رواية اريدك انت زياد ورويدا كاملة جميع الفصول

رواية اريدك انت هي رواية رومانسية تقع احداثها بين زياد ورويدا والرواية من تأليف اميرة مدحت في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية اريدك انت لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية اريدك انت هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية اريدك انت تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية اريدك انت زياد ورويدا كاملة جميع الفصول

رواية اريدك انت من الفصل الاول للاخير بقلم اميرة مدحت

-مبروك يا عزت، مبروك يا سها.
-إيه إللي جابك يا رويدا، إحنا معزمنكيش على فرحنا عشان تيجي.
ضحكت بو.جـ.ـع وأنا بقول:
-جاية أبـ.ـارك لصاحبة عمري وطليقي، إللي أتجوز بعد أسبوع من طـ.ـلا.قنا على طول.
لقيتها بتزعق وهي بتقول:
-لا تلقيكي جاية تحسديني، أني أتجوزت واحد زي عزت، ألف بـ.ـنت كانت تتمناه في حتتنا كلها، وإنتي يا حـ.ـر.ام محدش بيطيق يبص في وشك الكئيب.
حسيت كـأن حد ضـ.ـر.بني بالقلم على وشي فجأة من كلامها، بصيت ليهم والدmـ.ـو.ع أتجمعت في عينيا وأنا بقول:
-حـ.ـر.ام عليكم، والله العظيم حـ.ـر.ام عليكم، أنا عمري ما أذيتك يا سها، كنت جنبك دايمًا، ليه تعملي فيا كدا؟!..
بصتلها بقرف وهي بترد عليها:
-كفاية أني أستحملت نظرات الناس ليا لما كنت بمشي مع واحدة معندهاش ريحة الجمال زيك، ويفضلوا يقولوا إيش جاب لجاب، أن واحدة بجمالي تبقى صاحبتها واحدة زيك.
زادت دقات قلبي بجنون من الو.جـ.ـع والصدmة إللي كنت باخدهم كل شوية من كلامها، بصيت لعزت وأنا بضحك بو.جـ.ـع غـ.ـبـ.ـي:
-وأنا لما قالولي أنك أتقدmتلي، أستغربت، قولت الحنت عندنا كلها بتتمنى واحد زيك، ليه تختارني أنا، أتاريك عشان تسرقني وتكـ.ـسرني مش كدا؟!..
بصلها عزت بتريقة وهو بيقول:
-وتفتكري إيه إللي خلاني أتجوزك؟!.. عشان جمالك مثلًا إللي الكل بيتكلم عنه ولا على شكل جـ.ـسمك، ولا أنك أكبر مغلفة قابلتها في حياتي، تفتكري واحد زيي ممكن كان يتجوز واحدة بايـ..رة، ولا جميلة ولا ذكية، ده أنا أبقى أعمى، للأسف يا رويدا أنتي طلعتي عبـ.ـيـ.ـطة أوي؟!..
فضلت مبتسمة وببصلهم بعيون مليانة قهر قبل ما أقول:
-صح، أنا عبـ.ـيـ.ـطة وغلطانة، عملت كل ده عشان تسرقني، تسرق فلوسي والدهب بتاعي، أتجوزتني أسبوعين بس عشان تسرقني، وكـ.ـسرتني بطـ.ـلا.قك وخليت الحتة كلها تتكلم عني كلام زي السم بس صدقني بحق الحرقة القلب إللي سببتها ليا، وبحق كل حاجة عملتها فيا.. هخليك تدفع تمنها غالي أوي يا عزت.
دmـ.ـو.عي نزلت أكتر فغمضت عيوني جـ.ـا.مد وأنا بقول بحرقة:
-حسبي الله ونعم الوكيل فيكم، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا جبابرة، حقي هجيبـه وربنا بردو مش هيسبكم.
قولت الكلمـ.ـا.ت دي وبعدها سبتهم وأنا سمعاهم بيضحكوا، بيضحكوا على ضعفي، وعلى أني مليش حد يقف في ضهري، فاكرين أن لمجرد أني لوحدي يبقى أنا ضعيفة وسهل أتكـ.ـسر، لكن مش هسكت.

*****

أول ما رجعت البيت لقيت بابا مستنيني، وباين على وشك الشر، بصتله بقلق قبل ما يقرب ويمسك إيدي جـ.ـا.مد وهو بيزعق:
-حطيتي وشي في الأرض يا بـ.ـنت الـ(…)، كل ما أنزل أسمعهم بيجبوا سيرتك بكلام زي السم، والله أعلم إيه إللي خلاه يطـ.ـلقك بعد أسبوعين جواز بس.
-يا بابا حـ.ـر.ام عليك، أنا مش حِمل الكلام ده، إللي فيا مكفيني.
زقها وهو بيزعق أكتر:
-أسمعي يا بت إنتي، في واحد أتقدmلك وطلب إيدك مني، وأول ما عدتك تخلص هتتجوزيه، إنتي فاهمـــة.
أتصدmت من كلامه، جواز تاني إيه؟!.. هو أنا لحقت أداوي الجـ.ـر.ح إللي سببه ليا جوازي الأولاني لما هتجوز جوازة تانية، غـ.ـصـ.ـب عني زعقت وأنا بقول:
-مش هتجوز، ولو حصل إيه مش هتجوز، أنت إللي جوزتني لعزت، وأديني بدفع تمن سمعان كلامي ليك، المرة دي لأ وألف لأ.
-يا شيخة أنتي تطولي تجوزي تاني، أنا خلاص وافقت، وهتتجوزي رأفت الدسوقي.
-رأفت الدسوقي؟!.. ده عنده ستين سنة!!!!..
-ده آخر كلام عندي، ولو فكرتي تعارضيني شوفي هيجرالك إيه.
*****
مقدرتش أوافق المرة دي، أستنيت لغاية الساعة 1 بليل، بعد ما يكون نام، ولمـ.ـيـ.ـت كل هدومي وألفين جنية إللي أتبقوا من الفلوس إللي سرقها عزت مني، وفعلًا مشيت من البيت، أول ما نزلت الشارع محستش بنفسي غير وأنا بجري، مش عايزة حد يشوفني، لغاية ما وقفت على جنب شوية، دقيقتين وحسيت أن في حد وايا لكن قبل ما ألف، لقيت إبرة بتتغرز في رقبتي، ورؤيتي بقت مشوشة، محستش بنفسي غير وأنا بقع والضلمة بتسحبني ليا جـ.ـا.مد.
-حـ.ـر.ام عليك يا بابا، تجوزها واحد عنده ستين سنــة ليه!!!.. ليه كدا؟!..
قالتها يارا بـ.ـنته الصغيرة وهي بتبصله بذهول، زعق في وشها وهو عمال يلف حواليه بعصبية:
-أختك حطط راسي في الأرض بعد طـ.ـلا.قها، ما صدقت أن واحد زي رأفت الدسوقي يتقدmلها، ده إبن أختـــه يبقى كبيـــــــر قرية إللي جنبنــا، هي تطول تتجوز واحد متريش زيه بعد ما عزت طلقها بأسبوعين؟!!..
-حـ.ـر.ام عليك يا بابا، رويدا مش حِمل إللي بيجرالها ده، إنت السبب في جوازتها الأولى رغم رفضها وعـ.ـيا.طها كل شوية، وأهيه رجعتلك بعدها بأسبوعين بعد ما الـ(…) سرقها بإتفاق مع صاحبة عمرها، مش كفاية إللي زمن بيعمله فيها، تبقى أنت كمان عليها بدل ما تاخدها في حـ.ـضـ.ـنك؟!..
بصلها بتريقة وهو بيقول:
-أخدها في حُضني، بعد إيه؟!.. بعد ما الـ(…) هـ.ـر.بت وسابت البيت، أودي وشي فين من الناس ومن كلامهم، ده أنا لو شوفتها هقتـ..لها بعد عملتها السـ..ودة دي.
عيونها وسعت من الرعـ.ـب وهي بتهز راسها بـ لأ، بصتله بعـ.ـيا.ط وهي بتسأله:
-إنت بجد ممكن تعمل في بـ.ـنتك كدا؟!.. دي حتة منك يا بابا؟!..
-أخرسي بقى، وسبيني أفكر فالمصـ يـ بـةدي، هقول لرأفت الدسوقي إيه دلوقتي؟!..
*****

محستش بنفسي غير وأنا بفوق بعد فترة طويلة، صداع رهيب حسيت بيه أول ما بدأت أستوعب وجودي، وعينيا مش قادرة أفتحها من كتر التقل إللي حسـاه، لكن غريزة خــــوفي كانت أقوى بكتير، فقومت وأنا مفزوعة، ببص حواليا، لقيت نفسي في أوضة جميلة، لونها أبيض والفرش بتاعها راقي جدًا، بس ده زود رعـ.ـبي وأنا بسأل نفسي عن سبب وجودي هنا.

فجأة لقيت باب الأوضة بيتفتح وشاب طويل عريض، بس ملامحه قاسية شوية، مع عينيه إللي كانت جواها نظرات مليانة شر، كانت ملامحي ثابتة رغم دقات قلبي اللي بتزداد برعـ.ـب، بس ليه أبينله إني خايفة وهو يتشفى فيا، مرضتش أسمح لنفسي أبين إللي جوايا، على الأقل لما أفهم مين ده، قومت وقفت فجأة رغم الدوخة إللي حسيت بيها وأنا بسأله:
-إنت مين؟!.. وأنا فين بظبط؟!..
قرب مني وهو بيقول بحدة:
-أنتي في القرية بتاعتي، أنا زيــاد الرفاعي.
وإبتسامة تريقة إبتسمهالي وهو بيكمل:
-ورأفت الدسوقي يبقى خــالـــي يا رويدا هانـــم.
هزيت راسي بذهول وأنا بسأله:
-ينهار أسود، أنت خـ.ـطـ.ـفتنـ.ي ليه؟!.. عاوز منـي إيه بظبط؟!..-تبعدي عن خـالي، وتتقي شري.
-خالك هو إللي قرب مني، مش أنا إللي قربت.
بصلي بســـخريـــة وهو بيقول:
-يا سلام!!.. مصدقش، أنتي ت عـ.ـر.في أن خالـي عمره ما فكر يتجوز، يقوم ما يفكر، يبقى أنتي؟!..
قربت منه وأنا بزعق بشراسة:
-ومالها أنا يا إبن الرفاعي، أنا متعيبش في أي حاجة، إلا لو أنت بقى عندك نقص.
حسيت بيه وهو بيحاول يمسك نفسه بالعافـ.ـية قبل ما ينطق:
-لولا إنك ست كنت أدبتك على كلامك، وت عـ.ـر.في إنتي بتكلمي مين.
ضحكت عل كلامه وأنا بقول بقوة غريبة مش عارفة جتلي منين:
-إللي زيي بعد إللي شافه بقى مبيخافش، ودلوقتي لو مسبتنيش في حالي أو فكرت تأذيني هوريك إني ممكن أعمل فيك إيه.
سكت شوية قبل ما يقول بصوت قاسي قوي:
-أنا عايز أعرف إيه الجبروت إللي فيكي يخليكي تبصي لراجـ.ـل أد أبوكي بعد ما طلقتي، إيه عاوزة تنتقمي من عزت؟!..
-ولو أنا عاوزة أنتقم منه، أجيلكم هنا ليه؟!..
-لأنك عارفة كويس أوي، أن محدش بيقدر يقف قصاده هو وعيلته غير إحنا وبـــس، حقيقي تفكير جبـ.ـار إللي يخليكي ترمي نفسك عندنا.
زعقت بأعلى صوت عندي وعينيا أحمرت من الغـــضــــب والضغط إللي حساه:
-إسمع يا زياد باشا، أنا عرفة إنكم أعداء، بس مفكرتش للحظة أجيلكم، خالك هو إللي جه بيتنا عشان عاوز يتجوزني، ولما لقيت رفضي مش هيعمل أي حاجة، سبت البيت، وجيت أنت بمنتهى البساطة خـ.ـطـ.ـفتني، وجبتني على هنا، إنتوا إللي قربتلولـــي مش أنـــا، إنت سمعانـــــي.
فضلت واقف ببرود قبل ما يقولي:
-أنتي هتفضلي هنا، ولو خالي صمم على جوازه منك، يبقى مش هسيبك.
بصتله برهبة وأنا بسأله:
-يعني إيه.
-يعني هتجوزك يا رويـــدا، بعد عدتك على طول.
-إنت بتقول إيه؟!.. هتتجوزها إزاي؟!.. إنت عاوز تتجوز البـ.ـنت إللي أختارها خالك لنفسه؟!..
قالها رأفت وهو بيبصله بذهول، ورغم كدا متهزش زياد وهو بيقرب منه بهدوء عكس إللي جواه تمامًا، وقال:
-آه هتجوز رويدا، لو مصرفتش النظر عن جوازتك منها، وبعدين إنت إزاي تفكر تتجوز؟!.. ده أنا عشت طول عمري أتحايل عليك تتجوز بعد ما مراتك مـ.ـا.تت وإنت كنت رافض الفكرة تمامًا، إيه إللي غيرك فجأة.
بصله رأفت بإبتسامة وهو بيقول:
-قولت أما أشوف نفسي، إيه مش من حقي؟!..
رفع زياد حواجبه قبل ما يزعق فجأة:
-ومش لاقي الدنيا دي كلها غير رويـــدا؟!.. مش كفاية تفكيرك أنك تتجوز كمان عاوز تتجوز رويدا؟!..
-ومالها رويدا؟!..
سأله بمنتهى البساطة وهو بيبصله بتحدي، فبص زياد بعيد وهو بيبلع ريقه بصعوبة، وحاسس بو.جـ.ـع جـ.ـا.مد في قلبه على إللي كاتمه ومش عارف يخرجه أبدًا، لكن حاول يبين أنه مفيش حاجة وهو بيجاوب بجمود:
-إنت عارف كويس أن العادات والتقاليد والقوانين هنا مبتسمحش أن أي حد يتجوز برا القرية دي، أظن كفاية إللي حصل لعمتي زمان، والحوادث إللي كانت بتحصل هنا بسبب إللي كانوا بيتجوزوا من القرية إللي جنبنا، والعداوة إللي بين قريتنا وقريتهم سببت الأذى أد إيه.
قرب منه رأفت قبل ما يقوله بتريقة:
-أنا ماليش دعوة بالكلام الفارغ ده، إللي أعرفه كويس أن التقاليد والقوانين إللي هنا أبوك وعمك هما إللي عملوها، وأنا رئيس جمهورية نفسي، وأظن أنت عارف ده كويس أوي.
بصله زياد بصدmة وهو بيسأله:
-يعني إيه؟!..
-يعني هتجوزها، وإياك تفكر تتدخل.
زعق وهو حاسس بأن في بركان في صدره من الغـــضــــب:
-عاوز تتجوز، أتجوز براحتك، لكن متجيش تختار واحدة أد بناتك، دي أصغر مني بـ3 سنين!!!..
إبتسم له إبتسامة بـ.ـاردة عشان يغـ.ـيظه وهو بيقوله:
-أعمل إيه يا زياد الحب قدر، الحب حظ، خالك وقع ومحدش سمى عليه، عاوزني أحرك نفسي من السعادة؟!..
عيون زياد وسعت وهو حاسس أن قلبه هيقف من كلامه، فكمل رأفت بثبات:
-وبعدين هو الشرع قال متتجوزش بنات صغيرة؟!.. طالمًا عادي يبقى إياك تدخل، وإياك تفكر تأذيها وإلا هوريك وشي التاني وأظن إنت عارفه كويس، وعِملتك السودة أنك تختطفها أنا هحاسبك عليها بعدين.
قرب منه زياد وهو بيقول برجاء:
-يا خالي عشان خاطري متتجوزهاش، إنت ليه بتعمـــل فيا كدا؟!..
بصله بضحك وهو بيقول:
-يا بني هو أنا عملتلك حاجة؟!..
سكت زياد شوية وهو بيسأله:
-هتتجوز واحدة غـ.ـصـ.ـب عنها؟!.. أنت عارف أنها مش موافقة.
-متشغلش بالك في الحتة دي، وخليك في نفسك، رويدا بقت تخصني وأنا مش هسبها إلا لما هتجوزها.
سكت شوية قبل يقوله بضحك:
وبعدين ياريت تشوف لنفسك عروسة تتجوزها، مش بعيد نتجوز أنا وأنت في يوم واحد، وتبقى الفرحة فرحتين.
هز زياد راسه بذهول من كلامه قبل ما يزعق بصوت قوي وهو بيقول:
-مستحيل الجوازة دي تتم، على جثـ.تـي ده يحصل يا خـالــي.
قاله الكلام ده قبل ما يمشي من قدامه، حط رأفت إيده في جيبه وهو بيقول:
-أما أكلم أبوها وأعرفه أني لحقت أمسكها قبل ما تهرب، وإني هخليها ترجع على بليل.
*****
خبط زياد على باب أوضتها فسمع صوتها وهي بتقوله أتفضل، دخل الأوضة لقاها أعدة على السرير وعينيها حمرا، فضيق حواجبه وهو بيسألها بتـ.ـو.تر:
-إنتي كنتي بتعيط؟!..
بصتله بتريقة وهي بتجاوب على سؤاله:
-لأ المفروض أفرح وأزغرط على أني مخـ.ـطـ.ـوفة ومن غير سبب.
مسح على وشه بضيق قبل ما يقرب منها كام خطوة وهو بيقول:
-أرجوكي تقدري موقفي.
بصتله بعيون واسعة قبل ما تقوم وهي بتزعق بغـــضــــب:
-أقدر إيه؟!.. أقدر إنك خاطفني بدون وجه حق، وإنت مش قادر تفهم أنك لما خـ.ـطـ.ـفتني بليل أنا كنت بهرب، بهرب من بيتي عشان هتجوز خالك غـ.ـصـ.ـب عني، يقوم يجي إبن أخته ويخـ.ـطـ.ـفني بمنتهى السهولة وعاوزني كمان أسامح، تبقى أنت أكيد أتجننت.
زياد متكلمش وفضل واقف بثبات، قبل ما تقرب منه وهي بتقوله بتهديد:
-ومتفتكرش إني واحدة ضعيفة ممكن تكـ.ـسرها، وأول حاجة هعملها لو مسبتنيش هطلع من هنا على القسم أعملك محضر يسـ.ـجـ.ـنك.
ضحك بســـخريـــة وهو بيسألها:
-مش لما ت عـ.ـر.في تخرجي الأول تبقي تهددي.
-لأ ما أنا هعرف، حتى لو وصل الأمر إني أنط من الشباك، أنا مـ.ـجـ.ـنو.نة وأعملها، فلو مسبتنيش آآآ..
قاطع كلامها وهو بيشـ.ـدها من دراعها جـ.ـا.مد ناحيته قبل ما يتكلم بصوت قوي قاسي:
-إياكِ تكملي، وإلا هتشوفي وش تاني خالص مني، إنت متعرفنيش يا رويدا.
أتـ.ـو.ترت من عيونه الحادة وإللي كانت بتدقق في ملامحها، لكن رجعت تاني تنتبه لكلامه لما قال:
أسمعي يا رويدا، طالمًا خالي حط في دmاغه يبقى الموضوع منتهي وهتتجوزيه يعني هتتجوزيه، ومن كلامك فهمت أن أبوكي موافق، وبيضغط عليكي مش كدا، وطبعًا أنتي ملكيش مكان تهربي فيه؟!..
هزت راسها بتأكيد فرجع قال:
-وإنتي مش عايزة تتجوزي؟!..
-مش عايزة اتجوزك مش عشان أنت فيك حاجة، بس أنت أكيد سمعت بإللي جرالي من عزت وإللي عمله فيا، يبقى إزاي أفكر أتجوز تاني.
حس بنغزة في قلبه جـ.ـا.مد وهو بيقول:
-معاكي حق، وعشان كدا أنا بعرض عليكي عرض.
-عرض إيه؟!..
سحب نفس طويل قبل ما يقول:
-هتفضلي رافضة فكرة جوازك من خالي، بس لما تطلعي من هنا تعملي نفسك موافقة على جوازك من خالي، وترجعي بيتك، والمقابل أني أساعدك تنتقمي من عزت.
بصتله برعـ.ـب:
-أعمل نفسي موافقة إزاي؟!.. ما أنا هتجوزه كدا في الأخر!!!..
-هششش، أهدي بلاش تتـ.ـو.تري، قبل ميعاد كتب الكتاب، هتكوني أنتقمتي من عزت والفلوس إللي سرقها رجعتلك، فـ ههربك من على قريتك وأوديكي مكان تاني أستحالة يوصلك فيه أبوكي أو خالي، المهم عندي مهما عرض عليكي خالي من الفلوس أو أي حاجة، ترفضي، مفهوم؟!..
هزت راسها وهي بتقول بتـ.ـو.تر:
-مفهوم.
حذرها وهو بيقول بجدية:
-بس أنا وانتي هنفضل نبين قدامه إننا مش بنطيق بعض، وإني مش هسيبك تتجوزي خالي أبدًا وانتي عاملة نفسك موافقة عليه، تمام؟ وأنا هساعدك من غير ما خالي يعرف.
قالت وهي بتحاول تبقى ثابتة:
-بس قبل كل ده تضمنلي أن خالك مش هيقدر يوصلي ولا هيأذيني، حتى عزت.
-مـ.ـا.تقلقيش، أنا هبقى معاكي.
-إنتي بجد مش هتتجوزي رأفت؟!..
-يا آلاء أنتي سألتي السؤال ده 100 مرة وقولتلك لأ مش هيحصل.
-أومال عاملة موافقة ليه؟!.. كل ما يجي هنا تطلعي تضحكي، وبتتكلموا كتير، بتتكلموا في إيه؟!..
سكت ومحبتش أجاوب على السؤال ده بذات، بس ملامحي كانت غريبة، لغاية ما أختي رجعت تسألني بإهتمام:
-طيب و زياد؟!.. بتقعدوا تتكلموا في إيه رغم أني بحس أول ما بيشوفك مع خاله بحس أنه عاوز يقـ..تل حد، عكس لما بيبقى معاكي لوحدك تمامًا.
ضحكت بخفة وأنا مش عارفة أجاوب على أي سؤال من أسئلتها، هقولها إيه؟!.. هقولها أني بدأت أتعلق بيه بعد ما بقيت بتكلم معاه شهر كامل؟!.. أقولها الحقيقة، ولا أقولها أننا بـ.ـنتكلم عشان أرجع حقي من عزت؟!.. ولا أقولها عن خاله، إللي طلع غير ما كنت متخيلاه خلاص، معرفتش أعمل إيه، فـ فضلت ساكتة، ساعات السكوت بيبقى جميل.
*****
-يعني أنت هتجيبـه هنا القرية عندك؟!.. أنت كدا هتودي نفسك في مـ ــصيـــبة؟!..
مسح على وشه بعصبية:
-بقولك إيه يا رويدا مش أنتي عايزة حقك يرجع؟!.. يبقى تسبيني أتصرف.
لوحت بإيدي وأنا بقوله:
-لأ مش هسيبك، أنا صاحبة االموضوع ده، والمفروض كنت تقولي أنك هتجيبه على قريتك هنا.
ضحك بســـخريـــة وهو بيقول:
-أنتي فاكرة عزت هيجي معاه بالهدوء واللين، ده تعبـ.ان يا رويدا، ولا أنتي مش واخدة بالك.
بلعت ريقي بصعوبة وأنا بفتكر إللي عمله فيا قبل ما أقول:
-بس كدا خطر، وممكن بعد ما تجبره يرجعلي الفلوس، يطلع يعمل أي حاجة؟!..
بصلها فترة طويلة قبل ما يقولها بثقة:
-إنتي مت عـ.ـر.فيش زياد الرفاعي، فعشان كدا إطمني.
فضلت ساكتة وأنا ببص قدامي بقلق لغاية ما لقيت عربية كبيرة بتقف قدامنا فجأة، ورجـ.ـا.لة بتخرج منها وهما بيقولوا لزياد:
-إللي أمرت بيه حصل يا زياد باشا، ودلوقتي بقية رجـ.ـالتنا بتروقه في المخزن.
*****
بعد 3 أيام، كنت ماشية في الشارع وأنا بفكر فاللي زياد بيعمله، بقاله 3 أيام حابس عزت في المخزن، ومعرفش بيأدبه إزاي ولا إيه إللي بيجرى، بس مش مطمنة، لدرجة أني فكرت أقوله خلاص مش عاوزة حقي، بس إزاي أفرط فيه بالسهولة دي بردو، محستش بالدmـ.ـو.ع إللي نزلت على وشي، غير بعد فترة، فمسحتها بسرعة قبل ما ألاقي سها جيالي وبتزقني وهي بتزعق:
-وديتي جوزي فين؟!.. أنطقي يا حيـ..وانة، وديتي جوزي فين؟!..
بصتلها بشر قبل ما أقولها ببرود:
-وأنا إيش عرفني، وبعدين ده جوزك المفروض أنتي تبقي عارفة مكانه، مش أنا.
-عملتي فيه إيه؟!.. بقاله 3 أيام غايب عن البيت، والنهاردة الصبح ملقتش شنطة الفلوس، عملتي في إيه يا رويدا.
بصتلها بذهول وأنا بهمس من غير شعور:
-معقول الكلام ده؟!..
-أنطقي عملتيه فيه إيه، مش معقولة يرجع الفلوس إلا لو أنتي أذتيه، إنطقي يا مجرمـ..ة يا سافـ.لة.
فجأة محستش بنفسي غير وأنا بضـ.ـر.بها بالقلم على وشها، وأنا بزعق:
-أخرسي، أخرسي بقى، أيه القـ.رف إللي أنتي فيه ده؟!.. معنكديش دm ولا إحساس!!.. أتأمرتي ضدي، وأتفقتي عليا، وعملتي إللي مـ.ـيـ.ـتعملش، وأنا ساكتة، أوعي تفتكري ده ضعف، لأ يا حبيبتي ده أنا بس مش عايزة أبقى سودة زيك، ولولا تربيتي كنت قولت عليكي لفظ مش كويس بس يليق بيكي.
وشها أصفر من كلامي وهي بتبص حواليها فشافت الناس بيتفرجوا عليها ومستنين ردىفعلها على الكلام ده، فمحستش بنفسها غير وهي بتنقض عليا ونازلة فيا ضـ.ـر.ب وهي بتزعق بجنون:
-وأنا همـ.وتك، همـ.وتك يا رويدا.
الصدmة خدتني ومكنتش عارفة أعمل إيه؟!.. ولا حتى أستوعب، إلا أني حسيت أن في حد بيشلها من عليا وبيزقها بعيد، وبعدين حسيت بنفسي عاملة زي الفراشة وأنا بقوم من على الأرض، رفعت راسي لقيت زياد واقف بيدقق في ملامحي بقلق وهو بيسألني:
-أنتي كويسة؟!.. فيكي حاجة بتو.جـ.ـعك؟!..
هزيت رأسي بلأ، قبل ما يسبني ويروح لـ سها، وملامحه أتقلبت لقسوة تخلي أي حد يترعـ.ـب منه، وقالها بصوت كله قوة وغـــضــــب:
-أسمعي يا بت أنتي، أنا بطبعي مش بمد إيدي على ست، لكن قسمًا بالله لو قربتي من ناحية رويدا تاني، أنا مش همد إيدي، ده أنا هدفـ.نك مطرح ما أنتي واقفة، رويدا خط أحمـــر، وأظن أنتي عارفة أنا ميــن.
مسحت سها التراب إللي على وشها وهي بتزعق:
-وأنت مالك بيها، تقربلها إيه عشان تحميها.
الكل أستنى منه الجواب، ورويدا تـ.ـو.ترها زاد لأنه كدا هيقول أنها هتبقى مرات خاله قريب، لكن أتصدmت زي كل الواقفين وزي سها لما قال بلهجة فيها تحدي:
-لأنها حبيبتي وقريب أوي هتبقى مراتــي، فإياكي تفكري تقربي منها، وإلا هنـ.ـد.مك على ده.
قال الكلام ده قبل ما يلف، فـ لقى رويدا بتبصله بصدmة وذهول، مسك إيدها وأتحرك بيها، فقبل ما تتكلم، قال بهدوء:
-متتكلميش دلوقتي، خالي موجود في البيت، لما نوصل هناك هقوله على كلام إللي قولته وهفهمك على كل حاجة.
وفعلًا مكنش قدامي حل غير أني أسكت.
*****
-بس يا خالي وهو ده إللي حصل، فمعلش أنا إللي هتجوز رويدا.
الكلام ده قاله زياد قدام خاله وأبويا، تعبيرات وشهم كانت هادية تمامًا، قبل ما يسأله رأفت بهدوء:
-الكلام ده لو أنت بتحبها وآآآ..
-بحبهـــا، والله بحبها ومن زمان أوي.
قالها زياد بصوت مليان مشاعر وكأن أخيرًا قدر يطلع الجملة دي من قلبه، بصيتله بذهول، فراح كمل بصدق ودقات قلبه بتعلى:
-أنا حبيتها من سنتين، لما جت أشتغلت مُدرسة في القرية عندي، سمعت عنها كلام كتير حلو، بس أنت عارف قوانين القرية بتقول متجوزش برا، وأنا كبير القرية، فإزاي هكـ.ـسر القانون ده، فضلت بعيد براقبها في صمت، لغاية ما أتفاجآت في يوم أنها ببتجوز.
عيونه لمعت جـ.ـا.مد وهو بيسأله بو.جـ.ـع:
-مسألتش نفسك ليه إبن أختك فضل حابس نفسه أسبوع، والأكتئاب ده جاله منين؟!.. مسألتش نفسك وقولت إن إيه إللي جرالي فجأة، أنا مش عايزها تضيع مني تاني يا خالي، مش هقدر أستحمل المرة دي.
دmـ.ـو.ع نزلت من عيون رويدا وهي بتبصله بصدmة، وبعدين بتبص لرأفت بضحك وكأنها بتقوله ده بجد؟!.. إبتسملها رأفت قبل ما يقول لزياد بحنية:
-وأنت تبقى عبـ.ـيـ.ـط أوي لو صدقت أن خالك كان ممكن يتجوز أصلًا بعد ما نجوى مـ.ـا.تت.
-قصدك إيه؟!!..
-قصدي أني عملت كدا عشان تحس أنها ممكن تضيع من بين إيديك، أنا عارف أنك بتعشقها من زمان، والقانون الغـ.ـبـ.ـي ده حاجز ما بينكم، أتفقت مع أبوها، وبعدين لما البـ.ـنت هـ.ـر.بت، أضطريت أقولها الحقيقة، وأني بعمل كدا عشان هو بيحبك، وأنك أنت إللي هتعوضها.
سكت خاله شوية قبل ما يقول بحـ.ـز.ن:
-أنا عمري ما كنت هتجوز يا زياد بعد نجوى مراتي، أنا ساعات بحس أنها معايا، ومش عايزك تحرك نفسك من إنسانة عشقها قلبك، أنا أتجوزت نجوى بعد عـ.ـذ.اب، مش عاوزك تشوف العـ.ـذ.اب إللي أنا شوفته.
لف رأفت لأبويا وهو بيقوله:
-تعالى نسبهم شوية يقعدوا يتكلموا مع بعض.
وفعلًا سابوني معاه لوحدنا، بصتله بتـ.ـو.تر، لقيت عيونه بتبصلي جـ.ـا.مد، بس أول مرة أشوف الدفى فيهم قبل ما يقول:
-يوم ما خـ.ـطـ.ـفتك، كنت خايف تضيعي مني، وكان نفسي أقولك حشـ.ـتـ.ـيني و .
-ليه خبيت مشاعرك؟
-مقدرش أكـ.ـسر قانون زي ده يا رويدا، أبويا عمله لما عمتي أتجوزت برا، وفي الآخر رجعتلنا مـ.ـيـ.ـتة، بعد ما جوزها قتـ.لها عشان يسـ.ـر.قها، ده غير الناس إللي أتجوزا من عند قريتنا، ومصايب محبش أحكيهالك، عشان كدا لما عزت سرقك، كنت نفسي أعـ.ـذ.به بكل الطرق، بس صورتك كانت بتمنعني، وبقول طالمًا أنك بخير دلوقتي يبقى خلاص.
حاولت أهرب من كلامه وأنا بسأله:
-إزاي خدت الفلوس منه.
ضحك وهو بيجاوب بلهجة هادية:
-بعد ما أدبته على اللي عمله، مضيته على وصولات أمانة بمليون جنية، عشان لو فكر يهرب أو يعمل حاجة يبقى هو اللي اختار، وعلى الساعة 6 الصبح راح بيته وكان معاه اتنين من رجـ.ـالتي، سلمهم الفلوس فسابوه، بس كدا.
قبل ما أرد عليه سمعت صوت صويت جاي من الشارع، وعربية الإسعاف والشرطة، وكأن في جريمة حصلت، طلعنا جري على البلكونة، عيوني وسعت بصدmة وكنت هقع من طولي لولا زياد إللي لحق يمسكني لما لقيت بيخرجوا عزت من العمارة والدm في إيده، و قدامه شايلين جثـ.ة سها، هزيت راسي برعـ.ـب قبل ما أسمع واحد بيسأل:
-هو إيه إللي حصل؟!..
-بيقولوا أن وهما بيتخانقوا عشان عاوزة تطلق، أكتشف أنها بتخونه، فقتـ.لها..
-لا حول ولا قوة إلا بالله، ده ذنب طليقته رويدا.
-آه والله.
*****
بعد 10 أيام، مكنتش بخرج من البيت، فضلت زعلانة لفترة على سها، مهما كان إللي عملته، متمنتش أن ده إللي يجرالها، و زياد كان بيتكلم معايا كل يوم يطمن عليا، لغاية ما طلب يقابلني، وفعلًا أتفقنا على مكان معين ونزلت عشان أروحله، لقيته مستنيني على باب مطعم شكله جميل وحلو أوي، مسك إيدي وإيده التانية مدها ليا بـ بوكية ورد وهو بيول بدفى:
-والدتي قالتلي زمان لو لقيت روح تكمل روحك متسبهاش، لأنك هتحس بالونس والرضا، وهحس برزق ربنا ليا.
ضحكت وانا بقوله:
-وقالتلك إيه كمان؟
-أني لما أحب أتكلم أتكلم بشجاعة، وأنا عاوز أقولك أني بحبك، وأني عاوز أتجوزك.
-خايفة أختار غلط المرة دي يا زياد.
-يبقى بكرا الأيام تعرفك، بس في بيتنا.
*****
تمت بحمدلله

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات