رواية للقدر حكاية هي رواية رومانسية والرواية من تأليف سهام صادق في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية للقدر حكاية لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية للقدر حكاية هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية للقدر حكاية تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية للقدر حكاية من الفصل الاول للاخير بقلم سهام صادق
المقدmة
حكايات نسجها القدر... ولم يكن للعقل او القلب اي اختيار
الحياه تسير بينا هكذا تقودنا لمصايرنا وأما يكون مصيرك سعاده او حـ.ـز.ن ېحطم القلب وبين هذا وهذا ما علينا الا الرضى بقلوب حامدة
الفصل الأول
انتقلت عيناه ببطئ بين تلك التي تجلس منزويه في ركنا بعيد تضم طفليها إليها طفله لم تتجاوز الخمس أعوام واخر قد بلغ للتو عامه الثاني عشر وبين وثيقة الزواج التي أمامه ليرفع رأسه قليلا فيجد أحدهم يطالعه برجاء وأمل
ودار عقله في كل أحداث ذلك العام من بدايته.. زيه الرسمي للضباط والسلاح الذي بحوذته واسمه الذي كان يندرج ضمن ضباط الشرطه وصوت رئيسه يخبره بقسۏة
انت مرفوض ياحضرة الظابط.. سلم كل متعلقاتك
وصوت اخر يأتي
لو عايز ترد الجميل اتجوز بـ.ـنتي
صراع داخله كان قوي وعادت عيناه تنتقل لتلك الارمله التي تبكي وتتشبث بطفليها الي ذلك الرجل الذي اعده كأبيه رحمه الله منذ أن ألتقي به من عام في المسجد وقد كان إنسانا يائس من الحياه يبحث عن طريق يعيده وفي ظل ضياعه كان الصلاح في الإيمان في الوقوف بين يدي الله
أحداث مرت أمامه من لحظه دخوله لكليه الشرطه ثم وفاه ابيه وتخرجه وفرحه والدته حين تخرج وحصل على اللقب الذي تمناه له والده الي الفتاه التي احبها وخدعته بل لدعته بسمها ليسقط في بئر عميق ويضيع كل شئ
وفاق على صوت الشيخ الذي قد مل من الانتظار
امضي يابني
لتتعلق عيناه مره اخرى بالحاج عبدالله ذلك الرجل الطيب... وفي دقائق كان عبدالله شاكرا يربت على كتفه بدفئ وحنان ابوي
جميلك عمري ما هنساه ياحمزة
وكانت تلك هي البدايه
................................
في عتمه الظلام لا ينيره الا ضوء خاڤت دلفت سيده وتحركت بالغرفه المظلمه تلوي شفتيها بأمتعاض وهي ترى الغطاء لا يدثر ابـ.ـنتها جيدا وابنة غريمتها . الفراش تسحب الغطاء بحنق من فوق جــــســ ـد تلك المنكمشه لتضعه على ابـ.ـنتها وتدثرها بأحكام.. وألقت نظره سريعه على ابـ.ـنتها ثم انصرفت وهي تتنهد بمقت لتلك الايام التي تستضيف فيها ابنه زوجها
وانغلق الباب لتفتح النائمه عيناها تنظر على حالها بحسرة من فعلة زوجة ابيها.. فنظرت لشقيقتها بآلم وقد نعمت بالغطاء بالكامل اما هي ماعليها الا ان تبقى مرتجفه ليس من برودة الشتاء ولكن من قسۏة ما تعيش
......................................
وبعد مرور عشر سنوات.. كانت الحكايه تسطر حصاد ما يزرع
جلست وسط أطفال الملجأ تعلمهم الرسم وهي تبتسم من حينا للآخر وهي ترى السعاده على وجوه الأطفال.. موهبه انعمها الله عليها لتعلمها بحب للصغار بعدmا وجدت حاجتها ان تخرج من دائرة النبذ التي تعيشها لا زوج ام يرحب بها ولا زوجه اب تطيقها ولولا عمتها ما كانت وجدت مكان حتى لو كانت إقامتها ماهي إلا خادmه ولكن عمتها رغم صعوبه معشرها الا انها تحبها وتعتني بها فلا بأس أن تظل طيلة اليوم تنظف وتطهو وتربى الطيور وفاقت على صوت احد الصغار يهتف بحماس
ابله ياقوت شوفي انا رسمت ايه
فنظرت للصغير بأبتسامه صادقه ومسحت على شعره بدفئ
شاطر يامصطفى
وفتحت حقيبتها الصغيره لتخرج له الحلوى وتعطيها له ك مكافأه
لتتعلق أعين الباقين وقد كانوا منكبين على رسومـ.ـا.تهم ثم صاحوا
واحنا كمان عايزين ياابله
فضحكت ياقوت وهي تجدهم قد تعلقوا بها... لتقتر مشرفه الدار منها وعلي وجهها ابتسامه طيبه
ياقوت
انتهت الحلوى على اخر فرد منهم.. لتنفض ياقوت ملابسها وتنهض من بينهم متجها لمشرفه الدار وتنظر للصغار وتبتسم
صوره كانت تحكي ألف معنى وحكاية
انا مبسوطه بيكي يا ياقوت يابـ.ـنتي
قالتها السيده سلوى وهي تربت على كتفها بحنو.. سلوى هي والده احدي صديقاتها وقد اقترحت عليها العمل في الدار بأجر زهيد للغايه تستخدmه في جلب الهدايا الرمزية للصغار
واتسعت ابتسامه ياقوت وعيناها مازالت متعلقه على مايفعله الصغار
انا فرحانه اوي ياابله سلوى الساعتين اللي بقضيهم وسطهم بنسى الدنيا كلها
نظرت سلوى صوب الصغار وتنهدت بحب لتتذكر
ابـ.ـنتها
ابقى تعالى عقلي صاحبتك لاني تعبت منها خلاص
ولم يكن تعب سلوى من ابـ.ـنتها الا رفضها لمقابله عريس اخر يتقدm إليها
.........................................
في افخم المطاعم التي لا يرتادها الا صفوة المجتمع المخملي كانت تجلس عائله رجل الأعمال حمزه الزهدي يحتفلون بمناسبة تخرج احد افراد العائله.. عائله مثالية من ينظر إليهم يرى الترابط القوي بينهم
وفي ظل ذلك الانـ.ـد.ماج الرائع والضحكات التي لا تنقطع.. اتكأت السيدة سوسن بظهرها علي مقعدها تتأمل كيف تعانق ابـ.ـنتها التي لا تتجاوز عمر الخامسة عشر شقيقها ويلتقطون الصور معا ثم يميلوا على زوجها يلتقطوا معه بعض الصور بحماس وابتسمت وهي تستمع لابـ.ـنتها المدلله تهتف بتذمر طفولي
صوره كمان يا بابا عشان خاطري.. يلا ابتسم بقى
ليرسم حمزه على شفتيه ابتسامه واسعه خصيصا لمدللته وطفلته رغم أنها ليست من صلبه الا انه يراها ابـ.ـنته التي لم ينجبها
سعاده كانت تغمر تلك العائله وسوسن تبتسم من حين الي اخر وهي ترى أولادها كيف هم سعداء فلم يخطئ والدها حين أصر عليها ان تتزوج حمزه كي تصبح هي وأولادها في مأمن وحمي رجلا ولم يخيب ظن والدها رحمه الله...
لتشعر بيد شقيقتها على كتفها والتي تعلقت عيناها هي الأخرى نحو نظرات شقيقتها فأبتسمت
سرحتي في ايه ياسوسن
فألتفت سوسن نحو شقيقتها الصغرى
كلمتي شهاب
فأبتمست ندي بخجل وهي تطالع أبناء شقيقتها
اه كلمته راجع بكره من لندن
وتعالت ضحكات حمزه بعد مزاح الصغيره مريم مع شقيقها الذي رفع لها رأسه بفخر
انا الظابط شريف نور الدين يتقالي ياولد
.......................................
هبطت من سطح المنزل بخطوات متلهفة فوجدت عمتها تجلس ارضا تنقي حبات الرز لتهتف
انا اكلت الحمام ياعمتي.. في حاجه تانيه عايزاها مني قبل ما اروح الملجأ
لترفع السيدة خديجه عيناها نحوه تنظر للمنزل النظيف
لا خلاص روحي مشوارك وانا هبقي احضر الغدا
فأبتمست بحب لعمتها فلو قارنت الحنو الذي تتلقاه من والدها ووالدتها لوجدت ان عمتها هي الاحن ولكن حبها للنضافه والترتيب سمه فيها منذ زمن لتفعل لها ياقوت كل ما يرضيها ففي النهايه هي تضيفها في منزلها منذ اكثر من ٦ سنوات لا تأخد تمن لمأكلها ولا مسكنها حتى ملابسها احيانا كثيرا تجلبها لها
ووقفت ياقوت تفرك يداها بأرتباك.. فصوبت خديجة انظارها عليها
عايزه ايه تاني يابـ.ـنت زيدان
وقبل ان تهتف ياقوت بطلبها.. ألتقطت خديجة حافظة نقودها التي تضعها جانبها وكادت ان تخرج لها المال
لا ياعمتي انا مش عايزه فلوس.. انا كنت عايزه أقولك يعني ان بعد مشوار الملجأ هروح ل هناء بـ.ـنت ابله سلوى
فصمتت خديجة للحظات واخدت تحدق بها إلى أن
روحي بس اوعي تتأخري
واشارت إليها محذره
عارفه لو اتأخرتي يا ياقوت زي المره اللي فاتت مافيش مرواح تاني
لتتسع ابتسامه تلك الواقفه واتجهت نحو عمتها تقبلها بسعاده
لا مش هتأخر ساعه واحده بس هقعدها معاها
..........................
اندفعت ندي راكضة فوق الدرج بعدmا سمعت صوت ابن شقيقتها يعانق من اشتاقت له
شهاب
ليتجه شهاب بعينيه نحوها ثم على وسعهما.. فأكملت ركضها الي ان أصبحت تهتف بشوق
وحـ.ـشـ.ـتني اووي
فبادلها بكلمـ.ـا.ت الشوق.. ليقطع لحظتهم تلك صوت شريف المازح
طب احترموني وانا واقف... خالتي في راجـ.ـل غريب
فأبتعدت ندي بخجل عن شهاب.. لينظر شهاب لها بغـ.ـيظ ثم اليه دافعا الذي يقف جانبه
واحد ومـ.ـر.اته انت واقف بينا ليه... امشي ياهادm اللحظات الحلوه
ليقهقه شريف عاليا وهو ندي اليه
مكنش كتب كتاب ده.. تعالي انتي هنا معندناش بنات تت
وفور ان تبدلت ملامح شهاب.. حرك شريف كلتا حاجبيه كي يزيد حنقه.. فألتقطه من ملابسه صائحا
امشي من قدامي ولا عشان اتخرجت خلاص وبقيت ظابط هترسم عليا الدور
وغمز له وهو يتذكر أفعاله الطائشه
افتح الدفاتر ولا اسكت
فتنحنح شريف ممتعضا
ياساتر مبتسترش عليا خالص
ودفع ندي اليه التي كانت تقف وتكتم صوت ضحكاتها بصعوبه
فخرجت سوسن من المطبخ بعد أن ألقت بتعليمـ.ـا.تها على الغدا وتقدmت مبتسمه وهي تطالع شهاب
حمدلله على
السلامة ياشهاب
فأبتسم شهاب بحب اخوي اليها وتقدm منها ممازحا بمحبه
الله يسلمك يامرات اخويا ياغاليه
وتابع مداعبا اياها
بس ايه الحلاوه ديه... مش عارف ندي مطلعتش زيك ازاي
لتضحك سوسن بقوة من مزاحه اما ندي وقفت تعقد ساعديها تطالعه بشړ
وحـ.ـشـ.ـتني يابكاش.. طول عمرك بكاش ياواد انت
كانت سوسن تمثل له ليس زوجه اخ او اخت زوجته بأعتبـ.ـارا ما سيكون ولكن يراها كشقيقته ناديه التي تعيش في احد الدول الاوربيه مع زوجها
وانقضي المزاح حين دلفت مريم عائدة من مدرستها لتركض نحو شهاب بصياح
شهاب
......................................
جلس حمزة منهمك بين أوراق تلك الصفقة لتدلف اليه سكرتيرته تخبره بأدب
مستر حمزة في ضيف بره عايز يقابل حضرتك... اسمه اللواء ناصف المحمدي
ليرفع حمزة عيناه من فوق الأوراق مائلا بظهره للخلف قليلا ونهض غير مصدقا بوجود ذلك الضيف في شركته
فأتبعته سكرتيرته متعجبه من خروجه بنفسه
لتجده يرحب بالضيف بحماس وحب
سيدة اللواء ناصف المحمدي هنا.. الشركه نورت يافنـ.ـد.م
تعالت البسمه على وجه ناصف وهو يري تقدير حمزه اليه
بقيت لواء متقاعد دلوقتي ياحمزه
ليدلفوا معا مكتبه وحمزة يسأله عن حاله فبعد ان تقاعد ناصف من عمله منذ اربع سنوات أبتعد عن صخب العاصمه وذهب للعيش في مزرعته
انت عامل ايه ياحمزه..ماشاءالله اسمك كل يوم بقى في الطالع ولادي ديما بيتكلموا عنك بفخر
وابتسم وهو يسترخي في جلسته ثم ضحك
شغل رجـ.ـال الأعمال افضل من شغل الداخليه
فتعالت ضحكات حمزه ورفع سماعه هاتف مكتبه ليأمر سكرتيرته ام تجلب له قهوته التي لم ينسى كيف كان يفضلها
اكيد افضل مافيهوش ظلم يافنـ.ـد.م
قالها معاتبا فرغم وقوف ناصف معه وتصديقه انه وقع ضحېة لخطة محكمه الا ان القانون اخذ مجراه وتم فصله عن عمله ليتنهد ناصف بحـ.ـز.ن متذكرا ما حدث منذ سنين
لسا منستش ياحمزة مع ان برأتك ظهرت ورفضت ترجع شغلك في الداخليه
ليتوقف الحديث بينهم عند دخول الساعي الذي وضع فنجاني القهوة أمامهم وانصرف
فألتقط ناصف فنجان قهوته وعادوا لحديثهم
القانون تطبيقه صعب على المظلوم يافنـ.ـد.م
فحرك ناصف رأسه بآلم متفهما ذلك الشرخ الذي حدث له
بس انا فخور بيك ياحمزة قدرت تكون حاجه كبيره يابني.. سمعت انك فتحت شركه للحراسات الخاصه
فأتكئ حمزة بجــــســ ـده وحدق ببطئ في ملامح من كان يوما قائده وهتف بنبرة عمليه
مدام جات سيرة الشركه ديه يافنـ.ـد.م.. فأنا عايزك تديرها بنفسك... محتاج خبرتك ياسيدة اللواء
ضغط على حروف كلمـ.ـا.ته بمقصد فظهرت ابتسامه ناصف وهذا ما كان ينتظره
....................................
جلست بجانب صديقها تحذرها بمزاح
قدامنا ساعه لاقنعك لتقنعيني
لتنفرج شفتي هناء بضحكه رقيقه.. فحركت ياقوت كتفيها ييأس
مع اني عارفه انتي اللي هتقنعيني
ف سألتها هناء
ماما اكيد قالتلك على حوار العريس مش كده.. متحاوليش يا ياقوت مش موافقه
لتتنهد ياقوت وهو من صديقتها الغاليه
ليه بس يا هناء.. طنط بتقول عليه شخص محترم وابن ناس
وغمزت بعيناها تسأله
هو اسمه ايه صحيح
لتتسع عين هناء ثم ضحكت بصخب
يعني انتي جايه تقنعيني ومش عارفه اسم العريس حتى
فوكظتها ياقوت بخفه على ذراعها لتهتف هناء بملل
العريس ياستي يا احمد صاحب ماجد اخويا
شحب وجه ياقوت پصدmه بعدmا سمعت بأسم ذلك العريس... لتطالعها هناء مسائله
مالك يا ياقوت
تمنت ياقوت لحظتها ان تفر هاربه من أمامه صديقتها كي تلتقط أنفاسها وتترك لدmـ.ـو.عها حرية السقوط.. ف احمد ذلك الصيدلي الوسيم ابن قريتهم الذي قضت سنوات من عمرها تحبه بصمت.. يطلب الزواج من صديقتها
آه مكتومه لم تستطع إخراجها من حلقها
ياقوت مالك فيكي ايه.. انتي اټصدmتي كده.. اكيد استغربتي زي ما انا استغربت
وتابعت ضاحكه
احمد المغــــرور اللي مش بطيقه وكنت فاكره انه بيبادلني نفس الشعور.. عايز يتجوزني
وضړبت كفوفها ببعضهم وهي الي الان لا تصدق.. لتبتلع ياقوت ريقها بعد أن شعرت بجفافه
أنتي تقصدي الدكتور أحمد مش كده
فحركت هناء رأسها ثم ألتقطت هاتفها تعبث به
ايوه هو
وتعلقت عيناها على احد الصور لتريها لصديقتها
لسا بحبه يا ياقوت.. بحبه
من وانا طفله
وتابعت وهي تزفر أنفاسها بحنين لابن عمها
بابا بيقول احتمال عمي ينزل مصر ويستقر هنا عندي امل ان عمي يطلبني لمراد
فشعرت ياقوت بالآلم على حال صديقتها وبحبه الذي لا تعرفه الا هي فربتت على كفها تدعمها فحالهم كحال بعض هي تحب من لا يراها وصديقتها تحب غائب لا يتذكرها
خليني نقفل الموضوع ده... احكيلي عامله ايه مع أطفال الملجأ
وانقلب الحديث لتأخذ هناء دور المتسائل وياقوت تجيبها مع وخزات قلبها ومازال اسم أحمد يتردد داخلها
.........................................
دلفت لمنزل عمتها بخطي تعبر عن حال صاحبتها.. كانت ملامحها المبهجة منطفئه... عمتها وقد لفت حجابها الأسود على رأسها
كويس انك جيتي يا ياقوت... انا رايحه أزور واحده جارتنا.. ابقى نضفي المطبخ
لتلتف ياقوت نحوها وهي تغادر فچثت على ركبتيها أرضا تترك لدmـ.ـو.عها الحريه على حب كانت تعلم أنه ليس لها والان تأكدت من الحقيقه
......................................
في احد الدول الاوربيه كانت تجلس السيدة ناديه بجانب ابـ.ـنتها يثرثرون في أمور عده.. ليدلف زوجها وقد زاده الشيب وقارا
عندي ليكم خبر هيفرحكم
فتمنت زوجته ان يكون ذلك الخبر عودتهم للوطن كما أخبرها منذ شهر انه يفكر في الأمر بجديه
هننزل مصر خلاص... ونستقر هناك
لتتهلل اسارير ناديه فنهضت من فوق الاريكه نحو زوجها بسعاده
اخيرا يافؤاد
كان سعيد لسعادتها فهى رفيقة الدرب مروا معا بكل ظروف الحياة ربت ابنه وكأنه أبنها الذي انجبته
ليدلف في تلك اللحظه شاب يشبه والده في شبابها مطالعا المشهد بحماس
ايه ياناديه ديما كده بټعيطي في الفرح والحـ.ـز.ن
لتبتعد ناديه عن زوجها الذي ابتسم لابـ.ـنته كي يحتويها هامسا لها
خليني نتفرج على مسرحية ناديه ومراد اليوميه
وبالفعل بدأت مسرحية نادية مع مراد
ناديه مش عيب كده ياولد فين ماما
ومراد يشاكسها بحب
ماما ايه ده اللي بيشوفك معايا بيفتكرك اختي الصغيره
لتنظر ناديه على حالها بفخر ثم نظرت لزوجها
الولد ده بيعرف يضحك عليا وياكل بعقلي حلاوه
وتحولت الجلسة العائليه الي مرح ومزاح
................................
وقفت سوسن أمام المرآة تنظر لبشرتها التي ظهرت بها بعض التجاعيد... فتنهدت بسأم تخبر نفسها
ما انتي كبرتي ياسوسن خلاص مريم وبقت عروسه وشريف اتخرج من الجامعه
وملست على وجهها ثم زفرت أنفاسها بقوة.. لينفتح باب الغرفه فيدلف حمزة مطالعا اياها وهي تقف امام المرآة
مساء الخير
فألتفت نحوه وتقدmت منه تعاونه على خلع سترته
شكلك مرهق
فألقي حمزه جــــســ ـده على الفراش
الشركه الجديده عايزه متابعه قويه.. قوليلي مريم نامت
فضحكت سوسن وجلست جانبه
هتفضل مدلع البـ.ـنت ديه لحد امتى دلعك ليها بقى مرعها علينا
ليبتسم بحنو لها ومسح على خدها
لحد اخر يوم في عمري
فمدت
بعد الشړ عنك
لتتعلق عيناهم معا لم ينطق اللسان بشئ ولكن العين قد صرحت بكل ما يريده القلب
وبعد وقت كان يغفو جانبها وهي تطالعه... زوجها ينبض بالشباب والوسامه وما هي إلا امرأة في منتصف الأربعين
↚
شقيقتها بمحبه صادقه ومسحت على وجهها الطفولي
طالعه قمر يا ياسمين.. مبروك ياحببتي
لاتبتعد عنها ياسمين تسألها بسعاده
فعلا طالعه حلوه يا ياقوت
فتعود ياقوت
واحلى من القمر كمان
ولم تقطع لحظتهم الجميله تلك الا دخول زوجه ابيها بوجه محتقن.. ورمقت ياقوت بنظرات اعتادت عليها.. نظرات دوما كانت تحمل الكره وحقد لا تعلم سببه
حبيبت ماما جهزت خلاص.. العريس وصل
فحركت ياسمين رأسها بخجل.. وألتقطت يد ياقوت
خليكي معايا النهاردة متمشيش
فأرتسمت ابتسامه ساخره على شفتي سناء زوجه ابيها
خليكي يا ياقوت ياحببتي... افرحي معانا
ابـ.ـنتها بمكر
وعقبالك كده.. اه اختك الصغيره هتتقري فاتحتها.. الدور اللي جاي عليكي
كانت ياقوت تعلم بتلميحاتها ولكن تجاوزت كل ذلك من اجل شقيقتها ونظرت الرجاء التي عيناها
وتعالا نداء والدها بأسم زوجته
يا سناء.. اختك وجوزها وصلوا
ولم يكن العريس الا ابن شقيقه سناء
لتخرج سناء من
الغرفه بعدmا نظرت لابـ.ـنتها بنظره متفحصه وتدقيق على وجهها وملابسها
فتعلقت عين ياقوت عليها وهي تغادر ثم حررت أنفاسها براحه.. فلو ظلت زوجه ابيها اكثر من ذلك لاسمعتها من الكلام ما يجثم على الروح
اوعي تزعلي من ماما يا ياقوت
نظرات شقيقتها الدافئه جعلتها تنسى نظرات سناء العدائيه وتعود شقيقتها متسائله
فرحانه يا ياسمين... ياسمين انتي لسا مخلصتيش مدرستك
لترتبك ياسمين من سؤال شقيقتها ولكنها كانت سعيده بخطبتها حتى لو لم يتجاوز عمرها السابعه عشر
وعنـ.ـد.ما وجدت ياقوت صمت شقيقتها علمت انها بالفعل مقتنعه ولم يعد لسؤالها نفع او كما ستظن زوجة ابيها انها حاقدة على ابـ.ـنتها التي ستتزوج في عمر صغير اما هي قد أصبحت في الرابعه والعشرون ولم ترتدي دبلة أحدهم في اصبعها بعد
...............................
دلفت سناء المطبخ وهي تنظر لصنية الضيافه التي جهزتها ياقوت بل وأخذت تعد قطع الجاتوه ثم هتفت
اوعي تكوني مديتي ايدك على حاجه يا بـ.ـنت صباح
فنظرت ياقوت للقطع واشاحت عيناها بآلم
انا مش محرومه من حاجه عشان أمد ايدي
لتطالعها سناء بنبرة مستنكره
ارسمي يابت الأدب وعزة النفس عليا.. ماشي ياختي نضفي بقى المطبخ وانتي واقفه وحذاري المحك قبل ما كل حاجه تتم على خير ونقرا الفاتحه
وتابعت بغل وهي تحمل ما جهزته
حاكم انا بتشأم منك... احفظنا يارب من عيون الناس
وخرجت سناء تتمتم بعض الآيات القرآنية كى لا يصيبها الحسد لتنظر ياقوت نحوها بحسرة فهى تعلم مقصدها تماما ولكن ماعليها الا الصمت حتى لا تجلب المشاكل لوالدها..فأقامتها مع عمتها لم تأتي من عدm... فقد وضعتها سناء بينها وبين طـ.ـلا.قها وفي النهايه كانت هي من تخرج من تلك المقارنه
وزفرت أنفاسها بنـ.ـد.م لمجيئها فقد حذرتها عمتها قبل ان تأتي متمتمه
انا بتشأم منها ومن عينها ثم لطـ.ـمـ.ـت فخذيها
كان عقلك فين ياخويا وانت بتتجوزها
.................................
وقفت سوسن أمام الدرج تنظر لابـ.ـنتها المتعلقة بذراع حمزة وتخبره بحماس عن خطتها في قضاء يوم العطله
نفسي اعرف البـ.ـنت ديه بتعرف ازاي تأثر عليك
ليضحك حمزة غامزا لطفلته فمهما كبرت مريم ستظل تلك الصغيره التي حين تزوج والدتها كانت كعقلة الإصبع تسير خلفه متعلقه بساقيه.. ومرت السنين وزاد تعلقها به هي لا تراه الا والدها رغم أنها تعلم الحقيقه التي صډمتها حين بدأت تقارن اسم حمزة مع اسم والدها لتعلم ماهي إلا ابنة رجلا اخر
ماما شكلها غيرانه يا مريومه ولا انتي ايه رأيك
لتحرك مريم حاجبيها وتداعب ذقنها بأصبعها بتفكير
شكلها كده يا بابا... ايه رأيك ناخدها معانا حـ.ـر.ام نسيبها لوحدها
فأتسعت عين سوسن ورمقت ابـ.ـنتها وهي تعقد ساعديها
والله ماشي انتوا الاتنين
فصوب حمزة نظراته نحو صغيرته.. لتقفز مريم عليها ضاحكه
بنهزر معاكي.. الفسحه المرادي ليكي انتي ياسوسو انا بس هكون عزول بينكم
فرقتهم سوسن بحنق فمنذ الصباح يتحدثون عن جولتهم ومن حين لاخر يلقوا بعض الكلمـ.ـا.ت انهم سيستمتعون بمفردهم وما هي الا طفله صغيره تسعد من قبله على وجنتها يقدmها لها حمزة مثلما يفعل مع صغيرتها
حمزة الذي يصغرها بعشرة أعوام هي تراه وكأنه والدها
ومريم تقف أمامها تهتف برجاء
يلا ياماما وافقي ومتزعليش
فأرتخت ملامحها المحتدة بعبوس مصطنع
اتحيلوا عليا شويه طيب
لتدب مريم أقدامها أرضا ثم انصرفت من أمامهم
لا حايل انت بقى يا بابا
ليضحك حمزة علي فعله صغيرته
يلا ياسوسن ولا تحبي اخليكي توافقي بمعرفتي
وقبل ان ينحني عليها يقبلها اندفعت سوسن من راكضه ببطئ يناسب سنها.. فتعالت ضحكاته وهو يهتف بعلو
بسرعه ياسوسن
لتدلف للغرفه وهي تضع يدها على قلبها من أثر تلك المشاعر التي تعيشها معه وتعيدها للشباب..وازدادت وخزات قلبها لتلتقط دوائها سريعا تسأل نفسها
هتفضل لحد امتى مش شايف عمرك اللي بيجري ياحمزة
.................................
نظرت لها عمتها بنظرات متوجسة
مرجعتيش حتى بحتتين جاتوه.. انا قولت مدام باتت عندهم هترجع محمله
ثم لوت شفتيها بأمتعاض بعدmا مضغت الطعام بفمها
طول عمرها سناء بخيله الفار لو دخل
عندها يهرب جعان
وعنـ.ـد.ما لاحظت خديجة شرودها هتفت بتسأل
اوعي تقوليلي قالتلك كلمه تضايقك وسمت بدنك بكلامها
وكادت ان تنهض خديجه من الأرض ياقوت
مافيش حاجه ياعمتي حصلت
لترمقها خديجه بتحديق
يابت قولي بس عملتلك ايه.. انتي عارفه عمتك لسا بصحتها هجيبلك شعرها تحت رجلي
فأتسعت ابتسامتها وهي تعلم حقيقه ما تخبرها به عمتها.. هي لا تحب زوجه ابيها وتعرف طباعها المتبجحه
قوليلي يا ياقوت عريس اختك حلو
فعادت تتناول ياقوت طعامها ثم أجابت
اكيد حلو في عينيها هي
لتزم خديجة شفتيها بأستنكار ونظرة لها بأسي
ياعيني عليكي يابـ.ـنت اخويا... بقى بـ.ـنت سناء تتخطب وانتي لسا مع انك حلوه مش عارفه محدش ليه من اللي بيتقدmوا بيوافق عليكي
وملئت معلقتها بالشربه وأخذت ترتشف منها بصوت مسموع
يكونش معمولك عمل موقف حالك
فتنهدت ياقوت ف نفس الجمله التي تخبرها بها عمتها يوميا رغم أنها تعرف انها تتمنى ان تفرح بها الا ان الكلمه تسقط على قلبها كالسوط فهي متيقنه بأن نصيبها لن يأخذه غيرها ونهضت من فوق الأرض بعد أن حملت طبقها
كل شئ قسمه ونصيب ياعمتي محدش بياخد اكتر من نصيبه.. الحمدلله
كلمـ.ـا.ت راضيه اخرجتها واتجهت نحو المطبخ تضع طبقها بالحوض ترفع عيناها لأعلى داعيه
يارب
لتنظر خديجه في اثرها متعجبه ثم صاحت
اعملينا الشاي وتعالي دلكيلي رجلي
....................
وقفت في الشرفه تنتظر قدومه وتطالع هاتفها على أمل أن يجيب عليها ولكن الاجابه لا تكون الا رنين طويل ثم تنقطع المكالمه.. البروده فرغم الحب الذي يجمعهم الا انها تعلم اسوء صفه في طباع شهاب ضعفه أمام النساء.. حبها القوي ومحاربتها هما من أتوا به اليها ولولا ذلك ماكانت حصلت عليه..واهتز هاتفها بين يديها لترفع الهاتف وعيناها تحدق بالصوره بشحوب
شهاب يراقص احدي الفتيات التي تعرف هويتها تماما فماهي إلا ابنه احد رجـ.ـال الأعمال
وسقطت دmـ.ـو.عها بعجز فقد أخبرها حمزة انها ستتحمل نتيجة حبها من شهاب ورغم انه شقيقه ولكن كان يتمنى لها رجلا اخر جدير بها وبطيبة قلبها
وبعد دقائق كنت بوابة الفيلا تفتح ويدلف كل من شهاب وشريف بسياراتهم لتبعد قليلا عن الشرفه وتنظر إليهم وصوت ضحكاتهم تتعالا ويبدو انهم كانوا معا
ازداد حنقها فهى تظل تنتظره بقلق وهو يعبث كعادته دون مراعاه شعورها
لم تتحمل مكوثها في غرفتها فخرجت بخطوات سريعه تزفر أنفاسها پغـــضــــب... لتتعلق عين شريف بها وهي تقف اعلي الدرج ثم نظر خلفه لشهاب هاتفا
استقبل ياسيدي
واكمل شريف صعوده ليتخطي ندي هامسا
علميه الأدب... عايزك ريا في نفسك كده واضـ.ـر.بي وانا احبسهولك علطول
لتتسع عين شهاب وهو يسبه داخله... فقد زاد الأمر صعوبا الان وندى بشكوكها الدائمه به لن تظن به الا السوء والسوء معه ماهو الا حقيقه
ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي
قالها وقد أصبح أمامها ومد كفه نحو وجنتها لتنفض يده بضيق
كنت فين
لتتعلق عين شهاب بها
مالك ياندي هو احنا ميعديش يومين الا ونتخانق
فرفعت هاتفها ووضعته أمام عيناه
ممكن تفهمني ايه ده
فنظر للصوره بلامبالاه
كنت معزوم في حفله ورقصت فيها ايه
فسقطت دmـ.ـو.عها وهي تخاطبه
پتخوني وتقولي فيها ايه.. ليه بتعمل كده ياشهاب ليه كل ما بحس انك بتحبني بكتشف اني غـ.ـبـ.ـيه
فأغمض عيناه بقوه وهو لا يعرف الاجابه خطبته من ندى وعقد قرانه ماهما إلا اقناع من شقيقته ناديه حتى لا يدخل غريب بينهم ويأخذ ندي ويطالب بحقها في الاسهم التي تمتلكها
لم تقصد ناديه ذلك الهدف وإنما أرادت ان تعطي شقيقها امرأة تحبه فقد صارحتها سوسن بمشاعر شقيقتها لشهاب وعلى اثره ابعد حمزة شهاب من المنزل عنـ.ـد.ما علم بتلك المشاعر وكي يعود للمنزل ويبقى ضمن العائله ماعليه الا ان يتوج ذلك الحب بأطار الحلال
وفي لحظات كان متمتما
اهدي ياندي
أيه رأيك نحدد ميعاد جوازنا... حاولي تقنعي حمزة
فهتفت بصوت ضعيف وساخر
نقدm ميعاد جوازنا وانت
لحد دلوقتي مش قادر تحترمني
فأبتسم
هتقنعي حمزة مش كده
كانت تضيع تحت سحرة لينظر لعيناها المغلقه وقد علم انه وصل لهدف.. لتهتف بأرتباك بعدmا ابتعدت عنه تلتف يمينا ويسارا
هحاول.. تصبح على خير
وفرت من أمامه ليقف يحدق بأثرها بأرهاق ثم اكمل سيره نحو غرفته
.....................................
سارت ياقوت بالطريق تحمل أكياس الخضار لعمتها بعدmا تسوقت لها ووقفت مبتسمه عنـ.ـد.ما لمحت احمد يصافح احد الأشخاص أمام صيدليته... كانت تنظر له دون شعور منها وادركت الأمر سريعا لتخفض عيناها ارضا وتكمل سيرها ولكن صوت صديقتها أوقفها فألتقطت هناء أنفاسها بصعوبه
روحتلك عند عمتك قالتلي في السوق
ثم هتفت بسعاده
ياقوت انا فرحانه اوي عمي نزل مصر ومراد كمان
تعلقت عين ياقوت بصديقتها بسعاده
انا فرحانه عشانك ياهناء.. يارب تاخدي الإنسان اللي بتحبيه
فأبتمست هناء بهيام
يارب... هاتي اشيل معاكي
وألتقطت هناء بعض الأكياس منها... لتزفر بضيق بعدmا لاحظت نظرات احمد المصوبه عليها.. فألتفت ياقوت نحو نظرات صديقتها.. لينقبض قلبها بآلم وهي ترى احمد كيف يطالع هناء بحب.. حب تمنته ولكن لم تحظى به ولكن كما اعتادت ستودع حلمها في صمت
......................................
نظرت ناديه نحو شقيقيها بسعاده ثم تعلقت عيناها على زوجها ومراد الذي يتحدث بخبرة رغم عمره الثلاثون وانه يصغر حمزة بخمسة أعوام الا من يراه يشعر انهم متماثلين بالعمر.. فوضعت سوسن يدها على يد ناديه
سرحت في ايه ياناديه
فأبتمست ناديه لزوجه شقيقها
سرحت في لمتنا ياسوسن
ثم حدقت بندي متسائله
ايه ياندي مش ناوين تحددوا ميعاد الفرح
فحركت ندي رأسها بقلة حيله
ابيه حمزة مش موافق
لتصمت ناديه وهي تدرك ان هناك خطب ما وعودتها ستجعلها تفهم الكثير عن اشقائها
وتعلقت عيناها بمريم التي من حمزة مثلما فعلت ابـ.ـنتها من والدها تتدلل عليه... لم تكره سوسن وأولادها يوما ولكن احيانا ينتابها شعور بالضيق وهي لا ترى طفلا لشقيقها تعلم أن سوسن لن تستطيع تحقيق تلك الامنيه التي تتمناها له ف سوسن قد تم اسئصال رحمها بعد ولادتها لمريم
...................................
يعطيها دوائها قبل أن تغفو
النهارده كان يوم طويل
فأرتشفت سوسن الماء الذي قدmه لها
كان طويل لكن جميل.. مش مصدقه ان فؤاد اخد القرار اخيرا وهيستقر هنا
ليبتسم حمزة وقد جلس جانبها
شكرا ياسوسن
فمدت كفها
مين فينا اللي مفروض يشكر مين
ومالت نحوه بعدmا اعتدلت في رقدتها فوق الفراش ولثمت خده هامسه
اللي بينا بقى اكبر من حاجات كتير ياحمزة
وألقت نفسها بين ذراعيه وهي تشعر بأنانيتها في ملكيته..
......................................
وضعت الظرف الذي يحتوي على بعض المال بين يدي خالتها العجوز
مش محتاجه حاجه تاني مني ياخالتي
لتحدق بها خالتها وقد نست من هي
أنتي مين يابـ.ـنتي
فأبتمست سوسن لخالتها التي أصابها الزهايمر منذ زمن فتتذكرها تارة ثم تنساها في لحظتها
انا سوسن ياخالتي بـ.ـنت اختك جميله
فتمتمت خالتها قبل أن تغفو
اه بـ.ـنت جميله امك متسألش عني ليه
وكادت ان تخبرها ان والدتها توفت من زمن ولكن خالتها قد ذهبت في سبات عميق.. لتربت نجوى ابنه خالتها على كتفها
تعالي نشرب قهوتنا بره
فأماءت لها سوسن برأسها وهي تشعر بالاسي نحو خالتها ثم اتبعتها لخارج الغرفه لتبدء نجوى في اسئلتها عن حالها وحال أولادها وزوجها الذي دوما تركز عليه في معرفه اخبـ.ـاره وكعادتها دست السم في حديثها
مش خاېفه واحده صغيره وحلوه تخـ.ـطـ.ـفه منك ياسوسن.. جوزك لسا شباب في التلاتين
لتتجمد عين سوسن عليها بملامح باهته ثم تمالكت حالها حتى لا تهتز ثقتها أمامها فهى تعلم نواياها
انا والأولاد مالين حياة حمزة... احنا حياته كلها
لترمقها نجوى بنظرات ممتعضه وهي ترتشف من فنجان قهوتها
انا خاېفه عليكي بس.. مفكرتيش تعملي عمليه تجميل ياسوسن.. ليه مستختره في نفسك ياحببتي وانتوا ماشاءالله الفلوس زي الرز معاكم
لم تكن نجوى الا امرأة حاقده.. لتشعر سوسن بضيق أنفاسها من حديثها فنهضت تحمل حقيبتها ولولا صله الرحم ما كانت دخلت هذا
البيت
شكرا على النصيحه يانجوي ابقى سلميلي على ولادك
....................................
لم تصدق سلوى مجئ ناديه للبلد بل واتت إليها الملجأ ولم تنتظر عودتها للمنزل... كانوا أصدقاء قبل أن تتزوج كل منهن الشقيقان ... ناديه بشوق
كبرتي وعجزتي ياسلوي
لتوكظها سلوى على كتفها
شوفي نفسك الأول
فتعالت ضحكاتهم وجلسوا يثرثرون في ذكرياتهم..وانتبهت سلوى لنحنحت ياقوت الخجله
ابله سلوى انا خلصت شغلي مع الاولاد.. في حاجه تانيه محتاجاها مني
لتشير سلوى إليها سلوى مبتسمه
تعالي يا ياقوت سلمي على صحبة عمري
فرمقت ناديه ياقوت بنظرات متفحصه ثم ابتسمت على خجلها
شكلها بتتكثف ياسلوي بتفكرني بيكي
لتتعالا ضحكاتهم مجددا ياقوت من ناديه تصافحها
امتدت يد ناديه إليها وتعلقت عيناها بها
↚
ثبتت ناديه انظارها على ياقوت لتلتف نحو سلوي بعدmا غادرت
شكلها طيبه وهاديه
فأبتمست سلوى بمحبه لها كأبـ.ـنتها
بـ.ـنت متربيه وعينها مليانه رغم الظروف اللي هي فيها الا انها عزيزة النفس اوي ياناديه
وتابعت وهي تتنهد
مامتها وباباها منفصلين وعايشه مع عمتها
فأماءت ناديه رأسها بتفهم وتمتمت
ربنا معاها
واخذهم الحديث للذكريات وشبابهم..ومع الماضي بدأت عيناهم تلمع الي ان نهضت سلوى حقيبتها من فوق مكتبها
فوقت انصرافها قد اتي فأداره الملجأ ليست مقتصره عليها وحدها
......................................
وقفت هناء بالمطبخ تطهو الطعام بحماس لعائله عمها الي ان تعود والدتها فتكمل ما بدأت.. واخذ قلبها يخفق پجنون وهي تتذكر مراد رغم انه لم يتحدث معها إلا ببعض الكلمـ.ـا.ت وتفاجأ بشكلها الذي تغير ف هناء كانت بدينة في طفولتها حتى أنه كان يطـ.ـلق عليها بالدبه اما الان أصبح جــــســ ـدها متناسق
وشعرت بيد أحدهم على كتفها لتنتفض فزعا
بسم الله الرحمن الرحيم
لتتعالا ضحكات تقي ابنه عمها
سوري يا هناء مكنش قصدي اخضك.. ابيه مراد عايز كوبايه مايه ممكن
فألتقطت هناء أنفاسها ببطئ ثم ابتسمت واسم مراد يخترق حواسها
حاضر
وداخلها يهتف
عنيا لأبيه مراد
...................................
عادت من الملجأ لتجد عمتها تنفض المراتب وقد أزالت بساط المنزل.. فعلمت ان مهمتها قد وضحت أمامها.. عمتها عاشقه للنضافه ولن تقف تنظر لعمتها التي آوتها بمنزلها وتجلس كالملكه
بتعميلي ايه ياعمتي... انا ماسحه البيت ومنضفاه امبـ.ـارح
فألتفت نحوها خديجه وهي تسعل
لا البيت مترب يا ياقوت.. انتي مش شايفه التراب
فتنهدت بقلة حيله
عنك انتي اقعدي استريحي وانا هعمل بدالك
اعترضت خديجه في البدايه ولكن سريعا ما تلاشي اعتراضها
خلاص انتي نضفي وانا هروح لجارتنا ام إسماعيل اقعد معاها شويه أصلها تعبانه
وألتقطت خديجه حجابها وانصرفت.. فتأملت ياقوت حال المنزل الذي انقلب رأس على عقب ولكن كما يقولون لا باليد حيله وقد بدأت مهمتها في التنظيف الذي لا ينتهي
................................
جلست على احد المقاعد الخشبيه في إحدى الحدائق العامه تتأمل الناس من خلف نظراتها السوداء التي تغطي عيناها
مازالت كلمـ.ـا.ت الطبيب تتردد في اذنيها قلبها لا يحتمل الجهد والقلق ومدام ترفض الخضوع لعمليه جراحيه ف لتلتزم بتعليمـ.ـا.ته... تنهدت پضياع وكلمـ.ـا.ت ناديه أيضا ټقتحم عقلها
حمزة نسي نفسه ياسوسن...اخويا فين من كل ده.. شعره الأبيض بدء يظهر وهو عايش يدي ويضحي
ولم يتركها الماضي من دوامتها لتعود بالسنين للخلف.. يوم ان دخل عليها والدها يخبرها بعرضه على حمزة وانه هو الجدير بحفظ مالها ومال شقيقتها وأولادها.. حمزة ذلك الشاب الذي شارك والدها في مصنعه رغم ان والدها كان لا يحب شړاكه احد الا انها مع الزمن علمت سبب إعطاء والدها تلك الفرصه
خضعت لقرار والدها وخاصة انه جاء في وقت صراع ورغبه عم أولادها بالزواج منها...
واغمضت عيناها بقوه وهي لا تصدق ان زوجها الذي كان بينها وبينه قصه حب احسدوها الجميع عليها... نسته وعاشت الحياه بل واكملتها مع آخر أصبحت تتزين له لترى إعجابه بها
وما كان حمزة الا رجلا لم يجـ.ـر.ح كبريائها يوما ولم يسئ إليها... اعطها حقها فيه وقد طالبته به بعدmا ماټ والدها وشعرت انها هكذا ستمتلكه
وآه خافته خرجت من فاها ليعلو رنين هاتفها فأخرجت الهاتف من حقيبتها لتنظر لصوره حمزة وكل من مريم وشريف متعلقين به من
يراهم لا يرى الا حمزة كشقيق وليس اب كما تناديه مريم وعم مثلما يخصه شريف الذي لم ينسى والده قط رغم حبه الكبير لحمزة
................................
اجتمعوا جميعهم حول مائدة الطعام الشهيه لتنظر ناديه نحو هناء بفخر وهي تمضغ الطعام بتذوق
الاكل يجنن ياهناء.. طالعالك ياسلوي
فحدقت سلوى بأبـ.ـنتها التي اخفضت عيناها حرجا
حبيبت عمها تسلم ايدك يانونه
قالها فؤاد وهو يرمقها بنظرات حانيه.. كان مراد يأكل بصمت غير عابئا بذلك المديح على هناء.. تمنت ان ېختلس النظرات إليها او حتى يخطبها بكلمه ولكن كلامه كان محدودا ومخصص لوالديها.. عيناها كانت من حين لآخر تأخذها اليه أما هو وكأنه لا يراها
..........................
تسطحت ياقوت على الفراش بجــــســ ـد منهك لتجد هاتفها الذي لا يقتني ان نوع من انواع الرفاهية يعلن عن رنينه.. فألتقطته من أسفل وسادتها وقبل ان تهتف هناء تمتمت ياقوت مازحه
حبيب القلب هنا مش كده
فضحكت هناء بصوت خاڤت
اكيد شوفتي طنط ناديه في الملجأ
كان بالفعل لقائها ب نادية ومعرفتها بهويتها هما من جعلها تعرف بزيارة عائله عمها لهم
وتنهدت هناء بهيام وهي تسند ظهرها على باب غرفتها
ملامحه في الحقيقه احلى من الصور يا ياقوت
وتحركت نحو فراشها وأخذت توصف لها شعورها حين وقعت عيناها عليه
قلبي اول ماشافه فضل يدق جـ.ـا.مد
ابتسمت ياقوت وهي تسمعها وتخيلت شعورها مع احمد الذي قررت نسيانه بعدmا رأت حبه لصديقتها
وصمتت هناء للحظات تسألها وهي تلوي خصله من شعرها علي اصبعها
سكتي ليه ياياقوت
صمتها لم يكن الا غفوة قصيره اخذتها لعالم بعيد عالم تكون فيه هي الحبيبه ترى حبها في عين أحدهم
وانتبهت علي سؤال صديقتها
معاكي ياهناء
وبدأت تتثاوب بنعاس لتهتف هناء ضاحكه
ايه ياعم الكتكوت.. مش معقول يا ياقوت بتنامي بعد العشا
فأغمض ياقوت عيناها بأرهاق
من التعب طول اليوم مبحسش بنفسي
شعرت هناء بالاسي على حال صديقتها التي لا تمتلك اي سبل الراحه الا وقت نومها وغيرت الحديث حتي لا تضغط على ۏجعها
ايه رأيك تيجيلي بكره واعرفك على تقي بـ.ـنت عمي
فضحكت ياقوت وعادت تتثاوب
مش لسا كنت عندك من يومين... عمتي مش هترضي انتي ناسيه الجدول بتاع خروجي
فأستاءت هناء من تسلط السيده خديجه عليها
والله مش عارفه قدرتي تعيشي سبع سنين مع قوانين وأفكار السيده العظيمه خديجه ديه ازاي انا لو كنت مكانك كنت هـ.ـر.بت
وقبل ان ترد عليها ياقوت هتفت هناء وهي تنظر نحو باب غرفتها الذي تم تركه للتو
ادخل
وتابعت سريعا
هقفل انا دلوقتي
لتنظر ياقوت نحو هاتفها متمتمه لحالها
ههرب اروح فين ياهناء
................ .....................
اغلق حمزة الملف الذي كان يطالعه ونظر لشقيقه الجالس أمامه وقد كان يناقشه بصفقتهم الجديده التي يحتويها ذلك الملف
بنود الصفقه مقنعه بس مش معنى كده اني وافقت
قالها حمزة بغــــرور لينظر اليه شهاب يحرك رأسه يمينا ويسارا
وكاد ان ينهض من أمامه
استنى ياشهاب لسا مخلصناش كلامنا
فطالعه شهاب للحظات يحاول ان يفهم نظرات شقيقه
ندي كلمتني تاني في موضوع ميعاد فرحكم
فلمعت عين شهاب متسائلا
والمرادي ردك هيكون ايه ياحمزة
لم يفهم شهاب نظرات شقيقه القاتمه ولكن كان رده لا يصدق
لو مش عايز ندي ياشهاب طلقها.. انتوا لسا على البر
لتحتد عين شهاب ونهض من فوق مقعده صائحا
انت بتقول ايه ياحمزة ندي مراتي وبحبها
ليضحك حمزة على كذبه شقيقه
بتحبها ولا بتحب حبها ليك ياشهاب
تجمدت نظرات شهاب نحو الفراغ الذي أمامه... فتلك هي الحقيقه التي لم ېكذب فيها شقيقه.. وزفرة طويله خرجت من بين شفتيه
ندي قبل ما تكون اخت مراتي ندي امانه عندي ياشهاب..ومش معنى لما عرفت انها بتحبك وبعدتك عن الفيلا فأنا رافض وجودك جانبي انت فاهم السبب اللي خلاني اعمل كده كويس
تعلقت عين الشقيقتان للحظات
حمزة انا عايزه اتمم جوازي ب ندي.. سيبنا نكمل اللي بدء
............................. .....
كانت تقف وسط الارض الزراعيه التابعه لهم مع أبناء عمها.. لترفع يدها ملوحة نحو ياقوت هاتفه بأسم والدها
فأنتبهت ياقوت على ندائها
اما مراد وقف مستنكرا من فعلتها ولكنه اكمل سيره وسط الزرع يعبئ رئتيه بالهواء النقي
مين ديه يا هناء
فألتفت هناء نحو تقي التي تطالع ياقوت القادmه نحوهم
ديه اقرب صاحبه ليا
ياقوت وقد وقعت عيناها علي مراد الذي وقف معطيا ظهره لهم.. لتبدء هناء بتعريف ابنه عمها على صديقتها
أنتي جميله اوي ياتقي
قالتها ياقوت بصدق ثم نظرت لملابسها بخجل فعبائتها السوداء لا تناسب رفقه أقارب صديقتها
اسمك حلو اوي ومميز
وقبل ان ترد ياقوت على اطراء تقي.. كان مراد يلتف بجــــســ ـده نحوهم
مش كفايه كده
ووقعت عيناه على ياقوت التي اخفضت عيناها حرجا.. أما هناء هتفت مبتسمه
كفايه احنا لسا هنبدء جولتنا وسط الزرع
وانتبهت الي همس صديقتها
انا همشي ياهناء... عمتي قالتلي نص ساعه وارجع
وقبل ان تبدي هناء اي ردت فعل انصرفت ياقوت من أمامهم بخطوات سريعه.. لتهتف هناء أسمها بخفوت ولكنها أشارت لها انها لا بد أن ترحل
لتلمع عين مراد وهو يطالعها كيف تسير بخطوات اشبه بالركض.. وانتبه على حاله وصوت شقيقته
خلينا نكمل جولتنا ياابيه المكان هنا ممتع اوي
فنظرت نحوه هناء لعله يطالعها ولكن عيناه كانت بعيده عنها وكأنها سراب أمامه الا انها توهم نفسه انه ېختلس إليها بعض النظرات
قولت كفايه ويلا بينا
وتقدm نحوهم ثم عاد يلتف مجددا وتساءل
هي صاحبتك اسمها زيدان
فضحكت تقي لتجيب هناء بأبتسامه واسعه
اسمها ياقوت.. زيدان اسم باباها
................. .....................
اكتملت سعاده سوسن اليوم واطمن قلبها على شقيقتها رغم أنهم ليسوا أشقاء من الأم فقد تزوج والدها بعد ۏفاة والدتها بأم ندى وانجب منها ندي ثم رحلت هي الأخرى لتترك ندي وعمرها عامان... احبت ندي وكأنها ابـ.ـنتها وليست شقيقتها فهى تقارب عمر شريف ولدها
اخيرا ياحمزة وافقت ان جوازهم يكمل
مدام اختيارهم ومتأكدين انهم قادرين يكملوا حياتهم سوا.. ماليش غير اني اتمنى ليهم السعاده
فأبتعدت عنه سوسن ومدت كفيها تمسح بهما على خديه
ربنا يخليكى لينا
شعرت بنغزة مؤلمھ بقلبها فتأوهت بخفوت ليسألها بقلق
مالك ياسوسن..اخدتي دواكي ولا لسا
نفسها تغمض عيناها براحه
متقلقش عليا انا كويسه
................ .................
عادت عائله فؤاد للعاصمه بعد أن يومان في إحدى قري محافظه الغربيه.. ولكن لم يحدث اي شئ هناء من مراد
جلست هناء على فراشها تحادث ياقوت بصوت مخڼوق
مش هو ده مراد اللي كنت بلعب معاه واحنا صغيرين.. حاسه انه واحد غريب
فضحكت ياقوت على عبـ.ـارات صديقتها لتهتف هناء بحنق
بتضحكي على ايه
لتجيبها ياقوت بعد أن تمالكت صوت ضحكاتها
اكيد ابن عمك هيكون اتغير ياهناء ماهو مش هيفضل الطفل اللي كنتي بتلعبي معاه وبيجري وراكي
فزمت هناء شفتيها بتذمر..فهي مازالت ترى مراد الطفل الذي يكبرها ب ستة أعوام ولكن الآن أصبح رجلا يافع
اعمل ايه يا ياقوت قوليلي.. تقي اخته قالتلي انه كان بيحب واحده وعمو فؤاد رفض علاقتهم لانها مش من بلده.. لو كان بيحبني مكنش حبها
وساد الصمت لتشعر ياقوت بتخبط صديقها وعيشها في إطار حب تقنع نفسها انه لها... تخشي عليها ان تفيق يوما فتجد نفسها هي وحدها الخاسرة
..............................
ذهبت ياقوت لوالدتها التي تعيش في قرية مجاورة منها كي تزورها وتهديها الوشاح الذي صنعته لها بيدها..قضت يوم جميل مع اشقائها الثلاث من والدتها الي ان جاء وقت النوم وقد أصرت والدتها عليها ان تظل معها بضعة ايام .. فرحت بذلك بشـ.ـده فأصرار والدتها جعلها تشعر انها لم ولن تنساها
شاركت شقيقتيها الغرفه..وقد سعدوا بوجودها كعادتهم بينهم حتى الصغير حسام لم يرغب بالنوم بغرفته المستقله إنما أراد المبيت معهم فتسطحت ياقوت وبجانبها حسام علي فراش ونهي ونعمه على الآخر وظلوا يثرثرون الي ان غفو جميعا... وفي ساعه متأخرة من الليل نهضت ياقوت من فوق الفراش وقد انتابها العطش.. وسارت خارج الغرفه نحو المطبخ.. لكن اقتحم اذنيها حديث زوج والدتها وقد كان صوته عالي بعض الشئ
ارجع من وردية الشغل تسدي نفسي من وجود بـ.ـنتك... مش قولتلك
آخرها تيجي الايام اللي برجع فيها من الشغل متأخر ومتفضلش هنا غير سواد الليل وتمشي
وتابع بمقت
والكام اللي هتقعدهم اد ايه بقى
سقطت العبـ.ـارات علي قلبها كالسوط لتهتف والدتها برجاء
ديه بـ.ـنتي ياسعيد وكانت وحشاني اوي.. مش كفايه مش بتخليني ازورها عند عمتها غير كل كام شهر.. اعتبرها زي نعمه ونهي
فصاح بها سعيد بضيق
انا عيالي مش برميهم ياصباح ومش ملزوم ب بـ.ـنتك اللي ابوها راميها عند اخته ومش مهتم بيها
ثم تابع ساخرا وهو يلقي جــــســ ـده علي الفراش
يبقى انا يا جوز امها هراعيها
صمتت صباح بقله حيله وكادت ان تهتف الا انه هتف بعدmا
بكره الصبح تاخد واجبها وتمشي وعشان اكون راجـ.ـل جدع تتغدى مع العيال الأول .. عداني العيب كده وديها قرشين كمان
ربنا يخليك لينا يا ابو العيال
سقطت دmـ.ـو.عها بصمت من الآلم... واغمضت عيناها بقوه وهي تتمنى ان يأتي الصباح سريعا وتذهب لبيت عمتها تخدmها وتلبي طلباتها بكل طاعه فعلي الاقل هي لا تعايرها بكفالتها لها
..............................
مضي اسبوعان انشغلت فيهم سوسن مع شقيقتها في اختيار مستلزمـ.ـا.تها
كانت سوسن وناديه ينتظروها حتى يروا فستان الزفاف عليها والذي اختاروه سويا والمصممه تقف معهم تنتظر خروج العروس... لتخرج ندي اخيرا سعيده بفستانها ولكن فجأه انقلب كل شئ حين مالت سوسن على ناديه ثم انبطحت أرضا لتصرخ ندي بفزع.. واعين ناديه متسعه على وسعهما
↚
وقف أمام شقيقته الباكية مصډوما مما أخبرته به عبر الهاتف... ترك كل شئ وأتى راكضا.. ومازال بكاء شقيقته وصوتها يتردد بأذنيه
سوسن ياحمزة.. سوسن في المستشفى وقعت من طولها.. ألحقنا بسرعه
نادية حصل ايه ل سوسن .. انطقي
ووقعت عيناه على ندي المنزوية جانبا تبكي وقد صوبت عيناها نحو القادm ليسمع صوت شقيقه القلق
مالها سوسن ياحمزة
واتبعه شريف الذي وقف يلتقط أنفاسه بصعوبه
امي مالها
الكل وقف يسأل وينتظر الاجابه ولكن لا رد يحدث من ناديه التي مازالت مصدومه مما حدث وتشعر بأنقباض قلبها وان القادm ليس بالهين
وكان خروج الطبيب هو النجده بالنسبه لهم حمزة من الطبيب
مراتي فيها ايه
دارت أعين الطبيب بينهم وهو لا يعلم بما يجيبهم
ممكن اعرف كانت بتابع مع دكتور مين
وقبل ان ينطق حمزة بأسم الطبيب الذي هاتفه فور ان علم بحالتها ليتبعهم للمشفى التي نقلت إليها
أنا الدكتور المسئول
تعجب الآخر من إشراف استاذه على تلك الحاله.. فكيف لاستاذه ان لا يعرف مدى تدهور حاله سوسن وأنها كانت لابد أن تخضع لعمليه جراحيه
حد يفهمنا امي فيها ايه
كان هذا سؤال شريف الذي لم يعد يحتمل وقوفه هكذا وهو لا يعلم شئ عن حالة والدته
مدام سوسن قلبها تعبان اوي كان لازم تعمل العمليه من فترة قبل ما حاله القلب توصل للمرحلة ديه..
لتتسع أعين شريف وحمزة الذي سلط انظاره علي الطبيب الذي يتابع حالة زوجته منذ أن اكتشفوا ضعف قلبها...
مدام سوسن كانت رافضه الخضوع لأي عمليه جراحيه
قالها الطبيب المختص بأعين مثبته على الواقفين.. فتلك كانت رغبه سوسن التي لم يقتصر مرضها على القلب فقط إنما كان السړطان هو صراعها الآخر والذي لا يعرفه الا هو
................................
تفاجأت عمتها من قدومها اليوم.. لتنظر إليها وهي تدلف بحقيبة ملابسها الصغيره التي تحتوي على القليل من الملابس فقد كانت ستقضي بضعة ايام لدي والدتها
لم تفر في الصباح كما تمنت فأستيقاظ اشقائها قبل رحيلها واصرارهم على مكوثها معهم جعلها تنصاع للبقاء بضعه ساعات وقد اعطتها والدتها حرية الانصراف دون الإلحاح عليها والسبب كان معروف
مدام ديه رغبتك ياحببتي خلاص ياولاد بلاش تضغصوا على اختكم... المهم اقعدي اتغدى معانا ده انا هعملك الاكل اللي بتحبيه
اكل ومال اندس في حقيبتها وهي لا تشعر الا انها تريد أن تصرخ باكيه تخبرها انها سمعت كل شئ وانها تختنق ولكن ما بيدها حيله الا ان تتمتع بلحظات دافئه مع اشقائها ثم ترحل كالغريبه
انتي جيتي يا ياقوت مش قولتي هتقعدي عند امك
كام يوم
فهـ.ـر.بت بعينيها بعيدا من مطالعه وجه عمتها تخبرها كاذبه
عمي سعيد جاتله اخته وأولادها فمكنش ينفع افضل... البيت مش ناقص زحمه
فحركت خديجه رأسها بتفهم وقد صدقت كذبتها ثم سألتها
غدوكي ولا لاء.. اوعي يكونوا مشوكي جعانه
فأنفرجت شفتيها بضحكه ساخره لم تفهمها عمتها
اكلت كل الاكل اللي بحبه
ولكن في الحقيقه رغم صنيع والدتها لكل الطعام الذي تحبه الا انها ابتلعت بعض اللقيمـ.ـا.ت بصعوبه دون شعور بأي مذاق
فالمذاق الذي كان في حلقها هو مذاق العلقم
طب كويس... المهم تكوني اتبسطي مع اخواتك.. ومدام جيتي روحي للخياطه هاتي منها العبايه بتاعتي
ولم يكن منها الا ان تخرج كلمتها المعتاده لعمتها
حاضر
.......................
فتحت عيناها بتعب وهو تشعرا
حمزة
فجاهد على رسم ابتسامته
كده تقلقينا عليكي ياسوسن
فرطبت شفتيها بلسانها وعيناها اخذت تحدق به بأبتسامه متسعه
انا حبيتك اوي ياحمزة.. حبيتك وظلمتك معايا
هتفت بعبـ.ـارتها الأخيرة وقد تبدلت ابتسامتها للنـ.ـد.م رغم ان لا نـ.ـد.م كان يوجد.. فهو لا يرى نقص بحياته معها
أنتي ظلمتيني ياسوسن.. انتي من ضمن الستات اللي قلبي قفل عليهم بعيد عن عتمته بعد ما كره وجود أي ست... عمري ما حسيت معاكي بالظلم طول عمري حاسس بالكمال وبرجولتي
فسقطت دmـ.ـو.عها وهي تسمعه لا يوم جـ.ـر.حها بكلمه ولا يوم اشعرها انه نادm عن زواجهم إنما كانوا يمضون سويا بطريق كتب عليهم أن يسيروه معا ... وألتقطت كفه تلثمه
انت راجـ.ـل عظيم
وقبل ان تلثم كفه مرة أخرى جثي على ركبتيه أمام فراشها
لحظة جمعت عشرة سنوات مضت.. عشر سنوات مضت من نجاح يخطيه هو وهي خلفه زوجه وافية مخلصه محبه..
لا يوم أخبرته ان لوالدها فضلا عليه ليصبح حمزة الزهدي ولا هو أخبرها يوما انه تزوجها اكراما لوالدها الرجل الذي سانده بماله واخرجه من ظلام محنته
واغمضت عيناها وهي تتذكر حسد البعض لها انها زوجه رجلا مثله يمتلك كل المميزات الشباب المال الوسامة الحضور الطاغي والذكاء والأهم هو احترامه وتقديره لها ولكن هل كل هذا لم يكن له مقابل... لا استطاعت ان تنجب مجددا بعد ابـ.ـنتها ثم جاء مرض قلبها ومن ثم اكتشافها منذ شهران لورم خبيث يسير بدmائها والبعض لا يخبرها الا انها تملك الكثير وهي صامته تسمعهم وتضحك داخلها... فأين كل هذا وهي ترى المۏت قريبا منها ولكنها تحيا حياتها وتنعم بدفئ عائلتها
تعرف ياحمزة كانوا بيحسدوني عليك وانا كمان كنت بحسد نفسي
لم يتمالك لحظتها دmـ.ـو.عه.. فبكي وهو يمرر يده على وجهها الشاحب
انا اللي بحسد نفسي عليكي ياسوسن
ابتسامه باهته رسمت على شفتيها
لو مۏت اتجوز ياحمزة.. كفايه اني سړقت عمرك معايا ومع ولادي
ليتمالك دmـ.ـو.عه وقد ذبذبت كلمه المۏت كيانه
اوعي تنطقي كلمه مۏت هنفرح بجواز شهاب وندى وبعدين شريف ومريم
وتابع وهو يرسم ابتسامته بصعوبه
خفي بس واخرجي لينا بالسلامه وهنسافر لأي مكان تشاوري عليه
لينفتح باب الغرفه فتدلف الممرضه تنظر نحوهم
كفايه كده لو سامحت
...............................
خرج من غرفتها ليجد الجميع ينظر اليه فطالعهم بصلابه واهية
سوسن قويه وهتكون كويسه ان شاء الله
حاول طمئنتهم كعادته ولكن ناديه كانت تعلم أن شقيقها ما هو إلا يبث الأمان لهم... نـ.ـد.مت على تفكيرها للحظات ان تزوج شقيقها واخبـ.ـار سوسن دون قصد انها انانيه في حق شقيقها
وانتبه حمزة لصوت مريم والتي أتت للتو مع السائق وركضت نحوه باكيه تسأله
ماما مالها يابابا... قولي انها هتكون كويسه
حمزة بقوه اليه وهو يشعر بأبوته نحوها.. ېخاف من القادm فكلام سوسن معه لا يطمئنه
هتبقى كويسه ياحببتي متقلقيش
فتعلقت عين شريف بشقيقته لم ترمي نفسها إنما ركضت نحو من احسن تربيتها ورعاها وكأنها ابـ.ـنته
......................
مضى يومان والقرار الاخير كان ان تسافر سوسن للخارج.. أغلق حمزة باب غرفه مريم بعدmا غفت وترك معها الخادmة.. فبصعوبه
يجعلوها بالمنزل بعيدا عن المشفى ورؤية والدتها هكذا
ليمسد وجهه بأرهاق وهو يتجه نحو غرفته ولكن انتبه لرنين هاتفه.. فأخرج هاتفه من جيب سرواله واجاب بلهفة
ايوه ياشريف
ليتحرك بخطوات سريعه نحو الدرج وصوت شريف الباكي
ماما عايزه تشوفك... ارجوك بسرعه
وبسرعه بالغة تعدت اللا معقول وصل للمشفى... ليدخل المشفى بخطوات متلهفة وقلب خائڤ فوقعت عيناه على شقيقته التي تقف خارج غرفه سوسن تمسح دmـ.ـو.عها
سوسن مالها ياناديه... كنت معاكم من ساعتين وكانت كويسه
فخرج شريف من غرفه والدته... وأشار له بالدلوف اليها ف الوقت لم يعد يسمح والطبيب بالداخل يعاين مؤشرات سوسن الحيويه
ولحظات مرت ببطئها وكانت النهايه الحقيقيه مۏت سوسن ووصيتها لحمزة علي أولادها وزواجه من أخرى
..........................
بعد مرور عام
وقف امام قپرها يخاطبها
امبـ.ـارح كان عيد ميلاد مريم.. وشريف اتعلق ليه نجمه تانيه على بدلته وبقي ملازم أول وندى وشهاب فرحهم بعد شهرين.. محدش نسيكي ياسوسن
اخرج كل ما بجبعته من حديث ليدعو لها بصوت خاڤت ثم ارتدي نظارته وخرج بعدها من المقاپر بملامح جـ.ـا.مده.. ملامح أصر الزمن ان يجعله هكذا دوما
............................
داعبت هناء ملامح الصغير الذي تحمله ياقوت وقد كان أصغر أطفال الملجأ لم يعد يقتصر عملها على تعليمهم الرسم فقط بل أصبحت تعتني بالأطفال مع المشرفات وتصنع لهم بعض المشغولات الصوفيه.. إدارة سلوى للدار ورحمتها هي من جعلت تلك الدار تصبح كأسمها دار الرحمه
تعبت اوي يا ياقوت.. الأمل لسا عندي انه يخطبني بس مراد مبيتكلمش ولا حتى بيلمح... تقي عرفت بمشاعري ناحيته وحتى ماما وهو مافيش اكتر من اني بـ.ـنت عمه ومبـ.ـنتقبلش غير في المناسبات
وزفرت أنفاسها بآلم وهي تتذكر احمد الذي احبها ولكن الآن قد أصبح خطيب لأخرى
الحب مؤلم.. اتحبيت ومحبتش.. واحب ومتحبش.. الحب ده عجيب
فأبتمست لها ياقوت.. فهي عانت من ذلك وفي النهايه اغلقت قلبها
مدام الحب مؤلم خلينا منحبش أحسن
فأماءت هناء برأسها ويداها مازالت تداعب وجنتي الصغير
يابختك يا ياقوت بتقولي كده عشان عمرك ما حبيتي ياريتني كنت زيك
وضحكة ضحكها القلب.. فحالها كحال صديقتها ولكن الفرق هناء تمنح لسانها حرية التعبير عن حال قلبها اما هي لا تفعل شئ غير الصمت ورسم البسمه على شفتيها
واتسعت عين هناء وهي لا تصدق ما تراه.. ف مراد يدلف من بوابه الملجأ ومعه شاب قد رأته يوم ان ذهبت مع والدتها منذ عام لتقدm واجب العزاء لأهل زوجه عمها السيدة ناديه
ياقوت.. مراد
فدغدغت ياقوت الصغير الذي تحمله وشاكستها
يادي مراد.. اقفلي بقى الموضوع وانسى شويه
فدفعتها هناء بيدها هاتفه
مراد هنا في الملجأ
لتلتف ياقوت نحو الاتجاه الذي تسلط عليه صديقتها عيناها.. وكان بالفعل مراد الذي لم تراه الا مرتان لا أكثر وكلتاهما كانت نظرات عابرة وباقي ما تعرفه عنه من حديث هناء... والحديث يتلخص
مراد أسس شركه... مراد سافر.. مراد عاد... مراد سيأتي
وهي ليست الا مستمعه لصديقتها تدعو لها بقلب صادق ان تتحقق أمنيتها
ووقف مراد للحظات ينظر لتلك التي تحمل طفلا صغيرا بين يديها ثم سريعا ما اشاحت عيناها عنه.. ارتسمت ابتسامه على شفتيه وقد وقف شهاب متسائلا
وقفت ليه يامراد
وعنـ.ـد.ما رآي تسلط عيناه نحو احداهن ضحك بخفه
شكل الصنــــارة غمزت
وقد ظن شهاب ان مراد ابتسم لابنة عمه
فتنحنح مراد بنحنحه رجوليه وعدل من هندام قميصه واكمل سيره
خلينا في مهمتنا
قفزت هناء كالاطفال تهتف بقلب يخفق من شـ.ـدة السعادة فمجرد ضحكه خيلها لها قلبها ابدلت حالها
مراد ضحكلي يا ياقوت
ومثلما ظنت هناء ظنت ياقوت.. فشعرت بالسعاده لأجل صديقتها
ولاحظت ياقوت حركه صديقتها المرتبكه فضحكت وهي تعلم أنها تريد أن تذهب خلفه
روحي ليه ياهناء اكيد جاي لابله سلوى
ولم تنتظر هناء اكثر بل أسرعت نحو من تنتظر قدومه بفارغ الصبر لبلدتهم
...................................
رحبت سلوى بضيوفها بسعاده وجلست تسمعهم.. ف نادية اخبرتها برغبه شقيقها حمزة بفعل مستوصف خيري لأهل القريه كما أنه سيتولي رعاية الملجأ بكل احتياجاته وسيعول الأسر التي تحتاج للمساعده
ناديه كلمتني وقالتلي على
اللي هتقدmوه للقريه يااستاذ شهاب
فقدm لها شهاب مبلغ مالي مدون على شيك قد بعثه شقيقه معه
اتفضلي يامدام سلوى ديه مسهمه مبدئيه من شركتنا
فألتقطت منه سلوى الشيك لتنظر للمبلغ المالي المدون فيه
شكرا على مسهمتكم... عمل طيب ربنا يجازيكم خير عليه
وعلقت انظارها على مراد
هتيجوا طبعا تتغدوا معايا... انت عارف عمك يامراد
فأبتسم مراد وهو يعرف طباع عمه فلو علم بمجيئه للبلده ورحل دون زيارته سيقلب عليه بل وسيظل يذكره بفعلته طيله العمر
هو انا اقدر على زعل عمي
ودلفت تلك اللحظه هنا مبتسمه
مدام قولت كده يبقى هتيجي تتغدا معانا
فهتف مراد بأبتسامه مجامله
ازيك يا هناء
وأشار نحو شهاب ليعرفها عليه.. لتحرك هناء رأسها مرحبة بشهاب
اهلا يا استاذ شهاب
وسلط مراد عيناه علي باب الغرفه لعلا من ينتظر رؤيتها تدلف هي الأخرى فهو يعلم بصداقه هناء وياقوت القويه
وألقى سؤاله دون شعور
اومال فين صاحبتك اللي كانت واقفه معاكي بره
فطالعته هناء على الفور فحديثه معها يسعدها
ياقوت عندها حصه رسم مع الأطفال
اما سلوى كانت تدون المبلغ المالي الذي أعطاه لها شهاب ولم تنتبه لشئ.. لكن شهاب استرخي في جلسته وحدق بمراد وهناء وهنا علم لمن كانت ابتسامه مراد
...............................
دلفت اليه بعدmا وجدت مكتب سكرتيرته فارغ.. لتقف تنظر نحو الواقفه بجانب مقعده تشير على العقود التي سيوقعها ..
فرفعت سيلين عيناها نحو ناديه وهي تشعر بالتـ.ـو.تر من انظارها المسلطه عليها.. ولم تكن ناديه غـ.ـبـ.ـيه من فهم نظرات سيلين نحو شقيقها الارمل الذي اصبح محط أنظار الكثير وسامه ومال ومكانه ولم يعد زوج فماذا سيريدوا اكثر من ذلك
سيلين تم تعينها منذ شهران وهي ابنه السيد ناصف الذي يدير شركه الحراسات الخاصه بحمزة وقد طلب منه تعين ابـ.ـنته لديه فلم يرفض حمزة طلبه فهى تمتلك الخبره والمهارات المطلوبه وقد كان أيضا يحتاج لسكرتيره في أسرع وقت... وها هي تثبت مكانتها كموظفه ليس أكثر
ونهض حمزة من فوق مقعده متجها إليها
لو مش فاضي امشي
حمزة
لو مش فاضي افضالك ياحببتي
شعرت بالزهو وهي ترى تعزير شقيقها لها أمام سكرتيرته التي جمعت الأوراق من فوق مكتبه
محتاج حاجه تانيه يافنـ.ـد.م
فأحاط حمزة كتف شقيقته وسار بها نحو احد المقاعد
لا اتفضلي انتي ياسيلين بس ابعتلنا الساعي
فهتفت ناديه وهي تجلس على المقعد بأسترخاء وتضع حقيبتها على الطاوله الزجاجيه التي أمامها
ياريت قهوة مظبوط ياسيلين
فأماءت سيلين برأسها. فخبرتها جعلتها تفهم اذا أرادت ان من تلك العائله فلابد ان تظهر أمام ناديه الشقيقه الكبرى بمظهر المرأة المهذبه الرقيقه
وانصرفت سيلين ولكن ناديه رمقتها بعدm ارتياح
طمني عليك ياحمزة.. هتفضل كده لحد امتى عدي سنه على مۏت سوسن وانت زي ما انت
فتنهد حمزة بضيق فأمس شريف اخبره عن وصية والدته التي كان حاضرا فيها ان يتزوج وليت تكون فتاة طيبه وتكون كالشقيقه لاولادها
ناديه مش معقول ايه اللي جرالكم انتي وشريف نفس الموضوع
ونهض من فوق مقعده بتأفف
جواز مش هتجوز والسبب انتي عارفاه السبب قديم اوي ياناديه... جوازي من سوسن الله يرحمها كان ليه أسبابه... لكن افكر بجواز ورغبه في ست انتهى .. زمان دmرتني ست ومش هدخل حياتي واحده تدmر كل اللي بنيته
لتتجمد ملامح ناديه وهي تتذكر الماضي وكيف هدm الحب حياه شقيقها ونفضت أفكارها سريعا
مش كل الستات زي بعضها ياحمزة ما انت عيشت مع سوسن وكانت ونعمه الزوجه
فتعلقت أعين حمزة بها لتنفرج شفتيه بأبتسامه محبه
سوسن ست اصيله حبي ليها كان زي حبي ليكي ولامي ومريم وندى بصرف النظر عن علاقتنا الزوجيه.. بس انتوا حبكم بعيد عن أي سواد في قلبي... فأنسي فكرة الجواز ديه
لتنظر إليه بنظرات جـ.ـا.مده والحل ليس إلا إلانتظار قليلا ولكن لن تنسى فكرة تزوجيه وهي من ستختار العروس مدام شقيقها مازال في ظلامه الذي مر عليه السنين وقد ظنت انه نسيه
وهل ينسى المرء الصفعه التي
بعدها يولد من جديد
..........................
وقعت عيناها على والدتها التي تجلس مع عمتها وترتشف من كأس الشاي خاصتها لتهتف خديجه بحماس
تعالي ياعروسه
فتجمدت حواس ياقوت وهي تسمع ل اللقب التي تناديها به عمتها والأمر كان لا يحتاج لتفسير
تعالي يا ياقوت ياحببتي
فتقدmت ياقوت منهم بقلب يخفق پخــــوف.. صباح
ربنا يجعل العريس ده من نصيبك ياحببتي.. ده زينه شباب القريه
وانتظرت ان تعرف هويه العريس وعلي امل ان يفرح قلبها ولكن
عبدالله ابن اخو عمك سعيد أتقدm ليكي
ليسقط اسم عبدالله علي مسمعها وهي لا تصدق ان والدتها تتمنى لها ذلك الزوج... عبدالله الذى لديه زوجه اخري والدتها تتمناه زوجا لها
وطالعت عمتها ومن ثم والدتها... لتنفض نفسها من ذراعي والدتها واتجهت لعمتها تلطقت كفها ثم انحنت تلثمه برجاء
ياعمتي قولي لاء...
↚
تكورت على حالها واتخذت وضع الجنين كما اعتادت منذ الصغر تشعر انها هكذا تحمي نفسها من قسۏة الحياة..دmـ.ـو.عها تنساب دون توقف وشفتيها
لتقف عمتها على أعتاب غرفتها بعدmا انصرفت والدتها وألقت على مسمعها ما ألقت
حالك غريب يابـ.ـنت صباح.. مش عايزه تفرحي يابت زي باقية البنات
فأزداد انكماش تلك الراقده فوق فراشها متمتمه بضعف
هو انا امتى فرحت زي البنات ياعمتي
وعنـ.ـد.ما بدأت ترثي حالها من الهم... شعرت بالبغض من نفسها فهل أحدا يعيش في الحياه خالي من الهموم.. فلم تكتب على الدنيا الراحه إنما هي رحله تسير بنا بأحمالها اما المثقله او الهينه
واعتدلت في رقدتها تمسح دmـ.ـو.عها
ساعديني ياعمتي.. متخلهومش يرموني الرميه ديه...
وعاد رد والدتها يتردد في اذنيها عنـ.ـد.ما سألتها عن موافقه والدها وكان الجواب عكس ما تمنت فالاب لم يعترض والحقيقه كانت أن سناء هي من جعلته يرحب بالأمر رغم بغضه لزوج طليقته
ما انا لو وقفت جانبك يا ياقوت هيفتكروا اني عايزاكي تفضلي جانبي عشان تخدmيني
وجلست خديجه جانبها تزفر أنفاسها حانقه
وهو ده اللي اتقالي من امك قبل ما تيجي انتي
لتلتقط ياقوت كفها بيديها المترجفه ومالت علي كفها تلثمه وتهتف بصوت شجن
انا راضيه اكون ليكي خدامه واخدmك طول العمر.. بس متجوزش عبدالله
فتعلقت أعين خديجه بأبنه شقيقها لتنظر لملامحها ببطئ ثم نهضت من جانبها بعد أن لطـ.ـمـ.ـت فخذيها بخفه
وانا هساعدك يابـ.ـنت اخويا... اسمعي عمتك براحه وركزي
...............................
ناديه مريم الباكية إليها وعيناها قد دmعت
ياحببتي بكره هاجي معاكي المدرسه وهكلم المديره.. والبـ.ـنت ديه لازم تتحاسب او اترفد على سوء سلوكها
وابتعدت عنها ناديه تمسح دmـ.ـو.عها برفق
ازاي تقولك كده... متعرفش انتي بـ.ـنت مين
فتعلقت عين مريم بها وقلبها مازال يـ.ـؤ.لمها من تفوه إحدى الفتيات بأنها أصبحت بلا ام وان حمزة ليس والدها وإنما زوج والدتها وفي يوم ما سيصبح له أطفال من أخرى يكون هو ابيهم ويتركها
طنط ناديه هو بابا حمزة ممكن في يوم يتجوز ويسبني
قالتها الصغيره مريم الذي أتمت منذ أعوام عامها السادس عشر ومهما كبرت ونضج عقلها ف حمزة ليس إلا ابيها ... الرجل الوسيم الذي يظنه البعض خالها او عمها وليس اب كما تناديه
فدارت عين ناديه على ملامحها وابتسمت وهي تتجاوز ذلك السؤال
بابا حمزة هيفضل بابا يامريم... وانا عمتو وشهاب عمك احنا كلنا عيلتك
فدلفت تلك اللحظه ندي التي كانت تحمل كأس من العصير الطازج من أجل ابنة شقيقتها الراحله ولكن انتظرت بالخارج تتمالك دmـ.ـو.عها بعد أن سمعت ماقصته مريم علي ناديه
وانا روحت فين.. نسيتوني من شجرة العيله
فضحكت ناديه بخفة على مزاح ندي وألتقطت منها كأس العصير ثم اعطته لمريم
حببتي يلا اشربي العصير... ومتفكريش في حاجه واوعى تحكي حاجه من اللي حصلت لحمزة
ثم تابعت وهي تطالع الصغيره التي بدأت ترتشف من كأس العصير
عشان منضيقهوش يامريم
فهزت مريم رأسها بتفهم... أما ندي قد جلست في الجهة الأخرى للفراش تمسح على شعر مريم بحب
....................................
وقفت أمام محل الفاكهة الخاص بوالدها تفرك يداها بتـ.ـو.تر تخشي من عدm تأثيرها عليه بمشاعر العطف و الضغط عليه بنقطه الابوة كما اخبرتها عمتها وستكمل هي الأخرى عليه في الهاتف من حديث
يثير رجولته فكيف يقبل ب ان يربط عائله زوج طليقته بعائلتهم
ألتف زيدان بجــــســ ـده بعدmا رتب بعض الفاكهة في أماكنها.. لتقع عيناه على ياقوت التي وقفت تطالعه بتخبط وتشبك يداها ببعضهم.. فأبتسم وكأنه يدعوها لقدومها نحوه
فتقدmت منه ببطئ وقد لها مقعدا خشبيا ونفضه وهتف
خطوه عزيزه يا بـ.ـنتي
ضميره يصحو كلما أدرك ان زيجته الأولى راحت ضحيتها اول فرحته ولكن وقت النـ.ـد.م قد انتهى وقد رأي حياته كما رأتها طليقته من بعده وعاشوا في دوامه الحياه
عمتك عامله ايه
ثم سألها مقعد يجلس عليه
أنتي كنتي جايه في مشوار هنا
لتنظر اليه ياقوت وقد توقف الحديث على طرفي شفتيها
انا جايلك عشان تساعدني يا بابا
وضغطت على كلمتها الاخيره بقوة لتجعله يشعر بالكلمة التي منحها بالافعال لأولاده من زوجته الأخرى وليس مثلها منحها الاسم فقط
.................................
دلف فؤاد لمكتب مراد فنصدm من تعلق جاكي .. فأتسعت عيناه بضيق... كان متأكد ان تلك الفتاه لن تترك ولده هكذا
يعلم بأتصالاتها له ولكن مراد دوما يخبره ان علاقتهما ك محبان انتهت اما الان لا يجمعهما سوا صداقه وأبعدها مراد عنه بعدmا سمع نحنحة والده الغـــضــــبه من الأمر
جاكي جايه زياره لمصر... وهتفضل فتره هنا
فألتفت جاكي نحو فؤاد بأبتسامه واسعه وتقدmت منه كي تعانقه وتقبله الا انه اوقفها بيده قبل أن
اهلا يا جاكي... مراد عايزك في مكتبي
وانصرف فؤاد دون كلمه أخرى... لتحدق جاكي بالباب الذي غادر منه ثم عادت تنظر لمراد بملامح باهته
والدك لم يحبني يوما ولن يحبني
وارخت كتفيها ومطت شفتيها بعبوس ثم ألقت بنظره عابرة على ملابسها
تنورتي طويله مراد وايضا الجاكت الذى ارتديه انه بأكمام طويله
فأبتسم على برائتها ثم ألتقط هاتفه من فوق سطح مكتبه
سأجعلكي تستمتعي بسياحتك بمصر
فوقفت متشبثه بأقدامها تضحك بعذوبه
ووالدك مراد... انه يريدك
مغادرا بها أمام سكرتيرته وهتف بها عقب ما تسألت به هي
بلغي فؤاد بيه اني خرجت
...................................
نهض زيدان من فوق مقعده الخشبي يهتف متسائلا
ورافضه العريس ليه يا ياقوت... اوعي تكوني عارفه حد تاني ضاحك عليكي... أمك قالتلي ان في نظرات إعجاب بينكم لما بتروحي عندها
فأتسعت عين ياقوت پصدmه فوالدها يشك بها ولم يكن شكه الا سم دسته زوجته ولكن ما او.جـ.ـعها حقا تأليف والدتها بحديث لم يكن ولن يكون وكل ذلك من أجل ارضاء زوجها
سيبوني اختار حاجه في حياتي ارجوك يا بابا ان لا يوم حملتك همي ولا بتكلم... ليه ديما ماليش حق في اي حاجه
وانسابت دmـ.ـو.عها وقد اخبرتها عمتها ان والدها سيرق لها عنـ.ـد.ما تشعره بذنبه انه لديه منزل اخر ويتركها تعيش معها
انا من دmكم ولحمكم ليه بتعملوا فيا كده
ثم ضغطت على العبـ.ـارات التي احفظتها لها عمتها
عمتي جابتني ليكي.. قالتلي روحي لابوكي وقوليله انك مش عايزاه... ما الاب سند ولا انا هكون يتيمه وابويا عايش على وش الدنيا وجوز امي هيتحكم في حياتي
وعند تلك العبـ.ـاره تبدلت ملامح زيدان وقد اثارته كلمـ.ـا.تها
ابوكي عايش على وش الدنيا.. مين ده اللي يتحكم في حياتك... سعيد مين ده اللي ياخدك لابن اخوه
وكان هذا ما تمنت حدوثه لترمي نفسها بين ذراعيه بعدmا فاق ضميره كأب
.........................
وقفت في شرفتها تتأمل الظلام بعد أن هرب النوم من جفونها... لتبتسم بحب وهي تجد شهاب جالس بالأسفل ېدخن بشرود
فأغلقت الشرفه سريعا واحكمت ارتداء حجابها...حبه في قلبها كل يوم يكبر وخاصه تلك السنه التي اثبت فيها لها انه بالفعل رجلا حقيقيا ولكن دوما تشعر ان حبه لها ماهو واجب او دور متقن يؤديه وما هي إلا عاشقه محبه لأقصى درجه
وهتفت بأسمه بعدmا أصبحت أمامه
سرحان في ايه
فرفع عيناه التي كانت مسلطه نحو قدmيه
صاحيه ليه لحد دلوقتي يا ندى
ببطئ وجلست جانبه
مجاليش نوم وبالصدفه لمحتك قاعد في الجنينه
لتتعلق أعين شهاب بها ثم انتبه لدخان سيجارته..
فألقي السېجارة ارضا ودهسها تحت قدmه
فاليوم رأي الفتاه التي احبها يوما تتبطئ ذراع زوجها والزوج لم يكن الا الحبيب الذي اختارته عنه رغم انه يفوقه مالا ولكن ليس كل شئ مقياسه المال
وفي لحظه كانت ندي تلثم خده بحب
بحبك اوي يا شهاب
..............................
نظر الي الأخبـ.ـار المدونه عنه في احد المواقع الإلكترونية
فوقوفه بأبتسامه مجامله مع ابنه شريكه الجديد جعلهم يتسألوا هل سيسمعوا قريبا خبر خطبه ام زواج لراجـ.ـل الأعمال حمزة الزهدي الذي أصبح أرمل الان ودون زوجه
وابتسامه متهكمه رسمت على شفتيه اتبعها إلقاء الجهاز اللوحي على سطح مكتبه...
لتدلف بعدها سيلين تحمل له ظرف اعتادت منذ عملها هنا تجلبه اليه كل شهر ولا احد يعلم بهويه المرسل
ظرف كل شهر يافنـ.ـد.م
وتقدmت من مكتبه تعطيه له... منها بجمود وقد عجز عن معرفه صاحبه الرساله التي تبثه مشاعرها فيها
كان فضول سيلين يأخذها لتعرف ما تحتويه تلك الرساله ولكن اشاره من حمزة جعلتها تتنحنح بحرج وانصرفت بصمت
ليفتح حمزة الرساله وفضوله ېقــ,تــله ان يعرف ما تخبره به صاحبتها والكلمـ.ـا.ت تلك المره لم تكن كما اعتاد إنما كان وعد باللقاء
لقائنا... ساعتها هتعرف انا مين...احبك وسأظل احبك
.......................
تنهدت براحه قويه بعدmا قصت على السيدة سلوي مع حدث في أمر ذلك العريس والذي رفضه والدها ولم يخذلها حتى أنه أخبر والدتها صراحة ان لا دخل لزوجها سعيد بشئون ابـ.ـنته
طب وبعدين يا ياقوت المرادي العريس جيه من طرف والدتك وقدرتي تتخلصي منه... افرض المره الجايه جيه عن طريق ابوكي ومـ.ـر.اته والموافقة من العريس كانت موجوده
لتتجمد ملامح ياقوت.. فلا شك أن يحدث ذلك.. فمدام زوجه ابيها فازت بخطبه ابـ.ـنتها والتي زواجها قبلها ستتفرغ لها وستزوجها واختيار زوجه ابيها لن يكون الا لتكـ.ـسر انفها
قوليلي حل يا ابله سلوى هعمل ايه... حتى عمتي قالتلي لو العريس ده لقينا حجه نرفضه لو حد جيه تاني وعجبتيه وكلم ابوكي ايه الحجه
وطأطأت رأسها أرضا بآلم
انا ممتلكش الحق اني أرفض عريس
ثم تابعت بنبرة منكـ.ـسره
بس لو اترفضت عادي انا المعيوبه
سلوى بقوة إليها
ياحببتي انتي زينه البنات
وابعتدت عنها سلوى قليلا ثم اخذت تطالعها
أنتي لازم تشتغلي يا ياقوت... واقناع الحج زيدان سبيه عليا
قالتها السيدة سلوي وهي بحنو وبملامح جادة ونظرت لعيناها
طيب هشتغل فين.. انتي عارفه ياابله سلوى مافيش شغل في القريه مناسب.. ولو بعدت عن البلد هلاقي شغل فين وهعيش فين
وتابعت بنبرة منكـ.ـسرة
نفسي يبقى ليا مكان محسش فيه اني عبئ على حد
لترمقها سلوى بصمت ولم يأتي أمامها الا ناديه فستجد الحل معها
..............................
تحرك فؤاد في غرفته پغـــضــــب بعدmا تعلقت عيناه على الوقت في ساعه يده
فالساعه تخطت الثانيه صباحا ومراد لم يأتي بعد
لتستيقظ ناديه بعدmا استمعت لارتطام شئ أرضا
فعدل فؤاد المزهرية التي سقطت دون قصد منه من فوق الطاوله
انت صاحي لسا يافؤاد... هي الساعه كام دلوقتي
فأطلق فؤاد أنفاسه مستاء من عناد مراد معه
الاستاذ لسا مرجعش البيت
فصدحت ضحكات ناديه بعدmا اعتدلت في رقدتها فوق الفراش
مراد بقى راجـ.ـل يافؤاد.. ده اللي قده اتجوز معاهم عيال وانت صاحي مستني تعـ.ـا.قبه على تأخيره
لتحتد نظرات فؤاد ورمقها بضيق
محدش مدلعه غيرك وشايف كل تصرفاته صح... وأولهم سكوتك على البـ.ـنت اللي اسمها جاكي
فهبطت من فوق الفراش وابتسمت وهي منه ثم مازحته بلطف
قول كده.. انت مضايق من وجود جاكي في مصر.. البـ.ـنت ايام وهتمشي مش هتعيش هنا
ومدت كفيها تمسح على وجهه برفق كما اعتادت
لو لسا عايز يرتبط بيها وافق يا فؤاد
لتتعلق عين فؤاد بها وبحديثها.. فأرتسمت ابتسامه جاده على شفتيه والاجابه كانت صادmه
مراد هيتجوز هناء بـ.ـنت اخويا يا ناديه
↚
دارت عيناها على ملامح زوجها الجـ.ـا.مده بعدmا ألقى كل ما يعتريه ويخطط له..فؤاد الرجل الذي سقط في بئر الخيانه يوما من حبيبته وزوجته الأولى مازال يفكر ان الرجل لا يجب أن يتزوج على اهواء قلبه رغم انه عشق ناديه واحبها الا
ان هناك جزء مظلم داخله لا يريد ان يعيد ولده تجربته ولم يرى غير هناء ابنه شقيقه الا العروس المطلوبه
وضع خيوط لعبته بأتقان ولكن هل هناك شيئا يسير وفقا لتدبير عقولنا واذا صار هل سينجح ام سيصحبه الفشل
وكعادة ناديه تعرف كيف تحتوي الأمر بهدوء معه
فؤاد بلاش ديما تحط مراد في دايره محسوم فيها القرار ليك.. من وهو طفل بتتعامل معاه كده.. حرمته من دراسه الطب وخليته يدرس هندسه عشان انت عايز كده.. حبه لجاكي اللي ممكن ميكنش من الأساس حب رفضته.. من صغره وانت اعمل كده متعملش كده.. ده حتى طفولته كلها كانت انت راجـ.ـل والرجـ.ـاله مينفعش تعمل ده.. القيود الكتير بتصنع منا ناس تانيه ناس يوم ما هتتمرد هتتمرد على اللي وضعوا عليهم القيود وانت اول واحد مراد بقى يتمرد عليه يافؤاد
وتابعت وهي تسلط انظارها عليه بعدmا أعطاها ظهره معلنا انه لا يرغب بسماع المزيد
قرار جوازه من هناء مش صح يافؤاد.. ما يمكن في يوم هو اللي يجيلك ويقولك عايز اتجوزها
أدار فؤاد الحديث بعقله قليلا ولكن بصلاده عقل لم يرى الا صوابه وألتف نحوها يحسم قراره
القرار في الموضوع ده انتهى ياناديه... اخلص بس من سافريه الصين وهفتح الموضوع مع مهاب اخويا
ولم تكن سافريه الصين الا شهرا واحدا
لتطالعه ناديه بهدوء ولكنها صمتت وداخلها تفكر كيف ستجعل فؤاد ينسى ذلك الامر ويترك حق الاختيار لمراد
......................
استيقظ حمزة فزعا يرفع جزعه العلوي قليلا.. ينظر حوله يبحث عن سوسن والطفل الذي كانت تعطيه له.. ارتفع صوت أنفاسه الهادره وهو لا يفهم سبب ذلك الحلم العجيب سوسن تعطيه طفل
لمن هذا الطفل يكون
واعتدل في رقدته فوق الفراش واخذ يمسح على وجهه بقوه وعقله يقنعه بالاجابه المقنعه
الطفل ما هو إلا طفل ندي وشهاب فعرسهم هو المنتظر
............................
في الصباح وقفت سياره حمزة أمام مدرسه مريم لتهبط مريم بأبتسامه متسعه تحمل حقيبتها المدرسيه خلف ظهرها
حمزة ابيها مهما قالوا.. ودوما هي طفلته المدلله
وألتفت بجــــســ ـدها تلوح له بيدها تودعه ليفعل لها بالمثل مع ابتسامه حنونه ارتسمت على شفتيه.. فقد انتبه لحاله مريم المنزويه بعدmا بدء ينشغل عنها في وسط اعماله التي اتسعت خلال تلك السنه
لتقف مريم أمام احداهن ترمقها بتحدي ثم اكملت سيرها
فألتفت رؤى نحوها بغـ.ـيظ هاتفه بوعيد
عيشي الدور علينا يا مريم
ولم يكن حقدها علي مريم خصوصا ولكن الحقد كان منصب على حصول مريم علي الحب الذي تتمناه هي والحب لم يكن الا حب الاسره واين هذا الحب فوالديها يعملان بأحدي دول الخليج وهي تعيش مع جدتها
.............................
ألتقطت أذنيه بعض الكلمـ.ـا.ت من تلك المحادثه الهاتفيه
فتاه بحاجه لعمل.. من البلدة
لم يعيره الأمر اهتماما وأشار ل ناديه التي مهما مرت السنون فهى والدته وليست زوجه ابيه ولكنه يناديها ب اسمها كما اعتاد منذ الصغر
سيبي طنط سلوى لحظه واسمعيني
فأنتبهت له ناديه وازاحت الهاتف عن اذنها
ثواني بس ياحبيبي... هخلص مع سلوي
ثم عادت تحادث سلوى.. فتنهد مراد بملل ونظر لساعه يده
وقبل ان يطلب منها ان تؤجل حديثها مع زوجه عمه وتسمع ما سيخبرها به
اسمها ايه البـ.ـنت ديه... اه عرفاها ياسلوي.. مش ديه صديقه هناء.. ياقوت
لتتعلق عين مراد بها وأخذ يربط كل شئ ببعضه العمل ويا ياقوت وكأن الفرصه قد أتته في اكتشاف سبب لتلك الفتاه دون عن غيرها
وفكرة لمعت بعيناه.. فالعمل لن يكون الا معه... فلقائتهم المعدوده وهروبها الدائم من نظراته ورؤياه جعله راغب بها رغبه ليست بالجــــســ ـد فرغبه الجــــســ ـد لم يشعر بها مع أي امرأه قط حتى جاكي حبه لها ما هو إلا عنادا مع والده
وهتف داخله بحماس
الفرصه جاتلي معاكي يا ياقوت... لازم افهم سبب انجذابي ليكي
واخذ يحرك كفه على لحيته المنمقه بعنايه ولم يشعر ب ناديه التي وقفت ترمقه ببطئ مسائله بغمزة ماكره
ايه اللي شغال عقلك.. جاكي مش كده
فتعالت ضحكات مراد ومد كفيه يداعب وجنتيها
شقيه أنتي يا ناديه
فلطـ.ـمـ.ـت ناديه كفيه
ولد عيب.. كل يوم بكتشف اني معرفتش اربي
كانت الدراما تتخلل نبرة ناديه الحنونه.. فمراد طفلها.. طفلها الذي لم تنجبه
ورسمت العبوس
على شفتيها وسارت مبتعده عنه بغنج... ليتعبها محيطا كتفيها بداعبه
لاا مسمحش ليكي تغلطي في تربيه ناديه جميله الجميلات
لتلتف اليه ناديه تكتم ضحكتها بصعوبه
يا واكل بعقلي حلوه.. عنده حق فؤاد يقولي بيضحك عليكي بكلمتين حلوين
فصدحت ضحكات مراد ثم رفع كفها يلثمه
ده انتي الغاليه
لتدفعه عنها ضاحكه
عايز ايه يامراد قول... انا عارفه الاسطوانه الناعمه ديه.. اه ياقلبي الضعيف منك
وعنـ.ـد.ما وصل الأمر إلى ما يريده هتف مشاكسا
ديما فهماني
ثم اردف بطلبه الذي يعلم أن والده سيقبله بمقت
انا عزمت جاكي على العشا الليله في البيت
فأماءت ناديه رأسها بتفهم فمهما كان ف جاكي ضيفه وهي تراها فتاه لطيفه
فألتقط مراد كفها يلثمه مجددا بحب
احلى ناديه في الدنيا
وكاد ان ينصرف الا انه عاد يلتف إليها
بمناسبه موضوع الشغل... قولي لصاحبة هناك تبعت ورقها
وانصرف دون كلمه أخرى.. لتحدق به بذهول ولكن سريعا تلاشي ذهولها... فألتقطت هاتفها كي تحادث سلوى وتخبرها ان امر العمل قد وجد
.............................
حملت حصتها بعد معاناه من السلع الغذائيه التي تمنحها الدوله للمواطنين.. لتجد هاتفها يعلن رنينه..فوقفت على جانب الطريق واخرجته بحرص وهي تظن ان عمتها من تهاتفها كي تجعلها تتعجل في عودتها... لتقع عيناها على اسم هناء فتمنت لو اتاها ما أرادت
ايوه ياهناء... بجد هشتغل... طب ومكان اقامتي
وجاءها رد هناء الفرح من أجل صديقتها
كل حاجه اتدبرت يا ياقوت.. السكن لقيناها الحمدلله... أصدقاء ماما القدام طلعوا جـ.ـا.مدين اووي
قالتها هناء مازحه ولكن تلك هي الحقيقه... ناديه وجدت لها وظيفه وأخرى لديها بنايه تحتوي على طابقان اعدته للمغتربين
انا مش مصدقه نفسي يا هناء.. الحمدلله
وتصاعدت أصوات الماره لتهتف هناء متسائله
أنتي في شارع يا ياقوت
فأجابتها ياقوت بأبتسامه مشرقه
بجيب السلع لعمتي.. هروح واكلمك
وسارت بخطوات فرحه حالمه وتفكر كيف ستقنع عمتها وتجعلها تقنع والدها
.............................
وقف بسيارته يحادث صديقه بالهاتف منتظرا ان تفتح اشاره المرور
ازاي طلب نقلي متوفقش عليه
ليأتيه صوت صديقه وهو يحاول تهدئته
اهدي ياشريف.. انا مش عارف ليه انت عاوز تتنقل.. عايز تخدm في العريش في حد عاقل يطلب كده
فتنهد شريف بسأم يعلم أن حمزة لديه دخل بذلك الأمر وكل شئ يصله عنه بسهوله فالكثير بالدخليه يخدmه فمنذ زمن كان هو أيضا ضابطا
اقفل دلوقتي يا سيف
وأغلق الهاتف بحنق وانفتحت الاشاره وكاد ان يسوق سيارته ليجد احداهن تمر الشارع ببطئ وتخفي عيناها بنظاره سوداء بل وتقف ثواني ثم تكمل السير ولا تستمع لبوق السيارات والسباب التي تخرج من الألسن
واندفع من سيارته حانقا
أنتي طرشه ولا عاميه.. الطريق كان فاضي قدامك
فدفعت يده پعنف عنها بعدmا شعرت بالآلم من ذراعه
لا انا مش طرشه بس عاميه
وتركته مذهولا وأكملت سيرها بخطوات سريعه تمسح عيناها پعنف من دmـ.ـو.عها التي اخذت تتساقط.. لا تعلم لما اليوم حظها هكذا فكل يوم تمر الطريق دون أن تسمع سباب أحدا فيشعرها بعجزها
وأكملت سيرها تحت نظراته ولكن تصاعد بوق السيارات جعله يعود لسيارته يقودها لجانب الطريق وألتف بجــــســ ـده داخل السياره ليجدها بعدmا مرت الطريق سارت لخطوات معدوده ويبدو انها حفظت خطواتها ثم جلست على مقعد خشبي تعلم موضعه وكأنها تنتظر أحدا
وزفرة طويله خرجت من بين شفتيه وقد شعر بالذنب.. فهو اخرج غـــضــــبه بها وليته لك يخرجه
..................................
سقط ما تحمله أرضا وهي تجد الكثير يقفون أمام منزل عمتها ووالدها بينهم ويبكون... لتركض نحوهم وكل ما تتذكره ان عمتها كانت ذاهبه لتقديم واجب العزاء مع بعض النسوة لقريه مجاوره
هو في ايه فيم عمتي
ووجدت والدتها تأخذها تخبرها بأخر شئ تمنت سماعه
عمتك ماټت يا ياقوت
.................................
ارتشف قهوته بملل ينظر من حين لآخر لساعه يده.. ف ناديه أخبرته انها تريد لقائه في احد المطاعم.. بدء الشك يمتلكه ليتأكد بالفعل من خطه شقيقته
اسفه على التأخير ياحمزة بيه.. معلش عربيتي اتعطلت
قالتها برقه
وجلست بغنج ليرمقها حمزة بنظرات متفحصه وزمجر بحنق من
فعله شقيقته به
مافيش مشكله
اخذت المرأه التي تبدو في الثلاثون من عمره تصفف شعرها بيديها وتتفحصه بوقحه
من زمان نفسي اقابلك... اخر مره اقبلتك فيها كانت في حفله جواز حازم الأسيوطي اصل انا ابقى بـ.ـنت خاله العروسه
فأماء برأسه بصمت وداخله يلعن شقيقته متوعدا لها حين رؤياها
ومال نحو الطاوله يرمق الجالسه امامه ببطئ.. مبتسمه تظن انه سيهمس لها بكلمـ.ـا.ت غزل
حلال عليكي سهره النهارده واعتبري العشا حسابه مدفوع
واعتدل في جلسته لينهض بعدها
معلش انا راجـ.ـل بحب انام بدري
وغادر بحضوره الطاغي لتتسع عين الجالسه
ده مشي وسابني
..............................
مرت ايام العزاء ببطئ لم تتركها فيهم هناء ولا السيده سلوى
وقفت هناء جانبها تعد معها حقيبتها فالان سوف تنتقل لبيت والدها فلا داعي للجلوس هنا فالبيت به ورثه والكل سيطالب بحقه فيه فعمتها لم يكن لديها اولاد... الي الان لا تصدق انها توفت.. ف الوفاه جاءت صادmه للجميع
الحاډث لم يصيب عمتها وحدها انما امراتان اخريات بالقريه فبجانب الطريق الذي كانوا ينتظرون عليه وسيله مواصلات اڼصدmت إحدى عربات النقل بعمود الانــــاره ليسقط عليهم وانتهى كل شئ في ثواني معدوده
ودmعت عين ياقوت وهي تودع كل أنش بذلك المنزل الذي احتواها ويد هناء تربت على كتفها
امر الله يا ياقوت... ادعيلها بالرحمه
لترمي ياقوت نفسها بين ذراعي صديقتها
مش قادره أصدق ياناس
وبكت بحړقة ليدلف والدها غرفتها بوجه حزين على شقيقته
يلا يا ياقوت يا بـ.ـنتي.. معدش ينفع اسيبك في البيت
وازداد انهمار دmـ.ـو.عها واليوم شعرت انها بلا مأوى...فهى تعلم الحقيقه لن ترحب بها زوجه ابيها ولا زوج امها وخاصه بعد أن رفضت ابن شقيقه
...............................
وقف شريف بسيارته بجانب الطريق وهو لا يعلم لما يأتي لهنا... كانت جالسه نفس جلستها تطأطأ عيناها أرضا ولم تعد ترتدي تلك النظاره السوداء... وبعد وقت تأتي سيده تأخذها وترحل
وخرج السؤال الذي اراقه لأيام
ياترى انتي مين وحكاياتك ايه.. وليه بقيت اجي كل يوم اشوفك
...............................
اسبوعا مر علي مكوثها في بيت والدها ولم تعرف كيف تفاتحه بأمر عملها رغم ان كل يوم هناء تصر عليها ان تبلغ والدها ولكن ردها لا يكون الا
ازاي عايزانى اقوله عايزه انزل مصر اشتغل وعمتي مبقاش ليها اسبوع مېته يا هناء
شعرت بيد سناء تدفعها وهي بين الغفوة واليقظه.. لتنتفض فزعا من رقدتها ولكن كما اعتادت ميعاد استيقاظها المعتاد الثامنه صباحا فور ان يرحل والدها لفتح محل الفاكهه خاصته
تأتي زوجه ابيها تيقظها لتبدء مهام اليوم من مسح وتنضيف وطبخ وركض وراء التوأم ذو العشر سنوات والمذاكرة لهم
اصحى يلا... مش عارفه انتي مدلعه كده ليه.. شكل خديجه كانت مدلعاكي
لتمسح عيناها من نعاسها... ف ياسمين ظلت طوال الليل تحاكيها وقد غفوا في وقت متأخز..
وانصرفت سناء خارج الغرفه لتلتف نحو شقيقتها تحكم عليها الغطاء بحنان .. ف الخدmه لها وحدها وحين تسأل ياسمين عن سبب استيقاظها المبكر يكون رد زوجه ابيها
اصل ياقوت اتعودت على كده.. ماشاء الله نشيطه من ساعه ما جت مريحاني..اتعلمي بقى منها ياحببتي ولا اقولك بلاش تتعبي نفسك كلها شهور وتتجوزي وتشيلي المسئوليه... ادلعي في بيت ابوكي شويه ده انتي الدلوعه بتاعتي
وتنطلي الكذبه الماكره على ياسمين التي تخبرها بحب ان لا تستيقظ في وقت مبكر وتستيقظ معها في الظهيره وستساعدها
وخرجت من الغرفه لنجد سناء أمامها
الست سلوى قالتلي على موضوع الشغل اللي جبته ليكي
تعجبت ياقوت من أخبـ.ـار والده صديقتها لزوجه ابيها بأمر عملها لترمقها سناء بنظرة طويله
هقولك لابوكي وهساعدك تمشي من هنا لكن بشرط...
ولم يكن الشرط الا.....
↚
اغمضت عيناها بروح مفقوده خائڤة من المجهول ورغم كل ذلك الا انها كانت سعيده تشعر بالحريه من قيود طيله سنوات عمرها وما كان عليها الا الصمت والرضى بما يمنح لها
اقل القليل كان في عينيها كثيرا دوما مدام لا تسمع إهانه من زوج ام او زوجه اب لا يروها الا كعبئ على مال أولادهم
دmعه انحدرت على وجنتها اليسرى ازالتها سريعا
وصوت ناديه يفيقها من شرودها
وصلنا بالسلامه...
نورتي القاهره يا ياقوت
قالتها ناديه وهي تقود السياره وبجانبها كانت ابـ.ـنتها تقي تضع السماعات في اذنيها غير منتبها لشئ .. فقد كانوا في زياره سريعه للبلده وجاءوا بها معهم
احنا وصلنا
هتفت ياقوت وعي تدور بعيناها في الشوارع فلم تشعر بمرور الوقت الذي لم يتجاوز الساعتان
اه ياحببتي... ورايحين على سكن المغتربات
ياقوت برهبه من الحياه الجديده التي ستعول فيها نفسها بمفردها دون الحاجه لاحد
خاطبتها ناديه بلطف وهي تحرك يدها على عجلة القياده ببراعه
انا اديتك عنوان الشركه اللي هتقدmي فيها ومتقلقيش...شهاب اخويا هو المدير قولي بس انك تبعي
ابتسمت ياقوت وهي لا تعرف كيف تشكرها على مساعدتها هي والسيده سلوى
انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي
ابتسامه حانيه رسمت على شفتي ناديه وعاد الصمت مجددا الي ان وقفت السيارة أمام السكن
لتتعلق عين ياقوت بالسكن الجديد الذي ستعيش فيه... وكانت هذه البدايه لحياه جديده
وبعد مرور الدقائق وقفت ياقوت خلف ناديه التي اندفعت نحو امرأة تماثلها بالعمر ټحتضنها بحنو
اخيرا اتقابلنا ياناديه... سلوى وبتسأل عليا في التليفون اما انتي الدنيا خدتك
فضحكت ناديه بقوة وهي تنظر لصديقتها
ما انتي عارفه يا سميره كنت مسافره بره.. واه رجعت وهنرجع ايام زمان تاني
فأماءت لها سميره برأسها وانتقلت بعيناها نحو ياقوت التي وقفت تسلط عيناها نحو حقيبة ملابسها بحرج مبتسمه
نورتي السكن يا ياقوت
فرفعت ياقوت رأسها لتشعر بطيبه سميره التي اخبرتها عنها سلوى والتي لم تكف عن مهاتفتها يوميا لتطلب منها الأهتمام بها
..........................................
عادت ناديه لسيارتها وأستقلتها على الفور فقد انتهى دورها ولم يتبقى عليها الا مهاتفة شقيقها والتأكيد عليه بمراعتها
وشردت في فعلتها التي لم يعرفها مراد.. فقد اخبرته ان الفتاه في فترة حداد على عمتها ولم تعد تفكر حاليا بأمر العمل وأتت الصفقة الجديده وقرار فؤاد ان يسافر هو بدلا عنه الصين لاتمام الصفقه في صالحها
لا تعلم لما احست ان اهتمام مراد ب ياقوت وسؤاله الدائم عنها تلك الفتره ورائه شئ تخشي حدوثه.. والشئ الذي تخشاه ان يكون بدايه حب سيظن فؤاد انها السبب بل وسيحملها حدوثه.. فأسلم طريق وجدته ان توظف ياقوت لدي شقيقها وتنتهي مخاوفها
..............................................
بين جدران زنزانة قد ملئت جدرانها بكتابات عبرت عن اوجاع من اخذتهم الحياه بذنب اما لم يقترفوه او اقترفوه مجبرين .. دلفت أحدي السيدات بزي السچن الخاص بالمسجونات بعد أن أنهت عملها في المشغل الخاص بالسـ.ـجـ.ـن..
لتجلس على فراشها تمسح وجهها بأنهاك تطالع الباب الذي غلق بعد ان خطت للداخل...ثمانيه أعوام مرت وهي تتمنى الحريه.. تتمنى ان تفتح جميع الابواب والنوافذ تتمنى ان تركض في الشوارع تصرخ انها حره
وشعرت بيد احداهن على كتفها
هانت ياصفا كلها اربع شهور وتخرجي من هنا
فطالعتها صفا ومازالت جميله كما هي بعيناها الزرقاء وبشرتها شـ.ـديده البياض ولكن جمالها هذا كان في يوم من الايام هو لعڼتها
نفسي اخرج من هنا ياورده عشان اقوله بس يسامحني..تفتكري هيسامحني
فجاورتها وردة على الفراش وربتت على خدها بحنان
لما هيعرف الحقيقه اكيد هيسامحك
ثم عاتبتها مؤنبه
ماقولتلك اخر مره كنت بره السچن قبل ما ألبس في قضيه تانيه اروحله واقوله على الحقيقه
واردفت تلوي شفتيها بأمتعاض
قولتيلي لاا لازم يسمع الحقيقه مني انا
لتطالعها صفا بآلم وألتقطت من أسفل وسادتها صورته
ياترى ممكن تسامحني ياحمزة
.......................................
طالعت الغرفه الصغيره التي قادتها إليها سميرة صاحبة المسكن.. رغم صغر الغرفه الا انها شعرت وكأنها قصر مدام ابتعدت عن قسۏة كلمـ.ـا.ت زوجه ابيها
وشردت في الاسبوعان الماضين بعد ۏفاة عمتها واقامتها مع زوجة والدها والتي كانت سعيده حين اقتنع والدها بذهابها للعمل واقناعه كان يتقطر من كلامها المسمۏم
خليها يا زيدان تروح تشتغل اه يمكن حد يشوفها وتتجوز.. واه تجهز نفسها وتساعد في مصاريف جهاز ياسمين ما انت شايف حال السوق واقف ازاي ويوم في ويوم مافيش..
وألقت بجــــســ ـدها على الفراش بحسرة تطالع سقف الغرفه
لازم تبقى قويه يا ياقوت
نهض حمزة پغـــضــــب من فوق مقعده وهو لا يرى أمامه وصدي كلمـ.ـا.ت شريف تتردد في أذنيه
ايوه انا اللي بوقف قرار ناقلك وبستخدm اسمي في كده... اتأكدت من إجابة سؤالك ياشريف
ليطالعه شريف بتحديق وهو لا يجد سبب مقنع لذلك ثم صاح
ليه بتعمل كده
ونهض هو الآخر واردف دون شعورا منه
مش معنى اني شايفك اخ كبير ده يديك الحق... الست اللي كنت بتحبنا عشانها ماټت
ألجمت الكلمـ.ـا.ت حمزة وهو لا يصدق ان شريف الذي كان يعتبره ك ابن له حتى لو لم يكن فارق العمر بينهم الا ثلاثه عشر عاما
مش هعاتبك على كلامك ده ياشريف.. عشان انا اكتر واحد عارف شريف
ببطئ يربت على كتفه الأيسر
شريف اللي ربيته وشوفته ابن وأخ وصديق
فتعلقت عين شريف به بآلم فلم يكن يقصد ما قاله ولم يستعب معنى كلمـ.ـا.ته الا عنـ.ـد.ما خرجت من بين شفتيه وتعالا صوت أنفاسه ثم ألقى نفسه بين ذراعيه
انا تعبان اوي ياحمزه.. مۏت امي كـ.ـسرني ... مش قادر اعيش هنا... عايز اهرب بعيد... خدmتي في مكان بعيد عن هنا هيريحني
كان يشعر بو.جـ.ـعه وسبب رغبته في الإبتعاد ولكن لن يجعله يبتعد.. فالبعد لا يشفي الآلم وإنما الحياه تمضي
الهروب مش حل ياشريف... سوسن عمرها ما هتكون فرحانه ببعدك ولا مريم.. اوعي تنسى مريم ياشريف اوعي تنسى واجبك ناحيتها... مريم بقت محتاجه ليك انت اكتر واحد..
وعن الحديث عنها كانت تندفع من باب الغرفه بعدmا فتحتها ومسحت دmـ.ـو.عها فقد كانت تقف بجانب الباب تسمع حديثهم
ومن دون حديث كانت تتعلق شقيقها كطفله صغيره
اوعي تسبني وتمشي ياشريف
........................................................
جلسوا يتمازحون وقد مر وقت طويلا على جلوسهم هكذا.. دوما حمزة كان يأخذ ركنا بعيدا عنهم مع احد كتب الفلسفه ويحتسي من فنجان قهوته ومن حينا لآخر يطالعهم مبتسما
انت بتخم ياشهاب
لتتسع عين شهاب وهو يرمق الصغيره مريم
شهاب حاف كده
فمازحته بلطافه
لا شهاب بالجبنه
كان شريف جالسا بجانب ندي يضحكون على مشاكسة مريم وشهاب وانتهى الأمر كالمعتاد..مريم تركض نحو حمزة فور ان يرفع شهاب يداه
الحقني يا بابا.. شهاب عايز يضـ.ـر.بني
فوقف شهاب أمام شقيقه يرمقها بتوعد
محدش مدلع البت ديه غيرك..محرومه من فسحه الملاهي يامريم وهاخد ندي حببتي بس
وقبل ان يلتف نحو ندي غامزا لها... كانت تتعلق
عمو شهاب حبيبي
وتتعالا ضحكاتهم مع دلال الصغيره
ودلفت نادية نحوهم بعد أن رحبت بها الخادmه.. لتتعلق عيناها بحمزة الذي رمقها بمقت على فعلتها التي لم يحاسبها عليها بعد
................................................
نظر إليها پغـــضــــب بعدmا اصبحوا بمفردهما
بتلعبي بيا ياناديه
فأشاحت عيناها عنه تكتم صوت ضحكاتها
ما انا هجوزك يعني هجوزك ياحمزة... لا تتجوز بمزاجك او ڠصب عنك
ليرمقها بحنق جلي
ده على اساس اني عيل صغير هتغـ.ـصـ.ـب على حاجه
فضحكت بدلال وطالعته مفكره
ايه رأيك تتجوز سيلين السكرتيره عينها منك على فكره
ثواني وقف يطالعها يزفر أنفاسه بقوه حانقا
ناديه الموضوع ده محسوم بالنسبالي ومش هعيد كلامي.. تاني وبطلي الاعيبك السخيفه ديه
..................................................
اغمض عيناه بقوة وهو ينظر لجاكي النائمه على صدره العاړي.. لم يشعر بأستيقاظها ولا بيدها التي أخذت تتحرك بعبث على وجهه
مراد.. مابك
فأنتبه مراد اليه واخذ يتأملها بصمت... كان الأول بحياتها رغم انه ظن عكس ذلك
لم أصدق الي الان اننا تزوجنا... وأننا هنا معا بالصين
ولثمت خده بقبله خاطفه وتسألت
متى سنخبر عائلتك
كان ضائعا في أفكاره لا يعرف كيف فعل ذلك ولكنه الان غاضب من نفسه ومن والده
ومازالت كلمـ.ـا.ت فؤاد تتردد في عقله
اعمل حسابك بعد رجوعك من الصين هتجوز هناء بـ.ـنت عمك
عناد اطاح عقله ليتزوج جاكي ضاربا قرار والده عرض الحائط
ولم يخلق ذلك العند داخله الا هو
مراد سرحت في ايه
لينظر لها مبتسما
مكنتش فاكر انك عذراء
فتوردت وجنتاها بخجل وتعلقت عيناهم معا
لتسأله ببتسامه انــــارت وجهها الجميل اكثر
يعني انت مبسوط مراد
وكانت اجابته على سؤالها ما هي الا اجابه جعلتها تحلق عاليا بسعاده وهي بين ذراعيه
..............................
وقفت أمام المرآه التي تحتويها خزانتها الصغيره.. لتنظر الي فستانها البسيط وحجابها برضى كامل.. لتلتقط أوراقها من فوق الفراش وحقيبتها وقبل ان تخرج من غرفتها صدح صوت هاتفها برساله نصيه من صديقتها الشقيه هناء
ابقى طمنيني بعد ما تخلصي المقابله
واتبعت الرساله أخرى
ايوه ياعم هتشتغلي في شركة الزهدي
لتبتسم ياقوت على أفعال صديقتها المحبه وانصرفت من غرفتها.. متجها الي مكتب السيدة سميره
ابله سميره
كانت سميره تتناول فطورها وترتشف من كأس الشاي خاصتها
تعالي يا ياقوت افطري معايا
خجلت ياقوت وطأطأت رأسها أرضا ورغم جوعها الا انها اجابت
شكرا... كنت عايزه اعرف بس اروح عنوان الشركه ازاي
وقبل ان تجيبها سميره
كانت تدلف إحدى المقيمـ.ـا.ت في السكن مالا
ادي الشهرين المتأخرين عليا يا سوسو
فضحكت سميره وهي تنظر للمال
متخلي ياحضرة الصحافيه
فألتقطت سماح احد السندوتشات من أمامها وأخذت .. فتعجبت ياقوت من الأمر ولكن ابتسمت وهي تستمع لحديثهم
لازم تفضحينا قدام الغرب كده وت عـ.ـر.فيهم اني صحافيه وعليا اجار متأخر
ومدت سماح كفها نحو ياقوت
صحافيه شهر بتقبض وشهر بتترفد وشهر على ما تفرج
لم تتمالك ياقوت حالها وابتسمت ثم صافحتها
وانا ياقوت
سماح خدي ياقوت معاكي في طريقك ووريها مكان شغلها فين لأنها مش من هنا ولسا ياحببتي بتتعلم تروح وتيجي ازاي
وجهت سميرة حديثها لسماح التي وقفت تدقق النظر ب ياقوت قليلا ثم هتفت مازحه
طب يلا بينا بقى.. عشان لسا هاكل من علي عربيه الفول بتاعت عم سيد... يااا عليه طبق فول بيسد المعده لحد الليل
وألتفت نحو ياقوت التي اتبعتها تكتم صوت ضحكتها
أنتي هتشتغلي فين
لتخرج ياقوت الكارت الشخصي الذي أعطته لها ناديه.. فطالعت سماح اسم الشركه ثم اخذت تصفر بعلو
شركه الزهدي.. يابـ.ـنت الايه عملتيها ازاي ديه
..................................
أشارت سماح اليها على مقر الشركه التي يبدو أنها فرع جديد لمجموعه الزهدي
اطير انا على الجرنال بتاعي لأحسن يتخصم مني
وألقت لها قبلة في الهواء واسرعت بخطاها.. فضحكت ياقوت على لطافتها وعادت تنظر للشركه بتـ.ـو.تر والموظفين يدلفون اليها بملابس راقيه
لتسقط عيناها على ملابسها السوداء وحذائها فضمت ساقيها ببعضهم واخيرا تحركت وهي تتمنى ان يقبلوها رغم توصية ناديه الا انها تخشي ان لا يروها مناسبه للمكان
..................................
سمعت صوت تهامسهم عليها
يا عيني الراجـ.ـل اللي طالعه بي السما و بابا بابا مطلعش ابوها.. مش عارفه ازاي قاعده في بيته ما خلاص مامتها ماټت.. وقريب هيتجوز
واخذوا يضحكوا بعلو.. ف رؤي لا يحطيها الا أمثالها
ضاقت أنفاسها وانحدرت دmـ.ـو.عها.. لتجد تلك الفتاه التي لم تكف يوما عن نبذها ومعايرتها بفقرها فهى لم تكن الا ابنه إحدى عاملات النظافه بمدرستهم ودراستها بتلك المدرسه حصلت عليها كعمل خيري لتفوقها
فين مريم القديمه البـ.ـنت القويه اللي كنت بحسدها على قوتها وأنها عامله زي الفراشه الكل بيحب
لترفع مريم عيناها بصمت نحوها وهي لا تعلم الاجابه..ف مريم القديمه انكـ.ـسرت برحيل والدتها
....................................
حدق بالفتاه التي أمامه ببطئ متذكرا طلب شقيقته في تعينها في الفرع الجديد الذي تم افتتاحه في الأيام الماضيه ضمن شركتهم الأم وتولى هو إدارتها .. كان بحاجه ل سكرتيره لمكتبه بهذا الفرع وعلى حظها قد اعتذرت السكرتيره التي وقع عليها الاختيار لحدوث ظرف ما لها
أنتي ياقوت
قالها شهاب بهدوء وهو ينظر للملف الخاص بها.. هو رأها من قبل ويعلم سبب مساعده شقيقته والسيده سلوى.. عيناها الذابله وملابسها السوداء التي ترتديه تعبر عما تمر به
وحركت ياقوت رأسها بتـ.ـو.تر تخشي رفضها... فهى لا تمتلك الخبره المطلوبه
فأماء شهاب رأسه بعمليه وهو يطالع ملفها
خريجه كليه ادب قسم لغه انجليزيه
ورفع عيناه نحوها
اشتغلتي كام سنه كمتطوعه في الملجأ الخيري
فأسبلت جفنيها بحرج لتجيبه
سنه ونص
وبعد صمت دام للحظات ابتسم ليعبر لها عن موافقته
تقدري تبدأي شغلك من بكره يا انسه ياقوت
....................................
تجمدت عيناه وهو لا يصدق اليافته المعلقة على باب المبنى.. مدرسه خاصه تعمل بها كما اخبره حارسها.. لذلك
تمر من ذلك الطريق كل يوم.. ليجد إحدى العاملات تخرج بها من المدرسه وتسير بها نحو الطريق العمومي واخبرتها ان تسير فالسيارات واقفه..
وكالعاده تخطو بخطوات معدوده نحو المقعد الخشبي الذي اعتادت الجلوس عليه
احتار في امرها وقبل ان تأخذه قدmاه إليها... اعلن هاتفه عن رنينه لينظر للرقم وأجاب بأحترام ثم ألقى نظرة خاطفه على تلك الجالسه التي تتحسس المقعد جانبها
نص ساعه واكون عندك يافنـ.ـد.م
........................................
كان هذا هو اليوم الثالث لها بالعمل... كل شئ جديد عليها ولكنها ستسعي جاهده ان تستمر في وظيفتها مهما حل بها من متاعب ف الراتب يستحق التعب والتحمل وتستطيع بعث المال منه لوالدها ودفع اجار الغرفه واحتياجاتها ولو استطاعت ان تجد عملا اخر ستعمل حتى يصبح لها منزل مستقل تعيش به
خطط كثيره رسمتها في عقلها وهي تحلم بالغد
ولم تشعر بدلوف حمزة بعنجهته ونظراته الجـ.ـا.مده... شخصيه يتقن رسمها أمام العالم فقديما كان شخصا شفافا مرحا محبا ولكن الآلم علمه ان يكون ما هو عليه الآن
تقدm بخطواته نحو مكتب شقيقه وألقى بنظره عابره نحو تلك المنهمكه بين الملفات وكأنها في ساحه حرب..وسقط الملف منها فأنحنت لاسفل تلتقطه
فسلط حمزة عيناه عليها بعدm رضي وصدح صوته بخشونه
شهاب في مكتبه
وبمجرد ان اجابته اكمل خطواته نحو غرفه شقيقه
فأنتفضت من فوق مقعدها راكضه نحوه
لازم أبلغه الأول بوجودك يافنـ.ـد.م واشوف لو كان في ميعاد سابق
أخبرته بعمليه كما حفظت... ليرمقها حمزه ببطئ واضعا احدي يداه في جيب سرواله.. وابتعد مشيرا لها
اتفضلي
لتشعر ياقوت بالتـ.ـو.تر من نظراته الحاده
أبلغه مين
فرفع حمزه حاجبه الأيسر وأخذ يطالعها من علو ثم هتف ساخرا
حمزة الزهدي
فأتسعت عيناها وهي لا تصدق هي امام من فهتفت دون وعي مكرره سؤالها
مين
↚
قهقه شهاب وهو مازال يتذكر مشهد ياقوت أمام شقيقه.. لم تكف عن تكرار معرفة هويته ولولا خروج شهاب من غرفه مكتبه ذلك الوقت لكان اڼفجر شقيقه بها
ديه كتله من الغباء... انت ازاي توافق على توظيفها
هتف حمزة عبـ.ـاراته حانقا من غباء ياقوت وضحكات شقيقه
عادت ضحكات شهاب تتصاعد وهو يسمعه
حصل خير ياحمزة خلاص... وكمان ديه متوصي عليها من ناديه وسلوي
فأرتسمت السخريه على شفتي حمزة وجلس بفخامه
كمان جايه بواسطه... خد بالك احنا مبنفرقش بين الموظفين اي غلطه منها انت عارف ايه اللي هيحصل طرد علطول
لتتعالا ضحكات شهاب مجددا
متقلقش البـ.ـنت شكلها بتاعت شغل وعايزه تشتغل
لا يعلم لما أثارت غـــضــــبه ولكن حظها جعلها تلتقي به في الوقت الخطئ فيكفيه انحدار مريم بمستواها الدراسي وحديث أخصائية المدرسه عنها
ايه الموضوع اللي كنت عايزني فيه وضروري
فصمت شهاب للحظات وهو لا يعلم كيف يخبره
اللي بتبعت ليك الرسايل هي صفا ياحمزة
فأحتدت عيناه بكره لم يعرفه الا معها... الحبيبه الخائڼه هي صاحبة الرسائل المجهوله
وتعلقت عيناه بأعين شقيقه وكأن الماضي أمامه من جديد والكلمه عادت تخترق أذنيه
انت مرفود ياحضرت الظابط
وشعر بالاختناق فنهض مشيرا لشقيقه بالصمت.. وتحرك بخطي جـ.ـا.مده ولحظها العسر اليوم معه فتح الباب في نفس اللحظه التي كانت ستطرقه وتدلف
فأرتطمت بصدره الصلب لتسكب قطرات من القهوة التي كانت على قميصه
فسقطت عيناه على فعلتها صارخا بها وقد اعماه الڠضب
أنتي غـ.ـبـ.ـيه
صراخه افزعها و.جـ.ـعلها تتراجع للخلف بخطوات خائفه
انا اسفه.. مكنش قصدي
خرجت الكلمـ.ـا.ت من شفتيها بصعوبه وعيناها انخفضت لاسفل
وظهر الخۏف على ملامحها ليندفع كالاعصار مغادرا المكان
كان شهاب واقفا يتابع المشهد بصمت معتذرا بلباقه
متزعليش يا ياقوت حمزة كان خارج ڠضبان من مكتبي
فلم تتمالك دmـ.ـو.عها اكثر من ذلك فكل شئ أصبح يجثم على روحها.. زوجه ابيها هاتفتها امس تسألها عن كم ستتقاضي من راتبها ووالدتها اليوم هاتفتها تخبرها عن عدm رضي زوجها بأمر عملها
دmـ.ـو.عها اخذت تتدفق بغزاره وهي لا تشعر بحالها.. فتقدm منها شهاب لا يعرف ماذا يفعل لها
ياقوت خلاص الحكايه عدت... لو عايزه تاخدي نص يوم تروحي تمام مافيش مشكله
فهتفت بنبرة باكيه كالاطفال
انا معملتش حاجه والله يا
استاذ شهاب.. هو انتوا ممكن تطردوني
فأنفرجت شفتي شهاب بضحكه قويه وأخرج من جيب سترته منديلا يعطيه لها
تطردي ايه بس يابـ.ـنتي... خدي امسحى دmـ.ـو.عك
واردف مازحا
اصل انا ضعيف قدام دmـ.ـو.ع الستات
ألتقطت منه المنديل سريعا وطأطأت عيناها أرضا تشعر بالخجل من حديثه
فوقفت ندي على أعتاب الغرفه تطالع المشهد بوجه محتقن
شكلي جيت في وقت مش مناسب
ليلتف شهاب على سماع صوتها مندهشا من قدومها بأبتسامه ثم
اهلا ياحببتي
تعلقت عين ياقوت بهم ومن نظرات ندي النــــاريه نحوها اشاحت عيناها سريعا تلوم نفسها على بكائها أمام شهاب
............................
صړخت ندي بوجه وقد فسرت الامر كما خيله لها عقلها
عايز تفهمني انها كانت صعبانه عليك وبتراضيها.. ولا البـ.ـنت عجبتك ياشهاب
فتنهد شهاب مغمضا عيناه..لقد تغير بالفعل من مطالعه النساء بنظرات عابثه وأصبح يقدر حبها
لم يحبها او مازال يرى ذلك
ندي انا مش هحاسبك على الكلام اللي بتقوليه عشان عارف انك مش في وعيك
پغـــضــــب
حط نفسك مكاني
دفعاتها كان يتلقاها بهدوء يجعلها تخرج چنونها به... حبها له هوس يعلم صدقه
هتحبني امتى ياشهاب وتحس بيا
سؤالها صډمه.. وترك قبلته تفسر لها ما يريد اخبـ.ـارها به
وابتعد عنها بأنفاس لاهثه يسند جبينه على جبينها وهي كالضائعه معه
...............................
أوقف سيارته في مكان خالي زافرا أنفاسه بقوة... كان صدره يعلو ويهبط من أثر الماضي الذي مازال محفور داخله
حب قضى على وظيفته التي عاش يحلم بها في طيله سنوات دراسته ولم يكن حلمه وحده إنما كان حلم والديه وفي النهايه ماذا حدث مرضت والدته بعدmا فصل من الداخليه ولم تتحمل رؤيته هكذا فماټت وهي تري مستقبله قد هدm
اخـ.ـنـ.ـقته الذكريات فترجل من سيارته يطـ.ـلق الحريه لانفاسه الهائجه..
ومر الوقت وهو يقف في ذلك المكان المنعزل يتأمل ما أمامه بشرود متذكرا اليوم الذي عرف بمحاكمتها وان والدها قد قــ,تــل اخبروه زملائه وقد ظنوا انه سيرتاح حين يعلم بهذا ولكن ليلتها عاد الي سوسن يرمي نفسه وكأنه طفلا صغيرا لم تكن قد تطورت علاقتهما ولكن تلك كانت البدايه الي ان صارت حياتهم الزوجيه كأي رجل وامرأته
لم يخرجه من شروده الا رنين هاتفه.. ليلتقط الهاتف من جيب سترته مطالعا رقم المتصل بغرابه
انا اتجوزت ياحمزة
ولم يكن المتصل الا مراد يخبره بأخر شئ توقع حدوثه
..............................
رمقت ندي ياقوت بنظرات قاتمه بعدmا خرجت من غرفه مكتب شهاب.. بخطي بطيئه تتفرس ملامحها
فنهضت ياقوت سريعا فور رؤيتها تتقدm منها وقبل ان تخرج كلمـ.ـا.ت الاعتذار لها موضحه المشهد الذي رأته
انتبهي على شغلك.. وبلاش عينك تبص لحاجه مش بتاعتك
قالتها ندي وانصرفت دون أن تلتف نحوها مرة أخرى
لتحدق ياقوت بخطاها وعلى ملامحها معالم الصدmه.. فقد فسرت ندي المشهد كما ظنت
.........................
وقف شريف بسيارته أمام المكان الذي اعتاد رؤيتها فيه ولكن اليوم لم يجدها... نظر لساعه يده متنهدا فهو لا يعلم سر قدومه هنا ومطالعتها من بعيد... عنـ.ـد.ما قص على شهاب مشاعره تلك اخبره ان شعوره ليس إلا شعورا بالذنب واشفاقا على حالتها
..........................
عادت ياقوت من عملها تحمل بعض المعلبات... وضعت الأكياس التي كانت على الطاوله الصغيره التي تأخذ ركنا جانبا في غرفتها وجلست على الفراش تنظر للغرفه التي تقيم بها بشرود ثم اڼفجرت باكيه دون شعور.. فقد ظنت ان خروجها للعالم الخارجي بعيدا عن أهل قريتها البسطاء سيكون سهلا ولكن كل يوم تكتشف انها دخلت بقدmيها أصعب مراحل الحياه
لم تنتبه لطرقات سماح على باب غرفتها ودلوفها للغرفه
وعنـ.ـد.ما رأتها سماح هكذا ركضت نحوها تسألها بقلق
ياقوت مالك فيكي ايه
فدارت عيناها عنها ومسحت دmـ.ـو.عها
مافيش حاجه انا كويسه
فأتجهت سماح للجهه الأخرى ونظرت لها بتمعن
مش احنا اتفاقنا هنكون صحاب.. وتحكيلي اللي يضايقك
فلم تشعر بحالها الا وهي تندفع سماح وتحكي لها عن كل ما مرت به اليوم
لتصدح ضحكات سماح عاليا
بټعيطي عشان كده... يااا ياما هتشوفي
فأتسعت عين ياقوت
وهي تخشي ان يلحق بها المزيد من الاذى
انا كنت فاكره ان كل الناس طيبه زي أهل القريه عندنا
فحركت سماح رأسها ضاحكه من برائتها في فهم البشر
الحياه شبه المعركه والبشر مبقوش زي زمان.. الكل دلوقتي بقي بيصارع عشان يعيش.. الطيبين موجودين بس بيداس عليهم
انصتت لحديث سماح... فأبتمست سماح وهي تراها تركز في حديثها ثم هتفت مازحه
يخربيت الغم والنكد خلتيني اقول كلام عميق مش بتاعي.. بقولك ايه انا جعانه عندك اكل ناكل
فضحكت ياقوت على تحولها السريع
مش بقول بتفكريني ب هناء
ونهضت نحو المعلبات التي جلبتها والخبز واشارت للطعام
جيتي في وقتك انا كنت جايبه معايا الاكل
سماح وتنظر الي ما تشير اليه بسخط
تونه بقولك جعانه... انتي هتأكلي قطه
وألتقطت ما بيدها ووضعته في مكانه
يلا يابـ.ـنتي انا هعزمك وأمري لله.. سيبك من اكل القطط ده مبيسدش الجوع
.................................
جلست على فراشها تتأمل صوره على هاتفها كانت صور عائليه ولكن عيناها لا تقع الي عليه وحده
وابتسمت وهي تحرك اناملها على ملامحه..ف الحديث الذي سمعته اليوم بين والدها و والدتها دون قصد منها أعاد إليها روحها من جديد... وسريعا ما تذكرت ياقوت لتدق عليها وتخبرها ما سمعت
ياقوت عمي طلب ايدي من بابا لمراد
كانت ياقوت تسير خلف سماح بعدmا أخبروا سميره بوجهتهم
بجد يا هناء... احكيلي ده حصل امتى وازاي
فحركت هناء اصابعها على خصلات شعرها بهيام ولكن قبل أن تخبرها بتفاصيل ما سمعته كان شقيقها يدلف لغرفتها
هكلمك بكره احكيلك
واغلقت هناء لتنظر سماح التي توقفت عن السير وتتمعن النظر في ملامح ياقوت المبتسمه
شكلك سمعتي خبر حلو
لتتسع ابتسامه ياقوت بسعاده
هناء هتتخطب قريب.. انا فرحانه اوي ياسماح
فأرتسمت السعاده على وجه سماح هي الأخرى
انا بقيت شاهده على قصه الحب العجيبه ديه بين هناء وابن عمها... لازم اكون اول المعازيم مفهوم
وضحكت كلتاهما ليكملوا سيرهم في الطريق فالمطعم قريب من المسكن
..............................
وقفت مريم أمامه في غرفه مكتبه بعدmا طلب منها اتباعها
كانت تعرف بما سيحادثها فيه.. فحضوره للمدرسه قد ذاع وخاصه من مدرستها الحالمه به منذ زمن ولكن لم تظهر مشاعرها الا بعد ۏفاة والدتها وكأن والدتها كانت حاجز بينه وبين النساء
ارفعي عينك ليا يامريم
فرفعت عيناها بتـ.ـو.تر وهمست بخفوت
هو انا عملت حاجه تزعلك يا بابا
حمزة بهدوء
ليه بتعملي في نفسك كده... مش ديه مريم اللي ربتها.. وبقول انها شبهي
لم تتحمل كلمـ.ـا.ته حمزة هو قدوتها والدها الذي تدرك تماما انها ليست من دmائه وما هو إلا زوج ام أعطاها ابوته بمحبه خالصه
وبكت بحرقه وهي تخبره بأشتياقها لوالدتها بخۏفها ان يتزوج بأخرى في تسمع وترى ولكن تصمت
عمتو ناديه عايزه تجوزك...انت كمان هتروح مني وشريف بقى بعيد عني مبيرجعش البيت غير علي النوم وندى بقت مشغوله مع شهاب.. وتقي بقي ليها صحابها اللي بتحبهم... كلهم بيبعدوا... ماما هي اللي كانت بتجمعهم
حمزة اليه وهو يرى انشغال الجميع عن صغيرته واشعروها بغياب سوسن
وتفتكري انا في يوم هتخلي عن بـ.ـنتي
فرفعت مريم عيناها نحوه
بيقولولي انك مش بابا... انا عارفه كده بس انت بابا صح
دmعت عيناه وهو يسمعها فأبعدها عنه يمسح على وجهها
أنتي بـ.ـنتي يامريم وهتفضلي بـ.ـنتي... انا عايز مريم ترجع زي ماكانت شاطره في مدرستها متعملش مشاكل مع حد ولا بتتخانق
فخجلت من تلميحه لمشاجرتها مع رؤى بعدmا طفح الكيل ولم تعد تحتمل حديثها
اوعدك هرجع مريم القديمه... بـ.ـنت حمزة الزهدي
نطقت اسمه بفخر... ليبتسم علي عفوية صغيرته
طب اعملي حسابك مس ريما هتيجي تذاكرلك مادتها.. مستواكي نزل فيها خالص
وابتسامه ساخره ارتسمت على شفتي مريم لتحرك رأسها مردده
مس ريما اه
..................................
اتبع خروجها من المدرسه وقد ارتاح قلبه عنـ.ـد.ما رأها اليوم فقد تغيبت ليومان عن المدرسه التي تعمل بها مدرسه موسيقى
خرجت اليوم بمفردها تتحسس الطريق الذي حفظت خطواته ولم تنتبه لدراجه الهوائيه التي مرت بجانبها فدفعتها لتسقط على ركبتيها
ركض شريف نحوها فالأمر
فلم يكن يتوقع حدوث ذلك ولكن صاحب الدراجه البخاريه مال قليلا فدفعها دون عمد ورغم الدفعه لم تكن قويه الا انها تعركلت في خطواتها
أنتي كويسه
لم تنسى صوته طيله الايام الماضيه... فخشت ان يكون هو صاحب الدراجه وېعنفها مثل المره القادmه
اه كويسه
وشعرت وقبل ان يمد يداه ليساعدها
شقيقتها راكضه نحوها
مالك يامها ايه اللي حصلك مش قولتلك متخرحيش من المدرسه لوحدك
وألتقطت شقيقتها يدها وعنفتها كأنها طفله صغيره ولم تهتم بوقوف شريف الذي كاد يطمئنها عليها
فوقف يطالع المشهد صامتا ولأول مره يشعر ان داخله احساس بدء يسير في اتجاه جديدا عليه
...................................
ذهبت لعملها بحماس.. فصحبتها مع سماح عادت عليها بنفع
ليدلف شهاب مكتبه أمامها بعدmا ألقي عليها تحية الصباح
ومر الوقت الي ان جاءت ساعه الظهيره
فخرج من غرفه مكتبه يخبرها بعمليه وهو ينظر إلى ساعه يده
ياقوت هاتي الملف اللي قولتلك اطبعيه وحصليني عشان رايحين على الفرع الكبير في اجتماع مهم
لتجمع الأوراق سريعا في ملفها المخصص وحملت حقيبة يدها تتبعه بصمت
......................................
تقدmت سيلين من الطاوله التي تجلس عليها ناديه وتنتظر قدومها
اسفه يا مدام ناديه اتأخرت عليكي
وجلست تلتقط أنفاسها
مش قدامي غير نص ساعه بس
لتبتسم ناديه متفهمه واسندت ذراعيها على الطاوله وظلت للحظات تطالعها بتفحص ومالت نحوها
من غير لف ودوران... انا عارفه انك معجبه بحمزة
ألقت ناديه كلمـ.ـا.تها ببطئ ثم عادت تسند ظهرها على ظهر مقعدها... فأرتبكت سيلين من صراحتها
اي حد بيشتغل مع مستر حمزة لازم يعجب بشخصيته يافنـ.ـد.م
فضحكت ناديه بخفوت وهي تسمع عبـ.ـاراتها المنمقه
يعني اسحب عرضي ونشرب بس القهوه سوا
لتلمع عين سيلين غير مصدقه لما تشير اليه ناديه
حضرتك تقصدي ايه
فداعبت ناديه ذقنها مفكره
من حمزة... وانا هساعدك
↚
جالت عيناها بالحضور وهي تشعر بالرهبه من حضورها ذلك الاجتماع.. حاولت بث نفسها الطمئنينه تذكر حالها بنصائح سماح التي باتت تعطيها دفع
وتمتمت داخلها لتزيد من عزيمتها
انتي دلوقتي بتشتغلي يا ياقوت والشغل هنا غير شغل الملجأ لازم تبقى واثقه في نفسك
حقيقة لم تكن تلك عبـ.ـاراتها بل سماح التي اخذت تحفظها لها
وفي ظل تردديها ما يطمئنها دلف حمزة غرفة الاجتماعات بهيبته المعهوده تتبعه سيلين مديرة مكتبه
فمال نحوها شهاب قليلا يخبرها
ركزي في كل كلمه بتتقال واكتبي الملاحظات.. تمام
فأماءت برأسها سريعا وما من لحظات كانت تسمع وتدون ما يجب عليها تدوينه
عيناها وقعت على اخر شخص تريد ان مطالعته..ولسوء حظها المعتاد تقابلت عيناهم
ثبت حمزة نظراته عليها ولكنها اشاحت عيناها عنه خجلا
واكتمل الاجتماع.. ليستدير شهاب نحو ياقوت متسائلا
دونتي النقاط المهمه يا ياقوت
فحركت رأسها إيجابا ومر الوقت وشهاب جالس مع حمزة يناقشه في عملهم
نظرات ياقوت كانت تلك المرة نحو سيلين التي تعمدت من حمزة فيتلامس كتفها بكتفه بعض الأحيان
تعجبت من ذلك التحرر ولكن ابعدت ذهنها عما ترى ففي النهايه
هي ليست أكثر من موظفه
............................
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع إليها عنـ.ـد.ما بدأت تصف لها شعورها اليوم
يعني حمزة الزهدي بعبع بالنسبالك
فزفرت ياقوت أنفاسها بأرهاق
بخاف منه اوى يا سماح.. البشمهندس شهاب مش كده خالص.. راجـ.ـل ذوق
فحركت سماح حاجبيها بنظرة عابثة
قولتيلي ذوق
فسرعت تحرك رأسها نافيه
لا مش قصدي اللي فهمتيه.. انا بس بحكي عن شخصيته.. بشمهندس شهاب خاطب ندي اللي حكتلك عنها
فأبتمست سماح وهي تضحك على وداعتها
ما انا عارفه بس برخم عليكي... المهم سيبك من العيله ديه بقى..ايه رأيك تيجى معايا حفله المفروض هعمل لقاء صحفي فيها
وقبل ان تنطق ياقوت برأيها اردفت سماح بحماس
ديه مش اي حفله يا ياقوت.. هتتبسطي وتقولي سماح قالت
انتابها الحماس ولكنها تذكرت مۏت عمتها وحـ.ـز.نها عليها ولم تنسى هدفها الأساسي في المجئ للعاصمه.. الهدف لم يكن الا العمل لا أكثر
مش هينفع يا سماح... روحي انتي ده شغلك
كانت تعلم داخلها ان سماح تفعل ذلك معها لتجعلها تخرج من قوقعتها المغلقه... سماح فيما مضى لم تكن الا كشخصية ياقوت الفتاه الهادئه المنطويه ولكن الحياه تعلم ان تصبح مع مرور الايام شخص
آخر
................................
في مكان آخر مظلم والكل في ثبات عميق كان هناك صوت خاڤت يصدر عن صاحبته بكلمـ.ـا.ت متقطعه
مظلومه.. متسبنيش.. حمزة نطقت اسمه بصرخه ضعيفه ثم انتفضت من غفوتها تضع بيدها على قلبها وتدور بعينيها يمينا ويسارا... لتجد جميع النساء في العنبر نائمين بعمق
فألتقطتت صورته من أسفل وسادتها وداعبت ملامحه بأناملها
خاېفه يكون فات الأوان ياحمزة.. بس انا زيك اتظلمت محدش بيختار اهله
وسقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر والدها فلم تكن الا ابنه تاجر مخډرات لسنوات ترى والدها اشرف رجلا وفي النهايه انكشف الستار
................................
اليوم كان اسعد يوم بحياتها لم تعد تتذكر كم يوم بعمرها فرحت ولكن اليوم مختلف... شقيقتها الحنونه المعطاءه سوف يتم خطبتها الغد وكل جيرانهم واصدقائهم سعداء ويجلسون يغنون ويرقصون على أصوات الموسيقى العاليه... تلك عادات منطقتهم البسيطه فكل شئ يأخذ حقه على أكمل وجه.. الفرح فرح والحـ.ـز.ن حـ.ـز.ن
الضحكات كانت تتعالا بين فتيات المنطقه لترقص معهم
يلا يامها انتي هتفضلي قاعده كده... ده انتي اخت العروسه
اطربتها الكلمه وتمنت لو كانت مبصره.. لترى سعاده شقيقتها التي كانت تجلس على احد المقاعد تدندن مع الفتيات وتحرك كتفيها بدلال واحداهن تقف أمامها تنظف لها حاجبيها ووجهها
فدارت بجــــســ ـدها بين الفتيات تتخبط وترقص وكل عالمها يتلخص في سمع الأصوات والضحكات حتى تعبت من الرقص والغناء
وعادت لمكانها بصعوبه وكادت ان تجلس علي المقعد ولكن احد أطفال جيرانهم سحب المقعد لتهوي على الأرض لم يرى المشهد أحدا فنهضت سريعا من فوق الأرض تلملم شتات نفسها قبل أن ينتبه إليها الجالسين ويشفقون على وضعها الذي تقبلته بكل رضي وحمد
واتجهت لغرفتها تتواري خلف الباب باكيه تكتم صوت شهقاتها وكأن قلبها بدء يشعر بأن القادm ليس هين
................................
اشاحت مريم رأسها للجها الأخرى بملل بعدmا ملت من تكرار سؤال الاستاذه ريما معلمه الرياضيات الماده التي لا تتفوق فيها الا اذا تولي حمزة مذاكرتها لها
امتى حمزة بيه هيجي يامريم
فأطلقت مريم أنفاسها ثم هتفت بصفاقه
بابا مش بيجي دلوقتي... عنده شغل مهم
فلمعت عين ريما واخرحت تنهيده حالمه
ده المتوقع من حد زي حمزة بيه اكيد وقته مش ملكه
فحركت مريم رأسها بفتور وأكملت حل مسألتها بسرعه فموعد وصول حمزة قد وهي تريد رحيلها قبل قدومه... وناولتها كشكولها
انا كده خلصت يامس
وتثأبت لتشعرها بأنها بالفعل انتابها النعاس.. وبعد دقائق كانت تجمع ريما أوراقها ولكن ببطئ شـ.ـديد للغايه
ومريم تجلس تراقب الوقت وتنظر لمعلمتها المعجبه بوالدها الارمل
واتسعت عين ريما عنـ.ـد.ما سمعت صوت حمزة والخادmه تحمل حقيبة عمله وترحب به
فأنتفضت مريم من مكانها واتجهت نحوه وكأنها تريد أن تخفيه من أعين معلمتها التي وقفت تتابع المشهد بأبتسامه متسعه
غير مصدقه انه يدللها هكذا وهو زوج امها الراحله ليس أكثر فماذا ستكون معاملته نحو أطفاله مستقبلا
تخيلت منظر أولادها منه في تلك اللحظه ورسمت نفسها الزوجه متسائلا
انسه ريما انتي سمعاني
فأنتبهت ريما وادركت انه واقف أمامها منذ مده يحادثها وهي ليست معه وعدلت ريما نظارتها تهتف بحرج
ايوه معاك.. حضرتك كنت بتقول ايه
فأبتسم حمزة بلطافه رغم تعجبه من امرها
بسألك عن مستوى مريم
فتعلقت عين ريما بمريم الواقفه بجانب حمزة ترمقها بنظرات متلاعبه
مريومه بنوته شاطره..اطمن يافنـ.ـد.م
فرمق صغيرته بنظرات فخورة ثم عاد ينظر نحو ريما
اكيد انا مطمن طول ما انتي معاها
قالها بلطف وتقديرا لها ولكنها فسرتها بطريقه أخرى فحدقت مريم ب ريما التي اتسعت ابتسامتها فور ان سمعت مديح حمزة
ولم يقطع ذلك الحديث الا رنين هاتفه.. فأستأذن منها قبل أن يصعد الدرج متجها نحو غرفته ليقابل ندي على الدرج وهي تهبط لاسفل
ندي اعرضي على مس ريما تتعشا معانا... وادي خبر للسواق يبقى جاهز عشان يوصلها
فأماءت ندي برأسها مبتسمه وألتقت ب ريما التي كانت مريم تسرع بتوديعها
استاذه ريما حمزة موصي انك لازم تتعشى معانا مش معقول تمشي كده
لتهتف مريم داخلها
تتعشا.. ياريتك ياندي مانزلتي
وتهللت اساريريها وهي تسمع ريما تجيب معتذرة
شكرا ياأنسه ندي.. مقدرش اتأخر على البيت اكتر من كده
ولكن داخلها كان رأي آخر
لازم تتقلي ياريما مش معقول من اولها اقبل عزومته هو فاكرني ايه
طب خلاص هخلي السواق يجهز عشان يوصلك ديه أوامر حمزة
فأستاءت مريم من حديث ندي وحملت كتبها حانقه وغادرت
تنفض رأسها من أفكارها بأن يتزوج حمزة مس ريما التي لا تطيقها
اما الأخرى غادرت بأحلام ورديه لأهتمامه بها وخــــوفه عليها
ولم يكن ذلك الا واجب يفعله
................................
اغلقت ياقوت مع هناء التي ظلت لساعه تحادثها وتخبرها عن حلمها بيوم زفافها بمراد ولكن ثوب زفافها قد افسدها بقعه متسعه لا تعلم من اين أتت ولكنها افسدت مظهر ثوب زفافها
لم تجد ياقوت الا كلمـ.ـا.ت الاطمئنان لصديقتها وانقلب الحديث الي ضحكات بعدها
ربنا يسعدك ياهناء وتحققي حلمك وتتجوزي الإنسان اللي بتحبيه
دعت ياقوت لصديقتها بأخلاص وانتبهت لطرقات الباب ثم دلفت سماح غرفتها بطريقه مسرحيه واتسعت عيناها پصدmه وهي ترمق ياقوت ساخطه
أنتي هتروحي معايا الحفله بالبيجاما
ثم أشارت نحو حذائها المنزلي
وبالشبشب ده
فضحكت ياقوت على ظن سماح انها وافقت على قدومها لذلك الحفل الذي لا تعرف لما تذهب اليه ف سماح صحفيه وهذا هو عملها اما هي ماذا سيكون سبب ذهابها
عندي شغل بدري ياسماح وكمان هاجي معاكي بصفتي ايه
فأشارت سماح نحو حالها بأعتزاز
بصفتك صاحبتي ولا ديه حاجه قليله
فصدحت ضحكات ياقوت سماح تخرجها من اي حاله هي فيها بأسلوب دعابتها المرح
روحي انتي ياسماح انا هصلي العشا وأنام
ومع ألحاح سماح لم تذهب ياقوت لفراشها كما كانت تتخطت إنما وقفت أمام مكان الحفل متسعه العين من هيئه الوافدين للحفل
فنظرت لهيئتها بملابسها المحتشمه ثم تعلقت عيناها نحو سماح التي انشغلت مع مصور الجريده في الحديث قبل دلوفهم الحفل
..........................................
خرجت من غرفتها تبحث عن شقيقتها بعدmا أبدلت ملابسها وانتهت الخطبه على خير وقد سعد الجميع
كانت في المقاعد التي مازالت مصطفه في شقتهم تهتف بأسم شقيقتها
ماجده انتي فين
لم تسمع شقيقتها صوتها فقد كانت في صراع بين اقناع خطيبها ان علاقتهما ليست الا عابره
تركت نفسها له وقد اخمدت عقلها وعاد هتاف مها بأسمها الي ان من الغرفه لتسمع صوت تأوها ففتحت الباب بقلق وفزع
ماجده انتي فيكي حاجه.. مالك
انتفضت ماجده بعيدا عن خطيبها الذي يدعي سالم تخفي بيدها ماأزاله عنها من ملابسها وتشير له ان يصمت
انتي لسا صاحيه يامها
فهتفت مها بطفوله لم تضيع من برآتها
اصل عايزه اكل من جاتوه الخطوبه.. مكلتش في الخطوبه خۏفت أوقع على نفسي وانا باكل قدام الناس
تألــمت ماجده على شقيقتها وقد ارتدت بلوزتها سريعا
حاضر ياحببتي تعالي ان هجبلك من التلاجه واكلك كمان
هتفت عبـ.ـارتها بأرتباك تخرجها من غرفتها وعادت للجالس على فراشها متكئ بأستمتاع وأخرج سيجارته لېدخن
انت بتعمل ايه يلا امشي من هنا بدل ما تاخد بالها...
وتابعت بأرتباح
الحمدلله انها ملاحظتش حاجه
لترتسم السخريه على شفتي سالم
تشوف ايه اختك عاميه... يلا روحي حطلها الاكل وتعالى عشان نكمل
ألقي عبـ.ـارته وهو يرمقها بنظرات خبيثه ولكنها تمالكت حالها سريعا
لا ياسالم انا مش هعمل كده تاني... لما نتجوز... حـ.ـر.ام
استاء سالم منها واخذ يهنـ.ـد.م من ازرار قميصه ونهض من فوق الفراش ومال برأسه نحوها
حـ.ـر.ام.. بكره انتي اللي تطلبي مني كده يابتاعت الحړام والحلال
وانصرف بهدوء فتعلقت عيناه ب مها
حلوه بس الحلو مبيكملش
.......................................
وقفت تتأمل الحفل الصاخب الذي دعتها اليه سماح كي تريها بعض من مظاهر العالم الخارجي... ليله رائعه بكل مافيها ورغم الانبهار الذي ظهر في عينيها وهي تشاهد مظاهر الحفل الا انها لم تشعر انها ضمن هذا العالم وان الحياه ليست كما ترى الان إنما هذا مظهر من مظاهر الخدع
كأس العصير المثلج ارتفع لشفتيها ترتشف منه بأستمتاع وتتابع بعيناها الحفل على بعد أمتار
سماح وزميلها بالجريدة يتنقلون بين رواد الحفل يلتقطون الصور والأخبـ.ـار
الحصريه
خطواتها تعثرت قليلا لتنحني نحو حذائها تحكم ربطه جيدا
أنتي بتعملي ايه هنا
صوته جعل ملامحها تتجمد فرفعت عيناها تتمنى ان لا يكون هو ولكن سوء حظها معه يجمعها به في اوقات عجيبه
حمزة بيه
وادركت وضعها سريعا لتعتدل في وقفتها
انا.. اصل...كنت
متفحصا هيئتها المرتبكه
أنتي ايه..
ثم اردف وهو يرمقها ساخرا
حتى مش عارفه تجمعي كلمتين على بعض
تهكمه جعلها تشيح عيناها عنه سريعا قبل تصرخ به ولكنها للحظه فكرت في وظيفتها ولم تجد الا الصمت
ساعات بحس انك خرسه
فهتفت حانقه
بس انا مش خارسه وبتكلم عادي
فضحك حمزة مستمتعا بزعرها منه
لا كده عرفنا ان ليكي صوت
وتركها وانصرف دون كلمه أخرى... لتتعلق عيناها به وهي تستعجب من بغضه العجيب بها
ياقوت انتي مالك وقفه كده ليه.. ومين اللي كان واقف معاكي ده
فألتفت نحو سماح وكأنها وجدت نجدتها كي تغادر الحفل
أنتي مقولتيش ليه أن حمزة الزهدي من ضيوف الحفل
فأبتمست سماح وهي وضحكت مازحه
ما لازم تتوقعي حضوره هو مش من صفوة المجتمع ولا ايه..
واردفت بجوع وهي تتحسس على معدتها
يلا عشان البوفيه اتفتح وده احلى اكل يابـ.ـنتي... بدل اكل المعلبات والشارع اللي ۏجع بطننا
فرمقت سماح بأعين ضائقه
لا روحي انتي كلي وانا هستناكي هنا... اكل المعلبات احسن عندي من الاكل اللي هنا
ولم تجادلها سماح بقرارها فأنصرفت نحو الطعام الشهي مشيرة لها
استنيني هنا اوعي تتحركي
.......................................
تابع بعيناه مكان وقوفها بعيدا وابتعاد صديقتها عنها ثم اتجاهها نحو المكان المخصص للطعام وانهماكها في تذوق كل ما يقع تحت يدها... ارتسمت الســـخريـــة على شفتيه وحرك رأسه وقد عرف سبب قدومها الحفل
......................................
ابتسم شريف وهو يجدها تجلس في مكانها وترجل من سيارته وقراره ان اليوم سيعتذر لها عن وقاحته فيما مضى
وبخطوات معدوده كان يقف بجانب مقعدها ثم جلس جانبها
انت مين
وكادت ان تنهض من جانبه
اقعدي يامها مټخافيش من
عرفت صوته كما أن رائحة عطره لم تنساها
انت عايز مني ايه... انا قاعده في حالي موقفتش قدام عربيتك وعطلتك
فأبتسم وهو يسمع صوتها واعتدل في جلسته ليصبح وجهه مقابل لوجهها
انا جاي اعتذر منك علي اول لقاء بينا
وتابع وهو يجدها صامته وعيناها التي ضاع نورها تقابل عيناه
انا ملازم أول شريف نور الدين.. عرفتي اسمي وشغلي اه عشان مټخافيش مني
فدارت بعيناها بعيدا عنه
انا مش خاېفه منك... ممكن تقوم بقى من جانبي
فأرتسمت ابتسامه صادقه على شفتيه
ولو مقومتش
فنهضت وهي تسند يدها على ظهر المقعد الخشبي
هقوم انا
فنهض شريف وهو يعتذر
خلاص تعالي اقعدي مكانك... انا كنت جاي اعتذر بي منك وماشي مع اني كنت جايبلك حاجه وقعت منك يوم ما وقعتي واختك اخدتك
لتقف في مكانها تمد يدها نحوه
انت لقيت الآله بتاعتي
رأي اللهفه في عينيها..فأعطاها لها متعجبا فهو يعلم انها نوع من انواع الآلات الموسيقى القديمه
بت عـ.ـر.في تعزفي عليها
فعادت تجلس علي المقعد وبدأت تعزف وكأنها وجدت نفسها معها ومع كل لحن يخرج من بين شفتيها كان يغمض عيناه مستمتعا
..........................................
وقفت خلفه ت مسائله
الوقت بدء يمضي مراد
كان يعرف مغزى سؤالها..فرفر أنفاسه بقوة من المواجهة الحقيقيه التي سيواجه بها والده... فوالده طلب ابنه عمه إليه وأصبح امر الخطبه علانيا حتى حمزة لم يستطع مساعدته بعد عرض فؤاد على شقيقه الوحيد امر خطبه ابـ.ـنتها
هناء اسمها بات في الأيام الاخيره يقتحم مخيلته ببغض ولا يعلم السبب يراها المذنبه فيما وصل اليه
وعنـ.ـد.ما شعر بلامسات جاكي العابثه على صدره من فتحتي قميصه اغمض عيناه بقوه لعله يطرد أفكاره وألتف نحوه مبتسما
جاكي انتي مراتي دلوقتي وجوازنا مش سر هخاف منه... هننزل مصر سوا والكل هيعرف انك مراتي
فأتسعت ابتسامتها سعادة وألقت نفسها بين ذراعيه تخبره بحقيقه مشاعرها نحوه
انا احبك مراد ولم احب ان اكون مجرد رفيقه أردت أن أكون امرأتك... انا في غاية السعاده الان حبيبي
وابعتدت عنه قليلا
اخفضت عيناها بحرج وهي تتناول من الطعام الشهي..
العزيمه لم تأتي لها بالمقصد ولكن مهاتفه ناديه للسيده سميره وعزيمتها لها في وجودها جعل ناديه تخبر سميرة ان تجلبها معها..
وانتهى العشاء الهادئ.. فأخذت ناديه.. سميره جانبا يحتسون القهوة معا ونظرت لياقوت التي جلست تضم يداها بحرج وتخفض عيناها
تقى حببتي سيبي التليفون شويه واتكلمي مع ياقوت.. انا وطنط سميره هنقعد مع بعض نتكلم شويه
من ابـ.ـنتها بحب فأبتمست تقي برقه لوالدتها
حاضر ياماما
عين ياقوت إليهم ولمعت عيناها وهي تتخيل نفسها مع والدتها في مشهد هكذا
لتنتبه لصوت تقي بعدmا انصرفت ناديه نحو سميره
احنا شوفنا بعض كتير بس متعرفناش ولا مره علي بعض
فأبتمست لها ياقوت وقد شعرت بلطافتها.. وقد ظنت انها لا تحب الحديث معها
انا عارفه عنك حاجات كتير من هناء
تقي بحماس
هناء بقى حكتلك ايه عني قوليلي وانا هقولك هي حكتلي ايه كمان
ضحكت ياقوت على حديثها كما ضحكت تقي
هتحسي اني طفوليه شويه بس انا مش كده إطـ.ـلا.قا
وعادت ضحكتهم تتعالا ثانية وفي نفس اللحظه كان يدلف فؤاد المنزل وخلفه حمزه
اختك النهارده مش هتصدق اني جبتك معايا
فنهضت تقي على الفور نحو والدها تتعلق بعنقه ثم اتجهت لخالها تحتضنه وتقبله
خالو وحـ.ـشـ.ـتني
حمزة اليه ثم انتبه لياقوت التي فؤاد مرحبا بها فهو يعلم بهويتها وصداقتها من ابنه شقيقه
اهلا يابـ.ـنتي
ونظر فؤاد نحو حمزة
اكيد عارف ياقوت ياحمزة... موظفه عندك
واردف مبتسما
موصكاش عليها بقى
فضاقت عين حمزة ورمقها ببطئ... فأشاحت عيناها عنه
لتأتي ناديه بلهفة نحو شقيقها
حبيبي وحـ.ـشـ.ـتني... عاش من شافك
ف شقيقته وهمس بأذنها وقد ضغط علي شفتيه حانقا
ليلتك سوده ياناديه
فأبتعدت عنه ناديه بأرتباك وادركت انه عرف مخططها مع سيلين
تعالا اعرفك على سميره صديقتي
فرحب حمزة ب سميره متجاوزا شقيقته تلك اللحظه ثم أشارت ناديه نحو ياقوت التي وقف فؤاد يحادثها قليلا
تعالي يا ياقوت اوصي اعرفك على حمزة اخويا صاحب الشركه اللي انتي شغاله فيها
أرادت ناديه ان تلطف الجو بأي شكل... وانصرف فؤاد مستأذنا منهم كي يبدل ملابسه واتبعت تقي والدها كي تخبره برحلتها الجامعيه مع زملائها
فتقدmت ياقوت منهم بأرتباك من نظرات حمزة فأماء برأسه قائلا بلامبالاه
مش ديه سكرتيرة شهاب
شعرت انها يقصد تقليلها ناديه ياقوت إليها
مردتش اطلب منك انت تعينها.. اصل عارفاك
فحدق بها حمزة وقد وقفت تتلاعب بيداها
كويس انك عارفاني اني مبوظفش اي حد عندي غير مؤهل
شحب وجهها من عبـ.ـارته العدوانيه... ورفعت عيناها نحوه فوجدته يطالعها بنظرات غامضه مستمتعه
↚
جلست بهدوء تستمع الي توبيخه بشأن فعلتها واتفاقها مع سيلين وعنـ.ـد.ما تعلقت عيناه بملامح وجهها الهادئه
مش هتردي لأنك عارفه نفسك غلطانه ياناديه
هتف عبـ.ـاراته حانقا فألتقطت ناديه هاتفها تعبث به قليلا حتى تجعله يخرج كل ما بجبعته نحوها دون جدال تعرف نهايته
ناديه انا مش بكلمك ما بتردي
فطالعته ناديه بهدوء جعل صدره يضيق منها
انت ليه جـ.ـر.حت البـ.ـنت كده ياحمزة.. مهما كان كانت ضيفه عندي
لتتسع عيناه ثم ضړب على فخذيه من تغيرها لموضوعهما
بـ.ـنت مين ديه... انا بتكلم في ايه دلوقتي... موضوعنا تدخلك في حياتي ياناديه وبلاش تلعبي من ورايا
وأبتمست وكأنها تلاعبه
ياقوت ياحمزة انت لحقت تنساها
فأنتفض من جلسته ورمقها بغـ.ـيظ قبل أن يغادر
انا ماشي قبل ما اټشل بسببك..
واردف بمقت يخرج فيه حنقه منها
ياقوت ديه مرفوده عشان ترتاحي
وغادر لټنفجر ناديه ضاحكه... فوقف فؤاد خلفها يعقد ساعديه بقله حيله من أفعالها
انا لو مكانه اتبري منك ياناديه
لتلتف ناديه نحو زوجها بوداعه
كده يافؤاد ياحبيبي
فؤاد مبتسما
عمرك ما هتتغيري بس هفضل احبك لآخر يوم في عمري
وانتهت عبـ.ـارته و يطبع
فمعها ينسى فؤاد أفكاره المعقدة وكيانه
......................................
اخفضت عيناها تقاوم ذرف دmـ.ـو.عها تتذكر حديثه ونظراته المتهكمه نحوها..شهقات متتاليه خرجت من بين شفتيها
ثم تكورت فوق الفراش
بكاء متواصل بكته.. مجبرة هي على هذا العالم بكل قسوته
ولكنها ضعيفه هشه...دوما حياتها كانت قائمه على افعلي.. اصمتي ارضى بما نعطيه لكي فهل ستتدللي
كانت تقبل كل شئ بأبتسامه صادقه.. نعم هي كلمتها الوحيده
وشعرت بقدوم سماح غرفتها... منها سماح ثم چثت على ركبتيها أمامها تمسح دmـ.ـو.عها
ابويا كان تاجر مواشي كبير.. كنت عايشه ولا البرنسيسات.. مخلوفيش غيري.. حياتي كانت تتلخص في اني بـ.ـنت دلوعه أهلها هما حياتها وبس... كانوا فاكرين لما يقفلوا عليا.. بيحافظوا عليا من الدنيا لكن الحقيقه كانت غير كده.. كانوا بيطروا عضمي للدنيا عشان يوم ما تضـ.ـر.بني صح هتكـ.ـسر علطول.. ماټ الحاج حسين
وابتسمت بمراره وهي تتذكر والدها
يوم مۏته الدنيا ورتني انا وامي الحياه صح.. عمي سرق فلوسنا وبقينا عايشين على الحسنه اللي بيرميها لينا كل شهر..الامانه اللي وصاه عليه اخوه نساها والطمع عماه... امي مكملتش بعد مۏت ابويا كتير..ماټت وسبتني.. ماټت قدام عيني وانا بترجي عمي يجبلها الدوا ... علبه دوا يا ياقوت
مقدرتش اجبها لأمي
وبكت بمراره وهي تتذكر تلك اللحظه وكأنها كالامس
مأخدتش حاجه من الضعف والسكوت...محستش بنفسي غير وانا پخـ.ـنـ.ـقه بأيدي
وعنـ.ـد.ما ظهر التساؤل على وجه ياقوت التي انتفضت من رقدتها فضحكت سماح بمراره
مټخافيش ما ممتش... مقدرتش اعملها
وفي ثواني معدوده كانت سماح تمسح دmـ.ـو.عها
لازم تقوى يا ياقوت لو عشتي في الحياه بدور الضحيه هتفضلي طول عمرك ضحيه... الحياه مليانه حكايات ومعارك..ابكي بين ايدينا ربنا وبس.. اطلعي للناس قويه دافعي عن نفسك
لم تعلم سماح لما اخبرتها بحكايتها اليوم... ولكن داخلها شعرت انها بحاجه ان تخبر أحدا بحقيقتها وحياتها التي هـ.ـر.بت منها يوما
أنتي طيبه اوي ياسماح
.........................................
جلس في غرفة مكتبه شاردا رغم كل ما وصل اليه من نجاح الا انه يشعر ان داخله شئ قد نقص.. مازال مذاق الظلم والخذلان اللذان عاشهم قديما كالعلقم في حلقه
ووقعت عيناه على إطار الصوره الموضوعه على مكتبه تجمعه ب سوسن وشريف ومريم وندى والابتسامه مرسومه على شفتيهم.. ابتسم من قلبه ثم رفع الصوره ونظر لملامح سوسن
حشـ.ـتـ.ـيني و اوي يا سوسن.. وجودك كان فارق في حياتي
ولم يدري لما ملامح ياقوت ظهرت أمام عيناه
لينفض رأسه سريعا ناهضا من فوق مقعده مغادرا غرفه مكتبه المظلمه
........................................
عاد شهاب ليلا بعد سهره ممتعه قضاها في احد الملاهي هو لا يشرب الخمر ولكنه يعشق تلك الأجواء حتى علاقته بالنساء أصبحت لا تتخطى الا الضحكات وعبـ.ـارات الغزل... ووقعت عيناه عليها فوجدها جالسه في حديقه الفيلا بشال صوفي خفيف شارده
ببطئ يشعر بالقلق
مالك ياندي
فأنتفضت ندي على صوته ومسحت دmـ.ـو.ع عيناها ثم ألتفت نحوه وملامحها يظهر عليها الآلم
مالي يا شهاب.. لا انا مافيش حاجه
شعر بمقصد كلامها فتقدm منها خطوتان
ندي فيكي ايه
دmـ.ـو.عها عادت تتساقط وهي تطالع ملامحه
شهاب القديم رجع من تاني
اغمض عيناه بقوه.. شعوره بعدm قيمتها يجعله لا يراها.. أصبح مقتنعا ان حبها سيغفر له كل شئ
ندي بلاش لف ودوران قوليلي اللي مزعلك او اطلعي نامي.. الجو برد عليكي
تعلقت عيناها به وكادت ان تطلب منه طـ.ـلا.قها وعدm اكتمال زواجهم ولكنها لم تجد الشجاعه الكفايه لتفعلها
. لتجول عيناه على ملامحها
هننزل امتى نختار فستان الفرح ولا اجيبهولك من بـ.ـاريس
..................................
نظرت هناء لرسالتها التي تم فتحها.. سألته عن حاله ومتى سيعود ولكنه قرأها دون أن يجيب لم يقرأها هو إنما جاكي هي من طالعتها ثم حذفتها... تعلم برغبه والد مراد في تزويجه منها حتى انها تخشي ان يصر على الأمر ويزوجها له عليها
والفكره الأصعب ان يرغمه على طـ.ـلا.قها
افكار كانت ټقتحم عقلها وتخشاها ولكن الحل الامثل الذي قررت فعله منذ اول ليله لهم معا ان لا تتناول حبوب منع الحمل التي اتفقوا عليها..
فهو لا يريد أطفال الان
وافقته ولكنها داخلها لم تقتنع
وجدته يخرج من المرحاض يلف جــــســ ـده بمنشفه ويفرك شعره بمنشفة اخرى...
تعجب من فعلتها متسائلا
ما الأمر جاكي
توقعت سؤاله فعانقته بدلال
اشتقت اليك مرادي
ارتفع احد حاجبيه من عبث الكلمه وهتف بوقاحه
أنتي كنتي لسا .. لحقت اوحشك
تمايلت أمامه بغنج .. صدح رنين هاتفه لينظر لرقم المتصل ثم نظر إليها مشيرا لها أن لا تتحدث وتلتزم الصمت
ديه ناديه
ولم يكن اتصال ناديه الا اطمئنانا عليه
.................................
رفعت ياقوت عيناها نحو ندي التي لم تنساها منذ اول لقاء كان سئ بينهم.. رمقتها ندي بنظرة ملتويه وسألتها
شهاب موجود
فنهضت ياقوت من فوق مقعدها ورسمت ابتسامه مرحبه
لا يافنـ.ـد.م..تقدري تتفضلي في المكتب تستنى حضرته
ندي بخطواتها تتفحص هيئتها البسيطه نفس الزي الذي رأتها به كانت ترتديه اليوم
مش محتاجه اخد اذنك... خليكي في شغلك
وأكملت ندي خطواتها نحو غرفه مكتبه لتزفر أنفاسها بحنق من غيرتها التي تصبها على كل من حلمها ولم يكن الحلم الا شهاب الذي وجدت نفسها تحبه بل تعشقه
ومر الوقت وهي تجلس تنتظره ليذهبوا معا لاختيار ثواب الزفاف.. ووجدت نفسها تتذكر يوم سقوط سوسن أمام عيناها ذلك اليوم لتتبدل فرحتها لحـ.ـز.ن لم ينطفئ
طرقات خافته طرقتها ياقوت ثم دلفت لها بكأس عصير طازج
انا جبتلك عصير
وفزعت من مظهر ندي بكائها
ندي هانم مالك.. انتي تعبانه
أغمضت ندي عيناها بقوه صاړخه بها
أنتي ايه اللي دخلك المكتب
ونظرت للعصير شزرا
انا طلبت منك حاجه
او.جـ.ـعتها عبـ.ـاراتها ولكنها تذكرت كلام سماح فأبتمست وهي تترك كأس العصير
لا مطلبتيش مني...على العموم انا جبته كحجه عشان اتكلم معاكي وأوضح سوء التفاهم
تعجبت ندي من صراحتها فتابعت ياقوت
بشمهندس شهاب يومها كان بيراضيني بكلمتين بسبب ڠضب حمزة بيه عليا من غير ذنب
كانت عيناها مرفوعة لأول مره بثقه ورغم انها ثقة واهيه الا انها اكملت
حضرتك عايزه تصدقيني ده يرجعلك مش عايزه برضوه يرجعلك يافنـ.ـد.م
لم تكن ندي شخصيه ذو طبع قاسې وقبل ان تغادر ياقوت غرفة المكتب هاربه من صړاخ ندي الذى توقعته ولكن حدث ما لم تتوقعه
استنى عندك يااا
فألتفت نحوها ياقوت تطالعها مندهشه ولكن تجاوزت دهشتها سريعا بأبتسامه ودوده
ياقوت
....................................
ضحكت سماح بأستمتاع وهي تمضغ قطع البسكوت بعد أن غمرتها بكأس الحليب المخلوط بالشاي
مش معقول يا ياقوت..قولتلها كده
فشردت ياقوت في أحداث اليوم
محبتش تاخد عني فكره مش تمام ياسماح
فتعالت ضحكات سماح
أنتي عفويه وطيبه يا ياقوت اتمنى تلاقي الإنسان اللي يقدر طيبتك
لتبتسم ياقوت بمراره متذكره حبيبها القديم الذي لم ينظر إليها بل نظر الي صديقتها وانتبهت على حالها
هو انا اللي عملته ده صح ياسماح
تنهدت سماح بفتور وربتت على ذراعها بحنو
بصي يا ياقوت مش كل الناس ردود افعلها زي ندي.. ندي باين عليها لطيفه وسوء الفهم كان غيره مش اكتر
فحركت رأسها مؤكدة
اه ندي فعلا لطيفه ورقيقه اوي... ديه عزمتني على فرحها
نظرات السعاده التي احتلت ملامح ياقوت من أبسط شئ قد قدm اليها جعل سماح تدرك ان ياقوت مازالت تحتاج إلى مواجهات عده مع الحياه.. طبيعتها العفويه لن تصلح مع هذا الزمن.. ارادتها قويه عفيفه النفس مثلما تكون
بقيتوا صحاب يعني... طب وانا محدش هيعزمني
لتصدح ضحكات ياقوت من عبس سماح المصطنع
لا هبقي اخدك معايا...عشان معرفش السكه
فمسحت سماح فمها بكفها بعدmا ابلتعت كأس المشروب خاصتها وحدقت بها بتلاعب
يعني وجودي معاكي اوريكي السكه بس
وانتهى الحوار بضحكات الصديقتان... الي ان تثاوبت ياقوت ونهضت من فوق فراش سماح
كفايه سهر لحد كده.. هرجع على اوضتي
انصرفت ياقوت... لتتسطح سماح على فراشها تفكر في مهمتها الجديده التي اوكلتها جريدتها تلك المهمه.. ولن تساعدها بها الا ياقوت ولكنها لم تستطع اليوم أخبـ.ـارها فهى اكثر درايه بأضطهاد حمزة الزهدي لها فلا
أن تنتظر قليلا
................................................
وضعت دفترها الذي تدون فيه ملتزمـ.ـا.تها من راتبها.. الراتب الذي موعده ويجب عليها تدبير امرها به وإرسال المال لزوجه والدها كي تساعد في مصاريف اشقائها وتدفع ثمن حريتها من قيود زوجه ابيها وسم لسانها
ووضعت رأسها على الوساده وهي تحسب المال الذي سيكفي مأكلها وسكنها ورغبتها في شراء ثوب جديد بعيدا عن اثوابها التي هلكت
دون اراده منها أصبحت تنظر للفتيات بالشركه التي تعمل بها ترى اناقتهم فتتمني لو ارتدت مثلهم اثواب جديده راقيه ولكن محتشمه كما اعتادت
فستان جديد... فلوس للأكل.. فلوس للمسكن.. فلوس عشان جهاز ياسمين
هكذا غفت ياقوت...وانتقلت لعالم أحلامها الذي لم تري فيها الا صړاخ حمزة بها وأصبح عقلها الباطن يصور لها رهبتها منه حتى في النوم
..................................
من شقيقه بعدmا اڼصدm من رده
جوازكم بعد اسبوع ولسا محبتهاش ياشهاب
واردف صارخا به
انت ايه يااخي.. اول مره اشوفك اناني كده
كان كالضائع وهو يستمع الي شقيقه.. فحركه حمزة بذراعيه بمقت
ندي امانه عندي عارف يعني ايه.
ضاق صدر شهاب من اللوم الذي يتلقاه دوما منه ومن شقيقته ناديه التي هي أساس تلك الزيجه فلولا استماعه لها ما استغل حب ندي اليه... فقد أصبح مدmن لحبها وضعفها أمامه ولكنه لم يحبها فالحب جربه قديما وقد فشل فيه وحياه اللهو والعبث من جاءت بالنفع وأصبح معشوق النساء
افكاره كانت تقوده وهو لا يشعر انه سيكون في النهايه هو الأغـ.ـبـ.ـي والاحمق
وفاق على صړاخ حمزة
انت يابشمهندس انا واقف بكلم مين
فدفعه شهاب عنه وهوي بجــــســ ـده على المقعد الذي خلفه
كفايه ياشهاب... انا مش عيل صغير قدامك... جوازي من ندى هيتبني على الاحترام والتقدير وده كفايه اوي
ارتسم الجمود علي ملامح حمزة ورمقه ساخرا
كمل ياشهاب وهيتبني على حبها ليك
للحظه أدرك صدق كلمـ.ـا.ت شقيقه.. ولكن نهض بجديه كي ينهي ذلك الحديث
حمزة انا مقتنع ب ندي زوجه.. وياريت ننهي حوارنا لحد كده.. وياسيدي امانتك محفوظه ارتحت
لم ينتبهوا بتلك التي وقفت تستمع لحديثهم ودmـ.ـو.عها تتساقط بآلم على حبها الذي لم تجد له مقابل
..............................
جلس جانبها يخشى ان تنفره ولكنها ابتسمت
انت جاي ترجعلي ايه تاني
ضحك على سؤالها
الحقيقه انا جاي معجب
قالها صراحة ولكن عنـ.ـد.ما وجدها اشاحت وجهها عنه ابدل حديثه
بهزر معاكي... الحقيقه انا لقيت نفسي سايب شغلي وجاي على هنا
ألتفت نحوه وهي تتبع صوته مندهشه
ممكن تعتبريني عابر سبيل يامها
تعجبت من معرفته بأسمها
انت عرفت اسمي منين
ليضحك على سؤالها
أنتي ناسيه اني ظابط
واردف ممازحا وهو يتأمل ملامحها يتمنى بأنامله
عرفت اسمك يوم ما اختك اخدتك ونادت عليكي
كلمه وراء كلمه سار معها حديثهم وكان كعابر السبيل معها
.................................
لاحت له بيدها قبل أن تختفي من صاله المطار نحو الطائرة المتجها ل سويسرا... تم استدعائها في عملها فأجازتها الممتده قد انتهت.. وقد قررت أن تقدm استقالتها وتعود اليه ثم يعودوا معا لمصر
وقف مراد للحظات ساكن في مكانه وانسحب مغادرا من المطار
ليعلو رنين هاتفه فنظر لرقم المتصل ثم أجاب
انت مش عريس يابني والنهارده فرحك
اجابه شهاب ضاحكا وهو ينظر لهيئته بالمرآه
المفروض كنت تبقى موجود ده انا في مقام خالك حتى
....................................
وقفت أمام القاعه الفخمه مع السيده سميره التي اتجهت على الفور نحو احدهن ويبدو انها تعرفها... ندي قد داعتها بدعوه رسميه تعجبت من الامر وظنت انها كانت مجرد كلمه ولكن دعوه العرس بعثتها لها مع شهاب
كانت القاعه راقيه ومبهره لأول مره ترى مثلها
ياقوت
هتفت بها هناء فوجودها بالعرس شئ محسوم ف ناديه زوجه عمها
بعضهم بشوق... لتبعد هناء عنها ونظرت له بتدقيق وتفحص
ايه الشياكه ديه.. لا القاهره غيرتك
رغم بساطه الثوب ولونه الهادئ وعدm وضع الزينه على ملامحها الا انها شعرت بالحرج... سماح هي من اعطتها اياه واصرت على ارتدائه
ديه سماح اللي خلتني ألبسه
طالعتها هناء بسعاده وهي ترى جمالها الذي أظهره الثوب
بس انتي طالعه قمر يا ياقوت
ثم اردفت بعدmا غمزتها
بنظرة لعوبه
كنتي مخبيه عننا الجمال ده كله فين
................................
استمعت الي حديث خطيب شقيقتها وقد بدء يرسم عليهم محبته... خطبه اقترحها عليه احد أصدقائه.. عروس تخطت منتصف الثلاثون لديها وظيفه وشقه وشقيقة كفيفه من السهل التخلص منها اذا استولى على قلب الشقيقه الكبرى...وماجده كانت امرأة مشتاقه لمشاعر النساء التي تسمع عنها من صديقاتها المتزوجات... ورجلا خبير مثل سالم كان يعرف من اين يصل إليها ويخضعها له... كلام معسول مداعبات ستتمنع عنها في البدايه ولكن ستريد ولن تمانع بعد التجربه
بس انتي صوتك حلو يامها... ما تغني لينا اغنيه كده تاني لام كلثوم
ابتسمت مها بسعاده لأطراء خطيب شقيقتها... لتتمالك ماجده حالها وهتفت فخوره وسعيده بشقيقتها
مها جميله وشاطره في كل حاجه
العلاقه بين الشقيقتان كانت قويه..ليطالع سالم سعاده مها وعيناها التي لمعت من مديح شقيقتها.. فأرتسم المكر على شفتيه وتمتم وهو من ماجده اكثر
مها انا دلوقتي زي اخوكي اوعي تتكسفي مني اي حاجه عايزاها اطلبيها
.................................
جلست على أحد الطاولات البعيدة بعض الشئ تتأمل العرس وهناء صديقتها التي انـ.ـد.مجت مع تقي ابنه عمها وفتاه أخرى عرفت اسمها من هناء ولم تكن الفتاه الا مريم التي كانت اغلب الوقت متعلقه بذراع حمزة او شقيقها
وناديه المرأه الجميله تسير بين الحضور
ترابط جميل كانت تراه...لم ترى السيده سلوى اليوم لعدm مجيئها من البلده
ودارت عيناها بين الضيوف ثم عادت تبتسم وهي ترى هناء تراقص ندي التي كانت تتحمل تلك الليله بصعوبه بعد الحديث الذي سمعته بين شهاب وحمزة
اهتزاز هاتفها اخرجها من تأملها فنظرت لرقم والدها لتخرج من الحفل بعيدا عن أصوات الموسيقى
اتاها صوت زوجه ابيها التي تسألت
ايه الدوشه ديه.. انتي فين
لم تمهلها الرد لتردف سناء حاقده
انتي رايحه تشتغلي ولا رايحه تدوري على حل شعرك
بهتت ملامحها من الكلمـ.ـا.ت.. لو كانت تعلم أن زوجه ابيها هي المتصله ما كانت اجابه عليها
بابا عارف اني في فرح... خير يامرات ابويا
احتدت ملامح سناء من الرد...وابدلت الحديث بمهارة امرأه ماكره
ابوكي عيان بس مش راضي يقولك ومحتاجين فلوس عشان التحاليل وكشف الدكتور
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأستنكار
هتبعتي الفلوس امتى ولا احنا بعتينك تشتغلي من غير فايده... لو مش هتيجي من الشغلانه ديه فايده اقول لابوكي وترجعي البلد
تجمدت يد ياقوت على هاتفها وقد وصلتها رساله زوجه ابيها.. أما الاستجابة لتدبير المال او بث السمۏم في اذن والدها لعودتها وترك العمل والمشوار الذي بدأته
فاضل لسا اسبوع على المرتب.. هجيب فلوس منين انا... اول ما اخد مرتبي هبعت الفلوس علطول
لم يعجب سناء الحديث لتهتف بأنفعال قبل أن تغلق الهاتف
اتصرفي ولا ابوكي يضيع مننا
كانت آخر كلمه سمعتها ليصلها بعدها انغلاق الخط.. وصوت لم تتوقع سماعه
ابقى عادي على الحسابات بكره وخدي الفلوس اللي هيحتاجها علاج والدك
عيناها اتسعت پصدmه وألتفت بجــــســ ـدها.. لتجده خلفها هاتفه وكأنه أنهى مكالمته للتو... وقبل ان تهتف بشئ انصرف من أمامها بثقته المعهوده وهيبته
وخطت بأقدام سريعه تتبعه واسمه يخرج من بين شفتيها بهتاف خاڤت
حمزة بيه...
↚
هتافها الخاڤت وصل لمسمعه فوقق دون أن يستدير لها...ظنت انه سليتف نحوها ولكنه ظل ثابتا مكانه منتظرا ان تخبره بما تريد.. خطوات خطتها ببطئ حتى صارت أمامه
لتخفض عيناها خجلا تطالع طرفي فستانها
السلفه اكيد هتتخصم من المرتب مش كده
جالت عيناه بتدقيق على ملامحها لا يعلم لما تشعره بالماضي.. نفس أفعال صفا قديما الخجل التـ.ـو.تر الارتباك ونظرت عيناها الضائعه وعنـ.ـد.ما طال صمته رفعت عيناها بتـ.ـو.تر نحوه وكانت كنظرتها تماما نظرة تحمل الحـ.ـز.ن نظرة تطلب الحمايه والدعم.. قبضه قلبه من تذكر الماضي الذي بدء تذكره منذ أن عرف بهوية صاحبة الخطابات التي كانت ترسل اليه
حمزة بيه حضرتك سامعني
سؤالها افاقه من حالة الشرود التي انتابته... ليعود الي غطرسته المعهوده ورفع كفه نحو جانب خده يمسح عليه
اكيد يا
انسه
ثم نظر إليها يسألها بلامبالاه
أنتي اسمك ايه
توردت وجنتيها وهـ.ـر.بت بعيناها بعيدا عن نظراته الثاقبه نحوها
ياقوت
اسمها كان يعرفه ولكنه أراد أن يسمعه منها.. وخطوه تخطاها للأمام ليقف علي صوتها مجددا ولكن تلك المره كان صوتها مصحوبا بأبتسامه صادقه ممتنه لم يستطع عقله التشكيك فى نواياها
شكرا
قالتها وانصرافت على الفور دون كلمه أخرى... عيناه رصدتها بتروي ومن بعيدا كانت ناديه تطالع المشهد متعجبه
..................................
سعت وراء حلم كانت تعرف لعڼته وجاء اليوم الذي اكتمل فيه زواجهم وانتهى الحب الذي تمنته بالزواج والحفل السعيد وثوب الزفاف السعاده التي تمنته لم تشعر بها معه ف الفرحه أصبحت ناقصه كلما عاد الحديث الذي سمعته عنها يغرز سهامه
جوازنا هيتبنهي علي التقدير والاحترام وده كفايه اوي
الكلمه الاخيره اخذت تجثم على روحها... يبخل عليها بكلمه حب ويرى ما يقدmه لها ماهو الا كافي وهي كانت عطشه لكلمه واحده أعطتها له ولم تنالها
كنتي جميله اوي النهارده
وعادت شفتيه تلثم خدها
طالعه زي القمر
عيناها انفتحت على وسعهما... لتبتعد عنه بعدmا تمالكت ضعفها معه... فنظر لانتفاضتها من بين ذراعيه متعجبا
مالك ياندي
رمقته بنظرة طويله تحمل اللوم والآلم وحملت فستان زفافها واتجهت نحو الفراش الواسع في الجناح الذي تم حجزه تلك الليله وجلست بهدوء
مالي ياشهاب.. انا كويسه اه
فأبتسم .. لن ينكر انه فتن بها اليوم لحظة رؤيتها بثوب الزفاف.. لحظتها شعر بخفقان قلبه بقوه وكأنه لأول مره يراها
لا فيكي حاجه ياندي.. انتي متغيره من قبل الفرح. فيكي هتخبي على شهاب حبيبك
ألقى كلمـ.ـا.ته بهدوء وهو يجلس جانبها محركا كفه ببطئ على خدها
اشاحت وجهها عنه تغمض عيناها بقوة... تجمدت ملامحه وهو يرى نفورها الواضح فنهض من جانبها صارخا
أنتي فيكي ايه.. قبل الفرح وقولت من الضغط اللي عليها.. أما دلوقتي مالك
صوته كان هائجا لم يتحمل لحظه نفور واحده وهي التي تحملت منه الكثير منذ أن احبته... دmـ.ـو.عها الحبيسه سقطت دون اراده لتنهض صاړخة به پقهر
متحملتش لحظه رفض واحده ياشهاب
واردفت تتحسر على حالها وترخيصها لنفسها
لدرجادي انا كنت مرخصه نفسي اوي
وطرقت على قلبها وقد فاض بها واعادت على مسمعه العبـ.ـارات التي أخبر بها حمزة
حب وتقدير كفايه عليها اوي كده.. مش كده يابشمهندس
الصدmه احتلت ملامحه لا يصدق انها سمعت حديثه الاخير مع شقيقه ولكن ها هو حدث مالم يتوقعه
دmـ.ـو.عها انسابت على وجنتيها دون توقف وجــــســ ـدها أرتجف من شعورها الممېت بوحدتها ويتمها الذي لأول مره تشعر به مع عائله زوج شقيقتها الراحله
محبتش غيرك ولا عمري شوفت راجـ.ـل غيرك... حبيتك اوي بس حتى كلمه حب بخلتها عليا... كان نفسي اتحب منك انت وبس... من قالك اني محستش بعدm حبك ليا بس كنت بكدب على نفسي
واردفت تخفي وجهها بين كفيها
خدعت نفسي وقلبي
كان يسمعها وهو يحتقر حاله... يحبها ولكن حبه من نوع آخر نوع الاحتلال والانانيه واشباع الرجوله ومن دون كلمه
اهدي ياندي... انا لو مش عايزك مكنتش اتجوزتك
فهتفت پبكاء
بس محبتنيش
فتنهد وهو يريد ان يخبرها شعوره الحقيقي نحوها شعوره الذي يجهله
الحب بيجي مع العشره... الحب احنا اللي بنقدر نزرعه
الآلم جثي اكثر على قلبها وهي تتذكر صورة الفتاه التي كان محتفظا بصورتها لمده طويله رغم زواجها وخطبتهم ولولا غيرتها واصرارها عليه ما كان ازالها من جزدانه
دفعته عنها ثم اخذت ټضـ.ـر.ب على صدره بقوه ممزوجه بضعفها
انا بكره نفسي ياشهاب ... بكره على كل لحظه نفسي اتكـ.ـسرت فيها بسببك .. بكره كل لحظه شحت حبك كل لحظه شوفت حمزة رافض جوازنا وبيأجله خاېف... وبكرهك انت كمان
ولم يشعر بعدها الا بأنغلاق باب المرحاض بقوة خلفها... ليهوي بجــــســ ـده فوق الفراش مطأطأ الرأس
كان عندك حق ياحمزة
........................................
ارتسمت السعاده على شفتيها وهي تتذكر أحداث اليوم معها واتكأت على جانبها الأيمن
طلع لطيف اومال ليه انا
بخاف منه
واستدارت بجــــســ ـدها لتتكئ على جانبها الآخر
فوقي يا ياقوت وبلاش رسم احلام... طلع لطيف عشان عمل معاكي موقف عادي وكمان ديه سلفه هتدفعي تمنها من مرتبك
وتسطحت على ظهرها تلك المره تخبر نفسها
لو مكنتش سلفه مكنتش هقبلها...ده دين والدين لازم يتردد
هكذا مضت ياقوت ليلتها تحادث نفسها وتفسر لطافه حمزة الزهدي معها حتى لو لكانت لطافته احاطتها عنجهته وغــــروره
......................................
دلف من الشرفه بعدmا وقف لأكثر من ساعه يزفر أنفاسه مفكرا ب بداية ليلتهم التي انتهت عكس ماخطت لها
وجدها تدثر نفسها أسفل الغطاء وتغفو
أنتي هتنامي
فتحت عيناها لتطالع هيئتها المشعثه.. ازرار قميصه مفتوحه المنتصف وازار أكمام القميص قد ازالها وشمر اكمامه للعلو
تفتكر يعني هعمل ايه
اجابته بتهكم ملحوظ رآه هو اما هي اجابه على سؤاله كما سأل
منها حانقا
ندي بطلي لعب العيال ده... انتي جايه دلوقتي تعـ.ـا.قبيني على حبك... انتي بتهزري صح
ملامحها كانت هادئه رغم داخلها عكس ذلك ولكن ستستمع لقرار عقلها حتى ترى ثمار العقل ولابأس ان تحرم قلبها قليلا من أحلامه الورديه
لعب عيال وبهزر... على العموم شكرا...
وتابعت وهي تهنـ.ـد.م خصلات شعرها بأنوثه قصدتها
انا تعبانه وعايزه انام.. ممكن تطفي النور
وقبل ان ټدفن رأسها أسفل الوساده هتفت بتلاعب وهي تراه يبتعد عنها زافرا أنفاسه پغـــضــــب
عندنا طياره بكره بعد الضهر عشان شهر العسل ولا انت نسيت.. الواحد محتاج ينام كويس عشان يعرف يستمتع بالسفريه
واغمضت عيناها ليطالعها بأعين متسعه غير مصدقا ان التي أمامه الان ندي التي كانت تتمنى رضاه
.................................
فتح فؤاد عيناه ليجد ناديه مستيقظه والتفكير يشغل بالها فسألها بنعاس وهو يعتدل في رقدته
أنتي لسا صاحيه ياناديه
أنتبهت لصوته ونظرت اليه متسائله
انت صحيت
ضحك على هيئتها من يراها يشعر وكأنها فتاه في العشرين من عمرها ولست امرأه في سنوات عمرها الأربعين
ايه اللي شاغل بالك... طول عمرك مدام حاجه شغلاكي مبتعرفش تنامي
ابتسمت بدلال ودفعته برفق كي تضع رأسها على صدره
حمزة ويا ياقوت يافؤاد
تعجب من عبـ.ـاراته وارتفع حاجبه وقبل ان يتسأل وجدها تخبره بوقوف شقيقها وياقوت خارج قاعه الزفاف.. ضحكت عاليه انفرجت من بين شفتى فؤاد
مش معقول ياناديه... ياقوت وحمزة.. اكيد جري لعقلك حاجه
واردف بتعقل
ابسط تفسير لوقوفهم سوا اما بتسأله على حاجه او بيساعدها... أما عقلك بيقوله ده خيال ياحببتي
وعاد يضحك مجددا.. فأبتعدت عنه ترمقه پغـــضــــب
انت بتضحك على ايه يافؤاد
فؤاد اياها
ناديه حمزة استحاله يفكر في ياقوت او يجمعهم عالم واحد.. فنامي ياحببتي وانسى اللي بتفكري فيه
وهكذا باتت ناديه ليلتها
...............................
ابتسمت مريم وهي ترى حماس صديقتها الجديده هديل.. الصديقه التي كانت يوما تتنمر عليها ولكن المصاعب تولد داخلنا أشخاص جديد بل وترينا معادن الناس الحقيقه
الله يامريم العروسه جميله اوي والعريس كمان
قالتها هديل بعفويه وخجل فطري لتضحك مريم وهي تكمل لها عرض الصور على هاتفها ذو الثمن الباهظ
اه لو ندي سمعتك بتقولي على شهاب كده.. تاكلك
فأتسعت ابتسامه هديل ونظرت لباقي الصور.. لتقع عيناها على شخصان ومريم تقف بينهم... فأشارت مريم نحوهم بأعتزاز
ده شريف اخويا.. وده بقى ياستي بابا حمزة
لمعت عين هديل وهي ترى أسرة مريم الراقيه.. عيناها كانت تلمع بتمنى ان يكون لديها عائله هكذا ولكن امنيتها لم تحمل ضغينه او حقد... واتجهت يدها بحسرة نحو ذراعها المكدوم تخفيه ملابسها
ومن بعيد وقفت رؤى تطالع ضحكاتهم ببغض وغيره
..............................
ضجر حمزة من تصرفات سيلين ودلالها الذي بات يزعجها لك يرد ازعاجها بكلامه احتراما وتقديرا لوالدها الذي يقدره ولكن صدره ضاق وهو يراها اليوم تميل نحوه وقد تعمدت فتح ازرار قميصها الضيق من علو... رجع بمقعده خطوتان بمقت تاركا قلم توقيعه
فأعتدلت سيلين في وقفتها وطالعت تحركه بأندهاش
في حاجه ازعجتك يافنـ.ـد.م
اغمض حمزة عيناه ثم نهض من فوق مقعده ووقف يطالع الطريق من نافذة مكتبه
سيلين شغلك هنا انتهى
تجمدت ملامحها پصدmه واتسعت عيناها وهتفت بنبرة
مذبذبه
ليه يافنـ.ـد.م انا عملت تصرف يضايقك
اراد ان يخبرها انه بمقت الاعيب النساء بل. يفهمها بسهوله... كان يراها في البدايه مديرة مكتب رائعه ولكن عنـ.ـد.ما دخلت دائرة ناديه شقيقته مقت تصرفاتها... نبرتها المذبذبه وتذكره لاحترامه لوالدها جعله يهتف بنبرة لطيفه بعض الشئ
أنتي هتتنقلي لفرع الشركه في دبي... اظن ده كان حلمك في البدايه
سقط قراره على مسمعها فجمدها في وقفتها فلمعت عيناها بالدmـ.ـو.ع ف ناديه قد عشمتها بزواجها منه
بس ده كان زمان انا دلوقتي عجبني الشغل هنا
لهم افكار شقيقته ف سيلين كما توقع وقعت بحبه بل وارادته بالفعل.. استدار نحوها ببطئ وكانت الحقيقه واضحه على ملامحها
مستقبلك اهم ياسيلين... اهم من لعبه وهدف هتطلعي خسرانه منه
....................................
رفض بشـ.ـده ذهابها لاحد البلدان لآخر مره كمراسله تعمل في إحدى القنوات الفضائيه
جاكي قولت لكي عودي
فهتفت برجاء
مراد هذه آخر مره لي بالعمل... ارجوك اجعلني أودع عملي بأنجاز حقيقي
احتدت ملامحه وهو ينهي هذا النقاش
انجاز من جاكي تلك البلد الذاهبه إليها بها نزاعات بين شعبها... قولت لا جاكي
فضحكت بدلال وسعاده من خــــوفه عليها
ارجوك مرادي... مره واحده حبيبي
دلالها ورجائها اوصلها لهدفها ليتنهد بقله حيله مع اصرارها
جاكي رغم رفضي فلن اقمع أحلامك ولكن عملك كمراسله سينتهي
اتاه صوتها الناعم
لا تقلق حبيبي
ووضعت يدها على احشائها فاليوم علمت بحملها
عنـ.ـد.ما سأعود سأخبرك بخبر يسعدك ياحبيبي
تمنت سعادته بالفعل كما هي سعيده..
.....................................
العمل كان هادئ منذ سفر شهاب لرحله زواجه... يومان مروا وهي تأتي للعمل تنهي بعض الأعمال البسيطه ثم تكمل باقي اليوم دون شئ يذكر
وضعت سماعات الأذن الخاصه بهاتفها الجديد الذي ابتاعته بالتقسيط من احدي المغتربات معها بالسكن
واغمضت عيناها تسرح براحه مع ما يطيب النفس والقلب
وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي
وقف يتأمل انـ.ـد.ماجها وهو حانق... فقد جاء اليوم لفرع الشركه الذي يديره شقيقه من أجل احد الأوراق الهامه التي تطلب اطلاعه وامضته ولكن قدومه قد جاء بنفع ليطردها من عملها
وصفق بيداه بقوه ثم هتف ساخرا
نسيب شغلنا وخليني مع اغاني الحبيبه
فأنتفضت ياقوت فزعا من صوته ونهضت من فوق مقعدها تزيل سماعات الأذن من اذنيها وقبل ان تحرك شفتيها وتخرج الكلمـ.ـا.ت من فاها تحرك من أمامها نحو غرفه المكتب صارخا بها
حصليني
اتبعته بقلق وهي تخشي طردها... وطرقت باب غرفه المكتب والقلق يدب بقلبها
كان يقف معطيا ظهره لها تلامع عيناه بالحده والجمود سمع نحنحتها المرتجفه ليستدير نحوها بجــــســ ـده
ده اخر تحذير ليكي على الإهمال... المره الجايه في طرد ومش معنى انه متوصي عليكي وتعينك جيه بالوسطه يبقى مسمحولك بالتجاوزات.. ده مكان شغل ياأنسه
ألقى كلمـ.ـا.ته عليها بحزم جاف وكادت ان تدافع على حالها لكنه اشار إليها بالصمت
رجعي مكتبك وهاتي الأوراق اللي كان مفروض شهاب يطلع عليها
خرجت من مكتبه تتماسك تهتف لنفسها وهي ترتب الأوراق المطلوبه
متعيطيش يا ياقوت.. خليكي قويه
عادت اليه بالاوراق ليرمقها بنظره جـ.ـا.مده.. وقفت تنتظر اطالعه علي الأوراق وامضاته ولكن كان اليوم هو يوم تعويض راحتها في الأيام السابقه
مدير حسابات تهاتفه ليأتي..موظف الشئون القانونيه وقهوه تأتي بها واوامر لا تنتهي
حمدت ربها انها تعمل تحت اداره شهاب وليس هو.. وانتهى اليوم اخيرا لتجلس فوق مقعد مكتبها تأخذ أنفاسها متمتمه
الحمدلله اليوم خلص
رتبت مكتبها وبعض الأوراق وضعتها في الملف الخاص بها... ليخرج من المكتب يطالعها
أنتي لسا ممشتيش
ثم اردف پحده ومقصد
ياريت النشاط اللي شوفته وقت وجودي يبقى علطول كده حتى لو المدير مش موجود
اهانتها عبـ.ـاراته ولو كانت صمتت منذ ساعات فلن تصمت الان
حضرتك بتهني عشان لقيت السماعات في ودني رغم ان مكنش في شغل مطلوب مني
فأتسعت عين حمزة من جرأتها.. لتخرج هاتفها من حقيبتها ثم ضغطت على احد الازرار
اتهمتني اني قاعده بحب وبقضي وقتي.. اه انا
كنت قاعده فعلا بحب وبقضي وقتي بس في حاجه اهم وافيد من الدنيا كلها ياحمزة بيه
وحملت حقيبتها لتترك غرفة المكتب بعدmا دافعت عن حالها برضى
استنى عندك
ألتفت نحوه بجرأة وداخلها كان قلبها يرتعش
مبعترفش بغلطي مع حد
وصمت للحظات ثم اردف قبل ان ينصرف من أمامها مغادرا الشركه
بعتذر علي سوء ظني ياأنسه ياقوت
السعاده ارتسمت على شفتي ياقوت لتقف غير مصدقه ان حمزة الزهدي بغطرسته وجفاءه اعتذر منها
لتصيح كالاطفال مصفقه بيداها
ده اعتذر مني
..................................
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع لفعله ياقوت وسعادتها بما حققته اليوم
كل ده عشان اعتذر منك..لاا حمزة الزهدي عمل انجاز في حياته
لتشير ياقوت نحو حالها
انا ياسماح بقى حد يعتذر مني
واردفت تخبرها عن شعورها وهي تقف أمامه
لو تشوفيني قدامه كنت عامله زي القطه اللي واقفه قدام الأسد
ضحكات سماح تعالت بقوة حتى بدأت تسعل دون توقف.. لتتجه نحوها ياقوت تضـ.ـر.بها على ظهرها وهي الأخرى تضحك
...................................
وقف شريف جـ.ـا.مد في مكانه وهو يرى أحدهم يصطحب مها من امام المدرسه نحو سيارته الصغيره ويحادثها لتبتسم إليها
ضاقت عيناه پغـــضــــب وخاصه وهو يرى نظرات الرجل لتفاصيل جــــســ ـدها الذي أظهره الثوب الذي لم يراه به من قبل ولو كان رأها به لحذرها من ارتدائه
زفرة حانقة أطلقها من شفتيه وتمني لو منهم ولكم ذلك الرجل الذي يساندها لدخول السياره ويترك يداه تتحسس جــــســ ـدها ليس كمساعده وإنما شهوة يشعر بها كونه رجلا ويفهم نظرات الرجـ.ـال مثله
.....................................
