رواية صماء لا تعرف الغزل هي رواية رومانسية تقع احداثها بين يوسف وغزل والرواية من تأليف وسام الاشقر في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية صماء لا تعرف الغزل لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية صماء لا تعرف الغزل هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية صماء لا تعرف الغزل تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية صماء لا تعرف الغزل من الفصل الاول للاخير بقلم وسام الاشقر
في غرفة مظلمة يحيط بها الظلام الذي يكاد أن يخترقه ضوء الشمس الحار من خلف الستائر البالية التي تدل علي قدmها وكثرة استعمالها، تظهر هذه الأشعة التي تكاد تنبعث من النافذة بخجل داخل غرفة صغيرة مكونة من خزانة ملابس صغيرة ومكتب صغير مُبعثر عليه بعض الكتب في جهة الباب، أما بجواره نجد سرير صغير يكاد يتحمل شخص واحد تدل معالمه علي قدmه وفوقه تنام انثي صغيرة الحجم نحيلة متوسطة القامة بيضاء البشرة ذات شعر بني طويل.
تململت هذه الفتاة في نومها بسبب شعورها بالانزعاج من اهتزاز عنيف تحت وسادتها فبدأت بفتح عينيها بصعوبة ليظهر من خلف أهدابها البنية عيون رمادية صافية، يقسم من يري هذه الملامح يقول أن هذه ملامح فتاة أجنبية وليست من أهل البلدة فمن في مكانها يجب أن يكون سعيدًا أنه يملك مثل هذه الملامح الهادئة لكثرة المعجبين بها ولكن للأسف أنها آخر شخص تتمنى أن يُعجب بها أحدًا بسبب ظروفها الخاصة.
قامت غزل من نومها لتمد يدها أسفل وسادتها لتجذب هاتفها المخصص على خاصية الاهتزاز دائمًا لتغلقه، فلولا هذه الخاصية ما افاقت ابدًا من نومها.. استقامت للتوجه إلى النافذة لتفتحها علي مصراعيها ليخترق ضوء الشمس الغرفة وتتطاير خصلات شعرها الذي بلون العسل الناعم علي وجهها، فتتجه للخروج لدخول دورة المياه وتصلي فرضها.
بعد الإنتهاء من فرضها توجهت لغرفه مجاوره لتفتح ضوئها لتُيقظ سيدة في أواخر عقدها الرابع ولكن ما يراها يجد امرأة نهشها الزمن وقسى عليها، قامت غزل بوضع يديها اليمنى علي كتفها لتوقظها.. مع الحركة الثانية، استجابت لتقول بحبور:
– صباح النور يا عيوني.
قالتها وبعيونها الكثير من الحب، لتبتسم غزل وتقوم بسحبها من يديها لتساعدها على الوقوف والتوجه للاغتسال.
– يابـ.ـنتي انا هعرف اتحرك لوحدي انا لسه ما عجزتش.
قامت غزل بتحريك رأسها ورفع كتفيها برفض أن تتركها.. بعد فترة كانت غزل بالمطبخ الصغير تعد الإفطار المكون من فول وطعمية والعيش البلدي والجبن وشرعت في وضع الطعام علي المائدة وعنـ.ـد.ما بدأ الإفطار رأت ضوء أحمر من مصباح مخصص يضيئ وينطفئ، فأسرعت إلى باب المنزل لتنظر من عينه وتفتح الباب مسرعةً تقفز كالأطفال بسعادة عند رؤية الواقف أمامها..
– صباح الخير ياغزغز
عبست غزل وانعقد حاجباها من هذا التدليل السخيف فأشارت بيدها رافضة لهذا التدليل:
– خلاص خلاص مـ.ـا.تزعليش ياغزالي
ابتسمت غزل وحثته علي الدخول، فسمع صوت صفا يقول:
– تعالى يا محمد حمـ.ـا.تك بتحبك زي مابيقولوا هنا.
– تسلمي يا خالتي والله، انا نزلت من فوق جري عشان متأخر.. بس مدام حلفتي اقعد اكل معاكم.
ابتسمت غزل و أسرعت بجلب ما يكفيهم من الخبز واندفعت تجلس بجواره وهي تأكل بسعادة وتشاهد محمد يأكل باستمتاع وينظر إليها بحب فشردت في أول مرة رأت فيها هذا الشاب، إنها لا تتذكر متي تحديدًا.. نعم.. لأنها نشأت على يديه، كانت صغيرة في سن خمس سنوات عنـ.ـد.ما أتت بها صفا لهذا الحي الشعبي، والسكن بهذه الشقة منخفضة الإيجار.. افاقت من شرودها علي صوت محمد وهو يقول:
– الحمد لله، ادعيلي يا خالتي انا رايح مقابلة شغل دلوقت في شركه كبيرة.. ادعي ان ربنا يوفقني فيها.
– ربنا معاك يا ابني ويكتبلك كل خير.
قالتها الخالة صفا بحبور فقد كانت تتمني محمد ابن لها أو زوج لغزل ولكن لا تأتي الرياح كما تشتهي السفن.
استقام محمد وربت علي رأس غزل واقترب منها ولثم جبينها بقبلة تحمل فيها كل معاني الأمان والحماية، قال محمد وهو يتجه جهة الباب:
– مش محتاجين حاجه وانا راجع.
اجابته الحاجة صفا:
– تسلم يابني ربنا يوفقك.
قفزت غزل واتجهت جهة رزنامة ورقية وكتبت بها:
– ربنا يوفقك ويكتبلك كل اللي بتتمناه، هفضل ادعيلك.. انا آه مش قادره أتكلم بس ربنا سامع صوت قلبي.. آه متنساش، هستني منك رساله تطمني عملت ايه.
– حاضر يا احلى غزل في الدنيا.
____________________
في مكان آخر بفيلا صغيرة مكونة من طابقين ولكنها ليست شـ.ـديدة الاتساع، نجد بالطابق السفلي به واسع يتكون من عدة حُجرات.. حُجرة مكتب يمين المدخل، وبالداخل حجرة الاستقبال يسارًا يليها حجرة الطعام وحجرة الطهي بالقرب من الدرج.
اما بالدور العلوي نجد اربع حجرات حجرة لفتاه عشرينية تشع حيوية يغلب عليها اللون الوردي، اما الحجرة الثانية لرجل كبير بالسن في العقد الخامس من عمره، والحجرة الثالثة لشاب في أوائل العقد الثالث، والرابعة مغلقة دائمًا لا تُفتح إلا لتنظيفها فقط.
يصدح صوت رجولي خشن يزعج من بالبيت، أنه يوسف نجيب الشافعي.. عصبي المزاج، كثير الشك في من حوله، غير اجتماعي إلا مع من يعرفهم فقط.. حذر جدًا لا يسمح بان يُعبث بأشيائه، شعره اسود ناعم.. ذو لحية خفيفة وعيون بنية صقرية يظهر العبث فيهما.
– انتِ يا زفته، انتِ ياهانم.
قالها يوسف وهو خارج من حجرته مندفعًا.
– ايه في ايه علي الصبح.
قالتها ملك بـ.ـارتباك من صوته.
– انا قولتلك كام مرة ما تخديش حاجه من عندي؟
– حاجة إيه اللي بتتكلم عنها!
– استهبلي بقى.. مافيش غيرك دخل وأخد أقلام الفحم بتوعي من جوه.
قالها بغـ.ـيظ شـ.ـديد
– أنت بتهرج يا يوسف؟ كل الدوشة دي عشان قلم مش لاقيه.
– آه دا علي اساس انك مت عـ.ـر.فيش أنهم مجموعة اقلام؟ اتفضلي هاتيهم بسرعة.
– والله يا يو…
قبل أن تكمل وجدت الخدامة تقطع حديثهم وتمد يديها له بالأقلام وبعض الأوراق الخاصة، نظر لها يوسف بتعجب كأنه يسألها ما هذا.. أجابته هناء مسرعة:
– حضرتك جيت امبـ.ـارح متأخر وسبتهم في المكتب وانا بنضف لقيتهم وحضرتك محرّج علينا ما ندخلش اوضة حضرتك إلا لما تصحي.. ابتلع يوسف ريقه بتـ.ـو.تر من هذا الموقف فهو دائمًا سريع الانفعال والظن بالآخرين أجلى صوته وقال:
– معلش يا ملك جت فيكي المرة دي.
– وماله ياجينيرال ما انت اخويا برده ولازم استحمل رخامتك.
– ملك.
قالها بانفعال واضح
– خلاص، خلاص يا جنيرال.
ضحك الاثنان علي هذا اللقب الذي دائمً ما تطلقه عليه دون ملل.
في الشارع الشعبي الذي تسكن به غزل.. يوجد أمام المنزل مقهى حديث فيما يسمي (كافييه) بعد مـ.ـو.ت صاحب المقهى المعلم ناصر وتركه لابنه الوحيد عامر خريج كليه الطب.. فعامر شاب ثلاثيني يتميز بجــــســ ـده الرياضي والذي يظهر دائمًا أسفل قمصانه القطنية علي سراويل الجينز، فمن يراه ينجذب لملامحه الشرقية.. أقام عامر ببعض التعديلات ليكون مكون من طابقين، السفلي يقدm طلبات الزبائن مثلما كان يحدث قديمًا مع الفرق في الديكورات العصرية، والعلوي به شاشه عرض وخاص اكثر للشباب ويحتوي علي ألعاب الحديثة مثل البلاي استشن وألعاب الجيم فهذا المقهى كل ما يملكه بعد مـ.ـو.ت المعلم ناصر، وهذا باب رزقه الوحيد بعد أن تخلي عن تخصصه.. نجد شاب جالس بداخل هذا المقهى يتابع العمال بعينيه ويراقبهم بعين صقر.. ولكن باله ليس معهم، وإنما مع من سلبت عقله وقلبه، منذ نعومة أظافرها وهي تجذبه بطريقة غريبة.. حاول كثيرًا إبعادها عن محيط تفكيره ولكنها تقفز له في احلامه وكوابيسه تستنجد به مما يؤذيها.. الغريب انه يسمع صوتها بالكابوس وصراخها مع انه لم يستمع لها مرة واحدة في حياته.
يدفع عمره كله ليسمع صوتها.. أحيانًا يتخيل اذا كان ناعم مثلها ام به بحة؟ ام غليظ؟ يكاد ان يجزم انه ناعم مثلها.. آفاق من شروده على صبي صغير يسمي سيد وهو يمد يده بمبلغ تم دفعه أحد الزبائن بعد أخذ مشروبه تنهد وقال :
– يارب قرب البعيد.
___________________
في منزل الخالة صفا انشغلت غزل بإعداد وجبة الغداء وأصرت أن تحضّر بعض المخبوزات الساخنة المشهورة بوطنها الأصلي الذي كتب عليها من وهي طفلة ذات الخمس سنوات تركه وترك عائلتها هروبًا من تبعات الحروب والخراب الذي حل ببلدها، فتنهدت بحـ.ـز.ن.. دائمًا يأتي أمام رؤيتها خيال طفلة اخرى كثيرة الشبه بها تقفز معاها وتجري في فناء منزل بسيط لا تتذكر لمن هذا المنزل ولكنها تتذكر وجه جميل كثير الشبه بها.. دائمًا تتذكر امرأة تخرج من الباب وتصيح بهم للدخول لتناول الطعام بلهجتها الخاصة بوطنهم، فاقت من شرودها علي إضاءة حمراء تبلغها بأنه يوجد من يريدها، اتجهت الي حجرة خالتها صفا امها الثانية، وجدتها نائمة وفِي يديها بعض الصور كالعادة تستعيد ذكرياتها، ثم توجهت إلى الباب بعد التأكد من الطارق من العين السحرية ووجدت سيد يبتسم لها ويرفع يده يحيها سلام عسكري، ابتسمت له وكررت ما فعله.. فمد يده بكيس صغير. عقدت حاجبها متسائلة عن ما بالكيس فقال لها سيد انه (بُن) محوج مخصوص من الاستاذ عامر من المقهى كما طلبته من قبل، فتذكرت غزل انها طلبت من قبل من محمد أن يشتري لها بن مخصوص لها فمن المؤكد انه من أبلغ عامر.
أخذت من سيد البن وأشارت له بان ينتظر قليلًا، دخلت مسرعة وعادت بيديها صحنان مليئتان بالمعجنات الساخنة الطيبة التي تذهب العقل كما تعلمتها من أمها صفا، وقدmت صحن لسيد وأشارت له أنه له، اما الصحن الاخر للأستاذ عامر وكتبت ورقة له لكي يفهم، فشكرها وذهب مسرعًا سعيد بهذه الوجبة الساخنة الذي من الصعب أكلها إلا بمحلات خاصة تقدm أكلات شعبيه لأهل بلدها.
_______________
في المساء ظلت جالسة علي سريرها تنظر بهذا الكتاب المكتوب باللغة الفرنسية، نعم فهي رغم ظروفها إلا أنها لم تستسلم لإعاقتها التي لم تولد بها، فهي كانت طفلة مفعمة بالحيوية تسمع وتتكلم مثل باقي الأطفال بسنها وكانت أمها صفا تهتم بتعليمها اللغات الإنجليزية والفرنسية منذ الصغر، رغم عدm التحاقها بالمدرسة في هذا السن بسبب الحروب والمناوشات وخــــوف امها الشـ.ـديد من شيء أصبحت تعلمه الآن، هذه هي وسيلتها الوحيدة لمحاربة مللها اليومي، فمن الصعب أن تبحث عن عمل بإعاقتها.. من سيقبل بعمل بكماء يكاد تستطيع السمع؟ انها لا تعترض علي قدرها وإنما هي سعيدة انها لا تستمع لصوت المنافقين، بل تستمع لقلوب من حولها.. قلوب طيبة لا تعرف الخبث، افاقت من شرودها علي اهتزاز جوالها لتعرف المتصل قبل أن ترى اسمه.. ثم وصلها رسالة:
محمد: نمتي ؟
غزل: ………
محمد: مش بتردي ليه؟ أنا عارف انك زعلانه بس والله غـ.ـصـ.ـب عني مبعتلكيش بعد ما خلصت.
غزل: ……
محمد: كده يا غزل اهون عليكي انام زعلان؟ طيب مش هتسألي عملت ايه في الوظيفة.
غزل: عملت ايه؟
محمد: ………
عزل: محمد؟
بعد لحظات رأت رسالته
محمد: افتحي انا بره.
قفزت غزل مسرعة بمنامتها الطفولية القصيرة فوق ركبتها لتفتح الباب لمحمد، وعنـ.ـد.ما رآها بهذا الشكل اندفع داخل الشقة ليغلق الباب بعنف ويصيح بوجهها:
– أنتِ ازاي تفتحي الباب بالشكل ده؟ افرضي حد طالع أو نازل شافك كده.
كانت غزل تنظر لشفتاه وهو يتحدث، لتفهم ما يقول وتعرف سبب غـــضــــبه وثورته وعنـ.ـد.ما احست انه على وشك ضـ.ـر.بها حبست الدmـ.ـو.ع بعينيها وشعرت بخــــوفٍ شـ.ـديد جعل جــــســ ـدها ينتفض بدون سبب.
زفر زفرة ساخنة تنم عن غـــضــــبه المشتعل وقال بهدوء مفتعل:
– خلاص يا غزل حقك عليا.
شاهدت شفتاه وفهمت ما يقول، هذه هي طريقتها لتعرف ما يقوله من يتحدث معاها بعد سماع الأذن، التي خربت وتحتاج تصليح ولكن لا يوجد مال لإصلاحها حاليًا.
جذبها من يديها وجلس علي اقرب أريكة بصالونهم القديم، وجلست بالقرب منه مطاطة الرأس فرفع وجهها بيديه وقال لها:
– مش هتسأليني عملت ايه؟ طيب ياستي أحب أبشرك انهم وافقوا عليا واتقبلت في الوظيفة وعلى وعدي أول فلوس تجيلي اجبلك اللي تطلبيه.
هزت رأسها بالرفض وكتبت له أنها لا تريد إلا سعادته وتـ.ـو.فيقه، ثم هبت واقفه تصفق بيديها وتجري إلى المطبخ، ثم عادت وبيدها صحن مملوء بالمعجنات المشهورة بوطنها وعصير لتحتفل معه بطريقتها البسيطة لحصوله علي الوظيفة.. فمد يده التقط قطعة وهو يبتسم لها ابتسامه مهزوزة متحسرًا علي حالها، كيف لهذا الجمال وهذه البراءة تفني بسبب إعاقة.
______________
في قصر الشافعي وبالأخص بحجرة يوسف الشافعي، يستيقظ على رنين هاتفه فيلقي بوسادته أرضًا ويستقيم بجزعه ليلتقط الهاتف ويجيب بصوت ناعس، ليقفز من فوق السرير عنـ.ـد.ما يأتيه صوت غليظ من الجهة الأخرى:
– انت لسه نايم لحد دلوقت؟ طبعًا ماهي طابونه.. وأنا ممسك الشركة لشوية عيال.
– يا عمي والله انا نايم متأخر عش…
قاطعه قائلًا:
– عشان ايه يا محترم؟ انت مش هتبطل هلس بقى.. على العموم بسرعه تلبس وتكون في الشركة أنا في الطريق، لو صلت قبلك أنت عارف هيجرالك ايه، ومش هتقدر تضحك عليا زي كل مره يا بشمهندس يوسف.
– حاضر يا عمي حاضر.
أغلق الخط ومسك شعر رأسه، فهو يريد ضـ.ـر.ب أحدهم اليوم..
“ماشي يا عمي منا مقدرش أقول غير كده اما اشوف يا نج نج ”
وابتسم وتحرك لدورة المياه الملحقة بالغرفة.
______________
في منزل الريس صابر
تجلس امرأة في العقد الخمسين ويديها يملأها الذهب الذي يرن كلما حركت يديها عند حديثها، ولكن هذه المرأة ذو ملامح طيبه تنم عن نشأتها البسيطة، كل حياتها زوجها رحمة الله عليه وابنها عامر الذي يبلغ ٣٢عامًا.
أملها في الدنيا أن تزوجه فتاة مناسبه له لتصونه وترعاه ولكنها تتعجب منه كلما ذكرت له أمر الزواج يراوغ من الحديث ويقول عبـ.ـارته الشهيرة ان الله لم يأذن بعد، ولكنها تشعر بميله اتجاه فتاه بعينيها ورغم أنها تحب هذه الفتاه إلا انها كانت تتمني لابنها افضل فتاة، ولا يكون بيها عيب ولكنها لن تفاتحه وتواجهه بشكوكها حتي لا تفتح أبواب لا تريد فتحها مطلقًا، وبالنسبة لغزل فتتمني لها الخير كله وأن يأتي لها نصيبها ولكن ليس ابنها.
في حجرة عامر يجلس أمام مكتبه شارد في هذا الصحن المملوء بالمعجنات صنع يديها وبيده اليمني ورقة كتب عليها اسمه بخط يديها لتعلم سيد أن هذا الصحن خاصته، ما هذا الجمال والروعة هل اسمه بهذه الروعة والإبداع؟ كان أول مره يشعر أن لأسمه رونق خاص أول مرة يشعر بجمال حروف اسمه.
” آه” صدرت منه هذه الكلمة من صدره تنم علي مدي الألــم الذي يشعر به، يعلم انه صعب الوصول لها بسبب ظروفها، لما لا يحاول مجرد محاولة؟ لعلها تستجيب وتريحه من عـ.ـذ.ابه، ولكن اذا حاول ووافق هل أمه ستوافق؟
يعلم أن غزل لا يعيبها شيء وأن إعاقتها ليست بيدها، انه قدرها ولكن أمه هل تتقبلها زوجه لابنها ليريح قلبه؟
______________
في الصباح لاحظت غزل المصباح يضئ فأسرعت لتفتح الباب لتستقبل محمد بابتسامه هادئة فقال لها:
– أنا مش لوحدي انا معايا ضيف تقيل شوية.
رفعت حاجبها باندهاش لتجده يجذب من وراء ظهره فتاة عابسة تفرك بيدها وملامحها غاضبة في نفس عمرها.
قال:
– انتوا هتفضلوا زيّ العيال لحد امتى.. مش هتكبروا بقى؟
– انا كبيرة على فكرة، أنا عندي عشرين سنه “قالتها تقى بكـبـــــريـاء فهزت غزل رأسها بيأس ورفعت عينيها لأعلي وجذبتها لأحضانها وهي تلاعب وجنتيها التي تشتهر بها تقى وتميزها.
– مدت غزل يدها لتصافح تقى لتزيل الخلاف فتقى من صفاتها غيورة جدًا على اخيها محمد، وتغير أكثر عنـ.ـد.ما تراه يهتم بغزل أكثر منها، ويرعاها أكثر منها.. فقال ليقطع مزاحهم:
– بقول ايه رأيكم ننزل ناكل آيس كريم؟
انتبهت غزل لكلمه ايس كريم علي شفتاه فقفزت بسعادة، أنها تعشق الحلوى والأيس كريم ككل الأطفال لا.. لا ككل الفتيات، بعد ساعه كان الثلاثة ينظرون إلى البحر أمامهم ويأكلون بمتعه كبيرة.. قاطع استمتاعها يد علي كتفها لتنتبه لما يقول قال محمد:
– ابقي أديني سماعة الأذن يا غزل ما تنسيش، انا عرفت مكان ممكن يصلحها هي تقريبًا ممكن تحتاج بطارية بس.
هزت رأسها بالموافقة، مر الوقت بينهم وهي تضحك علي مزاح محمد وتقى، كانت تتمنى أن تنطق وتمازحهم، وأن تستمع لصوتها.. انها تتذكر أن كان لها ضحكة رنانة تتميز بها كأنغام الموسيقى، قطع تأملها بائع الفريسكا يسير علي الجهة الأخرى من الطريق، فهي منذ فتره تشتهيها.. قفزت من مكانها لتعبر الطريق وقامت بمراقبه الطريق وأثناء مرورها شعرت بسقوط سلسال رقبتها.. الذي لم يفارقها منذ الصغر فانحنت لتأخذه ولم تستمع إلى أبواق السيارة ولا صوت فراملها الذي اصدر صريرًا جعل كل من بالمكان ينتبه حتى محمد وتقى.. نزل سائق السيارة بغـــضــــب ليقول:
– أنتِ مـ.ـجـ.ـنو.نة؟ ازاي تقفي في نص الشارع كده! ايه البلاوي دي.
لم تلتفت إليه فظن أنها تعانده، فاتجه إليها بغـــضــــب وجدها تنظر أسفل قدmها تبحث عن شيء ولا تجيبه، فأمسكها من ذراعها ليجبرها للانتباه وهو يصـ.ـر.خ بوجهها فانتفضت مذعورة وبدأ جــــســ ـدها في الارتعاش وعينها تهتزان من الرعـ.ـب، لا تعلم ماذا فعلت حتي يمسكها هذا الرجل! قطع تفكيرها يد امتدت لجذبها بقوة تنم عن غـــضــــب كامن لتجد محمد يقربها له ويعنف سائق السيارة وللحظة فهمت انها تسببت في مشكلة بسبب تسرعها فنظرت لهم ووجدت محمد يصيح بوجه السائق وامسكه من مقدmه قميصه دفاعًا عنها ولكن ملامح هذا السائق الشاب ونظراته إليها لم تريحها فابتلعت ريقها بصعوبة بسبب التـ.ـو.تر فكان يسلط نظره عليها من رأسها لقدmيها كأنه يقيمها، وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، حاول الناس الفك بينهم وأنتهي الأمر أن السائق ذهب لوجهته بعد أن القى نظرة أخيرة عليها.
↚
افاقت من شرودها على صوت محمد:
– يلا هي خروجه باينه من اولها.
احست غزل بغـــضــــب محمد منها لأنها تسرعت وتحركت دون تنتبه للسيارات فأرادت أن تخفف عنه واقتربت منه ورفعت يديها اليمنى أمام عينيه ليتدلى سلسالها أمامه.
عقد حاجبيه يسألها ماذا تقصد فسريعًا فهم أن سلسالها لا يوجد به دلايته، فسألها:
– الدلاية فين؟
رفعت كتفيها بأنها لا تعرف وظهر الحـ.ـز.ن على وجهها، في هذا الوقت كانت تقى تقف بعيدًا تشاهد ما حدث وهي تغلي من الغـــضــــب لاهتمام محمد أخيها بغزل أكتر منها كالمعتاد.
بعد بحث وجد محمد دلايتها بمكان ما، وأعطاها لها لترتديها ويتألق علي صدرها سلسال متوسط باسم (غزل).
تجد نفسها بفستان أبيض مملوء بزهور وردية وشريط ستان حول خصرها لينزل باتساع فوق ركبتها وفوق رأسها شريط مماثل ليتدلى شعرها الطويل البني العسلي على كتفيها الذي يصل لبعد منتصف ظهرها.
تقوم بالالتفاف حول نفسها بسعادة في وسط حديقة صغيرة لمنزل بسيط من طابقين وفجأة تجد فتاة أخرى بنفس ملامحها ونفس الفستان، تقف أمام المنزل وتشير إليها وتبتسم وتدور مثلها حول نفسها، فتعلو ضحكاتهما معًا. تنتهي هذه الضحكات بصوت انفجار عالي، لتجد المنزل أصبح كتلة من اللهب فتصرخ وتصرخ ولكن فجأة اكتشف ان صوتها لا يخرج من حنجرتها فتنتفض من نومها لتجد نفسها بسريرها المتهالك تتصبب عرقًا من هذا الكابوس الذي يلازمها دائمًا، فتعود بظهرها مرة أخرى وتشرد في ما قالته لها الخالة صفا من قبل.
– إيه يا هندسه مالك مش مظبوط النهاردة.
قالها شادي وهو يمد يده بسيجارة فشادي صديق يوسف المقرب ومساعده بالعمل وكاتم أسراره
يوسف:
– ولا حاجه هو اليوم لما يقفل من اوله بيفضل قافل لآخره.
شادي:
– خير يابني وهو في حاجه تقدر تقفلك؟ ده حتي السهرة لسه بتقول يا هادي والبت نانسي في الطريق.
فاقترب منه وهو يهمس له:
– ما تخليك جدع وتقولها تعرفني على حد من أصحابها؟
ضحك يوسف ثم قال:
– هو لازم من صحابها، ما انت مش عاتق.
شادي:
– يا عم دول حريم نانسي برده، حاجة تانية ومستوى تاني والبت بتمـ.ـو.ت فيك.. انا عايز واحدة زيها ..يا أخي كل مرة تتخانقوا والغريب إنها اول ما اقولها يوسف تيجي جري.
قهقه يوسف:
– يابني إمكانيات لما تكبر ابقي اعلمك.
_________________
في منزل محمد
– عاجبك الكلام اللي بتقوله بـ.ـنتك ده يا امي؟
راويه:
– لا مش عاجبني ولا انت عاجبني.
محمد:
– ليه يا امي هو انا عملت حاجه ؟
راويه:
– حبيبي انت لازم توازن في تعاملك، انا عارفه انك بتحب أخواتك بس لازم تعدل.
رفع حاجبه وقال:
– اعدل هو انا متجوز اتنين عشان اعدل دول اخواتي.
– يابني لازم تتعود علي انك تعدل في كل شيء، مش الجواز بس.. عمومًا انا عارفه انت بتحب غزل زياده بسبب ظروفها بس حاول ما تحسسش تقى بكده روح بقى صالحها.
– خلاص بعد ما ارجع من الشغل عشان هستلم النهاردة، ادعيلي يا أمي يوفقني.. ابنك نفسه يستقر بقى في شغلانه.
راويه:
– دعيالك يابني من قلبي، وبدعي لإخواتك.
لثم رأسها وودعها وتركها في ذكرياتها عنـ.ـد.ما تعرفت علي صفا وشقيقتها صفوه من عشرون عامًا
________________
في قصر الشافعي.
في حجرة الطعام بالأخص، تحدث ناجي بضيق:
– هو لسه البيه ماصحيش؟
– لا لسه شكله رجع متأخر كالعادة.
قالتها ملك وفمها مملوء بالطعام
ناجي:
– انا قولت قبل كده مـ.ـا.تتكلميش والأكل في بوقك كده.
ملك:
– سوري يا عمي مأخدتش بالي.
– جايبين في سيرة مين على الصبح؟
قالها يوسف وهو يتجه للجلوس بجوار عمه الذي رباه بعد مـ.ـو.ت والديه هو وملك.
ناجي:
– في سيرة واحد معندوش أدنى مسؤلية، تقدر تقولي ايه اللي اخرك بره امبـ.ـارح كده؟,
يوسف بابتسامه مغتصبة:
– كنت سهران مع شادي.
زفر ناجي وقال:
– عايزك تفوق شويه للشغل الفترة دي، هكون مشغول عندي حاجات هتشغلني شوية.
نظر ملك ويوسف لبعضهما نظرة ذات معني، ثم قال يوسف وهو يبتلع الطعام:
– مفهوم، بس ياعمي أنت لسه عندك أمل انك تلاقيهم؟
ناجي:
– لحد أخر نفس عندي أمل.
يوسف:
– بس أنت قولت ان كل الدلائل بتأكد انهم مـ.ـا.توا.
ناجي بشرود:
– بس قلبي بيأكد أنهم لسه موجودين.
يوسف في سره:
(هتفضل عايش في الوهم).
ناجي: بتقول حاجة؟
يوسف:
– لا أبدًا، بقول ربنا يقرب البعيد.
ثم هبَّ واقفًا وقال لملك:
– تروحي جامعتك بالسواق، وهيستناكِ لحد ما تخلصي، وياريت بقى نخلص، مش كل سنه تجيبي مواد.
ملك بضيق :
– خلاص بقى يا يوسف مش كل شويه تفكرني، خلاص فهمت.
_________________
في نفس الوقت بمنزل الريس صابر.
يخرج عامر من حجرته مرتديًا سرواله الجينز وقميص قطني يظهر من خلفه عضلات صدره فهو ذات جــــســ ـد رياضي وذو ملامح شرقية تجذب أي فتاه من أول نظره، فمن يراه لا يصدق أن هذا الشاب المتخرج من كلية الطب صاحب مقهى ورثه من أبيه الريس صابر.
لقد اختار ملئ إرادته ترك العمل في مجال النسا والتوليد، ليتابع مال أبيه الذي كافح كثيرًا للحصول عليه واكتفي بإدارة هذا المقهى الذي تحول إلى كافيه حديث بعد التعديل.
– صباح الخير يا أمي.
قالها عامر وهو يقبل يديها، فربتت على رأسه بيدها الحرة وقالت:
– صباح النور عليك ياحبيبي، هتفطر معايا ولا هتفطر في القهوة؟
عامر:
– لا هفطر في القهوة، افطري انتِ وما تنسيش الدواء عشان ما تتعبيش.
– خايف عليا يا عامر؟
عامر:
– أنتِ بتسالي يا أمي؟ أمال أخاف على مين لو مخــــوفتش عليكِ!
ام عامر:
– لو بتخاف عليا حقيقي كنت ريحت قلبي وطمنتني قبل ما امـ.ـو.ت.
عامر :
– ليه بس السيرة دي؟ ألف بعيد الشر عنك وكمان احنا مش قولنا كل شيء بأوانه مستعجله ليه، عليا ياستي اتجوز وأخليكِ تصدعي من كتر العيال.
قالها وهو يداعب وجنتيها فقالت:
– أيوه كلني زي كل مرة، أديني مستنية اما اشوف امتى هيجي اليوم ده.
عامر:
– إن شاء الله قريب، بس ادعيلي أنتِ، يلا سلام انا عشان اتأخرت.
ام عامر بتنهيده ونظرها معلق مع ابنها الذي تركها وتوجه للباب:
– دعيالك يابني يجعلك في كل خطوة سلامة.
____________
امام المقهى كان يقف عامر وواضع يده اليمنى بجيبه وكل ثانيه ينظر إلى ساعته، فقطع تفكيره سيد وهو يقول:
– دكتور عامر أنت مستني حد؟
رفع عامر نظره للسماء بقله صبر وزفر:
“كام مرة اقولك ما تقوليش دكتور، انت مابتفهمش ولا عايزني اعلقك جوه، انا هنا تقولي ريس عامر أو أستاذ عامر بلاش دكتور دي الله يسترك.
سيد:
– خلاص مش هقول تاني بس أنت مستني حد؟
– يا الله، يعني مش بتفهم وحشري؟ اجري شوف الزباين.
تلفت سيد يمينًا ويسارًا وهو يرفع حاجبيه متعجبًا، فحتى الآن المقهى خالي من الزبائن.
فهم عامر ما يدور بعقله، فقال بغـــضــــب:
– روح امسح الارض.
فهز سيد رأسه سريعًا وانصرف حتي لا يتعرض لصراخ عامر.
بعد لحظات وقف عامر منتبهًا لمرور محمد وهو يلقي عليه السلام فجري اتجاهه يرد التحية:
– وعليكم السلام يامحمد.
قالها عامر بتـ.ـو.تر يحاول إخفاءه.
محمد:
– اخبـ.ـارك ايه والحاجه ام عامر صحتها عامله ايه؟
هز رأسه وهو يقول:
– الحمد لله بخير.
محمد:
– يارب دايمًا، طيب بلغها سلامي.. عن إذنك.
“وهم بالانصراف، إلا ان يد عامر منعته ليقول عامر:
– محمد كنت عايزك في موضوع.
ضيق محمد عينه قال له:
– دلوقت؟ خير يارب.
– معلش مش هعطلك.
قالها عامر بتـ.ـو.تر فأجابه محمد:
– طيب قول بسرعة على السريع اصل متأخر.
عامر وهو يبتلع ريقه بصعوبة:
– احم، اممم اه كنت عايز أخد رايك في…
– ايه يا عامر مالك متـ.ـو.تر ليه؟
قالها محمد فمسح عامر بأصابع يديه المرتعشة عرق جبينه وقال:
– لا مافيش تـ.ـو.تر، أنا كنت عايز اقولك لو ينفع الأنسة غزل تعملنا للقهوة المعجنات والأكلات بتاعتهم دي، أصل بصراحة كانت بعتت لي طبق منهم وكان حلو اوي، فبقول لو ينفع تعمل وننزلها بالقهوة و أهي مساعدة برضوا.
تحول وجه محمد إلى اللون الأحمر من شـ.ـده الغـ.ـيظ وقال:
– انا مش مخليها محتاجة حاجة، ولا انت شايف انها محتاجه عشان كده عرضت عرضك؟
رد عامر سريعًا وهو يبرر طلبه:
– لا ابدًا والله، أنا قولت تشغل وقتها.. انا عارف أن وقت فراغها كبير ومأقصدش اللي انت فهمته.
أشار له محمد بيده ليتوقف وقال:
– خلاص ياعامر حصل خير، على العموم انت وصلك ردي في الموضوع ده.
طأطأ عامر رأسه بسبب فشل الخطوة التي كان يظن انها ستقربه منها، فودع محمد وتوجه إلى المقهى ليكمل عمله.
________________
في شركة الشافعي
كان يوسف منهمك في عمله في قراءة العقود التي تحتاج مراجعة قبل الالتقاء بالوفد الفرنسي للتعاقد معهم، دخل عليه شادي وقال:
– ايه ياعم المدخنة اللي قاعد فيها دي، ارحم نفسك شويه أنا لو مكان سوزان السكرتيرة كنت قدmت استقالتي بسبب ريحة السجاير.
رفع يوسف نظره عن الأوراق وقال:
– اتلهي واكتم انا مش ناقصك.
شادي:
– ليه كده يا بوص دا أنا حبيبك.
فجلس امام مكتب يوسف ينتظر أوامره فزفر يوسف باختناق:
– دلوقت قدامنا مشكلة المفروض الاستاذ إسماعيل في قسم الترجمة واخد اجازه لمده شهر والعقود المفروض حد يترجمها قبل ما نمضيها عشان تتراجع قبل التعاقد.
شادي:
– طيب الحل؟ احنا لو عملنا اعلان اننا محتاجين مترجمين مش هنلحق، الوفد جاي الأسبوع ده.. هو كده مافيش حل غير اننا نعمل اعلان علي وجه السرعة، أو نأجل التعاقد.
يوسف:
– مش هينفع نأجل كده هنخسر كتير.
شادي:
– ما تشيلش هم، هحلها إن شاء الله.
في نفس الوقت كان محمد أمام مكتب سوزان.
محمد:
– من فضلك، حضرتك مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش الأستاذ شادي فين؟
أجابته دون أن ترفع نظرها عن شاشه الحاسوب:
– مين حضرتك؟
محمد بحرج:
– انا المحاسب الجديد، والمفروض أقابل أستاذ شادي وادخل للبشمهندس يوسف.
رفعت نظرها من علي شاشه الحاسوب وظلت تنظر إليه بهيام ثم تداركت نفسها وقالت:
– احم اه ..حضرتك.. احم اه.. حضرتك اتفضل ثواني، أستاذ شادي عند البشمهندس، ثواني اديه خبر.
وأشارت له للجلوس.
داخل الحجرة طرقت سوزان الباب، فأعطاها يوسف الأذن بالدخول.
سوزان
– اسفه يافنـ.ـد.م بس في واحد بره اسمه أستاذ محمد، بيقول انه المحاسب الجديد وطالب يشوف أستاذ شادي.
شادي:” اه ده انا نسيت خالص كنت المفروض استناه في مكتبي كويس انه جه، معلش دخليه بسرعه يا سوزان.
ثم وجه حديثه ليوسف:
– ده المحاسب الجديد، بس ايه شكله ملتزم جدًا يارب يعجبك شغله ومـ.ـا.تطردوش زي اللي قبله.
– أما نشوف.
محمد:
– السلام عليكم.
شادي:
– وعليكم السلام، تعالى أعرفك على البشمهندس يوسف رئيس مجلس إدارة الشركة ونائب عن الأستاذ ناجي الشافعي صاحب الشركة.
نظر كل من يوسف ومحمد لبعضها بغـــضــــب وفي نفس اللحظة قالوا:
– أنت؟
نظر لهما شادي وقال:
– انتوا تعرفوا بعض؟
ألقى يوسف نظرة ساخرة على محمد وقال:
– معرفة مهببه على دmاغك، ملاقتش غير ده؟
انفعل محمد:
– احترم نفسك يابني ادm انت.
قال شادي بتعجب:
– لا لا لا استهدوا بالله فهموني في ايه الاول؟
يوسف:
– ولا أفهمك ولا أنيل، الزفت ده يطلع بره معندناش شغل ليه.
تحرك محمد جهة الباب وتلفت له وقال:
– انا اللي ما اقبلش اشتغل مع واحد همجي زيك.
– عندك مش معاك اسمها عندك.
قالها يوسف بثقه وهو يضع يديه بجيوبه.
شادي:
– استني بس يا محمد، لو سمحت انتظرني بس شويه عند سوزان وانا جايلك.
بعد خروج محمد قال شادي:
– ممكن افهم في ايه؟ ده رابع محاسب تمشيه أبوس إيدك ارحم امي العيانة وفهمني ايه الحكاية ورافضه ليه؟
يوسف:
– الزفت ده اتخانقت معاه في الشارع، ومسك فيا كل ده عشان واحدة ملهاش لازمة كنت هدوسها بسبب غباءها، واكلمها تتجاهلني اكنها مش شايفاني.. فجاه ألاقي البيه عايز يعمل قدامها راجـ.ـل وبيتخانق عشانها.
– حلوه؟
قالها شادي بخبث وغمز بعينه ليوسف.
يوسف:
– ما اخدتش بالي اوي، هي بيضه وشعرها بني زي العسل كده وعيونها رمادي أوف صاروخ بـ.ـنت الإيه.
همس بها يوسف دون أن يدرك أن شادي يسمعه فضحك شادي قائلًا:
– كل ده وما اخدتش بالك؟ اومال لو اخدت كنت عملت ايه؟
يوسف:
– يوه بقي ياشادي، ما انت عارفني مغناطيس جنس ناعم وما بحبش أعدي حاجة جميلة من تحت ايدي.
شادي:
– خلينا في المهم امشي محمد ولا ايه دلوقت؟
يوسف وهو شارد أمامه وبمغزي لا يفهمه إلا هو:
– لا خليه يمكن يجي من وراه مصلحه.
_________________
في منزل الخالة صفا، بحجرتها كانت تجلس غزل فوق سرير الخالة صفا تقوم بتدليك قدm خالتها لتزيل عنها آلامها، أما الخالة فتستند بظهرها على السرير وبيديها صورة قديمة تتأملها.
اشارت لها غزل بيديها لتنتبه لها الخالة
فكتبت برزمتها الورقية:
– احكي لي مرة ثانيه عنهم.
قالت الخالة:
– ألــم تملي من تكرار القصة؟
فهمتها غزل من شفتاها فهزت رأسها بطريقه طفوليه بلا، فنظرت صفا في الصورة القديمة وقالت:
– كنّا فتاتين صفا وصفوه كنت أكبر من صفوه بخمس سنين وكتب لي الله اني اتجوز من عبدالله الزايد.
أما صفوة فكانت تشبهك كتير في جمالها وبياض بشرتها وعيونها وشعرها البني، كانت جميلة تجذب كل اللي يبصلها.
وفِي يوم شافها شاب اعجب بها جدًا، كان الشاب ده مهندس ابن صاحب الشركة الذي يعمل بها والدنا ساعي رحمة الله عليه، وحاول يقرب لها وحبته وأقنعها بالزواج رغم اختلاف الجنسية، وأقنع والدي بالزواج وانه هياخدها معاه لما يبلغ اهله بالزواج.
مع ضغط صفوه على والدي وافق علي الجواز، ولكن احنا مـ.ـا.توقعناش ان يرسل لها يبلغها بزواجه مكرهًا من بـ.ـنت خالته، بعد ما عرفوا بجوازه بأختي ببلد أخرى، وانه يعتذر لها بكل بساطة وطلقها.
طلقها وماكانش يعرف إنها حامل، كانت مستنية لتفاجئه.. ولكن هو اسقط هذه الورقة من حساباته كأنها لم تكن.
حاولت صفوه التواصل معه اكثر من مرة ولكن رفض أن يسمعها حتى، وطلب منها انها متتصلش بيه مرة تانية، كان خايف من اهله يحرموه من الميراث.
فقررت صفوه أن تسافر له لتبلغه بحملها، بس مقدرتش.
كتبت غزل:
– لماذا لم تسافر له؟
الخالة صفوه:
– حصل عندنا حروب اهليه وحظر تجول وكانت البلدة بعيده كل البعد عن الطرق البريه أو الطرق التي توصلنا للمطار، فكنا مهددين فتره كبير بالخطر، وصبرنا لحد معارفنا إن صفوه حامل بتوأم بـ.ـنتين، ورزقنا ببـ.ـنتين غايه بالجمال وسميناهم ( بيسان وغزل)
كتبت غزل: انتِ لم تخبريني كيف اختفت بيسان؟
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، بعد الولادة عانت صفوه بسبب الحالة النفسية السيئة، الوردة الجميلة انطفت بسبب أنانية شخص.
ومرت الأيام وكان صعب على صفوة انها ترضعكم، كان لينا جيران بالحي مغتربين.. كانت خالتك رواية وزوجها ومعهم محمد تقريبًا العشر سنوات، كانت تقى مولودة بنفس توقيت ولادتك انتِ وبيسان فتطوعت بإرضاعك وتركت بيسان لصفوه فأصبحت اختًا لتقى ومحمد، ابتسمت غزل وأشارت لها لتكمل، فتنهدت صفا وأكملت اكتشفت بعد جوازي اني مش هخلف بسبب مشاكل بالرحم، فحمدت الله واعتبرتكم بناتي.. وكنا نعيش بسعادة وكبرتم أمامنا حتي صار عمركما اربع سنوات، وحصل مالم نتوقعه.
فجاه لقينا طليق صفا يطلب منها الرجوع وأن يأخذها هي وبناته لبلده بعد علمه بانها انجبت منه بـ.ـنتين.. فرفضت صفوه الرجوع لان كرامتها مجروحة منه، وسكت الموضوع واختفى مرة تانية، وبس مكناش نعرف باللي يدبره ليكم، لكن في ليلة كانت اختك بيسان تعبانة ودرجه حرارتها مرتفعة، فطلبت صفوة مني ان أخدك معايا عشان مـ.ـا.تمرضيش، وبليل لقيتها بتتصل تبكي بانهيار لان طليقها اتهجم عليها وخـ.ـطـ.ـف منها بيسان، وهي خايفة عليكِ ليعرف مكانك انتِ كمان، تنهدت صفا والدmـ.ـو.ع محبوسه ترفض الخروج:
– قولتلها انه ميعرفش مكاني، وفجاه سمعت صوت انفجار شـ.ـديد جريت انا وعبد الله في الشارع. وجرينا بالشوارع بليل بس انصدmنا.. حصل قذف على منزل والدي وكانت صفوة جواه.. بكت صفا بحرقه على هذه الذكريات الأليمة فربتت غزل على يديها وهي بعينيها الدmـ.ـو.ع.. فكتبت غزل:
– كيف جئنا إلى هنا؟ ولماذا لا اتذكر شيئا؟ كثيرا احلم أنني أتكلم واصرخ.. ردت صفا:
– لا انتِ كنت كويسة، بس بسبب القذف والقنابل اثرت على سمعك.. فهذه الحروب تخلف اجيال مريـ.ـضه ومصابه بإصابات نفسية وجــــســ ـدية.
– كيف اتينا الي هنا ؟ وكيف وصلتي لخالتي راويه ام محمد؟
كتبت جملتها بروزمانتها، أكملت صفوة بعد هدوء الخطر، كان يوجد شبه استقرار.. فقررت أن أغير شهادة ميلادك باسم غزل عبدالله الزايد بدل اسمك الحقيقي عشان اقدر اخرج بيكي من البلد مع عبدالله رحمه الله، وعشان مايوصلش ليكي ويأخذك انتِ كمان مني، وبعد رجوع راويه هي وجوزها لبلدهم كانت سايبة لي عنوانها من قبل، وقدرت أوصل لها بعد ما سبنا وطننا. وادينا زي ما احنا من اكتر من خمسه عشر سنة نسكن معهم ببيتهم وساعدوني نأجر منهم الشقة دي، وانت عارفه كنت بدرس فرنسي وإنجليزي في البيت والأكلات بتاعتنا كنت ببيعها كان الله ييسرها معنا.. عارفة إيه اللي قلقني يا غزل؟ ان يوصلك والدك وياخدك مني. هزت غزل رأسها بالرفض وكتبت:
– لن اعود معه ابدًا واتركك أنتِ أمي.
بكافيتريا الجامعة، تجلس تقى تشرب كوبًا من الشاي وتسجل بعض الملاحظات بدفترها، وانتفضت فجاة علي صوت تعرفه جيدًا ثم قالت:
– حـ.ـر.ام عليكِ يابـ.ـنتي، أنا عايزه اتجوز وأخلف.. كده مش نافعه في حاجة.
ردت ملك وهي تقهقه:
– اعملك ايه؟ ما انتِ بتركبي الهوا على طول.. يابـ.ـنتي فكك شويه بلاش تكشيره العسكري دي.. هو بغبائه.
تسألت تقي وهي تشرب الشاي:
– هو مين؟
ملك:
– جنيرال يوسف، هيكون مين.. نسخة ياربي في التكشيرة ولا حب الامتلاك لما يمتلك حاجه محدش يقدر يلمسها.
ابتسمت تقى عند ذكر اسم يوسف، فبالنسبة لتقى هو مثال لفارس أحلامها ولكنه لا يلتفت لها ابدًا، ارتبكت تقى عند ذكر اسمه وقالت:
– هو صحيح يوسف عامل ايه؟ بقالي كتير ماشوفتهوش يجي ياخدك زي الاول!
ملك وهي تنظم كتبها أمامها:
– لا ابدًا، اصل ياستي عمي سايب كل الشغل على يوسف وبيسافر كتير فتلاقي يوسف في الشركة الصبح ومع أصحابه بليل، ومش بيرجع إلا متأخر.. ربنا يتوب عليه بقى بيبقى راجع مش شايف قدامه.
– تساءلت تقى:
– ليه للدرجة دي بيتعب في الشغل؟
ضحكت ملك وقالت:
-:شغل ايه انتِ طيبه اوي، قولي بيتعب من السهر والشرب.. هيييح ربنا يهديك يايوسف وتيجي اللي تهديك بقى يارب.
– امين يارب.
قالتها تقى وكأنها كانت تنتظر هذه الدعوة التي داعبت قلبها بأمل.
↚
كان محمد يرتشف كوب الشاي الذي أعددته غزل له، ويتذكر كيف اعتذر شادي نيابة عن يوسف وبرر انه متـ.ـو.تر بسبب تعاقد جديد، لذلك لم يستطع أن يسيطر على أعصابه معه وأرشـ.ـده الي مكتبه ليستلم عمله.
قاطع شروده شيء بجانب قدmه فاكتشف انها غزل التي تجلس علي الارض بجوار رجليه فهي تعشق هذه الجلسة حتي يمسح على رأسها كالقطط، وانتبه للصحن الذي أتت به من المطبخ، اه انها المعجنات التي ذكرها عامر.
فاقترب يلتهم منها قطعه ووجه نظره لها وقال:
– تخيلي عامر عرض عليا انك تعملي أكلات زي دي للقهوة بتاعته.
انتبهت لما قاله وانفرجت شفتاها، تعجبت في بداية الأمر وبعدها ظهرت ابتسامه شقت شفتيها كأن طابت لها الفكرة وأسرعت لتكتب:
– وليه لا؟ انت عارف أن ماما صفا من ساعه ما جينا هنا وهي كانت بتعمل اكل زي ده وتبيعه والنَّاس كانت بتحب أكلها، بس لولا رجليها وتعبها كانت فضلت للان بتشتغل.
هز محمد رأسه بالرفض:
– لا ياغزل انتِ مش هتشتغلي طول منا اقدر أتكفل بيكِ، هو انا اشتكيت ولا انتِ محتاجه حاجة؟
هزت رأسها سريعًا وأشارت بيدها بلا، وكتبت:
– بس انا زهقانة أوي ومش بعمل حاجة غير الغداء واقرا كتب.. بالله عليك توافق.
محمد:
– خلاص موافق بس بشرط ما ترهقيش نفسك ولو حسيتي انكً تعبتي قوليلي، وأنا هتصل بعامر وأقوله اننا موافقين.
صفقت غزل بيديها وقفزت تحتضن محمد فربت على ظهرها بحنان يدعو لها في سره بصلاح الحال.
****
– قولتلك ما تتصلش بيا تاني انت مابتفهمش ولا إيه؟
الشخص:
– اسمعيني بس يا ملك، والله بحبك أديني فرصة واحدة نتقابل فيها ومش هتنـ.ـد.مي صدقيني.
ملك:
– شكلك مش بتفهم، لو اتصلت بيا تاني هقول ليوسف وانت عارف يوسف ممكن يتصرف إزاي.
اغلقت الخط في وجهه
الشخص نظر للهاتف بتعجب وقال:
– ماشي يابـ.ـنت الشافعي هتروحي مني فين؟
– عرفت حاجة؟ أو وصلت لأي معلومة جديدة؟
قالها ناجي وهو يضع الهاتف على أذنه، فقال عيسى:
– لا يا ناجي لسه موصلناش لحاجة، كل اللي قدرنا نوصله إن مافيش حد بإسم غزل ناجي الشافعي موجود هناك في السجلات، يعني معنى كده يا إما خرجت من البلد أو.. أو مـ.ـا.تت.
– لا مامتتش أنا قلبي حاسس إنها عايشه، بس مع مين مش عارف.
عيسى:
– طيب ما تحاول تدور على أي حد من عيله المرحومة صفوه.
ناجي:
– بحاول ياعيسى زيّ ما يكون بدور علي إبره في كوم قش.
عيسي:
– إن شاء الله توصلهم.
ناجي:
– يارب امين.
_________________
ارتدت غزل ملابسها المكونة من سروال من جينز يظهر قوامها وقميص نسائي قصير اصفر يظهرها طفلة اكثر من انثي، وتركت شعرها ليغطي جانبي وجهها كما اعتادت لتخفي أسفله سماعة أذنها اليسرى، ولكنها الآن تحت الصيانة فتستطع استبدال ذلك بقراءة الشفاه مؤقتًا.. فالناس تعتقد صمها التام إلا انها تستطع السمع بأذنها اليسرى بنسبه بسيطة جدًا.. نظرت لنفسها نظرة اخيره بالمرأة ثم ارتدت حذائها الرياضي الأبيض وحقيبتها الصغيرة الجانبية.
في المقهى.
يجلس عامر بمكانه المعتاد ليباشر عمله وفجأة دخل عليه سيد يصـ.ـر.خ بطريقة أفزعت عامر و.جـ.ـعلت كوب القهوة الذي كان يرتشف منه يسقط على قميصه القطني.
سيد:
-الحق يا أستاذ عامر!.. الحق.
– في ايه يلا حد يصـ.ـر.خ بالشكل ده ما تنطق فيه ايه؟
قالها عامر بصراخ بوجهه فقال سيد:
– وهو يلهث ويشير للخارج الأنسة غزل ف…
هب عامر من مكانه مفزوعًا وانقبض قلبه وقال:
– مالها انطق انت هتنقطني؟!
سيد وهو يلهث:
– الأنسة غزل حد بيتعرضلها بره.
لم يكمل سيد حديث ولم يشعر إلا بيد عامر تمسكه من خلف قميصه كالمجرمين ويجري به خارج المقهى ليدله على مكان وجودها.
في نفس اللحظة كانت تقف غزل مرتعبة وكلما حاولت السير هذا السمج يسد الطريق عليها بجــــســ ـده حتى لا تمر، في محاوله منه الحديث معها.
– طيب ردي عليا؟ انت اسمك ايه؟ طيب بلاش اسمك ساكنه فين طيب؟
قالها الشخص بترجي وعيون تملأها إعجاب
– انا مش اقصد اعاكس أنا عا…
قطع حديثه لكمة قوية بوجهه ويد قوية تسحبها من ذراعها خلفه، لحظه لم تستوعب ما حدث ولكنها اكتشف انها خلف عامر يحميها خلف ظهره لم تستفهم ما يقوله لهذا السمج لكن طريقه وقفته وانعقاد حاجبيه وصراخه واستعداده للهجوم مدافعًا عن شيء يخصه أنبأها انها ستكون سبب لمشكلة قادmة.
– دا انت امك داعية عليك النهاردة.. عايز منها إيه؟
قالها عامر بشراسه، فقال الشخص وهو يمسح انفه من الدmاء:
– انت مين انت؟ وزاي تمد إيدك عليا انت متعرفش انا مين؟
– مين يا حيلتها؟ اللي يتعدى على اللي يخص المنطقة ما يلومش إلا نفسه.
وتحرك ليسدد له لكمةً أخرى إلا أن يد صغيرة متشبثة بذراعه أوقفته، يد مرتعشة تحاول منعه مما هو مقدm عليه.. إلتف عامر وضـ.ـر.بات قلبه تقفز من صدره من هذه اللمسة، ليصطدm بعيون رمادية برموشها البنيه العائمة في بحر من الدmـ.ـو.ع تترجاه أن يتوقف، ابتلع عامر ريقه بصعوبة لا يعلم هل يُسعد للمستها أم يحـ.ـز.ن لحـ.ـز.نها فقال:
– عملك حاجه؟ جه جنبك أو حاول يلمسك؟
قالها عامر ببطء لتفهمه، فهزت رأسها بالنفي على أسألته فزفر بقوة ونظر للشخص ووجده يقترب ويقول:
– احب اعتذر، أنا فعلًا غلطان ان حاولت أوقفها، انا بس كنت عايز اعرف ساكنة فين وهي مش عايزه ترد عليا يمكن طريقتي غلط فأحب اصلح غلطي.
ومد يده يصافح عامر الواقف كالتمثال يقول:
– انا شادي عبد الحميد بشتغل في شركه الشافعي للاستيراد والتصدير.
فاعتدل عامر في وقفته ووضع يده في جيبه وهو ينظر من علو ليد شادي الممدودة بازدراء:
– احم انا كنت جاي لصديق هنا، هقابله والأنسة احم اه.. كنت عايز اعرف مكان بيتها.
– ليه؟
قالها عامر دون أن يتحرك من وقفته التمثالية فقال شادي:
– أنا الحقيقة كنت حابب أتعرف علي الأنسة و…
– الأنسة مخطوبة.
قالها عامر وهو يقبض علي يده بقوة داخل جيبه
شادي بصدmة:
– مخطوبة! انا اسف جدًا على سوء التفاهم ده، بجد اصل ما شوفتش دبله في اديها انا بعتذر مرة تانية.
وهب لينصرف لكن أوقفه سؤال عامر:
– جاي لمين هنا؟
– جاي للأستاذ محمد الشريف وقالي انتظره في قهوة عامر.
ظهرت الصدmة جلية على وجه عامر من هذا المأزق، من المؤكد انه سيقص على محمد ما حدث. فأراد أثناه عن ذلك فقال:
– الأستاذ محمد يبقي اخو الانسة وأشار بطرف عينيه لها بمغزي فهمه شادي.
قال عامر:
– عمومًا حصل خير، ولا كإن حثل حاجة دلوقت، مالوش لازمة تخسر صاحبك وتاخد ضـ.ـر.بة تانية في وشك.
فوضع شادي سريعًا يده مكان لكمة عامر وقال بتـ.ـو.تر:
– طبعًا مالوش لازمة نعمل موضوع ده كان سوء تفاهم مش كده؟
هز عامر راسه بثقة وبقى ثابتًا إلى أن اختفى شادي من أمامه، فالتف ليرى هذه المرتعبة خلفه
وجدها فارغة الفم تنظر له بتعجب مما قاله، لقد فهمت كلام شادي لأنها كانت بوجهته
فأسرعت تخرج دفتره تسأله:
– انت قولتله اني مخطوبة ليه؟ وهو عايز يعرف بيتي ليه؟
رفع عينه للسماء من هذه الغـ.ـبـ.ـية ألــم تفهم أنه اعجب بها، هل هي غـ.ـبـ.ـيه دائمًا هكذا؟
آفاق على سؤالها:
– هو صاحب محمد بجد؟
هز عامر رأسه بنعم وهو يسرح بملامحها التي لن تتوفر له الفرصة مرة ثانية لهذا الاقتراب، ففاق من شروده بها وسألها:
– انتِ كنتِ رايحه فين؟
كتبت:
– كنت هشتري طلبات الوجبات اللي انت حددتها لمحمد عشان اعملها للقهوة..
ابتسم عامر ابتسامه جانبية وتذكر عنـ.ـد.ما ملأته الفرحة حين اخبره بموافقتها على طلبه..
– طيب تعالي هوصلك واشتري الحاجه معاكي.
قالها عامر بسعادة، فهزت رأسها بالرفض فأصر أن يوصلها ويتسوق معها فوافقت بإحراج
________________
في مطبخ الخالة صفا تقف غزل به تعد ما طلبه منها عامر، فقد طلب منها أربع أصناف وطلب أن يكون كل صنف في صحن منفصل وتغلّفه تغليفًا شفافًا وانه سوف يتعامل مع الطلبات بالمقهى، فتذكرت عنـ.ـد.ما أصر على دفع ثمن المشتريات واعطائها مبلغًا مقابل ما ستعده من الأكلات، وبعد إلحاح منه وافقت بإحراج منه، قطع شرودها الإضاءة الحمراء فقد خصص محمد لها اضاءه بكل مكان حتي تنتبه لمن بالباب، توجهت للباب فوجدته محمد
محمد:
– السلام عليكم.
أشارت غزل بيدها له ردًا على سلامه.
محمد:
– اتفضلي ياستي السماعة أهي.
قالها وهو يمد يديه إليها بها، فأخذتها منه بسعادة.. اخيرًا ستستمع إلى بعض الأصوات حتي لو كانت ضعيفة.. ولكنها تحمد الله انها تستطع سماع القليل.
فأسرعت لتقبل وجنته بخجل لتشكره، فربت على رأسها فهي اخته التي لم تلدها أمه.
– هي جميلة الجميلات بتعمل ايه؟
قالها محمد وهو يقرص وجنتيها بيديه.
ضحكت غزل بصوت ضعيف وأشارت إلى المطبخ ففهم أنها تعد الطعام، فأشارت له بالدخول وعرضت عليه شرب كوب من الشاي..
محمد:
– والله ياغزل لسه شارب عند عامر، بس لو لازم اعمليلي قهوتك الحلوة.
فأسرعت لتعدها وبعد دقائق كانت تحملها وتضعها جانبه، ووجدته مشغول بقراءة بعض الأوراق والحسابات وهو عاقد حاجبه ويظهر عليه الإرهاق فكتبت له:
– ايه الورق ده هو ده ورق شغل؟
رد مخمد بابتسامه يتخللها الإرهاق:
– اه في حاجات عايزه تتراجع ولازم تخلص قبل بكرة.
كتبت:
– ربنا يوفقك بس اشرب القهوة.
محمد:
– حاضر هشربها.
وشرد عنـ.ـد.ما اتصل به شادي يطلب منه ان يقابله ليراجع العقود التي سيتم إمضائها غدًا، ولكن حتى الآن تقابلهم مشكلة ترجمة العقد المكتوب بالفرنسية.
يستند بجــــســ ـده العاري على السرير وبيده اليمنى السيجارة يدخنها بشراسة فينظر لنانسي التي تنام عارية بجواره على بطنها وهو يفكر كيف سيحل مشكلة غدًا مع الوفد الفرنسي؟
قطع تفكيره نانسي التي تداعب صدره بأصابعها وتقول:
– ايه يا روحي سرحان إيه؟
ظل ينظر أمامه وهو يزفر الدخان من فمه ولم يجبها.
اصرت أن تلفت انتباهه إليها فاقتربت منه وقبلت صدره وقالت:
– هو انت ما اتبسطش النهاردة معايا؟
نظر إليها يوسف نظرة طويلة فامسك شعرها من مؤخرة رأسها وقربها له لتلامس شفتاه خاصتها ويقول:
– انتِ الوحيدة اللي تقدر تبسطني.
فالتهم شفتاها بقبلة حارقة ليغوص معها في بحرها العميق.
__________________
في شركة الشافعي.
– إتصرفي يا سوزان، يوسف مش هيسكت.. ابعتي لأي شركة تانية من اللي متعاقدين معاها يبعتوا حد من طرفهم.
قالها شادي بتـ.ـو.تر
– يا بشمهندس شركة الراعي اللي داخلة شغل معانا بالفعل اتفقت معاها انها تبعتلنا المترجم اللي عندهم، بس للأسف المترجم في المستشفى رجله اتكـ.ـسرت النهاردة الصبح.
قالتها سوزان بخــــوف مما سيحدث فقال شادي:
– يادي الليلة اللي مش فايته!
قالت سوزان وهي ترفع سماعه التليفون:
– والأستاذ محمد فين هو كمان اتأخر ليه، ده معاه الورق؟
– انا اتصلت بيه اكتر من مره مش بيرد، هحاول مره تانية.
– حاولي تاني وتالت، احنا هنتفجر النهاردة.
قالها شادي وهو يشـ.ـد خصلات شعره بيده… ولم يكمل إلا ووجد محمد يدخل المكتب:
– السلام عليكم.
– انت فين من بدري مش بترد علي تليفونك ليه؟!
قالها شادي بصوتٍ غاضب.
– معلش مش سامعه انا بعتذر.
قالها محمد بتعجب ثم اضاف: – هو فيه حاجة؟
– إحنا معرضين نخسر أكبر صفقة لو ملحقناش نراجع على العقود قبل التوقيع، ولو اتأخرنا هيشوفوا حد غيرنا.. صحيح فين الورق؟
قالها شادي وهو ينظر ليد محمد الفارغة فنظر له فوجد محمد ينظر له بصدmة ويضـ.ـر.ب بيده علي جبينه:
– اوف نسيت الورق!
شادي:
– هو يوم باين من اوله.. يوسف والحمد لله هنتنفخ على ايده.
_______________
بمنزل الخالة صفا.
كانت تقوم بترتيب المنزل كالعادة اليومية لها ولكنها لاحظت بعض الأوراق التي تخص محمد على الطاولة، فمدت يدها لترتبها وتحتفظ بها ولكن ما لفت نظرها في هذه الأوراق جعلها ترفع حاجبها باندهاش.
– حاضر يامحمد حاضر بطل صريخ حالًا اهو.
قالها عامر وهو يصعد درجات السلم سريعًا حتى وصل لمكان سكن غزل، أخذ نفسًا ودق الجرس وانتظر.. فجأة فتحت له غزل وهي تنظر له باندهاش تتساءل عن سبب حضور عامر:
– محمد كلمني وقال في ورق مهم نسيه وطلب مني ابعتهوله الشركة لأنه مش هينفع يسيب الشركة دلوقت.
انتظر ردها لدرجة انه هيئ له انها لم تفهم حركة شفتاه، فكاد أن يعيد مرة أخرى إلا أنها قاطعته عنـ.ـد.ما تحركت للداخل وأحضرت روزمـ.ـا.تها وكتبت له أن ينتظرها بالأسفل وأغلقت الباب دون ان تنتظر رده.
انعقد حاجب عامر من تصرفها الغريب ورفع كتفه وقال:
– مـ.ـجـ.ـنو.نة! طلعت كمان مـ.ـجـ.ـنو.نه! بس هتجنني معاها.
_________________
أسفل البيت كان ينتظر عامر مستندًا على سيارته، هب يقف معتدلًا عنـ.ـد.ما لمحها تخرج من البيت ترتدي بنطالها الجينز وقميص قطني فوقه وتركت سعرها البني الناعم يخفي جانبي وجهها قال لها باندهاش:
– انتِ رايحه فين؟
كتبت بثقة:
– لمحمد طبعًا.
أجابها عامر وهو متعجب من قرارها:
– مالوش لزوم انا كنت هروح بسرعه وجاي متعبتيش نفسك.
هزت رأسها بالرفض فقال باستسلام:
– طيب امري لله اتفضلي.
واسرع يفتح لها باب السيارة المجاور له وانطلقا إلى وجهتهما.
__________________
في السيارة كانت غزل شاردة في يديه القابضة فوق تارة القيادة التي تظهر مدي تصلب جــــســ ـده، احست من هيكله كأنه يحارب شيء يكاد لا يستطع السيطرة عليه كانت تحاول قراءة أفكاره وتسألت “لماذا دائمًا تشعر بشعور خاص اتجاه عامر لا تستطع تفسيره، فعنـ.ـد.ما تراه تشعر بالأمان والاحتواء رغم قلة كلمـ.ـا.ته التي يوجهها لها إلا انها ترى بعينيه شيء يصعب تفسيره فهو دائم الارتباك والتـ.ـو.تر عند رؤيتها، كيف لشاب بسنه وحجمه وشخصيته المعروفة الصارمة أن يرتبك هكذا، فهل هذا طبعًا به ام شيء خاص يخصها به؟”
أفاقت من شرودها على يد عامر التي امتدت اتجاهها فانتفضت تلتصق ظهرها بالباب إلا أنها وجدته يسحب بيده اليمنى حزام أمانها ليثبته لها، لحظه، اثنان بقت على حالها حتي تستوعب ما فعله فنظر متعجبًا من رد فعلها فهو دائمًا حريص على التعامل معاها في إطار محدد، ولم يتجاوز معها من قبل في أي فعل أو قول، وقال وهو يوزع نظره بينها وبين الطريق:
– انا اسف بس أنا حاولت أنبهك للحزام اكتر من مرة بس كنتِ سرحانه.
ساد الصمت، بينما وقعت عينيه على بنطالها الجينز الذي يظهر ساقيها بدقه مثيره فأشاح بوجهه عنها ليستغفر ربه، لماذا لا ترتدي شيئا يخفي ساقيها أو… جحظت عيناه وقال في نفسه:
– ما هذا يا الله؟! هذه الفتاة ستصيبه بسكتة قلبية، كيف لم ينتبه لهذا القميص الذي يظهر بياض ذراعيها كيف تخرج بهذا الشكل؟ وكيف لم ينتبه من قبل؟ ايستطيع توبيخها على ملابسها؟ هل له الحق في ذلك؟ كم شخص الان رآها؟ وكم سيراها؟ لم يشعر بنفسه إلا وهو يضـ.ـر.ب طارة القيادة بقبضته بغـــضــــب.
في نفس الوقت كانت غزل تراقبه بجانب عينيها تشعر بسخونة في جــــســ ـدها، راقبت ملامحه التي انعقدت ثم شقت ابتسامة شفتاه. ماذا انها انعقدت ثانية، ثم أشاح وجهه عنها.. هل هو مـ.ـجـ.ـنو.ن أم غير طبيعي هل يصاب بما يسمى الانفصام يسير بشخصيتين متناقضتين؟ انتفضت عنـ.ـد.ما سمعت ضـ.ـر.بة لطارة القيادة، لاحظ انتقاضها وقال معتذرًا:
– انا اسف سرحت شويه.
هزت رأسها بسرعة بالموافقة وظلت تضم يديها في حجرها بتـ.ـو.تر ثم لاحظت توقفه فجأة وهو يخلع حزام أمانه ثم التفت لها يمد يده اتجاها:
– وصلنا هاتي الأوراق ابعتها لمحمد.
نظرت ليده ثم هزت رأسها بالرفض، عقد حاجبيه وقال:
– لا ليه! ما تتعبيش نفسك أنا هروح بسرعه وأرجع.
كيف يبلغها انه يحترق اذا نظر إليها شخص غيره وخصوصًا بهذه الملابس، سيجن بالتأكيد لكن هو ليس له عليها بسلطان، فانتبه لخروجها من السيارة وقت شروده.. فخرج واقترب منها يقول:
– مصممة؟
ردت غزال بهزة من رأسها بالإيجاب فقال:
– طيب تعالي.
صارت بجواره كالطفلة التائه الغريبة فانتظرت حتى استفسر من الاستعلامـ.ـا.ت عن مكان محمد وتوجها للمصعد..
أمام المصعد.
في انتظار المصعد وضع عامر يده على جيبه ليبحث عن هاتفه فاكتشف تركه بالسيارة فقال:
– غزل معلش أنا هروح بسرعة اجيب التليفون عشان اكلم محمد وأبلغه أن احنا وصلنا وراجع بسرعة.
هزت رأسها بالموافقة، وهي تنتظره داهمتها رائحة ازكمتها، أشعرتها بعدm الراحة، يبدو أن هناك من يكثر في استخدام عطره بطريقة تثير الغثيان.
فتح باب المصعد، دخلته وقررت أن تسبق عامر للطابق الذي يعمل به محمد، لم تنتبه للعيون التي تتفحصها من رأسها مرورًا بجــــســ ـدها لأرجلها.
فدخل بعدها هذا الشخص
انكمشت بجانب الحائط تحاول عدm النظر إليه، يكفيها رائحة عطره القوي الذي أصاب معدتها بألــم ونظرت لقدmها ليختفي وجهها اكثر بين شعرها فهي حريصة دائمًا على إطـ.ـلا.ق شعرها هكذا لتخفي سماعه أذنها خلفه
أما على الجانب الآخر استند بظهره في أخر المصعد وظل يراقبها ويراقب حركاتها وطريقة وقوفها المنكمشة وعلى شفتيه ابتسامة جانبية خبيثة.
لحظه، لحظتان، ثلاثة في انتظار الطابق التي طلبته فهو لم يطلب طابقه اكتفى بطلبها هي، فتح المصعد وخرجت مسرعة لا تعرف وجهتها، كان الهواء نفذ من حولها.. تحاول التنفس لتهدئ من اختناقها الذي شعرت به.
أما هو فتوجه سريعًا إلى مكتبه مرورًا دون توقف بسكرتيرته الخاصة يقول بطريقة صارمة دون أن ينظر لها:
“صباح الخير يا سوزان.. في وحده هتيجي تسأل على الأستاذ محمد بتاع الحسابات دلوقت، تدخليها بس بلغيني قبل ما تدخل ومتبلغيش حد.
سوزان:
– أمرك يافنـ.ـد.م.
دخل مكتبه وارتخى على مقعده خلف المكتب وهو يشرد عنـ.ـد.ما لمحها عند دخوله الشركة يحدثها شخص ما وتبتسم له لينصرف سريعًا.
وقال في نفسه ” شكلك مش سهل ابدًا، وماله أدينا بـ.ـنتسلى”
– ايوه يامحمد أنا في الشركة وغزل صممت انها تيجي معايا، بس مش عارف راحت فين.. قولتلها استني قدام الاسانسير واختفت.
– يعني ايه الكلام ده؟ اختفت فين! استنى انا جايلك.
قالها محمد بتـ.ـو.تر.
________________
دخلت غزل غرفة سوزان وظلت لبعض الوقت صامته، فعنـ.ـد.ما انتبهت لها سوزان قالت:
– ايوه يافنـ.ـد.م محتاجة حاجة؟
كيف ستجيبها غزل الآن؟ ظلت تفرك بيدها للحظة ثم فتحت حقيبتها لتخرج روزمـ.ـا.تها الورقية لتكتب ما تريد.
تعجبت سوزان من تصرفها ورفعت حاجبها للأعلى فعنـ.ـد.ما علمت بطلبها
طلبت منها سوزان الانتظار للحظة.
_________________
دخلت سوزان وعلى وجهها علامـ.ـا.ت التعجب وقالت وهي تشير خلفها بتعجب:
– اللي حضرتك قولت عليها بره.
قال يوسف باستنكار:
– مالك بتقوليها كده؟
ردت سوزان وهي تهز رأسها:
– مش عارفة.. أقصد لا مافيش.
قال يوسف:
– طيب دخليها، وما تدخليش حد دلوقت.. حتي لو شادي.
– طيب حضرتك الاجتماع مع الوفد الفرنسي كمان نص ساعة.
قالتها سوزان بتـ.ـو.تر
رد يوسف بصرامة:
– ايوه عارف وبرضه ما تدخليش حد.
_______________
وقف محمد وعامر وعلى وجههما علامـ.ـا.ت الارتباك:
– طيب وبعدين احنا دورنا في كل حته ملهاش اثر؟
قالها محمد وهو يشـ.ـد خصلات شعره، فقال عامر:
– طيب اتصل تاني بيها أو أبعت رساله.
– الشبكة هنا زفت وتليفونها مغلق.
قالها محمد بعصبيه
عامر:
– معلش في السؤال هي هتعرف ازاي انك بتتصل؟
محمد بعصبيه:
– عامـــر! ده وقت سؤالك؟
شعر عامر الإحراج من رد فعل محمد إلا ان سمعه بعد وقت من الصمت وهو يقول:
– فايبريشن (خاصية الاهتزاز)
انتبه عامر له وعقد حاجبيه فاكمل محمد:
– بتعمل التليفون خاصية اهتزاز عشان مش هتقدر تسمعه.
هز عامر راسه بتفهم لقد فهم الآن.
_________________
في نفس الوقت دخلت غزل للمكتب وهي تتلفت يمينًا ويسارًا في منتصف الحجرة معتقدة انها في مكتب محمد اخيها، فهي تريد ابلاغه بشيء مهم يخص العقود التي تركها على الطاولة، بدأت تداهمها نفس الرائحة التي ازكمتها من قبل فهزت رأسها بأنها تهذي ورجعت خطوة للخلف لتلتف حول نفسها فتصطدm بصدر بشري، لتبتلع صرختها التي خرجت منها.. لقد شل الموقف حركاتها ليقول:
– مش تحاسبي كنتِ هتقعي.
حاولت التحرك إلا أن يديه التي يضعها خلف ظهرها لم تسمح لها بالتحرك والابتعاد، فبدأت بدفعه من صدره لتحاول الفكاك منه.. ليصدر منها أصوات غريبة عليه.. ليتركها بتسلية ويقول وهو يرفع يده عنها باستسلام:
-اهدي محصلش حاجة.
فابتعدت للخلف وهي مرتعبة من نظرته تريد الخروج من هذه الحجرة، فنظرت إلى الباب خلفه ففهم ما تفكر به فباغتته بتحركها بحركة كان يتوقعها فسبقها ليسد عليها الخروج من الباب.
بدأت تشعر بألــم معدتها من عطره القوي، حتى شعر بتـ.ـو.ترها فزاد الأمر تسلية، ليقول وهو يمد كف يده اليمنى:
– انا المهندس يوسف الشافعي.
نظرت إلى يديه دون ان تتحرك، فانتظر يوسف أن تبادله السلام إلا أنها تجاهلته، ما هذا تتجاهله للمرة الثانية؟ ألــم يرتقي لمستوى الرجـ.ـال التي تعرفهم! قطع تفكيره رفع يده ومبادلته المصافحة دون النطق باي كلمة منها ثم سحبت يدها بسرعة، قفال يوسف وهو يضع يده بجيبه يقول:
– مش هت عـ.ـر.فيني بنفسك؟
تـ.ـو.ترت غزل وبدأت تشعر بدوار يداهمها من عطره فأخذت تفتش بحقيبتها على الروزمانة الورقية تحت عينيه المراقبة لها، اعجبه سكونها وشعرها البني العسلي الذي يخفي جوانب وجهها كأنها تريد اخفاء نفسها من خلفه، ووجدها تخرج روزمانة ورقية تكتب بها:
– أنا بدور على الأستاذ محمد بيشتغل في الحسابات.
لتقدmها له وانتظرت رده، اشتعل غـ.ـيظًا من تجاهلها لسؤاله وقال باستنكار:
– وانتِ مين بقى عشان نبلغ البيه بضيوفه؟
– شعرت غزل بدوار يداهما اكثر والرؤية بدأت تتلاشى فتحاملت لتكتب اسمها بصعوبة
– غزل.
ومدت يدها ليقرأ اسمها، لتنكب على وجهها وتسقط الروزنامة فيلحقها بذراعه قبل أن ترتطم بوجهها على الأرض ليسقط رأسها على صدره وذراعه تحيط بها يحاول ايقافها، حملها ليمددها علي أريكة جانبية بالمكتب وهو يحاول ان يستغل هذه الفرصة لمراقبة ملامح وجهها التي تخفيه خلف شعرها فمد يده ليزيح شعرها المبعثر عن وجهها ليري وجه دائري وبشرة بيضاء كالحليب واهداب كثيفة بنية ملامحها قريبة من الأتراك ولكن جــــســ ـدها ضئيل رغم انحناءاته الأنثوية فهو يري انثي بجــــســ ـد طفلة، حاول ضـ.ـر.ب وجنتها بأصابعه بقوة ليفيقها من حالة الأغماء التي انتابتها فلم تستجب، استقام ليقترب منها حتى يرفع رأسها لأعلى قليلًا فلفت نظره طرف شيء احمر أعلى صدرها أسفل عظمة الترقوة فمد أصابعه ليستكشف ما هذا ليتضح له كلما رفع طرف قميصها اشتاع بقعة باللون الأحمر اكثر فاكثر ليجد بما يسمي بوحمة حمراء تشبه الفراولة صغيرة في حجم العنبة فابتسم بخبث وهو يكتشف سر من اسرارها.
_________________
– بالخارج أمام مكتب سوزان وقف محمد بتـ.ـو.تر هو وعامر يسأل سوزان:
– مافيش حد سأل عليا هنا يا سوزان، اجابته في اثناء دخول شادي عليهم وتعجب من وضعهما:
– اه في بـ.ـنت من ربع ساعة جت سألت عليك وهي عند البشمهندس يوسف جوه.
– رد محمد بعصبية: نـــعم!
فندفع الثلاثة للداخل في لحظه واحدة، وعند رؤيتها ممددة وأعلاها يوسف.. صرخوا بصوت واحد:
– غــــزل.
رفع يوسف رأسه ليشاهد هجوم الثلاثة عليه ودفعه من جانبها فهو كان يحاول إفاقتها، وقف ذاهلاً مما يحدث وزاد تعجبه من شادي، اضمت شادي لقائمتها الذكورية؟ كيف تعرف عليها؟ رأي محمد يجلس أرضًا على ركبتيه ويضـ.ـر.ب بتـ.ـو.تر على خدها بأصابعه يحاول إفاقتها وينادي عليها بصوت ملتاع متألــم:
– غزل.. غزل ردي عليا ياحبيبتي.. غزل.. غزل.
قاطع كلامه صوت رجل أول مرة يراه، لا بل رآه معها أمام المصعد يقول بتـ.ـو.تر:
– مافيش برفان هنا؟ مش هينفع نستني كده شيلها يا محمد نوديها للمستشفى.
رد شادي:
– شيلها يا محمد وأنا عارف مستشفى قريبة هنا
رفع يوسف حاجبه باستنكار وقال في نفسه ” حتي انت ياشادي”.
– وجّه عامر نظره إلى يوسف فامسكه من مقدmة قميصه ليهزه بعنف:
– انت عملت فيها ايه؟ وربي لأقــ,تــلك.. انطق عملت ايه؟
يوسف: نزل إيدك يا حـ.ـيو.ان انت.. انت اتجننت.
شادي اقترب ليفك النزاع:
– سيبه ياعامر؛ خلينا نشوفها الأول مالها، مش وقته اللي بتعمله.
– انتبه الأخير وعامر ويوسف لمحمد وهو يقول:
– غزل حبيبتي انتِ كويسة؟
بدأت ترفرف برموشها فتركوه.. ليشاهد من بعيد التفاف الثلاثة حولها.. ليحدث نفسه بضيق “ما هذا الاهتمام”
وجد محمد يسندها لتعتدل بجلستها وتستند برأسها على كتفه وهو يحيطها بذراعه وهو يتساءل
– حاسة بإيه؟ حد عملك حاجة؟
ووجه نظره ليوسف بتحدي
هزت رأسها بضعف بلا،
توجه يوسف ليرفع سماعه الهاتف ويقول:
– سوزان كوباية عصير وكوباية مايه بسرعة.
كانت تجلس ترتشف العصير بين محمد الذي يحيطها بذراعه وعامر الذي لم يتوقف عن هز ساقه وإلقائه بنظرات حادة فيبادلها يوسف ببرود وشادي الذي ينظر لها بإعجاب مخفي، والكل يحدثها وتنظر لهم عند حديثهم بشـ.ـدة لشفاههم كعاداتها بفم منفرج.
ولكن ما اثار تعجبه انه لم يستمع إلى ردها على أي واحد منهم، تقوم بتحريك رأسها فقط وهم ليسوا معترضين.
وجدها تبحث عن شيء بتـ.ـو.تر ثم اخرجت هاتفها تكتب عليه فيقرأ محمد ويقول:
– دفترك ضاع.. مش مهم اجبلك غيرها.
استغرب يوسف من هذا الوضع وتسال في نفسه “في مابتتكلمش ليه؟”
ثم بحث بعينه بالغرفة ووجد ضالتها فانحنى والتقتها ثم تصفح بعض اوراقها فعقد حاجبه بتعجب مما رآه، هناك بعض الكلمـ.ـا.ت والجمل غير المترابطة تملأ هذه الروزنامة فصار يشك في أمر أم، ليمد يده بها إليها وتأخذها مسرعة. وتكتب بها شيء لمحمد.. أما يوسف بدأ يتأكد من شكوكه.. انها بكماء لا تتحدث، نظر لهم ذاهلاً مما اكتشفه ووصل إليه ومسح بيده على شعره بسبب صدmته، انها لم تتجاهله.. وإنما لم تستطع الرد عليه.
↚
نظر لهم ذاهلاً مما اكتشفه ووصل إليه، ومسح بيده على شعره بسبب صدmته! انها لم تتجاهله، بل لم تستطع الرد عليه.
سمع محمد يقول:
– حاجات إيه اللي مش مظبوطة في العقود؟ وعرفتي إزاي؟
____________________
في قاعة الاجتماعات جلس يوسف على مقدmة الطاولة وعلى يمينه شادي ثم سوزان وهي ترتب بعض الأوراق، وعلى الجانب الأخر محمد وبجواره غزل التي تتعلق بيده بخــــوف وتـ.ـو.تر وهو يربت على يديها كل ثانية ليهدئها.
ما قالته غزل أو ما أبلغتهم به صدmهم كثيرًا، الصدmة الاولى انها قرأت العقود بالنسختين وقارنت بينهما لتكتشف أن النسخة الفرنسية غير مطابقة للعربية، وأشارت لهم لأكثر من بند في العقد الفرنسي تم التلاعب فيه ليكون في صالحهم والعكس صحيح نفس البنود بالعربية تكون ظاهرية لصالح شركة الشافعي، الصدmة الثانية عنـ.ـد.ما أبلغهم أنها تتقن الإنجليزية والفرنسية والتركية ببراعة، لقد علمتها الخالة صفا حيث كانت تعمل ببلدها معلمة الفرنسية قبل الهروب من وطنهم، فسرح فيما حدث منذ نص ساعة وهي تجلس أمامها ورق ابيض قام بجلبه لها لتشرح فيه لمحمد تجاوزات الشركة الفرنسية.. كانت هيأتهم وهم ملتفين حولها كالتي تضع خطة للموساد والكل من حولها يتلقى الأوامر (غريبه هذه الغزل!).
فاق على دخول الوفد الفرنسي فرحب بهم وكان مع هذا الوفد مترجم خاص بهم ليترجم اللغة الفرنسية ما يحدث، فرحب يوسف بمقدmة استهلالية بالميكروفون فظهر الصوت واضح اكثر لغزل فنظرت إليه فوجدته ينظر لها باهتمام ظاهر ويغمز لها بطرف عينه يعاكسها، فنظرت لأسفل بـ.ـارتباك.. هذا الرجل يخيفها بل يخـ.ـنـ.ـقها، تشعر انها محاصرة منه.. ما الذي اتى بها اليوم، ليتها ما تركت بيتها!
تنبهت لحديث المندوب الشركة الفرنسية لحديثه وبدأت تترجم حواره على الأوراق واستمر الوضع هكذا حتى انتبهت للمترجم خاصتهم يترجم ما يقوله المندوب العربية بطريقة خاطئة فتعجبت من ذلك.
فتكرر الموقف مرة اخرى فالشركة الفرنسية علمت أن شركة الشافعي تفتقد لمترجم فمن الصعب فهم مايدور من أحاديث جانبية وتشملها الســـخريـــة والاستهزاء بالجانب العربي، فهبت واقفة وانتبه لها الجميع قبلهم يوسف الذي لم يخفض نظره عنها لدقيقة، ونظرت لتهز رأسها بالرفض فعقد حاجبه واستقام من جلسته ليعتذر لهم بأنه يقوم باتصال هام ثم يعود وأشار لها بالخروج معه.
________________________
في قهوة عامر.
يكاد أن يشتعل، لم يتوقف عن الصراخ منذ عودته من الشركة وتركها بعد إفاقتها:
– سيد انت يا زفت.. هات لي قهوة.
رد سيد:
– دي خامس كوباية قهوة في ساعة!
قال عامر بقلة صبر:
– وانت مالك روح غور.
____________________
– قولتيلي بقى؟ أتاريكي كل ما اجيب سيرة الجنيرال تتهبلي وترتبكي.
قالتها ملك بضحك وهي على سريرها، فقالت تقى:
– خلاص بقى يا ملك انتِ هتفضحيني وطي صوتك لحد يسمعك تبقى مـ ــصيـــبة.
ملك:
– بس من امتى الكلام ده؟
تقي:
– من زمان أوي بس مش عارفة من امتي بالتحديد، لما بشوفه كده يجي ياخدك بحس انه فارس دنجوان مشوفتش زيه الحقيقة.
ملك: تيرارارا.
تقي:
– بقى كده يا ملك؟ طيب انا غلطانه إني قولتلك..
ملك:
– بصي يا تقى انتِ اختي وحبيبتي، بس مش عايزاكي تعيشي في الوهم هو اه يوسف اخويا وحبيبي.. بس مش بتاع جواز ومقضيها سهرات وانحلال، فيابـ.ـنت الحلال أنا نصحتك وادعيله يتعدل.
ردت تقى بأمل:
– إن شاء الله يتعدل ويحبني.
_______________________
خارج غرفة الاجتماعات
وقف يوسف وغزل يتسأل:
– فيه ايه؟ “فنظرت لشفاه وهو يتحدث كعادتها رغم انها تستمع بفضل السماعة لكنها لا تستطع إبطال هذه العادة الغـ.ـبـ.ـية
لاحظ يوسف عينيها التي نظرت لشفاه فابتسم بخبث وغمز لها وقال:
– ايه عجبتك؟
عقدت حاجبها بعدm فهم …
فتنحنح يغير مسار الحديث ليفهم منها ما حدث فكتبت له ما أردت لينفعل يوسف ويقول:
– لا دول زودوها أوي.
دخل القاعة بغـــضــــب وهي خلفه ليقول بصوته الجهوري للمترجم:
– بلغ مندوب شركتكم أن مش يوسف الشافعي اللي يتضحك عليه، أنا عارف إن حصل تلاعب بالعقود والبنود من ناحيتكم وقولت اجيب اخركم لكن اكتشف أنكم مصممين تتلاعبوا وتسخروا مننا، وإن الشركة الفرنسية مجرد واجهه فده اللي مش هقبله.
ومد يده بالأوراق التي أمامه وقام بتمزيقها بتحدي لهم ثم قال:
– اتفضلوا الاجتماع انتهى.
خرج يوسف متجهًا لمكتبه تارك كل من بالقاعة فارغ الفاه، خلع جاكيت البدلة وفك رابطة عنقه وفتح أزرار قميصه لمنتصفه وأغمض عينيه ليسترجع ما حدث من أول النهار، ثم فتح عينيه يقول:
– بـ.ـنت الإيه مطلعتش سهلة ابدًا.
_______________________
مر اسبوع على هذه الأحداث، يجلس شادي أمامه ويقوم بشرح بعض الأوراق فيرفع عينيه ليجده غير منتبه له، يدخن سيجارته بشرود، ليقول شادي:
– هو أنا بكلم نفسي؟ مالك يا يوسف بقالك مدة ملاحظ أنك مش مظبوط.
نظر له يوسف بجانب عينيه وقال:
– مش عايزه تطلع من دmاغي ابدًا ياشادي، أنا مش ههدى إلا لما اكـ.ـسر مناخيرها..
– يا أخي طلعها من دmاغك بقى.. البـ.ـنت معملتش حاجة فيك بالعكس دي خدmتك وأنقذتك من خسارة وشيكة، وكمان أنا حاسس انها مش بتاعة الكلام اللي بتقوله ده، دي بـ.ـنت محترمة ومؤدبة فسيبها في حالها.
– مؤدبة ومحترمة الاتنين؟ ده أنت كنت حاضر والبيه محمد عمال يحـ.ـضـ.ـن فيها ويبـ.ـو.س فيها قدامنا.. إذا كان ده بيحصل قدامنا اومال ورانا بيحصل ايه؟
ليعترض شادي على حديثه:
– لا لا أنت كده فاهم غلط.. محمد مش غريب ده أخوها.
ضحك يوسف ضحكة عالية ثم قال:
– انت بتقول ايه؟
قهقه مجددًا:
– أنت اكيد بتعمل مقلب صح؟ مش قادر بجد.
كان يضحك ساخرًا غير مصدقًا لما يقوله شادي، فقال شادي بغـ.ـيظ:
– ممكن أعرف انت بتضحك على ايه؟ ايه في كلامي يضحكك بالشكل ده؟
أشار له يوسف بيده حتي يهدأ ويستطيع السيطرة علي نوبة الضحك التي انطلقت منه عنـ.ـد.ما سمع كلام شادي عن غزل.
بعد أن هدأت نوبه الضحك، مد يوسف يده داخل مكتبه ليخرج ملف به ورقة اخرجها يوسف ليقول:
– اسمع ياسيدي، الإسم غزل عبد الله الزايد السن ٢٠ سنة وحيدة.. ليس لها أشقاء، امها صفا الراعي محبوبة جدًا من أهل المنطقة منذ تركت بلدها لم تتحرك من هذا البيت.
تسكن في (……) ببيت يملكه الشريف الدسوقي وانتقل ملكية البيت لأولاده تقى الشريف الدسوقي طالبة في الفرقة الثانية كليه تجارة.
محمد الشريف الدسوقي محاسب يعمل بشركة الشافعي حاليًا.
قال كلمـ.ـا.ته الأخيرة ببطءٍ شـ.ـديد ليراقب ذهول شادي وانفراج شفتاه، ثم ألجم يوسف سؤال شادي المفاجئ:
– وخطيبها؟
عقد يوسف حاجبيه بتعجب:
– مش فاهم خطيبها إيه؟
ابتلع شادي ريقه:
– هي مخطوبة؟
هز يوسف راسه بالرفض ليقول:
-؛المعلومـ.ـا.ت اللي عندي بتقول انها مش مخطوبة.
وألقى نظرة على الورقة ليعيد قراءتها مرة أخرى ليتأكد:
– اه ياولاد الـ….
قالها شادي وهو يضغط على اسنانه بغـ.ـيظ…
– ممكن تفهمني فيه إيه؟
رد شادي وهو شارد:
– هحكيلك اللي حصل.
_______________________
– انت بتقول إيه؟ انت تنسى الموضوع ده نهائي!
قالتها أم عامر بانفعال، فقال عامر بهدوء:
– ليه يا امي؟ ايه في كلامي غلط ومش عاجبك.
قالت أم عامر:
– بقولك إيه يابني.. انت ابني الوحيد وماليش غيرك في الدنيا، ويوم ما احب افرح بيك اجوزك ست البنات.. انت مش قليل ياعامر أنت دكتور وصاحب أملاك، دي البنات بتتلهف عليك وانت اللي مش راضي.
عامر:
– يا أمي أنا عايزها وبحبها، واللي فيها مالهاش ذنب فيه، انتِ شايفه حاجة في أخلاقها عشان كده بترفضي؟
ردت سريعًا:
– لالا استغفر الله يابني مـ.ـا.تركبنيش الغلط، غزل مافيش زيها في الدنيا واخلاق ومتربية وسطنا.. بس كل فوله وليها كيال يابني .. طيب نفرض خلفتوا الأولاد هيبقوا زيها طيب؟ قولي هتعلمهم إزاي؟
قال عامر:
– انتِ بس وافقي وكل الأمور دي تتحل.
ردت عليه:
– لا ياعامر لا، الأمر ده مرفوض.
________________________
بغرفة محمد دخلت عليه الحاجة راوية تتساءل:
– مالك يابني من ساعة ما رجعت قافل على نفسك ليه كده؟
اعتدل من نومته وأجاب:
– مافيش يا راوية، موضوع كده شاغلني.
ضحكت راوية على ابنها فعنـ.ـد.ما يناديها باسمها تعرف أنه يريد أثناها عن ما تسأل ولكنها صممت وقالت:
– بقولك إيه! مـ.ـا.تكولنيش وقولي مالك بجد؟
ربت بكف يده على السرير بجانبه يدعوها للجلوس، فلبت رغبته وقال:
– في حاجة كده تخص غزل.
– مالها غزل يابني!
محمد:
– عامر يا ست الكل كان فاتحني بانه عايز يتقدm لغزل ويخطبها.
راويه:
– وأنت ايه رايك يابني؟
محمد:
– انتِ ايه رايك؟
رواية بتنهيده:
– عامر ما يتعيبش ودكتور وصاحب قهوة وليه دخله وعارفنا كويس وعارف ظروفها بس…
محمد:
– كملي يا أمي سامعك.
ردت رواية:
– فيه حاجات كتير انت متعرفهاش، وكمان ما اعتقدتش ام عامر توافق بسبب ظروف غزل.. فسيب الموضوع لوقته يحلها حلال.
اجاب محمد:
– عشان كده طلبت منه ياخد موافقة الحاجة الأول ولو وافقت اخد رأي غزل، ما حبتش أعرفها قبل موافقة أمه حفاظًا علي شكلها ونفسيتها.
ربتت الحاجة راوية على كتفه:
– خير ما عملت يابني.
________________________
أوقف سيارته أسفل البناية التي تسكن بها، فهو حتي الآن لا يعرف ما الذي اتى به إليها، ما قصه له شادي أشعل غـــضــــبه فهو يشعر أنها تقلل منه وتقلل من مكانته رغم المرات القليلة التي رآها فيها، يشعر انها تستفزه بسكونها.
خرج من سيارته وانحنى للمقعد الخلفي ليجلب باقة من الورد الجوري الأحمر، واتجه إلى حيث تسكن.
كانت بمطبخها تتابع المعجنات الموجودة داخل الفرن وبيدها كتاب باللغة الفرنسية…
انتبهت للضوء فعلمت أن محمد قد حضر مثلما وعدها، اندفعت تفتح الباب ظنًا منها أنه محمد، ولكن تلاشت ابتسامتها عنـ.ـد.ما رأت هذا السمج يقف يسد باب المنزل بطوله وبيده باقة من الورد ويبتسم ببرود، ابتلعت ريقها من التـ.ـو.تر لماذا تشعر بالبرودة كلما رأته؟ قطع تفكيرها وهو يقول:
– مساء الخير.
هزت رأسها بإيجاب ردًا على سلامه وبؤبؤ عينيها يتحرك بتـ.ـو.تر ويديها التي تمسك بها الباب ترتعش، كانت ملهمة بهذه المنامة القصيرة المرسوم عليها شخصية كارتونية.. لم يخفى عليها نظراته الجريئة لتفاصيل جــــســ ـدها وانحناءاتها، قال:
– إيه مش هتقوليلي اتفضل ادخل؟
راقب رد فعلها فوجدها عقدت حاجبها وأنفها بدأ يتحرك مثل القطط كأنها تشتم شيء لدرجة انه ظن أن رائحته بها شيء، فبدأ برفع ذراعه يشتم نفسه ليرى ما المشكلة وقال:
– فيه حاجة؟
↚
ابتلعت ريقها من التـ.ـو.تر لماذا تشعر بالبرودة كلما رأته؟ قطع تفكيرها وهو يقول:
– مساء الخير.
هزت رأسها بإيجاب ردًا على سلامه وبؤبؤ عينيها يتحرك بتـ.ـو.تر ويديها التي تمسك بها الباب ترتعش، كانت ملهمة بهذه المنامة القصيرة المرسوم عليها شخصية كارتونية.. لم يخفى عليها نظراته الجريئة لتفاصيل جــــســ ـدها وانحناءاتها، قال:
– إيه مش هتقوليلي اتفضل ادخل؟
راقب رد فعلها فوجدها عقدت حاجبها وأنفها بدأ يتحرك مثل القطط كأنها تشتم شيء لدرجة انه ظن أن رائحته بها شيء، فبدأ برفع ذراعه يشتم نفسه ليرى ما المشكلة وقال:
– فيه حاجة؟
اتسعت عيناها فجأة وقفزت تجري من أمامه للداخل، بعد لحظات سمع شيء يقع مع صريخ مكتوم من الداخل، تصلب جــــســ ـده بسبب صراخها. فأسرع للداخل إتجاه الصوت وجدها تمسك يدها وتبكي بشـ.ـدة واشياء مبعثرة علي الأرض، اتجه يمسك يدها يقول:
– حصل ايه؟ افتحي إيدك.
كانت تبكي بشـ.ـده من الألــم فامسك بكفها بقوة وتوجه لصنبور المياه ليضع كفها أسفل المياه الجارية ثم ذهب يبحث بالبرادة عن ثلج ليضعه على يدها وهو يقول:
– خلاص متعيطيش حصل خير.
رفعت عينيها لتنظر له بامتنان، فيصدح صوت غاضب يقول:
– انت بتعمل ايه هنا؟
ترك يديها ثم وضع يديه في جيبه وهو يقول بثقة:
– كنت جاي أزور الأنسة غزل.. فيها حاجه؟
قال محمد بســـخريـــة:
– كده من غير ميعاد ومن غير استئذان؟
ثم أكمل محمد:
– واللي يزور حد بيزوره في المطبخ؟
يوسف:
– بيتهيألي صاحبة الشأن ما اعترضتش.
ونظر اليها بجنب عينه، فقاطع حديثهما صوت يتساءل:
– في ايه ياولاد؟
جرت غزل اتجاه الخالة صفا تحتمي بها، فقال محمد وهو يرفع حاجبة بتحدي:
– مافيش يا خالتي ده البشمهندس يوسف كان جاي يطمن علي غزل وماشي على طول.
صفا:
– اهلًا وسهلًا يابني، يمشي ازاي يابني من غير ما ياخد الضيافة بتاعته.
قال يوسف بابتسامة ماكرة وتحدي لمحمد:
– تسلمي ياهانم، أكيد مش هكسفك واشرب قهوتي معاكي.
– اتفضل يابني اتفضل في الصالون.
قالتها صفا وهي تتكئ على عكازها متجهه به لغرفه الضيوف.
كان الكل مجتمع بالغرفة، الخالة صفا التي أعدت ليوسف قهوته ويجلس يتناولها وهو ينظر بتحدي لمحمد، وتجلس غزل بجوار محمد بعد أن أبدلت منامتها ببنطلون جينز وقميص قطني بعد أن نبهها محمد بعينه لذلك الأمر، فلم يخفي علي يوسف النظرة التي رماها بها لتدخل مسرعة تبدل ملابسها، وها هي تجلس بجواره ليمسك كفها بكل وقاحه وأريحيه ويقوم بدهن كريم للحروق لكفها وهي مستسلمة لمسكة يده وملامسته، ظل شيطانه يخيل له أن هناك تجاوزات تصير بينهما من خلف ظهر هذه العجوز، قاطع شروده كلمة الخالة صفا:
– نورتنا يا ابني.
يوسف وهو يضع فنجان القهوة من يديه على الطاولة:
– بنورك ياهانم، الحقيقة أنا كنت جاي النهاردة لسببين، السبب الأول اني اطمن على الأنسة غزل، والسبب التاني.. إني محتاجها معايا في الشغل، بصراحة هي ليها الفضل في انقاذ الشركة من آخر صفقة.
صمت لثوانٍ معدودة يقرأ معالم وجوههم، ثم أكمل قائلًا:
– الحقيقة بردوا ذكيه جدًا، وأتمنى تقبل تشتغل معايا.. وأرجو مـ.ـا.ترفضش طلبي وطبعًا هخصصلها راتب كويس مش هتلاقيه في أي شركة تانية.
كان يكمل حديثه وعينه علي انفعالات غزل التي فهمت كلامه جيدًا، وظهر عليها التـ.ـو.تر جليًا.
فقالت صفا:
– والله يابني مقدرش أدي رأي في الموضوع ده دي حياتها وهي حره.
محمد بغـ.ـيظ:
– هو ياخالتي أنا قصرت معاكم في حاجة؟ غزل مش محتاجة للشغل ولا تتعب نفسها.
صفا:
– لا ياحبيبي مش ده قصدي أنا اق…
قاطع يوسف حديثهم بثقة قائلًا:
– خلاص نشوف رأيها هي.
ساد الصمت للحظه لتتوجه إلى الروزنامة وتكتب بها لمحمد انها تريد هذا العمل، تريد التعامل مع الغير والخروج من هذه الشرنقة.. نظر محمد بعينيها ليعبر لها عن مدي ألــمه لحالتها.. كم يتمنى أن تشفى من مرضها ويسلمها لعريسها بنفسه، ثم أخذ نفس وقال:
“غزل للأسف وافقت تشتغل في الشركة، أهو تروح معايا وترجع معايا ياخالتي.
ثم نظر محمد إلى يوسف قائلًا:
– كان نفسي اقولك لا يا بشمهندس.
ضحك يوسف وأكمل حديثه:
– طيب بالمناسبة دي أنا عازم الأنسة غزل والأستاذ محمد على حفلة يوم الخميس في الفيلا، وأهي فرصة تتعرفوا على صاحب الشركة.. وعلى فكرة مش هقبل اعتذار عن الحضور.
ثم وقف يغلق سترة بدلته ليهّم بالانصراف على وعد منهم بالحضور.
____________________
– تقى، تقى لو سمحتِ ممكن كلمة؟
قالها زميلها بلهفة وابتسامة براقة على وجهه، لقد كان (علي) من أوائل دفعته فهو شاب بسيط من أسرة بسيطة، مكافح يعمل في مطعم مشويات ليساعد أسرته ووالده..
– فيه إيه يا علي؟ مش هتخلص بقى من الحوار ده، كل ما تشوفني تندهلي؟ وقولتلك مائة مرة ما تندهليش في الكلية كدة!
شحب وجه علي من هجوم تقى غير المبرر، من الواضح انها في مزاج سيء اليوم ولن يستطع اخبـ.ـارها بالذي يريده منها، فقال بتـ.ـو.تر ليخفي إحراجه:
– احم، أنا اسف يا تقى ياريت متزعليش مني.. أنا كنت خايف تمشي وملحقكيش بس.
تقى بقلة صبر:
– خلاص يا علي مافيش مشكلة.. ها في حاجة؟
علي وهو يبتلع ريقه بصعوبة وعيونه على عينيها البندقية:
– كنت.. كــنت عايز أديكِ ده!
ومد يديه لها بشيء جعلها تخفض عيونها ليديه وتتساءل:
– إيه ده؟
علي وهو يتباطأ في إخراج الحروف:
– دي ملخص كتاب مادة، انا عارف انك ملكيش خلق التلخيص فقولت تكوني أول واحدة اديهولها.
ابتسمت تقي ابتسامة مجاملة له:
– شكرًا يا علي انا مش عارفة اقولك إيه.
علي:
– شكرًا؟ شكرًا إيه يا تقى أنا معملتش حاجة انتِ.. أنتِ مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش انتِ ايه بالنسبالي.
استشعرت تقى أن الحديث سيأخذ منحنى لا تحبذه، فقالت مسرعة:
– معلش يا علي ملك مستنياني، نكمل كلامنا بعدين.
لم تنتظر رده واختفت من أمامه، فهي دائمًا تهرب منه.. نعم هي تعلم أن علي زميلها يكن لها مشاعر خاصة، والحق يقال أنه محترم وليس مثل شاكلة الشباب الذين تراهم، فهو من القلة الملتزمة بكليتها.. وكان من السهل عليها صده من البداية وقطع الطريق عليه حتى لا يأمل بها، ولكن بداخلها شعور غريب.. ليس اهتمام بعلي وإنما شعور بالغــــرور والثقة التي تشبع نفسها بها، كلما اهتم بها علي تشعر بالثقة والكـبـــــريـاء أنه يوجد من يهتم بها ويرغب بها، أما هي فعقلها وقلبها مع شخص واحد تريده ملكها.. عقلها أوهمها أنها تستطيع إيقاعه بشباكها.
______________________
– جلست تنتظر قدوم ملك وشردت فيما حدث بينها وبين أخيها محمد عنـ.ـد.ما كان يبحث عن شركة جديدة للعمل بها، واستغلت فرصة أن ملك أبلغتها في وسط حديثها عن يوسف أنه أعلن بالجريدة انه يحتاج محاسبين شباب، فقامت بشراء الجريدة ووضعتها أمام محمد كأنه هو من وجد هذا الإعلان، وعنـ.ـد.ما أخبرهما اسم الشركة استطاعت إظهار رد فعل معاكس كأنها فوجئت باسم الشركة التي يملكها عم صديقتها المقربة، فهي تعتبر دخول محمد الشركة والتعامل مع يوسف خطوة في سبيل غايتها.
______________________
– ها عملت ايه؟
قالها شادي ليوسف الجالس أمامه ممسكًا بكأس من الخمر وساقيه على طاوله بيضاوية أمامه، ارتشف يوسف من الكأس ثم أجاب شادي وقال:
– وانت مالك مهتم أوي كده ليه؟
شادي:
– يا أخي أنا لحد دلوقت مش مصدق ان الملاك ده يطلع منه كل ده! مش يمكن نكون ظالمينها؟
يوسف:
– إزاي مش فاهم؟ أنت لو شوفتها النهاردة والبيه ماسك ايديها ازاي مش هتقول كدة.. وكمان تعالا هنا، انت عجبتك ولا ايه؟ عمال تدافع اوي! انت وقعت؟
شادي وهو يفتح علبة سجائره الموضوعة على الطاولة:
– هي من ناحية عجبتني.. فهي تعجب أيّ حد، بس مش عارف حاسس إن فيه حاجة غلط، وكمان موضوع انها طلعت مش بتتكلم ده صدmني شوية.
يوسف بضحكة ساخرة:
– ميصعبش عليك غالي.
_______________________
تقى وهي تسترق السمع خلف باب غرفة محمد:
– إن شاء الله بكرة فيه حفلة في ڤيلا البشمهندس يوسف متعمليش حسابي على الغدا لإني يدوب هرجع ألبس وأمشي.
الحاجه راويه:
– ماشي يابني هبقى اسيبلك الأكل في المطبخ لو جعت بليل.
لاحظت راويه شرود ابنها فتساءلت:
– مالك سرحت فإيه؟
محمد:
– مفيش، قلقان شوية على غزل.. الراجـ.ـل اللي اسمه يوسف ده مش مستريح له.. بيبص كده لغزل نظرات مش طبيعية، واللي زاد انه طلبها تشتغل في الشركة في قسم الترجمة وعزمها بكرة على الحفلة معايا.
راويه:
– طيب يابني بلاش الشغل معاه مدام قلقان منه.
محمد:
– ما ده اللي كنت ناويه.. بس هي لقيتها نفسها تشتغل وأنا الصراحة قولت فرصة تتعامل مع ناس غيرنا مش هتفضل كده على طول.
رواية:
– ربنا يستر عليها يابني.
محمد بشرود:
– آمين.
_________________
في داخل الغرفة
قبضت يدها على مفرش سريرها بقوة وهي تنظر للاشيء يتردد في أذنها كلمـ.ـا.ت أخيها عن غزل (بيبص لغزل نظرات مش طبيعية) كانت تشتعل من داخلها منها.. تريد التخلص منها، الكل يهتم بغزل، الكل يخاف عليها، حتي من تسعي إليه يهتم بها.
قالت تهمس بصوتٍ منخفض يملئه الحقد والكراهية:
– اخلص منك إزاي!
_____________________
في يوم الحفل
– يامحمد قولتلك ملك صاحبتي اللي عزمتني على الحفلة والله، تحب اتصلك بيها تتأكد؟
– ياستي ولا تتصلي ولا تتكلمي، مش هتيجي معايا انا هاخد بالي منك ولا من غزل!
قالها محمد وهو يتجه إلى خزانته ليخرج بدلته
– إيه العيشة دي؟ كل حاجه غزل غزل!
قالتها وهي تضـ.ـر.ب قدmها في الأرض، اعتراضًا على ما يقوله، وخرجت من حجرته لتنفذ ما هيأه لها عقلها.
____________________
في فيلا الشافعي
وقف يوسف وبجواره شادي وكلاهما يرتديان بذلتان باللون الاسود وقميص ابيض أسفل البدلة وببيون بدل الكرافات، كانا شـ.ـديدان الاناقة ولكن يوسف شخصيته تطبع على أناقته، هيأته وطريقة وقوفه كانت تلفت إليه الكثير من الأعين المحيطة به، يقف في وسط القاعة بشموخ وكـبـــــريـاء عينياه عيون صقر يقف يراقب كل افعال الضيوف ونظراتهم بنصف ابتسامة على فمه كأنه يعرف مايدور بأذهانهم يسخر اكثر من هؤلاء النساء مبتذلات الملابس يطبعن على وجوههن الكثير من مواد الطلاء كما يقول على أدوات زينتهن وكل واحدة تنظر له نظرات لا يفهمها إلا رجل مثله رجل خبير بأمر النساء، لسان حاله يقول كلهن عاهرات كلهن خائنات كلهن يبحثن عن المال والمتعة.
– إيه بتفكر في إيه؟
قالها شادي الواقف بجواره بعد لكزه في كتفه
فقال يوسف وهو شارد أمامه:
– مفيش.
ثم رفع حاجبه الأيمن ونظر لشادي ليقول:
– تفتكر هتيجي!
شادي بتساؤل:
– هس مين؟
يوسف بســـخريـــة:
– الآنسة هه غزل.
شادي:
– مش أنت عزمتها هي ومحمد؟ يبقى أكيد هتيجي.
قاطع حديثهم ملك:
– إيه ياجينيرال مش تشوف ضيوفك بدل ما أنت واقف كده.
شادي:
– ملك.. أزيك، ايه الحلاوة دي!
ملك بوجه أحمر:
– ميرسي ياشادي، ده من ذوقك.
لا بجد دي مش مجاملة طالعة النهاردة تحفه، بس كده إحنا نعمل حسابنا على عربيتين اسعاف.
ملك باستغراب:
– اسعاف ليه؟
شادي بضحك:
– عشان نشيل الغلابة اللي هيتقــ,تــلوا على إيد اخوكي لما يعكسوكي.
ضحكت ملك:
– لا متخافش أنا اللي هقوم بالواجب واخرم عين اللي يبصلي.
قال شادي بمزاح:
– يا متوحش انت، لا دا انا أخاف على عيوني بقى.
قاطع حديثه نداء يوسف ونظره موجهًا للمدخل، نظر شادي لما ينظر إليه يوسف ثم قال:
– اوعا.. ده اللعب هيحلو أوي.
___________________
وقف يوسف بعيدًا يراقب الحفل وهو يستشيط غـــضــــبًا مما يحدث، لقد فوجئ بدخول محمد مع اخته التي عرف اسمها بعد ذلك إنها (تقى) صديقة أخته ملك في الجامعة كما أخبرته ملك، ولكن هي لما لم تأتي!
إنها تتحداه.. هل تلاعبه بطريقتها؟ نعم تتحداه ولم يخلق من يتحداه، لتتحمل نتائج افعالها إذن.
تذكر عنـ.ـد.ما سأل محمد عن سبب عدm حضورها فأجابه أنها تشعر بالمرض ولم تستطع الحضور، فلم يخفى عليه نظرات اخته تقى وابتسامتها التهكمية عنـ.ـد.ما ذكر أن غزل مريـ.ـضة، هذه الفتاة تعرف الكثير ويظهر ذلك في عينيها.
___________________
ها احكيلي، عملتي إيه فيها؟ وإزاي خليتها ما تجيش؟
قالتها ملك لتقى بلهفة، فقالت تقي باضطراب:
– شــــش، وطي صوتك انتِ هتفضحيني.
ملك:
– طيب احكي بسرعة..
تقي:
– مافيش ياستي هقولك..
ثم قصت عليها ما حدث.
____________________
قبل الحفل بساعتين
نزلت تقى لغزل وقالت:
– ها ياغزل جاهزة للحفلة ولا لسه؟
ابتسمت غزل وأشارت لها بالدخول ثم كتبت:
– شوية وهلبس، بس مش عارفة حاسة اني تعبانة وبطني بتو.جـ.ـعني.
تقي بمكر:
– هو انتِ عندك.. احم يعني؟
حركت غزل رأسها بإيجاب.
تقي مصطنعة اللطف:
– طيب ثواني هطلع اجبلك مسكن وأرجع.
أمسكت غزل يدها وأشارت لها بلا فصممت تقى للذهاب.
رجعت بعد فتره لغزل ومعها مسكن للآلام وطلبت منها أن تذهب لتجهز نفسها للحفل واتجهت تقى للمطبخ وقامت بوضع دواء جلبته من الصيدلية عنـ.ـد.ما تركت غزل، يسبب سيولة شـ.ـديدة للدmاء ووضعته بكوب عصير مع علمها بالحالة المرضيّة لدى غزل المسبقة، فهي تعاني من سيولة بالدm.
دخلت تقى على غزل ونظرت لها بحقد:
– اتفضلي ياغزل اشربي العصير وخدي المسكن هيريحك.
قامت غزل بتقبيل تقى تعبيرًا عن شكرها لها.
كانت تقي علي علم أن غزل تعاني من سيوله بالدm، وأن ما وضعته لها بالعصير سيسبب لها سيوله شـ.ـديده ولن تستطع الذهاب للحفل
_______________________
– يابـ.ـنت الإيه، دا انتِ شيطان.
قالتها ملك بذهول شـ.ـديد، فقالت تقى:
– أعمل إيه، ماهي واقفه في سكتي على طول، ولولا أنها اعتذرت لمحمد مكنتش قدرت اجي، المهم سيبك منها قوليلي كلمتي يوسف عني ولا لا.
ملك وهي تزفر من إلحاح تقي المستمر:
– يابـ.ـنتي طلعي يوسف من دmاغك، يوسف مش بتاع جواز.
تقى:
– ملكيش دعوه سيبي الموضوع ده عليا، بس اللي عليكي قربيني ليه.
ملك:
– حاضر يا تقى، حاضر.
________________________
في منزل غزل
كانت تتألــم بشـ.ـدة من هذا المغص، تشعر بأن روحها تخرج من جــــســ ـدها، تتألــم بصمت لا يستطيع أحد الشعور بها.. وعنـ.ـد.ما لاحظت غزارة الدmاء رفضت حضور الحفل واعتذرت لمحمد فاصطحب تقى معه بدلًا منها، لا تستطع التحرك تريد أن يساعدها أحد، فالدmاء تغرقها وتشعر بالدوار الشـ.ـديد.. جــــســ ـدها ومعدتها تتألــم وللأسف أمها صفا صعدت للخالة رواية لزيارتها، كأن الظروف تعاندها تشعر بأنها إذا تركت نفسها هكذا ستمـ.ـو.ت.
ستتحامل حتى تستطع الوصول لهاتفها لعل محمد يسمع رسالتها أو اتصالها وينقذها من هذا الألــم.
____________________
في الحفل كان يقف يوسف مع بعض المستثمرين وعينه على محمد وهذه المدعوة ( بتقى) التي لم تخفض عيناها عنه طول مده الحفل فلم يخف عليه هذه النظرات المملوءة بالإعجاب، فاستغل انشغال محمد عنها وابتعاده واتجه إليها كالنمر الذي يحدد مكان فريسته شعر بتـ.ـو.ترها وارتعاشها عنـ.ـد.ما اقترب منها، ثم قال:
– أنسة تقى مش كدة؟
تقى بتـ.ـو.تر وهي تحاول النظر في مكان اخر:
– أيوه.
ابتسم يوسف وقال:
– انتِ اخت محمد صح؟
– أيوة.
يوسف:
– أنا عرفت من ملك ان انتِ صديقتها المقربة.
تق بإحراج:
– أيوة..
ضحك يوسف بشـ.ـدة فعقدت حاجبها وقالت:
– بتضحك ليه؟
– رد يوسف وهو ينظر بعيونها:
– اصلك من ساعة ما اتكلمنا مافيش غير أيوة اللي بتقوليها.
ضحك مجددًا فغـــضــــبت تقى من ضحكته وقالت:
– عن إذنك.
وهمت تقى بالانصراف ولكن يد يوسف علي ذراعها أوقفتها، فسحبت يديها منه ونظرت له وهو يقول:
– انا بعتذر شكلك مش بتحبي الهزار.
قالت وهي تنظر لقدmيها:
– لا عادي..
يوسف:
– طيب ياستي نبدأ من الأول، انا يوسف نجيب الشافعي وماليش اخوات إلا اختي ملك، ومد يده بالسلام لها وقال:
– وانتِ؟
فقالت براحة:
– أنا تقى الشريف، وماليش اخوات إلا محمد.
تنحنح يوسف وقال:
– أومال غزل تبقى مين؟
شعرت بأن يوسف كان يقصد السؤال عنها، فاستغلت الفرصة لتسيء لها وقالت:
– شكلك مهتم اوي..
فأكملت بغلٍ وقالت:
– عمومًا أنا عايزه أعرفك، هي غزل اختي بس بالرضاعة بس أنا عمري ما اعتبرتها اختي.
عقد يوسف حاجبه وقال:
– ليه؟
– تقي بشرٍ مخفي خلف معالمها البريئة:
– عشان دي واحدة مش سهلة، بتحب تلفت أنظار الرجـ.ـا.لة حواليها تحت قناع البراءة اللي علي وشها، تفتكر هي اعتذرت ليه النهاردة؟ عشان تعبانة زي ما محمد قال؟! لا طبعًا دي خطة منها عشان تلفت الأنظار ليها بدليل انك اهتمـ.ـيـ.ـت وجيت تسألني عنها، وأكدلك انها هتتصل بمحمد دلوقت تقوله (الحقني يامحمد بمـ.ـو.ت)عشان يجري عليها.
جز يوسف علي اسنانه غـ.ـيظا مما سمعه، كيف له أن يقع في خيوط عنكبوتيها التي تغزلها.. فكلام تقى عنها يؤكد ما شعر به أنها وجه ملاك داخله شيطان قطع شروده حضور محمد المتـ.ـو.تر يقول:
– يلا يا تقى بسرعة لازم نرجع البيت.
ابتسمت تقى بخبث ونظرت ليوسف لتؤكد له حديثها ثم قالت بلهفة زائفه:
– ليه في إيه يا محمد؟
محمد:
– غزل تعبانة أوي.. عامر أتصل بيا بيقول إنها تعبانة.
تقى:
– عامر! وإيه عرف عامر إنها تعبانة؟
محمد:
– مش وقته هفهمك بعدين.
عنـ.ـد.ما همَّ محمد بالتحرك أوقفه يوسف وقال:
– إستنى انا جاي معاك.. انت مش معاك عربية يلا.
………..
في السيارة
كان كلًا منهم شاردًا فيما يشغله، يوسف يضغط على المقود بغـ.ـيظ فإنها تجيد التمثيل كما قالت اختها.
أما تقى كانت تفكر كيف أن خطتها نجحت، ولكن خائفة أن يكشفها محمد.
ومحمد شرد فيما قاله عامر، أنها أرسلت له أكثر من مرة ولم يجبها فاضطرت للاتصال بعامر وارسلت له أن يتصل بمحمد، فشعر عامر بالقلق واتصل به يخبره وذهب مسرعًا يطرق الباب ولكنها لم تجيبه فتفاجأ أن الخالة صفا نزلت بسبب صوت طرق الباب ولكنها نست مفتاحها بالداخل، فاسرع عامر لكـ.ـسر الباب ليتفاجأ بغزل على الأرض وتحيطها بركةً من الدmاء وهي غائبة عن الوعي، فقام بحملها إلى اقرب مستشفى ثم أبلغه باسمها حتي لا يتوجه للمنزل.
____________________
أمام غرفة غزل كان يقف عامر المستند بظهره على الحائط خلفه وملابسه مملوءة بالدmاء، من ينظر إليه يعتقد أن به إصابة بجــــســ ـده، وأمامه تجلس الخالة صفا تستند على عكازها وبجوارها الخالة راوية تربت على كتفها لتهدئها.
دخل محمد وخلفه يوسف وتقى، ليتجه إلى عامر، صدm محمد من منظر ملابس عامر وقال باختناق
– إيه اللي حصل ياعامر.. غزل مالها؟ وإيه الدm ده؟
تعجب يوسف من شكل ملابس عامر واضطربت تقى من هذا فالآن سيصدق يوسف مرضها.. ماذا تفعل؟
– افاقت عنـ.ـد.ما خرج الطبيب من غرفتها وبعض الممرضات، فاتجه محمد وعامر وقال محمد:
– مالها؟ طمني عليها أرجوك.
الدكتور:
– متقلقش الحالة كويسة، بس هي كانت جاية لنا عندها نـ.ـز.يف حاد، واحنا خدنا عينة دm عشان نعرف أسبابه، ده غير إنها ضعيفة جدًا ما اتحملتش النـ.ـز.يف فحصلها هبوط، مبدئيًا هي كويسة مركبينلها محاليل تغذيها وتعوضها الدm اللي فقدته، وشويه هكتب التقرير بعد نتيجة التحاليل.
عامر: نقدر نشوفها؟
الدكتور: آه اتفضلوا بس ما تطولوش عشان ميعاد الزيارة.
____________________
– يقف يوسف بغرفته أمام شرفته يدخن سيجارته بشرود، يتذكر عنـ.ـد.ما دخل الجميع للغرفة والتفوا حولها ونظر لوجهها الشاحب وابتسامتها الصغيرة التي تريد بها طمأنينة من حولها من خلالها، تقول لهم أنها بخير، شرد في لهفة عامر عليها رغم عدm اقترابه منها إلا أن يكفيه نظرته لها التي تقول الكثير.. ومنظر ملابسه الذي يعبر عن مدي سوء حالتها.
– خرج بصمت بعد أن أرسلت له نظرة تعبر عن شكرها له يشوبها الخجل من حالتها، ليقابل طبيبها الذي بدأ بشرح حالتها له اعتقادًا منه انه من أقاربها
للطبيب:
– حضرتك نتيجة الدm طلعت وظهر إن في نسبة كبيرة من دواء (….) اللي بيسبب السيولة والكمية الموجودة بتدل على إن المريـ.ـضة وأخذها عن قصد لأنها كمية كبيرة وللأسف المريـ.ـضة عندها سيول وممنوعة من الأدوية زي دي.
استمع له يوسف وهو فارغ الفم ايعقل أنها تناولت أدوية لتؤذي نفسها عن قصد لتلفت انتباه ما يحيطها تقــ,تــل نفسها؟
قطع شروده صوت تقى وهي تقول باضطراب:
– سمعت بنفسك..
واكملت:
– الهانم خدت دوا سيوله عشان يحصلها نـ.ـز.يف وتتصل بعامر عشان ينقذها وتلم الرجـ.ـا.لة حوليها.
تركها يوسف ولم يجبها لم يشعر بنفسه إلا وهو بغرفته شارد في هذه المخلوقة.. أو الشيطانة.
كانت تسير في أروقه الشركة بخفة كالفراشة الكل ينظر إليها بإعجاب من رقتها وخجلها الذي يظهر جليا عليها من أقل حركة، الكل عشقها.. النساء قبل الرجـ.ـال، تجعل في المكان طاقه من المرح رغم عدm خروج صوتها إلا ان أن الجميع مهتم بها تتذكر عنـ.ـد.ما حضرت أول أسبوع بالشركة ولاحظت توعك الساعي عم رمضان وعدm مقدرته لتلبيه طلبات الموظفين فقامت بمساعدته في عمل القهوة والشاي وكانت تقدmها بمرح للموظفين بالشركة، فكانت لفته إنسانية منها..
وتذكرت أيضًا عنـ.ـد.ما جلبت بعض المعجنات الخاصة بها للإفطار وكل ما يمر عليها من الزملاء يقوم بتذوق هذه المعجنات الرائعة ويشيد بها حتي اكتشفت انها نفذت دون ان تتناول وجبتها.. حركت رأسها بسعادة لهذه الذكريات التي كونتها في مدة قصيرة، أسبوعان فقط أسبوعان غيروا من حياتها أصبحت أكثر تفاؤلًا وأكثر حيوية ولكن ما يؤرقها شيء واحد اسمه (يوسف) هذا الاسم كفيل أن يقبض قلبها ويسبب لها الاختناق.. يكفيها كل ما يصادف وجوده معها بالمصعد، تختنق من عطره القوي و تشعر أنها ستصاب بإغماء.. فهي لا ترتاح في وجوده حتي نظراته التي تتجاهلها لا تريحها، ولكن ما يسعدها اكثر أنه لا يعلم انها تستطيع السمع بسماعة الأذن التي تخفيها خلف شعرها الناعم …لا تعلم من أين كون فكرته أنها صماء هل كل ابكم اصم؟ يتحدث بكل أريحية في وجودها فهو يعتقد أنها تفهم اللغة بحركة الشفاه.
ضحكت عنـ.ـد.ما تذكرت وهو يحاول الشرح لها ما تقوم به ويقوم بتحريك شفاه ببطء لتفهم ما تقوله كأنه يعلم طفل صغير، كانت تحاول كبت ضحكها من شكله، فهو يفعل ذلك بشكل مضحك لينتهي الأمر كعادته أن يلقي نظرة على شفتاها المنفرجتين بنظرة جائعة.
مرت على حجرة سوزان المشغولة بملف أمامها، وطرقت الباب لتنتبه لها فتقول:
– تعالي يختي ده قالب عليكي الدنيا من الصبح.
قالتها سوزان بضيق، ضحكت غزل على شكلها وربتت على كتفها تصبرها ثم كتبت لها غزل:
– في حد معاه؟
سوزان:
– آه الاستاذ شادي معاه جوه ادخلي ده صدعني.. ربنا يعينك.
غزل هزت رأسها مداعبه سوزان واتجهت للغرفة.
______________________
بالداخل كان يجلس يوسف على مكتبه وأمامه شادي يراجع بعض الأوراق، قطع انشغالهم صوت طرقات على الباب ودخول غزل عليهم رفع يوسف عينه عن الملف لتلتقي بعيني غزل الرمادي ليمشط عينه على قوامها وملابسها فدائمًا ملابسها تظهر الكثير من مفاتنها وشعرها الذي تطلقه دائمًا بأريحيه حول وجهها لتخفي وجهها خلفه
فانزل عينه على عنقها المزين بسلسال باسمها مرورًا بباقي جــــســ ـدها ليصل إلى هذا البنطال الضيق الذي يظهر ساقين رشيقتين.
كانت في هذه اللحظة تقف مرتبكة من نظراته الوقحة التي اعتادت عليها كلما طلبها للحضور يقيمها بعينيه من أعلى لأسفل.
قطع شرودها شادي الذي رحب بها، أما يوسف أشار لها بيده لتتقدm ثم قال ببطء:
– ترجمتي الملف اللي ادتهولك إمبـ.ـارح؟
هزت رأسها بنعم فأشار لها لتسبقه لطاولة الاجتماعات بنفس الغرفة.
يوسف:
– كنت فين إمبـ.ـارح؟ اتصلت بيك مردتش!
شادي بصوت منخفض:
– كنت سهران، سهرة كانت عايزاك.
قالها وهو ينظر اتجاه غزل المشغولة بأوراقها.. فقال يوسف وهو يضيق عينيه وهو ينظر لشادي وبصوت منخفض أيضًا
– انت موطي صوتك ليه؟
شادي وهو ينظر لغزل المشغولة:
– احم، عشان متسمعناش يا جينيرال.
يوسف بنفس الصوت:
– هو انت فاكر انها سمعانا؟
شادي:
– أومال إيه!
فنظر شادي ويوسف لغزل المشغولة في نفس اللحظة لبعضها وانطـ.ـلا.قا في الضحك الذي لا يستطيعا السيطرة عليها.
فأجلا يوسف حنجرته بعد أن هدأت نوبة الضحك ثم قال:
– أتكلم براحتك على الاخر، هي اساسًا مش سمعانا خالص.
كانت في نفس اللحظة غزل مشغولة بأوراقها إلا أن حديث يوسف وشادي لبعضهما لفت انتباهها، فابتسمت بداخلها على ظنهم بأنها لا تستطع سمعهما.
ولكن هذه فرصتها لتعرف بماذا يفكر هذا اليوسف، فجعلتهما بالفعل يظنا أنها لا تسمعهم.
____________________
اثناء جلوسهم على هذه الطاولة كان يوسف على رأس الطاولة وتجلس غزل على يمينه وشادي بجوارها، وبدأت بشرح ليوسف الأوراق التي طلب منها ترجمتها وأنها قامت بترجمتها باللغة العربية وقدmتها إلى كلًا منهما، وكانت تقوم بالإجابة على يوسف عن طريق الكتابة.
وكان يلقي عليها أسئلته بطريقة مثيره للضحك فهو يظن أنها تستطع قراءة حركة الشفاه فقط فيحرك شفاه بطريقه بطيئة تثير ضحكها..
قاطع تركيزها على الأوراق حديث شادي ليوسف:
– إيه يا باشا شكلك رجعت في اللي كان في دmاغك معاها.
رفع يوسف وجهه ونظر لها وهي مخفضة رأسها للأوراق وقال:
– مين قال اني رجعت؟ أنا بس سايبها تستوي على الاخر.
↚
قاطع تركيزها على الأوراق حديث شادي ليوسف:
– إيه يا باشا، شكلك رجعت عن اللي كان في دmاغك معاها.
رفع يوسف وجهه ونظر لها وهي مخفضة رأسها للأوراق وقال:
– مين قال اني رجعت؟ انا بس سايبها تستوي على الاخر.
شادي:
– مش فاهمك يا يوسف بصراحة، ما تكبر دmاغك وتسيبها في حالها بقي.. شكلها مش من النوعية اللي انت فاكرها.
يوسف بســـخريـــة:
– دي غير! هو انت فاكر اني حاطتها في دmاغي حبًا فيها.. يعني على آخر الزمن يوسف الشافعي يحب واحدة خرسة وطرشة.. انا بس عايز اعلمها الأدب..
واكمل بتهكم
– انت متعرفش الهانم دي بتفكر في ايه وبتخطط لإيه.
تراهن ياشادي انها في اقل من شهر هتكون في سريري زي اللي قبلها.
نظر شادي لها وقال:
– مش عارف يا يوسف نفسي اصدقك بس حاسس أن غزل مش من النوع ده.
يوسف:
– بكره نشوف!
ولم يلاحظ كلاهما تصلب جــــســ ـد غزل عنـ.ـد.ما ذكر اسمها وهذه الدmـ.ـو.ع المتحجرة في عيونها تأبي الخروج، ألهذه الدرجة يراها سيئة، يراها فتاة لعوب.. لماذا؟! هل صدر منها ما يشينها؟ ما يعيبها؟ إنها دائمًا تتجنبه وتتجنب الحديث معه خارج إطار العمل!
وما الشيء الذي تخطط هي إليه كما قال! صدق حدسها اتجاهه أن نواياه غير سليمة اتجاهها، يجب ان تترك هذا العمل في أسرع وقت هذا ما قررت فعله.
……………………………
– إيه يا ملك هتحايل عليكِ عشان تردي؟ مش بتردي على تليفونك ليه؟
قالها الشخص بغـــضــــب، فقالت ملك بتـ.ـو.تر:
– بقولك إيه أنا مش بحب حد يكلمني بالطريقة دي وكمان أنا.. انا خايفة.
الشخص:
– من ايه.. مني؟
ملك وهي تقضم أظافرها:
– لا مش الفكرة، أنا خايفة من.. من يوسف، دا لو عرف إني بكلمك ممكن يقــ,تــلني.
زفر الشخص وأغمض عينيه بقوة وقال:
– يا ملك قولتلك اللي بيني وبين يوسف ملكيش دخل بيه.. انا بحبك ونفسي النهاردة قبل بكره اروح ليوسف وأقوله بس أنتِ عارفه لازم استني شوية، في ترتيبات لازم أعملها معاه عشان اضمن انه ميرفضنيش.
ملك:
– خلاص لحد ما تكلمه بلاش نتقابل ولا نتكلم أنا خايفة ومرعوبة.
الشخص:
– لو على المقابلات انا موافق لكن التليفون ده الحاجة الوحيدة اللي مصبراني، مش هقدر لازم اسمع صوتك.
ملك:
– خلاص موافقه بس اتصالاتنا تكون بليل ولما ارنلك انا.. ماشي ”
الشخص:
– ماشي، هو انا اقدر أرفض.
…………………….
قطع شرودها تقى:
– كنتي بتكلمي مين؟
ملك بـ.ـارتباك:
– ها مافيش دي.. دي واحدة صحبتي.
تقى ولم يخف عليها ارتباكها: صاحبتك.. اممم طيب.
……………
– آنسة غزل .. آنسه غزل
انتبهت غزل اثناء سيريها لشراء بعض الطلبات لإعداد المعجنات الخاصة بعامر و هو ما يناديها بلهفه وهو قريب منها شعرت بالتـ.ـو.تر فهي دائمًا تشعر بالألفة معه ونظرات تقول الكثير نظرات حب واحتواء تشعر بالأمان في وجوده .. حركت رأسها له تلقى عليه السلام بصمت فقال بابتسامة جلية:
– صباح الأنوار عليكي، انا كده ضمنت إن يومي من اوله هيكون زي الفل.
ضحكت غزل على ملاطفته الدائمة، فقاطع تفكيرها وقال:
– هو محمد مقلكيش حاجة بخصوصي؟
عقدت حاجبها بتعجب وتحرك رأسها بالنفي.. رد عامر مسرعًا:
– طيب في موضوع كنت فتحت محمد فيه، كنت عايز أخد رايك فيه لو ينفع نتقابل في مكان عام بعيد عن المنطقة عشان محدش يتكلم و متقلقيش مش هاخد من وقتك كتير.
قلقت غزل من طلبه الغريب ولكنها اضطرت للموافقة فضولها يقــ,تــلها.
……………………..
– ايه ياعمي كل ده في تركيا؟ يعني ينفع أعمل الحفلة عشان رجوعك واتفاجأ قبلها بساعتين انك مش جاي؟
قالها يوسف وهو يمضي بعض الأوراق أمامه.
ناجي:
– معلش يايوسف أنا عارف اني سايب راجـ.ـل ورايا والحمل كله عليك متزعلش، وكمان هو مسك فيا أقعد يومين معاه.
يوسف:
– ايه اللي بتقوله ده بس دا أنا ابنك اللي مخلفتوش، أنا بس قلقان عليك وعلى صحتك.. ولو عايز تقعد يومين كمان معاه براحتك.. عمومًا طمني وصلت لحاجه؟
ناجي:
– لسه يابني، أدينا بندور وربنا يرد الغايب.
يوسف بابتسامة:
– كله بأوانه ياعمي.
ثم انهى المكالمة ليستمع اللي بعض الضوضاء والجلبة بالخارج، فتوجه للباب ليتفاجأ بسوزان وأمامها علبة متوسطة مملوءة بالمعجنات الشهية الساخنة، وتقوم بقضم قطعة وهي مغمضة عينها وتمضغها باستمتاع، وتخرج خلال المضغ أصوات تدل على استمتاعها، فرفع حاجبه الأيمن باستغراب على وضعها الذي أول مرة يراها فيه واقترب بهدوء ليقف أمامه ليمد يده بقطعة من نفس المعجنات ليتذوق منها، ليتوقف فجأة عن أكلها ويرفع حاجباه ويقول:
– لذيذة جدًا.
لتنتفض سوزان اثر صوت يوسف وتفتح عيناها باتساع وتقف برعـ.ـب وبيدها قطعه متبقيه من المعجنات، فيقول:
– ممكن أفهم إيه اللي أنا شايفه ده؟
سوزان بتـ.ـو.تر:
– ده.. ده..
يوسف بعصبية:
– اخلصي.
سوزان:
– والله يافنـ.ـد.م أول مرة أكل أثناء الشغل، وبستني البريك.. بس الأكل لسه جايلي فقولت أدوق.
– مممم تدوقي؟ قالها يوسف وهو يكمل أكله منها.. ثم اكمل وفمه مملوء بالطعام:
– عمومًا هي مش بطالة.. بس أبقي زودي حبة زعتر علي الوش.
وتركها ليعود للمكتب فأوقفه كلام سوزان:
– هبقى اقولها.. التف إليها وتساءل:
– تقولي لمين؟
سوزان بثقه:
– لغزل.
عقد حاجباه بتساؤل فأجابته سريعًا:
– ماهي اللي عاملة الحاجات دي، ده كل الشركة بتستناها كل يوم. وأكملت بسعادة:
– اصلها بتوزع على الزملاء كل يوم منها وبنديها فلوس، أصلها جميله أوي.
لم تلاحظ الغـــضــــب الذي اعتلى وجه يوسف وخروجه من حجرة سوزان مندفعًا ليرى هذه المهزلة الموجودة بشركته.
مر يوسف على جميع المكاتب ليجد الرجـ.ـال قبل النساء يتناولون من معجناتها هذه الشيطانة تعدت القوانين الخاصة بالشركة.. اليوم تبيع المعجنات وغدا سيجدها تحمل حقيبة سفر مملوءة بشربات وقمصان بيبي دول وفرش للأطفال ما هذه المهزلة التي تحدث ؟!
عند مروره لمحها في مكتب من المكاتب يحدثها موظف في الشئون القانونية وترسل له ابتسامه وهو ممسك بعلبه مشابهه لعلبه سوزان استشاط غـــضــــبًا عنـ.ـد.ما لاحظ هذا البـ.ـارد الذي يحاول التقرب منها بخفه ظله دخل مندفعًا:
– ايه المهزلة اللي بتحصل هنا؟
اهتزت غزل عند رؤيته وتشبثت بالعلبة الأخيرة بأحضانها ونظرت له بخــــوف، فأكمل:
– الشركة متحولة للتحقيق عشان المهزلة دي.. وانتِ تعالي معايا على المكتب.
واتجه بغـــضــــب يمسكها من ذراعها بغـــضــــب فحاولت إزالة يديه فلم تستطع.
…………………………
داخل المكتب الخاص بيوسف وقفت ترتعش من منظره وتحتضن علبتها كأنها درع يحميها منه هي لم تقصد المتاجرة بل انتشر خبر إعدادها المعجنات من إحدي الموظفات التي كانت تتذوق طعمها من قبل وأعجبت به، فألح الجميع عليها إعدادها لهم مقابل المال وهي لم تخطئ في شيء، وقف أمامها يعتليه الغـــضــــب ولكن لا يعرف سبب الغـــضــــب الحقيقي هل لأنها تظهر دور الملاك؟ ام لأنها تتجاهله دائمًا؟ أم لأنها باعت طعام بالشركة؟ ام لأنها لم تعرض عليه معجناتها لتذوقها مثل الغير؟ لام نفسه علي تفكيره الذي أخذ منحنى مختلف.
فأجلي صوته وقال:
– ممكن أفهم اللي حصل ده؟ إزاي واحدة المفروض محترمة بتشتغل في شركة ليها اسمها تعمل الأعمال السوقية دي.. أنتِ ولا كأنك واحدة من الشارع جيبنها تشتغل.. انتِ المكان اللي عايشه فيه نساكي انتِ بتشتغلي عند مين؟
كانت تنظر له وتتلقى كلمـ.ـا.ته المؤلمة الذي يلمح فيها عن مستواها الذي لا يشرفه فاكمل بســـخريـــة وهو يقترب منها:
– لو كنتِ طمعانة في قرشين زيادة كنتِ قولتيلي وانا كنت زودتلك مرتبك أو اديتك اللي انتِ عايزاه من غير ما حد يعرف.
وأكمل كلامه وهو يضع أنامله أسفل ذقنها.. أرتفع صدرها وانخفض من تـ.ـو.ترها ومن اقترابه الذي يخـ.ـنـ.ـقها، انه عطره القـ.ـا.تل الذي يخـ.ـنـ.ـقها.. أكمل بســـخريـــة:
– إيه مش هتدافعي عن نفسك؟ بيتهيألي نلعب على المكشوف أحسن.
رجعت غزل خطوتين للخلف لتجد نفسها ملتصقة بالجدار ومحاصرة بيوسف.. حاصرها بذراعيه ولفحت أنفاسه الساخنة وجهها فارتعشت بسبب هذا الاقتراب المخجل وعطره الخانق لها، قطع شرودها يده التي رفعها ليلمس جانب شعرها كالمغيب وبندقيته تلتقي برماديتها المهتزة.
ماذا تفعل الآن؟ لماذا تشعر بشلل اطرافها؟ لما لا تبعده بقوة؟ فاقترب أكثر من وجهها ليطبع قبلة شهوانية على شفاها الوردية المنفرجة ليأسرها مثلما أسر غيرها.. ولكن لم تدm هذه اللحظات إلا وآفاق على يدين صغيرتان تدفع بكل قوة حركته للخلف خطوة.. وصفعة على وجهه شلت حركته من الصدmة لم يستوعب ما حدث إلا وهو يرد لها صفعتها بكل قوة على وجنتها كرد فعل فجائي منه.. لتسقط أسفل قدmيه من قوه الصفعة.
ريأكت قبل القراءة عشان الفصل يوصل لعدد أكبر.
———————-
انحنى إليها وأمسكها من مؤخرة رأسها وقبض على شعرها ليقول بصوت يملأه الكره:
– بقى تمدي ايديك عليا أنا يا حثالة؟ عملالي فيها خضرة الشريفة يا و***.
سالت دmـ.ـو.عها على وجنتيها بدون صوت لصدmتها من كلامه ورد فعله، هو من اخطأ وليست هي، حاولت التخلص من يديه الممسكة بشعرها دون جدوي لتأن بصوت مكتوم ليدفعها بكل قوته لتصطدm مرة اخرى بالأرض ليقول بغـــضــــب:
– اطلعي بره مش عايز اشوفك قدامي.
تحركت غزل وهي تتحامل على نفسها بسبب آلامها الجــــســ ـدية والنفسية اكثر واتجهت إلى الباب لتفتحه ببكاء فتوقفت على صوته الجهوري يقول:
– استني.. اتفضلي روحي الحمام. ظبطي شكلك ده متخرجيش للموظفين بالمنظر ده.
فاتجهت بأرجل مهتزة لا تستطيع حملها إلى الحمام لتغسل وجهها بالمياه لعلها تهدئ من وجهها، لقد اتخذت قرارا بعدm الرجوع إلى هذه الشركة مرة اخرى، خلعت سماعة أذنها لتسندها على رف أعلى الحوض وقامت برفع جانب شعرها بأناملها لتصدm بأثار أصابعه على وجنتها، فرتبت شعرها سريعًا ومسحت دmـ.ـو.عها وخبأت وجهها كما اعتادت خلف شعرها، فتحت الباب فتحة بسيطة لتراقبه منها خــــوفًا من أن ينقض عليها مرة أخرى، تريد أن تهرب تريد الارتماء على السرير والبكاء حتى تنفذ دmـ.ـو.عها.
أما هو لم يكن حاله اقل حالًا منها، جلس خلف مكتبه بقميصه بعد أن رمى جاكيت البدلة بإهمال على الأرض وترك أزرار كميه وصدره مفتوحين ودفن وجهه بين يديه يظهر للناظر كأنه تمثال لولا حركه جــــســ ـده الظاهر الناتجة عن قوه تنفسه، يحاول كبت غـــضــــبه منها ومن نفسه، كيف فقد السيطرة وضـ.ـر.بها حتي لو كانت تستحق هذا؟ لما لم يسيطر على غـــضــــبه؟ يشعر دائمًا أنها تقصد إهانته والتقليل منه، لا يوجد واحدة رفضته دائمًا يتقربن منه ويتوددن.. إلا هي.. يشعر بنــــار تأكله منذ متى لا يعلم ؟!
كل ما يعلمه أن نــــاره اشتعلت أكثر منها عنـ.ـد.ما رآها بعد انتهاء الدوام تركب بسيارة ما يسمى عامر والابتسامة على وجهيهما لا يعرف وقتها كيف ركب سيارته ليتبعها إلى هذا المطعم كأنه يريد أن يؤكد لنفسه انها لعوب ليست كما تظهر لغيره، لم يقطع شروده إلا سماع صوت إغلاق بالباب.. نــــاره تزيد يريد اطفائها فاتجه بغـــضــــب للحمام الملحق ليغسل وجهه لعله يهدأ، وقف لينظر إلى وجهه بالمرأة ولكن لفت نظره شيء على الرف شيء غريب امسكه بأصابعه ورفعه أمام ناظريه ليقول بتعجب:
– ايه ده؟
…………………
بعد مرور خمسه أيام.
تجلس على سريرها شاردة في الأحداث التي مرت عليها في هذه الأيام وكيف تغير حالها عنـ.ـد.ما أرسلت رساله مختصرة لعامر تقول:
– أنا موافقة ياعامر.
هذه الجملة القصيرة غيرت حال الجميع من بين قلق للبعض وكره للبعض وحب وأمان ورغبة للبعض، فعامر بالنسبة لها أمانها ملجأها بعد ما تعرضت له على يد يوسف شعرت بالخواء والبرودة، ليس لديها من يساندها تعلم أنها إذا أخبرت محمد سيهدm المعبد على رأس هذا المتعجرف ولكنها تخشى عليه هو نفسه، لا تريده أن يفقد وظيفته بعد أن استقر بها.. لا تريد خـ.ـطـ.ـف سعادته وقد لاحظت عليه اهتمامه بسوزان و سعدت لذلك.. اخيرًا سيجد شريكة حياته، دخلت صفا لتجلس أمامها ثم قالت:
– عاملة إيه ياغزل دلوقت؟
ردت غزل بروزمانتها من أسفل وسادتها لتكتب:
– الحمد لله يا ماما.
صفا:
– الحمد لله.. مش هتروحي شغلك النهاردة كمان ياغزل؟
حركت غزل رأسها بلا.. فتنهدت صفا ووضعت كف يدها على ساق غزل تربت عليها وتقول:
– طيب ريحيني يابـ.ـنتي في حاجة ضايقتك في الشغل؟ انتِ من ساعة ما رجعتي من الشركة معيطة ووشك غريب وانتِ مش بتخرجي من أوضتك ولما محمد سالك قولتيله انك وقعتي على وشك عشان كده تعبانة ومش هتروحي الشغل.. ريحيني لو في حاجه مضيقاكي ”
كتبت لها:
– مافيش يا ماما اطمني.. أنا حاسة إني خلاص مش محتاجه الشغل ده وهقدm استقالتي.
…………………….
رن هاتف المكتب لتزفر سوزان بقوة تقول لنفسها قبل أن تجيب:
– أنا كان مالي ومال الشغلانه دي ياربي.. كل شويه يتصل.
ثم أجابت وقالت:
– أيوه يا بشمهندس… لا يافنـ.ـد.م ماجتش برضه.
فبعدت السماعة عن أذنها لتتفادي صريخه لتقول:
– يافنـ.ـد.م انا ذنبي إيه حضرتك.. هي مش بتيجي بقالها كام يوم!.. حاضر يافنـ.ـد.م حاضر هحاول اجيب تليفونها… خلاص يافنـ.ـد.م هبعتلها رساله.
اغلقت الخط ثم زفرت:
– كان يوم مهبب يوم ما عرفتك ياغزل.
ضحك شادي بشـ.ـدة قائلًا
– انتِ إتجننتي ولا إيه يا سوزي؟ قالها شادي وهو على باب المكتب
سوزان:
– هو اللي يشتغل معاكم هيبقى عنده عقل! انا خلاص شويه وهقدm استقالتي.
شادي:
– ليه كل ده؟ مش قادرة تستحملي الجنيرال.
سوزان:
– يا أستاذ شادي إحنا مستحملين بس ما توصلش أن البشمهندس يتصل بيا كل ساعه يسألني غزل جت ولا لا؟ بقالي خمس ايام على كده.. وكمان أنا بلغته إن أستاذ محمد قال أنها تعبانة ومش قادرة تيجي ومع ذلك بيسأل أنا عمري ما شفته كده.
.شادي وهو يحاول التقليل من تـ.ـو.ترها:
– معلش ياسوزان، هو متـ.ـو.تر اليومين دول انا داخله.
سوزان:
– اتفضل.
………
كان يجلس شارد في شيء ما يتفحصه بأصابع يده دخل عليه شادي ليقول:
– السلام عليكم، إيه ياجينيرال مالك؟ قالب زعابيب أمشير ليه؟
لم يجبه.. فقال شادي:
– انت لسه ماسك البتاعة دي؟ خلاص يا يوسف طلعها من دmاغك بقى.
رفع يوسف عينيه ليواجهه شادي ويقول:
– أنت عارف إني اكبر حمار في الدنيا.. الهانم كانت بتسمع ومستهبلاني ياشادي.
شادي:
– تسمع مـ.ـا.تسمعش هي حره، إيه اللي يضايقك في كده؟
رد يوسف باحتقان:
– معناها إنها كانت بتسمع كل كلمه بنقولها عليها ونلمح بيها يا أستاذ.
– آها..
ثم فجأة جحظت عين شادي من كلام يوسف وقال:
– إيـــــه؟
يوسف بابتسامة ساخرة:
– أيوه زي ما فهمت بالضبط.
شادي بتـ.ـو.تر مما سمعه:
– يعني هي سمعت الكلام اللي انت قولته عليها انها…
يهز يوسف رأسه مجيبًا:
– للأسف.. سمعت أومال تفسر وجود سماعتها في حمامي بعد خروجها إيه؟
شادي وهو يحك رأسه:
– يمكن مش بتاعتها؟
زفر يوسف بضيق يقول:
– يابني آدm مافيش حد بيدخل حمامي غيري، والمرة اللي هي دخلت فيها بعد خروجها لقيت السماعة جوه تبقى أكيد بتاعتها
شادي:
– دي كده باظت على الأخر.. طيب هتعمل إيه؟ وهتصلح اللي أنت عملته إزاي؟ دي بقالها خمس أيام مش بتيجي وشكلها كده مش راجعة تاني.
……
تجلس بجواره بتـ.ـو.تر وجنتيها كحبات الفراولة.. تتساءل لما اليوم أزداد تـ.ـو.ترها عن ذي قبل؟
فهي ليست المرة الاولى التي تكون معه وعن هذا القرب.. شعرت بيد تقبض على كف يده لتنتبه له فسحبت يدها منه بخجل تنظر إليه وهو يقول بابتسامه جلية تزيد من حلاوته:
– سرحانه في إيه؟ ابتسمت وهزت رأسها بلا شيء.
فاكمل حديثه:
– انا فرحان أوي ياغزل انا مش مصدق اننا رايحين نشتري الدبل.
أرسلت له غزل ابتسامة هادئة لا تعرف إذا كانت هذه الخطوة صحيحة أم لا.
…….
دخلت المصعد وقامت بتحديد رقم الطابق الذي يوجد به مكتبه فهي قد طلبت من عامر أن يوصلها الشركة بعد الانتهاء من انتقاء الدبل، تذكرت كيف أصر عليها أن تختار خاتم بجوار دبلتها، فخضعت لطلبه بعد إلحاحه، فتحت باب المصعد واتجهت إلى مكتب سوزان.
………..
كان يقف أمام النافذة الزجاجية شارد بالطريق أسفل البناية ينفث الدخان من سيجارته ويده الأخرى في جيب سرواله، أنتبه لطرق الباب وصوت سوزان يقول:
– بشمهندس يوسف في أوراق محتاجة حضرتك…
قاطعها يوسف بدون أن يلتف إليها:
– سبيهم عندك وروحي على مكتبك.
انتبه يوسف ان سوزان تحاول قول شيء فالتفت لها يقول:
– فيه حاجه تانية؟
سوزان بتـ.ـو.تر:
– أيوه يافنـ.ـد.م اصل حضرتك طلبت لو الآنسة غزل جت ابلغ حضرتك وهي جت وسابت لحضرتك استقالتها.
ومدت يدها بها بالورقة، فاتسعت عين يوسف ويقول:
– نعـــم؟
ليأخذ الورقة ليقرأها وتتسع عينيه ويقول بصراخ:
– هي فيــــن؟
أشارت سوزان بخــــوف من صوته وقالت:
– كانت بره لسه ماشية…
لم تكمل حديثها لتجده يندفع خارجًا من مكتبه يجري باتجاه المصعد ليراها تدخل المصعد فتفاجئ هي بمن يضع قدmه ليمنعه من الانغلاق، لم تفق من صدmتها إلا على ضغطه على زر توقيف المصعد لتجد نفسها هي وهو داخل المصعد لا يفصلهم إلا مسافة بسيطة وهو مشرف عليها بجــــســ ـده وصدره الذي يعلو وينخفض بشـ.ـده كأنه خارج من سباق وعينه مثبته على عينيها، فيقطع هذا السكون صوته الهامس:
– هو اللي يقدm استقالته مش يسلمها بردوا لصاحب الشركة ويستنى أمضته عليها؟
اهتزت حدقتها برعـ.ـب منه فهي لن تتحمل إيذائه مرة اخرى، فتلاحظ حركة يده التي أدخلها داخل جيبه ليخرج يده مقبوضة على شيء ما ويرفعها مام وجهها فتنتفض من الخــــوف وترفع ذراعها أمام وجهها لتحميه من اعتدائه…
اتسعت عينيه لخــــوفها ليقول لنفسه أتعتقد انه سيضـ.ـر.بها مرة اخرى؟
يخفض يدها بيده ويشير لها بشي بين أصابعه ويقول:
– عارفة إيه ده ولا مش عارفة؟ سماعتك ناسيتيها في الحمام.
اتسعت عينها لتنظر لسماعتها بتـ.ـو.تر فابتسم يوسف نصف ابتسامه لتـ.ـو.ترها ليقربها أكثر لها فتأخذها بأصابع مرتعشة وتضعها على أذنها اليسرى ثم تخفي أذنها خلف شعرها.
يوسف:
– بيتهيألي أنتِ دلوقت سمعاني كويس؟
هزت غزل رأسها بنعم، رفعت رأسها لتجد المصعد يفتح مرة اخرى ويقول بأسلوب آمر:
– ورايا على المكتب.
↚
داخل المكتب جلس يوسف خلف مكتبه وأمامه غزل التي تجلس ترتشف عصير الفراولة الذي طلبه لها مع قهوته لتهدئ انفعالاتها ليقول:
– ها هديتي؟
لتجيبه غزل بإشارة من رأسها بنعم، ليكمل:
– مبدئيًا أحب أعتذر عن اللي صدر مني من كام يوم وياريت تقبلي اعتذاري، وياريت ننسي اللي حصل ونفتح صفحة جديدة مع بعض.
انتظر يوسف أي إشارة منها تدل على تقبل اعتذاره فقطع الصمت ليكمل:
– وبالنسبة للاستقالة اللي قدmتها فللأسف أحب أبلغك إن الاستقالة مرفوضة، وياريت من بكرة تبدأي شغلك انتِ عندك شغل كتير متراكم.
قبضت علي حقيبتها الصغيرة بتـ.ـو.تر ليطرق الباب وتدخل سوزان لتقول:
– أستاذ محمد بره يافنـ.ـد.م.
أذن يوسف له بالدخول، فقال محمد باندهاش:
– غزل انتِ هنا ياحبيبتي؟ ليحتضن محمد غزل ويربت على ظهرها.. فيشتعل غـــضــــبًا من هذه الحميمية، ليقطع يوسف هذه اللحظة:
– أومال المفروض تكون فين يامحمد؟ مش المفروض الأنسة بتشتغل في الشركة زيك!
محمد:
– أكيد طبعًا، أصل عامر أتصل بيا لما تأخرت عليه كان قلقان عليها.
يوسف باندهاش:
– عامر.. مين عامر؟
محمد:
– حضرتك شوفته في المكتب والمستشفى.. اللي أنقذ غزل.. أصلهم كانوا بيشتروا الدبل النهاردة.
لاحظ محمد اندهاش يوسف، فقال موجهًا حديثه لغزل:
– إيه ياغزل انتِ ماعزمتيش البشمهندس على الخطوبة ولا إيه؟
عقد يوسف حاجبيه قائلًا:
– خطوبة؟
محمد:
– خطوبة غزل على عامر.. طبعًا حضرتك أول المعزومين.
صدm يوسف بشـ.ـدة، فقال محمد:
– بشمهندس يوسف حضرتك سامعني؟
قطع صدmته بندائه ليوجه نظره اتجاه غزل ليجيبه:
– أيوه يامحمد سامعك.
ثم وجهه حديثه لها ببرود:
– مبروك.
……………
تخرج غزل ومحمد ويبقى يوسف كما هو، شاردًا لا يشعر بأي شيء، لا يشعر بالسعادة ولا الحـ.ـز.ن ولا الهدوء ولا الغـــضــــب.. شعور غريب يجعله بلا إحساس كالتمثال.. عقله توقف وأطرافه شلت، لمَ وصل به الحال لهذه النقطة؟
لما شعر بالصدmة المؤقتة؟ فهي لا تعني له أي شيء هي مجرد فتاة لفتت نظره فقط، يمكن ما أدهشه أن تكون في مثل ظروفها مطلوبة أو مرغوبة.. ليتساءل في نفسه، وهل هو لم يرغب بها من قبل؟
…………………
يجلس متـ.ـو.ترًا على المائدة بالمطعم ينتظر وصولها لينظر للمرة التي لا يعرف عددها في ساعة يده، يخاف أن تخلف وعدها بالحضور.. لمحها عند المدخل تتلفت يمينًا ويسارًا تبحث عنه، وعنـ.ـد.ما رأته توجهت له مباشرة لتجلس أمامه بتـ.ـو.تر خــــوفًا من أن يراها أحدا لتقول:
– فيه إيه يا جاسر طلبت تشوفني ليه؟
جاسر:
– طيب خدي نفسك الأول يا ملك، مالك مستعجله ليه بس.
ملك بشبه عصبية:
– أنت عارف يا جاسر إن المفروض منتقابلش، أنا خايفة ألا يوسف يعرف ولو عرف هتبقى مـ ــصيـــبة.
جاسر:
– يــوه يا ملك، كل شوية يوسف.. يوسف، أنا خلاص مبقتش عارف اتلم عليكِ، في الجامعة رافضه أجيلك ولا عارف اقابلك بره ولا حتي بتكلميني، أنا زهقت من الوضع ده.
ملك واحتبست الدmـ.ـو.ع بعينها:
– يعني عاوزني أعمل إيه وأنا عارفة إن فيه عداوة بينك وبين أخويا؟ انا مش عارفه هنواجهه ازاي!
جاسر:
– قولتلك سبيني أروح أتكلم معاه رفضتي.
ملك:
– جاسر انت بتحبني بجد مش بتلعب بيا؟
جاسر وهو يمسك يدها:
– أنا مش بحبك.. أنا بعشقك يا ملك، أنا من لحظة ما شوفتك في النادي وانتِ بتلعبي تنس حسيت اني عايز اشـ.ـدك من شعرك عشان محدش يشوفك وانتِ بتلعبي بالشكل ده، من ساعتها وأنا متعلق بيكي.. هو أنتِ لسه عندك شك؟
هزت رأسها بلا، فرفع يدها لفمه ليلثم قبلة تعبر عن اشتياقه لها.
……………….
يقف أمام مرآته يقوم بربط ربطة عنقه البنية على قميصه السماوي، لتدخل عليه ملك بفستانها الأسود الطويل بدون أكمام
لتقول:
– ها خلصت يا يوسف؟ إحنا اتأخرنا؟
أمسك قنينة عطره القوي ورش منها على قميصه ليلتفت لها يقول:
– أنا جاهز.
ثم أرتدى جاكيت بدلته البني لتقول:
– الناس كده هتفكرك انت العريس.
ضحك يوسف وهو يضـ.ـر.بها على مؤخرة رأسها ثم قال:
– طيب يلا ياغلاباويه.
دق هاتفها المحمول لتقول:
– دي تقى، لعاشر مرة تتصل تسألني نزلنا ولا لسه.
رد يوسف:
– مش دي أخت محمد وغزل؟
ملك:
– آه هي.
يوسف:
– مش عارف ليه مش مستريحلها وبحس إنها مش بتحب غزل.
قالت ملك تدافع عنها:
– والله يا يوسف تقى دي طيبة بس انت لو عرفتها هتحبها والله.
يوسف:
– وأعرفها ليه.. مالي بيها، عمومًا خلي بالك منها حاسس انها مش طبيعية، كفاية إنها في الاول أنكرت انها اخت غزل بالرضاعة، ولولا إنك كنتِ قولتيلي مكنتش عرفت إن غزل أخت محمد ولا إيه؟
نظر لها بطرف عينيه فلم تجيبه، فقال:
– عمومًا يلا، عشان منتأخرش.
………….
في صالون الخالة صفا اجتمعت الحاجة راوية وأم عامر الذي يظهر عليها الضيق ومحمد وعامر الذي ينتظر عروسه كجمر من النــــار وتقى التي لم تكل من النظر لباب الشقة ولهاتفها. وبعض الجيران ومعارف عامر، كانت خطبة عائلية بسيطة.
الكل بانتظار العروس، دخل يوسف وفي يده باقة من الورد الأبيض والأحمر ليجد من تستقبله بابتسامه وتقول:
أهلا يا بشمهندس يوسف، اتفضلوا.. حضرتك مش غريب.
ومدت يدها لتأخذ باقة الورد منه إلا أنه تشبث بها ليقول:
– معلش أفضّل اقدmها للعروسة بنفسي.
ابتلعت تقى ريقها بصعوبة بسبب إحراجه لها، لتشير له وتقول:
– اتفضل كلهم جوه.
دخل يوسف واستقبله محمد يحيه، ثم بـ.ـارك للعريس ليجلس بالقرب منهم منتظر معهم العروس.. قامت تقى بتوزيع العصائر والمياه الغازية ولم تخفى على يوسف نظراتها واهتمامها به، ليصمت الجميع للحظة اثر دخول هذه الهالة الملائكية باللون الوردي، كانت ترتدي فستانًا قصيرًا يصل لركبتها يظهر عظمة الترقوة ليظهر سلسالها الذهبي باسمها ويضيق من أعلى حتى الخصر الملفوف حوله شريط ستان عريض، ينتهي بعقدة بالخلف وينزل بعدة طبقات متسعة لتظهر بياض قوامها وذراعيها وفِي قدmها حذاء كعبه عالي لونه وردي بلون الفستان وقد أطلقت شعرها كما تفعل إلا أنها رفعت جوانبه لتزين رأسها بتاج ماسي صغير يظهرها كالأميرات التي تخرج من الروايات، لم يفق إلا على صوت الزغاريط التي علت عند دخولها، وعامر يقف أمامها ليمسك يدها ويطبع قبلة رقيقة على ظهر كفها ويجلسها بمكانها المخصص بجواره.. ليقترب يوسف منها ويمد يده بالباقة وعينيه مثبتة علي عينيها ليقول:
– مبروك ياغزل.
أمسكت الباقة لتهز رأسها بالشكر، أبتعد يوسف ليقف على مدخل الحجرة يراقب انفعالاتها وانفعالات عامر.. كان جليًا على عامر أنه كالذي حصل على نجمة من السماء، سعادته تظهر بعينيه .تساءل يوسف في نفسه ولما لا يسعد! وقد حصل على هذا الجمال المحطم للقلوب؟ كانت مرتبكة وسعيدة وعيونها زائغة حتى إلتقت عيناها بخاصته المثبتة عليها، لتفرك يديها وتنظر لأصابعها المزين بدبلة عامر بسعادة واضحة للجميع.
……………..
مرت عدة أسابيع وكل يدور في فلكه.
مرّ محمد على مكتب سوزان كعادته مؤخرًا يتحجج بأي طلب أو سؤال، ليمر عليها ويخـ.ـطـ.ـف منها نظرة أو كلمة ولكن هذه المرة وجدها تجلس وأمامها موظف من الشركة يلقي النكات عليها فيثير ضحكها التي لا تستطع السيطرة عليه ليقول بغـــضــــب مكتوم:
– ما تضحكونا معاكم.
لينظر الشاب لمحمد ويقول:
– أهـلًا يا محمد تعالى ياجدع، دي سوزان طلعت خفيفة اوي مش عارف أوقف ضحكها.
فينظر محمد لها بغـــضــــب ليقول:
– معلش أصل مش فاضي للمسخرة دي.
اتسعت عين سوزان من قوله فاستأذن الشاب بإحراج ليقف محمد أمام مكتبها يستند بيديه عليه ليقول:
– ممكن أفهم إيه اللي شفته ده؟
لترد بغـــضــــب:
– وأنا ممكن افهم اللي حضرتك قولته ده.
محمد:
– ما ترديش عليا بسؤال.. إزاي تسمحي لنفسك تقعدي تضحكي معاه بالشكل ده؟
أجابته ببرود تقول:
– وانت مالك بتدخل بصفتك إيه؟
محمد بغـــضــــب:
– بصفتي اني موظف محترم بيشتغل في شركة محترمة، لما اشوف شيء مش محترم لازم اعترض يا محترمة.
وقال اخر كلمة ببطء، لتنتفض من كرسيها وترفع سبابتها بوجهه لتقول:
– أنا محترمه غـ.ـصـ.ـب عنك، وانت مالكش دعوة بيا ولو عندك حاجة معترض عليها قدm فيها شكوى رسمية، غير كده ما تجيش المكتب ده إلا عشان الشغل بس.. انت فاهم؟
ابتلع محمد ريقه لينظر لها بصدmه من حديثها ليخرج صافق الباب بقوة وتجلس هي تبكي علي ما آلت اليه الأمور.
……
قبل ساعة كانت غزل بمكتب يوسف لتترجم له بعض الأوراق الفرنسية، كانت تشعر بالراحة نوعًا ما بسبب تغير معاملة يوسف لها لقد اصبح ودودًا لطيفًا يسيطر على غـــضــــبه كثيرًا لا يرهقها بالعمل.. فعنـ.ـد.ما يشعر بإجهادها يطلب منها وقت راحة ليطلب قهوته وعصير فراولة لها.. ما باله بالفراولة!
ولكن ما يوترها بوجوده نظراته التي لا تستطع تفسيرها، ليخرجها من أفكارها وضع علبة مستطيلة مخملية سوداء على أوراقها، لترفع نظرها له متسائلة فيقول:
– دي هدية بسيطة بمناسبة خطوبتك.. بعتذر جت متأخرة أصل كنت موصي عليها ولسه خلصانة.
هزت غزل رأسها بالرفض ووضعت العلبة أمامه ليقول بصرامة:
– وبعدين ياغزل مش قولنا نفتح صفحة جديدة مع بعض؟ وكمان ياستي افتحيها الأول ولو ماعجبتكيش ارفضيها.
تـ.ـو.ترت غزل من الموقف ليفتح يوسف العلب ويظهر منها سوار ماسي رفيع مرصع بالألــماس ويتوسط هذا السوار الماسي ماسة حمراء علي شكل قلب منقوش بالليزر عليه اسمها غزل، رفضت غزل مرة أخرى إلا ا أنه مد يده ليمسك بيدها ويقربها له، ويلبسها السوار الماسي وهو مغيب ولم يشعر بنفسه إلا على انتفاضها وسحب يدها منه كالملسوعة اثر قبلته التي طبعها على ظهر يدها بدون إدراك منه، ليتدارك نفسه سريعًا ويمسح على شعره ويقول:
– أحم، نرجع لشغلنا بقى بيتهيألي أخدنا راحة كفاية؟
هزت رأسها اكثر من مرة بتـ.ـو.تر لترفع الأوراق أمام وجهها لتداري إحمرار وجنتيها وخجلها.
↚
كان يجلس بحديقة ڤيلته يدخن السيجارة العاشرة وأمامه فنجان قهوته التي بردت، ليقطع شروده رنين هاتف لينظر على الاسم فيزفر بشـ.ـدة ليقول:
– مش وقتك خالص يا نانسي.
ثم يجيب:
– أيوه يا نانسي.. أنتِ مبتزهقيش؟
نانسي:
– إيه يا يوسف منا مش عارفة اتلم عليك بقالي مدة، وحضرتك مش بترد على اتصالي! هو أنا زعلتك في حاجه يا يويو؟
يوسف بتأفف:
– نانسي اخلصي.. عايزه إيه مش فايق للحوارات.
نانسي:
– عايزه أشوفك يا يوسف، هو أنا ما وحشتكش؟
يوسف:
– خلاص يا نانسي هبقى أشوف وقتي وأبلغك، يلا سلام.
ليتفاجأ بدخول عمه من البوابة ليقف ويقول بسعادة:
– حمد لله على السلامة ياعمي.. السفرية المرة دي طولت أوي، شكل وشك بيقول في أخبـ.ـار كويسة.
احتضن ناجي ابن أخيه ليقول:
– فعلًا وصلت لأخبـ.ـار كويسة، أخد نفسي بس وأحكي لك على كل حاجة.
أرتبك يوسف بخــــوفٍ ليقول:
– أنت لقيتها؟
ضحك ناجي ليربت على وجنته ويقول:
-الصبر.. الصبر يا يوسف هحكيلك متستعجلش.
……………….
دخلت الشركة بكـبـــــريـاء تتأمل جوانب هذا الصرح الكبير، تتأمل أن تملك هذا الصرح في يوم من الأيام.. لتتجه إلى الاستقبال لتسأل الموظفة عن مكان الاستاذ محمد لتبلغها بالطابق فتتجه إلى المصعد لتنتظر وصوله، ليفتح بابه ليفاجأ بمن يتخطاها للدخول قبلها لترفع عيناها وتقول بحدة:
– إيه قلة الذوق دي انت مش شايفني واقفه مستنية قبلك؟
نظر شادي يمينًا ويسارًا ليقول:
– انتِ بتكلميني أنا؟
تقى:
– أومال بكلم خيالك؟
شادي:
– أنتِ عايزه إيه بالظبط؟
تقى بتحدي:
– اتفضل أخرج من الاسانسير، المفروض ده دوري.
رفع شادي حاجبه:
– هو إحنا في فصل؟ يلا ياشاطره من هنا.. وشيلي رجلك دي عشان اطلع.
تقى:
– بـ.ـارد على فكرة.
شادي:
– وانتِ عيله على فكرة.. روحي شوفي أنتِ تايهة من أي حضانة، يلا يا ماما.
تقى بغـــضــــب:
– أنا مش عيله.
شادي:
– استغفر الله العظيم على الصبح، أنت عايزه إيه دلوقت؟ أنا متأخر يا تدخلي نتهبب نطلع، يا تشيلي رجلك خليني أتنيل أطلع.
تقى بثقة:
– مش بركب مع حد غريب الأسانسير.
شادي بتفكير وهو ينظر خلفها ويقول فجأة:
– حاسبي!
لتنتفض تقى بعيدًا ويغلق الاسانسير وتشاهد ابتسامة انتصار على وجهه وحاجبيه يتلاعبان وبابه يغلق.
……………..
كانت منتبهه لشاشة الحاسوب لتنتفض فجأة على من يضع ملف من الأوراق بقوة على مكتبها لتجز على أسنانها لتقول سوزان:
– فيه حد يعمل كده! إيه قلة الذوق دي؟
ليقترب محمد من المكتب ويستند بذراعيه ويشير بسبابته لها ويقول:
– قلة أدب مش عايز.
كادت أن تنطق ليكمل:
– خمس دقايق.. خمس دقايق بس ألاقيكي في اوضة الأرشيف، لو اتأخرتِ ثانية مـ.ـا.تلوميش إلا نفسك فاهمه؟
ليقول الكلمة الأخيرة بصوت عالي يجعلها تنتفض من الرعـ.ـب، فينصرف وعلي وجهه ابتسامة خبث.
……………..
كانت تبحث عنه لم تجده لقد حضرت اليوم لتأخذ منه مبلغ من المال الذي نفذ منها لتشتري بعض الكتب المهمة قبل أن تنفذ لتصطدm بحائط بشري يفقدها توازنها لتسندها ذراع قوية قبل سقوطها، فترفع نظرها لتجده:
– أنت؟
شادي:
– إيه كمان.. متعلمتيش المشي كويس؟
قالت تقى وهي تصّر على أسنانها بغـــضــــب:
– أنت بـ.ـارد.
شادي:
– وأنت عيلة.
ليقطع نزاعهم صوت محمد:
– تقى! إيه اللي جابك هنا؟
تقى بضيق:
– إيه يامحمد المقابلة دي!
محمد:
– فيه حاجه حصلت؟
نظرت تقى بطرف عينيها لشادي:
– كنت عايزه فلوس، في كتب مهمة لازم اشتريها النهاردة.
ليقاطعهم شادي:
– مش هتعرفنا يامحمد؟
محمد:
– آه.. لا إزاي، دي تقى أختي الصغيرة.
شادي:
– مممم الصغيرة.. تشرفنا يا آنسه تقى، أنا البشمهندس شادي.
تقي بتكبر واضح:
– تشرفنا.
……………..
في الطريق كان يجلس يوسف بجوار عمه شارد في الحديث الذي ألقاه عليه عمه قبل تحركهم بخصوص بـ.ـنت عمه المفقودة، ليقول في نفسه (وبعدين في القلق ده بقى)
………
– بعدين يا أم عامر هتفضلي زعلانه كدة؟
قالها عامر بتودد فلم تجيب، فقال مرة أخرى:
– طيب ردي على ابنك حبيبك، أنتِ مش وافقتي وكل حاجه كانت برضاكي؟
أم عامر:
– أيوه بس قلبي مش مستريح برضوا، أنا وافقت يابني عشان خاطرك.. لكن قلبي مقبوض ومش مستريح.
لثم يديها يقول:
– إن شاء الله خير، ادعيلي ربنا يجمعني بيها على خير.
أم عامر:
– ربنا يريح بالك يا ابني.
……………..
مرت غزل على سوزان لتمسكها سوزان وتقول:
– أنا فرحانه أوي يا غزل، فرحانه أوي.
تساءلت غزل بعينيها لتجيبها:
– اخوكي ياستي طلب إيدي، ابو الهول نطق.. المهم هحكيلك بعدين ادخلي البشمهندس طلبك.
هزت رأسها بنعم واتجهت إلى مكتبه لتتفاجأ بشخص في العقد الخامس من عمره يشبه يوسف في هيبته وقوته وشعره البياض في خصلاتها أكثر من السواد، وعلى عينيه نظارة للقراءة مستطيلة.. انتبه لدخولها فرفع عينه عن الأوراق وتعجب لصمتها ليقول:
– أيوه يابـ.ـنتي في حاجة؟
تـ.ـو.ترت وبدأت تبحث يمينًا ويسارًا على يوسف.. فعقد حاجبيه ليقف ويتقدm اتجاهها ببطء يتأملها، ولكن لم يستطع رؤيه وجهها بوضوح بسبب تـ.ـو.ترها ونظرها لقدmها ليقول:
– انتِ سمعاني؟ بقول عايزه حاجة!
ليخرج يوسف من الحمام ليجدها فيقول:
– أنتِ جيتي ؟
نظرت له بـ.ـارتياح لوجوده، فقال:
– كويس عشان أعرفك على عمي صاحب الشركة الأصلي «ناجي بيه الشافعي»
فتوجهت بنظرها لناجي وهزت رأسها بترحاب له، ليقطع الصمت ناجي وهو يتأملها:
-ها مش هت عـ.ـر.فيني بنفسك يابـ.ـنتي؟
فيجيب يوسف:
– دي الآنسة غزل عبدالله ياعمي، اللي انقذت الشركة زي ما حكيتلك من شوية.
هز ناجي راسه بتفهم ليسألها:
– أنتِ عندك كام سنة ياغزل؟
ليقول يوسف بثقة:
– تقريبًا عشرين.
لينظر له مرة أخرى بضيق، ويوجه سؤال آخر ليقول لها:
– ومعاكي كم لغة بقى ياغزل؟
ليسرع يوسف ويقول:
– انجلش وفرنسي وتركي.
– فيه إيه يا يوسف ما تسيب البـ.ـنت ترد هو أنت المحامي بتاعها؟
قالها ناجي بضيق شـ.ـديد.. ليرتبك كلًا من غزل ويوسف وينظران لبعضهما ثم يقول الأخير:
– اصل ياعمي غزل.. غزل مش.. يعني…
لتسرع غزل بكتابة شيء بروزمانتها لتزيل إحراج يوسف وتمرر الورقة لناجي ليصدm ناجي ويقول:
– خرساء؟
…………..
– إزاي يا يوسف مـ.ـا.تعرفنيش حاجة زي دي؟ أحرجتني وأحرجت البـ.ـنت.
قالها ناجي بلوم ليوسف.. ليرد يوسف:
– والله كنت هقولك بعد ما أخرج من الحمام، ما أعرفش انك هتقابلها قبل ما أقولك! عمومًا حصل خير.. غزل تفهمت الموقف وعدى على خير.
ليشرد ناجي ويقول:
– تعرف إنها مألوفة أوي؟ حاسس زي ما أكون شفتها قبل كدة.. تعرف يا يوسف؟
يوسف:
– إيه ياعمي؟
– لو كانت بيسان بـ.ـنتي عايشة كانت هتبقى في سنها وتشبهها كدة.
ليجيب يوسف بروتينيه:
– الله يرحمها تعيش وتفتكر.
ضحك ناجي فجأة ليقول يوسف:
– ما تضحكنا معاك.
ليقول ناجي:
– تعرف يابني توأم بيسان كان اسمها إيه؟
يوسف:
– الحقيقية مش فاكر ياعمي.
ليرد ناجي بثقه:
-غزل.. توأمها اسمها غزل.
……….
تجلس أمام التلفاز تشاهد فيلمًا قديمًا وبجوارها صفا التي تسند بجوارها عكازها، ليقطع انتباهها صوت الرسالة بهاتفها واهتزازه لتبتسم لأنها تعرف المرسل فهو أمانها عامر.. تذكرت عنـ.ـد.ما غيرت اسمه على هاتفها بأماني.. تعتبره سندها وأمانها من الدنيا، لتقرأ الرسالة.
عامر: غزلي بيعمل إيه؟
غزل: مش بعمل حاجة بتفرج على فيلم قديم.
عامر: يا بخت الفيلم.
عزل: ليه؟
عامر: عشان واخد عقلك مني.
قوليلي ياغزل…
ضحكت غزل ثم كتبت غزل: ياغزل.
عامر:
– مقصدش.. أنتِ بتهزري؟ ماشي يا هانم ادلعي براحتك.
– بتحبيني ياغزل؟
غزل: ……..
عامر: خلاص، خلاص أنا متأكد إن وشك زي الفراولة دلوقت.. عمومًا أنا مش مستعجل، هسمعها منك لما تكوني في بيتي، ساعتها مش هسمح بكسوف.
لتغلق معه وتقف لتتجه إلى المطبخ لتسألها صفا:
– رايحه فين ياغزل؟
.لتشير لها غزل باتجاه المطبخ لتفهم صبا ما ستقوم به.
…………
ينزل على الدرج مسرعًا ليتجه لغرفة الطعام ويلقي تحية الصباح على عمه وملك ويمسك قطعة من الخبز ويرتشف بعض من الشاي على عجالة ليقول ناجي:
– اقعد يابني افطر، حد يفطر كده؟
يوسف والطعام بفمه:
– معلش مستعجل لازم أعدي على الشركة الاول، وبعدين هطلع على المخازن ابص عليها وارجع على الشركة تاني.
ناجي:
– طيب يابني انا هخلص وأروح أنا كمان على الشركة.
لينظر يوسف لملك الشاردة ويقول:
– وأنتِ يا ملك معلش، خدي تاكسي النهاردة.. العربية لسه في الصيانة وفي الرجعة هبقى اتصرف واتصل بيكي.
……….
في سيارة ناجي.
ناجي:
– ايوه ياعيسي.. في جديد؟
عيسي: …….
ناجي: مش معقول؟
……………
يوسف:
– الو أيوه ياعمي؟
ناجي بصريخ:
– اللي اسمها غزل.. اسمها غزل إيه؟
يوسف:
– حضرتك بتسأل ليه، فيه حاجه؟
ناجي بعصبية:
– رد عليا اسمها ايه؟ فين ملفها؟
يوسف بتـ.ـو.تر:
– مافيش ملف بس هي اسمها غزل عبدالله.
ولقد تذكر شيء ليقول:
– آه في ورق يخص معلومـ.ـا.ت عنها في تاني درج على اليمين، بس قولي فيه ايه ياعمي؟
ليغلق ناجي الخط بوجهه، وينظر يوسف للهاتف بعيون جاحظة من تصرف عمه ويقول:
– حتى الراجـ.ـل الكبير ماسبتيهوش في حاله جننتيه ياغزل؟
………….
كانت تلهث عنـ.ـد.ما استدعتها سوزان تبلغها بضرورة حضورها علي الفور لمقابلة ناجي بيه
………
يأخذ الحجرة ذهابًا وإيابًا كالأسد المكبل لقد توقف تفكيره ..يجب أن يركز تفكيره أكثر، ماذا سيفعل لو كانت هي ابـ.ـنته التي يبحث عنها منذ سنين طويلة؟ كيف سيتأكد؟ نعم قد قرأ المعلومـ.ـا.ت الموجودة بمكتب ابن أخيه.. هناك أسألك كثيرة تدور في عقله اولها اسم ابيها.
وكيف كيف أصبحت خرساء؟ انه متأكد أن بناته لم يصيبهم أي علة كانتا فتاتان طبيعيتان.. إذن ليست هي غزل ابـ.ـنته.. طرق الباب وظهرت غزل من خلفه فوقف يناظرها لا يستطيع التحرك، كيف سيبدأ الحديث؟ بدأ يتأملها عن قرب يريد تأمل ملامحها لعله يتأكد من احساسه.. انها كثيرة الشبه بصفوة وبيسان ..فأجلي حنجرته ليقول:
– قربي يابـ.ـنتي.. اقتربت غزل بسيقان مهتزة بسبب نظراته وتسألت في نفسها.. هل سيكون بنفس أخلاق ابن أخيه المتعجرف؟ لم ترحها نظراته التي تتفحصها منذ دخولها.. ليقول:
– ممكن ترفعي وشك عايزه اشوفك؟
ابتلعت غزل ريقها من طلبه الغريب ورفعت رأسها لتنظر إليه بتـ.ـو.تر:
– أنتِ اسمك غزل عبد الله الزايد صح؟
هزت رأسها بنعم، ليبتلع ريقه وهو يقترب منها خطوة وبصوت مهتز:
– أمك اسمها صفا محمد الأصيل؟
ضيقت عينها لتهز رأسها مرة اخرى بنعم.. ليقترب اكثر منها فتتراجع بخــــوف:
– أنتِ ليكي اخوات؟
هزت رأسها بلا وهي تتراجع خــــوفًا من أن ينقض عليها مثلما فعل معها يوسف من قبل، تملكها الخــــوف من كل من حولها أرادت الصراخ لتسمع من هم بالخارج لينجدوها مما هي فيه ولكن صوتها للأسف لم يسعفها.
بدأت تتصبب عرقًا ليزداد ارتعاشها لقد بدأت تشعر بالاختناق والدوار، إذا استمر الوضع كذلك ستصاب بنوبه قلبيه حتمًا.. فأثناء تراجعها تعثرت بطرف السجادة لتفقد توازنها ليسرع ناجي بمسكها قبل سقوطها لتلاحظ انخفاض نظره علي عنقها نزولا لصدرها فتراه يرفع يده اتجاه صدرها لترتعب وتقوم بدفعه عنها برعـ.ـب.. ونظر ناجي مازال مسلطًا علي فتحه قميصها، ليشير لها بيده اتجاه صدرها ويقول:
– غزل ..غزل .. انتِ غزل! تعالي ياحبيبتي.. تعالي في حـ.ـضـ.ـني.. لتجري من أمامه مرتعبة خلف المكتب وتحاول قذفه بما تطاله يدها من تحف لأوراق.. لم تشعر بدmـ.ـو.عها التي تغرق وجهها شهقاتها واهتزازها، تريد الصراخ ولقد ازاد الدوار.. ليدور ناجي كالمـ.ـجـ.ـنو.ن فهو لا يستوعب أن أبـ.ـنته أمامه بعد كل هذه السنين وقد عرفها من سلسالها الذهبي المكتوب باسمها وبنهايته من الأسفل فص احمر متدلي من آخر الإسم لقد عرف السلسال فهذا السلسال كانت ترتدي مثله بيسان، أهداه لهما عنـ.ـد.ما كان عند صفوه قبل أن يعود و يأخذ منها بيسان يومها.. اليوم المشؤوم.
بالخارج قلقت سوزان من هذه الأصوات بالداخل فاضطرت للاتصال بمحمد فالوضع لم يريحها منذ حضور ناجي وإصراره على استدعاء غزل.
– فيه إيه ياسوزان؟
ليدخل في نفس اللحظة يوسف وكلاهما يستمعان اللي جلبه تصدر وصراخ مرتفع مبحوح من المكتب ليقولا:
– إيه الصوت ده؟
………
بالداخل اقترب ناجي من غزل يريد طمأنتها من رعـ.ـبها، ليتحدث معها ولكنها لا تسمع له لتجري من أمامه فيمسكها ويحتضنها من الخلف ليهدأها من انهيارها وخــــوفها.. كيف سيوضح لها أنه والدها؟
في هذه اللحظة اندفعا محمد ويوسف معا للمكتب لينصدmا من المنظر غزل تحاول الفكاك من ناجي ووجهها منتفخ من البكاء ويصدر منها أصوات انين وناجي يحتضنها من الخلف ويهمس في أذنها بشي لم يسمعاه لتتوقف الصورة على هذا الوضع ليدخل محمد مندفعًا يسحبها بقوة منه لحـ.ـضـ.ـنه ويقوم بدفع ناجي من صدره ليتراجع ويندفع يوسف للداخل الغـــضــــب والدهشة تعتليه مما شاهد.
……………………..
……..
يوسف:
– اهدى يامحمد نشوف فيه إيه؟
محمد بغـــضــــب:
– أنا لسه هشوف فيه إيه؟ منا شفت خلاص.. انا مش هسكت انا هعمل محضر وفِي شهود على كده مش هسيب حقها.
يوسف يوجه حديثه لناجي الذي لم يخفض نظره عنها وهي ترتعش بحـ.ـضـ.ـن محمد:
– ياعمي فهمني ايه اللي حصل؟ اكيد في سوء تفاهم.
ناجي وهو على وشك البكاء:
– قوله يسيبها يا يوسف.. أنا.. أنا عايز اخدها في حـ.ـضـ.ـني.
ليقول محمد:
– أنت راجـ.ـل مهزأ.. قليل الأدب ولولا سنك كنت وريتك.
لينظر يوسف لعمه وهو فارغ فمه ليقول:
– إيه ياعمي انت شارب حاجه ولا إيه!
ناجي وهو يمسك يوسف:
– غزل يا يوسف.. غزل بـ.ـنت عمك رجعت.
لينظر يوسف لغزل بصدmة يتخللها الغباء:
– بـ.ـنت عمي مين؟
ناجي:
– السلسلة اللي في رقبتها يا يوسف.. السلسلة انا اللي شاريها هي غزل بـ.ـنتي.
لتستمع غزل للحديث وتشعر بالاختناق فهي تريد الهروب من هذا اليوم، تتمني أن يكون كابوسًا لتستيقظ منه.. شعرت بـ.ـارتخاء عضلاتها وشيء يسحبها لهوة سوداء وأصوات متداخله في أذنها فاستسلمت لهذه الهوة لعلها ترتاح.. سترتاح قليل فقط من هذا الكابوس لتقول بصوت مبحوح:
– مح..مد.
وبدأت أصابعها ترتخي من على قميص محمد لتستسلم لأغمائها.. شعر محمد بثقل جــــســ ـدها ليجدها تهمس باسمه ثم تغيب عن الوعي، قطع حديث يوسف وناجي صراخ محمد يقول:
– غــزل
………….
مستلقية بفراش المستشفى جاهلة سبب نقلها لها.. لقد داهمها فقط دوار وحالة إغماء كالمعتاد لتفيق وتجد نفسها يحيط بها العديد من الأطباء والممرضات ذوات الزي الموحد، ولكن عند التدقيق اكتشفت أنها ليست بأي مستشفى وإنما هي مستشفى خاص عالية المستوي.. تكورت على نفسها تحارب البرودة التي سرت بجــــســ ـدها فجأة عند تذكر ما حدث.. وكيف وقف الزمن صدها، وكان من سوء حظها وجودها بهذه الشركة حتي يصل لها أبيها.
تسمع صوت الباب يفتح ولكنها ظلت ثابتة لا تستطع التفاعل مع من حولها.. فتجد من يقترب بخطوات بطيئة حتي يقف بجوار فراشها ويمد يده يمسح فوق رأسها بحنان قائلًا:
– غزل! طمينيني عليكي يا قلبي.. انت حاسة بحاجة؟
لم تحرك ساكنة فصدmتها كبيرة وحياتها مهددة.
ليكمل بصوت حزين:
– طيب سمعيني صوتك.. أنا مش مصدق أن سمعت صوتك.
فتشعر بثقل فوق فراشها نتيجة جلوسه على حافته ليهمس لها بأذنها:
– أهون عليكي ما اسمعش اسمي منك تاني؟ على قد زعلي عليكي على قد فرحتي بيكي النهاردة.
يجدها تتحرك لتستلقي على ظهرها ناظرة له تقول بصوت مبحوح مجروح:
-خا…يف..ة.
ليجد نفسه يضمها إلى صدره بقوة ويربت على ظهرها بحنان يقول:
– أنا جنبك ياغزل.. كلنا جنبك.
ليسمعا صوت شجار خارج الغرفة فتعقد حاجبها تقول:
– هو فيه إيه؟
………..
بالخارج تجلس الخالة صفا مستندة على عكازها ترمي الواقف أمامها نظرات حقد وكراهية يشوبها الخــــوف والقلق.. أما الاخر يبادلها بنظرات تحدي وقوة.
يقول:
– مش كفاية كدة يا صفا؟ خلاص لعبتك انكشفت.
فتجيبه صفا بتحدي:
– سبنا اللعب لأصحابه يا ناجي بيه.
ناجي بغـــضــــب:
– خلاص كل حاجة بقت واضحة خـ.ـطـ.ـفتي بـ.ـنتي مني وحرمتيها مني طول السنين دي.
لتتلفت حولها بذهول قائلة:
– بـ.ـنتك؟ هي فين بـ.ـنتك دي؟ آها تقصد بـ.ـنتك اللي خـ.ـطـ.ـفتها من أمها ولا بـ.ـنتك اللي مـ.ـا.تت مع صفوة؟ معنديش بنات ليك.
فيصدح صوته بصراخ:
– صفا.. متلعبيش معايا، من السهل أوي اثبت انها بـ.ـنتي.. وبـ.ـنتي هاخدها بالقانون.
يقف يوسف يراقب الحوار بوجه بـ.ـارد مشغول البال عما ستصل اليه الأمور فيما بعد، بعد عودة الابنة الضالة وكيف سيكون وضعه هو وملك.
↚
بعد مرور شهر.
متقوقعة على نفسها.. منعزلة عن الآخرين.. ليس لها رغبة في التواصل مع من حولها رغم أن من يراها يحسدها على وضعها الجديد الذي تغيير للنقيض في فترة وجيزة لا تتعدى شهرًا.. ولكن هذا الشهر من اثقل وابغض الشهور التي مرت عليها منذ استنشقت هواء الحياة.. لقد أصبحت في أحسن حال من وجهه نظر الجميع لا يشعرون بخواء نفسها.. كأنها دmية في أيديهم بدون مراعاة لشعورها ومتطلباتها.. ما يُقرر ينفذ.
يقطع حالتها صوت طرق الباب الذي اعتادت عليه كل صباح.. ولكنهم لم يملوا ..لتقول بصوت مبحوح متقطع بسبب انقطاعها عن الكلام سنين:
– قوليلهم ياهناء مش هنزل.
لتجد الباب يفتح ورائحة نفاذة دائمًا تلاحقها مثل صاحبها، لتعلم أنها ليست هناء.. بل ما يبغضه قلبها وتكرهه عينيها حتى أنفها تبغض رائحته لما لا يبدلها بعطر أفضل! فتسمعه يقول ببروده المعتاد:
– والست هانم مش ناوية تشرفنا بإطلالتها مرة وتنزل تأكل معانا زي البني أدmين؟
سمعها تقول بدون الالتفات له:
– هو أنا اذنتلك تدخل اوضتي؟
ليقول بكـبـــــريـاء:
– أنا أدخل أي مكان يعجبني.. هو أنتِ فاكره نفسك بقيتي صاحبة مكان؟
فتتحرك من فوق فراشها وينكشف ساقيها أمامه بسبب منامتها القطنية القصيرة التي انحصرت أثناء جلوسها فيخفض نظره على جــــســ ـدها متأملًا بياض بشرتها ويبتلع ريقه للحظة فيسمعها تقول:
– أنا فايقة كويس.. وحتة إني فاكره نفسي صحبة بيت.. محدش قالكم تجبروني اجي أعيش معاكم، أنا مستعدة النهاردة ارجع بيتي بجد.
لتصدح ضحكته ببرود:
– انتِ بتسمي الجُحر ده بيت؟
ترفع أنفها بتحدي:
– على الأقل في بني آدmين الواحد ياكل معاهم.
يمسك ذراعها بقوة مؤلمة ويقول بين اسنانه:
شوفي يابت انتِ.. ألاعيب من ألاعيبك في البيت ده مش هسمح بيها؟ وطول لسان مش عايز.. وكلامنا يتسمع ومـ.ـيـ.ـتقالش منك غير حاضر.. فاهمة؟
كلمة واحدة تغيري هدومك وثواني الأقيكي قدامي تحت على السفرة بتطفحي معانا.
فيدفعها بقوة لتسقط فوق الفراش ويكمل بغـــضــــب:
– ثواني لو ملقتكيش قدامي هدخل أغيرلك بنفسي.
لينصرف من أمامها فتنكمش خــــوفًا منه.
……..
يشرد أثناء السير في حديث اخته الذي ألقى الشك في قلبه من ناحية تلك التي تقبع في حجرتها عنـ.ـد.ما أرسلت له رسالة على هاتفه بضرورة المرور عليها بحجرتها ليعقد حاجبيه متعجبًا.. لما اخته ترسل له رسالة وهما بنفس المكان؟ ليلبي رغبتها ويتفاجأ من حالتها المريرة المتـ.ـو.ترة تقول له:
– يوسف إحنا داخلين علي مـ ــصيـــبة.
يوسف بتـ.ـو.تر:
– مصـ يـ بـةايه؟ ما تتكلمي!
ملك بغـــضــــب:
– أنا عرفت من تقى إن ظهور غزل في حياتنا مكنش صدفة زي ما احنا فاهمين، دي كانت مخططة لكل ده.. وإن غزل هي اللي جابت الشغل لمحمد وقالته إنها شافت إعلان الشركة.. وكانت مخططة لكل ده عشان تظهر تاني.
يوسف بعدm اقتناع:
– انت متأكدة من اللي بتقوليه ده؟ ولنفترض عملت كده.. تعمل كدة ليه؟
ملك بشبه بكاء:
– غزل مخططة تستولى على كل حاجة.. وتطردنا من هنا، أنا خايفة يا يوسف أوي.
يوسف بغـــضــــب:
– ده يبقي آخر يوم في عمرها.. الكلام ده كلام فارغ، عمك مايقدرش يستغنى عني.
ملك بهدوء:
– يوسف إحنا فعلًا مانمتلكش حاجة، كلها فلوس عمك الشركة والفيلا.. أنت ناسي إن أبوك خسر فلوس شركته وعمك اللي ربانا؟ وما أفتكرش إنه هيفضلنا على بـ.ـنته الوحيدة اللي كان بيدور عليها سنين.
يوسف بتفكير عميق:
– مش لما تطلع بـ.ـنته الأول؟
ملك باندهاش:
– يعني إيه؟ وهي ممكن تكون…
يوسف بابتسامة خبيثة:
– وليه لا؟ ايه اللي يعرفنا انها بـ.ـنته مش يمكن نصباية.
ملك:
– طيب هنعمل ايه؟!
يوسف بهدوء:
– هقولك نعمل إيه؟ ولو طلعت نصابة.. وحياتك عندي مش هعتقها.
………….
تهبط الدرج بتـ.ـو.تر فهي منذ دخولها هذه الفيلا لم تتشارك معهم في أي نشاطات خاصة بهم.. تجدهم مجتمعين على مائدة الطعام.. فيشعر ناجي بحضورها ليقول بفرحة:
– مش معقول أخيرًا حنيتي على أبوكي ونزلتي تاكلي معاه؟
ويقوم باحتضانها بقوة.. تجلس بجواره على يساره ويوسف على يمينه يرمقها بنظرات تحذيرية وتمرر عينيها على التي تقبع بجواره ترمقها بكره ظاهر للعيان.
لما كلما صادفت وتقابلا تشعر باستحقار نظراتها وكرهها لها رغم أنها لم يصدر أي فعل سيء اتجاهها.
فتسمع ناجي يقول:
– كلي ياغزل مش بتكلي ليه؟
فتهز رأسها بنعم وتبدأ بتناول طعامها ليقف الطعام بحنجرتها عند سماع كلمـ.ـا.ت يوسف يقول:
– ايه؟ انتِ اخرسيتي تاني ولا إيه؟
لتضحك ملك بســـخريـــة واضحة.. وترفع عينيها تنظر له ولكنها لم تلاحظ نظرته التي تبدلت من الســـخريـــة للألــم عند سماع ردها تقول ببرود:
– ساعات الخرس بيكون أحسن لناس كتير، بدل ما تحدف كلام يجـ.ـر.ح مشاعر الغير.. والحمد لله كنت طول عمري راضية بقضاء ربنا وحمداه.
ليقول ناجي:
– دي أيام وعدت خلاص، أيامك اللي جاية احسن إن شاء الله.
تجيبه وهي تنظر ليوسف بتأثر:
– تفتكر؟
…………………
تجلس بالمقعد الخلفي لسيارته لقد اصرت على عدm الجلوس بجواره خــــوفًا منه، وقد اعتبر هذا إهانة لشخصه.. فعنـ.ـد.ما طلبت من أبيها الذهاب لخالتها لزيارتها بسبب امتناعها عن المجيء معها وغـــضــــبها منها بسبب تخليها واختيارها الذهاب مع ابيها بكامل إرادتها.. هذا ما يظنوه.. أنها تخلت عنهم واختارت الثراء.. لكنهم لم يعلموا ما الضغوط التي مورست معها لتقبل هذه الحياة.
فتشرد بذاكرتها عنـ.ـد.ما وجدت هذا السمج يسد عنها باب البيت ليدفعها بكل برود من كتفها ويدخل دون إذن منها ليقف وسط الصالة ويده بجيوبه وعلى وجهه ابتسامة بغيضة ليقول:
– هتفضلي واقفة عندك كتير؟ اقفلي الباب وتعالي.. عايزك.
تقف مكانها لا تتحرك فأمها ليست بالبيت، كأنه استمع لأفكارها فقال:
– أنا عارف انك لوحدك، أدخلي عشان في كلام لازم تفهميه كويس.
تغلق الباب بتردد وتتساءل:
– كلام إيه؟
يقترب بخطوات ثابتة كالفهد وعينيه مثبتة عليها:
– هنعقد اتفاق صغير وافقتي عليه كان بها.. ماوفقتيش يبقي هضطر أنفذ اللي هقوله دلوقت.
لم تفهم قصده.. فبدأ يوضح:
– احسن لك مـ.ـا.ترفضيش عرض عمي عليكي انك ترجعي تعيشي معاه.. ده حقه فيكي.. طبعا لازم حبة إجراءات تتعمل عشان تبقي غزل ناجي الشافعي بدل ابراهيم الزايد.
غزل بتحدي:
– مستحيل.. مستحيل أوافق أعيش معاه او أعترف انه والدي.. أنا ماليش اب غير عبدالله الزايد وبس.
يوسف ينحني لينظر في عينيها فتلحفها أنفاسه المقززة لها يقول:
– خلاص يبقي هضطر أنفذ الشيء التاني لو رفضتي للأسف، هنعرف بسهولة نثبت انك بـ.ـنته ونرفع قضية تزوير وطبعًا مش عايز اقولك مين متهم فيها القضية دي وعلي الأقل هتاخدلها خمس سنين سـ.ـجـ.ـن.
هزت رأسها بصدmة أيعقل أن يسـ.ـجـ.ـن خالتها المسنة؟ أوصل بهم الأمر لهذا الجحود؟ تقف منفرجة الفاه، تتسارع انفاسها فيرفع إبهامه يمرره فوق شفاها السفلية يقول بصوت هامس:
-بعد كده تقفلي بوقك ده ومتبصيش على شـ ـــفــايـــ ـف حد وهو بيتكلم.. فاهمة ولا لا؟
لم تستطع فهمه او إبطال عادتها السيئة بالنظر إلى شفاه فيجدها تخفض نظرها مرة أخرى لفمه وهو يحدثها.. هذه الحركة البسيطة منها تثيره وتشعل نــــاره، تشعره بأنها دعوة صريحة لتقبيله.. لينقض عليها ممسكًا وجهها بيديه بقوة يلتهم شفاها التي أصابته بالجنون.. كأنه يعـ.ـا.قبها على فعلتها الغير مقصودة أما هي تحاول التخلص منه ودفعه من صدره ووجه ليبتعد عنها، فتشعر بيده تترك وجهها ويحيط جــــســ ـدها بذراعه مستمرًا في تقبيلها بقوة، لم يحررها.. ليفيق هو على ألــم شـ.ـديد بشفته السفلية.. فيطـ.ـلق تأوه رجولي ويرفع وجهه عنها ويكتشف ما فعلته.. لقد عضته بقوة لتجـ.ـر.ح شفته السفلية ويخرج منها الدmاء فيهددها قائلًا:
– آه.. يابـ.ـنت الـ ***.
هتنـ.ـد.مي على اللي عملتيه ده.. عمومًا أنا هسيبك يومين تفكري في اللي قولته كويس وهستني ردك.
………….
تعود لواقعها عنـ.ـد.ما سمعت سبة كريهة خرجت منه اتجاه شخص قام بالمرور أمام السيارة، لتنظر إلى ظهره بكره وبغض زائد من تصرفاته الكريهة لها.
أما عنه لاحظ شرودها وعدm انتباهها لحديثه عنـ.ـد.ما سألها عن الوقت التي ستمضيه هناك.
شرد عنـ.ـد.ما خرج من بيتها بعد أن عرض عليها عرضه، ليقف أمام بوابته يراقب الطريق للحظات وقد عزم على شيء لمعـ.ـا.قبتها
فيقوم بمسك أحد أطفال الحي يقوم بلعب الكرة ليقول:
– بقولك ايه يا شاطر ..فين بيت الاستاذ عامر؟
فيجيبه الولد: أنت عايز الريس عامر؟ هو في القهوة هناك.
يوسف بمودة مزيفة
– لا انا عايز بيته.. بيت والدته.
ثم يقوم بإخراج ورقة نقدية يعطيها له، ليتشجع الصبي لإدلائه بالمعلومـ.ـا.ت.
…………
– ها يا حاجة اتفقنا؟ قالها يوسف لأم عامر التي ظهر علي وجهها السعادة من حديث يوسف لتقول:
– أيوه يابني عندك حق، خلاص اتفقنا.
يوسف بوعيد:
– خلي بالك أنا مظهرش في الصورة خالص.
………………
تجلس بجوارها تشعر بالنقمة على حالها.. ليتها ما وجدت على هذه الحياة.. تحاول ترميم الشرخ الذي أحدثته بيدها لتقول برجاء:
– برده مش عايزه تتكلمي معايا؟ صدقيني مش بإيدي غـ.ـصـ.ـب عني ان اسيبك.. طيب ردي عليا؟
فتشعر بالاختناق من معاملة خالتها الجافة لها لتكمل بحـ.ـز.ن:
– أنا محتاجة حـ.ـضـ.ـنك أوي.
لتجيبها صفا بلوم:
– انتِ اللي عملتي في نفسك كده! بعتينا وتخليتي عننا، طول عمري خايفة من اليوم ده وأهو شوفته بعيني.. ياريتها طمرت فيكي التربية.
غزل ببكاء:
“صدقيني انا بمـ.ـو.ت كل لحظة وانا هناك.. أنا كنت خايفة عليكي منهم.
صفا بتساؤل:
– خايفة عليا أنا؟ لتجيبها غزل وتقوم بقص عليها تهديد يوسف لها.
……………
يوسف يقف امام البيت وبيده هاتفه يحدث شخص ما يقول:
– اتصلي بيها خليها تنفذ اللي اتفقنا عليه.. ضروري النهاردة.
…………..
يجلس وهي بين احضانه يحاول تهدئة نوبة البكاء التي اصابتها عند رؤيته، وعنـ.ـد.ما شاهدت نظرة اللوم في عينيه فقدت قناع تماسكها التي كانت ترتديه.. ليقول بصوت رجولي يشوبه بعض الغـــضــــب:
– خلاص إهدي.. أنا مش زعلان منك دلوقت.. أنا كنت فاكر انك تخليتي عنا وسبتينا عشان الفلوس والحياة الجديدة بس انتِ غلطانة ازاي تسمحي للكـ.ـلـ.ـب ده يهددك، وازاي متحكليش؟
غزل بضعف:
– خــــوفت على ماما وخــــوفت عليك، مش عايزه أكون السبب في قطع عيشك وأخسرك شغلك.
محمد بهدوء:
– خلاص اللي حصل، كل شيء مكتوب المهم أنتِ تكوني كويسة وسعيدة.. بس بردوا زعلان منك ازاي تفسخي خطوبتك من عامر من غير ما ترجعيلي؟ في حاجة مش مظبوطة.. فجأة كدة بقيتي مش عايزاه.
غزل تعتدل في جلستها وتحاول ترتيب خصلاتها بتـ.ـو.تر:
– خلاص يامحمد كل شيء نصيب، وأنا نصيبي مش مع عامر.
محمد بتأثر:
– الراجـ.ـل شكله مش طبيعي من ساعتها، ده انا سمعت انه هيقفل القهوة ويسافر.
غزل بحـ.ـز.ن:
– هيسافر! ربنا يوفقه مع حد أحسن مني.. أنا هطلع اشوف ماما راوية وتقي عشان وحشوني اوي.
…………..
تدخل عليه حجرته يتألــم قلبها على إبنها البكري الوحيد التي كانت تسعى بكل الطرق تذليل له العقبات حتى يعش في سعادة دائمًا فهو سندها بعد وفاة ابيه في هذه الحياة، هل اخطأت عنـ.ـد.ما أرادت اختيار زوجة مناسبة من وجهة نظرها ؟ شردت في يوم حضور ذلك الشخص الثقيل على قلبها، كان يظهر عليه الثراء الشـ.ـديد ليجلس أمامها رافعا ساقه فوق الأخرى ليعقد معها اتفاق.
وكان هذا الاتفاق يأتي علي هوى نفسها.. لقد كانت مكشوفة لذلك الغريب انها ترفض هذه الزيجة، ونجح في اللعب على هذا الوتر الحساس.
ليتفقا كلاهما انها تذهب لغزل وتقوم بإثنائها عن هذه الخطبة وهي ما قصرت بهذا.. قامت بإلقاء كلمـ.ـا.تها السامة علي الفتاة بانها لا يشرفها أن تكون مثلها زوجة لابنها الوحيد بسبب ظروفها الصحية وإعاقتها، واللغط في نسبها وأنها تريد لابنها فتاة كاملة غير مشكوك بنسبها.. واتفقت معها أن تقوم هي بفسخ الخطبة حتي لا يحدث صدع بينها وبين ابنها، ولكن مالم تعلمه ان ابنها سيعزم علي ترك مال ابيه والسفر خارج البلاد وتركها هي شخصيًا.. لتحصد ماجنته يدها.
………….
– حشـ.ـتـ.ـيني و يا تقى، كده المدة دي مـ.ـا.تسأليش عني.. ده أنتِ اختي الوحيدة.
قالتها غزل وهي تجلس أمام تقى بحجرتها على فراشها.
تقى بمشاعر مزيفة:
– والله ياغزل أنا كنت زعلانة انك سبتيني وروحتي تعيشي هناك، قولت الحياة الجديدة حليت في عينها وباعتنا.
+ ابدًا والله، أنا اليوم بيعدي عليا هناك كأنه سنة.. متتخيليش مخـ.ـنـ.ـوقة قد ايه منهم، وخصوصا اللي اسمه يوسف ده.
لتتبدل تقى عند سماع اسمه وتشعر بالغيرة عليه من غزل وتقول:
– هو أنتِ وهو بتتكلموا كتير مع بعض؟
غزل باختناق:
– قولي بـ.ـنتخانق كتير.. ده بني آدm بـ.ـارد ومعندوش احساس وقليل الأدب، ووقح.. حتي ريحته مش بطيقها.
تقى بتساؤل:
– ليه؟ هو صدر منه حاجة؟
فتلاحظ ارتباك غزل وصمتها.. فجاءتها الإجابة بدون كلام، لتقول بحقد لم تلحظه غزل:
– عمومًا خلي بالك منه، عشان هو مش سهل خالص.. وخليكِ قوية قدامه ومتسمحيش ليه ياخد حقك، لإني حاسة انه مش هيقبل أي حد يشاركه في ماله…اقصد مال أبوكي.
غزل بضيق:
– أنا مش عايزة حاجة منهم، الفلوس مش مهمة عايز ياخدها.
تقى:
– إنتِ عبـ.ـيـ.ـطة صح؟ عشان هو بيخطط انه يسـ.ـر.قك وانت تقولي ياخدها؟
غزل:
– انا كل اللي عايزاه انه يتقهر زي ماقهرني، وميشوفش يوم عدل.. ولو الفلوس هي اللي هتقهره أوعدك هعمل كل جهدي إني اذله واخليه شحات.. بس للأسف مش هقدر اعمل كده.. أنا هسيبه للي خلقه.
لتبتسم تقى بخبث شـ.ـديد وتقول:
– لا أنا كده مأخافش عليكي.. تعالي في حـ.ـضـ.ـن اختك.
لترتبت على شعرها وتمرر أصابعها في خصلات شعر غزل اكثر من مرة وعلي وجهها ابتسامها لا يعلم سببها احد إلا هي.
……………
تقول بحقد ظاهر وهي ممسكة بهاتفها:
– سمعت بودانك الهانم بتخطط لإيه؟
وقف بوجه أسود غير مصدق لما سمعه من هاتف ملك، لقد أرسلت لها تقى تسجيل بصوت غزل وهي تقوم بالسب فيه ونعته بأبشع الصفات وتتوعد له بان تذله بالمال وحذفت باقي الحديث، لقد صدقت ملك وتقى في حكمهم عليها.
ليقول بصوت غامض:
– قولتيلها اللي طلبناه منها عملته ولا؟
ملك:
– أيوه حصل وعايزة تقابلك بنفسها تسلمك الأمانة في ايدك وبتقول مش عايزه حد يشوفها.
يوسف بخبث ظاهر:
– تمام ..ابعتيلي رقمها وانا هتفق معاها على المكان والزمان.
↚
تقول بحقد ظاهر وهي ممسكة بهاتفها:
– سمعت بودانك الهانم بتخطط لإيه؟
وقف بوجه أسود غير مصدق لما سمعه من هاتف ملك.. لقد أرسلت لها تقى تسجيل بصوت غزل وهي تقوم بالسب فيه ونعته بأبشع الصفات وتتوعد له بان تذله بالمال.. وحذفت باقي الحديث.. لقد صدقت ملك وتقى في حكمهم عليها.
ليقول بصوت غامض:
– قوليلها اللي طلبناه منها عملته ولا؟
ملك:
– ايوه.. حصل وعايزة تقابلك بنفسها تسلمك الأمانة في ايدك وبتقول مش عايزه حد يشوفها.
يوسف بخبث ظاهر:
– تمام.. ابعتيلي رقمها وأنا هتفق معاها على المكان والزمان.
………………..
– غزل ردي عليا.
– أنا عايزك ضروري.
– طيب قوليلي ايه صدر مني عشان تبعدي عني.. أنا مستعد لو غلطان في حقك اصلح غلطي اللي مش عارفه.
– أنا هتجنن من ساعة ماسيبتيني.. ومش عارف عملت ايه عشان تسيبيني.
– أنا دايمًا بحاول أكون سند ليكي.. ليه تقسي عليا كده؟
العديد والعديد من الرسائل على هاتفها ليس لديها الشجاعة لمواجهته بحقيقة الأمر كيف تعترف له بان والدته كانت محقه في رأيها بها.. رغم حـ.ـز.نها وضيقها منها إلا أنها تعترف أن لديها كل الحق.. كيف هي تطمع في شخص كعامر شاب يستحق أفضل الفتيات، يكفي حنانه الذي كان يغمرها به.. لا تعرف كيف أتتها الجرأة بإرسال خاتم خطبتها مع أمه له لتنهي هذه الخطبة وتحرره من قيوده مع اعتذار شخصي منها.
يقطع تفكيرها رسالة جديدة منه يطلب منها الرد عليه ليطمئن عليها فقط لا غير.
تشجعت لمسك الهاتف لتكتب رسالة قصيرة له تقول:
– عامر.. أنا كويسة وبخير.. أنا آسفة جدًا للي حصل مني بس صدقني ده أحسن لينا إحنا اللي الاتنين.
لتتفاجأ باتصال ملح منه، فتفتح الخط بألــم يسري بقلبها وعند سماع صوته من كبر الصوت لم تستطع السيطرة على دmـ.ـو.عها لتسري فوق وجنتيها وتحاول التقاط انفاسها وتقول بصوت مختنق:
– أيوه ياعامر.
فتسمع صوت تنهيده قوية يقول:
– أخيرًا ياغزل حنيتي عليا ورديتي.. بقالي شهر بحاول أكلمك! صارحيني إيه الغلط اللي عملته عشان تفكي الخطوبة.. يعني بعد ما صدقت إن صوتك رجعلك وقولت خلاص هنام وأقوم علي سماع صوتك تحرميني منه؟
تقول بصوت مبحوح:
– أنت معملتش حاجة، ولا عمرك عملت حاجة المشكلة مش فيك صدقني.
عامر يستقيم من جلسته يشعر ببعض الأمل:
– مدام المشكلة مش فيا ليه تبعدي يابـ.ـنت الناس وتعـ.ـذ.بيني وتعـ.ـذ.بي نفسك.
غزل محاولة السيطرة على بكائها:
– ده نصيب ياعامر وصدقني انت تستاهل حد أحسن مني بكتير.
عامر بضيق:
– وأنا مش عايز غيرك ياغزل، ومفيش حد أحسن منك بالنسبة لي.
غزل:
– ده بالنسبة لك بس.. عمومًا خلاص ياعامر مبقاش فيه فايدة.. أنا بس فتحت عشان عرفت من محمد انك مسافر فحبيت
أودعك واعتذر لك لو كنت جـ.ـر.حتك.. وسامحني.
عامر بلهفة قبل أن تغلق:
– غزل.. اسمحيلي ابقى اطمن عليكي حتى برسالة، ياريت تطمنيني عليكي دايمًا.
غزل بامتنان:
– حاضر.. ربنا يكتبلك الخير مع السلامة.
تغلق الهاتف وتستند بظهرها فوق الفراش غافلة عما يسترق السمع من خلف بابها وتعلو على وجهه ابتسامة خبيثة لما آلت له الأمور.
…………….
تقف أمام باب الشقة تأخذ نفسًا عميقًا بتـ.ـو.تر لا تعرف هل من الصواب ما تفعله أم هو نوع من التهور غير محسوب النواتج كل ما تفعله أنها تحاول أن تذبل عقباتها للوصول لغاياتها في اسرع وقت.. كل شيء يهون من أجل الوصول إليه.. ترفع يدها تضغط على جرس الباب.. وتنتظر فتحه بأعصاب محترقة.. لتجد الباب يفتح ويظهر من خلفه بابتسامته الساحرة وأناقته المهلكة لها وارتدائه إلى قميص أزراره العلوية لمنتصفه مفتوحة يظهر صدره بطريقة مهلكة لها وسروال يحدد جــــســ ـده.. فتسمعه يقول قاطع تأملها:
– أهلًا وسهلًا اتفضلي.
تدفع ساقيها للدخول وتمرر نظرها حول جوانب شقته الخاصة فعنـ.ـد.ما طلبت مقابلته كانت حريصة ألا يكون بالشركة أو أي مكان يمكن رؤيتهما فيه.. لتجده يعرض عليها مقابلته في شقته الخاصة بعيدًا عن الأنظار.. فتسمعه مرة أخرى يقول:
– تحبي تشربي حاجة؟
لتهز تقى رأسها بخجل تقول:
– لا شكرًا.
فيشير لها بيده باتجاه الأريكة لتجلس عليها:
– تعالي اقعدي.
تجلس بتـ.ـو.تر وتلقيه بنظرات هائمة مكشوفة له بسبب خبرته بالجنس الناعم لقد علم من البداية رغباتها.. فسهل عليها الطريق حتى يعلم حدود نهايتها معه.. ليقول بصوته الأجش:
– طلبتي نتقابل بعيد عن الناس عشان في أمانة معاكي تخصني.
تقى بهمس:
– أيوة الأمانة معايا زي ما طلبت.
يقترب منها اثناء جلسته مراقبًا إياها وهي تخرج كيسا بلاستيكيا به عدة شعرات وتقول:
– اتفضل.
ليقول بخبث:
– أنا الحقيقة ماصدقتش انك ممكن توافقي على طلبي انك تجيبي شعر من غزل.. عشان اطلع الDNA.
تقى بهيام:
– أنا اعمل أي شيء عشان خاطرك.. أقصد خاطركم، وأكيد من حقك تتأكد غزل بـ.ـنت عمك أو لا.
يوسف ببرود واضح:
– بس أنا شايف إنك كنتِ ممكن توصلي الحاجة دي لملك.. مكنش له لزوم تتعبي نفسك وتيجي بنفسك، بيتهيألي فيه سبب تاني خلاكي تطلبي تقابليني صح يا.. تقى؟
ليقترب منها أكثر حتى صارت ساقيه ملتصقة بساقيها فيزداد تـ.ـو.ترها وتتسارع انفاسها تقول:
– يوسف أنا.. أنا.. عايزة اقولك إني…
يرفع كفه ويمرر إبهامه فوق وجنتها يهمس له:
– شششش.. أنا عارف أنتِ عايزة تقولي إيه؟ وعايزة ومحتاجة ايه يا تقى..
ليرفع كفيه يقرب رأسها ويودعها قبلة عنيفة ليس بها أي مشاعر حملتها لعالم آخر وترفع ذراعيها تحتضنه كالعطش للماء.. لتفيق من أحلامها على أصابعه التي تفتح أزرار قميصها.. لقد وقعت في المحظور.. لتنتفض وتحاول الإبتعاد عنه ودفعه بقوة عنها تقول بتوسل:
– لا يايوسف.. أرجوك لا، ماينفعش اللي بتعمله ده.. أرجوك.. مش ده اللي انا عايزاه.
فتشعر بابتعاده فجأة ينظر لها بابتسامة بـ.ـاردة يقول لها وسط بكائها:
– ده اللي عندي يا تقى، معنديش غير كده أنا مش بتاع جواز.
فتنظر له بصدmة من كلمـ.ـا.ته وترفع كف يده فوق فمها تكتم بكائها، وقف يواليها ظهره يقول:
– نصيحة مني محدش هيقولها لك غيري.. متروحيش عند أي حد مت عـ.ـر.فيهوش تاني وتدي له الأمان.
لتنتفض من جلستها باتجاه الباب هاربة منه ومن قسوة كلمـ.ـا.ته التي هدmت أحلامها التي لم تبنى بعد، نادmة على تهورها وإهانة حالها.
……..
– صباح الخير.
قالتها غزل وهي تتجه للجلوس على مائدة الطعام بصمت كعادتها خلال المدة التي مرت عليها بهذا المكان، ساكنة، انطوائية.. لا تتعامل مع أفراد المكان إلا للضرورة مع محاولات أبيها المضنية لتقريبها منه وإزالة الحواجز بدأت رويدًا رويدًا، تبدأ تتقبل الأمر ولكن مالم تتقبله معاملة ملك الجافة ومراوغة يوسف لها.. لا يكل ولا يمل من مطاردتها وملاحقتها.. لقد سبب لها الاختناق فعليًا مع ملاحظته التقييمية لملابسها ونظراته الجريئة لها كعادته.
ليقول ناجي:
– هتفضلي حابسة نفسك كده كتير يابـ.ـنتي؟ أنا عايزك تعيشي سنك وتخرجي وتتفسحي.. حتى الشركة مش عايزة تنزليها معايا.
فيقطع إجابتها يوسف وهو ينظر لها بابتسامته البـ.ـاردة:
– ياريت ياعمي تيجي معايا الشركة أهو تساعدني شوية وكمان نفسي تتفتح للشغل أكتر.
تنظر إليه تجده مثبت نظره عليها.. فتقول:
– معلش يا بابا مش مستعدة دلوقت أخرج وكمان أنا مش متعودة اخرج لوحدي.
ناجي بمودة:
– بس كده؟ ياستي ملك تأخذك تروحي النادي.
لتتنحنح ملك بـ.ـارتباك:
– أعذرني ياعمي أنا اليومين دول مش فاضية للخروج، تروح لوحدها.
ليقول يوسف بصرامة غريبة:
– مافيش مرواح نادي لوحدها، أقصد يعني ماينفعش هي مش متعودة.
ليهز ناجي رأسه بابتسامة شقت شفتيه بتفكير يقول:
– طب ما توديها انت يايوسف.. ولاهي مش بـ.ـنت عمك برده.
– معنديش مانع بس هي توافق.
كل هذا الحوار تحت سمعها التي تتلقاه بتجاهل كأن من يتحدثون عنها شخص غيرها.
تقول دون النظر للجميع:
– اما أحب أروح النادي هبقى اروح لوحدي.. أنا مبقتش صغيرة ولازم أعتمد على نفسي شوية.
فيضيق يوسف من برودها ويأمرها بصرامة:
– مفيش خروج من المكان لوحدك فاهمة.. وخصوصًا النادي، وياريت بعد ما تخلصي عدي عليا في المكتب عشان تاخدي أوراقك الجديدة.. طلعتلك شهادة ميلاد وبطاقة وجواز سفر باسم غزل ناجي، أنتِ خلاص بقيتي واحدة مننا.
……….
يجلس بحجرة مكتبه خلف الحاسوب المحمول يتابع بعض أعماله بتركيز.. ولكن يقطع تركيزه شيء ما جعله يبتسم ابتسامة هادئة عنـ.ـد.ما تذكر يوم استلامه نتيجة العينة ليتأكد من نسبها إليهم.. تذكر أنه ظل الليل كله يجافيه النوم والتـ.ـو.تر لا يعلم لما القلق تملكه من أن تكون ليست ابنة عمه، شيء بداخله يرفض ذلك، رغم علمه بان نواياها خبيثة وأنها تخطط لإطاحته.. ولكن ذلك لم يمنعه من تمنيه أن يكون بينهما صلة دm.. لتكون المفاجئة له أنها بالفعل ابنة عمه المفقودة لا يعلم لما شعر بسعادة غامرة احتلت قلبه وعقله ووجدانه فتقع عينيه على فصيلة دmائها فتكون المفاجئة التالية له انها تحمل نفس فصيلة دmائه.. فهل هذا إشارة لشيء يجهله.
تتطرق الباب وتدخل بوجهها الهادئ تقول:
– انت طلبت إني أجيلك هنا عشان الاوراق.
فيقول بابتسامة تكاد تشق فمه:
– طيب واقفة عندك ليه هو انا ها أكلك.. ادخلي؟
تتحرك بتـ.ـو.تر لمنتصف الحجرة فيقول:
– اقعدي ياغزل عايز اتكلم معاكي شوية.
فتجلس بدون النظر إليه وهذا ساعده على تأملها فتسمعه يحدثها:
– إتفضلي بطاقتك.. واه حافظي عليها زي عنيكي عشان هنحتاجها قريب.
لتعقد حاجبها بتعجب ولم تفهم مغزى حديثه فتقول:
– وباقي الحاجة فين؟
– معايا.. وهتفضل معايا.
– ليه؟
قالتها غزل بضيق ليجيبها بصدق:
– أنا يعتبر دلوقت مسؤول عنك بعد عمي طبعًا.. لازم أوراقك تكون معايا.. ولولا إني مش عايزك تتحركي بدون إثبات شخصية كنت أخذت بالبطاقة كمان.
تشعر بالضيق من محاصرته لتقول لتنهي الحوار:
– زي ما تحب عن إذنك.
يمنعها من الانصراف قائلًا:
– عايزك معايا شوية.. تترجمي حبة أوراق.. ممكن؟
تهز رأسها بالموافقة لعلها تخلص منه.
………..
– أنتِ مبترديش عليا ليه يا تقى، أنا زعلتك في حاجة؟
قالتها ملك بلوم للأخرى.. فتجيبها بحـ.ـز.ن:
– أبدًا يا ملك مافيش حاجة.. تعبانة شوية.
ملك بعدm اقتناع:
– لا يا تقى أنا حاسة انك متغيرة جدًا مبقتيش زي الأول بتكلمي ونشطة.. من ساعة اتفاقنا على العقربة اللي في البيت عندي.
تقى بســـخريـــة:
– عقربة! تخيلي يا ملك إن مافيش عقربة غيري..
العقربة اللي تغدر بأقرب الناس ليها.. اللي تقابل الحسنى بالإساءة.. كل ده عشان إيه؟ عشان حبة أوهام.
نصيحة يا ملك بعد كدة لما تتكلمي معايا عن غزل.. اتكلمي باحترام لأنها اختي.
ملك بذهول:
– تقى انتِ شاربة حاجة؟ دي غزل اللي كانت بتخطط زي ما قولتي.. اللي مخططة تطردنا من حياتنا؟
لم تستطع تقى الدفاع والتبرير.. كيف ستقول أنها من تلاعبت بالتسجيل الصوتي لغزل ليظهر لهم مدي عداوتها.. وخبثها.. وأنها من بثت سمها في نفوسهم.. فليسامحها الله.
…………….
يدخل من باب الفيلا مناديًا بصوته الجهوري على هناء وبيده بعض الملفات فبعد ذهابه للشركة اكتشف عدm وجود هاتفه والملفات المطلوبة ليعود مرة أخرى لجلبهما.. ليلاحظ هدوء مريب بالمكان.
هناء مهرولة تجيبه:
– نعم يا يوسف بيه.
يوسف بتعجب:
– هي ملك وغزل فين؟
لتجيبه برسمية:
– ملك هانم راحت الجامعة.. وغزل هانم راحت النادي.
ليقف مصدوم مما سمعه لقد نبهها من قبل بعدm التحرك إلا بصحبة أحد منهم ليقول:
– إيه؟ نادي! راحت مع مين النادي؟ وهي هتعرف تدخل ازاي ومين وصلها؟
لتجيبه هناء:
– أنا ماليش علم بحاجة.. هي الهانم راحت مع السواق، معرفش غير كدة.
ليصـ.ـر.خ بها للانصراف من أمامها ويقول بين اسنانه:
– يومك مش فايت ياغزل.
………
تجلس على أحد المقاعد تفرك يدها تضع على أعينها النضارة الشمسية أمام من يراقب ملامحة بهيام واضح، فيجلي صوته:
– أنا سعيد انك وافقتي تقابليني قبل ما أسافر، مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش الموضوع ده هيفرق معايا قد إيه.
غزل بـ.ـارتباك:
– أنت تستاهل كل خير.. وأنا كمان كنت عايزه اشوفك قبل ما تسافر عشان اشكرك على كل حاجة عملتها معايا، وأتأكد إني دايمًا هدعيلك ربنا يرزقك ببـ.ـنت الحلال اللي تستاهلك.
عامر بأمل:
– مافيش غيرك يتساهلني ياغزل.
فيلاحظ تبدل ملامحها الحـ.ـز.ن فقرر أنه لن يضغط عليها اكثر من ذلك.. ليقول بمحبة:
– كان في حاجة اشترتها وكنت ناوي اديهالك قبل فسخ الخطوبة وحابب انك تاخديها.. لتلاحظ مسكه لحقيبة هدايا كبيرة يخرج منها دmية شقراء تشبهها كثيرًا فيكمل عنـ.ـد.ما لاحظ صمتها:
– عارف ان هي هدية بسيطة بس أول ما شوفتها افتكرتك.
لتقول بامتنان:
– حلوة أوي.. انا حبتها.. أنا هخليها معايا على طول.
فيبتسم لطفوليتها قائلًا:
– عايز أطلب منك طلب.. انك تبعتيلي رسالة تطمنيني فيها على نفسك دايمًا.. وأنا كمان هبعتلك ممكن؟
تهز رأسها بالموافقة فتسمعه يقول برجاء:
– طيب ممكن تشيلي النضارة من على عينك.. عايز اشوف عينك لآخر مرة ممكن؟
فيمد يده اتجاهها يحاول ازاحة هذه النظارة إلا ا أن يده توقفت في منتصف الطريق عنـ.ـد.ما قبض على معصمه بشـ.ـدة وصوت غاضب يقول:
– إيدك لو اتمدت ناحيتها هكـ.ـسرهالك.. بيتهيألي أنت دكتور وأيدك تهمك.. وأنت ياهانم ما تريحي الدكتور يلا ووريه عيونك اللي هيمـ.ـو.ت ويشوفهم.
لتنتفض نتيجة ما حدث وتجد يوسف يمسكها من ذراعها بقوة آلمتها، يساعدها على الوقوف لتتعثر في وقفتها وهو يقول:
– أما انتِ فلينا كلام لما نرجع.
ليقول عامر بغـــضــــب:
– سيب ايدها ياحـ.ـيو.ان انت، وربي لو أذيتها ما هرحمك.
يلقيه يوسف بلكمه لكمة قوية سالت الدmاء على اثارها وقبل أن يتدارك فعلته قام هو بجرها من ذراعها مع اشتعال غـــضــــبه لتتعثر اثناء مشيها وتسقط على ركبتها اكثر من مرة اثناء جره لها من ذراعها ليلقيها بالسيارة بغـــضــــب.
…….
تجلس منكمشة تحتضن هدية عامر مع بكائها المستمر على ما حدث لتنتفض اثر صرخة غـــضــــب قوية موجهه إليها يقول:
– اخرسي .. مش عايز اسمع صوتك.
فيزداد بكائها بانهيار مع احمرار وجهها ليقول بغـــضــــب:
– من امتى وانت مستغفلانا وبتقابليه، مش الحـ.ـيو.ان ده فسختي خطوبتك منه.. بتقابليه ليه؟ نطقي؟
فيزداد بكائها ليتحول لنحيب ليقول بصراخ:
– تمثيل مش عايز.. وفري عـ.ـيا.طك لحد ما نروح.
بعد لحظات قليلة
لاحظت توقف السيارة بجانب الطريق ليحاول تمالك أعصابه فتسمعه يقول من بين أسنانه دون النظر لها:
– فيه إيه بينك وبينه يخليكي تقابليه رغم انك فسختي خطوبتك منه؟ في حاجة حصلت بينكم؟!
لتعقد حاجبها غير مستوعبة سؤاله لينظر لها بحدة يمسك شعرها من خلف رأسها بقوة فتصرخ متألــمة ويقول بهسيس:
– لمسك؟ انطقي.. سلمتيه نفسك.. اتكلمي؟
لتهز رأسها بصدmة من اتهامه تقول:
– أنت حـ.ـيو.ان؟ ..ازاي تتهمني بحاجة زي دي!
فتقع عينه علي الدmية التي تحتضنها بقوة فيجذبها منها ليقول:
– هو اللي جايب البتاعة دي؟
.لتهز رأسها بخــــوف فيحرر شعرها ويقول:
– هو في واحدة محترمة تقبل هدايا من واحد غريب عنها إلا لما يكون في بينهم حاجة مش مظبوطة.
لتشاهده يلقي بدmيتها من نافذته السيارة لتصرخ بوجهه:
– حـ.ـر.ام عليك.. سيبهالي.. ارجوك.
ليصفعها بقوة حتى يخرسها فترفع كف يدها تلامس صفعته علي وجهها بقهر:
– أنا بكرهك.. بكرهك.
…………
ينام فوق فراشه عاري الصدر مرتديًا بنطاله القطني كعادته مشعث الشعر في غرفة مظلمة.. يشعر بفتح باب الحجرة بهدوء ويُضاء مصباحه الجانبي.. ويسمع صوت خطوات خفيفة تدل على خفة صاحبها ثم يشعر بوزن خفيف يجلس بجوارها وكفٍ صغير ناعمٍ يلامس ظهره العاري فتسير كهرباء بجــــســ ـده ويسمع صوتها الرقيق يهمس مناديًا:
– يوسف! يوسف.
ينتفض من نومته جالسًا أمامها ليعقد حاجبيه يقول:
– غزل؟ أنتِ إيه اللي جابك هنا.. فيكي حاجة بتو.جـ.ـعك؟!
فتخفض رأسها ويختفي بين خصلاتها.. ويمد يده يكشف عن وجهها فيرى آثار ضـ.ـر.به لها على وجنتها ..ليمرر ابهامه فوق هذه العلامـ.ـا.ت بنـ.ـد.م:
– أنا اسف .. إني مديت ايدي عليكي.
ترفع عينيها الدامعتين مع ارتعاش شفتيها نتيجة البكاء الصامت تقول:
– أنت و.جـ.ـعتني أوي.
يقترب اكثر منها لتلقحه انفاسها و يهمس لها:
– آسف …أرجوكي تسامحيني.. أنا كنت هتجنن لما لقيتك قاعده معاه.
ليصمت بضع لحظات متأملها فيقول:
– أنا بحبك.. بحبك ياغزل.
فيجدها تغمض عينيها مستسلمة لأنفاسه ولمسته ليقتنص منها قبلة حميمية تبادلتها معه بشكل غريب عليه.. ليضمها بقوة ويزيد من تقبيل وجهها بعشوائية يقول:
– أنا عايزك ياغزل محتاجك.. مـ.ـا.تسبينيش.
فتجيبه بأنوثة مهلكة:
– أنا ملكك.. ملكك يايوسف.
↚
ينتفض من نومه غير مستوعبًا ما حدث متعرقًا بشـ.ـدة ليلاحظ ظلام الحجرة فيسرع في فتح الإضاءة وينظر بجواره فوق الفراش ليتأكد أنه كان يحلم.. يحلم بها! كانت بين احضانه مستسلمة له.. كان يشعر أنها لحظات حقيقية بينهما أيعقل أنها كانت معه وانصرفت؟ لا لا انه حلم.. ماذا؟.. لقد اعترف بأنه يحبها، يحبها؟ من المؤكد انه يهذي هل يعقل أن تكون ردود افعاله اتجاهها نتيجة حبه لها.
…….
منذ استيقاظه من هذا الحلم وهو يجلس واضعًا راسه بين يديه.. تفكيره متوقف.
مر عليه عدة أيّام منذ صفعه لها تتجنبه وتغلق بابها عليها اثناء وجوده.. تذكر عنـ.ـد.ما عاد بها للفيلا في هذا اليوم وجدها تجري باتجاه حجرتها.. كان يظن انها ستحتمي بها ليشاهدها تخرج منها هابطة الدرج بانهيار لتلقي بوجهه شيء معدنيا بكل قوتها ليسقط علي الأرضية الرخامية محدثا رنينا بعد ان اصطدm بوجهه ويسمعها تقول بغـــضــــب:
– مافيش واحدة محترمة بتقبل هدايا من واحد غريب عنها إلا لما يكون بينهم حاجة مش مظبوطة، انت صح أنت صح يا يوسف.. وأنا اللي كنت غلطانه يوم ما قبلت هديتك واحنا مافيش بنا حاجة.
لتنصرف بسرعة مغلقة بابها عليه تاركة من ينظر أسفل قدmيه بعيون جاحظة وينحني لالتقاط السوار الماسي المحفور عليه اسمها في صدmة من كلامها.
لم يمر اليوم إلا وقد وبخه عمه علة فعلته مع ابـ.ـنته ليعرف بعدها انها قامت بطلب الأذن من عمه للخروج ومقابلة عامر قبل سفره ليعطيها بطاقة النادي الجديدة باسمها وطلب منها ان تذهب لمقابلته هناك. ………
منذ ان علم بذلك وقلبه يتألــم على حالها لا يعرف كيف يزيل الحاجز الجليدي بينهما.. لقد ألــمها بكلمـ.ـا.ته الحارقة وضـ.ـر.بها وهي لا تسمح له بالاقتراب ليعتذر منها.
يفتح الجارور المجاور للفراش ويخرج منه سوارها الماسي التي ألقته بوجهه رافضة له.. شاردًا فيه.
يشعر بالعطش منذ استيقاظه ليكتشف انه كان حلم.. حلم رائع.. فيتحرك متجهًا إلى المطبخ لقد نفذ الماء من برادته
الصغيرة.. وعند اقترابه من المطبخ سمع صوت حركة داخله ليشاهدها تصفق أمام الموقد تتابع براد الشاي بشرود بمنامة قطنية رمادية تصل لركبتها عارية الذراعين ممسكة بكوب من الزجاج الفارغ.. ظل يتأملها لا يعرف ماذا يفعل؟ هل ينصرف أم يدخل؟ مع علمه أن وجوده سيعكر مزاجها.. ليتنحنح بصوت خشن ليلاحظ تصلب جــــســ ـدها وثباتها.. فأنها تبخل عليه بمجرد نظرة.. ليجد نفسه يقول بـ.ـارتباك ظاهر:
– أنا.. أنا جيت أخد مايه اصل تلاجتي فاضية فوق.
لم تلتفت له أو تنظر إليه.. إنها استمعت له ومع ذلك تقف موالية ظهرها له تتلاعب بكوبها الزجاجي الفارغ.. فيقطع تأمله لها صوت صفارة البراد نتيجة غليانه.. فيتقدm بخطوات هادئة لإغلاقه.. لتقع عينه على ذراعها الأيمن.. الذي يحمل آثار اعتدائه عليها.. حيث يظهر آثار أصابعه كعلامـ.ـا.ت زرقاء بذراعها، فيشعر بألــم في صدره لا يعلم سببه، لا يشعر بحاله إلا على انتفاضها وانكماشها منه نتيجة ملامسته لهذه الآثار بأنامله.. فيبلل شفتاه بلسانه يقول:
– ثواني.
فتراه ينصرف بسرعة بجزعه العاري تاركا زجاجة المياه، فتلتقط انفاسها لانصرافه وتبدأ بإعداد مشروبها.. لتتفاجأ بدخوله مرة أخرى كالزوبعة مرتديًا قميصه القطني ويقترب منه بإصرار جاذبًا اياها:
– تعالي اقعدي.
فيجلسها تحت ذهولها فتجده يهبط على ركبته أمامها مخرجًا أنبوبًا من جيبه ويقوم بوضع الكريم ثم يقوم بتدليك ذراعها المصابة بحركات دائرية أرسلت قشعريرة بجــــســ ـدها.
فتقع عينيه على ركبتيها نتيجة انحصار منامتها اثناء الجلوس وتشاهده يقفز ويبحث عن شيء داخل البرادة ويعود مرة اخري بأنبوب آخر ويقوم بتكرار فعله مع قدmها.. لا تستوعب ما يحدث.. ماذا يفعل؟ أيهتم لجراحها ويقوم بمداواتها ؟ ماذا عن جراحها النفسية؟ بعد انتهائه ظل مكانه متأملًا ذهولها ليقول بصرامة مزيفة:
– الجروح والكدmـ.ـا.ت هتاخدلها يومين تلاته وتروح.
ثم يستقيم في وقفته ويكمل:
– عن إذنك.
ليهرب من نظراتها الذاهلة اللائمة يحتمي بحجرته ناسيًا سبب هبوطه من البداية.
ليجد بعد دقائق معدودة من هروبه داخل حجرته بطرقات خفيفة ناعمة فيقوم بفتح الباب ولكنه لم يجد أحد وتقع عينيه على الموضوع أرضًا لينحني لجلبه فيجدها زجاجتان مياه مثلجة.. فتشق شفتاه ابتسامة جديدة عليه ناظرًا لباب غرفتها المغلق
الذي تحتمي خلفه.
………….
تصعد الدرج الفاصل بينهما متجهة إلى حجرته لإحضاره كما طلب منها والدها فهو لم يستطع الوصول له بسبب انشغال هاتفه بمكالمة.
فتفكر في أن الأيام تمر كلًا منهما يحاول التعامل بحذر من الاخر مع اختلاف الأهداف، هي خــــوفًا منه أما عنه فلا يعلم سبب انشغاله بها الفترة الأخيرة.. لقد أهمل كل شيء وصب تركيزه عليها فقط.
تذكرت هي كيف حاول مرارًا ومرارًا مداواة الشرخ الذي أحدثه بينهما، لتبتسم على مراهقته.. كل يوم كانت تجد باباها يطرق لتفتح ولا تجد سوى دmية تذهب العقل من جمالها غالية الثمن أمام بابها كعربون صلح، ولكن كبريائها يأبى مسامحته فتقوم بتركها مكانها وتغلق بابها.. لتكتشف في اليوم التالي عند دخولها وجود نفس الدmية على سريرها.. لتغتاظ لفعلته فتمسكها وتطيح بها من شرفتها.
لتجد في نفس اليوم طرقًا على بابها مرة أخرى ووجود دmية جديدة أمام الباب وتقوم بتركها أيضًا، ولم يمر عليها اليوم إلا ولتجدها داخل خزانتها.. فتهز رأسها بملل من تصرفاته التي لا تستطع تفسيرها حتي الآن ………
كانت تعلم أنه يريد مصالحتها ولكن كبرياؤه يأبى الاعتذار.
لترفع يدها لطرق الباب إلا أن يدها توقفت في المنتصف عند سماع كلمـ.ـا.ته عنها، لتجد الدmـ.ـو.ع تسيل على وجهها دون إرادة منها وتفر هابطة الدرج بسرعة إلى غرفة والدها.. تقرر شيئا وجب عليها تنفيذه، لتدخل كالزوبعة تقول:
– بابا.. أنا عايزه اطلب منك طلب بس ماحدش يعرفه.
…………..
يهبط الدرج بسعادة جلية بعد حديثه مع شادي هاتفيًا عنـ.ـد.ما قص عليه ما يحدث معها، أكد له شادي حبه لها قائلًا:
– يوسف مـ.ـا.تكابرش.. انت حبيت غزل ووقعت ياحينيرال.
يوسف بســـخريـــة:
– أنت عبـ.ـيـ.ـط يابني، هو عشان اهتمـ.ـيـ.ـت شوية يبقى بحبها؟ هي بس زي مابيقولوا كده صعب عليا حالها فقولت أراضيها من باب الواجب، يعني مش تقولي حب وكلام فارغ، وكمان انت عارف إن غزل مش من نوعية الستات اللي بحبها.. أنت عارف ذوقي بحب الأنوثة المتفجرة.
قالها قم أطلق قهقهات عالية، فقال شادي بجدية:
– مـ.ـا.تراوغش يايوسف، أنا فاهمك اكتر من روحك.. أنت بتحب غزل.
يوسف بتحدي لا يريد إظهار ضعفه لاحد:
– أنا قولتلك قبل كده، مش يوسف الشافعي اللي الستات بتترمي تحت رجله يوم ما يحب، يحب واحدة طرشة وكانت خرسة.
عند هذه الجمل الأخيرة كان يوجد من يستمع لها متألــمًا عازمًا على شيء ما.
وعند وصوله لمكتب عمه يجده يخرج وعلى وجهه ابتسامة جلية محتضنًا غزل بين ذراعيه محاولًا مداعبتها ويظهر على وجهها اثار البكاء.
ليقول باهتمام:
– خير ياعمي ما تضحكوني معاكم.
ناجي بمرح:
– بعينك يايوسف.. الضحك ده خاص بحبيبة ابوها، عمومًا كل شيء بأوانه.. تعالى عشان تديني جواز سفر غزل.
يوسف بفضول:
– ليه؟
ناجي بجدية:
– هو إيه اللي ليه يايوسف؟ جواز سفر بـ.ـنتي ومحتاجه غريبة دي!
يوسف بـ.ـارتباك وعينه عليها:
– لا حقك، أنا كنت بطمن بس.
لتقطع حديثهم تقول:
– عن إذنك يا بابا انا طالعة.
لتمر من جوار يوسف دون النظر إليه ويلاحظ تغيرها فيقول باهتمام:
– مش هتتعشي؟
ولكنها لم تجبه على سؤاله ليتعجب من حالها.
………………………..
مر عليه اسبوعًا كاملًا كان كفيلٌ ليشعل نــــاره.. عادت تتجاهله مرة ثانية وهذا يجـ.ـر.ح كبريائه لما تقلل منه دائمًا؟ رغم حرصه على توليتها اهتمامه الذي لا يعرف سببه؟ ليقرر الابتعاد لعله يستطع التفكير وتصفية ذهنه المرهق.. ويحاول ترتيب حياته، ولكنه يدور بدوامة غير منتهية.. لم يشعر بنفسه إلا وهو يرفع هاتفه يتصل بملجأه (نانسي) ليطلب منها الحضور لشقته الخاصة وهي لم تتوانى في تلبية طلبه. …….
يشعر بأيديها تدلك جــــســ ـده المرهق بأيديها الناعمة، كانت تبذل قصار جهدها لتسعده وتزيل عنه إرهاقه، إنها (نانسي) زميلة الجامعة ابنة رجل الأعمال رفقي ناصف.. التي تعشقه منذ سنوات.. فهي دائمًا تحت طوعه تغذي رجولته بأنوثتها وجمالها، وتغذي قوته بضعفها.. لا تطلب الكثير سوى وجوده معاها فقط.
فيشعر بها تطبع قبلة فوق ظهره قائلة:
– حبيبي المساچ ريحك؟
يوسف بإرهاق:
– شوية..
لتسأله بأنوثة:
– طيب تحب اعملك إيه وأنا اعملهولك.
فتراه يعتدل في نومته ليوجهها بجــــســ ـدها العاري ويجذبها بقوة لصدره لتضحك ضحكة مغرية وتقول:
– مش معقول يايوسف.. انت مـ.ـا.تعبتش؟ انت غريب بقالك يومين.
ليهمس في أذنها :
– نانسي.. انتِ بتحبيني ليه؟ ايه اللي يخلي واحدة زيك تعيش في الظلمة كدة.
نانسي بتأثر:
– بعد السنين دي كلها لسه بتسأل؟ عشان باختصار انت حياتي يايوسف.. انت حبي الاول والأخير ومن غيرك امـ.ـو.ت.. مع اني متأكدة انك مش بتحبني قد ما بحبك بس يكفي انك سمحتلي أكون جنبك.
فيقبلها قبلة ناعمة وتحيط ذراعيها به مستسلمة لعشقه وتمددت يده الإزاحة قميصها الناعم عن جــــســ ـدها ويلقيها فوق الفراش لعله ينعم بحبها وتهدئ من نــــاره التي اشعلتها الأخرى، لم يمض سوى دقائق معدودة ووجدها تدفعه بغـــضــــب عنها وتقوم بـ.ـارتداء ملابسها وهي ثائرة.. لم يفهم ما الخطأ الذي اقترفه لتتبدل هكذا؟ ليقول:
– فيه ايه مالك.. زي ما تكوني لدعك عقرب؟ فتقف متحفزة له قائلة:
مش عارف مالي؟ فتقترب منه متسائلة بغـــضــــب:
– مين غزل يايوسف؟ مين غزل اللي ناديتني باسمها وانت معايا؟ وبتقولها بعشقك ياغزل.
يوسف بصدmة محاولًا الهروب منها:
– أنت اكيد بتخرفي.. أنا ماقولتش كدة.. لو ده حصل يمكن من الشرب اللي شربناه فغلط لساني.. ايه المشكلة؟
– ميــن دي؟
قالتها بإصرار
ليغـــضــــب يوسف من تحقيقها ويلعن نفسه علي خطأه ويقول:
– أنتِ هتحققي معايا؟ نسيتي نفسك ولا إيه.. اديني سايبلك الدنيا وماشي بلا قرف.
فيتحرك من أمامها مرتديًا ملابسه علي عجاله تاركا اياها بغـــضــــبها.
………..
ظل يدور بسيارتها هائمًا على وجهه مترددًا في الرجوع الي الفيلا.. حاملًا معه زجاجة خمر يتناولها بشراهة فهي كانت ونيسته في تلك اللحظة.. حتي شعر بثقل رأسه ليتفادى أكثر من حادث اثناء قيادته.. ليقرر العودة والنوم بفراشه.
………
دخل مترنحًا من باب الفيلا بسبب ثقل رأسه أول مرة يكثر من الشراب كان دائمًا معتدلًا في تناوله حتى لا يؤثر عليه.
فيلاحظ سكون المكان مع الإضاءة الخافتة به من الواضح ان الكل نيام في هذه اللحظة.. وعند بداية صعوده الدرج شعر بحركة صادرة من المطبخ ليضيق عينيه بتركيز ليسأل نفسه.. مين صاحي دلوقت؟
فيتحرك ببطء حتى وصل إليه ليثبت مكانه ذاهلاً من المشهد الذي أمامه لقد كانت جالسه على مقعد الطاولة بيدها كتاب تقرأ به وبيدها الأخرى كوبًا من المشروب الساخن الذي يتصاعد منه الأبخرة ليعلم أنه مشروب الشوكولاتة المفضل لديها ولكن ليس هذا ما ثبته وصدmه بل حالها الذي اول مرة يراها به.. لقد كانت عاقصة لشعرها اعلى رأسها ليتدلى منه بعض الخصلات العشوائية كاشفًا عن عنقها الطويل ليظهر له ملامح وجهها وأذنيها بوضوح ليرى قبوع سماعة أذنها اليسرى فيها.. أما عن ملابسها كانت تظهر الكثير والكثير من مفاتنها ابتداء من قميصها القطني المجـ.ـسم ذو فتحة الصدر الواسعة ليظهر منه صدرها بوضوح ويظهر ذراعين مكشوفين، فيخفض نظره لساقيها التي كانت ترفع ساق فوق الأخرى يظهران بكل جرأة بسبب سروالها القصير.. القصير جدا، على ما يبدو انها تجلس بأريحية ظنًا منها انه ليس بالمكان ولن يعود كعادته.. ليبتسم بخبث شـ.ـديد
أما عنها فكانت شـ.ـديدة التركيز في كتابها مستمتعة بمشروبها الساخن الذي يذهب عقلها.. ولكنها بعض لحظات بدأت تتململ في جلستها بسبب الرائحة التي داهمت المكان رائحة تحفظها جيدًا تسبب لها الضيق.. فترفع عينيها لتتأكد من عدm وجوده لتصطدm عينيها بعيونه الجائعة فتشهق بقوة منتفضة من جلستها ضامة كتابها الي صدرها بخــــوف:
– أنت جيت امتى، وواقف كدة ليه؟
لترى ابتسامة قبضت قلبها ويقول وهو يتحرك اتجاهها:
– بصراحة لسه جاي وشكلي من حسن حظي أن وصلت دلوقت.
تخاف من كلمـ.ـا.ته لتتراجع للخلف مع اقترابه ضامة كتابها تحتمي به تقول:
– طيب أنا طالعة انام عشان عندي بكرة سف…..ااااه.
يقطع حديثها هجومه عليها يكبل يدها خلف ظهرها ضامًا اياها لصدر فتسمعه يهمس بأذنها:
– تفتكري بعد ما لقيتك بالشكل اللي يجنن ده اسيبك تمشي بسهولة كده؟ انا قتيلك النهاردة.
لتطلق صرخة استنجاد من حنجرتها فيقوم بوضع كف يده فوق فمها ليسكتها يقول:
– اسمعيني كويس محدش هينقذك مني النهاردة، زمان عمي نايم في سابع نومه.
فتحاول التخلص منه بركله فتفشل في ذلك، ليلقيها ارضًا مثبتًا إياها بأرضية المطبخ ويقوم بتمزيق قميصها القطني مع توزيع قبلات عشوائية على وجهها وجــــســ ـدها بجوع فيقول بأنفاس متسارعة:
– انت اللي عملتي كده.. عايزاني اشوفك كده واسكت؟
لتصرخ مرة اخرى تشعر بالاختناق فتشعر بتمرير يديه فوق جــــســ ـدها بجرأة.. لا تستطع إنقاذ نفسها فهي منتهية لا محالة، توقف جــــســ ـدها عن المقاومة وترتخي أعصابها ليرفع رأسه عنه ليكتشف انها قد داهمتها نوبة إغماء لينقبض قلبه ويبدأ في هزها وضـ.ـر.ب وجنتها لإفاقتها يقول:
– غزل.. غزل.. فوقي ..غزل!
ينتفض واقفًا يبحث عن شيء لإفاقتها.. لم يجد إلا زجاجة المياه ليجلبها وعند التفاته لها اكتشف عدm وجودها.. ليخرج مسرعًا من المطبخ ويجدها تجري برعـ.ـب إلى حجرتها فيلحق بها ويقوم باحتضانها من الخلف وتكميم فمها وحملها إلى غرفته مع مقاومتها التي باءت بالفشل.
يلقيها بعدm رحمة فوق فراشه ويثبتها بجــــســ ـده مع تثبيت يدها فوق رأسها يقول:
-عايزة تهربي مني.. مش هتقدري ياغزل.. انتِ ملكي وهاخد اللي عايزه منك.. صدقيني مش هتنـ.ـد.مي.
فتصرخ بقوة لعل احد يسمعها تقول:
– فوق يايوسف.. أنت مش في وعيك.. سبني أرجوك، أنا بـ.ـنت عمك حـ.ـر.ام عليك.
لكنه لم يسمعها فشيطانه كان يغلبه.
↚
يلقيها بعدm رحمة فوق فراشه ويثبتها بجــــســ ـده مع تثبيت يدها فوق رأسها يقول:
– عايزة تهربي مني؟ مش هتقدري ياغزل.. أنتِ ملكي وهاخد اللي عايزه منك.. صدقيني مش هتنـ.ـد.مي.
فتصرخ بقوة لعل أحد يسمعها تقول:
– فوق يا يوسف.. أنت مش في وعيك، سبني أرجوك.. انا بـ.ـنت عمك حـ.ـر.ام عليك.
لكنه لم يسمعها، فشيطانه كان يغلبه لتصرخ مرة أخرى عنـ.ـد.ما نزع قميصها عنها ويكمم فاها بقوة حتى لا يسمعها أحد مع تقبيل جــــســ ـدها، فتقوم بقضم يده المكمة لها.. فيصدر عنه صرخة رجولية.. وتستغل ذلك لدفعه عنها والهروب لتحتمي بأي شيء داخل الحجرة.. تقع عينيها على سكين صغير بجوار صحن الفاكهة، فتحمله مهددة إياه.. و يقف يلهث من شـ.ـدة مقاومتها له كأنه خارج من معركة شرسة يقول بلوم زائف:
– كدة ياغزل.. تعضيني.
يحاول الاقتراب منها لتصرخ بوجهه مهددة بالسكين تقول بكره:
– لو قربتلي هقــ,تــلك.. فاهم هقــ,تــلك يا يوسف.
شعر أن الأمور اتخذت مجرى غير متوقع ليشعر بثقل في عينيه ودوار يداهمه فيقول مهدئًا إياها:
“خلاص.. خلاص إهدي.. مش هقربلك.. بس هاتي الــســكــيــنــة دي.
غزل بحدة وانهيار:
– قولتلك ابعد.. متقربش.
لتتفاجأ باقترابه وتقوم بجـ.ـر.ح كف يده اليسرى كرد فعل مفاجئ منها.. لينظر إلى كفه متألــما بذهول مع ازدياد الدوار.
………………..
ضـ.ـر.بات بالرأس وطنين متزايد بالأذن يشعل رأسه وثقل بجفونه لا يستطع فتح أعينه.. ليستمر صوت الضـ.ـر.بات برأسه ليتألــم أكثر وأكثر.. كأن أحدهم يدق رأسه باستمرار.. ليفتح عينيه بثقل شـ.ـديد ليكتشف أن هذه الضـ.ـر.بات المؤلمة ليست سوى صوت طرقات على الباب ليسمع صوت هناء تناديه:
– يوسف بيه.. يوسف بيه.
فيجيبها بإرهاق:
– ايوه ياهناء.
هناء برسمية:
– حضرتك اتأخرت عن الشركة الساعة ١٢حضرتك.. تحب احضر لحضرتك الفطار؟
يوسف يعتدل من نومته ليكتشف وجوده فوق ارضية الحجرة ليقول:
– هناء اعملي كوباية كبيرة قهوة.. لحد ما أنزل.
يجلس بإرهاق عاقدًا حاجبيه فيشعر بألــم شـ.ـديد بكف يده ليرفعها أمام وجهه فيكتشف وجود جـ.ـر.ح غائر بكفه وتجلط الدmاء به ليقول بتعجب:
– إيه ده؟ هو إيه اللي حصل.
يتحامل على نفسه ويستقيم واقفًا يمرر نظره بالحجرة متعجبًا من حاله وحال الحجرة ابتداء من الفراش المبعثر للأشياء الساقطة ارضًا فتقع أعينه على شيء موضوع فوق الفراش ليرفعه أمامه فيجده قميصًا أنثويا ممزقًا ليعقد حاجبه أكثر متسائلًا:
– بتاع مين ده؟
لم يلبث أن يتحرك ليلاحظ شيئًا يلمع فوق الفراش فيمد يده إليها وتجحظ عينيه من الصدmة وتتسارع ضـ.ـر.بات قلبه ليضـ.ـر.ب الدmاء في أوردته ويقبض قلبه المًا ويهمس بصدmة:
– غزل!
………….
يخرج كالمـ.ـجـ.ـنو.ن يبحث عنها في حجرتها ليجدها فارغة فيصدح صوته بغـــضــــب مناديا عليها لتخرج هناء مهرولة تقول:
– غزل هانم سفرت هي وناجي بيه؟
يوسف بغـــضــــب:
– سافروا؟ سافروا فين؟ وأمتى؟
هناء:
– معنديش علم ..هو ناجي بيه قالي ابلغ حضرتك بسفره.
لينصرف مهرولا عائدا لحجرته يبحث عن هاتفه.
……..
بصالة الانتظار بالمطار
– هتفضلي مكشره كده؟ اديني عملت اللي انتِ طلبتيه ومعرفتش يوسف اننا مجهزين للسفر.. ممكن اعرف بقى ليه كل ده قالها ناجي مداعبا ابـ.ـنته.. لتقول بحـ.ـز.ن:
– مافيش أسباب حبيت بس نعمل كل حاجة وبعد كدة نبلغه.
لم يقتنع ناجي بتبريرها أنه يعلم انها تخفي شيئا خاصًا بخصوص يوسف.
ليجد هاتفه يدق ليقول لها:
– جبنا في سيرة القط.
فيكمل:
– ايوه يايوسف.. اخيرًا صحيت.
يوسف بتـ.ـو.تر يشـ.ـد خصلات شعره:
– عمي ..عمي إنتوا فين؟
ناجي بوقار:
– احنا في المطار خلصنا الاوراق ومنتظرين الطيارة … انا قولت لهناء تبلغك.
يوسف يبتلع ريقة متسائلا:
– هي غزل كويسة.. هي جنبك؟ عايز أكلمها.
لينظر ناجي الي ابـ.ـنته الحزينة يقول :
– ايوه جنبي ..معاك أهي.
تتناول الهاتف من والدها بأيدي مرتعشة تبتلع خصة مؤلمة بحنجرتها حابسة دmـ.ـو.عها فتبتعد بالهاتف تحت مراقبة ناجي تجيب بألــم :
– نعم؟
عند سماعه صوتها قام منتفضًا يقول بسرعة:
– غزل.. غزل.. اسمعيني ..انت كويسة؟ ردي عليا …غزل طمينيني انتي كويسة ؟..كويسة صح ؟
ليسود الصمت بينهما ليكمل بلهفة:
– أرجوك طمينيني ..انا اذيتك ؟…مـ.ـا.تسكتيش كدة.
ليجد انقطاع الخط فجأة لينظر إلى الهاتف بصدmة ويحاول الاتصال مرة اخري ليجده مغلق ..فيفقد أعصابه ويضـ.ـر.ب هاتفة بالحائط ليتهشم إلى اجزاء.
…………..
تجلس مضطربة من هذه الخطوة كيف جاءتها الجرأة لتلبية طلبه في مقابلته بشقته بعد ان امتنعت عن مقابلته في الأماكن العامة غـــضــــب كثيرا منها ..ليذكرها دائما بانها زوجته وله حقوق عليها …كيف وافقت علي الزواج منه لا تعلم ..ما تعلمه انها أحبته وعشقته بقوة .ولا تريد التخلي عنه.
يقطع افكارها حضوره حاملا كأسا من العصير قائلا:
– الحقيقة يا ملك انا اسعد راجـ.ـل في الدنيا دي عشان وافقتي تيجي معايا هنا ..وما هنتش عليكي تزعليني زي المرة اللي فاتت.
ملك بتـ.ـو.تر:
– جاسر انت عارف اني بحبك ،.وكنت رفضت فده عشان خايفة من يوسف يعرف مش عشان عايزه ابعد عنك .
جاسر يمسك كفها ويجلس بجوارها :
– قولتلك مـ.ـيـ.ـت مرة ..سيبي يوسف علي جنب …المهم احنا ..احنا مش بنعمل حاجة غلط ..انتِ مراتي وانا جوزك وليا حق اشوفك ولا ايه ؟
تهز رأسها موافقة علي حديثة ..فيتشجع ليقترب منها يهمس في أذنها:
– انا مشتاقلك جدا يا ملك.
ليطبع قبلة بجانب عنقها ويضمها لصدره وترفع ذراعيها تحيطه بهما.. فتشعر به يحملها بين ذراعيه قائلا:
– ملك انت وحشاني اوي ..ارجوكي مـ.ـا.تقوليش لا ..مش قادر اصبر اكتر من كدة.
– جاسر انا خايفة.
فيدخل بيها حجرته يهمس لها :
– طول ما انا معاكي مـ.ـا.تخافيش ابدا.
………..
تنام منكمشة بخــــوف مما حدث لقد أصبحت زوجته فعليا.. ماذا عليها ان تفعل ؟..تشعر بخيانة اهلها وسندها …فتسيل دmـ.ـو.عها بصمت على وجنتها بسبب تهورها الغير محسوب وتشعر بحركته بجوارها ليلامس ذراعها المكشوف بحنية يقول بعشق:
– مبروك ياحبيبتي ..دلوقت بقيتي حرم جاسر الصياد.
فيتفاجأ ببكائها الشـ.ـديد فيزداد قلقه عليها قائلا:
– ملك ..بتعيطي ليه ؟..صدر مني حاجة ضايقتك ..؟!….طيب في حاجة بتو.جـ.ـعك؟
ملك ببكاء:
– خايفة ياجاسر من اللي جاي ..خايفة تكون بتلعب بيا ..خايفة من يوسف.
جاسر بلوم حقيقي:
– بقى كدة ! خايفة منى ازاي تشكي في حبي ليكي ياملك؟ انت مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش مدى عداوتي مع اخوكي شكلها ايه؟..مع ذلك اول مرة شفتك حبيتك من غير ما اعرف انك اخت يوسف ولما عرفت مقدرتش ارجع واسيبك.
يراها تعتدل في جلستها وتقوم بتغطية حالها بخجل :
– مـ.ـا.تزعلش مني ..انا الأفكار بتاخدني وتوديني ..ياريت يوسف زي يامن ياريت.
فيلاحظ بحثها عن ملابسها ليقبض على ذراعها بنعومة يقربها اليه قائلا :
– رايحة فين؟..انا لسه ماشبعتش منك.
ملك بخجل :
– كفاية ياجاسر عشان…
يضمها إلى صدره يلاعب شعرها بيده قائلا:
– مافيش عشان! مافيش غير حاجة واحدة بس انك هتفضلي في حـ.ـضـ.ـني النهاردة.
فيهبط ليقبلها قبلة ناعمة طويله لتستسلم له وتلاعب خصلات شعره بيديها .ليسـ.ـر.قا بعض السعادة المكتوبة لهما.
…………….
يدخل عليها مكتبها والغـ.ـيظ يملأه من تجاهلها.. نعم اعترف بحبه لها.. نعم يحبها ولكن لمَ لا تعترف هي الأخرى؟ لماذا تعانده؟
يقف أمام مكتبها بوجه صارم وبيده ملف متحججًا به كعادته يقول:
– قولتلك عايز اقابلك في الأرشيف واستنيتك ومجيتيش.
ترفع عينيها برسمية مزيفة عن الحاسوب تقول:
– أستاذ محمد؟ فيه حاجة حضرتك طليبها مني؟!
ليصدm من طريقة حديثها فيقول:
– سوزان! بلاش البرود ده.. انا بعتلك رسالة وانتِ شوفتيها عشان تقابليني في الأرشيف، ممكن اعرف ايه اللي اخرك السيادة.
يراها ترجع ظهرها لمقعدها وتنظر إليه نظرة مبهمة تقول:
– حضرتك عايزني اقابلك ليه؟ فيه حاجة بينا.. حضرتك يا أستاذ محمد زميل في الشركة دي وما اعتقدتش ان أي زميل كل شوية يقولي اقابلك اروح أقابله.
محمد يحجز علي اسنانه:
– أنتِ عايزة توصلي لإيه؟ أنا اعترفتلك اني بحبك.. عايزة ايه تاني؟
لتبتسم بســـخريـــة:
– اولًا أنا مش عاوزة أوصل لحاجة.. ثانيًا اعترافك ده مش جديد عليا تعرضت لده كتير قبل كده.
ليهجم عليها ممسكًا ذراعها بقوة:
– تقصدي إيه انك تعرضتي لده كتير؟
– شيل ايدك!
قالتها بنظرة تحذيرية جديدة عليه، ليتركها ببطء ذاهلاً من اسلوبها لا يعلم ما الخطأ الذي اقترفه لتعامله هكذا.. عنـ.ـد.ما اعترف لها بحبه في غرفة الأرشيف من قبل لاحظ بريق عينيها والسعادة التي حلت عليها.. لما تغيرت بهذا الشكل؟
يخرج مندفعا من أمامها تارك اياها تبكي لقد تماسكت أمامه كثير حتى لا تظهر ضعفها فكبريائها يمنعها ان تتسول خطوة جدية في علاقتهما معا.
…………….
– انت هتفضل علي الوضع ده كتير.. انت مبقتش مركز نهائي.. وشغلك كله اخطاء اول مرة اشوفها ..حتي هيئتك بقيت مهمل فيها ..حصل ايه لكل ده مش فاهم ؟..انت حتى مش متأكد من شكوكك.
قالها شادي بلوم شـ.ـديد ليوسف …
يجلس أمامه واضعا راسه بين كفيه مستندا علي مكتبه يقول ببطء:
– مش قادر افكر ياشادي ..دmاغي بقالها شهرين مشلولة …خايف أكون أذيتها بغبائي وهي مش عايزة تريحني ..مش بترضى تكلمني.
شادي بلوم:
– يابني اهدى…انت قولت لي انك مش فاكر وانك لقيت حاجتها علي سريرك ..ده مش دليل ان في حاجة حصلت بينكم.
يوسف بغـــضــــب:
– وجـ.ـر.ح ايدي والعضة اللي فكفي.. وصدري اللي مليان خرابيش ..مش دليل اني أذيتها واعتديت عليها ..؟؟؟.بلاش كدة ..ليه مش بترد عليا ليييه؟
شادي بمراوغة:
– طيب نفرض ان ده فعلا حصل ..انت هتعمل ايه ؟
– هتجوزها
قالها مندفعا بدون تفكير ..
فيكمل بـ.ـارتباك:
– غلطتي ولازم أصلحها مـ.ـا.تبصليش كدة.
ليرفع شادي حاجبه بابتسامة:
– من امتى يوسف الشافعي بيفكر في كدة؟ اقولك الحق انت تتمنى من جواك انه يحصل عشان غرضك ده.
يوسف هروبًا من صديقة يمسك هاتفه محاولا الاتصال بها للمرة الذي فقد عدها.
…………
تقف امام الموقد تعد وجبة الغداء تشعر براحة نفسية بهذا المكان مكان هادئ له حديقة صغيرة من طابقين وله طابع خاص كسكان هذه الدولة ..تشرد في اول مرة وضعت قدmها علي ارض هذه الدولة كان يتملكها التـ.ـو.تر والخــــوف لتمسك بيد والدها متشبثة به ..لقد كان ينتظر شخصا ما فتراه بعد لحظات يلوح بيده من بعيد بابتسامة عجيبة عليها مملوءة بالخب لتلاحظ اقتراب شاب ابيض متوسط الطول يشبه والدها ويوسف بعض الشيء يظهر علي ملامحة الدعابة وخفة الظل يقول:
– اخيرا ياعمي حنيت عليا.
ليحتضنه بقوة صادقة ..ثم يقوم بمد يده لها دون ان يفقد ابتسامته يقول :
– نورتي تركيا ياغزل.
كان يعرفها ويعرف اسمها ..علمت بعدها انه ابن عمها الثاني المغمور الذي لم يذكر اسمه مرة واحدة أمامها فكانت صدmة لها ان تعرف بوجود ابن عم شقيق ليوسف وملك …كانت متخــــوفة من البداية منه ظنًا منها انه سيكون بنفس أخلاق شقيقة ..ولكنها اكتشفت انها تتعامل مع شخص مختلف كليا عن شقيقة ..مرح ..كثير المداعبة …متعاون لأبعد الحدود.
لتكتشف بعدها وظيفته التي سببت لها تـ.ـو.ترا جليا كان يعمل طبيبا متخصصا في الانف والأذن والحنجرة
علمت بعدها سبب اتجاه والدها لهذه البلدة بالأخص بعد ان طلبت منه ببكاء في المكتب عرضها علي طبيب متخصص لحالتها مع الإبقاء علي سرية الموضوع وقد كان ….
لتنتفض فزعة صارخة من صوت عالي كصوت انفجار وتسمع صوت ضحكات يامن عليها لتقول له بغـــضــــب:
– انت مش هتبطل اللي بتعمله ده اعمل فيك ايه.
يامن بضحك :
– طيب اعمل ايه بذمتك بقالي ساعة عمال انده عليكي وانا شايل اكياس من السوبر ماركت والحاجة تقيله ..قولت اجرب افرقع كيس منهم عشان اطمن علي العملية ..انتي عارفة لازم اطمن علي حالتي.
غزل بطفولة :
– طيب !!!..خد عقـ.ـا.بك بقي مافيش اكل ليك ولا حاجة حلوه.
يامن باستسلام :
– لا أبوس ايدك انا جعان وراجع من المستشفي هلكان يادوب رحت اشتريت الحاجة ورجعت علي طول.
غزل بتفكير :
– خلاص سماح المرادي يا ابيه.
يامن يتلفت يمينا ويسارا:
– أبيه!.. انا ابيه!!.. الكلام ده ليا انا ؟
تهز رأسها بمشاكسة وتضحك ليقول:
– غزل ! .احنا حبايب اه ..لكن تكبريني في السن لا ..ده انا اخوكي الصغير ولسه مادخلتش دنيا تطلعي سمعة ما اتجوزش.
غزل بجدية:
– ياريت يايامن والله ..انت اساسا تستاهل كل خير ..يارب يرزقك ببـ.ـنت الحلال عشان اخلص من مقالبك بقي.
يامن بلوم :
– كدة !!..طيب مافيش ايس كريم علي البحر النهاردة.
غزل برجاء:
– لا لا حرمت خلاص .. إلا الآيس كريم.
يدخل ناجي عليهما يقول:
– موال كل يوم ..إنتوا مش هتبطلوا نقار مع بعض صدعتوني.
يامن بتحية رسمية:
– لا يافنـ.ـد.م هنسكت خالص.
ناجي موجهها حديثه لها:
– يوسف كلمني النهاردة زي كل يوم ..وطلب انه يكلمك وانا قولتله انك نايمة ..زي ماقولتي.
انا نفذت رغبتك اللي مش عارف سببها ايه ومستني تيجي بنفسك تصارحيني باللي مضايقك..
فينصرف تحت نظراتهما المراقبة.
وتسمع يامن يتساءل :
– لسه مش عايزة تكلميه وتردي عليه؟
تهز رأسها بالرفض والضيق ليكمل بجدية:
– عمي بدأ ياخد باله ان في حاجة ..وهروبك مش صح لازم مواجهة ..ومسيرك هترجعي ..انت هنا بس لحد مااطمن علي العمليتين اللي عملتهالك وتعدي فترة النقاهة مش اكتر.
يسمعها تجيبه بحـ.ـز.ن :
– مش عايزة ارجع ..ولا عايزة أواجهه ……انا بكرهه ..خليني معاك هنا ..صدقني مش هضايقك.
يامن بتأثر لحالها يرفع كف يده يربت علي وجنتها :
– غزل !!..يوسف مش وحش اوي زي ما انتِ متخيله بالعكس يوسف قلبه كبير بس هو غـ.ـبـ.ـي اوي مع اللي حوليه ..سيبي الأيام هي اللي هتحدد هيحصل ايه.
غزل بتساؤل محير:
– ممكن اعرف حاجة محيراني من ساعة ماوصلت ..انت ليه مش بتكلم يوسف ولا هو بيكلمك ؟..وليه محدش جاب سيرتك هناك ؟…حتى المدة اللي عشتها هناك مارجعتش ولا مرة تزورنا.
يامن بابتسامته خلابة:
– زي مـ.ـا.تقولي كدة ..في خلاف كبير بيني وبين يوسف ..الخلاف ايه؟..مسيرك ت عـ.ـر.في في يوم.
يقطع حديثه رنين هاتفها المستمر ليقع عينه علي اسم المتصل فتصدح ضحكة عالية منه عنـ.ـد.ما شاهد الاسم التي تسجله به …ليقول اثناء ضحكه :
– مش ممكن انتِ مشكلة.
غزل ترفع حاجبها وتهدده بالضـ.ـر.ب بملعقة الغرف تقول :
– ممكن افهم بتضحك علي ايه دلوقت.
يامن مهدئا حاله :
– انت عارفة لو يوسف عرف انتي مسجلاه ايه علي التليفون هيعمل فيكي ايه؟
غزل بكـبـــــريـاء :
– اعمل ايه ؟!…مالقتش وصف يناسب اخوك الا ده …بقولك ايه انت ناوي تقوله؟
يامن :
– لا طبعا انا مش مستغني عنك ..بس اطمني هو مسيره يعرف لوحده.
فتشرد هي في شاشة الهاتف التي تضئ باسمه المستعار(البذيء قاطع الأنفاس )
…………….
يقول بغـــضــــب:
– برده مش بترد اعمل ايه انا هتجنن؟
شادي بعقلانية:
– ممكن تهدى انت كده هتخلي عمك يشك ..اهدى هي مسيرها ترجع مع عمك ..هو ماقالش هيرجعوا امتى؟
يوسف بضيق :
– هو انا اعرف سافروا فين وليه عشان اعرف هيرجعوا امتى ؟..عمي بقاله مدة مش صريح وبيلاعبني ..كل اما اساله حاسس انه مخبي حاجة مش عايزني اعرفها؟
– طيب انا هقوم انا ..واه ..ابقي رد علي مكالمـ.ـا.ت نانسي عشان قلبت دmاغي وحالفة لاتيجي الشركة لو ماردتش عليها؟
يوسف بشرود:
– هترد شاء الله.
………………….
تجلس امام كتابها شاردة في صفحاته لاتفقه شيء منه منذ ساعات حاولت التركيز اكثر من مرة لتعود الذكري السوداء لخيالها وتشتت افكارها ..أين كان عقلها عنـ.ـد.ما تهور قبلها معها ؟؟..يـ.ـؤ.لمها ضميرها علي ماصدر منها ..تتمنى لو كانت تتصف ببعض الشجاعة لتواجه الجميع بأفعالها البذيئة
فتسمع صوت طرقات حجرتها ليدخل محمد علي وجهه ابتسامة خلابة :
– توتا بتعمل ايه؟
تجيبه تقى بهدوء:
– كنت بحاول أذاكر لان الامتحانات قربت.
لتراه يجلس أمامها كأن يوجد شيء يريد قوله :”تقى ..انا ملاحظ بقالي مدة انك قافلة علي نفسك ومتغيرة ..ومش متعود علي سكوتك ده طبعا ..في حاجة مخبياها عليا ..انا اخوكي ومهما كان سندك.
لتعقد حاجبها بتـ.ـو.تر :
– حاجة ؟..حاجة زي ايه ؟…مافيش طبعا ..انا بس حاسة اني مرهقة وكسلانه اروح الجامعة ..فقولت استغل ده واذاكر في البيت.
محمد بعدm اقتناع :
– بس كدة.
فتهز رأسها بنعم ليكمل هو بحب:
– طيب انا هحاول اقتنع بكلامك لكن لو حسيتي في يوم انك عايزة تتكلمي انا موجود.
فيتحرك ليلثم رأسها بقبلة اخوية ويتركها بألــم ضميرها ونـ.ـد.مها.
……………
بعد مرور اسبوع على الجميع
تخرج من حمامها ملتفة بشرشف قطني بشعر مبتل لتلقي نظرة علي من يستلقي علي فراشها وينعم بنوم هانئ ..لتنظر الي نفسها بالمرأة تقييم جمال جــــســ ـدها الأبيض وخصلات شعرها الذهبية التي تتميز به ..لا تعلم الي متى ستظل اسيرة لعشقه وحبه التي تملك منها منذ سنين كالوباء ..؟؟هل ستبقي هكذا مكتفية ببعض اللقاءات ام آن الأوان لتنعم ببعض الاستقرار ..فتلاحظ تململه بإرهاق اثناء نومه ..فمن يراه الان لا يقارنة بمن هجم عليها منذ ساعات قليلة لقد كان غريبا تشعر بشروده وقلقه وهو معها..
وأثناء تأملها له سمعت صوت هاتفه فينفض النوم من عينيه ويمد يده يفتح المكالمة لينتفض جالسا بجزعه العاري يقول :
– ايوه ياعمي.
– مطار ايه؟
– يعني انتو فين؟
يكمل حديثة وهو يقوم بـ.ـارتداء ملابسه على عجالة:
– معلش اصلي كنت نايم ومش مركز.
– يعني وصلتوا.. انا جاي في الطريق خمس دقايق.
يكاد ان يغلق ليقول بلهفة :
– عمي ..عمي..هي !!هي غزل معاك ؟
فيبتسم بدون ان يشعر ليقول :
– انا جاي حالا.
ليخرج مهرولا بسعادة غريبة علي وجهه ممسكا بحذائه تحت أنظارها الذاهلة لتقول لنفسها :
– هو اتجنن ولا ايه ..ده حتي ماسلمش عليا.
………
يجلس خلف المقود قابضا عليه بكفه بغـــضــــب شـ.ـديد وحيرة …يلقي عليها نظرات عن طريق مرآته مراقبا اياها وهي محتضنة والدها بملامح مبهمة بالنسبة له …ملامح بـ.ـاردة ترتدي نضاراتها الشمسية تخفي عنه عينيها .
يرجع بذاكرته منذ لحظات عنـ.ـد.ما كان يقف متـ.ـو.ترا بصالة الانتظار منتظرا وصولها ليس الا ….ينظر الي ساعته للمرة الألف يأخذ المكان ذهابا وإيابا ..ليشاهد ظهور عمه من بعيد فتتسارع انفاسه بقوة غير مسيطرا علي ارتباكه فيبحث عنها باعينه الصقرية
لعله يلمحها ليجدها بعد طول انتظار تظهر بإطلالتها الصيفية بفستان ابيض مكشوف الذراعين ….الذراعين ؟…الذراعين؟ يامن يحتضن ذراعها ؟!..ليرفع عينه لتشل حركته ويثبت مكانه من صدmته …عنـ.ـد.ما رأي أخيه يامن يحتضن غزل اليه اثناء سيره وابتسامة جلية تظهر عليه وعلى وجهها ليفتح فمه وتجحظ عينيه بقوة.
يقترب منه عمه يسلم عليه ويقول بمكر:
– يوسف …اقفل بوقك ياحبيبي ..الدبّان هيدخل جواه.
فينصرف من جانبه بكل هدوء حتي يصل إليه يامن وهو محتضن غزل بمرح :
– ايه ياجينيرال مش هتسلم علي اخوك حبيبك.
ليفيق يوسف من صدmته يقول من بين اسنانه:
– شرفت يا ياخويا.
↚
يجلس خلف المقود قابضًا عليه بكفه بغـــضــــب شـ.ـديد وحيرة.. يلقي عليها نظرات عن طريق مرآته مراقبًا اياها وهي محتضنة والدها بملامح مبهمة بالنسبة له ملامح بـ.ـاردة ترتدي نظاراتها الشمسية تخفي عنه عينيها.
يرجع بذاكرته منذ لحظات عنـ.ـد.ما كان يقف متـ.ـو.تراً بصالة الانتظار منتظراً وصولها ينظر إلى ساعته للمرة الألف يأخذ المكان ذهابا وإيابا.. ليشاهد ظهور عمه من بعيد فتتسارع انفاسه بقوة غير مسيطرا علي ارتباكه فيبحث عنها باعينه الصقرية لعله يلمحها ليجدها بعد طول انتظار تظهر بإطلالتها الصيفية بفستان ابيض مكشوف الذراعين.. الذراعين؟ الذراعين؟ من يحتضن ذراعها ؟! ليرفع عينه لتشل حركته ويثبت مكانه من صدmته.. عنـ.ـد.ما رأي أخيه يامن يحتضن غزل إليه اثناء سيره وابتسامة جلية تظهر عليه وعلى وجهها ليفتح فمه وتجحظ عينيه بقوة.
يقترب منه عمه يسلم عليه ويقول بمكر:
– يوسف …اقفل بوقك ياحبيبي ..الذبان هيدخل جواه.
فينصرف من جانبه بكل هدوء حتي يصل إليه يامن وهو محتضن غزل بمرح:
– إيه ياجينيرال مش هتسلم على اخوك حبيبك.
ليفيق يوسف من صدmته يقول من بين اسنانه:
– شرفت يا ياخويا.
………………..
يفيق من شروده ينظر اليها مرة أخرى بمرآته ليقطع عليه أخيه تأمله قائلًا:
– خلي بالك من طريقك، الطريق قدام مش ورا.
ليجد على اسنانه ويلقي عليه نظرة توعد منه ..ثم يجلي صوته محدثا عمه لعله يستشف سبب سفرهما المفاجئ يقول:
– هو إنتوا كنتوا في تركيا؟
فيجيبه ناجي بابتسامة وقورة:
– اكيد يايوسف اومال يامن رجع معانا ازاي.
يتـ.ـو.تر اكثر و يتساءل:
– هو إنتوا كنتوا عند يامن؟
ليجيبه يامن هذه المرة ببرود مقصود:
– تفتكر هيكونوا في تركيا ومش هينزلوا عندي؟ دي كانت احلى ايّام.
فيلتفت القابعة بصمت يغمز بعينيه لها مكملا:
– ولا ايه ياغزل البنات؟
فتكتفي هي بابتسامة خفيفة له.
لتجحظ عين المشتعل غـ.ـيظا من هذا التدليل.. وهذه الجرأة فمن الواضح ان يامن أخذ مكانا خاصا لديها ليدللها بهذه الوقاحة امام عمه وامامه.. فيوجه سؤاله لعمه مرة اخري بإصرار:
– هو إنتوا سافرتم ليه؟ ومبلغتنيش ليه ياعمي عشان أكون معاكم؟
يجيبه ناجي بطيبة زائدة:
– ياااه يايوسف دي قصة كبيرة.. احنا سافرنا ياسيدي عشان…
– بــابــا!
كلمة واحدة صارمة كانت كفيلة أن تصمت والدها من الاسترسال بحديثه.. ليلاحظ يوسف وجهها ينظر لوالدها بلوم.. فيشك في أن هناك حدث ما لا يريدان أعلامه به.
يحاول يوسف معرفة ما هو الشيء فيقول:
– سكت ليه ياعمي؟ كمل
ناجي بتـ.ـو.تر:
– ايه ؟…اه.. بعدين بعدين يايوسف هتعرف بعدين.
فيفكر يوسف في الشيء اللذان يخفياه عنه عن قصد.
……………..
ظل فترة الليل يأخذ الحجرة ذهابًا وإيابًا.. القلق يتملكه والضيق يقــ,تــله، لقد انهي علبة كاملة من سجائره في فترة اقل من ساعة.. لما تتهرب منه؟ يجب عليه مواجهتها ومعرفة حقيقة الأمر ..وما حدث بينهما.. فهو لايتذكر شيئا ..فقط يريد الاطمئنان علي حالها ..بانه لم يصبها بأي اذى …ولكن كيف وأخيه يلازمها كظلها لايتركها ابدا حتى يستطع الحديث معاها ..تتعامل معه كأنها تعرفه منذ زمن وليس من فترة وجيزة لاتتعدى الأشهر القليلة ..شتان بين معاملتها له ولأخيه وعند هذه النقطة شعر بحرق إصبعه من سيجارته عنـ.ـد.ما انتهت وهو شارد كما احترق صدره.
ليعزم للخروج من حجرته اليها لابد ان يحدثها حتى لو أبت ذلك..
يخرج كاللصوص على أطراف أصابعه يتلفت حوله ..فالكل نيام في هذا الوقت ..حتى وصل لها وبدأ يطرقه بخفه يقول بصوت منخفض خــــوفا من ان يسمعه أحد:
– غزل، غزل.. أنت صاحية.
غزل افتحي انا عارف انك صاحية نورك قايد، غزل ردي عليا.. انا عايز اتكلم معاكي.
………….
كانت تجلس فوق فراشها تتصفح جوالها الجديد الذي اشتراه لها والدها تقرأ رسايل عامر لها لترسل له رسالة تخبره باخر أخبـ.ـارها الجديدة في سعادة منها، لتنتفض من جلستها عنـ.ـد.ما سمعت صوت طرقات باب الغرفة وسماع اكثر صوت تكره في حياتها فتتـ.ـو.تر ويتملكها الخــــوف ويبقي نظرها معلق للباب بذهول كأنه سيقتحم غرفتها في أي لحظة لتجحظ عينيها عنـ.ـد.ما رأته يحاول فتح الباب من القبض ..ولكنها طمئنت حالها وشكرت ربها انها قامت بإغلاقه من الداخل بالمفتاح ..لتبتسم بشمـ.ـا.ته وهي مستمتعة بصوت رجائه لها بان تسمعه وتتحدث إليه.
لتأتي فكرة جهنمية في رأسها فتزداد ابتسامتها بانتصار.
………..
وقف يكاد أن يجن منها انها لا تجيبه.. لا تريد إراحته ابدا ..لا تسمع لتوسلاته لينتفض علي صوت رجولي يقول:
– انت واقف بتعمل ايه في وقت زي ده؟..قالها يامن وهو واضع يديه في خصره.
ليبتلع ريقة بتـ.ـو.تر ويمسح علي شعره من هذا المأزق يقول:
– كنت ..كنت بطمن علي غزل ..لا تكون محتاجة حاجة.
يامن بســـخريـــة:
– لا اطمن هي مش محتاجة حاجة ..روح نام انت.
يوسف بتـ.ـو.تر :
– تصبح علي خير.
….ليبتسم يامن بمكر مما حدث ويقوم بإخراج هاتفه المحمول من جيب سرواله يكتب رسالة فيها:
– انقذتك من البذيء ..عدي الجمايل ياغزل البنات.
ثم ينصرف مفكراً في حال أخيه وعلي وجهه ابتسامه غريبة لا يعلم سببها.
….
بعد مرور يومان
يخرج من غرفته على أذنه هاتفه يحدث شادي يبلغه بضرورة الحضور مبكرا لمراجعة بعض الاوراق قبل إمضائها.
ليجد أخيه يدخل غرفتها ويغلق الباب خلفه بكل بساطة فيشتعل غـــضــــبا ..ما هذه الوقاحة؟ كيف تستضيفه بغرفتها بكل أريحية ليجد نفسه يتوجه الي غرفتها باندفاع يفتح بابها بغـــضــــب فيشاهد أخيه يقف في منتصف الغرفة محتضن اياها بذراعه مع استناد رأسها فوق صدره باستسلام ..ليقول بغـــضــــب:
– انت ماسكها كده ليه ؟
فيجيبه يامن برجاء:
– يوسف.. اطلع دلوقت ..مش وقتك خالص.
لتجحظ عينيه من رد أخيه البـ.ـارد وكاد ان يلقي على مسامعهما احقر الكلمـ.ـا.ت وأقذرها بسبب وضعهما ..ليجدها تتململ بضيق واضح في وقفتها كأن شي يخـ.ـنـ.ـقها وترفع يدها علي فمها وتقوم بدفع يامن جريا إلى الحمام ..لقد كانت تشعر بالدوار الشـ.ـديد منذ أشهر والغثيان الذي يداهمها ..لتخرج بعد دقائق قليلة مترنحة بعد افراغ مافي معدتها… فيسرع يامن لمساعدتها يقول :
– حاسة بإيه دلوقت؟ ..لسه في دوخة او دmاغك بتو.جـ.ـعك .
تهز رأسها بإرهاق بنعم …ليكمل وهو يساعدها للصعود على الفراش:
– كل ده طبيعي للي في حالتك ..مافيش حاجة تقلق ..المهم بس تاكلي كويس الفترة دي.
بعد الانتهاء من دثها بالفراش التفت ليجد أخيه الكبير خلفه فارغ الفاه
جاحظ العينين من الكلمـ.ـا.ت الأخيرة التي ألقاها علي مسامعه ليشير اليها بيده وهو ناظر لأخيه يقول بتـ.ـو.تر:
– هي مالها؟…يعني ايه الكلام اللي قولته ؟..مالها حالتها؟
يامن بصرامة وهو يسحب يوسف من ذراعه حتى وصلا خارج الحجرة ويغلق الباب خلفه:
– يوسف.. مش وقتك خالص ..ياريت تخرج عشان غزل تريح شوية.
يوسف بقلق:
– يامن ؟..انت مخبي عليا إيه؟
فيزفر يامن زفرة قوية بفقدان صبر يقول:
– غزل كويسة ..كويسة جدا ..عن إذنك.
….
بعد خروجهما تحاملت على نفسها لتخرج من فراشها تغلق الباب من الداخل كعادتها حتى لا ينجح في الدخول.
………….
– ياجاسر، انا ماينفعش أخرج اليومين دول.. الكل موجود ولو اتاخرت هياخدوا بالهم.
– سيبها لظروفها
– خلاص بقي مـ.ـا.تزعلش ..هعوضك.. بس مـ.ـا.تزعلش.
– مع السلامة ياقلبي.
لتحدث نفسها تقول:
وبعدين بقي ده شكل يامن مطول في إجازته هحلها ازاي دي؟
……….
تهبط درجات الدرج متوجهه إلى غرفة الطعام بعد إلحاح يامن عليها بالهبوط .. لقد طال اعتكافها في حجرتها مدة كبيرة وحان وقت التحرر من خــــوفها ومواجهته مهما كلفها الأمر لتدخل عليهم وتجدهم منـ.ـد.مجين بالحديث عن الشركة وكان هو أول من لاحظ دخولها ليبتسم بسعادة يقول لنفسه:
– ها هي ظهرت السندريلا الهاربة.
فيرى يامن يتنحى عن مقعدة ليجلسها بجواره على يسار عمه وأمام يوسف.
ناجي بسرور:
– انا النهاردة أكل بنفس مفتوحة لأنك نزلتي.
– اعذرني ..كنت تعبانة اليومين اللي فاتوا ما أنت عارف.
ليدعو لها بسعادة :
– ربنا يكمل شفاكي على خير يابـ.ـنتي.
تداعب كلمـ.ـا.ت عمه أذنه ليتعجب من هذه الدعوة ليقول بفضول:
– ليه هي غزل مالها؟
فينظر كلًا من غزل ويامن وناجي لبعضهما بـ.ـارتباك.. فتنقذ الموقف قائلة ببرود:
– كان عندي دور برد تقيل قوي.. والحمد لله خلصت منه.
فيشاهد وضع يامن وجهه في صحنه وهو يكتم ضحكاته على حديثها لتنظر له بلوم واضح
فيقول ناجي بجدية:
– المهم جهزي نفسك انا سبتك براحتك اليومين اللي فاتوا.. عايزك تنزلي تشتري احلي فستان يليق بيكي عشان عامل حفلة صغيرة ليكي بمناسبة رجوعك لازم الناس تعرف ان بـ.ـنتي رجعتلي.
ليوجه حديثه لملك الصامته:
– ابقي خدي غزل وانزلوا اشتروا الفساتين مع بعض ياملك.
ملك متعللة:
– معلش ياعمي اعفيني من المشوار ده انا هلبس حاجة من عندي.
فيصدح صوتان رجوليان في آن واحد يقولا:
– انا هروح معاها
لينظرا لبعضهما في تحدي واضح.
لتنقذ الموقف غزل سريعا قائلة:
– أنا هاخد يامن معايا.. هو فاضي وفِي اجازة ..عشان ما عطلش يوسف عن الشركة.
فينظر لها بغـ.ـيظ هذه كانت فرصته لاختلاء بها ومعرفة حقيقة ما حدث.
……..
تجلس مرتدية نظارتها الشمسية مغمضة العينين تحاول الاسترخاء من حرب افكارها فتشعر ببعض قطرات المياه التي تقذف علي وجهها وملابسها وتسبب لها الابتلال لتقول بغـ.ـيظ:
– تصدق بإيه؟ انت اللي يشوفك ما يقول عليك دكتور ابدًا.. بطل رخامة وسيبني استجم شوية.
فتصدح ضحكته الرجولية يقول:
– الميه حلوة ..تعالي ومش هتنـ.ـد.مي.
– قولتلك يا يامن لا.. مش بحب الميه وبخاف منها كمان.. سيبنالك الاستمتاع ياسيدي.
– تعالي وانا هعلمك وهتدعيلي طول عمرك.. ده البت كريستينا كانت هتمـ.ـو.ت وتخليني اعلمها وهي بتعرف تعوم اساسًا.
ثم اطلق قهقهات عالية فقالت بإصرار:
– لا، وبطل تبلني.. مش بحب هدومي تتبل.
فيخرج يامن من المسبح يتساقط المياه من جــــســ ـده ويقوم بتجفيف جــــســ ـده قائلا:
– مش ناوية تواجهيه بقى.. انا بعمل إللي طلبتيه مني بس انا شايف ان المواجهة اسلم حل ليكم
غزل بضيق:
– بالله عليك مـ.ـا.تجيب سيرته خلي اليوم يعدي حلو.
– للدرجة دي بتكرهيه؟
– مش كره انا مش بعرف اكره حد بس اخوك ده تركيبة غريبة ومش حابة اني اعرفها.
فتشاهده يميل عليها فجأة يحملها وسط صراخها يقول :
– بما انك عايزه يبقى اليوم حلو ..يبقى لازم تنزلي الميه.
فيقفز بها وسط صراخها …لتسعل بشـ.ـدة نتيجة دخول المياه لمجرى التنفس متشبثة به بخــــوف قائلة :
– منك لله يامن منك لله ..اتبليت.
ليضحك بقوة وهو محتضنها :
– اسمعي الكلام بس وحاربي خــــوفك ..دي المية روعة.
فتشبث به اكثر وتحوط ذراعيها حول عنقه بخــــوف قائلة :
– روعة!!!.انا بغرق في شبر ميه وتقولي روعة.
ليقول بجدية:
– أنا بس عاوزك تسيبيلي نفسك خالص ..وانا هعلمك.
ليسمعا صوت جهوري غاضب يقول ط:
– الله الله …ايه القذارة اللي شايفها بعيني دي؟
↚
تجلس مرتدية نظارتها الشمسية مغمضة العينين تحاول الاسترخاء من حرب افكارها فتشعر ببعض قطرات المياه التي تقذف على وجهها وملابسها وتسبب لها الابتلال لتقول بغـ.ـيظ:
– نصدق بإيه؟ أنت اللي يشوفك ما يقول عليك دكتور ابدًا، بطل رخامة وسيبني استجم شوية.
فتصدح ضحكته الرجولية يقول:
– الميه حلوة.. تعالي ومش هتنـ.ـد.مي.
– قولتلك يا يامن لا ..مش بحب الميه وبخاف منها كمان.. سيبنالك الاستمتاع ياسيدي.
– تعالي وانا هعلمك وهتدعيلي طول عمرك.. ده البت كريستينا كانت هتمـ.ـو.ت وتخليني اعلمها وهي بتعرف تعوم اساسًا.
اطلق قهقهات عالية، فقالت غزل بإصرار:
– لا.. وبطل تبلني.. مش بحب هدومي تتبل.
فيخرج يامن من المسبح يتساقط المياه من جــــســ ـده ويقوم بتجفيف جــــســ ـده قائلا:
– مش ناوية تواجهيه بقى.. انا بعمل اللي طلبتيه مني بس انا شايف ان المواجهة اسلم حل ليكم.
غزل بضيق:
– بالله عليك ما تجيب سيرته خلي اليوم يعدي حلو.
– للدرجة دي بتكرهيه؟
– مش كره أنا مش بعرف اكره حد بس اخوك ده تركيبة غريبة ومش حابه اني اعرفها.
فتشاهده يميل عليها فجأة يحملها وسط صراخها يقول:
– بما انك عايزه يبقى اليوم حلو.. يبقى لازم تنزلي الميه.
فيقفز بها وسط صراخها.. لتسعل بشـ.ـدة نتيجة دخول المياه لمجرى التنفس متشبثة به بخــــوف قائلة:
– منك لله يامن منك لله.. اتبليت.
ليضحك بقوة وهو محتضنها:
– اسمعي الكلام بس وحاربي خــــوفك.. دي المية روعة.
فتشبث به اكثر وتحوط ذراعيها حول عنقه بخــــوف قائلة:
– روعة! دا انا بغرق في شبر ميه وتقولي روعة.
ليقول بجدية:
– انا بس عاوزك تسيبيلي نفسك خالص.. وانا هعلمك.
ليسمعا صوت جهوري غاضب يقول:
– الله الله.. إيه القذارة اللي شايفها بعيني دي؟ طيب لموا نفسكم وشوفلكم حته مدارية عن الموجودين في الفيلا تمارسوا فيها وساختكم دي.. وانتِ ياهانم يا صاحبة الصون والعفاف مـ.ـا.تسبيلوا نفسك وهو يعلمك.. ولا انت متعلمة وجاهزة.. أنا هستنى ايه من واحدة جايلنا من الحواري.
كلمـ.ـا.ت من الرصاص شلتهما عن التفكير لترتعش ويزداد بكائها غير مستوعبة كلمـ.ـا.ته.. لقد اتهمها الان في شرفها ومع من مع أخيه ..لقد فاض الكيل.. فتسمع صوت يامن الجاد وهو يساعدها في الصعود من المسبح ولكنه لم يحررها من ذراعه الذي يحتويها:
– إيه الوساخة اللي انت بتقولها دي؟ أنت شارب على الصبح.. إزاي تقول كلام زي ده.. انت فاكر كل البشر أوساخ زيك.. فوق يا يوسف.
ليجيبه يوسف بغـــضــــب:
– عايزني أقول ايه وانا شايفكم حـ.ـضـ.ـنين بعض في المية وبتقولها سبيلي نفس؟
فتقترب منه في تلك اللحظة قائلا بكره:
– حسبي الله ونعم الوكيل.. فيك.. حسبي الله ..عمري ما هسامحك.
فتنصرف تحت أنظاره ليقول يامن بضيق:
– غـ.ـبـ.ـي.. هتفضل طول عمرك غـ.ـبـ.ـي.
………………….
يوم الحفل
تقف أمام مرآتها شاردة في صورتها الملائكية لقد اختار لها يامن فستانًا باللون الأحمر الداكن ذو أكمام وفتحة علوية تظهر عضمة الترقوة بعرض كتفيها ذو أكمام شفافة يضيق من الصدر إلى الخصر ثم ينزل باتساع حتى ركبتيها واختار لها قرطان ماسيان باللون الأحمر ولم ينس أن يكمل الصورة بحليتان بنفس اللون لشعرها على شكل فراشة حمراء فتقوم برفع جوانب شعرها لأعلى وتتركه متدليًا خلف ظهرها فيظهر بوضوح جوانب وجهها وأذنيها وعنقها الطويل مع حذاء احمر عالي.
ليدخل بطلته الساحرة يقول:
– بسم الله ما شاء الله.. أنت طالعة تحفة.. أنا شكلي كدة هيجي عرسان كتير من الحفلة دي.
فالتفت له بسعادة:
– البركة فيك.. لولاك ماكنتش هطلع حلوة كدة.
– مين قال كدة.. أنت تعجبي الباشا.
لتعود للنظر لنفسها مرة أخرى وتمسك بأحمر شفاهها الأحمر الصارخ وتصبح شفتاها به.. لتكتمل الصورة.
تقول بـ.ـارتباك:
– انا خايفة انزل كدة.
فيقترب منها ويمسك كف يدها بهدوء:
– انا معاكي مـ.ـا.تخافيش.. اليوم ده يومك.. ومليان بالمفاجأت للموجودين تحت.. ها مستعدة؟
تحرك رأسها بنعم فيكمل بمشاكسة:
– ربنا يستر ويوسف ميولعش فينا لما يشوفك.
ثم أطلق قهقهات عالية.
………..
يقف ببذلته بجوار شادي يملئه الضيق يقول:
– في حاجة مش مظبوطة.. حاسس إن الحفلة دي وراها حاجة.
شادي مراقبًا المدعوين:
– ولا حاجة ولا بتاع أنت اللي بقيت شكاك زيادة.. قولي صحيح عرفت تتكلم معاها.
– لا.. ده اللي هيجنني.. انها مش قابلة تكلمني.
– يوسف واجه نفسك.. انت بتحب غزل.
– حب ايه وكلام فارغ ايه بس؟
شادي بلوم:
– هتقولي تاني دي واحدة خرسا وطارشة ومش من مقامك؟
ليحتد يوسف عليها صارخًا:
– شادي! مـ.ـا.تتكلميش عليها بالأسلوب ده.
– شوفت بقي؟ أهو أنت مش طايق حد يتكلم عليها كلمة، رغم أن انت اللي قائل الكلام ده مش أنا.
– اسكت، أسكت اهو يامن نزل.
………….
انزل درجات الدرج بتـ.ـو.تر وبجوارها يامن يشـ.ـد من أزرها.. فتقع عيناها علي عيون صقرية متحفزة للعراك فتتجاهلها.. حتي تصل لوالدها وتقوم بتحية الموجودين من محمد وتقى لشادي وباقي الموجودين.
يقف من بعيد غير متفاعل مع الحفل يراقب سلوكها وحركاتها أيعقل أن يكون قد وقع في فخ حبها؟
ليرى عمه يحاول لفت انتباه المدعوين فينتبه الموجود لحديثه فيقول:
– اولًا أحب اشكركم على قبول دعوتي النهاردة.. الحفلة دي معمولة مخصوص على شرف بـ.ـنتي حبيبتي اللي الكل عارف أنا بقالي قد ايه بدور عليها.. ده أول حاجة..
تاني حاجة أحب أعرفكم السبب الأساسي للحفلة دي.. هما سببين مش سبب واحد.
السبب الأول إن الحمد لله ربنا أكمل نعمته عليا ونجحت فإني أعالج بـ.ـنتي غزل من بعض المشاكل اللي كانت عندها.. وقدرنا نعملها عملية زرع قوقعة ليها على أيد أمهر الأطباء وهو موجود معانا دلوقت هو ابني وابن اخويا الغالي يامن نجيب الشافعي.
يقف في زاوية بعيدة يقبض على كف يده.. هل يعقل ما يسمعه؟ لقد قامت بإجراء مثل هذه العملية بدون علمه.. وهو آخر من يعلم كالمدعوين.. لا هذا غير معقول.
فتقع عينه على أذنها اليسرى فيجدها خالية لأول مرة من جهاز السمع خاصتها.. ليتصلب جــــســ ـده وتتجمد عروقه عند سماع كلمـ.ـا.ت عمه الأخيرة التي وقعت على أذنه كالصاعقة
ليسمعه يقول:
– أما المفاجأة التانية إن غزل أصبحت شريكة فعلية بالشركة بنسبة ٧٠٪ وليها حق إدارة الشركة كمدير فني للشركة.
صدmـ.ـا.ت شهقات وتهاني.. الجميع ملتف حولها بسعادة فتستقبل التهاني والمبـ.ـاركات برسمية لم تعتاد عليها.. وعينيها تبحثان عن شخص بعينه شخص تريد رؤية رد فعله بعد علمه بإجراء عملياتها الخاصة مع خبر الشركة الذي فاجأها هي شخصيًا قبل الجميع.
لابد أنه يبغضها الآن أكثر من ذي قبل.. لتقع عينيها عليه وتتبادل معه النظرات للحظة، نظرات بها تحدي وقوة جديدة تحمل الكثير من النقمة عليه.
ويقابلها نظراته البـ.ـاردة الغير مفسرة الثابتة كأنه تمثال حجري لا يدرك مايدور حوله.. فتلمح شبه ابتسامة على فمه.. ابتسامة! هل يبتسم لها؟ أم يسخر منها لابد أنه يسخر الآن منها.. لتجد نفسها ترفع انفها بكـبـــــريـاء وتحدي له وتشيح بوجهها عنه.
أما عنه فمشاعر متداخلة ومتضاربة لا يستطع تحديدها هل يفرح لشفائها؟ أم يحـ.ـز.ن لامتلاكها جزء كبير بالشركة وتوليها ادارتها معه.. لم يشعر بالابتسامة التي شقت شفتاه عند هذه النقطة.. ايعقل انه سعيد لامتلاكها الشركة؟ انه لا يصدق حاله.
………….
سحبت نفسها بعيدا بعد إلقاء المفاجأت السعيدة على مسامعها.. تتعجب من حالها إنها سعيدة بالفعل لها.. ولم تبغضها مثلما كانت تفعل من قبل.. لتجد حالها يهرب من أنظار يوسف لها.. نعم من المؤكد أنه يحتقرها الآن وله كل الحق في ذلك؟ هي من رخصت حالها وخانت اقرب ما لها.
فتجد أرجلها توجهها إلى غرفة الطعام المفتوح لتجذب صحنًا وتقوم بوضع بعض من المقبلات بصحنها بشرود في حركة رتيبة.. وكادت أن تلتف للعودة مرة اخرى لتجد نفسها مصطدmه بشيء ما ليسقط على فستانها عصير من المانجو يغرقها بالكامل.. تشهق برعـ.ـب ويزداد غـــضــــبها لتقول من بين أسنانها:
– مش تفتح ياغـ.ـبـ.ـي.. أنت اعمى ولا شكلك كدة؟
يقف يامن ذاهلًا حاملًا كوبه الفارغ ينظر له بذهول ليقول معتذرًا:
– طبعا لو حلفتلك بحياة ولادي اللي والله يا شيخه لسه ما خلفتهمش إني ماقصدتش مش هتصدقيني.
فيراها تضـ.ـر.ب الأرض بقدmها بغـــضــــب تقول:
– بـ.ـارد.
لتهب للانصراف الا ان يده أوقفتها يقول:
– استني بس متبقيش حنبلية كدة؟
فترفع حاجبها وتمرر نظرها بينه وبين يده:
– شيل ايدك.
يقول معتذرًا:
– صدقيني أنا اسف جدا والله على حصل ده.
– اصرفها منين بقى؟
– هي ايه؟
قالها يامن بغباء، لتجيبه تقى بغـ.ـيظ:
– يعني بـ.ـارد وغـ.ـبـ.ـي كمان أوف.
– بقولك ايه نحترم نفسنا كده عشان اليوم يعدي ..أنا اعتذرت ومستعد اصلح غلطتي واساعدك.
– هتساعدني ازاي يافيلسوف عصرك؟
– بتتريقي؟ ماشي ..عمومًا عندك حل من الاتنين ياما تخرجي بمنظرك ده؟ ياما تيجي معايا فوق تقــلـــعي.
تقى بصدmة:
– نعم؟ أنت قليل الأدب.
ليصحح حديثه بسرعة:
– اقصد تقــلـــعي الفستان وتلبسي غيره من عند البنات.. وصدقيني أنا عايز اساعد مش اكتر.
تقى بتفكير مع خــــوفها منه تقول:
– طيب ماشي.
يصعدا معًا الدرج فيزداد خــــوفها منه.. هي لا تعلم من هو حتى الآن.. فتراه يتجه الي حجرة بعينها يحاول فتحها فيجدها مغلقة من الداخل ويقول:
– شكل ملك جوه وقافلة علي نفسها كدة مش قدامنا غير غزل.
ويتجه الي غرفة غزل يفتحها ويدعوها للدخول قائلا:
– في حمام جوه الأوضة.. واعتقد مقاسها هيناسبك ممكن تغيري بحاجة من عندها.
فتشاهده يقوم بالإشارة الي المفتاح بالباب يقول:
– أقفلي الباب عليكي من جوه عشان تطمني اكتر.. وأنا هنتظرك بره.
لتهز رأسها بصمت ذاهلة منه ..فتسمعه يقول:
– أنا معرفتكيش بنفسي أنا يامن الشافعي اخو ملك ويوسف.
مياه مثلجة سقطت فوق رأسها ايعقل انها تقف أمام أخيه ..أخيه الذي يختلف عنه بكل الدرجات.
أما عنها فرفعت انفها بكـبـــــريـاء تقول:
– وأنا تقى أخت محمد وغزل.
ثم تغلق الباب بوجه من يقف مصدوما من كلمـ.ـا.تها.
…………..
وقفت أمام المسبح حافية القدmين بفستانها الجذاب ممسكة بحذائيها بيدها تاركة الحفل بمدعويه فهي لم تعتاد على مثل هذه التجمعات.
تشرد في أيامها كيف تبدلت من حال إلى حال.
تشعر بخطوات رجولية متجهه إليها باتزان وعطره القوي يسبقه فتنهد بملل.. إلى متى سيظل يلاحقها أَلم يمل من ذلك؟
يقول باتزان:
– مبروك!
لم تتفاجأ بوجوده ولم تنظر إليه وتجيبه بدون النظر إليه:
– على إيه؟ على العملية ولا على الشركة؟
– الاثنين.
تهرب منه وتحاول التحرك بالمرور من جواره قائلة:
– شكرًا.
يوقفها بكلمـ.ـا.ته:
– مش هتاخدي هديتك؟ فتتوقف تنظر إليه.
تراه يخرج يده من جيبه يرفعها أمام عينها ليتدلى سلسالها من بين أصابعه يقول:
– سلسلتك! لقيتها في أوضتي؟
تتسارع انفاسها وتمرر نظرها بينه وبين سلسلها وتصرخ غاضبه وهي تدفع من صدره:
– أنت مش بني آدm ..أكيد مش بني آدm ..انت شيطان.
فيقوم بثبيت يده فوق صدره متوسلًا إياها:
– ايه اللي حصل بينا ياغزل؟ ريحيني وقوليلي.. في حاجة حصلت بينا.. أنا مش قادر افتكر حاجة.
تحاول التخلص منه بدفعه عنه فيقوم بضمها لصدره أكثر لتهدئتها:
– أرجوكِ.. صرحيني.. أنا ضميري بيعـ.ـذ.بني.. أنا اذيتك؟ مـ.ـا.تخافيش لو حاجة حصلت انا مستعد اصلح الغلط ده بس ريحيني!
فيشعر بعد كلمـ.ـا.ته الأخيرة سكون جــــســ ـدها للحظة وترفع وجهها لتواجهه عينيه تقول بصوت مـ.ـيـ.ـت:
– وترضى على نفس تجوز واحدة معاقة؟ كانت خرسا وطرشا! هتوافق تتجوز واحدة تربية حواري.. مش من النوع اللي بتحبه.
ينظر لها بذهول من كلمـ.ـا.تها كيف علمت؟ كيف علمت أنه قال هذه الكلمـ.ـا.ت عنها من قبل؟ وقبل أن ينطق قامت بدفعه عنها بقوة ليتراجع خطوتين وتشير إليه بسبابتها:
– اطمن يايوسف بيه.. مافيش حاجة حصلت.. بينا ربنا أنقذني منك عشان عارف إن أنا انضف من إن ايدك القذرة دي تلمسني.. ريّح ضميرك ونيمه أنت مش مضطر تصلح غلطك.
يحاول الاقتراب منها مبررًا ما سمعته من كلمـ.ـا.ت قاسية عنها:
– غزل ارجوكي تسمعيني اللي انتِ سمعتيه كله غلط في غلط.
تتراجع خطواتها محذرة إياه:
– ابعد عني ومتقربليش.. ابعد.
يحاول الاقتراب ببطء ليبرر لها وهي تصر على عدm الاستماع أو الاقتراب فيصـ.ـر.خ فجأة بها:
– حاااااسبي.
فيشاهدها تسقط أمام عينه الجاحظة في المياه وتشل أطرافه عن الحركة ويظل واقفاً ناظرا للمياه بأنفاس متسارعة منتظرا صعودها.. ليجد من يدفعه ويقفز خلفها صارخا بوجهه:
– مابتعرفش تعوووووم.
لحظة اثنان لم يجد نفسه قادرًا على الوقف ليهبط على ركبتيه بصدmة منتظرا خروجهما بأنفاس متسارعة وعيون جاحظة ويهمس باسمها لنفسه بخــــوف.. غزل ..غزل.
يشاهد ظهور أخيه من المياه ممسكًا اياها فينتفض لمساعدته لإخراجها وتسطيحها أرضا ولكنها ساكنة لاتتحرك فيناديها برجاء:
– غزل! غزل! هي مش بترد ليه.
لم يجيبه يامن ويراه يقوم بالضغط على صدرها عدة ضغطات متتالية محاولًا منه إخراج المياه من رئتيها بقوة وتقريب فمه لفمها للقيام بالتنفس الصناعي لها تحت صدmته.. فتشهق لتخرج كمية المياه من جوفها لتسعل بعدها بقوة.
ويشاهد اخاه يرفع رأسها محدثا إياها:
– غزل! أنت سمعاني .. غزل! انتِ كويسة مـ.ـا.تخافيش.
وعنـ.ـد.ما يلاحظ فتح أعينها يندفع ليمسك كفها محاولًا بث الدفء لها يقول برجاء:
– أنا مكنتش اقصد.
ويسرع لخلع سترته يحيطها بها لمساعدتها علي التدفئة.. فتدفن وجهها بصدر يامن غير قادرة علي الحديث.. فتمتد ذراع يوسف محاولًا حملها قائلا:
– ساعدني ..نطلعها أوضتها من الباب اللي ورا.
فترفض مساعدته لها متشبثة بصدر يامن:
– يامن ! طلعني فوق.
ليشاهد أخاه يحاول اسنادها تحت انظاره المصدومة حتى اختفيا من حيز رؤيته.
………
قبل الأحداث بنصف الساعة
داخل حجرة ملك تقف وسط الغرفة وهاتفها علي أذنها تقول:
– شفت ياجاسر اللي حصل عمي كتب نسبة كبيرة لغزل ..أنا خايفة من اللي جاي.
جاسر بعقلانية:
– انا مش فاهم أنت وأخوكي مهتمين بالموضوع اوي كده ..طبيعي ان عمك يحاول يعوض بـ.ـنته اللي أتحرم منها سنين.
وكمان تعالي هنا.. أنت اللي يخــــوفك منا جنبك ولا انتِ شايفاني قليل في البلد.. أنا جاسر الصياد ياملك ولا نسيتي.
ملك بضيق:
– أنت مش هتحميني لو اترمـ.ـيـ.ـت في الشارع.
– ملك!
كلمة واحده كانت كفيلة بإخراسها ليكمل بغـــضــــب منها:
– أنت شكلك نسيتي انك مراتي.. ولو حابب أجي أجيبك من شعرك واحطك في بيتي في أي وقت هعملها.. بس أنا صابر علي اخوكي.
لتسمع صوت فتح بابها الذي أغلقته بعد دخولها فتهمس له:
– جاسر اقفل هكلمك بعدين.
…………..
تحت إشاعة الشمس الدافئة ونسمـ.ـا.ت الصباح وقفت وسط حديقة المنزل الخضراء في راحة غريبة وسعادة تملكتها فتطاير خصلاتها حولها في لوحة فنية خلابة.. ليتبدل الجو فجأة إلى غيوم داكنة تغطي السماء الزرقاء مع بداية هطول قطرات الأمطار فتشعر بالبرودة مع ابتلالها فتضم نفسها بقوة تستمد الدفء من حالها في حين التفاتها تصطدm بجدار بشري صلب لتجده يوسف.. ينظر إليها نظرات مبهمة غير قادرة على تفسيرها ملامحه غريبة عليها يظهر عليها الشراسة عيونه مختلفة يلونها الاحمرار لتجده يجذبها من معصمها بابتسامة بـ.ـاردة خلفه اتجاه البيت. فتحاول تحرير يدها منه ومنعه من سحبها للداخل ولكن كانت مقاومتها بالنسبة له مقاومة نملة لفيل لتصرخ به ان يتركها.. حتى اقترب من البيت وبدأت ملامحه يزدادها سوادا كأن شيطان تلبسه لتطلق صرخة مدوية.
تنتفض بعدها فتح أعينها لتجد حالها بفراشها متعرقه يزداد الم جــــســ ـدها وارتعاشه تشعر بابتلال ملابسها والبرد الشـ.ـديدة فتتلحف بغطائها وتعود لأحلامها مرة اخري.
……….
في مكان آخر كان يجلس بشرفته يجافيه النوم يفكر بها يتذكر حديثها معه.. كيف أراحه اعترافها بانه لم يلمسها ولم يصيبها اذى منه.. ليهدأ قلبه الموجوع.. ويفكر في إجرائها لعملية أذنها وكيف كان يتمنى إن يكون بجوارها في مثل هذه الظروف.. ليسقط قلبه بين أقدامه عند سماعه لصراخها المدوي فينتفض من جلسته مهرولًا خارج حجرته قاصدًا حجرتها ليجدها مغلقة للباب من الداخل كعادتها.
ليعود مرة أخرى لحجرته مفكرًا ماذا يفعل ؟! لما صرخت هذه الصرخة؟ فتأتي فكرة برأسها.. ليهرول اتجاه شرفته ليقوم بقياس المسافة الفاصلة بينه وبين شرفتها لقد عزم على الدخول إليها من خلالها حتى يطمئن عليها.
ويعد نجاحه في القفز لشرفتها المجاورة له سعد انها لم تغلق باب الشرفة من الداخل.. ليدخل حجرتها بهدوء وخطوات متزنة حتى لا يصدر صوتًا فهو يريد الاطمئنان فقط ثم يعود مرة اخري لغرفته ليجدها داخل فراشها ملتفة بغطائها فيلقي عليها نظرة ويتجه للعودة مرة أخرى.. فيتوقف عن الحركة عنـ.ـد.ما سمعها تهمهم ببعض الكلمـ.ـا.ت الغير مفهوم ليعقد حاجبيه عائدًا مرة أخرى يحاول فهم ما تقوله.. ليجد اهتزاز جــــســ ـدها وتعرق وجهها بشـ.ـدة فيحاول مسح عرقها عن جبينها ليصعق عنـ.ـد.ما اكتشف ارتفاع درجة حرارتها بشـ.ـدة.
يقف لا يعرف ما عليه فعله.. هل يطلب المساعدة من أخيه؟ لا لا سيسأله كيف دخل حجرتها، فيقترب منها محاولًا إيقاظها ليجدها تفتح عينيها وتغلقها مرة أخرى فيقول بصوت متلهف:
– غزل.. غزل انتِ صاحية.. حاسة بحاجة؟
فيقترب أكثر محاولًا إيقاظها حتى تستطع السيطرة على حرارتها ويقوم بهزها ولكنها لا تستجب له فدرجة حرارته زادت من قلقه عليها.. فيصر على إيقاظها ويقوم بإزاحة الغطاء عنها ليجد ابتلال ملابسها بشـ.ـدة نتيجة التعرق فيزفر بقوة مع إشاحة وجهه عنها يحاول تمالك حاله من ملابسها المكونة من سروال قصير وقميص قطني مكشوف فيحاول تمالك أعصابه ويعزم علي شيء ما.
يقف يحيط بها بذراعيه يحاول إسنادها داخل حوض الاستحمام يقول:
– غزل.. حاولي تتحملي المياه شوية.
ليفتح المياه وتتساقط فوق جــــســ ـدهما معًا فتنتفض نتيجة برودة المياه وتتشبث به هروبه من المياه ويضمها أكثر إلى صدره هامسًا ببعض الكلمـ.ـا.ت لتهدئتها ولكنها في عالم آخر، فعنـ.ـد.ما لاحظ إنخفاض حرارتها قام بحملها للعودة بها الي الغرفة فيسطحها على حافة الفراش ويقف مفكرًا كيف ستبدل ملابسها.. لم يفكر في هذه الخطوة؟ فيحك رأسه المبتل مفكرًا يجب عليها الاستيقاظ لتبديل ملابسها.. فيقترب منها ويقوم بإيقاظها لعلها تستجيب.. بعد محاولات باءت بالفشل.. قام بتغطيتها جيدا ثم جلب ملابسها النظيفة من خزانتها ليقوم هو بهذه المهمة من أسفل الغطاء محاولًا عدm كشف جــــســ ـدها أو النظر إليه فمن المؤكد عند تستيقظ وتعرف انه قام بذلك.. ستكره اكثر وأكثر.
بعد الإنتهاء من هذه المهمة القـ.ـا.تلة بالنسبة إليه كان يحارب نفسه حتى لا ينظر إليها والمحافظة على عدm المساس بها.. ذهب إلى غرفته وقام بتبديل ملابسه المبتلة ورجع مرة أخرى إليها بكوب من أعشاب البرد الساخن.
جلس بجوارها ساندا ظهرها إلى صدره يحاول إفاقتها من نومها.. وبعد نجاحه هذه المرة همس لها في أذنها برقة جديدة غريبة عليه مشتما رائحتها باستمتاع:
– غزل! قومي عشان تشربي الأعشاب دي هتريحك.
لتعقد حاجبها بتعب غير قادرة علي المقاومة تقول بإرهاق:
– أنت ايه اللي جابك عندي؟ ودخلت ازاي؟
فيمد يده يحمل الكوب ويقربه من شفاها يحثها على تناوله بعد الانتهاء قالت:
– عايزة أنام، جـ.ـسمي بيوجـ.ـعني.
يوسف ملبيا رغبتها:
– هنيمك بس استني لحظة.. في حاجة لازم تتعمل الأول.
تراه يجلب منشفة جافة صغيرة ويجلس مرة أخرى خلفها ويقوم بتجفيف خصلاتها المبتلة قائلا:
– لازم شعرك ينشف الأول عشان مـ.ـا.تبرديش.
وتراه بعد انتهائه ساعدها على تسطحها فوق الفراش ليدثرها جيدًا بغطائها.
وتسمعه يقول بتـ.ـو.تر:
– نامي ياغزل.. أنا هفضل جنبك لحد ما تنامي.
كانت تحمل بصدرها الكثير من الأسئلة.. ولكنها غير قادرة علي المجادلة معه.. لتنعم بالنوم الآن وتجادله غدًا.
بعد لحظات لاحظ انغلاق عينيها وتعمقها في نومها.. ليبتسم على سذاجتها.. كيف تأمن على نفسها معه بعدmا صدر منه افعال مشينة اتجاهها؟ هل حان الوقت ليصحح أخطائه.
↚
بعد الانتهاء من هذه المهمة القـ.ـا.تلة بالنسبة إليه كان يحارب نفسه حتى لا ينظر إليها والمحافظة على عدm المساس بها.. ذهب إلى غرفته وقام بتبديل ملابسه المبتلة ورجع مرة أخرى إليها بكوب من أعشاب البرد الساخن.
جلس بجوارها ساندًا ظهرها إلى صدره يحاول إفاقتها من نومها.. وبعد نجاحه هذه المرة همس لها في أذنها برقة جديدة غريبة عليه مشتما رائحتها باستمتاع :
– غزل! قومي عشان تشربي الأعشاب دي هتريحك.
لتعقد حاجبها بتعب غير قادرة على المقاومة تقول بإرهاق:
– أنت إيه اللي جابك عندي؟ ودخلت إزاي؟
فيمد يده يحمل الكوب ويقربه من شفاها يحثها على تناوله.
بعد الانتهاء قالت:
– عايزة أنام ،.جـ.ـسمي بيوجـ.ـعني.
يوسف ملبيا رغبتها:
– هنيمك بس استني لحظة.. في حاجة لازم تتعمل الأول.
تراه يجلب منشفة جافة صغيرة ويجلس مرة أخرى خلفها ويقوم بتجفيف خصلاتها المبتلة قائلًا:
– لازم شعرك ينشف الأول عشان مبترديش.
وتراه بعد انتهائه ساعدها على تسطحها فوق الفراش ليدثرها جيدًا بغطائها.
وتسمعه يقول بتـ.ـو.تر:
– نامي ياغزل.. أنا هفضل جنبك لحد ما تنامي.
كانت تحمل بصدرها الكثير من الأسئلة.. ولكنها غير قادرة علي المجادلة معه.. لتنعم بالنوم الآن وتجادله غدًا.
بعد لحظات لاحظ انغلاق عينيها وتعمقها في نومها.. ليبتسم على سذاجتها.. كيف تأمن على نفسها معه بعدmا صدر منه افعال مشينة اتجاهها ؟! هل حان الوقت ليصحح أخطائه.
في الصباح.
تململت بإرهاق شـ.ـديد لا تعلم سببًا لألــم جــــســ ـدها ورأسها تشعر بثقل شـ.ـديد حول جــــســ ـدها، حاولت التحرك وفشلت، لتبدأ في فتح أعينها بتعب وتشعر بشيء ما يقيدها من خصرها لتحرك رأسها لترى ما الشيء الذي يقيدها.. فارتعبت من رؤيتها له نائمًا بجوارها محتضنًا خصرها بذراعه لتمرر نظرها بينه وبين ذراعه بخــــوف وارتعاش وتسحب بعنف غطائها ليحميها منه.
عند انتفاضتها بدأ يشعر باستيقاظها ليفتح عينيه الناعسة يواجهها وعلي وجهه ابتسامة خلابة يقول:
– صباح الخير!
تنظر إليه بذهول محدثه حالها(صباح الخير! أي صباح ؟! وهو ينام بجواري فوق فراشي، كأنه امر مسلم به.. ما هذه الوقاحة؟
كأنه سمع صوت تفكيرها فبدأ بالاعتدال في نومته دون تحرير ذراعه من خصرها يقول وعلى وجهه نفس الابتسامة:
– أنتِ كنت تعبانة امبـ.ـارح بليل.. من الواضح جالك برد بسبب وقوعك في حمام السباحة.
فتشعر بذراعه يحررها وهو يخرج من الفراش:
– انا هقول لهناء تعملك شوربة خضار ومـ.ـا.تسبيش سريرك النهاردة.
تفيق من صدmتها تقول بغـــضــــب:
– أنت ازاي دخلت اوضتي؟ مين سمحلك كدة؟ وإزاي اصحى الاقيك في سريري.. أنت هتفضل طول عمرك وقح و….
– وقح وقليل الأدب وبـ.ـارد ..وريحتي لا تطاق.
قالها يوسف ببرود وعلي وجهه ابتسامة لم تترك شفتاه.
تتعجب من كلمـ.ـا.ته التي اطلقتها عليه من قبل.. ماذا لو علم بالاسم الذي سجلته به على هاتفها (البذيء قاطع الأنفاس )
فتشاهده يتحرك باتجاه الشرفة لتعقد حاجبها تقول:
– أنت رايح فين ؟ الباب من هنا.
– أنا هخرج من مكان مادخلت.
قالها بثقه
– أنت دخلت من هنا ؟ أنت اتجننت؟ إزاي تسمح لنفسك تدخل عليا وأنا نايمة ووو…
فتسقط عينها على ملابسها لتتسع أعينها فهذه الملابس لم ترتديها من قبل، كانت موجودة بخزانتها ولم تجرب ارتدائها قبل ذلك.. لتعطي عقلها إشارة بالخطر ويدور في عقلها الظنون وآلاف السينــــاريوهات المخلة.
فتقفز ملذوعة من فراشة اتجاهه تمسكه من مقدmة ملابسه تقول بكره:
– أنت عملت ايه وأنا نايمة؟ ..مين غيرلي هدومي أنا مكنتش لابسه كده.
ظل ينظر إليها باستمتاع غريب عليه، ويشتم رائحتها المسكية بسبب قربها ويرفع كفيه يمسك كفيها الممسكين به يقول بهدوء:
– هتصدقيني لو قولتلك انك كنت تعبانة اوي امبـ.ـارح وبتخرفي بسبب السخونية واضطريت ادخلك تحت الميه.
– أنت اللي…
– هتصدقيني لو قولتلك ان غيرتلك هدومك من غير ما ألــمحك حتى؟
تشعر بالغـــضــــب الشـ.ـديد والضيق..
– قالوا للشيطان احلف.
– للدرجة دي شيفاني سيء.. شيطان بالنسبة لك؟ عمومًا…
قطع حديثهما طرق علي الباب وصوت يامن من الخارج يطلب منها الفتح.
لتلطم وجنتها بكفيها في حركة أنثوية جديدة عليه تقول بخــــوف:
– يامن بره.. اتفضحت، هيقول إيه لما يعرف إنك بايت معايا هنا.
– شششش.. اسكتي.. أنا هخرج من هنا ومحدش هيحس.. فاهمة؟
– لا لا.. هتقع، استنى اخرج من الباب.
– شششش.. مع السلامة.
تركها شاردة في خروجه تقول:
– إيه الجنان ده ياربي…
……………….
ظلت مستلقية على فراشها بملل.. لم يسمح لها أحد بالتحرك من الفراش بعد انتشار خبر مرضها بالمكان.. ظلت مستلقية تتلاعب بهاتفها فمنذ قليل جاءها اتصال من سوزان سبب لها الكثير من القلق والضيق لقد علمت منها أنها سافرت لأهلها بالصعيد وقدmت على أجازه غير محددة، وبعد إلحاحها لمعرفة السبب علمت الهدف الأساسي لسفرها.. بسبب تقدm ابن عمتها لها وسفرها تحت إطار التعارف.. صدmتها هذه الأخبـ.ـار لقد كانت تعلم نية محمد اتجاه سوزان.. لتعرف بعدها ضيقها منه بسبب عدm اتخاذه لأي خطوات جدية في ارتباطهما.. هي تعلم انه عيب بشخصيته.. عيب التردد في اتخاذ القرارات.
ليدخل عليها يامن يجلس علي حافة فراشها:
– غزل البنات عاملة ايه؟
لتضحك بقوة قائلة:
– دي المرة الكام بقى تسألني السؤال ده، أنت كل خمس دقايق تدخل تسألني.
ضحكت غزل بعد كلمتها الأخيرة فقال يامن بحـ.ـز.ن مصطنع:
– الحق عليا بطمن عليكي.. مالكيش في الطيب.
– لا يا دكتور احنا نقدر.. اطمن براحتك.
تتذكر شيئًا ارادت سؤاله عنها فقالت:
– يامن! سألتك قبل كده عن سبب الخلاف بينك وبين يوسف.. وعدتني انك هتقولي.
ليتنهد بقوة :
– الحكاية قديمة اوي.. سببت شرخ في علاقتنا، الحكاية ببساطة إني اتعرفت في يوم على بـ.ـنت في الجامعة كانت من دفعتي، حبيتها جدا وكنت ناوي اخطبها في يوم خرجنا مع بعض إحنا الاتنين وقابلنا يوسف.
ساعتها ماحستش بـ.ـارتباكها ولا رد فعل يوسف.. سلم علينا بهدوء ومشي.
بعد ما رجعت لقيته مستنيني.. وفضل يحقق معايا البـ.ـنت تعرفها منين؟ وإيه اللي بينكم؟ وهكذا.. وفجأة لقيته بيقولي إبعد عنها وأنها بـ.ـنت مش كويسة.
طبعًا اتخانقنا وسيبت البيت مدة.
بعد مدة لقيتها اتغيرت معايا مبقتش ترد عليا ولا عايزه نتقابل وبتحجج بالدراسة بدأت اشك.. اتفاجأت في يوم برساله منه وبيقولي اروحله على عنوان شقته.
ورحت لقيتها هي اللي بتفتحلي الباب بقميص النوم.
طبعًا ثورت وضـ.ـر.بته وضـ.ـر.بني وفضلنا من ساعتها مقاطعين بعض.
غزل بضيق:
– وبتقولي طيب وغلبان، لو مكنش طيب كان عمل فيك إيه؟
– لا.. لا هو فعلًا مغلطش .. أنا اكتشفت بعد كده انها أخلاقها مش تمام.
وأنه قبل كدة شافها مع حد.. وحاول طبعًا يجذبها ليه ..وهي ما صدقت.
ويوم ما شوفتها عنده كان بتخطيطه عشان أشوفها بعيني مادام مش مصدقه.
غزل بحيرة:
– يعني هو كان بيساعدك؟ طيب ليه الخلاف بقى مدام تأكدت انه كان عايز مصلحتك وطلع عنده حق.
– صعب ياغزل عليا إني اشوف اول حب في حياتي في حـ.ـضـ.ـن اخويا.. كان ممكن يلاقي حل غير كدة أنا حسيت ان رجولتي اتجـ.ـر.حت منه.. ومش قادر انساله اللي عمله.. آه هو حاول يبين لي الحقيقة بس المواجهة كانت صعبة.
غزل بتساؤل:
– عملت إيه بعدها؟
يامن بابتسامه حزينة:
– فضلت مقاطعه سنة كاملة، ودي كانت اخر سنة ليا في الجامعة بعدها انفصلت عنهم.. وسافرت زي ما انتِ شايفة.. عشان كدة بقولك ان يوسف غـ.ـبـ.ـي مع اللي حواليه وخصوصًا اللي بيحبهم ..بس قلبه ابيض كلمة بتهديه.
غزل بلامبالاة:
– طيب.. شرير.. لنفسه.. أنا مايخصنيش.
يامن يضيق عينيه بمكر:
– مممم طيب ..عموما احب أقولك اخويا العزيز واقع على بوزه ومحدش سمّى عليه.
فتعقد حاجبها بعدm فهم:
– يعني ايه؟
يامن يرفع عينه للسقف بفقدان صبر:
– ياربي.. مافيش حد طالعلي لمّاح ..أقولك؟ هسيبك تفهمي براحتك ياعروسة .
ويقوم بقرصها من وجنتيها كالأطفال
…………..
– أنا مش مصدقة اللي بسمعه أنت يوسف اخويا اللي اعرفه اللي بيقول كده.. خلاص مش همك اللي عمك عمله.
قالتها ملك بغـــضــــب.. يوسف وهو يجلس خلف مكتبها رافعا ساقيه فوق المكتب يتلاعب بالأقلام:
– أنا مش شايف سبب لعصبتيك دي؟ عمي حقه يكتب لبـ.ـنته اللي هو عايزه.. مـ.ـا.تنسيش ان ماليش في الشركة ومع ذلك كان كاتبلي نسبة فيها قبل ظهورها.
ملك بذهول:
– أنت سمعت بودانك مخططها وده أول الطريق.
يوسف بعقلانية:
– ملك حبيبتي.. ده حقها وهي الوريثة الوحيدة لعمي.. مانقدرش نتكلم في حاجة زي دي.
لتضيق عينيها بتفكير:
– سحرتك؟ أكيد سحرتك …ماهي من ساعة ما رجعت والكل حوليها.. حتى يامن اخوك مش سائل فيا.. تقى كان عندها حق.
يوسف بحدة:
– ملك! سيرة البت دي بقت تعصبني ..وياريت اقطعي معاها.. هي كلامها مش نازل من السماء.
ملك بعدm استيعاب:
– لا.. لا أكيد في حاجة غلط.
– الغلط ياملك اننا نفكر نحرمها من حقها الشرعي ..احنا مش جعانين ومش ظلمة وآكلين حقوق.
ملك بســـخريـــة:
– من أمتى؟
ليصـ.ـر.خ بوجهها يخرسها:
– ومن امتى وانا باكل حقوق حد؟
لتبتلع ريقها بتـ.ـو.تر من صراخه، نعم.. ليست هذه اخلاقهم الذي تربوا عليها.
ملك بفضول:
– يوسف! هو أنت.. أنت في حاجة من ناحيتك لغزل.. أصل شيفاك متغير معاها وبتدافع عنها كتير.
يوسف بتـ.ـو.تر محاولًا الهروب من الإجابة:
– لا.. أبدًا، حاجة إيه؟ خليكي بس كويسة معاها هي مافيش حد هنا تتكلم معاه وانتوا بنات زي بعض حاولي تشيلي الحاجز اللي احنا بنيناه هي بردوا بـ.ـنت عمنا ومن دmنا.
ملك بعدm اقتناع:
– هحاول يايوسف.
……………….
تلقي بالقلم بضيق وتقوم بفرد ذراعيها محاولة منها لفك عضلات ظهرها من التيبس.. فهي على نفس الحال منذ شهرًا.. الكثير من الأوراق والملفات التي وجدت صعوبة في فهمها بالبداية حتى اعتادت الأمر بفضله.. كان يتابع معها كل كبيرة وصغيرة.. لم يمل أبدا ولم يتقاعس عن مساعدتها.. تتذكر اليوم الأول الذي دخلت فيه مكتبه بدون علما منه مسبقا ليتفاجأ لوجودها داخل مكتبه لتظهر عليه الصدmة ثم للدهشة ويليها السعادة.. كانت تظن انه سيكره وجودها بجواره بالشركة.. لتجده مرحبا بها ترحيبا حارا بالبداية كانت تعمل معه بحذر شـ.ـديد خــــوفا من سلوكه وخلفياتها السابقة عنه.. ولكن فاجأها تغيره، لقد اصبح مهذبًا يتعامل معها بحذر لا يتعدى حدود العمل.. حتى الحوارت الجانبية خارج العمل أمتنع عنها ..بعد انتهائها من الشركة يعود بها ليصعد غرفته لا يخرج منها الا اليوم التالي.
فترفع اعينها لتجده يراقب تحركاتها ولكن بنظرة مختلفة عن نظراته الوقحة لا تعرف تفسيرها، فتسمعه يقول:
– شايفك تعبتي.. ماجوعتيش؟
لتجيبه بدون النظر إليه:
– لا ..مش جعانة.
يوسف بلوم :
– مش معقول ياغزل.. هتفضلي اكتر من تمن ساعات من غير اكل وتقولي مش جعانة ويوم ما ضغطت عليكي اكلتي ساندونش؟ شوفي بقي أنا مـ.ـيـ.ـت من الجوع وعايزك تفتحي نفسي.. ايه رأيك نروح نتغدى النهاردة برة المكتب وكمان في موضوع عايز أكلمك فيه.
ظهر التردد على وجهها وكادت ان ترفض فقال:
– مش هقبل رفض على فكرة.
…….
تجلس أمامه علي طاولة المطعم غير مصدقة انها شاركته الغداء.. لتكتشف أنها كانت تشعر بالجوع الشـ.ـديد.. فعنـ.ـد.ما وضع الطعام التهمته بشراهة ليبتسم بسعادة لحالها.
لتسمعه يقول:
– تصدقي ياغزل إن في حاجات كتير ما اعرفهاش عنك.
اجيبه بســـخريـــة:
– معقول يوسف الشافعي في حاجة ميعرفهاش.
– مش يمكن عايز اسمع منك؟
غزل برسمية :
– اسأل وأنا اجاوب.
فتشاهده يسند ذراعيه ويميل بجزعه للأمام يقول:
– بما ان اعرف انك انت وبيسان كنتوا مش بتشتكوا من علة.. إيه اللي حصلك.. يعني ازاي فقدتي النطق والسمع مع بعض.
لتتسأل :
– مين قالك إني فقدتهم مع بعض؟ أنا كنت كويسة جدا ..لحد اليوم اللي جه فيه بابا واتخانق معاها وخـ.ـطـ.ـف بيسان ..يومها كنت عند خالتي صفًا ..وفجأة سمعنا صوت ضـ.ـر.ب وصواريخ ..فخرجوا يطمنوا علي مكان الضـ.ـر.ب لقوا بيت أمي مضروب ومكنوش يعرفوا أني جريت خرجت وراهم ..فضلت اصرخ اصرخ بانهيار ..تاني يوم الصبح صحيت لقيت نفسي مش بتكلم ..الدكاترة قالوا صدmة.
ليسألها مرة أخرى:
– طيب والسمع؟
“فضلنا مدة كبيره بنعاني من ضـ.ـر.ب الرصاص والقنابل والصواريخ وفي مرة كان الضـ.ـر.ب شـ.ـديد عن أي يوم وقريب من مكانًا للأسف ساعتها اضـ.ـر.ب جنبنا صاروخ اثر على سمعي سعتها.
لترى في عينيه نظرة حـ.ـز.ن غريبة ليقول بهمس:
– أنا اسف ..اسف لو كنت جـ.ـر.حتك في يوم ..بتمنى تسامحيني.
لتغير مجرى الحوار:
– ممكن بقى أسألك أنا ؟ انت شوفت بيسان اختى؟
لتلاحظ ابتسامة شقت شفتاه:
– نسخة منك.. متأكد لو عايشة معانا كانت هتبقى نسخة منك ..بس كانت هتبقى شقية عنك.
لتبتسم بسبب كلمـ.ـا.ته تقول :
– مـ.ـا.تت ازاي؟
– لما عمي رجع بيها كانت ساعتها بتعاني من حمى شـ.ـديدة فضلت فيها مدة كبيرة لحد مـ.ـا.توفت ..تخيلي رغم تعبها كانت بتفضل تتنطط زي مايكون كانت حاسة ان أيامها معدودة.
…….
فتراه يمد يده يمسك كف يدها بنعومة يقول:
– غزل! أنا عايز اعترفلك اعتراف بس خايف مـ.ـا.تحسيش بيا …أنا عارف أني ضايقتك كتير اوي …بس ..بس…
لم يستطع تكملة كلمـ.ـا.ته تحت ذهولها لتجده يدخل يده الحرة اللي جيب بدلته يخرج منها علبة صغيرة مخملية فيفتحها أمام ذهولها لتجد ما صلب جــــســ ـدها
فيقول بصوت مهتز:
– تقبلي تتجوزيني؟
…………
يجلس بالسيارة يقبض علي مقودها بعصبية.. لما تحاول اذلاله.. لقد اخطأ كثيرا نعم اخطأ في حقها.. ولكنه لم يتوقع رد فعلها علي عرضه ..كان يتمنى ان يسمع موافقتها عليه.. ولكنها أشعلت نــــاره اكتفت بالتهرب وطلب الانصراف دون ابداء أي كلمة لهذا الموضوع الهام.. كأنه سألها عن لون ملابسها المفضل.. ليضـ.ـر.ب المقود بقبضته بغـــضــــب فيشعر بانكماشها خــــوفا ممن.. يحاول ان يهدأ حاله لقد اتخذ قرارا من مدة انه سيغير طباعه وعاداته السيئة من اجلها هي فقط ..فهي تستحق رجلا بدون نزوات رجلا ملتزما ..لقد امتنع منذ فترة بعيدة عن الشرب بعد مـ.ـا.تسببه الشرب في إفقاده عقله وتهوره معها.
ليقول بصوت متزن :
– ممكن اعرف ساكتة ليه؟ انتِ حتى ماردتيش على طلبي.
فتخجل من عرضه الذي فاجأها به.. فهي تعلم انه يريدها ..يريد امتلاكها ..ومعجب بها ..لكن غير واثقة في إخلاصه وحبه لها.
فتجده يوقف السيارة على جانب الطريق يلتقط انفاسه المتسارعة ..ويضبط انفعالاته يقول بألــم :
– أنت بتكرهيني مش كدة ..أنا عارف ان استاهل اي حاجة عايزة تعمليها ..بس الشيء الوحيد اللي مش هقدر عليه انك تكرهيني…
“يمسك كفوفها بيده متوسلا :
– أنت بتكرهيني؟!
تنظر في عينيه يـ.ـؤ.لمها حاله هل هذا هو من ضـ.ـر.بها بمكتبه من قبل من هددها وهدد الأقربين لها من اتهمها بالفُجر وطـــعـــن بأخلاقها من قبل ؟من أساء اليها ومن إعاقتها ؟
تقول بحـ.ـز.ن:
– للأسف مش بعرف اكره حد مهما أذاني.. بس زي ما انا مش بعرف اكره.. برضوا مش بعرف احب اللي أذوني أنا آسفة.. لو رفضت طلبك.. أنا كل اللي بتمناه من الدنيا ان يوم مالاقي شريك حياتي ان أكون بحبه زي ماهو بيحبني.
يوسف بلهفة :
– مش يمكن تحبيه بعد ما تعاشريه وت عـ.ـر.في هو قد ايه بيحبك.
تغمض عينيها بألــم نتيجة الدوار الذي داهمها وتقول:
– ويمكن لا.. ايه اللي يخليك متأكد أني هحبه مع الأيام؟
ليلاحظ إغماض عينيها بقوة كأنها تحارب شيء..
-غزل! انت كويسة؟
قالها يوسف بخــــوف.
– نزلني بسرعة ..افتحلي الباب.
لينتفض من مكانه يخرج من السيارة بقلق وعند فتح الباب وجدها تنحني للأمام خارج السيارة تفرغ ما في معدتها وسط شهقاتها وارتعاشها فيقترب منها ممسكا إياه يحاول رفع شعرها بعيدًا عن وجهها مع وضع كف يده خلف ظهرها المحني.. وعند انتهائها قام بجلب زجاجة مياه من السيارة لينحني علي ركبته أمامها غير مباليًا بملابسه ليغسل وجهها بالمياه فتسمعه يقول بقلق:
– أنتِ كويسة.. أنا لازم واديكي المستشفى.
لتهز رأسها بالرفض تخبره بتعب:
– الحكاية مش مستاهلة.. يامن قالي انه طبيعي بعد العملية يجيلي دوخة وألــم.
يوسف بلوم:
– ماقولتيش ليه انك تعبانة بالشكل ده ؟!..مكنتيش نزلتي النهاردة الشركة.
– صدقني الموضوع مش مستاهل ..دي اثار العملية.
ليهز رأسه متفهمًا ويقف أمامها محاولًا إسنادها وادخال ساقيها داخل السيارة.. وبعدها قام بفتح مقعدها لتستلقي عليه بجواره ليكون مسطحا مثل الفراش.. ويجلس خلف المقود ينظر إليها بخــــوف يحاول طمأنة نفسه فيجدها تغمض عينيها وتستسلم.. ظل يراقب شحوب وجهها ليزداد قلقه عليها.. فقام برفعها من كتفيها محاولًا إيقاظها ولكنها لم تستجب ليحتضنها بذراعه ويسند رأسها فوق صدره ..كانت من اجمل اللحظات لديه وهي مستسلمة بين ذراعيه فيرفع كف يدها يودعها قبلة لم يجد لها تفسير..ويريح كفها فوق صدره.
رائحته القوية داعبت انفها لتكتشف انها بين ذراعيه فتنتفض مبتعدة تحاول السيطرة على خجلها الذى لاحظه ..ليقول بجدية حتى يزيل عنها الحرج:
– انتِ لازم تروحي لدكتور دي تاني مرة اشوفك بالشكل ده ..وأنا هتصل بيامن بيرشحلنا دكتور لحد مايرجع من اجازته.
تهز رأسها بالرفض:
– صدقني انا كويسة.
ليهز رأسه بعدm اقتناع يركز نظره علي طريقة وعقله شارد يقول لحاله هل من الممكن ان تعطيه فرصة جديدة للبدأ معها ..أم كانت القاضي والجلاد واعلنت حكمها قبل المرافعة والدفاع.
عند وصولهما وقبل ان تهم بالخروج من السيارة امسك كفها يمنعها من التحرك ليقول بصوت يشوبه الرجاء :
– مادام مش بتكرهيني يبقى أكيد في أمل مش كدة؟…أدي لنفسك فرصة نعرف بعض من اول وجديد وسيبي نفسك وفكري قبل قرارك!
لتتهرب منه أعينها وتقول بتـ.ـو.تر:
– إن شاء الله ..سيبها لظروفها.
……
تسير بأروقة الشركة بسعادة ورضا ..جديدان عليها ..اول مرة وضعت قدmها داخل هذا الصرح لم كانت لتتخيل انها ستكون مالكة له …أما اليوم تشعر بالتصالح مع نفسها لقد تغيرت حياتها كثيرا في عدة اشهر قليلة .
اقتربت من حجرته أو بالأصح حجرتها لقد شاركته بها بعد ان رفض ان تكون لها غرفة خاصة بها لقد كان ديكتاتوريا لهذا القرار ارادها معه في كل لحظة تحت أعينه الصقرية ..لقد تغير كثيرا عن ذي قبل اصبح يهتم بكل تفاصيلها مع ملاحظاته التي لا يمل بها عن طريقة ملابسها تذكرت عنـ.ـد.ما هجم علي احد الموظفين بالشركة ولكمه بوجهه ووصل الأمر للتهديد بفصله عنـ.ـد.ما لمحه ينظر إلى ساقيها المنحوتين أسفل البنطال.. ليصـ.ـر.خ بوجهها بعد دفعها داخل الحجرة بان تمتنع عن ارتداء مثل هذه الملابس لتعدل بعدها طريقة ملابسها لما يناسب مكانتها الجديدة بملابس كلاسيكية عبـ.ـارة عن تنورة ضيقة وسترة أسفلها قميصا حريريا …ليزداد غـــضــــبه من تنورتها التي تنحصر عند جلوسها ليظهر ركبتيها بوضح …لتضحك على ما تذكرته ..عنـ.ـد.ما فاض به الكيل …عنـ.ـد.مًا استقلا المصعد كان يحاول العد التنازلي للإعداد حتى يسيطر علي غـــضــــبه لتتفاجأ به يعطل المصعد ويلتفت لها بغـــضــــب ينظر لتنورتها ثم يمد يده اتجاهها ويقوم بجذبها للأسفل مع أطـ.ـلا.ق السباب علي هذا المصنع الذي ينتج مثل هذه التنورات القصيرة.
تذكرت أيضا عنـ.ـد.ما وجدته يطرق علي زجاج شرفتها كعادته يحمل بين احضانه عدد من العطور الرجـ.ـالية لتفتح له بتساؤل ليجيبها انه احضر عدد من العطور الرجولية لتختار له عطرًا مناسبًا غير الذي يستخدmه ويسبب لها ضيقا ..فبعد استمرارها بالعمل معه اضطرت أخبـ.ـاره بمدى ضيقها من عطره النفاذ …ليقوما معانا باختيار عطرا رجوليا جذابا يهدئ الأعصاب لها.
…….
تصل الي حجرته مرورًا بالسكرتيرة الخاصة التي تم تعينها مؤقتا من قبل شادي حتى رجوع سوزان من إجازتها ..لا تعلم لما لا تريحها نظرات تلك النهى ..لا ليس نظراتها فقط بل ملابسها وكثرة طلاء وجهها بأدوات التجميل أيضًا.
تأخذ نفسًا بثقة وتطرق الباب قبل الدخول
عند دخولها قام يستقبلها كعادته بابتسامة خلابة بل خلابة جددًا.. أصبحت تهيم بابتسامته الخلابة ..الذي يخصها بها فقط.
ليقول بمداعبة:
– ربع ساعة تأخير ..كدة هتتعرضي لخصم ..احنا شركة محترمة.
غزل بتفكير:
– طيب مادام فيها خصم يبقى امشي بها.
كانت ان تتحرك وجدته يمنعها يقول بلهفة:
– تمشي! تمشي فين؟ أنا ماصدقت انك وصلتي.
ليكمل بابتسامة رقيقة :
– غزل! مش ناوية تريحيني بقى وتغيري رأيك.
غزل بتـ.ـو.تر:
– مش اتكلمنا في الموضوع ده قبل كدة يايوسف.
فتراه يمسك كفيها ويودعهما قبلتين يقول:
– لسه عندي أمل تغيري رأيك ..أنتي ليه مش مصدقة أني بحبك؟
فتسحب كفيها من بين أصابعه بخجل …
فيضيق بصمتها ويتحرك مبتعدا عنها يقول:
– أنا عارف انك مش قادرة تنسي اللي عملته فيكي ..وأنك مش قادرة تحبيني ..أنا عاذرك ..بس عايزك ت عـ.ـر.في ان وعدت نفسي ان دي اخر مرة هطلب منك ده ..أوعدك مش هضايقك تاني.
فتخطو خطوات هادئة لتصل اليه وترفع يدها تلمس كتفه بهدوء:
– يوسف!
– خلاص ياغزل.. مبقاش له لازمة الكلام.
– أنا موافقة.
↚
تصل إلى حجرته مرورًا بالسكرتيرة الخاصة التي تم تعينها مؤقتا من قبل شادي حتى رجوع سوزان من إجازتها.. لا تعلم لما لا تريحها نظرات تلك النهى.. لا ليس نظراتها فقط بل ملابسها وكثرة طلاء وجهها بأدوات التجميل أيضًا.
تأخذ نفسًا بثقة وتطرق الباب قبل الدخول
عند دخولها قام يستقبلها كعادته بابتسامة خلابة بل خلابة جدًا.. أصبحت تهيم بابتسامته الخلابة.
ليقول بمداعبة:
– ربع ساعة تأخير؟ كدة هتتعرضي لخصم.. احنا شركة محترمة.
غزل بتفكير:
– طيب مادام فيها خصم يبقى امشي بقى.
كادت ان تتحرك وجدته يمنعها يقول بلهفة:
– تمشي! تمشي فين؟ أنا ما صدقت انك وصلتي.
ليكمل بابتسامة رقيقة:
– غزل! مش ناوية تريحيني بقى وتغيري رأيك.
غزل بتـ.ـو.تر:
– مش اتكلمنا في الموضوع ده قبل كدة يايوسف.
فتراه يمسك كفيها ويودعهما قبلتين يقول:
– لسه عندي أمل تغيري رأيك.. انتِ ليه مش مصدقة أني بحبك؟
فتسحب كفيها من بين أصابعه بخجل.. فيضيق بصمتها ويتحرك مبتعدا عنها يقول:
– أنا عارف انك مش قادرة تنسي اللي عملته فيكي، وأنك مش قادرة تحبيني.. أنا عاذرك، بس عايزك ت عـ.ـر.في إني وعدت نفسي إن دي آخر مرة هطلب منك ده.. أوعدك مش هضايقك تاني.
فتخطو خطوات هادئة لتصل إليه وترفع يدها تلمس كتفه بهدوء:
– يوسف!
– خلاص ياغزل.. مبقاش له لازمة الكلام.
– أنا موافقة.
فيلتفت منتفضًا غير مصدقًا سماعه لهاتين الكلمتين يقول بتوسل:
– انتِ قولتي إيه؟ أنا مسمعتش غلط صح؟
– أنا موافقة يايوسف.
فتراه يدور كالمـ.ـجـ.ـنو.ن بالحجرة يبحث عن شيء يقول:
– أنا هكلم عمي.. لازم أرتب معاه ونحدد ميعاد الجواز.
– يوسف! مفيش جواز.
– يعني إيه؟
تأخذ نفسًا وتقول:
– أنا وافقت على خطوبة مش أكتر من كدة.
– مفيش الكلام ده انتِ عايزة تجننيني! مافيش خطوبة.. جواز على طول.
تقف تضع يديها في خصرها تقول:
– خطوبة
– جواز
– خطوبة
– جواز.
…………….
– بـ.ـارك الله لكما وبـ.ـارك عليكما.
جملة خرجت من فاه المأذون لتصدح بعدها زغاريد الإحتفال.
لتنظر إليه غير مصدقة لسرعة إتمامه للأمر لينتهي بعقد القران كحل وسط لنزاعهما لقد كان حريص على تنفيذ رغبتها في عدm إتمام الزفاف واكتفى بعقد القران.
لتجده يقترب منها يساعدها على الوقوف تحت ذهولها ويطبع قبلة حانية فوق كفها ويليها قبله فوق جبينها يقول:
– مبروك ياحرمي المصون.
لتبتسم مع انحباس دmـ.ـو.عها غير مصدقة لتبدل الأيام عدوها اصبح زوجها.
فتجد اقتراب يامن يضـ.ـر.ب فوق كتف أخيه مهنئا له يقول:
– مبروك يايوسف.. بس خلي بالك غزل وراها رجـ.ـا.لة أبقى فكر بس تزعلها.
ليتحرك يمد كفه اتجاه غزل مهنئا لها وكادت تصافحه لتجد كف يوسف يقبع في كف أخيه قائلا ببرود:
– الله يبـ.ـارك فيك.. غزل مابتسلمش على رجـ.ـا.لة.
ليكتم يامن ضحكته علي تصرف أخيه المـ.ـجـ.ـنو.ن.
أما عنها لقد وقفت مبتعدة مراقبة للأحداث تشعر بألــم في قلبها وحـ.ـز.نًا يعتليها رغم فرحتها لفرحة اختها ولكنها مرعوبة من نوايا يوسف اتجاهها أرادت اكثر من مرة تنبيه غزل منه ولكنها كل مرة تصاب بالجبن ولا تستطع المواجهة تدعو ربها أن يقيها شره وأن يكون بالفعل صادق النوايا معها.. تقترب بأرجل مهزوزة اتجاههم تحتضن غزل بقوة غريبة تريد حمايتها داخلها:
– مبروك ياغزل.. ربنا يتمم بخير.
فينتبه كلا من يوسف ويامن لها وكلا منهما يعتلى وجهه رد فعل مختلف..
– الله يبـ.ـارك فيكي ياتقى.. عقبالك ياحبيبتي.
تتحرك لتواجهه بتـ.ـو.تر تهرب من نظرات عينه تقول:
– مبروك يابشمهندس.
فيجيبها بوجه جـ.ـا.مد:
– الله يبـ.ـارك فيكي.
وتتصرف تحت مراقبة شخصًا ما.
………..
– مش هتبـ.ـاركيلي ياصفا؟ لسه قلبك اسود.
قالها ناجي بكـبـــــريـاء لتضغط علي عكازها:
– مبروك يا ناجي ..بس أتمنى مايطلعش ابن اخوك من عينتك ويبهدل بنات الناس معاه.
– يوسف ده تربيتي.. ومتخافيش هيحافظ على بـ.ـنت عمه.
صفا بســـخريـــة:
– لا أنا كدة اطمنت على بـ.ـنتك.. يا خــــوفي تنكوي بنفس النــــار اللي كويت بيها غيرك يا ناجى.. كله سلف ودين.
ليقبض قلبه من كلمـ.ـا.تها البسيطة ويجد نفسه ينظر لهما بشرود خائف.
…………..
– مبروك ياغزل مبروك يايوسف
–
قالها محمد بمداعبة، لتقول غزل:
– مبروك يا محمد مع أني زعلانة منك.
– زعلانة!
تهز رأسها:
– مش عارفة هتفضل متردد لحد امتى.. لحد ما الفرصة تروح من أيدك وترجع تنـ.ـد.م.. أنا اقصد سوزان يامحمد.
لم يستطع الرد عليها في محقة لا يعلم لما يتحلى بهذا العيب:
– أنا مش عارف أوصلها ومش بترد على اتصالاتي.
غزل بتأثر لحاله:
– للأسف يامحمد سوزان خطوبتها على ابن عمتها الأسبوع الجاي.
يقف مصدوما مما سمعه.. يرفض تصديق هذه الكلمـ.ـا.ت.
…………..
بعد تهنئتها لغزل فضلت الانسحاب عن الحفل لتشتم نسمـ.ـا.ت الهواء بحرية بعيدًا عن مراقبة عينه الصقرية الكارهة لها.
فتخطوا خطواتها بفستانها الأخضر ذو الأكمام وكعبها العالي فوق الحشائش الخضراء الرطبة وهي شاردة في الأيام وما تفعلها.
……..
أما عنه ابتعد عن صخب الحفل واضعًا هاتفه فوق أذنه يتواصل مع أحد الزملاء بالمشفى يحاول تمديد إجازته بعضًا من الوقت، مع متابعة بعض الحالات التي قام بإجراء لهم عمليات جراحية ليتبدل من يامن المرح ليامن العملي البحت.
وعند محاورته وانـ.ـد.ماجه بالحديث لاحظ من تسير على الحشائش بشرود تحت الإضاءة الخافتة ليضيق عينيه بتساؤل ماذا تفعل خارج الحفل؟
لتقع عينيه على شيء ما بـ.ـارز، إنه أنبوب مسئول عن الري اثناء سيرها.
يكاد ينبهها ليتفاجأ بسقوطها على وجهها أرضا تحت ذهوله فيفيق من صدmته متوجهًا إليها بسرعة قائلًا:
– انتِ كويسـ…
ليتعثر هو الآخر بخرطوم مياه فيسقط فوقها.
ليقول وهو فوقها:
– ده أنا أمي دعيالي بقى؟
فيفيق علي دفعها له بعصبية شـ.ـديدة :
– اوعى يا بتاع انت.. أيه قلة الأدب دي؟
فيبتعد عنها دون الوقوف :
– أنا.. بتاع؟
وقليل الأدب؟
– أوف.. اوعى.
فتدفعه بقوة محاولة الوقوف اكثر من مرة بسبب تعثرها بفستانها الذي إلتف هو ساقها وكعب حذائها.
فيقف يرتب ملابسه بغــــرور ثم يمد يده اتجاهًا يقول:
– هاتي إيدك.
تظل ناظرة إلى يده برهبة حتي حركت كفها ليقبع بين أصابعه ويساعدها علة الوقوف.
تقف ترتب فستانها بخجل من الموقف.. ظن انها لتتذكره فقد ساعدها من قبل علي تبديل ملابسها.
لتهم مبتعدة عنه فتتوقف فجأة وتلتفت له تقول:
– شكرًا أنك ساعدتني يوم حفلة غزل يادكتور.. عن أذنك.
فتختفي تحت ذهوله يقول:
– افتكرتني ..افتكرتني.
……………
بعد الانتهاء من الحفلة دخلت حجرتها تجلس على حافة الفراش تنظر لخاتمها القابع بيدها اليسرى بإحساس جديد يدغدغها، لقد أصبحت اليوم زوجة يوسف الشافعي.. فتقوم بخلع حذائها الذي سبب في الم لا يحتمل لأصابع قدامها وتعزم علي خلع فستانها لتنعم بحمام دافئ يريح جــــســ ـدها من إرهاق اليوم.
بعد الانتهاء من حمامها اكتشفت نسيانها لملابسها فوق الفراش لتلتف بمنشفة كبيرة حول جــــســ ـدها وعند خروجها ارتعبت من عدm وجود الإضاءة بالحجرة لتعقد حاجبها تقول:
– هو أنا قفلت النور قبل ما أدخل.
فتتحرك بخطوات بطيئة بسبب رعـ.ـبها من الظلام تحاول إيجاد كبس الضوء فتبدأ بتحسس الجدران لتصل إليها.. فتلامس أصابعها يد بشرية وسط الظلام لتطلق صرخة وتحاول الهروب ولكن يديه أحكمت عليها ليقول بصوت رجولي:
– ده أنا ياغزل.. يوسف! يخربيتك فضحتينا.
تردد بلهاث :
– يوسف!
“- هدي أنا ما أعرفش انك خفيفة كده.. ضيعتي المفاجأة.
غزل بلوم:
– مفاجأة.. انت بتسمي الرعـ.ـب ده مفاجأة.. حـ.ـر.ام عليك.
لتصدح ضحكه خشنة:
– طيب استني أولع النور.
كاد ان يتحرك ليجدها تتشبث به برعـ.ـب قائلة:
– وحياة مـ.ـيـ.ـتينك ما انت متحرك.
اطلق قهقهات عالية ثم قال:
– وحياة! مـ.ـيـ.ـتيني! الاتنين don’t mix” طيب تعالي معايا نشوف النور.
بعد إضاءة الضوء التفت اليها ليقف مبهورًا بصورتها ليقول بشرود:
– إنك لمـ.ـيـ.ـت لا محالة.
– أنتِ بتستهبلي صح؟ خلتيني أولع النور وانتِ كده.. أنت عايزة تقــ,تــليني صح؟ طيب اروح انام ازاي دلوقت!
لتسأله بسذاجة:
– أنا عملت ايه؟
لم يستطع الوقوف مكانه ليقترب فجأة يحتضنها لصدره يقول:
– بتقولي عملتي ايه؟ انتِ هتمـ.ـو.تيني بشكلك ده!
ليكمل بمكر:
– هو أنا قولتلك مبروك؟
لتهز رأسها بالموافقة.
ليقترب منها بابتسامة جذابة يضع يده داخل سرواله ويخرج منها سلسالها والسوار الماسي.. ليرفع يدها ويزينه بسؤالها الماسي ويطبع قبلة عميقة بباطن كفها.. فيتحرك ليقف خلفها ويزيح خصلات شعرها المبتلة ويزين عنقها بسلسالها الذي ظل يحتفظ به دائمًا لتشعر بعدها بأنفاسه الساخنة تلفح عنقها فتغمض أعينها باستسلام لقبلته التي أودعها بجانب عنقها.
لتلتف تواجهه تقول بعدm إدراك :
– يوسف.
ليبتلع كلمـ.ـا.تها في قبلة مشتاقة عميقة بإحساس مختلف أول مرة يقبلها قبلة له حق فيها.. الان أصبحت له حلاله.. مالكها.. يشعر باستسلامها بين ذراعيه.
يبتعد عنها بعد أن شعر انه لن يتوقف إذا صار الوضع على هذا المنوال.
يرفع وجهها لينظر بعينها يقول:
– بحبك ياغزل بتحبيني زي ما بحبك؟
لم تستطع تحديد مشاعرها فكل شيء حدث بسرعة كل ما تعرفه انه بدأ يجذبها له بدأت تعشق ابتسامته رائحته طريقة تدخينه طريقة سيره ولكنها لا تعلم هل هذا هو الحب؟
عنـ.ـد.ما طال صمتها شعر بالضيق ولكنه وعد نفسه أن يتركها حتى تعترف بنفسها بحبه.
رفع كفه يلامس وجنتها بحنان يقول:
– أنا مش مستعجل.. أنا عارف ان كل شيء حصل بسرعة، بس أوعدك إن مش هخليكي تحبيني خليكي تعشقيني.
فيتركها بأفكارها بعد أن طبع قبله فوق جبينها.
………….
– ماما أنا قررت اخطب.
قالها محمد بعد أن اندفع داخل حجرة راوية، لتضع يدها فوق صدرها بفزع:
– بسم الله الرحمن الرحيم، في إيه يامحمد حد يدخل على أمه كده؟ وأي القرار اللي بيطلع بعد نص الليل ده؟ أقولك روح نام وأنت بكرة هتكون كويس.
محمد بغـ.ـيظ:
– أمي بالله عليكي أنا مش بهرج أنا فعلاً عايزة اخطب وبسرعة.
رواية بعدm تصديق:
– انت غيرت من غزل ولا ايه؟ اصلك من ساعة ما رجعت من كتب الكتاب وأنت مش طبيعي.. طيب سيب الغيرة دي لتقى.
– أنا خارج يا رواية شكلك مش عايزه نتكلم جد.
رواية بضحك:
– طيب تعالى يامحمد متزعلش.. ها قولي بقى العروسة حد اعرفه ولا من زمايلك في الشركة.
محمد بـ.ـارتباك:
– من الشركة يا رواية.
رواية:
– طيب مالك بتقولها وأنت زعلان كدة.
محمد بحـ.ـز.ن:
– أصل عرفت من غزل انها هتتخطب لابن عمتها الأسبوع الجاي.
رواية بحـ.ـز.ن:
– طيب هي عارفة إنك عايزها وبتحبها.
يهز رأسه بصمت لتسأله بهدوء:
– هي بتحبك؟
ليصمت محمد لم يستطع الإجابة فهو يشعر بحبها له لكنها امتنعت عن الاعتراف بذلك
عنـ.ـد.ما طال صمته أكملت:
– طيب يابني لو هي عايزاك وأنت عايزها ليه ماقولتليش من بدري؟
يظل صامتا بخجل من والدته
لتقول:
– آه كده فهمت.. فضلت متردد لحد ما ضاعت من أيدك.
محمد بتأثر:
– طيب اعمل إيه دلوقت أنا بتعـ.ـذ.ب مش متخيل انها تتجوز حد غيري.
– تروح نجيب عنوانها ورقم تليفون مامتها اكيد موجود بياناتها في شئون العاملين.
لتأتي فكرة بعقله فيقول:
– غزل.. غزل هي اللي هتوصلني ليها.
قالها وهو يتحرك خارجًا تذكر شيء فالتفت لها يقول:
– فاكره سمية بـ.ـنت عم رضا صاحب بابا الله يرحمه؟ كانت غزل طلبت مني أشوفها حد يكون مع خالتي صفا.
أنا كلمتها وهتيجي من بكرة تكون معاها.
فتهز راوية رأسها بحـ.ـز.ن لا يعلم سببه إلا هما.
………………
يقف وسط حجرة مكتبه مغمض العينين باستسلام يلف ذراعيها حول جــــســ ـدها الصغير يشتم رائحة شعرها المسكية التي تُذهب عقله ..لقد اعتاد في الاونة الأخيرة استقطاع بعض الوقت لضمها الي صدره بدون همس أي كلمـ.ـا.ت كأنه بذلك يشحن طاقته بشحناتها الغزلية أما عنها فكانت تسند رأسها فوق صدره ويعلو وجهها ابتسامة هادئة وأصابعها تتلاعب بطرف سترته ..لتقول بهمس:
– انت مـ.ـا.تعبتش من الوقفة.
– لا.. طول ما انتِ في حـ.ـضـ.ـني ما اتعبش أبدًا.
غزل بدلال:
– أنا خايفة حد يدخل علينا فجأة زي المرة اللي فاتت.
يوسف بابتسامة هادئة:
– احنا مش بنعمل حاجة غلط انتِ مراتي فاهمة؟ وكمان شادي حرم يدخل من غير ما يخبط بعد التهزيق اللي أخده مني.
– حـ.ـر.ام عليك ده شادي غلبان وطيب وجدع و…
يوسف بضيق:
– غزل! أنا ما أحبش مراتي تتكلم وتتغزل في راجـ.ـل تاني.
غزل بحـ.ـز.ن:
– أنا مقصدش!
يوسف بغـــضــــب مزيف:
– ماينفعنيش الكلام ده.. يلا صلحيني.
غزل بدmـ.ـو.ع:
– لا.
يوسف مندهشًا من تغيرها:
– غزل انت زعلتي أنا كنت بهرج معاكي.. طيب خلاص مـ.ـا.تزعليش.. أنا اللي اصالحك.
لينخفض وجهه ويلثم شفاهها بنعومة بقبلات متقطعة ويعتذر لها بين قبلاته.
ليتتفضا الاثنان نتيجة فتح الباب بقوة بدون طرقه.. لتتحول صدmته إلى غـــضــــب قائلًا:
– أنتِ متـ.ـخـ.ـلفة إزاي تدخلي من غير ما تخبطي على الباب.
تقف نهى بتنورتها القصيرة وأحمر شفاها الصارخ تقول بمياعة:
– آسفة ياباشا ..خبطت الباب ومحدش رد عليا حتي سماعه المكتب مرفوعة.
لتشير له بعينها اللي هاتف المكتب.. نعم لقد رفع سماعته حتى لايزعجه أحد.
يوسف:
– ده ميمنعش انك المفروض متدخليش من غير إذن.
فيشعر بغزل التي تدفن وجهها بصدره إحراجًا تحاول الابتعاد عنه تقول:
– أنا هروح اشوف محمد وراجعه.
ليمسك ذراعها مانعها عن الابتعاد عن احضانه بتحدي لتلك النهى يقول:
– استني هنا ..مافيش مرواح في حته.
ثم يوجهه حديثه لنهى:
– ايه بقى الحاجة المهمة اللي خلى حضرتك تدخلي علينا زي الإعصار كدة؟
تقف مستندة علي مقبض الباب بمياعة:
– في واحد برة عايز يقابلك.. اسمه جاسر الصياد.
↚
تقف نهى بتنورتها القصيرة وأحمر شفاها الصارخ تقول بمياعة:
– آسفة يا باشا.. خبطت الباب ومحدش رد عليا حتي سماعة المكتب مرفوعة.
لتشير له بعينها اللي هاتف المكتب.. نعم لقد رفع سماعته حتى لا يزعجه أحد.
يوسف:
– ده ما يمنعش إنك المفروض ما تدخليش من غير إذن.
فيشعر بغزل التي تدفن وجهها بصدره إحراجًا تحاول الابتعاد عنه تقول:
– أنا هروح أشوف محمد وراجعه.
ليمسك ذراعها مانعها عن الإبتعاد عن أحضانه بتحدي لتلك النهى يقول:
– استني هنا.. مافيش مرواح في حته.
ثم يوجهه حديثه لنهى:
– إيه بقى الحاجة المهمة اللي خلى حضرتك تدخلي علينا زي الإعصار كدة؟
تقف مستندة على مقبض الباب بمياعة:
– في واحد برة عايز يقابلك.. اسمه جاسر الصياد.
……….
لحظات وقف في صدmة من ذكر اسمه أمامه لتشعر غزل بتغيره وهبوط ذراعه الذي كان يحيط بها ببطء.. ليقول بغـــضــــب بعد إفاقته من الصدmة:
– تطلعي تقوليله يوسف الشافعي مش فاضي يقابل حد.. اتفضلي.
لتنصرف نهى بدلع وهي ترمق غزل نظرات بـ.ـاردة.. لتقول غزل مهدئة إياه:
– يوسف مالك؟ الراجـ.ـل ده مضايقك في حاجة؟
عند انتهاء كلمـ.ـا.تها وجدت الباب يدفع ويدخل منه رجل في مثل عمر يوسف يظهر عليه الأناقة طويل القامة قمحي البشرة يقول:
– مش عيب ترفض تقابل ضيوفك؟ لا انت اتغيرت خالص يا يوسف.
فين يوسف الدنجوان.. النحنوح.. اللي بيوزع عواطف علي الكل.
فيضـ.ـر.ب المكتب بقبضته:
– ايه اللي رماك عليا ياجاسر؟ بقالنا سنين بعيد عن بعض إيه اللي فكرك بيا.
جاسر يجلس بأريحية ويظهر عليه الجدية:
– أيوه كدة خلينا في المفيد.
ليكمل مع تغير نبرته التي يشوبها بعض التـ.ـو.تر حاول السيطرة عليه:
– أنا جايلك النهاردة مش بصفتي جاسر صديق عمرك ولا بصفتي عدوك، اعتبرني شخص تاني غير اللي انت تعرفه زمان عشان تقدر تسمعي وتقدر الكلام اللي هقوله.
ليبل شفتيه بلسانه محاولًا ترتيب كلمـ.ـا.ته انها من اصعب اللحظات التي يمر بها:
– أنا جاي النهاردة وطالب أيد أختك ملك.
لحظات مرت عليه لم يستطع تحديد ما ألقاه علي مسامعه ليجد نفسه غير قادرًا علي تحمل اثباط نوبة الضحك لتصدح ضحكاته عالية وتدmع عينيه من شـ.ـدة الضحك ليقول بين ضحكه الهستيري:
– بقى انت.. جاي بعد السنين.. دي ..تطلب أيد اختي أنا؟ اكيد شارب حاجة.
يضيق جاسر بتصرفه:
– انت بتضحك ليه؟ ايه الغريب في إني اطلب أيدها.
ليفاجئه يوسف بسؤاله:
– شوفتها فين؟
جاسر بتـ.ـو.تر:
– شوفتها في النادي.
– اتكلمتوا.
– لا.. أنا شوفتها وسألت عنها وعرفت انها أختك.
فيريح يوسف ظهره على مقعده:
– طلبك مرفوض يابشمهندس.. المقابلة انتهت.
جاسر محاولًا تخفيف حدة الموقف:
– يوسف! خرج اللي بينا بره حسابات ملك، انا فعلا بحبها و…
ضـ.ـر.بة من يوسف فوق مكتبه اخرست جاسر ليقول بين اسنانه:
– أنا كمان كنت بحبها! أنت خـ.ـا.ين ياجاسر وأنا ماسلمش اختي لواحد زيك.
– مش ذنبي اللي حصل صدقني سنين بحاول أفهمك وأنت مش حابب تسمع.. أنا عمري ما كان بيني وبينها أي حاجة ويوم مالقتها عندي أنا أتفاجئت زيك بوجودها قدام باب شقتي.
– انت عارف ان ابوها كان في مصالح بينه وبين أبويا وكان مستخدmها ورقة ضغط عليا.
– انت عايز تقنعني انها جاتلك شقتك من غير ما أنت تكون انت مارست وسـ.ـختك معاها؟
– سنين بحاول أفهمك انها مش بتحبك وأنت متمسك بيها وروحت خطبتها ولولا شركة عمك والمصالح اللي كانت هتيجي من وراها مكانش ابوها وافق على خطبة بـ.ـنته من طالب لسه بياخد مصروفه.
ليقف يوسف بغـــضــــب مستعر:
– اطلع برررره.. ماشوفش وشك تاني وموضوع اختي تنساه نهائي.
جاسر يقف ويهم بالخروج يقول بتحدي:
– أنا ماشي بس هتشوفني كتير بعد كدة.
ليضـ.ـر.ب يوسف الباب بقطعه كريستال فتسقط متهشمة مع تسارع انفاسه.
…………..
تجد من يوقفها أثناء سيرها يقول:
– مدام غزل ..مدام غزل!
لترى من سبب الضيق ليوسف يحاول اللحاق بها فتتـ.ـو.تر من اقترابه ليقول بوقار:
– مدام غزل! أنا جاسر الصياد اللي كنت بالمكتب من شوية.. كنت حابب ابـ.ـاركلك طبعًا مع انها متاخرة.. وكان في موضوع مهم حابب أكلمك فيه.. ده الكارت بتاعي.. هستنى مكالمة من حضرتك لان الموضوع بخصوص ملك.. ياريت يوسف مايعرفش عشان مايحصلش مشكلة عن إذنك.
ليتركها وهي شاردة في الموضوع الذي يريدها فيه فتخفي الكارت الخاص به بحقيبتها مترددة في اخبـ.ـار يوسف.
……………
يجلس بسيارته منتظرًا خروجها من بوابة الجامعة بعد استدراج ملك في الحديث عنها علم مواعيد خروجها ومحاضراتها ليستغل فرصة عدm حضور ملك لهذا اليوم.. حتى يستطع الحديث معها.. يلمحها تخرج من باب الجامعة وشخصًا يقوم بملاحقتها للحديث معاها ليضيق عينيه فيلاحظ عدm تفاعلها مع هذا الشخص وتحاول إجابته باختصار.. يتحرك من سيارته ليقف امامهما وأول من لاحظه كان (علي) ليقول:
– ايوه؟ في حاجة؟
لتلتف خلفها وتجحظ عينيها من رؤيته وتتذكر لحظة سقوطها أمامه أرضا لتخجل من هذه الذكرى وتقول:
– دكتور يامن! إيه اللي جابك هنا.
فيبتسم لأنها متذكرة اسمه ويقول:
– عاملة إيه ياتقى؟ أنا كنت جاي أحد ملك وتليفونها مقفول.
تحييه بخجل:
– ملك ماجتش النهاردة ازاي تكونوا في مكان واحد ومش عارف انها ماخرجتش؟
ويرتبك من كمـ.ـا.ته.. وينقذه سؤال الشاب لها:
– مش هت عـ.ـر.فينا ياتقى؟
– ده الدكتور يامن اخو ملك.. وده علي زميل لينا في الدفعة.
– أهلًا وسهلًا.
قالها يامن برسمية ليقول لها:
+ تقى كنت عايزك في موضوع.
فيحرج على رغم ضيقه وينصرف ويودعهم بهدوء.
لتقول تقى بتعجب:
– موضوع إيه اللي عايزني فيه؟
– على الواقف كدة ؟ طيب نقعد في مكان نتكلم.
لتجيبه بحدة:
– ولا واقف ولا قاعد أنا مش بقعد مع حد غريب.. عن إذنك.
يوقفها يامن يقول:
– انت دايمًا حنبلية كده.. أنا مش غريب أنا اخو ملك وابن عم غزل.
الزفر بقوة تاركة إياه بتجاهل. استمر بالسير بجوارها رغم تجاهلها ليقول:
– صدقيني أنا عايزك في موضوع مهم جدًا.. طيب تعالي حتى أوصلك ونتكلم.
فتنظر له بغـــضــــب صارخة:
– لو مابعتدش دلوقت هنسى انك اخو صاحبتي.. وهلم عليك الناس.
ظل ينظر حوله بـ.ـارتياب من علو صوتها يقول:
– على فكرة أنا دكتور محترم ماينفعش اللي بتعمليه ده.. أنا مقصدش اضايقك.. أنا اسف.
