـو.تر وقالت:
-مش خايفة ...بس.  
-من غير بس هنقعد شوية نشرب عصير وبعدين نمشي ...
ارتج قلبها بتـ.ـو.تر ...هي تثق به كثيرا ...ولكن الآن هي خائفة ...نظراته تـ.ـو.ترها ونبرته تخيفها حقا ..قلبها يخبرها أن شيئا ما غير جيد سيحدث ...ولكنها لم ترد أن تزعجه لذلك اطاعته وذهبت خلفه ....
.....
كانت تشرب العصير بتـ.ـو.تر بينما نظراته منصبة عليها هي فقط ...عينيه تراقبها بإنبهار ....وبتعمد اقترب وهو يطبع قبلة رقيقة علي وجنتها ...اختنقت  دعاء ووضعت كأس العصير وهي تنظر إليه بصدمة ليقترب هو من شفتيها بغرض تقبيلها ...دفعته بخوف ونهضت قائلة:
رائد انت بتعمل ايه انت اتجننت .؟!!..
نهض ثم ضمها لذراعيه وهمس برغبة:
-دعاء أنا عايزك ودلوقتي ومستعد اديكي المبلغ اللي انتي عايزاه!!!!
-انت بتقول ايه ؟!
قالتها دعاء بصدمة وهي تحاول أن تبعده...ولكن رائد احكم امساكها جيدا وقال:
-ليلة واحدة وبس وهديكي اللي انتي عايزاه ...
دفعته بعنف ثم صفعته بقوة وهي تصرخ :
-انا بكرهك اوعي توريني وشك مرة تانية 
ثم اندفعت خارجا وهي تضع كفها علي فمها وتبكي بعنف ..
.....
وفي مكان آخر ...
صفعة اقوي حطت علي وجه جابر ...ضم جابر كفه بقوة وهو يحاول أن يتمالك غضبه قليلا فهو لا يريد أن يتهور معها ...نظرت إليه سميرة بغضب ...هذا الغـ.ـبـ.ـي ام يتمم مهمته لم ينتقم لها ليبرد تلك النيران التي تشتعل في قلبها ...
-مر اكتر من شهر وانت مش عارف تقـ.ـتـ.ـله ...كل شوية توعد وتخلف ...ما دام مش هتقدر مسكت المهمة ليه ...
-يا سميرة هانم 
-اخرس..
قاطعته بغضب ثم أشارت وهي ترتجف من فرط الانفعال :
-اطلع برة ...خلاص مش عايزة مش وشك حاجة ...تار اختي أنا هاخده بنفسي ...بس قبلها تجيب كل الفلوس اللي اديتهالك والا اقسم بالله يا جابر لانـ.ـد.مك علي اليوم اللي اتولدت فيه ...يالا غور من وشي...
.........
-وديني لاقـ.ـتـ.ـله.. 
قالتها منال وهي تحاول الاندفاع للخارج لتمسكها دعاء وتقول بخوف :
-أهدي بس يا منال! 
-لا مش ههدي مش كل يوم تيجلي معيطة بسبب سي زفت بتاعك ده.... يا بنتي ايه المهانة اللي انتي فيها دي... واحدة غيرك كان طردته من حياتها علي اللي بيعمله ده. 
اطرقت دعاء وتساقطت دمـ.ـو.عها لتقول منال بعصبية :
-انتي بتبكي ليه دلوقتي؟! يا بت اجمدي شوية متخليهوش يعاملك بالطريقة دي.... يغور الحب اللي يهين صاحبه بالشكل ده... مترخصيش نفسك بالشكل ده انتي اللي هتتعبي أمسكت منال ذقنها ورفعته ثم مسحت دمـ.ـو.عها برفق وقالت :
-دعاء انتي أختي وانا خايفة عليكي... متقابلهوش تاني صدقيني ده هيأذيكي... متنسيش أن مـ.ـر.اته خانته وهيطلع كل عقده فيكي انتي... وفي الآخر هتلاقي نفسك خسرتي كل حاجة. 
هزت دعاء رأسها وقالت:
-مش هقابله تاني أوعدك... وكمان هنساه... هخرج حبه من قلبي... بس انتي ساعديني 
أمسكت كفها وقالت :
-أنا معاكي للنهاية وهساعدك... صدقيني مش مستحيل تنسيه.... اشغلي وقتك بس وافتكري دايما أنه إنسان مريـ.ـض مينفعكيش ...أنا افتكرته فعلا بيحبك لكن ده انسان معقد وانا خايفة عليكي ...
تساقطت دمـ.ـو.ع دعاء وهي تقول بصوت مختنق:
-تفتكري هقدر انساه يا منال ...
-هتنسيه وانا معاكي ...
ارتمت دعاء بين ذراعي منال وهي تبكي بقوة ...قلبها ما زال ينزف لا تصدق أن رائد اذاها لتلك الدرجة لقد عاملها وكأنها فتاة رخيصة ...لن تتكلم معه مرة أخري ولن تراه ...هي ستنساه ..منال محقة هو سيلقي جميع عقده بها هي ...سينتقم من زوجته عن طريقها ...وهي لن تتحمل ...كم قلبها يـ.ـؤ.لمها الان ...لقد أعطاها رائد السعادة ولكن سرعان ما اخذها منها جاعلا إياها تعيسة !
...... 
-الله يخربيت شورتك يا عم اخد حتة قلم منها ..
قالها رائد وهو يضحك ...
ضحك لؤي معه وقال:
-بصراحة طلعت ظالم البنت .
-اووي يا لؤي مشوفتش وشها لما قولتلها كده ...
اختفت ابتسامة رائد وحل محلها الحزن وقال:
-حسيت اني بجد جرحتها ...مكنتش حابب اعمل كده ...
ضـ.ـر.ب صديقه علي كتفه وقال:
-انا ايه اللي خلاني اسمع كلامك ...دعاء حاليا زعلانة اووي مني ومجروحة خايف أنها متسامحنيش وانا بجد اتعلقت بيها 
نظر إليه لؤي وقال:
-متقلقش يا رائد ...هي بتحبك واكيد هتسامحك انت بس قولها الحقيقة هي هتتفهم ...هي عارفة قصة نيرمين 
-لا 
قالها رائد بسرعة وقد تقلصت عضلات وجهه من التـ.ـو.تر ..
-لا مينفعش لازم تقولها كل الحقيقة ...لازم تبدؤا من غير اسرار عشان تنجحوا سوا ولا ايه ..
-عندك حق .
........
في اليوم التالي ...
قرر رائد ولؤي الذهاب الي دعاء للإعتذار منها ولكن!!
-ابعد عن صاحبتي يا رائد بيه.... مش كفاية كل اللي عملته فيها جاي تعمل ايه تاني 
نظر رائد إلي دعاء المنكمشة علي نفسها وقال بتـ.ـو.تر :
-عايزة اتكلم مع دعاء شوية 
ضحكت منال بسخرية وقالت:
خلاص شطبنا يا أخينا دعاء مش عايزة تتكلم معاك ويالا إطلع برة 
تدخل لؤي بغضب وقال:
-فيه ايه يا آنسة ما تخلي صاحبتك هي اللي تقرر وترد واحترمي نفسك وبلاش طولة لسان. 
نظرت إليه بغضب ثم تناولت الخف وقالت :
-ودلوقتي أنا هوريك طولة اليد يا ننوس عين أمك.. 
ثم بسرعة ألقت عليه الخف وصرخت :
-وديني لو ممشتوش من هنا لاخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكم...
امسك لؤي الخف وقال:
-لا ده انتي قليلة ذوق ما تحترمي نفسك !
-انا محترمة غصب عنك يا حي....
-منال كفاية !!
قالها والد منال الذي دخل ليجد ابنته تتشاجر مع رائد وصديقه ...صمتت منال وهي تنظر لوالدها بخجل ليقول منعم:
-اهلا يا رائد بيه نورتنا 
-ده نورك يا منعم ...أنا جيت عشان اتكلم مع دعاء يا منعم ..ضروري اتكلم معاها عشان اوضحلها سوء الفهم اللي حصل .
-اكيد يا بيه 
-بس يا بابا ده ...
-استني أنتِ يا منال ...مفروض ناخد رأي دعاء الاول هي صاحبة الشأن أنتِ ملكيش دعوة ...
ارسلت منال الي دعاء نظرات تحذيرية تخبرها الا تقبل ...ولكن دعاء كانت تنظر إليه وكأنها لا تري غيره ...لذلك عنـ.ـد.ما سألها منعم هل تريد ان تتحدث معه وافقت ...رغم أنه حطم  قلبها ولكنها أرادت أن تسمع تبريراته ...أرادت تبرئته أمام محاكمة حبها ...لأنها للاسف قد عشقته ...عشقته أكثر من أي شئ في الحياة ولا تريد أن تخسره بتلك السهولة .
-خلاص وادي صاحبة الشأن وافقت يالا نسيبهم مع بعض ...
-لا يا بابا مش هيحصل ...ايه الهزار ده .
-منال !!
-يا بابا ده 
-خلاص ولا كلمة يالا نطلع ونسيبهم يتفقوا ...
ألقت منال علي دعاء نظرات نارية اخافتها ثم خرجت وهي تتوعد لها ..
........
بعد أن خرج الجميع نظر رائد الي دعاء التي لمعت عينيها بالدمـ.ـو.ع:
-متبكيش ممكن 
قالها بحزن لتطرق رأسها لاسفل وتشهق وهي تتذكر اهاناته...اقترب منها ليضمها إليه ولكنها ابتعدت بخوف عنه ...ما زالت غير مطمئنة  له فما فعله معها كان بشعا للغاية ...لم يضغط عليها بل قال :
-دعاء أنا معرفش عملت ده ازاي... معرفش ازاي بعد ما اديتلك الأمان جرحت قلبك الطيب ده. 
كانت دمـ.ـو.عها تنساب دون أن تشعر.... الجرح الذي في قلبها لم يطيب بعد... كلمـ.ـا.ته القاسية ما زالت تتردد في عقلها ولا تتركها... كيف لها أن تثق برجل لديه عقد مثله... فهي أن اقتربت منه ستحترق وأن ابتعدت أيضا ستحترق... هي عرفت الآن أن الحب ليس بذلك الجمال بل أنه في داخله يمتلك أكثر وجوهه بشاعة... 
نظر هو إليها بقلب متالم.... لم يقصد ابدا أن يجعلها تبكي.... ولكن أشباح ماضيه ما زالت تطارده وهو لا يستطيع محاربتها... يحتاج إلي من يساعده... يحتاج إليها هي تخرجه من جحيمه ...تنسيه اخري احبها أكثر من الحياة لتقـ.ـتـ.ـله هي بدم بـ.ـارد ...انتهي الأمر ...يجب أن يقنع دعاء أن تبقي معه ...تعطيه ذلك الحب الذي يريده ويتمناه ..اقترب اكثر وقال:
-دعاء رسميا أنا بسلم قلبي ليكي وبطلبك للجواز وبما توافقي هحكيلك عن اللي خلاني بالعقد دي !!
نعم يا أختي سامحتيه وكمان قبلتي تتجوزيه 
صرخت منال وهي تركض خلفها بعصا المكنسة... بينما تركض دعاء وتصرخ بخوف:
-يا منال بس افهميني... أنا بحبه
-حبك برص يا بعيدة.... انتي ايه يا بت معندكيش كرامة كده خالص.... خلاص لقيتي كرامتك في كيس شيبسي.... ده أنا دلوقتي هضـ.ـر.ب فيكي لحد ما يبانلك صاحب يا مهزقة
استطاعت منال امساك دعاء وشـ.ـدتها من شعرها وقالت:
-انطقي يا بت ازاي توافقي عليه بعد ده كله.... راحت فين النصايح اللي ادتهالك.... يا بت أنا لو كنت بنصح حمار كان فهم...الله يخربيتك الحب لغي عقلك خالص كده وخلاكي مبتفهميش ..
-اه يا منال اسمعيني بس ...
قالتها دعاء بوجع لتدفعها منال وتقول :
-ها ارغي
-هنعمل خطوبة 
-يا فرحتي بيكي يا اختي 
-وقالي هيحكيلي عن الماضي بتاعه 
ضـ.ـر.بت منال كف علي كف وقالت:
-انتِ ناوية تجننيني يا بت أنتِ ...يعني عشان هيحكيلك عن ماضيه تروحي تتجوزيه ...ما احنا عارفين أن مـ.ـر.اته اتنيلت خانته وقـ.ـتـ.ـلها ...
هزت منال رأسها بخوف وقالت:
-يا دعاء ده واحد اكيد عنيف ...ده قـ.ـتـ.ـل مـ.ـر.اته وأنتِ هتتجوزيه ...معرفش ازاي أنا وافقتك علي المسخرة دي 
أمسكت دعاء كف منال وقالت:
-صدقيني يا منال رائد كويس هو بس عايز فرصة أن حد يصلح حياته ..
-وانتِ مش مصلحة اجتماعية يا دعاء ...مينفعش عشان تصلحي.حياته تدمري حياتك أنتِ
نظرت إليها دعاء بحزن لتتأفف منال وتقول:
-اعملي اللي أنتِ عايزاه بس اياكي تشتكي 
ابتسمت دعاء وضمت منال إليها وقالت:
-بحبك 
-وانا كمان يا مـ.ـجـ.ـنو.نة بحبك 
قالتها منال بإبتسامة ظاهرية ولكن داخلها كانت خائفة علي صديقتها ...هذا الرجل خطير للغاية له تأثير قوي علي صديقتها...تشعر أن دعاء تساق الي فخ ...بل جحيم لا تدركه ...تعلم أن دعاء ستتعذب مع شخص بـ.ـارد مثله وقلبها الصغير لن يتحمل اهاناته المتتالية
................ 
بعد اسبوع 
انعقدت خطبة رائد ودعاء في حفل بسيط ...كانت ترقص دعاء مع رائد علي الموسيقي الناعمة ...كانت تشعر أنها تطير...دقات قلبها تمتزج مع دقات قلبه...تشعر بفراشات تداعب معدتها
-مبسوطة يا دعاء  
قالها رائد وهو ينظر لوجهها المشع بسعادة لا يمكن انكارها... 
هزت رأسها بحماس وضحكت مما جعلها تبدو أكثر سحرا.... ابتسم رائد وهو يتأملها بقلب خافق... كانت تبدو جميلة للغاية.... شعرها القصير يعانق وجهها وفستانها الأحمر المحتشم يحتضن جسدها الضئيل بنعومة... كانت مبهرة... جمالها صحيح ليس مبهر ولكن تلك الروح التي تمتلكها والتي يراها بوضوح من خلال عينيها الشفافتين ...لديها براءة غريبة ...تلك البراءة لم يشعرها لدي أحد حتي عند نيرمين ...تجهم وجهه عنـ.ـد.ما تذكرها ...وكأن الذكريات السيئة مصرة أن تهاجمه حتي في اسعد أوقاته...ذكريات خيانتها وخداعه ما زالت تنهش في جسده كالمرض ولكنه لن يدع تلك الذكريات تسيطر عليه ...لن يدعها تعكر مزاجه ..
هو علي يقين أن دعاء مختلفة تماما عن نيرمين ...هي من ستصونه وتطيب جراحه ...هي ستقضي علي شياطين الماضي التي تلاحقه بضراوة ...هي فقط ...
ابتسم ابتسامة ساحرة ثم اقترب منها وقال:
-بحبك 
........ 
-ايه خطب!! أختي مكملتش تمن  شهور ميتة وهو خطب... 
لمعت دمـ.ـو.ع الغضب بعينيها وقالت :
-بعد ما قـ.ـتـ.ـل أختي ودمر حياتنا... ببرود راح يتجوز واحدة تانية.. 
هزت رأسها وهي تمسح دمـ.ـو.عها... هذا الرجل قـ.ـتـ.ـل شقيقتها وبدلا من أن يدفع الثمن هو سعيد الان ...بينما هي تتلوي من القهر ...شياطين انتقامها لا تحل عنها ...أمسكت شعرها بقوة حتي كادت أن تقـ.ـتـ.ـلعه...لا لن تسمح بهذا ابدا ....رائد غنيم يجب أن يدفع ثمن ما فعله بشقيقتها ...تنهدت وحاولت أن تحافظ علي هدوئها وهي تقول بنبرة آمرة ..:
-طيب تعالي دلوقتي البيت عندي عشان نشوف الخطة التانية....
ثم أغلقت الهاتف وهي تجلس مكانها ....تشعر بنيران تنفجر في روحها ...ثأرها لا يهدأ ...هي لن تهدأ حتي تري رائد يدفع الثمن ....لن تهدأ حتي تراه راكعا أمامها نادما علي ما فعله ...حينها ...تنفست بعنف ...حينها سوف تقـ.ـتـ.ـلع رأسه من مكانها ...
-سميرة  بنتي مالك صوتك كان عالي 
قالتها والدتها بتوجس لتنظر اليها سميرة وتقول بعنف :
-البيه خطب 
-مين ده ؟!
-رائد خطب ...دم اختي لسه منشفش وهو خطب ...انا بموت من القهر وهو سعيد 
-انسي يا بنتي ...انتِ حاولتِ ومقدرتيش ..خافي علي حياتك يا سميرة ده واحد جبـ.ـار 
-مستحيل ...
صرخت سميرة وعينيها استحالت حمراء بسبب الدمـ.ـو.ع ثم أكملت:
-مش هنسي تاري....رائد لازم يموت زي نيرمين ...
أمسكت والدتها كفها بخوف وقال:
-يا بنتي اسمعيني ...أنا خايفة عليكي ...انسي الانتقام وخلينا نبعد ...خلينا نسافر ...رائد مش هيسيبك ..
ابتعدت سميرة عنها وقالت:
-لا يا ماما مش هبعد ...رائد هيدفع التمن ...مش هرتاح الا لما تشوفه تعيس ...هاخد حق اختي منه ...ساعتها ممكن ابعد ...ساعتها اوعدك هنسي كل حاجة وامشي ...
ثم أمسكت صورتها وهي ونيرمين وقالت بينما الدمـ.ـو.ع تحتشـ.ـد في عينيها :
-هاخد حقك يا نيرمين قريب ...رائد غنيم هينتهي قريب وعد مني !!!
........
بعد أن انتهت حفل الخطبة اصر رائد أن يخرج مع دعاء ....
كانا يسيران معا متشابكي الأيدي علي النيل ...كانت دعاء مستمتعة كثيرا بصحبته ...تحب مزاجه الرائق هذا ...نظر إليها رائد وابتسم وقال :
-شكلك تعبتي ياريتني جبت عربيتي معايا 
-لا ابدا بالعكس بحب اتمشي علي الكورنيش ..بحس بالسلام ...
نظر رائد الي أحد الباعة وقال:
::اجبلك حمص شام 
-ماشي ...
بعد قليل كانت تتناول منه دعاء الكوب الساخن والملعقة ليجلس هو بجوارها وهو صامت ...
نظرت إليه بتردد وقد خفق قلبها تـ.ـو.ترا وقالت:
-رائد
-نعم يا حبيبتي 
-انت وعدتني انك هتحكيلي عن اللي خلاك ...
صمتت وترددت ...خافت أن تفسد تلك اللحظات ولكن رائد نظر إليها دون اي تعبير لتتشجع وتقول:
-حابب تحكي عن الماضي ؟!
تنهد وهو ينظر إليها وقال :
-مستعدة تسمعيه 
هزت رأسها ليبتسم بحزن بينما يبحث بإرادته في ذلك الجزء المظلم من عقله عن تلك الذكريات السيئة ....
