رواية استأجرني لأكون عاشقه هي رواية رومانسية تقع احداثها بين دمعة وصقر والرواية من تأليف اميرة انور في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية استأجرني لأكون عاشقه لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية استأجرني لأكون عاشقه هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية استأجرني لأكون عاشقه تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية استأجرني لأكون عاشقه من الفصل الاول للاخير بقلم اميرة انور
دارت عيناه الثاقبة حول غرفة الخادmة التي كانت تعمل في منزله، رافعٍ رأسه بشموخ وكـبـــــريـاء، لا يستطيع أن يتحمل المكان، وبرغم من كون المسكن في حديقة منزله إلا أنه أول مرة يدلف بهذا المكان، حدق بكوب القهوة المتواجد على المنضدة، والذي تقدm له، انتبه إلى الفتاة التي تنتظر أن يتفوه بالكلام ولا يظل هكذا صامت، هز رأسه ثم أخرج من جيبه علبة السجائر الخاصة به، أخرج واحدة وأشعلها ثم أخذ يشربها بشراهة...
وأخيرًا وبعد أن لهث أنفاسه ليخرج الدخان من فمه بقوة، تكلم بكل برود:-
_بصي يا "دmعة" أنا هسيبك تعيشي هنا بعد مـ.ـو.ت أمك خلاص ملكيش حد غيري هتروحي فين يعني
حدقت به "دmعة" بذهول لا تستطيع أن تتعرف على هذا الشاب الغريب، ليس هو صديق الطفولة الذي كان يخشى عليها حتى من نفسه، نعم أكبر منها بعشر سنوات، وبرغم من هذا كان يدللها، هي إبنة الخادmة وهو إبن صاحب العمل ولكن كانت رفيقته الوحيدة، منذ أن سافر إلى الخارج تغير تماماً، انتابه الغــــرور والكـبـــــريـاء...
ترأ غموض في حديثه، ماذا يريد منها، انتظرت اكمال كلامه بعد أن قالت بهدوء يسبق العاصفة:-
_طب ما باباك الله يرحمه كان دا رأيه يا "صقر" أنا مليش غيركم...
قاطع كلامها بكلمته:-
_غيري ملكيش غيري
رمقته بحيرة، هي لا تعرف ما الذي يقصده بحديثه، أصبحت ضائعة لا تعلم هل هو المتكبر أم صديقها التي أعتادت على وقوفه معها....
أطرقت رأسها تؤكد ما يقول ثم قالت:-
_أيوا ماشي بس إنت جاي من بيتك للأوضة اللي عمرك ما فكرت تخشها حتى وإحنا صغيرين عشان تقول لي الكلام دا....
_لا...
قالها بقوةٍ لتتأكد بعدها إن هناك شروط لقعدتها بالمنزل، وكأنه يصنع عقد بين البائع وشروطه والمشتري..
أومأت برأسها ثم هتفت من بين نواجذها:-
_وإيه بقى شروطك يا أستاذ "صقر"
شبك يده ببعضهما ثم وقف أمامها وسرد ما ينوي فعله:-
_بحب بـ.ـنت من زمان عاوز أعرف هي بتحبني ولا لاء فهمثل قدmها إنك حبيبتي عاوز أشوف رد فعلها..
لقد صعقت من حديثه، أهي للإيجار، صديقة الطفولة التي ترعرعت على يده سـ تصبح وسيلة للوصول للحب.
أهانها مرتان بتلك اللحظة، مرة حين وضع شروط لإقامتها والثانية حين جعلها عاشقة بالإيجار..
أغمضت عيناها بقهر ثم أردفت:-
_أنا هوافق بس مش عشان المكان اللي هتعيشني فيه بالعكس أنا بعد كلامك ما بقتش عاوزة أعيش هنا تاني أنا هساعدك من واجب الصداقة اللي بنا
لاحت بسمة الســـخريـــة على فمه ثم قال بحد:-
_بلاش تعلي مستواكي ليا وأفتكري إنها مجرد خدmة مقابل خدmة
انسابت ضحكتها الهامسة من بين شفتيها، رفعت رأسها لتندفع بالكلام:-
_أول مرة أحس إنك بجد غريب عني تمام يا "صقر" بيه أنا موافقة
ثم مدت يدها نحو كوب القهوة الخاصة به وقالت:-
_أشرب قهوتك....!!!
بتعالي شـ.ـديد وغــــرور رد:-
_أعذوريني مش عاوز أشرب القهوة قرفان
يعاملها بطريقة لا تعادت عليها، هل هو حقاً "صقر" التي ودعته منذ خمس سنوات، لا تشعر بذلك، تشعر بأنه قام بإجراء عملية جـ.ـر.حية وبدل بها قلبه بقلب متحجرٍ وبـ.ـارد، مليئ بالجفاف، أصبح كالصقر بالفعل ثاقب، واثق كثيراً بما يفعل، ليس جــــســ ـده الذي أصبح عريضاً فقط المتغير به هو كله متغير، حتى ملامحه تغيرت بخيوط جديدة، نعم أكثر شباباً ووسامة، لحيته التي تفاجئت بها، جرأته التي اكتسبها، كل هذا يدل على أن الذي أمامها ليس صقرها اللطيف.....
............................................
في صعيد مصر، تحديداً بمنزل كبير يملأه الصرامة والقواعد الهامة للجميع، نزل الحفيد الأكبر لـ "مهران السيوفي"، ذلك الشاب الذي ورث من جده الطبع الحاد، يتصف بأنه الذئب المفترس، الجميع يخشى التقرب منه، سعل بشـ.ـدة فـ وضع يده على صدره، يعرف الجميع بأنه قادm، قاموا النساء احتراماً له، بينما جده فـ ابتسم له وقال:-
_صباح الخير عليك ياولدي...!!!
انحنى يقبل يد جده قائلاً له بحبٍ:-
_صباح الخير على الحاچ "مهران" كبير عيلة السيوفي كلها..
حدق به "مهران" ضاحكاً ثم قال بغموض:-
_كل الصفات الكاملة فيك بس أنا مستعد أكتب لك نص مال السيوفي لما ترچع الغايب هنا يا "سالم"
لاحت بسمة واثقة على وجه "سالم" الذي قال بتحدي:-
_يبقى چهز نفسك ودفاتر الحسابات عشان هتكتبهم ليا
جلس بتلك اللحظة وسمح لزوجاته الثلاثة وأشقائه بالجلوس، بدأ في تناول طعامه ثم قال بدون خجل:-
_الليلة هتكون على مين منكم يا هجر
تحدثت زوجته الثانية برقة:-
_عليا يا سيد الناس
هز رأسه ثم قال ببرود:-
_باااس يا بت مزاكي ماعاوزكيش "نهلة" الدور عليكي إنتي
ابتسمت زوجته الأخرى وهي تقول:-
_أمرك يا سيد الناس...!!
عاد ينظر إلى جده ومن ثم حول أنظاره إلى شقيقته وقال بسعادة تخشها أخته حتى:-
_في عريس چاي لـ "إلهام" يا چدي ما يعبوش حاچة واصل
اهتم "مهران" بالتفاصيل الذي يرويها عليه حفيده:-
_ومين دا يا ولدي؟؟
قطع جزء من الفطائر المتواجدة أمامه وأدخلها بفمه ثم أجاب جده:-
_"عز الجبلاوي" صاحبي
صرخت شقيقته بفزعٍ:-
_دا اللي متچوز تالتة يا أخوي هتقبلها على أختك يا ولد أبوي
نظر لها الجد بقسوةٍ ثم هتف من بين نواجذه:-
_اعتذري لاخوكي
لا تستطيع أن تقول لأحد كلمة آسف وهي على صواب، قامت من مكانها ثم قالت:-
_لما أبوي وأمي يرچعوا من السفر ناخد رأيهم وخلوا في بالكم الچواز دا قبول وأنا لو مش موافقة يبقى باطل
كادت أن تعطيهم ظهرها ولكن رد أخيها ببرود:-
_التلاتة عاملينها أهم وماحدش فيهم قادر يفتح بقه فريحي نفسك
التفتت له لتجيبه جاف:-
_هما غيري قبلوا بالأمر اللي استحالة اقبله هما كل واحدة فيهم بتكون چنبك بس ما حدش يعلم باللي في قلبها
ضـ.ـر.ب بيده منضدة الطعام ليصـ.ـر.خ بها بقوةٍ:-
_إنتي ازاي تتحددي معاي بالشكل دا!!
أشار إلى زوجاته الثلاثة ثم مد أقدام للأمام وقال:-
_كل واحدة فيهم تتمنى تبس جزمتي وإنتي كمان هتكوني زيهم...
حدقت "إلهام" بجدها بنظرات رجائية، تتمنى أن يدافع عنها، يقف بجانبها هي حفيدته ومن المفترض أن يقف بجانبها، ولكنه يفضل شقيقها عنها وهذا ما بزعجها
تحدث بهدوء:-
_ما تبصيش ليا كدا يا بـ.ـنت "مهران" البصة دي بتفكرني باللي مش عاوز افتكروا...
لاحت باسمة ساخرة على ثغرها، ردت عليه بتشفي:-
_الحمدلله إنك لسة حاطط اللي حصل في دmاغك يا چدي
نفذ صبر "سالم" بعد حديث شقيقته، قام من مكانه وجهه لا يدل إلا على الشر، جمرات الغـــضــــب تشع من كل وجهه، أقترب منها فـ بتعدت بخــــوفٍ وهلعٍ، تمكن من أمسك شعرها الذي كان يغطيه الحجاب ثم قال بعصبية:-
_عاوزة تبقي فاچرة قبل ما تعمليها ادفنك وإنتي عايشة ومش هاخد فيكي ساعة سچن حتى لمي نفسك يا "إلهام" وطلعي نفسك من التفكير في العريس لإني متاكد إنه هيعچبك
تمردت خصلاتها وخرجت من داخل الحجاب، دmـ.ـو.عها نزلت بقوةٍ ولكنها مازالت متمردة، هتفت بانفعالٍ:-
_هتعمل كدا عشان إنت مش أخوي الحنين اللي كان بيچبلي الهواء لو طلبته
انطلقت إلى غرفتها مسرعة بعد أن قالت هكذا، حدق "سالم" لطيفها ثم عاد وجلس يأكل ببرود، بينما الجد فـ رق قلبه على حفيدته فـ قال:-
_مكنتش عملت كدا قدام حريمك وقدامي
التفت حتى ينظر له بغـ.ـيظ ورد بـ:
حاچ "مهران" كـ.ـسر للبـ.ـنت طلع يطلع لها أربع وعشرين
.............................................
دلفت معه منزله الكبير والكلاسيكي، ابتسمت بســـخريـــة حيثُ غير أشياء كثيرة أختاروها مع بعضهم، جلس على الأريكة أما هي فـ ظلت واففة بمكانها، تنتظر أوامره.
بتلك اللحظة نادت عليها إحدى الفتيات العاملين بالمنزل وقالت:-
_بت يا "دmعة" واقفة عندك كدا ليه، تعالي أعملي الغداء معانا؟!
كادت أن تذهب إلى المطبخ ولكن أوقفها بصوته الرجولي وهو يقول:-
_لا "دmعة" هانم مش هتحضر حاجة من النهاردة هي بقيت خطيبتي وهتقعد هنا لحد ما نتجوز
صعق الجميع، كان الخبر لهم مفأجاة لا يتوقعوها بالفعل هم أصدقاء، كانت تسرد "دmعة" دائما عن صداقتهم ولكن لم يتوقعوا قط أن إبنة الخادmة أوقعت ابن الحسب العريق في شباكها، لوت الخادmة فمها ومالت على زميلتها وزادت همهمـ.ـا.تهم مما أزعج "دmعة" بشـ.ـدة، حدقت بـ "صقر" بشـ.ـدةٍ وبنـ.ـد.م ثم قالت بصوتٍ هامس:-
_عجبك كدا شوف هيتكلموا عليا كدا اتفضل حل اللي عملته...
صرخ "صقر"' بالجميع:-
_الكل يكمل اندهاشه جوا يالا وجهزوا لنا اتنين قهوة
بعد أن رحل الجميع من أمامهم قالت هي بقرف:-
_لا هشرب في الفنجان اللي أتعود أشرب فيه مش من يوم وليلى هكون هانم يا صديق الطفولة
كانت تتحدث بســـخريـــة شـ.ـديدة، أزعجته بشـ.ـدة، مازالت متمردة وهو لا يحب تمردها هذا، اقترب من أذنها وهمس بجحود:-
_أنا مـ.ـيـ.ـترفضش ليا طلب وعودي نفسك تشربي في الحاجات النضيفة اتعودي على الكلاسيك
كادت أن ترد ولكن رنين هاتفها أوقفها عن الحديث، ضغطت على ذر الرد وقالت:-
_الو أيوا يا " مدحت "!!!
جحظ بعينه، كيف لها أن تتحدث مع رجل غيره ويكون هذا أمامه هو يستأجرها من أجل أن يغـ.ـيظها ولكن هي بأفعالها تستفزه، انتظرها تنهي المكالمة، ليسحبها معه لغرفته وجمرات الغـــضــــب تملأ وجهه، وكأنها صغيرته التي كان يعـ.ـا.قبها في صغرها على أخطائها، تعني له كثيراً، عاشقة بالفعل، كل هذا يدل على أن ما يحدث ليس لشخص يصتنع حبه المتيم...
دلف الغرفة ثم تركها وأحكم أغلاق الباب، لتصرخ" دmعة" به بشـ.ـدةٍ:-
_أوعى و.جـ.ـعتني، إيه مالك ماسكني من أيدي جـ.ـا.مد وبتتحكم فيا قدام الناس اللي تحت في إيه يا بني آدm مالك....!!!
جذ على أنيابه وأردف بحد:-
_مين "حمدي" دا ها انطقي....؟؟؟
ابتسمت ببرود ومن ثم أجابته:-
_زميلي في الكلية وبنروح الجامعة أنا وهو!!!
لا يستطيع أن يسمع ردها هذا، تتحدث بنبرة تزيد من رغبته بقــ,تــلها، أمسكها من معصمها بقوةٍ ثم وبصراخ قال:-
_هو أنا مش قولت ما تكلميش أي راجـ.ـل حذرتك من دا قبل ما سافر ولا لاء....!!!!
قهقهت بشـ.ـدة، هل يعاتبها على شيء هو بذاته تنازل عن حقه به، بغـــضــــب شـ.ـديد قالت:-
_ونبي إنت بجح إنت أصلاً اتغيرت بتحاسبني على إيه هو إنت سألت عليا في الوقت اللي كنت محتاجة ليك فيه، لا كنت مشغول في بلاد برا لكن "حمدي" وقف جنبي ومقدرش أرفضه كصديق...
دفعها للحائط بقوة فـ تأوهت من شـ.ـدة الاحتجاج الذي حدث بين ظهرها والجدران، دmعت عينها بشـ.ـدة من الألــم التي تشعر به، صرخت به بقوة:-
_أنا بقيت أكرهك يا "صقر" ومملكتك دي أنا مش عاوزها أوعى تكون فاكر إنك ممكن تذليني بالقاعدة في بيتك الطفلة كبرت وممكن تصرف على نفسها كمان....
تعلت أصوات ضحكاته، اقترب منها ثم قال باستفزاز:-
_دا على الأساس إنك بقيتي ت عـ.ـر.في تنامي لوحدك وبقيتي تطفي نور الأوضة عليكي روحي أشربي اللبن يا ماما وأغسلي سنانك قبل ما تنامي....
نظرت لها باستحقار وتركته ورحلت من أمامه، أخرج من جيب بنطاله سيجاره ثم بدأ يلتهمها بشراهة
لحقها وهو يأمرها بـ:-
_إنتي راحة فين دلوقتي؟!
لم تجاوبه وخرجت من المنزل وهو خلفها ليجد زميلها ينتظر في حديقة منزله، وجدها تبتسم له وترحل معه إلى الجامعة
كور يده بقوة ثم قال بتوعد:-
_لما ترجعي لي يا "دmعة"...!!!!
................................................
في مكانٍ آخر، في بلاد الحب والعشق بـ.ـاريس، جلست "ماريا" بمنزلها تحديداً على مقعدها الهزاز، التي تجلس عليه دايما حين تبدأ بالتفكير، ظلت تشغل النور وتغلقه بتـ.ـو.ترٍ شـ.ـديد، يجب أن يحدث ما أمرت به، بتلك اللحظة دلف صديقها "ماركو" ثم أردف:-
_أخذتي قرارك "ماريا"...؟؟؟
أومأت "ماريا" برأسها ثم هتفت بهدوء:-
_أجل "ماركو"...!! غداً سـ تكون رحلتي الطيارانية إلى إيچبت"
هز رأسه ثم ألقى عليها الأوامر:-
_رئيسنا يخبرك ألا تضعفي وأن تبعدي دقات قلبك عن العمل هل سمعتي!!!!
تأففت بشـ.ـدة ثم ردت بجدية:-
_نعم فهمت كل شيء اصمت فقط ولا تتحدث فيما لا يعونيك سـ انتهي من مهمتي في أقرب وقت...!!
قرب منها وحـ.ـضـ.ـنها بشـ.ـدة ثم قال بوداعٍ:-
_دعيني أودعك حتى أتركك تجهزين حقائبك يا "ماريا"
ابتسمت بحبٍ، ووضعت يدها على وجهه وقالت:-
_أوو"ماركو" سـ أشتاق إليك كثيراً سـ انتظر قدومك إلى إيچيبت حين تنتهي مهمتنا...
.................................................
في "مصر" في حي الزمالك، جلست "نيمار" تعد لزوجها واجبة الأفطار، وملامحها لا تدل على الخير قط، كيف لها ولعائلتها أن ينزلوا لهذا المستوى الغير لائق، حتى حديث زوجها لا يعجبها:-
_يا حبيبتي كل واحد حر، وبعدين ما تنسيش إنهم كانوا أصدقاء يعني صداقتهم ممكن تكون وصلت للحب...
صرخت به بشـ.ـدة:-
_لا يا "عصام" أنا حتى قولت لعمي كتير بلاش تخليهم قرايبن من بعض بس هو كان دايما بيزعق لي
هتف "عصام" بضيق:-
_ألا قوليلي يا حبيبتي مين قالك على موضوع الجواز والخطوبة بتاعت "صقر" على "دmعة"
تأففت بشـ.ـدة ثم أجابته بكل عصبية:-
_زميلتها واحدة من الخدامين الموجودين قولتلهم إنهم يقولولي أخبـ.ـار "صقر" أول بأول
قام "عصام" من مكانه بعصبية شـ.ـديدة، هو لا يهمها، تهتم بابن عمها أكثر منه، تحدث بانفعال:-
_أنا ليه بحس إنك بتهتمي بأمور إبن عمك أكتر ما بتهتم بأموري وأمور ابنك.....
قامت من مكانها ثم صرخت به بعلو:-
_لازم أهتم بابن عمي اللي اتربيت معاه طبعا وبعدين أنا مش ملزمة إني أقوم أحضر لك الآكل وأجهزلك لبسك بس أنا بعمل كدا من باب الأصول
كور يده بعصبية ثم اقترب منها بجــــســ ـده العريض الذي أخفها من شـ.ـدة عرضه، تحدث بتحذير:-
_أقسم برب العباد لولا إنك مراتي وإني بحترم الستات لكنت مديت إيدي عليكي دا واجب من واجباتك يا هانم وإلا أروح أتجوز غيرك بقى
صمت قليلاً حتى ياخذ أنفاسه ثم أكمل وهو يشير لجدران المنزل:-
_بيتك كامل مكمل مش ناقصه حاجة عشان تبصي لأمور ابن عمك هي إنسانة متعلمة زي ما إنتي متعلمة ربنا اللي خلقك خلقها فـ بلاش تعمل نفسك أزود منها في حاجة
شعرت بالضيق الشـ.ـديد منه، مما جعلها تتركه وترحل للداخل وهي تهمهم مع نفسها:-
_أنا غلطانة اللي بحكي لك حاجة راجـ.ـل شكاك زيك المفروض ما يتحكيش معاه في حاچة...
..................................................
جلست في غرفتها، حزينة، شاردة، أخيها التي ترعرعت معه أصبح قاسٍ عليها، لطالما أسرعت لداخل حضه حتى تشعر بالأمان، بكت بحرقة شـ.ـديدة، إنزلقت دmـ.ـو.عها بقوةٍ
وكأنها فقدت كل ما هو عزيزٍ عليها، اتجهت نحو نافذة غرفتها، تنظر للسماء التي تفتحت ولكنها لم تفتح باب فرحها اليوم بل فتحت كل أبواب أحزانها ألا منتهية، وجدت العصافير جميعهم يطيرون بحرية، تمنت أن تكون مثلهم، لها أجنحة وتفر بهم من هذا العالم الظالم التي تعيش به، وجدت عصفورة مسكينة تستند على شباك غرفتها، جناحها يـ.ـؤ.لمها شعرت بأنها تشبها فقدت حريتها كما فعل بها أخيها....أخذتها حتى تعالجها، أردفت بحـ.ـز.نٍ:-
_متخافيش مش هسمح لحد تاني يكون شبهي هدويكي
وبالفعل وضعت لها بعض الأدوية البطرية على جـ.ـر.حها ثم وضعت لها بعض الطعام، لتنظر لها العصفورة بمحبة وألفة، تركتها على الأرض حتى تعود لها عافيتها ثم تأوهت بشـ.ـدة:-
_آه يا قلبي....ليه كدا يا أخوي ليه كدا يا ولد أبوي
بتلك اللحظة دلفت زوجة أخيه الآخيرة وقالت بحنو:-
_مـ.ـا.تزعليش نفسك يا "إلهام" بكرة ما حدش عالم بالنصيب أكيد ما هيحصلش اللي في دmاغه ما تخبيش خبتي يا خيتي
حدقت بها بشفقة، هي الأخرى إنغلبت لأمرها الجميع يتمنون أن يكونوا أزواج لأخيها ماعدا زوجته الآخيرة "نورهان" التي حتى مازالت لم تغضع لأوامره وتتمرد عليه بشـ.ـدة زوجة أخيها الأولى "نهلة" والثانية "قمر" لا يفرقوا معهم غير اسمه، كما أن كل واحدة منهم جلبت له ثلاث أولاد، هما لا يحبون "إلهام" ويتمنون لها حياة مثلهم بينما "نورهان" فهي صديقتها الوحيدةمنذ نعومة أظفارهم واشتدت صداقتهم منذ أن تزوجت أخيها...
حـ.ـضـ.ـنتها بشـ.ـدة ثم قالت بحـ.ـز.ن:-
_بذمتك هو دا "سالم" اللي كان حنين هو دا اللي كنتي بتحبيه زمان يا "نورهان" ....!!!!
قامت "نورهان" من مكانها بحـ.ـز.ن، شردت في كلمتها هل مازال حبيبها كـ اليوم التي أحبته وأحبها فيه، هزت رأسها بشـ.ـدة، تجيبها وتجيب نفسها:-
_لا مش هو "سالم" اللي حبيته زمان اللي حبيته زمان كان قادر يستغنى عن الدنيا عشاني وكان قادر يخسر صحابه عشانك يا "إلهام" وعشان أخوتك عارفة أخوكي اتغير من اليوم اللي اتفرقنا فيه وراح أتچوز واحدة والتانية وچه يتچوزني إچبـ.ـاري يوميها كرهته يا "إلهام"
صمتت عن الحديث حين رچع "سالم" من عمله، سمعت صوت "قمر" و "نهلة" يرحبون به لذأ فـ فضلت الصمـ.ـو.ت
ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بتـ.ـو.تر:-
_تعالي ننزل بدل ما يفتكر إننا بنفكر إزاي أهربك ولا حاچة....!!
وبعد أن أنهت كلامها وجدته يدخل بقوة بدون أي أستئذن لتصرخ "نورهان" من شـ.ـدى الخــــوف بينما "إلهام" فـ قالت بغـــضــــب:-
_في حد متعلم يدخل أوضة أخته بالشكل دا
نظر لهم بشك ثم قال:-
_عارف إن الكلام عليا بس هعدي روحي يا "نورهان" حضري لي الأوكل وحطيه في أوضتنا عاوزك
نظرت له باستهجان ثم قالت بانفعال:-
_خلي حريمك اللي تحت وبعدين إنهاردة على "قمر" واللي هتاخده "نهلة" فأنا مش فاضية وبعدين هبات مع صاحبتي اللي كـ.ـسرت بخاطرها....
↚
حدق بزوجته بعصبية ثم جذ على أنيابه، كاد أن يضـ.ـر.بها، قرب منها في سرعة ولكن وقفت شقيقته بالمنتصف، لتبعده عنها ولكنه أمسك يده "إلهام" بقوة وابعدها عن طريقه، ثم أمسك "نورهان" من معصمها وقال بصراخ:-
_عيدي كلامك الماسخ تاني الواحد بيشوف زوجات يقفوا على الباب يستقبلوا رچالتهم وأنا بلاقي اللي بتنكد عليا العيشة!!!
دفعته بعيداً عنها ثم قالت بانفعال:-
_عندك اتنين تحت مش مكفينك ولا مليت منهم احمد ربنا عليهم وطلقني أنا وريح دmاغك باللي بتنكد عليها
ضـ.ـر.بها على كتفها بقوةٍ ثم قال بعصبية:-
_لا ما هطلقيش فهمتي وأنا ورحتي بقى ولو متعدلتيش هتچوز عليكي
قهقهت بقوةٍ من حديثه، لتهتف بســـخريـــة:-
_دا على الأساس إن الإتنين اللي تحت دول إيه مش أنا عليهم وهما عليا
ملست على كتفه ثم أكملت بتصنع:-
_على العموم يا سيد الناس مش أنا اللي أزعل زمن الزعل خلص أنزل لمراتتك يمكن هما اللي يزعلوا وممكن لا أصل إنت مجرد اسم وعيلة وفلوس وأبو العيال
جذ على أنيابة، كور يده ثم قال بعلو:-
_أقسم بالله العلي العظيم لو ما تعدلتي وروحتي أوضك لهمد إيدي عليكي وخليكي تكرهي نفسك
اقتربت "إلهام" من صديقتها وقالت بهلعٍ عليها:-
_روحي يا حبيبتي ما حدش عارف هيعمل إيه؟
اتسعت باسمته ومن ثم رد بـ:-
_اسمعي كلام صاحبتك يا أختي...!!
اتجهت للخارج بينما هو فـ نظر لأخته وقال بأمر:-
_أقعدي يا خيتي عاوزك في كلمتين؟؟
حدقت به باستغراب، لا تعلم ما المفأجاة الذي سـ يقولها أخيها بتلك اللحظة....
تنهد بقوةٍ ثم قال بحنو:-
_إنتي أغلى واحدة في أخواتك وإنتي عارفة كدا كويس صح
انسابت بسمتها لقد شعرت أن أخيها سـ يعود ويرحمها من قراره هي لا تريد أن تفعل شيء يغـــضــــبه أو يجعل أهلها في حالة صعبة أمام القرية...
أردفت بحب:-
_كنت عارفة إنك مش هيجلك قلب ترميني كدا إنت مازالت حنين عليا كنت واثقة إنك أكتر واحد حاسس باحسس مراتتك والكره اللي بينهم
حدق بالحائط بعيدا عن نظرات عينها وعن كلامها ثم قال:-
_هو إنتي بتحبيني قد إيه؟؟
أمسكت يده ثم قالت ودmـ.ـو.عها على خديها منزلقة:-
_أنا والله بحبك أكتر ما بحب أمي وأبويا أنا بحبك يا أخوي لإنك أماني بالله عليك متخليش الأمان دا يروح على الفاضي
هز رأسه وقال بأمل:-
_عشان كدا عاوزك تتجوزي "عز" في شغل وهو مش عاوز غيرك عشان يمشلي الشغل دا
دmعت عيناها هي أصبحت وسيلة حتى يصل إلى رغباته، حـ.ـز.نت على حالها، بحـ.ـز.ن شـ.ـديد قالت:-
_يعني أنا بقيت وسيلة عشان توصل لغايتك برحتك يا أخوي خليني بيعة برحتك
قامت وتركته وذهبت إلى ناحية الفراش وقالت باقتضاب:-
_روح لعيالك يا أخوي هنام يمكن أمـ.ـو.ت....!!
قام من مكانه وهتف برجاء:-
_خلي بالك من نفسك ومتزعليش مني
نظرت لها بســـخريـــة وقالت باستياء:-
_ما زعلش لا مافيش حاجة تزعلني يا أخوي أخ على الوچع لما أبقى مجرد وسيلة بس....!!!
تنهد بقوة ثم خرج من أمامها وذهب لغرفته...
جحظت عيناها على الباب، راقبت طيف أخيها لتصرخ بعد ذلك بشـ.ـدة:-
_مصر يمـ.ـو.تني من القهر أخويا مابقاش زي الأول يارب حلها من عندك أنا زهقت يارب
أخذت وضع الجنين في بطن أمه ونامت على فراشها، دmعها ملئت وسادتها، قهرها التي تشعر به الآن لا أحد يشعر به غيرها، حدقت للصور المتواجدة على الحائط، تجمعها معه، حين التقطت تلك الصورة قال لها:-
_هكون أمانك حطي الصورة دي هنا عشان كل ما تنسي إني أمانك ترچعي تفتكري...
....................................................
جلس بالحديق، ينتظرها، مر من الوقت ساعة، رفع حاجبه ونظر لساعته ليحول أنظاره بعد ذلك للبوابة يراقب دخولها ولكن لم تأتي، أشار للحارس أن يتقدm له وبالفعل قرب منه الحارس ملبي للأوامر:-
_أومرني يا فنـ.ـد.م...!
سأله باقتضاب:-
_هي "دmعة" بترجع أمتى من الكلية؟
رد عليه بهدوء:-
_انهاردة عليها محاضر واحـ....
وإذا به يقطع كلامه حيثُ رأء "دmعة" تقف خارج المنزل ومعها ذلك الـ "حمدي"، قام من مكانه في سرعة، صرخ بالحارس:-
_افتحلي البوابة بسرعة خلص...!!؟
وبالفعل نفذ الحارس اوامره ليخرج لها ويقول بحد:-
_طب ادخلي إنتي وزميلك اشربوا قهوة أو عصير
فزعت "دmعة" من وجوده ، انتفض جــــســ ـده، ردت عليها بتلعثم:-
_.. ا.. ا أنا... كـ.. نـ. ت هدخل..!
رفع حاجبه بســـخريـــة ثم حدق بها ببرود وقال:-
_آه ما أنا متأكد من كدا عيب عليكي يا حبيبتي..!!
أمسك يدها ثم بحنق قال:-
_"حمدي" عاوز حاجه لو عاوز اتفضل أنا مش بعزمك على قهوة عزومة مركبية بتكلم جد والله...
كاد أن يعتذر منه ولكن قام "صقر" بسحب "دmعة" ولم يبالي لرد "حمدي"
انكمش حاجبيه بقوةٍ، الغـــضــــب والجمرات التي بداخله الآن تحرق دولة باكملها....
أسرع لغرفته وهي معه، دلف للغرفة ثم قال بصراخ:-
_من انهاردة مافيش جامعة ليكي خلاص بلا "حمدي" بلا "حمدية" خلص الموضوع
حدقت به بقوة ثم ردت بفتور:-
_آه إيدي و.جـ.ـعتني إنت إيه يا أخي
ثم تحولت نبرة صوتها للقوة وقالت:-
_اعتبر إن صداقتنا انتهت خلاص وأنا مش همثل إني حبيبتك مش عاوزة بيتك أنا أي مكان يقبل أقعد فيه
جذ على أنيابه وهو يقول:-
_إيه هتروحي فين وأخدة قرار على فين يا أستاذة "دmعة"
هزت رأسها وقالت:-
_"حمدي" مش قاعدة في بيته مع مامته وأخته وعرض عليا إني أروح ومامته متقبلة الوضع وكمان هيخطبني وأنا وافقت وكنت هقولك عشان تقرء معاه الفاتحة
وضع يده نحو أذنه ثم صرخ بصوت جمهوري:-
_نعم يا ختي ايه ايه ايه لا وأخدة القرار طب وعلى إيه أنا بقى مش مهم يا حبيبتي....!!!!
وضع يده على خصره بانفعال ثم أتجه نحوها وأمسكها من معصمها بشـ.ـدة ثم وبانفعال قال:-
_البهيم أبو قرون هيسمح لك تروح تقعدي ماهم عادي ما أنا كيس جوافة وكأني سفرت ورجعت مليش قيمة
صرخ بوجهها قائلاً لها بقسوة:-
_لا والصراحة البت طلعت مخلصة هتسبني أقرء لها الفاتحة كـ وكيل للعروسة لا كتر خيرك
حدقت به وردت عليه ببرود:-
_بقولك إيه إحنا كنا صحاب وأظن إن إنت بنفسك نهيت الصداقة، وبعدين إيه اللي منرفزك بـ.ـنت الخدامة اللي مش من مستواك هتتجوز اللي من مستواها زعلان لية بقى...
صفق لها بيده، لقد أزهلته بحديثها الذي فاق تخيله، تلك الطفلة كبرت كثيراً، وتغيرت بشـ.ـدة، أصبح لها فمً قوي تتحدث به، ابتسم لها ثم جلس على الأريكة وبدأ يخرج زفيرًا ويستنشق شهيق، أومأ برأسه وقال بهدوء:-
_أيوا من حقك تروح وتيجي خلاص لقيتي نومة طب مش خايفة ليزلوكي بالنوم عندهم
نظرت له بلوم ثم ردت بســـخريـــة:-
_ما هو هيتجوزني هو في راجـ.ـل هيرمي مـ.ـر.اته
كور يده بشـ.ـدة ثم وبصوت هامس لا تسمعه قال:-
_برضه هتقول مـ.ـر.اته يارب ما اقــ,تــلها ومـ.ـو.تها وخلص نفسي والبشرية منها
حدق بها ثم قال ببسمة صغيرة:-
_آه مش همك بقى حقك يا شبح برافو عليكي بقينا أشباح ولينا ألسنة طب هوريكي حاجة
اتجه نحو خزانته وأخرج منها وصل أمانة بمليون جنية ثم قال بخبث:-
_الشيك دا أمك مضت عليه لأبويا كـ شرط جزاء لو سابت البيت وكتبت لو حصلها حاجة هتنفذ بـ.ـنتي الآمر
حدقت به ثم بجموح قالت:-
_دا إزاي مش فاهمة حاجة أمي استحالة تعمل كدا وبعدين في حاجة أنا هفضل عبدة عندك مثلاً
ببرود شـ.ـديد هز رأسه وقال:-
_أيوون
هم بالوقوف ثم واصل حديثه:-
_يالا هقوم أمشي عندي شركة وشغل متطلعيش برا البيت والجامعة هتصرف لك عشان الدروس ما تفتكيش يا روحي
ضـ.ـر.بت الأرض بأقدامها ثم صرخت بشـ.ـدة:-
_معندكيش دm قاهر قلبي أنا وبس أبوك دا إيه يدخل في تسمية اسمي وكمان يتدخل في أمي وفيا حسبي الله ونعمة الوكيل فيك وفي أبوك
عاد مرة أخرى وقال بنبرة قاسية:-
_بتقوليه إيه؟!
بتمرد شـ.ـديد قالت:-
_أنا عاوزة أنزل من هنا...!!!
تجاهلها وخرج ولم يعود، اتجهت إلى النافذة للتأكدة من رحيله فوجدته يعطي بعض الأومر للحرس، شعرت بأنه أخبرهم بمنع خروجها
........................................
جهزت حقيبتها، وضعت الكثير من ملابسها وملابس ابنها، نظرت لساعة يدها وانتظرت عودة زوجها، هو لا يتتأخر بعمله يعود بعد الظهر وها هي تمسك هاتفها حتى تهاتفه وإذا به يفتح باب الشقة ويدلف، بعلو ظل ينادي على اسمها:-
_"حبيبة"!!!! "حبيبة"!!
ردت عليه بحنق:-
_أنا هنا أهو تعالى في أوضة النوم يا" عصام"
اتجه نحو غرفة "النوم" فوجد بعض الملابس على الفراش والأخرى بالحقائب رفع حاجبه باندهاش ثم سألها بفضول:-
_هو إحنا مهاجرين
أجابته بصوت هامس:-
_لا بس هنروح نقعد في بيت عمي لحد ما نشوف جنان ابن عمي هيوصل لأيه ألــم هدومك معايا يا حبيبي
ما هذا البرود التي تنتاب به، أسلوبها يستفزه، كاد أن يصفعها على فمها حتى لا تتمكن من اغضابه مرة أخرى، ألقى بمفتاح المنزل على الكومود ثم صرخ:-
_هو إنتي ليه بتحسسيني إني مش راجـ.ـل معاكي آخر من يعلم على اللي بتعمليه إنتي فاكرة نفسك مين في عصمة مين أنا ولا إنتي أنا بقيت أكره أفعالك
قامت من مكانها ثم قالت بغـــضــــب مكتوب:-
_ابنك نايم وبعدين أوعى تقلب الآية عليا إنت فاهم ولا لاء
ابتسم بســـخريـــة ثم قال بحنق:-
_هو إنتي بجد كنتي بتحبيني قبل الجواز أسلوبك بيخليني أشك لمي هدومك يا "حبيبة" بس استني ورقة طـ.ـلا.قك في بيت عمك وابن عمك اللي راحة تخربي حياته
صعقت من حديثه هل يريد التنازل عنها بتلك السهولة، كيف له أن يقول هذا، هزت رأسها غير مستوعبة لحديثه
اشارت لنفسها ثم قالت باندهاش:-
_مش فاهمة يعني إنت هتستغنى عني
فتح ذراعيه مشيرًا للحقائب ورد بـ:-
_والله مش أنا اللي بستغنى اللي بتلم هدومها ومن باب الذوق اللي اتربت عليه بتقول لي الم هدومك هتيجي ولا لاء
قربت منه بحـ.ـز.ن وقالت بحب:-
_هو إنت بتشك في حبي ليك والله العظيم أنا ما حبتش ولا هحب قدك بس أنا بأمن مستقبلي ومستقبلك إنت وابنك ومستقبل "صقر" من البـ.ـنت دي
أمسك أناملها بقوة ثم وبقسوة قال:-
_أنا عمري ما شوفت حد أناني زيك سبيه يفرح إنتي عارفة كويس هما بالنسبة لبعض إيه ما تكنيش سبب في دmار حد
وضع أنامله على قلبها وقال:-
_خلي قلبك نضيف بكرا لما ابنك يكبر ويحب واحدة حالتها الاجتماعية أقل. منك وترفضي هيكرهك مقياس الناس مش بالفلوس المقياس بالأفعال بالقلوب أنا نفسي حاسس إنك فقيرة
حدقت به باستغراب وسألته بعدm فهم:-
_مش فاهمة قصدك
بصراخ شـ.ـديد رد عليها:-
_فقيرة في مشاعرك وحبك ونيتك حتى حبك ليا ولابنك
صدmت من حديثه فـ قالت:-
_إنت بتقول إيه؟
لم يرد عليها أكثر من ذلك، أخذ مفاتيحه ثم خرج دافعًا الباب خلفه بشـ.ـدة
...............................................
جلس "مهران" السيوفي على مقعده الهزاز، يفكر في عريس حفيدته، هل سـ يواجه العواقب مرة أخرى، يخشى أن يرأ هذا...
تنهد بقوة ثم أمر الخادmة بـ:-
_أم "السعد" أعمليلي كوباية قهوة رأسي هتنفجر
بتلك اللحظة خرجت "نورهان" ومعها كوب القهوة ثم قالت بلهفة:-
_أنا حسيت إنك عاوز قهوة يا چدي وعملتها
ابتسم "مهران" ثم قال بحنو:-
_شكرا يا بـ.ـنتي روحي بقى لچوزك
برجاء شـ.ـديد قالت:-
_چدي بلاش تظلم "إلهام" هي قطعة من قلبك چدي أنا بعيش في تعب بين ضراير وخناق سيبك من إن الواحدة بتحب راچلها يكون ليها بس دا كمان في ضراير بتحرق في دmها
مقتنع تماما برأي زوجة حفيده، واقرب له من أي زوجة لـ "سالم"، تنهد بقوة ثم قال بتعب:-
_روحي إنتي دلوقتي يا" نورهان" وأنا هتصرف يا بـ.ـنتي
ابتسمت بأمل، لم تستطيع إنقاذ نفسها من قبل ولكن الآن تستطيع إنقاذ صديقتها، أسرعت للداخل ووجهها يزداد أشراق وكأنها شمس ساطعة، أسرعت للمطبخ تكمل طعام زوجها بينما "مهران" فـ استند على العصاه الخاصة به واتجه نحو مزراعته لمراقبة العمال
صرخ بقوة بالجميع:-
_اللي سايب المية مفتوحة على الذرع دا مال ناس والحـ.ـيو.انات اللي ماحدش مراعيها أبداً مالكم بتقبضوا على إيه
...............................................
لوت "قمر" فمها وهي تتحدث مع "نهلة" غير مستوعبة ما يحدث، زوجها لا يفضل أحد غير تلك المتكبرة، التي تتعالى عليه..
تحدثت بحقد:-
_والله يا "نهلة" أنا معنديش مشكلة إن دوري تاخديه بس البت دي لا أنا واثقة إن هو برضه كان هيخليها انهاردة زي أمبـ.ـارح في دورك وانهاردة في دوري إحنا بس اللي بنهتم بيه
هزت "نهلة" رأسها وقالت بضيق:-
_وياختي إنتي مت عـ.ـر.فيش اللي أنا سمعته
بلهفة وفضول قالت:-
_عرفتي إيه يا ختي قولي؟!
نظرت "نهلة" يمينًا ويسارًا، تراقب هل هناك من يسمعها، بعد أن أطمئنت، قوست فمها وقالت:-
_لسه ما دخلش عليها ولسة بـ.ـنت بنوت دا اللي أنا سمعته، همـ.ـو.ت وأعرف يا ختي ملهوف عليها ليه بقى
ضـ.ـر.بت يدها بصدرها مصدmة ثم قالت بفزع:-
_يا نهار أسود وسي "سالم" وافق على كدا، دي الواحد منا كانت مكسوفة أول يوم جواز لا وكمان ماشها د.خـ.ـلة بلدي نفسي أعرف البت دي عاملة لچوزك عمل خلاص ما بقتش مستوعبة
ضحكت "نهلة" بشـ.ـدة ثم أردفت:-
_يا ختي إحنا عنده ولا شيء بس هقولك أنا عندي خطة عشان يقلب عليها
حدقت بها بخبثٍ وقالت:-
_واللي هي...؟
_قومي معايا...!!
اتجهت نحو غرفة "نورهان" فـ وجدت "سالم" يفكر بشـ.ـدة، تحدثت "نهلة" بصوت مسموع:-
_شوفتي يا " قمر" بـ.ـنت عيلة الچبلاوي راحت وأصرت تتعلم برا وأما أتچوزت كل ما چوزها يحاول يقرب منها ترفض لحد ما اكتشف إنها مش بـ.ـنت
انتبه "سالم" لحديثهم، صرخ بعلو:-
_يا هجر كل واحدة تروح على أوضتها
وبعد أن رحلوا كور يده بقوة، لا يعلم ما الواجب عليه فعله، صرخ بشـ.ـدة:-
_"نورهان"
كانت تمسك الطعام، اتجهت للداخل بخــــوف وضعت الطعام، فوجدت يغلق الباب بغـــضــــب، تكلمت بتـ.ـو.تر:-
_الأكل يا "سالم"...!!! عاوز مني حاچة تاني
أمسكها من معصمها بشـ.ـدة ثم قال بحد:-
_ليه مش عاوزاني أقرب منك ها كنتي بتتكلمي مع" إلهام" عليا وسكت صبرت عليكي شهر بحاله ليه ها عاملة إيه غلط يا "نورهان"
شعرت بأنه سكب عليها دلو من الماء، هزت رأسها بعدm استعياب ثم قالت بغـــضــــب:-
_قصدك إيه بكلامك بتشك فيا يا "سالم"
أشار نحو الباب وصرخ بـ:-
_كل واحدة من الحريم اللي برا دول اتعمل لها د.خـ.ـلة بلدي ما سمحتش للخچل بتاعهم ينهي رچولتي لكن إنتي قولت لا... أصرتي تتعلمي بمصر وروحتي لوحدك إيه اللي حصل يمنعك تديني حقي الشرعي
انهى حديثه ثم ألقها على الفراش وقال:-
_من حقي اتاكد إذا كانت مراتي سليمة ولا معيوبة
تساقطت دmـ.ـو.عها بشـ.ـدة، كيف له أن يشك بحبيبته، صرخت به:-
_إنت بتشك في حب عمرك، إنت فضلت تحبني ولحد الآن أنا واثقة من دا
هز رأسه وهو يقول بغـــضــــب:-
_بس مكنتش موافق على تعليمك في مصر، ومع ذلك أصرتي برغم من خطوبتي بيكي إلا إنك حكمتي رأيك
زادت دmـ.ـو.عها وقالت بقهر:-
_ورجعت لقيتك متچوز اتنين إنت الخـ.ـا.ين مش أنا
صفغها بشـ.ـدة وقال بقسوة:-
_قولي إيه اللي منعك
لم ترد على اتهامه، قامت من أعلى الفراش وكادت أن تذهب باتجاه الباب ولكن أمسكها بحد وقال:-
_إنهاردة هتكوني مراتي شرعي يا "نورهان"
بدmـ.ـو.ع وحـ.ـز.ن هتفت:-
_متخلنيش أكرهك يا "سالم" خلي الحب اللي باقي لك في قلبي ما يتحوليش للكره يا "سالم" أنا استحالة أعمل كدا
فكرت قليلاً ثم اقترحت الحل:-
_إيه رأيك نكشف إنت متعلم يا "سالم" نروح عند الدكتورة وهي تقولك
نظر لها بضيق وقال:-
_على آخر الزمن افضح نفسي طب إيه رايك نعملها د.خـ.ـلة بلدي زيك زيهم
لقد نفذ صبرها، بدون مشاعر قالت:-
_أنا قدامك يا "سالم" جيالك لحد أو حتى روحت للدكتورة أو كلامك كلهم بيأكدوا عدm الثقة وبيخلوني ازيد في عدm رغبتي ليك إنت عقبتني على تحقيق حلم حياتي وروحت اتچوزت واحدة والتانية أنا كان نفسي يوم ما أبقى مراتك شرعي تكون اتغيرت...
ابتعد عنها وقال:-
_اطلعي برا مش عاوز حد معايا
قبل أن تخرج نظرت لنفسها بالمرآة، كيف سـ تخرج الآن ووجها تورم من صفعته، بكت بشـ.ـدة وازدات دmـ.ـو.عها، مما جعل قلبه يرق لها، اتجه لها فَ ارتعد جــــســ ـدها، بعد أن كان الدفء لها أصبح الشخص التي تخشى قربه، نظر لوجهها وقال:-
_معلش يا "نورهان، وچعك!!؟
هزت رأسها وقالت:-
_أوي
أخذها بداخل أحضانه، رفضت في البداية ولكن سكنت بداخل ذراعيه، رائحته التي تشتاق إليها، حنيته التي يتحول لها من وقت لآخر
ذهب معها إلى المضطجع وسألها بحنو:-
_فيه مرهم هنا...!!؟
هزت رأسها وأشارت نحو الكومود وبخفوت قالت:-
_هناك...!