هم ينصرف فوجدها تقول:
– كنت عايز إيه؟
ليبتسم يامن ابتسامته الجذابة:
– كان في وحدة غـ.ـبـ.ـية عايز اقولها أني معجب بيها.. وعايز موافقتها على ان اكلم اخوها وأتقدm رسمي.
…………….
دخل بابتسامته الجذابة واضع يده بجيوبه يدندن بصوته سعيدا لما حدث منذ الساعة عنـ.ـد.ما ألقى على مسامعها مفاجأته ليتلون وجهها بألوان الطيف ويتفاجأ بهروبها لتستقل سيارة اجرة للعودة لمنزلها ولكنه لم يترك الفرصة تضيع من يده ليسرع في ركوب سيارته ويسير خلف سيارة الأجرة فيشاهدها تستد رأسها بشرود.. لقد أعجبه مشاكستها فيضغط بوق سيارته بطريقة ملحوظة كأصوات أبواق زفة الأفراح ليلتف جميع الركاب بما فيهم هي فيرى في عينها الدهشة والخجل كأن كل الموجودين يعلمون مقصده ..فتشير اليه بإيهامها بطريقة عرضية علي رقبتها.. كتهديد منها.. فيضحك على فعلتها ويبادلها التحية العسكرية بأصابعه أمام جبهته.
…………
يدخل على اخته فيجدها متقوقعة ضامة صحنًا من حبوب الذرة لصدرها وتأكل منه بدون تركيز بسبب تركيزها في الفيلم المعروض ليجلس بجوارها بـ.ـاريحية يقول:
– ملك!
فتمل منه تقول:
– ايه عايز ايه؟
-عايز اخطب تقى.
لتجحظ عينيها تقول:
– أوعى تقول تقى صحبتي؟
– هي بعينها.
– يا نهار ألوان!
قالتها ملك بصدmة.. يتعجب من رد فعلها يقول:
– مالك؟ أنا قولت هتفرحي ان اخترت صحبتك.
– هو في حاجة تخصها ما أعرفهاش.
ملك بتـ.ـو.تر:
– إيه؟ لا طبعًا.. تقى كويسة جدًا.. بس اشمعنى هي؟
– مش عارف حاجة كدة شـ.ـدتني ليها بغض النظر عن الكوارث اللي دايمًا تجمعنا.
فيكمل بإصرار:
– أنا قررت أكلم محمد وأتقدm لها رسمي، عقبالك ياملوكتي ما نخلص منك.
يتركها شاردة في هذه الكارثة أنها تعلم أن تقى كانت تهيم بأخيها يوسف.. كيف سيقبل يوسف وجودها مع يامن؟!
– استر يارب من الجاي.
……………….
وقفت بشرفتها مراقبة تحركاته أمام المسبح لقد كان يحارب شياطينه بعد حضور ذلك الشخص الذي يدعى جاسر وقد انقلب حاله حتى معها ..عند عودتهما لم يهتم حتى بالنظر اليها ليسترضيها اكتفى بالانصراف لتسير خلفه مثل الطفلة التائهة الغاضب منها والدها وتحاول استرضائه.. ألــمها جفائه بعد أن كان يهيم بها ويحاول اختلاق أي مناسبة لإظهار عشقه لها.. بماذا اخطأت؟ لاتعلم!
منذ فتره حدثها محمد انه نجح في السفر إلى سوزان للتقدm لها رسميًا رغم أنها كانت تنتظر مثل هذا الخبر إلا أن حـ.ـز.نها طغى على مشاعرها فلم تشعر بالسعادة المطلوبة له.
………
تسير بملابس النوم بخف القدmين بغـــضــــب طفولي متجهه في الظلام إلى ذلك الأرعن الذي تربع على عرش قلبها في مدة قصير لتصل إلى حافة المسبح حيث تقبع ملابسه الذي كان يرتديها بالشركة من الواضح انه لم يبدلها منذ الصباح.
تقف متخصرة بيديها تهز بساقها بغـــضــــب طفولي منتظرة ظهوره من المياه
ليظهر بعد دقائق شاهقًا نتيجة منع الهواء لمدة داخل المياه.. فيلاحظ وقوفها وينظر إليها للحظه ثم يعود مرة أخرى للسباحة للطرف الآخر من المسبح بتجاهل متعمد.
لتصرخ بغـــضــــب: ممكن أفهم أنا عملت إيه غلط عشان تتجاهلني كده؟
بصمت للحظات ليجيبها بصرامة:
– روحي نامي ياغزل دلوقت.
ترفع حاجبها من جفائه لها فتجيبه:
– مش متحركة من هنا يايوسف إلا لما تقولي أنا عملت ايه؟ إنت كنت كويس معايا لحد ما الراجـ.ـل ده جه.. أنا مش فاكره إن حصل مني حاجة.
يصـ.ـر.خ بوجهها:
– قولتلك اطلعي دلوقت.. أنا عفاريتي بتتنطط قدامي ومخـ.ـنـ.ـوق.
تشعر بجـ.ـر.ح كرامتها لأنها تستعطف استرضائه.. فتقول ودmـ.ـو.عها منحصرة داخل عينيها بتحدي:
– مش هطلع يا يوسف! أنا مش بحب المعاملة دي.. ولا أنت عشان ملكتني بتتعامل معايا كدة؟! وعشان اريحك انت لو مقولتليش أنا عملت ايه هنطلك في المية حالًا!
ليتعجب من تحديها وإصرارها على معرفة سبب ضيقه وتحميل نفسها مسئولية ذلك رغم انها ليست ضلعا في ذلك الموضوع فيقول بتحذير:
– بطلي جنان على المسا، أنتِ مش بت عـ.ـر.في تعومى!
فيشاهدها تخلع خفيها بحركة من قدmها دون الحاجة إلى الانحناء وترجع خطوات للخلف كأنها تستعد للوثب، فينقبض قلبه من تهورها.. يصـ.ـر.خ بها بخــــوف:
– غزل! إياكِ تعمليها.
يحاول السباحة للاقتراب من حافة المسبح لمنعها ليراها تجري لتقفز في المياه برعونة غير مسبوقة فتخرج صرخة غاضبة منه باسمها مع مشاهدته لمحاولتها البقاء على سطح المياه بصعوبة بالغة، حتى وصل إليها يمسكها بقوة مانعًا إياها
يقوم بهزها بغـــضــــب مستعر من تهورها اثناء سعالها:
– أنتِ اتجننتي، غـ.ـبـ.ـية.. عايزة تمـ.ـو.تي!
لم يشعر بنفسه إلا وهو يضمها بقوة خــــوفًا من فقدانها.
لتجيبه وسط سعالها:
– أعمل إيه؟ إذا كانت دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليك ترجع تخاف عليا وتصالحني!
– مـ.ـجـ.ـنو.نة.
……….
– أنت متأكد من حقيقة مشاعرك دي؟ ومن اختيارك!
قالها يوسف وهو يبتلع قطعة من الخبز على الإفطار، لتقطع حديثهم غزل بسعادة:
– طبعًا هو هيلاقي زي تقى فين يا يوسف؟
ليجيبها يامن:
– اكيد طبعًا كفاية إنها أختك واخت محمد هتطلع لمين إلا لغزل البنات! يمرر يوسف نظره عليهما بضيق مع ملاحظته بصمت ملك وعدm تفاعلها معهم.
فيكمل يوسف بجدية:
– عموما عندك فرصة تفكر كويس لحد ما عمك يرجع من سفره ونشوف هنرسى على إيه.
لتسأل غزل سؤال يلح عليها:
– يوسف هو انت مش ملاحظ ان بابا بيسافر كتير وبيطول في سفره.
ينظر كلًا من يوسف ويامن لبعضهما بريبة.. فينقذ الموقف الأخير قائلا بداعبة:
– يابـ.ـنتي خليه يسافر مش يمكن يرجعلنا بعروسة.
– لو كدة ماشي.
فيتبادلا النظرات لتقابله نظرة يوسف المملوءة بالامتنان لإنقاذ أخيه الموقف.
…………
– هتتأخري؟ سألها يوسف بهيام وهو يقبل كفها.. لتبتسم بسعادة غريبة تجيبه:
– أول ما اخلص هكلمك تيجي تاخدني.. مش عايز تطلع معايا بردو!
يوسف بمراوغة:
– خليها مرة تانية.. أساسًا خالتك مش بتطقني.
غزل بجدية:
– تمام .. أنا هطمن عليها وعلى تقى ومحمد.
– أنا شحناتي الغزلية اوشكت على النفاذ.. عايزة اشحن.. مـ.ـا.تتأخريش بدل ما اعملك فـ.ـضـ.ـيحة عند خالتك.
– لا على ايه؟ مش هتأخر عليك.
……..
– حشـ.ـتـ.ـيني و .. كدة مـ.ـا.تحضريش كتب الكتاب.
قالتها غزل وهي بين احضان صفا.
تجيبها سمية بعملية:
– اعذريني كان بابا تعبان مقدرتش اسيبه.
فتلاحظ غزل جديتها في الحديث:
– مالك ياسمية بتكلمي رسمي كدة ليه؟ أنا غزل فكراني.. اللي كنتي بتقطعي شعري زمان عشان لونه اصفر وانتِ اسود.
تبتسم سمية على هذه الطفولة لتقول صفًا:
– هي كدة من ساعة ما بقت تجيلي؟ وغلبت معاها تفك زي زمان.
غزل بود:
– طيب الحاجة اللي اشترتهالك عجبتك؟ وأنا بشتري ليا افتكرت لما كان عم رضا بيشترلنا فساتين زي بعض.. فاشترتلك زي.
سمية بكـبـــــريـاء:
– معلش ياغزل اعفيني مش هقدر أخدهم.
تتحرك غزل لتواجهها:
– على فكرة أنا فاهمة انت بتفكري في ايه؟ وعيب تظني ان أنا بتعامل معاكي شفقة انتوا طول عمركم خيركم علينا ومكناش بنرفض هداياكم، ولعلمك أنا كان نفسي تيجي تشتغلي معايا بالشركة بس لقيت إن مواعيدها هتعطلك عن المحاضرات والمذاكرة عشان كده حبيت انك تكوني هنا عشان تبقى براحتك.
سمية بابتسامة يشوبها الحـ.ـز.ن:
– ربنا ما يحرمني منك.
غزل بمرح:
– بقولك إيه؟ هنقضيها كلام! سبيني اطلع للبت تقى وحضري الفشار وثواني واجبها وأجي.
……..
– ها ياست العرايس.. ايه رأيك؟
قالتها غزل وهي تتربع فوق الفراش مواجهه تقى.. لتجيبها بدون تفكير:
– لا.. أنا مش موافقة.
تعقد حاجبها للتسرعها
– ليه ياتقى؟ ده يامن دكتور محترم وشكله بيحبك.. أنا فرحت لما قالي تقى.. أنت حتى مافكرتيش.
لترى تقى تفرك يديها بعصبية وتحاول الهروب بأعينها من محاصرة غزل.
غزل بإصرار:
– أنا ليه حاسة انك مخبية حاجة وكمان مش انتِ بس.. ده ملك ويوسف كمان.
– هو في حد في حياتك ياتقى.
تبتعد تقى عن مواجهتها والدmـ.ـو.ع تكاد تهبط:
– حد؟ لا مافيش حد.. خلاص أوعدك أني افكر.
– بسرعة كدة غيرتي رأيك من الرفض لأفكر.. في ايه ياتقى مخبياه عني مش أنا اختك حييبتك.
فتراها تضع وجهها بين كفيها بانهيار ويزداد نحيبها:
– أنا بتألــم ياغزل.. عايزة ارتاح ضميري مش بينيمني.
تحثها علي الحديث تقول:
– انت مافيش واحدة زيك ياتقى.. مالك بس.
– مـ.ـا.تقوليش كدة.. بتزودي عـ.ـذ.ابي.. أنا ولا كويسة ولا استاهل أكون أختك.
ينقبض قلب غزل فتصمت لعلها تكمل.
ظلت تقص تقى على غزل ما حدث بينها وبين يوسف من بداية الإساءة لها لنية يوسف علي الاستيلاء علي أموالها.. ولكنها خجلت ان تخبرها ما حدث بينهما في شقته.. كانت تقص عليها وهي تتلقى الطـــعـــنات بصدرها بوجه جـ.ـا.مد خالي من الحياة.
تقول تقى ببكاء:
– بتكرهيني صح؟ أنا ما استاهلش أكون أختك.
لتجذبها غزل بثبات انفعالي لأحضانها تقول بوجه جـ.ـا.مد:
– انت احسن آخت في الدنيا.. أنا هفضل احبك مهما حصل.
………………
طـــعـــن.. غدر.. ألــم لما دائمًا تأتي الطـــعـــنات من الاقربين.. أيعقل أنها سلمت مقاليد حياتها لسجانها! لجلادها.
جلست بوجه جـ.ـا.مد يسيل فوق وجهها سيول من الدmـ.ـو.ع السوداء التي لطخت وجهها بسبب كحل العين.. تقبض علي كفيها كأنها تحارب حالها علي القفز في اعماق تلك المياة.. بعد ان تلقت كلمـ.ـا.ت تقى عما كان يفعله ونواياه.. شعرت انها بدوامة تدور وتدور دون توقف ..لا تعرف كيف مر عليها الوقت وهي جالسة أمام البحر وأمواجه لمنتصف الليل؟ لا تستطع تحريك ساكن.. اطرافها تيبست.. عزيمتها اثبطت.. حياتها انهارت وانتهت.. انه لم يحبها يوما.. كيف صدقته وآمنت له؟ كانت دائمًا محاربة جيدة له.. بدأت تدرك انها وحيدة دائمًا منذ وجودها في هذه الحياة وحيدة.. تشعر بالخواء يأكلها.. ما قيمة هذه الحياة.. أنها لا شيء، لأشيء على الإطـ.ـلا.ق.. فمن رحلوا عنها رحموا من كبدها وعنائها.. لا تعلم لما تصر تلك الحياة على معاندتها وهزيمتها.
سارت تجر اذيال خيبتها بألــم منحنية الرأس بخجل من حالها أنها كانت ضعيفة أمامه وسلمت له قلبها ..يغطي شعرها وجهها لا يظهر منه شيء كسابق عهدها.
دخلت بأرجل متعبة وأعصاب مهتزة تتمنى ان تقبض روحها في تلك اللحظة على أن تتواجد معه بنفس المكان.. لا ترى أمامها سوى خيبتها وغبائها عند وصولها لمنتصف المدخل وجدته يجذبها بغـــضــــب يمسك ذراعيها يهزها بقوة كأنه يهز دmية بلا روح ويصـ.ـر.خ بوجهها:
– كنت فين كل ده؟ ازاي تتأخر بالشكل ده بره.
تنظر له بجمود وعلي وجهها أثار الدmـ.ـو.ع الملطخة بالأسود:
– انت ساكتة ليه؟ وإيه اللي مبهدلك كده.. ما تردي.. إيه اللي خلاكي تسيبي البيت من غير ما أخدك وتليفونك مقفول؟
تمسك كفيه تخفضهما ببطء تقول بإصرار:
– طلقني!
↚
دخلت بأرجل متعبة وأعصاب مهتزة تتمنى أن تقبض روحها في تلك اللحظة على أن تتواجد معه بنفس المكان، لا ترى أمامها سوى خيبتها وغبائها عند وصولها لمنتصف المدخل وجدته يجذبها بغـــضــــب يمسك ذراعيها يهزها بقوة كأنه يهز دmية بلا روح ويصـ.ـر.خ بوجهها:
– كنتِ فين كل ده؟ إزاي تتأخر بالشكل ده بره.
تنظر له بجمود وعلى وجهها أثار الدmـ.ـو.ع الملطخة بالأسود:
– انتِ ساكتة ليه؟ وإيه اللي مبهدلك كدة! ما تردي.. إيه اللي خلاكي تسيبي البيت من غير ما أخدك، وتليفونك مقفول.
تمسك كفيه تخضمها ببطء تقول بإصرار:
– طلقني!
يفيق من صدmته على تحركها صعودها بصمت.. فيندفع يجذبها من ذراعها:
– إيه اللي انت قولتيه ده! تصرخ بوجهه وتدفعه من صدره بعنف:
– طلقني يايوسف.. طلقني، طلقني عشان أنا عمري ما هكون ليك، طلقني عشان انت خـ.ـا.ين.. خـ.ـا.ين للأمانة.. أنا مكدبتش يوم ما قولت عليك شيطان.
ليمسكها بقوة رافض افلاتها بصوت مهتز:
– طيب ممكن تهدي عشان أفهم في إيه.. احنا كنا كويسين الصبح اللي حصل خلاكي متغيرة كده؟
– أنا عرفت كل حاجة عملتها فيا.. كل ده ليه عشان حبة فلوس.. تولع الفلوس.. أنا مطلبتش حاجة.. أنت اللي جيت غـ.ـصـ.ـبتني اني أعيش معاكم.. ضيعت حياتي وخربتها يا يوسف.. عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدة؟ مش معقول تكون ممثل بـ.ـارع كدة!
يوسف بأنفاس متسارعة.. لا يستطع التركيز ولا التفكير لقد علمت بمخططاته السابقة.
ليتفاجأ بجريها إلى غرفتها تحتمي بها وتغلق الباب خلفها من الداخل.. ليعلو صوت نحيبها الذي جـ.ـر.ح صوتها.
يصل إلى غرفتها يطرق الباب:
– غزل! ارجوكي تفتحي.. مـ.ـا.تعمليش في نفسك كدة.. كل اللي اتقالك كذب في كذب اكيد تقى اللي قالتلك.. وربي لا أعلمها الأدب.. افتحي ارجوكي.. نتفاهم.
لينصرف فجأة عائدًا إلى غرفته، أما عنها فقد كانت تسمع صوته كطـــعـــنات بقلبها لتنظر إلى شرفتها وتسير ببطء إليها وتقوم بإحكام غلقها عليها حتى لا يتسن له الدخول منها.
أما عنه عند وصله الشرفة وجدها مغلقة كما توقع.. فيشاهدها من خلف زجاجها الشفاف تجلس خلفها باب الحجرة ضامة أرجلها لصدرها وتدفن رأسها بهما.
يطرق زجاج الشرفة متوسلًا إليها أن تسمعه.. يقول بصوت متألــم:
– صدقيني ياغزل بحبك ومحابتش غيرك في الكون ده كله.. أنا اسف لو كنت جـ.ـر.حتك.. ارجوكي تسامحي غبائي.
بعد فشله قام بالجلوس أرضًا بشرفتها ليراقب بكائها ونحيبها.. عنـ.ـد.ما خطط من قبل للإطاحة بها لم يكن يعلم انها ستسرق قلبه وحاله لينـ.ـد.م بعدها على مخططاته إليها.
…………..
ظلت حبيسة غرفتها عدة أيام رافضة أي تواصل مع المحيطين بها.. فقدت الثقة في الجميع حتى أخيه لم تنجح محاولاته في إخراجها من اكتئابها الذي حل عليها.
وملك التي كانت تخرج من غرفتها بعيون دامعة على حال اخيها الأكبر الذي لم يترك باب غرفتها.. كان مقيم أمامه جالسا اكبر وقت لديه يحدثها من خلف الباب لعلها تسامحه على غدره.. وتنسحب بعدها مغلقة بابها خلفها تاركة إياه يحاول أثنائها عما تفعله.
امتنعت عن الطعام.. فعنـ.ـد.ما فقد السيطرة على أعصابه هدد بكـ.ـسر الباب لتراه يحاول دفع الباب بجــــســ ـده ليمنعه يامن من تهوره.
كانت تسمع صوت بكائها ونحيبها علي فترات متقطعة مرددة كلمة واحدة وهي الطـ.ـلا.ق.. حتى هدأت نوعًا ما وبدأت فترات بكائها يقلق ويقلق حتى امتنعت عن الحديث نهائيًا أو البكاء كأن طاقتها قد نفذت.. ما كان يطمئنهم انها بخير.. مراقبته لها من زجاج شرفتها فيجدها تتحرك فاقدة الروح داخلها.
ولكن ما قلقه انه بدأ يلاحظ طول فترات نومها لتتقوقع على حالها اكثر وأكثر.
……………
أما عنه فامتنع فترة للحضور بالشركة حتى توقفت بعض الأعمال والصفقات ليقرر أن يذهب للشركة بضعة ساعات ليعود إليها مرة أخرى.
……….
أما عنها تتردد كلمـ.ـا.ته وكلمـ.ـا.ت يامن بعقلها على مدار الأيام السابقة.
أنها ليست بضعيفة يجب عليها تقويه حالها اكثر من ذلك.. يجب عليها مواجهة الموقف لا الهروب منه بضعف لتقرر الذهاب له مهما كانت نتائج تلك المواجهة.
ارتدت ملابسها من سروالها الجينز لقميصها الفضفاض وجمعت شعرها أعلى رأسها بعشوائية وغطت عينيها بنظارتها الشمسية لتخفي الهالات السوداء وانتفاخ اعينها.
انزل مهرولة قاصدة الشركة تتجاهل نداء ملك التي اندهشت من ظهورها.
………..
ظلت خلال الطريق تحاول الإتصال به ولكنه لم يجب على اتصالاتها.. فتدخل من باب الشركة قاصدة المصعد لتجد ورقة مكتوب عليها (مغلق للصيانة) فتكمل طريقها صعودًا على الدرج مع محاولاتها للاتصال به مرة أخرى لتتوقف فجأة اثناء صعودها عنـ.ـد.ما فتح الاتصال لتتسمر قدmاها عن الحركة وتتسارع انفاسها.
قبل وصولها بعشر دقائق..
كان يجلس خلف مكتبه مغمض العينين بإرهاق أزرار قميصه مفتوحة بإهمال تطرق الباب تقول:
– القهوة يا باشا! دي خامس كوباية قهوة تشربها كدة غلط علي صحتك.
– ملكيش فيه أنتِ، تنفذي الأوامر وبس.. واقفلي صوت التليفون ده.
لتقترب منه بغنج مقصود تنظر لشاشة الهاتف وتبتسم بخبث وتضغط علي الهاتف.. تقول بدلع مصطنع:
– سيبني اعملك مساج أنا أيدي سحر لو جربتها هتدmنها.. فتقترب منه بحذائها العالي وتنورتها الضيقة القصيرة.. تقف خلفه تقوم بتدليك أكتافه بنعومة تكمل:
– اسمع كلامي يا باشا مش هتنـ.ـد.م.
ليشعر يوسف بأصابعها تدلك اكتافه.
ليتأوه ألــما بطريقة رجولية ولكنه بعد لحظات بدأ يشعر بتماديها لتمتد أصابعها أسفل قميصه المفتوح تتلمس صدره بطريقة مثيرة علم من خلالها مقصدها.. ليقبض على كف يدها بقوة مؤلمة لها ويجذبها لتكون في مواجهته قاصدًا تعنيفها.. لتسقط بأحضانه في حركة مقصودة منها تقترب شفاها المصبوغة من خاصته.. ليتفاجأ بفتح الباب بعنف ويجد معـ.ـذ.بته تقف وسط الحجرة بوجه بـ.ـارد متسارعة الأنفاس تحارب بكائها لما رأته.. كيف سيبرر لها الان؟ كيف ستصدق انه ليس له يد في ذلك؟ فينتفض دافعًا تلك اللعوب عنه صارخا بوجهها:
– تطلعي بره واستقالتك تكون عندي حالًا.
……….
يقف أمامها متعرقًا يشعر كأن الحظ يعانده لتدخل عليه بعد طول غيابها في مثل هذا التوقيت.. لا يعرف ماذا يقول ليجد أول كلمة تخرج منه بغباء:
– غزل! أنتِ جيتي؟ غزل أنتِ ساكتة ليه؟! أوعي تكوني فهمتي غلط أأنا …هي.
يقترب منها يحاول وضع يده فوق أكتافها ليجدها تتراجع خطوة مبتعدة مع اهتزاز رأسها ببطء يمينًا ويسارًا.. كأن حان وقت إفاقتها من صدmـ.ـا.تها به.
فيجدها تجري من أمامه فجأة خارج الحجرة ليلحق بها مناديًا باسمها لعلها تسمعه ولكنها كانت اسرع منه كأنها تهرب من شياطينها لتتوجه إلى المصعد تضغط علي أزراره بعصبية والدmـ.ـو.ع تسيل على وجهها وعند هذه النقطة جحظت عينيه ويصـ.ـر.خ باسمها عاليًا يمنعها من استقلال المصعد ليتلف كل من حوله له بسبب صراخه.
يجري لعله يلحق بها قبل دخولها المصعد ليمنعها ..فيجدها تدخله لحظة وصوله ليدخله معها بأنفاس متلاحقة خائفة ويغلق عليهما.
يقول بأنفاسه المتقطعة:
– غزل احنا لازم نخرج من الاسانسير ف…
لم يكمل جملته ليجدا هبوط المصعد بشكل سريع مفاجئ يسقطهما أرضا ويتوقف بعدها فجأة.. فتخرج منها صرخة مرعـ.ـبة ويتملكها الخــــوف تشعر باقتراب مـ.ـو.تها.. عند توقف المصعد زحف علي ركبتيه يهدئ انهيارها ورعـ.ـبها ضاما إياها لصدره بقوة.. لقد تملكه الرعـ.ـب هو الآخر لكن يجب عليه التماسك أمامها فيعلو صوت نحيبها الذي اخترق صدره يقول بصوته الأجش:
– شششش اهدي…مافيش حاجة هتحصل.. أنا معاكي ومش هسيبك.. مش هسيبك أبدا.
ليزداد بكائها:
– خرجني من هنا.. أنا مش عايزة امـ.ـو.ت.
يربت على ظهرها بحنان:
– مافيش حد هيمـ.ـو.ت.. صدقيني.. أنا عايزك بس تتحركي معايا براحة نشوف الاسانسير وقف فين؟
تهز رأسها رعـ.ـبًا متشبثة بقميصه رافضة التحرك ..فيمسك وجهها بكفيه هامسا:
– أنا مش هسمح بحاجة تأذيكي فاهمة؟
ليرى نظرة ســـخريـــة بعينيها من وعده لها ويفهم مقصدها ليقول بصوته الأجش وهو مستمر في تقريبها له:
– صدقيني أنا بحبك.. مقدرش أعيش من غيرك.. لا أنا مش بحبك أنا بعشقك.. بعشقك ياغزل.. كل اللي أنتِ عرفتيه مش حقيقي.
ليرى دmـ.ـو.عها تنهمر على كفه تقول بألــم:
– تنكر انك كنت متفق مع تقى عليا.. تنكر انك كنت عايز تشيلني من طريقك واني زي ما أنت قولت لشادي أني مش من النوع اللي بيعجبك.. تنكر انك سخرت من إعاقتي اللي ماليش ذنب فيها.. عارف أنا عمري ما كنت عايزه أعيش معاكم كنت راضية بنصيبي.. نصيبي اللي انت ادخلت فيه وبفضلك فسخت خطوبتي.. عارف يا يوسف ايه السبب الأساسي اللي خلتني عملت العملية؟ انت! عشان ما شوفش نظرة استحقار منك.
ليهز رأسه بالرفض:
– مش صحيح أنا…
ليقطع حديثه حركة المصعد فجأة للأسفل مهدد للسقوط.. ليقول وهو يرى رعـ.ـبها:
– إحنا لازم نخرج من هنا.. الاسانسير هيقع بينا.. في تليفونك زمانهم مش عارفين اننا محبوسين.
ليتركها تبحث في حقيبتها وتخرج منه هاتفها وعند محاولته الاتصال وجد عدm وجود شبكة ليغـــضــــب قائلًا:
– مافيش زفت شبكة.
– طيب نحاول ننده على حد يسمعنا.
يوسف بفقدان أمل:
– محدش هياخد باله وصوتنا مش هيتسمع.
…………
يامن يدخل الشركة يظهر عليه التـ.ـو.تر يقابل شادي الذي يحدث احد الموظفين بعصبية يقول:
– في إيه ياشادي؟ جايبني ومكهرب الدنيا ليه؟
– اخوك مش لقينه.. رحت امضي منه أوراق لقيت نهى بتقولي خرج يجري ورا غزل.. اعتقدت انه مشي بس لقيت حاجته وموبايله ومفتاح العربيه.. سألت الأمن قالوا ماخرجش.
يامن بضيق:
– يكون راح فين تلاقيه هنا ولا هنا.
شادي بتـ.ـو.تر:
– المشكلة إن غزل معاه وأنت عارف ان علاقتهم متـ.ـو.ترة الفترة الأخيرة ونهى بتقول كان بيجري وراها.
يامن بغـــضــــب:
– اسأل حد من الموظفين.. يمكن شافوهم.
يقطع حديثه رؤيته لمحمد بوجهه القلق:
– إيه اللي سمعته ده.. يوسف وغزل مش لقينهم؟
يامن مهدئًا إياه:
– إن شاء الله نلاقيهم اكيد اخدها في أي حته.
– احنا لسه ههنتوقع الشركة مش فيها كاميرات زفت.. خلينا نشوف الكاميرات.
قالها محمد بعصبية بالغة.
………
بعد دقائق قلبت الشركة رأسًا على عقبًا
بعد كشف الكاميرات لدخولهم المصعد رغم انه تحت إشراف الصيانة ليجن كلًا منهما ويقف يامن ينادي بعلو صوته أمام المصعد لعلهما يسمعا ويطمئن عليهما.
أما عن شادي فقد قام بإبلاغ النجدة والاتصال بعربة اسعاف مجهزة تحسبًا لحدوث أي شيء لهما.
……..
يجلس ساندًا ظهره بجانب من جوانب المصعد باسط قدmيه للأمام لتسند رأسها فوق ساقية يحاول بثها الأمان يلاعب خصلات شعرها العسلية بأصابعه.. فيخترق الصمت سماعها لصوت يامن من بعيد ينادي بأسمائهم.. فتنتفض جالسة على ركبتيها تشعر بالبالأمل يوسف انت سامع.. ده يامن.. يامن عرف اننا محبوسين وبينده علينا.
فتتحرك بتهور غير مسبوق تقف أمام باب المصعد تضـ.ـر.ب عليه بقبضتها وتصرخ:
– ياااااامن …احنا هنا.
– غززززل! ابعدي عن االبا.. مـ.ـا.تحركيش الاسانسير ..غزل..
لم يكمل تحذيره ليجد هبوط مفاجئ للمصعد عدة ادوار بسرعة غير محسوبة وتنقطع الأضواء.. فتقع هي أرضًا وسط صرخاتها القوية.
ليتساقط ألواح معدنية فوقها ويسرع في جذبها أسفله يحميها بجــــســ ـده فيسقط ألواح المرايات والألواح المعدنية التي تزين المصعد فوق ظهره.
……..
عند ثبات المصعد مرة أخرى وجدت نفسها مسطحة علي ظهرها فوق ارضية المصعد وفوقها جــــســ ـده المتعرق يحيطها بقوة بذراعيه مع تسارع انفاسه.
وثقل جــــســ ـده يحاول حمايتها وعند تحريكها له في محاولة منها للجلوس خرجت منه تأوه مكتوم شل اطرافها لتقول بخــــوف:
– يوسف! يوسف رد عليا.
يجيبها بألــم:
– أنا موجود ياغزل.. متخافيش.
– مالك ؟ جرالك حاجة؟
يوسف محاولًا السيطرة علي الألــم الذي تملك من ظهره فجأة لايعلم ما اصابه.. أما عنها فكانت تشعر ان خطبًا ما اصابه ولا يريد التصريح بذلك فحاولت حثه علي التحرك قائلة بحذر:
– ممكن تجيب التليفون عشان أنا يخاف من الضلمة.
لتجده لم يجبها ولم تسمع الا صوت انفاسه ليقول بعدها بأنفاس مضطربة:
– مش بذمتك الجو شاعري عايزة تولعي النور ليه.. دي احسن حاجة حصلتلنا انك في حـ.ـضـ.ـني والنور مقطوع.
شعر عند خروج كلمـ.ـا.ته بحدوث أمر ما لينقبض قلبها من نبرة صوته فتحيطه بذراعيها بقوة لتضمه لها اكثر وتظل متعلقة به رغم شعورها بثقل جــــســ ـده الذي يزداد فتسمعه يهمس بأذنها:
– مـ.ـا.تسيبنيش ياغزل.. خليكي معايا.
– أنا معاك يايوسف وهفضل طول عمري معاك.
لتشعر بدmـ.ـو.عها التي حرقت اعينها.
ليقول بصوت هامس:
– وأنا كمان هفضل على طول معاكي.. استحالة اقدر اسيبك أو اطلقك..أنا مخونتكيش يا غزل مصدقاني ؟
غزل ببكاء:
– مصدقاك يا يوسف.. مصدقاك ياحبيبي.
…………
يامن بصراخ :
– احنا هنفضل واقفين نتفرج واحنا مش عارفين جرالهم ايه؟
شادي يفرك جبينه بتـ.ـو.تر:
– محمد راح يجيب حداد يفتح الباب.. النجدة هتتأخر.
ليرى محمد يجري باتجاهما مع رجل في العقد الرابع يلهث ورائه:
– أنا جبت الحداد وفهمته الوضع.
يامن بخــــوف:
– طيب هنقدر تفتح الباب بماكينة اللحام دي؟
الرجل:
– بإذن الله يا باشا.
يامن بضيق:
– طيب مستني ايه يلا أبدأ.
……….
يحيطها الظلام من كل جانب تشعر بثقل جــــســ ـده وارتخاء جــــســ ـده فوقها.. لقد فقد الوعي منذ قليل.. علمت ذلك عنـ.ـد.ما توقف فجأة عن الحديث.
لقد اكتشفت إصابته بجانبه عنـ.ـد.ما شعرت باللزوجة ساخنة تحت كفها ولكنها تجهل مدى عمق الإصابة.
مـ.ـا.تشعر به حاليا هو ازدياد الدوار مع عدm قدراتها للتنفس تخاف ان تصاب هي الأخرى بالاغماء.
تسمع صوت ضـ.ـر.بات فوق المعدن.. لا تعلم مصدرها ولكنها متأكدة انهم بدأوا في البحث عنهم.. تحاول تقاوم ضيق تنفسها وتحركه قائلة:
– يوسف! فوق يايوسف، عرفوا اننا محبوسين هنا
أغمضت اعينها للحظات لم تعرف كم مر عليها من الوقت لتفتح اعينها وتجد وجها قريبا من وجهها يناديها بذعر.. نعم تعرفه.. انه وجه يامن؟ ولكن أين.. أين هو لقد كان فوق جــــســ ـدها لما تشعر بالبرودة؟ تغمض اعينها مرة اخري لتجد ايادي تحركها وتحملها بالهواء وتسمع أصوات متداخله كثيرة وضوضاء.
تسمع شادي يقول بخــــوف:
– في جـ.ـر.ح في ضهره.. فين الإسعاف؟
وتسمع صوت تحفظه عن ظهر قلب يهمس عن قرب:
– غزل.. كلميني.. احنا معاكي.
ليكمل محدثًا شخصًا اخر بصراخ:
– الدm اللي مغرقها ده منين؟ مش لاقي اصابه!
ارادت إجابته وطمئنته انه ليس دmائها بل دmاؤه هو ولكنها تشعر انها فوق موجة عالية تسحبها بعيدًا.
↚
ما تشعر به حاليًا هو ازدياد الدوار مع عدm قدراتها للتنفس تخاف ان تصاب هي الأخرى بالإغماء.
تسمع صوت ضـ.ـر.بات فوق المعدن.. لا تعلم مصدرها ولكنها متأكدة انهم بدأوا في البحث عنهم.. تحاول تقاوم ضيق تنفسها وتحركه قائلة:
– يوسف! فوق يايوسف.. مكانا عرفوا اننا محبوسين هنا.
أغمضت أعينها للحظات لم تعرف كم مر عليها من الوقت لتفتح اعينها وتجد وجهها قريبًا من وجهها يناديها بذعر.. نعم تعرفه.. إنه وجه يامن؟ ولكن أين.. أين هو لقد كان فوق جــــســ ـدها لما تشعر بالبرودة؟ تغمض أعينها مرة أخرى لتجد ايادي تحركها وتحملها بالهواء وتسمع أصوات متداخله كثيرة وضوضاء.
تسمع شادي يقول بخــــوف:
– في جـ.ـر.ح في ضهره…فين الإسعاف؟
وتسمع صوت تحفظه عن ظهر قلب يهمس عن قرب:
– غزل.. كلميني.. إحنا معاكي.
ليكمل محدثًا شخصًا آخر بصراخ:
– الدm اللي مغرقها ده منين؟ مش لاقي اصابه.
أرادت إجابته وطمئننته انه ليس دmائها بل دmاؤه هو ولكنها تشعر انها فوق موجة عالية تسحبها بعيدًا..
………..
استطاع الأطباء من وضعها على جهاز التنفس لمعالجة ضيق التنفس التي تعرضت له وادي لفقدان وعيها بسبب قلة الأكسجين لتفيق من إغمائها على الكثير من الحركة من حولها والأصوات المتداخلة من الأطباء فتفتح اعينها بصعوبة ليصدmها الضوء الأبيض الموجه لعينيها من كشاف صغير بيد أحد الأطباء الذي يقيم حالتها وتسمع صوت بجوارها فتلتف له بذهول.. فهي لا تعرف كيف أتت إلى هنا؟ ومن ساعدها؟ أين هو؟! هو.. هو!
عند هذه النقطة انتفضت جالسة غير عابئة بقناع التنفس والأسلاك وتزيله من علي وجهها برعـ.ـب:
– يوسف! يوسف فين يامحمد؟ جراله ايه قولي؟
محمد بتـ.ـو.تر:
– غزل مافيش حاجة حصلت.. خلي الدكتور يكشف عليكي الأول عشان نعرف الدm ده جاي منين؟
فتخفض نظرها لملابسها لتجدها مملوءة بالدmاء الجافة لتتذكر جـ.ـر.ح يوسف تقول بخــــوف:
– يوسف يامحمد.. يوسف كان متعور.. ايه اللي جراله؟
– حبيبتي يوسف كويس هو لسه خارج من العمليات ومعاه جوه.
ليتقبض قلبها وتمسك مقدmة قميصها بيدها:
– عمليات! أنا لازم أروحلوا وأشوفوا.
محمد بصرامة:
– اهدي.. انتِ لسه تحت الملاحظة.. أما اطمن عليكي هتشوفيه.
غزل بإصرار:
– لا.. أنا مش هستنى، أنا عايزة اشوفه حالًا.
– طيب على الأقل غيري لبسك اللي مليان دm ده هتروحي كدة؟
كان يريد تعطيلها أكبر قدر ممكن حتى يقوم الأطباء بالاطمئنان على حالة الآخر وإعطاء التقرير النهائي لحالته.
……………..
تقف بأرجل مهتزة لا تحملها أمام الباب لا تعلم لما هي خائفة من الدخول؟ رغم لهفتها للاطمئنان عليه لتجد يد حانية تدفعه برفق من ظهرها تحثها على التقدm للدخول.
فتشاهده مستلقي فوق الفراش يحيطه الكثير من الأسلاك الموجودة بصدره المكشوف ويقبع بكفه الأيمن المحلول المغذي يظهر على وجهه الشحوب والإرهاق كان مغمض العينين بهدوء يصل بأنفه خرطوم شفاف يحيط بوجهه يساعده على التنفس.
تصل إليه وتنحني لتودعه قبلة فوق جبينه فتسقط دmعة متمردة من اعينها فوقه.. لتتراجع تجلس بجواره فوق فراشه ممسكة بكف يده الكبير.. أرادت في تلك اللحظة استيقاظه ليضمها إلى صدره بقوة كما كان يفعل سابقًا ليزيل عنها اي خــــوف تشعر به.. ألــمها رؤيته بهذا الضعف.
لتقول هامسه:
– أنا عارفة انك مش سامعني يمكن دي فرصة عشان أتكلم معاك براحتي.. كنت عايزه اشكرك انك حامتني.. كان ممكن أنا أكون مكانك لولاك، وعايزة أقولك أني مسامحاك مش عشان أنا مش بعرف اكره ولا حاجة.. عشان أنا مش قادرة على كرهك.. مش قادرة غير أني.. أحبك، قلبي و.جـ.ـعني اوي لما حسيت في لحظة انك مش بتحبني زي ما خليتني أحبك!
انت وحـ.ـشـ.ـتني اوي يا يوسف وحشني حـ.ـضـ.ـنك.. اللي كنت بتحتويني بيه.. لتجد نفسها لا تستطع السيطرة على دmـ.ـو.عها اكثر من ذلك فترفع أصابعها تزيل الدmـ.ـو.ع الهاربة وتقترب منه تضع رأسها فوق صدره تستشعر ضـ.ـر.بات قلبه تحت أذنها تحتضنه بذراعيها.
كان يشعر بها من قبل وصولها كعادتها رائحتها التي تتميز بها تسبقها بالمكان.. لم تعلم انه أفاق منذ فترة وهو من طلب ان يراها.. القرار الان اصبح صعبا عن ذي قبل.. بعد اعترافها واحتياجها له يصعب عليه تركها الان.
ليرفع يده يلمس فوق شعرها لتنتفض عند شعورها بحركته تنظر إليه بصدmة بعيون دامعة غير مصدقة لإفاقته في هذه اللحظة.. تخرج كلمـ.ـا.تها متحشرجة تنطق باسمه.
ليربت فوق وجنتها بخفة:
– يا روح يوسف.
ليجدها تحرك رأسها وتضع شفتيها تلامس باطن كفه الموضوع فوق وجنتها تودعه قبله وتنظر إليه تبتسم بفرحة وسط دmـ.ـو.عها.
يقول بلوم :
– ليه الدmـ.ـو.ع دي؟ في حد يبقى في حـ.ـضـ.ـن حبيبه ويعـ.ـيط.
تندفع لتحتضنه بقوة لا تأبى بجروحه تشتم رائحته الرجولية المختلطة برائحة المـ.ـخـ.ـد.ر والمطهرات تدفن انفها في عنقه تقول:
– مـ.ـا.تسبنيش يا يوسف.. أنا مش عايزة ابعد عنك.
يقبل وجنتها ويهمس بأذنها:
– عمري ما اقدر اسيبك.. بمـ.ـو.تي ياغزل.
فترفع رأسها لتلفح انفاسها وجهها.. ليكمل بمشاكسة:
– بس لو فضلتي ضغطة على الجـ.ـر.ح ساعتها ممكن امـ.ـو.ت فعلًا.
تبتعد مفزوعة تفتش به:
– أنا آسفة نسيت إنك مجروح.
فيمسكها مرة أخرى يقربها لوجهه:
– عارفة لولا الجـ.ـر.ح ده.. مكنتش قدرت اتحكم في نفسي وكنت عملت فـ.ـضـ.ـيحة في المستشفى.
لصدح منها ضحكة أنثوية على مشاغبته لها ليقول بأنفاس متلاحقة:
– لا أنت كدة قاصدة تعـ.ـذ.بيني.. وأنتِ لازم تعـ.ـا.قبي.
فيمسكها من كتفيها يقربها بقوة ليسـ.ـر.ق قبلة يبث بها دواوين عشقه بدون كلمـ.ـا.ت.. لينتفضا كلاهما نتيجة اندفاع فاسد اللحظات الرومانسية يقول:
– والله كان قلبي حاسس ان في حاجة بتحصل مش مظبوطة.
فينظر يوسف بلوم لأخيه نتيجة احمرار وجهها خجلًا ليقول بضيق:
– هو انت في حد مسلطك عليا.. ما تروح تشوف حاجة تعملها ولا تتجوز وتريحنا من خلقتك.
يامن وهو محتضن الباب بطريقة مضحكة يلاعب حاجبيه:
– قريب.. قريب أوي.. بس هي ترضى عني.
ليكمل بجدية موجهها حديثه لغزل:
– غزل الدكتور جاي يكشف على يوسف ومحمد عايزك بره.
كادت أن تتحرك لتجد كفه يمنعها ويقول:
– ما الدكتور يجي وهي موجودة ايه المشكلة؟
ليفرك يامن جبينه محاولًا التبرير ليقول:
– عشان كمان الدكتور هيمر على غزل.. متنساش انها تحت الملاحظة زيك.
– خلاص خليهم ينقلوها معايا في نفس الاوضة.. كدة هبقى مطمن اكتر.
………..
– ساكت ليه؟ ناوي على إيه يا يوسف.
قالها يامن وهو جالس بجواره فوق كرسي بجوار فراشه.
يغمض عينيه بضعف يحارب الدmـ.ـو.ع الحارقة لعينيه يجب عليه التماسك.. يجب عليه التفكير في مستقبله.. لا، بل مستقبلهما معًا.
وعنـ.ـد.ما طال صمته مال إليه يامن يمسك كفه قائلا بإصرار:
– رد عليا.. عشان نشوف حل في المشكلة دي.
ليفتح عينيه ينظر له بجمود يقول من بين أسنانه:
– عايزني اروح اقولها ايه؟ ها فهمني؟ اقولها سوري ياغزل مش هنتجوز عشان اكتشفت أني مش بخلف؟
ثم يكمل بصراخ:
– الدكتور ده مش بيفهم.. مش يمكن غلطان.
يامن بحدة غريبة:
– مـ.ـا.تلفش وتدور يايوسف.. غزل لازم تعرف ده حقها وبعدها هي اللي تقرر تكمل ولالا.
– مقدرش.. مقدرش إزاي عايزني اقولها حاجة زي دي ونفرض عرفت واختارت تبعد اعمل ايه بعدها؟ تقدر تقولي.
يامن وهو مقدرًا لحال أخيه لقد انتابته الصدmة عنـ.ـد.ما طلب الطبيب بعض الإشاعات والتحاليل للاطمئنان على مدى إصابة عموده الفقري نتيجة سقوط الألواح.. ليقول يامن بعقلانية:
– يوسف انت اخويا الكبير وأنا مقدر إحساسك دلوقت لكن غزل مسئولة مني وأنا مش هقدر اخدعها في حاجة زي دي.
يجيبه يوسف بمراوغة:
– سيبني أنا هقولها بنفسي، وكمان شوف هطلع امتى أنا زهقت من النومة دي.
– تستحمل شوية يايوسف.. الجـ.ـر.ح في ضهرك مش هين وكمان الدكتور كان خايف لا يكون عمودك الفقري اتأثر.
ليجدا طرقًا فوق الباب لتظهر بعدها بكوبين من القهوة فتتفاجأ بوجود يامن يجلس بجوار يوسف وعلى وجهه الضيق.
لتقول مبتسمة:
– يامن وصلت امتى؟ مالك في حاجة.
يهز رأسه يحاول ان يكون طبيعيًا أمامها:
– ياغزل البنات.. كنت جاي اطمن عليكم بس مالقتكيش على السرير.. كنت فين ياشقية.
– انت ظالمني.. يوسف كان نفسه في فنجان قهوة والدكتور ممانع.. رحت خليت الممرضة جابتلي ورحت اخدها.
– فنجان قهوة قولتيلي.. ياعيني عليا محدش بيجبلي اللي نفسي فيه.. ناس ليها غزل وناس ليها مستشفيات وعمليات.
– بكرة تقى تعملك كل اللي نفسك فيه.. أنا مبسوطة عشان كلمت محمد بخصوص تقى.
فتنظر بعيون يوسف كأنها توصل له رسالة بخصوصها.
فيقطع يامن نظراتهما يقول:
– نطمن عليكم بس واتفق معاه على ميعاد الخطوبة.. هسيبكم وأروح للدكتور اطمن على يوسف.. ينصرف بعد ان يلقى اخاه نظرة فهمها يوسف.
……..
سارت بين الأروقة بأرجلها العارجة تبحث بأعينها عن رقم الغرفة وبيدها صندوق شكولاتة مغلف بأشرطة هدايا تحاول سؤال أي من الممرضات ولكنها تجد الكل مشغول فتقع اعينها على شاب يقف بظهره يتحدث بهاتفه يظهر عليه الضيق يهمهم ببعض الكلام الغير مسموعة فمن الواضح ان من يحدثه سبب له الضيق وهو مستمر في محاولته أثنائها عن الحضور.. فتقترب بخجل محاولة أثنائه عن التحرك من أمام الحجرة التي تقصدها.. ولكنه فشلت في لفت انتباهه.. كلما يتحرك بعيدا وحاولت الدخول
يعود يقف مرة اخري أمامه وتفشل في المرور بسببه.. حتى اضطرت لان تتنحنح حتى ينتبه ولكنه قام بالالتفات برأسه لينظر لها من فوق كتفه بإهمال ليعود مرة أخرى يشيح بوجهه عنها ويكمل حديثه بلا مبالاة لها.
هذه الحركة البسيطة أشعرتها بالإهانة لتنظر لملابسها مرة أخرى تحاول ملاحظة ما بها لكي ينظر لها مثل هذه النظرة.. فهي دائمًا واثقة من حالها ولكن بسبب ما مرت به اهتزت هذه الثقة التي تحاول إخفائها عن من حولها.. لتشجع نفسها مرة أخرى فتقوم بمد يدها للضـ.ـر.ب فوق كتفه بثقة بأصابعها الرفيعة ليلتفت لها باستغراب يمرر نظره عليها من أعلى رأسها الذي يزينه الحجاب بأرجلها ويهز رأسه بتساؤل عن ماذا تريد وهو مستمر في رفع هاتفه لاذنه.. فتبادله طريقته وتشير له بحاجبها خلفه ليلتفت ينظر لباب الغرفة المغلق ويقول لمن يحدثه بالطرف الآخر:
– اقفلي يا نانسي دلوقت هكلمك بعدين.
– أي خدmة؟
لتجيبه سمية بكـبـــــريـاء:
– حضرتك واقف سادد الباب ومش عارفة ادخل.
فيلاحظ نبرتها الحادة في الحديث ليضع كفيه بجيوبه يقول:
– مين حضرتك بقى عشان نبلغهم.
لترفع انفها بكـبـــــريـاء:
– سمية!
………..
كانت تجلس فوق فراشها بغرفته التي تشاركت معه فيها تتلاعب بهاتفها الخاص فبعد انصراف سمية وشادي ركزت انتباهها على الرد لبعض الرسائل التي تأخرت في الرد عليها الفترة الفائتة لتسمعه يزفر بقوة شـ.ـديدة فتنتبه له متسائلة:
– في حاجة يايوسف.. محتاج حاجة؟
– لا.
فتضيق عينيها وتضع خصلات شعرها خلف أذنها ثم تتحرك من فوق الفراش فتنحصر ملابسها عنها هابطة من الفراش عن عمد منها فتلاحظ ارتباكه واشاحة وجهه عنها لتجلس بجواره وتدير وجهه تقول:
– مالك؟
– مافيش.
لتبتسم على طفولته:
– شكله فعلًا مافيش.. طيب لو قولتلك وحياة غزل عندك.. مش هتقولي؟
ليزم شفتيه بقوة يقول:
– مخـ.ـنـ.ـوق منك.
مخـ.ـنـ.ـوق مني.. أنا؟.. ليه.
فتقترب منه اكثر تلاعب خصلات شعره فتراه يتأثر من قربها وتلمع أعينه تقول:
– هو أنا من امتى بزعلك؟
– عشان مش عايزة تيجي تنامي جنبي ومشغولة عني بتليفونك.
فتكتم ضحكتها بيدها ليغـــضــــب اكثر:
– أنتِ كمان بتضحكي!
– خلاص مـ.ـا.تزعلش أدي ياسيدي التليفون.
ليراها تضعه بجواره فوق طاولة صغيرة وتكمل:
– بس موضوع أنام جنبك دي صعب.. إحنا في مستشفى والدكتور والممرضات بيدخلوا دايمًا مش هيبقى شكلها حلو.
– قولتلك اقفلي الباب.. وكمان تعالي هنا ياهانم مدام عارفه ان في زفت دكاترة ايه اللبس اللي لبساه ده ها؟
فيقوم بإمساكها من أذنها لتتألــم قائلة:
– خلاص.. خلاص هسمع الكلام وأنام جنبك.
فتتحرك تحت ابتسامته لها تغلق الباب وتتسطح بجواره فيقوم باحتضانها بقوة مشتمًا رائحتها المسكية يملأ به رئتيه، يقول بصوت مهزوز:
– بقولك ايه؟ مـ.ـا.تيجي نعمل دخلتنا هنا حتى هيكون لها طعم تاني وتجديد.
فتضـ.ـر.به بصدره وتدفن وجهها بصدره خجلًا قائلة:
– وقح، وقليل الأدب.
يجيبها بثقة:
– طول عمري يا حياتي.
ليودعها قبلة عنيفة بادلته إياها كأنها كانت تحتاجها منه لتظهر له مدى شوقها له.
بعد وصلة القبلات الحارقة التي تبادلاها تركها لتأخذ قسطًا من الراحة ليشعر بنومها فوق صدره منتظمة الأنفاس شارد في هدوئها انه الآن ينام قرير العين بها.. لينتبه لصوت رسالة صادر من هاتفها فيمد يده يجذبه قاصدًا اغلاقه لتتسع عينيه بقوة وتحمر اوداجه من شـ.ـدة الغـــضــــب عند رؤية الرسالة الأخيرة:
– أنتِ عارفة انك تهميني ياغزل واللي يسعدك يسعدني.. سواء معايا أو مع غيري.. أتمنى انك تكوني سعيدة في حياتك.
↚
تململت في نومها لقد شعرت بالبرودة فجأة لتحرك كفها تستشعر دفئه لتصطدm ببرودة الفراش فتنفض النوم من عينيها وترفع رأسها تبحث عنه لتقع عينيها عليه جالسًا فوق المقعد يراقبها بوجه صعب عليها تفسير ملامحه.. فتبعد خصلاتها عن وجهها وتبتسم له بدلال قائلة:
– ايه اللي مقومك من السرير.
ولكنه ظل ينظر اليها بوجه بـ.ـارد بدون ان يغلق عينيه يقول:
– أنا شايف ان مالوش لزوم لوجودك في المستشفى.. أنتِ بقيتي كويسة.
لتعقد حاجبها وتنظر اليه تحاول فك طلاسمه الليلة السابقة كان يهيم بها عشقًا اما الان لا تعرف ما أصابه لتجد حالها تقول:
– أنا مش عايزة امشي وسيبك.. ولا أنت زهقت مني.
ليشيح بوجهه عنها يقول:
– أنا كلمت يامن يجبلك لبس عشان يرجعك الفيلا.. أنا مش محتاج حد معايا.
تتحرك من الفراش بقدmيها العاريتين لتجلس علي ركبتيها أمامه وترفع أصابعها لذقنه تدير وجهه إليها:
– مالك يا يوسف؟ أنا زعلتك في حاجة.. أنت كنت امبـ.ـارح… كنت…
– بتحبيني ياغزل؟
كلمة جعلتها تنظر اليه بذهول من سؤاله المباغت الغير متوقع لما يسألها هذا السؤال الغـ.ـبـ.ـي وهي اعترفت له من قبل بحبها لتقول:
– إيه السؤال ده؟
يشعر من نبرتها انها تتهرب من قولها له.. أراد ان يتأكد من حقيقة مشاعرها له.. أراد ان يتأكد انها لن تتخلى عنه.
– جهزي نفسك يامن على وصول.
تحـ.ـز.ن لجفائه.. لما هو دائمًا هكذا؟ .يغرقها عشقا ثم يجعلها تمـ.ـو.ت ظمأ من العطش.
لم تلاحظ قبضته التي تضغط على هاتفها القابع بكفه.. لتجده يرفع كفه به أمام اعينها:
– تليفونك!
فتجحظ أعينها وتتسارع أنفاسها لوجوده معه ليكمل بثبات:
– عامر من امبـ.ـارح بيبعتلك رسايل.. ردي عليه طمنيه.
– يوسف! يوسف.. أنا.
– خلاص ياغزل.. نتكلم بعدين، أنا تعبان ومحتاج أنام.
فتجده يتحرك بصعوبة من فوق المقعد واتجه إلى فراشه وعنـ.ـد.ما حاولت مساعدته رفض بشـ.ـده لتتوسل له قائلة:
– يوسف اسمعني.. عامر اللي بيني وبينه انتهى.. دي مجرد رسايل بيطمن عليا بيها مش أكتر.. لو قريتهم كلهم مش هتلاقيهم تتعدى السؤال بس.. صدقني.
ليقول بألــم:
– انتِ لحد دلوقتي ماحبتنيش! أنا مش هضغط عليكي أكتر من كدة.
لتسأله بلهفة:
– يعني ايه؟
وقبل أن يوضح ارتمت بين أحضانه باكية تقول:
– يوسف أنا بحبك يايوسف.. بحبك.. مـ.ـا.تقساش عليا بالشكل ده.
فتشعر بتسارع انفاسه وزيادة ضـ.ـر.بات قلبه فيرفع رأسها ليواجهه يبحث عن صدق كلمـ.ـا.تها:
– بتحبيني.. بتحبيني بجد ياغزل؟ بتحبي يوسف.. يوسف اللي بيعشق كل حاجة فيكي.
فتهز رأسها بنعم.. ليقول بصوته الأجش:
– اثبتيلي إنك بتحبيني.
فتفكر بضع لحظات وتبتسم بين دmـ.ـو.عها ليتفاجأ باقترابها لتضع شفاهها الوردية فوق شفاه ليمنعها بكف يده من الاقتراب قائلًا:
– انتِ بقيتي وقحة.. أنا مقصدش كدة! انا اقصد انك تقطعي علاقتك بعامر.. نهائيًا
……….
جلس يراقبها وهي ممسكة هاتفها تضـ.ـر.ب عليه بأصابعها بتـ.ـو.تر تكتب رسالة مختصرة فعنـ.ـد.ما طلب طلبه وجدها تسحب هاتفها بدون نقاش ترسل له رسالة تعتذر فيها ما سيحدث.. لقد طلبت منه بكل ود قطع علاقتهما ورسائلهما لان هذا غير مناسب بعد زواجها ومراعاة لشعور زوجها.
ترفع عينيها لتواجهه بابتسامة رضا واثقة تقول:
– أنا اثبتلك أني بحبك.. خليني جنبك بقى.
ظل على جموده لم يستطع نسيانه لكلمـ.ـا.تها عنه ووصفها له بالشيطان.. رغم علمه مسبقًا ان هذا كان رأيها به.. ولكن عند قراءة الكلمـ.ـا.ت التي تصفه به بأبشع الصفات لغريمه.. ألــمته رجولته وقلبه.. هو يعلم ان هذا في وقت فائت ولكنه لم يستطع محاربة ألــمه وشعوره بالصدmة.
ليقول بثبات:
– لازم ترجعي الفيلا.. انتِ بقالك كتير هنا وكمان عمي عرف باللي حصل فمش حابب انه يجي يلاقي انك لسه في المستشفى واحنا طمناه عليكي.
لا تجد رغبة في الالحاح عليه اكثر من ذلك والتوسل إليه لقد قللت من نفسها اكثر من المحدود.. كفاها إذلالًا وتسول صفحه لتقول بكـبـــــريـاء:
– زي ما تحب.
………………
يجلس أمامها يراقبها وهي تضغط بيدها على كاسة القهوة بتـ.ـو.تر فعنـ.ـد.ما لمحها آتيه من الممر تفاجأ ببداية الأمر ولكن سرعان ما تمالك حاله ليظهر عليه الجدية التي نادرا ما تظهر عليه أمامها ..لتقع عيناها بأعينه فيظهر عليها التـ.ـو.تر فتهتز ابتسامتها.
يقطع مراقبته سماعه لها تقول:
– أنا لازم امشي.
– تمشي! انت لسه مشوفتيش غزل ويوسف.. مش كنتي جاية تزويرهم؟!
تجيبه وهي تضع خصلات شعرها الأسود خلف أذنها وتهرب من عينيه:
– أيوه.. بس شكلهم تعبانين.. هجلهم وقت تاني يكون حالتهم الصحية اتحسنت.
– تقى!
فترفع عيناها تسأله عما يريد ليقول يامن بجدية:
– انت لحد دلوقت ما بلغتيش محمد برأيك في طلبي؟ تقى ..أنا إنسان صريح مش بحب اللف والدوران ..لو انتِ رافضاني قوليلي وصدقيني هعفي محمد من الحرج.
تقي وهي تفرك أصابعها:
– هو.. هو مش رفض بس.
– مدام مش رفض يبقى في أمل.. شوفي ياتقى أنا إنسان عملي بحت فمش هقولك أني وقعت في حبك من أول نظرة والكلام ده ..أنا هقولك أني حسيت بحاجة شـ.ـدتني ليكي من اول ما شوفتك ولقيت فيكي الزوجة اللي ممكن أبدا معاها حياتي، أكيد انت عارفة ان شغلي برة مش هنا فلو وافقتي هتسافري معايا لان ظروف شغلي بتجبرني على التنقل.. ها قولتي ايه؟
لا تعرف بماذا تجيبه فسبب رفضها ليس لشخصه وإنما بسبب أخيه وما حدث بينهما.. أيعقل ان تكون زوجة لمثله بعد ما حدث بينها وبين اخيه.
لتقول بخجل وبصوت مهزوز:
– محمد هيتصل بيك يبلغك ردي.
فيبتسم على خجلها ويشعر ببعض الأمل يظهر بعينيها.
………………..
وقفت في شرفتها بفستانها الأسود ذو الأكمام الشفافة ويظهر تفاصيل جــــســ ـدها بدقة ليطول إلى كاحلها.. مع جمع شعرها على جانب واحد فكانت هذه المرة مختلفة عن ذي قبل،فقد كان بها بعض من النضج.
مر عليهما أسبوعان بعد ان طلب منها ترك المشفى بجفاء …لتتفاجأ بعدها بخروجه بعد يومين من انصرافها عنه ..فظنت انه لم يستطع الابتعاد عنها ..لتجري عليه بسعادة بسبب تعافيه.
ولكنها عنـ.ـد.ما حاولت احتضانه بسعادة شعرت بتصلب جــــســ ـده ليبادلها إياه ببرود..
ظل علي نفس حالته ولم تستطع إزالة الحاجز الجليدي الذي وضع بينهما.. لتأخذ قرارها بالانفصال ردًا لكرامتها في يوم كان مستوي تهورها اعلى من ذي قبل.. لتضـ.ـر.ب الأرض بخطوات غاضبة متجهة إلى غرفة مكتب والدها لتفجر بوجهه قرارها النهائي ولكن عند فتحها الباب باندفاع دهشت من وجوده جالسا أمام المكتب مع ابيها..فتقابلها منه ابتسامة لم تصل إلى عينه وتسمع من والدها انه تم تحديد موعد الزفاف.. زفاف! أي زفاف؟
لتصرخ بوجههما انه ترفضه وتطلب الانفصال ليتبدل حال والدها الذي يصر على إكمال هذه الزيجة حتى لو كانت رافضة لذلك.. لسبب لا تفهمه.
تسمع صوت فتح الباب بدون طلب للأذن لتزفر بقوة فهي تعلم انه هو من عطره وخطواته التي تقترب منها.. فتشعر بأنفاسه التي لفحت عنقها ويتبعها قبلة فوقه.. فتحاول السيطرة على ضعفها أمامه لا تعلم لم يتعامل معها هكذا؟ كالقط والفأر.. تقترب يبتعد.. تبتعد يقترب.
ليقول بنعومة وهو يمر يده فوق كتفيها:
– سرحانة فيا.. مش كدة؟
اكتفت بالصمت لا تريد جداله في مثل هذا اليوم المميز.. هو يوم خطبة تقى على يامن.
فيضمها لصدره بقوة ليلتصق ظهرها بصدره الصلب يدفن انفه بعنقها مشتما رائحتها التي تذهب عقله.. يقول بألــم:
– حشـ.ـتـ.ـيني و ..حشـ.ـتـ.ـيني و أووووي.
فيظهر نبرة ســـخريـــة بصوتها:
– فعلًا؟
فيديرها ببطء له ينظر لعينيها اللائمة يهمس أمام شفتيها ببطء:
– انتِ عندك شك أني بمـ.ـو.ت لو انتِ مش جنبي.. أنا بعد الايام اللي باقية يوم بيوم عشان تنامي في حـ.ـضـ.ـني وتبقي ملكي.. ملكي أنا وبس.. كان هيجرالي حاجة لما قولتي لعمي انك عايزة تطلقي.. كدة ياغزل عايزة تبعدي عني احنا ماصدقنا علاقتنا بقت احسن.
– أنت السبب.. أنت اللي.. اللي.. أنا عملت زي ما انت عاوز ومع ذلك لقيت جفاء منك وبعد.
يمسك وجهها بكفيه:
– صعب عليا يا غزل.. صعب اعرف انك كنت على اتصال بيه طول المدة دي وأنا شوال ذرة مش حاسس.. وانتِ عارفة انه كان عايزك وغرضه ايه منك.
تتسارع انفاسه بغـــضــــب ويكمل:
– أنا شيطان ياغزل؟ أنا ؟ عايزاني اعمل ايه بعد ما عرفت أنكم…
يبتعد عنها ويدير لها ظهر يحاول لملمة شتات نفسه الا يتهور عليها ..فيتصلب عنـ.ـد.ما وجد ذراعيها تلتف حوله تقول بدلع:
– هو فاضل قد ايه على زفافنا؟
……………
تعلو الزغاريد وتنتشر اجواء السعادة فاليوم أتمت ما كانت تحلم به.. قد ساعدت في لم شمل اقرب الناس لقلبها وأختها فتشاهدهما بسعادة يبادلون خواتم الخطبة.. وسط المبـ.ـاركات والتهاني من الجميع.. لتنتبه لضغط فوق خصرها ضغطة تملكية نتيجة وضعه لكفه فوق خصرها لتلتفت اليه بتساؤل فتلاحظ لين ملامحه و استرخائها مع ازدياد بريق عينيه الصقريتين ليهمس لها بصوت غير مسموع:
– بحبك.
فتجد الابتسامة تشق شفتيها براحة وينخفض نظرها لشفاه اثناء حديثه فتزيد اشتعاله بهذه الحركة البسيطة كعادتها ..لتجده يضغط على خصرها بقوة اكبر ليلتصق كتفها بصدره يقول بصوته الأجش:
– أنتِ عارفة عقـ.ـا.ب اللي أنتِ عملتيه دلوقت ايه؟
فتهز رأسها بدلال بنعم.. ليكمل بخشونة:
– حظك أني مش عايز فضايح.. بس ملحوقة كلها أسبوع وتبقي في حـ.ـضـ.ـني.. ابقي شوفي مين هينقذك مني.
فتحيبه بثقة يشوبها بعض الخجل:
– أما نشوف!
……….
كان يقف خارج الحجرة يراقب الجميع بابتسامة فوق شفتيه يملؤه بعض الحسرة على حاله.. فتقع عينيه علي يامن وتقى الذي يحاول ملامسة كف عروسه وتقبيله هتنتهي كل محاولاته بالفشل مرة بعد مرة لينظر لها بلوم محبب وتشيح وجهها عنه بخجل واضح.
فتنتقل عينه على اثنان لم يتوقفا عن الجدال والشجار من بداية الحفل.. محمد وسوزان.. فبعد نجاحه للتقدm لها وخطبتها اصبح اكثر رجعية من وجهه نظرها ..لم يكف عن نقد فستانها من بداية الحفل ..فهو من وجهة نظرة ضيق وملفت ويظهر انحناءاتها.
ليترك مراقبتهم وينقل لنظره لصديق عمره الذي وقع في شباك الحب والعشق.
ليهيم بمن معه كأنه امتلكها وامتلك الدنيا بقربها ..فهو لم يترك فرصة الا ليحتضنها ويداعبها ويسـ.ـر.ق بعض القبلات خفية عن الناظرين ..لتخجل من تصرفاته الفاضحة أمام الجميع
وعند تحويل نظره لناجي الذي يظهر عليه التعب والإرهاق والشرود ..وجد من يصدر صوتا من خلفه فيلتفت يبحث عن مصدر الصوت ليجد من تشير له وتصدر له صوت كبسبسة القطط ليعرف حاجبيه متسائلا لتقول له بخجل:
– ممكن ثواني.
فيتقدm شادي خلفها مراقبا خطواتها العارجة وهي تدخل المطبخ وتصل للطاولة المستديرة التى يستقر فوقها عددا من أكواب العصائر والمياة الغازية فتشير له بحرج للأكواب قائلة:
– ممكن حضرتك تشيل معايا الصنية دي.
لتجحظ عينيه من طلبها.. هل اصابها الجنون هذه الفتاة أتريد مساعدته في عملها؟ لينظر لها من اعلى رأسها لخمص قدmها باحتقار يقول:
– أنتي اتجننتي؟ عايزاني اشيلك الصنية! أومال انتِ بتعملي ايه هنا؟ اتفضلي شوفي شغل.
ليلقي عليها نظرة استحقار ويتركها تحاول السيطرة على دmـ.ـو.عها من هذا الموقف المخجل.. ناقمة علي ظروفها التي اجبرتها على اللجوء لمثل هذا الشخص.
فتسمح دmـ.ـو.عها بكـبـــــريـاء لتحاول التحامل لبعض الدقائق على نفسها وتقرر الخرج بنفسها بالأكواب للخارج.
………
وقف ينفث دخان سيجارته بغـــضــــب من تصرف تلك النكرة التي نست حالها.. فهي هنا متواجدة لخدmة الجميع.. ولكن لما هو غاضب بمثل هذا القدر؟ هل غاضب من طلبها؟ أم هي كانت المنفث الوحيد لضيقه.. لقد شعر للحظة بوحدته لم يعثر حتى على أنثى البطريق.. تشاركه أحزانه وأفراحه مثل الجميع.
↚
وقف ينفث دخان سيجارته بغـــضــــب من تصرف تلك النكرة التي نست حالها.. فهي هنا متواجدة لخدmة الجميع ..ولكن لما هو غاضب بمثل هذا القدر؟ هل غاضب من طلبها.. أم هي كانت المنفث الوحيد لضيقه؟ لقد شعر للحظة بوحدته لم يعثر حتى على أنثى البطريق.. تشاركه أحزانه وأفراحه مثل الجميع.
يشاهدها تخرج حاملة الأكواب بحذر شـ.ـديد متجهة إلى الموجودين تقدm المشروبات ليجد انتفاض محمد مندفعًا اتجاهها يقول بلوم ظاهر:
– كدة يا سمية؟ ماندهتيش ليا ليه أشيل الصنية عنك.
ليصدح صوت الخالة صفًا بعتاب:
– هو ده الكلام اللي وصيتك بيه من الصبح؟ مش قولتلك مالكيش دعوة بالمطبخ وقولتيلي مش هشيل حاجة.. كدة بردوا.
محمد بعتاب:
– طول عمرها دmاغها ناشفة.
تقف سمية تفرك يدها لا تستطع الرد.. هل تبلغهم انها استعانة بأحدهم وقام بتوبيخها ومعاملتها كخادmة؟ ولكنها اكتفت بقول:
– معلش لقيت الكل مشغول محتبش أضايق حد.
لتلتفت بحرج فتقع عينيها على الأعين المراقبة لها بحاجب مرفوع مذهول من تلك المسرحية التي تحدث أمامه.
فتكمل حديثها لصفا:
– أنا أتأخرت.. ولازم أمشي عشان الطريق طويل.. عن اذنكم.
كادت أن تتحرك لتقول غزل بصرامة:
– تمشي إزاي لوحدك.. استني أنا ويوسف هنوصلك.
محمد:
– لا ياغزل متعبتيش نفسك أنا هوصل سوزان وبعد كدة هوصل سمية.
سمية بـ.ـارتباك:
– ياجماعة مـ.ـا.تشغلوش بالكم أنا هاخد تاكسي.
لتنصرف بسرعة قبل أن يجادلها أحد.
وعند اختفائها بدقائق وجد شادي نفسه يشعر بالضيق.. ليجد نفسه خارجًا من باب الشقة ليستنشق بعض الهواء النقي خارج البيت ينفث دخان سيجارته بشرود.. فيلمحها تقف بملابسها المكونة من قميص أبيض وتنورة واسعة حمراء ويزين رأسها حجاب منقوش باللون الأحمر والأبيض كانت ملابسها تدل على بساطة حالها فيجدها ترفع هاتفها الصغير تجيب على اتصال منه
أما عنه فيلقي ببقايا سيجارته أرضًا ليعود للاحتفال ولكن يوقفه صوتها الغاضب يقول:
– أنت إيه؟ مبتزهقش.. نعمل إيه اكتر من كدة!
– أنت بتحلم.. هيكون اخر يوم في عمري.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
تغلق الخط بغـــضــــب ظاهر ويشعر باهتزاز جــــســ ـدها نتيجة غـــضــــبها ويلاحظ عدm مرور اي سيارة اجرة منذ مدة.. فيقترب منها بعض الخطوات قائلًا:
– شكلك هتفضلي مستنية كتير.. مافيش تاكسيات دلوقتي.. تعالي أوصلك.
سمية بضيق:
– شكرًا.
يحك رأسه من الخلف وينظر حوله ليجد سكون المكان من المارة:
– أنتِ شايفة الجو هادي في الشارع ومافيش حد وغلط على بـ.ـنت زيك تفضل واقفة كدة في الشارع بالوقت ده، وكمان ياستي اعتبريني تاكسي، السواق اللي هتركبي معاه مش ابن أختك الصغيرة يعني، ده راجـ.ـل غريب !!..
سمية :
– مش عايزة اتعب حضرتك وكمان ااا…
شادي يقطع حديثها بصرامة :
-اتفضلي .
فيتجه إلى سيارته ويقوم بفتح الباب لها ويشير اليها لكي تتقدm فتتحرك بعرجها البسيط ولكنه مؤلم لها حتى تستقر بجوار مقعده
اثناء قيادته نسى سؤالها عن وجهتها فينظر لها بجانب عينيه يقيمها فيجدها فتاة بسيطة جدا يجلي حنجرته يقول بحرج:
-أنا بعتذر عن اللي صدر مني في المطبخ كنت مضغوط شوية معلش جدت فيكي
ولكنها كانت شاردة في المكالمة التي سببت لها الضيق فتقع عينه على كفها التي تضغط به على هاتفها القديم ذو الازار بعنف كأنها تحارب شئ ويلاحظ جـ.ـر.ح واضح يظهر برسغها الأيمن فيقول ليلفت انتباهها:
-ماقولتليش راحة فين
فتنتبه لها تقول :
-آه.. أنا آسفة.. حضرتك ممكن توصلني ل(..) أكون شاكرة ليك
ليقول بتعجب ملحوظ:
-أنتي راحة (..)متأكدة
تهز رأسها ببراءة :
-ايوه أيه المشكلة في كدة
يتعجب من المنطقة الراقية التي ذكرتها له كيف فتاة مثلها تكون من قاطني هذه المنطقة رفيعة المستوى فتدور الأفكار بعقله انها ذاهبة لشخص ما في هذا المكان
ليقول : هتنزلي امتى من هناك
تعقد حاجبها بعدm فهم :
-انزل منين ؟ أنا هروح أنام وهنزل الصبح
كيف له ان يخدع بمثلها ليجد رنين هاتفها فتقوم بالرد:
– ايوه ياحبيبي أنا متأخرتش.. أنا قربت خلاص.. لا لا مـ.ـا.تزعلش هصلحك بطريقتي.. جهز للسهرة وأنا جاية مع السلامة
لم يشعر بنفسه الا وهو يلقي عليها نظرة قرف.. كيف لفتاة مثلها تخدع غيرها بمظهرها فمن المؤكد ذهابها لشخص ما في هذه المنطقة
ليقول بين اسنانه :
-وحضرتك بقى خريجة ايه ولا مش متعلمة
فتتعجب من نبرته الحادة التي يشوبها الســـخريـــة :
-أنا لسه بدرس اخر سنه في كلية اداب
“مممم آداب بس شكلك يعني ههه اكبر من انك تدرسي
لاتعلم لما تشعر بنبرة الســـخريـــة بصوته لتقول :
-حصل ظروف خلتني أتأخر سنتين
– اكيد طبعًا شغلك اللي عطلك عن الدراسة
– لا حصلي حادث وفضلت في المستشفى شهور وبعدها احتجت علاج طبيعي
فتقع عينه على رسغها مرة أخرى ليجدها تجذب ملابسها تخفي يدها عنه ..وتقول :
-نزلني هنا بلاش قدام العمارة
ليتعجب من طلبها ولكنه يلبي رغبتها بصمت ويقوم بإقاف السيارة
لتهبط منها بعد شكره وتختفى عن الأنظار
……………..
اثناء قيادته رن هاتفه ليجده يوسف فيحيبه قائلا:
-ايوه يايوسف …لا ما اختافتش ولا حاجة أنا قولت انزل اشم هوا والوقت خذني.. انتو خلصتوا طيب ممبروك وعقبالك ياعريسنا خلاص قربنا كلها أسبوع وتدخل برجلك قفص الزوجية هههه
يلاحظ اثناء حديثه رنين هاتف مكتوم ايتلفت يبحث عن مصدره فيجد هاتفها الصغير أسفل كرسيها فيكمل: طيب اقفل يايوسف دلوقتي هكلمك تاني عشان سايق
…………..
يعود مرة أخرى لنفس المكان التي هبطت فيه ..يخرج من سيارته لا يعلم ماذا يفعل ؟!..فهو لا يعرف مكان المبنى التي قصدته والمكان هادئ جدا خالي من المارة ..فيقنع حاله بالرجوع وترك هاتفها لغزل خطى خطوات بسيطة متجهًا إلى سيارته فيتردد بأذنيه صوت صراخ مكتوم فيحاول البحث بعينه عن مصدره فلا يجد شيئًا ولكن صوت الصراخ يزداد ويسمع صرخة قوية واضحة ليجري باحثا عن مصدرها فيشاهد ما صلب جــــســ ـده و.جـ.ـعل الدmاء تفور بعروقه
وجدت طرقًا على باب غرفتها يطلب الإذن لدخول لتبتسم على تصرفه منذ متى وهو يحترم آداب الاستئذان تسمح له بالدخول فتجده يدخل بعيون هاربة كأنه مرتكب جريمة لتقول وهي تضيق عينيها :
-مالك يايوسف كنت عايز حاجة
يحك شعره بأصابعه ليقول :
-كنت عايزة أتكلم معاكي في حاجة كدة
-حاجة ايه؟
يجلي حنجرته ثم يتحرك يجلس على حافة الفراش :
-أنتي عارفة ان أنا وعمي حددنا ميعاد الفرح فجأة انه هيكون بعد أسبوع.. ونسينا نسألك إذا كان الميعاد ده مناسبك ولالأ…
فتهز رأسها بعدm فهم تقول:
– وبعدين؟..
يضغط على جبهته بأصابعه يقول بـ.ـارتباك : ياعني اقصد انك يعني جاهزة للميعاد ده
فترفع حاجبها بابتسامة لا تعرف ما مشكلته مع موعد الفرح تقول:
– ايه اللي مش هيخليني جاهزة؟!.
ليزفر زفرة ضعيفة كيف له ان يسألها ليحرك يده وهو يتكلم:
-اقصد ان دايما البنات بتحدد معاد ال.. الفرح باللي يناسبهم في الشهر اقصد يعني يعني
ليكمل فجااأة بكلمـ.ـا.ت واضحة وصريحة :
– هي بتجيلك امتى؟!!.
– مين دي!!
ليقف بضيق من غبائها:
-أف ياغزل مكنتش اعرف انك غـ.ـبـ.ـية كده
فتضيق عينيها تحاول التأكد مما فهمته فتشير بحاجب مرفوع وإصبع سبابتها يدور بالهواء:
انت تقصد على
فيهز رأسه ببطء شـ.ـديد لتصدر منها شهقة وتضع كفها فوق فمها خجلًا من سؤاله تقول بضيق :
انت انت.. انت ازاي تسألني على حاجة زي دي ..انت ..انت
يوسف بهدوء يقترب ويجلس بجوارها يمسك كفيها بحنان بالغ :
-أنا جوزك ولا وقح ولا قليل الادب وبعد كدة الأمور دي هتبقى طبيعي أني اعرفها ولا ايه ؟!..
فتخجل من صراحته لتقول بخجل واضح:
– الميعاد مناسبني
ليباغتها بقبلة ناعمة فوق شفاهها فتغمض عينيها ولم تفتحهمها الا عنـ.ـد.ما شعرت بالبرودة من ابتعاده المفاجئ ليقول مبتعدا انا هروح أنام عشان من بكرة هنبدأ في التجهيزات لينصرف مبتعدا عنها تحت مراقبتها له بتعجب من حاله.
………………..
وقف مصدومًا من مشاهدته لهذا الشاب الذي يكبلها ويكمم فمها بيده ليمنع صراخها ويحاول إدخالها عنوة داخل سيارته.. لم يشعر بحاله إلا وهو يندفع اتجاهه يكبله من الخلف ليضغط على رقبته بذراعه ويصـ.ـر.خ به:
– سيبها يا ابن الـ***
ليتركها الشاب فتسقط أرضًا برعـ.ـب مما حدث.
فتشاهد شريف يتحرر من قبضة الآخر ويلكمه بوجهه يسبه، أستمر الشجار بينهما مع إلقاء السباب والشتائم حتى اختفت ملامح الشاب من كثرة الكدmـ.ـا.ت ليفر هاربًا بسيارته.
……
يقترب شادي منها بحذر بملابسه الممزقة نتيجة الشجار العنيف:
– إنتِ كويسة؟!
ولكنها على ما يبدو في حالة صدmة مؤقتة فيلاحظ اهتزاز حدقتها وعدm ثبات حركة أعينها كأنها لم تسمعه، ينخفض على ركبتيه أمامها بحذر ويمد كفه فوق كتفها ليهزها حتى تنتبه ولكنه فوجئ بصراخها بوجهه كأنه هو من حاول الاعتداء عليها، فيحاول تثبيتها من كتفيها قائلا:
– مـ.ـا.تخافيش.. ما تخافيش. أنا شادي اللي وصلتك من شوية.
فتهدأ من صراخها مع اهتزاز جـ.ـسمها الشـ.ـديد ليقول:
– تحبي أوصلك لمكان؟ بتهيألي مش هت عـ.ـر.في تروحي لوحدك بالشكل ده.
فيقابلة اهتزاز رأسها بالموافقة عدة مرات.
…..
سار خلفها مراقبًا إياها في سيرها وهي تقترب من مدخل مبنى محدد ليخرج منه رجلًا يرتدي جلبابًا في العقد الخامس مهرولًا اتجاهها يقول بلهفة:
– ست سمية إيه اللي عمل فيكي كدة؟
فتجيبه بصوت مهزوز:
– أنا كويسه يا عم إبراهيم محصلش حاجة.
فتنتقل عينه على شادي ذو الملابس الممزقة بـ.ـارتياب يقول:
– في حاجة يا أخ؟
– إنت بتكلمني أنا؟!
ليشيح بيده أمام وجهه يقول:
– أومال بكلم شبحك؟!
– إتكلم عدل يا راجـ.ـل إنت.. أنا محترم سنك.
ليصدح صوتها لتوقف جدالهما:
– خلاص يا عم إبراهيم ده أستاذ شادي.. كان بيساعدني.
فتكمل حديثها موجهه حديثها للأخير
– اتفضل معايا فوق.. هدومك مليانة تراب ووشك.. مش هينفع تمشي كده.. اتفضل معايا فوق.
ليرفع حاجبه بذهول وينقل نظره لإبراهيم الذي يرميه بنظارات حارقة لا يعلم سببها ليقول لها:
+ تقصدي إني أطلع معاكي فوق؟
لتهز رأسها بنعم ليكمل:
– وعم إبراهيم عادي؟!
……….
يجلس فوق أقرب كرسي وجده يمرر عينيه الجاحظة في أنحاء الشقة التي دخلها منذ دقائق معاها ليتفاجأ بمدى فخامة الأثاث والشقة المتسعة المزينة بالفصيات وأثمن التحف وأفخم السجاد.
ليتعجب من امتلاكها مفتاح مثل هذه الشقة الفخمة، كيف لها أن تأمن لرجل غريب وتدخله معها بمكان مغلق؟!
بعد مرور لحظات شعر بحركة صادرة خلفة ليشاهد رجل بملابس بيتية في آواخر العقد الخمسين مستندا على عكازه يملأ الشيب شعره والتجاعيد وجهه يسير بصعوبة. فيستقيم شادي بتـ.ـو.تر عالي متعرق الجبهة لا يعرف كيف يعرف نفسه له ليجد الرجل يقول بحبور:
– أهلا وسهلا.. أهلًا شرفتنا يابني.
يجلس رضا أمامه فوق الأريكة ولم تفارقه ابتسامته ليكمل:
– مالك يابني مخضوض ليه؟! تفضل اقعد.
ظل شادي واقفًا لا يعلم السبب ليقول رضا بجدية غريبة:
– اقعد يابني.. عايز أتكلم معاك شوية.
ليجلس شادي لا يعلم لما الفضول يأخذه لمعرفة خباياها فيسمع رضا يقول:
– شكرا يابني على اللي عملته مع بـ.ـنتي، هي حكتلي إنك أنقذتها من شريف النهاردة.
شريف! بـ.ـنته! هل هذا والدها؟!
ليقول شادي باهتمام:
– هو حضرتك تعرف العيل اللي اتهجم عليها.. ومدام عارفه مابلغتوش البوليس ليه؟
رضا بحـ.ـز.ن:
– للأسف العيل ده يبقى ابن أخويا الوحيد.. ومش حابب أضر مستقبله، أنا هكلم والده.
– طيب كنت حابب أنبه حضرتك إني لما أنقذتها فضلت فترة مش مستوعبة اللي حوليها ومكنتش مركزة.
ليجد رضا يهز رأسه كأنه ليس غريباً عليه ما قصه عنها.
فينتبه لدخولها بعد تبديل ملابسها بملابس نظيفة تقول بخجل:
– حضرتك ممكن تدخل الحمام وتديني جاكيت البدلة أنضفها لك.
ليقول مندفعًا:
– لا وعلى إيه أنا مروح على البيت مافيش داعي.
ليقول رضا بصرامة:
على الأقل اغسل وشك يابني المترب ده.
فيخضع شادي لإلحاحه يشعر ببعض الغموض الذي يحيط بهذه الأسرة.
………………
جميلة هي الدنيا تلمع كبريق الماس تخـ.ـطـ.ـف الأنفاس والروح، تُحارب للوصول إليها وامتلاكها حتى تكون بقبضتك المغلقة لتشـ.ـدد عليها خــــوفًا من هروبها
ولكن عند تعمقك بها وغوصك بأعماقها تَجد أنك تعلقت بوهم بَريقها فتتفاجأ بقبضتك الخاوية التي لم تقبض إلا على سرابًا، وقفت بفستانها الأبيض الكبير ذو الطبقات من التُل والجوبير المرصع بالماسات مكشوف الكتفين، والصدر ليظهر الكثير من بشرتها البيضاء الحليبية يزين رأسها تاجًا فضيًا مرصعًا بالماسات ينتهي من الخلف بطرحة زفافها الطويلة التي تلفها حول معصمها، مع شعرها المرفوع أعلى رأسها ليظهر رقبتها بإغراء مثير
وقفت تشاهد الأضواء اللامعة والسيارات من خلف الزجاج الشفاف بجناحهما الخاص بالفندق الذي قام بحجزه ليقيما فيه ليلتهما الأولى معًا ثم السفر لقضاء شهر العسل بإحدى الدول الأوروبية، يقطع مشاهدتها انعكاس صورته في الزجاج ممسك برابطة عنقه ويقوم بفتح أزرار قميصه العلوية بابتسامة رجولية لا تليق إلا به، لتبتسم بخجل
فهذه أول ليلة لهما معًا كثير من الخــــوف وكثير من الهواجس تدور بعقلها عن ليلة العمر، تخفض نظرها عنه تهرب من مراقبته لتشعر بدفء جــــســ ـده يلامس جــــســ ـدها بسبب إقترابه ويطبع قبلة بجانب عنقها بنعومة جعلتها تغمض عينيها وتقبض بأصابعها فوق فستانها ليقول:
– مبروك ياقلب يوسف
ويرفع كفيه فوق كتفيها يديرها إليه ببطء فيلاحظ إحمرار وجهها واهتزاز شفتيها بسبب ارتعاشها التى فشلت في السيطرة عليه ليقول وهو يمرر إبهامه فوق شفاهها:
– ليه كل الارتباك ده؟ أنتِ معايا مش مع حد تاني
ينهي كلمـ.ـا.ته وينخفض ليودعها قبلة رقيقة فتبادلها معه في خجل فتشعر بتحرك تاج رأسها وطرحتها التي نزعت منها ليلقيها أرضا أسفل قدmه، يكمل وهو يحيطها بذراعيه يقول وهو يمرر أنامله فوق عنقها نزولًا لكتفها المكشوف يقول:
– بس ينفع الفستان المكشوف ده؟ مش كنا اختارنا مع بعض فستان غيره وكان مقفول.
يشعر بازدياد تـ.ـو.ترها تحت يده، فيرفع إبهامه يحرر شفاها التى ادmتها بأسنانها يقول:
– مش من حقك تعملي فيهم كدة دول ملكي أنا.. أنا بس اللي مسموحلي اعمل فيهم كدة..
ليكمل حتي يزيل تـ.ـو.ترها بمشاكسة:
– بس اعترفي خبتيها إزاي؟!
فيشير له بحاجبه فوق صدرها فيسمعها تقول:
– هي ايه دي؟ فراولتي اللي كانت هنا.
ليشير باصبع السبابة فوق صدرها فتصدر منها شهقة خجل وتحاول الهروب منه إلا انه يكبلها بذراعيه ضاحكًا:
– خلاص خلاص.. مـ.ـا.تزعليش.. ده أنا حتى جوزك.
تدفن وجهها بصدره خجله تقول:
– وقح!
-لا لا كملي…وقح وقليل الأدب وكمان في اضافات.. بذئ وقاطع الأنفاس، وأنا انهارده هقطع نفسك.
قال الاخيرة بعد أن أطلق قهقهات عالية.
تحاول الهروب منه تقول بخجل:
– اوعى يايوسف، سيبني.
عنـ.ـد.ما تأكد من هدوئها ازداد ضمه لها مع وضع يده فوق سحاب فستانها يفتحه ببطء ليسقط فستانها أرضًا قبل ان تحاول امساكه، فيزداد تشبثها به خجلًا ودفن وجهها بصدره من هذا الموقف المخجل لها ليرفعها عن الأرض دون أن يحررها مستمر في تقبيل عنقها بنهم يسير بيها إلى الفراش ليسقطا معًا فوقه دون أن يحررها يشعر بـ.ـارتعاش جــــســ ـدها فيحاول طمئنتها وهو يقاوم تهوره يجب عليه التأني والتعامل معها بحذر فهي التجربة الأولى لها، ليبتعد قليلة ينظر لعينيها يهمس لها:
– غزل.. أنا عايزك تثقي فيا.. وتقاومي خــــوفك.. أنا عمري ما هأذيكي ولا ألــمك.
تنظر ليعينه تحاول استبيان الصدق بهما لتهز رأسها ببطء بالموافقة دون أي كلمة، فيخفض وجهه ليلتهم شفاها بجوع مع تحريرها من باقي ملابسها ليغوصا معًا في أجمل لحظات حياتهما التى ستسجل بذاكرتهما عبر الزمان.
مرت اللحظات بينهما كأنها مرفوعة فوق موجة عالية تهدهدها و تدللها، لتفيق من أحلامها على انتفاضه من جوارها تاركًا الفراش الذى جمعهما كالملدوع بالعقرب، يستر حاله بسرواله، ليقول بصوت غريب عليها:
– ايه ده؟!
لتتعجب من لهجته الغريبة عليها وتحاول ستر جــــســ ـدها العاري بالغطاء:
– في ايه!
فيخرج صوته بشكل مرعـ.ـب يشير بسبابته للفراش:
– انت ازاي مش بـ.ـنت؟ إزاي مش عذراااااء!
ينهي جملته بصراخ وجــــســ ـد ينتفض غـــضــــبًا لتتراجع بالفراش مستنده برعـ.ـب تغطي حالها جيدًا تنظر اليه بصدmة ورعـ.ـب من حديثه تقول بصوت متقطع:
– أنا مش فاهمة تقصد ايه؟
فيهجم عليها ممسكًا شعرها يرجع رأسها للخلف بقوة ويقول بهسيس مرعـ.ـب:
– مين اللي عمل كدة؟ مين
عملتي كدة مع مين؟
لتصرخ ألــما محاولة التحرر من قبضته:
– انت مـ.ـجـ.ـنو.ن، أكيد اتجننت أنا مش فاهمة انت بتقول ايه؟
فيحررها من قبضته ليلطمها بصفعة قوية سببت لها الدوار و جـ.ـر.حت فمها فتقع فوق الفراش ليقبض على عنقها محاولًا خـ.ـنـ.ـقها يقول بغـــضــــب:
– هقــ,تــلك.. هقــ,تــلك اتكلمي مين الـ*** اللي سلمتيله نفسك واتفقتي معاه تستغفليني.
تزداد قبضته أطباقًا فوق عنقها لينحبس الدmاء بوجهها الأبيض وتجحظ عينيها مع محاولتها الفاشلة للتحرر تقول بصوت متحشرج:
– همـ.ـو.ت.. همـ.ـو.ت.. أنا ماعملتش حاجة!
ليحررها على آخر لحظة ليسمع صوت شهقاها العالية وسعالها محاولة التنفس ولكنه لم يمهلها ليمسكها مرة اخري من خصلات شعرها يجرها جرا من الفراش يلقيها أرضا تحت صراخها ويقوم بركلها بقدmه بقوة غاضبة ببطنها ووجهها تحت صراخه المستمر الذي يحمل الكثير من التوعد لها والسباب اللاذع
لتصرخ بقوة من شـ.ـدة الآلام التي اصابتها وصدmتها منه:
– حـ.ـر.ام عليك.. أنا معملتش حاجة صدقني.
يتوقف يلهث من متسارع انفاسه كان هيأته كالخارج من حلبة مصارعة ويقترب من وجهها مستندا على ركبتها يقول بصوت خاوي:
– مين يا فا.. اللي سلمتيله نفسك ميييين؟
فتتوالى الصفعات التى لم تدرك عددها على وجهها مع تكرار سؤاله الأخير بصراخ عالي مع محاولتها الاحتماء منه
لم يتوقف الا عند سماعه صوت طرقات على باب الغرفة ليستقيم بأنفاس متسارعة ينظر جهة الباب.. فتراقبه يسير اتجاه الباب يفتحه بثبات ليجد موظف من الفندق يبلغه بأن النزلاء قاموا بإبلاغهم بوجود صراخ داخل الجناح.. ليبرر لهم انه صوت التلفاز وسوف يغلقه.
أما عنها كانت فرصتها الوحيدة للنجاة من بطشه وجنونه في هذه اللحظة فتتحامل على نفسها محاولة الوقوف ولكنها فشلت اكثر من مرة على الوقوف بسبب الإصابات التي طالتها فتبحث يأعينها عن شئ يسترها غير الغطاء لتجد قميص نومها الملقى أرضا فتزحف بألــم تمسك به وتتحامل على حالها مستندة على الفراش لتستقيم محاولة منها الهروب للاحتماء داخل الحمام تستند بصعوبة على الجدار مع شبه انعدام الرؤية لديها حتى تصل لداخله وتغلقه جيدا من الداخل مع ازدياد الدوار.. من المؤكد ستصاب بالاغماء.. ترفع عينيها للمرآة المقابلة لها لتصدm من رؤية ملامحها التي اختفت تحت اثار الكدmـ.ـا.ت وجـ.ـر.ح شفاها فتتساقط دmـ.ـو.عها لتختلط بدmاء وجهها حسرة على حالها فتنتفض عند سماع صوت طرقاته القوية يتوعد
عنـ.ـد.ما أنهى حديثه مع الموظف التفت يبحث عنها ليتفاجأ بعدm وجودها ويلاحظ إغلاق باب الحمام يطرق بتوعد عليه يقول بغـــضــــب:
– افتحي.. افتحي الباب.. لازم اعرف مين عامر؟ ولا حد تاني غيره.. افتحي الباب بقولك بدل ما اكـ.ـسره.. تقى كان عندها حق طلعتي وسـ** وأنا المغفل اللي خدعتيه.. يوسف الشافعي واحدة فا*** زيك تخدعه.. افتحييي.
يخرج صوتها بتوسل:
– اقسملك ماعملت حاجة.. أنا مش فاهمة حاجة.. ارجوك يايوسف
-مـ.ـا.تجبيش اسمي علي لسانك الو*** ده أنا اسمي مـ.ـا.تشيلوش واحدة زيك.
تشعر بتسارع ضـ.ـر.بات قلبها وازدياد الدوار وانعدام الرؤية مع سماعها لسبابة وتوعده المستمر لها بالقــ,تــل تحاول الاستناد بيدها على حوض الوجه فتفلت يدها لتمسك الهواء ويختل توازنها لتصطدm جبهتها بحافته وتسقط أرضًا غارقة في دmائها.
يسمع صوت ارتطام قوى كالانفجار من الداخل ليقترب مع انقباض قلبه:
-افتحي.. غزل.. افتحي بقولك.. افتحي مش هاجي جنبك.. مش هعملك حاجة.. متخلينيش اكـ.ـسر الباب
فيزداد انقباض قلبه ان تكون فعلت بنفسها شئ أو اقدmت على الانتحار.. وعند هذه النقطة بدأ بضـ.ـر.ب الباب بكتفه عدة ضـ.ـر.بات لينفتح ليجدها ساقطة أرضا تحت رأسها بركة من الدmاء.
↚
ترفع عينيها للمرآة المقابلة لها لتصدm من رؤية ملامحها التي اختفت تحت آثار الكدmـ.ـا.ت وجـ.ـر.ح شفاها فتتساقط دmـ.ـو.عها لتختلط بدmاء وجهها حسرة على حالها.
فتنتفض عند سماع صوت طرقاته القوية يتوعد
عنـ.ـد.ما أنهى حديثه مع الموظف التفت يبحث عنها ليتفاجأ بعدm وجودها ويلاحظ إغلاق باب الحمام.. يطرق بتوعد عليه يقول بغـــضــــب:
– افتحي.. افتحي الباب، لازم أعرف مين؟ عامر؟ ولا حد تاني غيره.. افتحي الباب بقولك بدل ما اكـ.ـسره، تقى كان عندها حق طلعتي وسـ** وأنا المغفل اللي خدعتيه.. يوسف الشافعي واحد فا** زيك تخدعه.. افتحي.
يخرج صوتها بتوسل:
– أقسملك ماعملت حاجة.. أنا مش فاهمة حاجة.. أرجوك يا يوسف.
– مـ.ـا.تحبيش إسمي على لسانك الو** ده
أنا اسمي مـ.ـا.تشيلوش واحدة زيك.
تشعر بتسارع ضـ.ـر.بات قلبها وازدياد الدوار وانعدام الرؤية مع سماعها لسبابة وتوعده المستمر لها بالقــ,تــل تحاول الاستناد بيدها على حوض الوجه فتفلت يدها لتمسك الهواء ويختل توازنها لتصطدm جبهتها بحافته وتسقط أرضا غارقة في دmائها.
يسمع صوت ارتطام قوى كالانفجار من الداخل ليقترب مع انقباض قلبه:
– افتحي.. غزل.. افتحي بقولك.. افتحي مش هاجي جنبك.. مش هعملك حاجة.. متخلينيش أكـ.ـسر الباب.
فيزداد انقباض قلبه أن تكون فعلت بنفسها شيء أو اقدmت على الانتحار.. وعند هذه النقطة بدأ بضـ.ـر.ب الباب بكتفه عدة ضـ.ـر.بات لينفتح ليجدها ساقطة أرضًا تحت رأسها بركة من الدmاء.
ليسرع في حملها للخارج بخــــوف من منظرها ووجهها الذى غطى بالدmاء.. يحاول إفاقتها بالضـ.ـر.ب على وجهها ولكنه لم تأتيه اجابة منها.
يجري يبحث عن هاتفه ليتصل بأخيه ويقول برعـ.ـب.
– يامن الحقني بسرعة، هات عربية اسعاف.. غزل بتمـ.ـو.ت.
يامن بإنتقاضة:
– في ايه، إيه اللي حصل؟ هببت ايه الله يخربيتك.
– مش وقته، غزل هتروح مني.
قالها يوسف بصراخ، فيستقيم يامن يحاول ارتداء ملابسه يقول:
– يوسف اسمعني كويس.. تروح بيها على (……..) دي أقرب مستشفى ليك.. عربية الإسعاف هتتأخر.. وأنا هتصل بالمستشفى أبلغهم بوصولك وأنا جاي حالًا.
………..
يدخل بها من باب الطوارئ محمولة بين ذراعيه مغرقة إياه بدmائها ليصـ.ـر.خ بهم:
– حد يلحقها.. هتروح مني.
ينتشلها أحد الأطباء من يده ويساعده احدي الممرضات في وضعها على الفراش المتحرك ليسمع صوت الطبيب يقول:
– جهزوا العمليات.. الحالة نزفت دm كتير.
وعند استعداده للانصراف وجد من يتشبث بذراعه يقول:
– هتبقى كويسة؟
– تقرب إيه للحالة؟
يوسف بدmـ.ـو.ع:
– جوزها.
………………
يجرى بين أروقة المستشفى يبحث عنه فتقع عينيه عليه يجلس على أحد المقاعد يضع رأسه بين يديه ليقول لاهثًا:
– إيه اللي حصل يايوسف.. غزل مالها.
يرفع عينه بإرهاق يقول:
– هي جوه في العمليات.. الدكتور بيقول نزفت دm كتير.
ليندهش يامن من حديثه:
– نـ.ـز.يف! هو أنا عملت ايه بالضبط فهمني.. اوعى تكون اتغابيت معاها و…و…
لم يستطع يامن توضيح كلامه اكثر من ذلك لقد أخذت أفكاره اتجاهًا اخر غير الحقيقة.
فيتفاجأ ببكاء يوسف وانهياره فيجلس بجواره يربت فوق ظهره ليسمعه يقول:
– طلعت خـ.ـا.ينة يا يامن.. طلعت خـ.ـا.ينة وأنا اللي صدقت براءتها وطلعت مغفل.
ليصدm من حديث أخيه الغير مفهوم:
– إيه اللي انت بتقوله ده.. أنت إزاي تتهمها بحاجة زي دي! انت اتجننت.
فيسمعه يقص عليه ما حدث بينهما بعيون جاحظة لينتفض صارخًا بوجهه:
– انت اتجننت إزاي واحد متعلم زيك يستعجل في الحكم بالشكل ده.. سيبت ايه للجهلة.. ده الجاهل ما يعملش كدة.. ازاي تشك فيها.
ليصـ.ـر.خ يوسف بانفعال:
– قولتلك مطلعتش بـ.ـنت.. عايزني أتأكد ازاي أكتر من كده؟
ليقطع حديثهم خروج الطبيب منفعلًا بوجه غاضب فيقترب منه يامن بلهفة:
– طمني عليها.. هي كويسة؟
– أنت تقرب ايه للحالة اللي جوه؟
– انا الدكتور يامن اللي كلمك الدكتور حسام عشان تستقبلوا الحالة وأكون إبن عمها.
الطبيب بعملية:
– الحالة اللي جوه وصلت مضروبة ضـ.ـر.ب مبرح ولازم يتعمل محضر بالكلام ده.. ده أولًا، ثانيًا الحالة لما دخلت اتبلغت ان جوزها اللي جايبها ولما كشفت عليها دكتورة النسا لقيناها عذراء تبقى متجوزة ازاي؟
ليصدح صوت يوسف بصدmة لا يعلم سببها هل سعادة لبراءتها أم حـ.ـز.ن على ماصدر منه:
– أنت بتقول إيه؟ نت متأكد من اللي بتقوله ده.
ينظر له الطبيب بـ.ـارتياب بسبب الدmاء التي تلطخ ملابسه:
– مين حضرتك؟
يامن محاولًا تهدئة الوضع:
– ده.. يبقى جوزها.
فيمرر الطبيب نظره بينهما بضيق حيث فهم الأمر ويقول:
– انت اللي عملت فيها كده عمومًا!
يادكتور يامن احنا هنكتب تقرير بالحالة عشان حق المريـ.ـضة ما يروحش.
ثم يوجه حديثه ليوسف المصدوم بقرف يقول:
– وأنت! دكتورة النسا اللي كشفت عليها تبقى تروحلها.. أكيد فاهم ليه.. طبعًا ….عن اذنكم.
يتركهما وهو يسب ويلعن في امثاله من الجاهلين.
ليلتفت له يامن بغـــضــــب:
– سمعت يا بيه بودانك.. طبعًا لو أنا اللي كنت قولتلك كنت كدبتني وصدقت نفسك وشكوك بس.. أنت عمرك ماهتتغير هتفضل تأذي اللي حوليلك زي الدبة اللي بتقــ,تــل صاحبها.. يوسف! ده اخر كلام عندي انت وغزل مـ.ـا.تنفعوش لبعض سيبها لحالها.. لانك بقربك ليها هتدmرها.
يوسف بشعور مختلط لا يعلم أيسعد لبراءتها ام يحـ.ـز.ن لظلمه لها.. لقد كاد أن يقــ,تــلها بتهوره.. ليقول يوسف:
– مش مهم اللي انت قولته ده.. أنا كل اللي يهمني انها طلعت بريئة مش خـ.ـا.ينة.. مش خـ.ـا.ينة يا يامن.
– انت فاكره انك بعد اللي صدر منك هي هتقبل تبص في وشك حتى؟
ليمسك يوسف أخيه من مقدmة قميصة يقول بين أسنانه
– يا أخي ارحمني، هو أنا مش اخوك.. حس بيا والمصـ يـ بـةاللي أنا فيها.. سبني افكر هحلها ازاي؟
فيشعرا بفتح باب العمليات ليشاهدا خروجها على الفراش المتنقل ليجري كلاهما عليها.. يقول يوسف بتوسل:
– غزل.. غزل.. حبيبتي ردي عليا ياقلب يوسف.. هي مابتردش ليه؟
لتقول الممرضة:
– هي تحت تأثير المـ.ـخـ.ـد.ر.. شوية وهتفوق احنا هننقلها غرفتها وشوية الدكتور هيجي يطمن عليها.
ليتحرك الفراش بها ويختفي تحت أنظاره النادmة خلف غرفتها.
………..
يسير بأروقة الشركة بضيق حاملًا بعض الملفات.. لقد أصبح حمل العمل على عاتقه بعد انشغال يوسف مدة طويلة لتجهيز الزفاف ومدة شهر العسل كفيلة ان تفقده أعصابه فيما بعد.. ليرفع نظره ليراها من بعيد تودع محمد وتهم بالانصراف فيجد نفسه يهرول للحاق بها قبل دخولها المصعد ولكنه فشل في اللحاق بها.. ليقف منفصلا عن العالم للحظات ينظر للفراغ بعيون مفتوحة لإيجاد إجابة للسؤال الذي دار بعقله ..لما كان ملهوفا لإيقافها والحديث معها؟ ليحك رأسه بغباء ويعود متجهًا لمكتب محمد.
…………….
– السلام عليكم، ممكن ادخل؟
قالها شادي بعد ان دخل وجلس أمام المذهول من تصرفه.. ليبتسم محمد:
– هو أنت بتستأذن بعد مابتقعد؟ عموما ياسيدي اتفضل.
شادي بحرج:
– معلش يامحمد.. مش مركز شوية.. انت اخبـ.ـارك ايه ؟ هتجوز انت وسوزان امتى؟
محمد بضيق:
– والله ياشادي مش عارف في حبة حاجات لسه معطلانا.
– ربنا يكملكم على خير.. قولي أنا لمحت حد كان عندك من شوية!
محمد وهو مشغول بالحاسوب:
– آه اه دي سمية.. انت شفتها في خطوبة تقى كانت غزل سايبة معايا راتبها وجت تاخذه.. عشان هي اجازة اليومين دول بسبب الاختبـ.ـارات.
– هي شغالة عندكم بقالها كتير؟
محمد بتعجب من حديثه:
– سمية! مين قال ان سمية شغالة عندنا.. صديقة العيلة.. مش شغالة عندنا.
شادي:
– مش فاهم.. الحقيقة ترابطكم معاها في شيء غريب أنا مش فاهمه.
محمد بانتباه:
– سمية دي واحدة من الأسرة.. والدها الحاج رضا كان صديق والدي الله يرحمه من زمان وسمية كانت بتيجي واحنا صغيرين تلعب معانا.
ليلاحظ إهتمام شادي بالحديث وتعجبه من كلامه ليكمل ويقول:
– شوف قصة سمية قصة طويلة وقصة مأساوية.. حابب تسمعها.
ليهز شادي رأسه باهتمام، فيقول محمد وهو يلاعب قلمه:
– الحاج رضا صديق والدي تاجر مصنع خشب كبير وكان شريكه اخوه.. كان ميسور الحال جدًا.. لحد ما فيوم اكتشف تلاعب من اخوه واتخانق معاه بعدها اخوه زور أوراق بان رضا باع له نصيبه.. سمية ماسكتتش هددت انها تطـــعـــن بالتزوير.. جه عمها ساومها وقال تأخذ نصيبها لو اتجوزت ابنه شريف.
شادي باهتمام:
– ووافقت؟
– لا طبعًا.. وده اللي سبب اللي حصل بعد كده.. فيوم عم رضا وسمية ومـ.ـر.اته كانوا راجعين من فرح طلع عربية نقل قدامهم خلت العربية اتقلبت اكتر من مرة .. ومفيش حد خرج سليم منها وللأسف توفت الحاجة وسمية هي اكتر حد اتأذى في الحادث.. فضلت تقريبا مدة بين العمليات وتركيب مسامير وشرائح في أيدها ورجلها والعلاج الطبيعي مدة كبيرة بتعاني لدرجة ان عم رضا باع كل حاجة عشان علاجها إلا شقتهم اللي هي باسم سمية رفض يبيعها.
يظهر التأثر على شادي الان وضح الأمر أمامه ليقول:
– يعنى تقصد تقول إن الحادث مدبر!
– طبعًا.
ليجلي شادي صوته يقول:
– أنا فعلا استغربت من مستوي عيشتها ومعاملتكم انها واحده منكم.
محمد:
– فعلا واحدة مننا.
شادي:
– شكرًا يامحمد.. انت كده قطعت عليا نص الطريق.
…………..
امام العناية المركز يقف بملابسه الممتلئة بدmائها مستندًا على زجاج الغرفة برأسه شارد في ملامحها التي اختفت تحت اثر الكدmـ.ـا.ت يصل بجــــســ ـدها الكثير من الأسلاك.. فيجد من يربت علي كتفه ويقول:
– كفايه يا يوسف وقفتك كده ملهاش لازمه.. روح غير هدومك.. وكمان احنا لازم نبلغ عمي لان شكل موضوعها هيطول.
يوسف باندفاع:
– لا.. مـ.ـا.تقولش لعمي، ممكن يجراله حاجه.. أنا هتصل بيه أقوله اننا سافرنا، آه سافرنا في أي حته وكده كده هو كان مسافر عشان اللي انت عارفه.. ماشي يامن اتفقنا مش هنقوله لحد ما تقوم غزل بالسلامه.. يامن بحيره:
– مش عارف اقولك ايه بس.. هقوله انك سافرت بس بشرط تروح تغير هدومك دي يلا روح.
يوسف:
– حاضر حاضر هسمع الكلام.
فينصرف يوسف بسرعه ويترك يامن خلفه شاردًا
……….
يقف منتظرًا أمام باب الجامعة على رؤيتها لا يعلم عدد المرات التي وقف فيها منتظرًا ليراها تشرق من باب الجامعة تسير بخجل بملابسها الفضفاضة وحجابها يزين رأسها اخر ما كان يتوقع ان يقع في حب فتاه محجبة.. يقطع تفكيره اقتراب شاب عشريني منها في بادئ الامر اعتقد انه شخص سمج يعاكسها الا ان وقفتها له وتحدثها معه جعلته ييقن انها تعرفه.. ليقبض على مقود السياره بشـ.ـده منتظرا انتهاء هذا المشهد.. فيجدها تلوح بيديها امام وجهه ويظهر على وجهها علامـ.ـا.ت الغـــضــــب ما الذي اغـــضــــبها من ذلك السمج.. ليتحول الأمر فجاءه لصدmه صدmه ما شاهد وصدmتها في ان واحد عنـ.ـد.ما تطاول هذا السمج عليها ولطمها لطمه قويه، كفيله ان تشعله ليمد يده يأخذ شيئا من سيارته ويتجه مندفعا بغـــضــــبه لهذا الوقح.. ليرفع مسدسه امام هذا السمج ويقول بصوت غاضب:
– هي امك معلمتكش إن الستات ما بتضـ.ـر.بش؟
لتقف مذهولة من ظهور شادي المفاجئ مدافعًا عنها ليحدثها قائلًا:
– أركبي العربية.
لتهتز حدقتها باضطراب.. فيقول شريف:
– انت مين انت؟ وإيه اللي دخلك بنا؟
شادي:
– أنت اللي زيك يخرس خالص عشان ما تروحش لامك علي حتتين.
.سميه بخــــوف:
– لو سمحت نزل المسدس ده انا مش عايزه فضايح.
شادي:
– الحـ.ـيو.ان ده عايز منك إيه؟
شريف بشياعه مصطنعة:
– أنا ابن عمها وخطبها انت بقي بتدخل بصفتك إيه؟
لتصرخ سمية:
– كـ.ـد.اب.. اه ابن عمي بس مش خطيبي.. هو الجواز بالعافـ.ـية يا اخي.
شادي ببرود:
– امشي يلا من هنا بدل ما اعلمك الأدب.
فيفضل شريف الانسحاب مؤقتا ليوجه حديثه لها:
– أنا ماشي.. بس هتشوفيني كتير ياسمية.. سلام.
ليقود سيارته بسرعة مخلفًا خلفه سحابه من الأتربة.
شادي:
– أركبي.
سميه ببعض الشجاعة:
– لا شكرًا أنا…
يقطع حديثها بهسيسه الغاضب:
– أنا مش هكرر كلامي.. أركبي.. بدل ما والله اشيلك وتبقي فضيحه بجد..
لا تعلم لما لبت رغبته هل ضعف أم خــــوف أم شيء تجهله.
شادي:
– هو السخيف ده ابن عمك بجد؟!
سميه:
– ايوه طبعا يعني هكون كدبت.
شادي:
– لا ابدًا بس بيقول انه خطيبك.
وازاي تسمحيله يمد إيده عليكي انا كنت شويه وهضـ.ـر.به.
سميه:
– لا مش خطيبي.. ممكن توقف العربية لو سمحت هنا.
شادي:
– ليه رايحه فين؟
سميهة:
– لو سمحت وقف العربية.. وشكرا لخدmـ.ـا.ت حضرتك.
شادي بتحدي:
– لا.
.سمية بخــــوف:
– يعني إيه لا! لو سمحت انا عايزه انزل.
ليوقف السيارة فتحاول فتح الباب لتجده مغلق وترتعب.
سمية:
– الباب لو سمحت.
ليواجهها بجــــســ ـده يقول:
– ممكن نتكلم شويه؟ انتي قلقانه ليه انا بقالي مدة بدور عليكي ومش لاقيكي حتي فرح غزل كنت مستنيكي!
سميه بتـ.ـو.تر:
– وليه كل ده؟!
كان يحاول اختلاق أي شيء لتبقى أكثر وقت معه لتشرد عينيه على حجاب رأسها وعيونها البنيه فهي جمالها بسيط أو اقل من البسيط ولكن بها شيء مختلف لا يعلمه.
سميه:
– استاذ شادي.. انا بكلم حضرتك.
شادي بانتباه:
– آه ..كنت بقول إن كنت بدور عليكي عشان في حاجه نستيها معايا.
ليدخل يده في جيب سترته ويخرج منها هاتفها المتنقل الصغير ذو الأزرار.. ويمد يده به لها.
سميه باندهاش:
– تليفوني! حضرتك لقيته فين؟ شادي بابتسامه:
– شكلك نسيتي إني وصلتك قبل كده والحقيقة انتِ نستيه معايا يوميها.
سميه:
– شكرًا لحضرتك.. عن إذنك.
ليتهور ويمسك ذراعها فتمرر نظرها بين يديه ووجه بصدmة.
شادي: استني أنتِ مستعجله ليه؟
سميه:
– شيل ايدك لو سمحت.. ليرفع يده بصدmة ويقول:
– انا اسف أنا فعلاً اسف ما أقصدش.
قوليلي بس عايزه تروحي فين وانا أوصلك.. ومـ.ـا.تقوليش لا عشان مش هسيبك تنزلي.
سمية بغـــضــــب:
– بالعافـ.ـية يعني؟
شادي بخبث:
– بالرضا.. كله بالرضا.
……….
يجلس بجوار سريرها بالمستشفى يراقب ملامحها التي اختفت خلف كدmـ.ـا.تها أكثر من أربع ساعات وهو على نفس الوضعية منتظرًا إفاقتها حتي يقدm لها إعتذاراته لعلها تغفر له خطأه.. اثناء انتظاره كانت تهتز حدقتها بشـ.ـده كأنها تصارع شيء خفي وتصدر منها انين منخفض ليتسأل هل تتألــم؟!
حاول أخيه كثيرًا ان يثنيه عن قراره بالانتظار جوارها خــــوفًا من رد فعلتها عند رؤيته بعد الإفاقة ليتركه ويعود إلى الفيلا لتبديل ملابسه والاطمئنان على ملك وعمه.
اثناء شروده بوجهها لاحظ سقوط خصلات شعرها على أعينها فتحجب عنه رؤيتها.
ليقترب منها بهدوء ويجلس بحوارها على السرير حتي يزيح الخصلة المتمردة من فوق أعينها ويمد يده ويقوم بمسك يدها المتصلة بالمحلول فيشعر بعد لحظات بغلق أصابعها علي كفه كأنها تستمد منه القوي والأمان.. ليهمس لها:
– غزل! غزل! أنا جنبك ومش هسيبك.. أنتِ سامعاني؟
فوقي وملكيني.. مـ.ـا.تسبينيش أتعـ.ـذ.ب كده ارجوكي.. قومي أتخانقي معايا.. إشتميني.. بس سامحيني.
ليقترب إليها ببطء ويطبع قبله طويله فوق جبينها ويبتعد عنها لتلاقي عينيه البنيه بعينيها الرمادية، فتهتز حدقتيه بتـ.ـو.تر ويقول بصوت متألــم:
– أنتِ صحيتي؟ فيرفع يدها ويقبلها اكثر من قبله ويكمل:
– انتِ كويسة؟ حاسة بحاجه!؟ فيطول صمتها ليقول:
– طمنيني عليك أنتِ مش عايزه تكلميني عليكي؟
ليلاحظ أثناء حديثه صمتها المخيف مع ثبات حدقتها بدون حركة ووجهها الجليدي الذي يفقد أي انفعال.
ليقول بتـ.ـو.تر:
– غزل ردي عليا.. أنا عارف إن اللي عملته فيكي شي صعب.. بس اعذريني انا كنت هتجنن ومش مستوعب ازاي تكوني… تكوني… غزل ردي عليا طيب قومي زعقي واشتميني ..بس ما تبصيش كده.
ليشاهد تحرك حنجرتها بسبب ابتلاعها لريقها بصعوبه فيخرج صوتها بصعوبة:
– عطشانة.. عايزه مايه.
ليقفز يوسف من جوارها ويجلب لها كوب المياه ويحاول إسنادها بذراعه ويقرب المياه من شفتيها ويسندها مره اخري علي السرير بعد الانتهاء فتغمض عينيها وتقول بصوت يكاد ان يسمع بصوتها المتألــم:
– انا عايزه انام!
ليربت على راسه ويقول:
– نامي ياحبيبتي.. نامي وأنا جنبك.
ظل يراقبها وهي هلي فراشها يلاحظ اوقات تعبس وتتشجن فيقترب منها مسرعًا ليهدئ ارتعاشها بضمها لصدره وأوقات يجدها تبتسم كأنها ترى شيئا يسعدها فيبتسم بدوره لابتسامتها.. ليسأل نفسه هل بالفعل أحبها كل هذا الحب؟ أم أنه موهوم بحبها؟ وهل كانت ثورته عليها بسبب غيرته ام لأنه شعر بجـ.ـر.ح رجولته وعلى كل زوج شرقي أن يصدر منه نفس متصدر؟ أم لأنه شعر أنه تعرض للخداع للمرة الثانية وهو من اقسم ألا يسمح لمن تخدعه مرة اخرى؟ فيقفز أمام عينه صوره تقى في بدأيه معرفته بها وهي تعد له مساوئ غزل التي لا تحصى، يشعر انه إذا رآها سيقــ,تــلها على ما قالته والذي رسخ لديه فكرة لا يستطع محوها مهما حدث.. يدخل يامن بهدوء ويقترب منه يقول:
– ماصحيتش لسه؟
ليغمض يوسف عينيه بإرهاق ويرجع راسه للخلف ويقول:
– صحيت تلت مرات كل مرة تطلب ميه وتنام تاني.
ليربت يامن على كتفه ويقول:
– معلش يا يوسف أكيد اللي حصل مش سهل ولازم نتوقع اسود فعل منها، انا كنت خايف لما تفوق وتشوفك تنهار ومانقدرش عليها.. ليوجه يوسف نظره لأخيه ويجيبه:
– أهو انا دلوقتي قلقان اكتر من الأول.. ثباتها وعدm انفعالها عليا ده مش مطمني.. مش قادر افكر وأقدر استنتج هي ناويه على إيه؟ يومئ يامن راسه بتفهم ويقول:
– متقلقش أنا مش هسيبها بس ياريت الفترة دي تبعد عنها لحد ما نشوف الأمور هتوصل لأيه.
يوسف:
– لا طبعًا مش هسيبها، حتى لو هي طلبت ده.. اول ما تفوق انا هاخدها معايا انا عندي شاليه في الساحل هاخدها تقضي يومين هناك.
يامن:
– في الساحل؟ آه يانمس.. أنت مقضيها بقى..
يوسف بحده:
– يامن بالله عليك مش فايقلك محدش يعرف موضوع الشاليه غيرك يعني تقفل البلاعة.
يامن:
– وأنت فاكر إنها هترضى تيجي معاك؟
يوسف بخبث:
– هتيجي ان شاء. الله هتيجي.
…………….
ينظر إلى الأوراق أمامه لايفقه منها شيء كأن الكلمـ.ـا.ت والسطور محيت من الأوراق وتركت الصفحات بيضاء يجلس علي هذا الوضع من اربع ساعات لايستطع التركيز.
فالمشهد المخجل يتكرر أمام عينه مرات ومرات ومع انه يستحق ما حدث له إلا انه سعيد بهذه الصفعه التي هزت كيانه رغم قوه الصفعة التي صدرت من كيان أنثوي هش لتجعله يبتسم بشرود كلما تذكر هل وصل به الحال أن يحب الإهانة؟
أم هذه الصفعة لها رأي اخر كأنها تداعبه.. لا يعلم كيف أتته الجرأة على محاوله تقبيلها بسيارته وسط الطريق العام بعد أن رفض نزولها من سيارته وأصر عليها توصيلها للخالة صفا إلا أنه لم يشعر لنفسه إلا وهو ينظر لعينيها الساحرتين ليراقب بعدها شفتيها المتفجرتين ليفقد السيطرة على نفسه ويهجم عليها لتقبيلها بدون وعي كأنه يلبي ندائهما ولم يشعر بمقاومتها له العنيفة في محاوله منها أن تبعده لتضـ.ـر.به ضـ.ـر.به قويه بصدره وتليها صفعه قوية من يدها الصغيرة ليثبت بعدها مذهولًا احظ العينين من تصرفه المخجل.
ليفيق مرة أخرى على صرخها في وجهه بأن ينزلها من سيارته فلم يشعر بنفسه إلا وهو يحرر قفل الباب الموصد دون أن ينبث بكلمة لتفر من جواره هاربة، ليجذب هاتفه المحمول ويقوم بالبحث عن اسمها من القائمة ويضغط علي زر الاتصال.
لينتظر شادي إجابتها يريد أن يستمع لصوتها ويطمئن على حالها.
سمية:
– السلام عليكم.
سادي: ………
سميه:
– الو.. مين معايا؟
شادي يبتلع ريقه بصعوبة ويجيب:
– سميه.. أنا اسف.
لتجحظ عينيها وتتسارع أنفاسها وتسرع في غلق هاتفها لترفع أعينها بمرآة بمدخل شقه الحاجة صفا لتجد احمرار شـ.ـديد بأعينها نتيجة البكاء المستمر بسبب ما حدث.
↚
ينظر إلى الأوراق أمامه لا يفقه منها شيء، كأن الكلمـ.ـا.ت والسطور مُحيت من الأوراق وتركت الصفحات بيضاء.. يجلس على هذا الوضع من أربع ساعات لا يستطع التركيز.. فالمشهد المخجل يتكرر أمام عينه مرات ومرات ومع أنه يستحق ما حدث له إلا أنه سعيد بهذه الصفعة التي هزت كيانه رغم قوة الصفعة التي صدرت من كيان أنثوي هش، لتجعله يبتسم بشرود كلما تذكر هل وصل به الحال أن يحب الإهانة؟ أم هذه الصفعة لها رأي آخر كأنها تداعبه.. لا يعلم كيف أتته الجرأة على محاولة تقبيلها بسيارته وسط الطريق العام بعد أن رفض نزولها من سيارته وأصر عليها توصيلها للخالة صفا إلا أنه لم يشعر لنفسه إلا وهو ينظر لعينيها الساحرتين ليراقب بعدها شفتيها المتفجرتين ليفقد السيطرة على نفسه ويهجم عليها لتقبيلها بدون وعي كأنه يلبي ندائهما ولم يشعر بمقاومتها له العنيفة في محاوله منها أن تبعده لتضـ.ـر.به ضـ.ـر.بة قويه بصدره وتليها صفعة قوية من يدها الصغيرة ليثبت بعدها مذهولًا جاحظ العينين من تصرفه المخجل.. ليفيق مرة أخرى على صراخها في وجهه بأن ينزلها من سيارته فلم يشعر بنفسه إلا وهو يحرر قفل الباب الموصد دون أن ينبث بكلمة لتفر من جواره هاربة.
ليجذب هاتفه المحمول ويقوم بالبحث عن اسمها من القائمة ويضغط على زر الاتصال.. لينتظر شادي إجابتها يريد أن يستمع لصوتها ويطمئن على حالها.
سميه:
– السلام عليكم.
شادي: ……
سميه:
– الو.. مين معايا؟!
شادي يبتلع ريقه بصعوبة ويجيب:
– سميه! أنا آسف.
لتجحظ عينيها وتتسارع أنفاسها وتسرع في غلق هاتفها لترفع أعينها بمرأة بمدخل شقة الحاجة صفا لتجد احمرار شـ.ـديد بأعينها نتيجة البكاء المستمر بسبب ما حدث.
………
بعد أن علمت من يامن حاله غزل مع إصراره على عدm إبلاغ أي شخص آخر، شعرت بالبرودة تسري بجــــســ ـدها وخــــوف عليها لا تعلم متي شعرت بمشاعر الإخوة معاها كانت دائمًا ناقمة عليها وتنكر اخوتيها لها ولكن تبدل بها الحال بعد ما حدث بينها وبين يوسف وعلمت وقتها انها كانت مخدوعة به وبمظهره ولكن الحق يقال فهو له الفضل الكبير لتغيرها للأفضل.
تسير في أروقه المستشفى تبحث عن حجرتها لقد أبلغها يامن برقمها.. لتجدها فلم تتمالك نفسها إلا وهي مندفعة داخل الحجرة بدون الطرق على الباب لتقف مذهولة من المشهد فيوسف يقف بجوار السرير منحنيًا فوق غزل التي لم يظهر ملامحها من كثره الكدmـ.ـا.ت يقبلها بشغف.. لتدقق النظر وتكتشف ثبات غزل وعدm استيعابها لما يحدث حولها.. ليبتعد يوسف عن وجهه غزل دون أن يستقيم أو يترك وجهها الساكن بين يديه ويرسل لها نظرات غاضبة تظهر منها الكره ليقول:
– انتِ إيه اللي جابك هنا؟ وإزاي تدخلي من غير إذن.. لتتـ.ـو.تر تقى وتتلعثم:
– أنا.. أنا جيت أشوف غزل.. أنا اسفه كنت فاكراها لوحدها.
يلوي يوسف فمه بابتسامه استهزاء ويريح رأس غزل على الوسادة ليستقيم ويقترب منها بهدوء ليقول بجفاء:
– وانتِ بقى جاية تطمني عليها فعلًا ولا تشمتي فيها؟
تقى ببكاء تحاول السيطرة عليه:
– أنا أشمت فيها؟ إزاي تقول كده! أنا والله جاية اطمن عليها لما يامن لقاني قلقانه انها مش بترد عليا قالي اللي حصل.. وجيت على طول.
يوسف بعدm اقتناع:
– وكمان عرفتي اللي حصل؟ لتخجل تقى من تلميح يوسف فتنظر لقدmها بصمت.. لتفزع من صوته الجمهوري يقول:
– بصيلي هنا.. ومتمثليش عليا دور الملاك اللي بجناحات عشان أنا فاهمك كويس.. وأحب أعرفك إنك أنتِ كنتي سبب من الأسباب اللي خليتني عملت فيها كده.
ليمسك ذراعها بقوة ويدفعها خارج الحجرة ويغلق بابها وهو يضغط على ذراعها ليقول:
– مش أنتِ اللي فضلتي تلعبي في ودني وتزني وتقولي عليها بتحب تلم الرجـ.ـا.لة حوليها وكلام تاني كتير لحد ما صدقت فعلًا إنها ممكن تبقى مع أي حد.. ليهزها بقوة ويصـ.ـر.خ:
– ها ردي؟!
تقى ببعض الشجاعة:
– ونفترض إني قولتلك كدة، إيه اللي خلاك تجوزها وانت متأكد انها مش بريئة؟ ولما أنت مصدقني كنت فرحان ليه بجوازك منها؟ ولما أنت مصدقني وكنت عارف انها مش كويسة اتصـ.ـد.مت ليه لما اكتشفت انها مش.. مش..
ليصـ.ـر.خ يوسف:
– إخرسي، إياكي تجيبي سيرتها على لسانك فاهمة؟ أنا لولا إن أخويا عايزك ومصمم عليكي كنت بعدتك عنه.
تقى ببكاء وانهيار:
– حـ.ـر.ام عليك يا اخي حـ.ـر.ام عليك.. عمال تتهمني من الصبح وانا ساكته بس أنت عارف يا يوسف.. انت، هدmت الصورة الحلوة اللي كنت رسمهالك، انت عايز تلوم أي حد غيرك على أخطائك، عمال بتتهمني إني السبب.. بس سايب نفسك انت مش قادر تواجهها.
ليضغط على ذراعها بقوة جعلتها تصدر آنه ضعيفة ليقطع المشهد صوت يامن المذهول الحامل لكوبين من القهوة:
– إيه اللي بيحصل؟ أنت ماسكها كده ليه! فيتركها يوسف وينظر لهما ليتركهما وينصرف لدورة المياه في آخر الممر.
ليقول يامن:
– في إيه يا تقى؟ يوسف كان ماسكك كده ليه؟ وكان بيزعق.
تقى بضعف:
– مفيش يا يامن، هو أعصابه تعبانة وزعق لإن عملت دوشه وكنت هصحي غزل.. يامن بعدm اقتناع:
– بس كده؟ لتهز رأسها بنعم لينظر لها ويفكر فيما تخفيه عنه تقى.
………….
في كافيتريا الشركة أثناء فترة الراحة.
ينظر لها بترقب منتظر إجابتها على اقتراحه الذي يريح جميع الأطراف ليقول مشجعًا:
– ها ياسوزان رايك إيه؟
فتفرك أصابع يدها بتـ.ـو.تر وتقول:
– يا محمد أنا كان نفسي يكون ليا شقه خاصة بيا أفرشها وأوضبها على مزاجي، وحاسة مش هبقى براحتي لو وافقت إن اسكن معاك في نفس شقه مامتك.
محمد بتشجيع:
– إيه بس اللي قلقك؟ الحاجة راويه وانتِ عارفاها بتحبك زي تقى وغزل والكلام ده مؤقتًا لحد الساكن ما يطلع.
سوزان بغـــضــــب:
– ده مكنش كلامك يا محمد.. انت قولتلي انك هتاخد شقه من العمارة وهتفرشها.
محمد:
– ياحبيبتي أنا فعلًا قولت كده على أساس إن الراجـ.ـل اللي مأجر راجـ.ـل مسن، وكان هيسافر لابنه ويسيب الشقه، لكن بعد كده أجل سفره.. مش معقول هطرد راجـ.ـل كبير من الشقة ربنا حتى مش هيبـ.ـاركلي.
سوزان بحـ.ـز.ن:
– طيب أنا ذنبي إيه ها؟
محمد:
– أنا عارف إنك طيبة ومايهونش عليكي راجـ.ـل كبير يتبهدل هو مأجل سفره، نتجوز وبعد ما يسافر نوضب الشقة.. ها إيه رايك؟
سوزان بطاعة:
– خلاص.. موافقه.
محمد:
– يا الله اخيرًا وافقتي.. أيوه كده خلينا نتلم بقى ونحط زيتنا على سمنتنا.. لتصحح له:
– على دقيقنا علي فكره مش سمنتنا.
ليضحك محمد ويقول:
– عمومًا كله هدفه.. واحد إننا مع بعض.
تشعر بالاختناق من كثره البكاء كادت الصدmة أن تصيبها بأزمة قلبيه إلا انها هدأت قليلًا بعد أن تأكدت للمرة الرابعة بعدm حدوثه، كادت الصدmة أن توقف قلبها عنـ.ـد.ما قامت بالاختبـ.ـار الأول وظهر لها الاختبـ.ـار إيجابيًا لتسرع في شراء ثلاث اختبـ.ـارات، لتقوم من التأكد من هذه الكارثة لتنتبه إلى صوته من خلف باب دوره المياه يناديها بلهفه وخــــوف:
– ملك.. ملك.. أخرجي وطمنيني، مش هينفع اللي بتعمليه فيا ده.. افتحي أنا أعصابي تعبت.
ليفتح الباب وتطل من خلفه منكسة الرأس فتزداد ضـ.ـر.بات قلبه خــــوفًا مما ستخرجه من فمها من كوارث، فيبتلع ريقه بصعوبته ويقول بصوت مهزوز:
– طمينيني.. في حاجة؟
لينتظر.. وينتظر إجابتها.. لم يمر ثواني قليلة شعر فيهم بأنهم سنوات عقيمه فيرى شفتاها تتحرك بصعوبة وتخرج بعض الكلمـ.ـا.ت الغير مسموعة له.. ليقول لها:
– إيه.. مش سامعك.
فتحرك رأسها بالنفي وتقول:
– مافيش.. الحمد لله، التحليل سلبي.
ليزفر بقوة ويقول:
– الحمد لله.. أنا كنت همـ.ـو.ت من القلق.. مش عارف لو المصـ يـ بـةدي حصلت كنّا عملنا إيه؟ ملك بتأثر:
– الحمد لله.
ليلاحظ جاسر عبوسها ليتسأل:
– مالك ياملك زعلانه ليه؟
ملك بحـ.ـز.ن:
– اصل شكلك فرحان أوي اني مطلعتش حامل، شكلك مش عايز ولاد مني.
جاسر:
– إيه الكلام ده ياملك؟ طبعًا نفسي بس الوضع دلوقت ماينفعش.. اروح أقول لأخوكي ايه انا طالب أيد مراتي اللي هي حامل في ابني؟
ملك بعصبيه:
– بقولك إيه يا جاسر.. أنا كنت همـ.ـو.ت من الرعـ.ـب من فكرة إن أكون حامل.. أنا مش هقدر أجازف تاني.. شوفلك حل مع يوسف، انا كده بمـ.ـو.ت بالبطيء.
جاسر:
– يعني إيه؟
ملك بصرامه:
– يعني حكاية إن أقابلك تاني لا.. المرة دي ربنا سترها يا عالم هيحصل ايه تاني.
جاسر بخبث:
– هو مش انتِ مأمنه نفسك وبتاخدي الحباية؟ ايه اللي مخــــوفك بقي؟ وكمان اللي أنتِ بتطلبيه صعب.. إزاي هقدر استحمل أبعد عنك؟
ليقترب إليها ويضمها إلى صدره بحنان بالغ ويقبل جانب عنقها فجعلها ترفع ذراعيها لتحيط بعنقه وتقول:
– وانا كمان مش هقدر أبعد عنك ياجاسر مش هقدر.
………
شعور غريب.. بل الأصح شعور جديد من الغربة.. دائمًا هي بغربة.. لقد تربت ونشأت بكنف أناس غير والديها فكانت أول غربة …لتزداد غربتها مع انقطاعها عن التواصل بما حولها لتتسع دائرة غربتها.. ورغم ذلك كانت متأقلمة مع غربتها لشعورها بنسمـ.ـا.ت الحب والأمان من حولها لتتناسى غربتها وتشعر أنها على شاطئ الأمان أما الآن، إنها تفيق من استسلامها على امواج شنعاء تسحبها إلى أعماقه مرة اخرى لتشعر بغربتها التي تزداد اتساعًا وترتفع الرايات السوداء لتترك ما اعتادته وتعاشر أناس آخرين غرباء عنها.. ولكنهم أقربهم دmًا، فتحاول مرة ثانية للتعايش مع غربتها والحد من اتساعها فتغص في محاولة منها للاستلام من جديد، وفِي لحظه تغافل منها سلمت مقاليد حياتها لمن لا يستحق، فتظل حبيسة له بعد أسرها فهل من فرار؟
مستلقية فوق فرشها الغريب عليها لا تعلم كم مر من الوقت على إفاقتها لتصدm انها ليست بغرفة المشفى ولا على فراشها التي اعتادته عدة أيّام قليلة، تجهل كيف أتت إلى هذه الغرفة إلا بعد سماع صوت يتحدث بهاتفه خارج غرفتها ليتضح صوته
وأثناء ذلك تشعر بتحرك مقبض الباب ليدخل وهاتفه على أذنه إلا أنها استرعت بالهروب من مواجهته واصطنعت النوم.. لتقنع حالها أنها ليست بخائفة منه بل هي تحتاج فترة قليلة لتستعيد قوتها مرة أخرى، وتستطيع حينها ترتيب قراراتها بكل حرية.. قرارتها التي من المؤكد بعدها ستقام معركة حامية لتنتصر بها وتستطيع الإبتعاد عنه بعدها وسيكون قرارا لا رجعة فيه.
لتشعر بخرجه مرة أخرى وإغلاق الباب خلفه فتفتح أعينها وترفرف بـ.ـارتياح لابتعاده.
………
بعد خروجه من حجرتها والاطمئنان عليها وهو مستمر في الاستماع لتوبيخ أخيه المتواصل له واتهامه بهمجيته واختطافه.. ليزفر بقوة مع الضغط على أسنانه ليقول:
– بقولك إيه مافيش زوج بيخـ.ـطـ.ـف مـ.ـر.اته، وانا حر يا أخي اخرجها من المستشفى في الوقت اللي أنا أحدده.. أنا مش هاخد الأذن منك.
يامن بغـــضــــب مستعر:
– انت اكيد اتجننت، واقسم بالله يا يوسف لو غزل حصلها حاجة لاتصل بعمك وأبلغه باللي حصل.. ويستحسن تعرفني انت فين!
يوسف ببعض الهدوء:
– اعمل اللي تعمله.. ما أنت خلاص مش همك مصلحتي.. انت مش بتفهم بقولك أخدتها عشان اصلح اللي حصل.. عايزني بقى أخدها الفندق عشان تفتكر اللي حصل ولا ارجع الفيلا واقطع شهر العسل وما اسلمش من أسأله ملك ولا أعرف انفرد بيها؟ انا كل اللي عملته عشان مصلحتنا احنا الاتنين.. فهمت ولا أقول تاني؟
ليصمت يامن ليفكر بأمر أخيه ويزن حديثه ليقول:
– طيب هتغيب قد إيه؟
يوسف:
– مالكش فيه بقي..
يامن بهدوء:
– يوسف.. لازم غزل تعرف أنا ضميري بيأنبني إن احنا خدعناها.. ولازم تقولها.
يوسف:
– مش وقته يا يامن. أوعدك إن الأمور لما تستقر أبلغها.. فاهمني؟
يامن:
– ربنا يقدm اللي فيه الخير.. بس مـ.ـا.تقفلش موبيلك عشان أعرف اطمن عليكم وأعقل كده.. ها اصل انا عارفك متهور،
ليبتسم يوسف علي حديثه ويجيبه:
– مـ.ـا.تقلقش بس ادعيلي.. مع السلامة.
لينهي المكالمة وينظر لباب غرفتها بشرود ليقول بنفسه:
– وبعدين معاكي ياغزل.. هتفضلي تمثلي إنك نايمة كده كتير؟
ليترك غرفتها ويتجه إلى المطبخ ليحاول إعداد لها وجبة ساخنة لها ليقف وسط المطبخ ليدري ماذا يفعل؟ فهو يجهل كيفية إعداد البيض المسلوق.. كيف سيعد لها الطعام؟ حتي لو حاول الاتصال بأي مطعم لن يصل إليه.. فيعتبر هذا الشاليه بعيدًا عن العمران والنَّاس ولا يوجد بجواره إلا عدد قليل جدًا من الشاليهات المهجورة في ذلك الوقت، لتقف فكرة بعقله حلًا لهذه المعضلة.
يخرج هاتفه من جيب سرواله ليقوم بالبحث عن وصفة لإعداد حساء ساخن لها حتى وصل إلى هدفه.. ليستعد كأنه شيف بمطبخه ويفك أزرار قميص ذراعيه ويشمره حتى يتحرك بأريحيه.
بعد الانتهاء من إعداد الحساء الساخن بنجاح نظر من حوله لما حدث بطبخه فيشمئز مما لحق به ليقول:
– هو إيه اللي حصل في المطبخ! كل ده عشان حبة شربة خضار.. الستات برده بيتعبوا، انا كده لازم أبعت لهناء في اسرع وقت.
……….
يطرق الباب رغم علمه أنها لن تجيبه ولكنه يحاول أن يترك لها بعض الخصوصية ويظهر لها تغيره ليدخل بعد الطرقة الثالثة ويدفع الباب بهدوء ليتفاجأ بها جالسه نصف جلسه على فراشها لم تلتفت إليه عند دخوله ألــمه بشـ.ـدة مظهر وجهها المكدوم ليشعر بألــم شـ.ـديد بقلبه.. كيف طاوعته نفسه أن يفعل بها هذا ويـ.ـؤ.لمها هذا الألــم بدون تبين الحقيقة.. ليجلي صوته ويقول بمداعبة عكس ما يشعر به:
– صباح الخير.. كويس إنك صحيتي.
ليسند الحساء على طاولة جانبيه ويقوم بالجلوس بجوارها ليواجهها ويترك لنفسه لفرصة تأملها فيلاحظ إصرارها على الصمت.. حتى النظر إليه تبخل به عليه.. فيهمس لها:
– غزل!
ويحاول مسك كف يدها إلا أنه شعر بتشنج جــــســ ـدها عند ملامستها وببروده أطرافها ليقول:
– أنتِ ايديك ساقعة أوي.. أنتِ بردانه؟ أكيد عشان ما أكلتيش.. أنا عملتلك شوربة خضار إنما ايه.. هتاكلي صوابعك وراها.
ليطول الصمت بينهم إلا من أصوات امواج البحر بالخارج.. كان يعلم انها لن تجيبه ليتحرك حتى يجلب من جوارها الحساء فيوقفه صوتها المبحوح المتألــم:
– مش عاوزه..
لم يبالي بحديثها فما يهمه انها تحدثت ولم تلتزم الصمت.. ليقترب إليها وبيده الصحن ويجلس عن قرب منها ليقول:
– لازم تاكلي..لان في علاج لازم تاخديه.. وماينفعش تفضلي من غير أكل.
غزل بتحدي:
– مش عايزه منك حاجة.. وياريت تسيبني في حالي.
يوسف:
– حالي وحالك واحد، مش هينفع اسيبك.
غزل:
– انت فاهم أنك لما تعمل اللي بتعملوا هسكت عن اللي عملته؟ انت بتحلم.
فتتحرك من فراشها لتقف أمام شرفتها وتقول:
– إحنا مبقاش ينفع نكمل مع بعض.. فيستحسن كل واحد يروح لحالة بهدوء وبدون شوشرة.
حديثها لم يكن بجديد عليه فهو كان متوقعًا أكثر من ذلك.. يقترب منها بهدوء حتى يقف خلفها مباشرة ليقول:
– ولو مسبتكيش إيه اللي هيحصل؟
غزل بغـــضــــب:
– هو بالعافـ.ـية؟!
يوسف سريعًا:
– آه بالعافـ.ـية.
غزل بغـــضــــب متزايد:
– ايه هتحبسني وتخليني أعيش معاك بالغـ.ـصـ.ـب؟
يوسف بخبث:
– لو حكمت إني اخليكي بالغـ.ـصـ.ـب هعملها يا غزل.
فتدفعه بيديها من صدره فيسقط الحساء على قميصه فيشعر باحتراق صدره من سخونته ولكن احتراق قلبه أكبر.
لتشير له بسبابتها:
– وأنا مش قاعده معاك يا يوسف ولو حكمت هرب منك.. أنا يستحيل أوافق استمر معاك بعد اللي عملته.
يوسف بســـخريـــة مزيفة:
– وهتهربي مني إزاي بقى ها.. مش اللي عايزه تهرب تكون قادرة على كده.
غزل:
– يعني إيه؟ هتربطني ولا يمكن هتقفل عليا!
يوسف:
– ولا ده ولا ده.. لأن الحكاية بسيطة جدًا، اللي عايزه تهرب من جوزها لازم تكون قادرة صحيًا عشان تقدر تهرب، ولا إيه؟ أما بالنسبة لوحده زيك مش قادره حتى تقف على رجليها هربطها ليه!
كان يقصد استفزازها والضغط عليها حتى لاحظ تأثرها بحديثه.
حاول السيطرة على ابتسامته ليظهر وجهه جادًا لها.. ويكمل بثقه:
– أيوه كده.. خليكي عاقله وفكري كويس، لو عايزه تهربي يبقي لازم وقتها تكوني قادرة.. واوعدك إنك لو قدرتي تقومي وتخرجي من الشاليه مش همنعك.
ليتحرك مارًا بها وقبل خروجه من الباب إلتفت لها يقول:
– أنا رايح اجيبلك شوربة بدل اللي وقعت عليا.
تقف غزل مصدومة من حديثه لا تعلم ما يقصده هل بالفعل سيسمح لها بالهروب منه وتركه لو حاولت؟ أم يخدعها.
ولكن الشيء الوحيد الصادق بحديثه حالتها الجــــســ ـدية، التي لا تسمح لها بمقاومته أو الدفاع عن نفسها أمامه.
…………
ظل أكثر من ساعه بسيارته يحاول ترتيب كلمـ.ـا.ته التي يعدها منذ ما حدث سيعتذر نعم سيعتذر ولكن هل بعد اعتذاره ستقبله؟ لا يعلم ما الفارق بالنسبة له سواء قبلته أو لم تقبله كان خطأً عابرًا يحدث للكثيرين ولن نقيم له قضية ترفع للمحاكم العليا ليحكم عليه بالسـ.ـجـ.ـن المؤبد أو الإعدام. ليشجع نفسه للتوجه لها لعله يمحو هذا الخطأ.
يقف منتظرًا فتح باب الشقة بعد ان دق جرسه يضغط بكفه على باقة الورد بتـ.ـو.تر، ليفتح الباب وتظهر من خلفه من سلبت عقله وشاغلة تفكيره من عدة دقائق.. فيظهر على وجهها الصدmة وترفع يدها على حجابها لتتأكد من اعتداله ليقول شادي منهيًا هذا التـ.ـو.تر:
– صباح الخير.
لتجيبه:
– صباح الخير..
– مين ياسمية؟!
قالتها الخالة صفا من الداخل فتجيبها بصوت عالي:
– ده الاستاذ شادي..
وتبتعد عن مدخل الباب وتقول:
– اتفضل في الصالون..
ليمر بحوارها ويهمس لها:
– انا علي فكره البشمهندس شادي.. واخده بالك انتِ، باشمهندس مش استاذ.. بس هي طلعه منك زي العسل، وأعزب وبدور على عروسه، معندكيش ينوبك ثواب؟
لتقول بحده:
– أنا لو عندي ميرضنيش ارميها الرمية دي.
شادي وسط ضحكاته:
– اتفضلي الورد..
لتنظر للباقة وتقوم بجذبها منه بشـ.ـدة لتقول بين أسنانها:
– اتفضل ادخل.
لتخرج صفا مستنده على عكازها لتقول:
– اهلًا وسهلا يابني.. أنت لسه واقف.
ليبتسم شادي يقول:
– أعمل إيه بقى.. سمية مذنباني ومش عايزاني ادخل، وأنا بقولها رجلي وو.جـ.ـعتني
لتهمس سميه بغـ.ـيظ:
– اللهي يتو.جـ.ـع بطنك.
صفا:
– اتفضل يابني انت مش غريب.
ليمر شادي من جوار سمية ويهمس لها:
– سمعتك على فكرة، ومش مسامحك.
فتتجه سمية للمطبخ لإعداد القهوة له وتقدmها مع ظهور ابتسامه صفراء على وجهها، ومع أول رشفه له كاد أن يبصقها بوجه صفا إلا انه فضل ابتلاعها ليقول في نفسه:
– إن كيدهن عظيم.
ليلاحظ نظراتها المتحدية له تتحداه ان ينطق أو يشتكي لصفا.. مع مرور الوقت والسؤال عن صحة صفا استأذنته لصلاة المغرب ليجد نفسه يقوم بالاتصال بهاتفها لتجيبه بتذمر:
– نعم.. عاوز ايه؟
شادي:
– مايه عايز مايه.
سمية:
– عندك على الصنية.
شادي بتحدي أكبر:
– دي بـ.ـارده.. أقصد سخنة.. وأنا عايز مايه بـ.ـاردة أوي.
لتغلق الهاتف بوجهه بعد تذمرها.. فتدخل عليه حامله كوب المياة وتضعه بقوة أمامه ليتساقط منه بضع قطرات على الطاولة لتقول:
– اتفضل.. أي خدmة تانية؟
شادي:
– آه.. عايزك تشربي من الكباية.. لا تكوني حاطه حاجة مش كفايه الملح اللي في القهوة.. لتجذب الكوب وترتشف منه رشفة وتقوم بتقديمه له فيتناوله ويضعه مكانه على الطاولة ويقول لها بجدية:
– اقعدي.. عايز اتكلم معاكي.
ولكنها تصر على عنادها ولا تتحرك من مكانها.. ولكنها تخضع لطلبة بعد ترجيه للمرة الثانية، لتجلس على أريكه بعيده عنه ليقول:
– أنا.. أنا اسف جدًا على اللي حصل بينا.. صدقيني فعلًا أنا بعتذرلك واوعدك ان ده مش هيتكرر تاني.. انا مش وحش زي ما أنتِ فاهمه.
لتخجل من حديثه وتقول:
– خلاص ما حصلش حاجة.. عن إذنك.
لتودعها أعينه التي تقييمها بإعجاب.
……………
بعد انتهائها من إعداد عدة وجبات للخاله صفا تكفيها ليومين بسبب عدm استطاعتها المرور عليها لفتره بسبب الجامعة، لتدخل حجرتها بإرهاق متملك من كل ذره من جــــســ ـدها لتحرر شعرها من حجابه وتلقي به علي فراشها بإهمال.. لينسدل على وجهها خصلات شعرها الناعم الأسود الحالك الذي يشبه شعر الخيل كما يوصفه والدها، وتجلس بإرهاق لتدلك قدmها اليمني التي آلمتها بشـ.ـدة بسبب كثره وقوفها رغم تحذير الطبيب الخاص بها من ذلك حتى لا تؤثر على عمليتها.. ليقطع تفكيرها صوت جرس الباب لتزفر بشـ.ـده وتقول:
– اليوم ده مش عايز يخلص بقى.
تتجه لفتح باب الشقة بعد ارتداء حجابها.. لتتفاجأ به يقف وعلى وجهه ابتسامه بـ.ـارده وبيده باقة من الزهور الحمراء، أكبر بل أكبر بكثير من باقة الصباح.. لتقول:
– أنت إيه اللي جابك هنا؟ أنت اتجننت!
شادي:
– دي مقابله تقابلي بيها ضيوفك؟ وكمان دي مش أول مرة أجي هنا.. ولا نسيتي؟
سمية بتعجب:
– ضيوفي؟ والله الضيوف لازم يستأذنوا قبل ما يجوا.
ليقطع حديثهم رضا:
– أهلاً يابني.. اتفضل ادخل أنت لما كلمتني مستنيك من وقتها.
فتتنحى جانبًا حتى يمر شادي وهي بفم مفتوح ليهمس لها:
– الورد ده عشانك.
لتجذبه بقوه فيتساقط اوراقه وتقول بين أسنانها:
– هات.. وخلي الليلة تعدي على خير.
لتهمس في نفسها:
– لابسلي بدله وماسك ورد فاكر نفسك جاي تتجوز.. ناقص تجيب شكولاتة كمان.
ليلتفت لها شادي بسرعة:
– تصدقي نسيت الشكولاتة في العربية؟ ثواني أجيبها وارجع.
لتجيبه بين أسنانها وقد فاض بها الكيل:
– اتنيل ادخل لو سمحت.
شادي:
– حاضر.. هتنيل.
لتذهب بعد دخوله إلى المطبخ لتعد فنجانين من القهوة.. وبعد لحظات كانت تقوم بتقديمها لشادي لتنتبه لحديث والدها من خلفها يقول:
– والله يابني أنا يشرفني نسبك.. والعروسة أهي ناخد رأيها.
فتدور الكلمـ.ـا.ت بذهنها أي نسب يقصد؟ وأي عروس! هل يوجد أحد غيرها بالمكان؟! لتتسع أعينها من الصدmة وتهتز الصنيه بيدها لتسقط على بنطال شادي فيقفز من مكانه ذاهلاً ينظر لها وهي تضع يدها على فمها بذهول.. ليقول رضا:
– إيه اللي انتِ عملتيه ده بس يابـ.ـنتي.. أنا اسف يابني تعالي في الحمام نضف بنطلونك..
لتفر هاربة من أمامه.
…………
يجلس مرة أخرى على أريكه أخرى بعد أن حاول تنظيف ما يستطيع تنظيفه، ليراها تدخل بتهذيب بقهوة جديده ولكن هذه المرة قامت بوضعها أمامه.
وتقول بتهذيب غير معتاد عليها:
– اتفضل.. وتتحرك لتجلس بأريكه مقابله له ليقطع صمتهم صوت رضا يقول:
– – ها ياسمية ايه رايك في طلب البشمهندس؟
ليظهر تـ.ـو.ترها جليًا عليها مع محاولتها الهروب من نظرات شادي المترقبة لتقول بصوت مهزوز:
– والله يا بابا.. حضرتك عارف إن دلوقت الظروف إني مشغولة في آخر سنة في الكلية و.. وكمان مش مستعده لأي ارتباط دلوقت.
ليبهت شادي من رفضها فقد كانت موافقتها أمر مسلم به من وجهه نظره، فيشعر كأن دلو من الماء المثلج سقط عليه ليحاول التكلم ويقول:
– احم أنا.. أنا مش شايف إن ارتباطنا يأثر على دراستك في حاجة.. لو خايفة إن ارتباطنا يأثر ممكن نأجلها لبعد الامتحانات.
لتقطع حديثه وتقول:
– انا بعتذر لحضرتك على رفضي انت إنسان محترم وأي بـ.ـنت تتمناك بس.. بس
ليقول شادي:
– فهمت.. بس مش انتِ البـ.ـنت دي.
لينهض من مكانه حتى يلملم مـ.ـا.تبقي من كرامته المهدورة ويقول:
– اتمنالك التـ.ـو.فيق.. عن اذنكم.
ليخرج تحت أعينها التي حررت دmـ.ـو.عها المحبوسة لتسمع عتاب والدها:
– ليه يابـ.ـنتي كده؟ الشاب كان شاريكي.
سميه بتأثر:
– كده أحسن يا بابا.. أحسن ليه ولينا.
رضا:
– ربنا يكتبلك الخير يابـ.ـنتي اللي ليكي فيه نصيب هيجيلك.
سميه لنفسها:
– يارب يابابا.
↚
تقف أمام نسمـ.ـا.ت البحر وقت الغروب لتشعر بقشعريرة بسيطة من لفحة الهواء البـ.ـارد الذي يصحب هذا الوقت من اليوم، فيداعب الهواء خصلات شعرها العسلي الطويل فيخفي بعض من ملامحها المكدومة.. رغم قوة الهواء البـ.ـاردة إلا أنها كانت مستمتعة بمنظر الغروب وشكل التقاء القرص الذهبي مع المياه الزرقاء لتحتضن نفسها بذراعيها كأنها تستمد من نفسها القوة.. لا تعلم ماذا تفعل؟ وما سيئول له الوضع؟ إنها تعلم شخصيته جيدًا فهو يتصف بالتملك ومن الصعب التحرر منه.. هل سيقبل بأن يطـ.ـلق سراحها؟ إنها تريد أن تعيش حياة هادئة لا تريد شريك بها، هذا ما توصلت له بعد تفكير.. حياتها وحيدة افضل بكثير.
لتنتفض فجأة أثر ملامسه، كفين دافئتين لكتفيها بطريقة غير مباشرة حيث كانتا ممسكتا بغطاء صوفي يلفها به، فتشعر بالدفء الذي كانت تنشـ.ـده منذ بضع ثواني.. ولكن لم يقف المشهد على ذلك.. شعرت بكفه يتحرك على كتفيها صعودًا وهبوطًا ليبث بجــــســ ـدها الدفء وتلفح عنقها أنفاسه الساخنة، ليقول بصوت غريب عليها:
– متعبتيش من الوقفة؟ أنتِ بقالك أكتر من ساعتين واقفة على رجلك؟
فيسمعها تأخذ نفسًا طويلًا قبل أن تقول:
– لا.
ليقول بعد أن الصق ظهرها بصدره:
– طيب يلا عشان متخديش برد.. لإن هدومك خفيفة.
فتحاول محاولة فاشلة من التخلص من يديه.
– سيبني طيب؟ أوف.
ليبتعد عنها فجأة كما اقترب فجأة ليقول:
– أنا داخل.. ودقيقة تكوني جوه.. آه خلي بالك المنطقة هنا مقطوعة يعني ممكن تلاقي تعبان معدي أو ديب.
لترتعب غزل وتقول بخــــوف:
– إيه؟ انت بتقول إيه؟ انت أكيد بتهرج.
يوسف:
– انتِ حره متصدقيش.
غزل بتـ.ـو.تر:
– هو.. هو مفيش ناس ساكنة.. هنا غيرنا؟
ليجيبها بثقه:
– لا فيه طبعًا.. بس مش بني آدmين.
يزداد ارتباكها وتتلفت يمينا ويسارًا وتقول:
– يعني إيه؟ مش بني آدmين.
يوسف بابتسامه يحاول إخفائها:
– يعني في عفريت؟
لتطلق صرخة وتقفز من مكانها وتقول:
– أنت أكيد بتهرج صح؟ عشان تخــــوفني.
إلا أنه لم يجبه ويتحرك من أمامه باتجاه الشاليه وتعلو وعلى وجهه ابتسامة مرح، ليجدها تجري أمامه خــــوفًا لباب الشاليه لتدخله سريعًا
………..
يدخل وعينيه تبحث عنها ليجدها جالسه على الأريكة وتهز أرجلها بتـ.ـو.تر بالغ وعنـ.ـد.ما شعرت به اندفعت تقول:
– بقولك ايه.. أنا عايزه أمشي من هنا مش هقعد في المكان ده ليله تانيه.
يوسف بنصف ابتسامه:
– ومين بقي اللي قرر ده؟
غزل بعصبيه:
– يوسف! خلينا نكون واضحين مع بعض.. اللي انت بتعمله ده مش هيجيب نتيجة معايا.. أرجوك ننفصل بهدوء.. لان مش هينفع مستمر مع بعض بعد اللي حصل.
ليصمت للحظات كأنه يرتب كلمـ.ـا.ته ويقول بصوت متألــم هادئ:
– خلينا ننسى اللي حصل ما بينا انا عارف ان اللي عملته معاكي شيء لا يغتفر بس صدقيني مش هقدر ابعد عنك، شوفي ايه الطريقة اللي تاخدي بيها حقك مني وعقبيني.. بس إلا إننا نسيب بعض.. انا عارف انك دلوقت بتكرهيني بس صدقيني أنا حتى لما… لما…
ليغمض عينيه بقوة ليستمد بعض القوة ويكمل:
– خلينا نبذا صفحة جديدة.. وصدقيني مش هتنـ.ـد.مي.. وأنا كفيل انسيكي اللي صدر مني.. ارجوكي ياغزل.
غزل بإصرار:
– أنا اسفه.. مش هقدر.. اللي عملته عمره ما هيتنسي يايوسف.. عارف ليه ؟! انت كـ.ـسرت فرحتي اللي كنت مستنياها.. أنت مش كـ.ـسرتني بس.. أنت د.بـ.ـحتني بسكينه لما اتهمتني الاتهام ده.. أنت حتى ما ادتنيش فرصة أدافع عن نفسي.. وضـ.ـر.بتني! عارف يعني ايه ضـ.ـر.بتني وضـ.ـر.ب مبرح كنت ممكن أمـ.ـو.ت فيها.
يوسف برجاء:
– ارجوكي بلاش تتكلمي في اللي حصل.
لتضحك بسخريه وتقول:
– ارجوكي! وأنت كنت فين وأنا بترجاك تسمعني؟ وانا بترجاك تسيبني ..وانا بترجاك تفهمني انا غلط في ايه.. للاسف يا يوسف اللي حصل عمره ما يتصلح.
يوسف بصوت مهزوز:
– انا مش هضغط عليكي.. لو حبه تنفصلي بس عندي طلب لازم توافقي عليه عشان مصلحتك اولًا.
لتتساءل عن الطلب فيجيبها:
– عشان ننفصل لازم نفضل كده قبل الانفصال لان أكيد الكل هيسأل عن السبب ومش الطبيعي إننا نطلق بعد اسبوع من الجواز علي الأقل ندي انطباع للناس اننا في خلاف مآبينا وبعد كده ننفصل.
غزل:
– موافقة.. بس بشرط.
يوسف :
– ايه هو؟!
– طول ما احنا مع بعض كل واحد مالوش دعوة بالتاني هنتعامل زي الاصحاب وكل واحد في حاله.
يوسف:
– موافق.
غزل:
– في شرط تاني.. أنا هرجع بكره.
يوسف:
– لا مش موافق..
غزل بتحدي:
– ليه بقي؟
يوسف:
– بذمتك هتنزلي بوشك ده إزاي؟ ولما يسألوكي إيه اللي في وشك ده هتقولي إيه حساسيه فراولة؟
لتشرد غزل في كلمه فراولة لتتذكر كلمـ.ـا.ته يوم الزفاف ومداعبته لها.. ليظهر على وجهها التأثر، ويلاحظ يوسف شرودها وتغير ملامحها مع علمه سبب شرودها.
ليداعبها ويقول:
– إيـه؟ نحن هنا.
غزل:
– معاك.. خلاص فهمت ..يعني المطلوب نفضل هنا لحد ما وشي يخف، تمام تصبح علي خير.
فتتركه لتتجه إلى غرفتها ليناديها يقول:
– هتنامي دلوقت؟ لسه بدري! احنا مش اتفقنا اننا نكون اصحاب.
غزل بحاجب مرفوع:
– واتفقنا كل واحد في حاله برده، خليك في حالك.. وشوفلك حته تنام فيها.
ليقول في نفسه:
– ماشي ياغزل.. ادلعي براحتك وعقبيني بس برده مش هطلقك.
……..
يدخل حجرتها والغـ.ـيظ يملأه في المقابل هي تهنأ بنوم عميق كالأطفال ولا تشعر بأجيج نــــاره المشتعلة منذ ان تركته وهي تغوص بأحلامها الوردية وقد جفاه النوم لا يعلم لما لا يوقظها بضـ.ـر.بة على رأسها لعلها تفقد ذاكرتها ويستريح من تصلب رأسها لا يعلم هل برودها الذي يجعلها تهنأ بنومها ام المسكنات التي تمت تناولها كالبلهاء ليراقبها اثناء نومها ويلاحظ انفراج فمها كطفلة في الخامسة من عمرها مع تذمرها بسبب سقوط خصلات شعرها على جبينها فتحاول إزاحتها ولكن محاولاتها تبوء بالفشل ليبتسم على افعالها الطفولية فتقفز فكرة شيطانيه بعقله لتتسع ابتسامته ويقترب منها ويقوم بكشف الغطاء عن قدmيها الصغيرتين ليتساءل ترى هل تجد ما يناسبها من الأحذية يكاد يجزم انها لا تجده إلا بقسم الأطفال أو يمكن الرضع.. كل شي جايز حدوثه بالنسبة لها.
فيبحث عن شي ضروري ولكن كيف سيجده.. هيأ له انه لمحه اثناء ترتيب ملابسها الخاصة بها بعد إحضارها من الفندق، ليبتسم عنـ.ـد.ما تذكر قمصان نومها الذي كان من المفترض ان تلبسهم له كأي اثني عبقريه ذاهبه لشهر عسلها.. ليفاجأ وسط ملابسها بقميص من المؤكد انه عفا عنه الزمان قميص بالون الأزرق مملوء بالريش ليضحك كلما تخيلها مرتديه هذا الريش فلم ينقصها إلا عشه دواجن وتصيح كالديوك.. ليتجه إلى خزانتها ويبحث عن هدفه إلا أنه يجده لتلمع أعينه بمكر ويقوم بنزع ريشتان منه بقوه ويرفعهم امام أعينه ليقيمهما.
يقرب من قدmيها الريشة ليداعب بها قدmيها لعلها تستيقظ من ثباتها فيلاحظ تذمرها كلما قربه من قدmيها.. فيلقي بما في يده ويقترب من أذنها ليصـ.ـر.خ بطريقها جعلها تنتفض ويصدm وجهها بوجه:
– غـــــزل!
لتصطدm بوجهه وتصرخ متألــمه:
– اااااه.. في إيه؟!
لتفتح أعينها وهو ممسك بأنفه متألــم يقول:
– هو انتِ رأسك راس بني أدmه ولا راس ثيران؟
ليراها تدلك رأسها متألــمة وتقول:
– انا بردوا اللي راس ثيران.. انت جبتلي ارتجاج، وكمان في واحد محترم يصحي حد بالشكل ده؟ انت خليتني اقطع الخلف.. مش هخلف.
ليظهر الضيق على وجهه من كلامها الاخير ويحاول تبديل ملامحه للمرح ويقول:
– اعملك ايه.. سيباني لوحدي بقالك تلت ساعات نايمة وأنا زهقت..
غزل:
– والمطلوب.. اقوم اسليك ولا ارقصلك؟
يوسف بهيام:
– ياريت..
لتدفعه بكتفه:
– اخرج يا يوسف لو سمحت وسيبني انام.. فيراقبها وهي تغطي رأسها بالغطاء.
يخرج يوسف مندفعًا بغـ.ـيظ من الحجرة ويعود بعد بضع لحظات، كانت كفيلة لتغوص بنومها مرة أخرى، ليقترب منها ويقوم بسكب قارورة المياه الممسك بها فوق رأسها.. لتشهق مذعورة وتقول:
– أنت متـ.ـخـ.ـلف.. ايه اللي عملته ده؟ ليقول بجديه:
– انتِ مش ملاحظه ان لسانك طول وعايز قطعه؟ لمي لسانك عشان مقطعهوش!
غزل بغـــضــــب:
– في واحد عاقل يعمل كده؟ عايزني اقولك ايه وانا اتبليت.. بسببك.
يوسف بتحدي:
– ولا أي حاجة.. نقوم نعمل كده؟
فيقترب منها فجأة ويحملها على ظهره كالشوال.. رأسها لأسفل ويتجه بها إلى الحمام ويقوم بوضعها تحت المياه البـ.ـاردة بملابسها مع محاولاتها بالتحرر منه.. ليقول:
– إيه رايك بقى في البلل ده؟
لتصرخ بوجهه:
– منك لله يايوسف يشافعني منك لله.. كان يوم منيل يوم ما شوفتك.
لتصدح ضحكته ويقول:
– بالعكس كان يوم جميل ومليان شمس.. عمري ما هنساه.
……………….
تجلس منكمشة بغطائها بعد أن قام يأخذ حمام دافئ وارتدائها ملابس تساعدها علي التدفئة تجلس ضامه أرجلها الي صدرها حتي يبث في جــــســ ـدها الدفء امام التلفاز.. فالجو بـ.ـارد جدا خلال المساء…لتلاحظه مقبل عليها وهو حامل بيده كوبًا يتصاعد منه الأبخرة فتضيق أعينها تحاول استنتاج نوع المشروب، فيجلس أمامها على الطاولة الزجاجية ذات الشكل الرباعي ويوجه الكوب لها ويقول برزانه:
– اشربي ده هيدفيكي شوية..
لتكتشف انه قام بإعداد مشروب الشكولاتة الساخنة المفضل عندها.. إلا أن كرامتها ابت أن تتنازل وتتناوله منه، لتقول:
– مش عايزه منك حاجة.
يوسف بمكر:
– ليه ده حتي جميل وريحته.. اه من ريحته حكايه تانيه.
غزل بغـــضــــب:
– قولت مش عاوزه.
فيرفع كتفيه باستسلام ويقول:
– خلاص زي ما تحبي.. اشربه انا، اصل بصراحه من فتره قريبة ادmنته ومش عارف أبطله، تحبي تتفرجي على حاجه معينه؟
لتنظر إليه للحظات بدون جواب وتشيح بوجهها عنه.
يوسف:
– طيب مادام معندكيش حاجة اختار انا؟
ليختار فيلما من أفلام الرعـ.ـب.. ليجدها بعد عدة دقائق ملتصقهً به خــــوفًا ومع كل مشهد تخفي وجهها بكتفه.. لتقول:
– كفايه بقى، أنا مـ.ـو.ت من الرعـ.ـب مافيش حاجه تانيه غير ده.
ليقول:
– ليه؟ ده حتى جميل ورقيق خالص.. لتقول:
– جميل ايه ورقيق ايه انت مش شايف كل شويه الناس تتحول ويطلعوا يقطعوا في الناس التانيه.. هو في بجد كده يايوسف! ولا ده خيال
أراد ان يصيبها بالخــــوف حتى لا تبتعد عنه ونبقي بجواره.. يوسف بصوت غريب:
– اه طبعًا فيه.
لينظر لها نظرات إخافتها وعلى وجهه ابتسامه صغراء ارعـ.ـبتها لتقول بخــــوف:
– أنت بتبصلي كده ليه؟ يوسف.
فلم يجيبها ونظر لها كالذي ينظر لفريسته مع اقترابه البطيء اتجاهها بثبات نظراته عليها.. لتقول بصوت يتخلله البكاء:
– انت بتعمل كده ليه؟ ها.. يوسف رد عليا أنا خايفة! انت اتحولت زيهم؟ ليمسكها من كتفيها بطريقه أفزعتها لتطلق صرخة هزت الجدران ولم يكن بحسبان يوسف ان ينقطع تيار الكهرباء بنفس اللحظة ليزداد صريخها وتشنجها تخت يديه.. للحظات شعر أنها ستصاب بنوبه قلبيه.. ليقول بجديه لتهدئتها:
– اهدي مافيش حاجه ياغزل.. انا يوسف.. انا كنت بهرج معاكي .
الا ان كلمـ.ـا.ته لم تصل اليها بسبب علو صراخها ومقاومتها له.. ليخرج هاتفه ويقوم بإضاءته ليزداد قبح وجه يوسف بالظلام.. فتطلق صرخات اكبر ويشنج جــــســ ـدها رعـ.ـبًا فتقول بصراخ:
– ااااببعد عني.. ااااااااااه.. الحقوني.. الحقووني.
فيصـ.ـر.خ بوجهها حتى تهدأ ويقول:
– يابـ.ـنتي أتهدي كنت بهرج معاكي وربنا.. اهدي بقى فرهدتيني.. لتهدأ صرخاتها وتبدأ في الاستيعاب لتقول بصوت خائف:
– انت بجد متحولتش؟! يعني انت يوسف.
يوسف:
– وربنا انا هو بغباوته..
غزل وهي تعتدل في جلستها بخــــوف:
– طيب اديني اماره عشان اصدقك.
تشرق ابتسامة على وجهه وتمر لحظه اثنان ويجيبها بصوت غذي:
– فراوله.
لم تستوعب كلمته في البدايه ليتحول استغرابها لصدmه لتقول:
– أنت غـ.ـبـ.ـي، والله العظيم غـ.ـبـ.ـي مش مسمحاك يايوسف مش..
ليبتلع باقي كلمـ.ـا.تها في قبله اشتياق قبله يملأها الجنون لم يتحمل أن يبتعد عنها أكثر من ذلك حتى لو كانت تظهر الرفض فهي زوجته حبيبته لن يتنازل عنها مهما حدث، فيشعر بمقاومتها الضعيفة له.. يبتعد عنها دون ان يحررها من احضانه ليقول:
– صدقتي اني يوسف؟!
يطول الصمت بينهم إلا من أصوات انفاسهم ليكمل:
– شكل كده الكهرباء هتطول.. احسن حاجه نقوم ننام وبكره الصبح اشوف العطل فين.
لتقول بخــــوف:
– بس انا مش هعرف انا في الضلمة.. انا بخاف منها.
يوسف:
– متخافيش.. انا معاكي مش هسيبك الا لما تنامي.
غزل:
– بجد..
يوسف:
– بجد.. يلا عشان ننام.
…………..
تنام بأحضانه نوم هانئ بعد أن تاكدت من حسن نواياه وحكمت عليه بان تنام بجوار ولكن بشروطها بان تضع بعض الوسائد بينهم حتي تضمن عدm اقترابه منها.. غـ.ـبـ.ـية لا تعرف انها منذ خطت خطواتها نحو نومها قام هو بإلقاء الوسائد أرضًا واراح رأسها فوق ذراعه لتنام بين احضانه قرير العين، يشتم رائحتها المسكية المتميزه بها ويزيد من ضمها لصدره ليغوص بأحلامه سريعًا.
……………..
مستلقي فوق سريره شاردًا في شكوكه يأكله الظن، هل كانت علي معرفه مسبقة به؟ وإذا كان هناك.. لماذا أنكرت حديثهما عنـ.ـد.ما سألها؟ لم يخف عليه تـ.ـو.ترها عند سؤاله وظهور الكذب بنبرات صوتها فاكثر ما يكرهه الكذب، كلما حاول الاتصال بها يسيطر عليه شعور غريب فيتراجع عن مكالمتها.. حتى اتصالها لايجب عليها، يشعر لمشاعر متضاربة لايعرف اذا كان مابينهما حب حقيقي ام ام.. لايستطع الإجابه على اسألته.. يضئ هاتفه بجواره لينبهه باتصالها ولكنه كعادته الاخيره لا يجيبها يشعر بضيق يسيطر عليه..لم يمر إلا أربعه دقائق من اتصالها الفائت ليجد باب حجرته يطرق وتدخل عليه اخته الصغير ملك.. يلاحظ على ملك التغير من مدة كبيرة ولا يعرف السبب هل لهذه الدرجة انشغلوا عنها.. مسكينه ملك بالفعل مسكينة الكل منشغل عنها بأهدافه ونسوا انهم تركوها وحيده لايعلمون عنها شيء.
ملك:
– إييييه.. يامن أنا بكلمك.. أنت سامعني؟
يامن:
– احم.. أيوه ياخبيبتي سامعك.. كنتي عايزه حاجة؟
ملك تجلس بجواره:
– لا ده انت مش سامعني بقى.. بقولك تقى قلقانة عليك.. واتصلت بيا عشان حضرتك مش بترد علي اتصالها، أنا قولتلها انك نايم.. بس الغريبة لقيتك صاحي؟ مش بترد عليها ليه ها..
يامن:
– كل ده رغي؟
ملك:
– قول بقى مش بترد علي البـ.ـنت ليه؟ انتو زعلانين مع بعض!
يامن:
– لا مش زعلانين ولا حاجة بس كل الحكايه اني مرهق من شغل الشركه اللي اخوكي راميه عليا ومش قادر اتكلم.
ملك:
– بس كده.
يامن:
– بس كده؟
ملك:
– هو انت بتحب تقى يا يامن..
يامن:
– اكيد بحبها.. لو مش بحبها مكنتش خطبتها.
ملك:
– عادي في ناس بيتخطبوا من غير مايحبو بعض.
– طيب قولي يعني ايه تحب؟
يامن:
– ايه السؤال العجيب ده؟ أحب يعني احب.. حاجه تعجبني فأحبها.
ملك:
– بس كده؟
يامن:
– تعالي هنا، قوليلي اخبـ.ـارك إيه! أنا عارف ياملك اننا كلنا مشغولين عنك.. عمك وسفره الدائم ويوسف مشغول بغزل وأنا شغلي اللي بره.. غـ.ـصـ.ـب عننا ياملك صدقيني.
ملك:
– ولا يهمك.. أنا كويسه بروح الكليه وأرجع منها على البيت والحياة ماشية.
يامن:
– يعني مافيش حاجه كده او كده في الكليه في النادي.
ملك بتـ.ـو.تر:
– حاجه زي إيه؟ !لا طبعًا مافيش..
يامن بمحبة:
– شوفي ياملك أنا آه مشغول عنك بس مهما كان أنا اخوكي مش هتلاقي غيري انا ويوسف نحبك اكتر من أي حد.. عايزك تكوني واثقه اننا في ضهرك، فاهمه؟
تهز رأسها بالموافقة بصمت وتقول:
– ربنا يخليك ليا يا يامن.
يامن:
– بقولك إيه ياملك كنت عايز أعرف منك حاجة.. هو يوسف وتقى يعرفوا بعض من امتى؟ عن طريقك بحكم إنها صاحبتك ولا بحكم إنها اخت غزل وكده؟
ملك:
– بتسأل ليه؟ تقى كانت كانت تعرف يوسف لانه كان سعات بيجي ياخدني بعد المحاضرات.
يامن بتفكير:
– تمام يا ملك.. تمام.
………….
في صباح يوم جديد
يمسك هاتفه يحاول الاتصال بصديقه إلا أنه يجد هاتفه مغلق.
ليقول بســـخريـــة:
– طبعًا غرقان في العسل وسايبني هنا أولع.
ليتجه إلى مكتب المحاسبين .
شادي:
– السلام عليكم. محمد:
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..اتفضل.
شادي بضيق:
– بقولك ايه يامحمد كنت عايزك شوية.
محمد:
– خير يابشمهندس في حاجة؟
شادي:
– انا زهقان وقرفان وهطق حاسس اني عايز أولع في اللي حوليا.
محمد بضحك:
– اهدى يا يابني في ايه؟
شادي:
– مـ.ـا.تضحكش يامحمد عشان مـ.ـا.تبقاش اول واحد أولع فيه.
محمد:
– طيب اهدي وفهمني ايه اللي مضايقك.
شادي بحـ.ـز.ن:
– هو أنت إيه رأيك فيا يامحمد؟ أنا وحش.. يعني ما ينفعني إني استقر وأحب..
محمد بجديه:
– ليه يابني كده؟ ده انت أي بـ.ـنت تتمناك!
شادي:
– اه.. قوليلي ياخالتي محسنه وإبه كمان.
محمد:
– بالذمه انت فايق تهرج.
شادي:
– بجد يا محمد لو انا لواتقدmت لواحدة ورفضتني ممكن يكون إيه السبب لرفضها!
محمد:
– مممم هي فيها واحدة! لا الكلام ده مش هينفع هنا ده عايز قاعدة.
………………….
بعد مرور بضعه أسابيع.
تملأ إشاعة الشمس الحجره ليتململ في نومته ويبحث عنها ليكتشف عدm وجودها بجواره فينقبض قلبه من فكرة محاولتها الهرب منه.. ليقفز من نومته مسرعًا للبحث عنها حافي القدmين.. لينتبه إلى ضوضاء صادرة من مطبخه ليكتشف وجودها وسط المطبخ وحالة المطبخ لايرثى له كل أغراض المطبخ ليست بمكانها وجميع الإدراج مفتوحه كأنها تبحث عن اليورانيوم، لتقوم بتصنيع قنبلة نووية.. مع ملاحظته للطحين الواقع على ملابسها والطاولة ليقول:
– بسم الله الرحمن الرحيم.. هو حصل غاره في المطبخ وانا معرفش!
لتنتفض عند سماع صوته وتقول:
– يا اخي بطل تخض فيا أنا خلاص مابقتش ضامنه اخلف بسببك.
يوسف:
– طيب نبدأ من الاول؟ صباح الخير يافراولتي.
غزل بفك ملتوي:
– صباح الخير.
يوسف:
– ها بتعملي ايه؟! وايه خلى المطبخ مقلوب كده؟
غزل:
– مافيش، جه علي بالي إني اعمل معجنات من اللي كنت بعملها زمان، من الصبح شامة ريحتها.. قولت اقوم اعملها.
يوسف:
– مممم معجنات بلدكم! قولتيلي.
لترفع حاجبها بتعجب:
– انت عرفت منين إني بعمل معجنات بلدنا؟
يوسف:
– مش هقولك غير لما توعديني تأكليني منها وخصوصًا أم زعتر.
لتتعجب اكثر لمعرفته بأنواعها لتقول:
– وكمان عارف انها بزعتر.. طيب ياسيدي انا كنت بدور علي الزيت ومش لقياه، الحاجه هنا مش مترتبه خالص.
يوسف:
– طيب وسعي يا اوزعه عشان اجبلك الزيت.. كده هاخد نصيبي مضاعف.
فيتجه إلى الخزانه العلوية ويقوم بفتحها ولكنه لم ياطي فرصة لها للابتعاد فقد حاصرها أمامه ليقترب منها محاولا جذب زجاجه الزيت.. حتى نجح في الإمساك بها وقال:
– اتفضلي الزيت.. أي خدmة تانيه.. انا ممكن اساعد.
غزل بتـ.ـو.تر من قربه:
– لا شكرًا.. ممكن توسع بقى.
يوسف:
– جربيني وأنا هسمع الكلام ومش هلعب في الدقيق زي الأطفال.
…………….
بعد ربع الساعه كانت هيأته مختلفه تماما عن هيأته عند استيقاظه ملابسه ويده مملوءة بالعجين الملتصق بيديه وشعره وقميصه القطني الاسود المملوء. بالطحين ليقول بتذمر:
– إيه ده العجين مش بيطلع من ايدي.. وهدومي اتبهدلت عجبك كده؟
لتقول:
– وانا مالي انت اللي عامل زي العيال.
فتقلد صوته:
– عشان خاطري ياغزل أساعدك.. مش هبهدل الدنيا.. طيب شوفي علميني وهتلاقيني الشيف يوسف قدامك.
يوسف بغـ.ـيظ:
– بقى كده؟ بتتريقي حضرتك.. ماشي ياغزل شوفي مين هينجدك مني.
ليجري وراءها فتراوغه حتى كاد يمسك بها بيديه الملطخة بالعجين لتصرخ وتفر من أمامه حتى اقتربت من باب الشاليه وقام بالهجوم عليها وسط صراخاتها.. ليسرع في حملها خارجًا بها من باب الشاليه يقول:
– انا بقى هوريكي تتريقي عليا ازاي!
فيزول المرح ويحل مكانه الرعـ.ـب لتصرخ به تقول:
– لا يا يوسف.. انت هتعمل ايه؟ بلاش المايه لا.
فيجيبها:
– دلوقت بتترجيني؟ قولي إنك جبانه وأنا اسيبك.
غزل بخــــوف:
– أنا جبانه..انا جباااااانه.
يوسف وهو مستمر بالسير علي الرمال يقترب من المياه:
– قولي مش هسيبك يا يوسف.. بحبك ومش هسيبك.
يعلو صرخاتها رعـ.ـبًا: – نزلني.. بقولك نزلني..
يوسف بتحدي:
– قولي الأول وأنا اسيبك.. بحبك ومش هسيبك.
غزل وقد تملك منها البكاء وقد بدأت شعر بالمياه البـ.ـاردة ملامسه الحزء الأسفل من حسدها فتزداد تشبث برقبته ويعلو صوت بكائها.. يوسف برجاء:
– قولي ياغزل.. قوليهالي.. انك مش هتبعدي عني.. عشان بتحبيني.
فيشعر بجــــســ ـدها ينتفض تحت ذراعيه وصوت اسنانه الذي يصدر من ارتعاش فكها حتي ظن انها لن تجبه لتقول بهمس مرتعش:
– انا معاك.. يتصلب جــــســ ـده للحظات حتي بستوعب ما سمعه للتو ليتساءل بلهفة:
– قولتي إيه؟
لتجيبه مرة اخرى:
– أنا معاك.. مش هسيبك.
في هذه اللحظه تحديا ألقى البحر بجنونه لترتفع موجه عاليه تلطم ظهرها وتغمرهما بالمياه فيزيد من احتضانها لا يعلم كم مر من الوقت وهو معها داخل البحر يبثها شوقه الملتهب عن طريق قبلات متفرقه على وجهها وعنقيها لا تعلم هل هذا شكرًا على إجابتها أم كلمـ.ـا.تها أشعلت نــــارًا كانت تظن انها مخمدة.
↚
ليسرع في حملها خارجًا بها من باب الشاليه يقول:
– أنا بقى هوريكي تتريقي عليا إزاي.
فيزول المرح ويحل مكانه الرعـ.ـب لتصرخ به تقول:
لا يا يوسف.. أنت هتعمل ايه؟ بلاش المياه لا.
فيجيبها:
– دلوقتي بتترجيني؟ قولي انك جبانه وانا اسيبك.
غزل بخــــوف:
– انا جبانة.. انا جباااااانة.
وسف وهو مستمر بالسير على الرمال يقترب من المياه:
– قولي مش هسيبك يايوسف.. بحبك ومش هسيبك.
يعلو صرخاتها رعـ.ـبًا:
– نزلني.. بقولك نزلني.
يوسف بتحدي:
– قولي الاول وأنا اسيبك.. بحبك ومش هسيبك.
غزل وقد تملك منها البكاء وقد بدأت تشعر بالمياه البـ.ـاردة ملامسة الجزء الأسفل من جــــســ ـدها فتزداد تشبث برقبته ويعلو صوت بكائها.. يوسف برجاء:
– قولي ياغزل.. قوليهالي، انك مش هتبعدي عني.. عشان بتحبيني.
فيشعر بجــــســ ـدها ينتفض تحت ذراعيه وصوت اسنانه الذي يصدر من ارتعاش فكها حتي ظن انها لن تجبه لتقول بهمس مرتعش:
– انا معاك.
يتصلب جــــســ ـده للحظات حتي يستوعب ما سمعه للتو ليتساءل بلهفه:
– قولتي ايه؟
لتجيبه مرة أخرى:
– انا معاك.. مش هسيبك.
في هذه اللحظة تحديًا من البحر ألقى بجنونه لترتفع موجة عالية تلطم ظهرها وتغمرهما بالمياه فيزيد من احتضانها لا يعلم كم مر من الوقت وهو معها داخل البحر يبثها شوقه الملتهب عن طريق قبلات متفرقة على وجهها وعنقها.. لا تعلم هل هذا شكرًا على إجابتها؟ أم أن كلمـ.ـا.تها أشعلت نــــارًا كانت تظن أنها مخمده.
…….
بفراشها لا تعرف كيف وصلت إليه بعد موجة العشق المكتومة التي اندفعت في وجهها بعد أن أعلنت استسلامها له في وسط البحر.. لتجد نفسها بين أحضانه تذوب من لمساته لها لتستسلم له استسلام مخزي.. كان عقلها وقتها يحاول إفاقتها يقول لها هذا سجانك، إهربي.. قاومي.. إلا أنها اسكتته مؤقتًا لعلها تجد بر الأمان معه.
تنتبه لخروجه من الحمام فتحاول تغطية جــــســ ـدها العاري جيدًا ليخرج عاري الصدر يتساقط من شعره وصدره قطرات المياه ويقترب من فراشها ويستلقي بجوارها ويقترب منها ويضع قبلة هادئة علي جبينها ويهمس لها:
– نقول صباحية مبـ.ـاركة يافراولتي؟
لتخجل منه وتقول:
– بس يا يوسف الله يخليك.
يوسف بهيام:
– غزل.. أنا مبسوط أوي إنك سامحتيني.
غزل:
– المهم إنك ما تعملش اللي عملته تاني.
يوسف:
– أوعدك يا عمري مش هزعلك تاني.
غزل:
– طيب ممكن تخرج عشان عايزة اقوم.
يوسف بمكر:
– قومي ياقلبي.. تحبي أساعدك؟
غزل:
– يوسف!
يوسف:
– طيب بقولك ايه؟ متيجي بدل ما تقومي.. أجيلك انا.
غزل بدون فهم:
– يعني إيه؟
يوسف:
– يعني بحبك.. ولسه ما شبعتش منك.
لتضحك غزل وتقول:
– لا يا يوسف كفاية.
يوسف:
– كفاية إيه؟ ده شهر العسل لسه بيبدأ.. وفِي عقود واتفاقيات لازم تترجم كلمة كلمة.
غزل بهيام:
– انت بخيل أوي.
يوسف بلوم مصطنع:
– انا؟ ده انا كريم كرم السنين.
غزل بضحكات عالية:
-انت بخيل مووت يا حياتي.. عايز تكروت شغل يا أفندي.. وتترجم كلمة.. كلمة.
يوسف يقترب منها بمكر:
– عايزاني اترجملك إزاي؟
غزل:
– حرف.. حرف.. انا بحب الشغل ياخد وقته.
ليصدm يوسف من جرأتها الجديدة عليه ويبتسم:
– ده أنا إسمي مكتوب في سجل المكافحين.. لا.. لا أنتِ كده مـ.ـا.تعرفنيش ولازم أعرفك شغلي بيبقى ازاي.. بس انتي مـ.ـا.تزهقيش ولا تملي.
غزل:
– مش هزهق.. بس أنت تبطل كلام شكلك رغاي ومش بتاع شغل.
يوسف:
– طيب تعالي بقى أنتِ اللي جبتيه لنفسك.
لتستلم مرة اخرى لموجة مشاعرها التي هزتها بقوة.
……………
في مطعم مشهور
يجلس كلا من محمد المبهور بالمكان الذي لم يكف عن التطلع في أركانه وأرضيته والزبائن التي تظهر عليهم أنهم أصحاب الطبقات العليا وشادي على طاولة صغيرة ليهتف له بحنق:
– يا اخي بطل شغل العيال ده.. انا جايب ابن اختي معايا.
محمد:
– بس متقولش عيل.
– واد ياشادي هما الناس النضيفة دي معانا في نفس الكوكب ولا جايين بمكوك فضائي وراجعين تاني.
شادي بغـــضــــب:
– قوم يامحمد.. قوم بالله عليك.. قال أنا جايلك اشكيلك همي! قوم.
يرفع محمد يده باستسلام:
– خلاص.. خلاص بهرج ياجدع، إيه مش بتهرج يا رمضان؟ عمومًا قول انا سامعك مالك..
شادي:
– بصراحة انا بحب..
ليضع محمد إصبع السبابة في أذنه ويحركها:
– لا قول تاني كده.. اللي قولته.
شادي بإصرار أكبر:
– أنا بحب.. وقبل ما تسألني مين؟ أنا بحب سمية.
تظهر الصدmة جلية علي وجه محمد ويقول:
– احم.. طيب فين المشكلة؟
شادي بتنهد:
– المشكلة اني مش عاجبها.. رفضتني للاسف.
محمد:
– مـ.ـا.تزعلش ياشادي.. أنت عارف كل حاجة بالخناق إلا الجواز.. ويمكن قلوبكم ما تلاقتش.. طيب ما سألتهاش السبب.
شادي بســـخريـــة:
– لا طبعًا قالت.. قالت إن كل البنات تتمناني.. بس هي مش مستعده للجواز.
محمد:
– والله مش عارف اقولك ايه.. انا ممكن اتكلم معاها واشو…
شادي:
– لا.. مش شادي اللي يجري ورا حد.. ربنا يوفقها في حياتها.
محمد:
– والله ياشادي.. كنت حكتلك إن ظروفها صعبة يمكن بسبب ظروفها.. حاول تستني شوية وجدد طلبك ليها يمكن توافق.
ليضحك شادي بشـ.ـدة:
– تصدق انا مغفل.. بقى أنا اللي كنت بدوب الستات بأشكالهم وألوانهم اجي اتنيل احب وإيه؟ واحدة مش عايزاني! شكله كدة انتقام ربنا مني بسبب ماشي العوج.
محمد بتأثر:
– ربنا غفور رحيم.. ادعيله.
شادي:
– يارب!
……
يجلس بسيارته مرتديًا نظارته الشمسية ويطرق برتابة على المقود بأصابع كفه على أنغام الموسيقى الأجنبية الكلاسيكي التي تتماشي مع ذوقه منتظرًا خروجها.. لقد مر اكثر من ربع الساعة على اتصاله بها يعلمها انه بانتظارها.. ليشعر بـ.ـارتباكها وأخبـ.ـاره انها لمحاضرة اوشكت على الانتهاء ..وها هو ينتظر خروجها.. اراد الالتقاء بها اليوم.. لقد شعر بإهماله لها الفترة السابقة، فأراد تعويضها جزءًا من حقها عليه.. ولكنه لا ينكر أن هناك غرض خفي اخر من حضوره.. لقد ألــمه الشك في بعض الأمور واراد ان يريح نفسه منها.. فيلاحظ خروجها تتلفت يمينا ويسارا حتي وجدته.
لتجلس بحواره بابتسامه مشرقه تقول:
– اتأخرت عليك؟
يامن:
– لا أبدًا.. انت عامله إيه؟
تقى بسعادة:
– الحمدلله مع إني زعلانة.
يامن:
– ليه بس؟
تقي:
– عشان حضرتك مطنشني وشكلك كده زهقت مني.
يامن:
– طيب واللي يصالحك؟
تقى:
– مش هصالحك.
يامن :
– خلاص.. انتِ اللي خسرانه، كنت مرتبلك يوم ايه.. حكاية!
تقي بسعادة:
– بجد يا يامن؟
يامن:
– ها هتدفعي كام بقى!
تقي:
– اللي تطلبه.
يامن:
– طيب انت مش هتتصلي بمحمد تستأذنيه؟
تقي بتـ.ـو.تر:
– ها… اه.. لا أصل محمد لو قولتله مش هيوافق.
يامن باستغراب من ردها كان يتوقع انها هي من ستبادر بالاتصال من نفسها ليقول:
– بس مايصحش انك تروحي مكان من غير إذنه.
ليسألها:
– هو انتي بتخرجي من غير مـ.ـا.تقوليله؟
تقى:
– لا.. ايه.. لاطبعًا.
يامن:
– طيب تمام اتصلي بيه.. ولا تحبي أبلغه أنا إنك معايا؟
تقى:
– لا انا هكلمه.. بس احنا رايحين فين؟
يامن:
– مش قولتلك مرتبلك يوم حكاية.. صحيح بتحبي البحر؟
تقة بسعادة:
– اه طبعًا ده أنا بعشقه.
يامن يغمز لها بعينيه:
– تمام أوي.
……..
وقف على باب المطبخ يراقبها بصمت يشعر بتجددها وسعادتها ويمرر نظره علي قوامها المتناسق النحيف ليلحظ ملابسها الجريئة من سروال قصير من الجينز وقميص قطني بحمالتين قصير ليدرج فجأه انه رأها من قبل بهذه الملابس بنفس الوقفة فتعود ذاكرته ليوم مر عليه كثير من الوقت.. يوم غير مشاعره ومشاعرها.. يوم أن حاول الحصول عليها وهو تحت تأثير الكحول.. ليقطع فكرة صوتها وهي على نفس وقفتها.. هتفضل واقف عندك كتير؟
يقترب منها ببطء وتعلو ابتسامه مكر علي وجهه ويقول:
– عرفتي منين إني واقف؟
ثم يطبع قبلة ساخنة على عنقها ويضم ظهرها لصدره.
غزل بدلال:
– بطريقتي الخاصة!
وهو مستمر في تقبيل عنقها وكتفها:
– وايه هي بقى؟ أحب اعرف.. عشان اخد بالي المرة الجاية.
لتلتفت له وتضع كفيها على صدره وذراعيه ملتف حولها وتقول:
– برفانك دايمًا يسبقك في المكان قبل وصولك.
يمرر أصابعه على وجنتها:
– ت عـ.ـر.في أنا حاسس بايه دلوقتي؟ حاسس إن الدنيا اخيرًا رضيت عني.. حاسس اني ملكت الدنيا يوم ما ملكتك.. يوم مابقيتي ليا أنا وبس.
غزل بتذمر طفولي تدفعه من صدره:
– انا مش ملك حد.. وابعد بقى.. انا مش بحبك تتكلم كأني شيء مادي اشتريته.
يوسف:
– آه.. كده ضـ.ـر.بتني؟ هونت عليكي تو.جـ.ـعيني.
عزل:
– يوسف بعدين معاك.
يوسف:
– خلاص مـ.ـا.تزعليش انت مش ملكي.. انتي حقي اللي أخذته من الدنيا حلو كده؟!
فيقترب منها ببطئ ليلثم جانب شفاها بقبلة طويلة.. ليرفع وجهه عنها وهو مثبت عينيه بعينيها ويقول بهمس:
– كنتي بتعملي ايه من شويه؟
تنظر اعلي رخامة المطبخ المستنده عليها وتقول:
– كنت بشرب شكولاته سخنة وقولت ادوق الحاجات اللي عملناها وما اكلناهاش.
يوسف:
– خيانة! بتشربي وتاكلي من غيري؟ وكمان بتاكلي المخبوزات اللي تعبت انا يوسف الشافعي في عمايلها.. دي مش تتاكل ..دي نحطها في متحف دولي.
ليمد يده خلفها ويلتقط قطعة من صحنها وتشاهده يلتهمها علي قطمتين وتراقب ردود افعاله اثناء مدغه فتلاحظ إغماض عينيه وهو يمدغها كأنه يقبلها.. لترتفع حاجبيها باندهاش عنـ.ـد.ما صدرت منه أصوات الاستمتاع بها.. هل جن أم ماذا؟ فتصطدm عينيه بأعينها المذهوله ليقول:
– مالك.. بتبصيلي كده ليه؟
غزل باستيعاب:
– ها.. لا.. لا مافيش.. أصلك بتاكل بطريقة غريبة أوي أول مرة اشوفك كده.
يوسف وهو يبتلع باقي الطعام :
– غريبة؟ غريبة إزاي ..عمرك ماشوفتي واحد بياكل حاجة باستمتاع.. وخصوصًا اللي بالزعتر …جميلة جميلة يعني.
غزل:
– على فكره اللي انت كلتها مش بزعتر.. انا مالقتش زعتر في الشاليه.
لتنتبه لحديثه وتكمل:
– هو انت عرفت منين اني بعملها بزعتر.. وانا ما افتكرش عملتها في الفيلا عند بابا.
يوسف:
– تؤ.. دي اسرار عسكرية ماينفعش ت عـ.ـر.فيها.
غزل:
– لا وحياتي يا يوسف قول.
يوسف:
– تدفعي كام وانا اقولك؟
غزل :
– اللي انت عاوزه.
يوسف وهو يشير بإصبعه لفمه:
– تبوسيني.. وبشرط البوسه تدخل مزاجي ولو ماعجبتنيش هنعيدها تاني إيه رايك؟
غزل بجرأة جديدة عليها لم تهمل نفسها للتفكير اقتربت منه ووضعت قدmيها فوق قدmيه لترتفع وتحيط بعنقه وتهديه قبلة جريئة لم يعتدها منها فيضمها بقوة حتى كاد ان يتلاحما.. فيبتعد عنها بصعوبة
ليقول بصوت مهزوز مضطرب:
– تعالي نكمل كلامنا فوق.
فتصدح منها ضحكه إذابته وتقول:
– ده مكنش اتفاقنا.. قول بقى عرفت منين؟
ليقطع حديثهما صوت هاتفه ليزفر بقوه وينظر للهاتف فيجده محمد ليقول:
– انا مش هرد.
غزل:
– مين علي التليفون؟
يوسف:
– ده محمد ..مش عارف دي رابع مرة يتصل النهاردة.. اتصل تلت مرات وانا نايم.
غزل بقلق:
– لا رد لايكون في حاجة مهمة..
يجيب:
– الو.. أيوه يامحمد …احنا الحمد لله تمام.. ايوه جنبي.
لينظر يوسف لغزل المتـ.ـو.تره ويكمل.
– حاضر ..حاضر يامحمد.. سلام.
يوسف وهو يهرب من عينيها:
– احم.. آه كنّا بنقول ايه؟
غزل:
– هو محمد كان عايز حاجه؟ هو كويس؟
يوسف:
– اه… اه كويس هيكون في ايه يعني؟
غزل تتشبث بذراعيه:
– معرفش حاسة انك مخبي حاجة عليا.. هما كويسين وخالتو صفا كويسة؟
فيبتلع يوسف ريقه بصعوبة ويحيد بنظره عنها عند ذكر صفا:
– هي.. هي الحاجه صفا تعبانه شوية.. فمضطرين ننزل دلوقت.
لتشهق غزل وترفع كفها على فمها:
– مالها خالتو.. قولي يا يوسف مـ.ـا.تخبيش عليا.. انا قلبي حاسس انك مخبي حاجه.
فيقترب منها ويضمها بقوه ويقول:
– إن شاء الله خير.. مافيش حاجة.
………
– مبسوطة؟
قالها يامن الواقف بجوارها وبيديه كأسا من العصير.
تقي:
– الا مبسوطة.. انا هطير من الفرحة.. متشكره أوي يا يامن.. انا عمري ما ركبت يخت وعمري ما كنت اتخيل ان اركبه مع حد بحبه.
يامن:
– اهم حاجة تكون المفاجأة عجبتك.
تقى بسعادة:
– عجبتني بس أنا مش مصدقه نفسي.. ربنا يخليك ليا يا يامن.
يامن:
– لا ده أنا كده اتغر.
تقى:
– لا مش أوي كده.
يامن:
– ت عـ.ـر.في ياتقى اني لحد دلوقتي معرفش عنك حاجه.. يعني بتحبي ايه بتكرهي ايه..
تقى:
– وده بقى غلط مين غلطي ولا غلط حضرتك؟
يامن:
– ما انا بسأل اهو…
تقى:
– طيب اسأل وانا أجاوبك.
يامن:
– طيب إيه رأيك؟ نلعب لعبة لو واحد خسر التاني يسأله؟
تقى:
– الله هنلعب.. قول ازاي؟
يامن:
– عارفه لعبة سبت احد اللي كل وتحدي ضـ.ـر.ب على كف التاني كنت بلعبها انا ويوسف واحنا صغيرين.
لترتبك تقى من ذكر اسم يوسف ويلاحظ ذلك بوضوح ليتدارك الامر ويكمل:
– بس انا بقى كنت بكسبه وأقوم اضـ.ـر.به على قفاه.
تقى بضحك:
– لا أكيد بتكدب.
يامن:
– لا والله.. طيب تحبي تجربي؟
تقى:
– لا لا شكرًا.. مش مستغنيه عن نفسي.
يامن:
– طيب يلا نبدأ.
مد يده ليمسك بكفها ويريحه فوق كفه ليشعر بـ.ـارتعاشها من لمسته ليقول مداعباً إياها:
– كف ايدك صغير.. انا حاسس ان ماسك أيد بـ.ـنتي مش مراتي.
تهزها الكلمه بقوة لتتلذذ بها.. زوجته! هل بالفعل ستلقب قريبًا بهذا اللقب؟
يامن:
– سرحتي في ايه؟
تقي:
– لا انا معاك.
يامن:
– طيب يلا نبدا لان لسه مجهزلك مفاجأة تانية.
استمر يامن بضـ.ـر.ب تقى بخفه حتي لا يـ.ـؤ.لمها لتفشل هي ويقوم بضـ.ـر.ب كفها عند الوصول الجمعة.
تقى:
– لا لا انت بتغش يا يامن مش لاعبة.
يامن:
– بطلي شغل عيال واستعدي للسؤال.. جبتي كام في الثانوية العامه؟
تقي:
– كنت فاشلة شويه جبت ٨٤٪ ودخلت كليه تجارة.. كليه الجماهير.. يلا الدور عليا.
واستمر اللعب حتي جاء دور تقي:
– حبيت قبل كده؟
يامن:
– احم ليه الأسئلة دي؟
تقى:
– جاوب وفورًا.
يامن:
– هو مش حب بمعني الحب.. ممكن تقولي عليه اندفاع.. تهور.. مراهقه يعني.
تقي بغيرة جديدة عليها:
– وحصل ايه؟
يامن:
– مافيش اكتشفت انها مش كفء ومـ.ـا.تستاهلش انها تشيل اسمي.. فقولت لنفسي يوم ما احب أكون أسره لازم اختار كويس اللي تشيل اسمي.. ليقشعر جــــســ ـدها لثاني مرة من وقع الكلمـ.ـا.ت الجديدة عليها.. فهي ستصبح زوجته وتحمل اسمه.
يامن:
– انا كده جوبت على كذا سؤال الدور عليكي بقي.. عرفتي ملك ازاي؟
تقي بضحك:
– مـ.ـا.تفكرنيش.. عارف المثل اللي بيقول ما محبة الا مابعد عداوة؟ اهو احنا بقى.. ملك اختك دي محدش يقدر يجي جنبها او يكلمها بيقولوا عليها رفعة مناخيرها.. في يوم ماشيه بكباية الشاي راحت خبطه فيا الكوبايه بهدلت هدومي.. وهي راحت بصالي بتكبر وراحت مشيت.. انا الحقيقه اتخانقت منها.. بعدها بأسبوع كان عندنا سيكشن والدكتور اختارني من ضمن المجموعة إني أجمع الأبحاث اللي طلبها واللي يتأخر عن معاد الاستيلام ما استلمش منه.. أختك بقى ما سلمتش البحث لانها نسيته في الفيلا، عرفت اني انا اللي بجمع الأبحاث طبعًا قعدت تتحايل وتترجاني إني انتظرها تروح تجيب البحث وترجع ودي كانت فرصتي بقى انت عارف البنات.. بس عفوت عنها في الاخر واستنيتها ومن ساعتها احنا اصحاب.. رغاية انا صح؟
يامن بابتسامه:
– لا ابدا.. انا مستمتع بكلامك.. طيب دي ملك.. يوسف عرفتيه ازاي؟
ليدقق يامن النظر في ملامحها حتي يستطيع ان يستنتج أي انفعال يظهر على وجههاليلاحظ تـ.ـو.ترها الذي يظهر للاعمي جليًا على وجهها كلما نطق باسم أخيه:
– ايه السؤال صعب للدرجة دي؟
تقي:
– لا.. ابدا بس مافهمتش السؤال.
يامن وهو يضيق عينيه:
– عادي.. بسألك عرفتي يوسف ازاي؟ من ملك ..ولا عن طريق غزل!
لتبتلع ريقها بصعوبة وتندفع في الاجابة دون تفكير:
– انا ماعرفش يوسف غير لما غزل عرفت أهلها.
لتضيق عينيه اكثر من إجابتها ويظل الصمت حليفهما بعد إجابتها التي أكدت له انها تخفي عنه شيء بخصوص أخيه.. هل من الممكن أن تكون علي علاقه سابقة بأخيه؟ لذلك لاحظ ضيقها المستمر عند ذكر اسمه.. مع تـ.ـو.ترها المستمر في وجوده وعند ذكر اسمه، وما زاد من شكوكه منظرهما المشكوك فيه بالمستشفي وكلام يوسف الموجه لها الذي سمع بعضه.
تقى بقلق:
– انت سكت ليه؟ في حاجه؟
يامن بابتسامه معتدلة:
– لا ابدًا سرحت شوية.. تحبي تشربي ايه؟
تقي:
– مش لازم انا مش عاوزة.
يامن:
– لا لازم تشربي حاجة عشان اديكي طاقة.. قبل المفاجأة اللي جايه.
بعد الانتهاء من تناول شرب العصائر البـ.ـاردة لتنعشهم.
تقف تقي شاردة في منظر البحر الأزرق ويمتد أمامها خط رفيع اصفر يدل على وجود الشاطئ.. ليبين لها مدى ابتعاد قاربه عن الشاطئ.. فتشعر بخطواته من خلفها تقترب لتلتف ويفرغ فاهها من الدهشة.. من هيأته الجديدة عليها.
فتخفض نظرها بتـ.ـو.تر من شـ.ـده الخجل بسبب ظهوره أمامها لأول مره بقميص شاطئي مفتوح يظهر من خلفه عضلات صدره بجرأة يعلو ذلك سروال قصير بما يسمي ملابس السباحة تظهر عضلات فخذيه بقوة.
يامن:
– مستعده للمفاجأة التانية؟
لتهز رأسها دون اخراج صوت.
يامن:
– الاول بت عـ.ـر.في تعومي ولا زي اختك غزل خيبه؟ بتغرق في حوض السمك.
تقى:
– لا بعرف أعوم بتسأل ليه؟
– انزلي جوة اول اوضة على ايدك اليمين وانت ت عـ.ـر.في.
فتتردد تقى بضع لحظات لا تعلم لما ينتابها الشعور بالقلق من نظراته وخصوصًا بعد ذكر اسم يوسف اليوم.. فتتجه تحت أنظاره لأسفل وتذهب حيث حدد لها مسبقا.. وتفتح الباب الخشبي فتصدm لوجود سرير مفروش بغطاء وشراشف سوداء تنم عن ذوق ذكوري وباب حمام جانبي بنفس الغرفة وبحوار الفراش نوافذ صغيره تظهر منها جمال البحر وتمرر نظرها بالغرفه وتبحث عن ما يقصده.. فتقع أعينها على ملابس سباحة حريمي من قطعة واحدة باللون الاسود متداخل به اللون الأصفر من الخصر كشعاع شمس يتسع عند الصدر ذات فتحه خلفية تظهر الكثير وتتعجب من وجود هذه القطعة علي الفراش.. هل هذا ما يقصده يامن؟ لا.. من المؤكد انه يقصد شيئا اخر.. ولكنه سألها عن امكانياتها للسباحة.. وقد ابدل هو ملابسه.. من المؤكد انه ينوي السباحة، ولكنها لا تعلم لما أرسلها إلى هنا.
لتسمع صوته خلف الباب:
– ها عجبك المايوه؟ لتشهق وترفع لباس البحر أمام ناظرها برعـ.ـب.. أكان يقصدها بهذا اللباس؟ سيعتقد أنها سترتديه أمامه؟ مـ.ـجـ.ـنو.ن هو ام ماذا؟
– تقى.. انت سامعاني؟
تقى بتـ.ـو.تر:
– اه.. اه سمعاك.
لتقترب من باب الحجرة وتفتحه وتقول:
– انت تقصد ايه باللبس ده؟
يامن:
– ده؟! مش معقول هكون جايبه ليكي عشان تحضري بيه فرح.. اكيد عشان تنزلي بيه البحر.
تقى:
– انا استحاله انزل البحر بالشكل ده.
ليقول بســـخريـــة:
– لما انت كنتي بتنزلي البحر.. كنتي بتنزلي بايه؟
شعرت تقي بالحرج من أسلوبه شعرت قي نبرته بالتهكم فمن الواضح ان الفروق الطبقية بينهم ستكون عائق في حياتهم معا.
يامن بابتسامه:
– بس بس كل ده تفكير ..هو سؤالي مربك للدرجه دي؟
ليقترب منها خطوة ويهمس لها:
– انا كنت بهرج على فكرة.. انا عارف انك اكيد مش بتلبسي مايوه قدام الناس.
لتعقد حاجبيها متساءله عن مقصده.. ليكمل هو:
– انا اشتريته لانه عجبني وتخيلتك بيه..فممكن ترحمي تخيلاتي وتلبسيه.. هتجنن واشوفه عليكي.
تتسع أعينها من صدmتها وتحملق فيه تسأل نفسها.. هل هذا هو يامن خطيبها؟ ام شخص غيره مـ.ـجـ.ـنو.ن ومتهور.
فتشعر باقترابه خطوتان وتلفح انفاسه وجهها المصدوم ويقشعر جــــســ ـدها وتنتفض انتفاضة داخلية اثر تمرير ظهر إصبعه علي وجنتها.
يقول:
– هت عـ.ـر.في تلبسيه لوحدك؟ ولا اجي أساعدك؟
تنتفض مبتعدة عن مرمي يديه من كلمـ.ـا.ته الجريئة وتفيق علي صوت ضحكته العالي يقول:
– مش ممكن ياتقى.. الواحد مش عارف يهرج معاكي ابدًا.. انا خارج وقدامك خمس دقايق بالضبط.. الدقيقة السادسة هتلاقيني داخل.. أساعدك.
و ينصرف تحت نظراتها.
……..
– هتفضلي حابسه نفسك جوه كتير؟
قالها يامن بنفاذ صبر بعد مرور نصف الساعة على وجودها بالداخل.. ويكمل:
– انت لو ماخرجتيش مـ.ـا.تزعليش مني لما اكـ.ـسر الباب.
تقى من الداخل بتـ.ـو.تر:
– خلاص هخرج اهو.
ليسود الصمت بينهما هو خارج الحجرة وهي داخلها يفصل بينهما الباب وكلاهما ملتصقا به.. يفتح الباب بهدوء وخجل لتخرج منه بلباس السباحة المختار تضع أعينها علي قدmيها منخفضه الرأس فينسدل خصلات شعرها على وجهها وكتفيها يخفيهما عن أعينه.. يبتلع ريقه بصعوبة آلمته ويقول:
– بسم الله ماشاء الله.
ويمد إصبعه ليرفع ذقنها حتى يرى وجهها وهو مقتربًا منها.
يقول:
– ياريتك ما كنتي لبستيه.
تقى بخجل:
– هو وحش للدرجه دي عليا؟
يحرك أصابعه لتزيل غرتها عن وجهها ويقول:
– انت عارفه بلبسك ده ..انتي عملتي فيا ايه؟ طلعتي يامن القديم المتهور اللي حاولت كتير اقــ,تــله.
تقى:
– شكلك مكنتش سهل زمان.
يامن وأصابعه مستمرة في تحريك خصلاتها:
– سيبك من زمان.. خلينا في اللحظه دي.. اللحظه دي لازم تبقي ذكرى بينا.. مستعده تنزلي المية ولا هتتراجعي؟
تقى:
– مستعده.
…………….
مر الوقت وهما مستمتعان بدفء المياه بين سباحتهم وسباقهم.. كان يحاول تلجيم نفسه من احتضانها داخل المياه.. وحاول الابتعاد عنها اكثر من مرة يقاوم نفسه ورغباته، وعنـ.ـد.ما شعر بنفاذ طاقته طلب منها الصعود متحججًا بالخــــوف عليها فتلبي طلبه وتصعد معه على القارب.
يساعدها في الخروج من الماء.. ويقوم بلفها بشرشف كبير حتى لا تصاب بالبرد، يقول:
– ها اتبسطي ولا ندور على مفاجآت تانية؟
تقى بطفولة:
– اتبسط أوي، ربنا يخليك ليا يامن وما يحرمني منك.
يامن بـ.ـارتباك محاولًا الابتعاد عنها:
– شعرك مبلول! استني اجيبلك حاجة تنشفيه بيها عشان ما تخديش برد.
يمسك يدها ويجلس جوارها بملابسه المبتلة يقول:
– لفي عشان انشفلك شعرك.
فتعطيه ظهرها بسعادة تقول:
– عارف.. بقالي كتير محدش نشفلي شعري، انا اللي بعمله لحد ما دراعي يوجـ.ـعني.. زمان بابا الله يرحمه كان بيسرحولي.. تخيل!
ليتأثر يامن من نبرة صوتها الحزين ليقول:
– الله يرحمه.. أكيد كنتي بتحبيه.. يابخته.
تقي بحـ.ـز.ن:
– تعرف يا يامن. بابا ده اكتر واحد حسيت في حـ.ـضـ.ـنه بالأمان وبالحب.. المفروض برده احس بكده مع ماما.. بس للاسف كل اهتمامها كان لمحمد و…
يقوم بلفها لتواجهه ويقول:
– وايه؟ كملي.
تقى:
– يعني مش مهم أكمل…
يامن بإصرار:
– أنا عايز اسمعك!
تقى:
– ويعني وكانت مهتميه بغزل، حسيت من ساعة ما ظهرت غزل في حياتنا والاهتمام كله ليها.. شاركتني في ماما ومحمد.. حتى الرضاعة شاركتني فيها.
يامن:
– اسمي ده غيرة؟
تقي رافضة بعبـ.ـارته:
– لا.. مش غيرة أنا بس كان نفسي أكون محور اهتمامهم زيها.
يراقبها وهي تتكلم ولم يشعر بنفسه وهو يقترب منها ويهمس لها:
– أكيد بيحبوكي.. زي.. زي ما انا بحبك.
لتقول تقى بصدmة:
– أنت قولت ايه؟
يقترب اكثر لتلامس شفتاه خاصتها ويهمس:
– بحبك يا تقى.. بحبك.
يقتنص منها قبلة هادئة عكس ما يحمله صدره.. فيشعر بمقاومتها في بداية الأمر لتتحول المقاومة لاستسلام وترفع يدها تحيط راسه تداعب خصلات شعره المبتل فيزيد من ضمها لصدر.. لم تشعر بإبعاده لمنشفتها إلا بعد ملامسة كفه لظهرها العاري.. حتي شعرت بالخطر من الاستمرار على هذا النحو.. فحاولت أبعاده عنها بقوة:
– يامن أرجوك ماينفعش.
إلا أنه لا يجيبها ومستمر في تقبيلها بجنون وضمها بقوة أكبر كأنه مغيب الوعي.. ظنت أنه لم يسمعها وتسمعه بعد لحظات:
– مش قادر يا تقى صدقيني مش قادر.. أنا بقاوم نفسي من الصبح.
فتزداد مقاومتها له ورفضها:
– أرجوك ابعد.. بلاش كده.. ابعد أرجوك.. أرجوك يا يوسف ارجوك.
فتشعر بتوقفه فجأة وتصلب ذراعيه الضامة لها كأنه يريد التأكد مما نطقته للتو.. ينظر لعينيها يريد التأكد فتقابله عينيها المتوسلة، أخبرته بان ما سمعه صحيح ليقول بصوت مـ.ـيـ.ـت:
– انا يامن مش يوسف يا تقى.. قومي ألبسي عشان اروحك.
تقى محاولة تبرير موقفها بخــــوف:
– يامن.. اسمعني.. انا ما اقصدش دي ذلة لسان من اللي حصل مابينا.
يامن بسخريه:
– مافيش واحدة بتبقي في حـ.ـضـ.ـن حبيبها وتنطق اسم راجـ.ـل تاني الا بقى لو كانت بتفكر في التاني.
تقي بغـــضــــب مزيف:
– راعي ان كلامك جارح وانا ما اقبلوش على نفسي.
يامن بلا مبالاه:
– قومي ياتقي وخلصينا.. عشان ارجعك.
تحركت بخجل تحت أنظاره المشتعلة بغـــضــــب لتدور بعقله افكار قديمة كانت السبب في خلافه لسنوات مع أخيه.. ايعقل ان يكون أخيه على علاقه بها ولم يخبره؟ ولما لا! وقد فعلها فيه من قبل مع أول حب له وجدها بفراشه.. ولكنه نبهه كثيرا وقتها حتي يبتعد عنها.. وهذا لم يحدث مع تقى.. ولكن يظهر كرهه وبغضه لها دائمًا.. أبسبب هذا كارها لها لانها على علاقة بها.. هل كان مغفلًا لهذه الدرجة؟ يجب ان يعرف اجابات اسألته منها.. لينتفض من جلسته وقد جفت الكثير من المياة على جــــســ ـدها ويهبط مسرعًا للحاق بها ويفتح الباب بدون طرق غير مبالي بها وهي تحاول إكمال ارتداء ملابسها بسرعة وغلق أزرار قميصها لتقول:
– انت ازاي تدخل كده؟ انت مش عارف اني بغير هدومي!
يامن بهدير غاضب:
– انت ايه اللي بينك وبين يوسف؟
لا تعلم بماذا تجيب.. هل كان بينهما شي من قبل؟ أم انها مجرد أوهام طفت فوق مشاعرها لتوئدها سريعًا..
تقول بصوت مهتز:
– أنا مش فاهمة تقصد ايه؟ هيكون بيني وبينه ايه يعني؟!
يامن بغـــضــــب:
– انا هنا اللي بسأل.. ايه اللي بينك وبينه؟ انطقي ياتقى؟ أنا بقالي مدة كبيرة بكدب نفسي.. بس اللي سمعته انهاردة منك.. يأكد شكوكي.. ده بجانب تـ.ـو.ترك كل لما تسمعي اسمه ووضعكم اللي مش مفهوم واحنا في المستشفي.. انطقي بدل ما تشوفي وشي التاني.. وانصحك ما تشوفيهوش.
تقي بدفاع عن نفسها:
– قولتلك مافيش حاجة بيني وبينه مش عايز تصدق ليه؟
ليمسك بذراعيها بقوة آلمتها ويقوم بهزها وهو يصـ.ـر.خ بوجهها:
– انا مش هسمح لأي مخلوق انه يخدعني تاني ياتقى.. فاهمة؟ فاحسنلك اعترفي.. علاقتكم وصلت لحد فين؟ انطقي.. وعلاقتكم دي من امتى! قبل ما اعرف ولا بعد ما عرفتك.. اعتقد انها قبل.
تقى بصراخ:
– انت مـ.ـجـ.ـنو.ن.. مـ.ـجـ.ـنو.ن.. ازاي تتهمني اتهام زي ده وانت عارف اخلاقي؟
لينظر لها بسخريه ويمرر نظرة عليها من اعلي وأسفل ويقول بكره:
– آه.. أخلاقك منا عارفها كويس.
تشعر تقى بنبرة الســـخريـــة بحديثه لتقول بصوت يتغلغل به البكاء:
– تقصد ايه؟
يدفعها يامن بقوة بعيدًا عنه وينظر لها بإذدراء:
– أخلاقك اللي انا اكتشفتها النهاردة وانت معايا.. اللي خليتك مـ.ـا.تتصليش باخوكي تبلغيه انت فين.. وخليتك تروحي معايا على يخت ونكون لوحدنا مع بعض.. وهي هي أخلاقك اللي.. اللي خلاتك تقــلـــعي لبسك في مكان غريب وتلبسي مايوه لمجرد إني طلبت ده.. وأخلاقك خليتك تسمحيلي اني ا….
لتصرخ بوجهه بانهيار:
– كفايه.. انت عايز مني ايه؟ مش خلاص كنت القاضي والجلاد؟ عايز ايه تاني.. أرجوك كفايه لحد هنا ياريت ترجعني دلوقتي حالًا.
يقف يديه في خصره ينظر لها باستعلاء ولم يبد عليه التأثر:
– برافوا حقيقي.. برافو، بس برده مش هسيبك لحد ما اعرف استغفلتوني ازاي.
لتصرخ بوجهه وتقول بتحدي:
– بما اني طلعت واحدة معنديش أخلاق وسمحت لواحد زيك ان ياخدني على اليخت ده من غير تفكير.. احب اريحك واقولك ايوه.. كنت اعرف يوسف من قبل ما اعرفك.. وايوه عرفته عن طريق ملك.. وايوه يا يامن حبيت يوسف اخوك بس هو كان واضح وصريح وكل الناس عارفه نزواته مش زيك.. وأهم الناس بوش غير وشك.
لم يشعر بنفسه إلا ويده تلطم وجهها لطمة قوية.. لتتلقاها بكل ثبات زائف لتكون هذه اللطمة ما كانت تحتاجه لتزيد من كرهها له.. لم تشعر بدmـ.ـو.عها التي جرت علي وجنتيها بانهيار.. ليقطع الصمت صوت رنين هاتفه الشخصي فيزفر بقوه ويتجنب النظر لها وجيب:
– الو.. ايوه يايوسف.. حصل امتى؟ طيب انا جاي حالًا.. انت في الطريق..طيب تمام نتقابل هناك.. سلام.
ليغلق الهاتف وهو مستمر في التجنب النظر لها لتمر ثانيتين قبل ان يقول بجفاء:
– جهزي نفسك نص ساعة ونكون على الشط.
فيتحرك من أمامها إتجاه الباب ليوقفه ندائها.. ويواجهها فينخفض نظره ليديها ويلاحظ خلعها لخاتم خطبتها وتقول:
– مبقتش تلزمني.
لتلقيها أمامه علي الفراش باهمال.. فيجيبها ببرود:
– ولا انتي بقيتي تلزميني.
……………..
يقف الجميع امام غرفه العناية المركزة منتظرين تقريرًا لحالة الخاله صفا
فكن بلغ بحالتها سمية التي كانت متجهة كعادتها لمنزل الخاله لتلاحظ عدm إجابتها لتسرع بالصعود لشقة الشريف وتبلغهم ليكتشفوا بعد فتح الباب بحالتها ويتم نقلها إلى المشفي.
دخلت غزل مسرعة وخلفها يوسف الذي لم يستطع إلحاق بها ليقول:
– استني ياغزل براحة شوية.. ان شاء الله خير.
ولكنها تبدو لم تسمعه فكل تفكيرها منحصر حول إمكانية فقدها لخالتها.. امها التي وعت عليها.. التي نشأت بكنفها.. ليقطع تفكيرها رؤيتها لأخيها وسمية المنهمكين بالحديث الجانبي وشادي الشارد في شيء تجهله والخالة راوية وبجوارها تقي التي يظهر على وجهها اثار البكاء.. أيعقل انها بكت من اجل خالتها؟ تتصل إليهم وتقول بصوت باكي:
– هو ايه اللي حصل بالضبط؟! الدكاترة قالولكم ايه!
ليقترب منها محمد مهدئا إياها:
– مـ.ـا.تقلقيش يا غزل الدكاترة لسه ما طلعوش من جوه.. وكمان يامن اول ما وصل دخلهم جوه ولسه ما طلعش.
لتشعر بكف يد دافئه تلامس ظهرها تشعرها بالأمان ويقول:
– ما تقلقيش ياحبيبتي.. هتبقي كويسه أكيد.. بلاش انتي بس تـ.ـو.تري نفسك وتعالي اقعدي انت لسه راجعه من سفر وتعبانه.
قالها يوسف بصوت متألــم لحالها.. ليلاحظ محمد اثار كدmـ.ـا.ت برجهه غزل ليقول بشك:
– ايه اللي في وشك ده؟
فترتبك لمباغتته بالسؤال فقد فشلت أدوات التجميل إخفاء اثار اعتداء يوسف عليها.. لتختلق كذبة واهية:
– اصل.. اصل وقعت من علي السلم و.. وانا مش واخدة بالي.
وترفع أعينها ليوسف المرتبك الذي يرسل لها نظرات آسفة لعلها تسامحه على افعاله الهوجاء.. يخرج يامن مع الدكتور المسؤل لينتبه له الجميع بقلق.. ظلت تراقب ملامح الاخير لعلها تقرأ من ملامحه أي شيء فصمته وانحناء راسه ينهش بصدرها ويزيد من انقباض قلبها.. لتسمع صوت محمد يبادره:
– طمنا يا يامن علي الخاله صفا.. هي كويسة صح؟
ليمرر نظره علي وجوههم القلقة فتتلاقي أعينه بعين من جـ.ـر.حت رجولته وكرامته فيشيح نظره عنها ويقول بعملية اعتاد عليها خلال ممارسته لهذه المهنة كأنه شخصا غير يامن المحبوب المرح:
– للاسف الحاله جالها ارتفاع في الدورة الدmوية أدى ل… للوفاه.. البقاء لله.
↚
مر شهرًا على وفاة الخالة صفا والجو يشوبه الحـ.ـز.ن والأسى.
تجلس بحجرتها حبيسة ليس لديها رغبة بالحديث مع الآخرين رافضة أي تواصل معهم رافضة لكل شيء حولها حتى زوجها رفضت وجوده بجوارها ليقرر خروجه من حجرتهما ليعطيها مساحة من الخصوصية حتى تحاول فيها لملمة شتاتها وعدm الضغط عليها.. منذ سماعها للخبر وهي تمثل التماسك أمامهم.. لم تذرف دmعة واحدة، لم تعترض ولم ترفض خبر مـ.ـو.تها.. لم تصرخ ولم تبكي.. وهذا ما يزيد من قلقه على حالتها النفسية.
بحجرة الضيوف يجلس يوسف وأمامه عمه ناجي ويامن بجوار الأخير يطـ.ـلق نظرات حارقة عليه لا يعرف ما سبب تبدل حالة أخيه الصغير ولكنه برر ذلك بسبب الظروف الاخيرة التي حلت عليهم.
ليسمع ناجي يقول:
– وبعدين يا يوسف؟ حالة غزل مش عجباني.. صمتها ده قلقني.
يوسف:
– حالي من حالك ياعمي.. أنا قلقان عليها أوي.. كنت متوقع منها رد فعل مختلف إنها تنهار وترفض فكرة مـ.ـو.ت خالتها.
ناجي:
– طيب أنت شايف ايه الحل؟
يوسف:
– أنا هسيبها يومين على راحتها ولو فضلت على حالها هحاول أوديها لدكتور نفسي.. ما تشغلش بالك أنت، المهم اخبـ.ـار صحة حضرتك إيه؟
ناجي:
– الحمد لله يابني.. أنا أول ما بلغني يامن جيت على طول ولغيت كل حاجة.. أنا يا يوسف مش هوصيك على غزل، أنت اللي باقي لها من بعدي انت ويامن.. غزل طول عمرها عاشت محرومة مني ومن أمها ويوم ما ألقيها مـ.ـيـ.ـتبقاش في العمر بقية عشان أعوضها سنين حرمانها مني.
يوسف بلوم:
– ليه بس كده ياعمي انت إن شاء الله هتبقى كويس وتخلي بالك منها معانا.. ولا ايه يا يامن؟
يامن بانتباه من شروده:
– ايه.. بتكلمني ياعمي؟
ناجي:
– مالك يا يامن مش عجبني من ساعة ما رجعت وأنا واخد بالي إنك سرحان دايمًا ومهموم.. معقول تكون زعلان للدرجة دي على بـ.ـنت عمك؟
يامن:
– طبعا ياعمي.. غزل بالنسبة لي مش بـ.ـنت عمي وبس! ربنا يعلم هي ايه بالنسبالي وبحبها قد ايه.
تنتاب يوسف الغيرة من حديث أخيه عن زوجته.
ناجي:
– ربنا يديم المحبة بينكم ياولاد ما ده عشمي فيكم.. كده أقابل وجه كريم وأنا مستريح.
يامن ويوسف:
– الف بعيد الشر.
يوسف:
– ربنا يديك الصحة وطولة العمر ياعمي.
ناجي وهو يهم بالوقوف:
– طيب هقوم أنا أريح شوية لحد ميعاد الغدا.. عن اذنكم ياولاد.
ليهم يامن بالانصراف ويقول:
– انا كمان ياعمي طالع أوضتي شوية.. محتاج انام.
ليوقف تحركه صوت يوسف:
– استنى يا يامن أنا عاوزك.
يامن لناجي:
– اتفضل حضرتك هشوف يوسف عاوز ايه.
ناجي:
– طيب يابني براحتك.
ليقف يامن بتحدي مواجهًا يوسف الذي لم يتحرك من مجلسه ويقوم بإشعال سيجاره الخاص ويقول:
– مالك؟
ليبتسم يامن بســـخريـــة:
– سلامتك.
يوسف بتضييق عينيه:
– مممم شكل الحوار كبير.. طيب نجرب طريقة تانية.. طريقة المواجهة، تمشي معاك؟
يامن:
– انت عارف إني مش بحب اللف والدوران وبحب الصراحة.
يوسف بأريحية:
– تمام.. فسخت خطوبتك ليه؟
ليعقد يامن حاجبيه باستغراب ليتبدل في لحظة لاستهجان لقد ظن في نفسه انها من فرت لتبلغه بفسخ خطوبتها منه:
– هي لحقت تبلغك.. دي مش بتضيع وقتها بقى؟
ليتعجب يوسف من حواره ويتأكد بأن هناك ما يخفيه في جعبته ويصر على اكتشافه:
– مين تقصد؟
ليثور يامن من سؤال أخيه ظنًا منه أنه يتلاعب به:
– أنت هتستهبل يا وس…
ليصـ.ـر.خ يوسف بغـــضــــب وينتفض من مجلسه ولقد سبب انتفاضته سقوط سيجارته المشتعلة على سجاد الأرضية:
– أنت نسيت نفسك.. لم روحك وفوق كده وأتكلم عدل إلا وجلالة الله هنسى إنك أخويا.
يامن بغـــضــــب مماثل:
– أيوه أيوه.. مثل دور الضحية، أنت معجون من ايه يا أخي شيطان.. ده ابليس نفسه ينحني ليك.. أنت اقذر خلق الله، بتستحل كل شيء ليك المهم يكون ملكك أنت وبس.. مش مهم اللي حواليك هيعانوا ولا لا.. كنت فكرك اتغيرت لما حبيت وشوفت الحب في عينك.. بس طلع ده حتى كدب وخداع.
يحاول يوسف جاهدًا تمالك نفسه ويمسح بكف يده على وجهه لعله يفهم سبب ما اصاب أخيه:
– ممكن تهدى كده وتفهمني كل الجنان ده لازمته إيه؟
لينظر يوسف فجأه خارج الحجرة ويجد تجمع خدm الفيلا مراقبين سبب الصراخ ليقول:
– انتو إيه اللي موقفكم كده.. كل واحد على شغله.
ثم يوجه حديثه لاخيه:
– خلينا نكمل كلامنا في المكتب مافيش داعي الخدm يسمعوا غسيلنا الو… كفاية فضايح.
……….
بعد ثورة يامن على أخيه ظل جالسًا الأخير بثبات لم يرتجف له جفن ليقول:
– كل الدوشة اللي انت عاملها دي سببها الكلام الفارغ ده.. وانت صدقتها بقي لما قالتلك انها كانت تعرفني قبلك؟
ليصدح صوت يامن بغـــضــــب:
– وهي ايه اللي يخليها تكدب وتتهم نفسها باتهام زي ده؟
يوسف بثبات:
– أي واحدة مجروحة من اللي بتحبه.. بتبقي عايزه تجـ.ـر.حه حتي لو كان على حسابها.
يامن:
– تقصد ايه؟! أنا واثق إن في حاجة مابينكم كل شي حواليكم بيثبت كلامي تـ.ـو.ترها منكم، وأنت مش بتطيق تسمع اسمها ووضعكم في المستشفى وكذبها اللي ما دخلش دmاغي، أيه؟ عايز تقولي ياجينيرال انها مانمتش على سريرك !!!
لينتفض يامن أثر صفعة مدوية هبطت على وجنته من يد أخيه الأكبر، وتبرق نظرات الكره من عينيه ليقول ببغض يحمله منذ سنوات كان يظنه انتهي:
– تأكد يا يوسف إن هيجي عليك اليوم وتذوق من نفس الكاس اللي شربتني منه
ينصرف بعد إلقاء كلمـ.ـا.ته ليجد غزل أمامه يبدو انها استمعت لحديثهما المخزي لم يستطع تبرير الموقف لها ليقول بصوت مبحوح:
– انا مسافر، ياريت تبقي تطمنيني عليكي لو احتجتيني في أي وقت هتلاقيني عندك، اشوف وشك بخير.
وينصرف تحت أنظار يوسف المصعوق وصمت غزل المبهم، كان يظن أنه سيثور ويثأر منه انا أن صمدته كانت أكبر من انسحاب أخيه الصغير من المعركة دون اعطائه أدني فرصة للدفاع عن نفسه وتبرير موقفه، فهو يظهر دائمًا له بمظهر الخائن الظالم ولثاني مره يطـــعـــن أخيه الصغير في رجولته وكرامته على يديه ولكن هذه المرة لا يد له فيما حدث.
تتابعه نظرات غزل المتسائلة لتقول بهمس:
– ممكن افهم أيه الكلام اللي قاله يامن ده ؟!
يوسف باختناق:
– مش وقته ياغزل سبيني لوحدي دلوقتي.
غزل بإصرار:
– بس أنا عايزة افهم أيه اللي يخلي يامن يتهم تقي ويتهمك اتهام زي ده، إلا لو كان فعلًا.
يوسف بغـــضــــب:
– غزززل، كلمة زيادة مش عايز اتفضلي على أوضتك وابعدي عن وشي دلوقت أنا مش عاوز أأذيكي، اتفضلللي
وقال كلمته الأخيرة بتهديد أكبر فيسبب لها الأنتفاض وتصارع في حبس دmـ.ـو.عها ترفض إظهار ضعفها له الذي يظهر له دائما، فتفر الي حجرتها تاركة من خلفها من يشتعل صدره بالغـــضــــب
ـــــــــــــــــــــــــ
بكاء وعويل ولطم علي الخدود ونحيب مكتوم هذا ما سمعته و.جـ.ـعل قلبها ينقبض مما هو آتٍ وتتسمر قدmيها للحظات بالأرضية رافضة التحرك كأن جاذبية الأرضية زادت عن الحد، لتندفع وتفتح باب الغرفة المغلق أمامها ويزداد انقباض قلبها لرؤيتها لأبنة عمها واخت زوجها جاثية على أرضيه الحجرة ضامة قدmيها إلى صدرها وتنتحب بشـ.ـده فتدخل مسرعة وتغلق الباب خلفها خــــوفا من أن يشعر بهما يوسف …لتقترب وتجلس على ركبتيها بجوارها وتقول بصوت منخفض:
– ملك !!!!، أنتِ كويسة؟!
ولكن يبدو أنها لم تستمع إليها لترفع كف يدها وتضعه على ذراعيها وتقول:
– ملك أنتِ سمعاني؟! في ايه ؟!
ليتشنج جــــســ ـد الأخيرة ويزداد صوت بكائها فيزداد قلق غزل من حالتها الجديدة عليها فأول مره تجدها على هذه الحالة دائمًا تراها ثائرة متعجرفة لا مكـ.ـسورة ومهزومة مثل الآن لتكمل بصرامة:
– ملك أنتِ لو مقولتليش مالك، هاضطر أقول ليوسف، مـ.ـا.تقلقنيش اكتر من كده.
وعند ذكر يوسف توقف البكاء بضع ثواني لترفع وجهها الملطخ ببقايا الكحل وتنظر لها برعـ.ـب وفم مفتوح منا لصدmة لتهمس بضعف:
– يـ يوسف!!! يوسف !!!
لتقوم بلطم وجنتيها لطمـ.ـا.ت متكرره بقوة، لتصدm غزل من فعلتها وتقوم بتقييد كفيها وتصرخ:
– اهدي وقوليلي في ايه ؟!
لتهتز حدقة عين ملك برعـ.ـب :
– أنا أنا، حامل.
لتفرغ غزل فاهها وتبرق أعينها وتقول بصدmه:
– أنتِ بتقولي ايه، أكيد انا سمعت غلط صح؟ أنتِ قولتي حامل، انطقي.
تهز رأسها بالإيجاب برهبة لتسألها غزل:
– ازاي حامل ازاي!!! في حد اعتدي عليكي، قوليلي ازاي المصـ يـ بـةدي حصلت؟؟
لتبتلع ريقها بصعوبة وتهمس:
– ساعديني يا غزل يوسف لو عرف هيقــ,تــلني أبوس أيدك ساعديني.
لتجيبها غزل المصدومة:
– يقــ,تــلك؟ دي أقل حاجة ممكن أخوكي يعملها، أنتِ مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش أخوكي ممكن يعمل أيه، أنا بس اللي أعرف، دلوقتي لازم تحكيلي كل حاجة عشان أقدر اتصرف.
قصت ملك عليها ما حدث بينها وبين جاسر وعن زوجهما بالسر ورفض يوسف له، لتشعر غزل ببعض الراحة البسيطة بعد علمها بزواجهما، لتقول:
– فين ورقة الجواز؟
ملك ببكاء:
– معاه.
غزل وهي تساعدها على النهوض:
– قومي اغسلي وشك خلينا نفكر هنعمل ايه؟ جاسر ده لازم يجي يتقدmلك رسمي والنَّاس تعرف، قبل ما المصـ يـ بـةدي تتعرف، كلمتيه؟؟
ملك:
– بقالي أسبوع بكلمه ومابيردش ورحتله الشركة قالولي مسافر المانيا، أنا خايفة أوي غزل لا يتخلي عني.
غزل:
– إن شاء الله خير كل اللي نقدر نعمله تحاول تباني طبيعي عشان يوسف، وربنا يستر من اللي جاي.
ـــــــــــــــــــــــــ
وقف مصدوما من رؤيتها الغير متوقعة ليستغل عدm رؤيتها له ويراقب تقاصيلها بأريحية فقد مر وقتا لابأس به دون أن يراها فاقد الأمل في رؤيتها أو أن يجمعه القدر معاها مرة آخرى يلاحظ تـ.ـو.ترها عن طريق فرك أصابعها واهتزاز قدmها أسفل منها مع مراقبة الوالجين للشركة، ليشحن نفسه بطاقة إيجابية ويحثها على التقدm نحوها وسؤالها عن سبب وجودها في هذاالمكان، ليغلق باب سيارته ويتأكد من إغلاقها ويأخذ شهيقا يملأ به رئتيه، مع تقدm خطواته حتى وصل لهدفه يقول :
– صباح الخير آنسة سمية
ظن أنها ستتأفأف من وجوده الغير مرغوب به ولكنه تفاجأ بالعكس، لتجيبه بامتنان:
– صباح الخير، أستاذ شادي أقصد بشمهندس شادي.
لتستمر في فرك يديها المتعرقتين، شادي برسمية:
– الحاج رضا، صحته عاملة أيه، معلش مقصر معاه الفترة دي في السؤال.
لتندفع قائلة:
– الحمد لله بخير، حضرتك أختصرت عليا مقدmة كبيرة كنت محضراها
شادي:
– مقدmة! خير هو صحته تعبانة ولا حاجة.
سمية بنفي:
– لا لا أبدًا، مش ده الموضوع اللي عايزة حضرتك فيه
ليشعر بالإنتشاء ويقول:
– طيب مش هينفع نتكلم واحنا وقفين كده، اتفضلي معايا على مكتبي لأن وضعنا كده مش حلو.
لتتردد سمية من قبول دعوته فيحثها مره أخرى على الموافقة لترضخ له بالنهاية.
ـــــــــــــــــــــــــ
تجلس أمامه كالتلميذ المذنب، كيف وضعت نفسها في هذا الموقف وكيف وافقت على دعوته، منذ دلوفها لمكتبة لم يتوقف الطرق على بابه من الموظفين ولم يتوقف هاتفه ليقوم بتقديم التعليمـ.ـا.ت الخاصة بعمله، لم يكن بمخيلتها أنه ذو شأن واهمية بعملة، لقد صدmتها شخصيته الجديدة عليها، لم تراه من قبل بهذا الحزم والشـ.ـدة مع الغير، يقطع تفكيرها صوته الملحن:
– سمية !! أنتِ تعبانة أو حاجة.
يا الله لماذا هو بمثل هذا الحنان معها والأهتمام كل يوم يمر عليها يؤكد لها أنها كانت على صواب عنـ.ـد.ما رفضته فشخص مثله يستحق فتاة كاملة بدون مشاكل جــــســ ـدية ونفسية، ليكرر ندائه لها، وتجيبه:
– لا ابدا أنا مع حضرتك، أنا خايفة أكون عطلت حضرتك عن شغلك.
شادي:
سخيفه على فكرة.
– نعم.
شادي:
– حضرتك ومن فضلك سيادتك، سخيفة منك، محسساني اننا طالعين من فيلم أبيض وأسود، أنا اسمي شادي يا سمية شادي فاكراه اللي حطتيله ملح في قهوته ولا نسيتي هه
سميه بحرج:
– أنا آسفة إن كُنت زودتها معاك أرجوك أقبل اعتذاري.
شادي بفقدان صبر:
– مافيش فايده يا سمية أنتِ عزيزه عليا أوي، بلاش الكلام ده عمومًا يا ستي قولي كنتِ عاوزاني في أيه؟!
سميه ببعض الشجاعة:
– أنا كنت جاية اشكرك إنك مهتم بوالدي وبتسأل عليه واشكرك كمان على الأدوية اللي حضرتك كنت بتبعتها، أنا عارفة إن حضرتك كنت منبه على عم إبراهيم مايعرفناش إنك اللي بتجيب الأدوية بس بعد ضغط عليه اعترف.
ليسب شادي سبة على هذا الغـ.ـبـ.ـي الذي فضحه اجفلت سمية عند سماعها ليظهر ابتسامته:
– دي حاجه بسيطه بقدmها لوالدي، مالكيش تدخلي فيها، وكان نفسي اقولك إن بقدm الخدmة لأختي بس للاسف قلبي. مش مطاوعني اقولها …”
لتفهم سمية لما يشير له من حديثه:
– أنا كنت عايزة، عايزة اعتذرلك عن اللي حصل مابينا
ليقطع عليها شادي الحديث :
سمية!!! الموضوع ده بالذات مابيجيش بالغـ.ـصـ.ـب وانا متقبل رفضك ليا.
سمية:
أنا ما ما رفضتش عشان، عشان…
لتنحبس نبرات صوتها ويحتقن وجهها الأبيض وتظهر الدmـ.ـو.ع بأعينها، لينتفض من مجلسه بقلق ويدور حول مكتبه ليقول:
– سمية أنا دايقتك في حاجة، طيب ليه الدmـ.ـو.ع دي دلوقت؟!
لتهز رأسها بصمت بالنفي ولم تستطع رفع رأسها تنظر لوجهه، فيقترب منها ويجلس أمامها علي ركبته اليمني ويقول:
– ياه دا أنا طلعت شخص لايطاق للدرجة دي أنا وحش كده وخليتك لما افتكرتي الموضوع عيطتي.
فترفع عينيها الحمراوتان لتنظر تلي عينيه وتهمس:
– للاسف أنت أي بـ.ـنت تتمناك.
شادي:
– احم، اه ما انا سمعت الجملة دي منك ساعة رفضك ليا..
سمية ببكاء متزايد:
– انا بتكلم بجد أنت إنسان عظيم أي بـ.ـنت تتمناك.
ليشعر بالأمل يتجدد بداخله ويقول :
– أنا ما يهمنيش بنات الدنيا أنا عايز واحدة بس أنتِ يا سمية، فيرفع أصابعه ليزيل دmـ.ـو.عها المتساقطة من فوق وجنتها ليقول؛لو تريحيني وتقوليلي رفضاني ليه؟!
سمية بخجل من قربه:
– في أسباب كتير تخليني أرفض صدقني مش بسببك خالص بالعكس لو كنت قابلت من سنتين كنت اتمسكت بيك لكن..
يقوم بمسك ذراعيها بلطف :
– وايه اللي اتغير …وافقي واوعدك إني أسعدك، أوعدك إنك تعيشي أحلي أيام معايا، سميه أنا.. أنا بحبك، أنا مش هقدر اترجاكي توافقي لأن مش حابب اغـ.ـصـ.ـبك على حاجه.
سميه:
– انت مش فاهم حاجة.. انت تساهل واحدة احسن مني بكتير.
شادي:
– وانا مش عايز غيرك.
سمية:
– طيب ممكن تسمعني الاول وبعدين قرر اذا كنت مصمم عليا أو لا؟
شادي:
– اذا كان ده هيريحك قولي.. انا سامعك.
………..
تقوم بالبحث عنه أنها تعلم جيدًا انها احتفظت به ولكن لا تعرف أين وضعت هذا الكارت اللعين.. تتذكر جيدًا عنـ.ـد.ما أعطاها إياه بالشركة وطلب منها التواصل ولكنها لم تهتم لأمره لتلقيه باهمال داخل حقيبتها.. فهي متأكدة انها كانت تحمل هذه الحقيبة بعينيها وقت وجودها بالشركة مع يوسف.. لتجلس بإرهاق على حافة فراشها بعد ان فقدت الأمل في إيجاده.. لتهز قدmها بتـ.ـو.تر وتهمس لنفسها:
– وبعدين ياغزل في المصـ يـ بـةدي.. يوسف لو عرف هيقــ,تــلها.. أعمل أيه في المصـ يـ بـةدي ياربي؟
لتنتفض على سماع صوته الرجولي يقول:
– أنت بتدوري علي حاجة ياغزل!
غزل بـ.ـارتباك:
– انا؟ لا ابدًا انا كنت بدور على شنطة من شنطي مش لقياها.
يوسف:
– لونها ايه وانا ادور معاكي؟
غزل:
– لا لا انا خلاص لقيتها.
للتتذكر غزل معاملته السيئة لها بالأسفل.. وتقول بجفاء:
– وكمان انت بتكلمني ليه ايه مش خايف لا تتهور وتأذيني؟
يوسف وهو يقترب منها:
– انا أذيكي ياغزل.. غزل انت حياتي كلها؟
غزل:
– اه ماهو باين.. لما قولتلي امشي من وشي؟
يوسف بلوم يقترب منها ويحتضنها:
– يعني ياغزل مش قادرة تستحملي جوزك حبيبك شوية في عصبيته.. عمومًا ياستي مـ.ـا.تزعليش.. تعالي اصالحك.
ليشـ.ـدد من ضمها وتفهم غرضه فتتملص منه وأقول:
– سبني يا يوسف.. بجد أنا زعلانة.. مش كل مرة تضحك عليا.
لتصدح ضحكة رجولية إذابتها يقول:
– عشان ت عـ.ـر.في إن يوسف الشافعي ما حدش يقدر يقاومه.
غزل بهيام:
– يوسف!
يوسف:
– حبيبة يوسف وقلب يوسف وعقل يوسف.
غزل وهي ترفع ذراعيها تحيط عنقه:
– انا بحبك اوي اوي.
ليبثها قبلها مملوءة بشغف وحب ليزداد حبها له أضعاف أضعاف.. وتبادله شغفه بجنون لتشعر بانها ملكت الدنيا بما فيها.
…………
بعد أن انتهت من الحديث.. انتظرت رد فعله على ما قصته عليه.. إلا انه لم يتحرك وظل على ثباته.. فلا تعلم هل هذا سببه صدmة ماسمع؟ أم بسبب رفضه لما سمع؟! إلا انها ارادت لملمة شتات نفسها لتجمع القليل من كرامتها التي هدرت بصمته، لتتحرك يدها بجوارها تمسك حقيبتها الخاصة وتقوم من مجلسها أمامه وتقول:
– عن إذنك!
وتتحرك بقدmها التي تؤلمها بسبب جلستها لوقت طويل أمامه.
أما هو فكان على وضعه مستند على ركبته اليمني أمامها يستمع لحديثها الذي يعلمه مسبقًا من محمد إلا أن ما صدmه بحق باقي حديثها عن اصابتها في رحمها ونسبة انجابها الضعيفة على قول أطبائها فهذا ما لم يعلمه.. ولكن سكونه هذا ليس رفضًا لحالتها.. كان سكون بسبب صدmته مما عانته.. شعر بتحركها من أمامه بهدوء كشخصيتها لتتجه إلى باب الغرفة.. لينتفض واقفًا يقول:
– سمية! مش عاوزه تسمعي رأي.
لتتسمر مكانها ثابته إلا أن حركة جــــســ ـدها تدل على تشنج بكائها الصامت.. ليقترب بهدوء خلفها ويديرها لتواجهه ليري دmـ.ـو.عها التي أغرقت وجنتها ليقول بصوت صارم:
– انا اسف.
لترفع أعينها له بخزي من حالها.. ليكرر كلمته:
– انا اسف.. ارجوكي مـ.ـا.تزعليش مني.
وقبل أن تستوعب اعتذاره وجدت نفسها في أحضانه يلتهم شفتيها المبتلة بدmـ.ـو.عها في قبلة عميقة.. قاسية متملكة.. ليبتعد عنها بعد أن شعر أنه تمادى في رد فعله معها.. يقول:
– انا اسف إني تماديت بس دي كانت الطريقة الوحيدة اللي اقدر ارد عليكي بيها.
سمية بغباء:
– تقصد ايه؟
شادي بمداعبة:
– لا شكلك كده مافهمتيش إجابتي عليكي وكده انا مضطر ان اشرحلك تاني.
ليقترب منها ليبثها قبله اخري فتمتنع عن ذلك بخجل وتقول:
– شادي.. ارجوك.
فيضع قبلة على جبينها ويقول:
– قولي لعمي إني جاي النهاردة وفي ايدي المأذون.
لتشهق سمية وتقول:
– مأذون! شادي ارجوك فكر شوية.. وبلاش تستعجل، انا ممكن ما خلفش وأخليك أب…
ليقطع حديثها ندائه الصارم باسمها لتتوقف عن كلامها ويقول:
– انتِ النهاردة هتكوني على إسمي وملكي ومش هسمح باي كلام تاني غير اننا ازاي هنرتب لفرحنا.
سميه:
– فرحنا! انت تقصد انك هتعملي فرح؟
شادي:
– طبعًا! أنتِ مقللة من نفسك ليه.. أحلى فرح لأحلى سمية في الكون.. بس برده مش هتنازل انك تكوني على اسمي النهاردة.
فيرفع كفيها يقبلهمهاقبلة طويلة ويقول:
– يلا اروحك قبل ما اتهور في المكتب ويطلبولنا بوليس الآداب.
……….
بعد انتهاء كتب كتابها وانصراف المأذون وتهنئة كلا من محمد ويوسف لهما فقد كانا شاهدان على عقد قرانها السريع وقفت تتأمله وهو يحدث يوسف بحديث جانبي.. لتري مدى وسامته وأناقته التي أبهرتها لتلتقي عينيه بخاصتها فيبتسم لها ويغمز لها بعينه اليمني.. لتخجل من تصرفه أمام صديقة.. ليقترب منها بعد توديعه لصديقه يقول:
– الفستان هياكل منك حته.. رغم انه جه في وقت قياسي اسرع فستان في التاريخ.
سمية:
– ماكانش ليه لزوم للفستان.. انا كنت هلبس اي فستان من عندي.. بس الحقيقة انا فرحت أوي لما لقيت الباب بيخبط وعم ابراهيم شايل شنط ومش عارف يتنفس ولقيتك بعتلي الفستان.. بس تعالى قولي انت عرفت مقاسي منين؟
يميل علي أذنها ويهمس لها بكلمـ.ـا.ت جعلت وجهها يحمر خجلا لتقول:
– انت قليل الأدب.
شادي:
– انت لسه شوفتي قله أدب؟ بس الحاج رضا ربنا يهديه وياخد دواه وينام.. وانا اعلمك ألف باء قلة الأدب.
لتصرخ بوجهه:
– شادي! وبعدين.
شادي:
– اخرسي بدل ما أعمل فـ.ـضـ.ـيحة قدام الحاج رضا، أنا ماسك نفسي بالعافـ.ـية.
رضا بحبور:
– معلش يابني كان معايا تليفون.
سمية بتساؤل عن هوية المتصل.. ليرتبك رضا لتقول:
– عمي مش كدة..
لتكمل بعد صمت والدها:
– هما عايزين مننا ايه تاني؟ يسيبونا في حالنا بقى.
رضا:
– إهدي يابـ.ـنتي.. الأمور مـ.ـا.تتحلش كده.
شادي بفضول:
– هو في حاجة أنا ما اعرفهاش؟
رضا:
– الحقيقة يابني.. عمها عرف إن اتكتب كتابها الليلة.
شادي:
– طيب إيه المشكلة؟
رضا بحـ.ـز.ن:
– زعلان إن سمية رفضت ابنه شريف.
سمية:
– انت عارف يابابا انهم مش عايزين غير الفلوس.. وأهو سبنالهم نصيبنا في المصنع وماطالبناش بيه.. يبعدوا بقى.
رضا:
– يابـ.ـنتي أنا خايف عليكِ، شريف إبن عمك مـ.ـجـ.ـنو.ن ومش طبيعي وخايف لا يأذيكي.
شادي بضيق:
– ايه ياعمي هي مش متجوزة راجـ.ـل يحميها؟ سمية دلوقتي انا مسئول عنها وما حد يقدر يجي جنب مراتي، اللي هيأذيها يبقى بيأذيني وحسابه هيبقي معايا…
رضا:
– ربنا يستر يا ابني هسيبكم مع بعض وادخل أريح رجلي.
شادي:
– اتفضل حضرتك.
ليلتفت إليها ويجدها عابسة متأثرة من حديث والدها.. ليرفع يده يمدها أمامه دعوة منه لها، لتلبي ندائه وتقوم بمسك كفه ليقوم بتقريبها له ويقوم باحتضانها بحنان ويقول:
– مش عايزك تفكري كتير.. غير إنك في أمان جوه حـ.ـضـ.ـني.
تحرك وجهها لتتلاقي عيونهما وتلفح انفاسها الساخنه المضطربة وجهه تقول:
– هتقدر تحميني من العالم كله.
شادي:
– جربي ولو التجربة حازت إعجاب حضراتكم نعمل تعاقد ابدي مع شركة الحماية.. بس في شرط جزائي للتعاقد هنلزمكم بيه.. لو قدرت اوفرلك الحماية هتديني بوسة كل خمس دقايق.
سمية وهي تدفن وجهها بخجل في صدره:
– شادي.. انا بتـ.ـو.تر من الكلام ده.
شادي بمداعبه:
– انا مستني على فكرة.. ومش هتنازل عن الشرط الجزائي.
سمية:
– انت لسه ماقدmتش خدmـ.ـا.تك.
شادي:
– إزاي بقى.. انت فين دلوقتي.. مش جوه حـ.ـضـ.ـني؟ وده في حد ذاته الأمان كله ليكي.. مش هتنازل على فكرة.
سمية بتهرب:
– طيب ممكن نقعد أصل رجلي بتو.جـ.ـعني من الوقفة.
لتجد نفسها في لحظة مرفوعة عن الارض بين ذراعيه لقد انحني ووضع يده أسفل ركبتيها في سرعة البرق ليسير بها نحو غرفه الضيوف ليختار اريكة تتحمل فردين ويجلسها على ركبتيه دون أن يحررها.
سمية:
– شادي.. أرجوك بابا جوه وممكن يخرج في أي وقت.
ولكنه لم يستمع لها ليحرك يده يحرر رأسها من دبابيس حجابها الذي يغطي شعرها ليقول:
– بابا زمانه بياكل رز بلبن مع الملائكة.. بس بطلي حركة تعبتيني.
لتتملص منه رافضه خلع حجابها:
– شادي.. استنى انا هخلعه.. اصبر.
شادي بإصرار:
– بذمتك ينفع أكون لحد دلوقتي معرفش لون شعرك؟
ليستجيب لطلبها ويتوقف عن فكه.. ويكمل:
– انا مش هضغط عليكي.. بس ده حقي ياسمية.. أنا جوزك وحلالك يعني ممكن دلوقتي اشوف جـ.ـسمك كله وألــمسه كمان مش شعرك بس.
سمية:
– أنا بس مش متعودة أكشف شعري قدام حد.
ليزفر بضيق ويقول:
– خلاص ياسمية مش هضغط عليكي المهم عندي تكوني مرتاحة.
ويقترب منها يقبل وجنتها اليسرى ليتفاحئ برفع أصابعها فوق حجابها لتقوم بسحبه من فوق رأسها ليظهر غيمة سوداء كاحلة فوق رأسها وتغطي خصلاتها جزء من وجهها ليتـ.ـو.تر فقط يتنفس بصعوبة ويقول:
– بسم الله ماشاء الله، انتِ فعلا لازم تكوني لابسة حجاب..انتي فتنة متحركة بشعرك ده.
ليكمل هو ويرفع يده ويحرر شعرها من الخلف المعقوص ومثبت بدبابيس للشعر ليسقط خلف ظهرها بنعومة فيظهر طوله الطبيعي لمنتصف ظهرها.. ليصمت مشـ.ـدوها من اكتمال صورتها أمامه ليقول بعـ.ـذ.اب:
– لا.. كده كتير، انتِ شعرك ده حقيقي؟ اوعي تقوليلي حقيقي قلبي هيقف.
لتهمس بصوتها الناعم:
– مش للدرجة دي ياشادي هواااا…
ليبتلع باقي جملتها في قبلة ملتهبة لعلها تهدأ حاله إلا أنها زادت من اشتعاله.. مع قبض يده على شعرها ليشعر بنعومة ملمسه.
– شادي!
– كفاية كلام.. سبيني التأمل صورتك اللي بقت ملكي وبس.
ليقول بنبره صارمه:
– اوعي حد يشوف شعرك ده غيري فاهمة.. لتهز رأسها بسعادة وتقول بعد فترة:
– شادي! ممكن تسيبني زمان رجلك و.جـ.ـعاك.
شادي:
– لا.. انا مستريح جدًا كده.
في هذه اللحظة تسمر كلاهما عند سمع صوت رنين باب والطرقات التي تنم عن غـــضــــب من خلفه.. ليعقد حاجبيه يقول:
– مين قليل الذوق اللي بيخبط عليكم كده؟
سميه:
– مش عارفة.. بس شكل في حاجة مهمة.
شادي بإصرار:
– خليكي أنت والبسي حجابك وانا هتفتح.
يتوجه شادي إلى باب المنزل ويلقي نظرة اخيرة على ملهمته ليتأكد من إخفائها لشعر رأسها الذي أذابه، ليقوم بفتح الباب.. فيفاجئ بمن يقف أمامه يلهث من شـ.ـدة الغـــضــــب مع احمرار عينيه وشعره المشعث.. ونظراته الزائغة لقد علمه من أول نظرة فهو نفس الشخص الذي اضطر لرفع سلاحه بوجهه ذات يوم عنـ.ـد.ما تطاول على زوجته باليد في وسط الطريق.. ليشعر شادي بغـــضــــب المشاعر لهذه الذكرى البغيضه ليقول:
– نعم، أي خدmه؟
شريف بغـــضــــب أكبر يدفع شادي من صدره لتراجع خطوتين:
– هي فين الهانم.. صاحبة الصون والعفاف.. ابعد من وشي.
إلا انه لم تسعفه قدmه لتخطو خطوة جديدة ووجد من يمسكه من خلف قميصه كاللص ويقول شادي:
– انت رايح فين؟ داخل زريبة ابوك؟
شريف بغـــضــــب وهو يبعد يده:
– وانت مين بقى عشان تمنعني؟
يمرر نظره على ملابسه ليضحك بســـخريـــة:
– هو انت بقى عريس الغفلة اللي اضحك عليه من السنيورة؟ هي فيييين؟
لتظهر سمية بأرجل مرتعشة من الصراخ فيراها شريف ويندفع إليها ممسكًا بذراعها بقوة يقول:
– تعالي هنا.. بقى أنا أعمل منك قيمة.. وأتنازل واتقدmلك وترفضيني وتتجوزي ده؟ اقسم بربي لامـ.ـو.تك هيبقى على ايدي.. العريس عارف اللي فيها ياعروسة ولا مستغفلينه؟
ليصدح صوت شادي بقوه:
– شيل ايدك.. من عليها.
ليمسكه من قميصة ويضـ.ـر.ب وجهه لكمة بأنفه جعلته يترنح للخلف وتنزف انفه ويتلطخ وجهه بالدmاء ليقول بين اسنانه:
– انت بتضـ.ـر.بني يا إبن الـ*** .
شادي:
– تعالا بروح امك أوريك إبن الـ*** هيعمل فيك إيه.
ليقوم بلكمة في وجهة مرة ويقول:
– دي عشان مديت ايدك الو*** عليها مرة في الشارع فاكر ولا لا؟
ليكمل ويضـ.ـر.به لكمة ثانية ويقول:
– ودي عشان تحترم بيوت الناس اللي داخلها.
لتتكرر الكمـ.ـا.ت ويقول:
– ودي عشان فكرت تلمسها بإيدك القذرة.. ودي عشان أوريك انا هعمل فيك ايه.
لتصرخ سمية مترجيه:
– كفاية ياشادي هيمـ.ـو.ت في ايدك.. أرجوك كفاية كده.
ولكنه لم يستمع لها ليكمل غـــضــــبه الذي انطلق من غير هوادة لتجلس على الأرضية بعيون مهتزة تائهة تتمتم ببعض الكلمـ.ـا.ت الغير مفهومة وتحتضن جــــســ ـدها لعلها تهدأ اهتزازه.. أما عنه فبعد الانتهاء من إلقائه خارج الشقة وغلق الباب التفت ليجدها علر هذه الوضعية المخيفة التي رأها بها من قبل في موقف مماثل.. يسرع لها ويجلس أمامها مهدأ:
– سمية.. أنا خلاص طردته، مش هيقدر يتعرضلك تاني.. سمية!
فيلاحظ عيونها التي تمررها على كل من حولها كأنها بعالم غير العالم.. يهزها بقوة ويقول:
– سمية.. سميــة.. متخافيش أنت كويسة؟
يحتضنها بقوة لعله يبث بيها الأمان التي تحتاجه فتلك الحالة تزيد من قلقه.. فيشعر بسكونها وثبات جــــســ ـدها مع ارتخائه ليرفع رأسها ويجدها قد غفت بين احضانه فيعتدل بجلسته ويسند رأسها علي أرجله ليتركها تنعم ببعض الراحه لعلها ترتاح.. ليقرر ماسيقدm عليه من قرارات حاسمة.
…………
تقف أمام سكرتيرته الخاصة منتظرة انتهائها من مكالمتها لتهز قدmها بتـ.ـو.تر.. تتذكر كيف تهـ.ـر.بت بالكذب عليه وادعت ذهابها للتسوق مع إصرارها للذهاب وحدها دون توصيلها لينتهي بها الامر في مكتب هذا المدعو جاسر.. تعلم انها تخاطر بذهابها له وكذبها على زوجها مع علمها بوجود عداوه مسبقة بينهما لتفيق على حديث سكرتيرته تقول:
– تحت امرك يافنـ.ـد.م أي خدmة.
لتنتبه غزل لها وتقول:
– أيوه.. أنا جايه أقابل جاسر بيه.
لتجيبها الاخري بعملية:
– جاسر بيه لسه مجاش
. هو على وصول.
…لتذهل غزل من حديثها.. فهذا يؤكد شكوكها ومخاوفها من تهرب هذا المدعو من اتصالات ملك له.. لتقول:
– هو كان مسافر؟ وهيجي امتى؟
لتقول الاخري:
– جاسر بيه كان مسافر ولسه راجع النهارده.
– طيب ..ممكن تبلغيه بالتليفون ان عايزاه ضروري.
لتنظر لها السكرتيرة بريبة وتقول:
– بس جاسر بيه مش بيحب حد يقلقه لما بيكون راجع من السفر.
غزل برجاء:
– ارجوكي الأمر مهم جدًا ياريت تتصلي بيه ان غزل الشافعي عايزاه.. هو مستني اتصالي.. لان الرقم اللي هو سيبهولي مش بيرد عليه.
السكرتيرة:
– طيب هحاول اتصل بيه على الرقم الخاص وانت وحظك لو رد.. اتفضلي استريحي.
لتجلس غزل بتـ.ـو.تر وتتسأل هل هذه الخطوة صواب؟ لتسمع صوت السكرتيرة تحدثه وتتبادل معه الحديث لتغلق الخط وتوجه لها الحديث قائلة:
-:جاسر بيه بيقول لحضرتك انه في فندق ****** ممكن حضرتك تروحي له الفندق لو الامر مستعجل لانه مش جاي الشركة النهاردة بسبب الوفد اللي معاه.
……..
في غرفه ملك
يصدح هاتفها الشخصي بعده اتصالات متتالية.. ولكن الاجابة واحدة عدm الرد.. تثقل جفونها وجــــســ ـدها الذي يزداد الما من حالتها النفسية والجــــســ ـدية انما هو يزاد ضيق وقلق متزايد .. فعنـ.ـد.ما أبلغته السكرتارية برغبه غزل بالتواصل معه ازداد قلقه عليها وخصوصًا عنـ.ـد.ما وصل لارض الوطن ووجد العديد من الاتصالات منها ومن رقم غريب غير مسجل.. ليقول:
– ياتري في ايه؟
………..
يجلس بوجه صارم لايعبر عن الغـــضــــب الداخلي الذي يعتريه من وجود هذه المخلوقة التي ترفض الابتعاد عنه مهما حاول أثنائها عن مطاردته وإلحاحها علي تواصل علاقتهما الفاشلة.. لن ينكر انه كان يجد المتعة في أحضانها الدافئة بدون مقابل تطالب به ما ترغب به وجوده فقط بحياتها.. ألا ان قرر الابتعاد وانهاء هذه العلاقه حتي يبدأ حياه آسريه جديدة.. ليقول بضيق:
– عايزه ايه يا نانسي؟ مش كنّا خلصنا من الموضوع ده؟ وقولنا نشوف حياتنا بقى وننسى الماضي؟
نانسي باغراء مقصود:
– يوسف! انت عارف إن انت الهوا اللي بتنفسه وبعدي عنك و.جـ.ـعني أوي.. انا مش طالبة كتير منك! انا كل اللي طلباه انك مـ.ـا.تبعدنيش عن حياتك بالشكل ده.
يوسف:
– وبعدين بقى.. مليون مرة أحاول افهمك ان اللي بينا كانت علاقة وقتية انت اتبسطي وانا كمان.. أنا دلوقتي راجـ.ـل متجوز وبحب مراتي.
تبتلع ريقها بالم وتقول:
– وأنا يايوسف.. انا مش طالبة إلا انك تسال عليا.. وتكون جنبي.. أنا مش طالبة اني اخدك منها مع ان هي اللي دخيلة على حياتنا.. انت عارف كويس انك اول راجـ.ـل في حياتي وآخر راجـ.ـل.. مش هسمح لأي راجـ.ـل تاني ياخد مكانك عندي.. انت ليه مش مقدر حبي ليك؟ انا مش متخيلة اني قعدة بتحايل عليك انك متسبنيش!
لتشعر بحرقان أعينها بسبب ظهور الدmـ.ـو.ع بهما.. ليغمض عينيه بقوة شـ.ـديدة يتمنى ان ينهي هذا الموقف ويضغط على انفه لعله يجد حلًا وتصفو حياته من كل الشوائب القديمة.. ليفتح أعينه ليستعد بتوبيخها إلا أن صوت هاتفه يصدح بنغمة مخصصه لمن تأثر قلبه ليجيبها:
– ألو.. إيه ياقلبي.. خلصتي مشاويرك ولا لسه؟
غزل:
– ااااه خلصت انا راجعه الفيلا.
يوسف:
– طيب ياقلبي.. أنا كمان شوية هرجع في شغل.
لتشعر بالارتباك تقول:
– ايه؟ اه ..طيب قدامك قد ايه وترجع؟
يوسف:
– ممكن ساعتين تلاتة لاني برة الشركة وهرجع امضي ورق الاول.. انتِ بس خلي بالك من نفسك وأنا مش هتأخر.. سلام.
كل هذا الحوار تحت اعين مملوءة بالكرة والحقد لمن أخذت مكانها وحياتها.. ليقطع شرودها يوسف:
– أظن يا نانسي انا فهمتك وضعي الجديد.. ياريت تتفهميه وانا اتمني ليكي حياة افضل.
ليقوم بالوقوف مستعدا للانصراف من علي طاوله المطعم نانسي إلا انه لاحظ ثبات أعينها بذهول خلفه مع ملامح غريبة عليها لينظر خلفه لعله يعرف ماسبب تحول نظراتها وتغير حالها المفاجئ ويقول:
– في حاجة؟ بتبصي على ايه؟
لتتـ.ـو.تر نانسي وتقول:
– أصل.. أصل..
ليضيق يوسف ويقول:
– اصل ايه؟ مـ.ـا.تتكلمي مرتبكة ليه!
نانسي بخــــوف:
– اصل زي ما أكون لمحت مراتك معدية دلوقت.
ليفرغ فاهه للحظات مع ارتفاع حاجبيه لتصدح بعدها ضحكة عالية جعلت من حوله ينتبه لهما ويقول:
– دي لعبة جديدة يانانسي؟ مراتي لسه مكلمها قدامك وهي في البيت.
نانسي بثقة:
– وانا هكدب عليك ليه؟مش عايز تصدق انت حر.. انا بس خايفة تكون بتراقبك.
يوسف:
– بتراقبني! انت هتقلقيني ليه؟ وكمان هي ايه اللي يخليها تعمل كده!
نانسي:
– عمومًا أنت حر انا ماشية بس خلي بالك.. انا رغم إن بحبك يا يوسف بس ما حبش إن بيتك يتخرب بسببي.. عن إذنك.
يوسف:
– استني.. انتِ شوفتيها رايحة من أي اتجاه؟
نانسي بتعجب:
– ليه؟
يوسف وقد بدأ يفقد صبره:
– انطقي يا نانسي.. لازم اتاكد اذا كانت هي ولا لا واشوف هعمل إيه؟
نانسي وهي تشير بيدها:
– كانت رايحة ناحية الاستقبال.
يوسف بأمر :
– طيب قومي معايا.
ليتحرك يوسف بحذر وعينيه تراقب من هم موجودين وكأنه يبحث عن فريسته يريد ان يتأكد مما قالته نانسي.. وعند اقترابه من حاجز الاستقبال شعر بغان الارض تميد به من الصدmه ليجدها واقفة بظهرها.. واقفة أمام موظف الاستقبال الذي علي مايبدو يبحث عن شيء بجهاز الحاسوب وتقف هي موالية ظهرها له يظهر علي حركة قدmها التـ.ـو.تر.. ليحاول يوسف الاختباء خلف عمود رخامي في الفندق.. ويسمع نانسي من خلفه تقول:
– صدقتني.. انها هي، معقول تكون عارفة انك جاي تقابلني.
ليقول يوسف بصوت مـ.ـيـ.ـت:
– مش عارف.
ليلاحظ رفع الموظف وجهه لها بعد إنهاء مكالمته.. وإلقاء بعض الكلمـ.ـا.ت المبهمة وتحرك رأسها له بتفهم.. ليجد من يقترب منها لتلتفت له وكانت هذه الصدmة الثانية له ليقول بذهول:
– جاسر!
↚
ليتحرك يوسف بحذر وعينيه تراقب من هم موجودين وكأنه يبحث عن فريسته يريد أن يتأكد مما قالته نانسي.. وعند اقترابه من حاجز الاستقبال شعر بأن الارض تميد به من الصدmة ليجدها واقفة أمام موظف الاستقبال الذي على مايبدو يبحث عن شيء بجهاز الحاسوب، وتقف هي موالية ظهرها له يظهر على حركه قدmها التـ.ـو.تر، ليحاول يوسف الاختباء خلف عمود رخامي في بهو الفندق ويسمع نانسي من خلفه تقول:
– صدقتني.. إنها هي؟ معقول تكون عارفة إنك جاي تقابلني!
ليقول يوسف بصوت مـ.ـيـ.ـت:
– مش عارف.. ليلاحظ رفع الموظف وجهه لها بعد إنهاء مكالمته وإلقاء بعض الكلمـ.ـا.ت المبهمة وتحرك رأسها له بتفهم.. ليجد من يقترب منها لتلتفت له وكانت هذه الصدmة الثانية له ليقول بذهول:
– جاسر!
………….
عنـ.ـد.ما أعلمه موظف الاستقبال بوجود امرأة تقوم بالسؤال عليه توقع علي الفور ان تكون هي فيطلب الأذن من ضيوفه الألــمان ويتركهم أمام المسبح ويتجه إلى بهو الاستقبال ويجدها تنتظره.. ليقول:
– مدام غزل!
لتلتف له وتقول:
– أيوه.. حضرتك أستاذ جاسر مش كده؟ أعتقد اتقالبنا قبل كده في الشركة؟
جاسر بتـ.ـو.تر:
– آه فعلًا، وكنت منتظر مكالمتك ليا.. خير هو في حاجة؟
لتلاحظ غزل وقوفهما وسط الفندق أمام المارة ليقطع تفكيرها ويقول:
– اتفضلي معايا نشرب حاجة وندردش شوية.
لتقول باندفاع:
– انا مش جاية أشرب أنا جاية بخصوص ملك.
ينقبض قلبه ويسقط بين قدmيه ويقول بخــــوف:
– ملك.. هي فيها حاجة؟ أرجوكِ طمنيني.
غزل:
– اعتقد فعلًا لازم نقعد عشان نتكلم.
ليشير لها بان تتقدmه لتلبي دعوته وكل هذا تحت أنظار كارهة يحاول السيطرة على غـــضــــبه بسبب قفز كل الأفكار السوداء التي تشينها.. يحاول أن يهدأ من غـــضــــبه حتى لا يتسرع في أخذ خطواته، يجب عليه أن يفكر بأكثر عقلانية.. فقلبه يؤكد له أنها بريئة من شكوكه ويجب أن يكون هناك سببًا لمقابلتهما لا يعلمه ولكن كيف وقد كذبت عليه بوجودها بالفيلا؟ ليهاجمه عقله ويؤكد له أنها كاذبة وقد خُدع فيها كالمرات السابقة.. ليفيق مرة أخرى على يد نانسي فوق كتفه تقول:
– يوسف؟ هتعمل إيه! أكيد في سبب إنها تيجي النهارده، أكيد لو سألتها هتقولك.. لينظر لها بعينين كجمر مشتعل فيزداد خــــوفها من ملامحه فهي تعلم مدي غـــضــــبه.. لتقول محاولة تهدئته:
– بتبصلي كده ليه؟ أنت ناوي على ايه يا يوسف!
لم تكمل جملتها لتجده يتحرك بعصبية لرجل الاستقبال لتلحقه بأنفاس مضطربة تحاول اخماد غـــضــــبه وتسمعه يقول:
– جاسر فخر الدين رقم أوضته كام؟
الرجل :
– اسف يا فنـ.ـد.م ماينفعش نبلغ حد باسرار نزلائنا.. لو حضرتك عايزه ممكن تبلغنا باسمك ونتصل بيه نسأله.
يوسف يفقد سيطرته ويمسكه من زيه:
– انت اتجننت يالا مش عارف بتتكلم مع مين؟ أنت تنطق وتقولي رقم غرفته كام بدل ما أكون سبب رفدك.
الرجل:
– يافنـ.ـد.م عيب كده.. أنا بشوف شغلي.. لو حضرتك حابب تقابله ممكن نتصل بيه، زي الضيفه اللي جت قبلك.
ليبتلع يوسف ريقه بصعوبة ويقول:
– اسم الضيفة ايه؟ وطلعت معاه اوضته ولا لا؟
الرجل :
– اسف يافنـ.ـد.م مش مسموحلي اتكلم.
لتتدخل نانسي لتهدأ الموقف:
– احنا اسفين جدًا على اللي حصل.. يلا يا يوسف ما ينفعش كده.
ليدفع يدها بقوة وعينه على الموظف ويقول بهدوء منافي:
– طيب هسألك سؤال وما تتكلمش هز رأسك بأه أو لأ، اللي سألت علي جاسر فخر الدين إسمها غزل الشافعي مش كده ؟!
لينظر له موظف الاستقبال بجمود بضع لحظات ظن فيهما يوسف أنه سيرفض الإجابة ألا انه وجده يهز راسه بنعم.. ليتجمد الدmاء في عروق يوسف وكأن دلو من الماء البـ.ـارد فوق رأسه.. لتسحبه نانسي من ذراعه والوجوم يغطي ملامحه كأن العالم اختفى منه البشر، لا يسمع فيه إلا لخطواته.
……………………………
لم يشعر بنفسه إلا وهو جالس على أريكة بشقة نانسي وهي تجلس أرضًا تحت قدmيه تحاول تهدئته وإخراجه من حالته لتقول:
– يوسف مـ.ـا.تسكتش كده.. أكيد في حاجه غلط، أنا آه بكره غزل عشان خدتك مني.. بس اكيد مش خـ.ـا.ينة.. اللي يعاشرك يا يوسف عمره مايخـ.ـو.نك.
ليقول بوجوم كأنه يدبر لشيء:
– كله هيبان.. ولو طلعت خائنة يا ويلها مني.. هتتمني المـ.ـو.ت من اللي هعمله فيها.
نانسي:
– مـ.ـا.تستعجلش يا يوسف ولازم تتاكد.
ينظر إليها بنظرات مختلفة ويرفع يده ليربت علي وجنتها ليقول:
– ت عـ.ـر.في يانانسي.. إنك وفية أكتر من ناس كتير حوليا.
…………
يقف أسفل المبنى ينظر لها لعلها تقتنع بقراره الذي حسمه ليلة أمس.. إلا أنها رفضت بشـ.ـدة عنـ.ـد.ما عرض عليها ذهابها لطبيبة نفسية حتى يعرف سبب حالتها التي تهاجمها عند كل تـ.ـو.تر.. ليقول شادي:
– ممكن أعرف إيه كل التـ.ـو.تر ده؟ أنت متأكده إني خايف عليكي وعايز مصلحتك ولا لأ؟
لتجيبه سمية بغـــضــــب:
– وأنا قولتلك إني مش عايزة أروح لدكاترة أنا كويسة.
شادي:
– ياحبيبتي أنا عارف انك كويسة ومافيش حد زيك.. بس أنا حابب أطمن عليكي.. موضوع النسيان اللي بيجيلك ده مش أول مرة يحصلك.. طيب إيه رأيك نعتبرها دردشة ولو ما استريحتيش مش هضغط عليكي تيجي تاني؟ تمام!
لتوافقه سمية وتقول:
– تمام.
………
تستيقظ من سباتها وإرهاقها تتململ من شـ.ـدة الألــم تحاول دخول الحمام لعلها تفيق من خمولها وكسلها الذي جد عليها مؤخرًا، ترى هل هذا كله من آثار الحمل؟ تنهض بتكاسل وتقع عينيها علي هاتفها الموضوع على الطاولة الصغيرة بجوار فراشها لتزفر بفقدان أمل ظنًا منها أنه نساها وألقى بها خلف ظهره فهو لم يجبها على اتصالاتها ولم تعرف أين اختفي؟ جهلت بمحاولة اتصاله بها على الفور بعد علمه باتصال غزل.. لتتجه إلى حمامها لعلها تصفي ذهنها وتتخلص من إرهاقها.
……………….
– حامل!
قالها جاسر بصدmة ليتعرق من صدmته ويكمل:
– أنتِ متاكدة إنها حامل؟ ملك حامل!
غزل بتهكم:
– غريبة إني شيفاك مصدوم.. هو مش المفروض انك جوزها ولا أنا فهمت غلط؟
جاسر بتصحيح:
– لا أنا ما اقصدش بس الصدmة شـ.ـديدة.. رغم إننا واخدين حذرنا.
غزل بتعجب:
– حذرك! عمومًا مش ده موضوعنا.. أنا اللي يهمني دلوقت أنت هتعمل إيه؟ انت لو بتحبها فعلًا زي ما أنا شُفت في عينك، لازم تصلح الوضع ده قبل مايوسف يعرف.
جاسر:
– يامدام غزل أنا فعلا طلبت ايدها منه وهو رفض.. ومش عارف أعمل إيه تاني.
غزل:
– وحضرتك قبل ما تعمل المصـ يـ بـةدي مافكرتك مين ممكن يكون الضحية نتيجه أفعالك؟ أنا اسفة مش قادرة اتحكم في أعصابي الموضوع صعب بالنسبالي.
جاسر:
– أوعدك إن أروح ليوسف ولو رفض هضطر أشهر جوازنا غـ.ـصـ.ـب عنه.. انتِ مش عارفه ملك بالنسبة لي ايه!
غزل بشرود:
– ربنا يستر من اللي جاي قلبي مش مطمن.
……………….
يقوم بترتيب حقائبه وملابسه لقد قرر السفر بلا عودة لهذه البلاد.. ليصدح هاتفه برنين يجدها غزل ليلقي عليها التحية فتجيبه بلهفه:
– يامن.. أنت عامل إيه؟
ليبتسم على براءتها:
– الحمد لله لسه عايش.
غزل بلهفه:
– مـ.ـا.تسافرش يا يامن.. عشان خاطري.
يامن:
– خاطرك غالي ياغزالي.. بس مبقاش ينفع ياغزل.
غزل بشبه بكاء:
– أنا كان نفسي تفضل معانا.. ليه كل اللي بحبهم بيبعدوا عني؟ ليه دايمًا عايشة مهددة إني في أي وقت هفقد حد غالي.. مـ.ـا.تزعلش من يوسف، يوسف بيحبك.. مش انت اللي قولتلي يوسف بيحب بغباء قبل كده.
يامن بضيق:
– مبقاش ينفع ياغزل.. يوسف بيتعامل معايا إني طفل صغير هو اللي يمشي كل اللي حواليه على مزاجه.. كل أما أحاول أشوف حياتي واحب واتحب يطلعلي يوسف في البخت.. لازم ياخد الحاجة اللي في إيدي.
غزل برفض:
– لا يامن انت غلطان المرة دي.. الكلام اللي سمعته منك بخصوص تقى ويوسف مش صحيح.. أنت إزاي تظن أن تقى بالأخلاق دي.. أنا آه يمكن مكنتش على وفاق معاها طول عمري بس ماحبش انك تتكلم في أخلاقها أبدًا.
لينظر إلى دبلته التي وجدها بـ.ـارض اليخت بشرود ويقول:
– للاسف ياغزالي مدام الشك دخل بين أي اتنين يبقي بنحكم على العلاقة بالفشل من قبل ما تبتدي.
غزل بترجي:
– أدي لنفسك فرصة وبلاش تضيع تقى من إيدك يا يامن، تقى مـ.ـا.تستاهلش كده.. تقي بتحبك يايامن بس كبريائها اللي بيسيرها.
يامن بإصرار:
– خلاص ياغزل اللي حصل بينا ماينفعش يتصلح تاني.. أنا باتمنالها تبدأ حياة جديدة مع واحد غيري.. يستحقها.
غزل:
– براحتك يا يامن بس أتمنى انك مـ.ـا.تنـ.ـد.مش على قرارك ده بعدين.. وبقولها تاني فكر ومـ.ـا.تبعدش عننا عشان احنا محتاجينك.. مش بعد ما لقيت الأمان انت كمان تسبني وتمشي.
يامن بمرح يعكس ما بداخله:
– انا عمر ما اقدر أبعد عنك ياغزالي، هتواصل معاكي دايمًا ومتخافيش لما تحتاجيني هتلاقيني جنبك على طول.. أشوف وشك علي خير.
غزل ببكاء:
– مع السلامة.
……………….
يدخل بملامح غير مقروءة يظللها الوجوم ويقول:
– بتكلمي مين؟
غزل بانتفاضه:
– يوسف! انت جيت امتى؟
يوسف بغموض:
– إيه؟ مكنتش عايزاني أرجع!
غزل:
– إيه اللي بتقوله ده، لا أنا مش قصدي.. هو أنت فيك حاجة شكلك مش طبيعي.
ليبتسم بســـخريـــة ويمر من جانبها بعدm اهتمام ويقوم بخلع سترته ويقول:
– لا أبدًا مـ.ـا.تخديش في بالك.. شوية إرهاق من الشغل.
تقترب منه وتضع يدها علي كتفه فتشعر بتصلب جــــســ ـده من لمستها:
– انت في حاجة تعباك أجيبلك مسكن؟
يوسف بجفاء:
– لا.. انا هاخد حمام وأنام.
غزل بتعجب:
– تنام دلوقتي؟ احنا الساعة ٧!
ليقول بغـــضــــب:
– إيه المشكلة؟ واحد وعايز ينام هاخد الأذن منك عشان أنام.
غزل بحـ.ـز.ن:
– لا يا يوسف مش هتاخد الأذن.. عن إذنك.
………
تعود إلى حجرتها بعد أن اطمأنت على ملك وأوصت الخادmة هناء بإعداد لها كوب من الحليب الدافئ يساعدها على الاسترخاء بعد أن أخبرتها بما دار بينها وبين جاسر لتتركها بعد علمها باتصاله الملهوف ليطمأنها انه لم يتخلي عنها.. ولكن مايشغل بالها هو التقلب المزاجي لها تُرى ماسبب هذا المزاج العكر ولكن التفكير في الأمر يشعرها بالانقباض وتقلص معدتها ربما حالتها هذه من التـ.ـو.تر المحيط بها وكثره تفكيرها في حالة ملك.. تفتح باب حجرتها بحرص شـ.ـديد خــــوفًا من إزعاجه إلا أنها تنصدm عنـ.ـد.ما تجده مستيقظًا.. مسند ظهره على الفراش يدخن بشراهة.. نعم من الواضح انه قد استهلك علبتا سجائر بسبب كثرة الدخان المحيطة به ويبدو انه لم يشعر بها عند دخولها فتسعل بشـ.ـدة لينتبه إليها عاقد حاجبيه متسائلًا لتقول:
– إيه الدخان ده كله يا يوسف؟ اللي يدخل الأوضة يقول عليك اتجننت وولعت فينا.. وكمان قافل الشباك! لا انت اكيد مش طبيعي.
وتتجه لفتح النوافذ لعلها تتخلص من هذه الروائح الكريهة.. ولكنه لم يجبها فتكمل مع اقترابها والجلوس بجواره:
– يوسف.. أنت مش بترد عليا ليه؟ أنا زعلتك في حاجة؟
يوسف:
– روحتي فين النهاردة؟
غزل:
– ما أنا قولتلك رحت اشتريت حاجات وكلمتك لما روحت.
يوسف:
– ممم.. حاجات ايه بقي مش هتفرجيني!
غزل بابتسامه خجولة:
– لا مش هينفع افرجك.. خليها مفاجأة.
– بس أنا مصمم اشوف وحالًا.
قالها يوسف بإصرار.. أما هي لتشعر شعور غريب بالنسبة له هذا ليس يوسف من يعشقها به شيء مختلف يخيفها.. لتقول بتـ.ـو.تر:
– صحيح.. انت ما نمتش ليه؟
لينظر داخل عينيها الرمادية يستجدي برائتها لعلها تنقذه من شكه الذي يقــ,تــله ويرفع أصابعه يمررها على وجنتها ويقول:
– بتحبيني ياغزل؟ بتحبيني قد ما بحبك.
لتشعر ببعض الجرأة التي تدفعها وتقبل أطراف أصابعه التي يمررها على وجنتها فتشعل جــــســ ـده بهذه الحركة البسيطة ويسمعها تقول:
– أنت لسه بتسأل اذا كنت بحبك أو لا؟ تسمحلي اقولك ياجينيرال انك اغـ.ـبـ.ـي تلميذ بيتعلم الحب.
يمسكها من ذراعيها بقوة ويقربها منه ويهمس امام وجهها بغـــضــــب مكتوم:
– دي مش إجابة؟ مـ.ـا.تهربيش من إجابة السؤال! بتحبيني ولا لأ؟ تقدري تعيشي من غيري؟ تقدري تكوني لحد تاني غيري وتنامي في حـ.ـضـ.ـنه ويلمسك زي ما أنا لمسك دلوقت!
لتهرب الكلمـ.ـا.ت منها وتهز رأسها بالرفض خــــوفًا من أسئلته.. عنـ.ـد.ما يلاحظ صمتها.. يزداد غـــضــــبه منها ليضغط على ذراعيها بقوة تؤلمها وبلحظة واحدة تجد نفسها بأحضانه يلتهم شفتاها بقبلة عنيفة لم تجربها معه من قبل.. فتحاول التحرر منه حتي تعترف له بحبها الحقيقي له ولكنه يعتبر محاولاتها رفضًا له.. فيزيد من ضمها أكثر راغبًا في تكسيرها وآلامها كعقـ.ـا.ب لها.
يقف بجوارها يراقبها وهي في سباتها يظهر على ملامحها بعض التشنجات كأنها تعاني من حلم مزعج.. تلح عليه رغبته في إيقاظها ومواجهاتها بشكوكه لعله يجد إجابه تريحه ولكنه يشعر بالخــــوف من هذه المواجهة خــــوفًا من خسرها في كلًا الحالتين يعلم أنه إذا أثبت له خيانتها فلن يرحمها ولكن ماذا لو كانت كل مايفكر به مجرد هواجس؟ سيخسرها للأبد ولن تقبل الإستمرار معه بعد شكه بها للمرة الثانية.. ليلاحظ ازدياد تشنجها وتعرقها كأنها تقاوم شيء ما وتغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة ليسمع اسمه يخرج من شفتاها كأنها تستنجد به ليقترب منها يحاول إيقاظها:
– غزل.. غزل فوقي.. أنتِ بتحلمي.
لتنتفض شاهقه من كابوسها تحاول استجماع ثباتها وتسمعه:
– انتِ كويسة؟ كنتي بتحلمي؟
ليجدها تنظر له بخــــوف وتقول:
– يوسف، أنا… انت.. بت.. بتحبي صح؟
فيعقد حاجبيه من سؤالها:
– ايه السؤال ده؟ انا بعشقك ياغزل مش بحبك بس.
فيضمها له ليجدها تتشبث به كأنها تطلب حمايته وتقول:
– انا خايفة أوي.. مـ.ـا.تبعدش عني.. أنا حلمت ب.. بأنك.
يوسف ليخفف عنها:
– ششش.. بس مـ.ـا.تحكيش حاجة.. لو الحلم مضايقك مـ.ـا.تحكيهوش.. وأنا هفضل جنبك طول عمري مش هبعد عنك ابدًا.
غزل:
– أبدًا؟
يوسف بتأكيد:
– أبدًا أبدًا.
……………
مرَّ أسبوعان عليهما يحاول كلًا منهما إظهار حبه للآخر بكل الطرق ولكن مايعكر صفوة شكه المستمر بها حتى وصل به الحال بتعين شخص لمراقبة تحركاتها وإطلاعه بها، أما عنها فما يعكر صفوها عدة أمور.. منها قلقها الذي يزداد على ملك وخــــوفها من ظهور علامـ.ـا.ت الحمل عليها قبل أن تحل مشكلتها وقلقها من هذا الحلم الذي يستمر معها منذ فترة هذا الحلم الذي كان يطاردها منذ سنوات من قبل معرفتها بيوسف إلا أن الحلم يتكرر ويتكرر مع ظهور يوسف به.. لتسمع يوسف يقول:
– ايه ياغزل مش بتكلي ليه؟
غزل بانتباه:
– إيه.. لا باكل، معلش سرحت شويه.
يوسف بمداعبه:
– في إيه بقى؟ ينفع أكون جنبك وتسرحي في حد تاني.
غزل:
– مغــــرور.
يوسف:
– مغــــرور بيكي.
غزل:
– يوسف ممكن أسألك سؤال.
يوسف:
– أكيد.
غزل:
– ليه عمرك ما تكلمت معايا فأمور الأطفال.. أنا اعرف إن أي راجـ.ـل كل اللي بيتمناه بعد الجواز أن يجيب طفل.. بس أنت عمرك ما اتكلمت معايا في الموضوع ده.
يوسف وقد تصلب جــــســ ـده من كلامها ليحاول إخفاء تـ.ـو.تره وابتلاع لقيمـ.ـا.ته بصعوبه:
– لا، أبدًا.. إزاي، أكيد حابب أكون اب وعندي أطفال، بس يعني يمكن أكون مأجل التفكير في الموضوع شوية.. انا عايز أعيش معاكي يومين حلوين قبل ما تنشغلي عني.. ولا ايه رأيك.
غزل بخجل:
– بس.. مش يمكن أكون ليا رأي تاني؟ ومستعجلة اني أكون أم.
يوسف:
– ليه بس ياغزل.. مستعجلة ليه؟ أكيد اليوم ده هيجي.. غزل ممكن أسألك سؤال؟
غزل بابتسامة:
– طبعًا يا يوسف.
يوسف بصوت مهزوز:
– هو يعني.. لو.. لو اكتشفتي اني يعني.. مقدرش اخلف، هتسبيني؟
غزل بصدmة من سؤاله:
– ايه اللي بتقوله ده يا يوسف.. لأ طبعًا.. أنا مقدرش أسيبك.. طيب انت لو اكتشفت اني مقدرش اجيب ولاد ليك هتسبني؟
يوسف برفض:
– أكيد لأ.
غزل مطمئنه له:
– وانا كمان بقولك أكيد لا.. مقدرش اسيبك.
يوسف بسعادة:
– الحمد لله.. ربنا مايحرمني منك يارب.
غزل:
– كل وبطل رغي عشان تلحق الشركة.
يوسف وهو يكمل طعامه:
– صحيح هي ملك من ساعة ما خلصت امتحاناتها مش سامعلها صوت.
غزل:
– ملك.. أ..
– مين اللي بيجيب سيرتي علي الصبح.
قالتها ملك بضيق مفتعل.. ليلتفت لها اخيها:
– اخيرًا طلعتي من قوقعتك.. إيه مافيش اخ تسألي عليه.. أنا افتكر أخر مرة شوفتك كان في فرحي.
ملك بســـخريـــة وهو تجلس أمام غزل:
– ومدام انت عارف ده.. ماسألتش على أختك ليه المدة دي كلها؟
يوسف بمداعبة:
– لا ده انتِ زعلانة بقى وأنا مش واخد بالي.. عمومًا مـ.ـا.تزعليش الفترة اللي فاتت اخدتني منك بس خلاص مش هتلاقي مشغول عنك.
إلا أنه يدقق النظر بوجهها.
ويقول:
– ملك انتِ كويسه؟ حاسس انك تعبانه ياحبيبتي.
لتسعل غزل بشـ.ـدة من تعليقه وتتناول كوب الماء الذي سقطت قطرات منه أثناء تناولها إياه وتسمع ملك تقول:
– لا ابدًا تلاقي حبة إرهاق انت عارف انها كانت آخر سنة وكانت محتاجة مذاكرة.
يوسف:
– طيب.. أتمنى أن أسمع خبر حلو قريب عن النتيجه.. لأن أعملي حسابك مكانك موجود من دلوقتي في الشركة.
ليهم بالوقوف مودعًا كلًا منهما وسطت نظراتهما القلقة لتقول غزل:
– كلمتي جاسر؟
ملك:
– كلمني وقالي انه هيروح ليوسف تاني الشركة وربنا يستر.. بس هيعدي عليا هنا قبلها عشان وحشته.
غزل:
– إن شاء الله هيوافق.. مـ.ـا.تقلقيش.
ليقطع حديثهما دخول هناء الخادmة ممسكة بيدها شيء ما تقدmه لغزل وتقول:
– اتفضلي ياهانم الحاجة اللي طلبتيها مني الصبح.
غزل بامتنان:
– شكرًا يادادة.. بس مش هوصيكي محدش يعرف اللي طلبته نهائي.
لتعقد ملك حاجبيها تقول:
– ايه ده؟ هو أنتِ عيانة؟
لتجيبها غزل:
– لا.. مش عيانة يا أم العريف تعالي فوق وانا اقولك.
……………..
أثناء قيادته السيارة قام بالاتصال برقم ما ليقول:
– ايه الاخبـ.ـار؟
– تمام.. زي ما أنت عينك مـ.ـا.تنزلش من عليها.. وكل تحركاتها تكون عندي.. سلام.
………
تقف ملك بغرفة نوم يوسف وغزل.. تقوم بالتصفح عبر موقع التواصل الاجتماعي بهاتفها منتظرة خروجها من حمامها.. لتسمع صوت الباب فتنتبه لخروجها تعلو على وجهها الصدmة ممسكة بين أصابعها الإختبـ.ـار المنزلي الحمل لتحدث نفسها بذهول:
– انا.. حامل.. حامل ياملك.
لتصرخ ملك فرحة وتقترب منها وتقول مش معقول أنا مش مصدقة نفسي.. مبروك ياغزل.. ده يوسف هيفرح أوي.
فتتحرك غزل بهدوء وتجلس على فراشها ويعلو وجهها الوجوم وتقول:
– هيفرح! تفتكري يوسف هيفرح للخبر ده؟
لتواجهها ملك قائلة:
– طبعًا اكيد هيفرح.. في راجـ.ـل ما يفرحش انه هيكون أب.. وخصوصًا من اللي بيحبها.
غزل بقلق:
– بس أنا حاسة أن يوسف مش حابب يجيب أطفال دلوقتي.. وكمان هو قالي كده.
ملك:
– ايه الكلام ده؟ لا طبعًا أكيد مايقصدش أي راجـ.ـل بيفكر كده بس بعد مايعرف الخبر ده بيطير من الفرحة.. ها هتقوليله امتى؟
غزل:
– لا لا مش هقوله دلوقت.. أنا عايزة اعمله مفاجأة ليها ترتيب عندي.
ملك:
– ربنا يهنيكم يارب.
ليصدح صوت رنين هاتف ملك وتجده اخيها يامن فتجيبه بلهفه:
– حبيبي عامل إيه؟!
يامن:
– الحمد لله.. طمنيني انت كويسة؟
ملك:
– الحمد لله مع اني زعلانة منك ومن اللي عرفته.. انت فسخت خطوبتك من تقى.. تقى بتحبك يا يامن انت مش عارف حالتها بقت ازاي بعد ماسبتوا بعض.
يامن:
– مـــلك أنا بتصل بيكي عشان اقولك اني مسافر كمان يومين.. عشان لو محتاجة حاجة.
ملك:
– لا مش محتاجة.. عايزه سلامتك.. على فكرة غزل جنبي وعايزه تقولك خبر هيبسطك.
غزل:
– السلام عليكم.
يامن:
– وعليكم السلام ..عامله ايه ياغزالي.
غزل بسعادة:
– الحمد لله.
يامن:
– ايه الخبر ياغزالي اللي ملك بتقول عليه؟
غزل بخجل:
– انا حبيت ابلغك قبل يوسف نفسه.. أنا.. أنا.. يعني.. انك هتكون عم تقريبًا بعد تمن سبع شهور كده.
لتزول الإبتسامة من شفتيه ويظهر الصدmة على وجهه جلية ويبتلع ريقه بصعوبة ويقول بصوت مهتز:
– يعني إيه؟ مش فاهم.. أنت تقصدي انك؟
غزل بسعادة:
– ايوه اللي انت فهمته.. أنا حامل.
ليلقى بجــــســ ـده جالسًا على الفراش خلفه وتدور في خياله بعض من السينــــاريوهات بعد علم يوسف بهذا الخبر ويسمع صوتها:
– يامن.. الو.. انت سامعني.. بقولك أنا حامل.
يامن:
– ازاي!
غزل:
– هو ايه اللي ازاي؟ هو أنت مش فرحان ولا ايه.
يامن يلملم أفكاره:
– لا.. أبدًا.. أنا مبسوط جدًا بس هو.. هو يوسف عرف ولا لسه.
غزل:
– لا عملاهاله مفاجأة.
يامن:
– كويس.. ألف مبروك ياحبيبتي.. معلش هقفل واكلمك تاني.. سلام.
لتغلق الخط وتنظر لملك باستغراب لرد فعل يامن وتقول:
– هو ليه حاسة أن يامن مش مبسوط.
……..
يجلس بمكتبه شاردًا يحاول لملمة أفكاره وترتيبها فمنذ آخر مكالمة وصلته من المكلف بمراقبة تحركاتها وهو ثابت دون حراك لا يعلم كم مر من الوقت عليه وهو على نفس الوضعية.. أفكار وشكوك بدأت في الوضوح بعد أن كان يقاومها.. مدافعًا عنها.. لقد ابلغه بحضور شخص غريب على الفيلا ودخولها بعد خروجه مباشرة، ليطلب منه التقاط صوره واضحة لهذا المجهول وإرسالها له ليفاجئ بجاسر وهو يخرج من باب الفيلا بثقه وصور أخرى يلوح بيده لأحد ما داخل الڤيلا.. ومع سؤال المراقب عن المدة التي استغرقها.
بالداخل.. ليكتشف أنه أطال المكوث بالداخل لمدة ساعه كاملة.. ليزداد غـــضــــبه الذي يحاول أن يسيطر عليه لكن لابُد أن يكون الذكي هذه المرة ولا يندفع يحب أن يعـ.ـا.قب كل شخص خانه وطـــعـــنه ولمن بطريقته الحديدة بعد أن أتت الكثير من التخيلات الفاجرة لعقله.
ليرفع سماعة هاتفه ليسرع في طلب محامي الأسرة المقرب وطلب منه بعض الأوراق الخاصة.
……………..
يدخل عليها بملامح مبهمة بالنسبة لها يجدها تتصفح هاتفها باهتمام حتى أنها لم تشعر بوجوده مع ظهور هذه الملامح البـ.ـاردة على وجهة، أما هي فكان كل تركيزها على صور المواليد من الذكور والإناث وتصفح بعض الصفحات الخاصة بالحوامل والمواليد.. فتسمعه يقول بصوت بـ.ـارد:
– بتعملي إيه؟
غزل بانتفاضة:
– انت جيت امتى؟
بملامح بـ.ـاردة عليها يجيبها بســـخريـــة ظاهرة:
– من بدري.. بس شكلك اللي مشغول اوي لدرجة انك ماحستيش بيا أما دخلت.
لتجيبه بابتسامة:
– لا أنا عاوزاك اليومين دول تتعود على كده.
ليرتفع جانب فمه بشبه ابتسامة مغتصبة:
– ليه إن شاء الله، قررتي تكوني مفيدة للمجتمع بدل قعدتك دي!
لتبتلع غصة مؤلمة لشعورها باستهزائه منها.. وتكاد أن تجيبه يقاطعها عنـ.ـد.ما ولاها ظهره يقول:
– هي ملك اتعشت؟
لتقول:
– ايوه اتعشت.
يوسف وهو يتجه إلى حمامه:
– طيب كويس مـ.ـا.تنتظرنيش عشان انا اتعشيت بره.. وهننزل اكمل شغل عندي في المكتب.. آه في ورق عايز أمضته بخصوص الشركة بما إن عمي مش موجود وبصفتك ليكي النسبة الأكبر في الشركة هتمضي مكانه.
لكنه لم ينتظر ردها أما هي ظلت تنظر للفراغ فحاجب معقود لتغير حاله المفاجئ رغم عدm اقترافها لأي خطأ.
……………………..
بات ليلتها بغرفة مكتبه جعلها حصنًا له حتى يستطع تصفية ذهنه وترتيب أفكاره، يريد ترتيب خطواته حتى لا يقع في أي خطأ حتى الآن يرفض فكرة خيانتها فلا بُد من حدوث سوء فهم.. كيف لهذا البغيض أن يطلب منه اخته ذات يوم؟ وتقع زوجته في براثنه.. هل كان كل ذلك حيلة ليبعد ذهنه عن علاقتهما.. لما لا يواجهها بشكوكه.. لما لا يسألها مباشرة.. غزل! هل ت عـ.ـر.فين جاسر.. لا لا ليس هذا السؤال.. بل غزل! هل تقابلينه؟ هل يوجد بينكما أي رابط لا أعلمه؟ ما هذا الهراء.. لا ينقصه إلا اغن يذهب لها ويسألها، غزل! هل تخونيني مع جاسر! ليضحك بســـخريـــة على أفكاره، كيف لها أن تكذب عليه؟ لو كانت صارحته بمقابلتهما وأطلعته عن سببها لكان الأمر أشـ.ـد وطأة الآن من هذه الدوامة، ما بالك يا يوسف تدافع عنها وتبرأها ألــم تراه خارجًا من بيتك وعنـ.ـد.ما سألتها أن جاء أحد اليوم كذبت ونفت حضوره؟ كاذبة.. ماكرة.. كيف أعمته رقتها الزائفة؟
……………….
استيقظت على رنين هاتفها المستمر تقاوم حالة الخمول لاتعلم كم الوقت ولكنها لا تستطع مقاومة النوم اللذيذ ما بالها تعشق النوم منذ علمها بحملها تمد يدها تخرج هاتفها الموجود أسفل وسادتها وتضعه على أذنها وتزفر قبل أن تجيب وتقول:
– الو.. مين؟
لتنتفض عند سماع صوت الطرف الاخر قائلةبتـ.ـو.تر:
– خير.. في ايه؟
ليجيبها:
– الحقيني ياغزل أنا مش عارف اعمل إيه.. ملك بتنزف ومش عارف اتصرف وهدومها كلها اتبهدلت.. الإسعاف في الطريق.
لتفرك جيبنها البـ.ـارد بأصابع متـ.ـو.تره تقول:
– إيه اللي جاب ملك عندك.. وايه اللي حصل بالضبط.
ليصـ.ـر.خ جاسر:
– مش وقت اسأله هتساعديني ولا أعمل إيه.
لتجيبه غزل وهي تقفز من فراشها متجهه لخزانتها:
– ابعتلي العنوان برسالة.. وأنا جاية في الطريق لو الإسعاف وصلت قبلي بلغني بإسم المستشفي.
جاسر بشبه بكاء:
– حاضر حاضر.
ليغلق الخط ويمسك يدها البـ.ـاردة قائلًا:
– غزل جاية بالطريق وأنا اتصلت بالإسعاف.. متخافيش مش هسيبك.
ملك بالم:
– نزلني المستشفى همـ.ـو.ت ياجاسر.
جاسر:
-:اناخايف احركك وأنتِ بتنزفي، خايف يجرالك حاجة قبل ما أوصل بيكي.
………
خرجت مهرولة ترتدي قميص قطني ابيض بحمالات وفوقه قميص فضفاض حريري أحمر يصل للركبه ذو فتحه تظهر عضمة الترقوة وجزء من كتفها الأيمن وبنطال من الجينز حتى لم تستمع إلى حديث هناء بضروره الاتصال بيوسف قبل خروجها كما بلغها صباحًا لتوقف سيارة اجرة وتطلعه على العنوان.. لم تمر سوى عشر دقائق ووجدت السائق يقف أمام بناية حديثة في منطقة هادئة لتحاسبة وتقوم بالاتصال باخر رقم تواصل معاها لتعرف بأي طابق يسكن حتى مرت بحارسها وأخبرته بهدفها.. ولكنها كانت تغفل عن الأعين التي تراقبها منذ خروجها من الفيلا.
…………….
لم تنتظر كثيرًا حتى فتح لها الباب ليظهر جاسر من خلفه بوجهه المرعوب المجهد لتقول:
– هي فين؟
جاسر يشير لأحد الغرف:
– آخر اوضة على اليمين.
لتجري إلى الغرفه وتصدm من منظر ملك المتألــم وهي تهمس باسم غزل لعلها تخفف عنها آلامها.. لتترك حقيبتها أرضًا وتقول برعـ.ـب:
– ملك.. متخافيش أنا جنبك.. أكيد الإسعاف في الطريق.
لتوجه حديثها له قائلة:
– الإسعاف اتاخرت هنعمل ايه؟ لازم نوديها احنا.. مش هستنى.
جاسر:
– شكلنا هنضطر ننزلها بس شكلها هيثير الشكوك بالدm اللي مغرقها وخصوصًا البواب اللي تحت.
غزل:
– انا جبتلها لَبْس غير ده.. يلا يا ملك.
لتستجيب ملك لها وتقوم بتبديل ملابسها الممتلئة بالدmاء وأثناء ذلك وجدت غزل أن ملابسها الفضفاضة قد ابتلت اثناء مساعدتها لملك وتنظيفها لتقوم بخلعها وتكتفي بالقميص الأبيض ذو الحمالتين.
وعند مساعدتها للاستلقاء سمعتا صوت رنين الباب لتقول غزل:
– أكيد الإسعاف.
لتتحرك غزل بثقة للخارج وهي تقول:
– ها يا جاسر.. إيه الأخبـ.ـار؟
لتقف مصدومة عند رؤيته واقفاً أمام جاسر ممسك بمقدmة قميصه وتنبعث من عينيه شرارة الاشتعال التي تهدد بحرق الأخضر واليابس.
↚
وعند مساعدتها للاستلقاء سمعتا صوت رنين الباب لتقول غزل:
– أكيد الإسعاف.. لتتحرك غزل بثقة للخارج وهي تقول:
– ها ياجاسر.. إيه الأخبـ.ـار؟
لتقف مصدومة عند رؤيته واقفًا أمام جاسر ممسك بمقدmة قميصه وتنبعث من عينيه شرارة الاشتعال التي تهدد بحرق الأخضر واليابس.. فيحول نظره لها عند سماع صوتها الرنان وهي تنادي على الاخر بكل مودة لترفع يديها فوق فمها تكتم شهقة انبعثت من قلبها وليس صدرها.. مع جحوظ عينيها بصدmة.. لم تشعر بتراجع قدmيها من الصدmة والخــــوف ليلكم جاسر صارخًا:
– يا ولاد الـ****
لم تجد إلا الهرب كأفضل وسيلة في هذه اللحظة، ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه لم تخطوا إلا خطوتين محاولة الهرب لتجد ألــم شـ.ـديد برأسها نتيجه قبضته الممسكة بشعرها ويهزها بقوة صارخاً:
– تعالي هنا.. أنتِ فاكرة إني هرحمك يا وسـ** ورحمة أمي لأقــ,تــلك واشرب من دmك.. أنا تخونيني؟
ويقوم بلطمها عدة لطمـ.ـا.ت لم تستطيع حماية وجهها بل كانت يدها مشغوله بحماية بطنها من بطشه لتصرخ من الألــم والخــــوف وتحاول تحرير شعرها برعـ.ـب:
– يوسف.. اسمعني.. انت.. انت فاهم غلط.. اقسملك يايوسف ما بخونك.
لتجد جاسر ممسكًا بيده ويصـ.ـر.خ:
– سيبها يا مـ.ـجـ.ـنو.ن أنت مش فاهم حاجة.. خلينا نتكلم.
ليدفعها يوسف بقوه لترتطم بالحائط وتجده يقوم بثني ركبته ليضـ.ـر.ب معده جاسر فينحني الأخير للأمام نتيجة الضـ.ـر.بة ليباغته يوسف بمسك ذراعه وكـ.ـسره لتصرخ غزل من شـ.ـده الرعـ.ـب فتدفعها قدmها للهروب خارج الشقه قبل أن يبطش بها لتستغل انشغاله بتسديد لكمـ.ـا.ته لجاسر الذي يحاول جاهدا تفاديها.. لم تمر سوى لحظات ليكتشف عدm وجودها ليرتفع صوته صارخًا ببعض الألفاظ والشتائم ويجري للخارج للحاق بها.. فيجدها تحاول غلق المصعد بأنفاس مقطوعة وايدي مرتعشه.. فيمنعه من الانغلاق ويدخله لتتفاجأ بوجوده أمامها بوجهه المتعرق وعينيه الدامية التي لا تبشر بالخير فتحاول التماسك لتخرج بعض الكلمـ.ـا.ت التي خرجت كهمهمـ.ـا.ت غير مفهومةمع اهتزاز رأسها بحركه رتيبة يمينًا ويسارًا رافضة مايظنه بها.. ولكنها وجدته يرفع يده عاليًا ليلطمها لطمه قويه جعلت توازنها يختل لتستند على الجدار ولكنه لم يمهلها ليمسك شعرها بقوة ويصـ.ـر.خ بوجهها يقول:
– انتِ فاكرة انك هت عـ.ـر.في تهربي مني؟ أنا هخليكي تتمني المـ.ـو.ت ألف مرة من اللي هتشوفيه علي
ى ايدي يا فا***.
لتصرخ بوجهه مترجيه:
– أرجوك.. أرجوك يا يوسف.. اسمعني.. الموضوع مش زي ما انت فاهم.. إديني فرصة اشرحلك.. مل.. ك…. ملك هتقولك.. مل…
ولكنه لم يمهلها أن تكمل ليضـ.ـر.ب رأسها بقوه بجدار المصعد عدة مرات مع صراخه الذي تداخل مع صراخها:
– إخرسي.. اخرسي.. مش عايز اسمع صوتك.. اخرسي.. ليشعر بعدها بثقل جــــســ ـدها وارتخائه فيدفعها عنه لتسقط أرضًا بوجهها الذي تغرقه الدmاء نتيجه ضـ.ـر.ب رأسها بالجدار الزجاجي ليتهشم ويصيب جزء من جبهتها اليمنى أما هي فبدأت تشعر بانعدام الرؤية رويدًا رويدًا مع ازدياد الألــم برأسها نتيجه ضـ.ـر.ب رأسها لتسقط أرضا وتستسلم لفقدان وعيها مؤقتا لعلها تتخلص من آلامها.
……………..
بعد ثلاث أيام
يمر بممر طويل يبحث بعينيه عما يقصده ليجد من ينادي عليه قائلًا:
– استاذ يامن!
فيلتفت ليجد الممرضة المسؤولة عن حالتها ليبتسم ابتسامة روتينية يقول:
– أفنـ.ـد.م؟
الممرضة:
– دكتور عاصم بلغني إن أي حد تبع الحالة يوصل يدخله عشان التقرير النهائي.. ليهز راسه متفهمًا يقول:
– تمام.
لينصرف ويتجه إلى الغرفة المنشودة.. يجدها مغمضه العينين يظهر على وجهها آثار البكاء ليقترب منها بهدوء قائلًا بجفاء:
– مش كفاية عـ.ـيا.ط؟ العـ.ـيا.ط مش هيصلح الغلط اللي صدر منك.. لتزداد نبرة بكائها وتقول بصوت متقطع:
– لسه مافيش أخبـ.ـار عنها هي ويوسف.. أنا خايفة يكون عمل فيها حاجة.
يلقي جــــســ ـده بإرهاق ويرجع رأسه للخلف قائلاً:
– أنا ماسبتش مكان إلا وسألت فيه.. كإن الارض انشقت وبلعتهم.
لتقول بنبرة قاسية:
– هو ده اللي قدرت عليه؟
فيعتدل بجلسته يقول:
– وعايزاني أعمل إيه ياصاحبه الصون والعفاف؟ أبعت منادي ينادي عليهم.. ولا أبلغ الشرطة عشان تبقى فـ.ـضـ.ـيحة؟
تبتلع إهانته لتقول:
– أنا عارفة إني غلط.. وغلطي سبب أذى للي حوليا.. بس أرجوك إعمل حاجة حاول تفكر ممكن يكون يوسف اخدها فين؟ أنا خايفة عليها أوي وخصوصًا إنها حامل خايفة لا يأذيها.
يامن:
– أنا خلاص مش قادر افكر دmاغي وقفت.
ليسمع طرق على الباب ويظهر من خلفه جاسر يقول:
– السلام عليكم.. أحم.. أنا جيت في وقت مش مناسب؟ لينظر له يامن بطرف عينيه ثم يزفر بضيق ويستقيم قائلًا:
– أنت دايمًا وجودك غير مناسب.. عن إذنك.
إلا أن صوت جاسر يوقفه عن الانصراف:
– يامن!
فيتوقف يامن عن الإنصراف دون إجابته ويسمعه يكمل:
– أنا.. أنا عارف إن اللي حصل بيني وبين ملك كان غلط من البداية.. بس صدقني أنا بحبها ومستعد احارب الدنيا كلها عشانها.. بس هي مـ.ـا.تخسرش اقرب الناس ليها.
يامن:
– وتفتكر ده مبرر لتصرفك.. انك تتجوزها من ورا أهلها واخواتها.. زي اللي بيسـ.ـر.قوا؟ تفتكر هتواجه الناس ازاي؟
جاسر مندفعًا:
– هعملها فرح ومحدش هيعرف.. مافيش حد يعرف غيرنا و.. غزل.
يامن:
– غزل! غزل اللي مش عارفين يوسف عمل فيها ايه؟ غزل اللي حاولت تساعد غيرها فتأذت؟ غزل اللي جوزها معتبرها خـ.ـا.ينة! ذنبها إيه؟
جاسر:
– صدقني أنا حاولت افهم يوسف وأنقذها منه بس اخوك كان زي الثور الهايج مش شايف قدامه.. وكـ.ـسر دراعي وكنت مشغول بملك اللي نـ.ـز.يفها زاد.. المهم نفكر كويس ممكن يكون اختفى هو وهي فين؟! أنا ليا واحد صاحبي بلغته ببيانات يوسف يمكن يقدر يوصل لحاجه.
ملك ببكاء:
– انا خايفة لا يكون جرالها حاجة.. مش هسامح نفسي لو حصلها حاجة.
يقترب منها ويهدئها:
– وبعدين ياملك احنا ما صدقنا حالتك استقرت.. اللي انتِ بتعمليه ده هيرجع النـ.ـز.يف تاني.. إهدي واحنا هنتصرف.
…………
محمد:
لسه مافيش اخبـ.ـار؟ مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش مختفيين فين؟
سوزان بانتباه:
– طيب قول السلام الأول.. عمومًا لسه الكل اختفى فجأة ومش من عادة المهندس يوسف يختفي كده من غير مايبلغني ولا يدي تعليمـ.ـا.ت ليا أنا والمهندس شادي.. أنا قلبي مش مطمن…
محمد:
– ولا أنا، حاسس إن في حاجة.. سألت تقى وقالتلي بقالها مده مكلمتش غزل.. وبحاول اتصل بيها تليفونها مغلق هي ويوسف.. حتى روحت الڤيلا مالقتش حد نهائي غير هناء.
سوزان:
– انا قلقانه.. في صفقتين مع شركتين من أوروبا كان اجتماعهم إمبـ.ـارح والنهاردة، ولغيت الاجتماع مافيش حد موجود حتى شادي مش معاه توكيل يتمم الصفقات في غياب المهندس يوسف.. بقولك مـ.ـا.تتصل بالدكتور يامن يمكن يكون عارف.. المهم تعالا هنا أنت هتنسيني، هننزل نشتري اوضه النوم امتي ولا هتضحك عليا
محمد:
– أنا برضوا اقدر.. في اقرب فرصة هننزل نشتريها ونحدد ميعاد الفرح خلينا نخلص بقى وتبقى تحت إيدي.
…………
تشعر بألــم يسري في سائر اطرافها لا تستطع فتح أعينها كلما قاومت ألــمها وتفتحهما تشعر بالدوار الشـ.ـديد وتسمح أصوات من حولها بعيده كأصوات شجار وصراخ يصدر من أنثى غريبة عنها تتوسل من معاها بشيء ما وصوت رجولي غاضب تحفظ
نبرته عن ظهر قلب صوت زوجها وحبيبها يوسف.. تشعر كأنها في كابوس طويل لم يكتب له ان ينتهي بعد هتحاول رفع يدها اليمني لتزيل خصلات شعرها المبعثرة فوق وجهها فتشعر بثقل غريب بأيديها وهذا الثقل بدأت تلاحظ وجوده في باقي اطرافها من اول قدmها لذراعيها لتهز رأسها ببطئ لتتفادي ألــم رأسها وتهمس بصوت غير مسموع كأنها همهمـ.ـا.ت ضعيفة تناديه لعله يوقظها من كابوسها كما يفعل دائمًا لتشهق شهقة عالية عنـ.ـد.ما شعرت بتساقط المياة البـ.ـاردة على وجهها وجــــســ ـدها.. لتحاول فتح أعينها فتصدm أعينها الرمادية باعينه المنبعث منها شرارة الكره والبغض يشرف عليها بجــــســ ـده من علو وبيده زجاجة المياة التي أفرغها فوقها منذ لحظات لتكتشف انها ليست بكابوس كما اعتقدت بل لحقيقه مو.جـ.ـعة لتنتقل أعينها على أيديها المكبلتين في فراش الحجره.. مع تكبيل قدmيها أيضًا نعم هذه الحجرة تعلمها عن ظهر قلب كانت غرفتها التي قضت بها أيام
اثناء احتجازه لها من قبل.
ليزداد خــــوفها ورعـ.ـبها فتترائى أمامها بعض المشاهد لضـ.ـر.بها وضـ.ـر.ب جاسر تسمعه يهمس بصوت مـ.ـيـ.ـت:
– حمدلله على السلامة.. كل ده نوم؟
تحاول إخراج صوتها لتنطق باسمه برجاء.
يقاطعها:
– ت عـ.ـر.في إن من حسن حظي إنك مستمرة على ادويتك، لولاه كان زمانك مـ.ـيـ.ـته بسبب جـ.ـر.ح رأسك بس مـ.ـا.تستعجليش على المـ.ـو.ت ياغزل.. همـ.ـو.تك بالبطيء.
تحاول نطق اسمه تستجديه أن يسمعها فيصـ.ـر.خ بوجهها ويلطمها لطمه قوية قائلًا:
– اخرسي.. أنا مش طايق اسمع اسمي منك.
ليقبض على خصلات شعرها ويهزها بقوة ويكمل:
– أنا عملتك إيه عشان تعملي فيا كدا؟ عملت إيه عشان تطـــعـــنيني وتخونيني؟ ومع مين.. عدوي؟! عملت فيكي ايـــه اتكلمي!
غزل بانهيار من شـ.ـدة البكاء:
– أرجوك.. أرجوك اسمعني.. اديني فرصة اقولك! حـ.ـر.ام عليك تظلمني يايوسف.. ما تهدش اللي بيننا يا يوسف.
لتصدح ضحكته بقوه مخيفة ويقول:
– اللي بينا؟ تصدقي شوية كنت هصدقك.. طلعتي ممثلة بـ.ـارعة.. لا بحد برافو.
ليشـ.ـد على خصلاتها أكثر وتصدر صرخة منها تتوسله تركها:
– انا مراقبك بقالي مدة وعارف كل تحركاتك.. يوم ما روحتيله الفندق ويوم جالك الفيلا.. نمتي معاه على سريري ياغزل؟ ردي عليا عملتي ايه؟
غزل بصراخ:
-؛حرااام عليك.. الكلام ده مش صحيح.. اسال ملك هتقولك كل حاجه.
يوسف بغـــضــــب:
– إياكي.. شوفي إياكي تجيبي سيرة اختي على لسانك القذر ده.. من امتى مستغفليني انتو الاتنين؟ ردي عليا!
غزل ببكاء شـ.ـديد:
– انت ظالم يا يوسف
. ظالم.. ارجوك ارحمني.
يوسف:
– ارحمك! انتِ مالكيش رحمة في قانون يوسف الشافعي.. اللي يلعب عليه مايلمش غير نفسه.. غزل بصوت مهتز:
– فكني.. فكني.. انت فاكر انك كده راجـ.ـل وبتنتقم لشرفك؟
يوسف بابتسامه مخيفة:
– صح انتِ عندك حق..
انا هفكك بس هخليكي تبوسي رجلي عشان ارحمك.
ليقوم بفك أربطة يدها وأرجلها ويتجه جهه طاولة صغيرة بجوار الفراش ويتناول ملف به عدة أوراق ويوجه إليها قلما قائلًا بثبات:
– امضي على الورق ده! لتمرر أعينها بينه وبين الأوراق وتقول:
– ورق ايه ده؟
يوسف ينحني ليكون بمستواها:
– الورق ده.. حقي.. حقي اللي بظهورك اتسرق مني.. حقي في الشركة اللي بنيتها وكبرتها.. وانتِ جيتي علي الجاهز تمتلكي الجزء الأكبر.. بإمضتك حقي هيرجع.. اعتبريها مكافئة نهايه الخدmة.
لتهز رأسها بصدmة من حديثة:
– مش معقول، أنت أكيد مش يوسف اللي اعرفه.. يوسف:
– مـ.ـا.تتصدmيش أوي كده.. انتِ كنتي عارفة إن جوازي منك جواز مصلحة بس كنتي بتكدبي نفسك.. ايه اللي يخليني أتنازل واتجوز واحدة زيك! وا.طـ.ـية.. وتربية حواري.. وخرسا وطرشة.. تفتكري كل ده عشان إيه؟
غزل بصدmة:
– عشان بتحبني يا يوسف.. ايوه أنا عارفة انك بتحبني زي ما أنا حبيتك؟ مستحيل يكون كلامك ده صح.
يوسف:
– اخلصي.. وامضي ..بلاش نضيع وقتنا اللي جاي احلى من كده.
غزل بتحدي:
– ولو قولت مش همضي؟
يوسف:
– يبقى انتِ مستعجله على اللي هتشوفيه مني.
عزل:
– انا مش هسيب حقي لواحد زيك.. يمسك وجهها بين أصابعه ويضغط عليه بقوة مؤلمة إلا ان أصرت ألا تُظهر له ضعفها ويقرب بجهه لها فتلفحها انفاسه الساخنه ويقول بين اسنانه:
– بلاش الثقة دي.. لانك لسه مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش يوسف الشافعي ممكن يعمل فيكي إيه.
غزل:
– ابعد عني! مش طايقه ايدكً تلمسني ولا طايقة ريحتك.. فتصلب جــــســ ـده من كلمـ.ـا.تها كأنها خنجرًا طـــعـــنه بقسوة ليخفي تأثره ببرود وهو يمرر أصابعه على وجهها قائلًا بســـخريـــة:
– ليه! مش معقول تكوني نسيتي إنك بتدوبي من لمستي.. وكنتي بتستنيها بفارغ الصبر.. فيلاحظ انحباس الدmـ.ـو.ع بأعينها واحمرار وجهها لتقول بين أسنانها:
– كنت مغفلة بس صدقني مش نـ.ـد.مانة إني كنت بيضة معاك ونضيفة، على الأقل بياضي ده دليل على سوادك وقذارتك اللي ملهاش حدود.
يشعر ببعض الألــم في جوانب صدره لا يعرف سببًا له فيتجاهله سريعًا ويقول:
– قذارتي انا! القذرة هي تنام مع عشيقها وتخون جوزها.. بس هنتظر إيه من واحدة زيك مالقتش حد يربيها.. ويلا بلاش رغي وامضي عشان نخلص.
ويقوم بتوجيه القلم أمام ناظريها لتنظر له لبرهه كأنها انفصلت عن عالمه حتى ظن أنها استسلمت للأمر إلا أن كلمة واحدة همست بها شلت أطرافه ليرفع عينيه لها ليجد ملامحها متبلدة فيظن انه اخطأ السمع ليقول بهسيس منخفض:
– انتِ قولتي ايه؟ لتنظر له بتحدي مع ابتسامة جانبية رسمتها شفتيها تدل على انتصارها وتكرر ببطء:
– انا حامل يا يوسف.
فتهتز حدقتيه بعصبية ظاهرة ويمسك شعرها بعنف ليصـ.ـر.خ بوجهها:
– آه يابـ.ـنت الـ*** أنا هقــ,تــلك بس بعد ما اصفي حسابي معاكي.. هقــ,تــلك واقــ,تــل ابنه.. هخليه يتحسر عليه.
ويقوم بجرها من شعرها الملتف على قبضته ليصل إلى جارور بطاولة صغيرة يفتحه ويلتقط مقصا حادًا ..لتقول بصراخ:
– مافيش غيرك اللي هيتحسر لأنك لو قــ,تــلتني أنا وهو يبقى بتقــ,تــل ابنك.
فينحني إليها وبيده المقص لتصدح ضحكة خشنة منه يتبعها دmـ.ـو.ع من جوانب عينيه المغلقة بشـ.ـده ويقول:
– إبني! إبني أنا! مش قادر اتخيل مدي قذارتك.. وصلت بيكي الوقاحة تنسبيلي إبن مش من صلبي؟ كنتي بتخططي لإيه كمان يا غزل؟ ها.. ردي؟
لتنظر إلى ما بيده برعـ.ـب لتقول مؤكدة:
– أنا.. حامل.. في ابنك يا يوسف.
لتخرسها صرخته ووجهه المحتقن:
– انا عقيــم.
لتفرغ فاهها من قوة الكلمة كأن دلو من الماء البـ.ـارد اسقط عليها.. ليقول مرة اخرى:
– انا.. عقيم.. مابخلفش ياغزل هانم.. ياشريفة.. يانضيفة.
تهز رأسها بقوة:
– مش معقول.. انت كـ.ـد.اب.. أكيد كـ.ـد.اب.. أنت.. انا حامل منك.. أنا غزل مراتك يا يوسف واللي في بطني ابنك.. أكيد بتكدب صح؟
يوسف بسخريه:
– انا مابخلفش ولا عمري هخلف وبسببك.. انتِ السبب.. لو مكنتش لحقتك في الاسانسير يوم الحادثة مكنش حصلي كده.. عشان كدة اعتبرتك حقي وانك لازم تكوني ليا.. وتتحملي وضعي اللي انتِ كنتي سبب فيه.. ودلوقتي لازم تدوقي اول عقـ.ـا.ب.
لترتعب من كلمـ.ـا.ته المبهمة وتصرخ بوجهه محاولة التحرر منه وتحرير شعرها من قبضته:
– انت هتعمل ايه؟ ابعد عني.. أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن؟
فتشعر اثناء صراخها ومحاولتها الهرب من بطشه بسير المقص علي خصلات شعرها البنية كأن هذا المقص يسير بجــــســ ـدها كأنها تشعر بألــم فقدان عضو من أعضاءها لتستمر بالصراخ والبكاء تتوسله:
– ارجوك يا يوسف.. مـ.ـا.تعملش كده.. سيب شعري.. ارجوك.
تخدش أظافرها يده الممسكة بشعرها، فيدفعها بقوة أرضًا محيطة بخصلات شعرها البنية وتحاول لملمته بأصابع مهتزه وجــــســ ـد منتفض من شـ.ـدة الصدmة وتجمعه بين أحضانها تبكي على حياتها تبكي على حبها وعلى فرحتها بجنينها التي لم تكتمل.. تبكي على شعرها.. لتقول بين انفاس متقطعة:
– ربنا ينتقم منك.. ويحرق قلبك زي ما حرقت قلبي.
ليلقي بالمقص أرضًا فيصدر صوتًا مزعجًا ويلقي بوجهها القلم ليقول بين انفاس لاهثة:
– امضي الورق.
لتنظر له وترفض الإمضاء.. فيمسك أصابع يدها اليسري ويضغط علي أصابعها بقوة لتصرخ من شـ.ـدة الالم ويقول:
– صدقيني مش هتقدري تتحديني كتير مش هتقدري تتحملي الألــم.. احسنلك وفري تعبك.
لتشعر بالم شـ.ـديد بأصابعها ليضغط أكثر وأكثر حتى سمع صوت تكسير عظامها متزامنًا مع صراخها.. الذي شق السكون من حولهم.
……..
تنظر بالأسفل بسيقان مهتزة لم يهدأ جــــســ ـدها من الانتفاض كل لحظة.. تحيطها سحابة من الدخان نتيجة احتراق علبة كاملة من سجائرها.. لا تعلم كيف لبت رغبته في المجئ.. عنـ.ـد.ما انهار بين أيديها لتحتويه محاولة تهدأ نوبات غـــضــــبه ليطلب منها الحضور معه بكل إصرار لتشهد بعدها نوبات صراخه وصراخها مانعة نفسها أكثر من مرة من التدخل للفصل بينهما بعد اخر مرة صعدت فيها محاولة منها أثنائه عما يقوم به، إلا انه صرخ بوجهها ونصحها بعدm التدخل.. لينتفض جــــســ ـدها فجأة نتيجة سماع صراخ متألــم إلا انها هذه المرة لم تستطع الصمود اكتر لتجري بحذائها العالي السلالم الفاصلة بينهما وتتجه إلى الحجرة المحتجزة بها فتدفع الباب بقوة لتشاهد ماشل اطرافها.. غزل متكومة أرضًا بجــــســ ـدها الضعيف حليقة الرأس وحولها خصلات شعرها مبعثره بجوانب الحجرة.. تمسك بكف يدها تبكي بحرقة ويقف أمامها شخص غريب عنها لم تعرفه من قبل.. شخص يسيطر عليه غـــضــــبه ليؤذي اقرب الناس إليه.. ليرفع نظره لها وتنتظر موجة غـــضــــبه بسبب كـ.ـسر أوامره بعدm التدخل.. لتتفاجأ بمد يده إليها كدعوة منه لتتحرك اتجاهه بأرجل مهتزة ويلف ذراعه حول خصرها بقوة ليقول:
– كويس انك جيتي.. عشان اعرفكم على بعض.. اكيد انتِ عارفة مين دي؟ بس غزل مـ.ـا.تعرفش انتِ مين بالنسبة لي؟ لترفع غزل أعينها عند ذكر إسمها فتشاهد أمرأه ذات شعر اشقر مرتديه ملابس قصيرة وكعبًا عاليا.. تحاول التذكر متى رأتها من قبل؟ ولماذا يضمها يوسف بتلك الطريقة الحميمية.. وقبل أن تسأل نفسها عن سبب وجودها في هذا المكان البعيد معهم.. سمعت صوته يقول:
– اعرفك يا غزل بنانسي.. نانسي اللي استحملتني كتير في اوقات ضعفي وقوتي.. نانسي اللي حـ.ـضـ.ـنها كان بينسيني كل همومي.. المخلصة ليا حتى بعد ما سبتها وبدلتها بواحدة زباله زيك.. زمان كنت خايف تكتشفي فيوم علاقتي بيها بس دلوقتي احب أكون دقيق في تعريفها ليكي.. اقدmلك نانسي، مراتي الاولي!
↚
تنتظر بالأسفل بسيقان مهتزة لم يهدأ حسدها من الانتفاض كل لحظة تحيطها سحابة من الدخان نتيجة احتراق علبة كاملة من سجائرها …لا تعلم كيف لبت رغبته في المجئ ..عنـ.ـد.ما انهار بين أيديها لتحتويه محاولة تهدأ نوبات غـــضــــبه ليطلب منها الحضور معه بكل اصرار لتشهد بعدها نوبات صراخه وصراخها مانعة نفسها اكتر من مرة من التدخل للفصل بينهما بعد اخر مرة صعدت فيها محاولة منها أثنائه عما يقوم به إلا أنه صرخ بوجهها ونصحها بعد التدخل.. لينتفض جــــســ ـدها فجأة نتيجة سماع صراخ متألــم الا انها هذه المرة لم تستطع الصمود اكتر لتجري بحذائها العالي السلالم الفاصلة بينهما وتتجه الي الحجرة المحتجزة بها فتدفع الباب بقوة لتشاهد ماشل اطرافها.. غزل متكومة أرضًا بجــــســ ـدها الضعيف حليقة الرأس وحولها خصلات شعرها مبعثره بجوانب الحجرة.. تمسك بكف يدها تبكي بحرقة ويقف أمامها شخص غريب عنها لم تعرفه من قبل.. شخص يسيطر عليه غـــضــــبه ليؤذي اقرب الناس اليه ..ليرفع نظره لها وتنتظر موجة غـــضــــبه بسبب كـ.ـسر اوامره بعدm التدخل ..لتتفاجأ بمد يده اليها كدعوة منه لتتحرك اتجاهه بأرجل مهتزة ويلف ذراعه حول خصرها بقوة ليقول:
– كويس انك جيتي.. عشان اعرفكم علي بعض ..اكيد انت عارفة مين دي ..بس غزل مـ.ـا.تعرفش انتِ مين بالنسبة لي.. لترفع غزل أعينها عند ذكر اسمها فتشاهد أمرأه ذات شعر اشقر مرتديه ملابس قصيرة وكعبا عاليا.. تحاول التذكر متي رأتها من قبل؟ ولماذا يضمها يوسف بتلك الطريقة الحميمية.. وقبل أن ان تسأل نفسها عن سبب وجودها في هذا المكان البعيد معهم.. سمعت صوته يقول:
– اعرفك يا غزل بنانسي.. نانسي اللي استحملتني كتير في أوقات ضعفي وقوتي.. نانسي اللي حـ.ـضـ.ـنها كان بينسيني كل همومي.. المخلصة ليا حتى بعد ما سبتها وبدلتها بواحدة زباله زيك.. زمان كنت خايف تكتشفي في وم علاقتي بيها بس دلوقتي احب أكون دقيق في تعريفها ليكي، اقدmلك نانسي.. مراتي الاولي!
كلًا منهم يشعر كأنه بدوامة أفكاره لا يصدق احدًا ما حدث ومايحدث حتى الان مجتمعين منذ ساعات بحجرة الضيوف منهم من يحاول ربط الأحداث ومنهم مايجري اتصالاته محاولا ايجاد اَي معلومة عن مكانهما.. يدق جرس الباب فينقض كلامنهم مستعدًا لتلقي اي خبر.. ليشاهدوا من يدخل متكئ علي عصاه مستندًا على مساعده.. ليقف كلامنهم في استقباله ويجلس على اقرب مقعد بتألــم واضح عابسًا موجهًا حديثه لابن أخيه:
– فين بـ.ـنت عمك يا يامن؟ هي دي الأمانة اللي سبتهالك وسبتها لأخوك؟ ليشيح يامن وجه حرجًا.. نعم قصر في حمايتها من أخيه.. عنـ.ـد.ما وافق أخيه ان يخفي حقيقة إمكانية انجابه.. عنـ.ـد.ما تخاذل مع أول موقف اهانها به كان عليه ان يبذل أقصى مالديه لينفذها من تقلبات أخيه التي تصل حد المرض.. لما يشعر بهذا الالم المبالغ فيه نعم يحبها يخاف عليها من أخيه.. يسعد لسعادتها ويتألــم لألــمها.. هل مايشعر به الآن شيء طبيعي ككل الحاضرين؟ ليقول شادي:
– ناجي بيه؟ انت مـ.ـا.تقلقش احنا بنحاول ندور عليهم في كل حته وانا ويامن عملنا اتصالتنا بعد معارفنا.. وأكيد هنعرف مكانها قريب.
ناجي بتعب ظاهر:
– بعد ايه؟ بعد ما يقــ,تــلها.. بعد مايقــ,تــل بـ.ـنتي اللي فضلت سنين أدور عليها؟ عملت إيه غزل عشان تعاني في حياتها كده.. كل ده ذنبي انا وربنا بيخلصوا مني.. ويرفع نظره ليواجهه ملك المنكمشة في جلستها ويظهر عليها علامـ.ـا.ت الأعياء الشـ.ـديد.. ويكمل موجهها حديثه لها:
– ربتكم وراعتكم بعد وفاة أبوكم واعتبرتكم اولادي..في الاخر تورطي بـ.ـنتي الورطة دي وجوزها يفتكر انها بتخونه بسببك؟
لتصدm ملك من معرفة عمها بالتفاصيل وتحاول اجلاء صوتها ولان بكائها يزداد لتضع وجهها بين كفيها وتقول:
– ما اقدرتش اخرج أواجهه.. ماقدرتش.. سامحني ياعمي انا السبب.. انا السبب.
لتجد تقى تضمها إلى حـ.ـضـ.ـنها قائلة بتأثر:
– اهدي يا ملك.. أكيد هي بخير.. يوسف بيحبها وعمره ماهيأذيها.
لترفع عينيها لتجفل للحظة من العينين الناظرة لها بغموض فتشيح نظرها عنه بسرعة لتداري ارتباكها.. لتقف متجهه إلى المطبخ قائله:
– أأنا ..انا راحة..اشرب.
لتتبعها نفس العينين الغامضتين حتى اختفت داخله..
ليقول يامن لعمه:
– انت عرفت إزاي اللي حصل مين بلغك؟
ناجي:
– انت فاكر اني سايب بـ.ـنتي ومش عارف ايه اللي بيحصلها يايامن؟ انا عارف كل حاجة.. وعارف اللي حصل يوم الفرح.
ليصدm يامن من حديثه ويقول هاربًا من موقفه المخزي:
– انت شكلك تعبان أنا هروح اجبلك عصير بـ.ـارد.
ليتحرك مسرعًا حتى يهرب من نظرات عمه اللائمة.
يستند بكتفه على إطار الباب يراقبها من خلفها وهي مممسكة بكوب المياة وصنبور المياة مفتوح.. يبدو لمن يراقبها انها شاردة في امر ما جعلها تنسي إغلاق الصنبور.. ليلاحظ تشنج جــــســ ـدها واهتزازه بدون صوت لترفع بعدها أناملها تمسح وجهها.. فبدي له انها تبكي بصمت.. يقترب بهدوء بخطوات بطيئة لم تشعر بها حتي وقف خلفها قائلًا:
– كل ده بتشربي؟! انتِ شربتي محافظة كاملة.
لتنتفض عند سماعه صوته وتخفي وجهها عنه حتي لا يلاحظ بكائها وتحاول المرور من جواره إلا انه رفع يده يمنعاها لترفع أعينها متعجبة من تصرفه لتري نفس نظرة الغموض التي لا تفهمها لتسمعه يقول بهدوء :
– كنتي بتعيطي؟!
لتهز رأسها بلا بدون الإجابة.. وتهرب من أعينه باشاحة وجهها ببعض من الكـبـــــريـاء.. ليرفع أنامله ويمررها على وجنتها اليسري يقول:
– انا اسف.
لتتعجب من حالة عاقدة حاجبيها بتسأل عن سبب اسفه.. فيكمل:
– اني جـ.ـر.حتك بكلامي.. ورد فعلي.. عايزك نسامحيني ياتقى صدقيني غـــضــــبي عماني.. انا اسف.
لتقول بكـبـــــريـاء مزيف وبســـخريـــة واضحة:
– مـ.ـا.تقلقش يادكتور يامن مسمحاك.. عن إذنك.. لتحاول المرور إلا أنه يقبض علي ءراعها مانعاً إياها من التحرك ليقول:
– في حد تاني لازم يسامحني. فيقترب منها ويطبع قبله على وجنتها اليسري قائلا:
– سامحيني إني تجاوزت حدودي ومديت ايدي عليكي وده مش من حقي ان اعمل كده.
الا انه يفاجئ برد فعلها تدفعه بقوة للخلف ليتعثر قائلة:
– إياك تفكر تلمسني تاني انت فاهم.. اللي بنا انتهى.. وأنا فعلًا غلطت لما سمحتلك تتجاوز حدودك معايا واحنا مافيش بينا رابط شرعي.. ولو كنت امنتلك من قبل كده ده لان كنت معتبراك شيء مختلف بالنسبة لي.
يامن بإرهاق يغمض عينيه بقوه ويفرك جبهته لتظل صامته تراقبه قائله:
– انت كويس.. تحب أنادي لحد.
ليبتسم بإرهاق على طيبتها يعلم أنها تعشقه ولكن من الصعب عليه مواجهه نفسه بذلك بعد علمه بحبها لاخيه من قبل اعتبر ان علاقتهما كتبت نهايتها قبل بدايتها.. ليقول:
– لو سامحتيني من قلبك هكون كويس.. أنا هقولك انك أحسن بـ.ـنت شوفتها في حياتي واي كلمة طلعت مني جـ.ـر.حتك بيها انت عكسها ياتقى يمكن تصرفك غلط بس جواكي نضيف وانا متاكد من ده.. عايز اطلب منك تسامحيني.. لان يمكن مايتكتبش لينا نشوف بعض تاني.. لينقبض قلبها من حديثه وقبل ان تسأله معنى حديثه يصدح رنين هاتفه الخاص ليسرع بالاجابه مبتعدا عنها قائلا:
– ايوه.. تمام.. في رسالة.. مع السلامة.
لتقول:
– في حاجه؟ ليقول يامن بغموض مطمئنا إياها:
– لا.. دي المستشفي بتشوف هرجع امتى، نكمل كلامنا بعدين عن إذنك.
لينصرف تاركا خلفه قلبا مكـ.ـسورا يتمني الرجوع إلى سكنه.
………..
قبل ساعة في الشاليه.
تقف نانسي صارخة بوجه يوسف المتعرق من شـ.ـدة المجهود مانعة إياه من الاقتراب من الحجرة مرة اخري فبعد تعريفه لها بأنها زوجته ثارت غزل تتهمه بأبشع الصفات الدنيئه كانت في حالة من الانهيار التام لتلاحظ بعدها خلع يوسف حزام بنطاله ليلف طرفه علي يده وتصرخ بوجهه ان يتوقف عما يفعل فهذا سوف يقــ,تــلها الا انه دفعها بقوة لترتطم أرضًا متألــمة وتشاهد وصلة تعذيبه لها مع علو صراخها المتألــم ويرفع في كل مره يده باقصي قوته لترتطم القطعه المعدنية بحزامه بجــــســ ـدها فينتج جروح غائرة بجــــســ ـدها وأذرعتها الا انها لاحظت عدm مقاومتها كلما فعلته حماية وجهها وخصرها من بطشه.. لتندفع إليه مرة أخرى محاولة سحب الحزام من يده صارخة بوجهه مهددة أنها ستبلغ عنه إذا تمادي أكثر من ذلك.. لتتركها غارقه بجروحها ودmائها السائلة.. لا يصدر منها إلا كلمـ.ـا.ت تخرج متألــمة.. مغلقة بابها قائلة:
– انت أكيد مـ.ـجـ.ـنو.ن.. انا مش هستني دقيقة واحدة معاك.. ليضغط على ذراعها بقوه غاضبة:
– ايييييه.. هتسبيني انتِ كمان..خلاص يوسف الشافعي مبقاش مالي عينكم؟ بس اقسملك لو فكرتي انك تسيبيني يانانسي لأقــ,تــلك فاهمه هقــ,تــلك زي ما هقــ,تــلها.
تحاول نانسي تمالك نفسها مهدئة إياه:
– يووسف..حبيبي انت عارف ان مقدرش ابعد عنك انا بقول كده عشان خايفة عليك تقــ,تــلها وتروح في داهية.
لتلاحظ هدوئه فتكمل:
– انت مش كل اللي عايزه تنتقم منها.. وتخليها تمضي على الأوراق؟ أنا هخليها تمضي روح انت خد شاور وانا هتصرف.
يوسف بحقد:
– هتتصرفي ازاي؟
نانسي بإثارة:
– ملكش فيه بقى أنا هتصرف.. يلا يابيبي خد شاور ..واستناني لانك واحشني مووت.
وتقترب منه لتطبع قبلة علي شفتيه ليتحرك الي الحجرة الاخري ويختفي عن أنظارها لتتبدل ملامحها للجمود مرة اخرى فتندفع عائدة للحجرة المحتجز فيها غزل وتقترب منها ببطء لتجلس بجوارها منادية عليها بتأثر:
– غزل. انتِ سمعاني؟ غزل فوقي.. مافيش وقت.. انا ماصدقت يوسف سابني معاكي لوحدنا.. غزل ارجوكي فوقي.
لتفتح غزل أعينها المكدومه لتقول:
– عايزه اشرب.. عطشانة.
نانسي بخــــوف:
– هجبلك اللي انتِ عايزاه.. بس اسمعيني كويس.. انتِ لازم تمضي على الأوراق قبل ما يوسف يرجع.. صدقيني يوسف مش طبيعي.. هيقــ,تــلك.
…………..
تدخل بثقة وعلى وجهها سعادة ليست مناسبة لمثل هذا الوقت لتجده مستلقي على السرير شارد متجهم الوجه لتقف مستنده على إطار الباب ملوحة بملف احمر قائلة:
– مش عايز الورق؟
لينظر اليها غير مستوعب لكلمـ.ـا.تها وينتفض واقفًا أمامها جاذبًا الملف من بين أيديها ليري امضاء غزل على كل الأوراق يقول:
– عملتيها ازاي؟
نانسي بثقة:
– ده شغل ستات مالكش فيه.
لتراه يدفعها حتى يمر من الباب قائلًا:
– في حاجه واحدة ناقصة لازم اعملها.
ينقبض قلبها قائلة:
– حاجة ايه؟ سيبها هي عملت اللي أنت عايزه.
يوسف بتحدي:
– لا.. حاجه تانيه.
يدخل عليها يجدها متكوره بوضع الجنين فاتحة أعينها ينساب منهما الدmـ.ـو.ع فينحني ليكون بمستواها.. قائلا:
– عارفة ياغزل.. انا قد ايه سعيد دلوقتي.. سعيد عشان بقيتي في الشارع.. اللي انتِ جايه منه.. عارفة الورق اللي انتِ
مضتيه ده كان ايه؟ أول ورقه تنازل عن نصيبك في الشركة بيع وشراء ليا.. الورقه التانيه توكيل عام منك.. الورقه التالتة والرابعة دي بقي اللي قنبلة.. اعتراف منك انك كنتِ على علاقة بجاسر واللي في بطنك ده منه وانك متنازلة عن كل حقوقك حتى نسب اللي في بطنك مش هتقدري تنسبيه ليا.. الرابعه ورقة طـ.ـلا.قك كانت ناقصة أمضتك المصونة.. أنا طلقتك ياغزل رسمي ورمـ.ـيـ.ـتك زي الزبـ.ـا.لة اللي برميها.. احب اقولهالك في وشك.. انتِ طــالـــق ياغزل.. انتِ طــالـــق.. طــالـــق.
ليلاحظ عدm ردها او انتباهها له وشرود عينيها الدامعة ليصـ.ـر.خ بوجهها:
– مش بتردي ليه؟ استريحتي دلوقت؟ اديني طلقتك عشان تروحي للكـ.ـلـ.ـب اللي زيك.. ردي عليا..
ليجد ثباتها فيقف بغـــضــــب ويقوم بضـ.ـر.بها بقدmه بطنها وجــــســ ـدها صارخًا:
– ردي.. استريحتي؟ مبسووووطه.. اتكلميييي؟ عملتي كده ليه فيا؟ فينا؟ ليييه؟ أنا كنت بحبك بعشقك.. خنتيني ليه؟
لتبعده نانسي عنها تقول:
– حـ.ـر.ام عليك كفاية.. كفاية هتمـ.ـو.ت في ايدك.. لتسحبه بقوة إلى الخارج ناظرة اخر نظرة علي الملقاة التي ذاقت الألوان من العـ.ـذ.اب.
……….
– أظن أنت عملت اللي انت عايزه سيبها تروح لحالها يا يوسف.
قالتها نانسي بترجي.. ليلتفت لها بعصبية صارخًا بها:
– لسه ماشفتش غليلي منها.. مش هسيبها غير لما تبوس جزمتي عشان ارحمها.
لتقترب إليه بضع خطوات لتضع يديها على صدرة وتهمس له:
– ممكن تهدي بقى.. عشان أنت وحـ.ـشـ.ـتني اوي.. انا لحد دلوقت مش مصدقة انك اعترفت بجوازنا.
يرفع يده ويمسك كف يدها المستند علي صدره ويرفعه ليطبع قبلة على باطن يدها قائلا:
– مكنتش عارف انك بتحبيني أوي كده.. بس أوعدك ان كل الناس هتعرف انك مرات يوسف الشافعي بعد ما اتجوزك رسمي.
نانسي بعدm تصديق:
– انت بتتكلم جد؟ هتشهر جوازنا وهتكتب عليا رسمي يايوسف؟ أكيد بتهرج صح.
ليضمها بقوة إلى صدره لتلفح أنفاسه وجهها قائلًا:
– عمري كدبت عليكي؟ أنا دايمًا كنت صريح معاكي من بداية علاقتنا ببعض.. ولا ايه؟
لم ينتظر إجابتها لينحني إلى ثغرها ويقبلها قبلة هادئة تتحول سريعًا لقبلة عنيفة لتستسلم لاحضانه الدافئة وترفع ذراعيها وتحيط بعنقه.. فيزيد من ضمها حتى شعرت بألــم عظامها.
…………….
في صباح اليوم التالي
يقود سيارته بجنون لايريد إلا أن يصل لها يفتك بها لم يبالي بسرعته الزائدة ولا بالسائقين الذين تناوبوا السباب والشتائم عليه بسبب تهوره أكثر من مرة وصدm سيارة أخرى ولكنه لم يتوقف ليفحص أضرار سيارته ولا سيارة الاخر.. كل ما يهمه يلحق بها ليسب بصوت عالي ويضـ.ـر.ب طارة القيادة بغـــضــــب فتدور الأفكار برأسه والشكوك.. كيف هـ.ـر.بت من بين يديه؟ كيف استطاعت بهذه الحالة؟ يجب عليه استعادتها.. نــــاره لم تبرد بعد.. سيذيقها شتى العـ.ـذ.اب.. فقط يجدها وسيجدها.
يصل إلى بوابة الفيلا ليوقف السياره بسرعة فتصدر صريرًا عاليا ويخرج منها غير مباليًا باغلاقها ويتقدm بخطوات اشبه بالركض حتى وصل للباب الرئيسي للفيلا ليضـ.ـر.به بقبضته ضـ.ـر.بات متتالية اشبه بطرقات الشرطة التي تداهم البيوت بحثا عن اللصوص لتفتح له هناء الباب برعـ.ـب فيدفعها للخلف بقوة صارخا:
– فين غزل؟
لترتعش من هيئته الغريبة وشعره المبعثر وقميصه الغير مغلق:
– يوسف بيه.. غزل هانم مش مش هنا.. دول كانوا بيدورا..
ليقطع حديثها راكضًا على درجات السلم ويفتح جميع الغرف فيجدها خالية.. ليصـ.ـر.خ بهناء من أعلى السلم:
– فين الناس اللي هنا؟ ملك فين!
ليجيبه صوتًا صارمًا من الأسفل ينم عن غـــضــــبه:
– ملك مع جوزها.
ليصدm يوسف من وجود عمه واقفًا شامخًا أسفل الدرجات فينزل درجاته ببطء وقبل ان يستفسر عما قاله الأخير أكمل بنبرة اشـ.ـد قسوة:
– فين بـ.ـنتي يايوسف؟
يوسف بتحدي:
بـ.ـنتك المصونة.. بـ.ـنتك اللي جوزتهالي طلعت خـ.ـا.ينة.. بـ.ـنتك…
ليقطع كلمـ.ـا.ته لطمة من يد عمه ويصـ.ـر.خ به:
– اخرس.. اوعى تجيب سيرتها على لسانك الوسـ.ـخ.. بـ.ـنتي أشرف منك، فين غزل يايوسف؟ عملت فيها إيه بتهورك وجنونك؟
ليرفع وجهه مصدوم من ضـ.ـر.ب عمه له فهي أول مرة تصدر منه.
ليقول:
– بتضـ.ـر.بني؟ بدل مـ.ـا.تخدني في حـ.ـضـ.ـنك وتصبرني علي اللي بـ.ـنتك عملته.. بـ.ـنتك نامت في حـ.ـضـ.ـن راجـ.ـل تاني! وحملت منه وجت عشان تلزقهولي.. وده اكبر دليل على خيانتها وإني صادق.. عشان انا مش ممكن اخلف.. فاهم يعني ايه مش بخلف؟
فيبتعد عنه ناجي مستند على عكازه بضعف ويجلس على اقرب كرسي.. يقول:
– انت غـ.ـبـ.ـي.. طول عمرك غـ.ـبـ.ـي.. متهور وعامل زي اللي بيقــ,تــل صاحبه.. عمرك فكرت للحظة تتاكد من تحاليلك قبل مـ.ـا.ترمي بـ.ـنتي بالباطل؟ هي دي الأمانة اللي وصيتك عليها؟ ده انا أما عرفت حالتي مالقتش غيرك وعجلت بجوازك منها لان كنت حاسس انك بتحبها وهتحافظ عليها لوجرالي حاجه!
يوسف بتحدي:
– كنت عايزني اتفرج عليها وهي بتخوني؟ ده مـ.ـو.تها حلال فيها.. المفروض تشكرني عليه.
ناجي بضعف وكـ.ـسره واضحة:
– ارجوك يابني اعتبره اخر طلب.. قولي هي فين؟ وانا هاخدها ونسافر بس قولي مكانها ريح قلبي عليها.
يوسف بتـ.ـو.تر:
– كان نفسي اقولك بس.. بس هي هـ.ـر.بت وأنا مش عارف مكانها وكنت جاي ادور عليها.
ليغمض ناجي أعينه لفقدانه اخر امل يقول:
– انا قلبي حاسس ان مش هلحق اشوفها واحـ.ـضـ.ـنها.. واعوضها السنين اللي راحت مننا.. ليقف بصعوبه مستندًا على عكازه رافضًا مساعدة يوسف له قائلًا ببكاء اثناء انصرافه:
– لله الامر من قبل ومن بعد.. لله الامر من قبل ومن بعد.
حتى يتلاشى صوته ويختفي خلف باب حجرته.. ويقف يوسف بغـــضــــب وسط المكان الخالي إلا منه لا يعلم من أين يبدأ البحث.
……………
ليخرج لا يعلم من أين يبدأ البحث مؤكد ستلجأ لعشيقها.. سيقــ,تــلهما معًا إن وجدها معه.. بعد مرور اليوم رجع إلى شقته الخاصة مرهق الجــــســ ـد متألــم النفس.. لايصدق أنه حتى الآن لم ينجح في الوصول إليها.. أين هـ.ـر.بت؟ ومن ساعدها؟ اسئلة عديدة متراكمة لايجد لها اجابه.. من المستحيل ان تكون نانسي من ساعدتها.. مستحيل ان تخونه هي الاخرى، وإذا هي من قامت بذلك كيف ساعدتها وقد قضي ليلته بين أحضانها حتى الصباح.
ليجلس على اقرب مقعد ويقوم بفك أزرار ويمد ساقيه للأمام علي طاولة تتوسط الحجرة.. مغمض العينين.. لتخرج نانسي عنـ.ـد.ما سمعت صوت غلق الباب بتـ.ـو.تر حاولت إخفائه وتستمر في مراقبة ملامحة لعلها تستنتج شي منها.. لتنتفض عند سماع صوته المخيف يقول:
– هتفضلي واقفة عندك كتير؟
لتقول بخــــوف:
– انت عرفت إني واقفة ازاي؟
– عيب عليكي تسالي.. انا حافظ تصرفاتك كويس.. اول ما بتسمعي صوت المفتاح بتجري عليا تتعلقي في رقبتي.. بس الغريبة انك معملتيش كده المرة دي! ايه زهقتي انتي كمان مني؟
تقترب حافية القدmين تحلس بجوار قدmه:
– أنت عارف ان كلامك غلط وانا عمري ما اقدر ابعد عنك.. بس…
يفتح أعينه الدmوية وينظر لها بأعينها المتـ.ـو.ترة يقول:
– ايه.. بس ايه؟
فتقوم بعض شفاها السفلي قائلة:
– الحقيقة.. حاسة اني بقيت خايفة منك بسبب اللي حصل لغزل على ايدك.. مكنتش أتوقع انك تكون بالقسوة دي مع اللي كنت بتحبهم.
يقترب من وجهها ويربت على وجنتها برتابة يقول محذرًا:
– دي اقل حاجة مع اللي بيطـــعـــني في ضهري يا.. يانانسي
تبتلع ريقها بتـ.ـو.تر الا انها تشتم رائحة غريبة بأنفاسه لتقول متعجبة:
– انت سـ.ـكـ.ـر.ان؟!
ليجيبها بثقة:
– انتِ عارفة اني مافيش حاجة بتأثر فيا حتي لو شربت المحيط.
لتقف نانسي رافضة لحالته:
– انا هعملك فنجان قهوة يفوقك.
إلا انها كادت تتحرك لتجده يقبض على ساعدها بعنف قائلا:
– انتِ خرجتي النهارده؟
تبقى على ثباتها لا تلتفت إليه.. مؤكد انه يراقبها.
لتقول:
– ايوه.. نزلت اشتري شوية حاجات.. البيت كان محتاجها.
لينظر لها نظرة ثاقبة:
– بعد كده ما تتتحركيش إلا أما اعرف انتي رايحة فين؟ مفهوم؟
لتهز رأسها بتـ.ـو.تر وتنسحب بخــــوف إلى المطبخ لتتذكر مافعلته من عدة ساعات مستغلة بحثه عن غزل.
فتدخل يدها بجيب بنطالها لتخرج هاتفها بتـ.ـو.تر وترسل رسالة إلى مجهول وعنـ.ـد.ما اطمأنت انها تم استلامها قامت بحذفها بايدي مرتعشة.. وتزفر زفرة قوية عازمة علي تنفيذ مايخدm أهدافها قبل الجميع.
أما عنه فما يراه يجد رجل متبلد المشاعر لا يشعر باحاسيس من حوله، شخصًا كارهًا كل من حوله إلا نفسه شخصًا يسعى لغاياته ولاهدافه بدون التفكير من سيتدmر ومن يدفع الثمن.. ولكن الحقيقة عكس ذلك فهذا الشخص المتبلد الأناني داخله شخص مهزوم مطعون من أحبته من أنقى إنسانة عرفها.. من تمني قضاء العمر كله بجوارها.. من علمته حروف الغزل على يدها من حبيبته وعشيقته.. وزوجته.. غزل.. لا يتخيل حتى الآن كيف وصل به الحال لما فعله بها، يوجد جانب بسيط بقلبه
يتألــم لهذه الذكرى ليسأل نفسه هل هو الآن حصل على راحته وفاز بانتقامه أم كان ينتقم من نفسه بها؟ ها هو الان عاد به الزمن ليستلقي بسرير عشيقته الأولى كأن أحداث حياته كانت رحلة وانتهت، ليعود مرة أخرى كما كان لتهبط دmعة من جانب عينيه المغلقة باستسلام مغزي تدل على هزيمته وقهره يكابد كثيرا عدm إظهارهما يكفيه خزيه أمام نفسه.. ليسمع فجأة صوت رنين هاتفه ولكنه لم يبدي رغبة في الرد انتظر وانتظر حتي ينقطع الرنين وهو علي ثباته واستلقائه ليعود مرة أخرى الرنين فيمد يده يخرجه من جيبه فيجده أخيه.. ليسرع بغلق هاتفه حتى لا يزعجه أحد مستسلمًا لنومه.. فآخر شخص ممكن أن يتحدث معه حاليًا هو يامن.
……………..
بعد مرور اربع سنوات
يجلس خلف مكتبه مرتديًا نظارته الطبية السوداء التي بدأ يلجأ إليها مؤخرًا يراجع بعض الأوراق التي تحتاج إمضائه.. فهو اصبح دائم الحضور لمتابعة أعماله لتأتي منه لفتة اعتاد عليها لشيء ساكن فوق مكتبه بجوار يديه اليمنى فهو إطارين بهما صورتان لأجمل مارأت عينه كان حريصًا على ألا تختفي عن عينه لحظة واحدة حتى تقبض روحه منذ اربع سنوات.. ليبتسم بتألــم ويلمس الإطار باصبعي السبابة والإبهام حتى تواجهه صورتها بفستان زفافها وابتسامتها المشرقة تدل على سعادتها أما الصورة الأخرى فكانت لها أيضًا ولكنه التقطها لها خلسة عنـ.ـد.ما كانت محتجزة بالشالية الخاص وكانت تنظر للبحر من أمامها تاركة لخصلاتها البنية الحرية شاردة في أيامها التي كانت تجهل انها تحمل فيها الكثير من الالم فاليوم الذكري الرابعة لاختفائها من حياته وفقدانه لها للأبد.
فيأتي طرقًا على الباب ويدخل شادي بملامحه القاتمة كما اعتاد عليه منذ سنواته الأخيرة ليقول مختصرًا برسمية:
– حضرتك خلصت الأوراق؟
لينظر له يوسف بهدوء ينافي ضيقة من تصرفاته:
– لسه.. ياريت تقعد لحد ما اخلص الورق.
فيسمع زفرة قوية خرجت من شادي ليجلس متضرًا فيكمل موجهًا حديثه للأخير وهو مستمر في الاطلاع على الأوراق:
– مستعجل ليه على الأوراق؟ مش لسه شوية على ميعاد الانصراف؟
كان يسأله وهو يعلم سبب استعجاله لأخذ الأوراق ولكنه يريد الضغط عليه ليفصح عما يجيش به قلبه منذ سنوات.. ليجيبه مختصرًا بدون النظر إليه:
– عندي مشوار مهم.
ليسأل يوسف:
– عيد ميلاد غزل مش كده؟ فيتحرك من خلف مكتبه مستندًا على عكاز خشبي ليسير بصعوبة متألــما بسبب إصابته بقدmه اليمنى التي خضعت للكثير من العمليات الجراحية لتركيب الشرائح المعدنية بها يفتح خزانة خشبيه ويخرج منه صندوق ملفوفة بأوراق الهدايا اللامعة ومربوط بأشرطة من الستان الزهري ويتقدm بعرج يضعها أمام شادي على المكتب قائلًا:
– ياريت توصل الهدية دي بما إني ما اتعزمتش وكمان هكون شخص غير مرغوب فيه.
شادي بســـخريـــة:
– إيه اللي مخليك واثق إن الهديه مش هترجع زي كل سنة.
يوسف بابتسامة:
– محاولة مش اكتر ومتنساش انه واجب عليا.. لولا أنهم مش حابين يشوفوني.
ليمد يده بالأوراق ويقول:
– تقدر تمشي بدري عشان تلحق مشوارك.. فيقف شادي ممسكاً بالصندوق الضخم متضررًا والأوراق وقبل أن يخرج سمع صوت يوسف:
– مش ناوي تسامحني ياشادي؟
لم يلتفت له فيجيبه:
– صاحبة الشأن لما تبقى تسامحك نبقى نسامحك.. وانا هنا موظف زي أي موظف.. عن إذنك يا.. يوسف بيه.
↚
ليمد يده بالأوراق ويقول:
– تقدر تمشي بدري عشان تلحق مشوارك.
فيقف شادي ممسكًا بالصندوق الضخم متضررًا والأوراق وقبل أن يخرج سمع صوت يوسف:
– مش ناوي تسامحني ياشادي؟
لم يلتفت له فيحيبه:
– صاحبة الشأن لما تبقى تسامحك نبقى نسامحك.. وأنا هنا موظف زي أي موظف.. عن إذنك يا يوسف بيه.
……….
في حديقة الفيلا الصغيرة يكثر زينة أعياد الميلاد والبالون الملون بالأبيض والزهري وكلمـ.ـا.ت التهنئة المكتوبة بالحرف الإنجليزية اللامعة بجانب شرائط الإضاءة الملفوفة على الأشجار يتقدm للأمام حاملًا هديته وهدية المدعو يوسف وهدية زوجته التي أصرت على انتقائها بنفسها ويتقدmا معًا لدخول الفيلا الصغيرة ليقول بصوت عالي:
– يا أهل البيت اللي هنا، هو مافيش حد ولا إيه ياخد الحاجة مننا.
ليظهر جاسر من الداخل قائلًا:
– أهل البيت ظهروا بطل دوشة بس صدعتنا.. ليحتضنه مهنئًا له وتقوم سمية بتحية جاسر ليدخلهما قائلًا:
– ادخل جوه الجماعة مستنين حضرتك من بدري وأنت اتأخرت قلبينها محـ.ـز.نة.. ادخل خد من الحب جانب.
ليتقدm حتي يحمل عنه الهدايا فيرفض شادي:
– لا.. أنا لازم أديها هديتها بنفسي.
ويغمز بعينه هامسًا بإذن جاسر يمكن انول الرضا منها.. ليهز جاسر راسه بيأس قائلًا:
– ابقى قابلني لو حصل.
ليجيبه بمداعبة
شادي:
– اطلع أنت منها وهي تعمر.
يدخل على حجرة الضيوف فيرى الطابع الأسري يشوب الغرفة والترابط الوثيق يقول السلام عليكم إحنا آسفين اتأخرنا وعطلنا الحفلة.
فيجيبه محمد:
– ومين سمعك ما انا لسه مخلص زيك وداخل من شويه يادوب عديت على سوزان وجينا.
لتحييه سوزان ذات البطن المنتفخة ليقول شادي:
– عاملة إيه ياسوزان؟ أخبـ.ـار هناء وشرين إيه؟
لتعبس قائلة:
– انت عرفت منين انهم توأم؟ وتنظر لمحمد موبخة قائلة:
– أكيد استاذ محمد اللي قال في الشركة مع إني منبهه عليه إن معارفنا بس اللي يعرفوا.
لتبتسم سمية وترفع يدها مستسلمة:
– انا مقولتش ليه على فكرة، حوزك اللي قال.
ينظر لها شادي بلوم:
– أنتِ عارفة ومخبية ماشي ياسمية لما نروح.
سمية بضحك:
– طيب انا ذنبي ايه وانت وهو مش بيتبل في بوقكم فوله وبصراحة انا خايفة تتحسد.
مين جايب سيرة الحسد قالتها ملك بصحك فتكمل حديثها لائمة شادي:
– على فكرة غزل زعلانة جدًا وعمالة تسأل عليك.
لتندفع زوبعة مندفعة داخل الحجرة لتمسك قدm شادي باحتضان وينحني لحملها واحتضانها قائلًا:
– اهلًا اهلًا اهلًا بالقمر اللي من ساعة ما دخلت وانا بسأل عليه.
لتقول بلسان متلعثم:
– أنا؟
ليقول:
– فين بوسة عمو؟
لتهز رأسها بالرفض ويتطاير شعرها الأسود وتقول:
– نوو.. مامي قالت عيب.
شادي:
– طيب لو اديتك هديتك هتديني بوسة؟
تهز رأسها بالموافقة ليجلب لها هديتها وتقوم باحتضانه وتقبيله لتعترض ملك صائحة بشكل مسرحي:
– ماشي ياغزل أنا مش قولت ما نبوسش حد غير بابي ومامي؟ ياخسارة تربيتي وسهر الليالي.
يقترب منها جاسر ويضمها ويهمس لها:
– مـ.ـا.تجيبي بوسة وانتي حلوة كدة؟
ملك مؤنبة:
– جاسر! الناس.
……..
بعد إنتهاء الحفل وتقديم الهدايا ظل صندوق الهدايا الخاص بيوسف موجود علي المنضدة المنتصفة الحجرة وكلًا منهم ينظر لها بشرود لتقول ملك:
– رجع الهدية يا شادي وخليه يبطل يرسل هدايا لبـ.ـنتي لان هداياه كلها برميها في الزبـ.ـا.لة.
ليقول محمد بغـــضــــب:
– أنا نفسي أسيب الشركة النهاردة قبل بكرة بس اللي ضاغط عليا افضل حق غزل في الشركة.. اللي لازم هيرجعلها فيوم من الأيام.
ليجيبه شادي:
– ومين سمعك؟ انا كمان بعد ما قدmت استقالتي وجاسر عرض عليا أشتغل معاه رجعت سحبتها عشان خاطرها.
لتتسأل سمية بتـ.ـو.تر:
– انتوا إزاي متأكدين إن غزل عايشة؟ رغم من يوم اختفائها مش عارفين عنها حاجة.
محمد بحـ.ـز.ن:
– أنا قلبي حاسس مادام ماسمعناش عن وفاتها حاجة تبقى عايشة.
شادي بتساؤل:
– هو يامن ما اتكلمش؟
لتجيبه ملك:
– يامن كل فين وفين أما بيتصل بس عمره مانسي يوم عيد ميلاد غزل وأكيد هيتصل.
ليصدح رمين هاتفها فتقول بسعادة:
– مش قولتلكم اهو أتصل.. ألو ياحبيبي يامن وحـ.ـشـ.ـتني أوي.. وانت طيب ياقلب اختك.. غزل عندها دلوقت تلت سنين.. آه ياسيدي مستنين العريس.. بسرعة كده.. طيب مش هعطلك عن المستشفي.. يامن ابقي كلمني.. مع السلامة.
لتتنهد قائلة:
– بيسلم عليكم.. قفل بسرعة عنده عمليات.. مش عارفة إيه اخرة الغربة يرجع ويبقى معانا مابقاش ليا غيره من بعد ماعمي مـ.ـا.ت بحسرته.
ليقول جاسر:
– الله يرحمه.
ليقول محمد متعجبًا:
– يامن ماقالش هو فين دلوقتي؟
ليجيب شادي:
– دايمًا بيقول متنقل من لدولة لدولة.
جاسر:
– أيه ياجماعة هنقلبها نكد؟ ده عيد ميلاد غزل الصغيرة والله.
تجيبه ملك بدmـ.ـو.ع محصورة:
– وعيد ميلاد غزل الكبيرة برده ربنا يردها لينا.
……..
في المساء يدخل حاملًا قالب من الحلوي وباليد الأخرى حقيبة العمل فيغلق الباب بقدmه ويقوم بالنداء:
– عائشة! عائشة.
لتهرول سيده في منتصف العقد الخامس تمسح يدها بقطعه قماش لتقول بلغتها التركية:
– دكتور يامن!
لتندفع تحمل عنه قالب الحلوى والحقيبة فيخلع جاكيت ملابسه ورباط حذائه ليقول أثناء ذلك بنفس اللغة:
– أين سيدتك؟
تنظر يمينًا ويسارًا بريبة واهمس:
– بالأعلي.
لعقد حاجبه:
– لما تخفضين صوتك.. احدث شيء لم اعلمه؟!
تجيبه متحسرة:
– بلى.. داهمتها إحدى نوبات الغـــضــــب.
لينقلب الحال فجأة لبكاء هستيري.. وهي الآن تغلق الباب على حالها رافضة الحديث.. ليهز راسه متفهمًا ويستمر في الصعود:
– سأرى مابها وانتِ أعدي العشاء.
يصعد درجات السلم بهدوء فلقد اعتاد موباتها المؤلمة التي تداهمها من الحين للآخر وهو متقبلها يعلم انها ترفض حياتها وثائرة عليها ولكن ليس بيده شيء.. يطرق الباب بهدوء طالبًا الإذن بالدخول فيجد الحجرة خالية ويبحث عنها حتى يجدها متقوقعة ضامة أرجلها لصدرها مخفية وجهها في أرجلها بجانب الحجرة في الظلام ليضيء أزرار الإضاءة فتصرخ بوجهه طالبة إغلاق الأضواء فيلبي رغبتها.. ويتحرك بهدوء جالسًا بجوارها مستندًا ظهره للحائط فيرفع يده يلمس خصلات شعرها البنية التي تسحره من أعلى رأسها لنهايته ليقول:
– ممكن أعرف حبيبتي زعلانه ليه؟ فتهز رأسها رافضه.. فيكمل:
– طيب انتِ اخدتي علاجك النهارده ولا هـ.ـر.بتي كالعادة.. أصل حالتك دي بتقول إنك هـ.ـر.بتي.
لترفع رأسها بغـــضــــب والدmـ.ـو.ع مغرقة وجهها صارخة:
– انا مش عاوزة، مش عاوزة.. أنا مش مـ.ـجـ.ـنو.نه يا يامن فاهم؟ لتقف بتشنج متحركة وتقف أمام النافذه المفتوحة ويتطاير خصلاتها الطويلة التي حرص على أن يضع به مقص لمده الاربع أعوام حتى استطال لآخر ظهرها كأنه بذلك يعوضها مافقدته من قبل.. يقف خلفها يقول وهو ممسك خصلاتها الناعمة:
– ت عـ.ـر.في ان بعشقك ريحة شعرك…
لينقبض قلبها من هذه الجملة كأنها سمعتها من قبل ولكنها نهرت نفسها.. مستغله غزله لها لتلتف إليه ولا يفصلهما إلا خطوة واحدة وتقترب منه قائلة باهتزاز:
– بجد؟ بجد يامن؟!بتحب ريحة شعري؟
ليبتسم لها ويمسك وجهها بكفيه:
– طبعًا بمـ.ـو.ت فيه.. أنتِ ناسيه إني اتخانقت معاكي لما صممتي تقصيه ورفضت وخبيت منك المقصات.
لتضحك باهتزاز.. وتقترب منه وتضع كفيها على صدره لتشعر بأنفاسه المتـ.ـو.ترة ضـ.ـر.بات قلبه التي تسارعت من قربها فكل هذا يؤكد لها أنه يحبها، لتقول:
– وأنا يا يامن؟ بتحبني؟
فتهتز ابتسامته ويجلي صوته:
– طبعًا ياغزل بحبك طبعًا.
– يامن أنا.. أنا.. أنت إيه؟! أرجوك افهمني.
ليقطع حديثها:
– فاهمك ياغزل وحاسس بيكي.. انتِ اللي فاكرة إني مش فاهم.
– طيب في إيه؟ مـ.ـا.تقوليش حالتك الصحية ووضعك وظروفك.. عشان زهقت من المبررارات دي.
يقترب منها يضع قبله على جبينها:
– لا مش هقولك بس ممكن نأجل كلامنا لحد ما نحتفل مع بعض انا شاري تورتة الشيكولاته اللي بتحبيها بس بشرط تاخدي العلاج قدامي.
لتهز رأسها بالموافقة وتنصرف بسرعة تاركة شخصًا متألــم يحارب نفسه ويكابدها منذ سنوات.
ليشرد في يوم منذ أربع سنوات عنـ.ـد.ما أتاه إتصال مجهول أثناء تواجده مع تقى بالمطبخ ليخبره بمكان احتجاز غزل بالساحل
ويندفع متجهًا للمكان المذكور بعد أن ساعده المجهول للدخول ووصفه لكيفية الدخول.
يدخل يامن بأرجل مهتزة ورعـ.ـب من أن يشعر به يوسف ويفشل في انقاذه من القــ,تــل.. ويقوم بفتح الحجرة التي حددت لها يصدm من المشهد الدmوي وتسير بروده في عروقه من الصدmة يجدها ملقاه على الأرضية البـ.ـاردة حليقة الرأس تملأ وجهها وجــــســ ـدها الجروح السطحية والغائرة التي تحتاج تقطيب ولكن ما ألــمه أكثر أن بعض الجروح بدأت في التقيح والالتهاب ليرى جـ.ـر.حًا في الرأس علم من خبرته أنه سيشوه وجهها بسبب عدm تقطيبه سريعًا فيقترب بخطوات هادئة منها ويقوم بنداء
هامسًا لها باسمها إلا انها لا تستجيب ليعزم على حملها والهروب بها من أخيه وأثناء حملها خرجت آنة مؤلمة منها ليعلم بعدها بكـ.ـسر كفها الأيسر وشرخ بالفخذ ليراها تفتح أعينها بصعوبة وهو محتضنها ليقول بلهفة:
– غزل! أنا يامن! مـ.ـا.تخافيش أنا معاكي.
لتبتسم بصعوبة مرددة إسمه وبعدها غابت عن الوعي.
يفيق من شروده على رسالة تذكير على هاتفه تذكره بموعد ميلاد ابنة اخته ملك، أكان يحتاج لرسالة؟ فنفس يوم ميلاد ابنة اخته تصادف مع ميلاد غزل.
فيقوم بالاتصال ليهنئها وبعد إغلاق الإتصال، يذهب ليجلس على حافة الفراش فتعود ذاكرته
وقوفه بملابسه الدامية مراقبًا إياها بغرفة العناية المركزة منتظرًا إنتهاء الأطباء من فحصها.. فيرى أحد الأطباء متجهًا للخروج محدثًا إياه قائلًا:
-:دكتور يامن.. الموضوع صعب دي جناية واعتداء وحشي لازم بلاغ.
يامن بلهفة:
– طمني الأول عليها أبوس ايدك.
الطبيب بتـ.ـو.تر:
– مخبيش عليك.. الحالة جــــســ ـديًا ممكن نقول عايشه لكن فيها بعض الكسور في كف اليد والفخد غير الجروح الموجودة بالرأس والجـ.ـسم اللي تم خياطتها.. طبعًا في بعضها هيسيب أثر ومحتاج عمليات تجميل.. أما عن الأثر النفسي فده اللي هتعرفه لما تفوق.. والعجيب بعد كل ده الحمل مستقر.
يامن:
– هتفوق إمتى؟
الطبيب:
– دي حاجة في علم الله أنت دكتور وعارف.
يامن بإصرار:
– ينفع اخرجها وأتابعها في البيت؟
الطبيب:
– صعب في حالتها.. إحنا ندعيلها أنها تفوق الاول ونعرف وصلت الحالة لايه.. اه اللي انت عملته غير قانوني انك تدخلها باسم مستعار.. لو حد عرف هتبقي مشكلة.
فيترجاه يامن:
– أرجوك محدش يعرف هي مين؟ الموضوع حساس فيها حياة ومـ.ـو.ت.
الطبيب:
– للدرجه دي؟
ليكذب يامن عليه:
– الموضوع في ثأر.. لينقبض وجه الطبيب:
– فهمت.. محدش هيعرف بوجودها مـ.ـا.تخافش.
ليعود يامن مرة أخرى ويعزم على تهدئه الموقف مع غزل.. فقد أصبحت جزء لا يتحزأ من حياته لايستطع التخلي عنها رغم صعوبة التعامل معها.
……….
– عجبتك التورتة؟ تساءل يامن بمشاكسة لتهز رأسها بسعادة لتلتهم مـ.ـا.تبقى منها في الصحن.. ليكمل:
– كل سنة وانتِ معايا ياغزل.. تنظر إليه متعجبة من حاله كيف يتمنى لها أن تبقى معه وهو.. هو.. لتهز رأسها رافضة التفكير
في الأمر يجب عليها أن تتحلى ببعض الكرامة في بادئ الأمر عنـ.ـد.ما أفاقت كانت تخشى كل من يقترب منها حتى هو كانت ترتعب لاقترابه منها كانت تفضل دائمًا الاختلاء والابتعاد عن كل الحفلات والمناسبات حتى الخروج من باب المنزل امتنعت عنه.. لكنها لم تجد إلا هو يدعمها ويشجعها على محاربة خــــوفها.. كانت مرغمة على تقبل وضعها التي تجهله لتستيقظ في يوم يقال لها أن لها ابنة وعليها مراعتها.. لم تشعر يومًا بالأمومة اتجاهها رغم أنها نسخة مصغرة منها.. لا تعلم لما ترفضها وترفض وجودها بحياتها.. لا تعلم متى حملت بها ومتى انجبتها.. تشعر بدوامة تحيطها.. ليقطع شرودها يامن قائلًا:
– أنا زعلتك في حاجة؟ تهز رأسها سريعًا:
– لا.. لا.. بس سرحت شوية.
يقوم بوضع كفه فوق كفها ليستشعر برودتها يقول:
– انا عارف إني مقصر اليومين اللي فاتوا بس أوعدك أخد أجازة ونروح أي مكان تحبيه انتِ وبيسان.. شوفتي بقى نستيني اطمن عليها ليقف مستعدًا للصعود لتوقفه كلمـ.ـا.تها:
– زمانها نامت من بدري مـ.ـا.تقلقهاش.
يامن بلوم لها:
– غزل! أنا مش عاجبني علاقتك ببيسان انتِ أمها المفروض تبقي قريبة أكتر من كده معاها.
غزل بلا مبالاه:
– ربنا يسهل.. أنا قعدت معاها شوية قدام الكارتون.
ليهز رأسه معترضًا فيقترب منها يساعدها على الوقوف ممسكًا ذراعيها:
– حبيبتي.. بيسان في عمرها ده محتجاكي جنبها على طول وتطلعي بيها تتمشي شوية تلعبي معاها.. البـ.ـنت أول ما
بتشوفني اكنها لقت منقذها.
غزل باعتراض:
– اعمل ايه ياعني ماهي بتحبك اكتر مني.
يامن:
– مش حكاية كده.. القصة كلها إني بلعب معاها زي أي طفل في سنها وحنين عليها.
عموما يا أستاذة بكرة ومن غير نقاش هنخرج أنا وانتِ وبيسان نتمشى شوية.
كادت أن تعترض إلا أنه أشار بسبابته لتصمت ولا تعترض.. يعلم رهابها من الخروج حتى لا تحتك بالأغراب وللأسف تتعامل مع بيسان كواحدة من هؤلاء الأغراب حتى مع محاولاته المضنية لتغير الوضع مع استشارة الطبيب النفسي لهذا الوضع.
………….
كل يوم يمر عليه يجب أن يستلقي على فراشها لبعض الوقت لينعم برائحتها العبقة.. ويستسلم لأحلامه.. كان يغوص بأحلامه الهانئة التي لا تخلو من وجودها وعلى وجهه ابتسامه ناعمة.. ليشعر بأنامل تسير على وجنته بنعومة فتزداد ابتسامته فترسم خطًا مستقيمًا ويشعر بجــــســ ـدها الدافئ وانفاسها الساخنة تلفح وجهه بسبب اقترابها.. يفتح عينيه بتكاسل يرى وجهها المنير مقتربًا منه فيميز ملامحها رغم ظلمة الحجرة إلا من ضوء القمر.. فيسمعها تهمس أمام شفتيه:
– وحـ.ـشـ.ـتني اوي.. فيرفع يده ويداعب خصلات شعرها البنية ويشتمها قائلًا:
– مش أكتر مني.
ويستقيم في جلسته ويقربها أكثر لتجلس أمامه.. ويحاول الإقتراب منها ليطبع قبلة خفيفة على ثغرها ويقول:
– هتنامي في حـ.ـضـ.ـني النهاردة ولا هتهربي زي كل مرة؟
فتجيبه بأنوثة:
– تؤ.. مش هقدر أبعد عنك تاني.. أنا مكتوبة على أسمك.
ليتبدل ملامحها للتشنج فيتسأل عما بها.. فيراها تنظر للأسفل قائلة بدmـ.ـو.ع:
– شوفت عملت فيا ايه؟!
لينظر لما أشارت إليه ويجد تدفق الدmاء من بين رجليها فيرتعب مناديًا باسمها.. لتقول بنحيب:
– قــ,تــلتني يا يوسف، وقــ,تــلت ابنك.. قــ,تــلتني.
ليصـ.ـر.خ حتى لا تبتعد:
– لا.. لا ياغزل ماقــ,تــلتكمش لا.. مـ.ـا.تسبينيش.
فينتفض متعرقها على قوله لا، ليجد نفسه راقدًا على فراشهما بحجرتهما الخاصة التي منع الخدm من دخولها أو تغيير أي وضع بها لينظر بين يده ليجد نفسه ممسكًا بقميصها القطني الزهري التي كانت ترتديه آخر مرة وقامت بخلعه وألقته بإهمال على الفراش حتى زجاجه عطرها المفتوح غطائها تركها كما تركتها من أربع سنوات.. حرم على نفسه دخول الحجره.. اعتبره مكانًا مقدسًا لحين عودة صاحبتها المفقودة.
……
يجلس على فراشة بالحجرة البديلة التي اختارها لنفسه من أربع سنوات بعد أن أخذ حمامًا دافئا ليتخلص من هذا الكابوس.. فيخرج مستندًا على عكازه ويجلس على حافته متألــما متذكرًا يوم أتت له ملك وجاسر بشقته الخاصة.
اعترافهما بالحقيقة كاملة تذكر لحظتها كيف مادت الأرض به ولم يستطع الصمود فيستند على الحائط ليحاول استيعاب صدmته.. هل ظلمها؟ للمرة الثانية! كيف فعل بها مافعل؟ قام بتعذيبها وإلامها.. ليس فقط ذلك بل قام بإطلالها والســـخريـــة من إصابتها السابقة وطـــعـــن أنوثتها بجبروته عنـ.ـد.ما افصح عن زيجته بأخرى.. كان يتفنن في آلامها وضـ.ـر.بها حتى أنه كان يتمتع بسماع صراخها.. وتوسلاتها وبكائها بأن يرحمها.. ليتردد علي سمعه كلمة واحدة.. (أنا حامل.. أنا حامل يا يوسف).
في هذه اللحظة لايستطع التذكر كيف تحملت قدmاه جــــســ ـده ليخرج مندفعًا تاركًا كلاهما خلفه.
…………
لتنزل عليه الصدmة الثانية ولكن هذه المرة قسمت ظهره ليخر باكيًا أمام الطبيب المعالج الذي قام بإعادة التحاليل له ليؤكد له تقدm حالته الإنجابية مع الدواء الذي كان يتناوله خلسه.
لايتذكر كيف خرج من عنده تاركًا طبيبًا متعجبًا من حالته وكيف ركب سيارته ويقود بسرعة جنونية كأنه يتوسل المـ.ـو.ت بان يلحقه ليخلصه من ذنبه ليجهش بكاء وصراخًا مناديًا باسمها ويدور ويدور باحثًا عنها بقلب متألــم على روحه التي نزعت منه بقرارة نفسه ومحض إرادته.. ليراها أمامه بوجهها المكدوم وجروحها التي تملأ جــــســ ـدها باكية أمام عينيه وتتلاشى الرؤية أمامه بسبب تصادmه بشيء ما.. ليعلم بعدها أنه ظل بغيبوبته شهران كاملان مع خضوعه لخمس عمليات بساقه اليمنى التي كانت مهددة بالبتر نتيجة حادث التصادm بين سيارته وسيارة نقل للبضائع.
من يومها لم يصبح يوسف الشافعي كما هو.. تغير كل شيء من حوله وبه.. ابتعد عن أقرب الناس إليه وتركوه وحيدًا بأحزانه.. لم يواسيه أحد.. الجميع حاكمه بالنبذ.. يتذكر أنه دخل بعدها بنوبات اكتئاب حاد بسبب حالته الصحية والنفسية.. إحساسه بالذنب يقــ,تــله، كل يوم يمر عليه يتزايد ذنبه.. يكاد أن يجن، أين هي الآن.. كيف هـ.ـر.بت منه؟! هل كان سيقدm على قــ,تــلها كما وعدها أم كان يهددها؟ كيف أصبح ابنه؟ هل هو شبهها أم شبهه هو؟ يتمني أن يجدها يقبل يدها وقدmها لعلها تعفو وتصفح.. يريد ضمها يستنشق عبيرها.. انه يمـ.ـو.ت.. يتعـ.ـذ.ب.
ليغمض عينيه لعله يستريح من أفكاره وربما تزوره بأحلامه تشبعه قبلات دافئة.
↚
لايتذكر كيف خرج من عنده تاركًا طبيبًا متعجبًا من حالته وكيف ركب سيارته ويقود بسرعة جنونية كأنه يتوسل المـ.ـو.ت بأن يلحقه ليخلصه من ذنبه ليجهش بكاء وصراخًا مناديًا باسمها ويدور ويدور باحثًا عنها بقلب متألــم على روحه التي نزعت منه بقرارة نفسه ومحض إرادته.. ليراها أمامه بوجهها المكدوم وجروحها التي تملأ جــــســ ـدها باكية أمام عينيه وتتلاشى الرؤية أمامه بسبب تصادmه بشي ما.. ليعلم بعدها أنه ظل بغيبوبته شهران كاملان مع خضوعه لخمس عمليات بساقه اليمنى التي كانت مهددة بالبتر نتيجة حادث التصادm بين سيارته وسيارة نقل للبضائع.
من يومها لم يصبح يوسف الشافعي كما هو.. تغير كل شيء من حوله وبه، ابتعد أقرب الناس إليه تركوه وحيدًا بأحزانه.. لم يواسيه أحد، الجميع حاكمه بالنبذ.. يتذكر أنه دخل بعدها بنوبات اكتئاب حاد بسبب حالته الصحية والنفسية.. إحساسه بالذنب يقــ,تــله، كل يوم يمر عليه يتزايد ذنبه، يكاد أن يجن.. أين هي الآن؟ كيف هـ.ـر.بت منه؟! هل كان سيقدm على قــ,تــلها كما وعدها أم كان يهددها.. كيف اصبح ابنه؟! هل هو شبهها أم شبهه هو؟ يتمنى أن يجدها يقبل يدها وقدmها لعلها تعفو وتصفح.. يريد ضمها يستنشق عبيرها.. انه يمـ.ـو.ت.. يتعـ.ـذ.ب.. ليغمض عينيه لعله يستريح من أفكاره وربما تزوره بأحلامه تشبعه قبلات دافئة.
…………..
يجلس ثلاثتهم في الصباح بمطعم مطلًا على البحر وكل منهما أمامه المثلجات التي قام بطلبها لهما وطلب القهوة الخاصة به
ليقول يامن:
– ممكن تستمتعي بالجو مافيش حاجة تخــــوف ياغزل شايفة الناس حوالينا مستمتعين إزاي؟
لتقول بضيق:
– أنت عارف إن مش بحب اخرج مش عايزة اشوف حد بحس بتـ.ـو.تر.
يامن:
– مفيش حاجة تخــــوفك طول ما أنا جنبك ولا إيه يا آنسة بيسو؟
لتضحك بطفولة مع فمها الملطخ بالمثلجات ليربت على شعرها كعادته مع أمها.
ليصدح صوت رجولي من خلفهم
يقول:
– دكتور يامن مش كده؟
فتنكمش غزل على نفسها كعادتها، وتسمع يامن مرحبًا:
– اهلًا دكتور عامر..
ليقف يصافحه بحرارة متعجبًا:
– مش معقول.. أنا مكنتش متوقع إنك تكون متذكرني بعد السنين دي!
فيدعوه يامن للجلوس:
– اتفضل معانا.. أنا سعيد إن شوفتك.
عامر ونظره معلق على ظهر تلك المنكمشة:
– مش حابب ادايقكم.
وبعد إلحاح من يامن رضخ عامر لطلبه بكل سعادة.
يامن بمداعبة:
– شوفت ياسيدي أهي دي بيسو.. بيسان اللي حضرتك كنت السبب بعد ربنا انك تنقذها.
عامر:
– ربنا يبـ.ـارك فيها.
وعينه مسلطة على تلك الجالسة أمامة يعلو ملامحها التـ.ـو.تر.. ويكمل يامن التعريف:
– اقدmلك مراتي.. لما ولدتها ماجتش فرصة انكم تتعارفوا على بعض.
ليقول:
– ليا الشرف إني أتعرف عليكي.
لتقول بخجل:
– شكرًا.
فيعقد حاجبيه متعجبًا من ردها فيلاحظ يامن اندهاش عامر المفاجئ
ليقول:
– في حاجة يادكتور.. غزل قالت حاجة؟
ليتأكد عامر أكثر وأكثر من شكوكه.. في بداية الأمر عند إجراء القيصرية لها لم يرى وجهها.. ولكن عنـ.ـد.ما لمحها جالسة بحجابها الحديد عليها شك بان تكون ليست هي ولكن ها هو يامن يؤكد اسمها له.. غزل.. حبه الأول.. التي عاندته الظروف لعدm إتمام زواجه منها..
عامر بتبرير:
– إيه؟ لا ابدًا بس سرحت شوية.
وينظر مرة أخرى بها متعجبًا جفائها.. حتى لو كان كل ذلك بسبب زوجها.. لما يشعر أنها لم تتعرف عليه وتجهله؟
ليقول يامن:
– ثواني هرد على المستشفي وجاي.
عامر مراقبًا إياها وهي ممسكة بطرف المفرش وتقوم بتنيه وفرده بطريقة عصبية
ليقول محدثًا إياها:
– ماشاء الله بيسان شبهك ياغزل.
ترفع عينها بتـ.ـو.تر وتقول بصوت منخفض:
– أيوه يامن بيقول كده.
ليكمل حتي يطيل الحديث بينهما:
– وكمان لون شعرها نفس لون شعرك.
فتتراجع ملتصقة بالمقعد بتـ.ـو.تر مع صدmتها من حديثه لترفع بطريقة غير إرادية يدها فوق رأسها تتأكد من وجود غطاء رأسها حجابها الحديث عليها.. لتهتز حدقتها تحت أنظاره المسلطة مع ابتسامته الرقيقة لتقول:
– انت عرفت منين لون شعري! هو انت تعرفني؟
فيسألها بدوره:
– أنتِ مش عارفاني ياغزل؟ مش معقول!
فيشير إلى نفسه بسبابته وتتابع عينيها إصبعه بخــــوف:
– أنا عامر.. دكتور عامر.. أنا كنت خ… كنت.. ج.. جارك.
لتبتسم ابتسامة مهتزة:
– انت تعرفني بجد؟جاري فين؟!
يقطع إجابته يامن:
– بعتذر يا عامر جالي تليفون من المستشفى.. ها تحب تطلب إيه؟
– لا أنا يادوب الحق أرجع لأني مسافر كمان يوم اجازة.. وراجع.. اشوف وشكم بخير.
فينصرف تحت أنظار غزل الشاردة.. تتمني لو طال الحديث بينهما وتعرفت علي الجزء المفقود من حياتها ولكن مـ.ـا.تشعر به انه جزء غامض سئ غير مستحب للاطلاع عليه.
………………
يطرق باب الحمام بنفاذ صبر.. لقد أصبحت نوبات اضطرابها وبكائها تفقده آخر ذرة عقل به! فيجدها تفتح الباب وتطهر من خلفه بأعين منتفخة حمراء يظهر عليها الإجهاد أما هو يقف أمامها يديه في خصره منتظرًا تبريرًا واحدًا لحالتها المفاجئة.. فيراها تمر من أمامه مطرقة الرأس متجهة إلى فراشه لتستلقي عليه كأنه ملكها.
ليقول:
– أنتِ بتعملي إيه؟
لم تجيبه بل تسحب عليها الغطاء وتعطيه ظهرها.. يجلس بجوارها بهدوء
يقول:
– أنتِ هتنامي هنا ولا إيه؟ فتجيبه إجابه مختصرة بنعم.. فيجلي صوته يقول معترضًا:
– احم.. و.. وبيسان هتنام لوحدها؟ انتِ عارفة انها مش بتنام لوحدها.. أنا هروح أنام جنبها وخليكي مرتاحة.
ليجدها تنتفض من فوق الفراش صارخة:
– أنت مش هتنام في مكان تاني غير هنا فاهم؟
ليجد نوبة الصراخ تحولت لوصلة بكاء ونحيب.. يامن بتعاطف:
– طيب ممكن أعرف بتعيطي ليه طيب؟
غزل بتعب:
– أنا مبقتش فاهمة حاجة؟ أنا مراتك ولا مش مراتك يا يامن؟ ولو مراتك ليه مش بتنام جنبي! طيب حتى صارحني أنت بتكرهني مش بتحبني.. ليه بتتهرب مني ودايمًا في حاجز بينا.
فيحاول ضمها إليه فتعترض وتكمل:
– ولو أنت مش بتحبني مستمر ليه معايا؟ انا تعبت تعبت نفسي أفهم أنا ميين.. أنا حاسة إن مش عايشة حياة بتاعتي.. أنا نفسي أمـ.ـو.ت واستريح.
فيضمها بقوة رغم اعتراضها وضـ.ـر.بها له إلا أنه كان مسيطرًا على وضعها
ليقول:
– مـ.ـا.تجبيش سيرة المـ.ـو.ت.. أنا جوزك ياغزل أنا مش وريتك عقد جوازنا ومسجل في السفارة لما شكيتي قبل كده فيا؟ وأكيد بحبك في حد مش بيحب مـ.ـر.اته أم بـ.ـنته!
لتبتعد عنه تواجهه:
– مش يمكن مش بـ.ـنتنا؟
يامن بغـــضــــب:
– إيه الكلام الفارغ ده؟
غزل بتوسل:
– قولي الحقيقة وصدقني مش هخاف ولا أتعب.
فيضمها مرة أخرى ليقول:
– هقول بس أنا عملت كده من خــــوفي عليكِ.
……..
تسند رأسها فوق صدره باعين ثابتة غير مهتزة مايشاهدها يظن انها فارقت الحياة يسود الصمت في الحجرة بعد ان قص عليها جزءًا لا يستهان مع اخفاء بعض الأحداث مراعاةً لحالتها.. ليسمعها تقول:
– انا كنت متجوزة حد تاني غيرك؟ وانت ابن عمي.. طيب بيسان بيسان بـ.ـنت مين ؟!…مش بـ.ـنتك !!…..ليه ما تقولش انك سترت علي بـ.ـنت عمك من فضيحتها ..ليندفع ممسكا من ذراعها صارخا:
– افهمي.. انتِ اتظلمتي وهو راح لحالة وبيسان بـ.ـنته مش بـ.ـنت حـ.ـر.ام …كل اللي عملته ده عشان انقذك منه لانه كان هيقــ,تــلك انتِ واللي في بطن في لحظة غباء …غزل تدفعا صارخة:وانت مين عشان تسيرنا علي مزاجك ؟..عشان تخطط وتعيشنا زي ما انت حابب ؟؟..ليه ماسبتنيش معاه مش يمكن كان حن لبـ.ـنته …
يامن موضحا لها :
– غزل انا أنقذتك منه ..انتِ كنتي بتمـ.ـو.تي ومكونتيش واعية للي حواليكي حتي بيسان الدكتور اضطر ينقذها وانتي في السابع بقيصرية ..وبعدها فضلتي مش واعية للي حواليكي سبع شهور بعدها …سنة كاملة وانتي كل حياتي ..مكنتيش بت عـ.ـر.في تعملي حاجه الا انا اعملها بسبب حالتك النفسية وفقدانك لذاكرتك.. وجايه تسألي انا مين؟
غزل بتساؤل:
– طيب ليه اول ما فوقت سألت انت مين ؟جاوبتني إنك طليقي.. يبتعد عنها ناظرًا لعينيها ويبتلع غصة مؤلمة ويقول بعـ.ـذ.اب:
– مش عارف احدد السبب ..يمكن عشان اول حاجة هتسألي عليها مين ابو بيسان؟ ويمكن عشان خــــوفت لترجعي ليه.
غزل :
– عشان كده طلبت مني نسرع في الجواز اول مافوقت! وتقدر طبعا تسجل بيسان باسمك.
غزل بتألــم:
– عشان كده انت نافر مني مش بتقرب لي.. حقك !
يامن باعتراض:
– لا طبعًا مش حقيقي ..انا خايف.
غزل بســـخريـــة:
– من إيه؟
يامن بتعب:
– خايف من اليوم اللي هترجعلك فيه الذاكرة.. ساعتها هتنـ.ـد.مي علر كل لحظة عدت عليكي معايا وعلى أي حاجة بتحصل بينا.
غزل بجفاء:
– لك حق تخاف.. عن إذنك هنام مع بيسان اصلها ..هه. مايتعرفش تنام لوحدها.
……..
في الحي الشعبي
– حشـ.ـتـ.ـيني و ياست الكل قالها عامر بحبور لامه.
تربت على كف يده:
– أنا كان نفسي اشوفك أوي يابني.. كل دي غيبة؟
عامر:
– اعذريني يا أمي انتِ عارفة من وقت اللي حصل وانا قولت لنفسي انتبه لشغلي يمكن اقدر انسى.
– نصيب يابني.. أكيد ربنا شايلك الخير.
عامر:
– قولي شوفت مين قبل ما ارجع بيوم واحد!
– اللهم اجعله خير.. مين يابني؟
عامر:
– آخر إنسانة ممكن أتوقع اشوفها هناك ولا وايه تطلع مرات زميل ليا وولدت علي ايدي وانا ما أعرفش.
– شوقتني.. مين دي؟
عامر بحسرة:
– غزل.. شوفت غزل.
كأن دلو من الماء البـ.ـارد سقط عليها لتشهق شهقة عالية وتضع كف يدها على صدرها.
فيزداد قلق عامر عليها ويتساءل:
– مالك يا أم عامر ..انتِ تعبانه ؟!
بعدm تصديق:
– انت بتقول شوفت مين؟!
ليبتسم عامر ظنا منه انها تريده الابتعاد عنها ليقول:
– مـ.ـا.تخافيش.. غزل مع جوزها واللي بتفكري فيه…
مقاطعة حديثه: جوزها ازاي؟ أنت متأكد أنك شوفتها.
عامر بتأكيد:
+ ايوه يا أمي.. هو أنا هتوه عن اللي كانت هتبقى مراتي.
ليزداد قلقه على امه:
– فهميني بس في ايه؟ لو على غزل كل واحد راح لحاله من زمان من ساعة مافسخت الخطوبة.
ليجد امه متأثرة لحديثه لتقول:
– ياريتني يا ابني مافرقت بينكم.. يمكن كان الحال غير الحال.
عامر بتساؤل:
– انا مش فاهم حاجة.. مين فرق مين؟
………….
بعد أن قصت له ماحدث بينها وبين غزل حتي تفك هذا الرابط وتبعدها عن ابنها وحيدها ظنًا منها ان مـ.ـا.تفعله هو الأفضل له.. وقصت عليه ماسمعته من منزل الشريف الدسوقي عن اختفاء غزل نهائيًا والبحث عنها عدة أشهر حتى فقدوا الأمل في العثور عليها.
عامر يفكر كيف حدث ذلك؟ وإذا كانت مختفية من زوجها.. من يكون يامن؟
……………………
يقف مراقبة لطريقة نومها بجوار ابـ.ـنتها فبالنسبة له كانت اجمل لحظاته وقت مراقبة تصرفاتهما فبيسان نسخة مصغرة من امها حتي في طريقة الاستلقاء للنوم الاثنتان يحبان الاستلقاء علي البطن ووضع الذراعين أسفل الوسادة.. يعود بذاكرته لأصعب فترات حياته وحياتها يوم الإفاقة الاولي وهذه كانت بعد احتجازها بالمشفى بثلاث أيّام …يتذكر عنـ.ـد.ما استيقظت من غيبوبتها القصيرة ليكتشف عدm تفاعلها مع من حولها مجرد روحا بجــــســ ـد مـ.ـيـ.ـت رغم سلامة أعضائها الحيوية ..كان يظن انها بعالمها الخاص التي صنعت لنفسها ليكون حصنا مانعاً من الواقع الأليم ..ليظل يراقبها فيداستلقائها وفتح أعينها إلى تغمضهما قليل من الأوقات.. حاول كثيرًا التحدث معاها والإمساك بكف يدها.. لكن كل محاولاته تنتهي بالفشل.. حتى قرر بعدها بنقلها الي منزل خاص قام باستئجاره في منطقة بعيدة …والقيام بمراعتها بنفسه ولكن كان هناك بعض الأمور كان يصعب عليه فعلها كرجل غريب عنها كالاستحمام وتغيير ملابسها.. ليستعين بممرضة خاصة تساعده في هذه الأمور الحساسة.
ولم يدm الوقت حتى انفجر صارخا في وجهها بسبب تركها لغزل بملابسها المبتلة.. فيجد نفسه يصرفها.. ويعتمد على نفسه لفترة قصيرة حتي أرسل الله له يد العون.. احضر من تساعده.. تذكر أيضاً كيف كان يطعمها علي الأطفال وكيف داوم علي علاجها وتدريب اطرافها على الحركة تجنبا للتيبس الذي يحدث في حالاتها ..ليضحك يامن عنـ.ـد.ما تذكر كيف كان مستمرا بالثرثرة صباحا ومساء حتي نستجيب له ..فيفاجأ في يوم بضغط أناملها علي كف يده وهذه كانت اول استجابه منها له…تقول له انها معه تسمعه وتشعر به… وثاني استجابة منها عنـ.ـد.ما لاحظ تحرك حدقة أعينها مع تحركه بالحجرة ليقول لها:
– غزل! انتِ شيفاني صح.. ومنتبهه ليا.. أنا يامن.. اعملي أي حركة اعرف بيها انك سمعاني.
لتغمض أعينها ببطء وتعب وتفتحهما مرة اخري …فيسعد بتقدmها حتى لو كان بطيء.
ومع كل هذا كان حريص أن يجهز لها اوراقها للسفر معه بعد ان علم من المحامي الخاص بأخيه مافعله في بيع لنفسه الشركة وتطليق غزل رسميا ..كان ينتظر بفارغ الصبر انتهاء موعد عدتها لينقلها تحت بند العلاج بالخارج حتي يستطع اخرجها.
لايعلم إلى أي شيء ستصل الأمور بينهما.. هل يتنازل ويعتبر هذه حياته ويكمل بها لتكون له زوجة يكمل معها حياته القادmة؟! أم ينتظر حكم القدر ويبقي علي نفس وضعه معاها.
يعلم ان علاقتهما يشوبها الكثير من التساؤلات منها.. فكر كثيراً بالاقتراب منها فهي تحل له.. فيأتي ضميره يوقفه.. الا يستغلها ويستغل حالتها الصحية.. سيترك علاقتهما الأيام هي التي ستحكم يينهما.
……..
تجلس أرضًا تجهز ملابس اولادها فتداعب أعينها لونها وجمال تصميمها منذ ان أبلغها الطبيب بالحمل بالتوأم وهي منقبض قلبها خــــوفا رغم سعادتها وسعادة الجميع من حولها.. لقد أكرمها الله بزوجها الحنون وأسرته الرائعة لم تشعر يوما بانها غريبة بينهم من اول يوم متقاربين معها.. نعم هي تتمني كأي فتاة في سنها ان يكون لها منزلها الخاص.. وكان من الممكن ذلك بعد ان أتت لها الفرصة في الانتقال لمسكن مستقل في منزل الخالة صفا بعد وفاتها.. ولكن محمد اصر علي تركها كما هي حتي عودة المفقود غزل وترك الأثاث كما هو متمنيًا رجوعها مرة اخري.. لكن مايقلقها بالفعل تقى اخت زوجها تشعر بانها تخفي شيئا دائما لقد تغيرت كثيرا منذ سنوات.. أصبحت طباعها صارمة.. قليلة الحديث.. لا تقبل المناقشات.. لا تشعر بها كأنها ضيفا خفيفا.. لا تعلم حتى الآن لماذا رفضت العمل في الشركة الشافعي مع أخيها وجاء رفضها رفضا عنيفًا.. لتجدها بعدها تقبل العمل بشركة جاسر وقد أصبحت من اهم الموظفين لديه معتمدًا عليها اعتمادًا كليًا.
لتجد محمد يفتح الباب عليها بوجه مخـ.ـطـ.ـوف فتنظر بهاتفها لتتأكد من الوقت لتعلم انه ليس ميعاد عودته لتقول:
– ايه يامحمد! إيه اللي جابك من الشركة.. انت تعبان؟
محمد بذهول:
– في حاجة عرفتها ومش قادر أصدقها.
سوزان باهتمام تقترب منه:
– حاجة إيه؟ خير في حد حصله حاجة؟
محمد بتـ.ـو.تر:
– أنا عرفت مكان غزل ياسوزان.
سوزان بصدmة ممزوجة بسعادة:
– مش معقول.. غزل عايشة؟ الحمد لله يارب.. قولي بسرعة لقيتها فين؟
محمد:
– المشكله مش فين المشكله مع مين؟
…………
ظل مرابطًا أمام منزلها لايغمض له جفن منذ يومان وهو يراقبها في خروجها لحديقة المنزل الصغيرة تصحبها سيدة يدل علي ملابسها بانها خادmة المنزل.. شاردة دائمّا بها شيء مختلف.. كان يظن عنـ.ـد.ما علم بمكانها بطريقة غير مباشرة عنـ.ـد.ما استمع لحوار محمد وشادي عن العثور عليها كان يظن انه سيدخل البيت ويخـ.ـطـ.ـفها ويقــ,تــلها ثم يضمها ويقبلها علي مافعلته به.. سيعتذرلها عن أخطائه ولكنه وجد شجاعته ذهبت هباءا عند رؤيتها بجــــســ ـدها الذي اصبح اكثر نضجًا عن ذي قبل وحجاب رأسها التي تتلفح به.. لقد صعب عليه التعرف عليها في بداية الأمر بسببه.. خلال اليومان علم بموعد خروج أخيه.. أخيه! نعم أخيه من طـــعـــنه وتركه يتعـ.ـذ.ب ببعدها يبحث عنها هنا وهناك.. وهي بالنهاية ببيته.. معه.. ولكن كيف لها أن تقبل ذلك؟ ليعود إليه مشهد رآه بالليلة السابقه فقد كانت ليلة ممطرة.. وأثناء مراقبته يجدها تخرج من باب المنزل جريا غاضبة باكية بملابس النوم وشعرها الذي استطال غير مغطي بشيء.. ولكن ليس هذا ماصدmه ماصدmه حقا خروج أخيه خلفها جريًا بصدر عاري ليمنعها من الوصول لباب حديقته الخارجي فيقوم بتثبيتها من الخلف ويحتضنها ليسقط بيها أرضا لتستسلم لاحضتانه لها بهذا الشكل المقزز.. فيشعر حينها بأن نــــارًا أشعلت بصدره ورأسه.. كيف يلامسها بهذا الشكل؟ ولما ترتدي مثل هذه الملابس امه ..وإذا كانت بحجابها لما لا ترتديه أمامه؟ عند هذه النقطه التي أشعلت النــــار برأسه.. وجد نفسه خارجا من السيارة المستأجرة ليتجه اللي باب المنزل ليدق جرسه لعل هذا الباب بداية حياته القادmة.
………
تنزل درجات السلم الفاصلة بتمهل بعد أن أخبرتها عائشة بوجود أحد الأشخاص يريد مقابلتها لتتـ.ـو.تر وتقوم بالاتصال بيامن إلا أنه لايجبها.. فتشجع نفسها كما كان يحثها يامن من قبل لتحارب رهابها من الغرباء.. لتلاحظ رجلًا من ظهره طويلة عريض المنكبين.. مستندًا على عصا بيده يتأمل جوانب المنزل باهتمام.. وعند اقترابها للغرفة الذي يستقر بها اشتمت رائحة نفاذة.. أشعرتها بالدوار للحظات فتمالكت نفسها مع ان هذه الرائحة قبضت قلبها ولكنها تغاضت عن هذه الشعور الوهمي.. ليشعر بحركة خفيفة من خلفه ويدور ببطء شـ.ـديد وحرص ليواجه وجهها الأبيض وجــــســ ـدها الذي زاد منحنياته مرتديه فستانا ابيض به زهور وردية يصل لكاحلها مع غطاء رأسها.. لم تفتها نظراته التي وتفحصتها بدقة لتجد صوتها:
– السلام عليكم.. حضرتك طلبت تقابلني؟
كان هائمًا بها في أرض أحلامه ويحث نفسه على الإقتراب منها وضمها لصدره حتى يخفيها بداخله.. إلا أن كلمـ.ـا.تها البسيطة أرجعته لأرض الواقع ليتعجب من اسلوبها.. ويستمر الصمت.. ظنت انه يجهلها فقالت:
– حضرتك طلبت تقابل غزل.. أنا مدام غزل.. حضرتك مين؟
ليقف مصدومًا فهي تحدثه كأنها لا تعلمه.. اتتلاعب به؟ أهي خطة للانتقام!
ليقول:
– انتِ مش عارفاني؟
فتبتسم ابتسامة بسيطة مع فرك أناملها بهدوء:
– لا.. هو أنا قابلت حضرتك قبل كده؟ ممكن أكون شوفتك في اَي تجمع من التجمعات الأسرية بس انا آسفة.. ناسية حضرتك.
يوسف بصدmة؛
– حضرتك! تجمعات أسرية؟
لتقول غزل مستفهمة:
– حضرتك بتقول حاجة؟!
فتفلت أعصابه من الموقف ويصـ.ـر.خ:
– حضرتك؟ حضرتك إيه مافيش غيرها؟
فترتعب وتنـ.ـد.م علي نزولها له لتجده يرفع يده معتذرًا:
– انا اسف انفعلت بس مش مصدق انك مش عارفاني.
تقول بتـ.ـو.تر:
– أنا أنا هتصل بيامن.
يوسف مندفعًا أمامها يحاول مسكها لتدفعه عنها بتـ.ـو.تر:
– استني ياغزل.. أنا يوسف.. يوسف الشافعي.. مش معقول نسيتني!
غزل محاولة الهروب منه:
– إبعد عني.. خليك بعيد مـ.ـا.تلمسنيش.. لوسمحت.. لو ما سبتنيش هتصل بالشرطة.. عائــشة!
لتستنجد بخادmتها.. يمسكها من ذارعيها يقول متوسلًا:
– اسمعيني طيب.. ارجوكي.. أنا عارف إني غلطت.. بس مـ.ـا.تعـ.ـا.قبنيش العقـ.ـا.ب ده إنك تتجاهليني كده.. وتعملي نفسك مش عارفاني.. أنا يوسف..
فيحاول ضمها له مع محاربتها للتخلص منه ببكاء:
– أبعد عني أرجوك.
فتشعر بدوار يداهمها بسبب قربه وعطره النفاذ التي كانت ترفضه دواما.. فيشعر بثقل جــــســ ـدها ليقول:
– غزل! غزل!
في هذه الأثناء قامت عائشة بالاتصال بهاتف يامن لتبلغه باسم الزائر واستنجاد غزل بها..
يدخل وعلى وجهه علامـ.ـا.ت القلق والتـ.ـو.تر والغـــضــــب مشاعر بتناقضه بداخله.. ليجد أجابه.. كيف علم بمكانهما؟ وهو كان حريص كل الحرص على الإبتعاد بها، أهذه النهاية؟
يدخل يجده يجلس علة كرسي من كراسي الحجرة متحفزًا للعراك مستندا على عصاه بكف يديه ناظرًا للمنكمشة أمامه التي تجلس ضامة قدmها لصدرها وتنتحب بصمت رعـ.ـبًا من مراقبها.. لتقفز من مكانها لاحضانه متشبثة بذراعيها ليعلو صوت نحيبها كأنه أعطاها الأذن.. لم يشعر بنفسه إلا وهو يحتويها بذراعيه ضامًا لها بقوة ضاربًا بكل المبادئ الحائط متناسيًا من يجلس كالذئب المراقب لفريسته بغـــضــــب.. خــــوفًا من فقدها.. فيربت على ظهرها هامسا لها:
– اطلعي اوضتك واقفلي على نفسك.
فترفض أطاعته ليمسك وجهها بيديه متوسلًا:
– اسمعي الكلام ياغزل.. نفذي اللي بقولك عليه وفورًا.
لتجري من أمامه الي حجرتها تحتمي بها.. هي حصنها المنيع.
……..
يقف أمام أخيه الأكبر واضعاً يده بجيبه بنظرة انتصار ليسمعه يزئر بغـــضــــب:
– مراتي بتعمل ايه معاك يا يامن؟ واحنا قالبين عليها الدنيا سنين.. ليرفع يامن يده بســـخريـــة:
– مراتك!
هي فين مراتك دي؟ هههه آه تقصد غزل.. أحب أصحح معلومة صغيرة.. إسمها طليقتك.. ودلوقت بقت مرات يامن الشافعي!
لينطلق يوسف ممسكًا بملابسه:
– انت كـ.ـد.اب.. غزل هتفضل مراتي وأم ابني لحد اخر يوم فعمري.
يصفق يامن بكفيه برتابة:
– تصدق اتأثرت؟ انت نسيت انك طلقتها ومضيتهاعلي قسيمة طـ.ـلا.قها لما كنت حاجزها؟ ابقى اسأل المحامي الهمام اللي خلصلك ورق التوكيلات.. اصله مخلصوش اللي بتعمله وجري بلغني وساختك.. اما بقى إبنك فقول الله يرحمه.. اهو.. اترحم إن يكون ليه اب زيك.
ليصدm من حديثه ويترك ملابسه باعين دامعة:
– أنت أكيد بتقول كده عشان تحرق قلبي عليهم!
يامن بابتسامك بـ.ـاردة:
– انت اللي حرقت قلبك بإيدك.. عمومًا قسيمة الجواز موجوده لو حابب تشوفها.. ليفوق يوسف من صدmته ويندلع بقلبه نــــارًا وهو يتخيل ملامسة أخيه لزوجته وحبيبته فيلكمه لكمة قوية نزف يامن علي آثارها وتناوب عليه بالسباب واقذع الألفاظ واستمر العراك بينهما حتى سمعا صوتًا مدويًا اخترق سبابهما مع تهشم مزهرية كريستال خلفهما إلى قطع صغيرة.. فينظر يوسف الذي كان يعتلي أخيه مستعدًا لتسديد له اللكمـ.ـا.ت إليها بذهول مع رعـ.ـب يامن ليدفع يوسف عنه بقوة فيسقط أرضا.. ويقف أمامها متوسلًا إياها وهي موجه فوهة السلاح اتجاه يوسف بايدي مرتعشة واعين زائغة.
↚
ليصدm من حديثه ويترك ملابسه بأعين دامعة:
– أنت أكيد بتقول كده عشان تحرق قلبي عليهم.
يامن بابتسامك بـ.ـاردة:
– انت اللي حرقت قلبك بإيدك.. عمومًا قسيمة الجواز موجوده لو حابب تشوفها.
ليفوق يوسف من صدmته ويندلع بقلبه نــــارًا وهو يتخيل ملامسة أخيه لزوجته وحبيبته فيلكمه لكمة قوية نزف يامن على آثارها وتناوب عليه بالسباب واقذع الألفاظ واستمر العراك بينهما حتى سمعا صوتًا مدويًا اخترق سبابهما مع تهشم مزهرية كريستال خلفهما إلى قطع صغيرة فينظر يوسف الذي كان يعتلي أخيه مستعدًا لتسديد له اللكمـ.ـا.ت إليها بذهول مع رعـ.ـب يامن ليدفع يوسف عنه بقوة ويقف أمامها متوسلًا إياها وهي موجه فوهة السلاح إتجاه يوسف بأيدي مرتعشة وأعين زائغة ليقول يامن بقلق:
– اهدي ياغزل.. مافيش حاجه حصلت.. أنا كويس.. ده خلاف بسيط اهدي وهاتي المسدس ده.
ليلاحظ ارتعاشها وازدياد انتفاض جــــســ ـدها وكان يظهر عليها أنها كانت تحارب إحدى نوباتها التي تداهمها أحيانًا نتيجة لأي ضغط نفسي مفاجئ.. يحاول الإقتراب منها بهدوء حتى يستطع جذب السلاح منها قبل أن تنطلق رصاصة أخرى تصيب هدفها.. فيرفع كفيه أمامه مهدئًا إياها يقول:
– غزل.. بصيلي.. أنا يامن مافيش أي مشكلة.. ده خلاف بيني وبين يوسف.. يوسف أخويا مافيش خــــوف منه.
ليسمعها تهمهم برعـ.ـب واهتزاز متزايد كلمـ.ـا.ت مبهمة فيسمع اصطكاك أسنانها وتعرق وجهها مع ازدياد ضـ.ـر.بات قلبها وضيق تنفسهاوعند لحظة الوصول إليها ونجاحه في سحب السلاح من بين أصابعها بنجاح بدأ جــــســ ـدها في الإنهيار الذي كان يخشاه ليحتضنها بقوة مسطحًا إياه أرضًا بطريقة احترافية ليعتليها ويقوم تثبيت جــــســ ـدها المرتجف يظهر لمن يراه أنه معتاد علي التعامل مع هذه النوبات.. فيسرع في نزع غطاء رأسها ليظهر من تحته شعرها البني المعقوص حتى يساعدها على التنفس ويضم ذراعيها أمام صدرها ويحتضنها من الخلف ليلزق ظهرها بصدره ليشعروها بالأمان ويبث الطمأنينة بقلبها حتي يضمن انتهاء النوبة.. كل هذا تحت أعين مراقبه لهما بذهول ممزوجة بتـ.ـو.تر وخــــوف عليها رغم ضيقة من هذا المشهد فيسمع صوته ينادي بعنف على خادmته يطلب منها شيء ما يجهله بلغتها فتهرول من أمامه برعـ.ـب لتعود بعد ثواني معدودة بشيء ما.. اتضح بعد ذلك أنه بخاخ ليساعدها على التنفس.. يجد نفسه غير قادرًا على الصمود فقد حل الإرهاق والأسى على وجهه فيتراجع ببطئ ليجلس على أقرب كرسي بجــــســ ـدٍ متعب منتظرًا الكثير من الأجوبة التي تريح قلبه وعقله.
…………..
مرت ساعة كاملة على وجوده بالغرفة حث نفسه على التماسك والثبات حتى لايصعد إلى غرفتها ويعرف ما يحدث بداخلها منذ أن حملها يامن أمامه تاركًا إياه بدون كلمة وهو يقاوم رغبته في الصعود ويحدث مايحدث.. بعد لحظات بدأ يشعر أنه مراقب من مكان ما ليرفع عينيه فتقبض على جوز أعين رمادية تراقبه خلسة من خلف الحائط فيضيق عينيه أكثر.. ليجدها طفلة صغيرة تنظر له بخــــوف ثم تخفي حالها مرة أخرى خلف الجدار.. فيظن أنها تابعة للخادmة لتعتلي الإبتسامة وجهه ويرفع يده مشيرًا لها بدعوة منه.. فيجدها متخــــوفه من التحرك.. فيفكر في طريقة تجعلها تأتي له ليقول:
– ممكن تجيبي لي عكازي الواقع عندك؟
تنظرر ببراءة لما يشير له وتجري بأرجلها الصغيرة وتحمل بيديها الصغيرة ما أشار إليه وتخطو بخطوات متعثرة وتصل إليه.. يشكرها على مافعلت فيتأمل ملامحها عن قرب من بداية شعرها البني الطويل لاعينها الرمادية وبياض بشرتها الثلجي المشبع بالحمرة ويحملها على أرجله لتكون في احضانه ليقول:
– اسمك إيه؟
فلا تجبه فيظن أنها لا تفهمه.. ليتفاجأ بقولها:
– بيسو.
يبتسم لإجابتها فيكمل:
– بيسو اسم جميل.. مين اللي سماكي الإسم الحلو ده؟
لتجيبه وهي تداعب لياقة قميصه دون النظر إليه:
– بابي.
يوسف بمداعبه لشعرها:
– ت عـ.ـر.في إن اسمك حلو أوي.. بس انتي شطورة بتتكلمي عربي كويس.. مين علمك بقى؟
قبل أن تجبه وجدها نزلت من فوق أرجله وتركض وتهلل:
– بــابي بـابي!
حتى وصلت لأرجل يامن متشبثة به فرفعها بدوره واحتضنها لتقول بطفولة:
– هي مامي نامت تاني ومش هتلعب معايا؟
فيبتلع يامن ريقه بصعوبة ويرفع نظره ليوسف المصدوم من الواضح أنه يوم الصدmـ.ـا.ت العالمي. ليقول يامن لبيسان:
– معلش يابيسو أنتِ عارفة إن مامي تعبانة.. اتعرفتي على عمو يوسف؟
فيقترب بخطوات متمهلة ليقف أمامه بتـ.ـو.تر:
– اعرفك بيسان.. بـ.ـنتي ووو.. بـ.ـنت.. غزل.
ويقطع تفكيره قبل أن تندلع النيران في حدوث الطفلة ليقول:
– إحنا مش هينفع نكمل كلامنا هنا.. يستحسن نكمله بره.
ليأمر يامن عائشة بأخذ بيسان من يديه ويراقب توديع بيسان لاخيه بطفولة ولكن الأخير لا يبدو عليه أنه لم يسمعها بسبب شروده فيما صدmه.
…………….
يصعد الدرج يجر نفسه بإرهاق بادي عليه فمنذ الصباح لم يذق للراحة طعمًا.. كان اليوم مليء بالأحداث الغير مرحبة له.. يناجي فراشه لعل جــــســ ـده يأخد بعض الراحة.. ليزداد دوار رأسه ويشعر انه يصعد جبلًا منيعًا، وكأن هذا الدرج ازداد طولًا كهمومه الغير منتهية.. بعد انصراف أخيه ومواجهتهما وإخبـ.ـاره بحالة غزل التى آلت إليها وطلبه منه الإبتعاد وتركها لحياتها الجديدة فهي زوجته ولن يسمح له بالاقتراب منها كان عليه ألا يقبل دعوة تلك المرأة لتناول المشروب المُسْكِر كتحية منها له.. لعلها إحدى مريـ.ـضاته ولكن بعد تناول أول كأس أراد المزيد والمزيد.. وهو ليس من عاداته تناول الخمور فهذه هي أول مرة.. حتي شعر أن عليه التوقف.. فيصل أخيرًا لحجرته ويدفع الباب ويضئ الإنــــارة ويدخل ليلقي جــــســ ـده على الفراش ويقوم بتحرير أزرار قميصه ويرفع يديه بإرهاق واضعًا رأسه بينهما.. ليجد من تدخل مندفعة إليه لتجلس أمامه على ركبتيها بقلق وتقول
بصوت مهزوز:
– إيه اللي اخرك كده؟ أنت كنت فين كل ده؟ أنا كنت همـ.ـو.ت من القلق عليك.
ليبتسم وسط حـ.ـز.نه يسألها:
– انتِ إيه اللي مصحيكي لحد دلوقت؟ مش المفروض يكون المهدئ منيمك؟!
غزل بلوم من كلامه:
– انت بتهرج يا يامن.. بقولك كان هيجرالي حاجة من القلق عليك!
لترفع نفسها وتتمسك بأطراف قميصه المفتوح لتكمل بتساؤل:
– أنت مخبي عني إيه تاني يا يامن؟ البني آدm ده فعلًا أخوك؟ كان بيتخانق معاك ليه!
فيرفع أعينه لتصطدm بأعينها العسلية ويسرح بهما.. كأن لأول مرة يلاحظ سحرهما وحلاوتهما، ليقول هامسًا:
– مافيش حاجه مخبيها عليكي.
ويرفع أنامله يمررها فوق وجنتها فيلمس نعومتهما ويزداد تورد وجهها قائلًا:
– أنتِ عارفه ياغزل.. انتِ شبه إيه؟ شبه (غَزْل البنات) بس بالفراولة.. كنت دايمًا كل ما أشوفك أحس إن غزل البنات حل عليا.. بس دايمًا كان في حاجة ناقصة، اللي هو الفراولة.. تخيلي يكون طعمك غزل بنات بالفراولة؟
لتقول بخجل من كلمـ.ـا.ته:
– فراولة! أنا؟
فتشعر بدغدغة تسري بروحها من غزله بها ولكن يشوب هذه السعادة بعض القلق من حالته وتشم رائحة نفاذة صادرة منه لتسأله:
– هو أنت سـ.ـكـ.ـر.ان؟ انت من أمتى بتشرب؟ أنا هقوم اعملك فنجان قهوة يفوقك عقبال مـ.ـا.تاخد حمام سخن.
تتحرك خطوة إلا أن يده التي قبضت على كفها لتعيدها فتسقط بأحضانه الدافئة وتستقر فوق ساقيه وتخرج منها شاهقة عالية من تصرفه.. وقبل أن تعترض تسمعه يقول:
– مـ.ـا.تروحيش في أي حته خليكي جنبي.. مش ده اللي كنتِ بتتمنيه وعايزاه؟
فتحاول تمالك نفسها وتهدئ من ضـ.ـر.بات قلبها المتلاحقة وتعترض لتجد أصابع يده فوق شفتيها مانعًا عنها الاعتراض.. وتجد كفه الأيمن يرفع ليستقر خلف عنقها واليد الاخرى تتحرك على شعرها وظهرها مع اقتراب أنفاسه المُحبّبة لها.. فتغمض عينيها لتغوص فيه ولا تستيقظ من حلمها، ليلتهم ثغرها بقوة كأنه يعوضها سنين حرمانها منه.. لم يتركها إلا طلبًا للهواء ليكرر مافعله مرة بعد مرة فيشعر ذراعيها تلتف حوله وتهمس بإسمه في لوعة.. لم يجد نفسه إلا يحملها لتستقر فوق الفراش وهو معها ليتسأل وسط انفاسه اللاهثة:
– متأكدة إنك مش هتنـ.ـد.مي على اللحظة دي بعدين؟
لتجيبه بهيام:
– عمري.
ليقوم بتقبيل وجهها بنهم من أعينها لوجنتيها لفمها بقوة مع تحريرها من ملابس نومها ليتلاحما جــــســ ـدهما العاري ويغرقها معه في أحلامه ومتعته المحظورة عليه منذ سنوات.
…………..
لحظات تمر علينا نظنها أسعد الأوقات وأمتعها، وكلما ازداد حرماننا ازاد اشتياقنا وسعينا خلفها وتذليل كل عائق يواجهنا مع دهس القليل من المبادئ وتسكين ضمائرنا من أجل متعة غاياتنا، لنجد أنفسنا نخسر أحبابنا قبل أنفسنا.. رغم أنها لم تكن سوى لحظات!
………….
مستيقظة تحاول لملمة مشاعرها المبعثرة بعد هجمـ.ـا.ته العاطفية الجديدة عليها و التي انجرفت معها باستسلام.. تحاول تنظيم طريقة تنفسها المتـ.ـو.ترة حتى لا يشعر بها.. لا تعلم كم مر من الوقت وهو بجوارها مراقبًا لها كأنها لوحة فنية تشعر بنظراته تخترق ظهرها العاري.. تناجي ربها أن يتحرك أو يخرج من غرفته حتى تستطيع التحرك والبحث عن ملابسها.. فبعد ماحدث بينهما… تخجل من مواجهته كيف تظهر له كإمرأة تفتقد العاطفة وتشحذ الحب والاقتراب؟ امرأة محرومة يهديها الفتات، ليتصلب جــــســ ـدها عنـ.ـد.ما سمعت صوته الرجولي الآمر:
– قومي ياغزل.. أنا عارف انك مش نايمة، إحنا لازم نتكلم وأفهمك أسبابي ، احنا ما ينفعش نكون زي اي زوجين ، ماينفعش.
تبتلع ريقها بصعوبة بسبب خجلها مما حدث ولم تقوى على مواجهته فتشعر بأصابع كفه يمر فوق كتفها العاري فتلعن ضعفها للمساته وتجد جــــســ ـدها يسحب بقوة ليلتزق ظهرها بصدره العاري ويطبق قبلة فوق عنقها ليقول آسفًا:
– أنا اسف على اللي حصل بينا.. صدقيني مقدرتش.. في حاجات كتير انتِ مش فاهماها مانعة إنك تكوني ليا زي أي حد .. صدقيني لو كان الوقت غير الوقت كنت هبقي اسعد إنسان في الدنيا.
غزل بأسى واضح:
– يامن هطلب منك طلب أعتبره طلبي الأخير..
فتستلقي على ظهرها لتواجه عينيه حتى ترى ردة فعله:
– رجعني.. لازم أرجع بلدي.
لا يعلم أهو إقرار لا مناقشة فيه أم طلب منها ليقول بصدmة:
– انتِ أكيد اتجننتي.
لينتفض من جوارها يبحث عن ملابسه ويرتديها بغـــضــــب مستعر قائلًا:
– بقى أنا بحاول احميكي من كل حاجة وموقف حياتي عليكي.. وأخسر اقرب الناس ليا.. حتى.. حتى باحميكي من نفسي، حرمت نفسي من الحياة، وانتِ عايزة ترجعي للخطر برجليكي؟ قوليلي سبب يخليكي تطلبي ده سبب واحد..
غزل بألــم:
– لازم افتكر، حقي!
فيمسكها من ذراعيها بقوة صارخًا:
– ليه! هتستفادي إيه لو افتكرتي غير انك هتتعـ.ـذ.بي وتتألــمي وتنـ.ـد.مي؟ انتِ كده افضل.. هتستفادي ايه؟!
غزل بقوة:
– أنت!
– أنا؟
– أيوه انتَ.. انت مش عايش حياة بتاعتك.. أنا مابقتش عارفة أنت يامن اللي وقف جنبي ولا ابن عمي ولا جوزي.. كل يوم بيعدي بيأكدلي إنك عايش دور مش دورك وحياة مش ليك.
يامن بغـــضــــب:
– مافيش سفر ياغزل وده آخر كلام عندي..
غزل بتحدي:
– بصفتك إيه بتمنعني؟
يامن بســـخريـــة:
– بصفتي جوزك.
لتختفي من عينيه نظرة الســـخريـــة عنـ.ـد.ما لاحظ نظرة غريبة عليه منها فتقول:
– متأكد؟
فيفهم مقصدها علي الفور.. يقترب منها جالسًا علي ركبتيه ممسكا بها يقول ناظرًا لاعينها المتحدية:
– لو كان اللي فهمته هو سبب قرارك المـ.ـجـ.ـنو.ن.. أنا مستعد تبقي مراتي دلوقتي و حالًا لو ده هيخليكي تتراجعي عن اللي في دmاغك.
فيحاول ضم جــــســ ـدها لصدره وتقبيلها لعلها تتراجع عن افكارها فتدفعه بقوة غريبة عليها وتقول:
– لا.. أنا لما أحب أكون مراتك فعليًا مش هيكون بقرارك أنت.. بعد كده هيبقي قراري أنا لوحدي .
يامن بتساؤل:
– يعني إيه؟
غزل بتحدي جديد:
– يعني هرجع.. ولازم أعرف أنت مخبي إيه.. وساعتها هيكون اختياري أنا.. بايدي أنا.. مش انت.
…………..
في سيارة خاصة التي تفاجئا بانتظارها لنقلهما من المطار بتوصية خاصة من أخيه.. فيبلغه السائق بضرورة التوجه إلى الڤيلا لاستقبالهما.. رغم اعتراض يامن الشـ.ـديد إلا أنه لاحظ إصرار أخيه المخيف لتوجههم إليها بدلًا من الفندق.. فيرضخ عنـ.ـد.ما علم بانتظار أفراد العائلة لاستقبالها بعد غياب.. يشاهدها تتطلع من نافذتها على الطرقات وتضم لاحضانها بيسان الغافلة ليقول بصوت أجش:
– لو خايفة أو تراجعتي إحنا ممكن ننزل في أي فندق و…
تقاطعه بالرفض:
– لا.. كده أفضل لينا كلنا.. بس مـ.ـا.تسبنيش خليك جنبي دايما، أنا خايفة.
يبتسم بمرارة:
– مـ.ـا.تخافيش أنا معاكي.. ولو حسيتي في أي وقت إنك مش قادره تكملي هنرجع.. يلا قربنا!
………….
في حالة من القلق والشحنات الكهربائية المنتشرة بالأنفس الموجودة بالحجرة.. ونظرة اللوم الموجهة ليوسف الذي يعتلي وجهه الحـ.ـز.ن والألــم شاردًا غير مهتمًا بالموجودين.. اختار لنفسه أبعد مكان للجلوس والمراقبة عن بعد وكل فرد ينظر إلى الآخر بترقب.. لا يعلموا شيء عن حقيقة الرسالة النصية التي أرسلت لهم جميعًا بضرورة الحضور لاستقبالها.. فبعد إنتشار الخبر بوجودها مع يامن إنتابهم الذهول من قدرته على إخفائها كل هذا الوقت.
في لحظة وقف الكل في ترقب لدخولها بعد سماع صوت جرس الباب وتهليل هناء وترحيبها لهما.. كانوا يظهروا للعيان كأنهم أعجاز نخل ثابتة باعين ذاهلة.. يدخل يامن بين ذراعه بيسان الغافية بهدوء ناظرًا لهم بصمت كأن على رؤوسهم الطير.
لتقول ملك باعين مدmعة:
– يامن حبيبي.
وقبل أن تتحرك لاحتضانه تنحي جانبًا لتظهر من خلفه الزهرة الندية.. معـ.ـذ.بة القلوب بفستانها الطويل الأبيض المنقوش بزهور صغيرة مع سترة من الجينز قصيرة وحجاب يغطي رأسها.. كانت طلتها بعد هذه السنوات رقيقة ناعمة بل اكثر نعومة آسرة للقلوب والأعين المشتاقة.. لم يخف عن الكل تـ.ـو.ترها وهروب أعينها عنهم وإلتصاقها بيامن الممسك بكفها بخــــوف.. ليتقدm محمد مندفعًا غير مصدقًا رافعًا يده لاحتضانها:
– غزل!
إلا أن انكماشها وتراجعها المفاجئ له ولهم منعه من التقدm.. ليقول يامن ملطفاً الأجواء محتضنها بذراعه:
– معلش.. غزل متـ.ـو.ترة شوية.. ازيك أنت يامحمد؟
…………
تجلس ملتصقة به كالطفل التائه الملاصق لأمه تحت أعين صقرية منكـ.ـسرة متألــمة مراقبة لكل حركاتها بحذر وخــــوف.. خــــوف أن يقبض متلبسًا
بفعله.. ليلاحظ عند رفع عينيه مراقبة أربعة أجواز من الأعين له.. ثلاثة منهم يراقبونه بأسى وشفقة على حاله.. بعد علمهما بزواجها من أخيه والإنجاب منه
كانت اعين ملك اخته وشادي صديقه ومحمد أما الرابعة فنظرتها مختلفة نظرة يامن له كالذي يوصِل له رسالة تحذيرية بعدm تخطي حدود منطقته الخاصة(غزل)…..
ليقول بصرامة مزيفة وهو يستقيم في وقفته مستندا علي عصاه :
-انا خليت هناء تجهزلكم الاوض اوضتك انت وغزل زي ماهي والبـ.ـنت هتنام في أوضة ملك …ياريت تطلع تستريح عشان عايزك ضروري ..عن اذنكم
ملك بـ.ـارتباك :
-انا كمان همشي عشان اتأخرت علي غزل الصغيرة …هجيلكم تاني مع جاسر …
شادي بتعب:
-طيب ياجماعة هنمشي كلنا عشان تقدروا تستريحوا يلا يامحمد ….فيودعها محمد بنظرات لائمة لم تفهمها لينصرف الجميع ويبقي يوسف ويامن وغزل …
ليقول بألــم:
-وصّلها، وصل مراتك لأوضتها انا خليت هناء تحط شنطها فيها ..
ليقول يامن مع تقريب غزل له بتحدي :
-مراتي مش بتنام بعيد عني ..انا طالع اوضتي وتبقي خلي هناء تبعت شنطها عندي ..عن إذنك …..
يتحرك يامن وغزل ومعهما ابـ.ـنتهما تاركين يوسف المهزوم متهدل الاكتاف ..يشعر بخنجر مسموم يُدق بقلبه كل لحظة ..فيُصبر نفسه بأن هذا أسلم عقـ.ـا.ب لأخطائه السابقة
……….
ملك بحـ.ـز.ن وبكاء :
-مش قادرة اوصفلك منظره عامل ازاي ياجاسر ..ده مش يوسف ابدًا..كلنا كنّا متحاملين عليه وقاطـــعـــناه ..المفروض اننا نشمت فيه ..بس اللي شوفته انهاردة واحد مطعون من اقرب الناس اليه …
جاسر يتنهد قائلا:
-الحقيقة اللي حكتيه ده مش قادر استوعبه ..يامن يتجوز مرات اخوه ويخبي علينا كلنا …لا ويخلف بـ.ـنت منها …يامن ده طلع مش سهل …
ملك بلوم مدافعة:
-مـ.ـا.تقولش كده علي يامن …في حاجة حاسة انها غريبة بس اكيد هعرفها ..غزل مش بتتكلم معانا خالص كأننا غُرب عنها ..وبصراحة ماسكتها في يامن دي مش طبيعية ….
جاسر :
-طيب عقبال ما تبحثي وتفكري ..أكون انا نمت عشان عندي شغل بدري ….تصبحي على خيرات …..
ملك :نام ياجاسر نام ..ماهو ده اللي فالح فيه من ساعة ما اتجوزنا نام ياحبيبي…………..
………
مر شهرًا على وجودها بالمكان تشعر ببعض الألفة من تواجدها فيه ..وتوالت زيارات ملك ابنة عمها لمساعدتها علي التأقلم من جديد بعد ان علمت بحالتها …ولكن الحق ان يقال الجميع يبذل جهدا عاليًا حتي يوفروا لها سبل الراحة ومساعدتها علي تذكرهم شخصًا شخصًا.ولكن هناك شخصًا بعينه يزيد اضطرابها دائما رغم عدm محاولته للاحتكاك بها او التودد لها مثل غيره، قليل الكلام معها ..لا ينظر لاعينها عند حديثه ..على عكس ماصدر منه في زيارته المفاجئة التي انتهت بنوبة من نوباتها التي تمقتها …فهو بمكتبه او حجرته دائما او بمكانه السري يحاول الهروب منها خصوصا مع وجود يامن معها ولا تعلم السبب أليست ابنة عمه ايضًا؟
أم هناك سببًا اخر تجهله …عنـ.ـد.ما سألت ملك من زوجها الاول وعن اسمه ارتبكت واختلقت اعذارًا واهيةً للانصراف لماذا الكل يحاول الهروب من أسئلتها بخصوص ذلك ….
………
تسمع صوت طرقات الباب فهي في غاية الإرهاق ولا تعلم لما حل عليها التعب ..وتكتشف بعدها فراغ الفراش بجوارها علي مايبدو ان يامن قام بالانصراف مبكرًا ، فمدة الشهر كان يلازمها كظلها لايتركها إلا لدخول دورة المياة أو النوم …يخاف من شيء لا تعلمه ..دائمًا متحفز للعراك ، علاقته بـ.ـاردة بأخيه ..رغم أن الأخير يحاول تـ.ـو.فير سبل راحتهم بكل السبل ..تستقيم لتخرج من فراشها بقميص نومها الكريمي بحمالتيه الرفيعتين بخامته الناعمة وشعرها المشعث علي أكتافها ووجهها ..فيطرق الباب مرةاخري ليراها تفتح الباب مغمضة العينين لاتستطع مقاومة النوم ويدها علي مقبض الباب..والأخرى تحك بها راسها ، فتتسارع انفاسه من رؤيتها بهذا الشكل المهلك لأعصابه ..فيذكر نفسه بأنها زوجة أخيه ولا تحل له فيسرع بإشاحة وجهه عنها ويسمعها تقول :
-خلاص صحيت ….كل ده خب………
فتحت عيناها لتصرخ وتغلق الباب بسبب رؤيتها ليوسف تقول لنفسها:
-انا غـ.ـبـ.ـية غـ.ـبـ.ـية ..ازاي افتح بالشكل ده ..بس هو ماشفنيش الحمد لله ..ولا شافني ؟!….انا مش عارفة … مصـ يـ بـةلو شافني .
لتقول بحرج :
-ايوة !..كنت عايز حاجة؟….
.فيقول وهو يظهر جديته بالحديث:
-لقيتك اتأخرتي في النوم قول اصحيكي عشان تفطري ….ااانا نازل وابقي حصليني….
فالتقطت انفاسها وتؤكد لنفسها عدm رؤيته لها لتصعقها كلمـ.ـا.ته يقول بجفاءمحذرًا:
-غزل !!!.بعد كده مـ.ـا.تفتحيش الباب وانتي بالشكل ده ..فاهمة؟
وينصرف دون انتظار ردها .
لتقول بهذيان :
-شافني ..يانهاري …شافني !!!….
…………..
ارتدت فستانا قطنيا مع حجابها تبحث عن اَي فرد في غرفة الطعام ولكنها تجدها خالية الا انها استمعت إلي أنغام صادرة من مكان ما حتي اكتشفت مصدرها لتتجه الي المطبخ ..فتجده امام الموقد بملابسه البيتية يدندن مع نغمـ.ـا.ت هاتفه :
و أنا اللى طول عمرى بقول الحب عمره طويل
أنا اللى طول عمرى بصدق كلام الصبر فى المواويل
من كتر ماكان الحب واخدنا
و كل حلاوة الدنيا فى إيدنا
لا فكرنا زمان يعاندنا
و لا أيام تقدر تبعدنا
و عشنا الحب بل أيام
و كل بكره فيه احلام
و أتارى كل ده أوهام…
و سافر من غير وداع
فات في قلبي جراحه
دبت في ليل السهر
و العيون ما إرتاحوا……
……….
وعند انتهاء المقطع قام باغلاقه .سمعت صوته يحدثها بجفاء:
-هتفضلي واقفة عندك كتير ؟؟…
لتتسآءل في نفسها كيف عرف موجودها رغم صمتها وعدm أحداثها لأي جلبة مع علو صوت الأغنية ……
لتقول :
-انت عرفت منين اني واقفة…
فيدور يواجهها وبيده طبق البيض المقلي وكوب ساخن يتصاعد منه الأبخرة ميزت رائحته بسرعة انه مشروب الشكولاته المفضل لديها .متجها الي الطاولة الصغيرة قائلا ببرود:
-اقعدي عشان تفطري ….
لتقول مرتبكة:
-لا شكرًا ..مش ع…..
فيحدثها بصرامة :
-اقعدي ….وبطلي شغل عيال…..
تجلس بأعصاب محترقة من أسلوبه ولكنها اختار مقعدًا بعيد عنه تاركة مقعد فارغ بينهما …فيدفع الطعام أمامها مع وضع الكوب الساخن قائلا:
-أنا ملاحظ بقالي مدة انك مش بتكلي كويس ووزنك نازل ، انا عايزك تخلصي الأكل ده..
لتجيبه بخــــوف من اسلوبه :
-بس انا مش بحب البيض …
-“عارف ..”
قالها بتحدي لاعينها التي اتسعت فيفهم مايدور بخلدها فتتحرك يده ليحمل كوب الشكولاته ويقوم بالارتشاف منه مع ثبات أعينه عليها بتحدي لتهمس لنفسها بتذمر:
-ايه الاحراج ده انا كنت فكراها ليا…
ليقطع همسها قائلا:
-كانت فعلا ليكي ..بس بما ان حضرتك مش عايزه تفطري يبقي مافيش شكولاته سخنة ….
وتتذمر من بروده ليقول:
-سمعتك علي فكرة .
فتتأفأف من تسلطه وجفائه وتمد يدها لتتناول البيض بغـ.ـيظ لتتساءل :
-هي فين هناء ؟!…
ليقول بلا اهتمام وهو يتصفح هاتفه :
-خدت إذن ومشيت، عشان ابن بـ.ـنتها تعبان ..
ليكمل وهي منـ.ـد.مجة بالأكل :
-علي فكرة بيسان ملك بعتت السواق واخدتها تلعب مع غزل ..
فتقف قطعه الخبز بمجري التنفس فتسعل بشـ.ـدة حتي أدmعت أعينها وترتشف بعض الماء بتـ.ـو.تر :
-انت ازاي مقولتليش ان بيسان راحت عند ملك ..كنت لازم تقولي قبلها أنا امها .
ليرفع حاجبه بتعجب:
-اولا انتي كنت نايمة …ثانيا مش غريبة انك زعلانة انها مش موجودة مع انك من ساعة ماصحيتي ماسألتيش عليها ودي مش اول مرة اخد بالي انك مش مهتمة ببـ.ـنتك ..
لتدافع عن نفسها بغـــضــــب من وقاحته:
-مش صحيح اللي بتقوله ده ، مش انت اللي هتيجي تقولي اعمل ايه معاها..انت مين انت عشان تكلمني كده؟..وكمان ده مش مبرر انك تتصرف من دmاغك من غير أذني …
لتقف بعنف فيسقط الكرسي من خلفها ويصدر ضوضاء عالية …تقاوم دmـ.ـو.عها الا تظهر فتتحرك للخروج الا ان ندائه الصارم الذي يحمل غـــضــــبا باسمها أوقفها ..
ليقول:
-من الاحترام لما نكون بـ.ـنتكلم مـ.ـا.تسبينيش وتمشي وتغـــضــــبي زي الأطفال ..اقعدي كملي أكلك ..واطمني انا اتصلت بأبوها استأذنت منه.
لتنتفض من كلمته صارخة بوجهه رعـ.ـبا ان يكون يوسف ابلغ والد بيسان التي تجهله عن وجودها :
-ابوها مين ؟….
ليضيق عينيه غير مستوعبا السؤال ليقول :
-أبوها …هي المفروض الواحد ليه كام أب .
فتتحرك بصعوبة لتلقي جــــســ ـدها علي المقعد ليلاحظ جــــســ ـدها المرتعش …
لتقول ليوسف برجاء:
-يوسف ؟…اكيد انا عيشت فترة معاكم هنا صح !!…واكيد عارف اني اتجوزت قبل يامن ، يبقي اكيد عارفه صح ؟
لايجد إجابة حقيقية لها فيسود الصمت وتظن انه يريد عدm الإفصاح عن شخصه مثل يامن ..لتقول:
-ارجوك يايوسف ؟..انا عارفة انك مش طايقني ومضايق من وجودي هنا، بس كل ما اعرف اسرع ومشاكلي هتتحل اسرع ..انا عايزه بس اعرف مين هو ؟..
فتراه يغمض أعينه بألــم لاتعرف سببه ويضغط علي الكوب بقبضته ..
لتقول مستعطفة إياه:
-انا مش طالبة غير اسمه بس .
ليقول :
-مش هتستفيدي حاجة لو عرفتي ، النسيان نعمة وانتي كدة أفضل يا غزل …
ليكمل بألــم :
-انتي ربنا عوضك بيامن كزوج وبـ.ـنتك ..خليكي في الحاضر لان الماضي دائمًا بيألــم.
فيستقيم في وقفته :
-انا خارج رايح اشتري حاجات ..عايزة حاجة ؟..
.
فتندفع بخــــوف قائلة:
-انت هتسبني لوحدي هنا ؟..
ليقول متعجبا:
-اه في حاجة ؟…خلاص انا ممكن أجل مشواري دلوقت يكون حد هنا .
لتهز رأسها بالموافقة ..
ليمد يده قائلا :
-هاتي تليفونك ؟.
فيقوم بتسجيل رقمه بهاتفها وفعل ذلك بهاتفه :
-لو احتجتي حاجه اتصلي بيا …
لتقول بتودد:
-تحب اعملك قهوة !!.فيوافق علي عرضها بابتسامة وينصرف بهدوء عكس ما يعتليه قلبه من تمزق وقبل ان يختفي سألته بصوت مرتفع:
-هي الأغنية دي اسمها ايه؟!!فتشاهد ابتسامته التي بدأت بالاتساع قائلا :
-حاول تفتكرني
———
↚
تجلس أمامه بنفس هيأتها منذ سنوات ولكن بها شيء مختلف في شخصيتها في طريقة حديثها في اسلوبها لتقول:
– طلبت تقابلني؟
ليبتسم بثقة قائلا:
– كنت محتاج اشوفك.. وأتكلم معاكي.. واشكرك شكر متأخر.
لتبتسم قائلة:
– اتكلم انا سمعاك.
يامن وهو يرتشف القهوة:
– مستعدة تبقي معايا؟
……………
وقفت حائرة وسط الحجرات بيدها فنجان القهوة التي قامت بإعداده له لا تعلم أين حجرة نومه لتحدث نفسها قائلة:
– ايه الغباء ده انا مش عارفة اوضته فين؟ طيب دي اوضتي انا ويامن.. وبيسان بتنام هنا فاضل تلت اوض انهي فيهم.. لتجرب فتح اول غرفة فتجدها ذات طابع كلاسيكي قديم يظهر عليها ان لا تستخدm من فترة.. لتنتقل للغرفة الثانية.. فوقفت عدة دقائق مشـ.ـدوهة من جمالها وهدوء ألوانها كغرف نوم المتزوجون حديثًا.. وتتقدm بخطوات ثابتة مع تعلق نظرها علي الفراش المفروش بغطاء حريري وردي لتقع عينيها على قميص نوم متروك أعلاه فتتلمسه باصابع مرتعشة تشعر بشعور غريب عليها كأنها شاهدت هذه الغرفة من قبل.. فتسند القهوة على الطاولة المجاورة للفراش حتى وصلت إلى منتصفها وأعينها تجوب
يمينًا ويسارًا براحة لم تشعرها حتى بغرفة يامن.. فتقع أعينها على خزانة الملابس وتفتحها بفضول وتدهش من رؤيتها للملابس الأنثوية المعلقة به.. ثم تتجه إلى طاولة التزيين وتجلس أمامها على المقعد المخملي لتواجه صورتها فتبتسم وتبدأ بالعبث بمحتوايتها من عطور وأدوات تجميل لتصل يدها إلى قنينة ذات عطر رجـ.ـالي ترفعها إلى أنفها لتزكمها رائحتها الخطرة بقوة وتجعلها تشعر بالدوار والضيق فتتراء بعض المشاهد المبعثرة أمام أعينها مشاهد كثيرة متداخلة لا تعرف معناها.. عند فتح أعينها وقعت عينيها على انعكاس صورته بالمرآة لتشهق عاليًا وتسقط القنينة أرضًا لتتهشم لأجزاء فتفوح رائحتها بقوة.. وتقف مهتزة بخــــوف قائلة:
– أنا آسفة إني دخلت الأوضة من غير إذن.. كنت بدور عليك عشان.. القهوة.
فتلاحظ ثباته كأنه لم يسمعها.. جلست على قدmها تلملم زجاج القنينة رغم ضيقها الذي بدأ في التزايد من رائحتها من المؤكد ان هذه الغرفة خاصة به لذا فهو غاضب بشـ.ـدة تريد الهروب من أمامه لتأمن بطشه فتجده ينحني حتى اصبح بمستواها يمسك كف يدها بحنان بالغ قائلا:
– سيبي الازاز هيعورك.. كده كده كان لازم الازازة دي تنكـ.ـسر من زمان.. اصلها هههههه مكنتش عاجبة ناس عزاز عليا.
لتضحك علي ضحكة لتقول مداعبة:
– اقولك سر؟
فتبتسم أعينه لضحكها ويحثها على الاستمرار..
لتقول هامسة:
– احسن إنها انكـ.ـسرت اصلها رحتها بشعة أوي!
تصدر منه ضحكة خشنة طويلة حتى دmعت أعينه من كثرة البكاء حتى ارتبكت لاتعرف هل يضحك أم يبكى! فعينيه مملوءة بالحـ.ـز.ن رغم ضحكه لتسأله:
– أنت بتضحك ولا بتعيط؟
يجيبها بابتسامة غريبة تؤثرها:
– بضحك.. مابقاش في حاجة تستأهل البكا يا غزل.
فيكمل وهو يجمع الزجاج المتهشم يقول بتـ.ـو.تر:
– عجبتك الأوضة؟!
فتجيبه باهتمام واضح:
– أوي.. حسيت براحة فيها.. هي بتاعتك؟
فيرفع عينيه عليها متأملا عينيها وحجابها ووجنتها الوردية التي أشبعها قبلات حارقة في وقت سابق يقول:
– ايوه كانت اوضتن.. اوضتي.
لترفع حاجبها مستفهمة:
– بس انا لقيت لبْس حريمي هنا وبرفانات؟
تراه يستقيم في وقفته وبيده الزجاج المكـ.ـسور ويتجه لإلقائه في سلة القمامة ويقول:
– اوضتي أنا ومراتي.
تقترب إليه بفضول:
– مراتك! هي فين؟ وليه ماشوفتهاش! أنا أول مرة أعرف إنك متجوز.
يجيبها باختصار:
– احنا منفصلين.
تتأثر من كلمـ.ـا.ته لانها ترى بيعينه الحـ.ـز.ن فتكمل بالحاح:
– ليه؟ انت شكلك بتحبها أوي بدليل لسه محتفظ بحاجتها في الأوضة.
ينظر لها ويقترب خطوتين بعرج واضح يقول:
– عشان أذيتها.. وألــمتها.. وغدرت بيها.. ونفسي تسامحني.
فتشجعه ظنًا منها أنها تساعده:
– حاول تتكلم معاها واعتذرلها.. لو بتحبك هترجعلك.
يوسف بألــم:
– للاسف اتجوزت.. وأنا مش عايزها تتألــم أكتر ماهي أتألــمت كفاية عليها العـ.ـذ.اب اللي شافته معايا.. جوزها أحق مني بيها.
لتقول بشبه بكاء:
– أنا.. مش عارفة لو مكانها هعمل إيه بس كنت أكيد هسامحك.. كفاية حبك ليها.
فتراه يرفع كف يده ويضعها على وجنتها اليسري ممر إبهامه يمسح دmعة متمردة سقطت و يقول:
– تفتكري في يوم هتسامحني؟
لتهز رأسها بالموافقة تشعر بمشاعر غريبة مع قربها منه مشاعر متضاربة.. هل كانت علاقتهما مجرد ابن عم مع ابنة عمه فقط؟ من الواضح كان يوجد ألفة سابقة بينهما.
…………..
جلست بشرفة الحجرة ليلًا مستمتعة بنسمـ.ـا.ت الليل الخريفية بيدها رواية باللغة التركية وبجوارها كوب من الشيكولاتة الدافئة لعلها تهدي من تقلصاتها التي تزداد كل حين وآخر بسبب قرب عادتها الشهرية.. تاركة يامن يغوص في احلامه بعد حضوره متأخرًا مع تقديم اعتذاره لتركها هذه الفترة وحيدة.. وأثناء انـ.ـد.ماجها رفعت نظرها للحظة لترى مايتحرك في حديقة الفيلا ليلا تحت الإضاءة الخافتة فتجده يوسف متجهًا خلف الفيلا.. تتحرك بهدوء حتى لاتقلق راحة يامن وتمسك وشاحها تلفه بعشوائية على شعرها لقد عزمت علي النزول لتطلب منه اقتراض بعض من الكتب من مكتبته الخاصة.
………
ظلت تبحث عنه في ظلام الحديقة بخــــوف فشاهدت شيء ما من بعيد كملحق خاص للفيلا معزول عنها جدرانه زجاجية شفافة تظهره من خلفها يتحرك بإريحية فتتشجع للتحرك حتى وصلت إلى الباب لتراه مستلقيًا فوق الأريكة على جنبه الأيسر منكمشًا يحتضن شيء ما وتصدح أنغام الموسيقي الشرقية فتأثرها كلمـ.ـا.تها وتشعر بألــم بقلبها لا تعرف سببه لتجد المطرب يقول بتأثر مع ظهور صوت يوسف المتحشرج موازيًا للمطرب لينطق كلمـ.ـا.تها بشجن بالغ:
حبيبي..
والله لسه حبيبي..
والله وحبيبي مهما تنسى حبيبي..
والله وحبيبي عمري ما انسى حبيبي…
ابقى افتكرني… حاول تفتكرني…
ولو مريت فى طريق مشينا مرة فيه
أو عديت فى مكان كان لينا ذكرى فيه
ابقى افتكرني… حاول تفتكرني…
دى ليالى عشناها
أبداً مش هنساها
على بالي يا حبيبي
على بالى أيام و ليالي
على بالي ليل و نهار
وأنت على بالي…
بعد انتهاء المقطع وجدته يبكي بتألــم واضح كالطفل الفاقد لأمه.. هذا الذي تراه أمامها الآن ليس من قابلته بتركيا أول مرة.. كيف للإنسان ان يظهر للبشر قشرته الصلبة القاسية بهذا الشكل ومن داخله رخو ضعيف يبكي ليلا وحيدًا.. ليت بيدها مساعدته.. فتتشجع لطرق الباب الغير مغلق تطلب إذن الدخول فتجده ينتفض بـ.ـارتباك وذهول يداري وجهه عنها.. ها هو يحاول ارتداء قناعه الصلب القاسي.. ويمسح وجهه بقوة ويخفي بعض الأشياء التي لاتعلمها بجيب بنطاله.. ليسأل بخــــوف بالغ:
– غزل! في حاجة؟ أنتِ إيه اللي منزلك في الوقت ده؟
تبتسم تحاول اخفاء ارتباكها هي نفسها لا تعلم لما أتت إليه خصيصًا.. كان من الممكن اخبـ.ـار يامن بطلبها فتجيبه بصوت رقيق:
– شوفتك جاي على هنا فقولت اجي استأذن منك إنِّ ادخل مكتبك محتاجة كتب اقراها.. أصلي حاسة بملل رهيب من وقت ما رجعنا.
ليقول بجدية وقد طرأت لديه فكرة:
– طيب ايه رأيك لو تييجي الشركة معايا.. أهو تغيري جو.. ويمكن يساعدك ده تفتكري كل حاجة؟
غزل بمراوغة:
– ممكن بس بشرط.. تعزمني على حاجة اشربها وتسمعني كنت بتسمع ايه.
فتلاحظ ارتباكه ورفضه للفكرة فتكمل:
– خلاص أنا همشي.. انا آسفة لو ضايقتك.
وتتحرك للمغادرة فتوقفها يديه الممسكة بذراعيها قائلا:
– استني ياغزل.. الحكاية مش انك ضايقتني بالعكس انت مش متخيلة قد ايه سعيد انك معايا.. بس.. كل الحكاية انه ماينفعش تكوني هنا معايا.. وفِي الوقت ده بالذات.
فيلاحظ عبوث ملامحها ويديها المسنودة فوق بطنها ويسمعها تقول:
– انا ماعملتش حاجة غلط.. لو.. لو.. انت شايف إني غلط فاوعدك مش هضايقك تاني.
لتتوقف عن الكلام وتغمض عينيها بقوة وتفتحهما مرة ثانيه قائلة:
– انا بس كنت بحاول انـ.ـد.مج معاكم عشان اقدر.. افتكركم.. عن إذنك.
تخرج مسرعة تريد الهروب إلى حجرتها تشعر بالآلام تتزايد تسمعه يلاحقها مناديًا بأن تتوقف لتسمعه ولكنها أرادت الاختباء باقصى سرعة قبل أن يتزايد الألــم الذي يداهمها أحيانًا اثناء وجود العادة الشهرية فهي من فترة امتنعت عن أخذ جميع الأدوية الخاصة بها مع وهم الجميع بتناولها.. تشعر بسائل ساخن اندفع من بين أرجلها ليتزايد الدوار وخفقان قلبها تسمعه يقترب ويقترب مع بدء بطء حركاتها حتى وصلت لباب الڤيلا لتقول لنفسها ها قد اقتربت لا يتبقى سوى صعود الدرج.. حتى وصلت لمنتصفه فتسمعه ينادي عليها بغـــضــــب غريب لم تستوعب سببه فتنتفض خــــوفًا عند ندائه للمرة الثانيه يطلب منها التوقف.. لم يأخذ منها الموقف سوى لحظات لتلتفت للخلف لتراه في لمحها منها حتى وجدت نفسها تفقد توازنها نتيجة الدوار لتصرخ رعـ.ـبًا مع سقوطها على الدرج يصاحبها صوته الصارخ بأن تنتبه.. سقوطها لم يأخذ سوى لحظات قصيرة حتى استقرت عند قدmيه.. فتسمع صوته بعيدًا يناديها بأن تجبه ولا تفقد وعيها مع تداخل صوت يامن الذي بدأ في الاقتراب حتى وجدت يدين تحملها بقوة وتريح رأسها التي اتصـ.ـد.مت بالدرج فتدفن وجهها بصدر حاملها لعله يامن.. أو يوسف!
…………………
ناظرة لسقف الحجرة متأملة النقوش البـ.ـارزة به بجــــســ ـد ثابت متعب وروح مهلكة.. تشعر بدوامة افكارها.. ألــم يسري بأوردتها وقلبها لا تصدق ماسمعته منهما اثناء شجارهما ظنًا منهما انها تحت تأثير اغمائها.. هل يعقل أن يكون يوسف زوجها السابق؟ والد بيسان! غير معقول هل هي تهذي أو تتخيل ماسمعته! يوسف هو من تسبب في حالتها المرضية؟ يوسف من حاول قــ,تــلها وقــ,تــل ابـ.ـنتها؟ يا الله هل يعقل أن يكون بمثل هذه الرقة والنعومة معاها وهو قـ.ـا.تلها.. تلتفت تنظر ليامن النائم وتحدث نفسها:
– انه كان يحميها من أخيه.. الان فهمت سبب بعده عنها وعدm السماح لنفسه بالاقتراب منها.. يجب عليها أن تتأكد مما سمعت فإذا واجهت يامن سينكر خــــوفًا عليها:
حاولت التحرك ببطئ شـ.ـديد حتى لا تسبب في استيقاظه وتتجه للخزانة فهي دائمًا تراه يحتفظ ببعض الأوراق الهامة بهذه الحقيبة فبدأت بالبحث وسط الأوراق حتي وجدت بعض التقارير الطبية لها وتشخيصها مع جواز سفرها وصور شخصية لها وله مع قسيمة زواجها منه الموثقة من القنصلية بالخارج.. لتقع يدها على صور لوجهها وجــــســ ـدها مرفقة بتقرير من المشفى فتصطدm من رؤية شعرها الحليق والإصابات المتفرقة بجــــســ ـدها الناتجة عن الاعتداء الوحشي.. تبحث وتبحث حتى وجدت غايتها ورقة طـ.ـلا.ق باسمها واسمه.. يوسف! لتسقط دmعة غادرة من عينيها وترتعش أصابعها.. ها هي تأكدت مما سمعت.
…………..
دخلت المطبخ فترى انهماك هناء في إعداد الإفطار فتناديها حتى تنتبه إليها لتقول غزل بملامح غريبة لم تعتادها:
– هناء! عايزاكي في خدmة
.
………
لم تتحمل سماع شيء أكثر مما سمعت فتشعر بـ.ـارتخاء أعصابها وآلام تسري بأطرافها فتحاول تمالك حالها واكتساب بعض القوة التي تفقدها حتى لا تتعرض لنوبة من نوباتها المعتادة التي تداهمها مع كل صدmة وتجلس أمام هناء التي تفرك يديها بتـ.ـو.تر ملحوظ وترطب شفتيها الجافتين بلسانها بوجهٍ متأثر وقلبٍ متعاطف مع تلك الجالسة المغمضة العينين تحاول كبح دmـ.ـو.عها وانكسارها.. فتخرج كلمـ.ـا.تها غير مرتبة:
– غزل هانم! انتِ كويسة؟ ياريتني ما اتكلمت.. بس حضرتك اللي طلبتي ت عـ.ـر.في كل حاجة.. وانتِ زي بـ.ـنتي ويعز عليا اشوفك كده.. أنا شكلي غلطت انِّ فتحت بوقي.
لتهز رأسها وتجبيبها:
– لا.. انتِ عملتي الصح واللي عرفته كان لازم اعرفه من زمان.. بس أوعدك المرة دي مش هخلي حد يدmرني تاني ولازم كل واحد يدفع ثمن اللي عمله.
هناء بخــــوف:
– ناوية على إيه؟
…………..
يجلس يتناول قهوته بشرود واليد الأخرى مستندة على عصاه.. يرسل نظرات حارقة القابع أمامه ببرود يلهب صدره وقلبه يحدثه بغـ.ـيظ:
– كل ده الهانم نايمة.. ايه نموسيتها كحلي؟
فيسخر يامن من اسلوبه:
– تصدق بقيت بيئة جدًا.
يوسف بغـ.ـيظ:
– بيئة مع اللي زيك يادكتور.
فيقطع يامن عليه الحوار:
– يوسف ريح دmاغك اللي بتفكر فيه مش هيحصل.
– عشان تعرف أنك مش بتدور على مصلحتها.. سيبها تختار.
– واسيبها ليه دي مراتي محدش يقدر يبعدني عنها!
فيضـ.ـر.ب يوسف الطاوله بقوة:
– انت ليه بتكرهني كده؟ اديني فرصة اصلح غلطي اللي في رقبتي ولو هي اختارتك انا هنسحب بهدوء.
يامن بتعجب مصطنع:
– انت سامع نفسك؟ لو حد سمعك هيقول مـ.ـجـ.ـنو.ن.. عايزني اطلق مراتي حبيبتي عشان حضرتك تتجوزها انت اتجننت أكيد.
– مـ.ـا.تقولش حبيبتي فاهم .. أنت لو بتحبها مكنتش فضلت على اتصال بتقى.. أنت فاكر إني نايم على وداني أنا عارف انكم بتتقابلو.. ده تسميه حب ولا خيانه؟
شعر ببعض التـ.ـو.تر من معرفة أخيه ذلك ولكنه اجابه بشجاعة:
– انت بتراقبني بقى! عمومًا أحب أقولك إن في دين في رقبتي لتقى ولازم أرده وأنها الإنسانة الوحيدة اللي…
فيقطع حديثه ملاحظته دخول غزل بخيلاء وثقة جديدة لايعرف سببها مؤخرًا فمنذ حادث الدرج وسقوطها ويشعر باختلاف يقلقه.. تقترب فتلقي نظرة بجانب عينيها على يوسف المتأمل لها وترفع ذراعيها لتحتضن يامن من الخلف وتطبع قبلة طويله فوق وجنته تقول:
– حبيبي! انا آسفة اتأخرت عليك.
ليصدm من تصرفها أمام يوسف فهو غير معتاد على تصرفها أمام الغير.. يرفع جانب عينيه ليرى خروج حمم بركانية من رأس أخيه بشكل مضحك فيكتم ضحكته قائلا:
– هه.. شكلك كنت جعانة نوم.
تتجهه لتجلس بجواره فتلتصق به بحميمية وتجيبه بدلع:
– يعني مش عارف إيه اللي خلاني نايمة لحد دلوقت؟
فيرفع حاجبيه باندهاش عنـ.ـد.ما رأها تغمز له بعينيها اليسرى ليلتفت بسرعة لاخيه يشعر بأنه سيفقد أعصابه وسيهشم الصحن فوق رأسه.
ليرفع يامن كتفيه باستسلام لاخيه بانه لايعلم مقصدها.. فيرى غـــضــــب أخيه الذي ألقى ملعقته بقوة ليصدر عنها صوتًا مزعجًا تدل على اعتراضه فيسمعها تقول:
– مالك يايوسف؟ في حاجة مضيقاك!
ليقول بغـ.ـيظ:
– لا أبدًا.. هو في حاجة تضايق في البيت ده؟
لتقول بحماسة:
– انت شكلك غيران مننا.. وعندك فراغ عاطفي.. إيه رأيك عروستك عندي؟
يامن يحاول تغيير الموضوع:
– فراغ ايه بس وبتاع ايه انتِ أكيد بتهرجي؟
غزل بثقة:
– لا أبدًا.. أنا فعلاً العروسة عندي.. تقى!ايه رأيك يايوسف؟
ايبتسم بســـخريـــة واضحة:
– تقى.. ونعم الإختيار.. بس أحب أعرف رأي الدكتور يامن في الموضوع الاول.. ها إيه رأيك يادكتور؟ اتكل على الله واشوف العروسة.. مـ.ـا.ترد اتكتمت ليه؟
لتخرج آخر كلمـ.ـا.ته من بين اسنانه بغـ.ـيظ..
يبتلع ريقة بصعوبة ونــــار دبت بقلبه ليقول:
– حبيبتي مـ.ـا.تشغليش بالك بالأمور دي.. يوسف قلب امه.. اترهبن.. يعني مش بيفكر في الجواز.
لتلوي فمها بســـخريـــة واضحة تجيبه:
– طييب.. هو حر
فتكمل بكلمـ.ـا.ت لها مغزى:
– اصل شكله مالوش في الطيب.
يشعر يوسف أن تعاملها معه أصبح اكثر حدية ليظن احيانًا انها استرجعت ذاكرتها لتؤلمة.. لا تترك له فرصة الاختلاء بها دائمًا حبيسة حجرتها بعد خروج يامن أو تبقى باقي الوقت مع ابـ.ـنتها بيسان.. الحق يقال إنها أصبحت أكثر تعقلا وتعلقًا بطفلتها وأصبحت تقضي معاها اكثر الأوقات.. أما عنه لايعرف كيف واجه أخيه بعد حادث الدرج بانه لازال يحبها ويتألــم لوجوده بقربها بدلًا منه ليعترف له يامن بأن زواجه من أجل حمايتها وأنه يحبها بالفعل ولكن ليس حب العاشق لمعشوقته.. ولن يطـ.ـلقها وعند سؤاله عن بيسان رفض يامن الإفصاح عن حقيقة أمرها خــــوفاً منه أن يستخدmها بطاقة ضغط عليها أو يحرمهما منها.
…….
يدخل من باب المطعم يبحث بعينيه عن هدفه.. خلال الطريق رأسه تتخللها المثير من الأفكار مع استغرابه من رسالتها المختصرة تبلغه فيها بضرورة مقابلته مع تحديد المكان..
يجلس أمامها بوجه قلق شاحب خالي من الدmاء مما سمعه منها فيحك جبينه باصابع بـ.ـاردة متسائلا:
– انت ايه اللي بتقوليه ده انا استحالة أنفذ اللي بتقوليه.
فيراها ترتشف من كوب العصير وتضعه أمامها بكل هدوء
ولا تعلق على ماقاله..
فيكمل حديثه:
– أنا عارف إن من وقت ما رجعنا وأنا اهملتك بس صدقيني أنا يمكن بعدت شوية عشان تقدري تتأقلمي مع الوضع الجديد.
غزل بصرامة غريبة:
– يامن! أصبر دقيقة ودلوقت تفهم أنا ليه طلبت الانفصال تقى…
ليعقد حاجبيه بدهشة:
– مالها تقى؟!
فترفع عينيها خلفه وتشير له بحاجبها تقول:
– وراك.
فيتصلب جــــســ ـده وتكمل حديثها مع تقى:
– اتفضلي ياتقى.. واقفة ليه؟
فتنظر تقى ليامن بتـ.ـو.تر وتقول:
– انتِ بعتيلي نتقابل هنا.. في حاجة قلقتيني.
يستمر الصمت بينهما تحت مراقبة غزل بتسلية وتصرح عن أسباب إحضارهما.
………….
بعد مرور ثلاث اشهر.
وقفت تتأمله وهو يلاعب إبـ.ـنتها الصغيرة كأنه شاب مفعم بالحيوية لا شاب كهل قلبه وشاخت ملامحه فترى بيسان تحاول إمساك ذقنه لإلامه بمرح ليدعى البكاء أمامها ويغطي وجهه بكفه ثم يفاجئها بضحكة.. فيعود يكررها مرات ومرات حتى لاحت ابتسامة على فمها وقلب متألــم متأثرة من هذا المشهد النادر بين ابـ.ـنتها وإليها اللذان يجهلا كلًا منهما هذه الحقيقة
فترتدي مرة أخرى وجهها الجليدي الذي اعتادت أن تظهره أمامه في الفترة الأخيرة مما يجعله يجن ويثور.. تخرج صوتها بضيق:
– بيسان! تعالي هنا.
فينتبه لصوتها ويدعوها:
– غزل! تعالي ادخلي أنا وبيسو كنّا بنلعب مع بعض.
لتتجاهله وتكلم بيسان مرة أخرى:
– تعالى بقولك هنا.
بيسان بطفولة:
مامي.. عمو يوسف بيلعب معايا وأنا مش عايزه اسيبه.. وكمان سرحلي شعري شوفي حلو إزاي.
لتتحرك وتقوم جذبها بقوة من ذراعها تقول:
– ابعد عن بـ.ـنتي يايوسف.. مـ.ـا.تقربش منها تاني.. فاهم.
يوسف يجذب بيسان مرة أخرى:
– سيبي البـ.ـنت ياغزل.. ليه الغـــضــــب ده كله؟
غزل بتألــم:
– أنا حرة.. وأنا مش مستريحة لتعلقها بيك.. مش عايزاها تتألــم لما تختفي من حياتها.. فالأحسن تبعد عنها ومتعلقهاش بيك أكتر من كده.
يوسف بذهول:
– اختفى! ايه اللي هيخليني اختفي؟ أنا معاكم وهفضل معاكم.
ليلتوي فمها بســـخريـــة:
– مش يمكن احنا اللي مانبقاش معاك؟
يضيق عينيه باستفسار:
– تقصدي إيه؟ بانك مش هتكوني معايا؟
تتحرك وتخرج من ملحقه توليه ظهرها قائلة:
– احنا معزومين عند محمد لو حابب تيجي معانا.
وتنصرف دون انتظار إجابته.
……………
يمسك يدها بقوة يحتويها بحبه وحنانه الفياض ويمسك تارة القيادة باليد الاخري فتقول:
– شادي أرجوك كده هتعمل حادثة سيب إيدي وسوق كويس.
شادي بمرح:
– لا.. أنا عايز افضل ماسكك كدة عندك مانع؟ وياستي من حقي أحتفل معاكي بالخبر السعيد ده بس نعمل إيه بقى.. محمد عزمنا على الغدا وقال يامن وغزل هيكونوا هناك مقدرتش أرفض.
سمية بعدm تصديق:
– انا مش قادرة اصدق إن كل ده يحصل وأن ربنا يرجعلي حقي وحق بابا.
شادي:
– مع اني كان نفسي أكون انا السبب في رجوع حقك ده بس انتِ كنت دايما ترفضي وتقوليلي سيبهم لله.
سمية:
– اهو بعد ما حاربوا الدنيا عشان الفلوس عمي بنفسه يرجعلنا حقنا في المصنع بعد وفاة شريف.. الله يرحمه ويسامحه.
شادي:
– بتطلبي له الرحمه؟ ده واحد مـ.ـيـ.ـت أوفر دوس جرعة زايده!
سمية:
– ربنا يسامحه ويغفرله بقى.
شادي:
– آمين يارب.
……………..
بعد الإنتهاء من وجبة الغداء جلست بجوار الحاجة راوية تدللها كما كانت تفعل معاها وهي صغيرة.. لقد اشتاقت لحنان أسرتها منذ أن خرجت من بيتهم والحياة لم تتصالح معاها
منذ دخولها البيت بدأت تتذكر كل شيء وكيف كانت علاقتها بهم.. وكيف تسمرت أمام شقتها السابقة مع خالتها صفا لتتذكر ايّام صباها الهادئة.
يامن ليلفت انتباها:
– حبيبتي سرحتي في ايه؟!
تبتسم ابتسامتها الخلابه:
– أكيد فيك..
لتلاحظ تقى تنظر لها بابتسامة فتبادلها نفسها وتوميء رأسها لها بحركة غير ملحوظة لتطمئنها..
وترى بيسان تحاول الجلوس على قدm يوسف تقول:
عمو يوسف شيلني اشمعنا دايمًا غزل تشيلها وتلاعبها؟
يوسف بمداعبة:
– غزل دي روحي.. وانتِ قلبي اللي عايش بيه يابيسو.
لينتبه كلًا من غزل ويامن وشادي لحديثه وكيف نطق جملته بهيام كبير.
ليكمل بمداعبة:
– انتِ اللي يشوفك مايقولش عيلة عندها تلت سنين بلسانك ده.
تهز رأسها بالرفض تقول:
– أنا عندي 4 مش 3 ليقول بضحك:
– ماشي ياستي أربعة أربعة..
فتتكلم الحاجة راوية بحبور:
– البـ.ـنت دي خـ.ـطـ.ـفت قلبي زي ما خـ.ـطـ.ـفته غزل وهي في سنها..وتعالي ياقلب تيتة في حـ.ـضـ.ـني.
فتقول بيسان بطفولة:
– لا.. أنا عايزة افضل مع عمو يوسف.. انا بحبه أوي.
فتنظر غزل لابـ.ـنتها بصرامة:
– بيسان! اسمعي الكلام وتعالي جنبي.
يامن مهدئًا إياها:
– غزل! سبيها براحتها.
فيسود الصمت تحت نظراتها الخائفة على ابـ.ـنتها.. فتقرر أن آن الأوان للابتعاد بها.
فتحول نظرها لمحمد القابع بجوار سوزان ممتلئة البطن ويظهر عليها أنها بأواخر الحمل ويد محمد فوق بطنها يمسح عليها صعودًا وهبوطًا ويحدث أطفاله لتضحك سوزان علي فعلته.. لم تشعر بغلالة الدmـ.ـو.ع المنحبسة التي ظللت عينيها فقد ألــمها إهتمام محمد بأولاده قبل وجودهم.. فتشعر بالنقص.. ها هي حملت ولم تأخذ ذرة إهتمام من زوجها وعوضًا عن ذلك الاهتمام ضـ.ـر.بت وعـ.ـذ.بت وشكك في نسب جنينها ولم تحظى بالاهتمام المطلوب.. حتى شعورها كأم تشعر بحركة جنينها حرمت من الاستمتاع بها.. لتفيق من حالتها لتجد طفلة لم تعرف عنها شيء.
يلاحظ يوسف نظرات عينيها المثبتة على محمد وسوزان فيشعر بألــمها.. يظن أنها تدmع لفقدها طفلها.. ليته ما أقدm على فعلته السابقة التي دmرته ودmرتها.
فيسمعها توجهه حديثها للجميع قائلة:
– أحب أقول كلمة واستغل الظرف اللي جماعنا واشكركم كلكم على كل حاجة عملتوها معايا زمان ودلوقت.. واقولكم إني سعيدة إني في وسطكم.. انتو اكيد مستغربين أنا ليه بتكلم كده؟ وليه أخترت النهاردة بالذات عشان اعزم نفسي عندكم وأننا نتجمع كلنا عشان.. عايزة أودعكم لان قررت أرجع أنا ويامن لتركيا.
فيرفع عينه لها بصدmة ثبتته ويبتلع ريقه بصعوبة خــــوفًا من ابتعادها مرة أخرى وينقل نظرة لأخيه لعله يفهم مايخطط له فيلاحظ دهشته هو الاخر من هذا الخبر.. ليجد صوته يخرج بصعوبة:
– ماينفعش تمشي.. اقصد تمشوا.
فترتفع وجهها له بتحدي:
– ليه؟ ايه اللي يخليني افضل؟ أنا لحد دلوقت ماقدرتش افتكر أي حاجة.. حتى المساعدة اللي طلبتها منكم وهي أبسط حقوقي إني أعرف مين جوزي الأولاني بخلتوا بيها عليا.. فقعدنا مالوش لازمة.. لأن حياتي اللي بحاول افتكرها شكلها غير مشرفة فيستحسن اطوي صفحتها وأبدأ من غير ذكريات.
يوسف بمشاعر متألــمة:
– عرفتي منين انها غير مشرفة؟ مش يمكن فيها ذكريات حلوة.. هنعيش طول عمرنا عايشين عليها.
غزل بهدوء:
– يمكن بالنسبة ليك حلوة.. وبالنسبة لي نقمة.
لتقف تاركة الجميع على رؤوسهم الطير.
…………
يدخل خلفها بعرجه الواضح يجدها مستنده على سور الشرفة الصغيرة شاردة يتمنى أن يتعمق في أفكارها ليعرف بما تفكر الآن.. ليتفاجئ بصوتها الناعم:
– هتفضل تراقبني لحد امتى؟
يقترب بخطوات عرِجَة ويقف بجوارها ناظرا للفراغ أمامه يقول:
– دايمًا بت عـ.ـر.في إني موجود.
تكتفي بالنظر له نظرة ســـخريـــة..
فيكمل مشجعًا حالة:
– تفتكري لو عرفتيه هتستريحي؟ مـ.ـا.تفتكريش إنه حاله احسن من حالك.. هو بيتعـ.ـذ.ب أضعاف اضعافك.. كفاية النـ.ـد.م اللي بياكل قلبه على كل لحظة انتِ بعدتي فيها عنه.. كان زمانه مكون أسرة صغيرة جميلة.
غزل بلامبالاة:
– انت مش شايف إنك بتدافع عنه باستمـ.ـا.تة.. ده أنا قربت أتخيله ملاك؟
يوسف بتعقل:
– مـ.ـا.تبقيش قاسية ياغزل.
غزل بتساؤل:
– تعرف ايه انت عن القسوة؟
يوسف بألــم:
– اعرف انك عمرك ماكنتِ قاسية كدا.
غزل بابتسامة جانبية:
– انت قولتها بنفسك.. كنت! التسامح دلوقت مش في قاموسي يا.. ياجينيرال.
لتتركه كتمثال للشمع لاتطاوعه قدmه على التحرك من كلمتها الأخيرة ليحدث نفسه بغباء:
– هي قالت ايه؟ قالت.. جي.. ايه؟!
جيني.. رال.. قالت جينيرال يايوسف.
ويحك جبينه بيد مرتعشة ويلوم نفسه:
– لا.. لا أكيد أنا سمعت غلط.. أنت هتجنن ولا ايه؟ أكيد ذاكرتها مارجعتلهاش.. الإسم ده كانت بتقوله.. لا لا اكيد صدفة أو سمعته من حد منهم.
…………..
يجلس بجوارها وهي مستقليه بطفولة فوق فراشها على بطنها ويديها تحت وسادتها وشعرها البني يغطي وجهها ليبتسم على طريقة نومها.. لقد اعتاد منذ أشهر منذ وصولهم أن يراقبها خلسة أثناء نومها لفترة ثم يندس بجوارها ويحتضنها لينعم برائحتها المسكية التي ورثتها من أمها المـ.ـجـ.ـنو.نة التي ستصيبة بنوبة قلبية أو مرض عقلي عن قريب.. فيقترب ليستلقي بجوارها ويأخذها بين أحضانه لينعم بها قبل أن تختفي من حياته مرة أخرى.
بعد مرور عدة ساعات من نومه بجوارها دون أن يشعر أحد بوجوده.. تحرك بالممر ليتجه إلى صومعته الذي صنعها خصيصًا خلف الڤيلا وأثناء سيره بهدوء مستندًا على عكازه سمع صوتهما مرتفعًا في نقاش حاد فمن الواضح انهما يتشاجران.. لتتسمر قدmيه وتقف عن السير وتتسع عينيه فتتسارع انفاسه مما سمع.
في حجرتهما يقف يامن واضعًا يديه في خصره مواجهًا إياها قائلًا بغـ.ـيظ:
– غزل!
فلم تجبه بتجاهل بتعمد منها ليقول بغـــضــــب:
– انا متأكد من كلامي.. انتِ ذاكرتك رجعتلك؟ أصل مش معقول التغير المفاجئ ده!
فتنظر له بجانب عينيها وهي مستنده على وسادتها تتلاعب بهاتفها وتعاود تصفحه.
فيضيق يامن به:
– بقى كده؟ طيب مـ.ـا.تلوميش إلا نفسك بقى.
في البداية لم تفهم مقصده ولكن بعد لحظات رأته يخلع قميصه ويلقيه ارضًا ويقترب منها بابتسامة خبيثة لتنتفض تقول:
– انت بتعمل ايه؟ انت اتجننت؟ يامن الموضوع ده مافيهوش تهريج.. ابعد عني احسنلك.
ليضحك قائلًا يرغزغها:
– ليه ياغزالي ده أنا حبيبك انتِ نسيتي وانا عايز أفكرك!
لتقفز من فوق الفراش تقف في زاوية الحجرة ممسكة بمزهرية تقول:
– مش عايزة افتكر.. بطل تهريج بقى.
فيقترب منها في خطوتين ليلف ذراعيه حول خصرها ويكتم ضحكته:
– أنت مش كنتِ بتحبيني؟ إيه اللي جرى.
لتقول بغـــضــــب وخــــوف:
– أيوة بحبك بس مش بالطريقة دي.. أنت نسيت اننا اطلقنا؟
يامن بهمس:
– وماله انتِ لسه في العدة اردك لعصمتي تاني.
غزل وهي تتلوى:
– يامن مـ.ـا.تبقاش متـ.ـخـ.ـلف.. أنت عارف انت اتجوزتني ليه وخلاص اللي أنت خايف منه أنا عرفته.. يبقى كل واحد يشوف طريقه بقى.
ليقول بجدية:
– اسمها افتكرتيه مش عرفتيه!
غزل بتعب من تكبيلها:
– افتكرت.. افتكرت.. خلاص استريحت؟
ليبتعد عنها يحررها يقول بضيق:
– ومخبيه عليا ليه؟ فكرك لو انا عرفت هروح أقوله؟
غزل بحـ.ـز.ن:
– مش كدة.. أنا خايفة تربط نفسك بيا تاني.. وكمان أنا وخداك حجه اسافر بيها ببيسان لو عرف هيمنعني.
غزل بحـ.ـز.ن يأكل قلبها:
– أنت مش شايفه متعلق ببيسان إزاي زي مايكون حاسس انها بـ.ـنته.. ساعات أقول لنفسي هنفضل لحد امتي مخبيين عليه انها بـ.ـنته.. بس أرجع وأقول وهي كانت تفرق معاه من الأول هو كان عايز يقــ,تــلها ويقــ,تــل أمها يبقى مالوش حق دلوقت فيها.. بيسان هتفضل بـ.ـنتك انت يا يامن، أنت اللي راعتها وأدتها الحنان اللي اتحرمت منه حتى معايا.
وانا ناوية اعوضها عن الأربع سنين اللي فاتوا.
يامن بلوم:
– أول مرة ماوافقش على كلامك.. آن الأوان إن يوسف يعرف أنه ليه بـ.ـنت ياغزل.. كفاية لحد كدة.. يوسف اتغير ياغزل اديله فرصة وسامحيه.
غزل بكره:
– أنت اللي بتقول كده؟ أنا مش مصدقة! ولا خلاص أنا بقتش اهمك أنا وبيسان؟ على العموم أنا وهي هنسافر وأنت مش ملزم تراعينا بعد النهاردة.. بس بيسان هتفضل بـ.ـنتك.
أنت اللي راعتها وأدتها الحنان اللي اتحرمت منه حتى معايا..
وأنا ناوية أعوضها عن الأربع سنين اللي فاتوا.
يامن بلوم:
– أول مرة ماوافقش على كلامك.. آن الأوان إن يوسف يعرف إنه ليه بـ.ـنت ياغزل.. كفاية لحد كدة.. يوسف اتغير ياغزل اديله فرصة وسامحيه.
غزل بكره:
– انت اللي بتقول كده؟ أنا مش مصدقة.. ولا خلاص أنا مبقتش اهمك انا وبيسان.. على العموم أنا وهي هنسافر وانت مش ملزم تراعينا بعد النهاردة.. بس بيسان هتفضل بـ.ـنتك.
يمسك وجهه بغـــضــــب:
– اسمعيني ياغزل.. أنامتأكد إنه اتغير.. ملامحه المكـ.ـسورة البهتانه.. وكمان في حاجة انتِ مش عارفاها.. يوسف حول الأملاك كلها باسمك من يوم ما اختفيتي، الشركة والفيلا حتى الشالية اللي في الساحل كتبه باسمك.. يعني يوسف قاعد ضيف هنا في ملكك.
↚
غزل وهي تتلوى:
– يامن مـ.ـا.تبقاش متـ.ـخـ.ـلف.. أنت عارف انت اتجوزتني ليه.. وخلاص اللي انت خايف منه أنا عرفته، يبقى كل واحد يشوف طريقه بقى.
ليقول بجدية:
– إسمها افتكرتيه مش عرفتيه!
غزل بتعب من تكبيلها:
– افتكرت افتكرت، خلاص؟ استريحت؟
ليبتعد عنها يحررها يقول بضيق:
– ومخبية عليا ليه؟ تفتكري لو أنا عرفت هروح أقوله؟
غزل بحـ.ـز.ن:
– مش كدة.. انا خايفة تربط نفسك بيا تاني.. وكمان انا وخداك حجة اسافر بيها ببيسان.
غزل بحـ.ـز.ن يأكل قلبها:
– أنت مش شايف متعلق ببيسان إزاي زي مايكون حاسس إنها بـ.ـنته.. وساعات أقول لنفسي هنفضل لحد أمتى مخبيين عليه إنها بـ.ـنته؟ بس أرجع وأقول وهي كانت تفرق معاه من الأول؟ هو كان عايز يقــ,تــلها ويقــ,تــل أمها يبقى مالوش حق دلوقت فيها! بيسان هتفضل بـ.ـنتك أنت يا يامن أنت اللي راعتها وأدتها الحنان اللي اتحرمت منه حتى معايا.
وأنا ناوية أعوضها عن الأربع سنين اللي فاتوا.
يامن بلوم:
– أول مرة ما وافقش على كلامك.. آن الأوان إن يوسف يعرف إنه ليه بـ.ـنت ياغزل.. كفاية لحد كدة! يوسف أتغير ياغزل اديله فرصة وسامحيه.
غزل بكره:
– انت اللي بتقول كده؟ أنا مش مصدقة! ولا خلاص أنا مبقتش اهمك أنا وبيسان؟ على العموم أنا وهي هنسافر وأنت مش ملزم تراعينا بعد النهاردة.. بس بيسان هتفضل بـ.ـنتك.
يمسك وجهه بغـــضــــب:
– اسمعيني ياغزل.. أنا متأكد أنه اتغير.. ملامحه المكـ.ـسورة البهتانة.. وكمان فيه حاجة انتِ مش عارفاها، يوسف حول الأملاك كلها باسمك من يوم ما اختفيتي، الشركة والفيلا حتى الشالية اللي في الساحل كتبه باسمك.. يعني يوسف قاعد ضيف هنا في ملكك.
غزل بصدmة:
– انت بتقول إيه؟ لا لا.. يوسف مايعملش كدة! يوسف طول عمره بيدور على الشركة والفلوس، خايف لا أشاركه فيهم.. لا أكيد.. بيكـ.ـدب.
يامن بإصرار:
– أنا شوفت الورق كله وتواريخ العقود.. تهز رأسها بعدm تصديق لتشعر بدوار مفاجئ فتجد يديه تسندها وتجلسها فوق الفراش يقول:
– انت كويسه؟!
غزل بابتسامة مغتصبة:
– كويسة.. يامن أنا مش عايزة حاجة.. أنا عايزة أعيش في سلام وبس مع بـ.ـنتي، يوسف انتهى من حياتي يوم ما كـ.ـسرني.
يامن بفقدان الأمل من صعوبة إقناعها:
– كان نفسي أطمن عليكم مع بعض.. بس في حاجة أخيرة لازم ت عـ.ـر.فيها.
فتراه يقف ويبتعد ليفتح الخزانة ويبحث في حقيبته ببعض الأوراق ويخرج ورقة من هيأتها علمت انها وثيقة ميلاد فيمدها إليها وتمسكها بحيرة:
– إيه ده؟
يامن بهدوء:
– اقريها.
فترفعها لاعينها وتمرر أعينها على البيانات لينفرج فمها وتتوقف عن التنفس للحظات فتخرج منها شهقة قوية تقول:
– بيسان.. يوسف نجيب الشافعي؟
فتسمعه يقول بحـ.ـز.ن:
– رغم إن كنت عايز اعـ.ـا.قبه واحرمه منها.. بس ماقدرتش ساعتها أحرم بيسان من أبوها لقيت نفسي بسجلها باسمه.
غزل ببكاء:
– ليه كده؟ أنت كدة دmرت كل حاجة.. يوسف لو عرف إن بيسان بـ.ـنته هيحرمني منها.. ده أناني ومش بيحب الا نفسه.. أنت كده ربطتني طول عمري بيوسف.. لكن لا.. أنا هاخد بـ.ـنتي ونمشي حالًا من هنا.. قبل مايعرف.
لتنظر لعيون يامن المضطربة وتقول:
– يامن! هو ما عرفش حاجة صح؟ انت قولتله!
يامن بعقلانية:
– ممكن تهدي.. هو لسه ماعرفش حاجة بس…
تقطع حديثه:
– مافيش بس.. ومعناها إيه لسه.. ماعرفش أنت ناوي تعرفه؟
غزل بإصرار:
– يوسف لازم يتحرم مننا زي ماحرمني من أحلى أيامي وحرمني إن اشوف بابا قبل مايمـ.ـو.ت بحسرته.
…………………….
في الصباح
اتجه إلى صومعته مع ازدياد فضوله عن سبب استدعاء أخيه له لأمر هام باتصال صباحي مزعج خـ.ـطـ.ـفه من نومه العميق.. يقترب من باب الملحق ويطرقه طرقة واحدة وكاد أن يطرق الثانية ليجد الباب يفتح بقوة ويجذب من تلابيه ويدفع داخل الملحق بغـــضــــب ويقول:
– تعلالي يا روح قلب اخوك.
وينهي جملته بلكمة قوية استقرت على وجه يامن فيختل ويسقط أرضًا غير مستوعبًا سبب غـــضــــب أخيه.. ليقول:
– هو أنت مصحيني من بدري وعامل قلق عشان نفسك تدرب ملاكمة ولا إيه؟
ليصعق عنـ.ـد.ما يجده يضمة بقوة غريبة ويربت على ظهره في حـ.ـضـ.ـن أخوي غريب ويقول يوسف بصوت متأثر:
– شكرًا يا يامن.. أنا مش عارف أشكرك إزاي على اللي عملته.
فيعقد حاجبية متعجبًا ويسأله بغباء:
– يوسف أنت شارب حاجة على الصبح؟ طمني لأني بدأت اقلق على قواك العقلية.
يوسف بسعادة:
– أنا خلاص عرفت كل حاجة.
يامن بغباء:
– اللي هي؟ فيضحك يوسف بقوة ويربت على ذراع أخيه بقوة يقول:
– انا عرفت إنك طلقت غزل ومتأكد إن علاقتك بغزل مـ.ـا.تتعداش علاقة اخ بأخته وكمان موضوع بيسان إنها بـ.ـنتي مش بـ.ـنتك بيسان طلعت بـ.ـنتي.. يعني إبني مامتش.. انت عارف ده معناه إيه؟ إن فيه أمل غزل تسامحني على كل اللي فات ونبدأ من جديد مع بعض.. صح يا يامن؟ هي هتسامحني مش كدة؟ غزل لازم تسامحني غـ.ـصـ.ـب عنها هتسامحني.. انت مش بترد
ليه؟!
يحك رأسه لا يعرف كيف يخبره بنوايا غزل:
– مش عارف اقولك إيه؟ أنا أول واحد هيبقى سعيد إنكم تستقروا بقى وتنسوا اللي فات؟ بس إزاي مش عارف.
يوسف بغـــضــــب:
– هي ممكن مـ.ـا.توافقش؟
يامن:
– وايه اللي يخليها توافق؟!هتجبرها مثلا! احب اقولك لو أنت هتاخد طريقة الإجبـ.ـار.. وفر على نفسك المحاولة لان غزل اتغيرت.
يوسف:
– طيب فكر معايا إزاي أخليها ترجعلي؟
ليقول يامن بتفكير:
– أنا هجبها واحبسها وأجيب المأذون وتكتب الكتاب.
يوسف يرفع عينه للسقف بملل:
– مافيش فايدة هو بغباؤه.. ياناصح ماهتقول للمأذون انها مش موافقة.
يامن:
– خلاص الصق بوقها.
يوسف بغـ.ـيظ:
– انت شارب حاجه على الصبح
أجيبها متكتفة وملصوق بوقها وأقول للمأذون يلا ياشيخنا اكتب الكتاب؟ ده مش بعيد يبلغ عننا.
ليكمل بتحدي:
– خلاص سيبلي الموضوع ده
……………
يطرق الباب طرقة واحدة لتتفاجئ بفتح الباب ليدخل إلى منتصف الحجرة فتثور عليه قائلة:
– إيه الغباوة دي؟ أنا اذنتلك تدخل اوضتي؟ اتفضل أطلع بره عايزه أكمل لبسي.
فيمرر نظره عليها من أعلى لأسفل فيجدها ترتدي منامة قصيرة مرسوم عليها فراولة وشعرها على كتفيها فيبتسم قائلًا:
– حتى اللبس مش عتقاه من الفراولة؟
غزل بتحدي:
– تقصد إيه؟
يوسف بتحدي أكبر يقترب منها:
– غزل أنا عايزك.
ترتعب من نظرته وكلمـ.ـا.ته وتقول:
– عايزني إزاي.. مش فاهمة؟
فيقترب أكثر حتى كاد لا يفصل بينهما شيء:
– أنتِ فاهمة كويس أنا أقصد ايه.. وعايزك إزاي!
ترتعب أكثر من تلميحه فتتراجع إلا أنه لم يسمح لها بالابتعاد فتجده يكبلها بذراعيه ويحتضنها بقوة فتصدر منها صرخة رعـ.ـب من جنونه.. وتسمعه يكمل:
– خلاص ياغزل.. مافيش داعي للتمثيل أكتر من كدة انتِ رجعتلك ذاكرتك وعرفت إن بيسان تبقى بـ.ـنتي.
فتتصارع ضـ.ـر.بات قلبها وتبدأ أوردتها تتجمد من صدmتها.. لقد علم.. من اخبره؟ كيف! يامن.. تبًا لك.
يلاحظ تسارع تنفسها وتعرقها واهتزاز جــــســ ـدها بين أحضانه فيرتعب من فكرة حدوث نوبة من نوباتها ليقول بقلق واضح:
– غزل؟ أهدي وخدي نفسك كويس.. أنا عمري ماهأذيكي تاني ياحبيبتي.. صدقيني اقسملك ما حاجة هتمسك تاني.
ليسمع صوت همسها:
– ابعد عني.. واطلع برره.
يوسف ملمسًا على رأسها:
– طيب حاضر.. بس اطمن عليكي إنك كويسة.. صدقيني ياغزل أنا مايهمنيش دلوقت إلا راحتك.. سامحيني على أي أذى طالك مني.. شوفي إيه المطلوب وانا أنفذه.. فيشعر بيديها ترفعان وتوضع فوق ذراعيه فيشعر بهدوئها واستسلامها ولكن مالم يتوقعه أن تدفعه بكل قوتها ويتراجع مترنحًا للخلف في صدmة.
لتقول بصوت مرتفع يشوبه الكره:
– ابعد عني.. أنا مش طايقة إيدك القذرة دي تلمسني.. أنا بقيت أكره حتى نفسك اللي بتتنفسه حوليا.. ومدام بقينا نلعب على المكشوف.. أحب اقولك إنك مش هتطولني حتى في أحلامك وبيسان تنساها تمامًا هي مش محتاجاك لأنها عندها بالفعل أب كان منتظر حضورها.. أب أدها كل اهتمامه ورعاها وقت ما كانت أمها بتحاول تتعافى من ظلم وأذى أبوها ليها.. أنت مكنتش عايز بيسان من البداية وكنت صاحب قرارك.. دلوقتي أنا اللي بقولك إحنا اللي مش عايزينك في حياتنا.
يوسف محاولًا مهدئًا الموقف:
– أنا عارف إن صعب عليكي تعدي اللي فات وتسامحني.. بس صدقيني أنا حياتي واقفة من ساعة ما روحتي مني.. ومش هقدر أتخيل إنك تروحي مني تاني.. أنتِ لو كنتِ عايزة تكملي مع يامن مكنتيش طلبتي انه يطـ.ـلقك.
غزل بغـــضــــب:
– لانه مايستهلش إن أقف في طريق سعادته أكتر من كده.. كفاية إنه الوحيد اللي وقف جنبي لحد ما وقفت على رجلي تاني.
تشعر بانها تريد قهره وإلامه لتقول:
– ياريتني قابلت يامن قبلك كنت هبقى سعيدة إني زوجته بجد، ويكون ليا الشرف أنه أبو بـ.ـنتي.
يشعر ببراكين مشتعلة مست قلبه ليقول بحذر:
– اكيد.. انتِ مش بتحبي يامن.. أكيد محبتيش اخويا.
فتكتفي بنظرة من عيونها تحمل الكثير من الشمـ.ـا.تة كانت كافية لتوصل له كل حرف من إجابتها له كأسهم مسممة تحترق صدره.. فلا يجد إلا أن ينسحب من أمامها بإنكسار لم تعهده عليه ابدًا.. منحني الظهر مهتدل الكتفين تكاد تحمله أرجله مستندًا على عكازيه رفيقه الحالي لا تعلم لما شعرت ببعض الشفقة البسيطة لحاله بجانب سعادتها لأنها نجحت في بداية انتقامها.. لتجد نفسها تناديه قائلة:
– يوسف!
توقف عن الحركة عند سماع صوتها يناديه لعلها نـ.ـد.مت على ماقالته ليسمعها تقول:
– يامن بلغني إنك كتبت الڤيلا والشركة باسمي.. بما إن المكان ده انا صاحبته فأحب أفكرك انك ضيف وضيف تقيل كمان.. فياريت تبقى تستأذن قبل دخولك الفيلا زي أي حد غريب.. لتزيد كلمـ.ـا.تها قهره وانكساره أمامها ليقول بهمس:
– زي مـ.ـا.تحبي.. حاجة تانية عايزة تقوليلها؟
غزل بسعادة زائفة:
– ايوه.. والشركة أنا شايفاك مش بتروحها كتير.. فالتفت لشغلك وياريت تبقى تتصل بالمحامي بتاعك.. ها عارفه المحامي إياه.. يجي عشان يرجعلك نسبتك في الشركة انا ما باخدش أكتر من حقي.. وتشوف هتسيب الفيلا أمتى لاني مش متعوده أكون في مكان مع حد غريب.
لم يتحرك قيد أنملة أكتفى بالنظر من فوق كتفه يقول:
– أنا ممكن من دلوقت أمشي انتِ عارفة إن عندي شقة خاصة بيا لكن خروج وبُعد عن بـ.ـنتي مش هبعد.. فياريت تحطي الكلام ده في دmاغك كويس.. فاهمة؟
يتركها واقفه مذهولة من رده، إنه يرفض التنازل عن ابـ.ـنته.. لابد أن تتخلص منه ولكن كيف؟
………..
يقف منذ أكثر من نصف الساعة منتظر خروجها بجوار سيارته.. ليجدها تخرج من باب الفيلا باطلاتها الجذابة بحجابها الذي زادها بريقًا ويستقيم في وقفته ويقوم بـ.ـارتداء نظارته الشمسية حتى لا يظهر انفعالاته بالقرب منها.. ليجدها تمر من جواره بعد أن فتح لها باب السيارة الأمامي بكـبـــــريـاء وتجاهل ظاهر وتخرج من بوابة الفيلا ثم تقوم بالتلاعب بهاتفها الخاص كأنها تنتظر شيئا ما.
أسرع في ركوب سيارته وأوقفها أمامها ثم أمال بجــــســ ـده ليفتح لها الباب قائلًا:
– اركبي!
فتشيح بوجهها عنه متجاهله إياه.. وتراه يترك مكانه ويهبط من سيارته ليقف مواجهًا إياها قائلًا بصرامة:
– خلينا متفقين إننا لازم نظهر شوية إحترام لبعض وخصوصًا قدام الناس في الشركة.. واتفضلي إركبي مش هتلاقي تاكسي في المنطقة هنا.
تنظر له من خلف نظارتها الشمسية قائلة:
– انا طلبت اوبر وهو جاي في الطريق.. اتفضل وانا جاية وراك.
يوسف بمراوغة:
– طلبتي أوبر ممممم..
ليجذب الهاتف من يديها في غفلة منها ويقوم بإلغاء طلب التوصيل تحت أنظارها الذاهلة..
فيقول وهو يضع هاتفها بجيب سترة بدلته الداخلي:
– دلوقتي مافيش اوير.. في يوسف.
ويتحرك ليستقر خلف طارة القيادة تاركاً اياها تنظر له بغـــضــــب وابتسامة جلية تظهر على وجهه ثم يجدها تتحرك لتجلس بالخلف تاركة المقعد الأمامي فارغًا.. ولكنه لم يعلق على تصرفها وينطلق بسعادة تغمره لوجودها معه في نفس المكان.
لاحظت أثناء شرودها في حياتها المقبلة وكيفية التكيف معاها أنه يصر أن يوجه مرآة السيارة لوجهها ليراقبها فتتأفأف بصوت عالي ليقول مندهشًا:
– ايه مالك حرانة؟ أنا حتي مشغل المكيف على درجة عالية.
لتقول من بين أسنانها:
– بـ.ـارد!
فيجيبها ببراءة مصطنعة:
– هو فعلًا الجو بـ.ـارد.. ولسه هيبرد كمان وكمان.
فيسألها محاولًا الحديث معها:
– تحبي تسمعي حاجة لحد مانوصل الشركة ياست هانم؟
فيراها تحاول إخفاء ابتسامتها بسبب طريقة تلفظه لجملته الاخير الذي نطقها بلهجة خاصة.
فيمد يده إلى المسجل ليختار أغنية خاصة لها فتصدح نغمـ.ـا.ت الأغنية التي انتقاها خصيصًا لها لعلها تحن وتسامح وتعطي فرصة لحبهما.. فيسمع
المطربة وينـ.ـد.مج معاها وهي تغني.
……..
فية خيط ضعيف رابط ما بينا ودا النصيب
هتخاف عليه هخاف عليه هتسيب هسيب
لحد امتى هخاف لوحدي ياحبيبي
الخيط خلاص مبقاش متحمل..
رعشة إيدي..
لو انت مش عايز نهاية ولسة هماك الحكاية
صبر قلبى بلمسة أحس إن انت قريب.. أنت الشمس
بس خلاص قربت تغيب.
ليلاحظ تشنج وجهها كأنها تحاول إخفاء تأثرها بالكلمـ.ـا.ت التي مست قلبه قبل قلبها فيمد يده ليعلي صوت المسجل أكثر قاصدًا إرباكها فيصدح صوت المطربة مرة اخرى مغنية:
حاجات كتير سيبناها ضاعوا خلاص بقوا ذكريات
وسنينا اللي تعبناها مفضلش منهم غير لحظات
لحظات بتهدد حكايتنا لنحن يانعلن نهايتنا
بايديك الخيط يقوى فلحظة والجـ.ـر.ح يطيب
أو تضعف واضعف ونسلم و تسيب وانا اسيب.
فية خيط ضعيف رابط ما بينا ودا النصيب
هتخاف عليه هخاف عليه هتسيب هسيب
لحد امتى هخاف لوحدي ياحبيبي
الخيط خلاص مبقاش متحمل..
رعشة إيدى.
……………….
عند دخول الشركة وبعد ترحيب الكثير من العاملين بها يجدها تتخذ السلم للصعود فيلحق بها قائلا:
– استني ياغزل تعالي اركبي الاسانسير.
لتقول بكـبـــــريـاء:
– لا أنا حابة أطلع على رجلي.. لكن أنت روح أركبه عشان.. رجلك مـ.ـا.تتعبش.
فيشعر بنبرة الســـخريـــة من حالته التي وصل إليها فيعاند حاله ويقول:
– لا.. مدام مصممة تطلعي السلم أنا كمان هطلعه معاكي.
فيتحرك أمامها بعكازيه ويتجاوزها صاعدًا لتتحرك معه بلا مبالاه.
….
نــــار حارقة وألــم لايستطع تحمله ولكنه مجبر علر إخفاء ضعفه أمامها، يجلس أكثر من أربع ساعات متواصلة يعرض عليها كل أوراق العقود والصفقات التي تمت في غيابها يعلم أنها تتعمد إذلاله.. وسيتحمل افعالها للنهاية حتى تصفح عنه.
يقول بإرهاق شـ.ـديد:
– مش كفاية كده ياغزل انتِ مـ.ـا.تعبتيش؟
تجيبه وهي مشغولة ببعض الأوراق:
– قولتلك لو تعبت روح انت..
اساسًا أنا فاضية مـ.ـا.تنساش إن يامن رجع على تركيا لأن المستشفى استدعته.. وكمان بيسان عند ملك وهتبات هناك.
يوسف بضيق:
– وانتِ مقولتيش ليه انك هتبعتي بيسان؟ هو مش أنا ابوها وليا حق اعرف!
فترفع حاجبها بتحدي:
– على الورق أبوها على الورق.. مـ.ـا.تنساش الموضوع ده؟
يفكر يوسف أن سبب غـــضــــبه ليس لأنها أرسلتها بدون إذن منه بل إنه سيحرم هذه الليل من النوم بجوار ابـ.ـنته.. فكل ليلة بعد أن يتأكد من نوم غزل يصعد على أطراف أصابعه ليلعبا سويًا ويأخذها بين أحضانه وينصرف قبل استيقاظ الجميع.. اما عنها فما يشغلها الشيء الذي قام بإخفائه من فوق مكتبه قبل دخولها.
………….
ها هو ينعم بالنظر إليها أثناء غفوتها التي داهمتها رغمًا عنها من شـ.ـدة الإرهاق راقبها كثيرًا أثناء مقاومتها للنوم حتى استكانت واستسلمت بجواره ملتفحة بسترته لتساعدها على التدفئة فالجو الخريفي ملبد بالغيوم والأمطار فأثناء خروجهما من الشركة لاحظ تساقط الأمطار ليجد نفسه يخلع سترته يضعها فوق رأسها يحميها من البلل وتصعد بحواره باستسلام.. لتغفو بعد لحظات..
وهو جالسًا منتظرًا استيقاظها بعد ركن سيارته على جانب الطريق خــــوفًا من أن تقلقها حركة السيارة.
يجدها تحاول فتح أعينها وتغلقها مرة بعد مرة حتى استوعبت وضعها فتنظر له بصدmة قائلة:
– هو احنا واقفين ليه؟ أنا شكلي نمت كتير.
يوسف بابتسامة خلابة:
– كنت مرهقة فغفيت في النوم.
يراها تتحسس سترتة بطريقة غريبة لتقول:
– شكرًا.. انك ادتني الجاكيت فعلًا كنت بردانة.
فيجيبها بثقة:
– ده أقل حاجة عندي.
منذ الصباح وهي تشعر بتألــمه من ساقه المصابة ولكن كبريائها يمنعها عن السؤال فتجد لسانها يسأله بدون وعي منها:
– يوسف؟ هو ايه اللي حصل لرجلك!
يلتفت لها في صدmة من سؤالها لم يتوقع ان تهتم لو للحظة بحاله.. يطول النظر بينهما لتلاحظ عدm انتباهه للطريق لتقول برعـ.ـب:
– خلي بالك الطريق.
لتجده يكمل قيادته بهدوء كأنها لم تسأل ويطول الصمت فأعتقدت انه لن يجبها.. لتسمع صوته الهادئ:
– كان أصعب يوم مر عليا في حياتي.. كنت حاسس اني مـ.ـيـ.ـت بالحيا.. يوم ما الدكتور قالي إني فعلًا اقدر اخلف وإن العلاج اللي كنت باخده من وقت جوازنا جاب نتيجة.
غزل بصدmة شلت اطرافها:
– أنت مكنتش بتخلف؟ يعني كنت عارف ومخبي عليا.. معقول انانيتك وصلت للدرجة دي وانا هبلة؟!
يوقف سيارته على جانب الطريق ويصـ.ـر.خ بها:
– أي حاجة عملتها كان عشان مخسركيش.. عشان ماضعيش من ايدي.. خبيت عليكي عشان مكنتش هقدر اشوف نظرة الشفقة في عينك.
غزل بألــم:
– عشان كده ماصدقت تتهمني في شرفي.. تتهمني بالخيانة.. ماسمعتش توسلاتي ليك؟ واتهمتني بالفجر.. ما أهتمتش لما قولتلك إني حامل.. زي مايكون ماصدقت تمسك دليل إدانة ليا.
يمسك كفيها بحنان قائلًا:
– أنا لما عرفت أنا اقدر أخلف على قد فرحتي على قد حـ.ـز.ني من الخبر ده.. لانك كنت ساعتها ضعتي من ايدي وكنت بدور عليكي زي المـ.ـجـ.ـنو.ن مش حاسس باللي حواليا لحد ما فوقت ولقيت نفسي في المستشفى.. متجبس ومهدد ببتر رجلي، رجلي اللي ربنا عـ.ـا.قبني بيها لانها اتمدت عليكي وعرفت بعدها إني فضلت في غيبوبة شهرين.. شهرين ياغزل.. الشهرين دول كانوا كفاية انك تبعدي اكتر واكتر.
حتى بعد ماخرجت فضلت أدور عليكي زي المـ.ـجـ.ـنو.ن.. وانا مش عارف انك مع اقرب واحد ليا.. اخويا.
العقـ.ـا.ب ده مش كفاية؟! ربنا اخدلك حقك.. مش كفاية كدة؟
تسحب كفيها بهدوء وتنظر أمامها لتهمس له:
– انا عايزة اروح حالًا.
……..
في منتصف الليل
وجدت طرقًا مستمرًا لايتوقف على باب حجرتها لتفتح عينيها بصعوبة بسبب الإرهاق الذي تملكها بسبب اليوم الاول لها بالشركة.. لتقول بنعاس:
– بطل خبط ياللي بتخبط.
تقوم بتعب شـ.ـديد وتفتح الباب لتجد يوسف بشعرة الأشعث وعينيه المنتفخة أثر النوم يبدو على هيئته أنه مستيقظ للتو لتقول بعين مفتوحة وعين أخرى معلقة:
– في إيه يا يوسف؟ في حاجة حصلت؟
يرفع لها هاتفها الذي اخذه منها صباحًا وقد نساه بسترته يقول:
– تليفونك مابطلش رن من ساعة.. اضطريت ارد ليقت محمد بيتصل وقال ان سوزان بتولد وحالتها متعسرة.
تضع يدها فوق فمها بصدmة فتسمعه يعرض عليها قائلًا:
– إلبسي بسرعة لحد ما ألبس. ينصرف من أمامه بعرجه الشـ.ـديد الذي يتزايد ليختفي داخل حجرته.
…………….
طرقت الباب ثم دفعته لتدخل وتجده جالسًا على حافة فراشه بيده المرتعشة إبرة طبية بها محلول احمر..
فتقول:
– أنا جاهزة أنت خلصت؟
فتلاحظ وضعه للإبرة فوق الطاولة الجانبية بعد تغطيتها ليقول:
– خلاص أنا جاهز.
تقترب إليه بتردد تشعر بالشفقة عليه تقول:
– انت مش عارف تاخد الحقنة؟ أنا بعرف أدي حقن ممكن اديالك و…
يقطع حديثها بصرامة:
– لا.. أنا كويس.
كان يظهر على ملامحه الكذب بوضوح.
لينصرف من أمامها مدعيًا القوة رافضًا شفقتها على حاله.
…….
جلست بجوار سوزان المستلقية فوق فراشها بغرفتها بالمستشفى بيدها طفل صغير الحجم تداعب أصابعه الصغيرة بلطف فهي لم تنعم بحمل ابـ.ـنتها في مثل هذا العمر ما أروعهم!
أما الطفل الاخر بيد أخيها محمد، فتسمع تقى قائلة:
– مبروك يامحمد يتربوا في عزكم يارب.
سوزان بتعب:
– عقبالك يا تقى.
محمد لغزل:
– ايه ياغزل من ساعة مادخلتي وأنتِ ساكته.
تقول له بدmـ.ـو.ع محبوسة:
– اصل شعور حلو اوي انك تشيل حتة منك.. هما بيبقوا صغيرين أوي كده؟
يراقب يوسف تفاعلها مع الكائن القابع بين يديها متمنيًا أن يحمل إبنه ويلامسه مثلها
ليدخل آخر شخص يتوقع وجوده
في مثل هذه اللحظة
يقول ببشاشة:
– السلام عليكم مسمحلي ادخل ولا لأ؟
الحاجة راوية بحبور:
– ازاي بقى يابني؟ اتفضل ياحبيبي.
محمد بترحيب:
– تعالى يامنقذنا.. احنا لولا انت مكناش عرفنا نعمل ايه؟
يتجه عامر لسوزان ونظره على غزل يقول:
– ازيك ياغزل عاملة ايه دلوقت؟
تجيبه برقتها المعهودة:
– الحمد لله يادكتور عامر.. معلش تعبينك انا عرفت من محمد انك انت اللي ولدت سوزان.
عامر بمودة:
– تعبكم راحة ليا مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش انا كنت سعيد ازاي لما عرفت انك انتِ الحالة اللي ولدتها بس الشهادة لله انتِ مـ.ـا.تعبتنيش نهائي زي ناس تانية.
ليرفع يوسف حاجبة بغـــضــــب مستعدًا للعراك من سماجة هذا العامر.. فيسمع محمد يقول:
– ايه ده هو انت اللي ولدت غزل.. إزاي الكلام ده؟
لتقول غزل:
– دي قصة طويلة يا محمد اكيد في يوم هتعرفها.
بعد الكشف علي سوزان وجه حديثه لها يطلب الحديث معاها تحت أنظاره التي تحرقهم جميعًا يحاول تمالك نفسه.
……….
عامر وهو يقدm لها كوب القهوة الساخنة ويجلس أمامها بكافيتريا المشفى
قال:
– أنا مش هلف وأدور وهجيلك دغري زي مابيقولوا.. انا عرفت كل حاجة من محمد لما استغربت انك مش عارفاني لما تقابلنا وفهمت منه اللي حصل.
وعرفت برده ظروف جوازك وطـ.ـلا.قك من دكتور يامن.
فتحاول غزل توضيح الأمر فيقاطع حديثها يقول:
– انا اللي طالبه تسمعيني للآخر.. يمكن زمان مقدرناش نكمل مع بعض وفِي حاجات أجبرتنا اننا مانكملش مع بعض.. فانا دلوقتي بكرر طلبي من تاني وبقولك إن يسعدني لو وافقتي تكملي معايا وتكوني زوجة ليا.
↚
عامر وهو يقدm لها كوب القهوة الساخنة ويجلس أمامها بكافيتريا المشفى
قال:
– أنا مش هلف وأدور وهجيلك دوغري زي مابيقولوا.. أنا عرفت كل حاجة من محمد لما استغربت إنك مش عارفاني لما اتقابلنا وفهمت منه اللي حصل.
وعرفت برضه ظروف جوازك وطـ.ـلا.قك من دكتور يامن.
فتحاول غزل توضيح الامر فيقاطع حديثها يقول:
– أنا اللي طالبه تسمعيني للآخر.. يمكن زمان مقدرناش نكمل مع بعض وفِي حاجات أجبرتنا إن اننا مانكملش مع بعض.. فأنا دلوقتي بكرر طلبي من تاني وبقولك إن يسعدني لو وافقتي تكملي معايا وتكوني زوجة ليا.
غزل باصابع مهتزة تحاول لمس حجابها في حركة لاإرادية أظهرت تـ.ـو.ترها تقول:
– أنا.. أنا مش عارفة اقولك إيه؟ أنت عارف إن ظروفي دلوقتي بقت معقدة أكتر من الاول وكمان وجود بيسان..
عامر برزانة:
– بيسان هتبقي بـ.ـنتي قبل ماهي بـ.ـنتك.
يقطع حديثة ظلًا حجب الضوء عنهما ليجدا يوسف يقف بوجهه غاضب ينظر له بغـ.ـيظ
يقول بحدة:
– يلا ياغزل.. الوقت أتأخر.
فيستقيم عامر قائلا:
– طيب هستأذن انا وهسيبك تفكري وهنتظر اتصالك.. وينصرف بهدوء.
……….
– اركبي احسنلك!
قالها يوسف بغـــضــــب في وجهها إلا أنها أصرت على عدm الركوب بعد أن أجبرته على التوقف بجانب الطريق بعد أن فقد أعصابه من برودها ورفضها لإبلاغه عن نوايا عامر..
تقول بهدوء:
– مش هركب.. أنا هستنى أي تاكسي معدي.
ليمسك شعره يكاد أن يقــ,تــلعه من رأسه ويحاول أن يهدئ الوضع:
– طيب ممكن بكل هدوء تركبي لان الوقت متأخر والمكان مقطوع.
فتزيد من عندها وترفض الإستماع له
فيضـ.ـر.ب إطار السيارة بقدmه المصابة فيتألــم بصوت مسموع.. وفِي تلك اللحظة لاحظ اقتراب سيارة من بعيد تضـ.ـر.ب إضاءة كشافاتها باعينه وتصدح منها صوت عالي.. فيكتشف أنها سيارة شرطة فيزداد تـ.ـو.تره وقلقه ويأمرها بحدة لا تحتمل النقاش أن تصعد إلى السيارة فتلبي طلبه بقلق خــــوفًا من تعقد الأمور.
ينزل رجل الشرطة من سيارته متسائلًا بغلظة:
– أنت إيه اللي موقفك هنا؟
فيلتفت إليها ويلاحظ انكماشها بكرسيها ثم يجيب رجل الشرطة:
– مافيش.. العربية سخنت قولت أريحها شوية.
الشرطي بسماجة:
– سخنت؟ ياراجـ.ـل طيب طلع بطاقتك وبطاقة الهانم اللي معاك ورخصة السواقة.
فيجد يوسف أن الأمور بدأت في التعقد ويمد يده بجيب بنطاله يخرج محفظته ويخرج منها إثبات هويته وإظهارها مع رخصة قيادته.. بعد الإطلاع عليها يقوم الشرطي بالطرق على سقف السيارة بعنف موجها حديثه لها:
– انزلي! وهاتي بطاقتك.
تبتلع ريقها بصعوبة لقد جفّ حلقها رعـ.ـبًا وهي تنظر لوجهه ذو الملامح القاسية فتمرر نظرها ليوسف الذي يظهر علي ملامحه القلق ويشجعها أن تتحرك من السيارة بهزة من رأسه.. خرجت مرتعبة تحاول أن تسيطر على رعـ.ـبها فتسمع صوت الشرطي الخشن:
– بطاقتك؟
فتبتلع ريقها بتـ.ـو.تر وتنظر ليوسف برجاء لعله يساعدها فتجده يضع كفه الدافئ خلف ظهرها مشجعًا لها يقول:
– هاتي بطاقتك خليه يشوفها.
تبدو وكأنها لم تفهم حديثه الذي يخرج بلغة لوغاريتمية صعبة الفهم في هذه اللحظة فتعض على شفتيها السفلي كادت ان تدmيها وتقول بغباء:
– بطاقتي أنا؟
فتنتفض رعـ.ـبًا عنـ.ـد.ما سمعت صوت الرجل الجهري يقول بعنف:
– مـ.ـا.تخلصي ياحلوة.. طلعي بطاقتك يابت.
ليصـ.ـر.خ يوسف بوجه متناسيًا رتبته:
– احترم نفسك ومـ.ـا.تتكلمش بالطريقة دي معاها.
ثم يلتفت للواقفة بجواره منكمشة آمرًا إياها:
– غزل.. طلعي البطاقة وخلصينا.
يلاحظ تحريك رأسها يمينًا ويسارًا مع وضع طرف سبابتها بفمها كالتلميذ المذنب وكادت أن تبكي ليتأكد من شكوكه فيسألها بهمس شـ.ـديد كأنه يتوقع كارثة:
– هي البطاقة مش…؟
فتهز رأسها من أعلى لأسفل بحركة متكررة ليقول لها:
– هو يوم باين من أوله.
فيقول بثقة زائفة للشرطي السمج:
– قولتلي البوكس.. اللي هنركبه فين؟
…………
تجلس تبكي بإنهيار تام من الموقف الذي وضعت فيه بغبائها وعنادها عنـ.ـد.ما طلب الشرطي إثبات هويتها تذكرت عند نقل أشيائها من حقيبة لحقيبة أخرى انها نست محفظتها الموجود بها إثبات هويتها.. كان يجب عليها عدm العناد والركوب معه كما أمرها.. لكنها عاندت بكل كـبـــــريـاء وها هي تدفع ثمن غبائها بالوقوف مثل هذا الموقف المخجل لقد اشتبه فيهما وتم تحويلها لأقرب قسم شرطة للتأكد من أمرهما ومازاد الطين بلة.. سؤال الشرطي النبطشي لها عن صحيفة أحوالها وهل قبض عليها بقضايا آداب سابقة ام لا.. لتجد اندفاع يوسف ليمسك بتلابيبه في غـــضــــب مستعر كإشعال النــــار وكاد أن يلكمه لولا اندفاعها أمامه فجأة فتستقر اللكمة في وجهها هي لتصيبها بحالة إغماء مؤقته.. فاقت منها لتجدهم قاموا باحتجازه بسبب تعديه على الشرطي.. وها هي تنتظر وصول شادي بعد أن طلبت من الضابط اجراء مكالمة خاصة لإحضار من يكفلها.. لم تجد إلا هو في الوقت الراهن بسبب سفر يامن وانشغال محمد بزوجته وابنائه.
فتسمع صوت طرق الباب ويدخل شادي محييا الاخر الذي يقبع خلف مكتبه يقول:
– السلام عليكم.. ازيك يا حضرة الظابط؟
فتجد الضابط يقف مصافحًا شادي بحرارة:
– عاش من شافك ياجدع.
شادي بثقة:
– أنا موجود انت اللي مختفي.
الضابط هشام متسائلًا:
– ياتري ايه اللي فكرك بيا؟ اكيد مصلحة؟
شادي بمداعبة:
– أكيد!
فتقع عينه على الواقفة بجوار الأريكة بوجه مكدوم ليقول:
– غزل! مين اللي عمل فيكي كدة؟
فيرتفع صوت بكائها وتجري دmـ.ـو.عها فوق وجنتيها ويزداد احمرار وجهها.. فيلاحظ عدm تنفسها بطريقة طبيعية..
يقترب منها محاولاً فهم ماحدث فيسمع صوت هشام:
– أنت تعرفها؟!
شادي بضيق:
– اومال ايه اللي رماني عليك في وقت زي ده؟ مين اللي عمل فيها كده! ده أنا هوديه في داهية وفين يوسف.
فيسمعها تقول بأنفاس متقطعة:
– حبسوه في الحجز.. طلعه ياشادي هو ماعملش حاجة.. أرجوك.
………..
وقف بشعر أشعث وملابس غبرة بحاجبين معقدين كان على وشك المسك بهذا السمج مرة اخرى.. لم هذا اليوم لاينتهي ويرتاح؟
فيسمعه يقول بجفاء:
– المرة دي أنا هعديهالك بس عشان شادي.. مع اني كنت حالف ما أخرجك منها.. وبعد كده يا آنسة مـ.ـا.تبقيش تمشي من غير بطاقتك.
فتسمع صوت زمجرة يوسف من لفظ آنسة بيقول باعتراض:
– آنسه!
فتمسك بذراعه وتضغط عليه تمنعه من التهور تقول:
– شكرًا لحضرتك.. مش هتتكرر تاني.. عن إذنك.
ولكن مالم تتوقعه وقوف هشام بابتسامة بشوشة يمد يده يصافحها بعيون براقة قائلًا:
– معلش البوكس جه فيكي.. تسمحيلي إني ابقى أجي اطمن عليكي يا آنسة غزل؟
ليرتفع حاجبا شادي لأعلي بفاه فارغة ويهمس:
– أوبا.. أنت لعبت في عداد عمرك.
تصافحه غزل بخجل تحت أنظار يوسف المراقبة بذهول كأنه يشاهد مسرحية سمجة كسماجة بطلها تقول:
– حضرتك تشرف في أي وقت.
فيفيق يوسف من صدmته وينزع يدها من يده بقوة صارخًا:
– هو مين اللي يشرف في أي وقت؟
فيتـ.ـو.تر شادي بطريقة مسرحية موجهًا حديثه لهشام:
– ههههه أصل يوسف بيغير على غزل.. أنت عارف بقي ولاد عم وكده.
فيزيد كلمـ.ـا.ت هشام الموقف تعقيدا وهو مثبت عينيه عليها بإعجاب واضح:
– ليه حق الحقيقة؟ انا لو مكانه هعمل اكتر من كدة.. هخبيها عن الناس.
تثبت غزل يوسف الغاضب بإمساك ذراعه وتمنعه من التهور حتى يخرجا من هذا المأذق.. وتسمع شادي يقول بضحكة كوميدية:
– احنا يستحسن نمشي من هنا أصل نولع كلنا في المكان.. أنا شامم ريحة شياط.
هشام بغباء محاولًا اشتمام الرائحة:
– شياط؟ بس أنا مش شامم ريحة شياط.
شادي:
– أنا؟ شامم.. كفاية.. أنا.. شامم.
يهمس لنفسه:
– يخربيت اللي دخلك كلية الشرطة ياجدع.. كتلة من الغباء غير متناهية الأطراف.. هتولع فينا واحنا وقفين.
……….
– اقفي هنا.. بقولك اقفي هنا انا مش قادر أجري وراكي زي العيال! قالها يوسف وهو يلاحقها داخل الفيلا بقدmه المتألــمة.
تزفز زفر قوية تحاول تمالك نفسها:
– عايز إيه مني؟ سيبني أنام لان بصراحة تعبت وكفاية البوكس اللي رشق في وشي.
يوسف بغـ.ـيظ:
– حد عاقل يقف بين اتنين رجـ.ـا.لة بيتخانقوا؟
غزل باستهزاء:
– لا أبداً المفروض اسيبك تودي نفسك في داهية ويلبسك قضية.
يوسف بغـــضــــب:
– يعني كان عاجبك كلامه وسؤاله.. وكمان تعالي هنا ايه حكاية النحنحة اللي شفتها بعيني دي؟
غزل تشاور على نفسها ببراءة مصطنعة:
– أنا.. أنا معملتش حاجة.
يقترب منها ويجذبها من ذراعها فتقترب منه وتلفح انفاسها وجهه وعنقه بطريقة مثيرة:
– غزل.. مـ.ـا.تلعبيش معايا، انت عارفة اقصد ايه.. انا مش عارف هفضل امشي وراكي احوشهم عنك.. انا هلاقيها من عامر ولا من السمج هشام.
غزل باستفزاز تحاول أن تثير جنونه اكثر وأكثر:
– وتحوشهم ليه؟ أنا مسيري أشوف حياتي.. عاجلا أم آجلا.. زي ما أنت شوفتها قبل كدة.
فتشعر بالم شـ.ـديد بذراعيها تحت كفيه وتسمعه يهمس أمام وجهها بأنفاسه الساخنة الملتاعة:
– حياتك معايا.. معايا أنا وبس ومـ.ـا.تحلميش بغير كده أما حكاية شوفت حياتي دي فبقولك ياغزل انا ماليش حياة قبلك ولا ليا بعدك.. اليوم اللي بيعدي عليا وأنا بعيد عنك مش لمسك ومش واخدك في حـ.ـضـ.ـني.. اليوم اللي كل دقيقة فيه بمـ.ـو.ت من الخــــوف لا تفكري تبعدي تاني وتختاري شخص تاني غيري.. بتمزع فيه بسكينة تلمة.. أنا مش عارف أنام ياغزل.. نفسي أنام وأنا مطمن مش بحارب شيء مجهول..
نفسي تبطلي تطلعي في كوابيسي.. ارجوكي.
……….
كل يوم يمر عليها تشعر برضا غريب من نوعه كلما نظرت لعينيه واستشفت منهما ألــمه وعـ.ـذ.ابه كلما زاد رضاها.. هل أصبحت مريـ.ـضة تتمتع بعـ.ـذ.اب الآخرين.. وبعـ.ـذ.اب من؟ حبيب الروح؟ لامت نفسها على هذا التفكير.. عفوا فهو ليس حبيب الروح بل معـ.ـذ.ب الروح. هذا مايليق به!
تفيق على اقترابهما المنذر بالخطر وأنفاسه المضطربة تلفحها بدفء فيطول بينهما النظرات المعاتبة لتحرك يديها ببطء لتزيح يديه الممسكة بها قائلة:
– أنت أكبر كـ.ـد.اب ومخادع عرفته في حياتي.
صدmه رد فعلها بعد تسوله بعض المشاعر منها.. يبتلع ريقه ويتراجع خطوة عنها يقول:
– كـ.ـد.اب؟!
غزل تحرك رأسها من أعلى لأسفل:
– ايوه.. كـ.ـد.اب.. أنت فاكر الكلمتين دول هصدقهم؟ وبعدين اترمي في حـ.ـضـ.ـنك وأقول خلاص يا يوسف سامحتك؟
لو تفتكر إن نفس الموقف ده حصل قبل كده فاكر يا يوسف؟ فاكر ليلة جوازنا عملت فيا ايه؟ وجيتلي نـ.ـد.مان وطالب السماح.. وأنا الغـ.ـبـ.ـية اللي صدقت نـ.ـد.مك.. جاي دلوقت تكرر المسرحية السخيفة والمفروض أبقى غـ.ـبـ.ـية للمرة التانية.. مش هستريح إلا أما اشوفك بتمـ.ـو.ت بالبطئ.. انت خلاص مـ.ـيـ.ـت يايوسف بالنسبة لي.. مييييت ميييييييييت.
تقسم أنها كادت أن ترى دmـ.ـو.عه.. لولا تماسكه أمامها
لتكمل بقوة:
– غزل بتاعت زمان مـ.ـا.تت وانت دفنتها بإيدك يوم ماطـــعـــنتها في شرفها.. معلش اصل مايلقش ليوسف بيه واحدة كانت معاقة.
تنصرف من أمامه تحت نظراته المنكـ.ـسرة.. لتتوقف فجأة عند سماع سؤاله:
– ماسألتيش ليه عن نانسي؟ مش عايزة ت عـ.ـر.في هي مش معانا ليه؟
فتسمعه يضحك ضحكة خشنة غريبة مخيفة يضحك بهستيريا وينصرف كأن مسه شيطان يردد كلمة واحدة اثناء ضحكة الهيستيري:
– انت مـ.ـيـ.ـت يا يوسف! انت مـ.ـيـ.ـت.. مـ.ـيـ.ـت، انت فعلا مـ.ـيـ.ـت.
تشعر بقبضة شـ.ـديدة ضـ.ـر.بة قلبها من تكرار الكلمة على مسامعها رغم أنها من قالتلها ولكنها لم تشعر بهذا الالم عنـ.ـد.ما نطقتها.
……………..
شادي أنا عايزة اطلق.. قالتها سمية في وسط بكائها.. ليرتفع حاجب شادي من مظهرها فيكمل خلع حذائه يقول:
لو كل واحدة جوزها نزل في نص الليل طلبت الطـ.ـلا.ق البلد كلها هتطلق ياسمية.
سمية ببكاء شـ.ـديد:
– شادي أنا مش بهرج أرجوك!
يستمر في خلع قميصه وهو جالسًا فوق فراشه:
– طيب ممكن أعرف سبب جنانك ده على الصبح عشان أنا مانمتش من امبـ.ـارح.
يراها تفرك يدها بتـ.ـو.تر وتجلس تحت قدmيه وتمسك قدmه اليمنى وتنزع عنه جواربه ببطء، فهذه الحركة تؤثر قلبه رغم بساطتها وعفويتها إلا أنها تمثل لها الكثير.. فيرفعها ليجلسها على رجليه بين أحضانه ويملس على شعرها الأسود يقول:
– ممكن حبيبتي تهدي وتقولي إيه الطلب الغريب ده؟ أنا زعلتك في حاجة؟
فتهز رأسها بالرفض.. ليكمل:
– طيب هو أنت عندك أحم.. يعني.. اختنا الزائرة؟ لتهز رأسها مرة اخري بالرفض بخجل شـ.ـديد.
شادي بتعب:
– في ايه بقى؟ ليه التقلبات الأنثوية دي بس؟!
سمية وهي تمسح دmـ.ـو.عها:
– عشان مـ.ـا.تستاهلش واحدة زيي.. انت لازم تشوف حالك ياشادي.. أنا عمري ماهسعدك.
شادي بضيق:
– لا إله إلا الله.. يا ولي الصابرين.. كام مرة اتكلمنا في الموضوع ده؟ آه أنا فهمت.. كل ده عشان سوزان خلفت.. مش كده؟
يوقفها ويقف أمامها بوجه بـ.ـارد قائلًا بصلابة:
– شوفي ياسمية.. عشان ده هيبقي اخر كلام عندي.. موضوع الخلفة ده منتهي.. أنا مش عايز خلفة.. لكن لو سمعت منك كلمة طـ.ـلا.ق تاني اقسم بالله لاهتشوفي وش تاني انت مـ.ـا.تعرفهوش.. فاهمة!
يعطيها ظهره بغـــضــــب قائلًا:
– اتفضلي أخرجي عشان محتاج أريح ساعتين لاني نازل الشركة.
ترتعب من سلوكه الغير معتادة عليها فهو دائمًا يحتويها ويفيض بالحنان لكن الآن؟
تحاول إرضائه فتقترب منه وتحاول وضع كف يدها على ظهره.. فتسمعه يقول:
– سمية! اخرجي حالًا.
لم تتحمل قسوته الجديدة عليها فيزداد نحيبها المكتوب وتضع يدها فوق فمها، وتخرج بأرجل غير قادرة على حملها.
بعد لحظات سمع صوت ارتطام عاليا جدًا فينقبض قلبه بشـ.ـدة ليخرج مهرولًا من حجرته يجدها ساقطة بأرضية المطبخ.. يجري عليها محاولًا إفاقتها برعـ.ـب أوقف قلبه يحاول ضـ.ـر.بها عدة ضـ.ـر.بات فوق وجنتها.
………..
يجلس فوق الأريكة يهز قدmه بحالة عصبية نظره مُثبت على باب حمامه.. فمنذ أن فاقت واختفت داخله وهو ينتظرها بقلق شـ.ـديد من حالتها.. وجهها باهت اللون وعيونها زائغة فهي ليست على طبيعتها التي اعتادها.. يطول الإنتظار ولم يستطع الصمود أكثر ليقفز متجهًا إلي الباب يطرقة بعنف فيرى الباب يفتح ببطء وتخرج منه دون النظر إليه واضعة كف يدها فوق صدرها كأنها تعاني من شيء ما
وتتحرك لتقف في وسط الحجرة تائهة تلتف يمينا ويسار كأنها تبحث عن شيء.. يضيق شادي عينيه مع وضع يديه بخصره يناديها:
– سمية!
لا تجبه وتظل تدور وتلتف مع ثبات يدها فوق صدرها.. فيظن انها تتجاهله بسبب ماحدث قبل اغمائها.. ليكرر ندائه بخشونة:
– سمية! أنا بكلمك.
فتقول اثناء بحثها:
– هو راح فين؟ كان هنا..
يفيض به ويشعر بأنه سيقــ,تــلع شعرها من رأسها فيقترب منه يقول:
– بصيلي وأنا بكلمك.. بتدوري على إيه؟
ليلاحظ مسكها لهاتفها المندس تحت الوسادة تقول:
– اهو لقيته.
فيزداد غـــضــــبه من تجاهلها.. فيقول بصوت غاضب:
– أنا رايح أنام في الأوضة التانية لحد ما حضرتك تخلصي اللي بتعمليه.. وتبقي فايقة تردي عليا.
يتحرك لغرض الخروج قبل أن يفقد أعصابه عليها إلا أن كلمتان خرجتا منها تسببت في تصلب جــــســ ـده بالكامل يكاد أن يقسم أنها تهزي أو أصابها مَس من الجنون.. فهذا الموضوع لايقبل المزاح ابدًا.. يلتف لها نصف إلتفاته ببطء لعله يتأكد مما اخترق سمعه فيشاهدها تقف ممسكة بهاتفها بكفيها وعيونها مثبته على وجهه تملؤها الدmـ.ـو.ع التي تأبى التحرر مع ابتسامة هادئة لا تستطع السيطرة على اهتزاز شفتيها.. فيبتلع ريقه يسألها:
– انتِ قولتي ايه؟!
تجيبه بصوت مبحوح:
– أنا حامل!
فيسألها بحذر:
– حامل؟ عرفتي إزاي؟
فتخلت عن خجلها للحظات تقول:
– لما دخلت الحمام كنت شايله اختبـ.ـار في الحمام من وراك عشان انت منعتني ان اشتري قبل كده.. فلقيته إيجابي.
شادي بعقلانية فهو لا يريد أن يحطم أحلامها:
– انت متأكدة ياسمية.. أنا قلبي هيقف.. يمكن يكون التحليل غلط.
فتهز رأسها برفض وسط دmـ.ـو.ع فرحتها:
– أنا اتأكدت.. أنا بسجل كل شهر معادها في التليفون ولقيت إن معادها عدى من فترة وأنا مش واخدة بالي.
يقترب اكثر ويحتضنها بقوة شـ.ـديدة يريد منها ان تذوب به ويقول:
– الحمد لله.. الحمد لله يارب.. أنا حاسس إني بحلم.. بس بقولك إيه احنا لازم نتأكد الأول أنا مش هستحمل يطلع كدب.
سمية بسعادة:
– اخيرا ياشادي هشيل حته منك جوايا انا مش مصدقه.. ألف حمد وشكر ليك يارب.
↚
حبيبي ماذا أصابك؟ هل مللت مني؟!
مللت مناجاة حبي وعشقي؟ مللت غزلي
تخليت عني! فأنا قضية عشقك.. فلا تتنازل عنها.. انت مني ومنك أنا.. فهل لي ملجأ إلا قلبك؟
……………
تقف أمام دورة المياة شاردة منتظرة ظهوره.. أفكار كثيرة تضـ.ـر.ب رأسها.. وظنون تتوالى وتتوالى.. منذ فترة تشعر بانقباض غريب يضـ.ـر.ب قلبها لاتعلم سببه.. لا تعلم سبب تغيره.. فمنذ أن تواجها معًا وضـ.ـر.بته بعبـ.ـاراتها وكلمـ.ـا.تها الانتقامية لعلها تهدأ.. بعدها أصبح شخصًا غريب.. لا يشاركهما كعادته الطعام.. امتنع عن هذه العادة الذي كان يستغلها للتقرب منها واللعب من ابـ.ـنته.. حتى بيسان أمتنع عنها بشكل مثير للشك بعد أن كان يتسلل خلسة بعد نومها للعب مع ابـ.ـنته والنوم باحضانها نوم هانئ.. فهو متقوقع بشكل غريب داخل صومعته لا يخرج منها إلا للعمل.
وهذا مايزيد خــــوفها من ابتعاده.. نعم تريد معـ.ـا.قبته ولكن ترفض ابتعاده..
تجده يخرج من دورة المياه بوجه مبتل شاحب جديد عليها.. يجففه بمحارم ورقية.. يرفع عينيه بإرهاق ظاهر قائلاً:
– أنتِ واقفه ليه؟
تقترب منه بحذر مضيقة عينيها تراقب ملامحه:
– أنا ملاحظة إن مافيش لقمة بتقعد في بطنك.. دي تالت مرة يحصل الموضوع ده؟ ده غير إنك اساسًا مش بتاكل حتى هناء بلغتني إن أكلك بقى يرجع زي ماهو وكله شرب سجاير وقهوة.
يقوم بالتحرك من أمامها لإلقاء المحارم بالقمامة قائلًا بابتسامة مغتصبة:
– متقلقيش شوية برد في المعدة.. يلا عشان نكمل شغلنا.
تهز رأسها بالرفض:
– لا يا يوسف كفاية كده.. أنت شكلك تعبان فعلًا.. إحنا بقالنا تسع ساعات شغالين متواصل.. أنا مش فاهمة ليه ضاغط نفسك كده؟ أنا خلاص تقريبًا فهمت كل حاجة.
يتحرك أمام أعينها بإرهاق يجلس فوق مقعدة على طاولة الإجتماعات يمسك ملفًا من ضمن الملفات يفتحه:
– تعالي هنخلص الملف ده.. ده آخر ملف.
غزل بغـــضــــب:
– أنا مش فاهمة فيه إيه؟ أنت بتعمل ليه كده؟
يوسف بابتسامه هادئة يمسك كف يدها يجذبها بهدوء غريب لتجلس فوق مقعدها بجواره:
– مالي ياغزل؟ في حاجة ضيقتك مني؟ صدر مني حاجة!
غزل بحدة:
– متتكلمش كده! انا حاسة إنك مش يوسف.
يوسف بصحكةً خفيفة:
– لا أنا يوسف مـ.ـا.تقلقيش.. كل الكلام ده عشان بحاول افهمك شغل الشركة بتاعتك ماشي إزاي وعايزك تعتمدي على نفسك.. مش عليا؟
غزل بألــم:
– أنا ماطلبتش ده؟ لأنك موجود.
ليصدmها بعبـ.ـارته التي ألــمتها بشـ.ـدة.. يقول:
– لازم تتعودي تديري شركتك لوحدك من غيري وتتعلمي تكوني قوية دي شركتك فاهمة؟ فلوسك!
تشعر بتغيره رغم زعمه الدائم على وجود مايثير قلقها.. هل اختار الإبتعاد عنها بعد أن ملَّ المحاولة؟ سيتخلى عنهما بهذه السهولة! شردت في طريقة إمساكه لسجارته لقد كانت دائمًا تميزه وخصوصًا عند سحبه لدخانها.. تذكرت أيضا كيف اجبرها على إدارة إجتماع الشركة بعد تخليه عن إدارته لتجد نفسها هي المتحدث الرسمي له.. وكيف جلس يراقبها ويراقب انفعالاتها بابتسامة لم يفقدها حتى نهاية الاجتماع.. يرسل لها رسائل تشجيعية عن طريق نظراته وإيماءاته.. كان يطمئنها بأنه دائمًا بجوارها حتى إن أبت قربه ووجوده بحياتها سيبقى سندًا لها حتي آخر انفاسه.
أرادت أن تحاول إختراق عقله قبل قلبه تحاول طمأنت حالها أنه كان لها وسيكون لها دائمًا..
حاولت طمئنة حالها أنه لن يتخلى عنها بهذه السهولة فتحاول استشفاف مايدور بعقله فتقول مراوغة:
– على فكرة أنا كنت عايز أخد رأيك في…
يقطع حديثها رنين هاتفها.. تضيق بمن قطع حديثها لتجده يامن فتسرع بفتح المكالمة تقول بسعادة تحت أنظار الاخر المتبلدة:
– أخيرًا افتكرت تكلمنا يادكتور.. شكلنا كدة كنّا عبء عليك وماصدقت تخلص مننا.. ابدا والله أنا عارفة.. ترفع عينيها باضطراب من الجالس أمامها تقول:
– هو كلمك؟ مش عارفة يايامن حاسة اني متلخبطة مش قادره أخد قرار.. حاسة إني مش هقدر أخد الخطوة دي.. لا يا يامن حاسة اني مش…
لتجد يده تمتد وتنزع منها هاتفها ونظره مثبت على وجهها يقول بثبات:
– ايوه يادكتور.. الحمد لله.. اتصل بيه بلغه بموافقتها.. يااااامن! نفذ اللي قولتلك عليه.. لا.. أنا أدرى بمصلحتها..
وياريت تيجي في اقرب وقت عشان تخلص موضوعك مع تقى.. كفاية كدة البـ.ـنت خللت.. لا آخر الشهر كتير تكون عندي آخر الاسبوع ده.
فيرفع عينه لغزل الذاهلة من حديثه ويكمل:
– عشان خاطر.. غزل وتقى.
تجمدت الدmاء باوردتها لم تستطع استيعاب كلمـ.ـا.ته كالتلميذ البليد الذي يفشل في فهم معلمه.. هل قال إنها موافقة؟ ليس هذا ما يهم بل ما يهمها أنه هو من يسعى لإبعادها عن حياته.. لتفيق من صدmتها وتحاول لملمة افكارها وترتيب كلمـ.ـا.تها التي هـ.ـر.بت منها:
– انت إزاي تعمل كدة؟ إزاي تبلغه بموافقتي من غير مـ.ـا.ترجعلي.
تراه يغلق الملف القابع بين كفيه ويستند بذراعيه فوق الطاولة:
– مش ده الموضوع اللي كنت عايزة رأيي فيه ومش عارفة تاخدي قرار ومتلخبطة؟ أنا عافيتك من حيرتك واديني أهو بقولك وافقي ياغزل.. عامر يستحقك وانت تستحقي إنك تكون مع حد يحميكي انتِ وبيسان.. وبما إن كان قدامك تختاري بين عامر وهشام مع إني مش بالع الاتنين بس عامر بالنسبة لي أرحم من السمج التاني.. على الأقل واثق أنه بيحبك.
غزل بدmـ.ـو.ع تأبى التحرر من عينيها:
– يعني أنت كده تخليت عن مسؤلياتك بالنسبة لي وبالنسبة لبـ.ـنتك؟ أنا كدة فهمت ليه انت متغير.. مكنتش متخيلة إنك تكون بالأنانية دي! بس اطمن لو حتى مكنتش موافقة من دقايق على عامر.. أنت دلوقت ساعدتني اهرب من خــــوفي وأوافق عشان أحقق رغبتك.
…………..
أوقات بخاف فيها وأنا لوحدي
وحاجات تجيب في خيالي وتودي
وده لما ببقى لوحدي مش وياك
مع كل ثانية انا فيها بستناك
لو ضعت مني الحب مش هلقاه
ولا هبقى عايشة حياه دي حياتي بس معاه
انا كل قلقي بس م الأيام
تاخدك وتنسى أوام لإني صعب انسى
قلقانة لا تيجي اللحظة وتسيبني
وتملي ده اللي شاغلني وتاعبني
علشان معاك الدنيا حبيتها
ومشاعري بس انت اللي حسيتها
……….
تجلس بشرفة حجرتها وحيدة شاردة ضامة ساقيها لصدرها.. شعرها يتطاير فوق وجهها تلتحف بغطاء على كتفيها لعلها تنعم ببعض الدفء فالجو في تقلباته الخريفية
ولكن إذا نجحت في تدفئة جــــســ ـدها هل ستنجح في تدفئة قلبها الذي اصبح كقطعة الجليد؟ تشعر دائمًا بألــم يتمكن منه.. تجري دmـ.ـو.عها علي وجهها بدون شعور منها وبدون نحيب كأن عيناها قررت أن تشارك قلبها المكـ.ـسور مواسية له.. لا تعلم كم مر من الوقت وهي جالسة نفس الجلسة متأملة سكون الليل بسمائه الملبدة بالغيوم لعلها تمطر وتشاركها هي الأخرى دmـ.ـو.عها.. تسمع كلمـ.ـا.ت الأغنية التي تصدح من هاتفها.. كل شيء في هذه اللحظة يقف ضدها حتى الكلمـ.ـا.ت التي تخترق سمعها تزيد من آلامها التي تحاول إخفاءها حتى لا تظهر ضعفها.. ترفض الشفقة ممن حولها.. لقد اتخذت قرارها وقد كان تلامس بأناملها الحلقة المعدنية الذهبية (خاتم خطبتها) البـ.ـاردة التي تقبع ببنصرها الأيمن مع خروج كلمـ.ـا.ت الأغنية:
قلقانة لا تيجي اللحظة وتسيبني
وتملي ده اللي شاغلني وتاعبني
علشان معاك الدنيا حبيتها
ومشاعري بس انت اللي حسيتها
…………
يزداد بكاؤها ليتحول إلى نحيب عالي، تعلم أنها وحيدة بالمكان لن يشعر بها أحد لذا أعطت لنفسها الحرية لتخرج مكنونات قلبها في صورة بكاء ونحيب لعلها تستريح من ألــمها.. تشعر بأن قلبها سيتوقف هل هذه هي نهاية كل شيء؟ ليته يضمها ويكـ.ـسر عظامها دفاعًا عن حقه بها ولا يتخلى عنها مثلما فعل.
شردت في لحظة إتمام خطبتها للمرة الثانية على عامر تحت مراقبة نفس الشخص ولكن ليس المكان هو المكان وليس الزمن هو الزمن.. ولا حتى هي أصبحت مثلما كانت.. الشيء الوحيد الذي لم يتغير.. هو.. يوسف!
نفس وقفته التي مرت عليها أكثر من خمس سنوات نفس نظرته لها عنـ.ـد.ما تمت خطبتها لعامر للمرة الاولى ليتكرر نفس المشهد بعد مرور كل هذه السنوات
ولكن بهذه النظرة شيء مختلف عن النظرة الأولى.. نظرة متألــم.. نظرة شخص يتخلى عن حلم عمره عن قطعة من قلبه.. حتى هي لم تشعر بسعادتها التي شعرت بها أول مرة مع عامر هذه المرة تشعر بالاختناق من مصير مجهول.
استمرت في ضم نفسها بذراعيها
مع ازدياد نبرة بكائها ظنًا منها أنها وحيدة بالمكان ولكن مالم تعلمه وجود عينان مراقبتنان متألــمتان لألــمها يغشيهما الدmـ.ـو.ع بصمت مو.جـ.ـع.
………….
حالة من التـ.ـو.تر والقلق انتابت الجميع جميعهم في أقل من ساعة انتشر بينهما خبر اختفائه.. اختفاء دام لخمس ايّام حتي الآن.. في البداية ظنت أنه يريد الاختلاء بعيدًا عنها.. ولكن عنـ.ـد.ما مرَّ عليه يوم واثنان بدأت بالبحث عنه لتكتشف عدm وجوده بملحقه خلف الفيلا.. واختفاء اشيائه الشخصية معه.. فتقف مصدومة غير مستوعبة قرار اختفائه.. لتجد نفسها تبحث عنه كالمـ.ـجـ.ـنو.نة بحجرات الفيلا والجراج حتى الشركة بحثت عنه كأنها تبحث عن طفل فقدته أمه.. ليزداد صراخها وانفعالها على كل من يحاول تهدئتها حتى عامر صرخت بوجهه أن يبتعد عنها كأنه المسئول عن اختفائه.
كل يوم يمر تسمع فيه وعود كاذبة بانهم سينجحوا في الوصول إليه حتى يأتي المساء وتختفي الوعود.
تجلس بين أحضان تقى تبكي بصمت تحمل حالها مسئولية اختفائه.. هي من تسببت في قــ,تــله حيًا.. كان عليها أن تسامحه وتبدأ من جديد لكن عنادها كان له رأي اخر.. انه لم يتحمل فتركها.. تركها لعـ.ـذ.ابها بعده.
ترفع رأسها من بين أحضان تقى عن سماعها صوت شادي يقول:
– أنا اتصلت بهشام صاحبي وبيدور عليه في الأقسام والمستشفيات وهو وعدني انه هيلاقيه.
تقول ببكاء:
– محدش هيلاقيه.. يوسف اختار يبعد.. أنا السبب.
يامن مهدئًا إياها:
– مـ.ـا.تحمليش نفسك ذنب.. تلاقيه راح هنا ولا هنا.. هو بس يفتح تليفونه وهنوصله.
عامر بهدوء:
– طيب انتوا سألتوا معارفه واصحابه يمكن يكون عند حد منهم.
للحظات تتذكر شيئا ما لتقول بلهفة:
– نانسي؟ انتو سألتوا نانسي؟ اكيد تعرف مكانه.
فتلاحظ نظرات يامن وشادي المبهمة لبعضهما ليقول شادي:
– نانسي! هو يوسف مقالكيش؟
فتقف مواجهه له بوجه احمر من شـ.ـدة البكاء:
– هو لسه متجوزها صح؟ هو ممكن يكون عندها مش كده!
شادي بحـ.ـز.ن ظاهر:
– نانسي للأسف.. مـ.ـا.تت وهي بتولد إبن يوسف.
صفعة.. صدmة.. لم تشعر بحالها إلا وهي مسنده بين ذراع احدهم بسبب الدوار الذي أصابها عند سماع كلمـ.ـا.ت شادي.
↚
ترفع رأسها من بين أحضان تقى عند سماعها صوت شادي يقول:
– أنا أتصلت بهشام صاحبي وبيدور عليا في الأقسام والمستشفيات وهو وعدني إنه هيلاقيه.
تقول ببكاء:
– محدش هيلاقيه.. يوسف اختار يبعد.. أنا السبب.
يامن مهدئًا إياها:
– مـ.ـا.تحمليش نفسك ذنب.. تلاقيه راح هنا ولا هنا.. هو بس يفتح تليفونه وهنوصله.
عامر بهدوء:
– طيب انتوا سألتوا معارفوا واصحابه يمكن يكون عند حد منهم.
للحظات تتذكر شيئا ما لتقول بلهفة:
– نانسي؟ انتو سألتوا نانسي؟ اكيد تعرف مكانه.
فتلاحظ نظرات يامن وشادي المبهمة لبعضهما ليقول شادي:
– نانسي! هو يوسف مقالكيش؟
فتقف مواجهه له بوجه أحمر من شـ.ـدة البكاء:
هو لسه متجوزها صح؟ هو ممكن يكون عندها مش كده؟
شادي بحـ.ـز.ن ظاهر:
– نانسي للأسف.. مـ.ـا.تت وهي بتولد إبن يوسف.
صفعة.. صدmة.. لم تشعر بحالها إلا وهي مسنده بين ذراع أحدهم بسبب الدوار الذي أصابها عند سماع كلمـ.ـا.ت شادي.
وتسمع صراخ ملك التي لم تتوقف عن البكاء عند رؤيتها وهي تسقط.. تمالكت نفسها حتى لا تفقد وعيها.
تقول بصوت مبحوح من كثرة النحيب:
– مـ.ـا.تت؟
فتسمع يامن يكمل:
– ولادتها كانت متعثرة ولدت في السابع.
لتسأل غزل بفضول:
– و إبن يوسف؟
تسمع شادي يجيب بتأثر:
– الولد كان مشوه وبعدها بيومين مـ.ـا.ت.. ساعتها يوسف قال (حق غزل رجعلها) أعتبر إن ده قصاص ربنا منه.
غزل لاتستطع استيعاب ماسمعته للتو.. تذكرت عنـ.ـد.ما أخبرته انها تريد الإنتقام منه وقتها سألها لما لم تسأله عن نانسي؟ كان يريد أخبـ.ـارها أن الله انتقم منه ابشع انتقام.
…………
مستلقية بإرهاق فوق الأريكة.. يحاول الكل بث الطمأنينة بقلبها رغم فقدهم لها لقد بحثوا في كل الأماكن التي يمكن أن يلجأ لها.. تحاول استرجاع ذاكرتها للمرة الخمسون تراجع حياتها معه لحظة بلحظة منذ أن رأته للمرة الاولي بالطريق..
ولكنها تفشل كل مرة لعدm تركيزها وقلة تناولها للطعام وأدويتها التي أهملت فيها الفترة الاخيرة من تناولها ظننا منها أنها أصبحت أفضل بدونها.
تحت قدmيها تفترش بيسان رسومـ.ـا.تها وأقلام تلوينها مع غزل الصغيرة ابنة ملك..
علمت من الجميع مدى تعلق يوسف بابنة اخته وكيف كان يمطرها بهداياه رغم القطيعة التي حدثت بينهم أثناء اختفائها.. تسمع بيسان تحدث ابنة عمتها تقول بنعومة:
– أنا رسمتي أحسن منك.
لتغـــضــــب غزل وتقول بطفولة:
– أنا أحسن.. أنا راسمة شجرة ومراجيح.. أنتِ رسمة بيت وحش ومش ملونة الرسمة.
فيزداد بكاء بيسان الطفولي:
– أنتِ وحشة.. مش لاعبة معاكي تاني.
ويزداد صرخها مما يجعل غزل تغمض عينيها بقوة اثناء استلقائها بغرفة المعيشة أمام التلفاز معتقدة انها ستنال بعض الراحة لتقول لابـ.ـنتها بلوم:
– فيه إيه يابيسان؟ بطلي صريخ عندي صداع.
بيسان تجري لتجلس بجوار أمها ببكاء:
– غزل بتقولي رسمتك وحشة.. الرسمة مش وحشة.
تحاول غزل إرضاء ابـ.ـنتها فتقول بمداعبة:
– وريني كده.. الله! إيه الرسم الجميل ده؟ لتشير بأصبعها على الرسمة متسائلة:
– بس قوليلي بقى مين دول؟
فتجيبها بيسان بطفولة:
– دي أنا وانتِ وبابا يوسف.
فتشير غزل مرة أخرى على الرسمة وتقول:
– وايه اللي ورانا ده؟
بيسان وتلعب بخصلات شعرها البنية:
– ده البيت اللي بابي يوسف قالي عليه هيبقي يلعبني فيه انا وانت لما تصالحيه، وقالي انه كبييييييير أوي وقدامه بحر أزرق.
تشعر بشلل أطرافها تريد التحرك ولكنها عجزت عن الحركة لا تجد سوى صوتها يصـ.ـر.خ مناديًا باستغاثة:
– يامن!
…………….
أثناء الطريق تناجي ربها أن يكون هناك على الرغم من أن هذا البيت يمثل لها أسوأ الأماكن إلا انها لم تفكر مرتان عنـ.ـد.ما سألت يامن والجميع هل بحثوا بشالية الساحل أم لا؟ وكانت الإجابة غير متوقعة..
لتقول وهي تفرك أصابعها:
– بسرعة يا يامن.. أنت بطيء ليه؟
يخفض نظرة لعداد السرعة قائلًا:
– بطيء؟! أنا سايق على ١٤٠ الرداد لقطني مرتين.
تضع أحلامها في إيجاده بآخر مكان تتمني ان يجتمعا به فتسأله:
– تفتكر هنلاقيه هناك؟
– أنا مش قادره استحمل فكرة إنه مش هناك.
يامن بعقلانية:
– إن شاء الله هنلاقيه.. وبعد من نلاقيه ليا كلام تاني معاكي بخصوص عامر، افتكر الخطبة بمبقاش ليها معنى بعد اللي أنا شايفه منك.
……..
وقفت أمام بابه بأرجل مرتعشة يمسك يامن بكفها يبثها الأمان والأمل يشعر بـ.ـارتعاشها.. فهذا البيت له ذكريات سيئة معها أكثر من السعيدة.
فينظر لعينيها ليقول بشجاعة:
– مستعدة تدخلي؟
لتهز رأسها بسرعة بالموافقة، يفتح باب البيت فيقابله الظلام المحيط بالمكان يفتح ويغلق كلاهما عينيه حتي يعتادا على ظلمة المكان وتتضح الرؤية ليلاحظا أن المكان خالي.. يصدح صوت يامن مناديًا بقوة:
– يـــوسف.. يـــوسف!
فتقول له لعلها لم تفقد الأمل بعد:
– الاوضــ
يصعدا بسرعة يبحثا بالحجرات ليجدنها فارغة فتقف أمام باب الحجرة الأخيرة التي كانت تشاركه فيها والتي شهدت اسوء لحظاتها.. ترفع يدها بشجاعة تمسك مقبض الباب وتدفعه.. فتجول بنظرها حول أركان الحجرة التي شهدت ألــمها وتعذيبها.. لتقع عينيها على شيء ما ساقط أرضًا غير واضح بسبب الظلمة الجزئية بالحجرة، تقترب بخطوات متمهلة.. تتتسارع ضـ.ـر.بات قلبها كأن سهمًا ضـ.ـر.ب به وتجحظ عينيها بشـ.ـدة مما شاهدته.. صرخة جـ.ـر.حت حنجرتها وقلبها.. صرخة باسمه عنـ.ـد.ما وجدته ملقى على جانبه الأيمن والدmاء تخرج من فمه وأنفه.. كان مشهدًا يشل العقول.. لتجلس على ركبتيها بجواره تسحبه إلى أحضانها تحاول إفاقته متوسلة إياه أن يجيبها ويطمئنها.. تقول بصراخ:
– يوسف.. رد عليا.. رد ياحبيبي، أنا جيت أهو.. مش انت كنت عايزني أكون معاك.. قوم كلمني أرجوك.. متعملش فيا كدة يا يوسف.
فتشعر بيد يامن يسحبه من أحضانه وسط دmـ.ـو.عه يناديه ويتحسس أوردته للتأكد من وجود نبض.. فتجده يسرع بسحب هاتفه من سرواله لطلب الإسعاف.
خلال فترة نقله أصرت الركوب بجواره.. تمسك كف يده لاتريد أن تفلته لتتفاجأ في بداية الأمر بضم قبضته على شيء ما بصرامة، فتحاول فك قبضته لتجد سلسالها اللامع الذي فقدته من مدة كبيرة، فترفعها أمام أعينها بتأثر فتنقل نظرها إليه.. توعده بأنها لن ترتديها إلا بيده.
وقف يامن يراقبها وهي جالسة أمامه تنظر للفراغ بشرود غريب وبثبات أغرب.. شيء ليرفع عينه على حجابها ومظهر ملابسها الغير مهنـ.ـد.مة بداية من حجابها الذي ظهر من أسفله بعض
الخصلات البنية الهاربة منه ووجهًا الأبيض الحليبي المختلط ببعض الحمرة من شـ.ـدة تـ.ـو.ترها رغم شحوبها وضعفها.. يخاف من سكونها وثباتها فهي لم تذرف دmعة واحدة كأنها تتحدى أعينها أن تضعف.. يقترب منها بهدوء ليجلس بجوارها ولكنها لم تهتز لاقترابه ثابتة كالتمثال الصخري ليجلي صوته:
– غزل! قعدتك هنا مش هتفيد.. قومي أوصلك عشان كمان بيسان.
عنـ.ـد.ما طال ثباتها وصمتها ظن أنها لن تجبه فيسمعها تقول:
– عايزني أمشي! أمشي واسيبه بعد اللي سمعناه من دكتوره؟ مش هسيب يوسف يا يامن.. كفاية.. كفاية بُعد مابقاش في وقت خلاص.
ليتنهد بألــم لايستطع أخبـ.ـارها بما قاله له الطبيب ليقول:
– يوسف هيطول هنا، ومش معقول هتفضلي بلبسك ده على طول.. حتى روحي غيري هدومك وأنا هنا.
– أنا عارفة كل حاجة يا يامن.. سمعت الدكتور وهو بيتكلم معاك.. عرفت أنه مصاب من مدة ورفض العلاج.. عارف رفض ليه يا يامن؟ عشان أنا السبب.. السبب إنه يرفض الحياة.. أنا قولتله انت مـ.ـيـ.ـت يا يوسف وفعلًا كان بيمـ.ـو.ت وانا غـ.ـبـ.ـية ماحستش بيه.
يامن بتأثر وحـ.ـز.ن:
– هيبقى كويس صدقيني.. هو خد أول جلسة وهيبقى كويس.
– يارب.
…………
تجلس بجواره فوق الفراش تتأمل ملامحه الشاحبة وذقنه الغير حليقة تداعب خصلات شعره الطويلة السوداء.. أول مرة تدقق في ملامحه بهذا الشكل فتخفض نظرها لشفتاه لتلاحظ تشققهما وجفافهما الشـ.ـديد.. لترفع أعينها مرة أخرى لوجهه لتجد عينان صقريتان ينظران إليها نظرة جديدة وغريبة لم تراها بهما من قبل.. نظرة خزي وانكسار.. نظرة ضعف وألــم.. لتقول بسعادة لإفاقته:
– يوسف.. يوسف أخيرًا فوقت.. الحمد لله.
لتجد ظهور غلالة من الدmـ.ـو.ع المنحبسة مع احمرار طرأ على عينيه لتسقط دmعة من جانب عينيه بصمت.. فتسرع لمسحها بأناملها وتمسك وجهه بين كفيها تقول:
– أنا جنبك ومش هسيبك أبدًا، وإياك أشوفك ضعيف بالشكل ده.. يوسف الشافعي ما يكونش ضعيف أبدًا.. أنت فاهم؟
لتجد انفراج شفتاه الجافتان لينطق بأصعب الكلمـ.ـا.ت التى ألــمتها:
– ربنا بياخدلك حقك مني.. ياترى دلوقتي سامحتيني.. وغفرتيلي؟
– أسكت.. أسكت.. انت مش فاهم حاجة.
قالتها بترجي بوجهه، ليقول :
– ربنا انتقملك من زمان من زمان أوي ياغزل.. انتقملك يوم ماحكم عليا بمـ.ـو.ت إبني من نانسي قبل ما احـ.ـضـ.ـنه وحرمني منه وحرمني من إني أشوف بـ.ـنتي بتكبر قدام عيني.. انتقملك لما خلاني عاجز برجلي اللي ألــمتك.. انتقملك وخلاكي شيفاني دلوقتي والمرض بياكل فيا.. ياترى بعد كل ده لسه مسامحتنيش؟!
تحارب دmـ.ـو.عها لا تعلم ما أصابها هل ما زالت تحبه رغم ما صدر منه؟ ليكمل بإرهاق:
– انت قولتي انت عيشت حياتك.. لا ياغزل حياتي وقفت يوم مافقدتك.. أنا انفصلت عن نانسي بعدها بس حكمة ربنا إنه يعطيني إبن ما أفرحش بيه.
غزل في وسط دmـ.ـو.عها:
– أسكت.. كفاية.. أنت مش فاهم حاجة.
ليغمض عينيه ويرفع كفه يحيط بكفها ليلامس خاتم خطبتها لتنتقل عيناها على أنامله التى تداعب خاتمها..
لتسمعه يقول بصوت هادئ:
– حددتوا ميعاد الفرح؟
لم تستطع إجابته.. أي فرح يسأل عنه؟ هل المرض أصاب قواه العقلية أيضًا؟ أيعقل أن تفكر في مثل هذه الأمور؟
لتقول متوسلة إليه:
– يوسف.. ارجوك تسمعني.. أنا وعامر حكايتنا مكتوبلها الفشل.. أنا هفسخ الـــ
ليقطع حديثها بصرامة كلمته:
– لا.. إياكِ تفكري في اللي عايزه تقوليه.. عامر مكتوبلك من زمان، من زمان أوي.. وبسببي وبسبب انانيتي فرقتكم عن بعض زمان.. لو ماعملتش كده كان زمان حياتك أحسن معاه.. الوحيد اللي يستحقك هو.. هو هيحافظ عليكي كويس وهيحب بيسان زي بـ.ـنته من بعدي.
فتنظر لعينيه لعلها تستشعر الهزل بحديثه لتجد إصرارًا غريبًا مختلط بكثير من الحـ.ـز.ن والحسرة.. تعلم أن كل ذلك نتاج حالته الصحية المتدهورة لذا لن تحادله في مثل هذه الأمور الآن.. فاكتفت بالصمت على حديثه لتتتكلم:
– بيسان بتسأل عليك من وقت ما اختفيت.. وكل يوم بتعيط وقت النوم عشان كنت بتنام جنبها من ورايا، بيسان ما تستحقش تحارب عشانها؟
ليجيبها بدون تفكير:
– بيسان مـ.ـا.تستحقش يكون في حياتها أب زيي.
لتهز رأسها بالرفض وتمسك وجهه بكفيها تقول بإصرار:
– انت أعظم أب وبيسان محتجاك.
– أنا أسوء أب! ولو فضلت في حياتها هتعيش تعيسة زي أمها معايا، أنا نقمة على كل اللي دخلت حياتهم.
– سواء أب سيء أو كويس هتفضل أبوها اللي لا يمكن تشيلوا من شهادة ميلادها.. رفضت هي أو رفضت أنت.
فيقطع حديثهما رنين هاتفها لتتركه لتجلب هاتفها فتتـ.ـو.تر عند رؤية إسم المتصل لتحوله لوضع الصامت ليقول مبتسمًا:
– عامر مش كده؟
رفضت أن تجيبه ليقول بثبات:
– ردي عليه، من حقه يطمن عليكي.
فيشير لها بعينيها لهاتفها مشجعًا إياها للرد.
ترفع هاتفها ببطء مع ثبات عينيها على المبتسم ابتسامة ألــم تجيبه بخــــوف من مجهول منتظرهم…
↚
فيقطع حديثهما رنين هاتفها لتتركه لتجلب هاتفها فتتـ.ـو.تر عند رؤية اسم المتصل لتحوله لوضع الصامت ليقول مبتسمًا:
– عامر مش كده؟
رفضت أن تجيبه ليقول بثبات:
– ردي عليه من حقه يطمن عليكي.
فيشير لها بعينيها لهاتفها مشجعًا إياها للرد.
ترفع هاتفها ببطء مع ثبات عينيها على المبتسم ابتسامة ألــم تجيبه بخــــوف من مجهول منتظرهم.
………..
مر شهرا كاملًا كان من أصعب الأوقات على الجميع وبالأخص هي، كانت دائمًا تتواجد بالمشفى بمرافقته مع تبديل الأيام مع يامن، لتشعر بالضعف والهزل الذي أصابها بسبب إهمالها للطعام والأدوية في الفترة الأخيرة، زادت حدتها وعصبيتها على الجميع كأن شخصيتها تبدلت للنقيض عنيفة التصرفات حادة الطباع لا تقبل مناقشات.. قراراتها صارمة.. تذكرت عنـ.ـد.ما حلت كارثة بالشركة في الفترة الأخيرة عند هبوط الأسهم بشكل مبالغ فيه مهددًا باطاحة الشركة التي حارب هو كثيرًا من اجلها.. فتسبب تخلي الموظفين عن وظائفهم وتقديم استقالتهم.. خــــوفًا من انهيارها لتجد نفسها متجهه إلى الشركة بشكل فجائي صدm الجميع من تواجدها.. لتطلب اجتماعًا على وجه السرعة تترأسه تحت نظر ومراقبة الجميع من مصدوم لرجوعها بعد اختفائها.. لمتعجب لناقم.
فتدير اجتماعها باحترافية جديدة لتحذر وتهدد مع وعودها بانها ستنهض بشركتها مرة أخرى وأن هذه كانت عثرة لتغربل الموجودين ذات الولاء المزيف لشركتها.. تقف كالصقر تخير الموجودين ببقائهم أو الاستغناء عنهم.. ليتراجع الكثير عن قراراتهم وتستقر الأمور نوعًا ما.
………..
دخلت المشفى بأرجل مهتزة لاتعرف سبب رفض يامن لحضورها فعنـ.ـد.ما قامت بإخبـ.ـاره هاتفيًا انها بالطريق اصر علي عدm حضورها.. شعورها بأنه يخفي شيئًا قلقها.. تلمحه بمكانه الذي اعتاد عليه مؤخرًا فتزداد سرعتها لتتجه إليه:
– في إيه يا يامن؟ انت طلبت مني ما اجيش ليه؟
– هو أنا طلبت منك مـ.ـا.تجيش عشان تيجي ولا عشان تلتزمي بكلامي؟
قالها يامن بحدة غريبة عليه.. ولكنها لاتهتم بثورته ما يهمها هو هو فقط.. لتقول مرة اخري:
– يوسف في حاجة؟ حصل حاجة؟
لتهرب أعينه من مواجهتها قائلا:
– يوسف.. طلب مني امنعك انك تيجي المستشفى لو انك تزوريه؟ يا أما هيمتنع انه ياخد جلسات الكيماوي.
لتهز رأسها بالرفض غير مصدقة حديثه بعيون غائرة وفم منفرج.. لتقول بعد لحظات:
– مستحيل.. مستحيل يكون طلب منك مستحيل يطلب انه مايشوفنيش.. أكيد في حاجة انت مخبيها.. أنا داخله عنده.
لتندفع تتحرك باتجاه غرفتها فتوقفها يد يامن الممسكة ذراعها بقوة.. فتتعجب من إصراره على منعها وتسمعه يقول بصوت مهزوز:
– للأسف.. شعره بدأ يقع.. هو مش حابب تشوفيه بالوضع ده.
لتصدm من كلمـ.ـا.ته وتظل على وضعها لعله يكذب ماقاله لتتقوس شفاها للأسفل كالأطفال تحارب البكاء.. يجب أن تكون قوية من اجله وتترك الضعف التي اعتادت عليه.
…………..
بعد أن انفجرت في نوبة بكاء لا تعلم سببها.. بل تعرف سببها، ولكن كثرة الضغوطات التي لاحقتها جعلتها لاتستطع تحمل هذا الخبر رغم توقعها لحدوثه.. وبعد إصرارها على مقابلته ها هي تجلس بجواره على المقعد المقابل له تراقبه في نومه منتظرة إفاقته.. لقد انصرفت بعد منعها من الدخول على يد يامن لتذهب وهى تعلم وجهتها وقرارها الذي اتخذته.. ليتفاجأ بعودتها مرة أخرى بعد اقل من الساعة حاملة بعض الأغراض في حقيبة بلاستيكية.. صعب عليه استنتاج مابداخلها وتنتظر بجواره حتى تتأكد من نومه لتستطع الدخول دون اعتراضه.. وهل هو ينعم بالنوم بوجه شاحب وذقن غير حليقة لقد طالت مؤخر اكثر من اللازم.. وشعره الذي بدأ يظهر به الفراغات اثر التساقط.. شردت في أيامها السابقة وكيف تقدm له يد العون رغم رفضه الشـ.ـديد لذلك. تذكرت يوم أعددت له الطعام لتحاول إطعامه رغم رفضه الشـ.ـديد بسبب فقد شهيته وألــم معدته الذي لم يبـ.ـارحه لتتفاجأ بإفراغ مابمعدته علي ملابسها وهي تساعده في الاستلقاء لينهار بعدها في صراخ وبكاء كالأطفال يطلب منها الابتعاد عنه والامتناع عن حضورها مرة اخري.
تتحرك من مكانها لتجلس بجواره فوق فراشه تمسك بكف يده المتصل بها المحلول المغذي الذي يمده ببعض المقويات والمسكنات لتخفف عنه بعض آلامه.. فترفع كفه ببطء تودعه قبله خفيفة مع شعورها باحتراق أعينها التي تحارب منذ مدة إظهار ضعفها وهشاشتها.. فالموقف اكبر من احتمالها.. لتجد نفسها تمدد أناملها تمررهم فوق وجنته وشعر ذقنه بنعومة تهمس بأسمه في محاولة منها وإفاقته ليتململ في نومته ويفتح أعينه الصقرية التي تملكهما المرض والإرهاق غير مستوعب وجودها قريبة منه بهذا الشكل المهلك له.. لقد تحررت من حجابها وأطلقت خصلات شعرها حول وجهها كسابق عهدها به ليرفع كف يده باهتزاز يلمس شعرها محاولًا التأكد من وجودها ويبتلع ريقه الجاف بصعوبة يقول بصوت متقطع:
– انتِ هنا؟ هو أنا بحلم زي كل مرة.. ولا ده اثر المسكنات وبهلوس!
– أنا هنا.. جنبك ومعاك وحقيقة مش حلم.. بس أنا زعلانه منك.
ليتسأل وهو يغمر أصابعه بين خصلاتها التي استطال كثيرًا عن قبل مبهورًا بنعومته التي حرم منها لسنوات:
– ليه زعلانه؟
لتزم شفتاها بغـــضــــب مصطنع:
– عشان عرفت إن حضرتك رافض تاخد جلسات الكيماوي.
فتتوقف أصابعه عن الحركة لينظر إليها بألــم قائلًا:
– مالوش لزوم للكيماوي كلنا عارفين انها كلها أيام.
يـ.ـؤ.لمها كلمـ.ـا.ته وانهزامه وعدm مقاومته لمرضه وعنـ.ـد.ما طال صمته قالت بمرح:
– انت اتصلت بعامر عشان نعجل بميعاد الفرح من ورايا مش كده؟ وكنت قايله مايبلغنيش بطلبك.
ليهز رأسه بإبتسامة:
– عامر ده شكله مابيتبلش في بوقه فولة.
لتبتسم بمرارة:
– ليه يايوسف؟ ليه مصمم اننا نبعد وأنا بقولك أنا عايزة ارجعلك.. إدي لحياتنا فرصة.
– مابقاش ينفع.. مابقاش ينفع اخرب حياتك اكتر من كدة، صدقيني هكون مستريح وأنا مطمن عليكي مع عامر.. طول ما أنا شايفك سعيدة.. هكون سعيد.
أرادت أن تستغل الحوار لصالحها:
– عايزني أكون سعيدة تنفذ شرطي.
– إيه هو؟
تأخذ نفسًا محاولة السيطرة على سرعة ضـ.ـر.بات قلبها:
– إنك تبدأ تأخذ جلسات الكيماوي المحددة ليك.. عشان تقدر تحضر الفرح.. مش ده اللي انت عاوزه؟
وعند ملاحظتها لصمته أكملت.. بدأت تتحرك باتجاه الطاولة لتخرج من الحقيبة البلاستيكية الطعام التي قامت بإعداده بنفسها عند انصرافها وتقترب منه تقول:
– أنا عملتلك شوربة خضار هتعجبك.. دوق وقولي رأيك.
…………
جالس مغمض العينين بإرهاق أمام حجرة أخيه يستمع لحركة الممرضات والأطباء من حولها السريعة فكل يعمل على قدm وساق.. ليطرأ على سمعه خطوات بطيئة تقترب من المكان تدل على خفة صاحبها وتتوقف بالقرب منه ليفتح أعينه المرهقة ويتفاجأ بوجودها واقفة بجواره بخجل فيعتدل بجلسته باهتمام يقول بخــــوف:
– تقى! إيه اللي جابك هنا؟ في حاجة حصلت؟
تبتلع ريقها بإحراج وتهرب من أعينه لتقول له انها أتت لرؤيته أم للاطمئنان على أخيه ؟! لينقذها من حيرتها وقوفه باهتمام يقول:
– أكيد جاية تطمني على يوسف مش كده؟
تهز رأسها بنعم فيبتسم لصمتها ويقول بمداعبة:
– طيب هو يامن الغلبان مالوش نصيب تطمني عليه؟ شكلى كده ماليش حظ.
لتسرع مدافعة عن حالها:
– أبدًا والله.. أنا كنت جاية اطمن عليك كمان.
فتلاحظ تبدل ملامح وجهه من الحـ.ـز.ن المصطنع للمكر:
– أنا على كده محظوظ جدًا أنك فكرتي فيا.. عمومًا كويس انك جيتي أنا كنت هتصل بيكي لان يوسف طلب يشوفك.
تتـ.ـو.تر من كلمـ.ـا.تها لتقول بتجهم:
– يشوفني.. يشوفني.. أنا؟
هز رأسه بتأكيد وعلى وجهه ابتسامه لا تفارقه.
……….
تضحيات صغيرة تصدر منا تشكل فارقًا كبيرًا في حياة الآخرين.. ولكن عند تقديمها يجب معرفة هل ستستطع مواصلة حياتك بهذه التضحية ام ستظل عقبة لاستمرارها.. فعليك أن تختار!
………
بعد الإنتهاء من إطعامه وهو مسحور بشعرها الطويل ينظر إليه بسعادة غريبة كأنه يوم زيارة الملاهي.. ليلوم حاله هل هذا الشعر الذي اقدm عليه من قبل منذ سنوات وقام باغتياله بكل قسوة كإنتقام أعمى منه؟
فتلاحظ مراقبته لحركاتها بسكون غريب عليه وتعلو ابتسامة قصيرة وجهه.. فتتجه إلى حقيبتها الشخصية تسحب سحابها وتخرج شيء ما.. ليضيق عينيه بفضول لعله يعرف مايقبع بيدها.. فتتحرك ببطء اتجاهه قائلة بثقة:
– الشرط الثاني مستعد تسمعه؟
– شرط إيه؟
تجلس بجواره وتقترب منه لتلفح أنفاسها أنفاسه وينسدل شعرها البني فوق جــــســ ـده:
– شكلك نسيت إن أنا طلبت منك تكمل جلسات عشان تقدر تحضر الفرح، ده الأول.. أما الشرط الثاني.. إنك تخليني احلقلك شعرك بنفسي.
لترفع يدها أمام وجهه الشاحب المصدوم ليظهر ماكينة لحلاقة الشعر تعمل بالبطارية
فيمرر عينه بينها وبين مايقبع بيدها ويهز رأسه بالرفض:
– مستحيل.
فتتساءل ببرود:
– ليه؟ أنت مش قبل كده قصيت شعري بايدك وأنا كنت رافضة ده.. إيه الجديد؟
يبتلع ريقه بصعوبة يقول بتألــم من هذه الذكرى التي تشينه:
– ليه حاسس دايمًا إنك ماسمحتيش من قلبك، حاسس إنك بتقصدي تؤلميني.
تضحك بســـخريـــة بخلاف مابداخلها:
– تقصد عشان مصممة على حضورك فرحي وأنك تشوفني وأنا ملك حد غيرك.. ولا عشان فكرتك بجريمتك؟
– عايزة إيه ياغزل؟ كفاية تعذيب فيا أكتر من كده.
– عايزه احلقلك شعرك.. صدقني شكلك يكون ألطف.
تتنهد وهي تنظر للبعيد بابتسامة مغتصبه:
– عارف يا يوسف أنا قد ايه بحب شعري.. بحبه لدرجة إني ممكن يجرالي حاجة لو فقدته تاني.
ليقول بصرامة:
– لو دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليكي تنسي اللي عملته فيكي.. احلقيلي شعري ياغزل يمكن تسامحيني بجد.
ولكن على مايبدو أنها أرادت إجابته لتستمر في حديثها وهي تلاعب خصلاتها بمكر مقصود.. لتتوقف فجأة تنظر له بجدية غريبة وتكمل:
– مش عايز تمسك شعري للمرة الأخيرة؟
تقترب منه ليسقط شعرها فوق وجهه فيستنشق عبيره باستمتاع ولكن شيء داخله يؤرقه من حديثها المبهم ليقول:
– تقصدي إيه بالمرة الأخيرة؟
فيجدها تبتعد عنه وتستقيم في وقفتها وتنظر له بعيون متألــمة تنحبس بهما الدmـ.ـو.ع.. فيغفل من حركتك يدها التي امتدت تحمل ماكينة الحلاقة القابعة بجواره على المنضدة.. ليعقد حاجبه ويحاول التحرك من فراشه متسائلًا عما تنوي.. لتشق ابتسامه حزينة وجهها مع تحرر دmـ.ـو.عها من عينيها.
ليراها تنصرف بصمت متجهه إلى باب دورة المياة الخاص بالحجرة وتدخله لتودعه نظرة لم يستطع تفسيرها قبل ان تغلق بابه في وجهه ويسمع صوت قفل الأمان من الداخل.. لحظة اثنان لم يستوعب مقصدها.. ليعتصر قلبه مصدرًا ألــمًا شـ.ـديدًا بصدره لما استنتجه.. لينتفض من فراشه محاولًا التحرك بصعوبة لقد تيبس جــــســ ـده من كثرة التسطح فوق فراشه لينزع المحلول المغذي بقسوة صارخا باسمها:
– غزل! لا.. لا.. اياكِ تعمليها.
ويقترب من الباب التي تختفي خلفه يضـ.ـر.ب بقوة لعلها تتراجع عن فعلتها:
– افتحي.. ارجوكي مـ.ـا.تعمليش كده.. اخرجي كلميني.
لتجحظ عينه وتتسارع أنفاسه عند سماعه لصوت الماكينة الذي يدل على عملها فيضـ.ـر.ب الباب بكفه عدة ضـ.ـر.بات ضعيفة متوسلًا إليها أن تتوقف:
– ارجوكِ.. ارجوكِ مـ.ـا.تعمليش كده.. مـ.ـا.تزوديش عـ.ـذ.ابي.. اطلعي وأنا.. أنا هعمل اللي تطلبيه مني.. بس اللي انتي بتعمليه ده لا.
يبدو أنها كانت قد اتخذت قرارها من قبل وعزمت عليه.. ليقف مستندا بكفيه على الباب منحني الرأس تتسارع انفاسه بقوة.. ليسود الصمت بعد لحظات إلا من انفاسه الخشنة.. يتراجع بترقب عند سماع صوت فتح الباب بأعصاب مهتزة وعيون غائرة مثبتة على الباب لتظهر من خلفه ببطء بهيئة مختلفة عن هيئتها عند دخولها منذ لحظات.. لقد اختفت الهالة البنية الناعمة ذات الخصلات الطويلة لتحل محلها رأسًا حليقة الشعر
كصبي في عمر المراهقة لتنفرج شفتاه بذهول وتدmع أعينه الصقرية من تهورها ليتحول بكاؤه الصامت لتشنجات فينتفض جــــســ ـده الرجولي بقوة من شـ.ـدة البكاء ويعلوا نحيبه كطفل ضائع تائه يهمس بين شهقاته:
– ليه! ليييييه! عملتي كده.. مكانش لازم تعملي كده.
شعر بضعف قوته واهتزاز ساقيه التى ترفض تحمل جــــســ ـده فيترنح في وقفته بقوة وكاد أن يسقط إلا أن ذراعيها التى اندفعت تحيطه بقوة عجيبة منعته من السقوط في محاولة منها لإسناده حتى فراشه لتخطو خطوات بطيئة معه حتى ساعدته في الاستلقاء مرة أخرى وتغطيته وعند محاولتها للابتعاد لطلب طبيبه الخاص تشبث بذراعها كالطفل مانعًا ابتعادها
– رايحة فين؟
تربت على كف يده بنعومة:
– هطلب الدكتور عشان يركبلك المحلول ويطمن عليك.
تسقط دmـ.ـو.عه من عينيه بضعف متسائلًا:
– عملتي كده ليه؟ ليه تأذي حالك؟
تهمس بكلمـ.ـا.تها ببطء كأنها تعلم طفلا حروفها:
– أنا قولتلك ان شعري ده بحبه قوي وممكن يجرالي حاجة لو فقدته! لكن ماقولتلكش أن أنت أغلى عندي منه واني مستعدة اضحي بيه عشانك انت.. وزي ما انت هتحلق شعرك أنا كمان حلقته.. وهنافس بعض مين شعره هيطول الأول.
يهز رأسه بالرفض:
– عامر اكيد هيزعل من اللي عملتيه ده.
تزم شفاها بغـــضــــب طفولي:
– هو شكلي وحش للدرجة دي؟
يضحك بين دmـ.ـو.عه:
– أنا متخيل صدmته لما تقــلـــعي حجابك ويكتشف تهورك أكيد هيجراله حاجة.
اطلق قهقهات خفيفية من بين دmـ.ـو.عه:
– حضرتك بتتريق.. طيب أوعى بقى.
ليمسكها مانعًا تحركها:
– انتِ أحلى واحدة شافتها عيني في الكون سواء بشعر أو من غير.
………
وقف مختفيًا عن الأنظار يبحث عمن يقرضه سيجارة يشعر بالكبت الشـ.ـديد والضغط النفسي.. لقد منع عليه تناولها منذ عدة أشهر.. ليزفر بملل.. كيف له أن يطلب منها مثل هذا الطلب؟ مالذي أتى به اليوم؟ يطلب منها أن تكون لغيره؟ أهكذا يسدد ديونه لها لتسامحه! أيقبل أن تكون لغيره وتبتعد عنه مرة أخرى.. ليرى شاب بزي مخصص يحمل صنية فضية متجهًا إلى داخل القاعة ليوقفه:
– لو سمحت.. معاك سيجارة؟
الشاب بتهذيب:
– لا يافنـ.ـد.م.. ممنوع التدخين هنا.. عن إذنك.
فيزفر بضيق ويرفع يده يلمس رأسه فيشعر ببصيلات شعره التى بدأت في الظهور مرة أخرى.. فيبتسم بشرود على هذا اليوم الذى أقبلت فيه بحلق شعرها والتخلي عنه من اجله.. من اجله هو لتشجعه هو الآخر على إزالة شعره المتبقي برأسه.. لم يشعر اثناء تذكره ببداية ظهور الدmـ.ـو.ع الحبيسة بعينيه.. دائمًا هي معطاءة لغيرها.. مضحية.. لا تطلب الكثير.. أما هو فحدث ولا حرج على النقيض، شتان بينهما.. ها هو يخطو بيده خطوط نهاية علاقتهما.. بإرادته.. يصدح صوت رنين هاتفه ليخرجه من جيبه بملل:
– نعم؟
يامن بضيق:
– انت فين يابني آدm؟ أنا مش بعتلك شادي يبلغك تطلع لغرفة غزل عشان تنزل بيها لعامر لان محمد هينزل تقى ليا
– حاضر.. حاضر يا يامن طالع.
وقبل ان يغلق الخط يسرع بالقول مقترحًا:
– طيب مـ.ـا.تخلي محمد هو اللي ينزلها لسي زفت وأنا انزلك تقى.
على الجانب الآخر يمنع يامن نفسه من الصحك:
– احم.. لا طبعًا مش هينفع.. تقى عايزه اخوها ودلوقت مافيش غير فاضي.. انت هترجع في كلامك ولا إيه؟
– ولا راجع ولا حاجة أهم حاجة عندي انها تكون مبسوطة وسعيدة في حياتها حتى لو مش معايا.
يكمل بحـ.ـز.ن:
– أنا طالع لها.
يأخذ شهيقًا لعله يهدي من تسارع دقات قلبه وألــمه ويتجه جهة المصعد ليصعد إليها
………
وقف مبهورًا بصورتها الساحرة من بداية حجابها لفستاتها الواسع لتزداد بريقًا ولمعانًا كأنها بطلة من ابطال الروايات.. يقطع شروده اصطدام شيء صغير بقدmه ليكتشف انها بيسان تحتضنه من ساقه تقول بطفولة:
– بابي.. أنا فرحانة أوى النهاردة.. ماما بقت عروسة.
ليبتسم بألــم وينحني ليحملها ويضمها بقوة يشتم رائحتها المسكية التي ورثتها من أمها ويقبلها بحنان من وجنتها:
– أنتِ اللي أحلى عروسه في الكون.. عارفة أني مش هجوزك أبدًا!
بيسان بضيق:
– ليه بقى؟ اشمعنى مامي سبتها تتجوز.
فيرفع عينه لتقع عليها وهي مبتسمة لا تحمل همًا.. بالطبع لما تشعر بالحـ.ـز.ن وقد ستنال اخيرًا الاستقرار مع من يحبها؟
ليقول لابـ.ـنته:
– اهون عليكي تسيبيني أعيش لوحدي؟ عمومًا خلاص أنا موافق بس بشرط أنا اللي اختار عريسك بنفسي.. عشان يحافظ عليكِ.
ليتركها تسير مبتعدة تتلاعب بفستانها ويقترب خطوتين بتردد من ساحرته يقول:
– خلاص مستعدة؟
فتنظر لعينيه نظرة عميقة وتهز رأسها بنعم لتقول بإصرار:
– بس بشرط.
“شروط تاني؟ كفاية ياغزل بالله عليكي.. وفري شروطك لعامر الله يسترك.
تقترب بابتسامه:
– أنا راضية ذمتك.. ينفع تلخذني لعامر بلبسك ده.
ليمرر نظرة على قميصه الأزرق المفتوح وبنطلونه الأسود يقول بعدm اهتمام:
– ماله لبسي؟
– يوسف إحنا في فرح واستحالة اخليك تنزل قدام الناس بالشكل ده.. الناس لازم تشوف يوسف الشافعي بعد رجوعه شكله عامل إزاي ومتنساش إن ده فرحي أنا ويامن يعني العين هتبقى عليك.
– مايهمنيش.. يقولوا اللي يقولوه.. خلينا نخلص من الليلة دي.
غزل بتحدي:
– مش هنزل إلا لما تلبس البدلة دي.
لتشير لشيء ملقى فوق الفراش.
…………..
بعد ربع الساعة
وقف منتظرًا إياها خارج الحجرة الأسد المجروح.. مرتديًا بذلة سوداء أنيقة وقميص ابيض وربطة عنق (ببيون)
يفتح الباب لتطل من خلفه بابتسامتها الهادئة لم تفارقها أبدًا.
ليقول بضيق:
– خلاص؟ دي النهاية؟
تهز رأسها بدون إجابة ليقول متهربًا من عينيها بخــــوف:
– غزل! أنا مش عارف أقول إيه في الظرف ده؟ بس كل اللي اقدر أقوله إني فعلا بتمنالك حياة احسن من اللي مرت عليكِ.. بس ليا حلم اخير نفسي تنفذيهولي.. أنا أنا.. عايز.. عايز احـ.ـضـ.ـنك للمرة الأخيرة.. مرة واحدة بس.. ممكن؟
تصمت بذهول. لم تجبه.. لم تتوقع طلبه المستحيل.. تطول اللحظة بينهما بين منتظر عاشق ومصدومة متألــمة.. تبتلع ريقها بعد صمت طال تقول بأسف:
– آسفة! مش هقدر حاليًا.. لأنه مش من حقك.
……..
يهز رأسه بتفهم ويقترب منها بخطواته العارجة مستندًا على عصاه يثني ذراعه الأيمن ليريح كفه فوق معدته:
– يلا عشان أكيد عامر مستنيكي على نــــار.
تمسك بذراعه وتقول بسعادة:
– أنا كمان مستنية على نــــار.. يلا.
↚
يهز رأسه بتفهم ويقترب منها بخطواته العارجة مستندًا على عصاه يثني ذراعه الأيمن ليريح كفه فوق معدته:
– يلا عشان أكيد عامر مستنيكي على نــــار.
تمسك بذراعه وتقول بسعادة:
– أنا كمان مستنية على نــــار.. يلا.
……….
نزل بها درجات الدرج للأسفل في خطوات متمهلة يراقب الكل بعيون زائغة يشعر عند انتهائه من كل درجة بانسحاب روحه واقتراب نهايته ليشعر باناملها التي ضغطت فوق ذراعها لينظر إليها بتيه. فتهديه ابتسامتها المعتادة الصعب تفسيرها.. تزامنًا مع نزول أخيه يامن وتقى التى تظهر السعادة عليهما جلية.. الآن يتمنى لهم الاستقرار والسعادة.. يامن يستحق وتقى أيضا.
ولكن لمَ محمد لم ينزل بها مثلما قال؟ لا يهم الآن مايهم ماسيحدث الان.
يبحث بعينه عن عامر وسط الموجودين المهنئين حتى يسلمها له فتلاحظ هي تـ.ـو.تره فتهمس له:
– عامر يمكن جوه القاعة.. مـ.ـا.تقلقش.
يهز رأسه برتابة على حديثها.. ليجد محمد يقترب وهو يحمل أحد أبنائه وبجواره سوزان ومعها طفلها:
– مبروك ياغزل.. أنا اليوم سعيد جدًا إني هطمن عليكي. مبروك يا يوسف.
مبروك ؟ أيهنئه على تسليمها لغيره؟ ماهذا الهراء؟! فيحتفظ بالصمت حتى لاينفجر.. وعند متابعته للدخول للقاعة تحت أنغام الموسيقى والأجواء الاحتفالية لمح غريمة يقترب بثقة ويصافحه برسمية ويختطف منه قطعة من قلبه ليتحرك بها في مكانها المخصص تحت أنظاره التائهة.. ماباله يقف كالأبله ينظر إليهما وهما يتبادلان الحديث والابتسامـ.ـا.ت غير مهتمين بمن حولهم ليجد يد تربت فوق كتفه يقول:
– جه الوقت اللي اقدر أقولك فيه يا يوسف.. إني سامحتك.
فيلتفت يوسف لصديق عمره:
– أخيرًا حنيت على صاحب عمرك؟
– بلاش نتكلم في اللي فات.. خلينا في النهارده وبكرة.
ليقترب إليه شادي يحتضنه بقوة تحت صدmة يوسف الذي رفع يده ببطء يبادله العناق ونظرة متعلق بها وهي تضحك وتبتسم في سعادة.
………….
وقف بشرفة خارجية يتنفس بعض الهواء البـ.ـارد ويدخن سيجارة اقترضها من أحد المدعوين ليدخنها بعيدًا عن الأعين المراقبة له.. لقد هرب من القاعة لم يستطع تحمل رؤيتها معه أكثر من ذلك.. رؤيتها وهي تجلس بجواره يقــ,تــله.. يمزقه ولكنه وعدها وعدها بتركها تعيش بأمان بعيدّا عنه.. وعدها بألا يفسد حياتها مرة أخرى حتى تنال السلام في حياتها.. لولا علمه بحب أخيه لتقى لكان عرض عليه ردها لعصمته.. ولكنه لن يفسد حياة أخيه هو الآخر.. يكفي ماحدث وتضحياته التي قدmها من أجل حمايتها والحفاظ عليها.. جاء الوقت ليقدm هو تضحياته لها..
يسمع صوت كعب أنثوي يخطوا خطوات سريعة أشبه بالركض فوق الرخام المصقول مع حفيف الفستان المزعج فيصدح صوتها المتعجل له:
– أنت هنا والدنيا مقلوبة عليك في القاعة.. يلا بسرعة كتب الكتاب بدأ ويامن عايزك شاهد على جوازه من تقى وجواز غزل.
لتجذبه من ذراعه بقوة وتهرول به ملك على عجالة فيتحرك معها بجــــســ ـد مهموم وهي تسحبه خلفها بسعادة.. مابال الكل لايهتم بمشاعره اليوم؟ أهذه طريقة انتقامهم منه؟ فيدخل القاعة يبحث بعيونه عنها وسط الموجودين فيفشل في إيجادها.. لتدفعه ملك حتى يتقدm لطاولة البيضاوية التي يترأسها المأذون وأمامه أخيه من جهه ومحمد من جهه أخرى فيسمع يامن يطلب علي عجالة:
– بطاقتك يايوسف بسرعة.
يهز رأسه برتابة ويمرر بطاقته له يستمع إلى خطبة المأذون برتابة وملل.. متى ستنتهي هذه المسرحية الهزلية؟ يريد أن ينعم بحجرته وينام على أمل أن تزوره اليوم بأحلامه.
يقطع شروده ذكر إسمها الذي خرج من فاه أحدهم لينتبه لوقوفها أمامه فتساعدها ملك بالجلوس على كرسيها أمام المأذون.. هل هكذا تنهي انتقامها؟ أن يراها وهي تكتب لغيره أمام عينه؟
وقف منتظرًا ظهور عامر متلفتًا حوله وسط الزحام ليجده يتحدث مع شخص ما باهتمام.. فيسمع صوت المأذون يقول:
– بطاقة العروسة.
فيتقدm محمد بتقديمها لكتب البيانات.
يريد الهروب، الإختفاء عن الأنظار المراقبة له الشامتة لحال يوسف الشافعي.. المتأملة انكساره.. ضعفه.. وقف متهدل الكتفين يشعر بألــم حارق بصدره بقلبه.. ليتفاجأ بابتلال أعينه رغمًا عنه.. أيبكي الآن؟ نعم يبكي.. يبكي فقدانها.. يبكي حرمانه.. يبكي ضياعه.. لما أصرت عليه أن يكمل علاجه ولا يستسلم لمـ.ـو.ته؟ كان يعلم أن مـ.ـو.ته راحة له ولمن حوله.
بدأ يشعر بالاختناق فيرفع أنامله في محاولة منه لفك ربطة عنقه الصغيرة بضعف. أثناء ذلك يشاهد اقتراب عامر بخطوات ثابتة اتجاهها بسعادة لإتمام عقد قرانهما ويجلس أمامها يحدثها لتبتسم له وتبادله الحديث
ويصدح صوت الشيخ:
– بطاقة العريس.
فيمرر نظره حول الموجودين ليجد الجميع ينظرون له نظرات غريبة هيأ له انه لاحظ ابتسامتهم الشامتة على وجههم فيزداد اختناقه ليدور حول نفسه بتيه محاولا التنفس والهروب منهم مع محاولة فك ربطة عنقه.. حتي ربطة عنقه تعانده ليجد يد أخيه تسنده بقوة قائلًا بخــــوف ظاهر:
– يوسف؟ أنت كويس؟ حاسس بإيه؟
تتخاذل قدmها لم تستطع تحمل جــــســ ـده أكثر من ذلك يشعر بالبرودة الشـ.ـديدة مع تعرقه وصعوبة تنفسه فيسقط أرضًا مع محاوطة ذراع أخيه ليسمع أصوات شهقات وأصوات متداخلة لايميزها، أين هي الآن؟ لما لم تطمئن عليه؟ نعم إنها تكرهه بشـ.ـدة.. تتمنى مـ.ـو.ته السريع..
ليسمع صوت ملك أخته تصرخ ببكاء منادية بإسمه مع تداخل صوت أنثوي يعلمه جيدًا وصوت فستانها الثقيل ليعلو صوتها بنبرة شبه باكية:
– يوسف! فوق.. يوسف! يووووووسف!
فتصدر منه شهقة عالية مع فتح أعينه على وسعها ويمرر نظره من حوله.. ليعقد حاجبيه بتعجب قائلًا لحاله:
– أين ذهبوا؟ لما هو بحجرته؟ أين ذهبوا.. وقبل أن يسأل حاله لما هو بفراشه وكيف وصل إليه.. انتفض بذعر عنـ.ـد.ما واجهت عينيه عيون رمادية ناعسة تعلو وجهه.. فتهتز حدقته بتـ.ـو.تر من وجودها بجواره بشعرها الذي استطال لكتفيها وملابس نومها فيسمع صوتها اللائم:
– حـ.ـر.ام عليك كل يوم أقوم مفزوعة من كوابيسك.
ليقول لنفسه:
– كوابيس.. كوابيس! انه بحلم جميل لأنها موجودة به.
فيراقبها وهي تنحني فوقه لتجلب كوبًا من الماء تقدmه له.. فينظر للكوب بـ.ـارتياب منه.
غزل بنعومة:
– أشرب يا يوسف.. أنت كنت بتحلم كالعادة.. أنا جنبك وهفضل جنبك.
– أنا بحلم.. أكيد بحلم.. اطلعي من حلمي.
فتصدح ضحكة أنثوية منها على حديثة وتقوم بقرص وجنته بقوة مؤلمة ليصـ.ـر.خ ألــمًا ويسمعها تقول:
– ها.. صدقت إني حقيقة.. واني جنبك في حـ.ـضـ.ـنك.
ليبدأ في نفض النعاس ويجمع شتات نفسه ليزفر بقوة يقول:
– كان كابوس بشع.. بتمنى المـ.ـو.ت فيه كل مرة إلا إني أشوفك بتتكتبي على إسم راجـ.ـل تاني.
– إنسى بقى يا يوسف.. الموضوع عدى عليه سنه وأنت لسه لحد دلوقتي بتحلم بيه.. أعتقد محتاج دكتور نفسي تستشيره.
ليحذبها بقوة لصدره العاري مقربًا وجهها لوجهه:
– انتِ علاجي ياغزل.. من غيرك أمـ.ـو.ت.. أنا كل ما افتكر إني كنت هسلمك بإيدي لغيري بتجنن.
فتصدر منها تأوه عالي لينتفض جالسًا يضع يده فوق بطنها المنتفخة:
– حاسة بحاجة؟ في حاجة بتو.جـ.ـعك؟
تغمض عينيها بقوة مع وضعها يدها فوق بطنها المنتفخ تقول من بين أسنانها بغـ.ـيظ:
– ابنك مش مبطل خبط من الصبح.. هلاقيها منه ولا من ابوه.
ليزول المرح ويحل الوجوم على ملامحه:
– ياريت مايطلع زي أبوه.
تفتح عينيها تواجهه وترفع كف يدها تلامس وجنته بحنان وتتعمق بالنظر إليه:
– انت أحسن راجـ.ـل في الدنيا.. مش معنى إنك غلطت تبقى دي نهاية الدنيا.. كلنا بنغلط عشان نتعلم من أخطائنا.. وأنا وأنت عاهدنا نفسنا ننسى اللي فات عشان ولادنا ولا إيه؟!
يرفع كفه يريحه فوق كفها الملامس لوجهه
– ربنا يقدرني.. وأقدر أعوضك وأسعدك عن الأيام اللي عدت.
فتهديه قبلة فوق ثغره بحنان قائلة وهي تتحرك بقميص نومها الأسود القصير مبتعدة عن الفراش:
– هروح أشوف بيسان لحد ما تأخذ شاور.. ومـ.ـا.تتأخرش النهاردة عيد جوازنا عشان نلحق نجهز الحاجة.
فتتركه شارد بها وفيما حدث يوم زفافها.
…….
ليتذكر عنـ.ـد.ما هاجمته نوبة الإختناق والأغماء سمع صوتها ينادي عليه بلوعة:
– يوسف.. يوسف رد عليا.. فوق أرجوك.
فيجد من يحاول إفاقته بزجاجة عطر ويربت على وجنته يقول بخشونة:
– يوسف أنت سامعني.. يوسف؟!
يفتح عينه بثقل ليواجه وجوههم المذعورة الخائفة ويجدها تجلس أرضًا جواره بفستان زفافها والدmـ.ـو.ع تغرق وجهها.. ليجد يامن يحاول مساعدتها في الجلوس على المقعد ويسأله بخــــوف ظاهر:
– حاسس بحاجة تحب نوديك المستشفى؟!
– لا أنا كويس بس حسيت إني مش قادر آخذ نفسي.. مش اكتر.
فينظر إليها وهي جالسة فوق مقعدها أمامه ليجد النظرات البـ.ـاردة تحولت لخــــوف جلي.
– يلا ياشيخنا كمل كتب الكتاب.
قالها يامن باستعجال غريب.. فما كان منه أن يحاول التحرك ليخلي مقعده لعامر.. وعند استعداده للتحرك وجد يد أخيه تربت فوق كتفه بحنان بالغ:
– خليك مـ.ـا.تتحركش.. إحنا عايزينك.
فيصدح صوت المأذون متسائلًا:
– من وكيلك ياعروسة؟
فيجيبه يامن بمرح:
– وكيلة نفسها ياشيخنا.
ليأمرها الشيخ بمد يدها لتمسك بيد عريسها فترفع كفها أمامه باتجاهه منتظرة تبادل كفه معها بابتسامة صافية
عند رفعها لكف يدها باتجاهه ظل ينظر لكفها برعـ.ـب واهتزاز.. ليمرر نظره بين كفها وبينها لايعلم مـ.ـا.تقصده.. فيصدح صوت الشيخ آمرًا إياه:
– يلا ياعريس مد أيدك امسك إيد العروس.
يعقد حاجبه بتعجب واضح ليتلفت خلفها ليبحث عمن يوجه له الشيخ الحديث لعل عامر يقف خلفه ولكنه قبل أن يسأل وجد يامن يجذب يده بقوة اتجاه غزل فتمسك بكف يده قائلًا بمداعبة:
– يلا يايوسف.. عروستك مستنياك.
لم يستوعب مايحدث لينظر لمن حوله بصدmة فيجدهم ينظرون له بعيون دامعة مشجعة يؤكدون له مايحدث.. فتهتز شفتاه بابتسامة بلهاء وعيون تجري منها الدmع غير مصدقًا لما يحدث ليقول متلعثما:
– أنا؟ تقصدوا أنا؟!
فيصدح صوت المأذون يلقي خطبته.. ولكن لم يستمع لكلمـ.ـا.ته كأنه انفصل عن الموجودين كل ما أراده أن يتأكد انه ليس بحلم سيستيقظ منه.. فيضغط على كفها لعله يتأكد من وجودها فيلمح ابتسامة شقت وجهها.. ويشعر بعدها بأناملها الناعمة تضغط على كفه.. تقول له أنا معك.. معك دائمًا.. حقيقة ولست حلمًا.
فيسمع خلال ذلك صوت الشيخ يحثه على ترديد عبـ.ـاراته.. فيكررها خلفه كالتلميذ الأبله بتلعثم وتـ.ـو.تر.. حتى أضطر لتكرار الكلمـ.ـا.ت أكثر من مرة لتصحيحها.. حتى تسبب في نوبة ضحك من الموجودين على حالته
حتى أنهى الشيخ كلمـ.ـا.ته:
– بـ.ـارك الله لكما وبـ.ـارك عليكما.
ليندفع أخيه باحتضانه بقوة ولكنه كان مغيبًا يتلقى التهاني بجــــســ ـد بلا روح من الموجودين وعينه مسلطة عليها لا يريد مفارقتها أبدًا
ويلاحظ اقترابها وبثبات حتى استقرت أمامه ممسكة بجوانب فستانها لقد كانت مهلكة بطلتها لتهمس له:
– كنت طلبت مني طلب من شوية فاكر ولا نسيت؟
وقبل أن يستوعب كلمـ.ـا.تها البسيطة اندفعت كالصاروخ لصدره تحتضنه بقوة تقول:
– دلوقتي اقدر إسمحلك تحـ.ـضـ.ـني.
ليرفع يده ببطء يضمها لصدره بقوة تملكية ويغمض عينيه يريد التأكد من موجودها بحـ.ـضـ.ـنه.. ولكن صوتًا مزعجًا قطع عليه تمتعه صوت اخته ملك المزعج تقول بسعادة وهي تجذبها من بين يديه:
– اجلوا العواطف دي لبعدين.. الليلة ليلتكم.. يلا.
فيراها تجذبها وتجري بها وسط القاعة وماكان منه إلا تتبعهما حتى لا تضيع منه مرة أخرى مستندًا على عكازه
ليجد إنخفاض الإضاءات من حوله لتصدح الموسيقى وتقف وحيدة منتظرة اقترابه.. فيخطو خطواته اتجاهها بسعادة.. رغم أنه ليس أول زفاف لهما إلا أنه كان زفافًا مميزًا عن ذي قبل
لتقول بثقة:
– مستعد ترقص معايا ولا أدور على حد تاني؟
– أنتِ مـ.ـجـ.ـنو.نة؟ صح ؟ أكيد مـ.ـجـ.ـنو.نة.. استحالة أخلي حد تاني ياخد مكاني.
ليضمها بقوة ويبدأ بالتمايل معها على أنغام الموسيقى المختارة التي اختارتها خصيصًا له:
– حبيبتي ليه تعاتبيني
وقولتي الحب حريه
وشايفاني يانور عيني..
في كل دقيقه شخصيه
وبتـ.ـو.تر وانا زعلان
وبتنطط وانا فرحان
وطفل جميل بيضحكلك
وتاخدي الضحكه بالاحضان
………..
لتنظر لعينيه الدامعة التي أغرقت وجهه بشلالات من الدmـ.ـو.ع.. ولكنها دmـ.ـو.ع السعادة التي نالها بمسامحتها له على أخطائه.. فترفع أناملها تزيل دmـ.ـو.عه التي لم يخجل من إظهارها أمام الجميع:
– اقسملك.. إن المـ.ـو.ت بس هو اللي هيبعدني عنك.. أنتِ روح يوسف ومن غيرك أمـ.ـو.ت، بحبببببببك
ليرفعها عن الأرض ويتحامل على ساقه ويدور بها عدة مرات بسعادة.
•••
أنا حنين وعرفاني
وبالغيره واحد تاني
باخد موقف وبتهور
وبستسلم لأحزاني
بداوي الجـ.ـر.ح مش عارف
ف نور الصبح مش شايف
لكن شايفك وأنا مغمض
ومش خايف أقول أسف
أنا بدايتك وأنا نهايتك
وروحي بشوفها في مرايتك
أنا مـ.ـجـ.ـنو.ن لكن عاشق
وبعشق حتى تكشيرتك
لا مستي مشاعري م جوه
أنا هو ومش هو
وهتغير عشان خاطرك
وحبك يديني القوة
•••
في المساء..
وقف يوسف ينظم المأكولات والحلويات بنفسه فوق طاولة مستطيلة قام بوضعها في حديقة الفيلا بعد انتهائه من تزيين الحديقة بنفسه من إضاءات وبلاليين الزينة فاليوم هو الذكرى الأول لبداية حياتهم الجديدة معًا بدون ماضي مؤلم يؤرق حياتهما معًا ليجد يد تمتد داخل الصحن يقول :
– هو الأكل هيبتدي امتى؟..أنا جُعت
فما كان منه إلا أن ضـ.ـر.ب أخيه بقوة فوق كفه:
– مـ.ـا.تبوظش اللي برتبه من الصبح.. بطل فجعة هي مرآتك مابتأكلكش
فتلوم تقى يامن على أفعاله الصبيانية:
– عجبك كدة جبتلي الكلام
يوسف مدافعا:
– لا لا ده اخويا وأنا عارفة طفس من يومه.. والله يايوسف متغدي قبل مايجي
يوسف بسعادة:
– مش بقولك طفس.. سيبك منه عاملة إيه في الحمل والواد ده تعبك ولا مش بيبطل طلبات زي عادته
تقى بخجل:
– أنا الحمد لله تمام أنا سابقة غزل بشهرين وربنا يقويني على يامن
يامن بلوم:
– تنكري البيض اللي عشيتك بيه
تقى بقرف:
– تقصد البيض المحروق؟
يوسف باخوه:
– سيبك منه تعالي وأنا اعمل احلى عشا ليكي ولغزل وخلي جوزك يتعشى في المستشفى مع العيانين
– بقى كده ياتقى بعتيني وقتي عشان عشوة.. ده أنا حتي يتيم واستاهل الصدقة
لتمسكه من وجنته مداعبة له:
– أنا مايهونش عليا اكل من غيرك يابيضة هههههه
لينصرف يامن عنـ.ـد.ما جاء له اتصال هاتفي مبتعدا عن الضوضاء
فتنتبه لنداء يوسف لها الجدي وعينيه التى تملأهما الحنان :
– شكرا ياتقى شكرا على وقوفك جنب غزل وتضحيتك اللي قدmتيها يمكن لولا مساعدتك ليها كنت فقدتها
تهرب اعينها منه :
– يوسف غزل اختي وحتى لو مش اختي اي حد في مكاني كان هيعمل كده ..وأنا آسفة ان حصل بينا سوء تفاهم قبل كده كل واحد فينا مافهمش التاني صح
ليبتسم يوسف ويهز رأسه لعله ينفض هذه الذكرى السيئة :
– تأكدي ان أنا دلوقتي فاهمك صح
ليتحرك من أمامها لتشرد في يوم إختفاء غزل وملاحظتها تـ.ـو.تر يامن بعد إنهاء المكالمة فتشعر انه يخبئ شئ عنها بخصوص غزل، لتقرر مراقبته وقد كان
لقد نجحت في معرفة مكان استئجاره لشقة كثير التردد عليها
ليتفاجأ بوقوفها أمام بابه وهو مبتل ليتـ.ـو.تر من وجودها يقول:
– تقى!؟
ولكنها لم تمهله لتدفعه فقوة من صدره ليتراجع للخلف في ذهول، فتجول بأرجاء الشقة باحثة عن مقصدها، فتندفع إلى داخل الحجرات لتقف مذهولة بعدها، عنـ.ـد.ما شاهدت غزل مستلقاه غائبة عن الوعي يملأ جــــســ ـدها ووجهها الجروح برأس حليق، ليمتلكها الذعر وتفيق علي يد يامن الذي تربت فوق ظهر مواسيا لها لم تشعر بحالها الا وهو يضمها لصدره يهدئ نوبة صراخها ونحيبها من صدmتها، تقوم بمساعدة اختها كليا وبالأخص الأشياء التي يصعب على يامن القيام بها مثل تغيير ملابسها واغتسالها لتعلم بعدها بإصرار يامن علي السفر بها مبتعدا، لقد ألــمها هذا القرار ولكنها بعد تفكير رأت ان من الأصلح زواج يامن منها حتى يستطع التعامل معها في الأمور الخاصة، لعل هذا يوفي دينها إتجاه اختها
•••
– ياابني اسكت الله يهديك
قالها محمد بضيق من ابنه يوسف الصغير
سوزان بلوم:
– سبب الولد يلعب مالك مش طايقه
بالذمة ينفع اهدى في وسط السيرك القومي ده أنا مابقتش عارف اتلم عليكي
– الله يامحمد مانت شايف الوضع وأنا بتكسف اسيبهم مع ماما.
فيتزمر محمد:
-لا وإزاي، اتكسفي واولع أنا
لتضحك بشـ.ـدة على غـــضــــبه، لينظر إليها وهي تضحك فتتبدل ملامحه من الضيق للهيام بها ليقول دون مقدmـ.ـا.ت:
– بعشق ضحكتك
– وأنا كمان بعشقك كلك على بعضك
•••
يدخل جاسر وملك وابـ.ـنتهما غزل بترقب فمازالت الأمور متـ.ـو.ترة بين جاسر ويوسف
حتى الآن ليقول جاسر بضيق:
– قولتلك بلاش أجي وروحي انتي وغزل، اخوكي ممكن يولع فيا لو شافني
ملك بثقة:
– قولتلك يوسف اللي عزمك بالأسم وقالي جاسر يكون معاكي
– عموما ربنا يهدي اخوكي، دايما نظراته بتخليني حاسس أنه يقــ,تــلني، شادي اهو هروح اقعد معاه وروحي أنتي لغزل الكبيرة
•••
بالداخل تقف غزل بالمطبخ تحاول ترتيب بعض الصحون وتوزع بها معجناتها الخاصة بسعادة فتسمع سمية تسألها:
– ياغزل كنتي جبتي حد يساعدك بدل تعبك ده وأنتي حامل في السابع
– أنا حابه اعمل كل حاجة بنفسي، اليوم يوم مميز ليا وليوسف
سمية بفضول:
– تصدقي لحد دلوقتي ماعرفش ازاي الفرح أتحول من فرح غزل وعامر لغزل ويوسف
لتصدح ضحكة غزل بقوة حتى تشنجت بطنها واضعة يديها فوقها وتقول بين ضخكها :
– ماكانش فيه عامر أساسًا الفرح من البداية متحضر أن العروس غزل الشافعي والعريس يوسف الشافعي حتى اسامينا كانت مكتوبة علي الديكورات والدعوات بس من حسن حظي أن يوسف مااخدش باله من البدايه
– معقول وعامر ؟!.
تتنهد غزل:
– أنا فسخت خطوبتي منه من ساعة اختفاء يوسف ساعتها حسيت إني مش هقدر أعيش من غيره حسيت فعلا أني سامحته من قلبي شعور غريب أنك تتحولي فجأة من غـــضــــبك من شخص لخــــوفك عليه ورعـ.ـبك أنك تفقديه
سمية بتأكيد:
– الحقيقة يوسف اتغير اوي عن الأول قدرتي تغيريه للأفضل
يقطع حديثهم يوسف موجها حديثه لسمية:
– مدام سمية شادي عايزك البـ.ـنت مش مبطلة عـ.ـيا.ط ومش عارف يسكتها.
فتنصرف بهلع لتلحق بابـ.ـنتها حياة تحت نظرات غزل لتقول بلوم:
– انت كـ.ـد.اب على فكرة، وباين في عنيك
فكان منه الا انه اقترب ليحتضنها بعشق ويدفن انفه في تجويف عنقها المكشوف:
– حشـ.ـتـ.ـيني و .. اوي اوي
بطل قلة أدب افرض حد دخل علينا
يوسف بتزمر :
– اللي يدخل يدخل واحد وبيبـ.ـو.س مـ.ـر.اته أم عياله دخلهم ايه وكمان مدام خايفة تعالي نطلع اوضتنا اهي تلمنا
ليجذبها من ذراعها ويسير خطوتين فتلومه
– يوسف اعقل شوية الناس في بيتنا أنا مش عايزة فضايح
-قوليلي انت محلوية ليه بزيادة كدة كل ده عشان عيد جوازنا
لتهيم من كلمـ.ـا.ته:
– بجد يايوسف لسه شايفني حلوة ؟!
يعني شكلي مـ.ـا.تغيرش بالحمل
انتي هتفضلي احلى ما رأت عيني
فيهديها قبلة ناعمة فوق ثغرها ويتسآءل
– ابني عامل معاكي ايه لسه حاسة بتعب
– شوية مش قوي، بحس بو.جـ.ـع غريب في بطني بيروح ويجي، مـ.ـا.تقلقش أنا هبقى كويسة
– لو تعبتي ممكن نلغي الحفلة أنا معنديش أغلى منك
فتهديه قبلة منها ليضمها الي صدره بقوة يلتهم شفاهها بنهم ويبتعد عنها لتلتقط أنفاسها
يقول:
– كل يوم بيعدي عليا بكتشف ان حبي ليكي بيزيد مش بيقل
حبيبي ياجينيرال، يابو العيال
••
وقف وسط الإحتفال محتضنها إلى صدرة بتملك يخاف ان يفقدها للحظات ينعم منها على قدر المستطاع ففكرة ولادتها تؤرقه منذ علمه بحملها يخاف أن يفقدها مثلما حدث مع نانسي فتمر عليه الأيام في تـ.ـو.تر وقلق من لحظة ولادتها يراقب الجميع من حولها بعيون كالزجاج بذهن مشغول يقطع شروده طلب يامن من الجميع التجمع لالتقاط صورة جماعية تذكارية توثق بها هذة اللحظة ليقف كل شخص مع حبيبته وزوجته واولاده شادي يحتضن زوجته سمية حاملًا بيده ابـ.ـنته حياة يودعها قبلاته التي لاتنتهي أما محمد وسوزان فعلاقتهما بها الكثير من المشاكسات كالقط والفار يحملا كلا منهما طفلا علي اذرعه في سعادة كبيرة لقد أصرا علي تسمـ.ـيـ.ـتهما يوسف وسيف ليمرر عينه علي شقيقه الذي يقف بجوار حبيبته وأم ابـ.ـنته القادmة وهي توبخه على افعاله الصبيانية معها ليضحك على أفعالهما وعند التفاته لحبيبته لمح جاسر ينظر اليه بترقب وأخته التي تترجاه بعينيها ان يصفح عنها وينسي لتشق شفاه ابتسامة يرسلها اليها ليهز رأسه لجاسر في تحية ودودة منه ليتجمع الجميع ويقوم بحمل ابـ.ـنته بيسان فوق أكتافه لتلعب بأصابعها في شعرة بمشاكسة بها ويحيط من ملكت قلبه بذراعه ليضمها إلى صدره بقوة
ويلتقط لهم أجمل صورة تذكارية في حياتهم القادmة
فيقترب منها بعد أن يتحرر من ابـ.ـنته التى انطلقت لتلعب مع إبنة عمتها غزل ليهمس لها:
– هل للعاشق مأوى الا بقلب معشوقه؟
فيطبع قبلة فوق جبينها بحنان ليجد تشنج جــــســ ـدها تقول بخــــوف: الحقني يا يوسف أنا بولد
فينظر أسفل قدmها ليجد بركة مياة متدفقة أغرقتها لتتتخاذل قدmاها بضعف وتتشبث به تصرخ ببكاء:
– الحقني
لينقبض قلبه فهو مرتعب من هذه اللحظة التي ستتعرض لها حبيبته لهذه الآلام المبرحة ويصـ.ـر.خ يستنجد بأخيه :
– يا من الحقني
وما كان من يامن الا الجرى اتجاه أخيه ليشاهد بركة المياة التي تغرقها ليقول بذهول:
– ايه ده دي بتولد
ليغـــضــــب يوسف من بروده:
– اه تصدق ماكنتش اعرف كنت فاكرها بتعمل بروڤة انت يابني ادm شوفلي حل حالا.
– أشوف حل ازاي أنا مش دكتور نسا
ليسبه يوسف:
– تصدق أنا بحمد ربنا ان بـ.ـنتي بيسان عايشة لان كان ممكن غبائك ده يضيعها هي وامها
– يكمل بصراخ ساعدني نوديها المستشفى
يقترب جاسر بحذر يعرض مساعدته:
– شيلها معايا نحطها في عربيتي
فيرسل له يوسف نظرة تحذيرية إياك أن تقترب منها فسيتبع ريقه بتـ.ـو.تر ليبتعد عن مجاله برعـ.ـب لتصرخ غزل ببكاء:
– الحقني يايوسف مش قادررة، اااااه.. حاسة ان خلاص.. الولد بينزل.. اااااااه
ليهدر صوت يامن بصراخ طالبًا شئ يغطيها به ويقول بجدية:
– غزل مش هتلحق تروح المستشفى أنا هولدها
ليتركها فجأة فترتطم رأسها أرضا متألــمة ويمسك أخيه من تلابيبه صارخا:
– نعم ياروح أمك.. هتولد مين؟
يامن محاولا التخلص منه:
– سيبني يامتـ.ـخـ.ـلف ابنك هينزل خليني الحقه
ورحمة امي ماخليك تولدها
يامن بســـخريـــة:
-هي يعني كانت هتولد مع شيخ جامع ماهو دكتور زي
تقى برعـ.ـب من منظر الولادة:
– انتو مجانين ألحقوها.. بدل مـ.ـا.تتتخانقوا
لتصرخ غزل بقوة موبخاهما وتقوم بعض يد يوسف :
منك لله يايوسف ياشافعي.. دايما معـ.ـذ.بني معاك …ااااااه
فيصـ.ـر.خ متألــمًا من عضها يقول :
– اهدي.. اااااي…. وخدي نفس وكل حاجة هتبقى تمام
فتصدر منها صرخة قوية وترفع يدها تمسكه من خصلات شعره بقوة فيتألــم مما تفعله
يتبعها صوت بكاء المولود.. فينظر له بذهول وجــــســ ـد مرتعش وهو ممتلئ بالدmاء ويظهر منه حبلة السري ليهمس بضعف:
– ابني!!!
فيسقط مغشيا عليه وتنتفض خــــوفًا من إغمائه المفاجئ فهو لم يتحمل رؤية ابنه ولحظة خروجه منها
••
يعود لوعيه ليجد الكل فوق رأسه يضحك بسعادة فيقترب يامن منه وهو حاملًا شيئا صغيرًا لاحضانه يقول
– يتربى في عزك ياجينيرال … ده انت طلعت هفأ
ولكنه لم يكن في حالة تجعله يجيب أخيه فنظره معلق على هذا الطفل الصغير الصغير جدًا برعـ.ـب ويمرر نظره بينها وبينه بـ.ـارتباك:
– لا لا لا ..أنا مش هشيلة ده صغير اوي
فيقترب منها يحتضن رأسها بقوة :
انت كويسة احنا لازم نوديكي المستشفى
فتغمض عينيها بإرهاق وتعب تستند إلى صدرة
لتصدر صرخة انتفضت على اثارها:
– الحقني يايامن أنا كمان بولد…..اااااه
يفزع يامن خــــوفا:
– تقى.. لا لا أصبري شوية
تقى بصراخ:
– بولد يابني أدm.
ليكمل يوسف بســـخريـــة:
– هههههه البس يا دكتور عشان خارجين ههههههه.
•••
تمت وبحمد الله
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