-انا كنت متجوز قبل كده يا دعاء ...اكيد عم منعم قالك ...بس يا تري قالك أنها مـ.ـا.تت واني أنا اللي قـ.ـتـ.ـلتها ...
ازدردت دعاء ريقها بصعوبة وقد ارتعش  جسدها ....هي تعرف أنه قـ.ـتـ.ـل زوجته ولكن عنـ.ـد.ما اعترف لها بتلك البساطة خافت ....صمت رائد قليلا واكمل وقد بدا غارق في ذكرياته :
-كان اسمها نيرمين ...كانت اجمل بنت اشوفها في حياتي واول واحدة قلبي يدق ليها بس مكنتش اعرف أن الست اللي حبيتها وحطيت قلبي تحت رجليها هتقـ.ـتـ.ـلتني بالشكل ده ...اشتغلت في شركتي ...خليتها سكرتيرتي ...كنت دايما بحاول اقرب منها وهي بتصدني .. حبيتها ...حبيتها اكتر من اي حاجة في حياتي وقررت اني مضيعهاش من أيدي واتقدمت واتجوزتها ...حطيت العالم كله تحت رجليها ...كنت بعمل المستحيل عشان اخليها مبسوطة ...بس في يوم ...
اختنق صوته واكمل ...:
-في يوم بدأت اشك في تصرفاتها ...بعدت عني وعلطول بتتكلم في التليفون فقررت اكدب عليها واقولها اني هسافر وبعدين رجعت البيت عشان اتأكد لقيتها ...
احتشـ.ـدت الدمـ.ـو.ع في عينيه واكمل :
-لقيتها هي واخويا في سريري ...قـ.ـتـ.ـلتهم الاتنين وبلغت عن نفسي ...وبما أن الجريمة جريمة شرف طلعت منها ...
مسحت دعاء دمـ.ـو.عها وكل خوفها منه تبدد هو يعاني وهي بطبيعتها الساذجة ظنت أن علاجه لديها  ... ابتسمت بدمـ.ـو.ع ثم أمسكت كفه وقالت:
-انا معاك ...أنا هنسيك كل اللي حصلك وعد ...وموافقة علي أن يكون كتب الكتاب الاسبوع اللي جاي !
ابتسم رائد وضمها إليه بحب 
-رائد الناس 
قالتها دعاء بخجل ليبتعد عنها ويبتسم قائلا :
-انا النهاردة اسعد انسان في الكون ...شكرا يا دعاء علي الحب اللي بتديهولي من غير مقابل ...اوعدك اني هحافظ عليكي ومش هزعلك ابدا ...
ابتسمت دعاء وهي تشعر أنها تطير من السعادة
.......
بعد اسبوع 
وقفت دعاء أمام المراة وهي تنظر إلي فستانها الاحمر البسيط ...كان الفستان طويل يلائم جسدها النحيف بأكمام طويلة وتل ناعم ...وشعرها القصير مربوط في تسريحة بسيطة ولكن انيقة ....احمر شفاه ناعم وماسكارا  سوداء هو كل ما يزين وجهها ...ابتسمت وهي تتطلع الي نفسها برضا...اليوم هو كتب كتابها ....اليوم ستنسب للرجل الذي اختاره قلبها ...وضعت كفها علي قلبها النابض وهي تشعر بالسعادة لا تصدق ان احلامها المامصلةوفي حرب واحد تحققت بتلك البساطة...تشعر وكأنها تطير من السعادة ...
-يالا يا عروسة 
قالتها منال بسعادة وهي تدخل الغرفة ...فجأة صفرت منال وقالت :
-ايه الجمال ده بس يا بت طالعة قمر اللهم بـ.ـارك ...
ابتسمت دعاء بخجل  وقالت :
-انا فرحانة اووي النهاردة يا منال حاسة ان احلامي بتتحقق ...خايفة يكون ده كله حلم وافوق علي الواقع المر ...
امسكت منال كفها وقالت بسعادة :
-لا يا دعاء انتِ مش بتحلمِ ده حقيقي ...انتِ اتعذبتي كتير وجه الاوان أنك تفرحي  ..افرحي وانسي ...
هزت دعاء رأسها وهي تضم منال إليها ...بينما في داخل منال بعض المخاوف ولكنها حاولت أن تمحيها حتي لا تزعج دعاء
.....
-قبلت زواجها 
بكلمـ.ـا.ت بسيطة اصبحت زوجته ...اصبحت ملك له للأبد..كان قلبها ينبض اثارة بينما يقترب منها مانحا اياها ابتسامة زلزلتها ثم طبع قبلة علي جبينها وقال:
-مبروك يا عروسة 
ابتسمت دعاء بسعادة وقد شعرت أنها انفصلت علي العالم تماما ...
.....
بعد قليل اخذها  رائد في مركب خاص علي النيل ليحتفلا بكتب الكتاب ...كان يحتضنها من الخلف ويقول :
-عمري ما تخيلت اني اكون فرحان بالشكل ده تاني ...وكل ده بفضلك يا دعاء ...
ابتسمت دعاء بخجل بينما ادارها هو إليه ....غرقت هي في سواد عينيه وارتبكت وهي نجده ينحني نحوها ....اغمضت عينيها بينما شفتيه تعانق شفتيها بلطف ...تمسكت به وهي تشعر انها تطفو بسعادة ...لعدة دقائق ظلا يتعانقان الي ان ابتعدت بخجل عنه وهي تتلمس شفتيها.... كانت تتنفس بقوة وقلبها يقفز داخل صدرها... وعقلها  يعيد قبلتهما الاولي... كيف أتت فجأة دون أي تخطيط... كان هو وقتها غارق بذكريات أخري... أخري خانته.... أخري كسرت قلبه لتتعهد هي علي إصلاحه ولكن هل ستسطيع انتزاع من قلبه امرأة عشقها لذلك الحد... هي لا تثق بقدراتها.. الاحري لا تثق بنفسها فهي رأت مدي جمال الأخرى... 
ابتلت عينيها بالدمـ.ـو.ع وامسكت كف رائد وقالت:
-رائد أنا بحبك اووي ...اكتر من أي حد في حياتي انت واخويا ومنال وعم منعم عيلتي اللي مش عايزة غيرها ...
ضمها إليه وهو يقول :
-وانا كمان بحبك 
........ 
مرت الايام سريعا كان البعض غارق في السعادة منتظر بترقب ...والبعض الاخر كان غارق في براكين الغضب....كانت سميرة تلقي كل ما يقابلها في طريقها من اثاث ...كان كان قد تلبسها جن غاضب لا تستطيع السيطرة عليه ...الرجل الذي دمر حياتها سعيد ...وهي لن تسمح له بهذا ...ستدمر سعادته تلك ..لا باس لينعم مع زوجته الحمقاء قليلا قبل ان تحول حياته الي جحيم لا يطاق ...جلست علي السرير وهي تتنهد بتعب ...اخرجت سجائرها ثم اشعلت وشعرت انها تشتعل معها ...نيران الثأر مؤلمة عنـ.ـد.ما تتمكن منك ...وهي لن تهدأ نيرانها حتي تنال من رائد ....
........
آتي يوم زفافها من رائد ...مشاعرها كانت حينها مضطربة بين السعادة والتـ.ـو.تر والخوف ...هي قبلت برجل ما زالت تلاحقه شياطين ماضيه ولانها تحبه وافقت ان تخاطر ...تخاطر بقلبها ...روحها وسعادتها...لعلها تنجح...هي تعرف ان رائد لا يحبها بنفس الطريقة التي تحبه بها...ولكن ما تمتلكه داخل قلبها من حب له يكفيهما سويا...
في قاعة الزفاف ...
كانت دعاء ترقص مع رائد في منتصف القاعة السعادة تطغي علي الاجواء يفعل الموسيقي الساحرة...كان رائد ينظر إليها بسعادة وقد قرر ان ينسي كل ما حدث في حياته ويبدأ من جديد معها هي ولكن فجأة اتت عينه علي امرأة  تنظر إليه من بعيد  ...توقف قليلا وهو يعيد النظر ليجدها قد رحلت ...
-رائد فيه حاجة ؟!!
قالتها دعاء بقلق 
ليبتسم رائد ويحذبها إليه قائلا مكملا الرقص :
-مفيش يا روحي ...
ولكن في باله كان سؤال يتردد ...من تلك المرأة التي تنظر إليه بكل ذلك الحقد؟!!!.
.......
-اتفضلي يا عروسة 
قالها رائد بسعادة وهو يدخلها للمنزل الكبير...
ولجت دعاء بخجل وما كادت ان تتقدم حتي شهقت عنـ.ـد.ما رفعها هو وحملها بين ذراعيه ...ضحكت بخجل وهي تلف ذراعيها حولهم وتسند رأسها عليه ...صعد بها الي غرفتهما ثم انزلها...فغرت فاها وهي تنظر الي الفراش الكبير الذي مغطي بورود الياسمين التي تعشقها والشموع التي تتناثر حول السرير برقة بدأ شاعرية للغاية ...ارتعش جسدها عنـ.ـد.ما احاطها رائد بذراعيه ثم قبل عنقها برقه ..
-يالا نصلي .
قالتها بتـ.ـو.تر وهي تنظر إليه لتصدم بعينيه التي تتطلع إليها برغبة ...مرر يديه علي وجنتيها وقال؛
-انتِ جميلة ...جميلة بشكل مش معقول يا دعاء أنا محظوظ بيكي ...
ابتلعت دعاء ريقها بينما يمرر كفه علي عنقها لتتـ.ـو.تر هي أكثر وتقول :
-رائد لازم ...
ولكن تقاطعت حروف كلمـ.ـا.تها عنـ.ـد.ما طبع قبلة علي وجنتها ...حاولت التركيز والكلام إلا أن شفتيه منعتها من الحديث تماما ثم حملها ووضعها علي الفراش جاعلا إياها ملكه بكل معني الكلمة ....
.....
في اليوم التالي ...
كانت تنظر إليه بحب وهو نائم عقلها يعيد تفاصيل الامس فتشعر بالخجل أكثر وهي تتذكر كيف غرقت معه ونست كل شئ...تخجل بسبب عدد المرات التي صرخت فيها بحبها له .....علي الرغم من قصر معرفتهما إلا أنه أصبح الحياة بالنسبة إليها ...النفس الذي تتنفسه ...لا تريد حبيب الا هو ...هو فقط لا تتخيل حياتها من دونه ...مررت اصابعها علي وجهه وهي تبتسم بحب وتفكر بذهول أن هذا الرجل الرائع الوسيم الذي ظنت أنه لن ينظر إليها حتي قد أصبح زوجها ...زوجها هي ....ضحكت بدهشة وسعادة ثم انحنت وهي تطبع قبلة قوية علي وجنته لتشهق عنـ.ـد.ما امسكها هو وقال وهو يضحك:
-مسكتك بتعملي ايه ؟!
ابتسمت بخجل وهي تدفن وجهها في صدره بخجل وتضمه بدورها ....لم يتكلم أكثر كي لا يحرجها يا ضمها بدوره وطبع قبلة رقيقة علي رأسها    
.........
بعد  أيام قضت فيها دعاء اجمل ايام حياتها مع رائد قررت زيارة عم منعم لتأخذ شقيقها ويعيش معها ...
-انزلي هنا يا دعاء أنا هركن العربية في مكان مناسب واجي وراكي 
-ماشي يا حبيبي ...
قالتها دعاء مبتسمة وهي تخرج من السيارة الفارهة التي لا تناسب بتاتا تواضع الحي ... أمسكت دعاء حقيبتها بسعادة وسارت بإتجاه منزل منار ولكن صوت مألوف جعلها تتجمد مكانها 
-مبروك يا عروسة ..
استدارت دعاء وهي ترمق علي ببرود شـ.ـديد وقالت:
-الله يبـ.ـارك فيك عقبالك ....
اقترب اكثر من الحد المسموح به وقال:
-لا عقبالي ايه ...البنت اللي كان عيني عليها خلاص اخدها غيري...
وعلي  غفلة امسك كفها وقال:
-انا عايزك أنتِ
-انت اتجننت ...
وما كادت أن تكمل توبيخه حتي قاطعها صوته الغاضب 
-دعاااء!
قالها رائد وهو يري هذا المنظر لرجل غريب يمسك كف زوجته !!؟!
-مين ده يا دعاء؟ 
قالها بصوت خشن.... نيران بـ.ـاردة تلمع  في عينيه جعلتها ترتبك كثيرا ...عضلات وجهه تقلصت من الغضب ونظرات الشك في عينيه ارعـ.ـبتها .... علت دقات قلبها وهي تنظر إلي تغيره الواضح.... ملامح وجهه التي أصبحت قاسية كالحجر... تراجعت قليلا وابعدت كفها  والخوف يسكن عينيها فتلعثمت بشـ.ـدة وهي تقول :
-ده على جاري و.... وبس ...
كان علي ينظر إلي تـ.ـو.ترها بتسلية.  خوفها الشـ.ـديد من زوجها جعله ينتشي بقوة فهو هو يراها في موقف لا تحسد عليه بينما الفزع يرسم خطوطه علي وجهها الجميل عرف أنه هو حاليا مخرجها من تلك الورطة  وان انكر كلامها ستقع في موقف لا يحسد عليه مع زوجها الثري ...نظرت إليه دعاء بتوسل وخوف ليبتسم لها هو بشر  ...ارتعبت دعاء وظنت أنه قد انتهي أمرها تماما ....
نظر علي الي رائد الغاضب ومد كفه وقال:
-ازيك يا استاذ رائد أنا ابقي علي جار مدام دعاء وزي اخوها ...اسف اني محضرتش فرحكم بس هعوضها إن شاء الله قريب 
نظر رائد الي كف علي الممدودة ببرود ثم أمسك كف دعاء وسحبها خلفه الي منزل منال ...
ابتسم علي وهو يري مع من وقعت دعاء ..
كانت دعاء تسير خلف رائد وهي تشعر بالرعـ.ـب منه ....كان لا يبدو طبيعيا وذلك الشك الذي يسكن عينيه أخافها....هل سيراها نسخة من زوجته الخائنة هل سيتحطم عالمها الوردي الذي صنعته بتلك البساطة ....هل سيفرق بينهما الشك ؟!!اسئلة كثيرة مرت في عقلها وشعرت أنها تدور في متاهة لن تنتهي
........ 
-لا لا يعني ايه تاخدوا بسام هو أنتِ يا دعاء مش مأمنة عليه هنا 
قالها منعم بلوم لتبتسم دعاء بتـ.ـو.تر وتقول:
-والله لا يا عم منعم أنا بس 
-من غير بس يا دعاء يا بنتي ...بسام هيقعد معانا هنا علي الاقل اسبوعين عشان تاخدوا راحتكم انتوا عرسان وانا أبوه ومنال أخته ولا ايه يا رائد بيه 
نظرت دعاء الي رائد الصامت بتوجس ....نظر رائد الي منعم وقال:
-اللي تشوفه يا منعم ...دعاء معلش أنا تعبان يالا نمشي  استناكي في العربية ...يالا سلام 
ووسط ذهول الجميع نهض ...
أمسكت منال كف دعاء وجرتها بعيدا وقالت :
-مالك جوزك يا بت...قالب بوزه من اول ما جه ومنطقش ولا كلمة هو انتوا لحقتوا تتخانقوا....
نظرت إليها دعاء ييأس وقالت:
-لا حصل الأسوأ 
-ايه اللي حصل يا فقر 
قالتها منال بتوجس لتتنهد دعاء وهي تقص عليها كل شئ....حكت لها ما حصلت وتلك المخاوف التي تحتل قلبها
وبعد أن انتهت نظرت إليها منال بصدمة وقالت بصوت يغلي:
-ليه مقلتلهوش أنه كان  خطيبك...
-خوفت منه 
نظرت إليها منال بصدمة وقالت بعصبية :
ليه خايفة منه كده... هو عاملك ايه؟! 
أخدت منال تصرخ بها يزعجها كثيرا ضعفها أمامه... 
مسحت دعاء دمـ.ـو.عها التي تسللت لوجنتها وقالت:
-انتي مشوفتيش شكله يا منال.... عينيه اتغيرت... أنا خوفت منه كأني عاملة عملة... متنسيش أن الماضي بتاعه ...
-مالي بالزفت الماضي بتاعه ...دعاء متجننيش ...ليه الخوف ده منه ...هو عاملك ايه بالضبط كأنك عامله غلطة ...يا دعاء مينفعش كده ...مينفعش تتعاملي معاه كده لانه كده هيتمادي معاكي وهتعاني معاه ...
هزت دعاء رأسها وقالت بخفوت:
-طيب يا منال خلاص اهدي عم منعم بدأ يلاحظ ...
ثم ضمتها سريعا وقالت :
-انا هروح دلوقتي ...
ثم ضمت شقيقها الصغير وذهبت..
........ 
ولجا الي المنزل ...طول الطريق لم ينطق بكلمة من الأساس ...كان يتجاهلها ببرود اوجع قلبها ...صعد الي غرفته بهدوء لتصعد هي خلفه والخوف يتصاعد في قلبها مما قادم ...وجدته قد خلع سترته وأمسك حاجز الفراش بغضب ...وضعت كفها علي كتفه وكادت أن تتكلم إلا أنها شهقت  بعنف عنـ.ـد.ما أزاح كفها ونظر إليها ونيران الغضب تتصاعد في عينيه ...رجعت دعاء للخلف بخوف ...وقد شعرت أن قلبها وقع في قدميها من شـ.ـدة الخوف ...ازدردت ريقها وحاولت الكلام اللي أن لسانها لم يطاوعها...
-رائد 
قالتها برعـ.ـب ...ليبتسم بسخرية وهو يمسك ذراعها ويقول :
-قولي الحقيقة يا دعاء اللي  كان معاكِ ده النهاردة يبقي مين ...
اتسعت عينيها بذعر وأخذت تتنفس بعنف محاولة ترتيب أفكارها وكلمـ.ـا.تها ليصـ.ـر.خ هو بعنف ويقول:
-انطقي يبقي مين وازاي يمسك ايدك بالطريقة ده ... انطقي بدل ما اقـ.ـتـ.ـلك ...
انسابت دمـ.ـو.عها وأخذت تتنفس بخوف وقد عجزت تماما عن الكلام ...ليقترب أكثر منها ثم يهزها بقوة ويقول :
-بقولك اتكلمي مين ده 
-جاري بس والله جاري ...
قالتها برعـ.ـب وهي تبكي بعنف ...أمسكت قميصه وهي تقول بصوت مرتعش باكِ :
-رائد انت بتشك فيا أنا ...أنا يا رائد....
ازاحها رائد عنه بقرف وقال :
-كلكم نفس الصنف ..
ثم تركها وذهب لتنهار هي علي الأرض وتبكي وقد تحطمت أحلامها الصغيرة.... عالمها الوردي تحطم للابد وتسرب السواد إليه....
......
مرت ايام كالجحيم عليهما ...ايام تجاهلها فيها كثيرا وكسر قلبها ...كان لا ينظر إليها حتي ويعاملها ببرود كسر قلبها الصغير ...نظراته الحارة لها تجمظت واصبحت جليد...لم تتحمل هذا كله ...بكت وانهارت...العروس التي كانت تشع سعادة ذبلت علي يد حبيبها ....ولكن في يوم طفح الكيل بها وقررت ان تواجهه ...لن تسمح له ان ياماها بتلك الطريقة ...هي ليست رخيصة...انتظرت قدومه علي آحر من الجمر وعنـ.ـد.ما ولج لغؤفتهما نهضت وقالت:
-تحب احضرلك 
ولكنه قاطعها قائلا :
-لا شكرا اتعشيت برة ...وهناك دلوقتي تصبحي علي خير ...