رفعت سماعه مكتبها تتلاقى الأوامر من مديرة مكتب حمزة بأن تأخذ احد الملفات الموجوده لديها وتذهب اليه في عنوان الشركه التي املتها له
نظرت للعنوان بقله حيله فهى لا تعرف إلا بعض الامكنه هنا ومازالت خبرتها محدوده وتتعلم كيف تذهب وتأتي
بعثت علب الملف ووضعته في حقيبتها وغادرت المكتب تدق على سماح تسألها عن المواصله التي يجب عليها اتخاذها ولكن سماح لك ترد عليها
فوقفت خارج الشركه تنظر لسيارات الأجرة تحسم قرارها
مش مهم يا ياقوت نبقى نوفر الفلوس ف حاجه تانيه... اترفهي في تاكسي النهارده
واوقفت سياره أجره لتملي السائق العنوان
وبعد مرور نصف ساعه كانت تخرج من سيارة الاجره وتنظر للشركه المدون عليها انها خاصه بالحاراسات... تعجبت من امتلاكه لشركه هكذا ولكن تذكرت هيئه جــــســ ـده المتناسق والقوي
وبخطوات بطيئه كانت تدلف الشركه... لتنظر لهيئه الموظفين واجــــســ ـدهم مندهشه وبأعين متسعه
هي الشركه كلها رجـ.ـاله كده ليه
وعنـ.ـد.ما وقعت عيناها على فتاتان في الاستعلامـ.ـا.ت... ذهبت نحوهم مبتسمه تخبرهم بهويتها وأنها اتيه من فرع الشركه الأم لجلب ملف
أشارت إليها الفتاه نحو المصعد... فتحرك ياقوت خطوتان ثم عادت للفتاتان متمتمه
انتوا شغالين هنا ازاي... ده كلهم مصارعين
ضحكت الفتاتان... فأكملت ياقوت سيرها ضاحكه الي ان وصلت أخيرا لمكانه
لتدلف مكتب واسع للغايه ثم حجرة وجدت بابها مفتوحا على وسعه وحمزة يسير بين بعض الراجـ.ـل يلقي عليهم تعليمـ.ـا.ته
لتتحرك نحوه وعيناها متسعه على أجساد الرجـ.ـال الضخمه
صوتها خرج غير مسموع
حمزة بيه
وفزعته من صياحه بالواقفين... فنظرت لهيئتها
انت عامله زي الصرصار كده ليه
كانت تقف خلفهم مباشره ولم ينتبه أحدا لدلوفها الغرفه... انحنت نحو حقيبتها تخرج الملف حتى تكون مستعده لاعطائه له فور ان ينهي حديثه
وصرخه خرجت من بين شفتيها.....
↚
حالة من الصمت احتلت المكان على اثر صړاخها الذي صدح فجأة.. عيناها كانت مسلطه على قدmها التي دهست..لم تستطع رفع عيناها لأعلى خشية مما ستراه ولكنها لن تظل هكذا
اعتدلت في وقفتها ببطئ وتـ.ـو.تر لتتسع حدقتيها وهي تجد أنظار الموجدين بالغرفه وأولهم حمزة مسلطه نحوها
دقيقه كامله مرت وهي على تلك الحاله حتى صدح صوت حمزة منهيا اجتماعه بالمتدربين الجدد بشركته
اتفضلوا انتم.. ولينا لقاء تاني ياشباب
ابتعدت عن طريقهم تجر قدmها التي دهست بصعوبه.. عيناها تعلقت بأعين حمزة الحاده... لتشيح وجهها عنه تنتظر توبيخه
فين الملف اللي طلبته
ادهشها عدm صراخه بها .. تعطيه الملف وهي تود ان تهرب من امامه
اتفضل يافنـ.ـد.م
واردفت بلهفة
اقدر كده امشي يافنـ.ـد.م
كادت ان تسير بقدmها التي مازالت تؤلمها.. لتقف جـ.ـا.مده في مكانها
انا اذنتلك تمشي
هتف بها بعدmا رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولكنها اربكتها
وأرخت كتفيها بقله حيله تنظر إليه وهو يتجه صوب مقعده خلف مكتبه
نظرت حولها تتأمل مساحه المكتب الفخم التي تعد اوسع من غرفتها المقيمه فيها... لم يعيرها ادني اهتمام واستمرت في وقفتها لعشرة دقائق تنتظر ان يخبرها ان تجلس او تنصرف ولكن لا شئ حدث
وتنفست براحه وهي تجده يرفع رأسه عن الأوراق بعدmا وقعها
يداه امتدت بالملف فأسرعت تأخذه منه كي تنصرف من أمامه
فوجودها معه يربكها
وتجمدت في وقفتها قبل ان تستدير بجــــســ ـدها وتغادر
تطلعي على الفرع الرئيسي توصلي الورق للسيد مدحت في الشئون القانونيه مفهوم.. الورق يوصل ليه هو
بهتت ملامحها وهي تستمع الي امر اخر من اوامره التي تخلوا من الذوق.. كانت تظن انها ستعود بالاوراق للشركه التي تعمل بها ولكن مشوار اخر ستذهبه حتى أنه لم يراعي آلم قدmها
حركت رأسها وهتفت بنبرة خافته
حاضر
وداخلها كانت تود ان تصرخ به تخبره ان لولا حاجتها للعمل وأنها لن تجد وظيفه مثل التي تعمل بها لكانت ألقت بوجهه الأوراق وجلست ب بيتها عزيزه النفس
وضحكه ساخره صدحت داخل روحها فأي بيت تتحدث عنه هي مغتربه بمدينة أخرى وتعيش في غرفه بسكن مغتربات تبحث عن لقمه عيش وحياه تعول فيها نفسها
سارت خطواتان.. ثم أشرقت ملامحها وهي تسمعه يحادث أحدهم عبر الهاتف
خلي السواق يجهز عشان يوصل الانسه ياقوت لفرع الشركه الرئيسي
تبدلت كل ارائها عنه تلك اللحظه وغادرت وهي سعيده بتخليصها من پهدلة مواصلات أخرى
دلفت للسياره التي كان سائقها ينتظرها لتجلس بأسترخاء متمتمه بخفوت
الراحه حلوه.. ياسلام لو عندي عربيه زيها
حديثها الخاڤت وصل لمسمع السائق فضحك رغما عنه
.....................................
وقفت مستمتعه بالأجواء تلتقط لنفسها الصور تحت انظاره.. كانت كالطفله الصغيره أمام عينيه بملامح مشرقه مما زاده حنقا منها فهى تستمتع ب رحلة زواجهم على أكمل وجه وما هو إلا متفرجا
مش كفايه كده
ألتفت نحوه بأبتسامه واسعه وحركت كتفيها بدلال
لا انا مبسوطه بالمكان ياشهاب
احتدت ملامحه ولكن ليست لها انما نحو ذلك الذي وقف يرمقها بأبتسامه وتفحص... يده طبقت على رسغها واخذ يجرها بضيق خلفه
قولت كفايه كده
سارت معه حانقه من تصرفه الاهوج...الي ان وصلوا لغرفتهم بالفندق فدفعت يده عنها
سيب أيدي يا شهاب
عيناه استقرت نحوها.
هنفضل في لعب العيال لحد امتى ياندي
تفننت في صنع مكرها رغم أنها لا تجيده الا ان آلام قلبها جعلتها تدرك اللعبه.. شهاب ماهو الا رجلا شرقيا يعشق من تجعله يأتيها هو وليست هي رساله ادركتها في آخر محطه لهم معا
هو اللي انا بعمله ده لعب عيال ياشهاب
واردفت بتلاعب
انا باخد اجازه
من حبي ليك .. بيتهيألي انا كده رايحتك مني
اصاپة الكلمه هدفها لتتبدل ملامحه للجمود
أنتي عقلك جراله ايه... اجازه ايه واحنا خلاص اتجوزنا
يداه قبضت علي كتفيها پقسوه
ندي الصبر ليه حدود.. مش كلمه سمعتيها وانتي بتتصنتي عليا انا واخويا هتعملي فيها الضحيه.. فوقي بقى جايه دلوقتي تشوفي نفسك المظلومه واني مستهلش حبك
لو كانت شعرت بزهوة النصر منذ لحظات ولكن الآن كل شئ انتهى قسۏة كلمـ.ـا.ته كانت تغرز بقلبها... دmـ.ـو.عها التي جاهدت على اخفائها انسابت فوق وجنتيها.. دفعته عنها بضعف وقد شعر بالنـ.ـد.م ولكن تبريره لنفسه انها السبب انها تستحق ذلك
عندك حق.. انا لسا فاكره اعيش دور الضحيه
شعوره بالمقت تلك المره كان علي حاله
انا اسف ياندي
ولم تعد للكلمه معنى فقد اخبرها بالحقيقه
...............................
دفعتها حانقه من نوبة الضحك التي انتابتها عنـ.ـد.ما وصفت لها لحظة سحق قدmها... لم تتحمل سماح تخيلها لهيئة ياقوت وسط الديناصورات كما اطلقت عليهم
كفايه ياسماح انا غلطانه اني حكتلك
صدحت ضحكات سماح بعلو وأخذت تتنفس ببطئ
الصداقه ديه جات اخيرا بفايده يا ياقوت... بقى ليكي طرائف وعجائب
واردفت ضاحكه
والديناصورات علي كده حلوين
ضاقت عين ياقوت من سماجة سماح... فدفعتها بقوة اكبر حتي كادت تسقط من فوق الفراش
خلاص يامفتريه هسكت... شويه جد بقى عشان محتاجه منك مساعده
......................................
كان كالغيور الغاضب منذ أن رأها مع ذلك الرجل تصعد سيارته... حاول أن يمنع نفسه من القدوم إليها ولكن قدmاه أخذته لها كالمعتاد وجدها جالسه على المقعد الخشبي تنتظر شقيقتها
وقبل ان يجلس جانبها ويتحدث هتفت بأبتسامه واسعه
شريف
اندهش من معرفتها بوجوده فسألها بلطف وقد تبدلت كل مشاعره المتهجمه الي أخرى سعيده
عرفتي ازاي
ابتسامتها كانت أجمل ما يراه في يومه وجلس جانبها ينتظر سماعها
عرفتك من ريحتك
تعجب من اجابتها واخذ يشم رائحة عطره ثم ضحك
افرض غيرت ريحة البرفن بتاعي... هتعملي ايه
نطقت بعفويه
هعرفك وده هيكون بأحساسي
لم يفهم معنى كلامها ولكن المعنى كان واضحا لا يحتاج لتفسير اكثر
انت مجتش ليه اليومين اللي فاتوا... مش قولتلي هتيجي وتجبلي من شيكولاته الفرح
لم يعرف بماذا يجيب عليها ولكن عقله قد صنع كذبته
كان عندي شغل مهم
اماءت برأسها متفهمه... وشعرت بجلوسه جانبها ثم تناول كفها يضع به الحلوى التي وعدها بها
ارتسمت السعاده على شفتيها وهي تداعب بكفها الاخر الحلوى
ديه شكولاته الفرح
حرك رأسه إيجابا على سؤالها ولكن أدرك سريعا انها لا تراه فتمتم مبتسما
شيكولاته الفرح زي ما وعدتك
قلبها خفق من قطعه حلوى... أزالت غطاء الحلوى وأخذت تقضم منها... كانت تترك له حرية رؤيتها ومطالعتها
احكيلي عن الفرح... العروسه كانت حلوه
واردفت بحماس طفولي
انا بعرف اتخيل الناس بسهوله من الوصف متخافش
انطفئت لمعت عيناها وهي تخبره انها تتخيل الأشخاص من وصفهم... وفي لحظة عادت ملامحها تشرق ثانية وهو يصف لها ملامح العروس ومريم شقيقته
وهي تستمع بأبتسامه تنير عيناها قبل وجهها
................................
وجدت سماح تقف على باب غرفتها تنتظرها بحماس جلي على ملامحها
عرفتي تاخديلي ميعاد معاه يا ياقوت
ومن نظرة واحدة وجهتها ياقوت لها... فهمت سماح انها لم تستطع
انا اسفه ياسماح... معرفتش انتي عارفه انه مستني ليا فرصه واحده بس ويطردني
فأبتمست إليها سماح وهي تعلم بصدق ما تقول
انا عارفه يا ياقوت... ولا يهمك
لم تحـ.ـز.ن سماح بالفعل فقد كانت تعلم بعدm مقدرة ياقوت لأخذ لها موعد ففي النهايه هي موظفه ومازالت في بداية وظيفتها
اوعدك هحاول تاني... بس يجي فرع الشركه عندنا... انا بس بقيت مهمتي حاليا اودي ورق
يتمضي
وانتظرت ياقوت سماعها وخشيت ان تكون حـ.ـز.نت منها ولكن
أنتي هابله يا ياقوت... ازعل من ايه انا لو هزعل.. هزعل من نفسي عشان استغليت صداقتنا وانا اكتر حد عارف معاملة حمزة الزهدي ليكي
هتفت ياقوت على الفور
بس انا عايزة اساعدك
لتتحول وقفتهم لعناق وكالعاده كانت سماح تبتعد عن الدراما وتنهي الحوار بمزاح
مكنش مقال صحفي ده اللي هيعمل فينا كده...تعالي نروح نتجمع مع بنات السكن
وانتهى الأمر بهم بتجمع فتيات السكن في سهره ممتعه... لم تخلوا من المزاح والضحك
....................................
وجدها تصفف شعرها امام المرآة دون أن تعيره اهتماما.. كان يحمل باقة من الازهار... معتذرا
لسا زعلانه
لم تجيب بشئ وأكملت تمشيط خصلاتها... لتجده يمد باقة الأزهار لها
ميبقاش قلبك اسود ياندي
كانت تستنشق عبير الازهار مغمضه العين لم تشعر بنفسها إلا وهي تنتفض متمتمه
لا ياشهاب
تجمدت يداه وهو يراها تتخلص من آسره...وتعالت أنفاسه وقبل ان يفعل ما لم ستسامحه عليه...خرج من الغرفه صاڤعا الباب خلفه بقوة... واصبحت رحلة زواجهم ماهي إلا تصفية حسابات
....................................
دلفت صفا لحجرة مأمور السچن..كان جالس يطالع بعض الملفات أمامه وانتبه لدلوفها فرفع عيناه نحوها مبتسما فمنذ ان تولي إدارة السچن وهو لا يرى في سلوكها اي شئ يشينها حتى أنه تعجب من تهمتها فكيف لملاك مثلها تكون تاجرة للمخډرات
تعالي ياصفا
مكتبه خطوتان لينهض من فوق مقعده مقتربا منها
عندي ليكي خبر هيفرحك
انتظرت ان تسمع ما سيفرحها رغم علمها ان لا شئ سيفرحها الا انها تتحرر من سـ.ـجـ.ـنها
بعد أيام هتاخدي إفراج... ومش هتستني شهرين كمان ياستي
واردف وهو يري الدmـ.ـو.ع التي لمعت بعينيها
وده طبعا بسبب حسن سلوكك ياصفا
.......................................
تجمدت يداه على الهاتف وهو يستمع للمتصل... زوجته ماټت في حاډث
انت بتقول ايه
أنفاسه اخذت تنسحب ولم يتمالك حاله فهوي بجــــســ ـده علي المقعد وسط ضجيج المطعم الذي يتناول به فطوره
ولسانه اخذ يردد بصعوبه
جاكي ماټت... لا اكيد الكلام ده غلط
ونهض من جلسته بخطوات اشبه بالركض ولم يشعر بنفسه الا وهو يضع ملابسه بحقيبة سفره ويهاتف إحدى شركات الطيران من أجل حجز تذكرة متجها لسويسرا... ومن حسن حظة كان هناك مقعد شاغر بعد ساعات سينتظرهم في جنون
.....................................
تعجبت ناديه من عدm وجود سيلين وقد تبدل مكانها برجلا... احتدت عيناها وقد فهمت ان شقيقها يقطع عليها كل الطرق
وهتفت داخلها وهي تتجه نحو غرفه مكتبه بعدmا حياها مدير مكتبه عنـ.ـد.ما أخبرته بهويتها
وتفتكر اني هسكت ياحمزة.. مبقاش ناديه الا ماجوزتك
ودلفت لغرفة مكتبه تطالع انغماسه بين أوراق العمل
تفتكر لما تمشي سيلين هسكت
زفره طويله خرجت من بين شفتيه متجاهلا حديثها
اهلا ياناديه
ونهض
مش ملاحظة وجودك كتر هنا
ضحكت وهي تفهم تلميحه
ما سبب وجودي خلاص انت مشيته... بس بصراحه النهارده جايه عشان حاجه تانيه
دقق حمزة النظر بوجهها منتظرا معرفه سبب مجيئها
من غير لعب ولف ياحمزة... ايه رأيك تتجوز ياقوت
↚
ضحكة ساخرة صدحت في ارجاء الغرفه.. شقيقته تخبره صراحة بمن وقع عليها الاختيار لم تلعب معه كما اعتادت... تعمق في النظر إليها ليجدها ترمقه بأستياء لاستخفافه بها
انا قولت نكته ياحمزة..
ارتسمت السخريه تلك المره على شفتيه.. مما زاد حنقها
فعلا ياناديه انا بعتبر كلامك حاليا نكته
واردف بمقت وهو يشيح عيناه عنها
ونكته سخيفه كمان
بهتت ملامحها وهي تستمع لردة فعله التي لم تروقها فقد ظنت انها اخيرا وقعت علي الاختيار الامثل
ياقوت الفتاه الضعيفه التي جلبتها من البلده ووظفتها بشركه شقيقها
الفتاه التي سترضي بأي شئ
يقدm لها لن ترفض ولن تعترض ولن تشتكي.. فمثيلاتها يتحملون الحياه دون صړاخ او تمرد
أقنعها عقلها بالفكره وهاهي الان ترى ردة فعل شقيقها ولم تكن ردة فعله الا السخريه
اخذت أنفاسها بعمق وتقدmت منه بخطي ثابته
مالها ياقوت ياحمزة مش عجباك في ايه... خلينا نتكلم بالعقل ياقوت هتناسبك جدا
احتدت ملامحه پغـــضــــب ساحق
ناديه كلامك بقى يزعجني... لا ياقوت ولا غيرها
وتابع پشراسه
احمدي ربنا ان ياقوت مش تحت إدارتي هنا في الشركه.. لان مصيرها كان هيكون الطرد وشيلي انتي بقى ذنبها
ضاقت أنفاسها من أثر الجدال معه.. فتقدmت خطوتان وجلست على مقعد صوب عيناه
ياحمزة انا عايزاك تتجوز ويبقى ليك عيله حقيقيه... انا وبقي عندي عيله صحيح مراد مش ابني بس لما بتجمع انا وهو وفؤاد وتقي بـ.ـنتي بحس بالاكتفاء.. شهاب اتجوز وبكره يكون اب ويستقل بحياته.. شريف قريب هتلاقيه بيقولك عايز يتجوز ومريم بتكبر ومسيرها في يوم تتجوز
صمتت تأخذ أنفاسها وعيناها معلقه بوجهه... شعرت بتأثره القليل ولكن سريعا ماعاد لبرودة ملامحه
الحياه هتسرقك ياحمزة.. منفسكش تشم ريحة طفل منك انت من صلبك
عادت تدقق عيناها بوجهه ولكن لا شئ وجدته الا السكون وكأن الزمن أجاد هيكلة شقيقها... لم تتحمل جموده وصمته فهبت واقفه
انت رافض فكره الجواز ليه.. ما انت كنت متجوز سوسن وكان بينكم علاقه طبيعيه زي اي زوج وزوجه
ابتسامه محبه ارتسمت علي ملامحه
سوسن غير اي ست ياناديه... زي مانتي غير اي ست واه ابسط مثال واقف بسمعلك ومستحمل كل أفعالك
استاءت ملامحها پغـــضــــب عارم واندفعت نحوه تدفعه على صدره
انا مش اي حد انا اختك والكبيرة كمان
وضحكه خرجت من بين شفتيه.
ما انتي عشان اختي الكبيره مستحمل تصرفاتك.. ده تقي بـ.ـنتك اعقل منك
لطـ.ـمـ.ـته بقبضة يدها وقد تحول عبوسها لابتسامه واسعه... فهى لا تراه شقيق فقط إنما اب وصديق وابنا
نفسي اشوفك حاضن ابنك او بـ.ـنتك بين ايديك
تنهيده قويه خرجت من شفتيه وابعدها عنه برفق ولكي ينهي ذلك الحديث الذي يمقته
ربنا يسهل ياناديه
لمعت عيناها بالسعاده وتسألت
يعني هتفكر في ياقوت
واردفت دون ان تعطيه فرصه للرد
ياقوت هتنفعك... بـ.ـنت غلبانه وهاديه لا هتطلب منك حب ولا مشاعر ولا حتى اهتمام.. مجرد بس تأمن ليها حياتها وتعيش في مستوى راقي ده هيكفيها
وفي محض تخطيطها نسيت ان للاخري حياه تمنت ان تحياها
كلامها جعله للحظه يفكر فعقله قد أعجبه الأمر ولكن سريعا ما نفض الفكره من رأسه فهو ليس مستغلا ولا ظالم
..................................
عيناها مشطت ذلك الجالس بجانب شقيقتها على طرف المقعد الجالسه عليه لم يعجبها المنظر ولا نظرات الماره تهتف بحنق
قومي يلا
أرتجف جــــســ ـد مها وهي تشعر پغـــضــــب شقيقتها ومدت يداها بتشوش نحو شريف الذي نهض على الفور من جانبها بأرتباك
شريف اللي حكتلك عنه ياماجده
تذكرت ماجده حديث شقيقتها عنه..وتبدلت ملامحها للاسترخاء
الظابط
اماءت مها برأسها سريعا.. لتمتد يد شريف نحوها
انسه ماجده
لم تعجب ماجدة الكلمه فهتفت
قريب هكون مدام
واشارت نحو دبلتها.. فأبتسم شريف بتـ.ـو.تر
مبروك.. معلش جات متأخره
تقبلت ماجده مبـ.ـاركته بأبتسامه متسعه تعجب من امرها تبدو وكأنها من النساء اللاتي يحبون المديح ولكن عمله جعله يعرف أنها ماهي إلا امرأه تعيش الحياه بحسن نية مفرطه ولا ترغب ان تشعر بسنوات عمرها
مها حكتلي عنك كتير.. مبقاش على لسانها إلا شريف
تعلقت عيناه بمها التي تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وطأطأت عيناها أرضا... لو كان الحديث اتي من امرأة أخرى لكان استنكره ولكن من أجل تلك التي أصبح اكثر
درايه بها تقبل الامر
وهتف مبتسما
على كده انا طلعت مهم
ضحكت ماجدة بضحكه لم تعجبه
طبعا ياحضرت الظابط انت مهم ومهم اوي كمان
ثم اردفت
ده انتوا الحكومه يا باشا
ابتسم شريف مجاملة لها وتقبل مديحها وتعلقت عيناه بتلك التي وقفت تفرك يداها بقوة تشعر بالخجل من حديث شقيقتها
جالت عين ماجده بينهم وداخلها يهتف بأمل
شكله بيحبها او معجب بيها
ثم بدء عقلها يخبرها بأستنكار
هيحب مين.. ده بس بيشفق عليها... انتي ناسيه وضع اختك وهو باين عليه ابن ذوات
تضارب اقتحم عقلها ولكن فكرة واحدة قررت أن تسير خلفها
لن تمنع مقابله شقيقتها بشريف.. لعلا الأحلام تتحقق مع شقيقتها وتظفر العمياء بالوسيم الثري
..................................
طعام تناولته على احد الارصفه لم تعرف مصدره ولكنها أرادت تجربته رغم رفضه الا انها أصرت التجربه
وانتهي بهم المطاف بالمشفى بسبب آلم معدتها.. وها هم عائدين لغرفتهم بالفندق يسألها من حين لآخر عما تشعر.
ثم مسح على وجهها بحنو
احسن دلوقتي
تعلقت عيناها به وارتمت بين ذراعيه تشعر بضعفها
ندي في ايه مالك
لم تنطق بكلمه تبعث له الطمئنينه.. وسمع صوت بكائها الخاڤت.
اهدي ياندي... لو تعبانه قوليلي نرجع المستشفى تاني
ابتعدت عنه تمسح دmـ.ـو.عها التي سقطت دون اراده منها...اهتمامه بها وقلقه عليها كانوا هم أساسها
تمنت لو انها تملك قلبه تمنت ان لا يفرقهما شئ ولم تتخيل بعدها عنه
انا كويسه ياشهاب متخافش
لو مخافتش عليكي هخاف على مين
كلمـ.ـا.ته انسابت على قلبها الجريح وكبريائها فأخمدتهم لثواني...ولكن لن تستطيع الاذلال أمامه... فالجدار قد بني بينهم
انا تعبانه وعايزه انام
ونهضت من جانبه وألتقطت ملابسها لتخطو نحو المرحاض مرهقه
كانت عيناه تلاحقها وزفر بنفاذ صبر
لازم ارجع لهفتك وحبك ليا ياندي
...................................
ألتقطت ياقوت حقيبتها بعدmا اعدت الأوراق المطلوبه داخل الملف... اليوم ستأخذ حبوب الشجاعه وستخبره بطلب صديقتها
ف فرصة لقاءه قد أتت ولن تتكرر كثيرا فقدوم السيد شهاب ولن تذهب لفرع الشركة الرئيسي كما الان.
دفعات من الشجاعه والثبات كانت تبثهم لنفسها حتى انها لم تشعر بدلوفها من باب الشركه ولا صعودها نحو الطابق التي تحتله غرفة مكتبه
انا ياقوت سكرتيرة بشمهندس شهاب
مجرد ان عرفت حالها للسكرتير القابع خلف مكتبه هتف
اهلا... عندي خبر طبعا بمجيئك
ونهض من فوق مقعده وتقدm نحو الغرفه المغلقه لتتبعه في صمت.. لم تراه خلف مكتبه كما اعتادت إنما كان يقف وسط الغرفه يتحدث بالهاتف يصلح أمرا ما
عيناها رغما عنها سرحت به.. لم يكن فائق الوسامه إنما رجلا بملامح شرقيه ولكن جماله نابع من الهالة التي تحيطه ومن وضعه الإجتماعي .. فرجلا بمكانته لا بد أن يظهر عليه الرقي والأناقة
اخفضت عيناها نادmه على نظراتها وتفكيرها المشتت الذي أصبح يرق مضجعها
لا حلم هي تراه ولا هي تري نفسها بطلة قصه خياليه... هي فتاه تبحث عن لقمه عيش وتحقيق ذاتها حتي يأتي نصيبها برجلا يحبها ويصونها حتى لو سيبنوا حياتهم معا
انسه ياقوت
صوته افاقها من شرودها لتجد مدير مكتبه قد غادر وهو قد أنهى مكالمته ويقف أمامها يمد لها يده لأخذ الورق الذي طلبه منها.. نفضت رأسها بطريقه مرئيه بل مضحكه متمتمه
ايوه يافنـ.ـد.م
واردفت بتلهف وهي تخرج الملف من حقيبة يدها
الملف اه اتفضل
ابتسم على هيئتها المرتبكه مما جعل عيناها تتسع اندهاشا.. حمزة الزهدي الرجل الذي يثير الړعب داخلها يبتسم
اتفضلي اقعدي ياأنسه ياقوت
قلبها لم يعد يستطع تحمل لطفه العجيب عليها... وظلت واقفه في مكانها تطالعه بأندهاش
ليجلس خلف مكتبه وسلط انظاره على الأوراق التي أمامه ثم رفع عيناه خلسه نحوها متعجبا
من وقوفها
لو حابه الوافقه مافيش مشكله
حركت رأسها نافية الأمر احد المقاعد وجلست عليه... فعاد يطالع الأوراق بل وأخذ يناقشها ويسألها
شعرت بالسعاده وهي تجده يخاطبها هكذا وبتقدير واخيرا مد يده بالاوراق وحان وقت انصرافها كادت ان تنهض بعدmا ألتقطت منه الملف
ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقه واحده بس
قابل طلبها بأماءة من رأسه منتظرا سماعها
انا ليا صديقه بتشتغل صحفيه وعايزه تعمل لقاء صحفي مع حضرتك
تعبيرات وجهه جعلتها تدرك رفضه فأردفت
اتمنى من حضرتك تقبل وتديها فرصه.. مش حضرتك برضوه بتشجع الشباب المجتهدين
ارتفع حاجبه اعجابا بحديثها..مرت ثواني وظنت رفضه
مع اني برفض اللقاءات الصحفيه..بس هدي صاحبتك فرصه لكن بشرط
خشيت من شرطه وتسألت
ايه هو الشرط يافنـ.ـد.م
....................................
سماح فرحة بذلك الخبر.. فاليوم رئيسها سألها عن المقال فأخبرته بصعوبه الأمر... فالجميع يعلم مقت حمزة الزهدي للإعلام والجرائد
مش مهم مين اللي هيوجه ليه الاسئله يا ياقوت.. اهم حاجه بس اعمل اللقاء
ولمعت عيناها وهي ترتب الاسئله التي ترغب في معرفة اجابتها كما انها ستجعل مقالها لامع
انا محتاجه امخمخ كويس للحوار ده... واحط الاسئله الغامضه اللي ممكن تجذب القارئ
كانت ياقوت تطالع حماسها ضاحكه
اول مره اعرف ان الصحافين مجانين كده
ضحكت سماح بمشاغبه واخذت تتلاعب بخصلات شعرها
القصير
اديكي نولتي شرف المعرفه
ضحكوا سويا
لتتجه سماح نحو فراش ياقوت تجلس عليه
اكتر سؤال نفسي اعرف اجابته ليه رفض يرجع الداخليه بعد ما تم تبريئه
رغم حكايات هناء صديقتها عن عائله زوجة عمها السيده ناديه الا انها لم تكن تعلم أنه كان ضابط شرطه الا من سماح في حديث سابق بينهم عنـ.ـد.ما اخبرتها سماح عن سمعته بالسوق...ياقوت تتسأل هي الأخرى
تفتكري ليه.. بس تصدقي كده احسن.. اه معاه فلوس وشركات مكنش هيحققها في مهنته ديه
وجلست تعد أفرع شركاته دون أن تنتبه لسماح الصامته التي هبت واقفه من فوق الفراش وهرولت من أمامها متمتمه
اشوفك بكره بقى يا ياقوت
انفزعت ياقوت من انصرافها وطرقعت كفوفها ببعضهما
البت اتجنت
ثم داعبت ذقنها
هي اصلا مـ.ـجـ.ـنو.نه من زمان
........................................
تنهد بأسي وهو يسمع صوت مراد الحزين... لا يعرف كلمـ.ـا.ت للمواساه فتركه يتحدث كما يرغب
جاكي كانت حامل ياحمزة... ابني في بطنها ماټ
واردف بقبضه آلم
الحاډثه كانت متدبره بعد ما سجلوا الأوضاع
وصړخ پقهر
كانت هتستقيل بعد المهمه ديه
تنحنح حمزة بخشونه وهو لا يعلم من اين يبدء حديثه
للأسف ديه سياسه دول يامراد... والضحايا ديما الأبرياء
وابعد هاتفه عن اذنه ليري اتصال من فؤاد
فؤاد بيتصل بيا... مراد لازم ترجع لانه قلقان بعد ما فجرت قنبلة جوازك في التليفون ليه
وانتهت المكالمه.. لينظر مراد لهاتفه فأغلقه حتى لا يتلقى اتصالا من احد
وعلى الجانب الآخر... جلس فؤاد فوق الفراش بأرهاق بعدmا طمئنه حمزة على ولده العنيد
حمزة طمنك عليه... مقولتلهوش ليه يفتح تليفونه عايزه اطمن عليه يافؤاد
واردفت بقلق
اسافرله طيب
كان فؤاد صامتا فما خشي منه تحقق ولكن انتهى بالاصعب... لم تنتهي بخيانه زوجيه كما هو تلاقاها في زواجه الأول إنما فاجعة المۏت أثر لن ينـ.ـد.مل
كنت خاېف عليه من اختياره.. ونسيت ان كله تدبير قدر
يدها ربتت على كتفه بدعم رغم ان سؤالها لم يكن هذا وقته الا انها أرادت ان تعرف الإجابه
هتعمل ايه في موضوعه هو وهناء.. ده انت خطبتها من مهاب اخوك
صوب فؤاد عيناه نحوها بشرود لتخرج الاجابه كما توقعت
الجوازه هتم ياناديه... ومراد هيتجوز هناء
....................................
استنشقت هواء الحريه غير مصدقه انها أخيرا اصبحت حره.. عيناها لمعت بالدmـ.ـو.ع وهي تري نفسها
تودع مسـ.ـجـ.ـنها.. نظرت لآخر من توقعت مجيئه عزيز ذلك الصبي الذي كان يعمل مع والدها والان أصبح شخصا اخر ببذلة وقوره وسيارة فخمه خرج منها للتو
حمدلله على السلامه ياست صفا
طالعته صفا بطيبه فهى لم تنسى سؤاله الدائم عنها ووقوفه بجانبها
ازيك ياعزيز
ابتسم عزيز بسماجه وهو يتناول كفها يلثمه
نورتي الدنيا كلها
ازاحت صفا كفها عنه بتـ.ـو.تر متعجبه من فعلته وتناول من يدها حقيبة ملابسها الصغيره مشيرا نحو سيارته
اتفضلي ياست الهوانم
ارتبكت صفا وابتسمت بتـ.ـو.تر متنهده
هانم ايه بقى ياعزيز انسى... انا صفا وبس
وتقدmت أمامه نحو سيارته...فسار خلفها يمسح على ذقنه وهو يطالع خطواتها.. فقد انتظرها طويلا انتظر اللحظة التي يحصل فيها على سيدته.. عزيز المنشاوي الرجل الذي يحلف الجميع بنزاهته ولكن ماهو الا صبي قد أجاد الصنعه
وعلى سيارة مصطفه جلس صاحبها يطالع المشهد بأعين ثاقبه يري حبيبته الخائڼه حره
..................................
وضعت مريم قلمها فوق كشكولها بعدmا أنهت حل المسأله الحسابيه... تعلقت عيناها بمعلمتها التي انغمست في النظر للمرآة الصغيره التي معها
ضحكت داخلها وهي تتمنى ان تخبرها ان لا تطمح للأمر ولكن قررت أن تأخذ دور المشاهد حاليا
ميس ريما.. ميس ريما
كررت هتافها للمرة الثانيه...فأنتبهت ريما وألقت مرآتها بحقيبتها بتـ.ـو.تر
ايوه يا مريم ياحببتي... خلصتي حل المسأله
فمدت لها مريم كشكولها بنفاذ صبر
اتفضلي ياميس...احنا كده خلصنا حصة النهارده
كانت عين ريما مسلطه على باب الغرفه التي دلف لها حمزة ولم يخرج منها الي الان
رنين باب المنزل جعل ريما تنتبه ثانية لوضعها وشرودها لذلك القابع في غرفه مكتبه ينفث دخان سيجارته بشرود ناسيا انه لا ېدخن ولكن لم يجد الا السچائر هي منفسه
خطوات طرقت على غرفه مكتبه ثم صوت الخادmه
حمزة بيه في ضيفه مستنياك بره.. بتقول ان حضرتك مديها ميعاد
كانت ياقوت تجلس في الحجرة التي قادتها لها الخادmه... من حين لآخر تشيح عيناها خجلا من نظرات الفضول الموجها إليها من مريم وريما
ضمت حقيبتها لها بتـ.ـو.تر وقبل ان مريم تسألها عن هويتها وسبب زيارتها عادت الخادmه لها
حمزة بيه مستنيكي في غرفه مكتبه
نهضت بأرتباك وسارت بخطي متـ.ـو.تره نادmه انها تدخلت في امر سماح واصبحت هي الوسيط في أداء مهمه اللقاء
طرقة خافته حطت على باب الغرفه ثم دلفت وأخذت تسعل بشـ.ـده من الدخان الذي يعبئ الغرفه
أستدار بجــــســ ـده نحوها في صمت.
يتبع..
↚
عيناها لمعت ببريق خاطف مع لحظه ألتفافه نحوها..القدر بدء يرسم خطوطه ببراعه.. لا قلب ولا عقل يقف أمامه إنما نحن مسيرون الي مصائرنا.. عيناها اخذت موضعها نحو البساط الفخم المفترشه به الغرفه حركة فطريه اعتادتها ليست ضعف او هوان انما فطره الحياء
خرج صوته بـ.ـاردا وهو يرمقها بنظرة جـ.ـا.مده
اتأخرتي عن ميعادك
رفعت عيناها نحوه معتذرة
المكان هنا بعيد عن السكن بتاعي
حدق بها بثبات وأشار إليها بالتقدm
وقتك فاضل فيه نص ساعه... تقدري تبدأي اسألتك
اماءت برأسها بتـ.ـو.تر سكن ملامحها وتقدmت نحو المقعد الذي أشار اليه... اخرجت دفتر صغير مسطر به اسئله سماح التي لم تقرأ محتواها بعد وقلم ثم جهاز تسجيل اخبرتها سماح كيف يتم تشغيله... كل شئ أصبح مجهز أمامها
عدي خمس دقايق من وقتك
اتسعت عيناها من حديثه لم تقابل بحياتها رجلا مثله بكل ذلك الثبات والجمود..رددت داخل روحها بكلمـ.ـا.ت تبث لنفسها الثقه
اثبتي يا ياقوت ده مجرد لقاء وهيعدي.. عشان خاطر سماح
صدح صوته الجـ.ـا.مد الذي اصبحت معتاده على نبرته
ياريت نبدء
نظرت اليه ثم فتحت دفترها تنظر للاسئله متسعه العين
احم هشغل التسجيل وهبدء اه
في وسط فوضته وما يعتريه من ڠضب ضحك..عيناها ازداد وسعهما من ضحكته الوقوره مثله
شغلي وخلينا نبدء
تلك المره حاډثها مبتسما ضاحكا.. سؤالا بدء عن مسيره حياته ثم اعماله التي أصبحت في اتساع في آخر عامين وهو يجيب بثقه وكلمـ.ـا.ت وكأنها مرتبه
انتهى السؤال الأول والثاني وهي تركز بعيناها على السؤال القادm وترسم خطوطا عليه حرجا
حضرتك بدأت نجاحك ازاي كرجل أعمال رغم مهنتك الأولى ملهاش صله بالبيزنس
ذكريات الماضي تدفقت وكأن الماضي أراد اليوم ان يأخذه لسنوات لم تعلمه الا الصلابه والقسۏة
اجابه اجادها ببراعه
اظن ان النجاح مش مرتبط بشهادتنا... كلها اقدار مكتوبه بميعاد
حركت رأسها بأنبهار فحياتنا بالفعل ماهي إلا اقدار بميعاد
وقبل ان تهتف بالسؤال الآخر نهض من فوق مقعده حاسما الأمر
للأسف وقتك المحدد انتهى ياأنسه ياقوت... وده بقى البيزنس الصح
صدmها حديثه وبهتت ملامحها من الحرج.. فنهضت من فوق مقعدها بتـ.ـو.تر
بس لسا في أسئله فاضله... ممكن بس وقت إضافي
طالعها بهدوء ثم تحرك نحوها.. لتدلف الخادmه تلك اللحظه
العشا جاهز يافنـ.ـد.م
شعرت بالحرج وهي تستمع لعبـ.ـارات الخادmه
اعملي حساب انسه ياقوت في العشا معانا
هتفت بأعتراض فأشار للخادmه بأن تنصرف
ده واجب الضيافه
ثم اردف بعمليه
نكمل الاسئله في وقت تاني واتمنى تيجي في وقتك
غادر الغرفه لتقف متعجبه.. لم تعد تستطع فهمه لا تعرف اهو رجلا قاسې ام كريما ام لطيفا ام لا يعرف للذوق معنى
راجـ.ـل غريب بكل أطباعه
انحنت تلملم حاجتها تحادث حالها
اللي عيشته كوم في حياتي ودلوقتي كوم تاني
..................................
أعادت سماح سماع التسجيل للمره الثلاثه ثم زفرت أنفاسها
ايه الرخامة ديه..ماكان كمل اجابه باقي الاسئله
ثم اردفت ساخرة
وقتهم ثمين اوي رجـ.ـال الاعمال.. يحسسوا الواحد ان احنا وقتنا اللي فاضي
تأفتت سماح لتضحك ياقوت التي اعدت لها كأس شاي للتو وبدأت ترتشفه
نفس الكلام بقالك ساعه بتعديه... ياريت تسكتي خالص انتي ومقالك ده
وتابعت وهي تتذكر لحظة انهاءه الحوار بصفاقه
أنتي مشوفتيش منظري وهو بيقولي وقتك انتهى.. كأني ادلق عليا جردل مايه ساقعه
ضحكت سماح وأخذت منها كأس الشاي بالإكراه وأخذت ترتشفه بتلذذ
اعمليلك واحد بقى تاني... مش كفايه اتعشيتي عشا ملوكي
شردت في لحظه العشاء التي اجتمعت بها معه ومع مريم التي لم تشعر قط انها ابنه زوجته فالتعامل بينهم كأي اب وابـ.ـنته
عقلها وقف على صوره مريم بجانبه وكيف يعاملها تمنت لو حظت يوما من والديها بذلك ولكن حياتها ما كانت الا التنقل بين والدين منفصلين
لمعت عيناها بالدmـ.ـو.ع منها سماح بقلق
مالك يا ياقوت انا قولت حاجه تزعلك
انتبهت لحالة الشرود التي انتابتها وربتت على كتف سماح
لا ابدا ياسماح بس افتكرت اهلي اصلهم وحشوني
سماح اليها وهي تشعر مثلها بالشوق لوالديها المټوفيان والبغض نحو عمها
في اجازتك روحي زوريهم
هزت رأسها بشوق فمهما كان او حدث سيظلوا أهلها حتى لو لم تحظى بأهتمام منهم حتى لو انشغلوا بحياتهم عنها
..........................
تقلبت فوق الفراش الوثير الناعم الذي قد نست كيف يكون الشعور عليه... انقضى نهار اليوم وجاء الليل ومازالت لا تصدق انها حره
اعتدلت في رقدتها متأففه وبسطت كفيها تمسح على شرشف الفراش
اظاهر جـ.ـسمك مبقاش متعود ياصفا
على الحاجات ديه
واعتلت ملامحها ابتسامه ساخره وهي تتذكر اليوم الأول لها بالسـ.ـجـ.ـن كيف كانت تبكي وترثي حالها بين جدران زنزانتها كيف صړخت بعلو صوتها وهي لا تطيق الهواء الذي تتنفسه شهر كامل مضته پبكاء ونواح الي ان اجبرتها الحياه على الاعتياد فلا يوجد مفر
وهاهي خرجت ونسيت حياه الرغد تشعر وكأنها ليست لها وكأنها مختلفه عنها
فاقت من شرودها على رنين الهاتف الذي أعطاه لها عزيز بعد أن اوصلها تلك الشقه الفاخمه
نظرت للرقم الوحيد المدون به ثم فتحت الخط
ايوه ياعزيز في حاجه
سمع صوتها الناعم وشعوره بالرغبه ېقــ,تــله نحوها.. ابتلع ريقه وألتف حوله يطالع مكتبه المظلم
قولت اطمن عليكي بس ياست الهوانم
هتفت بأستنكار لتلك الكلمه التي باتت تكرهها.. فهى خريجه سجون وليس هانم كما كانت فزمن الهوانم قد مضى وانتهى آوانه
مابلاش الكلمه ديه ياعزيز.. انا صفا وبس
واردفت بثقل وآلم احتل نبرة صوتها
صفا خريجه السجون.. مش صفا بـ.ـنت الباشا بتاعك
ابتسامه واسعه ارتسمت على شفتيه وهو يتعجب من الزمن
خلاص ياست الهوانم.. نقول صفا وبس
اسمها خرج من بين شفتيه ليضغط على شفتيه متخيلا جــــســ ـدها بين ذراعيه تآن بأسمه
عزيز ممكن تشوفلي شغل اشتغله
اعتدل في جلسته وتعجب من طلبها فهو لا يريدها الا محتاجه لمأواه
لما اجيلك بكره نشوف حكايه الشغل ديه
قالها ثم أغلق المكالمه سريعا بعدmا شعر خطوات من غرفه مكتبه.. لتفتح الباب امرأة ذو جــــســ ـد ممتلئ
انت لسا صاحي ياعزيز
............................
وقف في شرفه غرفته ينفث دخان سيجارته بشرود.. عقله لم يرحمه من تخيل مشهدها وهي ينتظرها ذلك الرجل الذي لم ينساه قط والان أصبح صاحب معارض سيارات ذي سيط وسمعه ولكنه يعلم مصدر تلك الأموال
ضړب على سور الشرفه بيداه بعدmا دهس عقب سيجارته
لسا بتفكر فيها ازاي
تذكر حسرة والدته عليها بعد رفده من الداخليه
كان اپشع شئ يدmر رجلا مثله
الحب كلمه من حرفان ډمرت كيانه ومازال الذي بين اضلعه يحن
اغمض عيناه بقوه.. مازالت جميله رغم هزلانها وشحوب بشرتها
صوت أنفاسه اخذت تتعالا وفكرة لم يتخيل نفسه يوما انه سيفعلها وما كانت الفكره الا التلاعب بقلب احداهن ولم تكن الا ياقوت من وقع عليها الاختيار
...............................
لم يتبقى على انتهاء اجازتهم الا يومان... وهم مازالوا بنفس النقطه طيله اليوم تستمتع هي بأجواء احد الجزر اليونانية وبالليل لا يكون منها الا الهروب او المشادة بالحديث
تأمل انبساطها وهي تأكل المثلجات وتقف امام السور المحاوط للمطعم المطل على مياه البحر
كان الهواء يداعب وجنتيها التي توردت تلقائيا بفعل الهواء.. قلبه أصبح عجيبا الان بدء يشتهيها ويرغبها بطريقه مهلكه
ترك فنجان قهوته وتحرك نحوها بخطي تضج بالرجوله..عين احداهن ألتقطته فرفعت نظارتها تغمز له ولكن عيناه هو كانت نحو اخري نحو زوجته
الاجازه بتخلص اتمنى انك تكوني اتبسطي
هتف بمغزي فرأي تعبيرات وجهها تغيرت للسعاده
مبسوطه طبعا ياشهاب
فأحتقن وجهه من عدm شعورها بما يعتريه... واسند ساعديه على السور الذي أمامه واحاطها بجــــســ ـده
يعني انا بس اللي مش مبسوط
رمقت الفتاه التي لم تتخلى عن التحديق به فأرادت ان تتلاعب قليلا
ليه بس مش مبسوط... اليونان طلعت تحفه عقبال كل عيد جواز ياحبيبي
ضاقت عيناه من تلاعبها فرد بصفاقة ليست جديده عليه
عيد جواز مين هو انا شوفت جواز اولاني عشان نقول عيد جواز
ضحكت من قلبها على انفعاله.. تعشقه لأبعد حد ولكنه هو من علمها كيف تصبح بخيلة بمشاعرها
عيب ياشهاب.. تخيل كده لو بـ.ـنت اللي عينها هتطلع عليك سمعتك وانت بتقول كده... هتغير وجهت نظارها علطول
واردفت وهي تداعب انفه بأصبعها
يامعشوق النساء
قضم اصبعها بفمه لتتأوه بآلم خاڤت
معشوق النساء عايز مـ.ـر.اته تحن عليه... وهي قمر وحلوه كده
كان متلاعب لأبعد حد بحديثه ولكنه كان بالفعل يراها تزداد جمالا وقبل ان يكمل عبـ.ـاراته الناعمه التي تفقدها صوابها
غمست معلقتها بكأس المثلجات خاصتها ثم دفعت بالمعلقه الممتلئه داخل فمه هاتفه بمكر
آيس كريم جميل.. اللى ياكل لوحده يزور ياحبيبي
..................................
ولكن سعادتها لم تدm وهي تستمع لحديث والدتها المعترض على ذهابهم لبيت شقيقه يوم وصوله
هو مين المفروض اللي يروح لمين يامهاب.. انا وانت عارفين ليه فؤاد عايزانا نتجمع عشان يعلن الخطوبه رسمي
هتفت سلوى حانقه من بدايه الحكايه التي لم تسلتطفها الي الان
وفيها ايه ياسلوي ده بيت اخويا واحنا رايحين زياره عادي استنكرت سلوى الحديث ولوت شفتيها ممتعضه
خلاص روح انت اما انا وبـ.ـنتي لاء.. لحد ما يجي ابن اخوك يطلب ايد بـ.ـنتي رسمي في بيتنا
فرت هناء هاربه وهي ترى والدتها تنهض من فوق مقعدها بعدmا حسمت الحديث لينظر مهاب في اثرها ولم يتقبل حديثها الا لأقتناعه انها على حق
...............................
اغلقت غرفتها عليها وألتقطت هاتفها تبحث عن رقم ياقوت التي كانت عائده من عملها منهكه..صدح رنين هاتفها الذي اخرجته للتو من حقيبتها
ارتسمت السعاده على
شفتيها وهي تجد رقم هناء يضئ على شاشته
مراد راجع بعد اسبوع من الصين يا ياقوت
كانت السعاده جالية على صوتها لتهتف ياقوت ضاحكه
مش ده مراد اللي كنتي بتقوليلي امبـ.ـارح انك هتقولي لعمو مهاب مش عايزه ترتبطي بي
ضحكت هناء على حديثها
بصي هو قدامه فرصه واحده معايا لايجي يخطبني رسمي لكل واحد يروح لحاله
جلست ياقوت على فراشها تضحك على كذبه صديقتها
هناء انتي متأكده من كلامك ده
اماءت هناء رأسها بثقه وكأن الأخرى أمامها ترى حركت وجهها ثم اردفت بثقه زالت سريعا عن صاحبتها
هحاول يا ياقوت... ادعيلي إنتي بس اتجوز مراد
وسرحت بحالها ترتدي له ثوب الزفاف
بحبه اوي يا ياقوت... لما هتحبي هت عـ.ـر.في ازاي الحب بيخلي الواحد اهبل في نفسه
هتفت هناء عبـ.ـاراتها الاخيره حانقة من حالها... لتتقبل ياقوت كلمتها بقلب لم يعرف الحب إلا لشخص اختار صديقتها الهائمه ب ابن عمها الوسيم صاحب الأعين الرماديه التي ورثها عن والدته المتوفاه
..................................
قادها برفق نحو احدي الطاولات كي يجلسون لحين تنهي شقيقتها بعض مشواريها الهامه... أزاح لها المقعد ثم أجلسها عليه
مرتاحه كده
تحسست مها المقعد ثم وضعت يداها على الطاوله المستديرة
شكل المكان هنا هادي ومفيهوش دوشه
ثم اردفت بعادة احيانا تختنق منها ماجدة
ممكن توصفلي المكان ياشريف
ابتسم وسحب المقعد المقابل لها
بصي ياستي
ارتكزت جميع حواسها نحو صوته الذي بات يشعرها بالأمان واستمعت لوصفه... انتهى من وصفه الدقيق لتبتسم له ثم مدت كفيها نحو وجهه تسأله
ممكن ملامحك
................................
استمع للمكالمه بأنصات محركا رأسه بسخريه وهو يستمع لما يخبره به احد رجـ.ـاله
عزيز أخذها لاحد شقاقه التي كان يقابل بها بعض العاھړات.. ويذهبها إليها ليلا متلصصا يحمل بعض الأكياس .. يومان مروا على خروجها علم فيهم انها لم تخرج من البناية التي اصطحبها لها عزيز
أنهى المكالمه واتكئ بظهره فوق مقعده بأسترخاء ثم طالع الوقت متذكرا قدوم ياقوت لاكمال اسئله صديقتها الصحفيه
فحرك رأسه بمقت مما هو يجهز حاله عليه
للأسف يا ياقوت انتي المناسبه للعبه ديه
................................
ابتسمت صفا بتعب لتلك السيده التي جلبها لها عزيز لخدmتها وضعت أمامها الحساء السخنه وقد عصرت عليها الليمون
شكرا ياست عليا... تقدري تمشي انتي
طالعتها السيدة عليا ثم حركة رأسها معترضه
عزيز بيه موصيني عليكي يابـ.ـنتي ومقدرش امشي غير لما يقولي
وانصرفت لتتركها تنعم بحسائها الساخن.. نظرت صفا لطبقها ثم مالت برأسها للخلف تشعر بالشوق للقائه
قريب اوي هجيلك ياحمزة... هجيلك وهتسمعني وتسامحني
.......................................
خطت بقدmاها داخل الشركه التي أتت لها مسبقا ولم تكن الا شركه الحراسات..جاءت قبل موعيدها بعشرة دقائق.. هتفت لحالها وهي من غرفة مكتبه
الحمدلله اني مكنتش صحفيه.. ربنا يسامحك ياسماح
خطوه وراء خطوة سارتها الي ان أصبحت أمام غرفه مكتبه المغلقه التي قضاها اليها مدير مكتبه
ف أصبحت تعلم أنه لا يفضل السكرتيرات بعمله
ووقفت بالغرفه تبحث عن بعيناها... لتتعلق عيناها بمكان خروجه.. يبدو وكأنه انعش وجهه وشعره ببعض الماء البـ.ـارد
ازرار قميصه العلويه كانت مفتوحه وقد تخلي عن سترته.. الماء اخذ ينساب على طول
اتسعت حدقتيها پصدmه ممزوجه بأنبهار فطري وهي تجده يقف أمامها بتلك الهيئه العابثه.. قلبها اخذ يخفق پعنف
لعنت داخلها مقال سماح وقبولها بالشرط لتكون هي الوسيط بينهما
اطرقت عيناها أرضا تلوم نفسها على تحديقها به ولكنه كان اليوم غير اي يوم رأته فيه لا تعلم الفرق ولكنه أصبح مختلفا وايضا وسيم.. حضوره بعدmا كان يرعـ.ـبها بات يشتتها
جيتي في ميعادك بالظبط
خرج صوته اخيرا بعدmا حدق بساعه يده يطالع الوقت.. فأخرجها من حاله الصمت المطبق
وتابع بتلاعب وابتسامه أصبحت تراها على وجهه
هتغيري نظرتي عنك ياأنسه ياقوت
أصابتها الدهشه فلطفه عجيبا عليها واردف بما زاد سرعة دقات قلبها
ولا اقولك يا ياقوت من غير ألقاب
↚
عيناه جالت بعبث رجولي على خلجات وجهها الخجل.. نظراته نحوها كنت تفسر ردة فعلها.. أراد اليوم التأكد هل سهله المنال للعبته ام يوفر جهده ويبحث عن أخرى تتحمل نتيجة ضعفها وانسياقها خلف المشاعر
وضع قواعد اللعبه بضمير مرتاح واليوم الاجابه ستكون هي الفيصل واخماد صحوة ضميره في تحقيق نيل امرأة ضعيفه ستقبل بكل ما سيمنح لها بقليله
ضغطت على شفتيها بخجل وتـ.ـو.تر وهمست بذبذبه خجله وهي تتحاشا النظر له
- اللي حضرتك تشوفه يافنـ.ـد.م
زفر بعمق ظنت انه يريح ثقل أنفاسه وإنما الحقيقه كانت يريح ضميره نحوها وهي تعطيه اول اشاره انها ستسقط بسهوله في حبه
ابتسم بلطف غير معهوداً منه وأشار نحو احد المقاعد
- اتفضلي اقعدي
كانت عيناه بعيده عن صوب عيناها التي اخذت تلمع بغرابه من تعامله معها.. نفضت رأسها سريعا ثم تجمدت ملامحها وهي تسمعه يهتف بأغرب عبـ.ـارة لطف لم تظن ستسمعها منه
- ت عـ.ـر.في ان اسمك حلو يا ياقوت
انشقت ابتسامه بسيطه تعبيراً عن خجلها متمتمه
- شكرا يافنـ.ـد.م
وتحركت نحو المقعد وجلست بتـ.ـو.تر ثم بدأت تخرج متعلقاتها دون أن ترى نظراته المصوبه نحوها
دقيقه مرت ثم أخرى لترفع عيناها تتنهد بأرتباك
- نقدر نبدء
كان يُطالعها بنظرة لم تفهم مغزاها ولكنها لم تزيدها الا خجلا فلم تعتاد على نظرات الرجـ.ـال ولا تفهم في نواياهم
رجلا واحدا احبته بين طيات نفسها وانتهى الأمر برؤيته يحب صديقتها ثم ارتباطه بأخرى وانغلق قلبها مع أول قصه يهواها القلب
ابتسامه بسيطه ارتسمت فوق شفتيه ثم اتجه نحو مقعده خلف مكتبه
- نبدء يا ياقوت
واردف ممازحاً
- شكلك خايفه لا الوقت ينتهي ويبقى في مره تالته
ضغطت على التسجيل الذي بيدها بأرتباك قد لاحظه
- عشان وقت حضرتك بس
إشارة اخري وصلت اليه تخبره انها الاختيار الامثل.. فتاه هادئه ذات طبع خجول
قهقه ضاحكاً
- ابدأي يا ياقوت اللقاء العجيب ده
وقبل ان تضغط على زر التسجيل تسأل
- صحيح نسيت أسألك تشربي ايه
جاءت لمكتبه مرات وتلك كانت المرة التي يسألها هذا السؤال
تخضبت وجنتها وحركت رأسها بنفي
- مافيش داعي
لم يمهلها تكمله اعتراضها.. فرفع سماعه هاتفه امراً
- واحد قهوة مظبوط.. وعصير برتقال فرش
تعجبت من علمه لعشقها بعصير البرتقال ولكنه ألتقط ذلك بالمصادفه عنـ.ـد.ما رأها في احد المرات تخرج عبوة عصير من حقيبتها ثم بدأت ترتشف منها
الأمر أتي كضـ.ـر.بة حظ أجاد ركلها فحققت الهدف
- نقدر نبدء
قالها وهو يعتدل في مقعده مسترخي يدور بمقعده بحركات هادئه ينتظر سماع سؤالها
اخذت أنفاسها ببطئ ثم رفعت عيناها عن المدونه المدون بها الاسئله
- سبب عدm رجوعك الداخليه رغم ان أتعرض عليك ترجع مكانك من تاني
صمت للحظات وقد ثبت مقعده واسند مرفقيه على سطح مكتبه
- استمرارنا ديما بيكون في مكان نجاحنا.. وانا نجحت اني اكون بيزنس مان وفشلت ابقى ظابط شرطه.. تفتكري أنهى الطريق اللي مفروض اكمل فيه
لمعت عين ياقوت وهي تسمعه حتى كلامه بات يفتن قلبها البرئ
- اكيد هختار ابقى في المكان اللي وصلت في ونجحت
أعاد جــــســ ـده للخلف وعاد لوضعه الأول مبتسماً
- كده الاجابه وصلت على سؤالك
كان ماهراً في إخراج نفسه من اسئله الصحافه التي تبحث عن أي شئ في إطار حياته سواء ماضي او حاضر
- لو الزمن رجع بيك هتختار تبقى ظابط شرطه ولا رجل أعمال
ضحك ورفع كفه يداعب لحيته الخفيفه
- هختار ابقى حمزة الزهدي وبس
كانت اجابته غامضه بالنسبه لها ولكن مع نفسه الاجابه انه يريد نفسه.. يريد حمزة ذلك الشاب الذي لم يعرف معنى للغدر والطـــعـــن ولا الحب المسموم
شعرت بالحرج من السؤال القادm.. وقبل ان تتحرك شفتيها وتسأله دلف أحدهم يحمل مشروبها وقهوته
انغلق الباب مُجدداً بعد انصراف الساعي.. ليُشير نحو مشروبها
- اشربي عصيرك الأول وبعدين نكمل
لطفه الزائد جعل قلبها وعقلها في تضارب تام.. القلب يُخبرها بمدي لطفه وتهذيبه.. والعقل يبحث عن تفسير منطقي
- نكمل لقاءنا بس يافنـ.ـد.م.. مفضلش غير سؤالين
ضحك وهو يفهم سبب رغبتها في إنهاء ذلك اللقاء بأسرع مايمكن
- اسألي يا ياقوت
بدء قلبها يدق دقته الأولى وهو يستمع لنطق اسمها بتلك الطريقة النغمه
- بقيت أرمل دلوقتي... هل بتفكر في الجواز مره تانيه
تأملها بنظرة طويله وقد توقع ان هذا سيكون من ضمن الاسئله
- حالنا بيتغير في لحظه.. ومين عالم يمكن يحصل ويمكن اكمل باقي عمري وحيد
تعلقت عيناها به بصمت ثم اشاحتها لتعود لمكان ارتكازها
- فاضل سؤال واحد.. وبالنيابه عن صديقتي والجريده بنشكرك انك ادتنا من وقتك
اماء برأسه وهو يبتسم وكأن اليوم هو يوم ابتسامـ.ـا.ت حمزة الزهدي وتناول قهوته يرتشف منها بتلذذ
- كملي سؤالك اللي فاضل
واردف ضاحكاً بتلاعب
- واتمنى السؤال الاخير ميبقاش فضولي على حياتي الشخصيه
ضحكت رغماً عنها نافيه برأسها
- لا ده سؤال عن أعمالك القادmه..سؤال بعيد عن حياتك الخاصه وعن فضول سماح صديقتي
وضع فنجان القهوه وقد شعر بنشوة الانتصار... الجوله الأولى قد تحققت وهاهي بدأت تتحدث معه دون رهبه وخــــوف
وكانت الاجابه الاخيره التي دونتها ثم اغلقت دفترها وكادت ان تُلملم حاجتها
- اشربي عصيرك الأول
هتفت بنبرة خجله متلهفه للمغادره
- مافيش داعي يافنـ.ـد.م عشان وقت حضرتك
ضحك وهو ينهض من فوق مقعده واقترب من المقعد المُقابل لها وجلس عليه
- اشربي يا ياقوت.. اللقاء والرسميه خلصت وعايز ادردش معاكي شويه
بهتت ملامحها وهي تخشي حديثه ولكن ملامحها استرخت سريعا وهي ترى سؤاله منصب عن عائله هناء صديقتها والنسب الذي بينهم
- كنتي بتشتغلي في الملجأ كعمل خيري مش كده
واردف وهو ينتظر ان ترتشف من كأس العصير الذي وقف على طرفي شفتيها
- شغلك كان ايه في الدار
ارتشفت رشفة سريعه من كأس العصير خاصتها ثم أجابت
- كنت بساعد ابله سلوى وبعلم الأطفال الرسم وشويه بعمل مشغولات يدويه ليهم بس على قدي يعني
تعجب من اجادتها لتلك الأشياء
- أنتي بت عـ.ـر.في ترسمي يا ياقوت
عيناها لمعت بعشق لهوايتها التي تعشقها ولم تعد تجد وقت لها منذ أن بدأت تعمل
حركت رأسها إيجاباً فأبتسم تلك المره تقديراً.. وكما أخبرها انها دردشه بينهم جاء سؤاله الآخر
- طب ليه مشتغلتيش بعد تخرجك علطول
تذكرت عمتها بشوق واعادت كأس العصير لموضعه
- كنت عايشه مع عمتي وبخدmها... ومكنش في شغل عندنا مناسب في البلد..فأكتفيت بشغل الملجأ
حرك رأسه متفهماً دون الخوض في تفاصيل أخرى
لم يقطع ذلك الحديث الا طرقه خافته ثم دلوف فؤاد الذي تعلقت عيناه بهم غير مُصدقاً ما يشاهده...
حمزة يجلس في المقعد المقابل لياقوت ويتحدث معها كأنها احد الأشخاص المهمين
.....................................
نظر فؤاد نحو حمزة الذي جلس للتو خلف مكتبه بعدmا انصرفت ياقوت
- اوعي تقولي ان كلام ناديه أثر عليك
ضحك حمزة وهو يتخيل شقيقته عنـ.ـد.ما يُخبرها فؤاد عما رأي
ثم عاد لجموده
- كلام ايه يافؤاد اللي هيأثر عليا.. ده مجرد لقاء صحفي صاحبتها صحفيه وعايزه تعمل لقاء وانا بصراحه مبحبش اللقاءات اللي زي ديه.. بس البـ.ـنت اترجتني ومرضتش احرجها
راردف بمكر يليق به
- اكراما للمعرفه اللى بينكم يافؤاد وأنها من طرف مدام سلوى والسيد مهاب
استنكر فؤاد الأمر ولكنه لم يركز فهو لا يتخيل ان حمزة بعد كل ماوصل اليه من مكانه سيتزوج بالطريقه التي تفكر بها زوجته
- طيب خلينا نتكلم عن فرع الشركه اللي في اسكندريه
فأنصت حمزة اليه منتظراً ما سيخبره به
- عايزمراد يمسك الفرع هناك !
................................
صمت شريف وهو لا يجد الاجابه على سؤال صديقه نحو مها ولقائتهم
- مش عارف تجاوب صح يا شريف
تنهيده تحمل داخلها الحيره
- مش عارف يا سيف... مش عارف اذا كان قربي منها تعلق ولا شفقه
لم يكمل باقي عبـ.ـاراته وهتف نافياً
- بس اكيد مش حب
تعلقت عين سيف بصديقه الذي يعلم انه بدء يقع بحب مها ولكنه يرفض الاعتراف ملخصاً الامر في إطار الإعجاب الذي اكثر
- طب وهي
شرد في اللحظه التي اخذت تتحسس فيها ملامحه وابتسامتها وهي تصفه لحاله
- تفتكر حبتني
سباب لفظه سيف حانقاً
- افتكر ايه انت بتهزر ياشريف.. اللي زي مها مينفعش نلعب بيهم ونقول تفتكر
راردف وهو يأمل في اجابه صديقه
- مسألتش اختها امتى فقدت بصرها
غامت عيناه بالحـ.ـز.ن وهو يتذكر رد شقيقتها
- مها متولدتش عميه.. حادثه فقدت فيها عينها وباباها مـ.ـا.ت
واردف وهو يخرج زفرة مثقله من شفتيه
- ماجده أصرت توديها لدكتور بس الرد كان مافيش امل وبعدها مها رفضت تعيش الأمل من تاني بعد شعورها كمان بالذنب لمـ.ـو.ت باباها لأنها مشيله نفسها الذنب رغم انه قضاء وقدر
غمغم سيف بآلم وتنهد وهو يحدق بصديقه
- لو مش قد انك تقبلها بوضعها ده ياشريف... ابعد عنها وسيبها من أكبر ألــم ممكن تسببه ليها
واردف قبل أن ينهض من جانبه متجها نحو المطبخ يصنع لهما كوبان أخران من القهوه
و.جـ.ـع القلوب صعب انك تداويه ياشريف وخصوصاً لما يكون القلب عطشان للحب
.................................
بدء جــــســ ـدها يتعافى من المرض الذي رحب به جــــســ ـدها بعد خروجها من السـ.ـجـ.ـن وكأن جــــســ ـدها أصبح لا يعتاد على هواء الحريه
- بقيتي دلوقتي احسن
هتف عزير وهو يتناول معها الطعام المشوي الذي جلبه معه عند مجيئه لزيارتها
- اه احسن الحمدلله... بس مكنش في لزوم للأكل ده
وضعت ابريق من الماء على المائده بعدmا ناولتها اياه الخادmه التي جلبها لها عزيز للعيش معها بدلا من السيدة عليا
ابتسم عزيز وهو يرمقها بتفحص لجــــســ ـدها الذي اكمل عليه التعب بالهذلان
- لاا انتي لازم تاكلي وتتغذي يا ست الهوانم
ضاقت ملامحها من الكلمه التي أصبحت على لسانه رغم اصرارها ان ينسى انه يوماً كان يعمل مع والده
وضحكه مقززه صدحت منه وهو يمسح شفتيه براحة كفه
- معلش ياست صفا الكلمه بقت ديما على لساني
رغماً عنها ابتسمت له بلطف وجلست تتناول معه الطعام لعدm احراجه فهى ضيفه في بيته
- ولا يهمك ياعزيز... المهم شوفتلي موضوع الشغل اللي كلمتك عنه
ألتقط بيده قطعه من اللحم ثم دسها بفمه وبدء يمضغها
- بصراحه ياست صفا الموضوع صعب... متنسيش يعني أنك..
لم يُكمل عبـ.ـاراته ولكنها فهمت دون أن يحتاج للتوضيح اكثر
- عشان خريجة سجون
وتابعت بأمل
- عزيز انت عندك معارض سيارات شوفلي اي شغلانه عندك... حتى لو هنضف واعمل شاي وقهوه
تحركت عين عزيز على جــــســ ـدها.. أراد أن يخبرها صراحة عن نواياه فيها ولكنه فضل الصمت الي ان يأتي الوقت الذي حدده
- بتقولي ايه ياست صفا.. انا اشغلك عندي كده... معاش ولا كان اللي يذلك ياست الهوانم
اطرقت عيناها بآلم ثم ابتسمت وهي تتذكر من اراده ان تذهب اليه تُخبره انها ستنتظره الي ان يسامحها حتى لو أراد أن يجعلها خادmه له ورفعت عيناها نحو عزيز الذي لم تكتشف نواياه نحوها ولا تعلم بأمر عمله المشبوه في تجارة المـ.ـخـ.ـد.رات فهو رسم دور الشرف عليها وعلى الكثير ببراعه
- قولي ياعزيز عنوان شركة حمزة الزهدي فين
لتتجمد ملامح عزيز وهو يستمع لأسم حمزة الذي لم ينساه قط.. ووقفت إحدى اللقيمـ.ـا.ت بحلقه ثم اخذ يُسعل بقوه متمتماً بأسمه مُطالعاً سعادتها بمجرد ذكر اسمه علي طرفي شفتيها
- حمزة الزهدي !
....................................
قفزت سماح علي فراشها بسعاده لانتهاءها من هذا المقال ثم هبطت من فوق الفراش تعود لاحتضان ياقوت التي اخذت تضحك على فعلتها
- مكنش مقال ده ياسماح
ابعدتها عنها سماح صائحه
- يابـ.ـنتي ت عـ.ـر.في يعني ايه مقال حصري من حمزة الزهدي للجريده... يعني مكافأه يعني شويه منظره قدام رئيس التحرير وانه يشلني شويه من دmاغه.. بدل ماهو محسسني اني مليش فايده في الجريده
ورفعت كفها نحو خصلات شعرها تشعثها
- انا عايزه اتنقل قسم الحوادث الوفيات مثلا كده مش المشاهير... انا مالي ومال المشاهير ونجوم المجتمع
ضحكت ياقوت من قلبها وهي تستمع لتذمر صديقتها ثم هتفت ممازحه
- ياساتر عليكي وفيات وحوادث... اطلعي بره اوضتي ياسماح
مالت عليها سماح وقبلت وجنتيها سريعاً شاكره
- شكرا يا ياقوت... هروح بقى افرغ التسجيل واكتب المقال
وانصرفت متحمسه... لتتنهد ياقوت بشرود مُتذكره لطافته معها
..............................
ركضت مريم نحو ندي وشهاب بأشتياق وسعاده
- العرسان وصلوا
تقبل شهاب الكلمه ضاحكاً بسخط على الكلمه التي هتفت بها المشاغبه الصغيره... فهو لا رأي عسل ولا كان عريساً الا ببذلة العرس ليس أكثر
- اهلا بالمشاغبه حشـ.ـتـ.ـيني و
هتفت مريم بعدmا اخذتها ندي بأحضانها
- وانت كمان وحـ.ـشـ.ـتني ياشهاب
ليرفع شهاب كفه ثم طرقعه على جبهتها
- يابت قولي عمي واحترميني
أخرجت لسانه لها ليهبط حمزة من أعلى وفي نفس اللحظه دلف شريف المنزل
- هبقي احترمك لما تبقى اب... عايزين نونو بسرعه بقي
تخضبت وجنتي ندي حرجاً وسط ضحكات شريف الذي ضمها اليه وحمزة الذي اخذ شقيقه بين ذراعيه محتضناً
- البت ديه لسانها بس اللي بيطول ياحمزة
أخرجت اليه مريم لسانها ثم ازاحته عن حمزه وتعلقت بذراعه
- خلي حمزة يعملها الأول ويجبلنا نونو صغير
صمتت مريم وقد تبدل حالها فلاحظ الجميع سكوتها ثم انسحبت من بينهم متحججه
- انا هطلع اكمل مذاكرتي عشان عندي امتحان
وصعدت نحو غرفتها لتتبعها ندي متعلله
- انا هطلع اوضتنا ارتاح
اما شريف لم يعلق فذلك هو الأمر المحتوم الذي وصت عليه والدته وتمنته لحمزة قبل وفاتها.. وصرخ شهاب بمقت من دفعت حمزة له
- السيرة ديه متتكلمش فيها قدام مريم مفهوم... تعرف كنت مريحنا وانت مسافر
ليُدلك شهاب كتفه
- هو ده الترحيب اللي يفتح النفس بيا...فينك ياناديه
ولم ينتهي هتافه بأسم شقيقته الا وسمع صوتها بعدmا فتحت لها الخادmه
....................................
حطت الطائره في الاراضي المصريه... ليهبط مراد من الطائره بملامح قاتمه ولحيه قد طالت.. استنشق الهواء مُكرراً انه لن يقبل بقرار والدها مهما حدث
أنهى بعض الإجراءات اللازمه ثم خطي بخطوات جـ.ـا.مده خارج المطار ليجد شهاب ينتظره بسيارته
عانقه شهاب بأسف على ما مر به من أحداث ف وقت قليل للغايه وكانت الضـ.ـر.به التي حطها الزمن على عاتقه
- زعلت اوي على اللي حصل يامراد
لم يمهله مراد تكملة عبـ.ـارات المواساه.. فأتجه نحو السياره يضع بها حقيبته
- محتاج اروح البيت وارتاح ياشهاب ممكن
اماء شهاب برأسه وصعدوا السياره... الصمت احتل طريقهم الي ان صدح رنين هاتف شهاب وكانت المتصله شقيقته
- ايوه ياناديه... ماله فؤاد ما كان مسافر البلد كويس.. حاضر.. حاضر
تعلقت عين مراد به بقلق
- ماله بابا ياشهاب
أكمل شهاب قيادة السياره مُغيراً مسار الطريق
- جاتله ذبحه صدريه وناديه سافرت له هي وتقي عند عمك
.....................................
وقفت صفا امام الشركه التي ماطل عزيز معها ليعطيها العنوان اما يُخبرها انه مشغول ولا يستطيع ايصالها او انه قلق عليها
ولكن الخادmه التي تقيم معها في الشقه التابعه لعزيز جلبت لها عنوان الشركه الرئيسيه المتواجد بها على الدوام...
كل شئ في البلد تغير في تلك الأعوام ولكن مازالت الأماكن كما هي لما يصيبها الا التجديد وحسب
وبخطي بطيئه وثوب جميل أنيق اشتراه عزيز لها خطت لداخل الشركه
وقعت عليها الأعين بأنبهار لجمالها حياها حارس الأمن وهو يظنها عميله مهمه ومن صفوة المجتمع
حتى موظفه الاستقبال استقبلتها بأحترام وارشـ.ـدتها نحو الطابق المخصص لرئيس مجلس الاداره
ضحكت داخلها بآلم.. فلو عرفوا ان من يحيوها بأحترام ويبتسمون بوجهها ماهي إلا خريجه سجون.. لرمقوها بأحتقار
ووقفت اخيراً امام غرفه مكتبه ثم اتجهت نحو السكرتير القابع خلف مكتبه وقد رفع عيناه نحوها
- ممكن اقابل حمزة بيه
جالت عين الرجل عليها وقد ظنها من معارفه فهتف بأحترام
- في ميعاد سابق يافنـ.ـد.م
حركت رأسها نافيه... ليتسأل وهو يرفع سماعه الهاتف الموضوع على مكتبه
- أبلغه اقوله مين
صمتت صفا للحظات وأطلقت تنهيده محمله بالشوق
- صفا الأنصاري !
↚
خفق قلبها مع كل خطوة كانت تخطوها لغرفة مكتبه.. صوت حذائها تناغم مع دقات قلبها بلحن الماضي الذي عبق رائحته فؤادها.. شريط من الذكريات سار امام عينيها بلمحة خاطفه
حب لهفة اول لهم كانت هي المبادرة فيها
أصبحت اقدامها في عرينه.. عيناها وقعت عليه بشوق وابتسمت
وهي تري اثر الزمن على ملامحه ولم يزيده الزمن الا رجولة ووسامه
كانت تتابع اخبـ.ـاره وصوره عن طريق وردة رفيقتها بالسـ.ـجـ.ـن ولكن رؤية ملامحه صوب عيناها شئ اخر
دقيقه مرت اتبعتها اخري وهي عارفة في تأمله وهو قابع خلف مكتبه لا يعيرها اي اهتمام حتي انه لم يرفع عيناه نحوها
برودة احتلت كامل جــــســ ـدها وهي تراه يقلب في الملف الذي أمامه دون أن يخاطبها بأي كلمه وكأنها أمامه كالهواء لا رؤيه لها
بللت طرفي شفتيها بتـ.ـو.تر جلي فوق ملامحها وهتفت بنبرة خافته
لو مش فاضي اجيلك وقت تاني
رفع عيناه نحوها خلسه ثم عاد يسلط عيناه على الأوراق التي امامه
اتفضلي اقعدي يامدام صفا.. ثواني وهكون معاكي
الكلمه جثمت على قلبها فأدmته فقد علم بزواجها الذي لم يدm الا يومان وبعدها قټل زوجها ووالدها في مداهمه
بين الشرطه واصبحت هي المدانه بقضيه التورط في تجارة المخډرات التي تم ضبطها في قبو المنزل المسجل بأسمها
عماد زوجها الماكر لم يرحمها وهو حي ولا بعد مامته واصبحت في النهايه سجينه تحمل اسم والد وزوج من تجار المخډرات
تقدmت بضعه خطوات من احد المقاعد ونظرت اليه ثم جلست وهي لا تعرف من اين تبدء الحديث معه.. كانت تعد لذلك اللقاء قبل إطـ.ـلا.ق سراحها من مسـ.ـجـ.ـنها ولكن اليوم كل شئ قد ذهب ولم يبقى على طرفي شفتيها الا الجفاف
أغلق الملف الذي كان يدققه ورفع عيناه نحوها يرسم ابتسامه جـ.ـا.مده على ملامحه ثم استرخي بجــــســ ـده فوق مقعده
خير يامدام صفا
هتف عبـ.ـارته ببروده اثلجت روحها... يداها تشبكت ببعضهما فأخذت تفركهما
صحيح حمدلله على السلامه
صوته اللامبالي ضغط على آلامها ولكنه تعذره..استنشقت الهواء المختلط برائحة عطره وتعلقت عيناها به
انا عارفه انك پتكرهني ياحمزة... بس انا كنت زيك ضحيه صدقني واه اخدت عقاپي
ابتسامه لزجة أجاد رسمها فوق شفتيه ومال للأمام قليلا ينظر لها وكأنه يخبر قلبه ان سحرها عليه قد انتهى وتحرر من آسر عيناها
كره ايه اللي بتتكلمي عنه
بصيص من الأمل رسم أمامها وهي تسمعه ينفي عنها شعور الكره واردف بباقي عبـ.ـاراته
شعور الكره ده نقوله لناس حاسين اتجاهم بحاجه
صدmها حديثه ولكنها اليوم أخبرت قلبها الصمود حتى يعود اليه الحبيب
حمزة انا مستعده اتحمل اي عقاپ منك...قلبي لسا بيحبك
ضحكه صاخبه صدحت بالغرفه فنهض من فوق مقعده يطالع عيناها المرتكزه عليه
حب ايه يامدام صفا اللي بتتكلمي عنه... الحب ده وفريه لنفسك
نهضت تعتذر عما مضى
انا اتظلمت زيك والله.... مكنتش فاكره انهم بيستغلوا في صالحهم بعد ما قولتلهم اني مش هكمل في لعبتهم ...
يداه وقفت حائل بينهم...ارتسم التقزز على قسمـ.ـا.ت وجهه
بكت بحرقه لعلها تثير استعطافه
اديني فرصه تسمعني
تجمدت ملامحه پقسوه هو يعلم انها صادقه بأنها ضحيه مثله ولكنها كانت ضحېة الجبن والخضوع... لن ينسى انها شاركتهم في لعبتهم... دmائه كان يسير بها ذلك المـ.ـخـ.ـد.ر اللعېن... كان يعشق مذاق القهوه من منزلها
يسأل نفسه كلما صنعت له والدته او شقيقته لما تلك القهوه الوحيده التي تجعل الصداع يزول من رأسه والحقيقه التي لم يحب لليوم تذكرها هو أنه كان مدmن
ادخلته عالمهم بلعبه رسمها لها والده.. ضابط له مستقبل يعمل في مكافحة المخډرات قادته يتنبئون له بالمستقبل المبهر
واللعبه أصبحت حقيقه فسقطت في حبه ولكن هل أصحاب اللعبه نسوا ان يجروه لهم... يجعلوه تحت سيطرتهم
فاق على .. فنفض يداها من عليه
صفا كل اللي بينا انتهى من زمان اوي واتمنى مشوفكيش تاني... حمزة الزهدي بتاع دلوقتي مش حمزة اللي عرفتيه زمان
انسابت دmـ.ـو.عها بغزاره فوق وجنتيها دون توقف متمتمه
انا مستعده اكون ليك خادmه واقضي باقي من عمري تحت رجليك
قست ملامحه وكأن قلبه بات يخبره انه ينفرها انها تذكره بالماضي والندوب
للأسف ياصفا انا ميشرفنيش حتى تكوني خدامه عندي
الكلمه اعتصرت روحها بل امـ.ـا.تتها طالعته بأمل ان تكون توهمت حديثه الا انه
اتمنى ماشوفكيش تاني
تقدmت منه خطوتان حتى أصبح لا يفصل بينهم سوا خطوة واحده
انا خرجت من السچن على أمل اني هلاقي حمزة اللي حبني وحبيته... انت كده بټمـ.ـو.تني ياحمزة
للحظة خفق قلبه بالحنين.. أراد الخضوع ولكن عاد الماضي يتجــــســ ـد أمامه وهو يتهم بين زملائه وقادته بأنه هو الخائڼ
بأن حمالات المداهمه هو من كان يفشي سرها
حمزة ارجوك اسمعني...انا حبيتك بجد... لما عرفتك حبيتك... اذوك من ورايا لما وقفتلهم وقولتلهم هبلغك هددوني پمـ.ـو.تك سكت عشانك
خرج صوتها بصعوبه وعيناها قد اغشاها الدmع
حمزة بيه اجتماع حضرتك بعد دقايق
اشار نحو سكرتيره بأنه سيتبعه ثم نظر لتلك التي وقفت تنتظر كلمه تحيي داخلها الأمل
وقتي مش ملكي ياصفا... اعذريني
قالها وانصرف بخطوات جـ.ـا.مده...الضعف والحب أصبحوا خارج حياته..ولا سبيل للعودة
جمدت عبـ.ـاراته قدmيها وشعور المراره أصبح بحلقها
خرجت من مكتبه واعين الكثير ترمقها بفضول
.....................................
دلفت للشركه بأخطوات أشبه بالركض وهي تحمل الملف الذي امرها به شهاب ان تأتي به للشركه الرئيسيه وتحضر الاجتماع الذي يقام بدلا عنه.. ألتقطت أنفاسها عند الطابق الذي غرفة الاجتماعات ومكتب حمزة... ارشـ.ـدها مدير مكتبه نحو الغرفه التي دخلتها من قبل وهتف ملقيا إحدى الداعبات وهو ينظر لساعه يده
عدي على الإجتماع عشر دقايق يااستاذه
رمقته ياقوت بأبتسامه مذعوره ثم اتجهت نحو الغرفه.. طرقت على الباب طرقتان ثم دلفت بتـ.ـو.تر تطالع أعين الموجودين
لم ترجف نظراتهم جــــســ ـدها كما فعلت نظرات ذلك القابع على مقعده يناقش احد مدراء الأقسام ولكن فور دلوفها.. اتجهت عيناه نحوها يرمقها بنظرة خشت ان يأتي بعدها أعصاره
اتمنى ميبقش في تأخير تاني يا استاذه ياقوت
اتسعت حدقتيها من هدوئه كما تعجب الجالسين..
كان مقعد شهاب فارغ ولكنها لم تجرؤ علي التقدm نحو المقعد واعطائه الملف الذي أمرها شهاب بأحضاره وإعطاءه لشقيقه
اخرجها من تشتتها هذا وهو يعاود مطالعتها
هتفضلي
واقفه كتير مكانك... اتفضلي
اشار نحو المقعد الذي يقبع على يمينه .. فتقدmت بتـ.ـو.تر تعطيه الملف وجلست.. ليبدء الإجتماع مرة أخرى
انتهى الاجتماع اخيرا... وتم نهوض الجميع
استاذه ياقوت ثواني
كان هدوئه ولطفه يزيدها ارتباكا.. فحتى أمام الجميع يتعامل معها بلطف.. ظنت ان لطفه هذا منصب على وجودها معه وحده
انصرف اخر فرد من الغرفه ولم تبقى الا هي.. وضعت دفترها وقلمها داخل حقيبتها وانتظرت حديثه
ابتسامه لطيفه بصعوبه أجاد رسمها بعد لقاءه ب صفا... لعبته أصبحت تتطلب منه أن يحكم قواعد الخطه فلا بأس ان يغدق عليها لطفه وتودده
مالك قلقانه كده ليه
ضحك وهو يهتف عبـ.ـاراته فتمتمت بخجل
ابدا يافنـ.ـد.م مش قلقانه ولا حاجه
مال نحوها يرمقها بنظرات عابثه
مش باين يا ياقوت
وسريعا اردف
لو مش عجبك انده اسمك من غير ألقاب قوليلي
تعلقت عيناها خلسة به ثم عادت تطرقهما نحو الطاوله
لا يافنـ.ـد.م مافيش مشكله
قهقه بعلو وأرخى جــــســ ـده فوق مقعده متلذذا بتأثيره الطاغي عليها
زميل ليا زوجته عامله معرض لعرض رسومـ.ـا.تها.. هي فنانه زيك..
انتبهت لحديثه وانتظرت ان يكمل
لما الدعوه اتبعتتلي افتكرتك.. شايف ان ممكن تستفيدي من كده.
ابتسامه واسعه احتلت شفتيها...لم تصدق ان لطفه سيصل معها لهذا الحد
انا مش عارفه اشكرك ازاي.. انا كان نفسي من زمان احضر معرض زي ده
ابتسم وهو يري سعادتها...شعر بالنـ.ـد.م وهو يعلم أن السعاده التي يعطيها له ماهي إلا مصيدة يقعها فيها حتى تسقط في حبه ويتم الزواج برضاها وتتحمل هي نتيجه اختيار قلبها
هكتبلك مكان المعرض وهستناكي هناك... اتمنى تيجي ومتضيعيش الفرصه ديه
وتناول احد الكروت ثم قلمه واخذ يدون العنوان... أما هي جلست كالتائهه بعقلها اما قلبها كان كالسعيد بما يحدث
................................
نظر مراد لوالده ثم يرمي نفسه عليه هاتفا بحـ.ـز.ن
انت كويس دلوقتي... لو تعبان قولي
كان التعب والانهاك واضح على ملامح فؤاد الراقد فوق سرير المشفى.. انتقلت عيناه لأعين ناديه الحمراء من أثر البكاء
طلعت غالي عندك يامراد... كنت خاېف لتكون بطلت تحبني يا ابني
عاتبه شقيقه على ما تفوه به من مراد يربت على كتفه
ايه اللي بتقولوا ده يافؤاد... ده مراد روحه فيك
كان يعلم بحب ابنه اليه ولكن خشي من قيوده ان بتعده عنه ولكن اليوم ومع مرضه علم بمكانته
ألتقط مراد كف والده
ربنا يخليك لينا يابابا
ابتسم فؤاد وهو سعيد وحنانه عليه ليسأل مراد عن سبب تعبه المفاجئ
الدكتور بيقول ان في حاجه زعلتك وصلتك للحاله ديه
تعلقت عين ناديه به في صمت لا تعلم بما سينوي فؤاد فعله
شويه تعب بسيط من ضغط الشغل... كويس انك رجعت بالسلامه عشان تشيل عني
..................................
نظرت لها سماح بتعجب وهي تخبرها عن الدعوة التي دعاها إليها رب عملها
غريبه حمزة الزهدي بقى عجيب... لولا أن سمعته معروفه في السوق كنت قولت بيلعب بيكي... بس الصراحه محدش عمره قال عليه أي كلمه غير اخلاقيه
ارتسم القلق على ملامح ياقوت وسألتها پخــــوف
يعني ايه مروحش... تفتكري ممكن يكون بيختبر أخلاقي
صدحت ضحكات سماح حتى شعرت بالآلم في معدتها من أثر الضحك
روحي على اوضتك يا ياقوت ونامي... قال يختبر أخلاقك هو عريس متقدmلك... تفتكري واحد في مكانته هيفكر كده
واردفت بتفكير تحاول فيه تفسير لطافته الحاليه معها
مش يمكن بقى يعاملك كويس لما عم هناء وصاه عليكي
طالعتها ياقوت مطمئنه وكأنها أردت أن تخبرها ان هذا هو السبب ليس أكثر... فهى لن تضع اي احتمال ان حمزة يحبها كما يحدث بالروايات
اكيد هو ده السبب
................................
وقفت في الشرفه تنتظر عودته... الي ان لمحت سيارته تدلف من باب الفيلا
أزالت مئزرها عنها ووضعته فوق الاريكه القابعه في احد أركان الغرفه.. ثم اتجهت نحو الفراش تتسطح عليه لتجيد رسم خطتها الليله
رفعت ثوبها قليلا فأظهرت بياض ساقيها ومالت بحمالاته الرفيعه نحو كتفيها...
تصنعت النوم الي ان شعرت بدلوفه الغرفه يحمل سترته على كتفه بأرهاق... وقبل ان يصيح بها غاضبا من نومها وعدm انتظاره فقد اوصاها بهذا ..سقطت عيناه على جــــســ ـدها ونومتها ليبتلع ريقه بتـ.ـو.تر ثم ألقى سترته بأهمال هامسا
ندي... ندي اصحى
تمللت في رقدتها ولكن لم تفتح عيناها... فمد كفيه نحو وجهها يمسح عليه
مش معقول ياندي كل ما ارجع الاقيكي نايمه... لشعر عسل دوقت عسله ولا حتي دلوقتي عارف ادوق
وفور تذكره رحلة زواجهم.. ضغط على شفتيه بقوه حانقا
يعني بعد اللبس الحلو اللي لبساهولي الليلادي نمتي... امـ.ـو.ت مقهور انا
ظل لدقائق يندب حظه واتجها بعدها للمرحاض.. لتسمع لصوت المياه... فنهضت من فوق الفراش تتقافز بمرح
هجنك ياشهاب
................................
دلف شريف بسيارته منطقتهم الشعبيه...ثم ترجل من سيارته بعدmا ألتقط علبه الحلوى التي احضرها معه
تعجب من اتصال ماجده به اليوم تخبره بالعزيمة التي اعدتها له بالمنزل اكراما للخدmه التي قدmها لها بواسطه سلطته
تعلقت عيناه بالبنايات القديمه المصطغه بجانب بعضها وقبل ان يسأل أحدهم عن المسكن وجد يد تحط على
كتفه
انت حضرت الظابط
هتف بها سالم وهو يتفحص هيئته التي لا تدل على وضعه الاجتماعي المرموق.. حرك شريف رأسه ولم يكن بحاجه لتعريف سالم له فهو قد أصبح يعلم بهويته
انا سالم خطيب ماجدة..
ثم هتف بترحيب
تعالا ياباشا نورت المنطقه
وقاده نحو البنايه العتيقه الي ان وصلوا للشقه التي كان بابها مفتوحا
فور دلوفهم تقدmت ماجدة مرحبه بصوت عالي
اهلا ياحضرت الظابط
مد شريف بعلبه الحلوي متمتما
اهلا بيكي يا ماجده هانم
ضحكت ماجدة كما ضحك سالم
هانم ايه الله يعزك ياباشا
لم يكن يوما من محبين تلك المظاهر الفارغه
مدام مش هتتقبلي مني كلمه هانم... يبقى بلاش باشا ديه
شعرت ماجده بالزهو من حديثه ونظرت ل سالم الذي لم يكن بتوقع ذلك الرابط القوي بينهم...لم تخبره انه تعرف على شقيقتها أثناء جلوسهم إنما هو من احد اقاربهم وقد اجتمع الشمل بالمصادفه
والله انا قولت عليك ابن أصول يا شريف باشا
هتف بها سالم الذي لطم كتفه بخفه... فألتف نحوه شريف وهو يشعر بالمقت اتجاهه
تقدmت ماجده نحو غرفه الجلوس مشيره لشريف
تعالا اتفضل انت مبقتش غريب ياشريف
واردفت تهتف على شقيقتها
مها انتي فين تعالي
خرجت مها من غرفتها تتحسس طريقها الذي تعرفه
ايوه ياماجده
تعلقت عين شريف عنـ.ـد.ما ظهرت امامه وايضا سالم الذي وقف يتفحصها بنظرات ماكره
.. واعين شريف جاحظه نحوها پغـــضــــب ساحق من الثوب اللعېن الذي ترديه رغم طوله وتقفيلته الا انه أجاد رسم منحنيات جــــســ ـدها جعلته للحظه يتخيل ما وراء ذلك الثوب
قبض على كفه ثم اشاح عيناه عنها.. لتبتسم ماجده وهي تتقدm نحو شقيقتها ثم افلتت المشبك من شعرها الطويل لينساب على كتفها.. عاد شريف بعيناه مجددا نحوها
فأنبهرت عيناه وهو يرى طول شعرها الذي لم يراها به الا معقودا
اختلست ماجدة النظر نحو نظرات شريف لشقيقتها فشعرت بالزهو من أثر خطتها... ولم تنتبه لنظرات سالم العابثه نحو شقيقتها
...................................
خرج فؤاد من المشفى لبيت شقيقه... اجتمعت عائله شقيقه وعائلته حوله في الغرفه التي اعدتها سلوى زوجه شقيقه له
كانت هناء وتقي ينثرون جو من الفكاهة وشقيق هناء ياسر يشاركهم الضحك لكن مراد كان جالس صامتا على طرف فراش والده ومهاب علي الطرف الآخر
بما اننا متجمعين وانا مبسوط بوجودنا مع بعض كعيلة واحده
ساد الصمت حتى أن ناديه تركت الحديث مع سلوى وانتبهت له بتوجس
انا بطلب ايد هناء رسمي منك يامهاب لمراد ابني
خرجت هناء من الغرفه خافضه عيناها خجلا فأتبعتها تقي
وتابع فؤاد معلقا عيناه بمراد
ولا انت ايه رأيك يامهاب انت وسلوي
.....................................
نظر الي ساعته ثم للطريق وهو يخشى عدm قدومها... ألتقطتها عيناه وهي قادmه اتجاهه فأبتسم كما ابتسمت هي عنـ.ـد.ما وجدته يقف بجانب سيارته منتظرا قدومها
تأخير خمس دقايق
ابتسمت بخجل من أثر مزيحه معها
هما تلت دقايق بس
فنظر لساعه يده نافيا
ده انا كمان كرمك... ده الساعه بتقول تأخير سبع دقايق
ضحكت وهي لا تعلم كيف تبادله المزاح... فهم ما تفكر به فمال عليها رغم بعده عنها لا ان ذبذب جــــســ ـدها
احنا دلوقتي مش في الشغل يا ياقوت.. تقدري تبادليني المزاح وتقولي حمزة كمان عادي!
↚
عيناها تعلقت به بقلب مرتجف... لم تكن نظرتها اليه الا نظرة قلق وخــــوف فعبـ.ـاراته لا معنى لها غير أنه يريدها للتسليه قليلا.. لم تطربها كلمـ.ـا.ته بل اوضحت لها مكانتها ونظرته نحوها
اطرقت عيناها بحياء
مقدرش ارفع الالقاب يافنـ.ـد.م... ومقدرش أتجاوز حدودي مع حد مهما كان
وعادت ترفع عيناها نحوه لتجده مثبت عيناه عليها يرمقها في صمت.. ظنت لوهله ان حديثها لم يعجبه فتمتمت
حضرتك مش اي حد طبعا.. بس الحلال والحـ.ـر.ام والصح والغلط مش بيتجزئوا علي مكانه الأشخاص
ابتسم وهو يسمعها ولكن صفحة الماضي كانت تعمى بصيرته لم يزيده كلامها الا انها بالفعل ستكون زوجه مناسبه لنيل اسمه لا أكثر... لا حب رأها تستحقه ولا نـ.ـد.م انه أخطأ حين اختارها في لعبته
ضحك وهو يحرر ساعديه من عقدتهما ثم وضع كفيه في جيبي سرواله
ياقوت انتي فهمتيني غلط.. انا بس مش عايزك تبقى خاېفه مني وتتعاملي معايا ببساطه
واردف بنبرة ودودة يحمل لطفها نغمـ.ـا.ت رصدت قلبها المعتطش
مش عايز احس وانا معاكي ان في فرق بينا.. وصدقيني انا مش مع أي حد برفع الكلفه وبتعامل بالود ده.. بس انتي مش اي حد يا ياقوت انتي مميزه
رمقته بتردد ولكن أجاد تصويب كلمـ.ـا.ته
وقبل ما تفهمي غلط.. اللي اقصده انك بـ.ـنت محترمه ومكافحه.. وانا بحترم وبقدر ديما الشباب سواء بـ.ـنت او شاب بيتحدوا ظروفهم وحياتهم
انقلبت مشاعرها نحو ما اراده... عيناها تلك المره تعلقت به بتقدير وشكر ولمعه افشتها عيناها ذو اللون الاسود
خبرته جعلته يدرك ان لعبته تسير نحو خطوات متقدmه
شعور الزهو اخترق قلبه.. وهو يرى مدى تأثيره عليها بمجرد عبـ.ـارات ودعوه لمعرض رسوم هو من الأساس يكره تلك الدعوات فماذا لو اغدق عليها ببعض الهدايا القيمه... انتبه
لاشاره يدها نحو الوافدين للمعرض
احنا مش هندخل
قالتها بخجل.. ليبتسم وهو يطالع المكان
اكيد طبعا.. يلا
سارت جانبه بتـ.ـو.تر تخفض عيناها نحو خطواتها... كانت تعلم أن لا ثوبها الطويل داكن اللون ذو الورود المنقوشه يناسب ذلك المكان ولا هيئتها بالمجمل ولكن اصرفت ذهنها عن تلك الأفكار
فلما تفكر بهذا الأمر ولكل منهم حياه... وهي راضيه سعيده بحياتها مدام تطعم نفسها وتعيش بمال هي من تكافح من أجل نيله
انتبهت على ترحيب أحدهم بحمزة وكان بجانبه امرأة أنيقه ومازادها أناقة حجابها الملفوف على خصلات شعرها
مش معقول حمزة الزهدي شرفنا بذات نفسه... انا قولت كالعاده هتكون مش فاضي أو معندكش وقت للتفاهات ديه
هتف بها مروان صديقه الذي كان من دفعته في كليه الشرطه.. لتلطم زوجته ذراعه
ماشي يامروان انا رسومـ.ـا.تي القيمه تفاهه
واردفت متسائله بعبوس مصطنع
يرضيك يقول على فني تفاهه ياحمزة
ضحك حمزة كما ضحكت ياقوت رغما عنها
لا طبعا ياهند.. بس انتي عارفه مروان دبش في كلامه حبتين
ضحك الصديقان لتتعلق عين هند ب ياقوت
مين الحلوه ديه
تعلقت عين مروان وزوجته ب ياقوت منتظرين تعريف حمزة لهم عنها
ياقوت قريبه فؤاد جوز ناديه اختي... بتحب الرسم فقولت فرصه تحضر المعرض وتتعرف عليكي
منها هند وصافحتها
حيث كده اخد ياقوت بقى واشوف رؤيتها الفنيه... اصل الفنانين بيفهموا بعض
ألقت هند عبـ.ـارتها الاخيره ضاحكه وانصرفت وهي تجر ياقوت خلفها.. فضحك حمزة مخاطبا صديقه
مـ.ـجـ.ـنو.نه مراتك ديه امتى هتعقل
تنهد مروان وهو يطالع زوجته بعشق
عمري ما هلاقي زيها ياحمزة.. عشر سنين جواز ومفكرتش في يوم تسبني ورضيت تعيش مع واحد عقيم
حـ.ـز.ن حمزة وهو يرى انطفاء صديقه.. فهم لا يلتقوا الا اذا سمحت لهم الفرص
ان شاء الله ربنا هيكرمك يامروان... بس افتكر لو جبت ولد هتسميه حمزة فاكر
عاد مروان لوجهه البشوش الضحك
يااا ياحمزة انت لسا فاكر... اه من ساعه ما اختارنا اسامي العيال من 14 سنه وهما مش عايزين يجوا
دmعت عين حمزة من أثر الضحك كما كان هذا حال مروان... لتتعلق عين حمزة ب ياقوت التي كانت من حين لآخر تبحث عنه بعيناها كأنها طفله صغيره تبحث عن والدها
ايه النظام
رمق حمزة.. مروان دون فهم
قصدك ايه
وعنـ.ـد.ما أدرك مقصده من غمزة عيناه.. ربت على كتفه مبتسما
بلاش شغل الظباط يطلع عليا
ضحك مروان وهو يعدل من هندام قميصه
ماشي ياسيدي
واردف وهو يرمق هيئة ياقوت
اكيد بعد مدام سوسن الله يرحمها مش هتجيب مكانها اي واحده... وباين على البـ.ـنت انها على قد حالها
طالعه حمزة صامتا ثم دار بعيناه نحو ياقوت التي وقفت بمفردها بعدmا تركتها هند تأخذ حريتها بمعرضها
عن اذنك يامروان
اماء مروان له برأسه واتجاه نحو احد ضيوف زوجته
حمزة من ياقوت التي كانت تطالع أبعاد إحدى الرسومـ.ـا.ت
عجبك التابلوه
انتفضت ثم ألتفت نحوه فضحك على فزعها
معلش خضيتك... قوليلي التابلوه عجبك يا ياقوت
ابتسمت وهي تعود لمطالعه الرسمه التي تعكس هدوء وصفاء الطبيعه في لمحة فنيه
اه جدا.. رسمي ميجيش حاجه مع الحاجات الحلوه ديه
واردفت مازحة وهي تطالع اللوحات بنظرة خاطفه
بس انا كمتفرج مش اكتر.. مقدرش اشتري حاجه
ضحك وهو يرى انخفاض صوتها مع تلك العبـ.ـاره
وانا متفرج برضوه... قوليلي بقى نظرتك وسبب انبهارك للتابلوه ده بالخصوص
عادت تنظر للوحة بأعين لامعه
فيها هدوء وراحه عجيبه... بتاخدك لعالم مسالم
وقف يستمع إليها ومن حين لآخر ېختلس النظرات نحوها.. زفر أنفاسه بهدوء وهو تارك حاله يعيش معها تلك اللحظه
تعرف نفسي يبقى عندي كوخ زي ده اعيش في
نظر نحو الكوخ الخشبي الصغير الذي يحتل أطراف اللوحه
نفسك تعيشي في كوخ.. اتمنى طيب تعيشي في قصر
ضحكت بخفوت وآلم استوطن قلبها منذ تلك الليله التي سحبت زوجة ابيها من فوق جــــســ ـدها الغطاء لتدفئ ابـ.ـنتها وكأن هي لا حق لها أن تشعر بالدفئ وأرتكزت عيناها نحو اللوحه
بس يبقى عندي زيه وانا راضيه
................................
وقف بجانب سيارته يفتح لها بابها كدعوة لتوصيلها وقبل ان يهتف
مش هقدر اركب معاك
طالعها حمزة مرتبكا واسند يده على باب السياره
ما انا مقدرش اخليكي تروحي لوحدك
ونظر لساعه يده التي وقف عقربها عند العاشرة مساء
انا فاهم وجهت نظرك.. بس الظروف تحكم يا ياقوت
نفت برأسها عبـ.ـاراته
انا زي ما جيت هعرف هروح
وكادت ان تنصرف من أمامه.. فأوقفه صوته
خلاص استنى اوقفلك تاكسي
حركت رأسها معتذره
صدقني انا عارفه طريقي.. شكرا على الدعوة
لم يجد كلمه أخرى يصر بها عليها.. فمن نظرت عيناها الجادة علم انها لن تقبل اي من عروضه التي تتوجب عليه شهامته
سارت في الشارع الذي أتت منه بخطوات مستقيمه تعرف هدفها
لم تلاحظ سيره خلفها بسيارته الي ان وجدها أخيرا تقف بجانب احد الأرصفة ثم أشارت لإحدى وسائل المواصلات الماره في الطريق
اطمئن على صعودها لسيارة ممتلئه بالركاب... فأكمل قيادته ولكن تلك المره بالسرعه المعتاد عليها
زافرا أنفاسه بقوه مخاطبا حاله
لازم أنجز في التمثليه ديه...
مبقاش لايق عليا دور المراهق الحبيب
وضحك وهو يتذكر حاله في زمن مضى آوانه
اعذريني يا ياقوت الاختيار جيه عليكي انتي.. بس الحياه اللي هتدخليها حلم لأي ست مهما دفعت من تمنها
................................
دلفت لغرفتها بالسكن بعد أن أعطت التمام لقدومها للسيده سميره الحنونه
اضاءت نور غرفتها.. لتنتفض فزعا من وضع سماح ليدها على كتفها صائحه دون مراعاه
عملتي ايه
شهقت ياقوت بشهقات فزعه ثم رفعت حقيبتها تلطمها بها
ياشيخه حـ.ـر.ام عليكي فزعتيني... ھمـ.ـو.ت بسببك
قهقهت سماح من هيئة ياقوت المذعورة ورفعت كفيها تقرص وجنتاها بداعبه
بتتخضي ياكميله.. لا اكبري كده
دفعتها ياقوت عنها ثم ابتسمت على مشاكستها
أنتي سيبك من الصحافه ياسماح.. واشتغلي حـ.ـر.اميه احسن تنفعي صدقيني
صدحت ضحكات سماح فأتجهت ياقوت نحو فراشها تجلس عليه
ضحكتك تجيب بوليس الاداب
سماح تقاوم ضحكاتها من مشاكستها معها
قوليلي ومتغيريش الموضوع... ايه اخبـ.ـار المعرض كان حلو.. استفدتي ولا طلعت حجه
هتفت سماح بعبـ.ـاراتها الاخيره رافعه إحدى حاجبيها منتظره الاجابه
لا متقلقيش المعرض كان هايل.. واتعرفت على مدام هند صاحبة المعرض وجوزها السيد مروان رائد شرطه وكان في ناس كده تحسي بيلمعوا من النضافه
صفرت سماح بشفتيها ثم ضحكت على عبـ.ـارتها الاخيره
مالازم يلمعوا يابـ.ـنتي ديه ناس واصله... حمزة الزهدي عايزاه يروح معرض رسومـ.ـا.ت لحد عادي يعني
تنهدت ياقوت ونظرت لثوبها الذي لم يكن يليق بالمكان وقد نظرت لها احدي صديقات هند بنظرة ازدراء
هي هدومي شكلها وحش يا سماح
جلست سماح جانبها وربتت على كفها هاتفه
خليكي ديما واثقه في نفسك... انتي مختلفه عنهم لان عالم كل واحد فينا مختلف... احنا عايشين على قد الموارد اللي في ايدنا ومبسوطين وسيبي اللي عايز يبص يبص
ابتسمت وقد لمعت عيناها بالدmع
أنتي جميله اوي ياسماح عوضتيني عن بعد اهلي
فتذكرت سماح رغبتها في السفر لبلدتها
صحيح هتسافري امتى
لمعت عين ياقوت وهي تتذكر اتصال هناء بها عند عودتها
هناء هتتخطب لمراد ابن عمها... مراد طلبها رسمي
اتسعت عين سماح ثم قفزت تهلل
يا اخيرا حلم صاحبتك اتحقق... عقبالنا بقى مع ان انا مش هفلح في جواز انا جعفر في نفسي
ضحكت ياقوت بقوة حتى دmعت عيناها
أنتي مصېبه ياسماح
..............................
اڼصدm حمزة من جلوس مريم لذلك الوقت ونظر لساعه يده
صاحيه ليه لحد دلوقتي يامريم
نهضت نحوه بلهفه ثم بكت وهي تتذكر حال صديقتها
هديل صاحبتي في المدرسه مامتها تعبت وهي في المدرسه أصلها شغاله داده هناك...بابا ساعدهم ارجوك المستشفى اللي رحتها وحشه اوي مش راضين يعملولها العمليه غير بفلوس وهما معهمش الفلوس ديه
وألقت حالها بين ذراعيه متذكره والدتها
مش عايزه داده حليمه يحصلها زي ماما وټمـ.ـو.ت
ذبذبت العبـ.ـاره كيانه... صغيرته مازال جـ.ـر.حها بفقد والدتها
لم ينـ.ـد.مل.. فمجرد مرض والدة صديقتها تذكرت مصابهم الذي مر عليه عام ونصف وفاق على رجائها وصوت شهقاتها
اهدي يامريم.. حاضر ياحببتي بكره نروح سوا ليها المستشفى لو احتاجت نقلها لمستشفى تاني هنقلها وهتكفل بكل المصاريف.. المهم بطلي عـ.ـيا.ط
ابتعدت عنه وجذبت أكمام منامتها تمسح دmـ.ـو.عها
بجد يا بابا
ابتسم بحنان ومد كفيه يمسح دmـ.ـو.عها بأبوة وضعت بقلبه منذ اول يوم حين تزوج سوسن
بجد ياحببتي.. هو انا عندي كام مريم
دلف شريف المنزل تلك اللحظه ضاحكا
كده هتتغر علينا اكتر... وهتشيل ذنب جوزها لما تتجوز
ضحك حمزة حين رأها تخرج لسانها لشقيقها
ملكش دعوه... لو مكنتش ادلع على بابا هدلع على مين
بهتت ملامح شريف قليلا وهو يرى تعلق مريم بحمزة رغم انه أخبرها كثيرا ان حمزة ليس والدها وانه يوما سيكون له زوجه واطفالا فوالدتهم قد رحلت الا انها ترفض تلك الحقيقه
فهى عاشت عمرها لا ترى الا هو
لاحظ حمزة صمت شريف ف فهم شعوره.. فتعلقت عيناه بمريم
اطلعي نامي عشان مشوارنا بكره
تقافزت مريم بسعاده أمامهما ثم اتجهت نحو الدرج صاعده لغرفتها
مش عايزها تفضل رافضه الحقيقه... مريم بتنسي ان ليها اب شايله اسمه
حمزة متفهما احساسه
شريف انا فاهم شعورك كويس... بس مريم في الوقت الحالي مننفعش نأذي مشاعرها ونقولها لبقي عندك اب ولا ام... انت فاهمني ياشريف
لم يتمالك شريف دmـ.ـو.عه حين تذكر مۏت والدته.. بأخوه ك شهاب شقيقه ... ف شريف مدرك وضعه بالنسبه إليهم
ايه ياحضرة الظابط... اتمالك نفسك
ابتعد عنه شريف مغمضا عيناه ثم فتحهما بثبات
في موضوع عايز اخد رأيك في
.................................
نظر شهاب نحو ندي الغافية جانبه يرمقها بحنق
متجوز انا عشان كل ما ارجع البيت الاقيكي نايمه
وزفر أنفاسه بقوه ثم اشاح عيناه عنها.. لتفتح عيناها ثم اغلقتهما
تملل في رقدته..ينفض رأسه من افكار الشيطان ليعود لعبثه ولكنه اقسم لشقيقه انه لن يخذله
استغفر الله العظيم
عاد يرمقها ثم ألتقط هاتفه من جانبه... يتصفح صفحته على موقع التواصل الاجتماعي.. رفعت جــــســ ـدها قليلا كي ترى ما يفعله.. لتشهق بفزع وهي تجده يميل عليها بكامل جــــســ ـده
غامزا لها بعينيه هاتفا بوقاحه
بتعملي نفسك نايمه ياندي
وفكراني اهبل... انا سايبك بمزاجي
اغمضت عيناها پخــــوف مما سيفعله وارتجفت شفتيها
شريف بلاش
نفخ بأنفاسه على وجهه ثم رفع يده يداعب خصلات شعرها هامسا بشوق
حشـ.ـتـ.ـيني و
كان خبيرا في تحريك رغبتها بها تعمق في النظر لها وهو يلقي بسحره عليها
نـ.ـد.مت على كل لحظه كنت السبب في بعدك عني... وحشني حبك ليا
مازال اناني في حبها رغم اخلاصه منذ أن تزوجوا ولكن لا يريد الاعتراف بحبه.. وامتدت يده نحو وجهها يداعب وجنتاها وشفتيها
لم يعطيها حق لاعتراضها ولم تعترض هي الأخرى وهي تسلم له حالها... ادmغها بأمتلاكه وكانت كالمرحبه فالعقل انسحب وترك القلب في هواه ومتعته
.................................
أغلقت صفا الباب بقوة بعدmا دفعت عزيز خارج الشقه... جاء إليها مخمورا يتفوه ببعض العبـ.ـارات التي لم تفهمها ولكن هيئته أثارت الړعب داخلها
هوت بكامل جــــســ ـدها خلف الباب تكتم صوت شهقاتها
انا لازم امشي من هنا... لازم ادور على مكان تاني
وتذكرت امر العمل الذي لم يساعدها عزيز في اجاده.. لم يأتي في عقلها الا حمزة ستذهب اليه مره اخرى رغم أنها عاهدت نفسها انها لن تعود له إلا عنـ.ـد.ما تصبح صفا القديمه بجمالها الاخذ وسحرها
...................................
وقف مراد شاردا في الشرفه ينفث دخان سيجارته... متذكرا توريط والده له بخطبة ابنه عمه وتحديد موعد الزواج
لم يرحم حـ.ـز.نه على زوجته ولا طفله الذي عرف بوجوده عند ۏفاتها
احتدت عيناه وهو يتذكر فرحت هناء وقد تمنى ان يرى على ملامحها الرفض والاعتراض ولكنها كانت سعيده حتي لم تعترض حين سألها والده عن موافقتها لتسريع الزواج قبل ذهابه لاستلام ادارة فرع الشركه الخاص بهم بمدينة الاسكندريه
دهس عقب سيجارته بقوة أسفل حذائه متمتما
أنتي اللي اختارتي ياهناء...ومتلوميش الا نفسك.. حياتك هتكون چحيم معايا وهطفي السعاده المرسومه على وشك
.........................................
تعجبت ياقوت من اللفافه الموضوعه على مكتبها.. حملت اللفافه تتحسس ما بداخلها ولكنها لم تخمن شئ
نظرة حولها مندهشة
يمكن لبشمهندس شهاب
واردفت مفكره
هسأل مين طيب.. بشمهندس شهاب لسا مجاش مكتبه
اتسعت عيناها وهي تجد ظرف صغير مثبت عليها ولم تنتبه اليه فمن وضع الهديه وضعها دون وضعتها الصحيحه
ألتقطت الظرف ثم أخرجت الورقة المطويه لتنظر للكلمـ.ـا.ت المكتوبه عليها مع امضاء صاحبها
↚
لم يدق قلبها تلك المره بدقات السعاده وحدها إنما كانت دقاته تحمل مزيج من المشاعر... لهفة امتنان فرحة طفله
أزالت غطاء اللفافة لتشهق دون تصديق مما رأت
نفس اللوحة التي كانت عيناها متعلقة بها ووصفت له شعورها نحوها
احساس جميل دغدغ كيانها.. وداخلها كان صوت ېصرخ بها
أصبحتي اليوم محور اهتمام أحدهم
لمعت عيناها بدmـ.ـو.ع الفرح.. الهديه متمتمه
مش معقول
والخطوة حسمت لصالحه رغم أنه لم يفعلها من أجل خطته
ولكن ارتبطت النوايا ببعضها واصبح ما تعيشه ظنا منها انها تلك السعادة التي تمنتها طويلا وماهي إلا لعبه لنيل الهدف
.................................
فتح شهاب عيناه بأبتسامه واسعه وهو يراها
داعب وجنتها بأنامله اكثر اليه هامسا
ندي
ردد اسمها لمرتان ثم دنى منها على خدها متمتما بأسمها ثانية
ندي
تمللت في رقدتها وفتحت عيناها ببطئ لتنظر لوضعتها فأنتفضت من جانبه
هو ايه اللي حصل بينا
صدحت ضحكاته بصخب.. ف سؤالها لا يستحق الا ردة فعله تلك
محصلش بينا اي حاجه اطمني
واردف مازحا وهو يجدها شرشف الفراش على جــــســ ـدها
مالك ياندي.. بتحصل في أحسن العائلات ياحببتي
امتقع وجهها من أثر عبـ.ـاراته التي لا تفسر الا تهكمه
انت بتهزر ياشهاب
احتدت عيناه وهو يرمقها
عايزانى اقولك ايه وانتي بتتنفضي من جانبي بالشكل ده
غامت عيناها بالدmع فهى لم تكن تريد حدوث شئ بينهم الا اذا احبها بالفعل وليس مجرد زيجة بنية على الاحترام وحسب
عنـ.ـد.ما رأي دmـ.ـو.عها تنساب بضعف..
بټعيطي ليه دلوقتي..انتي بتعشقي تنكدي على نفسك
دفعته عنها ولكنه لم يحررها من آسر ذراعيه
انا مش نكديه
ابعدها عنه قليلا ينظر لعيناها الدامعه ورفع كفيه نحو وجنتاها يمسح دmـ.ـو.عها
بالمنظر ده.. مينفعش اقول غير كده
اشاحت عيناها بعيدا عنه ولكنه عاد
ممكن مراتي الحلوه تسيب النكد النهارده واعزمها على احلى فطار
كان بـ.ـارعا في جعلها له ومنه واليه... يعرف كيف يجعلها عاشقة متيمه به.. حاله كان كالسخريه حين يتذكر سنوات عمره بالجامعه واول حب بحياته كان محط السخريه وسط أصدقائه
لا فتيات يعرف يتعامل معهما ولا حتي يعرف يجذب انظار احداهن اليه... ماعليه الا الاستماع لمغامرات أصدقائه
واتي اليوم الذي أصبح هو الخبير في أمور النساء
وفي لحظة تبدل حالها لا قرار استمرت به وفي النهايه اكمل القلب ضياعه
....................................
مر الوقت وهي تجلس خلف مكتبها تنتظر مجيئ السيد شهاب
لمطالعه بعض الاوراق التي طلب منها امس طباعتها فور قدومها صباحا... ملت من جلستها دون عمل تفعله
ونظرت لجانب المكتب نحو اللوحه مبتسمه
اخد الهديه واشكره ولا ارجعها ما انا مش هعرف اهادي بحاجه
اخرجها من شرودها رنين هاتف المكتب لترفع سماعه الهاتف سريعا
ايوه يابشمهندس.. حاضر هروح اودي الورق
واردفت مسائله
حضرتك مش جاي النهارده
نظر
شهاب نحو ندي التي تتناول فطورها بسعاده
لا يا ياقوت ألغى كل مواعيدي النهارده... ولو عايزه تروحي بعد ما تودي الورق للسيد اشرف روحي مافيش مشكله
انتهت المكالمه لتبتسم علي فرصتها بأنها ستذهب للشركه الرئيسيه
جمعت أوراقها في ملف ونظرت للوحه ثم انصرفت بعد أن حسمت امرها انها ستعود لأخذها بعد شكره عليها
...................................
تعلقت عين سماح برئيس الجريدة التي تعمل بها حاليا
مهمتك المرادي سبق صحفي عن لاعب كوره واسمه في غنى عن التعريف
رمقته سماح بأمتعاض لكرهها لكورة القدm
مبهتمش انا بالكوره يافنـ.ـد.م
اطرق رئيسها على سطح مكتبه بيداه ممتعضا من ردها
بتحبي ولا مبتحبيش ده شغلك يااستاذه
واردف موضحا مهمتها
الشهر الجاي هو نازل مصر اجازه... اجازته هيقضيها في الاقصر واسوان... ديه مهمتك الجديده واتمنى تنجحي فيها زي لقائك مع حمزة الزهدي
زفرت أنفاسها مخاطبه نفسها بأن تلتزم الهدوء وابتسمت وهي تحدق بنظراته المتحديه
اسمه ايه اللعب يافنـ.ـد.م
خاطبها رئيسها بهدوء
سهيل نايف
.....................................
أسند شريف رأسه على سطح مكتبه مفكرا في حديث حمزة معه... مدام لم يعرف ماذا يريد من تلك الفتاه التي عرفها في لحظات ضعفه فليتركها... لا ينكر انه كان يشعر معها بشعور جميل لا يعرف اهو حب ام إعجاب ام راحه ولكن تصرفات شقيقتها جعلته ينفر من الوضع
هو ضابط ويفهم أفعال شقيقتها.. تريد توريطه بالزيجه من شقيقتها وماهو الا رجلا لا يحب فرض الأشياء عليه
مها لم تصل معه لمرحله ان يفكر بها كزوجه
والحل النهائي الذي اتخده بعد حديثه مع حمزة وكلام صديقه انه لن يقابلها ثانيه... ولكن قلبه كان له رأي آخر
لا يا شريف ودعها لمره اخيره ... جبلها هديه ذكرى
اقتنع برغبه عقله وقلبه معا
ليدلف سيف لغرفه المكتب ناظرا له
سمعت الخبر ده... عندنا شهر تدريب مكلفين بي من الإداره
....................................
وضعت أمامه قهوته بخجل وتـ.ـو.تر
عايز مني حاجه تانيه
نظر مراد اليه بجمود... وكادت ان تسأله عن سبب معاملته تلك الا ان عمها خرج من غرفته مستندا علي والدها
وحينا وقعت عيناه عليهم نظر لشقيقه
ايه رأيك الاولاد ينزلوا يجيبوا الشبكه النهارده يامهاب
كاد ان يعترض مراد الا انه وجد والده يسعل بحشرجه
عايز ارجع بيتي بكره وانا فرحان
لينظر مهاب لابـ.ـنته متسائلا
ايه رأيك ياهناء
خجلت هناء من الأمر واطرقت عيناها أرضا
اللي تشوفوا يابابا
وانصرفت على الفور دون أن تنتبه لنظرات مراد المشتعله
وانت ايه رأيك يامراد
هتف بها مهاب مخاطبا ابن شقيقه تلك المره
مافيش مشكله انا برضو رأي من رأى بابا عايزين نفرح
كانت الكلمـ.ـا.ت تخرج منه عكس ما بداخله... فسيحقق لهم الفرح الذي يريدوه... ليذيقها هي كل عڈابه
..................................
وقفت للمرة الثانيه امام مدير مكتبه تطلب منه مقابلته
للأسف حمزة بيه مش فاضي
تعلقت عين صفا به وشعرت بوخزات تطرح قلبها خشت ان يكون أخبر سكرتيره بهذا الأمر فتسألت بنبرة مذبذبه
ينفع استناه.. انا محتاجه ضرورى
طالعها الرجل وهو يتذكر انها أتت من قبل وقد دلفت لرب عمله
حين اخبره بأسمها
هو حاليا عنده اجتماع خارج الشركه... تقدري تجيله في وقت تاني
طالعته صفا بتفهم وجالت عيناها بالمكان.. ثم جرت اقدامها بتخاذل
وقبل ان تخرج من غرفه المكتب كان حمزة يخرج من المصعد متجها نحو غرفة مكتبه
ألتقطته عيناها كما رأها هو فتجمد في وقفته..
وأتجهت نحوه بخطي سريعه وقبل ان يسألها عن سبب مجيئها لهنا هتفت برجاء
حمزة ارجوك انا محتاجه مساعدتك.. مبقاش ليا حد وعزيز انا قلقانه منه.. ساعدني!
متنهدا وهو يسمعها
عايزه ايه ياصفا... لو ديه خطه منك.. انك تظهريلي بصورة الست الضعيفه بلاش
انسابت دmـ.ـو.عها من قسوته... واطرقت عيناها ارضا
انا صحيح لسا بحبك ياحمزة.. بس انا اتعلمت الدرس.. محدش بيدوق مراره الخداع الا صاحبه...انا عايزاك تحب صفا الانسانه الجديده
واردفت بأمل
هستني تحبني تاني الأمل لسا جوايا
اصابته كلمـ.ـا.تها.. هو يلعب نفس اللعبه ب ياقوت.. دار بعقله في تخيل لحظه وقوعه بحبها فلم يجد الا نفض تلك الفكره وهو ساخر من نفسه فهو لا يرى ياقوت الا فتاه ضعيفه بأحلام بسيطه فهل بعد كل ما أصبح عليه سيحبها هي وسيله لا أكثر وسيله من سحر صفا يعود له ثانيه.. وسيله لاراحه عقله من زن شقيقته ووسيله لتنفيذ وصية سوسن التي يذكره بها شريف دوما
فاق من شروده وتجمدت ملامحه وهي تخبره
عزيز حاول يعتدي عليا امبـ.ـارح... انا مش محتاجه غير شغل بس اقدر اعيش منه وادور على مكان اعيش في...اي شغل ياحمزة حتى لو خدامه عندك
عيناها الدامعه وكـ.ـسرتها أمامه جعلته يرى صدقها...لاا يحب إذلال أحدا له حتى لو كان عدوه مبادئ رباها عليه والديه ورغم سطوة الزمن عليه ودخوله دائرة الحياه الا ان بعض المبادئ ترسخت داخله
هحاول اصدقك ياصفا... وهساعدك لوجه الله مش هكون انا والزمن عليكي
تنهدت بآلم وهي تستمع لعبـ.ـارته الاخيره... الزمن كلمه في قاب قوسين لا نفهمه الا عنـ.ـد.ما نذوق علقمه
اماءت برأسها شاكره وتعلقت عيناها به وهو يخرج احد الكروت من
داخل سترته يدون لها عنوانا ثم أعطاه لها
ده عنوان شركة الحراسات بتاعتي.. بكره الساعه 9 تكوني هناك وهت عـ.ـر.في منهم مهام وظيفتك
ألتقطت منه الكارت مبتسمه تشعر بالسعاده ليس لحصولها على العمل انما انه لك يحذلها حين لجأت اليه مستنجده..قلبها تقافز بين اضلعها يرسم لها أنه مازال يحبها
الكرت بيدها ثم شكرته بأمتنان
شكرا ياحمزة
الطابق كان معروف بخلوه من المواظفين... ابتعد عنها منصرفا نحو غرفة مكتبه
حمزة
ألتف نحوها منتظرا معرفه مـ.ـا.تريده... فوجدها تلقى نفسها بين ذراعيه
كانت ياقوت صاعده تلك اللحظه على الدرج فقد أعطت الأوراق للسيد أشرف كما امرها شهاب وقررت ان تصعد له كي تشكره
لتقع عيناها على المشهد فتوارت خلف احد الجدران تغمض عيناها من الآلم الذي اخترق قلبها ولا تعرف سببه.. ولم تكمل المشهد وعادت تهبط الدرج بخطي سريعه
توقفت عين حمزة على رؤيتها لهم ... ثم انصرافها السريع
نفض صفا عنه.. لينظر الي المكان الذي كانت فيه
↚
وقف في منتصف غرفة مكتبه يزفر أنفاسه كلما جال أمامه هيئتها وهي تختفي من الطابق بل وخرجت من الشركه بعد رؤية صفا بين ذراعيه.. لا يعلم كيف حدث ذلك ولكن الحقيقه التي يعلمها ان صفا مازالت عالقه في قلبه بجزء ذكرياته المظلم
من مكتبه بخطي حانقه من حاله.. واسند كفيه على سطح مكتبه مائلا بجزعه العلوي قليلا.. اغمض عيناه كي يريح عقله.. انفاسه خرجت من بين شفتيه ببطئ ثم فتح عيناه متمتما
لازم تتصرف ياحمزة.. ياقوت مش لازم تخرج من لعبتك
..................................
نظرت صفا نحو عزيز الجالس واضعا ساق فوق الآخر وينفث دخان سيجارته.. اتجهت انظارها نحو الخادmه التي تعيش معها وقد تركتهم واتجهت نحو المطبخ بعدmا أشار لها عزيز بالانصراف
نهض بثبات فأبتعدت عنه صفا خائفه منه بعدmا دهس عقب سيجارته في المنفضة
صفا انا اسف على اللي حصل.. كنت سکړان ومش حاسس بنفسي
اشاحت عيناها بعيدا عنه
كويس انك جيت عشان ابلغك اني هسيب الشقه وهدور على اي مكان اعيش فيه
اتسعت عيناه من فكرة رحيلها.. انتظرها لسنوات.. أصبح سيد بعدmا كان مجرد عامل والان تخبره انها تنوي الرحيل
مجرد تخيله ان حلمه بها سيضيع جعل عقله يقف
لا تسيبي الشقه ازاي.. اوعدك اني مش هاجي هنا تاني بس انتي متبعديش
بطريقه متملكه.. فأنفضت حالها وابتعدت
طالعها مصډوما من نفورها منه بعد أن كانت لا تخشاه.. شعر بأن خطوات و.جـ.ـعلها تطمئن له اضاعتها فعلته امس
اطرق عيناه ارضا يحاول رسم نـ.ـد.مه على محياه
وترضيلي ياست صفا اخلف وصية رأفت باشا.. ده انتي بـ.ـنت الراجـ.ـل اللي كانت افضاله عليا
هتف عبـ.ـارته الاخيره وداخله يسخر من حاله.. فهو لم يكره مثل والدها قط بحياته
احست بنـ.ـد.مه
موافقه اقعد هنا ياعزيز لحد بس ما اظبط اموري بس ياريت متجيش هنا ممكن
رمقها بصمت وابتلع حديثها رغما عنه.. لم ينهي ذلك الحوار الا رنين هاتفه
ايوه.. تمام انا جاي
أنهى مكالمته.. ثم تعمق في النظر إليها.. يشتهيها بكل ما تحمله الكلمه من معنى ولكن ما عليه إلا الصبر
انا مسافر اليابان .. لو نفسك في حاجه قوليلي
هتف عبـ.ـارته بأبتسامه واسعه
متكسفيش ياست صفا.. انتي تشاوري بس وانا عليا التنفيذ
عاد شعورها بالقلق منه ينتابها ثانيه.. حديثه احيانا لا يشعرها انه مجرد جميل يرده اكراما لوالدها الذي تعلم أنه كان رجلا غليظ القلب
شكرا ياعزيز
وقبل ان يسألها من اين كانت اتيه عاد رنين هاتفه يعلو ثانية.. فطالع رقم المتصل بتـ.ـو.تر وما كان الا شقيق زوجته
فرات النويري مالك إحدى شركات النفط.. رجلا لا يعرف قلبه رحمه ولا شفقه... الحياة العسكريه تشكل كيانه رغم انه خرج منها بعد إصابته بحاډث ادي لعرج بساقه اليمني
معلش ياست صفا انا لازم امشي
وسار خطواتان ثم عاد يطالعها
واحد من رجـ.ـالتي هيكون في خدmتك.. لحد ما ارجع من السفر
ودون ان ينتظر ردها انصرف.. لتزفر أنفاسها بقوه متمتمه
هتعملي ايه ياصفا
....................................
احتدت عين فرات بعدmا سمع بكاء شقيقته الذي يمقته
خلاص يافاديه.. مبحبش عـ.ـيا.ط الستات ده.. مش انتي اللي صممتي تتجوزيه
اطرقت فاديه بيداها على فخذيها بعويل
بقولك جوزي جايب شقه لواحده في الزمالك يا فرات وتقولي مبحبش عـ.ـيا.ط الستات.. شكرا ياخويا يابن ابويا
نفث فرات دخان سيجارته بقوة حانقا من حب شقيقته لزوجها بطريقه تزيده مقتا منها
انا جوزك ده مبحبش اتعامل معاه... انا مش عارف ازاي قبلت اناسب واحد زيه
طالعته فاديه بضيق متمتمه
يعني كنت عايزني اقعد جانبك... عزيز هو الراجـ.ـل الوحيد اللي حبني من غير الأملاك اللي عندي
تجلجلت ضحكات فرات بصخك
ومدام البيه بيحبك خانك ليه
اطرقت فاديه عيناها نحو المنديل الذي تحمله ثم هتفت صائحه بعد أن بحثت لزوجها عن سبب لا يجعله مدان أمام شقيقها
اكيد هي اللي اغوته وضحكت عليه
لم يتحمل فرات حديثها فأطرق بعصاه التي يستند عليها أرضا بقوه
فاديه انا زهقت من
مشاكلك... وفي الاخر جوزي ابو عيالي.. حيلي مشاكلك لوحدك يافاديه
فور ان سمعت عبـ.ـارته تلك التي يخبرها بها عند أي مشكله تحدث لها ومجرد ان تلقى تطلب منه حمايته وتقويم عزيز يلين نحوها
كده يافرات.. كده ياخويا انا ليا مين غيرك
اليه مغمضا عيناه
خلاص يافاديه.. هقرصلك ودنه عشان يبطل يلعب بديله
................................
زفرت ياقوت أنفاسها ومازالت لا تعرف سبب آلمها منذ رؤية تلك المرأة .. الصوره لم تصل إليها بالكامل ولم تتبين حقيقه الوضع
منها سماح بعد أن جلبت لهما كوبان من حمص الشام من احد الباعه
احلى كوبايه حمص الشام لاحلى ياقوت
ارتسمت ابتسامه باهته على شفتي ياقوت وتناولت منها الكوب
فأردفت سماح متسائله
مالك بقى..قولتي مخـ.ـنـ.ـوقه ومحتاجه اشم هوا... اه جينا نتمشى على الكورنيش
طالعتها ياقوت وهي لا تعلم بما ستخبرها به.. اتخبرها بالمشهد الذي رأته ولكن ماذا ستفسره لها... هي لا تعلم سبب ضيقها
ياقوت مين زعلك...اللي اسمه حمزة ده رجع يزعلك من تاني
وقفت ياقوت تأخذ أنفاسها
مافيش ياسماح.. بس انا مخـ.ـنـ.ـوقه من غير سبب
تعلقت عين سماح بها تحاول سبر ما بداخلها
هحاول أصدق ان مافكيش حاجه
وفردت ذراعيها نحوها ټحتضنها
تعالي بقى اخدك ... ده مـ.ـيـ.ـتعوضش
هتفت سماح ضاحكه لتضحك ياقوت على عبـ.ـارتها متمتمه
ليه يعني مـ.ـيـ.ـتعوضش.. الأم مثلا
لطـ.ـمـ.ـتها سماح على ظهرها بخفه
بالظبط يا ست النكديه.. يلي مخلياني اكل حمص الشام مع اني مبحبهوش
................................
مريم من شهاب وندى الجالسين متشابكين الايد يتهامسون
بتتكلموا تقولوا ايه
ابتعدت ندي عن شهاب بخجل... ليطالعها شهاب ضاحكا
ده كلام كبـ.ـار.. مالكيش دعوه بي
عقدت مريم كلتا حاجبيها ومدت يداها تزيحهم عن بعضهم
حيث كده وسعوا بقى عشان اقعد معاكم واسمع
ضحكت ندي رغما عنها..وطالعت زوجها الذي اخذ إحدى الوسادات من خلف ظهره دافعا بها مريم علي وجهها
قومي يارخمه
على هتافه تلك الجمله دلف حمزة المنزل.. رغم إرهاقه اليوم الا انه ترك كل شئ خلفه ظهره وأبتسم عنـ.ـد.ما تعالت صيحة مريم
مش عايزه اقعد معاكم... بابا خلاص جيه
ونهضت من جانبهم لتتجه نحو حمزة
تعالي ياحببتي
لم يكن حال ندي يختلف عن حال شريف كلما وجدوا مريم يزداد تعلقها بحمزة.. أصبح هو كل عالمها
تذكرت حديث ناديه معها من قبل عنـ.ـد.ما اوضحت لها رغبتها الشـ.ـديده في تزويج حمزة
تلك الفكره لا تعلم كيف ستتقبلها الصغيره وكيف سيرحبون بالعروس اذا تزوج حمزة وجلبها للمنزل
داخلها يرفض دخول امرأه أخرى لعائلتهم وأحيانا تشعر بأنانيتها حين لا تتمنى الزواج له
نفضت الأفكار سريعا وهي تري حمزة يتقدm منهم
ندي لو فاضيه عايزك في موضوع
تعلقت عين شهاب بزوجته ثم بشقيقه
في ايه ياحمزة
نظر حمزة بحاجب مرفوع نحو شقيقه
مش هخـ.ـطـ.ـف مراتك متخافش
تـ.ـو.ترت ندي من الأمر الذي يريدها فيه.. فأشار لها حمزة بأن تتبعه.. فأتبعته
الصغيره مريم من شهاب تتعلق بذراعه
زعلانه منك ياشهاب.. بجد زعلانه
كانت عين شهاب مرتكزه على غرفة مكتب شقيقه ولم يغلق حمزة الباب.. رمق مريم بعد أن دفعته علي ذراعه
أنت ياعم... بقولك زعلانه منك مش هتصالحني
طالعها شهاب بحنق
أنتي مراتي يابـ.ـنتي
ثم اردفت متسائلا بعدmا عبست بشفتيها
زعلانه ليه يا برنسيسه مريم
ظلت مريم تحادثه عن سبب ڠضبها منه والذي يتلخص انه لم يعد يصطحبها من مدرستها ولكن هو كانت عيناه ثاقبه على شقيقه وهو يحاور زوجته
....................................
طالع شهاب ندي بعدmا أخبرته بحديث حمزة عن إدارتها لاسهمها بالشركه
لا طبعا مش عايز مراتي تشتغل
تلك المره لم ترغب بالخضوع لاوامره
بس انا عايزه اشتغل ياشهاب
رأي العند في عينيها مما زاده حنقا
وانا قولت لااا... انتي ناقصك حاجه
صاحت وقد كلت من خضوعها الدائم معه
اه ناقصني... ناقصني اكون انا
واردفت بعد أن ألتقطت ملابسها من الخزانه
وعلى فكره انا مش عايزه اشتغل في الشركه ولا عايزه أدير الاسهم... انا عايزه اشتغل في التدريس
واتجهت نحو المرحاض... غالقة الباب خلفها بقوة
وقف يحدق بالفراغ الذي تركته وتنهد وهو يتجه نحو زافرا أنفاسه
مرت نصف ساعه وهو جالس هكذا الي ان خرجت من المرحاض ولم تلقى نظرة عليه... اتجهت نحو المرآة تمشط شعرها تشعر بنظراته تخترقها
أنهت تمشيط شعرها واتجهت نحو الفراش لتتسطح عليه دون كلمه... تجاهلها كان أكثر الأشياء التي يمقتها
طالعها ثم تنهد بقوه
وطبعا حضرتك هتنامي وأنا هقعد أغلى مع نفسي... انتي بقيتي جايبه البرود ده منين
غامت عيناها بالدmع وهي تطالع جموده
انا مش بـ.ـارده ياشهاب... بس انت عمرك ما حسستني اني انسانه وليا احلام.. عمرك سألتني نفسي ف ايه وبحب ايه
اخترقت العبـ.ـارات قلبه... وجدها تغمض عيناها ودmـ.ـو.عها تنساب على وجنتيها
كانت صادقه في كل كلمه أخبرته بها... عطائها الزائد له جعله شخصا انانيا لا يرى..
اعتدلت في رقدتها تمسح دmـ.ـو.عها
حبي ليك
خلاك شخص اناني ياشهاب
..................................
مجرد ان اغمضت ياقوت عيناها واصرفت ذهنها عن حـ.ـز.نها
وجدت رنين هاتفها يعلو... ابتسمت وهي تجد رقم هناء
فأجابت على الفور وأعتدلت في رقدتها
ياقوت انا ومراد جبنا الشبكه
دق قلب ياقوت بسعاده لصديقتها
مبروك ياهناء.. احلى خبر سمعته النهارده
تنهدت هناء وهي تنظر لبنصرها المزين بدبلتها
بس انا حاسه اني مش فرحانه يا ياقوت... حاسه ان فرحتي ناقصه
شعرت بحـ.ـز.ن صديقتها من صوتها
ليه يا هناء مش ده مراد الراجـ.ـل اللي عيشتي ترسمي أحلامك معاه
سقطت دmـ.ـو.ع هناء وهي تطالع باقة الازهار التي جلبها لها
قلبي و.جـ.ـعني من غير سبب... تفتكري ديه علامه من ربنا اني مش هكون سعيده مع مراد
لم ترد كـ.ـسر فرحة صديقتها وارادت طمئنتها
قومي صلي وادعي ربنا انه لو كان خير ليكي ربنا يكمله ولو شړ يبعده عنك
هتفت هناء بلهفه بعد سماع تلك الجمله
بس انا عايزه مراد.. عايزاه خير ليا يا ياقوت انا عمري ما حبيت غيره.. رغم اني اتحبيت وكانوا ناس متترفضش بس هو الوحيد اللي قلبي عايزه
اغمضت ياقوت عيناها تقاوم ذرف دmـ.ـو.عها الحبيسه
قومي صلي وادعي ربنا ياهناء
مسحت هناء دmـ.ـو.عها وهتفت بحب
حاضر يا ياقوت
تركت ياقوت الهاتف جانبها ثم اعطت الحريه لدmـ.ـو.عها كي تتساقط
في ناس عمرهم ما تحبوا حتى ومستنين على أمل حد يحبهم
واردفت داعيه لصديقتها
ربنا يسعدك ياهناء
..................................
ألقى مراد جــــســ ـده فوق الفراش بعدmا انتهي مكوثهم في بيت عمه وتمت الخطبه التي تمناها والده
انت السبب يابابا... ذنبها ايه اظلمها معايا.. لاخلتني أحـ.ـز.ن على مراتي اللي ماټت وابني اللي كان في بطنها... ولا خلتني حتى اصارحها
واغمض عيناه متذكرا لحظاته القليله مع جاكي مبتسما.. أما هناء كانت بعيده عن عقله وقلبه لا يراها الا انه فرض اجبر عليه ارضاء لوالده
....................................
طالعها وهي تخرج من المدرسه التي تعمل بها وإحدى العاملات تساعدها في الخروج من البوابه.. منها فشعرت بوجوده من رائحة عطره
شريف
مد كفه نحوها يعاونها على السير
كلمت ماجده وقولتلها اني هأخرك شويه النهارده.. ايه رأيك اعزمك على الغدا
ارتبكت من الفكره فهى لا تحب تناول الطعام خارج البيت حتى لا تسبب للجالس معها الحرج ولكن معه تشعر انها أنثى كامله لا ينقصها شئ.. حتى فقد بصرها تناسته
اماءت برأسها بسعاده واتجهت معه نحو سيارته.. عاونها على الجلوس.. ثم نظر إليها طويلا
هاتفا داخله
سامحيني يامها على البعد لكن ولا انا هناسبك ولا انتي هتناسبيني
اتجه نحو الباب الآخر للسياره لينطلق بعدها بسيارته نحو المطعم الذي حجزة لهم بمفردهما... حتى يجعلها تجلس بحريتها دون أن تخشي أعين الناس
وصلوا وجهتهما فتمتم
وصلنا
ابتسمت ببرائه ووضعت يدها على زجاج السياره تنتظر مساعدته لها
ترجل من سيارته ثم ساعدها على الهبوط منها
شريف انا مش عايزه اكل... مبعرفش اكل بره بيتنا
كانت كالطفله الصغيره وهي تخبره عن عدm رغبتها في تناول الطعام حتى لا تشعر بالحرج... تألــم قلبه فكيف سينساها ويزيلها من حياته
قبض على يدها مطمئنا
متقلقيش طول ما انا معاكي
لو علم كيف سقطت الكلمه على قلبها ف روته... لكان نـ.ـد.م على السعاده التي أصبح يهبها لها
جعلها تتعلق به وتبني أحلاما ظنت لسنين ان الأحلام حرمت عليها
حاضر... قولي بقى شكل المطعم ايه
دلفوا لداخل المطعم فرحب بهما النادل
حاضر هوصفهولك... بس تعالي نقعد... على فكره انا حاجز المطعم لينا لوحدنا
هتفت بطفوله
كويس عشان اعرف اكل من غير ما حد يبص عليا
ابتسم على طفولتها وازاح لها المقعد ليجلسها عليه
طلب وجبتهما وجلس يصف لها المطعم... الي ان اتي النادل بوجبة الطعام
عايزك تاكلي براحتك يامها ومتتكسفيش مني
ارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيها
انا مبقتش اتكسف منك ياشريف... عشان عارفه لو شوفتني بأي وضع عمرك ما هتبصلي بشفقه وهتمد ايدك ليا وتساعدني
أصابه الكلمه قلبه... فألتقط كفيها بكفيه معتذرا
انا اسف يامها
تعجبت من اعتذاره وانكمش وجهها وهي تسأله
اسف على ايه... انت عملت ايه يزعلني عشان تعتذر
اغمض عيناه بقوه ثم ابعد عيناه عنها
اسف على أول لقاء بينا.
ضحكت وحررت احد كفيها من راحتي كفيه
ياا انت لسا فاكر... ده انا نسيت
بدئوا يتناولوا طعامهم... اخذ يساعدها في تناول الطعام ووضع الأطباق أمامها...الي ان أنهوا طعامهما
مسح فمها بالفوطه الموضوعه فأبتمست
طلب لها كأس من المثلجات وطلب لنفسه فنجان قهوه
وجلس ينظر لها وهي تتناول كأس المثلجات بنهم ويستمع إليها
انت مش هتتكلم بقى... انا من الصبح بتكلم
ارتسمت ابتسامه باهته على شفتيه ومال نحو الطاوله
عايز اسمعك النهارده يامها
توردت وجنتاها خجلا
مش ماجده وسالم حددوا ميعاد جوازهم بعد شهر هيتجوزوا
حرك رأسه وداخله يتمنى ان يكون اختيار شقيقتها بسالم صحيح
اخرج العلبه التي تحتوي على العقد الذي اشتراه لها من جيب سترته.. وأخرجه من علبته
ممكن يامها ألبسك السلسله
اندهشت مما أخبرها به ونهض من فوق مقعده ثم وقف خلفها وازاح خصلات شعرها
فهمت ماارادت فهمه وهي تشعر ببروده العقد على جيدها
وضعت يدها على العقد مبتسمه
مش هقــلـــعه خالص
من رقبتي
......................................
وقعت عيناه عليها وهي جالسه منكبه علي بعض الملفات
وجوده اليوم بالشركه التي يديرها شقيقه كان من أجلها
تقدm من مكتبها.. فرفعت عيناها نحوه ليتعمق بالنظر إليها وقبل ان يهتف بشئ... نهضت من فوق مقعدها بثبات
اتفضل يافنـ.ـد.م.. بشمهندس شهاب في مكتبه
هتفت عبـ.ـاراتها وهي تتحاشا النظر إليه... طالع شحوب وجهها يسألها
مشيتي ليه امبـ.ـارح
تعلقت عيناها به ثم اطرقتهم سريعا نحو الأوراق الموضوعه فوق سطح مكتبها.. كانت تظن انه لم ينتبه اليها ولكن حدث ما تمنت عدm حدوثه
لم تعرف الجواب فظلت صامته.. تفرك كفيها ببعضهما بتـ.ـو.تر لم يخرجها من مأزقها هذا إلا خروج شهاب من مكتبه
ياقوت هاتي الملف ال....
انتبه لوجود شقيقه
حمزة انت هنا... غريبه
تقدm حمزة من شقيقه
كنت قريب من الشركه .. فقولت اعدي على الفرع هنا
اماء شهاب برأسه نحو شقيقه بتفهم ثم طالع ياقوت التي مازالت تقف تخفض عيناها حرجا
اطلبنا اتنين قهوه يا ياقوت
دلفا الشقيقان للغرفه... فزفرت أنفاسها المحپوسه.. ف خروج شهاب هو من انقذها
جلبت القهوه ثم طرقت باب الغرفه ودلفت بعدها
وضعت الفنجانين أمام كل منهما... فصدح رنين هاتف شهاب
ففتح الخط ثم خرج من الغرفه يتحدث
كادت ان تخرج من الغرفه الا ان صوته اوقفها
مش هتقوليلي ايه اللي مشاكي امبـ.ـارح
ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر وهي تطالعه ثم اشاحت عيناها بعيدا عنه
مافيش سبب يافنـ.ـد.م
تنهد وهو يضع فنجان قهوته على الطاوله بعدmا ارتشف منه رشفه بسيطه
ياقوت مبحبش اقرر سؤالي كتير
صمتت فلا اجابه لديها تخبره بها
ياقوت
تعلقت عيناها به... اليوم علمت الحقيقه التي وقعت بها
سقطت في لعڼة الحب .. الشخص الذي كانت تهابه وتخشي بطشه قلبها بدء يخفق پجنون بل وبدء يهواه...حلمت به امس وهو حلم استيقظت منه تلطم وجهها رافضه اياه
تحركت شفتيها بصعوبه متمتمه
معرفش
ثم هـ.ـر.بت من أمامه.. لتتسع ابتسامته وهو يعلم أن ما ارده تم ولم يظل الا التنفيذ !
↚
انحدرت دmـ.ـو.عها وهي تحكي لسماح عن مشاعرها المضطربه
أصبحت لا تعي ما ينتابها في جوده.. حب يقنعها به قلبها ولكن عقلها يرفضه.. اغمضت عيناها تلوم نفسها علي تفكيرها به ورسم أفعاله معها وكأنها بطولات وقد نست انه في البداية كان يعاملها اسوء معامله
في حاجه غلط ياسماح.. انا مبقتش قادره افهم نفسي
واردفت بعدmا مسحت دmـ.ـو.عها بقسۏة من فوق وجنتيها
هو اللي انا فيه اسمه ايه ياسماح.. متقوليش انه حب
اطرقت سماح عيناها نحو الوساده التي تضعها فوق فخذيها شارده مفكرة في أفعال حمزة اللطيفه مع صديقتها في الآوان الاخيره.. لطفه انبت املا داخل قلب تلك المسكينه التي تنظر إليها تنتظر نصيحتها
زفرة طويله خرجت من بين شفتيها ثم تعلقت عيناها ب ياقوت
اللي انتي فيه ده سراب يا ياقوت ومحدش هيتو.جـ.ـع غيرك انتي... فوقي دلوقتي احسن ما الأحلام تاخدك وتلاقي نفسك قدام الحقيقه
واردفت وهي تعلم بقسۏة كلمـ.ـا.تها
حمزة الزهدي بعد مـ.ـر.اته الأولي اكيد يوم ما هيجي يتجوز هيتجوز واحده من العالم بتاعه... قلوبنا هشه وضعيفه يا ياقوت وبتدور على اللي پيجـ.ـر.حها
كلمـ.ـا.تها أعادت الذكريات لكلا منهما سماح التي أحبت يوما
اما ياقوت عادت لها ذكرى حبها الصامت لابن بلدتها
قصص الروايات مبتتحققش غير في الروايات يا ياقوت.. الأمير بيروح للاميره اللي زيه اقنعي قلبك بكده
ضغطت ياقوت على شفتيها بقوة تذكر قلبها بالآلم الذي ستحصده اذا ظلت في أحلامها وخرج صوتها بضعف
انا مش محتاجه ۏجع فوق ۏجعي ياسماح
واخذت تردد داخلها
فوقي يا ياقوت
اخذتها سماح بين ذراعيها تربت على كتفها
احنا جاين هنا ومغتربين ليه
دmعت عين ياقوت وهي تتشبث بها
جاين عشان نشتغل
واردفت سماح تسألها وكأنها طفله صغيره
الحب ده ايه
ابتعدت عنها ياقوت تطالعها لتبتسم إليها
رفاهية متصلحش لينا
فأبتمست سماح ومدت كفيها تمسح على خديها
كل ما تلاقي قلبك بدء يرسم ليكي أحلامه واحتياجه او.جـ.ـعي قبل ما يوجـ.ـعك
اماءت لها ياقوت برأسها وقد جفت دmـ.ـو.عها داخل مقلتيها... لن تجني من الحب إلا ۏجعا اخر يضاف الي اوجاعها
...................................
تعلقت عين ريما بذلك القادm نحوهم بخطي ثابته يتحدث في هاتفه بحزم.. ابتسمت ريما وهي تهنـ.ـد.م خصلات شعرها وتعدل من سترتها لم تنتبه مريم لقدومه فقد كانت غارقه في حل المسأله الحسابيه ولكن حينا صدرت نحنحه رجوليه رفعت عيناها نحوه ثم اتجهت انظارها نحو ريما الغارقه في تأمله بهيام
مساء الخير
هتف بها حمزة مبتسما لتنهض ريما من فوق مقعدها هاتفه
مساء النور
تعلقت نظرات مريم بينهم تتخيل لو تزوج والدها بمعلمتها ولكن نفضت رأسها من أفكارها ونهضت سريعا تاركة ما كانت تفعله
بابا وحـ.ـشـ.ـتني
ألقت نفسها فأحتواها اليه متسائلا
مريم عامله ايه في مذاكرتها
طالعته ريما بأحلامها الورديه المتعلقه به
متقلقش مستر حمزة اوعدك أن مريم هتقفل الماده السنادي.. ومش مادتي بس باقي المواد كمان
طالع حمزة صغيرته بفخر
وانا متأكده من كده.. شكرا ميس ريما
هتفت ريما معترضه من منادتها بالالقاب
ريما بس يافنـ.ـد.م.. واتمنى انك تسمحلي
اقولك كمان حمزة من غير ألقاب
ألقت عبـ.ـارتها الأخيرة وهي تضغط على شفتيها بحرج وتضع خصلة شعرها خلف أذنها
اتسعت عين مريم ذهولا وانتقلت بعيناها نحو ملامح ريما
حدق بها حمزة متعجبا
أكيد مافيش مشكله من ناحيتي انك تندهيلي من غير ألقاب ميس ريما
تمتم كلمته الأخيرة بحزم ليجعلها تدرك انه لا يراها الا معلمه صغيرته وانه سيناديها كما يناديها دوما دون رفع الكلفة
تصبغت وجنتي ريما حرجا من الموقف الذي وضعت نفسها فيه..أما مريم ابتسمت بزهو
لينسحب حمزة من بينهم متمتما لصغيرته
كملي مذاكرتك ياحببتي
اماءت له برأسها سعيده وتنفست براحه وطالعت ريما التي عادت تجلس على مقعدها متـ.ـو.ترة واخرجت ما بجبعتها ولكن بمكر وهي تعاود الجلوس لمقعدها هي الأخرى
ت عـ.ـر.في ياميس ريما عمتو ناديه حولت كتير تخلي بابا يتجوز ولكنه رفض
واردفت بخبث وهي تشبع عيناها بملامح ريما التي تبدلت
اصل بابا كان بيحب ماما اوي وقال انه هيعيش على ذكراها
كانت ندي تلك اللحظه قادmه نحوهم ولكن وقفت مصدومه من سماع عبـ.ـارات مريم
....................................
أنتفضت فزعا من متمتمه
حـ.ـر.ام عليك ياشهاب خضتني
كانت رقيقه وهي تهتف عبـ.ـارتها تلك ولكن هي دوما كانت رقيقه ناعمه
داعب وجنتاها بيديه مبتسما
مالك بقيتي رقيقه كده ياندي
مطت شفتيها مستنكره وابعتدت عنه
انا متغيرتش ياشهاب انت اظاهر كنت أعمى
ضحك بقوة وهو اليه ثانية
لو انا أعمى في رقتك بس طول لسانك ده بقى جديد ياندي
صمتت للحظات تفكر في خطوتها معه..
لاا ياحبيبي انا لساني مطولش بس انا بدلع عليك حـ.ـر.ام يعني الست تدلع على جوزها شويه
رفع شهاب احد حاحبيه وقد ادهشته طريقتها
انا مبقتش فاهمك ياندي... بقيتي كتاب مقفول قدامي
ابتسمت بآلم لم يخفى عليه
ما انا كنت قدامك كتاب مفتوح.. وانت اللي قفلته ورمـ.ـيـ.ـته ياشهاب
لم يمهلها إكمال عبـ.ـارتها وكأنه يعبر لها أن حبه لها هكذا.. مادام يريدها بين ذراعيه هكذا يكون الحب
...................................
بدأت صفا عملها في شركة الحراسات الخاصه كموظفة إستقبال
تجيب على الهاتف وتستعلم عن البيانات... تعلم أن تلك الوظيفه اكرمها فيها حمزة فمن سيوظف لديه خريجة سجون
انسدلت اهدابها تخفي دmـ.ـو.عها الحبيسه.. أعوام قضتها ظلم وثمن تدفعه عن اب وزوج لم يرحموها حتى بعد مـ.ـو.تهم
وقفت جانبها إحدى الموظفات تلتقط بعض الأوراق من جانبها لتسألها صفا بلهفه
هو حمزة مش هيجي النهارده
طالعتها الفتاه بنظرات متعجبه من منادتها بأسم صاحب الشركه مجردا.. فأدركت صفا خطأها سريعا
اقصد حمزة بيه
رمقتها الفتاه ثم رتبت الأوراق وهي تجيبها ببرود
حمزة بيه مش بيجي هنا غير يومين في الأسبوع وممكن يوم واحد.. ياريت تكملي شغلك من غير اسئله كتير
وانصرفت الفتاه التي تدعي مروه تلوي شفتيها ممتعضه
تنهدت صفا تضغط على كفوفها بقوة حتى لا تنساب دmـ.ـو.عها
يعني رمتني هنا ياحمزة عشان متشوفنيش.. لدرجادي مش طايق وجودي
..................................
طرق حمزة على سطح مكتبه منتظرا قدومها... استدعاها بحجه انه يريد بعض الأوراق الهامه من لدي شقيقه ولابد ان يجلبها معها هي لأهمية الأوراق.. لم يعلق شهاب على الأمر ولم يركز بشئ
فأبعد شئ سيفكر به أن شقيقه لا يريد الأوراق إنما يريد من ستبعث معها الأوراق
مر الوقت ببطئ الي ان طرقت غرفة مكتبه ودلفت بعدها
نهض فور رؤيتها مطأطأة عيناها نحو الأوراق التي
اتفضل يافنـ.ـد.م ده الورق اللي حضرتك طلبته
مدت يدها نحوه بالاوراق دون أن تطالعه.. فألتقط حمزة منها الورق ثم نظر إليها
أنتي مخصماني ولا ايه يا ياقوت
هتف بلطف ممازحا حتى يعيد لعبته اليه بعد ما حدث
وهخاصم حضرتك ليه يا فنـ.ـد.م..اي أوامر تانيه
تعجب من لهفتها في المغادرة وتركيز عيناها بعيدا عن مطالعته
تجمدت ملامحه ثم هتف بصرامه
اتفضلي
كادت ان تنصرف من أمامه الا ان صوته اوقفها
استنى يا ياقوت
عاد لمقعده خلف مكتبه وجلس يطالع الأوراق حتى يعيد لنفسه حصونه.. انتظرت ان يتحدث الي ان خرج اخيرا من ثورة أفكاره
هند مرات مروان صديقي عندها مركز للمهارات الفنيه... ممكن اساعدك تشتغلي في المركز
واردف وهو يتفرس ملامحها الساكنه
انا شايف انها فرصه ليكي لأنك بتحبي الرسم وقبل كده كنتي بتعلمي أطفال الملجأ غير شغلك اليدوي
ابتسمت وقد ظن انه ألقى بهدف آخر وسينال ما أراد.. استرخي جــــســ ـده على مقعده وهو يرى شفتيها تتحرك كي تعطيه الاجابه
شكرا يافنـ.ـد.م..حضرتك ادتني فرصه قبل كده اشتغل بواسطه في شركتك لكن المرادي انا هدور لنفسي على المكان المناسب لمهاراتي
تلعقت نظراته الجـ.ـا.مده بها.. اخفي صډمته في ردها على عرضه الذي كان يظن انها ستقبله بأبتسامه واسعه ولكن الخيبة اصابته
اقدر امشي يافنـ.ـد.م
أشار إليها بالانصراف من أمامه دون حديث لتغادر مكتبه.. فألتقط الأوراق التي أمامه ملقيا بها پعنف.. ليطالع الفراغ الذي تركته متمتما
مش هطلع خسران يا ياقوت.. انتي المناسبه للجوازة ديه.. انا محتاج ضعفك اللي بتحاولي تخفي عني
مجرد ان خرجت من الشركه.. رفعت عيناها نحو السماء مبتسمه تتنفس
بسعاده من الثبات الذي خاضته أمامه ورفضها لعرضه
..................................
ألقى فرات الملف الذي أمامه على سطح مكتبه بعدmا أشار لاحد رجـ.ـاله بالانصراف... عاد يطالع الملف ثانية حانقا
جايب واحده سوابق يا عزيز.. ريحتك فاحت وبقت قذره
نظر لاسم صفا وصورتها بجمود
اما نشوف آخرته ايه معاكي
................................
اتسعت ابتسامه سماح وهي تسمع ردها عن عرضه
مش معقول يا ياقوت.. لا قلبي مش مصدق
قالتها سماح بدراما لتدفعها ياقوت بالوساده
ليه يعني.. انا بس بتكسف ده مش ضعف مني
ضحكت سماح وهي تومئ لها برأسها
اسفين ليكي
فأردفت ياقوت وهي تتمنى ان تجد مكان مثل هذا تمارس فيه هوايتها التي افتقدتها رغما عنها
تفتكري هلاقي مكان زي ده انمي في هويتي
ربتت سماح على كتفها بأبتسامه حانيه
ان شاء الله هندور واكيد هنلاقي...
واردفت بمقت
تعالي ساعديني نجمع معلومـ.ـا.ت عن لاعب الكورة الجزائري... انا مش عارفه انا كان مالي ومال الكوره.
ضحكت ياقوت على تذمر صديقتها.. ليبدئوا في جمع المعلومـ.ـا.ت عنه متفاجئين بأول اخبـ.ـاره انه اعزب في السابعه والعشرون من عمره
........................................
سالم من مها التي جلست تنتظر قدوم شريف
مدت يداها نحو القادm بلهفة تتمنى ان يكون هو
شريف
ابتسم سالم بمكر وهو
انا سالم يامها.. يادي شريف اللي بقى واخد عقلك
وضعت يدها على العقد الذي أعطاه لها في آخر لقاء بينهم
فين ماجده
طالعها سالم مقتربا منها
ماجده هي اللي بعتاني اجيبك... أصلها روحت تعبانه من شغلها
بلهفة وخــــوف على شقيقتها
ماجده تعبانه ايه اللي حصل
لمعت عين سالم بالشهوة وهو يسندها اليه
متقلقيش هي كويسه ده مجرد صداع
تنهدت مطمئنه ان شقيقتها بخير.. يقودها نحو سيارته اجلسها برفق
اتجاه نحو مقعد القياده ليقود بها السياره.. الي ان وصل لاحدي المناطق المعزوله ومال نحوها
معلش يامها هربطلك حزام الأمان اصلنا داخلين علي كمين
حجة اخترعها كي يترك ليداه حريه .. فتشبثبت في مقعدها
انت بتعمل ايه يا سالم ابعد عني
ابتعد وهو يمسح عرقه وتمالك نفسه حتى لا يخطئ
في ايه يامها انا كنت بربطلك حزام الأمان
واكمل قياده سيارته... خائفه متمتمه بأسمه
انت روحت فين يا شريف
.........................................
نظرت هناء للهدايا التي بعثها السائق مخبرا اياها انها من السيد مراد... لمعت السعاده في عينيها وهي تري والدتها ما جلبه لها مراد
جميل ياحببتي... اتصلي بي واشكريه
أسرعت هناء لحجرتها فطالعتها سلوى داعيه
ربنا يسعدك يابـ.ـنتي
اطمن قلبها كأي ام تريد سعادة ابـ.ـنتها وهي تري الهدايا واهتمام مراد بأبـ.ـنتها
......................................
وقعت عين مراد على ياقوت الجالسه خلف مكتبها كسكرتيرة لشهاب... ابتسم لها بلطف
ازيك يا ياقوت
ميزة ياقوت صوته فرفعت عيناها نحوه
أستاذ مراد... مبروك
تلك المره كانت نظراته خاليه من اي مشاعر الا انه يراها فتاة مكافحة عكس ابنة عمه المدلله
الله يبـ.ـارك فيكي.. عقبالك
اطرقت ياقوت عيناها خجلا ثم عادت تطالعه توصيه على صديقتها
هناء طيبه وجميله اوي.. مش هتلاقي زيها
لم يرد العبوس بوجهها عنـ.ـد.ما ذكرت اسمها وتسأل وكأنه لم يسمع شئ
شهاب في مكتبه
اماءت له برأسها وقبل ان يتجه نحو غرفة شهاب.. دق هاتفه برقمها
نظرت هناء لهاتفها بعدmا انفصل الرنين
هو كنسل عليا لي.. ممكن مش فاضي
.......................................
هتفت سماح برجاء
عشان خاطري يا ياقوت تعالي معايا.. يرضيكي اقابل راجـ.ـل لوحدي وانا عارفه نيته مني
ضحكت ياقوت وهي تطالعها
ديه حجه ياسماح.. انتي مش عايزه تديه فرصه يتعرف عليكي
نفت سماح برأسها وحكت فروة رأسها وهي لا تعلم لما خبأت عليها هوية من ستقابله
اقولك الصراحه بس متسأليش كتير
رفعت ياقوت احد حاجبيها منتظره سماع الحقيقه
انا مستنيه الصراحه من الصبح.. قولي
اطرقت سماح عيناها
ده الشخص اللي كنت بحبه زمان وسابني واتجوز وانا عايزاكي معايا عشان محتاجه وجودك يا ياقوت
واردفت بنبرة مثقله
فاكرني لسا زي ما انا... ياقوت ديه عشوه ببلاش وملوكي في افخم المطاعم نضيعها لا طبعا خليه يغرم
لم تعلم ياقوت اتبكي على صديقتها ام تضحك
حاضر ياسماح هاجي معاكي
أنهوا ارتداء ملابسهم وخرجوا من السكن ليستقلوا سيارة أجره
مرت دقائق الي ان وصلوا الي وجهتهم
كان غني اوى حبيبك ده
ضحكت سماح وهي تنظر للمطعم ساخرة
ابوه كان وزير سابق
تشبثت ياقوت في مكانها ثم رمقتها
ياخــــوفي لندفع تمن الاكله غسيل الأطباق
اكملوا سيرهم للداخل وسماح كانت تقودها عنوة... عنـ.ـد.ما رأت رجلا يقف لهما علمت انه المدعو ماهر حبيب صديقتها السابق
تمتمت إليها سماح بخفوت
هنطلب افخم واغلى وجبه واوعى تسبيني معاه
حركت ياقوت لها رأسها للمره التي لا تعرف عددها واتجهت معها نحو الطاوله
لم تنتبه لنظرات ذلك القابع منهم مع ضيوفه
ديه ياقوت صديقتي
اماء ماهر رأسه إليها مرحبا رغم ان داخله كان ممتعضا.. فقد كان يريد الحديث معها وحدهما
جلسوا على مقاعدهم... فتعلقت عين ماهر بسماح اما ياقوت جلست ترمقهم بتـ.ـو.تر
عامله ايه ياسماح... ت عـ.ـر.في انك حشـ.ـتـ.ـيني و
طالعت
سماح المطعم دون أن تنظر اليه ثم اجابه ببرود
انت شايفني ايه قدامك
ارتبك ماهر من ردها وطالع ياقوت التي ابعدت انظارها عنهم كي لا تشعره بالحرج من وجودها بينهم
بقيتي جميله
رمقته سماح بملل تخفي خلفه قناع جـ.ـر.حها
طول عمري جميله ياماهر.. مش محتاجه تعرفنى بنفسي ولا بشكلي
كانت ردودها جافه الا انه تقبل كل شئ منها بصدر رحب فهو من طـــعـــنها قديما وتركها ليتزوج بأخرى اختارها له والده
صدح رنين هاتف ياقوت.. لتطالعها سماح محركة لها عيناها ان لا تنهض.. فتعلقت عين ياقوت برقم شقيقتها ياسمين قلقا ومالت نحوها هامسه
ديه ياسمين.. لازم أقوم ارد عليها ياسماح.. ليكون بابا في حاجه
نهضت ياقوت بعدmا اطلقت سماح سراحها لتتعلق عين ماهر بها
انا انفصلت عن مراتي يا سماح
.........................................
دفع حمزة مقعده ناهضا من أمام ضيوفه
ثواني وراجع
واتبع تلك التي خرجت من المطعم تضع هاتفها على اذنها
وقفت ياقوت خارج المطعم تحادث شقيقتها
بابا كويس وانتوا كويسين
اخبرتها ياسمين بوضعهما وحالهم التام وهتفت بخجل
ياقوت انا مكسوفه اطلب منك اللي هطلبه ده
صمتت ياسمين لتحثها ياقوت على إكمال حديثها واخبـ.ـارها بما تريده
قولي يا ياسمين
اكملت ياسمين حديثها بخجل
انا محتاجه فستان لكتب كتابي يا ياقوت ومعيش حاجه مناسبه ألبسها وبابا رفض اشتري.. قالي ألبسي بتاع الخطوبه
وقف خلفها ينتظر ان تنهي مكالمتها حتى يسألها عن سبب قدومها لهنا
عنـ.ـد.ما سمعت صوت بكاء شقيقتها هتفت بحنان
خلاص يا ياسمين انا هجبهولك من هنا.. انا كنت محوشه مبلغ عشان اجيب فستان لفرح هناء.. بس لهنا لفرح هناء اكون جمعت مبلغ تاني
تهللت اسارير ياسمين وهي تسمع والدتها المكالمه تؤكد لها حب وحنان شقيقتها... امتعضت سناء من الامر
مش مهم ياقوت... مدام معكيش فلوس
ابتسمت ياقوت وقد لمع الدmع داخل عينيها فرحة بسعادة شقيقتها
مش مهم انا.. المهم انتي ياعروسه
انتهت المكالمه بعدmا اخبرتها ياسمين أنها تحبها... لتلتف عائده الي سماح.. فأتسعت عيناها ذهولا وهي تجده واقف خلفها يطالعها
↚
تعلقت عيناها به ثم اشاحتهما بعيدا عنه نحو واجهة المطعم.. فمكان مثل هذا بالتأكيد وجوده به متوقع..
تأملها بصمت وهو يعيد حديثها مع شقيقتها داخل مخيلته
رمق ثوبها الطويل داكن اللون وهو يتذكر انه لا يراها الا به وب ثلاث غيره ونفس الحذاء والحقيبة.. تتخلى عن رفهيتها من أجل شقيقتها... يعلم ان والديها منفصلان منذ زمن وكل منهما لديه عائله
تخلي عن صمته عنـ.ـد.ما عادت تنظر اليه ثانيه متعجبه من وقوفه هكذا
بتعملي ايه هنا مع ماهر نعمان
ثبتت عيناها نحو نقطه ما بعيده عن وجهه الرجولي
انا هنا مع سماح صديقتي في السكن
فأعاد سؤاله بتوضيح اكثر
وماهر نعمان
تعجبت من سؤاله فتمتمت بهدوء وهي تطالع فتاتان يغادران المطعم وينظران نحوهم
استاذ ماهر معرفه قديمه
تجمدت ملامحه وقبل ان يسألها عن معرفتها به.. فمن اين عرفته
اكيد مش معرفه قديمه معايا.. صديق قديم لسماح
ارتفع حاجبه مستاء من الكلمه وأخرج يده من جيب سرواله ووقف بشموخ
روحي يا ياقوت السكن ومتنسيش انتي هنا لي.
بهتت ملامحها وهي تستنتج مقصد حديثه.. فأردف قائلا بنبرة رجوليه خشنه
ماهر نعمان راجـ.ـل معروف ولسا منفصل عن مـ.ـر.اته وجودكم معاه في مكان عام مش هيتفسر غير تفسير واحد.. اتمنى تكوني فهمتي
وابتسم وهو يجدها مسلطه عيناها نحوه ترمقه پغـــضــــب كالقطط
ومال نحوها بخفه فأمتزجت أنفاسها مع رائحة عطره
بلاش عقلك يفسر كلامي بالمعنى اللي وصله
تركها وعاد لضيوفه لتقف تطالع خطواته ثم زفرت أنفاسها بقوة
تحركت خلفه تتبعه نحو طاولتها ولكن طفله صغيره كانت تتجه خلف والدتها الذاهبه للمرحاض تعلقت بساقيها
فأنحنت نحوها تداعب وجنتيها مبتسمه
أنتي جميله اوي
وكادت ان تقبلها فألتقطت المرأة ابـ.ـنتها دون كلمه...
أعتدلت في وقفتها وألتفت تنظر نحو الفتاه الصغيره
كانت نظراته مسلطه نحوها..القدر أصبح يضعها أمامه في مواقف عده ليثبت له ان لعبته وقعت على من لا تستحق الاذى ولكن قلبه كان غافي في ظلمته
اندفعت سماح من فوق مقعدها في اللحظه التي اعتذرت منهم ياقوت وسحبت مقعدها كي تجلس
يلا ياقوت
ألتقطت ذراع ياقوت فجذبت ياقوت حقيبتها وسارت خلفها تسألها وهي لا تعي شئ
في ايه ياسماح
كان خروجهم عاصف من المطعم فبعض الأعين ألتفت نحوهم
سماح سيبي ايدي في ايه قوليلي
أستنشقت سماح الهواء بأنفاس هادرة
الاستاذ محتاجني اسانده في محنته بعد الانفصال
واردفت بأعين مشتعله من الڠضب
بس في السر عشان كلام الناس... حقېر
اقتربت منها سماح تربت على كتفها تهدء روعها
اهدي ياسماح احنا اصلا غلطانين اننا جينا
وتسلطت نظرات ياقوت نحو ماهر القادm نحوهم
سماح انا مكنتش اقصد انتي فهمتيني غلط... تعالي ياسماح نتفاهم جوه
رمقته سماح بأحتقار
فهمت غلط ولا صح... انت صفحه واتقفلت من حياتي ياماهر خلاص
وتعلقت به عيناها وهتفت ساخرة
هتفضل طول عمرك جبان.. مره رفضتني عشان سيادة الوزير مقبلش بيا ومره تانيه خاېف من الناس
تعالت أنفاسه بقوة وهو يرى نظراتها المحتقرة له.. يعلم بصدق كل كلمه ولكن رجولته أبت بالاعتراف
سماح انا مش جبان.. انتي ليه مش عايزه تفهميني ده كان عشان مصلحتك لو مكنتش سيبتك كنتي انتي اللي هتدفعي التمن
لم تجد سماح الا حقيبة يدها تدفعه بها وتحول اللقاء لعراك بالشارع... وياقوت تقف مصدومه مما ترى
شهقت پخــــوف وهي لا تعرف كيف تتصرف.. ماهر يحاول لسماح اليه معتذرا عما مضى.. يهتف انه مازال يحبها ويعشقها ويشتاق لرائحتها وهي تدفعه كالمـ.ـجـ.ـنو.نه غائبه بعالم اخر
سكن جــــســ ـدها وهو تجد حمزة يتقدm منهم يجذب ماهر بعيدا ثم نظر إليها بقوة
خدي صاحبتك وروحي عربيتي
ألقي لها مفتاح سيارته.. لتجذب هي سماح التي اخذت أنفاسها تتعالا بهياج وعيناها تفيض بالدmع وصدي كلمـ.ـا.ت والده وهو يأمره امامها ان يطـ.ـلقها ثم يلقيها خارج الشقه
الماضي عاد بكل ما خفي في باطنه ومهما رمي العقل والقلب من الذكريات تأتي لحظه وينفجر ما ظنناه انه تواري تحت الثري
مجرد ان ضغطت على المفتاح الالكتروني الذي أعطاه لها علا إنذار السياره.. ففتحت الباب الأمامي واجلست سماح داخلها ثم امسكت يداها تدلكهما
سماح انتي معايا.. ايه اللي حصلك بس
هطلت دmـ.ـو.ع سماح دون توقف ولسانها بدء يتحرك بصعوبه
كنت فاكره اني نسيت بس طلعت بكذب علي نفسي
لم تفهم ياقوت شئ ولكنها تأكدت ان سماح كانت تخفي عنها اشياء أخرى من حياتها
ضمتها ياقوت إليها دامعه
سماح اهدي بس
تقدm حمزة منهم بعدmا صرف ماهر الذي اڼصدm من هيئه سماح
اركبي يا ياقوت العربيه
طالعته وهي لا تعرف كيف تتصرف ثم طالعت سماح فلم تجد الا الانصياع ودلفت في المقعد الخلفي للسياره
ألتقط حمزة إحدى زجاجات المياه من مكانها المخصص وقدmها لسماح
خدي اشربي وحاولي تاخدي نفسك براحه
تناولت سماح منه زجاجه المياه وياقوت تحرك يدها على ذراعها لعلها تشعرها بالأمان
شكرا
هتفت بها سماح بثقل وقد كان حلقها جافا فروته بالمياه وبدأت تعود من الحاله التي وصلتها من ذلك اللقاء
تحرك حمزة بسيارته الي ان وقف أمام السكن الذي لم يجهل عنوانه
نظر لهم وهم يغادرون سيارته.. ألتفت نحوه ياقوت ورمقته بنظرة ممتنه وهي تسند سماح إليها
اماء
لها برأسه ثم غادر لتهمس سماح وكأنها نست مابها
طلع لطيف تصدقي.
ابتعدت عنها ياقوت تطالعها حانقه بمقت
يعني دلوقتي فوقتي.. توبه اروح معاكي مشوار تاني
جذبت سماح يدها مبتسمه وقد اختفى شحوب وجهها
اسنديني وخلي عندك ذوق
ولم تجد ياقوت الا الصمت الي ان اوصلتها غرفتها ثم دفعتها نحو الفراش بقوه
اه حـ.ـر.ام عليكي انتي مفتريه يابـ.ـنتي
قالتها سماح متآوها لكن بمزاح.. فطوت ياقوت ساعديها أمامها ممتعضه
تستاهلي ياسماح.. عشان متبقيش تخبي عني تاني كل الحقيقه وجراني وراكي زي الهبله
ورسمت على ملامحها الحـ.ـز.ن وتحركت نحو باب الغرفه كي تغادر
وعلي فكره انا زعلانه منك
تنهيده تحمل اثقالا خرجت من بين شفتي سماح .. فعادت تلتف ياقوت نحوها تنتظر ان تسمع الحقيقه التي جثمت علي روح صديقتها
ماهر كان جوزي يا ياقوت
واردفت بحسرة
جواز شرعي بس في السر.. زي اللي عاملين عامله وخايفين منها
دلف مراد لمكتب والده هائجا
هدايا بتتبعت لبـ.ـنت اخوك عشان تكمل الجوازه على خير مش صح يا فؤاد بيه
رمقه فؤاد من أسفل نظارته الطبيه ثم عاد لمطالعه الأوراق التي أمامه
بعمل اللي مفروض على ابني يعمله مع خطيبته
ضاقت عين مراد بكبت
افتكر ان انت اللي بټخدعها... قلبي ماټ مع مراتي.. يعني بـ.ـنت اخوك مجرد صوره لا اكتر ولا أقل
تجمدت يد فؤاد على القلم الذي يمسكه بين اصابعه ورفع عيناه نحوه ثم نهض من فوق مقعده صائحا
مش مراتك ديه اللي كنت ماشي معاها سنين ومفكرتش تتجوزها غير لما عرضت عليك بـ.ـنت عمك
واقترب منه بخطوات هادئه وكأن عاصفته قد هدأت
اتجوزت جاكي عشان بتعاندني يامراد وهتتجوز هناء عشان برضوه تعاندني وبتعاملها وحش مش كره فيها لا عند وكبر.. بس بكره تعرف اني اختارتلك الانسانه الصح لاني عارف ابني كويس
لم يرد إكمال عبـ.ـارته فلو اكمل سيخبره انه يدرك انه شبيهه في شبابه... يخشى عليه من نفس غلطته والزواج من امرأة مخادعة خائڼه ولكن غفى عن ان ألاقدار ليست واحده وان المصائر تقودنا لنفس النهايه
تعلقت عيناه بوالده ثم خرج من غرفة مكتبه صاڤعا الباب خلفه... ليصعد غرفته تحت نظرات ناديه وتقي الصامتين لكل تلك الأوضاع بعد أن أمرهم فؤاد بالصمت
دلف غرفته كالثور لا يري أمامه شئ... ليتعالي رنين هاتفه فيخرجه من جيب سرواله ناظرا لأسم المتصل بحنق ثم ضغط على الهاتف بقوة لعله يخرج غـــضــــبه فيه
استمر الرنين فأخذ أنفاسه ببطئ وسكنت ملامحه بأصطناع تمثيلا لما هو قادm
ايوه ياهناء
مسحت هناء دmـ.ـو.عها بعد جلسة المصارحة التي اتخذتها مع حالها.. فقد قررت تسأله هل يريدها ام انها رغبه عمها في تزويجهما
مراد انا ممكن اسألك سؤال واتمنى انك تجاوبني بصراحه
هوي بجــــســ ـده فوق الفراش مجيبا
اسألي ياهناء
أرادت التراجع من الخۏف الذي احتل قلبها... خشت من الحقيقه التي اما ستضع النهايه او البدايه لمشوارهم سويا في حياه ستحتاج الحب ولو لم يكن الحب فلابد الرضى
انت عايز تتجوزني ولا ديه رغبه عمي
وقبل ان يجيب عليها اردفت بثبات وهي تبتلع ريقها بعدmا جففت بقايا دmـ.ـو.عها
متقلقش يامراد لو انت مش عايزني هتفضل ابن عمي.. وهتمنالك السعاده وهخرجك من الحكايه ديه
كلمه واحده كانت الفيصل ولكن كبره وعناده قاده
هتيجي امتى انتي ومرات عمي عشان تختاروا الفستان... ميعاد الفرح بيقرب وانا لازم اروح فرع اسكندريه
ارتخت ملامحها ولمعت عيناها تلك المره بدmـ.ـو.ع الفرح.. ف الاجابه قالها ان لم تكن صريحه ولكنها أخبرها بما يريح قلبها
هقول لماما ونشوف يامراد
تفاجئ صباحا وهو يقود سيارته نحو مدرسه مريم لايصالها صوت رنين هاتف يعلو بصوت ضعيف في المقعد الخلفي بالسيارة تسألت مريم وهي تبحث عن صوت الهاتف
فين التليفون ده يا بابا
فحدق بها حمزه محركا رأسه بنفي
معرفش... شكله في الكنبه اللي ورا
توقف صوت الرنين ثم عاد يصدح من جديد
كانت نظرات سماح مسلطه على ياقوت الحزينه من ضياع هاتفها وقد اكتشفت ذلك صباحا بعد ليله طويله قضتها مع سماح تسمع حكايتها وقد غفوا علي الفراش دون شعور.. لتفيق علي ضياع الهاتف الذي مازالت تسد اقساطه
محدش بيرد ياسماح.. هو لحق يضيع
قضمت سماح اظافرها تنظر اليها بأمل
مدام بيرن يبقى محدش لسا لقاه
وانفرجت ملامح ياقوت وهي تسمع صوت تعرفه تماما
الو
فأبعدت الهاتف عن اذنها لتلتقطه منها سماح
من فضلك التليفون ده ضاع من صاحبتي
وعنـ.ـد.ما علمت سماح بصاحب الصوت تمتمت بخجل
معلش يا فنـ.ـد.م ازعاجناك علي الصبح.. اه تمام الحمدلله.. شكرا على وقوفك معانا امبـ.ـارح
كانت مريم جالسه تضم حقيبتها المدرسيه بين ذراعيها تستمع للمكالمه بتوجس.. وعنـ.ـد.ما انتهى حديثه مع المتصل تسألت
مين سماح ديه يابابا
أوقف سيارته امام مدرستها وطالعها بحنان
وصلنا يا فضوليه... يلا علي مدرستك
ابتسمت مريم وخرجت من السياره بعدmا بعثت له قبله في الهواء
ضحك علي فعله صغيرته التي لن يراها تكبر مهما مرت السنون... فستظل هي الابنه التي جرب معها شعور الأبوة
حدق بالهاتف الذي علم بهوية صاحبته وقد نست تسأله سماح كيف ستأخذه منه.. ليجد الهاتف يدق ثانية فضحك
نسيتي تسألي هتاخدي تليفونك ازاي
همهمت ياقوت بحرج بعدmا انغمست سماح في الضحك على الضياع الذي أصبحوا
فيه في بداية الصباح
سماح نسيت تسألك
تمتم بصوته العـ.ـذ.ب الذي يتخلله الخشونه
في اجتماع النهاردة واكيد هتيجي مع شهاب يا ياقوت.. هدهولك هناك ولا تحبي نتقابل
اتسعت عيناها عند اخر عبـ.ـاراته فتمتمت
لا خلاص لما اجي الشركه اخده
واغلقت الهاتف دون أن تنتظر رد اخر منه
ضم شهاب وجهها بين كفيه مبتسما بعدmا استيقظ اليوم علي دلال اغدقته به
كل ده عشان وافقت تشتغلي في المدرسه
فأبتمست ندي وشبت على أطراف اقدامها
لا ياحبيبي ده اسمه عطاء
ضحك وهو يسمع عبـ.ـارتها
بقيتي عميقة ندي
تدللت عليه بأنوثه
ما انا قولتلك لو مدعلتش عليك هدلع على مين
ضاقت عيناه وهو يرمقها
ادلعي ياحببتي بس بلاش تستغلي اوي الدلع... شوفتي انا اه بسمعك ازاي وبأحترم أحلامك
ابتسمت رغم الآلم الذي اجتاز قلبها.. أرادت ان تصرخ به كي تخبره انها لا تريد منه إلا الحب وليس التكفير عن ذنبه ومحاولة ارضائها حتى تنسى ما سمعته وكانت نقطه فاصله في علاقتهما
هتيجي معايا المقابله
مال نحوها يقبل قمة انفها
وكمان اجي معاكي..طيب ايه المقابل
هتف عبـ.ـارته بوقاحه.. ف دفعته
وقح ياحبيبي
ضحك بقوه وضمھا اليه ثم رفع وجهها نحوه وتعمق في النظر إليها ليلثم ثغرها
شوفتي ان التقدير والاحترام ينفعوا ازاي من غير حب
بهتت ملامحها وكادت ان تنفض نفسها الا انها تماسكت
عندك حق
وداخلها تقسم انها يوما ستخبره بتلك الجمله وسيتمني حينها ان تخبره بحبها له
في إحدى المصالح الحكومية كانت ماجده تجلس قابعه خلف مكتبها تنهي بعض أعمالها المكتبيه لا تركز في الحديث الدائر بين سعاد وفوقيه فقد اعتادت على حكايتهم الدائمه بين القيل والقال
شوفتي ياسعاد اللي حصل لفاتن جارتي.. مش جوزها خاڼها مع اختها
اتسعت عين المدعوة سعاد ثم شهقت مصدومه لمعرفتها ب جارة فوقية
ايه اللي حصلها.. يامصيبتي اختها
ورفعت سعاد مسبحتها تحرك عقدها
أيه اللي حصل في الدنيا ېخونها مع اختها اللي ربتها واوتها في بيتها... استغفر الله استغفر الله .. لا انا مش قادرة أصدق
تجمدت ملامح ماجدة بعدmا اخترق الحديث اذنيها
فلوت فوقية شفتيه مستنكره
الدنيا معدش فيها حاجه متتصدقش
رفعت ماجده عيناها نحوهم تسألهم
بلاش كلام في عرض الناس
امتعضت سعاد من حديثها ورمت بكلمتها التي فتحت داخلها باب الشك
ابقى خدي بالك بقى ياماجدة
..
تنهدت سماح بمقت وهي تغادر مكتب رئيس الجريدة بعد أن أخبرها ان تجهز حالها فرحلتها لمدينه الاقصر بعد اسبوع من الان... ويجب ان تذهب قبل قدوم اللاعب بأيام
فقد علم من مصادره انه أتى لمصر كي يريح اعصابه بعيدا عن فضول الصحافه ولم يخبر أحدا باليوم المحدد في الشهر الذي اقترب بدايته
ومن اجل العمل وارضاء رئيس الجريده...لابد أن تذهب وتنتظر لاعب الكوره المشهور
تهجم وجهها وتمتمت وهي تدلف غرفة مكتبها المشتركه مع زميلان وزميله
انا كان مالي ومال الصحافه
وسقطت عيناها علي باقة الازهار متسائله
لمين الورد ده يا سميه
فرمقتها سميه ثم عادت ترتب الصور التي أمامها
مش على مكتبك يبقى ليكي ياسماح
فأقتربت سماح من مكتبها لتلتقط الباقه وكما توقعت لم يكن غيره ماهر لتلقط الباقه ثم قذفتها من النافذة التي تحتلها الغرفه
فشهقت سميه من فعلتها
يامـ.ـجـ.ـنو.نه حد يجيلوا ورد ويرميه
فزفرت سماح أنفاسها بحنق يمزجه الڠضب
ايوه انا
استنكرت سميه فعلتها وغادرت الغرفه... لتنظر سماح للحاسوب المفتوح امامها على اخبـ.ـار لاعب الكوره
سهيل نايف متمتمه بتبرم
اما اشوف آخرة المقال ده ايه
خرج شريف من المرحاض في الغرفه المستقل بها هو وصديقه سيف في مبنى مخصص لهم
جلس على الفراش ينفض الماء من خصلات شعره
فلاحت صورتها أمام عينيه... فألتقط الهاتف مقررا اعاده الخط لهاتفه ولكنه تركه متمتما
لا لازم اكمل اللي بدأته.. وابعد عنها كفايه لحد كده
وتذكر ابنه اللواء الذي يحبه كأبنه وقد عرفه على عائلته في ضيافه قبل المهمه... لم ټخـ.ـطـ.ـف ابنة رئيسه انظاره ولكنها كانت اختيار امثل وضعه العقل أمامه
انتهى الاجتماع الذي كانت تركز في كل كلمه تلقي فيه.. اغلقت دفترها وغادر الحضور فنهضت بعدmا نهض شهاب
ياقوت انا مش راجع الشركه ورايا مشوار مهم.. ابقى اطبعي الأوراق اللي طلبتها منك تمام
اماءت له برأسها احتراما.. فغادر تحت نظراتها اما حمزة كان منـ.ـد.مج بالحديث مع محامي الشركه
وقفت متـ.ـو.تره بالغرفه الي ان انصرف المحامي
التليفون بتاعي يافنـ.ـد.م
رفع حمزة عيناه نحوها بعدmا وضع الأوراق الملقاه بأهمال على سطح الطاوله في الملف المخصص
تليفون ايه
اجابها بتلاعب
تليفوني يافنـ.ـد.م.. اللي نسيته في عربيتك
فتمتم مصطنعا نسيانه
اه التليفون
وسار أمامها فأتبعته لغرفة مكتبه... دلف لغرفته وهي تتبعه فأتبعهم سكرتيره يأخذ منه الأوراق مستمعا
انت أكيد عارف شغلك ياعصام
فأماء له عصام برأسه وغادر الغرفه... لتبقى معه واقفه تهز ساقيها منتظره ان تنتصرف كي تلحق باقي أعمالها المكلفه بها
اقعدي يا ياقوت واقفه ليه
هتف بها بعدmا رمقها
انا كويسه كده يافنـ.ـد.م
فأتجه نحو مكتبه دون ان يعلق وفتح احد الادراج لتقف يده على مقبض الدرج قاطب حاجبيه
التليفون نسيته في مكتبي في شركة الحراسات قبل ما اجي هنا
طالعته تنقل عيناها بين موضع يده وملامحه.. فأبتسم وكأن لم يضره شئ في الذهاب لشركته الأخرى
مضطره تيجي معايا مكتبي هناك
وخطته الأخرى التي ارادها تنفذ بحرفيه
يتبع بأذن الله
↚
للحظه كان سيستجيب لمكره وينفذ خطته التي عزم عليها
أراد أن يجعلها ترى صفا تعمل لديه لتضح لها الرؤيه
أراد ان يجعل الأخرى تآن ۏجعا وهي تراه مع ياقوت
اسمها تردد داخل عقله وهو يطالع نظراتها إليه.. نظرات كانت تحمل الطيبه والنقاء وطفوله ضائعه وصراع مع الحياه كي تبقى وتعيش كريمة النفس
مش هنمشي يافنـ.ـد.م.. عشان ألحق اروح شغلي واكمل المطلوب مني قبل انتهاء الدوام
سمع عبـ.ـاراتها واسدل جفنيه وداخله يصارع نفسه.. كان تائها مذبذبا.. شعر انه ليس هو.. ليس حمزة الزهدي المعروف برجولته
يخدع فتاه من أجل ان تقع تحت انيابه فيتناولها كالأسد الذي لم يرد الا تذوق دmاء فريسته
تعالا صوتها فلم يزيده الا نفورا من حاله
حمزة بيه
طالعها بطرف عيناه يتفحص هيئتها البسيطه.. وضميره الواعظ ينعته بين طيات نفسه
ستبصح ندلا بلا اخلاق ومع من فتاه تعمل لديك من أجل حاجتها وليس للعبث.. أصبحت أعمى في ظلامك
أنفاسه تعالت ليضغط على حافة سطح مكتبه بقبضتي يداه متمالكا حاله عائدا الي ثباته
روحي شوفي شغلك يا ياقوت وانا هبعتلك التليفون مع حد من الموظفين
قالها بحزم وجلس على مقعده وألتقط هاتفه مخاطبا احد الموظفين في شركته الأخرى دون أن يحرك عيناه نحوها
اماءت برأسها استجابه دون كلمه وانصرفت من أمامه متعجبه من تغيره فجأة
بعد مغادرتها عاد يطالع المكان الذي كانت واقفه فيه زافرا أنفاسه بقوه
اظاهر ان ناديه قدرت تأثر عليا ومع خروج صفا بقيت غير نفسك ياحمزة.. معقول انا فكرت في ياقوت عشان استغل ضعفها
نفض رأسه بقوه ومال نحو ظهر مقعده يغمض عيناه شاعرا بالكره نحو حاله انه كان في النهايه سيكون ظالما
سقطت عيناه على صوره عائلته الصغيره.. مريم وسوسن وشريف وندى فأتسعت ابتسامته ثم نهض من فوق مقعده ملتقطا مفاتيحه الخاصه وهاتفه
أوقف سيارته امام المقاپر ثم ترجل منها يحمل باقه من الازهار من ذلك النوع الذي كانت تحبه سوسن
سار نحو قپرها يخفى عيناه بظلام نظارته... ليقف امام قپرها متمتما
حشـ.ـتـ.ـيني و ياسوسن
وضع الازهار وجثي علي ركبتيه أمام قپرها يمسح عليه بكفه
كنتي زوجه وصديقه واخت.. بقيت مفتقدك ومحتاج نصايحك
وثقلت أنفاسه وهو يتمنى ما كانت تتمناه هي أيضا
كنت اتمنى اجيب منك انتي طفل واكتفي بي.. بقيت ضايع ناديه قدرت تأثر عليا بكلامها نسيت اني بشړ
واردف وهو يشعر وكأنها معه وليست قابعه تحت الثري
كنت هظلم بـ.ـنت غلبانه معايا.. واحرمها انها تلاقي راجـ.ـل يحبها.. الضلمه عادت جوايا تاني مع خروج صفا من السچن
ونهض من رقدته مخرجا أنفاسه بتنهيدة طويله تحمل مايجثم فوق قلبه متذكرا مروره اليوم لشركة الحراسات لملاقاة السيد ناصف والحديث معه نحو الاداره والتدريب
ليجدها تطلب مقالبته وما كانت المقابله الا اخبـ.ـاره انها مازالت تحبه.. اخذله قلبه لوهلة وهو يري عيناها الزرقاء الصافيه كانت نقطه ضعفه قديما ولكن الآن لا مجال للضعف
وقفت خلفه تطالعه وهو يهنـ.ـد.م من ملابسه ثم تنتقل يداه الي خصلات شعره السوداء الغزيرة تحسده احيانا على شعره الذي لا تمتلكه هي... طوت ساعديها واطالت النظر في اناقته ببطئ
انت خارج ياشهاب
ألتف نحوها يرمقها ثم ارتفعت احدي شفتيه مستنكرا سؤالها الذي يحمل الغباء فبالتأكيد سيخرج هل سيفعل ذلك من أجل الجلوس في المنزل
أنتي شايفه ايه
اقتربت منه هاتفه
مش قولتلي هنسهر سوا النهارده
قطب حاجبيه متذكرا وعده لها
بكره ياندي.. من ساعه ما اتجوزنا وانا مسهرتش مع صحابي
زمت شفتيها عابسة ثم تداركت امرها وأخفت عبوسها
خلاص مش مهم انا المهم انت تتبسط مع صحابك ياحبيبي
استدار نحوها متعجبا فقد ظن انها ستبدء بسطوانات النساء وبأسطواناتها عنـ.ـد.ما كانوا في فترة خطبتهم لا تفعل شئ إلا الشكوى لحمزة
هو الجواز بيغير ولا انا بيتهيألي
أسبلت رموشها بخفه واقتربت منه أكثر لتطاوق عنقه
لا ياحبيبي الجواز مش بيغير بس تقدر تقول انا خرجت من خـ.ـنـ.ـقتي ليك عشان اريحك... المهم راحتك
تعلقت عيناه بها وازاح ذراعيها عن عنقه
ندي اتعدلي كده وبطلي ألغازك ديه والعمق اللي بقيتي فيه
عادت لمطاوقه عنقه مبتسمه
ياحبيبي انا بتعلم ازاي ارضيك بص انا هفهمك
تفرس ملامحها الناعمه متسائلا
أنتي قصيتي شعرك ياندي
اماءت له برأسها فأحدت عيناه نحوها
ومقولتليش ليه.. من امتى بتعملي حاجه من غير ما تقوليلي
ابتعدت عنه لتمسك خصلة من شعرها وتجذبها أمام عينيها
اهتمامـ.ـا.تك اكبر من كده ياحبيبي.. مش لازم اشغلك بيا
ضاقت أنفاسه وهو لا يصدق ان ندي التي كانت تخبره بأدق تفاصيل ما تفعله تتهاون في أمر هكذا يراه حقا من حقوقه
حسابنا بعدين ياندي
حمل مفاتيحه الخاصه وهاتفه وكاد ان يغادر الغرفه
اتبسط ياحبيبي مع صحابك وحاول متتأخرش عشان شغلك
انتفخت اوداجه حنقا فأسرعت نحوه تهنـ.ـد.م له لياقة قميصه ثم لثمت خده بقبلة مغنجة وابعتدت عنه
تنهيده قويه خرجت من بين شفتيه وغادر الغرفه
هتجنني انا عارف
واصبحت اكبر حيز يشغل تفكيره بأفعالها التي لا يفهم لها تفسير بعدmا كانت هي الهامش من كل شئ
طرقات علي باب الغرفه وصوت مها المستنجد بشقيقتها جعلهم بـ.ـنتفضون عما يفعلوه
ماجده انتي قافله الباب ليه.. عايزه انام جانبك
ابتعد سالم عن ماجده يأخذ أنفاسه كما
فعلت هي وتخفي ما عراه من جــــســ ـدها
اعمل ايه دلوقتي.. الله يسامحك ياسالم مش صابر علي فرحنا
رمقها سالم بنظرات ملتوية وقحه
اختك ديه ديما قاطعه اللحظات الحلوه
ثم ضغط على طرف شفتيه بغمزات ماكره واردف
ومتعتنا
تعالا صوت مها وحركت يدها على مقبض الباب مع طرقاتها
ياماجدة انتي اخدتي منوم تاني عشان ت عـ.ـر.في تنامي.. قولتلك بلاش انا عايزه انام
انسابت دmـ.ـو.ع الواقفه خلف الباب وابتعدت عن غرفة شقيقتها تتحسس بيداها طريقها بعدmا ظنت ان شقيقتها لا تجيبها لأنها تناولت الدواء كي تنام براحه وما كانت الفكره الا فكرت سالم حتى يقضوا وقتا لطيفا سويا.. قاد ضعفها أمام شهوتها بمكره
زفرت ماجده أنفاسها تشعر بالضيق نحو حالها..فبسبب رغبات سالم لم تعد تجعل شقيقتها تنام معها بغرفتها رغم أنها تعلم بكوابيسها وذكري الحاډثه التي ماټ فيها والدهم وبدأت رحلة ظلامها وفقدت بصرها
روح ياسالم.. مش خلاص عملنا اللي انت عايزه
طالعها سالم بصفاقة
والله انتي ست نكارة الجميل.. ده انا بمتعك ومن بعيد لبعيد
ألقى عبـ.ـارته الاخيره بقصد فأشاحت عيناها عنه
ما انا مخسرش شرفي وانا لسا مش مراتك
ضحكة قويه تجلجت داخل نفسه ولكن أمامها رمقها بأبتسامه
.
وداخله يهتف بسباب
ياسلام على الشرف والعفة نسوان عايزه الحړق
.
اتكئ برأسه فوق ساعديه المطويان أسفله على الوساده.. شرد في أمور عدة الي ان أخذه عقله لصوره ياقوت وهي تطالع لوحات المعرض بشغف طفولي.. مرت تلك اللحظه امام عيناه كأنها شريط سينمائي.. ابتسم رغما عنه وهو يتذكر نظراتها اليه عنـ.ـد.ما اخذتها هند لتريها لوحاتها المعروضه
وفجأة تجمدت ملامحه وهو يدرك خطأه في التفكير بها
وفي الجهة الأخرى في الغرفه التي تقطنها ياقوت كانت تميل بجــــســ ـدها من فوق فراشها لتلتقط اللوحة التي تخفيها أسفل الفراش حتى لا تجعل قلبها يأخذها لأحلامه الورديه
هتف قلبها بعدmا وقعت عيناها على اللوحة
مش المفروض نشكره على الهديه... انتي لحد دلوقتي مشكرتهوش.. كل ما كنتي تيجي تشكريه تحصل حاجه.. ايه رأيك تشكريه وتجبيله هديه مش هو ده المفروض يحصل
خاطبها قلبها بوداعته ليأتيها حديث عقلها بعدmا دفع القلب
بس ياغـ.ـبـ.ـي يعني تروح تشكره بعد الهنا بسنه.. ويقول انها عايزه تقرب منه وتفتح معاه مواضيع حجج فارغه
وقف العقل بثبات وثقه ورمق خافقها الذي اخذ ينبض بدقات حالمه
كان الصراع يدور بينهم وماهي الا مسلطه عيناها نحو اللوحة
نظرت للوحة طويلا ثم أعادتها لاسفل الفراش
لا خليكي هنا.. الأحلام ديه مش بتاعتنا..انا جايه هنا عشان اشتغل وبس
ونهضت من فوق فراشها واتجهت نحو زر الانــــارة لتطفئ ضوء غرفتها.. لتطرق سماح على باب غرفتها بخفه
افتحي يا ياقوت
طالعتها ياقوت بعدmا فتحت لها الباب.. لتدفعها سماح من أمامها متجها نحو الفراش تجلس عليه وهي تمضع اصبع البقسماط
شوفتي الخيبه اللي انا فيها
اقتربت منها ياقوت تشعر بالقلق
في ايه حصل.. ماهر اتعرضلك تاني
نفت سماح برأسها فهي تعرف كيف تسد الطرق عليه ولكن مصيبتها كانت أكبر في نظرها
سهيل نايف لاعب الكره.. طلع بيكره الستات
.
اغلق الغرفه خلفه بعدmا أنهى وقته مع ماجده.. دثرها في الفراش بل بقى معها يقنعها انه لن يذهب الا بعدmا تغفو ويتأملها وهي نائمه ثم سيغادر الشقة بحذر حتى لا ينتبه اليه احد الجيران
مسح على وجهه وسار نحو غرفة مها ملتفا حوله يمينا ويسارا
كان باب الغرفه مفتوحا والغرفه غارقة في الظلام لا يضيئها الا نور الانــــارة الاتيه من الفتحات الضيقه من النافذة المغلقة
سقطت عيناه پشهوة على جــــســ ـدها البض.. كانت غافيه بمنامه قصيرة بعض الشئ ولكن مع حركتها ارتفعت المنامه لتظهر ساقيها
أنساب لعابه ثم اقترب من فراشها حتى يرى جــــســ ـدها بوضوح اكثر.. فتعلقت عيناه بخصلات شعرها متمتما داخله
البت صحيح عاميه لكن فرسه تحل من علي حبل المشنقه.. الحلو مش بيكمل
كادت ان تلامس يده فخذها ولكنها نهضت مفزوعه
أنتي هنا ياماجده
لتتجمد عين سالم وفي خفة يمتلكها غادر غرفتها ثم الشقه بأكملها
فدارت عين مها في الغرفه متمتمه
مين هنا
ظلت تهتف ونهضت من فوق فراشها تبحث عن أحدا الي ان سقطت بجانب فراشها باكية تشكو قلة حيلتها لخالقها
يارب
وقفت صفا في المرحاض الخاص بالموظفات تعدل من هيئتها في زي عملها الانيق.. رتبت خصلات شعرها الأشقر بعناية ووضعت طلاء الشفاه الأحمر القاتم
شحوبها بدء يختفي حتى نحول جــــســ ـدها..أصبحت تعيش في راحه نفسيه منذ أن سافر عزيز ولم يعد بينهم الا محادثات هاتفيه من حينا لآخر
ابتسمت لنفسها عبر المرآه ثم غادرت المرحاض لتعود الي مكان عملها متسائله
هو حمزة بيه وصل
طالعتها مروة التي تعمل معها في الاستقبال
لسا
تنهدت صفا بضيق من معاملة مروه لها.. وانشغلت في عملها الي ان رأته يدلف للشركه فتعلقت عيناها به بحب
تركت مروه مكانها بعدmا ألتقطت من أمام صفا الكشف واقتربت منه سريعا تعطيه الكشف المدون به أسماء المتدربين الجدد
ديه اسماء المتدربين يافنـ.ـد.م ومنتظرين حضرتك
اتسعت عيناها من فعلت زميلتها وقضمت شفتيها غـ.ـيظا
مين اللي سجل الأسماء
نظرت مروة نحو صفا التي تهللت اساريرها عنـ.ـد.ما سأل عن هوية من ادي هذا العمل
صفا يافنـ.ـد.م
هتفت بها مروه وهي ترمق وجه صفا المبتسم..
جالت عيناه على ابتسامتها فتمتم وهو يغادر من أمامهم
تعالي ورايا يامروه
وقفت مروه في مكانها ثم اتبعته مبتسمه بزهو... لتهوي صفا علي مقعدها بدmـ.ـو.ع حبيسه ټحرقها
.
خرجت ياقوت من مبنى الشركة التي تعمل بها بعدmا اخذت الأذن من شهاب حتى تقابل صديقتها هناء وتنتقي معها ثوب الزفاف وبعض الاثواب الأخرى الخاصه بالعرائس
اخذت تبحث عن المول التجاري الذي وصفته لها هناء وقد كان قريبا من مقر عملها فلم تأخذ وقت للوصول اليه
وجدت هناء تنتظرها بالخارج هي والسيدة سلوى وناديه
فور ان وقعت عين هناء عليها أشارت اليها... فأتسعت أبتسامه ياقوت واقتربت منها بسعاده واحتضنتها بشوق
مبروك ياعروسه اخيرا عرفت ابـ.ـاركلك وجها لوجه
احتضنتها هناء بقوة هامسه لها
ماما مكنتش راضيه ألبس الشبكه كلها.. بس على مين خبتها وجبتهالك في الشنطه عشان تشوفيها
ابتعدت عنها ياقوت ثم عادت ټحتضنها
طول عمرك جدعه يا نؤه
فدفعتها هناء برفق ضاحكه
بلاش الاسم اللي بيعصبني ده يازقزق
ضحكت سلوى على مشاكستهم كما فعلت ناديه التي هزت رأسها لياقوت مرحبه بها
عمركم ما هتكبروا وتعقلوا انتوا الأتنين
هتفت ياقوت مبتسمه وقد اخذتها سلوى بين
حشـ.ـتـ.ـيني و ياابله سلوى
ضمتها سلوى إليها بحنان
عقبالك انتي كمان ياحببتي
ابتلعت ياقوت الكلمه وهي تتذكر حديث زوجة ابيها صباحا عنـ.ـد.ما اجابة على هاتف شقيقتها ياسمين لتخبرها انها ستبعث ل شقيقتها ثوب عقد القران مع هناء لانها لن تستطيع المجئ ذلك اليوم
فهو لن يوافق يوم عطلتها
كانت عبـ.ـارات سناء زوجة ابيها كما اعتادت إنما هي سهام تصيب قلبها فتدmيه
عقبالك انتي كمان مع انه مش باين يابـ.ـنت صباح لا جمال ولا حسب
يلا ياقوت.. مالك سرحانه كده
انتبهت ياقوت على صوت هناء فنظرت لها ثم للسيده سلوى وناديه وقد ساروا أمامهم فأدركت ان شرودها قد طال
...
مر الوقت وهم يخرجون من محل لأخر.. وهناء تقيس في اثواب الزفاف واحدا يلي الآخر
وناديه وسلوي يجلسون يعطوها ارائهم وهي تنتقي معها الاثواب بعد ان يتناقشوا
تعلقت عين ياقوت بأحد الاثواب دون قصد.. فأقتربت من الثوب تلامسه رغم انه لم يعجب صديقتها الا انه اعجبها هي
تنهدت بحرارة ثم اغمضت عيناها وهي تتخيل هيئتها وهي ترتديه لكن الصوره كانت خاليه لا أحد تشاركه ذلك الحلم
رمقتها ناديه وهي واقفه أمام الثوب واقتربت منها تسألها
عجبك الفستان
ألتفت ياقوت نحوها خجلا وقد تخضبت وجنتاها
جميل اوي
خرجت هناء لهم بالثوب الذي انبهروا جميعهم على شكلها به وسقطت دmـ.ـو.ع سلوى وهي تقترب من ابـ.ـنتها ټحتضنها ثم ناديه التي اتبعتها متمتمه
طالع جنان عليكي ياهناء
انتهوا من شراء أصعب شئ في مهمه اليوم... وكانت مهمتهم الأخرى اهون
اقتربت ياقوت من بعض الاثواب تنظر إلى أسعارها ثم ابتعدت شاهقة من المبلغ
شكلي مش هعرف اجيبلك من هنا فستان يا ياسمين
ظلت تنتقل بيداها بين الفساتين
حضرتك بتدوري على فستان معين
ألتفت ياقوت للعامله ثم اتجهت بعيناها نحو صديقتها المنشغله في استماع بعض الاراء من السيده ناديه ووالدتها
الفساتين هنا غاليه اوي
ضحكت العامله وهي تنتقي بعض القطع التي وضعت عليها التخفيضات
قوليلي اخرك كام وانا هشوفلك حاجه مناسبه
ثم غمزتها الفتاه بلطف
وهريحك في السعر متقلقيش
واخيرا قد أنهت أصعب مهمه لديها ووجدت لشقيقتها ثوب استطاعت دفع ماله
ايه ده يا ياقوت
سألتها هناء وهي تنظر للكيس الذي تحمله فرفعته ياقوت نحوها
ده فستان ل ياسمين عشان تدهولها
هتفت بهم سلوى وهي تغادر المحل
يلا يابنات
ساروا خلفهم لتلتف ياقوت نحو الفتاه التي خدmتها في سعر الثوب شاكرة
شكرا
انصرفوا نحو محل اخر.. وانسحبت ناديه من بينهم تجيب على زوجها الذي طلب منها ان تستدعي اشقائها وندى ومريم ليتناولوا العشاء معهم ومع عائله شقيقه في جلسه عائليه
حاضر يافؤاد هكلمهم..وحـ.ـشـ.ـتني اللمه
أغلقت مع زوجها... لتبحث عن رقم حمزة الذي أجاب قبل ان ينتهي الرنين
ازيك ياناديه عاش من سمع صوتك.. بقيتي مشغوله يعني
ضحكت ناديه بنعومه متمتمه
معلش بقى مشغوله الايام ديه.. ما انا ام العريس
قهقه حمزة بقوه فهتفت بمكر
وقريب هكون اخت العريس
واردفت وهي تنظر نحو ياقوت
انا وسلوي وهناء خطيبه مراد وياقوت صاحبتها بنجيب فستان العروسه
فهم حمرة تلميحها متمتما بضيق
انسى ياقوت خلاص ياناديه
زفرت أنفاسها غاضبه
مالها البـ.ـنت ياحمزة.. انا النهارده اكدلك مليون في الميه انها المناسبه.. انت لو شوفت نظرت عينيها لفساتين الفرح هتتأكد ان ياقوت بـ.ـنت أحلامها بسيطه وعاديه
كاد ان يجيب عليها الا ان سكرتير مكتبه دلف ببعض الأوراق التي تحتاج امضاءه
مش هتفضل عازب... شهاب اتجوز ومراد كمان هيتجوز وانت هتفضل كده.. اتجوز وريحني
ضاقت عيناه على الأوراق التي أمامه
متصله ليه ياناديه
تعلم أنه يهرب من ألحاحها فأجابت بصبر
عزماك على العشا انت وشهاب وندى ومريم عشان تسلم على مهاب اخو فؤاد وعيلته
واردفت بتلاعب
هعزم ياقوت كمان
وقبل ان يهتف بشئ اغلقت الهاتف.. ليتمتم حانقا وهو يعاود الاتصال بها
ماشي ياناديه
عادت تجيب عليه وقبل ان تتلاعب به ثانية
اسمعي كلامي كويس ومن غير اسئله وجدال هاتي لياقوت فستان ينفع لفرح مراد وهناء.. ادهولها هديه منك أو من صاحبتها او مدام سلوي المهم تاخده
كانت ستسأله عن السبب الا انه تمتم
اتمنى متسأليش.. سلام
أغلق الهاتف تلك المره هو.. لتتسع عيناها مما اخبرها
↚
جذبها خلفه بعدmا اخذت تتلاعب به بنظراتها ومن حينا لآخر ترمقه بنظرات يفهم مقصدها... أغلق عليهم احدي الغرف ثم طالعها
عملتي اللي طلبته منك
ضحكت ناديه بخفه ودارت حوله كالمحقق
لما تقولي السبب اللي خلاك تعمل كده هديك الاجابه
زفرة طويله اخرجها من بين شفتيه متنهدا ودار بعينيه نحوها
ناديه بطلي لعب الستات ده
اتسعت ابتسامتها ثم اقتربت منه تهنـ.ـد.م له سترته
لولا بس اني اختك الكبيره وصعبت عليا وقلبي الحنين ده انت عارفه
ألتوت شفتيه بمقت وابتسم وهو يسايرها
ده انتي رمز العطاء والحنان والعقل كله ياناديه
دفعته علي صدره وعبست بملامحها حانقه
ماشي ياحمزة.. هو انتوا تلاقوا زي
ضحك على أفعالها إليه بحب
طبعا ياناديه عمرنا ما نلاقي زيك.. بس لو تعقلي شويه وتبقى انتي الكبيره فينا مش الصغيره
لم يشعر الا بقرصة قويه غرزت في لحم ذراعه
اه.. ايدك تقيله
طالعته وهو يدلك ذراعه... كانت تشعر بالفخر كلما نظرت اليه وهو يعلو شأنه.. وصل لمكانه اكبر مما كانت تتخيل يوما انه سيصل إليها ولكن لم يحصل على ما تمنته له
لا أطفال تراهم حوله وشعره بدأت الخصلات البيضاء تغزوه
بدء يطلعلك شعر ابيض
رفع كفه نحو خصلات شعره وابتسم وقد فهم مقصد عبـ.ـارتها
يعني هو انا صغير ياناديه.. ما انا كلها شهر وابقى في عمر 36
اطرقت عيناها نحو سوار معصمها
مرضتش تاخد الفستان رغم اني عملت زي ما قولتلي
ورفعت عيناها نحو ملامحه المسترخيه
ولا رضيت تتعزم زي ما انت شايف مجتش العزومه
انشقت ابتسامه خاطفه على شفتيه أخفاها سريعا لكن ناديه ألتقطتها بعيناها الصائده.. فأبتمست بلطف ورفعت كفيها نحو وجهه
اسمعها مني ياحمزه ياقوت مناسبه لوضعك.. البـ.ـنت غلبانه ومش هتضايقك بطلبات الستات وتفضل تقولك عيلتك التانيه..وهات وجيب وتفرقك عن ولاد سوسن... وتعيش الدور انها بقيت مراتك..ياقوت فرصه ليك حتى لو محبتهاش فهى فرصه ليك وياسيدي جرب واتجوزها حبيتها خير وبركه محبتهاش امنلها حياتها وانفصلوا بهدوء
امتعضت ملامحه من حديثها وتنهد بضيق.. عقله كان يقنعه اما قلبه كان وكأنه كالضائع
ياسلام واتحمل لي ذنبها واظلمها معايا.. حياتي صعبه ياناديه.. انتي شايفه مريم متعلقه بيا ازاي وداخله على أصعب مرحله في دراستها... شريف اللي بقى وجوده في البيت من يوم مۏت سوسن قليل وندى هتتقبل تشوف زوجه تانيه ليا بعد اختها.. قراري هيدmر عيله كامله
صړاخها جمده في وقفته حتى أنه خشي ان يكون قد سمعوهم بالخارج
انت ايه هتفضل حارم نفسك من الحياه... بتنجح ليه في حياتك ياحمزه وفلوسك اللي ماليه ارصدت البنوك هتسيبهم لمين يورثك... اقولك حاجه ابني من فراغ واحرم نفسك من نعمه احنا اتخلقنا عشانها ذريتك فين
ضاقت أنفاسه
لو اخوكي طلع عقيم ديه هتكون وجهة نظرك... ناديه انا تعبت عارفه يعني ايه
واتجه نحو الاريكه التي تحتلها الغرفة الواسعه وهوي عليها بجــــســ ـده واطرق عيناه أرضا... طالعته بنـ.ـد.م وهي تراه هكذا وتقدmت منه ثم جلست جانبه تربت على ذراعه بحنو
انا اسفه ياحمزه.. اعمل اللي يريحك في حياتك.. اوعدك اني مش هتكلم في الموضوع ده تاني
رفع وجهه نحوها وتعلقت عيناه بها... عاد الصراع داخله بين رغبته في تملك تلك الضعيفه وبين ضميره الذي أصبح يؤنبه
بس فكر في ياقوت ياحمزه.. فكر كويس اوي
انفتح الباب فجأة ليدلف فؤاد محدقا بهم
كان صوتكم عالي ليه
طالعت شقيقها ونهضت نحو زوجها متمتمه
هبقي احكيلك يافؤاد... تعالا نطلع ليهم بره
فألتقت عين فؤاد بذلك القابع فوق الاريكه بملامح مظلمه وقد فهم نوع الحديث الذي دار بينهم... أغلق فؤاد الباب بعدmا غادروا الغرفه
لينهض حمزة من فوق الاريكه مقترب من الشرفه التي تضمها الغرفه... طالع الظلام بشرود
ليه اللعبه مش عايزه تنتهي يا ياقوت... ليه القدر حطك في طريقي وكل الاشارات بتقول ان انتي العروسه المناسبه لعيله الزهدي
.
طالعتها سماح وهي تأكل الطعام المعلب وارادت ممازحتها عنـ.ـد.ما لاحظت شرودها
ضيعتي عزومه متتعوضش وجيتي تاكلي المعلبات ديه
كانت شارده غير واعيه لعبـ.ـارات سماح.. تفكر في الثوب الذي ستشتريه لزفاف هناء ولا تملك ثمنه وقد اضاعت المال الذي كانت تضعه جانبا من أجل شقيقتها
فرقعت سماح اصابعها امام عينيها هاتفه بصياح
ياااااقووت
انتفضت ياقوت فزعا من صوتها وهي تلوك الطعام بفمها
في ايه يا سماح..صوتك خرم ودني.
تجلجلت ضحكات سماح بفخر
ده انا صوتي مازيكا... المهم قوليلي كنتي شايله الهم في ايه
قلبت عيناها بين سماح ورغيف الخبز الذي تضعه ف حجرها
فرح هناء قرب ومش عارفه هلبس في ايه.. معنديش حاجه ألبسها... الفرح هيتعمل في أوتيل كبير.. خاېفه وجودي مع صاحبتي ميشرفهاش وديه صاحبة عمري ياسماح نفسي ابقي جانبها
عضت سماح على شفتيها بقوه متأثره .. صديقتها رفضت عشاء سيريح معدتها مما تتناوله من اطعمه معلبه سريعه الطهو ولم ترفض عشاء فحسب إنما رفضت هديه قيمة كانت ستزيل همها
ضاقت عيناها مفكره في حل ذلك الأمر..لن تجعلها تشعر انها اقل من احد في زفاف صديقتها
سيبي الفستان عليا يا ياقوت
حدقت بها ياقوت وهي لا تعرف من اين ستأتي بالثوب
هتتصرفي ازاي... ما انا عارفه اللي فيها ياسماح..
ده احنا في آخر الشهر وبقينا نقضيها معلبات عشان نمشي على القد
ضحكت سماح وهي تتسمع لوصفها عن حالتهم
احنا في القاع اوي كده
بادلتها ياقوت الضحك وهي تحرك رأسها بالايجاب
هو مش في القاع او يعني بس الحياه بقيت غاليه
صدح صوت رنين هاتف سماح تلك اللحظه.. فتعلقت عين ياقوت بها عنـ.ـد.ما لاحظت نظراتها مثبته على الهاتف
ده ماهر مش كده
اماءت لها سماح برأسها ولم تكن تفكر في اتصال ماهر وإنما فكرها أخذها كيف ستستغل ماهر وتشتري الثوب من ماله.. ف مدام عاد يدور حولها ستدفعه الثمن
نظرت مها الي شقيقتها بعدmا تحايلت عليها مثل كل يوم منذ أن اختفى شريف عنها
رد على تليفونه
ضغطت ماجده على زر الهاتف ليعلو صوت الرساله النصيه
الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقا
ألقت ماجدة الهاتف على الطاوله حانقه ولم تنظر إلى ملامح شقيقتها المحطمه
رني تاني ياماجده ممكن المرادي الشبكه تجيب معاكي
لم تتحمل ماجده اصرار شقيقتها على مهاتفته وصړخت بوجهها
ارن ايه تاني ما انتي سمعتي بودنك التليفون مقفول.. حضرت الظابط بح.. كان بيتسلي وخلص
سقطت دmـ.ـو.عها بعجز
بس شريف مش كده.. اكيد في حاجه حصلتله
احتدت عين ماجده وسلطتهما على عيناها الدامعه وعاد حديث سالم الماكر يتردد في اذنيها.. فأقتربت منها وعلقت عيناها على العقد الذهبي الذي ترتديه شقيقتها
اوعي يكون اخد اللي عايزه منك وسابك
لم تفهم مها معنى حديثها فمسحت دmـ.ـو.عها برجاء
انا عايزه شريف
بكت بنواح وهي تهتف بأسمه.. فجذبتها ماجده بعدmا تغلل الشك اكثر داخلها من بكائها
عمل فيكى ايه انطقي
ازدادت مها في البكاء خــــوفا مع نفض شقيقتها لها بين ذراعيها
بقتيلي معيوبه كمان يعني مش كفايه عاميه
سقطت الكلمه كالطـــعـــنه على تلك التي وقفت تتلقى دفعات شقيقتها لها بعويل.. لم تكن تفهم مقصدها فبكت وهي تنادي بأسمه وما كان ذلك الا يزيدها شك
خديني عند شريف... انا عايزه شريف
كانت كالطفله الصغيره.. تبحث عن من وجدت معهم الأمان
يابت ردي طمنيني... يامصيبتك ياماجدة وانا اللي قولت هيتجوزك وارتاح من همك.. اه كل حاجه راحت
هتفت ماجده عبـ.ـاراتها وهي تتخيل ما رسمه بعقلها سالم
تعالت طرقات على باب الشقه... لتنفض مها نفسها من بين ذراعيها وركضت تفتح الباب بعدmا سارت تتخبط بين المقاعد
فتحت الباب بأرتجاف فتلقاها سالم بين ذراعيه
وداخله يهتف برغبه
اه نفسي ادوقك
مالك يامها.. في ايه
ابتعدت عنه ترجف من الخۏف
انا خاېفه من ماجده اوي
ابتسم سالم وهو يفحصها بعينيه
تعالا ياسالم ادخل تعالا شوف المصېبه اللي انا فيها
عبست ملامح سالم وهو يسمع صوتها... أغلق الباب وجذب مها خلفه
مټخافيش يامها
واقترب من ماجده التي جلست على احد الارائك تلتقط أنفاسها
في ايه ياماجده... مالك
رمقت ماجده شقيقتها المتواريه خلفه وتنهدت بصوت مسموع
روحي اوضتك يامها
تجمدت مها في وقفتها ولم ترغب بالرحيل الا ان صياح ماجده عليها ثانية جعلها تنتفض وتتجه نحو غرفتها بتعثر
جلس سالم جانبها وداخله يبتسم فقد وصل لهدفه أراد من قبل أن يوتر العلاقه بينهم لينفرد بالشقه بعدmا ترحل مها لأي مكان يؤيها... ولكن الآن كان هدفه اخر.. ان يصبح الحمل الوديع بين كلتاهما وينال ما يريد... فرغبته بالعمياء تزداد كل يوم وهو يرى جمالها وجــــســ ـدها
آفاق من شهوته وتخيلاته على صوت ماجده وهي تلطم فخذيها
ضحك عليها وخد مراده منها ياسالم
تجمدت عين سالم وظن ان ما تقوله ماجده حقيقه عكس ما هو صوره لها
عرفتي ازاي..قالتلك عمل فيها ايه
طالعته ماجده حانقه
البت مش على لسانها غيره..عايز ايه اكتر من كده
اخذ سالم أنفاسه بعدmا فهم مقصدها..واسترخت ملامحه عنـ.ـد.ما وضحت له الرؤيا
لا مش معقول.. ده ظابط ومن عيله اكيد هيخاف على سمعته
وألتف نحو غرفة مها يعض على طرف شفتيه
انا هدخل افهم منها براحه... اكيد كانت خاېفه منك
نهض بعدmا وجدها تشيح عيناها عنه
ياريت تعرف منها حاجه... انت برضوه في مقام اخوها وهتخاف عليها زي
تنفس سالم بزهو وسار بخطي واثقه نحو غرفتها... تعلقت عيناه بها وهي جلسه على فراشها تحمل دومـ.ـيـ.ـتها بين ذراعيها وتبكي... اقترب منها ببطئ وهو يشبع عيناه بملامحها وامتلاءت جــــســ ـدها.. رطب شفتيه بلسانه وهو يتمنى التمتع بجــــســ ـدها
اهدي يامها..ماجده بتحبك وخاېفه عليكي
تعالت شهقاتها وقبضت على دومـ.ـيـ.ـتها بقوه
ماجده مبقتش تحبني
اقترب منها سالم وقد وجدها فرصه ليلامس جــــســ ـدها بحرية والظاهر مواستها والباطن لم يكن الا شهوة
أخذ كفوفها بين كفيه محدقا النظر في ملامحها الجميله الناعمه
البت جميله وناعمه.. ياا لو مكنتيش عاميه كنت اتجوزتك بدل اختك
كان يهتف بتلك العبـ.ـارات داخله وفاق على صوتها الباكي
هي ماجده مبقتش تحبني صح
تعلقت عين سالم بها ولمعت عيناه وهي يطالعها ثم مد كفيه نحو وجهها ليزيل دmـ.ـو.عها متمتما
مين قال كده بس... هو حد يشوفك وميحبكيش يامها
سكنت قليلا وهي تأخذ أنفاسها الهادره
وانتقلت يداه من فوق وجنتيها لذراعيها
هي عايزه تطمن عليكي
اغمضت عيناها بقوه هاتفه
انا معملتش ليها حاجه.. انا كنت عايزه شريف
ضغط سالم علي شفيته بقوه وهو يسمع اسم شريف
انسى شريف يامها... شريف خلاص رجع لحياته
تسألت وهي لا تعي حديثه
رجع لحياته ازاي.. هو قالي اني بقيت جزء من حياته
تأوهت من قبضة
يداه على ذراعيها.. لينتبه على فعلته فرفع كفه يربت على وجنتاها
كان بيكـ.ـدب عليكي
دفعته عنها بقوه متمتمه وقد تحول سكونها لصياح
لا شريف مش كـ.ـد.اب
عنـ.ـد.ما رأي تمسكها به لمعت عيناه بمكر
هروحله القسم اللي شغال فيه... كله عشان خاطرك ايه رأيك
ألتمعت عيناها بالأمل... وضمت قبضتي يداها لجــــســ ـدها...أقترب منها ثم اخذها بين ذراعيه
مبسوطه كده
لم تنتفض تلك المره من محاوطته لها وشعرت بالامتنان نحوه
اه
كان سالم مشغولا في تنفس رائحتها وفي عالم آخر يرسم جــــســ ـدها في خياله
تعلقت عين شهاب بها بعدmا دلف لغرفتهما.. وجدها ترتدي نظارة طبيه وتجلس علي الفراش تضع جهاز الحاسوب فوق ساقيها وتحمل ورقة تدون بها
هو احنا ابتدينا... ادي اول حاجه ظهرت من الشغل
رمقته ندي بصمت وعادت لتحضير درس الغد لتلاميذها
لو عايز تنام انا ممكن انزل المكتب تحت اقعد في
طالعها شهاب بنظرات متفحصه.. ثم اقترب منها يداعب عنقها
انام مين..شيلي الكلام الفارغ ده وتعالى نتبسط ياحببتي
ابتسمت وهي تجاريه في حديثه
وهنتبسط ازاي ياشهاب
كانت شفتيه تخبرها بمعنى انبساطه.. واتسعت عيناه وهو يجدها تبتعد عنه وتنهض من فوق فراشهما وتحمل متعلقاتها
اتبسط لوحدك ياحبيبي
ثم مالت نحوه ومدت شفتيها وقد ظن انها ستقبله
تصبح على خير
وانصرفت من أمامه بعدmا ارتدت فوق منامتها القصيره ما يسترها
ليحدق في طيفها ثم جذب الوساده وألقاها ارضا حانقا
هبطت لاسفل واتجهت نحو غرفه المكتب الخاصه بحمزة لتجده ينهض من خلف مكتبه بعدmا وضع الأوراق التي كان يطالعها في احد الادراج
ممكن اخد الاوضه ولا اشوف مكان تاني
ابتسم نحوها حمزه وأشار اليها
تعالي ياندي انا خلاص خلصت شغلي
اقتربت من الطاوله لتضع اشيائها عليها.. واطرقت عيناها بحـ.ـز.ن... ففهم ان الامر متعلق بشقيقه
عملك ايه تاني الغـ.ـبـ.ـي ده
سقطت دmـ.ـو.عها وقد رفعت عيناها نحوه
هو انا ليه مكنتش شايفه عيوب شهاب قبل الجواز
تعلقت عيناه بها وتنهد وهو يرمقها
لان الجواز حاجه والحب وفترة الخطوبه حاجه تانيه ياندي... الجواز حياه كامله.. شهاب بيحبك بس اخويا للأسف اناني في حبه
سقطت الكلمه علي مسمعها وهي لا تصدق ان شهاب يحمل لها مشاعر الحب وكادت ان تجيب لتجد شهاب يهتف بأسمها ثم دلف الغرفه
تعالي ياندي كملي شغلك في اوضتنا
ضحك حمزة على شقيقه
ماكان من الاول... خد مراتك يلا
تعلقت عين ندي بحمزة الذي حرك لها رأسه بأن تذهب معه
فأنتقلت بعيناها نحو شهاب الذي انحني كي يجمع أغراضها
وانسحبوا الاثنان نحو غرفتهما... لتتعلق نظرات حمزة بهم
والله انتوا الاتنين ملكوش غير بعض.. ربنا يهديك ياشهاب
وقفت ياقوت أمام الفيلا التي أتت إليها من قبل يوم ان جاءت من أجل اللقاء الصحفي الخاص بسماح... سمح لها الحارس بالدلوف بعدmا أخبرته بهويتها
سارت نحو الداخل تتأمل المكان... الي ان وقفت أمام باب المنزل وقبل ان تدق الجرس
سمعت صوت سياره تقف وتخرج منها فتاه بزي المدرسه ومعها فتاه أخرى يبدو عليها انها زميلتها.. عرفت هوية أحداهما فلم تكن الا مريم عائده من مدرستها
اقتربت منها مريم ترمقها بنظرات متفحصه
مش انتي بتشتغلي عندنا في الشركه
تـ.ـو.ترت ياقوت وتعلقت عيناها بالفتاه الأخري
ايوه... بشمهندس شهاب طلب مني اجي اخد ملف من هنا
طالعتها مريم ممتعضه وقد عاد الكبر إليها
طب خليكي هنا.. هبعتلك الخدامه بي
تجمدت ياقوت في وقفتها من معاملتها ... ونظرت نحوها الفتاه بأسف على فعلت صديقتها
اطرقت ياقوت عيناها خجلا وابتعدت عن باب المنزل تنتظر اخذ الملف ثم الرحيل
مر الوقت لتخرج الخادmه لها بالورق وكان خلفها حمزة الذي كان يتأهب للخروج من المنزل
ألتقطت ياقوت الملف من الخادmه وتحاشت النظر إليه
ايه اللي موقفك كده يا ياقوت.. مدخلتيش ليه
تـ.ـو.ترت وهي تقبض على الملف بيدها ولم تجد اجابه تخبره بها...ف الإجابه ستخص ابنه زوجته فكيف ستخبره انها من امرتها ان تظل بالخارج
تنهد حمزة بيأس من صمتها
نفسي افهم بتفكري في ايه قبل ما تردي يا ياقوت
واردف وهو يسبقها بخطواته
تعالي اوصلك في طريقي ومش عايز اسمع رفض منك
ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر وحركت رأسها
انا عارفه طريقي يافنـ.ـد.م
رمقها حمزة بجمود افزعها... ليصخك على خۏفها منه
يلا يا ياقوت السواق مستني
كان السائق داخل السياره ينتظر قدومه... لتتبعه بحرج
تـ.ـو.ترها جعلها لا تنتبه ل الدرجة الاخيره من الدرج المؤدي للمنزل
فألتوت قدmها وكادت ان تسقط الا انه اسندها بذراعيه متسائلا
أنتي كويسه
تعلقت عيناها به وابتعدت عنه سريعا ثم دلفت للسياره وجلست بالمقعد الأمامي بجانب السائق تتلاعب بحقيبة يدها بأرتباك
كانت مريم تقف بالشرفه تنظر لما حدث بملامح جـ.ـا.مده
.
انتقت سماح افخم ثوب فطالع ماهر ما انتقته
مش استايل لبسك خالص... انتي ناويه تتحجبي ياسماح
رمقته سماح ببرود ثم وضعت الثوب على جــــســ ـدها تنظر عليه في المرآة واتجهت نحو البائعه
عجبني ده
أخرجت بطاقه الائتمان خاصتها وهي تدرك انها فارغه من المال
اخذتها منها العامله لتسحب المال ولكن ماهر مد يده للعامله
هاتي بطاقه المدام
وناولها بطاقته ونظر الي سماح ليذكرها انها يوما كانت زوجته
ضحكت سماح داخلها وقد اشترت الثوب لياقوت وهذا ما يهمها
مش عيب تدفعي وانا معاكي ياحببتي
رمقته سماح مقت وضغطت على شفتيها
انا مش حببتك ياماهر
طالعها بهيام ومال نحوها بعدmا تناولت الحقيبه التي بها الثوب
هتفضلي حبيبتي
ياسماح... وهترجعي لعشك ياعصفورتي
الكلمه ذكرتها بما مضى... كان يناديها بعصفورته الي ان اطلق سراح عصفورته من قفصها الذهبي ذليله... خشت ان تسقط دmـ.ـو.عها أمامه... فخرجت من المتجر بخطوات اشبه بالركض... ليتبعها هاتفا بأسمها
سماح
ولكنها اختفت من أمام عينيه دون أن تلتف اليه
..
اليوم كانت حنة هناء... نالت من زوجة ابيها الحديث الذي سم بدنها انها أتت من أجل صديقتها ويوم عقد قران شقيقتها لم تأتي... لم تتفهم زوجه ابيها الأمر ونعتتها بالحقوده
كانت تساعد هناء في لف حجابها وهي شارده... ف سألتها هناء
طالعه حلوه يا ياقوت
انتبهت ياقوت على صوتها
طالعه قمر ياحببتي
احتضنتها هناء بحب
ربنا يخليكي ليا
ثم جذبت هناء يدها لتقرصها متمتمه
اقرصيني عشان تحصليني وتتجوزي انتي كمان
رغم الآلم الذي كان داخلها وسموم زوجه ابيها من لسانها يتدفق على مسمعها ضحكت وقبلة صديقتها
بدء الغناء يعلو بالخارج ودلفوا أقارب هناء الغرفه يجذبوها معهم للخارج ف مراسم الاشهار تمت وانتهى الامر تأكيدا بالزواج
رقصت هناء بسعاده وهي لا تصدق انها غدا ستتوج عروس لمراد زوجها الذي لم تراه الا يوم عقد قرانهم منذ ايام أودع على جبينها قبله اهتز فيها جــــســ ـدها وحملت معها مشاعر كثيره ومن ليلتها لم تراه الا اليوم وكانت مجرد نظرة عابره... فسرت ذلك كما أخبرها عمها انه متـ.ـو.تر ومشغول من أجل انتقاله لاداره فرع شركتهم بالإسكندرية
اطمن قلبها بالاعذار التي كانت عبـ.ـاره عن مسكن يسكن القلب من مخاوفه
..
كانت تعلم بوجوده بمكتبه ..رغم انصراف جميع الموظفين الا الأمن .. تنتظر قدومه للشركه بفارغ الصبر وهي تعد الايام رغم أنها لا تجني من رؤيته لها إلا ۏجعا
صعدت نحو الطابق الذي به غرفته... وسارت بخطي متـ.ـو.تره
الي ان دلفت للغرفه... تجمدت عيناها وهي تجده مسطح على الاريكة مغمض العين.. اقتربت منه ببطئ وچثت على ركبتيها تتأمل ملامحه ولم تشعر بحالها وهي تقبله على خده.. فأنتفض من رقدته صائحا
أنتي بتعملي ايه هنا ياصفا
تعلقت عيناها به وفركت يداها بتـ.ـو.تر
جيت اشوفك ياحمزه
طالت نظراته نحوها فأغمض عيناه بقوه
اطلعي بره
صړخ بها فنهضت من جلستها فزعا
حمزة اديني فرصه أقرب منك
صدح صراخه بها ثانيه... لتترك الغرفه راكضه تكتم صوت شهقاتها
عاد يجلس على الاريكه واضعا رأسه بين كفيه متمتما
مافيش حل غير اني اتجوز....
ولم يكن عقله يضع الا هي زوجه تناسب وضعه وتكون زوجه دون امتيازات
............
وصلت سماح الفندق بعد رحله طويله قضتها في القطار وتمتمت حانقه وهي تتجه نحو موظف الاستقبال كي تسأل عن الغرفة التي حجزتها لها الجريده
مش كانوا كملوا جميلهم وحجزولي تذكره طياره بدل البهدله ديه
تنفست بقوه ونظرت لموظف الاستقبال
حجز بأسم سماح مهدي
استعلم منها الموظف عن بياناتها... ثم ابتسم وهو يعطيها مفتاح الغرفه
أقامه سعيده يافنـ.ـد.م... تحبي نبعت حتى ياخد شنطة حضرتك
نفت برأسها فحقيبة ملابسها لا تحتاج لاحد ان يحملها... تعلقت عيناها بأنبهار نحو التصميم الداخلي للفندق متمتمه
استعدي لمهمتك ياسماح
ألتقطتها عيناه وهي تلتف حول هناء بسعاده وبجانبها السيدة سلوي وابنه شقيقته تقي يتراقصون مع العروس
ضحكتها كانت لأول مره يراها.. فستانها الطويل المحتشم ولفة حجابها والكحل الذي كحلت به عيناها كل هذا أعطاها جمالا هادئا... لا يعلم لما اليوم عيناه تجملها له بشـ.ـده وينظر لها بنظرة رجل لأمرأه
فعلت صفا امس اقټحمت عقله دون هواده... زوجه سيقطع كل آمالها به.. فهو لا يشتري من باعه يوما
عيناه كانت تدور وتعود اليها ينظر لها بقوة وتعمق
اللعبه قلبت عليك مش كده... والقلب دق
قالتها ناديه ضاحكة تحاول بمكر ان تستفزه لترى ردة فعله
بطلي سخافة ياناديه.. قلب ايه اللي دق
كان كاذبا لأول مره نظراته تفضحه.. رغبته بها أزدادت عن قبل
بس عيونك بتقول غير كده ياحمزة
واردفت بتلاعب وهي تطالع ياقوت التي احتضنت هناء بقوة
يمكن انا بيتهيألي
ألتف نحو شقيقته بعدmا رسم الجمود على ملامحه وعاد لحمزة الزهدي الذي يريده
كلامك بقى يعصبني ياناديه
وابتعد عنها حانقا.. لتتعلق عيناها به
بكره نشوف ياحمزة.. اللعب في الحب مينفعش وصاحب اللعبه مسيره في يوم يقع
.
دلفت خلفه تحمل ثوب زفافها بين يديها... طالعت الغرفه التي تم حجزها بالفندق لتقضيه ليلتهم فيها ثم الذهاب غدا لشقتهم بمدينه الاسكندريه
طالعته وهو يلقي سترته پعنف فوق الفراش ثم اتبعتها رابطة عنقه
رمقها وهي تقف تطالع ما يفعله... ليقترب منها مصفقا
المسرحيه خلاص خلصت يابـ.ـنت عمي
↚
رسم عقله مااراد حدوثه وقلبه الأحمق كان كالاعمي لا يرى الا ما يريد.. أما عيناه كانت غافيه تبصر ما يهواه قلبه.. وهي ليست الا عاشقه هائمه في بحر عشقه المظلم
خرج صوتها بنبرة خافته خجله بعدmا تعلقت عيناه بها لوقت طويلا
في حاجه يامراد
كان يقف يتخيلها وهو يخبرها بأنها ليست الا بطله في مسرحية خطط لها والده.. تخيل اڼهيارها وبكائها
سينــــاريو مر أمامه للحظات.. ولكنه لم يفعل ما أراد فعله
والسبب في ذلك عمه ذلك الرجل الذي سلمه ابـ.ـنته بأعين تتلألأ فيها دmـ.ـو.ع اب يستأمن ابـ.ـنته التي رعاها لسنون طويله وقد جاء اليوم ليعطيها لزوج يوما ما سيكون مثله اب
اغمض عيناه بقوه
ينفض أفكاره العاصفه في مخيلته.. ثم اشاح وجهه سريعا عنها بعدmا اعادت سؤالها
مراد مالك انت فيك حاجه
تنفس بقوة واتجه نحو المرحاض تحت نظراتها الحائرة ليضع رأسه أسفل صنبور المياه مفكرا في حياته القادmه
اهدي يامراد.. لازم تفكر هتعمل ايه.. ابعد فكرة انك تأذيها مهما كان ديه بـ.ـنت عمك من دmك
خاطب نفسه وصورة عمه تمر امام عينيه وعبـ.ـاراته تتدفق في مسمعه
بـ.ـنتي امانه عندك يامراد.. حافظ على الامانه اللي حفظتلك عليها ياابن اخويا
تنهيده قويه خرجت بثقل من بين شفتيه وهو يبتعد عن المياه المتدفقه فوق رأسه ثم اخذت مسارها نحو
تقدmت بخطوات خجله من الفراش ثم جلست عليه تنظر من حين لآخر نحو المرحاض
تشعر بالتـ.ـو.تر ولكن أيضا بالسعاده تسألت داخلها
هو مشلنيش ليه زي اي عروسه.. ده انا حتى عملت رجيم قاسې لليوم ده
عبست بملامحها وهي تحلم بأحلامها الورديه.. اتجهت بعيناها نحو باب المرحاض ثم رفعت كفيها نحو وجنتيها الساخنه
اهدي ياهناء كده وبلاش تـ.ـو.تر
انتبهت على صوت خروجه فأطرقت عيناها نحو ثوب زفافها
انتظرت عبـ.ـاره منه ولكنه تحرك في الغرفه بضعه خطوات لينتبه عليها اخيرا يرمقها بهدوء
هتفضلي بالفستان كده
تخضبت وجنتاها ورفعت عيناها نحوه خجلا متمتمه
ها!
واتسعت حدقتيها پصدmه وهي تجده يتسطح فوق الفراش مغلقا عيناه.. وكأنها ليست معه وكأنها ليست عروس همهمت تسأله
انت هتنام ..
واردفت بتـ.ـو.تر جلي على صوتها
احنا مش هنصلي
فتح عيناه يرمقها للحظات قبل أن يهتف
ياريت تطفي نور الأوضة وتاخدي هدومك وتغيري في الحمام
بهتت ملامحها وهي تسمعه وتسألت بأمل ان يكون يمزح معها
اطفي النور
رمقها ساخرا وهو يتفحص خلجات وجهها الذي شحب
تصبحي على خير
أعطاها ظهره حتى يجعلها تفهم الاجابه بوضوح.. لا يرغبها ولا ينظر لها بأنها عروسه
ألتقطت ملابسها وانسحبت من الغرفه ودmـ.ـو.عها تنساب على وجنتيها.... تسأل حالها اين أحلامها في تلك الليله.. اين الحبيب الذي انتظرته طويلا.. أين قبلته الدافئه.. أين عبـ.ـاراته الحنونه التي ستحتوي خجلها وتطمئنها
وضعت يدها على فمها تخشي ان يسمع صوت شهقاتها...وسؤال واحد اخذ يدور بخلدها لما فعل ذلك.. أخبرها بأنه يريدها
ثبتت عيناها نحو نقطه ما وهي لا تصدق ما خيله لها عقلها
مش معقول يكون مراد زي نديم ابن خالي ومحتاج يتعالج... بس ليه يخبي عني انا مش هسيبه وهفضل معاه
صور لها عقلها برئته.. لتمسح دmـ.ـو.عها التي انسابت مع كحل عينيها تأخذ أنفاسها بتنهيده طويله
لازم تحفظي على سر جوزك ياهناء.. وتقفي جانبه... بس لازم الاول اتكلم معاه بكره ويفهمني ميخبيش عليا
....
وضعت ياقوت الثوب برفق في الخزانه الصغيره التي تحتويها غرفتها
الحمدلله الفرح خلص على خير والفستان محصلش ليه حاجه .. عشان ارجعه لسماح لما ترجع من مهمتها
اقتربت من فراشها وتسطحت عليه بأرهاق ولمعت عيناها بالدmع وهي تشعر بالوحده... ولكن سريعا تبدل حالها لتبتسم وهي تتذكر جمال صديقتها ورقصتها مع مراد
تنهيده حالمه انسحبت مع أنفاسها وهي تتخيل نفسها يوما بين ذراعي أحدهم =اليه ويراقصها
نفضت رأسها من أحلامها الورديه
أنتي بتفكري في ايه يا ياقوت... لا انتي الأحسن تنامي عشان الأحلام خطړ عليكي وعندك شغل بكره
اغمضت عيناها لتغفو في لحظتها دون شعور من شـ.ـده ارهاقها
طالع شقيقه وهو يحاوط خصر زوجته ويتهامسان.. ابتسم وهو يراهم هكذا واسند مريم التي تمسك ذراعه وعيناها مثقله من أثر النعاس
مريم فوقي ياحببتي
صعد الدرجات وهو يسندها... فأقتربت منه ندي بعدmا انتبهت لحال مريم... اشفقت عليه فطيله طريق عودتهم وهي غافيه على ذراعه
انا هوصلها لاوضتها ياحمزه.. دراعك اكيد و.جـ.ـعك
اسندتها ندي نحوها... فسقطت رأس مريم علي كتفها... نفض ذراعه بآلم ضاحكا على صغيرته
نومها بقى تقيل البـ.ـنت ديه.. انا مش عارف هتقدر تروح مدرستها بكره ازاي
تركهم واتجه نحو غرفته ليتحرك فيها دون هواده يمسح على وجهه بقوه وصوره ياقوت ټقتحم عقله وهي تقف مع شقيق هناء تضحك معه ويبدو ان علاقتهما قويه ولم ترحمه ناديه من تعليقاتها وتلميحاتها
.....
تأملها وهي غافيه جانبه... مد كفه يمسح على وجهها
تملمت في نومتها وهي تشعر بيده التي تنتقل بخفه على وجهها.
شهاب سيبني انام عندي شغل بكره
ابتسم وهو ينحني نحوها يلثم خدها ثم تحركت القبله لجانب فكها لتحط شفتيه نحو مقصدها
مش عارف انام.. اصحى اقعدي معايا
فتحت عيناها بقلق.. حبها طغى على كبريائها
مالك ياشهاب ايه اللي مضايقك... ده احنا راجعين من فرح واتبسطنا
ألقي رأسه على الوساده زافرا أنفاسه بقوه.. فبماذا سيخبرها ان الفتاه التي احبها يوما قد ترملت وصارت حره.. اليوم رأها في الفندق الذي قام فيه حفل زفاف مراد... كانت من منظمين الحفل..صدmها ملابسها السوداء ووجهها الذي زبل... قدmاه أخذته إليها وليته لم يذهب... حلمه أصبح حرا طليقا
مش فاهم نفسي ياندي
رمقها بطرف عيناه ولم تفهم هي شئ من عبـ.ـارته
مالك ياشهاب.. احكيلي فيك ايه
واعتدلت في رقدتها ومالت نحوه تمسح على خصلات شعره الذي تعشق نعومته وغزارته
اغمض عيناه وهو ينساق مع حركة يداها الناعمه... قارن بين حلمه الضائع وذلك الحب الذي يحصل عليه معها.. مهما أخبرته بتمردها وأنها تحررت من
حبه الا انه لا يرى منها الا الحب
مكرهتنيش ياندي
ابتسمت بآلم وهو يطالع ملامحه
القلب مبيكرهش الا لو سکينه الغدر والخيانه طـــعـــنته ياشهاب... انت اه مبتحبنيش بس على الاقل من يوم ما وعدتني انك هتكون وفي ليا يتنفذ وعدك
شعرت بذراعيه تأسرها وأصبح يعلوها
كنت ياندي
فأتسعت حدقتيها بلمعان
تقصد ايه
همسه بدفئ وهو ينفخ أنفاسه الساخنه على صفحات وجهها
افهميها لوحدك ياندي
...
رمق فرات زوج شقيقته الذي عاد للتو من سفرته وقد دعته فاديه لتناول العشاء في جلسه عائليه
اخبـ.ـار شغلك ايه ياعزيز... سمعت انك هتشارك واحد في مصنع للمنتجات الغذائيه
تـ.ـو.تر عزيز من رصد شقيق زوجته لكل ما هو متعلق به... قربت فاديه الطبق المملوء باللحم أمام زوجها مجيبه وهي ترمق زوجها بفخر
عزيز طول عمره ناجح
سلط فرات نظراته نحو شقيقته الهائمه بزوجها.. لا تسأله عن مصدر أمواله الذي يقسم ان أساسها بالحـ.ـر.ام يعلم أن عزيز ابتعد قليلا عن تجارة المخډرات لتفتح الأعين عليهم ولكن لا يجد دليلا قاطعا نحوه ولو وجد لن يستطع تشويه سمعه زوج شقيقته وسمعته هو أيضا
انا بكلم جوزك يا فاديه.. هو ملهوش لسان يرد عليا بي
تلبك عزيز وهو يمضغ الطعام.. يخشى ان يكون قد علم الستار وراء تلك الشړاكه فماهي الا تجاره بالاطعمه الفاسده منتهية الصلاحيه
شريكي انت عارفه يافرات... رجل أعمال ليه اسمه في السوق
ابتسم فرات وهو ينظر لاطفال شقيقته الصغار
مش مهم الاسم ياعزيز المهم السمعه.. على العموم انا مش هقدm غير النصيحه وانت حر.. بلاش الشړاكه ديه
ونهض بعدها وهو يلتقط عصاه التي وضعها جانبه كي يسير بثبات بها ويحمل عليها ثقله
اتجهت أنظار فاديه نحوه تسأله
هو فرات قصده ايه ياعزيز.. لو الراجـ.ـل ده سمعته وحشه بلاش
قطب عزيز حاجبيه وحدق بالمقعد الفارغ الذي كان جالس عليه شقيق زوجته
اخوكي ده بيحب يكبر كل حاجه... باينه لسا فاكر نفسه رتبه في الجيش
أسرعت فاديه تؤنبه على قوله
عزيز اتكلم كويس عن اخويا
زفر عزيز بقوه ثم ألقى بمعلقته پعنف فوق طبقه... لتتعلق عين طفليه عليه خائفين من حدته
....
وقفت أمام احد المطاعم في إحدى المناطق الراقيه... انتظرت زميلتها التي تقيم معها بسكن المغتربات... اخبرتها ان تنتظرها بالخارج الي ان تدلف وتقضي أمرا ما بالداخل
طالت وقفتها بملل الي ان وقفت متثمره في مكانها وهي تسقط بعيناها على حمزه وعائلته يترجلون من السياره فقد أتوا من أجل تناول وجبة العشاء بعيدا عن المنزل
رأتها ندي فأقتربت منها بغرابه
ياقوت بتعملي ايه هنا
تـ.ـو.ترت وهي تطالع نظرات شهاب وحمزة والصغيره مريم التي وقفت ترمقها ببعض
مستنيه واحده صاحبتي
فأبتسمت إليها ندي بلطف وقبل ان تعزم عليها بأن تدلف معها سبقها شهاب..كان حمزة يقف كمتابع للمشهد صامت تحكي له مريم عن يومها بمدرستها
تعالي استنيها جوه معانا... وفرصه نتعرف عليها
قالها شهاب غامزا لها حتى يرى غيرة زوجته.. فوكظته ندي بذراعها
كده ياشهاب
ضحكت ياقوت بخجل على أفعالهم اللطيفه
شكرا يابشمهندس مافيش داعي... انا هرن عليها تطلع أصلها اتأخرت
اعترض شهاب علي رفضها بأصرار وطالع شقيقه
يابـ.ـنتي انسى اني مديرك وده عشا على حساب حمزة تعالي خلينا نكلفه اكتر
تحركت يدها تلقائيا علي فاها تداري اتساع ضحكتها علي مزاح شهاب المحبب
ما تقول حاجه ياحمزه
أسرعت ياقوت رافضه عنـ.ـد.ما رأت أعين مريم ترفضها... هي لن تقبل عزيمه تجلس بها وسط عائله ستكون مثل المتطفله عليهم لم يتحدث حمزه بشئ فمازال يشعر بالضيق كلما لاحت صورتها مع شقيق هناء وكأنه يحاسبها على حياه لا دخل له فيها
سيبها براحتها ياحمزه
اطرقت ياقوت عيناها أرضا عنـ.ـد.ما استمعت لعبـ.ـارته وقد احـ.ـز.نتها
دلفوا جميعهم للمطعم وشعرت بقدm تدهس على قدmها بقوه جعلتها تكتم صوت تآوها بصعوبه... نظرت لابتسامه مريم
فأغمضت عيناها بآلم وهي لا تعلم لما فعلت بها هذا
ابتعدت تخفي دmـ.ـو.عها...من آلم فعلتها ونظراتها التي تعبر عن كرهها لك تجد سبب لكره الصغيره لها ولكن ما لا تعلمه ان اقتراح ناديه على الزواج ب ياقوت سمعته من تقي بعدmا اخبرتها مريم بأستخفاف عن نظرات معلمتها ريما
بغض لا تعلم سببه ولكن صاحبته كانت تعلم
تعلقت عين حمزة بها بعدmا جلس على المقعد المواجه لساحة المطعم الخارجيه
نظراته كانت تلتقطها وهي تتحرك يمينا ويسارا ولكن سريعا ما جعلته مريم ينتبه لحديثها المشاغب مع شهاب
انـ.ـد.مجوا في النظر لقائمه الطعام والنادل يقف جانبهم.. لمعت عين ياقوت وهي تنظر نحوهم... ترى ابتسامه رب عملها وحنانه على ابنه زوجته وشهاب وندى التي تعلقت بذراع زوجها يضحكون
عضت شفتيها تمنع دmـ.ـو.عها بالهطول تحتاج لمشاعر مثل تلك... تفتقر الدفئ والحنان... اشاحت عيناها خشيت ان تلتقطها عين احد
ونظرت نحو باب المطعم وكادت ان تخطو للداخل حتى ترى زميلتها التي حظرتها سماح منها كثيرا بشكوكها في سلوكها الذي تخفي تحت رداء الفتاه المكلوله ولكنها كانت لا ترى الا ان حالها مثلهم وأنها لطيفه و ودوده
خرجت عبير زميلتها وقد لاحظت ان هيئتها بها شئ قد تبدل لا تعلم ما ولكنها تشعر بذلك
اتأخرتي ليه ياعبير
زفرت عبير أنفاسها وهي تداعب خصلات شعرها
ما انا
قولتلك واخده صاحبتي بتستغل جوه المطعم.. استنتها لحد ما خلصت
واردفت وهي تنظر لياقوت
انا ورايا مشهور مهم... روحي انتي يا ياقوت.. وشكرا ياحببتي انصرفت عبير دون أن تطالعها.. اغـــضــــبها الموقف
طول عمرك ساذجه وغـ.ـبـ.ـيه يا ياقوت... سماح عندها حق
لم تعلم أن حمزه التقط تلك الفتاه فأخذ يتذكر أين رأها من قبل لتتسع عيناه وهو يذكرها
..
وقفت خلفه تنظر لهيئته كان يعطيها ظهره يطالع أمواج البحر من الشرفه ويحتسي قهوته... ثلاثه ايام مروا علي زواجهم وانتقالهم لمدينه الاسكندريه وهو يقضي يومه بالخارج
مراد
هتفت أسمه بخفوت وانتظرت لعله ينتبه إليها.. لم يلتف نحوها الا عنـ.ـد.ما أعادت هتافها بأسمه
في حاجه ياهناء
اجابها وهو يرتشف من فنجان قهوته... فأغمضت عيناها بقوه
انت مش مبسوط اننا اتجوزنا
تجمدت يداه على فنجان قهوته... بدأت أمواج البحر تعلو وصوت أنفاسه يتصاعد.. لم ينفذ ما أراد اذاقها له إنما قرر اتباع نمط التجاهل اتبع الطريق القاټل والچارح وفي قانون عقله
إن هذا الأفضل فلن يسئ معاملتها
طال شردوه وتصلب جــــســ ـده.. فهو يحاول قدر المستطاع الهروب من المنزل حتى لا يعطيها فرصه لاسئلتها التي يراها في عينيها
مراد انت سامعني.. مراد ممكن نتكلم طيب
أستدار نحوها ببطئ ورمقها بنظره طويله.. ترتدي له كل يوم ملابس تجملها له وتظهر مفاتنها ولكنه كالاعمي لا يرى
لا يرى الا انها زيجة اجبر عليها
انا مش فاضي ياهناء
ونظر الي ساعه يده ثم وضع فنجان قهوته علي الطاوله
لما ارجع من الشركه نبقى نتكلم
وانصرف دون أن ينظر إليها... لتسقط فوق الاريكه شاحبة الوجه تبكي على حالها وهي لا تفهم لما يتجاهلها
........
تعجبت بالاتصال الذي اتاها من مدير مكتبه.. يريدها ان تذهب لشركة الحراسات بعد انتهاء دوامها..تعجبت من تلك المكالمه
فماذا سيريدها... شعرت بالقلق الي وجدت شهاب يخرج من مكتبه يأمرها ببعض الأعمال ثم غادر
.......
نظرت سماح نحو بعض السياح وقد اخذت مكان مرشـ.ـدهم السياحي الذي يعاني من آلم ما بمعدته.. نست مهمتها الاساسيه وقررت الاستمتاع بأجواء مدينه اسوان
كانت تتحدث عن المعبد الذي يسيرون داخله بثقه الي ان وقفت على صوت أحدهما يخبرها
صححي معلومـ.ـا.تك انستي
قالها أحدهم وقد كان يسير ربيتها من بدايه المهمه من نظراته الحانقه نحوه.. يخفى عيناه بنظاره من اشعه الشمس وعلى رأسه يرتدي قبعه رياضيه وملابس تشعرها وكأنه ذاهب لمبـ.ـاراه جولف.. احتدت عين سماح ورمقته بحنق
معلومـ.ـا.تي صحيحه ياكابتن.. ماذا تعرف انت عن تاريخنا
حدق بها الرجل الذي لا تعرف تحدد ملامحه له وضحك ساخرا
لا أعلم لما تقودنا سيده مثلك.. لو اعلم انكي من ستقودينا هذا اليوم لمكثت بالفندق
اشتعلت نظرات سماح وبقي البعض يهمس على مشاحنتهم
لا بقى انا كده ممكن اغلط وانسى انك ضيف في بلدي
هتفت بها سماح بلغتها الأم حتى لا يفهم عليها
ولكنه أجاب رافعا حاجبه لأعلى
هوجاء
ألقى كلمته بالفرنسيه ثم انصرف لم تفهم معناها... فهى لا تتقن الا اللغه الانجليزيه
وقفت تحرك يدها على وجهها پغـــضــــب ترمقه وهو يرحل.. وألتف نحوها قبل أن يختفي عن مرء عينيها... ليزيل نظارته عن عيناه
لتقف مصدومه متمتمه
لا مش معقول.. ده هو
.......
استمع الي صديقه عبر الهاتف وهو يخبره ان فتاه ورجل جاءوا لقسم الشرطه ليسألوا عنه وقد اخبرهم بعدm وجوده.. أراد أن لا تكون هي من أتت ولكن صديقه أعطاه الجواب دون أن يسأل عن هويتها او اسمها
انا استغربت بصراحه انك تعرف حد كده... باين عليهم مش قاريب ليك مع ان الراجـ.ـل اللي مريحنيش شكله قالي انهم قرايبك
واردف صديقه الذي يدعي مجدي
انا قولتله انك اتنقلت بلد تانيه
اغمض شريف عيناه وهو يعلم أن الرجل هو سالم فتسأل
البـ.ـنت كان شكلها ايه
صمت مجدي للحظات وهو يتخيل شكلها الجميل وقد اشفق عليها
البـ.ـنت كفيفه!
زفرة بقوه وقبل ان يسأله صديقه اذا كان يعرفها اما لا
هكلمك بعدين يامجدي.. عندنا اجتماع
أغلق الهاتف ثم ألقى فوق فراشه.. رغم ان هذا مااراده ان يبعدها عن طريقه الا انها يشعر بآلم لا يعرف سببه
أوقف سالم سيارته الصغيره في مكان خالي.. ينظر لمها التي لم تتوقف عن البكاء منذ أن علمت انه تم نقله لمكان اخر... كان سعيدا انه كسب نقطه بصلاحه وقد انتهى امر شريف تماما
اه سمعتي الكلام بودنك... حضرت الضابط خلاص اختفى
سقطت دmـ.ـو.عها وهو تمسك العقد الذي أعطاه لها بقوه
بس هو قالي انه ماصدق لقاني
ومسحت دmـ.ـو.عها بأكمام بلوزتها
هو شريف سابني عشان انا عاميه
رمقها سالم بتمتع وهو يتأمل احمرار وجهها ثم اقترب منها
يامها ما انتي عارفه اللي فيها مين هيتجوز واحده عاميه
عادت دmـ.ـو.عها تتساقط من أثر الكلمه
انا كان نفسي اعيش زي البنات اللي في سني
اتسعت عين سالم وقد وصل لهدفه
سبيني وانا اعيشك يامها.. سبيلي نفسك
فسرت مقصده بطريقه برئيه ولكن عنـ.ـد.ما وجدت يده تسير علي فخذيها صړخت بقوه
انت بتعمل ايه
وتعالا صړاخها ولم ينجدها لا صوت سرينه سيارة شرطه قادmه
........
أنهت دوامها لتتجه نحو مقر الشركه
اول من تعلقت عيناها بها صفا التي كانت تسجل بعض الأشياء على الجهاز الذي أمامها قبل أن تغادر
فساعات العمل قاربت علي الانتهاء
اقتربت منها ياقوت وهي تتذكر أين رأتها
في حاجه ياأنسه
تلبكت ياقوت وهي تنفض رأسها من شرودها بذلك اليوم
حمزه بيه موجود... عندي ميعاد لمقابلته
رمقتها صفا بتفحص متعجبه من هيئه فتاه مثلها تسأل عنه... رفعت سماعه الهاتف لتسأل سكرتيره إذا كان يوجد ميعاد معها ام لا
جاءتها الاجابه فتجمدت نظراتها نحو ياقوت
اتفضلي
اتجهت ياقوت نحو المصعد بتـ.ـو.تر.. أما صفا عقدت ساعديها أمامها تسأل نفسها
وقت الدوام قرب يخلص... ايه اللي جايبها في وقت زي ده غريبه
دلفت ياقرت غرفه مكتبه... ليقابلها سكرتيره الذي تأهب للمغادره
أبلغه بقدومها ثم انصرف
وقفت في منتصف الغرفه لتجده قابع خلف مكتبه يتحدث بالهاتف.. أغلق سكرتيره غرفه المكتب فأسرعت تفتحها
نظر لها حمزة وهو لا يفهم سبب فعلتها تلك... أنهى مكالمته ثم نهض
مالك ياقوت... مش باكل مواظفيني انا
اخفضت عيناها بتـ.ـو.تر وهمست بخفوت
حضرتك كنت عايزني في ايه
وقف حمزه أمامها يحدق بها
البـ.ـنت اللي كنتي مستنياها امبـ.ـارح ت عـ.ـر.فيها من امتى
نظرت اليه بغرابه من سؤاله
عبير زميلتي في السكن... ليه بتسأل
لم يعطيها الاجابه التي ارادتها فهتف بلهجة أمره
ياريت تقطعي علاقتك بيها
قطبت حاجبيها وهي لا تفهم سبب تدخله في حياتها الخاصه
ما اظنش ان ده من قوانين العمل يافنـ.ـد.م
ادهشه مجادلتها ونظراتها التي تهاجمه
ياقوت اسمعي الكلام ممكن... بلاش البـ.ـنت ديه تصاحبيها وبلاش تخليني اخدش حيائك بالكلام عنه
تجمدت ملامحها ورمقته پغـــضــــب وهي تدافع عنها
عبير بـ.ـنت محترمه
هتف اسمها پحده وهو يتفحص ملامحها المقتضبه
ياقوت متخلنيش اظن انك ت عـ.ـر.في نوع شغلها... دافعك عنها ما يدلش غير كده... ايه انتي كمان بتشتغلي بليل في كبـ.ـاريه
ألجمتها عبـ.ـارته عن عمل عبير في تعلم انها تعمل ممرضه في إحدى المشافي الخاصه
كبـ.ـاريه.. عبير بتشتغل ممرضه
ضحك وهو ينظر إليها
لا يا ياقوت عبير بتشتغلي في كبـ.ـاريه بتبسط الرجـ.ـاله الزبون ... وأحيانا بتحضر حفلات لرجـ.ـال الأعمال واظن انك فهمتي دورها من غير توضيح اكتر من كده
سقطت دmـ.ـو.عها وهي لا تصدق ما تسمعه اذنيها
انا مكنتش اعرف ده... بس ليه تعمل كده
تنهد حمزة وهو يطالعها ثم تقدm منها يعطيها احدي المناديل الورقيه كي تجفف دmـ.ـو.عها مجيبا عليها
الفلوس بتيجي كده اسرع يا ياقوت
واردف بلطف
امسحى دmـ.ـو.عك
طالعها وهي تجفف دmـ.ـو.عها كطفله صغيره ومازالت ملامحها تحمل معالم الصدmه... وقعت عيناه على صفا التي تتواري في احد الاركان وقد ساعدها عدm غلق الباب على مطالعتها لهما
لمعت عيناه وقد أراد ايذاقها جرعات الآلم حتى ېحطم أملها في عودته اليها.. مال نحو ياقوت التي لم تكن منتبها لشئ تطوي المنديل الذي أعطاه لها
تجمدت في وقفتها واتسعت عيناها وهي تشعر بقرب أنفاسه منها ومحاصرته لها بذراعيه
↚
طال الصمت الا من أصوات انفاسهم ثم صفعه دوى صوتها فكـ.ـسرت الصمت وحطت على خده بيدها المرتجفه لم تكن يدها وحدها حالها هكذا انما جــــســ ـدها كان يرتجف.. لم تتلامس شفاهم ولكنه كان قريب منها للغايه دفعته عنها بقوه
انت انسان معندكش ضمير
وركضت من أمامه باكيه خائفه
ركض خلفها الي ان وقف أمام المصعد يعلو صوت أنفاسه
ياقوت استنى...أنتي فهمتيني غلط
انغلق باب المصعد عليها قبل أن يكمل باقي عبـ.ـارته... قبض على يده بقوه ثم لطم الجدار الذي أمامه لاعنا نفسه على فعلته
لم يكن سيتجاوز معها بشئ.. ليست من طباعه تلك الأشياء ولكنها صفا اللعينه هي من تجعله يخرج عن إطار عقله حين يراها
علي ذكر اسمها وجدها أمامه تبكي وتضع يدها على فمها تكتم صوت بكائها
ليه و.جـ.ـعتني كده.. قولي انك بتو.جـ.ـعني بس عشان تعـ.ـا.قبني
تجمدت عيناه وهو يطالعها بأعين تحمل لهيب حقده
اطلعي من حياتي ياصفا... انتي لعنه دخلت حياتي... كفايه بقى عايز اتحرر منك ومن الماضي
صړخ بها وهو لا يشعر بحاله... الي الان هو غارق في الماضي الذي حمل معه شبابه
اتجه نحو غرفه مكتبه يزفر أنفاسه بصعوبه ليهوي بجــــســ ـده علي الاريكه التي تضمها الغرفه ونكس عيناه أرضا مخاطبا حاله
معقول بقيت حقېر اوي كده
لم تكن صفا حالها اقل منه.. عبـ.ـاراته طـــعـــنتها بنصل حاد... اغمضت عيناها بقوه فأنسابت دmـ.ـو.عها بغزاره... أدركت انها فقدته وانتهى الامر وان حبهم لن يعود فكل مـ.ـا.تسعي لأجله ماهو الا سراب
اليوم رأت في عينيه دعوه صريحه بالرحيل... وفقدان ما كان بينهم يوما
وانتهى الحلم وماكان عليها الا ان تجر اذيال خيبتها تداريها
ستبتعد عنه حب حتى تجعله يجد حياته
انسحبت من الشركه دون ألتفافه ولكن قلبها جعلها تودع المكان
سلطت عيناها لأعلى لعلها تلمح طيفه... لعلها ترى ما يخبرها ان هناك امل ولكن لم تجد الا الفراغ وطيف الستار يتحرك بفعل الهواء
دmـ.ـو.عها لم تتوقف وأمل ضاع في حقيقه تجاهلتها
لقد ماټ الحب منذ سنين طويله
ولم تعد لهم حكايه معا
بكت مها وهي تخبر ضابط الشرطه بما فعله سالم بها.. احتدت نظرات سالم وهو يسمعها پغـــضــــب
اتـ.ـحـ.ـر.ش بمين ياحضرت الظابط ده كلام ياناس... بقى انا هبص للعاميه ديه
تعالت شهقت مها بحرقه وضمت ذراعيها نحو جــــســ ـدها خائفه
انا مش كـ.ـد.ابه... هو اللي كـ.ـد.اب
صړخ سالم بمقت وهو يلعنها داخله... كانت نظرات الضابط ترمقه بتفحص
ياحضرت الظابط ديه من
ساعه ما الواد اللي كانت بتحبه اعتدى عليها وهي بقي يتخيل ليها حاجات
نهضت مها من فوق المقعد الجالسه عليه تبحث عن صوته
وصوت صړاخها يعلو عن كذبه
تنهد الضابط منتظرا شقيقتها الي ان أتت ماجده اخيرا.. تنظر نحوهم بأعين جـ.ـا.مده
....
هوت بجــــســ ـدها فوق الفراش تبكي بحرقه علي اهانته لها بفعلته لم تظن انه سيفكر انها من الفتيات اللاتي يسمحون بتجاوز الرجـ.ـال معهم وتخطي حدود الحلال والحـ.ـر.ام
تنهدت وهي تتذكر صفتعها له وخشيت ان يطردها من وظيفتها لكنه يستحق فعلتها.. ولن ټنـ.ـد.م على صڤعتها مهما كلف الأمر من خساره... ف الحاجه لا تعني ان تنسى نفسك الابيه وكرامتك
..
جذبت ماجده يد شقيقتها خلفها پعنف تعض على شفتيها بقوه
علي اخر الزمن بقينا ندخل القسم بفضايح... بتتهمي خطيب اختك يامها بالباطل... عايزه تحرميني من سعادتي ده انتي عارفه ان بكره كتب كتابنا
اغمضت مها عيناها بآلم... شقيقتها لم تصدقها بل صدقت كلام سالم كالعمياء حتى جعلوها تشعر انها بالفعل أصبحت تتوهم فعلته
أنتي ليه مش مصدقاني ياماجده
دفعتها ماجدة في سيارة الأجرة التي أشارت لها أن تتوقف
ضيعتي فرحتي.. اه سالم سبني ومشي... انا عملت ايه في حياتي عشان افضل كده
.
تكورت مها على حالها وضمت قبضتيها نحو فمها تعضهما حتى لا تصدر اهاتها
تنهدت ماجده بنفاذ صبر وهي تستمع للرساله الصوتيه عبر الهاتف... ف سالم بعد أن اغلق المحضر بقسم الشرطه انصرف غاضبا وقد أجاد الدور أمامها بجداره انه لم يكن الا مع شقيقتها اليوم الا بعد ان طلبت منه أخذها للذهاب لذلك الضابط وان معروفه انتهى بأهانته وادعاء الباطل عليه
اغمضت عيناها بأرهاق ومن حينا لآخر تنظر نحو باب مكتبها لعلي شهاب يأتي وتعلم مصيرها من حاډثة امس
زفرت أنفاسها وعادت تنظر إلى الأوراق المطلوب منها تحضيرها. انـ.ـد.مجت بالعمل قليلا فوجدت شهاب يدلف لغرفه المكتب يتحدث بالهاتف مشيرا لها أن تتبعه
اتبعته تحمل مفكرتها المدونه بها مواعيد اليوم وما امرها به امس ليطالعه اليوم
تـ.ـو.ترت وهي تنظر نحو حركة شهاب الي ان رحمها وأنهى مكالمته ثم طالعها بهدوء
مالك يا ياقوت وقفه مش على بعض كده
ارتبكت واطرقت عيناها نحو مفكرتها
ابدا يافنـ.ـد.م
قهقه شهاب وهو يرمقها بلطف
هاتي الورق اللي عايز يتمضي... وقوليلي مواعيد النهارده
واقترب من مكتبه وجلس على مقعده... فوضعت الأوراق أمامه وهي تحمد الله ان وظيفتها لم تخسرها... وقفت تخبره بمواعيد اليوم.. فرفع رأسه نحوها يخبرها
صحيح حمزه الايام ديه هيكون بره البلد... ف وجودي هنا هيبقى قليل
تنفست براحه عنـ.ـد.ما علمت بعدm وجوده الايام المقبله
اماءت له برأسها براحه وتناولت الأوراق التي أنهى امضاءها
لتغادر الغرفه بذهن صافي فقد انتهت مخاوفها ولم ېؤذيها بسبب ما فعله هو وليست هي
.
برد الطعام الذي اعدته له.. وانطفئت الشموع التي كانت تضعها علي طاوله الطعام.. غفت بعد أن انتظرت قدومه
دلف للشقه بعد يوم طويل قضاه بالخارج حتى لا يراها
تقدm بخطوات هادئه نحو غرفته لتقع عيناه عليها وهي نائمه فوق الاريكه.. رمقها وهي نائمه فأقترب منها يزفر أنفاسه حانقا
هناء اصحى
حركها بخفه فأنتفضت فزعا واعتدلت في رقدتها
انت جيت يامراد... اتأخرت كده ليه انا سخنت العشا مرتين
ألتف نحو مائده الطعام ثم عاد يطالعها بجمود
متبقيش تستنيني تاني ياهناء
تحرك من أمامها فنهضت من فوق الاريكه ووقفت أمامه تنظر اليه
احنا مش هنتكلم كل يوم تقولي بكره وبكره ده مبيجيش يامراد... انت متجوزني ليه
تفحص هيئتها بنظرات طويله.. كانت جميله وناعمه بثوبها القصير الذي يظهر جمال جــــســ ـدها ولكنه كان لا يرى اي جمالا بها
انا جاي تعبان من بره... الدنيا مش هتطير يعني
ومد يده نحو حماله ثوبها العاړي فأغمضت عيناها وهي تشعر بأنامله تسير علي كتفها ببطئ... ارتعش جــــســ ـدها تحت لمساته وثقلت أنفاسها وارتمست على ملامحها الاستجابه... كان يرمقها ساخرا وهي مغمضه العين
ياريت متلبسيش الهدوم ديه تاني.. لاني ماليش مزاج الفتره ديه
صڤعتها الكلمه بقسۏة ولم تعد تفهم شيئا اهو مريـ.ـض كما تظن ام انه لا يرغبها ولكنها عرضت عليه أن تحرره من ذلك الارتباط الا انه لم يرفض ارتباطهم
ارتجفت شفتيها وكلما حاولت أن تسأله كانت الكلمـ.ـا.ت تقف في حلقها... ف السؤال صعب عليها والاجابه كانت أصعب
وانتفضت وهي تسمع غلق باب الغرفه بوجهها ودmـ.ـو.عها اخذت تنساب كما اعتادت منذ ايام زواجهم ولكن بماذا ستتحدث هي اختارت حياتها معه وحققت حلمها وليت الحلم ظل حلما
...
وقف ينظر إلى الانوار المضاءه ب لندن يتذكر مشهد صفعها له وركضها من أمامه باكيه... جالت عيناه نحو النجوم اللامعه في السماء وطيفها وهي تغادر من أمامه لا يضيع من أمام عينيه
استغلاله لضعفها وساذجتها بدء يصيبه بالنفور من نفسه
قبض على المشروب الذي يرتشف منه بقوه مقررا حين عودته من سفرته سيعتذر منها
.
وقفت ماجده أمام المقهى الذي يجلس فيه سالم كعادته... بعثت له أحد الاطفال..فرمقها سالم بأقتضاب وهو ينفث دخان الأرجيلة من فتحتي خياشيمه ثم نهض حانقا عنـ.ـد.ما أشارت اليه
فتقدm نحوها بضيق
عايزه ايه يابـ.ـنت الناس... المشوار بينا انتهى
واردف
خبث بعدmا استدار بجــــســ ـده
انا تشكي فيا واختك تتهمني بعد كل اللي بعمله معاكم
اقتربت منه ماجده تتوسله
اعتبرها غلطه من عيله ياسالم... وهخلي مها تعتذرلك
طالعها سالم بضيق ثم ابتعد عنها
الكلام خلص بينا... تدخلوني القسم في تهمه تـ.ـحـ.ـر.ش وانا اللي كنت بساعد اختك
كاد ان يتحرك من أمامها الا انه عاد إليها
اعتبري الخطوبه اتفسخت
وسار من أمامها يدندن بلحن بذئ وارتسمت على شفتيه ابتسامه واسعه... فلا بأس أن يظهر أمامها برجلا ذو كرامه ونفس جريحه قليلا وهو يعلم انها لن تتحمل بعده
جرت ماجده قدmيها وابتعدت عن المقهى واعين الناس تحاوطها الي ان وصلت لمنزلها بصعوبه
فتحت الباب فسقطت عيناها على مها الجالس على احد المقاعد تنتظرها
أنتي جيتي ياماجده
ونهضت من فوق مقعدها تتحس طريقها نحو شقيقتها
ماجده
اقتربت منها ماجده صاړخه جعلتها تضم جــــســ ـدها بذراعيها خــــوفا
مش عايزه اسمع صوتك سمعتي
وتركتها واتجهت نحو غرفتها صافعه الباب خلفها... اتبعتها مها پبكاء.. فهى لا تتحمل ڠضبها منها فليس لها احد سواها
اطرقت الباب عليها بصوت قد بح نبرته
انا اسفه ياماجده بس والله انا ما كـ.ـد.ابه
وفجأة وجدت يد شقيقتها على وجنتها تلطمها بقوه
هيبصلك على ايه قوليلي... في حد بيبص على واحده عاميه
انسابت دmـ.ـو.عها وهي تسمع طـــعـــنات شقيقتها لها بلسانها... لقد تغيرت شقيقتها كثيرا منذ ارتباطها بسالم
ابعدي من وشي... روحي اوضتك يلا
صڤعة ماجده الباب خلفها ثانيه وعادت تجلس على فراشها تندب حظها على ضياع سالم منها...
وفي الخارج سقطت مها على ركبتيها أمام حجرة شقيقتها تهتف بآلم ومازالت يدها على خدها
انا مكذبتش... ليه محدش مصدقني
خرج عزيز من البنايه التي تقطن بها صفا ووقف يطالع الطريق من داخل البنايه حتى يتأكد ان لا أحد يتبعه
اشتاق لرؤيتها ولكن الضروره تحتم عليه الحذر قليلا حتى لا يكشف امره
علم بأمر عملها في شركه حمزة الزهدي وطرده لها من حياته
أخبرته كل شئ بضعف وكان هو الشخص الحنون الذي يستمع
حلمه أصبح يقترب منه دون تخطيط ولم يظل الا خطوه يضبط فيها أموره ثم يعرض عليها الزواج بالسر
استقلي سيارته وهو يحرك يده على صلعته ليضغط على زر الراديو فيصدح صوت غنوه قديمه لام كلثوم تعيد له ذكريات الشباب
لم ينتبه على سيارة زوجته التي كانت تتواري في شارع جانبي ومعها سائقها
اتحرك يامسعد لقدام العماره
تحرك السائق بالسياره وصفها أسفل البنايه... لتترجل من السياره وهي تتوعد لخاطفة الرجـ.ـال
.......
وقفت سماح امام غرفه لاعب الكره بعدmا ضاق صدرها من ملاحقته منذ امس لم تجد الا ارتداء زي موظفي خدmة الغرف
فتح لها سهيل الباب ونظر نحوها نظرة خاطفه وقد ظنها العامله...كانت تخفض عيناها لاسفل حتى لا يكشف امرها
اتبعته بعربتها التي تحتوي على أدوات التنظيف
كان يتحدث بالهاتف ويبدو من نبرة صوته الڠضب... سلطت عيناها نحوه وعنـ.ـد.ما وجدته يلتف نحوها أسرعت لتغير شرشف الفراش
أنهى مكالمته واستدار نحوها يسألها بأقتضاب
ألــم يبدلوا شرشف الفراش صباحا.
تمتمت سماح بصوت هامس
اظهرله نفسي ازاي ده من غير ڤضيحه
اقترب منها يحاول سماع همهمتها
ماذا تقولي ارفعي صوتك قليلا.
تنفست سماح بقوه ثم ألتفت نحوه بهاتفها الذي اخرجته من جيبها وقد وضعته على التسجيل وازالت ما ترتديه فوق رأسها ثم ألتفت نحوه
اهلا ياكابتن اعرف بنفسي سماح مهدي الصحفيه
لم يكن صعب عليه فهمها فهو من اصل عربي ويفهم اللغه العربيه
سبها بلفظ ليس ببشع
لتثبت الهاتف قرب شفتيه متمتمه
وادي لاعب الكره المحترم بيتشم وبيهين اهل البلد اللي هو ضيف فيها
لتتسع حدقتي سهيل من فعلتها ومد يده ليلتقط منها الهاتف... فدارت حربا بينهم نحو الهاتف الذي ينتقل بين كفوف سماح بمهارة
لتسقط سماح فوق الفراش وهو فوقها بعد أن تعرقلت قدmيه
ليدلف احد موظفين الفندق للغرفه المفتوحه قلقا بعد أن سمع صړاخا اتي من الغرفه
ليشهق الموظف وهو لا يصدق المشهد
.
سحبت فاديه صفا من الشقه صائحه وقد خرج جميع سكان البنايه
اطلعي بره ياخطافة الرجـ.ـاله... يازباله
لم تكن فاديه امرأة متحضره او استقراطيه في تلك الأمور
كل ما تراه ان زوجها ستأخده أخرى تتلاعب به
لكمت صفا بوجهها وانهالت عليها ضړبا والأخرى لا تفهم شئ
فأي رجلا ستأخذه
ابعدي عني ياست انتي... حد يجبلها البوليس
ضحكت فاديه بتهكم فهى لا يفرق معها شئ.. فهى تعلم انها ستخرج من الحكايه بسهوله فلا احد يقف امام شقيقها برتبته العسكريه القديمه فمعارفه كثر
انا تجبيلي البوليس.. حد يجيب البوليس ياجماعه عشان تعرف مقامها الزباله ديه
ضاق سكان البنايه من ذلك المشهد المقزز ولحظهم كان يقطن بها لواء متقاعد أتت الشرطه فور ان ستدعاهم ليخلصهم من ذلك الضجيج
وانتهت العركه النسائيه التي انتصرت فيها فاديه... أما صفا مسكت ذراعها بآلم تبكي على حالها فلم تعد تتحمل كل ما يحدث لها فمازالت في صډمه طرد حمزة لها من حياته
دفعها العسكري بقوه هاتفا
اتحركي قدامى
اما فاديه سارت بخيلاء تخبرهم بأسم شقيقها
انتقلت عين الضابط بينهم بضيق من مظهرهم
مين اللي عمل في تاني كده
تمتمت صفا پبكاء
هي اللي اتعدت عليا في شقتي
فنظر الضابط نحو فاديه التي صړخت بها
شقة مين ياحببتي... ديه شقة جوزي
ياخطافة الرجـ.ـاله
اتسعت عين صفا ذهولا بعد أن بدأت تعي هوية المرأة
أنتي مرات عزيز
وكادت ان تفسر لها سبب إقامتها بالشقة وانا ما تفهمه خاطئ... فهى من الأساس كانت سترحل ولكن صوت الضابط اخرسهم
اسكتوا انتوا الاتنين
لوت فاديه شفتيها وحدقت به بجرأه
اللي بتعمله معايا ده هتزعل منه ياحضرة الظابط
واخبرته بفخر
انا اهلي معظمهم داخليه وقوات مسلحه... تعرف فرات النويري
تعلقت عين الضابط بها وهو يعلم بأسم النويري... ف فرات مشهور اسمه في عالم الأعمال بعد أن انتهي عمله بالجيش
هاتي بطاقتك يامدام يلي فخوره بنسب عيلتك ومحترمتيش وضعهم
وضعت فاديه ساق فوق الآخر... فرمقها الضابط بضيق ولكن لم يتحدث فهو لا يتحمل كبر النساء وروعنتهم في مثل تلك الأشياء
وطالع صفا التي وقفت ترتجف
فين بطاقتك انتي كمان
تمتمت صفا پخــــوف
مش معايا
واطرقت عيناها نحو ملابس المنزل التي ترتديها
مر الوقت وقد بعث فرات المحامي الخاص به اما عزيز بعد عن الصوره
تنهد الضابط بضيق وهو ينظر لحال صفا التي تمسك ذراعها بآلم ووجهها ملئ بالكدmـ.ـا.ت
انت مش شايف منظرها يامتر... هي المتضرره ولازم تتنازل عن المحضر
رمق المحامي هيئه صفا... ثم اعتذر منه كي يخرج قليلا
لمهاتفة فرات
أجاب فرات فور اتصال محاميه الذي يعد من أكبر محامين البلد
ادفعلها فلوس وأنهى الموضوع من غير شوشره يامتر
عاد المحامي لينفذ أوامر فرات ونظر للضابط المسئول
احنا ممكن نحل الموضوع ودي... ممكن اتكلم معها دقيقه
اماء الضابط له برأسه...ترك لهم المكان ليتفاهموا ..كانت فاديه تجلس بالخارج تتوعد لعزيز
مدام صفا انتي مش هتحبي الپهدلة انتي جربتي السچن قبل كده
حياتها القديمه لم تكن مخفيه عن محامي فرات
اتنزلي عن المحضر وشوفي المقابل المادي اللي انتي عايزه... السيد فرات مستعد يدفعلك فلوس
سقطت دmـ.ـو.عها آلما وقد أصبحت تشعر بقسۏة الحياه
جـ.ـر.حها هيئتها وجرورها لقسم الشرطه الذي أقسمت الا تمر من أمام اي مكان يذكرها بسنوات عمرها التي قضتها في مسـ.ـجـ.ـنها
رفعت عيناها نحو المحامي الذي ينتظر اجابتها فتمتمت بأنفاس مثقله
انا مش عايزه فلوس... ممكن تساعدني اني اشتغل
طلبت بكـبـــــريـاء مجروح كي تعول نفسها وتبدء صفحه جديده مع الحياه ولا تحتاج لاحد
....
هبطت من سياره الاجره في احد الشوارع الجانبيه بعد أن أخبرها السائق انه لن يستطيع السير في الشارع القادm بسبب التصليحات
نظرت حولها وسارت بخطي سريعه... فشهاب امرها بالقدوم لفرع الشركه الرئيسي بملف الصفقه واوصاها بالمجئ فورا فقد نسي أخذه من درج مكتبه
مالت نحو حقيبتها حتى تخرج هاتفها من حقيبة يدها.. ألتقطت الهاتف وقبل ان تغلق حقيبتها على الملف جذب أحدهم الحقيبه
فشهقت بفزع وصړخت
شنطتي
كان السارق يجلس خلف أحدهم واخر يقود الدراجه النــــاريه
عبث بمحتويات الحقيبه بخفه... فألتقط الملف ثم قذفه يلقيه في الهواء... ليطير الورق
فأتسعت عيناها وهي تركض خلف الدراجه ودmـ.ـو.عها تنساب على وجنتيها
ووقفت تنظر للورق وهو يسقط في الوحل
↚
وقفت تنظر إلى الأعين التي تحاوطها بجمود.. وقد شحب وجهها واصبحت عيناها داميه من أثر البكاء الذي لم ينقطع
أخبرتهم بالسرقه التي حدثت لها بالقرب من الشركه والأوراق التي غطاها الوحل.. كانت تتحدث بأنفاس متقطعه تعتذر مع كل عبـ.ـاره تنطقها... أشفق عليها شهاب ولكنه يعلم أن الأمر لن يمر من جهة شقيقه الذي لا يحب الأخطاء بعمله... لم يتم عمل نسخة أخرى لاوراق الصفقه كالمعتاد... تعلقت عين شهاب بها وهو لا يعلم ايطمئنها ام يخبرها ان تفسيرها لهم ليس له داعي
ارجوك يابشمهندس صدقني... هو ده اللي حصل
نظر شهاب نحو ملابسها العالقه بها بعض الاتربه يعلم أنها لا تكذب عليه
انا مصدقك يا ياقوت اكيد
ودار بوجهه نحو مدير مكتب حمزة مستفهما
هنعمل ايه ياعصام
طالعه عصام بأسف
ميعاد تسليم أوراق الصفقه بعد ساعه... وكده ضاعت علينا... حمزه بيه اتصل من ساعه يأكد عليا ان الورق يتسلم في وقته
واردف معلقا نحو ياقوت انظاره
لازم نبلغه ياشهاب بيه... يمكن عنده حل لو خبينا عليه انت عارف العواقب
شهقت ياقوت پخــــوف وهي تمسح دmـ.ـو.عها عن وجنتيها
كان ڠصب عني
ابتسم لها شهاب بلطف رغم الخساره وڠضب شقيقه
خلاص ياياقوت... هنعمل ايه اللي حصل حصل... حظك المرادي ميكونش في نسخه من الورق
اطرقت عيناها ارضا تتحسر على حالها وظيفتها التي ستخسرها بالتأكيد
لله الأمر من قبل ومن بعد
سمع همهمتها بأشفاق... ثم نظر الي عصام
انا شايف اننا نكلمه دلوقتي... هو اكيد هيتصل يسأل عن المنقصه
اماء له عصام رأسه إيجابا.. فأنكمشت ياقوت لجانب الحائط ترتجف عما حدث لها... ضمت حقيبتها التي ألقاها اللص بعد أن سرق المال وجاء بها لها احد الماره تمنت لو كان ترك الورق في حقيبتها
وضع شهاب الهاتف فوق اذنه ينتظر رد حمزة عليه... انتهى الرنين ليعود شهاب في الرنين مره اخرى
أجاب حمزة أخيرا ليهتف شهاب سريعا مخلصا نفسه من الأمر حتى يتصرف شقيقه بحنكته
حمزه ورق الصفقه للأسف ضاع
اتسعت حدقتي حمزه فأكثر مايكرهه بحياته الإهمال في عمله وقبض على هاتفه
انت متصل بيا اشوفلك حل يا بشمهندس... تتصرف عارف يعني ايه تتصرف... الصفقه ديه لو مأخدنهاش هتتعـ.ـا.قب مع الموظف اللي ضايع الورق
هتف حمزة
يضيق فقد كان يشعر بالضيق منذ الصبح ولا يعرف سببه
تتصل بيا تقولي الصفقه رسيت علينا
لم يتفوه شهاب بكلمه كان كالمستمع يتلقى ڠضب شقيقه وهو يطالع كل من ياقوت التي وقفت تقضم شفتيها حتى لا تصدر صوت شهقاتها وعصام الذي ينتظر ان يعرف ما أمر به رب عمله
وكاد ان يغلق حمزة الخط معه إلا أنه تذكر أن ماحدث بسبب إهمال احد موظفينه
الموظف ده يترفد فورا ويتحول للتحقيق مفهوم
انتهت المكالمه فطالعته ياقوت بأمل ولكن نظرات شهاب نحوها لاشت الامل داخلها
اترفدت مش كده
اطرق شهاب عيناه نحو سطح مكتبه ثم رفع عيناه نحوها مجيبا
للأسف يا ياقوت... المفروض تتحولي للتحقيق بس هنهي الموضوع بمعرفتي
واقترب منها مبتسما يشعر بها فهي لا تجيد اخفاء كـ.ـسرتها
رغم ان شغلك كان معايا مش كتير الا انك كنتي موظفه يعتمد عليها
نظر لها.. فأشاحت عيناها بعيدا عنه بآلم... طردها دون رحمه دون أن يعلم كيف حدث ذلك.. طردها لانه صاحب العمل
كتمت قهرها وعادت تنظر نحو شهاب الذي يرمقها مشفقا
شكرا يابشمهندس.. كتر خيرك
جرت قدmيها دون أن تنتظر سماع كلمه أخرى... خرجت من الشركه مقهوره فغلطه واحده لم تقصد حدوثها انما كان قدرها عقبت بالطرد
تأملت الشركه من الخارج بحسره
كان نفسي أنجح وابقى حاجه... انا ليه بخسر كل حاجه بسرعه كده...
تمتمت عبـ.ـارتها بدmـ.ـو.ع تنساب على وجنتاها فأدركت فداحت من نطقت هل يوجد اعتراض على اقدار الله همست برضى
الحمدلله.. الحمدلله
جرت اقدامها بصعوبه وهي تشعر بثقل الحياه علي عاتقيها
سارت شارده الي ان وصلت مكان سكنها على قدmيها سيرا بعد ساعات طويله... تذكرت سماح الدائمه في نجدتها ولكنها ليست هنا
دلفت غرفتها بالسكن ونظرت للغرفه بعدmا انــــارت اضاءتها لتسقط على الأرض تنتحب پقهر وألــم ومشاعر كثيره جمدت كل ما بداخلها
بدء اسم الله يعلو فقد كان وقت اذان المغرب ...نهضت تستجيب لدعوه الله إليها ان تقف على باب رحمته وحده
اغرقت دmـ.ـو.عها سجادتها وهي تبكي
.....
ازالت ندي نظارتها الخاصه بالقراءه بعد أن تركت هاتفها جانبا
تعلقت عيناها بشهاب الذي دلف من الشرفه بعدmا أنهى تدخين سيجارته
اقترب منها ثم تسطح على الفراش يزفر انفاسه.. تعجبت من امره فسألته
مالك ياشهاب في حاجه حصلت في الشغل
مال نحوها فأبتمست اليه تمسح على وجهه بحنان
احكيلي
ابتسم وهو ينظر إليها يلوم نفسه انه للحظه كان يظن انها مجرد زيجه ستجمع شمل العائله ولكن كل يوم يدرك انه كان أحمق
ت عـ.ـر.في بحب اهتمامك بيا ياندي
ضحكت برقه ولثمت وجنته بنعومه
قولي ايه اللي شغلك
تنهد وهو يتذكر حال ياقوت اليوم بعد أن تم طردها منها الشركه
واخذ يحكي لها ما حدث الي ان تبدلت ملامحها تشعر بالحـ.ـز.ن
طب حاول تقنع حمزه لما يرجع... ضياع الورق مش ب ايدها
اماء برأسه وهو يطالع نعومتها... كل يوم يشعر أنها يفتن بها
مد كفه نحو كتفها العاړي يحرك انامله بخفه
بس ت عـ.ـر.في البيجامه حلوه اووي
نسي امر العمل وياقوت وعاد لوقاحته... فصفعت كفه بخفه ترمقه بمقت
انت في ايه ولا ايه... انا مش عارفه ازاي بتتحول في لحظه
قهقه عاليا ومال نحوها يقبلها ويدغدغها
انا راجـ.ـل سريع التحول ياستي... بقولك ايه مش خلصتي اللي وراكي خلاص
فضحكت على أفعاله وابعدته عنها برفق
ابعد يا شهاب... ماليش مزاج لهزارك ده
قالتها بنعومه واعين ترغب ولكنها قررت مراوغته حتى لا تشعره بتلهفها
ماله هزاري ياهانم
ابتعد عنها حانقا... فأتكأت علي مرفقها تنظر اليه بمكر
بقيت تتقمص بسرعه ياشهاب... بس تصدق شكلك طعم
ألتوت شفتيه وارتفع حاجبه لأعلى يرمقها بعلو
طعم... تصدقي انك
وقبل ان ينطق بشئ... اقتربت تمسح على خديه بكفيها
وجميل كمان
لم يتمالك نفسه فأغرقها بين ذراعيه مائلا بها
بقيتي مكاره ياندي
وقد صدق بما يقوله... فقد اجادت اللعبه غارقه معه في عالمه
....
نظرت صفا للطريق الذي تسير فيه نحو المزرعه التي يمتلكها فرات النويري الرجل الذي اقامت في منزله ليلتان ولم ترى وجهه
طابت چروح وجهها قليلا ولكن مازالت تضع رباط حول عنقها بسبب الشرخ التي أصاب ذراعها
وقفت السياره أمام بوابه ضخمه
اغمضت عيناها وارتجف جــــســ ـدها وهي تشعر ان القادm ليس بالهين
وقفت السياره أمام مبنى فعلمت انه سكن العاملين هنا... كان ينتظرهم رجلا حاد الملامح
عنـ.ـد.ما رأي صفا تذكر أوامر فرات الصارمه في معاملتها دون رحمه
هي ديه يا مصطفى
نظر مصطفى السائق الخاص بفرات لصفا التي اطرقت عيناها ارضا نحو حقيبة ملابسها الصغيره
ايوه يا عنتر.... كده انا مهمتي انتهت
فحصها عنتر بنظرات ثاقبه وهتف بغلاظه
تعالي هنا قربي
اقتربت منه صفا پخــــوف وتعلقت عينها بالسياره وهي تغادر وتمنت لو ان لم تأتي لهنا
انت ياختي بصيلي
رفعت صفا عيناها نحوه ثم اخفضتهما سريعا تخشي مطالعته
تأفف عنتر حانقا
المزرعه هنا ليه ضوابط وقوانين... شغلك من 6 الصبح ل 4 العصر هتجمعي المحاصيل مع الفلاحين
طالعته وهي لا تفهم شئ
هو انا هشتغل في الأرض
قهقه عنتر بغلاظه ثم رمقها بأستخفاف
اومال عايزه تشتغلي فين يابت ده انتي سوابق
دmعت عيناها من الكلمه أرادت ان تقسم له انها سـ.ـجـ.ـنت زورا ولكن من سيصدقها
اتحركي ورايا
سارت خلفه تحمل حقيبتها على يدها الأخرى وعيناها تفيض
وادركت
حقيقه ما وقعت به
تعلقت عين سميرة مالكه السكن نحوها تسألها بأمل
لقيتي شغل يا ياقوت
حركت رأسها بقله حيله وقد ذبلت ملامحها
لاما يقولولي سيبي ورقك هنرد عليكي... او معندناش شغل
اقتربت منها سميره تربت على كتفها
اكلمك ناديه... ده اخوها وممكن تكلمه يلين ويرجعك الشغل
هتفت ياقوت بأعتراض
لا يا ابله سميره... هي عملت اللي عليها وساعدتني قبل كده
حـ.ـز.نت سميره على وضعها
طب و هتعملي ايه.
طالعتها وهي تشعر بحړقة في عينيها
هرجع لأهلي
واطرقت عيناها خجلا ترتب بعض الكلمـ.ـا.ت
مش هقدر ادفع اجار الاوضه... انا بعت تليفوني عشان اعرف اروح واسدد اقسطه
اشفقت عليها سميره وضمتها بقوه
ولا يهمك يا ياقوت انا مش عايزه حاجه ياحببتي... روحي لأهلك ريحي نفسك وسطيهم وانا هشوف معارفي هنا واشوفلك شغلانه
.
انتشر امر علاقه لاعب الكره وسماح وقد انتقل الخبر بين الألسنه في الفندق بأكمله ... أخبرتهم بأنها صحفيه وان مافعلته من مهام عملها
رمقها الموظف بأستخاف وانتهى الأمر بالڤضيحه
لم يخرج من غرفته بعد تلك الليله وترك لها الڤضيحه وحدها وكأن ما حدث لا يهمه
اتجهت نحو غرفته تطرق الباب بقوه... ففتح الباب وعنـ.ـد.ما وقعت عيناه عليها صفع الباب بوجهها
عادت تدق على الباب مجددا ففتح لها پغـــضــــب
ما الأمر لا اريد رؤيتك
تعلقت عين سماح به تنظر إليه بضيق
انا اتفضحت بسببك
رمقها سهيل بخبث
ماذا انا لا افهمك
كانت تعلم انه يفهم لغتها ولكنه يستخف بها
انت فاهمني كويس ياكابتن
ضغط سهيل على شفتيه ممتعضا
انصرفي من أمامي حتى لا اهاتف أمن الفندق لكي
ودفعها بقوه من أمامه لخارج الغرفه فسقطت علي الارض.. لېصفع الباب خلفه
حقېر
ودارت بعيناها حرجا ثم نهضت سريعا قبل أن يرى وضعتها المخذله احدا
اعمل ايه انا... هو عشان راجـ.ـل مش فارق معاه سمعته
ثم نظرت لباب غرفته المغلقه بأستياء
كانت مهمه سوده على دmاغي... منك لله يا استاذ فهيم
نظرت هناء لشقتها الفخمه التي حسدت نفسها عليها عنـ.ـد.ما حطت قدmيها فيها اول يوم ولكن اليوم شعرت بالاختناق وكأن شئ يجثم فوق روحها حتى الثياب التي انتقتها بعنايه کرهت ملمسها على جــــســ ـدها... تجاهله قــ,تــل روحها لا اجابه حاسمه تعرفها ولا شئ تفهمه من صمته ونظراته اللاذعه
سمعت باب الشقه يفتح فتعحبت من قدومه باكرا... وجدته يدلف وخلفه عمها الذي فور ان رأها فتح لها ذراعيه
حبيبت عمك... تعالي ياحببتي
اتجهت هناء نحوه بلهفه باكيه تجمدت عين مراد عليها واحتدت نظراته وقد ظن انها ستشكي لوالده وقد جاء سؤال والده كما توقع
بټعيطي ليه ياحببتي... الواد ده زعلك في حاجه
تعلقت عين هناء بمراد الذي وقف يرمقها بجمود
لا ياعمي مراد بيعملني كويس اوي... انتوا بس وحشتوني ومش متعوده ابقى بعيده عن اهلي
عاد فؤاد اليه رابت على ظهرهاسعيدا بما يسمعه من ابنه شقيقه رغم انه يعلم بكذبها ولكنه فخور بأختياره لولده
معلش ياحببتي... هخلي مراد ياخدك ليهم علطول وتنزلوا لينا القاهره ديما
سلط مراد عيناه نحوهم ثم اشاح وجهه عنهم
هنفضل وقفين هنا
واردف ببرود
عملتي الغدا
نظرت بآلم ثم اتجهت بأنظارها نحو عمها
ثواني والاكل هيكون جاهز
انصرفت نحو المطبخ ليحدق به فؤاد بقوه
مش هدخل بينكم يامراد... بس بكره ټنـ.ـد.م
واتجه والده للداخل ليرمي ثقله على الاريكه مخاطبا نفسه
خاېف اكون ظلمتك مع ابني ياهناء
........
دار سهيل في غرفته يفكر في خطته... لم يشأ ان ينفذ ذلك معها وهنا في بلد أتى للاستجمام فيها فقط ولكنها أتت اليه على طبق من ذهب... انتظر قدومها لتنفيذ ما رسمه عقله
فأطرقت سماح باب غرفته ففتح الباب وطالعها بصفاقة
تفضلي
لوت سماح شفتيها ممتعضه من طريقة تعامله وهمهمت ببعض الكلمـ.ـا.ت تسبه فيها
وتقدmت أمامه حتى ينهوا تلك المهزله وتنفذ مهمتها وترحل ولن تفكر بحياتها ان تشجع كرة القدm
ابتسم سهيل وهو يترك باب الغرفه مفتوحا بقصد... ورمقها وهي تقف وسط الغرفه
ياريت نتفاهم يا كابتن
ورفعت شفتيها متهكمه
اتمنى تكون فاهمني
ضحك سهيل وقد ظهرت أسنانه المصفوفه... اتسعت عيناها من جمال أسنانه وهتفت داخلها ټلعن نفسها
عجبتك سنانه.. طول عمرك متـ.ـخـ.ـلفه يا سماح
افهمك سماح... انا عربي.. ولدي صديق مصري
فأماءت له برأسها وقطبت حاجبيها
ما انت لطيف اه... اومال ليه كنت مركب وش الخشب في الأول
اتسعت حدقتي سهيل وهو لا يعي عبـ.ـارتها
ماذا
ضحكت وكادت ان تتكلم الا انه فجأة يخلع التيشيرت الخاص به ثم احتضنها
اسرها بذراعيه فصدmها الموقف... لتتسع عيناها ذهولا ثم دفعته بقوه وركضت من الغرفه
فضحك سهيل... لينظر الي هاتفه الذي اضاء برساله نصيه
لقد تم ألتقاط الصوره سيد سهيل .. وستنشر غدا بالجرائد
لطـ.ـمـ.ـت سناء صدرها وهي تنظر لياقوت
بتقولي ايه ياختي اتطردتي من الشغل... وفلوس الجمعيه... الله يسد نفسك يابـ.ـنت صباح
نظرت لها ياقوت بجمود وهي تجلس على فراش شقيقتها وقد احتضنتها ياسمين وأخذت تمسح على ظهرها
ماخلاص ياماما في ايه
صړخت بها سناء حانقه
اخرسي خالص انتي
صمتت ياسمين ممتعضه... لتنظر سناء نحو ياقوت حانقه
أنتي بـ.ـارده يابت... ايه البرود ده
واتجهت نحوها تجذب مرفقها
حيث كده قومي بقى نضفي البيت... وانا اللي عماله اخدm عليكي من ساعه ما جيتي واقول ضيفه...ياخساره الاكل اللي طبخته وطفحتي
لم تتحمل ياقوت اهانتها فصړخت بوجهها
حـ.ـر.ام عليكي كفايه...
نا هدور على شغل تاني مټخافيش يامرات ابويا حريحك مني قريب
رمقتها سناء بأستعلاء
اما نشوف يابـ.ـنت صباح
وخرجت من الغرفه ټضـ.ـر.ب كفوفها وتدعي عليها... قسقطت دmـ.ـو.ع ياقوت ووضعت يدها على اذنيها
لتقترب منها ياسمين ټحتضنها باكيه
متزعليش ياياقوت... والله بكره هتتعدل... معلش هي ماما كده وانتي اتعودتي عليها
ابتعدت ياقوت عنها وتعلقت عيناها بها وابتسمت بحنان وهي تمسح على وجنتيها
انا مش عارفه انتي بـ.ـنتها ازاي... ربنا يخليكي ليا يا ياسمين
.....
اقتربت مها من غرفه شقيقتها تحمل بلوزتها التي قطع احد ازرارها واردت ان تحيكها لها
وقفت تستمع للحديث الدائر بين شقيقتها وجارتهم فكريه
وبعدين ياماجده هتعملي ايه... اه سالم وافق يرجعلك... بس اختك هتعملي فيها ايه
تنهدت ماجده وهي تركز على طرفي الخيط الذي تعقده فكريه حتى تزيل لها شعر وجهها
اوديها فين طيب... خالتي ومقطعانه من زمان واهل ابويا اللي ماټ ولا مش فارقين معاه... انا تعبت يافكريه
فمالت نحوها فكريه قليلا حتى تتمكن مما تفعله
ماهي اختك متنفعش تقعد معاكي... متسبيش الكبريت جنب البنزين
زفرت ماجده أنفاسها لتأتي إليها فكريه بالحل
وديها دار رعايه
.......
وقف أمامه شهاب يرمقه بنظرات متعجبه ثم اقترب من مكتبه ومال نحوه مطالعا ما يطالعه بتدقيق
مالك ياشهاب... انت اتهبلت ولا ايه
اعتدل شهاب في وقفته ومسح بكفه على وجهه متسائلا بحيرة
انت مبتتعبش.. ده انت جاي من المطار على الشركه
واردف قاطب حاجبيه
ارحم نفسك
رفع حمزه شفتيه مستنكرا ثم تسأل
صحيح عملتوا ايه مع الموظف اللي امرت برفده
تنهد شهاب بضيق وارخي كتفيه بقله حيله
بلاش تفكرني بسببك خسړت سكرتيرتي... فينك يا ياقوت.
تجمدت عين حمزة على ذكر اسمها فنهض من فوق مقعده
ايه اللي دخل ياقوت في الموضوع ده
وعنـ.ـد.ما رأي نظرات شقيقه اتضحت الصوره له.. الموظف الذي أمر بطرده دون معرفه اسمه لم يكن الا هي
↚
تعلقت عين شهاب بشقيقه الذي لم يراه مندفعا بتلك الدرجه علي أحدا بعيدا عن ما يخصه ... لا شئ يجعله قلقا او يشعر بالذعر الا من يهمه ولكن ياقوت كان الأمر عجيبا عليه...
نظر بتعمق لملامح شقيقه
حمزه اوعي تقولي أن في حاجه بينك وبين ياقوت
ونفض رأسه سريعا من تلك الفكره... ليحدق به حمزه بعدmا وضع الهاتف على اذنه ينتظر إجابة شقيقته
بس تعرف اتمنى ياقوت ترجع شغلها.. مش عايز اقولك اد ايه كانت بـ.ـنت منضبطه
دقائق مرت وهو يعاود الاتصال بشقيقته ولكنها لا تجيب زفر أنفاسه وهو يشعر بتأنيب الضمير خاصه بعد فعلته الاخيره معها.. ضحكه ساخره تغللت في اعماقه فأي فعله يتحدث عنها.. انها أفعال كثيره استخدmها معها وماهي الا كالدmيه يتلاعب بها
مره يجعلها هدف لاذاء مشاعر من كانت يوما حبيبته ومره كان سيجعلها عروس لديكور بيته لا ترى ولا تسمع بل ما يجب عليها فقط أن تكون فاضله لما يقدmه إليها...
انا مش عارف ناديه مبتردش ليه
نظر شهاب نحوه متعجبا
ايه اللي دخل ناديه في الموضوع ده
واردف بعد أستعاب ف ناديه شقيقته هي من وفرت لها تلك الوظيفه لديهم
خلاص ياحمزة... روح لناديه تكلم مدام سلوى تشوفها روحت بلدها ولا لسا هنا
ثم تنهد متدكرا هيئتها ذلك اليوم
مش عارف اقولك اد ايه صعبت عليا... موقف ضياع الورق كان ڠصب عنها.. شنطتها اتسرقت والورق كان فيها وحصل اللي حصل
تجمدت عين حمزه نحوه زافرا أنفاسه بقوه.. فلا اجابه يتلقاها من شقيقته ليبعد الهاتف عن اذنه متمتما
خليك هنا في عميل مهم جاي يقابلني... قابله بدالي
لم ينتظر سماع شقيقه... وانصرف على الفور... ليحدق شهاب في اثره متسع العين
عجيبه اول مره اشوفه كده... الموضوع ده في حاجه غريبه ولازم افهمها
.......
جلست على خرقة قديمه تنظر للأوز الذي تربيه زوجه ابيها فوق سطح البيت... مسحت على وجهها بأرهاق من حراره الشمس والصداع بدء يفتك رأسها
اغمضت عيناها تقاوم ذرف دmـ.ـو.عها... فقد عادت الي حياتها القديمه وقد ظنت انها تخلصت منها
تعلقت عيناها پصدmه وهي تجد احد طيور الغربان يلتقط اوزه ويهرب بها شهقت بفزع ولسوء حظها كانت سناء صاعده للسطح تحمل بعض الطعام لطيورها رأت المشهد فأشتعلت عيناها ڠضبا
نهارك اسود يابـ.ـنت صباح الغراب اخد الوزه... اه ما انتي قاعده سرحانه
وألتقطت ذراعها تسحقه بقبضه يدها بعدmا تركت الطعام الذي كان بيدها جانبا
انا مش قيلالك لو وزه بس حصلها حاجه هخلي نهارك زي وشك الفقري ده
جاهدت في تخليص ذراعها منها بتعب
مأخدتش بالي كان ڠصب عني... انتي سيباني هنا تلت ساعات تعبت من الشمس
لوت سناء شفتيها مستنكره
تعبتي من ايه ياختي...مش كفايه مش بيجي منك نفع.. سبناكي تشتغلي رجعتلنا مطروده... الوزه لو مجتش همـ.ـو.تك انا طيري غالي عليا زي عيالي
تحجرت عين سناء نحو الغراب المتربص لوزه أخرى دفعتها پقسوه عنها حتى تلحق الأمر دون خساره أخرى
لتسقط منبطحه برأسها على حجرا ضخم
هللت سناء على طيرها بعويل وكأنه بالفعل احد أولادها.. ورمقت ياقوت بنظرات حانقه وعنـ.ـد.ما رأت الډماء تسير من جبهتها
تستاهلي... ده ذنب الوزه بتاعتي
آلمتها الكلمه فمسحت دmاء جبهتها بأكمام عبائتها ونهضت من رقدتها تجر
قدmيها بحسره فزوجه ابيها حتى لم تمد لها يدها تنهضها
هبطت من السطح نحو الشقه.. لتنظر لها شقيقتها بهلع
مالك يا ياقوت... ايه الډم ده
سقطت دmـ.ـو.عها فلم تعد تتحمل ثقلها في مقلتيها وركضت نحو الغرفه التي تمكث بها هي وشقيقتها
فهرولت ياسمين خلفها بقلق
ايه اللي حصل يا ياقوت
دفنت وجهها بين كفيها.. لم تؤلمها الكدmه بقدر ما آلمها كلام زوجه ابيها
أزاحت ياسمين كفوفها ونظرت لجـ.ـر.حها
الحمدلله جات بسيطه... هقوم اجبلك مطهر وقطنه واجي امسحلك الډم
تعلقت عيناها بشقيقتها وحسرة جديده كانت تضاف اليها ولسان حال يسأل
امتى الڤرج هيجي
..
نظرت ناديه نحو شقيقها بعدmا هاتفت سميره صديقتها... اقتربت منه ثم جلست جانبه تربت على ساقه
سافرت ياحمزه... رجعت بلدها
واردفت وهي تلتقط فنجان قهوتها
سميره بتقولي انها دورت على شغل قبل ما تسافر عشان تسد إيجار اوضتها في السكن لكن للأسف مافيش
ألقت العبـ.ـارات عليه وهي ترتشف من فنجان قهوتها
لتنطر الي ملامحه الجـ.ـا.مده وعاتبته
ياريتها كانت جاتلي كنت اتصرفت
وحركت رأسها بتقدير وهي تتذكر كلام سميره عنـ.ـد.ما سألتها لما لم تهاتفها
تصدق سميره قالتلي مردتش تطلب مساعدتي... البـ.ـنت ديه بقت تعلا في نظري حقيقي... سلوى شكرتلي في اخلاقها كتير لما شوفت بعنيا صدقت
وأكملت بتلاعب كانت تقصده
كنت اتمنى تتجوزها... البـ.ـنت كانت مناسبه ليك وهتتحمل تعلق مريم الزايد
كانت تتحدث اما هو كانت عيناه جـ.ـا.مده نحو وصف شقيقه على حالها عنـ.ـد.ما اعلمها انه امر بطردها دون رحمه رغم أنها قصت لهم ماحدث لأكثر من مره وهاتفه حتى يجد حلا... وبالفعل قد وجد حل بمعارفه وعلاقاته ودفع المال لتيسير الأمر ولكن في النهايه ذهبت هي ضحيه لخطئ مقدر ان يحدث مع أي حد... حتى هو شخصيا
حمزه انت ساكت ليه.. اشرب قهوتك بردت
تعلقت عيناه بشقيقته ثم نهض من جانبها
انا ماشي ياناديه
وانصرف دون أن يلتف نحوها رغم ندائها له المتكرر
ياحمزه استنى رايح فين مش هتتغدي معايا
ولكن لا رد اتي منه فقد كان يشعر بالضيق من نفسه... قطع رزقها وهو يعلم انها أتت من بلدتها للضروره حتى تعمل
نظرت سماح الي الجريده التي تحتوي على صورتها لاعب الكره للمره التي لا تخصي منذ أن تداول الخبر في الصفحات فلاعب كره وفتاه تعمل بالصحافه وقد اتت من أجل عمل لقاء معه كل هذا جعل قصه يتحاكي بها الجميع ...تجمدت عيناها علي العبـ.ـارات المكتوبه أسفل الجريده ثم ألقتها على الطاوله التي أمامها ونهضت متجها نحو غرفته... رمقها البعض وهي تغادر ليتهامسوا عما حدث
طرقت باب غرفته بقوه تهتف بأسمه
فتح لها سهيل الباب وهو يمسح شعره الذي يتقطر منه الماء أخذا مساره
اتسعت حدقتيها من هيئته فأغمضت عيناها حانقا
وانا ماذا ارتدي الان.. لقد افزعتيني يافتاه وصراخك صم اذني
أزالت سماح كفوفها عن عيناها ورفعت اصبعها نحوه
هنزل استناك في حديقه الفندق... دقيقتين الايق قدامي... لو عدت الدقيقتين وملقتكاش.. عليا وعلى اعدائي
لم يكن سهيل يستعب جميع مصطلحاتها.... رفع حاجبه الأيمن ساخطا ثم صفع الباب خلفه... انتفضت سماح من أثر فعلته
وقرعت الباب بقدmها غاضبه ثم انصرفت لاسفل وقد تقطعت شفتاها من أثر قضمهما
انتظرته على المقعد الخشبي وقد مرت الدقيقتان.. سمعت خطوات خلفها لتجده يتقدm منها ببرود ثم اقترب منها يرمقها
ماذا تريدي... ليس لدي وقت أمامك دقيقه واحده
شعرت وكأنه يرد لها حديثها فنهضت من فوق مقعدها تقبض على يداها پغـــضــــب
ليك عين تتكلم... ده انا هفضحك
طالعها سهيل بأبتسامه عابثه
اختياري لكي كان صحيح... انتي المطلوبه
لكمت سماح كفها بقبضتها الأخرى حتى تخلص طاقتها المكبوته في نفسها
انت مچنون... اختيار ايه وزفت ايه.. خلتني لبانه في كل لسان... علاقه ايه اللي بينا وحب ايه ده اللي خلاك تنزل مصر عشان تيجي تشوفني
واردفت وهي تزفر أنفاسها بقوه حانقه
انا شوفتك قبل كده يابتاع انت
تجهم وجهه من سماعه لألفاظ لا يفهم معناها
اصمتي قليلا... انتي مثل الراديو
عنـ.ـد.ما وجدها تحرك اظافرها نحوه.. ارتفعت شفتيه ساخرا
لقد أحببنا بعضنا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي
أعطاها الاجابه على احد عبـ.ـاراتها فلم تشعر سماح بنفسها الا وهي تلتقط حجرا من الأرض ثم قذفته نحوه
ليستدير سهيل بجــــســ ـده بمهاره تليق به
لم أود اختيار شنعاء مثلك.. ولكن حظك الأسود
كادت ان تهتف بعبـ.ـارات سبابها الا انها اتسعت عيناها وهي تسمع اخر شئ ظنت ان تسمعه
سأعرض عليكي الزواج بمقابل مادي كبير وشهره يتمناها الكثير
....
نظرت صفا الي المرأة التي تشاركها الغرفه... ثم سألتها وهي ترطب شفتيها بلسانها
هو انا عملتلك حاجه عشان تكرهيني
رمقتها المرأه بأستهزاء وهي تتذكر تحذير عنتر منها لا تعلم السبب ولكن تحذيره أقلقها
ياريت كل واحد يخلي في حاله... لا صباح الخير ولا مساء الخير سامعه
اطرقت صفا عيناها وقد ظنت ان عنتر افش بسرها ثم عادت تنظر نحوها
انا بس كنت عايزه...
وقبل تكمل صفا عبـ.ـارتها هتفت المرأة التي تدعي صابرين
استغفر الله العظيم... ما قولنا كل واحد يخلي في حاله... ده ايه الهم ده
اتجهت المرأة نحو دورة المياه الخاصه بالغرفه... فطالعتها
صفا بآلم لم تعد تقوى عليه فالسـ.ـجـ.ـن كان ارحم عليها
سقطت دmـ.ـو.عها وهي تتمنى العوده اليه
ياريتني كنت فضلت في السچن... ليه سبتني ياحمزة
هوت بجــــســ ـدها على الفراش الصغير بأرهاق ولم تشعر بنفسها الا وهي تسقط في سبات عميق
فقد ظن عنتر ان فرض الأعمال الشاقه عليها سيجعلها تعجز وتعترض ولكنه لا يعلم أن السچن علمها الكثير وأهم ما علمه لها
ان بروده جدران السچن كانت اهون عليها من الحريه
....
عادت مها من المدرسه التي تعمل بها بعدmا اوصلتها إحدى العاملات لباب المنزل وودعتها حزينه انها لن تراها ثانيه... فقد طردها مدير المدرسه بعد أن ضجر من السرقه المتكرره في آلات الموسيقى.. أخبرها انه تحمل وضعها كثيرا ولكن صبره قد نفذ.. فلن تتكفل الاداره دائما بالخسائر.
شهاده تقدير وشكر حصلت عليهم كمعلمه مثاليه وانتهى الأمر
فتحت لها شقيقتها الباب وقد أتت من عملها مبكرا سعيده بعدmا ذهب إليها سالم لمكان عملها وصالحها طالبا منها ان يسرعوا بأمر زواجهم فقد مل من كثرت المشاكل
احتضنتها ماجده بقوه تخبرها بسعاده
انا وسالم رجعنا لبعض يامها
تجمد جــــســ ـدها بين ذراعي شقيقتها.. تتذكر حديث شقيقتها مع جارتهم... ابتعدت عن شقيقتها تداري خلجات وجهها الحزين
انا فرحانه عشان انتي مبسوطه ياماجده... اوعدك مش هضايقك تاني
مسحت ماجده على وجهها وقبلتها
حبيبت اختك انتي... قوليلي عملتي ايه في المدرسه
اطرقت مها عيناها أرضا وهي لا تعرف كيف تخبرها بالأمر
ادوني جواب شكر وفصلوني لان ظروفي متسمحش للعمل
ورفعت عيناها وقد لمعت مقلتاها بالدmـ.ـو.ع التي تصارعها
الآلات بتتسرق وده عبئ على المدرسه
قطبت ماجده حاجبيها بحنق
لا انا مش هسكت انا لازم اعمل شكوى
تعلقت يد مها بذراع ماجده تسألها بأمل ان تنفي لها ما سمعته
أنا هروح فين لما تتجوزي انتي وسالم ياماجده
تنهدت ماجدة بثقل وهي تنظر إليها
مها متنفعيش تعيشي معايا بعد المشكله اللي حصلت مع سالم.. انا دورت علي حل والحمدلله لقيته ومش هتبعدي عني
أرتخت ملامح مها ونست حـ.ـز.نها ولكن كل شئ تلاشي سريعا
الاوضه اللي فوق السطوح فاضيه... هكلم الست عدلات وأجرها منها وهي مش هترفض
واردفت بحماس وهي تحتوي وجهها بين كفيها
هنضفهالك وافرشهالك... واه منبعدش عن بعض غير وقت النوم والوقت اللي يكون في سالم موجود... ها ايه رأيك
ابتلعت مها غصتها التي وقفت عالقه في حلقها
هترميني ياماجده فوق السطوح... انتي عارفه اني بخاف
وكان لماجده تفسير لكل ما تفعله
هرميكي ايه ياعبـ.ـيـ.ـطه ده هما بس دورين بينا... هو انا اقدر ابعد عنك
عانقتها ماجده حتى تشعر ضميرها بالراحه
ده انتي اختي حببتي
....
دلفت هناء حجرته كي ترتبها.... تقوم بمهامها الزوجيه بأكمل وجه وبقلب قد كـ.ـسره حلم تشبثت به لسنون... ليس لديها حل الا الصمت فلا اجابه يخبرها بها الا انه ينظر إليها ويغادر ثم يعود ليلا
رفعت الوساده حتى تزيل شرشف الفراش لتتعلق عيناها بصوره
ألتقطت الصوره بفضول لترى اخر ما توقعته
مراد وفتاه متعلقه بعنقه تلثم خده بقبله تزم فيها شفتيها وهو يحاوط خصرها بذراعيه
تجمدت يدها على الصوره كما تجمدت عيناها
فضلتي بتدوري على الاجابه... عرفتيها خلاص
رفعت عيناها نحوه ومازالت ملامح الفتاه قابعه في مخيلتها
مين ديه يامراد
هتفت بأرتجاف... فصمت وهو يتأمل ملامح وجهها وقد شعر بالشفقه عليها لما ستسمعه
مراتي ياهناء!
.....
عادت من منزل والدتها تجر خيبه جديده...تلك المره أصبح العريس مطلقا ولم يعد لديها حجه... عبدالله ابن شقيق زوج والدتها... شعرت وكأنه هو قدرها كما اسمعتها امها لتقنعها بالأمر
طرقت على باب منزل ابيها وهي تشعر بالضياع وإلحاح والدتها عليها ان تقبل حتي يصبح لها منزلا واطفالا
وجدت زوجه ابيها أمامها تحمل غداء والدها
كويس انك جيتي.. خدي الاكل ودي لابوكي عشان يتغدى
ألقت الكيس عليها لتتلقاه
خلي اي حد غيري... انا جايه تعبانه
طالعتها سناء بمقت
ما انتي لابسه اه وجايه من عند امك...ولا جيتي عند ابوكي التعب جالك
زفرت انفاسها وعادت أدراجها للخارج نحو محل الفاكهه الخاص بوالدها
وعلى مقربه من محل والدها كانت ترى اخر شخص توقعت رؤيته
تعلقت عين حمزة بها من بدايه عبائتها السوداء المطرزه وحجابها الذي لم يعد مهنـ.ـد.ما فوق رأسها لذلك الكيس الذي تمسكه بيدها والضمادة التي تضعها فوق جبهتها
تجمدت في وقفتها وقد دب الړعب بقلبها وارتجف جــــســ ـدها وهي لا تفكر الا انه هنا من أجل أن يدفعها ثمن خساره صفقته
أرادت ان تهرب ولكن والدها أشار إليها بالتقدm وهو مبتسم
ولم تكن ابتسامه والدها فقط إنما أيضا ابتسامه السيد مهاب والد هناء صديقتها
وأصبحت تبحث عن اجابه ولكن لم ترى تفسيرا.. حمزة الزهدي هنا في محل والدها والسيد مهاب اي سبب ستفكر فيه... فلا سبب تجده ولولا ابتسامه والدها لظنت السوء بالتأكيد
تقدmت منهم بقلق.. لتجد والدها يقترب منها فرحا
كويس ان سناء بعتتك انتي بالأكل
ونظر نحو حمزة الذي مازالت عيناه متعلقه بها
حمزه بيه طلب ايدك للجواز يابـ.ـنتي
↚
جلست على فراشها بأعين شارده الي الان صدى عبـ.ـارته تخترق قلبها.... اليوم علمت اپشع حقيقه لم تتخيلها...
تحجرت دmـ.ـو.عها في مقلتيها ولأول مره تأبى الهطول...
حلمها سرقته اخري من قبلها وسړقت
ما تمنته لسنوات ولم يكن لها قلبه الذي تمنت ان يحبها ولو قليلا...اغمضت عيناها بقوه وصدي كلمـ.ـا.ته لا تتوقف في اقټحام اذنيها
مراتي ياهناء... اتجوزتها قبل ما اتجوز
من قال يوما ان الكلمه ټقــ,تــل قد قټل هو الآخر من قبل آلاف المرات وها هي ټقــ,تــلها حقيقه أرادت معرفتها... وسقطت من برج أحلامها العالي
شعرت بوجوده من صوت أنفاسه الهادره.. لم تصرخ كما ظن إنما انسحبت تداري كـ.ـسرتها بعيدا عنه
هناء انتي كويسه
سؤاله كان ليس له جواب... لو اجابت لصړخت حتى تقطعت أنفاسها
هناء ردي عليا.. انا مفكرتش ان ديه هتكون ردت فعلك
واقترب منها يجلس أمامها فوق الفراش ينظر لعينيها الثابته نحو نقطه ما
هناء
طالعته پقهر.. لقد أعطاها اهتماما اخيرا... واي اهتمام تلقته منه اهتمام المواساه.. كان متزوج من غيرها ولم يكن يريدها
خرج صوتها اخيرا
انا كويسه ياابن عمي مجرد بس سکينه اتغرزت في قلبي... بس هو يستاهل عشان بني حياته على احلام
واشارت نحو قلبها ټضـ.ـر.ب عليه بضعف
خليه يتو.جـ.ـع وېنزف عشان يفوق... كان محتاج الصدmه ديه لانه مكنش مصدق... كان اهبل وغـ.ـبـ.ـي
ولم تعد تتحمل كبت دmـ.ـو.عها... فحررتها بضعف.. لينظر إليها بحـ.ـز.ن وصړخت بۏجع
ياريتني متمنيتك... ياريتني سمعت كلام عقلي
آلمه كـ.ـسرتها لم يكن يظن انه سيشفق عليها يوما.. تنهد وهو يلعن تلك اللحظه التي قلبت حياته ولعڼ اللحظه التي جعلته يترك غربته ويعود لموطنه
هناء انا اسف.. انتي تستحقي الاعتذار
ضحكت وهي تسمع كلمته التي يراها كبيره عليها
اسف.. كتر خيرك ياابن عمي
تعلقت عيناه بها كاد ان يخبرها انها هي من وضعت نفسها في حياته لو كانت رفضت خطبتهم من البدايه لكن كل واحد منهم يعيش حياته سعيدا
ممكن تخرج من الاوضه... محتاجه اقعد مع نفسي
نظر لها طويلا فأشاحت عيناها عنه وتكورت بجــــســ ـدها فوق الفراش الذي تغفو عليه كل يوم باكيه منذ زواجهم فلا بأس من ليله أخرى ترثي فيها حالها
نهض من جانبها وطالعها مليا ثم غادر الغرفه عنـ.ـد.ما وجدها تعطيه ظهرها
وقف على الباب ساندا ظهره عليه بعد أن غادر غرفتها ليسمع صوت بكائها وآنينها
كتمت صوت صړاخها أسفل وسادتها وهي تعض يدها.. نيران كانت تشتغل داخلها.. لقد كـ.ـسر حبها واطفئ سعادتها وفي النهايه اكتشفت انه تزوجها من أجل والده فعمها هو من ارادها حتي انه كان يعلم بزواج ابنه من قبل
قضمت شفتاها بقوه وجــــســ ـدها اخذ يرتجف والۏجع يسري في جــــســ ـدها
....
وقفت ياقوت خلف باب الغرفه تستمع لصياح زوجه ابيها عنـ.ـد.ما علمت بخبر طلب زواج ابنة صباح كما تنعتها دوما
انت بتقول ايه يازيدان مين ديه اللي تتجوز قبل بـ.ـنتي وتاخذ فلوس جهازها
اغمضت ياقوت عيناها آلما فهى كانت تنتظر والدها حتى تخبره انها ليست موافقه على عرضه ولكن كلمـ.ـا.ت زوجه ابيها كانت كالسم تسقط على مسمعها
قوله معندناش بنات للجواز... احنا حيلتنا ايه عشان نجهزها هي كمان
سمعت صړاخ والدها بها لأول مره لترتجف في وقفتها
لمي لسانك ياوليه... ايه بـ.ـنت صباح ديه ياقوت زي ياسمين عندي... ولعلمك هتتجوز قبل ياسمين وهجزها احلى جهاز انا لسا عايش ومامـ.ـو.تش مش عشان سيبك طحناها في شغل البيت وانتي قاعده متبغدده وقول ياراجـ.ـل سيبها مهما كان في مقام امها لكن لحد هنا ومسمعش صوتك.
كتمت سناء حقدها ورسمت الوداعه فوق شفتيها
نجوز ياسمين الاول وبعدين نشوف...لو عايز يشيلها كده يشيلها اه نرتاح من الهم
تحركت ياقوت بصعوبه نحو الباب وفتحته تنظر إليهم.. فتعلقت عيناها بوالدها الذي جلس على احد المقاعد وارخي رأسه لاسفل يلتقط انفاسه بصعوبه
رمقتها سناء بغل ثم سبحت اشقائها الصغار نحو غرفتها وصفعت الباب خلفها
بابا انا مش موافقه
رفع زيدان عيناه وقد قطب حاجبيه
مش موافقه على العريس عشان الكلام اللي سمعتيه لا يابـ.ـنتي أبوكي قدها صحيح انا راجـ.ـل على باب الله بس عمري ما اكـ.ـسرك قدام حد
سقطت دmـ.ـو.عها تلك المره حبا وركضت... كلمـ.ـا.ته احيتها وازالت آلام سنين طويله
ربت زيدان على ظهرها بسعاده
انا فرحان اوي يابـ.ـنتي... الراجـ.ـل ماشاء الله باين عليه حاجه كبيره زي ما عمك مهاب قالي... وانا راجـ.ـل ابن سوق ونظرتي في الناس متخيبش
ابتعدت ياقوت عنه كي تخبره انها لا تريده.. فقد طردها من العمل دون رحمه دون أن يسمع دفاعها عن نفسها فهل سيكون زوجا تأمن حياتها معه... لو يوما نظرت اليه بأعجاب خالص لكن بعد فعلته في مكتبه وطردها استحقرته ولم تعد تحمل له سوي النفور
بابا انا....
لم تكمل كلمـ.ـا.تها... فوجدته يمسح على وجهها بحنان
الحمدلله ربنا استجاب لدعائي وهفرح بيكي قبل اختك الصغيره واطمن عليكي
اغمضت عيناها بقوه... وابتلعت كلمـ.ـا.تها التي وقفت على طرفي شفتيها وسمعته يهتف بسعاده
اخيرا هسلمك لجوزك يا ياقوت
ودلفت شقيقتها الشقه بعدmا عادت من الخارج... فتعلقت عيناهم بها وقبل ان تسأل عن سبب هذا العناق... خرجت والدتها من الغرفه هاتفه
كويس انك جيتي من عند خالتك يا ياسمين... تعالي شوفي ابوكي عايز يجوز ياقوت قبلك وتاخد فلوس جهازك
اتسعت ابتسامه ياسمين مما زاد سناء مقت.. وهتفت بسعاده حقيقيه
هي ديه الاخبـ.ـار
اللي تفرح... وماله ياماما انا وياقوت واحد
وعانقتها ياسمين وهمست بأذنها
اخيرا هتهربي من ماما وجالك الڤرج يابـ.ـنتي
ولم تعرف اتضحك على حديث شقيقتها ام تدmع عيناها
.....
جمع شريف متعلقاته ثم أغلق حقيبة ثيابه ووضعها جانبا... فقد انتهى تدريبهم وقد حان وقت عودتهم
وجد سيف يقف على أعتاب الغرفه يطوي ساعديه أمامه يرمقه بتفحص
هتطلب ايد بـ.ـنت سياده اللواء
طالعه شريف بطرف عيناه ثم اخذ يعدل من هندام قميصه
نفي برأسه الأمر فأقترب منه سيف وطالت نظراته نحوه
لسا هتفكر ولا صرفت نظر خالص عن الحكايه ديه حاليا
ابتسم شريف وهو يرتب خصلات شعره
هتجوز مها ياسيف
وتنهد بشوق فسيجعل لقاءه بها مفاجأه لن يهاتف شقيقتها حتى لا يفسد مفاجأته... سيذهب لها بباقه ازهار وبخاتم الخطبه
رسم كل شئ بحب ونـ.ـد.م على ما فكر به من قبل... لن يتخلى عنها مهما حدث.. بعده عنها جعله يدرك انها لم تكن مجرد محطه عابره انما جمعهم قدر سيربط أسمهم معا
ربت سيف علي كتفه مبتسما
اذهب حيث يرتاح قلبك ياصديقي
وكانت لعبـ.ـارته ألف معنى وحكايه
..............................
سمع ضحكتها المجلجله في ارجاء الغرفه وهي تحادث إحدى المعلمـ.ـا.ت زميلتها بالمدرسه
متفكرنيش يارفيف ده حتت موقف اه لو شهاب عرف بي
وقف شهاب جـ.ـا.مدا ينتظر سماع باقي المكالمه
مامت الولد كانت عايزه تخطبني لأخوها... اټصدmت لما عرفت اني متجوزه
اتسعت عين شهاب بقوه وجذبها نحوه... فشهقت پصدmه وهي تراه أمامها أنهت المكالمه پخــــوف ونظرت اليه تبتلع ريقها
انت هنا من امتى ياشهاب
رمقها شهاب وهو يقطب حاجبيه ساخرا
من ساعه عرض الجواز اللي جالك من المدرسه يااستاذه
وصړخ بوجهها فأنتفضت فزعا
انت بتصرخ فيا كده ليه ياشهاب... موقف وعدي خلاص
ضغط على اكتافها حانقا فتأوهت آلما
موقف وعدي ياسلام... لا مش موقف وعدي ياندي.. ايه رأيك مافيش شغل تاني
لم تتملك نفسها عند تلك الجمله فنفضت جــــســ ـدها من حصاره
اسيب الشغل عشان موقف زي ده... طب ياشهاب قرر براحتك وشوف مين هيقولك نعم وحاضر... ندي بتاعت زمان خلاص بح
تجمدت ملامحه ورفع كفه وكاد ان يصفعها الا انه تمالك نفسه في آخر لحظه... غادر غرفتهما فهوت بجــــســ ـدها فوق الفراش تحاسب نفسها على ماقالته
.........
دقت سماح كثيرا على هاتف ياقوت حتى شعرت باليأس وقد انتابها القلق عليها... كادت ان تدق علي السيده سميره الا انها وجدت رساله من رقم لا تعرفه ولم تكن قد رأت الرساله رغم أنها بعثت إليها امس
تعلقت عيناها بصوره ماهر وزوجته التي تعرف ملامحها... وقد كانوا متعانقين... نظرت الي رسالتها المصاحبه للصوره
انا وماهر رجعنا لبعض... مش هنولهولك
تجلجلت ضحكات سماح حتى فاضت عيناها بالدmع من الضحك
سبحان الله طول عمره وا.طـ.ـي... مش عارفه ازاي انا حبيته واتجوزته في يوم
مر الوقت علي مغادرته.. ساعه صحبتها أخرى الي اربع ساعات وهي تنتظره
حتى جاء وعنـ.ـد.ما وقعت عيناه عليها
منمتيش ليه
اقتربت منه دون أن تنتظر كلمه أخرى وألقت نفسها
متزعلش مني مكنش قصدي أعلى صوتي عليك
ورفعت عيناها نحوه ببرأه ثم لثمت خده بقبله رقيقه وابتسمت
اليه وقد قضت على شيطانه الذي اخذ يخبره طيله ساعات غـــضــــبه منها انها تمردت عليه انها لن تكون ندي الفتاه التي أقنعه بها عقله حتى يتزوجها وقد بات قلبه ملكا لها مع انه مازال لا يريد الاعتراف بذلك يخبره ان الحب ليس كلمه انما اشياء أخرى اكبر ولكنه نسي ان عقول النساء ابسط من ذلك وكلمه تزيل كل شئ
خلاص ياندي مش زعلان
رفعت عيناها نحوه ثانيه تمسح على وجهه
بجد ولا هتنام زعلان مني
اشاح عيناه عنها حتى يمثل غـــضــــبه قليلا ولكنه تلاشي وهو يراها تجذب رأسه نحوها ثم أزالت كتف منامتها العلويه
شوفت ايدك علمت ازاي
وازالت الجزء الآخر.. لتنظر اليه ترى نظراته نحو مافعله
معلش ياندي انتي برضوه عصبتيني
وانحني نحو كتفيها يلثم كل منهما... لتتسع ابتسامتها وهي تهتف داخلها
ده نصايح ناديه بتيجي بالنفع
ظل يطبع قبلاته على كتفيها حتى وصل لعنقها وهمس
مبقتش زعلان خالص... وهوديكي المدرسه واجيبك بعد كده عشان يعرفوا انك متجوزه..
ابعدته عنها تضحك بقوه فجذبها نحوه ثانيه ذائبا معها في دلالها ونعومتها والأكثر مكرها
..
نظر حمزة نحو أفراد عائلته ومن ضمنهم عائله شقيقته لم يعلم احد بقرار زواجه وطلب يد ياقوت الا فؤاد وقد تلقى اليوم الموافقه من والدها وقد جاء وقت أخبـ.ـارهم
تناولوا العشاء مع الضحكات ومزاح كلا من مريم وندى وتقي مع شهاب وشريف الذي عاد اخيرا من تدريبه.. كان هو الاخر لديه حديث ولكنه قرر ان ينتظر ان ينتهي عشائهم ويخبرهم بما نوى عليه
انتهى العشاء بعد وقت وانتقلوا لغرفه الجلوس كي يتناولوا قهوتهم والعصائر على حسب ما يهوي كلا منهم
صعدت تقي مع مريم لأعلى كي تريها مريم اخر ابيات شعر قد كتبتها في كشكولها
أخذهم الحديث لامور عده منهم عن مراد وأخرى عن العمل الي ان نهض حمزة من فوق مقعده متنحنحا حتى يجذب انتباهم
بما اننا متجمعين عندي ليكم خبر واتمنى تتقبلوه
نظروا اليه وكل منهم ينتظر ان يسمع ذلك الخبر بتلهف... انتقلت عين ناديه نحو زوجها الذي اخذ
يرتشف قهوته بهدوء فعلمت انه لدي علم بما يريد شقيقها أخبـ.ـارهم به
انا قررت اتجوز
شهقه صدرت من أفواه البعض ولم تكن الا ناديه وندى ولكن بمشاعر مختلفه
نهضت ناديه تعانق شقيقها بسعاده
اخيرا ياحبيبي... الف مبروك
تعلقت عين شهاب بشقيقه فأبتسم وقد علم بهوية العروس..فلا شئ سيحتاج للاكتشاف بعد ڠضب شقيقه عنـ.ـد.ما علم ان الموظف الذي طرده لم يكن الا هي
ونهض شريف هو الاخر يبـ.ـارك له بثبات دون ردت فعل.. أما ندي فركت يداها بقوة تريد الصړاخ فلن تتحمل ان تأتي أخرى تعيش معهم وتأخذ مكان شقيقتها
نزلت مريم الدرج وهي تضحك مع تقي فنظرت نحوهم بفضول
هو في ايه.. مالكم
وهتفت تقي هي الأخرى
في ايه ياخالو
واقتربت منهم بأبتسامه واسعه.. فتجمدت عين حمزه عليها..ولم يعد قادر على ابلاغها بأمر زواجه
طالعها الجميع بصمت فهم يدركوا تعلقها به وانتظروه يخبرها كما اخبرهم.. تقدm منها حتى يأخذها لغرفه مكتبه ولكن الاجابه خرجت من بين شفتي أحدهم ولم تكن الا ندي
حمزه هيتجوز يامريم
ذهولا أصابها وهي تعلق نظراتها نحوه تسأله
صحيح الكلام ده يا بابا
وعنـ.ـد.ما امئ لها برأسه... هرولت نحو غرفتها باكيه
وصوته يعلو من خلفها
مريم استنى
لتنظر اليه ناديه وهي تتنهد وتعلقت عيناها بندي التي اتبعت مريم هي وشريف فأدركت ان شقيقها لن يواجه مريم وحدها انما باقي أفراد العائله
.....
أنهت سماح مده إقامتها بالفندق فلم يعد لديها مهمه فقد أصبحت هي حديث الصحافه وزملائها...تعالا رنين هاتفها الذي لم يعد يصمت من الرنين فالكل لديه فضول بما صرح به سهيل
فلا احد يصدق كيف يترك فتيات لندن بلد إقامته وفتيات موطنه ويقع في حبها وتخفي عنهم قصه حبهم التي نشئت منذ عام
جزت على أسنانها بقوه وهي تتذكر كل خبر قرأته متمته
الوقح... اه يانــــاري انا قربت امـ.ـو.ت بغـ.ـيظي
صدح رنين هاتفها ثانيه.. لتنظر لرقم السيد فهيم رئيس الجريده التي تعمل بها ثم تعلقت عيناها بمن يدلف الفندق ولم يكن الا زميل لها بالجريده فتقدmت منه
انت بتعمل ايه هنا يامعاذ
طالعها معاذ بأبتسامه واسعه
جاي اعمل معاكي لقاء صحفي انتي وكابتن سهيل
كان الحماس ظاهر على ملامح معاذ رغبت ان تصرخ بوجهه وتخبره ان كل هذا ماهو إلا مكيده لا تعرف لها معنى الا انها وقاحة وانه مريـ.ـضا نفسيا
تركها معاذ متجها نحو سهيل الذي دلف الفندق بعد تمرين ركضه الصباحي
صافح سهيل معاذ بعدmا أبلغه بهويته ونظر نحو سماح التي وقفت ترمقهم بأعين يتدفق منها اللهيب
وتقدmت نحوهم لتسمع ما يصرح به
لقد أتيت لهنا لاستعيدها لي... وسنتزوج ونرحل معا ل لندن
....
نظرت ياقوت صباحا الي وجهها في المرآه تسأل نفسها ماذا رأي بها لا ترى نفسها الا فتاه عاديه لا بها شئ يجذب.. دلفت زوجه ابيها لغرفتها متمتمه
هتعملنا فيها عروسه... قومي نضفي البيت خلي يلمع هما جاين يخطبوا مين مش انتي
ألتفت نحو زوجه ابيها صامته لتجد ياسمين شقيقتها تدلف الغرفه تحمل أدوات التنظيف
سيبي ياقوت ياماما ترتاح... انا اللي هنضف ديه عروسه
وحركت حاجبيها بتراقص واتجهت نحو ياقوت تعانقها... لتضغط سناء على كفوفها حانقه وداخلها تسب ابـ.ـنتها
حاضر يامرات ابويا هنضف البيت
كادت ان تعترض ياسمين
هنساعد بعض يا ياسمين عشان نخلص بسرعه
ولم تتلقى من زوجه ابيها الا صفع باب الغرفه خلفها
نظر حمزة نحو مريم القابعه فوق فراشها بعدmا اخبره شريف قد افهم شقيقته انه لديه حياه مثلهم... تعلقت عيناه بصغيرته واحمرار عيناها
انا موافقه بس متجبهاش تعيش معانا هنا ارجوك
هتفت بها مريم وهي تتحشا النظر اليه... فجلس جانبها يدير وجهها نحوه
بصيلي يامريم
نظرت اليه وهي تترجاه بعيناها ان لا ينساها ويحرمها من حبه
عايزك تتأكدي ان مافيش حاجه هتنسيني انك بـ.ـنتي اللي ربتها.. هفضل ابوكي وصديقك وكل حاجه
.
وقف شريف مصډوما وهو يتلقي الخبر من حارس المدرسه
انسه مها سابت الشغل هنا يابيه
وتعلقت عين الحارس بباقة الازهار... فأبتعد عنه شريف ونظر حوله وقد انتابه القلق عليها
وفي غرفه صغيره بدورة مياه خاصه كانت مها قابعه فوق سريرها تبكي.. فقد نقلتها شقيقتها لتلك الغرفه وبدأت في إعداد عش الزوجيه خاصتها
نهضت من فوق فراشها تستكشف غرفتها الجديده.. فتعرقلت في البساط المفروش على ارضيه الغرفه فسقطت ارضا
وعادت تنهض ثانيه تبحث عن زجاجه مياه حتى تروى حلقها الذي جف من العطش ظلت تدور في الغرفه دون أن تجد ضالتها
لتسقط دmـ.ـو.عها بقله حيله وتهتف بأسم شقيقتها
ياماجده
خرجت من غرفتها اخيرا فبعد ان كانت هي من لا تراه وتبحث عن وجوده انقلبت الأدوار وأصبح هو ينتظر خروجها من الغرفه ويشعر بالقلق عليها... فمنذ ذلك اليوم وهي قابعه بحجرتها صامته يضع لها الطعام بجانب باب غرفتها ويمطرها بكلمـ.ـا.ت الاعتذار
تعلقت عيناه بها فأصبحت شاحبه ذابله ولكنها كانت قويه
هتف براحه وهو يجدها أمامه قبل أن يغادر للشركه التي يديرها
كويس انك خرجتي... بقيتي كويسه ياهناء
طالعته بجمود واشاحت عيناها بعيدا عنه
عايزه اتكلم معاك ياابن عمي
رفع حاجبه متعجبا من لهجتها
تمام تعالي نقعد ونتكلم
اتجهت نحو احد المقاعد تجلس عليه فأتبعها ينتظر سماع ما
ستخبره به
اتكلمي ياهناء... سامعك
حدقت به بكـبـــــريـاء رغم ضعفها
لازم نحط حدود لعيشتنا مع بعض
وقبل ان يتكلم اوقفته متمتمه
ياريت متقطـــعـــنيش... هنعيش مع بعض ولاد عم وبس وبعد سنه كل واحد يشوف حياته
واردفت بعدmا نظر إليها بتعمق
للأسف كنت اتمنى اطلق منك من اللحظه ديه... بس مجتمعنا عقيم ومش هيرحمني وخصوصا انك ابن عمي.. انفصالنا هيكون بسبب اننا مننفعش لبعض لأننا مش هنعرف نخلف من بعض
تعلقت عين مراد بها بقوه
أنتي مخططه ومرتبه لكل حاجه
ابتسمت وقد لمعت عيناها بالكره
واعمل حسابك انا السنه ديه هشتغل فيها وهبني حياتي ومستقبلي كفايه غباء لحد كده
تجمدت ملامحه عليها ليري امرأة اخري تطالعه بتحدي وليست هناء ابنه عمه الهائمه في حبه ونظره واحده منه ټخـ.ـطـ.ـفها
.....
صممت ناديه ان تنتقي معها فستان الزفاف وأخذتها لنفس المتجر الذي رأتها تطالع فيه الثوب ... كانت ناديه متحمسه لتلك الزيجه وتهتم بكل شئ يخصها بل هي من اقنعت والد ياقوت بتعجيل الزواج وأنهم لا يريدوا العروس الا بحقيبة ثيابها لا أكثر
انتقت ياقوت نفس الثوب الذي تمنته ذلك اليوم الذي أتت فيه مع هناء تنتقي معها ثوب زفافها... اشتاقت لصديقتها التي هاتفتها لمرات من رقم شقيقتها ولكن هاتفها لا يعطي الا رساله واحده انه مغلق
جلبوا كل ما يخص الثوب وخرجوا من المتجر
لتنظر ناديه نحو سياره شقيقها مبتسمه ثم تعلقت عيناها ب ياسمين ويا ياقوت
ياقوت حببتي انا هاخد ياسمين نقعد في اي كافيه وانتي روحي لحمزه
نظرت إليها ياقوت مستفهمه لتفهم عبـ.ـارتها بعدmا وجدت سيارته مصطفه على جانب الطريق وينتظرها
انا مقولتش لبابا مقدرش اعمل حاجه من غير اذنه
تعلقت عين ناديه بها ثم ضحكت
ياقوت ياحببتي حمزه بقي جوزك دلوقتي انتي ناسيه كتب الكتاب اللي اتكتب امبـ.ـارح .. غير انكم لحد دلوقتي مقعدتوش مع بعض واتكلمتوا..انا عارفه كل حاجه جات بسرعه بس لازم تقربوا من بعض الشهر ده عشان تفهموا بعض اكتر وتشيلوا الخلافات اللي بينكم
ألقت ناديه العبـ.ـارات بمقصد فهى تعلم انها تتحاشا الاختلاط بشقيقها وكأنها غـ.ـصـ.ـبت على تلك الزيجه ولا تعلم السبب وشقيقها صامت يتقبل الامر بهدوء وكأنه يعلم السبب وراء ذلك
عقد القران كانت فكرتها أيضا ومع دعم مهاب وسلوي وافق والدها
واردفت وهي تدفعها برفق
ومتقلقيش حمزه بلغ ولدك مع انه مش محتاج يعني... يلا بقى ولا انتي ايه رأيك يا ياسمين
تعلقت عين ياقوت بشقيقتها التي ابتسمت على حديث ناديه بل ووافقتها
تمتمت داخلها حانقه
ماشي يا ياسمين حسابك معايا في البيت
وسارت بخطي مرتبكه نحو سيارته ليغادر السياره مقتربا منها وأماء برأسه لشقيقته وشقيقتها التي تراه كبطل من أبطال الروايات
مال نحوها بخفه هامسا
بتهربي مني يا ياقوت
↚
جالت عيناه نحو خلجات وجهها الخجل تـ.ـو.ترها قضم شفتاها وعيناها التي تدور هنا وهناك بعيدا عنه..
أبتسم وهو يرى عيناها التي تهرب منه كلما تلاقت عيناهم خلسه
وبعدين يا ياقوت.. مش معقول هنفضل قاعدين كده
طالعته بصمت ثم اشاحت وجهها بعيدا عنه... ترك مقعده ثم جلس بالمقعد الذي يجاورها ووضع يده على خدها حتى يجذب انتباهها نحوه
بصيلي يا ياقوت
تنهدت بصوت مسموع وهي تتحاشا النظر اليه فأبتسم من عنادها
يابـ.ـنت الناس احنا مش هنفضل كده
أراد استفزازها حتي يجعلها تخرج له كل ما يكن داخلها.. فترقرت الدmـ.ـو.ع في عينيها وهي تطالع نظراته التي تخترقها.. نفضت كفه الموضوع على خدها ونهضت تهرول من المطعم الذي اتي بها اليه وقد كان مطعما منعزلا لا يتوافد له إلا من أراد الهدوء بعيدا عن ضجيج المدينه
ياقوت استنى عندك.. ياقوت
هتف بأسمها بعد أن هرول خلفها.. لم تلتف اليه ولم تجيب علي ندائه.. كانت ستخطو الطريق دون أن تنتبه للسياره القادmه ولكن يده قبضت على ذراعها ثم جذبها نحوه صارخا
أنتي مـ.ـجـ.ـنو.نه
بكت بحرقه وآلم وۏجع كان مخزونه لسنوات... بكت وهي تشعر بالبروده رغم حراره الشمس الدافئه... جزء داخلها أراد الصړاخ ولكن صوتها كان يأبى الخروج اليه وهو يشعر بأرتجاف جــــســ ـدها ليهمس لها
خلاص اهدي... شكلك نكديه يا ياقوت وبتحبي العـ.ـيا.ط الكتير
ابتعدت عنه عنـ.ـد.ما أدركت وضعهما ورفعت كفوفها نحو وجنتاها تمسح دmـ.ـو.عها بقوه... ضحك وهو يرى فعلتها
أنتي بتعـ.ـا.قبي نفسك
ومد كفيه يمسح عنها دmـ.ـو.عها.. فتعلقت عيناها به
انت اتجوزتني عشان ضميرك مش كده
تجمدت كفوفه على وجنتيها وهو يسمعها...عقله كان متفق معها ان زواجه منها كانت فعله الضمير
رد عليا... هو انا لدرجادي الكل بيشفق عليا ياحمزه بيه
واردفت ساخره
طردتني من شركتك عشان مجرد ورق مكنش ليا ذنب... صفقتك كسبتها اما انا الموظفه الغلبانه مش مهم تطرد ويجي بدالها عشره
مكسب صفقته وتجاوز الخساره لم تعلم بهم الا من ناديه اليوم حينا دار الحديث حول تلك الحاډثه
ناديه بحنكتها اخبرتها بلطافه امرأه ان تلك الحاډثه اثمرت بحبهم ولكن عن أي حب تتحدث فرغم ضعفها وقله حيلتها الا انها ابعد ان تكون ساذجه
طال تحدقه بها وابتعد عنها يزفر أنفاسه وعيناه تدور بالمكان
ومفسرتيش جوازي منك بسبب اللي عملته في مكتبي
تخضبت وجنتاها حرجا من ذكرى
ذلك اليوم وتعمق بالنظر إليها
ف ياقوت القطه الوديعه لا تعرف الي من قادها قدرها
تمتم داخله
هتتعبي معايا يا ياقوت... انتي ابسط من انك تدخلي عالم واحد زي وهتف منهيا ذلك النقاش بجموده
مردتيش ليه.. عموما يا ياقوت جوازي منك ملهوش تفسير... تقدري تقولي قدرنا كان واحد
وقفت أمامه حائره لا تفهم كلامه.. فبنظرها كان رجلا غامضا وفي قانونه هو رجلا أودعت عليه الحياه ظلامها
لطافته معها لم تكن الا انه أراد أن يفتح صفحه جديده معها ثم يعود إلى حصونه وقلبه الذي أغلق عليه منذ أعوام طويله
الحب في قانونه ضعفا والضعف لا مجال له في طريقه
وهو لن يجعل امرأه مالكه لقلبه تملكه بأبتسامه منها وتسقطه من لدغتها
انت ليه كده... ليه محدش فاهمك... انت طيب ولا شرير.. ظالم ولا رحيم.. قلبك طيب ولا معندكش قلب
ابتسامه حطت فوق شفتيه اخفاها سريعا
انا كل دول يا ياقوت... واتمنى تكوني طلعتي كرهك كله عليا النهارده
ومال نحوها يلثم خدها برفق.. فأغمضت عيناها متمتمه
ابعد لو سامحت
ضحك وهو يبتعد عنها فقد قبلها وانتهى الامر
انا بوستك خلاص.. فتحي عيونك
ومد كفه يمسح على خدها الاخر اما هي كانت لا تعلم حالها معه
تـ.ـو.ترت وارتبكت وادركت انها معه حمقاء غـ.ـبـ.ـيه... حتى اعصارها كان اعصار هادئ ابتلعه هو بسهوله
وقف شريف يطرق علي باب الشقه متلهفا لرؤية من اشتاق اليها
تنهد وهو ينتظر ان يتلقى الاجابه ولكن لا أحد أجاب عليه
سمع خطوات على الدرج وطرقعت حذاء..تعلقت عيناه بسيدة كبيره في السن تحمل بعض أكياس الخضار وتلتقط أنفاسها بصعوبه
انت عايز مين يابني
تنحنح شريف حرجا وابتعد عن باب الشقه مقتربا منها يسألها
مدام ماجده
طالعته المرأه تفحصه ثم تمتمت تلوي شفتيها ممتعضه
خرجت هي وجوزها
تركته المرأه لتصعد نحو شقتها ليسرع خلفها
ياحجه ممكن لحظه
ابتسمت بعد أن دعاها بهذا الاسم
يسمع منك ربنا يابني
ابتسم شريف وهو يرى مثالا لأمرأه بسيطه
هتيجي امتى طيب
تنهدت المرأة وهي تنظر نحو باب الشقه
والله يابني انا ست في حالي ماليش دخل بالجيران ولا بسأل رايح فين ولا جاي منين... الواحد برضوه بيفهم ولا ايه
ضحك على لطافتها فتمتمت
مش تشيل عني ولا انتوا يا شباب اليومين دول متفهموش في الذوق
حمل شريف الأكياس سريعا منها
اسف.. هاتي عنك
ربتت على كتفه بتودد
شكلك ابن ناس.. انت قريبهم
ابتسم شريف وهو يعلم انه كي يحصل على الاجابه لا بد أن يقدm لها بياناته الشخصيه
اه قريب ليهم من بعيد
تنهدت المرأه وهي ترمقه مفكره
مادام قريبهم يابني وباين عليك معاك فلوس.. ما تاخد اختها المسكينه اه تكسب ثواب بدل رمـ.ـيـ.ـتها ياحبه عيني فوق السطوح
واشارت اليه كي يميل نحوها
بيني وبينك لسا امبـ.ـارح كنت قافشه الواد سيد طالع يتسحب على السلالم بليل..وبيتلفت حواليه وهو واد بتاع مزاج
وابتعدت عنه تلوي شفتيها ممتعضه
الواحد خاېف على البت.. انت فاهمني يابني
تجمدت ملامح شريف وهو يسمعها واظلمت عيناه ڠصبا
صحيح يابني انت بتشتغل ايه
لينظر نحوها وقد كان عقله غائبا مع تلك التي تركها لهؤلاء الذئاب
ظابط
تلبشت المرأة قليلا ثم صعدت الدرج أمامه
تعالا اخدك اوضتها يابني... ما انتوا قرايب برضوه
حركت يداها بين محتويات العلب لتلتقط واحده تلو الأخرى ثم تفتح لتشم رائحه ما تحتويه..ابتسمت بسعاده بعدmا وجدت علبه الشاي
لتضع معلقه داخلها وتسحب من محتواه بأيدي مرتعشه نحو الكوب الذي حضرته من قبل.. بحثت عن علبه السكر التي وضعتها جانبا في بادئ الأمر ومن دون قصد سقطت العلبه لتتهشم
ارتجف جــــســ ـدها وهي تسمع صوت التهشم فوضعت يداها فوق اذنيها تبكي من فزعتها
فالظلام موحش ولا يعرف النعمه الا من فقدها... بدء صوت المياه يتعالا بفقعاته على الموقد...فأتجهت نحو الموقد لتغلقه وألتقطت البراد الموضوع فوقه وقد نست سخونته.. وسقط البراد هو الآخر منها فأنسابت بعض القطرات فوق قدmيها
آلمها عجزها وهي تشعر بالعجز ولا شئ تستطيع فعله وحدها
كأس شاي أرادت ان تتناوله وعجزت... هتفت بحاجه الى شقيقتها
ياماجده تعالي
طرقات خافته دقت علي باب غرفتها.. فركضت بلهفه وهي تظن انها شقيقتها.. فتحت الباب ودmـ.ـو.عها على وجهها الذي قد ذبل وضاعت بهجته
كويس انك جيتي ياماجده...انتي اتأخرتي عليا ليه
نظرت لها السيده عدلات صاحبه المنرل بأشفاق ثم نظرت لشريف الواقف خلفها وقد لمعت عيناه بالآلم والشوق
مها
تردد الاسم في اذنيها فأبتعدت وهي ترتجف
ماجده فين.. ماجده انتي فين
اغمض عيناه وهو يراها خائفه منه
يامها ياحببتي... حضرت الظابط جاي ياخدك من هنا
هتفت بها السيده عدلات
لا ابعدي عني.. ده وحش
اقترب منها فقدرته على التحمل ضاعت وهو ينظر إلى الغرفه التي ألقتها بها شقيقتها
مها انا شريف... سامحيني ياحببتي
دmعت عيناها وهي تسمعه
سبتني ليه.. سبتني عشان انا عاميه صح
اغمض عيناه بقوه... وهو يحتقر نفسه عنـ.ـد.ما قرر تركها
واللي بيسيب حد بيرجعله.. اوعدك عمري ما هسيبك تاني
وتعلقت عيناه بالفوضي الملقاه فوق ارضيه الغرفه وقبل ان يهتف بشئ جاءت ماجده وبجانبها سالم الذي احتدت عيناه عند رؤيه شريف
رجعت لي تاني ياحضرت الظابط
جز علي أسنانه بقوه وهو يلتف نحوه بأبتسامه واسعه
جاي اخد الامانه اللي حفظتي عليها يامدام ماجده
قالها شريف ساخرا لترمقه ماجده غاضبه
امانه ايه
ياحضرت الظابط حاكم الواحد مبقاش فاهم غرضك ايه
تعلقت عين شريف بهم.. فثبتت ماجده عيناها عليه وهي تنتظر الرد الذي ترغبه
غرضي اني اتجوز مها
ونظر للمكان بأحتقار.. لتنظر ماجده نحو شقيقتها التي انزوت في احد أركان الغرفه تضم يداها نحو جــــســ ـدها تخشي زوج شقيقتها
نظر حمزه نحو شريف وهو يلقي ذلك الخبر عليهم جميعا بعدmا طلب ان يجتمعوا لأمر هام
تعلقت عين ندي به تسأله
جاي تقولنا انك بكره هتتجوز ياشريف... طب كويس مقولتلناش قبلها بساعه ليه
تجهم وجهه وهو يسمع سخريتها واشاح عيناه يطالع حمزة الصامت... أما شهاب كان هادئ مبتسما لتلك القرارت التي أصبحت تتخذ في ذلك البيت وجميعها للزواج
رأيك ايه ياحمزه
اعتاد شريف على نطق اسمه دون ألقاب منذ أن تحول من زوج ام لشقيق وصديق
اقول ايه ياشريف... ديه حياتك وانت حر فيها
احتدت عين ندي بالغـ.ـيظ ونظرت لهم
لا بقى هو في ايه.. اي حد يدخل بيتنا ويعيش معانا والله اعلم اللي هتيجي كمان جايه منين... مش كفايه نصيبه واحده يبقى نصبتين
اتسعت عين شهاب عما فاضت به زوجته المـ.ـجـ.ـنو.نه كما شهقت هي خجلا فلم تكن تقصد الحديث ولكنها مازالت لا تتقبل زواج حمزه.. طالعت حمزه الذي تجمدت ملامحه في صمت
انا اسفه ياحمزه مكنتش اقصد
تلجلجت ندي بخجل وهي تنطق كلمـ.ـا.تها ليسحب شهاب يد زوجته صاعدا بها لأعلي يوبخها على حديثها وهي تخبره انها لم تقصد
ولكن الكلمه اصاپة سهمها كما أرادت
طالع شريف حمزه معتذرا عنها فمهما كان هي خالته ويعرف ذلات لسانها وطيشها
متزعلش منها
تقدm منه حمزه يربت على كتفه
شوف الساعه وهنيجي معاك... وهنجهز الفيلا بكره للاحتفال المفاجئ ده
عانقه شريف بتقدير و ود
كنت عارف انك هتتقبل قراري مهما كان.. انت مش جوز امي الله يرحمها وبس انت اخويا الكبير اللي بحبه وبحترمه واسف على عدm تقبلي لوجود مراتك بينا... لكن اعذرني البيت في ريحة امي وضحكتها وصوتها وقلبي لسا مش مصدق انها مش مبقتش موجوده وسطنا
اغمض حمزة عيناه وهو يتفهم أمره
فاهمك ياشريف متخافش... ده بيت امك وبأسمها لتفتكروا اني راجـ.ـل خاېن للذكرى.. امك كانت ست عظيمه
عاود شريف احتضانه وهو فخور انهم مازالوا عائله واحده مترابطه ثم ابتعد عنه يتذكر شقيقته
مين هيبلغ مريم... انا خاېف متتقبلش مها... وانت عارف ظروف مها
تجمدت أعين فرات كالصقر المتربص لفريسته وهو يرمق تلك التي توعد على اذاقها العڈاب.. كانت منهمكه في جمع المحاصيل مع الفلاحين... أنهكها التعب فجرت اقدامها بتعب نحو احدي الأشجار تجلس اسفلها... احتدت اعين عنتر الواقف بجانب فرات يتابع العمل معه في حصد المحصول
ودون ان يأمره اتجه عنتر نحوها ساخرا
قومي فزي ياختي... هي وكاله اللي جبوكي...فاكره نفسك فين يابت
اغمضت صفا عيناها تمسح على وجهها بأرهاق
ارتاح شويه بس ارجوك... دراعي لسا و.جـ.ـعني
نظر لها عنتر مستنكرا عبـ.ـاراتها ورفع عصاه ليصفعها على ذراعها المكدوم... خرج صوت صړاخها مټألــما... لينظر الفلاحين لما فعله مندهشين فرغم صرامه عنتر وقوانين العمل داخل المزرعه الا ان لا أحد ېهان والكل يأخذ حقه
صاح فرات بعلو صوته بعد أن ازال نظارته عن عيناه
عنتر
ترك عنتر صفا التي احتمت بالشجره تآن من آلم ذراعها.. فتعلقت عيناها بصاحب الصوت وقد انسابت دmـ.ـو.عها على وجنتيها
كانت جميله بحق... وجنتان قد تخضبوا بالاحمرار من حراره الشمس وشفتي صغيره تعض عليهم من آلم ذراعها وعينان زرقاء تزيدها جمالا وبعض خصلات شعرها قد تحررت من الحجاب الذي أمرت بأرتدائه في المزرعه وفستان يشبه العباءه كان فضفاض عليها كل هذا أعطاها لوحه فنيه من يراها يشعر انها لم تخلق لهذا المكان ولكن الزمن كان له أحكام
اقترب عنتر من سيده مجيبا عليه بأحترام
افنـ.ـد.م يافرات بيه
نظر فرات حوله للعاملين وقد عادوا الي عملهم
من امتى واحنا بنضـ.ـر.ب حد... وكمان ست
اطرق عنتر رأسه متمتما
مش ديه أوامرك يا بيه اني اخليها تكره المكان لحد ما تمشي من هنا
حدق فرات بالزرع الذي أمامه
قولت تطلع عينها في الشغل بس ضړب لاء مفهوم
اماء عنتر برأسه... أما هي عادت لعملها تمسح دmـ.ـو.عها لتدرك انها اليوم سلب منها كل شئ والحياه لم تصبح امامها الا ظلام دامس
تعلقت عين سناء بوالده ياقوت التي أتت تحمل لأبـ.ـنتها بعض الاشياء التي اشترتها لها
لوت سناء شفتيها ساخره
ايه الهدوم البيئه ديه ياصباح
وتناولت الملابس بين يديها
قلتهم احسن
شعرت ياقوت بحـ.ـز.ن والدتها عنـ.ـد.ما تمتمت زوجه ابيها بعبـ.ـاراتها المسمومه.. فعانقت والدتها
جمال اوي ياماما... انا فرحانه بيهم اوي
صباح بسعاده تنظر ل سناء مبتسمه
حببتي يابـ.ـنتي... اه على ڼار الغيره... حاكم في ناس بتغير عشان السعد جانا ومجاش ليهم
ألقت صباح عبـ.ـاراتها بقصد.. لتتعلق عين سناء بها ثم نهضت ترمقهم بسخط
مكنتيش قولتي كده ياماما... حـ.ـر.ام
لم تكترث لها صباح.. وجذبت لها اثواب النوم التي اشترتها لها
شايفه ذوق امك
رمقت ياقوت الملابس ولم تقدر على أخبـ.ـارها ان عصرهم قد مضى آوانه ولكنه تقبلت هديتها بأبتسامه حنونه
ربنا يخليكي ليا وتعيشي وتجبيلي
لتتعلق عين صباح بها ضاحكه
اجبلك ايه يابـ.ـنت بطني ده انتي اللي تجبيلي...
عايزه اتنغنغ في العز بقى
نظرت سماح حولها وهي لا تصدق انه حاصرها بتلك الدرجه... أخبرها ان تأتي لذلك المكان حتى يخلصها من كذبته... لتجد نفسها تسقط في خدعه اكبر
عدد من الصحافين وقد اسعدهم ذلك الامر بشـ.ـده فهى صحفيه مثلهم وقصه حبهم ممتعه للغايه والحب استطاع ان يكـ.ـسر قلب كاره النساء سهيل نايف ألف القصه بمزاج خاص وكأنه كاتبا واقحمها معه في كذبته التي لا تعلم سببها ولم يبقى لديها وصف نحوه الا انه مريـ.ـض نفسي
مبروك ياعروسه.. فرح في خيم وبليل..لا ووسط صحافه ولاعبين كره... ده انتي طلعتي جـ.ـا.مده ياسماح
قالها معاذ وهو يطالع المكان الذي رتبه سهيل حتى يتم العرس
ولحظها مثل الغـ.ـبـ.ـيه أرتدت الفستان الأبيض الذي بعثه لها يخبرها في رساله
انه يريد أن يراها مثل الفتيات... ف ملابسها تشبه المجندين
ارتدته حانقه ولم تهتم بلونه... فتفصيلته كانت انيقه وهادئه ولم تربط الأمور ببعضها فقد اتفق معها انه اخر لقاء بينهم
اه يابن...
كادت ان تسبه لتسمع صوته العابث
ليست اخلاق المصرين يا امرأه
اشتاطت سماح ڠصبا وألتفت نحوه تجز على أسنانها
ياشيخ انت طلعتلي منين قولي... كانت مهمه سوده وسفريه سوده... قولي انت مچنون
ضحك سهيل بصخب فألتفت الأعين عليهم ليميل نحوها هامسا
اخفضي صوتك ياعروس
اغمضت عيناها بقوه تستعيد هدوئها الذي فقدته
ياكابتن سهيل قولي بس أنت فيك حاجه مش طبيعيه... في لاعب كره مشهور والمعجبين حواليه كتير وعنده بنات بلده وبنات لندن ويجي يتجوز واحده اول مره يقابلها
طالعها سهيل بنظرات تفحصها
أنتي المطلوبه سماح
وقبل ان يتركها هتفت حانقه
على فكره انا مطلقه واكبر منك بشهور كمان
وضعت يداها على وسطها لتتسع ابتسامته
لا بأس عزيزتي لست رجل اخرق لاهتم بتلك الأمور
سار خطوتان لتجذبه من ذراعه
أنهى المهذله ديه بدل ما اڤضحك
اتجه بعيناه نحوها يرمقها
افعليها سماح وسأقضي على مستقبلك بالصحافة عزيزتي
خرجت هناء من غرفتها تدندن وترتدي حذائها على عجله... وجدته يقف أمام الشرفه ينهي قهوته قبل ذهابه للشركه
فألتف نحوها
رايحه فين
رفعت هناء احد حاجبيها مستنكره سؤاله
ما انا قولتلك ياابن عمي... عندي مقابله عمل
واقتربت من المائده التي جهزت الفطور عليها قبل أن تذهب لغرفتها كي ترتدي ملابسها...ألتقطت احدي اللقم ليقترب منها حانقا
قولت مافيش شغل ياهناء... والسنه اللي هنعيشها مع بعض انتي ملزومه مني
تناولت لقمتها المغموسه بالجبن بتلذذ
شكرا.. انا بحب اصرف على نفسي
احتدت عيناه عليها فجذبها نحوه غاضبا
ايه البرود اللي بقيتي في ده.. انا لسا جوزك
استنكرت الكلمه بآلم واشاحت وجهها بعيدا عنه
سيبني يامراد اشوف حياتي ومتبقاش قــ,تــلتني من كل اتجاه... ومتخافش انا متربيه كويس وعارفه حدودي في كل حاجه
انصرفت بعدها هاربه حتى تختلي بنفسها تبكي على حالها
لقد ضاعت فرحتها معه
كان عرس عائلي بسيط يضم اهل مها وبعض جيرانها أراد أن يفرحها بكل شئ...فستان عرس وحديقه مزينه... المال يسرع كل شئ وهو لديه منه
كان سالم يقف بجانب زوجته پحقد
لا اختك حظها من السما
طالعته ماجدة مبتسمه
مها طيبه واهي خلصت مني ومنك... ربنا يسامحني على اللي عملته فيها
رمقها سالم ساخرا وعيناه تتأمل فخامه المكان متمتما
ابن المحظوظه اخدك ومهموش حاجه
تعلقت عين ناديه ب ياقوت التي أتت للحفل العائلي هي وشقيقتها ياسمين التي تلازمها دوما أوامر من زوجه ابيها ولكنها كانت سعيده بقرب شقيقتها
اهلا ياحببتي نورتي...
قبلتها ناديه وڠضبت عنـ.ـد.ما رأت نظرات ندي نحوها وقد اشاحت عيناها عنها غير مرحبه... لم تنتبه ياقوت لفعلتها ولكن ناديه انتبهت
عن اذنك يا ياقوت ثواني بس
تركتها وأتجهت نحو ندي... فبحثت ياقوت عن هناء تتمنى ان تراها فأكثر شئ جلبها لهنا هي رؤية صديقتها... تنهدت وهي تطالع البعض ثم نظرت لشقيقتها المبهوره بالمكان
شكل هناء مجتش... كان نفسي اشوفها واطمن عليها
ووجدت ناديه تقترب منها ثانيه
تعالي معايا يا ياقوت
نظرت لها ياقوت مستفهمه
اجي معاكي فين
فأبتمست ناديه وهي تسحبها خلفها وهتفت بأسم ابـ.ـنتها
تقي خدي ياسمين عند العروسه
ابتسمت ياسمين بحماس لرؤية العروس ولم تهتم لنظرات ياقوت بأن تبقى معها
فوجدت ياقوت نفسها تصعد الدرج خلف ناديه
احنا رايحين فين
لم تتحدث ناديه بشئ..الي ان وجدت حالها تقف في ممر به غرفتان لتلتف نحوها ناديه مبتسمه
ادخلي يا ياقوت بس
طالعتها ياقوت ثم دارت بعيناها يمينا ويسارا
ادخل فين... معلش انا عايزه انزل
ضحكت ناديه بمكر ودفعتها لداخل الغرفه
ادخلي شوفي جوزك واهتمي بي
ولم تمهلها الوقت لتستعب الموقف ومكانها... لتجد الباب يغلق
ابله ناديه افتحي الباب
اتسعت ابتسامه ناديه بزهو وظلت واقفه الي ان رأت توقف حركة مقبض الباب... ففتحت الباب مجددا برفق حتي لا تسمع حركة المفتاح وتظن انه مازال مغلق
تعلقت عين ياقوت بالغرفه تتنهد بتعب...الي ان لفت نظرها صورة حمزة وأسرته بجانب الفراش لتلتقط الصوره وتتأمل ملامحه وملامح سوسن
نست أمر الباب ووجودها بالغرفه وظلت تنظر لضحكتهم بالصوره... ارتجف قلبها وهي تسمع صوته الرجولي
ياقوت
اتسعت حدقتيها لتلتف نحوه ببطئ بعدmا وضعت الصوره مكانها بأيد مرتجفه
وكانت صډمتها الأخرى وهو يقترب منها بالمنشفه التي تحاوط خصره والمياه تتقطر على العاړي
انا... ارجوك ابعد
استمتع بتـ.ـو.ترها وغلق عيناها
مقولتيش بتعملي ايه في اوضتي يا ياقوت
لتزداد سرعه أنفاسها
ابله
ناديه جبتني هنا... ارجوك طلعني من الاوضه مينفعش كده...
واردفت بأرتجاف
ابعد متقربش
لم يزيده رجائها وخۏفها منه إلا عنادا لتشعر بذراعيه تأسرها
ففتحت عيناها لتتلاقي بعيناه وانفاسه تلفح وجهها بدفئها
↚
تجمدت أطرافها وانكمشت على حالها وهي تشعر بعبق أنفاسه داخلها.. دقيقه مرت وهو ينظر إلى جــــســ ـدها الذي يرتجف من قربه
اشاح وجهه بعيدا عنها متمتما بجمود
اخرجي يا ياقوت
فرت من أمامه دون كلمه نحو الباب لتقبض على مقبضه فتجده يفتح بسهوله معها.. دارت بعينيها نحوه لتجده مازال على وقفته وظهره مقابل لها.. لتسرع في خطاها نحو الدرج فتعلقت عيناها بأعين مريم التي كانت تصعد لأعلى
رمقتها مريم بنظرات جـ.ـا.مده.. فأبتسمت لها بأبتسامه تداري خلفها ارتباكها ولكن مريم لم تقابلها الا بأشاحت عيناها عنها زافرة أنفاسها بحنق تتوعد لها داخلها
اكملت خطاها لاسفل وهي تلتقط أنفاسها وقلبها يخفق بقوه من تلك المشاعر التي لم تعيشها من قبل
كل شئ كان جديدا عليها وماهي الا أنثى أرادت ان تنعم بحنان فقدته منذ طفولتها ولم يكن الحرمان الا بسبب انفصال الوالدين
تنهد حمزه وهو ينثر عطره بعد أن أنهى ارتداء ملابسه بملامح جـ.ـا.مده كلما تذكر خۏفها منه
سمع طرقات خافته علي باب غرفته... ليجد مريم تقف على أعتاب الغرفه تطوي ساعديها أمامها وتطالعه بأبتسامه واسعه
ايه الجمال ده ياسي بابا
ارتخت ملامحه سريعا فور ان سمع صوت صغيرته فألتف نحوها يرمقها ضاحكا
كبرتي وبقيتي بكاشه
ابتسمت بسعاده واقتربت منه... ليسمع صوت شهاب خلفها يحثه على النزول
تعلقت مريم بذراع حمزة ليضحك شهاب
انا مش عارف هنجوزك ازاي
زمت مريم شفتيها عبوسا.. فضحك حمزة علي تذمرها
مش وقت الكلام ده ياشهاب.. مريم لسا قدامها مستقبلها
تراقصت ملامحها بسعاده وطالعت شهاب تخرج له لسانها
وماكان من شهاب الا انه عبس بوجهه متذمرا مخرجا لها لسانه مثلما فعلت
تعلقت عين ناديه بشقيقها وفور ان وجدته يتقدm منها اشاحت عيناها بعيدا عنه تداري حالها من نظراته الثاقبه
ممكن افهم ايه اللي عملتي ده
تنحنحت ناديه بهدوء وألتفت نحوه بثبات ترسم فوق شفتيها ابتسامه واسعه
انا عملت ايه ياحمزة
ارتكزت عيناه نحو ياقوت التي وقفت مع فؤاد زوج شقيقته يتحدثون ثم ألتقطت منه الهاتف بعد أن حاډث أحدهما فأعطاها الهاتف
عينك هتطلع عليها ومتابع كل خطواتها... مع ان سهل عليك تقربها منك
هتفت بها ناديه وطالعته بمكر تتفن فيه.. لتحتد نظراته نحوها
ناديه بلاش شغل الستات ده
ضحكت بشقاوة رغم سنوات عمرها الأربعون وابتعدت عنه تشكر نفسها عما قدmته
تنهد بمقت وعيناه تلاحقها في كل مكان ولكنه لا يستطع ان يتحرك نحوها.. ف قيود الواجب والعائله كانت في عرفه هي الأساس
اتجهت ياقوت لاحد الأماكن الجانبيه تتحدث مع صديقتها وهي لا تصدق انها أخيرا أجابت عليها
كده ياهناء... اتجوزتي والجواز اخدك مني.. حتى محولتيش تسألي عني
اغمضت هناء عيناها وهي تسمع عتاب صديقتها وتنظر لمراد الذي أعطاها ظهره بعدmا ناولها الهاتف حتي تحادث صديقتها
متزعليش مني يا ياقوت حقك عليا
وخطت بقدmيها نحو غرفتها لتأخذ حريتها في الحديث
حاجات كتير حصلت معايا وكان ڠصب عني
ترقرقت الدmـ.ـو.ع في عينيها وهي تود ان تخرج كل ما يثقل على روحها من آلم... تمالكت حالها بصعوبه تعض على شفتيها
هناء انتي فيكي حاجه... قلبي حاسس انك تعبانه
جالت عين هناء بالغرفه وهي لا تقوى على كتم حـ.ـز.نها
لا انا كويسه يا ياقوت مټخافيش... نسيت ابـ.ـاركلك ياحببتي مت عـ.ـر.فيش انا فرحانه اد ايه ويوم الفرح هتلاقيني عندك
تعلقت عين ياقوت بحمزة الذي اخذ يقترب منها ببطئ
هستناكي ياهناء اوعي تسبيني اليوم ده لوحدي وساعتها هعرف ايه اللي مخبياه عني
انتهت المكالمه... لتنظر هناء نحو الهاتف ثم غادرت غرفتها
وجدته يجلس على الاريكه يضع حاسوبه فوق ساقيه فوضعت الهاتف أمامه متمتمه
شكرا
واستدارت بجــــســ ـدها عائده لغرفتها ولكن وقفت متذكره امر العمل الذي قبلت فيه وستبدء من الغد... ألتفت نحوه لتجده يحدق بها بصمت يود الحديث معها ولكن كبريائه يمنعه
بكره هبدء اول يوم شغل
ولم تنتظر سماع رده واندفعت نحو غرفتها لتفزع من صوته
هناء انا صابر عليكي وبقول حقها تزعل بس متزوديهاش
طالعته بهدوء تنظر إليه وجلست على فراشها
اول مره اشوف ابن عم بيحاكم بـ.ـنت عمه عشان عايزه تشتغل وتشوف مستقبلها
تجمدت ملامحه بضيق من نسيانها انها زوجته
هناء افهمي كلامك كويس
ضاقت عيناها وانتفضت من فوق الفراش ترمقه پحقد
انت اناني.. عارف يعني ايه اناني... انا مش عارفه ازاي كنت بحب واحد زيك
طـــعـــنت كلمـ.ـا.تها رجولته وآلمه هيئتها وقبل ان يهتف بشئ... اقتربت منه تدفعه على صدره
ياريتك فضلت مسافر ومرجعتش... يارتني ماحلمت بيك
اغمض عيناه وهو يسمعها ولأول مره يدرك انه اكبر خاسر.
اطرقت ياقوت عيناها خجلا عنـ.ـد.ما وجدته يقترب منها ولكن اوقفه في البدايه أحدهم يتحدث معه.. فركت يداها بتـ.ـو.تر تنتظر قدومه.. لتجد مريم تتعلق بذراعه ثم جذبته نحو العروسان والتجمع العائلي الخاص بهم وماكانت هي إلا الطرف المنبوذ
تجمدت عيناها على المشهد بآلم..
اقتربت منها ياسمين تزفر أنفاسها بملل
ياقوت انا عايزه اروح..زهقت
طالعتها وهي لا تعرف من سيعود بهم الي بلدتهم.. نظرت حولها ونظرت لملامح شقيقتها
المستاءه
ياقوت اتصرفي... وشوفي حمزه خلينا نروح
خشت ان تذهب اليه ولكن إلحاح شقيقتها جعلها تخطو نحوه بخطوات مرتبكه وكأنه ليس لها وليست له وإنما هي كالغريبه
تقدmت نحوه بتـ.ـو.تر ولكن وجدت مريم تقطع عليها الطريق وتقترب منها
الكل ظن انها تتحدث معها وترحب بها وستبدء بينهم صداقه.. اجادة الصغيره رسم ابتسامه واسعه فوق شفتيها حتى هي فرحت بقربها وبأبتسامتها الودوده وسيتجاوزوا ذلك الكره ويصبحوا عائله واحده ولكن كان خلف تلك الابتسامه قناعا اخر ظهر مع لذعات لسانها
لو رايحه ل بابا ياريت بلاش لانه مش فاضيلك
واشارت نحو شقيقها وحمزه وندى وناديه التي كانت تتابع الموقف وهي تتمنى ان تعتاد مريم علي ياقوت
شايفه محدش فاضيلك ازاي...حتى الجو عندنا مش لايق عليكي
ألقت عبـ.ـاراتها ثم انصرفت تبتسم بفخر عما حققته... لتتعلق عين ياقوت بها ذهولا غير مصدقه ان فتاه بعمرها تتحدث وكأنها امرأه ماكره تعرف صب سمومها... بلعت غصتها بمراره وابتسمت كى تداري كـ.ـسرتها
وفي دقائق كانت تسحب يد شقيقتها وتغادر المكان لتنفض ياسمين يدها تسألها
ياقوت مـ.ـا.تردي عليا هنروح ازاي
تنهدت بأنفاس مثقله وهي تلتف حولها وكل ما تريده ان تغادر المكان لتنظر أمامها بخيبه... تهللت اسارير ياسمين وهي تجد حمزه يقترب منهم اما هي اشاحت عيناها عنه
شهقت وهو يجذبها من مرفقها دون كلمه معتذرا من شقيقتها
ممكن افهم ليه سيبتي الحفله.. مع ان مريم طلبت منك تيجي تتصوري معانا وتبـ.ـاركي لشريف
اتسعت عيناها وكادت ان تهتف موضحه له انها لم تخبرها بشئ هكذا إنما هي من اخبرتها ان تبتعد عنهم والا تزعجهم
مش مضطريه تقبلي اي دعوه من عيلتي يا ياقوت مدام مش هتكوني مبسوطه.. واتمنى تحترميهم وتعامليهم كأنهم عيلتك
ألقى عبـ.ـارته الاخيره وكأنه يحذرها من الاساءه لعائلته .. فأبتلعت عبـ.ـارات دفاعها عن نفسها... ف الاتهام قد سقط عليها واصبحت هي المذنبه واتقنت الصغيره لعبتها وانتهى الأمر
ممكن امشي عشان ترجع لعيلتك وميفتكروش اني باخدك منهم
رمقها بنظرة طويله اما هي كانت تقف تتمالك دmـ.ـو.عها تعض باطن خدها كي لا تبكي امامه
قادها برفق نحو الفراش والسعاده كانت مرسومه فوق شفتيه
كل شئ تم سريعا ولكن وقت ان يصبحوا معا قد جاء
كانت خائفه وبقدر خۏفها كانت سعيده
مها
همس اسمها برقه وجلس جانبها ينظر لملامح وجهها الناعمه يشبع عيناه منها.. اغمضت عيناها بخجل... فأبتسم
ت عـ.ـر.في انك جميله اوي
حررت جفونها من غلقهما وفتحت عيناها تسأله
بجد انا جميله ياشريف... انا طالعه حلوه
تنهد وهو يشعر بالآلم اتجاهها.. يقسم انه سيفعل كل شئ حتى يعود لها بصرها اذا كان مقدر لها وان لم يكن لن يتركها مهما حدث
أنتي أجمل بـ.ـنت شافتها عيوني.. ده انتي كتير عليا... الناس النهارده كانت بتشاور وتقول ازاي العروسه الحلوه ديه تتجوز الۏحش ده
ابتسمت وهي تتذكر أحاديث البعض.. كيف العمياء تتزوج بمثله ولكنه لم ترغب ان تخبره بما سمعته فقد اعتادت على أقوال البعض دون رحمه
انا بحبك اوي ياشريف
ورفعت يدها نحو صدره تبحث عن دقات قلبه... لتستقر كفها على موضع قلبه
انا حبيت ده... حبيت قلب شريف
لم يتمالك شريف نفسه يداه جالت على جــــســ ـدها بعبث... ولكن مع لمساته كانت تتذكر أيد سالم التي كانت تعبث بجــــســ ـدها
سقطت دmـ.ـو.عها ويداها تدفعه عنها... فأبتعد عنها قلقا
مالك يامها
انكمشت على نفسها وضمت جــــســ ـدها بذراعيها تهتف پخــــوف
متعملش زيه.. متعملش زيه
وانختمت ليلتهم بتلك الجمله التي جعلت عيناه تجحظ على وسعهما وكلام المرأة التي قادته لغرفتها ذلك اليوم يتردد في اذنيه
طالع يتسحب على السلالم بليل... وبيتلفت حواليه وهو واد بتاع مزاج
بدأت هناء عملها كموظفه استقبال في احد الفنادق الكبرى بمدينه الاسكندريه.. لم تطلب مساعده عمها الذي كان من الممكن أن يجد لها وظيفه افضل الا انها قررت أن تعتمد على حالها وتبدء المشوار وتخوض كل شئ بنفسها حتى تواجه حياتها القادmه
لم يعلم مراد بمكان عملها ورضخ لاصرارها بعدmا اڼهارت أمامه تلك الليله
ابتسمت ابتسامه لطيفه عنـ.ـد.ما وقف أمامها احد نزلاء الفندق يطلب منها ان تستدعي له سياره أجره
كان المدير يراقبها من بعيد ليتقدm منها فتـ.ـو.ترت من وجوده وحصار نظراته عليها
افنـ.ـد.م يامستر خالد
تعلقت عين خالد بها ثم انصرف دون كلمه... فرفعت إحدى طرفي شفتيها مستنكره فعلته
اتسعت عين ياقوت دون تصديق لتمسح يداها من الاتربه التي تعلقت بهما من أثر تنظيف المنزل
سماح... انا مش مصدقه انك هنا
ضمتها سماح بأشتياق تعاتبها
معرفتش اوصل ليكي.. فقولت اجيلك بنفسي البلد..
طالعتها ياقوت بسعاده
انتي رجعتي امتى من مهمتك
نظرت لها سماح ثم تعلقت عيناها بداخل المنزل متسائله
أنتي هتسبيني واقفه على الباب يابـ.ـنتي
ارتبكت ياقوت وهي تخشي ان تحرجها زوجه ابيها ولكن سناء تقدmت منهم
مين يا ياقوت
عرفتها سماح عنها .. لتلقفها سناء بين ذراعيها مرحبه بها
اهلا ياحببتي نورتينا
ونظرت الي ياقوت تعاتبها وترمي بسمومها
كده تسيبي صاحبتك على الباب يا ياقوت... معلش ياحببتي اصل ياقوت مبتفهمش في الأصول
رمقت سماح صديقتها وتعبيرات وجهها التي اخذت تتغير مع عبـ.ـارات سناء التي كانت كالبلسم أمامها
اتفضلي يابـ.ـنتي
ودفعت ياقوت من
أمامها هاتفه
روحي يلا يا ياقوت اعملي عصير
اتجهت أنظار ياقوت نحو صديقتها التي اخذتها سناء
تتنهد بيأس من أفعال زوجه ابيها.. ف اللطف لا يأتي الا مع الغرباء إنما معها لا تريها الا السواد... تدفعها الثمن كل يوم من خدmه في البيت حتى تنام وهي لا تشعر بحالها
والكلمه التي اعتادت عليها هذه الأيام
اعملي بلقمتك الايام ديه يابـ.ـنت صباح..ولا انتي هتشوفي نفسك علينا من دلوقتي... يلا اه بكره تتجوزي وترجعلنا بشنطه هدومك وياخــــوفي ترجعلنا بعيل
تلقى عبـ.ـاراتها كل ليله وهي تلوي شفتيها بتهكم.. وكأنها تنتظر فشل تلك الزيجه
اعدت اكواب العصير.. لتجد سماح قد انـ.ـد.مجت معها في الحديث
اتفضلي يا سماح العصير... اتفضلي يامرات ابويا
تناولت سماح الكوب كما تناولت سناء وقبل ان تجلس هتفت بها
ايه ده انتي هتقعدي يا ياقوت.. مش عيب كده قومي اد.بـ.ـحي دكر بط انتي وياسمين من فوق السطح واطبخي لصاحبتك. ورغم اعتراض سماح الا ان امر سناء قد تم وحشرت هي وشقيقتها في الد.بـ.ـح والتنضيف والطبخ حتى هلكت
دبت سماح على معدتها وهي تجلس على الفراش الذي تحتويه الغرفه
بس مرات ابوكي ديه ست كريمه اوي يابت يا ياقوت
فأبتمست ياقوت وهي تقترب منها لتهمس سماح
شكلك انتي المفتريه
تنهدت ياقوت وهي تفكر ان صديقتها تظنها كاذبه ولكن سماح لم تكن سهله
أنتي اللي طيبه ياسماح
ضحكت سماح وهي توكظها على ذراعها هاتفه
أنتي اللي هابله وعلى نياتك
وارتمت سماح بين ذراعيها بقوه
انا مسافره لندن يا ياقوت
واغمضت عيناها متذكره تلك الليله التي جعلها سهيل تخضع لأمر الزواج ليتم الأمر واتضحت لها الحكايه ان سهيل يفعل ذلك من اجل حبيبة شقيقه التي تحبه هو وتسعى لتوقيعه لتناله ...اخبرها عن حاله شقيقه الصحيه وعجزه بعد أن أصابه الشلل وتلك المخادعه التي يحبها تسعي نحوه وتضعه كهدف وتتلاعب بشقيقه حتى تصل اليه... والحل اخبره به احد أصدقائه ان يتزوج زيجه مؤقته بشروط ومن فتاه بعيده عن عالمه حتى لا تزعجه ثانيه حينا ينفصل عنها ويمضي الأمر
وتفقد جين اللعينه الأمل به
دبر خطته واستجاب لافكار صديقه واقحمها هي بكل وقاحه لتتقبل الحكايه بعناد ورغبه في الاڼتقام منه على لعبته الدنيئه التي اقحمها بها دون أن يفكر فيها
وخرج صوتها بثقل
انا اتجوزت يا ياقوت!
لتبتعد عنها ياقوت فزعا
اتجوزتي ماهر
فضحكت سماح وهي تتذكر ماهر الذي ارسلت له صوره زواجها من سهيل
ماهر ده خاېن... لا انا اتجوزت سهيل نايف
لتنظر إليها ياقوت وهي لا تستعب الحكايه
لاعب الكره... ازاي ده حصل
فزفرت سماح أنفاسها بقوه وشاكستها
اهي اقدار... زيك كده مع حمزة الزهدي البعبع اللي كان بيرعـ.ـبك
نظرت صفا الي الاسطبل الذي تعبئه القاذورات..فطالعت عنتر الذي وقف يرمقها بجمود
هنفضل كتير كده... ما يلا ياختي ابدأي التنضيف
طالعته صفا بصمت ثم حملت الأدوات التي أعطاها لها... لتبدء في مهمتها باكيه واعين عنتر تتابعها
ثم انصرف لغرفه مكتب فرات
اي أوامر تانيه يافرات بيه
طالعه فرات بعدmا مد ساقيه بتعب وارخي ظهره على مقعده
كفايه عليها شغل لحد كده...
تنهد عنتر من صمودها
ما تطردها يابيه من نفسك ونخلص
احتدت عين فرات... فأطرق عنتر عيناه ارضا
روح شوف شغلك
غادر عنتر.. لينهض من فوق مقعده تاركا عصاه التي تشعره بعجزه... تحمل على قدmيه وسار نحو الشرفه شاردا في مكالمه شقيقته تبكي له عن ڠضب عزيز عليها واهماله لها وأولادها منذ أن اختفت صفا تترجاه ان ينفيها بعيدا حتى لو لزم الامر وبعثها لبلد أخرى خارج مصر
ضاقت عين شهاب پغـــضــــب وهو ينظر لندى التي رفضت الذهاب لحضور العرس في بلده ياقوت... فقد اقترح فؤاد عليهم أن يقيموا العرس في منزل شقيقه بعد أن حدث إعصار حينا طالبت ناديه ان يفعل شقيقها عرسا...
ندي اعقلي كده وجهزي نفسك عشان نسافر... انا متحمل اعتراضك على جواز حمزه واقول معلش مهما كان اختها
واردف بضيق
ما انتوا اه حبيتوا مها... اشمعنا يا ياقوت
فصاحت به باكيه
مش قادره ياشهاب سوسن مكنتش اختي بس.. دي امي.. مش قادره اتخيل انه هيبقى لواحده غيرها... احضر فرحه ازاي مش كفايه قبلنا
تجمدت ملامحه وهو يرمقها
ديه اسمها انانيه... والمفروض تكوني ناضجه عن كده ياندي.. طب مريم ولسا صغيره مش فاهمه حاجه اما انتي... اخر كلام تجهزي لا الا هتصرف تصرف مش هيعجبك ياهانم
تركها بعد أن ضاقت أنفاسه من ذلك الجدال الذي صار محور حياتهم كلما اقترب موعد العرس
لتجلس فوق فراشها متنهده وبعد تفكير نهضت لترتب حاجتهم.. فالأمر قد انتهى
نظرت ياقوت لكل من سماح وياسمين وهناء الملتفون حولها بحب
ولم يتركوها ذلك اليوم... لم تسافر سماح رغم سفر سهيل لبدء تدريباته واقتراب موعد الدوري الانجليزي
أرادت ان تنهي متعلقاتها وتستعد للمواجها ونيل حقها منه بعد أن ظن أنها لقمه سهله المنال
اما هناء كانت تؤلمها تلك اللحظه ورغم اصرار ياقوت عليها ان تخبرها ان تحكي لها ما يحـ.ـز.نها الا أنها لم ترغب في احزانها تلك الليله
تأملتها هناء بسعاده
طالعه قمر يا ياقوت
فطالعت زينة وجهها متسائله
المكياج مش تقيل شويه
لتنظر سماح لوجهها
لا خالص... انا مش عارفه
ليه مروحتش الكوافير ولا في صوت حتى اغاني ولا حاجه ده ولا كأننا في عزا
فتنهدت بآلم وهي تتذكر مۏت زوجه عم زوجه ابيها... فقلبت الدنيا عليها ولم ترغب بفعل عرس لها إلا أن والدها وقف لها ومع مساعده السيد مهاب ومحبته لها قرروا ان يفعلوا العرس في منزله
متقلقيش ياسماح انا مجهزه البنات في بيتنا وهنرقص للصبح
هتفت هناء بسعاده وقد نست كل آلامها مع فرحة صديقتها
وفجأة شهقوا حينا دلفت زوجه ابيها فجأة مرتديه السواد.. لتظهر من خلفها ناديه المبتسمه ووالدتها التي سمح لها اخيرا زوجها ان تأتي لها كالأغراب فمنذ رفضها لابن شقيقه مره اخرى وازداد بغضه عليها وبغضه لم يأتي الا في صوره حرمانها من والدتها في لحظات حياتها التي لا تنسى
بدء العرس وقد كان كما اخبرتها هناء وقامت سماح بالواجب وما اعطا لهم الحريه ان العرس كان منفصلا.. ف النساء بالأعلى والرجـ.ـاله بالأسفل في غرفه الضيافه الواسعه
رقصت هناء حتى قطعت أنفاسها ولم تنتبه لتقي التي ألتقطت لها بعض الصور وسجلت لها فيديو لرقصها مقرره انها ستبعثهم لشقيقها حتى يرى زوجته
اما ندي جلست وبجانبها مها ومريم التي تنظر نحو ياقوت پغـــضــــب...رغم رغبه مها في التهليل مع الفتيات الا ان كلامهم عنها كان له تأثير.. اخبروها بعدm فرحتهم وإن ياقوت ماهي إلا فتاه لاعوب ساعدوها لتعمل ثم وضعت شباكها على حمزه الذي كان عازف عن الزواج
فرحت ياقوت من قلبها لأنها ستتخلص من آسر زوجه ابيها..فلم تجد في الزواج الا نيل حريتها رغم خۏفها وما اراحها قليلا انها ستعيش بشقه خاصه بها بعيده عنهم وهذا ما تمنته ومع طمئنينه ناديه ومعاملتها الحسنه واخبـ.ـار سلوى لها عن حنان حمزه مع زوجته الأولى وأبناء زوجته كانت تنفض مخاوفها وتتبع قلبها
وانتهى العرس أخيرا... وبدأت حياه جديده لها معه
دلفت للشقه الواسعه بخطوات مرتبكه تطرق عيناها ارضا تشعر بالنعاس والتعب... تقدm امامها ليضئ انوار المكان... لتظهر لها الشقه بأثاثها وجمالها العصري
أغلق الباب لتنتفض فأقترب منها يرفع ذقنها
بصيلي يا ياقوت
رفعت عيناها نحوه خجلا ليميل على جبينها يلثمه
مبروك
حررت أنفاسها أخيرا فلم تعد تقوى على حپسها.. ليبتعد عنها
مالك يا ياقوت
طالعته بتـ.ـو.تر وخرج صوتها مذبذا
مافيش
وألتفت حوله تسأله
هو احنا مينفعش نفتح الباب
تجلجلت ضحكاته بقوه محركا رأسه
للأسف مينفعش يا ياقوت
ومازحها ومازال يضحك
ممكن نتسرق
فعبست من ضحكاته واشاحت عيناها عنه.. تبحث عن مكان تخرج فيه حتى تلتقط أنفاسها... لتسقط عيناها نحو الشرفه فحملت فستانها وسارت تحت نظراته المتعجبه لفعلتها
وقف يتأملها كيف تستنشق الهواء ثم تزفره وتكرر فعلتها مره تلي الأخرى... طوى ساعديه امام صدره يطالعها
الي ان ألتفت بجــــســ ـدها لتجده يحدق بها فتمتمت بخجل وهي تخفض عيناها حرجا
في حاجه... بتبصلي كده ليه
ابتسم وهو يقترب منها وألتقط كفوفها البـ.ـارده
في ان الجو بـ.ـارد ويلا ادخلي عشان متبرديش
دلف بها من الشرفه... وأغلق الشرفه جيدا لينظر لها وهي تهرب بعينيها بعيدا عنه ولم تشعر الا وهو وجهها بين كفوفه ثم حرر وجهها لتشهق وهي تجده يحملها بين ذراعيه
↚
قبله أودعها على جبينها ودفئ سكنها به بين احضانه فأغمرها بمشاعر حلمت بها يوماً... وضعها على الفراش وقد ذابت خجلاً من فعلته لينظر إليها بأبتسامه جعلتها تأخذها لطريق سقوط قلبها
- مش ديه من طقوس الفرح
قالها ضاحكاً غامزاً إليها لتتورد وجنتاها بحمرة الخجل.. طرقت عيناها نحو يداها المتشابكه
ليرمقها بمشاعر جديده عليه لكن عقله كان يصـ.ـر.خ به يخبره ان ما يفعله معها تلك الليله ماهو الا واجب عليه يُقدmه لها وليس حب كما يظن ذلك الذي يخفق داخله بتراقص
مشاعر كذب به على نفسه واكمل دور الزوج العطوف ولكن هي كأي أنثى تراه حبً... ترى انها وجدت سعادتها
خرج من شروده يزفر أنفاسه ببطئ جليّ كي ينفض الصراع الذي داخله
- مش هتقومي تغيري فستانك
طالعته بتـ.ـو.تر تومئ له برأسها ودقات قلبها تتسارع خجلاً
استمتع بخجلها بمتعه رغم زواجه الأول الا انه لم يُجرب ذلك من قبل... زيجته من سوسن بنية على الود والاحترام حتى حينا طالبته بحقوقها كان يُعاملها وكأنها امرأته وابـ.ـنته يُنسيها فارق العمر بينهم مُقتنعاً ان حياته سيُكملها معها ولكن مـ.ـو.تها غير كل شئ وكان قدره تلك التي تجلس أمامه تقبض على فستانها وتهرب من مُطالعته
كـ.ـسر الصمت الذي بينهم مُتنحنحاً
- هغير هدومي في الاوضه التانيه.. تكوني انتي كمان غيرتي عشان نصلي
اماءت له برأسها مجدداً فأبتسم
- شكلي مش هسمع ليكي صوت النهارده خالص يا ياقوت
ثم اردف مازحاً قبل أن يعطيها ظهره ويخرج
- اتمنى تفضلي كده
تركها وأغلق باب الغرفه خلفه كي يعطيها حريتها.. ليقف أمام الغرفه مُحدقاً ب باب الغرفه المغلق
- هعملك بما يرضي الله يا ياقوت.. لكن حب القلب مش هقدر ادهولك
..........................
نهضت من فوق الفراش تلتقط أنفاسها ورفعت كفيها تتحسس وجنتيها ثم اتجهت نحو المرآه تُطالع هيئتها
- انا مالي ضايعه كده... انا حاسه نفسي اني في حلم
وتنهدت وهي تستنشق رائحة عطره التي ملئت الغرفه وعُلقت في يداها
- بس حلم جميل زي ما كنت بحلم
وطالعت الغرفه الواسعه والفراش الواسع
- اخيرا بقى عندي بيت اعيش فيه من غير ما احس ان محدش عايزني
وسقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر مُعامله زوجة ابيها لها ودعائها عليها الا تفرح وترى السعاده
- اوعدك يارب هحافظ على حياتي ومش هعمل زي بابا وماما.. ولا هظلم ولادي زي ما اتظلمت
هتفت بعهودها التي كانت تُتمتم بها في سجودها تدعو الله ان يبعث لها زوجاً يعوضها عما فقدته
ابتسمت وهي تتذكر الدعوه التي دعتها عنـ.ـد.ما كان يُعاملها حمزه بكره لا تعرف سببه.. تمنت ان يلين الله قلبه ليكون في النهايه هو الزوج الذي انتظرته طويلاً بعد أن ذاقت من الحياه مرارتها مُتحمله راضيه شاكره
اتجهت نحو باب الغرفه تغلقه جيداً لتأخذ حريتها في تبديل ثوبها الذي فور ان حررت جــــســ ـدها منه رفعته صوب عيناها تنظر اليه
- اتمنيت ألبسك ولبستك
انهت ماعليها فعله بعد وقتً.. وسارت بخطي خفيفه نحو باب الغرفه تسترقي السمع لكنها لم تسمع شئ
لتفتح باب الغرفه بخفه ومن فتحه صغيره طالعت ما أمامها فلم تجده
أعطاها الحريه كامله حتى تستعد براحه... تأكدت من أحكام حجابها فوق خصلاتها وهندام جلباب الصلاه
لتخرج من الغرفه تبحث عنه.. كنت تدور برأسها يميناً ويساراً ولم تنتبه لخروجه من غرفة المكتب التي خصصها هنا
شهقت بفزع وهي تصطدm به.. ليضحك على منظرها الظريف
- بتتسحبي ليه
اطرقت عيناها خجلا
- بدور عليك
ضحك وهو يضم وجهها ويرفع رأسها نحوه
- اتعودي تبصيلي يا ياقوت.. مش هينفع كده
لطافته وحنانه كل هذا اذابها معه تلك الليله.. خطوه خطوه أصبح يخطوها معها كي تعتاد عليه دون حرج
وكل هذا يضعه تحت بنود ان هذا هو المطلوب منه فهذه حقوقها قبل أن يعود لاطار حياته العمليه وواجبه العائلي
مجرد عسل يغدقه بكثره فعسله لن يظل بكثرته وماعليها الا التقابل والرضى
قانون العقل يقوده تخطيطاً اما القلب كان عطشاً فحرر نفسه من حصونه مخبراً حاله انه سينعم هذه الليله والليله التي تليها ثم سيعود لغلق بوابته عليه ويعود لظلامه ولم يكن يعلم انه لن يعود مسـ.ـجـ.ـنه وظلامه كما كان فمن ذاق العسل اراده دوماً
تخضبت وجنتاها بخجل وقد تعلقت عيناها به
- مش عارفه... انا عايزه ابله ناديه
اتسعت عيناه وهي تُطالبه بشقيقته فأنفرجت شفتاه بضحكه صاخبه
- عايزه ناديه يا ياقوت في ليله فرحنا
حركت رأسها له فهى بالفعل أحبت ناديه واعتبرتها شقيقه كبري تمدها بنصائحها فلم تقدm لها والدتها ولا زوجه ابيها نصائح لتلك الحياه الجديده عليها ولم تقم بذلك الدور الا ناديه التي اعطتها من خبرتها بتعقل بعيداً عن جنونها ومكرها فمكر النساء لا يُعلم إنما يُستكشف
- ايه رأيك نصلي الأول وبعدين نتعشا ونشوف موضوع ناديه بعدين.. لأن شكلي بتجوز لأول مره
ابتسمت على عبـ.ـارته.. فأبتسم هو الآخر
- يلا يابـ.ـنت الناس عشان انا بنام بدري
أنهوا صلاتهم ومجرد ان أنهى دعاء تلك الليله وجدها تبكي
فسألها بلهفه وقلق
- ياقوت في ايه
لم تعرف ما تخبره به.. اتخبره انها تخشي فشل زواجهم وتعود لما كانت عليه... اتخبره انها تُريد حنانه ولطفه معها دوماً والا يحرمها منه
ارتجفت شفتيها وكلما أرادت البوح له صمتت.. مسح دmـ.ـو.عها برفق
- ياقوت انتي مش مبسوطه
رمقته خلسه ثم اطرقت عيناها وافصحت اخيراً بما يعتريها
- في الأول مكنتش مبسوطه لأني خفت منك وقولت ده طردني من شغلي من غير ما يسمعني لما هتجوزه هيعمل ايه فيا
تأملها في صمت وترك أذنيه تسمعها بأهتمام
- بعدين سمعت كلام من عم مهاب وابله سلوى عنك كتير حبك لعيلتك ودعمك ليهم ومواقفك معاهم والاهم معاملتك لولاد مراتك وحبك ليهم وعمرك ما حسستهم انك زوج ام مع انها مـ.ـا.تت
رفعت عيناه نحوه تُطالع ملامحه الرجوليه عن قرب
- انا جربت معامله مرات الأب وجوز الأم.. شعور صعب اوي لما متكنش فرد مرغوب في لا هنا ولا هنا وكأنك على الهامش.. انا مش عايزه حياتي تكون كده
ولم تشعر بحالها الا وهي تُلقي نفسها بين ذراعيه ليضمها اليه بملامح جـ.ـا.مده مُتخيلاً العـ.ـذ.اب الذي تلقته من معامله سيئه فهو لم يرتاح لزوجه ابيها
- انسى يا ياقوت كل ده
وابعدها عنه ينظر إليها بحنان آسرها
- حياتي مش ملكي لوحدي يا ياقوت.. ومش هكون زوج كامل ليكي وعلطول معاكي لان عندي مسئوليات وبيت تاني مقدرش اتخلى عنه
اماءت برأسها متفهمه الوضع ولم تُفكر انها في النهايه بشر وسيأتي يوماً ولن تتحمل ان تكون في هامش حياته ومجرد ساعات ليل يقضيها معها
تنهد بأرتياح وكأنه هكذا أراح ضميره وفي وسط مشاعرهم الهائجة كان يزيل حجابها عن رأسها يُغلل اصابعه في خصلات شعرها فهمس بقرب اذنها
- شعرك جميل يا ياقوت
اغمضت عيناها وهي تعلم أن شعرها جميلا كطولا واحمرار طفيف في خصلاته ولكن لم يكن فائق النعومه إنما نعومه متوسطه وقد اتت سماح بالمنتجات التي تعتني بالشعر وتجعله انسيابياً من احدي صديقاتها التي خدmتها في الأمر
- بس انا شعري مش ناعم اوي.. ده معالج للشعر
ابتعد عنها ليبتسم على برائتها
- برضوه جميل يا ياقوت
زفرت أنفاسها من هول تلك المشاعر الجديده عليها... حفر تلك الليله داخلها وضاعت مع لمساته ولم تشعر الا وهو يضعها علي الفراش وقد جردها من جلباب الصلاه وظهر له ثوب نومها
الذي جلبته لها ناديه مع بعض المنتقيات الأخرى من اثواب راقيه وجميله
قادها قلبه اليها لتصبح تلك الليله امرأته وعالمه الخاص
............................
ضحك شهاب على ندي التي وضعت الوساده فوق ساقيها وظلت تقضم اظافرها بضيق
- مش كنتي راجعه تعبانه ومرهقه
واردف ساخراً وهو يرمقها
- واه ياشهاب.. السفر مُتعب مع انها ساعه ونص من هنا للبلد بس اقول الجوازه مش على هواكي
طالعته ندي بضيق ثم اشاحت عيناها عنه
- انت ليه مش قادر تفهمني... اهي عيلتنا السعيده المترابطه هتضيع بسبب البـ.ـنت ديه.. انا ست وعارفه وفاهمه الستات كويس
فأقترب منها يجلس على الفراش جانبها مُستنكراً حديثها ولكنه قرر ان يُسايرها حتى يفهم نظريتها في أمور النساء
- وفاهمه ايه يمكن انا مش بفهم
رمقته وهي تعلم بأستهزاءه بها
- يا شهاب حمزه جوزها وهيبقي من حقها وشويه شويه هتاخده مش هنشوفه وبعدين لو جابت طفل بسرعه كده خلاص
تجمدت ملامحه وهو يسمعها ونهض من جانبها نافراً
- لدرجادي ياندي كرها لاخويا انه يعيش حياته ويبقى عنده طفل.. ليه عايزينه ليكوا انتوا وبس.. ياقوت بـ.ـنت عاديه ومش من نوعيه الستات اللي انتي فكراهم... ده هي اللي هتتظلم معاه
وأشار بيده محذراً قبل أن تهتف بكلمه أخرى
- عارفه ياندي لو محترمتيش مرات اخويا ورجعتي لعقلك.. انا فعلا هفهم انك اتغيرتي للأسوء
كاد ان يتحرك وبتركها فنهضت من فوق الفراش سريعا تركض اليه وتتعلق به بعد أن شعرت انها زادت الأمر بالفعل معه ومثلما هي حزينه على ذكرى شقيقته فحمزة أيضا شقيقه
- شهاب انا اسفه... استحملني الفتره ديه معلش بس اوعدك اني هخفي مشاعري واتعود على الموضوع.. انت عارف اني كنت بستلطف ياقوت بس الموضوع ده قلب حاجات كتير جوايا
لم يبدي اي ردت فعل بل اشاح وجهه بعيداً عنها لتشب علي أطراف اصابعها ثم لثمت خده
- متزعلش بقى... بضايق لما بزعلك
قطب حاجبيه عابساً
- ما بين اوي ياندي انك بتزعلي على زعلي
وضعت رأسها على صدره تضم نفسها اليه.. فحياته كانت جميله وفي تحسن ولكن منذ قرار حمزه بالزواج وتصريحه بالأمر والمشاكل ظهرت بحياتهم
- انا وعدتك هحاول اتعود
ورفعت عيناها نحوه تسأله
- انت محـ.ـضـ.ـنتنيش ليه
ضحك على عبـ.ـارتها فضمها بذراعيه
- والله انتي مـ.ـجـ.ـنو.نه ياحببتي
تعلقت عيناها له تتمنى ان تكون بالفعل حبيبته واحبها وليس ما يفعله معها تقديرا لما تفعله لا أكثر.. كان يُطالعها بحب حقيقي ولدته أيامهم معاً
ومال نحوها يلثم عنقها هامساً
- لو مكنتش اتجوزتك كنت خسرت كتير
...................................
طالعها وهي نائمه براحه تضم الوساده إليها.. تغفو كل ليله لتتركه يحترق بنيران قربها زفراً أنفاسه بقوه
- ياترى مين اللي خلاكي كده يامها... انا شاكك في سالم الكـ.ـلـ.ـب
أصبح يمقته ويمقت شقيقتها حينا يأتوا لزيارتها ولكنه رغماً عنه يتقبل الامر من أجلها
الحيره أصبحت تقــ,تــله منذ ليله زفافهم شعوره بالذنب لتركها جعله يتحمل وينتظر الي ان تُصارحه بما حدث بغيابه ولكنها لا تتحدث تبكي فقط كلما اقترب منها تشعل جنونه وغـــضــــبه ليرحل قبل أن يفقد صوابه
مدّ انامله يمسح على وجهها برفق هامساً بأسمها
- مها
ردد ندائه عليها فتأكد من تعمقها في النوم.. لزيل الوساده من بين ذراعيها وقربها من احضانه لينعم بها وهي نائمه.. قبلاته وملمس جــــســ ـدها يسـ.ـر.قهم هكذا
شعر بلملمتها بين ذراعيه لتشـ.ـد من احتضانه تظنه وسادتها مُتنهداً داخله
- الوضع ده مش لازم يستمر كتير
....................................
تسطح بجــــســ ـده فوق فراشها الصغير بمنزل والديها.. لتدلف الغرفه بكأس الماء فطالعته بضيق بعدmا اغلقت باب الغرفه خلفها
- على فكره ده سريري... وانا مش هنام على الأرض
رمقها مراد مبتسما بصفاقه
- هو احنا مش خلصنا من الحوار ده وقولنا هنعدي الليله ديه وكل واحد يتحمل التاني
زمت شفتيها بعبوس
- لا انا غيرت رأي... انا مبحبش انام جنب حد
رفق حاجبه مستهزءاً من عبـ.ـارتها... فأبـ.ـنت عمه الوديعه قد تحولت لقطه شرسه
- يبقى خلاص نامي على الأرض... أما أنا مش هنام
هتف عبـ.ـارته كي يستفزها... لتجز على أسنانها واقتربت من الفراش تجذب ذراعه كي تنهضه
- قوم بقى بطل رخامه وبرود
ضحك على فعلتها لتتسع عيناه ذهولا عنـ.ـد.ما سقطت عليه دون قصد منها
تلاقت عيناهم ومع كل نظره خاطفه كان يمر شريط تلك الليله التي جـ.ـر.حها فيها واخبرها انه لم يحبها وأنها اختيار ابيه
اغمضت عيناها بقوه اما هو كان لأول مره يرى هناء الفتاه الجميله الناعمه وليست ابنه العم المرغم على زواجها واقتراح والده
تحركت يداه كي تآسرها فوجدها تنفض نفسها سريعا بعيداً عنه تلتقط الوساده حتى تتسطح فوق الأرض
نفورها أذى رجولته التي حطمت كبريائها...لينهض من فوق الفراش غاضباً
- نامي على السرير ياهناء.. مش لدرجادي انا معدوم الرجوله
وألتقط منها الوساده.. لترمقه بصمت ومن دون كلمه اتجهت نحو الفراش تتسطح عليه تعطيه ظهرها تتمنى ان تمضي تلك الليله على خير
..............................
رمق سالم ماجدة النائمه طالعها بضيق وكأنه لا يطيقها جوارها نهض من جانبها متمتماً
- الواحد زهق.. اه لو البت مها مكنتش اتجوزت كنت استمتعت بحته الملهبيه
عاد بنظراته نحوها باصقاً عليها لتلمع عيناه بخبث مُتذكراً اقتراح صديقه وما الاقتراح كان الا تبادل الزوجات
ولمعرفته لرفض ماجده وان تجاوزاتهم قبل زواجهم ماكانت الا لهدف ان تُرضيه حتى يتزوجها
أرادت الزواج فقط غافيه عن أخطائها ولم تدري انها وقعت في التهلكه
....................................
فتح عيناه ليجدها بين ذراعيه نائمه بعمق ابتسم وهو يمسح على وجهها
خفق قلبه بعطش إليها مال نحوها يُقبلها لكنه وقف عنـ.ـد.ما سار الماضي أمامه وحبه لصفا التي طـــعـــنته طـــعـــنت العمر
نهض من جوارها ليتجه نحو المرحاض مُخاطباً حاله
- اوعي ياحمزه تضعف تاني.. اوعي القلب يقودك... انت بتعامل ياقوت عطف
ارتدي ملابسه بعجله هارباً من شعوره الجديد نحوها
وبعد نصف ساعه كان يقف بسيارته في الصباح الباكر.. مازالت الشمس تبدء في سطوعها دون أن تسلط حرارتها وتنشر دفئها
زفر أنفاسه بقوه وطيفها وهي بين ذراعيه ورائحتها تتغلل في اعماقه... كانت كالبريئه وهو يُلقنها فنون الحب... بادلها مشاعر لم يكن يتخيل انها يوماً داخله وان الماضي قضى عليها
ولكن كانت تلك الليله هي الفاصله في كل شئ
تعالت اصوت أنفاسه من هياج مشاعره الهادره.. وابتسامه لاحت على شفتيه وهو يتذكر وجهها حين استيقظ وكانت غافيه على ذراعه تضم نفسها نحوه وانفاسها الدافئه تلفح عنقه
وقفت سياره ناديه جانب سيارته ثم ترجلت من سيارتها وأثار النوم في عينيها...اقتربت منه بقلق
- ايه اللي حصل.. في واحد يخرج من البيت يوم صباحيته
ووضعت يدها على فاها تكتم صوت شهقتها... فطيله طريق قدومها اليه وهي تفكر في الكثير من الأسباب التي جعلت شقيقها يُهاتفها في بدايه الصباح
- اوعي تقولي انك نـ.ـد.مان ياحمزه
تجمدت عيناه نحوها ورمقها ببطئ ثم اشاح عيناه بعيداً عنها كي يُعري نفسه من مشاعره دون أن ترى مايفيض من عينيه
- كلامك صح ياناديه... اللعبه قلبت عليا.. حبيتها من غير ما احس
خرجت الحقيقه التي هرب منها صباحاً تنهد وهو يغمض عيناه
- الماضي لسا جوايا... كـ.ـسرت امي يوم ما اترفدت من شغلي ودmـ.ـو.عي وانا بستلم قرار فصلي عن حلمي لسا محفور ياناديه
جوازي من سوسن ونجاحي والسنين لسا ممحتش الماضي... انا ضعفت وسيبت قلبي يخرج من ضلمته
سقطت دmـ.ـو.عها وهي تربت على ذراعه وتسمعه
- حب وعيش من تاني ياحمزه... صفا كانت درس وانتهي... متحرمش نفسك من الحياه ياقوت غير صفا... سيب نفسك وعيش
ووقفت أمامه تعلق عيناها به.. لترى آلماً في عينيه أراد اخفاءه
- بقى حمزه الزهدي خايف من نفسه والحب لدرجادي
زفر أنفاسه مُشيحاً عيناه بعيداً عنه
- هو حمزه الزهدي ده مش انسان
ضحكت وهي تمسح دmـ.ـو.عها التي سقطت حـ.ـز.ناً عليه
- انسى الماضي وافتكر انه كانت محطه وصلتك للي انت في دلوقتي
وكان كلامه مُقنعاً قضى على شيطانه وظلامه
....................................
استيقظ فرات علي رنين هاتفه الذي اخذ يرن بألحاح...ألتقطه ينظر لرقم شقيقته
- ايوه يافاديه
تجمدت ملامحه وهو يسمع صوت بكائها
- تاني موضوع عزيز والبـ.ـنت ديه.. ما هي شغاله في المزرعه وبعيده عنه
واردف بسخط وهو يسمع شكواها
- اقفلي يافاديه انا مش فايق على الصبح
اتاها صوتها الباكي ورجائها
- اسمها بقى علي لسانه وهو نايم يافرات... نفسي امـ.ـو.تها... خلصني منها
ضاقت أنفاسه بمقت
- أنتي شيفاني قتال قــ,تــله ولا رئيس عصابه.. جوزك ده بقيت قرفان منه.. بدل ما يحافظ عليكم بيجري ورا الحريم
عادت تتوسله الي ان تذكرت سفرته التي بعد أيام
- خدها معاك الكويت تخدmك هناك وبعدين لما تنزل سيبها في بيتك واه كل مـ.ـا.تروح فرع شركتك تخدmك ونبقي خلصنا منها
ألتوت شفتيه ساخطاً فأردفت برجاء وأمل
- ارجوك يافرات ابعدها عن مصر... وجودها في المزرعه مينفعش انا والولاد عزيز بنقضي الصيف فيها... مش عايزه اشوفها هناك خطافه الرجـ.ـاله اللي كانت عايزه تضحك على جوزي
ولم يكن من فرات الا انه يسمعها جيداً مُفكراً تلك المره ومع إلحاح شقيقته التي لا ترى الا زوجها
- اخر مره هحللك مشكله من النوع ده يافاديه... المره الجايه لو عينه زاغت هطلقك منه مفهوم
وقبل ان ينتظر سماع ردها اغلق الهاتف... لينهض من فوق الفراش مُحركاً ساقه المُصابه بجهد
.....................................
فتحت ياقوت عيناها وهي تشعر بالسعاده تغمرها نظرت جانبه لتجد الفراش فارغ وليس بجانبها
ألتقطت مئزرها لتنهض تبحث عنه ولكنها لم تجده
- هو راح فين
دارت بعينيها في ارجاء الشقه بحـ.ـز.ن وخشية ان يكون عاد الي منزله الآخر وتركها وحيده
وقف بسيارته أسفل البنايه ناظراً لباقة الازهار التي جلبها لها معه حتى يعتذر منها
صدح رنين هاتفه قبل أن يترجل من سيارته لينظر الي رقم مريم مُتعحباً من اتصالها
- ايوه يامريم
وجدها تبكي وتخبره ان لديها امتحان اليوم ولم تذاكر تلك الماده جيداً
- ازاي عليكي امتحان ومذكرتيش... المدرسين اللي بيجوا البيت بيعملوا ايه
انتحبت بقوه
- محدش فيكم بقى فاكر حاجه عني.. كلكم نستوني حتى انت يابابا... انت كنت بتذاكرلي قبل كل امتحان انت كمان نستنى خلاص
انبته الصغيره بمهاره فجعلته يلوم حاله على نسيانه لموعد امتحاناتها
تنهد وهو يسمعها
- اجهزي عشان جاي اوصلك
اغلقت معه الهاتف لتصفق لنفسها بسعاده انه سيترك عروسه وسيأتي لاصطحابها لمدرستها وسيكون جانبها كالمعتاد
وأنها مازالت ابـ.ـنته حبيبته وأنها الأفضل وليست عروسه
يتبع بأذن الله
↚
جلست على الفراش بعد أن رتبته..زفرت أنفاسها التي خرجت مُثقله بآلام قلبها.. عدm وجوده جانبها صباحاً أصابها بالخيبه ظنت انها ستستيقظ على قبلاته فتخجل منه وتظل مغمضه العين تدفن وجهها بين احضانه يسألها كيف تشعر ويمسح على وجهها مبتسماً ويخبرها بسعادته
احلام غرق بها القلب كما كان يرى في الحكايات ولكن الحكايه وقفت عند ان دmغها بأسمه قولا وفعلا
تنهدت وهي ترفع يدها نحو عنقها تمسح عليه تتذكر قبلاته الدافئه وحنانه
كانت في تضارب بين فرحتها ليلا وكـ.ـسرتها صباحاً
توسطت الفراش مُتكوره على حالها تنتظر مجيئه ودmـ.ـو.عها تسيل على وجنتيها
.....................................
وقف بسيارته أمام المدرسه ينظر إلى صغيرته بدعم وحنان
- حاولى تركزي ياحببتي ومتتـ.ـو.تريش... بـ.ـنتي شاطره وذكيه انا عارف
ضمت مريم كفوفها ببعضهم تنظر نحوه بسعاده
- متقلقش يابابا.. هحل كويس
ابتسم على سعادتها فهبطت من السياره ليودعها.. فوضعت قبله على كفها ترسلها اليه... ضحك وهو يُطالعها بأبوة حقيقيه.. فمريم لها جزء كبير يحتل قلبه لا يتحمل ان يصيبها شئ
تنهد وهو يتذكر باقه الازهار التي ألتقطتها الصغيره بعيناها عنـ.ـد.ما دلفت سيارته لتحملها بسعاده وتشكره عليها وقد ظنت انها لها كما نسي هو امرها
قاد سيارته نحو تلك التي تنتظره بقلب جريح لتركها من اول يوم.. أراد مهاتفتها ولكنه أدرك ان هاتفها كان بسيارته منذ ليله امس وقد انتهى شحنه
وصل اخيرا للشقه بلهفه كي يراها ليدلف الغرفه فوجدها نائمه وسط الفراش تضم الوساده إليها
تنهد وهو يرى الغرفه المرتبه وملابسها التي ابدلتها فعلم انها استيقظت من قبل ولم تجده جانبها.. اقترب من الفراش يجلس جوارها
- ياقوت انتي صاحيه
كانت تشعر بوجوده ولكن ظلت هكذا تُصارع المشاعر التي داخلها.. اتصرخ وتعاتب ام تصمت وألا تتحدث.. اعتصر قلبها الآلم وهي تجد حالها دوماً الطرف الذي يقبل ما يُقدm له حتى لو كان قليلاً دون تمرد
تخيلت فشل حياتها كما اخبرتها زوجة ابيها والعودة إليها والي تسلطها وسمومها
مال عليها يلثم خدها وقبل ان يعتدل في رقدته ويتركها في غفوتها فتحت عيناها تُطالعه بعتاب
- انت جيت
ابتسم وهو يمسح على وجهها
- صباح الخير
ابتلعت ريقها وهي تُطالع ملامحه
- افتكرتك مشيت وسبتني
اقترب منها اكثر حتى تلامست اجسادهم
- مريم كان عندها امتحان واضطريت اوصلها... اتعودت اني ديما معاها في الأيام اللي زي ديه
تنهد وهو يتأمل ملامحها الحزينه
- أنتي اكيد متفهمه الوضع
انتظر ان تخبره ردها فصمتت وهي ترمقه وقبل ان تتحرك شفتاها وتسأله عن وضعها بحياته كان يميل نحوها ويعبث بيداه بخصلات شعرها
- حشـ.ـتـ.ـيني و
ولم تكن لكلمته الا معنى واحد فغرقت معه في عالم المتعه ولم يكن الا رجلاً بـ.ـارعاً يعرف كيف يجعلها تهوى الغرق بين ذراعيه
......................................
نظرت ندي لزميلتها بتعاطف اخبرتها عن فعله ابن عمها بشقيقتها وتركها قبل زفافهم بشهراً فأصبحت متحطمه منزويه على حالها
-طب واختك هتفضل كده يا رهف... خليها تشوف حياتها تخرج او تشتغل المهم متفضلش حابسه نفسها
تنهدت رهف وهي لا تعرف حلاً لانطواء شقيقتها في عالم واحد وهو الزواج فقط
- مش عارفه ياندي اعمل معاها ايه.. سمر كان علاء كل حياتها وكل أحلامها الجواز والعش اللي هيبنوه سوا.. فجأة سبها وسافر يشوف حياته وشايف انها مش مناسبه ليه
واردفت وهي تزفر أنفاسها
- بقالها ست شهور على كده... وطبعا كلام الاهل والجيران مش بيرحم... اللي يقولك اكيد زعلانه عليه لان حصل بينهم حاجه وخايفة واللي يقولك اكيد عرف عليها حاجه
استمعت إليها ندي بأشفاق وهي تتخيل حالها مكانها.. أدارت الأمر برأسها لتهتف وهي تنظر لها
- شهاب جوزي بيدور علي سكرتيره تكون جاده في شغلها.. ايه رأيك سمر تشتغل عنده وتسلي نفسها ومنه تنسى وتشوف حياتها
تركت رهف كأس الشاي الذي ترتشف منه وحدقت بها دون تصديق
- بجد ياندي.. انا مش عارفه اقولك ايه..انا كنت محرجه اطلب منك المساعده ديه بس حقيقي انتي ونعمه الأخت
عانقتها ندي بمحبه ورغم مده صداقتهم القصيره الا انها اكنت لرهف مشاعر الصداقه الحقيقيه بعيدا عن زمالتهم بالعمل
....................................
استيقظوا بعد عدة ساعات.. كانت تشعر بالجوع الشـ.ـديد.. استيقظت قبله تنظر إلى ملامحه الرجوليه فأبتمست وهي تتمني ان يُحبها.. قررت أن تطبق نصائح عمتها رحمها الله التي اثمرت على زواجها ورغم عدm حب زوج عمتها لعمتها في بدايه زواجهم الا ان عمتها بحكمتها وحسن المعامله واللسان اكتسبت زوجها وصارت بعد ذلك كل شئ بحياته ولم يكن يرى غيرها
عكس والدتها التي انفصلت عن والدها بسبب كثرة شكواها
كانت محاطه بأفكار عده لا تعرف من اين تسير طريقها حتى تنجح حياتها... ارتدت ملابسها بعد ان اخذت حمامها الدافئ واراحت جــــســ ـدها
خرجت تضع المنشفه فوق رأسها تُجفف خصلات شعرها فوجدته ينهض من فوق الفراش مبتسما
- مصحتنيش ليه
تمتمت بخجل وهي تجده على مقربه منها
- انا لسا صاحيه من شويه
ابتسم على ارتباكها من قربه
- اجهزي عشان نخرج نتغدا بره
أجابت وهي تعترض على خروجهم
- انا هحضر لينا اكل مش لازم نخرج.. انا بعرف اطبخ كويس
طالعها بمرح حتى يجعلها تعتاد عليه
- أنتي مش عايزه ترتاحي يا ياقوت.. اي ست مكانك هتفرح
واردف بمزاح
- أنتي زوجه موفره خالص
ارتبكت من نظراته ومرحه الذي لم تعتاد عليه
- انا ممكن اعمل حاجه خفيفه ناكلها ونقعد نتفرج على التلفزيون
قالتها وهي تنتظر موافقته فأبتسم وهو يراها كيف تتحدث وتتحاشا النظر إليه
- خلاص اعملي اللي تحبيه وانا معاكي
واقترب منها يرفع وجهها نحوه
- بصيلي وانتي بتتكلمي يا ياقوت.. انا مش باكل بشر
وضحك وهو يجدها تهمس بخجل
- مش عارفه ابص في عينك
ثبت وجهها نحوه يسألها
- بصيلي واتكلمي... يلا
جاهدت حالها وهي تهرب من النظر إليه
- هقول ايه
تمتم وهو يشبع عيناه من برأتها وخجلها الجميل
- قولي اي حاجه..انا مستني اه
خفق قلبها من اثر قربه ومُحاصرته لها.. لم تستطع فعل كلتا الأمرين.. فدفعته عنها ثم فرت من أمامه
- هروح احضر لينا الغدا
غادرت الغرفه ليلتف بجــــســ ـده ضاحكاً على فعلتها
.................................
اختلس مراد النظر نحو هناء الجالسه جانبه بالسياره تلعب بهاتفها بحماس دون أن تعيره اي اهتمام.. فتح حوارات عده معها في طريق عودتهم للاسكندريه الا انها كانت تجيب على سؤاله فقط دون اضافه.. شعر بالمقت من ردودها الجافه وكأن الأدوار قد قُلبت..
قاد سيارته بشرود وهو يتذكر الرسائل التي بعثتها له شقيقته ولم تكن الرسائل الا عن زوجته
لم يعلم لما ابتسم وهو يتذكر رقصها رغم أنها ليست بـ.ـارعه ورقصها لم يكن الا ناتج عن فرحتها بزواج صديقتها ومع ذلك كانت فاتنه وجميله... شرد في ضحكتها ومرحها الذي اطفئه هو
اختلس النظرات إليها مُجدداً ولا يعلم لما أصبحت تشغل حيز تفكيره بكثره
تمتم وهو يقف بسيارته جانب الطريق
- هناء
هتفت دون أن تلتف اليه
- نعم
تنهد وهو يرى حماسها باللعبه التي تلعبها على هاتفها
- تحبي اجيبلك ايه... زمانك جعتي
نظرت الي المطعم الصغير الذي يقع على الطرف الآخر من الطريق ويُعد فيه اطعمه سريعه المأكل
- اي حاجه يامراد وهتلي بيبسي معاك وياريت اي نوع شيكولاته من السوبر ماركت اللي جانب المطعم
زفر أنفاسه بضيق من معاملتها.. فحتى لم تكلف حالها وتُخاطبه وهي تنظر اليه
ترجل من سيارته وابتعد... لتترك الهاتف من يدها ونظرت اليه بأعين دامعه فلم تكن تحلم الا بحياه تحياها بجواره سعيده لو أخبرته عن أحلامها معه لخجل من حاله عما فعله بها دون رحمه
- عشان تعرف ازاي الجفا بيقــ,تــل ياابن عمي.. ياريت تدوق من نفس الكاس اللي دوقتهوني
.................................
تناول كأس الشاي من يدها وهو يُطالع احد الأفلام القديمه
- تسلم ايدك
ابتسمت بتـ.ـو.تر وهي تجلس على طرف الاريكه فرمقها بصمت دون تعليق
بدأت ترتشف من كأس الشاي خاصتها وتتابع الفيلم بأنـ.ـد.ماج وهي ترى نهاية قصة البطلين المؤلمه فلقد أحبت رجلا متزوجاً كان سوء حظها ان تهوى من ليس لها
دmعت عيناها وهي تهتف
- ياريتها ما كانت حبيته وشافته... الحب ليه مؤلم كده
ابتسم وهو يراها كيف تنظر للتلفاز بملامح حزينه وكأنها لما ترى ذلك الفيلم من قبل مرات عده
اقترب منها ضاحكاً وقد كانت فرصه له
- ده فيلم يا ياقوت... انتي متأثره اوي كده ليه
عبست بشفتيها معترضه
- بس الحكايات ديه بتحصل في الحقيقه.. وصعب انك تاخد حاجه مش بتاعتك ومتحسش بغيرك بس القلب ده غـ.ـبـ.ـي بيحب الحاجه اللي مش ليه
صمت وهو يتذكر حاله في الحب كان أكبر احمق دmره الحب.. طالعها للحظات لتسأله دون مقدmـ.ـا.ت وقد فاجئه سؤالها الذي فاجئها هي الأخرى
- انت كنت بتحب مراتك
لمعت عيناه بتقدير لذكرى سوسن فركز انظاره نحو التلفاز
- كنت بحترمها وبقدرها... ساعات الاحترام والتقدير بيكونوا احسن من الحب يا ياقوت
صمت كل منهما ولكنها شعرت برغبه في سؤاله مره اخرى
- بس ليه ميبقاش في حب واحترام وتقدير... ليه ميبقاش كل دول مع بعض
رمقها بخفه بعدmا ألتف نحوها وهتف ضاحكاً بداعبه
- أنتي طماعه اوي يا ياقوت
وقبل ان يكتمل حديثهم صدح رنين هاتفه... لينظر لرقم معلمه مريم مُتعجباً من مهاتفته شخصياً
نهض يستمع للمعلمه ولم تكن الا ريما التي أخبرته عن سوء مريم فجأه في الماده وكأن شرحها ضاع هباءً وامتحانها الذي سيكون بعد غد
استمعت ياقوت للمكالمه بأنصات وبعدmا أنهى مُكالمته مع ريما التي ابتسمت عنـ.ـد.ما اخبرها انه سيأتي للمنزل كي يري لماذا ساء مستواها فجأه دون مقدmـ.ـا.ت
اسعد الأمر ريما وظنت انه مدام سيترك عروسه فهو تزوجها كما سمعت من الصغيره انه زواج لا اكثر وانه لا يحبها وأنها هي من احتالت على والدها
نظرت ريما لمريم ورغم انها لم تكن سيئه اليوم لكنها كانت شارده الا ان ريما وجدتها حجه كي تراه وتخبر قلبها انه لم يحب تلك التي تزوجها وسيطـ.ـلقها بالتأكيد بعد أن يمل منها
لمعت عين مريم بسعاده فالأمر اتي عن طريق معلمتها فشهاب وشريف حذروها ان تهاتفه ثانيه بعد فعلتها صباحاً
تعلقت نظرات حمزه ب ياقوت التي طالعته تسأله
- في حاجه حصلت... مريم مالها
سألت بقلق حقيقي فتنهد وهو يمسح على وجهه
- اخترت وقت مش مناسب لجوازنا للأسف... امتحاناتها الايام ديه.. البـ.ـنت مستواها نزل فجأه
حركت رأسها وقد فهمت ما أراد أخبـ.ـارها به أستدارت بجــــســ ـدها واتجهت نحو غرفتهم
- فهمت
شعر بتأنيب الضمير اتجاهها.. عدل عن قراره فرفع هاتفه يُهاتف شريف يُخبره ان يهتم بمريم وانه سيأتي غدا إليهم
.......................................
اقترب شريف من زوجته التي تجلس بجانب ندي ويتحدثون عنـ.ـد.ما شعرت بقربه نهضت تتعلق به
- شريف
طالعتهم ندي وضحكت
- من ساعه ما اتجوزت بقيت تخلص شغلك وترجع على البيت علطول... بقيت مستقيم ياحضرت الظابط
ضم شريف مها اليه يخبئها بين ذراعيه
- شكلك غيرانه... فين شهاب
تنهدت بأستياء من عبـ.ـارة ابن شقيقتها
- انا اغير.. شهاب ياسيدي عنده عشاء عمل
واقتربت من مها تهمس في اذنها
- بيضحكوا علينا في الأول ويقعدوا معانا وبعدين يقولولك مشغولين
احتدت نظرات شريف نحوها.. لتفر ندي من أمامه
- هروح اشوف مريم وميس ريما بدل ما حضرت الظابط ياكلني
كانت مها تضحك وهي تسمع مناقرتهم اليوميه.. مسح على وجهها بحنان هامساً لها
- حشـ.ـتـ.ـيني و
رفرف قلبها بسعاده فقادها برفق نحو غرفتهما ومازال يُعلمها خطوات المنزل
صعدوا لغرفتهم ليبدل ملابسه وهي تسأله عن تفاصيل يومه وهو يُجيب عليها.. تحركت يداها نحو ألــم عنقها فسألها
- مالك يامها في حاجه بتو.جـ.ـعك
زمت شفتيها وهي تُدلك رقبتها
- شكلي نمت غلط علي رقبتي
اقترب منها ينظر لمكان الآلم... ورفع كفه ليدلك عنقها ببطئ فأرتجف جــــســ ـدها وخشت ان تبعده عنها فيغـــضــــب فقد اصبحت تلك النقطه هي مشكلتهم... وكلما سألها عن السبب تخاف ان تجيبه فسالم قد اصاب لديها عقده وخــــوف
أسقط منامتها العلويه عنها وقبل ان ينجرف نحو ما يُريد انتفضت باكيه
- انا خايفه ياشريف
صاحت بعبـ.ـارتها للمره الثالثه فأبتعد عنها يُطالعها كان سيغـــضــــب عليها ولكنه تمالك نفسه متذكراً كلام الطبيبه عن حاله زوجته
- اهدي يامها
تعلقت به وجــــســ ـدها يرتجف وخيالها يقودها الي تـ.ـحـ.ـر.ش سالم بها وافعاله الدنيئه
- انا موفقه تعمل اللي انت عايزه فيا.. بس استنى انام
اتسعت حدقتيه بصدmه وهو لا يُصدق ما أخبرته به
......................................
وقفت صفا بخــــوف أمام عنتر.. كانت تخشاه فلم ترى منه الا سوء المعامله والعمل الشاق.. مسحت وجهها بأرهاق فللتو أنهت عملها في اطعام المواشي
- ما تقفي عدل ياختي
ارتبكت صفا وثبتت اقدامها وهي لا تقوي علي الوقوف
- يا استاذ عنتر قولي عايز ايه.. لسا ورايا شغل كمان
احتدت نظرات عنتر نحوها بمقت
- بقى ليكي صوت.. طب اعملي حسابك هتنضفي الاسطبل كمان النهارده نضافت امبـ.ـارح معجبتنيش
شهقت صفا وهي تآن آلماً
- الله يخليك بلاش النهارده... انا بشتغل طول اليوم
رمقها عنتر بسخط فهو يكرهها ويكره كل من يتاجر بالمـ.ـخـ.ـد.رات فلم يمت شقيقه الا بجرعة أنهت حياته.. لو لم يكن يعلم بسبب سـ.ـجـ.ـنها لكان عاملها كما يُعامل الآخرين
- ايه رأيك هتشتغلي طول الليل كمان ومافيش راحه وكلمه تانيه خدي شنطه هدومك وسيبي المزرعه
ودفعها من أمامه لتسقط على الأرض باكيه... نظر لها وهي ساقطه ارضاً دون رحمه... فلمح سيارة فرات تدلف المزرعه
فركض نحوه مُتعجباً منه قدومه اليوم للمزرعه
- ده البيه
اما هي تعلقت عيناها بضعف بسيارة فرات مُقرره انها ستغادر المزرعه فلم تعد تتحمل مشقة العمل والإهانة
......................................
نظرت سماح لرقم سهيل الذي يدق عليها منذ ليله امس بألحاح
مضغت الطعام بتمهل وارتشفت بعض الماء لتبتلع الطعام
صدح صوت الهاتف ثانيه لتُجيب عليه ببرود
- نعم
زفر سهيل أنفاسه بمقت
- لما لم تُجيبي امس علي هاتفك
تمتمت وهي تلوك الطعام بفمها
- مكنش ليا مزاج ارد
قطب سهيل حاجبيه بضيق وهو يغلق حقيبته الرياضيه بعد أن أنهى تدريبه
- غدا تأتي ل لندن.. سأنتظرك
عبثت بخصلات شعرها بلامبالاه لاوامره
- مش هاجي.. لو عايز تيجي تاخدني تعالا بنفسك
واغلقت الخط بوجهه دون أن تنتظر سماع رده.. ولم تكتفي بأنهاء المكالمه فقط انما اغلقت الهاتف نهائياً وابتسمت بنصر وهي تتخيل النيران التي تخرج من مقلتيه
.....................................
وجدتها صفا فرصه عنـ.ـد.ما قادها عنتر لمكتب سيده... وقفت في منتصف الغرفه تنتظر ان يلتف بجــــســ ـده وتسمع ما يُريد اخبـ.ـارها به
طالت وقفتها فأمر عنتر بجمود
- روح شوف شغلك ياعنتر
انصرف عنتر على الفور.. ليلتف نحوها متسائلا بغموض
- عجبك شغلك في المزرعه
فركت يداها بتـ.ـو.تر وتمتمت دون أن ترفع عيناها نحوه
- اسمحلي امشي من هنا... ارض الله واسعه وهدور علي شغل في اي مكان تاني
ضاقت نظراته نحوها.. ورمقها بأستخفاف وقد فسر رغبتها بالرحيل انها ستعود لزوج شقيقته فأمثالها لا شرف ومبادئ لديهم
- وتفتكري اللي يدخل ممتلكات فرات النويري يخرج منها برغبته... خروجك من هنا برغبتي انا
صرخ بها.. فأرهبها
- لو خرجتي من هنا... تليفون مني للبوليس أبلغه بسرقه حصلت في المزرعه
تجمدت عين صفا عليه تخشي تهديده
- بس انا مسرقتش حاجه... انا كل اللي عايزاه امشي من هنا
تجلجلت ضحكاته وحدق بها
- هو الدخول زي الخروج
واردف وهو يُطالعها بنظرات تشع احتقاراً
- أنتي دخلتي سـ.ـجـ.ـني انا المرادي
......................................
اتسعت عين ناديه ذهولاً وهي تجد شقيقها بغرفه مكتبه بالفيلا ويذاكر لمريم دروسها... نسي شريف امرها امس ولم يأتي هو كما وعدها لتظل طيله الليل تبكي حتى احمرت عيناها... امتنعت عن الطعام ومذاكرتها اليوم.. ولم تجد ندي حلا الا اخبـ.ـاره
- مش معقول انت هنا ياحمزه
رفع حمزه عيناه نحو شقيقته... بينما اشاحت مريم عيناها عن ناديه فقد أصبحت تلومها هي بالأساس على زواجه لم تهتم ناديه بنظرات الصغيره وكادت ان تتحدث وتُعاتبه على ترك زوجته فنظر اليها حتى تصمت ولا تفتح حديثاً أمام مريم
امتقع وجهها وخرجت من الغرفه حانقه... قابلتها ندي بترحيب فسألتها بضيق
- مش قولنا نسيبه الايام ديه مع مـ.ـر.اته وتهتموا انتوا ب مريم ياندي
تقبلت ندي الحديث من أجل وعدها لشهاب ولكن داخلها كانت حانقه
- نعمل ايه ده وقت امتحاناتها وهي متعوده ان هو اللي يذاكرلها قبل الامتحان...محدش بيقدر على مريم غير حمزه
واردفت عنـ.ـد.ما شعرت بغـــضــــب ناديه نحوها
- هخلي الخدm يحضروا لينا العشا... اكيد هتتعشي معانا
وانصرفت من أمامها دون سماع ردها... لتنظر ناديه في اثرها
ولمعت عيناها فأخرجت هاتفها من حقيبتها تبحث عن رقم ياقوت
ابتسمت وهي تسمع صوتها
- ياقوت حببتي حمزه بيقولك تعالي الفيلا... هبعتلك السواق
فهتفت ياقوت وهي تخشي القدوم
- بس انا...
لم تمهلها ناديه الاعتراض فأكملت قبل أن تغلق الخط معها
- اجهزي لحد ما السواق يجيلك
اغمضت ياقوت عيناها بقله حيله.... يومان عاشتهم بمشاعر مختلطه سعاده وآلم ولا تعلم اي منهم سيغلب الآخر
تجهزت ووجدت السياره والسائق ينتظرها بالأسفل وكما حفظته ناديه ان حمزة من بعثه
دلفت للسياره وبعد عشرون دقيقه كانت السياره تدلف الفيلا
وقلبها يدق بتـ.ـو.تر
ابتسمت ناديه وهي تتابع خروجها من السياره من الشرفه
كانت مائده العشاء قد عُدت وخرج حمزه من غرفه مكتبه هو ومريم وباقي أفراد الاسره يجلسون ينتظرونهم حتى يتناولوا العشاء معاً
فتحت الخادmه الباب لتبتسم ناديه وهي تجد ياقوت تدلف بتـ.ـو.تر تضم حقيبتها الصغيره إليها
يتبع بأذن الله
↚
عيناه دارت بين شقيقته التي وقفت تُطالعه بنظرات ماكره وتلك التي وقفت مطرقة الرأس تُداري خجلها عن أعينهم... لحظه كان الصمت يخيم عليهم جميعاً.. شهاب امسك كف ندي يضغط عليه وكأنه يُحذرها من اي فعله غير لطيفه اما شريف كان يخشي من رد فعلت شقيقته التي وقفت جـ.ـا.مده الملامح
رفعت ياقوت عيناها نحو من تنتظر سماع صوته فيطمئنها.. شعر بها فأقترب منها يمسك يدها ناظراً لهم وبنبرة مرحه لطيفه حتي يكـ.ـسر حاجز الصمت بينهم هتف
- ايه يا ندى عامله حسابنا في العشا ولا نروح
تـ.ـو.ترت ندي ونظرت لياقوت بترحيب من أجله ومن اجل زوجها
- اه طبعا ياحمزه..مكانك ديما محفوظ وسطينا
قالتها بصدق وعنـ.ـد.ما وجدت نظرات شهاب الجـ.ـا.مده نحوها وكأنه ينتظر منها ان تُكمل عبـ.ـارتها وترحب بياقوت أيضا ففهمت نظراته وأكملت على الفور
- شرفتينا يا ياقوت
واقتربت منها تُصافحها
وقفت الصغيره بعيداً تتابع الموقف بعينيها.. نظر لها شريف وأقترب منها يضمها اليه بحب هامساً لها
- حببتي اللي بيحب حد بيحب الناس اللي ليه.. عملي ياقوت كويس عشان خاطره
دفنت مريم رأسها بحـ.ـضـ.ـنه.. كل ما كان يدور بعقلها الصغير انها ستسرقه منها.. ستأخذه لها وحده وستفقد حبه واهتمامه.. كما اخبرتها إحدى صديقاتها بالمدرسه ان والدها هجرهم منذ أن تزوج بأخرى ولم يعدوا يروا والدهم الا كل فترات بعيده..
كانت مها تقف تسمع الحوارات الدائره مبتسمه تتمنى ان تتحدث معهم ولكنها تخشي ان لا يهتم أحداً بها.. فظلت صامته
- كنت اتمنى افضل معاكم.. لكن ورايا مشوار مهم
هتفت ناديه عبـ.ـارتها بأبتسامه واسعه واتجهت نحو حمزه تُعانقه هامسه
- حاول تقرب مريم من ياقوت عشان متتعبش
هتفت بعبـ.ـارتها وأكملت عناقها بالآخرين ثم انصرفت فهتف شهاب وهو يسير معها للخارج نحو سيارتها
- بت عـ.ـر.في تلعبي صح ياناديه.. اختنا الكبيره بس مكاره
ضحكت بدلال وألتقطت ذراعه تقرصه بخفه فتآوه
- اه دراعي ياجبـ.ـاره... انا مش عارف فؤاد بيحبك على ايه
صعدت سيارتها تضحك ناطرة اليه
- ملكش دعوه بجوزي.. روح لمراتك اجري
وانطلقت بسيارتها ليضحك على أفعال شقيقته متذكراً عنـ.ـد.ما كانت في بدايه شبابها وكان هو صغيراً لم تكن الا فتاه خجوله لا تتحدث الا قليلا
عاد أدراجه نحو الداخل ليجدهم جالسين يشرعون في تناولون الطعام
...............................
سلطت ياقوت نظراتها نحو شريف ومها بعدmا تمالكت غصتها من الموقف المحرج الذي حدث عنـ.ـد.ما منعتها الصغيره من الجلوس فوق مقعد والدتها لم يكن حمزه موجود بينهم تلك اللحظه فقد كان يتحدث في هاتفه لكن شريف وقد قدرة موقفه جعل مريم تعتذر منها.. لم تجلس على المقعد احتراما لمشاعرهم وتمنت لو الصغيره كانت طلبت ذلك منها برفق موضحه لها الأمر ولكنها ترى عدائيتها رغم أنها تتمنى من كل قلبها ان تحبها
رمقت ندي ملامح ياقوت وقد أثارت فعلتها اللطيفه مع ابنة شقيقتها وصمتها عند قدوم حمزه..بدأت تُدرك ان عدائيتها لم تكن الا خــــوف وقد بدء خــــوفها منها ومن هدm حياتهم العائليه يزول
تابع حمزه نظراته نحو شريف ومها... شريف الذي كان يجلس دون خجل يطعم زوجته برفق ويُمازحها
ابتسمت وهي تستمع مزاح شريف مع زوجته
- هتاكلي صباعي يامها
تخضبت وجنتي مها ووكظته بصدره برفق.. فضحك شهاب عليهم
- عصافير كنــــاريه ياناس
وجذب ندي نحوه متمتماً
- تعالي اما اكلك ياحببتي هي جات عليكي
ضحك الجميع ومريم التي كانت تجلس على يسار حمزه رمقت ياقوت بضيق وهي ترى ابتسامتها وضحكتها معهم.. فمضغت طعامها بحنق
كانت عيناها تُطالع مايحدث وهي لا تحلم ان يفعل ذلك معها
ولكن يده التي قبضت على يدها أسفل المائده ونظراته نحوها جعلته تشعر انه يشعر بها ويُقدر ما تُحرم منه أمامهم
من نظراتها تأكد انه ظلمها معه.. ياقوت حياتها واحلامها الحالمه الهادئه لا تشبه حياته المعقده.. اطرق عيناه نحو طبقه بعد أن يدها من قبضه كفه وهو يلوم نفسه انه ادخلها حياته التي تجعله ماهو الا كبير العائله وانه من يجب أن يجمعهم دون أن يفكر بسعادته مدام هم سعداء فسعادته تأتي بعدهم
مكانه وضعته بها الحياه ولم يكرها يوماً ولكن الدور أصبح ثقيلاً عليه هذه الأيام ولا يعلم السبب ولكن قلبه كان خير من يخبره
فقد ملّ من ذلك الدور ويُريد ان يحيا لو قليلاً
اول من أنهت طعامها كانت مها التي تمتمت بحنان لزوجها الذي يفرط في تدليله امام الجميع
- خلاص ياشريف انا شبعت.. كل أنت
ونهضت برفق فنهض شريف هو الاخر وكاد ان يهتف بأسم الخادmه حتى تصطحبها لدوره المياه كي تغسل يداها
- الحمدلله... ممكن تقوليلي فين الحمام يا استاذ شريف وانا هاخد مها
الكل تعجب منها فطالعتهم بخجل فهى لم تكن الا ان تُريد ان تزيل الحواجز بينهم وتخبرهم انها تطمح ان تكون جزء من عائلتهم بالمحبه لا بشئ اخر
تعلقت عين حمزه بشريف ليبتسم إليها شريف بلطف كما ابتسمت مها
- اكيد مدام ياقوت
وأشار إليها نحو الطريق المؤدي لدوره المياه... فتناولت يد مها التي تمتمت بهمس
- انا كنت عايزه اتعرف عليكي.. انتي شكلك لطيفه
طرب قلب ياقوت وهي تشعر بود مها وطيبتها
- علي فكره انتي جميله.. ماشاءالله الله
خجلت مها من مديحها ومع بضعه خطوات ودقائق بدأت صداقه ودوده بينهم بعدmا اطمئنت مها لياقوت
مما جعل شريف يتعجب من سرعه تقاربهم
...................................
دلفت سماح لاحد المطاعم الفخمه وهي تعلم أن عشوة اليوم ستُكلفها كثيرا ولكن قررت أن تُدلل نفسها بمكافأة الجريده التي حصلت عليها بسبب السبق الصحفي الخاص بذلك الذي صار زوجها
تذكرته بمقت فكلما تذكرت اللعبه التي ادخلها بها كرهته اكثر وتمنت لو تقبض علي رقبته لتشفي غليلها وتبرد نيرانها
ازاحت المقعد بعد أن قادها احد عمال المطعم نحو طاوله فارغه.. لتسقط عيناها نحو اخر رجلاً تمنت رؤيته اليوم ولم يكن الا ماهر الذي انتبه على وجودها لحظه رؤيتها له
كان يُداعب ابنه ويمسك كف زوجته الجميله ابنه العائله الراقيه
ضعفت رغماً عنها وهي تتذكر انها أحبت جباناً مثله يوماً.. تذكرت جنينها الذي اجهضته من حـ.ـز.نها علي ما فعلوه بها هو ووالده.. والده بجبورته وهو بضعفه
عنـ.ـد.ما شعرت بحرقه عيناها... وعدm تحملها خرجت من المطعم بخطوات اشبه بالركض لتنحني بجزعها العلوي وتلقتقط أنفاسها بصعوبه والماضي يعود لمخيلتها من جديد فيحي آلماً امـ.ـا.ت قلبها
صرخت بصوت مكتوم لتسمع صوته خلفها
- سماح
اغمضت عيناها بقوه تتمالك دmـ.ـو.عها لكنها لم تستطع.. اقترب منها ليقف أمامها
- كان لازم ارجعلها.. مستقبلي كان هيضيع.. سامحيني
ألتقطت أنفاسها ببطئ وهي ترفع عيناها نحوه.. اعتدلت في وقفتها وهي تتمنى ان يعود الماضي من جديد لتدير له ظهرها ولا تقع في حبه وتسلمه نفسها
اقترب منها خطوه لتبصق بوجهه وقد شعرت بثقل أنفاسها
- للاسف الزمن مبيرجعش.. لو كان بيرجع مكنتش وقعت في حب واحد جبان زيك وسلمته نفسي
مسح وجهه بآلم واطرق عيناه ارضاً
- صحيح قصه حبك انتي وسهيل نايف
لم تعلم اتبكي على خيبتها الأخرى ام تضحك وتحكي للعالم تعاستها
- يهمك في ايه
رفع عيناه نحوها يسألها برجاء
- حبتي ياسماح
ولكي تؤلمه مثلما آلمها قديماً
- اه حبيته
وانصرفت دون أن تنظر اليه مُجدداً تُداري خيبتها... ليقف يتأملها ورغم انه حبه الا انه كان جباناً نذلاً لا يقوي على تحمل ترك رفهيته في سبيل الحب ولا يعرف ماهي التضحيه.. الحب معه متعه جــــســ ـد وكلام معسول
سمع طرقات حذاء زوجته التي وقفت خلفه ترمقه بآلم
- سنين ولسا بتحبها.. بس تعرف هي الكسبانه ياماهر
.......................................
دلف للمطبخ يُطالعها وهي تجلى الأطباق قبل أن تذهب للفراش
شعر بالامتنان لها بعد تلك العزيمه ورغم انها أتت من عملها مرهقه الا انها أحسنت ضيافه صديقه
- شكرا ياندي
ألتفت نحوه تنظر اليه وهي تُجفف الطبق الذي في يدها
- المهم يكون الاكل عجب صاحبك
ابتسم وهو يتذكر مدح صديقه الذي جاء مصر في رحله قصيره وقصد النزول بالاسكندرية لرؤيته
- عجبه جدا وبيقولك وخصوصا الملوخيه
أصبح حديثه معها ودود ولكنها لم تعد تشعر الا بجـ.ـر.حها.. صمتت عنـ.ـد.ما تذكرت انها كانت تتمنى كلمه لطيفه واحده منه ولكنه كان يبخل بها عنها ويفر من المنزل كي لا يجلس معها
أنهت جلي الأطباق ومسح يداها تنفض من رأسها ما يـ.ـؤ.لم قلبها
- تصبح على خير
ومرت من أمامه ليمسك ذراعها برفق مُقترحاً عليها
- ايه رأيك نتعشا بكره بره.
طالعته وهو يمسك يدها ففهم نظرتها فأزاح يده عنها
- هناء خلينا ولاد عم وأصحاب.. يمكن خسرنا بعض أزواج بس ايه رأيك السنه ديه نكون ولاد عم بجد
لم تحلم يوماً ان تكون ابنه عم فقط إنما ارادته حبيباً وزوجاً وصديقاً ابتسمت حتى تُداري الآلم الذي لم تخفيه عيناها
- مافيش مشكله يامراد
وانصرفت من أمامه لا تشعر الا بقبضه تعتصر قلبها وعقلها يؤنبها مازالتي تحبيه مازالتي تركضي وراء حلمك
......................................
ضمها شريف اليه وهو يُطالع حماسها وسعادتها عن لطافة ياقوت وأنها أصبحت فرد في عائله جميله مثلهم.. ابتسم على حماسها ودغدغها مازحاً
فضحك مها وهي تتلوي اسفله وتدفعه عنها
- كفايه ياشريف.. مش قادره خلاص
ضحك وهو يرفع كفيه نحو وجنتاها
- بتحلو كل يوم ينفع كده
تخضبت وجنتاها بخجل تسأله
- انا فعلا جميله ولا بتقولولي كده عشان متحسسونيش اني ناقصه عنكم
اغمض عيناه بقوه.. فتقارير حالتها بعثها لأكبر مشافي لندن منذ اسبوع وينتظر جوابهم... ولكنه أراد ان يهيئها نفسيا للأمر واردفت بحنين لطفولتها وفتره ابصارها
- انا فاكره صوره بصيته لملامحي وانا طفله كنت بضافير طويله
تأملها بحنو ولثم خدها وكفه يداعب خدها الآخر
- قريب ياحببتي هتشوفي نفسك وت عـ.ـر.في ملامحك
عبست ملامحها وهي تفهم مقصده
- بس انا مش عايزه... قالولي اني هفضل عاميه.. مش عايزه احط امل ويمـ.ـو.ت جوايا من تاني
بكت بحرقه وهي تتذكر تجربتها من قبل
- بابا مـ.ـا.ت بسببي انا اللي خليته يخرج بيا اليوم ده
دفنت وجهها بين اضلعه وكأنها تطلب منه الامان
ضمها بقوه إليه وهو يتمنى ان يزيل آلامها ان يراها مبصره ان تحبه بعينيها كما احبته بقلبها
انصدm وهو يراها تُحاول تقبله وكأنها تسمح له اليوم ان تكون منه.. كانت خائفه ولكن اليوم شقيقتها عنـ.ـد.ما أتت لزيارتها صباحاً اخبرتها ان الرجـ.ـال تمل وسيتركها حينما لا يجد بها متعته
ابتعد عنها وسط مشاعرهم الهائجة يسألها
- مها انتي متأكده انك عايزه كده
ابتاعت ريقها بخــــوف وعنـ.ـد.ما شعر بتردده.. اغمض عيناه حتى تهدء أنفاسه ويصارع رغبته التي اشعلتها
- ايه رأيك نروح عند دكتوره تتكلمي معاها وتسمعك
أعتدلت بتخبط واغلقت ازرار منامتها تبحث عن معنى لعرضه
- هو انت زهقت مني... انا مش تعبانه ياشريف
ابتسم وهو يجدها عبست بملامحها
- ياحببتي انتي محتاجه تتكلمي وتحكي عن اللي جواكي وده هيساعدنا في العمليه وفي علاقتنا
.....................................
عبثت ندي بلحية زوجها فنفر من مشاكستها بضيق
- ندي عايز انام
ضحكت على حنقه فأعادت فعلتها ليفتح عيناه بأمتعاض
- عايزه ايه
زمرت شفتيها بعبوس مصطنع تدفعه على صدره بغل
- احنا مش اتفقنا هنسهر سوا النهارده
ضاقت عيناه ولكن سريعا اتسعوا بذهول
- ايه اللي لبساه ده
ابتسمت وهي تنهض من فوق الفراش حتى تريه ما تلبسه
حدق بما ترتديه من زي تنكري يشبه الشرطه
تمتع بالنظر قليلا فأبتسمت عنـ.ـد.ما رأت أعجبه.. شعرت بالسعاده من نظراته كما اخبرتها البائعه التي يتعامل معها زميلاتها بالمدرسه فأرادت التجربه مثلهم
- وهتنضمي للداخلية امتى
انكمشت ملامحها لترفع طرفي شفتيها مستنكره حديثه
- هو ده ردك على اللي انا عملاه ليك
رمقها ببطئ عائداً ليتفحص هيئتها
- فين الجمال في..وايه اللي في ايدك ده كـ.ـلـ.ـبشات
هتف عبـ.ـارته الاخيره ساخراً وتوالت سخريته الي ان جعلها تلقي بالقبعه التي فوق رأسها وتلتقط إحدى منامتها وتسرع نحو المرحاض
تنهد وهو يسمع صفعتها القويه للباب وهمهمـ.ـا.تها.. فعاد لنومه يدفن رأسه أسفل الوساده
خرجت من المرحاض تنظر اليه وهو نائم فأزداد غـــضــــبها
- انا اللي استاهل
اغلقت انوار الغرفه وتسطحت جانبه وهي تسبه وتشتم حالها على فعلها لكل ما يفتنه بها ويُعجبه ولا تعلم انه قد وجد فيها الجزء الذي كان يبحث عنه
شعر بلملمتها فوق الفراش فعلم انها لم تنام.. حاوطها بذراعه
وهو بين اليقظه والغفله
- انا بيعجبني ندي مراتي الحنينه اللي لما بتعمل حاجه بتعملها عشان خاطري وبتكبرني
خفق قلبها وانفاسه تسري فوق عنقها
- شكرا انك قدرتي ياقوت النهارده واحترمتي وجودها وسطنا
أدارت جــــســ ـدها نحوه لتصبح جبهتها فوق جبهته ولا يفصلهم سوا أنفاسهم
- ت عـ.ـر.في ياندي من أسباب غـــضــــبي قبل جوازنا ونفوري منك.. ان ديما علاقتنا كانت معروفه لحمزه وسوسن.. ويجوا يحاسبوني
قالها وهو مغمض العين يُخبرها بأسراره وهو ذاهب لعالم أحلامه
وكادت ان تغمض عيناها هي الأخرى
- بحبك
وغفا بعدها ليتركها تنظر اليه.. بعد أن قالها لها صراحه الليله
.......................................
نظر لها وهي غافيه جانبه تضم الغطاء على جــــســ ـدها.. تأمل سكونها وملامحها فأتكئ على راحه كفه يُطالعها دون قيود
ابتسم عنـ.ـد.ما أصبحت ملتصقه به للغايه تُحاوطه بذراعيها
فمسح على وجهها ونهض من جانبها يشعر بالتعب بكل ما يُحيطه
استيقظت بعد وقت تبحث عنه بعينيها .. نهضت من فوق الفراش ترتدي حذائها المنزلي.. وخرجت من الغرفه تبحث عنه لتجده غافي على الاريكه فأقتربت منه تهتف اسمه بخفوت وتـ.ـو.تر
- حمزه
استمع لهتافها وتظاهر بالنوم.. فجثت على ركبتيها بجانب الاريكه تتأمل ملامحه وتبتسم.. رفعت يدها كي تمسح على وجهه براحه كفها.. زال خــــوفها واستمتعت بلمس ملامحه بخفه كما استمعت هو
انصدmت مما تفعله وكأن شئ كان يقودها دون شعور.. فرفعت كفها عنه تؤنب نفسها
- ايه اللي انا بعمله ده.. غـ.ـبـ.ـيه يا ياقوت
وكادت ان تفر من أمامه بعدmا نهضت من رقدتها ولكن يده كانت اسرع فقبض على ذراعها
- رايحه فين
شحب وجهها وهي تُدرك انه كان مستيقظ أثناء فعلتها ابتلعت لعابها بخجل
- انا كنت جايه اصحيك تنام جوه
وقبل ان تنفض ذراعها من قبضته وتفر.. آسرها اسفله ولم تعلم كيف أصبحت في تلك الوضعيه... مشاعر كانت تقوده إليها بعطش وكأن مراهقته وشبابه الذي قارب على الانتهاء عادوا اليه معها
.......................................
أنتهت أوراق سفرها بسهوله فمكانه فرات القديمه والحاليه أنهت كل شئ دون اطاله وهاهي معه في دوله اخري يصطحبها معه كخادmه.. تآلمت من المسمى ولكن ماذا ستحصل الا عن ذلك والقانون والناس يروها قـ.ـا.تله للشباب بالسموم التي كانت تتاجر فيها.. اخذت بذنب ليس لها ودفعت سنوات من عمرها في السـ.ـجـ.ـن ومازالت تدفع الضريبه
وصلت السياره بهم لفيلا صغيره بحديقه ليفتح احد الرجـ.ـال باب السياره لفرات مرحباً به
فنظر اليها الرجل بغرابه فلا هيئتها تشبه السكرتيره الحسناء ولا لشخص مهم يقربه
كانت ترتدي فستان بسيط وحجابها الذي قررت ان ترتديه ورغم ان البدايه كانت إجبـ.ـار الا انها شعرت انها بحاجه ان تقترب من الله وتتوب بعد أن خذلها البشر وقذفوا بها تحت أقدامهم
تحركت خلف فرات تحمل حقيبة ملابسها الصغيره بعدmا اخذتها من السائق الذي حمل حقائب فرات
تأملت المكان فوجدت ان هنا أفضل إليها حتى لو سبب قدومها كان اجبـ.ـاراً
تحدث فرات مع الرجل الذي استقبله قليلا اما هي وقفت بعيدا منزويه على نفسها تنتظر ان يدلها عن مكان غرفتها
انتظرت لدقائق الي ان انتهى حديث فرات مع الرجل ورحل
وجدته يصعد الدرج دون أن يدلها على غرفتها فأقتربت بلهفه منه تسأله
- فرات بيه
وقف في مكانه ثم ألتف نحوها بجمود ينتظر سماع ما تُريده منه
- مكان اوضتي فين
رمقها فرات محتقراً ورفع عصاه مُشيراً نحو المطبخ
- تفتكري مكان الخدm فين... في المطبخ
او.جـ.ـعتها عبـ.ـارته فعادت تسأله وهي تطرق عيناها ارضاً
- طيب هنام فين
لتأتيها نفس الاجابه ثانيه
- في المطبخ.. ولا انتي فاكره هتعيشي هنا معززه
وتابع بقسوه وهو يرمقها
- وبطل المسكنه اللي انتي فيها ديه.. اوعي تكوني فكراني عزيز
غرز طرف عصته في كتفها من شـ.ـده ضيقه من وجودها معه فالصوره التي يرسمها لها داخله انها امرأه سيئه دmرت مستقبل أحدهم قديماً والان تدور حول رجل متزوج
تآوهت من دفعه بعصته.. فصاح بغـــضــــب
- هطلع ارتاح في اوضتي اصحى الاقي الاكل جاهز والبيت متنضف مفهوم
واكمل صعوده ورغم نضافه المنزل كانت هذه البدايه
لتسقط دmـ.ـو.عها بحرقه وآلم
- السـ.ـجـ.ـن كان اهون يارب
.......................................
وقفت هناء أمام مديرها بتـ.ـو.تر تخشي ان يخبرها انها فشلت في فترة تدريبها بفندقهم
- انسه هناء
ارتبكت من الكلمه فلم تخبر احد انها متزوجه فرفعت عيناها بقلق
- انا علمت حاجه يافنـ.ـد.م... هو انا فشلت في فتره تدريبي
ابتسم خالد علي عبـ.ـاراتها ولم يزدها تـ.ـو.ترها الا فتنه
- لا يا انسه هناء
واردف بجديه حتى يُداري المشاعر التي تنتابه حينا يراها
- حبيت أعرض عليكي شغل شايفه انسب ليكي من شغل الريسبشن...
فأنتظرت سماع عملها الجديد
- ايه رأيك تشتغلي في العلاقات العامه
..........................................
فتحت سماح باب غرفتها بالسكن ولم تنتبه لهيئتها المبعثره لتشهق وهي تراه أمامها
- انت
فأبتسم سهيل بصفاقه وهو يدلف الغرفه ويغلق الباب خلفه فالسماح له بالدخول كان سهلاً فهى زوجته
- هل هذا هو استقبالك لي زوجتي
وجلس على فراشها الصغير واسترخي بجــــســ ـده مُطالعاً غرفتها
- أمامك ساعه واحده وتجهزي زوجتي
ضاقت أنفاسها بمقت وصرخت بوجهه وهي تقترب منه تسحب ذراعه من فوق فراشها
- مش هسافر معاك... وقوم من علي سريري
لتلمع عين سهيل بخبث وفي ثواني كانت منبطحه فوق الفراش وهو يعلوها زافراً أنفاسه فوق خصلاتها
- ما رأيك انا نستمتع قليلاً زوجتي
....................................
قذف فرات قهوته عليها لتصرخ بآلم من سخونتها
- كام مره اقولك اعملي قهوه تتشرب... يعني ولا بت عـ.ـر.في تطبخي عدل ولا بتعملي قهوه عدله
تعالت شهقاتها من كم الاهانه التي تتلاقاها فلم تولد الا ابنه لرجل ثري ماله حـ.ـر.اما ولكنها عاشت تتمتع بالمال..لم تتعلم في السـ.ـجـ.ـن الا المسح والتنظيف وغسل الثياب وبعض من الحياكه ولكن الطعام لم تكن يوماً بـ.ـارعه فيه
صرخ بوجهها حانقاً
- غوري من وشي... شكل مالكيش فايده غير انك تلعبي على الرجـ.ـاله
طـــعـــنتها الكلمه بمقــ,تــل وظلت واقفه بمكانها لا تشعر بحركه قدmيها
فنهض من فوق مقعده يتأهب لخروجه بعد أن تعكر مزاجه
لتقبض على سترته وقبل ان يدفعها صارخاً بها ارتخ جــــســ ـدها غائبه عن الوعي بين ذراعيه
.......................................
خمسه ايام مرت علي زواجهم وفي نفس اليوم الذي عاد فيه لعمله هو نفسه الذي قررت زوجه ابيها ووالدتها واشقائها القدوم اليها ولم تعلم بذلك الا صباحاً.. أخبرها ان لا تتعب حالها وسيبعث لها كل شئ للضيافة وسيأتي مبكرا قبل قدومهم
تناولت زوجه ابيها الحلوى تسألها بشمـ.ـا.ته
- فين جوزك يا ياقوت مش المفروض يستقبل اهل مـ.ـر.اته
ونظرت الي صباح غريمتها
- ولا انتي ايه رأيك يا صباح
لوت صباح شفتيها مؤكده على كلامها لأول مره
- عندك حق ياسناء
فتعلقت عيناها بالساعه المعلقه
فقد أخبرها انه سيأتي بالموعد المحدد ولكنه اخلف وعده
شعرت بالخيبه وقبضه تعتصر بقلبها فقد جعلها لقمه بين انياب زوجه ابيها التي لم ترحمها
اشفقت ياسمين عليها لتنهض من جانبهم تخلصها من محاصرتهم
- ياقوت عايزاكي في موضوع مهم
واخذت بيدها نحو المطبخ تزفر أنفاسها من أفعال والدتها
- اتصلي بي يا ياقوت مش معقول يسيبك وانتي عروسه
آلمتها الكلمه فدmعت عيناها وهي تنظر لهاتفها
- تليفونه مقفول ياياسمين... قوليلي اعمل ايه
وعنـ.ـد.ما سمعت صوت والدتها اشاحت وجهها بعيدا
- بت يا ياقوت فين جوزك.. خليتي واحده زي سناء تشمت فيكي
تنهدت ياسمين وهي تسمع جملتها عن والدتها فغادرت حتى تجعل والدتها تكف عن حديثها
- اتصلت بي قالي جاي في الطريق... اصل عنده شغل مهم
هتفت عبـ.ـارتها كاذبه تهرب بنظراتها عن والدتها
لتقترب منها صباح بشك وقد وضعت بيدها على صدرها شاهقه
- اوعي يكون جوزك قرفان منك يابت... ياخبتك يابـ.ـنت صباح هترجعيلي مطلقه.. وهتشمتي فيا سناء وسعيد جوزي
ضاقت أنفاسها من عويل والدتها وصوتاً بالخارج أعاد لها الحياه لتخطو نحو صوته تستنجد به..
يتبع بأذن الله
↚
لم تخجل حينا ركضت اليه تلقى نفسها بين ذراعيه.. رمت او.جـ.ـعها وكـ.ـسرتها وآلام سنين عاشت فيها لا ترغب بشئ الا العيش.. شعر بها فضمها نحوه مبتسماً
- اسف ياحببتي اتأخرت عليكي
لوت سناء شفتيها مستنكره فعلتها.. أما صباح كانت تنظر إلى سناء نظرات ساخره لم ينظر للمشاهد ببرآه وسعاده سوي اشقائها
فلم يصل اليهم خبث ومكر امهاتهم.. اكبر حظ كان لياقوت هم اخوتها لا يروها سوي الأخت الكبرى الحنونه
ابتعدت عنه خجلاً بعدmا أدركت فعلتها ولكن حديث والدتها وجـ.ـر.حها لها بكلامها جعلها لا تدري الا وهي تركض نحوه تتمنى ان تخبره انها هـ.ـر.بت بالزواج منه ليس لنيله لانه رجلاً مُقتدراً او اعجبتها مكانته إنما الخلاص الذي رغبه به بدايه من عمل قست عليها الحياه فيه وها هو الزواج الذي في أيام قليله ذرفت فيه دmـ.ـو.ع خيبتها فزوجها لديه مسئوليات وهي تأتي بالمرتبه الاخيره كما اعتادت دوماً
- منور بيتك ياجوز بـ.ـنتي
هتفت صباح عبـ.ـارتها وهي تقترب منه تمسح على سترته وعيناها ترمق سناء بمكر
ابتسم حمزه بلطف لها واعتذر منهم بلباقه
- اسف ياجماعه كان عندي شغل مهم.. بس ده بيتكم وانتوا مش ضيوف
ألتوت شفتي سناء اكثر فتمتمت داخلها
" اه يانــــاري بقى بـ.ـنت صباح تتجوز الراجـ.ـل ده وانا بـ.ـنتي حظها يقع في حتت موظف مرتبي يدوبك بيكفي.. ياميله بختك ياسناء"
ورغم نيران حقدها الا انها رسمت فوق شفتيها ابتسامه تُدراي خلفها ما يجول بنفسها
- كلك ذوق ياحمزه بيه... عرفتي تختاري يا ياقوت ياحببتي
لم يخفى عم ياقوت حقد زوجه ابيها لها ومن اجل تكمله دور واجبها بين أهلها ابتسمت
تربيه عمتها لها جعلتها تتعلم اموراً كثيره في الحياه وازدادت أخلاقها تهذيبً اكثر حينا عملت بالملجأ بين الأطفال
لا الحياه تأخذ بلوي الذراع ولا المكر ولا القوي.. انما نيتك تجعلك تحصد ما تستحقه
داعب حمزه اشقائها بلطف تحت نظراتها المحبه لما يفعله مع عائلتها..لم ينفر من شقاوه اشقائها ولا تنطيطهم انما عاملهم بلطف وانسحب من بينهم بعد أن جلس برفقتهم دقائق
- هدخل اغير هدومي.. عشان نتغدا سوا
اتسعت ابتسامه صباح بعدmا غادر ثم دفعت ياقوت
- روحي ورا جوزك يا ياقوت
انصرفت ياقوت بتـ.ـو.تر خلفه.. لتنظر صباح لسناء التي تشطات غـ.ـصـ.ـباً
- شايفه جوز بـ.ـنتي.. يامحلاه.. حببتي يابـ.ـنتي كانت بيضالك في القفص
احتقن وجه سناء وكادت ان ترد لها الصاع صاعين الا ان ياسمين وقفت حائل بينهم
- خلاص ياماما كفايه بقى وانتي ياطنط صباح بلاش الكلام ده هنا.. جوزها يقول علينا ايه
تجهم وجه صباح فأشاحت عيناها بعيداً متأففه ولكنها كانت تشعر بالزهو من رؤيه حنق سناء
وقفت ياقوت وظهرها ملتصق لباب الغرفه تنظر اليه وهو يزيل رابطه عنقه بأرهاق ورمقها بأبتسامه لعوب
- مامتك جابتك ورايا عشان تساعديني مش تقفي تتفرجي عليا
تخضبت وجنتي ياقوت حرجاً فأشار إليها ان تقترب منه فألتفت حولها فضحك على هروبها وصمتها
- ياقوت مش هتساعديني وانا بغير هدومي
اشتعلت وجنتاها بحمرة الخجل تنظر اليه
- ها.. اه حاضر
واقتربت منه ببطئ ليبتسم هو على ما يفعله بها.. فقد أصبح يشعر بالمتعه وهو يرى ارتباكها وتـ.ـو.ترها
- طب يلا ساعديني عشان نخرج لأهلك ليفهمونا غلط
اتسعت حدقتيها وهي تفهم مغزي كلامه وفي ثواني كانت تتحرك يداها بخفه على ازرار قميصه تفتحه له وعنـ.ـد.ما انتهت من الأمر ابتعدت عنه بحرج ليقبض على يداها بنظرات ماكره
- كملي يا ياقوت ولا انده حمـ.ـا.تي اقولها بـ.ـنتك مش بتسمع الكلام
تعرقت يداها من فرط تـ.ـو.ترها وابتلعت لعابها هاتفه
- ما انا هروح اجيب ليك اللبس اللي هتلبسه
ضحك مستمتعاً بتعلثمها ودني منها يزفر أنفاسه على احد خديها.. اغمضت عيناها بقوه مع سرعه خفقان قلبها.. فتحركت شفتاه صوب هدفها وقبل ان تنال ما يُريد صاحبها
صدح صوت تكسير احد الأشياء بالخارج.. لتبتعد عنه فزعاً وفرت من أمامه لترى ماحدث
تنهد وهو يتبعها بعينيه زافراً أنفاسه مستاءً
- كان وقته
......................................
وقفت على مقربه منه تنتظر ان يُنهي طعامه.. جــــســ ـدها كان يآن من الآلم بسبب نومها علي ارضيه المطبخ
تنفست براحه عنـ.ـد.ما أنهى طعامه دون كلمه جـ.ـر.حه على مذاق الطعام فمنذ ان سقطت أمامه مغشية عليها وأصبح يرحمها قليلا من قسوته
- اعمليلي قهوه وهتيها مكتبي
تمتم عبـ.ـارته بغلظه واكمل خطواته نحو مكتبه.. تابعته بعينيها متمتمه
- حاضر
واسرعت بجمع الطعام حتى تصنع له قهوته وتجلس تتناول طعامها وتأخذ قسطاً من الراحه التي أصبحت لا تحصل عليها الا في أحلامها
اعدت له القهوه تدعو داخله ان تتقن صنعها ولا يجعلها تعيدها
سارت بصنية القهوه وطرقت الباب بخفه ودلفت دون سماع رده كان يمدد ساقه بو.جـ.ـع بسبب ضغطه عليها الكثير في الحركه وعدm تمسيدها من حيناً لآخر
- انا اذنتلك تدخلي..
واردف وهو يعتدل في جلوسه
- حطي القهوه واخرجي
أسرعت في وضع القهوه أمامه وخرجت تلتقط أنفاسها
....................................
انهمكت ياقوت في ترتيب المنزل وتنظيفه بعد أن رحل أهلها.. جلست على الفراش براحه غير مصدقه انها اخيرا ستجد الراحه
وفي دقائق معدوده كانت غافيه ولم تشعر الا بحركة يده على ظهرها ويكتم ضحكاته بصعوبه
- ياقوت فوقي... محدش كـ.ـسر الفازه ولا الطبق
كانت تعيد مشاهد اليوم مع اشقائها في أحلامها
انتفضت من نومها بفزع تنظر حولها
- في ايه.. في حاجه حصلت
تجلجلت ضحكاته وهو يرمقها
- أنتي مش معقوله.. اخواتك مشيوا يا ياقوت.. انتي بتعيدي كل حاجه حصلت معاهم وانتي نايمه
واكمل بمكر
- انتي بتحبي مرات ابوكي اوي كده
اتسعت عيناها ذهولا من آثر ذكره لزوجه ابيها
- بحبها.. هو انا قولت ايه بالظبط
تلاعب بها بنظراته العابثه
- كنتي عايزه تجبيها من شعرها
لتشهق مصدومه مما قالته لتصدح ضحكاته بعلو وهو يراها تشير نحو حالها
- انا قولت كده
أماء برأسه مُجيباً فهو بالفعل استيقظ على همهمـ.ـا.تها وهي غافيه
تأملها وهي تفرك عيناها من النعاس وفي ثواني كان يأسرها بين ذراعيه يعيش معها أحلامه الضائعه
....................................
استيقظ فرات بصداع يدق رأسه آلماً هبط الدرج يبحث عن مسكن.. دلف المطبخ لا يري أمامه من شـ.ـده الصداع وقد ترك عصته.. بحث في ارجاء المطبخ عم مسكن ليتناوله.. بعثرته في ارجاء المطبخ جعلتها تستيقظ من نومتها فزعاً
عدلت وضعتها بخجل وألتقطت حجابها الذي تضعه جانبها فوضعته علي رأسها وهي تنهض من رقدتها المؤلمه فوق الارضيه
- بتدور على حاجه يافرات بيه
لم ينتبه عليها فرات الا الان ناسيا ان المطبخ مكان نومها
- اعمليلي قهوه وهتيلي اي مسكن
شعرت بأنه يتآلم رغم ما يفعله بها الا انها اشفقت عليه.. فهو طيله وقته يعمل وكأنه أله وليس بشراً
- حاضر
واسرعت في إعداد القهوه والمسكن.. كان يتعقبها بعيناه وهو جالس على احد المقاعد في المطبخ... ظهر شعرها من أسفل حجابها.. وجهها كان محمراً من أثر النوم وعبائتها المنزليه ترسم منحنياتها عنـ.ـد.ما شعر ان شيطانه يأخذه الي طريقه اشاح عيناه مستغفراً ثم نهض أمراً لها بجمود
- هاتيلي القهوه اوضه المكتب
...................................
وصلت سماح لندن برفقة سهيل وطيله طريق رحلتهم كان الصمت جلسيهم
وبعد وقت وصلت لمنزل كبير بحديقه خلابه نظرت من السياره نحو المنزل مُتسائله
- انت عايش هنا
اعتدل سهيل في جلسته زافراً أنفاسه
- ايوه
فعادت تُحدق بالمنزل ولوت شفتيها ممتعضه
- هي الكوره طلعت بتكسب اوي كده
ألتقط سهيل خروج شقيقه وجين تدفع مقعده المتُحرك
فدني منها يُقبل جانب شفتيها حتى يتظاهر أمامهم انه يُقبل شفتيها ويثبت لهم حقيقه زواجهم اتسعت حدقتي سماح وكادت ان تدفعه عنها وتسبه
- انهم ينظرون الينا
قطبت سماح حاجبيها بضيق بعد أن فهمت حانقه من فعلته الوقحه
- مش خلاص عرض المحبين خلص..
هبطوا من السياره لتحدق سماح بشقيقه والفتاه التي تقف خلفه.. اشفقت على شقيقه وهي تري نظرات تلك الواقفه ولم تكن نظراتها الا موجها اليها ترمقها بكره وحقد
- اهلا بكي ضمن عائلتنا... ادعي نور الدين وهذه جين حبيبتي
رحب بها نور الدين بود ولطف فشكت ان الاثنان اخوه
ابتسمت اليه وبادلته لطفه
- لي الشرف سيدي
فتمتم نورالدين وهو يُطالع شقيقه الواقف جانبها وقد تحركت يداه علي خصر سماح
- أصبحتي من العائله سماح... انا نورالدين فقط
لم تبدي جين اي ترحيب بها وإنما ظلت ترمقها بنظرات حاقده وقد كان سهيل يتلذذ في رؤيتها هكذا وينتظر رحيلها من المنزل الذي تقيم فيه معهم لأنها ممرضه شقيقه وتعتني به
- كنت أظن انك ستتزوج بفتاه شقراء سهيل.. ليست كما توقعت
اخيرا تخلصت جين من صمتها وكانت تظن ان سماح سهلت المنال فأحتقن وجهها هاتفه
- القلب كما يهوي عزيزتي.. وسهيل يذوب بي عشقاً.. مدام اختارني قلبه فأنا لست اي امرأه
تجمدت ملامح جين وهي لا تُصدق ان سهيل الذي يمقت النساء وليسوا في قاموس حياته احب وتزوج فكم مره عرضت عليه نفسها بأذلال ولا تلقى منه إلا النفور والطرد
فأبتسم بزهو على ردها الذي أعجبه وانتهى اخيرا اللقاء الذي حقدت فيه جين على سهيل واقسمت انها ستذيقه مراره فعلته وجـ.ـر.حه
...............................
دارت عين سماح بالغرفه الواسعه
- اعجبتك الغرفه
طالعته بحنق مشيره نحو كلاهما
- انا وانت هنقعد فيها مع بعض
اقترب منها وسلط عيناه نحو اصبعها
- بالطبع.. وفي نفس الفراش أيضا
اتسعت عيناها غـــضــــباً وقبل ان تبدي ردت فعل صدmتها وقاحته
- لا تقلقي انا امقت النساء وحينا اتخلى عن كرهي لهم فلن أقع في غرامك انتي
لم تتحمل سماح اهانته فمثلما يبغض النساء هي تبغض امثاله
وكادت ان تلذعه بوقاحتها مثلما تواقح معها ولكنها أدركت ان البرود مع امثاله هو الأفضل
- القلوب عند بعضيها
ومع صوت جين تهتف بهم انهم ينتظروهم على الطعام
- اضحكي واصنعي اي دور ام انكي لا تفهمي في أمور النساء أيتها الشويش
ورغم حنقها منه كانت تمثل الدور ليس من أجله إنما رداً
لانوثتها
لتسترقي جين السمع لاصواتهم..
- سهيل بس عيب بقى.. ابعد خليني انزل
والمشهد لم يكن الا هي تدفعه على صدره وتاره تعض ذراعه وهو يحاول ان يمسك يداها او رأسها
..................................
نظر مراد نحو الفطار المعد على المائده ليلتقط الورقه الموضوعه أسفل كأس العصير
" كان لازم اروح شغلي بدري النهارده"
وانهت جملتها برسم وجه على شكل ابتسامه
ابتسم رغماً عنه وجلس يتناول فطوره.. كل يوم أصبح يكتشف فيها اشياء عده.. هناء الفتاه القويه التي تمالكت جـ.ـر.حها ولم تتبع أساليب النساء في الخصام إنما اتبعت تربيتها تحضر طعامه وغدائه وما يُريده منها رأته كيف تكون ابنه الأصول التي لا تثور وتفضح امرها.. اكملت حياتها معه إلى أن يأتي وقت الرحيل ولم تنسى بناء كيانها والذي لم يكن الا ترميماً لجراحها
وفي مكان عملها كانت تقف في مطبخ الفندق تتناول كأس الشاي وقطعه من الكعك وتتحدث ببشاشه مع العاملين داخل المطبخ
- عليك كيكه ياعم علي تهبل.. عايزه الطريقه بقى
واردفت مبتسمه
- اوعي تقولي ديه سر المهنه
ضحك على الطاهي الخاص بالفندق
- عنينا ليكي يا استاذه.
ووسط شرح على لطريقه اعداد الكعكه.. دلف خالد للمطبخ ليُسرع الجميع في اتمام عمله بأهتمام ليُتمتم على بأحترام
- اهلا خالد بيه..
وقفت رشفه من الشاي في حلقها لتسعل من ارتباكها ونظرت الي قطعه الكعك الصغيره المتبقيه فألتقطتها لتلتهمها
- اشربي بوء مايه يا استاذه
كان خالد يرمق تصرفاتها بصمت الي ان قرر ان يتخلي عن صمته وهتف بجمود عكس ما بداخله
- استاذه هناء
دارت هناء جــــســ ـدها نحوه ببطئ تبحث عن اجابه لوجودها بالمطبخ
- مش على مكتبك ليه يا استاذه
طالعت هناء على الواقف جانبها ثم العاملين لتنظر الي خالد الذي ينتظر اجابتها
- اصل كنت.. بصراحه يافنـ.ـد.م الشيف على بيعمل كيكه خرافه وانا ادmنتها...فقولت اخد فطاري هنا
ضحك " على" على عبـ.ـاراتها وصراحتها وقد ظن ان حديثها لن يعجب مديرهم واتسعت عيناه وهو يجد مديره يبتسم مُشيراً لها بعد أن اخفي ابتسامته
- اتفضلي يااستاذه
...................................
طالع شهاب سكرتيرته الجديده التي اوصت عليها زوجته بشـ.ـده
- اتفضلي ياانسه سمر
حدقت به سمر بأفتنان من وسامته وجــــســ ـده... أفكارها كانت تنحصر دوماً ب الرجـ.ـال في الوسامه والجــــســ ـد.. تذكرت حديث احدي صديقاتها فمن اجل ان تُعـ.ـا.قب خطيبها السابق وترد كرامتها عليها ان تجذب احد الرجـ.ـال وهاهي وجدت الرجل المطلوب
نست ندي التي وظفتها لدي زوجها ونست لما أتت لتنتبه على صوت شهاب
- انسه سمر انتي معايا.. ممكن اوراقك
نفضت أفكارها واعطته أوراقها بأبتسامه متسعه
- اتفضل يافنـ.ـد.م
تنهد شهاب وهو يُطالع أوراقها متمتماً داخله حانقاً من زوجته
" اقول فيكي ايه ياندي.. جيبالي واحده ضايعه"
....................................
تنهدت ياقوت بملل وهي تنظر إلى الطعام منتظره قدومه تعلقت عيناها بالوقت فقد مضى وقت انتهاء عمله.. نظرت للطعام الذي اعدته.. رمقت هاتفها تخجل من مهاتفته ولكنها لم تجد شئ غيره.. ألتقطت هاتفها كي تدق عليه فسمعت صوت الباب يُفتح ليدلف للشقه فنهضت نحوه قلقاً
- اتأخرت اوي.. انت كويس
طالعها حمزه وهو لا يعرف بماذا يُجيبها فقد أصبح منقسماً بين واجبه مع أسرته الأخري وواجبه عليها
كل يوم يكتشف انه دخل حياه لن يصبح عادل فيها.. فلن يحطم عائله بناها من أجل شغف قلبه.. كانت نيته وهو عائد من عمله ان يذهب حيث يرغب قلبه ولكنه عدل عن الأمر وذهب للفيلا كي ينعم بعشاءه وسط عائلته وصغيرته
انتبه على سؤالها
- انت كويس..اكيد جعان
رمق مائدة الطعام المُعده ونظر لها فأشفاق علي ما صنعته من اجله.. وأقترب منها يمسح على خدها برفق
- هغير هدومي تكوني سخنتي الاكل وناكل سوا
ابتسمت وهي تُطالعه خجلاً وذهبت لتسخن الطعام الذي سخنته من قبل
عاد بعد أن ابدل ثيابه وجلس أمام المائده.. صنعت له كل الطعام الذي يفضله
- انا سألت ناديه على الاكل اللي بتحبه..
قالتها بحماس..ليُطالع حماسها مبتسماً
واخذت تضع له من الاصناف التي اعدتها في طبقه وهو لا يستطع تناول شئ
شرع في تناول الطعام ببطئ وبدأت هي بالأكل وبعد لقمتان اكلهم
- تسلم ايدك الاكل طعمه يجنن
نظرت الي الطبق الذي لم يمس منه إلا القليل ولم يكن الا صنفاً واحداً قد تناوله
- بس انت مأكلتش حاجه
ابتسم بلطف وتناول معلقتها منها
- عايز اكلك بنفسي
تعجبت من امره وبالفعل بدء اطعامها مع دعاباته.. انساها امر انه لم يأكل شئ واراح ضميره انه هنأ بعشاء هادئ وجميل
انساها لما تأخر عنها ولما لم يأكل طعامه وكانت هي كالعطش الذي يرتوي من الحب والحنان حتى لو كان عدد من الساعات التي تنتهي بهم كما يرغب هو بين ذراعيه
........................................
رمق سالم مها بنظرات متفحصه يعض على شفتيه يتأمل كيف أصبحت سيده من سيدات المجتمع.. ف الرفاهية ظهرت علي جــــســ ـدها وملابسها ووجهها فأزدادت جمالا.
كانت ماجده بالمطبخ تجهز الطعام من أجل شقيقتها اما مها جلست تتحاشا الحديث معه تتلاعب بأصابعها
- ايه يامها انتي مخاصمه جوز اختك ولا مبقيناش نشرفك
صمتت دون رغبه في سماع حديثه
مازالت ذكرى لمساته القذره وهي نائمه وكانت تظنها احلاماً تقتحم مخيلتها... وصوته حينا وضعتها شقيقتها فوق سطوح المنزل صداه داخلها .. أخبرها انه سيجعل ماجده تعيدها للشقه والُمقابل ان تصمت على اي شئ
ولم يكن الشئ الا انتهاك حرمه جــــســ ـدها
- احلويتي يابت يامها
هتف بها سالم بصفاقه.. فضاقت أنفاسها من سماع صوته فمجيئها اليوم لم يكن الا بسبب شكوك شريف في رفضها للذهاب لشقيقتها التي تظن انه يحرمها من عائلتها ولكن الحقيقه هي من لا ترغب بالذهاب فلا هي تستطيع الحديث وهدm حياه شقيقتها ولا هي تعرف كيف تأخذ حقها
- وعلى كده شريف باشا شايف شغله وقايم بالواجب
لم تفهم مقصده في البدايه ولكن بعدmا اكمل باقي عبـ.ـاراته البذيئه مُشيراً نحو علاقتهما
- ماجده انتي فين... تعالي انا مش عايزه اكل
ونهضت نحو المطبخ هاربه تتعثر في خطواتها ولكنها لم تعد تحتمل حديثه داعيه ان الوقت يمر ويأتي شريف ويأخذها
ضحك سالم علي هروبها متلذذاً
- ياخساره بقى حتت الفرسه ديه تضيع مني وادبس في اختها
...............................
نظرت مريم لهديل صديقتها بسعاده
- اخيرا خلصنا امتحانات وبقي فاضل لينا سنه وندخل الجامعه. كانت هديل تحدق بالمكان الذي اصطحبتها إليه مريم بأنبهار مُتسائله
- مريم ما تيجي نقوم من هنا.. المكان شكله غالي
طالعتها مريم ضاحكه تنظر حولها
- متقلقيش يابـ.ـنتي.. انا مش عارفه اتأخرت ليه ديه كمان
تنهدت هديل ييأس من صديقتها وافكارها
- بلاش تمشي ورا رؤى يامريم... وكمان حـ.ـر.ام عليكم اللي هتعملي في مرات باباكي ديه شكلها طيبه
احتدت نظرات مريم ولانت ملامحها وهي تشير بيدها نحو رؤى القادmه نحوهم
جلست بينهم ولم تعود مريم لصداقتها مع رؤى الا عنـ.ـد.ما شعرت بحاجتها لمكرها اما الأخرى مدام ترى الجميع يعاني في حياته وليس لديه عائله تهتم لأمره فهم احبائها
- فينها يامريم انا متحمسه اوي
ضحكت مريم بأستمتاع لتلتقط عيناها ياقوت القادmه وقد اتت إليها بسعاده حتى يقتربوا من بعضهم
واقتربت من طاولتهم بأبتسامه صادقه ولم تنتبه لغمزات مريم مع صديقاتها
يتبع بأذن الله
↚
خرجت من المطعم تتمالك دmـ.ـو.عها التي سقطت رغماً عنها.. الصغيره جعلتها وسط اصدقائها المرأه اللعوب التي ترمي شباكها على الأثرياء.. أتت من بلدتها تبحث عن وظيفها وفي النهايه حصدت زواج وأكثر ما قهرها انها كانت تأتي لمنزلهم من أجل أن تقترب من والدها
مجرد دردشه كما سمتها الصغيره وماوراء ذلك كان مكراً وخبثاً
- انا اسفه
اعتذرت ياقوت من المرأه التي انحنت تلتقط ما سقط منها بعدmا اصطدmت بها
- انا شوفتك قبل كده صح
حدقت بها هند لفتره كي تتذكرها
- انا ياقوت شوفتيني في المعرض بتاعك
صافحتها هند بود ولم تكن تعلم لا هي ولا زوجها مروان انها لم تعد فقط فتاه عاديه جلبها معه حمزه
- افتكرتك.. وكويس اني قابلتك
رمقتها ياقوت بقلق وعنـ.ـد.ما شعرت هند بقلقها ابتسمت حتى تطمئنها
- متقلقيش عايزاكي في شغل.. مش انتي بت عـ.ـر.في ترسمي
..................................
ارتعشت ايد صفا بصدmه وهي تنظر لملامح ذلك الجالس مع رب عملها.. خشت ان يتذكرها ويذكر ملامحها..
وضعت القهوه أمامهم وانصرفت سريعا تُداري حالها في المطبخ الذي أصبح مكان جلوسها
...............................
أنهت جلستها مع هند بسعاده بعدmا اقترحت عليها الأخرى العمل ضمن الفريق الذي اسسته في مركزها
سارت تتمشى قليلا حتى تنسى لقاءها مع مريم فوقعت عيناها علي حديقه صغيره بسيطه
جلست بها تتأمل الجالسين حولها.. لمعت عيناها وهي ترى من يجلب لزوجته قرطاس من الترمس ثم يربت علي بطنها المنتفخه
ومن يجلس بجانب خطيبته وتمسك ورقه وقلم ويبدوا وكأنهم يدونوا ما سيحتاجونه وتكفيه أموالهم
ومن مازال في زهوه حبه.. ومن تجلس مع ابنها تلاعبه
تنهدت بأنفاس مثقله تتمنى لو تزوجت رجلا بسيطاً وكان لها وحدها ولكن الحياه لا تعطي كل شئ ببساطه دون ضريبه
تاهت في حياتها التي تعيشها لتنتبه على رنين هاتفها تظنه هو ولكنها تفاجأت بهناء تدق عليها
- ياقوت انتي فيكي حاجه تعباكي
ابتسمت ياقوت لشعور هناء بها فزفرت أنفاسها وهي لا تعلم بما تُجيب عليها اتخبرها انها بخير اما انها ضائعه.. شعرت بها هناء فأجابت بمقت
- مافيش غيرهم الرجـ.ـاله هما اللي بيدخلوا حياتنا ويبوظوها
كانت لأول مره هناء تخبرها عن الرجـ.ـال هكذا.. الرجـ.ـال كانوا في مخيلتها هم الأمان والحب.. كانت تتكلم بقلب عاشقه اما الان أصبحت امرأه خذلها الحب
- شكلك زعلانه مع مراد يا هناء
ضحكت وهي تتمنى ان تخبرها ان زعلها منه شيئاً قليلا عما تعيشه معه ولكنها تجاوزت الحديث عن حياتها
- سيبك مني انا وقوليلي فيكي ايه
صمتت ولم تتحدث ففهمت هناء ما تعيشه فوالدتها اخبرتها عن مخاوفها من زيجه ياقوت.. رغم انه رجلا ذو خلق الا ان حياته المعقده ومسئولياته لن تناسب ياقوت التي حلمت كثيرا بزوج ان تكون هي عالمه كما سيكون هو عالمها الصغير
- ياقوت اخرجي من دايره احلامنا في الجواز... بلاش احلام الروايات .. كل ده مش موجود في الجواز
واردفت وقد آلمتها ذكرى أحلامها التي هدmها مراد دون رحمه
- الجواز مش عايز الست الحالمه اللي فاكره جوزها هيكتبلها كل يوم قصيده شعر وهيجروا ورا بعض بالمخدات ويحـ.ـضـ.ـنها وهي في المطبخ..
اثار حديث هناء جزءً داخلها رغم ان علاقتها بحمزه هادئه الا انها لا تتذكر انه ضمها اليه يسألها عن أحلامها البسيطه او جلسوا يتثامرون ليلاً سوياً
- مش هي ديه كانت احلامنا ياهناء
فضحكت هناء وهي تتذكر انها من أثرت عليها بتلك الأحلام
- ذنبك في رقبتي انا عارفه..
- في ايه بينك وبين مراد ياهناء خلاكي كده
نظرت للقلم الذي تحمله في يدها وتكتب التقرير الذي طلبه منها مديرها
- صدقيني يا ياقوت انا حاليا في أحسن وأفضل فتره في حياتي.. قوليلي بتعملي ايه في يومك رجعتى شغلك
تنهدت ياقوت بيأس فحمزه رفض فكره عملها بالشركه عنـ.ـد.ما فتحت معه رغبتها بالعوده
- حمزه رفض..بس النهارده جالي عرض شغل تاني
ولم تمهلها هناء إكمال تفاصيل ذلك العمل..لتهتف بأصرار
- أنتي بتحبي هوايتك اوعي تضيعيها منك.. واتغيري يا ياقوت الحياه عايزه الست الذكيه
ومضت المكالمه كما مضى لقاءها بهند ولكنهم حركوا شئً داخلها
..................................
أسرعت صفا في وضع الأطباق فوق المائده خشيه لان ينتبه مكرم لملامحها
كان يبدو من وجوده مع فرات انه شخصاً قريباً منه يثق به.. منذ الصباح وهو معه في مكتبه يتناقشوا بأمور عده.. وجوده يخيفها تخاف ان يتذكرها ويأخذها بذنب ليس لها دخل فيه الا انها ابنه رجلا لم يعرف الرحمه يوماً ولم يكن الا شيطاناً
- متعرفش وجودك هيفرق اد ايه معايا في الشغل يامكرم
قالها فرات وهو يسير جانبه نحو مائده الطعام.. فأطرقت صفا عيناها أرضاً حتى لا يري مكرم ملامحها
رمقها فرات بسخط
- واقفه عندك ليه
وقوفها كانت من اوامره فتعلثمت في ردها
- ديه أوامر حضرتك
لم تخفي ملامحها علي مكرم ولكنه فضل الصمت بذكاء حتى يفهم كيف وصلت للعمل مع فرات
شرعوا في تناول طعامهم.. وعقل مكرم يدور في وجودها هنا ولكن أخيراً وجدها فحق شقيقته سيأخذه منها هي وكأن وقت الحساب قد اتي
تظاهر مكرم بتذكره مكالمه هامه
- تسمحلي يافرات بيه.. اعمل مكالمه
ابتسم فرات بلطف مُشيراً اليه انا يفعل ما يحلو له.
خطواته اخذته الي المطبخ الذي خمن وجودها فيه... وجدها تجلى الأطباق بذهن شارد
- يااا على الزمن صفا بـ.ـنت عدنان الأنصاري اخرتها خدامه وخريجة سجون كمان
ألقى عبـ.ـاراته متهكما.. فأغمضت عيناها بخــــوف فما خشت منه حدث
- أنتي وصلتي لفرات النويري ازاي.. ولا شكله الصيده الجديده بعد حضرت الظابط.. عدنان الأنصاري هيخلف ايه غير أفعى
سقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر مكرم صديق طفولتها وشقيقته منال توأمه.. منال صديقتها الجميله التي انتهك والدها حرمة جــــســ ـدها بعد أن جعلها فتاه مدmنه ومن اجل ان تنال جرعتها كانت تعطيه جــــســ ـدها كعربون... لم تعرف كل هذا إلا يوم وفاتها
- فاكره منال يا صفا
دmـ.ـو.عها ملئت وجهها ولم تشعر الا بالطبق يسقط من يدها ودخول فرات عليهم متعجباً من وجود مكرم بالمطبخ
- بتعمل ايه هنا يامكرم
اجابه بصلابه وهدوء
- كنت بطلب منها كوبايه مايه
وغادر المطبخ دون كلمه آخري حتى لا يثير شكوك فرات.. ليرمقها فرات وهي تنحني تُجمع الأجزاء المنثوره فوق الارضيه
- ابقى خدي بالك بعد كده
تمتم عبـ.ـارته بجمود وانصرف ليتركها في الماضي الذي ابي ان يتركها رغم ما تدفعه لتكفير ذنوب والدها
....................................
انتظرت قدومه بفارغ الصبر حتى تعلمه بمقابلتها لهند وعرض عملها.. ابتسمت وهي تقترب منه ولكن ابتسامتها اختفت سريعا
- ليه عاملتي مريم وحش يا ياقوت قدام صحابها
انصدmت بما يُخبرها به فأردف بأسف لفعلتها
- كنت فاكر عقلك أكبر من كده
لم تتحمل اهانته الظالمه فلم تُفكر ان تُخبره بأهانتها لها أمام صديقاتها ولم تهينها كما اهانتها ولكن في النهايه يكون هذا جزائها
- انت جاي تتهمني
أشارت نحو حالها بآلم فتنهد بضيق
- فين هينتك احنا بـ.ـنتكلم.. ياقوت مريم بـ.ـنتى ولازم تتقبلي ده
ابـ.ـنته وماهي الا خاطفه الرجـ.ـال كما اسمتها الصغيره.. ذلك هو الخلاص الذي تمنته.. اتضحت لها مكانتها بحياته وكما اخبرتها زوجه ابيها ستعود لهم بحقيبتها مطلقه
دmعت عيناها قهراً
- بـ.ـنتك اللي فخور بيها ديه كـ.ـد.ابه وانانيه
صرخ بها بقسوه وكأنها اجرمت فيه هو
- ياقوت.. حاسبي على كلامك مفهوم
آلمها صراخه بها.. رأت صورته القديمه وكأن زهوة الزواج قد انطفأت
- انا مكدبتش ديه الحقيقه... للأسف انت فشلت في تربيتك ياحمزه بيه... البرج العالي اللي معيش بـ.ـنتك فيه خلق منها انسانه انانيه ومريـ.ـضه
لم يتحمل حديثها فصغيرته لا أحد يفهمها غيره يعذر صغر سنها
- قولت اسكتي.. اظاهر انك مش واعيه لكلامك
بكت بحرقه وهي تنظر اليه
- انا واعيه لكل كلمه.. بـ.ـنتك محتاجه دكتور نفسي يعالجها من انانيتها وكدبها
تجمدت نظراته نحوها ورمقها بقسوه
- خيبتي نظرتي فيكي.. كنت فاكر معامله اهلك ليكي هتخليكي تعامليها كويس وتحسي بيها.. بس اظاهر فاقد الشئ مش بيعرف يدي حاجه
صفعتها كلمـ.ـا.ته.. لتتسع حدقتيها وهي تسمع اتهامه
- انت بتعيريني بحياتي... انا كل ضعفي وطيبتي من اللي شوفته بخاف أذى الناس لاني دوقت مراره الاذى
ضاقت أنفاسه وهو يدرك ما تفوه به لم يكن يقصد جـ.ـر.حها ولكن مريم في كفه اخري بحياته
أزالت دmـ.ـو.عها بعنف من فوق وجنتيها آسفه على حالها
- سمعت بـ.ـنتك ومفكرتش تسمعني حتي
وارتجفت وهي تعض شفتيها حتى لا تعود لبكائها
- عملت زي ما طردتني من شركتك عشان غلطه كانت غـ.ـصـ.ـب عني
تنهد بيأس عما حدث واخذ عقله يدور في صغيرته التي لا تكذب عليه ابدا وكيف ستكذب وهي من هاتفته تطلب منه أن تُقابل ياقوت وتُعرفها على أصدقائها ويقتربوا من بعضهم لأجله
سارت من أمامه وهي لا تشعر بقدmيها.. ها هو الظلم يعود إليها من جديد
......................................
ضحك شريف بقوه وهو يشيح وجهه بعيداً عن عبث يداها
- كفايه لعب في وشي يامها.. الظاهر ان جلسه النهارده أثرت عليكي ياحببتي
اكملت عبثها بالمثلجات بشقاوه يلتهم اصبعها فصرخت بتآوه
- اكلت صباعي
مال نحوها يداعب أنفه بأنفها
- مرتاحه... عرفتي تتكلمي مع الدكتوره وتحكلها
شبكت يداها ببعضهما تزفر أنفاسها نحوه
- انا بحبك اوي ياشريف
ضمها نحوه ناسياً كل شئ معها.. رغم ان فارق العمر بينهم سوي عام الا انه لا يراها الا كأبنه.. سبحانه من وضع حبها في قلبه
- مها انا بقول نروح.. كده هنتفضح ياحببتي.. وسمعتي المهنيه هتدmر بسببك
ابتعدت عنه بعدmا اتم عبـ.ـاراته وفهمت مغزى كلامه
- ابعد عني ياشريف.. انت اللي بتستغل الفرص
أدار مفتاح سيارته ضاحكاً على فعلتها
- ياريت لما نروح تبقى كده ياحببتي.. بدل ما انتي لا نايمه او قاعده مع ندى
..................................
بكت حتى أصبحت ليس لديها طاقه للبكاء كلما تذكرت كلمـ.ـا.ته التي طـــعـــنها بها شعرت بوجوده معها بالغرفه وعنـ.ـد.ما تسطح جانبها نهضت تلتقط وسادتها وغطاءً
- رايحه فين ياقوت
رمقته بغـــضــــب هش وضمت وسادتها وغطائها نحوها
- رايحه انام في مكان تاني
تنهد ممسحاً على وجهه فالمشاكل قد بدأت وعليه ان يُراضي ويتقبل اعاصير النساء
- ارجعي مكانك ونامي وبلاش شغل العيال ده
لم تشعر بنفسها وألقت ما في يدها فوق الفراش
- انا عيله.. عشان زعلانه ابقى عيله
وعادت تلتقط اشياءها فقبض على معصمها ناهراً
- مش مع أول نقاش يبنا هنوصل لكده... انا مبحبش تصرفات الستات وصغر عقلهم
انسابت دmـ.ـو.عها وهي تسمع عبـ.ـاراته لا تُصدق انه قاسي هكذا
- ده مكنش نقاش.. ده كان اتهام وظلم
ذبذبه بكائها تخلي عقله عن قيوده وضمها نحوه
- خلاص يا ياقوت انا اسف على الكلمه اللي قولتهالك مكنتش اقصد اعايرك بحياتك
جهشت بالبكاء وهي تُخلص حالها من آسر ذراعيه
- انت مصدقتنيش شايفني كـ.ـد.ابه.. مريم محتاجه تتعالج صدقني
زفر أنفاسه مُقرراً ان يجمعهم ببعضهم وهو بينهم حتى يفهم الامر منهما سوياً.. فعقله رجح الحكايه له غيرة من كلتاهما ليس اكثر
- خلاص يا ياقوت.. هنخرج انا وانتي ومريم والغلطان فيكم هيراضي التاني انا عايزكم تقربوا من بعض لان كده هرتاح
لم تحب الفكره ولكنها لم تجد الا الصمت
وعنـ.ـد.ما تذكرت امر العمل ابتعدت عنه
- انا قبلت هند النهارده
وقبل ان يفهم منها كيف تمت مُقابلتهم اردفت بحماس
- قدmت ليا عرض شغل في مركزها التعليمي.. نفس العرض اللي انت قدmتهولي لما كنت موظفه عندك
تذكر ذلك العرض الذي لم يكن غرضه منه إلا نسج خيوط لعبته كان ذلك من الماضي ولكن الآن هي زوجته
- لا ياياقوت مافيش شغل.. عايزه ترسمي فضيلك اوضه وهجبلك كل اللي تحتاجيه وارسمي في البيت
اطفئ حماسها لتنهض من جانبه تلتقط وسادتها تاركه الغرفه له
- ياقوت
..................................
تعلقت عين شهاب بندي مُتعجباً من وجوم وجهها بعدmا خرجت من المرحاض
- ايه اللي في ايدك ده ياندي ومالك حزينه كده
سلط عيناه نحو ما تقبض عليه بيديها
- مطلعتش حامل ياشهاب
ضحك على درامتها فالأمر لا يفرق معه
- وزعلانه عشان كده.. ده انا قولت مـ.ـا.ت ليكي حد
داعبها حتى تضحك ولكنها لم تبتسم.. فأقترب منها يرفع وجهها اليه
- المرادي مافيش حمل... المره الجايه يحصل احنا مش مستعجلين ياحببتي..
ومال نحوها يخبرها بعبـ.ـاراته الوقحه فدفعته عنها بسبب وقاحته
- بطل كلامك ده
تنهد بأرتياح عنـ.ـد.ما سمع ضحكتها
- ايوه كده اضحكي.. صحيح ياندي سمر ديه انتي واثقه من قواها العقليه
زمت شفتيها بعبوس وهي تسمع تهكمه بشقيقه صديقتها
- شهاب متقولش كده البـ.ـنت بتمر بظروف نفسيه.. والشغل هيخرجها من اللي هي فيه
كان غارقاً في تأملها غير عبئ بقصه الاخري
- سيبك من سمر ديه وخليكي معايا
.................................
خرج فرات من غرفه مكتبه بعد أن انهكه عقله بأتصال محاميه به لم يكن الاتصال الا اطمئنانً ومزاحاً ولكن العبـ.ـاره التي رماها اسعد محاميه كانت بمقصد.. اسعد لم يكن محاميه وحسب إنما صديقً له
" عزيز كان بيسأل عن العقارات والأراضي اللي ملكك.. وفرحان بالفلوس والاملاك اللي بتعملها ماكله هيكون لأولاده مش ولاد فاديه هما اللي هيورثوك"
عزوفه عن الزواج كانت رغبته.. الفتاه التي احبها في شبابه رحلت وأخذت أحلامه معها..واصبحت النساء أمامه متعه لا يرغبها
وعادت كلمـ.ـا.ت اسعد تصب في أذنيه
" لو هاشم النويري كان عايش وشايف نسله بينتهي وماله واراضيه هتكون لواحد زي عزيز كان مـ.ـا.ت بحسرته يافرات "
قبض على عصاه بقوه ودق بها الأرض حتى ينفض أفكاره..
شعر بحاجه الى فنجان قهوه يعيد له توازنه.. ليخطو نحو المطبخ
فوقعت عيناه على صفا الممده ارضاً تضم غطائها على جــــســ ـدها
تنهد بمقت من فكره شقيقته في ابعادها عن مصر حتى ينسى زوجها امرها رغم انه يعرف ان يقدر على ردع عزيز او تطليق شقيقته منه ولكن حب شقيقته لزوجها يجعله يتغاضي..
قضت سنوات شبابها تخدmه وتخدm ابيه وترعاهم وكانت رغبه ابيه ان تظل معهم دون زواج فهى ليست بحاجه لان تتزوج
عقد كانت داخل والده وافكار عقيمه لم يطبقها الا علي شقيقته
ولكن هو كان يشعر بها ولم يُكمل رحله حرمانها من حقوقها بعد وفاه والدهم.. أعطاها حريتها ورغم عدm تقبله لعزيز الا ان اصرارها جعله يرضخ في النهايه حتى يتبرئ من ذنبها
سكب قهوته التي كادت ان تفور ليقف منصتاً لهمهمـ.ـا.ت صفا
" انا مظلومه.. منال.. حمزه.. انت السبب "
كانت تنادي عليهم وتبكي.. ترددت الأسماء في أذنيه
هو يعلم بحكايتها مع حمزه الزهدي ولكن من منال تلك التي تهتف بأسمها
انتفضت من نومتها تلتقط أنفاسها لتقع عيناها على فرات القريب منها ويحمل في يده كأس الماء
طالعته بخــــوف تضم جــــســ ـدها بذراعيها
- خدي اشربي
مد كفه بكأس الماء.. لتتعلق عيناها به بخــــوف اما هو وقف يسبر اغوارها
..................................
اتسعت حدقتيها وهي ترى الصغيره تقدm لها هديه وتبتسم نحوها
- ممكن تقبلي مني الهديه ديه ياقوت
جالت عين حمزه بينهم بعدmا أخرجت صغيرته هديتها المغلفه من حقيبة ظهرها وقدmتها لها
ألجمتها فعلتها.. فالصغيره منذ أن دلفت معهم السياره الي ان وصلوا لاحد المطاعم وهي تُحادثها بلطف وكأنها باتت ليلتها واستيقظت لتجد انها تُحبها
- ياقوت مريم بتكلمك انتي سرحتي في ايه
انتبهت على صوته الجاد وهو يرمقها بتأنيب على صمتها وحديثها عن صغيرته وهاهي صغيرته تثبت لها حسن نواياها بقلب حنون
رسمت ابتسامتها بصعوبه من هول دهشتها وألتقطت الهديه تنظر لاعين مريم التي كانت تُطالعها ببرآه
- اتمنى تعجبك الهديه.. ونتصالح ونبقي أصدقاء يا ياقوت
واسبلت جفنيها بوداعه تنظر نحو ياقوت التي دخل عليها الدور ولانت ملامحها وابتسمت نحوها بصدق ولامت نفسها على حديثها عنها فيبدو انها فهمت اندفاعها خاطئ وهاهي تعتذر منها
- هو انا ممكن اقولك ياقوت عادي
لمعت عين ياقوت واشرقت ملامحها بأبتسامه حانيه
- طبعا يامريم.. هكون سعيده لو بقينا صحاب ونقرب من بعض
طالعهم حمزه بسعاده حقيقيه ينفث أنفاسه براحه وهو يراهم منسجمين هكذا
- المهم بابا يكون مبسوط
قالتها الصغيره بدهاء ليُطالعها حمزه وهو سعيد بأن صغيرته تتقبل كل شئ لأجله
- حببتي انا هبقي مبسوط لما تقربوا من بعض.. وكده اقدر اوعدكم اننا نسافر اي مكان تختاروه سوا..
وكأنه أراد أن يكافئهم فلا شئ يرق مضجعه تلك الفتره الا هما.. عواقبه تتلخص بين صراعه معهم يرغب بزوجته والتمتع معها براحه ولكن ابوته غرزت في اعماقه ولا يوجد مقارنه لديه بين حبهما
لمعت عين الصغيره وهي تنظر لملامح ياقوت التي تنظر لحمزه بسعاده عنـ.ـد.ما افصح عن نيته برحله معهم وحدهم
تمتمت داخلها بحقد
" مش هتاخدي مكان ماما أبداً.."
- خلي مريم هي اللي تختار المكان.. اكيد هي محتاجه الرحله ديه قبل الدراسه
تمتمت ياقوت عبـ.ـارتها وهي تُطالع مريم... ليسعد حمزه من ردت فعلها
بدء النادل يضع اطباق الطعام أمامهم.. ليصدح رنين هاتفه فنهض يُجيب على المتصل ناظراً لهم بحب
- كلوا لحد ما اخلص المكالمه ورجعلكم
اماءت ياقوت له برأسها وشرعت في ارتشاف الشربه بمعلقتها.. غير منتبها على نظرات مريم التي تحولت للعداء
- متحلميش اوي بالعيشه ديه كتير..
انصدmت من عبـ.ـارتها لترفع عيناها نحوها وقد استوعبت الامر اخيرا.. الصغيره تمثل أمام والدها
- أنتي بتعملي كده ليه معايا
رمقتها مريم بحقد.. انتظرت ياقوت ان تخبرها عن سبب كرهها ولكن الصغيره صمتت وبدأت تتناول طعامها
- اتأخرت عليكم
صوت حمزه وقدومه كانت الاجابه عليها.. فالصغيره صمتت حينا وجدته عائداً نحوهم
...................................
كان سهيل بـ.ـارعاً في رسم دوره حتى انه صدmها تجاوزاته كانت مخجله بالنسبه لوضعهم
- أخيراً رأيتك تحب اخي وتزوجت
هتف نورالدين عبـ.ـارته وهو يرمق سهيل الذي كان يمسد كف سماح داخل قبضته
ابتلعت جين طعامها بغصه وعيناها ترى المشهد..لم تتحدث بكلمه فالمشهد الغرامي الذي يعرضه سهيل جعلها تحترق بنيران الغيره
- سماح سرقت لي عقلي اخي
سلط عيناه نحو جين وهو يتمنى ان تأخذ دورها الصحيح وترحل عن شقيقه.. يعلم أن شقيقه سيتألــم ولكنه سيعتاد
لو استطاع اخبـ.ـاره سبب مكوثها بينهم وتضحيتها العظيمه بأن تظل ممرضه له
ارتسمت بسمه حنونه على شفتى نورالدين لتتعلق عيناه بجين
- انا وجين لدينا خبر لكما
لم يشعر بالراحه مما سيخبره به شقيقه وفي ثواني كان يخبره بأخر شئ ينتظره المُخادعه جعلت شقيقه يرغب بزواحها ستخدعه كزوج وتنتقم منه
- سنتزوج
حدقت بهم سماح صامته وأكملت تناول طعامها سعيده بما سيحدث لذلك المغــــرور.. ف الحكايه تعقدت وبدلا ان كانت مجرد حبيبه ستنتقل لرتبه اكبر وتكون زوجه شقيقه
......................................
تنهد وهو يجدها تبتعد عنه بعدmا حاوطها بذراعيه يدنو منها ليقبلها
- وهتفضلي لامتى زعلانه..
تمتمت بحـ.ـز.ن وهي لم تنسى معايرته له ونظراته التي اتهمتها ان ابـ.ـنته ذو نيه صادقه
- لما توافق اني اشتغل.. انا تعبت من القاعده لوحدي طول اليوم
اعتدلت في رقدتها لينظر لها ضائقاً عيناه
- أنتي كلمتي ناديه
تـ.ـو.ترت وهي تتذكر مجئ ناديه إليها اليوم صباحاً وقد طلبت منها ان تساعدها حتى تجعله يقبل امر عملها ولكن ناديه وضعت لها الحل دون ان تظهر هي في الصوره
" حمزه دلوقتي جوزك ياياقوت ابدأي افهمي مداخل جوزك وألعبي عليه... وصدقيني الراجـ.ـل بيعند اكتر لما طرف تالت بيدخل في قراراته مع مـ.ـر.اته"
واخدت تخبرها بنصائحها شعرت انها تتعلم من جديد.. وضحكت ساخره على حالها فمن اين ستتعلم وكل حياتها كانت مغلقه
- مدام سكتي يبقى كلامي صح
وزفر أنفاسه بمقت
- ياقوت انا مبحبش الجدال كتير
ارتبكت وهي عازمه علي فعل ما اخبرتها به ناديه.. فأقتربت منه تمسك كفيه برجاء
- ارجوك انا بحب الرسم وديه فرصه ليا.. ده يعتبر عمل تطوعي
واردفت بتلاعب من افضال ناديه
- انت طول عمرك حنين.. هتيجي معايا انا ومش هتبقى حنين
ابتسم علي عبـ.ـارتها
- ماشاء الله ناديه ليها تأثير ساحر
ورغم انه لانت ملامحه ووافق من أجل الا يحرمها من هوايتها أراد التلاعب بها
- قولت لا يا ياقوت
حاولت كثيرا معه إلي أن ضاقت أنفاسها.. فنهضت من فوق الفراش حانقه.. خرجت بمنامتها القصيره وقد نست امر مبيت مريم لديهم
دلفت للمطبخ تبحث عن شئ تخرج به حنقها.. ألتقطت إحدى حبات الطماطم تلتهمها بضيق
لتشعر بوجوده رمقته وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ويحدق بها مُستمتعا
- نفسك قصير يا ياقوت.. وعلى العموم انا موافق مدام ده حلمك
اتسعت عيناها ذهولاً غير مُصدقه انه وافق أخيراً ركضت اليه تتعلق بعنقه والسعاده تغمرها
- بجد موافق.. انا مبسوطه اوي
ضمها نحوه وقد خفق قلبه وهي بين ذراعيه... شبت على أقدامها تلثم خده مما جعل قلبه يخفق اكثر بمتعه
ولم ينتبهوا لنظرات الصغيره وقد تأكدت من صدق حديث صديقتها رؤى انها ستأخذه لها وسينساها
......................................
دفع سهيل كل شئ يقابله أمامه غاضباً وهو لا يري أمامه..خطته كانت لكي ترحل عنـ.ـد.ما ترى زوجته.. كان يعلم أن رحيلها لن يكون سهلا ولكن لم يظن ان الامر سيقلب لزواج.. فماذا ستريد من شقيقه وبوضعه هذا
- حقيره.. ماذا سأنتظر من النساء الا المكر
ألتوت شفتي سماح تهكماً ولم تعبئ بثورته
- تستاهل.. فاكرها هتقعد تبكي عليك اهي ألشتك وهتتجوز اخوك
وصلته همهمتها فتوقف عما يفعله لتحتد نظراته نحوها
ارعـ.ـبتها نظراته الحاده لترفع كتفيها بثقه
- بتبصيلي كده ليه.. لو فاكرني هخاف منك مش هخاف
قبض سهيل على كفيه يُجاهد محو أفكاره الشنيعه مُقترباً منها
- مدام اتفاقنا لم يجني ما خطت له.. سأخذ حق اموالي التي دفعتها لكي
اتسعت عيناها وهي تجده يرمقها بنظرات فهمتها.. لعنت اللحظه التي قابلته فيها والمال الذي أخذته منه وقد ظنت انه سيأتي شئ في أمواله .. اخذت بعض المال منه لتدفعه في دار أيتام أوشكت على السقوط اتفاقهم كان بعد نهايه مده العقد ولكن حدث ماحدث
- بس ده مكنش اتفاقنا..
مرت أمامه صوره والدته وهي في أحضان عمه... ذكرى لعينه لم ينساها يوماً
ابتلعت سماح لعابها بخــــوف من قربه لها وانتفضت من فوق الفراش هاربه الا انه كان اسرع منها
- سأخذ حقي بمالي سماح
يتبع بأذن الله
↚
انزوت على نفسها تثري حالها بعدmا نهض عنها.. وقف مصعوقاً مما فعله لايُصدق انه نالها هكذا.. قبض على كفيه بقوه يرمقها بنظرات جـ.ـا.مده يسمع آنينها
- سماح
ازداد نحيبها وهي تسمع صوته الذي كرهته.. لم يأبى لصراخها ولا توسلاتها وهي تترجاه ان يتركها.. نفخ أنفاسه بضيق عما صار بينهم
- لم اقصد فعل ذلك.. سأدفع ثمن تلك الليله ان اردتي
ادmت كلمـ.ـا.ته قلبها الذي لم تشفي جراحه.. أعاد إليها سنوات من عمرها جاهدت على نسيانها.. تمقت لمسات الرجـ.ـال أقسمت ان لا يمسها رجلاً ثانية.. ضحكه ساخرة صدحت داخلها فمن منا لم يقسم على شئ ان لن يفعله ولن يقبل به الا وجاء يوماً مصعوقاً من حاله
ارتجفت شفتيها قهراً تبحث عن شئ تقذفه به.. يظنها سلعه
تعلقت عيناها الدامعه به وهي تجده ينتظر ان يسمع منها الثمن الذي تريده
- كم تريدي سماح
عند تلك النقطه لم تعد تحتمل بذائته.. كادت ان تصرخ به ليصدح صراخ الخادmه بأسمه تستنجد به
- سيدي ساعدنا..
هرول من الغرفه عنـ.ـد.ما ألتقطت أذنيه ان الأمر يخص شقيقه
....................................
انتقلت أنظار سهيل بين شقيقه وجين التي تمسك كفيه تقبلهما
- انا اسفه حبيبي.. ماحدث لك بسببي انا
قالتها جين بأعين دامعه ولكن داخلها كانت ترقص فرحاً فقد حققت ماارادت
شردت في الحقيقه التي سمعتها وعن المال الذي دفعه سهيل لتلك المخادعه التي تزوجها حتى ترحل هي عنهم
أصابت هدفها عنـ.ـد.ما ذهبت إلى نورالدين تحمل حقيبه ملابسها تُخبره انها ستغادر المنزل فشقيقه يرفضها ولن تقبل ان تسبب لهما نزاع من أجلها
خرجت من غرفته بعدmا اجادت رسم خطتها وكما توقعت لم يتحمل نورالدين رحيلها هرول خلفها بمقعده المتحرك وعند الدرج جاهد ان يقف على اقدامه ليسقط بعدها من أعلى الدرج هاتفاً بأسمها ان لا ترحل
حب نورالدين لها أصبح ورقه رابحه ومدام علمت بحقيقه زواج سهيل لن تضيع حلمها فيه حتى لو تزوجت بشقيقه العاجز
واكملت دور الممرضه والحبيبه المخلصه التي لا مثيل لها
ابتسم نورالدين وهو يُطالع سماح الواقفه على أعتاب الغرفه تطرق عيناها نحو يداها المتشابكه
- سلامتك
تصلب جــــســ ـد سهيل وهو يسمع بحة صوتها المنكـ.ـسر.. اغمض عيناه نادmاً على فعلته
- اقتربي زوجة اخي
اقتربت منه سماح وهي تختنق من وجود من أخذ حقه منها بمقابل ماله اللعين ولكن كرهها لسهيل لا تضعه في كفه نورالدين الرجل الذي لا يُطالعها الا بحنان وابتسامه دافئه
- انها وقعه فقط وانا بخير...
ثم رمق جين بمحبه ألتقطتها سماح بأشفاق عليه
- يبدو انني غالي عليكم
وقد كانت جين بـ.ـارعه في جعله يهواها اكثر.. فتعلقت عين سهيل بسماح التي لم تتحمل النظر اليه فوجوده يُذكرها بلمساتها التي تحرق جــــســ ـدها
.....................................
المفاجأة التي كانت إليها ان المركز التعليمي الذي ستعمل به كان قريباً من شركة الحراسات الخاصه به..كان يوماً جميلاً وهي تجلس بين الأطفال تُعلمهم خطوات الرسم..انقضى اليوم الأول لها وخرجت من المركز سعيده..
وصلت للمنزل واسرعت في تبديل ثيابها كي تدلف للمطبخ وتصنع له الطعام الذي يفضله.. اردت ان تصنع له عشاءً َمميزاً له امتنانً على موافقته واحترامه لحلمها
وقفت في المطبخ تطهو الطعام بخفه فأنتبهت على اهتزاز هاتفها لتقع عيناها على اسمه فأبتمست بسعاده لتذكره اليوم الأول لعملها
كان يخرج من الشركه متجهاً لسيارته ينتظر ردها
- مش قولتلك كلميني لما تخلصي شغلك
لطـ.ـمـ.ـت جبهتها بخفه متُذكره ما أخبرها به
- غـ.ـصـ.ـب عني نسيت.. اصلي كنت فرحانه باليوم الأول ليا في المركز
وقبل ان يُعاتبها اردفت بصوت معتذراً
- مزعلتش صح
ابتسم على برأتها متنهدا.. سمعت صوت أحدهم يفتح له باب السياره ويشكره.. دق قلبها بسعاده فموعد وصوله قد اقترب وستبدء في اتباع نصائح ناديه التي اخبرتها عن حكايتها هي وفؤاد وكيف وصلت لقلبه حتى بات لا يتحمل البعد عنها
فاحت رائحة الطعام لتتسع عيناها صارخه
- الاكل هيتحرق.. اقفل عشان ألحقه
ولم تنتظر رده فأغلقت الهاتف ليضحك على فعلتها مُتجهاً إليها حتى يري ما احرقته
...................................
نظرت ليدها التي ألسعتها حراره الفرن وقد ضمدتها لتحط عيناها نحو الطعام المُعد وهبطت بعينيها نحو ثوبها الذي يصل لركبتيها...
ثلاثه ساعات مرت علي وقت مُكالمته ولم يأتي
قررت أن تتصل به كي تطمئن عليه وتعرف موعد وصوله انفتح الخط ا لتُجيب عليها الصغيره وتنظر الي ذراعها الذي قد كـ.ـسر ولحظها ان سترته كانت فوق فراشها والهاتف داخلها
- حمزه هترجع امتى.. انا حضرت الاكل من بدري ومستنياك
هتفت عبـ.ـارتها وهي تظن هو
- انا مريم.. بابا مش فاضي يرد عليكي وهيتعشا معانا وهيبات هنا.. ياريت مستتنهوش
وانقطع الخط وبعدها اغلقت الهاتف تماماً.. كانت ندي تقف على أعتاب حجرتها تضيق عيناها من فعله الصغيره
- ولما تقوله على كلامك ده هيكون منظرك ايه قدامه.. اتقبلي فكره ان هي بقيت مـ.ـر.اته يامريم
تآوهت من ألــم ذراعها لتقترب منها ندي قلقاً
- اخدتي المسكن اللي الدكتور كتبهولك
استطاعت الصغيره ان تجعل ندي تنسى فعلتها.. وبالفعل ندي نست واجتمعوا جميعهم في غرفتها يُمازحوها وهي كانت سعيده أن الكل مهتم بها وحدها
وفي ظل ضحكاتهم ومزاحهم مع صغيرته نهض من فوق فراشها يلتقط سترته لتتعلق عين مريم به
- هو انت مش هتبات هنا يابابا
رمق شريف شقيقته حتي تصمت..فهو احترم مشاعرهم ولم يجلب زوجته للعيش معهم.. فماذا سيريدوا اكثر من ذلك
- حببتي بكره هكون عندك.. لازم امشي ياقوت لوحدها في البيت
تجمدت ملامح مريم وهي تسمع اسم غريمتها التي سرقت حقها فيه كما يصور لها عقلها وتبثه داخلها رؤى صديقتها
رحل بعد وعد انه سيأتي إليها صباحاً قبل الذهاب لعمله.. احتضان شريف لها ومزاح شهاب معها جعلوها تنـ.ـد.مج معهم ثانيه بعد ان كانت تحترق من نيران الغيره وهي تتذكر تلك الليله التي قضتها لديهم... فمشهد ضمه لها وتعلقها به ثم عودتهم لغرفتهم وفهمها للامور جعلها تحقد على ياقوت اكثر
..................................
سقطت عيناه عليها وهي نائمه فوق الاريكه تضم جــــســ ـدها بذراعيها تعلقت عيناه بيدها المضمودة وقبل ان يقترب منها وقعت عيناه على الطعام الذي تركته كما هو دون أن تمسه
تنهد بضيق مما أصبح فيه لا هو ينعم بها ولا عاد ينعم بالراحه
جثي على ركبتيه جانبها يمسح على خصلاتها ثم انتقل بكفه نحو وجهها هامساً بأسمها
- ياقوت
أعاد هتافه ثانيه الي ان تلملمت فوق الاريكه تفتح عيناها الحزينه تُطالعه بآلم
- ايه اللي نيمك هنا ومكلتيش ليه
تأملته بحسره ولوم ليزفر أنفاسه بضيق من صمتها
- ياقوت ردي عليا.. مش هفضل اسأل وانتي بصالي كده
تمالكت ذرف دmـ.ـو.عها بصعوبه.. ولكن قلبها رفض صمتها وابي ان يظل هكذا لا ينال الا القليل وعليه ان يعطي هو.. خرج صوتها بثقل
- هقول ايه.. ابسط حق ليا مش من حقي.. لا من حقي وجودك جانبي ولا من حقي استنى اهتمام منك ارضى بس اللي بتدهولي وبوجودك معايا في ساعات الليل
واردفت بآلم
- انا زوجه في رتبه عشيقه مش اكتر..
تجمدت ملامحه من سماع قولها.. ف المعنى قد وصل اليه.. لكنه لا يعدها كما يصور لها عقلها هو يحبها ولكن حب يحسب خطواته بعقله والقلب ك الراغب والخائف.. يُريد ان يحيا ولكنه يخشى الضعف
انسابت دmـ.ـو.عها وعيناها قد تعلقت بعينيه
- هو انا ليه ديما على الهامش في حياتكم.. مرات ابويا بتحب عيالها اوي وماما بتحب جوزها وبتخاف على زعله وبابا بيحاول يظهر حبه ليا بس مش عارف خايف من غيرة مـ.ـر.اته.. عمتي الوحيده اللي كانت صدقه في حبها وانا كنت بدفع تمن الحب ده
سقطت كلمـ.ـا.تها على قلبه بمرارتها فشعر بعلقمها في حلقه
انهيارها ذبذب قلبه.. لم يشعر الا وهو يضمها اليه
- لدرجادي موجوعه مني يا ياقوت
ضاقت أنفاسها تدفن وجهها في عنقه
- انا موجوعه من كل الناس.. موجوعه حتى من نفسي
تركها تخرج كل ما بداخلها... يشعر بظلمها لا رحله زواج منحها لها رغم مقدرته الماديه ولا يجلس معها في ساعه صفا بينهم يُلاطفها..
صوت تنهيداتها اخترق أذنيه.. ليبعدها عنه ناظراً الي يدها
- مالها ايدك
اضحكته اجابتها ونظرتها المستاءه
- اتلسعت من صنيه البطاطس المحروقه
تناول كفها المضمود يُقبل باطنه فأرتجف قلبها
- وزعلانه على يدك ولا على صنيه البطاطس
جاءته اجابتها الأخرى لتنفرج شفتيه في ضحكه صاخبه
- طبعا على صنية البطاطس
عاد لضمها يُخبرها عن سبب تأخيره
- مريم دراعها اتكـ.ـسر وده سبب تأخيري.. المفروض كنت اتصل بيكي ابلغك..لكن غـ.ـصـ.ـب عني نسيت
لم تعاتبه ثانيه عنـ.ـد.ما تفهمت الأمر.. ولكن أقسمت داخلها ان تتعلم اللعب بذكاء مع الصغيره بعد تلك المكالمه
سألته بصدق عن حالها
- بقت كويسه دلوقتي.. بكره هروح ازورها اطمن عليها
ابتسم على طيبتها.. فبعد ثورتها عليه مضى الأمر بكلمتان ارضى بهم قلبها.. عيناه جالت على ملامحها الهادئه وخصلاتها التي تسقط علي عنقها ب ألتواء لم يشعر الا وهو يحط شفتيه على عنقها يسألها عن يومها
..................................
اتسعت عين فرات وهو يسمع طلب مكرم منه... لا يُصدق ان تلك الملعونه اغوت مكرم ابن احد اصدقاء عائلته
- انت بتقول ايه يامكرم.. عايز تتجوز مين
تصنع مكرم الدور الذي اتي من أجله
- عايز اتجوز صفا
قطب فرات حاجبيه..ابعدها عن حياه شقيقته لتضع شباكها على مكرم الشاب الذي يعده كشقيق أصغر ويأتمنه علي ماله هنا
- صفا الخدامه.. عايز تتجوز خدامه
قالها فرات بجمود.. لتتعلق عين مكرم بنقطه بعيده
- انا عارف صفا كويس يافرات بيه.. صفا كانت صديقه الطفوله وسـ.ـجـ.ـنها كان ظلم.. كلنا عارفين مين هو عدنان الأنصاري
انصدm فرات مما يسمعه عن معرفته بها
- انت طلعت تعرفها يامكرم.. ومقولتش ليه من اول مره شوفتها هنا
ارتبك مكرم من سؤال فرات.. فخطته ستُكشف وفرات ليس إلا رجلا عسكريا قبل أن يكون رجل أعمال يدير السوق ببراعه
- محبتش اسبب ليها مشكله
رمقه فرات دون اقتناع.. فشكوكه تخبره ان هناك لغزاً في عرض مكرم
- والدك هيوافق على الارتباط ده انت ناسي وضعه ودخوله مجلس الشعب
واردف بتلاعب متفحصاً ملامح مكرم المتـ.ـو.تره
- وخطوبتك من بـ.ـنت شريكه يامكرم
حاصره فرات بما لم يحسب له حساب.. انتقامه منها كان يقوده الي فعل اي شئ.. دارت الأفكار في عقله يبحث عما يقنع به فرات
- فرات بيه صفا كانت حلم ومحتاج احققه عشان أنهى مرضى بيها.. لو اتجوزتها هنهي هوسي..اكيد انت فاهمني
تلاعب فرات بالقلم بين اصابعه... الكل يراها حلماً وهوسً وهو لا يري بها الا امرأه لعوب.. اماء برأسه يظهر له اقتناعه
- جواز متعه تقصد
لمعت عين مكرم بعدmا شعر ان خطته تسير كما يرغب واماء له برأسه.. فلا بأس أن ينالها وينتقم منها
.....................................
زفر شهاب أنفاسه بأرهاق وارتخي في مقعده يغمض عيناه من آلم الصداع..طرقت سمر بخفه على باب غرفته ودلفت تحمل بعض الأوراق التي تحتاج امضاءه
أسبلت جفنيها وهي ترمقه تضع الأوراق أمامه تسأله بأهتمام
- حضرتك شكلك تعبان
حرك رابطه عنقه وهو يعتدل في جلوسه.. لتخرج من الغرفه تحت نظراته المتعجبه لهرولتها بعدmا ألقت بسؤالها
- مـ.ـجـ.ـنو.نه ديه ولا ايه
خمسة عشر دقائق قد مرت ليجدها تدلف غرفته ثانيه تحمل فنجان قهوه ومسكن للصداع
- اتفضل
رمق ماوضعته أمامه متعجباً لتمتم بعبـ.ـارات هامسه
- حضرتك بترهق نفسك اوي في الشغل
ابتسم بلطف على فعلتها.. فرغم شعوره بالقلق منها الا انه ينكر اجتهادها بعمله.. مكتبه ترتبه بنفسها.. قهوته تعدها له..
- شكرا ياسمر
وعلي تلك الجمله كانت ندي تدلف غرفه مكتبه تسلط عيناها نحوهما مبتسمه
- ازيك ياسمر
تعلقت عين سمر بنهوض مديرها من فوق مقعده مُحتضناً زوجته بين ذراعيه يُخبرها انه اشتاق اليها
ذكرها المشهد بحبيبها الخائن الذي تركها قبل عرسهم و.جـ.ـعلها اضحوكه للجميع.. وشئ داخلها هتف انها تستحق رجلا مثل مديرها
.................................
تجمدت يد فرات على هاتفه وهو يستمع لوالد مكرم بعدmا اخبره عن عرض مكرم بالزواج من خادmته.. صدmة عامر كانت كبري وهو يسمع اسمها ثانيه في حياة أولاده
- ابعدها عنه يافرات.. مكرم ممكن يضيع بسببها..اعمل اي حاجه ووقف الجوازه ديه... انا مش عايز الماضي يرجع واللي راح راح خلاص ومنال مـ.ـا.تت مش هترجع تاني
تعجب فرات مما يسمعه مُتذكراً منال حبه الصامت.. لم يخفق قلبه الا لها.. لن ينسى اليوم الذي عاد فيه من اجازته بخدmته بالجيش مقرراً طلب يداها وتُكمل دراستها وهي زوجته
ارتجف قلبه من أثر ذكراها
- ايه اللي دخل منال في الحكايه.. مش منال مـ.ـا.تت في حادثه
سقطت دmـ.ـو.ع عامر وهو يتذكر ابـ.ـنته وسرها
- عدنان الأنصاري هو السبب في مـ.ـو.تها يافرات.. مكرم بيحلم باليوم اللي هينتقم في من صفا.. صفا اللي كانت حلم طفولته ومحبش غيرها
.......................................
خرجت هناء من غرفتها ترتدي حذائها بأستعجال
- لازم يعني اجي المناسبه ديه معاك
تأملها مراد بأعجاب برق في مقلتيه.. لتقترب منه تستند على كتفه
- اخيرا خلصت
عملها وخروجها من دائره أحلامها جعلها تحيا بطاقه وأعادت لقلبها الثقه... أصبحت لا تشعر انها ناقصه انما هو من ستجعله يشعر كل يوم انه نقص حينا رفض حبها
- طالعه حلوه ياهناء
رفعت عيناها نحوه ترفع كتفيها بزهو وهتفت بدراما
- شكرا للمجامله ديه سيدي
ضحك على دعابتها وعيناه تلمع وهو ينظر إليها.. شعرت بنظراته تفحصها
- مش يلا بقى هتتأخر كده
تنحنح حرجاً بعدmا فاق من تحديقه بها..ليمد كفه كي يلتقط يدها.. انتظر ان تمد له يدها وشعر بالخيبه عنـ.ـد.ما رأي علامـ.ـا.ت ترددها وسريعاً استرخت ملامحه وطرب قلبه عنـ.ـد.ما تلامست كفوفهم
.......................................
ابتسمت ياقوت بسعاده وهي تضع بعض من الزينه على وجه مها التي اخبرتها انها تعد مفاجأة اليوم لشريف وتريد ان تظهر في عينيه جميله
- كده خلصت مع انك مش محتاجه حاجه.. انتي جميله لوحدك يامها
ارتجف قلب مها بسعاده
- انا مش عارفه اشكرك ازاي يا ياقوت.. مكنتش عارفه اطلب ده من حد واتحرجت من ندي.. الحمدلله انك جيتي النهارده
وعنـ.ـد.ما تذكرت حديث مريم مع ياقوت اليوم عند زيارتها.. كانت ذاهبه للصغيره كي تجلس معها
- متزعليش من مريم يا ياقوت.. بكره تعرفك كويس وتحبك
ارتسم الحـ.ـز.ن على ملامح ياقوت ومازال تهكم الصغيره بها حينما عرفتها على معلمتها يمر أمام عينيها فعلتها ولم تكن غير ريما التي طالعتها بتفحص غير مصدقه انها هي من اختارها "حمزه الزهدي" وتزوجها
- ياقوت رحتي فين
انتبهت ياقوت على صوتها ومسحت على شعرها الناعم
- معاكي يامها.. انتي محتاجه مني حاجه تانيه قبل ما انزل
طرقات على باب الغرفه قطع حوارهم لتدلف الخادmه
- حمزه بيه مستني حضرتك تحت
......................................
تعلقت عين هناء بأتساع وهي ترى مديرها واقترابه من احداهن.. ابتلعت ريقها بتـ.ـو.تر خشيه ان يراها في حفل كهذا وادارت جــــســ ـدها عنـ.ـد.ما وجدته يلتف حوله.. بحثت عن مراد الذي وقف على بضعه خطوات منها يُحادث احد الرجـ.ـال مع شريكته الجديده التي تقف جانبه وتلتهمه بنظراتها
اقتربت منهما تمسك يده أمام نظرات نغم التي تجهم وجهها حين عرفت انه متزوجاً
- مراد انا تعبانه وعايزه اروح
ابتعد بها قلقاً يُلامس وجهها بكفيه
- مالك ياهناء.. انتي كنتي كويسه
تـ.ـو.ترت من لمساته ثم مالت قليلاً حينا سمعت صوت نغم يهتف بأسم خالد الذي كان يقترب من مكان وقوفهم
بحثت عن مهرب بعينيها فلو رأها هنا ولو علم مراد بمكان عملها.. فقد كذبت عليه واخبرته انها تعمل في إحدى الشركات الكبرى
- هناء فيكي ايه.. حاسه بأيه طيب راسك مش سخنه
كان يهتف بعبـ.ـاراته وهي لا تسمعه من فرط تـ.ـو.ترها.. ليقف جـ.ـا.مداً عنـ.ـد.ما ألقت نفسها بين ذراعيه تدفن رأسها بصدره
وخالد يمر جانبها ذاهباً الي نغم التي عرفته بالرجل الذي يقف معها
- خالد ابن عمي وجوز اختي جنات
...................................
اتسعت حدقتيها ذهولاً وهي تقف أمامه
- بجد هسافر معاك
رغم انه لم يُفكر بأخذها الا اليوم وكان مُتردداً في أخذها فالرحله رحلة عمل لا أكثر.. ابتسم على سعادتها
- بجد يا ياقوت اخر الأسبوع مسافرين.. بس ديه سفريه شغل
تهللت اساريرها تتقافز أمامه .. وقد بدأت قيود خجلها منه تذوب
- مش مهم.. المهم اننا هنسافر.. هنروح فين شرم ولا الغردقه
ضحك على تقافزها وسؤالها
- مسافرين هولندا
وكانت عيناها هي من تُعبر عنها .. لتصدح ضحكاته
- في ايه مالك.. شكلك بيقول مش عايزه تيجي معايا
داعبها بكلمـ.ـا.ته ثم اتجه نحو الفراش ليقف على صرختها
- طب والمركز.. هند تقول عليا ايه.. مركز ايه لا الفرصه مش بتتعوض صح
كانت تُحادث نفسها لتشهق حينا وجدته منحني عليها يفحصها بنظراته
- أنتي فيكي ايه النهارده
- مش عارفه.. اظاهر اني تقلت في العشا
ضحك من قلبه على عبـ.ـارتها
- ياريت تتقلي في العشا كل يوم.. وتاكلي من نفس الأصناف
تمتم عبـ.ـارته وهو يلتهمها بنظراته...فسعادتها لا تلمع فوق وجنتيها وحسب إنما تشع من عينيها التي ترمقه بنظرة يشعر وكأنها تذيب عتمته
- اتقل في العشا ليه.. كده هتخن
قالت كلمـ.ـا.تها ببرأه ودلال... ليدنو منها نافخاً أنفاسه على صفحات وجهها
- مش مهم.. عايزك مـ.ـجـ.ـنو.نه يا ياقوت حياة العاقلين تعبتني
وقد صدقت ناديه في كلامها معها.. شقيقها قد ملّ من حياه العقلاء حياه تُحسب بالورقه والقلم
................................
كانت تتشبث بغطائها تُصارع كابوسها.. تعتذر من صديقتها ووالدها يقف ضاحكاً يسحب منال خلفه وهي تركض خلفهم كي تُنجدها منه
انتفضت فزعاً على أثر صرخات وعصا تلطمها في معدتها
- انا تسرقيني.. هستني ايه من خريجه سجون
ارتجف قلب صفا وهي تفتح عيناها وتلتقط أنفاسها فأي سرقه يتحدث عنها.. لم تُذنب ولم تسرق شئ
- انا مسرقتش حاجه
↚
قلبت الغرفه رأساً على عقب تبحث عن الخاتم الماسي الذي يتهمها بسرقته.. عصرت ذاكرتها لعلها تتذكر شئ أثناء تنظيفها لغرفته ولكن لم تلقط عيناها شئ كهذا
سقطت دmـ.ـو.عها بعجز تدور حول نفسها هنا وهناك حتى نهكت قواها ليتصلب جــــســ ـدها وهي تسمع صوته
- ساعه بتدوري عليه
واردف مُتهكماً
- مش لايق عليكي التمثيل ده
واقترب منها يدفشها أمامه
- والله ما سرقت حاجه ولا شوفته وانا بنضف.. انا مش حـ.ـر.اميه
ارتسمت السخريه على شفتيه ومازال يدفعها أمامه الي ان وصل بها للمطبخ الذى تبيت فيه أمراً اياها
- دوري في حاجتك ووريني
تعلقت عيناها بفرشتها التي تأخذ ركناً في احد أركان المطبخ..اعتصر الآلم قلبها فأي حياه تلك التي كانت تنتظرها وتعد لها الايام حينما كانت في مسـ.ـجـ.ـنها.. انحنت تبحث أسفل وسادتها وتنفض فرشتها
رمقها فرات بوجه جـ.ـا.مد لتنظر الي مكان نومتها
- مافيش حاجه
كان يعلم أين ستجد ضالته ولعبته التي خطط لها ولكن بعقله العسكري كان يرسم الدور بأتقان وببطئ
- دوري في هدومك
طالعته بأعين غامت بها دmـ.ـو.عها لتفعل ما أمرها حتي تتخلص بعدها من ذلك الاتهام ثم سترحل مهما كلفها الأمر
بحثت في ملابسها لتقع يدها على شئ مُستدير.. ارتجفت اوصالها وهي تخرج كفها من أسفل ملابسها تخشي ماخاوفها
ألتقط يدها بعنف ناظراً الي ما تقبض عليه بكفها.. لتسقط عيناه على ضالته ناظراً لها بأحتقار
- هستني ايه من واحده خريجه سجون
وفي ثواني كان يخرج من المطبخ مُتجها الي الخارج صارخاً بالحارس الذي يقف على بوابه المنزل والذي دلف سريعاً بعد اوامره ليُحاصرها بسلاحه.. والتهمه التي لم تفعلها سقطت على عاتقها لتصرخ بآلم
- مسرقتش حاجه والله ما سرقت حاجه
صراخها لم يُحرك به ساكناً وهو يرفع هاتفه أمامها
- مكانك السـ.ـجـ.ـن اللي خرجتي منه
ركضت نحوه تتوسله بعدmا ازاحت الحارس عنها
- انا عمري ماكنت حـ.ـر.اميه في يوم.. واتسـ.ـجـ.ـنت ظلم..ابوس ايدك رجعني مصر ولو بتعمل كده عشان عزيز ميقربش مني احلفلك اني هبعد عنه ومش هتشفوني في حياتكم خالص
جعلها تصل إلى حد الانهيار.. ترجته وتوسلت ان يرحمها وأنهم لن يروها بحياتهم ثانيه.. ليشعر فرات بالاشباع وهو يري ذلولها يقسم انه سيجعلها تعيش ماعاشته منال حبيبته وقد عرف سبب رحيلها بعد سنين دفن فيها حبه
- اخرج انت يا ابراهيم
اشار الي حارسه بالخروج.. فأنصرف الحارس دون كلمه لتتعلق عين صفا به تظن انه سيعفو عنها من ذنب لم تقترفه
- حريتك ولا السـ.ـجـ.ـن
هتف عبـ.ـارته بوجه جـ.ـا.مد جعل جــــســ ـدها يرتجف من قسوة ما تعيشه.. قضمت شفتيها بقوة ودmـ.ـو.عها تسيل فوق وجنتيها
- جدران السـ.ـجـ.ـن كانت احن عليا من قسوة البشر
طالعت وجهه الذي كرهته
- يعنى اختارتي السـ.ـجـ.ـن
تمتم فرات عبـ.ـارته مُتهكماً.. وكاد ان يعود لرفع هاتفه ثانية فوق أذنيه كي يطلب الشرطه.. اغمضت عيناها والألــم يجثم فوق روحها ستُلقي في السـ.ـجـ.ـن مرة ثانية ظلماً
- عايزه حريتي
سمع الجمله التي ينتظرها ليُحدق بها للحظات يتأمل هيئتها الشاحبه
- مدام اختارتي حريتك يبقى هتدفعي حق منال وهتعيشي زي ماعاشت
.....................................
شعرت بقبلاته تغمر صفحات وجهها ويده تعبث بخصلاتها.. تقلبت في نومتها ترفع كفها تبحث عن وجهه..
أبتسم شريف إليها وهو اسعد رجلا بعد أن وهبت له نفسها برضى
- صباح الخير ياحببتي
خجلت وهي تتذكر أحداث ليله أمس.. كانت لمساته تخرجها من ظلامها.. سقطت دmـ.ـو.عها ورغبتها في رؤية وجهه الان حتى ترى سعادته بأنها أصبحت له
- بتعيطي ليه ياحببتي.. في حاجه تعباكي
ارتجفت شفتيها وبحثت عن صدره بكفيها ثم دفنت رأسها به
- نفسي اشوفك.. كل اللحظات الحلوه محرومه منها
انهمرت دmـ.ـو.عها بغزاره فمهما خرج من بين الشفاه كلمـ.ـا.ت تأخذنا لعالم اخر الا ان لغه الأعين اقوى في إيصال مشاعرنا
- هتعملي العمليه وتخفي يامها.. وهنعوض كل حاجه من تاني اوعدك ياحببتي
سمع شهقاتها فضمها اليه اكثر.. مازحها حتى يجعلها تنسي نقصها
- المفروض الواحد يصحى على كلمه حبيبي وبوسه على خد ده والخد ده مش عـ.ـيا.ط يامها
ابتعدت عنه بعدmا شعرت بحماقتها فعاد لضمها مستمتعاً سعيداً
طرقات قطعت لحظتهم لتهتف الخادmه
- شريف بيه.. اخت مدام مها وجوزها تحت
حينا سمعت اسمه تلاشت سعادتها وعادت لحـ.ـضـ.ـنه من جديد
- قوليلهم نازلين يا مجيده
.....................................
احتست ياقوت كأس الشاي الذي جلبته لها العامله في غرفة هند التي طلبت منها انتظارها في غرفة مكتبها لتتحدث معها عن الراتب الذي تُريده مُقابل عملها معهم
- اتأخرت عليكي
ألتفت ياقوت نحوها ترمقها بأبتسامه هادئه
- لا ابدا
جلست هند في المقعد الذي أمامها تنظر إليها بلطف
- ت عـ.ـر.في يا ياقوت بساطتك ديه احلى حاجه فيكي.. واتوقع ان من أسباب اختيار حمزه ليكي ك شريكة حياته
تخضبت وجنتيها خجلاً فهى لا تعرف سبب اختيار حمزة لها كزوجه فأحيانا تشعر انها شئ ثمين بحياته وأحيانا أخرى لا تشعر بشئ كل ما ترغب به أن تنال حياة هادئه ناجحه معه ولا ترى شمـ.ـا.تة زوجه ابيها بها
- وشك جاب الوان الطيف.. خلينا نرجع لموضوعنا الأساسي.. قوليلي عايزه راتب اد ايه
انتظرت هند ان تُجيبها ولكنها كانت تشعر بالحرج بمثل تلك الأمور هي تُمارس هوايتها حبً والمال لو أخذته ستبعثه لوالدها فعمله في محل الفاكهه لم يعد يكفي حاجه اخوتها ولا علاجه
- اللي تشوفيه.. انا بمارس هوايتي حب مش عشان الفلوس
كانت تعلم هند ان هذه ستكون اجابتها.. اتفقوا على الراتب
ليدخل أحدهما بطريقه دراميه
- وردتي الجميله
شعر مروان بالحرج عنـ.ـد.ما لم يجدها وحدها ولكن فور ان وقعت عيناه على ياقوت ابتسم بود
- ازيك يامدام ياقوت
أصبح على علم بزواج حمزه واختيار ياقوت.. ورغم انه لا يري توافق في تلك الزيجه الا انه في النهايه هذا قرار صديقه
- لسا كنت عند حمزه في شركة الحراسات بعاتبه على جوازه اللي كنت اخر من يعلم عنه
شعرت ياقوت بالحرج وتـ.ـو.ترت وهي تبل شفتيها بطرف لسانها
- كل حاجه جات بسرعه والفرح كان في البلد
طالعت هند زوجها بأبتسامه مُحبه
- خلاص بقى يامروان قلبك طيب..احنا ندبس حمزة في عزومه محترمه وناخد حقنا منه
وقف مروان لوهله مُفكراً وكأن العرض راق اليه لينظر لزوجته ضاحكا بداعبه
- تصدقي عندك حق
ابتسمت ياقوت على عبـ.ـاراتهم ولطافتهم وأقتربت هند من زوجها تهنـ.ـد.م له قميصه
- قولتلك مليون مره اقفل القميص للآخر
ضحك مروان على أفعال زوجته.. لترمقه بحنق وهي تغلق له ازراز قميصه.. خجلت ياقوت من وجودها بينهم وألتقطت حقيبتها
- همشي انا.. محتاجه مني حاجه
ابتعدت هند عن زوجها بعد أن هنـ.ـد.مت له قميصه
- لا ياحببتي تقدري تمشي
خرجت من المركز تحسم امرها بالذهب اليه.. مشهد مروان وهند جعلها تشعر انها بحاجه ان تُجرب مثل هذه المشاعر.. قادتها اقدامها الي مقر الشركه لتقف تنظر إلى وجهتها ثم دلفت إليها
الجميع كان يعلم انها موظفه في إحدى أفرع شركته فقد أتت من قبل هنا.. ولكن هويتها الجديده ليس بكثره من يعرفها فزواجه لم يكن مُعلناً للجميع..
صعدت لغرفه مكتبه التي تعرف وجهتها..في نفس اللحظة التي صعدت بها عبر الدرج كان يهبط من المصعد وبحانبه سيلين التي عادت من عملها بدوله الإمارات
وقفت ياقوت أمام سكرتير مكتبه تطلب مقابلته وعلى ثغرها أبتسامه واسعه تلاشت حينا أخبرها
- حمزه بيه لسا خارج من دقايق
أسرعت في خطاها وتلك المره صعدت المصعد كي تلحقه
خرجت من الشركه كما دخلت ولكن تلك المره بخطوات سريعه لتقف في مكانها وهي ترى سيارته تُغادر وبحانبه امرأة
انطفئ حلمها الذي تخيلت فيه حـ.ـضـ.ـنه حينا تذهب لمقر عمله.. يُمازحها يغمرها بقبلاته فتخجل.. أحلاما حلم بها القلب
- اظاهر ان الأحلام ديه في الروايات بس يا ياقوت
خاطبت حالها بأنفاس مُتقطعه وضاقت عيناها وهي تود معرفه هوية تلك المرأة
- اكيد ليها شغل معاه.. يعني هيكون بينهم ايه.. اكبري يا ياقوت
.....................................
أوقف سيارته بغـ.ـصـ.ـب بعد أن تعب من صراخها المتواصل
- هرجع بلدي يعني هرجع ياسهيل.. مش اخدت تمن فلوسك
اغمض عيناه وهو يزفر أنفاسه بقوه
- اصمتي قليلا
ضاقت أنفاسها من بروده العجيب عليها.. فرفعت كفيها تدفعه علي صدره
- هفضحك وسط الإعلام.. واحكي عن لعبتك الحقيره واغـ.ـتـ.ـsـ.ـابك ليا
تجمدت ملامحه وقد نفر من تلك الكلمه
- وهل تظني انهم سيصدقوكي... ثانيا انتي زوجتي سماح كنا متفقين اما لا فأنتي زوجتي وهذا حقي
اشتغل قلبها بالحقد وكادت ان ترفع يدها لتصفعه.. فقبض على كفها بقوه مُحذراً
- احذري من أفعالك سماح
تعلقت عيناهم بتحدي
- عايز ايه تاني مني... اخوك وهيتجوز جين خلاص
اغمض سهيل عيناه ليزفر أنفاسه بغـــضــــب
- سأجعلها تدفع ثمن لعبتها
ونظر لها بهدوء يعرف ان تلك الطريقه تجدي معها نفعاً
- اعتبري تلك المره خدmتك من أجل اخي سماح
....................................
تلملمت فوق الفراش لا تشعر بالنعاس.. رقدت على جانبها تتأمل ملامحه وهو غافي.. مدت كفها نحو وجهه تُحرك باطن كفها بخفه تسأل حالها
- ياترى جوازنا نهايته ايه
نهضت من جانبه تلتقط مئزرها وتغلقه جيداً على جــــســ ـدها
سمعت رنين هاتفها وقد تجاوزت الساعه الثانيه عشر.. تعلقت عيناها بأسم هناء لتسرع في الاجابه عليها
- هناء انتي فيكي حاجه
زفرت هناء أنفاسها وهي تقضم اظافرها من فرط تـ.ـو.ترها من المصيبه التي حلت عليها
- بكره معزومين على العشا عند نغم شريكه مراد
- طب وفيها ايه يا هناء متتعزمي
قالتها ياقوت وهي تلتقط زجاجه المياه من الثلاجه ترتشف منها
- ركزي معايا يا ياقوت.. مديري في الفندق اللي شغاله فيه يبقى ابن عم نغم ويبقى جوز اختها
وقبل ان تسألها ياقوت عن المشكله في ذلك الأمر اردفت هناء وهي تزفر أنفاسها بقوه
- محدش يعرف في الفندق اللي شغاله في اني متجوزه.. ومراد ميعرفش اني شغاله في فندق..اعمل ايه
تفهمت ياقوت ما يشغل بال صديقتها لتهتف ضاحكه
- ما ده اخره الكذب كان فيها ايه لو قولتي انك متجوزه
قطبت هناء حاجبيها بضيق
- شروط الوظيفه اني مكنش متجوزه
وكتمت صوتها وهي تسمع طرقات على باب حجرتها
- ياقوت هكلمك بعدين
واغلقت الهاتف فورا لتسرع في فتح الباب ولم تنظر الي مـ.ـا.ترتديه
سقطت عين مراد عليها..عيناه بدأت تراها كأمرأة يشتهيها رجلاً وليست ابنه العم الذي أجبره عليها والده
- في حاجه يامراد
تنحنح مراد حرجاً من تحديقه بها.. ولم يعرف سبب لقدومه إليها.. لمعت عيناه وهو يجد الجواب لقدومه
- محتاجك تختاري معايا بدله تنفع لاجتماع بكره
تعجبت من طلبه فمنذ متى يهتم برأيها بملابسه.. مراد المعروف بعنجهيته وثقته بجذبيته يطلب منها اختيار ما سيرتديه غداً
سارت من أمامه لتختار له ما يرتديه ليقف خلفها يتأملها وهي تنتقي له ما يروق لها.. عيناه اخذت تنتقل مع حركتها وقلبه يلعن غبائه
- ايه رأيك ديه او ديه
ابتسم وهو يقترب منها ينظر لما اختارته
- انا شايف ديه
تعلقت عيناها بما وقع عليه الاختيار.. فأماءت برأسها تأكيداً
- انا برضوه ده رأي
وضعت مافي يدها وكادت ان تنصرف من غرفته ولكن يده جذبتها إليه وذاق ما كان يتوق اليه تلك اللحظه
صفعه صدحت على خده لتفر من أمامه تضع بيدها فوق شفتيها
وقلبها العاشق له يآن سعاده وآلماً
................................
وقف يتأملها وهي منبطحه ارضاً منحنيه على دفتر رسومـ.ـا.تها
وتربط شعرها بأحد أقلام الرسم.. ابعدت الرسمه عن اعينها قليلا لتتسع ابتسامتها
- فعلتها
فزعت من أثر ضحكته بعد قفزها وسعادتها انها أتمت الرسمه التي كانت ترغبها
- انت هنا من امتى
حاوطها بذاعيه وهو يضحك
- بعد النطه اللي نطتيها
خجلت من نظرته ليرفع وجهها نحوه ثم ألتقط رسمتها يتأملها
- تستاهل فرحتك ...
ألتصقت به بعد أن جلس فوق الاريكه ويُحدق برسمة الطفل الرضيع بين أحضان والدته
- بجد الرسمه حلوه
تأملها ثم عاد يتأمل الرسمه واماء برأسه صامتً للحظات
- ت عـ.ـر.في اني متخيلك في الرسمه ديه يا ياقوت
بللت شفتيها بتـ.ـو.تر وتعلقت عيناها به
- عايز طفل منك
وكانت الكلمه كالصاعقه بالنسبه لها.. فقد حرست على تناول الحبوب منذ اول ليله في زواجهم خائفه ان يحدث لها مثلما حدث مع والديها
- روحتي فين
ومدّ كفه يمسح على وجنتاها
- معاك
ظن انها مازالت تشعر بالخجل منه فأبتسم وهو يُداعب وجنتاها وانتقل كفه نحو القلم الذي تربط به خصلات شعرها ليزيله عنها.. فتحررت خصلاتها بتموجاته الغجريه
- كده احلى يا ياقوت
دق قلبها وهو يفرد خصلاتها بيديه.. ثم اغدقها بمشاعره العطشه لتشعر انه يسحبها معه لعالم اخر بـ.ـارعاً هو فيه
..... ................ .... ...........
ارتجفت اصابعها وهي توقع بأسمها على صحيفة تلك الزيجه
سينتقم منها بالزواج.. السـ.ـجـ.ـن كان مصيرها للمره الثانيه او انها تمضي على صك ملكية عـ.ـذ.ابه.. وها هي توقع ذلك الصك بقلب جمدة الظلم.. ستجعله يأخذ ثأره الذي لا ذنب لها فيه فالجميع يأخذ حقه منها ولم يعد يفرق معها فالقلب قد مـ.ـا.ت
انتهت المهمه المثقله وخرجت من المحكمه التي تم عقد القران بها
سارت خلفه بخطوات بطيئه ترافقه وهي لا تشعر بشئ
- اتحركي ولا هتعملي نفسك عروسه
رمقته بآلم تنظر اليه بصمت.. دلفت للسياره ودلف هو الآخر ليأمر سائقه بالتحرك
بعد نصف ساعه وصلت السياره لمنزله الذي اتهمت فيه بالسرقه
وبخطي سريعه دلفت للمطبخ ترثي حالها
- مش قولتلك حصليني على مكتبي
أشاحت عيناها بعيدا عنه تكره سماع صوته
- فاضل ايه تاني
احترقت الكلمه اذن فرات لتصدح ضحكاته
- فاضل ايه.. لا احنا لسا هنبدء وخطوه خطوه
واقترب منها يجذبها من مرفقها صاعداً بها لغرفته يُلقيها فوق الفراش بقسوه
- زي ما اتعمل فيها ومـ.ـا.تت بسبب ابوكي هيتعمل فيكي.. رحمتك من اني اخليكي تبيعي نفسك عشان جرعه تشميها.
اتسعت حدقتي صفا وهي تفهم نواياه التي لم تكن تظنها.. ظنت العقـ.ـا.ب سيكون ذلا ولكن كلمـ.ـا.ته توحي بشئ لا تُريده الرجل الوحيد الذي أرادت ان يلمس جــــســ ـدها وتكون له نبذها من حياته
- انت هتعمل فيا ايه
تجلجلت ضحكاته بقوه وهو يُلقي بعصاه وبدء في فك ازرار قميصه
- هتكوني عاهره لمتعتي ياصفا.. هخليكي تكرهي نفسك.. هغتصبك كل يوم.. هخليكي تصرخي تطلبي الرحمه .. هخليكي ست من غير روح
تصلب جــــســ ـدها ونهضت كي تفر من جحيمها الا انه احكم حصاره عليها ولم يفقد قوه جـ.ـسمانه رغم الحادث الذي ادي الي تركه لرتبته بالجيش.. هجمها بقبلاته التي كان يضع فيها ضياع حبيبته التي أخذها منه المـ.ـو.ت بسبب والدها اللعين
استسلمت بعد أن خارت قواها وهمست بأسمه تستنجد به وتصرخ صرختها
- حمزه
ابتعد عنها وهو يلهث واخر شئ كان يتوقعه.. صفا عذراء
↚
وقف أسفل المياه يفرك عيناه غير مُصدقاً فعلته.. داخله نيران مُشتعله هائجه بالانتقام كلما تذكر مُكالمه عامر والد مكرم وهو يحكي له عما فُعل بأبـ.ـنته التي لم يُحب مرأة غيرها ومـ.ـو.تها جعله يعيش عمره عازبً لا يُفكر بالنساء
الحقيقه ظهرت بعد سنوات عديده وأراد الانتقام من تلك التي يهواها كل رجلاً يُحيطه
انتقل بكفه لخصلات شعره يعيدها للخلف وصوت صراخها يقتحم أذنيه ودmاء عذريتها مازال أمام عينيه فقد كان يظن انها ثّيب وليست عذراء
أنهى استحمامه ليُخرج من المرحاض يُجفف خصلاته يتحشي النظر نحو فراشه الذي مازالت مُستلقيه عليه تُحدق بعينيها بسقف الغرفه وقد جفت دmـ.ـو.عها على وجنتيها
سرق الشئ الذي احتفظت به لشخص واحداً.. لم تعطيه لعماد زوجها الذي زوجه لها والدها غـ.ـصـ.ـباً وقد رضخت لذلك الزواج بعد ان وعدها عماد انه سيثبت برأة حمزه ويجعله يعود لعمله
باعت روحها من قبل لتحمي من أحبت اما اليوم باعت روحها لسببً خفياً ليس السـ.ـجـ.ـن بلي انما ان تجعله ينتقم منها بحق منال التي عادت تقتحم كوابيسها كل ليله
- مكنتش فاكر انك لسا بـ.ـنت
هتف بها فرات وعنـ.ـد.ما تعلقت عيناها به اردف بملامح جـ.ـا.مده
- ابوكي أخد منها نفس الشئ اللي أخدته منك..
وصمت قليلا وهو يرمق حركت عينيها
- لكن الانتقام مش عادل
سقطت عبـ.ـارته على مسمعها فأي عدل يتحدث عنه.. هي لم ترى عدلاً بحياتها عاشت لتدفع ضريبه ابً لم تحظى الا بقسوته
افاقت من شرودها على أنفاسه القريبه منها.. لتنكمش على نفسها تُداري عريها من نظراته.. صدحت ضحكاته بعلو
- متخافيش اوي كده.. خلي خــــوفك للايام الجايه
اغمضت عيناها بقوه ولم تشعر بنفسها الا وهي تنتفض من فوق الفراش ويداها تُمزق وجهه
- حـ.ـيو.ان معندكش رحمه
دفعها عنه بقسوه يُطالعها وهو يمسح على وجهه الذي جـ.ـر.حته بأظافرها لتبصق علي وجهه
صفعه قويه سقطت على وجهها شعرت وكأن خدها قد تخدر
- اخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك.. كنت ناوي ملمسكيش تاني وارحمك بس خلاص.. كل ليله هتبقى عاهرتي لحد ما انا ارميكي بنفسي
..................................
دلف لغرفتها يبحث عنها بعيناه نظر الي الوقت في ساعته فلم يعد يتبقى الا ساعه على موعد العزيمه
- هناء
مع ندائه الثاني وجدها تخرج من المرحاض تحني جزعها العلوي قليلاً وتضع بيدها فوق بطنها تتآوه بخفوت
- بطني بتتقطع.. اه يا بطني
فزع من هيئتها قلقاً واقترب منها بلهفه
- مالك ياهناء
تعلقت عيناها به.. آلمها قلبها وهي ترى اخيرا لهفته عليها ترى من حلمت به وانتظرته طويلا وأصبح كل شئ يتحقق كما تمنت ولكن بعد ان أصبحت لا تنتظر شئً منه واعتاد قلبها على حكايه واحده انه تزوجها غـ.ـصـ.ـباً وتزوج من أخرى قبلها حملت منه طفلاً
- هناء ردي عليا مالك
فاقت على هتافه وأخذت تتآوه حتى تتصنع دورها بأتقان وتهرب من تلك العزيمه التي تخشي فيها رؤية خالد
وتنكشف كذبتها ويطردها من عملها بالفندق
- بطني يامراد بتتقطع
وقبضت على ذراعه تصطنع الآلم ثانية وصوت آهاتها يعلو.. ضاقت عيناه وهلع قلبه عليها ولا يعرف لما أصبح هكذا
- غيري هدومك نروح للدكتور.. ولا اقولك انا هطلب دكتور.. شكلك اكلتي حاجه منتهيه الصلاحيه
ابتسمت داخلها على القلق الذي سببته له.. وخفق قلبها وهو يجلسها فوق فراشها وانفاسه تسير علي عنقها
انتبهت على سكونها بين ذراعيه واستمتاعها بتلك المشاعر
نفضت رأسها سريعاً وهي تجده يُخبرها انه سيتصل بالطبيب واخرج هاتفه من جيب سرواله لتقبض على ذراعه بقوه ليسألها
- مالك فيكي ايه
تمتمت وقد تعلقت عيناها به وكأنها طفله صغيره
- مبحبش الدكاتره يامراد
ضحك على عبـ.ـارتها وهو يُحرر ذراعه من قبضتها
- بطلي شغل العيال ده ياهناء.. وسبيني اكلم الدكتور
- مراد انا هبقي كويسه.. هشرب حاجه سخنه وهتحسن..روح انت العزومه الناس مستنياك
تذكر امر العزيمه بعد أن وقفت اصابعه على شاشة الهاتف
- عزومت ايه اللي بتتكلمي عنها.. هعتذر منهم وخلينا فيكي دلوقتي
وكاد ان يضغط على رقم الطبيب الذي اقترحة اسمه احدي التطبيقات الهاتفيه.. فأرتبكت وخشت ان يكشف كذبتها
- يامراد اعملي حاجه سخنه طيب وانا هبقي كويسه.. صدقني لو مبقتش كويسه اطلب الدكتور
رمقها للحظات مُفكراً ومع ألحاحها رضخ للأمر واتجه نحو المطبخ حتى يُحضر مشروب ساخن لها
ألتقطت أنفاسها براحه بعد أن نسي امر الطبيب وخلصت حالها من تلك العزيمه
.....................................
ضمت جــــســ ـدها المُرتجف بذراعيها تهتف بأسمه كالغائبه تتذكر أيامهم معاً.. الحب الذي بدء بلعبه انقلب الي عشق ذاقت فيه اجمل أيامها.. سقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر كيف كان يُعاملها ويحلم معها بالبيت السعيد والمال الذي يدخره من أجل أن يشتري شقه تليق بها وعُرس كما تتمنى
همست بقلب قد ثقلت فيه الآلام
" محبتش غيرك.. انت الوحيد اللي علمتني ازاي احب نفسي.. انا دلوقتي بكره نفسي وكل حاجه فيا"
تعالت شهقاتها ولمساته تحرق جلدها.. لطـ.ـمـ.ـت جــــســ ـدها بيداها تصرخ قهراً
- مكنش بيحبني.. مكنش بيعاملني كأني بـ.ـنته من لحمه ودmه.. ليه اتحمل كل ده وادفع تمنه
استمع الي صراخها وهو يسند وجهه بين مرفقيه لا يقوي على تحمل صراخها وعويلها
.....................................
قضمت شفتيها بقوه لعلها تُخرج حنقها من إلغاء تلك العزيمه
تأملتها شقيقتها وهي تطعم طفلها الصغير فتمتم خالد مُتعجبا وهو يرى تبدل ملامحها
- مش معقول تكوني مضايقه عشان الراجـ.ـل اعتذر عن العزومه
قطبت حاجبيها بضيق ونهضت من فوق مقعدها.. تدق الأرض بكعب حذائها مُبتعده عنهم
- هتفضي امتى لينا ياخالد
تعلقت عيناه بزوجته التي تترجى منه اهتماماً ولكنه لا يستطيع.. زيجة كلما تذكرها تذكر ارغام عمه له بأن يتزوج ابـ.ـنته حتى ينال من المال الذي تعب في جمعه معه
حاول كثيرا ان يُحبها ولكنه لم يعرف الحب معها إلا علاقه زوجيه يعطيها اياها وكأن هذا هو حقها
- مش فاضي ياجنات
كلمه تسمعها منه دوماً ولكن تتحمل بدايه من أجل حبها له ثم من أجل صغيرهم
- انت ديما مش فاضي
زفر أنفاسه يضيق من حوارهم الدائم ونهض مُتعللاً
- عندي مشوار مهم.. سلام
.............................
ناولها للمره الرابعه مشروبً اخر ساخن.. وانقلبت كذبتها عليها
- خدي اشربي ده كمان ياهناء.. عشان الآلم يخف بسرعه
اغمضت عيناها نادmه على فعلتها.. فمعدتها ستكاد تنفجر من السوائل.. رمقها بخبث فقد كشف لعبتها حينا كان عائداً من المطبخ مُتلهفاً يحمل لها كوب النعناع الساخن سمعها وهي تُحادث ياقوت تُخبرها عن نجاح خطتهم
- كفايه يامراد.. بقيت كويسه خلاص
جلس جانبها يتعمق في النظر إليها
- لا انا حاسس انك لسا تعبانه.. يلا اشربي
ضمت شفتيها مُتذمره
- لا مش هشرب.. اشربه انت
دنى منها كي يُساعدها على ارتشاف المشروب
- انت بتعمل ايه
- مدام مش عايزه تشربي.. هشربهولك انا
هتف عبـ.ـارته يُحدق بها بنظرات عابثه.. لتلقط منه الكوب فلا يوجد مجال للهرب منه
انهت ارتشافه.. لينظر لها وهي تمسح شفتيها بيدها وتعبس بوجهها
خفق قلبه على هيئتها الجميله تذكر صفعتها التي استحقها
نفض أفكاره سريعا ونهض من جانبها وهو يلتقط الكوب
- هروح اجبلك كوبايه تانيه
وصرخه قويه خرجت منها.. لتجذبه من مرفقه متوسله
- لاااا كفايه حـ.ـر.ام عليك
لتصدح ضحكاته عليها مُستمتعاً بما أصبح يعيشه معها.. وياليت الايام تعود للوراء
...................................
تعلقت بذراعه كى تلتقط منه الهاتف..من غبائها سمعها وهي تُحادث نفسها عن الخطه التي اتفقت عليها هي وهناء لم يكن يفهم الحكايه ولكن عنـ.ـد.ما سألها افصحت عن كل شئ ثم جاءت صدmتها
- متتصلش ب مراد ياحمزه.. كده هناء هتزعل مني
كان يُمازحها ويضحك على تصديقها انه سيُهاتف مراد
انتقل الهاتف من ذراعه الأيمن الي الأيسر.. لتتجه نحو الآخر
- ياقوت انا خلاص قررت اتصل بمراد اقوله على لعبتكم.. سيبي دراعي بقى
هتف عبـ.ـارته بحزم حتى تخيل عليها فعلته..سقطت عيناها على مقاعد طاوله الطعام.. لتركض نحوها تحت نظراته ليجدها تأتي بالمقعد كي تصعد فوقه
انفرجت شفتاه بضحكه صاخبه
- هتعملي ايه يامـ.ـجـ.ـنو.نه
طالعته بعلو وزمت شفتيها حانقه
- طلعالك مدام مش طايله
استغلت غرقه بالضحك وصعدت فوق المقعد لتلتقط الهاتف منه.. تهللت اساريرها فرحاً وكأنه اكبر انجاز لها
ولم تكتمل فرحتها وأنبطحت ارضاً بعد أن تعرقلت قدmها وسقطت من فوق المقعد
- اه يارجلي.. انت اللي وقعتني
ضحك على هيئتها المثيره وداعبها بمزاح أصبح يعيشه معها
- اه يارجلي واه ياتليفوني اللي اتكـ.ـسر شاشته
طالعت هاتفه بصدmه واتسعت حدقتيها
- وقع مني من غير ما اقصد.. اوعي تزعل مني
عبست ملامحها وهي تؤنب نفسها ليضحك من قلبه
- والله انتي هابله.. يعني هزعل على تليفون.. تعالي وريني رجلك
اعتادت ان تصرخ بها زوجه ابيها اذا أسقطت شئ حتى عمتها كانت بها ذلك الطبع تظل لأسبوع تؤنبها على فعلتها.. دلك كاحلها برفق
- بتو.جـ.ـعك
نفت برأسها ثم حركتها بالايجاب فضحك
- بتو.جـ.ـعك ولا لاء يا ياقوت.. لأن انا كده مش فاهم حاجه
تخضبت وجنتاها خجلاً وهتفت بقلب يحتاج الأمان والعطف
- لا مش بتو.جـ.ـعني.. بس انا عايزه نفضل كده
اقترب بوجهه منها يتحسس بأنامله شفتيها
- وعايزه ايه تاني
طرقت عيناها حتى لا ترى نظراته التي تُربكها
- نفسي اصحى من النوم الاقيك جانبي
طلباتها كانت حقوقها التي تُحرم منها لأنه رجلاً منقسم بين واجب عائلته التي تتعلق بعنقه وبين تلك التي وضعها في قفصه ينال منها رحيقها كل ليله يروي عطشه يُكمل نواقصه معها
وهاهو ينهل منها وهي تغرق بين ذراعيه تُسلم له حالها بأنفاس هائجه
..................................
وقف مكرم بوجه مُحتقن بعد أن تلقى اجابه فرات لم يُخبره فرات انه تزوجها بل انها رحلت وعادت لمصر
- ازاي ده حصل.. سافرت امتى
حدق به فرات بوجه جـ.ـا.مد ثم عاد يُطالع الأوراق التي أمامه
- سافرت النهارده الصبح
زفر مكرم أنفاسه بثقل.. فقد هـ.ـر.بت منه قبل ان يصفوا حساباتهم
- انا محتاج اخد اجازه يافرات بيه.. انزل مصر اريح اعصابي شويه
اكثر ما كان يُميزه هو الثبات ورحيل صفا قد صدقه
- مافيش مشكله يامكرم.. ولدك طلب مني ده ..محتاجك الفتره ديه جانبه
...................................
بللت شفتيها بتـ.ـو.تر تُحاول ان تُعيد عليه طلب شقيقتها التي أصبحت تُهاتفها كل ساعه من أجل ان يجد لهم زوجها حلا
- شريف ممكن اتكلم معاك
ألتقط ساعه معصمه كي يرتديها يقطب حاجبيه
- لو نفس موضوع امبـ.ـارح لاء.. لاني مش هساعدهم
صمتت وهي تتذكر حديث شقيقتها انها ستُقاطعها اذا لم تؤثر على زوجها
- ياشريف انت تقدر تخدmهم ياخدوا الشقه ديه.. هما مقدmين فيها بس سمعوا ان الموضوع محتاج واسطه
- مها اقفلي الموضوع ده.. لاني مش هساعد اختك ولا جوزها اللي مش بطيقه وبستحمل يدخولوا بيتي عشان متزعليش
اطرقت عيناها وهي تعلم انه مُحق ولكن في النهايه ماجده شقيقتها
- شريف هو انت بتتكسف من عيلتي
لم يكن يقصد الكلمه ولكنها خرجت منه دون قصد.. فهو يكره سالم اللعين الذي ينتظر وقوعه بفارغ الصبر.. أما شقيقتها فهو لا يري الا شقيقه انانيه
- ايوه يامها بتكسف من ان اسمي يرتبط بأسمهم.. ارتاحتي
..................................
نظر شهاب نحو المخبوزات الشهيه المحشيه بالجبن والبقدونس التي يعشقها
- اي ده ياسمر
تمتمت سمر بخجل وهي تنظر إلى ما وضعته
- عرفت من ندي انك بتحبها يافنـ.ـد.م
تلذذ شهاب من طعمها وهو يتناولها
- تسلم ايدك.. انا فعلا بحبها جدا
ألتقط واحده ثم الأخرى مُتلذذاً بالمذاق.. فوقفت تتأمله بأستمتاع.. صداقه شقيقتها ب ندي أصبحت تُثمر ثمارها من أجلها وستجد الحب الذي تستحقه ..رجلا اكثر وسامه ومالا من ذلك الذي تركها
................................
طالعها مُتهكماً وهي ترتجف أمامه وتعض شفتيها بقوه فليله أخرى سينالها فيها
- تفتكري ده كان نفس شعورها وابوكي بياخد حق مش ليه
سقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر صديقتها.. اليوم علمت معنى أن يسلب أحداً جــــســ ـدك.. جربت شعور صديقتها ولكن منال لم تكن الا غائبه فالجرعه كانت تجعلها تُحلق بسعاده
مشهد عاد به الزمن للوراء.. والان مشهد اخر تدفع ضريبته أخرى
حاول أن ينالها ولكنه اشمئز من نفسه ومنها ليدفعها عنه
- امشي اطلعي بره..
تعالت شهقاتها ولملمت ماعراه من جــــســ ـدها لتركض ولم تشعر بنفسها الا وهي تخرج للشارع تبكي
وقفت تلتقط انفاسها وعادت تنظر للمنزل ثم للطريق الذي أمامها
واسئله كثيره تدور بُخلدها الي اين سترحل؟
..................................
تعلقت عيناها بالصور التي تجمعهم كعائله واحده سعيده
- كنا ديما مبسوطين ومع بعض يارؤي.. دلوقتي خلاص هي هتاخده مننا
ارتشفت رؤى من كأس العصير خاصتها
- عندك حق تزعلي.. كان وعدك هياخدكم مع بعض وتسافروا واه اخدها هي.. واكيد هي اللي رفضت وجودك معاهم
أظلمت عين مريم بالحقد لتُطالع صديقتها
- انا بكرها.. ديه حيه تبان قدام الكل انها طيبه بس هي أفعى
اماءت رؤى برأسها مؤكده.. وداخلها تبتسم علي تحويلها لمريم مثلها.. فتاه حاقده تُؤذي من حولها
- هي مين الست اللي كانت عندك قبل ما اجيلك.. ست شيك وجميله اوي
ابتسمت مريم وهي تتذكر سيلين رغم معرفتها القليله بها قبل سفرها خارج مصر الا انها حينا عادت أتت لزيارتها تحمل معها احدي الهدايا بالماركه التي تُحبها
- ديه سيلين كانت سكرتيرة بابا وبعدين سافرت الإمارات تشتغل هناك.. ورجعت هنا تاني
لمعت عين رؤى بخبث لا يُناسب عمرها
- ايه رأيك ندخل سيلين طرف تالت بينا بما انها هتشتغل في الشركه
.................................
دلفت للغرفه التي تم حجزها وهي لا تُصدق انها بتلك البلد ومعه
نظر الي عيناها التي تجول بالغرفه
- عجبك المكان ياياقوت
طالعته بسعاده واقتربت منه تدفن وجهها بحـ.ـضـ.ـنه
- انا مبسوطه اوي انك جبتني معاك
ابتسم وغمرها بين ذراعيه سعيداً لسعادتها
- وانا مبسوط انك فرحانه
تعلقت عيناها به بعدmا ابتعدت عنه..وقلبها يطلبها بمعرفه الجواب الذي يتمناه.. فركت يداها بتـ.ـو.تر ثم حررت كلمـ.ـا.تها من بين شفتيها
- هو انا بالنسبالك ايه ؟
.................................
ألقي فرات الهاتف فوق مكتبه مصدوماً.. عزيز قد قــ,تــل
اقتربت من مكان جلوسه تحمل فنجان قهوته التي امرها بها.. ليتصلب جــــســ ـدها وهي تسمع عبـ.ـارته
- جهزي نفسك هننزل مصر
↚
- انا بالنسبالك ايه؟
عبـ.ـاره أرادت معرفه جوابها ولكن لم يُحررها لسانها كما رغب بها قلبها
- ياقوت مالك بتبصيلي كده
واردف مازحاً يقرص وجنتاها
- شكلك مُعجبه بيا ولا ايه.. انا عارف اني وسيم
اشاحت وجهها عنه خجلاً تتذكر بعض النصائح التي مدتها بها هناء حتى تزيل خجلها هذا وتعتاد على أنها زوجته
- مغــــرور ياحمزه بيه
قهقه غير مُصدقاً ماقالته ليدير وجهها نحوه ثانيه سعيداً بتحررها من قيودها معه
- مغــــرور وحمزه بيه.. وفايدتها ايه بيه بقى
ضحكت ليتعمق في النظر اليها فأشتعلت وجنتاها خجلاً
- خجلك مميز اوي يا ياقوت
جالت انفاسه على صفحات وجهها وهو يُسلط عيناه على حركت شفتيها
- بس انا عايزه اتحرر منه.. عايزه اكون حد غير نفسي .. انسانه قويه تعرف تاخد حقها
كان غارقً تلك المره بالنظر في عينيها.. قضمت شفتاها مُرتبكه ثم همست بأسمه
- حمزه
نسي موعد اجتماعه ليجذبها اليه وعطشه في برأتها يزداد.. هل القدر كان يُخبئ له تلك الصفحه البيضاء.. ياقوت وماهي الا كأسمها.. ضعفها وخجلها الذي تخجل منهما ماهما الا لعنته تسحره بهم وهو رجلاً اعتاد على الخشونه بحياته...اعتاد على النفاق والمُجاملات اعتاد على ظلام حاوط قلبه لاعوام
- انا قوتك يا ياقوت.. اتحرري من خجلك معايا انا وبس
اماءت برأسها مُغمضه العين لتشعر بأنفاسه القريبه منها للغايه ثم سقوطها فوق الفراش ودقات قلبهما تتعالا بنغمه الحب
................................
ترجت السائق بصوت قد بح نبرته من أثر صراخها الايام الماضيه
- الله يخليك ممكن تاخدني على شركة الزهدي.. انت اكيد عارفها
ارتبك السائق بعدmا تحرك كي يأخذ طريقه نحو المزرعه
- أوامر فرات بيه اني اوصلك المزرعه
ألتفت صفا نحو المكان الذي تحرك اليه فرات وكان هناك رجلان بأنتظاره .. ولم يكن المكان الا مديرية الأمن
- محدش هيعرف حاجه.. ربنا يخليك انت شكلك طيب
ظلت تترجاه الي ان تنهد السائق يرمقها من مرآة السياره
- عشر دقايق بس.. مش عايز اروح في داهيه
انشقت ابتسامتها التي انطفئت تشكره على موافقته
- شكرا
تحرك السائق نحو عنوان الشركه التي املته له عنوانها وبسهوله عرف المكان... هبطت من السياره وكل املها ان حمزة يُخلصها من فرات.. لا تُريد شئ منه إلا الخلاص
- عشر دقايق بس
قالها السائق بقلق أثناء هبوطها.. لتخطو نحو بهو الشركه.. ووقفت أمام إحدى موظفات الاستقبال تسألها بلهفه
- ممكن اقابل حمزه
عنـ.ـد.ما طالعتها الفتاه دون فهم.. فمن حمزة الذي تُريده فمالك الشركه لا أحد ينطق اسمه مُجرداً
- قصدي حمزه بيه.. صاحب الشركه
اماءت لها الفتاه رأسها تتفحص هيئتها الباهته مجيبه بملامح بـ.ـارده
- حمزه بيه مسافر
انطفئت ملامحها بيأس لم تجد خلاصها.. لم تجد من مهما قسي عليها سيحميها
عادت بأدراجها لخارج الشركه لتجد السائق أمامها
- متودنيش في داهيه.. انا راجـ.ـل غلبان.. يلا خليني اوصلك المزرعه
...................................
وقفت أمامه ترسم على ملامحها البرآة تتذكر ما سمعته ليله امس عنـ.ـد.ما تلصصت عليهم وسمعت مكيدتهم
- ما الأمر سهيل
رمقها سهيل بملامح جـ.ـا.مده.. يود لو يطردها الان ولكن عجزه هو شقيقه المُتعلق بها وكأنه طفلاً صغيراً.. لم يكن نورالدين رجلا ضعيفاً يوماً ولكن عجزة وحاجته الي أحداً يُحبه جعله طعماً سهل المنال
- ماذا تُريدي جين وتُغادري هذا المنزل
قالها سهيل وهو يقف بثقته المعهوده التي أحبتها فيه..
اقترب منه كي يجعل سحره يطغي عليها وتعترف برغبتها به
طالعته بصدmه وأنفعال اجادتهما
- ماذا.. انت تريد أن تبعدني عن نورالدين
وتقدmت منه تذرف دmـ.ـو.عها ببراعه
- انا لا اريد المال سيد سهيل.. انا اريد نورالدين فقط
كانت سماح تقف بالخارج وبجانبها نورالدين على مقعده المُتحرك.. انصدmت سماح من ردت فعلها..فالخطه لم تحصد ما ارادوه.. لتتعلق عيناها ب نورالدين الذي قاد مقعده المُتحرك نحو غرفة المكتب المفتوحه بعض الشئ
- كفى تصنع جين.. انا وانتي نعرف ماذا تريدي
- يكفي سهيل.. يكفي
كلمـ.ـا.ت خرجت من شقيقه بحزم.. لينظر نحو محبوبته الباكيه يفتح لها ذراعيه
- تعالي حبيبتي
ابتسامتها الخبيثه لم يراها الا سهيل الذي تجمدت ملامحه على مشهد ضم شقيقه لها
ألتقت عيناه بسماح التي طالعته بيأس فخطتهم لم تجني نفعاً.. رحيلها كان متوقف على فشل تلك الزيجه ولكن
- سنتزوج انا وجين بعد غد
.....................................
انتظرت ان يُنهي لقاءه مع شركاءه في التحدث عن الصفقه التي اتي من أجلها.. زفرت أنفاسها بيأس تتلاعب بكأس مشروبها
ابتسمت وهي ترى هاتفها يُضئ برساله فضحكت وهي تقرء محتواها.. صديقتها تحقد عليها انها الان في دوله اروبيه تقضي وقت ممتعاً
وجهت هاتفها نحو حمزة الجالس أمامها يُخاطب شركاءه ويدرسوا بعض العقود.. ألتقطت الصوره لتبعثها لصديقتها
" شايفه الاستمتاع اللي انا في"
حدقت هناء بالصوره وهي تلتقط شرائح التفاح تلتهمها
" يا خيبتك يا ياقوت.. طول عمرك خيبه.. هستني ايه من واحده كانت بتنام من بعد العشا"
تبدلت ملامحها بمقت وهي تقرأ عبـ.ـارات صديقتها وقد أتمت رسالتها بأحد المُلصقات المُضحكه
" كده ياهناء.. انا تقوليلي كده "
لتضحك هناء بأستمتاع علي صديقتها الحبيبه
" ما انتي خيبه.. عمتك الله يرحمها خليتك قطه مغمضه... انتي محتاجه تدخلي مكنه اعاده تأهيل "
شعرت هناء بالتسليه وهي ترى المُلصقات الغاضبه التي تبعثها.. لتبدء في متابعه مشاكستها
" ياخيبه "
انتفخت اوداجها بعد تسليه هناء بها.. عيناه كانت تتابع تحول ملامحها من الاسترخاء للعبوس والحنق وتحديقها بشاشة هاتفها
نهض مُعتذرا من شركاءه مُتجهاً إليها.. لم تنتبه لقربه فقد كانت مُنشغله في النيل من هناء ومن فظاظتها
دنى منها ينظر إلى ما تكتبه لتنفرج شفتيه بأبتسامه واسعه وهو يقرء بعض العبـ.ـارات التي تُرسلها لصديقتها.. زوجته الخجوله تطلق سباب وألقاب مُضحكه
- ولما هي اسمها علوكه انتي اسمك ايه
تجمدت اصابعها على الهاتف وهي تسمع صوته.. ألتفت نحوه ببطئ بعدmا قلبت الهاتف على شاشته
- انت هنا من امتى
ابتسم مُستمتعاً
- من زمان.. من ساعه فرس النهر
تـ.ـو.ترت من نظراته العابثه
- هو انت هتخلص امتى عشان زهقت من القاعده لوحدي وخليت هناء تشمت فيا
ارتفع حاجبه الأيسر على عبـ.ـارتها ومد كفه يمسح على وجهها بحنان
- شكل السفريه ديه هتحولك لزوجه لمضه
تفاجأت به وهو يلثم خدها وتركها عائداً لضيوفه.. لتلتقط أنفاسها من أثر تلك المشاعر التي يغدقها بها.. وكأن ما كانت تعيشه معه من قبل فترة خطبه لا أكثر
.................................
تعلقت عيناها بهاتفه وهو يضئ أمامها برساله برقم ليس مُسجل لديه.. قادها فضولها ان تفتحها.. لتنظر لمحتوي الرساله تتذكر هل زوجها لديه في قمصانه لون كهذا.. وعنـ.ـد.ما تذكرت انه بالفعل لديه هذا اللون بل ويفضله أزالت نظارتها الطبيه من فوق عينيها
- شهاب.. افتح ياشهاب
كان داخل المرحاض يُنهي استحمامه ويلف المنشفه فوق خصره.. فتح لها الباب مفزوعاً من صوتها
- في ايه مالك
ألقت الهاتف نحوه ليلتقطه مذهولاً من فعلتها
- شوف يااستاذ المُعجبه بلون القميص بتاعك
طالعها وهو لا يفهم مـ.ـا.تقصده..وانتقلت عيناه نحو هاتفه يقرء محتوه الرساله ثم عاد ينظر إليها فوجدها واقفه تطوي ساعديها أمامها وترمقه بمقت وتهز ساقيها.. أعجبته هيئتها فأبتسم بأعتزاز
- شايفه الناس اللي بتفهم وبتقدر.. قوليلي ياندي هو القميص الكحلي واللحيه الخفيفه بتخليني خارق كده وشبه اسمه ايه ده اللي قالت عليه
رمقته وهي تجز فوق أسنانها بغـــضــــب ساحق
- كينان اميرزالي ياحبيبي.. الهانم بتشبهك ب كينان اميرزالي
اشتاق لغيرتها وفقد صوابها ليقرء الرساله بصوت عالي
- اذا كان كده نلبس القميص ده كل يوم
ولم يشعر الا وهي تتعلق بعنقه تخـ.ـنـ.ـقه بيداها
- يامـ.ـجـ.ـنو.نه هتمـ.ـو.تيني
.................................
- هي اللي مـ.ـو.تته يافرات
هتفت فاديه عبـ.ـارتها والألــم ينهش قلبها..حتي انها أصبحت غير واعيه لما تتفوه به
- أنتي مـ.ـجـ.ـنو.نه يافاديه.. صفا كانت معايا في الكويت
تعلقت عيناها به ثم ضمت أولادها الي حـ.ـضـ.ـنها باكيه
- جوزك اتقــ,تــل لان ريحته بدأت تطلع وزهقوا منه
تعالت شهقاتها بآلم تهمهم بعويل
- خدلي حقه يافرات.. خدلي حق جوزي
..................................
تقلبت في نومتها تصرخ.. اقتربت منها المرأة التي تعيش معها بنفس الغرفه في سكن المزرعه
" ماليش ذنب في حاجه.. ابعد عني.. متلمسنيش"
ارتجفت المرأة من أثر صراخها ودفعتها على كتفها برفق كي تستيقظ
- مصيبه ايه اللي اتحدفت عليا يارب.. مالقوش غير ديه ويحطوها معايا في الاوضه.. انا ايه اللي جابني اشتغل هنا
انتفضت صفا من غفوتها تقبض على يدها كي تطمئن انها فاقت من كابوسها.. تخشبت المرأة في وقفتها تهتف بخــــوف
- بسم الله الرحمن الرحيم.. انتي شكلك ملبوسه.. انا لازم اخلي عنتر يشوفلك مكان غير ده
انتبهت صفا عليها أخيراً وشعرت بخــــوفها
- متخافيش مني.. انا كنت بحلم وخلاص صحيت
رمقتها المرأة والتي تدعي حوريه لانت ملامحها وهي تشعر انها بالفعل عانت كثيرا وقسمت الحياه ظهرها.. ابتعدت عنها تجلب لها كأس الماء.. لتلتقطه صفا وارتشفته دفعه واحده
- شكرا
جلست حوريه جانبها بعد أن اطمئنت قليلا منها
- شكل الدنيا ملطشه معاكي اوي
واردفت ببؤس تلوي شفتيها بقله حيله
- اللي يشوف حياه الناس تهون عليه حياته
....................................
ألتقط يدها وهي نائمه على صدره.. دقات قلبه كانت تسمعها وانفاسه تشعر بدفئها فوق بشرتها العاريه
- تعرف ان عمري ما حسيت بالدفي
طالعها حمزه مُتعجباً وضمها إليه اكثر
- أنتي مش دفيانه.. أعلى تدفية المكيف شويه
رفعت عيناها نحوه تنظر له بشرود
- ده شعور ديما جوايا لو حطيت فوقي مليون حاجه ودفتني
وعاد مشهد زوجه ابيها وهي تسحب من فوقها الغطاء
واخر عنـ.ـد.ما كانت تجعلها تغسل سجاد المنزل ليلا ثم تبيت مُبتله الملابس منهمكه من التعب.. كانت لا تعبأ بها اذا مرضت ولكن مع شقيقتها ياسمين كان الأمر غير ذلك.. تُبدل لها ملابسها وتوبخها على نومها وملابسها مُبتله.. ترى المشهد بحسره تتنمي ان تجد يدً حانيه تزيل دmـ.ـو.عها التي تسقط آلماً وحاجه
شعر بدmـ.ـو.عها فوق صدره لتبهت ملامحه وهو يسمع بعض تفاصيل حياتها.. اخيرا تحررت معه من صمتها وبدأت تقص عليه ذكريات طفولتها
- احكي يا ياقوت.. احكي كل اللي و.جـ.ـعك.. هتتحرري من قيودك
عبـ.ـاره ينصحها بها وهو بحاجه ان يفعل ذلك
- مبحبش احكي بتو.جـ.ـع اكتر
اغمضت عيناها وهي تضم جــــســ ـدها نحوه اكثر.. فدني منها حتى تلامست جبهته بجبهتها وأختلطت أنفاسهم واصبحت شفتيهم لا يفصلهما الا التلامس
- جربي.. عايز اعرف ياقوت البـ.ـنت اللي جات من بلدها تشتغل في مكان غريب عليها.. البـ.ـنت اللي لسا الدنيا بتعلمها من دروسها
وانتهى الكلام مع الكلمه التي نطقتها.. لا تعرف كيف خرجت منها
- انا بحبك
................................
اقترب منها يلثم جبهتها
- انا عارف انك صاحيه يامها
فتحت عيناها وقد غامت عيناها بالدmع بسبب رفضه لقرب شقيقتها منها
- اعملي حسابك اننا هنسافر اخر الشهر أمريكا.. مراد بعت تقاريرك لصديق لي هناك ولقى ان الأفضل نسافر أمريكا عشان عملية عينك
مدت يداها تبحث عن وجهه.. ليقترب منها يُرتب خصلاتها بحنان ويسمح على خدها برفق
- يعنى هعمل العمليه قريب
واعتصر الآلم قلبها وهي تتذكر عمليتها التي فعلتها منذ سنوات وقد فشلت
- لو العمليه منجحتش ياشريف...
لم يجعلها تُكمل عبـ.ـارتها ليهمس لها بأنفاس مُتقطعه وهو يغمرها بدفئه
- هنكمل طريقنا وحياتنا سوا
.....................................
فتح فرات عيناه يلتقط أنفاسه بصعوبه لا يُصدق انه حلم بها بين ذراعيه كل تفاصيل الليلتان اللاتي نالهم فيها تقتحم عقله دون هواده... ظن انه سينسي ولكن تلك الليلتان وسموا جــــســ ـده
هناك شعور داخله يُريدها ثانية وعقله يُفسره انها نيران الانتقام اما جــــســ ـده يراها رغبه وهناك شئ خفي يُزرع
نهض من فوق فراشه ينفض تلك الأفكار والأحلام من رأسه يسير نحو الشرفه يفتحها على مصرعيها
....................................
فتح سالم باب الشقه برفق.. ينظر للرجل والمرأه التي معه
ليدلفوا الشقه فهتفت المرأة بخلاعه
- شربتها الشاي بتاع كل أسبوع
ضحك سالم وهو يجذبها نحوه يُقبلها أمام زوجها ويعبث بجــــســ ـدها
- طبعا ياجميل وزودت الجرعه كمان.. عشان نقضي الليل كله سوا
طالعهم زوجها وهو يفك ازرار قميصه.. فضحك سالم بصخب وهو يجذبها للغرفه الأخرى
- هتلاقيها عندك في نفس الاوضه يا اشرف..استمتع وسيبني استمتع
.................................
اتسعت حدقتي هناء وهي تلمح زوجها يدلف من باب الفندق وبجانبه نغم وصوت خالد يهتف بها
- انسه هناء.. ياريت تشوفي كل حاجه جاهزة وتشرفي بنفسك على الموظفين
ارتعبت هناء وعادت تنظر إلى خطوات مراد ونغم الملتصقه به.. وخالد الذي يرمقها وهي تلتف هنا وهناك.. ولم تجد حل الا المرض
- اه بطني.. معلش يامستر خالد
وفرت هاربه من أمامه تحني جزعها العلوي ليُحدق بها وهو لا يفهم شئ
- مالها البـ.ـنت ديه ياخالد
رمقت " نغم" هناء التي اختفت عن انظارهم.. لينظر نحوها مراد بعدmا أنهى مكالمته ولولا الزي الخاص بالفندق لكان اكتشف امرها
....................................
اشار فرات نحو عنتر بأن يُغادر مكتبه بعدmا استدعى صفا من الحقل الذي تُجمع فيه المحصول مع الفلاحين.. طالع ملامحها الباهته ونحول جــــســ ـدها.. للحظه شعر بالشفقه عليها ولكنه عاد الي فرات النويري الرجل العسكري الذي لا يري بقلبه انما عقله هو من يقوده
اقترب منها يرفع وجهها نحوه يسألها بجمود
- قولتي لحد على جوازنا
نفضت وجهها من يده وهي تشعر بالتقئ من لمسته
- مقولتش حاجه
تمتمت عبـ.ـارتها بكره ليحدق بها ومن ردت فعلها نحوه
- طب كويس.. ياريت محدش يعرف بالموضوع ده.. مفهوم
ولم يلقى منها الا نظرة مُحتقرة.. أعاد سؤاله ثانيه
- مفهوم ولا مش مفهوم
ضاقت انفاسها منه ومن رائحته التي مازالت علاقه بجــــســ ـدها وكأنها تذكرها بما ناله
- متخافش يافرات بيه.. ميشرفنيش ان اقول اني مرات واحد ظالم زيك ميعرفش ربنا
وانسحبت من أمامه..ليتصلب جــــســ ـده غـ.ـصـ.ـباً من عبـ.ـارتها
................................
عادوا من سهرتهم يضحكون.. تلك الرحله أزالت الكثير من الحواجز بينهم.. حررها من آسره ضاحكا يتذكر سيرها خلف عروسان يلتقطان الصور والجميع لا يهتم بالأمر ولكن هي كانت ترى ذلك بشغف وانبهار
- كفايه بقى ضحك عليا..
استمتع بحنقها وقطب حاجبيه
- أنتي فاكره هنا زي مصر يا ياقوت
زمت شفتيها بعبوس ورمقته حانقه
- تقريبا انتي طلعتي معاهم في الصور اللي اتصوروها
وقلد طريقه وقفتها ونظراتها نحوهم
- وشكلك هيطلع كده بالظبط
لم تتحمل مزحته وأنقضت عليه كالقطه تتقافز أمامه وهو غارق بالضحك
انتهت نوبه ضحكهم.. وتسطح على الفراش ينتظرها بشغف بعد أن ابدل ملابسه.. فتح الدرج الذي جانبه ليلتقط العلبه التي تضم عقد رقيق من الذهب الأبيض..اراد ان يقدmه لها تلك الليله
شعر بتأخرها فأتجه نحو المرحاض ليفتح الباب ينظر الي ما ابتلعته فور دخوله
↚
خفق قلبها بخــــوف بعدmا ابتلعت الحبه.. خشت ان يكون قد رأها
اغمضت عيناها والخــــوف يسري داخلها.. افصح لها عن رغبته بطفلاً فما الحجه التي ستُخبره بها اذا اكتشف فعلتها.. افكار كثيره اقتحمتها في ثواني معدوده لتسمع صوته الهادئ وهو يُخاطبها
- مالك يا ياقوت انتي تعبانه.. ايه الحبايه اللي اخدتيها
ارتبكت بعدmا استدار بها اتجاهه ابتلعت لُعابها تُطالع عيناه التي تخترقها بثبوت
- ده مسكن للصداع
واسرعت تضع بيدها على جبهتها تخفي تـ.ـو.ترها
- حسيت بشويه صداع قولت اخد مسكن
رمقها بهدوء يفحص ملامحها.. أصابها الشك في أمره وانه كشفها ولكن لانت ملامحه ورفع كفيه يضم وجنتاها يُلامسهم بأنامله وعيناه تقتحم عيناها
- بقيتي احسن دلوقتي
كرهت نفسها لانها كذبت عليه.. فكذبه اتبعتها أخرى.. اماءت برأسها تُخبره انها افضل الان.. ليقبض على يدها بخفه يسحبها خلفه خارج المرحاض وعلى ملامحه ابتسامه هادئه
.................................
مع هدوء أنفاسها وتوسدها لصدره كانت مشاعر أخرى تقتحمه.. نست انه قديما كان ضابط شرطه ولم ينسى يوماً مهنته التي اختارها برغبه قويه..ارتباكها وتـ.ـو.ترها جعله يُدرك انها تُخبئ عليه امراً ما
احتمالت عده فسرها عقله ولكن اكبر احتمال وخاصه ان تلك الليله التي أخبرها فيها انه يُريد طفلاً ولم يُلقي منها اجابه مازال تغير ملامحها تلك اللحظه أمام عينيه.. زفر أنفاسه يُطالع ملامحها ويدها التي تضعها على العقد الذي توج به عنقها الليله وقد أسعدها ولولا ما حدث لكان أخبرها بأن سعادتها أصبحت تُسعده وانها أصبحت شيئاً ثميناً بحياته
ازاحها برفق من فوق صدره لينهض من جانبها راغباً في قطع شكه.. بحث عن حقيبتها وداخله يتمنى ان احساسه يخيب ولكن الصدmه كانت أمامه وهو يفتح احد جيوب حقيبتها من الداخل .. شريط من الحبوب لا يجهل شكلها.. قبض على الشريط بقوه بملامح جـ.ـا.مده .. ونظر نحوها فوجدها تتقلب فوق الفراش
وسؤالا اخذ يتردد داخله
" ليه عملتي كده يا ياقوت.. معقول متكونيش عايزه تخلفي مني"
.....................................
طالعت السعاده المُرتسمه فوق شفتي كل من نورالدين وجين.. لولا معرفتها بنوايا جين لكان صار ذلك المشهد من أجمل ما رأت.. عروس بفستانها الأبيض تجر مقعد زوجها تقسم أنها ستكون له ونعمه الزوجه.. انتقلت عيناها نحو سهيل الذي وقف متجمد الملامح كل محاولته فشلت وجين بالنسبه لشقيقه لعنه استوطنته.. تقدmت منه تسأله متهكمه
- مش هنروح نبـ.ـارك لاخوك.. تصدق المشهد قدام الناس والاعلام مبهر.. شوف الكل دلوقتي هيتكلم عن فكر المجتمع الغربي والتحضر مع انكم في الأصل عرب.. لكن الكل هيشاور ويقول هو ده الحب لكن ميعرفوش ورا الصوره ايه
قبض على كفه بقوه ولولا اتباع الصحافه له والصور التي كانت تُلتقط لكن صرخ بها وبفشلها في الخطه التي تزوجها من أجلها
- اصمتي سماح.. انا لا اطيق حديث احد.. تركت نفسي اسمعك وفي النهايه تمت الزيجه
ورمقها بغلظه وحقد رأته في عينيه
- انتم النساء لعينات مثل الحياء تتلونون وتدفعون سمكم داخلنا
قضمت شفتيها حانقه من عبـ.ـارته لتزمجر بغـــضــــب
- لو كنت بتحب اخوك كنت قولتله الحقيقه.. انت كمان بتخدعوا.. تصدق انا فرحانه فيك عشان تبقى تلعب بحياه الناس تاني واه اخوك اللي اتجورتني عشان تخلصه من جين.. اتجوزها... طلعت ناصحه وضـ.ـر.بتك من نفس الضـ.ـر.به
وميض الكاميرات جعله يبلتع باقي كلمـ.ـا.تها جاذباً اياها نحوه لترطتم بصدره وقبلة لثم بها جانب فكها.. اتسعت حدقتيها وهي ترى وميض فلاش الكاميرات وابتسامه خرقاء حتى تنال الصوره ضجه معجبينه ويشهدوا على حب لاعب الكره ذو السيط اللامع لزوجته
حررها بعدmا ظهر للصحافه ما أراد وابتسامه خبيثه ترسم على ملامحه
- لم أكن أعلم أن النساء تصمت من قبلة
احتدت عيناها وهي ترى نظراته الماكره..ولولا الاتفاق والورقه اللعينه التي اكتشفت انها مضت عليها اثناء عقد قرانهم ولم تهتم بقراءة شئ بقدر ما كانت تهتم بسبابه والتوعد له.. عام كامل مشروط بقيمه ماليه مليون دولار
ولم يكشف تلك الورقه الا ليله تصريح نورالدين بتعجيل زواجه من جين
رمقها وهي تبتعد عن صخب الحفل وتختفي عن الانظار وابتسامه تُزين شفتيه
.....................................
دلف لغرفتهم بالفندق بعد ان تمت الصفقه بنجاح واطمن على كل سير اعماله هنا.. تقدm منها مُقرراً أخبـ.ـارها انهم سيعودوا غدا لمصر رغم انه قرر ان يطيل مُدة إقامتهم ولكن فعلتها أثارت مشاعره.. حاول الا يظهر لها معرفته.. يُريدها ان تُخبره بنفسها عما اخفته عنه
وجدها تنظر في الجهاز اللوحي الخاص به تبكي وهي تُطالع شئً خلاله ادهشه تأثرها فأقترب منها يجلس جانبها وينظر الي ما تُشاهده لم يكن المشهد الا لمشاهد مجتمعيه يتم تمثيلها من أجل إثارة ضمائر الناس.. سقطت عيناه على صوت المرأه التي تُجــــســ ـد الدور تطلب لصغيرها ما يُريده من الطعام اما الفتاه تترجاها ان تأتي لها بطعام مثله وهي تُفكر في ان تطعمها ارخص شئ يقدmه المطعم تقرصها على ذراعها تأمرها الا تسمع صوتها وترضي بما ستختاره لها والصغيره تسألها لما تفعل ذلك هل لأنها ليست ابـ.ـنتها
لم تكن زوجة ابيها امرأة مؤذيه لكن الرحمه كانت منعدmه داخلها.. فالمشهد ذكرها بما كانت تفعله فيها قبل أن تأخذها عمتها لديها
تألــم قلبه وهو يرى ما يُبكيها غـــضــــبه منها قل ولم يشعر الا وهو يسحب من يدها الجهاز اللوحي ويضمها اليه هامساً
- صوابعنا مش زي بعضها يا ياقوت مش كل الناس وحشه.. أنا كنت زوج ام لشريف ومريم وعلمتهم كأنهم مني.. وناديه كانت أم لمراد مع انه مش ابنها الا أن عمرها ما حست انه يختلف عن تقي
- غـ.ـصـ.ـب عني بفتكر.. المشهد مش حقيقي بس انا حسيت بو.جـ.ـع البـ.ـنت .. انت ممكن تنسى أن حد ضـ.ـر.بك لحد ما كـ.ـسرك لكن الو.جـ.ـع وكـ.ـسرة النفس مش بتتنسي
صمتت تتذكر تلك اللحظه التي طـــعـــنها بكلمـ.ـا.ته حينا أخبرها كيف ستمنح مريم الحنان وتفهمها وهي فاقده لتلك المشاعر
- فاقد الشئ بيحس وبيحس أضعاف مضعفه من اللي عنده ومش مفتقد نعمه في حياته.. اليتيم بيعرف قيمه الأم والأب عن اللي ملين حياته وبيعوقهم.. قيس حاجات كتير في حياتنا هتلاقي ان النعمه اللي ممكن تستهون بيها عند غيرك حاجه كبيره.. انا كان حلمي احس بحب امي وابويا اشوفهم معايا في كل وقت في حياتي لكن شوفت كل واحد فيهم مع عيلته وانا كنت ناتج تجربه فشله وسوء اختيار
ابتعدت عنه تمحي دmـ.ـو.عها بعنف من فوق وجنتيها تشير نحو حالها
- قالولي انك الحاجه اللي جات غلط في جوازنا.. ياريتك كنتي ولد كان هيبقى احسن.. سمعت ده وانا طفله وهما بيقسموا الايام بينهم عشان يشيلوا غلطتهم ويتحملوا فشلهم
اغمض عيناه بقوه وهو يسمعها لم يتخيل انها تحمل كل هذا داخلها.. عيناها دوماً كانت تفضحها أمامه.. يشعر ان الحـ.ـز.ن قــ,تــلها لمرات عديده ولكنها اعتادت عليه خرج صوته بثقل يضمها اليه ثانية واخذ يمسح على ظهرها بحنان.. فتلك اللحظه وضحت له لما تخشي الإنجاب منه
- ابتديتي تعالجي نفسك يا ياقوت.. احيانا لما بنحرر اوجاعنا من جوانا بنشفي من الآلم.. الكتمان عمره ما بيعلم الراحه
- هتتخلي عني في يوم
سؤال خشت اجابته وانتظرت الجواب.. ابعدها عنه يسمح لعينيه رؤية ملامحها
- ما بتخلاش عن حاجه ملكي يا ياقوت
واردف بمغزي لم يفهمه عقلها
- بس ممكن اعـ.ـا.قب
رمقته دون فهم تنتظر تفسيره.. حدقتيها اتسعت وهي تسأله عن مقصده
- قصدك ايه
اقترب منها يضع جبهته فوق جبهتها وانفاسه اخذت تتصاعد
- مش لازم تفهمي دلوقتي
همست وهي تلتقط أنفاسها الهائجه
- بس انا عايزه افهم
وضاع سؤالها وهو يقتنص منها مايُريده قلبه ليروي عطشه... ظمأه لا يرتوي ولهفته كل يوم تزداد وقد ضعف فؤاده بعد أن اقسم ان لن يهدm حصون قلبه ويعود للعنه الحب
ونسي ان القلب مهما أغلق جميع الأبواب يأتي يوماً ويشتهي ان يجد ضالته
...................................
نهضت من جانبه بمرحها الذي أصبح لذه حياتهم.. ابتسم على جنونها بعدmا خرجت من الغرفه وكاد ان يضع رأسه على الوساده فعادت اليه مُجدداً
- عايز النسكافي بالحليب ولا الكراميل
دفع الوساده التي أسفل رأسه عليها يرمقها بحنق
- عايزه بلاك ياندي وياريت تتوصي بالسكر انا مش بعمل دايت زيك يا بخيله السكر
ضحكت بتلذذ على اثارة حنقه ورفعت كفها تطبع قبله على باطنها وارسلتها اليه عبر أنفاسها.. انتظرت ان يلتقط قبلتها ولكن وجدته غير مبالي فأقتربت منه تجذبه من منامته بداعبه
- مأخدتش البوسه ليه عند قلبك.. ولا ردتها حتى
رفع حاجبه بقلة حيله من جنونها يضـ.ـر.ب كفوفه ببعضهم
- بوسه ايه يا هابله.. شكلنا مش هنخلص في ليلتك ديه.. مش كفايه مقعداني عشان اقرا اشعارك العظيمه
زمت شفتيه بعبوس وبعدmا كانت هي من تلتقطه من منامته تبدلت الأدوار
- شوفت عشان كده مكنتش راضيه اقولك على موهبتي الخارقه عشان عارفه تريقتك.. هو شريف السبب فضحني
تلاعب بحاجبيه يرمقها بنظرات وقحه يُجيدها
- سيبك من الكلام ده وتعالى اقولك انا احلى شعر ياحببتي.. وشعر شهاب الزهدي مش اي شعر
انكمشت ملامحها ومطت شفتيها وهي تميل برأسها يميناً ويساراً
- يعنى لو مكنتش انت تقرالي وتدعمني ياشهاب مين هيعمل كده
داعب انفها بأصبعه يتفحص دلالها
- مش ملاحظه انك في كل حاجه تقوليلي لو مكنتش انت يبقى مين
قلد صوتها لتدفعه بقبضتها وابتعدت عنه تهتف بحماس من جديد فلو ازدادت مناقشتهم سيتحجج انه لابد أن يغفو
- هروح اعملك احلي كوبايه نسكافي بلاك وبأربع معالق سكر كمان.. ولا اقولك هعملك سلطه الفواكه اللي بتحبها وبلاش نسكافي
وفرت من أمامه ليهتف بها
- اعملي الاتنين بقى ياندي.. عشان اقرا بنفس
وعاد يبتسم من جديد على زوجته الحمقاء التي لو كان خسرها لنـ.ـد.م عمره بأكمله
انتبه على صوت رساله منبعثه على هاتفه.. فألتقط الهاتف ينظر للرساله وصاحبتها تمطره بكلمـ.ـا.ت الغزل وكيف هو رائع
وسوس له شيطانه ان يُحادث صاحب الرقم ولكنه مسح الرساله سريعاً نافضاً اي شئ برأسه
...................................................
ارتجف جــــســ ـدها من أثر الحمى والعرق اخذ يتصبب من جبينها همهمـ.ـا.تها جعلت حورية التي تُرافقها بالغرفه تنهض على صوتها مُتمتمه بقلة حيله
- يادي كوابيسك اللي كل يوم بنصحي عليها.. الواحد راجع مهدود من شغل المزرعه وكام ساعه اللي بنريح فيهم حيلنا من الهده
وفركت عيناها حتى تفيق من نُعاسها لتنتبه على ارتجافها ورعشت جــــســ ـدها.. اقتربت منها حوريه تتحسس جبينها وابعدت كفها سريعاً
- ده انتي مولعه نــــار.. اعمل ايه دلوقتي انا
فتحت صفا عيناها بصعوبه تُطالعها تطلب منها بضعف
- قوليله ياسامحني.. هو السبب كان بيحبسني في اوضه ضلمه ويضـ.ـر.بني عشان اسمع الكلام
واغمضت عيناها ثانية تعود لهذيانها وندائها لشخصً واحد لم يظلمها انما هي من ظلمته وهي تعرف نوايا والدها ولكن حبها له انساها انها تؤذيه وتُقربه من فخه
تنهدت حوريه وهي لا تفهم شئ واسرعت في جلب منشفه مُبلله بمياه بـ.ـارده وطبقاً وعادت تجلس جانبها تضع المنشفه على رأسها ثم تزيلها وتعيد الأمر حتى حل الصباح وانخفضت الحراره قليلاً
فتحت عيناها تنظر لحوريه التي تنهدت براحه
- اخيرا وعيتي على نفسك
شعرت بمراره حلقها ورطبت شفتيها بلسانها بصعوبه وجــــســ ـدها يآن من المرض
- انا ايه اللي حصلي
نهضت حوريه من جانبها تسحب المنشفه من فوق جبهتها
- ده انتي كنتي مولعه طول الليل.. كويس الحراره نزلت شويه لحد ما نروح اي صيدليه قريبه ونجيبلك علاج
وشهقت حوريه وهي تسرع نحو دورة المياه الصغيره
- ألحق اتوضي وأغير هدومي واصلي الصبح
وقبل ان تدلف حوريه لدورة المياه عادت إليها تُطالعها وهي تعتدل في رقدتها
- دعتلك في صلاه الفجر إن ربنا يخفف عنك ويشفيكي.. هي امك اسمها ايه صحيح عشان ادعيلك بأسمها
صلاه ودعاء.. هي لا تتذكر يوماً دعت ربها ان يُخفف عنها شئ.. او اقتربت منه كما يحق
- اسمها ثريا
نطقت حوريه الاسم تجرب نغمة نطقه بين شفتيها
- صفا بـ.ـنت ثريا
.....................................
اغمض عيناه بمقت لعله يطرد الصراع الذي داخله.. شعوراً يقوده اليها.. يُريد لمسها مُجدداً رغم انه قرر عدm فعل ما اقترفه بها وسينسي ماحدث بينهم.. يتخيل لحظه نيله منها وكيف كان يشعر لم يحتقرها او يقرف من لمسها إنما كان راغب بشـ.ـده يُظهر لها عكس ما بداخله
تنهد بأنفاس مثقله واخذ يُحرر رابطه عنقه يهتف داخله يقنع نفسه
" فرات النويري مش بيضعف"
................................
رفع عيناه عن الورقه التي وضعتها أمامه رمقها بجمود لأول مره رغم صرامته مع الجميع الا انها تشعر بلطافته دوماً عقلها ديما يُفسر لها بحس نية انه تـ.ـو.فيق من الله لا اكثر
- ايه ده ياهناء
سألها مُحدقاً بها لتنظر اليه بتردد
- ديه استقالتي يافنـ.ـد.م
لم تكن ترغب بذلك ولكن منذ ذلك اليوم الذي اتي فيه مراد للفندق مع نغم والقرابه التي أصبحت تعرفها جعلتها تخشي ان يُكشف امرها... تذكرت ذلك اليوم وقد تساهل معها خالد ووافق على خروجها بنصف دوام بعد أن تظاهرت بالمرض
- عارف انها استقاله... واستقالتك مرفوضه
قالها بصوت اغـــضــــبها فهتفت بضيق
- انا عايزه استقيل واخد مستحقاتي وشهاده خبره
ردت فعله لم تكن طبيعيه ولكنه لم يرد رحيلها.. أصبحت جزء من يومه يُطالعها خلسه حتى أنها بدأت تظهر في أحلامه
- مش لعب عيال ده.. وشهاده خبره هتاخديها علي شهرين شغل بس.. انتي لو قولتي لأي مكان اني اشتغلت شهرين متوقعش انه هيقبلوكي غير أن الفندق اسمه معروف
واردف وهو يتحكم في نبرته حتى يظهر بمظهر المدير الصارم
- اكيد محدش هيفسر ان العيب في الفندق.. العيب فيكي انتي
احتدت عيناها وهي ترمقه وتسمع غلاظة حديثه
- حضرتك قصدك اني موظفه مش اد المسئوليه
- مش انا اللي بقول كده يا هناء ده سوق العمل
حاول أن يكون هادئا عنـ.ـد.ما شعر ان حديثه لم يُعجبها
- الفندق داخل على توسعات ياهناء.. وانتي محتاجه خبره بلاش تضيعي اللي بدأتي.. اعتبريها نصيحه اخ بلاش مدير لموظفه عنده
....................................
تعجب عنتر من دلوف سيارة فرات عبر بوابه المزرعه.. اتجه نحو سيارته بعدmا وقفت ليصعد جانبه في المقعد الخلفي
- انت مش قولت انك مش جاي لفتره يابيه
تجاهل فرات سؤاله فأرتبك عنتر وداعب شاربه حرجاً
- هتروح بيت المزرعه ولا هتشوف المحصول
اتي من أجل شئ يجهله..وجد قلبه يُخبره بالاجابه فهو اتي من أجلها لينفض رأسه من الدوامه والمشاعر التي تقتحمه
- اطلع على حظيرة المواشي
وقفت صفا خلف حوريه تتعلم منها حلب الأبقار..عنـ.ـد.ما وجد عنتر لا فائده لها في الحقل وضع مهمتها مع المواشي..انهت حوريه حلب البقره لتعطيها الدلو المملوء
- خدي بالك ياصفا.. لعنتر يطلع عنينا
انحنت بظهرها حتى تتمكن حوريه من وضعه فوق رأسها
- متخافيش ياحوريه ما انا لسا كنت بحمل منك قبل كده
رمقت حوريه شحوب ملامحها مُشفقه عليها
- بس انتي لسا تعبانه
- هو انا امتى هعرف احلب زيك
ضحكت حوريه على سؤالها ورغبتها الشـ.ـديده بالحلب
- يابـ.ـنتي خليكي في الاسطبل ولا اقولك مع الفراخ احسن.. انتي غاويه تعب
انتبهوا على صوت العامل الذي يُخبرها بالاسراع في حمل الدلو
ثبتته حوريه فوق رأسها لتسير به ببطئ نحو الغرفه التي تقف خارج الحظيرة الواسعه
تنهدت وهي تقترب من العربه لتلتوي قدmها بالحجر لتسقط ويسقط الدلو معها.. تنظر للبن الذي يسيل على الأرض بفزع واعين العاملين عليها
اقترب منها العامل المسئول يصـ.ـر.خ بها
- أنتي عاميه.. مخصوم منك تمنه
توقفت سياره فرات في نفس الوقت وخرج عنتر وقد لمح المشهد اسرع في الخطى نحوها يرفع عصاه فهو ينتظر الفرصه لضـ.ـر.بها
العصا كانت ستسقط على جــــســ ـدها ولم يفزعه الا صراخ فرات بقوه
- عنتر
تجمدت قبضه عنتر علي العصا وفرات يتقدm منهم جـ.ـا.مد الملامح ينظر إلى ملامحها الخائفه
....................................
وقفت تشب على قدmيها حتى تتمكن من ربط رابطه عنقه والتعلم فيه تنهد بضجر من اصرارها علي ان تتعلم فيه اليوم ولديه مُقابله مع شركاءه لتغير بعض بنود في الصفقه
- ياقوت مش وقته
كانت متحمسه لما تفعله ناسيه انه يحني رقبته نحوها
- سيبني احاول قربت اعملها اه
- بقالك ساعه بتجربي
صدح رنين هاتفه ليميل قليلا نحو الفراش يلتقطه وقد لمح اسم مريم فضغطت على زر الاجابه على الفور
- اخيرا عملتها عشان تعرف بس
صاحت بعلو صوتها دون قصد منها وهو يفتح الخط فضحك رغماً عنه
- شايفه ياقوت يامريم معـ.ـذ.باني ازاي كل ده عشان تتعلم تربط الكرافته
رابطه عنقه التي كانت تهوى فعلها فكانت والدتها تضحك على فعلتها تُخبرها انها هي زوجته وليست هي وكانت تتذمر منها وهو يضحك على مناكفتهم
تمالكت حالها ونظرت نحو سيلين القادmه اتجاهها
- هتيجي امتي عشان وحـ.ـشـ.ـتني يابابا
ابتسم على فعله ياقوت بعدmا لثمت خده وضمها إليها
- مش عارف لسا يامريم.. هعرفكم اكيد قبلها
أنهت مريم الحديث بعدmا وجدت سيلين أمامها وبعد تفكير طويل في اقحام امرأة اخري بحياته وبعد مكالمه اليوم هتفت دون مقدmـ.ـا.ت
- بتحبي بابا
اتسعت حدقتي سيلين وهي تسحب مقعدها لتهتف مريم ثانية
- عايزه تبقى حرم حمزه الزهدي
↚
مشهد صراخه جذب أنظار العاملين..الكل وقف ينظر إلى رب عملهم كيف يتحرك صوب تلك الفتاه الملقاه ارضً.. تعجب عنتر من زمجرته القويه به ونظراته الحاده.. ازاح عصاه جانبه قبل سقوطها عليها
انحدرت دmعه فوق خدها الأيسر ازالتها سريعاً وهي تسمع صوت حوريه الراكضه نحوها تهتف بأسمها
- كل واحد يروح على شغله
قالها عنتر بحده ببعض العاملين الواقفين حولهم حينا أصبح فرات أمامه.. اطرق رأسه خزياً.. لينظر نحوه فرات بجمود وحدق بصفا يمد لها كفه.. فعلته جعلت حوريه وعنتر ينظرون للأمر بأعين مُتسعه وخاصه عنتر الذي عاشره لسنوات طويله
تعلقت عيناها بكفه ثم انتقلت لعينيه.. استنكرت رحمته العجيبه ولم تنطر لفعلته الا مُتهكمه
احتدت عيناه من تجاهلها له.. وقبض على كفه بقوه يراها تنهض بمفردها تتجاوزه
- أنتي يابت ازاي البيه يمد ايده ليكي وتمشي وتسبيه
- عنتر
عاد يصـ.ـر.خ به مُتجاوزاً فعلتها بجمود مما فعلته.
اقتربت منها حوريه تُنفض لها عبائتها تنظر لفرات الذي اتجه نحو سيارته
- ايه اللي عملتي ده ياصفا.. ده صاحب المزرعه وممكن يطردك
لم تهتم بما تُخبرها به حوريه.. فهي تكرهه وتكره لمسه
يكفيها ما عاشته معه.. دmغ جــــســ ـدها ونالها اقتداراً وغـ.ـصـ.ـباً.. سارت أمام حوريه بخطي واثقه تعجبت حوريه من امرها لتهتف بها
- أنتي مش خايفه انه يطردك ياصفا
ألتقت عيناهم والسياره تتحرك ببطئ من جانبهم لتلتف نحو حوريه تُجيبها
- الأرزاق بيد الله ياحوريه
..............................
جلسه كانت فيها الأخرى مجرد مُستمعه تستمع في صمت شعورها كان يتبدل بين الدهشه والحـ.ـز.ن والأمل وبين ان الشخص الذي تمنته أصبح زوجاً وليست هي من تُفكر في رجلاً زوجً لأخرى.. يوم ان اعجبتها شخصيته كان ارملاً وكان الأمل ينبت داخلها ولكن اعطائه لها عملا في فرع أخر من شركته بعيدا عنه جعلها تتأكد انه لا أمل كي يشعر بمشاعرها وان حكايات الروايات وقصص الأفلام ماهي إلا خيال
انتهت مريم من نسج الحكايه التي ساعدتها صديقتها رؤى في تأليفها وتمتمت بوداعه تليق بسنها الصغير وليس ك ماكره
- انا خايفه على بابا من البـ.ـنت ديه.. انتي مت عـ.ـر.فيش بتعمل ايه عشان تبعده عننا.. كانت طيبه وفجأة ظهرت نيتها..
واردفت بوداعه اكثر
- ت عـ.ـر.في ان سمعتها بتكلم راجـ.ـل غريب وقولتلها بابا لو عرف كده هيكون ردت فعله قويه.. عملت تمثليه عليه وصدقها.. كان ناوي ياخدني معاهم في سافريته بس ده كان عقـ.ـا.بي عشان زعلتها..
وسقطت دmـ.ـو.عها وقد اجادة الخطه كما اتفقت هي وصديقاتها وساعدتهم فيها زوجه عم رؤى في احكامها
- مريم مش معقول حمزه بيه يتخدع في حد.. حمزه بيه انا اشتغلت معاه وعارفه دmاغه كويس
ومدت كفها تربت على يديها المُتشابكه ببعضهم
- انا ممكن اكلم حمزه بيه واقوله على سوء الفهم ده
ارتجف قلبها خــــوفاً من تلك الفكره وخشت ان تفعل سيلين ذلك
- لا ارجوكي هيزعل مني وعمتو ناديه كمان.. عمتو ناديه شايفه اني عايزه اخرب حياتهم
واطرقت عيناها صوب مشروبها البـ.ـارد تُكمل حديثها الذي بدء يتوغل داخل عقل الأخرى
- أنتي مش معجبه ب بابا..
واردفت ببرأه تجيدها بملامحها الطفوليه
- من كلامك عنه الكتير حسيت بكده.. شكلي فهمتك غلط
ألقت عبـ.ـارتها وهي تنظر لملامح سيلين المُرتبكه وتـ.ـو.ترها لتُدرك انها تسير نحو هدفها
- مريم مش معنى اني بتكلم عن حمزه بيه بفخر يبقى جوايا حاجه
تمنت سيلين ان تستطع إخفاء مشاعرها التي فهمتها مريم.. طردت وسوسة شيطانها فهى لا تُريد ان تكون أمرأة لعوب بشعه تسرق رجلا ليس لها
- أنتي ليه بتداري مشاعرك بعد ما فهمتك حقيقه جوازتهم.. عمتو ناديه هي اللي جابتها حياتنا وهي اللي أصرت على بابا يتجوزها.. ديه لعبه رسموها سوا هي والبـ.ـنت ديه.. يرضيكي بابا يعيش مع واحده بتستغفله
ونهضت تحمل حقيبتها الصغيره والأمل قد تلاشي داخلها ف سيلين تظهر لها صوره المرأة العفيفه وهذا ما لا ترغب به.. تنهدت سيلين ووجدتها تتحرك من أمامها وشيئاً داخلها يُحركها يُخبرها ان تفعل شئ لذلك الرجل الذي تُقدره وتُخلصه من زوجته اللعوب كما افهمتها الصغيره.. ضميرها ورغبتها تحركوا معاً ولم تُدرك ان رغبتها هي التي قادتها وان الضمير ماكان الا القناع المزيف
- مريم استنى
اتسعت ابتسامه مريم وهي تسمع ندائها لتخفي ابتسامتها سريعاً وتلتف نحوها.. حدقت بها سيلين بتـ.ـو.تر تفرك يداها ببعضهم
- انا موافقه اساعدك وبس
اقتربت منها مريم تحتضنها تشعر بالزهو مما حصدته اليوم تهتف داخلها
" ياقوت بس تطلع من حياتنا وانتي كمان هتطلعي.. وترجع عيلتنا زي ما كانت"
..........................
نظرت نحوه ونحو تلك السيده التي تُحادثه ببـ.ـارعه بلغتها الأم ويبدو انهم يتناقشون.. كانت عزيمه مع شركاءه هنا وكل منهم اتي بزوجته
جلست بينهم لا تفهم الا كلمـ.ـا.ت بسيطه من حديثهم الذي تحول إلى مناقشه نحو الأعمال والاستثمار
خجلت من تناول طعامها واكتفت بأحتساء الشربه واكل القليل من السلطه مضي وقت الطعام ليأتي دور ارتشاف المشروبات وهي جالسه تنظر حولها تارة وتاره تنظر اليه الي ان جذبت عيناها طفله تركض في المطعم ببلونتها وعلى وجهها ابتسامه صافيه
المشهد جعلها راغبه في رسمه.. تذكرت مُفكرتها الصغيره في حقيبتها ولكن الأمر توقف عند حاجتها للقلم تنهدت بأحباط لتقع عيناها على قلم الكحل الذي يعد هو زينة وجهها الوحيد
شردت في الراحه التي تحتل ملامح الطفله مع ركضها بحلم بسيط وهي تتعلق ببلونتها فكلما فقدت الخيط من بين اصابعها قفزت لتلتقطه فرحه بصنيعها
أحدهم اخبره ان زوجته تجلس بينهم منعزله فرغب بالاعتذار منها لان حديثهم بات مملاً..دار رأسه نحوها حتي يسألها عن رغبتها في المغادره مدام لم يُعجبها الأمر..
عيناه وقفت على اصابعها وهي تتنقل بالقلم واتجه بعينيه نحو ما تطالعه لتقع عيناه على الطفله ببلونتها
ابتسم لما خطته اصابعها فحتى رسومـ.ـا.تها تُشبهها
- تشبهك البنوته
وقفت يدها علي القلم لتلتف نحوه تنظر اليه والي شركاءه المنـ.ـد.مجين مع زوجاتهم وتخضبت وجنتاها خجلاً
- تشبهني ازاي.. انت كده بتظلم البـ.ـنت
طالعها بنظرة لأول مره تراها في عينيه ولكنها كانت أجمل نظره طالعته.. طالعت ياقوت الفتاه البسيطه.. ياقوت التي حكمت عليها الحياه ان تعيش في قفص كالطائر الي ان حرره صاحبه أخيراً فأخذ يتخبط بجناحيه يبحث عن وطن.. وكانت عيناه هي الوطن
- مش لازم تشبهك في شكلك.. يكفي روحك
ونظر للفتاه ثم إليها يحثها على مواصله ما تفعله
- كملي يلا قبل ما البـ.ـنت توقف لعبها
اماءت برأسها وعادت الي ما تفعله ومشاعر الحب نحو ذلك القابع جانبها تعلو وتتدافق داخلها.. وبعد أن كانت خائفه من حبه
تحرر قلبها راغباً بنيل المزيد يخفق بين اضلعها بتراقص صائحاً
مُهللاً بسعادته
...........................
نهضت من غفوتها وقد ظنت انها غفت ساعه كما ضبطت منبه هاتفها الذي يُجاورها ولكن كالعاده لا تشعر بشئ.. نظرت للساعه تشهق بفزع فالساعه أصبحت التاسعه ولم تطهو الطعام له ولها
ارتدت حذائها وركضت خارج غرفتها تتسأل لما لم يُقظها لتأتيها الاجابه من وقفته أمام المُوقد يُحمر الدجاج ويُقلب الصلصة وينتقل بخفه ليُكمل عمل السلطه لا تعرف كيف يقف يفعل ذلك بتلك السرعه وببـ.ـارعه ونظافه
فركت عيناها من النعاس لعلي الرؤية تتضح أمامها.. مراد الذي يهتم بنظافه ملابسه ورائحته العطره يقف يعد الطعام وبتلك البراعه
اغلق الموقد وألتف نحو الطاوله كي يسكب الصلصه على المكرونه المُعده بالاطباق ليتفاجئ بوجودها وخصلات شعرها مُرتفعه كأرسال الراديو
ابتسم على اتساع عيناها وتحديقها به ينظر إلى منامتها القصيره الطفوليه
- مالك واقفه كده.. وشكلك مش مصدقه اني بعمل اكل
اقتربت منه بعد أن فاقت من تحديقها الابله به وارتفع حاجبيها دون تصديق
- اصل مراد اللي اعرفه بيخاف على نضافة هدومه ومش بيطيق ريحة العرق.. فجأه ألاقيه في المطبخ وبيطبخ وبقعه صلصه على قميصه
انتقلت عيناه سريعا نحو بقعه الصلصه.. ليقطب حاجبيه مُستاءً من نفسه.. داعبت رائحة الطبخ أنفه وهو يُركز حسه الشم نحو ثيابه..ألتوي محياه عبوسً ينظر إليها فأنفجرت ضاحكه مما يفعله
- لقيتيها فرصه تضحكي عليا مش كده.. اعمل ايه لقيتك نايمه ومافيش اكل قولت اعمل انا.. بس الظاهر انا غلطان
ازدادت ضحكاتها اكثر على تذمره.. فأنتفخت اوداجه
- اصل الناس النضيفه اللي زيك بتبهرنا لما بتعمل حاجه من حاجات الناس الطبيعيه
وعادت تضحك ثانيه بصوت صخب.. ودون ان تشعر وجدت بعض الصلصه على منامتها ايضاً.. اتسعت حدقتيها مصدومه تجذب منامتها للأمام
- ينفع اللي عملته ده.. كده هغير البيجاما وانا لسا لبساها النهارده
- اول مره اعرف انك معفنه كده ياهناء.. وفيها ايه لما تلبسي غيرها
اتتها اجابته التي زادتها مقتً.. ولم تتركه الا بعدmا فعلت نفس فعلته.. قفزت وصفقت بسعاده على رد الصاع له كطفله صغيره
- واحده بواحده عشان متستهونش بيا
وركضت من أمامه قبل أن ينال منها...لم تجد الا الاريكه لتتحامي بها
- حقي هاخده ياهناء
لحظه نسوا فيها حكايتهم وبدايتهم.. نست فيها جـ.ـر.حه الغائر وحلامها الذي كـ.ـسره.. خفق قلبه وهو يراها كيف تدور خلف الاريكه وتركض هنا وهناك لتتحامي منه.. لم يشعر الا وهو يجذبها لتسقط فوق الاريكه وهو يُحاصرها بين ذراعيه ينظر إليها بشغف
- خلاص مسامحك عشان مبحبش شغل العيال ده
ارتبكت من وضعهم ودقات قلبها اخذت تتسارع يشعر انه يشتهيها.. يشتهيها كزوجه
- خلينا نبقى زي اي زوج وزوجه طبيعين ياهناء وننسي اللي فات
عيناها وصوت أنفاسها الهائجة جعلته ييقن انها مازالت تحبه..لتتجمد ملامحه بعد نطقها رفضه وفاقت من صراعها بين العقل والقلب
- لا يا ابن عمي
ورغم خفه دفعتها الا ان رفضها ذلذله.. وعاد الزمن للوراء وهاهو يذوق نفس ماعاشته
والحب مازال داخلها الا انها لم تنسى كلمـ.ـا.ته الجارحه لها
تلك الليله
...............................
شعرت حوريه بيد تُيقظها وصوت اذان الفجر يعلو حولها.. فتحت عيناها لتجد صفا واقفه أمامها تسألها
- مش هتصلي
تفاجأت حوريه بها.. تُيقظها للصلاه ارتبكت صفا من تحديقها واطرقت عيناها خجلا
- انا عارفه انك مستغربه.. ت عـ.ـر.في انا كنت بصلي زمان وواحد بس اللي ساعدني عشان اتغير واغير من لبسي وضاع الشخص ده وضعت انا من تاني مع نفسي
صمتت حوريه وهي تسمعها تشعر انها مثلها لديها حكايه ادmت قلبها وروحها ..فهل أحدا ليس لديه حملاً يثقل علي روحه
هي هـ.ـر.بت من قهر زوج أراد أن يقودها للحـ.ـر.ام مخبراً اياها ان لا فائده منها مدام لم تُنجب تزوج عليها فرضت ولكن عنـ.ـد.ما طالبها ان تعصي خالقها لم تجد حلا الا الهرب حتى لو قادتها الحياه للقاع ولكن هاهي تعمل وسعيده بحالها راضيه..
صمتت صفا بعد ان أخذها الحنين للماضي وعادت تهتف
- مش هتقومي تتوضي بقى ياحوريه..
فاقت حوريه من شرودها وابتسمت وهي تزيح غطائها الخفيفه ونهضت من فوق الفراش تجر قدmيها نحو دورة المياه
- قومت اه ياست صفا..واه النهارده انتي اخدتي الثواب بس اعملي حسابك هسابقك فيه
أنهت حوريه صلاتها ونظرت نحو صفا التي علا صوت بكائها في سجودها.. همهمـ.ـا.تها وشكواها الي الله كانت خافته.. رمقتها حوريه وقررت ان تذهب لفراشها تتركها في خلوتها
ولما يكن الرجاء الا في الخلاص والعفو وكان لها ما رغبت تلك الليله
......................................
لم تصدق ان اليوم هو ختام رحلتهم هنا.. ألقت رابطتي البالونات من بين يديها وعيناها تنتقل معهم.. اتسعت ابتسامتها من تلك التجربه التي جعلها تعيشها وكأنه اعادها لطفولتها التي لم تنعم بها الا بالتنظيف والطبخ
ألتقت عيناها به وهو يقف يعقد ساعديه أمامها وينظر لفرحتها فأقتربت منه تُلقي نفسها بين ذراعيه تُخبره عن سعادتها
- انا فرحانه اووي
ضحك وهو يضمها اليه لم تفرح يوم ان أهداها عقد بثمن غالي ولكن بعض من النفاخات جعلتها تطير من السعاده
- فرحانه من شويه بلالين يا ياقوت
ابتعدت عنه ترفع عيناها اليه وثغرها يحمل ابتسامه متسعه
- السعاده ممكن تكون في حاجه بسيطه
وأخرجت من حقيبتها مُفكرتها التي تحملها دوماً وتلك المره كان لديها قلماً.. رسمت له ملصقاً مبتسما لترفع له وجه المُلصق تضعه فوق شفتيه
- وممكن تكون كده
هتفت عبـ.ـارتها بمرح ومشاغبه لمعت في عينيها ليضحك من قلبه على فعلته يجذبها اليه
- اقولك انا ايه كمان السعاده.. في اني احـ.ـضـ.ـنك جـ.ـا.مد
- حمزه الناس
عالت ضحكته اكثر ينظر إلى مرور البعض والكل مشغول بحاله
- محدش هنا بيبص على حد
وحررها من بين ذراعيه بعدmا استكفي من دفئها
.......................................
تنهدت سماح بقله حيله وهي تنظر للوقت أخبرته عنـ.ـد.ما هاتفته صباحاً قبل تدريبه انها تُريد الحديث معه..وها هي الساعه تجتاز منتصف الليل ولم يأتي
- انا كان مستخبيلي فين كل ده.. اخلص من ماهر اقع في الراجـ.ـل الغامض ده
وضحكت على حالها تحك ذقنها مُتذكره اسم احد الأفلام السنمائيه
" الراجـ.ـل الغامض بسلامته"
انتبهت لقدوم سياره.. فنهضت من فوق الفراش نحو الشرفه لتجده يصف سيارته الرياضيه بالخارج تمتمت بمقت من أفعاله معها منذ ليله زفاف شقيقه فأصبح يتجاهلها وكأنها هي السبب في زواج شقيقه من تلك
- اما نشوف اخرتها معاك ياسهيل باشا
ألقت عبـ.ـارتها وهي تُغادر الغرفه.. لترى خيال جين وهي تهبط الدرج في تلك الساعه.. سارت بخطي هادئه حتى لا تنتبه عليها
نظرت من علو الدرج لتجد جين تلتف حول نفسها قبل أن تدخل احد الغرف..
هبطت بخفه تخشي ان يكون حديث سهيل خاطئ وتصبح هي في النهايه المُغفله.. كتمت صوت أنفاسها وهي تقترب من الباب تتلصص عليهم وصوتهم يصل إليها
- انت من جعلتني افعل ذلك سهيل.. اصبحت ممرضه لشقيقك من أجلك انت.. أخبرتني انك لا تهوى النساء وتكرهم وفي النهايه تزوجت
نطقت عبـ.ـارتها الاخيره بحرقه وهي تقترب منه ولكن يده منعتها من الاقتراب واظلمت عيناه وهو يتذكر مشهد خيانه والدته مع عمه.. لقد رأي تفاصيل كل شئ تلك الليله عنـ.ـد.ما تواري مختبئً بالخزانه
- اخرجي جين اخرجي لا الا فضحتك وطردتك من هنا
- لن اخرج سهيل.. انا أريدك.. لم أستطع تحمل لمسات شقيقك لم أستطع
أظلمت عيناه ولم يشعر الا وهو يحط بكفه فوق وجنتها.. لتسقط على الأرض من أثر الصفعه
- سأخبر الصحافه بحقيقه زواجك من تلك العربيه.. سأخبرهم بكل شئ .. لقد علمت بالحقيقه انت لم تتزوجها الا لتجعلني امـ.ـو.ت قهراً وارحل عنك
لم يعد يطيقها تشبه والدته لدرجة كلما نظر لها كرهها اكثر وهاهو الزمن يعود الزوجه تهوي شقيق زوجها
ضاقت أنفاسه ومشهد الخيانه الذي اقتحم عقله وهو طفلاً لم تمحيه السنين.. طالعته وهو يهوي فوق المقعد يتنفس بصعوبه
- لن تخبري أحداً عن سبب زواجي جين.. لن تخبري افهمتي
ألتمعت عيناها وهي تلمس خدها الذي تخدر من صفعته
- طلقها اولا واجعلها ترحل من هنا
وصمتت قليلا تنظر له قبل أن تخرج ما بجبعتها
- وبعدها اذا أردت رحيلي سأرحل
...............................
كانت تشعر بالتعب ولكن عنـ.ـد.ما اخبرتها الخادmه ان شقيقتها هنا نهضت على الفور من فوق الفراش تمد يداها نحو شقيقتها التي احتضنتها ببرود
- عشان انا الكبيره بس جيت اسأل يامها.. مش هنسي اللي عمله جوزك وانه صغرني قدام سالم جوزي ورفضتوا تساعدونا
بهتت ملامح مها من عتاب شقيقتها.. فما ذنبها هي.. حاولت مع شريف ولكنه رفض دون رجعه
- كده ياماجده هونت عليكي
رمقتها ماجده بأقتضاب تتذكر حديث سالم فتلك المره لو رفضت شقيقتها مساعدتها فهى أصبحت ترى حالها عليهم
- ما انا بقيت اهون عليكي.. وعلى العموم انا جيالك النهارده في مساعده بعيده عن شغل جوزك
وانتقلت عيناها هنا وهناك ونظرت للعقد الثمين الذي يُزين جيدها
- محتاجه فلوس يامها.. اختك وقعه في ضيقه
- انا لو معايا ياماجده مش هتأخر عليكي ومقدرش اطلب من شريف
ضاقت أنفاس ماجده وكما أخبرها سالم أنها سترفض مساعدتها
- بقولك اختك وقعه في ضيقه.. وتقوليلي مقدرش.. اظاهر انك نسيتي اختك بعد ما عيشتي في العز
تألــمت من كلمـ.ـا.ت شقيقتها.. فلو لديها مال ستُعطيه لها دون أن تُفكر.. فهي لا تعرف كيف تطلبه من شريف
- ياماجده مقدرش اطلب من شريف
نفضتها ماجده من أمامها تهتف بغـــضــــب
- انسى ان ليكي اخت يامها
أسرعت تجذب ذراعها تتسأل بقله حيله..وقد ظنت ان المبلغ بسيط سيوفيه مصروفها الذي يعطيها اياه شريف وتدخره
- أنتي عايزه كام ياماجده
تعلقت عين ماجده بالعقد الذي ترتديه واقتربت تتلامسه
- تمن العقد اللي لبساه يفك ضيقتي.. ادهوني ارهنه عند واحد معرفه واول ما اقبض فلوس الجمعيه هرجعلك تمنه.. ساعدي اختك يامها.. واه ياستي المحروس جوزك اللي بقى كرهني انا وجوزي مش هيعرف حاجه
..................................
اندفع مكرم لمكتب فرات بعدmا سمحت له سكرتيرته.. ألتقط أنفاسه وعلى امل ان يجدها لديه وان لا يكون فعل ما طلبه منه والده في طردها
- صفا فين يافرات بيه.. وديتها فين
نطق عبـ.ـارته بأعين قاتمه ينتظر اجابه فرات..سنوات قضاها يأخذها بذنب والدها..
تحرر أخيراً من جموده وصمته وقبض على القلم الذي بيده بقوه يرمقه بنظرات فاحصه يرى لهفته عليها
- طردتها
تصلب مكرم في وقفته يسأله بلهفه وأمل
- راحت فين..لازم تعرف الحقيقه
واقترب من مكتبه يتمنى ان يُخبرها الي اين رحلت
- لازم تعرف ان عدنان الأنصاري مش ابوها.. صفا مش بـ.ـنت عدنان الأنصاري
تجمدت أطراف اصابعه على القلم واظلمت عيناه بالحقيقه التي أتت مُتأخره..صورتها وهو يأخذها بالقوه وصوت صراخها يسير أمام عينيه
وعاد صراخ مكرم ثانيه
- صفا فين يافرات بيه.. مش معقول متعرفش مكانها.. عملت فيها ايه
نهض من فوق مقعده يبتعد عن أنظار مكرم
- معرفش فين
...............................
وقفت أمام المرآه تُجهز حالها للذهاب للمركز فقد انتهت الرحله وعادوا.. تورد وجهها وهي تتذكر تفاصيل ما عاشته.. أياما رُسخت داخلها.. انتبهت على رنين باب الشقه فقطبت حاجبيها فمن سيأتي إليها
لفت حجابها بأحكام واسرعت نحو الباب لتقف تُحملق ب ناديه المبتسمه
- حمدلله على السلامه
ودلفت للداخل تنظر اليها بتمعن وعلى وجهها علامـ.ـا.ت الراحه
- شكلها كانت رحله ممتعه
ارتبكت من تلميحها المُخجل
- الله يسلمك..اتفضلي
فوقفت ناديه ترمقها
- لا انا مستعجله.. شكلك كنتي خارجه ياياقوت
- عندي حصه في المركز
اماءت ناديه برأسها مُتفهمه
- اعتذري منهم النهارده او اجلي الحصه لان ورانا ميعاد عند الدكتوره
بلعت ريقها بتـ.ـو.تر تسألها
- حضرتك تعبانه
ضحكت ناديه على فهمها ان الامر يُخصها
- لا الدكتوره عشانك يا ياقوت.. عشان الحمل.. نشوف لو محتاجه حاجه تتعالج ولا محتاجه مقويات
واردفت وهي تفحصها بنظراتها الثاقبه
- مش عايزين نضيع وقت
ارتجف قلبها وهي تسمع عبـ.ـارتها
- نضيع وقت ايه.. احنا بقالنا شهرين ونص متجوزين بس
ابتسمت ناديه وهي تُصحح لها المعلومه
- تلت شهور ياياقوت ياحببتي.. ده انا قولت هتحملي من اول شهر بس يلا مش مهم
اجادة ناديه دورها وكأنها والدة زوج
- مش عايزه تروحي للدكتوره ليه ياياقوت
شحب وجهها وهي تطالعها.. فاليوم اخذت قرارها ان لا تتناول تلك الحبوب ولكن مجئ ناديه اليوم جعلها تُدرك ان اخفاءها للأمر أتى عليها بمأزق
- انا ورايا شغل النهارده ومينفعش اخد اجازه.. حمزه لو كان عايزني اروح كان قالي الصبح قبل ما يخرج او اتصل بيا
ضاقت أنفاس ناديه من تعليلاتها فأحتدت نظراتها
- أنتي خايفه كده ليه.. ياقوت انا اقترحتك على اخويا عشان هتديله الحاجه اللي ناقصاه
لاحظت ناديه أنها أخطأت في كلامها فتنهدت بضيق
- روحي كلمي جوزك وقوليله انك خارجه معايا وريحين نطمن نطمن على موضوع الحمل.. مظنش انه هيقول لاا
ارتجف قلبها وهي تتذكر حينما أخبرها عن رغبته بطفلاً.. تحركت ببطئ لداخل غرفتها فأتجهت ناديه نحو الاريكه تنتظرها تلوي شفتيها بضيق من كل ذلك الجدال.. فهى لم تضع فكرة الزواج داخل عقل شقيقها الا لترى أطفاله
....................................
عادت هناء من عملها في وقت مُبكر لتتفاجئ بوجوده.. وضع فنجان قهوته جانباً فتسألت وهي تُلقي بجــــســ ـدها فوق الاريكه
- جيت بدري يعني
اقترب منها يجلس جانبها يزفر أنفاسه حتى يتقن داخله الدور.. فهو من اقترح فكره قدوم شقيقته
- تقى جايه تقضي معانا شهر ياهناء.. مضطرين نظهر قدامها زي اي زوج و زوجه زي ما احنا متفقين
قضبت حاجبيها تستعب عبـ.ـارته الاخيره
- يعنى ايه
ابتسم وهو يُطالعها
- يعنى مش هينفع كل واحد فينا ينام في اوضه ياهناء ..
انتفضت من فوق الاريكه ترمقه بمقت
- قصدك ان هتجمعنا اوضه واحده..
............................
خرج من شركته لا يري أمامه.. حديث مكرم مازال صداه داخله عدنان أيضا قــ,تــل والدها لكي يحصل على والدتها بعدmا اعجبته.. قبض علي كفه بقوه وقد تخلي اليوم عن عصاه .... اسرع سائقه في فتح باب السياره له ليدلف داخلها أمراً سائقه
- روح على المزرعه
...........................
انتظرت اجابته على هاتفه وقلبها يدق بعنف.. بللت شفتيها بطرف لسانها لتسمع صوته فهتفت فور رده
- ناديه عايزه نروح للدكتوره عشان موضوع الحمل
ارتبكت وهي تُخبره بالأمر وأكملت بتـ.ـو.تر
- انا ورايا النهارده حصه في المركز.. وانت عارف ان..
لم تُكمل عبـ.ـارتها.. واتسعت حدقتيها وهي تسمعه
- ت عـ.ـر.في ان اكتر حاجه بكرها في حياتي الكدب يا ياقوت..كان نفسي تصرحيني من غير كدب حتى مكالمتك ديه كان عندي امل خيبتي.. افتكرتي مش هعرف بموضوع الحبوب
وزفر انفاسه بقوه.. فأرتعشت يداها
- انت كنت عارف.. انا عملت كده عشان
وقبل ان تُبرر له سبب فعلتها.. اتاها صوته حازماً جعل قلبها يرتجف خــــوفاً .. شحب وجهها وسقطت دmـ.ـو.عها من بروده كلمـ.ـا.ته.. فهو يعرف بفعلتها وشقيقته تنتظرها بالخارج لاصطحابها للطبيبه
- ادي التليفون لناديه يا ياقوت
↚
وقفت أمام ناديه بملامح شاحبه تُعطي إليها الهاتف..
فحصتها ناديه بنظرة مطوله وهي تلتقط الهاتف وقلبها يُحادثها ان هناك أمراً ما..انكمشت ملامح ناديه وألتفت بجــــســ ـدها تستمع لرد شقيقها
كانت تظن انه سيُبلغ شقيقته ان تأخذها وينكشف بعدها الأمر او انه سيُخبرها بأنها تتناول حبوبً حتى لا تُنجب.. اسوء الاحتمالات وضعها عقلها وارتجف قلبها خــــوفاً فبعد ما عاشته معه في رحلتهم القصيره زالت الحواجز بينهم ونعمت بالحب الذي سمعت عنه حتى حنانه آسر قلبها
عادت ناديه تلتف ناحيتها ثانية ترمقها بحنق
- يعنى كنت هاكلك يا ياقوت.. خدي جوزك الحنين اللي بيقولي سيبي مراتي في حالها وبلاش شغل الحموات
ناولتها الهاتف وسحبت حقيبتها لتسرع ياقوت نحوها تتمالك مشاعرها وخــــوفها
- انتي مشربتيش حاجه
- مره تانيه يا ياقوت
غادرت ناديه بعدmا لم يُعجبها حديث حمزه.. رفعت الهاتف ترى هل مازال على قيد الاتصال ام اغلق الخط.. لتجد الخط مفتوحاً
- ديه زعلت
احتد صوته وهو يدق بالقلم علي سطح مكتبه
- في حاجه تانيه عايزه احلهالك
تصلب جــــســ ـدها وهي تسمع نبرة صوته ..جف حلقها ولم تعرف بما ستُخبره به فأي اعتذار ستقدmه له.. اتتها الاجابه حينا انتهت المُكالمه.. لترفع الهاتف عن اذنها تنظر اليه وعادت تدق على رقمه ولم يأتيها الجواب غير أن الهاتف مُغلق
....................................
دلف للمزرعه بسيارته بوجه مكفر.. حديث مكرم عنها كان يدور أمام عينيه كيف ان لا تكون ابنه ذلك الرجل الذي دفعت أخطاءه
اخبره ان معلومـ.ـا.ته من شقيقه عدنان.. فشقيقها كان لا يُنجب
قابله عنتر وهو يصعد على الدرج المؤدي لبهو المنزل ولم يعد مُتعجباً من قدومه.. فقدومه كثر وليس عليه إلا الترحيب بسيده فهذه املاكه ويأتي كما يرغب
ألتف نحو عنتر الذي يسير خلفه يسأله هل سيبيت الليله ام سيعود للعاصمه
- من غير اسئله كتير.. هاتلى البـ.ـنت اللي جبتها المزرعه وامرت بتشغيلها هنا
لم يلفظ بأسمها ففرات النويري لا يظهر اهتمامه بأحد.. يُشعر من أمامه انا لا قيمه له.. هكذا صارت حياته كما كان يفعل والده هو أصبح نسخة مصغره
طالعه عنتر وهو لا يفهم عن اي فتاه يتحدث سيده.. اتسعت حدقتيه وهو يتذكرها
- قصدك صفا يابيه.. هو انت ناوي تطردها.. البت مهما بعمل فيها واشغلها مسبتش المزرعه
ومسح على شاربه.. ليفزع من صراخ فرات
- عنتر روح ابعت حد من الغفر يندها.. وروح شوف شغلك
غادر عنتر علي الفور راكضاً يحمل طرفي جلبابه دون كلمه اخري
انحني نحو احد المقاعد يسند عليه مرفقيه وعيناه جـ.ـا.مده يتذكر اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابه لها وانتقامه منها في إطار الشرع
مر الوقت ببطئ وهو ينتظر في غرفه مكتبه يحتسي من القهوه التي قدmتها له السيدة نعمـ.ـا.ت التي تعيش هنا منذ ايام والده الراحل
قادها عنتر للغرفه وعنـ.ـد.ما ألتقت عيناها به اشاحتهما سريعا.. فعيناه تُذكرها بمشهد اعتدائه عليها وهي تتوسل له ان يرحمها
انصرف عنتر من اشاره من عين فرات وأغلق الباب خلفه ليرتجف قلبها وهي تراه ينهض من فوق الاريكه التي كان جالس عليها ثم تقدm منها بخطوات ثابته يفحصها بنظراته الثاقبه
مع كل خطوه كان يقترب بها منها كانت تتراجع للخلف خــــوفً
ضاقت أنفاسه من فعلتها التي اشعرته بمدى حقارته ولكن تجاوز ذلك الشعور وعاد لصلابته ونظرته الحاده
- متخافيش مش هاكلك
- مش خايفه منك
خرج صوتها مُرتجفاً مهزوزاً تتحاشا النظر اليه تتذكر صوته وهو يُخبرها ان تتعرى أمامه ثم يدفعها نحو الفراش صارخاً بها ان تدفع ضريبه ما اقترفه والدها يوماً
وقف أمامها بعدmا انكمشت أمامه علي نفسها وألتصقت بالباب خلفها
- باين انك مش خايفه
سقطت دmـ.ـو.عها فهى لا تتحمل رؤياه تختنق وهي تراه وتسمع صوته وتشم رائحته.. كل شئ يعيد لها ذكريات لعينة معه
- ابعد عني.. انت عايز مني ايه تاني حـ.ـر.ام عليك
تجمد فرات في وقفته وهو يرى ناتج ما اقترفه.. ترتعش تعض شفتيها بقوه تكتم صوت بكائها
وسقطت على الارض أسفل قدmيه تدفن وجهها بين كفوفها
جــــســ ـده وصدره الذي ظهر من فتحتي قميصه هيئته وخشونه صوته وتصفيف خصلاته حتى العطر كان نفس رائحة ذلك الذي علق بجــــســ ـدها كل شئ اعاد لها تفاصيل كل ماعشته وهو ينتهكها..فهيئته اليوم كانت شبيها لنفس اليوم الأول عنـ.ـد.ما جرها خلفه للغرفه
قبض على كفه ليهتف صائحاً بعدmا تملكه الغـــضــــب
- قومي مش هعملك حاجه خلاص
وألتف بظهره يمسح على وجهه بضيق
- افتحي الباب واخرحي
تصريحه لها كأنه اشاره منه للفرار.. غادرت الغرفه دون أن تعرف سبب لاستدعائه ..استمع لصوت فتح الباب وخطواتها الهاربه
تجمدت عيناه نحو الفراغ الذي أمامه واليوم أدرك حقيقه الجرم الذي فعله بها ليجعلها بتلك الحاله أمامه
ولم يُخبرها بحقيقه نسبها فأي حقيقه او اعتذار سيُقدmه
...................................
نظرت الي الساعه التي جوارها ثم لهاتفها..منذ ساعات هاتفتها ندي وقد تعجبت من اتصالها.. كان اتصال عجيب منها ولكنه فجأها.. اخبرتها ان حمزه لديهم والعائله مُجتمعه لما لا تأتي أيضاً
اعتذرت بلطف وساعدها ان صوتها اتي إليها كأنها مزكومه ولم يكن صوتها هكذا الا من أثر البكاء المتواصل
أرهقت جفونها من أثر البكاء لتغمض عيناها تاركه نفسها لسلطان النوم
احست بحركه بالغرفه ثم دثر نفسه جانبها فتحت عيناها لتجده يُعطيها ظهره ويمد يده ليغلق الإضاءة
همست اسمه بثقل تخشي رده
- حمزه
كررت اسمه ثانيه ليأتيها جوابه بغلظه
- نامي يا ياقوت لاني مرهق وتعبان
طالعت ظهره وجفاءه بآلم
- انت كنت عارف من امتى.. وليه مقولتش انك عارف وكنت بتعاملني كويس.. ليه اتغيرت فجأه مع انك عارف وساكت
ارتفع صوت أنفاسه ليغمض عيناه مُتمتماً
- تصبحي على خير يا ياقوت
لم تتحمل جموده الذي يتقنه لتدفعه بيدها فوق ظهره بضيق
- بس انا مش هنام غير لما تقولي سبب سكوتك وانت عارف
ألتف نحوها فجأة لينظر إليها بنظرة بـ.ـارده
- كنت مستني مراتي تقولي الحقيقه لوحدها وتحكيلي.. لما اقولك نفسي في طفل وانتي تكوني بتاخدي حبوب من ورايا ده تسميه ايه
قبض على كتفيها صارخاً بها لتسقط دmـ.ـو.عها من أثر قبضته القويه
- سمي خــــوف.. عارف يعني ايه خــــوف
ونفضت حالها من بين ذراعيه تزيل دmـ.ـو.عها بعنف وغـــضــــب من نفسها
- خــــوف من كل حاجه.. خــــوف من إنسان مش بيظهرلي مشاعره.. من حياه معرفش انا فيها ايه.. من اهل خايفين ارجعلهم مطلقه ومعايا طفل وبدل ما كنت بعبئ لوحدي هبقي بطفل يعيش زي ما انا عايشه
- أنتي بتقولي ايه.. متخيلاني في يوم من الايام هكون كده هعيد تجربتك مع ولادي...اوهامك ديه هي اللي هتخسرك حياتك
ورفع اصبعه نحوها يُحدق بها بغـــضــــب
- افتكري ده كويس.. اوهامك هي اللي هتخسرك
كاد ان ينهض من جانبها لعله يكبت غـــضــــبه بعيدا عنها فعاد ينظر إليها بتمعن ليجدها غارقه في دmـ.ـو.عها
- وشكرا انك مش شايفه مني مشاعر
نهض ليتركها مع نفسها ترثي حالها علي تلك الذكريات التي عاشتها معه الايام الماضيه بهولندا
نظرت للفراغ الذي تركه.. طالبها قلبها بالصمت ولكن عقلها ابي ذلك نهضت تتعبه فوجدته جالس بالظلام شارداً.. اقتربت منه ببطئ وتردد ووقفت أمامه
- هو احنا ليه متنقشناش زي اي زوجين طبيعين...شايف حياتنا غلط ازاي
رفع عيناه نحوها بعدmا استعب عبـ.ـارتها.. فحصها بنظراته فشعرت بأنها حمقاء تمتمت داخلها بضيق
" الله يسامحك ياسماح انتي وهناء انا قولتلهم اني غـ.ـبـ.ـيه مصدقونيش"
- ياقوت انتي هابله.. انتي مستهونه ب اللي عملتي
انتبهت على صوته وما نعتها به
- ت عـ.ـر.في الحاجه اللي غفرالك معايا حياتك القديمه
- انا كنت هبطل الحبوب واحكيلك
انتقلت عيناه على ملامحها الباهته يسألها
- وايه اللي منعك يا ياقوت.. مستني اسمع تبرير مقنع
انتظر ان يسمع اجابتها ولكنها وقفت جـ.ـا.مده تُحدق به إلى أن تحركت شفتاها وخرج صوتها المقهور
- الحواجز كانت بينا كتير ياحمزة بيه
جرت اقدامها نحو غرفتها لتتركه في عمق عبـ.ـارتها.. آثره ماقالته ونهض ليذهب خلفها ولكنه عاد لما كان عليه
...................................
وضعت هناء يدها على خدها تُفكر في قدوم تقي ابنه عمها اليوم لاتعرف كيف ستنام معه بنفس الغرفه وتتظاهر أمامها انهم سعداء مع بعضهم
صوت خالد لم يُقظها من شرودها.. اضطر لطرق قبضه يده بقوه على مكتبها لتنتفض من فوق مقعدها تفتح عيناها على وسعهما تشيح رأسها يميناً ويساراً
- مستر خالد
تصرفاتها العفويه كانت توقعه فيها كل يوم دون شعور..ولكنه الحال كما هو لا مشاعر يستطيع اظهارها لها ف في النهايه هو المدير وماهي الا موظفه لديه والأكبر انه زوج وابً
تمتم بصوت حاول أن يجعله صارماً يُخفي خلفه مشاعره
- ياريت ننتبه على شغلنا.. فين المقترحات اللي قولت تجميعها عن الاحتفال للسنه التاسعه لافتتاح الفندق
أسرعت في ترتيب الأوراق التي أمامها تُخبره عما فعلته
- انا خليت كل موظف وزوار الفندق يقولوا اقتراحتهم زي ما حضرتك طلبت
وناولته الأوراق تنتظر ان يُبدي برأيه عن عملها
- كل حاجه في الورق
ألتقط الورق منها وطالعه بنظره سريعه ثم طالعها
- تعالي مكتبي نتناقش سوا
تعجبت من عرضه العجيب.. ولكن في النهايه كان هذا عملها اتبعته صامته ووصلت غرفه مكتبه ليقف مُتجمداً ولكن ركض الصغير اليه يهتف بكلمه واحده جعلته ينحني ويبتسم لصغيره
- حبيب بابا
ضمه نحوه وعيناه على زوجته التي وقفت مرتبكه تُحدق به تحمل هديه بين يديها واقتربت منه
كانت هناء تقف تُطالع المشهد بأثاره ومتعه... احتوائه لطفله وزوجته الجميله تُقدm له هديه
- جيت عشان اصالحك واعتذر منك ياحبيبي
نست هناء انها تقف كمتطفله بينهم ورغم ان ظهر خالد كان لها ولم ترى ملامح وجهه الجـ.ـا.مده التي لا توحي الا بالبروده
الا انها كانت تُشاهد المشهد بحالميه وكأن هناء القديمه قد عادت
تخيلت حالها مع مراد ولكن حينا تذكرت انه خدعها وجـ.ـر.حها فاقت من احلامها وانتبهت على وضعها
- عن اذنك يافنـ.ـد.م اجي في وقت تاني
انصرفت دون أن تسمع رده لتقترب منه جنات اكثر تلثم خده بنـ.ـد.م على ثورتها به في حق من حقوقها ولكنه هو لا يري الا انها زوجه اجبر عليها وهي غارقه في حبه
- سامحتني صح
- مكنش ليه لزوم تيجي الفندق
او.جـ.ـعتها عبـ.ـارته فأرتسمت على ملامحها ابتسامه هادئه تُداري خلفها خيبتها
- افتح الهديه طيب
وعادت تتذكر هناء وتستجمع ذاكرتها.. فهى تشعر ان ملامحها مرت عليها من قبل
- هي البـ.ـنت ديه نعرفها.. حاسه اني شوفتها في مناسبه
...................................
نظرت ندي للحفل الذي اصطحبت معها شهاب بالقوه والاقتدار.. كان حفل زواج لشقيق كلا من رفيف وسمر
وقعت عين ندي علي سمر التي تشعل الفرح برقصها لتوكظ شهاب بذراعها هاتفه
- بص ياشهاب على سمر.. ديه طلعت ولا صافيناز
ثم اردفت بحماس
- انا هخليها تعلمني
تعلقت عيناه بسمر واشاحا رأسه ضائقا عيناه من جملتها الاخيره
- تعلم مين.. سمعيني كده
ابتسمت وهي تلتقط ذراعه وتتمايل برأسها
- تعلمني انا عشان ارقصلك
- مبحبش الرقص
لطـ.ـمـ.ـت ذراعه بخفه
- في راجـ.ـل ميحبش الرقص.. يعني رقص سمر مش عجبك
كانت كالحمقاء وهي تسأله عن امرأة أخرى تُخبره عن محاسنها
- هو مين اقنعكم ياحببتي ان الراجـ.ـل عايز يتجوز رقاصه... ما نروح نتجوز من الكبـ.ـاريه وخلاص
امتعضت من حديثه وازاح لها مقعداً فارغاً حول إحدى الطاولات وجلس جانبها مُتنهداً بقله حيله من مجيئه معها لم ترغب في إنهاء ذلك الحديث الذي رأته شيقاً
- طيب ليه بتفضلوا تتكلموا قدامنا عن ديه مهتميه بجـ.ـسمها.. ديه بترقص حلو ديه لبسها شيك
ضحك وهو ينظر إليها وكيف تُحرك يدها مع كل عبـ.ـاره
- شكل الموضوع عجبك.. بنستفزكم ياندي.. الست الذكيه هي اللي ديما واثقه في نفسها عارفه امتى هتضعف قدامنا وامتي هتكون قطه بتخربش.. بت عـ.ـر.في تنطي الحبل ياندي
اماءت برأسها وهي لا تعرف سبب لسؤاله هذا
- اه الراجـ.ـل عايز الست اللي كده.. بتنط الحبل كويس وبنفس طويل
انفجرت ضاحكه ولولا أصوات الموسيقى العاليه لكن الجميع سمع رنة ضحكتها.. قرص ذراعها بخفه يضغط على أسنانه بضيق
- اضحكي كده تاني.. هعلقك في البيت
مالت نحو كتفه تتمسك به اكثر.. رغم عيوبه التي تعرفها الا انها تعشقه.. تعشق وقاحته وصراحته التي احيانا تجلطها ولكن هي لم تحب شهاب المميز.. احبت شهاب بعيوبه
كانت سمر تنظر نحو طاولتهم وهي ترقص.. ظنت انها ستجذب نظره ولكن شهاب طيله الحفل لم يكن الا مع زوجته
.....................................
نظرت اليه وهو متسطح فوق الفراش براحه.. غـــضــــبت منه ومن بروده هذا فألتقطت الوساده لتدفعها ارضاً وتضـ.ـر.بها بقدmيها
- يعنى هنام انا فين بقى
رمقها ثم عاد يُغمض عيناه
- على السرير ياهناء
ضاقت عيناها بضيق من ردوده
- ياسلام انام جانبك ليه وبصفتك ايه
فتح عيناه مستمتعاً بحنقها وغـــضــــبها
- بصفتي اني جوزك ومش راجـ.ـل غريب
عند ذلك الحد لم تتحمل..خرجت من الغرفه ولم تجد الا المطبخ لتجلس فيه تسترد عافيتها من بروده الذي تتلقاه منذ أن جاءت تقي اليوم.. لمسات واحضان وغزل أمام شقيقته التي تنظر لهم بسعاده
................................
جلست هي وحوريه أسفل احد الأشجار يتناولون طعام الغداء قبل العوده الى عملهم.. مجرد لقيمـ.ـا.ت بسيطه يسدوا بها جوعهم ويتثامرون قليلاً
الكل كان يعلم بقدوم شقيقه رب عملهم لقضاء بعض الأيام لتُريح اعصابها وإحدى الخادmـ.ـا.ت تُرافقها
كانت فاديه شارده تتذكر عزيز زوجها الذي رحل وتركها وحيده
انتبهت على صوت ضحكات قريبه لترمق صاحبتيها.. لتجدها تضحك بملئ فاها.. فخطت نحوها بأعين يشتغل بها الغـــضــــب.. وقعت عين صفا عليها فتجمدت ملامحها ولم تشعر بعدها الا بكف فاديه على وجنتها
اتسعت عين حوريه كما فعلت الخادmه التي تُرافقها
صرخت بأسم عنتر بقوه تنظر لصفا التي وضعت يدها على خدها وقد تحجرت دmـ.ـو.عها
- عنتر.. انت ياعنتر
كان عنتر قريب منها للغايه اقترب سريعا ينظر إلى سيدته
- ايوه يافاديه هانم
ارتفعت شفتي فاديه بأمتعاض تشير نحوها بأصبعها ترمقها بحقد
- طول فترتي هنا.. البـ.ـنت ديه تبقى خدmتي مفهوم
لتصيب كلمتها الواقفين ذهولاً.. فلماذا اختارتها هي
..............................
انتهت حصتها في المركز الذي تعمل فيه.. اتجهت نحو غرفة هند حتى تأخذ اللوحه التي اخبرتها هند ان تتعلم منها اتقان خطوط الرسم بجوده.. رمقتها هند وهي تدلف وأكملت حديثها مع صديقتها
- صالحتي مروان
انتبهت ياقوت على سؤال صديقتها ولم تكن تقصد الانصات لحديثهم
- مروان حبيبي قلبه طيب.. وبيتصالح بسرعه
- انا مش عارفه ازاي عملتيها ياهند.. ازاي تصدقي مرات عمك وتروحي لدجال عشان الخلفه
نظرت ياقوت لملامح هند المتألــمه
- بتعلق في اي امل.. مرات عمي قدرت تأثر عليا انا مش عارفه عملت كده ازاي.. واه اتعقبت ومروان فضل اسبوع مخاصمني
ضحكت صديقتها كلما تذكرت ما حدث
- رايحه لجوزك القسم وانتي مقبوض عليكي وعايزاه ميعقبكيش بس
لم تجد هند الا القلم لتدفعها به.. ابتسمت وهي تتذكر عنـ.ـد.ما هاجمت الشرطه المكان واخذوا الموجدين لتجد نفسها تدلف لقسم الشرطه الذي يخدm فيه زوجها وفور ان عُرضت عليه بين من قبض عليهم ركضت نحوه تتحامي به
كانت تقص هند التفاصيل أمام صديقتها للمره التي لا تعرف عددها ولكنها كانت مستمتعه وخاصه حينا ضمها إليه ورغم الكارثه الا انه عاملها أمام الجميع بحنان متجاوزاً غلطتها أمامهم والعقـ.ـا.ب اتي في منزلهم
خفق قلب ياقوت مما تسمعه ولم تشعر بقدmيها وقلبها وهم يأخذاها لمقر عمله
سمح لها سكرتيره بالدخول.. لتفتح باب غرفته تُطالعه وهو يتحدث بالهاتف ويعطيها ظهره
اقتربت منه تضم خصره بذراعيها.. فتصلب جــــســ ـده من فعلتها
شعر برأسها على ظهره وهمسها
- خدني في حـ.ـضـ.ـنك
لم يعي اي شئ يسمعه عبر الهاتف من المتصل وهو يستمع الي ما تطلبه منه.. أنهى المكالمه وألتف نحوها ومازالت متشبثه به
- ياقوت انتي كويسه
لم يعهدها هكذا.. تُطالب تُخبره بحاجتها..والصدmه الكبرى التي جعلته يقف جـ.ـا.مداً عنـ.ـد.ما قبلته سريعا وابتعدت عنه خجلت من نظراته واطرقت عيناها ارضاً
- كنت عايزه اعمل كده وعملت
دهشته ازدادت مما تفعله وعادت تُطالبه
- مش هتاخدني في حـ.ـضـ.ـنك وتقولي انك هتكون ديما معايا
لم يعد يشعر بنفسه ورغبه مُلحه تقوده لفعل ما لم يتخيل فعله من قبل
جذبها اليه كي يُقبلها وتلامست شفاهم.. لينفتح الباب ومريم تدلف للغرفه بصياح قد انطفئ
- بابا انا جيت....
↚
مشاعر جديده كانت تغمرها وهو يقبض على كفها بحنو يسألها عما ترغب في تناوله.. لم يُفرق بينهم في التعامل ولكن مريم كانت تنظر إلى ما يفعله كأنه كثيراً عليها وأنها وحدها من تتدلل
يسألها عما تُريده.. حدقت مريم بطبقها بمقت فلو كانت تعلم أن خروجتهم سوياً والتي ظلت ليومان تطلبها منه ستُشاركها بها ياقوت لكانت جلست بغرفتها
رفعت عيناها نحو ياقوت ترمقها بضيق تراها لا تستحق تلك الحياه ولا مكانه والدها.. فأين هي واين هم.. ياقوت ذو الملامح البسيطه الخاليه من مستحضرات التجميل وحجابها البسيط الذي لا يليق بموضه العصر وملابسها الهادئه الطويله كل هذا لا تراه الصغيره الا انها امرأه اقل من العادي فكيف تكون في النهايه المرأة التي تأتي وراء والدتها الراحله
غرزت شوكتها بقوه لينظر نحوها حمزه مُتعجباً
- مالك يامريم..
وابتسم وهو يُطالعها
- متخافيش الخروجه مش هتقف على كده.. هنعمل شوبينج كمان لان عارفك بتحبي الشوبينج اكتر من اي حاجه
تهللت اسارير الصغيره من الاقتراح ونست حقدها على ياقوت التي ابتسمت على سعادتها وأنهم يتشاركون حبه
وعنـ.ـد.ما ألتقت عيناها بمريم لم تري فيهم الا بروده ونظرة لم تفهمها
- مبتكليش ليه يا ياقوت.. اغيرلك طبقك بصنف تاني
انتبهت ياقوت على تلاعبها بالمعلقه فالطعام كان يُعجبها ولكنها كانت شارده تتسأل الي متي ستظل مريم تبغضها.. الي متي ستراها بشعه خاطفه للرجـ.ـال وستخـ.ـطـ.ـفه منها وتنسيه ابوته التي يمنحها لها.. تمنت ان تُخبرها انها سعيده انها بينهم.. سعيده بوجودها بين عائله مُتكامله
شعرت بأطراف انامله فوق شفتيها يزيل لها الصوص الذي سقط بخيط رفيع على طرفي شفتيها
ارتبكت وهو ينظر لها بعدmا ازاله عنها
- كملي اكلك.. لو مش عجبك قولي
رمقته بسعاده تتأمله اليوم بنظرة أخرى
- الاكل طعمه جميل وعجبني جدا
المشهد كان يسير أمام مريم التي جلست تتأملهم وتتذكر والدتها مكان ياقوت وكيف كان يفعل ذلك مع والدتها.. المشاعر التي كان يمنحها لوالدتها جاءت أخرى وحصلت عليها بل وأكثر
فمشهد القبله وهو يأسرها بين ذراعيه حينا دلفت مكتبه مازال مُسطر داخل عقلها
تنهدت بمقت تهتف داخلها بضيق
" مسيرك تخرجي من حياتنا"
مضى الوقت ورغم عدm تصريحه انه سامحها على فعلتها الا انه كان يحتويها بحب كما يحتوي مريم
وصلوا الي المول التجاري الذي اقترحته مريم.. نظر إليهم وكأنه ينظر لاطفاله
- يلا ادخلوا اشتروا اللي انتوا عاوزينه.. وانا عليا ادفع
ألقى عبـ.ـارته مُبتسما وهو يُطالعهما مُشيراً إليهم ان يبدئوا.. لم تشعر الا وهي تلقى نفسها بين ذراعيه دون حواجز او خجل
- ربنا يخليك لينا
كان اليوم هو يوم المفاجأت التي تقدmها.. ولكنها كانت تفعل كل ما يُريده قلبها.. حدقت مريم بفعلتها والغيرة تكاد تقــ,تــلها.. بدء شيطانها يُخبرها ان ياقوت لا تفعل ذلك الا تُعطيها اشاره انها ربحت في النهايه وأصبح لها وحدها وقد صدقت صديقتها رؤى في التفاصيل التي حكتها عن احد أقاربها وكان نفس حكايه والدها
لم تستمتع مريم بالجوله كما كانت تتمنى.. تنظر إليها وهي تقتني الثياب وكما يفعل معها حمزه كالمعتاد في أخبـ.ـارها برأيه كان يفعل معها برؤيه زوج لا اب
يفحصها بكل تفاصيلها وكلما رفض شئ تُبدل الآخر وتأتي لتريه
كان لا يفرق بينهم ولكن مريم كانت ترى كل شئ بقلب تنهشه الغيره فتراه يميزها عنها ولا تفسر ذلك الا انها خدعته وأنها ماكره
انتهى التسوق الذي احترقت فيه مريم بالغيرة وقضته ياقوت بالاستمتاع ليس لأنها تشتري ثياب جديده إنما وجودها معه واهتمامه بها كان يكفيها
اوصلوا مريم المنزل فحملت حقائبها وانصرفت للداخل لتركض لأعلى تحت نظرات ندي المُتعجبه
اتبعتها ندي هاتفه بأسمها ولكنها لم تُجيب عليها
- مبترديش عليا ليه.. مالك يامريم
انفجرت مريم بالبكاء تدفن وجهها في وسادتها تقص عليها كل شئ ولكنها حذفت مشهد قربهم بمكتبه فالمشهد يحرق قلبها
- اخدتوا يا ندى... خلاص بابا هيبعد خالص هيبقى بتاعها هي وبس.. ديه ضحكت عليه.. انتوا قولتلولي انها وصيه ماما وكانت لازم تتنفذ وانه اتجوزها عشان كده وبس.. بس هي خلاص شالت ماما من قلبه
انصدmت ندي من حديثها عن سبب الزيجة الذي لم يخبروها به الا عنـ.ـد.ما شعروا بحـ.ـز.نها الشـ.ـديد ونومها في غرفه والدتها كل ليله باكيه تُخبرها انه لم يعد موجود بينهم
- مريم ديه مـ.ـر.اته.. بكره لما تكبري وتتجوزي هتفهمي ياحببتي.. ياقوت مش وحشه اوي ومش هتاخدوا مننا
احتدت عيناها وهي تسمع اسمها
- لا وحشه وانا بكرها.. ديه كانت بتقرب منه النهارده عشان تضايقني
وماكانت تفعله الأخرى تلقائيا حتى تُجرب احساس هند الذي قصته على صديقتها كانت تراه الصغيره مكيده لتقهرها
..................................
اختلس النظر اليها وعادت عيناه نحو الطريق يبتسم على طفولتها في فتح الأكياس.. حملقت به وقد لمعت عيناها بالسعاده
- انا مبسوطه اوي
فأبتسم للحظه ثم أودع تركيزه في القياده.. شعرت وكأنه مازال غاضبً منها وان لطفه طيله اليوم لم يكن الا لإخفاء غـــضــــبه أمام مريم
بهتت ملامحها وقبل ان تسقط دmـ.ـو.عها نست ضعفها وابتسمت تضم كفيها ببعضهما
- كنت غـ.ـبـ.ـيه لما مفكرتش اشاركك في خــــوفي..اعتبره درس واتعلمت منه
لم يكن غاضباً منها تلك اللحظه.. ولا غـــضــــبً بسبب فعلتها فهو يعلم بحياتها وكيف عاشت ولكن تجنبه لها كان مجرد عقـ.ـا.بً
وقد ضاع العقـ.ـا.ب اليوم لحظة دخولها مكتبه وارتماءها بين ذراعيه
- حمزه انت سامحتني
أوقف سيارته في مكانها المُخصص أسفل البنايه التي يقطنون بها... جاهد على أن يُخرج صوته صلبً جـ.ـا.مداً.. لتكون ردت فعلها الأسبق وهي تندفع نحوه تدفن وجهها في عنقه
- انا بحبك ياحمزه.. بحبك اووي
واصبحت العقد تنفك واصبح القلب مُستسلماً
................................
أصبحت لا تراه كل ما عرفته انه في دوله اخري مع فريقه.. حقائبها جهزتها حتى ترحل قبل أن يطردها هو مُلقياً عليها كلمه حريتها منه التي وضعتها جين مقابل لرحيلها
انتبهت على طرقات على باب غرفتها وقبل ان تزيل الحقائب تخفيها خلف الخزانه دلفت جين تنظر إليها ثم نحو الحقائب
ابتسامه ساخره احتلت فاها
- أراكي تعدي حالك للرحيل... هذه النهايه عزيزتي
تنهدت سماح بضيق فقد ملت من نظراتها الساخره وكأنها تُخبرها انها ستفضح امرها ولكن اليوم قررت أن تفصح بكل شئ - احب ان اخبرك ان سهيل سيلقي بكى خارج ذلك البيت
تبدلت ملامح سماح لابتسامه واسعه تُدراي داخلها خيبه أعادت اليها الماضي
- لا بأس.. انا انتظر تلك اللحظه بفارغ الصبر ولولا مساعدتك العظيمه ما كنت رحلت
خرجت الكلمـ.ـا.ت من بين شفتيها بحرقه ولكنها أقسمت ان تكون قويه رغم كل شئ.. لا رجـ.ـال استطاعت التخلص منهم بحياتها ولا تجربه لم تُخض مثلها ثانيه.. الفشل عاد إليها وعاد عـ.ـذ.ابها مجددا تلعن سهيل في كل لحظه
تلاشي الزهو الذي يرتسم في عين جين وهي تجدها بتلك القوه غير عابئه شئ.. رمقتها جين بحقد.. فقد تمنت ان تراها ذليله باكيه
- أنتي ت عـ.ـر.في بكل شئ
وتجلجلت ضحكاتها تلتف نحوها تبث سمها
- وهل سيعطيكي سهيل باقي خدmـ.ـا.تك... كم تبقى لكي عزيزتي
واخرجت من جيب فستانها المال لتمسك كفها تضع داخله المال ونظرات سماح ترمقها بحده وآلم ولم تشعر الا وهي ترفع كفها تصفعها وجين تشع حقداً تُلامس خدها من أثر الصفعه
- المال لامثالك وليس لي
وخرجت من الغرفه حتى تُحرر دmـ.ـو.عها الحبيسه وصوت أنفاسها تتصاعد.. جعلها كالعاهره تُشتري المال
................................
عـ.ـذ.اب ومراره ذاقتهم وفاديه لا تفعل شئ إلا التفنن في مذلتها
طيله اليوم عمل حتى باتت لا تشعر بجــــســ ـدها
جلست على احد المقاعد بالمطبخ تفرد ساقيها بتعب.. نظرت نحوها السيده نعمـ.ـا.ت بأشفاق واقتربت منها تربت على ظهرها
- ست فاديه طيبه بس مـ.ـو.ت جوزها أثر عليها.. كانت بتحبه اوي
تعلقت عين صفا ودmعت عيناها وهي تُطالعها فقد كثر الظلم عليها
- انا معملتش ليها عشان تكرهني كده
واستها المرأة بطيب خاطر
- بـ.ـنتي سميحه بتشتغل عند فرات بيه في القاهره.. يرجع بس من الدوله اللي مسافرها وهخليها تستعطفه ترجعي شغلك في المزرعه مع العمال تاني
عنـ.ـد.ما استمعت لاسمه ارتعش جــــســ ـدها..لتنظر لها المرأه بحنو وفجأه تعالا صياح الخادmه التابعه لفاديه
- ست فاديه عايزاكي.. قومي يلا
...............................
تنهدت هناء بمقت وهي تجلس بالمطبخ كبريائها كل ليله منذ قدوم تقي يأخذها الي هنا لتعود بعد أن يثقل على جفونها النعاس الي الغرفه التي تجمعهما لتجده نائما لا يعبئ بشئ
ولا تجد شئ تفعله من حنقها الا النوم جواره لتستيقظ تسأل نفسها هل كانت تحلم به وهو يضمها ويمسح على وجهها ام قربه بدء يجعلها راغبه اليه
فراغ الفراش جوارها يُعلمها الاجابه فكل هذا ماهو الا اوهام
ولكنها كانت الحقيقه التي يعيشها معها وهي نائمه بعمق
- أنتي هنا ياهناء
انتفضت هناء فزعاً من صوت تقي.. ارتبكت من نظرات تقي التي وقفت أمامها تتثاوب
- بتعملي ايه في المطبخ في الوقت ده
- كنت جايه اشرب.. قولت اقعد شويه
ضحكت تقي ثم اتسعت عيناها وهي تجده ترتدي عبائه منزليه
- أنتي بتنامي جانب مراد كده
هبطت عين هناء بالتدريج نحو مـ.ـا.تريديه فهى بالفعل تنام جانبه هكذا.. أما باقي الوقت في وجود تقي ترتدي الثياب بحريه بعض الشئ حتى لا تشك بالأمر
لم تجد اجابه تكذب بها عليها ولكن الخلاص جاء على صوت مراد الذي وقف على باب المطبخ يطوي ساعديه يرمقهما بتسأل
- انتوا بتعملوا ايه
................................
احتواها بذراعيه بعدmا استخرجت كل مافي جوفها.. اسندها بذراعيه نحو صنبور المياه يمسح فمها برفق
- قولتلك نروح للدكتور يامها بقالك يومين تعبانه وتقوليلي دور برد وهخف
خارت قواها بين ذراعيه بضعف
- هبقي كويسه ياشريف متقلقش..
تألــم قلبه وهو يراها بهذا الضعف
- السفر بعد بكره.. هتقدري تسافري ازاي يامها.. انتي مش شايفه شكلك عامل ازاي
ضحكت بآلم فهى لا تعرف ملامحها ولا تعرف كيف تبدو اهي بشعه ام جميله
عنـ.ـد.ما رأي صمتها أدرك فداحه كلمته التي لم يقصدها
- حببتي انا مقصدش..
- عارفه ياشريف.. انا بس كان نفسي اكون عارفه ليا ملامح
قادها نحو فراشهم واجلسها برفق ثم ضم كفوفها بين راحتي كفوفه
- هتعملي العمليه وتشوفي كل حاجه بس اوعي تقوليلي طلعت وحش ياشريف عايزه اغيرك
للحظه تبدل حالها من بضعه كلمـ.ـا.ت.. ارتاح قلبه وهو يرى ابتسامتها لتتعلق عيناه بجيدها
- فين العقد بتاعك يامها
ومن نظرة واحده منها علم ان هناك مـ.ـا.تخفي عليه
..................................
دلفت هناء لغرفه خالد تحمل بعض الأوراق التي طلبها منها
اتسعت حدقتيها وهي تجد نغم جالسه على مقعد خالد ترفع عيناها عن الأوراق.. ف أصابها الذهول مثلها
- أنتي بتشتغلي هنا
ارتجف قلب هناء فكل شئ قد انكشف والأمر الذي تخشي معرفته زال الغطاء عنه
- مراد يعرف انك شغاله هنا
- لا ميعرفش.. وياريت متقوليش
دفعت نغم مقعدها للوراء قليلاً ونهضت من فوقه وبنظرة دقيقه شملتها فاحصه
- وليه مراد مش عارف
وقطبت حاجبيها مُتذكره خالد
- وتقريبا خالد كمان ميعرفش انك متجوزه.. انا فاكره وقت توظيفك مكناش عايزين واحده متجوزه لسبب ما
- انا مش مقصره في شغلي
رمقتها نغم بتحديق تسألها عن كذبتها
- ليه كذبتي علينا
.................................
تحجرت عيناها نحو الطبيب تستمع ما يُخبرها بها وقلبها يتمزق من الآلم
- أنتي بتعاني من مشاكل في الرحم يامدام ندي
ارتجفت شفتيها وهي تخرج عبـ.ـارتها بثقل
- يعنى ايه.. يعني مش هكون ام
ثواني مرت عليها كالدهر عنـ.ـد.ما عاد الطبيب لمُطالعة فحوصاتها
- انا مقولتش كده يامدام ندي بس المشوار طويل ولسا في بدايته في رحله علاجك
سقطت كلمـ.ـا.ته عليها ولم تشعر بقدmيها ولا دmـ.ـو.عها التي اغرقت وجنتاها وهي تسير بالشارع دون سيارتها.. أخبرها ان لا تدهب لعمل فحوصات فهو لا يرغب بالأطفال الان ولا يُفكر بالأمر ولكن منذ أن علمت بحمل مها وقد تأجلت سفرتهم الي أمريكا بسبب ذلك وهي تُريد ان تُجرب ذلك الشعور
وضعت يدها على فمها تكتم صوت شهقاتها بآلم.. صحيح ان هناك امل ولكن الأمل طويل أمام حلم تمنته
- ندي.. ندي
وقفت في مكانها ساكنه لا تميز صاحبه الصوت لتجد سمر أمامها
- مالك يا ندى .. فيكي ايه
ظلت صامته لا تتحدث.. فطالعت سمر المكان حوله لتجد احد المطاعم.. فقادتها نحو الداخل تمسك يدها البـ.ـارده قلقاً
- فيكي ايه.. فين عربيتك طيب
اجلستها سمر وهي ننتظر منها اي اجابه وجلست أمامها تعيد سؤالها..اغمضت ندي عيناها والالم ينهشها
- الدكتور قالي صعب اخلف ياسمر
..............................
دفعت سماح الاختبـ.ـار نحو السله بعنف لا تُصدق انها تحمل طفلا في احشائها منه..الشكوك منذ يومان تدور داخل عقلها وكل المؤشرات تؤكد الأمر ولم تجد الا الفحص المنزلي حتى تتأكد وتخرج حره من تلك الزيجه والتي في النهايه اثمرت بطفلاً
تعلم أن مجيئه سيكون غداً بعد غياب دام لاسبوعان تركها مُعلقه فيهم... تتلاشى جين بحقدها
تعالا رنين هاتفها برقم السيده سميره صاحبه المسكن الذي كانت تعيش فيه
- ها يا ياسماح طمنيني عملتي الفحص
- طلعت حامل .. مش لازم يعرف بالطفل مش لازم
- هتربي طفل بعيد عن ابوه ياسماح
سقطت دmـ.ـو.ع سماح بعجز ولم تنتبه لوقوف سهيل يقبض على مقبض الباب بقوه وقد عاد اليوم من تدريبه
..................................
سقطت تحت قدmيها بعدmا تلاشت الرؤيا أمامها.. جــــســ ـدها لم يعد يتحمل كل هذا العبئ.. لتنظر لها فاديه من علو تدفعها من أمامها صارخه بخادmتها
- نادي عنتر يشوفلها دكتور او رشوا مايه على وشها
اقتربت الخادmه من صفا وكما رأت بالافلام فعلت لها فحصت نبضها هاتفه بهلع
- ديه نبضها ضعيف خالص ياستي
احتدت نظرات فاديه.. ليدلف عنتر للداخل ليجد صفا ممده أرضا
- شوف مالها
وقف عنتر في مكانه لا يعرف كيف يتصرف وقبل ان تصعد فاديه نحو غرفتها لمعت عين فاديه
- خدوها المستوصف اللي على الطريق
استوعب عنتر اخيرا الوضع وحك دقنه ليركض للخارج يأمر السائق بأن يستعد حتى ينقل إحدى الخادmـ.ـا.ت للمستوصف
اقتربت فاديه من مهجه تُحملق بها
- اسمعيني كويس يامهجه
رفقتها مهجه وعنتر للمستوصف وعنـ.ـد.ما اقترب الطبيب لفحصها تمللت رقدتها
- انا فين
لم يعبئ احد بسؤالها وبدء الطبيب فحصه ليبتعد عنها
- تعمل التحاليل ديه دلوقتي حالا
ألتقطت مهجه الورقه المدونه بها بعض التحاليل
.................................
ابتسمت ياقوت براحه على صنيع يداها.. أخبرتها ندي ان مريم تعشق المشغولات الصوفيه بعدmا سألتها عن الهديه التي تفضلها مريم حتى تُهاديها في احتفالهم العائلي البسيط بعيد مولدها
تألــمت الكنزة الصوفيه برضى ثم رفعتها بيداها حتى تتأملها اكثر.. اسبوع تجلس تصنعه دون تعب حتى تتقرب منها.. هناء هي من اقترحت عليها ذلك تُخبرها كما أخبرتها تقي ان مريم طيبه القلب ولكن تحتاج الصبر قليلاً
................................
نظر عنتر للغرفه الخاليه بعدmا ركضت اليه مهجه تُخبره ان صفا دفعتها بقوه وهـ.ـر.بت.. لم تتبعه مهجه فخشت ان يكتشف عنتر انها وراء ذلك
تنهد بشأن مما حل به اليوم.. عاد بأدراجه للخارج حتى يبحث عنها فأقتربت منه إحدى الممرضات تعطيه فحوصاتها..
لينظر عنتر الي ما أعطته له ضائقا عيناه
- ايه ده
تعجبت الممرضه من سؤاله لتحملق به بنفاذ صبر
- فحوصات المريـ.ـضه اللي جيتوا بيها الضهر.. هي دلوقتي عايزه دكتوره نسا تتابع معاها وتهتم بأكلها عشان الجنين.
- جنين ايه
- ايه اللي جنين ايه يافندي.. المدام حامل
...............................
تعلقت عين سيلين بحمزه الذي يتجه نحوهم وياقوت متعلقه بذراعيه مبتسمه.. حدقت مريم بهم ورؤى جانبها تنظر لهم
- ده باباكي شكله وقع خالص يامريم
كانت تعلم أن مريم تكره ذلك الحديث ويزداد حقدها ولكن تلك كانت مهمتها
اخفضت سيلين عيناها حتى لا يري احد ضعفها نحوه.. ف الصغيره ايقظت داخلها الأمل
اقتربت ناديه منهما واجتذبت ياقوت جانباً بعدmا صافحت شقيقها
- ايه يا ياقوت مافيش حاجه برضوه في السكه.. مها حامل اهي وانتي
ارتبكت ياقوت من سؤال ناديه وقد أصبحت تسألها كثيرا.. كانت ندي قريبه منهم حتى تصافحها ولكن عنـ.ـد.ما استمعت لحديث ناديه ابتعدت تمسح دmـ.ـو.عها تخشي ان يأتي دورها
كان شهاب هذه الأيام في رحله عمل خارج البلد.. مما أعطاها الوقت في لملمت اوجاعها
اقتربت ياقوت من مريم التي وقفت تضحك وتتمازح مع أصدقائها
- كل سنه وانتي طيبه
عبست مريتم عنـ.ـد.ما رأتها ولم يأتيها الرد الا الصمت وجذب الهديه من يدها وألقتها وكأنها ترميها واعطتها ظهرها لتُكمل حديثها مع صديقاتها
تعلقت عين ياقوت بهديتها التي نالت منها جهدا كبيرا حتى تصنعها لها.. ابتعدت بخجل عنـ.ـد.ما لم تجد اهتماماً بالصغيره
الكل كان مشغول في الحفل.. مها وشريف الذي لا يُصدق الي الان سيسير ابً وذلك الخبر هو من أجلها يغفر لها صنيعها واستغلال ماجده.. وناديه وقفت بين زوجها وشقيقها
ولم ينتبه منهم على مشهد مريم معها إلا ندي التي اقتربت منها تربت على ذراعها
- متزعليش منها يا ياقوت.. مريم طيبه بس انانيه في حبها شويه
زفرت ياقوت بقله حيله فأنانيه مريم لا تصيب الا هي
...................................
اقترب عنتر من فرات الذي عاد من سفره وجاء المزرعه وقد علم من السيده نعمـ.ـا.ت بما حدث لصفا
كان يُريد ان يسأله عن حالها ولكن كبريائه جعله يصمت
- فرات بيه في حاجه لازم تعرفها
رمقه فرات وهو يقطب حاجبيه ينتظر ما سيخبره به
- صفا هـ.ـر.بت من المستوصف
تصلب جــــســ ـد فرات وزمجر به بحده
- هـ.ـر.بت ازاي.. انا مش قولتلك تبقى تحت عينك.. وفاديه ازاي تجيبها هنا تخدm وانا معرفش
ارتبك عنتر بقله حيله
- فاديه هانم كانت مصممه عليها يابيه
وصمت حتى يرتب الكلمـ.ـا.ت ليُفجر حقيقه اخري
- طلعت حامل يابيه
الكلمه سقطت على مسمعه كالصاعقه.. صفا حامل
...............................
اقترب الحارس من حمزة الذي كان غارقاً في الحديث مع فؤاد
- في واحده ست مستنياك بره يابيه.. باين عليها انها متبهدله انا كنت هطلبلها البوليس بس قالت انك تعرفها كويس.. حد من الماضي
رمقه حمزه وابتعد عن فؤاد الذي وقف لا يفهم شئ سار معه لتقلق ناديه من ابتعاد شقيقها فتركت ندي بمفردها واقتربت منه
- في ايه يا فؤاد
قصا لها فؤاد ما اخبرهم به الحارس لتتسع عين ناديه وهي تعرف هوية المرأه
- احنا مش كنا خلصنا منها.. ايه اللي جابها تاني
- قصدك مين ياناديه
تنهدت بمقت وهي تتذكر صفا
- صفا يا فؤاد.. انا ماصدقت حمزة ينساها وينسي الماضي ويتجوز
لم تنتبه ناديه لوقوف ياقوت خلفهم تحمل هاتفها حتى تعطيه لناديه كي تُحادث هناء.. شهقت ناديه مُتذكره أمرا
- ليكون مكرم وصل ليها وعرف مكانها وعرفها الحقيقه.. حمزه ممكن يحن ليها من تاني لو عرف انها مش بـ.ـنت عدنان الأنصاري
واندفعت سريعاً لخارج الفيلا.. فألتف فؤاد بجــــســ ـده زافراً أنفاسه فوقعت عيناه على ياقوت التي وقفت تُحملق به لا تفهم شئ
- مين هي صفا
↚
انحصر الزمن أمامه وهو يراها بتلك الهيئه المزرية بجلباب واسع رث.. كتفيها مرتخيان بضعف ووجه شاحب كالمـ.ـو.تي.. وانفاس تخرج مُثقله من بين شفتيها وتقبض على يدها المضمودة بضعف كحال عينيها التي تُطالعه بأمل الا يغلق بابه بوجهها
الزمن عاد للوراء.. عاد لتلك الفاتنه التي سلبت لبُه قديماً وكانت اول حب عرفه.. لم تكن هيئتها عنـ.ـد.ما خرجت من السـ.ـجـ.ـن بمثل هذا الضعف .. كانت صفا التي عرفها واحبها قديماً
اشاح عيناه بعدmا طالت مدته في مطالعتها وقد شعر بضعف قلبه نحوها للحظات.. كأن رؤياها اليوم اكد له انها دفعت الثمن بكثرة
- ظهرتي تاني ليه ياصفا
وعاد يُركز عيناه عليها بجمود واردف
- قولتلك في اخر لقاء بينا طرقنا اختلفت
ذبذبت كلمـ.ـا.ته قلبها الذي اتي اليه مُتيقناً انها مازالت تحيا بقلبه بجزء جميل لم تضيعه الخيبات
وعنـ.ـد.ما طال صمتها ورغب قلبه في مساعدتها بعد رؤيتها هكذا.. أدار جــــســ ـده بعبـ.ـارة صريحه بأن ترحل
صوتها خرج بصعوبه بعدmا رطبت شفتيها وصوت خادmه فاديه تُخبرها ان تفر هاربه وتُخلص نفسها من عـ.ـذ.اب سيدتها يتردد بأذنيها
- مكنش عندي غيرك اروحله.. احميني منهم ارجوك
وصدح صوت نحيبها مع تحديقها بظهره فقد كان اخر شخص لديها في هذه الحياه تلجأ اليه
- مجتش ليك عشان عايزه حبك..انا عارفه انك اتخلصت من حبي خلاص
وارتجفت شفتاها مع صمتها للحظات ومع تحرك خطواته للامام بعد ان ألتقطت عيناه ماخلف ناديه شقيقته.. ياقوت زوجته التي تخطو صوبهم
- جتلك عشان محتاجه عطفك...بس حتى عطفك طلع صعب عليا
تجمدت حركته وهو يسمع اخر كلمـ.ـا.تها.. ألتفافه محدوده منه نحوها ثانيه وقلبه يؤنبه علي غلق بابه.. تطلب مساعدته بذل وانكسار وجــــســ ـدها يبدو عليه الهزل الشـ.ـديد.. تحركت بأقدام تجر خيبة صاحبتها.. راحله من هنا ودmـ.ـو.عها تتساقط من قسوة الحياه عليها
- متعودتش اقفل بابي في وش حد.. هحاول استخدm عاطفي معاكي ياصفا
ضغط على كل كلمه من عبـ.ـارته حتى يجعلها تفهم حقيقتها بالنسبه اليه
ملت ناديه من وقفتهم هذه وعيناها عليهم متربصه لكل حركاتهم ولكن سؤال ياقوت عن هوية صفا..جعلها تلتف نحوها ناظره إليها بقوه ثم لانت ملامحها تتدارك الوضع
- قريبه لينا من البلد متعرفهاش
وابتعدت عنها ذاهبه الا انها عادت إليها مُشيرة للداخل
- مظنش انها حاجه لطيفه وقفتك ديه.. ارجعي للحفله وابقى افهمي بعدين من جوزك
وانصرفت نحوهم لتُنهي ذلك الأمر السخيف
...................................
وقفت مريم تتعلق به متشبثه كطفله صغيره تطلب منه البقاء والمبيت هنا لم تهتم بوجود ياقوت في دmج اسمهما معاً وكأنها دخيله على حياتهم.. الكل بدء يراها فرد من العائله الا مريم مازالت تراها سارقه لحبه وذكري والدتها وسيأتي يوم ولن ينظر إليهم مُطلقاً
- خليك هنا معانا يابابا ارجوك
ورمقت ياقوت الواقفه بصمت تتابع المشهد دون ضغينه
ومع إلحاح مريم وتوسلها رضخ للأمر رغم مابه من تشتت منذ رحيل صفا مع ناديه شقيقته
ازال الضيق الذي يمتلكه مبتسما
- خلاص يامريم انتي عارفه مقدرش أرفض ليكي طلب
قفزت عاليا صائحه بسعاده تحت نظرات ندي الحزينه وشريف الذي لا يعرف كيف سيرد معروفه يوما نحو كل ما يفعله من أجلهم وكأنهم من دmاءه
ضحك هو الآخر وقرص وجنتاها وعين ياقوت تتابعهم مبتسمه تتمنى لو تحظى بتلك المشاعر الابويه فقلبها مملوء بذكريات حسرتها وهي متنقله بين بيت والدها اسبوعاً واخر لدي ووالدتها وهي كالمتطفله علي قوت أولادهم
- طيب يلا يامشاغبه اطلعي اوضتك نامي
ولرغبتها في النعاس اتجهت لغرفتها وهي سعيده انه بينهم وظنت انه سيصرف ياقوت لشقتهم وسيبقى هو وحده ولكن قدmاها تخشبت وهي تسمعه
- ندي من فضلك خدي ياقوت اوضتي
نيران الغيره حطت داخل قلبها وهي تتخيل ياقوت نائمه فوق فراش والدتها وهو معها..صعدت الدرج بخطوات سريعه
ولم تسمع باقي عبـ.ـارته بعدmا اضاف لكلمه غرفته بغرفته الخاصه التي كان يبيبت فيها عنـ.ـد.ما كان يعود من عمله في ساعه متأخره يجد شريف ومريم يُعانقون والدتهم كالصغار نائمين جوارها
اماءت ندي برأسها تتمنى ان ينقضي اليوم لتسقط على فراشها باكيه على حلم امومتها الضائع
اتجه شريف لغرفته حتى يلحق بمها التي قادتها الخادmه لأعلى منذ ساعه عنـ.ـد.ما أصابها التعب ورغبتها بالنوم
- يلا ياياقوت
وعنـ.ـد.ما وجدت ندي تشبث نظراتها نحو حمزه وقد دخل غرفة مكتبه واغلقها عليه
انصرفت ندي ليصبح المكان خالي بها.. فأتبعته حتى تسأله عما سمعته من حديث ناديه والسيد فؤاد زوجها
طرقت الباب بخفه ثم دلفت دون أن تنتظر اجابته.. لتنظر نحوه وهو واقف أمام الشرفه المطله على الحديقه الخلفيه للمنزل يُطالع الظلام بشرود
- حمزه
خرج صوتها اخيرا وجاء رده جـ.ـا.مداً
- مطلعتيش الاوضه ليه
- مين صفا ديه.. انا سمعت استاذ فؤاد وناديه...
وقبل ان تُكمل باقي عبـ.ـارتها صدها بجمود
- مش وقت اسئله يا ياقوت.. اطلعي نامي وانا هحصلك
اقتربت منه بخطوات متردده رغم جفاءه معها منذ لقاءه بتلك السيده وبالاصح كلما وطأت قدmيها هنا تشعر وكأنها لا شئ بحياته وكأن حنانه وشوقه لا يكون الا في شقتهم وعلى فراشهم
- طيب انت مش هتنام
- مش دلوقتي
جاءها رده مُقتضباً.. لتقف تُطالع جــــســ ـده الصلب وانصرفت راغبه بالبكاء
تنهد بثقل بعدmا سمع صوت إغلاق الباب وعاد يلتف بجــــســ ـده نادmاً على فظاظته معها التي قصدها هارباً من سؤالها الذي ترغب بأجابته
انتبه على رنين هاتفه.. ليجد رقم شقيقته
- ايوه ياناديه
لم تقوي عن الصمت رغم تحذير فؤاد لها أن تنتظر الي ان يأتي هو إليهم
- كانت عايشه في مزرعه فرات النويري
استغرب من معرفتها بفرات وعملها لديه.. لتنبعث عبر الهاتف حقيقه أخرى
- فرات النويري اتجوزها عشان ينتقم من عدنان الأنصاري
.................................
دلف للغرفه بعد اوقات قضاه بمفرده بغرفة مكتبه مُنفرداً بنفسه
قدومه وهي ضعيفه مهزومه آثار داخله شئ لا يعرفه عكس ما أتت إليه يوما وهي صفا الجميله الراقيه
طالع ياقوت الغافيه في منتصف الفراش بملابس بيتيه مُريحه يبدو أن ندي اعارتها اياها
فتحت عيناها بتشويش بعدmا أضاء نور الغرفه.. لتنظر إليه بعدmا مسحت عيناها من اثر النعاس
- فضلت مستنياك اتأخرت ليه
- كان عندي شويه شغل بخلصه في المكتب
وألتقط ملابسه من الخزانه ليبدل ثيابه تحت نظراتها.. فركت يداها مُتعجبه من اقتضاب كلمـ.ـا.ته التي تؤلمها
- مالك يا حمزه
ولكي تجعل الحديث يأتي نحو تلك المرأة المسماه بصفا.. رغم أنها رأتها من قبل الا ان الظلام وهيئتها الهزيله اخفت ملامحها
- من ساعه ما قبلت قريبتكم في الجنينه وانت متغير.. هي قالتلك حاجه ضايقتك
وضمن كلامها علم ان ناديه بالتأكيد هي من اخبرتها انها قريبه لهم
- ياقوت انا تعبان وعايز انام ممكن نتكلم بعدين
صمتت بخيبه وعيناها تتابعه الي ان استلقي جانبها وصوره صفا بتلك الهيئه وما أخبرته به ناديه يقتحم عقله.. شعر بها وهي تلتف بجــــســ ـدها.. ولكنه ظل بأفكاره
دmـ.ـو.عها انسابت وهي تشعر بقله حيلتها.. تكره شخصيتها تلك ولكنها تربت وعاشت مهزومه خاضعه
وفي وسط أفكارها شعرت بيديه على جــــســ ـدها وقرب أنفاسه منها
...............................
جلس فرات فوق فراشه ينتظر اتصالا من احد رجـ.ـاله يُخبره عن مكانها بعدmا خصص رجـ.ـالا للبحث عليها
عبـ.ـارة عنتر مازالت صداها في عقله وهو يخبره عن حملها ويصفها بالعاهره وان فعلتها بالتأكيد مع احد العاملين بالمزرعه
ارتفعت صوت أنفاسه ومع اهتزاز ساقيه.. فبعد هذه السنوات سيصبح لديه طفلا ناتج عن زيجة جاءت من أجل الانتقام
أضاء هاتفه مع نغمته.. ليتسأل بقلق
- لقتوها
وكانت الاجابه كالخيبه بالنسبه له.. فلم يصلوا لمكانها حتى الآن
وهاهو الصباح يشرق في الارجاء
..................................
طالع شقيقته وهي جالسه أمامه صامته بعدmا قصت عليه كل ما عرفته منها ناهيه حوارها انها لأول مره تشعر بالعطف عليها
وخاصه وهي تعرف حقيقه لم يعرفها هو أنها ليست ابنه عدنان وانه قــ,تــل والدها كما دmر حياتها و.جـ.ـعلها لعبه في يديه يُشكلها كما يشاء
وعنـ.ـد.ما لمحت صفا تدلف صوبهم مطأطأة الرأس بفستان واسع وحجاب تعجب من ارتدائها اليه وقد عادت بعض الدmاء لوجهها
نهضت ناديه تنظر نحوها ثم اليه
- هسيبكم تتكلموا مع بعض
وخرجت وهي تتمنى ان تنتهي تلك الحكايه بعدmا يسمع منها حمزه سبب لجؤها اليه بعد أن تزوجت
دقق النظر إليها للحظات وهي واقفه امامه منكـ.ـسره ضائعه
زفر أنفاسه مرات متتاليه ثم اعتدل في جلسته مُشيرا لاحد المقاعد
- تعالي ياصفا.. مظنش هنتكلم وانتي واقفه
رمقته بطرف عينيها ثم تحركت نحو المقعد جالسه عليه تضم ساقيها وتقبض بيداها على فستانها ولا يعلم الا تفسيراً واحداً لتلك الحركه " الخــــوف"
عطف عليها فما يمتلكه الان نحوها ليس إلا عطفاً واشفاقاً
- احكيلي كل حاجه عشان اعرف اساعدك ازاي.. واتمنى المرادي مكنش بوقع نفسي في فخ جديد معاكي
ألــمتها عبـ.ـارته فتحجرت عيناها نحو نظراته تبتلع غصتها
- متخافش ياحمزة
واتبعت عبـ.ـارتها بحقيقة تصف بها حالها
- محدش بيخاف من حد مـ.ـيـ.ـت
لم ينطق بكلمه أخرى بعد أن سمع ردها.. تركها تسترد أنفاسها قبل أن تبدء بقص كل شئ بدايه من صراخه بها بشركته وطردها من حياته.. لزوجة عزيز التي ظنتها تدور حول زوجها كما ظن هو عنـ.ـد.ما رأها تخرج من السـ.ـجـ.ـن وعزيز ينتظرها الي عملها بالمزرعه تجمع المحاصيل وتنظف الحظائر الي سفرها الكويت مع فرات وجبروته ثم إلى أصعب ما وصلت اليه اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها
ولحظة وصولها لتلك النقطه رفعت ذراعيها تضم جــــســ ـدها بخــــوف
شعر بالذنب لان غـــضــــبه وكرهه منها جعله ينبذه ناسيا انه يتركها في حياه شخص كعزيز وشعورها بالذنب ازداد عنـ.ـد.ما اخبره مروان صديقه بعد زواجه من ياقوت انها تزوجت من عماد شريك والدها من أجله هو حتى تخرجه من تلك الورطه كما وعدها عماد.. لم يرد قديما ان يخبره ذلك اللقاء الذي دار بينهم حينا قبض عليها شامتاً بها انها وصلت لتلك النقطه بعد خيانتها لصديق عمره
حقيقه لو عرفها قديما كان سيُسامحها لانه وللأسف لم يحـ.ـز.ن لما أصابه إنما خيبته كانت وهو يراها زوجه لآخر بعد أن دmرت حياته
صفا كانت حلم حياته مع كل نجاح كان يصعده كان ينظر لصوره يرتدوا فيها دبلتان بالخفاء الي ان تسمح الفرصه وتصير له علناً.. كل شئ عنها ازاله عنـ.ـد.ما تزوج ياقوت.. لم يكن مخلصاً كفايه لسوسن مهما كذب على عقله فلم ينساها لسنين طويله وكأن الحب لعنة حقيقيه تجعلك كالاعمي
خرج صوتها مهزوزاً يفيقه من أفكاره
- احميني منه.. مش عايزه ارجع تاني ليه.. ومحدش هيشوفني تاني.. هبعد عنكم مش هضايقكم تاني.. كل واحد حد انتقامه مني خلاص
ونهضت من فوق مقعدها متجها اليه تلتقط كفيه حتى تقبله
- ارجوك ياحمزه ساعدني..فرات مش هيسبني
تفاجأ من فعلتها ليبعدها عنه ناهضاً من فوق مقعده يدير ظهره لها بعد أن اهتز جــــســ ـده من أثر فعلتها
- وليه هـ.ـر.بتي منه دلوقتي ياصفا
- كنت عايزه اسيبك في حالك.. مكنتش عايزه اشوفك غير سعيد.. وجودي في حياتك كان بيعيد الماضي من جديد.. انا عارفه ان حكايتنا انتهت
- فعلا ياصفا حكايتنا انتهت من زمان
وألتف نحوها يُطالعها بأعين جـ.ـا.مده
- انا بساعدك كعطف مني مش اكتر
اطرقت عيناها تُخبر قلبها ان لا ينتظر ان يسمع شئ اخر منه
.................................
نطرت اليه ناديه بعدmا صعدت صفا لاعلي حيث غرفتها الحاليه كضيفه ب بيتها
- انت علاقتك كويسه مع فرات النويري بلاش تخش في متاهات بسببها.. اديها فلوس وتسيبها تروح لحالها
ضاقت عيناه وهو يستمع إليها
- وعدتها اساعدها ياناديه... وانا عند وعدي
واردف وهو ينحني يلتقط هاتفه من فوق المنضده المستديرة
- لو مش حابه وجودها ممكن اوديها الفيلا
- وياقوت ياحمزه
تصلب جــــســ ـده ففي الصباح كانت عيناها تطلب منه تفسيراً لهويه تلك المرأه ومجيئها اليه
- ياريت تفضل إجابتك ليها زي ماهي
وانصرف من أمامها مُغادرا يُفكر بلقاءه مع فرات
.................................
أنهت عملها في المركز لتتجه نحو منزل ناديه حتى تفهم منها كل شئ وما سمعته من حديث لم تنتبه لكل الحديث الذي دار بين فؤاد وناديه الا ان بعض الكلمـ.ـا.ت علقت بأذنها
فما هو الماضي الذي ربط زوجها مع تلك المرأة
استقبلها ناديه التي كانت ستخرج من المنزل للتو للقاء إحدى صديقاتها اعتذرت بلباقه
- اسفه جيت ليكي من غير ميعاد
ابتسمت ناديه بلطف ورغم انها احيانا تكون معها كحماه الا انها تتعامل معها بود
- تعالي ياياقوت لسا معايا وقت
وهتفت بذكاء وهي تدلف لغرفة الجلوس وياقوت خلفها
- اكيد جايه تسألي نفس سؤال امبـ.ـارح
ارتبكت ياقوت من نظرات ناديه بعدmا جلسوا فأبتمست ناديه
- اي زوجه مكانك اكيد هيكون عندها فضول زيك
تـ.ـو.ترت ياقوت من نظراتها المُسلطه نحوها
- هو ايه الماضي اللي بيجمع حمزة مع الست ديه
ثبتت ناديه عيناها عليها ثم عادت تبتسم
- قولتلك انها واحده تقرب لينا من بعيد.. وعشان اريحك كانت بتحب جوزك
- بتحب حمزه
قالتها بصدmه لتهتف ناديه بدهاء
- مالك مصدومه كده.. طبيعي اي راجـ.ـل ليه ماضي
تسألت وهو تخشي الاجابه.. حمزة لم يُخبرها يوماً صراحه انه يحبها.. حتي أنها لا تشعر انه ملكه الا عنـ.ـد.ما يكونوا سويا.. لا مساحه بينهم كما كانت تسمع من هناء صديقتها ان الأزواج المحبين لا بد أن يكون بينهم دعابات ومرح ودلال وجنون وشغف.. صحيح ان الشغف بينهم حتى انها مجرد ان يلمسها تنسي كل شئ وتُسلمه حالها بقلب راغب عاشق
ولا تُنكر انها عاشقته بجنون وكأن لمساته بها سحراً قوي
- ياقوت انا بقولك هي كانت بتحبه مقولتش ان حمزه كان بيبادلها نفس الشعور
تسألت بضياع
- طب ليه جات ليه وليه مرضاش يحكيلي.. اشمعنا هو اللي جاتله
ضحكت ناديه وهو ترمقها
- معندهاش حد غيرنا..
واسترسلت حديثها ببطئ
- صفا متجوزه بس في مشاكل كبيره بينها وبين جوزها.. وجات لينا تطلب مساعدتنا البـ.ـنت مسكينه
وأخذت تقص لها عن بعض المعاناه التي حصلت عليها صفا من زوجها لتنظر بصدmه مما فعلته بها أيضا شقيقته وطردها لها
- لدرجادي في ناس وحشه كده
تعاطفت معها حقيقة حتى انها نست ان المرأة التي يُساعدها زوجها كانت تحبه ومن الممكن أنها مازالت مُغرمه به
تعمقت ناديه بالنظر إليها واقتربت منها
- اتمنى قريب اسمع انك حامل.. الطفل هيقرب بينك وبين حمزه اكتر وكل الحواجز هتتلاشي
.................................
نظرت اليه هناء بقلق وهي تسمع اسمها.. كلما عاد للمنزل تخشي ان تكون نغم اخبـ.ـارته بعملها في فندقهم.. تنهدت عنـ.ـد.ما أنهى مُكالمته واقترب منها يلتقط بعض شرائح الخيار التي تُقطعها حتى يتناولوا عشائهم
- عامله ايه في شغلك
ارتبكت من سؤاله وخشت ان يكون تمهيداً لما تخشي معرفته
فأكثر أسبابها خشيه ان يعلم أن عصيانها قادها الي العمل في فندق ليس الا رغم ان العمل ليس عيبً ولكن كيف سيتقبلها عقلا زوجها يُدير احدي أفرع الشركات الكبرى وماهي الا موظفه عاديه.. أقسمت انها ستواصل البحث عن عمل كما أصبحت تفعل منذ أن رأتها نغم
شعرت بيده على خصلات شعرها يهمس وهو قريب منها للغايه
- سرحتي في ايه ياهناء
رفعت عيناها بتـ.ـو.تر عنـ.ـد.ما رأت قربهم فأبتعدت عنه
- مسحرتش في حاجه.. كنت بتسأل عن ايه
ابتسم وهو يراه مشتته ناعمه تهلك قلبه حسرة لانه السبب في تمرده
- بسألك عامله ايه في شغلك
- انا هسيب الشغل ده وهدور على مكان تاني
ضاقت عيناه وهو يسألها عن السبب
- حد ضايقك في حاجه.. انا من الاول قولت مافيش شغل انتي اللي حبيتي تتمردي عليا
احتقن وجهها عنـ.ـد.ما شعرت ان صوته بدء يعلو عليها
- مراد لاحظ ان تقي بره
تنهد بمقت ينظر اليه وهي تعود لتقليب الطعام
- هسيب الشغل عشان مش مبسوطه في.. هدور على شغل تاني
- وانا مش عايزك تشتغل ياهناء
سأمت من جداله معها نحو العمل دوماً
- مراد متنساش اتفاقنا
أصبح تذكيرها له بذلك الأمر الذي لم يعد يتقبله يمقته
- مافيش اتفاق... انتي مراتي ياهناء وهتفضلي مراتي وانا صابر عليكي عشان انا الغلط كان مني انا
وابتعد عنها حتى يُغادر المطبخ ولكنه توقف عائداً اليها
- اعملي حسابك هتيجي تشتغلي معايا.. مدام شايفه ان الموضوع تمرد يازوجتي العزيزه
..................................
وضعت اطباق الطعام وجهزت المائده بالاكله التي تعلم انه يُحبها.. اقترب منها بعض ان أنهى استحمامه ينظر للطعام الذي تحرص على صنعه بيديها كأي زوجه تعرف مهامها رغم أنها ليست مرغمه على فعل ذلك فلديهم الذي يجلب اكثر من خادmه بل ومنزل كبير وليس شقه رغم أنها شقة في أرقى المناطق ولكن هي لا تهتم كما ظن مروان صديقه ان مثال ياقوت يريدون الشبع بسبب حرمانهم من متع الحياه وحياتهم الصعبه
ولكن كل يوم يرى انه اجاد الاختيار امرأه تحمل اسمه ثم أولاده
وكم يشتاق ان يُنجب منها ويُكمل حياته للنهايه معها ولكنه لا يستطيع أن يُبرهن مشاعره لها إلا في اوقاتهم الخاصه وبعض العدل الذي يمنحه لها من حقوقها
- تسلم ايدك
حاوط خصرها بعدmا نظر للطعام وتأمل هيئتها الجميله
فرفعت يدها نحو شعره الرطب تُداعبه بجرأة بدأت تكتسبها من حوارات زميلاتها في المركز.. ف حياتها كانت تقتصر على هناء ومن بعدها سماح وكلتاهما كانت تختلف شخصياتهم
- شكلك مرهق
ابتسم وهو يلتقط يدها يُقبل اناملها
- جدا يا ياقوت
ثم همس بأذنها فتخضبت وجنتاها خجلا
- حمزه
ضحك وقد نسي أمر صفا كلياً كما نسيت هي الحكايه
وجلس واجلسها جانبه راغبا تعويضها بما شتته اليومان اللذان مضوا
تناولوا الطعام واخذ يُطعمها ينظر إلى ابتسامتها الهادئه
انتهت تلك اللحظه الجميله وساعدها في حمل الأطباق للمطبخ
لتشرع في غسل الأطباق وهو يقف يبحث عن اناء لإعداد الشاي
- بتدور على ايه
ألتقطت عيناه ما يبحث عنه رافعا لها ما ألتقطه
- هعمل شاي لينا.. بقالي كتير مقعدتش معاكي أسألك عن شغلك في المركز
خفق قلبها وهي تحمل الطبق وتنظر اليه وهو يُشعل النــــار
- غير عايزين نخطط لزياره لأهلك والهدايا اللي هنجبها ليهم وخصوصا ياسمين عشان جوازه
لم تشعر بحالها الا وهي تحاوط خصره بيداها الغارقه بسائل الصابون ليضحك وهو يرى الصابون يتقطر من يداها
- مكنتش اعرف انك هتتبسطي كده
- انا مبسوطه اووي
شعر بظلمه لها فأبسط حقوقها لا يهتم بها معها ناسياً ان لها اهل تود ان تمنحه مما تعيش فيه وتُساعدهم
- انا بقول نقفل على الشاي وبلاش تغسلي الأطباق ونتكلم في حاجه اهم
أزالت يداها عنه مبتعده بعدmا فهمت مغزى كلمـ.ـا.ته لتعود لجلي الأطباق كالطفله الخجوله
كاد ان يُكمل مزاحه الا ان رنين جرس المنزل جعله يذهب ليعلم هويه الطارق ليفتح الباب
- مريم
.....................................
جالسه تُقلب طعامها ببطئ شارده في آخر حوار بينهم.. تلك الليله التي استمع لمكالمتها وهي تخبر من تهاتفها بنيتها للهروب منه وبطفله
اقسم ان فعلت ذلك سيجعلها ترى وجهه الحقيقي.. مخبراً لها بصفاقه
" اذا اردتي الرحيل.. ارحلي دون طفلي سماح.. ستنجبي ذلك الطفل"
كانت عين جين تتابعها بخبث فهى استمعت لصراخه بها شاعرة بالنشوه وهي لا ترى اي حب بينهم... وانه لم يفعل ذلك الا هرباً منها ومن اجل شقيقه اللعين الذي احبها
سلطت نظراتها نحو نورالدين وهي تتمنى الخلاص منه ومن سماح حتى يصبح سهيل لها
صدح رنين هاتف المنزل.. لتُجيب الخادmه على المتصل وأتت سريعاً نحوهم تخبر نورالدين
- سيدي.. سيد سهيل اصيب وهو بالمشفى الان
سقطت المعلقه من يد سماح ولا تعلم لما شعرت بالخــــوف عليه.. لتتجمد ملامح جين تخشي ان تُفضح مشاعرها
...........................
دلف للمطبخ يُطالعها وهي تعد بعض السندوتشات لمريم واكواب العصير والفشار الذي طلبته أيضاً.. انقطع سحر اللحظه وأتت مريم تُشاركهم اليوم في المبيت لديهم
ضمها نحوه متسائلا
- تحبي اساعدك في حاجه
ابتسمت وهي تُنهي ملئ اخر سندوتش
- اقفل النــــار على الفشار
فعل ما طلبته.. افرغ حبات الفشار في الطبق.. ومن دون قصد منه طرف عينها اليمني لتتأوه بآلم
- وريني عينك كده
انحني ينفخ في عينها لعلها تستطيع فتحها
- بقيت احسن
اماءت برأسها نافيه ليعيد فعلته الي ان استطاعت فتح عينها
كان فضول مريم وغيرتها يقــ,تــلها لتأخيرهم.. تحركت ببطئ حتي وقفت متلصصه على اعتاب المطبخ تُدراي جــــســ ـدها وعيناها مثبته عليهما
↚
دلفت خلفه تتباطئ بغــــرور وثقه واهيه... عيناها كانت تترصد المكان هنا وهناك.. وقفت كما وقف هو ليصافح أحدهم ويبدو انه ذو وضع بالشركه ومن ضمن حديثهم علمت انه محامي الشركه
طالعت المكان بتأفف فلم تكن ترغب بعملها معه إلا ان نظرات نغم نحوها أصبحت تجعلها تشعر وكأنها مذلولة لستر عملها لديهم.. شردت بأمس حينا قدmت استقالتها ونفعها سفر خالد خارج البلاد فلو كان هنا لكان رفض...لا تعلم سبب واضح لاهتمام خالد بها ولم تنظر للأمر الا انه رجل خلوق يُعاملها كشقيقه فهو زوج لامرأة بها كل شئ واب لطفلاً جميلاً
انتهى الحديث بينهم ولم تشعر بتحركه أمامها الي ان وقف أمام المصعد لينتبه على وقفتها وتحديقها في احدي الموظفات التي كانت تقف أمام موظفه الاستقبال ويبدو انها تسألها عن أمر ما
انتبهت الفتاه إليها لتتسع عيناها غير مُصدقه بها هاتفة بأسمها
- هناء مش معقول
ولم يتركوا لحظة اخوي للحديث ليتعانقوا بشوق.. لم تكن صداقه قويه بينهم الا ان الذكريات التي جمعتهم بالجامعه كانت قويه جعلت كل منهما يحمل ذكرى جميله للآخر
- يااا ياهناء على الزمن نتقابل اخيرا وفي اسكندريه.. انتي عامله ايه طمنيني عنك
وانتبهت للدبله التي تُزين اصبعها لتبتسم
- اتجوزتي
- اتجوزت من شهور وجيت اعيش هنا.. وانتي مش كنتي في السعوديه مع جوزك
تلاشت ابتسامه جيهان وهي تتذكر طـ.ـلا.قها.. ارتسم الحـ.ـز.ن على محياها وهي تتلاشى ذكرى طـ.ـلا.قها
- أطلقت من سنه وجيت اعيش عند خالي
- ده انتوا واخدين بعض عن حب.. راح فين الحب اللي بينكم
- الحب طلع مجرد كلمه ياهناء
لمسه الحـ.ـز.ن في صوتها لتشعر بو.جـ.ـعها مُتذكره حكايتها مع مراد والتي حصدت من حبه الآلم وحده
أردت أن تواسيها ببعض الكلمـ.ـا.ت ولكن شهقتها المفزوعه وهي تنظر لساعتها وبدء دوامها
- الكلام اخدنا ونسيت أسألك بتعملي ايه
- المفروض هعرف النهارده هشتغل ايه
تعجبت جيهان من عبـ.ـارتها ولكن لم يعد لديها وقت لتستسفر عن الأمر
- خلاص نتقابل في البريك..
واسرعت في الانصراف نحو وجهتها
ظلت نظراتها مصوبه نحوها فأتسعت عيناها وهي تُدرك أنها كانت تتبع مراد ولكن اين هو
ظلت تلتف يميناً ويساراً تبحث عنه
............................
فتحت غرفة مكتبه بضيق لا تعرفه فبعد ان كانت سعيده برؤيتها لصديقتها ولكن رؤيتها لسكرتيرته التي تجلس بالخارج وتتزين جعل الدmاء تفور داخلها
انتبه على قدومها فرفع عيناه عن الأوراق يرمقها
- مالك.. ماكنتي كويسه مع صاحبتك
تأففت حانقه لمرة واثنان ليصوب عيناه نحوها هاتفاً
- هناء
- اه جيت معاك الشركه هتشغلني ايه
تعجب من تغير مزاجها السريع الذي بدء يكتشفه معها
نهض من فوق مقعده مُقترباً منها بهدوء يرمقها بتلاعب
- عايزه تشتغلي ايه ياهناء
قطبت حاجبيها من سؤاله الذي لم يروق لها
- ايه المتوفر عندك
راقته عبـ.ـارتها فضحك مستمتعاً جالساً قبالتها
- للأسف مافيش حاجه متوفره حاليا ياهناء
- نعم
نهضت بغـــضــــب وهي تهتف بالكلمه فهتف بحزم
- اقعدي ياهناء
دارت عيناه عليها وهي تعود لمكان جلستها تتحاشا النظر نحوه تدور بعينيها هنا وهناك.. كان يعلم انها تخشي الضعف
عقلها كان ينهرها عن حماقة قلبها بالخفقان له مجدداً.. تهتف داخلها ان تظل صامده ان لا تنسى زواجه من قبلها وجـ.ـر.حه لها بقسوة وكأنها دون قلب.. شرودها لم يجعلها تنتبه لقتربه منها فقد تحرك من فوق المقعد وجلس على المنضده التي تقع بالمنتصف يُلامس بأطراف انامله وجهها برقه
بدء عقلها يقدm انذاره ولكن قلبها جعلها كالمغيبه
- هتشتغلي معايا ياهناء
- هشتغل ايه معاك
قالتها بهدوء استعجبه وليس كطبيعتها معه منذ أن تمردت
- السكرتيرة هتفهمك كل حاجه
لم يعد الا انفاسهم التي تفصلهم أراد أن يرضى غــــروره كرجل ويعلم هل ما زالت تحبه ام كما ينطق لسانها
اختلطت انفاسهم لتُحدق فنظرت للمسافه المنعدmه بينهم فأنتفض جــــســ ـدها مع شهقه خرجت من بين شفتيها جعلته يمد يده يجذبه نحو مستمتعاً بما أراد الحصول عليه
.................................
ضمها اليه بشوق ساحق بعدmا غمرها بقبلاته المشتاقه..
- مكنتيش بتردي على اتصالاتي ليه.. اعـ.ـا.قبك دلوقتي ياندي
بكت بين ذراعيه.. فأبعدها عنه ظناً انها تبكي من شوقها اليه
- بتعيطي ليه وانا معاكي اه ياحببتي
عادت تدفن وجهها في صدره تُخبره بضعف وآلم اقتحم روحها
- متسبيش ياشهاب... مقدرش اعيش من غيرك
لتتجمد ملامحه بصلابه ناطقاً بقلق وهو يرفع وجهها نحوه
- فيكي ايه ياندي.. انهيارك دلوقتي وعدm ردك على اتصالاتي في ورا حاجه
شحب وجهها وهي تنظر اليه لا تعرف بما تخبره.. هل تخبره الحقيقه ليدعمها تم تترك له الفرصه ليتركها ويتزوج عليها
................................
اقتربت ماجده من شقيقته تنظر لبطنها التي لم تظهر بعد مُتحسره على حالها.. فمها أصبحت حامل وتزوجت بعدها وهي لم تصبح بعد والعمر يجري ولم يتبقى الا القليل من السنوات
- جوزك عامل ايه معاكي يامها... محستيش انه زهق منك
تعجبت مها من حديث شقيقتها.. لا تعلم لما ماجدة أصبحت هكذا وفي ساعه صفا بينها وبين شريف سألته لما أصبحت شقيقتها بعيده عنها بقلبها الاجابه لم تكن الا انها تعيش مع رجل مثل سالم فماذا ستنتظر بعد منها
كانت ماجده غارقه في تعامل سالم معها.. أصبح يضـ.ـر.بها بكثره يسـ.ـر.ق مالها.. يُعايرها بكبر سنها وانها لم تعد تصلح
تعلقت عين ماجده بالخلخال الذي تريده حول كاحلها
- حلو الخلخال ده.. بس لازمته ايه
تخضبت وجه مها بحمرة الخجل تتذكر تلك الليله التي اهدها اياه.. نسي فعلتها مع شقيقتها واعطاءها العقد دون أن تُخبرها بل وجاء لها بهديه أخرى متجاوزاً الامر قارصً وجنتاها يُخبرها
" ان لا تفعل شئ من دون علمه ثانية"
- شريف جبهولي هديه
اشتعلت الضغينه قلب ماجده دون شعور ف سالم أصبح يُلقي صراحة أمامها عن جمالها وحظ شريف بها وكلام وقح لا ترغب في تذكره كلما عاد يطرب اذنها
- ماجده انتي فيكي حاجه
رمقته ماجده بصمت.. لتُحرك مها يدها باحثة عنها ناسيه كل مامروا به
- انا اتفقت مع شريف اني لو جبت بـ.ـنت هسميها فيروز عشان انتي بتحبي الاسم ده اوي
جمر اشتعل في قلب ماجده وهي تتذكر حبها لذلك الاسم وكم تمنت ان يرزقها الله بفتاه لتسميها به
.................................
جلست ياقوت تحيك احدي القطع الصوفيه وعيناها تلمع كلما اقتربت من الانتهاء منها.. أرادت ان تهديها لهند بعدmا رأت عليها شال صوفي تلفه حول عنقها وقد اعجبها
طبقت بحترافيه صنعها فقد ساعدتها الدوره التي اتخذتها منذ شهر لتطوير لتصبح مهاره
انتبهت لرنين هاتفها فنظرت لرقمه الذي يُضاء على شاشة هاتفه مُتذكره ماحدث بالصباح بوجه متورد تتدفق السخونه فيه
- ت عـ.ـر.في انك حشـ.ـتـ.ـيني و
نطق عبـ.ـارته دون قيود ودون النظر نحو نفسه كل يوم بالمرآة يخبر حاله انه حمزة الزهدي ولا يعليق به أفعال المراهقين
فالمراهقين وحدهم هم من يعبرون عن مشاعرهم بسهوله
قاعده كان يُخبرها لنفسه وها هو اليوم تحرر منها
كان يسير في غرفة مكتبه يزيل رابطة عنقه يسمع صوت أنفاسها المضطربه
- ياقوت روحتي فين
تـ.ـو.ترت وهي لا تعرف كيف تُبادله المشاعر ولكن نصائح هناء ترددت بأذنيها
" اتحرري من خجلك ياياقوت عبري عن مشاعرك.. شخصيه حمزة الزهدي عايز الست اللي تبادر بجذبه مش العكس"
- وانت كمان
- وانا ايه يا ياقوت
صمتت ليهتف بتلاعب
- هو انا لازم استنى كتير بعد كل تصريح منك
- وحـ.ـشـ.ـتني
خفق قلبه ليبتسم مُتذكراً شغفهم معاً بالصباح وذهابها للعمل متأخراً ليس راغباً
- بتعملي ايه
مشاعر متدفقه اليوم يغرقها به واهتمام يقف قلبها بسببه راقصاً
- بشغل على أيدي كوفيه لهند هديه
ابتسم علي مـ.ـا.تقدmه لغيرها على سبيل جهدها ولعلمه لحبها لذلك لكان وبخها على جهد عينيها التي هي سبيل ضعفه
اهة مشتعله صدحت بقلبه.. ضعفها ونقائها يُضعفه
- هنتعشا بره.. متتعبيش نفسك النهارده
أسرعت تسأله وهي لا تقصد ولكنه ترغب بوجودها معا وحدهما
- لوحدنا
ضحك على عبـ.ـارتها وهو يعلم انه من حقها.. فطيله اليومان اللذان قضتهما معهم مريم وهي لا تلقى منه سوي اهتمام حذر .. تخدm مريم وتتقبل دلعها من أجله
- لوحدنا ياياقوت.. هقفل عشان اكمل شغل
كانت بحاجه لدعوة مثل تلك منه.. دعوة عشاء من زوجها دون أن ترافقهم مريم ورؤية حدقها عليها وكرهها منها
مسح على وجهه المرهق وهو يشعر براحة الضمير.. فملاحظته لسوء معامله مريم لها بدء يراها
انتبه على طرقات غرفه مكتبه ودلوف سكرتيره
- فرات النويري منتظر مقابله حضرتك يافنـ.ـد.م
لم يكن ينهي سكرتيره عبـ.ـارته ليجد فرات أمامه وجها لوجه
مواجهة كانت مُرتقبه رغم انه كان سيبدء بها الا انه تراجع حتى يرى ماذا سيفعل فرات من اجل استعادتها
طالت نظرات فرات نحوه مُتفحصاً خلجات وجهه ثم تقدm منه بخطوات ثابته
- صفا فين ياحمزه
سؤال كان ينتظره ولكن اجابته خرجت مُتلاعبه
- وايه اللي هيجيبها عندي
قالها بثبات يسبر فيها اغوار قلبه... لم يرى لهفة بقدر ما رأي تملك
وحق دقنه ينظر اليه قاطبً حاجبيه
- بس انت تعرف صفا منين.. مفتكرش بينكم قرابه
- حمزه بلاش مراوغه معايا.. انا عارف ومتأكد انها عندك
وزمجر بخشونه وقبض علي يده وهو يرى لجؤها اليه تفسيراً واحداً فقد لجأت لحبيبها السابق
- صفا في حمايتي دلوقتي يافرات.. ورجعوها ليك بموافقتها
اشتعل الغـــضــــب داخله وهو يسمع عبـ.ـارته.. احتدت عيناه بظلمه مُخيفه يطرق بعكازه المُستند عليه وهو يرى فعلته خيانه وطـــعـــنه لرجولته ارتسم التهكم على محياه وتمتم ساخراً
- المدام تحت حمايه حبيبها القديم.. هترجعوا اللي فات ولا ايه
لم يتفوه حمزة بكلمه وتركه يُخرج كل ما بجبعته.. ف صفا لا تعد تُمثل له شئ إلا امرأة يتعاطف معها.. هناك اخري قلبه أصبح معها
- ما ترد ياحمزة بيه يلي بسببها اطردت من وظيفتك في الداخليه
- ألتزم حدودك
ضاقت أنفاسه وهو يُذكره بصفعه الماضي
- فين صفا ياحمزه مش هسألك تاني.. انا جيتلك عشان عارف مين حمزه الزهدي كويس
- وانا عشان عارف مين فرات النويري كويس.. مش هسلمها ليك الا لما احس انك فعلا بدور على مراتك.. مش جاي تاخدها لجحيمك
فاض فرات اخر ذرة من صبره واقترب منه يرفع أصبعه بوعيد
- بلاش تخليني اقولك مراتي قدام مراتك.. بلاش نلعب مع بعض بطريقه مش لطيفه
- انت اتجننت.. طب اعملها كده وشوف انا هعمل ايه.. مراتي خط أحمر.. اظاهر ان الغـــضــــب عاميك
هدأت نظراتهم المتواعده مع صدوح رنين الهاتف.. ألتقط حمزه هاتفه مُحدقاً برقم شقيقته فأجاب وهو يتلاشى النظر الى فرات الذي تحرك ليس على احد المقاعد.. فهو يعلم طبيعه حمزه في المراوغة
- بتقولي ايه ياناديه.. مستشفى ايه
فأرتجف قلب فرات ونهض فزع لا يعرف هل هو من أجلها ام من أجل طفله الذي ينمو في احشائها
.............................
انتقت أجمل ثوب لديها وعيناها تلمع بالسعاده ليست اول مره تخرج معه لكن خروجاتهم دوما اما لدي منزله الآخر او مريم معهم.. اليوم أرادت ان تصبح جميله رغم بساطة ملامحها
أنهت استحمامها جمع وصنعت لبشرتها بعض مسكات التفتيح والنضاره وهي تنظر للوقت من حيناً لآخر
تأملت سعادتها في المرآة ضاحكة على طفولتها مجرد عشاء بالخارج فعل بها هذا
- أنتي مالك مبسوطه كده زي الأطفال الصغيره ياياقوت
والحقيقه سعادتها كانت ان قلبها عاد اليه ثقته بأنه يُحبها وان تقصيره ماهي الا مسئوليات يحملها على عاتقه تعلمها من قبل أن تتزوجه وهي دوما تتحمل ولا بأس أن تتحمل قليلاً
واضعه ضمن هذا عبـ.ـارة عمتها
" الرجـ.ـال يلينون مع العشرة وفهم معدن المرأة في صبرها معه "
................................
ركض فرات نحو الطبيب يسأله عن حالها والطفل.. تعجب حمزة من اخفاءها لذلك الأمر.. فأقتربت منه ناديه تنظر نحو فرات
- شكله قلقان عليها اوي.. مش شايفه كره منه اتجاها
- قالتلك انها حامل
طالعته مُتعجبه من سؤاله
- شكلها مكنتش عارفه.. كانت مفزوعه من منظر الدm
واردفت وهي تلتقط أنفاسها وتتذكر قلقها وفزعها نحوها
- بس الحمدلله الطفل بخير وقدروا يلحقوها
تعمق حمزة بالنظر صوب فرات ليجد الدmاء تعود لوجهه ثانية
ثم جلس على احد المقاعد يمد ساقيه أمامه ويلتقط أنفاسه
...............................
منذ إصابته وهي تجلس معه بشقته الخاصه ترعاه وتهتم به
انحنت نحوه تضع صنية الطعام أمامه ناظرة اليه وهو يعبث بهاتفه
- تناول طعامك حتى اعطيك الدواء
رمقها سهيل دون كلمه ليشرع في تناول طعامه ثم عاد للنظر إليها
- شكرا سماح
اماءت برأسها تشعر بالوهن ولكنها تلاشت ارهاقها
- اريد الحديث معك
كان يعلم ما تصبو اليه ولكن قرر ان يسمعها للمرة الثانيه
- تفضلي سماح.. ولكن لو اردتي الحديث عن موضوع الطفل.. فطلبك مرفوض لن اعطي لكي طفلي
- لماذا سهيل؟ زواجنا كان لعبه حمقاء انت وضعتها.. أليس يسعدك ان أغادر حياتك دون أن ترك بها اثرا
- انه طفلي سماح
صرخ بها وهي يدفع صنيه الطعام نحو المنضدة المجاوره لفراشه
- لن ادع طفلي يعيش بعيداً عني مهما كان غايتي من ذلك الزواج... اخبرتك انني سأدفع لكي تمنه
لم تعد لديها طاقه تتحمل صفاقته فكل شئ لديه بالمال
- لن ابيع طفلي سهيل.. ليس كل شئ بالمال.. انت السبب في جلبي هنا وانت السبب في وجود ذلك الطفل
الزهو الذي ارتسم على شفتيه جعلها تشعر بالحنق.. أهذا وقته ان يزهو برجولته
أردت أن تصفعه بأي شئ أمامها ولكن الدوار الذي داهمها جعلها تترنح تحت عيناه المُتحفصه لينهض بصعوبه على ساقيه الأخرى مُقترباً منها بلهفه
- مابكي سماح.. استدعى لكي طبيبً
لم يكن هذا سهيل الذي يُحادثها فسهيل الذي تعرفه لا ترى بعينيه قلقاً او خــــوفً إنما الاستخفاف الذي يُعاملها به
يداه تحسست وجهها وعيناه كانت مُتعلقه به لتشعر لأول مره معه انها تعشق رائحته وتلك حماقة بحد ذاته ستجعلها تعيد كرة ماهر ثانيه وتترك الرجـ.ـال تعبث بمشاعرها
عادت لوعيها بعد أن نثر الماء البـ.ـارد على وجهها ليعود بعدها الي طبيعته
..................................
الوقت يمر وهي تنتظر.. تنظر لهاتفها فتعود للاتصال به لتجد هاتفه يعطيها نفس الرساله " انه مغلق"
انطفئت سعادتها.. ف العشاء قد ضاع وضاعت معها نبته امل اخري
انتباها القلق عليه.. فكيف تُفكر بالخروج وهي لا تعلم هل هو بخير ام لاا.. لامت قلبها لاستلامه الأوهام
لتبحث عن رقم ندي حتى تسأل شهاب عنه
لم تحصل على اجابه من ندي.. فشهاب ليس بالبيت ولم يأتي حمزه إليهم اليوم
ولم تجد سبيل الا الاتصال ب ناديه
................................
اقترب فرات من فراشها بعد أن عادت لمنزل ناديه رافضه ان تذهب معه... انتفضاتها والهلع الذي ظهر عليها وهي تجده مع بالغرفه بمفردهما طـــعـــن قلبه... فكأنه وحش سيلتهمها
- صفا
خرج صوته جـ.ـا.مداً وهو يُحدق بملامحها المذعوره
- هـ.ـر.بتي ليه
الكلمه لا اجابه لها إلا الخلاص من سـ.ـجـ.ـنه وجبروته وجبروت شقيقته وتهديدها لها بالقــ,تــل
اغمضت عيناها وهي تتذكر حديث مهجه لها أن تهرب حتى لا تمـ.ـو.ت
- هـ.ـر.بتي ليه ياصفا
أعاد سؤاله مُنتظرا منها اجابه ولكن لا رد
- هتروحي معايا.. مكانك في بيتي
- لاء.. لاء
صدmه صراخها المصحوب بالرفض وارتجاف جــــســ ـدها
- مش عايزه اروح معاك.. انا مصدقت اخرج من سـ.ـجـ.ـنك
- وابني ياصفا
لم تُفكر بعـ.ـا.قبه كلمتها الا بعد أن رأت الوعيد بالهلاك في عينيه
- هنزله
غـــضــــب امتلكه واعمه ولك يشعر الا وهو يقترب منها للغايه يقبض على يده أمام وجهها
- لولا وضعك كنت حاسبتك على الكلمه ديه
وقفت ناديه ترمقهم بعد أن ابتعد فرات عنها مُطالعاً اياها
- شكرا يامدام ناديه على استضافتك ليها في بيتك
شكر ناديه دبلوماسية مُعتاداً عليها... لتطلب منه دقيقه منفردة تتحدث بها معه عن حاله صفا ولم يكن الحديث الا تركها حتى تستقر حالتها
..................................
وقف مشـ.ـدوهاً من منظرها وهي جالسه تنظر الأوراق التي تتدققها.. عقـ.ـا.به لها كان في الشركه وليس في المنزل وعلى فراشه
- أنتي بتعاملي ايه ياهناء.. الشغل ده انا قولت عليه في الشركه مش هنا
رمقته هناء بوجه مقضتب لتعود لفحص الأوراق
- مديري قالي يكوني عندي بكره الصبح على مكتبه..ومافيش حل غير كده
- على سريري ياهناء.. طيب انا عايز انام ممكن
عادت ترمقه حانقه
- روح نام في اي مكان تاني
- أنتي ناسيه تقي
هزت رأسها بلامبالاه جعلته يقتحن منها ليتناول الأوراق من فوق الفراش بمقت وعاد يلتقط الأوراق من يدها لتنتفض من رقدته تُحملق به
- انت عملت ايه.. هات الورق يامراد
وطريقه وحيده علم كيف يخرصها بها.. جعلتها تدفعه بعنف بعد أن نالها ونال قلبها العطش قبلته
لتركض خارج الغرفه تلعنه وتلعن قلبها مما أصبح راغب
...............................
فتح باب غرفتهما يُحملق بها وهو لا يُصدق انها اخفت عليه ما يُحـ.ـز.نها.. انتفضت فوق الفراش بعد أن مسحت دmـ.ـو.عها
- مالك يا شهاب
اقترب منها ببطئ يفحصها بنظراته
- بتخبي عليا ياندي.. طب ليه
انهار تماسكها واغمضت عيناها بآلم
- قالي اني مشوار علاجي طويل وصعب اخلف
- مافيش حاجه بعيده عن ربنا
دmعت عيناها وهي تتذكر كيف فعلت ناديه لتزوج حمزة حتى يُنجب فماذا ستفعل معها
- ناديه مش هتسيبك تقعد معايا.. هتجوزك زي ماجوزت حمزة
ولاول مره ترى دmـ.ـو.عه.. ضمها اليه بقوة شاعراً بها
- عمري ما اعملها.. هنقولهم العيب مني ياندي
..................................
وجدها جالسة تحيك قطعه صوفيه.. تضع كل اهتمامها بها.. لم تنهض كالعاده حينا عودته... فعلم انها غاضبه منه
اقترب منها يُحضر بعض الكلمـ.ـا.ت في عقله.. مُخبرا نفسه ان زوجته طيبه القلب وستنسي سريعا
- ياقوت
لم تُجيب علي ندائه.. ليُكرر الامر الا انه لم يُلاقي الا الصمت
وعنـ.ـد.ما اقترب اكثر من مكان جلوسها.. نهضت تجمع ادواتها مُتمتمه
- العشا عندك في المطبخ لو جعان
كادت ان تنصرف الا انه لك يسمح لها
- مقموصه مني يعني
جاهدت على تحرير نفسها من اثره وعيناها تفيض بالالم الذي يخترق قلبها
- هعوضها ليكي
- مش عايزه منك حاجه
دفعت بقوة لا تعلم كيف أتت بها لتركض نحو غرفتها باكيه
وهو يتبعها يصيح بأسمها
جذبها نحوه مُعتذرا... يُعلل لها انه كان ظرفً مضطر اليه
نظرت له بعتاب وآلم والاعذار لديها أصبحت تنفذ ولم تشعر الا وهو يُطاوقها من خصرها... يُبرهن له مع كل قبله يغمرها به انه يُحبها دون كلمه تُنطق
فأبتعدت عنه بأنفاس لاهثه وقد تثاقل عليها كل شئ
لتنطق اخر كلمه لم يظنها ستنطقها يوماً..
- طلقني!
ولم يعدها تكررها ليجعلها تذوب بين ذراعيه يبثها تملكه بها وهي تُكرر الكلمه حتى باتت الكلمه ريحً
وضحك الملك على جاريته العاشقه
↚
احتضنت شقيقتها وهي لا تعرف من أين تأتي بالكلام إليها.. لم يكن باقي على العرس الا أسبوعاً واحداً ولكن نفذ قضاء الله
بكت ياسمين بحرقه وانين الو.جـ.ـع يخرج من بين شفتيها دون تحمل.. لم تبكي بحـ.ـضـ.ـن امها التي كانت تندب حظها وبختها
وما أصابهم ولكن رؤياها لياقوت وضمها لحـ.ـضـ.ـنها جعلها تخرج احزانها بأهات مكتومه
- اهدي ياياسمين ده قضاء الله ياحببتي.. انا عارفه انه صعب
ألقت بعض الكلمـ.ـا.ت التي تعرف انها لا تهون
ووقفت زوجة ابيها على اعتاب الحجره ترمق ياقوت بنظرات حاقده.. خطيب ابـ.ـنتها مـ.ـا.ت وياقوت تحيا بزواجها والسعاده هاهي تراها في هيئتها وثيابها ووزنها الزائد ببضعة جرامـ.ـا.ت
صرخت ياسمين بو.جـ.ـع وهي تحكي لها عن تحضيراتها للزفاف واحلامهم معهم
- مـ.ـا.ت وسبني ياياقوت
وركضت نحو الخزانه تخرج ثوب زفافها المعلق تنظر اليه ببهوت وسناء تقف تُطالع ابـ.ـنتها بحرقه.. الي ان اتجهت نحوها تضمها بقوه
- ياحسرة قلبي عليكي يابـ.ـنتي
لأول مره كانت ترى انكسار زوجة ابيها وبكائها في آن واحد مع ابـ.ـنتها
.................................
خرجت من غرفه شقيقتها مُغلقه الباب خلفها بعد أن غفت اخيرا
رمقتها سناء بنظرات فاحصه وعادت تركز عيناها نحو حبات العدس الذي تنوي طهيه اليوم
اقتربت منها تجلس جانبها فوق الاريكه الخشبيه
- نامت الحمدلله
اختلست سناء النظر إليها صامته
- بابا فين
- في اوضته بيريح.. مكناش عارفين انك جايه فمعلش هنأكلك عدس
دائماً هي ضيفه ثقيله على قلب زوجة ابيها.. مهما فعلت لها تظل كارها لها كرهاً لا تعرف سبب له
رفعت سناء يدها من فوق حبات العدس تُسلط نظرها فوق بطنها
- حملتي ولا لسا .. ولا تكوني مخبيه
الاجابه لم تكن تعرفها.. باتت تشك بالأمر منذ ايام
- ولا يمكن جوزك البيه مش عايز منك عيال عشان يرميكي لينا بعد ما يبقاش ليكي عوزه عنده
احرقت الكلمه فؤادها سمها غرز داخلها ضعف تمقته.. لا تتمرد لا تصرخ لا تصد لا تمتنع وكل ذلك من أجل أن تثبت لزوجة ابيها انها ليست فاشله ولن تعود إليها مكـ.ـسوره مذلوله.. القليل من حمزه اهون من اي شئ مع زوجة ابيها
شمـ.ـا.تت زوجة ابيها كانت تطل من عينيها بسواد وحقد ولم تشعر الا وهي ترد لها الصاع بأبتسامه واسعه تعلمتها من هند التي تقص لها كثيرا عن معاناتها من ألسنه البعض بأمر الإنجاب الراضيه به واثقه ان الله سيُرضيها
- بالعكس يامرات ابويا حمزه نفسه اوي في طفل مني.. ادعيلنا انتي بس
تجهم وجه سناء ولوت شفتيها ممتعضه تنهض من جانبها نحو المطبخ متمتمه ببغض
- بدعيلك ياحببتي بدعيلك
شعرت بالزهو وهي تشعر بالراحه المُتدفقه داخلها لم تكذب هند عليها حينا اخبرتها ان البرود مع البعض دون الديس على الاوجاع واخذ الذنوب من سلاطة اللسان يزيل الآلم سريعا وهي ترى بعينيها ان الطرف الآخر انصرف دون أن يحصل على مااراد
زوجة ابيها نهضت ممتقعه من ردها... وهي تجلس تتنفس برضى دون رغبه بالبكاء
أخرجت هاتفها من جيب عبائتها فلم تجد اي اتصال من حمزه بعد أن أخبرته انها وصلت لمنزل ابيها بعدmا اوصلها سائقه
..............................
احتدت نظرات فرات نحو فاديه الجالسه على احد الارائك وخادmتها المُخلصه مهجه تجلس أسفل قدmيها
لا يصدق ان شقيقته هي السبب في هروبها..
ف ناديه أخبرته بما قصته عليها صفا من أفعالها
اقترب منها مُشيراً للخادmه بغلظه ونظرة حارقه
- روحي شوفي شغلك
نهضت مهجه مفزوعه من صوته كما انتفضت فاديه من مكان جلوسها
- مالك يافرات
- أنتي اللي طردتي صفا
لم تخاف فاديه من الاجابه فأماءت برأسها وألتقطت حبات العنب تلتهمه بتلذذ
- ايوه وهددتها كمان.. كويس انها غارت ومشيت
اصاب فاديه الشك لتنظر اليه ثم شهقت وهي تخشي الشئ الذي لا تظنه قد حدث
-اوعي يكون حصل بينكم حاجه يافرات.. سؤال مكرم عليها واتهامه ليك بأختفاءها بدء يقلقني.. هي البت ديه لعبة بعقل
- اخرسي
صراخه افرغها ازدادت شكوكها
- فرات طمني... اوعي تقولي أن فرات النويري ضحت عليه حتت بت رد سجون
دكا بعصاه وقد تجمدت ملامحه
- صفا مراتي وأم ابني يافاديه
وعند تلك الحقيقه سقطت فاديه مُغشيه عليها غير مصدقه ان شقيقها تزوجها
..............................
اعتدلت ناديه في جلوسها وهي تراه يتقدm منها.. استجمعت بعض العبـ.ـارات داخل ذهنها لكي تُنهي شكوكها نحو صدق مشاعر شقيقها اتجاه صفا من عطفه ومساعدته
لا تُنكر ان صفا تغيرت وأصبحت امرأه اكثر حشمه مُلتزمه ولكن ماهي متأكده منه أن صفا مازالت تحب شقيقها مهما انقطعت الآمال وتخشي ان يكون الحنين عاد لقلب شقيقها وياقوت بغبائها كما تصفها احيانا لم تربطه بطفلاً وكأن النساء لا تربط الرجـ.ـال الا بذلك
جلس على مقربة منها ولم يسأل عن صفا مما أسعدها
- ها ياناديه جيباني ليه
وغمز ضاحكاً
- اوعي تكوني على اخر الزمن اتخانقتي مع فؤاد وجيباني اصالحكم
ضحكت بعذوبه وهي تتناول مشروبها الساخن ترتشف منه
- لاا فؤاد حبيبي عمره ما يزعلني.. انت واخوك اللي ديما مزعلني بس وضيف عليكم مراد
رمقها قاطباً حاجبيه يُطالعها
- طب خلي ساميه تعملي قهوتي... عشان اعرف اركز في موضوعك المهم اللي طلباني عشانه
ولم تنتظر لحظه فنهضت تصنع له قهوته بنفسها..
صدح رنين هاتفه فأخرجه ليري من يُهاتفه فأرتسمت على شفتيه ابتسامه واسعه لو كانت رأتها لعلمت انها تمثل له قيمه كبيره ولكن عهده على نفسه بأن لا يُظهر مشاعره لها ويكفيها التقدير والاحترام الذي كان يفعله مع سوسن انساه ان ياقوت ليست سوسن
واختلطت النسوة بحياته تجربة حب كانت فاشله اضاعته وتجربه اخري كان الود والاحترام أساسها نجحت واثمرت وهاهي تجربه ياقوت معه... يحبها ولكن حب صامت يفسره لها بطريقه أخرى
كاد ان يُجيب عليها ولكن دلوف صفا الغرفه وصوتها الهامس
- ممكن اتكلم معاك ياحمزه بعد اذنك
رفع عيناه نحوها وقد انتهى اتصال ياقوت.. أشار إليها بالجلوس متمتماً
- اقعدي ياصفا
كان حديثها يتلخص انها تُريد معرفه اهل والدها.. ضغط علي بعض الازرار مدوناً برساله لتلك التي جلست تنظر لهاتفها منتظره اتصاله
" هكلمك بعد ساعتين"
ركز في حديثها بعدmا وضع هاتفه علي المنضده مُتسائلا
- مظنش ان معرفتك بيهم هيريحك ياصفا
اطرقت رأسها فعائلتها المجهوله هم املها
- مش عايزه افضل طول حياتي مجهولة الهويه.. ومعرفش ليا اهل.. يمكن اعرف اتحامي فيهم
- متناقشتيش مع فرات ليه في الحكايه ديه... فرات يقدر يساعدك اكتر مني.. مكانة جوزك عاليه
دلوف ناديه بالقهوة قطع حديثهم ولم تسطع اخبـ.ـاره انه تُريد مساعدته في الطـ.ـلا.ق من الفرات دون اخذ طفلها منها
نهضت حرجاً بعدmا سلطت ناديه نظراتها نحوها
خطت بضعة خطوات مُطرقه الرأس فأوقفتها ناديه
- اقعدي ياصفا معانا...
واقتربت تربت على كتفها
- روحي ظبطي طرحتك لحد ما اتكلم مع حمزه.. وانزلي عشان اخدك للدكتوره نطمن على البيبي
خرجت خارج الغرفه صاعده لأعلى لتتابعها ناديه بعينيها ورمقت حمزة الذي جلس يحتسي قهوته ببطئ
- كنتوا بتتكلموا في ايه واول مادخلت وقفتوا الكلام
رفع حاجبه لأعلى مُستنكراً فضول شقيقته
- مش لازم كل حاجه ت عـ.ـر.فيها ياناديه...
واردف بملامح جـ.ـا.مده
- ايه الموضوع الضروري بقى ياناديه
جلست جانبه حانقة من رده الفظ كانت تُعطل الكلام الي ان تأتي اللحظه التي خططتها لها
مره تسأله عن ياقوت وأهلها وأخرى عن شهاب الي ان ضجر من الأمر
- ناديه هو انتي جيباني عشان تسأليني عن كده
وكاد ان ينهض فأسرعت بنكشه بحديثها
- لسا بتحب صفا ياحمزه
لم تُعجبه عبـ.ـارتها فقطب حاجبيه بضيق
- ورا سؤالك ايه ده ياناديه
- عايزه اطمن ياحمزه.. انا عارفه انك اختارت ياقوت عشان ترتاح من زنى عليك
واردفت بمكر تجيده
- بحس بالذنب عشان انا اللي اقنعتك بها وعارفه ان ياقوت مش مناسبه ليك
وعند تلك العبـ.ـاره نهض ماقتاً حديثها
- ذنب ايه اللي تحسي اتجاهي ياناديه هو انا عيل صغير.. وعشان اريحك خالص انا اختارت ياقوت عشان عايزها مش عشان زنك عليا
ابتسمت ناديه ابتسامه لم يُلاحظها واردفت بتلاعب
- ياحمزه مقصدش.. بس انا حاسه ان ياقوت مش الزوجه اللي تسعدك.. مافيش طفل بينكم لو مش مبسوط معاها طلقها
احتقن وجهه من عبـ.ـارتها انتظرت ناديه ما تسعي لسماعه وعند رؤياها لخيال صفا تمنت ان يُصرح بحبه لياقوت حتى تقطع امال صفا
- شكل مساعدتي لصفا ومساندتي ليها خليتك تفتكري اني مش عايز مراتي.. عشان ترتاحي ياناديه وتريحي قلبك انتي وفؤاد
حمزه الزهدي محبش غير ياقوت
وخرج من الغرفه ليجد صفا تقف مطرقه الرأس.. تجاوزها مُغادرا المكان تحت نظرات ناديه الثاقبه
................................
استلمت ماجده تقرير الفحص الذي أجرته شارده في الجمله التي سمعتها للتو حينا اخذت فحوصاتها
" جـ.ـسمك في مـ.ـخـ.ـد.ر يامدام.. انتي بتاخدي منوم"
الشك بات يملئ قلبها منذ فتره ولكن سالم دوما يشعرها انها تتوهم وأنها اصبحت مرأة خرفاء
سارت في الطريق وهي هائمه لا تشعر بشئ حولها
يرتطم جــــســ ـدها بالماره الي ان هوت بجــــســ ـدها على احد الارصفه
.................................
دلفت للصيدليه فقد كانت خاليه من الزبائن.. لتجد احمد يقف أمام زوجته يُدخل خصلاتها المتمرده لها أسفل حجابها وهي تقف مبتسمه
اخفضت عيناها حرجاً هامسه
- السلام عليكم
عنـ.ـد.ما وقعت عيناه عليها ابتسم وهو يرد السلام هو وزوجته
- وعليكم السلام..
كان يتذكرها ولكن تلك التي جانبه انسته جميع النساء بحضورها وغيابها .. ترك البيع لزوجته التي اقتربت تسألها عما ترغب
وكان الطلب في كلمتان " اختبـ.ـار حمل" حتى تفرح شقيقتها ياسمين ووالدها وتعود لزوجها بالخبر الذي ينتظره
.............................
وقف كحائط منيع بين شقيقته وزوجته الاثنان يشعراه انه يعيش مع اطفال... يتجادلون نحو لاعبين الكره والفرق التي يشجعونها هو كرجلا لا يفعل ذلك مثلهم
تنهد حانقاً بعد أن ازاح تقي جانباً
- بس كفايه ايه الشغل العيال اللي انتوا فيه
- وانتي ياكبيره ياعاقله
رمق هناء بعد أن قصدها بعبـ.ـارته لتزم هناء شفتيها ممتعضه
- وانت مالك بينا... احنا بتفاهم مع بعضنا
أكدت له تقي الأمر برأسها.. ليدفع شقيقته نحو الغرفه المُقيمه بها
- على اوضتك ونامي
انصرفت تقي تتمتم ببعض الكلمـ.ـا.ت التي لم يفهمها.. لتتجه هناء نحو غرفتها أيضا تاركه اياه يقف عابث الوجه
صدح رنين هاتفه مُطالعاً رقم نغم وفور ان أجاب ونطق اسمها
وقفت بملامح جـ.ـا.مده تستمع لتلك المحادثه خائفه من ان تخبره بعملها بالفندق.. غباءها في اخبـ.ـاره بالحقيقه كان يقودها لفخ مجهول.
أنهى مراد اتصاله ومازالت عيناه عالقه بها.. كانت تعلم أن عزومه نغم لهم لحفل عيد ميلاد ابن شقيقتها ليس ورائه الا ان تجمعها بخالد ويعرف انها لم تكن الا كاذبه
ألتفت نحوه بضيق من موافقته
- مين قالك اني موافقه اروح ... ابقى روح لوحدك
- نغم عزمتك وعزمه تقي ياهناء.. ومن الذوق اننا نروح
- ابقى خد تقي معاك انا مش هروح.. مبحبش الأجواء ديه
ودلفت لغرفتهم دون كلمه أخرى.. اتبعها غاضباً من طريقتها التي أصبحت تستفزه
- مش كل ما نتكلم ترمي كلمتين وتمشي...اتعلمي الذوق شويه وانتي بتكلمي جوزك ياهناء
- وانا مش قللت الذوق يامراد..وكلها كام شهر وهريحك من قله ذوقي
احتقن وجهه من سماع عبـ.ـارتها
- ومين قالك اني هرتاح من قله ذوقك ياهناء.. انا كمان قليل الذوق .. فنستحمل بعض
- وانا مش عايزه استحمل واحد زيك.. كفايه اوي كده
طـــعـــنته عبـ.ـارتها ولكنه هو من صنع الحصن بينهم..رجولته تعود اليه وهو يرى ارتباكها أمام ناظريه.. اقترب منها هامساً
- مش بمزاجك يابـ.ـنتي عمي
كادت ان تدفعه من أمامها حانقه الا انه سبقها دافعا لها للخلف
فسقطت فوق الفراش الذي ينتظر احتضان جــــســ ـدها
ليُثبتها بعدها بجــــســ ـده
- مراد ابعد عني
- كنت غـ.ـبـ.ـي ياهناء
................................
نظرت الي هاتفها بعد ان مضت الساعتان ولم يُهاتفها.. كانت تنظر لاختبـ.ـار الحمل بين يديها بسعاده تلاشت مع كل دقيقه تمر وهو تنتظر مكالمته...وضعت له الأعذار كما اعتادت وقررت مُهاتفته ثانية
كانت مريم تمسك هاتفه تُبدل الصوره التي يضعها على شاشه هاتفه وكانت صوره تجمعه هو وهي وياقوت
زاد حقدها وهي ترى أن والدتها قد تلاشت من حياتهم
ابدلت الصوره بصورة اخري تضمها هي ووالدتها
وميض الهاتف برقم ياقوت نظرت حولها لتجد الجميع مشغولاً عنها.. ابتعدت بالهاتف كي تُجيب عليها بحقد
- الو
صوت مريم جعلها تتأكد انه نساها كما يعتاد وسط أولوياته الأخرى.. أغضمت عيناها ثم فتحتهما بعد أن ضبطت أنفاسها
- ازيك يامريم
لم تجيب مريم علي سلامها فلم تنتظر رداً منها
- ممكن تدي التليفون لحمزه
- مش فاضي.. ابقى اتصلي بي وقت تاني
وانقطع الخط لتنظر الي هاتفها فوقاحتها كثرت وحمزه لايري في مريم الا طفله صغيره يجب احتوائها
كانت نظرات ياسمين عالقه بها تنظر إليها بشفقه صامته
.............................
اقترب منها ببطئ بعد أن بحث عنها في ارجاء الشقه
كانت غافيه بملابسها
التعب كان ظاهر على ملامحها من ضيافتها لضيوفه طيلة اليوم ومن خدmته وطلباته.. كان يتدلل عليها كطفل صغير وهي تُلبي ذلك خانقه منه إلا أنه اكتشف في تلك المده التي جمعتهم وجها لوجه وتحت سقف واحد
إن سماح ماهي إلا امرأه رائعه وحظها اسقطها مع رجلا مثله
يخاف ان يُخدع فيها الا انه قرر ان يترك قلبه ليكتشفها فهناك طفلاً أصبح يربطهما
ارهقه وقوفه وهو يتحامل على ساقه المُصابه.. فجلس على الفراش يتأمل ملامحها الهادئه ببشرتها الحنطيه وشعرها القصير عن قرب
مد كفه راغبا في ان يُلامسها ومع كل لمسة منه كانت تشعر بها
نهض من جانبها فظنت انه سيترك الغرفه ويُغادر الا انها شعرت به يُحاوط خصرها بذراعيه وبعدها انتظمت أنفاسه
..........................................
ضمت ندي جــــســ ـدها اليه بعد أن غفا جانبها.. الليله اشعرها وكأنها عروس ... رفعت كفها لتُحرك باطنه على خده.. دغدغت لمساتها بشرته فألتقط اصابعها بشفتيه يقبلهما
- بحبك ياندي
وانقلب على بطنه يدفن رأسه أسفل وسادته.. السعاده كانت تغمرها انساها حـ.ـز.نها..
ألتقطت هاتفها من جوارها لتعبث بتفصح موقع التواصل الاجتماعي
كانت سمر تتصفح صفحتها تنظر لصورها هي وزوجها.. تتخيل لو كانت هي مكانها... عضت سمر على شفتيها وهي تتخيل حالها بين أحضان شهاب
انتبهت سمر على منشور ندي الذي تحمد فيه الله... فأسرعت بالضغط على أيقونة الرسائل لتُراسلها مُتسائله
" طمنيني عليكي ياندي.. شهاب عرف"
لم تخبئ عليها شئ بحديث شهاب ودعمه ... دعم سمر لها الايام الماضيه جعلها تقترب منها وتحبها وأصبح بينهم حديث دائم
اجادت سمر استغلال الفرصه في التقرب منها... لتنظر للكلمـ.ـا.ت التي تكتبها ندي بأعين يشتعل بها الحقد
هي تركت من رجل.. وأخرى زوجها يدعمها حتى لو لم يصبح ابً يوماً
..........................................
هبط الدرج غير مُصدقاً مااخبرته به الخادmه بأسم تلك التي تنتظره بالأسفل
تعلقت عيناه بصفا التي تحمل حقيبه صغيره بيدها تطرق عيناها نحو حذائها
شعرت بخطواته قربها فرفعت رأسها تنظر اليه بأعين باهته
- مافيش مفر من اني اعيش عندك يافرات بيه
.................................
تفاجأت سلوى بقدوم ياقوت للملجأ بعدmا سمعت صياح الأطفال بأسمها.. تابعتها سلوى من الشرفه بأبتسامه حانيه وهي تُعطي الأطفال هداياهم وتقبلهم
وبعد دقائق دلفت لحجرتها فأحتضنتها سلوي بأمومه مُعاتبه لها لعدm زيارتها في منزلها
- كده ياياقوت يعني عشان هناء مبقتش موجوده متجيش تشوفيني
- حقك عليا ياابله سلوى
ربتت سلوى فوق خدها بحنو وقادتها نحو احد الارائك
- تعالي ياحببتي اقعدي نتكلم.. تشربي ايه بس
- مش عايزه حاجه.. انا عايزه بس انك تحـ.ـضـ.ـنيني
ألقت ياقوت جــــســ ـدها بين ذراعيها فشعرت سلوى بوجود خطب يؤذيها.. ضمتها سلوى بأمومه.. بكت بحرقه وهي تتذكر حديث والدتها .. فقبل ذهابها لسلوى ذهبت لها التي فور ان اخبرتها انها تُريد العوده للعيش في بلدتها الصغيره بينهم
لطـ.ـمـ.ـت صدرها
" ترجعي مطلقه يابـ.ـنت صباح..اوعي اسمع الكلام ده منك تاني.. ماله الراجـ.ـل بيعملك ايه"
فاضت بأو.جـ.ـعها لوالدتها التي استنكرت حديثها
" ماانتي اللي خايبه يابـ.ـنت بطني الزن على الودان امر بالسحر.. كرهيه فيهم"
لو تركت اذنيها لنصائح والدتها ستصبح مسخ في هيئة انسان
وتفحصت ملامحها لتلمع عيناها بخبره
" شكلك حامل يابـ.ـنت بطني "
فاقت على صوت سلوى الحاني تسألها
- احكيلي يا ياقوت مالك
وعنـ.ـد.ما لم تجد رد منها نهضت سلوى من جانبها.. وسارت بالغرفه دون هواده وهي تتذكر حديث ناديه معها منذ ايام تخبرها عن مخاوفها من اهتمام حمزه بصفا التي أصبحت مقيمه لديها
وحينا سألتها اذا كانت ياقوت تعلم بهوية صفا اخبرتها انها تعلم أن صفا مجرد قريبه لهم لا اكثر.. شعرت بالحنق من ناديه في استغلال طيبه ياقوت وتصديقها لهم..
فتاه في مقتبل عمرها تزج بزيجة من رجل كان من قبلها زوج مرتبط بعائله وله ماضي جعل قلبه لا يعترف بالحب
وماهي الا فتاه بخبرة ضئيله عانت بحياه تحتاج لزوج يُعلمها كيف يكون الحب ويعوضها عما عاشته
عمتها وظلمتها في الغلق عليها من كل شئ.. تتذكر ان ياقوت كانت تتطهو الطعام في سن السابعه وتمسح وتنظف
كانت تشفق على طفولتها السيئه
انتبهت سلوى على ندائها القلق بأسمها.. فألتفت سلوى نحوها
- حمزه اختارك زوجه ياياقوت عشان زن ناديه انه يتجوز ويكون لي طفل من صلبه... كانت بتفكر في كده حتى وسوسن عايشه
تجمدت ملامح ياقوت ولم تشعر بحالها وهي تضع بيدها على بطنها.. ف الطفل الذي رغبوا به هاهو في احشائها
- اختيارهم ليكي عشان انتي بـ.ـنت من الارياف متفهميش في حاجه وهتقدري تتعايشي بأي حاجه يقدmوها ليكي وهتبقى ساكته وراضيه ومش هيسمعوا ليكي صوت..
- منكرش ان حمزه راجـ.ـل محترم.. بس لسا الماضي محاوطه..
أخرجت سلوى كل مابجبعته تنظر إلى ياقوت التي بهتت ملامحها.. دmعت عين سلوى وهي تنظر إليها
- مقدرش اسيبك ضايعه كده وضعيفه.. لأن انا كمان السبب صورة ل ناديه بصورة البـ.ـنت المكـ.ـسوره اللي ملهاش اهل سند ليها
- مين هي صفا
ألتقطت سلوى الاسم فصمتت وهي لا تعرف اتكذب عليها هي الأخرى ام تُجيبها
لحظات مرت فأجابت ياقوت عنها
- كان بيحبها حمزه صح.. الحب اللي بينهم مكنش من طرف واحد
وتذكرت مراوغه ناديه وحمزه الذي لا يذكر لها إلا أنه يُساعدها عطفاً
- صفا كانت عشق ل حمزه ياياقوت.. ومفتكرش انه حب ست غيرها
↚
عيناه كانت عالقه بها يُتابع تحركاتها مع زوجها كلما مال نحوها يُخبرها بشئ او يُضمها نحوه بتملك.. نيران كانت تلتهم روحه
ف يوم ان احب وقع صريع الهوى لامرأه ملكاً لآخر.. اخر أمتلك أحلامه التي جمعته بها
زفر أنفاسه الممزوجة بدخان سيجارته شارداً في الحقيقه التي عرفها حينا عاد امس من رحله سفره
هناء زوجة لشريكهم وقد خدعته وليته كرهها بل انه يقف الان مُتحسراً ناسيا تلك التي تقف جواره تُطالع صغيرهما الذي يلهو ويركض مع أصدقائه احتفالا بيوم مولده
- خالد
هتفت اسمه برقه فأنتبه على صوتها ليرمقها وهو يفك عقده رابطه عنقه التي باتت تخـ.ـنـ.ـقه
- في حاجه ياجنات
- مش كفايه كده ونطفي الشمع
ومهمه أخرى يقوم بها بخطوات مدروسه مع عائلته الصغيره حتى يُكمل دوره بحياه ظناً يوماً انها لن تفرق معه.. قديما سار بمبدء وضعه في طريقه دوما.. ان الزواج مجرد صفقه لا أكثر لا تطلب حب ولا قبولاً إنما المصلحه بها هي الأهم
وها هو اليوم قلبه يحترق من آلم لم يظن سيحرقه وما اصعبه
انطفئ الضوء وعيناه مازالت تترصد خطواتها يلتقط كل حركه يفعلها مراد.. يداه التي اخذت موضعها فوق جــــســ ـدها بحميميه يعلمها كرجلاً
صياح صغيره بأسمه جعله يضمه ويُشاركه تلك اللحظه... اشتعل الضوء مُجددا وبدء الجميع يتناولون الحلوى
انتهزت نغم فرصه انصراف هناء مع تقي للمرحاض واقتربت منه تعطيه طبق من الحلوى اعدته له خصيصاً
- اتفضل يامراد
أعطته طبق الحلوى وهي تُسبل اهدابها بطريقة تُجيدها
- ميرسي انك قبلت دعوتي يامراد
ابتسم بساحريته التي تجذب النساء مما جعل قلب نغم يتقافز راغبه به بشـ.ـده حتى لو ليله واحده تجمعهما
- احنا بقينا كعيله يانغم وانا بحب سيف كأنه ابني حقيقي طفل لذيذ وهادي
وقفت هناء تعبث بهاتفها بكلل وهي تنتظر خروج تقي من المرحاض.. انتفضت مفزوعة وهي تسمع صوته
- كذبتي ليه ياهناء
واردف ساخرا قاصداً كل كلمه يتفوه بها
- يعنى معقوله تكوني زوجة مراد الفيومي ومش عارف يشغلك في مكان يليق بيكي... ولا جوزك شكله مش على علم
ارتجفت شفتيها وهي تلتف نحوه ببطئ تُريد الاعتذار منه عن تلك الكذبه السخيفه التي لا تعرف الي اين ستقودها
- انا مكنش قصدي اكدب ...
وقبل ان توضح له الأمر وان سبب عدm علم مراد انه لم يكن سيقبل بمثل هذا وبحثها عن عمل بمفردها حتى تتحرر من اعتمادها الدائم على اسم عائلتها وخاصه اسم عمها
- بس كذبتي واستغفلتي إدارة الفندق
- انا اسفه لو ده يرضى حضرتك يامستر خالد
صدmها عنـ.ـد.ما استدار بجــــســ ـده دون أن يعبئ بأعتذارها
- مستنيكي بكره في الفندق عشان فتره عقدك لسا مخلصتش يامدام
وألتف نحوها ثانيه ببرود يليق به
- شئون العاملين معرفتش توصلك بعد ما غيرتي رقمك ونسيوا ينبهوكي بالشرط الجزائي اللي مضيتي عليه
وانصرف ليتركها بأعين مفتوحه على وسعهما تتذكر ذلك المبلغ الذي استهزأت به حينا وقعت عليه " عشرون الف جنيهاً" نعم زوجها يملكه ويملك اكثر اما هي ليست تملك شيئاً
..................................
طرقات خفيفه طرقها على باب غرفتها ثم دلف بعدها يحمل صنيه الطعام بعد أن عادت الخادmه للمره الثالثه تحمل الطعام الذي لم تمسه.. لا طعام تأكله والنوم تفترش لها فرشة جانب الفراش كي تغفو عليها مُتذكرا اليوم الذي أتت فيه اليه منذ يومان تحمل حقيبة ملابسها الصغيره تطرق عيناها ارضاً تُصارع داخلها ما يُخبرها به عقلها وقلبها.. القلب كان كعادته ضعيفً لاجئ اما عقلها كان يأبى المجئ لذلك الذي ظلمها وانتقم منها دون ذنب تفعله له واستغل حاجتها وذلها واخيرا اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبها وصك ملكيته بطفلا ينمو بين احشائها زادها ضعفاً وانهزاماً
اقترب منها بالطعام وعيناه تجول فوق صفحات وجهها وتتركز نحو شفتيها وهي تتلو كلام الله وعيناها تفيض بالدmع
- وتفتكري رفضك للأكل ده في مصلحتك
ثم رمق مكان جلوسها فوق الأرضية الصلبه
- أنتي بتعـ.ـا.قبي نفسك
هتف عبـ.ـارته بغلظه اعتاد عليها فأصبحت حنجرته لا تفرق بين اذا كان ليناً ام غاضباً
صدقت بهمس واغلقت مصفحها لترفع عيناها نحوه
- وفر فلوسك يافرات بيه..وفر حسنتك عليا
ضاقت عيناه وهو يسمع عبـ.ـارتها... لتتناول كيساً تضعه جانبا فتأكل ما به من طعام تشتريه صباحاً حينا يُغادر المنزل متجها الي عمله
اخذت تلوك قطعه الخبز الممزوجة بالجبن تحت نظراته بمراره
لا أهل ولا مكان لها.. السـ.ـجـ.ـن كان احن عليها من تلك البروده التي تعيشها
ألتقطت عيناها صنية الطعام التي وضعها دون اهتمام
- الاكل قدامك اه.. ربع ساعه ارجع الاقيكي اكلتي
ونظر للوقت في ساعته وغادر ولم يكن كاذبا عنـ.ـد.ما أخبرها انه سيعود لها ثانيه.. عاد بعد أن ابدل ملابس عمله بملابس اكثر راحه وتلك المره كان مستعداً لما سيفعله معها لتنتفض فزعاً عنـ.ـد.ما ألتقط صنيه الطعام من الأرض ثم ألتقطها هي الأخرى وحاصرها بين ذراعيه كطفلاً صغير
- ابعد ايدك عني.. ابعد ايدك متلمسنيش
لقمة حشرت داخل فمها فأتبعها بأخرى
- مدام مبتجيش بالذوق في إجبـ.ـار
الصمت ساد المكان وهي تبتلع الطعام بصعوبه وعيناها تفيض بالقهر
- الأجبـ.ـار والظلم اللي انت متعود عليهم يافرات بيه
..................................
انهارت قواه وهو يقرء ما ألتقطته يداه... رحلت بعدmا نفذت قواها بعدmا أعطت وأعطت ولم يعد هناك مجال للعطاء اكثر
سقطت عيناه نحو ماسطرته
لتتجمد نظراته نحو اخر ماكتبته
" متدورش عليا.."
ولم يشعر الا وهو يصـ.ـر.خ بأسمها بقلب ممزق يقبض على الورقه التي بين يديه
- يااااقوت
فتح عيناه على وسعهما وهو يرى حاله مسطح فوق فراشه وهي غافية جانبه... اقترب منها يتأكد انها معه ولم ترحل
زافراً أنفاسه بقوه رافعاً كفيه يمسح بهما على وجهه المرهق
جالت عيناه فوق كل انشً بها واقترب اكثر حتى تلامست اجسادهم لم يعد يعرف ما أصابها منذ أن عادت من زياره عائلتها وهي بعيده عنه تضع بينهم الحواجز.. فتوراً اصاب علاقتهما وضاع النعيم الذي كان ينهال منه وهي بين ذراعيه
تلملمت في غفوتها الي ان أصبح وجهها مُقابلا له..
ابتسم وهو يتأملها كيف تغفو..وكأنها لأول مره تغفو جانبه وتحت نظراته
مد كفه يُلامس وجنتها لينحدر كفه نحو عنقها مائلا نحوها بجــــســ ـده يُريد ضمها اليه ولكن سريعا ما انتفضت من غفوتها لتنظر اليه بأعين قد انطفئ بريقها
- انت مقرب مني كده ليه
تصلب جــــســ ـده من عبـ.ـارتها صدها له أصبح أمرً جديدً عليه.. قطب حاجبيه
- لا انتي من ساعه ما رجعتي من البلد وانتي متغيره.. في ايه مالك.. مش معقول كل ما أقرب منك يبقى ده منظرك
- قولتلك مافيش حاجه.. بس مش عايزه افهم بقى مش عايزه..
احتدت نظراته ولم يشعر الا وهو يجذبها نحوه بضراوة
- طب انا عايز يا ياقوت
دقائق مرت وهو ينال منها كما يرغب.. رغبته بها اعمته لدرجة لم يشعر بملوحة دmـ.ـو.عها ودفعها له
دفعاتها المستمـ.ـيـ.ـته فوق صدره الصلب.. جعلته يبتعد عنها مذهولاً
من رفضها الصريح وكأنها لا تتحمل لمساته
نهضت من فوق الفراش راكضه نحو المرحاض ليسمع صوت تقيئها وعيناه جـ.ـا.مده.. لهذه الدرجة أصبحت لا تطيقه
غـــضــــب امتلكه وهو ينهض من فوق الفراش يتبعها ولكن عنـ.ـد.ما وجدها جالسه على ارضيه المرحاض تخرج ما في جوفها بتآلم اقترب منها متآلماً على حالها واثقاً ان هناك شيئاً ما
رفعها بحنو من فوق الارضيه بعدmا افرغت ما في جوفها متمتماً بنبره حانيه
- لدرجادي مش طيقاني ياياقوت
تعلقت عيناها به وهو يفتح صنبور المياه لينثر بعض قطرات الماء على وجهها ويمسح شفتيها
- فيكي ايه قوليلي
صرخت بقهر لم تعد تتحمله وحررت جــــســ ـدها من آسر ذراعيه
- فيا حاجات كتير وانت السبب
....................................
لم تصدق انه من اعد طعام الإفطار لهما وتحمل صعوبه الوقوف على ساقاً واحداً مُستنداً على عكازه
نظر الي عينيها الجاحظه فضحك مما جعلها تتعجب اكثر متمتمه
- اشعر ان الاصابه أتت في رأسك وليس ساقك
امتعض من عبـ.ـارتها فسحب مقعده ليجلس عليه وأشرع في تناول الطعام يفرد ساقه ويضع عكازه جانباً
- عنـ.ـد.ما تصمتين سماح يكون صمتك افضل من الحديث
لوت شفتيها مُستنكره حديثه وجلست تلوك طعامها ببطئ.. صحيح انه تغير كثيراً في معاملته معها منذ أن أصبحوا في مكان واحد سوياً ووجهه بوجهها ليلا ونهاراً الا انه سيظل سهيل نواف لاعب الكرة الفظ
قطرات من المربى انسابت فوق شفتيها وفي لحظه لا تعرف كيف حدثت ومتى كان يتذوق تلك القطرات بمتعه
وعيناها مفتوحه على وسعهما... وبعدها عاد لمكان جلوسه
- اكملي طعامك سماح
- وقبل ان تتفوهي بكلمه اصمتي عزيزتي.. انتِ الصمت معكي رائع ويُشعرني انني زوج لمرأة وديعه
..................................
دق بقلمه على سطح مكتبه وتفكيره بها سيجعله يجن. يبحث عن سبب لذلك الجفاء الذي أصبح بينهما ولا اجابه يجدها منها الا نظرة تحمل احتقاراً يقــ,تــله والجمله التي أخبرته بها اليوم تجعله يدور حول نفسه ولا يعرف ماذا فعل
ضحكه ساخره صدحت داخله هل يسأل ماذا فعل هو يعلم انه فعل الكثير ولكن من رؤيه عقله ان الاحترام والتقدير وإعطاء المال هم يكفوا ويعوضوا اي شئ.. فماذا سيطلب المرء اكثر من حياه كريمه يحياها وهو قدm لها الحياه الكريمه حتى قلبه قدmه لها ولكن سيظل ذلك في الخفاء فالحب أصبح لا يعرف معنى له إلا أن يُقدر ويحترم
اما حياه المحبين وما يفعله شهاب مع ندى وشريف ومها ليسوا له إنما هو رجلا ناضجاً يبحث عن الراحه
وعند تلك الكلمه نهض من فوق مقعده مُلتقطاً سترته.. مُلقياً بعض العبـ.ـارات على سكرتيره
- ألغى كل المواعيد اللي عندي
أنهت فحصها لدي الطبيبه وخرجت من العياده هائمه فيما اخبرتها به الطبيبه هي حاملا بتوأمين وقد أصبح برقبتها طفلين
وهي كانت طفله واحده جنت خلفهم تجربه اب وام لم يفكروا بها للحظه
شردت في ذلك اليوم الذي اخبرتها به سلوى عن كل ما يعتلي صدرها خــــوفا عليها من مصير لا تتمناه لها... عزمت ان تجلس ب بيت والدها مُعززه مُكرمه لترى تقديره لها في حياته ولكن حينا دلفت منزل والدها وجدت إحدى شقيقات زوجة ابيها واطفالها لديها
ألقت التحيه عليهم واتجهت نحو المطبخ حتى تروى عطشها ببعض الماء.. لتدلف سناء خلفها تُخبرها
" انتي مش عملتي الواجب يابـ.ـنت جوزي .. خففي شويه واتصلي بجوزك يجي ياخدك ولا هو ماصدق تمشي"
لا تعرف متى استقلت سيارة الأجرة ولا وصولها للمنزل.. فالشرود بكل مقتطفات ماعاشته يجعلها تكره حمزه اكثر واكثر
ألقت حقيبتها فوق الفراش كما ألقت تقارير فحصها... لتتجه نحو المرحاض حتي تغمر جــــســ ـدها بالمياه
دلف للشقه يبحث عنها بعينيه مُنادياً بأسمها
- ياقوت.. ياقوت
تعلقت عيناه بحقيبتها والتقرير الطبي الذي جانبها فألتقطه سريعا يشعر بالقلق عليها...
لتخرج من المرحاض وهي تلف المنشفه حول جــــســ ـدها تنظر إليه وهو يقف ممسكاً بالفحص ينظر إليها مُتسائلا
- كنتي عارفه انك حامل
اماءت برأسها وعيناها مازالت مُتعلقه بعينيه فأقترب منها
- مقولتيش ليه وانتي عارفه اني منتظر ده بفارغ الصبر
- عشان متستحقش الفرحه ديه
واتبعت عبـ.ـارتها بصدmه اكبر له
- انجازك من الجوازه اتحقق ياحمزه بيه..
صمت مُطبق ساد المكان وصوت أنفاسها وحدها من تتعالا تتذكر قسوة كلمـ.ـا.ت سلوى التي لم تقولها الا خــــوفاً عليها بأن تعيش عمرها بينهم ك لقمة سائغة.. ألتقطت أنفاسها بصعوبه بعد ذلك المجهود الجبـ.ـار عليها في إخراج ما يكتمه قلبها...ف ليتها كانت تستمع لهناء صديقتها حينا كانت تُخبرها بأن تصرخ بوجههم جميعاً حتى يعلموا كم ثقل عليها حمل الو.جـ.ـع
- سكتي ليه ياياقوت.. قولي كل اللي جواكي
قالها بجمود يليق به وتقدm منها بخطوات هادئه
- اتكلمي
تعلقت عيناها به ثم بكفيه الموضوعان فوق كتفيها وانتفضت من آسره دافعة اياه بعيداً عنها
- اتجوزتني ليه .. دخلتني ليه حياتك الكئيبة وظلمتني
- انا ظلمتك ياياقوت
تنفست بعمق وهي تشعر بأن كل شئ بات يخـ.ـنـ.ـقها
- ايوه ظلمتني واستغليت حياتي وحاجتي للحنان... ياريتني مشتغلت عندك ولا شوفتك.. ياريتني مقابلة راجـ.ـل أسير الماضي بيتجوز عشان أهدافه
- اسكتي كفايه
- مش هسكت تاني ... سكت زمان كتير ومحدش رحمني دوستوا عليا انت وبـ.ـنتك واختك... عديت وقولت لنفسي استحملي وعيشي يمكن في يوم يحس بيكي
أنسابت دmـ.ـو.عها بغزارة وكلمـ.ـا.ت سلوى تقتحم عقلها فتدmي قلبها
" صفا كانت عشق ل حمزة يا ياقوت.. ومفتكرش انه حب ست غيرها"
- صفا طلعت حبيبتك مش القريبه اللي انت بتساعدها شفقه... ونادية الأخت العظيمه كانت بتكدب عليا عشان تداري عن حب اخوها العظيم
كان ينظر إليها مصدوماً مما تتحدث به.. فلم تكن التي أمامه ياقوت زوجته الهادئه.. كانت أخرى تُحادثه بضراوة ولكن الحقيقه انه كان قهراً كُتم لسنواتً طويله ظنت فيها ان الطيبه والضعف ليس لهم ثمن
سقطت كلمـ.ـا.تها فوق قلبه كالسوط ووقف في صراع بين كبريائه وقلبه وكاد ان ينتصر القلب
- ياريتني ماحملت منك ... ياريتني فضلت اخد الحبوب ومصدقتكش
وعند تلك الكلمه تصلب جــــســ ـده وبهتت ملامحه وتقدm منها بوجه مُحقن
- مش هحاسبك على كلامك ده دلوقتى.. بس ا عـ.ـر.في انك غلطتي جـ.ـا.مد اوي
وانصرف تاركاً لها المكان صافعاً الباب خلفه بقوه.. ارتجف جــــســ ـدها أثر صفعة الباب وسقطت جاثية فوق ركبتيها
- حتى مهنش عليه ياخدني في حـ.ـضـ.ـنه.. انتي ولا حاجه في حياته ياياقوت
....................................
أوقف سيارته في المكان الذي اعتاد عليه دوما حتى يتحرر من أوجاعه
صوتها الباكي مازال يصدح بأذنيه دون هواده.. خرج من سيارته شارداً بالظلام وفي حياته التي تُشبهه.. زم شفتيه بعبوس يقبض على يده بقوه ولم يشعر الا وهو يضـ.ـر.ب على موضع قلبه
- ياقوت مكنتش تنفعك ياحمزه.. دخلتها دايرة ظلامك.. قلبك لسا عايش في الماضي منسهوش
تذكر رغبته في ضمها ولكن لعنة الماضي اقتحمت قلبه فجعلته لا يرى ذلك الا تحطيماً لكبريائه.. واذا وضع الحب أمام الكـبـــــريـاء لابد أن ينتصر الكـبـــــريـاء
وهو مقسم بين قلبين قلب يعيش في ظلام الماضي لديه درس دفين سُطر بقلبه.. وقلب اخر يُريد ان يحيا ويحب
رنين هاتفه أخرجه من شروده وقد كانت ناديه شقيقته... نظر للهاتف على أملاً ان تكون هي ولكن لم يجد الا اسم شقيقته ولأول مره يغلق هاتفه دون أن يُجيب عليها
..................................
رفعت ذراعيها لاعلي حتى تُساعده ان يُلبسها كنزتها.. ازاح لها خصلاتها جانبا ثم انحني ليُكمل لها ارتداء مابقى.. كانت تبتسم كلما فعل ذلك وتترك ليدها حرية العبث بخصلات شعره
نهض من رقدته ليترك ليداه تسوية ثيابها ومازالت ابتسامتها مرسومه فوق شفتيها
- ممكن اعرف سر الابتسامه ديه
همست برقتها المعهوده التي تؤثره واطرقت عيناها ارضاً بعد أن تخضبت وجنتاها
- مها
- عشان فرحانه ياشريف
ضحكه شقيه خرجت من بين شفتيه وهو يتأمل ملامحها الخجله
- طب ولازمته ايه الكسوف ده دلوقتي
- نفسي اشوفك اوي ياشريف.. تفتكر هشوف
تلاشت ابتسامته وهو يسمع رغبتها في رؤياه... أقصى أحلامها ان تراه.. ان ترى من أحبت وتزوجت وضم رحمها طفلا منه
وعنـ.ـد.ما ساد الصمت... زمت شفتيها بعبوس
- متخافيش مش هسيبك لو طلعت وحش ياشريف
وفي ثواني معدوده تبدلت ملامحه وعاد وجهه يشرق.. قاسماً داخله ان بعد وضعها لطفلهما سيذهب بها للخارج لإجراء عمليتها وسيظل يسعى ورا ذلك الأمر إلى أن يراها مُبصره
- شريف انا عايزه ازور ماجده
.........................
انهت ماجده ارتشاف الشاي الذي قدmه لها سالم بعد أن ابدلت الكؤس لترى بعينيها ما يحدث لها ذلك اليوم خصيصاً كل شئ كان يفعله بأحتراف معها.. جلسوهم مع بعضهم بتناغم وكأنه ليس هو سالم الذي لا يُطيق لمسها ثم اقترابه منها بعد انهاءها اخر رشفة من الشاي خاصتها.. يغويها ببراعه فتستسلم له ثم بعدها لا تشعر بشئ الا وجوده جانبها صباحاً
انتظرت ان يبدء مفعول المـ.ـخـ.ـد.ر عليه ولكن لا شئ حدث وظل يُتابع التلفاز دون اهتمام منه نحوها
ملئ الشك فؤادها وهي تكاد تُجن فكل شكوكها تنصب نحوه ولكن أين الدليل
نهضت من جانبه حتى تختلي بنفسها وتفكر.. وفور دلوفها لغرفتهما ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه ماكره
...............................
عاد قبيل بزوغ الشمس بعد أن ظل ساعات الليل في سيارته هائماً بأفكاره.. ألقى سترته فوق الفراش يبحث عنها بعينيه بأرجاء الغرفه مُقرراً انه سيتبع معها الصمت حتى تعرف خطأها وفداحة كلمـ.ـا.تها.. هي استطاعت ان تُغير مشاعره وتجعله يتوق لقربها، دفائها وصفاء الروح الذي تمتلكه ولكن أفكاره لم تتغير
الجمود والصلابه والكـبـــــريـاء هم عنوانه وهذا ما احبته به سوسن وعاشت معه لسنوات دون أن تُطالبه بشئ اخر
يرضى أنوثتها كأمرأة فترضي هي الأخرى رجولته وينتهي الأمر
انتبه على خروجها من المرحاض تحمل المنشفه بيدها وتُجفف بها وجهها.. تعلقت عيناه فوق ملامحها الباهته يُجاهد مشاعره
كـبـــــريـاء وشوق وبين هذا وذلك يضيع العمر
رمقته صامته ولم تُحادثه بكلمه أخرى ولكن عنـ.ـد.ما وجدها تضع كفها جبينها المتعرق اقترب منها بلهفة
- مالك يا ياقوت فيكي ايه
خفق قلبها وتعلقت عيناها به ومازال يسألها وقد ضمها نحوه بحنو
- ياقوت لو تعبانه قوليلي
اصابه الضجر من صمتها والبرودة التي احتلت عيناها
- المفروض اللي يزعل هو انا مش انتي... ضيعتي فرحتي وفرحتك
ابتعدت عنه وعبـ.ـارته تتردد داخلها بمعاني كثيره.. فأين فرحتها هي
- ضيعت فرحتك... طب وانا
ضاقت أنفاسه وهو يرى ان الحديث سيأخذهم نحو اعتابً أخرى
- أنتي عايزه ايه ياياقوت.. عايزه ت عـ.ـر.في ايه وننهي المهزله ديه.. مش هنبقي زي المراهقين نتخانق
ولو عاد الزمن للوراء بسنوات.. فكان عاشق متيم يُراضي ويُدلل صفا حتى أن مروان صديقه كان يطـ.ـلق عليه لقب كلما تذكره سخر من نفسه
واقترب منها تحت نظراتها الباهته زافراً أنفاسه بهدوء
- ت عـ.ـر.في ان النهارده اسعد يوم في حياتي
ورفع كفه يُلامس موضع طفلهما بأعين لامعه وكفه الأخرى اخذت طريقها نحو خصلاتها تُداعبهما برفق الي ان هبط به نحو عنقها ثم لشفتيها وعيناه تلتقط كل اشاره ذوبان منها بين ذراعيه
ثواني مرت وهي صامته مسحوره ضعيفه ولكن قلبها انتفض بكـبـــــريـاء من بين اضلوعها فأنتفضت معه كالملسوعه تبعده عنها
- انت مش بـ.ـارع غير في حاجه واحده بس ياحمزه بيه
واتبعت عبـ.ـارتها الساخره وهي تسقط بعينيها فوق الفراش ليصله المعنى بجداره
لتتجمد عيناه نحو الفراش بعد أن غادرت الغرفه وتركته ينظر للحقيقة التي اوصلها إليها " زوجة للفراش وحسب "
.................................
انتفضت صفا فزعاً وهي ترى فاديه تقف أمامها تُطالعها بأستعلاء وحقد
- تصدقي مطلعتش سهله ياخريجة السجون... لفيتي علي اخويا واتجوزتي
واردفت متهكمه تضغط على شفتيها غير مُصدقه انها ستصبح عمة لطفلا منها هذه
وعند تلك النقطه كانت عيناها تجول فوق بطنها.. انتبهت صفا لنظرتها فأرتجف جــــســ ـدها خــــوفاً... كل ما فعلوه معها جعلها كالقط المذعور الخائف تقارن بين مراهقتها وعمرها الذي في الثلاثون ولا ترى الا ان الأعوام زادتها خنوعاً وابدلتها
شرودها لم يجعلها تشعر بتقدm فاديه منها الا عنـ.ـد.ما أصبح جــــســ ـدها بين ذراعي فاديه تهزها بعنف
- الطفل ده لازم ينزل سمعاني... لو منزلش همـ.ـو.تكم انتوا الاتنين مش بعد العمر ده كله تيجي واحده زيك تورث اسم النويري
- ابعدي عني... ابعدي عني وديني مكان بعيد انا مش عايزه حاجه منكم
- بتعملي ايه يافاديه هنا
تجمدت ملامح فاديه خــــوفاً وخشت ان يكون سمعها وهي تُهددها.. ألتقطت عيناه ذعر صفا وانكماشها فألتمعت عيناه
- مالك واقفه كده ليه يافاديه.. وايه اللي جابك هنا
تنفست فاديه براحه بعد أن ذهبت مخاوفها وألتفت نحوه ببطئ ترسم على شفتيها الوداعه
- جيت اعتذر منها يافرات قولت نفتح صفحه جديده مدام بقت خلاص فرد منا
كانت تخرج الكلمـ.ـا.ت بصعوبه من بين شفتيها فهل هذه ستكون فرداً منهم.. طبعا لتدهور الزمن
- وخلاص خلصتي كلامك معاها يافاديه
وقفت صفا تنظر نحوهم بشرود تستمع الي أكاذيب فاديه وتشرد في تهديدها
- انت بتطردني من بيتك يافرات... بتطردني ياخويا
فتنهد فرات سأم من أفعالها لتعود بعيناها نحو صفا الواقفه
- خد بالك منها يافرات... صفا عايزه تهرب وممكن تضيع نفسها
اتسعت عين صفا ذهولاً تحت نظرات فرات الجـ.ـا.مده.. مرت لحظات وهو واقف في مكانها يُحدق بها بعد أن غادرت فاديه
- اعملي حسابك هتتنقلي عندي في اوضتي
...............................
وضعت المشروب أمام تلك الضيفه التي تشعل داخلها مشاعر جديده عليها معه... نظرت الي ألتصاق الفتاه به والتي تعد شقيقه احد أصدقائه
- أين مشروبي سماح
ألتوت شفتي سماح امتعاضً وهي تراه اخيرا انتبه لوجودها
- مضر على صحتك
قطب حاجبيه وقد ارتفعت شفتيه استنكاراً
- لم اسمع يوماً ان مشروب الكاكاو الساخن مضر بصحتي
- انا قولت ذلك وانتهى الأمر
استعجب من ردودها الفظه فتعلقت عين هيلين بهم وهي لا تفهم شئ من اللغه التي يتحدثون بها
- ما الأمر سهيل
انتبه سهيل على تلك الجالسه جواره ونهض بعكازه نحو سماح التي وقفت تعقد ساعديها أمامه وكأنها تتحداه
- لا شئ هيلين... سنعود بعد دقائق
اطبق بيده على رسخ سماح وقادها خلفه وهي تهتف حانقه
- ابتعد سهيل.. هل تجر بقوه خلفك
دفعها نحو الطاوله التي تتوسط المطبخ يرمقها بنظرات متفحصه
- منذ قدوم هيلين وانتي تتصرفين بغرابه.. ماذا سماح هل تُغارين
- نعم.. انا اغار عليك انت
ضحك وهو يلتقط لغة جــــســ ـدها
- بالطبع تغارين فأنا رجل جذاب ولاعب مشهور عزيزتي
- وايضا فظ وبـ.ـارد و...
وقبل ان تسترسل بسبابه كان يُصمتها بالطريقه اثمرت معه نفعاً
ابتعد عنها بعد دقيقه كامله ينظر نحو شفتيها
- لذيذه انتي سماح
.................................
وقفت سمر أمامه تنظر اليه وهو يوقع علي بعض الأوراق.. كانت تتذكر كلام ندي فترسمه بمخيلاتها تتخيل هي التي بين ذراعيه... سذاجة ندي جاءت لصالحها ولكن الي الان لا تعرف كيف تخطو خطواتها... ف شهاب لا يتعامل معها إلا انها كمجرد موظفه لديه لا أكثر
- حجزتي التذاكر
اماءت سمر برأسها والفضول يقــ,تــلها نحو تلك الرحله وهي تظن انها من سترافقه لوجود عمل هناك
- هو انا اللي هرافق حضرتك ل دبي يافنـ.ـد.م
ناولها الأوراق التي أنهى توقعها وهو يستنكر سؤالها
- لو محتاجك اكيد هتكوني على علم ياسمر.. اتفضلي على شغلك
بهتت ملامحها وخرجت سريعا من غرفة مكتبه تترك لدmـ.ـو.عها العنان.. فهى الاحق بمثله ومثلما تركها رجلا يوما فلا بأس أن تجعل أحدهم يترك زوجته
............................
ابتسمت هند فور دخول ياقوت لمكتبها.. ارتبكت من رؤيتها لذلك الشخص الذي يجلس بالمقعد المقابل لهند ويتحدث معها بأريحيه
- اجيلك وقت تاني ياهند
- لا تعالي ياياقوت ده مش حد غريب.. ده هاشم اخويا
تعلقت عين هاشم يؤمي برأسه كترحيب بها
- ديه ياقوت ياهاشم.. عايزه اقولك انها موهوبه جدا وشاطره جدا في التفصيل.. عندها قدره رهيبه تتعلم اي حاجه بسرعه واظن انها هتفيدك في شركتك
واشارت نحو ذاتها بفخر.. لترتبك ياقوت من نظرات هاشم نحوها
- زي ما انا هفيدك بالظبط
انشقت ابتسامه هاشم ببطئ.. وعاد يركز نظراته نحوها وكأنه يفحص مقدرتها.. وبدايه جديده قد بدأت
...............................
الكل اجتمع ذلك اليوم تحت إلحاح ناديه رغم مشاغل كل فرد في العائله.. جلست ياقوت في مقعد بعيد عنهم.. فلم تعتد تشعر بأي مشاعر نحو تلك العائله ولكان الواجب والذوق حتم عليها المجئ..
تناولوا الطعام بهدوء والكل لديه فضول لما اجتمعوا اليوم
لأول مره لم تكن لدي ياقوت مشاعر بالسلب نحو مريم فلم تعد تجد لنفسها دور بحياته الا انها حققت حلمه وحلم شقيقته بأن يصبح له طفل وهكذا انتهت مهمتها بينهم.
انتهت وجبه العشاء وجلسوا في غرفة الجلوس يحتسون مشروباتهم... شعرت برغبتها بالتقئ بعد أن تقدmت الخادmه بمشروب القهوة لندى الجالسه جانبها
- ايه سبب الجمع السعيد ده ياناديه
هتف بها شهاب وهو يرمق شقيقه الجالس بهدوء وقبل ان تجيب ناديه عليه.. نهضت ياقوت من فوق مقعدها مهروله نحو المرحاض.. انتفض حمزه من مكانه بعد أن أزاح ذراع مريم المتعلقه بعنقه وأسرع خلفها
تعجب الجميع من تعب ياقوت.. لتبتسم ناديه فلا داعي للانتظار
- سبب الجمع السعيد ده.. ياقوت حامل
↚
ابعد ما كانت تتخيله ان تراه هنا أتياً إليها.. ارتجفت يدها القابضه فوق القلم ورفعت عيناها خشية تُطالع أعين زميلاتها بالغرفه التي تعمل بها
- مستر خالد
- ايوه ياهناء
اردف متهكماً وهو يرمقها
- قولت اجيلك انا بدل ما انتي مش عارفه تجيلي
تذكرت اخر لقاء بينهم وقد ظنت انه مجرد تهديد منه لغـــضــــبه من كذبتها وسيمضي الأمر
- عندي اجتماع مع مراد.. هخلصه والاقيكي مستنياني بره الشركه
وانصرف دون كلمه اخري.. تعلقت عيناها به وعادت تُطالع الأوراق التي أمامها والي الان لا تجد اجابه عما يفعله خالد معها انتبهت على صوت جيهان التي وقفت أمامها تعطيها الكتاب الذي اخبرتها عنه بأن تقرأه
- هناء..خدي الكتاب اه صدقينى هتستفيدي منه اوي في حياتك.
- جيهان انا محتاجه نصحتك اوي
لم تكن جيهان الا صديقه مُستمعه علمها الزمن الكثير.. رغم ساعات العمل الا انهم استطاعوا اتخذ بعض الوقت للحديث في المقهى المقابل
- مالك يا هناء..
صمتت هناء للحظات تُرتب بعض الحديث داخل عقلها.. متجاوزة البدايه التي تشعرها بالمراره..قصت كل شئ على جيهان وهي تتابع تغير ملامحها وكأنها تُفكر بكل كلمها تنطقها
- وانتي ايه اللي خلاكي تدوري على شغل وجوزك عنده مكان تشتغل فيه ويقدر يساعدك... وليه كذبتي عليه عن مكان شغلك
- مكنش هيوافق ياجيهان... ومكنتش عايزه مساعدته
تعجبت جيهان ولكن لم تطرق في الأمر كثيراً
- بصي ياهناء مش قدامك غير حل واحد فهمي جوزك الوضع واحكيله عن السبب اللي خلاكي تعملي كده...بلاش تخبي عليه لان اللي اسمه خالد ده مش نيته الفلوس
واردفت بعدmا ارتشفت القليل من الماء كي تروى حلقها
- واحد في وضع خالد وعلاقه الشغل اللي بتربط بينه وبين جوزك ايه اللي يخلي يتلاعب بيكي كده من ورا جوزك.. فكري براحه وهتفهمي
اتسعت حدقتي هناء وهي لا تستعب ما وصل اليه عقلها
- مش معقول مستر خالد متجوز.. غير أنه شخصيه محترمه.. لا لا مش معقول ياجيهان تكون ديه نيته
- احكي لجوزك ياهناء ومتخليش حد يتلاعب بيكي.. حياتك في الريف وسط اهلك الناس البسيطه غير حياه المدن اسأليني انا..
ازدردت هناء لعابها بقلق جليّ على صفحات وجهها ولا حل كان أمامها الا ان تحكي لمراد عن عملها الأول الذي كذبت فيه عليه والعقد الذي امضته
.................................
وقفت هناء في الممر الذي يقود لغرفة الاجتماعات تنتظر خروج بعض الموظفين.. اعتدلت في وقفتها المائله نحو احد الأركان وهي ترى خروج سكرتيرة مراد وبدء الباقي بالخروج.. تجمدت عيناها نحو خالد الذي كان يسير بجانب أحدهم ويتحدث معه بعمليه وعنـ.ـد.ما ألتقط عيناه بها أشار لها برأسه بأن تتبعه
حديث جيهان شجعها و.جـ.ـعلها تسير بثقه تتجاوزه وهي تتجه نحو الغرفه لتفيض بكل شئ لمراد فأذا لم يسمعه كزوج سيسمعه كأبنة عم
دلفت لتتفاجئ بقربه نغم منه
- اسفه جيت في وقت غلط
واندفعت تاركه الغرفه وصوت مراد يعلو خلفها بأسمها.. اما أعين نغم كانت تلمع بالظفر
..................................
جلست شارده في غرفتها التي اتخذتها لها وحدها بعيدا عنه..تنهدت بحراره فثورتها لم تأتي معه بشئ الا الصمت
شردت في امس حينا اجتمعوا بمنزل ناديه واخبرت الجميع بحملها.. رأت الحـ.ـز.ن في عين ندي ولم تعرف كيف تُفسره خاصه اما مريم كانت الدmـ.ـو.ع عالقه في عينيها...مها الوحيده التي هللت كطفله صغيرها تُخبرها انها لن تصير الوحيده بينهم حامل وتتعـ.ـذ.ب من تخيل ألــم الولاده اما شريف كان طبعه هادي دبلوماسي في ردود أفعاله وشهاب كان الاسعد بينهم وهي يحتضن حمزة غير مُصدقاً انه سيصبح اخيرا عم
طفلها او بالاصح طفليها حملت لهم تلك العائله مشاعر مختلطه
ناديه لم تعد تركز معها فما تمنته لشقيقها قد حدث
فاقت من شرودها الذي بات يحتل كيانها على صوت رنين هاتفها.. تعلقت عيناها بأسم المتصل ولم تكن الا هند
- ياقوت بكره ميعاد مقابلتك.. متضيعيش الفرصه ديه منك انتي موهوبه وبكره يكون عندك شغلك الخاص
انتهت المكالمه بعد بضعة دقائق كانت هند تشجعه لأخذ خطوة جديده بحياتها
تلاعبت بمفرش الفراش ولم تجد الا النهوض بعزيمه متجها نحو الغرفه التي أصبح يستقلها
دلفت للغرفه ببطئ ترمقه بأعين حزينه... قلبها الخائن اشفق عليه وهي ترى لأي حد كبريائه اللعين أخذه
هاهو مسطح فوق الفراش بملامح شاحبه وفقد حيويته.. رأته بأعين زوجة محبه ولكن قلبها لم يعد يشفع له فالالم تثقالت عليه من كل اتجاه
- حمزه
لم يفتح عيناه ولكن صوت أنفاسه وهبوط وصعود تلك المسماه بتفاحة آدm جعلتها تعلم انه مُستيقظ
- حمزه انا عايزه اتكلم معاك ممكن
- اتكلمي ياياقوت
ومن دون كلام كثير حكت له عن عرض العمل الذي قدmته لها هند في شركة شقيقها الذي عاد مؤخراً من لندن
- وحملك ياياقوت
- انا مش تعبانه... لو تعبت اكيد هوقف كل حاجه
ولمست بطنها بحنو مما جعله يسلط انظاره نحو موضع يداها
- انا هخاف عليه برضوه
تذكر طـــعـــنت كلمتها وهي تُخبره بنـ.ـد.مها بأن ربطت حالها بطفلا منه
- مدام انتي مرتاحه مش همنعك عن حلمك
واردف بآلم اخترق صوته
- لتقولي عليا متجوزك عشان متعتي وبس
- انا مكنتش اقصد
- مش محتاجه تبرري ياياقوت... الغلطه كانت غلطتي من الاول
ونهض من فوق الفراش يسير نحو الشرفه يقف أمامها شاردا في الظلام
- كان من حقك ترتبطي بأنسان لسا عنده احلام يعيشها مش راجـ.ـل عجز في عمره وتفكيره
كادت ان تتحدث وتخبره انها لم تكن تريد منه إلا حنانه وشعوره انها ليست هامشاً وأنها في النهايه بشر.. كيف ستعرف ان زوجها مازال يعشق امرأة اخري وهي ليست بحياته بشئ
- انا عارف اني طفيتك... بس انا كمان اطفيت من زمان ياياقوت
ووقف الكلام بحلقها واخذ خافقها يخفق في اضلعها بلوعة
لا تتحمل ان تراه بهذا الانهزام.. تقدm خطوة نحوه ولكن حديث سلوى وقف عالقاً أمام الكـبـــــريـاء والقلب
................................
ضاقت أنفاس سماح وهي تنظر لنظرات جين نحوها...كانت نظرات جين عدائيه ولكن لسهيل كانت نظرات محبه عاشقه
- كيف حالك سهيل
تمتم سهيل بهدود وهو يُقلب في قنوات التلفاز
- بخير جين.. لما اتيتي وتركتي نورالدين
- انه بخير لا تقلق... هو من ارسلني للاطمئنان عليك
- متى ستعود للقصر
تعلقت عين سهيل بسماح.. كان من المفترض انا يعود للقصر منذ ايام ولكن الراحه التي يحياها هنا جعلته لا يود ترك شقته بالعاصمه والعوده لذلك القصر الكئيب
اقتنص عبـ.ـارته بكلمتان قبل أن يتابع بعينيه نهوض سماح واتجاهها نحو المطبخ بعدmا تلقت رساله عبر احد مواقع تواصل الاجتماعي
- بعد أيام
ونهض يتبعها يسير على كعازه لتتعلق عين جين به حاقده.. أخذت تتأكل بشفتيها والغل يقــ,تــلها فزيجتها بنورالدين لم تأتي الا عليها وظلت كما هي ممرضه ولا علاقه زوجيه تسير بينهم
مرت دقيقتان وهي تجلس هكذا يأكلها الحقد...فنهضت بخطوات هادئه الي ان اقتربت من المطبخ لترى سهيل كيف يمازحها
- اعطني الهاتف سهيل
- اجلبي بنفسك سماح
ضاقت عين سماح مقتاً وشبت علي أطراف قدmيها ولكنها لم تصل للهاتف.. ظل يقفز بالهاتف يميناً ويساراً مستمتعاً برؤيتها هكذا
- سهيل اعطيني الهاتف اريد الحديث مع صديقتي
- اصنعي لي الكاكاو الساخن اولا ثم اعطيكي الهاتف
كان يتذمر كالاطفال... مما جعل جين تتأمل الوضع وهي مذهوله تتسأل هل هذا سهيل... كيف تغير بتلك السرعه هل هذا سحر تلك العربيه عليه
أسرعت جين بترك المكان وألتقطت حقيبتها مغادرة الشقه تركض بالطريق
- لما هي؟ لما هي
وصلت للقصر بعد أن تحجرت عيناها بالدmـ.ـو.ع... لتنظر للحارس الذي يقف على بوابه الفيلا وكانت دوماً عيناه عالقة بها.. لم تشعر الا وهي تجذبه لداخل الغرفه المخصصه له تهبه جــــســ ـدها وعيناه لا تستعب ما تفعله سيدته معه
.................................
اتكأ فرات برأسه فوق الوساده بعدmا رتب الاريكة التي يغفو عليها.. مال برأسها نحو الفراش ليتأمل سكونها... جلبها لغرفته اقتداراً وبعد معاناه لم يعد يطمئن اليها بعدmا أخبرته شقيقته برغبتها بالهرب
زفر أنفاسه بثقل وهي يتذكر حديث الضابط الذي كان يُحقق بقضيتها قبل دلوفها للسـ.ـجـ.ـن
" هي كانت كبش فداء مش اكتر.. وشالت الليله بدل ابوها وجوزها اللي اتقــ,تــلوا"
ليصحح له فرات انها ليست ابنه عدنان الأنصاري... شروده في ذلك اللقاء وما غرفه عن عدنان كشخصيه قاسيه ساديه جعله يقمت على حاله... حتى عزيز الذي اكتشف مؤخراً هروبه وعدm حقيقه مـ.ـو.ته لم تكن صفا له إلا هوساً وهو خدعها بشهامته
اغمض عيناه بعدmا ثقلت جفونه.. لينهض مفزوعاً من رقدته وهو يسمع صراخها مثل كل ليله
- انا مظلومه... متعملش فيا كده... ابعد عني
صراخها كان مصحوباً بالبكاء وصوت أنفاسها تعلو وكأنها بسباق
- صفا اصحى.. صفا فوقي ده كابوس
فتحت عيناها بصعوبه وهي تنظر اليه..لتنهض من فوق الفراش راكضه نحو النافذه
- انت عايز تقــ,تــلني
ووضعت يدها على رقبتها تتذكر فاديه وهي تقبض على رقبتها
وتصرخ بها وطفلاً صغيراً ينادي بأسمها
عند تلك الذكرى لم تشعر الا وهي تضم بطنها بذراعيها
- متخدهوش مني
اقترب منها فرات بخطوات مدروسه يُهدئها
- صفا مش انا وعدتك اني مش هأذيكي
اماءت برأسها كطفله صغيره... مما جعله يكره حاله لقد وصلت لاسوء مرحله يُصبح بها المرء
- صفا انتي محتاجه تروحي لدكتور نفسي
- انا مش مـ.ـجـ.ـنو.نه... انتوا السبب
.............................
توارت فاديه خلف احد الأشجار في الظلام تُخفي وجهها بشال اسود تنتظر قدوم أحدهم
- اتأخرت ليه
ألتف الرجل حوله حتى يتأكد من خلو المكان
- ايه الشغل اللي عايزانى في ايه ياست فاديه
تعلقت عين فاديه به وهي تتذكر جنون شقيقها بذلك الطفل
أخرجت الصور التي تُخبئها بعبائتها واعطته له
- تخلصني منها
............................
تعلقت عيناها بالمبنى الذي تحتله الشركه بأبتسامه راضيه... كانت لأول مره تتأنق وتصبح سيده يظهر عليها الثراء
ملابسها كانت محتشمه ولكنها انيقه.. لم تكن تقصد التأنق ولكن نظرات الكثير لها انها مجرد امرأه ريفيه جعلها تُخرج من بساطتها لتريهم انها تستطيع أن تكون مثلهم امرأة راقيه انيقه
سارت بخطوات هادئه لتقف أمام سكرتيرة مكتب السيد هاشم
- عندي مقابله مع مستر هاشم
- اسم حضرتك يافنـ.ـد.م
- ياقوت زيدان
تناولت السكرتيره سماعه الهاتف الذي يصلها بمديرها لتُخبره عن هويتها
- اتفضلي
اكملت طريقها نحو مكتب هاشم بأرتباك وقبل ان تطرق على باب غرفته هنـ.ـد.مت بلوزتها وتنورتها
- ادخل
دلفت بعد أن سمعت صوته يأذن لها بالدخول لتتعلق عين هاشم بها بعدmا ترك الأوراق التي كان يُطالعها
ظل لثواني يرمقها الي ان ارتسمت على شفتيه ابتسامه هادئه
- اتفضلي
تقدmت نحو احد المقاعد تجلس عليها ليسألها هاشم بعمليه
- ممكن اشوف شغلك
أخرجت هاتفها لتريها الصور التي ألتقطتها لما صنعته... كان هاشم يرمق كل صوره ببطئ الي ان تمتم
- هايل.. هند كان عندها حق لما قالت إن ليكي مستقبل
قفز قلبها فرحاً فأخيرا شعرت بالحافز بشئ بحياتها
- شكرا يافنـ.ـد.م
هتفت عبـ.ـارتها وهي تطرق عيناها نحو اصابعها المتشابكه بتـ.ـو.تر.. ليأخذ هاشم الفضول وهو يتأمل اصابعها الخاليه من خاتم خطبة او زواج
...............................
خرج صوت ماجده بضعف وهي تُحادث شقيقتها
- انا محتاجاكي يامها... تعالي زوري اختك ولا خلاص مبقتش اختك
- أنتي عارفه ان شريف مانعني ياماجده.. غـ.ـصـ.ـب عني
تنهدت ماجده بمرارة
- عنده حق.. سامحيني يااختي
- مالك ياماجده انتي فيكي ايه
دmعت عين ماجده بقهر
- انا تعبانه اوي يامها... سالم مسافر بكره الصبح.. انا عارفه ان شريف مش راضي يجيبك عشانه
كان سالم يقف بالخارج يستمع للحديث الدائر بينهم.. ظنت ماجده انه غادر المنزل ولكنه عاد بأدراجه بعد أن تذكر انه ترك محفظته فوق الطاوله
لمعت عيناه بخبث وهو يمسح على وجهه
- اما نشوف ياحضرت الظابط ضـ.ـر.بتك هتجيلك في ايه
.................................
دفعت رؤى مريم أمامها نحو الملهي
- يابـ.ـنتي هتتبسطي وهتنسي نفسك
- انا خايفه يارؤي...
- خايفه من مين محدش بقى فضيلك خلاص
بهتت ملامح مريم وهي تستمع لعبـ.ـارتها... فلا احد بالفعل يهمه امرها... شهاب وندى سافروا وشقيقها وقته بين عمله وزوجه اما حمزه الذي تأكدت بالفعل انه ليس والدها بعد حمل ياقوت وتصريح شهاب وناديه انهم اخيرا سيروا أولاده
- عندك حق
ارتسم الزهو على ملامح رؤى وجرتها خلفها... الي ان اقتربت من إحدى الطاولات تشير نحو احد الشبان تُعرفها عليه واشارت نحو اخر وعيناها تلمع بهيام
- وده فارس لسا راجع من لندن
ركز فارس عيناه نحوها يرمقها بأستحقار..فمن تأتي لهنا لابد أن تنال تلك النظره
صدح رنين احد الهواتف لينظروا لبعضهم.. فنهض فارس بعدmا ازاح ذراع رؤى بحنق وخرج من الملهي
- ايوه ياهاشم
- انت فين يافارس مش قولنا تبطل سهر وتنتبه لجامعتك
- هاشم ارجوك متعش دور العم بقى... فوزي باشا مش مهتم بأبنه هتهتم انت
تنهد هاشم ماقتاً على شقيقه الذي كان السبب الأساسي في تدهور حاله
- انت امانه معايا يافارس وعارف اني بخاف عليك اد ايه
- ساعه وراجع متقلقش عليا
وأغلق الهاتف شاعراً بالضيق مُتذكراً والدته التي سرقها المـ.ـو.ت
..................................
دلف لحجرتها قلقاً عليها بعد أن هتف بأسمها لأكثر من مره... استمع الي صوت الماء فتنهد وجلس على الفراش ينتظرها
تعالا هاتفها بالرنين ليرمق الرقم فألتقط الهاتف يستمع الي الطرف الآخر
- رقم الانسه ياقوت
ابعد الهاتف عنه ثم عاد يضعه على أذنيه
- مين معايا
- هاشم فهمي
ألتقطت أذناه الاسم ليأتيه صوتها بعدmا خرجت من المرحاض
- مين اللي بيتصل
أغلق الهاتف والدmاء تفور بعروقه لينهض من جلسته مُقترباً منها يفحص يداها
- ماعنده حق يقول الانسه ياقوت يامدام
↚
لم تستعب مقصد عبـ.ـارته الا عنـ.ـد.ما رفع كفها اليسري بمقت
- فين دبلة جوازنا
- ضاقت عليا
هتفت ببساطه عجيبه عليه استنكرها منها ولكن أسلوب اللامُبالاه الذي حدثتها عنه هناء لساعه كامله عبر الهاتف جعلها تُدرك ان هذا هو الحل حتى لا تقضي باقي عمرها مقهوره من سوء المعامله
حدق بجــــســ ـدها بلمحة فاحصه مما جعلها ترتبك ولكن اخذت تهتف بقلبها
" اثبتي ياياقوت..انتي قررتي تبدئي اللعب معاه وتخرجي كسبانه.. مراد متغيرش مع هناء غير لما بدأت تحرمه من حبها"
كانت غارقه في بث الثبات لقلبها لم تشعر بقرب أنفاسه ولا بيداه التي اتخذت طريقهما فوق ذراعيها.. نسي حنقه من ذلك الذي حادثه وبقي شوقه لها هو المسيطر
- ياقوت
صوته الهامس بأسمها ذبذب قلبها.. ولكن الطريق الذي اتخذتهما يداه جعلها تنتفض من آسرها تستعب وضعهما
ابتعدت عنه تحت نظراته المصدومه يراها كيف انتفضت منه تُدراي عنه ماعراه من جــــســ ـدها.. ازدردت لعابها وهي تتحاشي النظر اليه
- مين اللي كان بيتصل
كان يلعن نفسه عن لحظه الضعف التي اصابته أمامها.. لم يكن يوماً رغبته تقوده.. فعاش سنوات مع سوسن اقترابه منها كان محدوداً وهي من كانت تُطالبه او تظهر له لوعتها
اما الان هو الراغب والعاشق ولكن طـــعـــنتها له بكلمـ.ـا.ته ووصفها لعلاقتهم جعله يشعر وكأنه حـ.ـيو.اناً يبحث عن غرائزه
فاق من شروده وهو يراها تلتقط هاتفها من فوق الفراش لترى هوية المتصل.. عاد لجموده ولكن بصورة مهزوزه
- مردتيش ياهانم فين دبلتك ومين هاشم ده
ألتفت بجــــســ ـدها حتى تخفي لمعة عيناها فهاهي نصائح سماح أيضا تُثمر بالنفع.. افادها تجمعهم ثلاثتهم حتى لو كان ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي
- قولتلك ان وزني زاد... وهاشم ده مديري الجديد وافتكر ان قولتلك اسمه
هتفت بعبـ.ـارات واثقه ولكن لم تستطع النظر بعينيه فظلت على نفس وضيعتها
- تخنتي خسي.. او قوليلي اشتريلك دبله غيرها مش استنى واحد يقول على مراتي انسه
ألتفت نحوه واتسعت عيناها ذهولا عما تسمعه فلأول مره تكتشف به ذلك الطبع وماكان الطبع الا غيره كانت خامده مع زوجة هادئه مطيعه
- أنتي بتبصيلي كده
- مستغرباك... انا عمري ماكنت محور حياتك.. على فكره ان قالعه الدبله من شهرين
توقف الكلام على طرف شفتيه وتحولت ثورته نحوها لصمت فمنذ متي كان يُلاحظ تفاصيل بها
....................................
وضعت رؤى الكأس المملوء بالخمر أمام مريم التي جلست تفرك يدها متـ.ـو.تره تنظر حولها بخشية
- خدي اشربي وفكيها يابـ.ـنتي.. متخافيش كده هو حد مهتم بيكي
وكلما ارتسم الحـ.ـز.ن على ملامح مريم من تلك العبـ.ـاره التي تجعله تشعر ان لا اهميه لها بين عائلتها كما تظن كانت عين رؤى تتراقص طرباً.. دفعت مريم الكأس عنها حانقة
- قولتلك مش هشرب يارؤي انا جيت معاكي عشان اتبسط..أما شرب لاء
- براحتك
هتفت بها رؤى حانقه ونهضت من جوارها لتلصق بجــــســ ـد فارس الذي جلس يُركز انظاره نحو مريم وسريعا ما انـ.ـد.مج مع لمسات رؤى البـ.ـارعه فوق بشرة صدره
جلست مريم تتأمل رؤى الخبيره في جذب أعين الرجـ.ـال
أما هي لا ترى أحدا مشـ.ـدوهاً بها.. فهى بجــــســ ـد طفولي وتقويم تضعه فوق أسنانها رغبة في ان تجعل أسنانها بأفضل صوره ومازالت تعقد شعرها بضفيرة خلف ظهرها
- أنتي بقيتي تصاحبي أطفال يارؤي
خرج ذلك الصوت من أحد الجالسين وبحانبه إحدى الفتيات وكأن الباقية كانوا ينتظرون شئ كهذا فنفجروا ضاحكين
- انا مش طفله واحترم نفسك يااسمك ايه انت
ضحك وليد الذي كان مُتلذذاً بأغضابها وعيناه مُركزه على ملابسها الطفوليه
- روحي ياشاطره بيتكم اشربي اللبن ونامي وخلي ماما تحكيلك حدوته
سخريته جعلت الجميع ينفجر ضاحكاً الا شخص واحداً كان يُتابع كل شئ بأهتمام
وفجأة شهق الجميع ووقف وليد مصدوما من فعلتها بعد أن اسكبت كأسه المثلج بوجهه وركضت بعدها خارج الملهي
....................................
أحاط جــــســ ـدها بذراعيه دافناً رأسه بعنقه الرطب يستتشق عبيرها بعشق حقيقي ولدته حياتهم معاً... حبها الكبير له اتي بالنفع بعدmا كـ.ـسرت جميع حواجزه.. ندي تحملته بكل عجرفته واستهتاره الي ان أصبحت مرساه ولم يعد يرى امرأة أخرى حتى حبه القديم نساه معها... أعطته كل شئ يرغب به أي رجلا زوجة تُدلله تُشاغبه تتثامر معه تتقبل صمته وغـــضــــبه بهدوء الي ان يعود إليها لتكون موطنه
وقد اتي اليوم ان يبرهن لها أنه حقاً كاملاً بها ومعها
- الجميل سرحان في ايه
تمتم عبـ.ـارته وهو يُقبل عنقها قبلات متفرقه يبثها شوقه الذي لم يطفئ بعد
- بدئوا يسألوني حملك ليه اتأخر... الكل بقى يسألني ياشهاب
تآلم قلبه ويسمع نبرتها الحزينه فضمها نحوه اكثر
- هتكوني ياحببتي أجمل ام.. بس ربنا عايزنا نصبر شويه.. انتي سمعتي كلام اخر دكتور روحناله قالك مافيش حاجه بتقف قدام قدرة الله
أدارت جــــســ ـدها نحوه فلم يتحمل رؤية دmـ.ـو.عها
- انا بحبك اوي ياشهاب...كنت فاكره اني بعاند قدري لما فضلت ادور حواليك عشان اتجوزك.. بس انا بحمد ربنا انك كنت أجمل قدر ليا
لم يعرف أي يبكي على رؤيتها ضعيفه أمامه بقلب ممزوج ام يبتسم على ما تسمعه اياه مع دmـ.ـو.عها التي تنساب على وجنتيها
- يعنى انتى حتى لما تسمعيني كلام حلو بتعيطي... انتي تركبتك ايه
وابتعد عنها حتى يرسم على ملامحه العبوس ويُكمل مزاحه
- لا انا محتاج اغيرك.. او ارجعك لحمزه ويجوني واحده تاني فرفوشه
امتقت حديثه وفي ثواني معدوده كانت تتعلق بعنقه وتقفز فوق ظهره
- عاوز تغيرني ياشهاب... وقول ياصبح
ضحك حتى دmعت عيناه.. زوجته الرقيقه انقلبت الي ما سعي له بكلمـ.ـا.ته وهاهي ندي الشرسه تنهال من خصلات شعره تقطيعاً
- ايدك يامفتريه.. انا عارف انك غيرانه من شعري من زمان.. وكمان بتعضي.. ماشي ياندي استحملي الهزار بقى
- بلاش هزارك
وقبل ان تُكمل باقي عبـ.ـارتها صرخت متآلمه بعدmا ألقاها فوق الفراش بقوة
- ده هزار ده ياشهاب.. اتعامل معايا على اساس اني أنثى
اعجبته الكلمه التي خرجت من بين شفتيها مُتألــمه من أثر دفعته.. ليقفز نحوها فتصطدm رؤسهم وعاد تصرخ ثانيه وهي تضع كفها فوق جبهتها
- متهزرش معايا تاني... انا كنت قاعده مع نفسي بكلم النجوم
- شوفي سبحان الله الليله بتقلب ديما معانا بعد الهييح نكد مع هطل.. بس على مين هقلبها من اول وجديد
ولم تكد تنهض حتى تفر منه
- رايحه فين.. ما انا مش جايبك افسحك لله وللوطن
- وقح
وضاعت مع طوفان مشاعره.. وخمد الآلم مع الطوفان
..................................
أغلق الملف الذي أمامه وعقله مشغولا بها... لم يعتد منها تلك القوة وتمرد المشاعر الذي اعتادت عليها.. نفخ أنفاسه بقوه مُردداً لحاله
- بعدهالك ياياقوت عايزه توصليني لايه
قطع حبل أفكاره طرقة خافته على باب غرفة مكتبه ثم دلوف سيلين بملامحها الباهته وملابسها السوداء..اعتدل في جلسته مُشيراً إليها بأشفاق
- تعالي ياسيلين
اقتربت من بخطي حزينه وجلست على المقعد المقابل لمقعده.. فنهض ليجلس على المقعد المقابل لها
- البقاء لله... مش عارفه اقولك ايه حقيقي.. ربنا يصبركم
اجتمعت الدmـ.ـو.ع في عين سيلين التي لم تجف على شقيقتها التي مـ.ـا.تت امام مرئ عينيها في حادث
- انا جيت اقدm استقالتي يافنـ.ـد.م
- ليه ياسيلين
قالها حمزه مذهولا ف سيلين المُحبه لعملها لأقصى درجة جاءت اليه اليوم تُخبره بهذا القرار
- معدش ليا شغف بالحياه... النجاح والجري في الدنيا كل ده سراب
- انا مقدر حـ.ـز.نك ياسيلين لكن هي ديه سنه الحياه.. الفراق صعب لكن المـ.ـو.ت هو الحقيقه الوحيده في حياتنا اللي نسينها وكلنا هنلاحق بعض
تعلم بصدق كلمه يقولها ولكن حـ.ـز.نها على شقيقتها أبهت كل شئ امام عينيها
- انا هعتبرك في اجازه مفتوحه ووقت ما تحبي ترجعي لمكتبك مكان محفوظ
وثب من فوق المقعد ليتجه نحو مقعده خلف مكتبه واعين سيلين كانت عليه فلم تعرف بماذا ستُجيب عليه ولكن تقديره لحـ.ـز.نها جعل تقديره داخل قلبها يزداد
- شكرا يافنـ.ـد.م
اماء له برأسه وقد عاد الي شخصيته ذو الملامح الجـ.ـا.مده التي لا توحي بما خلف ذلك القناع.. فنهضت منسحبه ولكنها وقفت في منتصف الغرفه لتلتف نحوه
- خلي بالك من مريم ومن تصرفاتها.. سنها ده محتاجكم جنبها
وعنـ.ـد.ما سمع اسم صغيرته هب واقفاً
- مالها مريم يا سيلين
رأته فزعه عليها وكأنه ابيها الحقيقي.. هتفت داخله وهي تتذكر رغبة الصغيره في ان تجعلها تقترب منه وتفرق بينه وبين زوجته ارتبكت من نظراته وألحاحه في السؤال
- مقصدش اقلقك يافنـ.ـد.م... بس حضرتك عارف السن ده ومريم طيبه وممكن حد يستغل سذاجتها
جاهدت بكل الطرق حتى تنهي ذلك الحوار وبالفعل تمكنت من انهاءه لتنصرف من غرفة مكتبه وهي تشعر بالراحه انها لفتت نظره نحوها
عاد لمكان جلوسه ينظر إلى الأوراق التي أمامه وقلبه شارد في حديث سيلين.. ألتقط هاتفه سريعا يبعث على رقم صغيرته ليُهاتفها حتى يرتاح قلبه... فهو يفهمها من كلامها وعيناها ولم يعرف ان الصغيره قد تخطت مرحله الطفوله والدلال المفرط لا يفعل شئ إلا الافساد
................................
وقفت فاديه في شرفة غرفتها التي تحتلها في منزل شقيقها تنظر بجمود نحو صفا الجالسه بالحديقة تتأمل ما أمامها بشرود
جزت على أسنانها بغل متمتمه بحقد
- اتمسكني واعملي نفسك ضعيفه ومكـ.ـسورة الجناح لحد ما اكـ.ـسرلك رقابتك من علي وش الدنيا
كان الحقد يملئ قلبها ف كرهها لصفا من زمن فات وانتهى... كم ليله كانت تسمع اسمها وزوجها نائم بين احضانها
أظلمت عيناها بحقد دفين
- اخدتي جوزي واخويا..انا لأنتي ياصفا
انفتحت بوابه المنزل لتتعلق عين فاديه بالسياره الاتيه.. توقفت السياره ليخرج منها مكرم فقطبت عيناها مُتسائله
- مكرم
تقدm مكرم منها بخطي هادئه عنـ.ـد.ما انتبه لمكان جلوسها
كان فرات يتابعها ولكن عند قدوم مكرم تصلب جــــســ ـده وتجمدت عيناه وهو يتذكر رغبة مكرم بالزواج منها وثورته حينا علم انها زوجته
- صفا
انتبهت صفا على صوت من يُناديها.. لم تنسى صوته ابدا مهما ألتفت نحوه ببطئ فوقعت عيناه عليها وعلى الرجفة والخــــوف اللذان باتوا في عينيها
كلامها طـــعـــن قلبه في مقــ,تــل وهو يسمعها تهتف بحسره
- لو لسا عايز تنتقم مني... ف متقلقش الزمن اخد لمنال حقها
- انا عرفت الحقيقه ياصفا... عرفت انك مش بـ.ـنت عدنان
خرج صوتها متآلماً وهي تتذكر حقيقه والدها ووالدتها وكيف أنكرت عائلتها الحقيقيه نسبها لهم فهم نسوا انهم يوما كان منهم هؤلاء
- ما انا برضوه بـ.ـنت واحد من رجـ.ـالته... وامي كانت رقاصه
اقترب منها اكرم وقد اصابته عبـ.ـاراتها
- أنتي ملكيش ذنب ياصفا
واردف بثبوت بعد أن حسم قراره
- انا مستعد أقف قدام الدنيا كلها عشانك.. حتى لو كان مين الشخص ده
- حتى لو كنت انا يامكرم
تجمدت عيناها نحو فرات الواقف بثقه دون عكازه... وألتف مكرم نحوه بثقه مهزوزه
......................................
أشار بيده لهم بالانصراف بعد أن وضع خطة الموسم الحالي في الازياء التي ستعرضها شركته... كل فرد جمع أوراقه ونهض ليُتابع عمله... سقطت احد الأوراق منها ولحظها سقطت الورقه كانت نفس اللحظه التي نهض فيها هاشم من فوق مقعده
ارتبكت فنظر لها مُبتسما وانحني بسلالسة دون كبر وتعجرف
- اتفضلي
رغماً عنها ابتسمت وألتقطت الورقه منه
- شكرا يافنـ.ـد.م
تأملها هاشم وهو يتذكر مكالمته بها امس ثم انغلاق الخط
- اتصلت بيكي امبـ.ـارح عشان تبعتيلي بعض تصاميمك اللي فرجتيني عليها لكن...
وقبل ان يُتبع عبـ.ـارته بتوضيح تمتمت مُعتذرة
- اسفه يافنـ.ـد.م
فسأل مستفهماً وهو يُجمع أوراقه
- هو ده رقم تليفونك ولا انا غلطت في الاتصال
فأسرعت بالتوضيح
- لا رقمي..بس حصل سوء فهم
فلمعت عيناه وهو يتذكر صوت ذلك الرجل الذي اجابه
- يبقى اللي رد عليا اخوكي
وقبل ان تصحح له الأمر.. كان حمزه يدلف لغرفة مكتبه بعد أن رحبت به سكرتيرة هاشم
ليبتسم هاشم فور رؤية حمزة غير مصدقاً انه يراه بعد تلك السنوات
وقفت جـ.ـا.مده الملامح وهي تراهم يتصافحان بود..لم يأخذها فكرها لوقتً كبير حتى تُدرك كيف يعرف مُديرها الحالي زوجها.. فمعرفتهم ببعضهم امرها واضح فهو شقيق لهند زوجة مروان صديقه
- متغيرتش ياهاشم.. السنين مغيرتكش
- ولا السنين غيرتك ياحمزه
ضحك الصديقان فوقفت هي تنظر إليهم ساكنه في وقفتها
- تعرف اني حاولت اوصلك....
واردف مازحاً
- بس مين يقدر ياخد ميعاد مع حمزه الزهدي
تعلقت عين حمزه بتلك الواقفه فأبتسم بلطف قبيل حديثه
- وانا جتلك بنفسي ياسيدي...
وصمت لثواني معدودة لم تتحرك عيناه عن زوجته
- لا وكمان مراتي بتشتغل عندك
الدهشه اعتلت ملامح هاشم ونظر اليه غير مُصدقاً ان زوجته تعد من احد موظفينه وهو لا يعلم بالأمر
- مين هي.. انا اول مره اعرف المعلومه ديه
لم يتركه حمزه في انتظار اخبـ.ـاره بهوية زوجته.. لتخذه قدmيه نحوها بخطوتان ثم ألتفاف ذراعه حول خصرها
- استاذه ياقوت مراتك
هتف بها هاشم وقد اعتلت الدهشه ملامحه الوسيمه.. فهند شقيقته لم تطرق معه في الحديث عن ياقوت اكثر من أنها موهوبه ولكن كيف سيجمعهم حديث اخر عنها وهو لم يرى شقيقته منذ أن عاد الا ثلاث مرات فقط
تصلب جــــســ ـد ياقوت أثر احتوائه لها.. وعيناها تعلقت بعينيه ليهتف بنبرة رجوليه خشنه
- مراتي للأسف ياسيدي مبتحبش المجاملات والوسايط في الشغل.. ومبتحبش تستخدm اسمي في حاجه
استرخت ملامح هاشم وهو ينظر لذراع حمزه المتلف حول خصرها
- قولت اجي النهارده اقابلك واوصيك عليها خصوصا انها حاليا حامل
كان الذهول مُرتسماً في اعينها حتى شفتيها انفرجت قليلا مُعبراً عن اندهاش صاحبتها..ارتبكت مما يفعله وشعرت انه يقصد فعل ذلك أمام هاشم
- والله ياهاشم انا معترض على شغلها ده بس اعمل ايه مقدرش أرفض
وهنا خرج هاشم من طور دهشته ليبتسم وقد تعلقت عيناه نحوهم
- محدش بيقدر يقف قدام قرارت الستات ودلالهم
- عندك حق.. انا مقدرش اقول لاء ليها
وكأنه اليوم لا يُريد الا ان يجعلها تقف كالبلهاء تتسأل من هو ذلك الرجل
وهاهو زوجها يكشف عن شخصية أخرى لديه... حمزه الزهدي ماهو الا رجل مُحنك لا يترك خيوط لعبته الجميله
.............................
اندفعت أمامه نحو سيارته حانقه من ذلك الدور الرخيص الذي فعله أمام مديرها وكأنها طفله صغيره أتى يوصيه عليها
عقدت ساعديها بعدmا دلفت للسياره فصعد جانبها خلف عجلة القياده بملامح مُسترخيه
- مالك
اشاحت عيناها نحو يمينها حتى لا ترى وجهه
- مكنش ليه لازمته الدور ده.. انا مش عيله صغيره جاي توصي عليها صاحبك
- المفروض تفرحي مش تزعلي
احتقن وجهها من بروده كلمـ.ـا.ته
- وافرح ليه عشان حمزه باشا جاي يقول لمديري ان مـ.ـر.اته شغاله عنده ولازم تتعامل بأحسن معامله.. دور رخيص على فكره ياحمزه بيه
تجمدت عيناه ببرودة قـ.ـا.تله وبعدmا كان الاسترخاء يحتل ملامحه والزهو يتراقص في اعينه تلاشي كل شئ.. انحني يعقد لها حزام الأمان صامتاً.. ثم اندفع بسيارته بسرعة متوسطه واصابع مشـ.ـدوده فوق عجله القياده
تنهدت بضيق ومقت لما وصلت اليه معه... خرج صوته أخيراً يسألها
- تحبي نتغدى فين
واردف ساخراً دون النظر إليها
- واه بكمل دوري الرخيص
- علي فكره انا مقصدش
هتفت عبـ.ـارتها بهدوء فأختلس النظر اليها وصمت ليُتابع قيادته الي ان وصل بها لأحد المطاعم الفخمه
ترجلوا من السياره سوياً لتتفاجئ بآخر شئ كانت تنتظره منه.. حمزة يُعانق يدها بيده.. وقفت تنظر إلى ايديهم المُتشابكه لينظر لها وكأنه يسبر روحها... اشاحت عيناها حتى لا يري توقها لتلك المشاعر.. حتى لا يرى ان زوجته ليس الا بالمراهقة التي ترسم أحلامها الورديه حتى لا يرى انها تحتاج لمثل هذا
اكملوا خطواتهم نحو المطعم ليدلفوا للداخل واحد موظفين الخدmه يُرحب بهم
كان مطعم راقي مثل وجهته الخارجيه ولأول مره يصطحبها لمثل هذا المطعم... جلست مسترخيه بعد أن أزاح لها المقعد لتمتم له شاكره
مرت دقيقتان وهي تراه يتفحص قائمه المأكولات وقد تركت امر اختيار الطعام له.. كانت تتصفح هاتفها مما جعله يستعجب امر ارتباطها بالهاتف والذي كان مخفي عليه انها تُراسل كل من هناء وسماح في شاتهم المُخصص ولم تكن الموجوده ذلك الوقت الا هناء التي اخبرتها بسعاده
" ده بدء يغير ويحس بقيمتك... احنا كده نستمر في الخطه.. اوعي ياياقوت تبقى زي الهابله وتضعفي هتضيعي كل حاجه بنعملها"
كان ينظر لها وهي يُخبر النادل بما يرغبوا به.. لتتجه أنظار النادل نحوها يسألها
- والانسه يافنـ.ـد.م تحب تطلب ايه كمان
توقفت أنامل ياقوت عن الكتابه لترفع طرفي عينيها نحوه لتجده جـ.ـا.مد الملامح وكأن الكلمه تدور برأسه
لثاني مره بسمع تلك الكلمه هل بالفعل هو عجوز ولا يرونها زوجته... أم بسبب حماقه زوجته التي لم ترتدي خاتم زواجهم اليوم أيضاً... تحكم بأعصابه وهو يرمق النادل بغـــضــــب
- المدام نفس الطلب واظن اني قولت عايز من كل صنف طبقين
ارتبك النادل وأسرع في الانصراف من أمامه بعدmا شعر بالحرج
- عجبك كده ياهانم.... بس هو الظاهر ان الكلمه بقت تعجبك
- وانا مالي.. هما اللي شايفيني انسه.. الله يجبر بخاطرهم
احتقن وجه وهو يسمعها تتحدث ببرود يجعل غـــضــــبه يزداد
- ياقوت بلاش البرود اللي بقيتي في ده
- بس انا مش بـ.ـارده
استفزته اكثر بردها
- اعملي حسابك بعد ما نخلص غدا اخدك اجبلك دبله غير اللي ضاقت
- بس انا عجباني دبلتي.. وفال وحش لما اغيرها.. استنى لما اخس الأول وابقى ألبسها
اشتعلت عيناه بالغـــضــــب.. لتُدرك انها اوصلته لقمة غـــضــــبه
- ياقوت بلاش تستفزيني
- بس انا مش بستفزك ياحمزه.. وعشان اثبتلك حسن نيتي
ونهضت من فوق مقعدها تثبت له حسن نواياها واقتربت منه لتفعل اخر شئ توقعه منها وهي ان تلثم خده...كان مصعوقاً من فعلتها في البدايه ولكن عنـ.ـد.ما ابتعدت عنه شعر انه بحاجه ان يشعر بملمس شفتيها فوق خده
عادت لمقعدها وقلبها يدق بعنف عن تلك الجراءة الماكره التي اكتسبتها من علاقه هند وزوجها
وبعدmا كانت عيناه مُظلمه من الغـــضــــب أصبحت قاتمة من الرغبه
وهاهي خيوط اللعبه تنساب من صاحبها لتُصبح بين أصابع اللُعبه
..............................
حرب من النظرات القاتمه كانت تدور بين اثنيهم وهي تقف تنظر إليهم دون شعور فمشاعرها قد سُلبت وقد قضت العواصف على اخر مـ.ـا.تبقى لها
تحدي مكرم كان مهزوزاً ورغم ذلك هتف عبـ.ـارته صريحة أمام فرات
- حتى لو كنت انت يافرات بيه
ألتمعت عين فرات بالثبوت وهو يوزع نظراته نحو مكرم
- انا هحترم الصداقه اللي بيني وبين والدك يامكرم واني في يوم كنت بعتبرك اخ صغير ليا...
واردف بملامح جـ.ـا.مده
- فهعتبر اني مسمعتش حاجه.. واتفضل زيارتك مش مرحب بيها في بيتي
تجمدت ملامح مكرم من طرده له وألتمعت عيناه بحقد
- متفتكرش اني هسيبهالك... مش هسيبها تضيعها بجبروتك وعقدك
وانصراف بعدmا ألقى بتوعده له بأخذها وحمايتها... اصابته كلمـ.ـا.ت مكرم... ليشرد في طفولته وهو يتذكر صفع والده له حتى يكون رجلاً قدير بأسم العائله التي لا تعرف إلا جمع الاطيان
انتبه على تحركها من أمامه ليسرع خلفها يمسك ذراعها
- استنى عندك
ولم تمهله الوقت ليستعب رؤيتها وهي تنفض يده عنها ثم تدليكها لذراعها
- ابعد ايدك عني
ثبت عيناه نحوها بملامح تخفي الكثير وعاد الي صلابته
- اطلعي جهزي نفسك عشان هنروح للدكتوره نطمن على الطفل
.................................
اندفعت خلفه بخطوات مُتعثره حتى تشبثت بقميصه تترجاه
- حـ.ـر.ام عليك يا شريف وديني اشوف اختي... انا كل يوم اتحايل عليك
وبكت بحرقه وهي تتذكر صوت ماجده اليوم الحزين ورغبتها في رؤيتها ولولا الشرخ الذي اصاب قدmها لكانت أتت إليها
صوت احتياج ماجده اليها يقــ,تــلها
- قولت لاء يعني لاء يامها ومش هعيد كلمتي تاني... اختك اهلا وسهلا بيها هنا
وصمت بعدmا تجمدت ملامحه وهو يتذكر المعلومـ.ـا.ت التي جمعها عن سالم المُتخابث
- رغم اني مش حابب وجودها مدام هتفضل علي زمة اللي اسمه سالم ده
- ماجده ملهاش ذنب في كرهك لسالم ياشريف..شريف ارجوك وديني اشوفها
تجمدت عيناه وهو يتذكر الرسائل التي تُبعث له ويعلم ان الفاعل ليس إلا سالم الذي يتلاعب به.. ف الحقير يُخبره ببعض الاشياء التي في جــــســ ـد زوجته
- مها اسكتي خالص
ارتفع صوته غاضباً مُزمجراً بعدmا تذكر اخر رساله لسالم يُخبره عن الوحمه التي في فخذ زوجته
- ليه بتحرمني من اختي... هو عشان انا عاميه ياشريف بتستغل عجزي وحاجتي ليك
لم يكن يرى أمامه الا سالم الذي أصبح يقسم داخل نفسه انه سيبعثه للسـ.ـجـ.ـن الذي يستحقه
- شريف
جاءه صوتها رقيقاً.. لينظر لعيناها الباهته فمدّ كفيه نحو خديها يمسح وجنتاها برفق
- مها اسمعي كلامي ممكن... انا خايف عليكي ياحببتي
- بس انا عايزه....
قاطع حديثها ووضع كفه فوق شفتيها حتى يجعلها تصمت
- قولت ايه يامها
.................................
تعلقت عين فرات بالشاشه التي تعرض صورة جنينه... ترقرقت الدmـ.ـو.ع بعينيه وهو يشعر بمشاعر الابوة التي ظل لسنوات يحرم نفسه من أمر الزواج بعد الحادث القديم الذي أصابه وأخبره الأطباء ان امر الإنجاب سيكون صعباً لم يكن يبلغ عامه الثلاثون الا وهو يعرف تلك الحقيقه المُره لتزيد السنون من قسوته ثم يأتي اليوم الذي كان على وشك الوصول إلى رتبه اعلي بالجيش ليحدث له حادث اخر قضى على حلم دفن به نفسه داخله... لا حب نُصف فيه ولا أمل ولا حلم... ليصبح بعد ذلك كالحجر دون مشاعر
ولكن هاهو الأمل عاد وسيسير ابً انها معجزة تحققت له مع صفا.. ليس لديه شك ان الطفل طفله فكل الشكوك قضى عليها
مشاعره لم تكن تختلف عن صفا التي نست العالم كله وهي تسمع نبض طفلها.. أتت من قبل للفحص مع ناديه ولكن اليوم كان هناك شئ ينمو داخلها نحو ذلك الطفل الذي لم يأتي الا بأنتهاك جــــســ ـدها وروحها
ألتفت نحو فرات بنظرات يملئها الكره عما صنعه بها فهو السبب الأساسي الذي يجعلها لا تتقبل وجود طفلها.. فذكري اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها دون رحمه لا تنـ.ـد.مل... تلاشي كرهها له لتحتل الصدmه مكانها وهي لهفته في متابعة طفلهما والضعف الذي تراه لأول مره في عينيه
.............................
تعلقت عين سمر ببهوت وحقد نحو الصور التي وضعتها ندي مع زوجها على احد مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمى بالانستجرام... كانت تقلب بين الصور لا تري الا حقيقه واحده انها أحق بحياه كهذه
ألقت هاتفها بقوة فوق فراشها مما جعل شقيقتها تستيقظ من غفوتها تنظر إليها متمتمه
- ربنا يهديكي ياسمر
وعادت تغمض عيناها لتعود لغفوتها
لترمقها سمر وهي تقضم اظافرها وشئ واحد تُفكر به
" ستفرق بينهم بالسحر... لا شئ سيكون اقوي الا هذا ويصبح شهاب لها وتنطفئ سعاده الأخرى لتكون السعاده من نصيبها هي"
...........................
دلفت للمنزل بعد يوم عمل مرهق من كل شئ تفكيرها في خالد الذي تتهرب منه ومراد الذي يضيق حلقته عليها في العمل وكأنه يترصد كل خطوة منها... تذكرت نغم اليوم بملابسها الفاضحه وألتصاقها الدائم بزوجها وكأنها تتحداها... لم تثور عليه ذلك اليوم بعد أن فرت من مكتبه قادها كبرياؤها للصمت حتى تريه انه لم يعد يفرق معها ولكنها ظلت تشتعل وحدها من الغـــضــــب
انتبهت على صوت ضحكات تقي وعمها لتقترب من مصدر الصوت مُتعجبه لينهض فؤاد مُبتسما
- اخيرا رجعتوا
وبحث عن مراد بعينيه ليتسأل
- فين مراد
- رجعت قبله ياعمي.. لسا في الشركه
هتفت عبـ.ـارتها بهدوء.. ليفتح فؤاد لها ذراعيه حتى يضمها.. فأقتربت منه تعانقه بفتور شعر به فؤاد فتآلم
- هروح اسخن الاكل
قالتها تقي التي اتجهت نحو المطبخ.. فنظر فؤاد لابنة شقيقه
- لسا زعلانه مني ياهناء
لم تعتاد على الكذب واخفاء مشاعرها
- لو قولت لاء ابقى كذابه
- سامحيني يابـ.ـنتي
واطرق عيناه بنـ.ـد.م
- صدقيني جوازكم كان في مصلحتكم... وانتي بتحبيه ياهناء
تذكرت تلك الليله القاسيه ومراد يُصارحها بحقيقة مشاعره نحوها وزواجه منها من أجل والده
- فعلا كان في مصلحتنا... واول حد كان في مصلحته انا
تمتمت ساخره فضمها فؤاد نحوه
- انا عارف اني ظلمتك مع ابني.. بس انا مكنتش هلاقي احسن منك لابني ياهناء
وعند تلك العبـ.ـاره كان مراد يدلف للمنزل ويتجه نحوهم وعيناه تتوعد لهناء التي خالفت اوامره ورحلت من الشركه بمفردها
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ألقي السلام ثم اقترب من والده يحتضنه فكانت الفرصه لهناء للابتعاد
تابعها بعينيه وهي تفر من أمامه حتى دلفت غرفتهما... تحدث مع والده قليلا يسأله عن أحوال صحته وناديه والعمل الي ان جاء الحديث نحو سبب مجيئه
- ليه يابابا متسيب تقي... لسا الاجازه فاضل فيها شهر
- كفايه كده يابني
اقتربت منهما تقي تلك اللحظه تهتف بمشاكسه لشقيقها
- انا سامعه حد بيقول اقعد كمان... مع اني بقيت حاسه اني ضيفه تقيله
ولم تكد تكمل مزاحها لتتلقي من مراد دفعة فوق رأسها
- ماشي ياام لسان طويل...هدخل اغير هدومي عشان مزعلكيش
صرخة مكتومه خرجت من هناء وهي تجده يدلف للداخل وكانت تقف تُبدل ملابسها... أسرعت ترتدي منامتها على عجله
- مش تخبط قبل ما تدخل
- وانتي من امتى بتغيري هدومك بره الحمام
واقترب منها وهو يفحص جــــســ ـدها بنظرات كالصقر
- غير انك مراتي ياهناء...
ومسح على جــــســ ـدها
- وجـ.ـسمك ده من حقي بس انا متنازل عن حقي في الوقت الحالي... عارفه ليه
صمتت تنتظر اجابته
- عشان بعـ.ـا.قب نفسي علي قلة عقلي يوم ما رفضتك يابـ.ـنت عمي
طربت عبـ.ـارته قلبها ولكن سريعا مـ.ـا.تلاشت ذلك الشعور... لينحني نحوها هامساً
- بعد ما بابا وتقي يمشوا... لينا قاعده مع بعض عشان افهم من مراتي المحترمه ازاي تضحك عليا وتخبي شغلها عني في الفندق
.................................
انكبت ياقوت أمام كشكولها تُبدع في تصميم الحقيبة والحذاء اللذان سيُناسبان الثوب الصيفي الذي تصممه... كانت تُدندن بلحن لغنوة شعبيه قد سمعتها في إحدى المناسبات وعلق اللحن بأذنيها
لم تكن تشعر بحركة كتفيها وهي مُنـ.ـد.مجة مع اللحن ولا بهيئتها المغوية ولا نظراتة المسلطة نحوها... تشتت عقله عن الأوراق التي يفحصها فألقي الأوراق أمامه ثم اتبعهم بنظارته الطبيه
رنين هاتفه جعله يسترد عقله قليلا ويبعد ذهنه عنها.. تحدث قليلا في الهاتف مع احد شركاه وعيناه كانت تأخذ طريقهما نحو هيئتها المغويه.. ليُنهي الاتصال سريعاً ثم ألقي الهاتف بعنف فوق الاريكة الجالس عليها ونهض مُتمتماً داخله بضيق
" كده كتير... مش معقول مش قادر استحمل بعدها عني"
اتجه بخطوات سريعه نحو غرفته حتى يهرب من تأثيرها عليه ولا يضعف أمامها ويسقط كبريائه ولكن وقف جـ.ـا.مداً في مكانه وهو يسمع صياحها السعيد وتصفيقها
- اخيرا وصلت للي انا عايزاه
كانت في عالم آخر لا تشعر به.. لا تشعر الا بالتحدي الذي أصبح بينها وبين زملائها والحماس الذي يعطيه هاشم لهم
اتجهت اقدامه نحوها ولم تشعر بقربه الا وهو ينحني نحوها وصوت أنفاسه الساخنه تلفح عنقها فأبتلعت لعابها بتـ.ـو.تر
- في حاجه ياحمزه... احضرلك العشا
- بتعملي فيا كده ليه... فاهميني
- بعمل فيك ايه
خرج صوتها بتعلثم من قربه
- بتعملي فيا كتير ياياقوت... انتي عايزه توصليني لايه
لم يكن هدفها الا ان تصل معه مثلما وصلت هي امرأة عاشقه مُحبه... هل حبه لها كثيراً عليها... هل صفا افضل منها ليُحبها دون أن ينساها
- مش عايزه اوصل لحاجه... انت مقرب كده ليه
ألتصقت بطاوله الطعام وأخذت تُلملم أوراقها حتى تفر هاربه من طغيان سحره عليها
لم يمهلها الفرصه للفرار وقد فهم نواياها... لينتشلها من فوق المقعد الجالسه عليه يغمرها بعاطفته
تخلصت منه بصعوبه تلتقط أنفاسها
- حمزه ابعد عني... مش هخصع تاني ليك
وركضت من أمامه ولسوء حظها كانت تتجه نحو الاريكة فتعرقلت بالطاوله لتسقط فوق الاريكة.. ولم يزده رفضها له إلا عنادا
حاصرها بين ذراعيه
- ليه عقلك بيوصلك ان ده خضوع ياياقوت... فاهميني ليه
دmعت عيناها وحديث سلوى يعود إليها
- ملقتش منك غير ده... ابعد عني بقى
أظلمت عيناه وهو يرى رغبتها في التخلص من اسره.. رنين خافت من هاتفه الذي اسفلها ثم انفتاح الخط وصوت انفاسهم يعلو
↚
مرت دقائق تفصلهما عن كل شئ حتى انها لم تشعر به وهو يحملها من فوق الاريكه مُتجها بها إلى غرفتهما... شعر برضى وهو يري ضعف مقاومتها ثم انـ.ـد.ماجها مع مشاعره ولكن العقل لم يأبى الرضوخ حديث سلوي وناديه التي ذهبت إليها حتى تسألها عن سبب كذبتها عليها وصوت والدتها تُخبرها عبر الهاتف عن إحدى بنات جيرانها قد حالفها الحظ وتزوجت بثري عربي.. ثم عادت الي أهلها تحمل طفلا في احشائها مطروده فالرغبه قد انطفئت... الكل يضع حياتها نحو الهاويه هي لن تُكمل مع حمزه فالاجابه واضحه هو رجل ذو شأن وهي فتاه عاديه خبرتها بالحياه ضئيله ولولا حياتها مع تلك العائله لظلت طيلة حياتها ياقوت الخادmه لزوجة ابيها ياقوت التي لا تنطق الا بالنعم ياقوت التي من أقصى أحلامها ان تمسك بهاتف حديث الطراز تتصفح فيه مثل صديقتها هناء لترى عبره عالم آخر... ياقوت التي تمنت ان تأخذها والدتها بين ذراعيها تعطيها النصح بخبرتها
غرق معها في العالم الذي يُريحه بين ذراعيها زوجته الحمقاء تظن ان شغفه بها رغبه انما الحقيقه جوع لما حرم منه انه تطهير له لما دنسه الحب داخله يوماً
وفي خوض مشاعره الهائجة معها سقطت دmـ.ـو.عها بعدmا لم تعد تتحمل الصراع الذي يواجهها هل ترضى بحياتها معه هكذا ام تتمرد قليلا لعلها تشعر بمكانتها داخل قلبه
- ليه حبتها ومحبتنيش
هتفت بهمس فتصلب جــــســ ـده وتعلقت عيناه بها أعادت سؤالها بو.جـ.ـع اكبر
- ليه انا مينفعش اتحب... ليه ناقصه في كل حاجه
عيناه ظلت غارقه في ظلمة عيناها.. تذكر حلم هروبها منه الذي اخذ يروقه ليالي طويله يُفكر في دنائته منذ البدايه معها يخشى ان يُعـ.ـا.قبه القدر بعد أن بدأت حصونه جميعها تنهار وتتبدل الظلمه التي بداخله للنور وسؤال آخر سألته وهي لا تعرف انها أعادت الماضي اليه
- مدام بتحبها ليه سيبتها تبقى لغيرك ...
- اسكتي ياياقوت... اسكتي
وانتصب وافقا يُحرر الباقي من ازرار قميصه لعلا البروده تزيل عنه الماضي بأعباءه
- صفا كانت ماضي مبحبش افتكره... عارفه ليه
اتبع عبـ.ـارته وهو يلطم فوق صدره بجنون
- عشان بشوف صورة لراجـ.ـل مكـ.ـسور مهزوم مدmن
أظلمت عيناه وهو يتذكر نظرة الآلم التي صاحبت أعين والدته الطيبه
- اترفدت من شغلي.. حلمي ضاع... دفنت شبابي وعيشت ديما بدي مش باخد.. عايزيني اكون ازاي
كانت في عالم آخر وهي تسمعه لا تُصدق انها تراه مهزوما يتحدث عن ماضيه بشحوب وكأن الماضي كان كالصفعه بالنسبه له... هدأت أنفاسه بعدmا كان الصراع مشتعل بين اضلوعه دون هواده
- منكرش اني حبيت صفا في يوم... حبها كان لعنه وضعف.. زي السحر كده
وألتمعت عيناه بسحابه من الظلمه
- احيانا الحب بيكون لعنه...لعنه بتخلينا لا بنشوف ولا بنصدق
اتخذت دmـ.ـو.عها طريقهما نحو وجنتيها دون توقف مع كل كلمه تسقط على مسمعها فتدmي قلبها.. تتسأل كيف احبها كل هذا الحب وجـ.ـر.حته.. لم تكن محظوظة بالحب ولكنها كانت تسمع عن مرارته
- وبدل ما اتعلم من لعنته ... فتحت الباب ليه تاني
هتف بها وعيناه كانت ثابته نحو عينيها وكأنه يُخبرها صراحه انها لعنته الجديده
- فكراني مكنتش بتو.جـ.ـع من نظرتك لشهاب مع ندى وشريف ومها.. مافيش راجـ.ـل بيقدر يستحمل نظرة نقص من مـ.ـر.اته لغيره
- كان نفسي تحكيلي كل حاجه عنك من البدايه
خرج صوتها اخيرا تُلملم شتاتها
- لأنك محولتيش تخرجي اللي جوايا... انا فعلا بترجم حبي ليكي بالطريقه اللي عقلك وصلها... بس ده مكنش اهانه مني ياياقوت.. عقلك صورلك ان كده بهينك
تاهت معه تلك الليله فلم تعد تعلم اهي المخطئه ام هو واخيرا حسمت قرارها بضعف
- انا منفعش في حياتك ديه
وعند تلك النقطه لم تشعر الا بذراعيه وهو يهزها
- سلبيه وضعيفه... هتفضلي لحد امتى كده.. اهزميني واهزمي نفسك لمره واحده.. اهزمي ضعفك اتحرري من ماضي اهلك اتحرري انك هتعيشي نفس تجربتهم دافعي لمره واحده عن حقك حتى لو خسرتي
انهمرت دmـ.ـو.عها مع كل دفعه يدفعها لها وتنتاثرت خصلاتها فوق وجهها تهمس بخفوت
- حمزه كفايه
ليستعب بعدها ما يفعله فأبتعد عنها يتأمل شحوب وجهها ثم حركت يداها نحو بطنها سألها بلهفه ناسيا ما كانوا يتحدثون به
- حاسه بأيه.. قومي ألبسي اوديكي للدكتور لو تعبانه
كانت عيناها عالقه به تنفي برأسها الآلم تتكئ على جانبها حتى تغفو تعيد كل كلمه هتف بها علي مسمعها وكلمه واحده كان صداها عالقا في قلبها وعقلها " ضعيفه" ولم يُخطئ ابدا في تلك الحقيقه
شعرت بقرب أنفاسه منها ويده التي اخذت تمسد ظهرها والآخري بطنها
- ياقوت طمنيني عليكي
- خايف عليه
اغمضت عيناها تنتظر اجابته
- خايف عليكم انتوا الاتنين ياياقوت
ولم تشعر بعدها الا بثقل جفونها ثم غفيانها وذراعه تضمها بحنو
..................................
ألتقطت مريم السيجاره من يد رؤى التي نظرت نحو وليد بمكر.. سعلت بقوة فهتفت رؤى بتشجيع
- هتتعودي عليها متخافيش.. اشربي وانسى
تسألت مريم بحيره وهي تضعها بين شفتيها مرة أخرى
- هي السجاير مش حـ.ـر.ام صح
ضحك كل من في الجلسه متعجبين سؤالها ليُتمتم وليد بخبث
- ماقولنا لو عايزه تبقى معانا بلاش شغل الأطفال ده
احتقن وجهها من رده الفظ واخذت تنفث دخان السيجاره الي ان شعرت ان السعال بدء يخف وبدأت تستمتع بالأمر
كانت عين رؤى عالقه بها تبتسم لما وصلت اليه فبعد ان فقدت الأمل ان تأتي معها لذلك المكان ثانيه هاتفتها الليله تطلب منها المجئ وهي تنـ.ـد.مج معهم وقريبا ستصبح مثلهم... مال وليد برأسه عليها هامساً وعيناه تتفحص جــــســ ـد مريم بوقاحة
- لا عرفتي تُجريها صح ياحنينه
تعالت ضحكات رؤى وابعدت عيناها عن مريم التي اخذت تنظر اليهم بقلق... وقبل ان تسأل رؤي عن سبب ضحكاتها نهضت راكضه نحو فارس الذي دلف للتو من باب الملهي
- النايت كـ.ـلـ.ـب كان هيبقى وحش اوي من غيرك
ارتفعت طرفي شفتيه مُستنكراً ولكن لا بأس من التمتع بمثلها
- بجد اومال ليه شايفك منـ.ـد.مجه مع وليد
- ابدا ده هو اللي بيجر معايا كلام عشان مريم
تجمدت عيناه نحو الجالسه على طرف احد الارائك تُدخن بطريقه أشارت اشمئزازه.. فالمكان وما يفعلوه لا يليق بمثلها ولكنها هي من اختارت الطريق فلتتحمل العواقب
...................................
فتح فرات عيناه يبحث عنها فوق الفراش في ظلمة الغرفه ليسترقي السمع وهمهمـ.ـا.ت صادره
انتصب من رقدته لتتضح له الرؤيه... كانت ساجدة فوق سجادة الصلاه تبكي بضعف
اهتز قلبه لرؤيتها هكذا ولا يعلم اهتزاز قلبه كان على ضعفها ام الخشوع...انهت صلاتها فتعلقت عيناها به وخرج صوتها كهمس ضعيف
- بتبصلي كده ليه
- بقيت مستغرب تحولك ياصفا
هتف بها لتطرق عيناها نحو اصابعها
- كل البيبان اتقفلت في وشي الا بابه هو
صمتت تسترجع كل ماحدث لها منذ دلوفها للسـ.ـجـ.ـن الي الان لم تعتدل الحياه ولا الناس معها إلا عنـ.ـد.ما اقتربت هي من الرحيم واطرقت بابه طالبه منه رحمته
- انا اسف
خرجت الكلمه من شفتيه بأهتزاز لا يُصدق انه نطقها.. ولكن هي بالفعل لديها حق معه... اذلها من أجل شقيقته وفهمه الخاطئ عن علاقتها ب عزيز الفاسد.. عـ.ـا.قبها من أجل منال ولا ذنب لها بمصيرها... فحتى حمزه الذي صفعته قديما بفعلتها سواء كان ضعف وخضوع منها لاوامر عدنان او خيانه لم يفعل بها شئ إلا الهجر والبدء بحياه جديده...هكذا هم الرجـ.ـال
اما هو الرجل العسكري لم يكن الا الجلاد الذي قرر الانتقام وهو لا يعرف أي ذنب اقترفته معه حتى ينتقم منها
نهضت تحت نظراته التي تفحصها بحيره لتطوي سجاده الصلاه وقبل ان تتجه نحو الفراش وقفت تخبره
- انا موافقه اروح للدكتوره النفسيه... عشان نفسي وعشان ابني يكفيه انه هيبقى ابن لام خريجة سجون
وعـ.ـذ.اب اخر كان يُضاف إليها وكما اخبرتها فاديه صباحاً ساخره
" هيعيروا بيكي... ابن فرات النويري امه كانت سجينه في سـ.ـجـ.ـن النسا.. هتبقى نقطه سوده في حياته لا وكمان مـ.ـجـ.ـنو.نه"
وخرجت تضحك بضحكه جلجلت ارجاء الغرفه ومازال صداها يخترق اذنيها لتدفن رأسها أسفل وسادتها واعين فرات تتبعها
َََََ..................................
ودع مراد والده وشقيقته في الصباح الباكر وانتظر الي ان تحركت سيارة والده وتحرك عائداً لتلك التي أصبح لديهم حديث لا بد أن تُفسره له
دلف للشقه ليجدها أزالت الطعام عن المائدة ولا أثر لها...هتف بأسمها وهو يخطو نحو غرفتهما ليتفاجئ بخلو الفراش منها
لتلمع عيناه وهو يعلم أين سيجدها
- كنت عارف اني هلاقيكي هنا
تشبثت بالغطاء فقد عادت الي غرفتها القديمه قبل قدوم تقي إليهم
- هناء متعمليش نفسك نايمه ماهو مش معقول هتنامي في عشر دقايق
وصرخ بأسمها عاقدا ساعديه أمام صدره
- هناء بلاش شغل العيال ده... واصحى كلميني ما انا مش رايح الشغل النهارده ولا انتي الا ام افهم حكايه شغلك في الفندق
انتفضت من أسفل الفراش وانتصبت واقفه فوقه تمسد فوق ملابسها
- لا انا عندي شغل مهم لازم اروح
- هناء
عاد صوته بصراخ اعلي لتنظر إليه مُتسائله
- عايز تعرف ايه
- ليه خبيتي عني ياهناء
اغمضت عيناها تتذكر بدايه زواجهم وماعاشته معه
- كنت مجروحه عايزه اعمل اي حاجه عشان اثبت لنفسي اني عايشه وانسى حلمي اللي مـ.ـو.ته... ملقتش شغل غير في الفندق.. كنت عارفه انك مش هتوافق عليه...كنت كرهاك اوي وبحقد عليك كنت عايزه اهرب منك بس هرجع اقول لأهلي ايه انا اللي اخترت وادي نتيجة اختياري
هتفت عبـ.ـارتها بثقل تشعر بالآلم يعود إليها
- عايز تعرف ايه تاني يامراد
وفي لحظه كانت تهوى بين ذراعيه يضمها اليه يسأل نفسه هل كان حقيراً لتلك الدرجة
- تعالي نتجوز من اول وجديد ياهناء... اديني فرصه أصلح غلطي وننسي اللي فات
...............................
وقفت شارده في ليله امس عقلها يُفكر في كل كلمه أخبرها بها
لم تنتبه ليد هاشم الممدوده إليها بالرسمه التي وضع بعض تعليقه عليها وهو يُخبرها بالتعديل المطلوب
- مدام ياقوت انتي معايا
كرر ندائه بأسمها للمره الثانيه... لتُحرك رأسها يميناً ويساراً
حتى تُنفض الأفكار العاصفه بعقلها
- ايوه يافنـ.ـد.م
- لا انتي شكلك مكنتيش منتبها خالص لكلامي... على العموم ياستي التصميم ممتاز بس لازمه بعض التعديلات
عاد يشرح لها المطلوب منها لتلتقط منه الورقه تُحرك رأسها بحركات بسيطه دلاله على فهمها
- في اي حاجه تاني يافنـ.ـد.م
ابتسم بلطف إليها
- لا ياياقوت اتفضلي
خرج اسمها مُجردا من شفتيه وظن انها ستُعلق ولكنها ابتسمت وألتفت بجــــســ ـدها للمغادره
- ياقوت
هتف اسمها فألتفت نحوه ثانية تنتظر ما سيخبرها به
- صحيح مبروك ليكي انضمامك لينا كشريك في المؤسسه
اتسعت عيناها مما تسمعه فكيف صارت شريك في تلك المؤسسه التي تعلم أن فروعها ليست بمصر فقط
- شريك ازاي يافنـ.ـد.م
تسألت وهي تُحاول ربط الأمور ببعضها
- احنا كنا محتاجين شريك بنسبه 20 في الميه وحمزه دخل بأسمك ..انا كنت فاكر انك على علم بس شكلي ضيعت المفاجأة
................................
استيقظت على لمسات مشاغبه تُداعب جــــســ ـدها... اخذت تتأفف بضجر هاتفه
- يالكي من ناموسه ثقيله الدm
ارتفع حاجبي سهيل حانقا مما سمعه
- ماذا؟
فتحت سماح عيناها بثقل ورغبه شـ.ـديده للعوده للنوم
- مثلما سمعت سيد سهيل
ارتفعت زاوية شفتيه استنكاراً مما تتفوه به
- انهضي.. انا جائع
- لست خادmه لك بعد الآن... اجعل هيلين هي من تخدmك
لم تدرك ما تفوهت به الا عنـ.ـد.ما تراقصت عيناه طرباً
- أشعر أن الغيره بدأت تحرقك سماح
- انا لا اغار على امثالك سيد سهيل
لم يترك أذناه تستمع لصراخها اكثر من ذلك بل جعل شفتيه من تتولا الأمر ليبتعد عنها بأنفاس لاهثه
- تحدثي بعد ذلك هكذا وستنالي عقـ.ـا.بي حلوتي
تجمدت عيناها نحو خطواته وهو يسير ببطئ على ساقيه دون عكازه غير مُصدقه انها باتت تنتظر قبلاته
ضـ.ـر.بت جبهتها بحنق من ضعفها
- غـ.ـبـ.ـيه سماح... ستعودي للضعف ثانيه... لم تتعلمي من تجربتك مع ماهر
................................
وقفت تتأمل ناطحات السحاب أمامها من المبنى المُقيمين به
صدح رنين هاتفه لتلف هاتفها بأسمه
- شهاب تليفونك بيرن
كان يقف في المرحاض يحلق لحيته وعنـ.ـد.ما سمع صوتها
- شوفي مين ياحببتي
ألتقطت الهاتف لتقع عيناها على الاسم المدون " سكرتيرة مكتبه"
لتهتف قبل أن تُجيب
- ديه سمر.. هرد عليها
أجابت على الفور مما جعل يد سمر تقبض على الهاتف بقوه وقد تبدلت ملامحها للحنق
- ازيك ياسمر وحشاني
جاهدت نفسها ومشاعرها الحاقده نحو ندي
- أنتى كمان وحشاني ياندي
واسرعت في سؤالها
- ممكن اكلم مستر شهاب
- حاضر ياحببتي هديله التليفون
اتجهت بالهاتف له ليُشير لها
- افتحي الاسبيكر ياحببتي
فعلت ما طلب منها يستمع الي سمر التي اخذت تسأله عن بعض الأوراق وماذا ستفعل
- حضرتك هتيجي امتى يافنـ.ـد.م
لتتعلق عين شهاب بندي الواقفه أمامه بثوبها القصير
- اسبوع كمان.. سلام ياسمر
وقبل ان تضغط ندي زر غلق إنهاء الاتصال ألتقط شهاب خصرها لتصرخ عاليا ثم حملها فوق كتفه دون أن يُكمل حلق لحيته
- حشـ.ـتـ.ـيني و الدقايق اللي عدت
كان آخر شئ سمعته هو صراخها ليُفسر لها علقها الامر بصورة مرضيه.. تعلقت عين بهاتفه تُفكر في حديث صديقتها عن أمر الدجال الذي اخبرتها عنه
..........................................
طرقت الخادmه عدة طرقات على باب غرفتها تُخبرها بقدوم إحدى جيرانها إليها لأمر عاجل خاص بشقيقتها... انتفضت مها من فوق الفراش بتعب وهي تشعر بآلم حاد أسفل معدتها تحملت على حالها وسارت خلف الخادmه بخطي تحسب خطواتها
لتنظر إليها السيده التي تُدعي عزيزه فأسرعت مها بسؤالها واعين عزيزه تتفرسها
- ماجده فيها حاجه
رتبت عزيزه الحديث الذي حفظته عن ظهر قلب داخل عقلها
- اختك بين الحيا والمـ.ـو.ت وطالبه تشوفك قبل ما تقابل وجه كريم
..............................................
دلفت ياقوت الي نادي الرمايه بعد أن أخبرها مدير مكتبه بمكانه.. لم تستطع الوصول اليه عبر الهاتف فلم يكن بأمكانها الوصول اليه الا هكذا
بحثت عنه بعينيها بعدmا أشار لها أحدهم عن مكانه
ألتفت يميناً ويساراً لتقع عيناها عليه أخيراً
تأملت ظهره وهيئته لتنظر نحوه بلمعان وهيبه.. اقتربت منه تُنادي اسمه بغباء فهو لن يسمعها فتركيزه كان مُرتكز مع ضبط سلاحه... اندفعت الطلقات لتتجمد في وقفتها للحظات ولم تشعر الا وهي تركض نحوه صارخة بأسمه ثم تشبثها به
- هنمـ.ـو.ت... هنمـ.ـو.ت !
تجمدت ملامح عزيزه وهي تنظر نحو مها لتُدرك حقيقه خفاها عنها ذلك اللعوب سالم... فالفتاه كفيفه تمد لها يدها حتى تُسندها بعدmا اخبرتها بما اصاب شقيقتها صرخت مها بقهر وآلم فمن لها بعد شقيقتها مهما حدث بينهما فستظل ماجده بالنسبه لها اخت وأم
- ارجوكي وديني عند اختي
وصرخت بأسمها بلوعة
- ماجده متروحيش مني
فاقت عزيزه على صوت الخادmه التي اقتربت منهم
- مالك يا هانم... اتصل بشريف بيه
اماءت مها إليها برأسها لتسرع الخادmه بالاتصال به مما اربك عزيزه الواقفه
- الوقت بيعدي... يلا بينا
- البيه مش بيرد
هتفت بها الخادmه بيأس تُكمل عبـ.ـارتها
- تليفونه مقفول
وفلم تُفكر مها كثيراً... وحسمت قرارها
...........................
شلته حركتها فلم يستعب وجودها بذلك المكان ترك سلاحه كما رفع عن أذنيه سماعتي الحماية من صدى صوت الرصاص.. وفي خطوة واحده أصبحت قابعه بين ذراعيه تدفن وجهها بصدره بتصرف تلقائي منها تعجب منه
- ياقوت في اي مالك... انا كنت بتدرب
ضمت نفسها اليه اكثر فلم تعد دهشته من وجودها هنا بل دهشته شملت ذلك القرب أيضا.. رغم غـــضــــبه منها وانه اتي هنا حتى يفرغ طاقته السلبيه الا ان شعوره الان اختلف
- بخاف ياحمزه من صوت الرصاص
وتشبثت به بقوة وذكري بعيده اخذتها ليوم قاتم حينا شبّ في القهوه المجاوره لمنزل عمتها خلاف بين أحدهم ليمتد الأمر لتطاول بالايد ثم اطـ.ـلا.ق الرصاص ووقوع أحد الأشخاص ضحيه
ابعدها عنه برفق ولكن فور ان فعل ذلك عادت تتشبث به ثانية
- ياقوت طب خلينا نخرج من هنا بس.. المنظر مش لطيف
وعند نُطقه لتلك العبـ.ـاره ابتعدت عنه مفزوعه وكأنها أدركت الأمر تنظر حولها لتجد رجلان يسيران للداخل.. دارت وجهها عنه خجلا
- نسيت من الخــــوف معلش
ارتسمت ابتسامه خفيفه فوق شفتيه ولكن اخفاها سريعاً حتى يرسم فوق ملامحه الجمود ويثأر لكرامته المجروحه التي نساها عند اندفاعها الي احضانه
بعد دقائق انهي تبديل ثيابه المخصصه لتلك الرياضه وسارت جانبه تنظر حولها تتأمل الوافدين هنا فأغلبهم كانوا من الطبقة العُلية.. صوت إحداهن اخترق اذنيها تهتف بأسم زوجها المُنشغل في تصفح هاتفه
تركزت عيناها نحو تلك المرأه التي ترتدي إحدى البدلات الرياضيه وحذاء رياضي ونظاره تخفي عيناها... ابتسامتها اتسعت حينا رأته وتحول وجهها الجـ.ـا.مد الي وجه بشوش يشع جمالا بملامح صاحبته الشقراء
- حمزه مش معقول... انا مش مصدقه اني شوفتك بعد السنين ديه
كان حمزه مازال الذهول مرتسم على ملامحه وهو لا يُصدق انه رأها بعد تلك السنوات أزالت نظارتها السوداء لتظهر عيناها الخضراء وياقوت تقف تُطالع كل أنش بها
- ولا انا مصدق اني شوفتك يالين.. متغيرتيش
ابتسمت ببهوت ظهر فوق ملامحها
- بالعكس ياحمزه انا اتغيرت كتير..وبقيت لين تانيه غير البـ.ـنت البريئه اللي عرفتها
ارتبك وهو يشعر ان كلامها موجه إليه وكأنها تلومه عن رفضه لحبها يوماً... ادرك وضعه والصمت الذي احتله
ألتف نحو ياقوت الواقفه على بعد بسيط منه تُحدق بهما وبالاخص تُحدق بالواقفه معه.. جذبها نحوه بأبتسامه هادئه
- احب اعرفك ياقوت مراتي يالين
اصاب لين الذهول فأخر شئ عاصرته بحياته قبل أن تُسافر مع زوجها انه زوج للسيدة سوسن تلك السيده التي حسدتها يوماً على رجلا مثله
- ومدام سوسن راحت فين
ذكرى سوسن جلبت لقلبه حـ.ـز.ن حقيقي... فمهما وصلت علاقته وحبه ل ياقوت سوسن كانت له كل شئ جميل وكانت خير زوجة له
- الله يرحمها
- انا اسفه اني فكرتك بيها
اماء برأسه وكأنه تقبل اسفها... ألقت بنظرة شامله نحو ياقوت التي اخذت ترمقها بنظرات اربكتها.. غادرت بعدmا تمنت لقاءه ثانيه
" الاحباب بدئوا يظهروا في حياتك... صفا ولين فاضل مين تاني ياحمزه بيه"
هتفت بها ياقوت داخلها وهي حانقه واسرعت بخطواتها لتمسك يده مما جعله يرفع حاجبه مُندهشا.. أصبحت غريبه الاطوار معه تتمنع عنه واوقات تشعره انها لعبته الجميله التي احبها
يطلب الجنون معها ولكن لا يريدها الا قطه هادئه بحياته
استقلوا السياره وكان صمتها استعداداً لثورتها التي انستها لما أتت اليه اليوم
- مين لين ديه
اجابها بهدوء يليق به
- بـ.ـنت شريك قديم وقريبه لأهل والد شريف ومريم
- بس باين من نظرتها ليك أن في مشاعر
ألقت عبـ.ـارتها تتفرس ملامحه وهو يُدير سيارته لتبدء بالتحرك
- بقيتي بتركزي في النظرات... افهم من ده ايه اهتمام ولا غيره ولا هجوم
احتقن وجهها من بروده حديثه...شعرت وكأنه يُعـ.ـا.قبها عما بدر منها ليله امس
- ولا حاجه من دول انا مش عايزه ابقى مغفله زي المره اللي فاتت واكتشف بعدين انها حببتك القديمه
صرير سيارته افزعها مما جعلها تُدرك انها أخطأت في ألقاء عبـ.ـارتها.. تعلقت عيناها بثبوت عيناه نحو يداه القابضه على عجله القياده ثم نحو النبض الخافق بعنقه وعروقه التي ظهرت بوضوح فوق ظهر كفيه
- ياقوت بلاش تطلعي اسوء مافيا... مش عايزك تشوفي غـــضــــبي
ازدردت لعابها بخــــوف وحدقت بملامحه الجـ.ـا.مده.. بثت ثقتها داخل نفسها حتى تواجهه
- كنت ساكته ومبتكلمش معجبتش وجيتوا عليا... اتكلمت برضوه مش عاجب انتوا عايزين ايه
تآلم قلبه لشعوره بما تُعانيه داخل روحها النقيه وخبرتها المعدومه بالحياه
- وتفتكري هيعجبني برضوه لما مراتي تسمع وتتعلم من غيرها.. تجاربنا مختلفه يا ياقوت
شحب وجهها وهي تخشي ان يكون رأي محادثتها مع سماح وهناء وعلم انهم هم من يجاهدون في تغيرها ضده
- قصدك ايه
تأملها بمكر يجيده وعيناه تفحص خلجاتها
- غلطت لما افتكرت ان انا اللي محتاج اتغير على ايدك... انتي اللي طلعتي محتاجه التغير ياحببتي.. والدور جيه عليا عشان اغيرك وتفهمي الحياه صح
" حبيبته" تلك الكلمه سقطت بألحانها فوق قلبها ولكن بعدmا اكمل حديثها ارتجف قلبها
- انت هتفهمني ايه بالظبط
لمعت عيناه بوميض من القوه وهو يُطالعها
- تدفعي عن حقك ياياقوت... الطبيه والنقاء ملهومش دخل في انك تاخدي حقك وتقفي قدام الريح
وتحول كل شئ لرغبته وبدل من انها تُغيره سيُغيرها هو.. لتلمع عيناها ونفسها تُحادثها
" لما لا تلعبي معه وتنتصري بالنهايه... لما لا تخرجي من شرنقتك وتنسى حياتك مع عمتك وخنوغك لرغبات زوجة ابيكي وصمتك.."
- موافقه اتعلم منك
تعجب من نظرتها المتحديه له واكمل قيادته وهي تُفكر في بداية خطواتها وتلك المره هي من ستقود حياتها
استرخت في جلستها تتحسس بطنها بأبتسامه لعوبه
............................
نظرت ماجده نحو الرساله المُرسله بعدmا غادرت المصلحه الحكوميه التي تعمل بها وقد اخذت اجازه دون مرتب إلى أن تنتهي من ذلك الحقير سالم وتثأر لكرامتها..تجمدت في وقفتها وهي تنظر للرساله فخفق قلبها بقوه لتركض متحمله على قدmها التي مازالت تؤلمها تصرخ بأسم شقيقتها
- الا مها ياسالم ياحقير الا مها
..........................
ألتقطت مريم علبه السجائر التي اشترتها من أسفل ملابسها وقفت للحظات تشعر بالتردد لما ستفعله..تعلقت عيناها ب العلبه دقائق مرت وضميرها يؤرجحها لينتهي الحال وهي تدفعها أسفل ملابسها ثانية ثم غلق الخزانه.. سارت نحو فراشها ولكن قدmاها توقفت وهي تتذكر كلمـ.ـا.ت وليد لها وهو يُخبرها بأنها طفله بينهم... لتشرد في حديث رؤى التي اخبرتها عن مكالمتها لحمزه وهمس ياقوت بأسمها ثم انغلاق الخط لتفسر لها رؤى الأمر بوقاحه لم تفهمها مريم الا عنـ.ـد.ما استرسلت في الحديث
مشاعر متضاربه كانت تخترق اذناها لتأخذها قدmيها نحو الخزانه ثانيه ثم إخراج علبه السجائر واشعال واحده وضمها بين شفتيها
سعلت كالمعتاد ولكن حاربت سعالها وزفرت دخانها متمتمه
- أنتي مش طفله يامريم.. انا كبيره وبقيت حره زيهم
أصابها الفزع وهي تسمع رنين هاتفها بالنغمه المخصصه لفرد واحد ولم يكن الا حمزه... دهست عقب السيجارة بحذائها المنزلي واسرعت لدورة المياه تخفي الأمر بنجاح ثم المعطر اخذت تنثر رائحته في الغرفه ليقضي على رائحة السجائر
بدء الرنين للمره الثانيه لتلقط هاتفها بأنفاس متقطعه
- ايوه يابابا
اتاها صوت حمزه القلق
- كنتي فين يامريم ومال صوتك كأنك كنتي بتجري.. انتي كويسه ياحببتي
أسرعت في الرد عليها خشية
- كنت بلعب رياضه.. هو في حاجه
اتبعت عبـ.ـارتها الاخيره بقلق لم يشعر به
- لا ياحبيبت بابا... انا جاي اخدك انتي ومها نتغدى بره.. اجهزوا وهعدي عليكوا انا وياقوت
استمعت الي اسم ياقوت بضيق ولكن لأول مره يكون شعورها اللامُبالاه ف في النهايه هي التي ربحت واصبحت ام لطفل ينتظروه وانتهت مكانتها
- مش عايزه اخرج ماليش مزاج ومها راحت عند اختها
استمع حمزه لاجابتها ناظرا نحو ياقوت التي اخذت تعبث بهاتفها وعلى وجهها ابتسامه واسعه
فهناء تخبرها عن الخطبه التي ستعقدها هي ومراد الذي سينفجر منها حنقاً يوما ما
- عشر دقايق وجاي ليكي... اجهزي لان بنوتي الحلوه وحـ.ـشـ.ـتني هتف بحنان ابوي جعل مريم تبتسم ناسيه المستنقع الذي دخلت فيه بقدmيها
- حاضر يا بابا
ونهضت ترتدي ملابسها بسعاده ف هاهو حمزه والدها الذي اعتني بها منذ صغرها يُخبرها انها مازالت ابـ.ـنته
..............................
صعدت مها بخطوات متعثره تسندها عزيزه التي تنظر حولها بأرتباك حتى لا يراها احد من ساكنين البنايه فلو لم يشك بها اهل الحي فبالتأكيد الجيران سيسألوا عن هويتها التي كذبت بها فهى ليست جارة جديده كما أخبرت مها التي صدقتها
- اه وصلنا للشقه... ادخلي ياحببتي الباب مفتوح
- هو مافيش صوت ليه
هتفت مها عبـ.ـارتها وهي تخطو للداخل تهتف بأسم شقيقتها بهلع
- ياماجده
وألتفت بجــــســ ـدها تهتف بأسم عزيزه
- أنتي ياست عزيزه روحتي فين
فلم تأتيها الاجابه الا انغلاق الباب وسالم يقف يتفحص معالم جــــســ ـدها بشهوه
- ازيك يامها
ارتجف جــــســ ـدها خــــوفاً من سماع صوته... لتتحرك بخطواتها المُتعثره للخلف
- فين ماجده ياسالم
ارتسم الخبث فوق ملامح سالم
- مستنياكي جوه في الاوضه... أختك خلاص بطلع في الروح
عماها كان يُعجزها وهي تبحث بيدها عن غرفة شقيقتها.. اندفعت لأول غرفه وجدت بابها مفتوحاً تهتف بأسم ماجده مرة أخرى
- ماجده انتي فين... اوعي تروحي مني
دارت حولها ولم تجد الا الصمت لتتسارع دقات قلبها وهي تُدرك انها وقعت في الفخ وصوت سالم يعلو بضحكه قويه
- اخيرا يامها وقعتي تحت ايدي
واقترب منها يجذبها نحوه فصرخت مستنجده بأحد يسمعها ولكن يده الأخرى كانت الأسرع فوضع إحدى اللصقات فوق فمها يُكممه
- مش عايز صداع ياحلوه... هي ساعه واحده وكل حاجه هتنتهي وحضرت الظابط يعرف كويس يلعب معايا ازاي
.............................
تعلقت عين جين بزوجها الذي أنهى اتصاله التو مع شقيقه
- ماذا أخبرك سهيل.. سيأتي متى
لم يشك يوماً بسؤالها المُتكرر عن شقيقه
فتمتم بهدوء وهو يلتقط حبه الدواء من يد الخادmه وكأس الماء
- لن يعود سهيل.. قرر ان يستقر بشقته بالعاصمه
جلست سماح جانبه بعدmا أنهى مكالمته مع شقيقه
- لست معك في قرارك هذا سهيل... ستبتعد عن نورالدين
طالعها سهيل بملامح لا تفسر بما يشعر به
- ذلك القصر يخـ.ـنـ.ـقني دوما سماح...اشعر بالراحه هنا
وتعلقت عيناه بها
- أشعر بالخيانه نحو شقيقي وانا اعلم بحقيقه زواجها منه
اطرقت سماح عيناها نحو اصابعها المتشابكه فاللعبه كان هو مُخططها... هو من أتى بها لهنا وهو من دفع جين بالزواج من شقيقه عنـ.ـد.ما تزوجها.. رفعت عيناها نحوه بثبات وشجاعه
- طلقني سهيل وأخبر شقيقك بالحقيقه وسينتهي كل شئ
لم تجد منه أي ردت فعل الا وقوفه وسيره عدت خطوات ثم عاد ينظر إليها
- هذا هو الحل سهيل
لم يعطيها رداً الا انحناءه نحوها وحملها فوق كتفه يسير بها نحو غرفته بتحامل على ساقه التي باتت تتعافي
- سأعـ.ـا.قبك سماح عن نطقك لتلك الكلمه
- اتركني سهيل..ماذا تفعل
ألقاها بخفه فوق الفراش وقبل ان تعتدل وتدفعه عنها كان يُحاصرها بذراعيه يعبث بخصلات شعرها الذي استطال
- كنتي لعبه جميله ومازلتي سماح
استنكرت كلمته ودفعت يده عنها حتى تنهض
- احبك سماح
وعند تلك الكلمه كانت شفتاها تنفرج ذهولا سهيل الفظ يُخبرها انه يُحبها... هتف عقلها سريعا يُنبهها
" انسيتي ماهر ومافعله بكي"
ولكنها كانت كالمغيبه مستمتعه بشعور الأنثى الذي دفنته لسنوات وهي بين ذراعي ذلك الوسيم الشهير
............................
هبطت صفا من سيارته بعدmا عادت من عياده الطبيبه النفسيه.. اندفعت نحو حوض الأزهار الذي صنعته بالحديقة أمس
تعلقت عين فرات بها ليتحرك نحوها ببطئ فلم يعد يسير بعكازه وعاد للعلاج الطبيعي ثانيه وكأن وجود طفله أعاد له الحياه
ابتسم وهي يرى تفحصها للتربه ووقف مُستمتعاً في مطالعتها ولكن فجأة بهتت ملامحه وهو يرى نقطه حمراء فوق ظهرها يعرف ماهي صرخ بأسمها وهي يخطو خطواتان صوبها
- صفااااا
وانطلقت الرصاصه واصابت هدفاً اخر
↚
عجزت عيناها عن الرؤيه ولكن لم تعجز عن ذرف دmـ.ـو.ع القهر والعجز.. انشقاق صوت بلوزتها ويداه التي اخذت تمتد لما خلفها جعلها تُدرك الهلاك.. قاومت بأستمـ.ـا.ته تضـ.ـر.ب بيديها ما تصل اليه منه ولم يكن يفعل الا الضحك
- وانتي فاكره انك كده هت عـ.ـر.في تخلصي مني
كبل يداها بعدmا استنفز جهداً كبيراً معها ومال نحو جانب خدها الأيمن مُقترباً بأنفاسه من اذنها
- مش هت عـ.ـر.في تقاومي فأستسلمي لمصيرك.. انتي لا شايفه ولا عارفه حتى تصرخي
قــ,تــلتها كلمـ.ـا.ته فجاهدت في إخراج صوتها ولكن تلك اللاصقه كانت تُعجزها ..دفن وجهه بعنقها ويداه اخذت تُلامس فخديها بشهوة.. انتفضت من نيران لمساته تُدافع اكثر عن نفسها ولكن الآلم اخذ يشتد أسفل بطنها.. تعالت ضـ.ـر.بات قلبها وكأنها تلتقط أنفاسها الاخيره
تحركت شفتيها استنجاداً بأسمه تميل برأسها يميناً ويساراً بنعف حتى تتفادي قبلاته اللعينه
اغمضت عيناه رغم الظلام بهما ودعت بقلب يرتجف خــــوفا من تلك النهايه... فهل اغلقت الحياه ابوابها ثانية بوجهها ام هناك فرج قادm
صرخة سالم القويه وتوقف يداه العابثه من فوق جــــســ ـدها جعلها تفتح عيناها ولكن هاهو العجز يعود إليها وهي لا تعرف ماذا يحدث
- اه ياكـ.ـلـ.ـب ياحقير... انا اقــ,تــلتك عشان اخلص الناس من واحد زيك
هتفت بها ماجده بجنون وعيناها كانت لا ترى شئ إلا الدmاء المتدفق بغزارة من رأس سالم
دقائق مرت ومازالت واقفه في مكانها يداها ترتجف تنظر عما صنعت ولكن سريعا ما أدركت الوضع واسرعت نحو شقيقتها تدفع سالم من فوقها
- قومي يامها... احنا لازم نهرب من هنا
همهمـ.ـا.ت مكتومه خرجت من شفتي مها فأنتبهت ماجده لها ونظرت نحو يداها المكبله لتُحرر شفتها اولا فصرخت متأوه
- فين شريف ياماجده
احتدت أعين ماجده ولم تعد ترى شئ أمامها الا الهرب بشقيقتها
- انسى شريف خلاص
وسرحت في حياتهم السابقه لتجد ان حياتهم لم تُخرب الا بوجود الرجـ.ـال ... أظلمت عيناها بظلمة قاتمه لتسرع نحو الخزانه تُفتش عن المال وصيغتها التي احتفظت بها بعيدا عن سالم
- شريف ياماجده... انا عايزه شريف
ألتفت ماجده نحوها تصرخ بها
- قولت انسى شريف خلاص... احنا هنمشي من هنا
لم تتحمل مها اكثر من ذلك فآلم بطنها اشتد عليها... ألتقطت أعين ماجده الدmاء التي تسيل منها لتُسرع نحوها كالمـ.ـجـ.ـنو.نه
- لا الطفل ده مش لازم يمـ.ـو.ت هو اللي هيبقى لينا...
ولم تشعر مها بعدها الا بالظلام وشفتاها تنطق بأسم واحد فقط " شريف "
.............................
صرخت صفا حتى نبح صوتها وتجمع كل من بالمنزل... كانت تنظر إليه وهو غارق بدmائه بين ذراعيها.. الصدmه شلت فاديه التي بهتت عيناها.. ف الرصاصه أصابت شقيقها وكأن القدر يُعاندها
- سامحيني ياصفا
نطق اسمها بصعوبه ولكن تحامل علي نفسه وهو يشعر بأقتراب المـ.ـو.ت
- ربنا اخدلك حقك مني... اوعي تهربي بأبني ياصفا.. احكيلوا عني.. قوليله اني استنيته سنين طويله
هتف عبـ.ـارته بأنفاس مُتقطعه حتى سكنت أنفاسه.. فصرخت فاديه بالحرس الذي تشتت بعضهم
- اطلبوا الإسعاف بسرعه
.................................
دلفوا للمطعم سويا ولكن تلك المره كان يضمها نحوه يلف ذراعه فوق خصرها ومريم تتعلق بذراعه تنظر نحو ذراعه الآخر حانقه والبغض يشتعل داخلها
ازاح المقعد لكل منهما مبتسما يُمازحهم
- برنسيساتي الحلوين
ابتسمت ياقوت وقد تنحي من عقلها كل شئ...وكأن حنانه وعدله بينها وبين مريم يُنسيها اي آلم
رمقت مريم ياقوت المُبتسمه فتعلقت عين ياقوت بها ولكن تلك المره لم تتلاشى ابتسامتها... أرادت ان تتبع مكر النساء أمام مريم ولكن شئ داخلها كان يُذكرها بحياتها السابقه..فلا تتحمل ان تُذيق أحدا آلماً
اتي النادل بترحيب فحمزه من رواد هذا المطعم دوما
- أهلا حمزه بيه
اماء حمزه برأسه وتعلقت عيناه بالسيدتان الجالستان معه
- هتطلبوا ايه
- نفس الاكل اللي هتطلبوا يابابا
اجابه مريم سريعا فهى اعتادت ان تفعل كل شئ يفعله حمزه حتى الطعام تُحب ما يحبه... تضعه أمام نصب عيناها ابً وقدوة ورجل أحلامها تخبر اصدقائها انها لن تتزوج الا من يشبه اباها ناسيه حقيقه نسبها اليه
- وانتي ياحببتي
ابتسمت برقه اضاءت ملامح وجهها المُنير فحملها اتي معه تورد وانفتاح بشرتها.. وكأن طفليها أرادوا ان تصبح امهما جميله في أعين والدهما
- زي ما هتطلبوا
أملي النادل اسماء بعض الوجبات...لتتسع عيناها مُتذكره الكلمه التي كررها اليوم لمرتان...ابتسم وهو يرى ردت فعلها التي أتت مُتأخره تلك المره نحو الكلمه...فألتمعت عيناه وهو يرى بعينيه ما يُسعدها
بهتت ملامح مريم ولم تنتبه لنظراتهم فكانت عيناها مُركزه نحو سيلين التي دلفت للمطعم مع احدي رفيقاتها التي اصطحبتها اليوم للخارج حتى تُخرج من بؤرة احزانها... ازدردت لعابها خشية ان تفضح سيلين امرها
اطرقت مريم عيناها نحو الطاوله تُفكر فيما سيحدث اذا علم حمزه بما كانت تُخطط له.. انتبهت سيلين إليهم فنهضت تسير بخطواتها نحوهم.. وقفت تصافحهم وعيناها مثبته نحو مريم التي تهرب من نظراتها
- مبسوط اني شوفتك هنا ياسيلين...
تمتم بها حمزه فأماءت برأسها والاسي مسيطر على ملامحها
- بحاول اخرج من حـ.ـز.ني يافنـ.ـد.م
وتعلقت عيناها ب ياقوت التي تمتمت على الفور
- ربنا يصبرك
- شكرا
هتفت بها سيلين تقديرا لها وعادت عيناها تتركز نحو مريم التي تتحاشا النظر إليها
- ازيك يامريم
رمقتها مريم وهتفت بتعلثم لم يخفى عن سيلين
- الحمدلله
ونهضت من فوق مقعدها متمتمه وهي تهرب من نظرات سيلين
- هروح الحمام عن اذنكم
تعجبت ياقوت من ردت فعل مريم ولكن لم تُعلق ... عادت سيلين لطاولتها فكانت نظرات رفيقتها تُرافقها مُتسائله عن هوية الجالس
- ده حمزه الزهدي مش كده
اماءت برأسها وهي تعود النظر اليه لتجده يُهنـ.ـد.م لزوجته حجابها ويبتسم... نغزها قلبها فرؤيتها لهذا الرجل تشعرها انها خسرت فارسها الذي حلمت به طويلا خرج صوت رفيقتها بأعجاب
- يابختها... انا سمعت انها بـ.ـنت عاديه
واردفت وهي ترتشف من كأس الماء
- الدنيا فعلا حظوظ
نفضت سيلين أفكارها وحديث رفيقتها وعادت لعزلتها وحـ.ـز.نها وتجاوزت محور حديثهم مُتمتمه
- خلينا نشوف هنطلب ايه
................................
تأملته وهو يعدل لها حجابها الذي انزاح قليلا من فوق رأسها فظهرت بعض خصلاتها... كل يوم تتأكد تماما ان زوجها شخصيه مشفره مشاعره لم ولن تفهمها يوما.. تذكرت امر الاسهم التي صكها بأسمها وساعدها عدm وجود مريم لتفتح اخيرا الحديث معه
- ليه كتبت الاسهم بأسمي
تعلقت عيناه بها ثم اشاحهما بعيدا عنها
- عشان تنجحي يا ياقوت
- بس ديه فلوسك
ألتف نحوها ثانية ينظر لها فاحصا لملامحها
- وايه الفرق انتي مراتي... فلوسي هي فلوسك
واردف وهو لا يُحيد نظراته عنها
- يمكن ده يكون إثبات اني مش متجوزك لمتعتي ولا لوقت محدد
- انت ليه كده
هتفت عبـ.ـارتها وهي تشعر وكأنه يمتلكها على هواه
- بتعمل كده عشان ترجعني لقفصك تاني مش كده
ابتسم بلطف يخفى ضيقه مما نطقت به بغباء.. لطم موضع عقلها بخفه
- ده اللي العقل بيوصله ليكي ب غباء ياياقوت
كادت ترد عن وصفه لها بالغباء الا انه هتف عبـ.ـارته
- بالعكس انا عايزك تلاقي نفسك وتوصلي لحلمك... عايز مراتي تبقى ناجحه مش فاكره نفسها انها مجرد متعه بالنسبه لجوزها
ألتمعت عيناها وهي تسمعه بصمت فالحديث اعجبها و.جـ.ـعلها تشعر بنشوة العزه
- يعنى مش عايز تدخلني قفصك من تاني ياحمزه الزهدي
ضحك بخفه وهو يتأملها
- لا عايزك في قفصي بس مش عصفوره عايزك أسد ياحببتي
كانت المره الثلاثه التي يتوقف عقلها ويخفق قلبها نحو تلك الكلمه
تقدmت منهم مريم ونظرت نحو سيلين بقلق ثم إليهم
- مالك يامريم انتي تعبانه
- هو احنا ممكن نروح يابابا او نروح مكان تاني
وكأن اليوم لا يُريد ان يسير بسلام ليأتيه اتصالا وتبدلت ملامحه ناهيا ذلك الغداء الذي لم يُكتب لهم
..............................
انتهى الاجتماع الكارثي بالنسبه لها... خالد ونغم سويا في ذلك الاجتماع وزوجها المُبجل يجعلها تحضره معهما
انصرف الموظفون فنهضت هي الأخرى حتى تهرب من نظرات خالد التي لا تعرف تفسيراً لها
- رايحه فين يا استاذه
خاطبها مراد بعملية وهو يزيل نظارته الطبيه من فوق عينيه ثم اخذ يدلكهما بأرهاق
- رايحه شغلي يافنـ.ـد.م
- اتفضلي مكانك عشان في كلام لازم نخلصه
تسألت نغم وهي ترمق هناء بنظرات فاحصه تمنت داخلها ان تكون علاقتهم قد خربتها بتلك الحقيقه التي أخبرته بها
- في ايه يامراد... ايه الموضوع المهم اللي كنت عايزنا فيه انا وخالد
كان خالد يجلس فوق مقعده ببرود لا يعطي اي اشاره تُعبر عن نواياه ولا تلك المشاعر التي تغزو قلبه
- المبلغ المطلوب كام ياسيد خالد عشان عقد هناء ينتهي من عندك
ارتبكت هناء وهي تُطالع خالد الذي اعتدل في جلوسه وكأنه تفاجئ من أخبـ.ـارها له
- عقد ايه مش فاهم
ادعي الغباء لينظر مراد نحو هناء التي اتسعت عيناها مصدومه
- العشرين الف جنيه يافنـ.ـد.م ولا انت نسيت
ضحك وهو ينظر لمراد
- معقول يامراد هطلب كده من المدام بتاعتك... ده كان قبل ما اعرف انها مراتك... فحبيت انفذ الإجراءات القانونيه
صعقت هناء مما يقوله فهو كان يعلم بأنها زوجته قبل أن يُطالبها بالمبلغ هتفت بضيق تُدافع عن نفسها ونظرات نغم تدور بينهم ولكنها تعلم بأن خالد يكذب
- انت بتكدب يامستر خالد أو يمكن زي ما بتقول انك ناسي
- مش معقول بتهان من المدام وبتوصفني اني كـ.ـد.اب... اظاهر ان المدام من كتر كدبها مش عارفه تكدب في ايه ولا ايه
واردف وهو يرمقها بنظرات حاده
- مدام حضرتك للأسف يابشمهندس مراد كانت معشمه واحد من الموظفين بالجواز ومرتبه معاه كل حاجه واظاهر كان بينهم علاقه جــــســ ـديه ...
واتبع عبـ.ـارته اسفً عما تفوه به
- انا مكنتش حابب ابلغك بس الظروف حكمت يمكن المدام عايزه تتعالج من الانفصام
فجر قنبلته لينهض بعدها وخطوات نغم تتبعه بسعاده
- مراد كل ده كدب صدقني
................................
حدقت فاديه بغرفة العمليات التي دلف لها شقيقها بقلب منقبض.. ستكون هي في النهايه قـ.ـا.تله شقيقها دارت في الرواق بملامح باهته الي ان وقعت عيناها على صفا التي وقفت ترتكز بجــــســ ـدها فوق الحائط وملابسها مُلطخه بدmاء فرات
تقدmت منها بغـــضــــب أرادت ان تفرغه بها
- امشي من هنا ياوش الفقر... يارد السجون
دفعتها بقوه جعلتها تسقط فوق ارضيه المشفى تتأوه بخفوت
- ابعدي عنها
صوت مكرم صدح بعدmا رأي المشهد وأسرع بخطواته نحو صفا يمد لها يده
- صفا قومي انتي كويسه
- فرات يامكرم.. انا اللي كنت همـ.ـو.ت مش هو... ليه لازم اعيش طول حياتي وانا شايله ذنب في رقبتي... هيمـ.ـو.ت بدالي
بكت ولحظة سقوطه تمر أمام عينيها وصوت فاديه يعلو بالمكان
- انا لازم اطلب البوليس انتي السبب في مـ.ـو.ت اخويا... اكيد اجرتي حد يقــ,تــله
..............................
اندفع حمزه داخل الشقه يبحث بعينيه عن شريف
- شريف فهمني حصل ايه... وفين مراتك
- مش عارف... مش عارف
واردف يمسح على وجهه ومازال لا يستعب شئ مما حدث
- سالم الكـ.ـلـ.ـب بين الحيا والمـ.ـو.ت... والجيران شافوا ماجده وهي بتسند مها وركبة سيارة أجره كانت مستنياها... مها كانت بتنزف
لطم الحائط بكفه بقوه
- انا هتجنن اختفت فين... مرحتش الفيلا
- هتلاقيها ياشريف يمكن هي دلوقتي في المستشفى واختها مش عارفه تتصل بحد فينا
- قلبي حاسس اني فقدتها
تمتم بها شريف ليأتي احد زملائه من خلفه
- لقينا الكاميرا ديه متعلقه باين ان المجني عليه كان بيصور
................................
خرج الطبيب بعد وقت قد طال من غرفه العمليات والعرق يتصبب من فوق جبهته... نظر نحوهم فنهضت فاديه من فوق مقعدها وتأهبت صفا لسماع ما تخشاه وهي تُغمض عيناها تتمنى داخلها الا يمـ.ـو.ت
تعلقت نظرات الطبيب بهم يُخبرهم بأسف
- المريـ.ـض دخل في غيبوبه مش عارفين هيفوق منها امتى للأسف
لتتجمد عين صفا اما فاديه تهاوت فوق مقعدها لترفع عيناها لتجد احد الضباط المكلف بالقضيه يتحدث مع والد مكرم
كان الضابط على وشك الرحيل فنهضت تلحقه
- استنى ياحضرت الظابط ولا مش عايز تاخد حق اخويا
طالعها الضابط بشفقه مُعتذراً مشفقاً علي حالتها
- انا شايفه ان الوضع دلوقتي مش تمام يافنـ.ـد.م... وحق فرات بيه هيرجع اكيد وهنعرف مين اللي الضـ.ـر.ب النــــار
- القـ.ـا.تل موجود بينا
صرخت بها فاديه... لتدور بعينيها بين الجميع
- القـ.ـا.تله معانا اهي... لعبتها صح وخدعت اخويا
اتجهت يداها نحو صفا تُكمل صراخها الذي جعل الجميع ينظر إلى ما تتفوه به بصدmه
- اخويا بين الحيا والمـ.ـو.ت وهي قاعده بينا... هي القـ.ـا.تله ومعايا الدليل
- اسكتي يافاديه
صرخ بها عامر والد مكرم الذي كان يقف هو الآخر لا يستعب جنونها هذا.. فرات لم يخفى عليه اسباب كره فاديه ل صفا...
- انت مصدقها هي ومش مصدقني انا ياعامر
وتعلقت عيناها بمكرم الواقف جانب صفا يدعمها بتأثر
- شايف ياحضرت الظابط جوزها بين الحيا والمـ.ـو.ت وواقفه مع حبيبها
- أنتي اتجننتي ياست انتي
لم يعد لدي مكرم طاقه لتحمل سخافة فاديه الكل يتحملها من اجل علمهم لحبها وتعلقها بفرات ولكن جنونها أصبح فضيحه لهم
ربت عامر على كتف الضابط الواقف مُعتذراً
- انت شايف حالتها النفسيه هي مش حاسه بلي بتقوله
وبدء يشرح له وضع فاديه منذ فاجعة زوجها ثم أصابه شقيقها والحاله التي هي بها... اماء برأسه الضابط مُتفهماً وانصرف بوعد ان حق السيد فرات سيأتي ولن يتهاونوا مع القـ.ـا.تل
ابتعدت عنهم صفا جميعاً تجر اذيال خيبتها.. تهاوت بجــــســ ـدها فوق الارضيه الرطبه تهتف بقلب منفطر
- متمتش ارجوك
................................
ظلت لساعات تنتظره يتأكل القلق قلبها نحو عمها... كانت على وشك مواجهته وتبرير نفسها أمامه الا ان جاء اتصال ناديه تُخبره ان الازمه القلبيه عادت لوالده فأسرع في حمل متعلقاته الشخصيه واوصلها في طريقه للمنزل ليُسافر بعدها للعاصمه
دارت حول نفسها قليلا ثم جلست فوق الاريكه تطوي ساقيها اسفلها وتقضم اظافرها تـ.ـو.تراً... طمئنتها ناديه منذ قليلا عن حال عمها ثم اخبرتها بالمصاب الذي حدث لعائلة شقيقها
انتفضت من فوق الاريكه تلتقط هاتفها الذي كان يتأرجح منذ دقائق بين يديها صارخه
- ياقوت... نسيت ياقوت.. اه اطمن عليها وافهم منها ايه اللي حصل
كانت على وشك الضغط علي زر الاتصال لتنظر للوقت بحيره
- معقوله اتصل بيها والساعه بقت واحده صباحا
احتارت في الأمر لثواني ليقطع حيرتها صوت انفتاح الباب ودلوف مراد شقتهم يسير نحوها بأرهاق.. طالعها صامتاً وجلس يُريح جــــســ ـده يسألها
- لسا صاحيه ياهناء
- طمني عن عمي يامراد.. بقى كويس بجد
اماء برأسه مُتمتماً
- الحمدلله بقى احسن.. إرهاق شغل
- احضرلك تتعشا
نهضت لتُحضر له الطعام ولكن كفه كانت الأسبق فقبض على مرفقها بلطف
- اقعدي ياهناء عشان نتكلم ومتحاوليش تهربي مني
- والله يامراد ما بكذب عليك.. انا عارفه اني كذبت لما خبيت عنك في الأول لكن مكذبتش فأي حاجه حصلت
اطرقت عيناها نحو اصابعها المُتشابكه وسقطت دmـ.ـو.عها رغماً عنها وهى تتذكر حديث خالد عنها... الرجل الوقور الذي احترمته لم تتوقع منه تلك البشاعه واتهامه في شرفها
- اهدي ياهناء... انا مصدقك
رفعت عيناها ذهولا من تبدل حاله فمن يرى نظرته لها ذلك الوقت لا يرى هدوئه الان وتقبله لما سمع
- انت مصدقني
- اكيد مصدقك.. بس ده ميمنعش انك غلطتي من البدايه ياهناء...
اندفعت تهتف بآلم مُتذكره رفضه لها في بدايه زواجهم
- انا اه غلطت يامراد... بس كنت عايزني اعمل ايه... انت جـ.ـر.حتني اوي
لم تتحمل تدفق ذكريات ماحدث بينهم ونبذه لها وكيف كانت تتغنج له وينبذها دون رحمه والأصعب تخيله يمنح امرأه أخرى ما تمنته معه بل وكانت تحمل طفله في احشائها
- محدش مبيغلطش ياهناء بس الشاطر هو اللي بيتعلم من غلطه
تعلقت عيناها به بعد أن توقفت عن ذرف دmـ.ـو.عها
- انا اتعلمت وانتي كمان وجيه الوقت اللي نبدء في حياتنا صح
واردف بأكثر عبـ.ـاره تنتظرها المرأه دوماً
- انا واثق فيكي ياهناء... واثق في الست اللي متجوزها
ألقت نفسها بين احضانه دون شعور... يوما اسقطها للقاع وها هو اليوم يرفعها للسماء
ضمها نحوه بحب يعبئ أنفاسه برائحتها
- انا كنت بعاند عمك فيكي ياهناء... لكن لو كنت لحظتها فهمت اني كنت بعاند قدري اللي في سعادتي مكنتش فكرت اعاند
اغمض عيناه وهو يتذكر كيف تزوج جاكي عناداً بوالده صحيح كان بينهم كيمياء الجــــســ ـد ولكن ما يشعره مع التي بين احضانه شئ اخر.. شئ لا يقوده متعه فقط إنما طريق سيسيروا فيه سوياً مُتشابكين الايد الي ان يشيبوا معاً
- بحبك اوي يامراد
دفنت وجهها بصدره حتى تُداري خجلها فلسانها الأحمق اسرع في نطق الكلمه التي كانت تحلم بها طويلا ان تخبره بها
- وانا بحبك ياهناء ويمكن لأول مره حقيقي احب
رفع وجهها الذي تخضب بدmاء الخجل وابتسم علي نظراتها الهاربه من اسر عينيه
انحني صوبها ينهال مما حرم نفسه منه بغباءه.. كانت مستمتعه الا ان قلبها انتفض فأنتفض معه جــــســ ـدها
- مراد احنا قولنا ان في فتره خطوبه وهتعملي فرح من تاني وشهر...
لم يمهلها ان تُكمل باقي ما اتفقوا عليه
- خلينا نبدء بالعكس ياهناء
- مراد
تمتمت اسمه مره تلو الأخرى ولم تشعر الا وهي تغفو فوق صدره كالقطه وهو يبتسم... لقد طالت اللحظه ولكن في النهايه اكتملوا معاً
أودع قبلة حانيه فوق جبينها واغمض عيناه يتنفس براحه ممزوجة بسعادته فالاكتمال لم يكن بالرغبه وحدها إنما كانت هناك متعه من نوع آخر
...............................
أغلق الباب خلفه بهدوء بعد أن قضى ساعات طويله في غرفة مكتبه يُتابع بعض الاتصالات مع رجـ.ـاله لعلا يجدوهم ولكن مها وشقيقتها وكأنهم حكبات ملح ذابت في كأس ماء
تعلقت عيناه بها وهي نائمه في الغرفه التي قضوا من قبل ليلتهم بها بالفيلا... شعرت بوجوده ففتحت عيناها الناعسه تداعبهما بكفيها
- لقيتوها
حرك رأسه بأجابة مُختصره.. فأطرقت عيناها اسفاً لما حدث
- ان شاء الله هتلقوهم
تمتم بخفوت وإرهاق يصحب جــــســ ـده
- ان شاء الله
تأملته بأشفاق لما هو فيه عائله كبيره يحمل هو أمورهم وحده وكأنه جبلاً لا يسقط او ينحني
انحني يزيل عن اقدامه حذائه فأسرعت تهبط من فوق الفراش تزيلهما عنه
- قومي يا ياقوت... متعمليش كده تاني
- وفيها ايه انا شيفاك تعبان ومش قادر توطي ضهرك
لم تكتفي بفعل هذا بل وقفت تزيل عنه سترته ثم قميصه لأول مره لا تشعر بالخجل مما تفعل لأول مره تشعر انها امرأته وانها من حرمت نفسها من حقها فيه... هي تعلم انه يمنح بسخاء ولكن هي من ظلت صامته عن حقها تتقبل اي شئ بهدوء
كان يُطالعها بنظرات صامته حتى أصبح لم يتبقى الا ازاله قميصه عن جــــســ ـده بعدmا فكت ازراره
- ادخل خد حمام دافي لحد ما اخرجلك هدومك
نهض بأنصياع وسار نحو المرحاض ولكنه توقف ليعود النظر إليها فهى مازالت بملابس الصباح
- خدي حاجه من هدومي وغيري هدومك شكلك مش مرتاحه في الهدوم ديه .. وابقى سيبي ليكي هدوم هنا بعد كده
- حاضر
اماءت برأسها وهي تُتمتم كلمـ.ـا.تها... أبدلت ثيابها فلم تعد تتحمل ارتدائها لو كانت ندي هنا لاخذت منها شيئا ولكن لا ندي ومها هنا ومريم منذ أن اوصلهم حمزه قبل ذهابه لشريف دلفت لغرفتها ولم تخرج منها
كان قميص قطني له جعلها تبدو كالفأر فيه... تميل اكتافه فوق كتفيها.. صوت انغلاق الماء نبهها فألتقطت منامته.. فبعض ثيابه يحتفظ بهم هنا
- حمزه الهدوم
وضعت منامته فوق الخزانه القابعه بدورة المياه وخرجت تشعر بالتـ.ـو.تر ... طرقات فوق الباب جعلتها تتعجب من قدوم احد الخدm اليهم ذلك الوقت تسألت من خلف الباب
- مين
تمتمت مريم بحنق
- انا مريم
فتحت سريعا لها الباب ولم تُفكر في نظرة مريم لها عنـ.ـد.ما تراها بتلك الهيئه في ملابس حمزه... حملقت بها مريم لكنها أسرعت تسألها بحب
- أنتي كويسه ياحببتي... متقلقيش هنلاقي مها
انتبهت على نظرات مريم الفاحصه لتخجل من اسراعها في فتح الباب وهي هكذا ولكن ماذا كانت ستفعل اذا تأخرت عن فتح الباب ستظن ان هناك شئ يحدث وهي في غنى ان تفسر شئ خاطئ فما ترتديه ليس إلا بالنسبه لجــــســ ـدها ثوب قصير مُضحك مُهلهل
- بابا فين
رمقتها مريم بحقد وهي تبحث بعينيها عن حمزه.. لتقع عيناها عليه وهو يخرج من المرحاض يُجفف خصلاته بالمنشفه.. ركضت نحوه
- بابا هنلاقي مها صح
تأملها حمزه بحنو يربت فوق خدها
- ان شاء الله هنلاقيها... ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي
سقطت دmـ.ـو.عها اشتياقً الي والدتها
- ماما وحـ.ـشـ.ـتني اوي لو كانت هنا كانت اخدتني انا وشريف في حـ.ـضـ.ـنها
اطرقت ياقوت عيناها وانسحبت لركن بعيد تُدراي دmـ.ـو.عها يُتم مريم يُذكرها باليتم الذي عاشته ووالديها على قيد الحياه
- ماما في مكان احسن من هنا يامريم... مش قولنا كل ما نفتكرها ندعيلها
- انا مش بنساها يابابا
واردفت بسؤال اردات ان يُريحها ولا يجعل تلك الواقفه تشعر بالنصر اكثر من ذلك
- وانت كمان منستهاش صح يابابا
انتظرت اجابته التي رغبة بها ولم يبخل عنها فهو لم ينسى سوسن ولن ينساها.. فأمرأه مثلها لا تُنسى
- ماما متنسيش يامريم...
اشرقت ملامحها وغادرت بعدها فالنعاس بدء ينتابها... اغلقت الباب خلفها وقد اطمئنت وزال خــــوفها
- اوعي تكوني زعلتي ياياقوت
نفت برأسها تنظر نحو قدmيها الصغيرتين
- انا مبزعلش من مريم انا مقدره اللي هي فيه... لكن انا كنت وقفت الكلمه على طرفي شفتيها
- لكن ايه ياياقوت
- كنت بزعل منك انت
نطقت ردها بسرعه وعفويه... فرغم ما به وما يشغل عقله الا انه ابتسم
- لينا كلام كتير اوي بينا... بس مشكله شريف تتحل
وتعمق في النظر إليها يتأمل هيئتها العابثه
- تعالي ننام لاني محتاج انام على أقل ساعتين
مرت نصف ساعه وكل منهما ممدد فوق الفراش تنام على جانبها تُعطيه ظهرها وهو نائم مسطح فوق ظهره يُفكر في وعده لشريف بأن يجد له زوجته..تذكر جنونه وهو يرى الحقير سالم يُحاول النيل من زوجته
اتعبه عقله من شـ.ـدة التفكير فألتف بجــــســ ـده نحوها يُقرب المسافه بينهم حتى تلامست اجسادهم
ضمها نحوه يُلامس موضع طفليه ولم يكن الي الان يعلم الا انه طفلا واحداً... أغلق جفنيه يستشعر بالنوم يشعر بدفئها فوق جــــســ ـده
................................
صباحا كان جديدا ومختلف علي الجميع
استيقظت هناء تتثاءب ونهضت مفزوعة من فوق الفراش
- يامراد الشغل اتأخرنا
توقف مراد على اعتاب الغرفه وهو يحمل صنيه الإفطار لها فور ان سمع صوتها الصارخ تجمد في وقفته
- شغل ايه والنهارده صباحيتنا...
تأملت الفراش ثم هيئتها بالثوب القصير لتتسع عيناها وعادت مقتطفات الليله الماضيه تمر أمامها... لمساته واسفه ومشاعر أخرى جعلت وجهها يتخضب بالخجل
اقترب منها بعدmا وضع صنيه الطعام جانبا وعيناه تنتقل فوق جــــســ ـدها
- مش معقول ياهناء اهم ليله تنسيها.. ديه المفروض تتحفر في الذاكره
- بس بقى
دفعته عنها وهي تهتف عبـ.ـارتها الخجوله واسرعت بأخفاء عيناها بكفيها
- بس ايه... عمك علي فكره عايز حفيد ده كان طلبه عشان يخف ويبقى حديد
ألقى عبـ.ـارته بمكر وفي اللحظه التي حررت عيناها من أسر كفيها كان يأسرها بذراعيه يغمز لها وقبل ان تصرخ طالبه بتحريرها ... كانت تغرق معه في عالمهم الذي طال انتظاره
...............................
فتح نور الدين عيناه يبحث عن جين... أصبح غيابها ليلا عنه يكثر تُخبره بحجج يتقبلها دون شك
جذب مقعده المتحرك وتأهب في تمرير جــــســ ـده من فوق الفراش لمقعده... جلس اخيرا فوق مقعده ليسير خارج الغرفه مُتجها عبر المصعد الذي يضمه القصر... بحث عنها في الجزء السفلى ولكن لا شئ ولا صوت يسمعه... خرج للحديقة ينظر حوله لتتجمد يداه فوق مقعده.. حارسه يسحب زوجته للغرفه بعدmا تحررت من اسر شفتيه حتى تغادر ولكن ابي ان يتركها ليعود لجذبها ثانيه لغرفته ثم انغلاق الباب.. اندفع بمقعده نحو الغرفه البعيده بعض الشئ... ليقف عند تلك الشرفه التي لم يكن الستار منسدلا عليها.. عاريان بين احضان بعضهم وهو ينظر بأعين مُتحجره لم يستطع إخراج صوته.. حاول النهوض ولكن قدmاه خذلته كالعاده وقد تشارك معهم جــــســ ـده بالكامل فسقط لا يشعر بشئ الا الظلام
................................
ابتعد سهيل عن سماح يلتقط قميصه يشعر بالاختناق فهناك شئ جثم فوق قلبه
دارت جــــســ ـدها بمئزرها ونهضت من فوق الفراش تسأله
- سهيل
- اسف سماح لم اقصد
تمتم عبـ.ـارته حتى لا تفسر ابتعاده عنها بشئ خاطئ... ربتت فوق كتفه تشعر بالقلق فمنذ ساعات كان يُضحكها ويثرثرون ويتلاعبون حتى انها رأت رجلا اخر لم تكن تتوقعه
سهيل الطفل وليس ذلك الفظ
- مابك سهيل
ألتقط أنفاسه ببطئ
- أشعر بالاختناق سماح لا أعرف السبب
ألتقطت كفه وسحبته نحو الفراش ثانيه لتضمه بعدها بحنان.. حنان افتقده منذ زمن... افتقده من اول امرأه رأتها عيناه " والدته"
.........................
كانت تركض خلف طفلا.. كانت روحها هي من تركض.. توقفت عن الركوض لتجد فرات يقف أمامها يحمل طفله صغيره تُشبهها بأعينها الزرقاء ويبتسم لها
فتحت عيناها وانفاسها تتسارع...ألتقطت كأس الماء الذي كان على مقربه منها لترتشفه دفعه واحده
ظلت الساعات الباقيه من الليل مُستيقظه لتدلف فاديه للغرفه تنظر لاركانها
- أنتي ايه معندكيش دm... امشي من هنا.... اخويا بسببك بين الحيا والمـ.ـو.ت ياوش النحس
- أنتي ليه بتعملى كده... ليه بتتهميني بالظلم
- وكمان بقى يطلعلك صوت
لم تتحمل صفا سبها واتهامها المتواصل...ضمت بطنها بذراعيها تحمي طفلها
- مش همشي من هنا غير لما صاحب البيت بنفسه يرجع ويمشيني
اشتعلت نيران الغـــضــــب بأعين فاديه واسرعت في جذب ذراعها تدفعها
- صاحب البيت بنفسه بكره يخرج ويطردك... مش كفايه سيرتنا بقت في الجرايد وكل شئ اتفضح بأصلك اللي يعر... بره يلا
لم تتزحزح صفا من مكانها فهى لن ترحل الا حين تتبرئ من ذنبه ويعود لمنزله سالما فالرصاصه كانت لها ولولا تلقيها بدلا عنها لكانت هي الآن مكانه وكانت رحبت بالمـ.ـو.ت
- قولتلك مش همشي
صرخت فاديه بحقد
- يامحمود يا على
اندفع الحارسان للداخل فور صراخها بأسمهما وكأنهم كانوا على استعداد لاوامر سيدتهم
وخرجت مسحوبه تصرخ بأسمه لأول مره استنجاداً ولكن فأين هو
- فرات.. فرات
...............................
تعلقت عين هاشم بها وهو يهبط من سيارته... وقفت تلتقط عُلب الحلوى من الفتى الصغير الذي يبيعها وقد صنعتها والدته من أجل أن يجدوا دخلا من المال
اعطته ياقوت المال بعد أن منحها العُلب... رأت ابتسامته فأبتسمت
- كده العلب ديه بقى هديه مني ليك
اعترض الصغير مافعلته بعزه نفس
- لا يا ابله انا مش بشحت
اعجبتها عبـ.ـارته فوقفت تُفكر بحل سريع لتبتسم اليه
- طب ايه رأيك تساعدني ابيعهم ونتقاسم الفلوس النص بالنص
فكر الصغير قليلا وأماء برأسه
- موافق
- اللي هيبيع اكتر هياخد فلوس اكتر
لم يكن هاشم يفهم ما يدور الا عنـ.ـد.ما دلفت به الشركه وأخذت تغمز للموظفين حتى يشتروا منه هو وليست هي
لم تبيع الا علبه واحده وكانت من نصيب هاشم الذي ابتسم حينا اعطتها له
ولأول مره تقوده مشاعره لفكر اخر بها
..............................
اللحظه التي تلقى فيها حمزه الاتصال كان شريف معه ينتظر رد من طرف اخر مُكلف بالبحث
- بتقول ايه.. فين... مستشفى ايه
ارتجف جــــســ ـد شريف وشهاب الذي كان يقف بجانب حمزه
- مها حصلها حاجه
تعلقت أعين حمزه به بأسف
- اختها مـ.ـا.تت
- ومها يا حمزه!
↚
ركض بلهفه بالرواق في المشفى يتبعه كل من حمزه وشهاب بخطوات سريعه... لا اجابه حصلوا عليها من المشفى الا مـ.ـو.ت ماجده وافاقه مها منذ ساعات
كان الطبيب يقف يُعاينها وهي تنظر إليه لا تتذكر شئ.. ابتعد الطبيب عنها بعدmا فحص مؤشراتها الحيويه يسألها
- مش فاكره اي حاجه حتى اسمك
نفت مها برأسها تُطالع الاضاءه بأعين مشوشه لا تتحمل الرؤيه وكأنها كانت في الظلام منذ زمن
اندفاع شريف داخل الغرفه جعل الطبيب ينظر اليه بريبه على دلوفه بتلك الطريقه ولكن فور ان هتف اسمها صمت عن توبيخه
- مها
تعلقت عيناه بها كما تعلقت عيناها مع خطواته ولهفته.. جذبها لاحضانه ناسياً حالتها والآلام التي تصحب جــــســ ـدها ولولا المسكن الذي وضع لها منذ دقائق لكانت صرخت من كسورها
- مها.. الحمدلله انك بخير ياحببتي
هتف اسمها بلوعة ولهفه يأسرها بين ذراعيه اغمض عيناه وهو يتخيل لو كان فقدها نفض الفكره من خياله وظل يبثها شوقه ولكن تخشبها بين ذراعيه جعله يبتعد عنها
- مالك ياحببتي
تعلقت عين مها بالطبيب تسأله بتعب قبل أن تغمض عيناها وتغفو من أثر المسكن
- مين ده
شل سؤالها كامل جــــســ ـده... كما شلت حركت عيناها نحو الطبيب فكيف لزوجته تعرف اتجاه الطبيب وتُحادثه
- هو في ايه مالها مراتي
هتف بصراخ فزفر الطبيب أنفاسه قاطبا حاجبيه بضيق
- ما لو حضرتك انتهبت اني بناديك من ساعه مادخلت عشان نخرج بره غرفتها واكلمك على انفراد كنت فهمت
- فهمت ايه..
واردف مُستفهما يكاد يُجن مما يشعر به
- مراتي مش فكراني... مها فاقده البصر ازاي شيفاك وشيفاني
- مدام حضرتك فاقده الذاكره... وبالنسبه انها فاقده البصر فأظاهر ان الحادثه زي ما اخدت منها حاجه اديتها نعمه تانيه.. علمياً بنعتبرها معجزه الاهيه
عند نطق الطبيب حديثه كان حمزه وشهاب يقفوا متخشبين مما يسمع " مها فقدت الجنين وذاكرتها ولا تتذكر شريف.. واصبحت مُبصره "
.............................
وقف يتأمل شقيقه من خلف زجاج غرفته بالمشفى بقلب يفطر من الآلم لا يُصدق الي الان ما اخبره به الطبيب لم يعد شقيقه قعيداً فقط بل لم يعد قادر عن الكلام والشلل اصاب جــــســ ـده بأكمله
زفرة طويله مثقله خرجت من بين شفتيه ثم اغمض عيناه بقوه يلوم نفسه على تركه بالقصر بمفرده والتمتع بحياته بعيدا عنه
فالخدm وجدوا شقيقه في الحديقه منبطح أرضاً ولا احد يعرف اسباب وجوده بالحديقة ذلك الوقت
شعر بيد تربت على كتفه وهمس خافت
- سيكون بخير سهيل
ألتف نحوها بنظرات بـ.ـارده قــ,تــلتها وكأن سهيل القديم قد عاد.. خشت ان تكون ماعاشته معه هذه الأيام مجرد وهم وسيزول وينطفئ ابتلعت لعابها حتى تتجاوز أفكارها
- اجلس قليلا سهيل.. ساقك مازالت تؤلمك والوقوف...
لم يُمهلها لتُكمل عبـ.ـارتها
- انا بخير...
هاتفها برد مُقتضب ليردف بعدmا عاد يُطالع شقيقه
- السائق ينتظرك بالخارج سماح اذهبي معه
طالعته طويلا وقد شحبت ملامحها ذلك الآلم الذي قــ,تــلته منذ زمن داخلها عاد ينغرس ثانية بقلبها.. انسحبت بهدوء من جانبه ولكن لما تُغادر المشفى
................................
مسدت كتفيه بحنو تشفق عليه عما حدث لهم من مصاب...
كان غارق في أفكاره...
الصحف لم تتهاون في عدm ذكر اسم العائله والعبث وراء اسمه وحياته القديمه
خرج صوت ناديه بدعم
- مالك ياحمزه مها والحمدلله عرفنا مكانها وبكره ذاكرتها ترجعلها ... والصحفي ده فؤاد هيتعامل معاه عشان يكون عبره لأي حد يفكر يتكلم عن العيله كمان ويفتحوا الدفاتر عنك
واردفت بغـــضــــب
- هما ناسين انت مين
رفع عيناه نحوها ولكن فضل الصمت فما أصبح يحتاجه الان هو الراحه
تنهدت وعادت تمسد فوق اكتافه بحنو مُسترسله في حديثها
- مش آن الأوان تعيش انت وياقوت هنا..هتفضل لحد امتى هنا وهناك
لم ينتظر ان تسترسل في حديثها اكثر
- البيت ده بيت سوسن ومن بعدها بيت ولادها ياناديه...
- بس ياحمزه
وعنـ.ـد.ما رأت عدm رغبته في الحديث..قررت المغادره وتركه بمفرده لتتذكر تجنب ياقوت لها ونظراتها اللائمه
- حاول تفهم ياقوت اني كنت بعمل كده لمصلحتها..
واردفت ساخره وهي تلتف نحوه ثانيه
- مراتك بقت شيفاني الساحره الشريره
ابتسم لتشبيه شقيقته.. ف شقيقته ب كحلها الأسود ونظرتها الحاده التي تُطالعه الأن ماهي الا بالفعل تجسيد للساحره
- ياقوت طيبه ياناديه وهتنسي.. هي كرمتها مجروحه مننا
وتنهد وهو يتذكر ما جنته من تلك الزيجه
- انا ظلمت ياقوت معايا كتير... ذنبها ايه تتحمل راجـ.ـل زي حموله وهمومه كتيره
- انت زين الرجـ.ـال ياحبيبي اوعي تقول كده
وعادت اليه تضمه نحوها بحنان... كانت تريد تزويجه لسعادته ولكن أين السعاده التي حصدها شقيقها فقد زادت اعباءه وعليه ارضاء الجميع
- انت اللي حارم نفسك من الحياه ياحمزه. خليك لمره اناني واعمل الحاجه اللي هتريحك...
- والامانه اللي في رقبتي ياناديه تفتكري ينفع اتخلى عن عيتلي..الانانيه متنفعش لواحد زي
ساد الصمت بينهم بعدm باح بما يعتليه صدره ... حدقت به ناديه ولم تعرف ما ستقوله له فأتخذت يداها طريقهما نحو وجنتيه تمسح عليهم برفق وكأنها تُخبره هكذا انها معه دوما
خرجت من غرفته حزينه تعلقت عيناها ب ياقوت وانصرفت بعدها نادmه لتدخلها بحياه شقيقها
وقفت ياقوت تُطالع خطواتها وعادت تنظر نحو باب مكتبه
لم تدلف له وإنما صعدت للغرفه المقيمان بها في الفيلا حتى تهدء الأمور ويعود كل شئ لوضعه
...............................
دلف للغرفه بملامح مرهقه يحمل سترته فوق كتفه... تركت ما كانت تُطالعه عبر الهاتف وقد كانت بعض الفيديوهات الاجنبيه عن التصميم تتعلم منها لتزيد خبرتها
- الصداع خف ياحمزه
نفي برأسه واقترب من الفراش يجلس على الطرف الآخر منه
- هبقي كويس يا ياقوت متقلقيش
اجابته بعفويه واشفاق حمله قلبها له
- لو مقلقتش عليك هقلق على مين
تعلقت عيناه بها وقبل ان ينطق بكلمه كانت تقترب منه أكثر ورفعت كفيها تُدلك له جبهته ببطئ... شعور جميل رغم آلم رأسه كان يخترقه.. انفاسها كانت تلفح وجهه بدفئ فأغمض عيناه تاركا لروحه متعة هذا الشعور
غفى ولكن عنـ.ـد.ما اخذت تُبدل له ملابسه كان يشعر بحركة اناملها فوق جــــســ ـده... ارهقها الأمر ولكن في النهايه ادت دورها وكلام ناديه معه الليله يخترق قلبها وعقلها... لم تنتبه له وهو يفتح عيناه يُطالع ثبوت عيناها الشارده فوقه
- ياقوت
تمتم اسمها ومجرد ان انتبهت له كان يجذبها اليه فسقطت بين احضانه
- شكرا انك معايا في الأيام ديه ونسيتي مشاكلنا
- انا معملتش حاجه عشان تشكرني
هتفت عبـ.ـارتها بعدmا فاقت من شرودها
- جيه الوقت اللي احرر قلبي من كبريائه
كانت عيناه تلمع بوميض غريب لم تعرف له معنى من قبل... طالعها لثواني الي ان تحرر كل شئ داخله
- بحبك... واتجوزتك عشان قلب حمزه الزهدي مدقش تاني بعد ما مـ.ـا.ت مع الماضي غير ليكي
والكلمه كانت لها صدى اخر داخل قلبها الذي سكن ثم عاد يخفق بقوه وعيناها ظلت متعلقه بعينيه
- انت قولت ايه
لم يكن ينتظر منها ذلك الرد ولكن ابتسم وأعاد كلمته واقترب منها اكثر حتى اختلطت أنفاسهم
- بحبك
أعاد الكلمه لمرات عديده وهو يغمرها بعاطفة حبه
- ليه قولتها دلوقتي
أخرجت سؤالها بصعوبه من دوامة عشقه... ليبتعد عنها مُحدقاً بها
- مش عايزك تضيعي مني ياياقوت
...................................
تأملته وهو يطعمها لا تُصدق الي الان انها زوجته.. هل هي زوجة هذا الوسيم.. ابتسمت مما جعله ينظر لها بغرابه
- يارب ديما اشوفك بتبتسمي يامها
تخضبت وجنتاها كأنها طفله صغيره واطرقت عيناها نحو طبقها
- بصيلي يامها
نفت برأسها مما جعله يشعر بشعور مؤلم رغم انها تقبلته كزوج الا ان قلبه يـ.ـؤ.لمه كأن القدر يخبره ان الدور اتي عليه حتى يدفع ضريبه نيلها بسهوله
شرد فيما اخبره به الطبيب عن حالتها وما يجب فعله الايام القادmه.. ف مها قضت لسنوات طويله في عتمة الظلام والان فتحت الاضواء حولها واصبحت كطفل صغير مبهور بما يُحيطه.. كما أن فقد ذاكرتها له أثر كبير علي حياتهم
- هو انا ماليش اهل ياشريف
فاق من شروده عن سؤالها فأزدرد لعابه بصعوبه وارتبك وهو يُطالع نظرتها البريئه اليه يخفى عنها الحقيقه ثانية غارقاً في كذبته
- لا يامها
زمت شفتيها بعبوس فالاجابه لم تروق لها
- طب اتجوزنا ازاي
لم يخلصه من حصار اسئلتها الا دلوف الطبيب يسأل بأبتسامه هادئه عن صحتها اليوم
..................................
تعلقت عين عامر ومكرم بها وهي تهبط الدرج تخفض عيناها بحرج.. منذ أن طردتها فاديه وهم يستضيفوها في منزلهم من حسن حظها ان في اللحظه التي طردتها فاديه من منزل شقيقها كان مكرم قادm اليهم... تعلقت عيناها بعين عامر الذي اطوي الجريده واخذ يرتشف من كأس الشاي خاصته
عامر قالها لها بصراحه ان ضيافته لها في بيته ماهي الا لأجل فرات الي ان يفيق من غيبوبته..
- تعالي ياصفا... الفطار هيبرد
هتف بها مكرم بوجه بشوش مما جعل عامر ينظر اليه بمقت
اقتربت منهما تهمس بخجل تشعر وكأنها ضيفه ثقيله بهذا البيت
- صباح الخير
جلست بتـ.ـو.تر وألتفت نحو عامر تسأله
- هو انا ممكن ازوره
لم يرفع عامر عيناه نحوها لكن مكرم نظر الي والده منتظراً رده عليها
- الأفضل متروحيش... الوضع في المستشفى متـ.ـو.تر والصحافه مستنيه اي خبر تنشره وعيله فرات عيله كبيره ومحدش كان عارف بجوازكم.. فأظن انك تبقى بعيد افضل ليكي ولفرات واسمه
طـــعـــنها حديث عامر رغم حقيقته المؤلمه الا انها حقيقه... لن تنسى حقيقتها... طرقت عيناها نحو طبق الطعام ليهتف مكرم بضيق عما قاله والده
- ايه اللي بتقولوا ده يابابا... انت عارف ان صفا مظلومه
- الناس متعرفش كده يامكرم...وحفاظً على اسم فرات لازم تفضل بعيد عنه
هتف عامر عبـ.ـارته التي جعلت تلك الجالسه تقبض بيديها فوق قماش ثوبها .. رنين هاتف مكرم ثم هتافه بأسم المتصله بملل جعل عامر يهتف بحزم
- رد على مراتك
زفر مكرم انفاسه حانقاً من تسلط والده الذي أصر يعقد قرانه علي ابنه شريكه حتى يضمن بعده الكامل عن صفا... نهض من فوق مقعده يُجيب عليها لتتعلق عين عامر بصفا
- وجودك هنا مينفعش وانتي عارفه السبب
عبـ.ـارته أضافت ندبه أخرى لندوبها ولكن كان أفضل قرار لها... اهتمام مكرم المتزايد بها يزيد شكوك عامر منها
- انا كنت ماشيه النهارده متقلقش ياعامر بيه
- جميل... كويس انك بقيتي متفهمه ياصفا وشخصيتك القديمه نضفها السـ.ـجـ.ـن
انطفئت عيناها ولكن هتفت بكـبـــــريـاء
- الإنسان بيتولد احيانا من جديد
- سامحيني ياصفا على كلامي بس انا راجـ.ـل صريح.. وكأب خايف على ابني
واردف بعمليه وهو يعتدل في جلسته الوقوره
- انا لسا عندي وعدي انتي في حمايتي لحد ما فرات يقوم بالسلامه بس بعيد عن بيتي... هاخدك شقة جدة مكرم تعيشي فيها لحد ما نشوف ايه اللي هيحصل
..................................
دلفت سمر غرفة مكتبه تحمل فنجان قهوته لتتفاجئ بالضيف الذي يجلس معه وشهاب يجلس بحنق وكأنه لا يطيق ذلك الجالس... معتصم احد أصدقائه القداما وهو احد اسباب انحرافه ولهوه لبعض الوقت
لم تراه سمر حينا دلوفه لغرفة شهاب لأنها لم تكن جالسه خلف مكتبها انما كانت تُحضر تلك القهوه وداخلها الامل ان تحصل على ما دفعت ثمنه
- حطي القهوه ياسمر واطلبي قهوه لأستاذ معتصم لحد ما نشوف سبب الزياره السعيده
قالها شهاب وهو يشك في زياره صديقه القديم... ليضحك معتصم بصفاقه
- وتعملي لي قهوه ...اما في قهوه اهي
ونهض يلتقط فنجان القهوه من سمر الذي تقدmت به بخطوات مرتبكه من مكتب شهاب حتى تضعه أمامه.. شهقت بفزع وهي ترى معتصم يرتشف فنجان القهوه
- اعملي بقى فنجان تاني لمديرك ياحلوه
عيناها اتسعت ذهولا مما حدث وتخشبت اقدامها دون حركه تُطالع فنجان القهوه الذي يرتشفه معتصم وارتوي دmاءه به
...................................
دقت نغم بالقلم بعنف فوق سطح مكتبها كلما تذكرت رحله سفره... مازالت صدى عبـ.ـارته تقتحم مخيلتها فعنـ.ـد.ما تسألت عن سبب تلك الرحله أجابها
" رحله شهر عسل يانغم "
لم تشعر بقدوم خالد غرفتها عنـ.ـد.ما ألتقط عيناها به هتفت
- سافروا ياخالد... اللي عملناه مخربش حياتهم
تجمدت ملامح خالد ولكن جاهد ان يظهر لامبالاته رغم الغيره التي تنهش قلبه... فهو أمام نغم مافعله مع هناء من أجل مساعدتها لا أكثر حتى تتقرب من مراد ولكن السر الآخر كان مخفي
- قولي حل تاني ياخالد ارجوك... ساعدني انا بحبه اوي محبتش راجـ.ـل قد ما حبيته
تعلقت به نغم باكيه كطفله صغيره مُتشبثه بوالدها حتى يجلب لها لعبتها
- اهدي يانغم... وهنلاقي حل
والحل لم يكن لها وحدها إنما له أيضا
...............................
وقفت جين تستمع لتحذيرات الطبيب لهم بعد أن عاد نورالدين لمنزله واعد له سهيل كل سُبل الراحه... كانت نظرات نورالدين قـ.ـا.تله كلما ألتقت عيناهم... أنهى الطبيب تعليمـ.ـا.ته وانصرف بعدها مُخبراً لهم انه سيبعث إحدى الممرضات غداً لمتابعه حالته
ارتبكت جين من نظرات نورالدين اما سماح اقتربت منه تُخبره
- سأعد لك حساء ساخن.. مارأيك
رفض نورالدين برأسه تحركت شفتيه وهو يجاهد ان يصـ.ـر.خ حتى تخرج جين من الغرفه ولكن عجزه منعه
انتظرت جين دلوف سهيل مجدداً حتى تفجر قنبلتها أمامهم وتحرق قلب سهيل
- اريد ان اخبركم خبر سيسعدكم جميعاً
أنتبه الجميع إليها ليقع ماقالته كالصاعقه
- انا حامل
واقتربت من نورالدين تمسك يده وقد نفر من لمستها ولكن لم يستطع نفض يدها عنه
- سيصبح لدينا طفل حبيبي
.............................
انهت مريم حديثها مع رؤى عبر الهاتف سريعاً عند دلوف ندي إليها
- بتعملي ايه يامريم... مالك بقيتي تقعدي اغلب الوقت لوحدك في اوضتك
ابتعدت مريم عن نظراتها وألتفت حولها تلتقط احد الكتب الادبيه التي كانت تعشق قرائتها
- أنتي عارفه السبب... اه بتجنب اعمل مشاكل مع اللي اسمها ياقوت
- مريم وجود ياقوت وسطنا بقى حقيقه... وانا مش شايفه انها اخدت حمزه مننا بالعكس هي بتحاول تقرب وتبقى وسطنا
ارتباك مريم من الرسائل التي تبعثها لها رؤى جعلها تنهي تلك المناقشه سريعاً
- مدام هي بعيده عني خلاص
وألتقطت هاتفها من فوق مكتبها الوردي
- انا هنزل الجنينه اقرء شويه
أسرعت بخطواتها تحت نظرات ندي التي اخذت تُطالعها بقله حيله
- ربنا يهديكي يامريم
فتحت مريم الرسائل بلهفة لتجد الرسائل التي بعثها وليد ل رؤى يُخبرها مدى إعجابه بها منذ أن صفعته وكانت رؤى هي المرسال
فالكلام الذي اخبرتها به رؤى مثل ما كتبه وليد وأخذته رؤى نسخ بالصوره حتى تُصدقها
.............................
دلف للشركه التي تعمل بها بخطوات سريعه بعدmا ردت عليه احدهن تخبره ان ياقوت سقطت مغشيه عليها بالشركه
اتجها لغرفه هاشم فهو هاتفه حتى يطمئنه عليها فأخبرها انها بغرفه مكتبه وبخير
تجمدت عيناه وهو يرى هاشم يسند ظهره علي احد المقاعد ويعقد ساعديه امام صدره يُمازحها بلطف فتبتسم هي بخجل وترتشف من كأس العصير ببطئ
- بس انتي شخصيه نادره يا ياقوت
وصمت لثواني ليهتف دون أن يُلاحظ وجود ذلك الواقف على اعتاب الغرفه يسمعهم
- حمزه محظوظ بيكي
↚
- اكيد انا محظوظ ياهاشم
نظراته التي اتخذت طريقها نحوها جعلتها تشعر بالهلع... فنهضت من فوق الاريكه تنظر إلى اقتراب خطواته منها.. أما هاشم وقف مُرتبكاً يظن ان حمزه فسر مدحه لزوجته بشئ اخر
تـ.ـو.ترت وهو يُحاوط وجهها بكفيه ورغم غـــضــــبه الذي تراه فوق ملامحه الا انه تجاوز كل شئ يسألها عن حالها
- بقيتي كويسه دلوقتي... ايه اللي حصل
- مجرد إغماء بسبب قله الاكل
أجاب هاشم بدلا عنها مما جعله يلتف نحوه
- شكرا ياهاشم... يلا يا ياقوت
اماءت برأسها لا تجد كلاماً تتحدث به... ألتقط هو حقيبتها الموضوعه فوق الطاوله واحتضن خصرها يسير بها تحت نظرات هاشم الذي وقف يمسح أسفل ذقنه من ردت فعل حمزه
دلفت للسياره تنظر نحوه وهو يجلس خلف عجله القياده
- احنا رايحين فين
- المستشفى ياياقوت عشان اطمن عليكي... وبعد كده هحضر معاكي متابعتك عشان اشوف اذا كنتي بتلتزمي بالتعليمـ.ـا.ت ولا لاء
- ياحمزه انا كويسه ومستر هاشم جابلي دكتور وطمنا
احتقن وجهه وهو يسمع اسم هاشم ورمقها مُصرا على ما يرغب فعله
- ممكن متجدلنيش
- صدقني ياحمزه انا كويسه واوعدك ههتم بصحتي
رمقها لثواني ثم عاد يُطالع الطريق
- ياقوت مش عايز احط حملك قصاد بدايه طريقك في حلمك...
افزعها تهديده فتعلقت عيناها به برجاء فعملها وما تشعر به الآن كان بدايه لاخراجها من قوقعة عاشت بها لسنوات
- تقصد أن انا ممكن اسيب شغلي
- في أولويات في حياتنا يا ياقوت وصحتك وراحتك عندي هي الاولويه عندي
واردف وهو يبطئ قليلا من سرعه سيارته
- قولتلك مش هحرمك لأي نجاح ليكي او من حاجه أنتي بتحبيها
لمعت عيناها بأبتسامه واسعه ومدت كفها نحو ذراعه تمسده
- انا فرحانه اووي.. حاسه ان قلبي بيرقص
تعجب من تشبيهها فلا شئ قاله يستحق فرحتها هذه انها حق من حقوقها.. أراد التلاعب معها فتمتم
- فرحتي عشان اطمنتي اني مش هبقي راجـ.ـل ديكتاتور وهقولك سيبي فرحتك بنجاحك
- فرحانه بسبب كلامك.. فرحانه عشان لقيت منك اللي كنت بتمناه طول عمري
هتفت عبـ.ـارتها بتلقائيه ناعمه واردفت وهي شارده بذهنها
- انا عمري ما كان حلمي النجاح في شغل اد ماكان حلمي في بيت وعيله... زوج يكون هو وطني وولاد حوليا اربيهم واعيشهم زي ما اتمنيت اعيش
توقفت السياره عند إشارة المرور ليمر الناس أمام عينيها
- تعرف ابسط أحلامي كانت اكون بـ.ـنت زي باقي اصحابها
سقطت دmعه تحمل آلام سنين وهي تتذكر بعض من زميلاتها وسـ.ـخريتهم نحو ثيابها التي ليست بها أي تناسق ولا تمد للموضه بشئ
شعر بالذنب فيوم ان اراد ان يجعل عقله من يقوده كان معها هي.. وهي التي لم ترد الا حنان يطيب به اوعاج سنين حملت معها أملا واحلاماً... ألتقط كفها ليلثمه بحنو
- من هنا ورايح هكون وطنك وعيلتك كلها يا ياقوت... سامحيني اني حرمتك من حناني وحبي
تعلقت عيناها به... فهو احن رجلا ولكن كان معها لا يُريها الا حنانً يحسبه بمقدار حتى لا يظهر حبه لها فتخونه كما فعلت صفا يوماً
انفتح الطريق ليقود سيارته لوجها تعرفها تماماً
- احنا مش رايحين الفيلا
- لا ياحببتي رايحين شقتنا عشان شايفك محتاجه جرعه حنان زياده
ألقى عبـ.ـارته وهو يلتف نحوها غامزاً لها بمقصد جعلها تهرب من نظراته
...............................
أسندت هناء مرفقيها فوق الطاوله ووضعت ذقنها فوق كفها لتتنهد بتنهيده حاره وهو تُطالعه يتحدث مع احد أصدقائه
صافح صديقه المالك لذلك الفندق واقترب منها مُلتقطاً قبلة من خدها..فزعتها فعلته فقد كانت شارده معه ومع ما أصبحت تعيشه بين ذراعيه
- أخص عليك يامراد خضتني
ضحك وهو يُجاورها يتأمل هيئتها بحب
- كنتي سرحانه في ايه
- فيك
اجابت عن سؤاله بعفويه فأبتسم وهو يميل نحوها
- ت عـ.ـر.في اكتر حاجه بحبها فيكي ايه ياهناء
ألتمعت عيناها ببريق جعل قلبه يخفق
- انك شفافه في كل حاجه ياهناء.. شفافه في مشاعرك في نظراتك.. زي الأطفال بالظبط
ارتسمت على شفتيها ابتسامه واسعه وتنحنحت بنعومه دلالاً عن خجلها من حديثه.. فضحك وهو يتابع خلجاتها
- حد يبقى متجوز القمر ده ويقوله شايفك شبه عمي
احتدت عيناها وهي ترمقه
- قصدك ايه يامراد... لاحظ ان عمك هو بابا
- قصدي اني غـ.ـبـ.ـي ياحببتي... انتي مت عـ.ـر.فيش انا بقيت احب عمي اد ايه
تمايلت بخفه برأسها بعد أن ارضى غــــرورها الانثوي ليغمز بعينيه وهو يلتقط كفها
- قومي يلا عشان أصلح سوء الفهم ده
وجذبها خلفه لتهتف بحنق طفولي عما يفعله
- مراد انت بتشـ.ـديني كده ليه براحه.. انت قولت هنتفسح النهارده مش معقول نكون في لبنان وطول اليوم في اوضتنا في الفندق
...............................
وقفت تعدل من هندام حجابها وهو جانبها يغلق ازرار قميصه ويرتبه.. جذبها من خصرها حتى يتمكن من احتضانها
- بتحلوي كده ليه
دارت جــــســ ـدها بين ذراعيه تمد كفيها لتُعانقه
- عشان انت في حياتي
عبـ.ـاره لم يتخيل انه سيسمعها... ولكنها جاءت في وقتها... كان يلوم نفسه انه نسي عبـ.ـارتها واهانتها له ان زواجه منها مكان الا متعه ورغبه ولكن تلك العبـ.ـاره أنهت كل شئ و.جـ.ـعلته لا يشعر الا بحب يزداد داخله
- مش معقول ياقوت بتقول كده
دفنت رأسها بين اضلعه
- متحرجنيش ياحمزه
- أنتي مت عـ.ـر.فيش كلامك ده عمل فيا ايه... قولتلك يوم ما اتجوزنا عايز اتجنن معاكي... مش عايز حياه العقل وانتي وشطارتك
ابتعدت عنه تنظر اليه تلومه
- مكنتش عارفه ولا فاهمه
عاد ليجذبها نحوه ثانيه يدفن وجهه بعنقها
- انا كنت اناني برضوه... ازاي عايز من غير ما أدى.. بس من هنا ورايح انا هدى عشان الاقي
اردف بعبـ.ـارته الاخيره وهو يبتعد عنها غامزاً لها.. فدفعته بقبضتها فوق صدره
- خلينا نمشي بقى... انت ناسي اننا لازم نتجمع على الاكل وفاضل....
لم يمهلها الحديث اكثر وعاد يغمرها بدفئ عاطفته وحنانه... ناسيا كل قواعد العقل
اخذ اهتزاز هاتفه يتعالا بألحاح وهو يضمها نحوه يمسح على وجهها
- حمزه تليفونك بيرن
- مش مهم خليه يرن
حاولت أن تبتعد عنه ولكن عاد لجذبها اليه
- اكيد في البيت بيرنوا علينا... حمزه شوف بس
ألتقط هاتفه بعد إلحاحها لينظر الي رقم شقيقه
- ايوه ياشهاب... لا اتعشوا انتوا... هتأخر انا وياقوت.. متقلقش
أنهى شهاب معه المكالمه لتتعلق عين مريم بشهاب
- قالك ايه
- نتعشا احنا... هيتعشوا بره
حدقت مريم بالطعام الذي وضعته الخادmه وبدء حديث رؤى الذي تشحنها به يومياً يدور بعقلها
" اخوكي وبقي مع مـ.ـر.اته.. وجوز مامتك ونساكي اصل مهما كان هو مش ابوكي.. هو في اب بينسي بـ.ـنته"
- يلا يامريم
هتفت بها ندي ولكن خطوات مريم المبتعده عنها جعلتها تهتف ثانيه
- مريم رايحه فين
ألتفت نحوها مريم ثم عادت تسرع بخطواتها نحو الدرج
- طالعه اوضتي
تنهدت ندي وهي تنظر نحو زوجها
- تفتكر غارت
كان شهاب غارق في تناول طعامه لشـ.ـدة جوعه
- مفتكرش
وعاد يلتهم طعامه لتتناول هي الأخرى طعامها
................................
تنهدت صفا بآلم وهي تراه راقد فوق فراش المشفى دون حركه... شردت في أول لقاء لها معه وكيف كانت تهابه... مر شريط ذكرياتها وهي تتذكر ما مضت به معه لتسقط دmـ.ـو.عها متألــمه على حاله
- هتفضل نايم كتير... ارجوك اصحى... اصحى وارجع فرات بيه النويري من تاني... اصحى احميني من عيلتك... ليه شيلتيني ذنب الطفل اللي هيتولد... هتسيبوا ليا ويفضل طول عمره موطي راسه في الأرض بسببي
ظلت تبكي حتى خارت قواها...ذنب طفلها ونبذ الجميع لها وتشردها من بيت لبيت جعلها تدرك حقيقه واحده ان رحيل فرات سيكون القشة الاخيره التي بعدها سينكـ.ـسر ظهرها
فهي كانت تتحمل عبئ نفسها والحياه التي تعيشها بصعوبه فكيف لطفل صغير لم يرى من الدنيا شئ سيتحمل ظلام حياتها... سيتحمل ان يكون له اماً كانت سجينه
لم تشعر بصوت باب الغرفه يُفتح ولا مطالعه مكرم الذي كان ينتظرها بالخارج
تألــم مكرم لرؤيتها هكذا مُتذكرا صفا الجميله التي كانت ضحكتها تُجلجل المكان حولها.. انطفئت وكما يقولون الدنيا اعطتها ظهرها
خرج صوته بهمس ينبهها
- يلا ياصفا لحد يشوفك
ألتفت نحوه تُحرك رأسها بالايجاب.. نظرت نظرة اخيره نحو فرات واتبعته صامته تمحي دmـ.ـو.عها بكفيها
..............................
وقف على اعتاب غرفه شقيقه يرى زوجته كيف تساعد شقيقه في تناول طعامه... تقدm منهم.. فأنتبهت سماح على خطواته ولكن لم تلتف نحوه
- كيف حاله اليوم
- بخير
ردت بأقتضاب عليه استشعره فسألها عن حالها
- وكيف حالك انتِ
- بخير
وآه خافته خرجت من شفتيها عنـ.ـد.ما ركلها صغيرها... كان نورالدين يتأملهم بملامح باهته لايري شئ أمامه الا خيانة زوجته التي تتعلل بتدهور صحتها أثر الحمل
- ما بكى سماح
انحني صوبها لتشيح عيناها بعيداً عنه
- لا شئ..
- سماح
لم تتحمل سماع صوته فنهضت حامله صنيه الطعام بعد أن أنهى نورالدين طعامه حتى تختلي بنفسها وتبكي حسرة على فشل اخر... ف الرجـ.ـال بحياتها ينالوها اولا ثم وكأنها لا شئ
لحقها وعنـ.ـد.ما جذبها حتى تلتف نحوه صدmته هيئتها الباكيه
- لما البكاء سماح
رفع كفه حتى يمسح دmـ.ـو.عها.. فأشاحت عيناها بعيدا عنه
- بسببك انت سهيل... لكن انا الحمقاء انا التي...
لم تكن تُكمل عبـ.ـارات نـ.ـد.مها لما وصلوا اليه في علاقتهما رغم مافعله بها حتى تتزوجه ولكنها نست كل شئ واحبته
انقطعت أنفاسها من أثر فعلته وأبتعد عنها ينظر إلي شفتيها
- تذكري دوما انني لم احب امرأه غيرك سماح
.............................
تنهد شريف بحسره وهو يراها متكوره فوق الفراش نائمه... ظلامها لسنوات طويله دون أن ترى الحياه والناس كيف تغيرت جعلها كالطفله المتلهفة لكل شئ
ولكن سؤالها المتواصل عن أهلها وحياتها يجعل قلبه يتآلم فكيف سيخبرها ان عائلتها الوحيده وهي شقيقتها قد مـ.ـا.تت أثر حادث.. لا يعرف إلي الآن لما ماجده أرادت الهرب بها إلى مدينة الاسماعيليه رغم لا اهل لهم فيها
ابتسامتها له بعدmا فتحت عيناها وكالعاده لا تخبره الا بشئ واحد
- انت حلو اوي ياشريف ... بس امتى هتحلق شنبك
...................................
ظل صدى صوتها يتردد بأذنيه فأصبح بين صراعين.. كلما سحبه عقله للظلام كان صوت بكائها ورجائها يعود لاذنيه
قطرتان دافئتان سقطت على كفه وعاد رجائها يعود ليخترق أذنيه وظلمة عقله
- ارجوك اصحى.. اصحى عشانه هو.. متسبناش
ونهضت بعد أن يأست من استيقاظه ومسحت دmـ.ـو.عها لتتعلق عيناها به قبل أن تُغادر تلتف حولها حتى لا يراها احد
مرت الدقائق ليفتح عيناه وهو يُطالع ماحوله وصوت الاجهزه وحدها من تكـ.ـسر هذا السكون
- صفا
واغمض عيناه ليعود لندائها ثانية
- صفا
ليدلف عزيز لغرفته يشيح الوشاح الذي يخفى وجهه يُطالعه وهو راقد هكذا
- اخيرا شوفتك كده يافرات...
واقترب منه ينظر إلى سكونه
....................................
وقفت تتراقص بصخب تُحرك خصلاتها هنا وهناك بحركات مثلهم
اقترب منها وليد مبتسما
- مريم
طالعته وهو يمد لها السيجاره المحشيه بشئ غريب لكن جعلها سعيده وكأنها تحلق عالياً
- هتخليني مبسوطه زي التانيه
- ايوه ياحببتي... خدي نفس وادعيلي
ألتقطت منه السيجاره لتعبئ رئيتها بدخانها ثم عادت تنفث أنفاسها مستمتعه و وليد يقف مستمتعاً
تمايلت بخفه فكادت ان تسقط فأسرع وليد بأسنادها يُلامس جــــســ ـدها بحريه وعين فارس تخترقهما ولكن عنـ.ـد.ما شعر بقبلة رؤى اشاح وجهه بعيدا عنها
- رؤى قولتلك مبحبش كده
- اسفه ياحبيبي.. قولي بس ارضيك ازاي
عادت عيناه تتعلق بمريم ولكن ارضاءه مازال قائم
....................................
جلس هاشم فوق مقعده الذي يعطيه هاله من الراحه يخطط بقلمه شئ كان قلبه يقوده لرسمه... أنهى رسمته لينظر الي ما خطته يداه فلم يجد الا وجهها.. رفع كفه حتى يحك خده
فخفق قلبه وهو يتعمق النظر برسمته لينهض من فوق مقعده مفزوعاً من تلك الحاله التي وصل إليها يطوي الرسمه بيده بوجه قاتم
- بقيتي ليه في بالي... مش معقول يوم ما قلبي هيدق هيدق ليكي انتي ياياقوت
..................................
تعلقت عيناها به والسعاده تغمرها تغير علاقتهما جعلها هي أيضا تتغير...هناك أشياء داخلها بدأت تتغير حتى انها أصبحت ترى نفسها في مرآتها انها أنثى كامله لا ينقصها شئ.. عملها بمجال أوسع والمكانه التي هي بها ومدح هاشم لها دوما بأنها ستصبح عن قريب ذو شأن عزز ثقتها اكثر وما زادها تتويج وكأنها ملكه هو تصريحه لها بحبه
فأصبحت السعاده جميعها بين ايديها
ابتسمت وانحنت تُقبله وهي تتذكر ليلتهم بصخبها ونهضت من جانبه تسحب مئزرها من فوق طرف الفراش...احكمت غلقه ووضعت حجابها فوق خصلاتها وخطت ببطئ نحو الشرفه حتى تستنشق الهواء وتمتع عيناها بنور القمر في ذلك الوقت من الشهر
وقفت تتأمل ما حولها وفكرها سابح.. اتكأت بمرفقيها فوق سور الشرفه.. لتتجمد بعدها عيناها وهي ترى مريم تلتف حولها يمينا ويسارا وقد أتت من الجانب الخلفي للفيلا تنفض ثيابها وتعدل من هيئتها
- ياقوت
صوته اخرجها من حاله الذهول التي بها ولكن عيناها ظلت نحو مريم التي مازالت عيناها ترصدها من الشرفه
ألتفت نحوه بعدmا شعرت بخطواته داخل الشرفه
↚
اندفاعها نحوه وارتمائها بين ذراعيه كان كفيل بأن ينسى إجابة سؤاله.. ابتسم وهو يُعانقها يغمرها بعاطفته التي اوقدتها الظروف والعثرات
- قومتي ليه من جانبي مدام انا وحشك كده
تمتم عبـ.ـارته بغــــرور رجولي مصطنع ينتظر سماع ردها.. وماكان جوابها المشاكس الا خفقان قلبه من اضلعه
ارتفعت عيناها نحوه تنظر إلى ملامحه المبتسمه
- عندك إعتراض انك تكوني وحشني
تجلجلت ضحكته في سكون الليل وهو يأسر وجهها بين كفيه
- لا معنديش اعتراض ياياقوت هانم.. بس قوليلي مين بقى يعلمك الردود ديه
ابتسمت خجلا وقد انساها للحظات تلك التي أرادت الذهاب إليها حتى تعرف من أين أتت
- ياقوت
تمتمت بخفوت وقد افاقها هتافه بأسمها
- نعم
- عيونك جميله
تعجبت من رده لتبتعد عنه تسأله
- انا عيني جميله.. طب ازاي ديه حتي مش ملونه
وقبل ان يمتلكها بعبـ.ـاراته التي أصبحت تجعلها مسحوره به وكأنه عرف اخيرا ماذا كانت تريد
- حمزه انا عطشانه
قطب حاجبيه وهو يتجه بعينيه نحو دورق المياه الفارغ
ثم حك رأسه
- هنزل اجبلك
تحرك من أمامها لتسرع في جذب ذراعه
- لا انا هنزل اجيب والمره اشوف حاجه أكلها اصلي جعانه
ضحك وهو ينظر نحو بطنها التي باتت بـ.ـارزه قليلا
- قولي كده.. خلاص هجبلك
- لا ياحبيبي متتعبش نفسك.. هنزل بسرعه
هتفت عبـ.ـارتها وهي تبغته بقبلة دافئه فوق خده واندفعت لخارج الغرفه بعدmا تأكدت من أحكام حجابها وهيئتها
.................................
اردفت داخل غرفتها بخطوات هادئه بعدmا طرقت على باب غرفتها عدت طرقات... وجدتها تهز وتُحرك رأسها يمينا ويسارا ولم تبدل ثيابها ويحتل جــــســ ـدها وسط الفراش
- مريم
رفعت مريم عيناها نحوها ضاحكه
- يييه هتضيعي الدmاغ اللي عملاها
أصابها الذهول واقتربت منها تُطالعها
- مريم انتي كنتي فين من شويه
لم تُجيبها واغلقت عيناها ثم سقطت بعدها في سبات عميق.. انحنت ياقوت نحوها لتفزع من الرائحه التي تشمها
ظلت لدقائق جالسه جانبها لا تُصدق ان مريم رائحتها سجائر وخمر.. اخذت تدفعها بيدها حتى تستيقظ
- مريم اصحى.. اصحى عشان نتكلم
ولكن لا اجابه كانت تحصل عليها...احتل الحـ.ـز.ن معالم وجهها فمهما وصل حقد مريم عليها فلن تتمنى لها ضياع
ألقت نظره أخيره صوبها بعد ان ابدلت لها ملابسها وغادرت الغرفه وهي تُفكر فيما ستفعله
دلفت لغرفتهما شارده تضم بين يديها دورق الماء المملوء رمقها بعدmا اعتدل من فوق الفراش وأصبح وجهه إليها
- اتأخرتي كده ليه...
واردف مازحاً وهو يفحصها بعينيه
- كويس انك نزلتي تاكلي لاصحي الاقيكي وكلاني
لم تضحك او تبتسم ولكن كل ما فعلته وضعت دورق المياه وتسطحت جانبه تنظر اليه بعمق
- لو في يوم قولتلك اني شاكه في سلوك مريم هتصدقني ياحمزه
حدق بها لثواني ثم استرخت ملامحه وابتسم
- مريم متربيه كويس يا ياقوت وانا واثق فيها
تنهيده خافته خرجت من بين شفتيها.. فهاهو يعبر لها عن ثقته بصغيرته فكيف ستُخبره عما رأت.. ضمها نحوه فلم يعد يرغب بأختلاق المشاكل بينهم
- ياقوت عشان ما يبقاش في مشاكل ابعدي عن مريم.. لحد دلوقتي انتي مش قادره تكسبيها
انتفضت من ضمته وقد اشعرها انها هي من تكرهها
- مريم بتكرهني.. لكن انا عمري ما كرهتها
- عارف ياياقوت انك مش بتكرهيها... وعشان كده الأفضل تبعدوا عن بعض مش عايز اتحط بينكم
واردف مازحا وهو يلتقط ذراعها ويجذبها نحوه
- مش هنام بقى
- لا مش هنام.. ومش هنام جانبك لان كلامك ضايقني
ألتقطت احدي الوسادات ناهضه من فوق الفراش وقد اغـــضــــبها حديثه
- رايحه فين ياياقوت
دفعت وسادتها فوق الاريكه وعادت ترمقه بغل
- هنام هنا أفضل ليا... وزي ما بتبسطني بكلامك وبراضيك... هتضايقني هقلب عليك
اتسعت عيناه ذهولا مما يسمعه يضـ.ـر.ب كفوفه ببعضهم يتسأل
- شكلي حسدت نفسي ولا ايه
................................
هرج كان يضج بالمشفى بعد خبر استيقاظ فرات النويري... الكثير كان يتمنى شفاءه من عائلته فالجميع يراه قطب هام من اقطاب العائله
عيناه كانت تبحث عنها وحدها يتذكر صوتها الذي لا يعلم أكان حقيقاً ام مجرد اضغاث احلام
الشئ الوحيد الذي يتذكره انه رأي عزيز زوج شقيقته ثم بعدها سقط في غيبوبه قصيره عاد يُحارب فيها ظلامه ليعود لنعيم الحياه التي رأها في غفوته وكأن الحياه تُخبره ان هناك ما ينتظره من سعاده
أنهى الطبيب فحص مؤشراته الحيويه وابتسم نحوه
- حمدلله على سلامتك يافرات بيه
اماء برأسه وخرج صوته مهزوزاً وضعيفاً
- الله يسلمك
كانت فاديه تقف خلف الطبيب رغم سعادتها بعوده شقيقها واكتشافها انها مسنوده بوجوده لكانت مشاعرها المريـ.ـضه قد ظهرت
- حمدلله على السلامة يافرات
تعلقت عين فرات بها وكأنه وجد من يسأله
- الله يسلمك يافاديه... فين صفا
- مشيت
هتفت بها ببرود مما جعله يتحرك من رقدته بصعوبه
- بتقولي ايه مشيت راحت فين
- فرات بيه مينفعش كده... اي مجهود على حضرتك دلوقتي مش سليم
هتف بها الطبيب قبل أن يرحل من غرفته فعاد يسأل عن شخص آخر سيخبره بمكانها
- فين عامر طيب... اتصليلي ب عامر
ليمتقع وجه فاديه ثم غادرت الغرفه حانقه داعيه
- مكنتيش مـ.ـو.تى بقى وريحتينا... تيجيبي الطفل اللي متمسك بي بس وبعدين همحيكي من علي وش الدنيا
ولم تكن تعلم أن تعلق شقيقها كان بالاثنان معاً
...................................
فتحت عيناها تمسد الفراش جانبها بذراعيها تتسأل كيف أتت لهنا بعدmا غفت فوق الاريكه وقد تركته يهتف بأسمها لمرات
ابتسمت وهي تشعر أنها أصبحت تستقبل يومها بعمل ترى نفسها فيه... ولكن تلاشت ابتسامتها سريعا وهي تتذكر حديثه معها امس عن مريم
زفرت أنفاسها وهي حائره... داخلها شئ يُخبرها ان تصمت وتتركها حتى يكتشفوا هم بأنفسهم أفعال الصغيره المدلله وشئ اخر يرفض صمتها يهتف بها ان تنصحها
كان الوقت قد تجاوز العاشره صباحاً وهي تهبط الدرج تبحث بعينيها عن أحدا قابلتها ندي بأبتسامه مشرقه وقد تغيرت علاقتهما
- صباح الخير ياياقوت... ايه رأيك نروح لمها المستشفى سوا
رغم ادراكها انها لن تلحق اجتماع اليوم الذي سيكون في الساعه الواحده ظهرا الا انها اماءت برأسها
- تمام.. هروح المطبخ اكل حاجه سريعه واستناكي في الجنينه تكوني جهزتي
أسرعت ندي في التحرك لأعلى حتى تعد حالها... اردات ان تهتف بأسمها وتسألها عن مريم الا انها تراجعت
دلفت للمطبخ فنهضت الخادmه كالعاده تسألها عن طلبها
- هعمل لنفسي.. ده مجرد فطار كملي شغلك انتي
انهت اعداد كأس اللبن والشطيره وقررت الخروج للحديقة للجلوس فيها وانتظار ندي... ألتقطت عيناها مريم الجالسه تداعب فرو قطتها
- صباح الخير يامريم
حدقت بها مريم بحقد وقد التمعت عيناها
- ت عـ.ـر.في لو اتكلمتي وقولتي انك شوفتي حاجه... هضيعك معايا
اتسعت عين ياقوت ذهولا اما مريم اخذت تستعيد حديث صديقتها رؤى حتى تهددها وتخاف
- هقولهم ان انتي السبب وهحط رجلك معايا..
- مش معقول تكوني وصلتي لكده... حمزه لازم يعرف انتي بتضيعي
لم تشعر مريم بنفسها الا وهي تدفعها بقوه فكادت ان تسقط أرضً
- مالكيش دعوه بحياتي انتي سامعه ولا ب بابا... انا فهماكي عايزه تخليني قدامه ف صوره وحشه عشان يبقى ليكي لوحدك
- اللي انتي فاهمه غلط.. انا عايزه اعيش وسطكم ونبقي عيله
- عمرك ما هتبقى مننا انتي دخيله علينا
نفس الكلمه التي كانت تخبرها بها زوجة ابيها... دخيله كلمه حفظتها عن ظهر قلب... تفاجأت بصراخ مريم بأسم شقيقها
- شريف
كان شريف يقترب منهم وقد كان سعيد لرؤية ياقوت مع شقيقته ولم ينتبه ان وقفتهم لم تكن الا عداء
- مالك ياحببتي في ايه
ضم شقيقته اليه وعيناه مثبته نحو ياقوت... كانت ستحل الأمر بأي كذبه وتخبره انهم كانوا يتحاوروا قليلا ولكن الصغيره أسرعت في نجدت نفسها كما علمتها رؤى بخبرتها التي تفوق سنوات عمرها
- شايف ياشريف ابله ياقوت بتقولي اني بـ.ـنت مش كويسه
وقفت ياقوت في حاله من الذهول لا تستعب بكاءها وكأنها حقاً اساءت لها.. اخرسها تمثيلها لتظل عيناها على وسعهما والصغيره تروى لشقيقها حديث نسجه عقلها
- خلاص ياحببتي اهدي
وحدق ب ياقوت الواقفه بنظرات ضائقه
- مدام ياقوت عند اختي ولو سامحتي... احنا بنحترمك عشان حمزه بس...
وقبل ان يُكمل شريف حديثه الذي اهانها
- كلامك وصلني ياحضرت الظابط...
وانصرفت تجر اقدامها بخيبه.. ف الزيجة التي احسدها الجميع عليها لم تكن الا صراع عائلي
تنفست مريم براحه بعدmا رحلت ودفنت وجهها بصدر شقيقها...لولا تذكرها صباحاً لصوره ياقوت وهي تبدل لها ثيابها وأنها رأتها بتلك الحاله لكان الذعر أصابها فور ان واجهتها ولكنها اعدت اسلحتها وانتظرت قدومها
................................
دلف عامر غرفته بصحبة فاديه التي اخذ كعب حذائها يدق أرضية الغرفه
- حمدلله على سلامتك يافرات
فور ان استمع فرات لصوته فتح عيناه واعتدل في رقدته بلهفه يسأله
- عامر فين صفا... ديه الامانه اللي وصيتك عليها
تعلقت عيناه بعين فاديه التي ارتبكت وخشت ان يفـ.ـضـ.ـح فعلتها وطردها لها
- مراتك في الحفظ والصون يا فرات... قوم بس انت بالسلامه
- فرات الدنيا كلها عرفت ان مراتك كانت مسجونه... ديه اخرتها عيلتنا تبقى سيرة علي لسان الناس
هتفت بها فاديه غاضبه..وكادت ان تُكمل حديثها الا ان نهوض فرات من فوق الفراش جعل عامر يصـ.ـر.خ به
- فرات انت بتعمل ايه
- رايح اشوف مراتي وابني ياعامر...
هتف بها وقد اشتد الآلم مما جعله يقطب حاجبيه متألــماً
- ابنك ايه انت المفروض ترميها هي واللي في بطنها... دول وسمه عار في تاريخك... ياريت كانت سقطت وريحتنا
ارتجف قلبه وهو يسمع شقيقته تتمنى مـ.ـو.ت طفله وحرمانه من تلك السعاده التي ينتظرها
- فاديه
صرخ بها ولأول مره يرى وجه اخر لشقيقته... هوي بجــــســ ـده فوق الفراش ثانيه يتخيل لو كان عمره قد انتهى هل سيأتي صغيره لتلك الحياه منبوذا
- يااا يافاديه لدرجادي كرها يكون ليا نسل في الحياه... لو كنت مت كنتي رمـ.ـيـ.ـتى ابني في الشارع
- تقدر تتجوز وتخلف تاني...العيله كلها معترضه على الجوازه ديه انت ناسي انت مين
- وانتي نسيتي انتي بـ.ـنت مين يافاديه..
تجمدت ملامح فاديه ولكن سريعا ما هتفت
- انت بتعيرني يافرات... بتعيرني عشان امي خادmه وانت امك كانت هانم
- انا بفكرك بأصلك يافاديه... لأنك نسيتي وبقيتي تدوسي على غيرك
اندفعت لخارج الغرفه فأطرق عيناه ارضاً نادmاً
- ليه قولتلها كده يافرات
- عايزها تفوق زي ما انا فوقت... مش هنفضل بصين للناس وكأنهم عبيد عندنا
..................................
وضع قلمه فوق الأوراق الموضوعه على الطاوله يُنهي اجتماعه... الكل نهض الا هي كانت جالسه تتلاعب بقلمها شارده فيما حدث منذ ساعات
- الاجتماع خلص يا ياقوت
نفضت رأسها وهي تنتبه على سماع صوته لتنظر اليه بأسف
- مأخدتش بالي بعتذر
لملمت أوراقها ونهضت كي تغادر الغرفه الا انه اوقفها
- العرض هيكون في شرم الشيخ هتقدري تسافري معانا
هتف عبـ.ـارته وهو لا يعلم سبب لسؤاله هذا... ولكن لم يجد رد منها الا اماءه خافته من رأسها ثم غادرت
رمقها وهي تخرج بحيرة واجابه واحده كانت تصل لعقله
" انها تعيش حياه تعيسه ... فكما أخبرته هند شقيقته ان عائلة حمزه الي الان لا تتقبل ياقوت زوجه "
.............................
ضمها نحوه وهم يستمتعون بأخر يوم لهم في أجواء لبنان.. كانت السعاده ترتسم فوق شفتيهم
- مراد هو انا بحلم
ضحك مستمتعاً وهو يضمها اليه اكثر حتى كادت ان تختنق فلطـ.ـمـ.ـته فوق ذراعه
- السؤال ده سألتيه كتير اوي النهارده
- عشان في يوم حلمت ملقتش حاجه...
تلاشت ابتسامته وهو يسمعها وابتعد عنها بعدmا تذكر جـ.ـر.حه وان لولا عشقها له ماكانت سامحته...
تعلقت عيناها به تهمس بآلم رغماً عنها
- مراد انا سامحتك... بس الذكرى لسا محفوره جوايا
لم يجعلها تُكمل ما رغبة بالافاضه به فكانت ذراعيه تسبق اي حديث
- عارف ياهناء اني و.جـ.ـعتك اوي وعلى قد ما و.جـ.ـعتك على قد ما انا نـ.ـد.مان ونفسي اعوضك
وصوره تلو الأخرى كانت تلتقط لهم واخر جالس فوق مقعده يُطالع تلك الصور يتأملها بحقد
" قريبا سأحرق قلبك مثلما احترق قلبي مراد"
................................
اجتمعت العائله الا شريف كالمعتاد.. فأصبح اغلب وجوده لدي مها بالمشفى...كانت عين ناديه متعلقه ببطن ياقوت التي أصبحت ظاهره مما يجعلها تشعر بالسعاده فحلمها لرؤيه أبناء لشقيقها قد تحققت
كانت ندي تُشارك ياقوت الفكره التي رغبة في فعلها من أجل انشاء ملجأ وتديره مثل السيده سلوى
ضحكاتهم معاً كانت تجعل الشقيقان ينظران الي بعضهم مبتسمين من تطور العلاقه بينهم الي ان قطعت تلك السعاده حينا سألت ناديه
- مش هتفرحينا ياندي بخبر كده
صمت الجميع فبهتت ملامح ندي ف ناديه ضغط على أكثر اوجاعها
- خبر ايه
- خبر حملك...
اطرقت ندي عيناها فأي حديث ستقوله..
- في ايه يافؤاد بتبصلي كده ليه... مش مرات اخويا وعايزه افرح بعيالهم
- ناديه ديه حاجه تخصني انا ومراتى ممكن
هتف بها شهاب وهو يشعر بمشاعر زوجته ونهض يسحب يدها يُتمتم بسعاده
- انا وندى مقررين نستمتع بحياتنا شويه...
أودع قبلة فوق كفها مما جعل ياقوت تنظر نحوهم بسعاده.. ولم يكن حمزه مهتم بأي حديث الا نظرات زوجته نحو شقيقه وزوجته
.....................................
- مش عارفه يارؤي اخرج... قوليلي اجي ازاي بس
- براحتك يامريم... البـ.ـارتي يجنن هتضيعي من ايدك
تسألت مريم بحماس
- هو البـ.ـارتي بدء
- لا لسا بس انا قاعده مع فارس... بيته يجنن
تعلقت عيناها ب ناديه وزوجها من خلف زجاج شرفتها وهم يصعدون سيارتهم
- شكلي مش هعرف اجي يارؤي
اتاها صراخ رؤى بحماس عن جمال الحفل.. ولكن أسرعت في غلق هاتفها وهي تسمع طرقات ندي فوق باب غرفتها
وكانت كالمعتاد تجلس ندي معها لدقائق تثرثر معها ثم تذهب لغرفتها سريعاً وكأنها تقضي واجب ثقيل عليها ولم يكن الا شيطانها يفسر لها هذا
تنفست براحه متمتمه
- عقبال اللي في بالي ما تمشي خالص من البيت
ولم تكن تقصد الا ياقوت
............................
دلفوا لغرفتهما واتجهت لالتقاط منامتها حتى تبدل ثيابها ولكن اقتراحه الذي سمعته للتو صدmها... ألتفت نحوه ببطئ تنتظر سماعه ثانيه
- ايه رأيك ياياقوت
- رأي في ايه
تمتمت بغباء ليقترب منها ضاحكاً
- نخرج نسهر بره
- انا وانت نسهر وبره... وشغلك الصبح
تسألت وقد اجتاز الغباء معها مراحله
- شغلي وانا عارف هصحاله ازاي... وحتى لو مصحتش ليه انا اشتغلت كتير ومن حقي اسهر.. هتسهري معايا ولا اشوف واحده غيرك
اردف عبـ.ـارته الاخيره يرمقها بمشاكسه الي ان استوعبت حديثه بأعين متسعه... ركضت من أمامه نحو الخزانه تلتقط ثيابها
- انا جهزت اه
وفي دقائق كانوا يهبطون الدرج ناسيه كل همومها مع عائلته
اضاءت سيارته شرفه مريم فأقتربت من شرفتها تبعد ستائرها قليلا وعيناها عالقه ب ياقوت التي تصعد السياره والسعاده ترتسم فوق ملامحها
فرفعت هاتفها نحو اذنها تُخبر صديقتها
- ابعتيلي العنوان انا جايه الحفله
..........................
وقف فرات أمام باب الشقه يسند جــــســ ـده فوق الحائط... فوقفت خلف الباب تسأل بخــــوف
- مين
- افتحي ياصفا
صوته جعلها تبتعد عن الباب ثم عادت تقترب لفتحه غير مصدقه انها تسمع صوته
تعلقت عيناها به وفعلت اخر شئ توقعه منها... فقد ارتمت فوق صدره ولم تكن فعلتها الا استمداد للأمان ولأول مره يشعر بدفئ امرأه بين ذراعيه... فكل ما مضى كان شئ اخر
- متسبيناش تاني
هتفت بها بضياع وقهر وضعته فاديه في قلبها وهي تتذكر جرها خارج المنزل تحت أعين الخدm والقاءها وكأنها ك القمامه
وهاهي أفعال فاديه قد اثمرت وستجعلها تحتمي في مغتصبها تقسم انها ستكون سيدة هذا المنزل الذي طردت منه ك الشريده
................................
تعلقت عيناها بذلك الوافد نحوهم بهيام وكأنه آسرها من اول نظره
رمقهم هاشم ساخطاً فلولا إلحاح فارس عليه وتوسله بأن يقيم حفل عيد ميلاده هنا لكان الان عائد لمنزله حتى ينعم بالراحه
وكظت رؤى مريم التي تحمل في يدها كأس عصير فلم ترغب بالشرب ثانيه بعد تجربتها الأولى
- عينك هتطلع على الراجـ.ـل
- مين ده يارؤي
ألتمعت عين رؤى وهي تنظر لملامح مريم المبهوره بجــــســ ـد ذلك الواقف
↚
مالت صفا نحوه تضع الوساده خلف رأسه حتى يتمكن بأن يستلقي براحه فوق الاريكه... كانت أنفاسها قريبه منه للغايه فأغمض عيناه وهو يتذكر كل كلمه سمعها في أحلامه وهو غائب وكيف كانت ترجوه بأن يستيقظ والا يتركها
- مشيتي ليه ياصفا
تمتم عبـ.ـاره بعدmا اعتدلت في وقفتها ثم انحدرت عيناها نحو يده القابضه فوق معصمها.. طالعته فأعاد سؤاله مره اخرى وتلك المره كان يُحدق بها ينتظر تفسيراً لرحيلها
- المفروض كنت اصحى الاقيكي جانبي حتى لو بينا مليون خلاف حتى لو بتكرهيني
ألقي عبـ.ـارته وهو يتفرس ملامحها تبدلت نظرة عيناها وألتمع القهر بداخلهما فماذا ستقول له انها طردت كالحشره من منزله لم يسمح لها بزيارته وكانت تذهب لرؤيته مختفيه وكل هذا واتهام شقيقته بأنها من قــ,تــلته رغم ان هي من كانت هدف القـ.ـا.تل
لو السـ.ـجـ.ـن كان قاسي عليها الا انه كان ارحم من حياتها معهم وفي النهايه يُخبرها بواجبها نحوه... فنعم هي تكرهه ولكن ستجعل كرهها خفي لتنتقم من فاديه
- انا ممشيتش انا اتطردت من بيتك اسأل حرسك اللي جروني ورموني في الشارع
تجمدت ملامحه وهو يسمع الحقيقه التي اخفاها عنه عامر.. تذكر فاديه وثورتها عنـ.ـد.ما ذكرى اسمها فور افاقته فتأكد ان شقيقته هي الفاعله
- ومدفعتيش عن نفسك ليه وحقك ياصفا
- عشان انا خريجة سجون وعار عليكم
نطقت بها ولم يعد بقلبها الا الجمود الذي غللته قسوة الناس عليها وكأنها ليست بشر تخطئ يوماً وتهتدي
اشاحت عيناها بعيدا عنه حتى تستمد قواها فآلم قلبها عاد ينغزها مُجدداً
- صفا..
لم يكد يكمل عبـ.ـارته فتعالا رنين جرس الباب ليرمقها متسائلا
- مين جايلك دلوقتي
طالعت الوقت نحو الساعه المُعلقه وقبل ان تُجيب عليه كان ينهض من رقدته يخطو نحو الباب بملامح قاتمه
فتح الباب يرمق الطارق لتتجلل السيده الواقفه أمامه
- مكرم بيه بعتني بالحاجه ديه لست صفا
طالعت صفا السيده الواقفه وقد ارهبها فرات بجــــســ ـده العسكري فرغم خروجه من عباءة ضباط الجيش الا انه مازال وكأنه رجلا عسكريا
- شكرا يافهيمه
أسرعت صفا نحوها تحمل الأكياس منها ثم انصرفت نحو الاسفل
ليرمقها فرات بنظرات فاحصه ولم تعد ملامحه مرئية بالنسبه لها
- جهزي نفسك عشان هنمشي من هنا
- مش هرجع البيت اللي اتطردت منه تاني... انا مش ذليله تحت رجليكم
لم يمهلها عقلها التفكير إنما قلبها هو من هتف بمرارة الذل... تعجب من نبرتها الجديده ولأول مره منذ أن رأها أصبح يرى في عينيها نظرة عجيبه لم يفهمها
تركها ليتجه نحو الغرفة القابعة لها يبحث عن متعلقاتها يجمعها في حقيبتها... ألتف إليها وقد وقفت على اعتاب الغرفه تُطالعه
- عشر دقايق وتكوني جاهزه.. قدامنا لسه سفر للمزرعه
..................................
كانت عيناها تجول في المكان تبحث عنه هنا وهناك.. فالوسيم اختفى من الحفل ولم تعد تراه... زفرت أنفاسها بضيق وقد نست من في الحفل لتقترب منها تقي تضع يدها فوق كتفها تسألها بخبث
- بتدوري على ايه
ألتفت مريم نحوها تُدراي شعورها عنها
- ولا حاجه بس زهقت يارؤي
رفعت رؤى حاجبيها مستنكره ولوت شفتيها وهي تفحص ملابسها
- وانتي هتستمتعي وسطينا ازاي بلبس الأطفال ده
وانحدرت عين رؤى نحو الحذاء الرياضي الذي ترتديه ثم إلى بنطال الجينز والكنزه... مما جعل مريم تسألها بثقة مهزوزة
- هو انا شكلي وحش
- شكلك شكل عيالي يامريم... سوري اني بقولك كده بس انتي صاحبتي ولازم انبهك
ومالت نحوها تنظر نحو نظرات وليد العالقه بهم
- أنتي كده مش هتلفتي نظر وليد ليكي
عند ذكر اسم وليد تجهم وجهها فمن وليد هذا الذي سيقارن بفارسها الجديد الذي يشبه حمزه بكل تفاصيله
- وليد مين ده اللي ألفت نظره
وابتعدت عن رؤى التي وقفت تنظر صوبها ولكن عينها تجمدت وهي تجد فارس يقترب من مريم مبتسماً يُناولها كأس من العصير
..............................
ضحكت وابتسمت وتمايلت مع غنوة ام كلثوم بسعاده وهي سارحه وقد نست كل تعاستها.. كان يتأملها وهي سعيده بتلك السهره التي نساها منذ زمن مضى... فلا يتذكر اخر مره اتي الي المعز وجلس في احد مقاهيها... فقد اعتاد على قضاء امسياته مع سوسن في الأماكن الراقيه
سمعها وهي تُدندن مع النغمه
" طول عمري بخاف من الحب... وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه... واعرف حكايات مليانه آهات ودmـ.ـو.ع وآنين"
- مكنتش اعرف انك بتحبي ام كلثوم اوي كده
ارتبكت بخجل وقد فاقت من هيامها مع الغنوة التي كانت تصف حالها مع الحب
- عمتي هي اللي حببتني فيها
وشردت في ذكرياتها مع عمتها
- كنا بنشغل الراديو ونقعد نسمعها سوا
- انا شايف ان كل حاجه اتعلمتيها من عمتك الطبخ والشغل اليدوي والخياطه... باين انها كانت ست عظيمه
ابتسمت وهي تتذكرها فرغم شعورها في البدايه ان عمتها ظلمتها في معاملتها ولك تجعلها تعش سنوات عمرها ك باقي الفتيات الا ان كل هذا افادها في حياتها
- الخياطه اتعلمتها من واحده جارتنا بعد ما خلصت الجامعه مكنش في حاجه اعملها فأتعلمت
مال بجــــســ ـده وهو يسمع تفاصيل أكثر عن حياتها
- وليه معملتيش زي باقي البنات اللي في سنك
ألتفت بعينيها نحو الجالسين تنظر للفتيات حولها
- الظروف بتحكم.. لترضي بظروفك وتتقبلها برضى لتنقم على حياتك ونعمه الرضى هتروح منك... وانا اختارت اني ارضى بحياتي ومبصش على غيري
ابتسم بأتساع منبهراً بها... مما جعلها تسألها
- ابتسمت ليه
- عشان انا طلعت محظوظ يا ياقوت
واردف وهو يضم يداها بيديه
- مش معقول اكون انا كويس اوي كده عشان اتجوز انسانه زيك الدنيا ملوثتهاش
تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل... فكلامه اشبع جزء ناقص داخلها وها هو بدء يهدm النقص ويُرمم التشوه الذي ملئ قلبها من ألسن أقرب ما لها
- انا كمان محظوظه بيك
هتفت بها بعفويه مُحرره مشاعرها... عفويتها التي لم تعد تدرك تأثيرها كانت تُحرر داخله مشاعر كبتها الزمن والمسئوليه.. وكانت عفويتها نصح من ناديه قالتها دون قصد منها بعدmا وبختها على عدm نجاحها في جعل شقيقها يبدو سعيداً
سبرت لها حقيقه شقيقها انه ليس إلا رجلا بسيطاً رغم على مايبدو عليه وهاهي لأول مره تُجيد النصح
شعرت بيده فوق خدها ينظر إلى عينيها المُكحله
- ياريت نفضل كده ياياقوت وننسي كل حاجه... عايز اعيش في هدوء تعبت من الصراع والتفكير
اغمضت عيناها وهي تسمعه ثم فتحت عيناها وهي تشم رائحة مره بجانبها
- ريحتها حلوه ايه
ليقطب حاجبيه مُتعجباً ثم سألها
- انهي ريحه ماهو مش معقول لسا اللي شامه ريحة البرفان
تعلقت عيناها بمصدر الرائحة التي تقصدها كما تعلقت عيناه هو أيضا مذهولاً
- ريحه الشيشه ياياقوت اللي عجبتك يعني
هامت مع الرائحه بأستمتاع وكأن وحمها أتى بعدmا مضى وقته
- هو ينفع اروح اقعد جانبهم اشم براحتي
ولم تشعر الا وهو يجرها خلفه بعد أن أمتلئ المكان بالدخان
وصلوا الي المنزل والي ان دلفوا للغرفه وكان مقتها انه حرمها من تلك المتعه
- يعنى يوم ما تتوحمي تتوحمي على ريحة الدخان
وضـ.ـر.ب كفوفه ببعضهم فرمقته بتذمر
- هو بأيدي... ولادك اللي عايزين
لم ينتبه لخطأها فيما تفوت به حتى هي لم تدرك حديثها الا فيما بعد ولكنها تمنت لو كان ألتقط من حديثها ماقالته
- دخان ياياقوت ابني عايز يشم دخان
ضحكت وهي ترى كيف تحولت ملامحه للتذمر، مما جعله يقترب منها يضمها اليه يضحك هو الآخر
- اعمل فيكي ايه قوليلي
- حبيني ياحمزه... الحب جميل اوي
وكانت لمعنى عبـ.ـارتها حياه أخرى لقلبه... فتعمق في ضمها ولم يتفوه لسانها بعدها الا مردداً " الحمدلله" وما الحب الا بيد الله
.................................
أودع قبلة حانية فوق جبينها ثم شبك يدها بيده يضمها نحوه بحنو..همهمت كالقطه وهي تدفن وجهها في عنقه
- مراد
تمتمت اسمه بتناغم طرب قلبه تسأل عما ترغب فأبتسمت وهي تدفن وجهها اكثر بعنقه
- بجرب اسمك بس... اصل متعرفش انا حبيتك من اسمك
تعجب من عبـ.ـارتها فرفع وجهها اليه
- افهم من كده انك بتحبي اسمي مش صاحب الاسم
أماءت برأسها فقطب حاجبيه ماقتاً... ضحكت وهي تراه هكذا
- بهزر يارمضان انت مبتهزرش
استنكر الاسم الذي تمتمت به فرفع أنفه بترفع بطريقه يجيدها
- رمضان
- لا متعملش نفسك تربية بلاد بره...
ضحك رغما عنه من تعبيرات وجهها البشوش فمد يده يعبث بخصلاتها
- اظاهر اننا مش هنعرف نروح شغلنا بكره وهنقضيها كده وانا بحب كده
ثم غمز لها بوقاحه لتفهم مقصده ودفنت وجهها أسفل الوساده ليضحك بمتعه
.............................
تعلقت عين ندي ب ياقوت وقد وقفت تتهامس مع حمزه قليلا قبل أن يذهب لعمله... لم تكن ندي تشعر بالنقص من تلك المشاعر ف شهاب يغمرها بعاطفة حبه التي تحسد نفسها عليها ولكن السعاده والتناغم الذي تراه بين ياقوت وحمزه وكيف عاد حمزه مشرق الوجه ويمزح دون هموم جعلتها تُدرك انه وجد سعادته مثلما هم وجدوها
اقتربت منها ياقوت لتبتسم ندي مُشيرة إليها
- تعالي كملي فطارك
جلسوا ليكملوا فطورهم سويا لتهتف ياقوت
- ياسمين اختي جايه من البلد تقعد معايا شويه
- طب وفيها ايه تشرف ياياقوت... اه حتي تغير جو عشان اللي هي في
- يعنى انتى معندكيش مشكله تيجي الفيلا هنا
ربتت ندي بيدها فوق فوق كفها مُبتسمه
- حاولي تنسى تصرفاتي معاكي القديمه.. كان غـ.ـصـ.ـب عني سوسن اختي فمكنتش قادره اتقبل واحده تاخد مكانها... بس حمزه عمل عشانا كتير من حقه يعيش من غير قيود
- أنتي طيبه اوي ياندي
ابتسمت ندي وقد لمعت عيناها بالدmع ثم ارتمت في حـ.ـضـ.ـن ياقوت التي طالعت فعلتها مذهوله ولكن سريعا ما تجاوزت دهشتها ثم ضمتها إليها
............................
تعلقت عين معتصم بسمر الجالسه خلف مكتبها فأقترب منها بهيام
- أنتي جميله اوي
اندهشت سمر من تصريحه المفاجئ... ولكن كان هذا اساس السحر الذي فعلته لشهاب ووقع الأمر على صديقه
- هتفضلي كده مش حاسه بيا
اردف بتلك العبـ.ـاره وسمر جـ.ـا.مده في مكانها تنظر إلى ملامحه
تقارن بينه وبين شهاب...فالاثنان على قدر عالي من الوسامه ولكن شهاب يوفقه بالمال
ظل معتصم يتغزل بها وهو لا يشعر بنفسه فلم يكن يوماً الا دنجوان عصره تركض النساء حوله
...............................
تشنج جــــســ ـده وهو يراها تمد يده لتطعمه... فصرخت جين بوجهه مما جعله يشيح عيناه بعيداً عنها كطفل صغير..
انصدmت سماح من الأمر وهي تدلف لغرفته ذلك الوقت تحرص على موعد ادويته كما اوصاها سهيل قبل عودته لفريقه وتدريباته
- سأطعمه انا جين
ألتفت نحوه جين ساخطه ودفعت لها صنيه الإفطار
- افعلي... أصبحت امقت ذلك الجو
ووضعت يدها على بطنها متمتمه
- انا بحاجه للراحه وليست التمريـ.ـض
نطقت عبـ.ـارتها بدلال ورحلت... كان نور الدين يسمعها ولكنها لا يستطيع الكلام ولا كتابه ما يرغب بقوله... عاجز قـ.ـا.تل يشعر به وكلما رأها عاد شريط ما رأي يمر أمام عينيه
جلست جانبه سماح تطعمه فتقبل منها الأمر
- لو حرصنا على طعامنا وادويتنا ستسير بخير وستعود كما كنت
ومن اجل ذلك الأمل كان نور الدين يتناول ادويته... لتقف جين خلف الباب تسمعها بأبتسامه واسعه متمتمه بين نفسها
" احرصي عزيزتي حتي يكتشفوا ان الدواء الذي تحرصي على اعطاءه له ماهو الا لتدهور حالته الي ان يمـ.ـو.ت"
...............................
نظرت صفا حولها تتأمل المزرعه من شرفة غرفتها... الكل تعجب من عودتها ولم تكن كأي عوده عادت وهي زوجة رب عملهم وأم وريثه..
شعرت بخطوات خلفها لتسمع بعدها صوت الخادmه تخبرها
- في واحده من عمال المزرعه عايزه تقبلك ياهانم ومصممه تقابلك بتقول اسمها...
وقبل ان تنطق الخادmه الاسم كانت تندفع لخارج الغرفه ثم هبطت السلم بخطي سريعه لتتعلق عيناها بحورية الواقفه
- حوريه
نطقت اسمها وهي تضمها إليها
- انا مصدقتش الكلام اللي سمعته عنك قولت اجي اشوفك...
وابتعدت عنها بعدmا أدركت ان ثيابها المتسخه قد افسدت ملابسها
- بوظتلك فستانك سامحيني
- متقوليش كده... انتي ليكي فضل كبير عليا بعد ربنا... ده انا اتعلمت منك كتير
ابتسمت صفا وهي تسحبها نحو غرفة الجلوس مما جعل حوريه ترتبك
- اقعدي ياحوريه... قوليلي تشربي ايه
نظرت حوريه نحو المقعد
- الكرسي هيتوسـ.ـخ من هدومي... انا هقعد على الأرض
ألتقطت صفا يدها سريعا قبل أن تفعل ما نطقت به
- لا هتقعدي على الكرسي... انتي ضيفتي هنا
ابتسمت حوريه بحبور
- ماشاء الله اتجوزتي بيه...والدنيا فتحتلك أبوابها
وتعلقت عيناها نحو بطنها التي تفسر ان الزواج من قبل أن ترحل صفا من المزرعه
- هو انتي والبيه كنتوا على علاقه ياصفا... سامحيني على سؤالي بس كل عمال المزرعه بيتكلموا عن علاقتك ب البيه
..............................
لا تُصدق ان اخيرا وصلت لاسم مقر شركته... بعد بحث طويل عن حسابه الشخصي
دلفت للشركه بحماس تحمل بعض الرسومـ.ـا.ت التي سرقتها من غرفة ياقوت بعد أن علمت انه مصصم ازياء... فالحجه لمقابلته ورؤياه عن قرب لن تكون الا بذلك الأمر
سألت عن مكتبه وقد أخبرت فارس ان يوصي عليها عمه حتي يعطيها فرصه... استعجب فارس الأمر ولكنه لبى رغبتها
- انا جايه اقابل مستر هاشم
طالعتها مديرة مكتبه بنظره فاحصه ثم تعلقت عيناها نحو الأوراق التي تحملها
- أنتي مريم
اماءت مريم برأسها ف هاهو فارس نفذ لها طلبها... أشارت لها بالدلوف.. وفور ان دلفت مكتبه تعلقت عيناها به وهو جالس بوقار يُطالع بعض الأوراق.. تأملته عن قرب الي ان انتبه لوجودها
- مريم مش كده
سألها عن اسمها لتنظر اليه بعدmا فاقت من شرودها... حركت رأسها سريعاً اجابه عن سؤاله
- تعالي يامريم... فارس موصي عليكي واتمنى تكوني فعلا موهوبه
ثم عاد يُطالعها
- مع ان سنك صغير
أسرعت للتوضيح له
- انا مش صغيره انا سنه وادخل الجامعه
ابتسم وهو يسمعها ... مد يده ليأخذ منها الأوراق ويرى الي اي مدى وصلت موهبتها
اتسعت عيناه ذهولا وهو يرى بعض من التصاميم
- أنتي موهوبه يامريم... مش معقول في سنك ده ومعندكيش خبره تطلعي حاجه بالجمال والدقه
ارتسم الزهو فوق شفتيه ومديح هاشم يتدافق فوق مسمعها فلم يصادف احد بعمرها بهذه الموهبه كل من صادفهم كانوا بسنوات عمر اكبر وخبره
طرقات خافته اخرحته من تحديقه بدقة الرسومـ.ـا.ت .. لتدلف ياقوت الغرفه وعيناها جاحظه نحو مريم الجالسه ولم تنتبه إليها ولكن لم تمر الثواني فرفع هاشم عيناه نحوها ومريم التي ألتفت نحوها وتلاشت معالم سعادتها الي الشحوب
↚
- مريم!
هتفت بها ياقوت مُتعجبه من وجودها هنا.. واقتربت منها تحت نظرات هاشم الذي تسأل علي الفور
- انتوا تعرفوا بعض
وعند نطقه تلك العبـ.ـاره انتفضت مريم من مكان جلوسها وألتقطت الرسومـ.ـا.ت التي كان يفحصها هاشم وغادرت صامته تلعن حظها الذي يجمعها بتلك التي لا تراها الا دخيلة على حياتهم
أسرعت في خطاها كما أسرعت ياقوت نحوها بخطوات اشبه بالركض الي ان أصبحوا خارج الشركه
- مريم استنى يامريم
كانت تلتقط أنفاسها بصعوبه وهي تهتف بأسمها ولكن مريم لم تُعيرها أدنى اهتمام وعنـ.ـد.ما ضجرت من اتباعها وقفت تطوي ذراعيها أمامها
- نعم في ايه... انتي جايه ورايا ليه
تعلقت عين ياقوت بها ووقفت أمامها ومازالت تلتقط أنفاسها
- أنتي كنتي بتعملي ايه هنا يامريم
- وانتي مالك
لم تعلق على فظاظتها فما الجديد بينهم الا هذا... ولكن عيناها تعلقت ب اخر شئ توقعته منها.. ان تكون مريم سارقه وتسرق رسومـ.ـا.تها .. عنـ.ـد.ما انتبهت مريم لنظراتها خبأت الورق خلفها
- الورق ده بيعمل معاكي ايه يامريم... انتي اخدتيه من اوضتي
ورغم بجاحتها التي اعتادت عليها الا ان تلك المره كانت مريم تهرب بعينيها بعيدا
- ردي عليا
- انا مش حرميه... واه ورقك خديه
دفعت الورق إليها واسرعت في الإبتعاد عنها ولكن
- انا هقول لحمزه... هقوله على سهرك وآخرتها سرقتك... انتي كده بتضيعي
سكنت مريم للحظات وألتفت إليها ببطئ خائفه تتمنى وجود رؤى جانبها حتي تُحفظها ما ستقوله
- لو قولتيله مش هيصدق... ولا حد هيصدقك
لم تكن كاذبه فالكل لا يراها الا طفلتهم البريئه التي لا تكبر... تظهر امامهم بمريم التي تربت على ايديهم ولكن بعيدا عن انظارهم كانت كمن يتبع احد ويُحركه
- مريم انا...
وقبل ان تتفوه ب باقي عبـ.ـارتها وتُخبرها انها تخاف عليها كانت مريم تلحق بسيارة الأجرة التي اوقفتها
...............................
هتف بها فور ان دخلت غرفته مُتسائلا عن معرفتها بتلك التي وصي عليه ابن شقيقه
- أنتي ت عـ.ـر.في البـ.ـنت ديه
طالعته ياقوت بحيره ثم حسمت امرها
- ديه مريم بـ.ـنت حمزه.. اقصد بـ.ـنت مـ.ـر.اته الله يرحمها
قطب هاشم حاجبيه غير مُصدقاً ان الفتاه التي رأها في حفل عيد ميلاد فارس وترقص وسط شباب وفتيات يثيروا اشمئزاز من يراهم ويلعن تربيتهم
- مش معقول... ازاي حمزه سيبها كده
اطرقت ياقوت عيناها ارضاً... فتحرك هاشم سريعا نحو مكتبه حتى يلتقط هاتفه
- انا هتصل ب حمزة فوراً
- مستر هاشم انت هتعمل ايه..بلاش تتصل بحمزه انا اللي هطلع وحشه في الآخر
ألتمعت عين هاشم وهو يتذكر الرسومـ.ـا.ت التي جلبتها فحدق بها بذهول
- الرسومـ.ـا.ت اللي عرضتها عليا ديه بتاعتك يا ياقوت مش كده
لم تُجيب عليه وصمتت.. فلا تعرف كيف وصل امر مريم لهذا الحد
- انتوا ساكتين على البـ.ـنت ديه ازاي... فين حمزه من كل ده... انتي ت عـ.ـر.في ان فارس ابن اخويا هو اللي موصي عليها
واردف وقد تعلقت عيناه بعين ياقوت التي وقفت أمامه بقلة حيله لا تعرف كيف تدافع عنها
- عارفه ده معناه ايه
- مريم مش وحشه بس بتمر بحاله نفسيه
هتفت بها دفاعاً عنها ولكن هاشم استنكر دفاعها
- ياقوت سكوتك ده هيضيعها اكتر... انا مش راضي عن تصرفات فارس لكن في النهايه هو راجـ.ـل
وتنهد وهو يتذكر جلوسها أمامه
- انا مش قادر أصدق ان ديه تربية حمزه...
اغمضت عيناها وهي لا تعلم من أين تبدء في إصلاح الصغيره
................................
ترك معلقته ليتأملها وهي تنظر إلى طبقها دون مساسه
- مبتكليش ليه
رفعت عيناها نحوه ثم عادت تنظر إلى طبقها ثانيه
- مين الست اللي جاتلك الصبح...ديه واحده من عمال المزرعه مش كده
رمقته صامته ثم نهضت من فوق مقعدها
- ايوه من عمال المزرعه زي ما انا برضوه كنت من اللي شغلين هنا وبقيت فجأة مرات البيه بتاعهم
لم يعجبه حديثها فنهض خلفها يسحبها من ذراعها قبل ان تتحرك خطوة أخرى
- لما نكون بـ.ـنتكلم متمشيش وتسبيني... واقعدي كملي اكلك
ثم أدار جــــســ ـدها اليه لينظر الي عينيها ولأول مره يكتشق زرقتهما الصافيه عن قرب... ازدرد ريقه وهو يفحصها ثم رفع كفه يُلامس وجهها الأبيض
- لازم نبدء من اول وجديد ياصفا... عشان الطفل اللي جاي
كانت ستصيح به وتُخبره عن أي طفل سيربط بينهم وبينهم جدار صلب قد بناه هو من قسوته ولكن عنـ.ـد.ما تذكرت ثأرها منه ومن شقيقته اشاحت عيناها بعيدا عنه مُتمتمه
- انا هطلع انام
وانصرفت حتى تختلي بنفسها في غرفتها... فوقف ينظر لخطاها يزفر أنفاسه يُتمتم لحاله
- انت بتعاملها كويس عشان ابنك يافرات...
ولكن كانت هناك حقيقه يُداريها عن قلبه... فقد أصبح يقع بحبها ويراها امرأته
................................
نيران كانت مُشتعله داخله وهو يتذكر حديث نغم معه اليوم تُخبره ان مراد قد طلب منها لا حضور له أي اجتماع يخص شراكتهم
لم يكن يخرج تلك النيران الا على زوجته التي كانت مستسلمه له بحب... نهض عنها يرمُقها دون أي مشاعر لتضم الغطاء نحو جــــســ ـدها وعيناها عالقه به وهو يبتعد مُتجها نحو المرحاض
دقائق مرت وهو يقف أسفل المياه يغمض عيناه بقوه... يتذكر تفاصيل كل ما أخبرته به نغم حانقه من السعاده الظاهره فوق ملامحهم عنـ.ـد.ما قابلتهم في الشركه اليوم...
كانت تشارك خالد غـــضــــبها وحنقها وهي لا تُدرك انها تُشعل داخله نيران الغيره
لطمه قويه دفعها نحو الحائط يُخرس شيطانه وهو يصورها له مع مراد فصرخ مقهوراً
- ليه كل حاجه بتمناها او احبها بتكون لغيري... هفضل لامتي مبخدش اللي نفسي في
.................................
وقفت جانبه تتأمل هيئته المنمقه التي تعشقها... اسبلت اهدابها تتعمق في النظر اليه ولم تنتبه على ندائه وهو يطلب منها ان تُعطيه المقلاه
- هناء...
واردف مُستمتعا بهيئتها
- لا انتي شكلك سرحانه ومنـ.ـد.مجه على اخر
- بتقول حاجه يامراد
ضحك وهو يترك ما بيده واتجه نحوها
- مين اللي واخد عقلك
وبتلقائيه هتفت دون شعور
- انت
ارتسمت ابتسامه واسعه فوق شفتيه وهو يسمع عبـ.ـارتها التي عززت رجولته
- طب اعمل فيكي ايه دلوقتي
أشارت نحو خدها بداعبه يعشقها
- بوسني
لم يمهلها الا ثواني كان يغلق فيها موقد الطهي وبعدها آسر خصرها يحملها بذراع واحد فتضحك هي بسعاده
..............................
طرقات خافته اطرقها على باب غرفتها فميزتها بسهوله... أسرعت لجلب احد الكتب التي اعتادت على قرأتها بعدmا كان يُرشحها لها
- اتفضل يابابا
هتفت بندائها فأبتسم وهو يقترب منها دون إغلاق الباب ينظر إلى ما تحمله بين ايديها... عنـ.ـد.ما رأت ابتسامته علمت ان ياقوت لم تُخبره بشئ
- حببتي عامله ايه
- الحمدلله... بس زعلانه منك
تمتمت عبـ.ـارتها وهي تغلق الكتاب وتضعه جانباً
- الدراسه هتبدء بعد يومين... ومسألتش على المدرسين اللي هيدوني السنادي ولا عملتلي جدول للمذاكره وحتى زي المدرسه ندي وشهاب هما اللي اهتموا بي
تنهد وهو يشعر بالحـ.ـز.ن لتقصيره نحوها
- اسف ياحببتي... انتي عارفه اني مشغول
- بس انت مش مشغول عن ياقوت وبتهتم بيها... انت نسيتني يابابا خلاص
اجادة اشعاره بالذنب كالعاده ليُطالعها كيف تنتظر رده ليُجيب عليها ولكن بماذا سيخبرها... ألتقطت عيناه الكتاب فحمله يُطالع عنوانه
- خلصتي قرايته ولا لسا
- خلصته تلت مرات... ومستنيه الكتاب الجديد اللي هتجبهولي نقراه سوا الاول
وكان ذنب اخر تضيفه اليه..ابتسم وهو يُعلل لها انشغاله
- اوعدك اني هفضي من وقتي ليكي لوحدك زي زمان ... بس انا عايزك تبدأي السنادي مذاكره بجد يامريم
اماءت له برأسها بسعاده... لينصرف بعدmا اخذ الوعد منها
شردت في ملامح هاشم لتُتمتم لحالها
- انا حبيته عشان هو شبهك
واسرعت لاحتضان وسادتها ثم غفت وهي تحلم بفارسها الجديد بأحلام مراهقة
.............................
دلف لغرفتهما صامتاً شارداً في حديث صغيرته وتذكيرها له عما كان يفعله لها ولم يعد... تعلقت عيناه ب ياقوت المنشغله في صنع حذاء اخر صغير وهو لا يعلم لما تصنع من كل شئ زوجين
تركت ما بيدها واقتربت منه بحب
- مالك ياحبيبي
نسي همومه وكل ما يشعر به وهو يستشعر جمال تلك الكلمه منها خصيصاً
- تعبان ياياقوت... وتايه
ثم اردف بعدmا اخذ تنهيده طويله محمله بما يجثم فوق روحه
- حاسس اني بعدت عن مريم وبقيت مقصر في الامانه اللي سبيتهالي سوسن
تجمدت عيناها نحوه... فلم تعد تستطع تخبأة اي شئ عنه... فلابد ان يجد هو حلاً
- مريم ياحمزه ماشيه في طريق غلط... انا شوفتها
انتفضت مفزوعه وهي تراه ينهض من فوق الفراش
- ياقوت مريم مبتعملش حاجه غلط... ارجوكي مش عايز اسمع منك انتي بالذات اي حاجه عن مريم زي ما انا مبحبش اسمع منها حاجه عنك..
- انت ليه ديما بتتهمني اني عايزه اشوه صورتها... ده حتى شريف
اردات ان تُصرح له بأهانة شريف وظنه بالسوء لها
- كويس انك اتكلمتي في الحكايه ديه... شريف زعلان من كلامك عن اخته.. واشتكالي قوليلي اعمل ايه بينكم
- متعملش حاجه ياحمزه... على العموم انا قولت اللي عندي وحاولت انبهك ولاخر مره بقولك راقب تصرفات مريم وارجع اهتم بيها وانا مبقتش عايزه اهتمام خلاص
هتفت عبـ.ـارتها الاخيره بغـــضــــب... وألتفت بجــــســ ـدها لتبتعد عنه فأسرع بجذبها اليه
- هنرجع نزعل ونتقمص من تاني... وانا اللي كنت عاملك مفاجأه
تعلقت عيناها به بمقت ثم اشاحتهما سريعا عنه فضحك
- افهم من كده ايه مش عايزه ت عـ.ـر.في مفاجئتي
نفت برأسها ليضحك ثانيه
- هتنـ.ـد.مي يا ياقوت
- مش عايزه اعرف...ومش هنـ.ـد.م
فمال عليها ليهمس في اذنها
- حجزتلك بكره في المعرض التشكيلي اللي نفسك تروحي وهنروح سوا ياستي
أدارت جــــســ ـدها نحوه ورغم حنقها منه إلا ان ارضاءه لها جعلها تلين فلا أحداً يجد رجلاً كاملاً كما أصبحت تعقل فكرها
- بجد عرفت تحجزلنا... دول قالولي ان التذاكر خلصت
- هو جوزك اي حد
هتف عبـ.ـارته بفخر رجولي مصطنع فأردفت تُكمل له مازحه
- لا مش اي حاجه طبعا... ده حمزه الزهدي
ابتسم وهو يأسرها بين ذراعيه فأنبه ضميره عن حديثه معها
- متزعليش مني يا ياقوت... مريم بـ.ـنتي ومافيش اب بيستحمل حد يتكلم عن ولاده
- وانا متكلمتش عنها وحش... انا مش وحشه ياحمزه
ابعدها عنه قليلاً ليودع قبلة حانية فوق جبينها
- عارف ياقلب حمزه
اطربتها الكلمه فأبتسمت ليبتسم هو الآخر
- انا قلبك ياحمزه
- طبعا ياياقوت
كاد ان يغرقها في حنانه... لتتوقف يدها فوق صدره تبعده عنها برفق
- مريم محتاجه راقبتك صدقني انا مش بكرهها
تعلقت عيناه بها للحظات وعنـ.ـد.ما وجد نظرة الخيبه في عينيها من ردة فعله كلما دار حديثهم عن مريم ونصحها له
- حاضر يا ياقوت
................................
وقفت على اعتاب حجرته تقدm قدmاً وتؤخر الآخر... كان واقفاً أمام المرآة يبدل ضمادة جـ.ـر.حه الذي لم يطيب بعد وعنـ.ـد.ما رأي انعكاس صورتها ونظرتها لجـ.ـر.حه ألتف نحوها
- محتاجه حاجه ياصفا
لم يعد فرات الذي عرفته قديما وكأن رحلته الي المـ.ـو.ت ايقظت داخله مشاعر كثيره فحتى الخدm بدئوا يتحدثوا عن تغيره
اماءت برأسها مُتمتمه
- كنت محتاجه منك طلب... عايزه حوريه تتنقل لشغل مريح في المزرعه
- حاضر
بسهوله نطقها فأستعجبت الأمر وانتبهت الي محاولته في لف الشاش فوق موضع الجـ.ـر.ح فأقتربت منه تُساعده مُتذكره انه فداها بروحه ذلك اليوم
- لسا معرفتش مين اللي ضـ.ـر.ب النــــار
كان سارحاً فيما تفعله وقربها منه دون خــــوف رغم ان رحلة علاجها النفسي لم تكتمل بعد
- لسا
وضغط على أسنانه بقوه
- الاقيه بس ومش هرحمه
عاد لقوته وشراسته ولكن عنـ.ـد.ما لامست اصابعها صدره فوق موضع الجـ.ـر.ح لانت ملامحه وانتابه شعور جعل قلبه يخفق دون أن يعرف السبب
- انا هروح تاني امتى للدكتوره النفسيه
- هي هتجيلك هنا ياصفا... لأن وجودنا في المزرعه هيطول شويه لحد ما تولدي
اندهشت من سبب مكوثهم لحينا ميعاد ولادتها ولكن هنا كان بالنسبه له في مأمن
...............................
نظرت مها للشقه التي اصطحبها إليها بأعين مبهوره من جملها... اعتاد على رؤية الأنبهار منها في كل شئ... حتى أنه بات يشعر وكأنها طفله صغيره تسألت وهي ترفع عيناه نحوه
- ده بيتنا ياشريف
- ايوه ياحببتي
وعادت تتسأل مُجددا وهي تفرك مؤخرة عنقها
- هو احنا كنا عايشين هنا
- لا يامها كنا عايشين في بيت تاني
تمتمت بطفوله وهي تعود لفحص الشقه بعينيها
- طب ليه مش هنروح بيتنا التاني
تنهد وهو لا يعرف بما سيُجيبها فهذه أوامر طبيبها حتى تتذكر كل شئ بتمهل دون صدام.... ألتمعت عيناه بمحبه
- عايز نعيش في بيت بتاعنا احنا بس.. ونكون لوحدينا
تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل لتطرق عيناها أرضاً.... فرفع وجهها اليه
- تيجي احكيلك ازاي اتقابلنا
................................
ضمت الهاتف نحو موضع قلبها بعدmا استمعت اليه وهو يبثها حبه ويُخبرها انه وقع صريع هواها
- اه منك ياسهيل...وانا بقيت احبك اوووي
كانت تُحادث نفسها فالمكالمه قد انتهت... اقتربت من شرفتها لتفتحها قليلا وتتنفس الهواء المنعش المنبعث من الحديقه
مرت الدقائق وهي واقفه هائمه في تطور علاقتها بسهيل وكيف تمادت علاقتهما... تآوهت بخفه وجنينها يركلها ببطنها
- مش عيب تضـ.ـر.ب ماما اوي كده ... شكلك هتطلع لاعب كره زي بابا
انكمشت ملامحها وهي ترمق خطوات جين المُرتبكه وألتفافها حول نفسها.. لتعود إليها روح الصحفيه التي افتقدتها
أسرعت لخارج غرفتها واتبعت المكان الذي اتجهت اليه... لم يكن أمامها الا غرفة الحارس ... تعجبت ولكن قررت أن تسير خلف فضولها.
رأت خيالها ووقوفها مع الحارس تُعطيه المال وتصرخ به
- لا تطلب مال اخر لن اعطيك
- أشعر وكأنكي تصدقي عليا... ستعطيني ما اريد ام اخرجك من تلك الجنه التي تعيشين بها
رفعت جين يدها لتصفعه ليمسك يدها بقوه
- افعليها ثانية وسأخبرهم انك الحية الخبيثه هنا... وكيف خدعتيهم بأمر الطفل الذي هو لي....
↚
عيناها كانت شارده كحال عقلها وهي تطعمه وجبة افطاره... الي الان لا تُصدق ما سمعته ليلة امس... كانت تعلم أن جين حقيره ولكن لم تتوقع أن تصل حقارتها للخيانه... تأملت نورالدين الذي يتناول منها طعامه بفمه الملتوي وعيناه التي تُريد الإفصاح بما يرغبه عقله.. دقائق مرت وهي على هذا الحال
لتنهض من فوق فراشه مُتجها نحو باب غرفته ترصد الرواق بعينيها ثم عادت نحو سريعاً تحت نظراته لتسأله
- جين السبب فيما حدث لك نورالدين أليس كذلك
اماء نورالدين برأسه بلهفه فأخيرا وجد من سيخبره بحقارة تلك التي تسمى زوجته
- الطفل ليس طفلك
حرك رأسه بحـ.ـز.ن وقد ألتمعت عيناه بالدmع.. فهى تنسب له طفلا ليس من صلبه وهو الذي كلما حاول بعجزه ان يمسها كزوجة او تساعده علي هذا الأمر كانت تبتعد عنه نافره
ارتعشت شفتاه وقاوم دmـ.ـو.عه وهو يشعر بالخزي مما هو فيه
فشعرت به سماح... لتربت على كفه بدعم
- سأساعدك لنيل حقك نورالدين...
تبدل حاله وهو يسمع كلمـ.ـا.تها... واشرقت ملامحه فلا يريد المـ.ـو.ت الا وتلك الخائنه تنال ما تستحق ولا ترث أمواله
.............................
احتضنت شقيقتها بسعاده ولكن كان قلبها يتفطر ألــماً وهي تراها منطفئه الروح والوجه وقد فقدت الكثير من وزنها
- حشـ.ـتـ.ـيني و اوي ياياسمين
- وانتي كمان ياياقوت... انا كنت محتاجاكي اوي
ابتعدت عنها ياقوت تنظر لملامحها الباهته.. فربتت فوق وجنتها بحنان
- وانا هكون جانبك ديما
عادت لتحتضنها ثانيه... ولم ينتبهوا لهبوط مريم الدرج... فوقفت تتأملهم بأعين لامعه تتمنى داخلها لو كانت لها شقيقه ترتمي بين احضانها... نفضت رأسها سريعا وهي تتذكر من تتمنى ان تكون مثلهم
اقتربت منهما وفحصت ياسمين بعينيها
- ازيك
ابتسمت ياسمين إليها ولكن تـ.ـو.ترت من نظراتها فهى تعلم انها لا تطيقها
- الحمدلله
تعجبت ياقوت من تقبلها لقدوم شقيقتها ومكوثها هنا معها.. اخرجتها من دائرة أفكارها وهي تهتف
- عايزاكي في كلمتين
رمقتها ياقوت بأستنكار ولكن تجاوزت صفاقتها واتبعتها
- عشان انتي طلعتي جدعه ومعرفتيش بابا بلي حصل...وانا اه طلعت جدعه معاكي ومع اختك وسمحلها تبقى ضيفه في بيتنا
مقتت حديثها الذي اغاظها
- وتفتكري هفضل ساكته
شحبت ملامح مريم وهي تتذكر وعدها له ليله امس.. فهى بالفعل قررت أن تتخلى عن رفقه رؤى واصدقائها ولكن حبها الذي بدء ينمو نحو هاشم لن تتخلى عنه.. قطع حديثهم قدوم ندي نحوهم وترحيبها ب ياسمين التي وقفت تفرك يداها بتـ.ـو.تر تخشي ان تكون ضيفة ثقيله بينهم ولكن مع ترحيب ندي شعرت بالراحه
...............................
انفردت ندي بمريم غير مصدقه صمتها دون إلقاء كلام جارح لياسمين
- كويس انك مقولتيش للبـ.ـنت كلمه تجـ.ـر.حها.. قدري حالتها وبلاش تضايقيها يامريم
تركت مريم هاتفها الذي تبعث به وتعلقت عيناها ب ندي
- انا وعدتك انتي وبابا مش هضايقها... هي هتمشي امتى ياريت الزياره متطولش
تنهدت ندي بيأس
- يعنى نحدد أقامه للبـ.ـنت... واحده وقاعده في بيت اختها
انتضفت مريم من فوق مقعدها ترمق ندي بغيره
- لا ده بيت ماما وانا ساكته عشان بابا
ودmعت عيناها وهي تبكي على ذكرى والدتها
- اخدت كل حاجه كانت لماما ياندي... بابا مبقاش يتكلم عن ماما ومبقاش شايف غيرها
- أنتي ازاي نسيتي ماما ياندي ديه كانت اختك...
ترقرقت عين ندي فكيف تلومها على ذكرى شقيقتها وحبها لها ولكن الحياه تمضي مهما كان وتقذفنا هنا وهناك
- ازاي انسى اختي وامي يامريم.. بس حمزه من حقه يعيش برضوه.. كفايه اللي عملوا عشانا ولسا بيعمله وسوسن هي اللي وصة بجوازه
ومسحت دmعتها بوهن
- سوسن زمانها فرحانه عشانه
ألقت مريم نفسها بين ذراعيها تستمد منها قوتها وظلت تبكي ثم ابتعدت عنها
- ندي انا عملت حاجه غلط وعايزه اعترفلك بيها... بس متقوليش لشريف ولا بابا هيزعلوا مني
لتتجمد ملامح ندي بقلق.. فأبتلعت مريم لعابها
- انا كنت بخرج من وراكم بليل
اتسعت عين ندي ذهولا لتسرع بأخبـ.ـارها
- هما كام مره بس... وكمان شربت سجاير
وتلك المره شهقت ندي غير مُصدقه ما سمعت
.............................
طرقت باب غرفتها ثم دلفت إليها لتجدها جالسه فوق الفراش تقرء في كتاب الله... صدقت ونظرت نحو شقيقتها فلمعت عيناها بسعاده وهي ترى ياقوت بأبهي صوره وهيئتها كهيئه نساء المجتمع المخمل التي قد ظهرت عليها
- طالعه جميله ياياقوت
تمتمت بها ياسمين بحب حقيقي لتقترب ياقوت ثم دنت منها تلثم خدها
- أنتي اللي جميله وعيونك جميله ياحببتي
ابتسمت ياسمين فربتت فوق خدها
- معلش هسيبك لواحدك..بس لو عايزانى الغي..
اسرعت ياسمين بقطع عبـ.ـارتها
- لا متلغيش خروجتك مع جوزك عشاني... اخرجي واتبسطي عشان ترجعي تحكيلي عملتي ايه
ابتسمت بحب لنقاء شقيقتها وطيبتها.. لم يؤثر كره زوجة ابيها لها بقلب شقيقتها وكأن بطن واحده قد حملتهما فشقيقتيها من والدتها لم يكونوا مثل ياسمين فالوحيدة كانت القريبه منها تراها اختها الكبرى
- مش هتأخر عليكي
هتفت بها وهي تلقى عليها قبلة بالهواء ثم غادرت الغرفه واغلقت الباب خلفها
سارت نحو غرفتها لتنظر لحمزه الواقف ومازل يهنـ.ـد.م قميصه فأقتربت منه تلثم خده
ابتسم وهو يشعر بملمس قبلتها فوق خده
- لا ده انا كده اوديكي كل يوم معرض
ضحكت برقه وهي تناوله سترته
- وانا موافقه
- بقيتي مكاره ياحببتي
- ماهي اللي تتجوز راجـ.ـل زيك لازم تبقى كده... ياقوت الهابله مكنتش نافعه
قطب حاجبيه بعبوس مصطنع
- مسمحش ليكي تغلطي فيها... بس منكرش اني ياقوت الجديده بقت خطر عليا
ألتقط منها سترته وهو يُخبرها بعبـ.ـارته الاخيره.. فلطـ.ـمـ.ـت صدره بخفه
- بقيت اتعلم... ماهو الأهبل مش بيفضل اهبل بيتعلم ياحمزه باشا
ضحك بخفه وهو يفحصها بنظراته
- باشا ايه ده انتي اللي بقيتي باشا
ومال نحوها يتسأل
- مش هتقوليلي المرادي واخده مين قدوتك وبتتعلمي منه
ومهما فعل لن يتخيل ان سبب في تغيرها لكل هذا هي السيده سميره صاحبه البنايه التي كانت تقطن بها عنـ.ـد.ما أتت من بلدتها.. زياره دون سبب قررت فعلها اكراماً لطيبة تلك المرأه ولم تنتهي تلك الزياره هكذا انما اتبعه اتصالا من والدتها تخبرها انها ألتقت بزوجة ابيها في عرس أحد اقاربهم لتخبرها ان ابـ.ـنتها خائبه الرجا لا تملئ عين زوجها وستعود إليهم مطلقه فما الفائده من فتاه أتيه من خلف البهائم
أقسمت لحظتها انها لن تجعل احد يشمت بها...
ركلة قويه ركلها بها صيغارها لتتآوه ثم ضحكت
- مش عيب كده
ابتعد عنها بعدmا كان غارق في اغداقها بمشاعره لينظر لها وهي تضع يدها فوق بطنها ثم ابتسم بعد أن استعب مقصدها
- و.جـ.ـعك اوي
ضحكت وهو تمسك يده تضعها فوق بطنها واليوم أيضا لم تنتبه لحديثها كما لم ينتبه هو
- دول بيلعبوا
مسح على بطنها بخفه وعيناه قد لمعت
- ت عـ.ـر.في ان شعور الابوه جميل اوي... نفسي اشيله على أيدي واتابع كل خطوه وهو بيكبر قدامي
وتنهد وهو يتذكر فتره إصرار ناديه على زوجة وسؤالها المتكرر له كيف لا يتمنى تجربة ذلك الشعور
- ت عـ.ـر.في ان ناديه كان عندها حق..
ورفع كفيه يمسح فوق خديها وعيناهم ثابته نحو بعضهما
- انا كنت محتاجكم فعلا ياياقوت..
وانتهى الكلام وهو يحتضنها ولأول مره يشعر انه تحرر من الماضي الذي كان يُحاوطه وعاد حمزه ذو الثالثه والعشرون عاما
...........................
ابتسمت هناء بخفه وهي تنظر اليه وهو يُعلمها كيف يتم اكل طعام السوشي
- مهما حولت يامراد مش هعرف
رمقها وهو يضيق عيناه
- طب جربي قدامي ووريني
زمت شفتيها وهي تخبره بقدراتها
- يامراد انا عارفه نفسي انا غـ.ـبـ.ـيه
ضحك على نعتها لنفسها بالغباء
- بيعجبني فيكي صراحتك ياحببتي
ألتمعت عيناها بشر ولكن بشر لذيذ يروقه
- قصدك ايه يامراد... بدل ما تقولي لا انتي مش كده ياحببتي
- اكدب يعني ياحببتي
ألتقط كفها يُقبله وهو يهتف بعبـ.ـارته ... خفق قلبها وهي ترى شفتيه تلثم راحة كفها ثم باطنها
- مراد الناس
همست اسمه برقه وهي تسبل اهدابها بطريقتها العفويه ليقرب مقعده منها
- بعد مراد ديه... نفسي اروح ابوس ايد وراس عمي
كانت نغم تدلف برفقة إحدى صديقاتها تلك اللحظه وقد أختارت ذلك المطعم بعدmا استمعت لسكرتيرة مكتبه وهي تحجز له فيه
اشتعلت الغيره في طيات قلبها ولكنها تمالكت نفسها واتجهت نحوهم وهي تشهق دون تصديق
- مش معقول... ايه الصدفه ديه
رمقها مراد بأبتسامه مصطنعه وهو يتمنى داخله الا تعزم نفسها وتطلب رفقتهم
- فعلا يانغم صدفه عجيبه
ونظر نحو صديقتها ليرحب بها وبعدmا شعرت نغم بعدm رغبته في اطاله الحديث معها وكيف يقبض على كف هناء التي رحبت بها أيضا ولكن داخلها كانت لا تتمنى رفقتها لشعورها بمشاعرها نحو زوجها
صورة كانت تلتقط لثلاثتهم وعنصر اخر كان يدخل في تصفية الحسابات ولكن تلك المره كان العنصر داعماً
............................
كان يُحاصرها بعينيه وهي تتأمل رسم اللوحات بأعين مدققه حاوط خصرها وهو يميل نحو احد اذنيها
- ناقص تدخلي جوه اللوحه ياياقوت
ابتسمت على مازحته
- لو سامحت متتريقش عليا... انت كمان بتنسي نفسك وسط شغلك
همهم مُفكراً وهو يحك ذقنه
- عندك حق... بس انا اسمع ان الرسامين مجانين شويه
- افنـ.ـد.م
هتف بها أحدهم كان يمر جانبهم مُستنكراً حديثه
- اسفين يافنـ.ـد.م
تقبل الرجل اعتذارها رامقاً حمزه بنظرات ساخطه... ثم انصرف لتكتم هي صوت ضحكاتها
- عجبك كده
أشار نحو حاله وهو يهتف بسخط مماثل
- بقى انا يتبصلي البصه الحقيره ديه
- مش انت اللي غلطت
امتعض وهو يجرها خلفه
- مش اتفرجتي ودقتتي كل رسمه يلا بينا
اسرع في جذبها خلفه وهي تضحك رغماً عنها مُتمتمه بأسمه حتى اوقفهم صوت هاشم
- ازيك ياحمزه
صافحه حمزه وقبل ان يهتف هاشم بسؤالها لما لم تُخبره برغبتها بالمجئ لهنا وكانت أتت برفقته
- عن اذنك ياهاشم
ألتقط يدها ثانية تسأله بفضول
- رايحين فين بس قولي
ولم يعد يسمع اي حديث اخر فقد ابتعدوا عنه.. كانت عيناه تتبعهم ليتنهد وهو يمسح على وجهه وكان قلبه لأول مره يخفق بقوة راغباً بتلك المشاعر
..............................
فتحت ندي عيناها واغلقتهما ثم عادت تُكرر فعلتها بسُهاد... كان شهاب جالس جوارها يعمل على حاسوبه
- مالك ياندي
اعتدلت في رقدتها وهي تزفر أنفاسها لا تعرف كيف تُنهي قلقها وحيرتها
- شهاب انا بقيت خايفه على مريم
لم تفضح امر مريم فقد أقسمت لها أن لا تفشي سرها ولم ترغب أيضا في فضح ابنة شقيقتها وتغير نظرت الجميع لها ... تعرف طباع مريم اذا عوقبة سيزداد الأمر سوءً معها
- مالها مريم ياندي
- مريم كبرت ياشهاب واحنا لسا مش حاسين انها كبرت
ابتسم وهو يتذكر كل تفاصيل طفولتها ثم تسأل
- طيب ما اي حد بيكبر ياندي... وطبيعي اننا لسا مش حاسين ان مريم كبرت... ديه لسا طفله بضافيرها
- انا قولت برضوه مش هتفهمني ياشهاب
كاد ان يُجيبها الا ان رنين هاتفه جعله ينظر لها فنظرت له هي الأخرى بنظرات فاحصه
- مين اللي بيتصل بيك دلوقتي
ألتقط هاتفه وكانت الأسرع في رصد اسم المتصل
- انت رجعت تعرف معتصم من تاني ياشهاب
لم يُعطيها اجابه تُريحها فهتف مُجيباً
- ايوه يامعتصم... بتقول ايه
ثم اردف ساخطا تحت نظرات ندي
- يعنى متصل بيا دلوقتي تقولي بحب سمر سكرتيرتك... اقفل يامعتصم
لتتسع عين ندي ذهولاً
- معتصم وسمر مش معقول!
.............................
جلس جوارها فوق الفراش بخفه حتى لا تشعر به... تأملها وحديث احد اصدقائه يدور يخترق أذنيه
"يعني يوم ما تتجوز يافرات تتجوز واحده خريجة سجون..."
وعنـ.ـد.ما لم يتلقى منه صديقه اجابه هتف غير مُصدقه
" حبيتها ياحضرة المقدm"
وعند نطق صديقه ذلك اللقب... كانت اجابته
" فلم يعد يربطه اي قانونً عسكريا "
تلملمت في غفوتها فأنتبه لتحركها فوق الفراش... لينحصر ثوبها بين ساقيها مع انفراج شفتيها
قلبه كان يقوده فلم يشعر بدنوه منها ولا نيل ما رغبته شفتيه الا عنـ.ـد.ما فتحت عيناها تصم شفتيها بقوه تهتف بأنفاس مُتقطعه
- انت... بتعمل.. ايه... هنا
- محتاجك ياصفا..
ولم يُمهلها اعتراضاً اخر وكان يُحاصرها بين ذراعيه... ولم تكن الا جثه هامده تُعطيه ما يُريد يُخبرها عقلها
" لن تصبحي سيدة كل شئ وتثأري لحقك الا بذلك.."
ومضت الليله وقد غفا جوارها لتسحب نفسها من فوق الفراش بعد أن غطت جــــســ ـدها ثم جلست جوار الفراش باكيه تكتم صوت شهقاتها التي كانت تصل لمسمعه فتطـــعـــن رجولته تُعيده الا ذكرى بعيده لاشهر وهو يُخبرها ان تُعري جــــســ ـدها امامه وهي تفعل ذلك مسلوبه الاراده حتى لا تُسـ.ـجـ.ـن مره اخرى وتجعله يثأر لحبيبته القديمه بذنب لا دخل لها فيه
.............................
لثم خدها برفق ثم ابتسم وهو يراها تفتح عينيها
- صباح الخير ياحضرت الفنانه
ابتسمت رغماً وهي تفرك عيناها
- صباح النور
- هي الساعه كام دلوقتي
نظر لساعته ثم عاد يُشبع عيناه منها
- لسا فاضل ساعتين على ميعاد شغلك... اهم حاجه تفطري قبل ما تخرجي ياياقوت سامعه وهسأل ندي لا الا انتي عارفه العقـ.ـا.ب
- حاضر
هتفت بها وهي تضحك فعاد يلثم خدها مره اخرى
- اعملي حسابك هنتغدي بره النهارده
- وياسمين
ابتسم وهو يعود لهنـ.ـد.مة أكمام سترته
- الخروجه ديه عشان ياسمين ومريم واحتمال باقي العيله تنضم لينا
وغمز لها مشاكساً
- هنغير مثلا ولا ايه
فوثبت على اقدامها تُشاكسه مثلما يفعل
- هغير ليه مثلا.. انا متجوزه حمزه الزهدي بعيلته الكبيره وانا راضيه
وتعلقت بعنقه تتلاعب بحاجبيها
- بس ده ميمنعش اني طماعه في حقي فيك
اجاده إلقاء عبـ.ـارتها لتتسع ابتسامته شيئاً فشئ
- حمزه الزهدي ليكي انتي لوحدك
ومال نحو اذنها هامساً
- بقيتي ت عـ.ـر.في تغويني صح ياياقوت وحمزه الزهدي رفع رايه الاستسلام
وابتعد عنها غامزاً
- وكسبتي الجوله
وليست النساء من تخسر اذا قررت الفوز
..............................
سارت بالمزرعه بخطي شارده تتأمل العاملات وهم يعملون... تتذكر حالها وكيف كانت تُعامل بقسوة
الكل كان ينظر لها بحسد يتهامسون بالشئ الذي اخبرتها به حوريه من الاقاويل التي تدور عنهم
ربتت حوريه فوق كتفها بعدmا تركت مكان اشرافها الذي نُقلت اليه
- الكل بقى يحسدك على انتي فيه... ومدام الواحده مننا معملتش حاجه غلط تمشي رافعه راسها
ابتسمت صفا لها فرغم انها لم تُخبرها بتفاصيل زيجتها من فرات الا ان كلمه واحده اخبرتها بها فصدقتها
" انها لم تكن عشقيه لفرات وان هذا الطفل ناتج عن زواج وليس طفل زنا"
- ياريت الناس كلها زيك ياحوريه
كادت ان ترد عليها حوريه الا ان ألتقطت عينيها قدوم فرات نحوهم وجانبه يسير عنتر
- جوزك جاي علينا.... اروح اشوف شغلي انا بقى
وانصرفت حوريه سريعاً بخطوات مُرتبكه... ليقترب منها فرات
فهتف عنتر
- ازيك ياهانم
" هانم " كلمه فهمت وادركت انها لا تساوي شئ حينا دلفت السـ.ـجـ.ـن لسنوات وقد جردها وعلمها ان الكل سواسيه ولكن عيشتها مع هؤلاء جعلوها تستشعر معنى الكلمه وعزوة اللقب وداخلها يضحك ساخراً.. ف هذا الذي ينعتها ب الهانم يوما ضـ.ـر.بها بعصاه التي مازال يحملها
نشلها فرات من تفكيرها وهو يميل نحوها
- الدكتوره مستنياكي!
...............................
تعلقت عين الخادmه الصغيره بالزوجين وعيناها تلمع بشغف
منذ خدmتها بالمنازل لم تُقابل زوجين هكذا
انتبه شريف على وقوفها وتحديقها بهم
- مش حطيتي العشا خلاص تقدري تروحي
ابتلعت لعابها بحرج ومسحت يداها بعبائتها
- اه يابيه...اجي بكره الساعه كام
- شريف متخلهاش تتأخر عليا بخاف اقعد لوحدي وانت في شغلك
هتفت بها مها فتمتم بحنو
- حاضر ياحببتي
ونظر نحو الخادmه التي تدعو نعمه
- متتأخريش بكره الساعه تسعه تكوني هنا
- حاضر يابيه
وانصرفت الخادmه وهي تهتف داخلها
- ده كان بيبـ.ـو.سها قبل ما ادخل عليهم...
ثم اردفت بحسره
- ناس عايشه ومتهنيه وناس بتخدm في البيوت
.................................
اتبعت رؤى مريم حانقه بعدmا سدت عليها جميع الطرق بأنها لن ترافقهم في سهراتهم ثانيه وقد اعترفت لخالتها بخطيئتها
- خلاص بقى يارؤي..قولت مش هسهر تاني معاكم
كانوا قد وصلوا لبوابه المدرسه.. لتتعلق عين مريم بهديل التي وقفت تُطالع المدرسه بحسره واعين دامعه
أسرعت مريم نحوها ولكن رؤى ظلت واقفه بعيدا تتابع الامر بعينيها فهى لا تحب هديل ولا تراها الا شريدة متطفله علي طبقتهم
عنـ.ـد.ما اقتربت مريم منها... ألتفت هديل بجــــســ ـدها واسرعت في الإبتعاد
- هديل استنى ياهديل.... انتي صحيح طلعتي من المدرسه
سقطت دmـ.ـو.عها... فالمنحه قد دmرها والدها في نهايه عامها الثاني بأخر امتحان بعدmا تهجم على مدرستها
ولم يعد لها لا مستقبل ولا حـ.ـضـ.ـن والدتها الحاني فقد تركتها ورحلت لعالم اكثر راحه من قسوه والدها وذل الحياه
- هديل ردي عليا
جذبت مريم مرفقها لتدور هديل نحوها بعينيها الباكيه
- ليه سيبتي المدرسه ياهديل
- اللي زي مبيتعلموش يامريم... ارجوكي سبيني في حالي
أرادت الهروب من نظراتها ولكن مريم عادت تسألها بفضول عن احوالها وكيف لن تكمل سنتها الاخيره وتدلف للجامعه مثلهم... وما كانت ثرثرتها الا تزيدها حسره
- كفايه كلام يامريم.... مش هبقي ولا هكون زيكم... انا دلوقتي بدور على لقمة عيشي عشان اعيش
وقفت مريم صامته تُتابعها وهي تتحرك بعيداً عنها ورؤي تقف على مقربه تُناديها ف السائق الخاص بها قد أتى
ألتفت مريم بجــــســ ـدها لترحل كما وقفت هديل ولم تتحرك وعادت تلتف مرة أخرى تتذكر صفعة والدها لها بأن لا تعود الا وقد وجدت وظيفه تعمل بها
- مريم
ادارت مريم جــــســ ـدها لتنظر إليها.. فأطرقت هديل عيناها ارضاً
- ممكن تساعديني ألاقي شغل... اي شغل انا موافقه اشتغله حتى لو خدامه عندكم
ذلذلت الكلمه قلبها... ف زميلتها التي تماثلها بالعمر تطلب ان تعمل لديها خادmه وهي تعيش كالملكه لا شئ تطلبه الا ويُلبي لها
وبعد اكثر من نصف ساعه كانت اثنتيهم يقفان في غرفة ياقوت بالشركه التي تعمل بها
تعجبت ياقوت من قدوم مريم بزيها المدرسي وبرفقتها صديقتها
- ياقوت انا عايزاه اتكلم معاكي ممكن
ابتعدوا قليلا عن هديل لتهمس مريم
- ممكن تطلبي من هاشم يشغل هديل صاحبتي
تعلقت عين ياقوت بها مُتعجبه من طلبها ومن نطقها لاسم هاشم بعشم وكأنه صديق لها
- هو مديرك هنا وهيسمعك... وهديل محتاجه شغل
واردفت وقد اتسعت عين ياقوت ذهولاً
- انا لولا اللي عملته قدامه كنت دخلت طلبت منه... ماهو عم فارس صديقي
ولم يُخرج ياقوت من ذلك الذهول الا مرور هاشم بجانب غرفتها... وعنـ.ـد.ما ألتقطته عين مريم أسرعت خارج الغرفه تُنادي بأسمه ولكن تلك المره ليس مُجرداً
- عمو هاشم
انتبه هاشم إليها وقد تذكرها
- انا جيت النهارده اعتذر منك... ديه كانت لعبه سخيفه مع صحابي وانا قطعت علاقتي بيهم... ووعدت ياقوت بكده
ونظرت صوب ياقوت الواقفه على بعد خطوات منها مُتسعة العين مما يحدث
- سامحتني خلاص وقبلت أسفي
لم يكن هاشم اقل داهشه ولكن اماء برأسه
- حصل خير يا..
- مريم... انت لحقت تنسى اسمي ياعمو
- اه مريم...
اقتربت منه سكرتيرته تلك اللحظه تُخبره
- حضرتك عايز مواصفات ايه للخدامه يافنـ.ـد.م عشان أبلغ مكتب التخديم
فأسرعت مريم بجذب ذراع هديل
- وتدور ليه ياعمو... هديل صاحبتي شاطره ومحتاجه الشغل ده اوي ارجوك ساعدها
وبين حسرة وآلم وذهول وتخطيط كان يسير الأمر ولكن للقدر حكاية
↚
لم يثير طلبها الا اشمئزازاً.. عيناه تنقلت بين التي تقف تطلب منه عمل لصديقتها بعفوية مصطنعه وبين التي نكست رأسها أرضاً تُدراي حسرتها.. اشاح وجهه عن مريم بضيق ونظر نحو صديقتها وهو يتذكر اسمها الذي تفوهت به مريم منذ قليل
- تعالي معايا ياهديل
رفعت هديل عيناها نحوه فتسألت بحيره
- انا
اماء برأسه وسار أمامها حتى تتبعه.. تحركت مريم قبلها تجذب يدها مُتمتمه
- يلا ياهديل
ولكن هاشم وقف فور سماع صوتها لينظر خلفه فوجد مريم تتبعه أيضا
- قولت هديل مقولتش اسم حد تاني
احرجها ببشاعه ولأول مره أحدا يُعاملها هكذا.. تعقلت عين ياقوت بها ترى ملامحها التي بهتت لتقف مُفكره في أمر مريم حتى اتسعت عيناها وهي تراها تكاد تبكي وهاشم يحث هديل على اتباعه
" معقوله مريم تكون معجبه ب هاشم"
وضعت ياقوت يدها فوق فمها بعدmا وصل عقلها لتلك النقطه
...............................
نظرت ياقوت نحو هديل التي خرجت للتو من غرفه مكتب هاشم والسعاده تغمرها تعجبت من تبدل ملامحها ولكن تمنت داخلها ان يكون هاشم ساعدها بالفعل دون الخدmه بمنزله
طرقت على باب غرفته بخفه لتدلف بعدها فلم تجده الا واقفاً خلف مكتبه يُعطيها ظهره وينظر من شرفة مكتبه
تنحنحت جـ.ـر.حاً مُتسائله
- اجي في وقت تاني لو مش فاضي
ألتف نحوها يتفرس ملامحها بهدوء.. ارتبكت قليلا من نظراته فبادر
- اتمنى يا ياقوت مشوفش مريم هنا تاني في شركتي
تحركت شفتاها حتى تُحاكيه الا انه تمتم حانقاً
- ياريت تنبيهي يكون وصل
تجاوزت حديثه عن مريم فقد فهمت سبب حنقه منها... فمريم بطلبها لعمل صديقتها خادmه أمامهم ما كان الا أمراً وضيعاً رأته مساعده كبيره فعلتها دون إهانة
- اتمنى تكون ساعدت البـ.ـنت من غير ما تخدm في البيوت
تنهد وهو يتذكر معاناة تلك الفتاه وما قصته عليه من أسباب للعمل حتى لو خادmة بالمنازل وتركها لدراستها مُتحسره على حلمها الذي اضاعه الفقر وقلة الحيله
- البـ.ـنت هتيجي تشتغل هنا شغل يناسب مؤهلاتها ووقتها عشان تقدر تذاكر وتكمل تعليمها
شعرت ياقوت بالسعاده عما يُخبرها به
- ليه مش مقربه من مريم ياياقوت... مريم لو قريبه منك كان سلوكها اتغير
اطرقت عيناها أرضاً وهي تتذكر تحذيرات حمزه الدائمه ان تبتعد عن مريم
- حاولت لكن منفعش... ومحدش بيقبل مني كلمه
واردفت متحسره على حالها
- انا الست اللي اَخـ.ـطـ.ـفت راجـ.ـل من عيلته ودخلت عليهم فرد زايد
- ليه رضيتي بالحياه ديه من الاول
نطرت له ولم تستعب مغزى عبـ.ـارته الا عنـ.ـد.ما نطق
- كان ممكن تختاري حياه بسيطه مع راجـ.ـل زي ما هو أول بختك انتي كمان اول ست في حياته
وقبل ان تخبره انه قدرها ورغم كل ما يواجهها الا انها أحبت قدرها وارتضت به
- انا مسافر لبنان لمده اسبوعين ولما ارجع هتكلم مع حمزه في موضوع مريم وسلوكها
تنهدت وهي تُحرك رأسها بأن يفعل ما يُريد لعله هو من يلحق مريم ويُصدقه حمزه الذي لا يستمع لها مهما تحدثت معه
دلوف احد موظفينه قطع حديثهما فأنصرفت حائره من كل ماحدث أمامها اليوم
.............................
نظرت سماح نحو الحارس بتمعن وهو يُساعد العمال كما امرته في حمل مقتنيات غرفة صغيرها... انتهى طيفه امام مرئ عينيها
لترفع عيناها لأعلى تتأمل نوافذ المنزل الكبير ومن ثم أسرعت بخطاها نحو الغرفه الصغيره التي يحتلها الحارس
دقائق معدوده وخرجت من غرفه الحارس كاللصوص تلتف حولها يميناً ويساراً مبتسمه بزهو على بدء خطتها التي ستكون نهايه لقصه جين بينهم
تنفست براحه وهي تسير في حديقه المنزل وكأنها تتنزه تتمتم لحالها
- اقتربت نهايتك ياجين
..............................
سارت نحوه لترافقه في جلسته بعدmا دفعتها شقيقتها حتى تنهض من جانبها وتجلس برفقة زوجها كما تجلس ندي مُلتصقة بشهاب
ولكن توقفت قدmيها عنـ.ـد.ما تخطتها مريم التي انهت درسها اليوم مع معلمها الذي انصرف للتو وهتفت بحماس
- مستر بلال لسا كان بيقولي اني هبقي من الأوائل وهو واثق فيا
ابتسم حمزه وهو فخور بها وبذكائها
- ليكي هديه كبيره عندي بس انتي خليكي قدها
ضحكت وهي توعده وجلست جانبه توصيه بالسياره التي تُريدها حينا دلوفها للجامعه... عادت بأدراجها نحو شقيقتها التي نظرت إليها وعند جلوسها ثانيه جانبها ربتت على يدها.. فأبتسمت ياقوت اليها لتخبرها انها ليست حزينه لاولوية مريم لدي حمزه
- مش زعلانه ياسمين... مش معقول هغير من تعلقها بي.. مريم اتربت ياتيمه الاب وبعدين مامتها سابتها في أصعب وقت البـ.ـنت بتكون محتاجه امها في
كانت كاذبه فهى تشعر بالغيره ولكن شعورها بأحساس مريم وتذكرها بما حرمت منه كان يقــ,تــل غيرتها فيخبرها قلبها
" انا فاقد الشئ هو وحده من يعرف معنى العطاء"
- طول عمرك قلبك كبير وطيبه ياياقوت
اتسعت ابتسامه ياقوت على كبر ونضج شقيقتها رغم ان ياسمين انهت الدبلوم منذ عام الا انها كانت راجحه العقل تطيب اوجاعها مع ان قلبها ينزف ألــما مما واجهته في عمر صغير
قطع حديثهم صوت الخادmه وهي ترحب ب ناديه التي رمقتهم جميعا بأبتسامه رقيقه ثم جلست معهم تتحدث بلطف الي ان تعلقت عيناها ب شهاب وندى تتسأل كالمعتاد
- مش هتفرحوني بقى بالخبر اللي مستنياه
تبدلت ملامح ندي للشحوب وقد لاحظته ياقوت كما اعتادت عنـ.ـد.ما تتحدث ناديه في هذا الأمر
ضم شهاب ندي اليه يرسم فوق شفتيه ابتسامه واسعه جاهد في رسمها
- احنا مبسوطين كده ياناديه...مالك بقيتي زي الحموات
تقبلت ناديه عبـ.ـارته ضاحكه تنظر نحوهم
- عايزه اطمن عليكم
واردفت بعدmا أخرجت من حقيبة يدها عنوان يخص طبيبً ما
- على العموم ده كارت دكتور بيقولوا عليه شاطر اوي.. روحوا اكشفوا واطمنوا
لم تنتظر ندي سماع المزيد من حديث ناديه وانصرفت هاربه تخشي سقوط دmـ.ـو.عها أمامهم
صمت الجميع فنظرت ناديه لخطي ندي مُتعحبه ثم وضعت الكارت جانباً
- ناديه ياريت تبطلي تلميحاتك ديه لندى... الموضوع ده امر يخصني انا وهي بس ومحدش ليه الحق يتكلم في
ولم يشعر وهو يتبع عبـ.ـارته
- ندي مش ياقوت اللي فضلتي ليل نهار تسأليها اذا كانت حامل ولا لاء وتعملي عليها الحما
- شهاب
هتف حمزه صارخاً بشقيقه ثم سقطت عيناه على ياقوت التي بهتت ملامحها واطرقت عيناها نحو يداها المضمومه في حجرها عاجزه عن الدافع عن نفسها... فكما قال شهاب هي ليست ندي
هبت ناديه واقفه تنظر لملامح شقيقها
- خلاص ياشهاب انا طالعه أطيب خاطر ندي...
كانت عبـ.ـارتهم تُقظ خيبات داخلها... ف ناديه قبل حملها كانت تتعامل معها وكأن حمل طفل شقيقها هو أساس تلك الزيجه ومن دونه سينتهي كل شئ وستعود من حيث أتت
اختنقت من كم الذكريات التي اخترقتها ونهضت تحت نظرات شقيقتها التي ظلت جالسه بمكانها تتابع تحركها
- حمزه انا اسف مكنتش اقصد
اعتذر شهاب بعد انصراف ياقوت ليرمقه حمزه بنظرة معتابه دون كلمه مما جعل شهاب يتنهد بسأم
اما مريم جلست تتابع كل شئ بضيق يفسر لها شيطانها ان ياقوت هي سبب عدm هدوء حياتهم التي كان يحسدهم الجميع عليها
...............................
ابتعدت عنهم مُنعزله بحالها تتأمل الظلام الذي يبعث ظلمته بالكون وسكونه بالنفس... شعرت بيداه على كتفيها يمسدهما برفق
- بعدتي ليه وسبتي المكان
تنهدت وهي تُخبره كاذبه
- حسيت اني عايزه اشم شويه هوا
كان يعلم انها تكذب عليه فزفر أنفاسه ثم أدار جــــســ ـدها اليه يضم وجهها بين كفيه
- عارف انك بتكذبي عليا..
- حمزه بلاش نتكلم في الموضوع ده...
اغمض عيناه بقوه ثم عاد يفتحهما ليجذبها نحو احضانه يضمها بين اضلعه ... تآوهت بخفوت فهمس وهو يمسح على ظهرها
- انا عارف انهم بيضيقوكي بكلامهم ديما... ساعات بحس اني ظالمك ياياقوت... بس خلاص قدرنا بقى واحد ومقدرش اخيرك انك تتحرري من آسري
- بس انا مش عايزه اتحرر منك ولا ابعد عنك... الحياه مبتديش كل حاجه احنا عايزينها
تعمق في النظر إليها ولم يشعر الا وهو ينحني نحوها يلثم ثغرها ولأول مره لا يفكر اذا ألتقط احد وضعهم هكذا
كانت ياسمين ذاهبه نحوهم حتى تطمن على شقيقتها.. وعنـ.ـد.ما رأت المشهد اغمضت عيناها بقوه وابتعدت بخطواتها سعيده من أجل شقيقتها
.............................
وقفت مُتحجرة العينين وهي تستمع الي صوته وصوت الرجل الآخر الذي ينعتها بالسجينة صاحبة السوابق
كان ابن عمه.. ف العائله المتفككه بدأت بالظهور لتدافع عن اسم العائله العريقه
- انت كده بتضيع مستقبلك وبتشوه اسم العيله... الست ديه لازم تخرج من حياتك
صرخ فرات بعلو صوته يقطع حديثه
- مجدي الزم حدودك... لولا انك في بيتي كنت طردتك
احتدت نظرات ابن عمه
- تطردني يافرات... عشان حتت الجربوعه اللي اتجوزتها تاجرة المـ.ـخـ.ـد.رات
- صفا دخلت السـ.ـجـ.ـن ظلم.. وده اختياري وانا حر
قبض مجدي على كفه بغـــضــــب يتذكر منصبه وحديث الجرائد عن فرات واسم العائله
- فاديه كان عندها حق.. البت ضاحكه عليك ومش بعيد يبقى اللي في بطنها ابن واحد قليل الشرف زيها
تجمعت الدmـ.ـو.ع في مقلتيها ولكنها لم تذرفهما... القهر كان يتغلل داخلها ولكن وقفت كالحجر مُستمعه
- اخرس مراتي ست شريفه واللي في بطنها ابني
اشتدت المناوشة بينهم ليُغادر مجدي مكتبه حانقاً بعد أن اخبـ.ـاره انه قد فقد منصبه بالدوله بترأس احدي الوزارات
وقف مجدي أمامها ينظر إليها بغـــضــــب واكمل خطواته يلعن غباء ابن عمه
دلفت لغرفته ببطئ وانفاس مسحوبه.. تأملته وهو يقف في منتصف الغرفه يزفر أنفاسه بقوه وكأنه يصارع شئ داخله
- عندهم حق... هتخسر مستقبلك وسمعتك عشان واحده خريجة سجون
ظل فرات واقفاً في نفس وضيعته دون أن يلتف إليها... ليغمض عيناه طالبا منها
- سبيني لوحدي ياصفا
- ارميني بره بيتك واخلص مني عشان ترتاح
- صفا قولت سبيني لوحدي
افزعها صراخه فأبتعدت عنه تضغط على شفتيها بقوه تسحب اقدامها بصعوبه الي ان أصبحت في غرفتها
دقائق مرت وهي تلتف حولها...باتت تحقد على كل فرد من عائلته... الحقد توغل داخل قلبها حتى باتت تشعر بالاختناق...
دلوفه لغرفتها افزعها وجمد أطرافها ليقترب منها جاذباً اياها نحوه يُقبلها بجنون وهي تقف بين ذراعيه مُتخشبه
..............................
أوقف سيارته بحده قويه أمامها... لتفزع مما حدث ولكن عنـ.ـد.ما رأته اتسعت عيناها تهتف بأسمه
- مستر خالد
هبط خالد من سيارته يسحب يدها تحت أنظار المارين عبر الطريق
- لازم نتكلم ياهناء
دقيقه مرت حتى هدء قلبها من فزعته لتنظر نحو يده القابضه فوق معصمها فنفضت ذراعه بقوه
- انت ايه اللي عملته ده... ابعد عني
- قولت لازم نتكلم ياهناء
- مافيش بينا كلام
هتفت بها بصوت غاضب... وقد سقطت ما كانت تحمله بأيديها
- هناء ارجوكي
خرج صوته متوسلاً ف لأول مره كانت تراه هكذا يتحدث... تعجبت من امره ولكن سريعا ما أدركت مكان وقوفها ونظرات الناس.. تجاوزته بحده.. فأسرع بالوقوف أمامها
- قولت لازم نتكلم...
- مبتكلمش مع ناس اتهمتني في شرفي
كان يعلم تماما مقصد عبـ.ـارتها ليطرق عيناه أرضاً متمتماً
- هناء انا بحبك
ولم يكن يتوقع انه سيخبر بها احداهن يوماً ويخضع لسلطان الحب.. وقفت متسعة العينين والفاه لا تصدق مع سمعته
................................
رتبت حقيبه سفر صغيره لهما وهي لا تُصدق انها ستُسافر معه لمدينه شرم الشيخ رغم ان انها رحله عمل الا انه فجأها بأخذها معه
- اللي يشوفك وانتي مبسوطه يقول ان احنا مسافرين لبره البلد
تهللت اساريرها واقتربت منه تحتضنه
- انا فعلا مبسوطه اوي ياحمزه... بس مش مبسوطه عشان الرحله... مبسوطه اني هكون معاك
ابتسم وهو يضمها نحوه وبعدها عنه قليلا يتأمل ملامحها
- لا كده نخلي الاقامه بدل يومين... شهر عسل بحاله
هتف عبـ.ـارته غامزاً لها بوقاحه ثم ضحك على هيئتها وهي تدفعه عنها وهو يخبرها انه اشتاق إليها
كانت مريم تقف امام باب غرفتهما المنغلقه تسترقي السمع تقبض على كفها الصغير بقوه ثم فرت مُبتعده وقد لاحظت ندي مكان وقوفها فزفرت أنفاسها بقلة حيله
..............................
جلست نغم امام الرجل الذي يبدو على هيئته الهيبه والقوة تتسأل بلغة الانجليزيه
- من انت
ابتسم الجالس أمامها
- لا يفرق معك من انا... الاهم بيننا مصلحتنا
قطبت حاحبيها لا تفهم مقصده... تأملت المكان حولها فرجـ.ـاله يُحاوطنه والرجل الذي أتى بها لهنا يقف على يمينه مُطرق الرأس
- انتي تريدينه زوجاً وانا اريد زوجته ليله لي
اتسعت عيناها ونهضت من مكانها
- من تقصد
تلاعب بشفتيه ساخراً
- يبدو انني أخطأت في اعطائك تلك الفرصه سيده نغم
تلجلجت في سؤاله وقد علمت مقصده منذ البدايه
- عمن تتحدث
- مراد الفيومي وزوجته
...............................
حاصر فرات خصرها بذراعه وهو نائم... كانت تتألــم من استسلامها له ولم يكن استسلامها الا عربوناً تقدmه لنيل انتقامها منه وحرق قلبه بعدmا تغزو قلبه ويجعلها سيده كل شئ
ألتفت نحوه لتسقط عيناها فوق صفحات وجهه.. كانت لأول مره تتأمل ملامحه بوضوح... رغم انه على وشك إتمام عامه الأربعون الا ان ملامحه لا توحي الا بأصغر من ذلك
خفق قلبها بدقات متتاليه وارتعش جــــســ ـدها لتمد يدها نحو وجهه تتلمس ملامحه متمتمه
" انت اللي شوهتني وكـ.ـسرتني وانت لازم تدوق من نفس الكاس"
...........................
ازاح فارس يداها الملتفه نحو عنقه حانقاً
- انا ماشي
نهضت تتبعه تهتف بأسمه ولكنه لم يعبئ بندائها... عادت لمكانها تلتقط كأس الخمر من يد وليد الذي جلس يُطالعها ساخراً
- حاله اتغير من ساعه من صاحبتك بـ.ـنت الاكابر بعدت
ارتشفت رؤى من الكأس وهي تتذكر سؤال فارس المُتكرر عن مريم ولما ابتعدت عنهم
- شكله حبها... ماهو فارس كان عينه منها بس كان منعه قربها مننا
هتف وليد حديثه المسموم ثم نفث دخان سيجارته
- دلوقتي بقي شايفها البـ.ـنت العفيفه اللي لحقت نفسها... وانتي..
نعتها بكلمه أشعلت حقدها مُجدداً نحو مريم
- ابعد عني ياوليد انا مش فيقالك
عادت ترتشف من كأسها الي ان افرغت جميع محتواه داخل جوفها
- هتسبيلها فارس
طالعته رؤى بتشوش الي ان مال عليها يحتضن جــــســ ـدها بين ذراعيه
- انا عايز اساعدك انتي صعبانه عليا
- هتساعدني ازاي
هتفت بها بسكر ليقرب وليد وجهه منها
- نضيعلها اهم حاجه في حياه اي بـ.ـنت بتفتخر بيها
- قصدك ايه
تمتم بأعين تلمع بالرغبه
- هو انتي فاكراني مش فاهم ليه بلتوثي كل بـ.ـنت قريبه منك يارؤي
تجمدت ملامحها وهي تنتظر سماع اخر مالديه ولكنه تجاوز مقصده
- عايز مريم في شقتي وعلى سريري..
..............................
وضعت سماح يدها علي فمها بعدmا خرج الطبيب من غرفه نورالدين يطرق عيناه أسفاً
- لم نستطع اسعافه
دmـ.ـو.عها سقطت دون توقف الي ان تابع الطبيب الخاص بحاله نورالدين
- اخذت عينه من دmاءه حتى اتأكد مما أشك
رفعت سماح عيناها نحوه بضياع تسأل بأنفاس متقطعه
- بما تشك
لتقع عيناها نحو سهيل الذي ركض نحوهم بملامح باهته يتسأل
- ما به اخي
وكان الصمت خير مُجيباً عليه وعين جين تتربص مكان وقوفهم تبكي بتمثيل تُجيده وقلبها يتراقص طرباً مما حدث
مـ.ـو.ت نورالدين والسبب في مـ.ـو.ته هي سماح وقد رحل الاثنان من حياتها
كرر سهيل سؤاله حتى صرخ بهم جميعاً لتأتيه الاجابه من آخر من تمنى سماع صوتها
- نورالدين قد مـ.ـا.ت سهيل والطبيب يشك بالأمر
↚
طالعت ما أمامها بشرود تام بأعين باهته يلمع بها الحـ.ـز.ن والآلم ف الي الان لا تُصدق ان نورالدين قد رحل دون أن تأخذ له حقه ودون ان يرى ثأره... مـ.ـا.ت وترك تلك الحيه تعيش بينهم كزوجة مكلوله حزينه على زوجها... القدر احيانا لا يكون عادلا انما يتركنا لنمـ.ـو.ت ثم تأتي حقوقنا ليتأمل الآخرين انصاف الله لعباده اذا كان حيا ام مـ.ـيـ.ـتاً انها حكمه خفيه لا يعلمها الا الرحمن
دmعت عيناها مُتذكره حق والدها ووالدتها بعدmا ظلمهم عمها فمنذ أشهر علمت ان حق والديها قد أخذهم الله لهم ليصبح عمها الرجل صاحب الأملاك الا رجل مديون ذليلا كـ.ـسره الفقر والمرض
انفتح الباب بقوه فجعلها تنتفض من فوق الفراش مُتعجبه من وجود سهيل الذي اختفى تماماً من القصر منذ أن دفن نورالدين امس
نهضت سريعا من فوق الفراش تركض اليه لدعمه
- لقد ارتاح نورالدين سهيل من تلك الحياه... الله أرحم واحن على عباده
صمته جعلها تشعر بوجود خطب ما لتبتعد عنه تتعلق عيناها به ثم سقطت عيناها فوق علبه الدواء التي تتذكر تماما لمن فأسرعت في سبر كل ما داخلها اليه
- سهيل انا مثلك أشك بها.. لكن الدليل الوحيد الذي وضعته لم يجني شئ نور الدين مـ.ـا.ت في نفس اليوم الذي وضعت به...
وقبل ان تُكمل عبـ.ـارتها كان يصـ.ـر.خ بها ك الثور الهائج
- اخرسي سماح... اخرسي أيتها الخائنه القـ.ـا.تله
- سهيل ماذا تفعل انا...
لم يترك لها مساحه للحديث وانقض عليها يقبض على كتفيها يُحركها بين قبضتيه بغـــضــــب
- أنتي حقيره ومخادعه وقـ.ـا.تله سماح انتي مثلهن جميعا... انتن النساء لا مأمن لكم... ماذا فعل اخي لتقــ,تــليه
دmـ.ـو.عها كانت تتساقط بذهول عما تسمعه لم تشعر الا وهي تدفعه بقوه عنها
- انا لم اقــ,تــله... نورالدين كان كأخي
رفع يده بعلبة الدواء ليحركها امام عينيها
- وماذا عن هذا .. لا أحد كان يعطيه الدواء ويهتم به الا انتي
اتسعت عيناها صدmه من حقاره جين... ف الحرباء كانت تقــ,تــله بالدواء دون رحمه
- لست أنا.. لست أنا صدقني سهيل انها....
وقبل ان تُكمل باقي عبـ.ـارتها كان يجذبها من معصمها صارخاً
- ستدفعي الثمن سماح... لولا طفلي لكنت وضعتك بالسـ.ـجـ.ـن... ولكن صبرا ستلدي وسأحرق قلبك طيله العمر
كان حديثه يهز ارجاء البيت الكبير... لتقف جين في آخر الممر تتأمل ما تراه وتسمعه بسعاده وزهو... وصراخ سماح يتعالا برجاء بأن يسمعها ولكنه كان كالأصم
..............................
تركت هاتفها سريعاً بعدmا انهت مكالمتها معه.. أسرعت في لف حجابها بأحكام ثم أسرعت في ترتيب ملابسها الانيقه المُحتشمه وجلب حقيبتها والهبوط لاسفل...
سارت بخطوات هادئه نحوه وهي تراه يقف مع احد الرجـ.ـال يتحدث معه في ساحة الفندق ثم صافحه فور ان وقعت عيناه عليها فأبتسم بحب واقترب منها يضم كفها بين كفيه
- معلش اتاخرت عليكي ياحببتي.. بس خلاص الصفقه تمت الحمدلله وهنقضي يومين هكون ليكي انتي وبس حتى تليفوني هقفله
لمعت عيناها وطالعته بسعاده
- بجد ياحمزه
- طبعا ياياقوت
- انت احن راجـ.ـل في الدنيا
ضحك بخفه وضمها اليه... فهى تستحق كل ما يفعله لها.. لم تتحدث منذ اتي بها لهنا وانشغاله عنها لاتمام احد صفقاته انما كانت إليه زوجة داعيه داعمه مبتسمه تُخبره بمرح وببساطه انها تفرح لنجاحه واحترام الناس له وتفتخر بأنها زوجته
عززت داخله مشاعر قويه ولم يزد هذا إلا حبً وادراكاً ان قلبه احسن الاختيار
استقلت جانبه السياره المخصصه له هنا.. مرت الدقائق وهي تتسأل
- رايحين فين ياحمزه
ضغط على يدها بحنو وضحك وهو يعرف فضولها
- بطلي تبقى فضوليه..
- كل الستات على فكره فضوليه
قطب حاجبيه وهو يفحص تعبيرات وجهها المضحكه
- مين قال كده.. انا الستات كانت في حياتي كتير واكيد عارف
اتسعت عيناها من صراحته في أمراً كهذا... فأشتعلت الغيره داخل مقلتيها تدفعه فوق ذراعه
ضحك ملئ قلبه وهو يرى حنقها وتذمرها
- حبيت اشوفك وانتي غيرانه وشوفتك
اردف عبـ.ـارته وهو يُحرك وجهها اليه... توقف السائق بالسياره ليترجلوا منها أمام احد الشواطئ الذي يبدو أنه ملكيه خاصه
نظرت حولها بهدوء للمكان ثم تعلقت عيناها بالاضاءه التي تأتي على بعد فنظرت اليه
- ايه المكان ده... احنا مش كنا رايحين مطعم نتعشا
ابتسم وهو يجذب يدها
- حابب نكون لوحدينا
ارتبكت قليلا ليضحك على فعلتها
- انا جوزك ياحببتي مش خـ.ـطـ.ـفك يعني.. سيبي نفسك ليا تمام
لم يكن ينهي عبـ.ـارته الا وكادت ان تقع أرضا
- لا انا بقول سيبي نفسك مش تقعي
اردف عبـ.ـارته وانحني يحملها
- انت بتعمل ايه... نزلني ياحمزه انا هعرف امشي
- ت عـ.ـر.في تسكتي... انا مش ضامنك وانتي ماشيه ببطنك ديه
نظرت نحو بطنها المنتفخه وجــــســ ـدها الذي أصبح منتفخاً من أثر الحمل
- بقى شكلي بشع...
عنـ.ـد.ما نطقت عبـ.ـارتها بغصه تغللت داخل صوتها... كان هو قد وصل بها إلى المكان الذي خصصه لهما
- أنتي بقيتي أجمل واحلى ياحببتي...
وربت فوق بطنها ينتظر بشوق قدوم طفله
- خلتيني أسعد راجـ.ـل في الدنيا
لمعت عيناها بحب لا تُصدق مـ.ـا.تعيشه معه من سعاده... فلم تعد لمساته ولا علاقتهم هي من تحدد حبه فحسب انما وصلت معه لحاله الاكتمال
- سرحتي في ايه
ظنا انها سرحت بالمكان المطل على البحر والاضاءه التي تحيطهم والوسائد الموضوعه وصوت الأمواج تخترق حواسهم
- فيك
ابتسم وهو يزيل سترته ويجلس بوقاره كالمعتاد فوق احدي الوسادات
- وانا اللي كنت فاكر ان المكان عجبك
انتبهت للمكان بتفاصيله لتتسع عيناها ونهضت غير مُصدقه انه صمم لها نفس المكان الذي رسمته في احد لوحاتها القديمه وصار اليوم حقيقه أمامها
- حمزه ده نفس المكان اللي كنت رسماه في اللوحه... وكان نفسي يبقى حقيقه
نهض خلفها سعيدا بردت فعلها يغمرها بين ذراعيه
- اسف اني بحققلك كل أحلامك متأخر يا ياقوت...اسف اني بدأت اهتم بتفاصيل حاجات كتير بعد ما حطمت الأحلام جواكي
سقطت دmـ.ـو.عها.. بالفعل اتي كل شئ كانت تحلم به بعدmا انتهى الحلم واستيقظت... كثيرا ما انتظرت ردت فعله بأشياء لتصيبها الخيبه معه ولكن لا بأس بالتأخير قليلا مدام اتي وقت الحصاد
- انا بحبك اوي
ادارت جــــســ ـدها حتى أصبح وجهها مدفونا في صدره تهتف بحبها
بدأت سهرتهم بتناول الطعام والحديث عن الكثير عنه وعن بدايه زوجه بسوسن حتى قصته ب صفا أخبـ.ـارها بجميع تفاصيلها الي ان اصبح حمزه الزهدي الذي يحسده الجميع عما هو فيه وكيف أصبح من ضابط شرطه مرفوض الي رجل أعمال ذو شأن
وكان العجيب لها انها لم تكن من هواه توثيق اللحظات بالتصوير الا انها أحبت ان تفعل معه مثلما تفعله مريم دوما رفعت جــــســ ـدها الذي يحتضنه واعتدلت في رقدتها تسأله بلهفه
- ايه رأيك نتصور سوا
احتلت ملامحه الدهشه الا انها أسرعت في إخراج هاتفها من حقيبة يدها
- هتصور حتى لو طلعت بشعه في الصور
تجلجلت ضحكته وألتقط منها الهاتف
- طب ابتسمي بقى... واحد اتنين تلاته
وصوره وراء الأخرى كان يلتقطها لهما بأوضاع عده لم يكن يرضغ لتلك الأوضاع الا بعد الحاح من مريم التي لا يرفض لها طلباً
............................
غطت فاديه جــــســ ـدها العاري عن اعين عزيز الذي جلس على طرف الفراش يرتدي ملابسه بعجالة قبل شروق الشمس
- هشوفك تاني امتى ياحبيبي
- هتصل بيكي قبل ما اجيلك عشان تسهلي دخولي البيت
اقتربت منه تحتضنه ووضعت رأسها فوق ظهره ... لم يكن يطيق لمستها الا ان الوصول لهدفه جعله يعود لحياه تلك التي لم يراها يوماً الا مخبولة ارتضي بها زوجة وتحمل بشاعة كل شئ بها لأنها ذات حسب ومال وجنون بحبه
- فرات بيكلمك
ألقي سؤاله وهو ينهض من فوق الفراش يدس قميصه داخل سرواله
تنهدت فاديه بمقت
- مش عايز يشوفني... تخيل مبقتش عارفه ادخل المزرعه عشان الهانم... ده حبها ياعزيز فرات اخويا اللي قلبه حجر حبها
تغيرت ملامح عزيز ولولا اعطاءها ظهره لرأت مشاعر زوجها الحقيقيه
- اخوكي بيحبها عشان الطفل اللي في بطنها... بعد السنين ديه كلها هيكون ليه وريث خلاص فلازم يحبها
- مش قادره أصدق ان اللي هيشيل اسم العيله ابن واحده خريجة سجون واصلها..
وتذكرت اصل صفا فتمتمت بحقد
- بلاش افتكر
ألتف عزيز إليها وكأن الفرصه قد اتته انحني يطبع قبلة فوق خدها
- مش الطفل هو الرابط اللي بينهم... يبقى نهايه حكايتهم تبتدي من هنا
- قصدك ايه ياعزيز
ابتسم بمكر لا تراه لسذاجتها
- المره الجايه هقولك قصدي ياحببتي... لازم امشي بقى
كاد ان يرحل الا ان اوقفته بعبـ.ـارتها
- انت لسا بتحبها يا عزيز
ثواني مرت وهو ساكن بمكانه ليعود إليها يأسر أنفاسها بقبلة طويله وابتعد عنها يتأمل خنوعها وسيطرته عليها
- كده ان رديت عليكي
وانصرف يحسب خطواته حتى لا يراه احد... فأرتمت بجــــســ ـدها فوق الفراش كالضائعه
.................................
سارت بشرود تتأمل كل ركن بالمزرعه كما اعتادت يومياً... استوقفها صوت عنتر الصارخ بأحدي النساء
- فاكره نفسك بتشتغلي في الحكومه ياختي... شهر غايبه عن الشغل وجايه تقوليلي كنت عيانه
ألتمعت عين السيده بدmـ.ـو.ع القهر واطرقت عيناها آلما
- وهكدب عليك ليه ياعنتر بيه...هو في حد بيكـ.ـدب في المرض
فرمقها مُتفحصاً
- مكانك اخدته واحده تانيه.. لما يبقي في نقص عماله نبقى نشوف نرجعك
هلع قلب المرأه وركضت اليه مُنحنيه فوق كفه تُقبله
- ابوس ايدك رجعني الشغل.... هاكل منين انا وعيالي
لم تتحمل صفا المشهد اكثر من ذلك... فشريط حياتها كان يمر امامها منذ وضعت قدmيها خارج بوابة السـ.ـجـ.ـن
- رجعها شغلها
تعلقت عين المرأه بها لينظر نحوها عنتر مُندهشا من وجودها هنا
- ست صفا ده شغلي واوامر فرات بيه
كانت تعلم أن عنتر ماهو الا نموذج مصغر من بطش فرات وصلابه قلبه.. ازداد كرهها لفرات فحتى رجـ.ـاله مثله عديمين الرحمه
- وانا قولت رجعها... انت معندكش رحمه
- مش عايزين عمال...لما نحتاج هنبقى نبلغها
انسابت دmـ.ـو.ع المرأه لتشعر بكـ.ـسرتها فأقتربت منها مُتجاهله حديث عنتر تربت على كتفها
- ارجعي شغلك
تهللت اسارير المرأه ونقلت عيناها بين صفا وعنتر الواقف يشتعل غـــضــــباً فهو الي الان لا يتقبلها زوجة سيده
- بجد ياست هانم ارجع شغلي
اماءت لها برأسها لتمسح الاخري دmـ.ـو.عها لا تعرف كيف تشكرها على معروفها
- الكلام ده مش هيعجب فرات بيه... المزرعه ماشيه بنظام
تمتم عنتر عبـ.ـارته واستدار بجــــســ ـده راحلا الي سيده ولكن اوقفه صوتها الواثق
- روح اشتكيني ليه
كانت تخشي من ثقتها في انصاف فرات لها أمام عنتر الوفي ولكن أقسمت انها لن تنكـ.ـسر ثانية فلم يعد شئ بها لم ينكـ.ـسر بعد
امتقع وجه عنتر وانصرف من امامها حانقاً
اتبعته الي ان دلفت من باب المنزل واقتربت من حجرة مكتبه لتستمع لشكوي عنتر منها وتصغيرها له أمام العاملين والتدخل بشئونه
- الهانم تعمل اللي هي عايزاه ياعنتر ومدام قالت ترجع شغلها يبقى ترجع
رفع عنتر عينيه مصدوماً من قرار سيده لتلتقي عيناه ب صفا كما ألتقت عيناها بعين ذلك الجالس خلف مكتبه يفحص بعض الأوراق
شعر عنتر بالحرج واطرق رأسه وانصرف بعدها بخزي بعدmا رأي وسمع مدى سلطه سيدته الجديده فلم يكن يظن يوماً ان فرات النويري سيجعل امرأه لها سلطة بحياته واملاكه
- تعالى ياصفا
هتف بها بعدmا وجدها تلتف بجــــســ ـدها لتُغادر مكتبه كما غادر عنتر
نهض من فوق مقعده مُقتربا منها
- بعد كده لما تحبي تعملي حاجه تعالي قوليلي ومدام حاجه صح مش هعرضك
- انت مشوفتش كـ.ـسرت نفسها ومحستش بيها ولا هتحسها
اندفعت تدافع عن تلك السيده... فأقترب منها اكثر يأسرها بين ذراعيه
رفعت عيناها بآلم فرأي داخل مقلتيها نظرة وضع بها كل الخزي والكره
- اكيد مكنتش هطرد الست ديه زي ما عمل عنتر...
- بس انت عملتني كده... عنتر تلميذك
او.جـ.ـعته كلمتها... فمنذ تلك الحادثه التي اودعته بغيبوبه لفتره وبدء ضميره يؤنبه
- احنا مش بدأنا نفتح صفحه جديده
- الدفتر القديم لسا متقفلش... انا
وكادت ان تُخبره انها تكرهه الا انها تذكرت انتقامها منه
- شكرا انك مطردتهاش.. لو عشت كـ.ـسرت النفس والذل او الفقر وقله الحيلة هتعرف اد ايه انه صعب تشوف انسان بيتوسل ليك عشان لقمه العيش
عبـ.ـاراتها كانت تتدافق فوق قلبه فتشعره بمدى حقارته وظلمه...ابتعدت عنه تحت نظارته لتقف كالصنم وهي تسمعه
- يمكن ربنا اداني عمر تاني عشان اكفر عن ذنوبي وابقى انسان تاني ياصفا
...................................
تعلقت عين رؤى بمريم الواقفه داخل المصعد بعد أن وصلوا للطابق المنشود
- هتفضلي واقفه كده كتير... البـ.ـارتي زمانه بدء
- بس انا مش سامعه صوت ولا حاجه
ضحكت رؤى وهي تجذب يدها
- البـ.ـارتي معمول علي شرفي... مينفعش يبدء من غيري
- رؤى انا خلاص غيرت رأي... انا مش عارفه ايه اللي جابني معاكي
تذكرت حديث شهاب مع ندى صباحاً... كانوا يتهامسون عن حمزه وعن السعاده التي أصبحوا يروها على محياه وتقاربه مع ياقوت وعن سبب أغلاقه للهاتف
ترددت عبـ.ـارة شهاب التي سقطت على أذنيها بعقل مراهقة
" بيقضوا شهر عسل... مش عايزين حد يزعجهم.. مـ.ـا.تيجي ياندي نعمل زيهم"
اغمضت عيناها بقوه وانسحبت خلف رؤى لداخل الشقه... وقد فتحت الخادmه الباب لترحب بهم
دلفوا لتتعجب من عدm وجود الا صديق واحد مع وليد الذي وقف مبتسما لرؤيتها لتنظر الي رؤى
- فين الناس هو احنا بس
ضحكت رؤى بعلو صوتها ليُجاريها وليد
- اتصل بيهم ياباسم... لأحسن مريم واقفه خايفه ومش عايزه حتى تقول اهلا ولا ازيك ولا كأننا كنا معرفه
ارتبكت مريم من حديثه واطمنت قليلا... وازداد اطمئنانها وهي تسمع باسم صديق وليد يخبر أحدهم على الهاتف
- انتوا وصلتوا قدام الباب... طب ثواني جاي افتحلكم
- وليد الشله وصلت
تهللت اسارير رؤى وهتفت وهي تسحب حقيبتها
- هدخل اظبط مكياجي بقى
أصبح المكان خالي فنهضت مريم مرتبكه
- انا هروح مع رؤى
انغلق صوت الباب وقد تم كل شئ كما اتفق معهم
- رايحه فين ياحلوه... ديه السهره لسا هتبتدي
..............................
ضحكت وهي تراه لا يرغب بالنهوض من فوق الفراش
- ياحمزه يلا بقى... انت مالك بقيت كسلان كده
تثاوب وهي يفرد ذراعيه غامزاً بوقاحه فأرتبكت وهي تعود لجذبه
- انا جهزت الشنط ميعاد الطياره
- مش مهم خلينا النهارده كمان
جذبها لداخل احضانه ليستلقي فوق الفراش وهي فوقه... فدفعته بقبضتيها وتملصت من حصاره
- لا كفايه كده عشان مسبش ياسمين اكتر من كده لوحدها
تنهد بقله حيله وعبس بملامحه كالاطفال... وعاد يجذبها اليه
ليغمرها بطفرة أخرى من عشقه
بعد مرور ساعه كان يخرج من المرحاض يُجفف شعره... ينظر إليها وهي تُكمل ترتيب حقيبتهما... اتجه نحو هاتفه ليفتحه ليجد مكالمـ.ـا.ت عده من شهاب وشريف وناديه
انصدm من كم الاتصالات
- غريبه في ايه
- مالك ياحمزه
وضع الهاتف فوق اذنه لينتظر اجابه شقيقه...
- في ايه ياشهاب مال صوتك
ليسقط الهاتف من يده كما هوي جــــســ ـده فوق الفراش وصوت شهاب يتردد بعمق داخل أذنيه يُخبره ان صغيرته ألقت من الطابق الثاني وفي حاله خطره والسبب مجهول عن وجودها في ذلك المكان
↚
كان طيلة رحلة عودتهم صامت جـ.ـا.مد الملامح لا ينظر إليها الا اذا وضعت يدها على كفه تربت عليه تُخبره بنظراتها ان مريم ستكون بخير ولن يرى بها مكروه
هبطت من الطائره خلفه تسرع في خطاها حتى تُلاحقه.. سائقه كان ينتظره وفور ان صعد امره
- على المستشفى فوراً
ارادت ان تتحدث معه لكنها لم تجد حديث تُرتبه لتدعمه به
فهي لا تعلم الا ان مريم في حاله حرجة بالمشفى
انخرط في الحديث مع شقيقه الي ان وصلت السياره اخيرا للمشفى.. كادت ان تهبط خلفه لكنه اوقفها بحزم
- وصل المدام على الفيلا
- لا انا جايه معاك
اعترضت فنظر لها ثم تركها ليُتابع خطواته لداخل المشفى.. تنهدت بقله حيله وخفق قلبها بخــــوف مما هو قادm.. فاقت على صوت السائق وهو يسألها بأحترام
- اوصلك على الفيلا يامدام
- لا ياعم فتحي.. انا هنزل
ترجلت من السياره تتبعه تشعر بالرهبه والخــــوف.. تدعو داخلها لها بأن تطيب
كانت أعين ندي هي اول من ألتقطت قدومهم... فأسرعت لحمزه تبكي بحرقه
- مريم ياحمزه.. امانه سوسن لينا
ترددت وصية سوسن تلك اللحظه داخل عقله
" بـ.ـنتي امانه عندك متنسهاش ياحمزه حتى لو بقى عندك ولاد من صلبك..افضل اب ليها عشان ارتاح في تربتي"
لم توصيه نحو شريف كما اوصته عليها وكأنها كانت تخشي ضياعها يوماً
ابتعد عنها عند خروج الطبيب من غرفه العنايه التي تقبع بها لتكون اجابته غير مُطمئنه كما اعتادوا في الساعات الماضيه
وقفت في ركن بعيد تستمع الي ما يحدث ونظرات شريف لها كانت كالنيران تحرقها
............................
نظرات الكره التي باتت تحتل عينيها كانت تقــ,تــله ... رمقته شزراً وهو يقترب منها بالطعام لم يعد الصراخ والسباب يجدي بشئ
فقد انكـ.ـسر شئ قوي داخلها بعدmا ظنت انها رممت جميع اوجاعها بدونه ومعه
- تناولي طعامك... لا اريد ان يُصيب طفلي مكروه
- أغرب عن وجهي... اكره صوتك ورؤيتك
قــ,تــلته عبـ.ـارتها كما قــ,تــلته نظراتها ولكن من أجل أن تسير خطته كما يرغب لابد أن يدفع الثمن
- لا أظن انني أيضا اريد رؤية وجهك وسماع صوتك سماح... ولكن طفلي يجبرني على فعل هذا
كانت جين تقف خارج الغرفه متلصصه تسمع حديثهم الدائر وقلبها يرقص بلذه النصر
- اكرهك سهيل اكرهك
وانخرطت في البكاء وهي تتسأل بصوت آدmي قلبه
- كيف صدقتك... كيف تركت قلبي لرجلا مرت اخري
أراد في تلك اللحظه تدmير كل ما يخطط له وضمها اليه ولكن ما هو الدليل الذي سيجعله يركل تلك الحياء الي المكان الذي تستحقه الا التمثيل بمثل هذا
........................
رغم رفضها لتلك العزيمه الا ان اصرار مراد في اصطحابها معه جعلها ترضخ لطلبه
تنهدت وهي تدلف للمطعم تُخبره حانقه
- مراد هي ساعه ونمشي... انا ماليش مزاج احضر عزومـ.ـا.ت وبالي مشغول على ياياقوت
ضم كفها داخل قبضته مُبتسماً
- مش هنطول ياهناء... لولا اتمام الصفقه مع الشريك الجديد مكنتش جيت بس وجودي لازم
تنهدت بقله حيله وسارت معه وعنـ.ـد.ما سقطت عيناها على فستان نغم زفرت أنفاسها بقوه.. لامت نفسها انها أتت معه تلك العزيمه بملابس بسيطه هادئه ولم تتأنق كالمعتاد... فأبتسامة نغم تراها متسعه فوق شفتيها
تقدmوا سويا لتتعلق عين نغم بمراد كما تعلقت عين الآخر بها هي يفحصها عن قرب وليس مجرد صور تُرسل اليه
- احب اعرفك يامراد... مستر مارتن الشريك الجديد
هتفت نغم بت عـ.ـر.فيها فلم يكن مراد ينقصه ان يعرف شئ عنه فهو يعلم بهويته
- اهلا مستر مارتن
صافحه مارتن ببرود دون أن ينهض من فوق مقعده ومازالت سيجاره بين شفتيه ينفث أنفاسها
- وديه مدام هناء زوجته
تمتمت بها نغم بضيق فتعريف هويتها قد اتخذ منها مجهوداً جبـ.ـاراً
اماءت هناء له رأسها ببرود كما فعل هو وشعرت بكبره
كانت الجالسه تتمركز حول حديث دائر عن الأعمال والصفقه التي سيتم توقيعها والأرباح المبهره التي سيجنوها وعن النجاح الذي سيحققه مراد وتزداد ثقته اكثر بنفسه
مدير اعمال مارتن كان هو من يهتم بكل التفاصيل مع حديث بسيط من رئيسه الذي لم يترك انش من وجه هناء وجــــســ ـدها دون فحصه بحريه... لم ينتبه مراد لشئ ولكن نغم كانت من حين لآخر ترمق نظرات مارتن وتجذب مراد بالحديث كلما حاول الالتفاف نحو زوجته
تلملمت في هناء في جلستها وفور ان وضع النادل مشروبها المفضل ابتسمت بسعاده كطفله صغيره وألتفت بمقعدها حتى تختلي بنفسها بعيدا عن هذا الملل
مر الوقت واعين مارتن لا تبتعد عنها الا اذا تجاذب الحديث معهم... تمت الصفقه بنجاح وتم التوقيع ووضع الشرط الجزائي الذي لم ينتبه مراد لفداحته فالربح وعلو الشركه كان يحتل عقله انتهت الجلسه لتنظر نغم نحو مارتن مبتسمه
- كما اتفقنا
فأبتسم مارتن بأماءه وعقله يدور في امتلاك هناء وتجربه امرأه مسلمة مُحجبه
.............................
تأملت ياسمين حالها بحـ.ـز.ن... الكل أصبح ينظر لشقيقتها بأنها سبب مأساتهم لا حديث يقال انما نظرات وتجاهل يقــ,تــل اكثر من اي شئ
- ياقوت
تمتمت بأسمها فأنتبهت ياقوت إليها فأزالت دmـ.ـو.عها سريعا حتى تخفيها عن اعين شقيقتها
- تعالي ياياسمين
اقتربت منها حتى جلست جوارها فوق الفراش
- هتفضلي قاعده في اوضتك محبوسه كده..
لم تستطع تحمل ما استوطن قلبها من آلم وكأنها هي من جعلت مريم تذهب لتلك البنايه فلا احد يعلم سبب ذهابها لهناك فالشقه كانت مستأجره بالباطل وصاحبها مهاجر لإحدى الدول الاوربيه
الحقيقه كانت لدي مريم ولكن الحديث الذي يتداوله الأقارب والمعارف انها بالتأكيد ذهبت لتلك الشقه لرؤية رجلا
دmـ.ـو.عها عادت تسقط مُجدداً
- بيحملوني الذنب ياياسمين... نظراتهم بتد.بـ.ـحني
كانت تعلم ياسمين بتلك الأشياء التي تتحدث عنها فمنذ غيبوبه مريم وعدm وضع الاطباء ميعاد لاستيقاظها والكل أصبح في حاله حداد وحـ.ـز.ن والبيت الذي حسدت يوما شقيقتها على العيش بمكان مثله أصبح كالمأتم
- اهدي ياياقوت..اهم حاجه جوزك
ألتمعت عيناها بآلم وهي تتذكره
- بقى بعيد عني اوي يا ياسمين
تذكرت ياسمين مشهدهم صباحاً بعدmا شعرت بالآلم أسفل بطنها وهي تهبط درجات الدرج وكان قد خرج من غرفه مكتبه للتو ليسرع نحوها يسألها بلهفة عما بها
طرقات الخادmه على باب غرفتها قطع حديثهم... لتدلف الخادmه تُخبرها ان ناديه بالأسفل وتُريد الحديث معها
...........................
ألتوت شفتي ياسمين بعد انصراف ناديه ساخطه
- هي الست ديه مبتكملش حاجه للآخر... قولنا جايه تطمن عليكي جميل... لكن بعدين تقولك اهتمي بحمزه ياياقوت واستحملي الفتره ديه هما شايفينك ايه
صمتت ياقوت... كانت تريد الصراخ بها تسألها لما لا تكون عادله وتُخبر شقيقها بهذا ولكن مازالت حقيقه زواج حمزه منها والبدايات تقتحم قلبها فمنذ متى كانت لديها قيمة بينهم الا اسعاد شقيقها وانجاب طفل له حتى يسير لشقيقها ذريه تحمل اسمه وتنعم بما حصده
- ياقوت اوعي تكوني زعلتي مني... انا مقصدش... بس هما ظالمينك اوي معاهم في كل حاجه
واردفت بعد أن طال صمتها
- ياقوت انتي سمعاني
- بتقولي حاجه ياياسمين
لم تشئ ياسمين اعاده حديثها فما تراه فوق صفحات وجه شقيقتها يكفي
................................
ارتسمت السعاده فوق شفتيه فشهر ونص وسيصل طفله الذي انتظره طويلا
ألتقط كفها يضمه بحنو وزفر أنفاسه براحه... فشعور الابوه أصبح يخترق حواسه وكيانه ولم يعد يكره سماع تلك الكلمه التي كلما كان يسمعها من أفواه أبناء أصدقائه كان يزداد نقماً على حياته وحرمانه من تلك النعمه
- نفسك في ايه احققهولك ياصفا
حررت كفها من قبضته وألتفت بعينيها نحوه فوجدته ينظر إليها بنظرة لم تكن تراها الا في أعين شخص انتهت حكايتهم منذ زمن
فكرت وفكرت والاجابه كانت واحده هي تُريد الثأر هتفت روحها دون أن يسمع ما تمنت
" اخد حقي منك يافرات"
انتظر ان يسمع حلمها فسألها ثانيه
- ها ياصفا... قوليلي حلمك
- نفسي اعمل مشغل كبير اشغل في كل حد دخل السـ.ـجـ.ـن سوا مذنب او مظلوم وخرج منه وحلمه انه يتوب لكن الحياه أخدته في ظلم اكبر
تعجب من حلمها وصمت مُفكراً يدير الامر بعقله... وحينا صمت تأكدت انه لو تقبلها بماضيها فلن يقبل ان يفعل مثل هذا العمل... ف فرات النويري يخاف على اسمه واسم عائلته والناس بالنسبه له ك عبيد
وقفت السياره بعدmا اجتازت بوابة المزرعه... ففتح لهما السائق أبواب السياره وأسرع في إخراج الاكياس العديده لادخالها للمنزل
كانت الحقائب بها الكثير من الملابس للصغير انتقاها هو بنفسه ولم تختار هي شئ... فكلما رأت الفرحه في عينيه كرهت فرحتها بذلك الطفل الذى ربطها به و.جـ.ـعلها عاجزه عن الهرب
دلفت لغرفتها تزيل عنها حجابها ثم شرعت في ازاله ملابسها
لتجده خلفها يضمها ويداه تتمركز فوق بطنها
- قالولي اني مش هخلف وهتحرم من النعمه ديه طول عمري... كنت بفتخر بنفسي واقنع رجولتي اني مش عاجز ومافيش حاجه هتمنعني واني عازف عن الجواز برغبتي... لكن الحقيقه كانت جوايا...
حديثه كان موجه لصغيره ولكن كان يخترق فؤادها بقوه وهناك نقطه كانت بين الانتقام والضمير
.........................
اقتربت منه تزيل عنه سترته... فأرتجف قلبها بآلم من جموده معها... تلاشت شعورها تسأله
- روحت لمريم النهارده
اغمض عيناه بقوه وهو يتذكر منظر صغيرته وعدm استجابتها لشئ لتعود لواقعهم...قاسماً انه سيثأر لحقها لكن يجد تلك التي تُدعي رؤى أولاً... فلم تكن الا هي القريبه منها
لم يجب على سؤالها الذي اخذه لمكان اخر.. فتسألت ثانية وهي تُبلل شفتيها بلسانها
- احضرلك العشا
- ماليش نفس
هوي بجــــســ ـده فوق الفراش ليطرق عيناه واضعاً رأسه بين راحتي كفيه
جلست جانبه تمسد فوق ظهره
- كنتي بلتفتي نظري عشان كده... مريم كانت بتضيع وانا مكنتش حاسس... انا السبب في اللي هي في
- متقولش كده ياحمزه... ده قضاء ربنا
رفع عيناه اليها ونهض من جوارها وكأنه نسي وجودها معه فظل يتحدث ويخرج ما داخله ولم يشعر ان الحديث كان يسقط فوق قلبها لتجد حقيقه واحده انها المذنبه ، انها هي من شتت عائلتهم وان الصغيره ترقد بالمشفى بسببها
- لو مكنتش شوفت حياتي ونسيتها عشان سعادتي مكنتش وصلت لكده... انانيتي ضيعتها... انا السبب
صمتت وهي تسمعه ولم يرى دmـ.ـو.عها التي كانت تسقط فتمسحها سريعاً
رنين هاتفه كان المنقذ لها حتى لا تسمع ما يُدنيها اكثر... ادانتها لم تكن بعبـ.ـارات صريحه انما كانت تندس بين تأنيبه لضميره
- تمام انا جاي أقنعه ينزل مصر معايا يشوف حالتها.. بكره هكون في أمريكا
لم يكن الاتصال الا من احد رجـ.ـاله في أمريكا يُخبره برفض أشهر اطبائها للمجئ لهنا
................................
ودعت شقيقتها مع السائق الذي سيأخذها لبلدتهم حتى تقنع والديها بالعمل هنا وإكمال دراستها بالمعهد وستتكفل هي بدراستها.. رغم كل ماهي بداخله لا تتمنى ان تجعل شقيقتها مُنكـ.ـسره مثلها ترتضي بأي حياه حتى تفر من الهمسات واللمزات والشعور بالعبئ على احد رغم ان حياه ياسمين ليست مثله
ف سناء زوجة ابيها تحب أولادها بشـ.ـده رغم لذاعة لسانها عكس والدتها حنانها بحساب وكأن حنان الأم يُعطي بمقدار
وقعت عيناها على شريف الذي هبط من سيارته هو ومها
لم تتغير ابتسامه مها وطيبة قلبها رغم أنها لا تتذكر اي شئ عما مضى
اتجهت نحو ياقوت ولكن صوت شريف الحازم اوقفها
- مها
- شريف استنى هتكلم مع ياقوت اسألها عن حاجه
- انا قولت ايه يلا ورايا ... عايز اغير هدومي وارجع المستشفى
رضخت لأمره فهى تشعر به وبالمصاب الذي لحقه ونظرته لرقدت شقيقته لا يعلم اهي ودعت الحياه ام ستظل مُتمسكه بها
اغمضت ياقوت عيناها بقوه حتى لا تبكي ودلفت للمنزل لتنتظر هبوطه لاسفل حتى تُحادثه
مرت نصف ساعه وهي جالسه الي ان شعرت بخطواته على الدرج
- شريف ممكن اتكلم معاك
تجاهل شريف حديثها واكمل خطواته الي ان مر جانبها فأسرعت ب الألتفاف اليه
- شريف انت ليه بتحملني ذنب اللي حصل لمريم.. انا عملت ايه قولي
ألتمعت عيناه بغـــضــــب
- أنتي السبب من ساعه ما دخلتي حياتنا وكأنك شؤم حل علينا
سقطت الكلمه كالنخجر فوق قلبها
- انا ياشريف.. انا عذراك رغم غـــضــــبك مش في محاله
استشاط غـ.ـصـ.ـباً منها وكأن سماع صوتها يثير داخله تقصيره واهماله لشقيقته... أراد إخراج غـــضــــبه من نفسه فلم يخرجه الا عليها
- انا واثق ان انتي اكتر واحده شمتانه فيها ومش بعيد تكوني انتي السبب وسلطتي البـ.ـنت ديه عليها ما انتي بتكرهيها
- انت بتقول ايه
جذب ذراعها يقبض عليه بكفه حتى تآوهت
- بقول الحقيقه... عايشه معانا في دور الملاك وانتي زي الحيه بتخطط لكل حاجه بهدوء
- ابعد عني
نفضت ذراعها منه لتمسده فمسح بيده فوق وجهه يُجاهد نوبة أخرى من نوبات غـــضــــبه مُتذكراً حمزه فلوله لكان فعل اكثر من ذلك بها
اسرع في خطاه ليفر من المنزل الذي بات يخـ.ـنـ.ـقه ويرى نظرات والدته اللائمه له لبعده عن شقيقته
- قبل ما تتهم الناس اتهم نفسك ياحضرة الظابط انت السبب... بعدك عن اختك هو السبب..اهتمـ.ـيـ.ـت بحياتك وسيبت مسئوليتها على راجـ.ـل مش ابوها وجاي دلوقتي بتدور على حقها كانت فين اخوتك ليها... مريم كانت ماشيه في طريق غلط ونبهتكم وانتوا مشوفتوش ده غير كره وافتري عليها وادي النتيجه
- اخرسي
الحقيقه كانت يعلمها ولكنه كان يتجاهلها ولكن حينا نطقت بها كانت تضع الجمر فوق قلبه
ألتمع الغـــضــــب في عينيه بعدmا انطفئ
- اطلعي بره البيت ده ... البيت ده بيت امي مش بيتك
ولم يمهلها استيعاب ما نطقه.. فيده كانت تسحبها للخارج
↚
أدرك فداحة ماصنعه بعدmا أستوقف سيارته في مكان معزول يتذكر تفاصيل ماحدث وطرده لها ثم صعوده لسيارته مُنطلقاً بسرعه قصوي غير ناظراً خلفه
ضـ.ـر.بات عدة ألقاها فوق عجلة القياده صارخاً مُبرراً لحاله عدm سيطرته على نوبات غـــضــــبه
" هي اللي استفزتني... هي اللي ضغطت على الحقيقه جوايا... انا السبب انا اللي ضيعت اختي"
أنفاسه خرجت مُتلاحقه ببعضها الي ان استرخي واغمض عيناه لعله يهدء قليلا ويعود إليها مُعتذراً
" ياقوت غلبانه وبتنسي بسرعه مجرد كلمه اعتذار والموضوع هيعدي"
كان اقناعه لنفسه يزداد نحو صنيعه... لم يدرك ان فيض السماح قد انسكب جميعه وان شروخ القلب في لحظه تنكـ.ـسر وتسقط تحت القدmين ليمر المرء فوقها ماضياً في طريقه
انطلق بسيارته وعقله يقنعه بما يُريد وان افراغ غـــضــــبه فيها بسببها فهى التي اوقفته للحديث وها حدث ماحدث
...............................
هوت بجــــســ ـدها فوق احد الأرصفة تنظر بشرود لما حولها... الطريق كان خالي من الماره.. يداها كانت ترتجف كحال شفتيها اما عيناها كانت مُتحجره تتلألئ بها دmـ.ـو.ع القهر ولا تسقط
صدي صوته مازال يسقط فوق قلبها... ولكن تلك المره لم تعد تتحمل.. فسقطت دmـ.ـو.عها وارتفعت يداها فوق اذنيها لعلها تكتمه
" اطلعي بره البيت ده... ده بيت امي مش بيتك"
رنين هاتفها كان يتعالا ولكنها لم تكن تسمعه...فلم تكن الا بعالم اخر ترى في سعادتها القليله معه وبؤسها الذي فاق تلك السعاده فلم يعد الا البؤس
- مالك يابـ.ـنتي انتي تعبانه... طب شوفي تليفونك يمكن حد من أهلك بيتصل عليكي
نطقها ذلك الرجل الواقف يحمل بيده المكنسه وكما يبدو عليه انه عامل نظافه بزيه... حدقت به صامته فالكلام قد توقف فوق شفتيها.. طرده لها كانت القشه التي انهار بعدها كل شئ
إن ترى نفسها تطرد كالشريده كان أصعب ما تخيلته يوماً... وهي التي كانت تتمنى ان تتزوج حتى لا تطردها زوجة ابيها يوماً
لم تعد تحب الذهاب لوالدتها رغم حاجتها لها حتى لا ترى نظرات زوج امها الغير مرحبه... عقد خلقت داخل قلبها وعقلها فشوهت عالمها... لم يخلق منها الا انسانه خائفه ترضى بأي شئ من أجل المأوى.. وها حدث ما خشته يوما
صوت الرجل عاد يتردد ولكن لا اجابه تستطيع إخراجها... تعلقت عين الرجل بهاتفها الذي عاد يدق للمره الثالثه.. فتناوله من يدها
- فينك ياياقوت... ياقوت احنا محتاجين التصميم اللي معاكي هبعتلك حد من الشركه يجي ياخده
هتف هاشم عبـ.ـاراته سريعاً دون انتظار
- الست اللي بتكلمها يااستاذ وقعه في الشارع مبتتكلمش...لو تعرف حد من أهلها اتصل بي يجي ياخدها
انصدm هاشم مما سمعه فتمتم سريعا
- قولي اسم المكان اللي هي في
اعطاه اسم المنطقه فأزداد تعجب هاشم... فالمنطقه التي هي بها تقبع خلف المنطقه التي تقطن بها مع عائله حمزه
اقل من ثلاثون دقيقه وكانت سياره هاشم تصطف... ليخرج من سيارته.. فتعلقت أعين الرجل به وهو ينظر إلى ياقوت التي فاقت من حاله شرودها وتناولت الماء من ذلك الرجل الطيب
- كويس انك جيت يااستاذ
اخرج هاشم من جيب سترته بعض المال لينظر اليه الرجل غاضباً عن صنيعه
- هو المعروف بيتباع يابيه... المعروف لوجه الله
شعر هاشم بالحرج
- اسف مقصدش... بس ده شكر على اللي عملته
- اي حد مكاني هيعمل كده... عن اذنك اكمل شغلي وربنا يستر طريقكم
انصرف الرجل بعد ماقاله لينحني هاشم قليلا نحوها
- ايه اللي مقعدك كده ياياقوت...ايه اللى حصل
تعلقت عيناها به وانتظر هو سماع مالم يظنه
...............................
صرخ شريف بالخادmتان اللاتي يخدmان بالمنزل
- فين مدام ياقوت
تعلقت عين الخادmتان به ثم نظروا لبعضهم
- ما انت طردتها من البيت يابيه
- ومحدش راح وراها ليه... انتوا ايه وجودكم في البيت
لم تعرف الخادmتان كيف تُجيب فهو قد اسكب غـــضــــبه ثم عاد ليُكمل عليهم
وقفت مها أعلى الدرج تُطالعه بأعين باهته وعادت راكضه نحو غرفتها فطرد ياقوت كان صدmه بالنسبه لها في شخصيه زوجها الحنون
زفر شريف أنفاسه بقوه وعيناه اخذت تدور بالمكان ليتأكد انه الان في كارثه فماذا سيخبر حمزه والعائله..لقد طرد زوجة الرجل الذي حرص على تربيته هو وشقيقته وترك كل شئ خلفه منذ أن رقدت مريم غائبه عن عالمهم وترك زوجته في حماهم
وماذا فعل هو طردها وهي حامل فكيف لياقوت الفتاه الدخيله التي اقتحمت حياتهم تُعطي رأيها وتخبره بفشله في احتواء شقيقته
- هتعمل ايه في المصيبه ديه ياشريف... اكيد مبعدتش عن الفيلا...
وركض لسيارته يبحث عنها... فإذا لم يجدها فأين ستذهب الا الي ناديه
.................................
ناولها هاشم احدي علب العصير وهي جالسه في سيارته تنظر إلى يداها القابعه فوق حجرها تحمد الله بأنها دوما تتحرك بالمنزل لوجود شريف وشهاب بملابس محتشمه وحجابها المُحكم
- بقيتي احسن دلوقتي
سألها وعيناه تنتقل نحو ملامح وجهها وقد استردت لونها الطبيعي
- الحمدلله..شكراً على اللي عملته معايا
- متقوليش كده ياياقوت انتي زي هند اختي
وعنـ.ـد.ما ذكر اسم هند هتفت بلهفه
- لو هتساعدني زي ما قولت متخليش حد يعرف مكاني ارجوك
أماء برأسه مُتفهماً
- حاضر ياياقوت ومدام انتي ده اللي عايزاه فأنا هحترم رأيك.. بس انتي متأكده من قرارك
اغمضت عيناها بقوه قبل أن تذرف دmـ.ـو.عها الحبيسه
- اه متأكده...
وضمت بطنها بذراعيها تحمي اجنتها فتسأل قلقاً من حركتها تلك
- أنتي كويسه... اخدك على المستشفى
نفت برأسها ثم اتكأت برأسها فوق زجاج السياره
- متقلقش هكون كويسه
لم يشئ الحديث معها اكثر فيكفيها ما به رغم أنها لم تخبره شئ عما حدث الا انها ترجته ان يبحث لها عن مكان يأويها
...................................
تأملت بوابه المنزل العتيق لتنظر حولها تتأمل المكان ببساطته... القريه كانت تشبه قريتها الهادئه كانت إحدى قري محافظه الغربيه التي ينتمي هاشم إليها...ألتف نحوها بعدmا فتح الباب يحثها على اتباعه
- ده بيت العيله قبل ما الحياه تفرقنا
اماءت برأسها لتتبع خطواته وعيناها علي ارجاء المنزل من الخارج
- اطمني ياياقوت القريه هنا امان والناس طيبه
- شكرا على اللي بتعمله معايا
- هتفضلي تشكريني كتير ما انا قولتلك انك زي هند اختي...
سقطت دmـ.ـو.عها وهي تتمنى تلك اللحظه لو كان لديها شقيق مثل هاشم ولكن مسحتها سريعاً..
دلفت خلفه للمنزل فتولي مهمه اضاءه الانوار
- حظك اني استلمته من العمال من اسبوع بعد ما قررت اوضبه... ايه رأيك
حملقت فيما حولها بمسحه سريعه وابتسمت اشاده عن جماله وبساطته
شعر بأرتباكها وتنحنح حرجاً
- هطلع اجيب الحاجه اللي جبناها معانا...
...............................
فتحت عيناها بعدmا استمعت لخطوات يُجاهد صاحبها ألا يصدر صوتاً ارتجف قلبها خــــوفاً ممن يدلف لها تلك الساعه ولكن رائحة عطره جعلتها تغمض عيناها تتظاهر بالنوم...
الساعه اجتازت الثانية صباحاً والسكون ملئ المكان لتشعر به يجلس على طرف الفراش.. أرادت ان تنتفض من جانبه وتصرخ بوجهه... أرادت ان تخرج به غـــضــــبها وقهرها ولكن صوته جمد كل شئ داخلها
- سامحيني سماح... كان علي ان افعل ذلك حتى لا تضيعي انتي أيضا واخذ حق شقيقي... انا اعلم انك أنقى وأطهر النساء اللاتي مروا بحياتي حبيبتي
"حبيبتي" وانحصر كل شئ في تلك الكلمه
..............................
تآوهت بآلم بعدmا اسهدها ركل صغيرها وكأن الليله أراد أن يُشاغبها قليلاً بحركته... كانت ركلاته في البدايه متعبه الي ان بعد فتره أصبحت لذيذه بل رفعت منامتها العلويه لتتأمل بشره بطنها لترى موضع ركلاته
لم تشعر بدلوفه للغرفه... كان قد أنهى اعماله للتو في غرفه مكتبه وصعد مغلق العينين يُريد فقط حمام منعش ثم الخلود للنوم... ضاع ارهاقه ولمعت عينه وهو يراها تضحك وسعيده تُحرك يدها على بطنها ثم تضحك بعد أن يركلها الصغير
اقترب منها مستمتعاً فأنتهبت لوجوده لتُسرع في تغطية بطنها الا ان كفه منعتها
- ممكن اجرب ياصفا
ضمت شفتيها صامته لتمتد كفه نحو بطنها... ولم يحرمه صغيره من تلك المتعه... لتتسع ابتسامته شئ ف شئ ولأول مره تنتبه ان فرات يمتلك غمازات جميله... اشاحت عيناها بعيداً عن تأمله
فخافقها الأحمق بات ينظر لعدوه بنظرات أخرى لا ترغبها فالبداية بدأت واصبح عدوها يغرق في حبها يُلبي لها ما تطلب دون رفض
- انت حاسس ب بابا مش كده...
قالها بسعاده غير مُصدقاً ان حقيقه وجود صغيره بين ذراعيه تقترب
لتتعلق عيناه ب صفا الصامته التي تُصارع مشاعرها
- لقيت الأرض اللي هبني عليها المصنع بتاعك... واسبوع والعمال هتبدء شغل
- يعنى انتى وفقت تعمله
ابتسم وهو يرى ردت فعله عنـ.ـد.ما أخبـ.ـارها بهذا
- انا قولتلك احلمي ياصفا وطول ما انا عايش هحققلك كل أحلامك انتي وابني واعوضكم
- لو قولتلك اني نفسي أزور بيت ربنا هتوديني
أرادت ان تختبر مشاعره فأتسعت ابتسامته سعاده
- طبعا... اولدي بالسلامه ونروح احنا التلاته
...............................
وقف شهاب وباقي العائله مصدومان مما يسمعوه... افرغ شهاب غـــضــــبه نحو اول شئ قريب منه وعلامـ.ـا.ت الإرهاق باديه فوق ملامحه
- مش موجوده في اي مكان يااستاذ... ولا حتى راحت لأهلها
الكل كان مُجتمع من ليله امس ينتظروا سماع اي شئ عنها ولكن لا أثر لها... رغم توسع علاقتهم لكن لم يستطيعوا إجادها
مسحت ناديه فوق وجهها حائره
- هتكون راحت فين وهي حامل... كده ياشريف ده الجميل اللي رديته ل حمزه
اطرق شريف عيناه أرضا نادmا ولكن نـ.ـد.مه لم يعد يفيد بشئ
- مكنتش في وعي... مكنتش اخدت على كلامي... مفتكرتش انها هتمشي وهتختفي
لم يتحمل شهاب رغبته المُلحه في لكمه فأتجه نحوه يلكمه بقبضه يده
- كده اعرف ارتاح...
الكل صرخ مفزوعاً مما حدث فالدmاء اخذت تسقط من أنف شريف
- راجـ.ـل اوي انت لما تطرد واحده ست... بس اقول ايه ما اخويا هو السبب ناسي مـ.ـر.اته وحياته ومهتم بينا وبمشاعرنا وكأنه واجب علينا...
وانحني بجزعه العلوي يلتقط أنفاسه يتذكر حديثه مع شقيقه قبل ذهابه لامريكا يوصيه على زوجته فشهر ولادتها قد اقترب فاض له بما يثقل كاهله ومن تحملها له الذي فاق كل شئ وانه لم يشعر بالظلم اتجاه أحداً قط الا معها هي
- اخويا اتمنى لنفسه المـ.ـو.ت ولا يشوف في مريم مكروه... نسي ابنه اللي جاي عشان اختك اللي انتي معملتش معاها ربع اللي عمله يا حضره الظابط يلي وصلت للي انت فيه عشان هو في ضهرك ومعاك وفي الاخر جازاته خسرته مـ.ـر.اته والله اعلم هي فين دلوقتي
سقطت دmـ.ـو.ع شريف وندي التي وقفت تمسح له دmاء أنفه اما ناديه انزوت على حالها بعيدا وبجانبها زوجها يُدلك لها كفيها خــــوفا عليها من ارتفاع ضغطها اكثر
- خلاص يا شهاب... خلاص انا فيا اللي مكفيني وانا مش هسكت غير اللي لما ارجعها
وانصرف بعدها كالتائهه لا يعرف ما فعله في حياته لينقلب عليه كل شئ.. شقيقته راقده بالمشفى وذنب اقترفه في حق زوجة من رباه هو وشقيقته وخالته وزوجته التي تنظر اليه بأحتقار لما فعله تُخبره انها لا تريد العيش معه
.................................
جلست فوق فراشها تنظر لهاتفها بعدmا تحدثت مع ناديه قليلا وقد كان صوتها ليس على ما يرام... اقترب منها مراد يلثم خدها بقبلة طويله دفعته بيدها فأنفجر ضاحكاً
- بحب اضايقك
- ياسلام وكمان بتعترف
ضحك وهو يتمدد جانبها فوق الفراش
- ما انتي اللي عندك خدود شبه خدود الأطفال
رفعت وسادتها لتدفعه بها... فرفع ذراعيه يحتمي بهما
- فينك ياعمي تيجي تشوف بـ.ـنتك وهي بتضـ.ـر.بني بالمخده... تعالا طخها بالنــــار
لم تضحك ولم تبتسم كالعاده انما زفرت أنفاسها شارده
- مراد انا حاسه ان طنط ناديه مخبيا حاجه
تنهد وهو يتذكر ماحدث لمريم
- ما انتي عارفه اللي هما في
- مش قصدي عن مريم... في حاجه قلقاني وقلبي قلقني على ياقوت..
وتمتمت بحـ.ـز.ن حقيقي
- احنا بعدنا عن بعض اوي من ساعه مـ.ـا.تجوزنا..
تلاعب بخصلاتها وهو يرمقها بحب
- مالك يا هناء.. انتي قلقتيني مـ.ـا.تتصلي ب ياقوت واطمني عليها
- تليفونها مغلق.. ولما سألت طنط ناديه عليها قالتلي كويسه
وثب ناهضاً من فوق الفراش يجذبها
- بطلي قلق وقومي ألبسي نخرج نتمشى على البحر
كانت كالطفله الصغيره حينا يُحادثه عن نزهة... نست كل أفكارها ونهضت تتقافز فوق الفراش ثم تعلقت بعنقه تُقبل خده
- احلى واجمل مراد في الدنيا
دلف قبلها لدورة المياه... فأتجهت نحو الخزانه تُخرج له ولها الثياب... تنبيه هاتفها بنغمه استلام الرسائل جعلها تتجه نحو هاتفها سريعاً ظناً ان ياقوت فتحت هاتفها وستجد رساله ان الهاتف صار متاحاً
ألتقطت هاتفها لتتعجب من الرقم المُرسل لتلك الرساله ففتحتها بفضول
لتنظر الي محتوي الرساله الغراميه مُندهشه ولولا ذكر اسمها لكانت ظنت انها مبعوثه بالخطئ
لم يأتي على بالها الا خالد وانه اخلف وعده معها بأنه سيُقاوم نفسه على نسيانها ويعود كما كان قبل أن يلقاها
- هناء مالك واقفه كده
صوت مراد افزعها لتمحو الرساله سريعاً
- مالك باصه في التليفون كده...
ارتبكت وهي تتجه نحو الخزانه ثانيه
- كنت بشوف تليفون ياقوت اتفتح ولا لسا
واردفت تُداري ارتباكها وهي تريه ما انتقته له
- تلبس أنهى قميص
...............................
شرع يعد حقيبته الصغيره من أجل العوده للبلاد بصحبه الطبيب... ترك ما يفعله ليأخذه الحنين نحو من يُحملها اعبائه لمعت عيناه بحب وارتجف جــــســ ـده لهفة في ضمها.. فبين ذراعيها يصبح اخر دون هموم عطش لما تمنحه له
ألتقط هاتفه بلهفه وشوق حتى يُخبرها انه عائد اليوم
تعجب من غلق هاتفها لتضيق عيناه ثم تنهد
...............................
صعد الدرج سريعاً نحو غرفتهما... يشعر بالراحه بعدmا عاين الطبيب حاله مريم وأخبره ان الأمل اجتاز السبعون بالمئه
انصدm من فراغ الغرفه فأسرع لاسفل يهتف بأسم احدي الخادmـ.ـا.ت التي أتت على الفور مُرتبكه
- فين المدام
تلجلجت في اخبـ.ـاره.. لتطرق عيناها أرضاً.. فأحتقن وجهه من هذا الصمت... لينظر نحو ساعه يده فالساعه أصبحت في العاشره مساءً
- ساكته ليه فين المدام...
هبطت ندي الدرج على سماع صوته... علمت ان شهاب لم يُخبره الي الان بشئ رغم انه انتظره بالمطار ولكن الآخر لم يستطع اخبـ.ـاره تمتمت مُرتبكه
- حمدلله على السلامه ياحمزه
- فين ياقوت ياندي
وكما فعلت الخادmه فعلت هي الأخرى
- في ايه مالكم محدش بيرد عليا
- شريف طردها ...
ولم يكن الصوت الا صوت مها التي وقفت أعلى الدرج تُخبره بصنيع زوجها...
↚
لم يُصدق ما سمعه وكيف سيُصدق بعد أن اضحي عمره يُعطي من أجل سعاده من حوله.. تنقلت عيناه بينهم حتى يرى صدق مع سمع..
- انت مش مصدقني... طب احكيلك طردها ازاي
شحبت ملامح ندي وهي تسمع مها.. فلاول مره تكن جريئه بين أفراد عائلتهم
نيران اشتعلت داخل قلبه وهو يستمع ل مها التي وقفت امامه بجراءه ليست من صفاتها.. اقتربت منه ندي سريعا تفصل بينه وبين مها الواقفه
- حمزه.. شريف نادmان وبيدور عليها وهيعتذرلها
الغـــضــــب أصبح يحتل كيانه وهو يتخيل كيف طُردت زوجته واهانة من أفراد عائلته رغم كل شئ فعله معهم دون أن يُفكر يوماً بحاله
- حمزه هنلاقي ياقوت وكلنا هنعتذرلها...
- مراتي فين ياندي... هو سؤال وعايز اجابته
اطرقت عيناها فلا احد يعرف الي اين ذهبت.. رغم محاولتهم لمعرفة ذلك
- انا اسف
رفعت ندي عيناها نحو شريف الذي اتي للتو يطرق رأسه خزياً وخجلاً.. ساد الصمت للحظات ليتكرر اعتذار شريف
- انا اسف.. صدقني بدور عليها.. مكنتش اقصد
لم يشعر بنفسه الا وهو يقبض على كتفي شريف بقوه يصـ.ـر.خ بجنون
- انا النهارده عرفت اني ضيعت عمري هدر... لأول مره في حياتي اكتشف اني كنت حاسبها غلط..ياخساره
سقطت دmـ.ـو.ع شريف.. فنفضه من بين ذراعيه .. ليسرع شريف في جذب ذراعه
- اضـ.ـر.بني.. اعمل اي حاجه بس سامحني... مش هسكت غير لما الاقيها
نظره لم يراها شريف يوماً بأعين حمزه المُحب له ولشقيقته وكأنهم منه.. لحظتها أدرك ان ما فعله لن يمحوه الا الزمن وسيبقى ماحدث ذكرى مُرسخة
............................
نظر شهاب نحو شقيقه الواقف يتحدث بهاتفه بجنون والخدm يحملون حقائبه وندى تقف جانبه باكيه من حيناً الي اخر تطلب منه أن يفعل شئ.. أما مها وقفت تُطالع كل شئ صامته يداها ترتشع خــــوفاً
همست ندي برجاء وهي تجد الخدm أنهوا حاجة حمزه الذي لم يرمقهم الا بنظرات خذل
- اعمل حاجه ياشهاب... ارجوك اتصرف
- ماخلاص ياندي... البيه حاضرت الظابط دmر كل حاجه خلي يفرح بقى
سقطت دmـ.ـو.ع ندي بعجز تتذكر هيئه شريف وهو يُغادر بسيارته مُسرعاً
- حمزه لو مشي ولاد اختي هيضيعوا... انت متعرفش هو بالنسبالهم ايه
لم تجد من شهاب الا أبتسامه ساخره رمقها بها طـــعـــنت قلبها...
اشاحت عيناها بعيداً عنه ترمق مها الجالسه بمقت
- كل الشنط اتحطت في العربيه يابيه
تعلقت عين ندي ب شهاب بأمل ان يفعل اي شئ... فحمزه يترك المنزل بأكمله لهم وهو الذي لم يفعلها حينا مـ.ـا.تت سوسن
انتبه شهاب على خطوات شقيقه ونظرات ندي اليه... فتنهد ييأس واتبع شقيقه يهتف بأسمه قبل ان يصعد سيارته
- حمزه... استنى ياحمزه
وقف مُقتضباً يتحاشا النظر اليه
- صدقني ياحمزه مكنتش ساعتها موجود... انت عارف اني بعتبر ياقوت اختي وعمري ماكان جوايا حاجه وحشه ليها وحزين على اللي حصل
قبض على يده بقوه وهو يسمع تبرير شقيقه الذي لا يزيده الا غـــضــــبا
- مبلغتنيش ليه... يومين مراتي غايبه ومتعرفوش عنها حاجه وانا اخر من يعلم
اطرق عيناه مُعللاً
- افتكرت هقدر الاقيها قبل ما ترجع... مكنتش عايز نوصل للنقطه ديه
ضـ.ـر.ب فوق صدره ينظر إلى المكان مُتذكراً اول يوم دلفوا جميعهم فيه ك عائله
- الغلط غلطي ياشهاب... انا اللي خليتها اخر حاجه قدامكم في حياتي... ادتكم كل حاجه وهي دوست عليها كتير
واردف وهو لا يستطيع تحمل تخيل هجرها له وكيف يكون حالها
- ابعد عني ياشهاب لان اللي جوايا نــــار....
غادر بسيارته ولم يُفكر لحظه بحياته انه سيخرج من ذلك البيت نادmاً كارهاً له ولحياته فهاهو حلمه يتحقق وأتى موعده ولكن لا رساله تركتها له ولا شئ إلا نيران تحرق فؤاده كلما تذكر ان زوجته ألقت للشارع شريدة
...............................
استيقظت فزعاً من حلمها تضم بطنها بذراعيها خــــوفاً... خــــوفاً من المجهول ومن كل شئ... اصبح شريف جزء من أحلامها لا تراه الا وهو يدفعها فتسقط أرضاً تتناثر الدmاء اسفلها وتصرخ بخــــوف على صغيريها
ألتقطت كأس الماء الموجود على الكومودو جانبها تروى عطشها
بدأت وتيرت أنفاسها تنخفض شيئاً ف شئ لمعدلها الطبيعي لتسقط دmـ.ـو.عها بعدها وهي تهبط بعينيها نحو بطنها تشكي همها إليهم
- طول عمري كنت الحيطه المايله اللي الكل بيطلع همه فيها..مش هربيكم ابدا على الضعف
رنين هاتفها الجديد الذي ابتاعه لها هاشم اخرجها من طور أفكارها لتلقط هاتفها سريعاً
- ايوه ياهاشم.. انا كويسه متقلقش عليا
واردفت شاكره
- مش عارفه اقولك ايه غير أن جميلك مش هنساه ابداً
تنهد وهو يعتدل في رقدته
- قولت مش عايز اسمع منك شكر تاني
صمتت لثواني ليُخبرها
- بكره ياسمين هتكون عندك... انا وهي و والدك ظبطنا كل حاجه ومحدش يعرف مكانك غيرنا
وزفر أنفاسه دون راحه عما يرى به حمزه من ضياع
- حمزه بيدور عليكي زي المـ.ـجـ.ـنو.ن
- لا ياهاشم... ارجوك... لو مش حابب وجودي في بيتك قولي
قطع حديثها غاضباً
- اتمنى مسمعش منك الكلام ده تاني.... الفجر قرب يأذن قومي صلي ونامي وبكره الضهر هتلاقينا عندك
انتهت المُكالمه لتغرق في دوامه أفكارها وعبـ.ـارة هاشم تتردد داخلها " بيدور عليكي زي المـ.ـجـ.ـنو.ن"
ولكن الآوان قد فات
..............................
تعلقت عين سناء بأبـ.ـنتها وزوجها وهم يتهامسون سوياً.. فأقتربت منهم تضع كؤس الشاي حانقه
- انا مش عارفه ازاي موافق تروح القاهره مع راجـ.ـل غريب وتشتغل عنده... وبـ.ـنتك التانيه محدش يعرفلها طريق... اقطع دراعي لو الموضوع ده مفيهوش آنه
ارتبك زيدان من نظرات زوجته فأسرعت ياسمين بجذب انتباه والدتها إليها
- اولا ياماما مستر هاشم ده بتشتغل معاه ياقوت وهي موصياه عليا... وهعيش في نفس السكن اللي كانت عايشه في ياقوت... وبخصوص اختي هي اللي مختفيه بمزاجها واحنا مطمنين عليها
- والله عال ياست ياسمين بقيتي ت عـ.ـر.في تتكلمي...
ولمعت عيناها وقد انتبهت لحديث ابـ.ـنتها
- أنتي ت عـ.ـر.في حاجه عن ياقوت.. انطقي يابت خلينا نبلغ جوزها
ابتلعت ياسمين لعابها.. فلا احد يعلم بمكانها الا هي ووالدها
- ما تسكتي بقى ياسناء و.جـ.ـعتي دmاغنا.. قومي هاتي الفلوس اللي كنت شيلها لوقت زنقه اديهم لبـ.ـنتك... العيشه في مصر غاليه...
احتقن وجه سناء فأنتفضت واقفه
- مسيري اعرف يازيدان ايه اللي مخبي عليا بخصوص المحروسه بـ.ـنتك
تنهدت ياسمين بقله حيله فتعلقت نظرات والدها بها
- ياسمين خدي بالك من اختك يابـ.ـنتي... اختك على وش ولاده
وسقطت دmـ.ـو.عه بعجز
- قوليلها ان ابوكي بيحبك... وخليها تسامحني انا اللي رمـ.ـيـ.ـتها وسط ناس لا من توبنا ولا حياتنا تنفع معاهم
كادت ان تبكي ياسمين ولكن عودت والدتها إليهم وألقاء المال فوق الطاوله الخشبيه جعلها تضحك رغما عنها
- خدوا الفلوس اهي ولو البت حصلها حاجه ذنبها في رقابتك يازيدان
تجاهل زيدان حديثها ووثب واقفاً يحمل حقيبه ابـ.ـنته
- يلا ياياسمين يابـ.ـنتي اوديكي الموقف الراجـ.ـل زمانه مستنينا هناك
.............................
وقف هاشم في المكان الذي أبلغه به السيد زيدان كما اتفقا... استند بظهره جانب سيارته ينتظر قدومهم... كان لديه صوره في هاتفه تجمع ياقوت بعائلتها فلم يستصعب عليه الأمر فور ان وقعت عليهم عيناه اقترب منهم سريعاً يُعرفهم بحاله
تصافح زيدان معه بود
- اهلا يابني... انا مش عارف اشكرك ازاي
- متقولش كده ياعمي. ياقوت زي اختي
ابتسم زيدان براحه... فقد صدقت ابـ.ـنته عنـ.ـد.ما أخبرته انه رجلاً شهماً
وقفت ياسمين جانب والدها مُطرقه الرأس خجلاً... لم تتعلق أعين هاشم بها ولكن عنـ.ـد.ما رفعت وجهها قليلاً ألتقت عيناهم فشعر لوهله ان هناك شئ خفق بقلبه تجاهله سريعا ليحمل الحقيبة التي وضعها والد ياقوت أرضاً
- هنطمنك اول ما نوصل
...............................
مجرد ساعه غفاها وانتفض بعدها مفزوعاً من قسوة أحلامه يهتف بأسمها
- ياقوت
لا رد اتاه فتأكد انه كان يحلم بها... اسبوع مر وهو يبحث عنها كالمـ.ـجـ.ـنو.ن لا وجود لها...امواله ونفوذه وسلطته لم تُساعده بشئ
كان لأول مره يُجرب معنى الخــــوف الحقيقي... زوجته وطفله الذي اقترب موعد ولادته وكيف تعيش واين مأواها...اسئله كثيره كانت تدور بخلده فتجعله يجن
وثب من فوق فراشه يفتح ازرار قميصه مُتجها نحو شرفة غرفته في الفندق الذي يقيم به
- انا اللي ضيعتك... افتكرتك جبل وهتفضلي تتحملي... ضيعتك بغبائي
ضـ.ـر.ب بقبضتيه فوق سور الشرفه حتى نزفت يداه... رنين هاتفه جعل قلبه يخفق بأمل فأتجه للداخل نحو فراشه لعلا احد رجـ.ـاله يُخبره بشئ فلم يجد الا رقم شقيقته فألقي الهاتف مرة أخرى
فضياعها منه حمله لهم جميعا كما حمله لنفسه
............................
وضع لها احد موظفي أمن الشركة باقه الازهار المرسله لها فوق مكتبها... فتعلقت عيناها بالباقه فرحه
- الورد ده ليا انا
ابتسم الواقف على تصرفها وأماء برأسه مُتمتماً
- ايوه يافنـ.ـد.م
لم تسأله عن هوية المرسل وقد ظنت ان من فعل ذلك هو مراد فاليوم عيد مولدها ولم تشئ بأي مظهر لمظاهر الاحتفال لأختفاء ياقوت رفيقة عمرها فأكتفت بالتهنئه حتى تظهر صديقتها لتدق عنقها دكاً لاختفائها أيضا عنها
انـ.ـد.مجت في شم رائحة الازهار العطره وشردت فيما عرفته من مراد عن سبب اختفاء ياقوت رغم ان ناديه اخفت الأمر عليها الا انها علمت بكل شئ حانقه من تلك العائله بأجمعها
تعالا رنين هاتفها برساله... لتلتقطه فأتسعت عيناها من محتواها
" اتمنى ان تكون قد أعجبتك هديتي... عيد ميلاد سعيد"
تعلقت عيناها ب الرساله ثم انتقلت نحو الباقه مصدومه ظنها ان مراد هو من ارسلها
سمعت صوت احد الموظفين مُرحباً بزوجها فشحب وجهها خــــوفاً وأسرعت في ألقاء الباقه من شرفة مكتبها مُتحسره عليها
- بتعملي ايه عندك ياهناء
- بشم شويه هوا
تلجلجت في تمتمتها ليقترب منها مُبتسماً
- مستر مارتن عزمنا على الغدا عنده في فيلته... حاولت اهرب من العزومه بس معرفتش ياحببتي
انكمشت ملامحها اقتضابً من سماع اسمه
- مبرتحش للراجـ.ـل ده يامراد... انا مش عارفه انت مبهور بي على ايه
ضحك وهو يرى حنقها
- حتى طفله في مشاعرك ياهناء... ياحببتي مارتن رجل أعمال ذكي وانا عايز استقل بتأسيس شركه لوحدي ولا انتي مش عايزه جوزك يعلا
تمتمت حانقه
- عايزاك تعلا وتبقى أنجح واحد بس مش مع الراجـ.ـل ده... انا قلبي مش بيرتاحله يامراد اسمع....
لم تكد تُكمل عبـ.ـارتها فأنحني يلثم ثغرها بقبلة خاطفه وابتسم
- بطلي قلق وخليكي واثقه في جوزك
...............................
وقفت مُتعجبه من أوامر فرات لاعداد ضيافه خاصه من أجل احد ضيوفه... كان مُهتماً بقدوم ذلك الضيف الا ان نظراته نحوها كانت عجيبه
مر الوقت وقد قضته بصحبة حوريه تحت نظرات الكثير من العاملين فكيف لزوجة رب عملهم تتجاذب الحديث مع احدي العاملات
- الوقت سرقنا
ابتسمت إليها صفا بمحبه
- ت عـ.ـر.في الكلام معاكي احسن من اي دكتوره نفسيه
خجلت حوريه من ذلك المديح الذي رطب قلبها
- كلامك احسن من أي علاج... انتي اللي قربتيني من ربنا
- " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"
- صدق الله العظيم
تمتمت صفا براحه تغزو قلبها وهي تستشعر جمال الآيه
تقدmت منهم احدي الخادmـ.ـا.ت تخبرها ان سيدها يُريدها
ودعت حوريه وسارت بخطي هادئه تُلائم حركتها مع انتفاخ بطنها
تعلقت عيناها بذلك الواقف مع زوجها وزوجها يُرحب به بحفاوة
فنطقت اسمه دون اراده "حمزه "
كانت أعين فرات تلتقطها الي ان اقتربت منهم... مجرد كلمـ.ـا.ت رسميه تجاذبها معها... كان فرات يُراقب خلجاتهم ويسبر اغوارهم بأعينه
ولكن لا شئ كان يراه في نظرات حمزه الا حـ.ـز.ن غائر بعينيه اما زوجته لم يفهم نظراتها يشعر وكأنها تُخبر نفسها " يا ليت "
نفض أفكاره التي تعصف بعقله وقلبه وهتف مُرحباً فهو يحترمه بعيدا عن كل شئ
- اتفضل ياحمزه شرفتنا
دلفوا ثلاثتهم للمنزل لتُسرع صفا نحو المطبخ مُتمتمه
- هقولهم يحضروا الغدا
لم يأتي للضيافه والجلوس إنما اتي حتى يطلب من فرات مساعدته في أجاد زوجته... فالحديث بالهاتف لن يجني شئ فهو يحتاج خبرة فرات العسكريه
تمتم فرات قاطباً حاجبيه من صنيع زوجته
- خلينا نتكلم في المكتب
تمتم بها فرات مُتقدmاً حمزه الذي اتبعه.. وقبل ان يتسأل فرات عن سبب قدومه
- محتاج مساعدتك يافرات...
- مساعدتي في ايه
تهاوي بجــــســ ـده فوق احد المقاعد واضعاً رأسه بين راحتي كفيه
- الاقي مراتي
................................
صعدت لغرفتها حتى تبدل ثيابها التي انسكبت فوقها صلصه الطعام... رؤيته اليوم اربكتها و.جـ.ـعلتها تتخبط حتى انها فرت للمطبخ مُتعلله انها ستُخبرهم بتجهيز الطعام
اغمضت عيناها بقوه وهي تتذكر ملامح وجهه الشاحبه... ف اليوم لم يكن حمزه الزهدي الذي عاهدته انما كان آخر مُنطفئاً يحمل هموم الدنيا
زالت حجابها ثم انتقلت يداها نحو بلوزتها لتفكها ببطئ فتوقفت يداها فوق ازرارها وهي تسمع زمجرته
- حنيتي ليه مش كده
اتسعت عيناها مما تسمعه... فأقترب منها
- لسا بتحبي
لم تُجيب فالاجابه لم تعد تعلمها... فسر صمتها انها بالفعل مازالت تحبه ولكنها كانت تسأل نفسها هل مازال حبه ينبض داخلها
- ردي ياصفا
- معرفش...
لم يُعجبه ردها فعاد يسألها
- لا اه لا لاء.. مافيش حاجه اسمها معرفش
- ايوه معرفش... ما انا مجربتش حب راجـ.ـل تاني عشان اعرف ارد عليك
بهتت ملامحه وقد اجاده إلقاء كلمـ.ـا.تها التي قصدتها.. اندفع خارج الغرفه دون كلمه أخرى لتنظر الي الفراغ الذي أمامها تزفر أنفاسها تتسأل لما اتي حمزه إليهم اليوم وانصرف سريعاً
................................
دلفت جين غرفتها تطرق الأرض بحذائها ذو الكعب العالي
- كيف حالك سماح
رمقتها سماح بكره
- من الذي سمح لكي بالقدوم الي
نظرت جين للخادmه الواقفه مُشيرة لها أن تنصرف... لتُنفذ امرها
فأقتربت منها جين اكثر وغـــضــــب سماح يزداد
- قولت اخرجي من غرفتي
تجلجلت ضحكات جين وازاحت خصلاتها جانباً
- لا تغـــضــــبي هكذا سماح... فالغـــضــــب لا يصح لك
واردفت ساخره
- الأفضل أن توفريه لما هو قادm
لم تتحمل سماح وجودها اكثر في غرفتها ف وثبت من فوق فراشها واندفعت نحوها
- قولت اخرجي ياحقيره... ياقـ.ـا.تله
- أنتي مريـ.ـضه سماح... تُخبريني انني القـ.ـا.تله وانتي من قــ,تــلتي نورالدين...لولا سهيل لكنت أخبرت الشرطه عنكي
كانت يدي سماح الأسرع في الألتفاف حول عنقها قبل أن تستمع لحديثها المريـ.ـض اكثر...فأندفع سهيل للغرفه يُخلص جين من سماح
تراجعت سماح للخلف وهي تراه يحتضن جين ويُهدء من روعها
- كادت ان تقــ,تــلني سهيل
- سنتخلص منها قريباً حبيبتي لا تقلقي... تلد وسنتزوج انا وانتي
ولولا انها أصبحت تعلم بتلك المسرحيه الهزلية لكانت مـ.ـا.تت قهراً
..............................
اندفعت ناديه لغرفة مكتبه مُتمتمه وقبل ان يُخبرها انه ليس لديه وقت كما اعتادت منه منذ ماحدث واعتزلهم جميعاً
- جايا اقولك ان ياسمين اخت ياقوت سايبه البلد.. امها قايله انها نزلت القاهره تشتغل لكن البـ.ـنت مجتش هنا
هب واقفاً من مقعده واقترب من شقيقته
- يعنى اهل ياقوت عارفين مكانها
ألتقطت ناديه أنفاسها
- اكيد ياحمزه... يعني اختها مُختفيه فين كل ده
لم ينتظر سماع حديث اكثر من شقيقته فأسرع يلتقط سترته ومتعلقاته وانصرف على أمل واعين ناديه تتبعه تتمنى ان يعود بها
وصل لبلدتهم أخيراً ليطرق الباب.. وما من دقائق حتى فتحت سناء الباب
↚
قتمت عيناه بالظلمه وهو يخرج من بيت عائله زوجته خالي الوفاض رغم تيقنه بأن والد زوجته يخفى شئ ما.. ف سناء كانت ستخبره بأمر ما لولا خروج والد زوجته من غرفته يتولى هو الحديث ناظراً لزوجته بنظرة اخرستها
زفر أنفاسه دفعات متتاليه قويه يطرق فوق عجلة القياده بغـــضــــب
- مش هسكت غير لما الاقيكي... مش هضيعك من ايدي بعد ما رجعتي جو قلبي شبابه اللي ضاع
احتل الآلم تقاسيم وجهه وهو يتذكر عبـ.ـاره السيد زيدان
" لما تلاقي بـ.ـنتي طلقها يابني احسن ليك وليها... بـ.ـنتي مش شبهكم ولا انتوا شبهها"
لولا رنين هاتفه لظل غارقاً في ظلمه أفكاره
حقيقه اعترف بها مؤخراً لحاله انه كان يعتبرها ملكيه خاصه له ونسي ان ما نملكه يضيع يوماً عند القنوط
- ايوه ياناديه.. للأسف لاء
هتف عبـ.ـارته لشقيقته بصوت يأس فتمتمت ناديه بدعم
- هنلاقيها اكيد ياحمزه متقلقش
...........................
وضعت ياسمين الهاتف أمامها تنظر إلى ملامح ياقوت التي تغيرت بعد المكالمه التي دارت بينهم وبين والدهم
- حمزه بيحبك ياياقوت... ده قالب الدنيا عليكي
تعلقت عين ياقوت بشقيقتها مُتذكره كل لحظه بحياتهم معاً... لم تُعلق على حديث شقيقتها انما نهضت تسير نحو غرفتها تغلق بابها خلفها تهوى فوق فراشها باكيه... لم تتركها ياسمين بل اتبعتها خائفه عليها وفور ان فتحت الباب اندفعت نحوها تربت فوق ظهرها
- ياقوت كفايه بكى...انتي ناسيه ان كل اللي انتي فيها ده غلط عليكي وعلى ولادك
- غـ.ـصـ.ـب عني ياياسمين..انا حاسه بو.جـ.ـع فظيع في قلبي
جففت دmـ.ـو.عها بكفيها تنظر نحو ياسمين التي هتفت داعمه لزوج شقيقتها
- حمزه ملهوش ذنب
كانت تلك العبـ.ـاره التي تُخبرها بها دوماً شقيقتها عنـ.ـد.ما يُخبرهم هاشم عما يفعله حمزه
- عارفه انه ملهوش ذنب.. بس في حاجات مبت عـ.ـر.فيش تحكيها ياياسمين
صمتت ياسمين ليقطع لحظه جلوسهم صوت رنين الهاتف.. فأسرعت ياسمين بألتقاط هاتفها
- ده هاشم
اجابت بصوت رقيق وكانت طبيعتها ليأتيها صوت هاشم
- ياسمين انا واقف بالعربيه بره.. تعالي عشان تساعديني في شيل الحاجه
أسرعت للخارج لتتعلق عين ياقوت بها بحنو فوجودها جانبها هي وهاشم كان دعماً لها.
بعد دقائق كانت ياسمين تندفع للداخل بسعاده تحمل بعض الروايات التي طلبتها من هاشم وقد اتي بها
- انا مش مصدقه انهم بين ايديا
ضحك هاشم وهو يتبعها يحمل بأيديه العديد من الأكياس
- لا صدقي وكمان ليا خبر تاني هيفرحك بس اكيد بمقابل
- خبر ايه
كانت نظراتها اليها كالطفله ولكن لأول مره كانت تربكه نظرات امرأه... نفض أفكاره التي أصبحت تقتحمه مؤخراً هاتفاً بقلبه " انها ليست الا طفله بالنسبه له اجتازت التاسعه عشر ربيعاً "
انتبه لنفسه فوضع الأشياء التي بيده فوق الطاوله واتجهت عيناه نحو ياقوت التي خرجت من غرفتها للتو بعد أن رتبت ملابسها وحجابها
- عامله ايه النهاردة...
تعلقت انظارها نحو بطنها
- الحمدلله...
- الدكتوره قالتلك هتولدي امتى
أسرعت ياسمين في الاجابه عليه وقد تعلقت عيناها بهم بحماس
- اقل من شهر وهبقي خالتو
واردفت وهي تتجه نحو المطبخ بخطوات سريعع
- هحضر الغدا عشان تتغدا معانا
- استنى ياياسمين انا اصلا ماشي... جيت بس اطمن عليكم واجبلكم اللي محتاجينه
وامتدت يده ببعض النقود لياقوت التي ابعدت يداها سريعا
- لا كفايه كل اللي بتعمله معايا.. الأول اخدت منك عشان قولت ده مرتبي بس دلوقتي انا مبشتغلش
- ياقوت بطلي الحساسيه اللي انتي فيها ديه
واردف وهو ينظر لها يُذكرها بنسبتها في شركته التي اشتراها لها حمزه
- أنتي ناسيه انك شريكه في الشركه وليكي أسهم
- ديه فلوس حمزه مش فلوسي
تنهد هاشم لا يعرف من اين وكيف يُقنعها
- أنتي وحمزه واحد ياياقوت... على العموم اولدي انتي بس وانا هجبلك عروض تصمميها ونبقي نتحاسب بعدين
وعاد يمد يده بالمال فهتفت تنظر نحو شقيقتها
- معانا فلوس بابا بعتها صدقني حتى اسأل ياسمين
حركت ياسمين رأسها تلقائياً فزفر أنفاسه حانقاً منهم.. وضع المال فوق الطاوله مُتمتماً
- الفلوس اهي ومش عايز اسمع كلمه تانيه
وتحرك بعدها كي يُغادر فتعلقت أعين ياسمين به راغبه في ان تعرف تلك المفاجأه التي نسي ان يُخبرها اياها... ولكن توقف أقدام هاشم عند الباب ثم استدار بجــــســ ـده ومُطالعتها جعلتها تنبه جميع حواسها اليه
- قدmتلك في المعهد واتقبلتي الدراسه يومين في الأسبوع
تهللت اسارير ياسمين وركضت نحوه لتقف مُتخشبه مما كانت ستفعله بعفويه لتتجه نحو ياقوت التي ابتسمت وفتحت لها ذراعيها تضمها إليها بحب
.................................
دلفت ناديه لغرفة مكتب شقيقها تتنهد بأسي... الساعه كانت العاشره مساءً ومازال هو بالشركه يجلس فوق مقعده شارد ينظر من شرفه مكتبه مُعطياً ظهره لباب الغرفه
- كده تقلقني عليك ياحمزه.. حتى تليفونك قفله متعملش فيا كده
هتفت ناديه عبـ.ـارتها الاخيره وهي تمسح دmـ.ـو.عها... شقيقها القوي ذو المشاعر الجـ.ـا.مده انهار وهو الذي لم ينهار يوم وفاة سوسن وجمع شمل العائله ثانية بصلابه... عاد بها الزمن للوراء تتذكر انهزامه بعد خيانة صفا له ولكنه كان شابً لم يتخطى الخامسه والعشرون اما اليوم هو رجلاً على مشارف اتمام عامه الثامن والثلاثون... اقتربت منه بخطي هادئه
- روحي ياناديه... انا عايز أفضل لوحدي
وقفت للحظات مُتردده الا انها عزمت امرها بأنها لن تتركه الا وهو معها
- لا ياحمزه مش همشي واسيبك...
- ناديه
تمتم بحزم فأقتربت منه أكثر حتى أصبحت خلفه ليلتف بمقعده غاضبا لتشهق ناديه مصدومه من هيئته
- انت عينك حمره كده ليه... اوعي تقولي انك كنت بتبكي
- حمزه الزهدي مش ضعيف ياناديه
كان يكذب على نفسه قبل شقيقته... فضعف الحب قد عاد بعد أن بني حول قلبه جداراً لسنوات
- يالا ياحمزه تعالا معايا ارتاح... مش شايف شكلك بقى عامل ازاي
تعلقت عيناه بشقيقته
- انا كنت راجـ.ـل سئ اوي كده ياناديه
صمتت تزفر انفاسها
- مش انت اللي سئ ياحمزه احنا اللي كنا انانين معاك ومعاها... استخترنا حنانك فيها كنا بنشوفه انه مش من حقها وأنها واجب عليها ترضى بالقليل...
وألتقطت أنفاسها الثائره
- حسبناها حتى على حادثه مريم.. بقينا نفرغ اي غـــضــــب ومشاعر جوانا عليها.. حتى انا كنت بفتكر بقدm ليها نصايح بس الحقيقه انا كنت بأمرها.. واو.جـ.ـع شئ على الإنسان انه يحس انه متهان وسط الناس
- وانا كنت ساكت...شايف وساكت.. كنت زيكم اناني.. الغلطه مش غلطت شريف غلطتي انا ياناديه
صرخ بقوة وهو يتذكر معاملته لها قبل فعلة شريف.. حملها تقصيره في حق مريم ونسي انها لمرات عده كانت تنبهه ان ينتبه لصغيرته ولم يكن يخذ نصحها الا انها مشاعر كره نحو مريم
جذبته ناديه نحوها تحتضنه بقوة داعمه وهطلت دmـ.ـو.عها وهي تستمع لهذيانه
- أنتي اللي اصريتي اتجوز.. قولتلك مبقاش ينفع..
- مكنتش فكراك هتحبها كده
ليبتعد عنها لثواني ينظر لها بتعمق ثم انفجر ضاحكاً ساخراً من كلمـ.ـا.ت شقيقته
............................
وقف شريف يتأمل شقيقته الراقده فوق سرير المشفى والحـ.ـز.ن يفطر قلبه آلماً.. هوي فوق المقعد الذي كان بجانب فراشها وألتقط يدها يسألها
- هتصحي امتى يامريم... هتصحي امتى عشان اعوضك
انحدرت دmـ.ـو.عه بعجز وهو يرى سكونها فأين هي شقيقته التي كانت تركض حولهم هنا وهناك
- هجبلك حقك حتى لو كلفني عمري كله... مش هسيب الكلاب اللي عملوا فيكي كده
كان يعلم أن رؤى هي مفتاحه لمعرفة هوية ذلك الشاب الذي الي الان لم يصل احد لهويته لتخفيه
دقائق مرت وهو جالس هكذا يفيض لشقيقته بكل ماهو فيه يطلب منها الا تكـ.ـسر ظهره هي أيضا يكفيه بعد حمزه عنه
اهتزاز هاتفه جعله يخرج من تلك الدوامه التي هو بها
فنظر لرقم صديقه بالعمل ليخرج من غرفة شقيقته بعد أن ألقي بنظرة اخيره عليها
توقفت قدmاه وهو يرى حمزه يصافح الطبيب الخاص بحالة شقيقته ثم تقدm نحو غرفتها دون سلام... اطرق عيناه بحـ.ـز.ن وانصرف مغادراً المشفى بأكمله فلم يعد يتحمل نظرات حمزه وتجاهله
...............................
ركضت الخادmه اليه تُخبره عن تعب سيدتها.. ثواني وكان يصعد الدرج بخطوات سريعه ينظر إليها بلهفة
- مالك ياصفا
اعتدلت في وقفتها بعدmا كانت منحنيه من شـ.ـدة ضـ.ـر.بات صغيره
- شويه تعب وراح
- صفا لو تعبانه قولي... ميعاد ولادتك قربت
تعلقت عيناها به تتأمله
- انت بقيت تمشي كويس على رجلك
كان سؤالها مفاجأ بالنسبه له فتنهد وهو ينطر اليها
- ألتزمت في العلاج الطبيعي..
اماءت برأسها متفهمه ليقترب منها يرفع وجهها اليه
- عايز ابقى زوج وأب كامل بالنسبه ليكم
كلمـ.ـا.ته كانت تطـــعـــنها وتخبط خطتها... فهو يسعى لفعل اي شئ حتى يجعل حاله كامل في عينيها وهي تسعي الي تدmيره
" الضمير" وحده من كان يقف حائل بين أفكارها ونشأتها القديمه
- انت ليه بتعمل كده... ارجع وحش تاني
اصابته الصدmه مما تفوهت به
- أنتي عايزانى ابقى وحش ياصفا.. طب انا بتغير عشانك وعشان ابني مش عايزه يتربى زي ما اتربيت
- فرات بيه ست فاديه مستنياكي تحت
دلوف الخادmه إليهم مهرولة قطع حديثهم لينظر إليها قبل أن يُغادر لاسفل حتى يرى شقيقته
اخدتها قدmاها بعد فتره نحو الدرج لتسمع الي صراخ فاديه
- ماهي اكلت عقلك خلاص.. اظاهر انك لسا في الغيبوبه اللي كنت فيها
صفعة سقطت فوق خد فاديه ليرمقها بغـــضــــب
- اخرسي... تفتكري مش عارف بعملتلك ده انا مكثوف افكر ان اختي وصلت للشر ده
اتسعت عين فاديه وهي لا تستعب ماوصل اليه عقلها
- لعبتي مع الشخص الغلط يافاديه
- فرات انا
أشار لعنتر الواقف بينهم
- وصل الهانم لحد عربيتها
أسرعت بالاقتراب نحوه تهتف بأسف
- هتخليها تخسرنا بعض يافرات... خليتها توصل لهدفها
- انانيتك وحقدك هما اللي وصلونا لكده يافاديه
ولم تكن خسارتها الا تدبيراً من القدر
................................
انتفضت مها من غفوتها مع غلق شريف لادرف الخزانه بقوه كان يفعل ذلك مُتعمداً
ألتقت عيناهم فعادت الي غفوتها لتنفذ طاقته من برودها معه.. اقترب منها يجذب ذراعها بقوه فتآوهت مُتألــمه
- لو فاكره انك بتهربي مني بالنوم.. فأ عـ.ـر.في اني سيبك بمزاجي يامها
- ايدك بتو.جـ.ـعني
ترك ذراعها بعنف من قبضته
- ايدي بتو.جـ.ـعك... واللي انتي بتعملي معايا ده يتسمي ايه
- انا مش عايزه اعيش معاك... انا بخاف منك
كانت تلك إحدى عبـ.ـاراتها الدائمه له منذ حادثته مع ياقوت.. كان يتحملها بسبب مرضها وأنها الي الان تعيش اضطراب نفسي من الحادثه
- مها اعدلي كلامك معايا عشان تعبت وفيا اللي مكفيني
صرخت بضياع وتشتت مما تعيشه داخل عقلها الذي لا يذكر شئ إنما يسطر داخله كل ما يراه
- انا عايزه امشي من هنا.. انت طلعت وحش ياشريف... انت طردت ياقوت وهتطردني انا كمان
واردفت وهي تضم جــــســ ـدها بذراعيها
- بشوفك في الحلم وانت بترميني في الشارع
تجمدت عيناه وهو يسمعها فزوجته وحبيبته التي نسي معها رعاية شقيقته واصبحت هي كل عالمه تخبره اليوم انها تخشاه وتنظر اليه بتلك البشاعه لغلطه سيدفع عمره نادmاً على فعلتها
- ياا يامها بعد كل اللي عملته معاكي ده وبتقوليلي انا كده
وقفت ثابته بمكانها فهى لا تتذكر اي صنيع له قدmه لها
وعنـ.ـد.ما استمر سكونها وصمتها دون اهتزاز انتفخت اوداجه فأقترب منه يقبض فوق كتفيها
- ردي عليا مبتنطقيش ليه... عايزه تمشي من هنا اجـ.ـر.حك واقولك ان مالكيش مكان تروحي..
صمتت وهي تهز رأسها ودmـ.ـو.عها تنهمر
- عارفه... عارفه
تشتتها وضياعها اضعفه فهو الاكثر علماً أن الحادثه جعلت زوجته كالصفحه البيضاء.. فأسرع في ضمها اليه
- بلاش الو.جـ.ـع يجي منك انتي يامها... انا عارف انه مش بأيدك بس بلاش انتي
...............................
دفنت سماح رأسها أسفل الوساده باكية رغم علمها بكل ما يُخطط له سهيل وردها اللاذع لجين وثبوتها الا ان كيد جين لها بكلامها كان يقــ,تــلها
فالحقيرة اليوم دلفت إليها تشمت بها تُخبرها انها تتأهب للخروج برفقة سهيل من اجل تناول الطعام.. فسهيل لاحظ نفسيتها التي تأثرت مما يحدث فأراد الترفيه عنها هي وجنينها
مرت ساعتان على خروجهم لتمر ساعه اخري بعد عودتهم ليدلف بخطي بطيئه لغرفة سماح بل سـ.ـجـ.ـنها
- اسف حببتي..
واقترب منها يُقبل كل أنش بوجهها مُعتذراً يعدها بأن كل شئ سينتهي قريباً
- اخترت الطريق الذي يختاره كل الرجـ.ـال سهيل
ابتعد عنها بعدmا كان غارق في بث مشاعره واشتياقه لها
- ماذا تقولي سماح
ابتسمت شارده واشاحت عيناها بعيداً عنه
- ستفهم قريباً سهيل
- احبك سماح
ولم يترك لها حديث اخر.. ليجذبها نحوه
............................
تعلقت عين هناء بالعقد الماسي الذي جلبه لها مراد متسائله
- ايه ده يامراد
ضحك على سؤالها العجيب وادارها حتى يصبح ظهرها مُقابل صدره
- عقد ياحببتي.. مش قولتلك شراكتنا مع مارتن هتجني حاجات كتير حلوه... وده بمناسبه نجاح الصفقه
- بالسرعه ديه
هتفت مُندهشه فأجاب
- مارتن علاقاته كتير ووضعه وسط الغرب والشرق الأوسط قوي وده بيسهل كل حاجه
لامست العقد وابتسمت
- مش عجبك العقد
- انت عارف ان الحاجات ديه مبتفرقش معايا... لو حاجه بسيطه بتفرحني
ضمها اليه بقوه الي ان صدح رنين هاتفه
- ايوه يانغم.. لا مش هقدر اجي لاني خارج انا وهناء
كان رده يسمعه مارتن أيضاً وهو ينفث دخان سيجارته... لتقترب منه نغم بعد أن انهت المكالمه
- أرأيت
لينظر إليها مارتن بجمود
- وانا لا اخسر شئ..
فأقتربت منه نغم تتلاعب بلياقة قميصه
- متى سنكشف أوراقنا
ابعدها عنه تتعلق عيناه بها ولكن عادت تلامسه بأغراء فتسأل بوقاحه احرجتها
- ألستي راغبه بمراد
وعنـ.ـد.ما لم تُجيب جذبها اليه ليثبت لها انها ليست الا امرأة تبحث عن الرجـ.ـال المميزون فقط مال ووسامه ومكانه تلك هي أهدافها نحو الرجـ.ـال
...............................
نظرت سناء الي الطببب الذي يُخبرها ان ابنها لديه ثقب بالقلب وان حالته لا تنتظر... نظرت لفلذت كبدها وسارت هائمه بالطريق تمسك يد ابنها.. كانت لا تصدق تعبه الدائم وعدm قدرته على اللعب مثل رفقائه
- اجيب فلوس العمليه منين واللي جاي على قد اللي رايح.. ده حتى فلوس جهاز ياسمين اتصرفت
ولطـ.ـمـ.ـت جانب فخذها
- اتصرف ازاي
وتنهدت وهي تُفكر
- اهدي ياسناء اكيد هتلاقي حل
دلفت للمنزل تنظر لابنها مُتحسره.. واتجهت نحو غرفة نومها لتتفاجئ بزوجها يُحادث ابـ.ـنته
- السيد هاشم ده طلع راجـ.ـل ابن ناس يابـ.ـنتي... متخافيش حتى سناء متعرفش مكانك... اهم حاجه انك كويسه
لتتذكر زوج ابنه زوجها الثري... لتلمع عيناها وهي تتذكر اسم الرجل الذي نطقه زوجها " هاشم"
وخاطبت حالها
" اكيد لما هساعده هيساعدني وهيفتكرلي الجميل اللي عملته فيه "
↚
لمساته كانت تسري فوق جــــســ ـدها يعرف كيف يُلغي عقلها بل يستولي عليه ليُحركها كالدmية بين اصابعه
- اهدي يافاديه... بضايق اوي لما اشوفك متعصبه كده
وانحني يلثم كتفها العاري
- متزعليش نفسك ياحببتي بكره اخدلك حقك منهم كلهم
تعلقت أعين فاديه به بلهفة وقد نست مقتها من شقيقها
- امتى بقى ياعزيز هتظهر... انت متعرفش مشاعري بتبقى ازاي لما اي واحده من صحابي في النادي بتحكي عن جوزها
- قريب ياحببتي هنمشي من مصر خالص ونعيش حياتنا
تنهدت بمقت وعادت النيران تشتعل داخلها منذ لقائها مع شقيقها
- انت قولت هتخلصني من اللي اسمها صفا ديه... خلصني منها ياعزيز
وعنـ.ـد.ما تذكرت ان زوجها السبب في اقحامها بحياتهم
- انت السبب في وجودها بينا.. كانت عجباك اوي
شرد في ملامح صفا بلوعه.. انها الداء الوحيد الذي أصابه ولم يستطع التخلص منه..نفض أفكاره التي لم تعد تُجدي نفعاً
- انسى اللي فات بقى يافاديه.. انتي عارفه ان مافيش في القلب غيرك
عاد يُقبلها الي ان تعالت ضحكاتها بدلال.. اغاب عقلها وسط مشاعر زائفه
مال بجــــســ ـده ليلتقط سترته المُلقاه أرضاً مخرجاً منها ورقه مطوية
- اخوكي عقيم يافاديه ... عارفه يعني ايه مبيخلفش.. الفحوصات ديه لقيتها في خزنته
ابتعدت عنه تنظر اليه بأعين مُتسعه
- انت بتقول ايه
- بقول السبب اللي كان مخلي اخوكي مضـ.ـر.ب عن الجواز...
- لو انت اللي بتقوله صح.. ازاي فرات مصدق كدبتها
َتنهد واعتدل في رقدته ثم ألتقط علبه سجائره ليخرج واحده وبدء في اشعالها ضماماً اياها بين شفتيه الغليظه
- اخوكي كبر فبقي عايز يصدق اي حاجه يافاديه... اكيد افتكر ان المعجزه اتحققت معاه ويقدر يخلف
انقلبت ملامح فاديه غير مُقتنعه بما تسمعه
- فرات مش غـ.ـبـ.ـي كده ياعزيز
- ماهو عشان اخوكي مش غـ.ـبـ.ـي انا اللي لعبت في فحوصاته الجديده.. حابب اشوف كـ.ـسرته بعد الفرحه اللي عايشها ديه كلها لما يعرف انه كان عايش على أمل كـ.ـد.اب
اتسعت أعين فاديه ذهولاً وهي تقترب منه أكثر تتفرس ملامحه
- عزيز الكلام ده لو صح لازم فرات يعرفه.. بـ.ـنت الحـ.ـر.ام ضحكت على اخويا واستغفلته
ونهضت من جانبه تبحث عن هاتفها... لتتسع ابتسامه عزيز وهو يرى كيف اقتنعت بحكايته الكاذبه التي ترغب في سماعها
وثب من فوق الفراش مُتجهاً إليها يشعر بالزهو من نجاحه
- اهدي واعقلي كده يافاديه...انتي كده هتخسري اخوكي اكتر... لو خـ.ـطـ.ـفنا الواد كده هنخلص اخوكي من كدبه عايشها
وقفت تُطالعه دون فهم وقد أصبح عقلها عاجز عن فهم ما يصبو اليه
- انا مش فهماكي ياعزيز... بدل ما تخليني اكشف الخـ.ـا.ينه اللي لميناها من الشارع .. تقولي اخـ.ـطـ.ـف الولد ما يتحرق هو وأمه في ساعه واحده
كانت أعين عزيز تلمع بخبث.. فهاهي فاديه صدقته كعادتها حينا تُريد تصديق شئً ومال نحوها يلثم عنقها بقبلات متفرقه هامساً
- أنتي ساعديني بس نخـ.ـطـ.ـف الولد اول ما يتولد يافاديه
لتتجمد نظراتها نحو الساعه المُعلقه فوق الجدار وحديث عزيز يقتحم اكثر واكثر داخل عقلها
.............................
سقطت دmـ.ـو.ع سناء وهي تستمع لكلمـ.ـا.ت ابـ.ـنتها قبل أن تغلق الهاتف معها... اخبرتها بالحقيقه المؤلمه ان كل ما يمروا به من مصائب بسببها هي.. هي التي لا ترحم احد من لسانها ومُعايرتها.. هي التي تقف على اوجاع الناس لتضغط بكلامها المسموم فيزداد النزف
" انتي السبب ياماما... في كل اللي بيحصلنا... دوسك على اوجاع الناس بيقعد فيا وفي اخواتي"
صدى عبـ.ـارات ياسمين كان يخترق فؤادها فتبكي اكثر
- لا كله الا ولادي يارب... ده انا جبتهم بعد جوازتين فشلت فيهم
دلف زيدان للغرفه مُتعجباً من صمت زوجته واعتزالها في غرفتها
- مالك يا سناء مش عوايدك السكوت ده
- هو انا وحشه اوي يازيدان
تعجب زيدان من سؤالها وانفجر ضاحكاً
- الوحش مش محتاج حد يقوله انه وحش يا سناء الإنسان بيحس بأفعاله
- قصدك ايه يازيدان
هتفت بشراسه وهي تنهض من مضجعها... فتناول عباءته وشرع في تبديل ثيابه يستغفر ربه..
- ابنك عيان يازيدان ومحتاج عمليه... اتصرف بقى يارجلي وهات فلوس
انقبض قلبه وهو يسمع ما تفوهت به عن مرض احد أبناءه التوأم
- محمود طلع عنده ايه
لتعود الي حـ.ـز.نها تقبض على عباءتها بآلم تُخبره بكل ماقاله لها الطبيب
............................
وقفت تتابعه بعينيها وهو يُحادث العمال في ألوان حجرة صغيرهم ويختار الأثاث له بنشاط وطاقه... تعلقت عيناها به مُتعجبه من تلك المشاعر التي يحملها فرات نحو طفلهم القادm
فهل هذا ذلك الرجل القاسي الذي عاهدته سيكون ابً بحنانه ذلك... تلاقت عيناهم ليبتسم لها هاتفاً
- تعالي ياصفا عشان تقولي رأيك في الألوان
- ما انت اختارت كل حاجه ايه لازمة رأي
كان ردها جافاً احرجه وسط الواقفين.. فتنحنح بخشونه
- لو مش عجباكي حاجه اكيد هنغيرها... رأيك اكيد الاهم
تنهدت بقوة فكلما باعدت الأميال بينهم.. قربها هو
فكيف ستنتقم وتثأر لكرامتها وكبريائها..وكأن القدر أراد أن يجعلها تعيش ذلك التخبط ليتعلم أحدهم درساً
اقترب منها بعدmا رأي الضياع في عينيها.. فهو قادر بأن يفهم بما تُفكر به
- صفا
رفعت عيناها اليه وفرت من أمامه هاربه الي غرفتها لتلقي بجــــســ ـدها فوق الفراش باكية تهتف بمراره
- ليه بيحصل معايا كل ده.. ليه
اتبعها فوقف على اعتاب باب الغرفه ينظر إليها بملامح لينة.. ملامح جديده عليه.. جديده على رجلاً عاش حياته في قوانين تُشرعها القسوه
اقترب منها ببطئ الي ان جلس جانبها فوق الفراش يرفع وجهها اليه
- انتي اللي عايزه تعيشي في ضياع ياصفا... ادي نفسك فرصه تعيشي من جديد
عيناها حملقت به تبحث عن قسوته، ظلمه ولكن لم ترى بعينيه الا الحنان والنـ.ـد.م
- اعيش.. طب ازاي انت مـ.ـو.تني ازاي هرجع اعيش من تاني.. ده انا لحد دلوقتي بفتكر كل حاجه عملتها فيا.. بفتكر وانت موقفني عريانه.. بفتكر لما بترميني بعد ما تخلص من رغبتك.. بفتكر أمرك ليا ان اقــلـــع هدومي بفتكرك وانت بتساومني على عمري اللي جاي لارضي بلي هيحصلي معاك او السـ.ـجـ.ـن اللي هرجع فيه من تاني اكمل باقي عمري جواه...
لم يشعر بنفسه الا وهو ينهض من جانبها وتلك المره هو من هرب... يسأل نفسه كيف كان بتلك البشاعه
..........................
نظرت ياقوت نحو شقيقتها تربت على كتفها
- مكنش ينفع تقوليلها كده يا ياسمين... انا سيبتك تهدي الأول عشان اتكلم معاكي
- أنتي بتدافعي عنها ياياقوت... امي هي السبب
واردفت بحسره على حالها تخرج كل ما بجبعتها
- اللي حصلي بسببها كانت عايزانى اتجوز قبلك عشان تشمت فيكي... واه بقي مكتوب كتابي وخطيبي مـ.ـا.ت قبل فراحنا بأسبوع... وادي محمود اخويا بقى مريـ.ـض قلب
ضمتها ياقوت إليها بحنو
- استغفري ربنا متقوليش كده.. ربنا ليه حكمه ف كل حاجه
- بس ربنا عادل ياياقوت... والانسان بيدوق من نفس كاس مكره وشمـ.ـا.ته في غيره وامي مكنتش بترحم حد
انحدرت دmـ.ـو.ع ياسمين آلماً وهي تهتف املاً
- نفسي تتغير ياياقوت... نفسي امي تتغير
- اهدي ياسمين... خلينا طيب نفكر في عملية محمود
أسرعت في مسح دmـ.ـو.عها مُنتبها لها... ف الان مصاب شقيقها هو الأهم
- هنعمل ايه... العمليه غاليه واحنا معناش غير ربع الفلوس
- هبيع....
هتفت ياقوت بالكلمه ولكن توقف باقي الحديث وهي تتذكر انها خرجت من المنزل خاليه الوفاض لا تملك الا ملابسها التي ترتديها وهاتفها
اطرقت عيناها أرضاً.. لتمسد ياسمين فوق كتفها
- ربنا هيدبرها واكيد هتتحل
.............................
- المحل اللي حليتنا عايز تبيعه يازيدان... طيب هنعيش منين قولي
نكس رأسه أرضاً لا يجد حلا الا هذا... فهو يعلم بحاله اذا اقترض من أحد مالا فلن يستطيع سداده وأحوال كل معارفه مثله.. عقله قاده للسيد مهاب والد هناء ولكن حرجه منعه
- قوليلي اعمل ايه غير كده... معناش غير ربع الفلوس
كان التوأمان يقفان يتأملان حال والديهم لتنتبه سناء لهم صارخه بهم
- خد اخوك وادخلوا اوضتكم
اسرع الصغيران في الركض نحو غرفتهما
- بطلي شخط في العيال.. متحسسيش الواد انه حالته مافيهاش امل
اطرقت عيناها حـ.ـز.ناً تُتمتم بأمل
- لا ان شاء الله ابني هيخف.. هي عمليه بسيطه مش صح يازيدان
اماء برأسه.. فلو توافر المال سيطيب صغيرهم... كان المال هو العجز الوحيد لديهم مع موعد العمليه التي حددها الطبيب بالاسراع فيها حتى يصبح الأمر أفضل
- زيدان اطلب من جوز بـ.ـنتك احنا هنفضل شايلين الهم وجوز بـ.ـنتك معاه فلوس وشركات
- انسي جوز بـ.ـنتي كفايه اللي هي في.. بـ.ـنتي هتطلق منه بعد ما تولد
لطـ.ـمـ.ـت فوق صدرها هاتفه
- تطلق وتيجي تعيش معانا بعيلين هو احنا بنخف الحمل ولا بنزيده... ياحظك المايل ياسناء
- اخرسي ياوليه وكفايه ندب.. من ساعه ما اتجوزتك جبتيلي الفقر
- انا فقر يازيدان... طب انا هكلم بقى جوز بـ.ـنتك واقوله على اسم الراجـ.ـل اللي مقعدها في بيته
صرخت متآوه بعدmا قبض فوق ذراعها.. ترى نظرات زوجها لأول مره تحمل الشر
- ما كفايه بقى.. انا اتحملتك كتير ياسناء غلطه واحده وهعملها تاني واطلقك انا مستحملك كل السنين ديه عشان مش عايز اغلط غلطتي الأولى وأطلق والعيال يتشردوا بينا... كفايه ياقوت كفايه ذنب واحد شايله في رقبتي
حرر ذراعها لتطالعه وهي تُدلك ذراعها وتركها دون النظر إليها
- رايح فين يازيدان... قولي هتجيب فلوس منين مدام كرامتك ناقحه عليك ومش عايز تكلم جوز بـ.ـنتك
ولطـ.ـمـ.ـت فخذيها بيديها
- راجـ.ـل طول عمره بيحب الفقر وبـ.ـنته طالعاله... قال تطلق قال
..........................
رمقه شهاب بأسي وهو جالس وسط رؤساء الأقسام والكل يتناقش حوله وهو شارد يُحرك قلمه بين اصابعه... تنهد شهاب وعاد يتولى الحديث عن شقيقه الذي ينتبه تارة وتارة أخرى يشرد في زوجته
رنين هاتفه الذي كان دوماً يُغلقه في اجتماعاته لفت انتباه الجميع.. لتتعلق عيناه برقم المتصل فأنسحب من الغرفه سريعاً هاتفاً
- ايوه يافرات... بتقول مين
أصابه الذهول وهو لا يُصدق ان من يأوي زوجته هو هاشم.. غادر الشركه بخطوات اشبه بالركض.. لا يرى شئ أمامه
..........................
اندفعت هناء لمكتب خالد بعدmا ضجرت من الرسائل التي تُبعث لها منه كما تظن
- انا كنت فاكراك راجـ.ـل فعلا بس للأسف
رمقته بأحتقار لينتفض خالد من فوق مقعده
- هناء انتي بتقولي ايه
- بقول انك راجـ.ـل حقير.. رسايل وصور كأنك بتراقبني
اقترب منها وهو لا يفهم شئ مما تُخبره به
- هناء انا مش فاهم حاجه... اقعدي كده وفاهميني
لم تُمهله لحظه فأندفعت صوبه تُحذره
- لو مبعدتش عن طريق هبلغ مراتك
- اهدي ياهناء
ألتفت بجــــســ ـدها حتى تُغادر لتتسع عيناها وهي ترى جنات زوجته واقفه وبيدها صغيرها يمسك الحلوى.. تجمد جــــســ ـد خالد وهو يرى نظرات زوجته الشاحبه
- جنات
..........................
- انت اتجننت ياحمزه
انقض عليه يلكمه للمره الثانيه في مكتبه تحت نظرات سكرتيرته ليُشير إليها هاشم بالانصراف
- انا تعمل فيا كده... تخبي مراتي في بيتك وعامل فيها صاحبي وبتواسيني
تآوه هاشم من شـ.ـده لكمـ.ـا.ته وكاد ان يلكمه ولكن قوة حمزه كانت تفوقه
- حمزه انا مقدر حالتك ديه...
لكمه أخرى تصدى لها هاشم صارخاً
- ياقوت هي اللي طلبت مني كده... اترجتني
- اترجتك... عذر أقبح من ذنب يااستاذ
وأشار نحوه بأصبعه وهو يلتقط أنفاسه
- اه عرفت اوصل لمكانها... افتكر انك انت اللي بدأت العداوه ياهاشم
وألتف بجــــســ ـده كي يُغادر مكتبه
- انت السبب في ضياع مراتك منك... متلومش الناس ياحمزه لوم نفسك... كان المفروض ياقوت تتحامي فيك لكن سابت كل حاجه واختفت من حياتك
اندفعت الكلمـ.ـا.ت كالرصاص لقلبه فكان يعرف بصدق ما يقوله هاشم
- حمزه الزهدي بهيلمانه فشل في حياته عارف ليه عشان اتعود من الحياه على المكسب لكن الحياه خسرتك المرادي... ما اصل مش كل حاجه هتمشي زي ما انت مخططلها
الحقيقه كانت مؤلمه بل قـ.ـا.تله ولكنها كانت حقيقه... زيجته بدأت بالتخطيط مشاعره بدأت بالتخطيط.. حبه لها كان بمقدار
كل شئ كان يسير بحساب حتى اخفقت حساباته ونسي ان المسائل الحسابيه كثيرا ما تخفق في اخر خطواتها
- المرحله اللي وصلت ليها ياقوت بسببك... عارف معناها ايه ان مراتك تهرب منك وتفضل البعد عنك
- كفايه
دmعه انحدرت فوق خده مسحها سريعاً.. ارتجفت كفوفه وهو يقبض على كلاهما ليقترب منه هاشم مُعتذرا
- انا اسف ياحمزه... بس ديه الحقيقه
غادر بخطوات ثقيله عكس ما أتى .. لينظر الي الرساله التي بعثها اليه هاشم عن عنوان منزله بدقه رغم ان فرات اخبره بكل شئ
................................
تعلقت عين شريف بذلك الشاب الذي يُقاربه من العمر يُخبره بهويته
- انا فارس..كنت صديق لمريم
انتفض شريف من فوق مقعده يمسك ب تلابيبه
- اه ياكـ.ـلـ.ـب.. جاي تعترف بحقارتك
سعل فارس بشـ.ـده يزيح يديه عنه
- انت مش عايز تعرف الحقيقه ولا ايه ياحضرت الظابط
تجمدت يدي شريف وارتخت فتحرر فارس من قبضته ليُهنـ.ـد.م ملابسه
- وليد هو اللي بتدور عليه
قالها وهو يرمق شريف الذي وقف يُطالعه بنظرات باهته
- وليد مين
- وليد الأسيوطي... اخو عضو البرلمان ورجل الأعمال احمد الأسيوطي
...............................
دلف الي غرفة سماح التي جلست هادئه تتناول الفاكهه وتُشاهد احد البرامج البلوسية كاد ان يُخبرها بأعتزاله الرياضه لكن رنين هاتفه جعل الحديث يتراجع لتنظر اليه سماح بنظرات أصبح يكرهها ف اللوم والخذلان بهما
- ماذا تقول... سأتي على الفور
رغم كل شئ إلا أن قلقها جعلها تُسرع في سؤله بلهفه
- انتظر سهيل... ماذا حدث
ألتف نحوها يرمقها بنظره خاطفه
- جين قــ,تــلت سماح
...............................
كانت تسير بجوار المنزل تستمتع بهواء القريه النقي... تعبت من شـ.ـدة التفكير بشقيقها وبعملية والدتها التي أبلغها بها والدها يُوصل لها رسالة زوج امها
الكل يطلب منها المُساعده وهي التي بحاجه إليها.. والدها أصبح يدعمها يُخبرها انه معها ولأول مره كانت تشعر بعزوة الاهل
زفرت أنفاسها بتنهيدات خافته.. عادت نحو بوابه المنزل الخاص بعائله هاشم لتتجمد أطرافها وتتسع عيناها وهي تراه يهبط من سيارته ينطر إليها
اقترب منها بخطوات هادئه لتتراجع للخلف
- تفتكري مكنتش هعرف اوصلك يا ياقوت
↚
كانت نظرات عيناها كالجليد وهو يقف يدور حولها يمسح على وجهه من حيناً الي اخر يسألها للمره الثالثه نفس سؤاله
- عايزه تختفي مني يا ياقوت.. طب ليه
صمتها ازعجه فأردف بغـــضــــب أعمى وحديث هاشم يخترق صداه عقله
- ردي...
- مش عايزه ارد.. لو رديت هو.جـ.ـعك
جمدته عبـ.ـارتها فلطم فوق صدره بجنون
- كل اللي عملتي ده ولسا مو.جـ.ـعتنيش... عارفه يعني ايه ألجأ للناس تعرفني مكان مراتي المختفيه عني بمزاجها..
طالعته بآلم استوطن قلبها قبل عينيها
- و.جـ.ـعك ليا فاض... لو مكنتش بعدت عنك وعن عيلتك كنت همـ.ـو.ت همـ.ـو.ت مقهورة... القهره اللي عيشت حياتي كلها بدوق مرارها على أمل أن الحياه تدوقني حلوها لكن حتى يوم ما الحياه غرقتني في نعيمها القهره فضلت جوايا
ارتعشت شفتيها كمثل باقي جــــســ ـدها
- ياقوت انتي...
صرخت بضعف وتعلقت عيناها بأعين شقيقتها التي وقفت علي أعتاب المطبخ ثم توارت داخله ثانية حزينة على حال شقيقتها
- هتقولي ان انا الضعيفه... واه مشيت وسيبتلك حياتك.. سيبني بقى في حالي واهتم بعيلتك هي أولى بأهتمامك
لم يكن يقصد أخبـ.ـارها بما ظنته إنما أراد أن يخبرها لما لم تقف بوجه شريف وتدافع عن حقها
صمتت تلتقط أنفاسها واندفعت نحوه لا تشعر الا بحرقة قلبها
- اتهمتني بحادثه مريم... كلكم اتهمتوني من غير ذنب... عيشت بينكم كأني دخيله على حياتكم باخد حاجه مش ليا... عيشت فرد زايد لا ليه حق يتكلم ولا يعترض... سيبتهم يهينوني
وعند تلك العبـ.ـاره سقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر أفعالهم جميعاً.. تتذكر أفعال ناديه واوامرها لها وكيف تُعامل ندي بتقدير... تتذكر سخط وكره مريم وفعلت شريف ...
- ياقوت انا اتعبت من المشاكل... تعبت ان اعيش اراضي من كل الجهات..
وهوي بجــــســ ـده فوق الاريكه يرمي بثقل جــــســ ـده
- حنانك هو اللي بيعوضني... يمكن اكون اناني في حبي ليكي بس انا...
وصمت عاجزاً عن التعبير بأحتياجه لها ولحبها
- للأسف اتجوزت الانسانه الغلط عشان انا...
ألتقطت أنفاسها ولملمت شتات حالها واشارت بأصبعها صوبها
- عشان انا محتاجه حبك وحنانك ياحمزه.. محتاجه حد يعوضني.. محتاجه اللي يشيل عني قسوة السنين.. يشيل عني الضياع.. اختارت الانسانه الغلط
تجمدت عيناه فوق صفحات وجهها وملامحها الشاحبه وهو يسمعها تفيض له بأوجاعها.. نظراتها له كانت ضائعه تُخاطبه دون شعور منها.. فنهض مُقترباً بعد أن رأها تنحني بجزعها العلوي تضم بطنها بيديها
- مالك ياياقوت... اهدي ياحببتي
- اه مش قادره ياحمزه بطني...
ارتبك وهو يراها بذلك الوضع لا يعرف ماذا يفعل
- طب انتي حاسه ب ايه..
صرخت بقوه ف الآلم الذي كانت تُجاهد على مقاومته ازداد حتى أصبحت لا تتحمله.. خرجت ياسمين من المطبخ مُسرعه تنظر لشقيقتها المُنحنيه وقد اقترب جــــســ ـدها من الأرض وحمزه جاثي على ركبتيه أمامها
- مالها ياقوت ياحمزه
- ياسمين ساعديني... ياقوت شكلها بتولد
- ده لسا ميعادها
عاد صراخها يزداد بقوه ليحملها خارجاً بها من المنزل وياسمين تركض هنا وهناك داخل المنزل بضياع تلتقط ما تستطيع ألتقاطه وخرجت تتبعه بهرولة
.............................
وقف كالضائع يسير في رواق المشفى دون هواده... تعلقت عيناه بساعه يده زافراً أنفاسه بقوه ولكن كل شئ توقف وهو يسمع صوت ياسمين الراكضه اليه
- ياقوت ولدت ياحمزه وجابت ولدين زي القمر
- ولدين... ياقوت كانت حامل في..
قبل أن يُكمل باقي عبـ.ـارته كانت ياسمين تهز رأسها اليه بسعاده هاتفه
- ايوه ياحمزه ياقوت كانت حامل في توأم
عيناه لمعت بالدmـ.ـو.ع التي ظلت عالقه بين اهدابه... دار حول نفسه غير مُصدقاً انه أصبح ابً.. ان الحلم تحقق وانه سيري ذريته
- الحمدلله..
وتعلقت عيناه ب ياسمين التي وقفت تُطالعه بسعاده واشفاق عليه من حالة الضايع التي لأول مره تراه بها
- مبروك يتربوا في...
لم تكد تُنهي عبـ.ـارتها فوجدته يتجه نحو شقيقتها التي خرجت للتو من غرفة العمليات
تمتمت لحالها وهي ترى لهفته
- اختي لو شافت خــــوفه ولهفته عليها هتعرف اد ايه بيحبها
............................
تعلقت عيناها بأفعال ناديه وسعادتها بعدmا رأت الصغيران
- يااا يا ياقوت مت عـ.ـر.فيش سعادتي اد ايه النهارده وانا بشوف ولاد حمزه.. انتي جبتلنا السعاده معاكي
ارتسمت ابتسامه ساخره فوق شفتيها... فمنذ متى كانت نظرتهم إليها هكذا أنها كانت بالنسبه لهم نذير شؤم
- بس انا ليا عتاب عندك يا ياقوت... كده تختفي شهر بحاله
دلوف ياسمين للغرفه بعدmا ودعت والدها ووالدتها على باب المشفى خلصها من ذلك السؤال الذي لو أجابت عليه لنفجرت غاضبه في شقيقه زوجها
عاد حمزه بعد أن اطمئن على صغيريه من طبيب الأطفال واتبعه شهاب يتنحنح حرجاً
- حمدلله على سلامتك ياياقوت
تمتمت بهدوء ف شهاب الوحيد الذي لم ترى منه يوماً ردات فعل تجعلها تحمل منه بغضاً داخل قلبها
- الله يسلمك
شعر بالحرج لان ندي لم تأتي معه مُتعلله بحـ.ـز.نها على مريم ومقاطعه حمزه لشريف ولكن الحقيقه كانت في مكنونها غير ذلك..فهي لن تحتمل اسئله ناديه عن سبب تأخر حملها
غادرت ناديه وزوجها كما غادر شهاب الذي تبدلت ملامحه بعد مكالمته مع شريف ولم يهتم حمزه لأول مره بمعرفه تفاصيلها
سعادته كانت متعلقه بأولاده كان وكأنه ولد من جديد
شعرت ياسمين بالحرج من وجودها بينهم
- انا هخرج اجيب حاجه
وانصرفت دون انتظار كلمه اعتراض من شقيقتها واتسعت ابتسامتها وهي ترى هاشم يتقدm نحو غرفة شقيقتها
- حمدلله على سلامتك
قالها حمزه وهو ينحني يلثم جبينها بقبلة حانيه شاكرا داخله ذوق شقيقه زوجته في تركهم
ورفع يدها يُقبلها
- جبتيلي أجمل هديتين ياياقوت... رغم اني زعلان عشان خبيتي عليا انك حامل في توأم
كانت رأسها مائله للجهة الأخرى صامته ولكن عنـ.ـد.ما عاتبها على تلك النقطه نظرت اليه ساخره
- قولتلك مرتين وسط كلامنا لكن عمرك ما اخدت بالك... انت مكنتش مهتم بينا وشايفنا ياحمزه بيه
دار بعقله يتذكر متى قالت ولكنه لم يتذكر شيئاً.. يعلم انه لم يكن يُشاركها بأي شئ في فترة حملها الا حينا تُخبره بحاجتها او تلفت ناديه انظاره... عقله كان مع عائلته الأخرى وهي اخر فرد في أولوياته
تنهد وهو يرمقها بأسف
- هنعوض اللي فات يا ياقوت مع ولادنا
وتبدلت ملامحه سريعاً للسعاده وهو يتذكر أولاده
- الفيلا الجديده هتعجبكم
واردف بأبتسامه مُتسعه
- دلوقتي استاذ ادهم محتاج سرير زي استاذ عبدالله
- انا هرجع بيت بابا ياحمزه...
تلاشت ابتسامته تدريجياً ينظر إلى عيناها
- ترتاحي شويه يعني عندهم... ياحببتي انا معاكي وفي هناك مربيه ل الأولاد وخدm وياسمين معاكي كمان
- حمزه انا مش هرجع معاك... اللي بينا خلاص اتكـ.ـسر واللي بينكـ.ـسر مبيرجعش تاني
- أنتي بتقولي ايه... ياقوت انا موافق انك تثوري عليا تغـــضــــبي مني لكن بعد عني انتي والولاد لا يا ياقوت... ورجعوك معايا امر مفروغ منه فاهمه... انا مش عايز احاسبك على اختفاءك وبديكي كل العذر لكن...
توقف الكلام على أطراف شفتيه وهو يسمع طرقات ياسمين علي باب الغرفه ثم دلوفها
رمقتهم اثنيهم لتشعر بالتـ.ـو.تر
..............................
وقفت هناء عنـ.ـد.ما سمعت خطوات جنات.. لترحب بها جنات بجمود..فشعرت هناء بالحرج
- خير يامدام هناء
اطرقت هناء عيناها تفرك يداها بأرتباك.. تهتف بحالها ان تُخبرها بالحديث الذي ارادت أخبـ.ـارها به
- اولا انا اسفه على اللي سمعتي.. وصدقيني مافيش بيني وبين مستر خالد حاجه
طالت نظرات جنات إليها مُشيرة لها بأدب من شمـ.ـا.تها
- اتفضلي اقعدي
جلست هناء سريعا توضح لها
- مستر خالد بيحبك وبيحب ابنه... يمكن بس انا فهمت مشاعره غلط ديه كانت مشاعر اخوه
ارتسم الآلم فوق شفتي جنات التي ضحكت
- أنتي جايه تضحكي عليا ولا على نفسك يامدام هناء... جوزي حبك جوزي كان بينطق اسمك في علاقتنا الزوجيه
تجمدت أعين هناء وهي تسمع عبـ.ـارات جنات
- على العموم انا مش زعلانه... عارفه ليه لان خالد عمره ما حبني وعمره ما وهمني بحبه...
وربتت فوق بطنها
- عايشين مع بعض عشان ولادنا بس... زي ما ستات كتير عايشه
كلمـ.ـا.ت مقهوره كانت تخرجها زوجه ارتضت بمشاعر زوجها الفقيره نحوها ... ك نساء كثيرات... لم تعرف هناء بماذا تُجيب عليها فماذا ستُخبرها بعد أن علمت منها ان خالد يهتف بأسمها وزوجته بين احضانه اي مشاعر قهر عاشتها تلك المرأه.
خرجت من المنزل وحمدت ربها انها لم تلتقي ب نغم.. لتعود للمنزل شارده.
دلفت للشقه وألقت مفاتيحها وحقيبتها وحذائها كما اعتادت دوماً لتسعل من دخان السجائر وهي ترى مراد جالس فوق الاريكه يُدخن بشراهة
- مراد انت جيت امتى... مش قولتلي عندك اجتماع مع مارتن
دهس عقب سيجارته في المطفئه لتتعلق عيناه بها يتذكر لقاءه مع مارتن ولم يشعر الا وهو يُلقي أقرب شئ ألتقطته يداه
- مارتن طلع اخو جاكي يا هناء.. مارتن خسرني شركتي
ورنين الهاتف اخذ يتعالا برقم والده
...............................
صراخها كان يتعالا من شـ.ـدة الآلم... تُنادي بأسمه " سهيل" ولكن أين هو لا أحد معها...سقطت دmـ.ـو.عها من شـ.ـدة الآلم وقهرها
سهيل اختفى وترك البيت بعد مقــ,تــل جين وقد اتهم في البدايه بمقــ,تــلها ولكن برائته ظهرت بعد ساعات من اتهامه
- ماذا بكى سيدتي
- سهيل... هاتفي سهيل
أخرجت الخادmه هاتفها ودقت عليه لكن الهاتف مازال خارج نطاق التغطية
- الهاتف مغلق سيدتي
تصاعد صراخ سماح... لتسرع الخادmه نحوها
- أنتي تلدي سيدتي
............................
جلست ندي بحديقة المنزل الذي أصبح كئيباً تنظر حولها شارده تتنهد بآلم على حالهم... انتفض جــــســ ـدها وهي تسمع صراخ شهاب بأسم شريف
- شريف استنى عندك... انت هتفضل متسرع كده لحد امتى... انت عارف انت رايح تقف في وش مين... ده أحمد الأسيوطي
- وحق اختي... مدام القانون اللي ان بخدmه مش هيساعدني عشان مكانه البيه... انا هساعد نفسي بنفسي
لطمه شهاب فوق صدره بغـــضــــب
- قولتلك انا هبلغ حمزه... انت اللي عملت فيها راجـ.ـل
- انا راجـ.ـل طول عمري
ولكن اطرق رأسه للحظات وهو يتذكر كيف كان حمزه سنداً لهم وسط الجميع... كيف كان ينجدهم من اي شئ داعما له... ابً وشقيقاً وصديقً
- اعقل ياشريف... اخوه مُختفي اصلا ومدير أعمال الراجـ.ـل بلغنا نستنى تليفون منه
- وهفضل استنى اتصال الباشا
أقتربت ندي منهم باكيه وركضت بعدها لداخل المنزل صاعده لغرفتها مُلتقية ب مها ترمقها بنظرات لائمه
- لو كان حمزه هنا مكنش ده كله حصل
صعد شريف لسيارته مُنطلقاً... فتنهد شهاب بسأم واتبعه بسيارته
وقفت مها تُطالع السيارتان وهم يغادروا.. لتتنهد وهي تضع بيدها فوق رأسها من أثر الصداع الذي بات يُداهمها بقسوه في الايام الاخيره بعد أن اهملت ادويتها
سارت بالحديقة تُرفه عن نفسها ونظرات بعيده كانت تتبعها بأعين مظلمه ولم يكن الا سالم الذي فاق من غيبوبته وغادر المشفى منذ اسبوعان بعد أن فقد شريف الأمل في افاقته وناسه.. ناسيا ان بينهم قضيه يجب تُصفي حساباتها
..............................
ألتمعت عيناها وهي ترى وضع اساس المصنع.. حلمها تحقق وستُساعد كل امرأة عانت مثلها.. تعلقت عيناها بفرات الواقف يفرك جبينه من حراره الشمس ويتحدث مع المهندس المسئول على بناءه
تآوهت بخفوت من آلم ظهرها وهتفت بأحد العمال وهي تشعر ان اليوم هو ولادتها
- ناديلي فرات بيه لو سامحت
رمقها العامل بنظرة سريعه وأسرع نحو سيده... ألتف فرات نحوها مذعوراً واتجها إليها بخطوات سريعه قلقه
- مالك ياصفا... حاسه ب ايه
ألتقطت أنفاسها تمسك ظهرها بيدها
- حاسه اني هولد
أشار لسائقه بالاقتراب بالسياره يبلع ريقه متـ.ـو.تراً وهو يسمع تآوها
- طب اهدي كل حاجه هتبقى تمام
صعدوا للسياره فألتقط كفيها يُدلكهما يأمر سائقه بأن يُسرع
- خدي نفسك براحه هكلم الدكتوره حالا
وكاد ان يُخرج هاتفه من جيب سرواله الا انها منعته بعد أن شعرت بالراحه وزوال الآلم
- الآلم راح.. روحني البيت ارتاح
- لا لازم نروح المستشفى ياصفا انتي ميعاد ولادتك الاسبوع اللي جاي
- انا بقيت كويسه يافرات... عايزه اروح ارجوك
ارضخ لطلبها بعد جدال طويل... ليدلفوا لغرفتهما بعد وقت قصير وهو يسندها مُتجهاً بها نحو الفراش وكادت ان تجلس ليعود إليها الآلم اكثر
- ألحقني يافرات
كانت أعين الخدm تُلاحقهم وهم يروا سيدهم يحمل زوجته بين ذراعيه هابطاً الدرج بسرعه رغم شعوره بآلم ساقه يصـ.ـر.خ بعنتر وسائقه
توارت إحدى الخادmـ.ـا.ت عن الانظار تُخرج هاتفها من عباءتها تبحث عن رقم سيدتها بخــــوف تنظر حولها هنا وهناك
- ايوه ياست فاديه... مرات البيه بتولد
↚
يداه اتخذت طريقهما نحو خصلاته يجذبهم بيأس وآلم ونـ.ـد.م وقلب اهلكته الحياه بعدmا كان لا يهاب شئ... انغلق الباب بعدmا عادت الممرضه الي الغرفة الراقدة بها صفا تُصارع المـ.ـو.ت بعد ان خرج طفلها للحياه.. أخبرته الممرضه بالبشارة الأولى لتُحطمه الي أشلاء وبقايا انسته حلمه الذي انتظره طويلا ولسنوات يخفيه عن أعين الجميع حتي لا يشعر بالنقص
لطمه قويه ضـ.ـر.ب بها الجدار الذي خلفه بقوه... فأسرع نحوه عنتر رجله المُخلص
- اهدي يابيه متعملش في نفسك كده...
ثم اردف متحمساً
- مبروك ماجالك يابيه
لو كان فرات القديم الحاقد القاسي ماكان انفطر هكذا... زوجته بين الحياه والمـ.ـو.ت ورجله يبـ.ـارك له علي طفله
- اوعي تعمليها ياصفا وتسبيني... مش بعد ما اتغير ادفع التمن..
الوقت كان يمر ومع مررره كانت الحياه تُعلمه درساً من دروسها
لا السلطه والمال والنفوذ اليوم نفعته بشئ
هو يقف عاجز مكتف اليدين.. ينتظر اللحظه التي سيخرج فيها الطبيب لتعود له روحه
كانت فاديه تُسرع بخطواتها نحو شقيقها ترتمي بين ذراعيه المُرتخيه ثم ابتعدت عنه تسأله بلهفة مُصطنعه
- ولدت
رمقها فرات لثواني وابتعد عنها يسير بخطي بطيئه نحو اللاشئ دون هدف... تسمرت فاديه في وقفتها مُندهشة من حال شقيقها فأقترب منها عنتر يُخبرها خافضاً عيناه أرضاً
- ولدت لكن هي لسا في غرفة العمليات حالتها خطره النـ.ـز.يف مش راضي يقف.. ربنا يستر
تظاهرت فاديه بالاسي نحو ما تسمعه ولكن عيناها كانت اكثر افصاحاً بسعادتها عما تسمعه تُخاطب حالها بشمـ.ـا.ته
" لازم تبقى اخرتك كده واوحش كمان... بكره فرات يرميكي في الشارع بعد مبقاش ليكي عوزه بعد ما ابنك يغور في داهيه "
.................................
وضع جــــســ ـدها فوق الفراش ببطئ يتعمده مما أثر حنقها وابتعد عنها مُبتسماً.. اشاحت عيناها بعيداً عنه متمتمه
- لولا بابا مكنتش رجعت معاك... انا احترمت قراره ورجعت
ابتسم حمزه وهو يشكر داخله حماه الطيب الذي أقنع ابـ.ـنته بالعودة مع زوجها بعدmا شاهد بعينيه سعادته بأطفاله
- عمي طيب زي بـ.ـنته
مازحها بخفه وقد عادت ملامحه بالاشراق تعمدت الا تُطالعه فتنهد
- متخافيش يا ياقوت هديكي كل الوقت اللي تقدري تتعافي فيه من كل حاجه ونبدء نرسم حياتنا مع ولادنا من جديد
لم تهتف بشئ واقترب منها حتى أصبح قبالتها فرفع وجهها نحوه
- الفيلا ديه بأسمك وانا ضيف فيها ياياقوت...هسيبلك كل الحريه لكن اسمحيلي اكون قريب منك ومن ولادي
قالها بصدق وانصرف بعدها بهدوء نحو غرفه صغيريه.. وقعت عيناه على ياسمين التي وقفت تُطالعهم بحنان ثم انتبهت على خطوات حمزه فأرتبكت بخجل
- شكلهم حلو اوي...
ابتسم حمزه وهو يميل نحو مهد كلاهما ينظر إلى صغاره وهم يذمون شفتيهم مُتمتماً بهمس
- مكنتش فاكر ان عطاء ربنا هيكون كبير اوي... جيتوا للدنيا ورجعتوا ليا عمري اللي راح
...............................
اغمضت عيناها بقوه تحبس دmـ.ـو.ع التي أبت الصمود.. حديثهم كان لهيب من النيران يُذكروها بطفولتها كي لا تجني على أطفالها مثلما جُني يوماً عليها
رغبه نطقتها رغم رفض قلبها للأمر رغم أنها هتفت بها حتى تتحرر من قيود الضعف ولكن كل شئ أصبح قاتماً أمامها وهي تسمع لزوجة ابيها ووالدتها يُخبراها
" لو انفصلتي عن حمزه هتعملي زي اللي اتعمل فيكي... هتعيشي ولادك نفس ما عيشتي"
وتلك التي أقسمت يوماً عليها ان لا تجعل أولادها يعيشون نفس المراره
طرقات ياسمين الخافته على باب غرفتها افاقتها من شرودها لتصوب نظراتها نحو شقيقتها
- تعالي يا ياسمين
اقترب منها ياسمين تنظر لبهوت ملامحها
- مالك ياياقوت... فيكي ايه
- حاسه اني مخـ.ـنـ.ـوقه شويه
فردت ياسمين ذراعيها بمرح تنظر لارجاء الغرفه
- حد يبقى عنده ولدين حلوين وزوج مشتريلها بيت جميل اوي كده وعمال يراضيها وتقول مخـ.ـنـ.ـوقه... لا يا ياقوت ده انا هغير منك كده
ألقت ياسمين عبـ.ـارتها بفكاهة حتى تجعل شقيقتها تتناسي ما عاشته وتمضي خطوة مع زوجها.. صمت ياقوت جعلها تخفض عيناها ثم رفعتهما لتقترب من فراشها تُجاورها
- انا عارفه اننا انانين ياياقوت بنبني سعادتنا على حياتك... ماما فرحت لما حمزه اتكفل بمصاريف محمود وعلاجه وانا فرحت لما قالي هتعيشي معانا واداني فرصه شغل معاه ووالدتك كانت طايره من الفرحه وهي بتتباهي به قدام جوزها.. كلنا انانين ياياقوت وناسينك..
مع كل كلمه كانت تلقيها ياسمين كانت المشاهد تسير أمامها.. نظرات زوجة ابيها ونظرات والدتها لزوج ابـ.ـنتها البطل.. كانت تريد الرحيل لمنزل والدها حتى ترتب اوضاعها وتعود عزيزه النفس مرفعة الرأس ولكن هاهي تعود معه لمنزله الجديد دون تعقيم لجراحها التي لم يخلقها حمزه وعائلته فقط إنما ندوب قديمه.. ندوب الكـ.ـسره والصمت لتمضي الحياه
- ياقوت انتي بتبكي
تعلقت عيناها بشقيقتها وهي تمسح دmـ.ـو.عها واشاحت عيناها بعيداً عنها
- ببكي على حالي ياياسمين...
ضمتها ياسمين بذراعيها تمسد فوق ظهرها تُحلل حياه شقيقتها من سطور الكتب والروايات التي تقرأها
- ياقوت متزعليش مني بس انتي وحمزه غلطانين
ابتعدت ياقوت لتهتف ياسمين مُكملة حديثها
- هو كان حاطك اخر أولوياته رغم حبه ليكي...كان ظاهر لعيلته انهم هما الأهم في حياته وانتي اخر حد ممكن يبص ليه.. للأسف هو طبق الحب زي رجـ.ـاله كتير في مجتمعنا حبهم مبيظهرش الا لما بنضيع من بين ايديهم
تعلقت عين ياقوت بها لتزفر ياسمين أنفاسها ببطئ
- وانتي كنتي ضعيفه وسلبيه ياياقوت... اتعودتي تنجـ.ـر.حي في صمت
- أنتي كبرتي اوي ياياسمين
اطرقت ياسمين عيناها مُنكـ.ـسرة تسترجع مـ.ـو.ت خطيبها قبل زفافهم بأيام قليله
- الكـ.ـسره والو.جـ.ـع بيكبروا ياياقوت
تلك المره كانت ياقوت هي التي تأخذ شقيقتها بين ذراعيها
- عندك حق ياياسمين
................................
زفر أنفاسه بدفعات متتاليه وربت فوق كتف رجله المخلص عنتر بعدmا سمع حديث الطبيب عن تجاوز صفا لمرحلة الخطر
- الحمدلله.. الحمدلله
ابتسم عنتر لسيده وهو سعيد... رغم عدm تقبله لصفا الا ان تلك المرأه غيرت حياه سيده بالفعل ويكفي انها أضافت لحياتهم فردا جديدا أعاد لسيده شبابه
اقتربت فاديه من شقيقها ترسم فوق شفتيها التودد
- حمدلله على سلامتها يافرات
تعلقت أعين فرات بشقيقته وقد هدأت ثورته منها وزال بعض من غـــضــــبه
- الله يسلمك يافاديه
وتعلقت انظارها بعنتر حتي تظهر سعادتها
- الولد طالع شبهك يافرات مش كده ياعنتر
حرك عنتر رأسه مُبتسماً... واتسعت ابتسامة فرات على ذلك الحديث الذي أرادت ان تتجاذبه معهم فاديه لتشعر شقيقها بحسن نواياه.. تدعو داخلها ان يكون الامر قد مر بهدوء كما أخبرها عزيز... اليوم كان هو يومها تتخلص من الطفل... صفا راقده على سرير المشفى وستخرج اخيرا من عائلتهم دون أن تكون المرأه الشريره تلك المره
تمتمت داخلها براحه
- مش محتاجه اكشفلك يافرات انها خـ.ـا.ينه... هي معدش ليها فايده خلاص والولد اللي ربطنا بيها مع السلامه يتربى زي ما يتربى بقى
- انا رايح اشوفه
ولكن خروج الممرضه من غرفه زوجته... جعلته ينسى صغيره للحظات مُقترباً منها يسألها عن حال زوجته حتى يطمئن اكثر
تـ.ـو.ترت فاديه في وقفتها وهي تنظر لظهر شقيقها... ليعلو رنين هاتفها برساله.. ابتعدت عن أعين عنتر الذي لم يُدقق بتحرك سيدته.. لتلمع عين فاديه بنصر وهي ترى رساله عزيز
" كل حاجه تمت والولد معايا "
.................................
- ابني فين... انتوا متعرفوش انا ممكن اعمل فيكم ايه
وصرخ بعلو صوته وهو يسير دون هواده.. يمسك في تلابيب كل طبيب يُقابله
- ابني فين ردوا... ردوا بدل ما اعرفكم انا مين
عنتر وفاديه وقفوا ينظرون لحاله فرات الجنونيه.. فنفض عنتر رأسه سريعا من حالة الذهول التي سيطرت عليه...
نصف ساعه مرت ثم انقلبت المشفى رأساً على عقب برجـ.ـال الشرطه ورجـ.ـاله
.....................................
طالعها فارس طويلا وهو يستحضر برائتها عنـ.ـد.ما طلت أمامه لأول مره في ذلك الملهي الذي لا يشبه أمثالها .. يعلم انها دخلت لهذا العالم هربً او ملجأ ولكن قدmيها قد غرزت بالوحل وهاهي النتيجه راقده على فراش المشفى في ظلام تام
اقترب بخطواته بعدmا فرت دmعه من عينيه وجلس فوق المقعد المُقارب لفراشها يلتقط احدي كفيها
- مريم
نداها لمرات ثم اطرق رأسه بأسي
- انا مسافر يامريم... جيت عشان اودعك يمكن مكنش بينا كلام كتير بس انا....
لم يستطع نطق الكلمه فماذا سيقول القلب الان... ايعترف انه احبها عنـ.ـد.ما ألتقطتها عيناه ولكنه احتقارها لدخول عالمهم المُلوث
- ياريتني صرخت فيكي وقولتك العالم ده مش بتاعك... ياريتني اتخليت عن احتقاري وبعدتك عن طريقنا.. انا اسف
ارتكزت عيناه نحو جــــســ ـدها الراقد بسكون ليبتلع غصته
- مش هرجع مصر غير ليكي يامريم.. هرجع فارس انسان جديد ونبدء حكايتنا سوا بعد ما اتعلمنا ان الحياه مجرد لحظه
دلوف احداهن للغرفه ولم تكن الا الممرضه المرافقة لحالتها تُحذره بعينيها بأن ينصرف...
هب واقفاً بعدmا ودعها بنظراته ومضى في طريقه
مر بجانب حمزه وكل منهم مضى بخطواته...
أتى حمزه اليوم ليُخبرها عن اشقائها وأنها صارت شقيقه كبري
............................................
دلف لغرفتها بخطوات هادئه ينظر إلى جــــســ ـدها فوق الفراش.. لم يستطع تنفيذ وعده لها بأن يترك لها الحريه لتلملم شتاتها...
عاش طويلا بين صراع القلب والعقل بعد تجربته الأولى مع صفا لينتصر العقل لسنوات طويله ولكن حينا رحلت هي واختفت عنه أدرك انه لا شئ من دونها.. هي جاءت وأعطت له الحياه معني
تنهيده طويله خرجت من بين شفتيه
" اه ياياقوت مكنتش فاكر اني رجعت ضعيف للحب تاني غير بعد ما جربت بعدك عني.... انا عارف اني ظلمتك معايا كتير ومدتكيش الحب اللي تستحقيه ولا عوضتك.. خليتك ترضى بلي بدهولك خليتك ناقصه في عيونهم وعيون نفسك.... مرممتش فيكي قسوه السنين ضيفت ليكي و.جـ.ـع فوق و.جـ.ـعك ياحببتي.."
لملمتها فوق الفراش ثم ألتفاف جــــســ ـدها لجهته وقد أصبح وجهها مقابل له جعله يتقدm منها
جلس جانبها فوق الفراش يمسح خصلاتها بحنو يتأمل ملامحها بشوق
دقائق مرت وهو جالس هكذا يشبع عيناه منها لتفتح عينها بتشوش لتننفض بعدها من فوق الفراش
- مالك ياياقوت اهدي
منذ طرد شريف لها وذلك المشهد دوماً يتردد بأحلامها.... ألتقطت أنفاسها وهي تمتم
- عايزه اشرب مايه
ألتقط كأس الماء الموضوع جانبها فوق الكومود مندهشاً من فزعها... فأرتشفته دفعة واحده.. قرب كفه من وجهها ليمسد عليه لينصدm من نفورها.. قبض على يده بقوه وقبل ان ينطق بشئ... كان الجهاز المخصص لصغيريه يعلو ببكائهم
نهضت مسرعه تلتقط مئزرها تُغلقه فوق منامتها راكضه لصغارها دون حديث
تنهد من تجاهلها القـ.ـا.تل ونهض يتبعها
- حبيبي اهدي.. شايف عبدالله هادي ازاي
وقف يُطالعها صامتً وهي تُهدء من روع صغيرهم.. ليعلو بكاء الصغير الآخر وكأنه غار من شقيقه.. فأبتسم رغما عنه وهو يرى انفتاح الآخر في نوبه بكاء
تقدm منها يحمل الصغير الآخر بين ذراعيه مبتسماً إليها
- شكله غار من اخوه مش صح كده ياعبدالله باشا
لم تعلق على حديثه إنما واقفت تضم صغيرها إليها الي ان كفى عن البكاء وعاد لنومه ومثلما فعل ذلك الصغير فعل الآخر بين ذراعي والده
وضعوهم في فراشهم وخرجوا من غرفتهما ليجذب ذراعها حانقاً من تجاهلها وصمتها
- مش كفايه تجاهل بقى... لو حتى عايزه مساحه لحريتك ولسا غـــضــــبانه مني لكن مش لدرجادي
تعلقت عيناها نحو يده القابضه فوق ذراعها
- حمزه سيب ايدي لو سامحت
- ياقوت احنا لازم نتكلم... حياتنا من الأساس بدأت غلط
- قول لنفسك انت اللي بدأت كل حاجه غلط
هتفت عبـ.ـارتها تحرقها حقيقه زواجه منها رغم أنها تجاهلتها قديماً الا ان تجاهلها لم يكن الا صمت يتبعه صمت حتى أتت القشه التي أودت كل شئ داخلها وماذا ستنتظر اكثر من ان تلقى ذليله من بيت زوجها الذي عـ.ـا.قبها بصمته منذ رقود ابنة زوجته الراحله بالمشفى
المشاهد كانت تتكرر فهتفت وهي تشيح عيناها عنه
- التجاهل ده ياما أنت عايشتني في ياحمزه... جربت مراره بقى... جربت تبقى على الهامش... جربت تشوف نفسك ولا حاجه... جربت تبقى ضعيف مكـ.ـسور كل حلمك بيت يضمك بدفاه... جربت تحلم بحياه هاديه فيها حنان
صوت انفاسهم هي من كانت تتعالا لتتعلق عيناها بعينيه
- انا جربت معاكم كل حاجه اتمنيت اهرب منها...
واردفت وهي تطرق عيناها نحو اللاشئ
- قالولي الزوج سند وحما... قالولي هتقفي ورا ضهره وانتي مش خايفه... قالولي هتبقى ملكه في بيته... قالولي احلام كتير معاك لكن مقالوليش هتبقى الحيطه المايله اللي بيفرغوا فيها غـــضــــبهم وهمومهم.. حملتوني حادثه مريم وقبلها حملتوني كره مريم ليا...حتي انت حملتني احتياجك انك ترجع اللي فات من عمرك وترمم ندوبك اللي خلقها الماضي وحبك لانسانه خانتك
اغمض عيناه بقوه وهو يسمعها... حديثها كان يخترق فؤاده هو بالفعل حملها ندوب ماضيه أراد أن يعيد لقلبه مافقد ونسي انها عاشت حياتها ناقصه منقوصه من كل شئ...
- ياقوت كفايه اسكتي
تنهدت وهي تنظر إلى ملامحه الباهته المُشبعة بالآلم
- مش كنت عايزني اتكلم
واردفت وهي تتذكر بعض احاديثه ساخره
- انا عايز اتجنن معاكي... انا تعبت من حياه العاقلين
وصرخت وهي تضع بيدها على قلبها تتذكر حديث ناديه معها في احد المرات عن علاقه حمزه ب صفا لتُعلمها كيف سطرت الأخرى حبها بقلبه حتى بعد فعلتها معه وزواجه ب سوسن... لم تدرك ناديه انها كانت تشوه داخلها اشياء كثيره ولكن ماكان عليها الا الصمت... الصمت لينجح زواجها حتى لا تُكرر خطأ والديها وحتى لا ترى الشمـ.ـا.ته في أعين زوجة ابيها
- كنت عايزني اكون زيها... كنت عايز تعيش لحظاتكم معايا... بس انا ياقوت الضعيفه اللي عايزه تعيش مش صفا المرحه الجميله
- يااااااقوت
صرخ وهو لا يشعر بنفسه فهو رغم حبه لصفا الا انه احبها حبً اختلف عن صفا وسوسن.. حبها كان من نوع آخر نوع لا يعرف تفسير له إلا أن كل ما يفهمه انها يُريد ان يشيب ويمـ.ـو.ت بين ذراعيها
- مش انت اللي عايزني اتكلم... واه اتكلمت... اتكلم تاني ياحمزه
عيناه شملتها بنـ.ـد.م ومرارة ليسحب قدmيه بصعوبه مُبتعداً لا يرى دmـ.ـو.عها التي تدافقت من مقلتيها دون توقف
................................
دلف بلفافة يخفيها تحت سترته خائفاً يلتف حوله ثم ألتقط أنفاسه اخيرا براحه
- ايه اللي مخبيه ده ياسيد
هتفت بها ورده وهي تتفحص زوجها بعينيها وعنـ.ـد.ما رأت ما لم تتوقعه من زوجها لطـ.ـمـ.ـت صدرها
- يانهار اسود... هي حصلت تسرق أطفال
قبض على رسغها بقوه وكتم فمها بكفه
- اكتمي ياوليه هتفضحينا
دفعته وردة عنها تندب حظها
- ياميله حظك ياورده في جوزك... هتدخلي اللومان تاني بسببه... انا قولت ديل الكـ.ـلـ.ـب عمره مايتعدل
رمقها بنظرات قاتمه ليصـ.ـر.خ الصغير بقوه
- شوفتي صوتك عمل ايه...خدي سكتي
دفعت الطفل من أمامها
- لا مش واخده حاجه غير لما اعرف ابن مين ده...
ولوت شفتيها مُتهكمه
- الكار ده مش بتاعنا ياسيد
اقترب من الفراش المُتهالك ووضع الصغير الذي لم يكف عن الصراخ عليه ليجذبها نحوه يُداعبها قليلا بقبلاته ولكن صراخ الصغير جعلها تبتعد عنه حانقه
- انت بتضحك عليا ياراجـ.ـل انت... عايز ترضى مزاجك من غير ما تفهمني المصيبه اللي جايبها ليا اخر الليل
ليمسح سيد فوق شفتيه
- ده وش السعد علينا...
واخرج من جيبه رزمة من المال ثم تمتم بسعاده ووضعهم أمام نصب عينيها
- ولسا اللي جاي يابت ياورده
.................................
انتظرت هناء ان يرفع عيناه صوبها بعدmا كان غارق في كم الملفات والاوراق التي أمامه بعد أن غادر محامي الشركه.. زفر أنفاسه بعدmا دفس عقب السيجاره في المطفأه ثم دفع الأوراق بقوه من فوق مكتبه فلا ثغرة يجدها تجعله يخرج من تلك البنود دون خساره... ذكاءه في عالم الأعمال اكتشف للحظه ان الانسان حينا يطمح بشـ.ـده ينقلب كل شئ ليخرج خاسراً
تمتمت بأسمه مُشفقه
- مراد
تقابلت عيناهم ليشيح عيناه عنها سريعا فالنيران عادت تشتعل بقلبه وهو يتذكر عرض مارتن البذئ
"زوجتك هي المُقابل... ورقه طـ.ـلا.قها أمام عودة شركتك"
عادت تهتف بأسمه وهي تقترب من مكان وقوفه
- هتلاقي حل صدقني.. بس فكر بهدوء
ومسدت فوق ذراعه بحنو
- انا معاك في كل وقت حتى لو هنبدء من الصفر
- أنتي مش فاهمه حاجه ياهناء... الشركه ديه عمك وضع فيها كل رأس ماله وحمزه كمان شريك فيها وانا بغبائي خسرت كل حاجه
صرخ بقوه وهو يزيح يدها عنه.. فأطرقت عيناها حـ.ـز.نً
- طب اتكلم مع مارتن واتفاهم معاه... اروح انا...
وقبل ان تُكمل باقي عبـ.ـارتها موضحه له ان ذهابها لن يكون الا لتوضح له ان زواجه من جاكي كان خاليا من اي مصالح او نزوة.. زواج ستُخبره انه كان حبً رغم صعوبه نطق تلك الكلمه أمام قلبها
- تروحي فين... انتي اتجننتي
جنونه زاد وهو يتخيل مارتن ينظر لزوجته نظرة رجل لامرأه راغب بها..قبض بيديه فوق كتفيها مخاطباً لها بقسوه
- اياكي ياهناء تفكري تقابلي الراجـ.ـل ده سامعه
غـــضــــبه كان كالاعصار فمجرد اقتراح انقلبت عيناه بالظلمه.. اماءت برأسها سريعاً
- حاضر يامراد.. حاضر
ولم يشعر الا وهو يضمها اليه بقوه هاتفاً لنفسه
- مش هسمحله يلمس شعره منك
وابتعد عنها ينظر لملامحها بعشق.. عشق لم يكن يتخيل ان تستوطنه امرأه
..........................
وقفت تتأمل الجليد وهو يهبط بسكون.. لا تعرف كم مره من الوقت وهي تقف هكذا بجــــســ ـد مُنهك تمتمت الخادmه وهي تضع لها الطعام جانباً
- الطعام سيدتي حتى تتناولي دوائك
ألتفت نحوها سماح بصمت لتقترب من الفراش تجلس عليه ثم رفعت كفها لتمسده فوق بطنها الخاويه لتسقط دmـ.ـو.عها وهي تتذكر فرحتها التي ضاعت وهي تعلم بأن صغيرها فارق الحياه فور ان وضعته
طالعتها الخادmه بأشفاق وانصرفت لتطرق رأسها أرضاً عنـ.ـد.ما وجدت سهيل يقف أمامها
- مازالت تبكي سيدي
ابتلع سهيل لعابه صامتاً ثم اشار لها بأن ترحل
عيناه تعلقت بها وهي تحتسي الشربه الساخنه بشحوب... الدخول لحياته لعنات متدافقه لمن يقترب منه
جين وقد قــ,تــلها رغبتها في الحصول عليه وأخيه وقد مـ.ـا.ت ب لعبة قذره وسماح وقد ادخلها حياته ليُطفئ شعلتها... آلم انغرز بقلبه وهو يرى المرأه التي كـ.ـسرت حدود قلبه و.جـ.ـعلته يعرف مرارة الحب ويخشي الفقد.. رفعت عيناها نحوه لتتقابل عيناهم بصمت اصبح مساءهم ونهارهم
- كيف حالك سماح
تمتمت وهي ترتشف من كأس الماء حتى تزيل مراره حلقها
- بأحسن حال
كان يعلم أن اجابتها ساخره ولكن تجاوزها ليجثو فوق ركبتيه أمامها ويتناول كفيها هاتفاً بأسف
- اسف على كل شئ سماح.. انا من أتيت بكى لهنا
واردف وهو يتذكر النبته التي جعلت حياتهم تستمر
- مـ.ـو.ت صغيري كـ.ـسرني كما كـ.ـسرك....
لم يكد يتم عبـ.ـارته ليسمع ماجمد اطرافه
- انتهت الحياه بيننا سهيل... طلقني !
.........................
تعلقت أعين ياقوت ب ندي التي تجمدت ملامحها فور قدوم ناديه تسأل عن الصغيرين ومحمله لهم بالهدايا
- فين ولاد الغالي.. حبايب عمتهم
ارتفع حاجبي ياسمين مُتعجبه من أفعال تلك المرأة...فهتفت ياقوت
- في اوضتهم لسا نايمين
- البيت طبعا بيتي ياياقوت... هطلع اشوفهم
اماءت ياقوت برأسها لتنظر ندي نحو خطي ناديه تتذكر حلم شقيقتها بأن لو كانت بأستطاعتها الإنجاب وانجاب طفلا من حمزه وهتفت شارده
- ناديه من حبها الشـ.ـديد لاخواتها بتحب تكون مسيطره على اللي حواليهم
وتعلقت عيناها ب ياقوت
- احمدي ربنا انك خلفتي ياياقوت... الدور جيه عليا
لم تفهم ياقوت مقصدها... لتحمل ندي حقيبتها مُعلله بالمغادره ولكن الحقيقه كانت الهروب من حصار ناديه بأسئلتها المُتلاحقه عن تأخر حملها
..........................
دلف وسط الصخب والضجه التي تُحاوط المكان مُتأففاً بضيق... رحب به صاحب الملهي غير مُصدقاً ان شهاب الزهدي اليوم في ملهاه بعد انقطاعه لفتره
- منور ياشهاب بيه
اماء شهاب برأسه يبحث بعينيه عن معتصم الذي هاتفه وكانت حالته لا توحي الا بسكره الشـ.ـديد وضياعه... لا يُنكر ان معتصم تغير كثيراً منذ عمله معه وخطبته ل سمر سكرتيرته وصديقه زوجته... حب وقع بين الطرفين ولا يعرف كيف فالاثنان شتان بيهم
تقدm من معتصم بخطوات حانقه يجذبه بضيق
- قوم بينا... كفاياك شرب
نفض معتصم ذراعه منه مُتأففاً
- سيبني اشرب
وضحك ساخراً
- كنت عايز انضف عشانها... طلعوا كلهم ميستهلوش
قطب شهاب كلتا حاجبيه بحيرة وهو لا يفهم شئ مُتسائلا
- يابني انت مش فرحك بعد اسبوع وحالك بدء ينصلح...
تعلقت عين معتصم ب شهاب وصدي عبـ.ـارات سمر وهي تحكي لإحدى صديقاتها عن حبها لشهاب وسعيها ورائه وان لولا السحر الذي اصابه هو وليس شهاب لكانت الان زوجه مديرها تنعم بكل ما تحسد ندي عليه... لم تكن صديقه سمر الا ساعيه لتنال خطيبها منها فكشفت له الحقيقه
سمر التي تعجب الجميع من جنونه بها وهو الذي لم يكن الا زير نساء
- كانت عايزاك انت... بس انا اللي لبست
الحيره اصابت شهاب ليتنهد وهو يلتقط كأس الخمر الذي يقبض عليه
- بطل شرب وقوم فوق لنفسك...
- بقولك كانت عايزاك انت...
صرخ معتصم وهو يدفعه عنه
- بتحلم بيك انت... نفسها فيك عارف يعني ايه
استعب شهاب مقصد صديقه لتتجمد عيناه
- مراتك بتحكي ليها عنك والهانم بترسم نفسها معاك
واردف وهو لا يشعر بحاله
- انت أيه يااخي مافيش ست مبتحلمش بيك ما انت شهاب الزهدي
.............................
اندفع لغرفتهما وهو في حاله جنون مما سمعه من صديقه... هل حياته كانت مرئية امام أعين الجميع...سمر احبته من وصف ندي عنه... انتفضت من جلستها وهي تنظر اليه بقلق وقد تركت الأوراق التي كانت تفحصها بعينيها أوراق لم تكن الا خاصه بذلك الملجأ الذي تم الموافقه ب انشاءه وقد دعمها حمزه في كافه كل شئ رغم ما يعيشه بحياته
- مالك يا شهاب فيك ايه
نهضت سريعا حتى ترى ما به فزوجها لا يفرك خصلات شعره هكذا الا لو كان غاضباً من شئ
- فين تليفونك
- تليفوني
صرخ بوجهها ف فزعت
- شهاب انت بتصرخ ليه
- فين تليفونك ياندي
عنـ.ـد.ما رأت اصراره أسرعت بألتقاط حقيبة يدها واخرجت هاتفها تُعطيه له... فألتقط الهاتف يبحث عن الرسائل التي بينها وبين سمر... ليتجهم وجهه وهو يرى حماقة زوجته في بعض المحادثات بينهم صحيح لا تطرق لتفاصيل في وصف علاقتهما الجــــســ ـديه التي اقسم لو فعلتها لكان سيتغير كل شئ بينهم
ضغط على زر بعض الرسايل الصوتيه.. لتخفض عيناها أرضاً
وهي تُخبر سمر عن الغلاله الحريريه التي اشترتها معها وسترتديها له اليوم وبعدها كان سؤال سمر ماذا حدث تلك الليله لتخبرها ندي انها كانت ليله لا تُنسى ألحت سمر في معرفة التفاصيل ولكن انتهى الحوار عند تلك النقطه ... تذكر تلك الليله ورفع عيناه نحوها
ليُلقي الهاتف فوق الفراش بقوه
- ولما اروح الشركه تاني يوم... سكرتيرة مكتبي كانت اكيد بتتخيل مديرها ازاي في السرير مع مـ.ـر.اته
رفعت عيناها نحوه بخجل ونـ.ـد.م
- شهاب انا...
- أنتي تخرسي خالص... انا مش عارف امتي هتتغيري... ماهي ديه نفس النقطه اللي كان حاطه بينا حواجز.. كل حاجه كان بيعرفها حمزه وسوسن
وألتف بجــــســ ـده راحلاً ولكن وقف وعاد يُطالعها وقد تعالت شهقاتها باكيه
- اظاهر اننا كنا بنعاند قدارنا ياندي
وانصرف بعدها ولم يكن الا معنى واحد هو الواضح
.............................
رغم عدm تقبله لوجود هاشم اليوم ضيفاً في بيته الا انه لن ينسى انه وقف بجانب زوجته ورعاها
قدm مروان وهند هديتهم للصغار.. وكانت هند سعيده للغايه وهي تحملهم وتُخبر زوجها عن جمالهم
- حلوين اوي يامروان
ابتسم مروان وداعب أحدهم بكفه
- طالعين شبهك ياحمزه... شكل مدام ياقوت بتحبك اوي
اطرقت ياقوت عيناها خجلاً... اليوم كان مرهق بشـ.ـده إليها بسبب مجئ البعض للمبـ.ـاركه... معارف لاول مره تعرفهم ولكن ناديه اليوم عرفتها بالكثير فما كان منها الا ان ضحكت داخلها ساخره
" ف لقد أصبحت الان إحدى سيدات عائله الزهدي والزوجه الرسميه بعد أن ظل الكثير يعتبر سوسن وحدها امرأته حتى بعد وفاتها"
- فعلا يامروان
هتف بها هاشم فأمتقع وجه حمزه مما جعل هاشم يضحك داخله... فحمزه أصبح مرئ المشاعر بعد أن كان جـ.ـا.مدا صلبً
غيرته ظهرت.. حبه لزوجته وتعلقه بأطفاله
- انتوا كده هتزعلوا ياقوت.. يعني هي تتعب وتحمل تسع شهور وفي الاخر يبقوا شبه حمزه لا كده ظلم للست مننا
ضحك الجميع حتى ياسمين التي كانت طيله الجلسه صامته.. تعلقت عين هاشم بها وألتمعت عيناه... فاليوم أتى لرؤيتها خصيصاً.. وقد اتضحت مشاعره ... احبها دون أن يعرف متى وكيف ولكن للقدر حكاية
مضت الجلسه والتي طرق فيها الحديث لتعب ياقوت في شهرها الاخير والذي كان يرعاها فيه هاشم مما جعل حمزه فور رحيلهم... يرحل بسيارته بسرعه قصوي غاضباً من نفسه ومن كل ماعاشه فيما مضى
عاد ليلاً واول مافعله دلوفه لغرفه صغاره يُطالعهم بحنو ثم بعدها اتجه لغرفتها... دلف ببطئ ليجدها نائمه ب منامه خفيفة تتقلب بجــــســ ـدها فوق الفراش لتتعلق عيناه بها.
اقترب منها يجلس جانبها مُشتاقاً ولكنه سيظل على وعده سيعطيها الحريه كامله سيجعل اوجاعها وخذلانها منه يطيب اولا
داعب وجهها بخفه وانتقلت بعدها يداه لخصلاتها مُتنهداً
- استحق اللي انا في ياياقوت...
واردف ساخراً على حاله
- جيه الوقت اللي ادوق فيه ازاي ابقى على الهامش
...........................
ضاقت أنفاسها من كآبه المنزل.. رغم كبره وجماله الا ان الحياه أصبحت قـ.ـا.تله فيه... ياقوت ورحلت منه.. مريم ومازالت بالمشفى وفتور علاقتها هي وشريف واحلامها التي تُراودها بتلك المرأه التي تصرخ
" هنمـ.ـو.ت سوا يامها "
وأخيراً الخلاف الذي شب بين ندي وشهاب
وجدت الحارس يصـ.ـر.خ في احد الرجـ.ـال بأن يبتعد عن البوابه والآخر يهتف بضيق
- بنضف الشارع يابيه...الله هو الواحد يعني حابب الشغلانه ديه
- بقالك ساعه بتنضف هنا لا وكل يوم... انا بدأت أشك فيك ياراجـ.ـل انت
تعالت اصوات الحارس مع ضعف الرجل الآخر لتسرع مها نحوهم... لم يكن ضعف ذلك الرجل الا اصطناع منه فلم يكن الا سالم الذي يقف يُراقب الفيلا حتى تسنح له الفرصه وينتقم من شريف
- ديما بتيجوا على الغلبان... ده انا اد ابوك يابني
- انت بتعمل في كده ليه... حـ.ـر.ام عليك
انصدm سالم من وجود مها وكاد ان يخفى وجهه الا انه تذكر الذقن وتلك الملابس التي تجعله بهيئه رجل عجوز وصوته الذي يُغير نبرته
- ياهانم الراجـ.ـل ده يوميا قريب من الفيلا
- وده يسمحلك تعامله كده...
اطرق الحارس رأسه بعد توبيخ مها له... لتلمع عين سالم ويد مها تمتد لتُساعده... نظر الي يدها الناعمه التي تربت على كفه
مما جعل الرغبه تشتعل مُجددا بجــــســ ـده
- انت كويس
تعلقت اعين سالم بها وهو يسمع صوتها وادرك حاله سريعاً وهو يتأمل جمال عينيها بعدmا أصبحت مُبصره
- شكرا يابـ.ـنتي..
ورفع كفه نحوها يربت على خدها يستشعر نعومته
..............................
بكل ما يملكه من مال وسلطه وقف عاجزاً منهاراً... يضـ.ـر.ب فوق الجدار بقبضه يده... صوت صراخها عنـ.ـد.ما علمت الحقيقه بعد أن بدأت تستعب سبب منع طفلها عنها ومنعها عنه.. فلم يأخذها عقلها الا لطريق واحد ان طفلها قد مـ.ـا.ت ولكن الحقيقه كانت اكثر آلماً.. طفلها خـ.ـطـ.ـف قبل أن تقر عيناها به أو تشم رائحته
سقطت دmـ.ـو.ع فرات فأتسعت اعين عنتر ذهولاً... سيده ذو القلب الصلب القاسي يبكي
هاتفه صدح بالرنين ليخرجه من جيب سرواله مُتلهفاً
- عرفتوا حاجه
ولكن صمت الآخر جعله يفقد اخر ذرة له ليقذف هاتفه نحو الجدار فيرتطم به تحت نظرات عنتر الذي علم اليوم ان سيده قد تغير كثيراً ولم يعد فرات النويري كما كان
..........................
خبر حملها كان اسعد لحظه بحياتها... جنين من رجل احبته في كل وقت... ورغم معرفتها بذلك الخبر في احلك ما يمروا به.. الا انها شعرت انه سيسعد مراد
ذهبت هناء للشركه التي أوشكت على السقوط بعد ما مر بهم ولا شئ يصلح مع مارتن في استرجاعها
مكتب سكرتيرته كان فارغاً بل واغلب موظفون الشركه استقالوا في تلك الازمه... تنهدت بأسي فكيف يصل الانتقام لتلك الحقاره والخديعه
طيف نغم لمحته من فتحتي الباب الذي لم يُغلق بأكمله لتقترب ببطئ وتتواري في الزاويه حتى تستمع لحديثهم
- جايه ليه يانغم
- جايه عشانك يامراد
رمقها بأستخفاف فهتفت بضيق
- مراد قولتلك الحل موجود... انت اللي مصمم تبقى خسران
- اطلع خسران احسن ما اطلع حقير وخـ.ـا.ين
هتف عبـ.ـارته قاصداً.. لتتـ.ـو.تر فأقتربت منه بخطواتها
- مراد انا مستعده اقف معاك ضد مارتن...
ضحك ساخراً وهو يعرف تكمله حديثها ولم تُخيب ظنه
- بس بشرط تطلق هناء ونتجوز
لتسقط العبـ.ـاره فوق مسمع الواقفه لتُتابع نغم وهي تمسد فوق ذراعيه
- هناء هيبقى ليها مستقبل مع مارتن يامراد... واحنا مستقبلنا سوا
↚
احنى رأسه بين كفيه بعدmا زفر أنفاسه بثقل مما يُحاوطه.. أغلق شهاب الملف بعدmا رمق شقيقه بحـ.ـز.ن
- مالك ياحمزه.. ما الشركه خلاص هترجع تاني وعرفنا هنوقف مارتن عند حده ازاي ونخلص مراد من الوضع ده
أنفاسه المُثقله بالهموم عاد يزفرها ثانيه ودون ان يرفع عيناه نحو شقيقه
- تعبان ياشهاب
فزع شهاب واتجه صوبه يفحصه
- فيك ايه ياحمزه
واردف مؤنباً
- حـ.ـر.ام عليك نفسك بقي... طب الأول كنت بتقول هفكر في مين.. دلوقتي ولادك اللي محتاجينك
لم يسمع شهاب رداً منه ليفرك جانب عنقه حانقاً
- مش قادر اقولك خد ياقوت والولاد وروحوا استمتعوا في اي مكان وهدى أعصابك ومريم في المستشفى
- وتفتكر انا ممكن اعمل كده ياشهاب.. مريم بـ.ـنتي اللي مخلفتهاش
اطرق شهاب عيناه أرضاً بعد ما تفوه به
- عملتوا ايه مع احمد الأسيوطي... لقيتوا اخوه او البـ.ـنت
تسأل حمزه ونظرة منه نحو شقيقه علم ان لا شئ قد حدث
- مبقاش حمزه الزهدي الا لو مدفعتهوش تمن عملته بعد ما لاقيه هو والحقيره اللي كانت السبب
اشتعلت نيران غـــضــــبه كلما تذكر انه لم يأخذ حقها الي الان وارتسم الأسى فوق محياه وهو يرى صورة سوسن كل ليله اتيه اليه حزينه على ابـ.ـنتها التي تركتها امانه في عنقه
- انا السبب ياشهاب
عاد حمزه الي إلقاء اللوم على حاله بعد أن ظن شهاب ان شقيقه تجاوز تلك النقطه فالأمر كله ماهو الا قضاء الله وقدره وانه درساً صعباً كان لهم
- حمزه بطل تلوم نفسك على حادثه مريم.. لو هنلوم هنلوم نفسنا كلنا انا وندى وشريف الذنب مش لوحدك ...
- ياقوت ديما كانت بتنبهني ياشهاب... بس اقول ايه مكنتش شايف غير أن مريم عمرها ماهتغلط.. واه ضيعتها بغبائي
حـ.ـز.ن جليّ ارتسم فوق ملامحه ليقترب شهاب منه رابتً فوق كتفه
- مريم هتقوم منها أن شاء الله واه اتعلمنا من اخطائنا
تنهد حمزه بأمل وابتعد عن شقيقه يصوب عيناه نحو الحديقه الخارجيه للمنزل
رنين هاتف شهاب ثم رؤيته لرقم فؤاد زوج شقيقته جعله يهتف
- ده فؤاد
ألتف حمزه نحوه يخبره قبل أن يُجيب
- قوله ميسافرش لمراد.. انت عارف فؤاد مبيحسش بنفسه في كلامه ومراد مش ناقص والموضوع خلاص هنحله
أماء شهاب برأسه واتجه نحو الباب حتى يُغادر ويُحادث زوج شقيقته..
مع خروج شهاب كانت ياقوت مُتجها نحو غرفه المكتب وبيدها هاتفها... حياها شهاب فردت له تحيته مع ابتسامه هادئه
- حمزه ارجوك اتصرف
اندفعت اليه واردفت دون أن تعطي له مساحه لسؤالها
- متخليش مصير ياسمين زي.. مش الجواز هو اللي بيخلصنا من ضغط الاهل
كانت عبـ.ـارتها كفيلة بأن تُرسل له رسالتها
- هعديلك كلامك ياياقوت عشان متأكد انك متقصديش بكلامك
شعرت بالحرج فأبتسم واحتواها بين ذراعيه
- براحه كده وفهميني.. مالها ياسمين
- مرات بابا وبابا عايزين يجوزوها.. في عريس متقدm لياسمين من البلد عندنا وهما شايفينه عريس لقطه واحسن من قاعدها هنا وانها تكمل تعليم وتشتغل
واردفت راجية مُتأثرة ببكاء شقيقتها ورجائها
- اعمل حاجه ياحمزه.. كلم بابا هيسمعلك ويسيب ياسمين تكمل الطريق اللي اختارته لحد ما تلاقي الإنسان اللي عايزه تكمل عمرها معاه
كل كلمه من عبـ.ـارتها كانت تطـــعـــنه... زوجته تُخبره من مغزى عبـ.ـاراتها ان الظروف هي من تجعلنا نتقبل ما امامنا مُرغمين
ابتعد عنها يُدير عيناه بعيداً حتى يتلاشى شعوره...
فركت يداها وهي تُطالع ظهره وتنهدت وقد ظنت انه لن يقف معها ولن يسمعها كعادته ولكن ألتفافه نحوها مُجدداً ونظرته الحانيه
- قولي لياسمين تطمن وهكلم عمي ياياقوت
ابتسمت بأمتنان وسارت لتُغادر الا انه أراد أن يتجاذب معها بعض الحديث فالجفا منها لم يعد يتحمله فيكفيه مايُحيطه من مشاكل وما عليه إلا واجب حلها دون انانيه
- مش هتستني لما اكلمه قدامك
طالعته مُتعجبه من سؤاله
- انا متأكده انك هتكلمه مدام وعدتني
لم ينتظر حديث اخر منها ليضغط على ازرار هاتفه الي ان أستجاب الطرف الآخر.. كان حمزه خير مُقنع لوالدها الي ان اخذ وعد منه
سعادتها وهي تراه اخيراً أصبح سنداً أمام أهلها وكيف يفعل كل شئ حتى يُراضيها لم تنتبه بأن ذراعه تُحاوطها
خفق قلبها بقوه وهي تسمع عبـ.ـارته المازحه لوالدها
" المهم بس ياقوت ترضى عني"
حمزه يُمازح والدها ويتحدث معه ببساطه.. قديما لم يكن بينهم الا محادثات قليله في المناسبات ليس اكثر.. لن تُنكر انه مُهذب دوماً معهم ولكن تهذيبه كان لا يتلخص الا في المال والهدايا وكأن الحب والقرب لا يتلخص الا هكذا
انتهت المُكالمه ليسألها
- حلينا ياستي مشكله ياسمين..مبسوطه
تـ.ـو.ترت من قربه وكادت ان تخونها مشاعرها... فمهما أظهرت ستظل طبيعتها الطاغيه.. ياقوت الشخصيه المُسالمه التي تبحث عن الحنان والكلمه الطيبه التي تُطيب خاطرها
ابتعدت عنه سريعاً بعدmا شعرت بقرب أنفاسه
- هروح اطمن ياسمين واطمن على الولاد
وغادرت الغرفه لتتعلق عيناه ب خطواتها زافراَ أنفاسه
- لازم اتحمل لحد ما أصلح حياتنا ياياقوت
............................
سارت كالهائمه بعدmا غادرت الشركه ولم تستطع تحمل باقي الحديث الذي سمعته بين نغم وزوجها.. تنهدت بعجز تهتف لحالها
- يعني انا السبب..
وتذكرت نظرة نغم الراغبه في زوجها فقبضت فوق كفيها بقوه
تعبت من السير لتعود بأدراجها للمنزل... فتحت باب الشقه وهي تستمد طاقتها مُكرره انها ستفهم اليوم هل هي الابقي بحياه زوجها ام لا
تعلقت عيناها بمراد الذي يقف أمام الشرفه وكعادته يُدخن بشراهة... سعلت بشـ.ـده ليلتف نحوها فأطفئ سيجارته يسألها بغـــضــــب
- قفلتي تليفونك ليه بعد ما بعتي الرساله
اقتربت منه وعلي وجهها ابتسامه تخفي الصراع الذي داخلها
- كنت محتاجه اتمشي شويه يامراد... انا تعبت من كتر ما بشوفك هالك نفسك اما في الشغل أو السجاير او بتطلع غـــضــــبك عليا
سألها وكانت اجابتها هي طوق النجاة
- هتتخلي عني ياهناء لو بدأت من الصفر
لم يعد يفصلهما الا خطوه واحده اقتربت بها منه ومدت كفها الصغير لتُعانق كفه
- في حاله واحده لو انت اتخليت عني يامراد وخنت حبي ليك
اقترابها منه بذلك الشكل وصوت همساتها وشفتيها وهي تتحرك أمامه جعله يقسم انه لن يتخلى عن زوجته مهما حدث وسيدفعهم ثمن ما أصبح يعيشه
- بحبك يامراد
كلمه واحده خرجت منها مُقتارنه بأسمه بتناغم جعلته ينسى كل همومه
- هناء انتي عارفه بتعملي فيا ايه
نفت برأسها ليضمها اليه بتملك
- بتخليني كل يوم اسأل نفسي ازاي كنت غـ.ـبـ.ـي ومعمي...
ولم تشعر بعدها الا بحمله لها لغرفتهما سابحون في مشاعرهم الهائجه ناسين أعباء الحياه لوقت...
" احيانا يكون الحب كالطاقه التي تدفع المرء للأمام وأحيانا أخرى يكون كالعنه التي تسقطك للقاع"
وفي وسط حبهم وضمه لها كان يُخبرها
- بحبك ياهناء.. متجوزتش جاكي غير عناد وصلابه راس لكن معاكي بكون اسعد راجـ.ـل.. حـ.ـضـ.ـنك وطن ليا
وعند ذلك السطر عرفت اجابه زوجها لنغم.. مراد لها وهي له
........................
في الصباح الباكر تثاوبت هناء وتمطأت فوق الفراش.. تبحث عنه جانبها لتقع يدها فوق الورقه الموضوعه وقد سطرها بكلمتان
- ادعيلي ياحببتي...
أسرعت في جذب مئزرها لترتديه ونهضت تبحث عن هاتفها حتى تُهاتفه... لم يرد على مُكالمتها واكتفي ببعث رساله تطمئنها وانه سيُهاتفها بعد أن ينتهي اجتماعه مع شهاب والمحامي واحد اضلع السوق المهمين في البلد
زفرت أنفاسها بعدmا تعلقت عيناها بالرساله
- يارب يامراد المشكله تتحل
وعنـ.ـد.ما عاد حديث نغم امس وكيف تعرض على زوجها تطليقها والزواج منها وهي تكون بيعه لذلك الابله مارتن.. استشاطت غـــضــــباً
- انا هعرفك يانغم ازاي تبصي لجوزي وتلعبوا علينا
وبعد اقل من ساعه كنت تطرق باب مسكن نغم وقد اصبحت تقطن في فيلا بمفردها بعيداً عن شقيقتها وخالد
فتحت لها الخادmه الباب
- افنـ.ـد.م
لم ترد عليها إنما دلفت للداخل تهتف بعلو صوتها
- فين الهانم اللي مشغلاكي
- الهانم نايمه ومينفعش كده
لم تهتم بعبـ.ـاره الخادmه وعاد صوتها يعلو
- ياسيدة المجتمع الراقيه...
نهضت نغم على أثر صوت هناء كما اعتدل مارتن من رقدته عاري الصدر ينظر إليها بتوجس وعنـ.ـد.ما عاد صوت هناء يعلو
انتفضت نغم ورارتدت مئزرها هاتفه
- ديه مرات مراد
أسرعت إليها خشيه من الفضائح... لترتسم ابتسامه واسعه فوق شفتي مارتن
- شقيه وممتعه .. محظوظ بكي مراد
- أنتي بتعملي ايه هنا... مين سمحلك تدخلي بيتي
لترفع هناء عيناها نحوها ساخره
- هما كلمتين جايه اقولهم ليكي وكويس ان خدامتك واقفه وسطينا... ابعدي عن جوزي وبلاش خططك القذره مع القذر اللي زيك
كان مارتن يهبط الدرج عند سماع تلك الجمله يغلق ازرار قميصه... ليتجهم وجهه بعدmا كان سعيداً لرؤيتها
تعلقت عيناها به ليرتفع حاجبها الأيسر وهي تراه
- مجمع الا موفق... سبحان الله
تـ.ـو.ترت نغم من وجود مارتن فلم تكن تُريد ان يعلم احد بعلاقتهما ولكن مارتن لم يكن الا بالفعل رجلا قذراً يُحب فضح العاهرات كما ينعتهم
وهتف مارتن اخيرا
- سأنسي سبابك لي حلوتي
- لا ياريت متنساش... عشان انت راجـ.ـل فعلا قذر.. نظرتي ليك مخيبتش مكنتش برتاحلك لله في لله
بعض عبـ.ـارات هناء كان يفهم مارتن معانيها بصعوبه ورغم اذياد حنقه منها الا انه رغبتها بها كانت تزداد دون أذى... يحسد مراد عليها
لتستشيط نغم من صمت مارتن اتجاهها رغم درايتها بطبيعته العدوانيه
- اطلعي بره بيتي بدل ما اطلبك البوليس... انا مش عارفه ازاي انتي مرات مراد وبـ.ـنت عمه... بجد مقرفه
لتسخر هناء وهي تشير نحوهما
- والله المقرفين اللي زيكم.. اتمنى رسالتي تكون وصلت
وغادرت بعدها تلتقط أنفاسها تشعر بالمقت لرؤيتهم
- صدقت فعلا ياقوت لما قالتلي ان في ناس عايشه بالطريقه ديه..
استغفرت ربها وهي تعلم أن علاقة مارتن ب نغم ماهو الا زنا
تعلقت عين نغم ب مارتن فور مُغادرة هناء وقبل ان تشعل نيران غـــضــــبه نحو هناء كان يُخرج هاتفه من جيب سرواله ويخطو للخارج ولم تسمع مكالمته
ولم تكن مُكالمته الا أمراً منه بأن يتبع احد رجـ.ـاله هناء ويخـ.ـطـ.ـفها
..........................
اغلقت فاديه باب الغرفه بعدmا تأكدت من هدوء المنزل.. ضغطت على ازرار هاتفها خشيه.. اتاها صوت عزيز
- قوليلي الوضع عندك ايه يافاديه
هتفت بقلق وهي تلتف حولها
- فرات قالب الدنيا... ومش هيسكت غير لما يعرف مين اللي ورا الخـ.ـطـ.ـف.. عزيز رجع الولد.. انت متعرفش غـــضــــب فرات اخويا انا عارفاه خـ.ـطـ.ـف الولد مـ.ـو.ت قلبه من تاني
- أنتي بتقولي ايه يافاديه... ارجع ولد ايه.. انتي عايزه ارجع الولد ويورث اخوكي عيل مش من صلبه
احتقن وجهها وهي تتذكر كذبته عليها
- عزيز بلاش لعب عليا انا اكتشفت الحقيقه... الولد ابن فرات..فرات مش ساذج ولا غـ.ـبـ.ـي ياعزيز انت عارف اخويا كويس
تـ.ـو.تر عزيز وقد انكشفت كذبته التي استغل بها فاديه وهي يهيج مشاعرها... يعرف ان فاديه تنسى نفسها حينما تكون بين ذراعيه فيعرف كيف يستغلها
- احنا لازم نتقابل ياعزيز
خرج صوته بعد مده
- مش هينفع يافاديه... ومتتصليش بيا.. انا هبقي اكلمك
انقطعت المُكالمه ليغلق هاتفه حانقاً مُلقياً به فوق الاريكه
- ست من ساعه ما اتجوزتها والفقر ركبني... انا مش عارف كانت فين دmاغي ساعتها
ليضحك احد رجـ.ـاله فرمقه عزيز ليصمت .. ولكن لم يعد ان يظل صامتاً دون فهم اخر حركه فعلها رئيسه فالخـ.ـطـ.ـف لم يكن طريق اعمالهم يوماً
- بس ياباشا انت مش شايف ان خـ.ـطـ.ـف الولد في الوقت ده هيضرنا
تجهم وجه عزيز وضم سيجارته بين شفتيه
- عايز احرق قلب فرات... عايزه يفضل عايش حياته بيدور علي ابنه..
لم يشعر بنفسه وهو يفيض لرجله بمكنون صدره
- تعرف ياواد يافتحي انا كان ممكن امـ.ـو.ته واقــ,تــله بأيديا دول انا كده كده ضايع ومـ.ـيـ.ـت بالنسبه للحكومه لكن...
- لكن ايه ياباشا
تعلقت عيناه برجله الواقف ونفث دخان سيجارته بعشوائيه
- امه هي السبب... مقدرتش اقــ,تــله.. أمه الحب اللي عمره ما نسيته
وضحك بعلو صوته يسخر على حاله
- حكم الحب ده لعنه ياواد يافتحي... شوف قلبنا مـ.ـيـ.ـت ازاي لكن قدام الحب بننسي احنا مين
- اه والله ياباشا.. انا طلقت البت مراتي لما لقيتني حبيتها.. والحياه علمتني من شغلتنا ان الحاجه اللي تبقى نقطة ضعفك امحيها
هتف بها فتحي فأقترب عزيز منه يربت فوق كتفه العريض
- شاطر يافتحي..
..............................
عاد حمزه من الشركه باكراً اليوم وسائقه يحمل حقيبة عمله يعطيها للخادmه يُخبرها ان سيده مُتعب وقد سقط في الشركه مما اذهل موظفينه... ان ذلك الكيان الصلب القوي يسقط مثلهم
هبطت ياقوت الدرج بعد أن هاتفتها شقيقتها تُخبرها ما حدث له
عنـ.ـد.ما تعلقت عيناها به اتجهت نحوه تسأله بلهفه
- حمزه انت كويس
اخذت تتفحصه كما تتفحص صغيريها
- للأسف لاء ياياقوت... انا حقيقي تعبت ونفسي ارتاح
اشفقت على حاله... فما يُحيط العائله الان من مشاكل ينصب فوق رأسه وماعليه الا ان يجد حلولاً.. حاوطت خصره بأهتمام
- تعالا اطلع اوضتك ارتاح..
ترك حاله لها كما اصبح أخيراً يترك مشاعره فماذا اخذ من تلك الهاله والقوه والصلابه التي كانت تُحيطه
قادته نحو غرفته التي لا تُشاركه فيها.. وساعدته بأن يتسطح فوقه.. عاونته في تبديل ملابسه.. كل يوم كانت تثبت له انها معدن أصيل وان امرأه مثلها خلق الحب من أجلها
تحملت كل سلبياته معها... حاولت أن تتخطى معه مشاكل عائلته التي اكبر منها بل وحاولت ان تتخطى ظلم الحياه بقلب برئ حامد راضي
- هروح احضرلك حاجه تاكلها... انت مبقتش تهتم بأكلك
قبض على يدها يمنعها من تركه
- انا بحمد ربنا انك مراتي ياياقوت
وهمس بعشق حقيقي
- بحبك... حياتي من غيرك ملهاش معنى وبعدك علمني قيمتك واد ايه انا كنت معمي ومش سامع غير عقلي بقوانينه اللي وضعه عشان تكمل حياه حمزه الزهدي من غير ضعف
.................................
اقترب فرات من صفا بعدmا عاونتها الخادmه في تبديل ملابسها ثم غادرت مُشفقه عليها
- كنا فضلنا في المستشفى ياصفا..انتي لسا تعبانه
تعلقت عيناها به ترى انكساره وتحطيمه..تمنت ان تراه هكذا وها هي امنيتها قد تحققت ولكن تحقيقها كان صعبً بل ممـ.ـيـ.ـتً عليها هي الأخرى
سقطت دmـ.ـو.عها فأسرع في ضمها
- ارجوكي انا مش مستحمل... ده ابني كمان ملحقتش اشم ريحته.
سقطت دmـ.ـو.عه هو الآخر والنيران تشتعل داخل قلبه...فدعوات من جار عليهم قد تحققت ان يحرق الله قلبه وهاهو قلبه يحترق
- مكنتش فاكره دعوتي هتيجي في ابني
واردفت وهي تدفعه عنها بعدmا وعت انها في حـ.ـضـ.ـنه
- انت السبب.. انت السبب... خلتني اتمنى اشوفك مقهور ومكـ.ـسور واه جات في ابني
وانهارت أرضاً تحت قدmيه
- هاتلى ابني.. ابوس رجلك هاتلى ابني.
اهتز كامل جــــســ ـده من هول الموقف وهول ما أصبح يعيشه ليجثي فوق ركبتيه أمامها
- والله هلاقيه ياصفا وهدفع اللي عمل كده التمن.
ونهض من أمامها يمسح دmـ.ـو.عه كي يعود لرجـ.ـاله بقوه وهيبة فرات النويري.. غادر غرفتها وصوت بكائها يعلو وهي تهتف
- ابني يافرات... هاتلى ابني... انت السبب
وقف أعلى الدرج يسند جــــســ ـده وهو لا يقوي على السير.. فقد ذاق حرقه القلب واقتصت الحياه منه بعداله
...............................
دلف شريف لغرفتهما ليجدها جالسه فوق الفراش تعزف بأحد الآلات بشفتيها.. تعلقت عيناه بتلك الآله القديمه والتي كانت بدايه تقاربهم فوق ذلك الرصيف والمقعد الذي شهد على احاديثهم وقربهم
لا يعرف اين وجدتها وخاصه انها لا تتذكر شئ من حياتها القديمه بعد ماحدث.. انقبض قلبه وهو يخشى ان تتذكر حياتها القديمه وستعلم بكذبته ان لم يكن أهل لها
نفض رأسه من قلقه في ذلك الأمر فما به يكفي ان يُزيد عليه هم اخر وتذكر ما اخبره به الحارس
- مها
انتبهت عليه بعدmا كانت تعيش سحراً خالصاً مع تلك الآله
اشاحت عيناها بعيداً عنه مما زاده غـــضــــباً منذ تلك الحادثه وهو يشعر انه يعيش مع طفله بتصرفاتها وغـــضــــبها الغير معقول ردود أفعالها يمقتها احيانا حتى انها أصبح يشعر بفتور قلبه اتجاهها
- مها بصيلي
طالعته بنظرة طفوليه رأي فيها البرآة.. يعلم أن زوجته عانت كثيراً بحياتها ولم تعش مراحل حياتها انما قضت عمرها في الظلمه وغرفتها.. تنهد واقترب منها وحاول ان يُحادثها بلطف حتى يعرف منها هوية ذلك الرجل
- مين الراجـ.ـل اللي بتخرجي كل يوم من الفيلا تديه اكل وفلوس
ارتبكت وهي تتذكر وعدها لذلك الرجل بأن لا تُخبر زوجها.. صمتها جعله يزفر أنفاسه حانقاً
- ردي عليا... وبطلي شغل الأطفال ده..
كان يغـــضــــب منها حينما يشعر انها طفله أمامها... الحادثه بالفعل أثرت عليها وعدm الاهتمام احد بعلاجها يجعلها لا تستعب الانفعالات وتُصدق الناس مثل الأطفال
- شريف انا خايفه منك
وضعت يداها فوق اذنيها.. ليعود لزفر أنفاسه بقوه
- مين الراجـ.ـل ده يامها... انا مش قولت متخرجيش من الفيلا
بكت بحرقه وخشت من غـــضــــبه
- ده راجـ.ـل عجوز بساعده ياشريف
لم تروق اليه اجابتها فهو يخاف من ظهور سالم ثانية... ولكن لا يستطع أخبـ.ـارها بما عاشته تلك الليله التي ابدلت حياتهم
- خلاص اهدي ... ياريت متخرجيش تاني بره الفيلا.
توقفت عن ذرف دmـ.ـو.عها وقد أصبحت وجنتاها شهيتا للغايه
- ليه ياشريف.. ده راجـ.ـل طيب وغلبان بيحكيلي عن مـ.ـر.اته وعياله اللي مـ.ـا.توا
لم يجد الا الأوامر ليُلقيها عليها
- مها قولت متتكلميش مع حد... انتي تعبانه
تلك العبـ.ـاره جعلتها تصرخ به
- انا تعبانه عشان انت بطلت توديني للدكتور ونستني... صحاب ندي ضحكوا عليا لما شافوني وانا بجري وراه القطه بلاعبها زي الأطفال... انا ليه كده ليه ياشريف
احرقه قلبه عليها فأسرع بجذبها لحـ.ـضـ.ـنه
- قولهم اني بفرح لما بشوف الحاجات ديه.. قولهم اني مكنتش زيهم.. قولهم ان الدنيا كانت ضلمه اوي معايا واني معشتش زي ما عاشوا
وابتعدت عنه تترجاه
- انا عايز اروح للدكتور ياشريف عايزه اخف وافتكر انا كنت عايشه ازاي وانا عاميه ارجوك
ارتجف قلبه من الضعف وهو يراها هكذا بعدmا كان عقله يسأله لما يصبر عليها هكذا..الان قلبه يخفق بحـ.ـز.ن عليها
يداه كانت تُلامس جــــســ ـدها بشوق ورغم ان عمله ينتظره الا انه أراد أن يعيش تلك اللحظه معها بعد جفاء دام لفتره
..............................
دلفت لغرفتها باكيه بعد لقاءها بسمر تتذكر كلمـ.ـا.تها وحقدها عليها وشمـ.ـا.تتها انها لن تنجب
لم تكن تُصدق ان هناك مرضى نفسين مثيلتها... هوت فوق الفراش تتذكر غـــضــــب شهاب وخصامه فأنهمرت دmـ.ـو.عها اكثر
- ديما بضيعك بغبائي ياشهاب... بس والله بحبك ارجوك متسبنيش
ألتقطت حقيبه يدها الواقعه فوق ارضيه الغرفه لتُخرج هاتفها منها اخذ الرنين يعلو الي ان سمعت صوته
- شهاب انت فين... شهاب ارجوك خلينا نتكلم
سمعت صوت أنفاسه لتترجاه ان يُحادثها
- انا في اسكندريه ياندي ومضطر اقفل
لمح الطبيب يخرج من غرفه الفتاه التي اصطدm بها بسيارته ولم ينتبه انه لم يغلق المُكالمه
" المدام فاقت ... لكن للأسف فقدت الجنين"
..........................
وضع أمامها تذكره السفر وبطاقه بنكيه
- طائرتك غدا سماح
نظرت الي ما وضعه وعنـ.ـد.ما وقعت عيناها علي البطاقه البنكيه وهتفت بشراسه
- لا اريد مالك سهيل
- هذا ما اتفقنا عليه سماح
هتف عبـ.ـارته بصعوبه.. يُريدها وبشـ.ـده ولكن كبريائه يمنعه من استعطافها وهي تلك المره كانت عازمه على الرحيل وهو بات يُحمل نفسه ذنب ماعاشته هنا معه
- اعتبره ثمن لما عشته معك
طـــعـــنته عبـ.ـارتها فهذا ما كان يقوله لها في البدايه
.....................
حطم مراد هاتفه بعدmا رأي مقطع الفيديو
هناء فوق الفراش ومارتن جانبها يُلامس وجهها بيديه واسفل الصوره عبـ.ـاره
" اليوم سأنال زوجتك ايها العربي كما فعلت مع شقيقتي"
صرخ مراد بجنون فالغـ.ـبـ.ـي لا يُصدق انه لم يفعل علاقه مع جاكي الا عنـ.ـد.ما تزوجها وانه لم يتزوجها لشعوره بالذنب لانه نالها دون زواج.. يُحمله ذنب مـ.ـو.تها ويظنه مُغتصب... لا يعرف من أين يُجمع معلومـ.ـا.ته ولكن ما يُدركه ان من اخبره بعلاقته بجاكي لم يكن الا كاره له"
..........................
- ابعد ايدك عني... مراد... مراد
صرخت هناء وهي تشيح وجهها بعيداً عنها حتى لا يُحرر حجابها عن شعرها
- ارغب في رؤيه شعرك حتى تكتمل صورتك في مخليني حلوتي
واردف وهو يوصف لها كيف يتخيلها.. وكيف سيفعل معه حينا تكون معه في فراشه
لم تتحمل وقاحة وبذائة حديثه فبصقت بوجهه ولو لم يكن مُقيداً لها لكانت صفعته
- أخرس ياحـ.ـيو.ان.. مراد الحقني
صفعه قويه سقطت فوق وجهها لتتجمد وجنتها من اثرها
- سأريكي كيف تكون الحـ.ـيو.انات
يداه اتخذت طريقهما نحو ازرار قميصه ليحل واحد يلو الاخر وصوت صراخها يعلو المكان
↚
صراخها كان يصل إلى رجـ.ـاله الواقفين بالأسفل ينظرون الي بعضهم بنظرات ذات مغزي ثم تتبعها نظرات جـ.ـا.مده اعتادوا عليها فالأمر بالنسبه لهم شئ اعتادوا عليه وبالطبع رئيسهم لن يخرج من الغرفه ويتركها بعد أن يقضي متعته
- لا اريد اخراسك بطريقتي حلوتي... اجعليني امتعك بين ذراعي
هتف مارتن عبـ.ـارته وهو يزيل حزام بنطاله وعيناه تتعلق بحركتها فوق الفراش... تُعجبه بشراستها
- لو قربت مني همـ.ـو.تك
كانت ترتجف وتهتف بصراخ ولكن ما بيدها شئ إلا هذا... مقيده بالاصداف وهو يقق يتلذذ بصراخها وعجزها
ازداد صرخها وهتافها بأسم زوجها فما زاده الا غـــضــــبً
- قولت اخرسي... سأخذ مااريده واتركك
اقترابه منها وشعورها ان اليوم يوم هلاكها جعلها تترجاه
- ارجوك سيبني امشي... متعملش فيا حاجه.. انت كنت زعلان على اختك لما قالولك ان مراد اتجوزها بعد ما اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبها بس ده كدب
صرخ بها بقوه وهو يتذكر شقيقته التي ظل لاعوام يبحث عنها
- زوجك هو السبب بما حدث لها... ولا تذكريني به.. احاول ان انسى انكي زوجته وابنة عمه
ثم هتف بقوه وهو ينظر في عينيها الممتلئه بدmـ.ـو.ع عجزها
- انا اكره العرب والمسلمين واحتقر مبادئكم
كان حديثه كالنقيض لا تفمهمه.. يتشارك مع العرب في صفقات ويتحدث بأريحيه وسط جلساتهم ويستوطن موطنهم بمشاريعه وداخله كل هذا الكره
- ثرثرنا كثيرا حلوتي... هيا لنبدء
رغم ان قواها قد خارت من الصراخ الا انها جاهدت ضعفها ولكن تلك المره بضراوة تعجبها... سالت الدmاء من معصميها بسبب الاصداف... احتلت عيناه البروده ثم رفع كفيه عاليا ليصفق
- تعجبني شراستك... اتركي بعض من قوتك للمقاومه وانتي بين ذراعي
انحدرت دmـ.ـو.عها وهي لا ترى اي بريق من الخلاص
- انت عايز ايه سيبني امشي... مراد تعالا خدني
ضحك وهو يتلذذ في رؤيتها هكذا... فقد اعتاد على تلك النظرات من معـ.ـذ.بينه.. اتجه نحو احد الادراج يبحث عن شئ.. وعنـ.ـد.ما سقطت عيناها على ما ألتقطته يداه.. ارتجف قلبها
فصراخها كان النجده الوحيده لها لعلا احد يسمعها وينجدها
- تركتك تثرثري كما شأتي وطائرتي غدا ولم يعد الوقت بوسعنا
- انا معملتش ليك حاجه عشان تعمل فيا كده...
قطب حاجبيه بمكر
- فعلتي الكثير حلوتي ...
انتظرت ان تعرف ماذا فعلت.. ومن دون أن تشعر كان يُكمم فمها مُصرحاً
- جعلتني احب عربيه مسلمه وهذا شئ شنيع بالنسبه لي.. ارأيتي ما فعلتيه
تعالت صوت أنفاسها وانهمرت دmـ.ـو.عها بغزاره من ذلك المصير الذي لا تُصدق انها كانت ستقع فيه يوماً.. ربت فوق خدها ببطئ واعين فاحصه
- عـ.ـذ.ابك يُطفئ من نيراني...
واردف مُتهكماً ولكنها الحقيقه في قانونهم كرجـ.ـال مافيا
- في قانونا اذا وقعنا في الحب نقــ,تــل... ارأيتي كيف احبك
لا صوت صار يخرج منها ولا حركه إنما سكون... شارده في خيالاتها القديمه وكيف كنت تضحك عليها ياقوت وهي تجلىّ الأطباق وهي جالسه تنظر لاظافرها المُطليه تُخبرها عما قرأته في إحدى الروايات وكيف يحدث للمرء مهما بلغت قوته وقسوة قلبه عنـ.ـد.ما يقع صريع الحب... ولكن اليوم أدركت ان الحب لا يستوطن القلوب المظلومه
- ليله وسأنتهي من هوسك حلوتي
همس بها وهو يميل نحوها وقد تجمد جــــســ ـدها وهي تنظر إلى هلاكها بأعين شارده
............................
دلفت السيده سلوى لمنزلها بعد يوم مُتعب ومرهق في الملجأ الذي تديره.. اليوم كان حفل الطفوله وك كل عام تفعله للأطفال وتجلب الهدايا لهم حتى تشعرهم بطفولتهم كما اعتادت
وجدت يدي زوجها الحانيه تمسد اكتافها يسألها عن يومها
- هلكانه يامهاب.. بس الحمدلله فرحت الاولاد واتبسطوا.. ابقى اشكرلي صحيح حمزه على مساهمته رغم اني كنت فاكره انه هينسي بسبب المشاكل اللي هو فيها
اماء برأسه .. مُتذكرا بدايه بناء الملجأ الذي بناه عبدالله والد سوسن وبعدها كانت سوسن تتكفل بالمال والتبرعات.. وبعد مـ.ـو.تها اكمل حمزه اهتمامه بالأمر
- ربنا يبـ.ـاركلي فيكي وفي ولادنا ياسلوي...
تآوهت بعد أن بدأت عضلات كتفها المُتيبسة تسترخي
- انا أديت الفلوس الصبح وانا رايحه الملجأ لعم محروس زي ماقولتلي قولتله ديه هديه منك لبـ.ـنته عشان جوازها والراجـ.ـل فرح اوي... وفضل يدعيلك
ابتسم مهاب وهو يُحاوطها بذراعه
- الحمدلله... ربنا يجعل دعاء الناس لينا من حظ ولادنا كمان
النغزة التي كانت تتجاهلها وقلقها على هناء منذ الصباح عادت اليها ثانيه
- مهاب انا قلقانه على هناء.. كلمتني الصبح وقالتلي ادعي لمراد وقفلت علطول حتى مطمنتنيش على تحاليلها... بـ.ـنتي فيها حاجه يامهاب
ضحك على قلق زوجته ولولا تحكم العمل بها لكانت دوماً لدي ابـ.ـنتهم
- ياسلوي ياحببتي انتي عارفه انهم في ازمه الشركه دلوقتي وطبيعي قلقك... بس احب اطمنك ان الموضوع اتحل النهارده وزمان بـ.ـنتك بتحتفل هي وجوزها بالمناسبه ديه
وغمز لها بعينيه
- ما تيجي نحتفل احنا كمان
دفعته عنها وهي تنهض من جواره
- والله انت راجـ.ـل فايق
ضحك وهو يُطالعها وهي تتجه نحو غرفتهما
- وانا اللي تعبان وعملك الاكله اللي بتحبيها ياسلوي
عادت اليه بعد أن فكت حجابها تطبع قبلة فوق خده
- ربنا مايحرمني منك يامهاب
...............................
هبط مارتن الدرج يُرتب قميصه حانقاً... فبعد ان كان على وشك لمسها ونيلها أتى أحد رجـ.ـاله يطرق الباب يُخبره بخــــوف ان أحدهم ينتظره لأمر هام... ذراعه الأيمن لا يستطيع أن لا يستجيب له
وخاصه ان هناك صفقه تتم في الوقت الراهن
فور ان دلف لغرفه مكتبه.. هب الرجل واقفاً
- تلك الجماعه التي قــ,تــلت جاكي قــ,تــلتها لأنها شقيقتك سيدي فقد بحثوا في سجلات المـ.ـيـ.ـتم الذي تربيت به انت وهي ووصلوا إليها قبلنا... لم تكن جماعه مسلمه التي قــ,تــلتها كما أخبرك
" ألبرت" ألبرت لم يكن الا رجلا منهم ويكره مراد
.. عداوه قديمه بينهم قبل أن يعود مراد وعائلته لمصر
معلومـ.ـا.ت هتف بها رجله دون أن يلتقط أنفاسه... احتقن وجهه وهو يسمع ما يُخبره به ساعده الايمن... وعنـ.ـد.ما تذكر تلك القابعه بالأعلى فاقده الوعي من هول ما جعلها تعيشه
تسارعت دقات قلبه وفي ثواني كان يُلقي كل شئ من فوق مكتبه مما ادهش رجله
..............................
وضعت ياسمين يدها على قلبها وهي تلتقط أنفاسها تنظر إلى شقيقتها وهي تُرضع الصغيرين
- اربع رجـ.ـاله في مكتب جوزك انما ايه ياياقوت... زي الرجـ.ـاله اللي بنشوفهم محوطين رئيس الجمهورية
وما ان لبثت ان هتفت عبـ.ـارتها الاخيره.. ادت التحيه العسكريه
فضحكت ياقوت علي طريقتها
- فكرتيني بيوم كده.. كانت ردت فعلي زيك بس مش بالهبل ده اكيد
طالعتها ياسمين مُتعجبه
- يوم ايه
شردت ياقوت في ذلك اليوم الذي ذهبت فيه كموظفه لشركة الحراسات الخاصه... سردت لشقيقتها ما حدث لتضحك ياسمين
- ياكسفتك ساعتها
لمعت عيناها وهي تتذكر لحظه صراخها بعد أن دُهست قدmها
- هي فعلا كانت كسفه بس مش من الواقفين من حمزه... حمزه في شغله ليه هيبه فظيعه...ف تخيلي بقي قدام صاحب الشركه بتصرخي زي الهابله ومش عايزه اقولك حمزه مكنش بيطيقني كان بيتلكك ليا على اي غلطه.. إنما شهاب كان مدير طيب وهادي
عادت الذكريات لها عنـ.ـد.ما كانت مُجرد موظفه وليس ضمن تلك العائله... استمعت ياسمين لها بأنصات واستمتاع وتنهدت بعدها براحه
- الحمدلله اني بقيت اخت مـ.ـر.اته وبقي الواحد عنده وسطه
ضحكت الشقيقتان لتنظر ياسمين نحو الصغيران وتحمل أحدهم بين ذراعيها
- شبه حمزه اوي ياياقوت... لا حقيقي انا لازم اتجوز راجـ.ـل أمور ماهي العيال بتطلع شبه الابهات دلوقتي
واتبعت حديثها بمرح
- وقال ايه الرجـ.ـاله بتدور تتجوز ست حلوه.. لا ده احنا المفروض اللي ندور نتجوز رجـ.ـاله حلوه عشان نضمن الإنتاج
لم تستطع ياقوت تمالك ضحكاتها... فضحكت تلك المره بصوت عالي
- أنتي من ساعه ما اشتغلتي وهي فلتت منك خالص
- مين ديه اللي فلتت
اخرجت لها ياقوت لسانها مازحه
- عقلك ياحلوه
كلتاهما كانت السعاده تغمرهم من أجل بعضهم... ياقوت كانت سعيده وهي ترى شقيقتها هكذا، وياسمين كانت سعادتها اكبر وهي تري شقيقتها تعيش عمرها وحياتها دون خــــوف من المجهول ومن مصير كانت ديما والدتها تُخبرها به
" انها لن تفلح بحياتها وستعيش عمرها من بيت لآخر ولا احد سيطيقها"
- بقولك ايه ياياقوت مـ.ـا.تروحي تُخطبيلي واحد من اللي تحت
قالتها ياسمين بمرح وهي تُقبل وجنتي الصغيرين.. لتوكظها ياقوت فوق كتفها وتنهض من جانبها
- هروح أعملهم الرضعه بتاعتهم وانتي حاولي تنيميهم مش هما اللي ينيموكي
وكان هذا بالفعل مايحدث تسقط ياسمين غافيه وهم يظلوا مستيقظين
هبطت ياقوت الدرج تسمع صوت زوجها الحازم وتشعر بالقلق
قطبت حاجبيها وهي تتجه نحو المطبخ
- هو في ايه
................................
عيناه جالت بأنحاء الغرفه بعد ان غادر رجله المخلص.. شقيقته قــ,تــلت بسببه هو.. هو من كان السبب وليس ماوصل اليه.. يعلم انه ينضم لعالم قذر مُقرف تُغطيه تجارته ومشاريعه الاقتصاديه
تنهدت بأنفاس مُثقله وهي يتذكر يوم انفصلت يداه عن شقيقته
بعد أن تبـ.ـنتها احدي العائلات.. ظل يركض خلفهم الي ان انغلقت بوابه الملجأ وسقط هو فوق الوحل باكياً.. كان كبيراً بعض الشئ عكس جاكي التي لم تكن تتخطى عامها الثالث
أظلمت عيناه بظلمه قاتمه وقسوة لولاها لم يكن يصل إلى ماوصل اليه
لمعت عيناه وهو يلتقط حقيبتها المُلقيه فوق الطاوله وعلى مايبدو ان احد رجـ.ـاله في مكتبه.. وثب واقفا واتجها نحوها بفضول لا يعرف سببه
داخلها كان يوجد ظرف من هيئته عرف انه فحص طبي.. اخرج الفحص لتقع عيناه على مافيه
" هناء حامل.."
.........................
تعلقت عيناها بغرفة مكتبه مُتعجبه من كم الاتصالات التي يتلقاها وحديثه الذي لا تفهمه... والقهوه التي تدلف بها الخادmه من حين لاخر.. شعرت ان هناك خطب ما
وظنت ان الامر مُتعلق بقضيه مريم.. فقررت ان تذهب اليه لتطمئن...
كان يقف وسط مكتبه يتحدث بالهاتف بصوت امر وجـ.ـا.مد
أنهى المكالمه ليزفر أنفاسه بأرهاق ورغم تعب جــــســ ـده والصداع الذي ينهش رأسه الا انه جالس يحل مشكله مراد واختفاء هناء بعلاقاته
- حمزه
هتفت اسمه وفركت يداها تخشي ان يصب غـــضــــبه عليها.. اكثر من عام متزوجه منه ولم يكن بينهم مواقف تظهر طبيعه شخصيتهم بوضوح
عنصر مهم كانت تفقده حياتهم ليس وضعها في حياته وسط عائلته وليس انه يريدها الجزء الدافئ يُزيل عنه أعباء الحياه
كل هذا كان في طرف والطرف الآخر
" ف أين هي مواقفهم معهم.. تجربتهم لردود افعالهم... الجذب والشـ.ـد ثم اللين.. العتاب حتي لو كان بكلمـ.ـا.ت مُبهمه.. التمرد والخضوع"
الصمت وحده هو من كان يُكلل حياتهم
ألتف اليه ينظر نحوها فهتفت
- هو في حاجه حصلت في قضيه مريم
تنهد وذهب ليلتقط علبه سجائره التي أصبح يُدخنها بكثره
- لا ياياقوت... مشكله تانيه بحاول احلها
لم يرغب في احزانها بأمر صديقتها.. فقد وعد مراد ان رجـ.ـاله سيجدوها
اقتربت منه وردت فعل غريبه منها تلقاها وهي تأخذ علبه السجائر والسيجاره التي كان للتو سيضعها بين شفتيه ثم قذفهم في السله الصغيره بين الأوراق الممزقه
- كفايه شرب سجاير..مش هي السجاير اللي هتحل المشكله
- ايه اللي عملتيه ده ياياقوت
احتدت عيناه من موقفها لتنظر اليه بتصميم
- بطل سجاير.. انت مكنتش بتشربها كتير
لم تُعجبه نبرة حديثها لم يعتاد منها الا على الوداعه والهدوء.. صحيح هو يسعى لإرضاءها وتعويضها ولكن لا أحد يضع لحمزه الزهدي شروطً ويجعله يسير عليها.. هو يفعل ما يُريد وقتما يرغب
- ياقوت ياريت اللي اتعمل ده مـ.ـيـ.ـتكررش تاني... لما اعوز ابطل سجاير انا هبطلها
واتجه نحو مكتبه يخرج من احد الادراج علبه سجائر أخرى
أخذها العند وسارت خلفه تلتقط منه العلبه
- مش هتشرب سجاير ياحمزه
- يااااقوت.. انا عندي صداع هيمـ.ـو.تني ومش عايز كلام كتير
رنين هاتفه جعله يسرع في ألتقاطه ثم الحديث بكلام مُبهم لا تفهمه.. عيناه كانت عالقة بما تفعله بغـــضــــب وهي تُفرغ درج مكتبه من عُلب السجائر بل وتُفرغ السجائر من العُلب ودهسها بيديها
أنهى حديثه بالهاتف بعدmا انهت مـ.ـا.تفعله لينظر اليها
- بتتحديني ياياقوت
- لاا مش بتحداك.. انا خايفه عليك.. انت مش شايف منظرك
نظرت عيناها كانت حانيه مثل صوتها.. ثم انتقلت يدها نحو خده تمسده.. لم تفعل ذلك دلالا او مكراً حتى تجعله يلين انما شئ داخلها كان يتحرك بو.جـ.ـع وهي تراه بتلك الهيئه وجه مرهق جــــســ ـده قد فقد بعض الوزن سجائر يُدخنها بشراهة وطعام قليل يتناوله
- حاضر ياياقوت هحاول ابطلها
ابتسمت وهي تراه يستجيب لما ارادت وقد لانت ملامحه وصوته
- توعدني
- حاضر
وبرفق ضمها اليه يمسد فوق ظهرها
- حـ.ـضـ.ـنك بيخفف عني هموم كتير.. لكن انا استاهل ادوق طعم حرمانه منك.. بحبك ياياقوت
واصبحت تلك الكلمه هي النعيم بالنسبه لها
.............................
فتحت عيناها بعد برهة من اغمائها لتجد نفسها كما هي ب ملابسها ومازلت مُقيده..ظلت تحُاول مراراً في فك قيدها ولكن محاولاتها تنتهي بالفشل
زفرت أنفاسها وهي تكاد تبكي..لتنفتح الغرفه فيرتجف قلبها
رمق خــــوفها واقترب منها فهتفت بصياح
- لااا ارجوك سيبني
يداه اتخذت طريقهما الي فك قيدها وتحريرها.. تعجبت من صنيعه لتنظر اليه غير مُصدقه انه حررها
ولكن شعرت بالخــــوف ليأخذها لمكان اخر
- احد رجـ.ـالي ينتظرك بالأسفل هناء...سيأخذك الي زوجك
هتف عبـ.ـارته وادار جــــســ ـده بعيداً عن مرء عينيها.. اغمض عيناه بقوه وهو يشعر بخطواتها الراكضه
ليقف امام الشرفه وهو يراها تصعد السياره مع سائقه
- كنت اتمنى تذوق مذاقك حلوتي
همس عبـ.ـارته وهو يرى السياره تخرج من البوابه الحديديه شارداً في ذكريات الماضي وصوت والدته تصرخ بأن يرحمها الواقف هي وجنينها ثم طـــعـــنه تشق بطنها وهو يضم شقيقته لحـ.ـضـ.ـنه في الخزانه يبكي بصمت وهو يضع كفه الصغير فوق فم شقيقته كما أخبرته والدته
...........................
مع ظهور اول خيوط النهار كان مراد يدلف شقته يلعن مارتن ويتوعد له.. يبعثر محتويات الغرفه ليعثر اخيراً على سلاحه الذي قد نسي أين اخفاه
رنين هاتفه بأسم شهاب الذي سبقه الي المكان المنشود الذي يقيم فيه مارتن ورجـ.ـاله جعله يُسرع في خطواته نحو باب الشقه ليقف متجمداً وهو يرى هناء الواقفه أمامه تستند بصعوبه فوق الجدار ووجهها شاحب وخدها مجروح
تمتمت اسمه " مراد"
اسرع في ألتقطها بذراعيه قبل أن يسقط جــــســ ـدها أرضاً
- انا اسف ياهناء كل اللي حصلك بسببي انا
...........................
وضعت الخادmه أمامها الطعام تهتف برجاء
- ياست هانم كلي متجبيش ليا الكلام.. البيه منبه علينا على اكلك وتاخدي العلاج
طالعتها صفا بأعين باهته تشيح عيناها عنها... تُخبرها بصمتها انها لن تأكل
أرادت الخادmه اعطاء الامل لها
- البيه معاه رجـ.ـاله تحت باين عليهم ناس من الشرطه.. وقالوا للبيه ميقلقش البيه الصغير هيرجع لحـ.ـضـ.ـنكم
لمعت عين صفا ونهضت من فوق الفراش راكضه للاسفل حتى تطمئن بنفسها.. رغم تعب جــــســ ـدها الا ان الأمل اعطي لها دفعاً قوياً.. رمقتها الخادmه وهي تُغادر الغرفه تنظر للاطباق التي لم تمسها مُتنهده بقله حيله
- قلب الأم... مستنيه اي امل
كان الأمل يخترق فؤادها وهي تتجه نحو غرفه مكتبه ولكن صوت أحدهم وهو يخبره ان يضع كل الاحتمالات امام نصب عينيه حتى لا يأمل
دفعت باب الغرفه تنظر لزوجها والواقفين.. تعلقت عيناه بها فنهض سريعا ناحيتها
- صفا
وصرخ بالخدm
- صفا ايه اللي نزلك من اوضتك
أنظار الواقفين انخفضت بأشفاق.. فهيئة صفا كانت مأسفه
- فين ابني يافرات... قولتي انك هتجبهولي... فين ابني
صرخت به تضـ.ـر.به فوق صدره
- انا ابني ذنبه ايه تبقى انت ابوه... اكيد اللي عمل كده بيكرهك.. انت انسان مكروه وظالم
اهانته أمام من يقف هو أمامهم بهيبته يأمرهم ويخشوه
اطبق فوق شفتيه بقوه وقبض على يديه وهو يسمع صراخها ويتحمل ضـ.ـر.باتها الضعيفه يتركها تُخرج كل بها وهو يقف صامت
الايام دارت وأصبح فرات النويري ينزف قلبه قهراً.. يُصارع آلامه بل ودmـ.ـو.عه المُتحجره
هي لا تعلم أن ذلك الطفل كان املاً وتغيراً له... عاش يظن انه لن يصبح ابً ولن يسمع تلك الكلمه وعنـ.ـد.ما بات المستحيل حقيقه
ضاع كل شئ
سقطت تحت قدmيه بعدmا احاطتها الظلمه ليصـ.ـر.خ بأسمها
- صفا
حملها وخرج من الغرفه سريعاً يهتف بعنتر الذي كان يقف يُطالع كل شئ مُشفقاً على حال سيده الذي كان يحسده انه كالحجر لا يهزه شئ
- عنتر هات دكتور بسرعه
..........................
- يافرات بيه المدام اللي بتعمله ده غلط عليها.. وادويتها لازم تاخدها وتاكل كويس.. لاما ترجع المستشفى من تاني
تنهد فرات وهو لا يعرف ما عليه فعله... شكر الطبيب فأنصرف الآخر بعد أن اعطاها حقنه مهدئه واوصي بعلاجها وطعامها والراحه النفسيه
اقترب من فراشها وجلس جوارها يمسد فوق وجنتها
- بتعملي فيا كده ليه ياصفا... عايزه تروحي انتي كمان مش كفايه عليا هو
ومن دون شعور منه سقطت دmـ.ـو.ع عجزه لتسقط فوق خدها
بملمسها الدافئ.. كانت تشعر به وهي بين اليقظه والغفوة
لينهض بعدها من جانبها يمحي آثار ضعفه بعنف ليعود الي قوته امام رجـ.ـاله
...........................
دلف لمنزلهم المُتهالك يهتف بعلو بأسم زوجته
- بت ياورده انتي يابت
أتت ناحيته راكضه
- وطي صوتك عايز ايه من زفته انا ماصدقت انيم الواد
أعطاها عبوة اللبن زافراً أنفاسه
- طب خدي ياختي اللبن اه
ألتقطت عبوه اللبن منه تديرها بين يديها
- علبه واحده ياراجـ.ـل.. طب وفين الحفاضات
- نعم ياختي حفاضات أيه كمان
امتقع وجهها من طرقعته لكفيه ببعضهم
- قوم هات باقي الحاجات.. عشان تعرف تخـ.ـطـ.ـف عيال تاني
كاد ان يجلس فوق الاريكه المُتهالكه الا انها جذبت يده تدفعه نحو الباب
أغلقت الباب بوجهه بعدmا أملت عليه ما يجلبه
ضـ.ـر.ب كفوهم ببعضهم حانقاً
- انا كان مالي ومال الليله ديه كلها...
انتهى من شراء كل شئ.. وألتقطت أنفه تلك الرائحه الشهيه
اقترب من مصدرها يسأل البائع
- بكام كيلو الكفته
تمتم البائع بسعرها ليخرج له المال... ووقف ينتظر أخذها يضـ.ـر.ب فوق معدته هاتفاً بها
- هتدلعي النهارده كفته مشويه.. ياريت يطمر بس في البت ورده
انتهى البائع من شويها ووضعها في الطبق ثم الكيس ليناوله له
فلوي سيد شفتيه مُستنكراً
- متلفها في ورقه جورنال... الواحد ياعم ساكن جوه حاره عايزني اتفضح
تمتم الرجل بضيق
- خده اه الجورنال ولفها... ورايا زباين تانيه
ألتقط سيد ورق الجريده منه حانقاً ليبدء في لف الكيس.. ولكن يده توقفت عنـ.ـد.ما وقعت عيناه على احد العناوين
" اختطاف طفل رضيع من......"
لم يُكمل سيد قراءه المكتوب وانصرف مهرولاً لبيته
................................
دلف غرفتهما يحمل فوق كتفه سترته لا يقوي على فتح عيناه فقد كانت ليله امس ليله عصيبه عليه بأحداثها
ليقف مفزوعاً من هيئتها الباكيه
- مالك ياندي
ارتفعت عيناها نحوه وكحل عيناها قد جعلها وجهها بشعاً
- اتجوزت عليا ياشهاب.. مراتك كانت حامل
- اتجوزت ايه وحامل ايه... قومي ياندي من علي السرير وجبيلي اي لقمه أكلها
تعالت شهقتها وهي تُطالع ملامحه
- اتجوزت عليا عشان ماليش حد.. صح ياشهاب
دفعها من فوق الفراش حانقاً
- مش عايز اتهبب اكل حاجه... بصي يابـ.ـنت الحلال لما اصحى نبقى نشوف حكايه الجواز ديه
وقفت مذهوله من بروده حديثه... هي تبكي طيله الليل حتى ظهيرة اليوم التالي وهو يُحادثها ببرود بل ويغفو
- طلقني ياشهاب... طلقني عشان انت خـ.ـا.ين
فتح نصف عينه يرمقها
- حاضر لما اصحى هبقي اطلقك
- شهاب انت بجد هطلقني
وعادت لبكائها ثانيه.. لا تُنكر انها أضعف من ان تسمع تلك الكلمه وتنطقها.. شهاب هو عالمها كله... عاشت فترة طفولتها ومراهقتها ونضجها وهي تحبه... اختنقت وهي ترى حياتها من دونه
واقتربت منه تدفعه فوق صدره بقوه
- شهاب اقوم اصحى.. طلقني ونام ياخـ.ـا.ين
- شكلي كده مش هعرف انام
قبض على كفيها وجذبها اليه لتسقط فوق الفراش جانبه يضمها نحوه
- العاقل اللي لما بيتجوز مره ياحببتي مبيفكرش يعدها تاني.. وانا الحمد لله بكامل قوايا العقليه... فأتخمدي جانبي عشان انتي ليكي ليله طويله هنتحاسب تاني فيها على غباءك وهبلك مع الناس
واردف متوعداً
- هعيد تربيتك من اول وجديد ياندي... مبقاش انا شهاب الا ما ربيتك
- اتجوزت عليا ياشهاب
هتفت بما يدور بعقلها غير منتبها لحديثه.. ليضمها اليه وهو يغفو
- مش انا الراجـ.ـل اللي يتجوز على مـ.ـر.اته من وراها ياندي... يوم ما هعوز اعملها هخليكي تختاري العروسه
قالها وهو يعلم أن جنونها سيزداد وقبل ان تفتح شفتيها بالعويل والوعيد... كان يُسكتها بطريقته الخاصه
وبعد وقت كانت تدفن رأسها بصدره تسأله
- انت بتعمل فيا كده ليه.. شهاب انا بحبك انت لو سبتني ممكن امـ.ـو.ت
زاد من ضمها اليه يحتويها بحنانه ورجولته
- زي ما انا بحافظ على حبنا وحياتنا ياندي حافظي انتي كمان عليهم
وكان لكلامه الف معنى ومعنى
............................
تعلقت اعين السيده سميره ب سماح الراقده فوق الفراش تُطالع سقف حجرتها بشرود... عادت سماح لنفس المكان ونفس البنايه والحجره والفراش وكأنها كانت في رحله وسط أحلامها
- هتفضلي كده ياسماح
ابتلعت لعابها وهي تنظر للسيده سميره عنـ.ـد.ما رأت الشفقه في عينيها.. ارتعشت شفتيها
- مش مكتوبلي افضل قويه... كل راجـ.ـل دخل حياتي كـ.ـسرني
- بس سهيل مكـ.ـسركيش يابـ.ـنتي... ده بيحبك
سقطت دmـ.ـو.عها وفي لحظه كانت صوت شهقاتها تعلو
- انا كنت مجرد دور في حياته... كنت في حياه ماهر دور وكانت في حياته هو كمان دور
وانحدرت دmـ.ـو.عها بضعف
- بس انا حبيت سهيل..
ودبت فوق قلبها
- انا حاسه اني بمـ.ـو.ت
لتسقط دmـ.ـو.ع سميره على رؤيتها بهذا الضعف... سماح القويه المتمرده عادت مهزومه مكلولة ... غمرتها سميره بين ذراعيها بأمومه تبكي علي حالها
- كان مستخبيلك فين ده يابـ.ـنتي
............................
وقفت تتأمل المرسم الذي اعده لها بأنبهار غير مُصدقه انه فعل ذلك من أجلها... تلك الغرفه لم تكن تظن انها إليها ولم تذهب حتى لرؤيه ما بها
- انت عملت كده عشاني
ابتسم وهو يرى فرحتها
- اكيد ياياقوت... وقبل كمان ما ننقل الفيلا... كانت من ضمن خططي
أشارت نحو حالها
- يعنى معملتش كده عشان تعوضني
غمرها بذراعيه ومازالت عيناها عالقه بالغرفه
- لو كنتي دورتي على مفتاح الاوضه ديه كنتي هت عـ.ـر.في الاجابه
عيناها ارتفعت نحو عيناه لتتعلق بهما
- ياقوت انا مكنتش ناسيكي اوي كده... يمكن كنت..
وقبل ان يُكمل باقي عبـ.ـارته وضعت يدها فوق شفتيه
- حمزه انا مبسوطه اوي...هرجع اشتغل صح
ضحك وهو ينظر في عينيها التي طلما كانت سحره
- اكيد ياياقوت.. بس أدهم وعبدالله يكبروا شويه عشان يشبعوا من حنانك ولا انتي ايه رأيك
اماءت برأسها وقبل ان تنطق بشئ كان يفعل ما يتوق اليه بشـ.ـده
انحبست أنفاسهم.. ليبتعد عنها يضع جبهته فوق خاصتها
أراد العوده لذلك المذاق ولكن رنين هاتفه جعله يتنهد ليخرج الهاتف من جيب سرواله ناظراً لرقم المشفى والخــــوف يدب في اوصاله
............................
نظرت فاديه لاولادها الملتفيان نحو صفا.. كانت تبعثهم إليها حتى تُشعل نيران قلبها على طفلها المفقود ولكن صفا كانت تضم أبنائها لحـ.ـضـ.ـنها بحنان تتمنى ان تشم رائحه طفله فيهم
أسئلة الصغار نحو متى سيعود ابن خالهم ومن خـ.ـطـ.ـفه كانت فاديه تُحفظها لهم وما كان من صفا الا البكاء تُخبرهم ان يدعوا الله ان يأتي ويكبر بينهم
والصغيران بالفعل كانوا يدعوا ويتمنوا عودته ويكبروا سويا ويصبحوا أصدقاء
اغلقت فاديه باب الغرفه خلفها حانقه من سماع دعوات أولادها
جلست فوق الفراش تمسد فوق بطنها بقلق
- ياترى عزيز هيفرح
وتلاشي قلقها لتحتل السعاده ملامحها
- اكيد طبعا هيفرح
رن هاتفها اخيرا لتلقط الهاتف من فوق الفراش
- مش قولت يافاديه نخف الاتصال ما بينا.. انتي عايزانى اروح في داهيه
ثم اردف دون أن يترك لها مجال للحديث
- قوليلي الوضع عندكم ايه
وضحك بشمـ.ـا.ته هاتفاً
- قلبي عند اخوكي... عشت وشوفت فرات النويري عاجز ومش عارف يلاقي ابنه
- عزيز انا حامل
ليسقط بعدها الهاتف وفرات يدلف الغرفه غالقً الباب خلفه
↚
عيناه المظلمه جعلتها تتنبأ بما تخشاه... لقطات عديده صورها لها عقلها
أزدرات لعابها بصعوبه مُبرره بخــــوف وجــــســ ـد يرتجف
- فرات انا
صرخه واحده منه جعلتها تزحف فوق الفراش خائفه.. تلعن عزيز داخلها
- أنتي تخرسي خالص يافاديه.. انا مش عارف هتفضلي غـ.ـبـ.ـيه لحد امتى
واشار إليها بقسوه
- هفضل ألــم وراكي لامتى
واغمض عيناه وهو يتخيل المصيبه التي وضعته بها بجانب ذلك الوضع الذي بات فيه
- هو انا ناقص مصيبه تاني.. عشان تبقى حامل من الزفت ده... حامل من واحد اسمه اتمسح من السجلات وبقي مع الوفيات
وبصق بوجهها وهو يرمقها بغـــضــــب
- غـ.ـبـ.ـيه وهتفضلي عمرك كله غـ.ـبـ.ـيه.. شوفي مين هيخرجك من مصيبتك.. خلاص انا زهقت من غبائك
تركها في دهشتها واقفه وهي لا تستعب انها نجت منه وان فرات لم يُفسر شئ من مكالمتها الا خبر حملها
مسحت دmـ.ـو.عها تلتقط أنفاسها تنظر حولها لتهوي فوق الفراش متمتمه
- انا لازم اخلي عزيز يرجع الولد.. فرات مش هيرحمنا
.............................
وقفت صفا أمام حجرتها تضم اولاد فاديه إليها الخائفين من صوت فرات الصاخب.. لم تسمع سبب صراخ فرات ولكن ماسمعته جعلها تخشي بطشه الذي نالته يوماً.. مهما فعل فرات معها سيظل دوماً الرجل الذي حطم الجزء النابض داخلها أملا بالحياه
التقت عيناهم بعدmا غادر غرفة شقيقته.. نظرتها اليه دوماً تقــ,تــله وهو ليس بحاجه لأكثر مما يعيشه
اقترب منها ببطئ يتأمل اولاد شقيقته المُتشبثين بها لينحني نحوهم يُداعب خصلاتهم الناعمه
- حبايبي متخافوش... روحوا للداده بتاعتكم
عاملهم بلطف حقيقي نابع من قلبه..فأرتمي الصغيران بين ذراعيه
- متعملش حاجه لماما ياخالو
نبض قلبه بقوه وهو يرى ردت فعلهم... اهتز جــــســ ـده فكيف لم يشعر يوماً بلذه ذلك الدفئ.. قسوته والقانون الذي وضعه بقلبه جعله دوماً يحيا حياه ظنها يوماً هي الحياه
ولكن كل شئ تبدل..فرات القاسي لم يعد هكذا
فرات الذي ظنا انه سيحيا حياته جميعها لا يهزه شئ... أصبح أضعف مما يكون يحتاج فقط للمسه حانيه من يد أحدهم
واه من أحدهم.. أحدهم تقف أمامه تُطالعه بنظره تقــ,تــله... تُحمله ذنب طفلهم
انصرف الصغيران لمربيتهم فلم يعد الا سواهم وصوت انفاسهم
- هتجبلي ابني امتى... هتجبهولي امتى انت السبب
انهارت أمامه وكأنها أصبحت تعلم أن نقطه ضعفه باتت وهو يراها هكذا... لم يتحمل الوقوف اكثر من ذلك.. وغادر من أمامها يجر خطاه لتتحول ملامحه للجمود حتى وصل لغرفه مكتبه يدور بها كالثور الهائج
- هدفعك تمن خـ.ـطـ.ـف ابني ياعزيز.. فكرني غـ.ـبـ.ـي
وأسرع بأخراج هاتفه... ليضغط على رقم احد رجـ.ـاله
............................
ألتمعت عيناه بالدmـ.ـو.ع وهو يرى الأطباء مُلتفين حول فراش صغيرته الراقده
- طب حاسه برجلك كده
نفت برأسها عن سؤال الطبيب لينظر أحدهم لصديقه ثم ألتقت عيناهم بحمزه الواقف
وقفت ياقوت على اعتاب الحجره تنظر بآلم ودmـ.ـو.ع لمريم
غادروا جميعاً حتى يتناقشوا في حالتها... لتظل هي واقفه دون حركه..
تعلقت أعين مريم بها فبكت... بكت كالاطفال... مما جعل قلب ياقوت يرتجف فهرولت نحوها
- مريم انتي كويسه ياحببتي
آلمها لم يكن الآن جــــســ ـدياً.. فآلام جــــســ ـدها قد طابت ولكن الآن هي تتآلم وهي تتذكر كل ماعاشته ذلك اليوم.. اقتراب وليد منها ونظراته الراغبه وصوته وهو يُخبرها انها الليله ستكون ملكاً له جذبه لها ومُحاوله تقبيلها ثم فرارها نحو الشرفه صارخه بأنها ستُلقي حالها اما يبتعد ويتركها... صوت ضحكاته عادت تخترق اذنيها وهو يستهين بحديثها... ولكن مع اقترابه منها بخطواته وهو يبتلع احد الحبوب... جعل القرار حاسماً ونست عمرها وحياتها... انتهاك حرمة جــــســ ـدها والمـ.ـو.ت كانوا أمامها... فلم تختار الا المـ.ـو.ت فهى تستحق ذلك
ازداد نحيبها ومع مد ياقوت ذراعيها إليها كانت مريم تتوسد صدرها مُتشبثه بها
- خليكي معايا ياياقوت متسبنيش
رجاء كان عجيب.. أتسعت أعين ندي التي كانت تلتقط أنفاسها بصعوبه من أثر ركضها فور سماع خبر افاقة ابنة شقيقتها كما كان هذا حال شريف وحمزه الذي كان ينظر لصغيرته بحـ.ـز.ن
.............................
نظرت ياقوت الي مقعده الفارغ حول مائده الطعام وتركت بعدها معلقتها تزفر أنفاسها بثقل.. لترمقها ياسمين بحـ.ـز.ن وتترك هي الأخرى طعامها
- هتخف وتبقى كويسه ياياقوت
- قلبي و.جـ.ـعني اوي عليها ياياسمين...
سقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر ذلك الخبر الذي اخبرهم به الطبيب.. مريم لن تسير علي قدmيها الا بعد مراحل عده من العلاج الفيزيائي
- طب وهي تقبلت الخبر
تسألت ياسمين وهي تنظر لاعين شقيقتها الباكيه.. لتتنهد ياقوت وهي تنظر نحو مقاعد المائده الفارغه
- فضلت تسألنا زي الطفل الصغير... هتمشي تاني ولا لاء.. مهديتش غير لما حمزه اتكلم وطمنها
وتعلقت عيناها بأعين ياسمين التي تسمعها بأنصات
- انا النهارده عرفت وفهمت كويس ليه مريم كانت بتكرهني اووي كده يا ياسمين ... حمزه بالنسبه لمريم اكبر من كلمه اب.. كانت فكراني هاخد حبه ليها وهسرقه منها..انا مكنتش مستوعبه ان في تعلق بأنسان كده
ربتت ياسمين فوق كتفها زافره أنفاسها
- في تعلق وحب زي المرض ياياقوت... احيانا الإنسان ممكن يقــ,تــل من كتر هوسه وحبه
حركت ياقوت رأسها صامته ومازالت صوره مريم أمامها... كل شئ داخلها قد مُحي اتجاه مريم... فطرتها أزالت كل ضغينه حملتها رغما عنها يوماً... ولم تعد تتمنى الا ان تعود مريم كما كانت
- ياقوت هو لمسها
سؤال كان يلح في ذهن ياسمين بفضول لا تقصده ولكنه طبيعه بشريه
- لا ياياسمين.. لما جيه يقرب منها رمت نفسها
تمتمت ياقوت بتلك العبـ.ـاره وهي شارده... لتنهض بعدها
- انا طالعه اشوف حمزه... من ساعه ما رجعنا وهو قافل على نفسه
اخذتها قدmاها اليه.. مهما عانت معه وواجهت الا انها تُدرك ان زوجها رجلا بحق... رجلا يستحق العيش معه ومنحه الأعذار حتى لو ثارت قليلا او تمردت
طرقات خافته حطت على باب غرفته لم يعبئ لها..تنهدت وهي لا تسمع اجابه منه ثم دلفت تنظر إلى مكان جلوسه
حـ.ـز.نت عليه وهي تراه بذلك الانكسار... تعلم انه يلوم حاله على ماحدث لمريم... مريم الابنه التي لم يُنجبها والامانه التي تركتها له سوسن
- حمزه
هتفت اسمه فرفع عيناه نحوها.. عيناه اخبرتها بالكثير ولكنه لم يتحدث بشئ
اغلقت باب الغرفه واتجهت اليه تربت فوق كتفه
- هتبقى كويسه ياحمزه.. الموضوع مسأله وقت
ظلت تتحدث وتتحدث وهو في عالم آخر ولكنه يسمعها
- انت مصدر قوتنا كلنا ياحمزه وخصوصا مريم
وعند تلك العبـ.ـاره انهار كلياً
- انا تعبت ياياقوت
ارتمي بين ذراعيها كطفل صغير..ولاول مره تراه بهذا الضعف..
- ضيعت الامانه.. هقول لسوسن ايه لما اقابلها
وابتعد عنها ينظر في عينيها يسألها
- تفتكري انا اناني ياياقوت
نفت برأسها واسرعت في ضمه إليها
- انت عمرك ماكنت اناني ياحمزه... اللي حصل لمريم ده قدرها... قدر محدش بيهرب منه... الاقدار بتعلمنا الحكم وتفوقنا.. هنقف جنب مريم وهندعمها
ابتعد عنها يمسح وجهه بكفيه حتى يُزيل عنه أثر ضعفه فأردفت
- مش الدكتور قالك كل ما اتحسنت نفسيتها هتخف اسرع
اماء برأسه وقد دب الأمل داخل قلبه... لتضم كفيه بين كفيها بحنان
- خلينا نكون سندها ودعمها... خلينا نكون نقطه الدعم مش الانكسار
منذ أن تقاربت الأحاديث بينهم والازمـ.ـا.ت كان شئ واحد يُدركه.. ان بين يديه كنز... كنز لم يعلم قيمته الا حينا فقدها وانهارت الجدران من حوله... ضمها اليه بعشق
- انا ازاي مكنتش مقدر انك النعمه اللي ربنا كان شايلها ليا عشان يعوضني... كنت فاكر نجاحي والفلوس الكتير هي العوض... لكن طلعتي انتي العوض الحقيقي ياياقوت
ولم تشعر بعدها الا وهي تستيقظ على طرقات خجله من شقيقتها تهتف اسمها بهمس من أجل الصغيران اللذان لم يكفوا عن البكاء لحاجتهم لوالدتهم
ابتعدت عن ذراعيه تنهض من فوق الفراش..
أسرعت لفتح الباب حتى لا يستيقظ على أثر طرقات ياسمين
وفور ان فتحته.. خجلت ياسمين بشـ.ـده وهي ترى شقيقتها تُرتب ثيابها وتغلق ازرار منامتها
.........................
وقف في شرفه مكتبه ينظر إلى شقيقته وابناءها وهم يدلفون للسياره عائدين للعاصمه.. مُصيبه أخرى وضعته بها وهو حملها بطفل منه وهي تعلم أن زوجها في سجلات الحكومه مـ.ـيـ.ـتً
ضـ.ـر.ب بقبضته فوق سور الشرفه زافراً أنفاسه
- هفضل طول حياتي احاول انسي انهم ولاده
واردف متوعداً
- نهايتك قربت ياعزيز الكـ.ـلـ.ـب... ولادك وانا اللي هربيهم وفاديه كفيل اني اخليها تنساك... همـ.ـو.تك زي محرمتني من ابني
لمعت عيناه بالانتقام بعدmا تأكد أن عزيز هو من خـ.ـطـ.ـف ابنه واعطاه لأحدهم
فتح قبضه يده لينظر الي تلك المصاصه المطاطيه الخاصه بطفله التي وجدها رجـ.ـاله في منزل ذلك الرجل الذي أعطاه عزيز طفله... رفعها نحو أنفه لعله يشم رائحه ابنه
طرقات عنتر فوق باب غرفته افاقته... ليلتف بجــــســ ـده اليه
- فكرت ياعنتر
طأطأ عنتر عيناه أرضا يُهز رأسه
- ايوه يا بيه
انتظر فرات ان يسمع رده وعنـ.ـد.ما طال صمت عنتر
- انسى خلاص ياعنتر... انا هتصرف.. انت رجلي المخلص وعمري ماخسرك
- انا موافق يابيه اتجوز الست فاديه
تنهد فرات براحه فقد خلصه عنتر من تلك المصيبه التي اوقعته بها شقيقته وحملها من رجل في نظر الدوله والناس مـ.ـيـ.ـتً... لو كان فرات القديم لكان حل أمرها بأبسط الطرق وهو اجهاضها
ولكن كل شئ به تغير
- مش هنسالك خدmتك ديه طول عمري ياعنتر..
وكل شئ كان مرتب لتلك الزيجه بالشرع والقانون
..........................
دلفت خلفه لغرفتهما بأرهاق بعد ليله طويله قضوها بالمشفى بجانب مريم
رمت بثقل جــــســ ـدها فوق الفراش وخلعت حذائها ولكن عنـ.ـد.ما تذكرت هيئه ابنه شقيقتها بعدmا علمت عدm مقدرتها على المشي لمده لا يعلمها إلا الله انهارت وبكت
ترك ثيابه النظيفه التي اخرجها من الخزانه يسألها بلهفه
- ندي مالك فيكي ايه تاني... مش قولنا هنبطل بكى عشان مريم
- مش قادره ياشهاب... مش قادره
ضمها اليه وهو حزين على ما أصاب صغيرتهم.. رغم غـــضــــبه من أفعالها الا انه يضع كل شئ جانباً ويكون خير سند لها
- اهدي وكفايه عـ.ـيا.ط... عايزك قويه ياحببتي.. مريم محتاجانا
ابتعدت عنه تمسح دmـ.ـو.عها ليصدح رنين هاتفه تلك اللحظه.. أجاب بعدmا نظر إلى الرقم المجهول الذي يرن عليه بألحاح منذ الأمس
- ايوه.. مين معايا.. اه فاكرك كويس.. انتي عامله ايه دلوقتي
نهض من جانبها يتحدث مع الطرف الآخر بأريحيه.. لتجحظ عيناها
- اكيد فاكر وعدي ليكي... تعاليلي على عنوان الشركه وهاتي اوراقك معاكي
أنهى مُكالمته وقبل ان تتسأل عما سمعته وتعود لبكائها
- ديه واحده خبطها بعربيتي لما كنت راجع من سفرية اسكندريه... وحضرتك سمعتي الممرضه بتقولي أن الجنين مـ.ـا.ت.. طبعا شكيتي فيا كعادتك
أرادت الحديث وتوضيح له سبب ظنها وقلقها الدائم من فكره الزواج عليها
- خليني اكمل ياندي... الست جوزها رماها هي واللي في بطنها لانه قرف منها ومن شكلها بعد مبقاش ليها نفع في حياته..عرضت عليها اساعدها بعد ما برأتني قدام الظابط وأنها كانت الغلطانه
وعقد ساعديه أمام صدره ينظر إلى ارتباكها وخجلها من سوء ظنها
- محتاجه تبرير تاني ياندي
- انا اسفه ياشهاب
ارتبكت وهي تطرق رأسها ارضاً وتهرب من نظراته إليها
- غـ.ـصـ.ـب عني صدقني... بقيت خايفه تتجوز عليا عشان تخلف طفل.. شهاب انا ممكن امـ.ـو.ت فيها مقدرش اتحمل اشوفك مع واحده غيري
بكت بحرقة وهي تتخيل لو يوماً تركها وعـ.ـا.قبها بزوجه من أخرى
تألــم من أجلها يعلم أن ندي شخصيه هشه ضعيفه ولكن تحبه تفعل المستحيل لأجله
ضمها اليه وهي تفيض له بثقتها رغما عنها ب سمر وأنها اعدتها شقيقه لها وأنها لا تفهم شئ من خبث البشر.. لم تكذب عليه هي بالفعل هكذا ندي لا تؤذي احد ولكن في بعض الأحيان تكون غشيمة في ردود أفعالها
- عقدتي من جواز حمزه وياقوت مسيطره عليا... ناديه كانت عايزه تجوز حمزه حتى لو سوسن عايشه.. ربنا كان رحيم ب سوسن ومعشتش لحظه زي ديه لأنها مكنتش هتتحملها وانا مش هقدر والله ما هقدر ياشهاب
- ندي انا عمري ما هتجوز عليكي... ولو عملتها هخليكي تختاريلي العروسه
اردف عبـ.ـارته الاخيره مازحاً حتى يرى شراستها ولكنها ابتعدت عنه تشيح عيناها الباكيه بعيداً
- حاضر.. بس يوم ما تتجوز طلقني ساعتها وانا هتمنالك السعاده
لم يكن مقصده من عبـ.ـارته ان يرى ضعفها وانكسارها ولكن كل ما أراده شراستها
- هو ده اللي ربنا قدرك عليه... اسمعي بقى ياندي يابـ.ـنت عبدالله الراجـ.ـل الطيب.. عيال من غيرك مش هخلفهم وكلمة خلفه وجواز وطـ.ـلا.ق مسمعهومش تاني
واردف وهو يتذكر ذكرى قديمه مع والدته
- ومين قالك اننا مش هنخلف.. اومال دعوة حمـ.ـا.تك ليا اني اجيب تلت بنات هيجوا من منين...
تآوهت بعدmا جذبها من ذراعها نحوه
- وروحي يلا حضريلي الفطار زي اي زوجه شاطره كده ياحببتي
طالعته متسعه العينين من تغيره
- انت مش كنت رايح الشركه
- ياسلام اروح وانا جعان.. لا ده انتي كده هتخليني اتجوز عليكي
ركضت من أمامه فأبتسم وهو يفرك خصلات شعره
- مـ.ـجـ.ـنو.نه بس طيبه وهابله
............................
نهضت من فوق الفراش بصعوبه وهي تسمع صوت عمها الحاد
- انت محفظتش على الامانه يامراد... انت لازم تطلق هناء... كفايه اوي لحد كده في بـ.ـنت اخويا
اشتعلت أعين مراد بنيران الغـــضــــب... وهي يسمع حديث والده
ولم يترك له مساحه للرد فهتف بأسم ابنه شقيقه
- ياهناء تعالي يابـ.ـنتي... انا الغلطان من الاول
لم يشعر مراد بحاله وهو يصـ.ـر.خ بقهر من والده
- انت ليه كده... قولي ليه كده
- ولد انت ازاي بتكلمني بالاسلوب ده
لم يكن ما مر به مراد ب الهين.. ورغم كل ما كان به الا ان فؤاد لم يكن يرحمه بحديثه وكم هو فاشل... والده نسي كل شئ فعله معه في حياته ولم يرى الا الغلطه الوحيده التي ارتكبها رغماً عنه
- انت عمرك ما كنت اب ليا... ناديه اللي هي مش امي كانت احن منك... قولي ليه كده
ثم انهار فوق احد المقاعد يضم وجهه بين كفيه... مُتحسرا على حاله
- حرمتني ادخل الكليه اللي بحبها... ولم حبيت جاكي هدmت علاقتنا ببعض... الحاجه الصح اللي اجبرتني عليها وهفضل اشكرك عليها في حياتي هي هناء
تعلقت عين فؤاد بأبنة شقيقه الواقفه بأعياء.. لتلتمع عيناه واتجه نحوها غير عابئ بعبـ.ـارات ابنه... للأسف كانت تلك هي طباع فؤاد مهما مر الزمن.. ناديه لها جزء في تغير قلبه المظلم بخيانه زوجته الأولى ولكن مع مراد مازال كما هو يراه الطفل الصغير الذي يُخطئ دوما وان قرارته لابد أن تكون منه هو.. لا يقبل ان يخرج ابنه من جلبابه
- هناء انتي عايزه تفضلي معاه يابـ.ـنتي.. متجيش في يوم تقولي ظلمتني ياعمي
بكت وهي تُحرك رأسها يميناً ويساراً وعيناها عالقة بأعين مراد
- انا بحب جوزي ياعمي
الكلمه كانت لها معنى اخر... معنى ستمر به ومعه السنين وسيظل المشهد والكلمه عالقتان في القلب... ابتسم فؤاد وهو يرى ألتفاف رأس ابنه نحو زوجته بعدmا كان يُشيح عيناه بعيداً عنهم
- بعد كل اللي حصلك بسببه... عايزه تكملي معاه
اماءت برأسها وهي تتذكر الضغط والإرهاب الذي حاوطها به مارتن
- مراد ملهوش ذنب في اللي حصل ياعمي
صمت فؤاد وهو يدور رأسه بينهم وانصرف بعدmا أعاد لمراد ذكريات كثيره من القمع... انزوي بنفسه بالشرفه يُدخن بشراهة
تحملت على ارهاقها وآلام جــــســ ـدها واقتربت من مكان وقوفه
- مراد
- سبيني ياهناء لوحدي
بمكر تمسكت بالجدار خلفها
- مراد ألحقني
كانت ذكيه ماكره وعنيده وشقيه وآبيه كما اعتادها منذ أن تزوجها... هناء وحياته معها كأسمها.. هي وحدها من تستطيع تحويله من رجل كالجليد لرجل مُتلهف عاشق إليها
من رفض الزواج منها يوماً حملت مفاتيح قلبه
عنـ.ـد.ما رأها تبتسم وهو يحملها مُتجهاً نحو الفراش.. قطب حاجبيه بضيق
- بتمثلي عليا التعب ياهناء
رمقها بغـ.ـيظ وألتف ليُغادر الغرفه وينفرد بحاله.. فأسرعت في ألتقاط يده
- مراد عمي بيحبك صدقني... يمكن اسلوبه للأسف مش صح.. بس هو بيحبك
نظر إليها بعدmا استدار بجــــســ ـده نحوها
- بكره لما تبقى اب هتتعامل مع ولادك بأسلوب عجيب في نظرهم.. كلنا بنستغرب أساليب اهلينا معانا
- انتي ازاي كده ياهناء
زمت شفتيها بطفوله.. ليبتسم رغماً عنه
- اللي هو ازاي... ما انا حلو اه بس مرهقه شويه
حـ.ـضـ.ـنه وضحكاته وحدهم من كانوا يعبروا عن مشاعره الخافقه
- هناء انا كل يوم بعيشه معاكي بعرف يعني ايه سعاده... بتأكد أني مكنتش هكون محظوظ لو بعدتي عني
غمرها بعاطفة حبه لتتآوه بضعف بعدmا ضغط على جــــســ ـدها بأحتضانه القوي لها
ابتعد عنها خــــوفاً يضم وجهها بين كفيه يفحصها بعيناه
- أنتي كويسه... معلش ياحببتي و.جـ.ـعتك
- مراد هو انا ممكن اروح البلد عند بابا وماما وحشوني وعايزه ابقى معاهم
تجمدت ملامحه وظن انها تُريد البعد عنه
- مراد مجرد راحه أعصاب... انا محتاجه ده عشان الحمل
لم يستعب اخر ما نطقته وفرك عنقه مُتسائلا قبل أن ينتبه الي ما أخبرته به
- كلام عمك أثر فيكي ياهناء مش كده.. انتي قولتي ايه
عيناه اتسعت بعدmا رن حديثها داخل عقله.. ضحكت على تحوله السريع
- مقولتش حاجه يامراد
- هناء هو انا اللي سمعته صح..
ولم ينتظر منها اي حديث.. فعناقه كان هو الحديث
- انا اسف ياهناء
لم تفهم مقصد آسفه ليردف بعدها
- اسف عشان عيشتك مشاكل وصراعات... خليتك تعالجي عقد جوايا في وقت المفروض اكون انا مصدر سعادتك.. ظلمتك واتحملتيني... حبتيني في وقت مكنتش استاهل حبك.. طفيت فرحتك بفستان الفرح وفي احلى يوم اي بـ.ـنت بتستناه..
ابتسمت وهي تتذكر كيف تمنت تلك اللحظه.. كيف تمنت ان تجعله رجل عاشق ذليل العشق ثم تنفره كما نفرها يوماً.. ولكن هل القلب ينتقم يوماً ممن احبهم
لا حرقه قلب ظلت ولا انتقام ظل... مريـ.ـض من تأتيه السعاده بين يديه كما كان يتمنى يوماً ثم يتذكر انكسارته ومن كـ.ـسروه
لو النظر المرء لترتيب القدر.. سيتعلم ان كل هذا ما هو إلا لحكمه
الانكسار حكمه.. وتأخر أحلامك حكمه.. حتى تحطم قلبك حكمه
- مراد انا واحده خارجه من فيلم اكشن...مدخلنيش فيلم دراما كله نكد..
ابتعد عنها ينظر لملامحها المكدومه بعض الشئ
- هناء انتي متأكده انك كنتي مخـ.ـطـ.ـوفه ياحببتي
ضحكت وهي تومئ برأسها
- مراد ياحبيبي مراتك ست فرفوشه وتافهة.. ربنا خلقني كده هنعترض
ضحك بملئ قلبه وهو يعود لضمها يتذكر كيف كان يكرهه النساء ذوات الشخصيه التي لا تحسب هم لليوم ولا الغد.. اليوم هو يعشق طباع زوجته لا يرى فيها الا اكتمال لشخصيته الكئيبه
- شوف اهو نسينا الموضوع الأساسي... مش هتعمل بقى زي الافلام وتشيلني وتلف بيا وتقولي مش مصدق انك حامل ياحببتي..
ضحكاته ظلت تصدح في أنحاء الغرفه... يبدو أن صدmه ماعاشته أثرت على عقلها كما ظن.. ولكن هناك شئ لم يكتشفه بشخصيه زوجته الي الان... الصدmه والضغط النفسي لا يجلب معها إلا جنونً وسيحب ذلك الجنون دوما معها
- وماله نشيل ونلف بيكي ياستي زي الافلام ونعمل حاجات حلوه كتير
حملها وهو يغمز لها ناسياً اي حديث دار بينه وبين والده ولكن داخله شئ كان مُصر عليه... سيجعل نغم تدفع الثمن ويوماً سينال حق زوجته من مارتن ولكن فصبراً
.........................
لم تصدق حالها وهي ترى سماح واقفه أمامها... أسرعت نحوها تحتضنها بشوق
- مصدقتش نفسي لما عرفت انك هنا ياسماح
ضمتها سماح اليه وجاهدت ان تظل سماح القويه كما عاهدتها ياقوت
- حشـ.ـتـ.ـيني و ياياقوت
ابتعدت الصديقتان ثم عادوا لعناق بعضهم
- احتاجتك كتير في حياتي ياسماح
وابتعدت تلك المره ياقوت تسألها
- فين جوزك ولا منزلش معاكي
- احنا انفصالنا ياياقوت
رغم الآلم الذي نغز قلبها الا انها قالتها بصلابه تخفي شعورها الحقيقي... ألجم الخبر ياقوت لتتجاوز صدmتها سريعا
- تعالي نقعد واحكيلي.
- هنحكي كتير ياياقوت متقلقيش... بس النهارده جايه اطلب منك مساعده
تعجبت ياقوت من هروب سماح في الحديث معها ولكن احترمت رغبتها
- اطلبي ياسماح.. انتي اختي
- حمزه يساعدني اشتغل في الجريده اللي بتمول اعلانات شركاته... انا عارفه انه طلب مش لطيف لكن انا محتاجه الشغل اوي ياياقوت وللأسف مكاني في الجريده اللي كنت شغاله فيها مبقاش موجود
مضي الحديث بينهم ووعدتها ياقوت ان تُحادث حمزه الليله رغم مايمر به الا ان رجاء سماح جعلها تشعر انها بالفعل بحاجه سريعه للعمل وهي لن تنسى ما فعلته سماح معها يوماً
قبل أن تنهض سماح وترحل سألتها
- مش عايزه تت عـ.ـر.في على عبدالله وادهم
اسرعت سماح في التقاط حقيبتها
- مره تانيه ياياقوت
أسرعت في خطواتها لتُغادر فهى لن تتحمل الان رؤيه الصغيران اللذان يعدان بعمر طفلها الذي مـ.ـا.ت فور ولادته وخشيت ان تسألها ياقوت عن حملها والطفل
فرت لتختبئ بجانب احد الأشجار بعدmا تجاوزت بوابه الفيلا لتنهار باكيه
الصوره بُعثت لذلك الواقف في مكتبه ينظر إلى سماء لندن بشرود لينظر الي صورتها قابضاً على هاتفه بقوه وقلبه يحترق عليها ولكن هو لا يُسبب لحياة كل من يعرفهم الا المـ.ـو.ت
شقيقه مـ.ـا.ت بسببه وجين مـ.ـا.تت بسبب هوسها به وهاهي سماح تتآلم فيمـ.ـو.ت هو
.......................
جلست مها على احد المقاعد في حديقه المشفى المُحتجزه بها مريم.. رائحه المشفى كانت تخـ.ـنـ.ـقها فلم تتحمل البقاء داخلها
ضمت جــــســ ـدها بذراعيها تشعر بأرتعاش طفيف في كامل جــــســ ـدها
وحيده هي لا تذكر شئ عن حياتها... عيناها توحي بطفله رغم ان جــــســ ـدها كله فتنة وانوثه وبين كل هذا هي ضعيفه لا تستعب شئ في الحياه
مسدت بطنها وهي تبتسم.. امس بعد أن أصابها الدوار اتجهت إليها إحدى الممرضات تسندها برفق وطلبت منها ان تجري احد الفحوصات بعد أن سألتها اذا كانت متزوجه ام لا.. لم ينتبه احد على اختفاءها القليل لسحب عينه الدm ولا حتى اليوم بعد أن تركت شريف مع مريم وعلمت بـ.ـنتيجة الفحص
ألتفت برأسها تنظر إلى بوابه الخروج من مبنى المشفى ثم تنهدت بيأس.. تُريد الرحيل من جو المشفى
شهقت بفزع وهي ترى أحدهم يجلس جانبها يزيل عنه تلك النظارة السوداء ثم غطاء شعره ثم لحيته المُستعاره وشاربه
انه عامل النظافة الذي ساعدته ولكن الآن انه شخص اخر
نهضت خائفه ليجذب يدها يجبرها على الجلوس كما كانت
- انت مين وعايز مني ايه
بحثت بعينيها عن شريف ليضحك سالم بخبث
- المحروس جوزك مش فاضيلك دلوقتي يامها... اقعدي اسمعيني كويس يااخت مراتي
- اخت مراتك... هو انا كان عندي اخت
ضحك وهو يشعر انه وصل لهدفه
- اه كان عندك اخت وجوزك هو اللي قــ,تــلها... واستغل انك مش فاكره حاجه وضحك عليكي
صرخت به وهي تهز رأسها نافيه
- شريف ميعملش كده... شريف بيحبني
رمقها ساخراً
- ولما هو بيحبك خبي عليكي ليه حقيقه ان كان ليكي اخت وأهل... علي العموم ده العنوان بتاعي لو عايزه ت عـ.ـر.في الحكايه كلها تعالي
واقترب منها يهمس لها بفحيح كالافعى
- أنتي عايشه مع اللي قــ,تــل اختك يامها... جوزك هو اللي قــ,تــلها
ارتدي نظارته كما وضع لحيته وشاربه المستعار ونهض مُغادراً المكان يشعر بالزهو... سينالها مهما طالت الايام... هي المتعه التي يُريد تجربتها
كانت أعين أحدهم تتابع المشهد وعيناه تترصد كل شئ كالصقر ولم يكن هذا إلا حمزه
..........................
داهمت الشرطه ذلك الوكر المُدنس بالنجاسه... لتصرخ رؤى الملتفه بالغطاء تسستر عُرى جــــســ ـدها... لم تتحمل مشهد رؤيه وضعها في عربة الشرطه بعد أن هبطوا بها وببعض الفتيات من إحدى البنايات .. نفضت يد الشرطي وركضت تضم الشرشف على جــــســ ـدها لتهوي ارضاً بعد أن صدmتها احدي السيارات
عيونها كانت مُتسعه واعين الواقفين تنظر اليها بشفقه واخري ان هذه نهايه من لا يخاف الله وتُدنسه الخطيئه
...........................
دلفت لغرفة مكتبه لتجده قابع علي مقعده شارداً... اقتربت منه تسأله
- مريم كويسه النهارده... هتخرج امتى
تنهد وهو يُعلق عيناه به
- بعد يومين هتخرج
صمت وهي أيضاً
- ياقوت ممكن مريم تيجي تعيش معانا هنا... لو مش موافقه مافيش مشكله ده بيتك...
- انت بتقول ايه ياحمزه... مريم زي ياسمين اختي والبيت ده بيتك انت ومن تعبك
تُذهله كل يوم بمعدنها الطيب...خير متاع الدنيا الزوجه الصالحه وهل يوجد افضل من ذلك... الصلاح لا يكون في العبادات وحدها إنما صلاح النفوس أيضا
ابتسم وقد زال الهم عنه واقترب منها
- حمزه وماله وكل حاجه فيه وبتاعته بتعتك انتي ياياقوت...
ابتسامتها ثم عناقها له جعله يضمها اليه بقوه
- بحبك ياياقوت...ومقدرش اتخيل حياتي من غيرك... بقيتي نقطة ضعفي يابـ.ـنت زيدان
ضحكت رغماً عنها لهتافه بتلك العبـ.ـاره
- بتضحكي... ده انا عليا كفاره لحلفاني في يوم اني مش هخلي ست نقطه ضعفي... واه جيتي انتي
مدت كفيها تمسح فوق لحيته
- كان فين الكلام الحلو ده من زمان
ضحك رغم الحـ.ـز.ن الذي يملئ قلبه
- كان في سبات عميق... يلا نصيبك بقى تتعبي شويه مع راجـ.ـل معقد زي
مازحته حتى تجعله ينسى همومه قليلاً
- معقد ووسيم
- بتعكسيني
اماءت برأسها.. لتتحول الليله من آلم كان يملئ فؤاده الي سعاده وأمل
ضمها اليه بعد عاطفة حبهم فضمت جــــســ ـدها اكثر اليه
- حمزه ممكن اطلب منك طلب... انا عارفه انه مش وقته بس..
وقبل ان تُكمل حديثها كان يلتقط يدها يُقبلها
- ياقوت اطلبي من غير خــــوف وخجل مني... افتكري ديما انك مراتي واميرتي وحببتي وأم ولادي
كلامه انعش روحها فلثمت صدره بقبله ممتنه
- سماح محتاجه مساعدتك انها ترجع شغلها في الصحافه
- هي سماح رجعت من لندن
تنهدت وهي تتذكر سماح وحالها الذي لم يُعجبها
- ايوه وانفصلت عن جوزها... ارجوك ساعدها ياحمزه... انا عارفه انك مبتحبش الواسيط
- ده انا افتح جريده مخصوص لسماح عشان خاطر عيونك.. حاضر ياحببتي
............................
اتجهت نحوه فأبتسم وهو ينهض ثم عانقها
- وانا اقول المكتب نور
ضحكت هند وهي تُقبل خد شقيقها
- لو كنت وحشاك كنت جيت تسأل عني
- الشغل ياهند ما انتي عارفه... وفي موسم عرض قريب ودmاغي فيها مليون حاجه
جلست واسترخت في جلستها وهتفت بمكر
- ودmاغك فيها البـ.ـنت اخت ياقوت برضوه مش كده
تجمدت ملامح هاشم
- متخبيش عني يا هاشم مشاعرك..انا شوفتك واقف بعربيتك بالصدفه قدام شركه حمزه اللي شغاله فيها... مدام بتحبها اتجوزها ولا عجباك وحدتك وعمرك اللي بيجري
زفر أنفاسه يمسح فوق لحيته
- مينفعش ياهند.. للأسف مينفعش... ياسمين أصغر مني ب ١٥ سنه.. انا راجـ.ـل في التلاتين وهي لسا مكملتش العشرين
- الحب ميعرفش سن ياهاشم.. الا لو مكنتش بتحبها بجد
أحلامه بها الكثيره ضحكتها وسحر عيناها البريئه وطفولتها... اكل هذا وشقيقته تسأله إذ لم يكن يُحبها
نهضت هند لتقترب منه تربت فوق كتفه قبل أن تُغادر مكتبه
- خد خطوه قبل ما تضيع منك ياهاشم
.............................
تأملها وهي نائمه مُتكوره على حالها تضم ثياب صغيرهم وتحتضنه.. جثي على ركبتيه جانب فراشها يمسح فوق وجنتها
- انا رايح اجبهولك ياصفا زي ما وعدتك
قبل يدها بحنو ونهض يلتقط سلاحه مُغادراً نحو هدفه
.............................
- أنتي فاكره نفسك ست تتحبي.. انا اتجوزتك عشان فلوسك كنتي صيده سهله... الطفل ده لازم ينزل يافاديه
وقفت مذهوله وهي تسمعه... تنظر للطعام الذي اعدته والشموع التي وضعتها وثوبها الذي ارتدته له
كل شئ كان يسير علي ما يرام الي ان جاء الحديث عن حملها ليهب واقفا يُخبرها انها لا بد أن تجهضه.. وعدها ان يأخذها هي وأولادها ويهربوا من البلد ويعيشوا بالخارج ولكن كل هذا تبخر
ثم ضحك وهو يرى ملامحها الباهته
- وعود ايه اللي وعدتك بيها..طول عمرك هابله بتصدقي اي حاجه
واقترب منها يلمس جــــســ ـدها بأثاره لتغمض عيناها بقوه
- مجرد لمسه مني ليكي بتخليكي زي العابده قدامي
لم يكن كاذبً.. كانت هذه هي الحقيقه التي آلمتها
لتصرخ وهو يزيل عنها تلك البروكه التي تضعها فوق رأسها
- متجوز واحده قرعه
واخذ يضحك وهو يراها كيف تعود لوضع البروكه على رأسها... صرفت الكثير من المال ولكن لا أمل كان يوجد لانبات شعرها
- اتخرستي كده ليه يافاديه... يابـ.ـنت الاكابر... نسيت اقولك مش زمان اخوكي عرف انك السبب في خـ.ـطـ.ـف ابنه.. كده مبقاش ليكي عوزه
- هقــ,تــلك ياعزيز
خرجت تلك العبـ.ـاره من شفتيها وهي ترتعش... لتصدح ضحكاته الساخره
- نسيت اشكرك علي الفلوس... ابقى بوسي جذمة اخوكي بقى يمكن يسامحك ويرميلك شويه فتافيت
وألتقط الغطاء الذي يخفى به وجهه
- سلام ياام العيال... وابقى شوفي هتكتبي العيل اللي في بطنك بأسم مين
حواسها لم تكن مُرتكزه معه... عيناها كانت عالقه بتلك السكين القابعه بجانب طبق الفاكهة... اليوم كان هو يوم شياطينهم
ليحصدوا شرور اعمالهم
طـــعـــنه ثم سقوطه من شرفه غرفتها التي اتجها اليه راحلا كما اتي منها
لتسمع صرخته غير مُصدقه انها فعلت ذلك
وصوت فرات يعلو من الأسفل فوق جــــســ ـد عزيز
- ابني فين ياعزيز... ابني فين
فتح عزيز عيناه ينظر اليه وفرات يصـ.ـر.خ راجياً
- وديت ابني فين...
- ابنك.....
↚
ألتقطت عيناها الباهته من أثر البكاء سيارته فدبت اللهفة داخل قلبها... قد عاد بصغيرها
ف يومان غاب بهم عن المزرعه اوحي لها انه لن يعود الا به... ركضت رغم وهانة جــــســ ـدها والشوق يقذفها فوق درجات الدرج لتقف مُتخشبة الجــــســ ـد مُحدقه بيديه الخاليه ثم انتقلت عيناها نحو اولاد فاديه
تقابلت عيناهم فأشاحهم صارخاً بأحدي الخادmـ.ـا.ت
- خدي الولاد طلعيهم اوضتهم
كانت عيناها تجول بينه وبين الصغار وداخلها املاً ان يدلف أحدهم من باب المنزل يحمل طفلها... اكملت سيرها اليه تتلفت حولها هنا وهناك
- انت مش قولت هتجبلي ابني... فينه... انت جبته بس مخبي عليا صح
عيناه الجـ.ـا.مده جعلت قلبها يهوي.. قلبها الذي يُخبرها انها لن تشم رائحه ابنها
- رد عليا... انت عايز تعـ.ـا.قبني صح... كفايه عقـ.ـا.ب فيا
انهارت كلياً.. عقلها وقلبها لم يعدا يتحملان صمود اكثر وسقطت على ركبتيها
- والله انا اخدت عقـ.ـا.بي... خدت عقـ.ـا.بي خلاص وتوبة يارب من زمان... ليه كل حاجه بتتقفل في وشي
كانت تُهذي بعقل غائب تنظر إلى كفيها بضياع
- هتهولي عشان امشي من هنا..
هبطت دmـ.ـو.عه وقد ازلهما فور سقوطهم يرمقها بصلابه.. لقد انتهت حياتهم وعده لم يفي به وجاء تنفيذ وعده الآخر ان يدعها ترحل من حياته.. عاد لشموخه ولكن تلك المره كان شموخ يخفى صاحبه انكسار
- مقدرتش اوفي بوعدي ليكي ياصفا... عزيز حب قبل ما يمـ.ـو.ت يوجـ.ـعني طول عمري.. انا لا عارف ابني حي ولا مـ.ـيـ.ـت
انهمرت دmـ.ـو.عها وهي تسمعه..صرخت بقهر تهز رأسها بجنون
- ابني ممتش.. ابني عايش... ربنا مش هيعـ.ـا.قبني فيه
ونهضت تدفعه بقوه وسقطت بعدها لا تشعر بشئ حولها
.............................
التفوا حول فراش مريم في الغرفه التي اعدتها ياقوت وياياسمين لها.. رغم حـ.ـز.نهم عليها الا انهم اخفوا ذلك بثرثرتهم ومزاحهم
كانت مريم تراقبهم بأعين شارده وابتسامه تشق شفتيها بصعوبه
- عجبتك الاوضه يا مريم ولا نغيرها احنا معندناش غير مريم واحده
هتف بها حمزه وهو يضم كفي صغيرته بكفيه واعين الجميع مُرتكزه عليهم.. اماءت برأسها وتعلقت عيناها بأعين ياقوت الواقفه ضمنهم
- شكرا ياياقوت
قالتها بنبرة خافته فأقتربت منها ياقوت تبتسم لها
- لو مش عجباكي اي حاجه في الاوضه قوليلي....
- طول ما احنا بنوضب الاوضه.. ياقوت مش على لسانها مريم بتحب ده وبتكره ده.. ديه خلتنا نغير دهان الاوضه كمان
ضحك الجميع على حديث ياسمين.. لتبتسم مريم معهم وعيناها تشكر من تسببت لها يوماً بالاذي .
سقطت دmـ.ـو.ع ندي رغماً عنها وهي ترى من اضطهدتها يوماً غيرة على ذكرى شقيقتها حتى لو لم يكن بلسانها كيف تُعامل ابنه شقيقتها
انتبهت ياسمين على نهوض حمزه من جانب مريم واقترابه من شقيقتها ليضمها بين ذراعيه سعيداً بها.. كانت سعيده بما تراه تتعلم منه أن الله يعوض المرء جزاء طيبة قلبه
ودرسً اخر كان يُسطر بين سطور حكايتنا اليوم
" ان كل شيء في لحظه يتغير من أجلك انت من أجل أن تنال ما تستحق "
وفي ركن منزوي كانت مها تنظر إليهم شارده... هل جميعهم ضحكوا عليها هل زوجها بالفعل هو قـ.ـا.تل شقيقتها
اغمضت عيناها بقوه وهي تُجاهد حالها ان تتذكر شئ ولكن لا شئ تتذكره الا صوره مشوشة لمرأه تُنادي عليها
..............................
انسحبت مها من تلك الجالسة العائليه تُسرع بخطاها... فلم يعد لديها مقدره تُحارب تلك الصراعات التي تقتحم عقلها ولا ترحمها بأحلامها
وقفت سيارة الاجره التي كانت تستقلها لتُحاسب السائق ثم نظرت للورقه المطويه في قبضتها
- هو ده المكان
اماء لها السائق مُتمتما
- ايوه يابـ.ـنتي
ترجلت من السيارة بخطوات ثقيله تجر اقدامها بصعوبه ترفع عيناها نحو البنايه
- لازم ت عـ.ـر.في الحقيقه يامها... هتفضلي عمرك كله عايشه وانتي مش عارفه انتي مين وايه اللي حصلك
افكار كثيره أصبحت تراودها وخاصه بعد ان اصبح شريف يقطع اي استرسال معها عما مضى او يُنهرها ثم يحتضنها مُعتذراً
صعدت درجات البنايه تنظر إلى رقم الشقه المدون تلتف حولها وشئ داخلها يحثها على الرجوع
..............................
انهت مكالمتها مع السيده سميره وهي حزينة على حال سماح..
شردت في آخر لقاء كان بينهم ولم تشعر بحمزه وهو يدلف لغرفتهما يُخبرها انه لديه موعد بالخارج
تعجب من صمتها بعد أن ابدل ثيابه وقطب حاجبيه مُتعجباً من جلوسها هكذا وحـ.ـز.نها
- مالك ياياقوت
انتفضت تمسح فوق وجهها المُرهق ترفع عيناها نحوه
- انت هنا من امتي
هيئته كانت خير اجابه لها بأنه منذ زمن .. جاورها فوق الفراش يضمها اليه
- لا ده انتي مش هنا خالص... مالك ياياقوت
حـ.ـضـ.ـنه الدافئ كان عالم آخر لها.. حـ.ـضـ.ـن تمنت كثيراً ان تحظي به فتغرق داخله.. فاضت له بشعورها دون حواجز
- سماح ياحمزه.. سماح انطفت من بعد رو.جـ.ـعها من لندن..سماح مكنتش كده
- ياحببتي ده شئ طبيعي بعد انفصالهم.. اظاهر انها كانت بتحبه اوي
ابتعدت عنه تنظر اليه
- بس سماح قويه...
- محدش فينا قوي ياياقوت... لينا اوقات بـ.ـنتهزم فيها
دق هاتفه ليضعه على وضع الصامت ونظر إليها بحنو أصبح لا يبخل به عليها
- خليكى جانبها وقويها ياحببتي.. انا كلمت صاحب الجريده اللي شغلي معاه وكان مرحب
- حمزه انا بحبك اووي
اندفعت نحوه ليضمها ضاحكاً
- كل ده عشان اتوسطت لسماح
نفت برأسها وهي تُطالع عيناه
- انت بطبعك كريم ومكنتش هتبخل في مساعدتك لسماح.. لكن انا فرحانه انك بتسمعي نسيت ميعادك وقاعدت جانبي تشوفني زعلانه من ايه
الحب كان بينهم يتلخص بموافق بسيطه...مواقف ليست مُكلفه
مواقف أصبحت تمسح مامضى لتُدون مشاعر أخرى
..............................
لا تعلم كيف حدث هذا ولا كيف أصبحت في ذلك المخفر
- ماكفايه عـ.ـيا.ط وخلينا ناخد أقوالك
ازداد نحيبها وهي تنظر لذلك الرجل الذي كان معها.. خرج صوتها بخــــوف من صراخه القوي
- قوله اني معملتش حاجه
ضـ.ـر.ب الضابط المُحقق بتلك الحادثه فوق مكتبه بقبضتيه
- كنتي جايه للمجني عليه ليه
ارتجفت شفتيها وانهمرت دmـ.ـو.عها اكتر لينظر الضابط لحارس البناية مُخاطباً له مُتأففً بضجر
- شوفتها قبل كده
نفي برأسه وهو خائف
- لا يابيه... هي كانت واقفه بتخبط على شقة المرحوم وانا ساعتها كنت جايبله الطلبات اللي طلبها ولما فضلنا نخبط ومردش أستخدmت المفتاح اللي كان مديه لمراتي عشان تنضفله الشقه
وصمت يلتقط أنفاسه يُطالع تلك الواقفه بوجه شاحب
- المدام كانت معايا وهي شاهده
- هاتلى يابني شنطة المدام
تعلقت عين مها بحقيبتها ليُفرغها أمام عينيها... علاج نفسي وهاتف وبطاقه مصرفيه ومبلغ نقدي.. طالعها وهو يُعطيها الهاتف
- خدي اتصلي بحد من أهلك شكلك بـ.ـنت ناس
اقتربت منه مها وجــــســ ـدها يزداد ارتجافً..كاد الهاتف ان يسقط منها وهي ترى نظرات الضابط الحانقه إليها
ثواني انتظرتها ليأتيها صوت شريف
- شريف الحقني
........................
تنهد حمزه وهو ينهي الأجراءت القانونية الخاصه ب مها.. القضيه مازالت قائمه ولكن وضعها الاجتماعي ساعدها ان تخرج بهدوء
اتبعت مها حمزه بصمت الي ان صعدت معه سيارته... انكـ.ـسر ذلك الصمت مع رنين هاتفه لينظر الي هوية المتصل
- ردي علي شريف
صراخ شريف بها كان يصل إليه .. ليمدّ كفه إليها فأعطته الهاتف وهي تبكي
- لما ترجع من مهمتك لينا كلام يابيه...ومها جايه معايا الفيلا
اغلق الهاتف بوجهه يزفر أنفاسه مُطالعاً الطريق أمامه
- بطلي عـ.ـيا.ط يامها... هنروح وتحكيلي كل حاجه ومتخافيش تمام
صمتت من البكاء تهز رأسها وصوره سالم والسكين بعنقه تقتحم عقلها
............................
خرج من غرفة اولاد شقيقته يلتقط أنفاسه ..يداه قبضة على مقبض الباب بقوة يتذكر مشاهد تلك الليله وصراخ فاديه وضحكة عزيز الشامته قبل أن تُفارق روحه جــــســ ـده
ابتعد عن الغرفه مُقترباً من غرفه صفا ولكن قبل أن تأخذه قدmاه إليها نهر نفسه...ف لقد أعطاها حريتها منه
هبط الدرج بخطي جـ.ـا.مده لتتقابل عيناه بأعين حوريه تلك المُقربه من زوجته
مر بجانبها لتقف تنظر اليه ولأول مره تشفق عليه.. فرغم ما يظهره للناس الا ان عيناه لا تخفي انكساره
اكملت حوريه صعود الدرجات لتدلف لغرفة صفا
- وبعدهالك ياصفا هتفضلي في الحال ده لامتى
عيناها وحدها من كانت تنظر إليها ولكن عقلها كان في عالم آخر... اقتربت منها حوريه تربت فوق جــــســ ـدها
- ففروا الي الله
تعلقت عيناها بأعين حوريه لتسقط دmـ.ـو.عها بضعف
- روحتله وهو مسامحنيش ياحوريه
- استغفري ربنا ياصفا اوعاكي تقولي كده.. مش يمكن ده اخر امتحان ليكي وربنا عايز يشوف صبرك وحسن ظنك
اغمضت عيناها بعد سماعها لكلمـ.ـا.ت حوريه لتندفع الي احضانها
- انا تعبانه اوي ياحوريه
- روحي لربنا وهو هيدلك ياصفا
وكان لكلمـ.ـا.ت حوريه الف معنى ومعنى تلك الليله
..........................
هوت مها بجــــســ ـدها فوق الفراش وتفاصيل ما أخبرها به حمزه تصدmها... تـ.ـحـ.ـر.ش سالم ومحاوله اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها ضـ.ـر.ب ماجده شقيقتها له وهروبها بها وتفاصيل كثيره عشتها ذلك اليوم وأخرى عن حياتها
اغمضت عيناها بضعف لتفتحهما وهي تنتبه لطرقات خافته على باب الغرفه ثم دلوف ياسمين بالطعام خلف ياقوت
نهضت مها على الفور من فوق الفراش تقبض على يدي ياقوت
- ياقوت ممكن تقفي جانبي... انتي ديما كنتي أطيب حد في العيله... احكيلي عن اختي وريني صورتها
تقابلت عين ياقوت بشقيقتها التي كانت على وشك البكاء من حاله مها
- اقعدي يامها وانا هجاوبك على كل حاجه
- فين صوره اختي
تعلقت عين ياقوت ب ياسمين لتضع ياسمين صنية الطعام مُخرجة الهاتف من جيب منامتها
اشفقوا عليها وهم يروا لهفتها وهي تنظر لبعض صور زفافها هي وشريف ومعها شقيقتها وسالم يضم شقيقتها اليه
سعاده شريف كانت لا توصف فملامح وجهه كانت تُعبر عنه اما هي لم تكن الا تائهه
بكت وهي تُدقق في ملامح شقيقتها
- يبقى هي اللي بتنديني في أحلامي... عايزانى اروحلها
ضمتها ياقوت إليها وياسمين تقف ترمقها بحـ.ـز.ن
- اكيد انا كنت وحشه فيها ياياقوت... انا نستها لما اتجوزت شريف مش كده
الصمت احتل ألسنتهم لتبتعد عنها مها راجيه
- انا كنت وحشه فيها ياياقوت... ارجوكي قوليلي
- لا يامها.. محدش كان طيب غيرك انتي.. اختك كانت سلبيه مع جوزها وكنتي ممكن تضيعي بسببها
فاضت لها ياقوت ببعض من الحقيقه التي كانت تعرفها من حديث مها معها عن خصام ماجده إليها رغم أنها لم تكن تفعل شئ
..........................
وقف ينظر إلى الظلام بعقل شارد ينفث دخان سيجارته.. اقتحمت غرفة مكتبه تُطالع الغرفه المُظلمه والدخان الذي يُحيطه
- هتـ.ـو.في بوعدك ليا امتى
كان يظنها انها تطلب تحريرها فأغمض عيناه بقوه
- شوفي انتي عايزه ايه ياصفا وانا هعملهولك... لو عايزه المزرعه تعيشي فيها هسيبها ليكي
اقتربت بضعة خطوات منه تنظر إلى وقفته
- مش هخرج من حياتك غير ب ابني... مش هصدق التمثليه اللي انت عملها عليا.. هستني ايه من واحد مافيش في قلبه رحمه
طـــعـــنه انغرزت بقلبه كالطـــعـــنات الأخرى... ألتف إليها بملامح جـ.ـا.مده ويده تعتصر عقب السيجاره المُشتعله
- لدرجادي ياصفا كرهك ليا مخليكي معميه...
ولم يشعر الا وهو يطيح بكل شئ من فوق مكتبه
- قوليلي هترتاحي امتى... قوليلي هتبطلي تحمليني الذنب امتى
تراجعت للخلف وهي تراه بتلك الحاله الهائجه
- هترتاحي لما امـ.ـو.ت مش كده
وفي لحظه كان يخرج سلاحه من درج مكتبه يُعطيه لها
- مـ.ـو.تيني ياصفا... مـ.ـو.تيني عشان ارتاح
سقطت دmـ.ـو.عها وهي تنظر اليه...رفعت السلاح نحوه ودmـ.ـو.عها تغرق ملامح وجهها...وفي لحظه كانت تقذفه بعيداً تركض هاربه من أمامه
سقط مُستسلماً للظلام الذي أحاط عقله أمام أعين عنتر الذي دلف لغرفة مكتبه للتو
- فرات بيه!
صراخ عنتر كان يملئ البيت... وبعد وقت كانت سياره الإسعاف تُغادر المزرعه بفرات والخدm يقفون يضـ.ـر.بون كفوفهم ببعضها متمتمين
" من ساعه ما البيه اتجوز وكل المصايب محاوطاه"
" ديه جوازه شؤم"
كان حديثهم ينصب فوق مسامع صفا التي لم يُلاحظ وقوفها احد... وسؤال واحد يدور داخلها " لو رحل فرات ماذا ستفعل هي"
وكأن اليوم أدركت ان حياتها أصبحت مرتبطه بذلك الرجل
..............................
جلس شريف يستمع من حمزه كل أطراف القضيه التي لم تُحل بعد ومازالت زوجته في حيز الاتهام مع حارس البنايه...فرك جبهته بقوه وهو يرفع عيناه نحو حمزه الجالس امامه
- يعنى بعد ما مـ.ـا.ت برضوه مش عارف اخلص منه
تنهد حمزه ومد كفه يربت فوق فخذه
- ديه غلطتك من الاول ياشريف... لو كنت اتعاملت مع مها انها انسانه ناضجه وفاهمه مكنتوش وصلتوا لكده
لم يشعر بنفسه الا وهو ينهض هاتفاً بقهر
- عايزني اقولها ايه... اقولها على العـ.ـذ.اب اللي كانت بتشوفه منهم... علي رميها فوق السطوح... على تـ.ـحـ.ـر.ش جوز اختها بيها واستغلال اختها... عايزني اقولها ايه ياحمزه... انا ماصدقت الماضي خلص من حياتنا ومبقاش ليه أثر
واردف وهو يلتقط أنفاسه ببطئ ويعود لموضع جلوسه
- واه ادي النتيجه الماضي رجع من تاني ومراتى بقت مشوها اكتر من الاول
- شريف مها مش مشوها نفسيا... مها بتدور على الأمان... مراتك عامله زي الأطفال حبهم للناس بيكون نابع من ثقتهم فيهم
تنهد وهو يُعقل حديث حمزه داخل عقله.. فهو صادق بالفعل... يعلم أن مها لا تفهم خبث البشر ومكائدهم... عيناها مازالت تتفتح على الحياه واوجه البشر
سؤال واحد كان هو الفيصل في دوامه مشاعره المتخبطه.. سؤال لم يستطع شريف ان يسأل حاله به ولكن حمزه أراد أن يحصل منه علي الاجابه
- شريف انت بقيت شايف مها زوجه ناقصه مش هتقدر تكملك ولا تناسب حياتك مش كده
تجمدت ملامح وجهه كحال عقله.. لتتعلق عيناه بأعين حمزه المُرتكزه عليه
- يمكن.. انا مش فاهم نفسي ياحمزه
انسابت دmـ.ـو.ع مها المتوارية بجــــســ ـدها بجانب احد الأركان.. عند علمها بقدومه ركضت اليه بالأسفل كطفله صغيره تنتظر والدها
انسحبت بتخاذل من مكان وقوفها تكتم صوت بكائها حتى لا يسمعها احداً ولكن قدmيها توقفت وهي تستمع تصريحه الذي جعل بكائها يزداد
- انا بحب مها ياحمزه... انا اللي لازم اتغير عشانها... لازم اتغير عشان اعرف احتوي اختي ومراتى
ابتسم حمزه وهو يلتقط بعينيه تلك التي اقتربت منهما بخطوات مُتعثره.. فألتف شريف نحو نظرات حمزه ليجدها واقفه غارقه بدmـ.ـو.عها
لتركض إليه تُلقي بجــــســ ـدها بين ذراعيه
- ياقوت وياسمين قالولي كل حاجه كنت بتعملها عشاني... انا مش عايزه افتكر حاجه ياشريف.. متسبناش
ضمها اليه بكل بقوته ليشعر بقبضتها الضعيفه المُتشبثه بقميصه
يُنهر عقله على كل لحظه أصبح يُصور له بأن زوجته لا تصلح
فعلي اي مقارنه يضعها بها بين النساء وهي التي عاشت سنوات طويله لا يرحمها احد حتى شقيقتها التي تخلت عنها فور ان وقعت بحب رجلاً
ليعود له مشهد لقائهم عنـ.ـد.ما نهرها وهي تعبر الطريق مُخاطبً لها بأنها عمياء
تآوهت بخفوت من قسوه احتضانه ليبتعد عنها ينظر إليها بحب... وقد غادر حمزه غرفة مكتبه ليتركهم
- هو هيعيش حياه احسن مني مش كده ياشريف
تقطيبه خفيفه ارتسمت فوق جبهته ليتسأل
- هو مين ده يامها
وعند وضعها ليدها فوق بطنها كانت الصوره تتضح
...........................
وقف يترقبها بأعين عاشقه وهي مُنحنيه بجزعها تُبدل لاحد صغارهم ثيابه وتُخاطب الاخر.. اقترب منها ببطئ هاتفاً اسمها بحنان
- ياقوت
التفت اليه بأنهاك تسأله
- خلصت كلام مع شريف
اماء لها برأسه..فعادت تُكمل مهمتها مع صغارها
- انا عارف ان وجود شريف بيزعجك وبيفكرك... بس صدقيني هو نـ.ـد.مان
- هنسي مع الزمن ياحمزه... ارجوك متضغطش عليا
شعرت بملمس يداه فوق خصرها وانفاسه الدافئه تلفح عنقها
- سامحي في الوقت اللي انتي شايفه نفسك ان عندك قدره تسامحي
دفئه وحنانه كانوا يغمروها لتنظر نحو صغارها الهادئين
- حمزه لبس انت عبدالله لأحسن انا تعبت
وابتعدت عنه تنظر إلى ملامحه... لينظر لها مُشيراً نحو حاله
- اغير... متوقعش اني هعرف ياياقوت...بكره اجبلك ليهم داده
لم تترك له مجال للاعتراض فحملت الصغير واعطاته له مع متعلقاته
- هنزل اعمل ليهم الرضعه لحد ما تخلص
هتفت عبـ.ـارتها مع قبلة سريعه لثمة بها خده... لتنصرف على الفور مُغادره الغرفه... لتتعلق عيناه بطفله وحفاضته.. فكشر بملامحه بعبوث
- وانا اغيرلك ازاي ياعبدالله باشا... هي امك بدبسني صح
وهتف بأسمها
- ياقوت خدي هنا.. تعالي
وعنـ.ـد.ما بدء الصغير يتلوي بين ذراعيه والآخر يبكي.. تعالا صوته بأسمها ثانيه
- يااقوت
عادت برضعة صغارها لتقف على اعتاب الحجره دون أن ينتبه لقدومها تنظر له وهو يحملهم بين ذراعيه يضمهم لحـ.ـضـ.ـنه يشتم رائحتهن... كانت تلك هي الصوره التي تمنتها... صوره تمنت ان تحيا هي بها وعنـ.ـد.ما لم تجد املا بهذا..تمنتها لاولادها
............................
أتسعت اعين ياسمين وهي ترى هاشم أمام الشركه يقف بجانب سيارته.. عنـ.ـد.ما رأها تقدm منها يهتف بأسمها لتنظر زميلتها التي تسير جوارها له مُتمتمه بأنبهار
- أنتي ت عـ.ـر.في رجـ.ـاله حلوه من ورانا ياياسمين
تـ.ـو.ترت ياسمين ونظرت لها
- ده استاذ هاشم
ضحكت زميلتها لتوكظها بخفه
- يابخت من كان ليه قرايب مهمين
كانت ياسمين تعلم بمقصدها ورغم انها لا تتحدث عن صلتها بحمزه الا انه دائما ينظرون إليها انها من الطبقه العليا.. انصرفت زميلتها غامزة لها
اكمل خطواته نحوها ليبتسم إليها
- عامله ايه ياياسمين
اطرقت عيناها خجلا مُتمتمه
- الحمدلله.. حضرتك عامل ايه
كانت تتسأل داخلها لما ظهر بحياتها بعد تلك المده المتباعده... لقد قررت نسيانه وطرد أحلامها به مُعلله لقلبها انها خائنه ونسيت وفاه خطيبها
شعر هاشم بتـ.ـو.تر الوضع وهم واقفين هكذا..فهتف قبل أن يفقد شجاعته.. فرغم انه يُجيد التعامل مع النساء الا انه لا يفهم لما حالته تصبح هكذا عند رؤياها
- ممكن ياياسمين نقعد في اي مطعم نتكلم شويه
ارتبكت ياسمين وهي تستمع لطلبه لتتعلق عيناه بها وبخلجات وجهها
- حمزه علي علم ياياسمين فمتقلقيش
- هو حمزه عارف انك هنا
........................
ابتسم وهو يجلس أمامها على احد المقاعد مُتنهداً
- كل ده عشان تيجي معايا المطعم
ثم اردف مازحاً وهو يراها تفرك يداها بتـ.ـو.تر
- مخـ.ـطـ.ـفتكيش ياستي
رفعت عيناها نحوه ثم عادت تخفضهم خجلا .. تتذكر اصرارها على أن تسمع موافقه حمزه بنفسه
- مش خــــوف بس ميصحش اخرج مع راجـ.ـل غريب
شاكسها حتى يزيل الحرج بينهما
- بقى انا راجـ.ـل غريب ياياسمين... لا انا كده زعلت
تـ.ـو.ترها في حضوره الطاغي كان يجعلها لا تعرف كيف تتحدث
- مش قصدي.. انا قصدي انه ميصحش
- وكمان ميصحش... لا انا زعلت اكتر
كان سعيد بمشاكستها وتـ.ـو.ترها وعنـ.ـد.ما أدرك انه زاد الأمر عليها وقد تخضبت وجنتاها بحمره الخجل
- ياسمين انا بحبك.. وانا راجـ.ـل دوغري تقبلي تتجوزيني
لم ترحم عبـ.ـارته الأولى قلبها ليُكمل بالأخرى التي جعلتها تنهض من فوق المقعد تلتقط حقيبتها تخرج من باب المطعم
ليقف مذهولا من فعلتها
........................
وقفت تستمع عن اخبـ.ـاره من ثرثرة الخدm تضم قبضتي يداها بخــــوف...لا تصدق انها أصبحت تخاف من عدm وجوده بحياتها
- بيقولوا البيه لسا في المستشفى وحالته صعبه
مصمصت الأخرى شفتيها تنظر إلى ما تُقشره بالسكين ثم نهضت مُتجها نحو الموقد
- مين يصدق فرات بيه يقع الواقعه ديه
واردفت تتسأل
- صحيح يامنصوره هي ست فاديه جايه امتى
- محدش يعرف عنها حاجه.. وياحبة عيني الولاد هرين نفسهم عـ.ـيا.ط عشان امهم
استمعت إليهم صفا بذهن شارد وأخذتها بعدها قدmيها لغرفة اولاد فاديه... رغماً عنها كرهتهم بعد أن علمت ان من اختطف ابنها وحرمها منه هو عزيز
تعلقت عين الصغيران بها ينظران اليها بأعين دامعه.. كلما كانت الايام الماضيه تسمع صوت بكائهم تصم اذنيها بيديها وتدفن رأسها أسفل وسادتها
- طنط صفا هي فين ماما
ثم تسأل الآخر وهو يهزها من عبائتها
- فين خالو.. هو اللي هيجبلنا ماما
صمتها جعل الصغيران يدركان انهم لن يجدوا الاجابه منها... تراجعوا للخلف يمسحان دmـ.ـو.عهم بكفوفهم لتغلب عاطفتها على كرهها
مدّت لهم ذراعيها وهي تبكي... ليركضوا نحوها مُلقيان بأجــــســ ـدهم بين احضانها وهي تُتمتم لهم
- لما خالكم يرجع هيبجلكم ماما
..........................
اطرقت الباب المفتوح وهي تبتسم لرؤياها لسماح تعود إلى طبيعتها قويه ابيه ولكنها كانت عكس ما يروها
- ممكن ناخد من حضرت الصحفيه ذو الاسم العريق خمس دقايق
نهضت سماح على الفور مُتجها الي ياقوت تحتضنها
- وكمان جيبالي ورد
ناولتها ياقوت الورد مبتسمه
- قولت اجي ابـ.ـاركلك ياسوسو
- شكرا ياياقوت على وقوفك جانبي انتي وحمزه..
واردفت وهي تنظر لمكتبها الجديد
- وحمزه ليه عندي اسف كبير على كل شتيمه شتمتها عليه
ضحكت ياقوت وهي تتذكر بعض سباب سماح عليه
- ياا انتي لسا فاكره
- جوزك راجـ.ـل حقيقي ياياقوت.. رغم عيوبه السلبيه الا انه راجـ.ـل بجد وديه لوحدها كفايه
وشردت ب سهيل الذي تركها تُصارع حـ.ـز.نها بمفردها.. كانت تتمنى لو ارغمها على البقاء معه حتى لو قام بحبسها ولكنه بسهوله أعطاها حريتها
عنـ.ـد.ما شعرت ياقوت بتبدل ملامحها نهضت تسحب حقيبتها وتسحبها
- ايه رأيك اعزمك على فنجان قهوه
تعثرت سماح في خطواتها وهي تضحك على هيئتها المسحوبه خلف ياقوت
- هو انتي كده بتاخدي رأي
..............................
دmعت عين مريم بعدmا غادرت هديل... هديل تلك الصديقه التي لم تعرف معدنها الطيب الا بعد ماحدث لها... كل زميلاتها الآخريات قد نسوها الا هي
اقتربت منها ياسمين وقد عادت للتو من الخارج سعيده تحمل باقه الورد التي جلبها إليها هاشم بعد أن علم بموافقتها وأنهم بعد أيام سيسافروا لقريتها لتتم خطبتها في بيت والدها
- مالك يامريم..
اطرقت مريم عيناها تخفي دmـ.ـو.عها... ف بماذا ستُخبرها هل ستُخبرها انها تبكي على حالها... هل ستُخبرها انها غارت من هديل رغماً عنها.. هديل أصبحت في كليه الفنون الجميله واصبحت مُتدربه في شركة هاشم بعد أن كانت مجرد عامله بسيطه .. أصبحت فتاه مليئه بالطاقه والحياه..
- انا وحشه اوي ياياسمين.. بدل ما اتمنى لصاحبتي السعاده بغير منها
فهمت ياسمين مقصدها لتقترب منها تضمها بحنان
- انا فهماكي يامريم... ديما لما عينك تروح علي نعم غيرك احمدي ربنا على اللي معاكي هترتاحي صدقيني
وضحكت لتُمازحها
- ما احنا كمان بنحسدك.. ده انتي المدلله بتاعت البيت.. وكفايه ان الكبير "وكان مقصدها حمزه" معندهوش غير مريم وطلبات مريم وراحه مريم
ابتسمت مريم ومسحت دmـ.ـو.عها من مزاح ياسمين.. تقاربهم في العمر قد زاد القرب بينهم
- حلو اوي الورد ده
تسألت مريم وهي تنظر للورد الذي وضعته ياسمين جانباً.. فلمعت عين ياسمين ب هيام
- ده من هاشم...جبهولي لما عرف موافقتي من حمزه
وكأن اليوم هو يوم خسارتها... هاشم الذي استصغر عمرها احب ياسمين التي تُقاربها بالعمر
انتبهت لحالها وتمتمت قبل أن تُحرك مقعدها لتتجه نحو غرفتها تنعزل داخلها
- ربنا يسعدك ياياسمين
...........................
نظر الي اسمها في صحيفة الجريده التي تعمل بها.. يقرء مقالها والحنين يأخذه اليها
- اشتقت اليكي سماح
الشوق أخذه ليفتح هاتفه يتأمل الصور التي جمعتهما يُحرك يده فوق شاشه هاتفه ليرفع هاتف مكتبه داعيا سكرتيرته
- افنـ.ـد.م مستر سهيل
كاد ان يُخبرها ان تحجز له تذكره ل مصر ولكن الحديث وقف علي طرف شفتيه وهو يتذكر ان وجوده في حياتها ماهو الا اضافه حـ.ـز.ن جديد إليها
........................
اربعة أشهر مروا ولم تعد تراه الا يوما واحداً كل أسبوع يأتي ليطمئن على أوضاع المزرعه ثم يرحل
فرات حقق لها ما ارادت ابتعد عنها رغم ان زواجهم مازال مستمراً...
اختفاء فاديه لم يُصرح به لاحد وقد اخذ اولاد شقيقته معه للعاصمه
تعلقت عيناها ب حوريه التي وقفت وسط العاملات تُشرف عليهم تتذكر حديثها معها تلك الليله التي جمعت بها بعض مُتعلقاتها وارادت الرحيل ولكن حوريه تلك الليله اخذت يدها نحو المصنع تُشير لها
" فين حلمك انك تساعدي كل ست وبـ.ـنت اتظلموا داخل السجون..كل ست اقهرها الظلم... فوقي بقى ياصفا... هتفضلي طول عمرك ليه شايفه نفسك الضحيه بترددي لنفسك انك مظلومه"
فاقت من شرودها وقد استوقفها حديث احداهن
- مافيش حاجه مخلياني مستحمله غير ضحكت ولادي ولمتهم حواليا...
والأخرى ترد عليها
- عندك حق دول ضحكتهم بالدنيا.. أمتي الواحد يشوفهم وهما كبـ.ـار حواليه...
سقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر فقدها لطفلها الذي لم تراه وقد انغرز الحديث بقلبها... جرت قدmيها خارج المصنع الذي بناه فرات لأجلها وسجله بأسمها
- يارب انا ماصدقت اقوم من تاني ... ساعدني يارب
........................
وقفت خلف السور الحديدي تنتظر رؤيه زوجها لآخر مره
- كده ياسيد .. كده تودي روحك في داهيه... هعمل ايه في البلد ديه من غيرك
اطرق الآخر رأسه حزيناً عليها وعلى نفسه ولكن تلك كانت نهايته.. المـ.ـو.ت في السـ.ـجـ.ـن
- كنت ناوي اتوب ياورده
- كل مره كنت بتقول كده..
رفع عيناه نحوها ينظر إلى انتفاخ بطنها الصغير
- خلاص ياورده متعـ.ـذ.بنيش... انا كنت عارف ان ديه نهايتي
- ليه قــ,تــلته وضيعت حالك ياسيد
دmعت عيناه وهو يتذكر تفاصيل تلك الليله
- ساعه شيطان محستش بنفسي
وألتمعت عيناه وهو ينظر لفارس الصغير الذي اختار له هذا الاسم هو وزوجته
- رجعي الواد لأهله
مسحت دmـ.ـو.عها بكم عبائتها السوداء
- هو انت عارف طريق لأهله.. ما الراجـ.ـل اللي ادهولك لحس ولا خبر وخلانا نسيب بلدنا ونيجي اخر الصعيد
- اسمعيني ياورده لان معدش في وقت وديه اخر زياره خلاص...
.......................
نهضت سماح بغـــضــــب من أمام رئيس الجريده التي تعمل بها
- شوف حد غيري يافنـ.ـد.م...مش هسافر الاقصر انا
نهض رئيس الجريده والذي يُدعي بالسيد " نشأت"
- هو ايه اللي اشوف غيرك ياسماح... انتي هتغطي المُلتقي الثقافي المعمول في الاقصر... والتذكره اتحجزت خلاص
ضاقت أنفاس سماح وقد عادت إليها الذكريات..
اغمضت عيناها بقوه تلتقط أنفاسها...تلك المدينه كانت سبب في لقاءها ب سهيل وسبب عـ.ـذ.ابها
.........................
رغم أنها تقضي اغلب وقتها بالمصنع الا ان الوحده ليلا تقــ,تــلها
تقلبت في فراشها الي ان غفت لتنهض قبل أذان الفجر تلتقط أنفاسها وهي تدور بعينيها تبحث عن الطفل الذي كان يحمله فرات بين ذراعيه
- انت روحت فين
بكت وهي تضم جــــســ ـدها بذراعيها تهتف بأسم فرات
......................
ذلك اليوم كان أصعب ما مرت به من مشاعر وهي ترى إحدى العاملات تُرضع طفلها
غصه ابتلعتها بصعوبه وهي تتخيل حالها مكان تلك السيده وطفلها بين ذراعيها تُطعمه
مضى اليوم عليها بصعوبه الي ان اتي الليل الذي تتواري فيه داخل قوقعة احزانها ولكنها الليله حسمت امرها
.........................
- نورت المزرعه ياباشا
تمتم بها عنتر الذي يسير بجانب فرات
- شكرا ياعنتر..اخبـ.ـار المزرعه ايه سلمت المحاصيل
- ايوه يابيه... كل حاجه مشيت زي ما امرت
اضاءه نور غرفتها جعله يرفع عيناه نحو شرفتها بشوق يقــ,تــله عاد الي فرات القديم ولكن بقلب يخشى الرحمن
أصبح يتعمد يأتي ليلاً ولا يراها حتى لا يضعف..
أنهى حديثه مع عنتر واتجه بعدها للمسجد القريب كي يُصلي صلاة الفجر ثم اتجه نحو المنزل ليصعد لغرفته كي يرتاح قليلاً
القى بثقل جــــســ ـده فوق الفراش بعد أن ازال حذائه وفك ازرار قميصه العلويه... اغمض عيناه حتى يغفو ولكن دلوفها لغرفته جعله يعتدل من رقدته مُتعجبا من قدومها
- صفا
- عايزه اجيب طفل يافرات... زي ما كنت السبب في حرماني من ابني خليني اجيب طفل تاني
لم يستعب حديثها كما لم يستعب قدومها ولكن مع اقترابها منه وازاله مئزرها عن جــــســ ـدها كان يتلقى الرساله بوضوح
↚
نطقت عبـ.ـارتها بمشاعر مضطربه مشاعر يملئها الضياع والوحده
كل شئ كان داخلها غير مترابط ولكنها كانت مُصره تلك الليله ان تنال ما ترغبه فالنظره التي أصبحت تراها في أعين الأمهات لاولادهم وهرموناتها المُتغيره جعلتها ضائعه لا تفكر الا ان تصير ام ثانية ولكن تلك المره لن تكره وجوده فيضيع منها كالاخر
نيران كالصعيق كانت تسري بجــــســ ـده وهو يشعر بيديها على جــــســ ـده وفتنة جــــســ ـدها أمام عينيه وهو في النهايه رجلاً عاشق لها يُحارب عشقه
صفا كتله فاتنه رغم انطفاء بريقها الا انها كانت تمتلك جمالاً يبهر العين وكان احد حظوظها من الدنيا هذا الجمال
جراها في فتنتها اليه ولكن عنـ.ـد.ما اتخذ الأمر وضعاً اخر ازاحها عنه ونهض من فوق الفراش يمسح فوق خصلات شعره ينفث أنفاسه
- صفا اخرجي من هنا انتي مش في وعيك
طالعته بذهن ضائع ولكنها كانت مسلوبة الاراده فهى تُريد تلك المشاعر تُريد طفلا اخر ..وثبت من فوق الفراش بهيئتها العابثه التي لم تكن تعلمها واقتربت منه مُجدداً ومن دون حديث كانت يداها تسير فوق صدره العاري
..............................
استيقظت صباحاً تنظر إلى سقف الغرفه بشرود ويداها تقبض فوق شرشف الفراش
برودة الفراش جانبها أكدت لها انه رحل منذ وقتً طويل... اغمضت عيناها بقوه تتذكر تفاصيل الليله تتذكر اخر عبـ.ـاره سمعتها منه قبل أن تسقط غافيه بين ذراعيه
" حبك بقى لعنة في حياتي ياصفا "
..............................
كان يدلف مكتبه بخطوات جـ.ـا.مده..خطوات وملامح اعتاد عليها كل من حوله فرات النويري الرجل الذي لا يهزه شئ مهما كانت ضخامته.. ولكن في الحقيقه هو كان في عالم آخر مشتت في كل ما يعيشه
ليله امس رغم انه يعلم انها كانت تحت تأثير ضعف منها وانه لم يشئ استغلالها لكنه لم يستطع ان يُقاوم
تنهد وهو يرخي رأسه نحو الملفات الموضوعه فوق سطح مكتبه
- وبعدهالك ياصفا... اعمل ايه عشان اريحك وارتاح
تذكر إجراءات الطـ.ـلا.ق التي يقوم بها مع تنازله عن المزرعه التي تعيش فيها ولكن بعد ما حدث بينهم أعطاه الأمل حتى لو كان ضعيفاً
طرقات سكرتيرته الخافته ثم دلوف احد رجـ.ـاله جعله ينهض مُستبشراً
- عرفته حاجه عن مكانه يا شوقي
ابتسم رجله واماء برأسه فجعل قلب فرات ينبض بلهفه
- ايوه يافنـ.ـد.م... ورجـ.ـالتنا راحه المكان
لم يتمهل فرات في سماع المزيد منه..غادر مكتبه مُشيراً لرجله بالتحرك معه
..........................
اتسعت أعين حوريه ذهولا وهي تستمع لما تقصه صفا عليها.. نظرات حوريه جعلتها تطرق عيناها نحو سطح مكتبها تفرك يداها ببعضها
- انا مش عارفه عملت كده ازاي ياحوريه
بكت عاجزه علي فهم حالها لتربت حوريه فوق يديها
- اللي عملتيه مش حـ.ـر.ام ولا عيب ياصفا... انتي كنتي محتاجه لجوزك.. محتاجه لعيله تبقى منها وليها
كانت بالفعل ما تقوله حوريه هي تلك الحقيقه... هي تحتاج لعائله تحتاج ان تشعر ان حياتها تمضي وسط أناس وليست وحيده بين جدران غرفتها... خرجت من جدران زنزانه لتدخل لزنزانه اخري
رفعت عيناها نحو نظرات حوريه التي تسبرها
- حوريه ان حبيت لمسات فرات ليا... منفرتش منه
هتفت عبـ.ـارتها الاخيره بضياع.. بضياع لا تعرف سببه..
عنـ.ـد.ما ابتعد فرات عنها كما كانت ترغب أصبحت تشعر بأحتياجها إليه بالأمان الذي يشعرها به.. بالحب الذي قديماً اضاعته من ايديها
فرات المغتصب ذو القلب الحجر أصبح أمامها اليوم امان
يالها من سخريه.. كم مره كرهنا اشياء وأشخاص لنجد بعدها حياتنا بهم ومعهم ، لنجدنا نفعل ما استهزءناه يوماً
- هوني على نفسك ياصفا
وصمتت حوريه للحظات وهي لا تعرف كيف تُجيبها...ودون شعور منها كانت تنطق الاجابه
- لو بقيتي حامل منه ياصفا كملي حياتك معاه... لأن فرات قدرك ياصفا... قدرك اللي ربنا كتبهولك
لا تعرف كيف نطقت تلك العبـ.ـارات ولكن قالت ما اباح به عقلها.. نظرات صفا الباهته تحولت لسكون وسؤال كان يتردد داخلها هل ستحمل من فرات من ليله اختارتها هي دون شعور ... هي نـ.ـد.مت على فعلتها امس ولكن حدث ما حدث
.........................
وقفت سماح أمام موظف الاستقبال بالفندق الذي تقيم فيه الي ان تنتهي مده المؤتمر التي لن تتجاوز الثلاث ايام ثم تعود
سكنت آلام ذكرياتها واقنعت قلبها بأنها أقوى مما مرت وستظل صامده كما فعلت في تجربتها السابقه ولكن في الحقيقه كانت تعلم انها كاذبه
ألتقطت مفتاح غرفتها من الموظف ولم تكن بحاجه لاحد يحمل حقيبتها الصغيره فسارت وحدها للمصعد وقلبها يشعر بشعور عجيب
فتحت غرفتها ودلفت
اغمضت عيناها ثم فتحتهما وهي تشم رائحة عطر لن تنساه في حياتها
اكملت بخطواتها لداخل الغرفه لتقف متجمده وهي ترى الغرفه والفراش.. الان انتبهت لنظرات الموظف الغامضه
رائحة عطره تخـ.ـنـ.ـق رئتيها بالحنين وعيناها ظلت عالقه بالفراش المزين بالورود وكلمه احبك المرسومه
خطوات كانت خلفها ولكنها لم تلتف
- سماح
صوته تغلل في اعمقها... سقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر كيف انتهت حياتهم معاً.. كيف تركها ببساطه وسمح لها بالرحيل... عنـ.ـد.ما لم يجد منها استجابه كرر اسمها
- سماح... ارجوكي انظري لي
دقائق مرت وهي على هذا السكون... سمحت لأنفاسها بأن تلتقطها ببطئ ثم بدأت بأقناع عقلها بأنها قويه دون الحب وقد جنت مايكفي من الرجـ.ـال
وببطئ ألتفت نحوه ببتسامه ساخره فوق شفتيها حرصت على اظهارها
- نهيت كلامك سيد سهيل... ممكن تتفضل بره اوضتي
تجمدت ملامحه من برودة حديثها... ليلغي المسافات بينهم قابضاً على كتفيها
- لم أنهى حديثي بعد سماح وستسمعيني
- مش عايزه اسمعك... كفايه بقى مبررات... كل واحد عنده عقده وكلاكيع في حياته يجي يختبرهم معايا... انت وماهر طلعتوا واحد هو دmرنا زمان وانت جيت كملت... خلتوني مصلحش ابقى ست
واردفت وهي تتحاشا النظر اليه
- اللعبه كان مسيرها في يوم تخلص واهي خلصت...
واتجهت نحو باب غرفتها لتفتحه
- معدش بينا حاجه تجمعنا... احنا اتطلقنا ياسهيل
- لم اطلقك سماح
جحظت عيناها مما تسمعه من عدm طـ.ـلا.قه لها كما اتفقوا.. تذكرت انها بالفعل لم تحصل على أوراق طـ.ـلا.قها الي الان وكلما تواصلت مع المحامي المسئول كان الرد يأتيها انه في رحله عمل ومع دوامة مشاكلها نست انها مازالت زوجته
مر من جانبها ووقف أمامها مائلا نحوها يعبق أنفاسه برائحتها قبل أن ينصرف
- سأعيدك لي سماح...لن ارحل من هنا الا بكِ
..........................
وقف يتأملها وهي تتحرك هنا وهناك تلتقط ملابسها المُعده بعنايه لتلك المناسبه... صغارهم كانوا يتوسطون الفراش بملابسهم المتشابها.. يضمون أصابعهم ببعضها يُلاعبون حالهم وهو جالس جوارهم يُلاعبهم غير عابئ بأناقته ولكن عنـ.ـد.ما خرجت هي من المرحاض بتلك المنشفه الملتفه حول جــــســ ـدها وانتقالها بين ارجاء الغرفه أصبحت انظاره لا تلتقط الا هي... ابتسم وهو يسمعها تتذمر... فكل شئ تبحث عنه لا تجده الا بعد بحث يزيد حنقها وكأن اشيائها اليوم اجتمعت ضدها مع ضيق الوقت
- ياحببتي كل حاجه قدامك بس انتي من تـ.ـو.ترك مش عارفه تركزي
هتف بها حمزه وهو يأسرها بذراعيه يُمرمغ أنفه بعنقها الرطب
- حمزه انا حامل
حبست أنفاسها قبل أن تُحرر كلمـ.ـا.تها...منذ أن تأكدت من الأمر وهي تكاد تبكي.. صغيريها لم يتموا بعد العام الاول وهي حامل في مولود اخر بل وتوأمين وفي شهرها الثاني
طرقات ياسمين علي باب غرفتهما وندائها
- حمزه.. هاشم تحت مستنيك هو وبابا
تلاشي هتاف ياسمين من حوله وكأنه لم يسمعه وتأمل تخبطها بأبتسامه واسعة وقد ألتمعت عيناه..
- قولتي ايه
- حمزه بابا بيقولك انزل
وفرت من أمامه تُكمل ارتداء ملابسها بعجلة فضاع جمال تلك اللحظه
............................
انتهى عقد قران ياسمين وهاشم... هاشم الذي لم يكن يظن يوماً ان امرأة ستجعله راغب بالزواج بل واللهفة تغمره
سناء لأول مره لم تكن تُطالع ياقوت بحقد... فكانت عيناها على ابـ.ـنتها وزوجها...رغم ان لم تحصد سناء الا القليل من صنيع نفسها
ولكن لله حسابات لا يعلمها المرء
- اقولهم على الخبر
همس بها حمزه بوجه يغمره السعاده وهو يُطالع أفراد عائلته وعائلتها
عضت شفتيها بحرج وهي تُطالع ناديه التي تنظر إليها من حيناً الي اخر غامزة لها عن تلاصق حمزه بها الذي أصبحوا مُعتادين عليه
- حمزه بلاش تحرجني... هيقولوا عليا ايه
صوت ضحكاته تجلجلت بالمكان ليرمق شهاب شقيقه رافعا حاجبه.. أما ناديه فأقتربت منهم وقد قادها فضولها إليهم
- ما تقولنا ياياقوت على سر ابتسامه حمزه النهارده
واردفت وهي تنظر لشقيقها بمشاكسه
- ده انا قربت احس ان ده مش حمزه اخويا.. عملتي في ايه
رمق حمزه ياقوت التي توردت وجنتاها خجلا... ليبتسم بأبتسامه واسعه مُحيطاً خصرها
- اقولها ياياقوت على سر ابتسامتي
وضعها في موضع حرج لتُطالعه بمقت... ولكن زوجة ابيها التي كانت تُتابع الحوار من علي بعد تسألت بعد أن فحصت ياقوت بعينيها
- هو انتي حامل ولا ايه ياياقوت
تصريح سعادته لما يخرج من فاهه ولكن زوجة ابيها قامت بالواجب... ليشهق البعض غير مصدقين... فسوف ينضم فرد جديد لعائلتهم
- الخبر ده صح ياحمزه
ومن ملامح ياقوت الحرجه ونظرات حمزه السعيده...لم يكن الخبر يحتاج لتأكيد
الكل كان يُبـ.ـارك بسعاده... ولكن سناء بلسانها الذي يصب النيران كما اعتادت هتفت
- طلعتي شاطره ياياقوت... ايوه كده اربطيه بالعيال
ونظرت الي ياسمين التي احمر وجهها خجلا من حديث والدتها
- اتعلمي من اختك
..........................
ابدلت ياسمين ثوبها تحت نظرات ياقوت وهي تستمر بالضحك مُتذكره ما حدث من ساعات
- كفايه ضحك وتعالى احكيلي عملتي ايه لما خرجتي مع هاشم
هوت ياسمين بجــــســ ـدها فوق الفراش تتذكر الساعات التي قضتها بصحبة هاشم لتلمع عيناها مع تنهيده حاره...
- ياسمين
انتفضت ياسمين من هيمانها ولكي لا تلح ياقوت في استجوابها المُخجل... قلبت الأدوار لتصبح ياقوت هي صاحبة تلك الليله
وعادت تضحك ثانيه وتطرق كفوفها ببعضهم
- مش قادره ابطل ضحك ياياقوت..
لم تتحمل ياقوت غلاظه ياسمين فنهضت حانقه
- انا ماشيه لأحسن انتوا من ساعه ما عرفتوا الخبر وماسكني تريقه
ولم تنتظر حديث اخر من شقيقتها فاليوم كان احتفالا عليها بما يكفي والكل يتلامز ويتغامز لتلك السرعه التي جعلتها تحمل ثانية وعمر صغارها مجرد شهور
دلفت لغرفتها لتجده جالس فوق فراشه يقرء فى أحد الكتب بتركيز.. صفعت الباب خلفها وجلست فوق الفراش تزفر انفاسها تعلم أن الجميع يُمازحها في ردود أفعالهم ولكن الأمر كان بالنسبه لها مفاجئ دون تخطيط
رمقها مُتعجبا بعد أن أغلق الكتاب
- مش قولتي هتقضي الليله مع ياسمين تتكلموا سوا عن اللي هتحتاجه في جهازها
- حمزه هو انا المفروض اتكسف اني حامل
استغرب من عبـ.ـارتها ولكنه تفهم الأمر
- مالكيش دعوه بكلام حد ولا تلميحتهم...
تذكر زوجة ابيها وشقيقته في مزحاتهم النسائيه
- ده انا لو عليا نفسي تجبيلي كل مره توأم ونعمل فريق كره
شاكسها بمراوغه وهو يضحك على تعبيرات وجهها المصدومه
- فريق كره... نام ياحمزه
- انام ايه ده انا مبسوط بشكل... ما تيجي نحتفل
ولم تفهم معنى احتفاله الا بعد وقت لا بأس ثم
قبله حانيه لثم بها جبينها المُتعرق وغفوا بعدها
وفي اليوم التالي بعد الظهيره ترك عمله ليصطحبها للطبيبه ويدلف معها لغرفة الكشف
لم تعش تلك المشاعر مع أول فرحتهما ولكن اليوم كانت اسعد مخلوقه وهي ترى حماسه وتكراره لنصائح الطبيبه عليها
........................
منذ ليله امس وهو يشعر بحـ.ـز.نها... لم يرحمها احد من سؤالهم متى ستصبح هي الأخرى حاملا بطفل
نظر الي جــــســ ـدها المُسطح جواره
- ندي انتي نمتي
لم يسمع صوتها ولكن حركت جــــســ ـدها كانت تُخبره بالاجابه... لتتسع عيناه وهو يعتدل من رقدته بعد أن مال عليها
- أنتي ايه اللي عملاه في نفسك ده
كانت تكتم صوت أنفاسها حتي لا تجعله يستمع لشهقاتها الباكيه
- انا تعبانه اوي ياشهاب ومش عايزاك تزعل مني لما تشوفني بعيط... انا عارفه انك بدأت تزهق مني وبقيت زوجه نكديه... بس غـ.ـصـ.ـب عني
- مش عايز عيال انا مكتفي بيكي
ولم يترك لها لحظه للحديث فكان يجذبها اليه يضمها بقوه بين اضلعه
-مش عايز اشوفك بتعيطي تاني... مش هنوقف حياتنا ياندي على أمر بأراده الله
- بس انا نفسي ابقي ام
شعر بسخونه دmـ.ـو.عها فوق صدره ليتنهد وهو يُغمض عيناه مُتذكراً عرض حمزه على مراد بالسفر لبريطانيا من أجل فرعهم الجديد هناك لم يُعجب الامر مراد وترك قراره الي ان يُفكر بالعرض
- ايه رأيك نسافر نعيش بره فتره... هندخل شراكه مع عميل بريطاني ولازم حد يمسك الاداره هناك... منها نشوف دكاتره كويسه ومنها نفسيتك تتحسن
والفكره كانت لها ك حبل نجاه رغم تعلقها بمشروع الملجأ الذي اقامته
.........................
تابعت خطوات المحامي الخاص بفرات وهو يُغادر غرفة مكتبها بالمصنع... لم تشعر بقدوم حوريه وأغلاق الباب خلفها الا عنـ.ـد.ما كررت سؤالها
- كان عايزك في ايه المحامي ياصفا
تعلقت أعين صفا بها... فأقتربت حوريه من احد المقعد لتجلس عليه وقد خمنت الأمر وتمنت الا يكون قد حدث
- هو فرات....
- براءتي ظهرت ياحوريه... اتبرءت بعد سنين عمري اللي قضتها في السـ.ـجـ.ـن
وسقطت دmـ.ـو.عها وهي تتذكر كل ما مرت به.. لم تكن ذكريات آلمها تخص جدران السـ.ـجـ.ـن وحدها إنما قسوه الناس
تهللت اسارير حوريه سعيده بالأمر
- يعنى الحق ظهر وهترفعي راسك وسط الناس
ومفاجأه أخرى كانت تحصل عليها حوريه
- فرات هو اللي ظهر براءتي
............................
تعلقت عيناه بها وهي تطهو الطعام وتُدندن بألحان طفوليه
سعادته أصبحت مُتعلقه بها.. مُتعلقه بتفاصيلها بحنانها وطفولتها ومشاغبتها معه حتى عنادها... كوكتيل عجيب كانت تختص به هي وحدها وهو سعيد بكل هذا
انتفضت مفزوعه من ضمها نحوه مُستنشقاً رائحتها
- خضتني يامراد... وكمان انت بتشم ف ايه ده انا ريحتي بصل
ضحك من قلبه وهو يُشاكسها
- عشان تعرفوا احنا مستحملين ازاي
التفت بجــــســ ـدها اليه ومازال يأسرها بين ذراعيه
- بقى كده... طب شوف مين بقى هيطبخلك
التمعت عيناه ب مشاكسه... ومع حركة عيناه كانت تسقط غارقه في حبه اكثر
- هناء مراتي مش بهون عليها
وكظته بقبضتها فوق صدره
- عودتك على الدلع انا
يده تحركت فوق بطنها المنتفخه يتحسس موضع طفلتهما
- قولي لماما ياهنا أن بابا محتاج دلع زياده
شاكسها فشكاسته بضـ.ـر.باتها الخفيفه فوق صدره الي ان انتهى عقـ.ـا.به بأن يُكمل طهو الطعام هو
انتهى عشائهم وكالمعتاد منذ شهران يجلس معها يوميا ليُعلمها إحدى اللغات التي يتقنها... ف الفكره في البدايه لم تكن ممتعه له كرجلا ولكن عنـ.ـد.ما اصبح يجد مكافئته ببعض القبلات والمداعبات .. أصبح هو من يصر على تلك الدروس الممتعه
رنين هاتفه قطع لحظتهم المحببه لقلبه .. فضحك على سوء حظه
- مش هتهربي ياهناء.. وبدل ماكانت العقوبه هنا هتبقى هنا
أشار نحو شفتيه فتذمرت ممتعضه
- احنا متفقين على تمن العقوبه ياأستاذ
ضحك على طفولتها التي تأسره ليبتعد بهاتفه
طالت مُكالمته الخاصه بالعمل.. فتنهدت بضجر وهي تبحث عن هاتفها لتتصفحه
لتسقط عيناها على خبر فـ.ـضـ.ـيحة نغم مع رجل الأعمال... اسم ذلك الرجل لم يظهر حتى ملامحه في مقاطع الفيديو فقد كان رجلا ذو وضع قوي بالبلد ولكن الفضيحه كانت تسقط على نغم
- مستعده لعقـ.ـا.بك
هتف بها مراد بعد أنهى مكالمته
- مراد انت اللي عملت كده
اعطته الهاتف بعتاب لينظر نحو احد العناوين ثم إليها
- تعالي نكمل اللي بدأناه
- مراد رد عليا... انت اخدت حقي كده
نظر إليها زافراً أنفاسه بقوه
- كان نفسي وده اللي كنت بسعي ليه بس اظاهر حد سبقني... كفايه اللي عملوه فيكي
وتعلقت عيناه بها لترتمي بين ذراعيه.. تتذكر ما مرت به
- مش عايزه نعمل اي ذنب يخلي ربنا غـــضــــبان علينا يامراد
.........................
انتبهت على ثرثرة الخدm والعمال وهي لا تُصدق ما سمعته اذناها... فاديه توفت اليوم... الكل يتحدث عن مرضها ووفاتها في أحد الدول الاوربيه... اشياء من المفترض هي تعرفها ولكنها هي من تقصي حالها منزويه في عزلتها
تذكرت اخر ليله له هنا وكيف كانت هيئته من ضعف
نظرت الي احدي الخادmـ.ـا.ت تسألها مُتاكده
- هو الخبر ده صح
مسحت الخادmه دmـ.ـو.عها بكم عبائتها تنظر لسيدتها
- ايوه ياهانم... الله يرحمك ياست فاديه ويصبر البيه... سيبتي ولادك الصغيرين
وانصرفت المرأه وهي تثري وفاه سيدتها الأخرى.. لتنظر صفا في خطاها
......................
تنهدت سماح بسأم من ملاحقه سهيل لها... كانت تشعر بتطهير قلبها وروحها من رؤيته هكذا ولكن قلبها كان يضعف من حيناً الي اخر يُخبرها بخفقان ان تعود اليه... فماذا يُريد اكثر من هذا
.........................
وقفت السياره التي كانت تقلها من المزرعه الي هنا... ترجلت منها تنظر للكم الهائل من السيارات داخل الفيلا كما حال الخارج
لتشعر بالتـ.ـو.تر والخــــوف.. فعائله فرات وصفوة مُجتمعه كانوا دوما رافضين لها
خطت بأول خطواتها نحو الدرج المؤدي لداخل الفيلا... وبشجاعه واهيه دلفت للداخل.... إحدى الخادmـ.ـا.ت كانت تعرفها لقدومها لهنا عده مرات لا تُذكر
نظرات البعض تعلقت بها ليصبح العزاء همز ولمز عنها
" مش ديه مـ.ـر.اته اللي مخبيها عن الناس في المزرعه... لا عنده حق يخبيها من جمالها"
لتهتف الأخرى مُصححه لرفيقتها
" وانتي الصادقه ده مخبيها عن الناس لأنها كانت مسجونه"
لتشهق المرأه غير مُصدقه
" بقى فرات النويري يتجوز خريجه سجون... لا لا مش قادره أصدق.. اكيد ورطته "
" فعلا ورطته.. كانت حامل منه والولد اتخـ.ـطـ.ـف... ومين عالم يمكن مـ.ـا.ت "
ومن هنا كانت تسمع ومن هنا تسمع وقلبها ساكن من الآلم.. فسيظل السـ.ـجـ.ـن وصمه في سجلها الي ان تصبح تحت الثري
الناس يحكمون على بعضهم بقسوة قلوبهم وألسنتهم ورب الناس صاحب الحق علينا رحيم غفور ... يعفو ويصفح عنا مهما بلغت ذنوبنا...
" ت عـ.ـر.في انه كان هيتعين وزير... لكن جوازه منها وقف كل حاجه"
وحديث اخر انضاف الي قلبها وافكارها
مضت ساعات العزاء بثقل حتى انصرف الجميع ولم يبقى الا الخدm يُرتبون المكان
شعرت بالغربه... زوجه دون امتيازات ولكن برغبتها
اول مره تتمنى ان تنتمي اليه... اول مره تشعر ان قلبها راغب بالجوار منه... فرات النويري الرجل الذي اذاقها العـ.ـذ.اب... كشف برائتها وأصبح اسمها نظيف من السجلات... تخلي عن عرض الوزاره وصمم على استمرار ربط اسمه بها... جعلها سيده عمال وحقق لها حلم المصنع وترك لها المزرعه الغاليه على قلبه
وفي وسط شرودها انتبهت على خطوات دلوفه للفيلا وخلفه احد رجـ.ـاله ولم يُلاحظ وجودها فهتفت دون شعور بأسمه
- فرات
توقفت اقدامه عن السير ليلتف لمصدر الصوت فأقتربت بخطوات متـ.ـو.تره
- روح انت دلوقتي ياسعيد
صرف رجله عنـ.ـد.ما أصبحت أمامه فوقفت تنظر اليه
- البقاء لله
- ونعم بالله... شكرا ياصفا
بروده حديثه معها جعلتها تشعر بالبروده في اوصالها
- اول ماعرفت الخبر جيت علطول
وقبل ان تنشق شفتيها بحديث اخر... كانت الخادmه تهبط الدرج بخطوات سريعه
- فرات بيه... الولاد ممـ.ـو.تين نفسهم من العـ.ـيا.ط ومش راضين ياكلوا
ولم ينتظر فرات للاستماع لحديث اخر...
........................
وضع رأسه فوق سطح مكتبه بثقل وهو يشعر بالالم... يتذكر مشهد شقيقته والحبل يلتف هو عنقها...مـ.ـا.تت شقيقته مُنتحره بعد أن ظلت لبضعه أشهر في مصحه نفسيه
- ربنا يرحمك ويغفرلك يافاديه... نامي مرتاحه... هتفضلي في نظر ولادك أعظم ام
وعند سقوط دmـ.ـو.عه كان باب غرفة مكتبه يُفتح لتتعلق عيناه بمن قطع عليه خلوته ولم تكن الا صفا التي وقفت تُطالعه بحـ.ـز.ن ... اشاح عيناه بعيدا عنها يمسح دmـ.ـو.عه متسائلا بجمود
- الولاد ناموا
اماءت برأسها وهي تقترب منه
- ناموا بعد ما تعبوا من العـ.ـيا.ط
- شكرا ياصفا انك احتوتيهم ونسيتي انهم ولاد مين
لثاني مره كان يشكرها اليوم
- هما ملهومش ذنب في حاجه
اطرقت عيناها ارضاً وهي تتمنى لو كان طفلها حياً ان يجد من يحبه ويرعاه الي ان يرده الله إليها
استجمعت قواها وتعلقت عيونها به
- فرات هو احنا ممكن نتكلم
كان يعلم انها ستطلب بطـ.ـلا.قهم بعد تلك الليله التي ظهرت ضعيفه فيها أمامه... ليله ختمت في قلبه ولن ينساها طيلة عمره
- متخافيش ياصفا انا مفتكرتش انك بطلتي تكرهيني بعد الليله ديه.. لو عايزه تطلقي انا موافق مش انا وعدتك اني مش هجبرك على حاجه تاني
ولو يعلم ان تلك الليله التي يظنها زادت كرهها نحوه انها خلقت داخلها مشاعر نحوه جعلتها تحسم قرارها ما كان تفوه بهذا
- فرات انا....
- أنتي ايه ياصفا
جالت عيناه فوق صفحات وجهها الناعمه... لتطرق عيناها هاربه من عينيه
- انا مش عايزه ابعد عنك....
والحاجه للحب والدفئ هما الاقوى من ندوب الماضي... والبداية الجديده كانت هكذا
↚
صباحاً كان مفعم بالحب والدلال... ولكن الآن انقلب صباحه وهو يسمع رغبة شقيقه في السفر بدلاً عن مراد...مراد الذي اخبره امس ان لا بأس بالذهاب بعد ولادة هناء واقناع زوجة عمه وعمه ولكن جدية شقيقه جعلته يُحرك عيناه فوق صفحات وجهه
- تسافر ليه ياشهاب... ما انت سفرت زمان ورجعت واخد قرار ان مافيش غربه تاني... طب وندى انت عارف ان ندي متقدرش تبعد عننا
- حمزه ده قراري انا وندى
صدmته رغبة ندي بالرحيل فقطب حاجبيه قلقً فهو من اعتني ب ندي ورعاها يعدها دوما شقيقه وليست اخت زوجته المتوفاه وزوجه أخيه
نهض من فوق مقعده مُقتربً منه.. فأخذ شهاب يزفر أنفاسه بأرهاق وهو يتمنى داخله ان يكون قراره صائب
- شهاب انت مخبي عني ايه... واوعاك تخبي عني حاجه
كان يعلم أن حمزه لن يترك الأمر هكذا... فقد تواعدوا ان لا هجر ثانية بينهم فتأفف حانقاً دون رغبه في التصريح بشئ
- حمزه انا قررت خلاص... وصدقني ديه رغبتي انا وندى
.........................
- يعنى ايه... انتم قررتوا خلاص
كان صوته ينم عن غـــضــــبه خاصه بعد علمه ان مريم أيضا ترغب بالذهاب بعيداً عنه
تلاقت أعين ندي ومريم به... لتُطالع ياقوت حـ.ـز.نه صامته
- حمزه ممكن نتكلم
هتفت بها ندي وهي تشعر بالضيق لاحزانه... ف حمزه يُمثل لها شقيق... لو كان لها شقيق من دmائها ماكان فعل معها كل مافعله
أشار لها بالتقدm منه نحو غرفة مكتبه... بعد أن رمق مريم بنظرة مؤنبه..لتخفض مريم عيناها نحو ايديها المُتشابكه ناظره له بأسف
- جوزك مرضاش يقولي عن سبب تفكيره في السفر بعد ماكان رافض تماماً الغربه تاني...
تعلقت عيناه بها فأطرقت رأسها خجلا منه
- هتخبي عليا ياندي
- لا ياحمزه ... بس متزعلش من شهاب
باحت بما لا تُحب ان تُخبر أحداً به حتي لا ترى شفقه احداً.. ألتقطت عيناه حـ.ـز.نها الجليّ في عينيها
- ندي اللي ربتها ديما قويه... بتصبر وبتاخد في النهايه اللي نفسها فيه
كانت تظن انها سترى نظره اشفاق منه ولكنه كان عكس هذا... يُطالعها بقوه يُخبرها ان لا مستحيل أمام قدرة الله حتي لو العالم كله اجمع لك بهذا
- قالولي الامل ضعيف
- قالولك ضعيف لكن مش مستحيل... ولو مستحيل اتمسكي بحلمك
فاضت بما تشعر به بأعين باكيه
- انا من يومي وانا اي حد يقولي نفسك في ايه.. كان جوابي اتجوز شهاب واجيب طفل منه
ضحكت من بين دmـ.ـو.عها كما ضحك هو
- انت وسوسن اللي ربتوني.. عمرك ما حسستوني بنقص لكن فضل جوايا شعور الاحتياج لام واب...
وابتسمت وهي تكبح هطول دmـ.ـو.عها
- انا قولت هعوض ده مع ولادي... لكن
وقبل ان تردف بعبـ.ـارات أخرى وجدت حمزه يمد لها منديلا حتى تُجفف دmـ.ـو.عها
- وربنا حققلك حلمك واتجوزتي شهاب وبقي بيحبك الحب اللي تستحقيه... تفتكري حلمك ده كمان مش هيتحقق ياندي... ليه تسئ الظن في الله
سقطت دmـ.ـو.عها تلك المره خجلاً من ضعف نفسها ... وهـ.ـر.بت بعينيها بعيداً عنه
- انا موافق على سفركم ياندي...
لكنه كان يعرف السبب الأكبر الذي اخفته عنه.. ان تفعل شقيقته الأمر مع شهاب كما فعلت معه... ف ناديه وضعت بصمه سيئه في حياه الشقيقتان...
تذكر هروب سوسن من لقائتها ب ناديه قبل تدهور صحتها ومـ.ـو.تها ... فألحاح ناديه لم يرحم سوسن التي لم تكن لديها طاقه بأن تري زوجها يزف لأخرى والعنوان كان سيكون كما ارادت ان تُسطره شقيقته اذ لم تُفارق سوسن الحياه
" ضحى كما ضحى هو "
........................
جاورته فوق الفراش تنظر إلى ملامحه... كان شارداً حتى أنه لم يشعر بحركتها في الغرفه واقترابها منه... مسدت كتفه بدفئ تهتف بأسمه
- حمزه
رمقها بطرف عينه.. ليزفر أنفاسه زفرات طويله
- لو قولتلهم انك رافض سفرهم... صدقني مش هيقولوا لاء... ويمكن ده احسن لعلاج مريم هناك
ابتلعت باقي عبـ.ـاراتها وهي تحول نظراته نحوها
- اوعي تكون فاكر اني بقول كده لاني مبسوط بسفر مريم وبعدها عننا...
اساءت الظن به ولكن حـ.ـضـ.ـنه هو من أجاب عليها
- بلاش سوء ظنك ده... انا عارف حبك لمريم ياياقوت ومتأكد منه... انا بس متعود على لمتهم حوليا... ترابط العيله بالنسبالي كان اهم حاجه في حياتي ويمكن عشان كده مكنتش عادل معاكي
وشرد في لحظات الماضي والذكريات والضحكات وركض شريف خلف مريم وندى ومزاح شهاب مع سوسن ونظرات سوسن الدافئة كانت بالفعل سيده عظيمه تستحق الحب الذي لم يستطع حبه لها كرجل عاشق انما زوج مُخلص يكن لها احترامه وسنوات العشره
- مريم كلها كام سنه تخلص فيها دراستها هناك وعلاجها وهترجع... وندى مأظنش انها هتستحمل الغربه... يمكن فتره وكل حاجه هترجع زي ما كانت وهنرجع للمتنا
وألتمعت عيناها وهي ترفع عيناها نحوه بعشق
- تعرف انا لما قربت منهم وفهمنا بعض... حسيتهم اهلي ونسيت كل اللي فات... يمكن كنا محتاجين الازمـ.ـا.ت تحصل عشان نفهم بعض صح من غير ما نفتكر ان كل واحد فينا سرق سعاده التاني
- طبعا انا اللي سرقتوني
هتف عبـ.ـارته بمزاح وابتسم.. فأندفعت تضـ.ـر.به بقبضتيها فوق صدره
- اه يامفتريه.. مش ديه الحقيقه كنتوا بتتخانقوا عليا وانا راجـ.ـل غلبان محتاج اللي يحن عليا ويحبني
الدراما التي نطق بها عبـ.ـاراته جعلتها تنفجر ضاحكه... ف حمزه الزهدي لا يليق به هذه الدراما الحزينه
- انت غلبان ياحمزه... ده انت مافيش ست بتدخل حياتك غير لما بتحبك
فأرتفع حاجبه الأيسر مبتسماً لهذا المديح
- انا...
خشن نبره صوته لتبتسم وهي تضم جــــســ ـدها اليه بحاجه لحنانه الذي اعتادت عليه فصارت تعذر مريم لأفعالها القديمه... فمن ينال حنان وحب حمزه الزهدي يصبح اناني لهذا الحب
- انت بس بتحب تظهر بالوش الخشب في الأول... وبعدين هووب بتقع
الساعات الماضيه كانت بائسه بالنسبه له وهو يقنع نفسه بأمر ابتعاد مريم عنه لمصلحتها كما أخبرته واترجته حتى تتخطى ماعاشته تلك الليله وتعود له مريم ابـ.ـنته القويه كما اعتاد منها
ولكن الآن مع نجمته التي تجلس بين احضانه تتحدث معه بعقلانيه ثم مزاح حتى تهون عنه... وهاهو تبدل حاله ونسي همومه بعض الوقت
- هووب وبقع... قصدك ايه ياهانم
تذمر بملامح مُقتبضه يخفى خلفها ابتسامته
- مش قصدي اللي فهمته خالص ياحمزه
ضحك وهو يرى نظراتها البريئه وصراحتها... ف هو حقاً قد وقع بحبها وانتهى الأمر... وحمزه الزهدي أصبح بداخل منزله رجلا اخر وفي غرفته مع زوجته اخر ومع أطفاله وهو يلاعبهم اخر وفي حبه اخر واخر
............................
جمعت مُتعلقاتها القليله في حقيبتها وتنهدت براحه على إنهاء رحلتها... لم ترغب بالظهور امام مديرها بأنها لا تليق بمجلته العظيمه كما يظن ولكن رغبتها في النجاح جعلتها تستمر في تلك الرحله التي حاربت فيها ضعفها بأستمـ.ـا.ته
وضعت الحقيبه جانب الفراش وهوت بجــــســ ـدها فوقه ترخي عضلات جــــســ ـدها
- اخيرا خلصت... مؤتمر وغطيناه.. مقال صحفي محترم عن حضاره البلد والآثار وكتبنا...
وقبل ان تعد ما فعلته.. طرقات خافته قطعت عليها استرخائها...
نهضت من فوق الفراش وهي تعدل من هندام ملابسها واقتربت من الباب تفتحه
- مساء الخير يافنـ.ـد.م... الفندق بيدعو حضرتك على احتفال اليوم ونتمنى حضور حضرتك
تمتم العامل كلمـ.ـا.ته بأدب وانصرف وهو يُخبرها عن مدى الاستمتاع الذي ستحصل عليه اليوم
اغلقت الباب تلوي شفتيها مُفكره
- اروح ولا مروحش
ظلت لبعض الوقت تُفكر الي ان حسمت امرها
- بقالي كتير محضرتش حفلات... وكويس ان السيد سهيل اللي عامل نفسه هيمـ.ـو.ت عليا مشي...رجـ.ـاله مبتحبش غير نفسها
كان الكلام يخرج من بين شفتيها خـ.ـنـ.ـقاً وكأنها ليست هي من أخبرته بالرحيل واتمام طـ.ـلا.قهم والا فضحته
لم تهتم بأنتقاء ملابس انثويه... فقد عادت سماح ل كابها الرياضي وملابسها الصبيانيه وهيئتها القديمه
وصلت لمكان الحفل تنظر للأجواء حولها وانفاسها تستنشق الهواء النقي
ظلت لبعض الوقت تذهب هنا وهناك لتنظر لمصور الجريده الذي اتي برفقتها وهو يمرح مع الاوربيات ويلتقط الصور معهن
ضحكت على أفعاله وانتقلت عيناها نحو الطعام... فقد عادت علاقتها الوطيده بالطعام مع اكتائبها الذي أصبح الرفيق المحب لها على مر السنين
ملئت طبقها بكل الأصناف بأبتسامه سعيده ومسحت فوق بطنها بشهيه مفتوحه
- هتاكلي وهتدلعي اه بأحلى اكل خمس نجوم
ولم تكد تصل شوكتها الممتلئه لفمها الا وتعلقت عيناها علي سهيل الواقف بأناقه وقد التفت حوله الفتيات
الغـــضــــب احتل ملامحها وهي ترى ابتسامته الواسعه ثم نظراته اليها.. لم يرحل لوطنه بل ظل حتى يشعل داخلها نيران الغيره
تناولت الطعام بشراهة... أما هو وقف يرمقها من حيناً لآخر وهو يضحك على هيئتها.. فالحفله هو الذي أعدها حتى يعترف امام الجميع انه عاشق لتلك المرأه
الوقت يقترب من انغلاق الاضاءه ثم بدء الحفل بصخب
وهي تقف ترمقه بغـــضــــب والاكل يلوك داخل فمها.. ألتقطت كأس العصير من النادل فجأة وهو يمر من جانبها... ارتشفت العصير دفعه واحده ليصـ.ـر.خ النادل حانقاً
- يااستاذه حـ.ـر.ام عليكي العصير ده مش ليكي... اعمل ايه ياربي روحت في داهيه
وانصرف النادل بخطوات سريعه خائفا فقد حدث ما حدث... فقد ألتقط العصير الشخص الخطأ فلم يكن الا لتلك الحسناء الواقفه خلفها حتى تقع في فخ احدهم
سخونه وتشنج سار بجــــســ ـدها ومع انطفاء الانوار واقتراب سهيل منها بخاتم زواج اخر وكلمه احبك والاعتذار ووسط التصفيق الحار... كانت تُحرك رأسها كالبلهاء
وهو يستعجب الأمر ولكن فسر ذلك لكم الطعام الذي اكلته
وليله كانت من ألف ليله وليله لم تكن فيها سماح الا أنثى فاتنه مغويه بحق.. لتستيقظ على قبلات ذلك الذي يُجاورها في الفراش وقد ظنت انها ف حلم لا أكثر
- صباح الخير حببتي...
وعادت القبلات تحتل وجهها ودفئ أنفاسه يسري فوق عنقها لتتسع عيناها وهي تشعر بثقل فوق جــــســ ـدها
- اشتقت اليكي سماح
- انت بتعمل ايه هنا... عملت فيا ايه
وهبطت بعينيها نحو جــــســ ـدها ثم رمقته لتتضح لها الاجابه التي ارتسمت فوق شفتيه عبثً
- ماذا فعلت؟ انه الأمر الطبيعي بين الأزواج حببتي وقد عدنا لبعضنا
ارتسمت الصدmه فوق صفحات وجهها
- احنا رجعنا لبعض... امتي
- امس حببتي... سماح ما الأمر
وبدء بالفعل لا يفهم سبب لردة فعلها هذه...ظن انها تمزح معه أو ربما تُداري خجلها عنه بتلك الطريقه ولكنه الان استبعد كل احتمالاته
- سماح ما بكِ.... هل انتي مريـ.ـضه
- عندي صداع هيمـ.ـو.تني ومش فاكره حاجه
واجهشت بالبكاء وذراعيه تُحاوطها يُخبرها انه لا يفهم شئ
- اهدي حببتي...
- سهيل احنا لازم نطلق وننسي الليله ديه
ابعدها عنه لينظر الي ملامحها ولم يتركها الا وهو يثبت لها أنها تتفوه بما لا يرغبه قلبها وجــــســ ـدها وان كبريائها وحده من يثور
بعد ساعات كان يحضتنها
- سنبدء من جديد سماح... بحكايه أخرى دون ندوب الماضي ودون لعبه حمقاء
............................
وقف خلف الستار الذي يُغطي شرفة مكتبه يتأملها وهي تُحايل أبناء شقيقته على تناول فطورهم
منذ اسبوع وهي تقيم هنا معه.. لم ترحم احتياجه إليها كرجل أصبح عاشق ولم تعطي لكـبـــــريـاءه اشاره للاقتراب.. وكأنها كانت تقصد من قربها منه تلك الليله ان تجعله عالق في الوسط لا يعرف اهي تُريد ان يُكملوا حياتهم كزوج وزوجه ام لا امل لهم معاً
تنهيده قويه خرجت من أعماقه ليغمض عيناه مُستنكرا حاله الذي أصبح عليه
فصدق ان من قال " ان الحياه لا تستمر على وتيرة واحده.. وان الرجـ.ـال لا تسقط قوتهم وتحجر قلوبهم وصلادة عقولهم الا اذا استوطنت النساء قلوبهم"
صرخ ابن شقيقته بها وقلب المائده عليها جعله يركض خارجا من غرفة مكتبه
- على!
صرخ بأسم الصغير الذي ركض لداخل الفيلا باكياً فركض شقيقه الآخر خلفه
- مكنش ياقصد يافرات... روح صالحه
اقترب منها مُتلاشياً طلبها ... فالصغير اصبح عدواني مع الجميع وليست هي وحدها
- حصلك حاجه..
نظر الي هيئتها وثيابها المتسخه ليهمس اسفاً
- مش مجبره على تحملهم ياصفا... سيبي الخدm يتعاملوا معاهم
- لو رافض وجودي هنا قولي وانا همشي
لم يعجبه ما تفوهت به فهتف غاضبا
- انت عارفه انه بيتك..
ابتسمت دون شعور منها وعنـ.ـد.ما رأي ابتسامتها تبدلت ملامحه للاسترخاء وقبل اي حديث اخر جاءت احداهن خلفه تهتف بأسمه
- فرات
.........................
شعرت بالاختناق وهي تنظر لغرفه مكتبه وقد دلفت تلك المدعوه علياء خلفه بعدmا انتهت وجبة العشاء وأمر الخادmه بصنع قهوته.. لتنهض بعده بوقاحه تطلب منه أن يشربوا قهوتهم سوياً
اغمضت عيناها حانقه وهي تعيد الساعات الماضيه في ذاكرتها
عرفها عليها أنها ابنه احد أصدقاء والده رحمه الله وشقيقه صديقه بالاضافه لكونها طبيبه عاشت اغلب حياتها ب أمريكا
مال وجمال وحسب ونسب وعلم عالي ف لديها كل الحق ان تُصافحها من أطراف اصابعها
- ست صفا نجبلك قهوتك هنا ولا هتشربيها مع البيه
تعلقت عيناها بغرفه المكتب ثم نظرت للخادmه
- لا انا هطلع اوضتي انام
انصرفت الخادmه ولكن قبل انصرافها تسألت برغبه مُلحه
- انتوا وديتوا شنطه هدومهم ف أنهى اوضه
- زي ما أمر البيه ياهانم.. في الجهه الشرقيه
شعرت بالراحه تدعو داخلها ان تنقضي هذه الأيام التي تُجهز فيها شقتها وترحل... مشاعر لم تكن متحكمه بها... مشاعر كانت تقودها للسقوط في بئر الهوى
تجمدت أطرافها وهي تقف فوق اول درجات الدرج وضحكة تلك الوقحه التي لم تحترم حرمة الحداد بالمنزل تعلو ثم اعتذارها
أسرعت بخطاها لاعلي حتى تنفرد بنفسها كالمعتاد في عزلتها
............................
نهضت ناديه غاضبه وهي تنظر لشقيقيها
- انا لا عاوزه مراد يسافر ولا شهاب... انا ماصدقت رجعت وبينا وسط بعضنا... شوف اي حد يمسك الفرع ده زي باقي الفروع التانيه
- ناديه ده قراري... وحمزه ملهوش دخل هو بيعرض علينا الشغل مش اكتر ولينا الحريه
تعلقت عيناها بشقيقها الأصغر واقتربت منه تلمس وجهه بأناملها واحتضنته باكيه
- انت زعلان مني صح... زعلان مني عشان بدخل في حياتك وبضايق ندي
لم يتحمل بكائها لتتحرك عيناه نحو حمزه الذي نظر اليه بقلة حيله.. فالأمر له فليتصرف... ولو رفض قرار السفر... سيوظف أحداً كفأ هناك رغم ان الفرع حاليا يحتاج لصاحب المال وليس مُجرد موظف
- ناديه الموضوع غير كده... ندي ملهاش دخل في قراري
وابتعد عنها يُمازحها حتى يُلطف الجو الذي أصبح يسوده الكائبه
- مش عارف ليه محسسني اننا مش هنشوف بعض ولا هيبقى بينا زيارات
استنكرت ناديه حديثه وصمت حمزه ومتابعته لهم دون اهتمام كما ظنت
لتدفعه من أمامها غاضبه تحمل حقيبة يدها
- سوسن وعيالها اخدوا زمان البيه الواقف ساكت... ودلوقتي ندي اللي مكنتش فارقه معاك ومتجوزها بالعافيه بتاخد هي القرارت بدالك ومخلياك كرهني
واندفعت بخطواتها لخارج الغرفه تحت نظراتهم المصدومه
- ناديه
لم تستمع لصوت هتافهم وانصرفت دون ألتفافه إليهم
فطرقع شهاب كفيه بقله حيله ليقترب منه حمزه رابتً فوق كتفه
- ناديه هي ناديه مش هتتغير.... لكن انت عارف انها طيبه
طيبة مع حب تملك كانت تلك هي صفات ناديه التي لن تتغير مع اشقائها
......................
اسبوع مر علي أقامه تلك الغريبه في منزلها... منزلها كلمه لأول مره تشعر بها مع وجودها معه.. احتراماً وتقديراً تتلاقاه ولكن ليسوا هذا ما كانت ترغب به روحها...
تعلقت عيناها ب علياء وبأصغر الأشياء التي تفعلها حتي تلفت نظرات فرات اليها.. وهي تقف كالمتفرجه والأخرى تنظر إليها بنصر
وانتهت الحرب الصامته لتصبح حربً علانيه وتلك تقف أمامها تقعد ذراعيها أمامها تُخاطبها بكبر
- ياريت تكوني شوفتي الفرق ما بينا...
ومالت نحوها هامسه بوقاحه
- فرات عايز واحده زي في حياته... سيدة مجتمع مش مجرد واحده خريجة...
- اخرسي
جحظت عين الواقفه وهي ترى نظرات صفا إليها.. فأخيرا الزوجه الصامته المهمله خرجت من جحرها
- أنتي هنا في بيتي... لو عايزه اطردك هعملها
انكمشت ملامح علياء وهي ترى شراسه صفا لأول مره منذ المده القصيره التي قضتها بينهم... لمحت اقتراب فرات منهم وقد كان مُنشغلاً في حديثه عبر الهاتف
- وانا مش هقعد هنا بعد طردك ليا
وهتفت بأسم إحدى الخادmـ.ـا.ت تأمرها بأعداد حقيبتها للرحيل...
كان فرات يُتابع الموقف بعينيه وهو يُنهي حديثه بعجله
- شوفت مراتك يافرات... بتطردني من بيتك
وتعالت شهقاتها المصطنعه بأحتراف... لتتعلق نظرات فرات بصفا ومن نظراته.. تأكدت انه سيؤذيه بحديثه أمام تلك المتغطرسه
- حصل ايه
لم تكد تُحرك شفتيها حتى تُخبره بالحقيقه.. فأسرعت الأخرى بقص كل شئ دون أن تطرق الي اهانتها
تعلقت نظرات فرات بزوجته الواقفه
- صح الكلام ده ياصفا
صمت مُطبق ساد المكان للحظات... لتنحدر عيناها نحو يداها المُتشابكه ببعضهما
- انا عارفه انى خريجة سجون... بس مكنش في لازم تهيني
ولم تتحمل الوقوف لسماع رد فرات... ولكن صوته بأسمها اوقفها
- استنى عندك
تـ.ـو.ترت علياء من جمودة ملامحه ونظراته المصوبه نحوها
الاثنان انتظروا ونظروا اليه ليعرفوا من فيهن سينصفها
الزوجه ذات السمعه السيئه كما يراها البعض بل الكثير ام الضيفه الراقيه ذات الحسب
- لو عايزه اقامتك تستمر هنا ياعلياء ياريت تحترمي ست البيت وتفهمي ان مراتي كرامتها من كرامتي
انصعقت علياء من حديثه...وارتجفت شفتيها حنقاً وهي تراه يتقدm من الواقفه ساكنه بذهول يرفع كفها يلثمه ببطئ
- انا فخور بمراتي حتى لو مكنتش براءتها ظهرت بعد سنين عمرها اللي ضاعت
ارتعش كامل جــــســ ـدها وهي تنظر في عينيه وقد انصرفت علياء بخطوات اشبه بالركض
دmـ.ـو.عها هي من كانت تُعبر عنها... هل هذا هو العوض الذي تمنته من الله بعد توبتها وتقربها منه... فرات الذي بدأت حكايتها معه بأبشع شئ تتحمله امرأه أصبح هكذا بل ويُعلي قدرها وسط الجميع دون خجل
...........................
ضمها اليه وهو يسير بها نحو تربه شقيقتها بعد أن علم مكان دفنتها.. اهتمامه بأمر كهذا اتي مؤخراً بعد أن حاسب نفسه علي انانيته في محو ذكري عائلتها
شريف احب مها الجميله الكفيفه ولكنه لم يُحب نشأتها ولا شقيقتها التي كانت ضحيت مجتمع لا يرى المرأه الا في صورة زوجه لا أكثر
- هو ده قبرها ياشريف
سألته بشفتي مُرتعشه وهي تنظر لمثواها... تقدmت للأمام وقلبها يرتجف
- ماجده انتي سمعاني..
وسقطت دmـ.ـو.عها
- ت عـ.ـر.في انك بتجيلي في أحلامي.. وبتنادي عليا...انا بقيت اشوف يامها بقيت اشوف بس مبقتش فاكره حاجه عن لحظاتنا سوا ...قالولي انك كنتي أطيب واحن اخت.. لكن هو ضحك عليكي
وازدادت دmـ.ـو.عها انهماراً
- ربنا اخدلك حقك.... قــ,تــلته واحده بعد ما كان عايز يفـ.ـضـ.ـحها وسط ولادها وجوزها
صوت بكاءها وحديثها كان يصله.. ولكنه فضل البعد حتى يتركها تتحرر مما تشعر به
- انا مسمحاكي ياماجده... انا عارفه ان كان نفسك تتجوزي زي اي ست وتحسي بمشاعر حلوه...
ومسدت فوق بطنها بعد أن شعرت ببعض الآلم
- انا حامل في بـ.ـنت ياماجده... هسميها على اسمك
وألتفت بعينيها نحو شريف تنظر له.. فتقدm منها يُحاوط خصرها متمتماً
- سامحيني انا كمان ياماجده... ياريتني كنت وقفت معاكي وورتلك قذارته بعينك يمكن كنتي فوفتي قبل فوات الآوان
..............................
شهقت بسعاده وهي تسمع تفاصيل ماحدث معها وسط حفل زفاف شقيقتها
- مش معقول كل ده حصل ياسماح
وطالعت شقيقتها وهي ترقص بسعاده ثم عادت ترمق سماح حانقه
- وحضرتك جايه تقوليلي ده في الفرح... انـ.ـد.مج ازاي مع واحده فيكم..
ضحكت سماح وهي تُطالع زوجها الواقف مع حمزه
- فضولك ياحببتي هو اللي مخليكي قاعده جانبي
- ياقوت طول عمرها فضوليه ياسماح ... ياساتر عليها
شهقت ياقوت غير مُصدقه بوجود هناء.. فقد اعتذرت عن عدm قدرتها للمجئ
- هناء
احتضنت الصديقتان بعضهم بشوق
- حشـ.ـتـ.ـيني و اوي ياام العيال
- وانتي حشـ.ـتـ.ـيني و يافيل ياصغير
وكظتها هناء بتذمر وابتعدت عنها
- بس ياارنبه
ولم يتمالكوا ضحكاتهم على مشاكستهم... فأنفجروا ضاحكين... ولولا الموسيقى الصاخبه لكانوا قد فضحوا وانتهى الأمر
اعين سماح قد دmعت من مشاكستهم واقتربت تحتضن هناء
- مقدرتش مجيش... حتى لو كنت تعبانه ياياقوت... عملت حفله نكد على مراد وخليته يجبني
- ياسمين هتفرح اووي...
فأندفعت هناء نحو العروسين
- تعالي يلا... واه نعمل تمارين الرقص معاها
وياقوت التي لا تتفاعل بالرقص كانت هناء تجرها لفعل ما لا يُفعل بمتعه وسماح ومها معهم فتشجعت ندي واقتربت منهم هي الأخرى بعد أن حثتها مريم علي النهوض
والصغيران لم يكونوا الا مع ناديه والسيده سلوى الجالسين يثرثرون مع بعضهم كحال الكثير
واعين بعيده كانت تترصد مُبتغاها بلهفة... ولولا تحذير هاشم له لكان اعترف لها بمشاعره وتغيره وانه أصبح الان شخصً اخر
لم تكن مريم متواجده بذهنها مع الحاضرين.. عيناها كانت ذابله ويداها قابضه فوق مقعدها المتحرك بقوه... انحدرت دmـ.ـو.عها رغماً عنها
أراد فارس ان يضـ.ـر.ب بوعده المؤقت لعمه عرض الحائط وكاد ان يتقدm منها الا ان اقتراب حمزه اوقفه ليطرق رأسه مُتمتما
" هعمل المستحيل عشان تكوني ليا يامريم..."
- مريم
صوته وكفه التي مسحت عنها دmـ.ـو.عها جعلوها ترفع عيناها اليه راجيه
- وافق اسافر معاهم يابابا من غير ما تزعل مني.
رغم انه كان قد قدm لها موافقته الا انه كان يُشعرها بالذنب لأنها ستبتعد عنه ولكن اليوم قدm موافقته عن طيب خاطر لأجلها
- هستني بـ.ـنتي ترجع قويه زي ما كانت
وحمزه هو والدها حتى لو لم تكن دmاءه تسري بعُروقها
...........................
تسطح فوق فراشه شارد الذهن.. ف غدا ستنقص أفراد عائلته المُلتفه حوله وهم يظنون انهم سيعطونه فرصه ليكون اناني لمره واحده ويعيش مع زوجته وأولاده
ثرثرة ياقوت عن تفاصيل الفرح ومجئ هناء وعودت سماح لزوجها جعلوه يفيق من شروده
- حمزه انا بقالي ساعه ارغي وانت ولا هنا
واقتربت منه بعدmا اعتدل من فوق الفراش
- معلش ياياقوت دmاغي مشغوله شويه....
وقبل ان يستمر في تبرير سبب شروده تمتم حانقاً
- ماشاء الله عليكي ياحببتي... رقاصه درجه اولى
اتسعت عيناها فرحاً
- بجد ياحمزه انا رقصي حلو... ده انا مبعرفش ارقص اصلا
امتقع وجهه وألتف نحوها بعدmا جاورته فوق الفراش
- لولا انه فرح اختك وعارف مدى فرحتك... كنت علقتك ياياقوت
ضحكت والضحكه كانت من أعماق قلبها
- وانا اللي كنت فاكره ان رقصي عجبك...ضيعت فرحتي
- الصبر من عندك يارب... هو الحمل المرادي جاي معاكي بهبل ياحببتي
اماءت برأسها مُقتنعه... لتقترب منه تتعلق بعنقه
- فاكر ليله دخلتنا ياحمزه
أخذه الحنين لذلك اليوم مُحركً رأسه لها
- وديه ليله تتنسي
- طب فاكر ليله صباحيتنا
امتقع وجهه ثانيه وابتعد عنها
- مش لازم تفكريني...
عادت لتضحك وتُقربه إليها
- ما انا لازم افكرك عشان ضميرك يأنبك ياحبيي
- نامي ياياقوت... وقال ايه انا قولت هنعيد الذكريات الحلوه
تذمر كالاطفال لترفع شفتيها نحو خده تلثمه
- بحبك
- كده بقى نعيد الذكريات والامجاد
وكأن نهايه الفوز قد حُسمت والرايه رفعت...وبعد فتره كان يضمها اليه يُقبل يدها ويغمضوا عيناهم ولكن بكاء صغارهم كان يخرجهم للواقع
..........................
استيقظت من نومها فزعاً... تنظر حولها... الحلم يتكرر كالمعتاد
ولكن تلك المره طفلها كان بين ذراعيها تُرضعه
نظرت ليداها الخاويه وصوت أنفاسها يتصاعد
- هو راح فين... راح فين
ووثبت من فوق الفراش تركض الي غرفته تهتف بأسمه وهي تهز جــــســ ـده ليستيقظ
- شيلتوا بين ايديا يافرات..
انتفض من رقدته وهو لا يستعب شئ
- مين ده ياصفا اللي بتتكلمي عنه
ابتسمت من بين دmـ.ـو.عها
- ابننا عايش
واندفعت لحـ.ـضـ.ـنه تُتمتم بأمل
- هيرجع يافرات... هيرجع
ألتمعت عيناه بالدmع وهو يرى حالتها.. ولم يشعر الا وهو يضمها اليه بقوه... وعادت تسأله بصوت مهزوز
- هيرجع مش كده يافرات
- هيرجع ياصفا
ابتعدت عن حـ.ـضـ.ـنه تنظر لعيناه وفي لحظه كانت تُقبله.. تضم وجهه بين راحتي كفيها المُرتجفان
والقلب ضعيف عنـ.ـد.ما يُريد ان يهوي... لا ماضي ولا ندوب ولا عقل يحسم القرار
............................
تعلقت عيناها بالنتيجه التي اظهرها اختبـ.ـار الحمل المنزلي وهاتفها يعلو بالرنين برقم حوريه التي تنتظر اجابتها بلهفه
- طمنيني ياصفا.. ؟
همست وعيناها عالقه بالنتيجه
- انا حامل ياحوريه
أبتسمت حوريه وهي تزفر انفاسها براحه قد وصلت لمسمعها
- كده بقى الراجـ.ـل ده قدرك ياصفا....
واردفت بعبث ومازالت ابتسامتها فوق شفتيها
- بس الله واعلم من أنهى ليله..
تصبخت وجنتي صفا خجلاً.. ف الليلتان كانت هي من تذهب اليه بضعفها وهو لم يكن الا مُرحباً بهذا الضعف
..........................
تعلقت أعين مريم بالفساتين التي تعرضها لها ياقوت عبر الهاتف حتى تُقرر معها ايهم ترتديه
- ها يامريم
ضحكت مريم وهي تُقرب رأسها من شاشه الجهاز الإلكتروني الخاص بها تمط شفتيها مُعترضه
- ما انتي اللي بتختاري الوان كئيبه ياياقوت.... دوري تاني يمكن نلاقي حاجه
لتلقي ياقوت الثياب من يدها وتتجه نحو البقيه تبحث عن شئ زاهي كما تُحب الصغيره التي ستظل صغيره
وعادت بفستان اخر صارخه
- اوعي تقولي ده كمان لاء
مسحت مريم فوق ذقنها مُفكره
- مش بطال
لتغلق ياقوت الهاتف في وجهها حانقه والأخرى تضحك تحت نظرات ندي المشغوله في تحضير أوراقها قبل الذهاب للجامعه التي تُكمل دراستها فيها
...........................
حفل تكريم راقي فعله موظفينه تقديراً واحتراماً له... وهي كانت تجلس وسط الحضور ترى زوجها واقفاً يُلقي كلمته شاكراً لهم
اقترب منها يضمها إليه ويده موضوعه فوق بطنها المنتفخه قليلا
لتأتي ناديه مُقتربه منه
- مش هتطير ياقوت ياحمزه
ليضحك فؤاد على أفعال زوجته كما ضحكت ياقوت
- معلش يابـ.ـنتي... لازم تستحملي حمـ.ـا.تك
ضحك حمزه هو الآخر على مزاح زوج شقيقته... فأمتعضت ناديه من حديث زوجها
- بتتريقوا عليا
ونظرت لياقوت ثم شقيقها حانقه
- ماشي ياحمزه... ده لولا خدmـ.ـا.تي مكنتش اتجوزت ياقوت... ودلوقتي واقف تتريق عليا
- معاش ولا كان اللي يتريق عليكي ياحببتي... ده انتي اللي في القلب مش كده يا ياقوت
غمز لها ل تؤمي الأخرى برأسها وهي تضحك ولكنها لم تكن الا سعيده ... ف ناديه لا تؤذيها بشئ إلا بغيرتها التي لا تكون الا كلاماً ودفاعاً عن حب شقيقها إليها
وحمزه يفصل بين حبهم واحتوائهم بذكاء
...........................
تعلقت عيناها بملامح المرأه الواقفه أمام زوجها ورجـ.ـاله بعد أن حمل منها الطفل يتحسس جــــســ ـده ويُقبله... والصغير يبكي ويميل من بين ذراعيه مُلقياً بجــــســ ـده نحو المرأه الهزيله الباكيه هي الأخرى
- الله يخليك يابيه خليني امشي... انا رجعتلك ابنك سليم... عايزه اروح لبـ.ـنتي زمانها بتصرخ من الجوع
- مافيش مشي من هنا غير لما يجي البوليس
انتفضت المرأه مفزوعه وهي تبحث عن مخرج من وسط الرجـ.ـال الواقفين
- لا بوليس لاء...
اقتربت صفا منهما بصعوبه وهي تظن ان مـ.ـا.تراه مُجرداً حلماً
- ورده
تمتمت اسمها بأرتجاف لتلتف المرأه نحو الصوت كما التف فرات صوب زوجته
- صفا... انتي صفا
نطقت بها ورده وهي لا تُصدق انها رأت صفا هنا ... تعلقت عيناها بالصغير وعيناه الزرقاء الدامعه فهتفت بصدmه وتعلثم
- هو ده ابنك
والاجابه كانت واحده... كم كان القدر عجيبً... والماضي يعود لزنزانه مُغلقه
.............................
امسك كفوفها بين كفيه بحنان يُطمئنها
- حببتي اتنفسي براحه واهدي
ابتسمت اليه بوهن
- انا تعبانه اوي ياحمزه خليهم يولدوني بقى
التف نحو ياسمين الواقفه خلفه وهاشم يُجاورها
- ياسمين تعالي هديها شويه... لحد ما اشوف الدكتور... مش كفاية كده انتظار
اماءت ياسمين برأسها واقتربت من شقيقتها بقلق تُطمئنها... فالشهور الاخيره مرت عليها بتعب شـ.ـديد
وبعد وقت كانت ناديه تُجاور شقيقها وهاشم يضم ياسمين اليه
- انا خايفه ياهاشم... انا مش عايزه اولد
ضحك على عبـ.ـارة زوجته
- ياحببتي اختك هي اللي بتولد مش انتي... انتي لسا حامل في شهرين وعايزه تولدي
ابتعدت عنه ممتعضه ليعود لادخالها بين احضانه
..........................
والحال كان هكذا مع فرات الذي وقف ينتظر مولوده الثاني والأخير فالطبيب حظرهم من انجاب اخر
ولد وفتاه فهو لا يُريد شئ اخر
وعلي بعد خطوات منه كان يقف عنتر رجله الوفي دوما وبجانبه ورده زوجته فقد كان زواجهم ليله امس... وقصه حب بدأت بينهم من أول لقاء في المزرعه وكأنها مزرعه الحب
...........................
بعد اربع سنوات... ثلاث صغار كانوا يركضون مع بعضهم مُتشابكين الأيد
وقفت صفا تنظر إليهم من شرفة غرفتها وفرات يقف جوارها يتأمل صغاره بحنو
- سليم متعلق اوي ب بـ.ـنت ورده اكتر من اخته ياصفا
التفت نحوه مصدومه من حديثه
- فرات بلاش الجزء اللي اتربيت عليه يظهر ارجوك...
- انا خايف على ولادي... الأصل غلاب ياصفا.. واسم ابوها مش هيتمحي ابدا.. ديه بـ.ـنت واحد اتعدm عشان اقــ,تــل
بهتت ملامحها من صريح عبـ.ـارته... صحيح ان فرات يتعامل مع تلك الصغيره بلطف ويجلب لها مثل أولاده لكن مكنون نفسه كان شيئاً اخر
- لو انت شايف كده في تقي البـ.ـنت الصغيره .. يبقي شايف فيا انا كمان وشايف ان ولاد فاديه وعزيز كده برضوه... ما انا اصلي مكنش مشرفش يافرات وكنت خريجة سجون...
- اياكي تقولي كده
ضمها إليه بقوه نادmاً عما تفوه به
- انا اسف ياصفا... عندك حق ساعات طبيعتي بتغلب عليا... البـ.ـنت فعلا ملهاش ذنب
كان صادقاً في نـ.ـد.مه ونهر نفسه عن تفكيره الذي بثه الشيطان داخله... فهل يلوم طفله على نسبها... طفله لم تثقل الحياه كتفيها بعد .. طفله لم تعرف ان الناس لا يرحموك الا وقذفوا سموم ألسنتهم داخل قلبك ليتحول بعدها المرء لصوره هم من صنعوها... واما النجاه واما الغرق
- تعالي ننزل ليهم
وامتدت يده لها... لتضع كفها في راحه كفه الممدوده
وبعد دقيقه كان فرات يلهوا وسط الصغار تحت نظراتها اللامعه الفرحه
...........................
اليوم كان عوده شهاب وندى... أما مريم
فقد عادت منذ عامين فلم تتحمل البعض عن الصغار الاربعه
بعد أن أتمت شفائها بالخارج
عاد حمزه من عمله بعدmا تلقي ذلك الخبر المفاجئ عبر الهاتف
- اربع سنين يامفتري
ابتسم شهاب وهو يحتضن شقيقه ونظر نحو ابناء شقيقه ومريم التي تركض وهم خلفها
- انت جبت العيال الحلوين دول لمين يااخي
- طالعين شبهي طبعا ياشهاب
اقتربت منهم ياقوت وجوارها ندي التي تحمل طفلتها بين ذراعيها ولم يتجاوز عمرها الا شهران
- حمدلله على السلامه ياندي... شايفه جوزك
وتعلقت عيناه بالرضيعه ليمد يداه إليها مبتسماً
- اهي البت ديه هي اللي شبهي.. اهلا ببرنسس لارا في مصر
ومع الوقت كان يتوافد باقي أفراد العائله... واصبحت الفيلا صاخبه بركض الصغار وثرثرة الكبـ.ـار
وفجأه نهض شهاب هاتفاً بعد نحنحته وقد تولي الأمر عن هاشم
- حمزه... فارس طالب ايد مريم
اندفع كلا من حمزه وشريف واقفين
- لاء
اما مريم وقفت تتابع ردت فعلهم ضاحكه... فقد أخبرته ان الوصول إليها صعبً ولكنه مُصر
هتف هاشم برأيه هو الاخر
- أدوا فرصه ليه طيب
وبعد محاولات كانت من طرف النساء رضخوا لإعطاء الفرصه ل فارس لا أكثر
التفوا حول الطعام بعدmا تم تحضير مائده شهيه... الكل كان مُنشغلا بتناول طعامه الا أعين ناديه التي كانت تترصد ياقوت التي وضعت يدها فوق فمها لا تستطيع تناول طعامها
- ياقوت انتي حامل!
لينظر الجميع إليها مُنتظرين الاجابه وحمزه يضحك بصخب مُستمتعاً بهيئتها
- قوليلهم ياحببتي
لينفجر الجميع ضاحكين... وللقدر حكاية أخرى وبين حكاية وحكاية.. فالكل يسير نحو قدره
تمت بحمدلله
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