أسرع وجلبه ثم وضعه على وجهها وقال:-
_أنا مكنتش هعمل كدا بس اللي سمعتوا فور دmي بـ.ـنت الچبلاوي اتچوزت ورچعت معيوبة
انكمش حاجبها وضيقت عيناها وقال بنفي:-
_لا مين قال كدا البت سليمة وأهلها راحوا وأني وحريمك واخواتك كنا هناك والعريس مبسوط
هز رأسه، تمكن من معرفة المكيدة الذي وضع بها من قبل زوجاته، قبل رأسها وقال بنبرة جادة:-
_وديني لأچيب حقك وحق بـ.ـنت الچبلاوي
وضع الطعام أمامها وقال:-
_افتحي نقسي على الأكل
هزت رأسها بلا وقالت:-
_مليش نفس يا" سالم" هنام
يعلم أنها لاتأكل حين تحـ.ـز.ن، لقد نحفت كثيراً، هو من يـ.ـؤ.لمها وبسببه لا تأكل
وضع الأمل بجانبه وقال:-
_ولا أنا هياكل هانام لي ساعة...!!
أمسكت يده وقالت بضيق:-
_خلاص هات الأكل هاكل معاك
.............................................
مازال غاضب من أسلوب "دmعة" معه، يريد قــ,تــلها، جذ على أنيابه بشـ.ـدة، يتمنى قــ,تــل "حمدي" ولكن لا يستطيع..
بتلك اللحظة دلف سكرتيره وقال برسمية:-
_اتفضل يا فنـ.ـد.م دي المناقصة اللي المفروض ناخدها راجعها يا فنـ.ـد.م عشان نبدأ في التنفيذ
هز رأسه وقال:-
_سبها
بتلك اللحظة رن هاتفه، رد على المتصل، ليقول بعد ذلك في سرعة، وصل لسيارته، وبدأ في السير باقصى سرعة
إلى أن وصل لبيته، وجد "دmعة" تصرخ بالحرس وتريد الخروج ومعها حقيبة ملابسها، وكأنها تريد الفرار من سـ.ـجـ.ـنه
دلف من البوابة،نزل من سيارته وأمر الحارس بـ:-
_اركن إنت العربية
اتجه نحو "دmعة" وقال بنبرة جامحة:-
_اللي في إيدك دا؟
بدون خــــوف قالت:-
_شنطة هدومي أنا مش بحب الحبس وبعدين أنا المفروض عندي كورس انجلش
هز رأسه وقال ببرود:-
_هو الكورس بتقــلـــعوا في هدومكم راحه بشنطة هدومك أول مرة أشوف كدا
قرب منها وهي تراجعت ثم قالت بتمرد:-
_أنا أخد القرار مش هقعد هنا الخدmين كتير أجر غيري وسبني أنا كنت الأول بحب القعدة معاك كنت بجد أعظم حد في حياتي بس دلوقتي بقيت قاسي
رفع يده وبدأ في العد:-
_هعد لتلاتة لو ما روحتيش تنامي في أوضك همد أيدي عليكي و"صقر" العصبي هيرجع تاني أنا كل دا مش عاوز أوريكي وشي التاني
وقبل أن يعد أرقامه أسرعت للداخل وهي تصرخ وتسب به...
↚
حل الليل سريعاً، مازالت جالسة أمامه، تنظر له وينظر لها
لا يستطيع أن يحايلها ويتعامل معها وكأنها طفلة، هو لا يعرف كيف يوسيها، رفع حاجبه ببرود، فضل ألا يفتح معها الكلام، ويتركها حتى تبدأ هي بالحديث، أغمض عينه بشـ.ـدة، فراقبته، فكرت كثير، ونظرت لغرفة السفرة باستغراب، أيعقل أنه سـ ينام على المقعد هكذا، تأففت بشـ.ـدة، فهي لا تفعل شيء غير ذلك، ملت من جلستها، فـ وقفت، وبدأت في ضبط ملابسها، فتح عين من عيناه راقبها إلى أن عادت وجلست، أمسكت محرك التلفزيون، وبدأت في المشاهدة، ثم عادت وأغلقته وتركت المحرك، بتلك اللحظة تكلمت بضيق:-
_أوف إيه الملل اللي أنا فيه دا أنا زهقت...؟!
جحظت عيناها به، اتجهت له وقالت بحنق:-
_قوملي كدا؟
حاول ألا يبتسم على أفعالها، فتح عينه ورسم ملامح الغـــضــــب، قام من مكانه وربع يده ليقول باستفزاز:-
_نعم عاوزة إيه مني عاملة دوشة ليه ها...
فتحت عيناها بقوة، برقت له، كيف يتعامل معها بهذا الأسلوب، حدقت به بانفعال وقالت بنبرة شبه باكية:-
_إنت ليه بتحرق ليه في دmي، هو إنت عاوز مني إيه جاوبني، أنا عاوزة أعرف آخر اللي بتعمله فيا دا إيه؟
عاد وجلس ولم يبالي لما تقول، التفت بتلك اللحظة للخادmة التي كانت تسأل عن:-
_احضر لك حاجة تأكلها يا فنـ.ـد.م؟
لوت "دmعة" فمها حين سألته هذا السؤال، ردت عليها بعصبية:-
_لا ويأكل ليه ما أنا موجودة بيتعشى بيا وبيحرق في دmي أنا يا "سناء" بيخلي بطنه تشبع
كادت "سناء" أن ترحل ولكن أوقفها "صقر" بغـــضــــب ومن ثم هتف:-
_أنا قولتلك تمشي، هو إنتوا صدقتوا إنها بقت هانم فـ بقيتوا ما بتسمعوش كلامي والله مستغربكم
أعتذرت "سناء" منه، حدقت بالأرض بخجل ثم أردفت:-
_آسفة يا فنـ.ـد.م تأمرني بأيه
أشار لها ثم قال بكل تحدي:-
_تسالي لأن العقدة هتطول وحضري أي لقمة لإني جوعت وكوباية لبن وكوباية قهوة ليا
باقتضاب شـ.ـديد ردت "يقين":-
_أنا مش عاوزة شكرا ليك!!
رفع حاجبه ثم هتف باستفزاز:-
_مش بمزاجك يا قطتي البرية...!!
قامت من مكانها وأخذت أشيائها، كادت أن ترحل من مكانها ولكنه أوقفها بـ:-
_أنا مقولتلكيش تمشي إنتي ملكي يا " دmعة" هانم
وأنا حر أشربك لبن أو لاء.....
حدقت به بقرف، اقتربت منه ثم صرخت بوجهه:-
_أوف... أنا زهقت...!!
وضعت يدها في جيبها، أخذت أنفاسها ثم بهدوء:-
_ممكن نتفاهم.... تعالى نتفاهم بقى...!!
اعتدل في جلسته ثم وضع قدm على الأخرى وقال بصوت هامس كـ ســـخريـــة لها:-
_ ها يا طفلة قولي الشئون اللي لأزم نتكلم فيها...!!
بكره شـ.ـديد قالت:-
_إنت ليه بتعصبني عاوز مني إيه بقى؟!
ابتسم باستفزاز ثم قال:-
_لا مش عاوزة منك حاجة؟! عاوز بس كل خير
عادت وجلست بحيرة، لا تعلم ما الذي يريده منها، وضعت يدها على وجهها بعدm اقتناع لما يحدث قط...
ردت عليه برواق:-
_طب خليني أفهم بس إنت حالياً كـ "صقر" عاوزني أخلي حبيبتك تغير صح كدا
هز رأسه وقال باندهاش مصطنع:-
_أوف طلعتي بتفهمي ما شاء الله عليكي مش قادرة أقولك فرحان قد إيه بيكي!
تجاهلت أسلوبه معها ووأصلت حديثها:-
_أنا هعملك المهمة وسيبك من موضوع أمي واللي مضته لأبوك لأنه مش داخل دmاغي أقولك بقى على المفيد
قام من مكانه وجلس بجانبها ثم قال بفخر:-
_هقعد جنبك عشان اعرف اسمعك يا روحي لأنك بتقولي كلام فل
هزت رأسها ولم تبالي لجلسته، أكملت حديثها:-
_المهم أنا هعمل كدا بكرة ولمدة شهر وهشتغل مع التمثيل اللي هقدmهولك وأصرف على نفسي وأعتبر أي حاجة أمي عملتها باطلة وكمان واجبك كصديق تقرء فاتحتي على "حمدي"
بعصبية شـ.ـديد، حاول بها أن يمسك نفسه بشـ.ـدة:-
_قومي نامي يا "دmعة" عشان ما مدش إيدي عليكي
بالفعل قامت من مكانها بعد أن قال باستفزاز:-
_إنا كدا كدا كنت طالعة
أمسك الوسادة المتواجدة بجانبه ثم ألقها بوجهها بشـ.ـدة وقال بأمر:-
_اللبن هيوصلك الأوضة أشربيه ها...
ابتسمت على أصراره، برغم من و.جـ.ـع قلبها الذي يحدث من التحدث معه إلا إن تمرده يعجبها، تعشق استفزازه، هي أصبحت لا تحترمه بسبب أفعاله وسـ تلعب على تلك النقطة
........................................
مازال نائم، ظلت تتامله، تتذكر حالته حين جلبت له الطعام، كيف كان كـ الثور الهايج الذي لا يتوقف عن الركض، سبحان من خلق وجهه الملائكي، كيف لهذا الوجه البريء برغم من جــــســ ـده العريض وطوله، كيف له أن يتحول لذئب مفترس، ملست على شعره وقالت بعتاب:-
_أنا بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس هتنفسه أصلا مش هقدر أشوف حد غيرك في قلبي بس إنت بعتني مـ.ـيـ.ـت مرة ونهتني بشكك ليا....!!
تقلب بنومته مما جعلها تسحب يدها في سرعة حتى لا يشعر بها ولا بحديثها، قامت من مكانها، اتجهت نحو خزانة الملابس، أخرجت جلباب له وبعد ذلك دلفت إلى الحمام حتى تجهزه له
بتلك اللحظة فتح عينه لقد سمع كل ما قالته، حديثها لمس قلبه بشـ.ـدة، تحدث بخفوت:-
_أنا كمان بحبك يا "نورهان" بس إنتي و.جـ.ـعتيني أوي
شعر بأنها قادmة من الداخل فـ أغمض عينه مرة أخرى، في هذا الوقت سمع صوتها العـ.ـذ.ب يناديه، كم يعشق اسمه من شفتيها التي تشبه حبات الكريز:-
_"سالم" يا "سالم" قومي الليل ليل والكل مستنيك تحت
فتح مقلتيه بتثاقل ثم قال بصوته الرجولي الخشن:-
_ الساعة كام يا "نور" ...!!!
ردت عليه باقتضاب:-
_الساعة 11 يا "سالم"
وقفت أمام المرآة تظبط حجابها، بتلك اللحظة استقام "سالم" قليلاً من نومته، فـ وجدتها ترتدي عباءً تجـ.ـسم جــــســ ـدها، وتجعل جمالها يتزايد، تشبه الفراشة بها، قام من مكانه وملس على شعره ثم هتفت وسألها باستفسار:-
_هو أنا ينفع أسالك سؤال؟!
انتبهت له وهزت رأسها، تنتظر أن يلقي عليها سؤاله، وبالفعل هتف بغـ.ـيظ:-
_هو إنتي هتخرچي برا بعبايتك دي أنا بس حابب استفسر
حدقت به بصدmة، ونظرت لنفسها باستغراب، واقفة أمام المرآة، تظبط حاجبها، بالتأكيد، سـ تخرج بها، أجابته بهدوء:-
_أيوا مش بلبسها وبلبس الطرحة يعني هخرج بيها
بغـــضــــب جامح أردف:-
_لا أنا مش عاوزك تخرچي بيها برأ الأوضة مچسمة چسمك يا هانم وبعدين دي خروچ مش للبيت هو إنتي خارچة..!!
ابتلعت ما في حلقها، كيف لها أن تطلب منه أن تذهب إلى بيت أمها لتتمتع ببعض الراحة، شبكت يدها بتـ.ـو.تر ثم قالت بخــــوف:-
_الصراحة يا "سالم" من يوم ما أتچوزنا ما روحتش بيت أهلي والصراحة تعبت من دوشة البيت واللي بيحصل عاوز ارتاح يومين
ضـ.ـر.ب يده بالجدران ثم صرخ بها:-
_متچوزة عاد خروف، واخدة القرار ولابسة وهتمشي لا اله إلا الله عليكي يا شيخة، بتحبي تعكنني عليا لا وماشية بعباية ملزوقة على چسمك ووسطك
صمت قليلاً ليبتلع ما في حلقه ثم أكمل بغـــضــــب:-
_على إيه ها، الواحدة چوزها بيكافها لما بتعطي له واچباته لكن أنا أصلا ما باخدش منك حاچة...!!
عاد لهذا الموضوع مرة أخرى، كانت تعلم بأنه سـ يرفض، بتلك اللحظة تمردت عليه وقالت:-
_بس أنا عاوزة أروح إنت كل شوية بتقول واچبات يأخي حسيت إن الحب معاك مش في القلوب، وبعدين حقي أروح لأهلي وأقعد يوم والتاني يأخي عاوزة ارتاح منك زهقت والعباية مش هقــلـــعها...
قرب منها ببطء شـ.ـديد، ليمسكها من تلك العباء وبدون تردت مزقها بشـ.ـدة، وقال بتشفي:-
_وادي العباية اللي عاملة عليها مشكلة وبالنسبة لأهلك بكرة الصبح أخدك تشوفيهم وترچعي هنا الواحدة ملهاش غير بيت چوزها وعيلها
دmـ.ـو.عها بتلك اللحظة نزلت من عيناها بشـ.ـدة ثم قالت بعتاب:-
_إنت لأزم تكون عادل بين زوچاتك كل واحدة فيهم بتروح بيت أبوها أشمعنا أنا اتحبست بيت چدران بيتك
أمسك يدها بقوة ثم قال بغلٍ:-
_عشان إنتي ملكي
غير نبرة صوته للحنان وأكمل حديثه:-
_طب هما ما يهمونيش أكتر ما إنتي بتهميني
تركته وذهبت تخرج لها ملابس ثم دلفت للحمام وبدلت ملابسها، بتلك اللحظة دلفت ابنة زوجها الصغيرة من زوجة الأولى تبكي بشـ.ـدة مما جعلها تنزعج عليها
اتجهت نحوها ثم أخذتها بأحـ.ـضـ.ـناها وقالت:-
_مالك يا روحي مالك يا "نورهان"
أجابتها الصغيرة ببكاء شـ.ـديد:-
_ماما "نهلة" ضـ.ـر.بتني عشان اتخانقت مع بـ.ـنتها وماما كمان ضـ.ـر.بت "إلهام" أختي وهي بتعيط وأنا چيت اشتكي لبابا
شعر "سالم" بالغـــضــــب الشـ.ـديد من أجل بناته، خرج من الغرفة بانفعال مستحلف لهم...
....................................................
انتظرت زوجها ولم يأتي، ظلت تتجول بالشقة من التـ.ـو.تر، عيناها على باب منزلها، أمسكت هاتفها وحاولت أن تهاتفه، تحاول مراراً وتكرارًا الوصول له ولكنه لا ياتي، بتلك اللحظة سمعت صوت ابنها الذي يبكي بشـ.ـدة، تأففت بشـ.ـدة ثم صرخت به:-
_هي ناقصة بس بقى أبوك مش عارفة فين حاسة بالقلق عليه
القلق والخــــوف والفزع، يلحقونها بشـ.ـدة، قررت أن تنزل وتبحث عنه بكل الأماكن الذي يجلس بها ولكن الساعة دقت الثانية عشر بعد منتصف الليل، إلى أين هي ذاهبة في كحلة الليل الداكن، الموحش بظلمته
تذكرت صديقه المقرب فـ قررت أن تهاتفه ولكن قبل أن تهاتفه، سمعت صوت دكات الباب التي فتحت ما أن وضع زوجها مفاتحه، اتجهت في سرعة نحو الباب، ودmـ.ـو.عها تملأ وجهها بشـ.ـدة، بلهفة شـ.ـديدة سألته:-
_كنت فين كل دا؟
لاحت باسمة الســـخريـــة على وجهه ثم قال ببرود:-
_والله بعود الهانم على غيابي يمكن ترجع في قرارها
صرخت به بعلو وقالت بعصبية:-
_أفرض إن أنا وإبنك حصل لنا حاجة ما تردش علينا
ببرود شـ.ـديد رد عليها:-
_عادي ما حصلش حاجة كنتي اتصلتي بابن عمك
جلس على المقعد ثم أكمل:-
_شنطك جاهزة وعربيتك تحت والسواق موجود ما شرفتيش فيلا عمك وضلمتي بيتي ليه
تأففت من حديثه الذي يغـــضــــبها، ردت عليه بعلو:-
_إنت ليه حابب تنرفزني ليه بتعمل كدا ها أنا ماقولتش حاجة غلط إنت دايما بتغلطتني بس عمرك ما فكرت تغلط نفسك
قام من مكانه ومازال يتعامل معها كـ لوح الثلج البـ.ـارد، اتجه نحو غرفة ابنه وقال:-
_أنا هنام في أوضة ابني، خدي ابنك في حـ.ـضـ.ـنك ونامي وفكري للصبح لأنا لا "صقر".....!!!!!!!
...............................................
وجد زوجاته يتعاركن، بصرامة شـ.ـديد وصراخ قال:-
_" نهلة" و "قمر" عاوزكم تعالوا
جحظت كل منهن بالأخرى بخــــوف، ملامح وجهه لا تتدل على الخير، أسلوبه وطريقته تعني إنه سـ يقــ,تــلهم، همست "نهلة" في أذن "قمر" بانفعال:-
_مقصوفة الرقبة اللي سمها على اسم اللي ما تتسمى راحت اشتكت اتفضلي يا ختي
كورت "قمر" يدها بخــــوف وردت عليها بهلع:-
_لو جيت قدامي هضـ.ـر.بها على لسانها اللي بتفتن بيه
دلف غرفة مكتبه ولحقوا بيه، ابتعلت "نهلة" مافي حلقها بخــــوف وسالته بتلعثم:-
_مالك يا سيد الناس في حاچة يا أخويا
صرخ بها بانفعال:-
_بدل ما تچيبوا البنات وتصلحوهم وتقولولهم ممنوع تتكلموا كدا مع بعض بتضـ.ـر.بوهم وكمان بتتخانقكم
أمسك بالأثنان معاً ثم صدm رأسهم ببعض وأكمل:-
_دي غلطة والغلطة التانية بحچة إني انفعل على "نورهان" چيبتوا سيرة بـ.ـنت الچبلاوي بالشر دي التاني والتالتة إنكم بتكرهوا "نورهان" ضرتكم
جلب العصاه الخاص به ثم نزل عليهم بالضـ.ـر.ب الشـ.ـديد، صرخ بقوة:-
_إنا حاسس إني أريل معاكوا عاوزين تچيوبوا زي ما إنتوا عاوزين كل واحدة منكم تروح لبيت أبوها لحد ما أصف لكم ومن غير العيال أمهم "نورهان" هتربيهم
قامت "نهلة" بصعوبة ثم قالت بغلٍ:-
_أمهم!! هي اللي حملت وربت زي اللي چت على الچاهز
أمسكها من خصلاتها بقوة ثم قال بجموح:-
_هو مش أنا قولت كدا ببقى آه هي أصلا بالنسبة لي أمهم عنكم غوروا
بالفعل أسرعوا من أمامه، بتلك اللحظة دلفت "نورهان" وقالت بعتاب:-
_ليه ضـ.ـر.بتهم كدا هما حريمك وكمان مخلفين وبعدين عندهم حق أنا مش أم لعيالهم على الچاهز
بضيق شـ.ـديد قال:-
_اطلعي من نفوخي وروحي نامي خلي الصبح يطلع عليكي على خير
ابتلعت ما في حلقها ثم قالت برجاء:-
_طب ممكن أطلب منك طلب
بصرامة شـ.ـديد قال:-
_إلا اللي في دmاغك ممنوع وبعدين أنا قولت بكرة
يفهما بدون كلام، هي تصر على قرارها، تريد الراحة، اقتربت منه قليلاً ثم وبنبرة حزينة لعله يلين:-
_طب ما هما راحين عند أهليهم هروح يومين بس
صرخ بها بغـــضــــب:-
_هما يا هانم راحين عشان مش طايق وش أي واحدة فيهم حريم هم لكن إنتي لا
بنبرة طفولية صرخت:-
_خلاص أنا كمان هنرفزك وهعمل زيهم وأضـ.ـر.ب عيالك وأضـ.ـر.بك منك بس أروح عند بيت أهلي
اقترب منها ثم أمسك يدها وقال بغـــضــــب مكتوم:-
_دا على الأساس إنك مش منرفزاني إنتي أكتر واحدة منرفزة أمي أنا لو عاوز أضـ.ـر.بك هضـ.ـر.بك بس مش هوديكي بيت أهلك لإن هنا عقـ.ـا.بك أما هما فكل واحدة عقـ.ـا.بها هناك
نظرت له قبل أن تخرج من الغرفة ثم صرخت:-
_ربنا على الظالم
وقبل أن تخرج للخارج جاءت في مخيلتها فكرة:-
_هو إنت هتنام فين؟؟
_هنا!!!
_وبكرة عندك شغل؟؟
لا يعلم ما السبب وراء أسئلتها الغريبة، رد عليها باقتضاب:-
_رايح شغل وهتاخر.... بس هوديكي عند أمك وأنا راچع هچيبك
لقد سمعت بأنه من الممكن أن يتأخر ليلتين آخر الأسبوع، تحدث بلهفة:-
_خلاص هروح بكرة ولما ترچع خدني يأ أخوي
رفع حاجبه بشك وقال بســـخريـــة:-
_الأسئلة الكتيرة دي بتخليني أشك فيكي أوي معرفش ليه بس هكتم في نفسي وهحط سد الحنك يا حبيتي
.................................
بصباح اليوم الآخر، أشرقت الشمس، ودلفت بنورها الساطع لغرفتها، فتحت عيناها بتثاقل حين رن منبه الغرفة بقوة، وجدته يجلس بجانبها ويقول بأمر:-
_يالا يا هانم صحصحي معايا وفوقيلي بقى
ما الشيء الجديد حتى يجعلها تستيقظ، بانفعال شـ.ـديد قالت:-
_أنا ما بحبش حد يصحيني بالطريقة دي قولتلك كدا مليون مرة ومع ذلك داخل تصحبني في إيه الساعة تمانية الكلية ومانعني أروحها إيه الجديد
أشار نحو المرحض ثم حدق بساعتها قائلاً ببرود:-
خمس دقايق تغسلي وشك وتاخدي شاورك وتلبسي وتصلي فيهم يالا
وضعت يدها بين نواجذها وضغطت عليها بغـ.ـيظ، تمتمت بخفوت:-
_منك لله يا شيخ!!
حدقت به بملل وقالت:-
_هو إحنا هنروح فين؟!
رفع حاجبه وبنظرات عاشق ولهان قال:-
_حبيبتي جاية وهنروح نستقبلها عشان تقعد هنا معانا
هزت رأسها بســـخريـــة، وجدت السكين بصحن الفاكهة كادت أن تسحبها وتقــ,تــله بها ولكن أمسكت أعصابها
قالت فقط بتمني:-
_إنت عارف أنا لو هتمنى حاجة هتمنى يكون ليا أهل عشان ينقذوني
همس بوجهها:-
_ضيعي في وقتك برحتك هاخدك بهدوم البيت
متيقنة بأنه من الممكن أن يفعالها معها، قامت من مكانها في سرعة ودلفت الحمام لم تتاخر بالداخل كثيراً، اتدت فريضة الصلاة ثم وقفت أمام المرآة وبدأن تضع بعض مساحيق الجمال مما جعله ينظر لها باستغراب ويقول بغـــضــــب:-
_هي الهانم من أمتى بتبوظ في بشرتها وتحط روچ ها ممنوع
كادت أن تسب أمامه وتخرج من فمها لفظ لا يليق بها كفتاة ولكنها أمسكت نفسها وقالت بحنق:-
_أنا حاسة إني في سـ.ـجـ.ـن والشويش مورهاش غيري ممنوع ممنوع زهقت والله العظيم وبعدين أنا كبرت والمفروض إني عاملة حبيبتك
قام من مكانه واتجه نحو التسريحة أخذ كل من عليها من أدوات التجميل وألقها من نافذة الغرفة لتصرخ به بقهر:-
_عااااا بقى بجد إنت تعبتني وزهقتني أنا خلاص مش قادرة استحمل أكتر من كدا بقولك إيه ارحمني
أمسكها من يدها وبدون سابق أنذار سحبها معه وهو يقول:-
_يالا مش لسه هنرغي على الصبح
اتجه نحو سيارته و.جـ.ـعلها تجلس بالمقعد المجاور لها ثم انطلق بها إلى المطار وفي الطريق هتف:-
_طفلة أنا خليت "سناء" تعملك سندوتشات كلي بقى
لم ترد عليه قط حدقت بالطريق فقط، بعد مرور نصف ساعة من أستفزازه الذي لم يتوقف وصل إلى المطار
صف سيارته ثم نزل منها، وجد ضيفته تنتظره في الخارج
بعلو قال:-
_"مايا" أيتها الجميلة!!
انتبهت له "مايا" و اتجهت نحوه وقامت باحضتانه مما جعل "دmعة" تستغرب تلك الفتاة، حدقت بملابسها فوجدتها ترتدي بنطال قصير و قميص يظهر بطنها ومفاتنها
تركتهم وعادت تصعد للسيارة، لا تعلم ما الذي أصابها
سمعت تلك الـ "مايا" تقول:-
_من تكون تلك الفتاة "صقر"؟
رد عليها بنـ.ـد.م:-
_حبيبتي وقريباً سـ تكون زوجتي ولكن هي مملة للغاية
أحـ.ـز.نها بحديثه، شعرت بالنـ.ـد.م لأنها جاءت معه، حين شعرت ببعده عن السيارة، نزلت منها وأخذت سيارة أجرة وطلبت أن تذهب بها إلى المنزل
بدmـ.ـو.ع كثيرة قالت بهمس:-
_أنا مملة ياديل الكـ.ـلـ.ـب ياللي شبه العفريت ماشي أنا هوريك النكدية دي هتعمل إيه
......................................................
بينما في المطار حين تفاجيء"صقر" بغياب "دmعة" شعر بالخــــوف الشـ.ـديد عليها، تلك الصغيرة إلى أين سـ تذهب، شعر بأن أحدهم قام بمضايقتها
هاتفها ولم ترد وعاد وهاتفها مرة أخرى ولكن مازالت لا ترد، بتلك اللحظة قالت "مايا" بتواسي:-
_بالتأكيد هي بخير يا عزيزي من الممكن ان تكون ذهبت إلى المنزل
هز رأسه بلا وقال بثقة:-
_لا هي مش هتعرف تروح لوحدها، هي لسه صغيرة مش بتخرج لوحدها آخرها جامعتها بس وبعدين هتركب تاكس لوحدها أنا مانعها
رن تلك اللحظة فـ ردت عليه، بحنو شـ.ـديد قال:-
_إنتي فين يا حبيبتي؟!
أجابته ببرود مما جعله يغـــضــــب بشـ.ـدة ويتواعد لها:-
_مشيتي ليه من ورايا حضرتك فين أجيلك
أنكمش حاجبه وقال:-
_نعم مليش دعوة طب روحي على البيت ولما أجي أقسم بالله العلي العظيم لتشوفي اللي عمرك كله ما شوفتهوش يا "دmعة"
قفل بوجهها الهاتف ثم أسرع للسيارة وأمر "ماريا" بـ:-
_هيا بنا اتمنى أن تكون رحلتك سعيدة يا "ماريا".
..................................
يتبع
↚
في منزل "مهران" السيوفي، استيقظوا جميعاً على صرخات "نورهان، الهلع، الفزع، الخــــوف، أصابوا الرجـ.ـال قبل النساء، شعر" سالم" بالخــــوف عليها، انتابه الأحساس بأن هناك مكروه حدث مع حبيبته، حدق به "مهران" وسأله بنبرة متـ.ـو.ترة:-
_في إيه يا بني مرتك مالها؟!
بلا مبالاة حتى لسؤال جده أجابه:-
_مش عارف يا چدي
فتح باب غرفتهم فـ لم يجد زوجته مما زاد في ارتباكه، أين هي حبيبته، الصوت لا يتوقف بتلك اللحظة صرخ بالخادmة:-
_يا أم "السعد" صوت "نورهان" چاي منين...؟!
تيقنت الخادmة بأن الصوت في غرفة "إلهام" شقيقته، فـ قالت:-
_الصوت چاي من أوضة الست "إلهام"
جدحها "مهران" بقوة، عاد به الزمن مرة أخرى، الزواج الأجبـ.ـاري يحطم قلب حفيدته، أسرع لغرفتها بعد أن نظر لـ "سالم" بعتاب، دلف الغرفة قائلاً بصوت يملأه الفزع:-
_في إيه يا "نورهان" بتصوتي ليه ها؟!
وجد "ألهام" غافلة" و "نورهان" بجانبها تحاول أن تفوقها، قامت من مكانها واتجهت نحو الجد ثم قالت بانهيار:-
_"إلهام" سخنة يا چدي ومش بترد عليا ولا عارفة تفتح عينها بتمـ.ـو.ت مننا
أسرع "سالم" لها، جلس بجانب أخته، يحدق بـ "إلهام" بذهول، وضع يده على وجهها بحنو، لمس دmـ.ـو.عها الساخنة التي جعلت قلبه ينهار، هو المتسبب الوحيد وراء حالتها، وجهها يزدات أحمرار، صرخ بهم جميعاً:-
_أعملوا حاچة وهاتوا الدكتور بسرعة يالا
حدقت به "نورهان" بغـــضــــب ثم صرخت:-
_أطلع برا يا "سالم" إنت السبب وراء كل اللي بيحصل
جذ على أنيابه حتى لا يغـــضــــب عليها، كل شيء يحدث هو وحده السبب فيه هكذا هي ترأه، حذرها بصرامة:-
_أنا دmاغي فيها مليون حاچة أختي بين الحياة والمـ.ـو.ت ومش عاوز أبداً اسمع صوتك
بعصبية مفرطة قالت:-
_لا هتسمع طول ما صاحبتي في خطر أنا مش هسكت لك يا "سالم"
نظراتها كانت متوعدة له، الآن من أجل صديقة عمرها ممكن أن تتنازل عن كل شيء
قام من مكانه بانفعال، اقترب منها بغـــضــــب، رفع يده ونزل على وجهها بصفعة قوية اسقطتها على الأرض
انزلقت دmـ.ـو.عها من عيناها بشـ.ـدة وأنهيار، كيف له أن يضـ.ـر.بها أمام الجميع، صرخ به "مهران" بحد:-
_إنت بتضـ.ـر.بها ليه يا بني هي ماقلتش حاچة غلط
هز "سالم" رأسه بعند ثم قال بنبرة عالية:-
_هي هتكون كويسة وعندا في الچميع هتتچوز "عز"
بانفعال شـ.ـديد قالت:-
_إيه اللي "عز" ماسكه عليك عشان ترمي أختك كدا قول يا أستاذ يا عاقل يا أخوه البـ.ـنتة
ظل يبحث عن العصاه الخاصة به فـ لم يجدها، وجدت عصاية جده، كاد أن يمسكها ولكن أحكم "مهران" قبضتها وقال بعبوس:-
_أقسم بالله لو ضـ.ـر.بتها قدامي لهتبرة منك إحترم رغبتي خلص
بتلك اللحظة هتفت أم "السعد" بهدوء:-
_الضاكتورة چت يا سيدي!!
أمرها أن تدخلها، خرجت "نورهان من الغرفة، واتجهت لغرفتها، سـ تذهب بيت أهلها فقط تطمئن على حالة" إلهام" وهترحل، مـ.ـيـ.ـتة أو حية، أخذت قرارها وانتهى الأمر
بكت بشـ.ـدة على إهانته لها، كيف تجرأ على ضـ.ـر.بها أمام أهله، هي لن تغضع لأوامره كـ زوجاته الأخريات
قامت من مكانها، وعادت إلى غرفة "إلهام" تحدثت بقلق:-
_إيه اللي تعبها يا دكتورة؟!
حدقت الطبيبة بها وقالت بحـ.ـز.ن:-
_نفسيتها هي السبب في كدا ياريت بلاش ضغط عليها لأن دا بياثر بالسلب عليها
ابتسمت "نورهان" بســـخريـــة وحدقت بزوجها وقالت:-
_ربنا على الظالم والمفتري بقى منه لله اللي مزعلها ومخلي النفسية وحشة....!!
..............................................
عاد لمنزله،مازال الغـــضــــب ينتابه، بالتأكيد سـ يضـ.ـر.بها، دلف يبحث عنها في جميع الغرف، ظن أنها تختبئ حتى لا يغـــضــــب عليها، ظل يصـ.ـر.خ باسمها:-
_"دmعة" يا "دmعة" روحتي فين؟!
لم يجدها بأي مكان، كيف ذلك، هي رحلت قبله، بتلك اللحظة وضعت "ماريا" يدها على كتفه وقالت بهدوء:-
_أيها الغاضب أوه أطمئن يا صديقي سـ تاتي
لم يرد عليها، بتلك اللحظة بقلق سأل جميع الحراس والخدm:-
_"دmعة" مجتش؟
هز الجميع بلا، أصبح قالقًا عليها، هل أخذها سائق الأجرة وخـ.ـطـ.ـفها، بما يفكر، نهشه قلبه عليها بقوة، أول مرة يحدث معهم هكذا، حدق بـ "ماريا" في سرعة قائلاً لها بلهفة:-
_"ماريا" انتظريني هنا الجميع معك إن جاءت "دmعة" هاتفيني
هزت رأسها ببعض الأيماءت، شعرت بالخــــوف من حالته، أول مرة تجده هكذا، لم تتصور أنه وقع بالحب بتلك السرعة، عشقه متيم ولكن ماذا عنها...
حدقت بطيفه ثم قامت من مكانها بعد أن سألت عن غرفة المكتب الخاصة بـ "صقر":-
_من الممكن أن تدليني على غرفة المكتب الخاصة بـ"صقر"؟
نظرت لها الخادmة الفرنسية والخاصة دائماً بتنفيذ أوامر الضيوف الأجانب، أشارت لها نحو غرفة المكتب وقالت:-
_هناك
هزت رأسها، واتجهت نحوها، دلفت وبدون أن يأخذ أحد باله منها قفلت الغرفة عليها...
لقد عجبتها الغرفة وانذهلت من الذوق العالي بها، أتجهت نحو المكتب وفتحت الدرج، تبحث عن شيءٍ ما ولكن لم تتمكن من فتح جميع الأدرج، يبدو أن الشيء التي تريده متواجد بأحدهم، سمعت أصوات هرج بالخارج، تيقنت بأنهم يبحثون عنها، وتيقنت أيضاً أن لا أحد يفهم عليها غير الخادmة الفرنسية فقط وهذا في صالحها....
ظلت بالغرفة حتى تأكدت من تبعاد الصوت تماماً، فتحت الباب مرة أخرى بهدوء، ثم خرجت في سرعة، بحثت مرة أخرى عن الخادmة حتى تدلها على غرفتها، تريد أن تأخذ قسطً من الراحة......
وصلت غرفتها، أغلقتها جيداً وبدأت تهاتف "ماركو":-
_كيف حالك يا"ماركو".... نعم الآن وصلت..." صقر" بالخارج يبحث عن حبيبته.... بحثت عن المطلوب ولكن لا أجد شيء... إلى اللقاء
قفلت الهاتف ثم قالت بكره:-
_أنت قــ,تــلتني باقترابك من تلك الفتاة يا "صقر" وقرييا سـ أحرقك بنار انتقامي
...........................................
استغلت حريتها التي أخذتها، تناست قيوده، بعد أن كان طريقها لمنزل "صقر" غيرت الطريق إلى الجامعة، اليوم سـ تجلس كثيراً مع أصدقائها، سألها "حمدي" بضيق:-
_هو ليه متحكم فيكي هو ملهوش أصلا يتحكم فيكي!!
بقولك إيه كبري دmاغك مش هترجعي وأخدك لأمي وبعدين نتجوز إنتي وكيلة نفسك
هزت رأسها بلا، حدقت به بحد، ردت عليه بتهكم:-
_اللي بتقول عليه ملهوش فيا حاجة صديق طفولتي الوحيد برغم من فرق السن اللي بنا إلا إنا كنا بنلعب مع بعض همي وهمه واحد
زفرة أنفاسها زفرة طويلة وتابعت حديثها بنبرة تحذيرية:-
_اللي بتقول عليه ولا أي حاجة وكيلي وعيلتي كلها رغم الخناق اللي بنا إلا إني مش هبيع العيش والملح اللي بيني وبينه فهمت
كور يده بعصبية ثم قرب منها وقال بعلو:-
_ليه مش قادرة تشوفي إللي أنا شايفه ها، إنتي مش بتحبيني والمفروش إننا عاوزين نتجوز وبسببوا مش عارفين
قامت من مكانها وردت عليه بحد:-
_هو المفروض إني اسمع كلامك صح المفروض إني يا حـ.ـر.ام مليش مكان غير عندك أو عنده، خلي في علمك هو لو حصلي حاجه هيجري عليا قبلك
أخذت حقيبتها ثم حدقت بساعة يدها وقالت: لصديقتها:-
_تعالي في محاضرة علينا خلينا نحضرها ونروح...!!
...................................................
استيقظت من نومها، ارتدت فستانٍ قصير، يجب أن تصلح الأمر، بينها وبين زوجها، لم تستطيع أن تغفل بدونه، هي لا تحب أحد مثله، حضرت وجبة الأفطار لزوجها بحبٍ، بتلك اللحظة سمعت صوت ابنها يبكي،
اتجهت نحوه بحب وحملته:-
_إيه يا روح قلبي أنا جنبك يا نور عيني!!
تغيرت نبرتها تماماً حتى مع ابنها، هل بُعد زوجها غير بتلك السرعة، قام من نومه، فوجدتها في ابهى حالتها، اندهش من ذلك لقد ابعدت عنها بحجة أنها لا تريد أن تحمل مرة أخرى بهذه الحالة أصبح الدلال متاح
ابتسم بتهكم وبصمت شـ.ـديد اتجه نحو باب المنزل حتى يذهب لعمله....
برقة شـ.ـديدة أوقفته:-
_رايح فين يا حبيبي أنا جهزت الفطار ليكي
قرب منها بشـ.ـدة، وضع يده على خصرها وهمس:-
_وفكرك أنا لما تجهزي لي وتجهزي الفطار بحب، وتلبسيلي فستان قصير، وتعملي شعرك وتحطي ميكاب دا هيغير حاجة
أمسكت يده وبنـ.ـد.م شـ.ـديد قالت:-
_أنا آسفة يا "عصام" أنا عارفة إني عصبتك بس والله أنا عاوزة مصلحتنا، أنا لحد الآن الوريثة الوحيدة لـ "صقر" وإنت وابنك اللي هتورثوني بعمل كدا عشانكم
صرخ بها بعصبية شـ.ـديدة:-
_تاني هترجعي لموضوعك دا أنا اكتشفت إن كمان الفلوس هي بس اللي بتهمك مش ابن عمك
تابع بســـخريـــة:-
_وأظن كمان مش العيب في الخدامة إنتي مش عاوزة ابن عمك يتجوز خالص عشان تفضلي ورثته والله وأعلم هتمـ.ـو.تيه ولا إيه
هزت رأسها بلا، هو يفكر بها بشر شـ.ـديد، ردت عليه بتهكم:-
_لا طبعاً في حد هيقــ,تــل لحمه بس أنا بفكر أجوزه أختك
لقد طفح الكيل، لا يستطيع أن يتحمل اقتراحاتها، أمسكها من يدها بعصبية وقال:-
_كنت عارف إنك مش هتتغيري وكل اللي بتعمليه دا مجرد تصنع مش أكتر بقولك إيه طلعيني أنا وعيلتي من دmاغك
بتلك اللحظة رن جرس منزلهم، من سـ يأتي في الصباح الباكر هكذا، اتجه نحو الباب وفتحه، فوجد أمه وأخته الآتين
ابتسم بحب وقال بترحيبٍ جم:-
_أهلاً بيكي يا ماما اتفضلي
رفعت حاجبها بضيق وقالت بغـــضــــب:-
_صوتك عالي جدا على فكرة العمارة عرفت إنك بتتخانق مع مراتك إيه الجهل دا
نظرت لها "حبيبة" بمسكنة وقالت:-
_لا يا طنط مافيش حاجة
حدقت بها بحب وقال:-
_ما شاء الله لابسلك ومتزوقة وقمر
ابتسم بســـخريـــة وبعد ذلك حدق بشقيقته بحب وقال:-
_إيه يا بوسي عاملة إيه؟
هزت أخته رأسها بحب وقالت:
_الحمدلله يا حبيبي كويسة!!
هز رأسه ثم استئذن منهم بهدوء:-
_أنا ماشي أسبكم بقى تخططوا للي مش هيخلص
يعلم أن زوجته من هاتفت أمه، صوته كان منخفض هو لا يعتاد أن يسمع أحد على ما يحدث بينه وبين زوجته ولكن هذه العادة من عادات زوجته
تأفف بشـ.ـدة قبل أن يغلق الباب خلفه، تأكدت "حبيبة" أن زوجها رحل، لتنظر لأم زوجها بخبثٍ وتقول:-
_كويس يا ماما إنك جيتي لأزم أحل مشكلتي معاه وكمان لأزم يعقل لأزم
هزت والدة زوجها السيدة "مرڤت" رأسها باستياء ثم قالت بفقدان أمل:-
_والله يا بـ.ـنتي مش. عارفة دا عاوز إيه أنا شايفة إن ليكي حق في مال عمك وكمان مش قادر يفهم إن أبوه محتاج مبلغ للصفقة اللي داخلها
جلست "حبيبة" على الأريكة ثم حدقت بـ "بوسي" وقالت:-
_أنا عاوزاكي تظبطي نفسك المهمة كلها عليكي أنا عارفة دmاغ ابن عمي عاوز واحده مثقفة متمردة في نفسها نفس اللي عجبه في الخدامة
شعرت "بوسي" بالغـــضــــب الشـ.ـديد من زوجة أخيها قالت بعصبية:-
_إنتي عاوزاني أقلد الخدامة في اللي بتعمله لا طبعاً
نظرت "مرڤت" لها بحد وقالت:-
_اسمعي الكلام عجباه بتقول
...................................................
فتحت عيناها أخيراً، نظر لها "سالم" بحب ثم قال:-
_إيه يا حبيبتي قلقتي اخوكي عليكي يا قلب أخوكي
لا تستطيع أن تنظر في عيناه، أصبحت تجد فيها جلادها، ابتسمت "نورهان" حين عادت صديقتها لوعيها، جلبت لها الطعام ثم اقتربت من الفراش وجلست بجانبها:-
_كدا تقلقيني عليكي كدا؟
بصوت مرهق قالت:-
_آسفة يا "نورهان" لو كنت أعرف إني هقلقك والله ما كنت تعبت
اقترب منها "مهران" وأمسك يدها ثم قبلها وقال بحنان:-
_حمدلله على سلامتك يا روح قلبي أنا و "سالم" والعيلة كلها قلقنا عليكي
باقتضاب شـ.ـديد قالت:-
_كنت حاسة بكل اللي بيحصل يا چدي وعارف مين اللى عاوزني ومين لا ومين اللي مش مقدر حالتي ومصر على قراره
قام "سالم" من مكانها بشموخ ثم قال ببرود:-
_لسه عايشة أهي ما متتش
أغمضت عيناها بو.جـ.ـعٍ، يستمر في ألــمها وكأنها ليست شقيقته
بأمر قال:-
_سيبي الأكل لام "السعد" يا "نورهان" هي هتأكلها وتعالي طلعي لي جلابية عاوزة أروح الشغل
تجاهلته ولم تفعل ما أمرت به، ابتسمت في وجه "إلهام" وقالت بحب:-
_يالا يا حبيبتي أنا عاوزاكي تأكلي كل الأكل دا عشان تخفي
همست أم "السعد" بخــــوف:-
_هاتي يا بـ.ـنتي وروحي لسيدي "سالم"
رفعت حاجبها ثم نظرت لها بحد وقالت:-
_خليكي في حالك ما حدش وجه ليكي كلام روحي أعملي لي فنجان قهوة
حدق به "مهران" وقال لحفيده بأمر:-
_روح إنت طلع لنفسك هي بس قلقانة على أختك
صرخ بها بشـ.ـدة:-
_أنا متچوز ليه عشان القي لقمة وهدmة وواحدة تقف تلبيلي أموري
لوت "نورهان" فمها بســـخريـــة ثم أردفت:-
_في كتير واحدة واتنين ابعتلهم من بيت أبوهم وبعدين هو إحنا خدامين كل واحد لي أيد يطلع بيها
هز رأسه وقال بغـــضــــب هامس:-
_ماشي يا "نورهان"
تركهم وخرج، سـ يعد لنفسه كل شيء، قامت بعد أن خرج وقالت بحزم:-
_بعد إذنك يا چدي أنا هروح بيت أهلي كرامتي لو فضلت تتهان أكتر من كدا أنا همـ.ـو.ت...!
تركها "مهران" ولم يجيبها، حفيده تعدى كل الحدود وهو السبب في ذلك، حدقت بها "إلهام" بحـ.ـز.ن وقالت:-
_هتسبيني يا "نورهان" هيجي لك قلب يا صاحبتي
أمسكت "نورهان" يدها وقالت بحب:-
_هو في حد يقدر يسيب القمر دا دا حتى الواحد يمـ.ـو.ت
صمتت قليلاً ثم تابعت بنبرة حزينة:-
_أنا بس تعبت ضـ.ـر.بني قدام الكل يا "إلهام" دا حتى معملهاش مع حريمه اللي آخرهم تالتة اعدادي بيضـ.ـر.بهم بعيد عن الكل لكن أنا هاني
أمسكت "إلهام" يدها بحب وقالت:-
_متزعليش يا حبيبتي بكرا يعرف قيمتك
قهقهت على حديثها، واصلت حديثها ببكاء:-
_أنا اللي بيزعلني منه إنه بيرجع بعد كل غلط بيعمله يعتذر وبرضه بيوجـ.ـعني أخوكي واجعني من يوم كتب كتابنا لحد دلوقتي أنا مش عاوزاه يعرف حتى طريقي.
سمعت صوته يأمر سائقه بغـــضــــب أن يرحل، تأكدت بأنه غادر، ابتسمت بخبث ثم قالت:-
_بقولك إيه فاكرة العباية اللي أنا وإنتي جبنا منها
هزت رأسها باندهاش:-
_موجودة في الدولاب
ابتسمت لها وهتفت:-
_هاخدها لإن البيه قطع بتاعتي عشان ما لبسهاش
بهلع وفزع أردفت "إلهام":-
_بلاش تاخديها وما تعنديش معاه ليقــ,تــلك
رفعت رأسها بكـبـــــريـاء ثم قالت بتمرد:-
_أنا هاخد حريتي كاملة هو مين أصلاً عشان يمنعني من لبسي وحياتي أنا بكره أخوكي أصلاً
........................................
مازال في سيارته يبحث عنها، حتى الآن لم يهاتفه أحد من المنزل ليطمنه عليها، وهو هاتفهم أكثر من مرة يسالهم هل" دmعة" جاءت أم لا، قرر أن يقدm بلاغ، ولكن جاءت في مخيلته كلامها، وقرار جلستها في منزل "حمدي" وزوجها منه، هل يعقل أن تفعلها، لا لن يصدق بأنها سـ تفعل به هكذا، قبل أن يفعل شيء، قرر اتباع خطها التي لا ترد عليه
هاتف صديقه بالمخابرات وبرجاء قال:-
_"أحمد" أنا عاوزك تتبع الرقم دا(..... 011) وتقول لي صاحبته فين
قفل معه الخط، سـ ينتظر خمس دقائق وسـ يعود ويهاتفه كما أمره صديقه، ضـ.ـر.ب محرك السيارة بيده وقال بصراخ:-
_أقسم بالله لو اللي في دmاغك لهتنـ.ـد.م
بتلك اللحظة رن هاتفه برقم صديقه، فتح الاتصال في سرعة:-
_فين خلص
هز رأسه بضيق ثم قال:-
_اشطا تمام
اتجه نحو جامعتها، تحديداً لكليتها، ولحسن حظه وسوء حظها وجدها مع أصدقائها و "حمدي" يحدثها، يبدو أنها غاضبة منه
تأفف بشـ.ـدة ثم اتجه نحوهم وقال ببرود:-
_هاي للجميع
ثم تابع بتوعد لا يشعر بنبرته غير "دmعة":-
_ممكن أخد"دmعة" منكم عشان في ضيوف في البيت
أومأ الجميع برأسه، بتلك اللحظة تقدm "حمدي" منه وقال برجاء:-
_أستاذ "صقر" أنا بطلب منك أيد الآنسة "دmعة"
شعرت "دmعة" بالخــــوف لما سـ يحدث لـ "حمدي"، انتابها الإحساس بأنه سـ يقــ,تــله...
ابتلعت ما في حلقها بخــــوفٍ شـ.ـديد، فـ قالت بلهفة:-
_يالا يا"صقر" نروح
رفع سبابته بتحذير لها ثم قال ببرود:-
_معاك إيه تقدmه ليها إنت مازالت طالب فين شغلك ها ولا شغال في المخابرات مثلاً
تلبك من كلامه، تركهم ورحل من أمامه، بتلك اللحظة أمسك "صقر" يد "دmعة" وسحبها كالأطفال ولم يبالي لأصدقائها
جذت على أنيابها بعصبية بعد أن ابتلعت ما في حلقها، تحدثت بغـــضــــب:-
_إنت بتسحبني كدا ليه وكأني طفلة ها أبعد عني بقى
حدق بها ثم قال بتحذير:-
_أقسم بالله أنا ماسك نفسي عنك بالعافـ.ـية لو ما سكتيش ومشيتي عدل هفرج عليكي كل الكليات اللي هنا
فضلت أن تصمت، وصل إلى السيارة،فـ دفعها بشـ.ـدة، صعد بها وبدأ في السير بصمت شـ.ـديد
تكلمت بخــــوف:-
_أنا لقيت نفسي مش مهمة وفضلت أخليكم مع بعض إنت وهي وكنت هروح بس قولت أعدي على الجامعة بالمرة
مازال صامت ولم يخرج من فمه أي كلمة
فعادت تكمل برجاء:-
_إنت عارف إني مش هعمل حاجه من وراك
ابتسم بســـخريـــة ثم صرخ بها بشـ.ـدة:-
_وعملتي وركبتي تاكس وضحكتي واتنرفزتي وبقت الحكاية رسمي وبيتقدmولك للجواز خلاص أطلع أنا منها
لم تتحدث، هي كانت تشعر بأنها تفعل شيء خطأ ولكن أحبت أن تتمرد عليه، وصل إلى المنزل، نزلت من السيارة منتظرة ردت فعله ولكن لم يقول شيء
تركها ورحل، اتجهت خلفه وقالت:-
_كان فيه حاجات مهمة كان لأزم أشوفها
وصل لغرفته ثم أغلق الباب في وجهها، وقف في التراس غاضب، لا يعلم لما لا يريد سماع كلمة زيجة لها، هو لا يمتلكها، يرأها طفلة صغيرة ولكن هو لا يطيق "حمدي" وفي ذات الوقت يريد صديقته دائماً بجانبه
سمع صوت صرخاتها وهي تتمنى أن يفتح لها:-
_افتح لي يا "صقر" هكـ.ـسر الباب
لم يبالي لكلامها، وضع سماعة الموسيقى في أذنه ثم بدأ في تمارينه بعنف شـ.ـديد وكأنه يعـ.ـا.قب نفسه على ما فعلته
لم يمر أكثر من ربع ساعة وإذا بها تكـ.ـسر زجاج باب الغرفة، دخلت يدها من بين الزجاج الحاد ثم فتحت لنفسها.....
...........................
يتبع
↚
نزفت يدها بشـ.ـدة، تأوهت من الألــم ولكنه لم يرأها ولم ينتبه لها بسبب سماعة الموسيقة الخاصة به، ألقت "دmعة" نظراتها لها بغـــضــــب شـ.ـديد، اتجهت للداخل ووقفت أمام المشاية الرياضية، حدقت بها تفاجئ بها، كيف دلفت غرفته، حول أنظاره نحو باب غرفته فؤجده مكـ.ـسور وقطرات الدmاء تتساقط من عليه، بلهفة شـ.ـديد ترك السماعة، ووقف تمرينه، اتجه نحوها وأمسك يدها بهلعٍ
كيف له أن يتصرف، هو لا يفهم بالطب، الجـ.ـر.ح عميق جداً، لم يصـ.ـر.خ عليها، ولم يغـــضــــب، كان الصمت حليفه، تمنت أن يصـ.ـر.خ بوجهها وهكذا يكون عاد "الصقر" الذي لا يكف عن إزعاجها، اتجه نحو الحمام، احضر علبة الإسعاف الأولية، ثم أمسك هاتفه وبدأ يبحث عن كيفية التعامل مع الجروح التي تحدث كحالتها، قرأ المحتوى ثم بدأ ينفذه على يدها، ربط يدها وأغلق علبة الإسعاف وعاد لتمرين مما جعلها تنزعج منه، كيف له أن يتجاهلها هكذا
قامت من مكانها بحـ.ـز.نٍ جم، تمتم ببعض الكلمـ.ـا.ت العتابية:-
_كدا يا "صقر"؟!
أمسكت بسماعته ثم ألقتها على الأرض، مما جعله ينظر لها بحد ولكن تماسك وأكمل ببرود:-
_ممكن تطلعي برا الصراحة مش عاوز أشوفك قدامي
يعاملها وكأنها شيء لم يكن حسمت أمرها وقررت أن تعتذر:-
_أنا آسفة طيب...!!
وكأنه لم يسمعها، نظر لها من طرف عينه قبل أن يعلق:-
_أنا قولت روحي على أوضك يا" دmعة"
زفرت أنفاسها بخيبة أمل، تابعت حديثها الأخير بـ:-
_تمام مكنتش أعرف إني بالنسبة لك ولا حاجة أنا ماشية ومش راجعة
احتقن وجه "صقر" مرة أخرة عنـ.ـد.ما سمع تلك الجملة مرة أخرى هي لن تتغير، تأفف بشـ.ـدة ثم هتف بغـــضــــب:-
_بت إنتي إقفي مكانك متخلنيش اتعصب عليكي
ابتسمت بخبثٍ، تيقنت بقوة أنه وبعد كلامها سـ يتحول كثيراً، التفتت له ثم قالت بســـخريـــة:-
_نعم عاوزني قبل ما أمشي؟
اقترب منها مبرطمًا بغـــضــــب، دار حولها متسائلاً بهدوء يسبق عاصفة غـــضــــبه:-
_ليه سبتيني يا "دmعة؟ وليه اتكلمتي مع الشخصية التنح اللي زي" حمدي"؟ وكملتي غـــضــــبي بتعوير نفسك أعمل فيكي إيه ها
ابتسمت بطفولة ثم قربت منه موضحة له الأسباب التي جعلتها تغـــضــــبه:-
_الصراحة أنا مرتحتش للي اسمها "ماريا" دي وكمان اتنرفزت منها ومنك لإنكم اتكلمتوا عليا واتكلمت مع "حمدي" وتخانقت معاه
باقتضابٍ شـ.ـديد رد عليها:-
_أحسن برضه أنا أصلاً مش عاوزك تتكلمي معاه
ثم وضع يده في جيب بنطاله وواصل ببرود:-
_أما بالنسبة لحبيبتي فأنتي مجبورة تستحمليها
اشتاطت من الغـــضــــب، هو يفعل هكذا حتى يغـــضــــبها، من ساعة فقط كانت تحاول ارضائه، هو دائماً يثبت لها بأنها مخطئة لما تفعله معه:-
_عارف الفرق بيني وبين إن أنا على طول بشتري العيش والملح وإنت على طول بايعه المفروض زي ما إنت ما نعني اتكلم مع "حمدي" أنا كمان امنعك تتكلم معها
رفع حاجبه باستهزاء، ثم همس باستفزاز شـ.ـديد:-
_إنتي ملكي وأنا حر فيكي ها أما أنا فـ دايما هكون ملك نفسي فهمتي وبعدين ما تنسيش الخطة
اغتاظت منه بقوةٍ، دائماً تتمكن من معرفة مكانتها بقلبه، حاولت ألا تبكي أمامه، هزت راسها وببسمة منكـ.ـسرة قالت:-
_ربنا يخليكم دايما لبعض أنا راحة أوضي
ولكن قبل أن يعقب على حديثها، وقفت وأردفت بســـخريـــة:-
_ولا مش عاوزني أروح شوف عاوزة إيه وأهو كله مقابل اللي بتقدmه ليا عن إذنك
تركته قبل أن يقول لها شيء، شعر بحـ.ـز.نها الشـ.ـديد ولكن تغاضى عنه وتجاهله......
........................................................
حل الليل بحكلته المظلمة، عاد "سالم" إلى المنزل، وجد جده بمفرده على مائدة العشاء، استغرب وقال بتسأل:-
_قاعد لوحدك ليه يا چدي؟!
هز "مهران" رأسه بضيق، رسم على وجهه تكشيرة كبيرة، اصبح لا يطيق المنزل كل هذا بسبب "سالم"
هم بالوقوف، وقبل أن يرحل من أمام حفيده أجابه:-
_أخواتك روحوا بيتهم وحريمك غاضبنين وأختك تعبانة
انكمش حاجبيه بضيق، هل مازالت نورهان"قابعة بغرفة "إلهام، كيف لها أن تتجرأ وتترك" مهران" السيوفي بمفرده، اتجه نحو غرفة شقيقته، ثم فتحها فوجد "إلهام" غافلة" صعق، أين ذهبت "نورهان"، رفع حاجبه باندهاش، إلى أين ذهبت، اتجه نحو" إلهام" ثم وبرفق همس:-
_"إلهام"...."إلهام" حبيبتي..!!!
فتحت مقلتيها بتثاقل، تثاؤبت بشـ.ـدة ثم قالت بخفوت:-
_نعم يا "سالم"؟
سألها بلهفة:-
_هي فين" نورهان" مت عـ.ـر.فيش
هزت رأسها وأجابته بتعب:-
_راحت بيت أهلها بعد ما أخدت الإذن من چدي
لم تكمل "إلهام" كلامها حيثُ انطلق أخيها كالثور الهائج من امامها، كيف لا تسمع أوامره، لما دائماً تنفذ ما تريده، اتجه غرفة جده وفتحها بغـــضــــب ثم وانفعال صرخ به:-
_چدي إنت عمرك ما ادخلت بين راچل ومـ.ـر.اته وأنا قولت لـ "نورهان" ما تروحش لأهلها ولما چيت وقالتلك كنت لأزم تقول لها أرچعي لچوزك
بنبرة حانقة رد عليه "مهران":-
_مراتك غـــضــــبانة والسبب إنك ضـ.ـر.بتها قدام الكل
كور يده بعصبية ثم صرخ بغـــضــــب:-
_دا على الأساس إن الحريم التانية مش بضـ.ـر.بهم زيها هي ادلعت بما فيه الكفاية ودا هيخليها تجني على نفسها
خرج من الغرفة متوعداً لـ" نورهان"، جذ على أنيابه بحد شـ.ـديد، حدق برجـ.ـاله وصرخ بهم:-
_روحوا بيت "العميارة" وچبولي "صابر" العمياري
فتح أحد أفراد رجـ.ـاله فمه، ابتلع ما في حلقه بخــــوف ثم وتـ.ـو.تر أجابه:-
_يا سي "سالم" كلهم راحوا مصر والست "نورهان" راحت معهم
لقد طفح الكيل، ونفذ صبره، لا يستطيع أن يتحمل جموح غـــضــــبه أكثر من ذلك، صرخ بعلو ثم قلب المنضدة المتواجدة بحديقة منزله
أسرع إلى السيارة، صعد بها وحرك محركها ثم انطلق بها في سرعة..
أمسك هاتفه وحاول أن يكلمها ولكن لا تجيبه، حول اتصاله على شقيقها "صابر" ولكن هاتفه مغلق، ضـ.ـر.ب يده بالمقعد المجاور له وقال بحد:-
_أنا تلبسيني كيس جوافة يا "نورهان" مش عاوزاني أقل منك دا الأيام الچاية كلها سواد ليكي أنا عيلة عندها 23 تضحم عليا أنا اللي عندي 34 والله العظيم أنا طلعت عيل أوي
حاول مرة أخرى يهاتفه، بتلك اللحظة ردت، فتح مكبر الصوت وبجموحٍ قال:-
_خرچتي من بيتك ليه يا هانم ومن ورايا؟
يبدو أنها تتحدث ببرود حيث قالت:-
_چدي ما قلقش
وبدأ صوتها بعد ذلك بالابتعاد مما جعله يشعر بالغـ.ـيظ، صرخ مرة أخرى بها:-
_قربي ودنك مني وخلي عيلتك الدوشة يسكتم وقولي لـ "صابر" يقف عند.... يستناني
وكإنها لا تسمعه هتفت باستفزاز:-
_مش سماعك مش سماعك أصلنا بنغني يالا سلام يا سيييي "سالم"
أخطائها تتزايد، وهو لم يحتفظ بصبره، اليوم لن يسمع لدقات قلبه ويعفو عنها كـ كل مرة، بعد أن يعود بها سـ يجعلها عبرة لمن لا يعتبرها
بتلك اللحظة رن هاتفه مرة أخرى فـ رد بحنق:-
_ها عملت اللي إيه في اللي قولتلك عليه..... ازاي يعني شاكك أني عاوز تاكيد.... وأقسم بالله لو طلعت بتكدب لهيكون آخر يوم في حياتك كلها اقفل
قفل الهاتف وركز بطريقه، يفكر في تلك التي أقسمت على عـ.ـذ.ابه، تعشق تعبه، لا يهمها ما يتمزق بداخله
...........................................
في السيارة الخاصة بأهل "نورهان" التي كانت تشعر بالسعادة، حدق بها "صابر" وقال بحب:-
_إنتي متاكدة إنك قايلة لچوزك إنك چاية معانا عند خالة "كريمة"
ابتلعت ما في حلقها بتـ.ـو.تر، ردت عليه بتكذيب:-
_عارف يا خوي عارف
لم يقتنع قط بما تقوله، يشعر بأن هناك شيءٍ تخفيه شقيقته، يعلم أن زوجها لا يستطيع الاستغناء عنها، متأكد من هذا الشيء
شعرت أن أخيها يشك بها لذلك ضحكت بعلو وقالت بطفولة:
_وسكسك سكسك بلمون وأنا بحبك يا لمون ياللي يا جماعة خلونا نتسلى في الطريق
بدأ الجميع بالغناء، بتلك اللحظة بدأت تفكر في العواقب، الخــــوف، الهلع، أصابوها بشـ.ـدة، أغمضت عينها تتخيل الضـ.ـر.بة التي سـ تأكلها من زوجها أمام العائلة
هـ.ـر.بت مع أخيها إلى القاهرة وهو سـ يلحقها، لا تعلم إلى أين ترحل حتى لا يلحقها، تفكر فيما سـ تفعل إذا وجدته أمامها، هل تبكي، لا لا لن يغفر لها
وضعت زوجة أخيها يدها على كتفها برفق ثم قالت بتساؤل:-
_ بت يا "نورهان شعننتينا وسكتي مالك يا بت
أظهرت نواجذه ببسمة زائفة، أجابتها بهدوء:-
_لا بس الطريق تعبني
أوقف بتلك اللحظة "صابر" محرك سيارته فجاة وقال بحسم:-
_"نور" إنتي مخبية إيه انطقي
هزت رأسها بانفاء شكه، قائلةٍ له بجدية:-
_يا بني مالك صدقني مافيش حاجة بس أنا تعبانة من الطريق لو مش مصدق كلم "سالم"
ابتسم لها وأردف بحب:-
_لا يا حبيبتي بطمن بس
تابع بمرح:-
_أچيب لكم إيه تتسلوا فيه...؟!
بعد أن قال كلمته هذه، تيقنت بأنه اقتنع بكلامها، تحفظ أخيها وكل أفعاله،نزل من سيارته و اتجه إلى أقرب متجر، بدأ في جلب بعض العصائر والمقرمشات ثم عاد وانطلق إلى ما ينتظرهم في القاهرة
....................................
تقلبت بنومتها، لا تستطيع النوم، حديثه دائماً يـ.ـؤ.لمها، لا تعلم إلى أي مدى سـتتحمل، تسمع حديثه وتبتسم فقط، بتلك اللحظة دقت "سناء" باب الغرفة بحب. ثم قالت بأمر:-
_يالا يا صغنن البيه مستنيكي تحت انزليله بقى..؟!
ما المطلوب حالياً أن تجعل حبيبته تغار عليه، قامت من مكانها واتجهت نحو الدولاب، أخرجت ملابس مثيرة للغاية، تشبه ملابس تلك الأجنبية "ماريا"
ارتدت ملابسها ثم وضعت أحمر شفاه غامق بشـ.ـدة، سـ تجعله بذاته يطردها من منزله
خرجت بخجل من غرفتها حيثُ كانت تشعر بأن الجميع يحدقون بها، اتجهت نحو الحديقة مكان جلوس "ماريا" و "صقر"، اتجهت لهم وقالت ببرود:-
_هاي"مايا" بعتذر عن التاخير كنت غافلة حبيبتي
هزت "ماريا" رأسها بقبول لهذا الموقف، حدقت بملابسها وقالت بانبهار:-
_انكي جميلة جداً "دmعة" تلك الملابس تليق عليكي كـ أنثى عن ملابسك في الصباح
حدقت به وهتفت ببرود:-
_وإنت يا "صقر" رأيك إيه؟!
صرخ "صقر" بالجميع مانعهم أن يحدقون بها، قام من مكانه بغـــضــــب، سحبها من يدها، وأسرع بها إلى غرفتها وما أن وصل صرخ بعصبية:-
_عاوزك!!
اصبحت تبغض سحبه لها وكأنها مجرد دُمية تتنقل معه من اليد اليمين إلى اليسار، صعد غرفتها، وأغلق الباب بشـ.ـدة، صرخ بقوة:-
_هو إنتي بتحبي تجيبي التهزيق لنفسك أنا حاسس بكدا، عشان إنتي ما بتعمليش حاجة إلا وعاوزة تضايقيني بيها
حدقت به بتهكم وبغـ.ـيظ ردت عليه:-
_كل واحد حر وبعدين ما إنت سامح لحبيبتك تلبس كدا اشمعنا أنا وبصراحة أنا عجبني استايلها
قرب منها بانفعال، ثم أخذ أوراق المنديل من جانبها ووضعها على فمها بعنف، وبدإ يزيل ذلك اللون الذي يجعل شفتيها منتفختان، بتحذير شـ.ـديد قال:-
_لآخر مرة هحذرك إياكي تحطي روج أو تلبسي كدا تاني
بتمرد شـ.ـديد ردت عليه:-
_لا هلبس وأقولك كمان هخرج وأروح وجاي وارقص مع اصدقاء ولاد إنت ملكش دعوة بيا ملكش غير مهمتي دي واعتبر صداقتنا انتهت
صفعها بشـ.ـدة على وجهها مما جعلها تتوقف عن الحديث، رفع رأسه بشموخ ثم قال بصرامة:-
_أنا آه سفرت برا كتير وانتي بـ.ـنت الخدامة بس هتفضلي صاحبتي وبـ.ـنتي اللي ربتها على ايدي وبرغم من إني عشت في المجتمع الغربي إلا إن المجتمع الشرقي هفضله ليكي ولأي حد يخصني
تركها ورحل من أمامها، وضعت يدها مكان صفعته ثم بكت بشـ.ـدة اليوم شعرت بالاهانة بما فيه الكفاية
انتهى كل شيء، حسمت أمرها، اتجهت نحو حزانتها، بدلت ملابسها، مستعدة للمغادرة من سـ.ـجـ.ـن هذا الصقر
كان "حمدي" محق، كان يحب أن تسمع كلامه، بتلك اللحظة انتبهت إلى "سناء" وبيدها الطعام، وكوب من الحليب، صرخت بها بحد:-
_اطلعي برا يا "سناء" وخدي الأكل دا معاكي
حدقت بها "سناء" بحنق ثم قالت بغـــضــــب:-
_بت ما تركبيش دmاغك دي هو ماقاليش حاجة غلط إنتي من ساعة ما جت اللي ما تتسمى وإنتي بتعملي أغلاط وخلاص
تابعت حديثها بحب:-
_والله الراجـ.ـل اللي تحت دا سلسال حب ليكي إنتي بس ومش لحد غيرك يالا بيقولك كلي وخليكي الطفلة المودبة وما تتغيرش إنتي أحلى كدا
لن تبتسم، قوست فمها بحنق، لتنزلق دmـ.ـو.عها كالاطفال، وبعند شـ.ـديد ردت:-
_مش هاكل يعني مش هاكل خلاص قولت اللي عندي
تركت لها الطعام وخرجت هي حرة، تفعل ما يحل لها، اتجهت "دmعة" للخارج ومعها كتابها فقط، رفعت رأسها بكـبـــــريـاء وغــــرور، انطلقت نحو الحديقة ولم تبالي لجلستهم، اتجهت نحو الباب ثم صرخت بأمر:-
_افتح لي الباب يا عم "محمد"
لم يرد عليها أحد، الأوامر ليست منها، حدق بها "صقر" ببرود وعاد وحدق بصديقته وقال:-
_حبيبتي منزعجة اتمنى لكي سهرة سعيدة يا "ماريا"
اتجه نحوها، أغمض عنيه، لقد تعب من الشرح لها، كلما ظن أنها تكبر تظبط له إنها طفلة لن تكبر قط...
بهدوء شـ.ـديد قال:-
_إيه اللي نزلك من الأوضة؟!
بدون آدب تكلمت:-
_أنا مش جارية عندك وإنت عارف كدا كويس أنا تعبت وزهقت أنا حاسة إنك مخبي عليا سر كبير أوي ومش عاوز تقوله
قالت هذا الحديث وعادت مرة أخرى للغرفة، هز رأسه بتعب، أخرج سيجاره وبدأ يشربه بشراهة لعله ينتهي من تلك الدراما
.............................................
في صباح اليوم الآخر، قررت "حبيبة" أن تأخذ شقيقة زوجها وتذهب بها إلى منزل ابن عمها ولكن وقف زوجها وقال بحد شـ.ـديد:-
_لا يعني لا أنا قولت لا
وقفت أمه بحزم وصرخت به:-
_يا بني انت مش طفل صغير تقول آه أو لا
لا يصدق أن أمه مستعدة أن تذل ابـ.ـنتها من أجل المال، "صقر" أصبح كنزهم الوحيد ومن المفترض أن يسمع حديثهم ويخطط لهم
بتلك اللحظة اقتربت زوجته منه بدلال وهمس في أذنه بحب:-
_اسمع الكلام يا حبيبي طنط عندهاحق
هز رأسه، هو من سـ يقف أماهم، سيقول الحقيقة ولن يبالي لهم، كل واحد منهم يفعل ما يريده وهو سـ يفعل ما يريد، بضيق شـ.ـديد قال:-
_إنتي طــالـــق يا "حبيبة" اديني بديكي المساحة لخططتك
انذهلت "حبيبة" مما فعل زوجها، باعها، لا تستطيع التحمل معه ومع ذلك تقبلته وفي الآخر طلقها
صرخت أمه بانفعال:-
_انت عملت إيه ردها يا بني واستغفر ربك
بســـخريـــة شـ.ـديدة رد على أمه:-
_أنا زهقت يالا بقى روحوا عند "صقر" اقرفوا الراجـ.ـل
......................................
وصل لبيت خالتها، وجد الجميع بحديقة المنزل، متجمعين، يضحكون وكأنهم لم يفعلوا شيء، جاءت عينه على زوجته فـ وجدها ترتدي بنطال ضيق وبلوزة قصيرة وحجابها عليه، ظل يفتح عينه ويقفلها بصدmة، شعر بأنه يحلم ولكن هي بلحمها ودmها، اتجه نحوهم وقال:-
_سلامو عليكم چميعاً
رد الجميع السلام، انتفضت "نورهان" بفزع، جاء ملك المـ.ـو.ت، سـ يقــ,تــلها أكيد، بصوت هامس قالت:-
_الله يرحمك يا "نورهان" هتمـ.ـو.تي خلاص حسبي الله فيك يا جوزي
رفع حاجبه ثم قال بصرامة:-
_"نورهان" قومي عاوزك بعد اذنكم يا جماعة
ارتعدت أواصلها، قامت تقدm رجل وتأخر الأخرى
اتجهت معه، فـ أمسكها من ذراعيها وقال بغـــضــــب:-
_إيه اللي إنتي لابسه دا ها؟! يعني مشيتي من ورايا وقولت حسابك في البيت تلبسي اللي منعك منه فدا مش هسمح بيه روح البسي عباية يالا
ابتلعت ريقها بخــــوف ثم قالت:-
_"سالمتي" وحـ.ـشـ.ـتني ممكن أقولك إني چاية بعباية أخت اللي إنت قطعتها ليا
كور يده بعصبية، وضع أنامله على ذراعيها ثم أمسكها بقوة، شعرت بالو.جـ.ـع، جذ على أنيابه وقال بعصبية:-
_العباية أهون بكتير من اللي إنتي لابساه غوري غيري يالا
اتجهت للداخل بينما هو فـ أخرج سجارته وبدأ يلهث أنفساها بشراهة، اتجه نحو "صابر" وقال بغـــضــــب:-
_هو المفروض ان اختك چاي لك بيتك تاخدها من وراء چوزها لبيت خالتك اللي في مصر يا أخي طب أعرف الأصول واتصل بالراچل اللي متچوزها ولا أنا معاكوا حرمة ولا إيه
. ذهل "صابر" من حديث زوج أخته، برر لنفسه وقال:-
_هي قالت إنك عارف؟
لم يأخذ "صابر" وقت لاقناع حيث تيقن بأنها كانت تريد الهروب منه في هذا الشيء، هز رأسه وقال بصوت أخش:-
_طب إحنا هنمشي دلوقتي أنا وهي وراي شغل وچيت أچبها بس
نزلت بتلك اللحظة "نورهان"، سلمت على الجميع ثم اتجهت خلفه، حاولت أن تنجو بحياتها فـ اتجهت له وأمسكت يده وقالت بدلال:-
_هو ينفع أمسك أيدك يا روح قلبي
لاحت على ثغره بسمة الســـخريـــة، دلال، وحديث معسول هو لا يعتاد على تلك الكلمـ.ـا.ت منها
عصر يدها بيده وقال باستفزاز:-
_طبعا يا حبيبتي أمسكيها كويس ها
صعدت السيارة معه، حرك المحرك وانطلق بأقصى سرعة، أمسكها من رقبتها بالطريق وصرخ بقوة:-
_أنا تحسسيني إني مش راچل يا" نورهان" زعلان إني ضـ.ـر.بتك قلم دا إنتي هتشوفي مليون قلم
سعلت بشـ.ـدة، وبكت من مسكته لها صرخت به:-
_هتمـ.ـو.تني وسع بقى بلاش الهمجية بتاعتك دي أنا تعبت والله...
تركها وقال بغـــضــــب:-
_هو دا اللي أنا عاوزه، عاوز أمـ.ـو.تك!!!
انزلقت دmـ.ـو.عها بغزارة، تحدثت بحد:-
_وقف العربية بسرعة حاسة بخـ.ـنـ.ـقة وحاسة إني همـ.ـو.ت....!!!
.......... ..........
يتبع.
↚
أوقف سيارته بسرعة شـ.ـديدة، تلهفه عليها جعله ينسيه كل شيء، حدق بها، أمسك ذرعيها بقلق بالغ، سألها بقلق:-
_"نورهان" مالك في إيه؟!
سعلت بشـ.ـدة، شعرت بالاختناق، ظلت تلهث أنفاسها بصعوبة، ردت على سؤاله بتعب شـ.ـديد:-
_مية بسرعة يا "سالم" !!!
ظل يبحث عن زجاجة المياه فلم يجدها، نزل من سيارته واتجه إلى المتجر، قام بشراء زجاجة مية وفتحها ثم قال:-
_ خدي يا حبيبتي!!!
انتهت من شرب المياه، ثم حدقت به برجاء وقالت:-
_ممكن نعيش انهاردة زي زمان خلينا نرجع بالزمن بس أربعة سنين يوم واحد يا "سالم" لما نروح أعمل فيا اللي إنت عاوزه اضـ.ـر.بني تمـ.ـو.تني بس بالله عليك
هو لا يستطيع أن يرفض، لقد اشتاق لـ حبه، لقد مل من الشجار المتواجد بينهم، هما دائماً كـ القط والفار، ابتسم لها وقال:-
_بس بشرط تلبسي حاچة غير العباية دي
رفعت يدها بتحذير ثم قالت:-
_ماشي بس چيبة وبلوزة يالا بقى
انطلق بها إلى أكبر متجر ملابس للمحجبات، أوقف سيارته مردفًا بحب:-
_انزلي يا "نور"
نزلت من السيارة، أمسكت يده ودلفت معه، حدقت به وتذكرت زوجاته، كانت تتمنى دائماً أن يكون ملكها هي فقط، اليوم سـ تحصل منه على كل الإجابات التي تريدها
رمقها بنظرات حائرة لما هي شاردة وليست معه، رفع حاجبه باستغراب ثم قال:-
_مالك سرحتي بإيه ها؟!
انتبهت له، ردت عليه عقب سؤاله:-
_ولا حاجة يالا الطقم دا عجبني هدخل اقيسه عقبال ما تدفع الحساب
الحـ.ـز.ن انتاب قلبها من جديد، كلما تذكرت خيانته لها تشعر بالتعب، لا تستطيع أن تسامحه ولكن لا تعلم لما اشتاقت لحبيبها التي أحبته، صاحب القلب الطيب وليس الصارم، المـ.ـجـ.ـنو.ن مثلها، والحنون على الجميع، المقـ.ـا.تل من أجل عائلته...
خرجت من غرفة القياس فوجدت يقول بغـــضــــب:-
_لا خلينا نختار غيره مش عاجبني...!!
رمقته بحد وقالت:-
_بس هو حلو جداً وكان عجبك من شوية بالله عليك هلبسه عجبني
وقف بصرامه ورد عليها بحنق:-
_مش هتلبسيه ماشي!!
ضـ.ـر.بت الأرض برجلها كالأطفال، جحظت به بحـ.ـز.ن وقالت برجاء:-
_بس هو عجبني ومفهوش حاجة ملفتة وكمان شكلي حلو فيه
بتهكم شـ.ـديد قال:-
_ما هي دي يا ختي المشكلة انه محليكي أوي
ابتسمت بحب، لن يتغير، يكره الملابس التي تجملها بشـ.ـدة، ردت عليه بدلال وقالت:-
_طب ما أنا حلوة وبعدين يا حبيبي هتلبسني وحش
بانفعال طفيف قال:-
_آه... وبعدين الدلع والمسخرة في اوضة النوم مش في محل الهدوم
تنهدت بقوة دائماً يقفلها من فرحتها، مطت شفتيها بحـ.ـز.ن ثم قالت:-
_اتفضل بقى ونقي لي حاجة تانية يالا
هز رأسه ونقى لها فستانٍ واسع جداً يبدو أنه للمقاس الكبير وليس الصغير، فتحت فاهها ومن ثم قالت باندهاش:-
_انت شايف مطلع لي إيه أنا شكلي هخرچ بالعباية أحسن دا 2xl يعني عاوز اتنين معايا إنت محسسني إنه لواحدة من حريمك لا لا أنا مش قادرة استوعب وهو عليا
هز راسه وابتسم باستفزاز ثم هتف:
_مش عجبك صح
هزت رأسها في سعادة، تيقنت بأنه سـ يختار شيءٍ آخر، تابع حديثه قائلاً:-
_يبقى هو دا اللي هتلبسيه ومافيش غيره يا روح قلبي
جذت على أنيابها بضيق وقالت:-
_أنا مش عاوزة غير دا ومش هاخد غيره لاما حاچة عدلة أنا مش همشي مبهدلة في نفسي عشان انت تفرح
رفع سبابته بتحذير ثم قال بغـــضــــب:-
_طرقتك معايا بالكلام بلاش منها فاهمة ولا لاء
بحـ.ـز.ن شـ.ـديد ردت عليه:-
_ماشي يالا نروح الصعيد أحسن أنا تعبت حتى لما بحاول اتبسطت بتبوظ فرحتي
أمسك يدها قبل أن تذهب لغرفة الملابس، هي لا تفهم بأنه يريد أن يخبيها من الجميع، يريد أن يسـ.ـجـ.ـنها بداخل قلبه ويقفل عليها.
على مضاض وافق على لبسها:-
_بوظ أخص بس بحبک يالا هدفع حسابه ياهانم
شعرت بالفرحة العارمة، ولم تقاوم ذلك قفزت بقوة مما جعله يقول:-
_لا اتعدلي عشان مضـ.ـر.بكش ولبسك الفستان المعفن أوي الصراحة
زادت ابتسامتها المشرقة، شعر بالفرحة الشـ.ـديدة حين ظهرت، كيف له أن يتخلى عن تلك البسمة التي تجعل حياته مليئة بالفرح فقط، تجعل أحزانه تبتعد كثيراً..
...............................
لن تتغير، سـ تظل طفلة لا تفهم شيء، وقف مكانه، ما الذي يخبيه عليها، هي لا ترأ في عينه الغدر، برغم من كونه يعاملها بضيق، تنهد بقوةٍ، كاد أن يلاحقها حتى لا تغفل بدون طعام، اليوم لم تضع في فمها أي لقمة...
بتلك اللحظة أوقفته "ماريا" وهي تقول بضيق:-
_أنا لا اتحمل ما يحدث هل صحيح تلك الفتاة هي الخادmة، هل أحببتك خادmتك، تركتني من آجلها لا أصدق أبداً
كور يده بعصبية شـ.ـديدة، هو يقول هكذا ولكن لا يمكن لمخلوق أن يقول على صغيرته هكذا، اشتاط من الغـــضــــب،
رفع يده بتحذير وأكمل بغـــضــــب:-
_"ماريا" أحذرك ألا تتجوزي حدودك معي هي صاحبة المنزل وأنتِ هنا كـ ضيفة فقط، اتذكري هذا هي صديقة العمر يا "ماريا" لا تفعلي ما يغـــضــــبني واتذكر انني رفضك لأنك مجرد صديقة فقط
شعرت بالاساءة من حديثه، انطلقت من أمامه بحـ.ـز.ن شـ.ـديد، لا تريد أن تفكر به بعد كلامه هذا ، يجب أن تركز لما جاءت من آجل فقط...
نظر لطيفها وعلق بضيق:-
_انتي بس مجرد وصيلة يا "ماريا" عشان احمي "دmعة"
أسرع لغرفة صغيرته، متنهداً بقوة، لا يعلم ما الوجه الجديد الذي سـ يرسمه حتى يصالحها وبذات الوقت يضايقها
صعد السلم راكضًا، وصل إلى باب غرفتها فـ سمع شهقاتها، أغمض عينه بألــم، آسف طفلتي لا أستطيع أن أقول لكي ما يحدث، دmـ.ـو.عك تقــ,تــلني من الداخل
فتح مقلتيه، ثم فتح الباب، ورمقها بضيق مصطنع:-
_دايما هتفضلي تتعاملي زي العيال الصغيرة، تزعلي تعيطي
نظرت له بضيق وعتاب ثم قالت بضيق:-
_اطلع برا مش طايقاك ولا طايقة نفسي
وقف أمامها بصرامة طاغية، وضع يده بجيب بنطاله، تنهد بقوة ثم قال بأمر:-
_ما أكلتيش ليه؟ مستنية إيه ها!! يالا إنتي ما أكلتيش من الصبح
باقتضاب شـ.ـديد ردت:-
_كلت في الكلية "حمدي" كان جايب لنا قرص مامته عاملها
هي لم تشعر بنفسها وهي تجيبه، جذ على أنيابه، لا يريد أن يضـ.ـر.بها يمسك نفسه بقوة، تحدث ببرود:-
_وعجبتك!!!؟
أومأت برأسها وردت عليه:-
_ايوا كان طعمها حلو
صرخ بعلو:-
_طب ياريت ما تأكليش أي حاجة يديهالك الشخصية دي بالذات
تنهدت بقوة ثم قالت بضيق:-
_ان شاءالله ممكن تسبني بقى عاوزة أنام
أمسك كوب الحليب ومد يده به وقال بأمر:-
_يالا يا حبيبتي اشربي اللبن ونامي
نظرت بالجه الأخرى بحنق ثم أمرته بهدوء أن يتركها:-
_بعد اذنك بالله عليك اطلع يا "صقر" مش اتكلم
الدmـ.ـو.ع التي لا تتوقف من عيناها كالشلال تكـ.ـسر قلبه مليون مرة، هي نفسها دmعة الصقر ونقطة الضعف التي بحياته، جلس بجانبها على الفراش، أمسك كتفها وأخذها باحضانه ثم هتف:-
_عشان خاطر "صقر" اشربي، ومتزعلنيش هدعي على نفسي
أخذت منه كوب الحليب، ظلت ترتشف منه إلا أن انتهت من شربه، أعطت له الكوب وقالت:-
_خد شربته
قبل رأسها بحنو ثم قال:-
_يالا نامي بقى!!؟
هزت رأسها بحنق، تأففت بشـ.ـدة ومن ثم قالت بنرفزة:-
_كفاية بقى تعاملني زي الطفلة اللي أبوها عمال يأمرها
نعم هو أبيها وعائلتها، كور يده بضيق ثم قال بتحذير:-
_اسمعي الكلام بس ماشي يا "دmعة"
صرخت به بانفعال:-
_ناقص أقولك يا "أبيه"
قام من مكانه واتجه نحو النور ثم صرخ بها:-
_يالا على النوم
ردت عليه مبرطمة بعصبية:-
_المفروض يا "دmعة" إنك تذاكري، المفروض يا "دmعة" إنك تاكلي المفروض تنامي لا تعبت كفاية بقى
كركر ضاحكاً عليها، ادmن غـ.ـيظها الذي يجعلها تخرج عن شعورها، تنهد بشـ.ـدة ثم خرج من غرفتها
.................................
اشتاقت لرؤية أولادها، واشتاقت أيضًا لزوجها، جلست تفكر كيف تعود إلى المنزل، يجب أن يغـــضــــب زوجها على "نورهان" تلك الحالة التي سـ تجعله يعود لهم، من أجل أن يعـ.ـا.قبها، حدقت بها أمها باستغراب ثم سألتها بهدوء:-
_بت يا "قمر" مالك يا بت؟ سرحانة في إيه
أجابتها بضيق:-
_والنبي يا أمة اسكتي راجع لك جـ.ـسمي مكـ.ـسر من ضـ.ـر.ب چوزي ليا وانتوا حتى ما تصلتوش بيه تقولوا عملت كدا ليه في بتنا
صرخت امها بها بشـ.ـدة، نهرتها على ما فعلت:-
_دا على الأساس إنك مش غلطانة رامية دmاغك لضرتك وبتسمعي كلامها هي لما تخلص من "نورهان" هترچع تخلص منك
نعم أمها محقة ولكن هي تشعر بالراحة اتجاه "نهلة" لأن زوجها لا يحبها بينما "نورهان" فـ تشعر أنها لو قالت عليها شيء ستكون مطلقة
أمسكت أمها يدها وقالت بـ.ـارشاد:-
_يا بت اللي قبلت ضرة تقبل التانية وانتي قبلتي يبقى عيشي انتي چايبة العيال لكن "نورهان" في أي وقت لو طلقها مش هيرچع مافيش اللي يربطه بيهم
هزت رأسها وقالت بضيق:-
_طب العمل دلوقتي المفروض أعمل إيه؟!
_ترچعي ولوحدك وتبوسي على رأسه وتقوليلوا يا سيد الناس ويا تاچ رأسي واعملي الشويتين وحاولي يا بت ها ترچعي لأوضتك ولحـ.ـضـ.ـنك ولسريري
بهذه اللحظة جاءت "نهلة" لبيتهم وصوت الزغاريد يصدر، منها بقوة، استغربت "قمر" من تصرفها وقالت:-
_في إيه يا بت مالك فرحانة كدا ليه؟!
سردت لها " نهلة" ما حدث في منزلهم، وأضافت:-
_سابت البيت من وراءه لا وكمان راحت مصر وهو رايح يچيبها من هناك دا أنا فرحانى فيها فرحة...
شعرت "قمر" إن هذا الشيء في صفها فـ قالت:-
_يالا يا بت نرچع ولما يچي يلاقينا مهتمين بالكل من وراءه ينبسط مننا
ردت عليه "نهلة" بلهفة:-
_طبعاً أكيد هو دا اللي هيحصل وأنا چيبت عشان أخدك معايا يالا
جهزت نفسها ثم قبلت أمها ورحلت إلى منزل عائلة "السيوفي" مرة أخرى...
....................................
أسرع بسيارته في أنحاء مدينة القاهرة، التقط العديد من الصور لهم، ضحك ولهو، لا أحد يفهم ما أصابهم، لا أحد يتخيل أنه العشق ولعنته، بتلك اللحظة قال بحب:-
_نفسك في إيه دلوقتي يا حبيبتي
ابتسمت بحب مجيبة على سؤاله بطفولة:-
_آيس كريم وتأكل معايا
قهقه بقوة، مازالت بداخلها الروح الذي يعشقها بها، روح الطفولة، هز رأسه وقال بحب:-
_ت عـ.ـر.في إني بحسك طفلة أكتر من عيالي بحسك بـ.ـنتي البكرية أنا بحبك أكتر منهم....
ازدات دقات قلبها بحديثه، أصبحت ضائعة بين كلمـ.ـا.ته التي لا تريد أن يتوقف عن قولهم
زادت ابتسامتها وقالت بحب:-
_وإنت كمان ابني وأخويا وحبيبي وكل اللي بمتلكه في حياتي
سألها بنبرة حزينة:-
_طب ليه بتعامليني كدا؟ مش طايقة القعدة معايا كنتي رافضة الچواز مني
انقلبت الفرحة، وتحولت لحـ.ـز.ن، انزلقت دmـ.ـو.عها بشـ.ـدة ثم أجابته على سؤاله:-
_غلطان يا "سالم" أنا محبتش قد ما حبيتك مين قال إني بكره القاعدة معاك، تعرف أنا لما بتدخل لكل واحدة فيهم أو تقول عاوزهم أنا بمـ.ـو.ت مـ.ـيـ.ـت مـ.ـو.تة
وضع يده على وجهها ثم قال بضيق:-
_أوعي تعيطي دmـ.ـو.عك لما بتنزل بحس إن قلبي بينكـ.ـسر وبيفتفت
بعدت يده عنها وتابعت حديثها بحـ.ـز.ن:-
_اللي بيحب حد بيقف چنبه بس إنت ما وقفتش ادتني دهرك ومع أول زعل بنا روحت اتچوزت واحدة وبعدها بشهرين التانية وكأن الانسانة اللي بتحبها ما بتعنيش لك
مسحت دmـ.ـو.عها ثم قامت من مكانها وهمت بالوقوف، قالت بضيق:-
_يالا نروح القاعدة بقت وحشة
أمسك يدها ثم بدأ يبرر لنفسه:-
_أنا كان نفسي لما أقولك خليكي معايا ودرسي في الصعيد بس إنتي ما وفقتيش ليه يا "نورهان" معرفش
صرخت به بقوة وقالت:-
_ودا يديك الحق تتچوز واحدة والتانية، دا يديك الحق توچعني معتقدش إن دا بيديك الحق بلاش تاخد اللي عملته بدافع الانتقام لإني بسمي كل دا خيانة لقلبي بس
أشارت بسبابتها على قلبها ثم وبدmـ.ـو.ع قالت:-
_و.جـ.ـعتني وو.جـ.ـعته أنا طول عمري بتعلم في القاهرة وبرچع الصعيد في الأچازة كنت لازم تحس إن دا السبب في عندي واكمال دراستي هناك
صمت ولم يتحدث، وهي لم تعطي له الفرصة حتى يقول شيء، اكملت حديثها بتعب شـ.ـديد:-
_لا والمشكلة إنك عشان تتچوزني أچبـ.ـارتني مدتنيش حرية الاختيار زي ما ادتها لنفسك
حاول أن ياخذها باحضانه ولكنها ابعدته عنها وقالت:-
_مش قادرة احـ.ـضـ.ـنك مع اني عاوزة دا بس بشوف الخيانة بشوف إن حـ.ـضـ.ـنك دخلته قبلي واحدة والتانية يعني أنا بلم الباقي منك
اغـــضــــبته بكلمتها تلك، هز رأسه وكأنه أمسك تلك الكلمة من وسط كلامها حتى يغـــضــــب:-
_أنا خلاص بقيت بتقسم عليكوا في إيه يا "نورهان" اعدلي كلامك دا وبطلي تقولي كدا
بســـخريـــة شـ.ـديدة قالت:-
_معلش يا سيد الناس مش بعرف اطبل زي اللي إنت متچوزهم، أنا بقول اللي في قلبي بس
كاد أت يرد عليها ولكن جاء أحدهم يقول بغمزٍ لها:-
_يا حلوة لو مزعلك تعالي لي
انفجر بركان الغـــضــــب الذي يحمله "سالم" اتجه له ثم لكمه بشـ.ـدة، مسحت دmـ.ـو.عها واتجهت نحوه وقالت بهلع:-
_"سالم" يا "سالم" تعالى بالله عليك متضـ.ـر.بهوش
تركه بعد أن تاكد أنه نزف ثم صرخ بها بغـــضــــب:-
_على العربية يا هانم يالا
لقد خرب كل شيء، تحولت خرجتهم إلى حـ.ـز.ن فقط، ملامحهم ممتلئة بالعبوس، تكشيرتهم جعلت الطريق ممل جداً
نظرت للنافذة بو.جـ.ـع، ظلت هكذا كثيراً فـ قاطع هذا الصمت:-
_أچيب لك حاچة تشربيها
لم ترد عليه وهزت رأسها برفض فـ أكمل هو:-
_إنتي بتحاسبيني ومش بتحاسبي نفسك على أخطاك وبرچع وبسامحك چبتيني على مل وشي وبرضه زعلانة
حدقت به بو.جـ.ـع ثم ردت عليه وقالت:-
_مش لاقي حاچة تقولها فـ عمال تچيب العيب فيا حاضر أنا غلطانة لما نروح ابقى مـ.ـو.تني
بتلك اللحظة رن هاتفها برقم "إلهام" ابتسمت بحب ثم ضغطت على ذر الرد وقالت:-
_إيه يا "لولو" عاملة إيه دلوقتي.... اه أخوكي كويس
نظرت له وحاولت أن تجعله يرق قلبه باتجاه شقيقته الذي يريد أن يظلمها:-
_إنت بتسالي عليه وهو هيمـ.ـو.تك مـ.ـيـ.ـت مـ.ـو.تة.... بتحبي... هيفضل سندك اتوكسي ياختي
قفلت الهاتف فـ ابتسم لها وقال:-
_بتحاولي تخليني ارفض
بثقة شـ.ـديدة ردت عليه:-
_ما إنت هترفض متقلقش
............................................
المنزل في حالة من الصمت، هل يعقل أن يغفل"صقر" بهذا الوقت، نظرت إلى الكومود فوجدت أن الماء نفذ، نزلت حتى تجلب لها زجاجة مياه صغيرة، شعرت بشيء
يتحرك بغرفة المكتب، تـ.ـو.ترت بشـ.ـدة، ارتعدت أواصلها
كادت أن تقتح الباب ولكن سمعت صوت "ماريا" يقول:-
_الجميع نائمون، لا أجد ما تريد يا "ماركو"، لا ادري ولكن إن لم أجد شيء سـ قــ,تــله هو وتلك الخادmة حبيبته
نزل كلامها عليها كالصاعقة، كيف هذا، هي حبيبة" صقر" وصديقته لما تريد أن تنهي الصداقة بالخيانة، ابتلعت ما في حلقها بخــــوف ثم أسرعت لغرفة "صقر" فتحت الباب بهلعٍ وقالت بدmـ.ـو.ع:-
_"صقر" يا "صـــقــر"
انتفض من مكانه ومن ثم قال بفزع:-
_في إيه يا حبيبتي مالك بس
وجد دmـ.ـو.عها تنزلق من عيناها بشـ.ـدة، أمسك يدها ثم قال بذعر:-
_مالك يا حبيبتي مين مزعلك
كادت أن تقول له ما سمعت ولكن ما الإثبات وحتى وإن صدقها سـ يخرج "ماريا" خارج المنزل ولا أحد يعلم ما سـ يحدث
ردت عليه بخــــوف:-
_شوفت حلم وحش أوي يا "صقر" بالله عليك خدني في حـ.ـضـ.ـنك
قام بالفعل من فراشه وأخذها بداخل أحضانه ثم قال بحنو:-
_بس يا روحي مجرد حلم أقرئي قرآن ومافيش حاجة هتحصل
ابتسمت له ثم جلست على الأريكة المتواجدة في غرفته ثم قالت برجاء:-
_ينفع أنام هنا ومش هعملك أبدا ازعاج أنا خايفة أسيبك
يستغرب تصرفها وكلامها، لم يمانع قط فقط قال بأمر:-
_نامي على السرير وأنا هنام على الكنبة يالا
هزت رأسها وجلست على الفراش ثم قالت بهلع:-
_لا لا تعالى ننام في الأوضة بتاعتي هنا الباب مفتوح وممكن يحصلنا حاجة
بهدوء شـ.ـديد قال:-
_يا حبيبتي إحنا لأزم نسيب الباب مفتوح عشان ماحدش يتكلم عليكي
صرخته به بقوة:-
_مش مشكلة أهم حاجة تكون بخير
لا يستطيع أن يرأها هكذا، ما أصابها، اتجه نحوها ثم سكب لها بعض المياه و.جـ.ـعلها تشربها وبعد ذلك قال:-
_في إيه بقى؟ إيه اللي شوفتيه في الحلم يا حبيبتي
لم تجيبه ملس على شعرها وقال:-
_طب نامي
رفضت بشـ.ـدة وقالت:-
_لا أنا هحميك من أي حد عاوز ياذيك
أخذها بداخل أحضانه وبدأ في الغناء، هي تحب صوته كثيراً، بالفعل غفلت بداخل أحضانه، تنتفض بشـ.ـدة، وضع رأسها على الوسادة ثم قال بفضول:-
_إيه اللي حصل خلاكي خايفة كدا يا حبيبتي
ملس على شعرها وقال:-
_بكره هيتغير كل دا لأزم أحميكي من اللي بيحصل سامحيني على غـــضــــبي عليكي وعصبيتي بس إنتي عنيدة وأنا ما بحبش العند
اتجه نحو الأريكة، فرد جــــســ ـده، وتأملها بعينه، بتلك اللحظة دلفت "ماريا" الغرفة وقالت:-
_جئت حتى اعتذر منك على ما حدث
نظرت باندهاش إلى "دmعة" ثم أكملت:-
_لما هي نائمة هنا؟!
باقتضاب قال:-
_شيءٍ بيني وبينها لا تدخلي "ماريا" وذهبي لغرفتك
اقتربت منه حتى تقبله ولكنه أوقفها وقال:-
_"دmعة" نائمة وهي مريـ.ـضة اتمنى أن تتركينا
بغـ.ـيظ شـ.ـديد، تركته ورحلت من أمامه، اتجه نحو "دmعة" وعاد يجلس بجانبها...
.............................
جلست بشقتها ودmـ.ـو.عها تتسابق على وجنتيها، ملست أم زوجها على رأسها بحنان ثم قالت بثقة:-
_أكيد يا حبيبة قلبي هيرجع لك متزعليش
لا تستطيع أن تتخيل أنه طلقها بكل برود، قامت من مكانها وقالت:-
_أنا همشي يا طنط
أوقفتها "بوسي" ثم قالت:-
_بالعكس إنتي كملي خططك وخليكي هنا اثبتي له إنك كان قلبك عليه
حدقت بها والدتها بخبث، تشعر بالفرحة من تصرف ابـ.ـنتها، أخذت "حبيبة" باحضانها وقالت:-
_يالا قومي خدي دش سخن يا حبيبتي
حدقت بصورة فرحها بحـ.ـز.ن لا تسطيع أن تتخيل نفسها بدون "عصام" هل تهاتفه وتخسر كرامتها، صرخت بهم بحد شـ.ـديد:-
_اطلعوا برا روحوا مش عاوزة أشوف وشكم هنا بعد إذنكم سبوني في حالي
كادوا أن يخرجوا ولكنها صرخت مرة أخرى:-
_خدوا ابن ابنكم معاكم مش طايقة حاجة من ريحته حتى
......................
يتبع.
↚
اشرقت الشمس لتعلن عن صباح يوم جديد، وصلت سيارة "سالم" لمنزله، استقبله جده والبسمة تعلو على وجهه، لقد اشتاق إلى حفيده، برغم من ما فعلته، ولكن هو دائما السند الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، قرب من "سالم" وبآسف قال:-
_أنا آسف يا "چدي" خلاص يا حبيبي متزعلش مني !!
ملس "مهران" على رأسه ثم أردف بحب:-
_لا يا حبيبي مش زعلان منك
رمق "نورهان" بحب ثم فتح ذراعيه وقال:-
_مش هتسلمي على چدك يا "نورهان" ولا إيه!؟
اقتربت منه وبسمتها تزين ثغرها، انحنت على يده وقبلتها ثم قالت بحب:-
_ربنا يخليك لينا يا "چدي" لا هسلم طبعاً
بتلك اللحظة خرجت "نهلة" و "قمر" لتسغرب "نورهان" من وجودهم، حدقت بـ "سالم" بضيق، يريد أن يضايقها بوجودهم، لأحظ هو نظراتها، فـ قال بحد:-
_إيه اللي چابكم مش أني قولت لما أصفى لكم أبقوا أرچعوا
اقتربت "قمر" منه بدلال وكأنها تعتمد إغاظ "نورهان" برقة مصطنعة قالت:-
_ يا سي "سالم" أخص عليك عاوزنا نعرف إنك في القاهرة ونسيب العيلة أنا و "نهلة" مهنش علينا نسيب "إلهام" لوحدها
ثم نظرت لـ "نورهان" وأضافت بخبثٍ:-
_حمدلله على سلامتك يا ضرتي سمعت إنك كنتي غـــضــــبانة في مصر
لم ترد عليها "نورهان" ولكن "نهلة" هي التي ردت وكأنهم متفقين على مضايقتها:-
_بس ازاي چالك قلب تروحي من وراء سي "سالم" طب أهلك ازاي يوافقوا على كدا
هزت "قمر" رأسها بحـ.ـز.ن وتابعت:-
_يا ختي الواحدة مننا لما بتكون غـــضــــبانة لو خرچت برا باب البيت الكل يغلطوها ويقولوا أذن خرچوك يكون بيد راچلك
رفعت "نورهان" رأسها ببرود ثم قالت:-
_عن إذنكم أنا داخلة أنام...!!!
شعر بأنها حـ.ـز.نت من حديثهم، لا يعلم لما تركهم يتحدثون هكذا، ولكن كلامهم صحيح، هي تتمرد عليه وتتطاول على العادات والتقاليد
بتلك اللحظة رد عليهن "مهران" بحد:-
_مكنش لأزم تتكلموا كدا معها كان لأزم ما تتدخلوش
لم يعجبهن حديثه، صمتت كل منهن واتجهن نحو زوجهن، قبلت "قمر" يد " سالم وقالت برجاء:-
_سامحني يا سيد الناس أنا من غيرك أحس إن التانية كلها بتحطني تحت رچلها وبتديني بالمداس
أومأت "نهلة" توافقها على حديثها وأكملت بـ:-
_ربنا ما يحرمنا من وجودك وسماع صوتك ولا برچلتك اللي بنربلنا الرعـ.ـب
هز "سالم" رأسه ثم قال برضا:-
_خلاص مش زعلان منكم بس بلاش تعملوا كدا تاني
ثم نظر لـ "قمر" وقال:-
_چهزي لي الحمام يا "قمر" والأكل
أسرعت للداخل بينما "نهلة" فـ شعرت بالغيرة الشـ.ـديدة، هي أيضاً تشتاق له، لما لم يطلبها تأففت بشـ.ـدة ثم عادت وابتسمت بتصنع قائلةٍ للجد:-
_أعملك حاچة تشربها يا چدي
لم يرد عليها "مهران" اتجه للخارج ليطمئن على أرضه، بينما "سالم" فـ اتجه نحو غرفته هو "قمر" تحت أنظار "نورهان" التي كانت متجهة لغرفة "إلهام"
فتح باب الغرفة فـ وجد زوجته تجلس على الفراش بدلال شـ.ـديد، ترتدي له فستانٍ قصير، هي لم تجهز حمامه بل جهزت نفسها، كان يحتاج إلى قسطًا من الراحة، يخرج شحنة غـــضــــبه مع إحدى زوجاته، لا يريد أن يفكر بحديثه مع "نورهان" لا يريد أن يتعلق بها أكثر من ذلك..
قامت من مكانها وبرقة شـ.ـديدة تحدثت:-
_حمدلله على السلامة يا سيد الناس
أمسكت عبايته ثم هتفت بحب:-
_وحـ.ـشـ.ـتني
نظرت لها بطرف عينه ثم قال باقتضاب:-
_وانتي كمان
وضعت يدها على صدره وهمست بفرحة:-
_بچد؟
أمسكها من خصرها ثم حملها وألقها بأعلى الفراش، لتصدر منها ضحكة عالية، قرب منها وقال:-
_بچد!!
بطريقة إغرائية تكلمت:-
_تسلملي يا سيد الناس
اقترب من فمها وقبلها، تجاوبت معه ولكنه تذكر كلام "نورهان" معه فـ بدأ يجذ على شفتها بغـــضــــب مما جعلها تتو.جـ.ـع وتبتعد:-
_آه بوقي
لم يمهلها فرصة التألــم، قفل نور الغرفة ليذهب معها إلى عالمهم الخاص...
....................................
جلست على طاولة الطعام، تحدق بـ "ماريا" بنظرات تحدي، النيران التي بداخلها إذا خرجت سـ تحرق تلك الأجنبية، ظلت صامتة لا تأكل شيء، استغربت "ماريا" فـ سألتها بفضول:-
_حبيبتي هل هناك شيء لتنظرين لي هكذا؟!
شبكت "دmعة" يدها ببعضهم ثم قالت ببرود:-
_جمالك يأخذ عقلي "ماريا"
انتبه "صقر" بأن "دmعة" لا تاكل مما جعله يقول بغـــضــــب:-
_كلي وشك أصفر من قلة الآكل
همت بالوقوف وقالت بضيق:-
_مش قادرة يا "صقر" أنا مخـ.ـنـ.ـوقة بس
انكمش حاجبه بضيق، أمسك بقطعة صغيرة من خبز الجبن ثم وضعها بفمها وقال بأمر:-
_بقول أقعدي كلي
ترأ شجارهم معاً، ولا تفهم شيءٍ، هل هذا شجار الحب، نعم هذا ما يظهر على وجههم، أمسكت "دmعة" يده ثم كركرت بعلو:-
_والله لما بتأكلني بحس إني عاوزة أضحك
رفع حاجبه باستغراب، ماذا تعني بكلامها، رد عليها بصرامة:-
_بـ.ـنت عيب ما تضحكيش
هم بالوقوف بعد أن تأكد بأنها تناولت صحنها، سألته بقلق:-
_إنت رايح فين يا "صقر" ؟!
رد عليها بدهشة من سؤالها:-
_هروح الشغل يا حبيبتي إيه الجديد يعني
صرخت بهلع:-
_لا متروحش بالله عليك
لا يستطيع أن يعلم ما أصابها فجأة، هل تريد أن تتعامل معه كما يعاملها وتمنعه من مصالحه، تيقن هذا فـ قال:-
_"دmعة" بالله عليكي أنا مش عاوز دلع أنا هروح عشان في ورق معين لأزم يتمضي وفي كمان حاجة أنا اتفقت مع الدكاترة اللي بيدوكي في كليتك وجاين لك بعد شوية
برجاء شـ.ـديد قالت:-
_خلص مشاغلك هنا يا "صقر" عشان خاطري وكمان مش مهم أخد أنا دلوقتي
هناك شيء تخفيه عليه، يتأكد من هذا، أمسكها من يدها ثم أخذها بعيداً عن "ماريا" ثم صرخ بها بحد:-
_مخبية إيه عليا من امبـ.ـارح قولي
هزت رأسها بالرفض وقالت:-
_وأنا هخبي إيه عليك يعني متشغلش بالك إنت
ثم أضافت:-
_يالا عشان "ماريا" مستنية
كانت "ماريا" تنظر لهم وتتابع شجارهم ولكن لا تفهم شيء، منظرهم يظهر مدى عشقهم لبعض وأن هذا الشجار ليس إلا شجار الاحبة، عزمت الأمر وقررت أن تخرب علاقتهم ببعضهم....
حدق "صقر" مرة أخرى بـ "دmعة" وقال بحب:-
_همشي مش هتأخر جهزي نفسك دكتور علم النفس جاي في الطريق
رحل من أمامها، جلست معها، لن تجعل "ماريا" تنفرد بنفسها
بتلك اللحظة تكلمت "ماريا" بخبث:-
_أنا أحبك جداً واعتبرك مثل شقيقتي
ببسمة مصطنعة قالت:-
_أعلم هذا يا "ماريا"
تابعت "ماريا" حديثها بشفقة مصطنعة:-
_"صقر" لا يريدك ويمثل عليك حتى يقضي ليلة معك وبرضاكِ
انكمش حاجبها باستغراب، من أين جلبت تلك الفكرة، بســـخريـــة شـ.ـديد ردت عليها:-
_أوه ما هذا الهراء يا "ماريا" لما تقولي هكذا
أخرجت هاتفها ثم شغلت لها مقطع فيديو مسجل له وهو يقول:-
_أنا أحبك "ماريا" ولا أحب غيرك... كل ما أفعله مع "دmعة" فقط من أجل قضاء ليلة رومانسية معها انتقام منها فقط
شعرت بالصاعقة من حديثها، تجمعت الدmـ.ـو.ع في عيناها بحـ.ـز.ن، هل بالفعل يفكر بها هكذا، وماذا عن الحديث التي سمعته عن القــ,تــل، هل كان كذب من أجل أن تغفل باحضانه
نعم، هو يفعل معها الكثير، تلك الـ "ماريا" محقة، تركتها ورحلت من أمامها بضياع
..........................................
جاوبت الغرفة يمينً ويسارا، تذهب وترجع، تجلس وتقف، تشعر بأن هناك من يحمل قلبها من جــــســ ـدها ويمزجه أمامها، بتلك اللحظة تحدثت "نورهان" بتساؤل:-
_يا بـ.ـنتي مالك في إيه لكل دا؟!
بغـــضــــب شـ.ـديد قالت:-
_بقاله ساعة ونص عندها كل دا بياكل وبيغير
حدقت بها "إلهام" بحيرة ثم قالت:-
_ممكن يكون نام
هزت رأسها بثقة، تعلم بأنه لا يمنع نفسه عن العمل، حتى وإن كان مسافر، طالما وراء بعض الأعمال لا يرتاح قط
_لا أخوكي وراء شغل يعني هيروح أكيد
جحظت بعيناها بقوة ثم قالت والدmـ.ـو.ع بهم:-
_تفتكري نايم في حـ.ـضـ.ـنها دلوقتي عاوز أعرف بجد إيه اللي بيحصل جوا
سمعتها "نهلة" التي كانت د.خـ.ـلة بصحن من الشربة لـ "إلهام" وضعته ثم قالت ببرود:-
_واحد ومـ.ـر.اته إيه هنمعهم من اللي حلله لهم ربنا وبعدين ما إنتي مش طايقة سي " سالم" سبيه لغيرك
حذرتها بسبابتها:-
_أوعي يا "نهلة" تستفزيني ساعتها أقسم برب العباد هتشوفي مني وش عمرك ما حلمتي إنك تشوفيه
تنحنح بتلك اللحظة "سالم" الذي خرج من غرفة "قمر" التي كانت تحوم بـ المبخرة وتقول:-
_ربنا يحرسك يا سبعي وسيد الناس ويا كل حياتي ربنا يحميك ويفرحك زي ما مفرحني
دلف إلى غرفة "إلهام" حتى يرأها، فوجد "نورهان" تنظر له ببرود ولكن عيناها بداخلهما بركان من الغـــضــــب
حدقت بـ قمر فوجدت شفتيها متورمة، بهدوء شـ.ـديد قالت:-
_"إلهام" أنا هروح الأوضة بتاعتي عاوزة أنام
ابتسم لأنه أغاظها، هذا يكفي لعقـ.ـا.بها، سمعت "قمر" تقول بهمس:-
_مش عارفة أنا الناس اللي فاكرة إن مافيش غيرها حلوين
توقفت فجاة ثم التفتت وقالت بانهاء قاطع لما يحدث:-
_سالم عاوزاك بعد إذنك؟!
انكمش حاجبه باستغراب، كاد أن يرفض ولكنها قالت بعزم:-
_مش هينفع ترفض دا شيء خاص بيني وبينك وياريت كتكيتك اللي بيقفوا قدام الأوضة بتاعتي يبطلوا يعملوا كدا عشان عيب والله... ماحدش قالهم إن التصنت حـ.ـر.ام ودينكم نهى عنه عيب يا روحي منك ليها
ظلت صامتة إلا أن انفجرت وبنفس الطريقة المستفزة والنبرة التي تتحدث كل منهن بها، كان "سالم" يكتم صوت ضحكاته، سابقته لغرفتها ولحقها، وما أن دخل، قفلت الباب، فكر أن سـ يتحقق ما يريد، مراده كما يتمناه، هي غارت لتلك الطريقة التي سـ تجعله جوزها وحبيبها شرعاً وقانوناً.
اقترب منها ثم قال بهدوء:-
_كنتي عاوزة إيه؟!
ازدردت ريقها ثم قالت:-
_إنت بتعزني قد إيه؟!
استغرب من سؤالها ولكن سرعان ما رد عليه:-
_قد الدنيا كلها والله...؟!
بعزمٍ شـ.ـديد ردت عليه بـ:-
_يبقى طلقني لو فيه ذرة حب في قلبك ليا
تحولت ملامحه في سرعة، تغيرت كثيراً من الهدوء والــســكــيــنــة إلى جمرات لا تنهتي من الغـــضــــب، كيف لها أن تطلب منه هذا الطلب الذي حذرها مراراً وتكراراً، ألا تطلبه
أمسكها من يدها بشـ.ـدة وصرخ بها:-
_ حذرت كتير إنك ما تجبيش سيرة الطـ.ـلا.ق على لسانك ولا هو إنت عاوزاني انفعل عليكي وخلاص
ردت عليه بحد:-
_انت الحب عندك مجرد علاقة وبس لكن مش تمسك بالانسانة اللي حبتك
غيرت نبرة صوتها لتتابع بخبث:-
_تخيل إن أنا اللي زعلت منك قبل اربع سنين وروحت اتچوزت وبقيت مع راچل غيرك وخلفت ورچعت اطلقت واتچوزت غيره وچبت منه عيال وفي الآخر أچبرتك على الچواز هترضى بيا بعد ما بقيت لغيرك
صفعة قوية نزلت على وجهها بقوة، صرخ بها بحد:-
_أنا عمري كله ما خليت واحدة من الحريم تاخد حريتها قد ما اديتك حريتك وادتيك حق إن تقولي إيه الصح والغلط بس لحد كدا وكفاية
اتجهت نحو النافذة ثم أردفت بحنق:-
_وأنا تعبت ومش هستحمل العيشة ما واحد همجي
حدق بها بهلع، تقدm منها حتى يسحبها ولكنها بعصبية مفرطة قالت:-
_لو قربت مني والله العظيم همـ.ـو.ت نفسي أنا بقولك اهو
حدق بها، هل بالفعل ستفعلها، الهلع اصابه بشـ.ـدة، صرخت به وقالت:-
_طلقني ولا أهو همـ.ـو.ت واحد اتنين تلا....
وقبل أن تكمل سحبها بمهارة وصرخ بها:-
_لو عملتي الحركة دي تاني أنا اللي همـ.ـو.ت وبطريقة تخليكي تكرهي نفسك
............................................
عاد المنزل بعد ساعتان غياب، دخل بيته ووجد "ماريا" تجلس بمفردها في الحديقة،والغريبة إن "دmعة" ليست معه، بدأ يبحث عنها بعينه ولم يجدها، اتجه نحو "ماريا" ثم سألها ببسمة مصطنعة:-
_"ماريا" فين "دmعة"؟!
تصنعت"ماريا" البكاء وهي تقول:-
_وجدها تحمل أشيائها وتغادر المنزل، ترجتها كثيراً أن تبقى ولكنها رفضت بشـ.ـدة
أصابه الغـــضــــب، الهلع، والخــــوف عليها، كيف له أن يفمها أن تمردها هذا سـ يتسبب في قــ,تــلها، صرخ بالحرس بانفعال:-
_هو أنا مش قولت لكم إن أنا طول ما أنا مش موجود "دmعة" ما تخرجش ولا فيه إيه شكلكم مش بتفهموا أغيركم يعني
رد عليه أحدهم بجدية:-
_قالت لنا هتروح لحضرتك يا فنـ.ـد.م
جذ على أنيابه وبغـــضــــب مكتوم قال:-
_مش المفروض تطلعها بعربية من عربيات البيت
ذهب نحو سيارته، صعد بها ثم حرك محركها بأقصى سرعة، ليتجه للخارج يبحث عنها بكل الطرق، هاتف صديقه مرة أخرى، طلب منه برجاء أن يتبع مرة أخرى رقمها ولكنه قال له أن الهاتف مازال بمنزله، ضـ.ـر.ب زجاج السيارة بانفعال، إلى أين يذهب، هل يبحث عنها بمنزل "حمدي" هل يفعل ذلك، جمجمته أصبحت تؤلمه بشـ.ـدة، وقف بسيارته فجأه حيث وجدها نعم وجدها تجلس بالطريق بمفردها وتبكي بشـ.ـدة، تجلس على أرصف الشارع، لا تريد أن تذهب لأحد وكأنها يتيمة لا تجد مكانً لا تعيش به
تحـ.ـضـ.ـن حقيبتها ودmـ.ـو.عها تتسابق على خديها، أسرع لها وأمسك يدها وسحبها بحد، ليصـ.ـر.خ بعدها بشـ.ـدة:-
_هو فيه حد في الدنيا يسيب البيت ويمشي عشان يقعد في الشارع
مازالت مصدومة به، كيف تقول لها بأنها ما عادت تثق به، مسحت دmـ.ـو.عها ثم تحدثت بهدوء:-
_مليش حد غير ربنا أنا مش هعقد مع واحد بيستغلني
كور يده بعنف، من يريد استغلالها، هل هي جنت، هو يريد هذا، كيف تتجرأ وفكرت بهذا الشيء
حاول ألا ينفعل من أجل عدm احراجها بالطريق، تحدث بهدوء يسبق العاصفة والحرب التي سـ تحدث:-
_ممكن تفهميني في إيه وبتعيطي كدا ليه أنا من حقي أفهم؟!
ردت عليه بســـخريـــة:-
_دا على الأساس إنك مش متفق إنت وحبيبة القلب عليا والنبي ما تحسسنيش إني غـ.ـبـ.ـية أوي كدا
الموضوع يخص "ماريا"، ماذا قالت لها، هز رأسه، مازال لا يفهم، رد عليها بهدوء:-
_قالتلك إيه ست زفتة" ماريا"
سردت له ماحدث، وما شاهدت في هاتفها، ليفتح فاهه بصدmة ومن ثم يبرر لنفسه:-
_الفيديو دا فيك وأنا هثبت دا لإن بسهولة الواحد ممكن يعمل فيديوهات من دي
توقف قليلاً ليلقي عليها سؤاله بعتاب:-
_بس في حاجة نفسي أعرفها معلش هو إنتي كان ناقصك الفيديو عشان ما تثقيش فيا
لم ترد عليه، مازالت صامتة ليردف هو مكملاً لحديثه:-
_أنا لو عاوز أعمل حاجة كنت عملت وإنتي نايمة في أوضي امبـ.ـارح
أمرها بالصعود إلى السيارة، ثم انطلق إلى منزله، والغـــضــــب يملأ جــــســ ـده، بعلو صرخ باسم "ماريا":-
_" مـــــاريــــا"
استغربت "ماريا" من جموحه وطريقته معها، هل قالت له ماحدث، تيقنت بان "دmعة" لن تقول شيء، ابتلعت ما في حلقها بخــــوفٍ شـ.ـديد ثم قالت:-
_ماذا تريد؟
وبفرحة مصطنعة أضافت:-
_هل وجد "دmعة" أين كانت
رفع حاجبه بضيق ثم قال:-
_اعطيني هاتفك!
علمت بأنها قالت لها فـ قالت بتـ.ـو.تر:-
_كنت أمزح معها؟ أحببت أن أرى ثقتها بك
وكانها تقول له أن "دmعة" لا تثق به، حدق بـ "دmعة" بلوم ثم عاد وقال:-
_أخرجي هاتفك؟!
بالفعل اعطته الهاتف، أمر الخادmة أن تجلب له حسوبه، وبالفعل أثبت أن هذا المقطع غير حقيقي
حدقت به "دmعة" بخجل، كادت أن تعتذر ولكنه رفع سبابته حتى لا تتحدث، فقط قال بتحذير:-
_لآخر مرة بحذرك يا "دmعة" لو خرجتي برا باب البيت هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه
ثم نظر إلى "ماريا" وأكمل:-
_جهزي حقيبتك سـ أحجز لكِ في فندق عزيزتي
ابتلعت "ماريا" ما في حلقها، خططتها سـ تفشل إن غادرت، برجاء شـ.ـديد قالت:-
_كنت أمزح معك ولن أفعلها مرة أخرى
تركهم ورحل، نظرت "دmعة" لها بكره، كان يجب أن تثق به أكثر ولا تقع في أفكار تلك الحية السامة
.......................................................
بتلك اللحظة عاد "عصام" لمنزله، ركضت "حبيبة" نحو الباب بلهفة، صرخت به بهلع:-
_كدا يا "عصام" أهون عليك إنك ترمي عليا يمين الطـ.ـلا.ق
حدق بها بســـخريـــة، كان يجب أن يفعل هكذا حتى تتعلم أن تتعامل معه وتعرف أن بيتها هو أهم من كل شيء
رد عليها باقتضاب:-
_ما روحتيش يعني عند بيت عمك اللي ليكي فيه
حدقت به بصدmة، لا تعلم لما يحاسبها على ما تفعل، هي تفعل معه هكذا من أجل حياتها
بدmـ.ـو.ع كثيرة قالت:-
_أنا بعمل كدا عشانك عشان عيشتنا عشان شغلك عمي سايب فلوس كتير أوي
اتجهت نحو وأكملت كلامها:-
_دا حقي وإنت شغلك وابنك محتاجه
بصرامة شـ.ـديد رد عليها:-
_وأنا مش عاوز أي لقمة مش متسامح فيها تدخل بيتي ومش عاوز حاجة تحسسني ان رجلتي راحت
أمسكت يده وبرجاء قالت:-
_طب أنا آسفة وغلطانة على كل حاجة ومش هزعلك تاني
تافف بشـ.ـدة ثم هز رأسه وقال بتحذير:-
_ولو ادخلتي فاللي معينيش ليكي
بلهفة شـ.ـديدة أجابته:-
_اعمل اللي تشوفه ساعتها
ابتسم لها ثم قال بحنو:-
_خلاص امسحي دmـ.ـو.عك ما بحبهاش ابدا أشوفها
ثم سألها:-
_فين ابنك ملهوش صوت يعني
مسحت دmـ.ـو.عها ببسمة صغيرة وقالت:-
_عند طنط خدته لأن نفسيتي كانت تعبانة
غمز لها وقال:-
_طب كويس لإنك وحشاني
ابتسمت بحب ثم قالت بخجل:-
_ربنا يخليك ليا يا حبيبي يارب
..............................
يتبع
↚
لا تستطيع أن تتحمل، الحب ذهب، اليوم تيقنت بأنها تخلت عن الحب المتواجد بينهم، أفعاله تثبت هذا، لن تسامحه هكذا قالت له، أمسكت يده ثم وضعتها على قلبها وقالت بو.جـ.ـعٍ:-
_كل مرة بتثبت لقلبي إنه لأزم ينـ.ـد.م عشان حبك
ابتسمت بســـخريـــة ثم قالت بجمود:-
_أحنا لأزم نبعد الفترة دي عن بعض على الأقل عشان ما نكرهش بعض يا "سالم"
تأفف بقوة، أخرج زفيره ثم قال بهدوء:-
_بصي يا "نورهان" متزعليش مني خلاص أنا بس متعصب وبعدين إنتِ مش ليكي إني بحبك إنتِ وبس
الســـخريـــة انتابتها بشـ.ـدة، حب عن أي حب يتحدث حبيبها، هل هو واعي لما يقول، ردت عليه بتهكم:-
_ونبي بطل تقول اللي انت بتقوله دا ونبي ما تحسسنيش ان حبك ليا صدقة بتدهاني
نظر لها بصعقة، هل هي تراه هكذا، هو حتى لا يعلم ما أصابه، يحبها ولكن لا يستطيع حتى أن يتعامل معها بحب
فتحت الباب الخاص بغرفتها، فـ وجدت زوجاته يقفن أمام غرفتها، مدت يدها بغـــضــــب ثم قالت:-
_اتفضل شوف بيسمعونا ازاي أنا بجد نفسي أعرف إنتوا قلة الأدب دي وقلة الدين في دmكم مولدين بيها
بالفعل فعلتهم اغـــضــــبته، كل شخص له خصوصية وهم لا يحترمن خصوصيتها، صرخ بهم بحد:-
_كل واحد منكم يروح أوضه وحسابي معاكوا بعدين غوروا
هكذا صرخ بها، أين حقها في حماية السر الخاص بالزوج والزوجة، هتفت بحنق:-
_هو دا أخرك والله كويس انت عارف هما فعلاً جزء كبير من جوزنا تلت ستات مشتركين في راچل واحد عارف تعدد الزوچات بيولد إيه كره وغيرة وكفر كمان
أمسك ذراعها وقال:-
_أنا حر مزاچي اتچوز متحرميش اللي ربنا حلله
ابسمت بســـخريـــة وقالت:-
_ربنا قال لأزم يكون في سبب زي لو الواحدة مخلفتش مثلاً والأولى خلفت لك
لم يرد عليها وتركها ورحل ببرود شـ.ـديد، لا تستطيع أن تتحمل، أين تذهب، أين تهرب من عالمه، تلاشة حبه،
ذهبت إلى فراشها، حاولت أن تغفل بدون تفكير به، تريد قسط من الراحة...
اغمضت عينها وعادت وفتحتهم بتعب، شعرت بالصداع يفتك جمجمتها...فتحت درج الكومود الخاص بها، أخرجت دواء للارق، أخذته وما هو إلا بضعت دقائق وغفلت في النوم...
ولكن حتى نومتها لا يوجد بها الراحة، وجدت "سالم" بأحلامها، يخفي شيءٍ ما، صرخت به بضيق:-
_مخبي إيه عليا تاني يا "سالم" و.جـ.ـعتني وهتفضل تو.جـ.ـع فيا لحد امتى؟ امتى هتبطل تعـ.ـذ.بني هو أنا غلطانة عشان حبيتك وهحبك
ظل صامت لا يتكلم، اتجه نحوها ثم أخذها باحضانه، بعدته عنها بقوة وهتفت بغـــضــــب:-
_متقربش مني تاني إنت يا "سالم" قدرت تخليني أكرهك مـ.ـا.ت كل اللي كان في قلبي نحيتك
كادت أن ترحل ولكنه أمسكها من يدها وقال:-
_أنا مش أناني يا "نورهان" والله العظيم انتي النور اللي بينور قلبي انتي الملكة الوحيدة اللي فيه
استغربت حديثه، لما يقول تلك الكلمـ.ـا.ت لما هو أمامها مذلول، ردت عليه والهلع اصابها عليه:-
_مالك يا حبيبي ليه حاسة إن فيك حاچة؟!
أمسك يدها ودmـ.ـو.عه التي ترأها أول مرة بحياتها تنزلق من عيناها بشـ.ـدة:-
_أنا عمري ما فكرت ازعلك فكري كويس أنا موجوع أكتر منك أنا مش بحب في الدنيا قدك واللي أچبرتك عليه أچبرت نفسي قبلك عليه
صرخت به بعتاب:-
_طب ليه بتعمل كدا؟ ليه ها أنا نفسي أعرف ليه أنا عملتلك إيه
بحب شـ.ـديد وبنبرة رجاء قال:-
_أوعي تزعلي مني
وقبل أن تقول شيءٍ تركها ورحل، رحل بدون أن يفهما ما يحدث معه
صرخت بأسمه بفزع:-
_"ســـــــــــــــالـــــــــم"!!! "ســـــــــــــــالـــــــــم" "ســـــــــــــــالـــــــــم"
تجمع الجميع فوق رأسها، حتى "سالم"، ملس على شعرها بهلع وقال بحنو:-
_مالك يا حبيبتي في إيه فوقي
أمر" إلهام" أن تجلب لها بعد المياه:-
_هاتي ماية يا "إلهام" !!!
هزت "إلهام" رأسها بخــــوف ثم حدقت بزوجاته الواقفات فوق رأسها كالحية وكأنها ينتظرن مـ.ـو.تها، همست في أذن أخيها بـ:-
_"سالم" خليهم يخرجوا شكلها تعبان بالله عليك
بأمر لزوجاته قال:-
_"قمر" إنتي و"نهلة' اخرجوا كل واحدة تروح تشوف عيالها
فتحت بتلك اللحظة "نورهان" مقلتيها بتثاقل:-
_"سالم" إنت بخير
هز "سالم" رأسه بخــــوف وقال:-
_أيوا بخير يا حبيبتي
..................................................
منذ الصباح وهي تحاول ارضائه ولكنه مازال غاضب، لا يريد حتى سماع صوتها، جلس يعمل على حسوبة، في الحديقة، جاءت ووقفت أمامه فـ تأفف ولم يتكلم معها،
حدقت به بطفولة وقالت:-
_هتقدر تزعل من "دmعتك"
رد عليها بحـ.ـز.ن:-
_الدmـ.ـو.ع بتنزل في الو.جـ.ـع وإنتي و.جـ.ـعيني ولما بنكون عاوزين نفرح بنهرب بعيد من دmعنا
اقتربت وبرجاء قالت:-
_خلاص بقى عشان خاطري موضوع وخلص
جذ على أنيابه بحد ثم قال وصرخ بها بشـ.ـدة:-
_انتي عمرك ما ثقتي فيا ولا حتى سمعتي كلامي في حاجة معتمدة تو.جـ.ـعيني
بدmـ.ـو.ع كثيفة نزلت منها غـــضــــبٍ عنها:-
_والله العظيم صدقت اللي قالته الفيديو صدقته.
وضع يده على خصره وأكمل حديثه:-
_الفيديو صدقتيه لكن الإنسان اللي اتربيتيه معاه لا
انكمش حابها بضيق ثم قالت بحـ.ـز.ن:-
_أنا ما بقتش عارفة إنت ليه بتتعامل معايا بالطريقة دي شوية بحسك أحن راجـ.ـل في الدنيا وشوية تاني بحسك إنك جاي عليا وبتذلني إني بـ.ـنت الخادmة وشوية بحس إن في سر كبير وراك
هز رأسه بضيق ثم صرخ بها بشـ.ـدة:-
_مافيش سر هخبيه عليكي وبعدين إنتي هتصاحبيني عاوزة ت عـ.ـر.في كل حاجة عني
لاحت بسمة الســـخريـــة على ثغرها وأكملت بحنق:-
_إنت نفسك اللي قولت كدا من شوية
ثم أكملت حديثها بنبرة جادة:-
_على العموم لو بتتعامل معايا مجرد إني أخلي حبيبتك تغير فأنا مش هعمل كدا عشان لو "ماريا" آخر شخص في الدنيا أقسم بالله مش هخليك تتجوزها
تقدm خطوتان للأمام باتجاهها ثم قال بتحدي:-
_أنا لو عاوز أتجوزها دلوقتي هتجوزها وأبقى أشوف ساعتها حد يتكلم
بنفس نظرة التحدي الذي نظرها لها قالت:-
_وأنا بقولك إنك مش هتتجوزها يا أفندي واللي عندك أعمله
انهت كلامها، صمتت حتى تأخذ أنفاسها وقالت:-
_يالا بقى صالحنى
سـ تظل مـ.ـجـ.ـنو.نة أمامه، هز رأسه وقال بمساومة:-
_بس بشرط
بلهفة شـ.ـديدة ردت عليه:-
_شرط إيه قول بسرعة
_تتجوزيني أجيب المأذون ونخلي "عصام" جوز "حبيبة" يبقى وكيلك وبس
صدmت من قراره، هل بالفعل هو يريد هذا الشيء، لن تصدق قط ما يرده، ردت عليه باستغراب:-
_ليه عاوز تتجوزني وإنت مش بتحبني
رد عليها ببرود:-
_عشان أعـ.ـا.قب "ماريا"
رفعت حاجبها بضيق، سماع اسم تلك الحقيرة يجعلها تكره حياتها، ابتسم باستفزاز، يريد أن يرأ هل ستوافق أو لا، تيقن بأنها سـ ترفض ولكنها صدmته حين قالت:-
_أنا موافقة يا "صقر" اللي إنت عاوزه أعمله
تنفس براحة، هكذا سـ تكون تحت جناحه، بداخل أحضانه..
أما عنها فـ وافقت من أجل أن تراقب "ماريا" وتمنعه من زواجها، يجب أن تجعل لتلك الحية حد وتمنعها من الاقتراب من حياتهم....
قامت من مكانها، انتبهت إلى "ماريا" التي تتسحب في السر، تنظر خلفها كثيراً، خافت أن تذهب خلفها، تريد أن تعرف ما يحدث في السر بسببها...
.................................
جلست "قمر" بغرفتها ومعها "نهلة" ولأول مرة تشعر بالحـ.ـز.ن الشـ.ـديد والغيرة الشـ.ـديدة من "نورهان"، الحـ.ـز.ن عليها والغيرة منها، استغربت" نهلة" شرودها فـ سألتها:-
_مالك يا بت يا "قمر" سرحانة في إيه؟
مازلت تنظر لسقف الغرفة ولا تتكلم، وضعت "نهلة" يدها على كتفها وسألتها:-
_يا بت مالك في إيه؟!
بحزمٍ شـ.ـديد قالت:-
_أول مرة أحس إني عاوزة أطلق واشتري نفسي يا "نهلة" حاسة إني متباعة لما يعوز حاجة مننا يقرب وفي أي حاجة تخص "نورهان" يبعد هي بتشتري نفسها تصدقي غيرانة منها
لاحت بسمة الســـخريـــة على ثغر "نهلة" التي أجابتها بيقين:-
_أنا مقتنعتش غير وإنتي بتقولي غيرانة منها طبعاً لأزم نغير منها مش شايفاه فوق رأسها
هزت رأسها وقامت بعزم، اتجهت نحو النافذة الخاصة بها وأكملت حديثها بو.جـ.ـع:-
_أنا ما غرتش عشان "سالم" أنا حاسة إننا مجرد جواري له يا "نهلة" افهميني أنا كان نفسي رچلي يخاف عليا ويحترمني بس هو معملش كدا
صمتت قليلاً ثم أضافت بعزم:-
_أنا هطلق منه مافيش حد هيحبه قد "نورهان" هي من حقها تأخد الاحترام اللي بيقدmوا ليها
ضـ.ـر.بت "نهلة" يدها على صدرها بفزع ثم قالت بلوم:-
_يا نهارك الأسود عاوزة تطلقي شكلك قدام أهل البلد إيه وعيالك يا بت هي لوحدها لكن مل واخدة فينا هترچع بتلت عيال وكمان مش هنتچوز
تعلم "قمر" بأن "نهلة" لن تصدق حديثها، ولكن حين رأت "نورهان" بتلك الحالة، شعرت بالخــــوف عليها، هي تعلم أنها تشعر بـ "سالم" وأن هناك خطبً ما سـ يحدث له، برغم حبها الذي أحبته لـ "سالم" إلا إنها لا تشعر إن كان مريـ.ـض أو جائع أو بالبيت أو مازال بالطريق، دائماً يعززها، شجاره معها مجرد شجار أحباء، تمنت أن تجربه مع "سالم " ولكن لم يحدث هذا، إذا أحد تسبب بحـ.ـز.نها، وجهه ينقلب على الجميع، هذا لا يكفي، ولأول مرة تريد أن تشتري نفسها وكرامتها، يجب أن يعود كبريائها
تنهدت بقوة ثم هتفت بهدوء:-
_أنا عارفة إنك مش مصدقة بس دا اللي هيحصل وهتشوفيه أنا هقوم أشوفها وقومي إنتي شوفي العيال
تركت "نهلة" تفكر مع نفسها في حديثها، هل هي بالفعل حزينة أم تصتنع هذا حتى يكون "سالم" لها هي فقط
تكلمت بصوت هامس يملأه الخبث:-
_مش عارفة يا "قمر" إنتي بتقولي لي الكلام دا ليه بس لو كدا يبقى أحسن اللي جوا دي مش هتاخد وقت عشان أمشيها وساعتها هيكون ليا أنا وبس
...................................
فتحت مقلتيها فـ وجدت زوجها بجانبها، اشتاقت له، أول مرة تشعر بأن ما تفعله أكبر خطأ بحياتها، تبعده عنها، وتتعامل معه وكأنه تزوجها لتتحكم به
ملست على شعره بحب وقالت بتمني:-
_ربنا يخليك ليا يا "عصام" أنا مش هحاول أبداً إني أخرب حياتنا ولا حتى حياة "صقر"،
من اليوم سـ تبقى حياتها لها ولزوجها ولابنها الصغير فقط
بتلك اللحظة رن جرس شقتها، قامت من مكانها، ارتدت ملابسها ثم وبرقة هتفت باسم زوجها:-
_" عصام" حبيبي قوم شوف مين بيخبط
قام "عصام" بتثاقل ثم قال بضيق:-
_في إيه يا حبيبتي
ابتسمت له بحب وقالت برقة:-
_ربنا يخليك ليا يا روح قلبي المهم روح شوف مين على الباب
قام من مكانه، اتجه نحو الباب، فتحه بنعس، وجد أمه تحمل ابنه ومعها ابـ.ـنتها، تأفف بشـ.ـدة، يشعر أن أمه هي التي تلعب بعقل زوجته، كل هذا حتى تأخذ ورث زوجته وتعطيه لأبيه لينقذ الشركة التي وقعت من صفقته الأخيرة، مد يده ورحب بهم:-
_اتفضلي يا ماما
ابتسمت أمه ثم تعالت صوت الزغاريد الشـ.ـديدة، غمزت له وقالت:-
_كنت عارفة إنك مش هتقدر تستغنى عن مراتك
بتحذير شـ.ـديد قال:-
_أمي بالله عليكي ما تدخليش بيني وبين "حبيبة تانس
صرخت به أمه بحد:-
_نعم هو مين اللي أنا اللي كل شوية أدافع عنك خلاص ما تكلمنيش تاني
...................
يتبع
↚
مازال ينظر لها، أما هي فـ لا تريد أن تترك يده، دmـ.ـو.عها تنهمر، تشعر بأن هناك خطبً ما سـ يصيبه، بتلك اللحظة سألتها "إلهام" بقلق:-
_إيه اللي حصل لك يا "نورهان" خلاكي مصدومة كدا
لا تتحدث فقط تنظر لـ "سالم"، بتلك اللحظة دلفت " قمر" الغرفة، نظر لها "سالم" بحد وسألها بغـــضــــب:-
_إيه اللي چابك هنا؟!
بتردد شـ.ـديد وخــــوف منه قالت:-
_مافيش بس كنت عاوزة أطمن على "نورهان" حالتها مش مطمنة
جذ على أنيابه ثم قال بأمر:-
_روحي من قدامي أنا عارف إنك چاية تشمتي فيها
بدmـ.ـو.ع كثير لم تكن مصطنعة قط:-
_بالعكس أول مرة في حياتي أخاف عليها على العموم أنا همشي عن إذنكم
بالفعل خرجت واتجهت نحو غرفتها، بتلك اللحظة قال "سالم"لـ"إلهام":-
_إنتي كمان يا "إلهام" امشي؟ أنا عاوز أقعد معها لوحدينا
أعطته الفرصة حتى ينفرد بزوجته، أغلقت الباب خلفها، تأكد "سالم" أن الجميع بالخارج، أحب أن يتأكد بعد وجود زوجاته خلف الباب، فتح الباب فـ وجد "نهلة" بمفردها، رفع حاجبه بغـــضــــب ثم قال بصرامة:-
_روحي أوضتك ولما أفضي رأسي هتشوفي اللي عمرك كله ما شوفتهوش
أسرعت تركض نحو غرفتها، تتلاشى غـــضــــبه، عاد وجلس بجانب حبيبته، ملس على شعرها بحب ثم سألها بكل هدوء:-
_مالك يا روح قلبي؟! مين مزعلك!!
فقط تحدق به ولا تجاوبه، صامته، تيقن أنها تفعل هذا من أجل الطـ.ـلا.ق، تنهد بقوة ثم قال بحنو:-
_أنا ما قدرش أبداً أشوف حالتك كدا بس قوليلي إنتي شوفتيني باذيكي في الحلم
هزت رأسها بلا وانهمرت دmـ.ـو.عها أكثر من ذلك، كاد أن يتكلم ولكنها أوقفته بسؤالها الحازم:-
_إنت مخبي عليا إيه يا "سالم"
انكمش حاجبه باستغراب، ما أصابها، حاول أن يتهرب منها بسؤاله:-
_إنتي بتعملي كدا عشان أطلقك يا "نورهان"
عادت وسألته مرة أخرى:-
_مخبي عليا إيه ومن أربع سنين كمان اللي إنت مخبيه مخبيه من أول يوم قلبت عليا فيه قول يا "سالم" مخبي إيه
تـ.ـو.تر بشـ.ـدة، كيف عرفت بأنه يخفيه عليها شيءٍ، صرخ بها بشـ.ـدة:-
_لا إنتي اتهبلتي أكيد في إيه يا "نورهان" ما تعصبنيش
دmعت عيناها بشـ.ـدة، صرخت به بحد:-
_في إن في حاجة كبيرة جداً إنت مخبيها عليا في إن الحاجة دي بتضرك وهتاخدك مني قولي يا "سالم" والله العظيم هسامحك على كل حاجة عملتها فيا
صمت ولم يتحدث، جذ على أنيابه وحدق بالنافذة، أمسكت يده وشبكتها بيدها وقالت بحب:-
_هقبل إن يكون قبليها اتنين متچوزينك هقبل تكون حياتي بين ايدك هسمع كلامك في كل حاچة والله العظيم
صرخ بها بشـ.ـدة بعد أن سحب يده من يدها:-
_أنا بقولك مش مخبي عليكي حاچة بطلي تمثلي وتبيني إنك أكتر واحدة بتحسي بيا هقولك على حاچة إنتي أكبر حد بيضرني بعمايله
تأكدت بأنه يكذب عليها بحديثه، وتأكدت أيضاً بأنه يتهرب من أجابة سؤالها بغـــضــــبه هذا، قامت من مكانها وقالت بهلع:-
_قلبي موجوع عليك
قام من مكانه وأعطى له ظهره ثم هتف بحنق:-
_ما تخـ.ـنـ.ـقنيش بقى أنا زهقت والله العظيم من أسلوبك دا قلبك موجوع مش موجوع ما يخصنيش
يتعامل معها ببرود، صرخت به بحد:-
_أنا متأكدة أنه تعاملك دا وراء حاچة قولي في إيه
أمسكها من يدها بحد ثم قال:-
_يقطع قلبك وسنينه أنا مش مخبي حاچة واللي شوفتيه في الحلم هو مجرد حلم وأنا اتغيرت عشان انتي السبب في كدا مش أنا وعلى الله اسمعك بتقولي كدا تاني مرة فاهمة
كان هذا أكثر حديث قاسي خرج من فمه، مسحت دmـ.ـو.عها، تمنت أن يكون ما رأته مجرد حلم وقالت بهدوء:-
_ماشي بس والله العظيم يا "سالم" لو عرفت إن في حاچة مخبيها عليا ساعتها أنا مش بس هسيبك أنا ساعتها هسيب البلد وهسافر أي بلد تانية
دخلت الحمام، مازالت دmـ.ـو.عها تنزلق، حاولت أن ترجع قوتها، تفكر لما لا تصدق حديثه، من الممكن أن يكون ما قاله حقيقي...
اتجهت نحو صنبور الماء وفتحته، غسلت وجهها ثم أمسكت بمنشافتها، خرجت من الحمام، وجدته يجلس على الفراش يفكر، لم تعيره انتباهها، هي حزينة من تصرفاته، جلست أمام المرآة، تفكر في حالتها الصعبة، من اليوم لن تحصل على النوم، غفلتها سـ تكون بخــــوف، كيف لها أن تقول له ألا يخرج من غرفتها ويظل عندها، حتى تطمئن عليه، تكلم بتلك اللحظة وقال باقتراح:-
_أهلك چاين بكرا إيه رأيك تروحي عند أهلك أسبوع
لم تنتبه له ولا لحديثه، تيقن بأنها مازالت تفكر في حلمها المزعج، عاد يتحدث من جديد:-
_بقولك يا "نورها"..."نورهان"
انتبهت له، نظرت له من المرآة وردت عليه بصوت يملأه الارهاق الشـ.ـديد:-
_نعم يا "سالم" بتقول حاچة؟!
يعلم بأنها سـ تظل صامتة ولن تتحدث قط، يعلم بأنها سـ تتمكن من معرفة فعلته...
يعلم بأن الفراق سـ يحدث، ولكن لا يريد أن يحدث بالوقت الحالي
عاد اقترحه مرة أخرى:-
_إيه رأيك بكرا أخوكي راچع إيه رأيك تروحي تقعدي معاهم يومين
أصابها الجنون مرة أخرى، يكفي هذا، صرخت به بعلو:-
_لا كدا إنت مخبي حاچة قول بقى
لن تصمت، لقد شعر بألــم شـ.ـديد في رأسه من ثرثرتها، قام من مكانه وخرج من الغرفة...
............................................
نظرت لأم زوجها، لن تسمع كلامها ولن تجعل شيطانها يتغلب عليها، حذر "عصام" أمه ألا تتحدث، وصدmت من حديثه قائلةٍ بحـ.ـز.ن:-
_إنت هتمشيني من بيتك يا بني آه يا و.جـ.ـع قلبي آه يا بطني ياللي اتو.جـ.ـعتي وإنتي شايلة في تسع تشهر ومافكرتيش بس تطرديه
اتجه نحوها، أمسك يدها بحب وبدأ في تبرير موقفه:-
_يا ماما بالله عليكي متخلنيش أضـ.ـر.ب نفسي على اللي بقوله بس يا ماما أنا بيتي مش محتاج لفلوس "صقر" أنا اللي مسؤول عن العيلة محدش تاني
انهى كلامه وتركها ورحل من أمامها، دخل حتى يرتدي ملابسه ثم خرج من غرفته، قبل ابنه، واتجه نحو زوجته وابتسم لها بحب ثم تكلم بعشق:-
_خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ومتسمعيش لحد خلي بالك من نفسك تاني بقولك ومن الولد
ابتسمت له ثم همست في أذنه:-
_حاضر يا حبيبي ما تقلقش إنت هتروح فين دلوقتي؟!
أجابها على سؤالها بحب:-
_هقعد مع صحابي شوية وهرجع لك يا حياتي بعد ساعة
أومأت برأسها، ثم قالت بتمني:-
_تمام ربنا يرجعك ليا بالسلامة ويخليك لينا دايما
أوصلته إلى باب الشقة، لتغلق الباب ما أن تاكدت بأنه دخل المصعد، التفتت بتلك اللحظة لوالدة زوجها فـ وجدتها عابسة لا تتحدث، حولت أنظارها إلى "بوسي" فـ وجدتها تنظر لها بضيق، لا تعلم ما الذي أصابهم، سألتهم بفضول:-
_ في إيه يا جماعة بتبصولي كدا ليه؟
ردت عليها "بوسي" باقتضاب:-
_أنا زعلانة منك عشمتيني إني اتجوز "صقر" والعشم طلع بح
أومأت أمها برأسها بضيق، ثم قالت بلوم:-
_عادي يا بـ.ـنتي إحنا مش مهمين عندها
تعلم بأن الحرب بتلك اللحظة سـ تبدأ، جلست على الأريكة ثم قالت ببسمة صغيرة:-
_إيه رأيكم نجيب أكل من بره ها هتأكلوا برجر ولا كفتة
تحاول أن تمنعهم من التفكير فيما يخص زوجها وعائلتها، عادت "بوسي" تسألها بعصبية:-
_أنا مش بتكلم في الأكل والشرب دلوقتي أنا بتكلم في جوازي من "صقر"
ببرود شـ.ـديد أجابتها:-
_انسيه لآن "صقر" فعلاً بيحب "دmعة"
بتهكم شـ.ـديد ردت عليه والدة زوجها:-
_مش دي الخدامة اللي كنتي مش عاوزها على العموم إحنا هنتصرف
همت بالوقوف أمرت ابـ.ـنتها أن تلحقها، رفعت "حبيبة" سبابتها ويتحذير شـ.ـديد قالت:-
_طنط أنا لو عرفت إن في حاجة حصلت لابن عمي ومـ.ـر.اته مش هيحصل كويس أنا قولتلكم ومش هعيد كلامي تاني
........................................
بصباح اليوم التالي، استيقظت "دmعة" على أصوات كثيرة بداخل بيتهم، لا تعلم ما هذا الازعاج التي لا تستطيع أن تتحمله، قامت من فراشها، دخلت الحمام الخاص بغرفتها، أخذت حماماً ساخن ثم خرجت من المرحاض بغـــضــــب شـ.ـديد، ارتدت ملابسها التي كانت عبـ.ـارة عن بنطال ضيق للغاية وعليه قميص قصير، رفعت شعرها كذيل الحصان ثم نزلت من الغرفة، كادت أن تنزل وتعبر الدرج ولكن حديث "ماريا" جعلها تتوقف، وقفت حتى تسمع ما يحدث بينها وبين الشخص المجهول:-
_لا استطيع أن أجد شيء يا "ماركو" أقسم لك اليوم سـ أقــ,تــل الجميع، سـ أضع سم بالطعام وقبلها سـ أجعل "صقر" يوقع على أوراق الزواج مني وبعدها سـ يمـ.ـو.ت وسـ أكون وريثته الوحيدة...
صعقت من الحديث، هل تلك الفتاة حية على وجه بشري
رفعت رأسها بذهول حين شعرت أن "ماريا" سـ تفتح باب الغرفة، أسرعت وركضت للطابق السفلي، استغرب "صقر" من ركضها، شعر بالخــــوف من الهلع الذي يصيبها، اتجه نحوها وسألها بقلق:-
_في إيه بتجري كدا ليه؟!
أمسكت يده وقالت:-
_هو في حفلة إنت عاملها!!؟
ابتسم بثقة ثم قال:-
_حفلة جوزنا أنا جبتلك فستان هيعجبكم أوي
هزت رأسها وقالت برجاء:-
_خليه بنا بس أنا حاسة إن في خطر هيحصل لينا وللضيوف
أمسك يدها بحب ثم قال:-
_الكل هيجي يا حبيبتي خلاص عزمنا الكل
كيف لها أن تقول له أن تلك الماريا، تريد قــ,تــلهم، اتجهت نحو المطبخ وحذرت الجميع من عدm دخول "ماريا" إلى المطبخ
أمرت "سناء" بـ:-
_أوعي يا "سناء" الشغالة اللي من فرنسا تدخل هنا أوعي وكمان لو الكل خرج من المطبخ على الأقل يكون في حد في المطبخ
سمعتها "ماريا" تيقنت أنها تحذرهم عن شيءٍ ما، جذت على أنيابها بضيق وقالت:-
_اللعنة، تلك الفتاة لا أعلم كيف يحلفها ذكائها بتلك الطريقة
خرجت تقف مع "صقر" بالحديقة، رأتها "دmعة" من بعيد فـ أسرعت للخارج، ووقفت بجانب "صقر" حتى لا تجعلها قط تتقرب منه، انتبه لها "صقر" فـ ابتسم على تصرفها
بتلك اللحظة تقدm "صقر" نحو العمال، حتى يوجهم في تزين الحديقة، بذلك الوقت سمع أحد العمال يقول:-
_بس العروسة مز أوي يالا يا بخت العريس بس بقولك إيه هو العريس خروف أوي كدا عشان يخليها تلبس لبس مبين جـ.ـسمها كدا أنا لو معايا الصروخ دا هخبيها
التفت "صقر" ونظر إلى ملابس "دmعة" للتو أخذ باله مما ترتدي، اتجه نحوها وسحبها من يدها بشـ.ـدة، تستغرب من أسلوبه هذا، اتجه نحو غرفتها، تحدث بغـــضــــب:-
_إيه القرف اللي إنتي لابسه دا البنطالون ضيق أوي والبلوزة إيه القرف دا
انكمش حاجبها وردت عليه ببرود:-
_يا "صقر" هو فين جـ.ـسمي دا إنت مش شايف إني رفيعة جداً يعني مش باين حاجة
أشار نحو دولاب ملابسها ثم وبأمر قال:-
_غيري اللبس عقبال ما الفستان اللي هتلبسيه بليل يجي
رفضت بشـ.ـدة هي لا تحب أن تبدل الملابس التي عجبتها:-
_لا طبعاً مش هغير لبسي وبعد اذنك خليني أخرج
أمسكها من أناملها بحد ثم اتجه نحو الدولاب، ظل يبحث عن شيء يليق بها فـ لم يجد صرخ بها بحد:-
_كله ضيق مافيش طقم محترم يوحد ربنا إيه القرف دا
ابتعدت عنه بصعوبة كادت أن تتجه نحو الباب ولكنه قذفها بالوسادة الخاصة بمضطجعها وحذرها بهدوء مخيف:-
_واقسم بالله العظيم لو خرجتي لهضـ.ـر.بك بحزام بنطالوني
صرخت به بحد:-
_وتضـ.ـر.بني بصفتك إيه هو إنت فاكرني الطفلة الصغيرة بتاعت زمان
جذ على أنيابه وصرخ بها بغـــضــــب:-
_طفلة وهتفضلي طفلة وتفضلي طلعتلك فستان طويل البسيه
نظرت إلى الفستان الذي أخرجه من دولابها ثم قالت بعصبية:-
_مش هلبس دا يعني مش هلبس دا أنا مش بحبه
ابتسم لها باستفزاز ثم قال:-
_لو ما غيرتيش أنا اللي هلبسهولك وكدا كدا إنتي كلها ساعات وتكوني حلالي
بضيق شـ.ـديد قالت:-
_مش هتجوزك ومش هغير
_يبقى إنتي عاوزاني أغيرلك أنا ماشي أنا هعمل كدا
بدأ يقرب منها وهي تبتعد إلى أن التصقت بجدران الحائط، أصبحت مقيدة بين يده، ابتلعت ما في حلقها بخــــوف ثم قالت:-
_خلاص خلاص هغير...!!!
..............................................
جلس بالجبل، يفكر بـ "نورهان" كيف لها أن تجن بتلك الطريقة، تنهد بقوة ثم قال:-
_أنا نفسي أعرف هي فكرت إن باللي هي بتعمله هحن عليها وهطلقها أو هطلق "نهلة" وقمر" مستحيل
قام من مكانه، سار بالطريق، هو يحبها، وسـ يظل حبها خالد في قلبه، ولكن يجب أن يكون هكذا معها، صرخ بعصبية شـ.ـديدة:-
_يارب خلصني بقى باللي في قلبي
بتلك اللحظة رن هاتفه برقم غريب، استغرب من هذا الرقم، رد على الفور:-
_الو... مين... أيوا أنا "سالم السيوفي"... إيه
قفل الهاتف بصدmة بعد سماعه لهذا الخبر، صرخ بشـ.ـدة:-
_لااااااا
لم يكن متوقع أن يسمع هذا الخبر بحياته، تمنى أن يمـ.ـو.ت قبل أحبائه، لا يستطيع أن يعيش في حالة من حـ.ـز.ن فقدان الأحباء، بدmـ.ـو.ع شـ.ـديد قال:-
_أمي وأبويا استحالة استحالة
تلقى خبر مـ.ـو.ت والديه في حادث سير، أغمض عينه بشـ.ـدة، كيف له أن يتقبل حياته بعد أمه، أخواته هل سـ يتحملن هذا الخبر، وجده المسكين، ابنه الوحيد فقده اليوم
امتلأ قلبه بالغـــضــــب، صعد سيارته وانطلق بها إلى مكان جثمان أهله، حيثُ مـ.ـا.توا قريباً من المشفى العمومي للصعيد...
أسرع يسأل موظفة الاستقبال بحـ.ـز.ن:-
_" صابر السيوفي" ومـ.ـر.اته فين
رد عليه موظف الاستقبال:-
_الباقية في حياتكم هما في التلاجة
لا يستطيع أن يسمع تلك الكلمة، حاول أن يحتفظ بصلابته ثم قال:-
_ممكن توصلني هناك طيب
أرسل إليه ممرضة حتى توصله، قدmه أحدهم تبعد عن الطريق والأخرى تتقدm
وصل إلى المكان الذي تمنى ألا يدخله أبداً، دخل حتى يرأ أهله، ولكن حين رفع الغطاء عن أوجههم صرخ بقوة، لا يستطيع أن يرأهم بتلك الحالة:-
_أمـــــي اصحي انتوا قولتوا هتزورا خالتي وترچعوا ليه ما قولتوش إنكم مش هتچوا ليه يا ماما
ثم اتجه إلى جثمان أبيه وقال بو.جـ.ـع:-
_سندي راح وبقيت من غير سند ابنك مبقاش له طهر يا بابا
خرج من الغرفة وجهز كل الأوراق حتى يأخذهم، أخذ تصريح بدفنهم، حتى الآن لم يقول شيء لعائلته...
......................................
دقت "قمر" باب غرفة "إلهام" وبرجاء شـ.ـديد قالت:-
_ينقع يا "قمر" ادخل عاوزة اتكلم معاكي شوية
تأففت بشـ.ـدة، كادت أن ترفض ولكن الدmـ.ـو.ع التي انزلقت من أعيون زوجة أخيها جعلت قلبها يرق لها، قامت من مكانها وقالت بحنو:-
_اتفضلي يا حبيبتي
جلست بالمقعد حزينة شاردة، بتلك اللحظة سالتها "إلهام" بقلق:-
_مالك يا "قمر"؟!
بكت"قمر" بشـ.ـدة ومن ثم أجابتها:-
_حاسة إني بمـ.ـو.ت كل يوم مـ.ـيـ.ـت مرة يا "إلهام" همـ.ـو.ت يا "إلهام" من التفكير
أمسكت "إلهام" يدها ثم قالت:-
_وليه بتفكري كتير
بحـ.ـز.ن شـ.ـديد مسحت دmـ.ـو.عها ثم قالت:-
_والله العظيم مابقتش عارفة إيه اللي مخليني أصبر على الو.جـ.ـع اللي بيحصل دا، والله العظيم مابقتش حتى طايقة نفسي قلبي و.جـ.ـعني حتى..!!!
استغربتها بشـ.ـدة، أول مرة تشعر أن "قمر" تمتلك احساس كبير، تنهدت بشـ.ـدة ثم هتفت بحنو:-
_طب إنتي إيه اللي عاوزة تعمليه إنتي قاعدة هنا عشان بتحبي "سالم"
مسحت دmـ.ـو.عها بالمناديل وردت عليها بتعب:-
_مش هكدب عليكي أنا حبيت أخوكي عشان لو ما حبتهوش مكنتش هزعل حد مني أبداً بس لما شوفت حب "نورهان" له وحبه ليها واحساسها بأنها من مجرد حلم اتو.جـ.ـعت قولت حبي مش حب
حـ.ـضـ.ـنتها "إلهام" ابتسمت لها ثم قالت بمزح:-
_أول مرة أعرف إنك بتحسي يا بت
ابتسمت "قمر" ثم قالت:-
_تعالـ....
وقبل أن تكمل حديثها سمعت صراخ بالبيت باكمله، أسرعت هي و "إلهام" للطابق السفلي، وجدوا الجميع متواجدين، وجثمان أهليها موضعين على الأرض، يجهزيهم للتشيع
صرخت "إلهام" بقوة:-
_ماااااامااااا باااااباااا
↚
كانت "نورهان" بغرفتها، قامت بهلع فور سمعها لصوت الصراخ الذي لا ينتهي، "سالم" حبيبي عمرها، هل أصابه مكروه، لم تضع حجابها، هرولت وهي تصرخ باسم عشيقها الأبدي:-
_"ســـــــــــالـــــــم" يا "ســـــــــــالـــــــم"
استغربوا جميعاً من هلعها، فكر "سالم" بأن هناك خطب ما أصابها، كاد أن يصعد غرفتها ولكن وجدها تهل عليه وخصلات شعرها تطاير، حدق بالجميع فـ وجد جده ورجـ.ـاله وزوجاته متواجدين، صرخ بانفعال:-
_كل الرچالة يدونا دهرهم بسرعة
بالفعل التفتوا الجميع حتى يغضون بصرهم عن "نورهان"
بتلك اللحظة اتجهت "نورهان" باحضان "سالم" ، أمسكت وجهه بهلع:-
_حبيبي فيك حاچة موچوع؟!
نظرت لها" قمر" بحب بينما "نهلة" فـ لوت فمها وقالت بخبث:-
_مش وقته يا سبعي في مدفن وعزاء ومـ.ـيـ.ـتين
ابتعدت عنه "نورهان" غير مبالية لحديث "نهلة"، بدmـ.ـو.ع كثيرة مليئة بالتواسية قالت:-
_عمي ومرات عمي مـ.ـا.توا
هز رأسه بو.جـ.ـع، هو بالفعل يحتاج لوجودها، لم يبالي لوجود أحد، دmعت عينه وهز رأسه بتعب، وضعت يدها على وجه وعادت تحـ.ـضـ.ـنه بقوة قائلةٍ له ببكاء:-
_يا حبيبي إنت معلش يا روح قلبي أنا چنبك ومعاك هما مكانهم عند ربنا وهو عشان بيحبهم بس طلبهم وخد أمانته متزعلش
هز رأسه قائلاً بنبرة حزينة:-
_الحمدلله على كل حال يا"نورهان"
أمسكت يده وأضافت بحب:-
_إنت قوي وأنا عمري ما تخيلت إن قوتك هتقل، البيت كله محتاجك أخواتك وچدي وإنت محتاچ لي أنا بس وأنا چنبك يا حبيبي
قبل رأسها بتعب ثم قال بنبرة جادة:-
_ربنا يخليكي دايما عارف يا "نورهان" إنك دايما هتكوني چنبي
انتبه إلى شعرها، أمسك عمامته ثم وضعها على رأسها ثم قال بهدوء:-
_خلي بالك بعد كدا وإنتي نازلة ووإنتي طالعة من حچابك
هزت رأسها ودmـ.ـو.عها تنزلق بشـ.ـدة، حملقت بالجميع فـ وجدت "إلهام" واقفة بصدmة، اتجهت باتجاهها وسألتها بحنو:-
_"إلهام" إنتي كويسة يا حبيبتي
لم ترد عليها فـ وضعت يدها على كتفها بحب، بتلك اللحظة اقتربت منها "قمر" ثم قالت برجاء:-
_"نورهان " إنتي الوحيدة اللي بت عـ.ـر.في تسيطري على الولاد ممكن تخليهم يطلعوا
استغربتها "نورهان"، هل تغيرها وراءه شيء، لا تعلم، هزت رأسها وقالت بجدية:-
_حاضر بس خلي بالك من" إلهام"
وقبل أن تتجه نحو الصغار، صرخت "إلهام" بقوة:-
_ماااااامااااا بالله عليكي ما تمشي يا بابا أنا كنت مستنياك ترچع عشان اشتكيلك من "سالم"
بتلك اللحظة حملوا الرجـ.ـال الجثمان، انهارت بالبكاء، لا تريدهم أن يرحلوا، لا يمكن هذا، لا تريد من الحياة أن تجعلها تذوق طعم الفراق، نظرت لجدها وسألته بحـ.ـز.ن:-
_يا چدي خليهم يسيبوا بابا خليهم يسيبوا ابنك
حاول "مهران" أن يسيطر على حـ.ـز.نه، يحافظ بكل جهد على صلابته، رد عليها بهدوء:-
_دا مكتوب على الكل يا بـ.ـنتي
جلست بعيداً عن الجميع، انصرفوا إلى المقابر، تاركين النساء بالمنزل، بتلك اللحظة صرخت "نهلة" بغـــضــــب بـ "قمر":-
_عاوزة تعملي حنينة وتخلي" نورهان" تقرب من عيالك فـ إنتي حرة لكن عيالي أنا لا
لم ترد عليها "قمر"، ردت عليها " نورهان" وهي تقول بغـــضــــب:-
_إحنا دلوقتي في حالة ما ينفعش أبداً أبداً إننا نتكلم ونقول إيه اللي ينفع وإيه اللي ما ينفعش خليكي دايما فاهمة كويس أوي إن البيت دا طول ما "سالم"'عايش فاللي ساكن تحت سقف البيت مجبور إنه يمشي باللي محدده
شبكت يدها ببعضهم، رفعت حاجبها ببرود ثم قالت:-
_وإنتي ياللي تعبة "سالم" وما بتسمعيش كلمته اللي هتعلميني أعمل إيه ومعملش إيه؟!
تقدmت بتلك اللحظة "قمر" ثم تكلمت بهمس:-
_يا "نهلة" اهدي "إلهام" تعبانة اهدي
تأففت "نورهان" بتلك اللحظة ثم اتجهت نحو "إلهام" وقالت بحب:-
_يالا يا حبيبتي تعالي عشان نغير
أمسكت "إلهام" يدها ثم قالت ببكاء:-
_بابا مـ.ـا.ت هو ماما يا "نورهان" آخر أمل كان هيقف لـ "سالم" راح
حـ.ـضـ.ـنتها "نورهان" بحب ثم صعدت معها لغرفتها والحـ.ـز.ن يكسه قلبها على حـ.ـز.ن عائلتها
.........................................
غيرت ملابسها كما طلب منها، نزلت للأسفل فـ وجدت "ماريا" تحوم حول المطبخ، ركضت باتجاهها ثم قالت بحد:-
_"ماريا" ماذا تفعلي؟ لا تحومي حول المطبخ الخدm جميعهم هنا؟
تـ.ـو.ترت بشـ.ـدة، ابتلعت ما في حلقها ثم ردت عليها بـ:-
_أنا لا أفعل شيء!! لا أريد غير أن أقدm المساعدة
ربعت يدها ثم قالت بســـخريـــة:-
_نحن هنا لخدmتك فـأنتِ مجرد ضيفة فقط وسـ ترحين قريباً
انهت حديثها ثم تركتها ورحلت من أمامها، بتلك اللحظة جذت "ماريا" على أنيابها ثم همست:-
_اللعنة تلك الفتاة لن تتركني بحالي
شعرت "ماريا" بأن هناك من يضع يده على كتفها، انكمش حاجبها باستغراب ثم التفتت بخــــوف فـ وجدت فتاة يبدو عليها الصغر
رفعت حاجبها ثم سألتها بفضول:-
_من أنتِ؟!
_"بوسي"
قالتها "بوسي" بخبث وهي تمد يدها إلى "ماريا" ثم أضافت:-
_أظن أن "دmعة" تزعجك ما السبب من الممكن أن اساعدك
تظن أن "بوسي" لا تحب "دmعة" ولكن لا تعلم ما السبب وراء كرهها هذا...
انكمش حاجبها وسألتها بفضول:-
_وما السبب وراء هذا الشيء؟ ما الذي فعلته "دmعة" حتى تنتقمي منها بتلك الطريقة...؟؟
رفعت رأسها ثم قالت بغل:-
_تلك الخادmة أخذت كل شيء لا تستحقه ولذلك يجب أن استعيد ما أخذته
تيقنت "ماريا" أنها تحب "صقر" هي لا يعجبها هذا ولكن عدو عدوها حبيبها، الحرب بيد واحدة لا تصلح، هي تريد مساعد حتى يساعدها..
هزت رأسها ثم قالت بخبث:-
_هيا بنا لنبدأ خططنا، يجب أن ننهي هذه الزيجة وإذا حدثت يجب أن نكـ.ـسر علاقتهم ببعضهم
ابتسمت "بوسي" ثم قالت:-
_اتفقنا عزيزتي "ماريا"
............................................
انتهت مراسم الدفن، عاد بيته، وجد أهله في حالة من الحـ.ـز.ن، حاول أن يخفف و.جـ.ـع أخواته ولكن أصغرهم و.جـ.ـعت قلبه "إلهام" لا تتحدث مع أحد فقط تمسك بيد "نورهان"، بينما" مهران" فـ جلس بغرفته منذ أن عاد
بأي غرفة يدخل، هل يذهب إلى أخته ويواسيها ويجعلها تشعر بوجوده، أم يذهب إلى جده ويخفف عنه..
هو ذاته يحتاج إلى المواسية، بتلك اللحظة تقدmت منه "نهلة" حاولت أن تفعل معه كما تفعل "نورهان"، بصوت حنون قالت:-
_اچهزلك الأكل يا" سالم"؟
باقتضاب شـ.ـديد رد عليها:-
_لا...!!!
أمسكت يده وأضافت بهدوء:-
_يا سيد الناس لأزم تأكل عشان البيت محتاچك
سحب يده من يدها بقوة ثم تركها ورحل، تقدmت بتلك اللحظة "قمر" منها ثم قالت بحد:-
_أوعي تحاولي تقلديها هي بس واحدة في قلبه هي بس واحدة كبري دmاغك بقى
حدقت بها بغـــضــــب ثم صعدت وراء زوجها، وجدت يتجه لغرفة "إلهام"، دلف لداخل الغرفة، فـ وجد أخته تجلس بأحضانها، كيف تمتلك حبيبته كل هذه الحنية، تستطيع أن تفتح ذراعيها للجميع، بتلك اللحظة اتجه للفراش، دmـ.ـو.ع أخته تقــ,تــله، بنبرة حزينة قال:-
_زمان وأنا صغير قولتلك إني هفضل أمانك ودلوقتي هقولك كدا والله لآخر نفس في حياتي هكون أمانك وچنبك دmـ.ـو.عك يا" إلهام" بتقــ,تــل قلبي يرضيكي قلب أخوكي يقف
استغلت "نهلة" الوقت التي يتكلم فيه "سالم" هي لا تريد أن تسامحه أخته، قاطعت حديثه بخبث:-
_آه يا حبيبتي أخوكي هو الأمان الوحيد ليكي وبعدين لما تيچي تتچوزي أخوكي هيوركي حبه ليكي
تذكرت "إلهام" زيجتها من "عز"، ابعدت يد " سالم" عنها، بتلك اللحظة قالت "نورهان" بعتاب:-
_ليه يا "إلهام" هو محتاچك وإنتي كمان إنتوا ملكمش غير بعض
حدقت بها بدmـ.ـو.ع ثم قالت بامر قاطع:-
_بعد إذن الكل أنا مش عاوزة أي حد يقعد معايا
ردت عليها "نورهان" برفض:-
_لا طبعاً إحنا مش هنطلع هنقعد چنبك
تنهد "سالم" ثم قال بامر:-
_كلنا هنطلع يا "نورهان" يالا
بالفعل نفذت أوامره، خرج من الغرفة ثم نظر لـ "نهلة" بعصبية قائلاً لها بتوعد:-
_ليكي روقة يا بـ.ـنت الناس
ثم تركها وذهب لغرفته، لحقته "نورهان ثم أغلقت خلفها الباب، ساعدته في ازالة ملابسه، بحنو شـ.ـديد تكلمت:-
_متزعلش نفسك يا حبيبي كل حاچة هتبقى كويسة ويا حبيبي" إلهام" بتحبک
أغمض عينه بتعب شـ.ـديد، بصوت مرهق قال:-
_عارف يا "نورهان" معلش يا حبيبتي ممكن تعمليلي قهوة من ايدك
انكمش حاجبها ثم قالت بغـــضــــب:-
_قهوة إيه اللي عاوز تشربها وإنت مش حاطط في معدتك لقمة تسندها هحضرلك الأكل
أمسك يدها وقال:-
_لا خلاص خليكي چنبي شوية هخش استحمى وأطلع أقعد معاكي أنا مش محتاج غير كدا روحي إنتي اطمني على چدي
هزت رأسها وابتسمت بهدوء، فتحت باب غرفتها فـ وجدت "قمر" أمامها ومعها الطعام، نظرت لها باستغراب، هل تفعل هذا حتى تنفرد بـ "سالم"، ردت عليها بهدوء:-
_إيه دا يا"قمر"؟؟
ردت عليها"قمر" بحب:-
_متسبيش "سالم" هو مش محتاج غير ليكي يا "نورهان"
دا الأكل وأنا هروح أشوف چدي
هزت "نورهان" رأسها وابتسمت بشكر:-
_تسلمي يا "قمر" روحي معلش بعد ما تشوفي چدي شوفي "إلهام"
أومأت برأسها ثم ذهبت، قفلت "نورهان" الباب، والتفتت مذعورة فور سمعها لتأوهات زوجها، دلفت الحمام على الفور، فـ نظر لها بفزع، أول مرة منذ زوجهم تتجرأ على دخول المرحاض وهو متواجد به، تحدث بتساؤل:-
_عاوزة حاچة يا "نورهان"
سألته بخــــوف:-
_مالك إيه اللي بيوچعك يا "سالم"
_كل چسمي بيوچعني يا "نورهان"
اقتربت منه، قرارت أن تساعدة حتى يأخذ حمامه الساخن، وضعت القليل من الغسول على شعره، وبدأت بتدليك وبعد الإنتهاء من شعره وظهره قالت:-
_أنا مليت لك البانيو شيل الفوطة من على وسطك بعد ما أخرج ولما تكمل حموم ناديني أنولك هدومك هو بس أنا طلعتلك البنطالون هطلع لك باقي هدومك
هز رأسه، خرجت وتركته بمفرده، يفكر بها هي فقط، الشجار المتواجد بينهم ينتهي في الشـ.ـدائد..
بعد مرور وقت قصير، خرج من الحمام، حملقت به وابتسمت، أشارت نحو ملابسه وقالت:-
_عبايتك أهي يا حبيبي طلعتهالك البسها
أوما برأسه ثم ارتدى ما أخرجته، لتقدm له الطعام وتكمل حديثها:-
_يالا يا حبيبي كل عشان ما تقعش من طولك
تنهد بقوة ثم قال بحـ.ـز.ن:-
_معلش يا حبيبتي مش قادر أكل كلي إنتي
كشرت بوجهه ثم قالت بعبوس:-
_نعم يعني ما تبقاش طفل مش يسمع الكلام
لقد اشتاق لتلك الكلمة التي كانت تقولها له دائما، رد عليها بتلك اللحظة وقال:-
_هاكل بس عاوزة أفكرك بحلمك اللي حلمتيه اهو اتحقق في بابا وماما فـ متشغلش بالك اللي بعمله معاكي عشان إنتي خلفتي كلامي مش أكتر
ابتسمت بســـخريـــة وردت عليه بتهكم:-
_إيه اللي دخل الحلم في النص الحلم كان بياخدك مني وبعدين إنت عاوز تعرفني إنك عملت كدا عشان بس تكرهني فيك وفي نفسي
قبل أن يرد عليها ملت فمه بالطعام حتى لا يتكلم مرة أخرى، ثم عادت وتحدثت بتوعد:-
_أنا قريبا أوي هعرف لوحدي إنت مخبي إيه عليا يا "سالم" وساعتها لو الحاچة هتوچع قلبي عليك همشي ومش هتشوفني
................................................
بدأت الحفلة الكبيرة، ارتدت "دmعة" فستانها الطويل ذو الاكمام الواسعة، أحبت نفسها به، تشبه الأميرات كثيراً، بتلك اللحظة دلفت غرفتها "حبيبة" مبتسمة لجمالها، تقدmت خطواتان منها ثم قالت بنـ.ـد.م:-
_أنا عمري ما حبيتك يا "دmعة" من صغرنا وأنا شايفة إن "صقر" دايماً بيحبك كان مصحابك حتى عمي
أمسكت "دmعة" يدها وقالت بحـ.ـز.ن:-
_عارف إنك عمري ما حبتيني أبداً بس والله يعلم ربنا إني بحبك جداً أنا اتربيت معاكم هنا وبعد ما ماما مـ.ـا.تت عمك رباني عارفة إنك بتغيري مني بس والله أوعدك إني استاحلة أخلي "صقر" يبعد عنك أبداً أبداً
حـ.ـضـ.ـنتها "حبيبة" وقالت بحب:-
_أنا اتعلمت كتير أوي خلي بالك من نفسك
أعطتها "دmعة" ظهرها، تفكر هل تقول لها شيءٍ، يجب أن تقول ما تفعله "ماريا"، التفتت في لهفة وسردت لها ما حدث ثم أضافت:-
_" حبيبة" أنا عاوزاكي معايا خلي "عصام" يجي هنا لأزم نعيش مع بعض يا "حبيبة"
شعرت "حبيبة" بالهلع الشـ.ـديد على ابن عمها، بانفعال طفيف ردت عليها:-
_إنتي ما قولتيش لـ "صقر" ليه؟!
بخــــوف شـ.ـديد قالت:-
_عاوزة أجيب أخرها ليه جت وعاوزة إيه من "صقر" على ما أعتقد إنهم بيحبوا بعض
ذهلت "حبيبة" من حديثها، كيف هذا، لا تستطيع أن تصدق هذا، تعلم أن "صقر" لا يحب أحد غيرها، بتلك اللحظة سمعت صوت طرقات الباب، استغربت من الطارق، هل "صقر" جاء لينزل مع "دmعة"، اتجهت نحو الباب وفتحته فـوجدت أن الطارق زوجها، انكمش حاجبها وسألته:-
_في إيه إيه اللي طلعك؟!
حدق بها وقال بصوت هامس:-
_"صقر"'بيقولك خلصتوا ولا لاء
بهذا الوقت قالت"دmعة":-
_ادخل يا أستاذ"عصام" عاوزاك
بالفعل دلف "عصام" سردت له كل شيء وطلبت منه:-
_أنا عاوزكم معايا تقعدوا هنا بالله عليك يا "عصام"
كاد أن يرفض ولكن كلام "حبيبة" اقنعه:-
_هنقعد عشان نساعد مش عشان ناخد حاجة إنت هتزيد من رجولتك مش هتقلل منها وافق إنت بس
هز رأسها وقال على مضاض:-
_ماشي يالا خلصوا
هزت رأسها ثم اتجهت معه للخارج قائلة لـ "دmعة":-
_هشوف الولد واجي وهو هينادي لـ"صقر"
أومأت رأسها ووافقتها على ما تريد، جلست على فراشها بفستانها، ابتسمت بحب، وأخيراً حلم حياتها سـ يتحقق ولكن لا تعلم هل يحبها "صقر"، تشعر بأنه يفعل كل هذا لوصية والدتها وليس أكثر من ذلك، تشعر بالخــــوف هل سـ يعيش معها بتعاسة، بتلك اللحظة سمعت صوت بتراس غرفتها، انكمش حاجبها بفزع، من سـ يكون، بصوت متقطع قالت:-
_مين...؟؟؟؟
وجدت" حمدي" يدخل لها، والغـــضــــب يملأ وجهه، ملامحه مليئة بالعتاب، فزعت، لما جاء لها، هي الآن بمفردها، ماذا يريد منها، كادت أن تصرخ ولكنه قال بحد:-
_أوعي تصرخي والله هتشوفي اللي عمرك ما شوفتيه أنا مش هخلي الجوازة دي تكمل أنا بحبك أوي يا "دmعة" مش هينفع تكوني له أبداً
صرخت به بقوة:-
_إنت بتعمل إيه هنا يخربيتك؟
قربت منه ثم أردفت بخــــوف:-
_لو "صقر" شافك هيقــ,تــلك والله اطلع برا انزل من المكان اللي طلعت منه
صرخ بها بخفوت:-
_أنا بحبك وإنتي بتحبيني وأنا وإنتي بس اللي هنتجوز
كيف لها أن تفهمه أن ما يفعله سـ يجعل "صقر" يفتك بهم جميعاً
ظلت تنظر لباب الغرفة بخــــوف وعادت تنظر له بتلك اللحظة قال لها:-
_في سر كبير "صقر" مخبيه عليكي وأنا عارفه
نظرت له باندهاش، ما الذي يخفيه "صقر" تمنت أن تعرف ما السر، بهذا الوقت اقتحم "صقر" الغرفة ما أن سمع صوته، نظر لها بحد شـ.ـديد، أمسك يدها و.جـ.ـعلها تبتعد ثم لكمه بقوة، ذهلت "ماريا" التي صعدت مع "صقر"
صرخ "صقر" باسم الخادmة وأمرها بـ:-
_"سناء" خلي حد من الحراس يطلع يأخده ويحبسه لحد لما نشوف له شوفة
أومأت له الخادmة برأسها وبالفعل جاء الحارس وأخذه، بتلك اللحظة صرخ "صقر" بالموجدين:-
_الكل ينزل تحت يالا؟!
نفذ الجميع أوامره، حدق بـ "دmعة" بغـــضــــب ثم قال بصراخ:-
_ كنتي ناوية تضحكي عليا وتهربي معاه ماشي يا "دmعة" تخلص الحفلة وهوريكي اللي عمرك ما شوفتيه
حاولت بكل جهد أن تدافع عن نفسها:-
_يا "صقـ...."
قاطعها بحزم:-
_مش من حقك تتكلمي خلاص أنا قولت اللي عندي ويالا لخصي نفسك عشان ننزل
حاولت ألا تبكي وتتماسك، وقفت أمام المرآة، ترأ نفسها للمرة الآخيرة، اتجهت نحوه وقالت باقتضاب:-
_خلصت يالا
تأبطت بيده، خرجت معه من غرفتها وما أن عبروا السلم، سقف الجميع لهم، تشعر بأنها تعيسة من أفعال "صقر"
جلست أمام المأذون، سألها بهدوء:-
_يا عروسة موافقة على العريس؟
هزت رأسها بخجل فـ عاد وقال بمرح:-
_فكري تاني وتالت اللي بيدخل القفص دا بيتحبس وبيتنكد عليه إذا كانت عروسة أو عريس
ضحك الجميع بعلو ولكن "دmعة" فـ نظرت إلى "صقر" وتنهدت أما هو فـ قال بحنق:-
_يالا يا شخنا احنا كدا كدا لأزم ننكد على بعض أومال الحب هيفضل إزاي
سقف الجميع على حديثه، زادت الهمهات، بتلك اللحظة أضاف المأذون:-
_أين وكيل العروس
تقدm "عصام" ثم قال:-
_أنا!!
شعرت بالحـ.ـز.ن الشـ.ـديد على نفسها، تمنت بهذا اليوم تواجد أبيها.
انتهت مراسم الزواج بامضاء العروس والعريس
اشتغلت الموسيقى، مد يده لها بضيق ثم قال:-
_يالا عشان نرقص
لا تستطيع أن تتعامل معه ببرود كما يعاملها هي حزينة من أسلوبه معها، قالت بتمرد:-
_لا مش هرقص أنا مش قادرة
أمسك يدها بعصبية وسحبها معه إلى مكان الرقص، همس في أذنها بعصبية:-
_الواد دا كان متفق معاكي إنه ياخدك ويهرب اعترفي يالا؟!
↚
حدقت به باستغراب، لا يثق بها لتلك الدرجة، كيف هذا، هل دخول "حمدي" يجعل ثقته بها تهتز، انكمش حاجبها ثم قالت بحنق:-
_لو كنت عاوز أهرب معاه كنت هـ.ـر.بت من زمان يا "صقر" بس أنا مردتش هو دخل ومعرفش إزاي قدر يدخل برغم الحراسة الكبيرة اللي على الباب دي
جذ على أنيابه بغـــضــــب ثم هز رأسه وقال:-
_أكيد هنعرف كل دا وإزاي دخل وهشوف هتصرف معاه إزاي
بتـ.ـو.تر طفيف قالت:-
_سيبه يروح لحاله يا "صقر" هتعمل بحبسه إيه يعني
حدق بها بغـــضــــب شـ.ـديد ثم رد عليها بصرامة:-
_أوعي تدخلي فاللي ملكيش فيه فاهمة ولا لاء
لا تستطيع أن تقول له نعم على كل شيء، على أخطائه وعلى كل شيء يفعله بعقلانية، لا تستطيع أن تساعده على كل هذا، رفعت حاجبها بتمرد ثم قالت:-
_مش بمزاجك لا مش هعمل اللي إنت عاوزه فاهم ولو مش فاهم أنا حرة فـ اللي عايزاه وأفتكر إني اتجوزت عشان اساعدك وبس وإنت هتفضل صديق مش أكتر
مسك ذراعها بقوة ليدور بها وهو يبتسم على و.جـ.ـعها من حركته هذه، ابتسمت أمام الجميع بألــم ثم حدقت به ومن ثم حولت أنظارهم لحزائه، وبـ أرجلها دهست قدmه، كاد أن بصرخ ولكنه تحمل ضـ.ـر.بتها وقال بغـــضــــب هامس:-
_إيه اللي إنتي عملتيه دا إنتي اتجننتي والله لو ما اتعدلتي لضـ.ـر.بك قدام الكل
أخرجت له لسانها غير مبالية للحضور ومن ثم أردفت بغـ.ـيظ:-
_كل ما تضايقني هتضايقك وأكتر كمان وخلي بالك أنا جـ.ـسمي عامل زي العصفورة ممكن أعمل بيه أي حاجة وبسهولة لكن جـ.ـسمك إنت برغم إنه عريض وجميل لكن استحالة تعرف تتعامل بمرونة وتغلبني
ظلت ترقص حواجبها ببرود، رد عليها بتهكم شـ.ـديد وقال:-
_يا عود القصب ممصوص ياللي جـ.ـسمك عامل زي عصاية المقشة اللي ملهاش صاحب يالمها
ابتسمت باستفزاز ثم ردت عليه بســـخريـــة:-
_والله أنا شايفة الجروف مش بيبطل يمشي وراها وهي أصلاً مش طايقة وجوده
رفع حاجبه ببرود ثم قال بصوت هامس:-
_والله ها دا على الأساس إنه طايق المقشة اللي بتبهدله معاها تهرب وتستخبى وهو زي الهبل معها
بتلك اللحظة لم ترد عليه وتركت يده حيثُ انتهت الموسيقى، اقتربت منه "ماريا" وابتسمت بخبث ثم قالت:-
_اسمح لي بتلك الرقصة يا صديقي؟!
بغيرة شـ.ـديدة ردت عليها "دmعة":-
_" ماريا" هل أنا شيءٍ مخفي إنني زوجته وتلك الليلة لنا فلا تقتحميها حتى لا أغـــضــــب
انكمش حاجب "ماريا" ونظرت لـ "صقر" الذي يحدق بطفلته الغاضبة ببسمة انتصارية، بتلك اللحظة سمع صوت "ماريا" الغاضب:-
_هل ترأ زوجتك؟ لا يحق لي أن أرقص مع صديقي وحبيبي السابق؟!
جحظت "دmعة" بعينها بقوة، ماذا تقول تلك البغيضة، أي حبيب، هي تعلم بأنها تساعده حتى يظهر لها حبه ولكنها لا تقبل قط أن تكون "ماريا" حبيبته ولكن ماذا عنها، هل تفعل هذا حتى تبعده عن شرها، أم تفعل هذا ليبقى صديق عمرها لها وحدها
همست في أذن "صقر" بحنق:-
_ياللي ما أجرني عشان حبيبته تغير في الحالة دي المفروض ابعت ولا أفضل أسبها ترقص ولا أرقص أنا كدا خلصت مهمتي ولا لسة
أمسك يدها وقال بصوت حازم:-
_عذراً يا "ماريا" هذه ليلتها هي فقط
غـــضــــبت منه "ماريا" بشـ.ـدة، كلما فضل خادmته عليها زاد حقدها وشرها، زاد شعرها بالانتقام، رحلت من أمامهم متوعدة لهم بكل ما يحمل الشر...
تقدm الخدm بالكيك فـ غمز "صقر" لـ "دmعة وقال بـ لؤم:-
_البوســـة
فتحت عينها بقوة، أحمر وجهها بشـ.ـدة، الخجل انتابها، لا لن تفعلها، ازدردت ما في حلقها بتـ.ـو.تر، ثم قالت برفض قاطع:-
_لا مش هيحصل أبداً خلي في علمك أنا مش هعمل كدا يا "صقر" وبعدين خلينا ناس متحضرة بقى
سـ يفعلها، كانت نظراته تقول لها هكذا، كشرت بوجهه بضيق ثم أضافت:-
_ بتبص لي كدا ليه بقولك لا يعني لا والله العظيم مش هعملها خلي في بالك يعني
تكلم بنبرة ذات معنى:-
_خلاص نادي على "ماريا" هتمـ.ـو.ت وتعملها
تأففت بشـ.ـدة من تصرفاته التي لا تنتهي، أغمضت عيناها بضيق ولكن سمعته يقول:-
_معلش يا جماعة العروسة مستعجلة على البوسة لكن الصراحة أنا بحب الحاجة دي تكون بيني وبين مراتي
فتحت عيناها بخجل، أحرجها أمام الجميع بشـ.ـدة، الجميع يضحكون عليه وهي مازالت ترتعد
...............................
في الصعيد، مازال الحـ.ـز.ن يملأ جدران المنزل، جلس الجد بتراس الغرفة الخاصة به، يحاول أن يزيح ملامح الصلابة ويبكي ولكن لا يستطيع إن فعلها سـ يضعف كل فرد بعائلته، أغمض عينه، يتذكر كل اللحظات التي إمتلئت عينه برؤيتهِ، ابنه الوحيد الذي كان قرة عينه، حمله حين جاء لدنيته وقتها شعر بأن ربه خلق الصديق الذي لن ولم يفارقه، السند والعجاز، ولكن ذهب وتركه بمفرده...
بتلك اللحظة دلفت "نورهان" ومعها " قمر" التي حاولت أن تضع له الطعام ولكنه رفض
ابتسمت "نورهان" بحب وقالت:-
_معقول يا چدي هتكسف ايدينا ومش هتاكل "قمر" قالتلي إنك مش عاوز بس أنا عارف إنك مش هترفض لي طلب
نظر لها بحنو ثم قال بنبرة حزينة:-
_أنا يا بـ.ـنتي مليش نفس روحي شوفي چوزك و "إلهام" وباقي أخواتهم
قالت بحب:-
_"نوارة " و "حنين" ناموا وأنا اطمنت عليهم لكن "إلهام" لسه حزينة
تنهد "مهران" بحـ.ـز.ن، الجميع سـ ينسى مع الوقت الحـ.ـز.ن ولكن ابنة ابنه لن تنسى، الألــم سـ يزيد بقلبها
هز رأسه وقال بجدية:-
_تعالوا ورايا نحاول نأكلها
يعلم بأنه بالفترة الأخيرة، اقترب من "سالم" وترك حفيداته، جعله شخص قاسي وفرح بتغيره، علمه كل شيء ولم يتذكر أن يجعل الرحمة بقلبه من أجل أخواته
"إلهام" أقرب له من الجميع، المدللة التي حين تبتسم يرق قلب الجميع لها، لا يستطيع أن يرأ حالتها هكذا ويقف صامت دون فعل شيء
دق على باب الغرفة، فـ سمحت "إلهام" بالدخول، تنهدت بقوة ثم وبنبرة حزينة قالت:-
_عاوز حاچة يا چدي
ابتسم بحب ثم قرب منها وفتح ذراعيه لها لتتشبك بداخله وتبكي بقوة، ملس على شعرها وقال:-
_إنتي خسرتي أبوكي بس أنا خسرت ابني اللي مليش غيره بس إنتوا منه ودا اللي هعيوضني دmـ.ـو.عك غاليه يا بـ.ـنت الغالي عشان خطري أمسحيهم
هزت رأسها وردت عليه بـ:-
_كان نفسي يفضلوا معايا وچنبي يا چدي
قبل رأسها ثم أمر "نورهان" أن تقرب الطعام منهم:-
_مليش نفس للأكل بس أنا متأكد إنك هتفتحي نفسي
كادت أن ترفض ولكن جلست "نورهان" بجانبها ووضعت بفمها قطعة من الخبز ثم هتفت بصرامة:-
_عندي طفل كبير اسمه "سالم" ودلوقتي بقى عندي تلاتة إنتي وچدي وهو
قهقهت " إلهام" عليها، أصبح جدها طفل، ابتسم جدها لابتسامتها ولكن تلاش كل هذا حين دلفت "نهلة" التي لوت فمها وقالت:-
يعني عليكي يا "إلهام" إنتي زهرة البيت و...
قاطعتها "نورهان" بحد:-
_أوعي تقولي حاچة هي مالها أحسن مني ومنك بكتير وطول ما أخوها چنبها عمرها ما هتتكـ.ـسر
...........................
وقفت "بوسي" بعيداً عنهم، تحدق بالجميع بغـــضــــب،وقفت أمها بجانبها ثم قالت بحقد:-
_بـ.ـنت الخدامة وقعت واقفه شوفتي الفستان اللي عامل نص مليون جنيه معمول من الألــماس شايفة
حدقت بها بعصبية، هي لا تريد أن تفكرها بخسارتها
ابتعدت عنها حين وجدت "ماريا" تهل عليها ووجهها يملأه الغـــضــــب، سألتها بفضول:-
_ما بكِ يا "ماريا" ؟!
هزت رأسه بضيق ثم أكملت بغموض:-
_هيا الحقيني يجب أن نتخلص من تلك الحية
ابتسمت "بوسي"، نعم يجب أن تفعل ذلك ولكن كيف، هل" ماريا" تخطط لقــ,تــلها، سارت خلفها إلا أن وصلت للغرفة المغلقة المقيد بها "حمدي"، أشارت من بعيد وقالت:-
_تلك الغرفة بها شاب يحب " دmعة" وأنا مع "صقر" سمعته يقول لـ "دmعة" أن هناك شيءٌ يخفيه عليها "صقر" يجب علينا معرفته...
استمعت "بوسي" لها جيداً، هل تزوجها من أجل أن يظل ما يخفيه مجرد سر للجميع، تظن هذا لما لا، ردت عليها بحنق:-
_هناك حرسين على البوابة كيف لنا أن نمر منهم
ابتسمت ثم أجابتها بخبث:-
_هناك نافذة سـ نمر منها و...
وقبل أن تكمل حديثها قاطعها "صقر" الذي جاء على غفلة وقال لهم:-
_"ماريا" إن فعلتيها سـ تنـ.ـد.مين
وضعت أنظارها بالارض ثم قالت:-
_لا أفعل هذا لأنني أريد هذا الشيء أنا لا أعرف "حمدي" ولكن زوجتك قالت لي أنا أفعل هكذا
كيف لها أن تقول لها هذا الشيء وهي لا تحبها، هز رأسه ثم رفع سبابته وقال بتحذير:-
_لثاني مرة أحذرك من كذبك
ثم التفت إلى "بوسي" وقال بأمر:-
_وانتي يا بوسي روحي لأهلك وابعدي عن المكان دا يالا الحفلة خلصت
اتجه نحو حارسه وقال بانفعال:-
_دخل من الحراسة إزاي
تحدث الحارس بنبرة جادة:-
_دخل يا فنـ.ـد.م كعامل من العمال اللي بيصممه الحفلة يا فنـ.ـد.م
_خلوا بالكم وحطوا حراس جنبه جوا
انهى حديثه ورحل لـ يودع ضيوفه، شعرت "دmعة" بالتعب فـ قالت له:-
_هروح أغير وأنزل يكون الناس كلها مشيت
هز رأسه لها، انتبه مرة أخرى لضيوفه بينما هي فـ صعدت لغرفتها، فتحت بابها حاولت أن تنير نور الغرفة ولكنه لا يعمل، وجدت من يمسكها من يدها بقوة، شعرت بالخــــوف الشـ.ـديد، ارتعد جــــســ ـدها وقالت بخــــوف:-
_مين .. مين هنا في الأوضة
لا أحد يرد عليها، صرخت بفزع:-
_مين هنا "ماريا" هل أنتِ يا "ماريا"
وجدت من يمسكها من رقبتها ويحاول بكل جهد أن يخـ.ـنـ.ـق عنقها بشـ.ـدة، سعلت بقوة، دفعت المجهول الذي يفعل هكذا بيدها، ثم صرخت بعلو:-
_"صــــــقــــر" الحقني
حاولت أن تهرول للخارج ولكن فتحت عينها بو.جـ.ـعٍ حين شعرت بالضـ.ـر.بة التي أخذتها على دmاغها بالمزهرية الزجاج، فقدت النطق شعرت بهذا، ابتلعت ما في حلقها وفجاة أغشى عليها وأصبحت لا تستطيع الحركة....
................................
يفكر في حديثها، لن يجعلها تعرف ما يخفيه حتى لا ترحل وتتركه بمفرده، ظل يتقلب بنامته، لا يستطيع النوم، الو.جـ.ـع لا يترك جــــســ ـده، استقام بنومته ثم أمسك سجارته وأشعلها، لهث أنفاسه بشراهة، بتلك اللحظة دلفت "نورهان" بضيق من تصرفات "نهلة"، رفع حاجبه ثم قال باستفسار:-
_مالك..؟!
باقتضاب شـ.ـديد أجابته:-
_مافيش يا" سالم" مضايقة
لا يبالي لاجابتها، تنهد بقوة وشرد في بعدها عنه، بتلك اللحظة سمعها تقول له:-
_إنت ما نمتش ليه مش قولت لك تنام عشان ما تحسش بالتعب ولا إنت غاوي تعب...!!
رفع حاجبه بذهول، مع من تتحدث بتلك الطريقة، بغـــضــــب شـ.ـديد قال:-
_بت يا "نورهان" وأخدة بالك إنك بتتكلمي معايا أنا بالطريقة دي
هزت رأسها بهدوء ثم أجابته:-
_أيوا وأخدة بالي
جلست بجانبه على الفراش، وجدته ينهي سجارته ويشعل الأخرى، صرخت به بقوة:-
_إنت بتمـ.ـو.ت نفسك اطفي سجارتك وإلا مش عارفة هعمل إيه؟!
يعلم بأنها إذا قلبت لن تصمت أبداً، سـ تجعل جمجمته تؤلمه أكثر، لذا وبصمت ألقها وقال بضيق:-
_خلاص ارتحتي يالا نامي بقى
اقتربت منه ثم ملست على شعره وقالت بحنو:-
_هنيمك الأول وبعدين أنام عاوزك أول لما تفوق تدخل للبت أختك اللي ملكش غيرها هي وأخواتك وتحسسها بالأمان وتنفذ لها اللي عاوزاه
فتح نصف عينه ثم قال ببسمة ساخرة:-
_بترمي على الحاچة اللي مش هيتنفذ
أغمضت عينها ثم همست بأذنه:-
_لا هيتنفذ وهتشوف
قام من مكانه، ملس على شعرها بحب ثم قرب منها وقبلها بقوة وشراهة، هذا ما يريده، هذا سـ يجعل حالته أفضل، تبادلت قبلته ولأول مرة منذ زوجهم، ابتعد عنها وهو ياخذ أنفاسه وقال:-
_ما تتكلميش بهمس لإني ببقى عاوز أبوسك وأنا وعد نفسي طول ما إنتي مش عاوزني أنا مش هقرب منك
شعرت بالخجل، وبرغبة له، نعم هو لها هي فقط ولكن لا تستطيع قط أن تكون زوجته شرعاً وهو يخفي ما يخصه عليها
ابتلعت ما في حلقها ثم قالت:-
_هنام مع "إلهام"
مسك يدها وقال برجاء:-
_أنا محتاچك خليكي چنبي انهاردة
هزت رأسها هي لا تستطيع أن ترفض له طلب يطلبه، ابتسمت له ثم جلست على الفراش، وضع رأسه على أرجلها، ظلت تدلكها حتى غفل من مرونة يدها، وضعت رأسه على الوسادة
ظلت تتأمله بقوة، إلى أي حد يمتلك الوسامة، أغلقت الأنوار ثم غفلة بجانبه، كانت تشعر بالتعب الشـ.ـديد ولكن حاولت ألا تظهر لأحد هذا الشيء
......................................
ظلت " نهلة" غاضبة تريد أن تعرف ما الذي تريده "قمر" بأفعالها، لما تغيرت هكذا، تبدو وكأنه غريبة عنها، بتلك اللحظة دلفت "قمر" للغرفة:-
_إي يا بـ.ـنتي اللي بتعملي دا
قامت من مكانها بتهكم شـ.ـديد، ثم قالت:-
_أوعي تكوني يا "قمر" فاكرة إني مش عارفة إنك بتخططي جـ.ـا.مد ولحاچة كبيرة قوي
كيف لها أن تفهمها أنها لا تريد أن تبقى على ذمة شخص لا يحب، ردت عليها بحنق:-
_ولا خطة ولا نيـ.ـلـ.ـة أنا مش هفضل على ذمة واحد لا بيحبني ولا طايق يشوفني أنا هروح بيت أهلي وهطلق ولو عاوز العيال يأخدهم تربيتهم في بيته أحسن بكتير
ابتسمت بســـخريـــة على ما تقوله، ردت عليها بتهكم:-
_آه يا قلبي على الحنية والله ما قادرة أصدق خالص
بهدوء شـ.ـديد قالت "قمر":-
_هتشوفي لما أمشي ومرجعش وساعتها هت عـ.ـر.في إني اشتريت نفسي
لوت فمها، واتجهت لغرفتها، أمسكت هاتفها ثم قالت ما أن رد الشخص الذي هاتفته:-
_الو.....عملت اللي قولتلك عليه...نفذ
...............................................
يتبع..
↚
تأخرت كثير، مما جعل قلبه يرتعد عليها، هل أصابها مكروه، من الممكن أن يكون هذا البغيض “حمدي” دخل أحدهم ليفعل شيء لصغيرته، بتلك اللحظة وجد “ماريا” تقف بجانبه وتبتسم بسعادة، ما يفرحها جعله يقلق بشـ.ـدة، بتلك اللحظة وضعت “حبيبة” يدها على كتفه ومن ثم سألته بنبرة مرحة:-
_فين عروستك يا “صقر” أوعى تكون نامت لسه سهرتنا ما خلصتش؟!
ابتسم بقلق ثم أسرع لغرفة زوجته بعد أن قال بعلو:-
_هطلع أجيبها
ابتسمت له ثم اتجهت نحو حمـ.ـا.تها وشقيقة زوجها قائلة لهم:-
_مبسوطة إنكم جيتوا كتب الكتاب
ردت عليها والدة زوجها بضيق:-
_إحنا جينا عشان بنقدر “عصام” ابني مش عشانك
أمسكت “حبيبة” يدها متحدثة برجاء:-
_ماما أنا اشتريت جوزي واشتريت كلمته وإنتي كمان اشتري ابنك وكلمته
رمقت “بوسي” بحنو ثم أردفت:-
_متخليش بـ.ـنتك أبداً تكون بيعة لحد ما بيحبهاش
فاهم ولا لاء
ردت عليها بتهكم:-
_دا كان ردك من يومين إنتي نفسك اللي عشمتي البـ.ـنت
ببرود شـ.ـديد ردت عليها:-
_وإنتي كان المفروض ما تسمعيش كلامي أبداً صح ولا لاء
أوقفتها “بوسي” بكلامها:-
_خلاص ماشي شكراً ليكي
انكمش حاجب “حبيبة” باستغراب ثم هتفت باندهاش:-
_في دm على الفستان بتاعك يا “بوسي” دا من إيه؟!
ابتلعت “بوسي” ما في حلقها بخــــوف شـ.ـديد ثم نظرت إلى أمها التي ترمقها بخــــوف ثم قالت:-
_مش عارف يا مامي ؟
بهلع شـ.ـديد هتفت أمها:-
_إنتي اتعورتي شوفي كدا
هزت رأسها بلا، كيف جاء هذا الدm على فستانها، أسرعت نحو السيارة بعد أن قالت لوالدتها:-
_مامي هسبقك عند العربيةن قبل ما حد يا خد باله من فستاني
اتجهت “حبيبة” نحو “ماريا”، ابتسمت بوجهها ثم قالت بنبرة هادئة:-
_أيتها الجميلة اليوم تعرفت عليكي أنا ابنة عم” صقر” أعلم انكي ضيفته التي لا تجلس بمكان يجب عليكي أن تجلسي حتى نراكي
ابتسمت لها “ماريا” ثم ردت عليها بـ:-
_عذراً أنا رأيتك وتمنيت أن أجلس مع تلك التي تشبه ضوء القمر ولكني انشغلت كثيراً وأيضاً أنتي كنتي مشغولة مع زوجك
هزت “حبيبة” رأسها ثم أردفت بنبرة خبيثة:-
_سـ أجلس معكم حتى ترحلين منذ زوجي وأنا لم أعود لمنزل عمي سـ نكون رفقات أتمنى ذلك
هزت “ماريا” رأسها بحب ثم قالت:-
_نعم وأنا اتمنى ذلك
ركزت بتلك اللحظة “حبيبة” على فستان “ماريا” ثم صرخت بهلع:-
_هناك دmاء على ملابسك
تـ.ـو.ترت “ماريا” ثم نظرت إلى ملابسها، لتصرخ بعد ذلك بهلعٍ:-
_ما هذا مستحيل كيف جاءت الدmاء على ملابسي، عذراً سـ ترككـ يجب أن اذهب لغرفتي فوراً
هزت “حبيبة رأسها، رفعت حاجبها وتنهدت بشـ.ـدة، أصبح الدmاء على فستان” ماريا” و “بوسي” بنفس المكان، هذا مدهش، ابتسمت بلا مبالاة ثم اتجهت نحو “عصام” الذي قال لها بخــــوف:-
_ايدك عاملة إيه!؟
هزت رأسها وطمنته عليها:-
_الحمدلله والحمدلله إني أخد بالي من الازاز المكـ.ـسور واللي كان ابننا بيبحي حوليه اتعور أنا ولا يتعور هو
قبل رأسها ثم ابتسم وهو يقول:-
_مراتي احن أم في الدنيا ربنا يخليكي ليا يا روحي
حـ.ـضـ.ـنته بقوة ثم ردت عليه بحب:-
_ويخليكـ ليا يا أجمل حاجة حصلت لي في حياتي مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه في حياتي بحمد ربنا إني سمعت كلامكـ “دmعة” بـ.ـنت كويسة وبتخاف على “صقر” أوي
رد عليها وقال بحنو:-
_الحمدلله يا حبيبتي إنك عرفتي دا
تحولت ملامحها للخــــوف لتخبره عما وجدته:-
_بس في حاجة يا حبيبي أنا دلوقتي وأنا بكلم “بوسي” لقيت على فستانها دm وكمان “ماريا” في على فستانها دm
هذا يقلق بالفعل، هناك غموض كبير يجمع شقيقته بتلك الأجنبية…
………………………………………..
اقترب من غرفة زوجته، سمع تأوهتها، أسرع ليقتحم الغرفة، والقلق ينتاب قلبه بشـ.ـدة، فتح باب الغرفة فـ وجد نور غرفتها مغلق، حاول أن يفتح ولكن لا يفتح معه، استغرب بشـ.ـدة، كيف تعطلت الكهرباء بهذا المكان تحديداً، نهشه قلبه حين سمع صوت “دmعة” الضعيف، بصوت قالق قال اسمعها:-
_”دmعة” إنتي كويسة يا حبيبتي؟!
لا تستطيع أن تنطق صوتها لا يخرج قط، أخرج هاتفه، أنار كشاف الهاتف، وجد دmائها بالأرض، ظل يبحث عنها إلا أن وجدها نحو التراس،و دmها يملأ الأرضية، صرخ بقوة:-
_” دmــــــعـــــة”…!
حملها بين يده، يحاول بكل جهد إن يلحقها، صرخ بالجميع بقوة:-
_إزاي ما حدش خد باله وطلع معاها كلكوا هنا بالاسم حراس وخدامين الكل مرفوض…!!
اقتربت “سناء” منه بفزع، صرخت بقوة:-
_إيه اللي حصل لـ “دmعة” دي أكيد عين
بغـــضــــب جامح رد عليها:-
_كان المفروض تسألي نفسك قبل ما تسبيها لوحدها
خرج للحديقة فـ أسرعت “حبيبة” ما أن وجدت حالة “دmعة” وملابس “صقر” التي يملأها الدm، صرخت بقوة:-
_إنتوا اتخانقتوا ولا إيه؟!
بعلو شـ.ـديد رد عليها “صقر”:-
_وتفتكري إني لو اتخانقت مع” دmعة” هأذيها أنا بحميها حتى من نفسي وهعرف اللي عمل كدا وساعتها مش هسيبه
ابتلعت ما في حلقها ثم نظرت إلى زوجها الذي فهم ما تقصده بنظراتها، همس في أذنها بعد أن رحل “صقر” من أمامهم:-
_لا “بوسي” ما تعملهاش أبداً
بتلك اللحظة التفت “صقر” لهم وقال:-
_تعالوا ورايا عشان لو احتجت حاجه في المستشفى تكونوا جنبي وأنا أكون جنبها
أسرعوا خلفه، صعد بسيارته ثم قال للسائق بأمر:-
_انزل إنت و”عصام ” هيسوق
نفذ السائق أمره ونزل من السيارة، ليصعد مكانه “عصام”، ركبت بجانبه ” حبيبة” بعد أن ساعدت “صقر” بالصعود بالخلف مع “دmعة” التي فردها بالأريكة ووضع رأسها على أرجله، دmعت عينه لتاني مرة، أول مرة بكى فيها بوقت مـ.ـو.ت أبيه، اليوم تيقن بأن غلاوتها كغلاوة أبيه..
قبل رأسها ثم قال بحب:-
_أنا معاكي يا “دmعة” وجنبك” أوعي تقفلي عينك أوي أنا جنبك يا حبيبتي
مسك يدها بحب ثم قال بخــــوف:-
_متقلقيش يا حبيبتي أنا جنبك أوعي تقفلي عينك
لم تستمع له، قاومت كثير ولكن أغلقت عيناها بتلك اللحظة فـ صرخ بقوة:-
_لااااا خلص يا “عصام” “دmعة” قفلت عينها أنا مش عاوزها تدخل في غيبوبة
نظرت له “حبيبة” بشفقة ثم قالت بهدوء:-
_ما تقلقش يا “صقر” هي هتكون بخير أكيد
بتمني شـ.ـديد هتف:-
_يارب يارب يا “حبيبة” ادعلها
أوقف “عصام” محرك السيارة ليصدر صوت احتكاك الاعجلات بالأرض، نزل الجميع من السيارة، حمل “صقر” زوجته ثم دلف لداخل المشفى وصرخ بالجميع:-
_دكتور بسرعة مراتي بتمـ.ـو.ت مني
في سرعة أخرج الممرض سرير متحرك وادخلها لغرفة العمليات، كانت “دmعة” يظهر على حالتها بدون تشخيص بأنها سـ تدخل عملية جـ.ـر.حية
بتلك اللحظة جاء موظف الاستقبال وقال بجدية:-
_ممكن المسؤول عن الحالة يجي يملأ البيانات لو سمحت
لم يسمعه “صقر”، كان شارد بغرفة العمليات، قالق على قلبه الذي دخل مع صغيرته….
بتلك اللحظة اتجه معه” عصام” وقال:-
_هكتب أنا البيانات تعالى ورايا
بالفعل غادر من أمامهم، بتلك اللحظة وقفت “حبيبة” بجانب “صقر”، وضعت يدها على كتفه ثم هتفت بحنو:-
_يا حبيبي إن شاء الله هتكون كويسة متزعليش نفسك أبداً هي هتكون كويسة…!!!!
لم يبالي لما حوله فقط أنظاره تتعلق بالغرفة المتواجدة بها”دmعة” وما يحدث بداخلها، مر ساعة والأخرى ومازال الطبيبب بالداخل
ظل يذهب يميناً ويساراً بتلك اللحظة خرج الطبيب فـ أسرع باتجاه سأله بهلع:-
_مراتي عاملة إيه يا دكتور هي بقت كويسة صح وهتنتقل من الأوضة دي لأوضة عادية صح
أمسك الطبيب يده حتى يصمت “صقر” عن الكلام ويعطي له فرصة حتى يتحدث:-
_يا فنـ.ـد.م ممكن تهدأ عشان أشخص حالة مراتك
صمت عن الحديث يستمع بلهفة شـ.ـديدة، أضأف الطبيب:-
_دلوقتي مراتك حالتها حرجة جداً ومحتاجة دm الاصابة بتاعتها كانت كبييرة وكمان دي ضـ.ـر.بة متعمدة ولأزم يتحقق فيها
لا يهمه ما يقوله صرخ به بفزع:-
_فصيلتها إيه؟
رد عليه الطبيب في سرعة:-
_ الفصيلة بتاعتها نادرة ومش بتاخد غير من نفس الفصيلة وهي o
هز “صقر” رأسه ثم وبنبرة مذعورة قال:-
_يالا أنا o زيها
بالفعل دخل لغرفة التبرع بالدm، وبعد أن تبرع لها قال له الطبيب:-
_كدا كويس قوم وأشرب حاجة تسندك
بلهفة شـ.ـديدة قال:-
_لو محتاج دm تاني خد ولو محتاج دmي كله خده أهم حاجه هي تعيش فاهم ولا لاء
أمره الطبيب بالتباع ما يقوله فقط:-
_لا مش عاوزين دm تاني إحنا عاوزين إنك ترتاح عشان أخدنا دm كتير منك وخلي حد من اللي معاك يجبلك عصير
لا يفهم عليه الطبيب، هو لا يعرف أن حياته متعلقة بـ “دmعة”
قام من مكانه واتجه للخارج يجب أن يتابع أخبـ.ـارها، بتلك اللحظة قدmت له “حبيبة” عصير وقالت بغـــضــــب:-
_ليه قومت من على السرير يا بني حـ.ـر.ام عليك نفسك
حدق بالدmاء الذي يملأ قميصه ومن ثم قال:-
_وحياة الدm اللي على القميص أنا كويس هنا
حملق بـ “عصام” ثم أمره بـ:-
_روح يا “عصام” إنت و “حبيبة” هاتولي لبس وهاتوا ليها لبس هي هتكون بخير ما تتاخروش عليا
هزت “حبيبة” برأسها ثم قالت له:-
_حاضر يالا يا ” عصام”
بعد أن رحلوا خرج الطبيب وعلى وجهه بسمة صغيرة حتى يطمنه بها:-
_ الحمدلله مراتك بقت أحسن هننقلها لغرفة الرعاية لحد ما نطمن عليها وتفوق بعد كدا هننقلها لغرفة عادية
ابتسم “صقر” بسعادة، حمد ربه كثيراً، سـ يظل بجانبها حتى تفيق
…………………………….
في الصعيد…
بصباح اليوم التالي، استيقظت “نورهان” التي نظرت لزوجها فـ وجدته مازال نائم، يجب أن تتركه، هو تعب كثيراً بليلة أمس، قامت من مكانها ثم غيرت ملابسها وخرجت حتى تطمئن على الجميع…
دلفت لغرفة “إلهام” فـ وجدت معها “قمر” ابتسمت بحب ثم قالت:-
_صباح الخير عليكم
ابتسمت لها “قمر” ثم قالت برجاء:-
_لسه كنت هصحيكي “إلهام” يا خيتي مش عاوزة تأكل
هزت “نورهان” رأسها ثم أمرتها بهدوء:-
_معلش يا “قمر” روحي اطمني على “نوارة ” و “حنين” وأنا هفضل هنا مع “إلهام”
هزت “قمر” رأسها وذهبت من أمامها، اقتربت “نورهان” من فراش “إلهام” ثم قالت بحب:-
_صباح الخير على فراشة البيت كله
نظرت لها بتعب ثم قالت بنبرة حزينة:-
_صباح النور يا “نورهان” والله مش قادرة اتكلم تعبانة شوية
اتجهت نحوها ثم قالت بغـــضــــب:-
_أنا ملاحظة إن كل ما الإنسانة اللي اسمها “نهلة” تتكلم على أخوكي وتفكرك بجوازة “عز” تكرهي “سالم”إنتي عارفة حالة.”سالم” وعارفة هو بيعاني إزاي
بكت “إلهام” بشـ.ـدة، هي لا تشعر بها أخيها أصبح قاسي:-
_إنتي عارفة إنه بقى قاسي ومش طايق نفسي
ابتسمت لها “نورهان” ثم قالت بحب:-
_ت عـ.ـر.في هو مش هيچوزك لـ “عز” هو قال لي كدا بيني وبينه هو محضر لك مفاچأة بس إنتي بتحرقيها له وهو قالك كدا عشان يغـ.ـيظك
هل زوجة أخيها تقول كلامها حتى تواسيها، بتلك اللحظة شعرت بيد “نورهان” التي وضعت اللقمة بفمها ثم قالت بأمر:-
_هقوم أشوف أخوكي أرچع الاقي الأكل خلص
هزت “إلهام” رأسها بالرفض ثم قالت بحنق:-
_والله ما قادرة يا “نورهان”
بصرامة شـ.ـديدة قالت:-
_هتأكلي يعني هتأكلي وإلا هعتبرك بطة وهأكل فيكي للصبح
ابتسمت “إلهام، عليها ثم هزت رأسها وبدأت بالطعام، اتجهت”نورهان” إلى غرفتها فـ وجدت “سالم” مستيقظ ويمسك معدته بشـ.ـدة، أسرعت إليه بلهفة شـ.ـديدة ثم قال:-
_في إيه مالك؟!
بغـــضــــب شـ.ـديد قال:-
_إيه اللي دخلك من غير ما ما تخبطي
بتهكم شـ.ـديد ردت عليه:-
_دي أوضي على فكرة وكل حاچة فيها ملكي
رفع حاجبه ببرود ثم قال:-
_دا على الأساس إنك مثلاً لو شوفتيني قالع هدومي هتعتبري إني چوزك وهتقفي تساعديني في لبسهم أنا حاسس إني متچوز أمي
عاد إلى هذا الموضوع ليهرب من سؤالها وخــــوفها عليه، صرخت به بقوة حتى يرد عليها:-
_إيه اللي بيوچعك مـ.ـا.توهش عشان ما تچاوبش وليه اتفزعت قوي لما دخلت مخبي إيه
أغمض عينه ثم قام من مكانه واقترب منها، ظلت تبتعد إلى أن التصقت بالحائط، قفل الباب ثم همس بضيق مصطنع:-
_مش المفروض المرة اللي عاوزة تحافظ على چوازها لما تدخل أوضة نومها تقفل الباب لو زعقت له چوزها يعرف يضـ.ـر.بها بدل ما حد يتفرچ وترچع تزعل لو اتكلمت بهمس يعرف يبـ.ـو.سها من غير ما حد يدخل
رفعت حاجبها ثم قالت بحنق:-
_والله اتثبت أنا كدا قول إيه اللي تعبك
قبلها على خدها الأيمن ثم همس في أذنها:-
_مافيش حد غيرك تعبني قي حياتي بس برضه بحبک
حدق بعبايتها ثم قال بضيق:-
_العباية دي ضيقة على چسمك مش أنا قولت بلاش من الضيق ولا هو لأزم تزعليني أكتر من الزعل والحـ.ـز.ن اللي أنا فيه
اتجهت نحو الفراش ثم قالت برجاء:-
_أنا هلبس حاچة غير العباية بس من رأيي يا “سالم” ترتاح انهاردة
رمقها بحنق وقال:-
_يا بت إنتي عبـ.ـيـ.ـطة صوح أبوي وأمي مـ.ـيـ.ـتين أمبـ.ـارح والعزاء دا تاني يوم وبعدين من أمتى وأنا بقعد زي الحريم في البيت
تعلم بأنها لن تقنعه، هو عنيد للغاية أخرجت ملابسه ثم قالت بتمرد:-
_ما تسمعش كلامي وأنا كمان مش هسمع كلامك ومش هقــلـــع العباية
أمسكها من خصرها وهمس بحب:-
_أنا لما أمـ.ـو.ت أبقى البسي الضيق لكن طول ما أنا عايش متطلعيش برا الأوضة دي ولا أقولك چوا الأوضة البسي عريان وبرا البسي واسع والعبايات دي مش هتنفع ولا چوا ولا برا نحرقها أحسن
ابتسمت على ما يقوله ثم همست بحب:-
_طب وسع وأنا هغيرها
جذ على أنيابه ثم قال بعصبية:-
_مش قولتلك ما تتكلميش بهمس وترچعي تزعلي
ركضت قبل أن يقبلها، أخذت ملابس واسعة ودلفت للحمام، ارتدت ما أخرجته في سرعة ثم خرجت وهي تقول:-
_مليت ليك يا “سالم” ماية سخنة استحمى يا حبيبي وأبقى أشرب ماية سقعة عشان ما تتعبش
أنهت كلامها ثم خرچت من الغرفة بتلك اللحظة سمعت صوت صرخات تأتي من الغرفة المتواجدة خارج البيت، أسرعت للخارج، وهي تقول بخــــوف:-
_مين بيصوت….مين.. هما الغفر ليه مش موجود….
وقبل أن تكمل كلامها خدرها أحدهم ووضعها بسجادة كبيرة ثم حملها ووضعها في السيارة
كانت “نهلة” تتابع ما يحدث بسعادة، بتلك اللحظة جاء من خلفها أحد الحراس وقال:-
الغفر راحوا يدوروا على اللي قولتيه بس ماحدش لاقة حاچة يا ست “نهلة”
ابتسمت “نهلة” ثم قالت بضيق مصطنع:-
_أنا كنت عاوزة العصير لستك “إلهام” والطعم دا مش موچود في البلد مش مشكلة لما سيدك “سالم” ينزل مصر يبقى يچيب
سمعت بتلك اللحظة سعلت “سالم” الذي خرج من الغرفة يبحث عن “نورهان”:-
_”نورهان” إنتي روحتي فين؟
اقتربت منه “نهلة” ثم قالت بخبث:-
_الحق يا سيد الناس مرتك اللي ما بتحبش غيرها راحت فين
انكنش حاجبه بقلق وصرخ بها بصوته الجمهوري:-
_راحت فين؟!
_راحت مع واحد أنا عرفاه اللي كان متقدm ليها زملها في الچامعة شوفتها بتبص يمين وشمال وحـ.ـضـ.ـنته ولما چريت عليها وقولت لها عيب اللي بتعمليه صرخت عليا ومشيت معاه
لا يقتنع بما تقوله حبيبته لا تفعل هذا الشيء، صرخ بها بغـــضــــب:-
_استحالة اصدقك إنتي كـ.ـد.ابة
بتلك اللحظةرن هاتقه، فـ رد على الفور:-
_الو…مين….نعم إنت مين يا حـ.ـيو.ان…واطلق مين…زميلها
حدقت به “نهلة” ببرود، ظنت أنه صدق ما تقول، نهشه قلبه على زوجته، هي لا تستطيع أن تتركه بتلك الحالة وإن تركته لن تترك صديقة عمرها “إلهام”
……………………………………
وقف فوق رأسها للتو انتقلت لغرفة عادية، خرجت من الرعاية، حمد ربه كثيراً، حبيبته أصبحت بخير، فتحت عيناها أخيراً وعاد لها الصوت، بفتور قالت:-
_أنا فين؟!
أسرع يمسك يدها ثم قال بحنو:-
_إنتي جنبي يا حبيبة قلبي إيه اللي حصل ليكي
سردت له ما حدث بالغرفة ثم قالت ببكاء:-
_مش عارفة مين عمل فيا كدا بس أنا خــــوفت أوي ساعتها
كنت عمالة انده عليكي بس إنت ما سمعتنيش
قرب منها وحـ.ـضـ.ـنها ثم وبأسف قال:-
_معلش يا نور عيني معرفتش أحمكي بس والله العظيم لهخلي اللي عمل كدا ينـ.ـد.م إنه اتخلق أصلاً
ابتلعت “حبيبة” ما في حلقها بتـ.ـو.تر ثم نظرت إلى زوجها الذي قرر أن يحقق مع شقيقته، بتلك اللحظة تكلمت “حبيبة” بحنو:-
_يالا أنا جبتلك أكل يستاهل بوقك
هزت رأسها بالرفض ثم قالت بضيق:-
_لا مليش نفس
أشار لهم أن يتركوا معها، ثم أمسك بالطعام وقال:-
_مين قال اللي ملكيش نفس أنا سامع صوت بطونك بيغني زي العصافير اللي ملهاش نفس دي المقشة المعصعصة لكن العصفورة دايما بتدور على الأكل
نظرت للجانب الآخر بضيق، مازالت خائفة ولا تريد الطعام، شعر بالضيق من دلالها فـ قال بحد:-
_ما هو إنتي هتأكلي يعني هتأكلي عشان العلاج اللي بتاخديه
بتلك اللحظة دلف الطبيب حتى يطمئن على حالتها فـ قال بابتسامة:-
_الجميلة بتاعتنا عاملة إيه؟!
رفع “صقر” حاجبه بضيق ثم رد بدالها:-
_كويسة
ابتسمت “دmعة” وردت برقة:-
_الحمدلله كويسة يا دكتور
هز الطبيب رأسه ثم خرج من الغرفة، حدق بها “صقر” بعصبية ثم قال بانفعال:-
_كان المفروض أجيب شجرة واتنين لمون أنا رديت لأزمته إيه ردك
تأففت بشـ.ـدة ثم أغمضت عينها بحنق صرخ به بعصبية:-
_كلي الأكل دا هيخلص دلوقتي
ارتعد جــــســ ـدها من غـــضــــبه، فتحت فاهها على مضاض وظلت تأكل ما يضعه بفمها
يتبع..
↚
صرخ بزوجته بقوة، كيف لها أن تتهم حبيبته بهذا الشيء،:-
_”نهلة” أقسم بالله لو چبتي سيرة “نورهان” بحاچة وحشة لهتكوني طــالـــق
لوت شفتيها بســـخريـــة ثم قالت ببرود:-
_والله روح شوف اللي راحت مع عشقها اللي كان متقدm لها اوعى تكون مفكر انها بتعمل الحنيه دي من الفراغ لا بتثبت حاچة وإنت عارف كويس إيه الحاچة دي
جذ على أنيابه بقوة، أمسكها من معصمها بشـ.ـدة، ثم حذرها بيده وقال:-
_أقسم برب العباد لو چرأ لـ “نورهان” حاچة لدفنك حية يا “نهلة”
تركته ورحلت من أمامه ببرود، وقف في التراس، ينهشه قلبه على زوجته وحبيبته، هي لا تستطيع أن تخونه، تتمرد، وتصرخ ولكن لا ترحل وهو بحاجة لها
انطلق بتلك اللحظة إلى حراسه ليصـ.ـر.خ بهم جميعاً:-
_كنتوا فين لما “نورهان” خرچت من البيت
تحدث أحدهم وقال:-
_الست “نهلة” بعتت الكل يدور على أكلة معينة للست “إلهام”
تيقن بأن ما حدث مدبر من “نهلة”، أمسك الحراس ياقة جلبابه وأضاف بجموح:-
_وأنا شغلتك إنتي عشان تاخد الأوامر مني ولا منها أنا قولتلك تسمع كلام البيت كله ماعدا” قمر” و “نهلة” صوح ولا لاء
هز رأسه ثم قال بأسف:-
_بس يا سيد الناس زعقــ,تــلي وقالت لي الأوامر منك
كاد أن يفتق به، رد عليه بغـــضــــب شـ.ـديد:-
_أقسم برب العباد والله العظيم لو مراتي حصل لها حاچة لهتكون مـ.ـيـ.ـت فاهم ولا لاء
وقبل أن يسمع رده انطلق لغرفة زوجة الثانية، فـ لم يجدها، تذكر “قمر”، يعلم أن” نهلة” لن تفعل مخططتها بمفردها، بالتاكيد سـ تساعدها “قمر”، انطلقت إلى غرفة “إلهام” وصرخ باسم زوجته:-
_”قـــــــــــــــمــــــــــــر”!!!
فزعت من صوته الحاد، قامت من جانب أخته بخــــوف شـ.ـديد، لا تعلم ما الشيء الذي أغـــضــــبه منها، ابتلعت ما في حلقها بخــــوف شـ.ـديد ثم قالت بنبرة مذعورة:-
_هو فيه إيه؟ “سالم” بينادي كدا ليه!!
استغربت “إلهام” غـــضــــب أخيها، قامت من مكانها ثم قالت بهدوء:-
_طب روحي شوفي هو عاوزك في إيه؟!
ارتعدت أواصلها لا تستطيع أن تتحرك، خائفة من بطش عصبيته، حدقت بها بخــــوف ثم قالت بدmـ.ـو.عٍ:-
_أنا خايفة منه يا “إلهام” چسمي يا خيتي مابقاش يستحمل ضـ.ـر.به
شعرت “إلهام” بالشفقة على زوجة أخيها، اقتربت منها ثم وضعت يدها على كتفها وقالت بصوت حنون تطمئن منه:-
_أنا چنبك رد عليه بسرعة
بتلك اللحظة اقتحم “سالم” الغرفة وقفت أمامه “إلهام” ثم أردفت برجاء:-
_ورحمة أمك وأبوك وغلاوتي أنا و”نورهان ” اهدى كدا فيه إيه؟!
“نورهان” أين هي، حبيبته غائبة عن البيت وهو السبب، زوجاته أصبحت أسيرة لحقدهم، قلبه أخذوا منه، لم يسامحهم قط
صرخ بعلو:-
_فين رئيسة العصابة ها؟! صاحبتك
لا تعلم “قمر” ما الذي يعنيه بكلامه، هزت رأسها بعدm فهم وردت عليه بفتور:-
_أنا مش فاهمة إنت بتتكلم عن إيه؟!
رمق شقيقته بغـــضــــب ثم قال بانفعال:-
_أبوس إيدك يا “إلهام” أنا مش عاوز اتعصب عليكي أبداً
“نورهان” بسببهم مش موجودة في البيت
فزعت “إلهام” من حديث أخيها ولكن هي تعلم بأن “قمر” لم تفعل شيء، انتبهت بتلك اللحظة لحالة ” قمر” الهسترية وكلامها:-
_والله العظيم ما أعرف حاچة عن اختفاء “نورهان”‘بس أكيد” نهلة” وراء كدا
أمسكت يد “سالم” غير مبالية لغـــضــــبه ثم أضافت بو.جـ.ـع:-
_أقسم بالله أنا آه كنت وحشة بس عمري ما فكرت أذيها من يوم ما هي قامت مفزعة تنطق باسمك وأنا عرفت إني استحالة أكون في قلبك وحتى لو بحبك مش هعرف أبداً أحس بيك زيها أنا بعد الظروف اللي بنمر بيها كنت هطلب الطـ.ـلا.ق
لا يصدق حديثها، فعلت أشياء كثيرة مع حبيبته تجعله يبغضها، ابتسم بســـخريـــة ثم قال:-
_إنتي فاكرة إني هصدقك مثلاً
أمسكت “إلهام” يده وبدmـ.ـو.ع شـ.ـديدة قالت:-
_هي صادقة يا “سالم” والله صادقة چت وحكتلي كل حاچة إحنا لأزم دلوقتي نرچع مراتك بس لأزم تقف في عزاء أبوك وأمك ونشوف بقى إيه اللي هيحصل
هز رأسه اقتنع بكلامها، ولكن كيف سيرجع “نورهان” و “نهلة” مختفية، أغمض عينه بقوة ثم كور يده وصرخ بحد:-
_والله لو حصل لـ “نورهان” حاچة ما هسيب أي حد متسبب في الحكاية دي…
……………………………………………..
جلست بملل شـ.ـديد، تتفخص حسابتها بالانترنت، ها هو يومها الثاني بالمشفى، هي لا تحب هذه الأجواء قط، بتلك اللحظة دلف “صقر” الغرفة ثم قال بحب:-
_جبتلك عصير خدي
ردت عليه بنفاذ صبر:-
_”صقر” أنا بجد زهقت من جو المستشفى عاوزة أخرج وبعدين أنا طول الوقت لوحدي
كاد أن يرد عليها ولكن دخول “ماريا” جعلهم يصمتوا، لفت وجهها للجانب الآخر حيثُ يكون بعيداً عن الباب، تشك بانها وراء الحادث كله وما حدث لها..
نظر لها “صقر” ثم قال بنبرة جادة:-
_مرحباً يا “ماريا”!!!
ردت عليه” ماريا” ببسمة مصطنعة:-
_مرحباً يا عزيزي
ثم حدق بـ “دmعة” التي تحدق بجدران الغرفة بضيق، تأففت بشـ.ـدة، هي تبغضها، وجاءت فقط لتمثل أمامهم حتى لا يشك بها “صقر”، بشفقة مصطنع قالت:-
_أنا أشفق على حالتك يا عزيزتي إن الحسد أصابك يا” دmعة” بـ ليلة عرسك
لم ترد عليها “دmعة” أبداً، مازالت تنظر للجهة الأخرى، جذت على أنيابها، تشعر بأنها تريد الفتق بها، تريد الصراخ، تريد أن تقول يكفي تمثيل أيتها الحقيرة،
حدق بها “صقر” باستغراب، نظراتها جعلته يشك بـ “ماريا”
سأل زوجته بفضول:-
_مالك يا حبيبتي في بينك وبين “ماريا” حاجة إنتي شوفتي اللي ضـ.ـر.ب رأسك
التفتت لتنظر له بأعيونه ثم أجابته بنبرة هادئة:-
_معرفش يا “صقر” مين عمل كدا وإنت عارفني مش بحب أظلم حد أبدا أنا بس تعبانة شوية
بعد أن انهت حديثها معه، حدقت بـ “ماريا” ثم ردت على حديثها بصوت مرهق:-
_أنا بخير يا “ماريا” أشكرك على حديثك نعم الحسد مذكور في القرآن من الممكن أن تكون تلك العين غريبة عنا
ابتسم “صقر” على زوجته الئيمة حيثُ كان يعلم مقصدها جيداً، ردت بتلك اللحظة “ماريا” التي جلست بيد المقعد الخاص بـ “صقر”:-
_هل هذا الشيء بفعل فاعل يا عزيزي أم هو صدفة وهل عرفتم من فعل هذا؟!
حملقت ” دmعة” بها بغـــضــــب، الغيرة تنهش قلبها، كيف تجلس على مقعده هكذا، صرخت بزوجها بحد:-
_دا إيه دا إن شاء الله إنت هتسبها كدا؟!
حدق بها ببرود، ظل يرقص لها حواجبه، يعجبه غيرتها جداً، تنهد بقوة ثم أمسك يد “ماريا” مما جعل غيرتها تزداد، ولكن سرعان ما ابتسمت حين قال:-
_عذراً يا “ماريا” زوجتي تغار وأنا لا أُريد اغـــضــــبها هناك أريكة أجلسي عليها
اشتاطت من الغـــضــــب على حديثه، كيف له أن يعاملها بتلك الطريقة أمام زوجته
همت بالوقوف، ثم هتفت بضيق:-
_أجلس معها أنا راحلة يجب علي الذهاب إلى السفارة الفرنسية حتى انهي بعض الأعمال
خرجت من الغرفة تحت أنظارهم، بتلك اللحظة هتفت “دmعة” بعصبية:-
_في داهية!!
انكمش حاجبه باستغراب، ما الشيء الذي يغـــضــــبها من “ماريا” ولا يعلمه، حدق بها ثم أشار لها بصرامة حتى تتكلم، لم تفهم ما يقصده فـ قالت:-
_مالك في إيه؟!
سألها بحنق:-
_إيه اللي حاصل بينك وبين “ماريا” مستغرب ما بقتش طايقها لو شاكة إن هي اللي ضـ.ـر.بتك فـ أنا مش هسبها في حالها أبداً
هزت رأسها بضيق ثم قالت بنبرة غامضة:-
_مش عارفة إنت فاكرني مش عاوزة أعرف بالعكس بس ما بحبش أظلم حد ما بحبش أقول اسم اللي شاكة فيه طالما مش متأكدة
هز رأسه ثم قال بثقة:-
_ هعرفه أقسم بالله لهتشوفي وساعتها لو مين هقــ,تــله
ابتسمت له، عاد صديق طفولتها، نزع قناع القسوة والبرود، والأسلوب الاستفزازي ولكن حتى الآن لا تعلم ما السبب وراء معملته وأمره لها وأجبـ.ـارها على كل ما يقول
بتلك اللحظة أحب أن يضايقها، أدmن ملامحها التي تغير عليه، يعشق غـــضــــبها برغم من أنه في بعض الأحيان يغـــضــــبه، إلا إن وجهها في كل الحالات ييقى كالأطفال في كل شيء
أردف بغمز:-
_بس الجيب القصيرة اللي كانت لابسها “ماريا” كانت إيه تحفة أوي
رفعت حاجبها بغـ.ـيظ ثم قالت بحنق:-
_والله….!!
أومأ برأسه ورسمت البسمة الانتصارية على وجهه، لقد نجح في هذا الشيء..
بتلك اللحظة دلف الطبيب، استغلت “دmعة” الوقت فـ تحدث بدلال:-
_أهلاً يا دكتور.. هو أنا مش هخرج بقى من المستشفى زهقت من جوها
ابتسمت الطبيب لها ثم وبعفوية قال:-
_زهقتي مننا ولا إيه؟!
ردت وهي تنظر لزوجها الذي ينظر لها بغـــضــــب، كانت نبرتها رقيقة جداً وكأنها تفعل هذا عمداً:-
_لا بس مش بحب الجو دا وبعدين يا دكتور إحنا لو هنشوف وشك كل يوم فـ دا شيء مفرح و….
يكفي هذا الحد من الاستفزاز، قاطعها زوجها بقوله:-
_لا يا دكتور ما زهقناش بس إحنا بقالنا يومين وطبعاً عاوزين نروح لو فيه متابعة هنجيها وهنشوف ممرضة من هنا تبقى مسؤولة عنها
أومأ برأسه ثم أردف بجدية:-
_هو بس في حاجة المفروض المدام كانت جاية بحالة بفعل فاعل وكأن لأزم نبلغ بس حضرتك مارضتش
بتلك اللحظة ردت عليه “دmعة” باقتضاب:-
_لا هي مش بفعل فاعل أنا نور أوضي كان قاطع للأسف وماشوفتش ازاز الڤازة اللي وقعت مني وأنا وقعت عليها
لم يقتنع بكلامها ولكنه فضل أن يقفل على الموضوع، ابتسم لهم ثم قال بجدية:-
_تمام أنا هكتب لك على خروج وهبعت معاكي أفضل ممرضة وهحدد لك معاد نفك فيه الخياطة وأشوف حالتك
هزت رأسها بالموافقة، خرج من الغرفة وما أن خرج، قام “صقر” من مكانه ثم صرخ بها بقوة:-
_ كلامك مع الدكتور وأسلوبك مستفز
ببرود شـ.ـديد قالت:-
_زي أسلوبك إنت كمان أسلوبك كدا برحتك وبرحتك
بانفعال شـ.ـديد قال:-
_لا مش برحتك يالا قومي عشان نروح
……………………………………..
وصلت “نهلة” إلى مكان مهجور، ظلت تنظر يمينا ويسارا، تتأكد ألا يوجد خلفها أحد، بعد أن تأكدت دخلت إلى بيت صغير، ابتسمت حين وجدت الشخص المجهول يعطي لها ظهره، تحدثت بمدح:-
_برافو عليك يا “زياد” مكنتش متأكدة أبداً إنك هتنفذ بالسرعة والذكاء دا
التفت لها “زياد” بعد أن رسم على ثغره بسمة خبيثة، فتح ذراعيه بترحيب وقال:-
_”نهلة” أكيد طبعاً هنفذ بذكاء عيب عليكي وبعدين هو إحنا بنعمل حاجه غلط لا طبعاً إحنا ما بنعملش غير الصح إنتي بدفعي عن جوزك وأنا عن حبيبتي
ابتسمت له ثم رفعت حاجبها وهي تقول بنبرة لئيمة:-
_فعلاً المهم أنا عاوزاك تلبسها اللبس العريان دا ونصورها چنبك ونبعتها لسيد الناس ولو ما صدقش نذله إنه يبعتها لأهل البلد كلهم وساعتها هيطقلها
سألها بفضول:-
_ألا صحيح ما قولتيش عملتي إيه عشان تخلي “سالم” يقبل “عز” يتچوز ” إلهام”
ابتسمت بانتصار ثم قالت ما أن دق الباب:-
_أهو چه على السيرة افتح له
جلست على المقعدة، تنتظر دخول “عز” وبالفعل دخل وهو يمدح بذكائهم:-
_عملتوا اللي عاوزينوا ونفذتوا كمان وعدكم ليا عشان كدا فأنا هدفع لكم تذاكر تسافر بيها إنت و “نورهان” يا عم الرچولة
هزت “نهلة” رأسها ثم قالت بتنهيد:-
_كدا مش هيكون فاضل لي غير “قمر” وعيالها ومال “سالم” كله هيكون ليا أنا وعيالي
ابتسم لها “زياد” ثم عاد وسألها مرة أخرى:-
_مش هتجوبي عملتي إيه عشان يوافق يجوزها “عز” وهو بيحب أخته كل الحب دا
رمقت “عز” نظرة انتصار وأجابت “زياد” بكيد نساء:-
_بغض النظر إن “عز” عاوز يتچوزها وبيحبها بس أنا كان لأزم أدوق أغلى أخواته إيه شعور إن الواحدة يبقى ليها ضراير عشان كدا طلعت له أوهام في رأسه قولتله أختك بتخرج مع راچل غريب وركبت صور أخدهم لها وهي قاعدة مع صاحبتها شلت صاحبتها وحطيت صورة لزملها في الچامعـ….
بتلك اللحظة توقف الجميع عن الكلام فور سمعهم لصوت “نورهان” التي فاقت من المـ.ـخـ.ـد.ر، رأتهم جميعاً متجمعين، زميلها وصديقها التي كانت تعزه بشـ.ـدة، وزوجة زوجها و “عز” عريس ” إلهام”
صرخت بهم جميعاً:-
_أنا بعمل إيه هنا وإنتوا واقفين فوق رأسي زي الغربان ليه
حدقت بـ “زياد” بحنق وأردفت ببكاء:-
_طب هما وأتوقع منهم كل دا لكن إنت إنت يا “زياد” دا أنا صديقتك حتى
رد عليها بحب:-
_أنا عملت كدا عشان بحبك وعاوز أطلعك من جو الضراير وإنتي عارفة كدا كويس أوي
ردت عليه بانفعال شـ.ـديد:-
_إنت عارف إني ما بحبش غيره
ثم حدقت بـ “نهلة” وقالت بصراخ:-
_إنتي فعلا ما تستهليش عيشة “سالم” ولا كرمه معاكي إنتي انسانة عقيمة بفكرك والله العظيم هتفضلي كدا لإنك مريـ.ـضة حبي لچوزي هعيش وحقدك دا هيمـ.ـو.ت معاكي
قهقهت “نهلة” بقوة ثم قالت بهسترية:-
_حبك والله إنتي بتتعشمي جـ.ـا.مد أوي أقولك على حاچة چوزك اللي فاكرة إنه هيعيش لكي مش هيعيش عنده تليف بالكبد وكل اللي عمله معاكي لإنه عارف إنه هيمـ.ـو.ت كان عاوزك تكرهيه
ثم أضافت بســـخريـــة:-
_وبعدين كرم إيه ونبي دا كل يوم اهانة وضـ.ـر.ب
لا يهمها كلامها، هي توقفت عن أخبـ.ـار مرضه، تجمعت الدmـ.ـو.ع في عينها، شعرت أن قلبها خرج من مكانه، كانت تشعر بأن مريـ.ـض، هل أخفى عليها هذا الشيء، لما، صرخت بشـ.ـدة:-
_”ســــــــالــــــم”
ابتسمت “نهلة” بقوة ثم قالت بخبث:-
_يا حـ.ـر.ام صعبتي عليا يا مسكينة إنتي والله الواحد مش قادر يصدق المشهد دا أهي أهي
ثم قالت بغـــضــــب:-
_يالا نفذ وخلص عاوزين نخلص قــلـــعها وصورها
إلى أي حد وصلت، صرخت بهم بشـ.ـدة:-
_أقسم برب العباد والله العظيم لو قربتوا مني هقــ,تــلكم
تنهد “عز” ثم قال بحنق بعد أن حدق بهم بضيق:-
_أنا مليش في الدوشة دي فـ هروح أنا
بعد أن خرج أقتربت “نهلة” و “زياد” من “نورهان” حاولت أن تبتعد عنهم ولكن الحبل المتقيدة به يمنعها، صرخت برجاء:-
_”زياد” أوعى تعمل كدا هفضل استحقرك طول عمري وبعدين أنا استحالة اتچوزك أبداً حتى لو عملت كدا عشان يطـ.ـلقني هو مش هيصدق
توقف “زياد” عما يفعل، لا يستطيع أن يسمع صوت بكائها هذا، يولمه ندائها، ورجائها، نظر إلى “نهلة” ثم حدثها بغـــضــــب:-
_هنشيل الصور من الخطة
صرخت به “نهلة” بضيق:-
_صعبت عليك بسرعة يا راچلها يا حنين
_خلااااص اكتمي
ابتسمت “نورهان” ثم قالت بنبرة تحمل الاستحقار:-
_هو الراچل وطلع أحسن منك مليون مرة إنتي مش مقدرة أبدا إني ست زيك زيها
………………………………
صرخ بها بشـ.ـدة:-
_فستانك كان عليه دm “دmعة” ومشيتي وبقلب جـ.ـا.مد مكنتش أعرف إن أختي هتكون مجرمة اتفقتي مع الأجنبية ولا إيه
تجمعت الدmـ.ـو.ع في عين “بوسي” لا تعلم ما سبب الاتهام الذي يتهمها أخيها به
صرخت به بانفعال:-
_أنا ليه هعمل كدا أنا آه ما بحبش “دmعة” بس استحالة أعمل كدا والله العظيم أنا ما بعرفش أقــ,تــل نملة عشان أحاول أقــ,تــل انسانة من لحم ودm
ابتسم بســـخريـــة ثم حدق بأمه التي تحدق به بعدm تصديق، لا تصدق أن ابنها يرفع أصبع الاتهام في وجه أخته من أجل خادmة، سأل أمه بهدوء:-
_ماما أنا عارف إنك عاوزة فلوس “صقر” وعاوزاه يتجوز “بوسي” بس وصلت بيكوا لحد مستوى الحقد دا قلوبكم اسودت أوي كدا
جذت على أنيابها ثم التفتت وأعطت له ظهرها:-
_استحالة اللي يكون واقف قدامي يكون ابني
تقدmت بتلك اللحظة “حبيبة” التي قالت بعتاب:-
_يا “عصام” ما ينفعش أبدا تتكلم مع مامتك وأختك كدا
جلست على الأريكة ثم قالت بنبرة هادئة:-
_طب تعالوا نفكر براحة بليز يا ماما إنتي و “بوسي” أقعدوا وإنت كمان يا “عصام”
جلسوا الجميع بغـــضــــب، حدقت بها والدة زوجها ثم قالت بغـــضــــب:-
_أوعي تكوني فاكرة إني همـ.ـو.ت على ابن عمك يا “حبيبة” آه ما نكرش إني كنت عاوزة بـ.ـنتي تتجوزه بس لو هتوصل إن ابني يتهمها بحاجة ما حصلتش يبقى استحالة أخليها تقرب منه
تكلمت “حبيبة” بنبرة جادة:-
_أول حاجة هيعملها “صقر” أول لما يرجع من المستشفى إنه يشوف الكاميرات وأول لما يشوف فستان “بوسي” و “ماريا” اللي فيه دm هما أول اتنين هيحطهم في دايرة الشك
ابتلعت “بوسي” ما في حلقها بخــــوف ثم صرخت بهلع:-
_ماما والله العظيم ما عملت ليها حاجة والله حتى ما قربت للأوضة بتاعتها أنا خايفة اتاخد بدل اللي فعلاً عملها
قام ” عصام” من مكانه ثم اقترب من أخته وأخذها بداخل أحضانه وقال:-
_إهدي يا حبيبتي
يتبع..
↚
وقف بجانب جده، يأخذ عزاء والديه، حالته ليست بخير، وكيف له أن يتمتع بالراحة وروحه غائبة عنه، تنفس بصعوية ثم همس في أذن جده برجاء:-
_چدي كمل إنت بدالي عاوز أروح أدور على مراتي
وضع يده على كتفه بحنو ثم أمسك بالعصاه الخاصة به وقال بجدية:-
_روح يا حبيب قلبي أنا مش قادر استوعب ازاي اتخـ.ـطـ.ـفت من البيت والله ربنا يسترها ويرچعهالك بالسلام
برجاء شـ.ـديد همس قائلاً:-
_يارب يا “چدي” يارب
كاد أن يغادر ولكن دخول “عز” جعله يظل، اقترب منه ومن “مهران” ثم قال بحـ.ـز.نٍ مصطنع:-
_البقاء لله وحده إنتوا عارفين هما كانوا غالين عندي ازاي وأنا طول عمري بعتبر نفسي زي يا “سالم”
هز “سالم” رأسه والضيق يملأ وجهه، هو يشعر بالضيق من آجل زوجته الضائعة، بتلك اللحظة وضع يده على كتفه وقال:-
_تعيش يا “عز” كلك واچب يا صاحبي
عن أي صداقة، ابتسمته الخبيثة على وجهه لا تدل إلا على الغدر…
ليته يعلم من يطـــعـــنه بظهره ومن يحبه بصدق، تنهد “سالم” بتلك اللحظة ثم قال:-
_طيب يا چدي أني هروح أني
بدون وعي رد عليه “عز”:-
_رايح تدور على” نورهان”
توقف “سالم” عند كلمته، وانكمش حاجب “مهران” الذي صرخ بالجميع:-
_سعيكم مشكور منچيش لحد في حاچة وحشة ابني العزاء بتاعه بكرا أخر ليلة وأنا هد.بـ.ـح عچلين وهيتفرقوا على الكل
ثم حدق بـ “عز” و حفيده وصرخ بهم بحد:-
_”سالم “هات صاحبك وتعالى مكتبي
لا يستطيع أن يصبر حتى يذهب للداخل، يريد أن يعرف من عرفه بغياب زوجته، بينما” عز” فـ تلبك بشـ.ـدة، ابتلع ما في حلقه بتـ.ـو.تر، لعن نفسه ولعن غبائه، جذ على أنيابه بغـــضــــب، فكر في الكلام الذي سـ يجبهم به…
وصلوا إلى مكتب “مهران”، بتلك اللحظة كانت” إلهام” واقفة أمام الغرفة، شعرت بالرهبة من وجود “عز” شعرت بأن أخيها سـ ينفذ قراره، هل أصبح بهذه القسوة، سـ يفعل الفرح وأبيه وأمه لم يجف الدmـ.ـو.ع عليهم، سـ يفرح وحبيبته غائبة، ابتسم “عز” حين رأها، تحدث بفرحة:-
_ازيك يا عروستي
أسرعت للغرفة ودmـ.ـو.عها على خديها تصرخ بشـ.ـدة:-
_”نوارة” “حنين” “قمر” …!!
استغرب “عز” فـ سأل “سالم” بدون خجل:-
_هي مالها خدت في وشها ليه
صرخ به “سالم” بانفعال:-
_مين عرفك إني رايح أدور على “نورهان” ها قول يا “عز”
ابتلع “عز” ريقه ثم وسرعان ما وجد اجابته:-
_إنت بتشك فيا أخص عليك يا أبو نسب أنا سمعت الغفر بيتحددوا على اللي عملته أم “مهران” عشان كدا كنت قلقان
لم يقتنع أحدهم بالحديث، ولكن رسموا على وجههم علامـ.ـا.ت التصديق
رد “مهران” عليه بنبرة جادة:-
_طيب يا بني ومعلش إذا كنا عملنا اكدا احنا بس خايفين على البنية
هز رأسه ثم رد عليه بهدوء:-
_لا عادي يا چدي مافيش حاچة المهم أنا عارف الظروف وحشة بس كنت عاوز أحدد معاد لكتب كتابي على “إلهام”
باقتضاب شـ.ـديد رد عليه “سالم”:-
_بعد سنة
كاد أن يرد عليه ولكن أكمل” سالم ” بـ:-
_أبوي وأمي لسه مدفنين أمبـ.ـارح وعاوزني أچوز أختي وأفرح هي نفسها عاوزة اكدا ويالا سعيكم مشكور
يطرده من بيته، هز رأسه بضيق، سـ ينتقم منه وسـ يجعل قلبه يحرقه شوقاً على معشوقته..
ذهب من أمامه، بعد أن تأكد بأنه رحل صرخ “سالم” على أحد الحراس:-
_”چاااابر”
وما هي إلا ثوانٍ وجاء “جابر” لم ينتظر “سالم” أن يتحدث فقط أضاف بأمر:-
_بسرعة أچري وراء “عز” وراقب كل اللي بيعمله وإن عرفت حاچة عن مكان “نورهان اتصل بيا
أسر” جابر” لينفذ أوامره بينما “سالم” فـ قال بيقين:-
_قلبي حاسس إن الزفت دا عارف مكانها يا چدي
هز “مهران” رأسه، سمعته “قمر” وقالت بلهفة:-
_”سالم”
التفت لها بغـــضــــب وقال:-
_عاوزة إيه؟
بحـ.ـز.ن شـ.ـديد من معاملته لها قالت برجاء:-
_بالله عليك تعاملني حلو أنا كلها يومين وهمشي
تأفف بشـ.ـدة، كاد أن يتركها ولكنها أمسكت يده ثم قالت بدmـ.ـو.ع:-
_ما تتچاهلش كلامي أنا من يومين لقيت أخوه “نهلة” واقف مع واحد غريب عننا تقريباً من مصر وكمان معاهم “عز” أنا قولت يمكن فيه شغل بينه وبين “عز” بس بعد شكك له يبقى أكيد بنهم حاچة
ملس “سالم” على رأسها بحنو ثم اقترب منها وقال بآسف:-
_آسف يا “قمر” بس أنا محتاچ أي خيط أرچع بيه “نورهان”
ردت عليه بهدوء:-
_لو معاك أي صورة للي كان هيخطب “نورهان” ممكن أشوفها يمكن اتعرف عليه
في لهفة شـ.ـديدة، دخل على حسوبه، تحديداً لمواقع التواصل الاجتماعي، يعلم اسمه كامل بتلك اللحظة وجد صورته فـ أعطى لها الهاتف بلهفة وقال:-
_شوفي كدا يا “قمر”
ردت عليه بدmـ.ـو.ع شـ.ـديدة، وأخيراً سـ تعود “نورهان” وسـ تقدm لحبيب عمرها شيءٍ لتفرح قلبه وحتى وإن كان هذا الشيء تضحية لقلبها:-
_أيوا هو يبقى أكيد “نورهان” معاهم إحنا لأزم نروح
وضع يده على كتفها ثم ابتسم بشكر مردفاً بامتنان:-
_أنا مش عارف أقولك إيه؟ شكراً يا “قمر”
شردت مع كلامه، أول مرة يحدثها بطريقة هادئة وحنونة، ظلت تنظر له، إلا أن انتبهت لحديث جده:-
_طب روح إنت ورچالتك يا بني
ألحت “قمر” حتى يأخذها معه قائلةٍ برجاء:-
_أنا هاخد هدوم لـ “نورهان” ممكن هدومها تكون اتقطعت ولا حاچة
رفض وقال بنبرة صارمة:-
_لا روحي إنتي وخليكي مع العيال ولاخواتي
زاد الحاحها أخذت القرار، سـ تذهب معه، حدقت بـ “مهران” وقالت بحزم:-
_چدي أنا هروح معاه خلي بالك من البنات والعيال
أسرعت خلف زوجها الذي نظر لها بنفاذ صبر قائلاً بغـــضــــب:-
_أنا مش بنقذ واحدة عشان أمـ.ـو.ت التانية ما تعصبنيش وروحي لعيالك
صعدت السيارة معه وهتفت بتمرد:-
_لا لأزم اثبتلك إني معرفش حاجة عن خطة “نهلة” وكمان اساعدك عشان تچيب مرتك وحبيبتك
……………………..
خرجت من المشفى، مازالت مريـ.ـضة، لا تستطيع أن تقف، تشعر بالدوران الشـ.ـديد حين تقف وحين تسير، أوقف “صقر” سيارته حين دلف للفيلا، انتبه لها فـ وجدها مغمضة العين، شعر بـ الفزع عليها، وضع يده علي مرفقيها وقال بهلع:-
_”دmعة” إنتي كويسة!!
فاقت على صوته فـ نظرت له بتعجب، لا تعلم ما اصابه هل القلق انتابه حين نامت من كثر الألــم، حاولت انا تصطنع الشفاء من اجله فقط، ولكن لا تستطيع، فـ المرض أصعب شيء يصيب الانسان
هزت رأسها وردت بهدوء:-
_ أيوا أنا كويسة جداً
رمقها بغـــضــــب وقال بانفعال:-
_المفروض كنتي بقيتي في المستشفى لكن إنتي عنيدة جداً
حدقت به بغـــضــــب وأخرجت من بين أنيابها:-
_دا على اساس إنك كنت مبسوط وأنا في المستشفى كنت شايفاك غيران
نزل من سيارته بغـــضــــب حيثُ تذكر رقتها مع الطبيب، اتجه للأمام ولكن صوت تأوهتها أوقفه، عاد لها ثم اقترب منها، انحنى قليلاً ليحملها، ابتسمت له بالحب ثم قالت بصوت طفولي:-
_ كنت عارفة مش هتمشي خطوتين الا لما تيجي وتشيلي
يتمنى أن يعيش معها اوقاتٍ رومانسية لا أحد يدخل بها لا يوجد غيرهم، أوقاتٍ لا تضم من يريد أذيتها، تنهد بقوة ثم قال بحب:-
_نفسي أعرف إنتي عملتي فيا إيه؟
رفعت حاجبه ببرود ثم قالت بخبث:-
_هو دا برضه داخل مسرحيه الحب اللي بنعملها على ماريا
رمقها بحنق ثم جذ على أنيابه وهتف بتهكم:-
_ مش هتبطلي تفصلني من اللي انا باقوله
ثم أكمل بانفعال:-
_ اه داخله يلا بقى اسكتي عشان مش عايز اسمع صوتك
ضحكت باستفزاز، صعد غرفته لن يستأمن على وجودها إلا بغرفته، استغربت من وجودها بالغرفة الخاصة به، هل سـ يجعلها بنفس المكان معه لأنهم تزوجا، قاطعت تفكيرها دخول ماريا التي قالت بغـــضــــب غير ظاهر:-
_هل سـ تقضيان الليلة الأولى من زواجكم
باقتضاب شـ.ـديد رد عليها “صقر”:-
_هذا لا يخصك اهتمي بعملك حتى تذهبين إلى بلدك
لم تتخيل اسلوبه معها أبداً، هل وصل إلى هذا الحد، بتلك اللحظة دخلت” حبيبة” والقلق ظاهر على وجهها، بنبرة تساؤلية قالت:-
_أخبـ.ـارك وأخبـ.ـار حالتك إيه؟ طمنيني عليكي
هزت رأسها وابتسمت حين رأتها، همست بتعب:-
_الحمدلله
أضافت “حبيبة” بتـ.ـو.تر:-
_طنط و”بوسي” جم يشوفوكي
هزت “دmعة” رأسها، سمحت لهم بالدخول، ولكن و جههم لا يدل عليه بأنهم جاوا زيارة لها، الكره والحقد يملأ ملامحهم، تنهدت بقوةٍ ثم قالت بترحيب:-
_أهلاً وسهلاً يا طنط اهلاً وسهلاً يا “بوسي”
وكأنهم غـــضــــبوا من جلستها بغرفة زوجها ولكن حاولت “بوسي” ألا تظهر هذا حتى لا تظهر كرهها الشـ.ـديد لـ “دmعة” بينما أمها فـ لوت فمها وقالت بانفعال:-
_طب ما كنتوا أعلنتوا جوزكم وخلاص أصل كتب كتاب والناس مش عارفة إنه د.خـ.ـلة غلط يا ولاد
جحظ “صقر” بعينه بها ثم جلس بجانب زوجته وقرب منها بشـ.ـدة وهمس في أذنها بحب:-
_بحبک وبمـ.ـو.ت فيكي ومافيش ست دخلت قلبي قبلك ولا حتى فيه بعدك
اشتاط الجميع من الغـــضــــب، رفعت “حبيبة” حاجبها وغمزت له حتى يبتعد ولكنه ظل وقرب أكثر إلى أن وصل لفمها وقبلها بحنو ليتابع حديثه بنبرة تغـ.ـيظ من يسمها:-
_هتفضلي تاج فوق الجميع وفوق رأسي أنا شخصياً
انتبه للجميع بتلك اللحظة فـ قال:-
_ونبي يا طنط لولا غلاوة “عصام” لكنت رديت باسلوب مش كويس هي مراتي وحبيبتي وهتفضل مراتي حتى لو الحفلة كتب كتاب أو د.خـ.ـلة
تنهد بقوة ثم أخرج سجارته وأشعلها بغـــضــــب وتابع:-
_ابقي قولي للكل إنهم اتجوزا وعاوز حد يتكلم احنا في مجتمع راقي يا طنط وعلى العموم أنا مش هعمل فرح أصلا الفستان عشان غالي ودا طبعاً ما يغلاش على الغالية الناس حسدتها وتعبت
انكمش حاجبها بغـــضــــب يقول هذا عليها، نعم هي فقط من علقت مع ابـ.ـنتها على الفستان، اتجهت للخارج ولحقت بها “بوسي” التي نزلت دmـ.ـو.عها بشـ.ـدة من حديثه، بينما “حبيبة” فـ قالت بضيق:-
_ليه كدا يا “صقر” هما زعلوا وبعدين هما عندهم حق ما ينفعش تقعدوا لوحدكم ألا بعد حفلة الجواز
حدق بها بســـخريـــة ثم رد عليه بنبرة جادة:-
_أنا مش هسبها لوحدها تاني مش هستنى لما حد يمـ.ـو.تهالي بمعنى أصح مش هخليها تفارقني هتمشي فـي كل حتى هروحها
تنهدت بقوة ثم اتجهت نحو “دmعة” وقبل رأسها قائلةٍ لها بحب:-
_الف سلامة عليكي ياقلبي
أمسكت “دmعة” يدها وهتفت برجاء:-
_متزعليش من “صقر” بس طنط بتدخل في كل حاجة وبتدخل في اللي ما يخصش حد غيرنا
نعم هي محقة أم زوجها تدخل بأشياء لا تعنيها يجب أن تجد حل لكل هذا
تركتهم ورحلت من أمامهم فـ نظرت “دmعة” إلى زوجها الغاضب بعشق
لا استطيع أن اتظاهر بالجفاف، وكيف لي فعل هذا ودفاعك عني يا حبيب الروح يزداد، دقات قلبي لا تتوقف بل تزداد، قول لي كيف لا أكون عاشقة متيمة لكل هذا الحب
أمسكت يده وقالت بهدوء:-
_الست دي تعبانة في دmاغها وعمرها ما هتتغير دايما شايفاني الخدامة وبس
جذ على أنيابه بغـــضــــب لا يستطيع أن يسمع منها هذا الكلام صرخ بها بقوة:-
_إنتي مش خادmة ولا عمرك كنتي كدا إنتي ثروتك تغنيهم كلهم
استغربت حديثه فـ قالت بتساؤل:-
_قصدك إيه؟!
ابتلع ما في حلقه بتـ.ـو.تر ثم قال بعصبية:-
_أنا طول ما إنتي معايا إنتي غنية آه مش هنكمل مع بعض بس هتفضلي صاحبتي
دmـ.ـو.عها نزلت من مقلتيها بشـ.ـدة، كيف يقول هذا عليها، هو يعلم بأن المال قط لا يعني لها، أهانها بكلمته، ردت عليه بكـبـــــريـاء:-
_على فكرة أنا مش عاوزة أبقى غنية بمالك ويالا سبني عشان عاوزة ارتاح
أغمض عينه بضيق، كيف يقول لها هذا بدون انتباه
تأفف بشـ.ـدة ثم اقترب منها وقال بمرح:-
_يا “صلاح” يا صاحبي ما تبقاش قفوش وبعدين أنا قصدي بوجودي دا مش كفاية
أخذها بداخل أحضانه ثم مسح دmـ.ـو.عها الغالية على قلبه ولا يريد أن يرأها قط
كيف أسرد لك ما أحمله بمفردي… لا أريد البوح حتى لا ازعجك يا صغيرتي…
……………………..
ظلت تبكي كلما تذكرت مرض حبيبها، ينهشها قلبها عليه، لا تستطيع قط أن تتحمل، ليتها تمـ.ـو.ت ولا يمـ.ـو.ت هو، حبيب حياتها، بتلك اللحظة اقتربت منها “نهلة” وصرخت بها بحقد:-
_وليكي عين تعيطي يا بت إنتي معندكيش دm صوح والله يا بت إنتي هتمـ.ـو.تي والكل هيمـ.ـو.ت وأنا هفضل ليه وبس وهيعيش ويخف
حدق بها “زياد” وإلى الدmـ.ـو.ع التي تنزلق من عينها لغيره، كيف تستطيع أن تفعل هذا، لما لا تحبه هو، لما لا تضحي من أجله، لما لا تنصحه وترشـ.ـده كما تفعل مع هذا البغيض الجاهل “سالم”
صرخ بها بشـ.ـدة:-
_هو إنتي ليه يا “نورهان” ما حبتنيش مع إني عملت لك كل حاجة وإنتي حتى ما فكرتيش تعمليلي أي حاجة
لم ترد عليه تيقنت بأنه مجرد شخص مريـ.ـض، ردت عليه من تشبه في قلبها المتحجر وأسلوبها وبالمرض الذي يجمعهم وهو الأنانية:-
_مش هترد عليك لسانها دا مش بيكون طويل إلا مع “سالم” ودا بيعچبه فيها لكن أچي أنا ولا الحرباية التانية نتكلم يضـ.ـر.بنا
صمتت قليلاً ثم أضافت بغل:-
_قولتلك قولتلك أعمل اللي يخلي أهل البلد كلها مش طايقين وشها في البلد وروح بيها بلاد برا هي كدا ولا كدة مش عاوزاك
نعم هي محقة سـ يفعلها وسـ ينهي كبريائها التي تفتخر به، سـ يجعل حبيبها غير قادر على رفع رأسه، اقترب منها وقال بجموح:-
_خايفة تردي عليا والله لهنـ.ـد.مك
صرخت به بانهيار:-
_بذمتك إنت شايف نفسك راچل يا أخي عيب على شنبك اللي في وشك إنك تعمل في واحد كـ…
قاطع كلامها دخول “عز” الذي قال بلهفة:-
_غيروا مكانكم في خطر كبير
حدقت بهم بكره، لا ترأ بحياتها من الحقارة أسوء من حقارتهم…
…………………….
وصل إلى منزل أهل “نهلة” لا يعرف كيف أخذ الطريق بتلك السرعة، اقتحم البيت فـ قامت أمها تتسأل بفزع:-
_إيه يا “سالم” يا حبيبي چيت ليه بـ.ـنتي فيها حاچة
بعصبية شـ.ـديد رد عليها:-
_ربنا ياخد بـ.ـنتک بـ.ـنتک بعدت عني النفس فين ابنك “محمود”
ارتعدت أواصلها، لا تستطيع أن تضع ابنها في حرب مع هذا الوحش، صرخت به بجرأة:-
_وعاوز إيه من ابني يا چوز بـ.ـنتي هو مش موچود
رفع سبابته بوجهها ثم أردف بانفعال:-
_أقسم بالله ورحمة الغالين اللي راحوا وحياة الغالين اللي موچودين في حياتي لو مقولتيش فين فـ بـ.ـنتك عندي هبعتهالك مقطعة وفي أكيس واحتمال أوزع لحمها المعفن كمان
بتلك اللحظة خرج “محمود” و وجهه لا يدل على الخير، غاضب بشـ.ـدة من أسلوبه مع والدته، كيف له أن يتعامل معها بتلك الطريقة، أمسكه من ياقة ملابسه وقال بصوت عالٍ:-
_إنت ازاي تتكلم مع أمي بالطريقة دي إنت أهبل أقسم بالله العظيم لهتمـ.ـو.ت انهاردة
بدون كلام لكمه على وجهه ثم سحبه تحت أنظار أمه التي ذهلت من منظر ابنها، جعله يصعد بالسيارة بالاجبـ.ـار
وأسرع يجلس بمقعده، انطلق من مكانه…
بتلك اللحظة طلعت “قمر” التي كانت تختبئ بالمقعد الخلفى، وضعع السلاح بـ رأس شقيق زوجة زوجها وقالت بأمر:-
_دلنا على مكان “نورهان'”
ابتلع ما في حلقه ولكن حاول بكل جهد أن يكون قوي، رد عليها بســـخريـــة:-
_وإنتي فكرك حرمة بتخاف من صرصار هتخــــوفني
لكمه “سالم” لثاني مرة وأردف بصرامة:-
_ماحدش علمك تتكلم مع الحريم عدل وبذات حريم “سالم السيوفي” والحريم النضيفة يعني أكيد مش بتكلم على أختك على العموم السلاح دا أنا اللي همـ.ـو.تك بيه
ولأنه يعلم بأن أي كلمة يقولها “سالم” ينفذها، أخبره على المكان، انطلق بسرعة شـ.ـديد لهم إلى أن وصل
نزل من سيارته وقال بأمر:-
_”قمر” خليكي هنا
ثم حدق بـ الآخر” وقال بانفعال:-
_انزل يا ابن أمك يالا
بتلك اللحظة وجد رجـ.ـالته التي جاءت خلفه، استغرب من وجودهم وسألهم:-
_مين چابكم
رد عليه “جابر” بصوت أخشن:-
_أنا لازم ننقذ الست “نورهان” منهم بسرعة
ألقى “محمود” لهم ثم قال:-
_خلوا الكـ.ـلـ.ـب دا معاكم
وجدهم يخرجون ومعهم حبيبته، عادت الروح له ولكن كيف لهم أن يتعاملوا معها بقسوة
اقترب من “نهلة” وصرخ بقوة بعد أن صفعها على وجهها:-
_إنتي طــالـــق بالتلاتة غوري من قدامي
ثم وقف أمام “عز” وهتف بنبرة حزينة:-
_طول عمرك صاحبي لكن كنت عاوز تاخد مني أغلى اتنين في حياتي اللي چيك كله عـ.ـذ.اب يا “عز”
وأخيراً تبقى له “زياد” أكثر انسان سـ يقدm له انتقامه، صرخ به بعصبية:-
_إزاي اتچرأت إنك تلمس حبيبته
نزل عليه بالضـ.ـر.ب الشـ.ـديد ولم يكتفي بل تركه لـ رچالته، حدقت به “نورهان” بدmـ.ـو.ع كثيرة، اتجهت لداخل أحضانه ولكن سرعان ما ابتعدت عنه حيثُ افتكرت ما أخفاه عنها، بتلك اللحظة صرخت “نهلة” بغـــضــــب:-
_بترميني وبطلقني عشان دي ناقصين إيه عنها قول
أنا همـ.ـو.تها
رفعت السلاح الناري ووجهت نحو “نورهان” وقبل أن يبعد” سالم” حبيبته اطلقت الرصاص، ليحدق بها بصدmة….
يتبع..
↚
صعق الجميع، حيث ضُربت الرصاصة بـ “قمر” التي نزلت من السيارة حين رأت “نهلة” تصوب السلاح النهاري باتجاه “نورهان”، وقعت على الأرض فـ أسرع الجميع لها ولكن ظلت” نورهان” واقفة بمكانها، أطمئن “سالم” أنها بخير ثم أسرع نحو “قمر” وأمسک يدها، ذهل من فعلتها، ضحت بحياتها من آجل حبه، مسك يدها وقال بحنو:-
_” قمر”!!!!!
ضحكت بفرحة، أهذه اللهفة التي تمنتها طوال عمرها، لا يهم الآلم التي تشعر به، لا يهم حتى الأنفاس التي تلهثها بصعوبة، رأت دmـ.ـو.ع من أجلها، نزلت لها ولأول مرة بحياته، مسكت وجهه ثم وبصعوبة هتفت:-
_هتصدق لو قولت لك إن دي أحلى لحظة في حياتي وأنا بين ايدك يا “سالم”
_شووو
همس بها في أذنها وهو يملس على رأسها ثم أكمل:-
_مـ.ـا.تتكلميش إنتي بكرا هتكوني كويسة وترچعي لي وقولي ساعتها اللي عاوزاه وكمان هكون چنبك
لن تبالي لكلامه، ازدات بسمتها الباهتة، نزلت دmـ.ـو.عها من شـ.ـدة الألــم ومع ذلك واصلت الحديث:-
_بحبك يا سيد الناس وياتاج رأسي مبسوطة إني حمتلك حب حياتك هي دي هديتي ليك
صرخ بالجميع بأمر:-
_إنتوا واقفين حولية اطلبوا الاسعاف والحكومة
وفي وسط كل الانشغال، استغلت “نهلة” الوضع، فـ صوبت سلاحها باتجاه “نورهان” التي تقف بعيداً وتبكي من الصدmة، اطلقت النيران عليها وبتلك اللحظة تصوبت ” نورهان” حدق الجميع بها بصدmة، كاد أن ياخذ السلاح أحدهم ولكنها صرخت بهم جميعاً:-
_اللي هيقرب هقــ,تــله والله العظيم ومش هسيبه سليم فاهمين ولا لاء
لا يعلم أيترك “قمر” من آجل أن يذهب لحبيبته، وضع رأسها برفق على الأرض ثم قام والغـــضــــب يملأه قلبه وينهشه:-
_إنتي غـ.ـبـ.ـية ها مش دي صاحبتك اللي كانت معاكي في كل حاچة مش دي”قمر” بدل ما تزعلي بتمـ.ـو.تي “نورهان”
دmعت ملقتيها ثم صرخت به بانفعال:-
_أنا حبيتك أوي ومن كل قلبي وأكتر من الكل دلوقتي “قمر” عچباك والتانية أصلاً حبيبتك إنت كمان هتمـ.ـو.ت ودلوقتي
رفعت السلاح عليه وصوبت بالفعل ولكن أخذ الطلقة “زياد” الذي ركض بصعوبة من حراس “سالم” فـ هو لا يستطيع أن يرأ حبيبته تمـ.ـو.ت، هو فعل خطته من أجل امتلاكها وليس شيءٌ آخر، نظر لهم “سالم”، هو لا يهمه غير زوجاته، ولكن تفاجئ بوقعة.” نهلة” الذي أغرقها الدmاء، استغرب وسأل الحراس:-
_هي رفعت السلاح عشان تمـ.ـو.تني بس إيه اللي حصل لها هو أخذ الرصاصة وچت فيه لكن هي إزاي
لم ينتظر الرد حيثُ تذكر زوجاته، أسرع وحمل “نورهان” ووضعها بسيارته، ثم اتجه وأخذ “قمر”، ركب بالسيارة ثم انطلق إلى المشفى
حاول الباقيون انقاذ ما يمكن انفاذ ولحسن حظهم جاءت الشرطة والأسعاف، أخذت الشرطة ” عز” و “محمود” ونقلت الإسعاف “نهلة” و “زياد”
لتنطلق السيارات بأقصى سرعة، وظلت الأرضية ملطخة بالدmاء، تجمع دmاء الأشرار والأبرياء
……………………………..
بعد أن تأكد من غفلتها، اليوم يجب عليه معرفة من فعل بها هكذا، اتجه نحو المخزن حيثُ يتواجد “حمدي”، دخل ونظرات عينه ثاقبة، رمقه” حمدي” بحنق وصرخ به:-
_هفضل مربوط والرجـ.ـا.لة اللي حولية دول ماسكني
بهدوء يسبق العاصفة سأله:-
_مين بعتكگ!!!
صمت وفضل الصمـ.ـو.ت، وكأنه يعـ.ـا.قب “صقر” بتلك الطريقة، لا يعلم بأنه يعـ.ـا.قب نفسه بما يفعل حيثُ صرخ به “صقر” بانفعال:-
_ونبي يا بني…..ما تضحكش عليا عشان أنا مابحبش اللي يستغفلني
حدق به ثم قال بحد:-
_وأنا إيه اللي يخليني أقولك على العموم أنا بحب “دmعة” وهي بتحبني وهنتجوز غـ.ـصـ.ـب عنك
إذا كان المتحدث مـ.ـجـ.ـنو.ن فالمستمع عاقل، عن أي “دmعة” عن زوجته وحبيبته الصغيرة، استغربه واستغرب شجاعته حتى يعترف له بهذا
قام من مكانه ثم أمسكه من ياقة قميصه وقال بصراخ:-
_والله العظيم لو جبت سيرة مرآتي تاني لهخليك تنـ.ـد.م إنك موجود في الحياة
أشار لرجـ.ـاله أن يضـ.ـر.بوا، وبالفعل نزلوا عليه بالكمـ.ـا.ت والضـ.ـر.بات الشـ.ـديدة إلا أن صرخ بقوة قائلاً برجاء:-
_خلاااص خلاص هقول أنا اشتغلت فترة مع “سالم السيوفي” ووكلني ألقي له عمته واداني صورة ليها وأنا لما دخلت الكلية شوفت الشبه الكبير اللي بين “دmعة” وبين الست اللي في الصورة عشان كدا اتصلت بيه وقولت له
جذ على أنيابه وقال بحد:-
_كمل كمل جيب أخرك ياروح أمك
هز رأسه وأكمل:-
_لما جيت هنا مع “دmعة” وشوفت مامتها عرفت ساعتها إنها بتكون بـ.ـنت عيلة السيوفي اللي هـ.ـر.بت عشان تتجوز حبيبها اللي بيخدmكم
أخذ أنفاسه ثم أضاف:-
ما روحتش قولت لـ “سالم” وفضلت أعرف كل حاجة عنها وعرفت إنها وبورثها تشتري كل مالك إنت فـ قولت لأزم أحبها بس الفترة اللي فاتت عرفت “سالم” وقولتله لقيتها
كان يستمعه ويشعر بالغـــضــــب الشـ.ـديد منه، كيف له أن يحاول إيقاع حبيبته في بحور غدره، جذ على أنيابه، سـ يقوم ويفتق به، لن يرحمه، قام من مكانه ثم أمسكه من معصمه بقوة وأكمل:-
_إنت عارف أنا ممكن أعمل فيك إيه؟ ممكن أسلخك وإنت صاحي وأخليك تنـ.ـد.م على شبابك يا عايب يا اللي فيك كل العبر
حدق بحارسه وقال:-
_اتصل بـ “جاسم” يجي يقبض عليه محاولة قــ,تــل “دmعة” و خـ.ـطـ.ـفها
صرخ به “حمدي” برجاء:-
_يا باشا بالله عليك أنا لسة صغير وبعدين أنا محاولتش أقــ,تــلها
رفع “صقر” سبابته ثم قال بـ انفعال:-
_ومين اللي دخل في السر وأكيد مدخل حد معاه عشان يقــ,تــلي مراتي لو ما مشتش معاه
بعصبية شـ.ـديد رد عليه:-
_أنا مابعتش حد ولا حاولت أقــ,تــلها أنا بس حاولت أخدها معايا
تنهد “صقر” بضياع، يشعر بأنه بالفعل لم يحاول أن يضـ.ـر.ب “دmعة” ولكن من فعل هذا الشيء، قلبه مازالت النيران مشتعلة بداخله، يريد أن يعلم الحقيقة
أخرج زفيره ثم استنشق بعض الهواء ليتحدث بهدوء:-.
_على العموم أنا هسـ.ـجـ.ـنك عشان كل اللي إنت حاولت تعمله مع “دmعة” يخليني أمـ.ـو.تك مليون مرة مش مرة ولا حتى ألف خدوا ونفذوا اللي قولته
خرج من المكان غير مبالي لما يقوله “حمدي” وهذا يشفي غليله
بتلك اللحظة ظهرت “ماريا” التي سمعت كل شيء، نظرت بجانبها وابتسمت لـ “بوسي” التي سمعت كل شيء معها
تحدثت بهدوء يسبق المخطط التي تريد تنفيذه:-
_أنا لم أفهم ما حدث؟ قولي لي يا “بوسي”
شردت “بوسي” في كلام “حمدي” وفي كل ما حدث، هي سـ تصل إلى “سالم” ولكن كيف وهذا المدعو بـ “حمدي” سـ يرحل للسـ.ـجـ.ـن
سردت كل شيء لـ “ماريا” التي ابتسمت بخبثٍ ثم أردفت:-
_ولما تنتظرين أن نتعامل مع هذا “حمدي”، لما لا تعرف”دmعة” ما يخيفه عليها “صقر” ولما لا نكسب صواب اتجاهها وتعرف من هم عائلتها الكبيرة
……………………………
وصل إلى المشفى، حمل “قمر” ووضعها على الفراش المتحرك ثم تركها ورحل ليحمل حبيبته، دخل وعاد يمسك بالفراش الخاص بـ “قمر” والاثنان معه، لا يشعر بالتعب ولكن يشعر بالرهبة عليهم، بتلك اللحظة فتحت “نورهان” عيناها ثم قالت بعتاب:-
_بحبک… بس ليه خبيت مرضك؟
ثم قفلت عيناها مرة أخرى، ليصـ.ـر.خ بانفعال:-
_حد يا خد الحالات مني خلصوني
جاء الطبيب في هلعٍ ثم صرخ بالجميع:-
_حضروا اوضة العمليات ونادوا للدكتور “أمجد” ياخد حالة منهم
بعد أن دلفوا العمليات وقف ينتظرهم بالخارج، وقلبه موجوع عليهم، بتلك اللحظة جاءت الاسعاف بـ “زياد” و “نهلة” لينظر لهم “سالم” بغـــضــــب ويقول:-
_لچهنم ان شاء الله
ظل أمام الغرفة إلا أن خرج الطبيب فـ أسرع إليه في لهفة يسأل عنهم:-
_الحالات عاملين إيه يا دكتور طمني عليهم
بآسف وتنهيد كبير قال:-
_للآسف مـ.ـا.توا
صرخ بهم بانفعال:-
_هو مين اللي مـ.ـا.ت إنت هتچنني مين اللي مـ.ـا.ت
رد عليه الطبيب بشفقة:-
_الشاب والست اللي چابتهم عربية الاسعاف
أخذ أنفاسه براحة، وحمد ربه إن “قمر” و “نورهان” مازالوا بخير، بتلك اللحظة رى والدة “نهلة” التي دخلت بصراخها:-
_بـ.ـنتي فين يا ضاكتور يا ناس حد يرد عليا
ثم اتجهت نحو “سالم” وأمسكته من جلبابه وتحدثت بقهر:-
_ فين بـ.ـنتي إنت السبب انت ضيعت لي ابني وبـ.ـنتي منك لله يا شيخ يارب تسمع كل الوچع عن أحبابك
كيف لها أن تتمنى لـ أحبائه عدm الشفاء وهي وولادها
أكبر شر في الحياة، صرخ بها بقوة:-
_إنتي وعيالك اللي شر وأقسم بالله العالي العظيم لو سمعتك بتقولي على حد منهم حاچة وحشة والله هخلي اللي ما يشتري يتفرچ عليكي
خرج بتلك اللحظة الطبيب الآخر وقال بهدوء:-
_استاذ “سالم” مش كدا
بلهفة شـ.ـديدة هز رأسه ليكمل الطبيب برجاء:-
_اتفضل المريـ.ـضة بتنادي باسمك وعاوزاك
لم يسأله من منهم، الاتنين يعنوا له، دخل في سرعة للغرفة، فـ وجد “قمر” تحاول بكل جهد أن تفتح عيناها، أسرع لها بحب وقال بحنو:-
_حمدلله على السلامة يا حبيبتي
ابتسمت بتعب، أول مرة بحياتها تسمع منه تلك الكلمة، أصبحت حبيبة بقلبه، وفازت بمكان كبير بحياته، أغمضت عيناها ثم ابتلعت ما في حلقها و هتفت بخفوت:-
_لما اتچوزتك كنت مبسوطة أوي يا “سالم” عارف ليه
ملس على شعرها ثم أمرها بـ:-
_لما تخفي ابقى قوليلي دلوقتي إنتي تعبانة
قاطعته بضحك:-
_بالله عليك بلاش تأمرني انهاردة وسبني أكمل كلامي الواحد مش عارف هيمـ.ـو.ت أمتى
كاد أن يقاطعها ولكنها أكملت بهدوء:-
_كنت محظوظة عن كل اللي حوليا الناس كلها حسدتني عليك كنت بمشي وأنا فخورة إني مراتك إنت
بآسف شـ.ـديد رد عليها:-
_ آسف إني ما عرفتش أحبك زي ما حبتيني بس النهارده هاقول لك حاجه أنا اه بأحب “نورهان” بس بقى ليكي معزه كبيره قوي عندي إنتي أم عيالي وحبيبتي واللي انقذت لحياتي
ردت عليه بحب شـ.ـديد:-
_بحبک وفعلاً أنا مكنتش عاوزة أمـ.ـو.ت إلا لما أسمع الكلمتين دول منك…
أغمضت عينها بعد أن لهثت أنفاسها الآخيرة، صرخ باسمها بقوة:-
_”قـــمـــر”..!!!!!!!!!!!
ثم خرج لينادي الطبيب، الذي وضع ما أن دخل جهاز الصدmـ.ـا.ت ثم قال بأسف:-
_البقاء لله المريـ.ـضة مـ.ـا.تت
وقف مصدومة، هل مـ.ـا.تت بدون أن يرد لها معروفها التي قدmته له في انقاذ “نورهان” الذي تذكر أن الاطباء مازالوا معها
تنهد بقوة ثم قال بحـ.ـز.ن:-
_طب والحالة التانية يا دكتور
ابتسم الطبيب بهدوء ثم قال بنبرة جادة:-
_هي الحمدلله كويسة قدرنا ننقذها الرصاصة كانت مقربة من قلبها بس رينا بيحبها
برغم من أن هذا الخبر يفرحه إلا إنه فضل أن يجلس بجانب “قمر”، ويبكي عليها متذكراً كل لحظاته معها
برغم كل شيء…وبرغم إن قلبي لم يدق لكِ…إلى إن الفؤاد ينهشه الفراق، آسفة يا غاليتي…سـ أظل اتذكر المودة والرحمة التي كانت بيننا…
…………………………………
جلست بالغرفة الخاصة بها، تشعر بالملل، حاولت أن تقوم وتتحرك ولكن لا تستطيع، بتلك اللحظة دلفت” سناء” الغرفة ومعها الطعام لها، ابتسمت بحب وقالت:-
_عاملة إيه دلوقتي يا روح قلبي؟!
ابتسمت لها ثم قالت بحب:-
_الحمدلله لله يا “سناء” أفضل بس لسه التعب في الحركة بس
وضعت صحن الطعام أمامها ثم ملست على شعرها وقالت:-
_معلشي يا حبيبتي بكرا تقومي بالسلامة
سألتها بفضول حاولت أن تخفيه:-
_مت عـ.ـر.فيش فين “صقر” !؟
كادت أن ترد عليها ولكن قاطعها دخول “صقر” الذي دخل ومعه اللاب توب الخاص به، ابتسم بحب وهتف:-
_في حد بيدور عليا بدوري عليا يا “سناء”
قامت “سناء” من مكانها وتركتهم بمفردهم، حدقت به بهدوء ثم سألته بغـــضــــب:-
_كنت فين حضرتك بقى عرفني؟!
رفع حاجبه باندهاش ثم حاول أن يستغل كلامها ويستفزها:-
_إيه هو احنا بنغير ولا إيه؟! لا عـ.ـر.فيني بقى ها!
كان ينتظر ردها، ولكنها صمتت بملل، هي تشعر بالحنق لعدm القدرة على الحركة وهو يمزح معها
وضعت صحن الطعام على الكومود وعادت حتى تغفل، أغمضت عينها وعادت للنوم ولكن فتحت عينها مرة أخرى حيثُ صرخ بها بانفعال طفيف:-
_قومي كلي وبلاش دلع وراكي علاج حضرتك
دmعت عينها وحاولت ألا تظهر له الدmـ.ـو.ع ولكنه شعر بها، جلس بجانبها ثم أمسك صحن الطعام وبدأ يطعمها ثم قال بحنو:-
_مالك يا حبيبتي مين مزعلك
مازالت صامتة، لا تتحدث، تأكل بصمت، شعرت بالتعب من الطعام فـ قالت برجاء:-
_كفاية يا “صقر” كدا أناحاسة بالتعب
انكمش حاجبه بضيق، يريد أن يعرف ما بها وما يزعجها، أعطى له الدواء ثم وضعها بداخل أحضانه وقال بحب:-
_عارف إنك ما بتحبيش تبقي تعبانة ورقدة في السرير عارف إن الدنيا كلها بتبقى خـ.ـنـ.ـقاكي بس استحملي يا طفلة لحد ما تخفي
بشهقات كثيرة ردت عليه:-
_ليه أنا بيحصل فيا كدا والله العظيم تعبت أوي
قبلها من رأسها وقال بوعد:-
_والله العظيم لخلي حياتك كلها سعادة
ابتسمت بســـخريـــة فـ هي تشعر بأنه يشفق عليها، لما تزوجها مادام يحب “ماريا” هل كل هذا بالمخطط الخاص بهم، لا تصدق هذا أبداً، تعلم جيداً بأن كل هذا حتى تجلس أمام عينه وتتحكم بالجميع وهي زوجته وحتى لا أحد يتحدث ويقول بأنه يشفق على حالتها لذلك فـ قررت أن تقول له قرارها وبدون خــــوف:-
_أنا عارفة إن حياتك باظت كنت مخطط تتجوز حد واتجوزت حد تاني خالص أنا عارفة دا أنا كمان بحميك من حاجة كبيرة مش هقولك عليها دلوقتي بس
ترك كل ما قالته وألقه خلف ظهره لينتظر ما بعد الكلام هذا، كل هذا كان مجرد تمهيد وليس أكثر، تنهد بقوة ثم سألها بهدوء:-
_وإيه اللي بعد بس
هزت رأسها ثم قالت بحزم:-
_الطـ.ـلا.ق بعد فترة لأزم نتكلم
حاول ألا يغـــضــــب عليها حتى لا يضـ.ـر.بها بالمزهرية الموجودة بغرفته، قام من مكانه بعد أن قال بهمس:-
_شكل الضـ.ـر.بة يا حبيبتي قصرت على دmاغك جـ.ـا.مد أوي خلي بالك على نفسك وعلى اللي ممكن أعمله لو نطقتي الكلمة دي تاني مش عارف ساعتها ممكن أعمل إيه
تركها وذهب اتجاه الأريكة وجلس يتفحص كاميرات المراقبة التي كانت بحفلة كتب الكتاب من دخل ومن خرج يجب أن يعرف من حاول أن يضـ.ـر.بها، بتلك اللحظة تحدثت بفتور:-
_”صقر” أنا عاوزة أعمل حاجة مختلفة بعيد عنك وعن البيت دا لمرة واحدة في حياتي نفسي ما حسش إننا مربوطة ومتقيدة بالبيت بس
حدق بها بتهكم شـ.ـديد ثم قال ببرود:-
_حبيبتي ريحي نفسك إنتي ارتبطي بالبيت لحد ما تمـ.ـو.تي وابقى فكريني أقول للدكتور يغير العلاج لأنه بيجبلك هلاوس
يتبع..
↚
جلست بغـــضــــب تنظر لوالدة زوجها التي مازالت غاضبة، تنهدت “حبيبة” بقوة ثم حاولت أن تغير من تصرفات حمـ.ـا.تها قائلة لها بحنق:-
_المفروض مكنتش قولتي ليهم كدا أسلوبك دا يا طنط وحش جداً
لوت ولدتة زوجها شفتيها بضيق ثم ردت عليها بنفاذ صبر:_
_بقولك إيه متعصبنيش دا اللي عندي وبعدين هو اعجابه بيها خليه زيه زيها بيئة عادادتنا إحنا الراقية راحت فين قوليلي
أتبحث عن العادات وهي تريد أن تنهش بأموال ابن عمها، أيعقل ذلك، هي لا تصدق قط، شعرت بالغـــضــــب الشـ.ـديد مما جعلها ترد بتهكم:-
_دا على الأساس إنك مش بتعملي كدا عشان يعجب ببـ.ـنتك عارفيني بقى حوراتك
جذت الأخرى على أنيابها، لقد استفزها رد “حبيبة، ما الذي تعنيه بكلامها، هل تعني أنها هي من لا تحترم عاداهم الراقية، لذلك فـ أحبت أن ترد لها كلامها بنفس نبرة الاستفزاز والتهكم التي حدثتها به:-
_والله دا على أساس إن احنا اللي كنا بنخطط لوحدنا والنبي ما تأفوريش علينا كتير لإننا بنكره الأفورة إنتي نفسك اللي كنتي حابة تحطيني في خطتك عشان الخدامة ما تفوزش بكل حاجة
شعرت” حبيبة” بالنـ.ـد.م الشـ.ـديد، لأنها دخلت أم زوجها في شئون عائلتها، تنهدت بقوةٍ ثم صرخت بها بحد:-
_أوعي تنسي إنتي بتتكلمي مع مين؟! أنا “حبيبة” اللي دايما بكون عاملة عليكي وعلى العيلة اللي هي عيلتي
قامت والدة “عصام” من أمامها ثم خرجت حتى تجلس بالحديقة، أصبحت تشعر بأنها لا تطيق زوجة ابنها، حيثُ تغيرت تماماً، ليست هي من تعرفها، دائماً كانت تقف بجانبها… بتلك اللحظة وجدت “عصام” يهل عليها، ابتسامته زادت حين رأها، فتح ذراعيه وقال ما أن قرب منها:-
_مال ست الكل زعلانة ليه؟!
تأففت بشـ.ـدة ثم قالت بانفعال طفيف:-
_هو إنت هتسيب بيتك وهتقعد في بيت ابن عم مراتك دا ليه بقى؟!
تنهد بقوةٍ وأجابها:-
_في مشاكل يا ماما ولأزم أكون هنا
لوت شفتها بحنق ثم هتفت بضيق:-
_وإحنا وأبوك مش عنده مشاكل في الشغل رد عليا يا بني!!
يعلم بأنها لن تصمت قط، ويعلم بأن هناك شيءٍ كبير يضايقها وتيقن بأنها “دmعة” وزوجها من “صقر” وإلا لكانت جلسته محبب لها بشـ.ـدة، تأفف وأخرج زفيره ثم قهقه بعلو لعله يجعلها تبستم:-
_مين مزعل ست الكل بس وبعدين يا ماما أنا عارف إن في حد مزعلك بصي كان لأزم تيجي تزوري “دmعة” وإلا كان حد شك فينا دي حاجة وبعدين يا ست الكل خلصنا ويالا بقى اضحكى
مازالت ترمقه بحنق، ابنها بالنسبة لها سـ يظل ساذج ويسير خلف زوجته، قامت من مكانها ثم أمرته بـ:-
_روح شوف لي أختك خليني أروح بيتي فعلاً اللي بيخرج من بيته بيتقل مقداره
يجب أن يفهم من زوجته ماحدث، ولما أمه غاضبة هكذا، أصبح غير قادر على تصرفات أمه، يكفي زوجته المتمردة دائماً..
عاد ونظر لها ثم قال بضيق:-
_يا ماما بالله عليكي أنا ما بقتش مستحمل بحر الخلاف اللي بقيتوا تعملوا والله زهقت وإنتوا مش حاسين ببا غيروا بقى من نفسكم
لم ترد عليه، لقد زاد غـــضــــبها بحديثه الغير لأيق بتربيتها، هي أعطته من عمرها حتى يخالفها ويتكلم بهذا الاسلوب معها، قامت من مكانها بحزم ثم أردفت بأمر:-
_لما تحترم نفسك وتحترم أمك اللي ربتك أبقى تعالى كلمني وطول ما إنت كدا يبقى أنا مش هكون موجودة في حياتك
أغمض عينه بغـــضــــب، شعر بالنـ.ـد.م، عاتب نفسه، هو لا يريد إزعاجها، حاول أن يتكلم ولكنها رفعت يدها بحزمٍ وتركته ورحلت من أمامه
…………………………..
انتقلت “نورهان” لغرفة عادية بعد أن تأكد الطبيب بأن حالتها أصبحت مستقرة، دلف “سالم” لها، تأملها، حبيبته طريحة بالفراش، جلس أمامها، وأمسك يدها ثم بدأ يتحدث بضعف:-
_أول مرة أحس بالضعف يا “نورهان” أيوا “سالم” من غير حبيبته مريـ.ـض
تنهد بقوة ثم أكمل بحـ.ـز.ن:-
_”سالم” حبيبك ظلم يا “نورهان” ظلم نفسه وظلم أخته وظلمك وظلم “قمر” اللي مـ.ـا.تت ومش عارف هيعمل إيه في اللي چاي
وضع رأسه على يده. وبكى بشـ.ـدة، ثم أكمل حديثه:-
_قومي وقفي چنبي يا “نورهان” عاوزك تشيلي همي ما ينفعش كلنا نمـ.ـو.ت أنا مش هعرف أمن حد على بيتي وأسراري غيرك قومي
فتحت عينها، سمعت كل ما قاله، سمعت نادئه لها، تنفست بتعب ثم قالت بعتاب:-
_ليه ما قولتليش يا “سالم” ليه ما قولتش على مرضك
دmعت عينها بشـ.ـدة، هي لا تستطيع أن تتخيل حياتها بدونه، وكيف لها أن تعيش بدون. الروح، حاول أن ينكر كل ما عرفته:-
_اللي قالك كدا كـ.ـد.اب أنا سليم
مازال يكذب عليها، يخاف أن يقول لها شيء، هل مشاركته أوجاعه معها مبيرة عليها، هل لا تستحق ذلك، ببكاء شـ.ـديد قالت:-
_بالله عليك بطل بقى تكذب أنا تعبت من الكذب يا “سالم” والله تعبت إنت تعبك دا من يوم ما تغيرت معايا خــــوفت يا “سالم” تشاركني و.جـ.ـعك هو أنا مستحقش
هزت رأسها ثم قالت بألــم:-
_اااه إيدي
بخــــوف شـ.ـديد أسرع لينادي على الطبيب ولكنها صرخت به بخفوت:-
_مش من حقك تخاف عليا خلاص يا “سالم” أنا اترجيتك عشان تقولي الحقيقة بس إنت ما قولتش أنا همشي وهسيبك
ألتفت لها بهلعٍ، ماذا تقول وعن أي رحيل، صرخ بها بغـــضــــب:-
_لا مش من حقك تمشي وتسبيني أنا وإنتي اتولدنا عشان نكون لبعض
تذكرت “قمر” فـ سألته بتعب:-
_”قمر” فين؟!
حـ.ـز.ن مرة أخرى حين تذكر زوجته التي ذهبت إلى دار الحق وتركت عالمهم:-
_”قمر” البقاء لله وحده
لم تكن تتوقع أن تسمع هذا الخبر، لطالما لم تحبها ولكن هي وقفت بجانبها، ازادت دmـ.ـو.عها وأشفقت على حالته، قالت بحب:-
_تعالى چنبي!!
أسرع ليجلس بجانبها، فـ حـ.ـضـ.ـنته بذراعها السليم، ملست على وجهه بحنو ثم قالت:-
_البقاء لله بكرا ربنا هيعوضك لما تشوف عيالها في أحسن حال
تذكر ولاده من “نهلة”، هم يحتاجون لمن يشفق عليهم، رد عليها بضيق:-
_” نهلة” و “زياد” مـ.ـا.توا بس على قد ما أنا مش هاممني “نهلة” إلا إن عيالي منها يا “نورهان”
وچعيني قلبي أوي
أمسكت يده وقالت بحزم:-
_أنا هعمل عملية وهتبرع بفحص من كبدي وهنربي عيالنا عيال “قمر” وعيال “نهلة” هما عيالك يعني عيالي أنا
ابتسم لها بامتنان ولكن لا يريد أن يضحي بحياتها من أجله، لن يأخذ من جــــســ ـدها أي شيءٍ حتى يعيش، يكفي ما تفعله معه:-
_أنا مش هاخد حاچة من جـ.ـسمك أنا مقدرش أحس إنك فيكي شيء ناقص..
بتلك اللحظة دلف الطبيب الذي كان يهتم بحالة “قمر” قبل رحيلها، وبالصدفة سمع كلامهم ليبتسم بهدوء ويقول:-
_ماشاء الله زوجاتك كانوا بيحبوك جداً واحدة وبرغم حالتها مستعدة تتدخل عمليات تاني عشانك والتاني وصتني قبل ما تمـ.ـو.ت إني أحافظ على كبدها عشان تتبرع بيه ليك وكانت سعيدة لما قولتلها إنه سليم….
فعلت أشياء كثيراً حتى تكمل حياته وحتى تسعده، نـ.ـد.م على كل لحظة ضـ.ـر.بها وأهانها بها…
حدق بزوجته ثم قال:-
_”قمر” حبت تعيش معايا طول العمر كدا هيبقى معايا إنتي وهي
…………………………
استغرب حين راء دmاء على فستان “بوسي” و “ماريا”،شعر بالغـــضــــب الشـ.ـديد، قام من مكانه بانفعال مما جعل” دmعة” تستغرب، حاولت أن تقوم ولكنها لم تعرف، بتلك اللحظة بعد أن خرج، دلفت “ماريا” التي كانت تمسك بهاتفها والبسمة الخبيثة على وجهها:-
_ما يحدث بينكم أعتقد أن هناك شجار حاد يحدث
أعطت لها الهاتف ثم قالت:-
_لا تردي سـ أخرج أنا فقط أعمل لكي مفاجأة شاهدي قمت بتصوير ما حدث بين زوجك و “حمدي”…!!!
تركت لها الهاتف واستدارت حتى تخرج ولكن توقفت حيثُ وجدت” صقر” خلفها، صرخ بها بحد:-
_ما حدث لفستانك وما سبب الدmاء التي كانت عليه
هزت رأسها بعدm فهم ثم أجابته ببرود:-
_لا أعلم
خرجت من الغرفة، ليجلس هو بمكانه مرة أخرى يفكر بأن هذا الشيء غير منطقي، لما الدmاء جاءت على فستان “ماريا” و “بوسي” بنفس المكان، من فعلها يعلم بأنهم أعداء لزوجته، نظر لـ “دmعة” بضيق فـ مازال بعد كلامها لا يريد التحدث معها، ولكن يجب أن يستفسر منها عما حدث، تكلم بمضاض:-
_بت…!!
رفعت رأسها ثم نظرت حولها عن أي بـ.ـنت يتحدث، اشتاطت من الغـــضــــب وكأنه فتح صنبورٍ من النكد حيثُ قالت:-
_مين دي اللي بت ها عرفني يا بني هو إنت شايفني رابطة شعري وماسكة مصاصة
تأفف بقوة، هو لا يمزح معها ولا يريد ذلك، رمقها بحنق ثم سألها بانفعال:-
_اللي ضـ.ـر.بك على رأسك كان واحد ولا اتنين
أغمضت عينها لتتذكر ما حدث معها ثم قالت:-
_واحد
عاد وانتبه إلى شاشة الاب توب، لتضع هي سماعة الهاتف وتسمع المصور، وتكتشف أن أهلها مازالوا على قيد الحياة
اكتشفت بأنها عاشت طيلة حياتها تبحث عن احتواء ولم تجد إلا مع “صقر” فقط، ومن يخاف عليها غير زوجها، انزلقت دmـ.ـو.عها بغزارة ليسمع صوت شهقاتها ويشعر بالفزع عليها، حدق بها فـ وجدها تركز في الهاتف، قام ليأخذوا منها فـ وجد ما لم يتوقعه قط..
أغمضت عينها بضعف، أما هو فـ فكر من أعطى لها هذا التسجيل المصور، صرخ بها بقوة:-
_إنتي بعتي مين يصورني؟!
مازالت صامتة تفكر، هل أهلها من يبحثون عنها يريدوها أم يريده دفن عارهم ويقــ,تــلوها، قامت من مكانها بتعب، واتجهت نحو الباب فـ أسرع إليها وأمسكها من يدها، حاولت أن تسحب معصمها منه ولكنه كان أقوى، صرخت به بـ انفعال:-
_سبني يا ” صقر” بالله عليك أنا تعبانة ومش ناقصة تعب أكتر من كدا
أخذها بداخل أحضانه ثم قال بحنق:-
_طب إنتي راحة فين وهتسبيني
حدقت به بعتاب وأجابته:-
_أنا زعلانة منك لإنك خبيت بس أنا معرفش حد غيرك إنت عيلتي مهما تعمل هتفضل عيلتي
تنهد بقوة، ثم مسح دmـ.ـو.عها الغالية على قلبه، هو لا يريد أن يرأها قطرات الدmـ.ـو.ع ، هو لا يستطيع أن يلقي بها للهلاك، لا يعلم لما يريدوها العائلة ولكنه يعلم بأنه يحبها وسـ يفعل المستحيل حتى يعرف يوصل المودة بينهم بدون قتال
……………..
اتجهت بالسر إلى الشركة، أخذت مفتاح مكتب “صقر” بدون أن يعرف، يجب عليها انهاء المهمة، نجحت في الدخول للمكتب، بحثت في أوراقه إلا أن وجدت من تبحث عنه، تمثال فرعوني كبير، ما يبحث عنه رئيس مجموعتهم، تتذكر بأن “صقر” وجده، وكلم صديقه حتى يسلمه لشرطة الأثار ولكنها لحقته قبل أن يفعل هذا الشيء
أخذته بهدوء ثم وضعته بحقيبتها، اتجهت نحو الهاتف لتهاتف “ماركو”:-
_نعم”ماركو” المهمة نجحت…غداً سـ أقوم بقــ,تــلهم وسـ سجل كل ممتلكته باسمي
قفلت الهاتف لتبتسم بخبثٍ:-
_كنت أعلم بأني سـ أحصل على ما أريده وسـ أنهي زوجاكم
خرجت من الشركة ثم اتجهت نحو منزل مجهول، ابتسمت بكل سعادة وقالت:-
_مرحباً بك…لقد نفذنا ما أمرنا به
أشار لها بيده حتى تغادر وتترك ما جلبته من شركة “صقر” وبالفعل نفذت الأومر ثم رحلت من المكان في سرعة، ليلتفت المقعد بعد خروجها وتكون الموجودة عليه “حبيبية” التي ابتسمت بفخر وقالت:-
_لو مكنتش اتعملت مع العصاية دي مكنتش خد منك حاجة يا “صقر” بكرا تمـ.ـو.ت وأموالك كلها هتكون ليا وأنا الكل هيفتكر إني همـ.ـو.ت وهاخد الفلوس عن طريق “ماريا”
……………………
الحـ.ـز.ن ملأ المنزل، واحد تلو الآخر يذهبون، الأطفال يبكون و “إلهام” لا تستطيع أن تسكتهم، حاولت بكل جهدها ولكن كيف تستطيع إذا كان هي وجـ.ـر.ح فراق أهلها يـ.ـؤ.لمها، لا تعلم ماذا عن أطفال أخيها، برجاء شـ.ـديد قالت:-
_يا ولاد أكيد بابا چي وإن شاء الله خير
بتلك اللحظة دلفت “نورهان” التي رفضت البقاء داخل المشفى، يجب عليها أن تجلس بجانب الولاد، أسرعوا راكضين لها، سألتها “إلهام’ الصغيرة ببكاء:-
_ماما فين يا ماما”نورهان” أنا وأخواتي مش لاقين أمنا وهما راحو فين
تنهدت “نورهان” بتعب ثم قالت بهدوء:-
_هما الاتنين سافروا
ثم نظرت للأربع ولاد وقالت:-
_رچالة البيت “مهران” و “قاسم” و “سليم” و ياسين” عاوزاكم دايما ايد واحدة وتقفوا چنب أبوكوا وكمان أخواتكم البنات
وعادت تحدق بالبنات وقالت:-
_وإنتي يا “نورهان” إنتي و “إلهام” خلوا بالكم من بعض ومن أخواتكم
يجب أن تفهمهم بأنهم يد واحدة مهما حدث، انتبهت لزوجها الذي مازال حزين، بتلك اللحظةسمعت صرخات والدة “قمر” التي ارتمت على صدر “سالم” وبكت بقوة
يتبع..
↚
جلست “حبيبة” مع “دmعة” التي مازالت حزينة، تشعر بالوحدة، فـ وضعت الأخرى يدها على أناملها بتصنع ثم تكلمت بنبرة خبيثة:-
_طب ما تروحي عند جدك في الصعيد يمكن يكون عاوزك وبيدور عليكي عشان يجمع أحفاده جنبه
تنهدت بقوة لعلها تخرج حـ.ـز.نها، ثم ردت عليها بنبرة حزينة:-
_مش عارفة المفروض أعمل إيه؟! بس أنا مبسوطة مع “صقر” ومش عاوزة حاجة من الدنيا غيره
ضغطت “حبيبة” على أضراسهـا بغـ.ـيظ من “دmعة”، ولكن حاولت ألا تظهر هذا الشيء، تكلمت بلؤم:-
_يا بت بلاش غباء متزعليش مني إنتي لما حكيتي ليا عن حور إنه ماجرك عشان” ماريا” تقع في حبه حسيته بيعملك عشان مصلحته روحي لأهلك وأنا هنا هقوله على حقيقتها أنا عارفة إنك مش عاوزة تسبيه مع “ماريا” بس أنا هحل المـ…..
قاطعها صراخ “ماريا” والتي كانت أسيرة لـ “صقر” الذي قبض بيده على شعرها، قامت “حبيبة” بهلع بينما “دmعة” فـ كانت مستغربة من أفعال زوجها ولكنها ظلت صامتة…
بتلك اللحظة اتجهت نحوه “حبيبة”، حاولت أن تخلص” ماريا” من يده:-
_سبها يا “صقر” بالله عليك لاتسبها!!!!
بكت “ماريا” بشـ.ـدة ثم صرخت بها:-
_لقد علم كل شيء يا “حبيبة”!!!
صعقت” حبيبة ” من كلامها، حاولت أن تبرر ما يحدث ولكن صراخ “دmعة” عليها جعلها تصمت:-
_علم إيه ها قولي قصدها إيه يا “حبيبة”؟؟؟؟؟
هزت رأسها ثم قالت بتـ.ـو.تر:-
_معرفش معرفش
صرخ بها ” صقر” بقوة:-
_مكنتش أعرف إنك في يوم من الأيام ممكن تاذيني أنا متخيلتش دا
اتجه “عصام” باتجاهه بغـــضــــب، كيف له أن يقول على زوجته هذا الكلام:-
_إنت ازاي تقول على مراتي كدا عرفني ها؟؟
قهقه بســـخريـــة ثم أجابه:-
_عاوز تعرف طيب هقولك أنا لما اتفرجت على الكاميرات شكيت في أختك و “ماريا” و “حبيبة” لسبب إن ايدها كانت متعورة بس حطتها في دايرة الشك اجابتها اقنعتك لما قالت إن ابنها كان هيتعور بس ما اقتنعتش أنا بيها
صمت قليلاً حتى يبلع ما في حلقه ثم أكمل:-
_راقبت التلاتة وعرفت إن “ماريا” نازلة مخصوص عشان التمثال بتاع والدي واتفاجئت لما رأحت مكان والمكان دا كان فيه “حبيبة”…. بس نفسي أسال مراتك ليه عملت كدا وليه مش عاوزة تحب” دmعة” من قلبها…
صرخت به “حبيبة” بانفعال:-
_أيوا مش بحبها عارف ليه؟ طول عمرها أحسن مني في التعليم وعند عمي وعندك
هدت نبرة صوتها قليلاً لتتابع:-
_من فترة سافرت مع عمي قبل ما اتجوز كنا راحين نزورك يا “صقر” ساعتها سمعت عمو بيقولك هيكتب لـ “دmعة” في الورث أنا اضايقت وقتها عرفت “ماريا” و “ماركو” ودول عرفوني على العصابة وللي عاوز تمـ.ـو.تك وصلت لمرحلة إني أكون تحت البوص بس مكنتش أعرف إني هتكشف
صرخ بها “صقر” بجموح:-
_مين فيكوا ضـ.ـر.ب “دmعة” قولي
ضحكت بعلو ثم قالت بسعادة:-
_أنا اللي عملت كدا وزعلانة من نفسي إني معرفتش اقــ,تــلها
ما هذا الشر، كيف لها أن تتعامل بكل هذا الكره، ولما، اقتربت منها “دmعة” لتقول بحـ.ـز.ن:-
_طول حياتي بحبك دا أنا يوم لما جيتي تقولي لي أنا بحبك قولت لك إن “ماريا” بتخطط تأذي “صقر” ويعيني البت اتعصبت ورسمت على جوزها إنها لأزم تعيش معنا واتريني كنت بربي أفعة تانية
حدق بها “صقر” بحب، هل حاولت تحميه وتخفي عنه حتى لا تشغل باله، بالفعل “دmعة” تحبه كما يحبها، عاد وتنهد حين سمع “عصام” يقول بحد:-
_وطبعا حطيتي لأختي دm على فستانها هي و “ماريا” عشان تحطيهم في دايرة الشك على العموم إنتي طــالـــق… طــالـــق…. طــالـــق
أغمضت عينها بقوة، كانت تتوقع منه هذا الشيء، بتلك اللحظة صرخ “صقر” بـ:-
_اتفضل يا حضرت الرائد خدهم…
وبعد أن أخدتهم الشرطة، نظر إلى “عصام” بضيق ثم قال:-
_آسف لإني خليت تتجوزها وتحبها وشكرت فيها قدامك لما سألتني بـ.ـنت عمك كويسة ولا لاء
تركه ورحل بعد أن قال برجاء:-
_أنا اللي بطلب منك السماح كنت عارف نوايهم بس مكنتش عارف إنها بالبشاعة دي
مال على ابنه ثم أخذه ورحل من المنزل، شعرت “دmعة” بالحـ.ـز.ن عليه بشـ.ـدة…
أصبح المنزل خالٍ ولا يجمع غيرهم، بحزم أخبرته:-
_أظن كدا اجارك ليا خلص
اقترب منها قليلاً ثم قال بحب:-
_أنا عمري ما فكرت استاجرك هو في حد بيأجر حاجة ملكه إنتي حبيبتي من زمان ولما جبت “ماريا” عشان إنتي تغيري وتحبيني وكان لأزم أبعد كل الوحشين عنك عشان كدا عملتك وحش
ببكاء شـ.ـديد أردفت:-
_وأنا كمان يا “صقر” عمري ما فكرت أحب حد غيرك
فتح ذراعه بحب ثم قال:-
_تعالى يا طفلتي في حـ.ـضـ.ـن حبيبك
حدقت به بحنق ثم قالت بتمرد:-
_برضه هتقول طفلة لا إنا مش طفلة قولت كدة مـ.ـيـ.ـت مرة
غمز لها ثم قال بمدح:-
_عروستي وحبيبتي وأجمل نساء العالم
تعلقت برقبته ليدور بها بحب، وأخيراً تخلص من كل الشر الذي أحاطهم… ويجب أن يجمعها بأهلها مرة أخرى
………………………….
مرت الأيام وتحدد معاد عملية “سالم”، الجميع بجانبه، ” إلهام” و “نورهان” و الجد، تحدث بتعب:-
_مش كنتوا قاعدوا مع العيال وأنا كنت خد معايا حد من رچالتي ولو مـ.ـو.ت كانوا هيقولولكم يعني كان لأزم تيچوا القاهرة
صرخت “نورهان” به بغـــضــــب:-
_ما تقولش كدا إن شاء الله هتكون بخير وترچع لي بالسلامة أنا مستنياك
شبكت أناملها بيده بحب ثم أضافت بيقين:-
_أنا حاسة والله إنك هتكون بخير قلبي بيقول كدا
وكيف لي ألا أشعر بك وأنت حبيب الروح… أنت يا حبيبي بخير وسـ تكون دائماً بخير مادام قلبي ينبض بحبي المتيم بك فـ أنا وأنت على قيد الحياة
رمقها بنظرات عاشقة ثم قال بتنهيد:-
_بحبك عشان كدا عاوز أعترف لك بحاچة، من أربع سنين لما عرفت إني تعبان كان لأزم أكرهك فيا عشان كدة أتچوزت مرة والتانية وخلفت وكنت أناني مكنتش عاوزك تتچوزي وأنا عايش عشان كدا اتچوزتك سامحيني يا حبيبتي
لا تطلب مني السماح، أنت حتى وإن قــ,تــلتني سـ تظل حبيب الروح، أجابته بضحك:-
_ مش هسمحك إلا لما تطلع لي بالف سلامة أنا مش هقولك غير كدا
هز رأسه ثم قرب أناملها من فمه وقبلها بحب، لتتجه نظراته إلى “مهران” ويقول:-
_من فترة عرفت مكان بـ.ـنت عمتي بس كان لأزم أعرف إنها هي لحد دلوقتي مش عارف بس لو عشت هتأكد ولو مت روح إنت يا چدي أنا سايب العنوان مع “نورهان”
بلهفة شـ.ـديد رد عليه “مهران”:-
_وعمتك يا بني راحت فين؟!
وقبل أن يجبه دخلت الممرضة والبسمة مرسومة على وجهها، تكلمت بهدوء:-
_ينفع أخد المريـ.ـض
لم تنتظر ردهم وأمسكت الفراش المتحرك واتجهت للخارج به، اتجهوا معه ولكن”مهران” مازال مصدومة، يجب أن يذهب ويتأكد بنفسه، قلبه يقول إنها تكون حفيدته….
اتجه للخارج فـ وجد “إلهام” تبكي، و”نورهان” تنظر لغرفة العمليات وكأنها طائرة بها زوجها وسـ تسافر وتنتظره حتى يأتي، لا تعتبرها عملية جـ.ـر.حية، يجب أن تكون قوية من أجله…
وقف حتى يطمئن على حفيده، حين يخرج سـ يأخذ العنوان وسـ يسرع إلى منزل “دmعة”
ساعة تليها الأخرى ومازالت العملية شغالة، شعرت “نورهان” برهبة حين خرجت الممرضة بهلعٍ، اتجهت نحوها بقلق ثم سألتها:-
_هو فيه إيه؟! “سالم” كويس
حدقت بها بلهفة ثم أجابتها:-
_محتاجين دm بسرعة؟!
في سرعة شـ.ـديدة هتفت:-
_أنا أنا الفصيلة زي بتاعته خد مني أنا
بالفعل اتجهت خلف الممرضة بعد أن قالت لها:-
_طب تعالي ورايا
اتجهت خلفها، وجلست على الفراش، بدأت الممرضة في سحب ما تريده ثم قالت بأمر:-
_ارتاحي و إن شاء الله هيكون كويس
بتمني شـ.ـديد قالت:-
_اللهم آمين يارب يسمع منك ويطلعه لينا بألف خير
ظلت خائفة متـ.ـو.ترة، خرجت مرة أخرى ووقفت أمام غرفة العمليات، سألت “إلهام” بخــــوف:-
_لسه ما خرچش
وقبل أن ترد خرج الطبيب وعلى وجهه بسمة انتصارية لفوزه بنجاح العملية، أسرعوا إليه ليطمنهم فـ قال:-
_الحمدلله قدرنا إننا ننقل الكبد بنجاح هيتحط تحت الملاحظة وهيكون معانا فترة لحد ما نطمن عليه
تنهد الجميع براحة، حدق بتلك اللحظة “مهران” بـ “نورهان” وقال بقلق يسحبه انتظار ما سـ يحدث:-
_هاتي عنوان بـ.ـنت بـ.ـنتي يا بـ.ـنتي
أخرجت من حقيبتها الورقة التي تحتوي على العنوان ثم أعطته له، لم ينتظر واتجه بسرعة إلى المكان المكتوب في الورقة…
……………………………………..
جلست بداخل أحضانه على فراشهم، تشعر بالخجل الشـ.ـديد، فـ اليوم أصبحت زوجته شرعاً وقانونٍ، تكلم بخبث:-
_يا بت فين وشك وريني حبة الطماطم اللي عليه
وضعت الغطاء على وجهها ثم سندت على صدره، ليضحك بعلو على أفعالها، حاول أن يرفع الغطاء وهو يقول:-
_لو رفعت الغطاء هشوف حاجات همـ.ـو.ت وأشوفها
ضحكت بخجل ثم قالت بدلال:-
_لا أنا هقوم عشان عاوز أكل في الجنينة
حدق بها بقوة ثم قال:-
_طب تعالي وأنا أكلك حاجة حلوة
ضـ.ـر.بته على صدره ثم قامت من جانبه ودلفت للمرحاض، ليبتسم هو بحب ويقول:-
_ربنا يخليكي ليا يا ست البنات..
بتلك لحظه دق الباب مما جعله يستغرب فقال بحنق:-
_هو أنا مش قولت ما حدش يدق الباب علينا ولا إنتوا لأزم تعكروا مزاجي يعني
من طرقت الباب كانت “سناء” والذي قالت بعتذار:-
_آسفة يا بيه بس في حد تحت بيقول إنه “مهران السيوفي” وإنه جد “دmعة” والحراس موقفينه قدام الباب
قام من مكانه بفزع، صرخ بها بشـ.ـدة:-
_دخلوا بسرعة وربع ساعة ونازلين
اتجه نحو المرحاض ثم دخل، مما جعل “دmعة” تشعر بالفزع وتقول بحد:-
_طب هروح منك فين تاني بقى بطل قلة آدب واستنى لما أخلص حمامي
بجدية شـ.ـديدة رد عليها:-
_خلصي عشان جدك تحت وأنا هاخد شاور بسرعة عشان ننجز
انتابتها الصعقة، جدها ينتظرها، لما حتى يقــ,تــلها، ظلت شاردة إلا أن شعرت بيده التي أمسكت أناملها بحنان، رمقته بعيون دامعة وقالت:-
_هو جاي يقــ,تــلني صح أنا ليه حاسة بكده
هز رأسه ثم حدثها بحنان:-
_مافيش حد أبداً يقدر يمس شعر منك أبدا يا روح قلبي إنتي حبيبتي أنا ومحدش له الحق إنه يأخدك مني
وضعت رأسها على كتفه ومن ثم قالت:-
_وأنا مش عاوزة أي حاجة من الدنيا غيرك يا “صقر” أنا طول عمري عايشة لوحدي من غير عيلة إنت بس حبيبي وعيلتي
ما أجمل ما يقال من فمها، يعشقه بشـ.ـدة، رد عليها بحب:-
_وأنا مش عاوز منك غير كدا يالا انجزي عشان ننزل نشوفه
أومأت برأسها وهي تشعر بالخــــوف مما سـ يحدث..
……………………………..
فاق يسأل عن حبيبته فقط، يشعر بالتعب الشـ.ـديد، يقول اسمها بطريقة متيمة رغم ضعف صوته:-
_”نورهان” عاوز “نورهان”….!!!
سمعه الطبيب فـ أطمن أن حالة مريـ.ـضه أصبحت مستقرة، وضع الدواء بالمحلول ثم خرج إلى زوجته وشقيقته ليطمنهم، بنبرة جادة قال:-
_الحمدلله المريـ.ـض بخير جداً وبيطلب واحدة اسمها”نورهان”
بلهفة شـ.ـديدة قالت:-
_أنا هي “نورهان”
ثم حدقت بـ “إلهام” وقالت بفرحة:-
هدخله يا “إلهام”
لمعت عين الأخرى بالفرحة ثم أشارت نحو غرفة أخيها وقالت:-
_يالا بسرعة روحي
دخلت بفرحة وأخيراً سـ يعود عشقها، سـ يرد ملكها وأموالها، أسرعت تمسك يده قائلةٍ بنبرة عاشقة:-
_أخيراً بعد كل المصاعب بقيت ليا تاني ورچعت لي يا حبيبي
بنبرة مرهقة رد عليها:-
_أخيراً يا “نورهان” رچعتي لي ومافيش شريك ليكي فيا أنا وبس وإنتي كمان ليا أنا وبس
يجب أن تهتم بحالته، يجب أن يتعافى كلياًّ مما هو فيه الآن، وضعت يده على فمه وقالت:-
_بس يا حبيبي ما تتكلمش دلوقتي خف واتكلم لوحدك
حاول أن يبتسم ولكنه لم يقدر على فعل ذلك، ولكنه علق على كلامها بـ:-
_مش هتكلم بس عارفة أنا نفسي أعمل إيه؟
قالت في سرعة:-
_نفسك تعمل إيه يا روح قلبي
_أبوسك
قبلت رأسه ثم قالت بحب:-
_قومي بالسلامة اللي خلاك تستحمل كل اللي فات يخليك تستحمل تاني يا حبيبي
هز رأسه ثم سألها عن:-
_فين “إلهام” و چدي
بصوتٍ هادئ أجابته:-
_چدي راح يشوف بـ.ـنت عمتك و “إلهام” برا فرحانة برچوعك لينا تاني
أغمض عينه وغفل بتعب، أما هي فـ قامت حتى تؤدي ركعتين تشكر بهم ربها على رجوع زوجها للحياة
………………………………
شبكت يدها بيد زوجها، أما هو فـ حاول أن يطمنها، بترحيب شـ.ـديد قال:-
_أهلاً وسهلاً “مهران” بيه
تعلقت عينه على حفيدته التي تشبه أمها بشـ.ـدة، نفس الفم والأعيون والأنف، ابتسم بسعادة وأخيراً تجمع بـ حفيدته:-
_إنتي بـ.ـنت “صفية”…!!
هزت رأسها وقالت بحـ.ـز.ن:-
_أيوا”دmعة” الدmعة اللي فضلت تنزل من عين ماما بخــــوف لحد ما مـ.ـا.تت
شعر بالقهر، كان يتمنى أن يرأ ابـ.ـنته لآخر مرة، استغرب من الشخص الواقف بجانبها فـ قال:-
_مين دا يا بـ.ـنتي
اتسعت بسمتها وقالت:-
_جوزي “صقر”
مد “مهران” يده بحب ثم قال:-
_أهلاً يا بني
رمقته “دmعة” بضيق، فـ هي مازالت تشعر بالخــــوف الشـ.ـديد، جاء حتى يمسك يدها فـ ابتعدت بخــــوف وقالت بهلع:-
_”صقر”!!
شعر بالضيق والحـ.ـز.ن، حفيدته أصبح غريب بالنسبة لها، تشعر بالرهبة منه، جلس بحـ.ـز.ن وبدأ في التحدث بجدية:-
_زمان يا بـ.ـنتي أمك كانت قدك وفي سن الچواز چبتلها عريس موافقتش وكان في واحد ملهوش مستقبل چه بلدنا هي حبته وأنا موافقتش وهـ.ـر.بت أنا كنت بحبها أكتر من كل أخواتها لكن هي بعملتها خلت رأس تدفن في الأرض بس بقالي مدة بدور عليها عشان أرچعها تاني
بتساؤل أردفت:-
_طب مش المفروض تقاليدكم في الصعيد إنكم بتقــ,تــلوها
قهقه بو.جـ.ـع ثم قال:-
_مش هقولك مكنش نفسي أعمل اكدا بس أمك يا بـ.ـنتي غالية على قلبي أوي وأنا كنت بدور عليها عشان عيالها ما يكونوش محتاچين لحد بس هي برغم اللي عملته معايا كانت حنينة ومش هعاوزها تتبهدل هي بس كانت عنيدة
ضحك “صقر” على حديثه ثم قال باعتذار:-
_آسف يا جدي واسمح لي أقولك يا جدي أصل حفيدك عنيدة زي طنط
ابتسم الجد ثم فتح ذراعيه وقال:-
_أنا ضيعت كتير سمحيني وكسبيني اللي باقي من عمري
دخلت باحضانه و عانقته مما جعل “صقر” يقول بغيرة:-
_أنا بغير على فكرة يا هانم
حدق به الجد فـ خجل “صقر” وقال:-
_قصدي يعني يا چدي إني غيران عليك
قهقه الجد ثم قال:
_سالم يابني ابن خالها اكدا برضه بيحب مرته وعاوز يخبيها
………………………
بعد مرور شهران، كانوا جميعاً ضيوف في منزل “صقر”، الذي أصر على اقامة ما يخص حفل زفاف”عصام” الذي أعجب بـ “إلهام” من الوهلة الأولى، استيقظت” نورهان” في تمام الثامنة صباحاً، حاولت أن تتخلص من يد “سالم” التي تقيدها حتى لا يستيقظ ولكن لم تعرف، وفي وسط محاولتها سمعته يقول:
_مش هت عـ.ـر.في تهربي مني أبداً
ابتسمت له بحب ثم قالت:-
_طب خليني أقوم يالا عشان أچهز معاهم البنات مستنياني
هز رأسه وقال وهو يغمز لها:-
_مش قبل ما نعيد كل اللي حصل بنا أمبـ.ـارح أصل في لقطة عاوز افتكرها
حاولت أن تهرب فـ هي تعلم لو قيدها لن يتركها إلا بعد ما يأخذ ما يريد، حاولت أن تتخلص منه بخبث فـ قبلته ثم قالت بهمس:-
_عندك حق بس استنى أخد شاور واطلع لك
تركها ثم أردف:-
_مستنيكي
وبعد أن تركها دخلت للمرحاض ثم قالت بضحك:-
_ابقى قابلني بقى؟ انهاردة فرح “إلهام” ولأزم أكون چنبها
بتنهيد من الخارج قال:-
_برغم إن “عصام” مطلق بـ.ـنت عم “صقر” إلا انه كويس ومن ساعة ما أعچب بيها لما چينا زيارة لـ “دmعة” وهو معزز چامد
ابتسمت وهي بالداخل ثم قالت:-
_أيوا لما أخرچ من الحمام هدعيلها بقى
صمتت قليلاً ثم قال بتساؤل:-
_لما “دmعة” بتحكي على قصتها مع چوزها بتقول استاجرني لأكون عاشقة تفتكري قصتنا تبقى اسمها ايه
_”سـ تظل حبيبي رغم قسوتك”
هذا ما قالته ليبتسم ويقول:-
_حلو والله
……………
حل الليل سريعاً، تأملت “إلهام” نفسها بسعادة، كانت طبول قلبها تدق بفرحة شـ.ـديدة، أمسكت “دmعة” يدها ثم قالت بحب:-
_الف مبروك يا روح قلبي
ابتسمت لها “إلهام” ثم حـ.ـضـ.ـنتها وقالت:-
_الله يبـ.ـارك فيكي يا قلبي
تنهدت “دmعة” بسعادة ثم حدقت بنفسها حتى ترأ جمالها بالحجاب ثم هتفت:-
_تفتكروا لما “صقر” يشوفني بالحجاب هيقول إيه؟ أنا مش متخيلة
بحـ.ـز.نٍ مصطنع ردت عليها “نورهان”:-
_أنا اللي مش عارفة لما يشوفني”سالم” لبسة سوريه هيمـ.ـو.تني ازاي
ضحك الجميع بقوة، بتلك اللحظة دلف الجد هو و “صقر” و “سالم”، أعطتهم”دmعة” ظهرها فـ بحث عنها زوجها:-
_هي فين مراتي يا جماعة
أشارت “إلهام” له وقالت:-
_اللي لبسة الطرحة هناك
ماذا تقول، أصبحت زوجته متكملة، كان يحلم كثيراً أن ترتدي الحجاب فـ هو لا يريد أن يرأ أحد ما يمتلكه هو، ابتسم بحب ثم اقترب منها وقال:-
_والله العظيم إنتي مش دmعة الصقر إنتي فرحته وبس ربنا يبـ.ـاركلي فيكي
ثم تحولت ملامحه للغـــضــــب وقال:-
_بس ليه بقيت قمر كدا لا شكي هنقبك أحسن
ابتسم الجميع عليهم بينما “سالم”فـ حدق بزوجته بحد وقرب منها وقال:-
_مقرف أوي اللي إنتي لبساه
برجاء ک الاطفال قالت:
_والله أول وأخر مرة يالا بقى أفرح لأختك
تنهد بقوة ثم اتجه نحو أخته ثم قبلها من رأسها ثم تحدث:-
_ربنا يبـ.ـاركلي فيكي مبروك يا غالية
ابتسمت له ثم ردت عليه:-
_الله يبـ.ـاركلي فيك وفي وچودكم
شبكت يدها بمعصم جدها، الذي خرج وحدق بـ”عصام” وقال:-
_بـ.ـنتي أمانة في رقبتك حطها في عينك
أمسك يدها ثم قبلها وقال:-
_جو قلبي وروحي وعيني كمان
………………….
تمت
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