امسكت كفه وهي تقول بإنفعال:
-لا يا رائد هنتكلم كفاية تجاهل لحد دلوقتي أنا استحملت كتير حـ.ـر.ام عليك ..
ابعد كفه وكاد ان يتكلم الا انها اقتربت منه وقالت:
-ليه بتعمل كده ...ليه  بتكسرني بالشكل ده ...أنا بحبك حـ.ـر.ام عليك ...
لم تتغير نظراته الجليدية وقال:
-يظهر أننا اتسرعنا في الجوازة دي ...
لم تتحمل اكثر وهوت علي صدره بكفيها وهي تصرخ بهيستريا :
-كفاية كده حـ.ـر.ام عليك انت ايه ...أنا عملت ايه لده كله ...أنا حبيتك وده  جزاتي ...استحملت اهانتك وبرودك معايا ...خلاص طلقني وسبني 
ثم وقعت علي الأرض وهي تبكي بعنف ...هلع رائد وهي يري انهيارها  ..بدت دمـ.ـو.عها صادقة ...يعترف أنه قد تمادي معها ولكن ذكري رجل آخر يمسك كف زوجته أشعلت النيران داخله ...تنهد وجلس بجانبها وهو يضمها قائلا :
-انا آسف آسف خلاص 
ولكن بكاؤها ازداد وكأن تراكمـ.ـا.ت الايام الفائتة انفجرت أخيرا ...
ظلت نصف ساعة تبكي وعنـ.ـد.ما هدأت قليلا ابعدها عنه رائد وهو يقبلها علي جبينها قاىلا:
-اسف ..عارف اني زودتها وباجي عليكي كتير بس أنا كمان بعاني ...أنا خايف يا دعاء خايف افشل تاني ...بحبك وخايف قلبي يتكسر 
-انت مش واثق فيا 
واجهته بحزن ودمـ.ـو.عها تنساب بغزارة ليمسح دمـ.ـو.عها برفق ويقول :
-انا مش واثق في نفسي وخايف ...
انسلت دمـ.ـو.عه بخلسه من سجن عينيه لتمسح هي دمـ.ـو.عه برفق ثم تمسك كفه وتضعه علي قلبها قائلة :
-القلب ده لديك والله محبتش ولا هحب غيرك ...بلاش تبعد يا رائد لاني بخاف ...بلاش تأذيني بالشكل ده ...
هو رأسه وهو يضمها بقوة إليه طاردا كل تلك الافكار البشعة...
......
بعد بضعة ساعات 
نظر إليه بحب وهي نائمة.... كانت تبدو كالملاك..احتلت ملامحه الحزن للحظات وهو يفكر في الأيام الماضية كيف أساء إليها وشك بها... ولكن هو معذور... ماذا يفعل بأشباح ماضيه التي تطارده ولا تجعله يعيش بسلام .....خيانة زوجته ما زالت تلاحقه وهذا ما يعكر صفو   علاقته مع  دعاء ...ولكنه قرر الا يجرحها مرة أخرى ....خرج من شروده علي صوت رسالة انت علي هاتف زوجته ...عقد حاجبيه بشك ثم امسك الهاتف وفتحه ....اشتعلت النيران في جسده وهو يري رسالة من رقم غريب مكتوب فيها :
-حشـ.ـتـ.ـيني و  ...حبيبك علي !!
انتفضت بخوف وهي تراه يدور حول نفسه... عينيه مشتعلة بالغضب وجسده متـ.ـو.تر... أرادت أن تسأله عن سبب تـ.ـو.تره ولكن حالته لم تشجعها بتاتا... 
-رائد فيه ايه؟! 
نظر إليها بغضب بالغ كانت براكين غضبه تثور داخله ...ود لو حطم عظامها ....تراجعت دعاء بخوف وهي تري تلك النيران التي تنبعث من عينيه وعقلها بدأ في وضع أسوأ السيناريوهات .  ابتسم  ساخرا ثم اقترب منها وهو يقول بغضب  :
-ازاي يبعت ليكي رسالة زي كده؟! 
نظرت إليه بحيرة ولكن بقلق وخوف وقالت :
-رسالة ايه؟! 
أخرج هاتفها من جيبه وفتحه وهو يريها رسالة اتتها بعد منتصف الليل من علي كتب فيها"حشـ.ـتـ.ـيني و  ..
تدلي فك دعاء بينما أخذ قلبها يهدر بعنف داخل صدرها ...رباه هذا الحقير ينوي تخريب حياتها ..
-انطقي يا دعاء ازاي جارك يبعتلك رسالة زي دي !!!
تراجعت بخوف... لسانها انعقد تماما لم تعرف ماذا تقول ... هل تقول انها كذبت وأنه خطيبها السابق ...لو أخبرته هذا سيعتقد أنها كاذبة ولن يصدقها أن أخبرته أنه يفعل هذا كي يدمر حياتها ...التمعت الدمـ.ـو.ع بعينيها وقالت بخوف :
-رائد اسمعني 
-قوليلي ازاي يبعتلك الرسالة دي؟! فيه ايه بينك وبينه انطقي! 
-أنت بتشك فيا 
سألته بصدمة بينما ترمش لتحرر تلك الدمـ.ـو.ع الثقيلة علي عينيها بيضحك هو ساخرا ويقول :
-لا العفو يا مدام يا شريفة ألقي واحد باعت لمراتي  رسالة حب اخر الليل ومفروض أخدها بالحـ.ـضـ.ـن صح ...
فجأة امسك ذراعها وضغط عليه بقسوة ثم قال:
-انطقي يا دعاء ازاي يبعتلك رسالة زي كده ...بدل والله ادفنك هنا واخلص منك انتِ فاهمة ..
-رائد
قالتها بخوف ليصـ.ـر.خ هو بها بقوة ويقول :
-انطقي يا بت ...
أغمضت عينيها وهي ترتجف بقوة وتقول :
-كان خطيبي
ابتعد عنها بصدمة لتمسك هي كفه وتقول :
-والله يا رائد مكنتش حابة اقولك عشان متتضايقش....ده واحد حـ.ـيو.ان لما رفضت ارجعله دلوقتي عايز يخرب بيتي ...والله مفيش حاجة بيننا يا رائد متخليهوش يخرب حياتنا ابوس ايديك ....
ابعد كفيه يتقزز وهو ينظر إليها نظرات قـ.ـتـ.ـلتها ...نظرات الشك كانت تلمع بعينيه ..نظراته أخبرتها بوضوح كيف يفكر بها ...
-كلكم واحد ...أنتِ متفرقيش عنها 
لفظها اخيرا بقرف لتشعر وكأنه غرز سكين صدأ في قلبها ....نزيف قلبها لا يتوقف ونار روحها لا تنطفئ ...ولكن هل تلومه هي من كذبت ولكنه فاقد الثقة بها مع اول رياح هاجمت ثقته الواهية تحطمت تماما ...
نظر لدمـ.ـو.عها ببرود  وقال:
-حلوة اووي دمـ.ـو.ع التماسيح دي ....
امسك ذراعها وقال:
-بس الدمـ.ـو.ع دي مش هتخدعني...أنا هشوف حكاية الواد ده ايه وايه نظام علاقتكم بالضبط ...لو طلع يا دعاء بتكدبي عليا وديني لأخليكي تحصلي نيرمين ...
ثم دفعها لتسقط أرضا باكية ...وذهب غاضبا ...
ضمت دعاء نفسها وهي تنفجر بكاءا...كل شئ يتسرب من يديها بقسوة ...سعادتها الواهية تحطمت تماما!!!....
خرج رائد وهو يشعر كأنه يغلي علي مراجـ.ـل من الجحيم ...الغضب لانه رغم ما رأه جزء في أعماق روحه يصدق أنها بريئة ...حاول طرد تلك الفكرة تماما ...فهي لا تختلف عن نيرمين ينتظر فقط الدليل لكي يزهق روحها ...
..... 
اتي المساء وحاولت الخروج إلا أن الحارس علي باب الفيلا منعها. هو يخبرها بأدب أن تلك رغبة رائد باشا ألا تخرج من المنزل تحت اي ظرف من الظروف ...استشاطت غصبا من معاملته تلك وذهبت غاضبة إليه لكي تواجهه ....يكفي أن تبقي بهذا الضعف ...يجب أن يثق بها قليلا والا يتركها وشأنها 
......
ولجت للمنزل بغضب وجدته يتناول عشاؤه بهدوء التي حضرته ضحي أحدي الخادمـ.ـا.ت التي أتت منذ اسبوع ...وقفت بجواره وهي تصرخ بنبرة تغلي غضبا:
-يعني ايه انت حبستني هنا يا رائد... أنت فاكرني حـ.ـيو.انة؟!.. 
لم يرد عليها بل أكمل طعامه ببرود لتغتاظ هي وتزيح الطبق حتي سقط علي الأرض وانكسر وتناثرت محتوياته وصرخت به :
-طلعني من هنا فورا أنا رايحة بيتنا وورقة طـ.ـلا.قي توصلي أنا مستحيل أعيش مع واحد زيك! .... 
نهض بغضب وامسك فكها ثم دفعها للحائط 
تأوهت بينما يدفعها بعنف للحائط ...حاوط رقبتها وقال بغل :
-اسمعي يا روح امك طلوع من هنا مفيش لحد ما اعرف ايه علاقتك بالكـ.ـلـ.ـب اللي اسمه علي ...وديني يا دعاء لو اثبت انك بتخونيني هقـ.ـتـ.ـلك واخليكي تحصلي المرحومة ...اللي يخون رائد غنيم يموت ....
انسابت الدمـ.ـو.ع من عينيها وقالت بإختنتاق:
-انت مريـ.ـض ...منال كان عندها حق كان لازم ارفضك ...
اشتاط غضبا ليبتعد قليلا عنها ثم يصفعها بقوة لدرجة انسياب الدم من فمها ... وقعت علي الارض بضعف ليجلس بجوارها وامسك شعرها وقال:
-انا هوريكي المرض اللي علي حق يا دعاء ...
ثم شرع في صفعها حتي انهارت علي الأرض تبكي ...نهش وهو يلهث وقال:
-طـ.ـلا.قك مني مستحيل ...حتي لو عرفت انك خاينة يا حبيبتي مستحيل اطلقك أنا بس هقـ.ـتـ.ـلك زيها ...
ثم تركها وذهب ...تركها محطمة وقد أيقنت أن عالمها الوردي تحطم علي يد حبيبها !!
....... 
مرت الايام وهو يتجاهلها تماما نهارا ولكن في الليل يتصرف كأي ذكر مستبد ينتزع حقوقه منها ثم يتركها علي الفراش منتهكة الروح والجسد وينام بغرفة اخري ....لقد اشعرها حقا انها رخيصة للغاية لا تمثل شئ له سوي جسدا يتمتع به في إطار شرعي ...لقد كسرها كما لم يكسرها أحد من قبل ...حتي تخلي والدها عنها لم يسبب كل ذلك الالم ...
....
في يوم استطاعت أن تأخذ هاتف الخادمة 
...
-ضـ.ـر.بني يا منال... ضـ.ـر.بني وحبسني في البيت 
قالتها دعاء من خلال الهاتف التي اخذته من الخادمة دون أن يعرف رائد 
-الحـ.ـيو.ان الحقير ...مش قولتلك يا دعاء ابعدي ده انسان مريـ.ـض نفسيا والله  
-ياريتني سمعت كلامك أنا بعاني هنا والله يا منال مبهدلني ...فاكر اني خاينة 
-اتاريه الوا.طـ.ـي طلب من ابويا أن بسام يقعد فترة معاكم ...ده انسان مختل ...بس انا لازم اتصرف 
مسحت دعاء دمـ.ـو.عها وقالت :
-هتعملي ايه؟! 
-هبلغ البوليس واجي 
-لا لا يا منال اياكي تعملي كده مش عايزين نوصل الموضوع للدرجادي... ومتنسيش أن الزفت علي بعتلي الرسالة المشبوهة دي... بس أنا اللي غلطانة إني مغيرتش رقمي ومقولتش لرائد عن الحقيقة
-اومال عايزاني اعمل ايه يا دعاء... اشوفك بتعاني معاه واسكت... اسمع أنه ضـ.ـر.بك وحبسك واسكت... ليه ملكيش أهل. 
اخفضت دعاء عينيها بحزن وقالت:
-انا لسه بحبه مش عايزة الموضوع يوصل لكده يمكن لما اكلم ....
-نعم يختي بعد ده كله بت انتِ هبلة ولا ايه ..مفروض ترميه بعد اللي عمله 
-اهدي يا منال بس 
-انتِ مش شايفة كلامك يا دعاء ...يا بت هو عامل فيكي ايه ده مبهدلك واهانك وضـ.ـر.بك عايزة ايه تاني عشان تبعدي عنه انطقي مستنية لما يقـ.ـتـ.ـلك زي مـ.ـر.اته يا دعاء ...
تنهدت دعاء وقالت:
-هكلمه النهاردة ولو فضل علي الوضع ده ههرب  ....
ولكن فجأة شهقت عنـ.ـد.ما تناول رائد الهاتف من يدها ثم ألقاه علي الأرض محطما إياه ...
اتسعت عيني دعاء برعـ.ـب ليمسك هو ذراعها ويصـ.ـر.خ بها:
-وكمان عايزة تهربي مني 
-لا يا رائد والله ...
ولكنها قاطعها وهو يشـ.ـدها من شعرها ....كانت شياطين الجحيم تتراقص من حوله ...لم يكن يعي ما يفعل هو فقط يريد أن يـ.ـؤ.لمها بالقدر الذي تألم به ...لم يسمع صراخها أو توسلاتها لا شئ علي الاطـ.ـلا.ق ....
أخذت هي تبكي بعنف. وتصرخ متوسلة بينما يلقيها علي الفراش ...كان يحل ازرار قميصه بينما تنظر هي اليه برعـ.ـب وتبكي 
-ايه خايفة 
قالها ساخرا لتصرخ هي متوسلة:
-لا يا رائد ابوس ايديك
ضحك وقال:
-مش عايزة حد يلمسك الا حبيبك صح يا رخيصة ؟!!!
-رائد 
قالتها بصدمة وهي تشعر بقلبها يتفتت من الألم ليبتعد هو عنها مشمئزا ويقول :
-بس خلاص انا حتي بقيت اقرف ما اقرب منك حتي ...
ثم ذهب وتركها ولكن تلك المرة لم تبكي أو تنهار ...بل اتخذت القرار المناسب ...هي لن تكمل حياتها مع شخص مثله ابدا ...
.........
في اليوم التالي ...
كانت جالسة علي الأريكة تضم ركبتيها إليها بينما غارقة في التفكير ...عنـ.ـد.ما انتشلها صوت ما من أفكارها 
-تحبي اهربك من هنا !!!
نظرت دعاء إلي الخادمة بذهول وقالت:
-عيدي كلامك؟! 
ابتسمت الخادمة بعطف وقالت:
-لو حابة ممكن اساعدك تهربي... حـ.ـر.ام أنك تتحبسي بالشكل ده انتي إنسانة برضه... اهربي وروحي لأهلك... قرايبك أي حد يقدر يوقف في وشه ومترجعيش تاني 
نهضت دعاء وقالت بإرتباك :
-بس ازاي ههرب... هو معين عليا حراسة كبيرة اووي... أنا خايفة عشان لو اتمسكت مش هيرحمني 
جلست دعاء مرة أخري علي الأريكة وهي تضع  كفها علي قلبها وتقول :. 
-أنا بقول اديله فرصة كام يوم عشان يهدي وبعدين نتكلم وهو هيسمعني... صح يا رضوي.. أكيد هيسمعني... هو بيحبني وهيثق فيا... رائد هيثق فيا صح ...
نظرت إليها الخادمة بحزن وقالت:
-لو كان عايزك تشرحي مكانش حبسك ولا عاملك بالشكل ده ...انتِ مش مضطرة تستحملي المعاملة دي ابدا يا بنتي ...
انسابت دمـ.ـو.ع دعاء وقالت وهي تشهق بألم :
-انا بحبه يا رضوي 
-بس هو لا ...
نظرت دعاء الي رضوي بصدمة لتقول رضوي بإحكام :
-اللي بيحب مبيأذيش بالطريقة دي ...اللي بيحب بيثق ...بيسمع ويتفهم ...اللي بيحب بيحافظ علي كرامه الشخص اللي بيحبه ...يا بنتي أنا قلبي واجعني عليكِ عشان كده عايزاكي تهربي من هنا وتمشي ...روحي عند اهلك ...اي حد يقف في وشه ...
انسابت دمـ.ـو.عها. هي تقول بإختناق:
- عندك حق بس انا مليش حد يا رضوي ...امي مـ.ـا.تت وابويا اتجوز وسابني ...عم منعم الله يكرمه هو اللي ساعدني وانا مش عايزة اضره اكتر من كده ...كفاية اللي خسره بسببي ...
جلست رضوي بجوارها وقالت:
-يعني مش عايزة تهربي ...
-انا خايفة 
-متخافيش أنا هساعدك ...يمكن لما تروحي لهم منعم يتكلم معاه ويقنعه ...يمكن يهدي شوية ...
نظرت إليها دعاء وقالت:
-ايوة بس ههرب ازاي 
-انا هقولك 
قالتها رضوي وهي تطمئنها ...بينما شعرت دعاء بالخوف لا تعرف هل قرارها صحيح ام لا ...ولكن لن تتحمل تلك المعاملة من رائد ...صحيح تحبه ولكنها لن تتنازل أكثر 
...... .. .......
بعد قليل ...
-طيب لما يسألك انتي هتقوليله ايه وهتبرري هروبي ازاي؟! 
قالتها دعاء بتـ.ـو.تر بالغ وهي تقف أمام الباب الخلفي للمطبخ... كان كل شئ جاهز... الحراس نائمون بسبب العصير الذي اعدته رضوي ثم وضعت فيه منوم قوي واعطتهم إياه... الخطة كالاتي.. ستخرج من البوابة الكبيرة ثم تذهب إلي الشارع  العمومي وتستقل سيارة أجرة لتاخذها إلي منزلها.... الأمر بسيط للغاية... إذن لماذا هي خائفة؟!! لماذا قلبها ينبض بهذا الخوف... والحزن!! رغم كل شئ ما زالت تعشقه... ولم ترغب أن ينتهي زواجهما بتلك الطريقة... ولكن حقا لن تتحمل شكوكه وهوسه.... رائد كالنمر المجروح أقل احتكاك به سيجعله أكثر خطوره...لدرجة أنه قد يقـ.ـتـ.ـلها في أحد نوبات جنونه...وهي اصبحت تخاف منه كثيرا ...كان يجب أن يسمعها بدل ما أن يتهمها في شرفها ... ربما عم منعم سيساعدها ...ربما يتكلم معه وينتهي الموضوع ...أغمضت عينيها بخوف وهي تقرر أن تخطو خطوة نحو حريتها ...ربما تنفصل عنه للابد تلك المرة وتلك الفكرة توجهت قلبها فكادت أن تتراجع ولكنها حكمت عقلها وخرجت مسرعة بعد أن ودعت رضوي ....
بعد أن خرجت متسللة من الفيلا اخذت تركض ودمـ.ـو.عها تتسابق علي وجنتيها ...لقد تركت قلبها وذهبت من أجل سلامة روحها ....ولكنها أيقنت أن الهروب مؤلم  ولكن البقاء ايضا جحيم وما بين الاثنين هي ضائعة تماما ...أشارت لسيارة أجرة ثم استقلتها وهي تمليه العنوان بصوت مرتعش ...
............ 
بعد ساعات كان صوت رائد يهدر في المنزل وهو يبحث عن دعاء ورضوي
-الهانم هـ.ـر.بت يا لؤي.... هـ.ـر.بت وراحت لعشيقها وديني لاقـ.ـتـ.ـلها. 
قالها رائد وهو يسحب سلاحه ليقف أمامه لؤي ويقول :
-اهدي بس يا رائد... 
-أهدي ازاي قولي... بقولك هـ.ـر.بت... بتخوني... أنا اتخنت للمرة التانية يا لؤي... أنا حبيت للمرة التانية واتخنت كمان... كلهم طلعوا زي بعض... خاينين... 
جلس رائد علي الأرض ودفن وجهه بين كفيه ثم بدأ... بالبكاء!!! 
توسعت  عيون صديقه بدهشة... أنها المرة الأولي التي يراه يبكي فيها... لم يري رائد فاقد للسيطرة هكذا حتي عنـ.ـد.ما خانته نيرمين وشقيقه... كان رائد دائما شخص بـ.ـارد نادرا ما يشعر بالحزن أمام أحد... كان يكتم داخل قلبه... كان غاضب دوما...يخفي ألمه تحت قناع الجليد الذي يرتديه ولكن القناع سقط وضعفه ظهر ...ابتلع لؤي ريقه بحزن ثم نزل واقترب من صديقه وقال:
-رائد سيطر علي نفسك واهدي وفكر ...ممكن تكون مظلومة ...
-مظلومة ؟!!!
هدر رائد بسخرية ثم هو رأسه وضحك بجنون وقال :
-بقولك شوفتهم بعيني كان ماسك ايديها وبالليل بعتلها رسالة يحب فيها ...بيغفلوني الاتنين 
-مفكرتش أن دي ممكن تكون مؤامرة منه ...اقصد انت بتقول كان خطيبها اكيد لما سابته حس بالإهانة وقرر يبوظ حياتكم ...فكر في الاحتمال ده يا رائد ..
هز رائد رأسه وهو لا يريد تصديق الأمر وقال:
-طيب وهـ.ـر.بت ليه ...هروبها ده يدل ...
قاطعه لؤي وقال :
-دليل علي خوفها وعلي معاملتك السيئة معاها ...رائد انت حبستها دي صاحبتها جات. كانت هتهد الدنيا علي راسي وكانت عايزة تبلغ البوليس بس وعدتها اني هحل المشكلة ...
تنفس رائد بعصبية وقال:
-مش قادر اصدق انك انت اللي بتدافع عنها ...
-انا حاسس فعلا أنها بريئة ...روح يا رائد ومتبوظش الدنيا عشان خرافات في دماغك ...اسمعها وتتكلم معاها فكر في كل الاحتمالات ماشي .
تنهد رائد بألم ...كلام لؤي غير بعض من وجهة نظره ...قد تكون فعلا بريئة ...وقد تكون قسوته الزائدة هي من جعلتها تفر منه ...لذلك عزم علي أن يذهب إليها ويتكلم بهدوء 
....... 
في منزل عم منعم البسيط ...
كانت دعاء تنهار بالبكاء في أحضان منال بينما منال تقول بغيظ:
-متبكيش يا بت وديني لأطلقك منه الإمعة ده هو فاكر بنات الناس لعبة ولا ايه ...ربنا يحرق قلبه زي ما حرق قلبك ...
شهقت دعاء بألم بينما قال منعم:
-مش وقته الكلام ده يا بنتي 
-اومال ايه يا بابا ...مش شايف عمل فيها ايه ...ده واحد مـ.ـجـ.ـنو.ن ومهووس ..ده حبسها وضـ.ـر.بها 
تنهد عم منعم ونظر لدعاء وقال:
-يا بنتي رائد بيه ليه ظروفه واي واحد في مكانه ممكن ...
-رائد  بيه بيتهمني في شرفي  يا عم منعم... تخيل أنا يقولي يا خاينة... بعد كل غلطاته اللي غفرتهالوا...بعد ما تحملت شكه وغلطه فيا ...يحبسني ويتهمني في شرفي ويضـ.ـر.بني كمان !!!
صرخت دعاء بوجع ...ليسكت عم منعم ثم يقوم وياريت علي كتفها ويقول :
-ارتاحي أنتِ دلوقتي ونتكلم بعدين ...خديها يا منال علي الاوضة ...
اطاعته منال واخذتها للغرفة ...
وقبل أن تنام دعاء أمسكت كفها وهي تقول :
-معلش يا منال بلاش اخويا يعرف باللي حصل هو صغير ومش عايزة اخليه يزعل ...
-اكيد يا روحي ارتاحي أنتِ أنا وبابا رايحين نزور قبر ماما وبسام حاليا في الدرس  ارتاحي أنتِ 
هزت دعاء رأسها ثم وضعت لتنام ....
بعد نصف ساعة تقريبا رنين الجرس انتشلها من نومها لتنهض وهي تشعر بالدوران لتفتح الباب ظنا أنه بسام لتصرخ فجأة عنـ.ـد.ما وجدته علي ...دفعها علي للداخل وقال ،:
-وقعتي في أيدي يا دودو ...
-اطلع برة والا وديني هلم عليك الناس يا حـ.ـيو.ان مش كفاية حياتي اللي دمرتها 
-مش هطلع الا لما اخد اللي أنا عايزه ...
ثم ضمها بقسوة  وهي يحاول تقبيلها بالقوة صرخت وهي تبعده عنها إلا أنه التصق بها أكثر ...
-واضح إني قطعت حاجة مهمة 
صوت رائد جمدهما تماما!!
- كان ينظر إليها ببرود وكأن غضبه منها تطاير... ولكن خلف ذلك البرود كان محطم للغاية... لقد ذاق مرارة الخيانة للمرة الثانية! حطم قلبه للمرة الثانية ولكن الذنب ذنبه.... هو من وثق بها...أعطي لامرأة الأمان وهو هو يجني ثمار غباؤه ...شعر في تلك اللحظة كأن الجليد احتل قلبه فبدل أن يقـ.ـتـ.ـلها هي وعشيقها كما فعل مع زوجته نظر إليها بقرف وكأنها رخيصة لا تساوي شيئا ..
كانت تنظر إليه بصدمة... ابتعد عنها علي لتراقب الوضع الذي هي فيه... شعرها مشعث.. ملابسها كذلك وكحلها يسيل علي عينيها ...تلك الصورة جعلتها ترغب في التقيؤ ...لقد شعر بالإشمئزاز منها ...هزت دعاء رأسها وهي تتوسله بعينيها الا يظلمها مرة اخري لكنه ابتسم ساخرا واستدار وكاد أن يذهب ....الا أنها ركضت وهي تتمسك بكفه وتصرخ :
-لا يا رائد ابوس ايديك متظلمنيش  ..... اسمعني بس ...
ولكنه دفعها بعيدا بقرف وقال:
-كفاية اللي شوفته يا محترمة ....طيب كنتوا تقفلوا الباب عشان محدش يقاطع اللحظات الجميلة دي 
قالها ببرود رغم روحه التي تغلي 
..ود أن يقـ.ـتـ.ـلها سويا الان لعله يرتاح ولكن لا ...لا تستحق أن  يلوث يديه بدماءها ...كان علي متجمد وهو ينظر اليه برعـ.ـب ولكن بدا أن رائد لا يراه حتي...
دفعها عنه وقال:
-متقلقيش يا دعاء مش هقولك ولا حاجة أنتِ ارخص من كده بكتير أنا يدوب اطلقك وارميكي عشان ترجعي لأصلك الوا.طـ.ـي زيك ...أنتِ رخيصة وهتفضلي رخيصة دايما والرخيص مش بنتعب نفسنا معاه ...لا بنرميه تحت رجلينا ...
انسابت دمـ.ـو.عها وهي تشهق بألم وتقول:
-والله مظلومة هو اللي هجم ....
-انتِ طالق يا دعاء ..مش عاوز اشوف وشك تاني 
لطـ.ـمـ.ـت دعاء ليطالعها بقرف ثم ذهب ...
وقعت دعاء علي الأرض وهي تبكي وتلطم علي وجهها حتي كادت أن تمزقه...تولول بكلمـ.ـا.ت لا تصل حتي لأذنها  ظلت تبكي وتبكي حتي فقدت الوعي تماما ...لهث علي بعنف وهو يراقب ما حدث ثم خرج مسرعا خلف رائد وهو يشكر ربه أنه لم يقـ.ـتـ.ـله 
....
-دعاء ...دعاء فوقي ...
صوت منال المرتعب انتشلها من كوابيسها ...نهضت دعاء وهي ترتعش ...رأت نفسها علي الفراش وعم منعم ومنال واخاها بجانبها ...تساقطت دمـ.ـو.عها وهي تقول بجنون:
-منال ... منال ده كان حلم صح ...أنا كنت نايمة هنا متحركتش من مكاني ...
كانت تتكلم بسرعة وبهذيان ...جعلت منال تخاف عليها ...أمسكت منال كفها وقالت:
-لا يا دعاء أنتِ كنتي واقعة في الصالة ايه اللي حصل ؟!
شهقت ووضعت كفها علي فاها وهي تدرك أن ما حدث حقيقة وليس كابوس بشع بل هي الحقيقة الابشع علي الاطـ.ـلا.ق ...لقد طلقها رائد ...انسابت دمـ.ـو.عها علي وجنتيها وهي تلطم ثم انفجرت في البكاء يشكل اخاف منال ووالدها وبسام أخاها  ...اخدت منال تهزها بعنف وتقول 
-يا بت انطقي مالك ؟!!
-رائد 
-ماله سي زفت 
-طلقني
-ايييه
قالها عم منعم ومنال في وقت واحد ...لتهز هي رأسها ثم بدأت تقص عليهما ما حدث بالضبط ...
بعد أن انتهت كانت تشهق وتبكي في حـ.ـضـ.ـن منال ...بينما تجمد تم منعم ولم يعرف ماذا سيقول ..
....... 
-رائد اهدي ابوس ايديك 
صرخ لؤي به وهو يراه يدمر ما تلتقطه يداه ...كان في حالة هياج لم يراها من قبل ...بينما رائد كان لا يسمعه ولا يراه ...كل ما كان يراه هو خيانة امرأتين احبهما كثيرا ...ظن أن دعاء مختلفة تماما ولكنها مثلها ...رخيصة وخائنة مثلها ...
أوقفه لؤي بعنف عما يفعل وصرخ به :
-اهدي ....اهدي ابوس ايديك ..
-شوفتها في حـ.ـضـ.ـنه يا لؤي ...مقدرتش تستني ...الهانم اللي انت قولتيلي اني ممكن اكون ظالمها كانت في حـ.ـضـ.ـن عشيقها أنا اتخانت للمرة التانية ...اتكسرت للمرة التانية بس ده غلطي ...غلطي أني وثقت في واحدة ست ...كلهم صنف واحد ..صنف رخيص ..ودعاء ارخصهم ...
جلس علي الأرض وهو يدفن وشه بين كفيه بتعب ...نظر إليه لؤي بإشفاق وجلس بجواره وهو يربت علي كتفه ...رفع رائد رأسه وقد ارتدي قناعه الجليدي وقال:
-مفيش ست تستاهل اني ابكي عشانها يا لؤي ....
امسك كفه وقال:
-لؤي خدني المكان إياه عايزة انبسط وانسي ...
-رائد ..
-لا لا يا لؤي مترفضش ...ابوس ايديك ساعدني ..
هز لؤي رأسه بإستسلام وقال:
-تمام كمان ساعتين اجهز وانا هسهرك سهرة حلوة ...
ثم نهض لؤي وذهب ...
......
-انا انتهيت يا منال ...لو تشوفي نظرات رائد ليا حسيت اني رخيصة اووي في نظره ...من غير تردد طلقني كأني مستاهلش فرصة اتكلم أو ادافع ...
ربتت منال علي كفها وقالت بحزن :
-كل ده بسبب علي منه لله ...هو عايز ايه منك الزفت ده ...
أخذت دعاء تبكي وتقول :
-منه لله دمر حياتي ...بعد ما قولت خلاص الدنيا ضحكتلي واتجوزت اللي حبيته هو دمر سعادتي ...
مسحت دعاء دمـ.ـو.عها وهي تقول بكره :
-بس وديني لأقـ.ـتـ.ـله ...
ثم نهضت بجنون وهي تخرج بمنامة البيت ...
-يا دعاء استني ...
صرخت منال وهي تركض خلفها ...
.....
-بسمة الله الرحمن الرحيم ...طيب جاية 
قالتها والدة علي وهي تشعر بأن باب منزلها سوف يكسر ...
فتحت الباب لتجد دعاء أمامها فقالت:
-خير عايزة ايه ...
دفعتها دعاء بعنف وهي تصرخ :
-فين هباب البرك بتاعك ...علي فين ...
خرج علي من غرفته لتهجم دعاء عليه وهي تصرخ :
-دمرت حياتي منك لله جوزي طلقني بسببك يا حقير يا حـ.ـيو.ان
ابتسم علي ابتسامة كريهة وقال:
-انا عملت ايه ....أنا لبيت دعوتك وجيت ايه شكلي مقدرتش ابسطك...
جن جنونها. أخذت تضـ.ـر.به وتخربشه ...صرخت والدة علي وهي تزيحها عنه بينما أنت منال مسرعة. هي تبعد دعاء عن علي ...
-سيبوني وديني لأقـ.ـتـ.ـله ...
امسكتها والدة علي ثم صفعتها بقوة ودفعتها خارجا. هي تصرخ وتمسك شعرها  :
-يعني انتِ اللي رخيصة وجاية تلومي ابني...
ثم صرخت:
-تعالوا شوفوا يا ناس بنت الناس المحترمين اللي جاية تتهجم علي ابني ...
التم بعض سكان البناية وهم ينظرون بفضول لتلك المعركة الطاحنة ...
دفعتها دعاء وكادت أن تضـ.ـر.بها لكن منال امسكتها وهي تقول بتوسل :
-ابوس ايديكي يا دعاء كفاية ..كفاية فضايح
-وكمان هتمدي ايديك عليا ...جاية تلومينا دلوقتي  عشان جوزك طلقك ...ما هو لو مكنتيش رخيصة مكانش طلقك ...أنتِ فاكراني مش عارفة رسايلك لابني وكلامكم طول الليل ...ما انتِ لو محترمة مكانش جوزك طلقك ...
بهتت دعاء وهي تنظر إليها ثم فجأة هجمت علي والدة علي وهي تصرخ :
-حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا ظلمة اشوف فيكم يوم ...
........
بعد قليل ..
كانت دعاء تجلس في المنزل مع منال وهي تبكي ...شعرها مبعثر وانفها ينزف ...كلمـ.ـا.ت والدة علي احرقت روحها ...لقد اتهمتها أنها هي من اغرت ابنها ...ولقد صدقها الجيران ..لقد أصبحت الآن بالنسبة للجميع امرأة رخيصة لم تستطع الحفاظ علي زوجها لأنها خانته...
-انا اتفضحت يا منال ...خلاص انتهيت ..
نظرت إليها منال بشفقة وحاولت أن تتكلم لتهدئها ولكن دعاء أصبحت في حالة هيستيرية وهي تبكي وتصرخ ...
.......
بعد ساعات ....
ابتسم علي وهو يتقدم منها ويقول بإنتصار:
-رائد خلاص طلق دعاء ...حياتهم اتدمرت نهائي يا هانم ...ها دلوقتي اقدر اخد فلوسي ...
أطفأت سيجارتها في منفضة السجائر  وابتسمت سميرة وهي ترجع رأسها للخلف وتقول :
-برافو عليك يا علي !!!
-خلاص كده حياة دعاء مع رائد انتهت.... مستحيل يبص في وشها تاني
قالها علي وهو مبتسم وداخله يرقص انتصارا لقد نجح في مهمته وقريبا سوف يعيدها إليه.... سوف يطيب قلبها المجروح وينسيها  رائد وعائلته كلها.... فدعاء ليس فتاة من المناسب افلاتها من يده... ارتسمت ابتسامة. سخيفة حالمة علي شفتيه لتصرخ  هي به وتقول:
-مش كفاية أنا كنت عايزاه يقـ.ـتـ.ـلها.... عايزاه  يقـ.ـتـ.ـلها زي ما قـ.ـتـ.ـل أختي 
نظر إليها بصدمة وقال:
-يقـ.ـتـ.ـل مين  يا ست... متنسيش إني بحبها مش هعرض حياتها للخطر... احنا كده كسرنا رائد شوفي انتي خطتك التانية ايه أنا برة الموضوع خالص... 
نظرت إليه بغضب  وقالت؛
-بعد الفلوس اللي ادتهالك!!!
-يا ستي جميلك علي راسي بس لا مش عايز دعاء تتأذي ...رائد هو اللي قـ.ـتـ.ـل اختك مش دعاء ...طلعيها برة خطتك خالص وعاقبي رائد ..بعدين شكله اصلا محبهاش ولا حاجة ...ده ما صدق اتخلي عنها كأنها ملهاش قيمة ...
تنهدت سميرة بغضب وهي تخرج عبوة سجائرها ثم تشعلها بتـ.ـو.تر وعقلها يحاول اعداد خطط مناسبة للنيل من رائد ...فهي هي قد سددت له ضـ.ـر.بة مميتة للغاية ...ينقص فقط أن تنقض عليه لتنهي حياته تماما ....يجب أن يعاني كما عانت هي ...فجأة تكونت ابتسامة شريرة علي شفتيها حسنا ما زال لديها ورقة رابحة لم تستخدمها بعد هي ليست بحاجة لقـ.ـتـ.ـل دعاء ....ما تريده هو رأس رائد فقط !!!! نظرت لعلي وقالت مبتسمة :
-عندك حق 
ثم ألقت عليه ظرف وقالت:
-خد دوول ومش عاوزة اشوف وشك تاني ...
امسك علي الظرف وابتسم وقال:
-امرك يا هانم ...
ثم ذهب مسرعا ....
خرجت الخادمة  من المطبخ وهي تمسك كوب عصير برتقال لسميرة وقالت:
-اتفضلي يا هانم ...
أمسكت سميرة العصير وقالت:
-ميرسي يا رضوي ...فكريني اديلك بقية حسابك علي اللي عملتيه لولاكي مكناش وصلنا لكده ...
ابتسمت رضوي وهي تقول:
-ربنا يخليكي لينا يا هانم 
..........
في اليوم التالي 
كانت تقف بخوف أمام باب الفيلا قلبها يخفق بقوة تري هل سيستقبلها ...هل سيسمعها ...اقتربت من البوابة ليقف الحارس ويقول بجمود :
-اسف رائد بيه مانع دخولك 
اجتمعت الدمـ.ـو.ع بعينيها وقالت:
-لو سمحت بلغه اني عايزاه ضروري..لو رفض همشي علطول 
نظر إليها الحارس مطولا ثم هو رأسه وطلب من صديقه الآخر أن يبلغ السيد رائد ....
وقفت دعاء بتـ.ـو.تر وهي تنتظر ....انتظرت خمس دقائق كاملة ليأتي اخيرا الحارس ويسمح لها بالدخول...
دخلت دعاء وهي تشعر بأن ساقيها أصبحت كالهلام ...كيف سيستقبلها يا تري ...وكيف وافق بتلك السهولة ...اسئلة كثيرة كانت تدور في عقلها لدرجة المتها كثيرا ...دخلت المنزل وقلبها يخفق بعنف ..كادت أن تتراجع وتهرب ولكن أصرت أن تتحدث معه أن تجعله يفهم أنها ليست خائنة ....ستتنازل عن كرامتها تلك المرة من أجله ...من أجل ألا تخسره لأنها تحبه بطريقة مؤلمة وقد عرفت أن الحياة دونه جحيم ....دعت داخلها أن يصدقها وان تعود إليه ...ولكنها تجمدت وهي تري المظهر الماثل أمامها ...مظهر تمنت أن تموت قبل أن تراه ...رائد ...الرجل الذي أحبته جالس وبين ذراعيه امرأة اخري ....كان ينظر إليها مبتسما متجاهلا  وجودها تماما ...اغرورقت عينيها بالدمـ.ـو.ع...ودت لو تصرخ فيه تبكي ...تحطم المكان علي رأسيهما ولكن كل ما فعلته أنها ظلت متجمدة مكانها وهي تبكي بألم ...نظر إليها رائد بطرف عينيه وهو يبتسم بخبث وهو يري انهيارها الواضح ...
-رائد 
قالت بصوت مختنق ليبتعد هو عن الفتاة وينهض وهو يوجه تركيزه لدعاء ...
-سالي امشي دلوقتي هكلمك بالليل 
قالها دون ان ينظر الي الفتاة لتهز هي رأسها وتذهب  مسرعة 
بعد ان ذهبت نظرت دعاء اليه بلوم ونظراتها تحكي مدي جرحها وقالت:
-مين دي ؟!
-واحدة كنت بقضي معاها ليلة يعني عادي ...
اقتربت منه وهي تقول بصدمة:
-هو الزنا عندك عادي يا رائد ...
ابتسم ساخرا وقال:
-طيب ما الخيانة  كانت بالنسبالك عادي ولا نسيتي اني شوفتك في حـ.ـضـ.ـن عشيقك  ؟!
هزت راسها وهي تبكي وقالت:
-والله في اليوم ده.....
-اخرسي متتكلميش 
صرخ بها وهو يقترب منها ممسكا ذراعها بعنف ...النيران تشتعل في عينيه وذكري خيانتها يحرقه 
-مش عايز أي كلام كفاية اللي شوفته في اليوم ده ...كتاب مبسوطة وانتِ مع عشيقك يا دعاء 
بكت وهي تقول بإنهيار:
-والله ما خونتك 
ولكن بدا انه لم يسمعها وهو يلصقها به ويقول بجنون:
-قوليلي كنتِ حاسة بإيه معاه ....بسطك اكتر مني 
-انت مـ.ـجـ.ـنو.ن 
صفعها حتي سقطت علي الأريكة اشرف عليها وهو ينظر إليها نظارات اخافتها ...
-ابعد يا رائد بتعمل ايه ؟!!
ابتسم بشر وهو يقول :
-وابعد ليه فيها ايه لما نتبسط شوية مدام الحـ.ـر.ام هو اللي بيعجبك ...
اخذت تدفعه وهي تبكي وتقول :
-رائد هتنـ.ـد.م علي اللي بتقوله ده ...ابعد عني ...
أخيرا استطاعت دفعه ثم ابتعدت عنه وهي تبكي وتقول :
-والله هتنـ.ـد.م علي اللي عملته يا رائد لما تعرف اني عمري ما خونتك ...عكسك لما جيبت ستات هنا ...
مسحت دمـ.ـو.عها وهي ترفع رأسها وتنظر إليه وقالت:
-هتعرف اني مظلومة بس في اليوم اللي هتعرف فيه وتيجي تعتذر عمري ما هسامحك...
ثم ذهبت وتركته وهو يلهث من فرط غضبه ...الكاذبة لقد راها بعينيه ولكن ما زالت تدعي الفضيلة ...هي خانته وهو لم يستطع خيانتها حتي ...تلك الفتاة التي جلبها لم يستطع ان يلمسها حتي !!! ...لقد كذب عليها لعلها تشعر بتلك النيران التي شعر بها....
...
في المساء 
كانت تسير بيأس قاصدة منزل عم منعم ... ...لقد ذهبت رائد حرفيا ....دمر كل شئ جميل داخلها ...عاملها بسوء لذلك   قررت ستبحث عن عمل ....اي عمل حتي لو كان خادمة. ..يجب أن تعتمد علي نفسها بعد أن طردها ببرود  من حياته ...لقد مكثت في منزل عم منعم فترة أكثر من اللازم وهذا يكفي أن تثقل عليه أكثر من هذا ...الحل الوحيد أن تأخذ شقيقها وترحل عن ذلك الحي....تبدأ حياة جديدة ...نظرات الناس هنا تخـ.ـنـ.ـقها ...جميعهم يتكلمون عن العروس التي تطلقت ولم تكمل حتي شهر في منزل زوجها ...وكذبة علاقتها مع علي اندلعت كالنار في الهشيم...وهي لن تتحمل تلك الاتهامـ.ـا.ت الباطلة...وقفت قليلا وهي تري المعلم سلامة يقف مع بعض سكان الحي ...ما ان رأها بصق علي الأرض بقرف وقال:
-اهي شرفت الشريفة بتاعة الحي ...
نظرت إليه بصدمة وقالت:
-فيه ايه 
نظر إليها المعلم سلامة بقرف وقال:
-فيه ان ده يا حبيبتي حي محترم وانتِ ملكيش مكان وسطنا 
-يعني ايه ؟!
-يعني تاخدي بعضك وتمشي من هنا !!!!
......... 
كانت جالسة علي مقعدها... أفكار كثيرة تدور برأسها... أفكار شريرة... مخططات كارثية في عقلها ولكن فكرة معينة خطرت في بالها ونوت حقا ان تنفذها ....الآن هي عرفت نقاط ضعف عدوها وستستخدمها جيدا !!
........ 
في اليوم التالي
-كان يقود سيارته بسرعة غريبة ....ضجيج عقله لا يرحمه ...دمـ.ـو.عها ....نبرتها وتوسلاتها ...وأخيرا الوعد الذي القته في وجهه انها لن تعود إليه مهما حدث لو اكتشف براءتها ...هز راسه ....لا هو لن يصدقها ....لن يكون ساذج لتلك الدرجة ...فجأة اخرجه من شروده صدمة قوية لسيارته وقبل ان يعرف ماذا يحدث انحرفت سيارته قليلا حتي اصطدم بالحائط وارتد للخلف فاقد للوعي !
تأوه رائد وهو يشعر بصوت ناعم يخترق اذنيه ....
نظرت سميرة الي رائد الفاقد للوعي ببرود كانت ترغب بتركه يموت ولكن لا لن تجعله يموت بتلك السهولة ....رائد غنيم سيتألم مليون مرة قبل الموت ...وسميرة هي موته ...هي من ستأخذ حق شقيقتها بيديها ....ما ان شعرت انه بدأ يعود للوعي ...اسندته حتي ادخلته سيارتها ثم انطلقت به للمشفي ..
.........
كانت تقف بجوار الطبيب بينما ينظف جروح رائد محتفظة بإبتسانة ناعمة علي شفتيها بينما الحريق يلتهم روحها ...قـ.ـا.تل شقيقتها ما هو امامها ...حمدلله انه لم يراها من قبل وهذا سوف يجعل مهمتها اسهل ...لن تطلب من احد ان يقـ.ـتـ.ـله بل هي من ستأخذ حق شقيقتها بيدها ....
-تمام خلصنا الحمدلله الجرح سطحي بس هنعمل اشاعة علي المخ زيادة اطمئنان مش اكتر 
قالها الطبيب بعملية ليهز رائد رأسه بينما تدخلت سميرة تقول بنعومة مزيفة:
-يعني يا دكتور هو كده كويس مفهوش أي حاجة 
نظر رائد الي تلك المرأة رائعة الجمال قليلا ...كانت ملامحها مألوفة للغاية ....حاول ان يتذكرها ولكن عقله لم يسعفه ولكن دون سبب وجد قلبه ينبض بطريقة غريبة ....
نظر الطبيب اليها وقال بلطف :
-متقلقيش يا انسة هو كويس ده بس إجراء روتيني ...
ثم وجه كلامه لرائد وقال:
-مش يالا بقا يا بطل عشان نعمل الاشعة 
هز رائد راسه ونهض مع الطبيب ....
بعد ساعتين كان قد انتهي كل شئ من اجرءات الشرطة والاشعة واطمأن الطبيب علي رائد وكتب له خروج ...
...
خرجت سميرة بجوار رائد وهي تقول بإمتنان:
-شكرا ليك أنك اتنازلت ومرضتش تحبسني علي اللي عملته بس والله من غير قصد تقدر تقول مبعرفش اسوق اوووي ..
ضحك رائد وهو يري خجلها الواضح وقال:
-ادي اللي بناخده من سواقة الستات  
ضحكت وقالت؛
-عندك حق .
رد بدهشة مصطنعة وقال:
-ايه مش هتقوليلي محاضرة عن ان الستات زي للرجـ.ـا.لة ومليش حق اتريق 
-لا أنا مش فيمسنت للدرجة 
-احسن ناس والله 
قالها ضاحكا 
فابتسمت هي وقالت:
-بالمناسبة اسمي سميرة ..
صافحها رائد وقال:
-وانا رائد غنيم اتشرفت بيكي 
ظلت  كفها لفترة اكثر من اللازم بيده بينما يبتسم لها ابتسامة خفق لها قلبها...انعقد جبينها بإنزعاج طفيف وسحبت كفها وهي تبتسم بلطف وقالت:
-تحب اوصلك أي مكان 
-لو مش هتعبك يعني ...
......... .....
بعد ساعتين 
ولجت سميرة لمنزلها ثم غرفتها  وجلست علي فراشها بتعب ...لا تصدق ان بداية خطتها قد سارت بكل تلك السلاسة ولكن قلبها مقبوض من شئ ما ...لا تعرف ما هو ....هل ستسطيع ان تكمل خطة انتقامها ام ستكون الكلمة الأخيرة لرائد ...لا بالطبع لا ....من حسن الحظ انه لا يعرفها حتي ولم يتعرف عليها او يشك ....ستحاول ان تقترب منه حتي تقـ.ـتـ.ـله وتأخذ بثأر شقيقتها ....والان الطريق ميسر الخطأ الثانية  وتلك هي الخطة التي تعتمد عليها للقضاء عليه ...رن هاتفها لتخرجه من حقيبتها ...تأففت وهي تري ان من يتصل به هو على ...اقفلت الخط بوجهه ثم القت هاتفها ودخلت الحمام ...
........
في منزل رائد غنيم ....
اقترب لؤي من صديقه ثم ضمه بقوة وقال:
-رعـ.ـبتني عليك والله حـ.ـر.ام عليك 
ابتسم رائد وقال:
-متخافش يا لؤي أنا كويس ...الحادثة كانت بسيطة 
...المهم دلوقتي عايزين ندرس الصفقة اللي هنمضيها الاسبوع اللي جاي متنساش انها اهم صفقة للشركة ....شركة الرواي دي شركة مهمة مش عاوزين نخسرها ...
هو لؤي راسه وقال :
-عندك حق وانا درست الصفقة كويس وجاي اناقش معاك كان نقطة
-تمام يالا...
..........
بعد اسبوع ....
كانت تقف امام المرأة وهي تضع اللمسات الأخيرة ...بعدها ابتعدت قليلا وهي تنظر بفخر لنفسها ...ملابسها كانت تلائمها تماما ....قميص  كريمي وجيب اسود يصل لبعد ركبتها ...شعرها البنية الطويل تركته منسدل...واحمر شفاه هو كل ما يزين وجهها....امسكت حقيبتها ثم خرجت مسرعة كي لا تتأخر ...فاليوم هو يومها  السعيد....
...........
في منزل ما .. 
كانت تقف امام الحوض الملئ بالصحون المتسخة تغسلها بهمة ....منذ ان تم طردها من الحي لم تجد الا عمتها تلجأ إليها لان الاموال التي معها لم تكفي ايجار غرفة صغيرة حتي لها هي وشقيقها الصغير ...حاول منعم ومنال مساعدتها ولكنها 
رفضت وقررت ان  تبتعد ...ان تبني حياتها بعيد عن ذلك الحي ...بعيد عن أي شئ يذكرها برائد ولم تجد الا عمتها التي قابلتها ببرود غريب وهي تستمع لطلبها ان تمكث لديها مؤقتا حتي تجد لها منزل ...ومنذ ذلك الوقت اصبحت هي خادمة لعمتها وزوجها وابناءها ...ممنوع ان تتكلم او تعترض حتي ...تستيقط الفجر لكي تغسل وتنظف المنزل وتطهي  الطعام حتي شقيقها الصغير اخرجته من مدرسته لكي يعمل مع زوجها ....كل يوم تبكي علي ما وصلت إليه ولكن ليس هناك أي حل آخر ...ماذا تفعل ...بالتأكيد لن تترك المنزل وتعود لذلك الحي الذي اهينت فيه بالطبع لا ...يجب أن تتحمل حتي تجد عمل مناسب وتستقل ...فجأة شهقت عنـ.ـد.ما شعرت بيدي قوية تحاوط خصرها  ورائحة عرق كريهة تجتاح انفها شهقت بعنف وهي تبتعد وتستدير ....اتسعت عينيها وهي تري ابن عمتها اللزج وهو ينظر إليها بإبتسامة كريهة ...
-انت ايه اللي جابك دلوقتي ؟!!
اقترب منها اكثر لتتراجع هي برعـ.ـب وتقول :
-ابعد احسنلك والا ...
اقترب من اذنها وهمس بصوت كريه:
-والا ايه ؟!هتعملي ايه يا حلوة ...خلاص كلنا عارفين  رخصك وعارفين ان جوزك قفشك مع عشيقك فواجب كمان تبسطي ابن عمتك مش الاقربون أولي بالمعروف برضه ....
امسكت المقلاه بسرعة ثم ضـ.ـر.بته وركضت تخرج قاصدة باب المنزل ولكن بسرعة هو امسكها من شعرها ....صرخت دعاء بينما صفعها عماد وقال:
-عاملة دلوقتي فيها شريفة يا روح امك أنا هوريكي ...
ثم حملها بينما هي تصرخ وتبكي ...ضحك عماد وقال:
-متقلقيش يا عمري مش هنطول 
حاولت دعاء ضـ.ـر.به ولكنه كتفها جيدا كان اقوي منها ...كان يريدها وينوي ان ينالها مهما حدث لم يراعي ضعفها ولا صلة القرابة ...القاها علي الفراش ثم اعتلاها ...اخذت تضـ.ـر.به وهي تصرخ وتقول :
-حـ.ـر.ام عليك يا عماد ان بنت خالك يعني من دمك حـ.ـر.ام كده ....
امسك ذراعيها وثبتهما وهو يقول بنبرة ثقيلة :
-حـ.ـر.ام انتِ تحرميني من جمالك ده يا حبيبتي 
ثم بدأ اقترب بنية تقبيلها لتبصق هي علي وجهه ...
اغمض عينيه بغضب ثم رفع كفه وصفعها بعنف  علي وجهها ...ظل يصفعها مرة تلو الاخري حتي خارت قوتها وغشي السواد عينيها وفقدت للوعي تماما !!!!
ابتسم عماد بشر ثم خلع ملابسه كاملة وبدأ بنزع ثيابها هي لينتهك شرف من هي من دمه !!!
.........
في شركة رائد ...كان يراجع أوراق الصفقة للمرة الأخيرة قبل عرضها علي مروة الرواي صاحبة شركة الراوي التي سيتعامل معها ...عدل بعض البنود ويأمل أن توافق فجأة شعر بإنقباضة غريبة في قلبه ووجد نفسه فجأة يفكر بها ....لقد منع نفسه بصعوبة أن يفكر بها بعد أن أرسل ورقة الطـ.ـلا.ق فلا يعلم لماذا الان يفكر بها ....لماذا يخاف عليها ؟!!هناك شئ يخبره أنها واقعة في مشكلة  ..قلبه يتأكل بسببها ...هز رأسه بعنف وهو يوبخ نفسه بعنف ...لقد خانته وهو ما زال يهتم  ...
قاطعه دخول لؤي الذي قال:
-يالا يا رائد استاذة مروة والسكرتيرة بتاعتها وصلوا ...
-طيب يا لؤي دخلهم اوضة الاجتماعات هجيب الاوراق واجي 
هز لؤي رأسه وخرج ....بينما هو رائد رأسه ليصفي ذهنه ثم أمسك الاوراق وخرج متجها لغرفة الاجتماعات ...
دخل غرفة الاجتماعات ليتجمد فجأة وهو يقول بذهول:
-انتِ 
اتسعت عينيه وهو يراها أمامه بملابسها العملية ونظاراتها السوداء وشعر بتلك الخفقات الغريبة تعود إليه ولكنه تجاهلها واعطاها ابتسامة لطيفة وقال بلطف :
-سميرة ازيك ... 
نظر إليه لؤي بصدمة واقترب منه وهو يهمس  بذهول :
-دي سميرة اللي خبطتك  ...سميرة تبقي سكرتيرة مروة الراوي ...
ابتسم رائد بهدوء بينما قالت مروة بحيرة :
-انتوا تعرفوا بعض 
اومأت سميرة وقالت بغموض :
-ايوة رائد يبقي ..يبقي صديق قديم .
ابتسم لها رائد غير منتبه لنظرات الكره التي تظلل عينيها ...بينما شعر لؤي بالتـ.ـو.تر ...  نظرات تلك المرأة غريبة للغاية...هناك شئ بها غامض لا يرتاح إليه 
أشار رائد وقال:
-اتفضلوا عشان نناقش الصفقة سوا ...
تعلقت نظراته بسميرة قليلا وهو يبتسم ويكمل :
-واضح أن هيكون بيننا تعامل 
-وده اللي اتمناه يا رائد بيه .
قالتها مروة بعملية ثم جلسوا للنقاش ....
.........
ولجت عمة دعاء للمنزل وقد أتت مبكرا علي غير العادة تجمدت مكانها وهي تسمع صوت من غرفة عماد ....بسرعة تقدمت من الغرفة وهناك كاد فكها أن يسقط لقدمها من بشاعة ما رأته ...فقد رأت ابنها يقبل ابنة اخايها ويحاول الاعتداء عليها بينما هي غائبة عن الوعي ...امتدت يداه لتنتزع ثيابها كي يكمل انتهاكها إلا أنها أسرعت وابعدته بقوة حتي سقط علي الأرض بقوة 
-امي
قالها مصدوما لتلقي عليه ملاءة السرير وتقول :
-ايوة امك استر نفسك وامشي من هنا عقبال ما اتصرف ...
-امي أنا ...
صرخت وهي تقترب منه وتصفعه بقوة :
-عايز تودي نفسك في داهية يا عماد ...افرض قررت ترفع عليك قضية وتحبسك ...أنا كنت عارفة أن وجود البنت دي في البيت معاك مش مضبوط ... بقولك البس هدومك وغور وانا هتصرف قبل ما تصحي وتبهدل الدنيا علينا ...
نكس رأسه ثم سحب ملابسه وارتداها بسرعة امام نظرات والدته المستاءة ...
-اخرج يالا...
وقبل أن يخرج أمسكت ذراعه وهي تقول :
-انطق الاول البت سليمة عملت فيها حاجة 
-لا 
-طب كويس يالا غور ...
ثم ذهب من أمامها مسرعا ...بينما وقفت رباب وهي تطالع تلك النائمة علي الفراش دون رضي ...تلك الفتاة سوف تدمر مستقبل ابنها...وجودها هنا خطر ما كان يجب أن تستقبلها بمنزلها ...ولكنها ستحل ذلك الخطأ الان بهدوء ذهبت لغرفتها ثم  بدأت في تجميع  ملابسها وملابس شقيقها في نية لطردها من منزلها للابد. ..
........
-كده نمضي العقود 
قالها رائد براحة لتبتسم مروة وهي تقول :
-اكيد يا رائد بيه وشكرا انك اديتنا فرصة نتعامل مع شركة كبيرة زيكم ...
تـ.ـو.تر لؤي بينما ابتسم رائد وقال وهو ينظر لسميرة:
-الشرف ليا انا
ثم وجه نظره لمروة وقال :
-يوم السبت بإذن الله هخلي المحامي بتاعي يجهز العقود ونمضيها فورا 
هزت رأسها وقالت:
-تمام اتفقنا 
ثم نهضت وصافحته لكي تغادر ...هز رائد رأسه وقال:
-يارب تكون فاتحة خير علينا 
-يارب ...
ثم مد كفه لسميرة وقال:
-انبسطت لما شوفتك 
هزت راسها وهي تبتسم له كم ودت أن تقـ.ـتـ.ـله في تلك اللحظة ... الحقير...
.....
شهقت دعاء بقوة وهي تشعر بأحدهم قد رش عليها مياه ...نهضت وهي تلهث وعقلها مشوش ..نظرت بدون فهم  إلي عمتها التي تنظر إليها بغيظ  ولكن سرعان ما تذكرت الذي حدث ...وضعت كفها علي فاها وهي تصرخ بقوة .. نهضت وهي تضم ملابسها إليه ثم بدأت تلطم 
-يالهووي يالهوووي
تخصرت عمتها وهي تقول :
-اسكتي يا بت يا عديمة الرباية ...بقا اقعدك في بيتي والمك من الشوارع وأنتِ تحاولي تلفي علي الواد ابني ...
نظرت إليها دعاء بصدمة وهي تقترب منها وتصرخ :
-ده ابنك هو ...
ولكن صفعة قوية قاطعتها وهي تقول :
-اخرسي قطع لسانك قليلة الحيا بصحيح ...ابوكي رماكي وعيارك فلت ...أنا ابني محترم أنتِ اللي تربية شوارع اكيد قدرتي تلفي عليه عشان يتبلي بيكي بعد ما اتطلقتي ...ولا فاكرة مغامراتك القذرة محدش عارفها ..
هزت دعاء رأسها وهي تبكي وتقول:
-حـ.ـر.ام عليكي ده ابنك هو اللي ...
-خلاص اخرسي والحمدلله اني جيت قبل ما يتورط مع واحدة زيك ...
-يعني محصلش حاجة صح 
قالتها دعاء بلهفة وهي تبكي لتقول عمتها :
-ايوة يا عينيا الحمدلله ...
جلست دعاء علي الأرض بإنهيار وقالت وهي تبكي :
-الحمدلله ...الحمدلله علي كرمك ولطفك يارب ...الحمدلله ..
أمسكت عمتها ذراعها وهي تقول :
-الحمدلله يختي خلصنا يالا بقا انا لميت هدومك وهدوم اخوكي ...يالا غوري من هنا !!
-عمتي أنتِ بتقولي ايه هروح فين أنا 
-,وانا مالي يا حبيبتي اتصرفي ...اخوكي هيجي دلوقتي وتغوري من هنا أنتِ فاهمة يا بت والا وديني افضحك أنتِ فهمتي كلامي كويس!!
...........
-عينيك النهاردة منزلتش من عليها 
قالها لؤي صديقه الجالس علي مكتبه ....نظر إليه رائد بحيرة وقال:
-قصدك مين ؟!
-سميرة الست اللي خبطتك بالعربية ..
لمعت عيني رائد بشـ.ـده ليجلس لؤي ويقول :
-بس فيه حاجة فيها مش مريحاني ...قلبي مقبوض ..
هز رائد كتفيه وقال:
-وقلبك مقبوض ليه ...دي مجرد سكرتيرة شريكتي ومفيش حاجة ...اعترف ان جمالها طاغي وخلاني ارتبك شوية واتصـ.ـد.مت من الصدفة مش اكتر 
-يا راجـ.ـل 
-ايوة
قالها رائد ببرود ثم أكمل وقال:
-,مالك انت بقا شغال تلقح كلام عليا 
-مفيش يا حبيبي بس خلي بالك انت لسه طالع من تجربة ...اهدي شوية 
ثم تركه وذهب تاركا إياه غارقا في افكاره
.......
كانت دعاء تمسك كف شقيقها وتسير في الشوارع دون هدي دمـ.ـو.عها تتسابق علي وجنتيها والم كبير ينهش في قلبها ...لما هي بالذات يحدث معها هذا يا تري ...
-ابلة دعاء احنا رايحين فين ؟!
-معرفش يا حبيبي معرفش 
ثم اخذتها وجلست منهارة علي الرصيف وهي تبكي بعنف ...لقد خسرت كل شىء وأضحت بالشارع ...لما يحدث معها هذا لما ...لما حظها هكذا ...عنـ.ـد.ما شعرت إن الدنيا فتحت لها أبواب السعادة اكتشفت أنه الجحيم بعينه فجأة رفعت راسها ولمعت عينيها ...أخرجت من حقيبتها رقم ما ...رضوي تلك الخادمة الطيبة التي جعلتها تهرب من زوجها ...
..........
بعد ساعة ....
كانت دعاء جالسة في أحد المقاهي الشعبية وهي تتكلم مع رضوى بتـ.ـو.تر ...
-شكرا لانك جيتي ...أنا معرفتش اكلم مين ....أنا دلوقتي مليش الا ربنا ولقيت رقمك عندي...
أمسكت رضوى كف دعاء وقد شعرت بالسوء قليلا لأجلها وبتأنيب الضمير قليلا وقالت:
-اساعدك ازاي ؟!
-شوفيلي شغلانة اي شغلانة ومكان ليا أنا واخويا ...احنا هنبات في الشارع لو ملقيتش اي مكان يتاويني ...لو سمحتي ساعديني ...
هزت رضوى رأسها ثم نهضت وهي تمسك هاتفها وقالت:
-هعمل اتصال وربنا يسهل ....
هزت دعاء رأسها بإمتنان ...بينما ابتعدت رضوى واتصلت بسميرة ...ما أن ردت حتي ابلغتها بكل شئ وتلقت الأوامر اللازمة ...
......
أغلقت سميرة الهاتف مع رضوى ثم ابتسامة شريرة زينت ثغرها 
نظرت إلي مروة وقالت:
-معلش يا مروة ممكن اروح بدري النهاردة ...ماما تعبت شوية وكده كده احنا أنجزنا تقريبا كل الشغل ...
-ماشي يا سميرة روحي ..بس ما تتأخريش بكرة عايزين نجهز نفسنا مش عايزين نخسر شريك زي رائد 
-متقلقيش ...
ثم أمسكت حقيبتها وذهبت مسرعة....
......
بعد قليل كانت قد وصلت للمنزل ....بدلت ملابسها سريعا واطمأنت علي والدتها ثم خرجت للصالة عنـ.ـد.ما علمت بقدوم رضوى ودعاء ....
بنظرات سوداء يشوبها الحقد تأملت سميرة تلك المرأة التي احتلت محل شقيقتها ...تلك المرأة التي رغم أن رائد شهد خيانتها لم يقـ.ـتـ.ـلها مثلما قـ.ـتـ.ـل نيرمين ....لماذا يا تري ؟!!
تـ.ـو.ترت دعاء من نظرات تلك المرأة خارقة الجمال وامسكت كف شقيقها ...
ابتسمت سميرة بغموض وقالت:
رضوى قالتلي عليكي ...وحكتلي ظروفك عشان كده أنتِ هتشتغلي عندي ...خدامة!
ابتلعت دعاء ريقها بصعوبة ولكن هزت رأسها بالموافقة ...ماذا ظنت بالضبط ؟!بالطبع ستكون مجرد خادمة ...
ابتسمت سميرة وهي تري انكسارها ....صحيح أن تلك الفتاة لم تؤذيها ولكن علاقتها برائد جعلتها فريسة لها فقط عنـ.ـد.ما تنتقم من رائد ستطلق سراحها ...
-جميل ....أنتِ هتشتغلي مع رضوي هنا ...وكمان عشان ظروفك اللي حكتلي عليها رضوي تقدري تعيشي هنا تأكلي وتشربي وتسكني بس طبعا هيتخصم من مرتبك ...
هزت دعاء رأسها وهي تنظر للأرض وقالت:
-كتر خيرك يا هانم ...
نظرت إليها سميرة بغموض وقالت:
-دلوقتي هتروحي مع رضوي تقولك علي اوضتك أنتِ واخوكي فين وهتديكي الهدوم اللي هتلبسيها ...
هزت دعاء رأسها بطاعة وذهبت خلف رضوي ...
..........
مر يومين وقد تم امضاء العقد لذلك قررت مروة الراوي أن تقيم حفلة بسيطة بتلك المناسبة دعت فيها رائد هو ولؤي ....
.....
في الحفل 
تجمد فجأة وانسحب الأكسجين من رئتيه وهو يراها أمامه ...يقسم أنها كانت كأميرة خرجت للتوي من القصص الخيالية ....لم تستمع عينيه لأوامر عقله وينظر بعيدا بل لمعت عينيه بإعجاب وهو ينظر إليها ....جمالها خرافي ....لم يري أحد بهذا الجمال من قبل ...فستانها الكريمي المحتشم يلتف حول جسدها الممشوق ....شعرها البني تركته منسدلا ... وابتسامتها الرائعة ...كل هذا كان كفيل له بأن يفقد عقله ....فجأة نظرت إليه فأرتبك قليلا ولكن عنـ.ـد.ما أعطته ابتسامة رائعة هدأ قليلا وابتسم لها  بلطف ثم توجه إليها ...نظر إليه لؤي بصدمة وهو يهز رأسه ...لا يفهم بالضبط ما يفعله صديقه ...
اقترب رائد من سميرة وهو يصافحها ويقول :
-طالعة حلوة النهاردة 
احمرار طفيف زين وجهها وابتسمت بسعادة وقالت:
-ميرسي ...
ثم أتت مروة وصافحته وهي تحدثه قليلا عن الصفقة ...استغلت سميرة الفرصة وذهبت بعيدا ...ظلت عيني رائد متعلقة بها وهو يتحدث مع مروة ....
تنهدت وهي تضم جسدها إليها ...ترتجف قليلا وهي تفكر ماذا يحدث لها ...يجب أن تكرهه إذن لماذا ذلك الانجذاب الغريب من ناحيته ...هل ستقع في فخه قبل أن يقع في فخها ...لا ...لا هي لا يجب أن تستلم بتلك الطريقة.... 
-تسمحيلي بالرقصة دي ؟!!
صوته الرجولي اقتحم أفكارها بقوة لتنظر إليه بشحوب وهي تري كفه التي امتدت لها ...حاولت السيطرة عن نفسها وكافحت لرسم ابتسامة لطيفة علي شفتيها وكادت أن ترفض إلا أنه امسك كفها. هو يجرها بلطف ويرقص معها ....ارتعش جسدها بينما يراقصها بلطف وازدادت ضـ.ـر.بات قلبها ولكن بإرادة سيطرت علي نفسها ...بتذكير نفسها أن ذلك هو رائد ...رائد الذي قـ.ـتـ.ـل شقيقتها بدم بـ.ـارد ...الذي دمر حياتها وحياة والدتها ...رائد يستحق كراهيتها فقط ولا شئ اخر ...بتلك الطريقة اقنعت نفسها وهي تجاريه بالرقص ...لقد فعلت المستحيل لتصل لتلك المرحلة ولن تستلم ابدا ...
ومن بعيد كان يراقبهما لؤي وهو يهز رأسه بيأس
........
في اليوم التالي ....
وقف لؤي بجوار رائد وقال
-انا عايز افهم انت دماغك فيها ايه...
ترك رائد ما يفعله ونظر إليه بحيرة وقال:
-مش فاهم تقصد ايه 
نظر إليه لؤي مطولا وقال:
-كلامك وتقربك من سكرتيرة مروة الرواي....انت في دماغك فيه ايه يعني 
-تقدر تقول دخلت دماغي ها ايه تاني..
-بالسهولة دي 
-ايوة
هز لؤي رأسه وقال:
-اعقل شوية يا رائد انت لسه خارج من تجربة سيئة ...
نهض رائد وابتسم وقال:
-متقلقش عليا يا لؤي 
ثم تركه وذهب ...
هز لؤي رأسه بيأس ....للمرة الأولي يعجز عن فهم صديقه لماذا يفعل هذا ...لماذا يتقرب من تلك المرأة بتلك الطريقة هل حقا نسي دعاء بتلك السهولة ...غريب ....
............
-انا قلقانة علي دعاء يا بابا ...بقالها اكتر من تلات ايام مكلمتنيش قلبي واكلني عليها اوووي 
قالتها منال بخوف ...ليربت والدها علي كتفها ويقول :
-طيب حاولي تكلميها ..
-حاولت كتير تليفونها مقفول ياريتنا ما كنا سيبناها تمشي من هنا..اهي البنت راحت لعمتها ومش عارفة اي أحوالها 
-يا بنتي دي عمتها اكيد هتكون كويسة هناك ...
هزت منال رأسها وقالت:
-برضه قلبي بيقول أن فيه حاجة حصلت ...هي ادتني عنوان عمتها ممكن تسمحلي اروح يا بابا 
-هنروح أنا وأنتِ بكرة بإذن الله ونسأل عليها ...تمام كده يا منال ..
هزت منال رأسها وهي تحاول طرد تلك الأفكار السيئة التي تهاجم مخيلتها ...تتمني من قلبها أن تكون صديقتها بخير ...
........
لم تأت هنا منذ زمن وقد اشتاقت لزيارة شقيقتها ....تنافرت الدمـ.ـو.ع من عيني سميرة وهي تلمس قبر شقيقتها التي احبتها كثيرا ...كانا لا يفترقان ابدا ...إلي أن اتي اليوم وسافرت سميرة لتكمل دراستها في الخارج ... حينها عملت نيرمين مع رائد ...كانت نيرمين تخبرها كل شئ بشأن مديرها الغني والوسيم ... أخبرتها أنها ستفعل المستحيل للإيقاع به لكي يحبها ويتزوجها ...ضحكت سميرة عليها وظنت أنها تمزح ولكن الصدمة كانت قوية عنـ.ـد.ما علمت أن نيرمين سوف تتزوجه بالفعل ...شعرت بالضيق منها ولكنها دعت ان تكون حقا نيرمين تحب هذا الرجل ولا تكذب عليه أو تخدعه ولظروف دراستها بلندن تستطع أن تحضر الزفاف ولكن ظلت مكالمـ.ـا.ت نيرمين وسميرة مستمرة حتي اتي اليوم الذي صدمتها شقيقتها بالمصيبة الكبري ...أخبرتها أنها واقعة في حب رجل غير زوجها... وهو كريم أخاه ....حينها صرخت بها سميرة ووبختها ...ولكن نيرمين أخبرتها أن الأمر ليس بيدها ...ما زالت تتذكر تلك المكالمة السوداء. ...وكانت تلك اخر مرة تحادث شقيقتها 
.....
-انتِ اتجننتي يا نيرمين بتقولي ايه ...أنتِ متجوزة سامعة كلامك 
-مش بإيدي
-اللي هو مش بإيدك 
انفجرت دمـ.ـو.ع نيرمين وصرخت قائلة:
-قولتلك مش بإيدي يا سميرة ...بحبه ..مقدرتش احب رائد ...أنا اتجوزت رائد عشان فلوسه بس لكن حبيت اخوه ودي حاجة خارج إرادتي
-انتِ مستوعبة بتقولي ايه ...أنتِ بتخوني جوزك بالشكل ده ...نيرمين حبيبتي اسمعيني ابعدي عن كريم ده وخليكي مع جوزك ...حاولي تحبيه وتتقبليه. ...امك لو عرفت اللي أنتِ عملتيه هتروح فيها ...اقطعي علاقتك بيه خالص سامعة 
تنهدت نيرمين وهي تقول بصوت مختنق :
-حاضر يا سميرة ...
...
عادت سميرة من شرودها وهي تمسح دمـ.ـو.عها ....رغم أنها حذرتها ولكن نيرمين للاسف لم تطيعها ليكون الثمن هو حياتها ...نعم تعترف أن اختها أخطأت ولكن لا يحق له أن يقـ.ـتـ.ـلها بذلك البرود ....مسحت دمـ.ـو.عها واحتلت القسوة عينيها وهي تنظر لقبر شقيقتها وتنطق بوعيد :
-اوعدك يا نيرمين اني هاخد حقك منه ...هقـ.ـتـ.ـله زي ما قـ.ـتـ.ـلك وحرمني منك ...هعذبه هخليه يتمني الموت ...مش هرتاح الا لما اخد حقك اوعدك ...
ثم نهضت وهي تنفض ثيابها وترحل !
......  
في اليوم التالي 
تخصرت منال وقالت لعمة دعاء :
-ايه اللي أنتِ بتقوليه ده يا ست أنتِ مشيت  يعني ايه ؟!
دفعتها وقالت:
-يعني طفشت يا عمري من هنا ....أنا كنت عارفة أن البنت دي هتجبلنا مصيبة عشان كده غورتها من هنا ...ويالا أنتِ كمان من غير مطرود أنتِ وابوكي بدل ما الم عليكم أمة لا اله الا الله ..
ثم بقوة أغلقت الباب في وجهيهما...نظرت منال برعـ.ـب الي والدها وقالت:
-هنعمل ايه دلوقتي يا بابا 
صمت منعم وهو لا يعرف بماذا يجيب ابنته فهو نفسه لا يعرف !!
........
مرت الأسابيع ورائد اقترب من سميرة بشكل كبير ...ارتاح إليها وأصبحت مقربة لقلبه .....صمم علي اختراق حصونها ببساطة ..أصبح لها الصديق الذي يسمعها ويشاركها وما قربهما أكثر هو العمل وفي يوم ...
كانا يجلسان بسيارته في هدوء عنـ.ـد.ما نظر إليها وقال فجأة:
-سميرة تتجوزيني!!!
هتتجوزيه يا سميرة .... نسيتي انتقامك يا سميرة ...نسيتي دم اختك نيرمين ....نسيتي انه قـ.ـتـ.ـلها 
صرخت بها والدتها وهي تهزها بقسوة لتتجمد سميرة بين يدي والدتها...لا لن تدع أي شئ يؤثر علي قرارها ...هي ستتزوجه لتنتقم منه ...ستجعله يعاني قبل ان تقـ.ـتـ.ـله ...هي لن تريحه بتلك البساطة ...تصاعدت الدمـ.ـو.ع لعينيها وهي تري والدتها تصرخ وتبكي ....ولكنها كادت ان تتكلم ...تبرر تاريخ قلب ام مكلومة بموت ابنتها ولكن لمحت بطرف عينيها دعاء وهي تنظر اليها بصدمة ...ما تلك الكارثة هي تعمل لدي شقيقة نيرمين ...زوجة رائد الاولي ...هل هذا صدفة ام شئ مدبر ...هي حقا لا تصدق ...اقتربت اكثر وهي تريد أن تستمع لتفاصيل اكثر   .... ابتسامة شريرة تكونت علي شفتي سميرة  ...هي امرأة لا تعرف ابدا الاستسلام ...ستنتقم شر انتقام من رائد ومن من يحبها ...نظرت لوالدتها وهي تقول بنبرة جليدية
-بنتك هي اللي خانته يا ماما عايزاه يعمل ايه ؟!!!بعدين هو بيحبني دلوقتي ووعدني انه هيعوضني ويعوضك 
تراجعت والدتها للخلف وهي تنظر اليها بصدمة ...لا تصدق ان تلك هي ابنتها ...ابنتها التي كانت منذ ايام تتوق الانتقام ...كيف اصبحت هكذا ...
اقتربت منها واخذت تهزها وتقول :
-سامعة نفسك بتقولي ايه يا سميرة ايه حصلك ابن غنيم لعب في عقلك ...انت اتجننت
ابتعدت سميرة وهي تنظر لوالدتها وقالت بهدوء :
-بالعكس عقلت يا ماما هو ده الصح رائد بيحبني وانا مش هدمر كل حاجة بسبب واحدة خاينة ...هو فرشلها الدنيا ورد وهي غدرت بيه عايزاه يعمل ايه يعني ...بنتك حقي....
ولم تكمل الكلمة حتي نالت صفعة قوية من والدتها 
انسابت دمـ.ـو.ع والدتها وهي تصرخ بها :
-اخرسي قطع لسانك ...انتِ  مش بنتي ...انتِ خاينة نسيتي دم اختك عشان مصلحتك ...اختك اللي بسببها احنا عايشين في المستوي ده ...
-قصدك بسبب رائد اللي بنتك لفت عليه ...
اقتربت والدتها منها واخذت تهزها وتقول :
-خلاص اخرسي بقا ...هي كانت ...مـ.ـا.تت خلاص ...يا حسرتي عليكم  انتوا الاتنين ... هي اتقـ.ـتـ.ـلت علي ايده وانتِ كمان هتموتي علي ايده ...
مسحت والدتها دمـ.ـو.عها. قالت:
-انا مش عايزة اشوفك هنا تاني ...اطلعي برة ...برة بيتي وبرة حياتي ...أنا موت بالنسبالك يا سميرة وانتِ ميتة بالنسبالي 
-ماما 
قالتها سميرة وهي تبكي الا ان والدتها دفعتها وهي تصرخ بها قائلة :
-قولتلك برة ...برة مش بتفهمي !!!!
انسابت دمـ.ـو.ع سميرة بينما والدتها تدفعها للخارج بقوة ....كان قلبها يـ.ـؤ.لمها علي ما تفعله  بوالدتها المسكينة ولكنه الحل الوحيد للانتقام  من رائد ...هي ستعذب رائد قبل موته وتقـ.ـتـ.ـله وبعدها ستقـ.ـتـ.ـل نفسها رغم كل شئ هي بغباء احبته ولكنها لن تنسي دماء اختها ...
تراجعت دعاء ثم ركضت جهة غرفتها الصغيرة ...فتحت الباب ثم جلست علي الفراش البساط ودمـ.ـو.عها تتسابق علي وجنتيها ...رباه ماذا يحدث رائد سوف يتزوج ومن من ...شقيقة زوجته السابقة ..كيف وقع تلك الوقعة  ...وضعت كفها  علي قلبها وهي تبكي ...ببساطة سيتزوج شقيقة من خانته ...ببساطة القاها خارج حياته كانها حثالة ...هو لم يحبها لقد تيقنت الآن ان قلبه لم ينبض لها كما نبض قلبها له ...تسطحت علي الفراش وهي تغمض عينيها بتعب لا تريد أن تفكر في أي شئ لا الجرح ولا الخذلان ستتجاوز هذا يجب أن تنساه ...هو القاها خارج حياته وهي تقسم انها ستلقيه نهائيا خارج حياتها ...افكارها وقلبها ....مهما طال الأمر ...لن تخضع لقلبها مرة أخرى ...نهضت أيضا وهي تقرر شئ ...سوف تترك هذا المنزل وتخرج ....سوف تهرب بعيدا 
......
في غرفة سميرة 
كانت تبكي وهي تجهز ملابسها ...لقد جرحت والدتها كثيرا ولكن الله فقط يعلم ان ما ستقوم به سيقضي عليها تماما ووالدتها لن تتحمل ...هي وعدت وستفي ...حق نيرمين سوف يعود والثمن حياة رائد ...وحياتها !!
حملت حقيبتها وهي تمسح دمـ.ـو.عها وترتدي قناعها الجليدي ...لن تنهزم الآن ستركز علي هدفها ثم بخطوات واثقة خرجت من غرفتها لخارج الفيلا الصغيرة وهي تطلب سيارة أجرة وتغادر ...
راقبتها  والدتها والدمـ.ـو.ع تفر من عينيها ...ضمت صورة نيرمين لصدرها وقالت:
-شوفتي اختك يا نيرمين...شوفتي باعتك وراحت ...راحت الجحيم برجليها ...يا حرقة قلبي علي بناتي ....واحدة غلطت ودفعت التمن والتانية الحب عماها...أعمل ايه احمي سميرة ازاي ...
ابتعدت عن النافذة وجلست علي فراشها تبكي لقد ضاع كل شئ .....
......
بعد ساعة كانت سميرة بغرفة الفندق الذي نزلت به ...بدلت ملابسها وافرغت حقيبتها وهي تمنع عقلها من التفكير بأي شئ ...جلست علي الفراش وامسكت صورة شقيقتها نيرمين. قالت:
-منستش حقك يا نيرمين وهجيبه ...أنا بحبك ...رن هاتفها لتنتفض مكانها ..
امسكت الهاتف وابتسامة غامضة تزين شفتيها ...
-ايوة أنا جاية دلوقتي ...
...........
في بيت ما مهجور ...
فتحت دعاء عينيها بصعوبة ...كانت تشعر بثقل في اطرافها حاولت النهوض الا انها وجدت نفسها مكبلة في كرسي ...تـ.ـو.ترت وهي تحاول ان تنهض ولكن دون جدوي ...هزت راسها بخوف وهي تتذكر ما حدث ...كانت في منزل سميرة تستعد للذهاب وتبحث عن اخيها عنـ.ـد.ما شعرت بأحد خلفها يضع  علي انفها محرمة ومن حينها  لا تتذكر أي شئ !!...كادت ان تصرخ الا ان صوت انثوي ناعم جمدها :
-اهدي يا دعاء ....
اتسعت عيني دعاء وهي تجد سميرة امامها ...ممسكة بسلاح ناري تهيئه 
-انتِ...انتِ هتعملي ايه ؟!
قالتها دعاء برعـ.ـب وهي تري سميرة تتقدم منها 
-هقـ.ـتـ.ـلك 
قالتها سميرة ببساطة ..لتفزع دعاء بينما تكمل سميرة:
-شوفي صحيح انتِ ملكيش ذنب في ده كله ...بس عشان اختي ترتاح لازم احد حقها كامل يا دعاء ...لازم احرق قلب رائد عليكي قبل ما اقـ.ـتـ.ـله....
بكت دعاء وهي تحاول ان تتحرر وصرخت بها :
-انتِ مـ.ـجـ.ـنو.نة صح ...
اقتربت سميرة منها ثم رفعت كفها وضـ.ـر.بتها بالسلاح الناري حتي نزفت من رأسها ....
تأوهت دعاء وهي تبكي لتمسك سميرة رأسها وتقول:
-ايه رايك تحترمي نفسك عشان اموتك بسهولة ...متقلقيش مش هتكوني لوحدك قريب هبعتلك رائد كمان ....
-سيبيني ابوس ايديكي
قالتها دعاء وهي تبكي بهيسترية كانت تشعر بالرعـ.ـب من تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة ولكن سميرة لم تهتم ...كان في عقلها مخطط تريد تنفيده ستقـ.ـتـ.ـلها ثم تقـ.ـتـ.ـل رائد ليلة زفافهما وتقـ.ـتـ.ـل نفسها ...تلك هي الطريقة الوحيدة لتصحيح الأمر ...مسحت الدمـ.ـو.ع التي تكونت علي جانبي عينيها بقسوة ثم وجهت السلاح لجبهة دعاء وقالت:
-متقلقيش علي اخوكي يا دعاء هبعته لصاحبتك منال تراعيه يالا دلوقتي سلام ....
اغمضت دعاء عينيها برعـ.ـب وكادت سميرة ان تطلق النيران الا ان صوت اقتحام الشرطة اوقفها ...
-سلمي نفسك يا سميرة ....
ارتعبت سميرة وتراجعت ثم سقط منها السلاح وهي تري رجال الشرطة تحاصر المكان...اتسعت عيني دعاء وتنهدت براحة ثم فقدت الوعي من شـ.ـدة الضغط....
ولج رائد هو ولؤي الي المكان ...نظر رائد الي سميرة بشمـ.ـا.تة وقال:
-خلاص يا سميرة لعبتك انتهت ...
ومن خلف رائد تجمدت سميرة وهي تري رضوي ...تلك الخائنة 
-خنتيني ...بعد اللي عملتهولك 
اطرقت رضوي وقالت:
-انا عملت أخيرا حاجة صح ...أنا قولت لرائد بيه علي كل حاجة وانا اللي حطيت ليكي جهاز يسجل صوتك ...حبيت أعمل أخيرا حاجة صح وعملتها ومش نـ.ـد.مانة !!
-خلصت اللعبة خلاص يا سميرة 
قالها رائد وهو ينظر إليها بشمـ.ـا.تة بينما رجال الشرطة حاصرت المكان جيدا وتم القاء القبض عليها ....
-لا لا سيبوني ...الموضوع مخلصش يا رائد غنيم هطلع وهطلع روحك بإيدي ...
ابتسم بإستخفاف بينما رجال الشرطة يجروها خلفهم ....ركض رائد جهة دعاء الفاقدة للوعي وفك وثاقها بينما اخذوها رجال الاسعاف للمشفى ....
......
في المشفي....
كان رائد يذرع الرواق بتـ.ـو.تر منتظرا أي اخبـ.ـار لينتبه عنـ.ـد.ما خرج الطبيب ....اقترب رائد من الطبيب وقال:
-خير يا دكتور دعاء كويسة ؟!
ابتسم الطبيب بلطف وقال:
-متقلقش يا رائد باشا المدام كويسة اووي هي شوية رضوض بسيطة ....هكتبلها علي خروج النهاردة بإذن الله 
تنهد رائد براحة وابتسم وهو يقول للطبيب :
-طيب اقدر اشوفها دلوقتي صح ..
-اكيد 
هز رائد رأسه بإمتنان وذهب لكي يراها وقلبه ينبض داخل صدره بقوة ....كاد يطير من السعادة ....حب حياته بخير وانتهت كل تلك الكوابيس ....اخد عهد بداخله انه سيعوضها عن السوء الذي رأته منه ....لقد كانت بسببه ....بسبب وساوسه وحتي عنـ.ـد.ما عرف الحقيقة تمادي في جرحه لها تاركا غيرها تقتحم رقعة حياته   كان قلبه لها ولكنه فعل هذا من أجل أن   يظهر الحقيقة وفي خضم انشغاله بكشف سميرة دعاء كادت أن تضيع منه ولكنه متأكد عنـ.ـد.ما يخبرها بالحقيقة  ستسامحه فهي تعشقه هو متأكد من هذا وسيفعل المستحيل حتي تقبل به مرة أخرى ...لن يضيع امرأة احبته بهذا القدر ...لقد تحملت هي ما بدر منه وسوف يتحمل هو أيضا جميع ثورات غضبها .....
بتـ.ـو.تر تقدم لغرفتها وجدها تتسطح بتعب واضعة كفيها علي بطنها وشاردة بعيدا ما زالت الرضوض تحتل وجهها الصغير الناعم وجرح صغير يوجد بجوار شفتيها ....اغمض عينيه بغضب وهو يتذكر ان تلك الحقيرة سميرة هي من أذت دعاء  ولكن هي الان نالت جزاءها ...اقترب منها وهو يقول :
-دعاء ..
نظرت إليه بنظرة جوفاء بـ.ـاردة جعلته يشعر بالخوف ...ظلت تنظر إليه بنفس ذلك البرود  وكأن عشقه في عينيها  البنية اختفي تماما وحل محله الجليد شعر وكأن عالمه بأكلمه يهتز ...اقترب اكثر وكاد ان يتكلم ولكن بنبرة بـ.ـاردة ولكن حازمة قالت:
-متقربش 
قالتها ببرود ليتجمد مكانه وتتسع عينيه وهو يري نيران الكراهية التي اندلعت فجاة 
-دعاء مالك اهدي شوية 
كادت حقا ان تفقد عقلها بسبب بروده ولكنها استطاعت السيطرة علي نفسها بجهد كبير وقالت:
-عايزة اروح 
-اكيد يا حبيبتي هنروح بيتنا دلوقتي أنا جهزت كل حاجة وهجيب المأذون ...
ولكن قاطعته  فجأة صوت ضحكاتها الهستيرية وهي تنظر إليه كأنه فقد عقله كليا ...هزت رأسها وقالت:
-ارجع معاك فين معلش انت مـ.ـجـ.ـنو.ن صح او فاكرني  مـ.ـجـ.ـنو.نة ده انت مسحت بكرامتي الأرض وبسهولة دلوقتي بتقول ارجعي ومأذون ...لا يا حبيبي المأذون ده تكتب بيه علي علي أربعة غيري يكونوا شبهك بنفس مرضك وهوسك أنا كسبت حياتي أخيرا ومستحيل ارجعلك تاني ....
اقترب رائد منها وهو يقول بتوسل:
-دعاء اسمعيني بس ...اديني فرصة 
-طيب ما أنا طلبت فرصة يا رائد بيه وانت عملت ايه ؟!ها ضـ.ـر.بتني وطلقتني وكسرتني عاملتني كأني واحدة رخيصة مسواش قرش بالنسبالك ودلوقتي جاي تطلب فرصة عشان نرجع لا يا رائد مستحيل ارجعلك ....
اقترب اكثر ولكنها صرخت وهي تقول:
-قولت مكانك متقربش ...
ولكنه لم يستمع إليها بل اقترب اكثر حتي كاد ان يلامس السرير الموضوعة عليه ....لتصرخ فجأة بحدة لدرجة انه وضع كفه علي اذنه ...ولجت الممرضة بخوف وهي تجدها بهذا المنظر:
-فيه ايه مالها ؟!
قالتها بفزع وهي تقترب من دعاء التي تصرخ ...فجأة توقفت دعاء عن الصراخ وقالت:
-لو سمحتي طلعيه بره ...مش عايزة اشوف وشه!!!
احمر وشه رائد من الاحراج ...لم يتخيل ابدا ان يتم وضعه في ذلك الموقف ابدا ...
اقتربت منه الممرضة  وقالت بتوسل :
-لو سمحت اطلع 
-بس ...
اعترض بإرتباك لتكرر طلبها وتقول :
-من فضلك ايه مش شايف حالتها بطلب منك بأدب كده البنت هتنهار ...
نكس وجهه وخرج حتي دون ان يلقي نظرة اليها ...لم يكن لديه القدرة حتي علي هذا ....
تنهدت دعاء براحة وهي تجده قد حل عنها أخيرا ....ثم ابتسمت بسخرية وهي تتذكر كلامه بشأن رجوعها ....لقد جن تماما ....هي لن تعود حتي لو كانت حياتها معلقة به ....لو تحطم قلبها الالاف المرات بسبب بعده اهون من ان تكون بلا كرامة معه ...
.........
كان يجلس بجوار غرفتها بيأس ...لم يستطع مغادرة المشفي قلبه يـ.ـؤ.لمه بسبب رفضها ....يعلم انه يستحق هذا ...ولكن الخوف تسلل لقلبه ...ماذا ان رفضت العودة إليه ...هل يحترق بنيران العشق والنـ.ـد.م والفراق...هل ستتركه المرأة الوحيدة التي احبته بصدق وتحملت ما فعله بها ...اغمض عينيه وهو يتذكر كل الأشياء السيئة التي فعلها ...كم كسرها ...اهانها وابكاها .....ما الذي سيعوض جرح قلبها ...هل ستطيب جراحها يوما ما ...ام ستظل حاقدة عليه للابد...هل كرهته يا تري ام ان مشاعرها اصبحت متجمدة من ناحيته وتلك الكارثة الاكبر ...والاهم من هذا هل سيستسلم ...وجاء الجواب سريعا من قلبه ...صرخات قلبه اخبرته انه يريدها وسيفعل المستحيل حتي تعود إليه ....سيتغير تماما ....ولكنه ابدا لن يتركها تبتعد عنه ....سيبقي يلاحقها في كل مكان حتي تسامحه ...فلتضـ.ـر.به ...تهينه أو تقـ.ـتـ.ـله حتي إذا كان هذا سيجعلها تشعر بالراحة ....أما أن يموت أو يجعلها تعود له ......
...... 
بعد اسبوع عادت دعاء الي منزل منال بعد ما تم إثبات براءتها التي حرص رائد علي نشرها في الحي لكي تعود مرفوعة الرأس وعلي ووالدته تم فضحهما في الحي كما أن تم القبض علي على لثبوت أنه تم التهجم علي دعاء في منزلها بعد اعترافه مما جعل والدة على تترك الحي وتذهب وهي خجلة من افعال ابنها ....ودون أن تعرف دعاء دبر لها رائد عملا جيدا واشتري منزلا لها لكي تكون أكثر راحة وأمانا واعطي المفتاح  لعم منعم  جاعلا إياه يخبرها أنه هو من دبر هذا العمل  وهذا السكن لها بسعر رمزي ...وكان هناك شيئان اراد رائد القيام بهما ...
أولهما كان ذلك القذر عماد....بعد أن عرف ما فعله بدعاء اشتعلت النيران بقلبه وذهب له لكي يلقنه درسا ولكن وقف مبهوتا أمام منزل عمة دعاء عنـ.ـد.ما وجد رجال الشرطة يسحبونه بقوة وعنـ.ـد.ما سأل أحد الجيران أخبروه أنه متهم بإغتصاب فتاة قاصر!
ابتسم رائد وقد شعر أن حق دعاء يعود ...والان تبقي هي ...رأس الافعي!!
.....
وقف أمامها ونظر إليها بإنتصار ...ابتسم ابتسامة مستفزة وقال:
-ياااه يا سميرة ده مكانك الاساسي ...مكانك المناسب ...
نظرت إليه من خلف القضبان بحقد وقالت:
-متفرحش يا رائد هطلع  ...هطلع واقـ.ـتـ.ـلك وعد مني 
ابتسم وقال :
-يديني ويديكي طول العمر ده شروع في قـ.ـتـ.ـل يعني هتشرفي في السجن كتير...احسن حاجة أن اللي عملتيه في دعاء اتعمل فيكي أضعاف ...سميرة الموظفة المحترمة بنت الناس تتحبس بتهمة شروع في قـ.ـتـ.ـل وسيرتها تبقي علي كل لسان ...بجد حالك يحزن ...
نظرت إليه بغضب ...كانت تريد أن تقـ.ـتـ.ـله في تلك اللحظة ...تمزق قلبه ...الحقير كان يتلاعب بها وقد ظنت بكل سذاجة أنها المتحكمة بأصول اللعبة ...لكنها كانت مجرد بيدق في لعبته ...
-ازاي عرفتني ...حابة اعرف وعندي فضول ...
ابتسم وعينيه لمعت وقال:
-انا عرفتك من اول ما شوفتك عرفت انك اختها غير أن شوفت صورك يا سميرة ...مش مصدق انك غـ.ـبـ.ـية للدرجادي انك مقدرتيش ذكائي....يعني خطتك مشيت كلها تمام بس في الاخر فشلتي ...عارفة ليه يا سميرة ؟!!
ابتلعت ريقها ليقترب أكثر ويقول :
-عشان استهونتي بذكائي افتكرتي اني غـ.ـبـ.ـي ....ساعتها بس بدأت اربط الخيوط ببعض ...ساعتها بس فكرت أن ممكن دعاء تكون مظلومة ..وبعلقة محترمة لعلي اعترف بكل حاجة  ...ساعتها قررت الاعبك لعبتك يا سميرة قررت امشي علي خطتك عشان اجيب اخرك ...
لمعت عينيه بحزن واكمل :
-بس غلطي الاكبر اني أهملت دعاء وانا مشغول عشان اكشفك ...عشان أعلمك درس كنت هخسر الست الوحيدة اللي حبتني وحبيتها  بس خلاص أنتِ اخدتي جزاءك والباقي هياخد جزاؤه برضه ...
هزت رأسها وصرخت:
-لا ...لا غلطان يا رائد ...هطلع ...هطلع واقـ.ـتـ.ـلك ...
ولكنه نظر إليها بإستخفاف :
-في أحلامك يا سميرة هتفضلي هنا لحد ما تحصلي المرحومة ...باي يا حبيبتي خسارة الجمال ده في السجن والله بس نعمل ايه غـ.ـبـ.ـية زي اختك عشان كده ده جزاتك ...
صرخت بقهر بينما يستدير ويذهب وقد ارتاح اخيرا عنـ.ـد.ما عاد حق دعاء ممن اذاها تبقي عقابه هو ...وكم يخاف أن يُعاقب بفقدانها للابد الموت والسجن عنده اهون من هذا ...ولكن قرر الا يستسلم وسيعمل المستحيل أن تطلب الأمر حتي تعود....
............
-عايز ايه يا رائد ؟!!بتمشي ورايا في كل حتة ...مش عايز تنساني ولا مخليني انساك ...انت فاكر أنك بالشكل ده هرجعلك مثلا ؟!!هنسي الاهانة والذل اللي شوفتهم علي ايدك ...انت شايفني رخيصة للدرجادي يا رائد ..
نظر إليها بحزن وحاول ان يقترب منها ...يطيب خاطرها يطلب السماح ولكنها صرخت به :
-وقف ...قولتلك اوعي تقرب مني فاهم ....
تجمد مكانه ....نظرت إليه بكره ... رائد وهو ينظر إليها وقال:
-مش ناوية تسامحيني ...حـ.ـر.ام يا دعاء أنا بقالي أربع شهور بجري وراكي في كل مكان ...
-اسامحك ؟!!
صرخت بها وهي تدفعه بعنف ثم اكملت:
-اسامحك علي ايه ولا ايه انطق يا رائد ....اسامحك أنك اتهمتني بالخيانة قبل ما تتأكد ...ولا اسامحك أنك عاملتني معاملة الكلاب ....ولا اسامحك أنك طلقتني ورمتني رمية الكلاب ...
امسك رائد ذراعيها ثم ضمها إليه بقوة وهو يقول بنـ.ـد.م :
-اسف...آسف ...سامحيني ابوس ايديكي ..
ولكن دعاء دفعته بقوة وقالت :
-مستحيل اسامحك يا رائد. ..أنا بكرهك وهفضل اكرهك طول حياتي ...هدعي ان ربنا يكسرك زي ما كسرتني ...
امسك رائد كفها وقال بتوسل بينما ابتلت عينه بالدمـ.ـو.ع :
-انا آسف ...اديني فرصة واحدة ابوس ايديكي ...فرصة اصحح غلطي معاكي ...والله يا دعاء بحبك ...ابوس ايديكي فرصة واحدة ...واحدة بس ...أنا هطيب قلبك ...هعمل المستحيل عشان اعوضك ...
مسحت دعاء دمـ.ـو.عها وابعدته عنها وقالت:
-روح عالج نفسك يا رائد انت مريـ.ـض ...وانساني لاني مستحيل ارجعلك فاهم ...!!!
............
في السجن ...ركض السجان للضابط وصرخ 
-الحق يا فنـ.ـد.م المسجونة سميرة هـ.ـر.بت !
هي فتاة وردية ساذجة عشقت بجنون تركت لجام العقل وتمسكت بلجام القلب والنتيجة كان شرخ في قلبها قد يدوم للابد ...بينما هو يتوسل السماح طالبا فرصة اخري جل ما كانت تشعر به هو الشفقة علي حالهما ...لماذا حدث هذا  لهما ...لماذا لم يكن الأمر افضل ...هذا خطأ من ...هل خطأ رائد الذي رفض أن يسمعها أو يثق بها أو أنها تتحمل جزء من الخطأ كما تقول منال عنـ.ـد.ما تزوجت برجل يعاني من ظلام روحه ...رجل واجه أسوأ أنواع الخيانة نتجت عنها عقد لا تنتهي ....هل كانت محقة أن تحب رجلا كهذا ....أم أن زواجها به كان أكبر خطأ ارتكبته ...اسئلة كثيرة تدور بعقلها لا تجد لها إجابة ....ولكن ما تعرفه أنها فقدت القدرة علي الغفران  لأن الجرح الذي سببه رائد في قلبها لن ينـ.ـد.مل ابدا ...مسحت الدمـ.ـو.ع التي انسابت من عينيها وهي تنظر لرائد قست قلبها وهي تقول بنبرة جـ.ـا.مدة لا أثر للعاطفة فيها :
-انا مستحيل ارجعلك يا رائد ....خلاص انت طلعت برة حياتي للابد ...أنا اكتفيت منك ومن هوسك وشكك ومرضك ...
-‏ابتلع ريقه وهو يتلقي اهاناتها وداخله يقر أنه يستحق اكثر من هذا بكثير هو من اهان ..وهو من ظلم وما تفعله دعاء الان سوف يتقبله برحابة صدر ...
-‏نكس رأسه وهو يستمع لاهاناتها المتتالية ...تنهدت دعاء وهي تنظر إليه وقالت بهدوء اخيرا :
-‏-اقولك علي نصيحة أخيرة ...نصيحة لله يعني اتعالج يا رائد لانك فعلا مريـ.ـض  
-‏ثم ذهبت وتركته يشعر بثقل في قلبه ...أراد الصراخ ...الانهيار ...كان يشعر أن العالم يضيق به ولكن هل يمكنه حتي أن يلومها ...بالتأكيد لا هي محقة في كل كلمة قالتها ...هو مريـ.ـض  فعلا 
-‏..غير متزن نفسيا وأن عادت وهو بتلك الحالة سوف يأذيها مجددا ..وهو حقا لا يريد هذا ....
-‏مسح دمـ.ـو.عها ثم غادر وقد قرر شيئا ما ...
-‏.......
-‏-هتروح دكتور نفسي يا رائد ؟!
-‏قالها لؤي بإستهجان لصديقة ليهز رائد كتفه ويقول :
-‏-ايوة يا لؤي ماله الدكتور النفسي يعني؟!
-‏-ملهوش اكيد بس 
-‏-من غير بس يا لؤي أنا اتقبلت اني مش طبيعي ...دي خطوة متأخرة جدا كمان أنا اللي واجهته صعب وصعب اقدر اعديه لوحدي لازم حد متخصص يساعدني 
-‏-زي ما تحب 
-‏قالها لؤي وهو يهز كتفيه  
-‏.........
-‏في المساء ....
جلس بتـ.ـو.تر أمام الطبيب ...خطوة خطيرة اقدم عليها ...فقط من اجلها قرر ان يتخلص من شياطين شكوكه...قرر ان يعود شخص آخر من اجلها ...لعلها تغفر وتقبل به ...
ابتسم الطبيب برفق وهو يري تـ.ـو.تره وقال بلطف:
-ها يا رائد حابب تتكلم ...
-‏فرك رائد كفيه بتـ.ـو.تر ...وفكر حقا في الهروب ولكنها تستحق ....حبيبته تستحق أن يقاوم لأجلها ....نظر للطبيب النفسي بتردد ثم بدأ بالكلام ....
-‏أبت الحروف أن تخرج من شفتيه ولكنه قاوم تذكر أنها في سبيله ضحت كثيرا وحان دوره هو ليضحي  اتي دوره لكي يكون انسان متزن عقليا من أجلها ومن أجل نفسه ...اتي الوقت ليتخلص من الظلام القابع في روحه وذكرياتها ستساعده علي التحرر من الظلام  ....ولكي يتخلص من الظلام يجب أن يخبر الطبيب   كل شئ...طفولته عقده ...وخيانة زوجته التي حولته لشخص آخر ... فرك كفيه أكثر ثم نظر إلي الطبيب وقال وهو يرتجف :
-‏-انا اتكسرت من اقرب ما ليا 
-‏قالها ثم دون أن يدري انفجر في البكاء ليعود ذلك المشهد الذي راي زوجته واخاه معا في الفراش يطارده بقوة  ...ربت الطبيب علي كفه وقال بهدوء :
-‏-لو مش عايز تتكلم دلوقتي مفيش مشكلة ...نتكلم الجلسة اللي جاية اي رايك 
-‏هز رائد رأسه بالنفي وقال:
-‏-هاجي علي نفسي ...أنا لازم اتعالج عشانها...عايز اكون طبيعي عشان ترجعلي ...
-‏تنهد الطبيب بينما استفاض هو  بالشرح للطبيب كأنه أراد أن ينفجر فجأة ....سالت دمـ.ـو.عه وهو يتذكر ما قام به ...يتذكر كيف كسر قلبها ...كيف أحبته وكيف هو خير هذا الحب فأصبح لا يري في عينيها الا كره عظيم له ... 
-‏انتهت الجلسة وخرج يشعر لأول مرة منذ زمن بالسلام ....شعر كأنه القي جبلا ثقيلا من علي قلبه وارتاح تماما ...رن هاتفه عنـ.ـد.ما كاد أن يركب سيارته فتحه وقد صدم ما سمعه ...لقد هـ.ـر.بت سميرة ...اغلق الهاتف وشعر بعقله يدور ....هذا يعني أن دعاء في خطر ...فكر بخوف ...ثم دون انتظار ركب سيارته وانطلق وهو يدعو أن يكون كل شئ علي ما يرام
........
كان يقود السيارة بأقصي سرعة لديه قلبه يقصف بقوة داخل صدره ...يخاف عليه بل هو مرعوب أن تفعل تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة بها شيئا ....استل الهاتف واتصل بدعاء ولكنها لم ترد ...
اغمض عينيها بإنفعال وهو يزيد من سرعة السيارة ليذهب الي عملها .. 
بعد عشر دقائق كان قد وصل اخيرا ...نزل من السيارة ورأي من بعيد دعاء قادمة ..كاد ان يبتسم بإطمئنان عنـ.ـد.ما رأي سميرة تقف من بعيد مصوبة المسدس عليها ...
-دعااااء
-‏صرخ  رائد ثم ركض ناحيتها ضغطت سميرة علي الزناد واطلقت الرصاصة....بسرعة وقف رائد أمام دعاء وتلقي هو الرصاصة ....
-‏-رائد
-‏صرخت دعاء وهي تنظر إليها بفزع.... أصبح المكان في حالة فوضي بينما ركضت سميرة بعيدا ...لقد قـ.ـتـ.ـلته ....قـ.ـتـ.ـلته وانتهي الامر ...اخذت تركض كالمـ.ـجـ.ـنو.نة وهي تضحك بينما الناس ينظرون إليها بخوف ...
-‏وصلت إلي مقبرة شقيقتها ووجدت والدتها  تبكي هناك ...وعنـ.ـد.ما رأتها والدتها صرخت بفزع وقالت:
-‏- انت امتي هـ.ـر.بتي من السجن ومن فين جيبتي المسدس ده ؟!!
-‏ضحكت سميرة بجنون وقالت :
-‏-اخدت حق نيرمين ...قـ.ـتـ.ـلته ...قـ.ـتـ.ـلته يا ماما. ..وجه دوري .
-‏لم تدرك والدتها قصدها الا عنـ.ـد.ما رفعت السلاح واطلقته علي رأسها وسقطت ميتة!!!!
...........
في المشفي...
كان الجميع في حالة ترقب بينما دعاء جالسة على  المقعد ودمـ.ـو.عها تنزل دون إرادة منها وعقلها يعيد ما حدث مرارا وتكرارا ....جسدها يرتعش كلما تذكرت سميرة تمسك سلاح وتوجهه عليها ولكن بسبب رائد تم إنقاذها ....هو من أخذ تلك الرصاصة وهو الآن في حالة حرجة ...
نظرت لفوق وهي تتمتم بخفوت:
-يارب ماليش غيرك أنقذه يارب ...
-‏ثم مسحت دمـ.ـو.عها وهي تحاول الا تفكر بالأسوأ بل تفائلت خير سيخرج منها بإذن الله ...
-‏بعد ساعة ونصف ...
-‏خرج الطبيب من حجرة العمليات ....نهضت دعاء وقلبها يقصف في صدرها وقفت بجوارها منال وامسكت كفها ...بينما تقدم لؤي وقال بتـ.ـو.تر:
-‏-ها يا دكتور طمني 
-‏هز الطبيب رأسه وقال:
-‏-الحمدلله هو نجا منها ومحصلش اي مضاعفات ...
-‏تنهدت دعاء وهي تقول بإنهيار:
-‏-الحمدلله ...الحمدلله .... في
-‏وقد شعرت أن الحياة عادت لقلبها .....
-‏.....
-‏في اليوم التالي ...
-‏وفي غرفة المشفي حيث يمكث رائد كانت دعاء جالسة بجواره تطعمه بينما هو ينظر إليها مسحورا ...بعد كل ما حدث ما زالت تهتم به ...ما زالت تحبه ...وهذا جعله يتشجع ...
-‏امسك كفها وقال بتوسل:
-‏-دعاء اديني فرصة ...فرصة واحدة بس
-‏نظرت إليه بحزن ليكمل هو بسرعة :
-‏-صدقيني المرة دي هننجح ...أنا ...أنا 
-‏أطرق وهو يكمل :
-‏-,انا بروح لدكتور نفسي وهو بيساعدني وهستمر معاه 
-‏-لو رجعت مش هيبقي زي الاول 
-‏-مش مهم أنا هعمل المستحيل ساعتها عشان اخليكي تسامحيني
-‏-هحتاج وقت عشان اتقبلك 
-‏-خدي الوقت اللي انتِ  عايزاه بس في بيتي تمام ؟
بعد مرور سنة ...
تغيرت الأحوال كثيرا في تلك السنة ...انتظم رائد في جلسات العلاج النفسي وكان يشعر بتحسن كبير  ...وكان من حين لآخر يزور والدة سميرة القابعة بأحد المصحات النفسية بعد ما فقدت عقلها عنـ.ـد.ما قالت سميرة نفسها أمام عينيها ...عادت دعاء الي منزله ...سمح لها بالعمل وشجعها علي اكمال تعليمها ولجعل الحياة ابسط بينهما ذهبا الي أخصائية نفسية  للمشاكل الزوجية كي يتعايشا بعد كل ما حدث ...
-حاسين أن دلوقتي انتوا افضل  مع بعض 
-‏قالتها الاخصائية النفسية وهي تبتسم لهما ...هزا رأسيهما فأكملت :
-‏-ايه الاخبـ.ـار العلاقة الزوجية بينكم 
-‏اطرقت دعاء بخجل بينما قال رائد :
-‏-احنا مش مست...
-‏-انتوا اللي مش مستعدين ولا دعاء اللي مش مستعدة 
-‏نظرت إليها دعاء وقالت:
-‏-انا اللي مش مستعدة يا دكتورة لسه فيه حاجز برضه ..
-‏-تمام ....معلش يا رائد حابة اتكلم مع دعاء لوحدنا ممكن 
-‏-اكيد 
-‏قالها رائد ثم انسحب بينما نظرت الطبيبة لدعاء وقالت :
-‏-مر سنة 
-‏-عارفة
-‏-مش قادرة تسامحيه صح ...
-‏لمعت الدمـ.ـو.ع بعينيها وقالت:
-‏-اللي شوفته صعب 
-‏-دعاء جوزك كان مريـ.ـض بالبـ.ـارانويا ...واحد اتعرض لصدمة وغير متزن نفسيا ...أنتِ كنت عارفة اللي حصله صح ..
-‏هزت دعاء رأسها لتكمل :
-‏-ورغم كده اتجوزتيه 
-‏-كنت فاكرة ...
-‏قاطعتها الطبيبة وقالت:
-‏-كنت فاكرة انك هتصلحيه مثلا وهتقدري تعالجية مشيتي بمبدأ I can fix him , بس أنتِ مش مصلحة اجتماعية ولا دكتورة نفسية ومش مطلوب منك تتجوزي واحد مش طبيعي وتعالجيه لانك أنتِ اللي هتتأذي الاول ..حظك حلو لأن رائد بنفسه راح اتعالج ...فيه حالات بترفض العلاج ...
-‏مسحت دعاء دمـ.ـو.عها ...لتمسك الاخصائية كفها وتقول:
-‏-شوفي خدي وقتك براحتك هو مش هيضغط عليكي لانه متفهم بس احنا عايزين نتقدم شوية ماشي  حسسيه أن فيه فايدة من محاولاته تمام 
-‏هزت دعاء رأسها بالإيجاب ....
-‏ .....
-‏في الطريق للمنزل كانت صامتة كليا ...حاول رائد أن يتحدث معها ولكنها التزمت الصمت لذلك احترم صمتها ولم يتكلم هو أيضا ....
-‏.......
-‏وفي المنزل التزمت غرفتها حتي قدوم الليل نهضت واستحمت ثم ارتدت منامة حريرية حمراء وذهبت الي غرفة رائد وما أن رأها رائد حتي نهض بتـ.ـو.تر ...اقتربت هي بخجل وقالت:
-‏-ممكن انام جمبك النهاردة ...
-‏ابتسم بسعادة وقد شعر أن قلبه سيخرج من. صدره وقال:
-‏-اكيد
-‏ثم امسكها وتسطح علي الفراش ضاما إياها الي صدره وهي يتنهد بقوة ويقول:
-‏-ده أنتِ ربتيني من اول وجديد والله ..
-‏ضحكت بقوة بينما ضمته أكثر مفكرة أن كل شئ سيكون علي ما يرام ...ثم راحت في النوم ...نظر إليها رائد وقلبها يخفق بشكل غريب ...لقد احبها بطريقة لم يحب بها أحد من قبل أصبح يشعر أنها الحياة ....وبتلك المبادرة اليوم رأي الامل لهما في حياة أفضل ...راي أنه سيكون سعيدا مجددا ...لقد عادت وجلبت الربيع لحياته ...ابتسم بحب ثم قبلها علي شفتيها وقال:
تمت بحمدلله

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات