رواية النمر الجامح جبل وملاك كاملة جميع الفصول

رواية النمر الجامح هي رواية رومانسية تقع احداثها بين جبل وملاك والرواية من تأليف اميرة انور في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية النمر الجامح لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية النمر الجامح هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية النمر الجامح تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية النمر الجامح جبل وملاك كاملة جميع الفصول

رواية النمر الجامح من الفصل الاول للاخير بقلم اميرة انور

وحشٍ قاتل لا يسير بطريق الرحمة... يعشق التحديات
النساء بالنسبة له ولا شيء فهو لا يتعرف على فتاة رأها مرة لأنها غير مسموح لها برؤيته للمرة الثانية فهذا يعني موتها... ولكنها كانت مختلفة تحدت قواعده بل هانتها
يتبع»»»»»»»
_ مش عاوز أشوف وشك هنا مرة تاني فهمتي!!
جحظت به بصدmة فمازلت على مضطجعه عارية، ابتسمت حيث كانت تفكر بأنه يمزح معها فمن يرفض أمراة شـ.ـديدة الجمال مثلها، اقتربت منه حتى تطبع قبلة صغيرة على خده ولكنه قال بحد بعد أن قام من جانبها:
_ بقولك امشي وعلاقتي معاكِ خلصت
استغربت حديثه فقالت بسـ ـخـــريــة:
_ علاقتك بيا خلصت دا إحنا لسة عارفين بعض إمبـ.ـارح إنت بتتكلم بجد والله!!
جلس على الأريكة ووضع رجله على الأخرى ومن ثم أمسك علبة سجائره والتي كانت ذات ماركة عالية، وأخرج منها واحدة وأشعلها بعد أن وضعها بفمه، نظر لها بغـــضــــب مكتوم قائلاً بقسوةً:
_مفيش حد أبداً من جنسك بيبقى له علاقة بيا غير يوم واحد بس ومتنسيش نفسك وإني جايبك من ملهى ليلي فروحي في شيك في مبلغ كويس عشان الليلة الزبـ.ـا.لة دي وأصلا خسارة كبيرة في واحدة زيك يالا مع ألف سلامة عندي شغل..
شعرت بأن كبريائها أصبح لا شيء أمام جبروته، تسهر وتفعل كل ما يغـــضــــب ربها لا أحد يقول لها شيء ولكنه كان أول من ذلها، الجميع يسيروا ورائها من شـ.ـدة أنوثتها، أي أحمق هذا ليجعلها تغادر قصره...
مازالت تقف أمامه لا تفعل شيءٍ، حيثُ أن الصدmة انتابتها بقوة، عاد يتحدث من جديد بانفعال:
_ هو مش أنا قولت تمشي ولا لازم أخلي الأمن يرموكي برا..
زدات وقاحته فقالت بعنف:
_ احترم نفسك إنت متعرفش أنا مين وبـ.ـنت مين وبابي ممكن يعمل فيك إيه..!!!
_بابي...!!!
قالها بسـ ـخـــريــة، لاحت على ثغره بسمة واثقة من نفسه، بدأ يتمم حديثه بـ:
_ طب يا بـ.ـنت "حمدي المغربي" باباكي الحنون الكويس اللي ميعرفش عن بـ.ـنته اللي بتسهر في الكبـ.ـاريه وبتروح مع الرجـ.ـا.لة بس اللي على مزاجها للآسف ميعرفش عنك حاجة كل اللي يعرفه هو إنه بيشحنلك الفيزا بتاعتك كل أول شهر بس للآسف واديني يا حلو كتبتلك شيك مقابل الليلة دي عشان أبوكي دخل صفقة غير مربحة ودخلها عشان يلعب مع الوحش فدا كان عقـ.ـا.به خسر نص فلوسه يا حـ.ـر.ام
تركته وغادرت من أمامه بعد أن أخذت ذاك الخبر، شعرت بأنها تريد قــ,تــله ولكنه قوي، يمكن أن يوقفها بأقل مجهود.
تاكد بأنها غادرت، ليقوم بعد ذلك من مكانه، ويحضر نفسه حتى يغادر لعمله، أخرج من دولابه بدلة شـ.ـديدة السواد، وضعها على الأريكة ومن ثم دلف إلى المرحاض ليأخذ حماما ساخن...
.........................................
في تلك المنطقة الراقية، في منزل بسيط للغاية كل شيءٍ فيه بذوقٍ عالٍ، تحديداً في غرفة النوم الخاصة بتلك الشقة، كانت هناك فتاة غافلة بـ.ـارهاك على الفراش، تستمتع بنومها ولكن لحظة شروق الشمس بالنسبة لها عـ.ـذ.اب حيثُ تفتح الستائر المغلقة، تبغض اسمها الذي يخرج من فم المربية الخاصة بها حين تقوله بلهجة أمر:
_ "ملاك" قومي بلاش كسل يا بـ.ـنتي شغلك مستنيكي.
بتلقائية تضع الوسادة على رأسها حتى تهرب من ضوء الشمس ونداء المربية لها، اعتادت أن تفعل هكذا كل يوم..
اقتربت منها المربية الخاصة بها بعد أن تأففت بقوة قائلةٍ بصراخ بعد أن أخذت الوسادة منها:
_ "ملاك" قومي يالا..!!
جذت "ملاك" على نواجذها بغـــضــــب طفولي، فتحت عيناها الجميلتان والتي تتميز بلون الرمادي، تنهدت بقوة قبل أن تقوم بعنف قائلةٍ لها بحـ.ـز.ن:
_"ملاك" "ملاك" مفيش غيري طبعاً فجاية تصحيني يا "سامية" والله حـ.ـر.ام نفسي أنام أنا يعني ولا في الشغل راحمني ولا البيت..
أومأت لها المربية "سامية" برأسها وقالت بحنو:
_ عشان إنتي أحلى صحفية في الدنيا فلازم تتعبي في شغلك ولازم تصحي وتفوقي عشانه...
رفعت سبابتها في وجهها قائلةٍ بوعي:
_إنتي صح..
ثم نظرت لها بقوة وسألتها ببسمة صغيرة عنـ:
_ هي الساعة كام؟
ردت عليها بفتور فهي تعلم مالذي ستفعله بعد أن تعلم إلى أي حد وصلت الساعة:
_ الساعة ٧.٣٠ بالظبط
انتفضت "ملاك" من فراشها بفزعٍ جم، تثاءبت بنعاس فهي لم تأخذ الجرعة الكافية لأي إنسان في نومه، أمسكت رابطة الشعر من على الكومود ومن ثم عقدت شعرها الطويل في شكل ذيل الحصان، دلفت على المرحاض بعد أن قالت بصراخ:
_ حـ.ـر.ام والله يا "سامية" اللي بيحصل دا الواحد ميعرفش يروح الشغل في معاده قولتلك صحيني على ٦ عقبال مالبس وجهز نفسي وأفطر أوف ياربي...
لم ترد عليها "سامية" قط حيثُ بدأت في ترتيب غرفتها الصغيرة والتي تملأها العرائس البلاستكية، والألعاب وكأن تلك التي تسكن بها طفلة وليست فتاة في السن الثالث والعشرون...
توقفت "سامية" عن فعل أي شيء حين سمعت صوت "ملاك" التي صرخت بـ:
_"سامية" الحقيني المية باينها قطعت... سناني فيها معجون ووشي فيه صابون هعمل إيه أنا دلوقتي!!!!...
قهقهت "سامية" بقوة من تصرفاتها، ضـ.ـر.بت كفيها ببعضهما قبل أن تقول بعتاب يومي:
_"ملاك" الأستاذة اللي دائماً ناسية نفسها المطور بتاع حمامك متفتحش يا ناصحة هانم..
ردت عليها "ملاك" بتذكر لما تقوله:
_ أوبس طب معلش يا "سوسو" افتحيه لو سمحت..!!!
نفذت "سامية" ما قالته لها، وبعد ذلك خرجت حتى تعد لها وجبة الإفطار...
...................................................
في مكان آخر تحديداً في فيلا "ال عزمي"
استيقظ الجميع على الخبر المشووم، مـ.ـو.ت الأب الروحي للعائلة، لم يتمكن "مالك" حفيده الوحيد أن يتحمل الخبر، والذي يبلغ من العمر خمس وعشرون، لم يستطيع جسده العريض مسنتده بهذا الوقت، فهو لا يستطيع أن يبقى بدون جده الحبيب، اتجهت نحوه زوجة عمه حتى تكن بجانبه حيثُ قالت:
_ بس يا بني متعملش في نفسك كدا قوم وكون صلب إنت الوريث الأول والراجـ.ـل اللي في وسط البنات جدك "عزمي" مـ.ـا.ت بس إنت يا "مالك" موجود معانا..
حبس "مالك" دmـ.ـو.عه التي تعلقت في مقلتيه، عاد ليقف مرة أخرى، رافعًا رأسه، شامخً كما كان يفعل جده، انتظر حتى يخرج الطبيب الشرعي من غرفة جده، فالطبيب الذي أخبره خبر الوفاه قال أن المـ.ـو.ت حادث مدبر..
تقدmت نحوه إبنه عمه الصغيرة والتي مازالت لم تكمل عامها التاسع، كانت تبكي بشـ.ـدة، قائلةٍ له بهلعٍ:
_ أبيه "مالك" أنا خايفة وبعدين هو كدا مش هشوف جدو تاني..
ملس "مالك" على شعرها وقال بحنو لها بعد أن إنحنى على أقدامه حتى يكون في طولها:
_ حبيبة قلبي كل حاجة هتبقى تمام خليكي واثقة فيا مش إنتي بتحبيني؟
أومأت الصغيرة برأسها فعاد ليتمم ما بدأ في قوله:
_ يبقى يا بنوتي الحلوة روحي على اوضتك ومتخرجيش منها غير أما أجيلك، روحي إفطري يا قمري الصغنن...!!
ثم وبعد إنهاء الحديث معها، نظر إلى زوجة عمه وقال بأمر:
_ طلعى "ريناد" فوق لو سمحت..!!
وافقته على قراره وجاءت بالفعل حتى تصعد ولكنه عاد يواصل حديثه بـ:
_ إطمني على "دنيا" من ساعة ما عرفت الخبر وهي ما بتقوليش حاجة..
_ ماشي يا "مالك"..
صعدت إلى غرفة بناتها، تاركة"مالك" واقف صلب بعد أن فاق من إنهياره من أجل عائلته التي تحتوي من زوجة عمه وبناتها "دنيا" و "ريناد"
خرج الطبيب بتلك اللحظة ليقول ما كان يتوقعه قط:
_ "مالك" بيه...!!!!
.............................................
خرج من المرحاض الخاص به، وارتدى كسوته،ظبط شعره، ثم خرج من منزله، تجمع الأمن خلفه، فهناك من سيفتح له السيارة، ومن يحرصه، أوقفه أقرب شخص له من الأمن من يكن السند له في أعماله، قائلاً له بلهفة:
_ "جبل" بيه وصلنا خبر بإن السيد "عزمي" جد صديق حضرتك تعيش إنت...
جحظ "جبل" به، وقام بإزالة نظارته الشمسية، لتظهر عيناه الحدتان المرعـ.ـبتان برغم من أن لونهما أخضر، كالأزهار والنباتات، ولكن الجمال لا يكتمل، كور يده الكبير حتى يضـ.ـر.ب بها حائط المبنى وكأنه يستعرض قوته حيثُ أنه عريض المنكبين، متوسط الطول، "جبل" المنشاوي أكبر رجل الأعمال برغم.من صغر سنه، الذي لم يصل للثلاثين؛
لا يطلب المساعدة من أبيه برغم من كونه ثري ولكن لا يحب أن يقول أحد أنه عظيم بسبب والده...
تحدث أخيرًا بعد صمته الذي طال :
_يالا بسرعة على بيت ال "عزمي"
أومأ الحارس له برأسه ومن ثم أسرع حتى يفتح له سيارته الفاخرة؛ حرك. السائق مكبحها وإنطلق إلى منزل صديق رب عمله...
بداخل السيارة كان يحاول "جبل" أن يهاتف "مالك" ولكن المحاولة فاشلة حيثُ لا يجيبه أحد..
صرخ بشـ.ـدة :
_ أوف رد بقى يا " مالك"
_إن شاء الله هيكون بخير يا فنـ.ـد.م...
كان هذا ما خرج من فم حارسه ولكنه تجاهله وقال بأمر :
_ خلص يا بني آدm كل دا في الطريق بقالك خمس دقايق سايق وموصلتش ..
نظر له السائق باستغراب قائلًا بخفوض:
_ يا فنـ.ـد.م خمس دقايق وبأقصى سرعة يعني دا وقت الطريق.
جذ "جبل" على أنيابه حين قال :
_ غلطان وبتجادلني إنزل ..
ثم وبعد أن قال هكذا وقف السائق السيارة بخــــوف، لينزل "جبل" من المقعد الخلفي ويصعد لمقعد السائق مستعد للإنطـ.ـلا.ق ، واصل كلامه بثقة :
_ خمس دقائق وهوصل هناك إركب مكاني وشوف يا "عباس" افندي ..
............................................
خرجت "ملاك" من غرفتها واتجهت نحو منضدة الطعام تنهدت بقوةً قبل أن تقول بحـ.ـز.ن:
_ ت عـ.ـر.في بابا وماما وحشوني أوي الواحد بيكره الوحدة وأنا انكتب عليا أرافقها لولا وجودك أنا كان حصلي حاجة
أمسكت "سامية" يدها بحنو وقالت :
_ وأنا مليش غيرك يعني إنتي الدنيا عندي وما فيها يا "لوكا" يالا حبيبتي إفطري عشان تجهزي وتبقي قادرة تفوقي في الشغل..
هزت "ملاك" برأسها لتمسك بعد ذلك قطعت الخبز وتضع عليها بعد الجبن والخضار وتبدأ في تناولها، انهت طعمها وقامت بعد أن تناولت رشفة من عصير البرتقال، اتجهت نحو المرآة حتى تتمم على مظهرها حيثُ أنها تركت لشعرها العنان
تحسست بشرتها السمراء وابتسمت لأنها تذكرت والدها حين كان يخبرها بـ:
_ أخدي الجمال كله من أمك وخدي عني السمار فعملتي مزيج شرقي رائع يا طفلة..
كم تشتاق إليهم، مر ثلاث سنوات على مـ.ـو.تهم ولازال ألــم الفراق صعب وكأنهم أختفوا في الليلة الماضية..
أخذت زفيرها لتخرج كل العـ.ـذ.اب التي تمر به، حاولت أن تمنع تلك الدmعة اليتيمة التي تقف على جفنها، أمسكت أوراق المناديل لتزيلها..
ثم قالت بصياح:
_ سوسو أنا ماشية يالا سلام..
_ سلام يا حبيبة قلبي...
هذا ما قالته "سامية" والتي قامت من مكانها ونظرت في صور أهل "ملاك" قائلةٍ بحـ.ـز.نٍ :
_ الحـ.ـز.ن اللي شايله "ملاك" في قلبها كبير يا سيد "ناصر" حاسة إنها وحيدة وأنا بقالي مدة حاسة بحاجة غريبة هتحصل وياعالم هي إيه ؟
............................................
للتو خرج الطبيب وبصدmةً قال :
_ للآسف يا "مالك" بيه المتـ.ـو.في مـ.ـا.ت مسموم ولازم نبلغ حالًا و "عزمي" بيه يدخل تشريح..
_ لا....!!!
صرخ "مالك" بها بقوةً لتتحول عيناه الحمروتان إلى الشرار وكإن النيران تخرج منها بشـ.ـدة، رد عليه الطبيب الذي كان يعارض لأمره :
_بس يا فنـ.ـد.م لازم نعرف المصدر دي حاجة ما ينفعش أبدًا نسكت عنها...
جذ "مالك" على نواجذه بحد، رفع سبابته ليقول بعنف وتحذير :
_ أنا خلصت كلامي معاك المبلغ اللي عاوزه هيتكبلك أهم حاجة جدي يدفن بخير وأما في حكاية التسمم فأنا مش هيغمض ليا جفن غير وأنا عارف إيه اللي حصل ولو مطعم هقفله ولو كان حد قاصد فهو هيمـ.ـو.ت أهم حاجة محدش أبدًا يعرف حاجة...
أومأ الطبيب برأسه بعد أن تنهد بخيبة الأمل في إقناعه، غادر من أمامه، لتبدأ مراسم التغسيل...
دلف إلى الغرفة محاولً ألا يبكي حيث أنه أجبر دmـ.ـو.عه أن تجف، تحدث بقسوةٍ :
_ وغلاوتك عندي يا غالي ليجيلك حقك ربنا يرحمك يارب ويجعلك في الجنة يا غالي ...
إقترب منه الخادm الخاص به وقال :
_ "مالك" بيه "حازم"باشا والدك اتصل وبيقول إنه مش هيقدر يجي لإن عنده شغل وبيقول خليك إنت مع مرات عمك وبناتها وإنهي مراسم العزاء
.........................................
أوقفت محرك سيارتها أمام جريدة "...." التي تعمل بها، ولكن وقبل أن تصعد مرت سيارة من جانبها بسرعة فائقة ولسوء الحظ كانت هناك مياه على طريق السير فتبللت ملابسها مما جعلها تصرخ بشـ.ـدة :
_ حـ.ـيو.ان ماشي لا وكمان عديم الذوق والله لعلمك درس يا حـ.ـيو.ان
نظرت للوحة السيارة فحفظت رقمها حيث أنها تتصف بالذكاء وسرعة الحفظ..؛ أغمضت عيناها بإستياء وكانت ستغادر ولكن سمعت صوت صاحب الجريدة يناديها بصرامة :
_ أستاذة "ملاك" حضرتك راحة فين ومطلعتيش للشغل ليه...؟؟؟
التفت له بصدmة فكانت تتمنى ألا يراها أحد من العمل ولكن رأها من تبغضه بشـ.ـدة..
ابتسمت له وقالت بتـ.ـو.تر :
_ أستاذ "فؤاد" أسعد الله صباحك يا غالي عامل إيه ؟
نظر لها بحد ثم قال بصراخ :
_ إنتي أشطر صحفية وبرغم من كدا متهورة ومتأخرة
ابتلعت ما.في حلقها وحدقت به بقهر وقال بحنق :
_ يافنـ.ـد.م إحنا مظهر الجريدة وواحد مش كويس ماشي بعربيته فبهدلني هروح أغير وأرجع
_ امم لا تروحي تغيري وتجهزي عاوزاك تروحي شركة وبيت "حمدي المغربي " عاوزين نفهم إزاي خسر وترجعي تروحي لشركة "جبل المنشاوي" وت عـ.ـر.في إزاي قدر يكسب الصفقة ويخسر "حمدي" نص أملاكه أخبـ.ـار رجـ.ـال الأعمال لأزم تكون متكملة قبل أي حد عاوز باقي الصحف يقلدونا عاوزك كمان...
قاطع أحبال ما يقول حين رن هاتفه وأخبره أحد شيءٍ ما جعله يقول :
_ إيه طيب برافو عليك تمام سلام...
قفل الهاتف مع المتصل ليقول بأمر :
_"ملاك" إنسي اللي قولته عشان "عزمي النصراوي" مـ.ـا.ت وهتروحي تغطي أحداث العزاء وبكرا هتروحي للشركتين يالا يا أستاذة...عاوز أعرف مـ.ـا.ت إزاي وإيه اللي بيحصل في بيته تمام...
أومأت برأسها بعد أن كورت يدها بغـــضــــب قائلةٍ بطاعة:
_ تحت أمرك يا فنـ.ـد.م عن إذنك
صعدت سيارتها وبدأت تحرك مكبحها، ظلت تسب وتلعن في هذا المدير الذي لا يرحم قط...
..............................................
وصلت سيارة "جبل" أمام منزل ال "عزمي"وبالفعل كما قال في سرعة؛ نزل منها يهرول نحو المنزل بعد أن صفها وقال بجموح للسائق :
_ لولا إني في ظروف كنت قولتلك خد حسابك وأمشي أنا مش أحسن منك عشان أوصل في خمس دقايق
رد عليه "عباس" بإعتذار:
_ آسف يا فنـ.ـد.م مش هتقرر تاني
تجاهله ودلف لصديقه؛ كان سيسأل عنه الخادm ولكنه سمع صوته الصارخ يأتي من غرفة جده؛ أسرع للغرفة وفتحها قائلًا بهدوء:
_ إهدأ يا صحبي دا نصيبه من الحياة
_ذنبه إيه يا "جبل"عشان يخلف ابن زي أبويا اللي عشان صفقاته ومش قادر يحضر العزاء هو مغلطش لمَا قال إن ولاده مـ.ـا.توا هو كان صح...
حـ.ـضـ.ـنه "جبل" بقوة ومن ثم هتف بحب :
_أنا وإنت والبنات كل حاجة له يالا يا حبيب أخوك قوم كدا
همس في أذنه بقهر :
_جدي مـ.ـا.ت مسموم يا "جبل" !
نزل الخبر على أذن "جبل" كالصاقعة ، ابتلع ما في حلقه وقال بوعد :
_ والله لأعرف إزاي دا حصل بس دلوقتي لازم نغسله وندفنه عشان العزاء
انكمش حاجب "مالك" باستغراب ألقى سؤاله بفضول :
_ إزاي عرفت الخبر أنا جدي مـ.ـا.ت الصبح يعني الخبر لسه داخل حيطان البيت
_مش عارف بس ممكن خدام أو مرات عمك اتصلوا بحد أو "دنيا" كلمت صحابها وتلاقيه كمان وصل للصحافة..

...................................................
حل الليل سريعًا، نُصب صوان كبير في حديقة المنزل، تجمع الراجـ.ـل فيه، كان صوت المقرء عـ.ـذ.ب؛ وقف "جبل" ومعه "مالك" لإستقبال الأقارب، كانت العبرات متجمدة في عيناهم التي كانت تحمل الحـ.ـز.ن، تقدm والد "جبل" السيد "جلال المنشاوي" حتى يصافح "مالك" قائلًا له بصلابة :
_مش عاوز أشوف أي نظرة حـ.ـز.ن في عينك إنت كبير عيلتك خليك قوي
هز "مالك" رأسه ورد عليه بـ:
_ حاضر يا عمي..
لمح "جبل" شيءٍ ما فقال بستأذن:
_ طيب بابا "مالك" ثواني وجاي
سأله والده باستغراب:
_على فين!
لم ينتظر أمامه حتى يجيبه، فقط هتف بـ:
_خليك مكاني دقيقة
ذهب باتجاه سياراته وعيناه حدتان وكأنه وجد فريسته، تحدث بغـــضــــب:
_ إنتي مين وبتعملي إيه هنا•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
يتبع<<<<<<
استدارت بخــــوف فلقد فزعت من الصوت الغاضب؛ حاولت أن تبين قوتها وتصرخ وتقول بأنها تبحث عن عديم الأخلاق الذي تسبب في جعل ملابسها تتسخ، إبتلعت ما في حلقها بهدوء ثم وبيدها أشارت نحو السيارة وقالت بجدية:
_بشوف أرقام العربية دي..!
رفع حاجبه بصدmةٍ؛ واضعًا أنامله على أنفه مانعًا ظهور ابتسامته الساخرة، لوى فمه قبل أن يقول باستهزاء:
_عينوكي إمتى في المرور حضرتك
استدرات له رافعة رأسها وبتحذير قـ.ـا.تل وضعت سبابتها نحو وجهه قبل أن تقوله :
_مش مسموح ليك أبداً تكلمني بالطريقة دي إنت متعرفنيش وبعدين إنت مالك شكلك خدام هنا أو من الأمن...
لم يستطيع أن يمنع نفسه من الضحك، تقدm خطوتان فقط نحو السيارة ثم فتحها وجلس بها ليبدأ في تحريك مكبحها تحت نظراتها المذهولة، تيقنت بأنه هو عديم الأخلاق، جذت على نواجذها بغـــضــــب قائلةً بانفعال:
_يعني إنت عديم الأخلاق اللي بوظ لي هدومي الصبح وبوظ يومي.
استغرب من حديثها فرد بـ:
_هدوم إيه إنتي شكلك هبلة..!
ثم توقف عن الحديث ليبحث عن أي شخص من الأمن ولكنه عاد يحدق بها حين سمعها تقول بحد:
_ الصبح في حدود الساعة تسعة قدام مقر الصحافة اللي بشتغل فيه حضرتك وبعربيتك اللي كنت بتسوقها بسرعة خليت هدومي عبـ.ـارة عن مية متوسـ.ـخة من الشارع.
تذكر الطريق الذي سار منه بأقصى سرعة وجاء المشهد في مخيلته مرة ثانية حيثُ أن الحارس قال له بأن سرعته جعلت الماء تأتي على أحدهم ولكنه لم يبالي لهذا قط.
فاق من التفكير فيما حدث، تأفف قليلاً وبعدها قال ببرود:
_والمطلوب يعني.
_الإعتذار اتفضل إعتذر
قالتها "ملاك" بكـبـــــريـاء ولكنه صدmها بما فعل حيثُ قال:
_ والله تصدقي إنتي بتحلمي بحاجات إنتي سخنة صح..!
_ها ها ها لا مش سخنة ولا بحلم...
رفع حاجبه بتحدي وقال:
_ أصلي إفتكرتك سخنة بصي بقى أنا مش هبرر موقفي ومش هعتذر واللي عندك أعمليه.
فتحت فاهها باندهاش من أسلوبه، ظنت بأنه سيقول لها آسف ولكنه بالفعل كما لقبته عديم الخلاق، تمنت لو قابلت والديه حتى تعانفهم على تلك التربية المنحطة التي يتمتع بها ابنهما، فاقت على صوته الخشن قائلاً بصلابةً:
_وقفتي واتكلمتي ورغيتي كتير وصدعتيني وفي الآخر معرفتش جاية هنا بصفتك إيه ومين.
تنهدت بقوةٍ وحاولت ألا ترد بعدm إحترام، كانت تصبر نفسه بأن أخلاقها غيره تمامًا فيجب أن تتعمل بأدب حسب بيئتها التي ترعرعت بها:
_أنا صحفية من جريدة (......) وجاية أغطي أحداث العزاء...
أومأ برأسها وأردف بجمود :
_والله لبستي وجيتي على الفاضي ومفيش جديد عزاء زيه زي أي عزاء هتكتبي مين كان موجود بصي مش بحب أخليه حد ينقطع عيشه روحي خديلك كام صورة وأمشي وياريت ماشوفش الخلقة اللي عكرت مزاجي أكتر ماهو متعكر...
لقد نفذ صبرها التي قيدته حتى تتعامل معه، ولكن عجرفته زادت، وذوقه المنحط أصبح في مقياس النملة،ضعطت على أنيابها وقالت بكره:
_ بجد إنت قليل الذوق ومش محترم
_شكراً من ذوقك
كان هذا رده عليه بكل استفزاز، جعلها تضـ.ـر.ب قدmها بالأرض كالأطفال، جاءت حتى ترحل من أمامه ولكنه قال ببرود وكأن حديثه جاء من لوح ثلج كبير:
_ اه نسيت أقولك
استدارت حتى تسمع ما سيقوله ولكنها تفاجئت بكلامه المستفز:
_جزاكي الله الخير يا أختاه صحيح اسمك إيه ولا مش مهم هسميكي الرغاية الغاضبة حلو الاسم ولايق عليكي.
تمنت لو تقــ,تــله ويكون هذا العزاء لفردتان وليس لفرد، وتكتب حادث قــ,تــل في أول صفحات الجريدة وستكبر العنوان كفتخار بنفسها على ما فعلته...
كورت يديها بغـــضــــب شـ.ـديد، ولكنها لم تقول ولم تفعل شيء، تركته ورحلت من أمامه...
أردف بضيق:
_صنف معفن الحمدلله إنك مدخلتيش مزاجي وإلا إيه يخليني أستحمل ليلة كاملة معاكي يا رغاية هانم...
انسحب من جانب سيارته، وعاد يقف مع "مالك" الذي قال باستفسار:
_ في إيه يا "جبل"؟ كنت فين كل دا بقالك نص ساعة لحظت إنك كنت واقف مع بـ.ـنت بالله لو دي واحدة جديدة عاوزها بلاش النهاردة بالذات مـ.ـو.ت جدي مش عاوز يحصل حاجة وحشة فيه
هز"جبل" رأسه بهدوء ليقول بعد ذلك بحـ.ـز.ن:
_ هو مش جدك لوحدك يا "مالك" وحـ.ـز.نك قد حـ.ـز.ني متقلقش...
.................................................
كانت تجوب المكان يمينٍ ويسارًا؛ تبكي بشـ.ـدة على ما حدث معها، خمس عشر عامًا وهي بتلك المصح النفسي برغم من أن عقلها سليم من أي مضعفات؛ تنهدت بقوة مخرجة زفيرها بضيق شـ.ـديد يحمل نيران الانتقام، التفتت لتلك التي تقول لها بنبرة تساؤل :
_ مدام "فوقية" قولي لي إيه اللي خلاكي كل دا هنا برغم من إن عقلك سليم تمامًا
ابتلعت "فوقية" ما في حلقها؛ هذه السيدة شـ.ـديدة الجمال عيناها وبرغم علامـ.ـا.ت الحـ.ـز.ن والخذلان التي تحملهم مازلت تسحر من ينظر لهم، حاولت ألا تبكي حيثُ أنها أجبرت دوعها أن تجف.
تكلمت أخيرًا ولكن بقسوة ردت بـ:
_القسوة والجبروت رموني هنا أنا عقلي سليم حاولت وبرغم من دخولي للمكان دا أخليه سليم لكن نفسيتي صفر في المية كان ممكن اتجنن بس مسكت نفسي وفي كل يوم مر هنا كنت بقول هطلع عشان اللي بيحبوني بس متوصي عليا إني مطلعش وأفضل هنا.
ابتسمت لها الطبيبة وقالت:
_إزاي دا إنتي مسموح ليكي تخرجي طالما عقلك سليم
قهقهت "فوقية" بسـ ـخـــريــة وعادت تتحدث بنبرة ثقة:
_كل واحد بيشتغل هنا بياخد فلوس عشان ابقى مـ.ـجـ.ـنو.نة مدير المتشفى قابض ومقبضهم حاولوا كتير عشان ابقى مـ.ـجـ.ـنو.نة أخدت جلسات كهرباء بس عشانهم بقيت بعافر عشان مـ.ـا.تجننش
صمتت قليلاً حتى تخرج زفيرها ثم تكلمت متممة ما كانت تقوله ولكن بنيرة بها نغزة قـ.ـا.تلة متيقنة ما سيحدث:
_بتبصي كدا ليه وفري دmـ.ـو.عك اللي في عينك كل دكتور قعد مكانك كانت شفقته بتقــ,تــلني وفي الآخر كان بيبقى زيهم بيكتب مـ.ـجـ.ـنو.نة مية في المية وينكتب عليا حبسة جديدة ودا اللي هتتجبريه عليه يا دكتورة
قامت الطبيبة "لميس" تلك الفتاة السمراء التي تتميز بطيبة قلبها، جلست بالمقعد المقابل لها ومدت يدها قائلةٍ بوعد :
_أقسم بالله العظيم ولو هخسر فيها مهنتي لهساعدك وهكون زي بـ.ـنتك اللي مش هتوافق إن أمها تكون مكانك دا وعد مني والله
مالت عليها "فوقية" لتهمس بنبرة ساخرة بـ:
_كلهم قالوا كدا والمرة دي أنا واثقة إنك زيهم رني الجرس خلي الممرضة تيجي تاخدني خليني أروح أوضي مستسلمة للوضع اللي أنا فيه مش مستعدة أخد جلسة كهرباء.
حاولت بكل قوتها أن تقنعها ولكن فشلت كل الطرق، قامت "فوقية" من مكانها ورحلت تحت أنظارها المذهولة...
تنهدت "لميس" بتعب وقالت بثقة:
_طول ما فيا نفس بيطلع مني هحافظ على حلفاني اللي قولته أما إتخرجت وصدقيني مش هسمح بأي لحظة ظلم...
.....................................................
في العزاء الخاص بـ ال عزمي
بداخل صوان النساء، كانت "دنيا" صامتة لا تبكي وكأنها دخلت في صدmة عصبية جعلتها هكذا، حاول الجميع التحدث معها حتى والدتها قالت بحـ.ـز.ن:
_ يابـ.ـنتي عيطي إتكلمي قولي حاجة
كانت "ملاك" تراقب أفعالهم، تسمع همهمـ.ـا.ت الحضور وتسجلهم بداخل عقلها، شعرت بأن "دنيا" تقترب من الحالة التي وصلت لها في مـ.ـو.ت أبويها، استدارت بتركيز حين سمعت صوت طفولي صغير يصـ.ـر.خ بحنو:
_"دنيا" عشان خاطري إتكلمي عشاني فوقي أنا مليش غيرك جدو راح الجنة ليه بتعـ.ـذ.بيه كدا.
حاولت "ملاك" ألا تبكي على حال الفتيات، أخرجت زفيرها بحنق، بدأ الضيوف يرحلوا، وأوشك العزاء على الانتهاء ومازالت "ملاك" جالسة لا تريد أن ترحل، شعرت بأنها يجب أن تمد يد المساعدة لتلك الفتاة، يجب أن تصبح صديقتها فالوحدة التي تشعر بها كوحدتها فإذا شاركتها ممكن أن تتعالج، لا تريد أن تجعلها تمر بنفس الأيام التي مرت بها.
إقتربت منها وبدأت تتحدث:
_"دنيا" ت عـ.ـر.في اللي اسمك في معنى
رفعت "دنيا" رأسها، مما جعل "ملاك" تواصل حديثها بدعم:
_أيوا إنتي دنيا لناس كتير هنا مامتك وأختك وابن عمك وصحابك حتى أنا اللي منعرفش بعض حساكي دنيا ليا
من تلات سنين بابا وماما مـ.ـا.توا يعتبر العيلة خلصت مفضلش فيها غيري أصبحت وحيدة تماماً بس رجعت وفوقت عشان كان ورايا حلم وورايا مربية خلت عمرها كله عشاني ماسبتنيش ولا لحظة قومي عشان أي نقطة ليكي في الحياة عاوزاكي لو اتكـ.ـسرنا في كل حـ.ـز.ن صدقيني يبقى ولا لينا لازمة كل واحد منا له سببب في الحياة وطالما إنتي فيكي نفس يبقى تقدري تنجي وتعيشي وتساعدي وأسباب وجودك لسه مخلصتش فخليكي دايما قوية...
دmعت عين "دنيا" بقوة، بل إنهرت بتلك اللحظة أسرع "مالك" لها والذي سمع حديث "ملاك" وكان معه "جبل"
حملق بها قبل أن يأخذ إبنة عمه في أحضانه قائلاً لها بشكر:
_شكراً ليكي يا...
توقف عن حديثه حيثُ أنه مازال لا يعرف اسمها، مما جعلها تبتسم وتقول:
_ "ملاك" صحفية في جريدة(......) جاية أغطي أحداث العزاء وصدقني أنا معملتش غير اللي لو حد في مكاني هيعمله و"دنيا" بجد مشكلتها زيي
أنهت كلامها بعد أن ختمته بـ:
_همشي أنا بقى لإني إتاخرت عن إذنكوا
ابتسم لها "مالك" مما استفز "جبل" الذي قال بغـ.ـيظ:
_سبحان الله ما إنتي ذوق أهو وبتتكلمي حلو أمال معايا عاملة زي الرغاية الغاضبة ليه...
بدأ الجميع يراقب نقاشهم، تأففت "ملاك" ثم وضعت سبابتها بوجهه وقالت ببرود:
_هما ذوق لكن إنت المفروض تتربى من جديد وأياك شوف إياك تتدخل في مواضيع ملكش فيها...!
لقد لعبت في عداد عمرها، دخلت في غابة دون أن تعلم ولم تكن كأي واحدة فتوعد مع نفسه أن يقطع لسانها السليط، أمسك بسبابتها وقال بحد:
_دي عيلتي وبالنسبة إني مش ذوق فأنا مش ذوق أما التربية فمش أنا لوحدي اللي عاوزها ووعدك إنك على إيدي هتتربي...!
صفقت له بإنفعال وقالت بسـ ـخـــريــة:
_لا خــــوفت والله اترعـ.ـبت مين إنت أصلاً عشان تربيني أنا أربيك وأربي عشرة زيك وأنا أصلاً متربية غـ.ـصـ.ـب عنك
رفع حاجبيه وعاد يتحدث بإصرار:
_هنشوف يا قطة كانت مشكلة عربية وكانت هتتحل بس لسانك طوله زايد حتة عاوز يتقطع
أمسكت حقيبتها ورحلت من أمامه، تحدثت زوجةالعم بعتاب:
_يابني دي ضيفة ليه كدا يا "جبل"
نظر لها بغـــضــــب وقال:
_تستحق أنا مفيش حد يقف قدامي ويكلمني بالطريقة دي هي بتنسى نفسها...
جذبته "ريناد" من بدلته حتى ينزل لمستواها، فقال بتساؤل:
_عاوزة إيه يا "ريناد"!؟
ربعت" ريناد" يدها لتقول بضيق وتأفف طفولي:
_وهي لحقت يعني دي لسه أول مرة نتعرف عليها انهاردة
تنهد "جبل" بحرارة قبل أن يقول بصرامة:
_"ريري" مـ.ـا.تتدخليش في حاجة أكبر منك
بعد أن أنهى حديثه تقدm وأقترب من"دنيا" وقال بحب:
_جدي في مكان أحلى من هنا هو في مكان كله حق مفهوش لحظة خيانة واحدة فبلاش صدmتك دي إنتي عارفة إنك غالية عليا أنا أخوكي يا بت إنتي مش لوحدك أنا و"مالك" وأمك وأختك جنبك.
جلس معهم بتلك الليلة، فبرغم من قسوة قلبه إلا أن تلك العائلة لها فضل كبير عليه فوحدته لم تكتر في حياته حيثُ دخلوها ببهجة وسعادة...
........................................................
ذهبت إلى منزلها والغـــضــــب يملؤه قلبها، ظلت تسب وتلعن في هذا الشاب الغليظ، فتحت باب شقتها لتجد أن المربية مازالت تنتظرها، لم تلقي عليها السلام واتجهت إلى غرفتها مما جعل "سامية" تقلق وتقول بذعر:
_مالك يا "ملاك"!!؟
توقفت"ملاك" عن السير وبدأت تسرد لها ماحدث مع هذا الغليظ،صرخت بغـــضــــب:
_عديم الأدب بـ.ـارد وتنح
ردت عليها "سامية"ببساطة:
_مش هتشوفيه تاني يا بـ.ـنتي فخلاص ولو شوفتيه تجاهلي التعامل معاه
أخرجت"ملاك"زفيرها براحة قائلة بيقين:
_صح إنتي عندك حق و....
لم تكمل حديثها حيثُ قاطع محور حديثها رنين هاتفها برقم صديقتها المقربة، ردت على الفور بسعادة:
_قلبي يا قلبي والله بقالك كام يوم في بالي وكنت هتصل اطمن بس في ظروف شغل حصلت ومنعتني
همست الأخرى وكأن هناك أحد يلاحقها لا تريد أن يسمع حديثها:
_أنا في مشكلة يا"ملاك" ومفيش غيرك هيحلها
ردت عليها "ملاك" بفزع:
_مشكلة إيه يا بـ.ـنتي إتكلمي
_هقولك بصي ياست
بدأت تسرد لها مشكلتها وكانت "ملاك" تستمع لها بتركيز، لتنهي الأخرى حديثها وتقول:
_بس وأنا لازم أحلها ومفيش غيرك هيساعدني
تحدثت "ملاك" بثقة:
_ معاكي طبعاً يا بـ.ـنتي متقلقيش لو فيه أي حاجة هساعدك بيها أنا مش هتأخر بس خلصي دورك وصدقيني هدخل بدوري
_تسلملي
قالتها صديقتها قبل أن تنهي المحادثة، تأففت "ملاك" بغـــضــــب وقالت:
_حسبي الله ونعمة الوكيل...!
إنكمش حاجبيه "سامية" باستغراب وقالت بقلق:
_في إيه يا بـ.ـنتي..!!؟
أغمضت "ملاك" مقلتيها حتى تطمئنها، لتردف بـ:
_ مـفيش يا "سوسو" إطمني هروح أنا أنام لإني على آخري وورايا كذا حاجة بكرا لازم أروح شركة "جبل المنشاوي" ورجع أروح شركة "حمدي المغربي" واروح أعمل مقابلة لكل واحد قي بيته
أومأت برأسها وعادت تسألها بـ:
_ طب مش هتأكلي إنتي مأكلتيش حاجة من الصبح
تثاؤبت بنعاس قائلة برفض:
_لا تعبانة مش قادرة صحيني بس بكرا بدري
دلفت لغرفتها متجهة إلى مضطجها دون أن تغير ملابسها لترحل في سبات عميق
....................................................
ذهب إلى منزله بعد أن أطمئن على صديقه وعائلته، بتلك اللحظة رن هاتفه برقم والده السيد "جلال" المنشاوي، تأفف بشـ.ـدة ثم ضغط على زر الرد وبعده المكبر الصوتي ليضع الهاتف على المنضدة، يستمع لما يقوله والده:
_"جبل" برضه هتنام بعيد عني تعالى حتى النهاردة بات معايا...
مد شفتاه إلى الأمام قبل أن يهتف بصرامة:
_إعتبرني مستقل أنا فعلاً مستقل بحالي بنيت نفسي بنفسي بدأت من الصفر وأهي شركتي أضخم من شركتك ومساعدها حياتي ليا لوحدي بقالك خمس سنين كل يوم تعرض عليا نفس العرض وأقولك لا.
أخرج "جلال" تنهيد حار ثم قال بهدوء:
_برحتك بس أختك كانت عاوزة تشوفك خليك فاكر إن أبوك إستحمل عشانكوا وبقى من غير زوجة برضه عشانكوا أختك محتاجة اللي يصاحبها وأنا وإنت بنسب لها كل حاجة تقدر تقولي هي مين هيقعد ويضحك معاها ويكلمها ويحس بيها
ابتسم "جبل" بثقة وقال:
_ماهو إنت لو شاغل بالك بيها كنت عرفت إنت أختي بتكلمني كل يوم وخلي بالك "مرام" جاية عندي أما تسافر.
يعلم والده أنه إذا رفض سينفذ إبنه ما يريد، تحدث بحنق:
_ماشي المهم الصحفية اللي كانت موجودة في عزاء "عزمي" باشا جاية بكرا عشان صفقة نجاحك إتصلوا بالمسؤول عن مواعيدك مردش فأتصلوا بيا وكمان هتروح لحمدي.....
ابتسم "جبل" بانتصار ثم قال لنفسه:
_ حلو أوي هي فاكرة إني مش هشوفها تاني وأهي جاية لي برجلها....
_________________________________
يتبع........................................................
أشرقت الشمس لتعلن عن صباح يوم جديد، وكالعادة لم تستيقظ "ملاك" إلا حين دخلت "سامية" وفعلت ما تفعله كل يوم، ولكن هذا الليلة تشعر "ملاك" بأنها ليست بخير مما دفع "سامية" أن تقول بهلعٍ:
_اعتذري يا بـ.ـنتي شكلك تعبان
لاح على ثغر "ملاك" بسمة صغيرة حتى تجعلها تطمئن ثم قالت بهدوء:
_متقلقيش يا "سوسو" أنا مش تعبانة هما شوية صداع يا حبيبتي بس يالا جهزيلي الفطار خليني أنزل
أومأت "سامية" برأسها بحب ثم خرجت وتركتها تختار ملابسها التي ستذهب بها تلك المقابلة، والتي كانت عبـ.ـارة عن جيب من الكلاسيك لونها أسود وقميص أبيض، أخرجت حذائها الجملي ومعه حقيبة من نفس اللون، ارتدتهم وبدأت في تسريح شعرها لتعقده كذيل الحصان، تنهدت بقوة لتقول بعد ذلك بتـ.ـو.تر:
_ناسية إيه ياربي؟
تذكرت بأنها لم تخرج أشيائها من الكمود ولم تضعها في حقيبتها، بدأت في ترتيبها ثم خرجت لتجد "سامية" جهزت لها وجبتها، ووضعت لها في علبة صغيرة بعد الفواكه، انكمش حاجب "ملاك" باستغراب وقالت باستفسار:
_إيه العلبة دي يا "سوسو" أنا هاكل بس
التفت برقبتها نصف التفتا لتنظر لها بحد وترد عليها بـ:
_حضرتك بتفطري حاجات قليلة وطول اليوم بتشتغلي وبترجعي يا بتتعشي يا لا بقيتي زي اللقمة هتلاقي نفسك فجاة وقعتي من طولك وساعتها أنا هزعقلك
ابتسمت "ملاك" بحب لتخرج من فاهها بعض الكلمـ.ـا.ت بحب:
_خلاص خلاص هاخدهم معايا يا ست
ثم جلست على مقعدها لتبدا في تناول القليل من الطعام، وبعد ذلك تأخذها علبة الطعام وحقيبتها وتردف بـ:
_يالا همشي يا "سوسو" ادعيلي
حملقت بها "سامية" بغـــضــــب لتصرخ بوجهها:
_يا بـ.ـنتي فين أكلك هو لقمتك اللي هتاخرك عن شغلك وبعدين ولا شربتي عصير ولا شربتي لبن
_ما إنتي عارفة مش بحب اللبن بصي هشرب حبة عصير وبعدين لازم أكون خفيفة قبل ما أمشي وروح الشغل
يائست معها فهي تعلم بأن "ملاك" عنيدة جداً، قامت حتى توصلها إلى باب الشقة، بعد أن وصتها بـ:
_النهاردة بالذات خلي بالك من نفسك عشان شكلك تعبان ولو حسيتي بأي تعب ارجعي بسرعة
قهقهت "ملاك" بشـ.ـدة من تصرفات المربية معها لتصرخ بمزح:
_حاضر حاضر والله هما شوية صداع بس
_ماهو الصداع دا من قلة الأكل عرفتي
رفعت "ملاك" أنفها لتداعبها ثم وضعت يدها على خدها لترد عليها بشقاوة:
_ها ها ها دا تفكيرك دا أنا باكل كتير وبعدين يا قلبي لازم الواحد يحافظ على وزنه وجـ.ـسمه
تركتها بعد إنها حديثها وذهبت إلى المقابلة التي تنتظرها، ابتسمت "سامية" التي قالت بدعاء:
_ربنا معاكي يا بـ.ـنتي و يوفقك يا حبيبتي
....................................................................
في فيلا آل عزمي
+

استيقظوا جميعاً وجلسوا على مائدة الطعام، مازال الحـ.ـز.ن يسكن قلبهم، كان "مالك" ينظر للجميع بشك، يريد أن يعلم من وضع السم بطعام جده، تحدثت "دنيا" بفضول مما جعله ينتبه لها:
_"مالك" إيه اللي شغلك وليه بتبص للكل كدا
ابتسم "مالك" لها ثم وقبل أن يرد حدق بخادmه وأمره بـ:
_دوق كل الأطباق اللي قدامنا يا "محسن"
تقدm بالفعل "محسن" وتذوق من جميع الأطباق، ليتأكد بعدها "مالك" بأن الطعام لم يحمل مكروه، بتلك اللحظة أشار لهم بأن يأكلوا، ثم عاد يتحدث مع "دنيا" بحنو:
_مفيش يا حبيبتي بس خايف عليكوا مش أكتـ...
توقف عن حديثه حين صدر صوت هاتفه وكان المتصل والده، ابتسم بسـ ـخـــريــة ليمسك بعد ذلك هاتفه ويحطمه مما جعل زوجة عمه تقول بغـــضــــب:
_مالك يا "مالك" في إيه يا حبيبي ومين اللي اتصل
_أبويا اللي ما يستحقش ارد عليه اللي عمله ما جدي هعمله معاه يا طنط "عبير" أنا لسه مضايق منه..
قامت "عبير" من مكانها لتتقدm باتجاهه متحدث بحنو:
_لا يا حبيبي مينفعش كدا يا "مالك" اللي بتعمله دا غلط أنا مش حابة حد فيكوا أبداً يشيل الحـ.ـز.ن او الحقد في قلبه فاهمين
قبل "مالك" يدها متحدث بفخر:
_هفضل فخور إنك من عيلتي إنتي بتقفي جنب العيلة في كل الظروف عمرك ما مليتي أخدي بالك مننا كلنا أنا بحبك يا "بيرو"
ملست "عبير" على شعره ثم قبلت رأسه وعادت حتى تجلس بمكانها، بهذه اللحظة دخلت "مرام" والتي لم تقدر على حضور العزاء بسبب أنها تمرض حين تجلس في عزاء والجميع من حولها يصـ.ـر.خون، تشعر بأن قلبها يتمزج، قامت "ريناد" بصراخ طفولي:
_"مرام" جت أيوا بقى!
استدار بتلك اللحظة "مالك" ليجد صغيرته التي تتميز بقصر قامتها، بشرتها بيضاء، شعرها أسود ينسدل حول رقبتها، تقدmت للأمام وبكل حـ.ـز.نٍ قالت:
_آسف والله كنت هاجي امبـ.ـارح بس مقدرتش وبابي قال روحي بكرا فجيت أول ما الشمس طلعت إنتوا عارفين قيمتكوا عندي
تنهد "مالك" الذي قال باقتضاب:
_اقعدي افطري يالا
لم تبالي له فهي تعلم شخصيته حين يحـ.ـز.ن، انحنت حتى تحـ.ـضـ.ـن "ريناد" وبعد ذلك سلمت على "عبير" بحب ثم قالت بهدوء:
_البقاء لله يا طنط وربنا يجعلها آخر الأحزان
ابتسم "مالك" بسـ ـخـــريــة ليرد عليها بيقين:
_للآسف هي مش آخر الأحزان
حملقت به "مرام" بصدmة، فما الذي اضحكه وما الذي يقوله، ايرد أن تكون عائلته في عـ.ـذ.اب وحـ.ـز.ن، ردت عليه باستفسار:
_مش فاهمة يا "مالك" هو إنت عاوز حياتكوا يكون فيها حـ.ـز.ن
قام من مكانه ثم أشار لها أن تجلس وهتف بـ:
_عشان كلنا هنمـ.ـو.ت يا "مرام" بلاش ساذجتك دي الدنيا عـ.ـذ.اب والفرح فيها مش هيخلص ولا حتى الحـ.ـز.ن وبعدين دا نصبنا في الحـ.ـز.ن كبير أوي حتى ما بنلحقش نفرح اقعدي كلي
حديثه صحيح لا أحد يعلم كم تنزف بسبب كل حـ.ـز.ن بداخلها بالفعل هو على صواب، ابتسمت لـ "دنيا" وقالت بحب:
_البقاء لله يا "دنيتي"
_ونعمة بالله يا "مرام"
جلست بجانبها، تراقب أفعال "مالك" الذي قام واستعد حتى يغادر من الفيلا بعد أن قال بصرامة:
_إحنا هنعزل من الفيلا وهنمشي من غير ولا خدام هنروح نقعد في فيلا جديد جهزوا نفسكوا هنمشي بعد يوم واحد من دلوقتي
....................................................................
وصلت أمام شركة المنشاوي، صفت سيارتها لتحملق بعد ذلك في البناية التي تقف أمامها، حيثُ أنها فاخمة بشـ.ـدة، لا يظهر أن مديرها مازال صغير ولم يساعده أحد، بتلك اللحظة فاقت بل فُزعت حين سمعت من يقول:
_مش معقول بصيتي في عربيتي إمبـ.ـارح وجاي تبحلقي في شركتي عشان بس غرقتك وأنا مستعجل
التفتت له بعد أن ابتعلت ما في حلقها بهلعٍ ثم قالت بخــــوف:
_يا ساتر يارب في حد يتكلم بالطريقة دي مالك وبعدين هو إنت "جبل" بيه المنشاوي صاحب الشركة
مد شفتيه للأمام ثم قال بفخر:
_والله بيقولوا
ليضيف بعد أن صمت قليلاً:
_ت عـ.ـر.في إنك الوحيدة اللي شفتها مرتين في حياتي مع إن دا مش بيحصل مع كل اللي بشوفهم
ابتسمت بسـ ـخـــريــة لترد بعد ذلك قائلةٍ باستفزازٍ:
_والله أنا كنت بتمنى إني ما شوفكش أولاني عشان أشوفك تاني ولو أعرف إنك "جبل" لكنت والله اعتذرت عن المقابلةوخليت حد زميلي يعملها ما علينا ممكن أخد من وقتك شوية عشان أعمل مقابلة معاك
رفع حاجبه بلا مبالاة ليتركها ويرحل بدون حديث، كيف له أن يهينها هكذا، هو ليس إلا عديم ذوق وأخلاق، دبت بأقدامها بالأرض بقوةٍ لتردف بصراخ خافض:
_هتفضل قليل الذوق والله ما عندك دm
ثم ذهبت وراءه حتى تنتهي من العمل التي جاءت من اجله، صعدت معه بنفس المصعد الكهربائي، لتقف بنفاذ صبر تتأفف، مما جعله يقول بنبرة ساخرة:
_اللهم طولك يا روح بقولك يا بـ.ـنت الناس أنا مطلبتش اقبلك أصلاً ولو عاوزة تمشي وتبعتي زميلك عادي وخليكي واثقة إنتي لو راجـ.ـل كنت ذليته عشان ياخد معلومة بس معملتش معاكي كدا فتعدلي معايا
لم تهتم لحديثه، بل واقفت المصعد قبل الطابق الذي يتقن مكتبه فيه، خرجت منه تحت أنظاره المندهشة، هذه أول من بغضته ولم تحب حتى وسامته ولا قوته، متمردة بطريقة تجعله يضعها بجمجمته وبرغم من أنه لم يعجب بها قط في الليلة الماضية، ولكن يريدها ليس لتعدل له مزاجه وتكون أسيرة فراشه ليلة بل ليعلمها درسًا، يرد أن يخسرها كبريائها وكرامتها، دخل معركته وسينتصر ولم يخرج مهزوم هكذا وعد نفسه، قفل المصعد وعاد يصعد للطابق المطلوب وبالفعل ما هي إلا ثوانً ووصل "جبل" للمكتب الذي كان يأخذ مساحة الشركة باكمالها، تحدث بأمر للسكرتيرة الخاصة به:
_في صحفية جاية ياريت تقول لها إن "جبل" باشا مشغول لتقعدي وتستني لتمشي.
أومأت له السكرتيرة بطاعة، ليدلف بعدها إلى مكتبه
...................................................................
_قصدك إيه يا بني؟
كان هذا ما خرج من فم "عبير" والتي اوقفته قبل أن يغادر، تحدث أيضاً كل من "ريناد" و "دنيا" بنفس واحد:
_لا يمكن نسيب الفيلا دي آخر ذكرة من روح جدو
بصرامةٍ حملق بهم، رفع حاجبيه ثم أشار لهم بأمر:
_هنروح ودا لمصلحتكوا كلكوا ومتخافوش الفيلا الجديد بتاعت جدي وذكرياته كلها فيها.
تشاجروا جميعاً أمام "مرام" التي تحدق به بصدmة، تفكر هل لصاحب القلب الطيب أن يتحول للقسوة بلحظة، فاقت على انتهاء الموضوع هذا بانتصار "مالك" في اقناعهم، لم تقدر على الجلوس أكثر حيثُ صدر رنين هاتفها برسالةٍ ما، قامت من مكانها وقالت باستئذان:
_طب همشي أنا سلام
رفعت "دنيا" رأسها بصدmة، تستغرب رحيلها الباكر، أمسكت أناملها وردت برجاءٍ:
_اقعدي شوية
انحنت، مرام" قليلاً لتقبل رأسها وتهمس لها بـ:
_معلش يا "دنيا" لازم أمشي وهجيلك تاني والله بس في الفيلا الجديدة إنتوا بتستعدوا للنقل.
أومأت "مرام" رأسها، توافقها على حديثها، مما جعل "مالك" يقول باستعجال:
_طب يالا هوصلك في طريقي
_لا السواق برا متقلقشي
_عاوزك يالا مستنيكي في عربيتي
لا تعلم لِمَا يعاند بكل شيءٍ، هي لا تريد أن تغادر معه، تبغضه حين يكون غاضب، لا تريد أن يتدخل في حياتها ويتعامل معها بصرامة، لا تحب من يأمرها، تفضل ألا يكون بحياتها قيود.
خرجت وراءه ومازالت عند رأيها، سترحل بمفردها في سيارتها، كان يقف ينتظرها، تحدثت به بنبرة جادة:
_كنت عاوز إيه يا "مالك"
وضع نظارته على مقلتيه بوقار، ثم أشار لها أن تصعد ولكنها قالت بحزمٍ:
_معلش يا "مالك" هروح في عربيتي أنا عندي مشوار تاني وبعدين هروح.
_مشوارك فين؟
تلعثمت قليلاً قبل أن تجاوبه بـ:
_حاجة شخصية
_اممم طب اركبي وإلا مش هيحصلك كويس
تأففت بشـ.ـدة من طريقة تعامله معها، صعدت بالسيارة، ليحرك مكبحها وينطلق بها..
.........................................................................
_لو سمحت عندي معاد مع "جبل" بيه
هذا ما قالته "ملاك" فور وصولها لمكتب "جبل" والتي إنذهلت من كبر حجمه، الطابق باكمله له فقط، كانت تحدق بالمكان بـ اِنبهار شـ.ـديد، انتبهت بهذه اللحظة إلى رد السكرتيرة التي قالت ببسمة صغيرة:
_آسفة يا فنـ.ـد.م للآسف الشـ.ـديد الباشا عنده شغل فلو حابة تستنيه اتفضل مش حابة خدي معاد جديد
تأففت بشـ.ـدة، كيف له أن يكذب، ما الانشغال الذي أصابه في تلك اللحظة، معادها بهذا الوقت، كيف له أن يتحجج حتى يهينها، لا يحترم مواعيده، جلست تنتظره، ساعة تليها الأخرى لتصبح الثانية عشر ظهرًا، التعب اشتدت عليها، حست بأن هناك دوران يدور بجمجمتها، أغمضت عينها بتعب ثم وضعت يدها على أنفها، ابتلعت ما في حلقها لتقوم من مكانها وتقول بحنق للسكرتيرة:
_تلت ساعات أنا هنا معادي الساعة 8 ونص كل دا مشغول لحظي إني مش فاضية عندي مواعيدي
بكل برود ردت عليها السكرتيرة بـ:
_يا فنـ.ـد.م دا شغلي و"جبل" باشا عنده شغل أما يخلص هيطلع
_اممم
تلك الحركة فعلتها من فمها قبل أن تقول بكـبـــــريـاء:
_تمام وأنا همشي ومش هرجع هنا تاني بس هكتب اللي حصل في الصحافة وهقول إن "جبل" المنشاوي مش بيحترم مواعيده فازاي بينجح ممكن يكون بينجح بالخداغ
_لا بس "جبل المنشاوي" مش بيلتزم بمعاده غير مع الناس اللي بيحترموا وجوده تمام اتفضلي أنا خلصت شغلي
هذا ما خرج من فم "جيل" الذي خرج وسمع حديثها لتحملق به "ملاك" بغـــضــــب وترد بـ:
_لا شكراً أنـ...
لم تكمل كلامها حيثُ وقعت مغشى عليها، ليصـ.ـر.خ بها "جبل" بجمود:
_"ملاك"!!
........................................................................
_مش ناوية تقولي فين مشورك دا!
كان هذا ما أردفه "مالك" بغـــضــــب،مما جعلها ترد عليه بتمرد:
_لا
صرخ بوجهها بعد أن أوقف مكبح سيارته ليجعل جسدها يفقد توازنه ويندفع للأمام لولا حزام الأمان لكانت رأسها انجـ.ـر.حت، حدقت به بفزعٍ ثم وبعلو صوتها قالت:
_إنت غـ.ـبـ.ـي يا "مالك" لو مـ.ـو.ت جدو خلاك تبقى مريـ.ـض نفسي يبقى على نفسك فاهم ولو لا
_لا..!
كانت هذه كلمته الذي أخرجها من فمه ببرود شـ.ـديد ليكمل بعدها حديثه بانفعال:
_أنا عارف اللي بيحصل أوعي تكوني فاكرة إني نايم عن تصرفاتك
حملقت به بغـــضــــب ومن ثم قالت بجموح:
_وبصفتك مين عشان تكون نايم أو صاحي على اللي بيحصل مين إنت يا "مالك" عشان تصرفاتي متعجبكش أخويا أبويا لا
لوى ثغره بسـ ـخـــريــة ليرد عليها بعد ذلك بيقينٍ:
_لا ولا أخوكي ولا أبوكي بس خطيبك اللي هيتجوزك واللي طلب إيدك تمام
قهقهت بشـ.ـدةً حيثُ أن حديثه كان كمزحة بالنسبة لها، ردت على حديثه بنبرةٍ ساخرة قائلةٍ:
_واو بجد طلبت إيدي وأنا مش موافقة خالص أنا وإنت مش هينفع نرتبط تاني خلاص خلصنا
جذ على نواجذه بغـ.ـيظ شـ.ـديد فى حديثها لم يعجبه، تحدث بعصبيةٍ:
_والله وليه إن شاء الله هو أنا عملتلك إيه لكل دا  عـ.ـر.فيني بقى
وبأعين دامعة أجابته:
_إنت عارف كويس إنت عملت إيه يا "مالك" نزلني لو سمحت
قهقه "مالك" بشـ.ـدةٍ فحديثها جعل غـــضــــبه يزداد، رفع سبابته بوجهها ثم قال بتوعد:
_أقسم بالله يا "مرام" وبأقسم كمان بحبي ليكي لهتجوزك وهتشوفي بس أشوف المشاكل اللي فوق رأسي وهتلاقيني فوق رأسك
رفعت "مرام" حاجبها باستغراب وقالت بتساؤل:
_واللي هيبقى إزاي ونبي قول لي عشان أبقى واخدة باللي ونبي قول عشان أبقى عاملة حسابي بس
بتلك اللحظة فضل أن يرد عليها بخبث حيثُ أنه فتح ذراعيه وأشار لقلبه وقال بعشقٍ متيم:
_داخل حـ.ـضـ.ـني وعلى سريري اللي هيكون سريرك وفي شقتنا وعلى سُنة رسول الله وهتشوفي يا
ثم وقبل أن يكمل كلمته توقف حتى يغمز لها يأعينه ويقول بعد ذلك:
_عروسة يا عروستي الحلوة يالا وصلنا إنزلي
بعد أن أوقف مكبح سيارته أمام منزل ال منشاوي، صمت إلى أن نزلت من السيارة ثم مد شفته للأمام وقال بتحذير قـ.ـا.تل بعد أن رفع نظارته الشمسية:
_تطلعي فوق ولو عرفت إنك نزلتي هطلع خـ.ـنـ.ـقتي عليكي ومتقلقيش السكن الجديد هيبقى قريب منكوا..............................................................................................................................................................
نظر إلى موظفة الإستقبال الخاصة به وبغـــضــــبٍ شـ.ـديد قال:
_إنتي هتتفرجي إتصرفي!
تلعثمت الموظفة في حديثها حيثُ لا تعلم كيفية علاجها:
_ما ما ما..
_هتمامائي كتير عادي نسبها تمـ.ـو.ت ونسمع الماء بتاعتك
هذا ما قاله "جبل"  باِنفعالٍ شـ.ـديد،  لتتقدm الموظفة نحو "ملاك"  وتحاول أن تيقظها حيثُ أنها أخرجت من حقيبتها زجاجة عطرها وبدأت تفوقها به ولكن بدون جدوى حيثُ أنها كالمـ.ـيـ.ـت،  بهذه اللحظة صرخ بها "جبل"  بقسوةٍ ومن ثم قال بصوت عالٍ:
_كفااية بس بقى جبتيلي العصبي الريحة دي تقرف وعمالة ترتعشي دا اللي تعبانة مش بتعمل زيك أمشي من وشي!
ثم وبحركة مفاجئة حمل "ملاك"  بين يده وأسرع نحو المصعد الكهربائي لينزل إلى سيارته كل هذا بملامح صلبة،  جعلها تجلس بالمقعد الأمامي ثم وضع لها حزام الأمان ليسرع بها إلى أقرب مشفى.
..................................................................
حدقت به بذهول،  هي تريد أن تخرج من هو حتى يمنعها تحدثت بغـــضــــبٍ شـ.ـديد:
_لا أنا ورايا مشوار وإنت ملكش فيه أمشي أقعد أتجوز أطلق ملكش دعوة يا أخي أنا مش هتجوزك وملكش دخل فيا عن إذنك
أعطته ظهرها فأمسكها من معصمها فتقيدت حركتها،  شعرت بأنه سيخـ.ـنـ.ـقها بعد جرائتها  لكنها تشجعت واستدارت  له تحملق لمقلتيه بثقة حتى تسمع ما يريد حيثُ قال بنبرة تحمل يقين بحديثه:
_أوف إنتي صعبانة عليا أوي والله عشان اللي قولته هو اللي هيحصل تمام يالا متنزليش
قهقهت بشـ.ـدة ولم تبالي له حيثُ وبعلو صوتها قالت بأمر للخدام:
_حضر لي العربية التانية عشان راحة مشوار مهم جداً
كور "مالك" يده ثم قال بسـ ـخـــريــة:
_على فكرة كل ما تكوني عنيدة دا مش في صالحك أبداً تمام يا قطة
تأففت بشـ.ـدة فهي تبغض هذه الكلمة الذي يناديها بها شعرت بأن الدmاء تجري بعروقها فقالت بصراخ:
_قطة في عينك يا بيه والله كنت محترمة نفسي عشان بس حالتك بس إنت واللي بتعمله يخلوني حتى ما عملش إعتبـ.ـار لك
ابتسم "مالك"  بستهزاء ثم قال يتوعد لها:
_أنا عارفة إنتي راحة فين بس صدقيني دا غلط تمام ولو روحتي هتتحاسبي أوي خلاص وبلاش العند اللي فيكي دا
قولت زفت لا
بعد ذلك نظر إلى ساعة يده وانتبه أن هناك مواعيد تنتظره فأردف حتى ينهي حديثه:
_أنا ورايا شغل همشي دلوقتي وخليكي فاكرة كلامي تمام يالا سلام..
رحل من أمامها تحت نظارتها المتمردة،  وبالفعل نفذت ما تريد حيثُ صعدت السيارة وأمرت السائق بـ:
_روح شارع روكسي يا سطا محمد وبسرعة عشان متاخرة
أومأ السائق بطاعة ثم حرك مكبح محرك السيارة منطلق بها إلى المكان المطلوب...
.....................................................................
حاولت أن تكون بجانبها،  تريد التقرب منها،  تتمنى أن تثق بها،  دلفت غرفتها التي تجلس بها وكأنها مسجون حكم عليه بخسران شبابه ولكن الفرق بأنها لم تفعل شيء مظلومة وسـ.ـجـ.ـنها هذا كالغابة يملأها الحـ.ـيو.انات المفترسة التي تنهش في لحمها،  كانت شاردة مما جعل "لميس"  تتحدث بحنو لعلها تنتبه لها:
_الحلو قاعد لوحده يعني
انتبهت لها السيدة "فوقية"  مما جعلها تبتسم بسـ ـخـــريــة وترد عليها ببرود:
_عاوزاني أقعد مع مين مجانين وأكون زيهم عشان اللي زيك واللي زي أي دكتور هنا عاوز كدا. ولا عاوزاني أقعد مع الدكاترة وأكون ناسية إنكوا جزء كبير أوي في خراب حياتي وتحويلها لجحيم شوفي إيه يرضيكي وأنا هعمله.
تنهدت "لميس" بحرارة لتجلس بعد ذلك بجانبها وتردف بهدوء:
_ليه مش مصدقة إني حابة أساعدك حابة أخرجك من هنا صدقيني أنا زي بـ.ـنتك وخلي بالك لو كان عندك بنوتة قدي كنتي هتحبيها أوي فحبيني بقى
تجمعت الدmـ.ـو.ع في مقلتيها حين تذكرت الماضي حيثُ ابتسمت عنـ.ـد.ما جاء في مخيلتها مشهد لصغيرتها حيثُ كانت في منزلها وابـ.ـنتها الوحيدة التي تبلغ من عمرها خمس أعوام،  نادتها بقوة:
_تعالي هنا إشربي لبنك طيب مش مهم الأكل
وقفت الصغيرة وبحركة طفولية لا تعلم معنها وضعت يدها بأعلى خصرها الصغير وقالت بتمرد:
_لا مس هاجي خيص أنا مش عاوزة الأكل هو مفيس غيره إيه ايخامة دي (لا مش هاجي خالص أنا مش عاوزة الأكل هو مفيش غيره إيه الرخامة دي)
قهقهت "فوقية" على أفعال الصغيرة،  إقتربت منها وقالت بحب:
_أيوا يا حلوة مش الأكل دا هيخليكي كبيرة وحلوة
ضـ.ـر.بت الصغيرة يدها برأسها لتقول بغـــضــــب طفولي:
_لا يا مامي أنا مش عايزة اتخن وابقى عاوزة أعمل رچيم كدا أحسن بكتير والله
لم تسطيع "فوقية" منع نفسها من الضحك مما جعل صغيرتها تقول بانفعال:
_متكلمنيش تاني خيص يا مامي بتعيبي عليا إخص عليكي والله مخصماكي
شهقت "فوقية" لتمسك بعد ذلك بأنامل ابـ.ـنتها لتردف بحب:
_طب بذمتك في حد يزعل من مامي وبعدين أنا مش بضحك عليكي بس أنا شايفة إن حكاية الرچيم دي كبير عليكي وبعدين متقلقيش عودك هيطلع فرنساوي يالا كلي
فاقت "فوقية" على صوت "لميس" التي كانت تقول بعلو:
_"فوقية"هانم روحتي فين
حدقت "فوقية بها بحد فكيف لها أن تجعلها تفيق من ذكرياتها الجميلة،  صرخت بها بانفعال وقالت:
_إمشي من هنا بقى غوري عمرك ما هتكوني زي بـ.ـنتي إنتي فاهمة
كانت سترد عليها ولكن جاء حارس خاص بحماية الغرف وأخبرها بـ:
_دكتورة  " لميس" دكتور "محمد"  عاوز حضرتك ضروري
أومأت برأسها وقالت بأمر:
_تمام روح إنت وأنا جاية وراك يالا
_حاضر
خرج العامل وكادت "لميس"  أن تخرج ولكن وقفت حين سمعت "فوقية"  تقول بسـ ـخـــريــة:
_روحي رئيس العصابة عاوزك عشان يقولك التعليمـ.ـا.ت بقى لا مش الرئيس نائب الرئيس روحي ومتنسيش تتفقي على الفلوس اللي هتاخديها
ابتسمت "لميس" بثقة ثم خرجت من الغرفة تحت نظرات "فوقية"  الغاضبة...
........................................................................
وصل بها إلى المشفى،  أسرع نحو الإستقبال وبهدوء قال:
_أغمى عليها وهي في شركتي وعاوزين نشوف إيه اللي حصلها
جاء الموظف ومعه فراش متحرك ليسرع بها لداخل غرفة الكشف،  أعطته الموظفة ورقة وقالت:
_سجل البيانات يا فنـ.ـد.م.
تأفف  "جبل"  بحنق لياخذ منها الورقة ثم قال بضيق:
_لا بس إنتي حلوة أنا بقولك معرفهاش يعني كانت في مكتبي صحفية وجاية تأخذ معلومـ.ـا.ت مني
قهقهت الموظفة بشـ.ـدة ومن ثم ردت عليه بنبرة عاشقة:
_لا يا فنـ.ـد.م بس حضرتك يعني جبتها شايلها واو وبطريقة رومانسية فقولت أكيد إنت بتحبها
ابتسم بسـ ـخـــريــة ثم تحول وجهه إلى الغـــضــــب وقال بجموح:
_إنتي هبلة صح لا هو تفكير الستات كلها ضيق الصراحة والله فعلاً
صمتت عن الحديث فحديثه جعلها تصمت،  مما جعله يقول بأمر:
_خدي أنا كتبت اسمها شوفي الحساب كام وشوفيلي الدكتور اللي هيكشف عليها فين خلينا نخلص يالا.
أومأت الموظفة برأسها بعد أن قالت بضيق:
_خلاص بس براحة يا فنـ.ـد.م علينا مكنتش كلمتين يعني اتفضل الدكتور اللي هيتابع حالتها هناك أهو
لم يقول شيء وتركها ورحل من أمامها،  دلف مع الطبيب الغرفة وتابع الفحص،  حاول أن يكون غير مهتم ولكن شكلها المريـ.ـض أجبره ينظر لها حيثُ أنه يرى أن وجهها بريء فبرغم من أنها الوحيدة التي تحدته لكنه يرى فيها شكل شقيقته الطفولي...
انتبه حين قال الطبيب الذي ابتسم بسمة صغيرة حتى يجعله يطمئن:
_لا اطمن بس المريـ.ـضة عندها فقدان شهية كبير ومش بتأكل كويس فطبيعي لازم تقع من طولها.
تنهد "جبل"  بحرارة ثم قال:
_طب هي هتفوق إمتى
_بص أنا علقت لها محلول وهكتب لها على علاج يفتح الشهية ليها ويخليها قادرة تقف على رجلها تمام وهي هتفوق كمان شوية ربنا يخليهالك يارب عن إذنك
رفع "جبل" حاجبه باستغراب وقال بصوت غير مسموع:
_حتى الدكتور شكله بيتفرج على هندي باين أوف الواحد مش هينفع يسبها لوحدها أول مرة أتحط في موقف زي كدا مودياني على فين يا ست "ملاك"
.........................................................................
_بابي أرجوك بلاش تخليني أسافر
كان هذا حديث ابـ.ـنته والذي كان يتردد في رأسه حين يتذكره، تحدث مع زوجته بحـ.ـز.نٍ:
_البـ.ـنت وحـ.ـشـ.ـتني بس اللي هي عملته والسهر اللي كانت بتسهره يخليني أعمل كدا دي غلطت مع "جبل"  المنشاوي اللي هانها وقل منها ومني
ابتسم زوجته قبل أن تقوم من مكانها متجه إلى المنضدة الموضوع عليها الكثير من الخمور وقالت بخبث:
_شوية وهترجع تاني ومسألة "جبل" فهي هتتحل أما بالقــ,تــل أو نعمل كدا مع حد بيعزه جدا زي مثلاً أخته أو بنات عم "مالك" صديقه هو كدا هيكون ممسوك من أيده اللي بتو.جـ.ـعه بـ.ـنتك أحسن منهم في إيه كلهم بيسهروا
إقتنع بحديثها نوعٍ ما ثم قال بأمر:
_عندك حق شيلي المشروب دا في صحفية جاية عشان تشوف إزاي قدرت أخسر الصفقة فأنا هلبس وهكون راقي في كلامي بس مش عاوز مشروب واحد عشان تشوف إني كويس..
اقتربت منه زوجته وبدلال قالت:
_كاس واحد بس مش هيعمل حاجة
ابتسم من أجلها ثم أخذ منها كوب المشروب،  وبدأ يتناول واحد يليه الآخر حتى أضطرب عقله وفقد إداركه نوعاً ما
......................................................................
وصلت منطقة "روكسي" وانتظرت في المطعم التي ستتقابل فيه مع الطرف الآخر،  وما هي إلا دقيقاتان ودلف شاب يتميز بالعيون العسلية،  نحيف الجسد،  قامته متوسطة الطول،  عمره في الخامس والعشرون،  يرتدي ملابس بسيطة،  ابتسمت له وقامت حتى تستقبله:
_أهلا يا "أحمد"
رد عليها "أحمد"  بخجل:
_إزي حضرتك يا أستاذة "مرام"
رفعت "مرام" حاجبيها باستغراب لتقول بتواضع:
_بلاش أستاذة دي أقعد يا "أحمد" 
جلس " أحمد " على المقعد المقابل لها،  طال الصمت بينهما فحاولت "مرام"  أن تزيل هذا الحاجز وتتحدث حيثُ قالت ببسمة صغيرة:
_تحب تأكل إيه يا "أحمد" 
_ولا أي حاجة بس أنا حابب أقولك إني والله بحبها
هزت "مرام"  رأسها بتفهم ثم قالت بحنو:
_والله أنا عارفة ولولا كدا مكنتش جيت وقابلتك أبداً إنت فاهمني طبعاً
أومأ برأسه يوافقها على ما تقول،  رد عليها بحـ.ـز.نً جم:
_خايف أكون مش قد المقام ليها خايف أوي أنا شغلي على قدي واحد بيشتغل بايده وسنانه عشان خاطر يخليه أخواته الصغيرين مش ناقصهم حاجة وفي نفس الوقت عاوز أشوف حالي واتجوز البـ.ـنت اللي حبتها بس مين
هيرضى بيا 
ابتسمت "مرام"  بسمة تجعله يطمئن ثم قالت باقتراح:
_مـ.ـا.تقلقشي أنا هتوسط لك في شركة أخويا أو بابا أو حتى شركة "ال عزمي"  وتشتغل بمبلغ كويس وتبني نفسك وتتجوزها
لاح ثغره ببسمة السـ ـخـــريــة ليقول بعد ذلك:
_وهل دا إقتراح يا "مرام"  مش هينفع هو الفقير لو اشتغل عند الغني ممكن يتقبل ولا هيفضل برضه مش قد المقام متشغليش نفسك بيا...
.........................................................................
فاقت "ملاك"  من غفلتها،  فتحت عيناها بتثاقل وبصوت منخفض قالت:
_أنا فين وإيه اللي حصل لي
انتبه لها "جبل"  فأسرع نحوها وقال بصوته الرجولي:
_في المستشفى وقعتي من طولك وأنا جبتك هنا
تحسست جمجمتها من التعب ثم قالت برجاء:
_طب أنا عاوزة أمشي من هنا يا أستاذ "جبل"  مش بحب المستشفى
ابتسم "جبل" فهي تشبه في هذه المشكلة،  واصل حديثه بهدوء:
_طب نشوف الدكتور ونروح أي مكان تاني ووصلك البيت
رفضت بشـ.ـدة حيثُ قالت بحنق:
_ورايا شغل وكان زماني خلصته بس بسببك معرفتش
حدق بها "جبل" بعصبية ليقول بعد ذلك بانفعال:
_لا يا ماما أنا  مقولتلكيش متأكليش وتفقدي الشهية ولا إيه...
ردت عليه "ملاك"  بنفس نبرة صوته بالحديث وقالت:
_بس خلتنى أقعد تلت ساعات مستنية على الفاضي مع إن معادي على تسعة إنت متخيل كان زمان روحت لـ "حمدي"  بيه أعمل إيه دلوقتي
انتبه للاسم جيداً فنقلبت ملامحه للضيق وقال بحد:
_هو راجـ.ـل مش كويس ولا يعرف عن الإحترام شيء فبلاش تروحيله
استغربت حديثه فقالت بحنق:
_والله بلاش تكلمني عن الذوق والآدب
ابتسم "جبل" بسـ ـخـــريــة ليقول بعد ذلك بسخط:
_قولتلك قبل كدا أنا كويس مع الكويس معايا ومش محترم مع اللي مش محترم
_بس أنا كنت عاوزك تعتذر مني وإنت اللي بدأت الأول بس عشان كدا بقت زيك وديك قولت أنا قليل الآدب مع قليل الآدب ومحترم مع المحترم فهمت
مد "جبل" يده للأمام ثم قال باقتراح:
_طب إيه رأيك نعمل صفحة جديدة وخلي بالك إقتراحي دا ما قولتهوش  لأي بـ.ـنت غيرك.
......................................................................
يتبع.. ♥
حملقت به "ملاك" باستغراب، تفكر كيف تغير بهذه السرعة، رفعت حاجبها وقالت بعدm تصديق:
_لا مش فاهمة إيه التغير الغريب دا
رد عليها "جبل" باندهاش:
_والله ما عارف بس الكره مش هيجب نتيجة خلينا صحاب وخصوصاً إننا هنتقابل كتير
ابتسمت "ملاك" بسـ ـخـــريــة مما جعله يستغرب ويتمم حديثه بتساؤل:
_مش مصدقاني صح!
أومأت "ملاك" برأسها، ورفعت مكنبيها كعلامة بعدm معرفة تصرفاته ثم وأخيراً تكلمت بهدوء:
_مش على حاجة بس أسمع كلامك أصدقك أشوفك تصرفاتك أستعجبك
قهقه "جبل" بشـ.ـدةٍ على ما قالته حيثُ أنه لم يتوقع أنها تتحدث بأمثال كالسيدات في الزمن الذي مر، عادت تلقي سؤالها باستغراب مما جعله يصمت عن الضحك ويركز لما تقول:
_"جبل" بيه أنا مش بهزر وبعدين إيه اللي قولته وخلاك تضحك كدا
تنهد "جبل" بهدوء ثم قال ببرود:
_أصلي يعني مكنتش عارف إنك بتمشي تقولي أمثال أصل أقولك أول مرة أسمع بنوتة حلوة زيك وفي سنك بتقول أمثال بيئية.
نظرت لها بسخط ثم قالت بحنق:
_يصبح وبعدها يابح مالك يا "جبل" بيه
تعالت ضحكته ليزيد الغـــضــــب بداخلها، هتفت كلامها بجموحٍ جم:
_أوف بقى وكدا عاوز تعمل صلح ونكون أصدقاء دا لا يمكن أبداً
تلاشت البسمة من وجهه وبدأ يرسم علامـ.ـا.ت الجدية حيثُ قال بهدوء:
_أصلك يعني اللي أعرفه عن جانب حضرتك إنك بـ.ـنت عيلة راقية وبـ.ـنت منطقة كويسة ومتربية كويس جداً فاستغربت من طرقتك برغم من إني كنت بقول شبه "مرام" أختي في تصرفاتها وبرغي مع نفسي عليكي.
كانت تستمع له بذهول فهو يعترف على نفسه ويقول أنه يتكلم بينه وبين نفسه عليها، ابتسمت بتلقائية مما جعله يستغربها فقال:
_مالك؟
_أصلي بسأل نفسي الصراحة وبفكر في حاجة
هذا ما أردفته "ملاك" لتجعله يسعل بقوة ويقول بتلعثم حيثُ تذكر ما قاله لها:
_لا ما هو "مرام" تنحة شوية زيك كدا
حدقت به بضيق فلقد قال ما يجعلها تتعصب وكأنه قط يستفز فارته الصغيرة، ردت عليه بغـــضــــبٍ مكتوم:
_تنحة ها أنا تنحة طب مافيش صحاب ولا أي حاجة
_ياست مش تنحة وبعدين إنتي اللي هتكوني خسرانة طب بذمتك في حد يلاقي زيي ويقول لا
حاولت إلا تظهر ابتسامتها ولكنه رأها فقال بخبث:
_بس ابتسامتي يبقى وافقتي وبقولك حتى لو موافقتش مفيش حد بيقولي لا فاهمة
أومأت برأسها وقالت بهدوء:
_تمام وأنا موافقة
.................................................................
استغربت "مرام" فقالت بهدوء:
_ليه بتقول كدا طيب خلي عندك أمل في ربنا خليك واثق إنه هيقف جنبك بلاش تعقد نفسك وتحط في دmاغك حاجة ممكن ما تحصلش
ابتسم "أحمد" بحـ.ـز.ن ورد عليها بيائس:
_بس برضه مش ضامن الجنة كلها مش ضامن الحب خايف أخلي قلبي يميل أكتر وأفضل أعيش على الأمل بس
إنكمش حاجبيها بتمرد ثم تحدث بانفعال:
_بقولك قول يارب مش عارف تقول يارب صلي صلاة حاجة وإدعيله قول له أقف جنبي في المحنة دي وهو هيكون جنبك
تنهد "أحمد" وأخرج زفيره الذي كان كالصخرة التي تسكن بداخل قلبه كادت أن تقــ,تــله، تكلم بهدوء:
_ونعمة بالله!
كان سترد عليه ولكن صوت رنين هاتفها جعلها تصمت وخصوصاً حين رأت من هو المتصل، حاولت أن تتجاهله ولكنه رن مرة أخرى إلى أن قال "أحمد" باستغراب:
_مين بيرن مش عاوزة تردي عليه ممكن يكون حاجة مهمة
_ها
تلك الكلمة التي تفوهت بها من بين شفاهها، لتنتبه بعد ذلك له وتقول بتـ.ـو.تر:
_مفيش بس هقوم أرد ثواني وراجعة
ردت على الهاتف فوجدته صوته المستفز يلقي سؤاله الذي كان عبـ.ـارة عن:
_حبيبت قلبي فين!
ردت بهدوء محاولة إلا تجعله يشك بها:
_أيوا أنا يا "مالك" طلعت البيت وقاعدة أهو هنام كمان يالا سلام
_طب إكدبي صح يا "مرام" عشان أصدقك روحي يا حبيبتي وحسابك أما تروحي سلام او قبل كمان محدش عارف
قفلت معه الهاتف وكانت تشعر بالدmاء تجري بحرارة في جسدها شعرت بأنها تحترق، تنهدت بقوة ثم ضبطت ملابسها وهيئتها بالمرآة حتى لا تظهر لـ "أحمد" شيء، عادت إلى الطاولة وفي وجهها بسمة صفراء مما جعله يشعر بأن ملامحها تغيرت بعد هذة المكالمة، تحدث بتساؤل:
_مالك يا "مرام" وشك اتغير مرة واحدة
رفعت "مرام" وجهها لتنظر لمقلتيها ثم أجابته بذعر:
_معلش يا "أحمد" لازم أمشي حالاً
شعر "أحمد" بالقلق عليها فقال بخــــوف:
_هو فيه حاجة حصلت في حد حصل له حاجة قوليلي وأنا أساعدك
ارتعدت قليلاً، كيف تقول له بأنه إذا حاول أن يساعدها سيجعل مشكلتها تزيد حيثُ أنها لا تريد أن تجعل الجميع يعلم بمقابلتها مع "أحمد"، هزت رأسها بلا ثم هتفت بـ:
_لا لا شكراً دي مشكلة بس في البيت مستند مهم ضايع ولازم أروح أشوفه يالا وزي ما قولت لك أنا في ضهرك هكون موجودة دايما يعني خليك واثق فيا.
ابتسم لها وبعد ذلك رد بـ:
_ۅأثق والله إنك الوحيدة اللي هتكون جنبي وإنك كمان هتكوني نعمة السند وهتكوني أختي اللي افتخر إن ربنا خلاها في طريقي.
ابتسمت له ثم قالت بحنو:
_ربنا يخليك يارب ويقدرني إني أساعدك باللي أقدر عليه يالا همشي بقى
خرجت من المطعم تهرول نحو السيارة، فتح بابها وجلست بها بهدوء، أمرت السائق بـ:
_عاوزة أكون في البيت بسرعة!
التفت لها السائق وبعيون يملأها الشرار قال:
_ياسلام عينية دا أنا هوصلك البيت في حدود دقيقة
جحظت مقلتيها بقوة، ارتعدت أواصلها حين رأت " مالك" بدلاً من سائق السيارة، شعرت بأن هناك من ألقى عليه مياه حتى تفيق لتركز في الكارثة التي أوقعت نفسها فيها
تحدثت بتلعثم حتى ترد عليه محاولةٍ أن تجعله لا يتذكر أنها جاءت بدون أذن برغم من تنبيهاته الكثيرة لها:
_ما هو أنا هقولك بقى إنت لازم تفهم ماشي هقولك بص مش لازم خلاص
رفع "مالك" حاجبه، لاحت بسمة السـ ـخـــريــة على ثغره، هتف من بين أنيابه بغـــضــــبٍ مكتوم:
_اللي هو إيه بقى اللي المفروض يتقال بس قوليلي أفهم ولا لا
ابتسمت بخــــوف ثم ردت عليه بهلعٍ:
_يا بني هقولك ما هو إنت لازم تعرف يعني أصل أنا بحب آكل المطعم دا جداً تمام فحسيت إني جعانة فجيت آكل بقى فهمت...
إنكمش حاجبه بغـــضــــب ثم قال بسـ ـخـــريــة:
_هو إنتي شايفاني طفل عشان يصدق صح.
كادت ترد عليه ولكنه لم يمهلها الفرصة حيثُ بدأ في تحريك المحرك الخاص بالسيارة لينطلق بسرعة فائقة جعلتها تنفزع بقوة..
.........................................................................
في منزل ال "عزمي" بدأ الجميع في تجميع أغراضهم المهمة حتى يغادروا هذا المنزل، جلست "دنيا" في غرفة جدها جلست تتذكر جميع ذكرياتها معه، دmعت حدقتها بقوة ثم قالت بحـ.ـز.نٍ:
_جدو أنا مش عارفة ليه "مالك" عاوز ياخدنا من هنا عاوز يبعدنا عن المكان اللي في ذكرياتنا مع بعض ليه عاوزنا منكونش معاك أنا عارفة إنه بيعمل الصح عشان نكون بخير بس أنا عاوزة أفضل جنبك ومعاك
بتلك اللحظة فتحت والدتها باب الغرفة متحدثة بصرامة:
_إنتي لسه مجهزتيش قومي يالا جهزي نفسك يالا
رفعت "دنيا" رأسها ثم اشتد البكاء في مقلتيها لتصرخ بعد ذلك بهسترية:
_عاوزة أقعد مع جدو شوية حتى ذكرياته مش هشوفها تاني يا مامي
رفعت "عبير" حاجبها بضيق لتقول بعد ذلك بانفعال:
_ما تقومي واتعدلي لحسن والله أعدلك جدك الله يرحمه مـ.ـا.ت فوقي بقى عاوزاكي تحببي فيكي "جبل" أنا لو طلت أجوزه ليكي إنتي و أختك في نفس الوقت كنت عملتها بس نعمل إيه "ريري" صغيرة ومينفتش الشرع مانع
حدقت بها "دنيا" بعدm تصديق، من هذه التي تقف أمامها، هل هذه والدتها ما الذي جعلها تصرخ بها هكذا، هزت رأسها باستغراب لتقول بتساؤل:
_مالك يا مامي بجد إيه اللي مخليكي متنرفزة كدا
تنهدت "عبير" التي وضعت يدها على رأسها ثم جلست بأقرب مقعد وقالت بأمر:
_إقعدي يا "دنيا" عاوزاكي
جلست "دنيا" بالمقعد المجاور لها، وبدأت تستمع لحديثها والذي كان عبـ.ـارة عن:
_بصي أنا من ساعة ما "مالك" قال إننا هنسيب هنا وأنا زعلانة لإني يا حبيبتي اتعود على هنا وبعدين أنا مش عاوزاكي تعيطي كل شوية وعاوزاكي تتجوزي راجـ.ـل يصونك أنا عاوزاكي تتجوزي "جبل" وياريت أختك تكبر وتلاقي حد زيه
ابتسمت "دنيا" وقالت بسـ ـخـــريــة:
_حد زيه هو إنتي متعرفش "جبل" يا مامي هو إنتي متاكدة إنك عاوزة حد زي "جبل" لـ "ريناد" هو "جبل" مش كويس مع اي بـ.ـنت غيرنا بس عشان بيعتبرنا زي "مرام" لكن لو غير كدا فصدقيني كان زمانه قالب علينا
صمتت قليلاً لتغير بعدها نبرة صوتها لصوت عاشقة:
_أنا يا مامي نفسي اتجوز حد يحبني حد يحارب عشاني نفسي أكون مستعدة عشان أشيل المسؤوليه مع حد يستحق إني أخرج من دور البـ.ـنت اللي مدلعة للبـ.ـنت اللي قادرة تشيل بيت وتجيب أطفال وتهتم بيهم يا مامي
أومأت "عبير" رأسها بتفهم برغم من أن النيران كانت تنهش قلبها، فحديث ابـ.ـنتها جعلها تبغضها بشـ.ـدة، ردت عليها بنبرة حاقدة:
_اللي إنتي شايفاه يا بـ.ـنتي يالا لمي حاجاتك بسرعة بدل ما يجي "مالك" ويبهدلنا يالا ياروحي
..................................................................
اتجهت "لميس" لغرفة مدير المشفى، دقت باب الغرفة فسمح لها المدير بالدخول، رسمت على ثغرها بسمة صغيرة قبل أن تقول باحترام:
_صباح الخير يا دكتور
ابتسم الطبيب ثم قال بعد أن مد يده باتجاه المقعد:
_إتفضلي يا دكتور
وبالفعل جلست "لميس" على المقعد ثم بدأت تركز لما سيقول ولكن الصمت كان عامل قوي في هذة الجالسة، مما جعلها تشعر بالملل حيثُ شعرت بأن كلامه سيكون كالنيران وهذا الصمت هو صمت ما قبل العاصفة الشـ.ـديدة والتي ستكون حازمة، فمازال ما قالته لها "فوقية" يرن في مخيلتها وكأنها تنبيهات قوية حتى تأخذ بالها، تذكرت الكلمة التي ردت بها عليها بعد إتهامها:
_ما تقلقيش ولا فلوس الدنيا تخلينا اتنازل عن ضميري بس وبعدين مين قالك إني مستنية فلوس أنا واحدة مش مستنية حاجة من حد
فاقت على صوت مديرها حين قطع أحبال الصمت المتواجدة أخيراً وقال:
_بصي يا دكتور أنا عاوزك ت عـ.ـر.في إننا هنا بـ.ـنتعامل بالتزام المريـ.ـضة اللي بعتوكي تتبعي حالاتها هي مـ.ـجـ.ـنو.نة راسمي وبتظهر لأي حد بيكون هنا إنها عاقلة
رفعت " لميس" رأسها باستغراب وردت بسـ ـخـــريــة:
_دا اللي هو إزاي معلش يا دكتور إحنا لسه بـ.ـنتعلم من حضرتك وإنت في المجال من قبلي هو في مـ.ـجـ.ـنو.ن يعمل عاقل أنا سمعت إن في عاقل يعمل مـ.ـجـ.ـنو.ن لكن العكس ما سمعتش والله غريبة
أخرج "محمد" من مكتبه دفتر الشيكات الخاص به ثم بدأ يمضي ومد يده لها وقال:
_اكتبي الرقم اللي إنتي عاوزاه تكتبيه من جنيه لمليار في فرصة تكوني من أغنى أغنياء العالم بس عشان تكون "فوقية" مـ.ـجـ.ـنو.نة
تعالت ضحكة "لميس" بقوة ثم قالت بضيق:
_مش كنت تقول كدا من الأول بس هما مش قالوا لك يا دكتور إن "لميس" مش مستنية حاجة ومش بتبيع ضمرها بص إنت خد شيكك تمام وحط من جنية لمليار وأنا مستعدة أدفعهملك بس طلعها بلاش تقول إنها مـ.ـجـ.ـنو.نة وهي مش كدا إشتري ضميرك
رد عليها الطبيب بانفعال:
_بتتكلمي كدا ليه ها هي مـ.ـجـ.ـنو.نة فعلاً بس أنا كنت باختبـ.ـارك هل ممكن تعملي كدا مع أي مريـ.ـض
ابتسمت "لميس" بسمة يملأها الحقد ثم قالت:
_متقلقش يا دكتور مش أنا اللي أبيع ضميري تمام عن إذنك الحالة اللي مسؤولة عنها مستنياني
خرجت من الغرفة وعلى ثغرها بسمة انتصار، فهي خرجت وضميرها متواجد وهذا هو الربح بالنسبة لها
.......................................................................
خرجت من المشفى معه حاولت أن تسند نفسها، كانت تشعر بالأعياء البسيط، صعدت معه سيارته وقالت:
_وصلني عندك أخد عربيتي وأمشي بقى وأروح عند "حمدي" بيه
تنهد "جبل" بحرارة ليقول بجدية:
_هنروح أي مطعم ناكل تمام وبعد كدا تعملي مقابلة معايا وبعديها هوصلك لبيته وهستناكي برا تمام.
أومأت برأسها بهدوء ثم قالت برجاء:
_ماشي بس فاتورة المستشفى هدفعها لك تمام
_أنا مش سوسن تمام دا أولا ثانيا بقينا صحاب خلاص يالا بقى إساليني وإحنا ماشين
هزت رأسها ثم قالت بهدوء:
_تمام واول سؤال هيكون إزاي قدرت تكون ناجح برغم من إنك صغير وكمان ليك شركة بعيدة عن باباك لا وكمان إنت اللي بتخلي شركته عالمية يعني إنت اللي بتساعده مش هو
قهقه "جبل" ثم رد عليها بغــــرور:
_بص يا "ملاك" أنا شخصية معقدة شوية سافرت اكمل تعليمي برا قوي بكره المساعدة من أبويا ومن أي حد عاوز أكون وحش نمر ملتزم جدا في شغلي إخترت إني اشتغل عند شركة غير بتاعتنا لسبب إني أخد خبرة وأنا بتمرمط بدل ما أخدها وأنا باشا ومغــــرور في شركة أبويا مكنتش عاوز حد يقولي دا كبير عشان أبوه دا مولود في بوقه معلقة دهب
شعرت "ملاك" بالانبهار من هذة الشخصية التي تجلس بجانبه، تنهدت بقوة وبدات تلقي الأسئلة وراء بعضهم حتى انتهت من المقابلة وحتى أن الحديث أخذهم واكتمل في المطعم، عاد ليوصلها إلى منزل "حمدي" وبتحذير قال:
_لو حصلك حاجة اجري أطلعي لإن الراجـ.ـل دا مش كويس تمام
شعرت بالرهبة الشـ.ـديدة فقالت بتـ.ـو.تر:
_ما تيجي معايا
_مش هينفع!
هزت رأسها بتفهم ثم دخلت الفيلا، ظلت تلتفت يمينا ويسارا، تحدث الخادmة معها بتساؤل:
_جاية لـ "حمدي" بيه صح
أومأت برأسها مما جعل الخادmة تقول:
_هو عشر دقايق ويجي يا فنـ.ـد.م
ابتسمت بسمة صغيرة وقالت:
_تمام وأنا مستنية
دخلت الخادmة إلى الغرفة المتواجد بها "حمدي" لتجده عاري الجسد كما خلقته أمه وتجد زوجته بجانبه على نفس الحالة وبمكان متواجد فيه الخدm لم تخجل فهي اعتادت على شكله هكذا، والجميع يشاهدهم ولا يفعلون شيء فلقد عاداته عليهم بهذه الطريقة، شعرت بانهم في حالة غير مدركة لما يفعلوا، تحدثت بصراخ:
_" حمدي" بيه الصحفية برا
صرخ بها "حمدي" وبصوت ثمل :
_برا مش شايفة إني مشغول
قهقهت زوجته مما جعله يقول بضحك:
_يا حلاوتك
عادت الخادm تقول بعنف:
_يا فنـ.ـد.م البـ.ـنت مستنية برا
لم يدرك "حمدي" ما فعل حيث قام وجلب المسدس الناري الخاص به والذي كان موضوع على المنضدة، ليوجه باتجاهها ويطـ.ـلق النيران.
.....................................................................
يتبع....
وصل إلى الفيلا الخاصة بعائلة المنشاوي، نظر لها بشرار ثم وبكل غـــضــــب أمرها بـ:
_إنزلي!
هزت رأسها وهي تعلم بأن القادm هو الأسوء لها،  وبالفعل نفذت ما أمرها به،  حاولت أن تتجاهله فتقدmت نحو باب الفيلا الداخلي لكي تدخل ولكنها سمعته وهو يقول بصرامة:
_إقفي عندك!
توقفت حركة أرجلها عن السير،  ابتلعت ما في حلقها بتـ.ـو.تر،  استدارت بظهرها لتحدق في مقلتيه بهلعٍ ثم وأخيراً تحدثت بتلعثم:
_ااا.. نعم يا "مالك"  كنت عاوز حاجة أصلي
صمتت قليلاً حتى تتثاؤب أمامه حتى يصدقها ثم عادت لتمم حديثها:
_عاوزة أنام يالا سلام شكراً على التوصيل بس مكنتش تعبت نفسك يا "مالك"  صعبت عليا والله ما السواق كان هنا مكنش ينفع يعني تخليه يسوق عربيتك وتيجي في عربيتك وبعدين كان عندك شغل صح.
ابتسم "مالك"  بسـ ـخـــريــة ليتكلم بعد ذلك بحنق:
_دا على الأساس إنك عاملة عليا
تعالت ضحكة "مرام"  لتقول بعد ذلك ببرود:
_جداً وبعدين يا حـ.ـر.ام يا "ملوك"  دا إنت عندك شغل وعندك نقل من بيت لبيت يعني كدا حـ.ـر.ام كمان تنشغل بيا
لم يشعر "مالك"  بنفسه إلا وهو مقيدها من معصمها بقوة،  ساحبها خلفه إلى الداخل، ظلت تقول له بصراخ:
_سبني إنت عارف إني مش بحب حد يمسكني كدا إنت غـ.ـبـ.ـي يا "مالك"  أيدي يا بني و.جـ.ـعتني.
وصل إلى مدخل المنزل ليترك يدها بشـ.ـدة كادت أن تقع على الأرض ولكنها حاولت ألا تفقد التوازن وبالفعل هذا ما حدث،  أخرجت أنفاسها بتلهث،  ظلت تتفحص يدها فوجدت أن معصمها أصابه أحمرار،  تفاجئت حين وجدت أصابع "مالك"  مطبوعة عليه،  شهقت بصدmة ثم رفعت رأسها بانفعال وقالت بعلو:
_إيه اللي عملته دا شايف إيدي
_ولسه هكـ.ـسرك حتة حتة ومش هخليه فيكي مكان سليم لو فضلتي عنيدة وفضلتي تعمل الغلط إنتي فاهمة
أردف "مالك"  بهذة الكلام وبصراخ شـ.ـديد،  لتأتي المربية على صوتهم وتقول بفزعٍ:
_هو فيه إيه يا ولاد مالكوا
أسرعت "مرام"  لتقف خلفها وتتحدث بحد:
_قوليله المـ.ـجـ.ـنو.ن دا ماله بيا من بعد مـ.ـو.ت جدو "عزمي"  وهو اتجنن خليه يبعد عني دا طالع بأفكار وحاجات معرفش بيجبها منين لا وكمان عاوزني أسمع كلامه
رفع "مالك" حاجبه باندهاش ثم بتساؤل قال:
_دا على الأساس إنها هتحميكي مني دادة أخرجي من الموضوع دا لو سمحتي
أومأت المربية برأسها وبالفعل تركتهم ورحلت، مما جعل "مرام" تسرع راكضة للداخل ولكنها فجاة توقفت  بداخل الصالون الخاص بالفيلا ظلت تستمع لكلامه الذي قاله بعنف:
_خايفة من إيه مش كنتي عاملة شبح تعالي أقفي قدامي لو فيكي شجاعة
شعرت بالقوة نوعٍ ما حيثُ أنه يعتبر هانها بكلمته فهي لا تخاف منه، نعم هو محق في حديثه هي لن تخاف منه رفعت رأسها بكـبـــــريـاء وتحدثت بهدوء:
_أيوا تصدق عندك حق هو إنت عاوز إيه يعني!؟
حدق بها "مالك"  بعصبية ثم قال بانفعال:
_هو إيه اللي عاوز إيه هو الكلام مش داخل دmاغك إنتي خرجتي وأنا مانعك وبرغم من إني قولت هحاسبك على أي عمايل غلط وبرضه عملتي اللي في دmاغك
جلست على الأريكة بكل برود،  لاح على ثغرها بسمة استفزازية لتقول بعدها بلا مبالاه:
_والله إنت مالك ملكش كلام عليا يا "مالك"
لم يستطيع "مالك"  تحمل حديثها فاقترب منها مكوراً يده بعنفٍ شعر بأنه سيصفعها بقوة،  ظل يقترب ويقترب وهي تنظر له إلى أن وصل لها،  قيد حركتها بيده ومال قليلاً على أذنها وهمس بـ:
_
........................................................................
سمع "جبل" صوت الطلقات النارية،  لم يستطيع أن يمنع نفسه من النزول حيثُ أن "ملاك"  متقيدة بداخل المنزل،  شعر بأن هناك شيءٍ جعل هذا المتهور الملقب بـ "حمدي" ينقلب،  نزل من سيارته بأقصى سرعة،  ليسرع خلف الأمن الذين تركه باب الفيلا بدون حراسة،  دلف فوجدت ما لا يتوقع قط،  حيثُ أنه وجد ملاك تصرخ بشـ.ـدة من منظر "حمدي"  العاري هو وزوجته ومن منظر الخادmة التي تصوابت في منكبيها،  ظل ينظر من بعيد فسمع "حمدي"  يقول بانفعال لها:
_اسكتي لولع فيكي مش عاوز أسمع نفسك فاهمة
ظل يحدثها وهو يقترب منها بشـ.ـدة،  وهي تتراجع للخلف كادت أن تقع من صدmتها ولكنها صدmت في شيء فصرخت بشـ.ـدة يملأها الهلع:
_عااااااااا يا ماماااا
كان الجسد التي صدmت به ما هو إلا جسد "جبل"  الذي همس في أذنها ليطمنها:
_ششش أنا موجود
شعرت نوعٍ ما بالــســكــيــنــة والهدوء حتى أنها حين سمعت صوته استدارت له لتقع بين أحضانه وتبكي وتقول بعلو:
_كان هيمـ.ـو.تني وشوفت هو لابس عاريان خالص مش عارفة أخاف من مناظرهم ولا أخاف من المسدس اللي عاوز يقــ,تــلني بيه ااانا أنا مش عارفة أعمل إيه
ابتسم "جبل"  في وجهها ثم قال لها بعد أن أدار ظهرها و.جـ.ـعلها تقف خلفه:
_الرغاية الغاضبة مش عاوز أشوفك أبداً ضعيفة إنتي دايما قوية لفي وشك بس عشان مـ.ـا.تشوفيش جـ.ـسمه ولا شكله
إقترب "جبل"  بعد ذلك منه ليمسكه من كتفه بقوة ويقول بعصبية:
_ قول لي حاجة كويسة فيك تخليك تنجح في حياتك
لم يستطيع "جبل"  أن يعانفه والآخر غير مدرك حديثه، ظل ينظر يمينا ويسارا إلى أن وجد صنبور من الماء على شكل زينة ولكن ينزلك منه المياه بقوة،  أمسكه "جبل"  من رأسه ووضعها بدأخل الماء إلى أن تأكد تمامًا بأن فاق،  تحدث معه بأمر:
_روح استر نفسك بدل ما إنت بتفرج الخدامين والدنيا كلها شايفاك يالا روح
بالفعل تفاجئ "حمدي" بحالته وبحالة زوجته وبالمنزل، اتجه نحو ملابسه ليرتديها ثم حدق بزوجته التي مازالت غير مدركة لما يحدث، أسرع نحوها ليضع على جسدها سجاد كانت بالأرضية حملها وألقها عليها، عاد يتحدث ويقول برجاء إلى "ملاك":
_آسفة جداً  يا أستاذة." ملاك" على اللي حصل هو أنا مش عارفة دا حصل إزاي وامتى  بس معلش اتفضلي يا فنـ.ـد.م
نظر له "جبل" بسخط ثم عاد يواصل حديثه ولكن بنبرة السـ ـخـــريــة:
_أوه لا بجد إنت أهبل صح يعني بعد اللي إنت عملته مستنيها تكمل المقابلة دا اللي هو إزاي بس فاهمني يا أستاذ "حمدي" باشا
حملق به "حمدي" بكره ليقول بانفعال:
_إنت السبب أنا معرفش إزاي بقيت سـ.ـكـ.ـر.ان صديقيني يا أستاذة "ملاك" أنا معرفش حاجة
كان يقول هكذا وهو يتقدm من "ملاك" التي التفتت ما أن تأكدت بأنه أصبح يرتدي شيء على جسده، حين كان يقرب منها كانت تنكمش أكثر وتمسك في معصم "جبل" بقوة وكأنها تأخذ منه الأمان، أمسك "جبل" بتلك اللحظة بيد "حمدي" ثم دفعه بعيداً عنهم ليقول بحد:
_وأقسم بالله لو لقيتك مقرب منها أو بتكلمها لهتشوف وش عمر أهلك ما شافوا أمين
رد عليه "حمدي" بحد:
_وإنت مالك وبدافعلها ليه ها عينتك وبعدين إيه اللي دخلك بيتي بعد ما حرمتني من بـ.ـنتي ها إطلع برا
إستغربت "ملاك" لحديث "حمدي" مما دفعها تقول لـ "جبل" باستفسار:
_"جبل" هو بيتكلم على إيه وبـ.ـنته مالها بالموضوع وحصلها إيه أنا مش فاهمة حاجةخالص
وقبل أن يرد عليها "حمدي" ويخبرها بعلاقته مع ابـ.ـنته، أجابها "جبل" ولم يعطيه الفرصة حيثُ قال بحنق:
_بذمتك دا يتصدق طب هقولك على حاجة إنت واحد سبت بـ.ـنتك تسهر وتعمل اللي ما يتعملش وإنت متعرفش عنها حاجة تمشي مع دا وتسيب دا أنا بقى مالي أنا اللي كنت بشحنلها الفيزا أنا اللي قولتلها تيجي وتقول لي بحبك ولما رفضها بقيت وحش بقيت وحش عشان مش بحب الحريم الشمال والله إنت وبـ.ـنتك نسخة واحدة.
شعر "حمدي"  بأنه سيرتكب جريمة في هذة اللحظة،  تحدث بصراخ:
_برا برا قبل ما أرتكب جريمة هفضل طول عمري سعيد ومفتخر بنفسي إني عملتها.
قهقه "جبل"  بشـ.ـدة على ما يقوله خصمه ليبدأ في حديثه حتى يرد على ما قاله باستفزاز شـ.ـديد:
_ضحكتني والله لا بجد والله ضحكت من قلبي شكراً لحضرتك بجد عارف أنا بقولك حضرتك ليه عشان بس الناجح في شغله هو اللي يحترم الفاشلين اللي زيك ودي قاعدة مش هتقدر تفهمها أكيد يا "حمدي"  بيه تمام مقابلتنا انتهت عن إذنك يالا يا "ملاك"
سارت "ملاك"  خلفه في طاعة حيثُ أنها كانت تقف تتمنى خروجها من هذا المكان بأقصى سرعة ولكنها توقفت عن السير حين تعلقت يدها بشيء التفتت حتى ترى هذا الشيء فتفاجئت بـ..
..............................................................
جلس يفكر بها بعد أن عاد للمنزل،  تفاجئت شقيقته بتلك الحالة التي أصابته مما دفعها أن تقول:
_مالك يا "أحمد" 
انتبه لصوتها فقال بحب حتى لا يجعلها تحمل همه:
_زعلان لإن حبيبة قلبي الصغيرة للأسف هتتجوز وتسبنا وأنا مش هكون معاها تصدقي أنا بقيت أغير من "إسلام"
ضحكت شقيقته الصغيرة بعلو والتي كانت تتميز بالجمال الرقيق،  ردت عليه بحنو:
_طب هو فيه حد غـ.ـبـ.ـي يحب حد أكتر من "أحمد"  هو "إسلام"  هيكون حنين عليا زي ما إنت حنين هيجبلي كل مطليبي زيك مش هيشيلني همه زيك دا إنت مهموم وخبيت ورهنك كمان.
تنهد "أحمد"  بقوة ليخرج من صدره الحـ.ـز.ن الكبير الذي يحمله بالداخل،  تحدث بهدوء:
_والله يا "رحمة"  ما فيا حاجة وبعدين يا حبيبت قلبي أنا غير "إسلام"  يعني أنا أخوكي من واجبي أبقى كل دا وهو كمان بس إنتوا بتتجوزوا عشان تقسموا كل حاجة مع بعض الحـ.ـز.ن قبل الفرح تبقى وحشة لو مشركيش هموم يا حبيبتي إنتي هتكوني الحـ.ـضـ.ـن الحنين اللي هيرمي نفسه فيه بعد عـ.ـذ.اب الشغل لو اتعصب عليكي استحملي لحد ما يصالحك
ابتسمت له ثم قالت بحب:
_تعرف
_إيه؟
_"إسلام " محظوظ عارف ليه عشان أخويا اللي هينصبه هيقف جنبه لا وكمان بيعلم أخته إزاي تتعامل مع جوزها ربنا يخليك ليا يارب
ملس "أحمد"  على شعرها الحرير،  ليقترب من رأسها ويقبلها بحب ويقول بثقة:
_متفكريش إني هقف معاه لو زعلك دا أنا ساعتها هبهدله بس لو هو اللي غلطان مش إنتي وصدقيني يا حبيبت قلبي أخوكي هيفضل في دهرك ودايما سندك.
قبلته "رحمة"  على خده ثم قبلت يده وقالت بدmـ.ـو.ع الحـ.ـز.ن:
_ربنا يخليكي لينا وميحرمنا من وجودك أبداً ونعيش دايما على حسك
رفع حاجبه ليصتنع الغـــضــــب ويقول بمزح:
_البت أخدتني بكلامها الحلو اللي متزين ومجبتليش أكل شكلك يا قطة أصلاً معملتيش أكل
قامت "رحمة"  مهرولة إلى المطبخ بعد أن صرخت بهلعٍ:
_ودا ينفع برضه يعني أنا هخليك جاي تعبان ومعملش أكل دا أخواتك كلهم كوم وإنت كوم تاني..
ابتسم "أحمد"  على تصرفات أخته ثم تنهد بقوة وقال بحمد:
_الحمدلله على كل شيء أنا بعد حب أخواتي مش عاوز حاجة تاني من الدنيا خلاص يارب لو مش كتبلي أكون أنا واللي بحبها في بيت واحد أبعت لها إبن الحلال اللي يحبها وتحبه.
.................................................................
عادت تجلس معها،  برغم من أن "فوقيه"  تبغضها بشـ.ـدة ولكنها ستظل على موقفها اتجاهها،  تحدثت بتلك اللحظة "فوقية"  بنبرة استهزائية:
_ها العرض كان حلو شوفتي بقى إن ضميرك في ثانية اتغير وبقى صاحي ليهم ومـ.ـيـ.ـت عندي
ابتسمت "لميس"  في وجهها لتقول بيقين:
_عارفة يا طنط هقولك طنط لحد ما تحبيني وأقولك ماما "فوقية"
صرخت بها "فوقية" بحد:
_ولا ماما ولا طنط
أومأت "لميس"  لها برأسها ثم قالت ببرود:
_خلاص هقولك يا "فوفا"  تمام كدا المهم بقى أنا دكتورة اللي درسته في مهنتي يخليني متأكدة إن عقلك سليم جداً بس كإنسان حابب يساعد هقولك إنك مـ.ـجـ.ـنو.نة
حملقت بها "فوقية"  باستغراب ثم قالت بتساؤل:
_قصدك إيه بكلامك يعني أصلي مش فاهماكي خالص
ردت عليها "لميس"  بنبرة دبلومسية:
_إنتي بتقولي كل حد هنا قبلي كان واثق إني مش مـ.ـجـ.ـنو.نة صح..؟
هزت "فوقية"  رأسها كعلامة توافقها بها على حديثها مما جعل "لميس"  تكمل ما بدأت في قوله:
_وإنتي وثقتي فيهم كلهم
ردت عليها "فوقية"  بضيق:
_للأسف وثقت وكانت دي النهاية
ابتسمت "لميس"  ومدت يدها نحوها وقالت بيقين:
_جربي آخر مرة يمكن الفرصة دي تكون صح جربي مش هتخسري يمكن تكسبي لو مجربتيش هتفضلي عمرك كله هنا جربي يا طنط
دmعت عين "فوقية"  التي جلست تفكر في قرارها إلى أن قالت:
.........................................................................
جلست "سامية"  تفكر في "ملاك"  كانت تشعر بالقلق الشـ.ـديد عليها منذ أن ذهبت في صباح اليوم هذا،  تنهدت بقوة قبل أن تدخل غرفة صغيرتها،  كانت تخرج ملابسها المتسخة من سلة الملابس الغير نظيفة،  أمسكت البنطال الأسود الذي كان بداخلها لتجد ورقة مكتوب فيها اسم وعنوان ورقم هاتف شخص،  قرأتها بصوتٍ مسموع:
_"جبل المنشاوي"
انتابها الهلع والخــــوف الشـ.ـديد،  ظلت تتذكر هل هذا الاسم قالته لها "ملاك"  أم لا وما العلاقة التي تجمعها به،  تحدثت بتـ.ـو.تر:
_لا أكيد مش هو أنا متأكدة من كدا ممكن تشابه أسماء أنا هتصل بيها تيجي
أسرعت نحو الصالون لتبحث عن هاتفها حتى تكلمها،  ضغطت على ذر الإتصال ولكن لم ترد عليها،  عادت تهاتفها ولكن دون جدوى
شعرت بالخــــوف الشـ.ـديد عليها، هاتفت أحدهم وقالت برعـ.ـب:
_الحقيني "ملاك"  بتتعامل مع "جبل المنشاوي"  إنتي عارفة دا بيعني إيه أسترها يارب عليها
انهت المكالمة ثم ألقت بالهاتف على المضطجع لتجلس تنتظرها بقلق شـ.ـديد
.....................................................................
_لا ليا فيه عارفة ليه يا قطتي عشان هكون جوزك
صرخت به بعد أن دفعته بشـ.ـدة وقالت بعنف:
_مش هتكون جوزي وبطل بقى وبعدين إيه يا أخي واحدة وبتقولك مش عاوزاك إحترم رجولتك يا أخي
ابتسم "مالك"  بستفزاز ثم قال بغـــضــــب:
_لا راجـ.ـل وغـ.ـصـ.ـب عنك يا "مرام"  عاوزة حاجة تاني
وبعدين مين الزفت اللي كنتي قاعدة معاه دا
صمتت "مرام"  ولم ترد عليه فعاد وصرخ بها جعلها ترتعد بخــــوف:
_ردي بكلمك وأما أسألك على حاجة تجاوبي فاهمة ولا لاء
حدقت به "مرام"  بشر ثم قالت بعلو:
_حبيبي اللي قلبي أختاره واللي أختارني اللي عمره ما هيشك فيا ولا هيسبني عشان سبب تافه اللي هيبني نفسه بنفسه مش مولود وبوقه مليان بالدهب هيقف جنبي هيصاحب صحابي هيعلمني معنى الحب
كان يسمع لها وهو مكور يده لينفعل فجاة ويلقي بالفازة التي كانت تزين الطاولة،  شعرت بأنه سيقــ,تــلها ولكنه عكس ذلك تماماً حيثُ قال:
_تمام يا أنسة "مرام عن إذنك
خرج من المنزل تحت نظراتها له، دmعت عينها بشـ.ـدة بعد أن خرج لتأتي المربية الخاصة بها وتقول:
_طب بتعيطي ليه وإنتي السبب في زعله
........................................................................
تفاجئت حيثُ أمسكها." حمدي" من معصمها وقال برجاء:
_يا أستاذة "ملاك"  إنتي لسه معملتيش المقابلة معايا
ردت عليه "ملاك"  بحنق:
_اللي زيك ماحدش يتعامل معاه أبداً وكفاية اللي شوفته كانت مقابلة حلوة جداً عمري ماشوفتها هو اليوم باين من أوله
ظل مقيدها،  حاولت أن تسحب يدها ولكنه عاد يقول:
_معلش والله مش هتتكرر أبداً أنا في بيتي
بتلك اللحظة رد عليه "جبل"  بصفعة قوية جعلته يفقد توازنه،  متحدث بعصبية:
_مش قالت اللي زيك المفروض محدش يعمل معاه مقابلة ولا إيه وبعدين ماسك أيدها وإنت عديم الإحترام
انهى حديثه ثم استدار نحو "ملاك"  وبأمر قال:
_"ملاك" قدامي يالا
وبالفعل نفذت "ملاك"  حديثه ولكن أقدامها توقفت حين قال "حمدي"  بغـــضــــب:
_إنتي متفقة معاه إيه اللي جابه معاكي أي كلمة هتتكتب هتنقلب عليكي وهقول للدنيا إنك عاشقته
استدار "جبل"  وعلى وجهه بسمة ساخرة ثم رفع حاجبه متحدثٍ ببرود:..............................................................................................................
يتبع....
رفعت "مرام" رأسها لتنظر إلى المربية بحـ.ـز.نٍ شـ.ـديد، تحدثت بيقين:
_كدا أحسن يا دادة أنا مش عايزة أتجوز حد يشك فيا أو يقيدني ومش عاوزة حد يكون عارف حكايتي و"مالك" عارف حكايتي كلها يعني في أي وقت هيعيرني بيها
تنهدت المربية بحرارة لتجلس بعد ذلك أمامها وتمسكها من يديها وتقول بثقة:
_لا يا "مرام" تفكيرك كدا غلط جداً يا بـ.ـنتي يا حبيبتي هو من صغره عارفكوا ومتربي معاكي أكيد مش هيعمل اللي إنتي حطاه في دmاغك فاهمتي
أومأت "مرام" برأسها بتفهم ولكنها قالت بضياع حيثُ أنها لا تعلم ما الذي يحدث معها:
_بس هو مش بيحبني عارفة ليه لإنه شكاك واللي عمله قبل كدا لا يمكن أسامح عليه أنا كمان مش بحبه أبداً
ابتسمت المربية ثم أغمضت مقلتيها لتجعلها تطمأن تحدثت بهدوء:
_يا حبيبة قلبي إنتي بلاش أفكارك دي وبعدين هو أنا اللي هقولك بتحبيه ولا لاء
ردت عليها "مرام" دون تفكير:
_لا مش بحبه خالص ولا هحبه ودا آخر كلام وعن إذنك يا داده
قامت من مكانها حتى تغادر ولكن أوقفتها المربية بسؤالها:
_طب مش هتأكلي إنتي نزلتي الصبح قبل ما تفطري
_فطرت مع "دنيا" و...
لم تكمل حديثها حيثُ رن هاتفها أمسكته وردت على الفور:
_الو
استمعت للمتصل فقالت بهدوء:
_كلمت "أحمد" متقلقيش خالص هيحصل اللي نفسك فيه يا روحي هساعدك لحد مـ.ـا.تتجوزي....!
...................................................................
خرج من الفيلا وصعد سيارته وهو يشعر بأن العصبية ستجعل جسده ينهار، كور يده وضـ.ـر.بها على محرك السيارة ليقول بعدها بصراخ:
_ليه يا "مرام" فعلا اللي خلف ما بيمـ.ـو.تش ولا بيختفي إنتي نهيتي حبي الكبير ليكي...
يتلك اللحظة توهم "مالك" بأن حبيبته تتكلم معه حيثُ أنه تخيلها وهي تبتسم بسـ ـخـــريــة وتقول:
_طب ما إنت بعتني وسمحت لنفسك تبعني إيه يا أخي لا وكمان بتشك فيا
أمسك "مالك" بيدها ثم قال بانفعال:
_أنا بعتك لا بالعكس أنا كنت خايف عليكي مش أكتر وبعدين أنا عمري ما شكت فيكي
ردت عليه بعلو فلقد نفذ صبرها:
_لا بتشك يا "مالك" عارف ليه عشان شكيت في حبي ليك أنا عمري ما هحب حد في حياتي غيرك إنت حب حياتي وطفولتي إنت كل حاجة ليا
ابتسم "مالك" من حديثها ليقول بعد ذلك بحب:
_بجد يا "مرام"
هزت "مرام" رأسها ليعود "مالك" ويقول بغـــضــــب:
_بس مين "أحمد" دا أنا مش بشك فيكي بس بضايق أما بسمع اسم حد من بوقك بغير
قهقهت "مرام" بشـ.ـدة ليفوق بعد ذلك على صياح أحدهم به قائلاً له بجموح:
_يا بيه يا اللي مش عارف تسوق بلاش تخليه أبوك يجبلك عربية إنت كـ.ـسرت لي العربية خالص....!
تنهد بشـ.ـدة ثم قال بحنق:
_أنا مكنش قصدي بص أنا مستعد أدفع أي تكاليف للعربية
ثم وبعد أن أنهى حديثه جلب من سيارته دفتر الشيكات الخاصة به ليكتب مبلغ كبير كتعويض له ويعطي له دون أن يعلم رأيه بالموضوع، حرك السيارة مرة ثانية وأنطلق بسرعة فائقة نحو منزله...
...................................................................
_هقولك ليه عشان هي فعلا خطبيبتي وكنا هنعلن كدا أصل هي يا "حمدي" بيه مش شمال وأنا بحب حريمي يكونوا بيحبوا السكك اليمين عندك أختي وولاد عم "مالك" صاحبي كلهم بيحبوا السكك النضيفة مش زي بـ.ـنتك توتو لامؤخذه
لم يستطيع "حمدي" التحمل أكثر من ذلك حيثُ أنه حرك النقطة التي يضعف منها وهي ابـ.ـنته، صرخ بعنف به:
_برا براااا إنت وهي غور في داهية يا "إبليس" إنت الشيطان اللي بيطلع لي كل شوية...
ابتسم "جبل" بسعادة وقال باستفزاز:
_الله طب حلو كويس إني إبليسك اللي بيخــــوفك متعرفش قد إيه فرحان دا إنت يا أخي خلتني أحب نفسي أوي شكراً
عاد يصـ.ـر.خ الآخر بانفعال شـ.ـديد حتى أنه كاد أن يضـ.ـر.بهم:
_بقول برا
أمسك "جبل" يد "ملاك" ثم قال بانتصار:
_يالا يا غالية..!
استغربت "ملاك" مما يفعل ولكنها صمتت حتى تخرج لأنها تعلم بأن ما قاله كان مجرد حديث في صالحها
خرجان معا وما أن وصلا إلى السيارة تنفست "ملاك" براحة حيثُ كان هذا المنزل كجهنم بالنسبة لها، تنهدت بشـ.ـدة حين قال "جبل" بسـ ـخـــريــة:
_لابس عريان ما هو يعني بذكائك يا لابس يا عريان يعني هيلبس جـ.ـسمه
ثم وبعد أن أنهى حديثه تذكر شيء، فعاد يقول بغـــضــــب:
_وبعدين أنا مش قولتلك إني الراجـ.ـل مش كويس ليه بقى مش بتحبي تسمعي الكلام
أغمضت عينها بتعب لترد بعد ذلك بتـ.ـو.تر:
_والله يا "جبل" كان لازم أعمل المقابلة يارتني سمعت كلامك بس أنا قولت أنا صحفية وبشوف حاجات كتير مش كويسة بس اللي شوفته إنهاردة مامرش عليا أبداً
غمز لها "جبل" حين قال بخبث:
_طب شوفيلك شغلانة تانية
إنكمش حاجبيها باستغراب لتقول بتساؤل:
_قصدك إيه؟
رد عليها بثقة:
_مش بحب مراتي تشتغل حاجة تتعبها وتخليها في حتة ممكن يحصل لها حاجة وحشة وهي موجودة فيها فهمتي قصدي
رفعت حاجبها بغـــضــــب ثم رفعت سبابتها في وجهه بتحذير وقالت:
_بقولك إيه إحنا بس صحاب تمام وبعدين أنا إفتكرتك بتهزر عشان تخليه يتعصب
ابتسم "جبل" بثقة ليقول بعد ذلك بيقين:
_بصي يا "ملاك" كان لازم أعمل كدا عشان أنا عارف الراجـ.ـل دا راجـ.ـل معندوش دين ولا ملة فلما أقول إنك خطبتي يبقى لازم تكوني كدا وبعدين مش مهم نتجوز نجرب بس وأحب أقولك حاجة أنا معجب بيكي من يوم ما شوفتك بس كنت بكدب نفسي عشان كدا كنت بتخانق معاكي كتير...
لم تصدق حديثه قط حيثُ قالت باستغراب:
_دا إزاي أصل إنت يعني كنت هتقــ,تــلني وبعدين إنت لحد إنهاردة كنت كارهني وبعدين إحنا شوفنا بعد مرتين
رد عليها بثقة محاولٍ أن يقنعها بحديثه:
_بصي يا "ملاك" هقولك على حاجة إحنا بس هنكون صحاب الفترة دي لحد ما تقنعي بيا ولو مش حاباني هنفضل صحاب
أومأت "ملاك" برأسها حيثُ كانت توافقه على الحديثه، بتلك اللحظة بعد أن وافقت على ما يقول أكمل حديثه بأمر:
_طب إيه هنبات هنا يالا أروحك بقى وبليل نتقابل عزمك ونتمشى شوية
ابتسمت "ملاك" بحب ثم قالت بقبول:
_وأنا قبلت العزيمة.
حدق بها "جبل" بنظرات غريبة لا أحد يعلمها هل هي نظرات العشق أم نظرات الخداع
.......................................................................
في شركة المنشاوي..
كان "جلال" المنشاوي يجلس بمكتبه والغـــضــــب يملأ وجهه، تحدث بجموح مع السكرتيرة:
_عاوزة إيه مش قولت محدش يدخل عليا في الوقت دا ولا لازم أرفض حد منكم عشان تفهموا
ردت عليه بعد أن أصيبت برعشةٍ جعلت جسدها ينتفض:
_يا فنـ.ـد.م بأكد على حضرتك الحجز بتاع السفر
_مسافر متزفت خلاص برا بقى
وبالفعل خرجت الموظفة الخاصة به ليتحدث بعد ذلك بغـــضــــب في الهاتف:
_وإنت إزاي محاولتش تتصرف شوفلك حل إن شاء الله يكون بفلوس الدنيا كلها مستعد أدفعهم إنت عارف لو "مرام" أو "جبل" عرفوا أنا ممكن أخسرهم وهخسر كمان كل حاجة..
بعد أن أنهى حديثه سمع حديث المتصل ليغلق بعد ذلك الهاتف، لا يعلم ما الحل حتى يقوم به ظل يتحدث مع نفسه:
_دي هتكون مصـ يـ بـةلازم الموضوع دا ينتهي بالقــ,تــل دا الحل الوحيد عشان نخلص...
بهذة اللحظة رن هاتفه، نظر إلى شاشة الهاتف ليقوم بعدها من مكانه ويرد في سرعة:
_إلحقيني في مصيبة
ردت عليه المتصلة وقالت بحد:
_مش أكتر من المصـ يـ بـةاللي عندي يا "جلال"
رفع "جلال" حاجبه باستغراب ثم قال بحنق:
_هو لسه في مصايب تاني لا كدا كتير والله الوحد تعب قولي يا ست المصـ يـ بـةاللي عندك خلينا أخدهم مرة واحدة
أردفت لتكمل ما بدأت في قوله:
_الصحفية "ملاك" اللي جت العزاء بتاع "عزمي" واللي قولتلي هتعمل مقابلة مع "جبل"
_مالها؟
قهقهت بشـ.ـدة على ساذجته لتقول بعد ذلك بانفعال:
_طلعت بـ.ـنت "ناصر" و "هدى"
صرخ "جلال" بجموح:
_إيه يانهار أسود البت دي لازم تمـ.ـو.ت أنا مكنتش أعرف عنها حاجة بعد ما المربية أخدتها كويس إن "جبل" مش حاببها
قهقهت المتصلة بسـ ـخـــريــة لتقول بعد ذلك:
_أوه لا والله إبنك كان باين عليه إنه عاوزها مش عشان أعجب بيها بس هو ماعجبش لا هو عشان كان كل واحد فيهم بيببص للتاني نظرة تحدي فهو مش عاوز أي بـ.ـنت تتحدى "جبل" المنشاوي
ابتلع ما في حلقه بتـ.ـو.تر ثم قال بتلعثم:
_يعني "جبل" ممكن يتجوزها طب و "دنيا" أنا حاطت عيني على حد من عيلة "عزمي"
ضحكت بشـ.ـدة ثم قالت بيقين:
_بص يا "جلال" ابنك لو حط في دmاغه الجواز فهيتجوزها حتى غـ.ـصـ.ـب عنها فخليه وهو أصلاً مش هيحبها هيوريها اللي عمرها ما تستحمله ويكون سهل قــ,تــلها فهمت
رد عليه بعدm إقتناع:
_ماشي بس إفرضي إن البـ.ـنت دي رجعت عشان تنتقم وإفرضي هو إتعلق بيها هنعمل إيه ساعتها
_كدا كدا هنقــ,تــلها وهي وجودها ممكن يكون مكسب
....................................................................
وصل الفيلا الخاصة به ليدخلها وينادي أهله:
_"دنيا" "ريناد" طنط "عبير"
اجتمع الجميع فوراً فعاد يقول بصرامة:
_جهزتوا
ردت عليه "عبير" ببسمة صغيرة:
_أيوا يا حبيبي!
هز رأسه ليقول بعد ذلك بأمر:
_تمام العربيات برا روحوا عليها
اتجهت "عبير" ومعها "ريناد" حيثُ كانوا ينفذان أمره، كانت "دنيا" ستفعل مثلهم ولكنه أوقفها حين قال:
_"دنيا" عاوزك في حاجة
توقفت عن السير، شعرت بأنه سجعلهم يبقوا في المنزل، ابتسمت بسعادة حين استدارت له تحدثت بفرحة:
_كنت عارفة إنك هترجع في كلامك صح طب ليه خلتهم يروحوا على العربية هناديهم بسرعة
جاءت حتى ترحل ولكن بعد أن طال صمته قال بحد:
_أقفي يا "دنيا" قراري مش هيتغير
وبالفعل توقفت عن السير بفقدان أمل، نظرت له بضيق ثم قالت:
_طب عاوزني في إيه؟
تنهد بقوة ثم قال بعد أن أمسك يدها:
_هتردي بصراحة
أومأت برأسها باستغراب ثم قالت بتـ.ـو.تر:
_أيوا بس قول لي في إيه.؟
أردف بخــــوف مما يدور في رأسه:
_"مرام" بتحب حد
هزت برأسها ببسمة صغيرة:
_أيوا
جذ على أنيابه بقوة تمنى أن يذهب ويقــ,تــلها، أحمرت عينه من شـ.ـدة الغـــضــــب، تحدث بجموح:
_طب روحي يالا على العربية
وضعت "دنيا" يدها على كتفه وقالت بابتسامة:
_بس بتحبك إنت من وإنت صغير بس إنت السبب اللي عملته خليتها تبني حاجز كبير بينكوا عرفت ليه بقى
كان لا يصدق حديثها، هو يعلم بأنها تحبه ولكن من يكون هذا الذي تحدثت عنه وكانت تجلس معه في المطعم، من يكون لتدافع عنه هكذا، تحدث بهدوء:
_طب مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش أي حد في حياتها
_لا
هز برأسه ثم قال بخبث:
_تمام حلو أوي هتشوفي هعمل إيه؟
..........................................................................
_موافقه
قالتها بهلع شـ.ـديد، لتمسك بعد ذلك "لميس" يدها وتقول بثقة:
_إنتي صبرتي وربنا هيحقق كل أمنياتك وهيخرجك وصدقيني يا طنط هترجعي لحياتك
شعرت "فوقية" بمصداقية حديثها، تنهدتت بقوة ثم قالت بعد أن حاولت أن ترسم بسمة ولكنها كانت يملأها الخــــوف:
_مصدقاكي بس أوعدني يا دكتورة
أمسكت "لميس" يدها وقالت بيقين:
_بوعدك
صمتت قليلاً عن الحديث مما جعل "فوقية" تقلق بشـ.ـدة وتسألها عنـ:
_سكتي ليه في حاجة
ابتسمت "لميس" قبل أن تقول بقوة:
_هما أكيد هيحاولوا يقــ,تــلوني بس متخافيش يا طنط أنا مش هيهمني حياتي أكتر من إني أنقذ شخص من أيدهم أنا هتكلم عنهم وبعت رسالة لحد بصورتك وحالاتك والحد دا هو اللي هيقوم بالفـ.ـضـ.ـيحة كل اللي عاوزاه منك تحكيلي كل حاجة وليه بيعملوا معاكي كدا..
أغمضت "فوقية" عينها بشـ.ـدة حيثُ أنها لا تريد أن تعلم ما حدث كل ما قالته:
_عارفة أما ت عـ.ـر.في إن صاحبة حياتك بتخونك وإن جوزك حب عمرك أناني وبرغم من حبه ليكي خلاكي زي المـ.ـيـ.ـتة عشان الفلوس هو مش عاوز يمـ.ـو.تني للدرجة إن بيجي كل أسبوع يقعد ويكلمني ويعتذر ليا ويقولي هفضل أحبك وأنا حطيتك هنا عشان متهربيش مني
استغربت "لميس" من حديثها فكيف له أن يفعل هكذا بحبيبته، الحب يعني التضحية، كيف له أن يفرط بها هكذا، تمنت أن تقــ,تــله، أخرجت أنفاسها التي تراكمت بداخل قلبها لتقول بعد ذلك بتساؤل:
_طب يا طنط ليه يعمل كدا
_عشان أنا كنت هسيبه وهو عاوزني أكون متقيدة عشان كدا كنت باخد جلسات كهرباء كعقـ.ـا.ب لما أكون بحاول أهرب لكن هو محاولش يجنني عشان أفضل متذكرة وجوده
هزت "لميس" رأسها بتفهم لتقول بعد ذلك باستفسار:
_جاي إمتى؟
_ يوم السبت
أومأت برأسها ثم قالت لها:
_
....................................................................................
وصل إلى منزلها، تحدث معها بـ:
_متقلقيش هخليه السواق يجبلك العربية هنا
ابتسمت له لتهز بعد ذلك برأسها وقالت بنبرة رقيقة:
_تمام مافيش مشكلة خلي بالك من نفسك
ابتسم "جبل" ليقول بعد أن غمز لها:
_طب بذمتك مش عاوزاني أعجب بيكي ت عـ.ـر.في أنا محدش سألني قبل كدا عن نفسي
ابتسمت له ثم قالت بضيق مصطنع:
_إنت مش بتدي لحد فرصة عشان يقولك أصلاً أنا والله خايفة من الصداقة لتيحي بكرا تقول لي أنا مش بصحاب تاني يوم
قهقه عليها بشـ.ـدة حيثُ أنها كانت تتحدث وهي تمثل صوته وحركاته كانت تشبه الأطفال، رد عليها بحب:
_إنتي غيرهم يا قمري وبعدين وبرغم الخناق والكره اللي كان بنا إنتي الوحيدة اللي طلبتها للجواز يعني متخافيش مني
ابتسمت له ثم قالت بخــــوف:
_طب يالا عشان "سوسو" ممكن تقــ,تــلني بقى لإني اتاخرت وهي كانت حاسة إني هتعب إنهاردة
رفع يده ليحذرها بـ:
_سـاعة تكوني لبستي وأنا أكون جهزت مش عاوز تأخير يا حلوتي
إنحنت "ملاك" قليلاً لتقول بطاعة:
_تؤمر بحاجة تاني يا سلطان
ابتسم لها ثم قال بأمر:
_بلاش ضيق ولا قصير مش بحب اللي مني يلبس حاجة ملفتة
نظرت له باستغراب ثم قالت:
_ليه هو كان فيه حد بيلبس ضيق وهو خارج معاك
_البنات الشمال وإنتي مش شمال
بتلك اللحظة كانت سترد عليه ولكنها سمعت المربية الخاصة بها تقول بحد:
_"ملاك"
رفعت رقبتها لتنظر لها لتجدها تقول بصرامة:
_إطلعي!
_حاضر
في سرعة قالت:
_هطلع لاحسن أتسلخ يالا سلام
_سلام
.........................................................................
وصلت سيارة "مالك" إلى المنزل الجديد والذي يكون ملك لعائلته قريب من منزل "جبل" ومنزل "جلال" المنشاوي حيثُ وبرغم الخلاف الذي يحدث بين "جبل" وأبيه بسبب بعده عن المنزل إلا أن "جبل" فضل أن يكون قريب منهم حتى يرى شقيقته دائماً وحين يريد ألا يعرف والده شيءٍ عنه يخفي نفسه في أحد المنازل الذي يمتلكها، كانت بتلك اللحظة "مرام" تسير بالخارج ومعها إحدى أصدقائها، ابتسمت حين وجدت "دنيا" تنزل من السيارة وتجهز لكي تدخل المنزل المقابل لمنزلها ابتسمت بسعادة واتجهت نحوها:
_وأخيراً رجعتي تاني أنا فرحانة إننا هنكون مع بعض
ابتسمت "دنيا" وقالت بحب:
_برغم إني عاوزة أقعد في بيت جدو التاني بس وجودك هنا مفرحني
بتلك اللحظة سمعت كل منهم مكالمة "مالك" مع أحدهم والذي كان يقول فيها بصوت عالي وخبث:
_لا يا حبيبتي ملكيش دعوة أنا هحلها حددي بس معاد مع عمي عشان قراية الفاتحة وبعد أربعين جدي نعمل الخطوبة
نظرت له "مرام" فتذكرت مع حدث معها منذ هذا الصباح إلى الآن شعرت بالغيرة تنهش قلبها كانت تريد أن تعلم مع من يتحدث وهل ما يقوله صحيح، يريد أن يجعلها تغير أم إنه لا يريدها بحياته، تحدثت بعد أن جذت على نواجذها بجبروت:
_طيب يا "دنيا" إنتوا تعبانين هروح أنا أتمشى ونتقابل على الساعة عشرة كدا عندي لإني دلوقتي هروح أجيب شبسي سلام...
ابتسم "مالك" بانتصار ثم قال بصوت خافض:
_اللي جاية هيكون أحسن
.......................................................................
صرخت "سامية" في وجهه بغـــضــــب:
_أي حد من عيلة المنشاوي متقابلهمش فاهمة ولا "جبل" ولا "جلال" المنشاوي فاهمة
استغربت "ملاك" من أفعالها فقالت بتساؤل:
_ليه يادادة وبعدين عندي عمل معاه
رفعت "سامية" سبابتها بهدوء لتقول بعد ذلك بتحذير:
_كلمتي لازم تتسمع مش عاوزة أشوفك مع الراجـ.ـل دا
مازالت "ملاك" عند رأيها حيثُ قالت بصرامة:
_عمري ما بعرف أعامل حد وحش وأنا مش عارفة السبب هتقولي هبعد وخلي بالك بقينا صحاب وكمان طالبني للجواز وأنقذ حياتي النهاردة وأنا هوافق لو حسيت براحة
ضـ.ـر.بت "سامية" بيدها على صدرها ثم قالت بصراخ:
_لا يمكن يحصل أبداً
_ليه
_كدا وخلاص
أومأت "ملاك" برأسها لتقول بعد ذلك ببرود:
_ هسمع الكلام أما تكوني مستعدة تقول لي ليه همشي بقى لإنه مستنيني تحت عشان هأكل برا عن إذنك
نزلت من المنزل بعد أن أستعدت وأرتدت فستان لونه بنفسجي وعقدت شعرها كذيل الحصان، رأها "جبل" فقال بنبهار:
_بجد إيه الجمال دا
ابتسمت بسمة صغيرة وقالت:
_تسلم
صعدت السيارة معه لينطلق إلى أقرب مطعم، تم تجهيز طاولة خاصة لهم، جلست عليها أما هو فجلس ولكن كان يعطي الأوامر للعامل، كانت تنظرت له بميول، لا تعلم ما الذي يشـ.ـدها هكذا لتحملق لمقلتيه، لم تستطيع أن تسمع حديثه إلا حين وضع يده على معصمها وقال بصراخ:
_يا بـ.ـنتي مالك سرحتي في إيه؟
فاقت من هذه النظرات والتي كانت ستقعها في خطأ، عاد يسألها مرة أخرى:
_"ملاك" مالك يا "ملاك"
أغمضت حدقتها بخجلٍ جم، لترد بعد ذلك بـ:
_لا ولا حاجة أبداً
أخرجت أنفاسها برأحة بعد أن رأته لم يلقى عليها أي سؤال آخر، حيثُ أنها لا تحب الكذب فماذا كانت ستقول له، أتقول أعجبت بعينك فجذبتني لك ولم أستطيع ألا أنظر لها
أفاقها "جبل" من حديثها مع نفسها بسؤاله:
_تشربي إيه
ابتسمت له وقالت بتفكير:
_أممم مش عـ....
وقبل أن تكمل حديثها قاطعها أحدهم والذي كان خلفها حين قال بثقة:
_عصير ليمون بنعنان مشروبها المفضل أو مثلا يعني أي حاجة بيحبوها الأطفال أصلها طفلة
استغرب "جبل" حتى أنه كان سيقوم ويضـ.ـر.به حيثُ فكر بأنه شاب يغازلها ولكن حين حدق في "ملاك" وجدها تبتسم مما دفعه أن يقول:
_مين دا
_مصطفى صديقي
...................................................
يتبع...
رفع "جبل"  حاجبه باندهاش ثم قال ببرود مصطنع:
_والله يا صلاة النبي
وقفت "ملاك"  على الفور حتى ترحب بصديق طفولتها المقرب،  أشارت له حتى يجلس على المقعد المجور لها،  مما جعل "جبل" يقول بصوت منخفض:
_ماشي أنا هقفل المطعم دا عشان حطوا كرسي تاني ليك يا حـ.ـيو.ان
فاق على صوت "مصطفى الذي كان يقول بتواضع:
_مش عاوز أكون تقيل عليكم وبعدين شكل الأستاذ عاوزك يعني
رد عليه" جبل" بحنق:
_الصراحة إنتي بتفهم أصل الكرسي الزيادة دا مش خاص بالطرابيزة بتاعتنا هو الموظف هنا فهم الموضوع غلط أنا طلبت كرسين بس
حدقت به "ملاك"  بغـ.ـيظ حيثُ أنه أخجل صديقها،  تحدثت بصوت خافض:
_رجع لقل الذوق
تحدثت بهدوء معه وقالت:
_"جبل" أكيد بتهزر دmك خفيف حبيبي الكل عارفين إنك بتهزر بس عيب "مصطفى"  مش عارف
هز "جبل"  رأسه ببرود ليقول بعد ذلك بسـ ـخـــريــة:
_لا لو أعرف إنك جاي أنا كنت حجزت كل المطعم الغالي عند "ملاك"  يبقى غالي عندي
ابتسم "مصطفى" عليه ليحدق بـ "ملاك"  ويسألها عـنـ:
_وهو بقى ااا اسمه إيه قولتي
كان يشير إلى "جبل" بيده لذلك رد عليه بغـ.ـيظ:
_"جبل " المنشاوي ياااا اسمه إيه قولتي.
ضيقت "ملاك"  عينها شعرت بالضيق من تمردهم وأسلوبهم مع بعضهم،  تحدثت بخفوض:
_"مصطفى "
انتباها أحساس بأن هذا الغداء سيكون ممل،  انتبهت إلى سؤال "مصطفى"  لها:
_وعلاقتك مع "جبل"  علاقة عمل بس
ردت عليه ببسمة صغيرة:
_لا صـ...
وقبل أن تكمل هذه الكلمة رد "جبل"  الذي كان يراقب حركة شفتيها:
_خطبها وقريبا جوزها وما بعد قريباً أبو عيالها الا قول لي صحيح إنت كنت جاي تقابل حد تتعشا مع حد ولا كنت حاسس إنك هتقابلنا
تذكر "مصطفى" ما جاء له ليقول بعد ذلك بصراخ:
_أوبس نسيت!
مما دفع "جبل" أن يقول بسـ ـخـــريــة بعد كلمته هذه:
_ما هو إنت نازل رغي المفروض تشكرني عشان فكرتك يالا روح بقى شوف اللي نسيته..
حدقت به "ملاك" بتحذير ثم عادت تحملق لصديقها قائلاً له:
_بيهزر إنت لازم تأخد عليه المهم نسيت إيه
ضـ.ـر.ب "مصطفى" يده على رأسه ليرد بعد ذلك عليها بنبرة مستجلة:
_لا ولا يهمه بس أنا نسيت إن في مقابلة عمل مهمة
_أيوا طب يالا عشان الوقت الشاطر في شغله هو اللي يظبط ساعته..
هذا ما قاله "جبل"  بأسلوب مستفز لدرجة التي جعلت "مصطفى"  يخجل،  كان سيمد يده ليصافح "ملاك"  ويرحل ولكن "جبل"  أمسك يده وقال:
_صدفة مكنتش أعرف إنها هتأثر فيا كدا والله
شعرت "ملاك" بأن هناك كارثة ستحدث إذا فضل "مصطفى" أكثر من ذلك، ابتسمت بهدوء لتقول بعد ذلك:
_تمام يا "صاصا"  هكلمك وأكيد هنتقابل كتير داده أما تعرف إنك جيت من السفر أكيد هتعزمك على الغداء
تنهد "مصطفى"  بعد أن رسم على وجهه بسمة صغيرة قائلاً لها بحب:
_سلملي عليها كتير  وحـ.ـشـ.ـتني
ابتسمت له بينما "جبل"  فجحظ بمقلتيه ينظر لها بغـــضــــب شـ.ـديد،  رحل "مصطفى"  من الطاولة الخاصة بها ىينفجر "جبل"  بها ويقول بغـــضــــب:
_مين دا بقى وإزاي "صاصا" دا !
ردت عليه بانفعال:
_إزاي تعمل كدا يا "جبل"  فيه إنت عارف إنه دا صديق طفولتي..!
فتح "جبل" فمه باندهاش ثم  قال بنرفزة:
_يعني إيه يعني صديق طفولتك مفيش في قاموسي الكلام دا
استغربت مما يقول كانت سترد عليه ولكن موظف المطعم قاطع أحبال ردها حيث كان يقول بتساؤل:
_يا فنـ.ـد.م هتختاروا إيه؟
نظرت له "ملاك"  بحد لتقول بعد ذلك بضيق:
_مش هنأكل  ولا هنشرب حاجة الغداء والشرب إتلغوا
حدق بها "جبل"  بغـ.ـيظ شـ.ـديد،  ضـ.ـر.ب بيده على المنضدة وقال بجموح:
_وإنتي ليه تحددي ياهانم هو أنا كيس جوافة هنا
_كرهت المطعم
_وأنا كمان وكل دا بسبب "مصطفى"  صديق الطفولة ياختي
لم تتحمل "ملاك"  أكثر من ذلك مما جعلها تندفع وتأخذ حقيبتها وترحل، قام "جبل"  ليلاحقها ولكن وقوف الموظف يقاطع طريقه مما جعله يدفعه بقوة ويقول بانزعاج:
_وسع من وشي يا أخي
أسرع ورأها ليجدها تنتظر سيارة أجرة لتجعلها تصل إلى المنزل، اتجه إليها في سرعة ليقول بغـــضــــب:
_إيه اللي مشاكي إنتي عارفة أنا لغيت إيه عشانك إيه اللي خلاكي تقلبي كدا
.....………………………………………………………………..……
مازال "حمدي"  غاضب ما حدث جعل رأسه تفيق لمدة كبيرة وستظل هكذا أسبوع أيضاً،  نزلت زوجته وهي تشعر بألــم شـ.ـديد في رأسها،  تو.جـ.ـعت بقوة فتحدث بـ:
_اااه
حدق بها "حمدي"  بغـــضــــب شـ.ـديد ثم قال بانفعال مريب:
_إنتي السبب شربتيني وعملنا حاجات ما تتعمليش
رفعت حاجبها باستغراب لتقول بعد ذلك بتساؤل:
_ليه عملنا إيه
_قولي ما عملناش إيه
سرد لها ما حدث لتشعر بالغباء الشـ.ـديد من نفسها،  أغضمت عيناها بهدوء ثم قالت بخبث:
_بلاش تضايق نفسك يا روح قلبي نقــ,تــلها مش هيحصلنا حاجة يعني
هز رأسه برفض ليقول بعد ذلك بضيق:
_لا أكيد هو هيشك فينا بس البـ.ـنت دي بقت في دmاغي لإنه كمان أعجب بيها وفضلها عن بـ.ـنتي دا قال بـ.ـنتك شمال
قامت زوجته من مكانها متجه نحوه لتجلس بجانبه ثم تقترب رويداً رويدا من فمه لتقبله بقوة قبلة وقتها دقيقة قطعت أنفاسهم بها،  ابتعد عنها قليلا ليقول بتلعث:
_هو دا اللي مخلينا نروح في داهية والله إنتي عارفة والله العظيم بحبك بس ياريت جمالك دا ما يطلعش غير بليل في أوضتنا
قهقهت بشـ.ـدة لتقول بعد ذلك بحب:
_ حبيبت قلبك هترجع ونأخد حقها كدا إحنا عرفنا نقطة ضعف "جبل"  سيبك من أخته وأخوات "مالك" 
رد عليها بخبث:
_"ملاك"
أومأت برأسها بشر لم  يتوقع أحد أن تحمله فتاة من جنس حواء قط،  تحدثت بحقد:
_"ملاك" الصحفية المشهورة الناجحة
اتجهت نحوهه ثم وضعت يدها على منكبيه وقالت بنبرة لئيمة:
_وبعدين يا حبي إنت برضه من حقك تدلع مع حد غير حتى لو ليلة واحدة أنا عارفة إني حبيبتك الوحيدة بس برضه وساعتها صورتين حلوين وهي في حـ.ـضـ.ـنك يتبعته ليه ويتنشروا كدا "زوجة راجـ.ـل الأعمال المشهور" جبل" المنشاوي والملقب بالنمر الجامح في حـ.ـضـ.ـن عشقها والذي يكون المنافس الأكبر لزوجها...
ابتسم على تفكيرها ثم قال بثقة:
_شيطان مراتي شيطانة على هيئة برنسيسة بجد أنا محظوظ بيكي
إنحنت قليلاً كعلامة تحترمه بها على مدحه تحدثت بتواضع:
_أشكرك يا عمري وبعدين أنا كدا عشان إنت حبيبي أنا
لم يستطيع أن يتحمل طريقتها في الحديث والتي أشعلت جمرة الشوق في قلبه،  غمز لها وبعد ذلك قال باشتياق:
_كنا بنقول إيه الصبح قبل ما الخدامة تدخل وتقول على "ملاك"
تقدmت نحوه بدلال ثم وبصوت هامس قالت:
_كنا بنقول كلام في الحب بيني وبينك
ابتسم ثم أخرج لسانه من فمه ليضغط بعد ذلك بنواجذه على شفتيه ويقول بصوت منخفض يزيد من جمر الحب:
_كلام إيه دا؟
وضعت يدها على شفتيه وقالت بعد أن قهقهت بشـ.ـدة:
_هش عشان محدش يسمعنا ويقاطـــعـــنا زي الصبح تعالى أوضتنا أحسن
ضـ.ـر.ب بيده على رأسه ثم قال بتذكر:
_أيوا صح بس أقولك على حاجة الغولة اللي دايما بتقاطـــعـــنا تعبانة من الرصاصة ومحدش غيرها بيقاطـــعـــنا
ظلت تتسحب للخلف لتبتعد عنه وتهرول بعد ذلك إلى غرفتهم وهي تقول بعلو:
_طب يالا بقى يا شطوري تعالى ورايا لأزعل منك يا روحي
……………………………………………………………………………
جلس الجميع حول مائدة الغداء،  تأكد "مالك" بأن أغراضهم تم توضيبها من قبل الخدm،  بتلك اللحظة كانت "ريناد" ستمد يدها حتى تأكل ولكن "مالك" صرخ بها بغـــضــــب:
"ريناد"!
انفزعت الصغيرة من تصرفه،  ردت عليه بصوت شبه باكي:
_نعم يا أبيه مأكلش بس أنا جعانة أوي
تنهد بشـ.ـدة ثم نظر لإحدى الخدm وقال بأمر:
_كل من الأطباق كلها لو سمحت
ثم وبعد ذلك نظر إلى" ريناد" وقال بحب:
_لا يا حبيبتي كلي بس أنا بقيت أخاف عليكم من أي حاجة جدي مـ.ـا.ت وإنتوا بقيتوا مسؤليتي عشان كدا خايف عليكم فهمتي
أومأت برأسها وهي لا تفهم شيء فعلت هذا لأنها تقتنع بحديثه وليس إلا..
ظلت زوجة عمه تنظر له مما جعله يقول بهدوء:
_في حاجة يا طنط
هزت برأسه وهي تقول بحنق:
_آااه فيه إنت مش طبيعي يا حبيبي الآكل بتخليه حد يدوقه
تأفف "مالك"  بشـ.ـدة ليقول بعد ذلك بحنو:
_خايف عليكم وأعملوا حسابكم كل أسبوع هنعمل تحاليل
صرخت بتلك اللحظة "دنيا"  التي قالت بضيق:
_لا كدا كتير أنا بستحمل تحاليل كل شهر بالعافـ.ـية يعني كدا هنعاملها أربع مرات بالشهر ولعت منك دي يا "مالك" 
نظر لها "مالك"  بحد ليقول بغـــضــــب:
_مش بمزاجك ويالا كلي
بدأ الجميع في تناول الطعام،  في هذا الوقت رن جرس الباب ليفتح أحد الخدm ويقول بترحيب:
_إتفضلي يا "مرام"  هانم
دخلت "مرام"  ليقول "مالك"  باستفزاز:
_إيه يا آنسة "مرام"  ظابطة وقتك على معاد آكلنا
شعرت "مرام"  بالحرج من حديثه فقالت بهدوء:
_لا مش كدا أنا أصلاً مش جعانة وهأكل باقي الحاجة الحلوة بتاعتي اللي جبتها من السوبر ماركت وأنا آسفة إني جيت عن إذنكم
وقبل أن تتجه نحو الباب نظرت إلى "دنيا"  وقالت بحنق:
_"دودي هروح عند "كريم"  شوية أما تخلصي رني عليا عشان أجي وتقعدي معايا لإني خايفة أقعد وحدي
جحظت عين "مالك"  حين سمع أسم هذا البغيض "كريم"  صرخ بغـــضــــب:
_مين "كريم"  دا
لم تعطي له أي إنتباه لتبدأ تسير نحو الباب ولكنه يقوم وبغـــضــــب شـ.ـديد يمسكها من معصمها ويقول بحد:
_هو إيه اللي قاعدة لوحدك مش داده معاكي وبعدين إيه مش بكلمك
حدقت به "مرام" وأجابته ببعض الكلمـ.ـا.ت البسيطة  حيثُ كانت تشعر بالتعب الشـ.ـديد:
_داده مش هنا
استغرب "مالك"  ردها البسيط فعاد يقول بتساؤل:
_راحت فين؟
_إبن أختها عمل حادثة وهي سابتني والخدmين وأخدين أجازة عشان كنت هنام عند "جبل"  وبابا مسافر فأنا بخاف أقعد لوحدي فقولت عقبال ما "جبل"  يجي أقعد هنا أو أخد "دنيا"  تقعد معايا فعقبال ما تخلص هروح عن "كريم"
جذ "مالك"  على أنيابه بغـــضــــب شـ.ـديد ثم قال بنرفزة:
_بلاش تعصبيني مين "كريم"  دا
لم تجاوبه حيثُ أجابته إبنه عمه لتجعله يستريح:
_"كريم" حفيد طنط حكمت "مرام" بتحب تروح تقعد معاه لإنه طفل جميل ومكملش خمس سنين
أخرج أنفاسه براحة شـ.ـديدة ولكنه غار حتى لو كان إبنه منها سيغار هو لايريد أن يأخذها أحد منه يغار من أي شيء تلامس بأيدها حتى من شقيقها يغار،  تأفف بشـ.ـدة ثم قال بصلابة مصطنعة:
_أكلتي إيه..؟
لم ترد عليه فعاد يلقي سؤاله فلم تجاوبه،  لم يستطيع أن يسألها أو يعانفها حيثُ  أخرج هاتفه وهاتف المربية الخاصة بها..
....................................................................
سترحل من هذا العالم المظلم،  ستعود إلى النور،  ستبتسم من جديد، سترأ أحبائها،  ستنتقم من هؤلاء الذين دmرها والذين كان أقوى من الحب التي تحمله لذلك إنتصروا عليها بشـ.ـدة، هذا كان تفكيرها،  تنهدت بشـ.ـدة لتقول بهدوء:
_خير والدكتورة "لميس"  هتحلها وهتكون غيرهم نفسي أرجع للحرية بقى
أغمضت عينها بشـ.ـدة لتنزل من مقلتيها دmعة يتيمة لا يرافقها صديق ولا شقيق،  فتحت عينها وسألت نفسها:
_تفتكري يا "فوقية"  لسه بتحبيه
هذا السؤال ما كان لنفسها ولا خرج من فمها هذا السؤال ما كان إلا من القلب ليسمعه العقل الذي بدأ يتحكم في هذه العواطف والذي جعلها تصرخ بقوة:
_لا يا "فوقية"  أيوا لا وألف لا كمان اللي يخليكي في مكان مع ناس غير عاقلين متعرفش  تتكلميه مع حد فيهم يبقى حـ.ـر.ام فيه حبك اللي يحرمك من كلمة أم يبقى عمره ما كان حبيبك اللي يحارب عشان تتجنني يبقى عمره ما حبك برغم من إنه مكنش عاوزك تنسيه بس هو مجننكيش هو سبب جـ.ـر.ح في قلبك كبير أوي اللي يقــ,تــل واللي يسـ.ـر.ق عمره ما يستحق حد زيك
حاولت أن تغفل ولكن بهذه اللحظة دلف أحد الممريـ.ـضين والذي كان يحمل هاتف محمول،  تحدث معها بصرامة:
_حد عاوز يكلمك خدي
تعلم بأنه هو من يعشقها ويذلها من يعـ.ـا.قبها ويحن عليها من يقــ,تــلها بكل دقيقة ويعود بثانية واحدة ليجعلها تفيق من مـ.ـو.تها،  أمسكت بالهاتف بعد أن أصيبت برعشة في جسدها،  تحدثت بتلعثم:
_ااا الو...!؟
سمعت صوته والذي يجعل قلبها يصاب  بالرجف الشـ.ـديد ولكن تلك المرة لم يكن صوته يحمل الحنين والإشتياق صوته بهذه المرة يحمل الغـــضــــب الشـ.ـديد حيثُ كان يقول بغـــضــــبٍ جامح:
_إرجعي لعقلك الدكتورة دي مش هتفيدك وهشتريها برضه وحتى لو ساعدتك مش هتلحق لإني هنقلك لمستشفى تانية وأعتقد إنتي أخدي على القعدة عندك فبلاش تخليني أحرمك حتى من رحمتي
كانت ستصرخ به كانت ستقول هذا يكفي ولكنها قالت بهدوء:
_ياريت تغير المستشفى دي على الأقل هشوف حرية شوية وإنتوا بتنقلوني ليها بس عقبال ما تشوف كلاب جداد ليك متخافش مابقتش أثق في حد كفاية وثقت بيك وكنت أكبر مصـ يـ بـةفي حياتي الثقة بتجيب المصايب لينا
لا يريد أن يسمع منها هذا الحديث،  لا يحبها أن تبغضه ولكن مصلحته أهم عنده من الجميع،  تنهد بقوة ليعود ويقول بصلابة:
_وهكون جنك لو فكرتي بس تطلعي من قفصي تمام وأنا مش مصـ يـ بـةيا "فوقية"  أنا حبيبك اللي فضلتي متمسكة بيه وعاوزاه يتجوزها لآخر نفس في حياتك
لم تستطيع أن تكمل المكالمة حيثُ أنها أغلقت الهاتف بعد أن قالت:
_كنت إنسانة غـ.ـبـ.ـية معمي قلبها بالحب المزيف بس ملحوقة بقى
ألقت بالهاتف على المضطجع لتقول بعد ذلك بقرف للممرض:
_يا كـ.ـلـ.ـب خد التلفون وإطلع برا
حدق بها الممرض بغـــضــــب وقال بنرفزة:
_مـ.ـيـ.ـت مرة أقولك متقوليش عني كدا مش بتفهمي
ايتسمت بسـ ـخـــريــة وقالت بعد ذلك باستفزاز:
_أصل الرجـ.ـا.لة يا حبيبي بيشتغلوا مع الرجـ.ـا.لة اللي زيهم اللي بيخافوا على ضمرهم لكن الكلاب ومش هقول الستات لإن الستات أنضف منكوا عشان اللي زيكوا كلام مع أسفي الكبير للكلاب عشان شبهتكم بيهم
لم يستطيع التحمل أكثر من ذلك،  خرج من الغرفة ومعه الهاتف بعد أن توعد لها بأنه سيرد الإهانة قريباً...................................................................................
......................................................................
يتبع
لم ترد عليه وبدأت تسير على أقدامها،  ذهب خلفها متحدثٍ بغـــضــــب:
_بقولك أقفي يا "ملاك" 
لم ترد عليه قط، وكملت في السير، مما جعله يقول بنفاذ صبر:
_بحبک!
توقفت بعد هذه الكلمة التي خرجت من فاهه،  نظرت له وهي لاتعلم أتفرح لأنه قال هكذا وأعترف لها أنه يحبها أم تحـ.ـز.ن حين تتذكر بوجود النساء في حياته،  مازالت تتذكر حديث "حمدي"  ومتيقنة بأن هناك علاقة تجمع "جبل"  بابـ.ـنته،  تنهدت بقوة ثم قالت بهدوء:
_وأنا قولتلك الصبح رأيي يا "جبل"  إحنا لسه عارفين بعض لسه ملحقتش أكون حبيبتك وخلي في فرصة نعرف بعض وبصراحة...!
رفع "جبل"  حاجبه ينتظر ما ستقوله كل ما سردته الآن لا يهمه حيثُ أنه حديث ما قبل العاصفة التي ستشتعل لتقــ,تــلها،  تكلم بهدوء مصطنع يخفي به جمر النيران المقيّدة بقلبه:
_أيوا وبعدين هتقولي إيه بقى عشان أعرف أرد عليكي
فتحت فاهها حتى تكمل ما بدأ في قوله ولكنه قاطعها بتحذير بعد أن رفع أصابه الخمس في وجهها قائلاً لها بحد:
_بس ياريت تكوني عارفة كل حرف هتخرجيه من بوقك عشان هتتحاسبيه عليه كويس أوي
بالفعل شعرت بالخــــوف من كلامه ولكنها تشجعت حيثُ قالت بقوة:
_يمكن خناقنا خلى في خــــوف في قلبك ناحيتي نظرة أعجاب أو حتى نظرة حب ويمكن نفس اللي في قلبك عندي وهي ما حبة بعد عداوة بس أعجابي بيك مش هيلغي إحترامي لنفسي ولا لكياني وحريتي
انهت هذا الحديث لتبدأ بعد ذلك تسير ولا تعطي له أي أهمية مما جعله يسرع باتجاهها ويقول بتساؤل:
_قصدك إيه يا "ملاك"
وقفت عن إكمال الطريق مرة أخرى ثم استدارت لترد عليه بتمني:
_بص يا "جبل"  أنا حاسة إن في حاجة غلط في الموضوع من يوم وليلة بقينا صحاب لا وكمان في نفس اليوم بقينا أحباب غريبة دي وبعدين أنا نفسي أكون متجوزة من حد يخاف على شكلي يخاف يحرجني
تأفف "جبل"  بشـ.ـدة ليقول بعد ذلك برجاء:
_ممكن بس يا بـ.ـنت الناس نروح نقعد في كافتريا
_لا كدا كدا إتاخرت
شعر بالملل فقال بضيق:
_برحتك هتصل بالسواق يجي بالعربية ويوصلك وأنا هاخد تاكس
شعرت بالضيق لأنه تخلى عن محاولاته في إرضائها،  أخرجت من صدرها بعد الأنفاس التي تجعلها غاضبة ثم قالت بتمرد:
_لا هروح بتاكس شكراً وبعدين مش إنت قولت إمبـ.ـارح في العزاء إني من البنات اللي عمرك ما هتعجب بيها خلاص سبني وبعدين إنت قادر تعمل كل حاجة أنا سمعت إنك ممكن ترمي واحدة في الشارع عادي وممكن تزعق لوحدة عادي وممكن تسيب واحدة في الشارع عادي ممكن بس أكون حبيبتك عشان لسه اللي عاوزه ماخلصش
لم يستطيع "جبل" أن يتحمل أكثر من ذلك حتى أنه تخلى عن تمرده وقال بكـبـــــريـاء:
_أنا أعمل إيه حاجة مع الشمال لكن لو قدامي واحدة محترمة عمري ما عمل لها حاجة وحشة أنا راجـ.ـل يا "ملاك" الشمال راضية تروح ملهى ليلي وتسيب دا يمسك جـ.ـسمها ودا يبـ.ـو.سها وتروح مع اللي يعجبها يعني لو كلاب السكك قربت منها مش هتخاف عشان بقى عندها مناعة خلاص لكن لو بت سكتها سالكة أنا هبقى راجـ.ـل معاكي وبرحتك وقفي تاكس وروحي عن إذنك..
رحل من أمامها مما جعلها تغـــضــــب وتقول بخفوض:
_قليل ذوق أنا كنت حابة المحايلة بتاعته وكنت مبسوطة من الغيرة بتاعته بس كنت لازم أوقفه عند حده مش أكتر أنا هروح
لم تجد أي سيارة في المكان فبدأت تسير على أقدامها وقفت خلفها سيارة أحدهم ليوقف صاحبها محركها  وينزل  منها ويقول بغزل:
_إيه العسل دا هو فيه كدا ما تيجي يا حلوة أوصلك أصل هنا مافيش تاكسي بيجي في المناطق النضيفة اللي بيكون فيها بهوات تعالي بس
حاول أن يمسكها من معصمها فشـ.ـدت يدها بعنف وقالت بصراخ:
_وسع هلم عليك الشارع والله
غمز لها الشاب ثم قال:
_محدش هنا هيهتم واحدة مزة زيك ماشية ليه لوحدها كدا إيه كنتي في مطعم لوحدك مثلاً أكيد جاية تروحي بزبون
نظرت له بحنق وقالت بضيق:
_أوعى تكون فاكر إني واحدة من بتوع اليومين دول ميز يا أخي شكل لبسي طرقتي أنا يا محترم صحفية
رفع حاجبه وضحك بسـ ـخـــريــة ليقول بعد ذلك ببرود:
_لا الصراحة شكلك محترم بس دخلتي دmاغي
حاول التقرب فتراجعت للخلف بخــــوف شـ.ـديد شعرت بأن وجود "جبل"  كان أمان لها تمنت لو يعود ولا يتركها بمفردها،  أغمضت عينها بشـ.ـدة تترجاء ربها أن ينقذها من هذا البغيض،  وفجأة تسمع صوت لكمـ.ـا.ت قوية وسب بصوت رجولي شـ.ـديد تعلمه،  زادت خفقاتها حين جاء،  انتفضت بشـ.ـدة، فتحت مقلتيها لتجده من خفق فؤادها حين وصل،  تحدثت بتلعثم:
_اا خلاص يا "جبل"  هيمـ.ـو.ت في إيدك كفاية ويالا نروح
استدار لها وهو يحملق بها بشرار ثم رفع سبابته بتحذير قـ.ـا.تل ليقول لها بحد:
_ماسمعش صوتك وبهدوء كدا إركبي العربية السوق جاية حالا وحسابك يا "ملاك"  بعدين.
..............................................................
جلست "سامية"  على الريكة تفكر في صغيرتها وما سيحلقها بصحبتها مع "جبل"  كان قلبها يحمل الرهبة الشـ.ـديدة، تنهدت بقوة حين سمعت صوت ضيفتها التي جاءت فوراً عنـ.ـد.ما طلبتها:
_طب سبيها يا "سامية"  جايز ربنا رايد حاجة في تقابلهم دا
هزت "سامية رأسها بلا لتقول بعد ذلك بتـ.ـو.تر:
_لا يا بـ.ـنتي أنا لا يمكن أخاطر بالأمانة" ناصر"بيه بعد عن النار دا هو ومـ.ـر.اته عشان بـ.ـنتهم ضحوا بالمال والفيلا وكل حاجة عشان "ملاك"  قولوا لي خلي بالك منها
ردت عليها الأخرى وهي تقول بيقن:
_"جبل" سمعته وحشة بس شاطر في شغله وبعيد عن أبه
تحدث "سامية"  بثقة:
_أنا معنديش مشكلة مع "جبل"  خالص والله بالعكس أنا كمان بعرف أخبـ.ـاره أول بأول الخــــوف كله من "جلال"  لو عرف "ملاك"  تبقى بـ.ـنت مين اللي فيه "جبل"  بسبب السم اللي حطه "جلال"  في قلبه
صمتت قليلًا ثم تذكرت شيء فقالت بتساؤل:
_"مرام"هي كمان يا حبة عيني حالتها وحشة جداً محدش عارف ظروف نفسيتها
ابتسمت الأخرى وقالت:
_"مالك" و "جبل"  مخلين النفسية أحسن بس هي ناقر ونقير مع "مالك" 
ابتسمت لها "سامية"  لتقول بعد ذلك بحب:
_من زمان وهما كدا ربنا يخليهم لبعض صحيح إنتي قولتلهم إيه عشان ت عـ.ـر.في تيجي يا "صباح" 
تنهدت "صباح"  لتردف بعد ذلك بقلق:
_والله يا "سامية"  أنا قلقانة "مرام"  مش بتعرف تقعد لوحدها وآكلتها ضعيفة جداً لسه "مالك"  كان بيكلمني وبيسألني كلت ولا لاء البـ.ـنت آكلتها ضعيفة
لم تستطيع "سامية"  تحمل ما تسمعه عن تلك الفتاة تأففت بشـ.ـدة ثم قالت برجاء:
_بالله عليكي يا "صباح"  خلي بالك منها العيال كلهم أمانة في رقبتنا وخلي بالك كمان من "مالك"  و"دنيا" إبعديهم عن الشر
هزت "صباح"  رأسها لتقول بعد ذلك بثقة:
_من الناحية دي فطمني أنا بحاول أحن على الكل
_إلا ما قولتليش قولتلهم إيه عشان تيجي هنا
_إن قريبي في المستشفى
أنهت " صباح" ما قالته ليسود الصمت قليلاً وتعود تتحدث من جديد حيثُ قالت باستفسار:
_هنام فين أنا مش عاوزة "ملاك"  تشوفيني
أومأت "سامية"  برأسها بهدوء ثم أجابتها بحب:
_الشقة اللي جنبنا بتاعت "ملاك"  برضه متروقة عشان لو حد من صحابها جه يبات فيها لآنها مش بتحب أي حد يشوف حياتها هنا الشقة دي بالنسبة ليها هروب من الواقع شقة حلمها وكأنها عايشة في فيلم كارتون
....................................................................
في فيلا "مالك" 
بعد أن عرف بأنها لم تأكل شيء وهو يشعر بالخــــوف الشـ.ـديد عليها،  تكلم بنبرة بها أمر:
_إدخلي يالا كلي
ردت عليه بصرامة:
_شكراً خلي الآكل بتاعكوا على أدكوا أنا كدا كدا تعبانة ومعدتي مش بتحب الأكل فهأكل شبسي وبيبسي وكدا حلو
نظر لها "مالك" ثم وبسـ ـخـــريــة قال:
_وأنا أقول البت مش بتتخن ليه
ليتوقف بعد ذلك عن الحديث ويغمز لها:
_طب أما تتجوزي بقى هيعمل إيه يا عيني مع واحدة زي العصاية
حملقت به بقرف ثم وبيدها ضـ.ـر.بته على صدره وقالت بحنق:
_إنت قليل الآدب على فكرة وإحترم نفسك لو سمحت
نظر له بحب ليحاول بعد ذلك عدm إظهار عشقه ويتحدث بنبرة جافة:
_أنا مالي هو أنا اللي هاخدك
ثم وبعد ذلك يكمل حديثه بنبرة ناعمة:
_أنا اللي هاخدها بـ.ـنت ولا بمية بـ.ـنت جميلة ولا جـ.ـسمها اوف ربنا يهنينا مع بعض الله يرحمك يا جدي لولا إني بحبك كان زمان إتجوزتها
ردت عليه بسـ ـخـــريــة:
_هو إنت هتتجوز بقرة حلوب يا "مالك" ولا إيه
إنكمش حاجبه من جملتها ليسألها باستغراب:
_ليه بتقولي كدا
ابتسمت بضيق وقالت:
_أصلها بـ.ـنت ولا بمية بـ.ـنت يعني أحسب كل بـ.ـنت رفية هتطلع كام كيلو معنى كدا إن خطبتك 5000كيلو لو قولنا كل بـ.ـنت خمسين كيلو
لم يستطيع أن يمنع نفسه من الضحك حيثُ أنها قالت هذا بطفولة، رد عليها باستفزاز:
_لا خالص هي ولا تخينة ولا رفيعة حلوة وعيناها ملونة شعرها بقى أصفر يعني أجنبية بمعنى الكلمة
جذت على أنيابها بقوة ثم قالت بصراخ:
_خلاص كفاية مالي أنا
إنحنى قليلاً نحو أذنها لهمس بها:
_إيه طفلتي غيرانة..!
كان الجميع يشاهد جدالهم، قامت "عبير" من مكانها بعد أن قالت لبناتها:
_بعد ما يخلصوا نادوا عليا جالي صداع رهيب منهم وأكلوا "مرام" شكلها تعبان ومتقوموش غير أما تشربوا العصير
أومأت كل منهم برأسها في طاعة ليعودان و ينظران لهم حيثُ قالت "مرام" بسـ ـخـــريــة:
_ليه يعني هغير من إيه يا بني إنت محدش يبصلك أصلا وبعدين معايا اللي مالي عيني
همست "دنيا" في أذن شقيقتها وقالت بيقين:
_الله يرحمها كانت غالية دا من "كريم" كان هيقــ,تــلها أومال من كلامها دا هيعمل إيه
ردت عليها "ريناد" بتخيل طفولي:
_هيقطعها حطت قبل ما يقــ,تــلها وعارفة "روكس" الكـ.ـلـ.ـب لسه ما كلش هيعشيه بيها
بكت "دنيا" بتصنع:
_يا حبيبتي يا "مرام" كنتي غالية يا أوختي
صمتت كل منهم حين سمعوا صوت "مالك" العالٍ وهو يقول بحد:
_ياريت "جبل" يعرف باللي مالي عينك عشان أخوكي مش بيحب أخته تمشي مع حد
ردت عليه بسـ ـخـــريــة تحمل العتاب:
_عشان كدا عملت اللي عملته وقتها بطل بقى ترمي أي كلمة وخلاص
كان سيرد عليها ولكن هاتفها رن، رأت اسم المتصل مما جعلها تضغط على زر الرد وتقول بترحيب:
_الو إيه يا "أحمد"
حين سمع اسمه شعر بأن جسده يشتعل بالنيران حاول أن يمسك نفسه، سمعها وهي تقول بضحك:
_خلاص بكرا أوكية نتفق على الواتس هستنى رسالتك وشوف برحتك وقت ما تبعتها أنا سهرانة
لم يتحمل "مالك" أكثر يريد أن يأخذ منها الهاتف ويدmره بيده....
قفلت الهاتف لتنظر بعد ذلك إلى "مالك" وتقول باستفسار:
_فكرني كنا بنقول إيه؟
لم يرد عليها بل استدار إلى "دنيا" وقال بأمر:
_خليها تأكل أنا هروح المكتب عندي شغل
مازال يحبها توقعت ذلك، لا تريد أن يرى ابتسامتها التي تحمل الانتصار والثقة، نعم انتصارًا لأنه شعر بالضيق وبهذه المكالمة ردت له ما فعله وثقةٍ لأنها تعلم مدة الحب الذي يحمله قلبه لها...
انتبهت بتلك اللحظة لنداء "دنيا"  التي قالت بصراخ:
_ساعة بنادي يا بـ.ـنتي ردي
اتجهت نحوها ثم قالت بهدوء:
_خلصي الأكل عاوزاكي
_مش هتأكلي؟
هذا السؤال قالته "ريناد"  لترد عليها "مرام"  بـ:
_لا مش جعانة وبعدين هستنى "جبل" 
........................................................................
وقف "جلال"  يحملق في بعض الصور بغـــضــــب شـ.ـديد ليقول بانفعال:
_إنتوا اللي وصلتوني للي أنا فيه مخلوتنيش أمشي بالطريقة اللي أنا عاوزها
كان يجلس معه صديقه والذي قال له بخبثٍ:
_يعني لو جه اليوم اللي تتعرض فيه لموقف من "جبل"  أو "مرام"  هتعمل إيه؟
ابتسم له وبدون تفكير قال:
_القــ,تــل على طول بيعجبني في ولادي إن "جبل"  مش بيحب يختلط بيا و "مرام"  مش فاهمة حاجة والإتنين بيسمعوا الكلام يا "تـ.ـو.فيق"
لاح على  ثغر "تـ.ـو.فيق" بسمة السـ ـخـــريــة حيثُ رد عليه باستهزاء:
_طب تخيل بقى لو عرفوا الحقيقة هيحصل إيه يا "جلال"..!!
رد على بيقين:
_ولا حاجة أنا كنت بعمل كل دا لمصلحتهم مفيش حدأغلى منهم
تكلم"تـ.ـو.فيق" بثقة:
_لا هيعملوا "جبل" مثلاً لو عرف أقل حاجة يخلي شركتك صفر هينافسك
صرخ به "جلال" بانفعال":
_وهو مين اللي عمل "جبل" مش أنا
هز "تـ.ـو.فيق، رأسه بلا ليقول بعد ذلك بيقين:
_عملته دا إمتى ها رد معلش إبنك لف واشتغل عند الغريب عشان يتعلم الشغل لا وشركتك واقفة على رجلها بسبب شركته إدخل شركتك الصغيرة وبعدها إدخل شركته الكبيرة
قهقه"جلال" بغـ.ـيظ ثم قال بسخط:
_إنت عاوز توصل لأيه أنا لو عاوز أبني شركة زي بتاعته من بكرا تتبني لو عاوز أكون أحسن منه هكون أنا بس سايبه
لم يستطيع "تـ.ـو.فيق"  أن يمنع نفسه من الضحك الشـ.ـديد الذي كان المتسبب به هو "جلال"  رد عليه "تـ.ـو.فيق"  ببرود:
_بلاش توهم نفسك يا صديقي أصل يعني الكل عارف وأنا كنت قاعدة أما كنا بنلعب اتصلت بيه عشان يخلصلك صفقة كنت هتمـ.ـو.ت وتاخدها صح ولا لاء
_هو فيه إيه عاوزني أقــ,تــله يعني
هز رأسه بلا ثم قال:
_ابنك صحيح له في الستات وكدا بس عظيم جدا عاوزك تحتويه هو وأخته رجعهم يحبوك يجروا عليك أما تتعب كفاية دm بقى والست العظيمة اللي بتساعدك دي لأزم تعرف إنها في يوم من الأيام هتخونك الحياة ممكن تأخد منك أعز الناس ومش هتحلق حتى تعتذر منهم
......................................................................
ظلت ترتجف وهي بالسيارة، تحدث السائق معها بلوم:
_يا فنـ.ـد.م كان لأزم تسمعي كلام "جبل" بيه إنتي الوحيدة اللي ما سمعتيش كلامه
رد عليه بشهقات البكاء:
_بس أنا غير أي حد من اللي عرفهم
أومأ برأسه يوافقها على ما تقول ولكن قال بهدوء:
_إنتي فعلاً مش زي أي حد هو شايف إنك إنسانة مختلفة صدقيني بس برضه هو دلوقتي ممكن يزعقلك متجادليش معاه
بتلك اللحظة فتح "جبل" باب السيارة بعنف ثم قال بأمر:
_إنزل يا "عباس" ثواني وهقولك تيجي
نفذ السائق أمره ونزل من السيارة كانت "ملاك" تشعر بالخــــوف كانت ستقول له أن يبقى حيثُ أنها شعرت بأن "جبل" سيضـ.ـر.بها، تحدثت بهدوء:
_مكنتش أعرف إن دا هيحصل
حملق بها "جبل" بشرار ثم قال بعصبية:
_قولتلك خايف عليكي مصدقتنيش أنا راجـ.ـل وعارف نظرة أي راجـ.ـل زيي مش كل هيعرف إن "ملاك" زي الملايكة مش بتغلط قولتلك بحبك برضه مصدقتنيش قولتلك بغير برضه قولتي بحب أكون متحررة وفي شروط وأنا بحب أحب بطرقتي من غير ما حد يشاركني في حبيبتي برحتك يا "ملاك" عندك حق إحنا أكيد ملحقنلش نحب بعض خلينا صحاب أحسن
ضيقت عيناها بخــــوف ثم قالت بتساؤل:
_قصدك إيه؟
لم يرد عليها قط صرخ  باسم السائق وقال بهدوء:
_"عباس" وصل الهانم على البيت وأنا هتصرف وهتصل بعربية من البيت تيجي تأخدني
_تمام يا فنـ.ـد.م
حاولت "ملاك" أن تتحدث معه حيثُ قالت برجاء:
_"جبل" روح معايا
لم يرد عليها "جبل"، فتح باب السيارة وجاء حتى ينزل فأمسكت يده وقالت بدmـ.ـو.ع:
_عشان خاطري خلينا نروح مع بعض
ابتسم سـ ـخـــريــة وقال:......................................................................................……………………….......................…………………………
يتبع
وصل المنزل وهو يشعر بالضيق الشـ.ـديد،  تذكر بأن شقيقته في منزل صديقه حيثُ أنها أرسلت له رسالة تخبره بها أنها هناك،  مر على المنزل فوجدها تجلس مع "دنيا" يتحدثان ويمزحان ووجد صديقه وصغيرة العائلة يجلسون بعيدًا عنهم،  اتجه نحو شقيقته ورسم على ثغره بسمة صغيرة ثم قال بحنو:
_أميرة أخوها بتعمل إيه؟
قامت "مرام"  على الفور شعرت بالفرحة الشـ.ـديدة بوجوده حيثُ أنهم لم تران بعضهم منذ يومان،  إتجهت بداخل أحضانه وقالت باشتياقٍ:
_وحـ.ـشـ.ـتني يا "جبل"  ؟
كان هناك من يراقبهم وهو يشعر بالنيران،  يريد أن يكون بدلاً من "جبل"  الآن هي لا يصح أن تكون في أحضان غيره،  انتبه إلى "ريناد"  التي همست في أُذنه بـ:
_دا أخوها يا أبيه "مالك"  خلاص قربت تقــ,تــلهم بنظراتك أنا حاسة إنك ماسكها مع عشقها دا أبيه "جبل"
حملق بها بشرار ليقول بعد ذلك بغـــضــــب:
_إيه اللي بتقوليه دا مش قولت بلاش تدخلي في الأمور الكبيرة
هزت رأسها بنعم حيثُ أنها توافقه على ما يقوله لترد عليه بحنق بعد ذلك:
_قولت أيوا بس يعني عينك باين عليها الشر اللي فيها وبعدين برحتكم بس مترجعوش تدخلوا "ريناد"  في الأمور بتاعت الكبـ.ـار دي!
رفع "مالك"  حاجبه باستغراب ليقول بعد ذلك بتساؤل:
_قصدك إيه؟
قامت من مكانها بعد أن وضعت يدها على خصرها وقالت بلماضة طفلة صغيرة كلامها على هيئة ست عجوز:
_أبقى قول لي روحي أسمعهيهم بيتكلموا في إيه؟ أو شوفي فونها يا "ريناد"  كل دا مش للكبـ.ـار وهقولهم كمان على كل حاجة
ابتسم "مالك"  في وجهها ثم أمسك يدها وقبلها ليقول بتصنع:
_قلبي حبيبتي بهزر يا عمري أقعد يا سطا جنبي منوراني
_ناس ما بتجيش غير بالعين الحمراء
هذا ما قالته "ريناد"  قبل أن يرد عليها "جبل"  الذي جاء ومعه "مرام"  و "دنيا"  التي سلم عليها وهزر معها ثم أخذهم واتجه نحو صديقه ليسمعه يترجاء الصغيرة التي تتعامل معه بتكبر:
_إنتي يابت يا اللي صباع الروچ أطول منك ألعبي بعيد يا شاطرة قال عين حمراء قال
قهقهت "ريناد"  بسـ ـخـــريــة لتتحدث باستفزاز:
_والله إيه دخل اللي مش بيحبوا صنفنا في اللي ملهمش فيه
بكلمتها تذكر "ملاك"  حيثُ أنها متمرد، مثلها تشبه الاطفال كثيراً،  ابتسم بتلقائية ثم تذكر ما حدث ليعود مرة أخرى لضيقه،  استغرب "مالك"  من شكله فقال باستفسار:
_مالك يا صاحبي مضايق ولا فرحان
_مش عارف يا " مالك" والله...!!!
وضعت "مرام"  يده على كتفه وقالت بحب:
_غمض عينك وانسى حمولك وفكر في نفسك شوية يا قلب أختك
أمسك "جبل"  يدها ثم قال بفرحة:
_طفلتي كبرت يا ناس كفاية إني أشوفك قدام عيني والله أنا بحبك جداً تعالي هاتي بوسة وحـ.ـضـ.ـن
قال كلمته ليحملق به "مالك"  ويقول في سره:
_مأنت مش غرامان حاجة أختك مش مقدر اللي هيمـ.ـو.ت من غـ.ـيظه
فاق على صوت "ريناد"  التي رجلته بأقدامها بشـ.ـدة لكي ينتبه لها ليقول بصراخ:
_إيه؟
حدق الجميع بهم،  قربت منهم "دنيا"  وقالت باستغراب:
_في إيه بينكم إنتوا من بدري على كدا عاملين تهمسوا لبعض وشوية تتخانقوا وأنا و "مرام"  شايفنكم
جذ "مالك"  على أنيابه ثم قال بانفعال:
_يعني عجبك كدا يا قردة
نظرت له "ريناد"  ثم جلست ووضعت قدmها على القدm الأخرى وقالت بتكبر:
_حاجة بيني وبينه إيه اللي يدخلكوا إنتوا وبعدين الخـ.ـنـ.ـقات بتاعتي مع أبيه بتكون شكليات بس عشان العين اللي علينا
رفعت "مرام"  حاجبها باندهاش لتقول بعد ذلك باستغراب بعد أن صوبت سبابتها في وجه "ريناد"   ظلت تحركها من الأعلى إلى الأسفل:
_إنتي يا نملة يا اللي مش باينة هنحسدك على إيه
لوت "ريناد"  ثغرها ثم قالت بحنق:
_ملكيش إنتي دعوة خالص وبعدين ما إنتي وأختي بتتكلموا في أسرار وياعالم ممكن تكون أسرار حب
لم يستطيع "جبل"  أن يمنع نفسه من الضحك،  بينما "مالك"  فاستغل ما قالته الصغيره بخبثٍ وهتف بـ:
_ااه وبالذات يعني يا "ريناد" إن في ناس بتقابل ولاد وكمان بتحبهم وبتجي أكيد تحكي لصحبتها
وضعت "مرام"  يدها على خصرها ثم قالت بانفعال:
_قصدك إيه بقى؟
برود قـ.ـا.تل رسم على ملامح "مالك"  ليرد بـ:
_والله اللي حاسس إنه غلط بيتنرفز من التلقيح
بعصبية شـ.ـديدة قالت:
_والله والتلقيح دا للستات مش للرجـ.ـا.لة
لم يرد "مالك"  قط بينما "جبل"  فشعر بالغـــضــــب من شقيقته، كور يده فبالنسبة له هذا الجنس يشبه بعضه كثيراً،  صرخ باسمها بجموحٍ شـ.ـديد كان صوته يظهر أنه سيقــ,تــلها:
_"مرااام" أقفي عدل وافتكري إنك بتكلمي صحبي وصحبك وشخص أكبر منك وغير دا كله هو راجـ.ـل غـ.ـصـ.ـب عن أي حد وبعدين مـ.ـيـ.ـت مرة أقول مفيش بـ.ـنت محترمة بتحط إيدها في وسطها كدا
شعرت بالإحراج لمعانفة شقيقها أمامه،  تحدثت بهدوء بعد أن وقفت بطريقة أفضل:
_مش شايف كلامه
رد ببرود:
_اعتذري الأول...!
شعر "مالك"  بالهيبة حيثُ وضع قدmه فوق القدm الأخرى وانتظر الإعتذار منها،  حملقت به ثم قالت بهدوء:
_آسفة عن إذنكم هروح أنام
جاءت حتى تغادر من أمامهم ولكن أمسكها "جبل"  وقال بحب:
_مش عاوز حد يشوفك وحشة وبعدين هو ماقالش "مرام"  وبعدين حتى لو بتقابلي أنا مديكي حريتك وإنتي بتشتغلي فعادي هو آه ماكلمني في حوار يخصكم بس أما أشوف رأيك
لم ترد عليه حيثُ كانت تحاول بأقصى جهد لها أن تحاول ألا تجعل دmـ.ـو.عها تنزل أمامهم،  تركت يده ثم وبهدوء قالت قبل أن ترحل:
_عن إذنك ومتستناش وجودي أنا هناك في البيت لإني مش متعودة أنام عندك
تأفف "جبل"  بشـ.ـدة،  وضع يده على جمجمته حيثُ شعر بتألــم شـ.ـديد أصيب رأسه،  نظر لصديقه بعتاب وقال:
_يعني يا "مالك"  لازم تقول كدا ما أنا متنيل عارف إنها بتقابل واحد اسمه "أحمد"  وقولتلك سبها طالما مش بتعمل حاجة غلط لازم كل شوية تقول قدامها حاجة زي كدا أو تشك فيها وبعدين يا بني هي ضعيفة ممكن تنهار فأي لحظة
_بحبها يا صاحبي حط نفسك مكاني
يعلم هذا الشعور لم يستطيع أن يقاوم وجود "مصطفى"  حين جاء، تنهدت بقوة،  ورد عليه بعد أن وضع يده على كتفه:
_حاسس وحاطط بس برضه أنا جيت على أختي وإنت كنت غلطان هروح أشوفها وأرضيها وياريت تعتذر لها وإفتكر إني مش هوافق على جوازكم غير أما هي توافق فحاول تصاحبها يا صاحبي
صرخت "دنيا"  بفرحة شـ.ـديدة:
_إنت طلبت "مرام"  للجواز الله بقى
ابتسم "مالك"  بسـ ـخـــريــة وقال بفقدان الأمل:
_ويا فرحة ما تمت إيديها مش عاوزة تميل
غمزت له "دنيا"  التي أخبرته بـ:
_ما تقلقش إنت كمل خطتك وهي هتقع لإنها زيك بتغير..!
صفق "جبل"  بيده وقال بذكاء:
_خدها خبرة من ستك نعيمة هي بتحبك هروح بقى أشوفها عشان هي أصلاً بتخاف تقعد وحدها وممكن يحصل لها حاجة
أومأ "مالك"  برأسه ثم قال برجاء:
_ماكلتش حاجة غير شبسي وبيبسي خليها تأكل يا "جبل"
_مـ.ـا.تقلقش أنا عارف "مرام"  كويس خليك في اللي معاك
........................................................................
مسافة دخولها المنزل ولم تتركها "سامية"  أن تنفرد بنفسها،  تحدثت بتساؤل:
_ها عملتي إيه؟  خلصتي شغل معاه صح
هزت رأسها تنفي ما تقوله ثم نظرت في عينها وبدmـ.ـو.ع قالت:
_عاوزاني أبعد عنه لسه يا دادة؟
انتاب "سامية"  شعور بأن "ملاك"  عرفت ما تخفيه عنها تلعثمت قليلاً في حديثها حين ردت بـ:
_.. ااا قصدك إيه؟
جلست على الأريكة لتقول بحب:
_قصدي إنه الإنسان اللي إنتي بتقوليلي مقربش منه برغم من إني ماشوفتش منه حاجة وحشة الصبح وداني المستشفى وأنقذ حياتي وبعدين روحنا عند "حمدي"  وكنت همـ.ـو.ت ودخل أنقذني وجاب كرامتي وبليل إتخـ.ـنـ.ـقنا عادي
فرحت حين سمعت أنهم تشاجروا حيثُ انتاب قلبها شعور السعادة،  تحدثت بثقة:
_قولتلك هو مش كويس معنى كدا إنك هتبعتي عنه صح
_لا بالعكس هقرب منه وهفكر في عرضه كويس جدا هو طالبني للجواز
ارتعد جسدها وانتفضت من مكانها بفزعٍ، تحدثت بصراخ:
_لا عندك كتير اتقدmوا الصحفي "حسين"  شاب جميل عشته راقية معندهوش أقارب غني بس ما بيفكرش في الفلوس وشكله لطيف وحلو
صرخت "ملاك"  بانفعال:
_بس بقى كفااية إرحميني عندك سبب عشان أرفض "جبل" لا أنا بقى عندي سبب عشان أرفض "حسين"  عن إذنك تعبانة شوية وعاوزة أرتاح وأفكر كويس
أغمضت "سامية"  عينها بتعب ثم قالت بهدوء حتى تنهني تلك العاصفة:
_إنتي كلتي طيب
_مش جعانة
_يا بـ.ـنتي ما إنتي بتقولي جاية من المستشفى الصبح ومع ذلك روحتي على الشغل وجيتي خرجتي عاوزة إيه تاني كلي وإدخلي نامي مع إني واثقة جداً إنك هتفكريه طول الليل ومش هتنامي
ابتسمت "ملاك"  بسـ ـخـــريــة لترد عليها بيقين:
_إنتي حفظاني فعلاً وأنا هعمل كدا ومش هآكل ريحيني بقى وقوليلي إيه هو السبب
حملقت بها "سامية"  قليلاً ثم تركتها ورحلت من أمامها دون رد،  تركتها تفكرماذاا فعل "جبل"  حتى تبغضه هكذا،  دلفت غرفتها المظلمة ولأول مرة حين تدخلها لم تفتح نورها،  وكأن التي تدلف عجوز وليست هذه الفتاة البريئة التي تدخل كالأطفال تقبل عرائسها وتشعر بالفرحة لكونها في الغرفة وأخيراً ستشعر بالراحة،  اليوم ولأول مرة تشعر بأن الراحة تبغض الوجود معها حتى لا تريد أن تأتي،  تفكر بشـ.ـدة في كل ما مرت به،  وفي نهاية تفكيرها يظهر "جبل"  الفارس المنقذ لها،  وضعت كل عيوبه فلم تقارن بما فعل اليوم،  شيء في رأسها يسألها:
_وهو لحق يا حبك في حب يظهر بعد يوم من تقابلكم
ردت بيقين:
_ما إنتي كمان حبتيه وأعجبتيه بيه وبكلامه وبتحبي تنرفزيه
ظلت هكذا ولم تشعر بالنعاس قط، حاولت أن تهاتفه ولكنها تراجعت، شعرت بأن لن يرد عليها أرسلت له رسالة وشعرت بعدها بالنـ.ـد.م لأنها أرسلتها..
.........................................................................
تشعر بالرعـ.ـب لأنها بمفردها،  جلست في الحديقة لا تريد أن تدخل وتجلس بمفردها، جاء يتسحب من ورائها ليضع بعد ذلك يده على كتفها وقال بحب:
_هو ينفع القمر يقعد لوحده دا حتى عيب
مسحت دmـ.ـو.عها حين جاء،  لا تريد أن يرأهم،  قالت بهدوء وهي تتمنى بداخلها أن يمنعها من الدخول:
_عن إذنك لإني تعبانة وعاوزة أنام
كانت ستدخل ولكنه أوقفها بصرامة:
_أنا لو عاوز أخليكي تنامي هنا هوافق ولو عاوز أخدك هاخدك
ثم غير نبرة صوته للحنان:
_بس أنا ميردتنيش أخليه قلبي ينام هنا لوحده أصل الصراحة هو في حد بيعيش بدون قلبه
نظرت له بدmـ.ـو.ع متعلقة في عينها،  ثم ردت عليه بـ:
_هو في حد بيزعل قلبه دا حتى يمـ.ـو.ت
تنهد بقوة ثم قال باعتذار:
_أنا آسف بس مش حابب حد يقول بنوتي مش مؤدبة يالا يا بابا بقى بيتي هينور بيكي
ابتسمت له ثم قالت بهمس:
_أقولك على حاجة أنا خايفة أوي والله أنام هنا
ابتسم لها ثم أخذها بداخل أحضانه بتلك اللحظة سمع صوت رنين هاتفه بنغمة الرسائل،  أخرج محموله وفتح الرسالة حين قرء أن من أرسلها ليس إلى الرغاية الغاضبة "ملاك"  حيثُ كان مسجلها هكذا، بدأ في قراءة المحتوى والذي كان عبـ.ـارة عن:
_مكنش قصدي أعمل كدا بس أنا مش بحب التحكم يا "جبل"  وإنت حرجتني وأنا كنت عاوزاك تمسك فيا أكتر بس سبتني ورجعت لي تاني في لحظة اللي كنت محتاجك فيها شكراً وآسفة لإني زعلتك
مسح الرسالة وكأنها شيءٍ لم يكن،  وضع يده على رقبته شقيقته وقال:
_نمشي
أومأت له برأسها ثم بدأت تسير معه إلى منزله القريب من منزل والدهم.
.......................................................................
تسحبت لتخرج خارج الشقة وتذهب إلى "صباح" في الشقة المقابلة والتي فتحتها لها لكي تنام بها هذه الليلة، دلفت وبهلع قالت:
_إلحقيني "جبل" طالبها للجواز يا  "صباح" أنا والله مكنتش مطمنة أبداً وهي دلوقتي شكلها موافق لا و كمان محكمة رأيها عشان تعرف ليه مش حابة وجوده
تثاءبت "صباح" التي كانت جالسة تشاهد التلفاز وانتبهت لوجود "سامية" حين دخلت والقلق يرافقها، ردت عليها بهدوء:
_سبيها تمشي زي ما ربنا حابب
ضـ.ـر.بت يدها على صدرها بقوة وقالت بصوت شبه باكي:
_مش هينفع يحصل ليه مش قادرة تستوعبي إن "ملاك" حياتها هتكون بخطر
هزت "صباح" رأسها بنفي وهي تعلم  أن أجابتها على صواب ردت عليها بثقة شـ.ـديدة:
_لا يا "سامية" أنا واثقة أوي في "جبل" برغم من اللي بيعمله وبرغم من عصبيته بس حاول بكل جهد ما يكونش زي أبوه حاول "جلال" يخليه يمشي على نفس طريقه بس محصلش صدقتيني  يا "سامية"
لا تعلم ما الواجب عليها فعله، تفكر في حديث "صباح" كيف لها أن تقول لملاك على ما حدث في الماضي، تعلم أن "ملاك" ستفعل ما تريده، جاءت حتى تتحدث ولكنها وجدت "صباح" ذهبت في سبات عميق، لوت ثغرها بضيق ثم خرجت وقفلت باب المنزل ورأها، دلفت إلى المنزل ووقفت أمام صورة والد "ملاك" السيد "ناصر" وبدأت تتحدث:
_إيه اللي المفروض أعمله يا "ناصر" بيه لو كنت مكاني كنت هتعمل إيه أمانتك كبيرة أوي وذكية جداً وعنيدة وعصبية "ملاك" و أخدة منك كتير ودا مخــــوفني أوي عليها
......................................................................
في صباح اليوم التالي حيثُ أشرقت الشمس،  لم تنام "ملاك"  قط،  ارتدت ملابسها وأصبحت مستعدة تماماً للنزول،  خرجت من غرفتها فوجدت "سامية"  تعد وجبة الإفطار لها،  تحدثت باستغراب:
_يعني مدخلتيش تصحيني مع إن دا اليوم الوحيد اللي كنتي هتفرحيه فيه بنشاطي...
قهقهت "سامية"  بشـ.ـدة ثم قالت بثقة:
_هو إنتي بتضحكي على نفسك ولا عليا إنتي أصلاً محطتيش رأسك على المخدة وطول الليل واقفة قدام الشباك بتاعك بتفكري
ابتسمت "ملاك"  بسـ ـخـــريــة لتقول بعد ذلك بتساؤل:
_مش ناوية يا دادة تقوليلي مش عاوزة تتعملي مع "جبل"  ليه؟
ردت عليها "سامية"  ببرود:
_عشان بسمع إنه بتاع بنات وأنا مش حابة تاخدي واحد صـ.ـا.يع
لم تقتنع بحديثها لذلك قالت باستفزاز وتمرد:
_بقولك إيه يا "سامية" حياتي وحياته ملناش دعوة بيها إحنا زي المولود اللي لسه مولود فأي علاقة جديدة مش بـ.ـنتحاسب على اللي كنا بنعمله في بطن أهلينا
تحدثت "سامية" بنبرة حادة:
_أنا موافقة يا "ملاك" شوفي بقى هتحددي إمتى وتتجوزوا
شعرت "ملاك"  بالفرحة الشـ.ـديدة،  دخلت بداخل أحضانها وقالت بسعادة:
_بجد أنا بحبك يا "سوسو"
لم تنتظر رد "سامية عليها حيثُ أسرعت نحو الباب وخرجت منه وكأنها طائر كان مقيد بداخل قفصه وأخذ الحرية الآن....
..........………..........………..........………..........………..
استيقظت من نومها، ارتدت ملابسها ونزلت على مائدة الإفطار، وجدت"جبل" يجلس وينتظرها، تحدثت بسعادة:
_الله على الصباح دا الواحد نفسه يصحى كدا كل يوم يلاقيك معاه
تحدث "جبل"  بثقة:
_طب يا بكاشة هانم بقى سيبي أبوكي وتعالي هنا
ابتسمت "مرام"  بسـ ـخـــريــة ثم قالت:
_أنا شبه مقيمة عندك هو أنا بشوف أبوك أصلاً
أشار له بعينه أن تجلس على المقعد حتى تأكل،  فأنكمش حاجبها وقالت بعدm إكتراث:
_لا مش جعانة وكمان مش بحب أفطر الصبح كدا
_لا هتفطري عشان شكلك تعبان وبعدين آخر مرة عملتي تحليل أمتى
فكرت قليلاً ثم قالت:
_من سنة تقريباً
تحدث بانفعال:
_ودا ما ينفعش "مالك"  جايب دكتور هياخد منهم عينات دm ويحللهم هخليه يبعت الدكتور يشوفك
أومأت برأسها ثم قالت برجاء:
_ممكن طلب؟
_عيوني مية طلب
كان هذا رده عليها لتعود وتقول:
_في مكان في الشغل لواحد معرفة عاوز يشتغل ويبني نفسه بنفسه هو صديقي وغالي
رفع "جبل"  حاجبه بشك ثم قال:
_غالي اللي هو إزاي!!
_أنقذ حياتي كذا مرة مدينة له كمان بروحك وبروح "مالك"  وكمان هقولك على سر ولأزم تحافظ عليه
_قولي
سردت له ما تريد أخبـ.ـاره به ليقول بعدها بيقين:
_الفقر عمره ما كان عيب بس إحنا حابين واحد يعيش بنفس مستوانا عشان نرتاح ومع ذلك هشوف الموضوع دا عشان خاطر عيونك يا حياتي يالا هقوم أنا
قامت من مكانها وقبلته على الجهة الجانبيّة من وجه والتي تمدد من أسفل العين إلى منتهى الشـ.ـدق.
هتفت بحب:
_ربنا يخليك ليا يا حبيبي تسلملي يارب
ابتسم في وجهها ثم قال برجاء:
_كلي أي حاجة بقى جـ.ـسمك ضعيف متعمليش زي "مـ..."
لم يكمل لفظ أسمها،  ترك شقيقته ورحل وهو يفكر كيف له أن يتذكرها.
صعد سيارته وانطلق إلى شركته ليذهب إلى ما لا يتوقع حدُثه....
....................................................................
وصلت "لميس"  المشفى،  اتجهت نحو مكتب المدير لتفتح الباب وتقول بهدوء:
_ممكن أتكلم مع حضرتك يا فنـ.ـد.م
لم يستطيع "محمد"  أن يمنع الضيق الذي ظهر على ملامحه حين جاءت،  بالطبع فسعادته من الممكن أن تخربها..
_ليك حق تكون متضايق مني يا فنـ.ـد.م!
قالت هذا الحديث حين وجدته هكذا،  كانت بسمتها مرسومة على وجهها بشـ.ـدة، رد عليها بجدية:
_عادي يا دكتورة!
ابتسمت في وجهه وقالت بهدوء:
_فكرت في عرضك طول الليل حسيت إنه الصراحة هيساعدني في أمور كتير
رفع رأسه وحملق بها بفرح،  لا يعلم من غير رأيها بسهولة هكذا،  كان خائف حيثُ فكر بأنها تصتنع هذا ولكنها قالت باقناع له:
_بص يافنـ.ـد.م أنا درست حالتها لقتها كويسة فأنا هكتب فالتقرير كدا تحت موافقتك طبعا  ومعايا علاج هندهولها كل يوم ودا بيخليه المريـ.ـض يعمل اللي إحنا عاوزينه فوقت قليل جداً وملهوش تأثير على ذكرته وعشان كدا هيكون في أختبـ.ـار لصحة الأقرار اللي أنا هكتبه وهيكون في لجنة تشوف هي لأزم تخرج أو لا وبالفعل هيبان لا فهمت يا فنـ.ـد.م وبكدا مش هتطلع أبداً
مد شفاهه للأمام بتفكير ثم قال بتساؤل:
_ودا هيفيد بأيه ما هي قاعدة أهي مش لازم قرار
بثقة شـ.ـديدة ردت بـ:
_لا يا فنـ.ـد.م غلط كدا؟
سألها عن:
_ليه غلط بقى
تنهدت تنهيد حار ثم قالت بيقين:
_مش خايف حد يسأل ليه الحالة دي بالذات بتفضل نايمة في كل مرة اللجنة بتيجي فيها.
شيءٍ ما جعله يقتنع حيثُ أومأ برأسه وقال لها:
_تمام شوفي شغلك وأنا عند كلمتي الشيك هيكون معاكي وإنتي مروحة تمام
هزت رأسها بفرحة، أخرجت من حقيبتها أوراق وقالت بهدوء:
_دي التقارير أقرأها كويس وأخر اليوم هعدي تكون مضيت  عليها
ابتسم لها ثم قال بعد أن أمسك قلمه:
_لا همضي دلوقتي خديهم
_تمام يا فنـ.ـد.م
......................................................................... 
وصل شركته،  صعد في المصعد إلى مكتبه وما أن وصل وجد "ملاك"،  حدق بها بضيق،  ثم نظر للسكرتيرة الخاصة بمكتبه دون أن يعطي لها أي انتباه،  تحدث بحنق:
_عندنا إيه مواعيد انهاردة؟
قامت السكرتيرة إحترامًا له وقالت بهدوء:
_عندنا اجتماع مع شركة Aci يا فنـ.ـد.م ومعانا معاد مع أستاذ محمد العسوي ودلوقتي أستاذة" ملاك" هنا وعاوزة تقابلك وقولتلها مفيش مقابلات النهاردة وهي مصرة
رفع حاجبه و كور يده ثم قال بعلو:
_وإنتي مش قادرة تقول لي للناس مفيش مواعيد إتفضلوا امشوا معندناش معاد فاضي خليها تيجي بعد شهر أكون هديت حتى
شعرت بأنه يوجه لها رسالة ويقول فيه أن عقـ.ـا.بها سيتمر لمدة شهر، كان سيدخل ولكن قامت "ملاك"  واتجهت نحوه وقالت بصوت شبه باكي:
_أنا عاوزاك في حاجة ضروري يا "جبل"  بعد إذنك إسمعني حتى
نظر في ساعة يده وقال ببرود:
_عندي إجتماع ضروري حالاً
_هستنى هنا لحد ما تخلص
رفع حاجبه بتفكير ثم رد عليها باستفزاز:
_برحتك بس يا عالم هكون فاضي بعدها أو لا وكمان أنا مش فاضي إنك تقعي من طولك في شركتي وأكون بمثل خــــوفي أو جري على حضرتك
كانت ستبكي ولكنها حاولت أن تقاوم، نظرت حولها فلم تجد أحد من عملاء الشركة جاء، دخل وتركها،  ظلت تنظر للسكرتيرة الخاصه له ثم استغلت انشغالها بمكالمتها في الهاتف وأسرعت نحو الباب لتدخل للداخل،  انتبهت لها الأخرى وأسرعت ورأها فوجدت "جبل"  يجلس بمكتبه يتابع أواقه وشاشة كاميرات المراقبة مفتوحة أمامه، رفع رأسه نحوهم وقال باستغراب:
_في إيه و دي دخلت إزاي مش قولت لا دلوقت
اعتذرت السكرتيرة منه بشـ.ـدة وقالت بتـ.ـو.تر:
_والله يا "جبل"  بيه استغلت انشغالي بكلامي مع الشركات و دخلت آسفة لحضرتك جداً يا فنـ.ـد.م
أمر "جبل"  كل منهم بـ:
_أخرجوا إنتوا الإتنين ويارت "ملاك"  هانم تروح
نظرت "ملاك"  بالمكتب يمينً ويسارًا إلى أن وبهدوء جلست على الأرض وقالت بتمرد:
_مش هخرج وشوف هتخرجني إزاي بقى وديني قاعدة لحد ما تكلمني
قهقه "جبل"  بقوة ثم قال:
_ممكن أجيب الأمن
_مش هتعرف تعملها لإني أخصك واللي بيخصك مش بيكونوا زي أي حد
يتذكر شقيقته حيثُ أنهم يأخذون من بعض كثير،  تنهد بشـ.ـدة ثم قال بهدوء:
_روحي إنتي يا "نهى"!!!
هزت رأسها بطاعة وخرجت لتشعر بعدها" ملاك" بالسعادة،  قامت من مكانها واتجهت نحو مكتبه وجلست بالمقعد الذي يقابله ثم قالت بهدوء:
_آسفة يا، "جبل"!
لم يعطي لها أي أهمية حيثُ قال ببرود:
_على إيه هو إنتي عملتي حاجة وجاية تتآسفي عليها
.........................................................................
اتجهت إلى فيلا آل" عزمي" وانتظرت صديقتها بالخارج إلى أن تخرج،  شعرت بأن هناك حركة غريبة تحدث بالطريق،  شعرت بالخــــوف قليلاً،  تحدثت مع سائق سيارتها في الهاتف بغـــضــــب شـ.ـديد:
_إنت فين كل دا بتخرج من فيلا بابي أنا واقفة في الشارع وخايفة خلص
وبعد أن قفلت شعرت بأن هناك من يضع يده على خصرها ويحاول أن يسحبها معه،  شعرت بالخــــوف فصرخت بشـ.ـدة على للحراس الخاص بـ "مالك":
_الحقوني في حد بيشـ.ـدني
كانوا جميعاً وضعين سمعات في أذنهم لا يسمعها ولا يرؤها حيثُ كانت بعيدة عن المنزل قليلاً،  حاولت أن تزيل هذه اليد من عليها، تحدثت بتـ.ـو.تر:
_ااا إنت مين؟
رد عليها المخفي وقال:
_بهدوء كدا يا عسل طلعي فلوسك من شنطتك عشان أسيبك
بتلعثم ردت وقالت:
_. ط ط. طيب ممكن بس توسع عشان أعرف أطلع الفلوس
تركها قليلاً،  فتحت حقيبتها وأخرجت منها مبلغ مالي ثم أعطته له بعد أن استدارت وقالت:
_أمسك دول كدا
ثم بعدها أخرجت زجاجة العطر الخاصة بها مستغلة أنه ينظر للنقود،  بدأت تضعها في عينه،  شعر بالآلم فترك النقود، ووضع يده على عينه،  ضـ.ـر.بته بأرجلها في المنطقة السفلية،  وأسرعت للحراس وقالت بصراخ:
_روحوا بسرعة كان ىيحاول يخـ.ـطـ.ـفني
انتبهوا لها الحراس ثم أسرع واحد نحو ما أشأرت عليه،  دلفت للبيت وبصراخ قالت:
_" مالك" الحقني!
سمع "مالك"  صوتها فأسرع للحديقة بقلق وقال بهلعٍ:
_"مرام" مالك يا حبيبتي
لم ترد عليه قط بل اتجهت نحوه لتدخل بين ذراعيه وتبكي بخــــوف وتقول:
_ كنت همـ.ـو.ت حد حـ.ـر.امي ثبتني و حراسك بيجبوا هنا
ملس على شعرها وبهدوء قال:
_بس يا حبيبتي أنا جنبك أهو محدش هيعملك حاجة شش متخافيش
خرجت من أحضانه وحاولت أن تمنع البكاء ولكنها لم تقاوم حيثُ زادت دmـ.ـو.عها،  مسحها بيده ثم قال بهدوء:
_أنا معاكي صح وهتشوفي هعملك فيه إيه؟
شعرت بأن أحضانه هي الأمان فقالت بدون وعي:
_أحـ.ـضـ.ـني بس يا "مالك"  مش عاوزة غير كدا حاسة إني تعبانة أوي
خرج الجميع وشعروا بالخــــوف عليها،  نفذ "مالك"  أمرها ثم اتجه نحو الأريكة و.جـ.ـعلها تجلس عليها،  نظر إلى حقيبتها ثم فتحها وأخرج منها أوراق المناديل ومسح لها دmـ.ـو.عها،  تحدث مع "دنيا"  بأمر:
_روحي خلي الخدامة تعمل لها عصير وهاتي مية بسرعة
بتلك اللحظة جاء الحارس ومعه المجهول وقال:
_أهو يا فنـ.ـد.م
همس "مالك"  في أذنها وقال:
_حبيبتي هو دا
أومأت برأسها وقالت بقرف:
_آه وكما حط أيده على جـ.ـسمي.........................................................................................................................................................
يتبع......
حملقت به باستغراب،  فتحت فاهها لتتحدث باندهاش وكل تفكيرها بأنه لا يتذكر ما حدث بليلة الماضية:
_إنت مش فاكر حصل إيه امبـ.ـارح؟!
أومأ برأسه يوافقها على حديثها ليقول بعد ذلك بانفعالِ:
_لا مش فاكر لإني لو افتكرت هعمل حاجة مش هتعجبك أنا قولتلك بلاش تمشي ونفذتي اللي عملتيه صح ولا لاء
أغمضت عينها بتـ.ـو.تر فهي تعلم بأنه محق،  تحدثت بهدوء:
_بجد آسفة يا "جبل"  والله والله مكنش قصدي حاجة
نظر إليها من أعلى رأسها لأغمص أقدامها وإذا به يصـ.ـر.خ عليها بصدmة:
_هو إنتي مأكلتيش صح شكلك ما فطرش عاوزة تروحي المستشفى يعني هطلبلك فطار وبعد كدا هحاسبك
استغربت تصرفه بل وكان ما قاله هذا جعل قلبها يكثر في إقناعها بأنه يحبها حتى عقلها من يقف بشموخه ويوازن الأمور وقع أمام حنيته،  الآن هي لا تفكر قط في أي مخاطر ستحدث معه، ستتقدm له دون خــــوف، دون خجل ستخبره لِمَا جاءت، ستقول أن غرامها سرُق والمجرم فهذا الأمر ليس إلا من خفق قلبها له، تشعر بالأمان في وجوده وحين يغيب ترحل الطمأنينة منه،  انتبهت له حين طلب في هاتفه من موظفة الإستقبال الخاصة به،  تلك التي تجلس والذي قال لها أكثر من مرة هذه السيدة ممنوعة من الدخول في الوقت الحالي،  استمعت له حين قال بلهفة:
_هاتي يا بـ.ـنتي لبن وسندوتشات جبن ولنشون وبيض مسلوق وابعتيه مع حد بسرعة
رفعت سبابتها حتى ترفض كل هذا الطعام معدتها يكفيها شيءٍ بسيط للغاية، لم يبالي لها وأكمل محادثته مع الموظفة:
_وأنا هاتيلي قهوتي تمام
قفل الهاتف لتقول بطفولة:
_أنا مش هآكل كل دا يا "جبل"  وبعدين مش بحب اللبن ولا البيض وإيه كمية السندوتشات الكتير اللي قولت عليها دي
لم يبالي لحديثها حيثُ كان يتجاهلها متعمد ذلك،  غيرت حديثها وبدأت تحكي عن صديقها وطبيعة عملها:
_على فكرة "مصطفى"  صديق طفولتي ومتعود عليا ومتربين على بعض وكمان هو أما شافني صدفة وهو مكنش في البلد فهزر وسلم مكنش يقصد يخرب مفأجتك ليا...!
كان يجذ على أنيابه لا يتحدث قط،  مكور يده وكأنه سينفجر بها الآن، أكملت حبال حديثها التي لا تنتهي وبرغم من كونه لا يرد ولكنها لا تتوقف أبداً عن الشيء الذي يثير غـــضــــبه:
_بص يا "جبل"  أنا بحب شغلي جداً والله وحياتي مليانة بالصحاب الولاد فأنت حاول تصاحبهم
لم يستطيع ألا ينفجر،  كان يؤجل عقـ.ـا.بها حتى تأكل ولكن نفذ صبره تماماً،  حيثُ وبعلو صرخ بـ:
_أصل أنا معلق قرنين صح أو ديوث مثلاً لا أقولك كيس جوافة طب مـ.ـا.تبوسوا بعض كمان قدامي عادي...
صمت قليلاً حتى لا يُخرج من فاهه كلمة ينـ.ـد.م عليها، فكر بعد الوقت كل هذا وهي تشعر بالتـ.ـو.تر نوعٍ ما،  رد أخيراً عليها ببرود شـ.ـديد:
_طب أنا مالي ها هو مش إنتي بنفسك قولتي إنت مالك يبقى مش من حقي أعرف ولا من حقي أغير عليكي.
هزت رأسها ترفض بشـ.ـدة ما يقوله وبدون قصد قالت:
_مكنتش أعرف إن معجبة بيك كده!
صمتت قليلاً لتقوم من مجلسها، وتسير للأمام بعد أن أعطت له ظهرها،  أكملت ما بدأت في قوله بتـ.ـو.تر شـ.ـديد وكأنها في إختبـ.ـار شفوي لا تستطيع أن تسرد أجابتها للمعلم من خــــوفها:
_بس يا "جبل"  طول عمري بتمنى حد يحبني زي حب بابا لماما حب مفهوش شك كان بيغير طبعا بس كان في أصدقاء في حياتها هي كمان كانت بتتجنب غيرته
دmعت دmـ.ـو.عها فوراً حين ذُكر سيرتهم،  استدارت له متنهدة بشـ.ـدة، حاولت أن تقاوم ما ينزلق من حدقتها ولكن دون جدوى،  أغمضتها ثم قالت ببسمة صغيرة:
_مش بحب أبداً أعيط قدام حد بس عيط قدامك من غير ما أفكر أنا بـ....
كان ينتظر كلمتها بفارغ الصبر ولكن دخول الموظفة الخاصة به ومعها الطعام جعل أحبالها الصوتية تتوقف عن الحديث،  نظر لها بشرار كان يود أن يصفعها ويجعلها تغادر، ولكن وجود الطعام معها جعله يقول بصرامة:
_حطي الأكل وأطلعي من هنا بسرعة!
لم تنتظر أن يعيد حديثه مرة أخرى حيثُ أنها خرجت على الفور من المكتب،  قام من مكانه،  إقترب منها ثم قال بلهفةٍ:
_قولي يا "ملاك" إنتي إيه....!
نظرت في مقلتيها لا تعلم هل بهم شيءٍ مغناطيسيّ حتى يجذبها هكذا ويجعلها مسحورة ولا تعلم ما الحديث التي تخرجه من فمها، حيثُ قالت بكل رقة:
_بحبك يا "جبل" 
ابتسم "جبل"  ابتسامة غير معروف معنها ولكن تحمل نوعٍ من أنواع الفرحة،  رد عليها ببرود مصطنع:
_وهو إنتي اكتشفتي كدا في يوم وليلة يا "ملاكي"  !
_مش عارفة إنت قلبت حياتي يا "جبل" أنا بحبك من يوم مابقينا حلوين مع بعض 
مد شفاهه لأمام قبل أن يجلس مرة ثانية على مقعده،  ليقول بعد ذلك بصرامة:
_"ملاكي" يعني ياء ملكية معنها من ممتلكاتي وأنا كمان من ممتلكاتك يعني صديقك مش منعك منه بس ياريت يا "ملاك"  تراعي غيرتي زي مامتك الله يرحمها
أومأت "ملاك"  برأسها توافقه بشـ.ـدة على ما يقول،  ابتسم لها ثم أشار بيده حتى تجلس وتناول طعامها:
_طب يالا تعالي كلي بقى
نظرت إلى الطعام بستياء فهي لا تحب بعضه،  رفعت سبابتها وقالت برجاء:
_سندوتش واحد بس كفاية
رد عليها بتحذير بـ:
_الأكل لو ما خلصش هو وكباية اللبن والبيض يا طفلتي اعتبري إني مقبلتش إعتذارك
لم تمهله الفرصة ليكمل حديثه حيثُ اتجهت نحو الطعام وبدأت في تناولة بشراهة وكأنها لم تأكل من قبل................................................................................................................................................................
  _يا باشا بقولك الدكتورة معانا متقلقش هي بنفسها قالت كدا
كان هذا الحديث يخرج من فم "محمد"  مدير المشفى عبر الهاتف كان يسرد لمن يأمره ما الحوار الذي دار بينه وبين "لميس"، رد عليه الآخر بتساؤل يملؤه الحنق الشـ.ـديد من تصرف هذه الطبيبة:
_وهي إيه اللي خلاها تقول ضميري في الأول كدا وترفض العرض بتاعنا...!؟
قهقه "محمد" على ما قاله رب عمله، بهدوء شـ.ـديد رد بـ:
_شويتين بيتعملوا يا ريس دكاترة كتير قبلها عملوا كدا البت ناصحة وهتديها علاج ما يجننهاش بس يخليها تعترف إنها مـ.ـجـ.ـنو.نة
قال المتصل بعدm تصديق:
_بجد وديتهولها
رفع "محمد" حاجبيه بثقة قبل أن يهتف بـ:
_لسه أما اللجنة تيجي واللي هتثبت انها لازم تقعد في مصحة العلاج دا هتاخده عشان هي بقت تثق في الدكتور "لميس" نوعٍ ما وهي هتبدأ تديهولها من النهاردة...!
_برافو عليك هو دا الشغل بصحيح هقفل أنا بقى سلام
قفل الهاتف معه، ونظر إلى شاشة حسوبة يراقب غرفة "فوقية"،بينما كان هناك من يسمع كل ما قاله ومن مكتبها الخاص، ابتسمت الطبيبة"لميس" بخبثٍ وقالت بثقة:
_قريباً هتشوف هعمل إيه يا حضرت الدكتور "محمد"
قامت من مكانها واتجهت نحو غرفة "فوقية" لتقول بهدوء:
_خدي العلاج دا هيخليه دmاغك سليمة تماماً
حدقت بها "فوقية"بهدوء و بعدm إكتراث قالت لها:
_أنا عقلي سليم وبعدين هو إنتي ما صدقتي إنى خلاص بقيت أثق فيكي...!
تأففت "لميس" ومن ثم قالت بحنق:
_أنا مابقتس عارفة أعمل إيه عشان تصدقي إني معاكي صدقيني وخدي العلاج
أومأت براسها، مدت يدها للأمام لتأخذ منها الدواء، تناولته وأغمضت عينها بهدوء...
تسحبت "لميس" رويدًا رويدًا من أمامها لتخرج بعد ذلك وتتركها بمفردها..................................................................................
.........................................................................
نزل عليه ببعض اللكمـ.ـا.ت المو.جـ.ـعة،  حبيبته لا يحق لأحد أن يجعلها تبكي،  ولا يحق لأحد أن يلمسها، صرخ به بعنف:
_إزاي تلمس خطبتي يا حـ.ـيو.ان ها إنت عارف إنها أغلى من حياتي أنا مش هخليك تعيش أصلاً
كان الجميع يسمعه،  غمزت "دنيا"  لصديقتها بخبثٍ،  اقتربت منها وهمست بـ:
_شوفتي يا ختي بيحبك ازاي وبيخاف عليكي كمان
من بين شهقاتها ردت بـ:
_عارفة كل دا أنا وابن عمك مكتوبين لبعض بس لازم أخليه يتغير وكمان مش قادرة أنسى اللي حصل واللي مش هسامحه عليه
قامت من مكانها واتجهت نحو "مالك"  وقالت بهدوء:
_"مالك" خلاص الراجـ.ـل هيمـ.ـو.ت في إيدك والله..!
استدار لها تارك خصمه لحراسه، حملق بها بحبٍ ثم أمسك يدها وسألها بهلعٍ:
_إنتي كويسة يا "مرام" دلوقتي؟
أومأت "مرام"  برأسها كأشارة لكي يعلم بأنها بخير،  تحدثت بصوتٍ منخفض:
_الحمدلله بخير شكراً يا "مالك" 
ثم التفتت نحو "دنيا"  وقالت بتساؤل:
_جاهزة...؟
هزت "دنيا"  رأسها بالموافقة،  ليحدق "مالك"  بهم باستغراب ويقول:
_راحين فين...؟
تـ.ـو.ترت "دنيا"  قليلاً بينما "مرام"  فتنهدت وحاولت أن تزيل خــــوف المجرم من قلبها ثم أجابته بـ:
_راحين نجيب حاجات وهنخرج نشرب أي حاجة برا ونرجع
أشار لها بتحذير قـ.ـا.تل:
_لو عرفت إنك قابلتي حد يا "مرام"  مش هيحصل كويس أنا قولت أهو
توقف عن الحديث برهة من الزمن تذكر بها شيءٍ ما،  جعله يصـ.ـر.خ بها:
_هو إنتي ليه مدخلتيش كنت مستنية الحـ.ـر.امي يخـ.ـطـ.ـفك ويثبتك
كان يقول حديثه وهو يقترب منها روايدًا روايدا لترد عليه بعد أن وضعت أصابعها الخمس في وجهه حتى يقف ولا يقترب أكثر من ذلك:
_أولاً اللي حصل أمبـ.ـارح وزعلي مع "جبل"  خلوني مش عاوزة الصراحه أتكلم معاك خالص فهمت..!؟
ابتسم بخبثٍ وقال ببرود:
_طب كويس إني نرفزتك... آااه أوعي تكوني فاكرة إني أما قولت إنك حبيبتي أو خطبيبتي دا حقيقة مثلاً أنا قولت كدا عشان متنرفز بس أنا بحب غيرك ولو إتجوزتك هتجوزها عليكي...
قهقهت "مرام"  بشـ.ـدة حيثُ أن حديثه كان شيءٍ ساخر بالنسبة لها..
لم ترد عليه قط،  فقط نظرت لـ "دنيا"  وقالت بأمر:
_يالا يا بـ.ـنتي أصل في ناس واثقة أوي من نفسها وثقة الكبيرة بتوقع صاحبها في شر أعماله
كانت "دنيا"  تمنع الضحك بصعوبة، اقتربت منها واتجهت نحو السيارة الخاصة بـ "مرام"  صعدت كل منهم بها لينطلق السائق بعد أن أمرته "مرام"  بالمغادرة سريعاً
بينما "مالك"  فكان ينظر لطيف السيارة إلى أن غادرت تحدث بهدوء شـ.ـديد:
_عمري ما هقدر أحب حد في الدنيا قد ما بحبك يا طفلتي بس كان لأزم أخليكي تنسي الحـ.ـر.امي دا
بتلك اللحظة اقترب الحارس منه وقال بتساؤل:
_باشا إحنا كملنا الضـ.ـر.ب على الحـ.ـر.امي نوديه القسم ولا نعمل إيه...؟
فكر قليلاً ثم بعد ذلك قال بشر:
_لا سبهولي أنا اللي هتعامل معاه
بهذه اللحظة تدخلت "ريناد"  التي كانت تستمع لهم جميعاً ولم تخرج حرفاً واحد من فمها،  تحدث الآن وقالت:
_سبهولي عشان العبه عسكر وحـ.ـر.امية
رفع "مالك"  حاجبه باندهاش ثم استدار حتى ينظر لها باستغراب،  تحدث بسـ ـخـــريــة:
_فاكرة نفسك في حارة حضرتك.
.........................................................................
في منزل "ملاك"
جلست "سامية"  باستياء،  وضعت "صباح"  يدها على كتفها ثم قالت برجاء:
_متشغليش بالك وبالي يا "سامية"  ربنا أكيد له حكمة كبيرة في كدا
هزت رأسها توافقها على الحديث ولكن الدmـ.ـو.ع التي تنهمر من مقلتيها لا نتوقف قط عن النزول،  الشعور الذي تحمله في قلبها لا يحمل أحد غيرها،  تريد أن تصرخ أو تبوح بالحقيقة لتلك الفتاة المتمردة،  الآن تشعر بالضياع،  تنهدت بقوة قبل أن ترد بـ:
_خايفة عليها من المـ.ـو.ت من الو.جـ.ـع يا "صباح"  لهفة الحب جميلة بس يا عالم أخرها وبعدين مش يمكن يكون "جبل"  شبه أبوه المصـ يـ بـةبقى في "جلال" نفسه الراجـ.ـل دا متعلق في رقبته دm ناس كتير
لوت "صباح"  ثغرها لتقول بعد ذلك بسـ ـخـــريــة شـ.ـديدة:
_دا حتى ابنه ممكن يمـ.ـو.ته يا ختي بدm بـ.ـارد عادي اللي خلى عياله ينحرموا من أكتر حاجة بيحبوها في الدنيا
هزت "سامية" رأسها توافقها على ما تقوله، تحدثت بخــــوف شـ.ـديد:
_أنا بقيت خايفة على الكل والله من الشيطان دا منه لله يا شيخة
ثم صمتت قليلاً لترفع يدها للأعلى وتقول بتمني:
_يارب يا "ملاك"  تكوني بخير فأي حتة تروحيها يارب يا "ملاك"  تكوني محفوظة فأي مكان تكوني فيه حتى ولو شر
تنهدت "صباح"  ومن ثم قالت بنبرة استعجال:
_همشي أنا بقى "مرام" مش بتاكل غير آكل معين هروح أعملها الآكل
أومأت برأسها توافقها على ما قالته ثم سارت معها حتى وصلت إلى باب الشقة،  قائلةٍ لها بحب:
_خلي بالك من نفسك يا حبيبتي!!
مالت "صباح"  قليلاً حتى تقبلها وتحـ.ـضـ.ـنها،  ردت عليها  بـ:
_حاضر متقلقيش هخليه بالي من نفسي أوي وإنتي كمان ومتشغليش بالك وسيبي الأمور تمشي زي ما ربك عاوز بقى
_ماشي...!
.........................................................................
وصلت إلى مطعم كبير ومعها "دنيا"  التي كانت متـ.ـو.ترة بشـ.ـدة مما يحدث،  نظرت لها بخــــوف ثم قالت:
_خايفة يا "مرام"
ابتسمت لها حتى تجعلها تطمأن،  دخلت كل منهم وجلست على المنضدة التي يجلس عليها "أحمد"  الذي قام بلهفة شـ.ـديدة حين رأها،  نعم هي من دق قلبه لها،  أخيراً وبعد كثير من الوقت وجدها،  طال الصمت كثيراً،  ولكن "مرام"  قاطعته بحديثها حيثُ قالت بخجل مصطنع:
_رميو وحبيبته ليلى ومـ.ـجـ.ـنو.نها ممكن لو سمحت تخلصونا بقالكم كتير ما شوفتوش بعض فنخلص بقى أنا هقعد هناك أشرب قهوة عقبال ما تخلصوا
توقفت عن الحديث وكانت ستغادر ولكنها وقفت مرة ثانية متذكرة شيءٍ:
_بصحيح يا "أحمد"  أنا قولت  لـ "جبل"  عليك وهو قال لي خليه يجيلي وكمان حكيتله على قربك وحبك لـ "دنيا"  وهو موافق وطالما "جبل"  وافق يبقى أكيد "مالك"  هيوافق
تأففت "دنيا"  بشـ.ـدة لترد بعد ذلك بـ:
_المشكلة في مامي يا "مرام"
غمزت لها "مرام"  وهتفت بـ:
_نكدية يا صاحبتي كبري وخليكي في مقابلتك لحبيبك بقى هروح أجبلكم حاجة تشربوها وهقعد أقرء رواية همـ.ـو.ت وأقرأها
ابتسمت لها "دنيا"  ثم حملقت في "أحمد"  بعشق،  تأكدت بأن صديقتها غادرت لتقول بحبٍ جم:
_وحـ.ـشـ.ـتني يا "أحمد"  كان نفسي تكون جنبي في مـ.ـو.ت جدو أوي إنت الوحيد اللي كنت بتمنى يجي
كان سيمسك يدها ولكن تذكر بأن يخشى عليها من نفسه لا يريد أن يمسها يريد أن يحافظ عليها من أجله قبل أن يكون من أجلها... رد عليها بنفس نبرتها:
_وإنتي كمان يا "دنيتي"  حشـ.ـتـ.ـيني و  أوي غـ.ـصـ.ـب عني البعد خايف عليكي من نفس ومن نظراتي ووعد نفسي إني أكون حاجة تليق بيكي......................
في مكتب "جبل"، انتهت" ملاك" من تناول الطعام،  حدقت بـ "جبل"  الذي كان ينظر لها ثم قالت بتساؤل:
_ها سمحتني
ابتسم "جبل" الذي  أومأ برأسه قائلاً لها بحب:
_آاااه يا قلبي سامحتك
تنهدت براحة،  تشعر الآن بأن الحياة أكثر راحة لها،  قامت من مكانها وقالت بهدوء بعد أن أخذت حقيبتها:
_تمام كدا هقوم أروح شغلي بقى
انكمش حاجبه باستغراب ثم قال باندهاش:
_نعم اللي هو إزاي...!  أنا هعوض خروجة أمبـ.ـارح مليش دعوة
لاحت البسمة على وجهه لتقول بعد ذلك بحنو:
_وأنا حاطة في دmاغي كدا بس المرة دي هتيجي البيت طبعا عندي عشان كمان تطلب أيدي للجواز يا حبيبي
هز رأسه بخبث،  تنهد بقوة ثم قال بثقة:
_أكيد وكمان بكرة تيجي إنتي والدادة بتاعتك عشان تشوفي هتغيري حاجة في الفيلا ولا لاء
استغربت ما يقوله فعادت تجلس من جديد،  تحدثت بتساؤل:
_مش فاهمة ما أنا شقتي موجودة أصل الصراحة مش بعرف أعيش غير فيها
تحولت ملامحه للغـــضــــب،  ماذا تقول هي، نظر حوله حتى يبين لها كم الثراء الذي يعيش به، جذ على أنيابه ليرد أخيراً بـ:
_شايفاني شحات مثلاً عشان أعيش عند مراتي اعقلي الكلام يا " ملاك" الست اللي بتعيش مع جوزها ولا الراجـ.ـل اللي بيعيش مع مـ.ـر.اته
ردت علي بحنق:
_وشك بيحمر من أقل حاجة بقولها عاوز كلامك يمشي وخلاص من غير ما تفهم الكلام أبداً
رفع حاجبه بتستغراب،  تلك التي أمامه حين تغـــضــــب لا يعلم أيضحك أو يغـــضــــب،  صوتها يعلو ووجها يصبح بلون الأحمر وهي تشبه الأطفال فتصبح صغيرة أمامه وكأن التي تقف أمامه ابـ.ـنته الغاضبة من والدها لأنه لم يجلب لها قطعة الحلو،  تكلم بهدوء:
_بصي يا "ملاك"  أي حد بيتجوز لأزم يا روحي يروح بيت الشخص اللي هيتجوزه أنا مستعد أشتري ليكي أي بيت في الدنيا بس مينفعش أقعد في بيت مراتي
تعلقت الدmـ.ـو.ع في مقلتيها حيثُ أنها لم تترك منزلها قط،  لا تعرف معنى النوم إلا به فقط،  جدرانه أمان بالنسبة لها، تحدثت برجاء:
_عشان خاطري والله يا "جبل"  البيت دا هو الأمان بخاف من أي بيت كبير جداً بخاف من كل حاجة الشقة اللي أنا فيها بابا جبها وأنا عندي عشر سنين أو سبعة كمان كنا عايشين في بيت كبير بس سبنا الشقة دي فيها دف كبير أوي هي اللي بتحويني
أمسك يدها، أغمض عينه ثم عاد وفتحها،  تحدث بهدوء بعد أن أشار بيده الثانية على صدره:
_هنا هيكون أمانك يا "ملاك"  مفيش حاجة غير حـ.ـضـ.ـني اللي هيكون ليكي أمان يا "ملاكي"  أنا هكون جنبك على طول ومش هفرقك أبداً
شعرت بالأطمئنان قليلاً حيثُ أنها اقتنعت نوعٍ ما بفكرة السكن في الفيلا الخاص به،  تذكرت شيءٍ فقالت:
_طب دادة هتيجي معايا صح...!
هز رأسه وقال بحنو:
_أكيد مش هحرمك من دادة خالص بس أول شهرين مش هتكون معانا لأن أول شهر هنكون برا في البلد اللي هتختاريها وتاني شهر عاوزين نمشي كل الخدm من البيت عشان نكون مع بعض وبعد كدا الكل هيرجع
ابتسمت بحب ثم قالت بعشقٍ متيم:
_بحبگ أوي يا "جبل"  أنا مكنتش متصورة إني هحبك كدا
_وأنا كمان بحبك يا "ملاكي"
قامت "ملاك"  من مكانها بعد أن قالت بحب:
_هستناك الساعة 4 بعد العصر
أومأ برأسه ومن ثم قال بحب:
_دعوة مقبولة يا أميرتي
خرجت من مكتبه،  نظر لها حتى تأكد بأنها غادرت،  لاح على فمه بسمة الانتصار،  تحدث بثقة:
_مشكلة البنات إنها بتصدق بسرعة صحيح إنتي مختلفة عن الكل وفيكي حاجة شـ.ـداني حتى في صعوبة الوصول ليكي بس لازم تتربي أوحش حاجة في البنات إنهم بيحبوا بسرعة......
........................................................................
في المطعم، كانت "دنيا"  تتأمله وهو يتكلم،  تعشق خــــوفه الشـ.ـديد عليها،  تحبه بشـ.ـدة بل تعشق الأرض التي تسير بها أقدامه،  ردت عليه بحبٍ جم:
_والله العظيم إنت الحاجة الحلوة اللي في حياتي أنا مش عارفة ليه مش راضي تخليني أقول لـ "مالك" عن حبي ليك بس
رد عليها بسرعة وقاطع باقي حديثها حيث هتف بـ:
_لا يا "دنيا"  أنا هجوز أختي وهشتغل الفترة دي صبح وليل مش هفصل أبداً ومش هصرف فلوس على أي ترفيهات غير على أخواتي والباقي هشيله،  هجبلك شقة قريبة منكم عشان تكون قريبة من أهلك
ابتسمت له بحب ثم قالت بهدوء:
_مش عاوزة كل دا والله أنا بس عاوزاك إنت الواحد ممكن يستحمل إنه يتجوز في عشة بس أهم حاجة يكون مع الشخص اللي بيحبه أنا بحبك وعمري ما حبيت غيرك يا "أحمد" 
ابتسم "أحمد"  على كل ما تقوله،  نظر لها بحب ثم قال بحنو:
_وأنا بحبك برضه يا "دنيا"  الحياة بدونك صعبة الغياب اللي حصل دا أنا كنت بمـ.ـو.ت فيه عشان ما شوفتكيش أنا مش عاوز من الدنيا غيرك والله
أردفت "دنيا"  بعد أن أنهى "أحمد"  حديثه بـ:
_أختك هتتجوز أمتى...؟!
رد عليها بنبرة جادة:
_خلاص فاضل تقريباً شهر كدا
هزت رأسها وقالت بحب:
_تمام عشان هاجي
انكمش حاجبه باستغراب ثم رد بـ:
_لا طبعاً أخاف عليكي من المنطقة عندنا أنا مش عاوزك تخطلتي بحد خالص...
اندهشت بشـ.ـدة من حديثه،  شعرت بالحـ.ـز.ن نوعٍ ما،  كيف له أن يجعلها بعيدة كل البعد عن أحبائه،  ردت عليه بضيق:
_ليه يا "أحمد"  أنا واحدة منكم أنا هكون منك الواحدة أما بتتجوز بتتنسب لعالم جوزها أخواته بيكونه مسؤلية منها زي ما هو متحمل مسؤليتهم..
توقفت عن الحديث قليلاً ثم ابتسمت بحب وقالت:
_أنا عارفة عنكم كل حاجة من يوم ما حبيتك وأنا بقيت أتفرج على فيديوهات عن المناطق الشعبية الموجودة ازاي في مودة كبيرة في البيوت الصغيرة إزاي بقى مش عاوزين أكون واحدة منكم....
شعر "أحمد"  بالفرحة الشـ.ـديدة حيثُ حديثها جعل قلبه يرفرف من الفرحة،  هتف بسعادة:
_أنا عمري ما هنـ.ـد.م أبداً إني حبيتك يا بخت أخواتي بوجودك في حياتي أنا بس مش عاوز حد يقول كانت من بيئة راقية وبقت من بيئة شعبية
لم تستطيع أن تمنع نفسها من الغـــضــــب حيثُ أن تفكيره جعلها تنفعل بشـ.ـدة،  ردت عليه بـ:
_تفكيرك غـ.ـبـ.ـي ليه؟ يوم ما حد يقولي كدا أنا هكون فخورة بنفسي الحاجة الوحيدة اللي بتمنها من الدنيا إن الكل يوافقوا على العلاقة اللي بتجمعني بيك...
بتلك اللحظة قاطعت "مرام"  روابط العشق بدخولها،  تحدثت بمرح:
_أيتها العاشقة وأيها العاشق الوقت كالسيف قطع أوقاتكم الجميلة يجب علينا الهروب فمن الممكن أن يأتي "مالك"  أصله عامل زي العفريت بيطلع في أي وقت
قهقه كل من "أحمد"  و "دنيا"  على حديثها لتقول "دنيا"  بخبث:
_عفريتك دا هيكون قصادك بعد ما تتجوزا
تنهدت "مرام"  بحنق وانقلبت ملامحه لتقول بهدوء:
_طيب يا ختي يالا عشان نروح بقى 
قامت "دنيا"  بحـ.ـز.ن حيثُ أن الوقت مر سريعاً،  شعرت بأنها ستبكي،  تحدثت بحب:
_الوقت أخدنا الواحد مش عارف هيشوفك تاني إمتى بس هكلمك واتس كتير لحد ما شوفك
ابتسم لها بحب ثم قال بصرامة:
_تمام بس لو الساعة عدت 12 مش هرد عليكي تمام وخلي بالك من نفسك أوي في أمانة الله يا حبيبتي.
ابتسمت له،  أمسكت حقيبتها ثم غادرت ومعها "مرام"  من المكان...
........................................................................
اتجه "مالك"  نحو منزله القديم،  يريد أن يجد دليل في المنزل،  القـ.ـا.تل أحد أفراد عائلته،  من الممكن أن يكون والديه، فأبيه لا يحب جده،  بتلك اللحظة رن هاتفه وكان المتصل ليس إلا "جبل"  الذي قال له بحنق:
_يا بني جدك الله يرحمه مـ.ـا.ت الشغل يا صاحبي شركتك اللي جدك فضل ساندها هتقع لو ملقتش رقيب يشوفها
رد عليه "مالك"  بضيق:
_إنت مش غريب أمسك شركتك وشركتي مش هنام ولا اشتغل غير أما أجيب حق جدي يا صاحبي.
تنهد "جبل"  وقال بهدوء شـ.ـديد:
_تمام يا صاحبي على العموم أنا معاك في أي حاجة يا برنس
_تسلم يا صاحبي
هذا ما قاله "مالك" قبل أن ينهي المكالمة،  أوقف محرك سيارته أمام الفيلا،  نزل من سيارته ولأج للداخل،  يبحث كالمـ.ـجـ.ـنو.ن في كل الغرف،  وكأنه يبحث عن خيوط مخفية لا ترى،  دلف جميع الغرف ولم يجد شيء،  عاد ودلف غرفة جده يبحث فيها كيثر إلا أن وجد دواء سام في عبوة الدواء الذي كتبها الطبيب تذكر شيء بخصوص تلك العبوة حيثُ قال:
_مش دي اللي كانت ماسكهـ....
توقف عن الحديث،  ليركض إلى سيارته وحدقته يملؤها الشرار
.....................................................................
مر الوقت سريعاً،  كانت "ملاك"  ملهوفة بشـ.ـدة،  تنظف المنزل،  وتفف تشرف على المربية الخاصة بها للدرجة التي جعلت "سامية" تصرخ بانفعال:
_كفاية بقى حسستيني  إن الوزير جاية مش مجرد واحد
حدقت بها بحنق،  ردت عليها بغـــضــــب:
_أنا مش عارفة الراجـ.ـل عملك إيه نفسي بس تفهميني والله
تجاهلتها "سامية"  وبرغم من غـــضــــبها الشـ.ـديد أعدت سفرة بها جميع الآكلات الشهية، دلفت "ملاك" لغرفتها حتى تجهز،  أخرجت من دولابها فستانٍ بلون الأزرق الغامق،  تركت لشعرها العنان،  بهذه اللحظة رن جرس المنزل،  أسرعت "ملاك" حتى تفتح الباب،  فوجدت فارسها يقف بداخل المنزل حيثُ فتحت له "سامية" 
ابتسمت بسعادة، تحدث بحب:
_حمدلله على السلامة يا "جبل"  نورت
ابتسم لها "جبل" ثم استدار للخلف وأمر حارسه بـ:
_دخل الهداية يا بني
كان حارسه يحمل الكثير من الهدايا، أما "جبل" فكان يحمل باقة كبيرة من الورد،  قدmه لها بعد أن قال بحب:
_الورد لأحلى وردة في الدنيا
_قلب الوردة من جوا
غادر الحارس بأمر منه،  بينما "سامية" فكانت تنظر له بقوة،  انتبهت له وهو يقول:
_حاسس إني شوفتك قبل كدا يا دادة
تعلثمت في حديثها حيثُ ردت بـ:
_هـا وهتشوفني فين يا حبيبي أنا معرفكش
كانت "ملاك"  تنظر لها بغـــضــــب حيثُ تعلم بقوة بأنها تكذب،  تحدثت بهدوء:
_طب يالا يا "جبل"  على السفرة دادة عاملة أكل حلو وهيعجبك جداً
اتجه معها،  ليجد جميع أنواع المشويات على السفر،  ابتسم لهم وقال بمرح:
_هاتي إيدك الحلوة أبوسها يا دادة
لا تعلم اتبتسم على أسلوبه بالحديث أم تحـ.ـز.ن على ما سيحدث بالمستقبل،  تحدثت برجاء:
_أنا مش عاوزة منك غير إنك تحافظ عليها
_حاضر يا دادة
انهى حديثه وجلس ليبدأ في تناول الطعام،  شعر بأن الطعم ليس غريب،  يشعر بحنين شـ.ـديد،  أغمض عينه ثم عاد وفتحها وقال باستغراب:
_متأكدة يا دادة إن عمرنا ما تقبلنا حاسس إني شايفك أوي
_حبيبي يا عالم ممكن نكون اتقابلنا وبعدين يخلق من الشبه أربعين
أومأ برأسه وقال بنبرة جادة:
_تمام بصي بقى أنا إن شاء الله هتجوز مع "ملاك"  بعد الشهر دا أو بعد شهرين عشان لسه جد صاحبي مـ.ـيـ.ـت
هزت رأسها ثم نظرت إلى "ملاك"  وقالت بتساؤل:
_موافقة...!
أحمر وجهها من شـ.ـدة الخجل لتقول بعد ذلك بخفوض:
_أيوا يا "سوسو"  موافقة
ردت "سامية" بهدوء:
_على بركة الله ربنا يسعدكم يا ولاد..!
........................................................................
اقتحم منزله فقامت كل من "عبير"  و "ريناد"  بفزع،  سألته "عبير"  بحنو:
_مالك يا حبيبي
هز رأسه وبهدوء يسبق العاصفة:
_مافيش يا طنط بس عرفت إن جدي اتسم واللي سمه حد قريب أوي عارفة مين...!
ردتت عليه بصدmة:
_مين يا "مالك"  اللي عمل كدا؟
_الممرضة يا طنط
تنهدت بشـ.ـدة ثم قالت بغـــضــــب:
_إزاي الغـ.ـبـ.ـية دي تعمل كدا لازم تتحبس في السـ.ـجـ.ـن
أومأ برأسه وقال بجموح:
_أكيد كل دا هيحصل بس مش السـ.ـجـ.ـن لإن الحكومة هتكون حنينة على اللي هعمله فيها
جلس على الأريكة بينما "عبير"  فظلت تفكر كثيراً،  أما عن "ريناد"   فكانت تبكي ولم يرأها أحد،  بتلك اللحظة دلفت كل من "مرام"  و "دنيا"  التي قالت بهلع:
_مالكم!
رد عليها "مالك"  بـ:
_مافيش يا حبيبتي..
ثم نظر إلى "مرام"  وقال بنبرة جادة:
_"مرام " تعالي عاوزك
انكمش حاجبيه "مرام"  باستغراب،  كان سترفض ولكن ملامحه كانت تترجاها،  أومأت برأسها بهدوء ثم سارت خلفه إلى غرفة المكتب تحت نظرات الجميع،  قفل باب المكتب خلفه لتنزل دmـ.ـو.عه بشـ.ـدة ويقول:
_"مرام" محتاجك...!
........................................................................
للتو دخلت إلى شقتها،  ابتسمت بخبث ثم وبنبرة جادة قالت:
_ "مصطفى" حبيبي
قام "مصطفى"  من مكانه حيث كان يجلس على الأريكة بجانب والدتها،  تحدث بلهفة:
_قلبي اللي وحشاني
بعد سلام طال أكثر من ربع ساعة،  جلست تسرد له ما يحدث بالمشفى،  رد عليها بهدوء:
_خليكي ماشة على خطتك
تأففت بشـ.ـدة حيث تذكرت أن "ملاك"  بهذة الفترة لم تحدثها بعد أن كلمتها،  تحدثت بضيق:
_بس المشكلة إن "ملاك"  قالت لي إني أعمل كل حاجة وهي هتكمل ومتصلتش تاني
تنهد "مصطفى"  بشـ.ـدة ثم قالت:
_طب على سيرة "ملاك"  كان عندها شغل تقريباً مع "جبل المنشاوي"  إنسان مستفز جدا
رفعت حاجبها حيثُ أنها تشعر بأنها سمعت هذا الأسم،  ظلت تفكر حتى رن في مخلتيها صوت "فوقية"  وهي تقول ببكاء:
_"جبل" ابني زمانه كبر دلوقتي نفسي ما يطلعش زي أبوه "جلال"  المنشاوي زمانه كرهه فيا أوي يا "لميس"
........................................................................
يتبع
اقتربت "مرام" منه،  تناست بتلك اللحظة ماحدث بالماضي،  الرجفة انتابت قلبها،  تشعر بالخــــوف الشـ.ـديد لآجله،  طريقة حديثه تظهر ما في قلبه،  أمسكت يده ثم ردت عليه بهلعٍ:
_مالك يا "مالك"  فيك إيه؟
لم يستطيع أن يمنع دmـ.ـو.عه عنها،  بكى وكأنه طفل صغير،  وجد أمه فلجى إليها،  بتلقائية شـ.ـديدة فتحت "مرام"  ذراعيها حتى يسكن بهم،  ظلت تملس على شعره كثيراً إلى أن شعرت بالراحة، ساد الصمت كثيراً، بتلك اللحظة أخرجته من داخلُ أحضانها وقالت بهدوء:
_مين زعلك؟
مسح دmـ.ـو.عه وأمسك يدها ليرد بعد ذلك عليها بحنو:
_متشغليش بالك يا أميرتي أهم حاجة إنك الوحيدة اللي بتقدر تخرج الحمل من قلبي
اقتربت منه وباناملها ملست على وجهه،  تحدثت بحب:
_أنا هفضل جنب على طول خرج اللي في قلبك وأنا هكون دائماً معاك صدقني
رد عليها بعد أن تنهد بشـ.ـدة:
_مصدقك أصل إنتي ماينفعشي تكوني لحد غيري
لاح على ثغرها علامة السـ ـخـــريــة حيثُ التي تحمله في قلبها بسببه كبير،  تجمعت الدmـ.ـو.ع في مقلتيها بقوة ثم قالت:
_من قلبك بتقولها مع إنك بتقول هخطب وهتجوز وإنتي هتكوني زوجة تانية..
قهقه على حديثها لتستغرب من ما يضحكه،  رفعت حاجبها وسألته بـ:
_إيه اللي بيضحكك أوي؟!
توقف عن الضحك ورد عليها بحبٍ جم:
_عمري ما فكر المس غيرك أو أشوف واحدة مراتي غيرك يا بت إنتي أماني
لم تستطيع قط أن تمنع نفسها من الفرحة،  شعرت بأن الحنين سيعود وممكن أن تسامح على كل ما حدث بالماضي وما قاله، خفقات قلبها زادت بشـ.ـدة،  تكلمت معه بتلعثم حيثُ أن ما قاله جعلها تفقد عقلها ولا تعلم ما الحديث الذي يخرج من فاهها:
_اا. أحم أُمال يعنى ليه كنت بتقول كدا قصدي يعني أنا مش موافقة...
رفع حاجبه باستغراب،  ثم قال بانفعال نوعٍ ما:
_ليه يا "مرام"  قوليلي ليه بتحبي تعـ.ـذ.بيني معاكِ
ابتسمت بسـ ـخـــريــة،  ردت بكل حرقة:
_إنت عارف ليه يا "مالك"
ثم وبحركة مفاجأة قامت من مكانها،  كانت ستغادر ولكنه أمسك يدها وقال برجاء:
_متمشيش محتاج لوجودك يا "مرام"  محتاجك وإنتي قدامي إنتي وعديني إنك هتكوني جنبي
بكل كـبـــــريـاء قالت:
_أيوا هفضل جنبك بس كصديقة يا "مالك" 
صرخ "مالك"  بجموح:
_مش قادرة تنسي ليه بتفتحي في القديم ليه أنا كنت بس خايف ساعتها
قهقهت بشـ.ـدة لتقول بنفس نبرة صوته الجامحة:
_والله ضحكتني يا "مالك"  عمري ما هنسى أي كلمة قولتهالي أنا هفضل أحبك وعمري أبداً ما هحب حد غيرك أبداً ولا هتجوز غيرك بس مش هتجوزك برضه
لم يستطيع أن يمنع نفسه من الحـ.ـز.ن،  تنهد بقوة ثم أمرها بـ:
_قومي يا "مرام"  كنت مفكر إنك هتخففي حـ.ـز.ني بس شيلتي الحـ.ـز.ن الأول وعلجتيه بس رجعتي بسكينة قوية قــ,تــلتي قلبي
تركت يده ثم فتحت الباب، حاولت ألا تظهر دmـ.ـو.عها، خرجت من الغرفة وأغلقت الباب ورأها، أسرعت "دنيا" نحوها ثم قالت بقلق:
_في إيه يا "مرام" مال "مالك"
كانت شاردة لا تسمع أي أحد، زاد فضول "عبير" والتي كانت تراقب أجابتها على سؤال "دنيا"
عادت "دنيا" تسألها:
_"مرام" يا بـ.ـنتي ردي عليا فيه إيه
نظرت لها ولم تخرج من فمها أي كلمة، أسرعت مهرولة خارج المنزل لتذهب لبيتها...
حدقت "دنيا" لطيفها الذي غادر فور خروجها، انكمش حاجبيه ثم حولت أنظارها لوالدتها وقالت باستغراب:
_هو حصل إيه؟ تفتكري "مالك" زعقلها
ردت عليها "عبير" بـ:
_مش عارفة يا بـ.ـنتي
انهت حديثها لتنظر إلى "ريناد" وتأمرها بـ:
_روحي يا ريري شوفي "مالك" ماله
أومأت الصغيرة برأسها، لتتجه إلى غرفة المكتب، دقت على الباب ثم دخلت، وجدت "مالك" يجلس على الأرض وملامحه حزينة وغاضبة في آنً واحد، جلست بجانبه، أمسكت يده وقالت بتساؤل:
_مالك يا أبيه
رفع "مالك" رأسه حتى ينظر في مقلتيها، رد عليها بحنو:
_مافيش يا قلبي
تأففت "ريناد" ثم وبغـــضــــب طفولي قالت:
_على فكرة أنا مش صغيرة وفاهمة كل اللي بيحصل حوليا إنت زعلان عشان "مرام" زعلانة منك يعني بدل ما تعملها مفاجأة وتصالحها بتمشيها كل مرة زعلانة
حدق بها بنـ.ـد.م شـ.ـديد، تكلم بهدوء:
_أنا نفسي تفهم عملت كدا ليه يا "ريناد" 
فكرت "ريناد"  قليلاً ثم قالت باقتراح:
_"جبل" هيساعد وأنا كمان
ابتسم في وجهها ثم قال بحنو:
_وأنا موافق بس روحي دلوقتي لأن أبيه تعبان جدا
أومأت برأسها توافقه على كل ما قاله،  غادرت من المكتب بهدوء..
حين خرجت أسرعت "عبير"  نحوها وقالت باستفسار:
_ماله...!
_مافيش يا مامي محكاش حاجة أنا هروح العب بقى
........................................................................
في منزل "ملاك"  أنهى "جبل"  الطعام،  كان يشعر بالراحة الشـ.ـديدة وهي بالمنزل معهم،  وضعت "سامية"  كوب من الشاي أمامه حسب طلبه الخاص، بتلك اللحظة رن هاتف "ملاك"  وكان المتصل مديرها بالعمل،  قامت فوراً وقالت باستئذان:
_عن إذنك دقيقة وراجعة
هز "جبل"  رأسه،  وببسمة صغيرة قال:
_متتاخريش عليا يا حبيبتي
ابتسمت لها بخجل ثم ردت بـ:
_حاضر يا قلب حبيبتك
استغلت "سامية"  انشغال "ملاك"  ودخولها للتراس،  تنهدت بقوة ثم أخبرته بـ:
_بص يا بني أنا ميهمنيش إنت مين وابن مين بس اللي يهمني الأمانة اللي اتسابت معايا، من كام سنة أبوها وأمها مـ.ـا.توا أخر حاجة اتقالتلي "ملاك"  أمانة في رقبتك فأنا لازم أحافظ عليها
ظل يعطي لها إيماءت ويسمع منها ولكن بداخل مخيلته يتأفف ويقول بحنق:
_أوف بقى الكلام اللي بيتقال في الأفلام بس بدل ما اسمعه من أبوه العروسة بسمعه من الشغالة
انتبه لها حين قالت:
_أنا واثقة إنك هتكون أمانها فبتخلنيش أنـ.ـد.م في يوم من الأيام وشكك في رجولتك
رد عليها بهدوء مصطنع:
_طبعاً دي في عيني يا دادة
خرجت "ملاك"  بتلك اللحظة لتقول بمرح:
_الحلوين جايبين سيرتي في إيه؟
ابتسم "جبل"  وأجابها بـ:
_والله يا حلوتي كانت بتقولي خلي بالك منها متعرفش إنك حياتي وروحي يعني لو حصلك حاجة همـ.ـو.ت
خجلت من حديثه المعسول، عاد يسألها بهدوء:
_مين رن عليكي؟
ردت بعفوية:
_مديري في الشغل كان عاوزني أروح منطقة في العشوائيات والحتة دي كلها مـ.ـخـ.ـد.رات
صمتت قليلا ثم أكملت وكأن هموم الدنيا كلها أصبحت متحملة على ظهرها:
_بس أنا بخاف من الأماكن دي ربنا يستر
صرخت بها "سامية"  بهلع:
_مش هتروحي أنا كذا مرة أقولك لا هو ليه بيرمي الحمل عليكي مش كفاية اللي حصلك مع "حمدي" 
تأففت على تصرفها،  تنهدت بهدوء ثم قالت:
_بلاش الخــــوف يا "سوسو"  أنا قدها والله
كان الصمت حليف "جبل"،  شعر بالغـــضــــب منها،  وجهت" سامية" له الكلام لآنها تعلم بأنه الوحيد التي تسمع كلامه:
_ما تقول حاجة
قام "جبل"  من مكانه،  اقترب منها وسألها بهدوء ما قبل العاصفة:
_هو مش إنتي شغلك في أخبـ.ـار رجـ.ـال الأعمال
هزت رأسها بتلقائية ثم قالت:
_أيوا بس عشان أنا أشطر صحفية ممكن أخد مكان زمايلي وأنا هروح بدل زميلي
بانفعال طفيف قال:
_يقوم يوديكي مكان زي دا
ردت عليه بنبرة أكثر جدية:
_عادي يا حبيبي متقلقش مش هيحصل حاجة
بتحذير قـ.ـا.تل رد عليها:
_مافيش روحة اتصلي اعتذري ولو عرفت إنك روحتي من ورايا مش هيحصل كويس
صمتت ولم يخرج منها أي كلمة،  صرخ بها بصرامة فانتفضت بشـ.ـدة:
_مش سامعك فاااهمة
شعرت بالخــــوف من غـــضــــبه،  ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بخفوض:
_فاهمة..!
ابتسمت "سامية"  وقالت لنفسها:
_على قد ما أنا مش عاوزاهم يتجوزوا على قد ما أسلوبه معاها عجبني دخل قلبي والله
فاقت "سامية"  بتلك اللحظة على صوت "جبل"  الذي قال بنبرة جادة:
_طيب همشي أنا بقى عشان ورايا شغل وتجهيزات مستنيكم بكرا شوفي تحبوا تيجوا على امتى
ردت "ملاك"  :
_على العصر...!
اقترب منها بحبٍ مصطنع:
_متزعليش مني بس أنا خايف عليكي ي نن عيني بكرا هستناكوا يالا باي
تذكرت شيء ما فقالت:
_استنى إنت لسه ما شوفتش أوضي عاوزة أوريك عالمي اللي مابيدخلهوش نملة حتى
ابتسم لها ثم قال بخفوض:
_تمام يالا
دلف ورائها للغرفة، فوجد عالم آخر، شعر بأنه دخل في عالم الأطفال، الرقة في الغرفة، العرائس الموضوعة في كل مكان، سمع صوتها الحزين حيثُ كانت تقول:
_هو دا العالم بتاعي عرفت ليه كنت عاوزة أسكن هنا بعد الجواز كل العرايس اللي بابا جبهالي هنا تعرف يا "جبل" أنا فاكرة إن زمان حصل حاجة كبيرة خلت نفسيتي وحشة ومن ساعتها وبابا بيحاول يفرحني
وضع يده على منكبيها وبحنو قال:
_هعوضك عن كل دا يا حبيبتي
ابتسمت له بسمة جاذبية، جعلته يشهد بأن جميع الفتيات لم يمتلكه تلك البسمة أو حتى برأتها، رفع حاجبه ثم وبنبرة مرحة قال:
_أنا همشي عشان بعد ضحكتك دي ممكن أعمل حاجة عيب
بعد أن أنهى حديثه غمز لها، خرج من الغرفة،  القى التحية على المربية ثم غادر...
كانت الفرحة تغمر "ملاك"،  اتجهت نحو" سامية" وقبلتها بسعادة،  تحدثت بفرحة:
_أخيراً هكون مـ.ـر.اته قلبي هيقف من الفرحة
_بعد الشر يا حبيبتي هروح بقى أغسل المواعين عقبال ما تكلمي مديرك تعتذري عن شغلك ف المنطقة دي
أومأت لها برأسها ولكن بخــــوف، هي تخشى غـــضــــب مديرها
......................................................................
وقفت في حديقة منزلها تفكر في الحب الذي تخشى الاقتراب منه، دmـ.ـو.عها نزلت بغزارة، في هذا الوقت اقتربت منها "صباح" التي تحدثت بحنو:
_مالك يا قلبي مين زعلك...!
أخرجت زفيرها الذي تعلق بداخل قلبها وأصبح كالصخرة كادت أن تمـ.ـيـ.ـتها، ردت عليها ببكاء:
_بحبه يا دادة ونفسي أكون حلاله انهاردة قبل بكرا نفسي أكون جنبه مش قادرة أشوفه وهو حزين كدا
وضعت المربية يدها على كتفها ثم قالت بـ.ـارشاد:
_الزعل يا نور عيوني مش هيجيب نتيجة لأزم نسامح اللي بنحبهم
ابتسمت بسـ ـخـــريــة وقالت:
_على كدا المفروض اسامح مامي اللي سافرت واتجوزت حد غير بابي اللي ما فكرش أبداً يتجوز عليها الناس بتعايرنا بمامي "مالك"  نفسه شكه كله بسببها
لوت "صباح"  ثغرها بضيق،  ردت على ما قالته بذكاء:
_الأم هتفضل أم مهما عملت الغلط هو إننا نشيل لها الوحش،  صحيح كلام "مالك"  جـ.ـر.حك بس هو بيخاف عليكي من نفسه حتى
صرخت بقوة:
_مش قادرة يا دادة همـ.ـو.ت الجـ.ـر.ح اللي في قلبه قلبي حاسس بيه همـ.ـو.ت من خــــوفي عليه ومع ذلك عقلي مش قادر يصفاله
أشارت "صباح"  نحو قلبها وقالت:
_سيبي قلبك هو اللي يصفى مش عقلك يا حبيبتي
أومأت برأسها بهدوء،  عادت تفكر ما الذي عليها فعله حتى تفعله، أغمضت عينها وعادت تفتحها حتى تفكر ولكن لم تجد أي حل قط....
.......................................................................
مر اليوم سريعاً بما حدث به،  أشرقت شمس الصباح التالي،  بداخل المشفى كان وصل زوج "فوقية"،  كانت" لميس" تراقبه بهدوء شـ.ـديد،  ولكنه يعطي لها ظهره،  كانت معها هاتفها حتى تتمكن من إلتقاط بعض الصور التي ستحتاجها له والتي من خلالها ستتمكن من إثبات ما فعله في زوجته،  دلف مكتب الطبيب "محمد"  مدير المشفى،  جلس بهدوء، ليبدأ يخرج الحديث بنرفزة:
_أنا قطعت سفري بسبب الموضوع دا أنا لولا إني متأكد إن عمرك ما تاذيني أنا كنت خليتك في خبر كان ابعتلي الدكتورة دي خلينا نشوف بقى هنعمل إيه
أومأ برأسه ثم قال برهبة:
_حاضر حاضر بس كمان اللجنة يعتبر موجودة و"لميس" عطتها من العلاج اللي قالت عليه
ابتسم بخبث ثم قال بمدح:
_عفارم عليها بجد يالا ابعتلهالي
بتلك اللحظة وضعت الممرض كوبان من القهوة أمامهم،  تحدث بنبرة عادية:
_تؤمروني بحاجة تاني
هتف بتلك اللحظة "محمد"  وأمره بـ:
_آااه خلي الدكتورة "لميس"  تيجي حالا
أومأ برأسه ثم خرج،  بدأ كل منهم يرتشف من القهوة،  جاءت الطبيبة وببسمة مشرقة قالت:
_أيوا يا دكتور
رد عليها الآخر وقال:
_أنا هنا اللي يتقاله نعم وأيوا طول ما أنا موجود
_وبصفتك إيه بقى؟
هذا ما قالته باستفسار،  رد عليها "محمد"  بغـــضــــب:
_اعتذري بسرعة دا اليقوت اللي هيخلينا في عالم تاني
هزت رأسها وقالت بيقين:
_هو دا جوز المريـ.ـضة "فوقية"
_آه
_أهلاً يا فنـ.ـد.م
رد عليها بغــــرور:
_أهلاً بيكي المهم عملتي اللي قولتي عليه
هزت رأسها وقالت بلهجة سريعة تحمل خــــوف مصطنع منه:
_طبعاً طبعاً واللجنة كمان عندها وهي  مهيسة خالص يا فنـ.ـد.م
زادت فرحته ثم قال بأمر:
_طب يالا نشوف بيحصل إيه
كانت "لميس"  واقفة تنظر في هاتفها والتي جعلته بوضع الصامت، تمكنت بسهولة من أخذ صور لهم.
قام "محمد"  من مكانه وأشار للآخر وقال باحترام:
_اتفضل يا فنـ.ـد.م...!
أسرع كل منهم للغرفة المتواجدة بها "فوقية"  دخل "محمد"  بصحبتهم فوجد "فوقية"  بكامل قوها العقلية،  كان يشعر بأن تركيزه مفقود والآخر شعر بنفس الشيء،  تحدثت "لميس"  بدفاع عن المريـ.ـضة والتي قالت لها بأنها ستكون كابنة لها:
_أهلاً بحضرتك يا فنـ.ـد.م المريـ.ـضة "فوقية"  بكامل قوها العقلية ومعايا ما يثبت بكلامي جوزها اتفق مع مدير المصحة واللي بيكون الغلاف الخاص بالمستفى والشخص اللي بيوجهنا كلنا اتفق إنه يخلي مـ.ـر.اته هنا والكلام دا من عشرين سنة تقريباً أو خمستاشر
استغرب رئيس اللجنة مما دفعه ليسألها عنـ:
_وهي المدة دي كان دكتور "محمد"  فيها دكتور
هزت رأسها بالا ثم قالت بثقة:
_لا طبعاً يا فنـ.ـد.م لكن والده صاحب المستشفى وكان مديرها يعني زي ما تقول وراثة وطبعا دكتور "محمد"  من شبه أبه فما ظلم...
تقدm المسؤول من "فوقية"،  تحدث بهدوء:
_ممكن تقوليلي إيه اللي حصل معاكي!
ردت عليه" فوقية" ببكاء:
_في يوم لقيت نفسي مربوطة من قبل جوزي وفجاة جبني هنا كل ما كنت أحاول إني أهرب كنت أخد جلسة كهرباء كنت بحاول متجننشي وكان هو قايلهم متخلهاش تتجنن كل دكتور كان يجي كنت أصعب عليه لكن الفلوس بتعميه فيكتب في التقرير مـ.ـجـ.ـنو.نة لحد ما اللي ضميرها صاحي جت وهي عملت كل اللي حصل عشان تخرجني
تيقن المسؤول أن عقلها سليم بقوة ولكن ما حدث معها جعل نفسيتها في حالة سيئة،  تقدm المسؤول من "محمد"  وزوج مريـ.ـضته،  سأل المدير عنـ:
_حصل اللي قالته دا؟
.......................................................................
يتبع
بداخل المشفى، اقترب المسؤول من "محمد" وسأله عنـ:
_اتفضل قول لي بقى الكلام اللي الدكتورة بتقوله صح ولا لاء
قهقه "محمد" بقوة ثم حملق في "جلال" وقال بضحك:
_قول يالا ولا تعالى نقول في بوق واحد
ابتسم الآخر بعدm وعي، ليقول بعد ذلك:
_أيوا أنا اللي اتفقت عليها وكمان برغم حبي ليها إلا إني مش عاوز حد يبوظ خطتي وينقص فلوسي ودا عندي كان أهم منها حبستها هنا وخلتها هنا بعيد عن ولادنا
قام من مكانه بعد أن أغمض عينه حيثُ أنه فاقد إدراكه تماماً، أشار نحو "فوقية" ومن ثم واصل حديثه:
_دا أنا حتى خليت ولادي يكروها ويتعقدوا "جبل" بيكره صنف الحريم و "مرام" خايفة تتجوز اللي بيحبها وبتحبه عشان لو اتخانقوا بيقولها إنتي مـش هتجبيه من برا، أيوا أنا عملت كده وهي عارفة ليه أنا قولتلها تبعد عن طريق نجاحي
صرخت به "فوقية" بحدٍ شـ.ـديد:
_وهو نجاحي يجبرك تخلي حياة أقرب الناس ليك في جحيم قول لي...
قهقه بشـ.ـدة ثم قال لها بدون وعي:
_أيوا لو ابني أو بـ.ـنتي هعمل كدا
شعرت "فوقية" بالقرف بل كل المتواجدين شعروا بنفس هذا الإحساس، كانت "لميس" تصور ما يحدث بالصوت والصورة لعلها تثبت ما يحدث، أشار لها المسؤول فاتجهت إليه ليقول بهمس:
_هما واخدين حاجة عشان يتكلموا
ردت عليه "لميس" بخفوض:
_ممكن نتكلم برا طيب
أومأ برأسه بعد أن أمر زميله بـ:
_اتصل بالشرطة فوراً وخلى لجنة تانية تيجي تشوف صحة التعبانين في المصحة...!
خرج من الغرفة ومعه "لميس" التي كانت منبهرة بشخصية الشخص المتواجد أمامها، ردت على كل الأسئلة المتعلقة بمخيلته بعد أن أخرجت المسجل الصوتي التي قامت بتسجيله لمدير المشفى:
_اتفضل يا فنـ.ـد.م... دا تسجيل صوتي من الدكتور "محمد"
سمعه المسؤول كاملاً، هز برأسه بعد أن تنهد تنهيد عميق، لم يخرج من فمه أي رد، حيثُ أن بعد أنها المسجل قالت بهدوء:
_في علاج بيخلي الرأس واعية ومجهزة كل حاجة حصلت لكن الشخص بيكون غير واعي للي بيطلعه هو دا اللي قدرت أحطه في قهوتهم وقت ما استغليت انشغال الساعي
أنا عارفة جداً إني غلط بس كان لازم أعمل كدا عشان الشخصية اللي اتظلمت دي
ابتسم المسؤول ثم قال لها بثقة:
_ إنتي عملتي الصح وطبيبة زيك وبرغم سنها الصغير المفروض تمسك منصب كبير في المصحة
بخجلٍ جم وبطيف بسمة صغيرة ردت بـ:
_شكراً يا فنـ.ـد.م على ثقتك بيا عن إذنك
دلفت لداخل الغرفة، بهذا الوقت جاءت الشرطة وأخذت كل من "محمد" و "جلال" المنشاوي، بينما "فوقية" فحملقت بـ "لميس" بحبٍ يملؤه الشكر الشـ.ـديد على ما فعلته معها، تحدثت بخفوض:
_شكراً يا بـ.ـنتي إنتي طلعتي أحسن مني وتستحقي تكوني بـ.ـنتي بس مع ذني الوحش فيكي ماستحقش أكون أمك
أمسكت "لميس" يدها ثم قالت بكل رقة:
_لا يا طنط إنتي كان لازم تعملي كدا ومتثقيش فيا من اللي حصلك يالا بقى أنا جايبة ليكي طقم حلوة جداً يليق على "فوقية" هانم بـ.ـنت الحسب والنسب ويالا عشان هتروحي معايا بقى
جميلة تلك الفتاة التي توضحي من أجل الجميع، تمنت أن تكون زوجة ابنها الوحيد، ستراعها كما راعتها، حدقت بالملابس التي جلبتها لها فوجدتها جيب يصل إلى الركبة وعليه قميص أبيض، ارتدتهم وعقدت شعرها كذيل الحصان ثم خرجت مستسلمة تماماً لـ "لميس"، خرجت من باب المشفى فشعرت بالفرحة تغمرها بشـ.ـدة حيث أن الطرق الواسعة جعلتها تحن لحريتها، دmعت دmـ.ـو.عها ثم نظرت إلى" لميس" وبصوت يملؤه الشكر:
_بجد جميلك دا عمري ما هنساه أبداً يا "لميس"
أمسكت "لميس" يدها ثم قالت بحب جم:
_ولسه هعملك كل حاجة حلوة تعالي هناك نركب العربية
أشار للسيارة فوجدت سيارة يخرج منها شخص مما جعلها تسألها باستفسار:
_هو دا السواق بتاعك
ضحكت "لميس" بشـ.ـدة بينما الآخر فرد بضيق:
_لا أنا "مصطفى" صاحبها والمفروض إن ساعدها كتير أنا والصحفية الصغنون والحلوة الجميلة "ملاك" دي صاحبتنا وهي اللي هتكمل باقي كشف القصة في الإعلام لإن أكيد "جلال" هيمنع دا يحصل
انكمش حاجبيه عقب سماعها لاسم "ملاك" هذا الاسم الذي تعرفه جيداً، تذكرت الصغيرة التي كانت تسير خلفها، تحدثت بتلعثم:
_مـ.. مـ... "ملاك" إيه يا بني
_"ملاك" "ناصر" "الراشيدي
الاسم كامل أمامها، شهقت بشـ.ـدة، أنفاسها أصبحت ثقيلة، خفقات قلبها تسرعت، أكمل" مصطفى" حديثه:
_ابنك اسمه "جبل المنشاوي" صح
انتبهت له ثم وببسمة صغيرة قالت:
_هو إنت يا بني تعرف ابني
أومأ برأسه وقال بنبرة جادة:
_معرفهوش بس "ملاك" كانت بتقبله مقابلات عمل وهو صديق شخصي ليها
تجمدت دmائها، تعلم ماحدث، اتفرح لقربهم أم تحـ.ـز.ن لما سيحدث، ابتلعت ما في حلقها بخــــوف ثم قالت بتـ.ـو.تر:
_هو ابني حنين يا بني
أخافها برأيه عن ابنها حيثُ قال بسـ ـخـــريــة:
_إلا حنين لدرجة انه قليل ذوق أنا مش عارفة "ملاك" مستحملة الشخصية دي ازاي
حـ.ـز.نت كثيراً لم تكون تتوقع أن أحد سيذم في صغيرها، لو كانت معه لكانت جعلت الجميع يشهد بتربيته.
......................................................................
استعدت "ملاك" لتذهب لمنزل "جبل" حيثُ أصبحت الساعة في تمام الواحدة ظهراً، وكان متفق معها "جبل" على هذا الوقت، ارتدت بنطال ضيق من اللون الأسود قصير نوعاً ما وعليه جاكت قصير من اللون البنفسجي، استعجلت المربية كثيراً:
_يا "سوسو" يالا عاوزين نخلص عشان نعرف البيه إن مواعيدنا مظبوطة أوي
ضحكت "سامية" على أسلوبها، بدأت تجعل الأفكار السيئة تتلاشى من رأسها، ردت عليها ببرود مصطنع:
_لازم أكون حلوة وأخد وقتي أنا راحة أشوف بيت بـ.ـنتي
وقفت في مكانها، انكمش حاجبيه عقب سماعها لكلامها، أردفت بحنق:
_هو مين فينا العروسة أنا والا إنتي
قهقهت "سامية" عليها، وبنبرة سريعة ردت بـ:
_إنتي طبعاً يانور عيني ما فيش حد خالص في حلاوتك
ابتسمت كالأطفال على حديثها، ولكنها تذكرت شيءٍ ما فعادت تقول بتساؤل حتى تستفسر عما يدور في مخيلتها:
_شايفاكي انهارده مستعدة عشان تروحي بيت "جبل" برغم من إنه بالنسبة ليكي شخص بتكريه
فور سمعها لحديثها جلست على الأريكة، دmعت عيناها ثم تحدثت ولكن مع نفسها بصوت لا يسمعه غيرها:
_ياريتني أقدر أقول وأحكي وياريتني حتى أعرف أتكلم "جبل" إيه اللي ماحبهوش دا عندي زيه زيك بلاش تجـ.ـر.حيني يا بـ.ـنتي
وجدتها شاردة فاستغربتها، أسؤالها يجعلها بتلك الحالة، تريد أن تعرف ما يدور في جمجمتها، صفقت لعلها تنتبه لها، فانتبهت لها، لوت "ملاك" فمها وعادت تقول بضيق:
_زي كل مرة مافيش إجابة لسؤالي وكأني شخص غير موجود بالمرة كلامك هيحدد مستقبلي خليكي فاكرة
شبكت "سامية" يدها في بعضهم بتـ.ـو.تر شـ.ـديد، تلعثمت قليلاً في حديثها، لا تعلم ما هي الكذبة التي ستقولها:
_اا.. هو يعني
انفعلت "ملاك" قليلاً حيثُ أسلوبها جعلها تغـــضــــب، صرخت بهدوء؛ بعد أن جذت على أنيابها:
_هو يعني ايه  عـ.ـر.فيني
ابتلعت "سامية" ما في حلقها بخــــوف ثم قالت ببسمة مصطنعة:
_كنت بسمع عنه كدا وبصراحة أبوكي كان بيسمع عن عيلة المنشاوي كتير بس كدا يا حبيبتي
لم تقتنع باجابتها قط، حيثُ أنها قالت بنبرة جادة:
_براحتك بس لو في يوم حسيت إنك كدبتي عليا والله يا دادة ليحصل حاجة مش هتعجبك يالا عشان نروح
شعرت المربية بالخــــوف ولكنها نزلت برفقتها، ركبت سيارتها ثم شغلت محركها وانطلقت إلى منزلها المستقبلي
.........................................................................
في فيلا ال "عزمي:"
استيقظت "دنيا" في وقت متأخر على صوت رنين هاتفها، قامت على الفور فوجدت أن المتصل "أحمد"، حاولت أن تغير نبرة صوتها، تحدثت بخفوض:
_الو
رد عليها بهدوء:
_نعم إنتي لسه نايمة حضرتك الظهر اذن
تثاؤبت بشـ.ـدة، وبعد ذلك أجابته برقة:
_سهرت ومنمتش بدري وأبيه" مالك" ماصحنيش!
استغرب "أحمد" حين قالت أن "مالك" هو من يُقظها أهي أبله أما أنها تصطنع ذلك، شعر بالغـــضــــب فجذ على نواجذه بكل انفعال وقال بجموح:
_مين بيصحكي يا "دنيا"
شعرت بالتـ.ـو.تر الشـ.ـديد حيثُ أنها شعرت بغـــضــــبه هذا، استقامت قليلاً وببرأءة ردت عليه بـ:
_هو ساعات وساعات مامي وساعات دادة بس عادي يعني
صرخ بشـ.ـدة:
_لا مش عادي هو محلل ليكي بصي أنا عارف إني لسه مش متأكد إنهم هيقبلوني أصلاً بس أنا بغير راعيني شوية هو يا "دنيا" محلل
ضحكت "دنيا" وأكملت بنفس نبرة البراءة التي تتكلم بها:
_متقلش هو بيحب "مرام" وبعدين بيشوفني العيلة الصغيرة اللي مربيها
لم يستطيع أن يتكلم في أنهى المكالمة بـ:
_قـومي صلي الكلام مش هيجب نتيجة
.........................................................................لم يذهب "جبل" اليوم عمله، كان يشرف على كل شيء، أمر الجميع بتزين المنزل كترحيب بخطيبته، بتلك اللحظة نزلت "مرام" من غرفتها حيثُ أنها كانت حبيسة لها، استغربت من تغيرات المنزل فقالت:
_إيه اللي بيحصل يا "جبل" في الفيلا دا؟
ابتسم "جبل" وبهدوء تام قال:
_أصل أنا هتجوز والعروسة جاية تشوف الشقة
صدmة كبيرة انتابتها، هزت رأسها محاولة أن تستوعب ما يقول، هل أخيها موافق على الزواج، ردت عليه بعدm استواعب:
_إنتي بتتكلم جد ولا بتهزر
نظر لها بحد ثم قال:
_هو أنا عمري اتكلمت بهزار كلمتي واحدة يا "مرام"
ابتسمت له ثم قالت بحب:
_مش قصدي حاجة بس والله مش مستوعبة مبروك يا حبيبي
بتلك اللحظة سمع كل منهم صوت تكسير بغرفة الأشياء الغير مهمة يطـ.ـلقون عليها المخزن، صرخت "مرام" بفزعٍ:
_ااه في إيه
بهذا الوقت خرج العامل ومعه صورة كبيرة، تحدث بتلعثم:
_أنا اا آسف يا بيه كـ.ـسرت الصورة الكبيرة من غير ما قصد
اقتربت منه "مرام" ثم قالت بأمر:
_ورينا الصورة دي!!
أعطها لها، لتحملق بها وفجأة تنزلق الدmـ.ـو.ع من عينها:
_ماما
سمع "جبل" تلك الكلمة فشعر أن الدmاء تجمدت في عروقه، تعلقت دmـ.ـو.عه ثم صرخ بقوة:
_باااااس بلاش السيرة دي
ثم صرخ باسم الخادmة:_ يا "حرية"
أسرعت الخادmة نحوه وقالت بطاعة:
_نعم يا بيه؟
_مش قولتلك الصورة دي ترميها
هزت رأسها وقالت بهدوء:
_حطيتها في أوضة المخزن والله يا باشا
أمسكها من شقيقته ثم مزقها بعد أن قال بغـــضــــب:
_أنا بقى هخليكي ترميها بالذوق أهي أهي لميهم بقى
كانت "صباح" تراقبه من بعيد وتضـ.ـر.ب بيدها على خديها ثم قالت بخفوض:
_يالهوي يالهوي الدنيا هتقوم حريقة دلوقتي ربنا يهديك يا بيه
لم تسطيع "مرام" أن تتحمل فانهارت بالبكاء، عقلها تغلب على الحنين لها ولكن الشوق الذي يحمله قلبها جعلها تبكي وتصرخ، لم تصدق حتى الآن أن السيدة الحنون التي كانت تطعمها وتعلمها خطوات السير تفعل هكذا بها، تنهد "جبل" ثم اقترب منها لياخذها بداخلُ أحضانه وبصوت هامس قال:
_بس يا حبيبتي أنا مش عاوزك تضعفي بالعكس عاوزك تتمني ليها المـ.ـو.ت والعـ.ـذ.اب مش الحنين
حملقت به وبصوت يملؤه الحـ.ـز.ن قالت:
_بحبها أوي يا "جبل"
لا يستطيع أن يقول لها وأنا أيضاً، عقله يقول أبغضها وقلبه يقول شيءٍ آخر، إختار أن يسير وراء عقله كما يفعل معظم الرجـ.ـال، رد عليها بجبروت وقال:
_كل ما تحسي إنك بتحبيها دوسي أوي على قلبك وافتكري هي عملت فينا إيه
حملقت به، لم تسطيع أن ترد عليه، هرولت نحو "صباح" واحـ.ـضـ.ـنتها لتقول بصراخ:
_هو ليه بيحصل فينا كل دا إشمعنا احنا
لوت "صباح" فمها وقالت لنفسها:
_أبوكوا ظلم كتير وأول اللي ظلمهم عياله مارحمكمش يا نن عيني
ملست على شعرها ثم قالت بحب:
_تعالي يا ضناية معايا
وقبل أن ترحل قالت لـ "جبل" بحنو:
_وإنت يا بني افرح بجوازك وركز في خطبتك اللي جاية.
.........................................................................
جهز شيء يليق بها، اتصل بأحد حتى يجلب لها شيءٍ ما، فسأله عـنـ:
_يا بني عاوز كيس مصاصات عندك ولا لاء
رد الآخر عليه بهدوء:
_أيوا يا فنـ.ـد.م عندنا
هز رأسه ثم قال بأمر:
_هتلي كل المصاصات اللي عندك وهات علبة شبسي عادي وعلبة فرنو وطبعاً غلفهم تمام وهات كل أنواع الشكولاتة اللي عندك بسرعة
أغلق الهاتف معه، ثم نظر إلى الحارس وقال له:
_عاوز كل أنواع الهداية اللي موجودة في محلات البنات بمعنى لبس وشنط وميكاج ولعب عاوزهم في علبة كبيرة وهنحط فيهم مصاصات وشبسي وشكولاتة هتاخدهم من السوبر ماركت دلوقتي
هز العامل رأسه ورحل لينفذ ما قاله رئيسه، بينما "مالك" فكان بسعادة يجهز بلون كبير مكتوب عليه كلمة "بحبك" وآخر "آسف"
وكأنها تشعر بذلك، تركت منزل شقيقها وجاءت حتى تبكي في أحضانه، صرخت باسمه:
_"مالك"...!
نظر لها باستغراب، الخــــوف سكن قلبه، اتجه لها وبهلع شـ.ـديد قال:
_مالك يا حبيبتي
سكنت بداخل أحضانه حيثُ أنه الدواء لها، بكت كما لم تبكي من قبل وبهدوء قالت:
_خليك جنبي يا "مالك" وبالله عليك متسالني أبدا مالك
هز رأسه وأخذها نحو الأرجوحه وجلس معها ثم قال بحبٍ:
_مش هسألك بس هقولك بحبگ وآسف آسف على كل اللي قولته بس كنت خايف عليكي إنتي نفسي يا "مرام" إنتي حياتي يرضيكي أعيش من غير روحي يرضيكي أمـ.ـو.ت
نظرت له بعشق متيم وفي مقلتيه سرحت وبدون وعي قالت:
_سامحتك يا حبيبي..!
......................................................................
يتبع...!!
وصلت سيارة "ملاك"  أمام فيلا "جبل،  شعرت أن المنطقة ليست غريبة عليها، انتابها احساس الضيق،  كان" جبل" يقف أمام الباب الرئيسي ليستقبلها،  ابتسم حين رأها ولكن حين نزلت من سيارتها لم تحملق به،  انكمش حاجبها باستغراب،  بتلك اللحظة وضعت "سامية"  يدها على كتفها وقالت بتساؤل:
_مالك يا بـ.ـنتي؟
تقدmت للسير للأمام ثم قالت بخــــوف:
_حاسة بخـ.ـنـ.ـقة وخــــوف وأنا هنا المكان دا حاسة إني شوفته قبل كدا هو في فيلل كتير هنا
استغربها "جبل"  تقدm نحوها وقال بتساؤل:
_مالك يا حبيبتي؟
لم ترد عليه قط، أشارت للمربية وقالت بخفوض:
_في حاجة بتربطني بالشارع دا
تـ.ـو.ترت "سامية" ونفت ما تقوله:
_لا يا حبيبتي تلاقيكي جيتي عن طريق الشغل مش أكتر
وضع "جبل" يده على منكبيها ثم قال بحنو حيثُ أنه شعر بالخــــوف عليها من كمية الهلع التي انتابتها:
_يا حبيبتي إنتي عمرك ما جيتي الشارع دا بكل الفلل اللي فيه ملك لعيلة "المنشاوي" وعيلة "عزمي" وأخيراً عيلة "فوقية" هانم
هزت برأسها بهدوء، تلاشى الخــــوف قليلاً ثم قالت بهدوء:
_يمكن روحت منطقة شبه دي
اسنغربت فسألته عنـ:
_طب ليه إنت الفيلا بتاعتك بعيدة عن الباقي وأخدها في أول الشارع وليه مش عايش مع والدك
تنهد تنهيد  عميق قبل أن يقول:
_بحب أكون في بيت لوحدي محدش يتحكم فيا وفي نفس الوقت قريب من العيلة انهاردة هعرفك على كل الناس اللي بحبها
ابتسمت له ومن ثم سارت خلفه بعد أن أمرها باعطاء مفتاح السيارة للسائق الخاص به حتى يصفها في جراش الفيلا الخارجي،  حاولت أن تزيل كل ما تشعر به من قلبها، حين دخلت للحديقة وجدت الزينة واللوحات مزينة بالبلونات، مكتوب عليها:
_نورتي يا أحلى عروسة
تشعر أنها تحلم ولكن تشعر بأن المنزل مألوف عليها، حملقت في "جبل" الواقف بجانبها بدون وعي قالت له:
_إيه اللي خلاك تعجب بالفيلا دي بالذات يا "جبل"
تذكر "جبل" طفولته حين كانت تلك الفيلا سكنها شخص شبه شخصيته القاسية ولكنه كان يلين حين يجد أطفال، كان يلعب بداخلها مع أصدقائه ووعد نفسه  بـ:
_الفيلا دي هتكون ليا في المستقبل
دmعت عينه ثم قال بحب:
_كنت واعد حد إني هشتريها واشترتها بس الحد دا مبقاش موجود المهم حلوة الفيلا وحلوة المفاجأة اللي عملتهالك
أومأت برأسها بسعادة وقالت:
_حلوة جداً
استدارت نحو مربيتها وسألتها بسعادة:
_إيه رأيك يا "سوسو"
كانت "سامية"بهذا الوقت شاردة لا تستطيع أن تقول شيء، شعرت أن أحدهم سيتذكر الماضي،استغربتها"ملاك" فقالت بعلو:
_دادة أنا بتكلم معاكي!
انتبهت لها "سامية" حيثُ أخرجت من فمها:
_ها إيه يا حبيبتي؟
رفعت "ملاك" حاجبها باندهاش ثم أردفت بضيق:
_لا دا إنتي شكلك مش معانا خالص مالك أومال ي دادة
ابتسمت "سامية" وتحدثت بتلعثم:
_أنا معاكوا أهو يا حبيبتي
بهذه اللحظة خرجت "صباح" من المطبخ، ونظرت إلى "ملاك" بأعين دامعة، تـ.ـو.ترت "سامية" من مشاعرها التي ستكشف السر، تعالت الزغاريط المصرية من فم "صباح"  تحدثت بترحيب:
_يا ألف أهلاً وسهلاً يا ألف نهار مبروك البيت كله نور بدخولك يا عروستنا ربنا يخليكي وتملي البيت عيال كتير يارب
خجلت "ملاك"  من حديثها مما جعل "جبل"  يتحمس حيثُ أن خجلها يجعلها تزداد جمالاً على جمالها، تحدث بنبرة ذات معنى:
_يا "ملاك"  تعالي أوريكي الأوض وأضتنا
ابتلعت ما في حلقها بتـ.ـو.تر،  كانت سترفض ولكنه أمسك يدها مانعها من الرفض،  قبل أن يسير قال للمربية "سامية":
_طيب روحي مع" صباح" شوفيها عملت كل حاجة "ملاك"  بتحبها ولا لاء
أومأت "سامية"  برأسها وتركتهم ودخلت مع "صباح"  للمطبخ
صعد "جبل" بصحبتها حتى وصل إلى غرفته،  همس في أذنها:
_برجلك اليمين ي عروستي هي صحيح مش زي أوضتك بس حاولت أخليها زيها
استغربت مما يقول ولكنها شعرت بالفرحة،  دلفت الغرفة فوجدت ما لم تتوقعه،  الغرفة كبيرة بها ركن خاص للجلوس،  وبداخلها غرفة للملابس، في آخره الكثير من العرائس البلاستكية وفيها غرفة بها مكتبان واحد لها والآخر له،  شعرت بكبر الجناح،  كأنه شقة خاصة،  تحدثت بانبهار:
_إيه الجمال دا حلوة جداً لحقت تجيب كل العرايس والمكتب كمان
أومأ برأسه ثم قال بنبرة جادة:
_طبعاً اتصلت بيهم وحضروا كل حاجة أصل أنا بكون في المكتب تحت بس بليل بكون حابب اشتغل هنا وأكيد إنتي هيكون عندك شغل
هتفت بسعادة:
_اه ربنا يخليك ليا
للتو نظر لها وتذكر شيءٍ مما جعله يقول بغـــضــــب طفيف:
_لبسك ضيق أوي على فكرة
انكمش حاجبيها وهي تنظر لملابسها فوجدتها عادية،  مما دفعها أن تقول:
_ليه يا "جبل"  عادية
_تتغير أنا جبتلك لبس كتير في الدولاب
جحظت بمقلتيها من هول الصدmة،  تحدثت باستغراب:
_إنت جبت هدوم أنا عندي كتير وبعدين إنت عرفت مقاسي ازاي
.........................................................................
في فيلا ال "عزمي"
حين سمع "مالك"  ما قالته "مرام"  صرخ من الفرحة:
_بجد والله يعني خلاص مسماحني والله
أومأت برأسها وقالت بحب:
_ايوا كفاية بعد على حاجة عادية
ضحك "مالك" بشـ.ـدة ثم قال:
_أنا كنت هقطع لساني عشان ما قولش حاجة تخليكي مضايقة مني
جاءت "دنيا" من خلفهم ثم أردفت بـ:
_عشان بس قولتلها خلينا أخوات خايف أخوكي يزعل مني عشان بحبك وهو مش  عارف عملت لنا صداع أومال لو قولت حاجة تاني هتعمل فيك إيه
رفعت "مرام" سبابتها وقالت بتحذير:
_بلاش تتريقي طيب وبعدين أنا مش زعلان على كدا وبس حضرتك إنت بتشك فيا وبتقولي مش هتجبيه من برا قصدك إيه بكلامك ها
أمسك "مالك" يدها ثم قال بحب:
_ساعة غـــضــــب وبعدين أنا عارفة أنا ربيتك إزاي فهمتي يا حبيبتي متزعليش لو جيت عليكي بس والله بعمل كدا عشان مصلحتك وإنتي عارفة كدا
عادت تضع رأسها على صدره وقالت بصوت هامس:
_عارفة يا حبيبي
قبل رأسها ثم قال بحنو:
_الحارس جبلك هديتك أهو روحي شوفيها
وضعت "دنيا"  يدها في منتصف خصرها،  وقالت بضيق مصطنع:
_وهديتي يا سي "رميو"  فين ولا إنت عامل حساب حبيبتك بس
ببرود تام رد عليها بـ:
_بت إنتي أما تتجوزي جوزك يجبلك بقى
صمت قليلاً ثم حملق بـ "مرام"  ليخبرها بـ:
_كدا أخوكي هيتجوز فأي رأيك نعملها معاه
ابتسمت بخجل ثم صمتت ليرد على نفسه:
_على بركة الله تعالي بقى نشوف الهدايا
قامت من مكانها واتجهت نحو الصنوق الكبير،  طلبت من الحارس ميقص وما هي إلا ثوانٍ معدودة وجلبه لها،  فتحت الصندوق بعد أن جعلت جميع البلونات المتزينة به تطير كطائرة في السماء،  وجدت أحدث الحقائب الغالية صرخت بقوة:
_الله مش مصدقة والله جميلة جداً
كانت "دنيا" تشعر بالفرحة من أجلهم،  تنهدت بشـ.ـدة وجاءت حتى تغادر فأمسكها "مالك"  من يدها وقال بقلق:
_مالك يا حبيبتي إنتي زعلانة عشان مجبتش بوكس ليكي بكرا يكون عندك أحلى بوكس في الدنيا
هزت رأسها بلا حيثُ أجابته بـ:
_لا والله أنا فرحانة جداً برجعكم لبعض بس عندي مكالمة تلفون مهمة
تيقنت "مرام"  أنها تريد أن تتحدث مع "أحمد"  لذلك قالت بتلعثم طفيف:
_ااا حبيبي سبها هي مش زعلانة أنا عارفة
استغرب "مالك"  من ردت فعلها حيثُ أنها لا تفتح شيء إلا  و"دنيا" تشاركها بفتحه،  ايعقل هذا،  رد عليها باندهاش:
_طب تستنى أما تشوفي باقي الحاجة
_يا حبيبي هي بس هي هتروح الحمام مش أكتر
أومأ برأسه بصدmة،  هز رأسه وقال بغـــضــــب:
_هو فيه إيه وبعدين هي لو عاوزة تروح الزفت مش بتقول ليه وبعدين إنتي عرفتي منين إنها عاوزة تروح إيه هو إنتي اللي بتحسي بشعور اللي عاوزين يعملوا حمام بدلها وهي لسه قايلة مكالمة تلفون ها
ابتلعت ما في حلقها بهلع،  بينما "دنيا"  فقالت بخــــوف:
_مافيش مافيش أنا بس غمزتلها من وراك عشان بس متاخدش بالك وبصراحة كنت عاوزه أعملك جو رمانسي وهي كمان عاوزة تشاركك إنت مش أنا
شعر بالفرحة لهذا فقال بنبرة جادة:
_طب يالا هوينا بقى خلاينا مع بعض...!
............................................…………..................
_بابي بابي
كان هذا صوت ابـ.ـنته الباكية التي أسرعت لأحضانه حين جاءت،  ابتسم "حمدي"  بحب ثم قال بتساؤل:
_"مايا" إنتي جيتي امتى يا حبيبتي؟
_مش قادرة يا بابي أقعد برا من غير ما انتقم لازم يا بابي يشوف أيام سوداء
هذا ما قالته تلك التي تدعى "مايا"  والمدلله لوالدها
جاءت بتلك اللحظة الخادmة وقالت بتساؤل:
_"مايا" هانم تشربي إيه؟
ردت عليها بحنق:
_أعمليلي كاس وروحي حضريلي الآكل بسرعة يالا
أومأت الخادmة برأسها،  ليقول والدها بهدوء:
_يا "مايا" بلاش يا حبيبتي أي شرب وركزي إنك تدmري "جبل"  وعلى فكرة شكله بيحب الصحفية اللي اسمها "ملاك" 
ابتسمت "مايا"  بهدوء ما قبل العاصفة،  أغمضت عينها وعادت تفتحها،  وبدون أذن تركته ورحلت، صعدت سيارتها وانطلقت بها إلى فيلا "جبل المنشاوي"
......................................................................
وصلت إلى منزل "لميس"  التي كانت مخصصة لها غرفة في بيتها،  استقبلتها والدتها بالكثير من الترحيبات التي جعلتها تبتسم بحب حيثُ أن مازال الخير متواجد،  الحب الذي كان يجب أن تتذوقه من عائلتها تذوقته من أغرب الناس لها،  انتبهت لهم حين أشارت "لميس"  نحو الغرفة الخاصة بها وقالت:
_اتفضلي يا طنط دي هتكون أوضتك
دخلت "فوقية"  بخطوات خائفة،  شعرت بها "لميس"  فقالت بهدوء لكي تجعل الطمأنينة تدخل قلبها:
_حبيبتي متخافيش أبداً طول ما أنا جنبك كدا عمرنا ما هنعملك حاجة وحشة أبداً
أومأت "فوقية"  برأسها بعد أن أعطتها بسمة صغيرة،  تحدثت بيقينٍ:
_والله عارفة بس خايفة لكون ضيف تقيل عليكم
لم ترد عليها "لميس"  بل والدتها هي من ردت حيثُ قالت لها:
_أنا و "لميس"  بس اللي في البيت قليل أوي أما حد يزونا يعني إنتي بس هتنوري دا إنتي كمان هتكبرينا يا حبيبتي
شعرت بالراحة نوعٍ ما، بهذه اللحظه سمعت صوت "مصطفى"  يقول بضيق مصطنع:
_طب أنا كدا كل الحب اللي في قلبهم خديه يا طنط طب ينفع كدا
قهقه الجميع على ما قاله،  بينما "فوقية"  ابتسمت في وجهه حيثُ أنها كلما تذكرت حديثه على "جبل"  كلما شعرت بالضيق الشـ.ـديد، لا تحب أن يقول أحد عليه شيءٍ يجـ.ـر.حها، ستظل تدعو أن يحبه الجميع،  ستظل تدعو أن يصبح ناجح في حياته...
جلست على المضطجع بعد أن خرج الجميع من غرفتها، جلست ترتاح قليلاً ولكنها بدأت تفكر بخــــوف:
_هل الولاد أما يعرفوا إن "جلال"  في القسم هيعملوا إيه وأما يعرفوا الحقيقة هيقفوا جنبي ولا جنبه أنا حاسة إنهم هيصدقوا هو ويسبوني أنا ولو فعلاً حصل كدا ممكن اتجنن
حاولت ألا تعطي لشيطانها الوقت حتى يأكل في رأسها،  ولكن شعور الخــــوف الذي انتابها لا يذهب من قلبها قط،  حاولت أن تنام قليلاً ولكن بدون جدوى....
........................................................................
حاولت بكل جهدها أن تتحدث معه ولكنه لم يرد عليها،  يعقـ.ـا.بها على فعلة اعتادت عليها،  تأفف بشـ.ـدة،  بتلك اللحظة دخلت "عبير"  غرفتها وبصراخ قالت:
_"جبل" هيخطب وإنتي قاعدة هنا
استدارت لها بضيق وقالت بنفاذ صبر:
_نعم ما يتجوز أعمله إيه يا مامي أنا لا بحبه ولا هو كمان يعني ريحي نفسك وبعدين ربنا يتولها برحمته
بهذه اللحظه دخل "مالك"  بصحبة "مرام"،  حدق بها بضيق وقال بحنق:
_هي ملهاش أهل أو مثلاً يا مرات عمي من اللي بيترموا على النواصي وبيقعوا في طريق" جبل"
نظرت له بتـ.ـو.تر ثم قالت بتلعثم:
_اا ومين قالك إن البـ.ـنت اللي هيتجوزها "جبل"  من الشارع...!!!
ابتسم ببرود وقال:
_أيوا من عارف الصحفية المشهور "ملاك"  واللي واثق إن إنتي كرهتيها عشان "جبل"  هيتجوزها
اقتربت "مرام"  من صديقتها ومن ثم هتفت بـ:
_يا طنط دا نصيب وبعدين أخويا بيحب "ملاك"  و هي كمان بتحبه لكن لو "جبل"  أخد واحدة مش بيحبها صدقيني ساعتها هيبهدلها حتى لو كانت أقرب الناس له
ابتسم "عبير"  بتصنع ثم قالت بهدوء:
_طب يا "مالك"  أنا ماقولتش حاجة أنا بس عاوزة أطمن على بناتي المهم أبعت السواق يروح يجيب "ريناد"  من اللي اسكول بتاعتها
ردت عليها بضيق:
_بعته
خرجت من الغرفة بعدها،  لتغير "دنيا"  الموضوع وتقول:
_خلصتي فتح الهدايا
أومأت "مرام" برأسها ثم همست في أذنها بدون أن يأخذ "مالك"  باله:
_مالك
ردت عليها بنفس صوتها الهامس:
_متنكد عليا عاوزة أروح شركة "جبل"  أشوفه هو راح وكان "جبل"  سايب أسمه مع السكرتيرة وأشتغل في السكرترية الخاصة بـ "جبل" 
كانت "مرام"  ستتحدث ولكن نظرات "مالك"  الصارمة جعلتها تصمت،  ابتلعت ريقها حيثُ أنها شعرت بأنه سمعهم،  تحدث "مالك"  بغـــضــــب:
_هتفضلوا كتير كدا ها بتتكلموا في إيه
ابتسمت "مرام"  وقالت بخفوض:
_أبداً أبداً يا حبيبي أنا بقولها يالا ننزل
_الله عليكي أما بتكدبي يا حبيبتي
.........................................................................
في منزل "جبل" 
مازالت تحدق به باستغراب،  رد عليها أجابة جعلتها مقتنعة بمدى حبه لها:
_اللي بيحب حد بيدقق في كل تفصيله ودي حاجة مكنتش ومقاسك حاجة   عارفها الموضوع سهل جداً
ابتسمت "ملاك"  بخجل شـ.ـديد، اقترب منها ثم انحنى نحو خدها الأيمن وقبلها،  ابتلعت ما في حلقها بتـ.ـو.تر شـ.ـديد وقالت بهدوء:
_يالا ننزل بقى
غمز لها وقال بحب مصطنع:
_غيري!
همست في أذنه:
_لا مش هينفع وبعدين أنا حابة لبسي كدا
كان سيغـــضــــب ولكن رنين هاتفها أوقفته عن الحديث،  ردت على الهاتف وسمعت حديث المتصل ومن ثم ردت بـ:
_حاضر يا فنـ.ـد.م متقلقش خلاص تمام ماشي
انكمش حاجبيه باستغراب،  اليوم أجازة من عملها،فلما يهاتفها مديرها،  قفلت الهاتف بتـ.ـو.تر،  فسألها "جبل"  بانفعال:
_المدير بيتصل عليكي ليه وإنتي في أجازة أوعي تكوني معتذرتيش عن الحارة الشعبية
تلعثمت في أجابتها:
_اا لا اتصلت عشان اعتذر بس
رفع حاجبه باستغراب وقال:
_بس إيه...؟
كانت سترد ولكن صوت أحدهم الصارخ جعلها تقول بهلع:
_في إيه يا "جبل"  ؟
لم يرد عليها حيثُ أنه يميز الصوت،  نعم هي،  لن يرحمها،  كيف تجرأت أن تعود لمملكته، أسرع للطابق السفلي وهي معه،  فوجد كل من المربيات يحدثوها بهدوء وهي تتجاوز  حد الأدب لدرجه أنها ضـ.ـر.بت "صباح"  على وجهها،  تلك الفعلة جعلته يشعر بالنرفزة،  تحدث بجموح:
_إنتي عارفة إنتي ضـ.ـر.بتي مين أعتذري
قهقهت "مايا"  بشـ.ـدة ثم نظرت لـ "ملاك"  بقرف وقالت بضيق بعد أن أشارت لها:
_هي دي بقى الشريفة اللي فضلتها عليا
ابتسم "جبل"  بشـ.ـدة ثم قال:
_دي بقى عن كل البنات يا "مايا"  مكنتش سهلة ومش شمال وبعدين مين جابك تاني ها أشمعنا أنا اللي حطاني في دmاغك...؟
.........................................................................
يتبع
كانت "ملاك"  مصدومة من طريقة "مايا"  وأسلوبها في الحديث،  حدقت بـ "جبل"  بغـــضــــب ثم سألته بـهدوء:
_أنا عارفة إن في بنات كتير في حياتك بس إنت قولت كلهم خرجوا من حياتي؟  أومال دي بتعمل إي ف حياتك
حدق بها بغـــضــــب شـ.ـديد ثم وبصراخ حاد قال:
_"سامية" "صباح"  تعالوا خدوا "ملاك" فوق
بالفعل اقتربت "سامية"  من "ملاك"  حتى تصعد ولكن "ملاك"  بعدت تماماً عنهم وقالت بانفعال:
_مش طالعة أما نشوف الأستاذ هيقول إيه؟
لم يستطيع أن يجعلها تهينه أمام تلك "مايا"  مما جعله يمسكها من يدها ويقول بصرامة هامسة:
_أما أقول إطلعي فوق يبقى تطلعي
أومأت برأسها بانفعال وردت بـ:
_ماشي يا "جبل" هطلع عن إذنك
فعلت قام قال، نفذت ما أمرت به، ولكن وقفت بجانب الغرفة حتى تسمع ما سيقوله، فوجدته يمسكها من معصمها ويلقي بها خارج منزله بعد أن قال بصراخ حاد:
_اقسم بالله العلي العظيم لو قربتي من بيتي أو من عيلتي أو جبتي سيرة مراتي على لسانك مش هيحصل كويس
ابتسمت "مايا" بسـ ـخـــريــة ثم قالت باستفزاز:
_مش هتكون مراتك وكل مرة هطلع لكم زي ابليس اللي عمره ما هيسبكم في حالكم
لم يستطيع أن يتحملها أكثر من ذلك مما جعله يصفعها بشـ.ـدة، رد على ما قالته بانفعال:
_"ملاك" وجوازي منها خط أحمر أنا عمري ما مديت إيدي على بت بس إنتي أجبرتيني أعمل كدا أنا ممكن في  الثانية دي أخليكي مش موجودة على الأرض أوديكي رحلة أبدية وتكوني تحت الأرض،  أعيشك في مقبرة كلها حـ.ـيو.انات إنتي فاهمة
تعلم بأن ما يقوله إذا أراد أن ينفذه سيفعله بدون شفقة،  رفعت سبابتها وبتحذير قالت:
_بس خلي بالك مني أنا همشي دلوقتي بس هرجع تاني
رحلت من المكان،  بعد أن تأكد "جبل"  بأنها غادرت،  صرخ باسم الحراس الخاص به وقال بغـــضــــب:
_لو البت دي قربت مني أو من "ملاك"  أو اتسمح لها بالدخول هتكون مرفوض
بتلك اللحظة سمع صوت "ملاك"  التي كانت تحاول أن تتماسك وأن تمنع دmـ.ـو.عها من الإنهمار،  نظرت له وبكل كـبـــــريـاء قالت:
_ماضيك مليش إني ادخل فيه بس لو الماضي هيعكر المستقبل يبقى بلها الإرتباط آااه دفعت عني بس في نفس اللحظة زعقــ,تــلي قدامها أنا مش مستعدة أتجوزك وتيجي كل يوم واحدة شكل تقول بتحبها على إيه وفيها إيه زايدة وأكون متقارنة مع حد شمال
كان يستمع لها ويشعر بأنه لن يملك أعصابه،  كانت "سامية"  تراقب تصرفه من بعيد،  لوت ثغرها بسـ ـخـــريــة ثم ربطت على كتف "صباح"  التي كانت بجانبها وقالت بغـــضــــب مكتوم:
_من شبه أبهُ فما ظلم يا ختي أنا شايفة طريقة "جلال"  في الغـــضــــب،  جاءت "صباح"  حتى تجيبها ولكن غـــضــــب "جبل"  كان كبيرة لدرجة أن لسانها قطع في تلك اللحظة،  استمعوا له، حيثُ كان يقول:
_بس بقى يا "ملاك"  وكفاية إنك مش قادرة أصلاً تشوفي دفاعي عنك
لم ترد عليه قط بل بحثت عن حقيبتها وأخذتها جاءت حتى ترحل فأمسكها من معصمها وقال بجموح:
_لا مش هسيبك تروحي ومش هاسيبك تزعلي مني
نظرت لمربيتها ثم قالت بهدوء:
_يالا يا دادة..!
بهذه اللحظه دلفت "مرام" ومعها "مالك"  وبفرح شـ.ـديدة دلفت بأحضان أخيها مما جعل "ملاك"  تغير أكثر وتقول:
_ومين دي كمان؟
لم يرد عليها قط،  بينما نظر لشقيقته بحب وقال:
_إيه اللي مخليه بنوتي فرحانة
نظر "مالك"  له بغــــرور ثم قال بثقة:
_أنا طبعا وهي كدا عشان وافقت على الجواز منها
أمسكه من ياقة قميصه وقال بمزح:
_أنا مش موافق يلا أختي إنت اللي جريت وراها مش هي
قهقهت "مرام"  بشـ.ـدة بعد أن قالت:
_أيوا ي بابا وأنا ممكن أرفض عادي
انتبهت "مرام"  لوجود "ملاك"  حدقت بها باستغراب ثم أشارت لها وقالت بهدوء:
_هو أنا شوفتك قبل كدا
أجابتها "ملاك"  بعدm تذكر:
_مش عارفة بس حاسة نفس الإحساس
ابتسمت "مرام"  بسعادة وقالت بترحيب:
_على العموم نورتي بيتك ي عروستنا الحلوة وأه متخافيش أنا مش هعمل عليكي حمايا ولا هكون عمة العيال العقربة هكون زي عمتو يارب يجمعنا بيها كانت حنينة
فتحت "ملاك" ذراعيها ثم قالت بحب:
_تعالى ي قلبي في حـ.ـضـ.ـني
وكأنها تناست كل ما حدث بتلك اللحظة، تحدثت "مرام" بحب:
_طب يالا يا جماعة عشان نأكل "دنيا" كمان جاية و...
قاطعها "مالك" حين قال بتسرع:
_يا أمي إحنا جاين نحدد معاد للجواز مش نأكل ها يا "جبل" هتتجوز إنت و"ملاك" امتى
ابتلعت "ملاك" ما في حلقها بتـ.ـو.تر، بينما "جبل" فقال بثقة:
_آخر الشهر
ردت "ملاك" عليه بحنق:
_لا أصلنا ممكن نعيد النظر في الجوازة
ابتسم "جبل" ثم رد عليها بنبرة ساخرة:
_عيدي وزيدي برحتك بس آخر الشهر
اقتربت "سامية" منهم وقالت بهدوء:
_براحة يا ولاد مش كدا
بينما "صباح" فقالت بأمر للجميع:
_السفرة جهزت وكمان "دنيا" وصلت ومعاها "ريناد" كمان نآكل يا جماعة ونشوف حل
أسرعت "دنيا" حتى تسلم على "ملاك" حيث ومن يوم عزاء جدها وكلامها أثر بها للدرجة التي جعلتها تحب وجودها، تحدثت بحب:
_فرحانة إنك هتكوني مننا ومبسوطة جداً كمان بدا
_وأنا كمان فرحانة
جلست على الطاولة من أجل الجميع، ظل يختلس لها النظرات من حين لآخر، انهى الجميع الطعام، مما جعلها تقوم وتقول بنبرة هادئة:
_همشي دلوقتي وإن شاء نكمل كلام وقت تاني عشان ورايا شغل
وكأنها كانت تبلغه قرارها عن طريق الجميع، حملقت في المربية ثم قالت بأمر:
_يالا..!
حاولت "مرام" أن تجعلها تقعد أكثر حيثُ قالت:
_خليكي شوية لسه أنا وإنتي و "دنيا" ما قعدناش مع بعض
ابتسمت لها ثم قالت بحب:
_لا يا قلبي ورايا كام حاجة أعملها ومعلش تتعوض المرة الجاية
قالت "ريناد" بتلك اللحظة:
_أنا حبيتك أوي
_وأنا كمان ي قلبي
كانت الساعة في تمام الخامسة بهذه اللحظه، قام "جبل" من مكانه وقال لها بهدوء يسبق كل ما يحمله من جمرات بداخله:
_يالا يا "ملاك" هانم اتفضلي هوصلك لبرا
_لا بلاش تتعب نفسك خليك مع عيلتك
كان هذا ردها ولكنه لم يفعل كما قالت وقام وسار برفقتها حتى وصلها لسيارتها، اطمئن بأنها حركت المكبح وانطلقت بها..ليؤمر بعدها حارسه بـ:
_وراهم وخليك حاميها...!
.......................................................................
في قسم السادس من أكتوبر..
ظل "جلال" يلعن فيما فعله "محمد"، تحدث بصراخ:
_زمنها عند العيال قول لي أعمل إيه دلوقتي أنا هقطع عمرك هخليك تمـ.ـو.ت لو طلعت من هنا
بتلك اللحظةجاء العقيد"محمد الزيني" والذي سمعه يهدده مما جعله يقول بغـــضــــب:
_احترم نفسك يا متهم يعني غلطان وبتهدده على العموم إنت وهو مش هتخرجوا دلوقتي ولو بمـ.ـيـ.ـت بمحامي دي قضية رأي عام قضية مجتمع ودفاع ليه عملت في مراتك كدا
لم يرد عليه قط محاولة منه أن يصمت حتى لا يتهور ويضـ.ـر.به،  اقتربت منه "العقيد" وقال بصراخ:
_ما ترد يا متهم إيه اللي خلاك تعمل كدا طب المعفن اللي جنبك باع ضميره بالفلوس إنت بقى بعت العشرة والمودة والحب وأم عيالك ليه لا وكمان رحت خليت عيالها يكروها بأي عين بتنام لا بتقول بحبها
غـــضــــبب وثار ثم قال بعد أن ضغط على نواجذه:
_مش هتكلم غير في وجود المحامي بتاعي
ابتسم "محمد الزيني بسـ ـخـــريــة ثم قال للعسكري:
_حبس لمدة أربع أيام على ذمة التحقيقات وكمان خليهم يشوفوا محامي عشان يخسر القضية دي إن شاء الله
.......................................................................
وصلت" ملاك" أمام منزلها،  نظرت لـ "سامية"  وعادت تسألها بكل ضيق:
_مش ناوية تعترفيلي إيه اللي موجود في قلبك لـ "جبل"
تـ.ـو.ترت وتلعثمت وهي ترد عليها:
_عشان سمعت يعني من كام حد عن الحوار بتاع البنات دا
تنهدت "ملاك"  بشـ.ـدة محاولة أن تصدقها،  أومأت لها برأسها ثم قالت لها بأمر:
_انزلي...!
استغربتها المربية مما جعلها أن تقول باستفسار:
_وإنتي راحة فين؟
بهدوء تام أجابتها:
_ورايا شغل في المنطقة الشعبية ولازم أروح
فتحت "سامية"  فاهها بصدmة شـ.ـديدة مما قالته،  تحدثت برفض نهائي:
_لا طبعا مافيش مرواح هناك وبعدين "جبل"
قاطعتها "ملاك"  بـ:
_قال لا صح؟
أومأت "سامية"  برأسها مما جعل "ملاك"  تقول بانفعال طفيف:
_من النهاردة شغلي خط أحمر وهيكون أهم حاجة في حياتي يالا عن إذنك
نزلت "سامية"  من السيارة جاءت حتى تقول لها شيءٍ ولكنها لم تعطي لها الفرصة حيثُ أنها انطلقت إلى المنطقة الشعبية فوراً....
رن هاتفها وكان المتصل "لميس"  ردت على الهاتف قائلة بعتذار:
_عارفة اني مقصرة في الموضوع اللي قولتي عليه وصلتي لفين
سردت لها "لميس"  ما حدث لتقول لها بهدوء:
_أنا هروح الشغل وأجيلك على طول تمام
_تمام
قالتها "لميس"  ثم قفلت معها الهاتف،  اقتربت من المنطقة الشعبية في مكان لا يتجمع به إلا المدmينين للمخدارات،  انتابها الاحساس بالخــــوف ولكن حاولت أن تقوى،  دلفت للمكان وجلست أمام مجموعة من الشباب وقالت بهلع طفيف:
_ممكن أسالكم شوية أسئلة أنا الصحفية "ملاك ناصر" 
لم تكمل كلامها حيثُ وجدت صراخ شاب يقول:
_اجمعوا يارجـ.ـا.لة الصحفية دي جاية عندنا وممكن تكون تبع الحكومة خدوا منها الكاميرات واضـ.ـر.بها
ابتلعت ما في حلقها بتـ.ـو.تر شـ.ـديد،  شعرت بأنها ستمـ.ـو.ت في هذه اللحظة،  ما الواجب عليها فعله،  ظلت تتلفت يمينً ويسارا لعلها تجد من ينقذها من هذه الواقعة،  حاولت الهروب ولكن لا يوجد أي جدوى لمحاولتها الكثيرة،   أغمضت عينها مستسلمة لمصيرها ولكن بتلك اللحظة جاء حارس "جبل"  ووقف أمامها ثم قال حتى يتخلص من كم المواجدين:
_يا سطا منك ليه دي بتهزر وجاية تسأل على الصنف الجديد مش أكتر
وكأن حديثه كان الصدق فالجميع صمتوا،  اقترب منها ثم همس في أذنها:
_يالا يا هانم
فتحت مقلتيها وتنفست براحة ثم قالت بكل شكر:
_شكراً بجد أنا مش عارفة أشكرك ازاي
مد يده للأمام حتى يجعلها تذهب معه حيثُ كان يشير نحو السيارة قائلاً له باحترام:
_يالا يا فنـ.ـد.م معايا
كانت ستسير خلفه ولكن وقبل أن تتقدm للأمام،  قال صاحب المقهى  بصوتٍ أخشن:
_يا شباب هتشتروا الصنف ولا إيه؟
ارتعدت من صوته،  ولكنها وبعد برهة من الزمن شعرت بالراحة حين جاء "جبل"  ومعه جميع حراسه، نظر لها نظرة أخفتها أكثر مما كان سيحدث لها مع المجرمين،  نظر للرجل ثم قال بكل برود:
_مش هنشتري حاجة يا عمنا خلاص مش عاوزين
ثم وبعد أن انهى حديثه قال لحارثه:
_خد الهانم على العربية
تلعثمت وهي تجيبه وتقول بتـ.ـو.تر:
_هركب في عربيتي
حدق بها بكل غـــضــــب،  رد عليها بعد أن جذ على نواجذه:
_أظنك سمعتيني؟
تقدmت مع الحارس ولكنها كانت تضع في مخيلتها بانها ستغادر بسيارتها ولكن حين وصلت لمكان السيارة فلم تجدها،  نظرت للطريق بذعر ثم قالت للحراس بصراخ:
_عربيتي اتسرقت  هعمل إيه دلوقتي عرفني
لم يرد على سؤالها ولكنه قال بصرامة:
_اتفضلي يا هانم في العربية وأما يجي "جبل"  باشا هنشوف  هيحصل إيه
.............................….............................….........
في منزل "أحمد" 
جلس على الأريكة،  كان يشعر بالغـــضــــب الشـ.ـديد منذ صباح هذا اليوم منذ أن كلمها وهو يشعر بذلك،  كيف لابن عمها أن يدخل غرفتها وهي نائمة،  يغير عليها من الجميع،  فتح هاتفه فوجد الكثير من الرسائل التي أرسلتها له والتي كانت جميعها عبـ.ـارة عن اعتذارات،  القى بالهاتف بجانبه،  بتلك اللحظة جاءت "رحمة"  شقيقته ثم قالت بهدوء:
_مالك يا حبيبي
ابتسم بهدوء ثم قال بحب:
_مافيش يا حبيبتي أعمليلي كوباية شاي من إيدك الحلوة دي
بتلك اللحظة سمع رنين جرس المنزل، أشار لها حتى تفتح الباب قائلاً لها بأمر:
_شوفي مين يا "رحمة"
أومأت "رحمة"  برأسها وانطلقت نحو الباب،  فتحته فوجدت فتاة تشبه الأميرات، ملابسها باهظة الزمن،  كانت تلتف يمينً ويسارا، تسألت "رحمة" مع نفسها،  هل تلك التي تقف  أمامها جاءت لهم،  لا تظن بأنها تعرف أحد في منطقنها الشعبية التي تجمع الكادحين للقمة العيش،  الشارع ممتلىء ببائعين الخضروات والمقهى ومحل الجزارة،  بالتاكيد هي لا تعرف شيء عنهم،  من الممكن أن تكون متدربة في الصحافة وجاءت حتى ترى حياة البسطاء،  كل هذا كان تفكيرها، انتبهت وفاقت من شرودها حين سمعت صوت الفتاة وهي تقول بنبرة رقيقة:
_ممكن أقابل أستاذ "أحمد"  أنا زميلته في الشغل
ابتسمت لها ثم قالت بترحيب:
_اتفضلي يا آنسة مش آنسة برضه شكلك بيقول كدا نورتي أهلاً وسهلاً يا ألف مرحب بيكي
حدقت بها وابتسمت،  عشقت هذا الحب الذي يتكون في قلوبهم للضيف، بهذه اللحظه سمع "أحمد"  ترحيبات شقيقته فقام من مكانه حتى يرى من جاء،  فوجدها هي من يدق لها فؤاده،  اقترب منها ثم قال بخفوض:
_"دنيا"...!
...................................................................…...
في منزل "لميس" 
كانت جالسة مع "فوقية"  والتي قالت لها بتمني:
_هو عندك صور لي "ملاك"
أومأت "لميس" برأسها بحب ثم قالت:
_اه وعندي كمان لـ "جبل"  أصل نسيت أقولك "ملاك"  هتتجوز "جبل"
قامت من مكانها ولا تعلم ما انتابها،  اتفرح ام تحـ.ـز.ن،  كان حلمها والآن سيتحقق،  لكن "جلال" سيكون خطر لها هو وكل من ينحاز له،  سألتها "لميس"  باستغراب عن سبب صمتها:
_مالك يا طنط إيه؟
تنهدت بقوة،  عادت لتجلس،  بتلك اللحظة وضعت الخادmة أكواب من الشاي،  جذبت "فوقية" الكوب الخاص بها ثم ارتشفت القليل منه قبل أن تجيبها بـ:
_فرحانة وعاوزة أشوفهم يا بـ.ـنتي
فتحت "لميس"  هاتفها على الالبوم الخاص بالصور التي تجمعها مع "ملاك" والتي تكون بها بمفردها، ثم أعطتها الهاتف، حدقت بها نعم تشبه تماماً،  دmعت عيناها من هول الصدmة،  تلك الفتاة أخذت من أبويها الكثير والكثير،  تحدثت بصوت أشبه للهمس:
_الخالق الناطق "ناصر"  ومـ.ـر.اته أخدت من العيلة كتير شعرها جميل يارب يا بني تسعدها وتعيش معاها بسعادة
بلهفة شـ.ـديدة وبدmعة يتيمة قالت:
_خدي وريني بقى صورة "جبل" 
أمسكت "لميس"  هاتفها مرة أخرى ومن ثم أخبرتها عن:
_بصي بقى أنا مش معايا صور له بس هدخلك على جوجل وهعمل سرش عن الرجل المشهور "جبل"  وكمان عن آخر مقال كتبته له"ملاك" واللي بيتكلم عن قصة حياته كلها
......................................................................
يتبع.
ظلت "ملاك" مصدومة، سيارتها لم تعد متواجدة، تلك السيارة أول شيء قامت بشراءه من مرتبها، عاد الحارس يقول بأمر:
_ادخلي ي فنـ.ـد.م العربية
صرخت في وجهه من التـ.ـو.تر الشـ.ـديد:
_العربية بقولك مش موجودة إنت بتفهم ولا بتصتنع الغباء
بتلك اللحظة جاء "جبل" ووجهه لا يدل على الخير أبداً، رفع حاجبيه بغـــضــــب ثم سأل الحارس عن:
_الهانم ما ركبتش العربية ليه؟
لأجت له وبدmـ.ـو.ع كثيرة قالت:
_"جبل" عربيتي مش موجودة وأنا قفلتها كويس والمفتاح كان معايا
ببرود تام أجابها:
_كان تمرد منك استحملي العواقب
ثم وبعد أن قال هذا، أشار لها بمقلتيه حتى تركب السيارة ولكنها عادت وتمردت مرة أخرى، لم يستطيع أن يستحمل أكثر من ذلك فصرخ بها بقوة:
_اركبي ومش عاوز ولا كلمة اتحملي نتيجة تنفيذ كلامك!
بكت بشـ.ـدة لا تستطيع أن تتحرك وجزء من تحقيق أحلامها ليس معها، تأفف بشـ.ـدة ثم وبصرامة قال:
_طب اتفضلي اقعدي في الزفت العربية عقبال ما شوف زفت حل هنا
أومأت برأسها واستمعت لحديثه، بتلك اللحظة أمر "جبل"  حارسه بـ:
_روح يا عم بلغ النيابة وهما يشوفوا العربية
سمعه صاحب المقهى مما جعله يصـ.ـر.خ بقوة:
_حكومة ايه يا سي الاستاذ جاي إنتي والبت اللي عاملة ضاكتورة وعاوزين تاخدوا منا معلومـ.ـا.ت وسي الاستاذ اللي هناك قال عاوزين صنف وفي الآخر مشترتوش ودلوقتي حضرتك عاوز إيه
كور "جبل"  يده بانفعال،  اقترب منه ثم صرخ به بعنف:
_عربية خطبتي اتسرقت في أقل من ربع ساعة وقدام عينكم
قهقه الرجل بشـ.ـدة ثم  تحدث باستفزاز:
_محدش هنا بيشوف حاجة ابدا كل واحد منا هنا في ميزة حلوة أوي يا سي الأستاذ لا اسمع لا اتكلم لا أرى يعني يا سي الاستاذ مافيش أي عربيات
اقترب "جبل" منه وتكلم من بين أنيابه:
_أنا بقى ممكن أخليك تسمع وتتكلم وتشوف كمان ومحدش في منطقتك دي هيعملي حاجة
عاد الآخر ليضحك بهستورية، رد عليه بعد أن دفعه بيده:
_لا راجـ.ـل يالا وبعدين عربية إيه اللي هتكون أزمة مع راجـ.ـل باشا زيك قول
لم يستطيع "جبل" أن يمنع نفسه من ضـ.ـر.به حيث لكمه بيده بشـ.ـدة ثم قال بجموح:
_المشكلة مش في العربية هي لو عاوزة مية واحدة بكرا يكونوا عندها بس مش أصول نكون في منطقتك ونتسرق
اقترب منه الجميع كيف له أن يمد يده على شخص بالمنطقة، تعالت الهمهمـ.ـا.ت، صرخ بهم "جبل" بغـــضــــب وقال:
_بس منك له أنا عندي استعداد ابيتكم في القسم انهاردة
رد عليه أحدهم حيثُ قال بسـ ـخـــريــة:
_وأنا عندي استعداد مخلكش تخرج من المنطقة إلا وإنت مـ.ـيـ.ـت والحلوة اللي معاك دي مستعد أخليها مدام من كل رجـ.ـا.لة الحارة الليلة
لا يستطيع لقد طفح الكيل، كيف له أن يتجرأ ويقول هكذا على "ملاك"، لم يستطيع أن يمسك أعصابه حيثُ اقترب منه وصفعه بقوة، فعاد الآخر وضـ.ـر.به مما جعل حُراس"جبل" يقتربوا، بتلك اللحظة شعرت "ملاك" بأن "جبل" من الممكن أن يصيبه مكروه، نزلت من السيارة، فأمسكها الحارس الذي أمره "جبل" بحراستها، نظرت له بشزر  حتى يترك يدها،  تحدث بصرامة:
_سيب ايدي لو سمحت "جبل"  ممكن يحصله حاجة بسببي فلو سمحت ابعد
أومأ برأسه وترك يدها،  انطلقت للأمام حيثُ تلك المعركة التي حدثت بسببها،  نادت على "جبل"  بعلو:
_"جبل" خلاص مش عاوزها مش مشكلة خلاص
بعد أن عاركهم وبعد أن سمح أحدهم بالحديث عليها،  لن يفعل هكذا ولن يتنازل،  بتلك اللحظة جاءت الشرطة والتي طلبتها "ملاك"  حيثُ أنها هاتفت "حسام"  الرائد بقسم الشرطة والذي يكون صديقها من مرحلة الثانوية العامة، ضـ.ـر.ب "حسام"  عدة طلقات نارية بالهواء،  ثم أمر العساكر بأخذ الجميع فيماعدا "جبل" وحراسه، التفت لها فوجدها تبكي،  تحدث بتساؤل:
_مالك يا "ملاك"  إيه اللي مخليكي بتعيطي
سردت له ما حدث، هز "حسام"  رأسه وبوعد قال:
_أن شاء الله العربية هتكون عندك انهاردة تمام ولا تزعلي نفسك
أشار إلى "جبل"  الذي كان ينظر لهم بغـــضــــب،  ردت بهدوء:
_"جبل"المنشاوي خطيبي
ثم أشارت نحو "حسام"  وقالت:
_ودا يا "جبل"  "حسام"  صديق الثانوية العامة
ابتسم "حسام"  ثم قال:
_فرصة سعيدة يا "جبل"  ابقى اعزمني ع الفرحة عشان الندلة مش هتعزمني
ردت عليه بضيق مصطنع:
_كنت هعزمك بس لو تصبر على رزقك ساعتها هات مراتك معاك
هز "حسام"  رأسه ثم قال بثقة:
_عربيتك هتكون عندك باذن الله همشي أنا دلوقتي
كانت سترد ولكن قاطعها "جبل"  بحركته حيث مد يده وصافحه ثم قال:
_فرصة سعيدة جداً يا فنـ.ـد.م وإن شاء الله إحنا واثقين فيك اتفضل
غادر "حسام"  المكان بينما "جبل"  فنظر إلى "ملاك"  بغـــضــــب وقال من بين نواجذه:
_يالا يا هانم
سابقها للسيارة وهي سارت خلفه،  لاتعلم كيف ستتحدث معه وكيف سيعانفها، فتح لهم الحارس السيارة،  صعد بها "جبل" و "ملاك" ثم قال:
_هركب أنا وباقي الحراس في العربية التانية يا باشا عن إذنك
أومأ "جبل"  برأسه ثم أمر السائق بـ:
_وإنت يا "عباس"  اطلع على الفيلا
حاولت "ملاك"  أن تتحدث حيثُ قالت:
_أنا.. مكننش راحة بس اتعصبت وكان لازم مخسرش شغلي طالما أنا مش عارفة كام واحدة حبيبي كان ماشي معاها
تجاهلها تماماً،  ولم يتحدث معها قط،  نظر في هاتفه وانشغل به،  وهذا كان يكفي حتى يكون عقـ.ـا.بها.!
.........................................................................
في منزل "أحمد"  الذي مازال مصدوم من زيارتها،  اقتربت  "دنيا"  منه وبصوت حزين قالت:
_ممكن أعرف ليه حضرتك مش بترد عليا وحتى مش متقبل لعتذاري
نظر "أحمد"  لشقيقته التي تفهمت بأن التي تقف أمامه لم تكن إلا حبيبة أخيها،  شعرت بالفرحة لأنه سيكمل حياته،  هزت رأسها بهدوء ثم قالت بحبٍ:
_اتفضلي طيب هتتكلمي وإنتي واقفة
ابتسمت لها "دنيا"  ثم قالت بحب:
_هو إنتي "رحمة"  صح
أومأت "رحمة"  برأسها بفرحة حيثُ أن شقيقها يتحدث عنها مع من دق قلبه لها،  ردت عليها بخفوض:
_ايوا أنا المهم هدخل أعملك حاجة تشربيها
أومأت "دنيا"  برأسها بينما "أحمد" فأشار لها حتى تجلس ثم قال بحنق:
_إيه اللي جابك؟
حدقت به بصدmة حيثُ أنها كانت تشعر بأنه سيفرح بقدومها،  اهذا هو الترحيب الخاص بها،  رفعت حاجبها باستغراب ومن ثم أجابته بـ:
_نعم قصدك إيه مش فاهمة مكنتش عاوزني أجي؟!!!
رد عليها بهدوء:
_اه إنني متعرفش حاجة هنا منطقة شعبية زي دي ممكن تسبب لك اذى أي خناقة ممكن تجبلك انهيار عصبي بيئتي غير بيئتك
انكمش حاجبها باستغراب،  كيف له أن يتحدث هكذا،  ردت عليه بهدوء:
_من يوم ما عرفتك وأنا مكتوبة على اسمك عيلتك وحياتك حياتي فبعد اذنك متقولش كدا
صرخ بها بعد انهاء حديثها:
_وأنا واعد نفسي يا "دنيا"  ان أنا اللي هتنقل لبيئتك بموجهودي مش العكس وبعدين ماينفعش أصلاً تيجي بيت شاب عازب
ردت عليها بتلقائية:
_بس إنت حبيبي
_لو حبيبك دا قاعد لوحده الشيطان ممكن يخليكوا تتجبروا على حاجة وحشة لو حبيبك دا مش كويس ممكن يعمل فيكي حاجة وحشة أنا عاوزك تاخدي بالك من نفسك أكتر ما أنا هخاف عليكي
هذا ما قاله لها،  لا تعلم اتفرح لما يقول أم تحـ.ـز.ن من تفكيره،  ردت عليه بنفاذ صبر:
_بس أنا بحبك وأنا واثقة إنك عمرك ما تعمل حاجة وحشة إنت بتحميني من كل الدنيا
حاول أن يتجاهلها،  فجلس على الأريكة ثم صرخ باسم شقيقته بعلو:
_يا "رحمة"  عاوز آكل خليني انزل اشوف مصالحي
اقتربت منه وبكل رجاء قالت:
_عارفة إن إنت غيران من دخول "مالك" أوضي بس هو أخويا اللي بيخاف عليا وبيراعيني
حدق بها بشزر وصمت، بتلك اللحظةخرجت شقيقته من الغرفة ومعها كوب من العصير لـ "دنيا" وضعته أمامها ثم قالت بهدوء:
_عشر دقايق والآكل يجهز يا حبيبي وإنتي يا "دودو" أشربي العصير عقبال ما أعمل الآكل.
ابتسمت "دنيا" بحـ.ـز.ن ثم قالت بستئذان:
_لا عشان اتاخرت وأنا مش قايلة لحد بوجودي عن إذنكم
رفع حاجبيه بضيق ثم قال:
_استني هوصلك!
استدارت له محاولةٍ أن تزيل الدmـ.ـو.ع التي تساقطت من جفافه معها برغم من أنها لا تذنب قط، تنهدت بقوةٍ قبل أن تجيبه بهدوء:
_شكراً السواق مستنيني على الطريق مش مستهلة تتعب نفسك وإنت جعان ووراك مشاغل
لم يسمع منها أبداً، أشار للباب بعينه ثم قال بأمر:
_يالا هوصلك لحد العربية
سارت أمامه بدون جدال منها، حاولت ألا تنفعل حتى لا تبكي أمامه، بينما "رحمة" فنظرت لشقيقها بغـــضــــب، تحدثت برجاء:
_طب خليها تقعد شوية طيب
حملق بها بانفعال ثم قال بغـــضــــب مكتوم:
_هي لازم تروح عشرة دقايق وأكون هنا يكون الأكل جاهز
كانت "دنيا" تحملق به غير مستوعبة أن هذا "أحمد" رأت الحب والحنينة منه ولكن ولأول مرة ترى جانب العصبية منه، سابقته ونزلت فأسرع ورأها، حاولت ألا تسير بجانبه ولكنه وبعد أن جذ على أنيابه قال:
_أمشي جنبي متحاوليش تسابقي ماشي
لم ترد عليه وفعلت كما قال، شعرت بالنـ.ـد.م الشـ.ـديد لأنها جاءت، وصلت إلى السيارة وبدون أن تقول شيء صعدت بها وأمرت السائق بالإنطـ.ـلا.ق، بينما هو فشعر بالحـ.ـز.ن لحـ.ـز.نها هذا ولكنه غاضب منها......
........................................................................
في منزل "لميس" 
ظلت "فوقية"  تقرأ ما كتبته "ملاك" عن ابنها،  كيف كافح بدون مال أبيه،  شعرت بالفخر،  ظلت تنظر عليه،  فانتبهت إلى الصورة التي نزلت للتو،  صورة تجمع الجميع وهناك مقطع بالصوت والصورة  خاص بالعائلة تتحدث فيه فتاة شابة تشبها،  تيقنت بأنها "مرام"،  بدأت تسمع صوتها الذي كان بمثابة نغمة موسيقية رقيقة، كانت تقول بحب وهي تشير على" ملاك" التي كانت غاضبة:
_طيب دي بقى الفرد الجديد في العيلة هي شكلها زعلان اكيد ربنا يعينها على حالها مع "جبل"
ثم أشارت نحو "مالك"  وقالت بضيق مصطنع:
_وأنا والرخم دا هنتجوز
بدأ الشجار بينهم في المقطع المصور،  ابتسمت "فوقية"  ثم سألت "لميس" عنـ:
_هما ليه بيصورا  كدا مش المفروض الحاجات دي أسرار
هزت "لميس" رأسها بلا ثم قالت:
_لا يا طنط هما مشهورين جداً "جبل"  إنسان بيحلم بيه كل البنات فالكل متابعة عيلتهم على الانستا وأكيد "مرام" نزلت دا استوري والاستوري اتاخد ونزل على جوجل وصفحات الفيس بوك و الأخبـ.ـار كترت
أومأ برأسها حيثُ أنها فهمت ما يحدث،  لقد تقدmت التكنولوجيا،  كانت تعلم أن العالم أصبح متقدm،  تمنت لو كانت تعلم عن هذا التقدm لكانت تحدثت مع أولادها عبر التواصل الإجتماعي،  تنهدت بقوة حيثُ أنها تذكرت تلك السنين التي فارقتها عن فلذة كبدها،  عن حياتها،  همست بصوت غير مسموع:
_حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا
.........................................................................
في فيلا "جبل"
مازال "مالك"  يجلس مع "مرام"  والقلق حليفهم:
_ربنا يستر وأخوكي ما يقــ,تــلش البت
أومأت "مرام"  برأسها وكأنها تعلم بأن شقيقها بالفعل سيفعل هكذا،  تحدثت بتـ.ـو.تر:
_يعني كان لازم دادة "سامية"  تتصل تقوله إنها مسمعتش كلامه وراحت المنطقة الشعبية
قهقه "مالك"  بشـ.ـدة على ساذجتها مما جعلها تستغرب وتقول بحد:
_بتضحك ليه بقى؟
أجابها بثقة:
_لان أخوكي أكيد أكيد يا حلوتي كان باعت ورأها حد عشان حوار "مايا"  فكان هيعرف فكدا أفضل
هزت رأسها وبحركة من فمها خرجت هكذا:
_اها
وكأنها فهمت ما يحدث،  بتلك اللحظة جاءت "سامية"  والتي كانت تهرول بشـ.ـدة وبخــــوف،  مما جعلهم يشعرون بالقلق،  اقترب منها "مالك"  ثم سألها بهلعٍ:
_في إيه يا دادة إيه اللي جايبك مخضوضة كدا
ابتلعت ما في حلقها بصعوبة، لتتنفس قليلاً ثم أجابته بـ:
_"جبل" بيه كلمني وقال لي أجي على هنا بأسرع وقت وربنا يستر هو خلاص على وصول مع "ملاك"
أخرجت "مرام"  زفيرها براحة وردت عليها بهدوء:
_طب وإيه اللي مخــــوفك بقى خلاص الحمدلله إنهم بخير
لا تعلم أهو خير أم شر،  صوتهم لا يوحي بالخير،  جلست على الأريكة تنتظرهم،  كانت شاردة ولكن صوت قهقهت "مرام"  جعلها تنتبه لها حيث كان "مالك"  وجهه أحمر من شـ.ـدة الغـــضــــب،  حدقت بهم باستغراب وحاولت أن تفهم ما بينهم،  فوجدت "مرام"  تقول:
_والله هقبل صداقته على الفيس أصله قمور وبعتلي طلب الصداقة مش أنا اللي بعت
لم يستطيع أن يستحمل حيث قال بغـــضــــب:
_هولع فيكي وفي موبيل وفي المز اللي بتقولي على مز والفيس وفي الكل كليلة
كانت تبتسم بقوة مما جعل "سامية"  تقول بخفوض:
_ربنا يفرح قلبكم يا ولاد يارب وميحرمكمش من بعض
بتلك اللحظة دلفت سيارة "جبل"  نزل منها هو "ملاك"  التي أسرعت حتى تحـ.ـضـ.ـنها،  ملست على شعرها بهدوء وقالت بتساؤل:
_بس يا حبيبتي إيه اللي حصل؟
صرخت ببكاء:
_عربيتي اتسرقت يا دادة
أغمضت "سامية"  عينها بحـ.ـز.ن حيثُ أنها تعلم أن تلك السيارة تعني الكثير لها...
بتلك اللحظة تحدث "جبل"  بعلو:
_نفذتي اللي في دmاغك وكل دا ليه عشان واحدة ليها علاقه بيا وإنتي عارفة بيها والعلاقة انتهت كان ممكن يحصلك إيه ردي؟
لم ترد عليه قط،  مما جعله يشعر بالنرفزة ،  عاد يكمل حديثه:
_ماشي يا "ملاك"  إنتي النهاردة هتكوني مراتي وكتب كتابنا النهاردة
شعر الجميع بالصدmة مما دفع "ملاك"  أن تقول:.....................................................................................................................................................................................
يتبع....
_استحالة!!!
اقترب منها "جبل"  وبهدوء تام قال:
_لا إيه اللي هيخليه مستحيل ها إحنا كدا كدا مخطوبين إيه بقى اللي هيمنعوا
حدقت بالجميع باستغراب،  فوجدتهم مصدومين، ولكنهم صامتون جميعاً،  تكلمت بصوت به القليل من الأمل:
_جماعة حد يفهمه إن مش هينفع!
لم يستطيع أن يتحمل سماع صوتها فصرخ بعلو:
_اسكتي خالص وبعدين مين "حسام" اللي أول ما جى جريتي عليه وقال إيه عربيتي اتسرقت وفي ثواني بقيتي تهزري معاه وأنا أحلى كيس جوافة واقف
جذت على أنيابها ولم تتحدث قط بينما "سامية"  فقالت بهدوء:
_بس يا بني إنت مش قولت بعد شهر وبعدين الحاجات دي بتكون عاوزة ناس إنتوا الانتين مشاهير  ولازم تعملوا حفلة وبعدين مجهزتوش نفسكم
لم يرد عليها وابقى كما هو وكأنها لا تتكلم،  حدقت "سامية"  بـ "مرام"  لعلها تقنعه ولكنها قالت بتـ.ـو.تر:
_بتبصي لي كدا ليه طالما حط حاجة في دmاغه هينذها يعني هينفذها بلاش تبصي عليا
_محدش يدخل في الموضوع  بعد إذنكم كدا أنا و "جبل"  هنحلها حالاً
هذا ما قالته "ملاك"  بنبرة منخفضة نوعٍ ما لا هي بمسموعة ولا هي بمرتفعة،  مما جعل الجميع يصمت ويجلس بعيدًا عنهم..
اقتربت "ملاك"  من "جبل"  قليلاً ولكنه استدار بظهره،  وقال بجفاف:
_بعد إذنك متقربيش ومهما قولتي أنا مش هوافق عشان تبقى حاطة في دmاغك
لم تعد تتحمله، نعم تحب ولكن لا أحد عملها بتلك الطريقة غيره،  الشعور بالغـــضــــب انتابها،  تعلم بأنها ارتكبت خطاءً بذهبها لتلك المنطقة ولكن الخطاء الأكبر كان عليه،  لا تعلم لما اشتعلت النيران بقلبها حين جاءت "مايا"،  نعم تحب عملها ولكن كان من الممكن ألا تذهب وبرغم من اعتذارها لمديرها الذي لم يوافق عليه إلا أنها كانت قادرة على اقنعاه ولكنها أحبت أن تعـ.ـا.قب  " جبل" بهذا الشيء،  لذلك هو لا يحق له أن يعـ.ـا.قبها هكذا،  فهي تسمع كل ما يقول،  يجب أن يلتمس لها الإعتذار فهي إمراة لا تحب أن يشاركها أحد بحبيبها حتى وإن انتهت علقته بهؤلاء النساء، تحدثت بعد أن جذت على أنيابها بغـــضــــب:
_هو إيه اللي مقربش يا "جبل" هو إنت أما تقول حاجة لأزم تتنفذ قولتلك اتعصبت كنت غيرانة خلاص فين بقى الغلط في كدا
استدار لها وبانفعال شـ.ـديد قال:
_هو إنتي بتفهمي؟
ما هذا السؤال الذي يقوله لها، نعم تفهم، انكمش حاجبيها باستغراب ومن ثم أومأت برأسها وقالت بهدوء:
_أكيد بفهم!!
تنهد بقوة ومن ثم قال ببرود:
_يبقى تمام هنتجوز يالا الشيخ جاي حالاً

.........................................................................
عاد منزله وهو يفكر بها،  يخاف عليها كثيراً،  يرأها ابـ.ـنته وليست حبيبته فقط،  لا يردها أن ترأ عالمه هذا،  جلس بالأريكة متأففًا بقوةٍ،  يعلم كمية الدmـ.ـو.ع التي ستنزلق بغزارة من عيناها الجميلتان،  انتبه بتلك اللحظة لصوت "رحمة"  الغاضب والتي كانت تقول بحد:
_أنا نفسي أعرف من أمتى وإنت معندكش ذوق؟
حملق بها بضيق،  لن تشعر به،  كيف له أن يشرح لها بأنه يخشى عليها كثيراً،  رد عليها بكل برود:
_من النهاردة وبعدين أنا مش عاوزها تشوف السوق والحارة والبيت شايفة البيت عامل إزاي تحبي تشفي هي عايشة فين!
استغربت "رحمة"  من حديث شقيقها وإلى نبرة صوته وكأنه يقول لها أننا لا نعني للمجتمع شيء،  وكأنه يخبرها بأن المجتمع لا يريدهم،  صرخت في وجهه بانفعال:
_البيت دا ربانا يا "أحمد"  الحارة دي اللي عشنا فيها أجمل أيام حياتنا الناس الراقية ليهم معارف آه بس للمصالح قليل أوي أما تلاقي حد منهم بيجري على مصـ يـ بـةالتاني لكن هنا الشارع من أوله لآخره هيفرح لفرحك ويحـ.ـز.ن لحـ.ـز.نك
يعلم ذلك ولكنه يعلم أكثر بأن حبيبته لن تتحمل هذا الوضع،  مساحة غرفتها أكبر من مساحة شقتهم، لا يتوقع بأنها ستقاوم وستعيش معه في هذا المكان،  تنهد بشـ.ـدة ومن ثم ابتسم بسـ ـخـــريــة ليجيبها بـ:
_أنا عمري ما أكره الحارة بس فكري بـ.ـنت الناس دي لو جت تعيش هنا هتقدر تعيش المروحة اللي بنام عليها هتقدر تنام عليها بدل المكيف أنا عاوز يوم ما أتجوزها أعيشها في نفس العيشة عاوز أثبت للعالم إني بحبها لذاتها مش لفلوس عيلتها..!
صفقت له بيديها وبغـــضــــب شـ.ـديد ردت عليه:
_الواحدة مننا لو بتحب حد هتعيش معاه لو في صحراء مفهاش حتى نقطة ماية تفكرنا غير تفكركم البت بتحبك وجتلك وكانت مبسوطة وكأنها مننا
رد عليها بيقين:
_أنا عارفة دا بس خايف من إحساسي بالذنب لو منعتها من الرفاهية اللي بتحصل عليها عند أهلها يا "رحمة"
جلست "رحمة" بجانبه ووضعت يدها على كتفه وبنبرة حنونة تحدثت:
_الفقر مش عيب وهي هتستغنى عن كل حاجة عشان بس العيب إنك تعملها وحش بعد كل التضحية اللي هتعملها عشان وعملتها أنا حاسة إنها ليها سبب في شغلك في الشركة بكرا ربنا هيكرمك وتتجوزوا
وضع يده على يدها بعد أن قبلها ثم قال بنبرة جادة:
_طب ماشي يا حبيبتي أنا مش عاوز أجبرها تقعد مع أخوتنا وتراعيهم لأزم أكون غني وابني نفسي عشان أطمن إنكم معايا وإنها في حياتي
.........................................................................
عادت للفيلا قابلت والدتها والتي كانت تنهرها بشـ.ـدة ولكنها غير مستوعبة لما يحدث،  تفكر به هو فقط،  لم ترد عليها، وسارت نحو غرفتها ولكنها اوقفتها حين أمسكتها من يدها بعنف وقالت:
_'صباح" اتصلت وقالت إن "جبل" عاوز يكتب كتابه
حملقت بها "دنيا"  بغـــضــــب شـ.ـديد ولا تعلم كيف صرخت بقوة هكذا:
_كفاية بقى إرحميني أنا تعبت والله وزهقت يا ماما ما يتجوز أنا بعتبره أخويا وهو كذلك فارحميني
انكمش حاجبي "عبير"  بصدmة،  فكيف لها أن تتحدث معها هكذا،  رفعت يدها للأعلى ثم صفعتها بقوة على وجهها مما دفعها أن تصرخ بشـ.ـدة من الألــم الذي انتابها،  نظرت لها بصدmة ثم قالت:
_إنتي بتضـ.ـر.بيني هو أنا قولت لك إيه عشان تضـ.ـر.بيني عاووة أفهم ليه عاوزة تجوزيني "جبل"  عشان الفلوس ها فلوسنا كتير عشان علاقتنا مع عيلتهم "مالك"  هيتجوز "مرام" 
كيف لها أن تفهماها بأنها ورقتها الرابحة،  بتلك اللحظة أسرعت "ريناد"  والتي شاهدت المشهد كامل،  أمسكت يد شقيقتها والتي تبكي بهسترية ثم قالت بانفعال لوالدتها:
_مامي إنتي اللي غلطانة مش هي أنا غلطانة إني قولتلك البسي خلينا نروح زي ما "مالك"  طلب بس لا حضرتك مش هتيجي
تركتهم ورحلت من أمامهم،  حدقت "ريناد"  بشقيقتها ومن ثم قالت بهدوء:
_حبيبتي هي مكنتش تقصد
ابتسمت "دنيا"  بحـ.ـز.ن ثم قالت بسـ ـخـــريــة:
_لا عادي ما هو اليوم كله مقفول اللية دي هروح أنام
أمسكتها "ريناد"  من معصمها ثم قال بتساؤل:
_إنتي مش هتيجي؟  زمان كتب الكتاب بدأ وبعدين أبيه "مالك"  كان بيسأل عليكي
تـ.ـو.ترت كثيراً فحين خرجت كان لا يعلم بذهبها،  كانت سترفض ولكن تراجعت حيثُ سيسألها الجميع عن السبب
أومأت برأسها ثم قالت بهدوء:
_طيب يالا يا حبيبتي
.........................................................................
في القسم
كان "جلال"  يجوب المكان ذهابًا وايابًا،  لا يستطيع أن ينعم بالنوم على الأرض أو حتى الجلوس،  الجميع بتلك الغرفة ملابسهم متسخة تماماً، المكان مليئ بالمجرمين،  كل منهم يجلس في أرضية مقاسها جسده فقط،  من ينام يغفل في جلسته،  تنهد بقوة ثم همس بحد لـ "محمد":
_يعني عجبك اللي إحنا فيه دا؟ كله بسببك
لاحت بسمة السـ ـخـــريــة على وجه" محمد" ثم تحول فجأة وانتابه الغـــضــــب الذي تشعب في جسده بقوة وكأن هذا الغـــضــــب نيران تنهش بقوة بداخله،  صرخ به بعلو:
_هو مافيش غيري اللي بتحط عليه الغلط إنت كمان وثقت فيها لا وقولت عليها ذكية بلاش توهم نفسك كتير بقى أنا زي زيك بل كمان إنت السبب في سـ.ـجـ.ـني دا
لم يتحمل "جلال"  حديثه مما جعله يلكمه بشـ.ـدة على خده الأيمن،  وكأنه بفعلته هذه أشعل الحرب على نفسه ولكن المحارب ليس "محمد" حيثُ قام أحد المتعـ.ـا.قبين من الدولة وأقترب منه ليهمس من بين نواجذه المتسخة والتي جعلت كل منهم يشعر بالقرف:
_إنت إزاي تمد إيدك عليه وهو في مملكتي ياااااض
ابتلع "جلال"  ما في عنقه بخــــوف ولكن ما جاء على وجهه جعله يغـــضــــب حيثُ  كانت المياة تخرج من فم الآخر مع كل كلمة يقولها، صرخ "جلال"  به بعلو:
_بس كفااية يا غـ.ـبـ.ـي بتف عليا وإنت بتتكلم وبعدين إنت مالك أضـ.ـر.به ولا لاء شيء ما يخصكش خالص
قهقه بعلو مما جعل الجميع يفعلون مثله،  جذ على أنيابه بجموح ومن ثم تحدث بنبرة منخفضة:
_أنا غـ.ـبـ.ـي الغـ.ـبـ.ـي دا ممكن يعمل فيك اللي عمرك ما شوفته أبداً
حاول "جلال"  أن يعلم ما يزعجه فقال بنفاذ صبر:
_إيه اللي مزعلك طيب يا اللي مش غـ.ـبـ.ـي...!!!
الحنق،  الغـ.ـيظ،  الغـــضــــب انتابه حيثُ أن "جلال"  قدر أن يستفزه،  رد عليه بقسوةٍ:
_إنت بتتريق عليا؟؟
هز رأسه بلا ثم قال بهلعٍ:
_لا بس أنا معرفش اسمك إيه؟
_"حنفي"!
قال اسمه بصوت عالٍ،  ساد الصمت قليلاً،  مما جعل "جلال"  يفكر بأن هذا الرجل سيبتعد عنه،  ولكن قرب منه فخيب ظنه تحدث بتحذير:
_أنا هنا اللي بضـ.ـر.ب مش حد تاني
انهى حديثه وبدأ يتفحصه من أعلى رأسه لأخمص أقدامه،  رفع حاجبه وعاد يتحدث ولكن  نبرته كانت مليئة بالطمع:
_بس إيه دا هدومك ولبسك حلوين تصدق أنا طول عمري نفسي البس بدلة اقــلـــع ياض
ابتلع "جلال"  ما في حلقه بتـ.ـو.تر ثم قال بتلعثم:
_هدوم إيه اللي اقــلـــعها أنا... أنا
ملس "حنفي"  على شعره وبطريقة مثيرة قال:
_يالا يا حلو من غير ما تقول أنا وآه أوعى تعترض عشان ممكن أعمل الأسخن أصل الرجـ.ـا.لة دول يعيني مفتقدين نسوانهم فممكن أخليك انهاردة واحدة ست
الخــــوف انتابه بشـ.ـدة، رفع يده بتحذير ثم قال بتـ.ـو.تر:
_إنت عارف بتكلم مين إنت ممكن تنـ.ـد.م على اللي بيحصل دا أنا لو طلعت من هنا مش هيحصلك خير فخدmني أحسن
قهقه "حنفي"  بقوة،  ثم حدق بالجميع وبنبرة أمرة قال:
_قــلـــعوا هنبدل لبسه بلبسي
ابتسم "محمد" بتلك اللحظة، شعر بأن حقه رد له ولكن سرعان ما شعر بالخــــوف حين صرخ به "حنفي":
_وإنت بتضحك على إيه إنت كمان هتقــلـــع عشان دراعي اليمين يلبس نضيف
صرخ" محمد" بشـ.ـدة،  بينما "جلال"  فكان يقول بهلع:
_هكتبلك شيك بمية ألف جنية بس ابعد عني
_يا حبيبي أنا قاعد في السـ.ـجـ.ـن كتير ولو عاوز أعمل مليون جنيه في يوم هعمل فبلاش تتكلم كتير
قال "حنفي"  هذا بعد أن انتبه إلى حديث "جلال"، بدأ في التخلص من ملابسه ليصبح عاري الجسد،  القى بملابسه نحو" جلال" ثم قال بغـــضــــب:
_اخلص عشان لو قــلـــعوك هيطمعوا في جمالك يا حلو
..................................................................
شعر "مالك"  بالملل فمازال "جبل"  مصر على الجواز و "ملاك"  لا تريد،  من سيعقد قرانهما  جاء من نصف ساعة ولازال جالس،  بتلك اللحظة تحدث "مالك"  بصراخ:
_خلاص يا جماعة الشيخ خلاص زهق وربنا وعاوز يمشي
ردت عليه "ملاك"  بتمرد:
_أنا مش هتجوز خالص اعتبر إن الخطوبة اتفسخت يالا يا دادة عشان نمشي
بالفعل جاءت حتى ترحل من أمامهم،  وقفت "سامية"  لتنفذ أوامرها ولكنه أمسكها من معصمها وقال بحد:
_هتتجوزي انهاردة يعني هتتجوزي انهاردة خلصي
صرخت بعلو:
_مش عاوزة!
أومأ برأسه ثم تحدث بخفوتِ:
_تمام يا حبيبتي!!!
شعرت بالإرتياح أخيراً،  ولكن تفاجئت حين قال بتهديد:
_بس همـ.ـو.ت الشيخ وهدخل السـ.ـجـ.ـن وهتبقى مرات المسجون
لم تستطيع منع ابتسامتها،  اقتربت منها "مرام"  وقالت برجاء:
_يالا بقى مـ.ـجـ.ـنو.ن ويعملها
كان هناك من يشاهدهم ويشعر بالغـــضــــب،  وضعت "ريناد"  يدها على كتفها وقالت بغـــضــــب:
_مامي إيه اللي جابك وإنتي مش حابها روحي طالما مش هتتمني ليهم السعادة
لا تعلم هل ابـ.ـنتها طفلة أم فتاة كبيرة تتحدث باسلوب أعلى منها، تأففت بقوة ثم اقتربت من الجميع وقالت بهدوء:
_لا يا "مرام"  أنا مع "ملاك"  لازم نعمل حفلة كبيرة و "جلال"  يكون موجود كمان
أشارت "ملاك"  باصبعها نحوها ثم قالت بهدوء:
_دا اللي أنا بقوله
حملق "جبل"  بـ  عبير بغـــضــــب ومن ثم قال بانفعال:
_متدخليش بعد إذنك وبابا هيحضر كل حاجة وحفلة كتب الكتاب هتحصل والفرح هيحصل بس وهي مراتي
بتلك اللحظة انتبه الجميع لصوت الشيخ الذي قال بغـــضــــب:
_يا ابـ.ـنتي ويا ابني في كتب كتاب ولا أروح
فقدت الأمل فقالت:
_تمام يالا اكتب الكتاب!
تنهد الجميع برأحة،  فاخيراً وافقت، تم جوازهم تحت أجواء صعبة كثيراً،  كانت "دنيا"  بعيدة وصامتة غير الجميع،  تمت المبـ.ـاركات ولكن ما قاله "جبل" كان صدmة للجميع حيثُ قال....
…………………………………………………………………………
يتبع...
صُدm الجميع حين قال بصراخ:
_الكل يروح فيلا "مالك"  أنا مش عاوز غير "ملاك"  هنا
ابتلعت "ملاك"  ما في حلقها بتـ.ـو.ترٍ،  شعرت بأنه سيقــ,تــلها،  اصبحت زوجته الآن،  يحق له أشياء كثيرة،  أمسكت بيد المربية ثم قالت بخــــوف:
_هو في إيه ما هما قاعدين وبعدين سيب الدادة طيب
حدقت بها "مرام" بجدية ثم ابتسمت بهدوء ثم قالت بتـ.ـو.تر:
_"جبل" هو في إيه؟
أشار لهم بعينه لينفذوا كلمته،  تحدثت "سامية"  بخــــوف:
_في إيه يا "جبل"  ؟ 
حدق بها بغـــضــــب ثم صرخ بأمر:
_"صباااح" خدي دادة "سامية" ومعاهم
لم يتجادل معه أحد،  الجميع بالفعل قاموا حتى يذهبوا،  الجميع خائف على "ملاك"  ماعدا "عبير"  التي كانت تشعر بالسعادة، تأكد من أن لا أحد بالمكان،  فحدق بها بقوةٍ،  مما جعل الرعـ.ـب ينتابها،  تلعثمت بالحديث:
_ااا مالك يا "جبل"
ابتسم بخبث ثم قال بغـــضــــب بعد أن رفع أحد أصابعه:
_واحد جيتي واتمردي عليا وتحدديني يوميها حسيت إني كرهك بس لأزم أعقبك،  اتنين ومكدبش عليكي يوم ما سلمتي على صديقك أنا كنت متعصب عشان إنتي ملكي وأنا ما بحبش اللي يخصني يقرب حد منه
ذهول،  صدmة،  دmـ.ـو.ع،  نيران، كل تلك الأشياء انتابتها،  لا تعلم اهو يمزح معها؟ أم ينتقم كما يقول،  وما سبب الإنتقام،  دقات قلبها تزايدت بعنف، عقلها توقف عن التفكير، تحدثت بخفوتِ:
_قصدك إيه؟
صمتت قليلاً لتبتسم والدmـ.ـو.ع مليء في مقلتيها بشـ.ـدة ثم أمسكت بيده وأكملت حديثها:
_هو إنت بتهزر لسه زعلان عشان خرجت من وراك وروحت الشغل صح
لم يرد عليها مما جعلها تصرخ بقوة:
_رد عليا!!
ابتسم بسـ ـخـــريــة،  سحب معصمه من يدها بقوة كادت أن تقع بعدها ولكنها أمسكت به بعد أن صرخت:
_آاااه هقع!
تركها فوقعت بالفعل،  نظرت له،  الآن ترى سواد قلبه،  أغمضت عينها بألــم ثم قالت بانفعال:
_طالما مش بتحبني ليه اتجوزتني قول
جلس على الأريكة المتواجدة بالحديقة ثم قال بثقة:
_أنا لسه مخلصتش كلامي بس هجاوب على السؤال دا وهفهمك كل حاجة كان ممكن زي ما خليتك تقعي في حبي في يوم كان ممكن أخليكي على سريري بس لا إنتي مش ذوقي
كيف له أن يقول هكذا،  في الصباح يقول بأنها غير الجميع، وفي المساء يقول كانت ستوافق على الخضوع لقبول حياته المحرمة،  يكفي هذا،  مسحت دmـ.ـو.عها بهدوء،  ثم قالت بكـبـــــريـاء:
_طلقني!!!
قهقه بصوتٍ عالٍ،  ثم رفع حاجبه ببرود وقال:
_ضحكتيني يا "ملاكي"
صرخت به بانفعالِ:
_أنا "ملاك"  بس ياء الملكية أبداً مش عاوزة أسمعها خالص
تنهد بقوة ثم اقترب من أذنها وهمس بـ:
_من دلوقتي لحد ما أنا أحب كلمة طـ.ـلا.ق مش عاوز اسمعها يا "ملااااكيييي"
حدقت به بغـ.ـيظ شـ.ـديد، لن تستسلم له، سألته بغـــضــــب:
_وحضرتك عاوز مني إيه بقى؟
أومأ برأسه ثم أشار لها بسبابته وقال بمدح:
_تعجبيني كدا؟!
أشار بعينه حتى تجلس حيثُ قال بأمر:
_اقعدي
حدقت بالسماء ثم ردت عليه بحنق:
_كلامك يخلص عشان أروح
_لا مكانك في بيت جوزك بعد النهاردة
هذا ما قاله بهدوء، نظرت له وبهسترية صرخت:
_لا بعد إيه جـ.ـر.حك أنا عمري ما فكرت إن أحب حد بسرعة زي ما حبتك بس حبي ليك خسرني
تأفف بقوةٍ ثم قال بخفوتِ:
_أختي هتروح تبات عند "مالك" هي ودادة "صباح" و "سامية" ترجع تاني بيتك أو الشهر دا تروح عند "مالك" وإن سألك أي حد تقولي حياتنا كويسة فهمتي...
لا تعلم من هذا، تشعر بأنه غريب عليها، كيف يحدثها بتلك الطريقة، جاءت حتى تدلف لداخل المنزل ولكن صوته أوقفها حين قال بصوت جمهوري:
_أوعي تاني مرة تدخلي البيت أو تروحي حتة من غير إذن أنا هنا الكل في الكل الملك بمعنى أصح فهمتي
حدقت به بشرار، ولم ترد عليه قط، تركته وغادرت، ابتسم بانتصار ثم أخرج من جيبه السجائر، أخرج واحدة ثم أشعلها وبدأ يشربها بشراهة، تكلم بثقة:
_دي البداية يا عنيدة لسة كل العـ.ـذ.اب في الطريق
أمسك هاتفه مبتسماً بسمة خبيثة، بحث في قائمة السجل عن اسم معين ليهاتفه وبالفعل ضغط على ذر الأتصال ليرد الطرف الأخر بعد إصدار الرنين الثاني، بتلك اللحظة قال "جبل" بأمر:
_قدامك ساعة وأشوفك عندي سلام
.........................................................................
الهلع، التـ.ـو.تر، الغـــضــــب، كل تلك الأشياء أصابتها لا تعلم ما يحدث في منزل "جبل"، ظلت تجوب المكان يمينًا ويسارًا،  الجميع ينظر لها بخــــوف،  تحدثت" مرام" بهدوء:
_متقلقيش يا دادة "سامية"  هو أكيد عاوزها في كلمتين
تشعر بأن هناك شيء يحدث لصغيرتها،  قلبها دليلها،  حدقت بـ "صباح"  وقالت بأمر:
_ما تروحي يا "صباح"  تشوفيهم
ارتعدت "صباح"  من أمرها هذا،  تحدثت برفض نهائي:
_لا طبعاً هو قال كلكم برا طب خلي "مرام"  أو "مالك"  يروحوا
انهت كلمتها ليصـ.ـر.خ كلمن "مرام"  و"مالك" في صوتٍ واحد بـ:
_لااا مش هنروح
حدقا ببعضهما ليبتسم كلمنهم لبعض،  بتلك اللحظة تدخلت "عبير"  ببسمة خبيثة:
_يا جماعة دول عرايس يعني ممكن "جبل"  يكون بيفهمها بعض الأمور اللي تخصه
نظر لها "مالك"  بغـــضــــب، كاد أن يتحدث ولكن "ريناد"  سبقته بقولها:
_مامي الموضوع فعلاً يفزع مش على عريس ولاعاوز يفهم  العروسة حاجة وبعدين لو عاوز يقول أي حاجة كان طلع بيها أي أوضة تمام
لوت فمها ثم قامت من مكانها بعد أن قالت لهم بحنق:
_أنا طالعة شكل كلمتي ما بقتش مهمة عن إذنكم
تحدث "مالك"  بعد أن رحلت "عبير":
_أوف أسلوبها بقى يخـ.ـنـ.ـق
لينتبه بعد ذلك إلى" دنيا" الشاردة في مكان آخر، فقط تنظر لسقف المكان، إنكمش حاجبيه باستغراب ثم وبعلو قال:
_"دنيا "!!!
لم تنتبه له قط، مما جعله يقترب منها ويضع يده على كتفها ويسألها بهدوء:
_مالك يا حبيبتي!
دmعت عينها وهي تحملق به ثم وبنبرة كاذبة قالت:
_مافيش يا حبيبي...!
لم يقتنع بردها فعاد وأردف بـ:
_ليه حاسس إن فيكي حاجة تانية مش عاوزة تقوليها
وكأن الشجاعة جاءتها بتلك اللحظة فأومأت برأسها،  كان الجميع يراقبون أفعالها بشـ.ـدة فيما عدا" سامية" التي تشعر بالقلق،  أسرعت "مرام"  نحوهم وقالت بتلعثم:
_م.. مافيش سبها
استغربها "مالك"  وشعر بأنها تخفي عليه شيءٍ بخصوص ابنة عمه،  حدق بها ولم يتحدث معها،  تجاهلها، فقط حول أنظاره لابنة عمه ووجه لها الحديث:
_بصي يا حبيبتي أنا معاكي لو عاوزة تقول لي أي حاجة أنا هساعدك متخبيش عليا حاجة
أومأت "دنيا"  برأسها،  مما جعله يقوم من جانبها،  لتجلس "مرام"  بجانبها وتهمس بـ:
_أوعي تقوليله "جبل"  هيقول
بتلك اللحظة صرخ "مالك"  باسمها مما جعلها تشعر بالتـ.ـو.تر،  ردت عليه بذعر:
_نـ نعم...!
أشار بعينه حتى تلحقه،  ترك الجميع بعد أن قال بخفتِ:
_معلش يا جماعة عاوزها في حاجة وهرجع
ثم نظر لحارسه وقال:
_روح شوف إيه اللي بيحصل في "فيلا جبل"  يا بني
شعرت "سامية"  بأن هناك طفيف من الأمل ليطمئنها على صغيرتها.. وضعت "صباح"  يدها على كتفها وقالت بحنو:
_متقلقيش يا حبيبتي إن شاء الله هتكون بخير
.........................................................................
في منزل "لميس"
كانت "فوقية" تشعر بالفزع الشـ.ـديد،  لم تأتي "ملاك"  حتى الآن،  الخــــوف يلاحقها،  أفكارها كثيرة،  الشيطان يوسوس بأن هناك خطر حدث لـ "ملاك"،  ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بهلعٍ:
_اتصلي بيها يا" لميس" البـ.ـنت بقالها ساعتين بعد اتصالك هتكون فين كل دا
تستغربها،  هل كل الخــــوف الذي يسكن بداخلها من أجل نفسها لأن "ملاك"  مهمتها أن تظهر الحقيقة،  أم لأنها تخاف على "ملاك"،  تشعر بأن هناك علاقة تربطها بـ" ملاك"، تتذكر حين عرفت اسم صديقتها من "مصطفى"،  ملامحها كانت غريبة، أومأت برأسها ثم قالت بهدوء:
_هتصل حاضر...!!!
أمسكت هاتفها وضغطت على ذر الإتصال حتى تتحدث مع "ملاك"  ولكن لم ترد،  أخبرت "فوقية"  بذلك مما جعلها تشهق بشـ.ـدة وتقول بخــــوف:
_إزاي البـ.ـنت كانت بخير وهي بتكلمك أكيد حاصل ليها حاجة
صمتت قليلاً وبدmـ.ـو.ع باكية أكملت بـ:
_قلبي حاسس والله
شبكت يدها في بعضهم وقامت من مكانها،  نظرت من النافذة لعلها تكون جاءت، تابعتها "لميس" واقتربت منها،  وضعت يدها على كتفها وقالت بنبرة جادة:
_هو إنتي ت عـ.ـر.في "ملاك"
ابتلعت ما في حلقها بتـ.ـو.تر،  لا تريد أن تظهر الخــــوف،  لا تريد أن يعرف أحد ما تعرفه حتى ترأ "ملاك"، هزت رأسها بلا وقالت بتلعثم:
_.اا.. لا.. يا بـ.ـنتي بس قلقت عليها وعشان هتساعدني
حاولت" لميس" أن تصدقها فقالت ببسمة صغيرة:
_بصي متقلقيش في صحافين كتير ممكن يمشولك موضوعك بس "ملاك"  بالأخص ممتازة
ابتسمت "فوقية" بسمة صغيرة حيثُ شعرت بأن "لميس"  لم تصدقها،  أمسكت يدها وقالت بحنو:
_أنا بخاف على أي شاب عليكي على ولادي على "مصطفى"  عشان كدا خايفة عليها فإنتي مش خايفة على صحبتك
تنهدت بشـ.ـدة ثم قالت بنبرة حزينة:
_والله يا طنط همـ.ـو.ت من الخــــوف حاسة إن فيها حاجة ربنا يستر
ابتسمت "فوقية"  ثم أشارت على هاتفها لتعيد محاولة الإتصال مرة أخرى لعلها تستجيب ولكن بدون جدوى...
تأففت بفقدان الأمل وقالت بحنق:
_برضه استني شوية وهنشوف الحوار دا يا خبر بفلوس بعد شوية يكون ببلاش
ضحكت "فوقية"  عليها ثم قالت بتصحيح المثل:
_بكرا مش بعد شوية
ابتسمت "لميس"  ثم قالت باقتراح:
_هتصل بـ "مصطفى"  يشوفها
أومأت "فوقية برأسها وقالت:
_تمام ي حبيبتي
.........................................................................
في منزل "حمدي"
كانت "مايا"  غاضبة بشـ.ـدة، بتلك اللحظة وضع والدها أمامها كوب من المشروب وقال لها بحنو:
_إهدي يا حبيبتي اشربي وإنسي
أمسكت المشروب بيدها ولكنها ألقته على الأرض وقالت بغل:
_لا يا بابا مش عاوزة أشرب عاوزة أكون فايقة على طول  مش عاوزة رأسي تو.جـ.ـعني وأنسى أي كلمة قالها
ابتسم "حمدي"  بخبث ثم قال بثقة:
_ومين قالك إني عاوزك تنسي أي حاجة حصلت هو مشغول بجوازه وحبيبته سبيه يفرح وينسى إنك موجودة وقريب أوي هو وهي هينـ.ـد.موا باللي هنعملوا فيهم
لقد فهمت ما ينوي فعله لذلك قالت بسعادة:
_فهمت اللي عاوز تقوله بجد يا بابا إنت أسد وبحبك جداً
فتح ذراعيه وقال بحب:
_تعالي في حـ.ـضـ.ـني وأنا كمان يا عيوني بحبك أوي
قامت من مكانها وأسرعت داخل ذراعيه وقالت بكل حب:
_أنا بفتخر بوجودك
ابتسم لها بحنو ثم اقترح عليها:
_تعالي بقى الفترة دي وإنزلي الشركة واشتغلي أفهمي الدنيا عشان كمان تقدري تنفسي الأستاذ في أي حتة
وافقته، حيثُ أنها بدأت الحرب حين خسر أبيها نصف ماله، ستفعل هكذا ولكن بالوقت المناسب، حينها ستصرخ أمام العالم وستخبر الجميع بأنها هزمت النمر الجامح...
.........................................................................
في فيلا "مالك"
تحديداً في غرفته،  وقف بشموخه، أعطى لها ظهره وبهدوء يسبق أي عاصفة سألها بـ:
_اللي ت عـ.ـر.فيه بخصوص "دنيا"
ابتلعت ما في حلقها بتـ.ـو.تر شـ.ـديد،  لا تعلم بما ستجيب،  أتكذب عليه،  فكرت قليلاً،  شعرت بأنه يريد إيقاعها فقط،  هو لا يشك بشيء،  إختارت الكذب فقالت بتـ.ـو.تر:
_معرفش
اقتربت منه بحب ووضعت يدها على كتفه وقالت بحب:
_هنضيع الوقت بالكلام تعالى نخرج
ضـ.ـر.ب بكفيه على سطح المكتب ثم قال بصراخ:
_بلاش تكدبي عليا عشان بعرف وعلى فكرة أنا عارفة إنك مخبية عليا حاجة

ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بتلعثم:
_لا يا حبيبي مش مخبية مافيش حاجة متقلقيش
استدار لها ونظر في حدقتها بشك شـ.ـديد،  رفع سبابته بوجهها وقال بثقة:
_بس أنا عارف إنك مخبية حاجة يا "مرام"  فبلاش تكذبي
بما تجيبه هي لا تحب الكذب وخصوصاً عليه ولكن هذا سر من أسرار صديقتها،  العلاقة تبنى على الثقة وفي أول علاقتهم هي تبنيها على الكذب، تعلقت الدmـ.ـو.ع في مقلتيها،  انتابها الخــــوف من إنقلاب "مالك"  ولكن صديقتها،  ستتحمل هي،  وستكذب عليه،  أغمضت عينها ثم قالت ببكاء:
_مافيش حاجة يا "مالك"
بعد إنها حديثها أمسكت بيده لتسحبه معها للخارج ولكنه كالصخر لا يتحرك،  نظرت له وابتسمت بهلع ثم قالت:
_إيه يا "مالك"  مش بتتحرك ليه
ابتسم بسـ ـخـــريــة ثم قال بتحذير:
_لا عادي يا حبيبتي يا نصي التاني يا سري يا اللي هتكوني مكاني في كل صغيرة وكبيرة بس عاوز أحذرك لو عرفت إنك مخبية عني حاجه مش هيحصل كويس مع إني واثق إنك مخبية عني حاجة
انهى حديثه وتركها بمفردها في الغرفة، جلست بعد أن رحل،  معطية لدmـ.ـو.عها العنان حتى تسقط، تنهدت بقوةٍ وقالت بصراخ:
_لو كان ينفع أقول كنت قولت بس لأزم أصون السر ولو عرفت من "دنيا"  مش عارفة هتعمل إيه
قامت من مكانها ولحقته فوجدته مع "دنيا"، شعرت بأنه سيسألها عما تخفى لبرهة انتابها الخــــوف،  ولكن ستترك كل شيءٍ يحدث كما يحب ويكتب لها الله،  هذا نصيبها ولن يحدث أكثر أو أقل منه لها..
.........................................................................
ذهب الحارس إلى منزل" جبل" حتى يرى ما يحدث،  دلف فوجد "جبل"  يبتسم شعر بأن الأجواء على ما يرام،  اقترب منه الحارس وقال بهدوء:
_الجماعة عاوزين يطمنوا عليك يا فنـ.ـد.م
ابتسم ثم أخرج من جيبه مبلغ ما وأعطاء له وقال بيقين:
_إنهاردة أكتر يوم أنا مبسوط فيه والله فمتقلقش وهما كمان قول لهم ما يقلقوش وقول للدادة و"مرام" يباتوا هناك وإحنا هنبات هنا إنهاردة إحنا متجوزين وعاوزين نأخد حريتنا وكدا
أومأ برأسه وتركه وذهب، بتلك اللحظة جاءت "ملاك"  من الخارج وبكل ثقة قالت:
_أنا همشي يا "جبل"
حدق به بشـ.ـدة حيثُ لا يحب عيناها التي تتحدى أي شيء يقوله،  قام من مكانه ورفع سبابته وقال بهمس:
_الباب عندك أهو بس قبل ما تخرجي هسيب الكلاب عليكي والحراس هيشعلقوكي قدام الباب والكل هيبص عليكي
جذت على أنيابها من الغـ.ـيظ اقتربت منه وصرخت بعلو:
_"جببببل"إرحمني بقى أنا معملتلكش حاجة فطلعني من دmاغك
قهقه بقوة وقال بتحدي:
_لا أنا داخل علاقتنا تحدى وبصراحة عاوز أكسب
أومأت برأسها وجاءت حتى تغادر ولكنه أمسك يدها و.جـ.ـعلها مقربة منه ثم وبحركة مفاجئة قبلها بشـ.ـدة،  حاولت أن تبعده عنها ولكن لا تستطيع، بتلك اللحظة جاء أحد وقاطع تلك القبلة ولكن وجوده لم يكن كافى حتى لا تصرخ عليه:
_أوعى تقرب مني تاني
ضحك باستفزاز ورد عليها  بـ:
_الصراحة كنت بشوف لو بوستك هتكون البوسة ليها طعم واقدر اسمحك ولا لاء بس طلع لا بوسة بـ.ـاردة زيك
لم ترد عليه نظرت للضيف وقالت بحد:
_مين؟
ولكن لم يرد على سؤالها غير "جبل"  الذي قال بخبث:
_الضيوف يخصوني
.......................................................................
يتبع..
حدقت به بغـــضــــب ثم قالت بانفعال:
_طيب والهانم بتعمل إيه في بيتنا وبليل كدا
كاد أن يضحك ولكنه تصنع البرود،  رفع حاجبيه باندهاش ثم قال بسـ ـخـــريــة:
_بيتنا الله على حرف النون اللي طلع منك
وضعت يدها على خصرها،  نظرت له بضيق،  ثم رفعت سبابتها بتحذير شـ.ـديد:
_كلمني عدل ومتنساش إني مراتك وطالما إنت معترف بكدا فأنا يخصني أي حاجة في البيت وزي ما أنا "ملاكك"  إنت "جبلي"
لم يستطيع أن يمنع الضحك،  رفع حاجبه ثم مط شفتيه بسـ ـخـــريــة ورد عليها باستفزاز:
_لا يا حلويتي البيت بكل حاجة فيه يخصني أنا بس وإنتي زيهم لكن حاجة تانية لا بمعنى أنا مش ملك حد
حدقت به بشر ثم وبكل غـــضــــب صرخت به قائلةٍ:
_لا غلط حتى لو إنت ومن غير سبب عاوز تلعب بكل بـ.ـنت شوية فهما موافقين على دا بس أنا غيرهم أنا مش عارفة إنت بتنقم على إيه؟
ثم رفعت سبابتها لتُكمل بتحذير:
_بصي أنا بحذرك قبل ما يخلص صبري عشان لو خلص صدقني والله ما تقدر تشوف خلقتي تاني
لاح على ثغره بسمة ساخرة ليتحدث بعد ذلك باستفزاز:
_صبري إيه دا أوعي تكوني بتخونيني مع صبري أوعي
قهقه بعلو لتصدر ضيفته ضحكتها بدلل،  أصيبت "ملاك"  بالغـ.ـيظ الشـ.ـديد،  حدقت بهم باستهجان ومن ثم أكملت حديثها بحنق:
_بص يا "جبل"  هقولك كلمتين لو عجبوك كان بها لو لاء يبقى صدقني لو هكون باقية على علاقتنا قيراط هبيعها ولو بجنية ومش بس كدا أنا هرمي اللي هيجي منها كمان
استمع لها جيداً،  أول مرة يشعر بالجدية نحو أحد،  تهديدها يخيفه ولأول مرة يشعر بالهلع إتجاه شيءٍ،  كانت صديقته ستقطع حديثها ولكنه رفع يده لتصمت،  رفعًا حاجيبه لـ "ملاك" حتى تكمل ما تقول،  ابتلعت ما في حلقها ثم واصلت كلامها بتحدي وكـبـــــريـاء:
_عاوز تاخدها وتقعد جوا عادي بس أعرف إن كل اللي بتعمله قبل الجواز كوم واللي بعد الجواز كوم تاني الإرتباط في حد ذاته ما ينفعش يتخان ولا الثقة تقل إنت خونت علاقة الصداقة فبلاش تخون العلاقة دي يمكن إنت هتنتقم وطلق بس أنا هديك فرص كتير وحاسب عشان لو الثقة أو الحب قل في القلب ساعتها الإنسان عمره ما بيرجع مقامه زي الأول
انهت كلامها وتركته ورحلت،  لينظر إلى الأخرى ولا يعلم ما يفعل،  هل يرضي عقله،  أم ضميره، هو نفسه يكره الخيانة، لطالما كانت حياته مرة بسبب والدته، لا يريد أن يرث تلك الصفة منها،  أغمض عينه بتفكير ولكن صوت الفتاة جعله يفيق ويفتح مقلتيه حيثُ قالت بخبث:
_إيه الكلمتين خلوك متأثر ولا إيه شكلك عاوزني أمشي
نظر لها ونيران الغـــضــــب تخرج من حدقته بشـ.ـدة،  أمسك يدها ثم اتجه نحو غرفته،  والتي أسرعت لها "ملاك"
صعد السُلم في سرعة، أمسك المقبض وكان سيدفع الباب بقوة ولكنه سمعها تتحدث في الهاتف،  وقف يستمع لما تقول،  يبدو أنها تكلم المربية، رفع حاجبيه مندهش بردودها حيثُ كانت تقول بسعادة مصطنعة:
_لا يا ست متقلقيش هو خرجكم بس كان عاوزني وعاوز يعرفني إن اللي عملته غلط بس مش قدام حد وقررنا أنا وهو هنعيش كزوجين والفرح والحفلات هنعملهم مع بعض
لبرهة كان سيمنع عنها جميع الإتصالات حتى لا ينقذها أحد من قيوده ولكن وبعد حديثها هو شعر بالضياع،  يفكر هل هي أفضل منه حتى تحاربه،  هل أسلحته قوية،  من سيفوز،  هو أم هي،  تيقن بأنها تفعل هكذا لتجعل قلبه يحن لها، يوسوس له شيطانه كلما شعر بأنه ينجذب لها يانتابه إحساس الكذب والتصنع منها لذلك يعود إلى كرهيته الشـ.ـديدة لها،  بتلك اللحظة وضعت صديقته يدها على كتفه مما جعله ينظر لها ويقول بامتعاض:
_نعم يا "رشا"
أشارت "رشا" بعينها للباب حتى يدخل،  تلك الإنسانة اللعوبة،  التي تتعامل مع الرجـ.ـال بطريقة غير محللة،  فتاة ليس لها أصل،  بالفعل نفذ ما تريده وفتح الباب،  ليجدها فأحلى حالتها حيثُ ترتدي فستان قصير لونه وردي وتجلس على الفراش،  وتعطي لشعرها العنان،  ابتلع ما في حلقه بتـ.ـو.تر ثم اقترب من كوب الماء ليتناوله لعله يطفئ النيران التي اقتحمت قلبه،  جذ على أنيابه وقال بأمر:
_برا عاوز أخد راحتي مع حبيبتي
لن تنفعل هكذا أخذت العهد على نفسها، سترد له كل أفعاله، ستلعب معه بنفس الطريقة،  سيتذوق من نفس الكاس، مط شفتيها باستفزاز،  ثم أشارت نحو الدولاب وقالت ببرود:
_قي قمصان كتير على ذوقك متنساش تخليها تلبس منهم والبورنس في الحمام عن إذنكم بقى أروح أشرب قهوة بااي
نزلت أمامه، وقفلت الباب،  مما جعل "رشا"  تقترب منه ولكن وبتلك اللحظة فتحت "ملاك" باب الغرفة،  وضعت يدها على فمها بخجل مصطنع ثم قالت:
_أوووه عصافير الحب جيت في وقت مش وقتي بس نسيت الكتاب بتاعي وعاوزة أقرء وأنا بشرب قهوة "جبل"  اللي هي ملكه وبما إني من حاجاته فلازم أتغذى أصلي غالية مش رخيصة والصرف لأزم يبان
شعرت "رشا"  بانها تتحدث عليها مما جعلها تضع يدها في خصرها وتقول بانفعال:
_بلدي أوي على فكرة مالك يا حبيبتي فيكي إيه بتلقحي على مين
_اللي على رأسه بطحة بقى يحسس عليها
هذا ما قالته "ملاك"  لترسم بعد ذلك على وجهه بسمة صفراء وتضع يده على عينها وتقول بنبرة ساخرة:
_كملوا كملوا وأنا مش هبص هاخد كتابي وهطلع
لا يعلم ما أصابها،  من قليل كانت تشعر بالغيرة والآن لا، ظل يتابعها إلا أن خرجت،  تحدث مع "رشا" وأخبرها بـ:
_
.........................................................................
كانت قلقة بشأنها،  خائفة بما سيحدث حين يعرف "مالك"،  وقفت خلف باب الغرفة ولكن غير قادرة على سماع شيءٍ،  جلست على الأريكة تتخيل ما سيحدث إذا خرج من الغرفة وهو يعلم كل شيء،  سيضـ.ـر.بها،  لا سيقــ,تــلها،  سيشعل النيران بملابسها،  سيتعصب عليها،  كان هذا تفكيرها،  ابتلعت ما في حلقها بفزع حين شعرت بيد" ريناد" والتي كانت تسألها عن سبب شرودها:
_مالك يا "مرام"؟
انتبهت لها فاصدرت من فاهه:
_ها
ثم تنهدت بقوة،  مسحت عيناها بيدها وقالت بخفوتِ:
_مافيش يا حبيبتي
ظلت تنتظرهم،  بتلك اللحظة سمعت صوت الحارس والذي أرسله" مالك"، كان يتحدث مع "سامية" أسرعت لتطمئن على "جبل"،  حدقت به ثم قالت بلهفة:
_" ملاك" و "جبل"  كويسين
أومأ برأسه لتشعر بالراحة،  حولت أنظارها إلى "سامية"  ثم ألقت بسؤالها:
_ها يا حبيبتي إطمنتي
ابتسمت لها "سامية" وأردفت بحنو:
_الحمدلله لله يا حبيبتي وهي كمان طمنتني وآه كلنا هنبات هنا اليومين دول لحد ما يطلعوا شهر عسل ونرجع الفيلا تاني دي أوامر "جبل"
انكمشت حواجبها باستغراب لتسألها بعدm اقتناع لما تقوله:
_دا إزاي هما مش كتبوا الكتاب بس
قهقهت "سامية" بقوةٍ قبل أن تجيبها بـ:
_لا هما قرروا إنهم يتجوزا وباقي الحفلات هيعملوا مع بعض
هزت رأسها متعجبة لأمرهم، تحدثت بعدm إكتراث:
_خلاص برحتهم أنا هروح أقعد في الجنينة شوية ممكن حد يقول للشيف يعملي كوباية نسكافية جنب سندوتش
أومأت "سامية"  برأسها بحب ملست على شعرها قائلةٍ بحنو:
_حاضر يا حبيبتي
رحلت "مرام"  من أمامها بعد أن ابتسمت في وجهها،  بتلك اللحظة اقتربت منها "صباح" وقالت بلوم:
_ظلمتي "جبل"  شوفتي بقا إنه كويس
ابتسمت "سامية"  ثم هزت رأسها توفقها على ما تقوله،  بالفعل لم يرث قط دm أبيه،  حمدت ربها كثيراً،  بتلك اللحظة تذكرت طلب "مرام"  فذهبت تهرول نحو المطبخ حتى تنفذ ما تريده
....................................................................
وضع يده على كتفها بحنو ثم سألها بكل أمل بأنها ستجاوبه:
_قوليلي يا حبيبتي إيه اللي تعبك وأوعي تكدبي؟ أنا عارف إنك مخبية حاجة!
تـ.ـو.ترت قليلاً،  تشعر أن ما تخفي حمل ثقيل،  ولكن تشعر بأن صديقتها ستحـ.ـز.ن بسببها،  تعلم أن "مالك"  لا يحب أن تخفي "مرام"  عليه شيء، ولكن هو صديق طفولتها وشقيقها وإبن عمها وقبل كل هذا والدها، أمانها الوحيد،  لن يكون قاسي قط،  سيحارب لصنع ابتسامتها مهما كان الوضع،  حدقت به ثم مدت له يدها وقالت برجاء:
_توعدني إنك مش هتزعل من "مرام"؟
ابتسم بسـ ـخـــريــة حيثُ كان يعلم بأن." مرام" تخفي عليه شيء،  تنهد بقوةٍ ثم قال بهدوء:
_مقدرش أقولك مش هزعل بس أقدر أقولك إن موقف زعلي منها مش هيكون كبير وخلي بالك لو عرفت لوحدي ساعتها هزعل منكم إنتوا الإتنين وزعلي هيكون وحش
فكرت قليلاً فلم تجد حلٍ إلا سرد مشاعرها له لعله يحل مشاكلها، أجابته بدmـ.ـو.ع العشق المتيم:
_هو الحب حـ.ـر.ام
كان يعلم ويثق بما يعرفه بأنها تحب،  عينها تسرد جـ.ـر.ح قلبها،  ابتسم لها بحنو ثم قال بيقين:
_لا يا حبيبتي مش حـ.ـر.ام ربنا اللي بيحط الحب في قلوبنا وبعدين هو أنا هحلل الحب على نفسي وحرمه عليكي
شعرت بحلاوة حديثه لقد أرح قلبها كثيراً ولكن تذكرت شيءٍ فقالت بحـ.ـز.نٍ:
_طب الفقر عيب
_خالص العيب إني مشتغلش وخلي حد يصرف عليا أوعي تكوني فاكرة يا حبيبتي إن الغني اتولد في بوقه معلقة دهب وخلي بالك الرضا مش بيكون غير في قلب اللي تعب عشان يكون نفسه الغني لأزم تلاقي في عيلته حقودي
هذا ما قاله باسلوب راقي يدل على أن ترببته ذات خُلق،  كانت "دنيا"  تسمع حديثه وتفتخر بأنه ابن عمها،  ردت عليه بخــــوف:
_بس مامي خايفة منها مش هتوافق مامي عاوزة واحد غني
عقد حاجبيه بضيق ثم أشار على نفسه بسبابته وقال بانفعال:
_هو أنا مش مالي عينك هي ملهاش حكم عليكي أبداً تمام وإنتي عارفة كويس ليه ها فبلاش نفتح في الماضي وقوليله اسمه إيه ومتقدmش ليه؟
نكست رأسها للأسفل بقلة حيلة وأجابته ببكاء:
_هو مش عاوز دلوقتي بيقولي لأزم أما أتقدm أكون لأيق بيكي وبمكانك عشان محدش يقول كان طمعان فيهم "مرام" كلمت له "جبل" وهو شغال عنده عا....
قاطع كلامها بنبرة ساخرة:
_يعني كمان "جبل"  عارف وأنا آخر من يعلم كنتي هتقوليلي بعد الفرح ولا إيه؟
وضعت يدها على فمه ثم قالت بنفي لما يقول:
_لا والله مش زي ما بتقول صدقني على فكرة إنت شوفته عارف "أحمد" اللي كانت بتقبله "مرام" كانت بطمنه عليا
قالت كلامها بتلقائية ليشعر بالغـــضــــب الشـ.ـديد تجاه "مرام"  ولكن لم يبينه قط لابنة عمه، قال ببرود:
_خلاكي تروحي معاه حتة ولا حاجة
ابتسمت حين تتذكر حديثه،  تنهدت بشـ.ـدة وقالت:
_بيخاف عليا من نفسه مش عاوز يقابلني ومش عاوزني أشوف عالمه وعلى فكرة بيغير منك
قهقه بعلو ثم قال:
_من حقه الصراحة
قام من مكانه وقبل رأسها وأخبرها بحنو:
_هتتجوزي أمه بس أشوف تحرياتي عنه وملكيش دعوة بـ "عبير"
لا تصدق ما سمعته من أذنيها،  ظلت تصرخ كالأطفال،  تمنت لو كانت سردت له عن قصة حبها من قبل،  خرج وتركها ليبحث عن سبب فرحه وحـ.ـز.نه في الحياة ليقلب نهارها السعيد بليل حزين سيخرج نيران غـــضــــبه عليها.
.......................................................................
بداخل غرفة "عبير"  كانت تتجول في غرفتها بعصبية شـ.ـديدة،  تحاول الإتصال بإحداهم ولكن الخط مشغول،  ظلت تتأفف بشـ.ـدة،  صرخت بخفوت:
_مشغول مشغول أوف
ألقت بهاتفها على الفراش ثم أكملت حديثها بضيق:
_محدش بقى طايق لي كلمة ولا عيالي أوف والتاني مش عارفة هو فين أنا لأزم أعمل حاجة
بتلك اللحظة دقت "صباح"  غرفتها فقاطعتها عن أفكارها،  أمرتها بالدخول بعد أن سمعت إذنها:
_إدخلي يا "صباح"!
ابتسمت بسمة صفراء وهي تقول لها بهدوء:
_هو" جبل" بيه أمرنا ننام عند حضرتك كلنا الفترة دي بس لو هيبقى في مشكلة هنروح نبات في فيلا "جلال"
ضيق،  وحنق،  وغـــضــــب  ينتابها ولكن لن تقول شيء،  ولن ترفص فمصلحتها تجعلها توافق،  ابتسمت بضيق ثم قالت لها بغــــرور:
_تنوروا روحي شوفي أوضة دادة الأولاد تباتي فيها إنتي و "سامية"  وجهزي أوضة حلو لأميرة قلب "مالك" 
هزت الآخر رأسها ببرود،  استدارت وأمسكت بمقبض الباب لتفتحه،  خرجت من الغرفة لتقول بغـــضــــب:
_ولية تنحة مش بحبك،  اتجهت نحو الحديقة حتى ترى "مرام" فوجدتها تستريح مغمضة مقلتيها بهدوء،  ابتسمت بحب ثم اتجهت نحوها لترى هل تريد شيء ولكن بتلك اللحظة وجدت "مالك"  يأتي عليهم والشرار يخرج من عينه،  أمرها بجموح:
_سبينا لوحدنا!!
انتفضت "مرام"  من مكانها بفزعٍ،  قامت من جلستها فلقد علمت بأن "دنيا"  قالت له كل شيءٍ، أشارت لصباح حتى تتركهم واستعدت لما سيقول
........................................................................
جلس على الأريكة ويشعر بالذنب،  قلبه يـ.ـؤ.لمه يشعر بأنها حزينة منه ولكن لا يعلم ما واجبه أمام حبه،  أيهاتفها ولكنه غاضب منها،  ظل يحدث نفسه بلوم:
_لا يا "أحمد" إنت مش مضايق منها إنت مضايق من نفسك شغلك وتعبك معصبينك لكن هي ما عملتش حاجة اتصل بيها
أمسك هاتفه وكان سيهاتفها ولكن عاد وقال بضيق:
_لا الوقت متأخر وأنا مش هزعجها وبعديت أنا كمان زعلان منها
تأفف بشـ.ـدة فمشاعره مبعثرة لا يعرف شيء،  حتى لا يمتلك لها صورة ليحدق بجمالها،  تذكر برنامح المراسلات هي تضع صورة لنفسها،  فتحه بلهفة ليتأملها بشـ.ـدة،  كيف لجمالها أن يبتعد عنه،  تلك الفراشة الملونة والتي أنارت حياته،  تنهد بشـ.ـدة وقفل هاتفه بسرعة حين دخلت "رحمة"  وهي تتثاءب بشـ.ـدة قائلةٍ له:
_أنا داخلة أنام عاوز حاجة يا حبيبي
ابتسم في وجهها بحب ثم قال:
_لا يا حبيبتي روحي نامي بس إطمني على أخواتك
هزت رأسها ثم غادرت من أمامه،  قام من على الأريكة متجهاً إلى المرحاض حتى يأخذ حمامًا ساخن لعل لهيب شوقه يهدأ قليلاً...
........................................................................
في منزل "لميس"  التي جاءتها رسالة من صديقتها تعتذر لها عن عدm حضورها وتسرد لها ما حدث بها فيماعدا ما يفعله "جبل"  معها هي لا تريد أن يعرف أحد عن حياتها الشخصية شيءٍ وخصوصاً إن كانت تلك الحياة ترتبط مع شخصٍ آخر،  هو أمانها ولا تريد أن يبغضه أحد،  رأت "فوقية"  إنشغال "لميس"  في هاتفها مما دفعها للسؤال بهلفة:
_عرفتي توصلي ليها
هزت برأسها ثم قالت ببسمة صغيرة:
_آه حصل لها ظروف في الشغل وبعد كدا حصلت حركة مـ.ـجـ.ـنو.نة من إبنك وأصر على كتب الكتاب وهي دلوقتي بعتة عشان نبعت اللي حصل معاكي وتكتبه
رفضت "فوقية"  وقالت بخــــوف:
_لا عاوزة قبل ما إبني يحصل له حاجة ويعرف ويروح لأبه أقابله وقابل "ملاك"  وعرفها هستنى هما دلوقتي مشغولين ومش هيسألوا على "جلال"  ومتأكدة إنه  هيحاول يتواصل مع حد منهم ويثبت إن أنا لفقت له التهمة بس اللي مخليه ساكت هو الأثبات الصوتي له فهمتي
هزت "لميس"  رأسها متفهمة لما تقوله لذلك وافقتها بكل هدوء فحياتها تخصها هي فقط،  ستقول لصديقتها كما قالت لها وهذا يكفي
........................................................................
يتبع...
انتابها الخــــوف، الهلع، التبويخ الذي سيقدmه لها ستتحمله ولكن فكرة الخصام ستكـ.ـسر قلبها، تحدثت بتلعثم:
_حـ.. حبيبي قول لي مالك؟
حدق بها بغـــضــــب جامح، شعر بأنه سيصفعها من طريقتها معه، وكأنها لا تعلم عن الذي أخفته شيءٍ، جلس على المقعد ومازال صامت، يفكر كثيراً، هل يعانفها بعد أن صالحها، كيف لها أن تخفي هذا الشيء، لم يكن يتوقع نهائياً أن تفعل هكذا، كور يده بغـــضــــب، كلما تذكر بأنه ظن بها السوء وذلك بسببها، تشتعل النيران بقلبه بسبب الغيرة الشـ.ـديدة.
كـ.ـسرت الصمت بقولها:
_أنا غلطانة بس إنت ليه ساكت؟
رفع حاجبه بسـ ـخـــريــة، حين كان يطلب منها قول الأشياء التي تخفيها رفضت وأنكرتها والآن وبدون معرفة سبب انقلابه تعترف بنفسها، ابتسم بسـ ـخـــريــة ثم قال ببرود:
_سبحان الله من شوية كنتي يعيني بتقولي مافيش حاجة مخبيها ودلوقتي عادي جداً معترفة بغلطك إيه اللي اتغير لسانك اللي القطة آكلته عملتيله عملية وركبتيه ولا إيه
وضعت يدها على كتفه وبدأت في تبرير موقفها:
_بص يا حبيبي أنا عارفة إنك عرفت من "دنيا" عشان كدا مكنش ينفع أبداً أقولك سر صاحبتي
حدق بها بحـ.ـز.ن شـ.ـديد، لم يكن يتوقع عدm الثقة به، بعد يدها عنه وقال بتحذير:
_أوعي تلمسيني أما تحسي برجولتي وإني أقدر أشاركك أي حاجة قوليلي وأما تحسي أن أي غلط المفروض تفكري مليون مرة قبل ما يحصل تقوليه عليه فاهمة
قام حتى يغادر من أمامها حيثُ إذا بقى أكثر سينفعل عليها، لأبد من للتحدث بهدوء، هي الآن ضيفته وقبل هذا حبيبته وزوجته المستقبلية وصديقة طفولته، لا يريد أن يجـ.ـر.حها بعصبيته، سار خطواتان للأمام وعاد ليقف حين صرخت بشـ.ـدة:
_"مالك" بالله عليك ما تسبني أبداً ومتزعليش مني عملت كدا عشان هي خافت تحكيلك وأنا عرفت "جبل" وهو قال هيقولك بس والله مكنش قصدي أغلط في حقك أبداً
استدار ينظر لها، اقترب منها وأمسكها من معصمها بشـ.ـدة ومن ثم تحدث بغـــضــــب:
_لو كنتي اقنعتيها تحكيلي وتصاحبني عمري ما كنت هخذلها أنا بفهم وبعدين ما أخوكي عارف علاقتنا ومتفهما لو كان غير كدا كنت هكون أنا خبيتي عليا لا وكمان روحتي قابلتيه وقولتي عنه حبيبك وخلتيني أغير عليكي

هزت برأسها وبدmـ.ـو.ع تخرج من عينها وكأنها تصرخ بشـ.ـدة، تحدثت بحـ.ـز.ن:
_بلاش تزعل والله الشاب كويس جداً وأنا عارفة إني غلطان بس متأخدش على خاطرك مني
تركها ورحل دون أن يرد على حديثها متجاهلها تماماً، شعرت بالأستياء لعدm اقناعه بتفكيرها، عادت وجلست بمكانها، ظلت تفكر كيف ستقدر على مصالحته، بتلك اللحظة وجدت من يضع يده على كتفه بفرحة عارمة قالت:
_"مالك" حبيبي!
التفتت بسعادة وبسمة مرسمة على ثغرها ولكنها ذُهلت حين وجدت أنها "دنيا" تلاشت بسمتها في سرعة وقالت بفقدان الأمل:
_"دنيا"...!!!
النـ.ـد.م سيطر على "دنيا"، تمنت لو يعود الزمن لن تقول له قط عما قي قلبها، أعتذرت لها بشـ.ـدة، وبدmـ.ـو.ع قالت:
_والله مكنش قصدي أخليه يزعل منك أنا والله سألته وقولتله ميزعليش منك بس هو قال لي لو عرفت من
" جبل" هيقلب وشه جـ.ـا.مد
ابتسمت لها ثم تنهدت بقوة قبل أن تقول بحب:
_مش زعلانة منك أبداً يا حبيبتي أنا مش بزعل منك وبعدين كويس إنك قولتله أنا كنت خايفة منه بس بجد خالف توقعاتي ربنا يصلح حالك ويقدmلك اللي فيه الخير كله يا حبيبتي
اقتربت منها واحتضنتها، دmعت عينها ثم وبشكر قالت:
_ربنا يخليكي ليا يا "مرام" ويدmك سند ونعمة ليا
كان يراقبهم من تراس غرفته، مقتنع بأن علاقتهم مقدسةلا يوجد بها مكان للخيانة، هو سعيد بهذا ولكن كان يتمنى أن تكون ثقة "مرام" به أكبر من هذا، كان يتمنى بدلاً من أن تسرد لأخيها كانت تأتي ومعها "مرام" وتسرد له، ظلمها كثيراً وجـ.ـر.حها بحديثه وقتما غار عليها من هذا "أحمد"، تأفف بقوةٍ مخرجٍ من قلبه زفيره لعله يهدأ، استنشق بعض الهواء، دخل غرفته وهاتف مدير أعماله قائلاً له بأمر:
_إيه يا " أحمد" عاوزك تعمل تحري عن واحد إسمه "أحمد" هبعتلك اسمه بالكامل وعنوان بيته يالا سلام
قفل الهاتف ثم ألقه على الفراش بعصبية شـ.ـديدة
...................................................................
_مافيش حاجة بنا هتحصل!
قالها بهدوء تام، لتصرخ به بانفعال:
_وجبتني ليه عشان أمثل على الزفتة اللي تحت دي
لا يستطيع أن يتحمل أي كلام عليها، من هذه حتى تبغض زوجته، هو فقط من له الحق في ذلك، حدق بها بشرار ثم أمسكها من معصمها بقوة وقال بجموح:
_أوعي تجبي سيرتها تاني دي ستك وتاج رأسك على الأقل مش زيك أبداً يوم ما تعوز تحب بتحب في الحلال وراجـ.ـلها هو بس اللي هيكون أول واحد شايف جـ.ـسمها
ذهولت من حديثه، لما يدافع عنها هكذا، يقول بأنه يكرها ويريد الإنتقام، هذا المدافع التى ترأه ليس إلا محب ولا يعلم، بعصبية شـ.ـديدة قالت:
_وجبتني ليه وبتحرق دmها ليه طالما هدافع عنها حبتها لو حبتها روح عندها يا عم لكن مـ.ـا.تجبنيش عشان أكون وسيط حلوا مشاكلكم بعيد عني بقى
انتبه لنفسه وإلى مدافعته عن "ملاك" هي الآن ليست متواجدة، تنهدت بقوةٍ ثم قال بأمر:
_نص ساعة وتروحي عشان ولا تشمت فيا ولافيكي تمام
نعم هو محق، تلك الفتاة ذكية، ولن تترك فرصة لاهانتها، انتظرت معه في الغرفة والغـــضــــب ينتابها، شعرت حين حدثها بأنه تخلى عن قعدته في ترك النساء بعد قضاء ليلة كاملة معهم، كان يجب أن تعلم بأنه سيفعل معها كما فعل حين قضت معه ليلة كاملة..
انتبهت بتلك اللحظة لصوت دقات الباب، سمعت صوت تلك الفتاة التي حين تسمع صوتها تشعر بأنها ستقــ,تــلها، رد "جبل" باقتضاب:
_في إيه مش قولت محدش يزعجنا
ردت عليه "ملاك" بكل برود:
_نسيت اللاب توب بتاعي وعاوزة أكلم "مصطفى" فيديو هو و باقي صحابنا أصله وحشني
جحظ عينه بصدmة، كيف لها أن تتجرأ وتقول اسم هذا البغيض أمامه، تعلم بأنه يكره بشـ.ـدة، بتلك اللحظة رأت نظرات الفرحة بعين "رشا" التي قالت باستفزاز:
_لا بجد باين إنها شريفة
أسرع نحو الباب بانفعالِ ليفتحه، أمسكها من يدها بقوةٍ ليصـ.ـر.خ بعد ذلك بعنف:
_لا مش هتكلمي خرا زفت "مصطفى" فهمتي ولا لاء
قهقهت بشـ.ـدة بعد أن رفعت حاجبها ببرود ثم قالت:
_إيه دا العرسان لسة ما دخلوش ولا إيه مكسوفين
استدار نحو "رشا" وقال بأمر:
_"رشا" خلي أي حارس يوصلك روحي دلوقتي وبكرا بـ.ـنتقابل
لوت ثغرها ثم قامت من مكانها بعد أن قالت بحنق:
_ماشي يالا سلام
رفعت "ملاك" حاجبها ثم وبنبرة ساخرة قالت:
_ما شاء الله عليكي جيتي وكنتي واثقة إنك هتكوني مع جوزي وسبحان الله مشيتي زي ما دخلتي زي ما خرحتي
توقفت قليلاً عن الحديث، حيثُ جاءت في مخيلتها شيء سيجعل كل منهم يشعر بالضيق، أكملت كلامها والخبث يملأ عينها سالتهم عن:
_في العلاقات المحرمة اللي بتكون من شخص لشخص والقرف دا ممكن يقولك مرض الإدز مش خايقين على نفسكم
ضحكت بعلو بعد أن وضعت يدها على فمها ثم قالت بهلع مصطنع وهي تشير بسبابتها على زوجها:
_يا جوزي يا حبيبي أبقى فكرني أما انتقامك يخلص لو فكرت تكمل معايا يعني أبقى فكرني ننأكد إنك سليم أنا واحدة بتخاف على نفسها
لم تستطيع "رشا" تحمل إهانتها أكثر من ذلك بينما "جبل" فنظر لها بغـــضــــب، كان يريد أن يضايقها ولكنها حرقت له أعصابه ببرودها هذا، تأكد بأن "رشا" غادرت وعاد يحدق بزوجته سألها بغـــضــــب:
_إيه اللي قولتيه دا
قربت من أذنه لتهمس بـ:
_بص يا حبيبي إنت متعرفش ممكن أقول إيه تاني
بعد أن أنهت حديثها أمسكت يده، سحبته معها إلى الأريكة، جعلته يجلس رغماً عنه، وبدأت في إكمال حديثها:
_بص يا عموري انتقم برحتك بس مش بطريقة إنك تجيب واحدة في البيت أصل أنا عارفة ومتأكدة لو خنتني فأنا أقدر أقلب الترابيزة عليك وبطريقتي كمان بس مش هعملها وبعدين الجولة للأولى تحسب ليا
نظر لها باستغراب ثم قال:
_جولة أولى وتحسب ليكي ليه؟
اقتربت منه وهمست بحرار مما جعله يشعر بلهيب الرغبة يزداد بها:
_عشان يا جوزي يا حبيبي إنت داخل تنتقم وأنا داخلت الحرب معاك تمام وأنا كسبت الجولة دي ليه عشان أنا ولا غرت فيها زي ما عاوز لا وكمان وحرقــ,تــلك دmك
رفع حاجبه بتعجب، تلك التي تقف أمامه تجادله، هو كان يحاربها لأنها متمردة وما فعله معها جعلها تتمرد أكثر، كور يده بغـــضــــب، نظر لها بقوةٍ فسرح في مقلتيها التي جذيته لها، بدون سابق أنظار اقترب منها وقبلها بشوق ورغبة، تلك القبلة قطعت فيها أنفاسه وأنفاسها، ابتعد قليلاً لتأخذ "ملاك" أنفاسها، أما هو فلا يعلم كيف تسحبه لها، تلك الفتاة كلما أقترب منها كلما زادت رغبته بها عكس الجميع، قام من مكانه مبتعداً عنها، بتلك اللحظةسمعها تقول بكل غـــضــــب:
_أوعى تقرب مني تاني إنت فاهم أنا مش عاوزاك تقربلي إلا أما تحس فعلاً إنك ظالمني
قامت من مكانها، رحلت من الغرفة لتتركه بمفرده بذلك الوقت لم يتحمل أفعالها مما جعله يمسك بكوب الماء ويكـ.ـسره بيده، انجـ.ـر.ح بشـ.ـدة، نظر للدmاء ولم يفعل شيءٍ، اقترب من الفراش وانام وهو موجوع......
...................................................................
بصباح اليوم التالي حيث أشرقت الشمس، استيقظ "أحمد" من نومه، أخذاً قراره بأنه سيعتذر من "دنيا"، ارتدى ملابسه حتى يرحل لعمله في شركة"جبل"، خرجت أخته من غرفتها بتلك اللحظة، ابتسمت له بكل حب وبحنو شـ.ـديد قالت:
_لو هصحى كل يوم وأشوف العسل دا قدامي والله ماهصدق يسعد صباحك يا أغلى حد في حياتي
لم يستطيع أن يمنع نفسه من احضانها تحدث بحـ.ـز.ن مصطنع:
_والله كلها كام يوم وتروحي بيت جوزك وأحلى صباح بالنسبة ليا مش هيكون موجود
ثم ابتعد عنها قليلاً وقال بأمر:
_بعد إذنك متقربيش مني خالص فاهمة ولا لاء أنا مش هقف بقى واستنى صباحك وإنتي ياختي في حـ.ـضـ.ـن حبيب القلب
قهقهت بشـ.ـدة، اقتربت منه ثم قالت بحب:
_كل يوم هسمعك صباح الخير بصوتي
توقفت قليلاً عما تقول حيثُ غمزت له ومن ثم أكملت بـ:
_وبعدين إنت هتكون مشغول مع حبيبة قلبك ساعتها والله ما هتفضى ليا
ابتسم بحـ.ـز.ن فحلمه هذا لن يحدث بالوقت الحالى، تنهد بقوة ثم رد عليها بيائس:
_لسه بدري أوي متقلقيش أكيد هرد عليكي كل يوم ساعتها
وضعت يدها على كتفه قائلةٍ بيقين:
_أنا حاسة وإنت عارفة إحساسي دائماً صح ربنا هيعوضك وهتتجوزها
قبلها على رأسها ثم اقترب من باب الشقة وقال بأمل:
_وأنا بعد كلامك حاسس بأمل كبير ربنا يخليكي ليا يا تاج رأسي يا عمة العيال
توقف قليلاً عن الكلام ووضع يده على كتفها وقال:
_في ناس بتقول عن العمة عقربة والخال أحلى من العم أنا متأكد إن عيالي محظوظين باخواتي
ابتسمت بحب ثم ردت عليه وقالت:
_ربنا يخليك لينا ويكتبلك في كل خطوة سلامة وخير يارب
...................................................................
استيقظ مبكراً، لم ينم قط، يفكر في دنيته الصغيرة، وعاشقته المدللة، لم يجلس على مائدة الإفطار كعادته، رأته "مرام" فأسرعت عنده وقالت برجاء:
_هتمشي من غير آكل أول مرة تعملها وتسيب عيلتك على الفطار بالله عليك انسى كل حاجه وتعالى
حملق بها بقسوة، ثم تأفف بقوة وقال:
_من امتى وإنتي بت عـ.ـر.في اللي بحبه ولا مش بحبه أصل لو بت عـ.ـر.في كنتي قدرتي الحـ.ـيو.ان اللي بتحبيه وبتقولي عليه راجـ.ـلك بس أنا طلعت مش راجـ.ـل بالنسبة لك
قاطعت حديثه حين وضعت يدها على فمه وقالت ببكاء:
_لا يا حبيبي متقوليش كدا بالله عليك عشان خاطري
لم يرد عليها، تركها ورحل بعد أن صعد سيارته وحرك مكبحها وانطلق بها، شعرت "مرام" بالاستياء، تنهدت بقوةٍ وأسرعت للداخل حيث يتواجد الجميع، حدقت بها "دنيا" وقالت بآسف:
_قالك إيه؟
هزت رأسها بلا ثم قالت بحنق:
_مافيش يا "دنيا"
نظرت إلى "صباح" بعد أن ردت على "دنيا" وأمرتها بـ:
_يالا يا دادة هنروح بيت بابا ويومين ونرجع فيلا "جبل"
فزعت "دنيا" حين قالت هكذا شعرت بان علاقة "مالك" و "مرام" تدmرت بسببها، سألتها بخــــوف:
_هو حصل حاجة بينكم يا "مرام"
هزت رأسها بلا ثم قالت بصراخ:
_يالا يا دادة
قامت "دنيا" من الطاولة ثم أسرعت لغرفتها، بينما "ريناد" فشعرت بأنهم متخصمـ.ـا.تان فلم تتحدث قط، كانت "عبير" في غرفتها لذلك لا تعلم ما الذي يحدث، قامت "صباح" و"سامية" ليجهزوا، ويستعدوا للمغادرة
+

‏...................................................................
في منزل "لميس"
كانت "فوقية" تجلس في غرفتها تقكر في زيارة زوجها السابق، تريد أن تسأله عن الكثير من الأشياء، بتلك اللحظة دلفت "لميس" بعد أن دقت على الباب، وببسمة صغيرة قالت:
_حبيبتي بتعمل إيه؟
بادلتها الابتسامة وأجابتها بهدوء:
_مافيش يا بـ.ـنتي بس قاعدة بفكر أروح لـ "جلال" عاوزة أسأله ليه بجد أنا تعبانة نفسي أروح لولادي وبـ.ـارك لهم تعبت
رفعت "لميس" حاجبها بصدmة ثم رفضت كل ما تقوله لها:
_لا طبعاً يا عالم ممكن يعمل فيكي إيه؟ وبعدين أنا عاملة ليكي مفاجأة
رفعت رأسها بتمني وقالت لها برجاء:
_طب قولي بالله عليكي
ابتسمت لها وأجابتها بـ:
_"ملاك" قالت بعد ما "جبل" يروح الشغل هتيجي تشوفك ودا كان وعدها يا حلويتي
قامت من مكانها، أسرعت نحو دولابها لتخرج ما يناسبها لاستقبال "ملاك"، تحدثت بدmـ.ـو.ع الفرحة:
_بسرعة تعالي طلعيلي طقم حلو يا بـ.ـنتي

...................................................................
في فيلا "جبل"
استيقظ وهو يشعر بالألــم وأن هناك حرارة شـ.ـديدة تنتابه ولكنه عاند نفسه، ارتدى ملابسه، كانت يده مازلت تنزف ولكنه تحمل التعب، لا يريد أن يضعف أمام تلك المغــــرورة والعنيدة، انتبه بتلك اللحظة حين فتحت الباب، وكعادتها تتحدث كثيراً حيثُ كانت تقول:
_أنا راحة عند "لميس" صاحبتي وهرجع بدري تمام
رد عليها ببرود:
_وليه بتقولي لي بقى طالما مخططة لدا
بنفسه نبرته قالت:
_أصلك جوزي
رفع حاجبه باندهاش وقال بسـ ـخـــريــة:
_تصدقي كنت فاكر غير كدا طب طالما أنا جوزك مافيش خروج
حدقت به وكانت ستعنفه ولكنها انتبهت للدmاء التي تتساقط من يده، ركزت به فشعرت بأنه مريـ.ـض، نسيت بتلك اللحظة ما فعله، اقتربت منه، والدmـ.ـو.ع في مقلتيها لا تتوقف ثم قالت بهلع:
_"جبل"!!!!
...................................................................
يتبع
لم تستطيع "ملاك"  أن تمنع دmـ.ـو.عها من الانهمار، برغم من كل شيء فعله معها إلا أنها لا تحب أن تجده مريـ.ـض،  وخصوصاً بتلك الحالة،  بهلعٍ شـ.ـديد وخــــوفٍ مريب أمسكت يده،  لم تشعر بنفسها ولا بتلقائيتها التي جعلتها تقبل يده وتسأله بفزعٍ:
+

_هو إيه اللي حصل ها؟!

استغربها بشـ.ـدة، خــــوفها جعله يندهش، فعل بها الكثير ومازالت تقدره وتحبه، سحب يده من يدها برغم من دقات قلبه التي تزايدت بقوة حين أمسكته، يعلم بأنه سعيد من الداخل ولكن عقله يرفض التعلق بها، مازال يريد أن يحقق انتقامه، أصبح يريدها بشـ.ـدة وزادت رغبته بها بعد قبلته لها ولكن بعد أن رفضته انتابه شعور الابتعاد عنها، فقط مسموح له الاقتراب حين تتعـ.ـذ.ب، رد عليها بقسوة:

_مافيش اتعورت من الكوباية ابعدي عني بقى مش عاوز اتكلم معاكي وابعدي عشان أروح الشغل

صرختَ في وجهه بانفعال قائلةٍ بغـــضــــبٍ:
_عورت نفسك وبعدين ما تشـ.ـدش أيدك من أيدي ومافيش زفت شغل فاهم ولا لاء

_لاء
قالها ببرود شـ.ـديد وتركها وعاد يقف أمام المرآة يضبط نفسه ويتأكد بأن مظهره لائق به،  أكمل كلامه بأمر:

_همشي ياريت متخرجيش من الفيلا

حدقت به ثم حدقت بباب الغرفة لتأتي في مخيلتها فكرة معينة،  ابتسمت له بخبث مما جعله يستغربها ويقول بتساؤل:

_بتضحكي ليه؟؟

هزت رأسها بلا وكأنها تجيبه على سؤاله وتخبره فيه أن لا يوجد شيء،  تجاهلها وعاد ينظر لنفسه بالمرآة مرة آخرى، استغلت "ملاك"  الوضع وأسرعت نحو الباب،  قفلت عليهم بالمفتاح،  وضعته في جيب بنطالها، انتبه لها فتأفف بقوة وقال بحنق:

_هاتي المفتاح يا "ملاك"  متعصبنيش

رفعت حاجبها وبتمرد قالت:
_لا مش هديهولك طبعاً

تنهدت بقوةٍ محاولا إلا يغـــضــــب،  رد عليها بكل هدوء:
_هاتي المفتاح
_بقول لا

كان هذا ردها قبل أن تمسك يده وتجيره على الجلوس بأعلى الفراش،  أسرعت إلى الحمام لكي تجلب علبة الاسعافات الأولية،  ثم عادت له،  فتحتها وطهرت الجـ.ـر.ح له،  وربطت يده، تجمعت الدmـ.ـو.ع مرة ثانية في عينها قائلةٍ برجاء:

_ليه بتعمل كدا بعد إذنك لو سمحت متعملش في نفسك حاجة وحشة تاني حتى ولو كانت الخناقة معايا تعالى اتخانق عاوز تكـ.ـسر الدنيا كـ.ـسرها تمام مش عاوز خلاص بس أوعى تعور نفسك!!

حدق به حيث انجذب لحديثها، يفكر في الشيء التي صنعت منه، مختلفة كثيراً عن الجميع، حنيتها، اسلوبها، هي بالفعل ملاك، ولكن لا يريد أن يقع قلبه في حبها فتخدعه، أمه كانت تشبها كثيراً، دmعت عينه ولاول مرة، لايعرف ما الذي يريده، يشعر بالضياع الآن،  هل يميل ويبعد عن كل شيء أو يفضل صلب ولكن حتى الحديد يلين،  تنهد بقوة ثم قال بضيق:
_خلاص يا "ملاك"  هقعد من الشغل انهاردة متشغليش بالك بيا قومي إنتي افطري ولو عاوزة تروحي شغلك روحي

استغربت هدوءه الشـ.ـديد وانقلابه الغريب، ولكن أصرت على قرارها حيثُ قالت باصرار:
_مش هروح أي حتة دلوقتي هنزل أحضر لك الآكل إنت مش شايف إنك تعبان

كان يتمنى أن تتركه حتى لا يتعلق بها ولكنها خايبت ظنونه.
نزلت إلى المطبخ،  أمسكت هاتفها ثم أرسلت رسالة إلى "لميس"  تعتذر فيها عن عدm ذهبها لها،  شرحت لها ما حدث ما زوجها بالتفاصيل.  تركت الهاتف بعد أن وصلها رد صديقتها الموافق على اعتذارها والمتمني لزوجها السلامة والعافـ.ـية

ظلت تتأمل المطبخ فهي لا تعرف معنى الطهي،  كل حياتها كانت في الدراسة،  لا تريد أن تهاتف "سامية"  أو "صباح"  جاءتها إحدى الخدm حين وجدتها شاردة،  سألتها بهدوء:

_في حاجه يا فنـ.ـد.م أقدر أساعدك بيها؟
انتبهت لها "ملاك"  وأجابتها بـ:
_مافيش بس ساعديني هاتيلي فراخ من التلاجة هنعمل شربة خضار لو فيه خضار هاتي وقطعيه وأنا هكمل الباقي
1

أومأت الخادmة برأسها بطاعة ثم نفذت ما أمرتها به،  لتفتح "ملاك"  مواقع التواصل الاجتماعي وتبحث عن عمل شربة الخضار

.........................................................................

وصل "مالك"  لشركة "جبل"  صعد لمكتبه وقبل أن يدلف أمر السكرتيرة بـ:
_في شاب "جبل"  بيه لسه معينه خليه يجليه اسمه "أحمد"  اتعين من يومين تقريباً

هزت السكؤتيرة رأسها وقالت بعد أن أمسكت هاتفها:
_تمام يا فنـ.ـد.م دقيقة وهيكون عندك

ابتسم بسمة مجاملة لها وتركها ودلف لمكتب صديقته والمسموح له بدخوله في أي وقت...
مر خمس دقائق وبالفعل دلف "أحمد" له، كان ينظر للأرض لا يتجرأ على رفع عينه، أول مرة يرأ "مالك" خفقات قلبه تؤلمة بشـ.ـدة، يشعر بأنه عرف عن علاقته بابنة عمه شيء، وجاء حتى يدmرها، انتبه له حين قال بجدية:

_لأزم تبقى رأسك مرفوع مش في الأرض اللي بيحب حد بيبص في عين وكيل عروسته وبكل شجاعة بيقول بحبها أنا كدا حاسس إنك مش بتحب "دنيا"

انذهل مما يحدث، لقد علم "مالك" بما حدث، ولكن لما يقول هكذا ظن بأنه جاء ليفرقهم فقال بحد:

_لا بحبها وهفضل أحبها وأخاف عليها لحد ما أمـ.ـو.ت

مط "مالك" شفتيه بهدوء ومن ثم رد عليه بسـ ـخـــريــة:
_إنت واثق من نفسك أوي بقى؟

اقترب من المكتب ووضع يده بأعلى المكتب وقال بانفعالِ:
_جداً واثق من نفسي جداً

أخرج "مالك" من جيبه دفتر شيكاته، مضى عليه ثم قال بغــــرور:

_ الشيك على بياض اكتب اللي إنت حابه وهبني لك شركة تبني نفسك بنفسك بيها وابدأ عيش حياتك بعيد عنها وساعتها بنات الدنيا كلها هيكونوا تحت رجلك يا "أحمد"

قهقه "أحمد" بقوةٍ وسرعان ما تعلقت الدmـ.ـو.ع في عينها تحدث بغـــضــــبٍ بعد أن مزج تلك الورقة التي أخذها من "مالك":
_هي"دنيا" رخيصة أوي عندك دي دنيا في حد بيبع دنيته وحياته وكيانه والله لو عرض عليا فلوس الدنيا دي كلها والله ما هوافق أوعى تكون فاكر إني طمعان في فلوسك لا أبدا اللي بيغني هو اللي بيفقر يعني ياعالم بكرا عندك ولا عندي
صفق "مالك" له بيده ثم قال بضيق:
_برافو صدقتك أنا بقى وبعدين لو بتحبها وشايف إنك راجـ.ـل وتستحقها روح وتكلم مع رجـ.ـالتها مش تتكلم مع صحبتها

كور "أحمد" يده بقوة ثم رد عليه بانفعال:
_يمكن إنت اتولد وفي بوقك معلقة دهب بس جدك يمكن تعب جدا عشان يحقق الثروة دي فمتقللش منها وتذل بيها غيرك أنا مش عاوز "دنيا" تحس  إنها محتاجة لحاجة وأنا معاها

رفع "مالك" حاجبه بعدm فهم، لا يفهم ما الذي يريد أن يجعله يفهمه هو سأله عن شيء ويرد عليه بشيء آخر، تحدث بهدوء:

_مش فاهمك وضح كلامك لو سمحت!!

تزين ثغر "أحمد"  ببسمة السـ ـخـــريــة ومن ثم أجابه باقتضاب:
_حضرتك أنا لسه بابني نفسي فلما قابلتها وحبينا بعض هي طلبت اتقدm وأنا قولتلها لأزم ابني نفسي فكان رد فعلها هو أخبـ.ـار "مرام"  خافت ساعتها لكون بكدب عليها لكن "مرام" عمرها ما قللت من شانك وكل مرة كانت بتحاول تساعد بس

انهى حديثه واستدار حتى يغادر ولكن ما قاله "مالك" جعله ينصدm حيثُ قال:
_هتيجي تقرأ الفاتحة أمتى؟
التفت له بعدm تصديق حدق به، ابتلع ما في حلقه بتـ.ـو.تر ثم قال بتلعثم:
_قصدك إيه؟!

.........................................................................

_قصدك إيه؟
تلك الكلمة التي قالتها "فوقية" بصدmة حين أخبرتها "لميس" أن "ملاك" لن تأتي، جلست بفقدان امل واستمعت رد "لميس" حين قالت:
_مش هتنفع تيجي ابنك ياست قعدها وقالها احنا لسة في شهر العسل

ابتسمت لها ولكن ما في قلبها يشعر بغير ذلك تمنت ألا يكون هناك ما يصيب قلبها بالو.جـ.ـع، بينما "لميس" فحمدت ربها بأنها لم تشعر بكذبها، لا تريد أن تجعلها تبكي على ابنها المريـ.ـض يكفى صديقتها المنزعجة على زوجها
بتلك اللحظة رن جرس الباب، فانتفضت "فوقية" وقالت بهلفة:
_"ملاك"!!!
ولكن سرعان ما عادت تتذكر بأنها لن تأتي، شعرت بالإستياء، ظلت تلعن حظها الذي لا يقف معها قط.
أسرعت "لميس" حتى تفتح الباب فوجدت أن الطارق ليس إلا "مصطفى" الذي غمز لها بحب قائلاً بمزح:
_قمري كان نازل ولا حاجة أمشى بقى

ابتسمت بخجل ثم قالت بنفي لسؤاله:
_لا يا "صاصا" ادخل يا حبيبي قاعدين

استغربها فهي لا ترتدي ملابس الخروج إلا حين تنزل أو يأتي لها أحد،  سألها بهدوء:
_طب كنتِ راحة الشغل ولا حاجة
_لا بس "ملاك"  كانت جاية ومش هتيجي لإنها قاعدة مع جوزها

كان ردها غريب بالنسبة له بل وكان صدmة شـ.ـديدة،  صرخ باشتغراب:
_ها اتجوزت امتى؟
قهقهت "لميس"  على ردت فعله الغريبة و أجابته بهدوء:
_كتبت كتابها أمبـ.ـارح هي و "جبل"
انكمش حاجبيه بغـــضــــب شـ.ـديد، ثم قال بغـــضــــب:
_ومن أمتى وإحنا مش صحبها عشان تعمل كدا من غير ما تقول خلاص بقينا غرب عنها من ساعة ما دخل سي "جبل" حياتها براحتها تعمل اللي تعمله وأنا من النهاردة تعتبرني مش صاحبها

تنهدت "لميس" بقوة ثم سردت له مع حدث مع صديقتها وما قالته لها عن زيجتها وأضافت على كلمها بـ:

_بس يا سيدي هي ملهاش ذنب وكذا مرة أقولك يا "مصطفى" بلاش تتسرع في حكمك على ظروف غيرك

ابتسم "مصطفى" ثم قال بضيق حين تذكر علاقته معها فهي لم تكن مجرد صديقة:
_طب وإحنا أمتى بقى يا حلو

نظرت في الأرض بخجل وأجابته بيدها:
_بس بقى يا "مصطفى"

اندهش بقوة ثم قال باستفسار:
_لا بجد امتى أنا بقالي مدة مستني دا غير أنا مستني دراستك وإنك لسة بتكملي في طب وبتروحي تمارين في مستشفيات وأنا شغلت نفسي في السفر فممكن تقوليلي أمتى عشان أنا مش مستحمل البعد؟!

ابتسمت في وجهه ثم قالت بعشق:
_حدد معاد مع ماما بس استنى أما ربنا يكرم وطنط "فوقية" ربنا ييسر لها الحال

فتح عيته بصدmة، هو لا يعلم متى سيأتي هذا اليوم التي ستعود فيه "فوقية" لمنزلها ولحياتها، تحدث بغـــضــــب:

_هو إنتي كل مرة تطلعي بحجة قربت أحس إنك مش عاوزاني يا "لميس" بالله عليكي متاطلعي كل شوية بحاجة أنا زهقت عاوز أستقر أنا مستعد أروح  لـ "جبل" بس ننجز بقى

استمع حديثهم "فوفية" فاقتربت منهم وقالت:
_
.........................................................................
في فيلا ال "عزمي"

حاولت "دنيا" أن تقنع " مرام" بعدm الرحيل فقالت برجاء:
_بعد إذنك يا "مرام" ما تعنديش مع "مالك" لو ميشتي هيحس إنه ملهوش قيمة عندك وهيعاند أكتر بالله عليكي إسمعيني لو ليا غلاوة عندك

ردت عليها "مرام" بضيق:
_أنا بعمل كدا عشان يعرف ياخد قراره وبعدين أنا حاسة إننا مش مرحب بينا

استغربت "دنيا" من حديث صديقتها، كيف تقول هذا وهي تعلم بقوة أن هذا المنزل منزلها وأنها ستكون جزءاً منه قريباً، تحدثت بخفوتِ:

_ليه بتقولي كدا يا "مرام" برغم من إنك عارفة كويس إنك بالنسبة للبيت دا إيه

دmعت عين "مرام" ثم قالت ببكاء:
_لو كدا مكنتش مامتك اضيقت أمبـ.ـارح ومكنتش قالت لدادة "سامية" و دادة "صباح" انهم يناموا مع المربية هنا برغم من إنها عارفة كويس إني أنا و"ملاك" بنعامل مربياتنا كويس جدا وينعتبرهم أمهاتنا

وضعت "دنيا" يدها على كتفها ثم قالت باعتذار
_معلش يا حبيبتي واديكي نيمتيهم معاكي في الأوضة إيه المشكلة بقى

أكملت "مرام" حديثها بحـ.ـز.ن:
_وأخوكي اللي عمره ما مشي من غير ما يفطر إلا إذا كان مضايق أو مش حابب الضيق اللي جاي

ابتسمت "دنيا" بهدوء ثم مسحت دmـ.ـو.ع "مرام" وقالت بحنو:
_يا حبيبتي مش لازم تاخدي كل حاجة على نفسيتك وبعدين استني اما يجي لاما هحس إني أنا السبب وبعدين هو بيحبك ازاي بقى هتكوني ضيفة تقيلة ولو إنتي حاسة بكدا يبقى استنى لحد ما يجي وتشوفي ردت فعله

هزت رأسها بلا وبدات تجهز نفسها بالفعل ولكن "دنيا" هاتفت ابن عمها حين دلفت "مرام" للمرحاض استغلت ذلك  وسردت له ما حدث حتى ياتي ويوقفها عما يحدث، أمرها حتى تشعلها وتوقفها عما تفعل وهو سيأتي في أقصى سرعة...
.........................................................................

أخبره بنبرة سريعة:
_نتكلم في العربية "مرام" هتمشي من البيت تعالى معايا
بالفعل نفذ كلامه وسار خلفه وخرج معه من الشركة، صعد كل منهم السيارة، ليبدأ "مالك"  في الحديث مرة أخرى'

_بص يا "أحمد" أنا معنديش مشكلة مع الفقير لإن كلنا كنا كدا بس حبيت اختبرك أنا معنديش مشكلة في جوازك وإذا كان على "دنيا" فهي طالما حبتك فصدقني هتكون مستعدة تعيش معاك في أي مكان وأنا واثق في كدا فلية أضيع في الوقت

ابتسم "أحمد" بالفعل كما قالت "دنيا" هو إنسان طيب القلب، حنون ويحب الخير، شعر بأنه خطأ في الحكم عليه، رد عليه بنبرة جادة و تحمل الشكر:

_شكرا بجد يا "مالك" بيـ...

قاطعه "مالك" بحد ثم قال:
_مش بيه هتكون واحد من العيلة وهتاخد بـ.ـنتنا وإحنا بنعامل اللي بيتجوزوا بـ.ـنتنا بتقدير عشان هيحافظوا عليهم لكن لو زعلاتها هضـ.ـر.بك

قهقه "أحمد"  بقوة،  ثم أكمل حدييثه:
_والله العظيم بقيت حساس إنك غالي عليا خايف أقول صاحبي أكون مش قد المقام

أوقف "مالك"   سيارته وضـ.ـر.به على كتفه بمزح وقال:
_أخويا مش صاحبي وبقت معزتك زي "جبل"  المهم كمل كلامك شكل في مشكلة

هز رأسه وقال بضيق:
_لأزم استنى سنتين أكون نفسي وأجيب لها شقة تعيش فيها وكمان شقة قصدنا عشان أخواتي يكونوا حنبي وعشان متزهقش منهم

رفع "مالك"  حاجبه ثم مط شفته لأمام وقال:
_والله لو قولت  لـ "دنيا"  وموافقتش بخواتك فساعتها ممكن تعمل كدا والشقة سبها بظروفها ونشوف بس الإتفاق والقعدة بس دلوقتي مش عاوزك تقول لمامتها لما نروح أنا اللي هقولها

أومأ "أحمد"  برأسه يوافقه على كلامه،  عاد "مالك"  يقود السيارة بأقصى سرعة نحو منزله
.........................................................................

للتو انتهت من صنع شربة الخضار، لم تتذوقها جهزت فطار بسيط لها وله، أمسكت صنية الطعام وصعدت له، فتحت الباب، فوجدته يمسك رأسه يبدو أنها تؤلمه بشـ.ـدة، أسرعت نحوه ووضعت الصنية على الكومود وسألته بلهفة:

_مالك يا  حبـ....

وقبل أن تكمل كلامها، تذكرت ما فعله فلم تكمل كلمتها ولكنه انتبه لها، شعر بالفرحة ولكن لم يعلق عليها، أشار نحو الطعام وقال:
_ليه مخلتش الخدامة تجيبه لحد هنا

ابتسمت له وقالت:
_ماما مكنتش بتخلي حد يدخل من الخدامين أوضة نومها ولا حتى دادة "سامية" بتقول إنها عالمها هي وبابا وأنا وبرغم من اللي بنا مش حابة دا حتى أنا اللي هنضفها وحتى لو مانمتش معاك في أوضة ولو انفصلنا هتفضل كياني
حدق بها بذهول، ولكن تذكر حين كانت أمه تقول وتفعل هكذا، من الممكن أن تفعل مثلها، تنهد بقوةٍ ثم وبهدوء قال:-

_طيب طالما هريح من الشغل سبيني أنام!!!

شعرت بأنه لا يصدق حديثها، ولكنها ستظل بجانبه، ستغير له حياته وستعلم قريباً ما الذي يخفيه عليها ويجعله مجروح، صرخت به بعلو وقالت بتمرد:

_مافيش نوم في آكل وعلاج حضرتك لأزم جـ.ـر.حك يلم يا أستاذ

لا يتجرأ أن يقول لا حيثُ تمردها يتغلب دائماً عليه، اعتدل في جلسته ثم قال بضيق:

_هاتي الصنية!!

أعطتها له وبدأت تراقب تصرفاته وشكل وجه بعد أن يتذوق الطعام، كان فمها يتزين ببسمة الخــــوف تريد أن تعلم رده على صحن الشربة، نظر لها "جبل" باستغراب ومن ثم قال بتساؤل:-

_ بتبصي كدا ليه؟!

اتسعت ابتسامتها ثم تقدmت لتجلس على الفراش ومن ثم قالت:-
_مافيش يا حبيبي بس بشوف هتعجبك ولا لاء أول مرة أعمل آكل في حياتي

رفع حاجبه بتعجب، لم يستطيع أن يمتع نفسه من الصراخ، تحدث بهلعٍ مصطنع:
_يا نهار أسود وجاية تجربي عليا أنا لا خدي يا ست أنا مش جعان

انكمش حاجبها وقالت بصراخ:
_كل هي شربة مغزية جداً وهتعجبك على فكرة

رفع حاجبه بعدm اقتناع ثم قال بيائس:
_مقدmيش غيرها هجربها وربنا يستر بس اتصلي بالإسعاف..!!!!!

ابتسكت بسـ ـخـــريــة على ما يقول، لم ترد عليه بأي شيء، ظلت تراقبه، وبالفعل بدأ يرتشف من صحن الشربة ولكن سعل بقوة، أشار لهغ حتى تناوله الماء، أسرعت ووضعت بعض الماء في الموب ومن ثم أعطته له وقالت بذعر:

_في إيه يا "جبل" اللي حصل؟

نظر لها بضيق ثم قال بانفعال طفيف:
_كنت حاسس إن هيكون في حاجة وحشة في الشربة إيه دا يا "ملاك"؟
استغربت حديثه فقالت بانزعاج:
_مالها الشربة يا" جبل"
مد يده بصحن الشربة وقال بأمر:
_دوقي كدا
أمسكت الصحن وتذوقته فشعرت بالخجل الشـ.ـديد حيثُ كان ملح الطعام به زائد بشـ.ـدة، تحدثت بتـ.ـو.تر:
_آسفة يا "جبل" والله بس الخدامة اللي تحت داقتها وقالت حلوة جداً والله أنا كنت عملها بمحبة وعشان الدواء لو كنت أعرف كنت عملت واحدة تاني

ابتسم على تـ.ـو.ترها وخجلها من هذا الموقف، تحدث بهدوء:
_والله يهمك هي بس ماحبتش تزعلك وبعدين هي مش وحشة بالنسبة إنها أول آكلة تعمليها
تغيرت ملامها من الخــــوف للسعادة، ابتسمت له فهذا الذي يتحدث لم يكن نفس الشخص القاسي معها بليلة أمس، عاد وآكل الخضروات التي كانت مع الشربة، تحمل الملح، انكمش حاجبها وقالت يرجاء:-
_خلاص يا "جبل" بلاش الشربة وخليني اكلم أي مطعم يعملها أو أخلي حد من الشغالين يعملهالك
حدق بها وعلى وجهه بسمة صغيرة ثم قال بصوت هامس:-
_لا هشربها عجبانها!
ابتسمت له حيثُ شعرت بأنه يتقرب منها مرة أخرى بل وتلك المرة قلبه يدق لها بكل حب، هتفت بخفوت:
_طيب هروح أغير هدومي عشان مش بعرف أقعد بلبس الشغل وأنا في البيت
أوما لها برأسه لترحل من أمامه بعدها، تنهد بقوةٍ ثم قال بحب:
_مش عارف ليه فيكي حاجة بتشـ.ـدني لدرجة إني مش عاوز أذيكي حاسي إنك قريبة مني أوي ومني كل ما بحس إني فيها حاجة قلبي بيوجـ.ـعني

قاطع حديثه دخول "ملاك" بملابس قصيرة اعتادت على ملبسهم في منزلها، ابتلع ما في حلقه بضياع حيثُ كاتا تشبه الأطفال وله أنوثة طاغية، استغربت نظراته فقالت:

_مالك؟!
_ها ما فيش يا "ملاك" أنا خلصت الشربة

هذا ما قاله بعد أن انتبه لها، مد لها صنية الشربة، أخذتها منه، وأعطته الدواء، شعرت بأن حرارته زادت، انكمش حاجبها بخــــوف وقالت بفزعٍ:-

_إنت سخن كدا ليه؟!

.........................................................................
وصل إلى منزله، صف سيارته بمكانها، أمر "أحمد" بالنزول ثم قال بترحيب:
_نورت بيتك يا صديقي

ابتسم "أحمد" له، لم ينظر إلى الفيلا محاولٍ حتى لا يقول "مالك" بانه يريد ابنه عمه من أجل المال، دلف للداخل لتأتي عينه على ملاكه حيثُ كان الخــــوف يظهر على ملامحها، شعر بالذعر الشـ.ـديد، فأسرع باتجاهها وسألها بهلعٍ:-

_مالك يا "دنيا"!!!

تفاجئت" دنيا" من وجوده وبالأخص أنه مع ابن عمها، اقتربت من "مالك" وقالت برجاء:

_اطلع ليها يا "مالك" خلاص لبست وهتمشي
أومأ "مالك" برأسها ثم قال بهدوء:
_هطلع شوفي إنتي "أحمد" هيشرب إيه؟

ابتسمت في وجه "مالك" حيثُ شعرت بأنه سيحقق لها ما يتمنه قلبها، وبالفعل اتجهت نحو المطبخ بعد أن أشار لـ "أحمد" لغرفة المعيشة حتى يجلس بها حينها سالته بحـ.ـز.ن:

_تشرب إيتجبيه
رد عليها بحب:
_اللي تحبي تجبيه
هزت برأسها وطلبت له عصير ليمون وعادت لتجلس معه، طال الصمت بينهما حتى قطعه بقوله:

_إنتي زعلانة مني يا "دنيتي"؟
تنهدت " دنيا " بقوةٍ ثم نظرت له بحـ.ـز.ن وقالت:
_كـ.ـسرتني بكلامك أنا عملت إيه يعني عشان تقول كدا

أشارت نحو قلبها وقالت بصوت باكي:
_إنت كـ.ـسرت قلبي بكلامك عدm ثقتك بأني مش عاوزة أعيش معاك تعباني وبعدين
توقفت عن الحديث حين سمعت صوت "عبير" تقول بغـــضــــب:
_وبعدين إيه مين دا إنتي تعريفيه مـ.ـيـ.ـت مرة قولت متقعدوش مع حد متعرفهوش
قامت "دنيا" من مكانها بتـ.ـو.تر ثم قالت بتلعثم:
_دا دا دا دا

قاطعها "أحمد" ورد بـ:
_أنا "أحمد" صديق "مالك"
انكمش حاجبي "عبير" باستغراب حيثُ أنه أول مرة يأتي المنزل، فكرت قليلاً ثم ابتسمت، ظنت أنه سيشارك "مالك" في مشروعٍ ما ولكنها استغربت من تصرف ابـ.ـنتها وتقطع حديثها، تحدثت ببسمة مصطنعة:

_منور يا حبيبي!!

ثم نظرت لابـ.ـنتها وقالت بأمر:
_خليكي قاعدة معاه طالما صاحب "مالك" !

بالفعل نفذت "دنيا" ما قالته والدتها بينما "أحمد" فابتسم بهدوء وقال بشكر:

_شكراً يا فنـ.ـد.م تسلمي البيت منور بصحابوا
هزت رأسها وقالت لابـ.ـنتها:
_هروح أقابل صحابي يا "دنيا" خلي بالك من "ريري" وساعديها في الهومورك بتاعها...!!

أومأت "دنيا" برأسها ووافقتها على حديثها، رحلت "عبير" بسرعة فتنهدت "دنيا" ثم استدارت لتنظر له مرة أخرى وقالت:
_دي مامي
ابتسم على تـ.ـو.ترها وقال:
_عارف سمعتك وإنتي بتقولي لها يا ماما
أمسكها من يدها وقال بحب:

_بغير عليكي عشان كدا غيرت عليكي من "مالك" أما دخل الأوضة وكنت متعصب لكن صديقيني عمري ما زعل منك أبداً وأما جيتي مكنتش حابب إنك تشوفيني أبداً وتشوفي بيتي عاوزك تقعدي في مكان أفضل من اللي أنا قاعد فيه

حدقت به بغـــضــــب وردت عليه بعتاب:
_ليه مفكر إني مش حابة وجود بيتك وعيلتك في حياتي ليه حاسس بكدا أنا بحبك زي ما إنت ببيتك وأخواتك وحياتك وجرانك أنا بحبك

نظر لها بفخر فكيف لا يفتخر بها وهي ملاك يطير على الأرض يزين حياته، يجعل قلبه يدق بعشقه، ابتسم لها وقال بحنو:

_إنتي أغلى حاجة في حياتي كلها فخور بكلامك يا روح قلبي بجد إنتي حياتي كلها
خجلت من حديثه المعسول معها، نظرت للأرض بخجلٍ ثم قالت بحب:
_مش بقدر ازعل منك المهم بقى احكيلي إي اللي حصل مع "مالك" عشان يحبك

........................................................................
صعد للغرفة التي كانت سكنها بليلة أمس، سمع صوت بكائها من خلف الباب، سمعها تقول لكل من "سامية" و "صباح":-
_يا جماعة أنا بقيت احس إننا مش هنكمل علاقتنا مليانة خناق والخناق بيكون على أتفه الاسباب هو دا يصح برضه

لا يعلم لما غـــضــــب منها هي لم تفعل شيءٍ، ظل يستمع لهم ولرد" سامية "التي قالت لها بحنو:

_ليه يا قلب أمك بتقولي كدا دا الخناق هو روح العلاقة

بينما" صباح" فقالت بيقين:-
_إنت نفسك عارفة كويس إن "مالك" عمره ما حب زيك ولا هيحب هو أصلاً ميقدرش يستغني عنك اعترفي إنك غلطانة إنك خبيتي عنه

استغرب من الصمت الذي حدث، كلام "صباح" تحديداً جعله متلهفً حتى يسمع ردها، ولكن بدون فائدة حيثُ أن كل ما خرج من فمها:-
_طب يالا نمشي!!!
بتلك اللحظة لم يستطيع أن يصبر أكتر من ذلك، أمسك مقبض الباب ليدفع بقوة ويدخل، أشار بعينه للمربيات وقال بأمر:-
_بعد إذنكم يا جماعة سبوني معاها شوية؟!
وبالفعل نفذت كل منهن كلامه، حدقت به "مرام" وموعها تنزلق بشـ.ـدة من عينها، انتظرت حديثه ولكن لم يتحدث، كانت عينه تعاتبها وكأنها اذنبت بمفردها، قاطعت السكوت الذي حل على الغرفة بقولها:-

_نعم يا "مالك" محتاج حاجة قبل ما امشي
رفع حاجبيه ثم مط شفتيه للأمام وقال ببرود:-
_لا بس حاسك خارجة إيه يا حبيبتي راحة في حتة بدون إذني ولا إيه؟!
حملقت به "مرام" ولم تفهم ما يقصده بطريقته معها، لديها يقين بأنه يعلم بمغادرتها وعودتها لمنزلها، كانت ستصمت وبالفعل سكتت قليلاً عن الحديث وكأنها تفكر في الرد، وأخيراً وبعد دقائق قالت:

_ إنت اللي حسستني إنك مش عاوزني بدل ما تتكلم معايا براحة اتعصبت عليا ومافتكرتش حتى إني مكنتش بكلمك واتصرفت صح لما قولت لأخويا خلاص الدنيا هتقف

اقترب منها وعلى وجهه بسمة صغيرة، تحدث معها بكل حب:
_آسف وبعدين إنت نفسك عارفة عصبيتي

أمسك يدها بعد أن توقف عن حديثه قليلاً ثم جعلها تجلس بجانبه على الفراش ليكمل حديثه بـ:
_هو إنتي مش عارفق قيمتك عندي ت عـ.ـر.في إني زعقت لنفسي عشان زعقــ,تــلك

ابتسمت على حديثه، تأملته قليلاً ولم تشعر بنفسها وهي تدخل بين ذراعيه وتقول ببكاء:
_أنا بحبك يا "مالك" وعمري ما تخيلت حياتي من غيرك بلاش قسوتك دي عليا

ملس "مالك" على ظهرها ثم قال بصوتٍ هامس:
_أنا كمان بحبك وأنا آسف يا حبيبتي آسف لإني شكيت فيكي وآسف لاني زعقــ,تــلك

حدقت به بعشقٍ متيم له فقط، زادت دقات قلبها وبدون أي مقدmـ.ـا.ت قالت:
_ما تيجي نكتب كتابنا ونتجوز زي "جبل" يا "مالك"

قفز "مالك" من مكانه بسعادة ثم قال بصراخ:-
_الله أكبر أنا موافق جداً هكلم أخوكي وهقوله وكمان نكتب كتاب البت "دنيا" على الواد "أحمد" بالمرة

حدقت به بعدm تصديق حيثُ أنها لم تتوقع بأنه سيوافق قط، ابتسمت بحب ثم قالت بفخر:
_بجد بحبك ومبسوطة إنك وقفت مع "دنيا"
توقفت عن الحديث قليلاً حيث تذكرت شيءٍ، انكمش حاجبها بضيق فسألها باستغراب:-

_مالك يا "مرام"؟
ردت عليه بانزعاج:
_طنط عبير هتوافق؟!
رفع حاجبه بضيق ثم قال بانفعال:
_هي ملهاش دخل وبعدين مش أنا وافقت يبقى مش مهم هي يالا بقى لإن" أحمد" تحت قاعد مع "دنيا"
رفعت حاجبها بعدm تصديق، بالفعل لم تتوقع من حبيبها أن يجعل ابنه عمه تجلس مع حبيبها....
......................................................................
_لا يا حبيبي متروحش لابني وانتي يا "لميس" هو استناكي برضه ولسه بيستنكي اتخطبوا يا حبيبتي

هذا ما قالته "فوقية" برجاء لكل منهم، بتلك اللحظة أشار "مصطفى" على "فوقية" ومن ثم نظر إلى "لميس" وقال:
_هي نفسها موافقة خلصي بقى نفسك يا "لميس"

رفع حاجبها بحيرة حيثُ لا تعلم حتى الآن ما هو قرارها، تنهدت بقوةٍ ثم قالت بهدوء:
_سبني افكر بس يا "مصطفى" مش عاوزة اكتر من كدا وبعدين لازم نشوف ماما هتقول إيه وبعد كدا يحل لها الحلال

أومأ برأسه ثم قال بضيق:- تمام أما تكوني جاهزة هتلاقيني مستنيكي سلام

خرج من المنزل أمام عينها، تنهدت بقوةٍ ثم دخلت لغرفتها، لحقت بها "فوقية" التي قالت بعتذار:
_أنا آسفة يا بـ.ـنتي لو سببت ليكي أي مشكلة مكنتش أعرف والله

رفعت "لميس" رأسها ونظرت لها، أجابتها بحب:
_لا يا طنط بس إحنا اللي بنحب نتخانق كتير مش أكتر المهم أنا هحاول أشوف "ملاك" لإن محكمة "جلال" هتترفع قريب وإحنا عاوزنها تعرف قبل ما "جبل" يعرف إن أبوه مسجون و يروح له ويتألف له حاجات محصلتش

هزت رأسها متمنية أن ينتهي كابوسها وتعود لاولادها قريباً، مالت من هذا الوضع، تشتاق لضمة من أولادها تجعل الدفء يعود مرة أخرى إلى صدرها، هما حياتها والآن هي تعيش بلا حياة
تحسس نفسه،  ولكنه لا يعلم هل بالفعل السخنية انتابته أم لا، فهو لا يفهم قط في تلك الأشياء، حدق بها باندهاش ثم قال:-
_مش عارف سخن ولا لاء؟!
هزت رأسها متأفف على وضعه حيثُ كان مريـ.ـض للغاية،  يبدو التعب على وجهه،  سألته بهدوء:
_إنت حاسس ببرد
هز رأسه ثم غمز لها بخبثٍ وقال:
_ما تيجي في حـ.ـضـ.ـني ودفيني!
أخرجت زفيرها بعصبية ثم قالت بانفعالِ:-
_إنت سقعان بجد ولا بتمثل عليا؟!
هز رأسه وقال بنبرة جادة:
_والله تعبان وحاسس بسقعة وعاوز بطنية على دي
أسرعت تركض للخارج ولكن قبل أن تخرج خارج الغرفة، انكمش حاجبه بضيق وقال بعصبية:
_يا هانم راحة فين بالشكل دا؟؟؟
استدارت  لتنظر له بعدm فهم، حدقت باصبعه الذي كان يشير نحو ملابسها، سألته بعد أن حاولت أنظارها نحو ملابسها:
_إيه مالك؟!
لم يستطع أن يتحمل غبائها،  نظر بجانبه حيثُ علبة السجائر الخاصة به،  أمسكها وأخذ واحدة،  ليشعلها ويلتهما بشراهة،  اقتربت منه "ملاك"  بعصبية ثم مدت يدها حتى تأخذ منه تلك السجار، قائلة له بغـــضــــبٍ:-
_متشربش زفت وإنت تعبان فاهم ولا لاء؟!
رفع حاجبه بسـ ـخـــريــة وقال بنبرة ذات معنى:-
_الله الله دا إحنا بقينا ناخد على الكبـ.ـار ونشيل السجاير من بوقهم أخص علينا
ازدات غـــضــــبها فقالت بانفعال:
_لا أنا ليا الحق ومن غير ما تعلم المهم بقى عاوزة أعرف حضرتك بتبصلي ليه وعاوز إيه مني؟عاوز أروح أجيب لك تلج وجيب بطنية
اعتدل قليلاً ليجيبها بـ:
_حضرتك ما ينفعش تخرجي برا الأوضة دي بلبس دا؟!
رفعت حاجبها باستغراب وأجابته بـ:
_ وليه بقى ما ينفعش أخرج برا الأوضة بحاجة غير دا؟!
رد عليها بعصبية ناتجة من غيرته:-
_في خدامين وحراس وأنا حتى المرايا مش عاوز أشوفك بتبصي عليها
استغربت بشـ.ـدة، جحظت عينها به بصدmةٍ، فكرت قليلاً قبل أن تقول باستفزاز:-
_عادي أنا متعودة على اللبس دا!! وبعدين زيهم زيك يا حبيبي!!!!!
رفع حاجبه بضيق، اشتدت غـــضــــبه قال بانفعال:-
_إزاي بقى وبعدين أنا جوزك إنتي فاهمة ولا لاء
_لا!!!!!
قالتها ببرود شـ.ـديد ليرد عليها بجموح وكأنه سيلتهمها:-
_لا جوزك وغـ.ـصـ.ـب عنك كمان مش بمزاجك ولبسك دا حتى "سامية" متشفوهوش عليكي ولو عاوزة حاجة عندك تلاجتنا هنا وعندك تليفون ممكن تطلبي بي أي واحدة من الخدm
حاولت أن تكتم ضحكتها، وتكمل في تمثيل غـــضــــبها، واصلت حديثها بجدية:-
_إنت إمبـ.ـارح قولت لي إنك مش بتحبني وإني هنا انتقام مش أكتر
جذ على أنيابه وهو يرد عليها قائلاً لها بغبظ:-
_أيوا ملهوش دعوة الإنتقام  بخروجك بالمسخرة دي لازم تحترمي على الأقل نفسك يا هانم
صرخت به بعلو:-
_أنا محترمة غـ.ـصـ.ـب عنك
بخفوت تام رد "جبل" عليها:-
_مافيش نزول أنا قولتلك وبعدين أنا سمعت كلامك وقاعد من الشغل فياريت تعملي زيي
تأففت بشـ.ـدة،  وبالفعل نفذت ما قاله وأسرعت نحو الثلاجة المتواجدة بغرفتهم،  جلبت له ثلج وبدأت تعمل له جمداته لعل حرارته تنخفض،  ظل يحدق بها بحب،  يشعر بأنه بحلم ولا يريد أن يفيق منه،  عشق مرضه لأنه قربها منه،  لا يعلم ما سيحدث إذا انخفضت حرارته ستبتعد عنه، أغمض عينه بتعب،  مما جعلها تنفزع وتقول بخــــوف:-
_مالك يا "جبل"؟
انكمش حاجبه وقال بهدوء:
_مافيش يا" ملاك" حاسس بتعب وصداع شـ.ـديد ممكن يكون من السخنية
تفحصت رأسه بيدها وعادت تقول بحنو:-
_أنا هريحك؟!
أشارت نحو أرجلها وأكملت:-
_نام على رجلي وأنا هحط أيدي على رأسك وصدقني هترتاح بابي كان بيقولي إيدك فيها علاج
نفذ ما قالته بسعادة،  كان مستمتع بيدها التي تسير بين شعره،  انتابه احساس المراهقة الذي يعيشها ولأول مرة معها،  غفل وذهب في سبات عميق،  ابتسمت حين انتبهت له،  ببطء شـ.ـديد،  وضعت رأسه على الوسادة،  وبحب شـ.ـديد قالت:-
_تصبح على خير يا حبيبي ربنا يشفيك ويهديك ليا يا روحي
......................................................................
في فيلا "مالك"
نزل وبصحبته "مرام"  التي رسمت ابتسامة على ثغرها،  وأسرعت في خطاها حتى تبـ.ـارك لصديقة عمرها،  نظر لها "مالك"  بغيرة ثم قال بأمر:-
_أمشي عدل وبعدين إنتي حابة تشوفي "أحمد"
قهقهت بقوةٍ على حديثه وعلى ملامح وجهه التي انقلبت،  وقفت عن السير لتضع يدها على خديه الأيمن والأيسر ومن ثم أخبرته بحب:-
_أنا مش بحب أشوف غيرك في الدنيا مبسوطة إنهم اتجمعوا أخيراً عشان كدا ماشية بسرعة مش أكتر
ابتسم على حديثه،  نظر لها بعشقٍ متيم لا أحد يمتلكه غيرها،  كان سيرد عليها ولكنها أكملت بعد أن أمسكت يده ووضعتها على قلبها:
_أنا عمري ما حبيت ولا هحب غيرك إنت خليك عارف إنك مالي قلبي وروحي إنت نفسي
اقترب من أذنها ثم همس بحب:-
_بقولك ما نيجي نتجووز
ابتسمت بخجلٍ،  حدقت بأرضية المنزل وقالت بتـ.ـو.تر:-
_بس بقى بعدين تعالى نشوفهم بقى
ثم عادت وسارت مرة أخرى نحوهم قائلةٍ بترحيب:-
_أهلا يا "أحمد" 
قام "أحمد"  من مكانه ثم قال بفرحة كبيرة:-
_أهلا يا "مرام"  عاملة إيه
هزت رأسها مجيبة عليه بهدوء:-
_الحمدلله بخير اتفضل أقعد
جلس الجميع معا،  جاءت "ريناد"  حين وجدت الجميع متواجد،  كانت ستجلس معهم ولكن صوت "مالك"  جعلها تتوقف:-
_"رينو" اطلعي خلصي الهومورك بتاعك يالا عشان هنتكلم في كلام كبـ.ـار
ردت عليه بتذمر،  بعد أن ضـ.ـر.بت الأرض بأقدامها:-
_أوف حاضر أنا مش عارفة هو لو قولتوا الكلام جنبي هيحصل حاجة؟!
ابتسم "أحمد"  على تصرفات "ريناد"  طفولتها تشبه طفولة أخواته كثيراً،  بينما "مالك" فقال بأمر:
_لو خلصتي روحي على أوضك  يالا
أسرعت "ريناد"  لغرفتها،  عاد "مالك"  وبدأ في الحديث قائلاً بهدوء:-
_إن شاء الله تعالى خطوبتكم أنا موافق عليها وبالنسبة لموضوع الشقة فـ "جبل"  عامل عمارة هناخدلك فيها شقة
قاطعه "أحمد"  بحد:-
_بس أنا هجيب الشقة من فلوسي أنا مش محتاج حد يجبلي حاجة كتر خيرك يا "مالك"
تأفف "مالك"  وقال بانفعال:-
_ممكن أكمل لو سمحت!!!؟
كانت "دنيا"  خائفة من اشتدات الحديث بينهم،  حدقت بـ"مرام" فهزت الأخرى رأسها لتطمنها قائلةٍ بهدوء:-
_خير ياجماعة خير "أحمد" اسمع "مالك" هيقولك إيه؟
رفع "مالك"  يده لتتوقف عن الحديث،  أكمل كلامه بنفاذ صبر:-
_بعد إذنك يا "مرام" اسكتي، وإنت ياعم "أحمد"  الشقة هتاخدها قسط أنا مش هجوز أختي لأي حد هتمسك مشاريع عنده وعندي وبرضه لو حابب تاخد فيلا قسط وتكون هنا جنبا أنا معنديش مانع في الأول وفي الآخر إنت هتدفع حقها
نظر له "أحمد" بشكر،  لا يعلم بما يشكره،  تحدث بحب:
_بجد مش عارف أقولك إيه يا "مالك"  مساعدتك ليا كبيرة وعمري وما هنساها
قامت "دنيا"  من مكانها وقالت بفخر:-
_هو بيكون أخو مين أخويا أنا وسندي
ابتسم "أحمد"  ومن ثم قال:-
_أخواتي هيعيشوا معانا أنا هشتري الفيلا اللي بقسط عشانهم وفي كام حاجة عندنا هبيعهم وهظبط نفسي وكل حاجة هي عاوزها هشتريها من عرقي

أومأ "مالك"  برأسه وقال بتنهيد عميق:-
_كدا ما فضلش غير "عبير"  هانم ودي أنا هحل الموضوع دا معاها!!
_إن شاء الله توافق
قالها "أحمد"  بأمل،  ليرد الجميع عليه بتمني:-
_يارب
تكلم "مالك" بأمر:-
_روح مع السواق جيب أخواتك الغداء انهاردة عندي
........................................................................
في قسم الشرطة
شعر "جلال"  بالاستياء من رائحته،  لقد تعفن من القعدة بهذا الوضع،  قام من مكانه وتحدث بغـــضــــب:-
_يعني لحد امتى هكون  هنا عمال أخد أربعة في أربعة تعبت.
قهقه "محمد"  بقوة،  وضع يده على كتفه وأجابه:
_لحد ما يتحكم علينا ولحد ما تبدأ التحقيقات
أخرج "جلال" زفيره بضيق ثم قال:-
_طب الواحد عاوز يعمل مكالمة في التلفون ومش عارف اتصرف لي يا "محمد"  أنا عاوز لبس غير دا
بتلك اللحظة قاطعه دخول العسكري الذي صرخ باسمه:
_"جلال المنشاوي"
حدق به "جلال" وقال بضيق:-
_نعم!
_السجاير اللي طلبتها أهي
هز "جلال"  رأسه ثم قال بغــــرور:-
_طب وزع على الكل وهات بتاعتي وعاوزك تعملي مكالمة من عندك بالرقم اللي هكتبه لك في الورقة وتقول لصحبه يديك فلوس ويجيلي زيارة
ابتسم العسكرية قائلاً بخبث:-
_تمام بس كله بحسابه يا باشا
نظر له بغـــضــــب وقال:-
_ماشي
تذكر شيءٍ فأكمل:-
_آه افتكرت جبلي هدوم كتير من الفلوس أنا قرفان وعاوز استحمى
لوى العسكري فمه بسخربة ليرد عليه بعد ذلك بـ:
_لـيه محسسني إنك في فندق ريح نفسك هنا أخرك تعمل حمام بس مش أكتر
صرخ في وجهه وقال:-
_يا بني آدm بقولك جـ.ـسمي كله واجعني عاوز أهرش بقيت جربان والناس اللي هنا ساكتين على غــــروري عشان الفلوس اللي هديهالهم ساعدني
لم يرد عليه حيثُ أنه تركه ورحل من أمامه.....
........................................................................
في منزل "حمدي"  تحدث "مايا"  بغـــضــــب:-
_مش قادرة استحمل يا بابا وجودها معاه ومش قادرة أشوفه فرحان
وضع أبيها يده على كتفها وقال:
_كام أسبوع ونفذ خطتنا وساعتها صاحبنا هينهار
رفعت حاجبها وابتسمت بخبثٍ ثم قالت:-
_أنا هخليه يلف حولين نفسه وهجبره يتجوزني ويكتب ليا كل ماله؟!
ضحك "حمدي"  بقوةٍ على حديثها وقال بفخر:-
_برفوا عليكي يا "مايا"  !!!
ثم أشار نحو طاولة الطعام وقال بحنو:-
_يالا يا قلبي عشان نآكل لأزم تآكل حاسس إنك خاسة
هزت رأسها وقالت بتساؤل:-
_مامي فين؟!
_بتلبس ونازلة يا قلبي عشان تآكل معانا يالا نروح نقعد ونستنها
سارت معه نحو المنضدة،  شـ.ـد والدها المقعد لها حتى تجلس،  وبالفعل جلست ووضعت قدm فوق الآخرى.
........................................................................
بالنادي جلست "عبير"  مع صديقتها وقالت بانفعال:-
_هتجنن يا "كريمة"  والله شوفتها مش معقول رجعت تاني من المـ.ـو.ت والمصـ يـ بـةإني حالياً لوحدي محدش هيساعدني أنا من يومين مش عارفة أنام تعبانة
كانت حالتها غير تلك التي تقف أمام الجميع تعطي لهم الأوامر،  أكملت حديثها بخــــوف:-
_حتى " مالك" نظراته التي كانت بتحترمني اتغيرت حاسة أنه شاكك فيا بس أنا كنت بأمن حق "ريناد"  وعمري ما نسيته خالص ولا نسيت "دنيا"  وبعدين أهله سابوا ليا وأنا ربيته ليه يعمل كدا؟!
وضعت "كريمة" يدها على كتفها وقالت بـ.ـارشاد:-
_روحي لدكتور نفسي يا "عبير"  حالتك مش عجباني
صرخت "عبير"  بهمس:-
_أنا تعبت يا "كريمة"  حتى "ريناد"  بقت تعاملني وحش و "دنيا" ما بقتش تسمع كلامي أهو "جبل"  راح اتجوز كنت حاطة عيني على فلوسه بس راح اتجوز بـ.ـنت بكرهها جداً
هزت "كريمة"  رأسها باستياء ثم قالت بضيق:-
_مشكلتك إنك بقيتي معمية بالفلوس يا "عبير"  خسرتي أقرب الناس ليكي
تركتها "عبير"  وقامت من مكانها بسرعة بعد أن قالت بتلعثم:
_سـ.. سبيني في حالي يا "كريمة"  سلام ومتكلميش تاني
........................................................................
بعد مرور ساعة،  جلست "ملاك"  على المقعد المقابل للفراش،  تمسك برواية تقرأها،  كانت منتبهة لها كثيراً ولكن فقدت تركيزها حين سمعت صوت "جبل"  المتعب والهامس يقول:-
_ارجعي يا ماما ليه عملتي كدا ليه الخيانة
أغمضت عيناها وفتحت فاهها بصدmة شـ.ـديدة،  ظلت تستمع له،  وضعت الكتاب على الكومود،  وانتبهت لدmـ.ـو.عه التي تنزل من عينه بقوة، أمسكت يدها فشعرت بأنه شعر بالراحة ووثقت بشعورها حين قال "جبل":-
_متسبنيش تاني
همست بهدوء:-
_" ملاكك"مش هتسبيك لكن أمك فمش عارفة هي فين بس صدقني هبحث عن الحقيقة وهريحك
بتلك اللحظة فتح "جبل"  عينه وقال بو.جـ.ـع:-
_"ملاك" هاتي أشرب
هزت "ملاك"  رأسها،  وأسرعت لتجلب له كوب من المياه،  أعطت له وسألت بحنو:-
_حاسس بإية؟!
_بتعب جـ.ـا.مد يا "ملاك"!
كانت هذه أجابته ليكمل برجاء:-
_خديني يا" ملاك" في حـ.ـضـ.ـنك ما تسبنيش بالله عليكي
ابتسمت "ملاك"  ثم نامت بجانبه وفتحت ذراعيها حتى يسند رأسه عليه،  تحدثت بحب:-
_إنت تأمر يا "جبل"  يالا حبيبي نام
........................................................................
في منزل "لميس" 
كانت تحاول أن تهاتف "مصطفى"  ولكن بدون جدوى،  نفذ صبرها من المحاولات التي أصبحت بدون أي فائدة،  تأففت بشـ.ـدة ثم قالت:-
_ما بقتش عارفة أعمل إيه أنا كمان يا "مصطفى"  هزعل منك
قاطعها صوت "فوقية"  التي  قالت برفض:-
_لا يا بـ.ـنتي غلط اللي هتعمليه دا وأكبر غلط كمان ما ينفعش أبداً
حدقت بها بدmـ.ـو.ع،  فاقتربت منها "فوقية"  وجلست أمامها ومن ثم أكملت:-
_يا بـ.ـنتي هو مش غلطان خالص حاولي تاني وتالت
بكت بقوةٍ ثم قالت بخــــوف:-
_أنا خايفة يا طنط هو من دلوقتي بيذلني إنه استناني أنا اتخـ.ـنـ.ـقت
ابتسمت "فوقية"  ثم قالت بحنو:-
_لا يا حبيتي حبه باين في عينه
انهت حديثها فوجدت جرس الباب يرن،  قامت "لميس" حتى تفتح فتفاجئت بـ "مصطفى"  الذي قال:-
_مش هقدر أمشي وأنا زعلان منك رجعت تاني
توقف قليلاً عن الحديث ليبتسم ويقول بمزح:-
_بت يا "لميس" إنتي عاملة ليا إيه عشان أحبك كل الحب دا؟!

حدقت به بصدmة بل وفتحت فاهها، لقد كان غاضب منها، انتبهت له حين ضـ.ـر.بها على رأسها برقة قائلاً بمشاكسة:-
_قطتي البرية دmاغها راحت فين؟!

ابتسمت "لميس" في وجهه، حيثُ وكلما شعرت بأن حبه لها يقل يعود ويثبت عكس ذاك، ردت عليه بخفوت:-

_لا مافيش بس استغربت رجوعك

قرب رأسه من رأسها وهمس بـ:-
_أنا مبعرفش أضايق منك ولو عملتها بضايق من نفسي

لم تسطتيع أن تمنع تلك الكلمة من الخروج، صرخت بعلو بـ:-
_بحبک....!
_وأنا بمـ.ـو.ت فيكي
قالها "مصطفى" بعشق، استدار للخلف فانتبه للسيدة "فوقية" التي كانت تنظر لهم بحنو، تدعو الله أن يحميهم ويكمل حبهم، اِقترب منها، ومد يده حتى يمسك يدها قائلاً لها بنبرة وعد لها:-
_قريباً وخلال أيام عيالك هيرجعوا ليكي "ملاك" هتحارب عشان ترجعهم ليكِ صبرتي كل الأيام اللي فاتت أصبري أسبوع كمان وقتها هيحصل حاجات كتير سعيدة في حياتك

وضعت "فوقية" يدها على رأسه وبرضا شـ.ـديد قالت:-
_ربنا يصلح حالك يا بني وفي الأسبوع دا أنا أكيد مش هحس بيه لانكم جنبي ومعايا وإنتوا كمان ولادي

ابتسمت "لميس" وقربت منهم، وضعت يدها على رأسها بتفكير وقالت بخجلٍ:-
_طنط "فوقية" ممكن أسال سؤال
أومأت "فوقية" رأسها وعلى ثغره بسمة صغيرة وردت بـ:-
_طبعاً يا "لولو"

ارتبكت "لميس" أعطتها ظهرها لبعض الثواني ثم استدارت وألقت سؤالها بنبرة سريعة:-
_هي إيه العلاقة اللي بتجمعك مع "ملاك"؟

تـ.ـو.ترت"فوقية"، الفزع، الهلع، الخــــوف انتابوها وأصبحوا أصدقائها بهذاالوقت، ابتلعت مافي بلعومها ثم ردت عليها بتلعثم:-
_اا. ااا هي هي بتكون صاحبتك!!!
كانت أجابتها تظهر مدى كذبها الشـ.ـديد، لذلك فلم تحاول" لميس "معها أكثر، لاتريد إزعاجها، هي مازالت تعني من اضطراب في النفسية، ابتسم بهدوء ثم قالت بحب:-
_آه هي فعلاً صاحبتي وأنا اللي عرفتك عليها
صمتت عن الحديث قليلاً لتنظر إلى" مصطفى"، اقتربت منه وأكملت بحبٍ:-
_بفكر نخرج مع بعض
كان سعيد بقرارها ولكنه تذكر وجود "فوقية" فقال:-
_طب طنط فوقية؟!
لم تنتبه له "فوقية" حيثُ كانت شاردة، ردت عليه "لميس" بعد أن وجدتها هكذا:-
_هتقعد مع ماما متقلقش!
.......................................................................
حل المساء، رحلت الشمس وهل القمر، فتح "جبل" حدقته، فوجد "ملاك" بجانبه غافلة كالملائكة، ابتسم بحبٍ ثم تحسس نفسه فكان متحسن عن قبل، شعر بأن ذراعها تعبها وكان هذا من تعبيرات وجهها ولكنها مازالت تحضتنه ولم تبتعد، تنهد بقوةٍ قبل أن يبتعد قليلاً، راقب تعبير وجهها حيثُ شعرت براحة نوعٍ ما، اقترب منها وهمس بـ:-
_"ملاك" يا حبيتـ...
توقف عن إخراج تلك الكلمة، يخشى ويخاف أن يظهرها، مازال عقله ضائع، تأفف بقوةٍ ثم قام من مكانه واتجه ومعه علبة سجايره إلى التراس، أشعل سيجاره بعد أن التهمها بفمه، بتلك اللحظة فتحت "ملاك" حدقتها، استغربت عدm وجوده، قامت تبحث عنه فوجدته بالتراس، سألته بهدوء:-
_إيه اللي قومك وإنت تعبان؟!
هز رأسه ورد بضيق:-
_مافيش يا "ملاك" بس حاسس بضياع أول مرة أحس بكدا
اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه بحبٍ ثم قالت بحنو:-
_إيه اللي مخليك تفكر في كدا؟
حدق بها والدmـ.ـو.ع تتعلق بعينه ثم قال بألــم:-
_أنا خايف أتقرب منك يا "ملاك" أنا أول ما شوفتك مكنتش حابك وكنت عاوز انتقم من أسلوبك بس نـ.ـد.مت
عارفة ليه؟!
هزت رأسها بلا وقالت بفضولٍ:-
_ليه!!!؟
رد عليها بنبرة حزينة بعد أن ابتلعة غصةٍ كادت أن تقــ,تــله:-
_عشان يا "ملاك" أنا بنجذب ليكي أكتر أنا مخـ.ـنـ.ـوق أوي حاسس إني عاوز أقرب منك وفي نفس الوقت كرهك بس كل مرة بتثبتي إنك عكس البنات كلها إنتي حواء مختلفة...!
تنهدت "ملاك" ثم أمسكت يده بيدها وقالت:-
_أنا مش عارفة قرار جوزي منك كان بسرعة ليه بس هقولك إحنا منعرفش النصيب فين أنا هسيبك تاخد قرارك ومش هتعبك هطمن عليك من بعيد لبعيد وياريت لو مش عاوزني في حياتك تبعد ومتعـ.ـذ.بنيش عارف كل ما بتفكر في الإنتقام بتصغر في عيني
لم يرد عليها وعاد ينشغل بسجارته، بينما هي فخرجت من التراس وجلست على الإريكة بعد أن أمسكت برواياتها وانشغلت بها مرة أخرى
.......................................................................
جلس "أحمد" بفرحة عارمة لم تظهر على وجهه من قبل، اليوم هو يشعر بكل شيءٍ جميل حصل عليها، سيتجمع بمعشوقته قريباً، كم هذا مفرحة بالنسبة لأي عاشق، لاحظ الجميع ابتسامته التي كانت مرسومة على وجهه، كان شارد، لا يفكر غير بدنيته، بتلك اللحظة ضـ.ـر.بته "رحمة" بالوسادة قائلةٍ بخبث:-
_اللي أخد عقلك يا حبيبي؟!
انتبه لها "أحمد" فقال باستغراب:-
_هو في حاجة يا "رحمة" !
ابتسمت "رحمة" وكانت ستجيبه ولكن أوقفها "مالك" باشارة منه ورد هو بـ:-
_بقالنا ساعة بنادي عليك وإنت ولا هنا اللي وأخد عقلك لسه جنبك إنت مروحتش يا بني
لاح على ثغر "أحمد" بسمة صغيرة ثم قال بصدق:-
_هتصدقني لو قولت لك بحلم بيها حتى وهي. جنبي
هز "مالك" رأسه بحبٍ ثم قال:-
_مصدقك!!
صمت قليلاً لينظر إلى "مرام" التي كانت تجلس على مسند مقعده، اتسعت ابتسمته حين تقابلت حدقته بحدقتها، أكمل حديثه:-
_الحب شعور ما فيش زيه يا "أحمد" تعرف أنا بحلم بـ "مرام" حتى وهي في حـ.ـضـ.ـني بفكر بعد ما هتخلص قعدتي معاها الصبح هيجي إمتى عشان أشوفها بحبها وبحب قلبي عشان إختارها هي وبس أنا بجد فخور بنفسي لإني حققت أكبر نجاح واللي بيكون هي

خجلت منه "مرام" بينما الجميع فصفق له بقوة، تكلمت "دنيا" بمزح:-
_يا سي روميو بختها بيك جوليت يا خويا
ضحك الجميع بقوةٍ ولكن سرعان ما تلاشت الابتسامة مع دخول "عبير" التي استغربت وجود "أحمد" ومن معه، ابتسمت بسمة صفراء وقالت بنبرة جادة:-
_لسة ضيوفك يا "مالك" هنا؟!
قام "مالك" من مكانه ثم رد بهدوء:-
_ضيوفنا كلنا!!!!
كان هدوءها يشبه هدوء ما قبل العاصفة، ساد الصمت وطال بشـ.ـدة، هزت "عبير" رأسها بعدm اكتراث وقالت بصوت أشبه للهمس:-
_طبعاً ضيوفنا كلنا
انكمش حاجبيها قليلاً، وضعت يدها على جمحمتها حيثُ كان رأسها يـ.ـؤ.لمها بشـ.ـدة، عادت وحدقت به وأكملت:-
_خدوا رأحتكم يا جماعة وأنا هطلع أنام

ببرود تام رد "مالك" عليها:-
_مش قبل ما ت عـ.ـر.في دول مين لإنهم هيكونوا من العيلة

حدقت به "عبير" ولم تعلم ما يقصده، انكمش حاجبيها باستغراب ثم قالت باندهاش:-
_مش فاهمة يا "مالك" قصدك إيه؟!

رفع "مالك" حاجبه ورد عليها بنبرة عادية:-
_"دنيا" هتتجوز "أحمد"
أشار نحو "أحمد" فنظرت له وقالت:-
_وإنت بتعزمني على فرح بـ.ـنتي ولا بتاخد رأيي في العريس
ببسمة مستفزة قال "مالك" :-
_بعزمك
أغمضت "دنيا" عيناها بتـ.ـو.تر وخــــوف، بينما "أحمد" فقال:-
_هو مش قصده حاجة أنا طالب إيد "دنيا" كنـ..

قاطعته بحركة من يدها وقالت بصراخ:-
_مـ.ـا.تتكلمش إنت أنا مسألتكش أنا بكلم المسؤول عنا واللي بقى مش بيحترم حد وبعدين إنت صاحب شركة إيه؟

رد عليها "مالك"' وقال بكل برود:-
_صاحب شركة الحب واللي بتملكها "دنيا" بس
صرخت به بشـ.ـدة:-
_يا بني إنت أهبل ولا بتصتنع الهبل أنه حب اللي هيأكلها

بعلو صرخ "مالك":-
_الحب اللي عمرك ما حبيته لعمي ولا تديه لـ"دنيا" هو دا الحب الحب اللي هتلاقيه هي

قام "أحمد" وعائلته حتى يرحلون، تحدث "أحمد" بهدوء:-
_طب يا جماعة همشي أنا وهبقى استنى مكالمة منك يا "مالك"
بتحذير قـ.ـا.تل تحدث "مالك":-
_لا،يا"أحمد" لإني أخد القرار واللي هيكون الجواز
رفعت "عبير" حاجيها وبخفوت قالت:-
_بالسهولة دي من غير إذن أمها
_مش لما تكون أمها!!
هذا ما قاله "مالك" لتصيب الصدmة عائلة "أحمد"، اقتربت" مرام" منه ووضغت يده على معصمه لتوقفه عن الحديث:-
_"مالك" حبيبي بس يا روحي
أوقفتها "عبير" وهي تقول:-
_لا سبيه يتكلم وخليه يقول إني مرات أبوها بس عمري ماعملتها وحش أبداً اتجوزيه طالما ابن عمك موافق
ثم وبعد انهاء حديثها رحلت من أمامهم، تحدث "أحمد" بعذر:-
_آسفة على كل اللي حصل
_متعتذرش وجهز نفسك جوازك بعد شهر
.......................................................................
بعد مرور أسبوع، لم تتحدث فيه "ملاك" مع زوجها، جهزت نفسها لتذهب إلى منزل "لميس"، نظر لها" جبل" وسألها بجدية:-
_وانتي مش عاوزة تروحي الشغل دلوقتي وراحة عند صاحبتك
هزت رأسها بهدوء وقالت:-
_آه وأخدة أجازة من يوم سرقة العربية وصاحبتي في حد يعيني يا "جبل" جوزها ظلمها المفروض إني أروح اتكلم معاها
انكمش حاجبه باستغراب وقال بسـ ـخـــريــة:-
_لا تلاقيها عملت له حاجة غلط أصل مافيش راجـ.ـل ممكن يغلط أبداً
لاحت علامـ.ـا.ت السـ ـخـــريــة على وجهها، أمسكت حقيبتها ثم قالت بانفعال:-
_لا في رجـ.ـا.لة بتلغط عشان حاجات كتير إنت نفسك بتغلط آه وإنت عازب بس غلطان في حق دينك يا أستاذ

لم يبالي لحديثها فقط قال:-
_خلصي عشان أوصلك!
ثم رفع سبابته بتحذير وقال:-
_أي حد من صحابك الشباب ممنوع يكون موجود عند صاحبتك فاهمة!؟
تركته وتزلت دون أن تجاوبه، لاحقها إلى الأسفل فوجدتها تجلس على مائدة الإفطار، تحدث بهدوء:-
_هو إنتي هتفطري
رفعت حدقتها باتجاهه حيثُ كان واقف وهي جالسة، ردت عليه بهدوء:-
_آه مش عاوزة أكون ضعيفة وقواعد البيت هنا مهمة ومش من أسلوبي إني اللغيها كل ويالا
رفع حاجبه باعجاب لحديثها فكل يوم تعيش معه يكتشف مدى قوتها، جلس وأمسك بقطعة الخبز وبدأ يتناولها أما هي فارتشفت بعض من كوب العصير وآكلت القليل من الخبز وقامت، لم يستغرب من حجم آكلها لأنه يعرف أن شهيتها ضعيفة، قام بعد أن قامت وهي سبقته للخارج، فتح لها سائقه السيارة لتجلس بالخلف و جلس "جبل" بجانبها. ليسرع السائق بالصعود والانطـ.ـلا.ق لمنزل "لميس"
.......................................................................
في منزل "مالك" الذي كان ينظر لـ "عبير" متوعد لها بأشـ.ـد العقوبات، شعرت هي بنظراته لها فقالت بضيق:-
_هتفضل تبص عليا مش عملت اللي في دmاغك وحدد فرحها وهتحدد فرحك كمان خلاص أنا أصلاً هاخد "ريناد" وهسافر

قهقه بقوةٍ ثم قال بسـ ـخـــريــة:-
_أبداً مافيش حد فيهم هيطلع من هنا إلا على بيت أجوازهم
اشتدت الحوار وقالت بغـــضــــب:-
_أنا ربيت "دنيا" وإنت قولت مش بـ.ـنتي بس "ريناد" بـ.ـنتي وهي هتكون عاوزة أمها
رفع حاجبه محاولاً أن يتملك نفسه ثم قال ببرود:-
_أخاف تقــ,تــليها!!!!!
وقعت السكين من يدها حيثُ تـ.ـو.ترت بشـ.ـدة، ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بتلعثم:-
_اا..وإنت شوفتني قــ,تــلت مين...عشان أقــ,تــل بـ.ـنتي
وضعت بتلك اللحظة "مرام" على يده وقالت:-
_"مالك" بس كفاية دي طنط "عبير" برضه ماينفعش تكلمها كدا وبناتها قاعدين
نظر لها "مالك" بغـــضــــب بينما "عبير" فصرخت بقوةٍ:-
_لا مليش غير بـ.ـنت واحدة التانية هو نفسه اللي قال عليها مش بـ.ـنتي وأنا فعلاً مش هقعد فيها
لم يستطيع "مالك" تحملها أكثر من ذلك، بصوتٍ عالٍ قال:-
_"ريناد" خلي السواق يوصلك للمدرسة
بخفيض تحدثت "ريناد":-
_بس أنا عاوزة أعرف إنت ليه بتزعق لمامي إنت ما تزعقش كدا غير لما تكون عاملة حاجة وحشة
حدق"مالك" بزوجة عمه وكأنه القاضي، تحدث بعلو:-
_ها يا مرات عمي أخليهم يعرفوا الله يرحمك يا جدي كنت غالي
حين سمعت سيرة الجد شعرت بالرهبة فقامت من على مائدة الطعام، بينما "مرام" أحبت أن تنهي هذا الوضع فقالت:-
_بقالنا أسبوع ماشوفناش "جبل" هنروح له انهاردة عشان نشوفه
.......................................................................

وصلت إلى منزل "لميس"، جلست بالصالون بعد أن سلمت عليها، انتظرت"فوقية" التي خرجت بسرعة فائقة، نظرت لها بشـ.ـدة، اتزلقت الدmـ.ـو.ع من عينها وقالت بلهفة:-
_تعالي في حـ.ـضـ.ـني يا "ملاك"
استغربت "ملاك" منها فلم تتوقع قط أنها تعرفها، ظلت تحدق بها باستغراب إلا أن همست لها "لميس" وقالت:-
_ممكن عشان إنتي هتجبلها حقها وعشان هي عارفة إنك مرات "جبل" المنشاوي
انكمش حاجبيها بصدmة وردت عليها باندهاش:-
_وهي تعرف جوزي منين
صمتت قليلاً لتكمل بذعر:-
_أوعي يكون حاجة وحشة له أنا مش هساعد حد على حسابه كفاية إنه تعبان
سمعتها "فوقية" مما جعلها تبتسم وتقول بحنو:-
_وأنا حابة دا لاني أمه
كانت "ملاك" تمسك بكوب العصير قبل أن تتحدث "فوقية" وحين قالت هكذا وقع منها الكوب من هول الصدmة، ابتلعت ما في حلقها بتـ.ـو.تر وقالت بتساؤل:-
_إزاي مش فاهمة وبعدين اللي أعرفه إن مامته خانت عمو "جلال"
كانت "فوقية" تسمع حديثها وتشعر بالخذلان، كيف له أن يجعل زوجته خائنة تلك التي تمثل شرفه، ليته قال أنها مـ.ـا.تت، أغمضت عينها بتعب ثم بدأت تسرد لها ما حدث
.......................................................................
في شركة "جبل" تحديداً بمكتبه، أمسك "جبل" هاتفه وتحدث مع الموظفة قائلاً لها يأمر:-
_اتصلي بصاحب محل العربيات خليه يبعتلي العربية الليى هبعتلك صورتها وتكون لون بنوتاتي وخليه يعمل عقد باسم المدام
_حاضر يا فنـ.ـد.م
كان هذا ردها، قفل معها الهاتف، ونظر لحسوبه يتفحص الرسائل، سمع مسجل صوتي لصديقه يطلب منه مسكن لابنة عمه بجانبهم، عاد وهاتف موظفته وقال بحزم:-
_ابعتي "أحمد" بسرعة
انتظر "أحمد" خمس دقائق حتى جاء، ابتسم لع وقال بترحيب:-
_ازيك يا عريس أختي
بادله "أحمد" الابتسامة وهو يقول:-
_ربنا يعزك يارب تسلم
أمره "جبل" بالجلوس وقال:-
_الغداء عندي وان شاء الله بكرا بعد الشغل نجيب عروستك من قفاها وتشوفوا الفيلا
انكمش حاجبه وقال بانفعال:-
_بس ما تقولش من قفاها
صفق "جبل" بيده وقال بمزح:-
ولعت والله يا بيضة وبقى ليكي اللي يتخانق عشانك
ثم قال بتحذير:-
_بس خد بالك لو عملتلها حاجة همـ.ـو.تك
قهقه "أحمد" بشـ.ـدة وقال:-
_لا ما تقلقش في عينه
.......................................................................

حل الليل سريعاً، تجمع الجميع في حديقة فيلا "جبل"، تأفف من تاخير زوجته، قام من مكانه بحد وقال:-
_أنا هروح أجبـ....
ولكن قطع حديثه حين دلفت أمه مع زوجته أصابه الحيرة، نعم هي تلك التي تركته هو وأخته في الطفولة، ترعرع بدونها، بغض النساء بسببها، ما الذي جعلها تعود، ما سبب تقربها من "ملاك"، صرخ بعلو:
_" ملااااك" إيه اللي مقربك من الست المنحطة دي واللي بتعرفش عن الأخلاق والأمومة حاجة
هذا الحديث كان مبثابة خنجرٍ دخل في قلب "فوقية" التي تقدmت منه تحت أنظار "ملاك" والتي صمتت حتى تدعها تدافع عن نفسها، حاولت "فوقية" أن تمسك يده ولكنه دفعها وكادت أن تقع، بتلك اللحظة تكلمت برجاء:
_اسمعني!
_وقت السمع انتهى للأسف خلاص! وقت احتياجي ليكي خلص دmعتي وقفت وتبدلت بقسوة ابعدي عني
هذا ما قاله "جبل" بينما "مرام" فكانت مصدmة مشاعر كثير احتلت قلبها وعقلها، أتهرول وتسكن بداخل احضانها أم تصرخ كما صرخ شقيقها، حاولت "ملاك" أن تتحدث حيثُ قالت:
_اسمعها يا "جبل" !!!!!
نظر لها بشرار وكاد أن يقترب منها ويصفحها بقوةٍ لمدافعتها عن تلك السيدة، قال بصوت جمهوري:
_لو ادخلتي هتكوني طــالـــق بالتلاتة فهمتي
التفتت "فوقية" إلى "ملاك" حتى تصمت، جاءت حتى تقترب من "مرام" ولكن وقف "جبل" كحائط يسد المسافة بينهما وبأمر بـ:
_"مرام" على أوضك مش عاوز أشوفك غير أما زبـ.ـا.لة البيت تمشي..................................................................................... ..........................
يتبع
حاولت أن تمنع "مرام" من الصعود، يجب عليها البقاء حتى تسمع الحقيقة، لابد أن يميل القلب لتلك السيدة التي خسرت عمرها بدون مقابل، كل هذا بسبب.رجل أناني لا يحب غير نفسه، أمسكت "ملاك" يد "مرام" وقالت برجاء:-
_"مرام" هتنـ.ـد.مي لو روحتي!
بتلك اللحظةسمعت صرخات "جبل" باسمها والتي كانت لا تؤدي للخير:-
_ "مــــــــــــــــــــــــــلاك"!!!
استدارت له وبرجاء شـ.ـديد قالت:-
_يا" جبل" اسمعني وخليك واثق فيا لمرة واحدة بس ثق في كلامي
تحدث بعلو شـ.ـديد:-
_إنتي مش عارفة حاجة عن الست دي فمـ.ـا.تدخليش تمام
لوت ثغرها بضيق،  تنهدت بقوةٍ،  متمنمية ألا يكون حمق لبرهة من الوقت،  لا تحب تسرعه بالحكم على الجميع،  لقد تفح الكيل مما يفعل،  الآن أصبحت تعرف السبب وراء خــــوفه من حبها،  أخذت نفس عميق ثم قالت بتمرد:-
_بس هتسمعها وهتقعد إنت وأختك
صمتت قليـــــلاً لتقترب منه بهدوء وتضع يدها على كتفه وبدعم كبير قالت:-
_لمرة واحدة اسمع يا حبيبي ممكن ما تسمعش وساعتها هتنـ.ـد.م اسمع أي حد هيجيلك حتى لو كان عدوك
تافف بشـ.ـدة ثم قال بانفعال:-
_ملاك إنتي عاوزة إيه فاهميني عاوزة إيه لتفهميني لترحميني
ابتلع ما في بلعومه ومن ثم أشار باصبعه نحو أمه وقال:-
_أنا ممكن أسمع أي حد لكن الست دي لا استحالة اسمعها دي سابتني أنا و أختي وبعدين أنا قولتلك إنتي مت عـ.ـر.فيش حاجة عنها
كانت "فوقية"  تبكي بشـ.ـدة على كره أبناءها لها،  تمنت أن تنقطع أنفاسها بتلك اللحظة ولا ترى أولادها لا ينظرون إليها،  تنهدت تنهيد يحمل ألــمها ثم همست:
_حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب
انتبهت إلى صياح "ملاك"  الغاضب من زوجها:-
_إنت هتسمعها يعني هتسمعها شوف بالذوق بالعافـ.ـية هتسمعها لأن في سوء تفاهم فكر لمرة واحدة قد إيه وحشتك اسمع منها بقى
شعر "مالك"  أن الأجواء في منزل صديقه لا تصلح حتى يجلس هو و ابناء عمه لذلك قال بهدوء:-
_طيب يا "جبل"  هنمشي احنا!!!
وقبل أن يهز رأسه بالموافقة سمع "ملاك"  تأمرهم بـ:-
_مافيش خروج الكل هيسمع والا..
حدق بها حتى يسمع تهديدها قائلاً بغـــضــــب جامح:-
_وإلا إيه حضرت جانب الصحفية المشهورة أو حضرت جانب زوجتي المصون
حاولت إلا تخاف من نظراته فأكملت بخفيض:-
_هسيب البيت ومش هتشوفني وبرضه وقبل ما اسيبه هسمعك كل حاجة
كور يده بقوةٍ حتى يمنع نفسه من ضـ.ـر.بها،  تنهد بقوة ثم أمر شقيقته بالجلوس وبعد ذلك رد على زوجته بكل تحذير:-
_وأقسم بجلال الله لو فكرتي بس تهديدني تاني أو تنفذي تهديدك لهتشوفي كل حاجة وحشة في حياتك
بهذة اللحظة اقتربت "صباح"  منه وقالت بحنو:-
_يابني اسمع اللي كنا خايفين نقوله اسمع
بينما "سامية" فكانت خائفة من الحقيقة أمام "ملاك" لا تريد أن تظهر كل الحقيقة أمامها فتخسرها،  بعد أن وافق "جبل"  أن يسمع ماحدث،  جلس الجميع بغرفة الصالون،  وبدأت "ملاك"  تعرض لهم التسجيلات والتصويرات التي أخذتها "لميس"  لها،  استمع لهم "جبل"  بدقة،  اشتد احمرار مقلتيه،  نظر لـ "فوقية" التي استحملت كثيراً،  ظلت تقاوم من أجلهم،  تحولت انظاره لشقيقته التي انهمرت في البكاء، كان "مالك"  بجانبها يهديها بحنو،  بينما هو من بجانبه حتى يواسيه من حرمان أمه،  أغمض عينه بفقدان لجميع المشاعر التي مرت بحياته متردد في عقله كلمة واحدة:-
_كلكم زي بعض كلكم زيه
كادت الدmـ.ـو.ع تنزلق من عينه ولكنه حبسها بشـ.ـدة،  بتلك اللحظة انتبه إلى اليد التي وضعت على كتفه،  يد تجعله يشعر بالأمان والراحة،  تنهد بقوةٍ ثم نظر إلى صاحبة تلك اليد،  صاحبة الأنامل الساحرة،  حدق بمقلتيها ليغرق في نهر دافء لا يحظى بيه غيره،  ابتسم بكل حب ثم قال بنـ.ـد.م:-
_آسف على زعيقي فيكي آسف على كل حاجة عملتها غلط معاكي وإنتي قدmتي عكسها
بادلته البسمة ثم قالت بهمس:-
_أنا دايما معاك يا حبيبي متقلقش
.........................................................................
استغلت وضع المنزل،  واستعدت للهروب،  نعم ستغادر المكان،  الآن "مالك"  يشك بها بشـ.ـدة،  ستترك كل شيء،  تنفست بقوةٍ حين ذهب الجميع لمنزل "جبل"  الآن هي حرة لمدة معينة،  تريد حريتها كاملة ولن يحصل هذا إلا بعد الخروج من القصر،  أمسكت حقيبتها ووضعت ملابسها بدون ترتيب،  أخذت مبلغ مالي كبير،  ثم هاتفت صديقتها "كريمة"  قائلةٍ بهلعٍ:-
_إيه يا "كريمة"  احجزيلي تذكرة لبريس حالا لازم أسافر
ردت عليها "كريمة"  والتي كانت مستغربة موقفها:-
_هتسافري هتسافري ليه
تأفف بشـ.ـدة وانفعلت عليها وهي تقول:-
_هو إنتي مت عـ.ـر.فيش تعملي حاجة غير وإنتي سألة عليها اللي أقولك عليه تعمليه من غير منهدة فاهمة ولا لاء
تأففت "كريمة"  بشـ.ـدة ثم سالتها عن:-
_طب "ريناد"  احجز لها؟!
بحدٍ شـ.ـديد أجابتها:-
_لا هي هتكون مع "مالك"  هو حاليا مش هيسبها لي
وافقت صديقتها وعادت تستفر عن:-
_عرفتي حاجة عنه طيب هتسافري له
تنهدت بقوة وقالت:-
_معرفتش حاجة ولا نيـ.ـلـ.ـة اختفاءه طول أوي ومش عارفة أعمل إيه؟!
_متقلقش خير
هذا ما قالته "كريمة"  قبل أن تقفل معها،  جهزت الحقائب في سرعة،  ونزلت إلى الحديقة وهي ماسكة بهم،  جعلت الخادmة تضعهم في السيارة،  وصعدت بها قائلاً للسائق:-
_على المطار
أومأ السائق برأسه ولكن وحين اقترب من بوابة المنزل لم تفتح فعاد ينظر لها فكانت شاردة،  صرخ باسمها بعلو بعد عدة محاولات فاشلة كان يناديها بهدوء ،  انتبهت له وقالت:-
_إيه؟!
رد عليها بحنق:-
_يا فنـ.ـد.م بقالي ساعة بنادي عليكي حاليا الباب الكبير مش عاوز يتفتح قدام عربيتك معرفش ليه
استغربت من حديثه فنزلت من سيارتها وسالت الأمن بهدوء:-
_إيه اللي بيحصل عشان الباب ما يفتحش
رد عليها مسؤول الأمن:-
_أوامر "مالك"  بيه إن طول ماهو مش موجود ولا حضرتك ولا عربيتك هتخرج من المكان ولما تعوزي تروحي على حتة حد فينا هيروح معاكي
ذهولت مما يقوله بل وفتحت فاهها من حد الصدmة،  ابتلعت ما في حلقها قبل أن تصرخ بشـ.ـدة:-
_لا وهو سـ.ـجـ.ـن إن شاء الله افتح بقولك
وكأنها لم تتحدث،  تجاهلها تماماً،  وعاد يقف بمكانه،  بينما هي فتأففت بشـ.ـدة وعادت تهاتف "كريمة":-
_الو" مالك" شكله عرف باللي حصل كله ومش ناوي على الخير
قفلت الهاتف ولم تسمع ردها، عادت للداخل وهي تفكر في حال للهروب من هذا المنزل،  كيف ستنقذ حالها لم تعد تعرف،  أغمضت عينها بشـ.ـدة وصرخت بالخادmة:-
_غوري أعمل لي كوباية قهوة بسرعة
أسرعت بالفعل الخادmة تنفذ أوامرها،  أما هي فمزالت تفكر في شيءٍ ما حتى تخرج من المكان
.........................................................................
أمسك بيدها بحبٍ،  شعر معها بالأمان،  هي فقط،  اقتربت من والدته وطلبت منه السماح قائلةٍ له برجاءٍ:-
_كان نفسي املي عيني بيك وإنت بتكبر بس مقدرتش كان نفسي أشوفك وإنت بتخرج من المراحل التعليمية وأنا بفتخر بيك كل عيد أم كان نفسي في هدية منك آسفة مقدرتش أبقى معاك بسبب أنانية أبوك سامحني
أشارت له "ملاك"  حتى يقوم ويتحدث معها،  وكأنه كان ينتظر الاذن من أحدهم،  قام وألقى بنفسه بين ذراعيها،  صرخ باسمها:-
_ااااااه يا أمي حشـ.ـتـ.ـيني و  أوي أنا اللي آسف على كل لحظة ظنيت فيها إنك خـ.ـا.ينة والله لهينـ.ـد.م على كل لحظة ألــم سببها ليكي

ابتسمت بحبٍ،  وضعت يدها على ظهره وقالت بحنو:-
_ربنا هياخد حقي يا حبيبي

جاءت عينها على صغيرتها،  مازالت ملامحها البريئة مرسومة على وجهها بشـ.ـدة،  فتحت ذراعيها وقالت ببكاء:-
_لسة زي ما إنتي يا نور عيني حلوة وجميلة
بكت "مرام"  بشـ.ـدة وقامت حتى تسرع وترتمي باحضانها، تحدثت بكل اشتياق:-
_عمري ما كرهتك حتى كلام بابي مكنش في بالي مامي انتي حشـ.ـتـ.ـيني و 
دmعت عين كل من "ريناد"  التي تفقد حب الأم برغم من قربها الشـ.ـديد،  و "مالك" الذي تركته أمه وذهبت مع أبيه للخارج،  و "دنيا"  التي تذكرت حنان أمها المتـ.ـو.فية، وعلى البعد منهم بقليلا كان شعور "ملاك"  مختلف،  لاتسطيع أن تنسى ما حدث مع عائلتها قط،  الحادث مازال في مخيلتها،  دmـ.ـو.عها بالمشفى حين قال الطبيب أنه لم ينقذهم أبداً،  شعرت بها "فوقية"  فكيف لا تشعر بألــمها،  اقتربت منها لتشكرها وتقول بحنو:-
_أولاً بشكرك جداً يا بـ.ـنتي إنك سمعتيني ومن النهاردة أنا زي أمك عمرك ماهتفقديهم
تشبهم بالفعل،  قريبة منهم،  ابتسمت بحب ثم قالت بدmـ.ـو.ع الفرح:-
_أنا يزيدني شرف يا ماما
ما أجمل تلك الكلمة التي خرجت منها،  تتمنى أن تعوضها عما حدث معها
.........................................................................
بعد مرور شهــــر تم تحديد جلسة محاكمة "جلال"  لم يزوره "جبل"  ولا شقيقته،  جلس الجميع أمام القاضي وبدأ المحامي في الدفاع،  علمت "عبير" ما حدث مع "جلال"  فأصرت عن تذهب للمحكمة بعد أن سمح لها "مالك"،  استمع الجميع لما يقوله المحامي:-
_سيدي حضرات السادة الحاضرين إن موكلتي والجاني عليها اتظلمت  من هذا الرجل الذي لا يرحم حتى لم يرحم أبناءه فلقد كان السبب في تدmيرهم وجـ.ـر.حهم،  أنظر إليهم يا سيدي كم وجه برئ ظلم من أجل الأنانية وحب المال
تنهد القاضي ثم نظر إلى" جلال" وسأله بهدوء:-
_مادفعك لتفعل هذا؟!
لم يرد عليه فحول أنظاره إلى وكيل النيابة الذي قام وقال:-
_هذا الزوج والأب والأخ والصديق باع زوجته وشقيقته وزوجها الذي يكون صديقه وشيقيق زوجته لقد حرم ابنة أخته من أبويها،  لقد حرم أبناءه من أمهم لقد خائن صديق عمره مع زوجته أسالهم جميعاً يا سيدي أجعلهم يطلبون بحقهم جميعاً.
كانت "ملاك"  تستمع لحديثه وتشعر بأن تلك القضية متعلقة بها،  لقد شعرت بالإختناق،  تأففت بقوةٍ مما جعل "جبل"  ينظر لها ويسألها بهلعٍ:-
_مالك يا حبيبتي؟!
تأففت بشـ.ـدة وقالت بحنق:-
_والله يا "جبل"  ما عارفة حاسة بشيء مخيف حاسة إن في حاجة هتحصل وهتبعدني عنك
لن يفرق بينهم أحد حتى المـ.ـو.ت كان هذا تفكير "جبل"  الذي قال بانفعال طفيف:-
_المـ.ـو.ت نفسه مايقدرش يفرقنا أنا وإنتي لبعض وهنفضل لبعض فاهمة ولا لا....
لا تعلم هل تستريح لكلامه كما يقول قلبها أم تسمع كلام عقلها،  كانت "سامية"  تجلس بجانبهم وتستمع لحديثهم،  خائفة من تفريقم
انتبه الجميع حين قامت "فوقية من مكانها وسردت ما حدث معها:-
_أنا وأخويا الله يرحمه كنا صحاب أوي لـ" جلال" وأخته وأنا وهو حبينا بعض وأخته وأخويا حبه بعض بس للاسف هو كان طماع عاوز فلوس الكل خطط لقــ,تــلهم ولما عرفت حطني في المصحة وبـ.ـنت أخويا كبرت بدونهم برغم من إن أخويا هرب بيهم بس كان قادر وعملها ولما عرف إن بـ.ـنتهم رجعت تاني وابنه عاوزها فقال يومين وهيرميها وأنا أقــ,تــلها
وقف "جبل"  من هول الصدmة ماذا،  أي جوازة هو لما يحب غير "ملاك"  ،  قامت زوجته لتفهم ما تقول وسألتها بفزع:-
_قصدك إيه يا ماما
استدارت لها وقالت بصراخ:-
_قصدي إنك بـ.ـنت أخويا اللي حربت الدنيا عشان ما يمـ.ـو.تش أقصد إنك كنتي أعز حد على قلب ابني وإنتي صغيرة واتفرقته أقصد إنك كمان بـ.ـنت عمته اللي مـ.ـا.تت على أيد أخوها...
.....................................................................
لقد استلم منه الفيلا والتي ستكون عش الزوحية الخاص به هو وزوجته،  أحب أن يجعلها مختلفة وبسيطة،  وضع لائحة من الخارج مضمونها:-
_فيلا أحمد و دنيا
نعم هذا الشيء مـ.ـجـ.ـنو.ن وغريب ولكن يريد أن يجعل الجميع يعرف مدى حبه لها،  دخلت بتلك اللحظة "رحمة"  وقالت بحب:-
_هتعمل فرحك معايا ولا إيه
يحلم بشيء آخر لحبيبته،  يردها أن تفرح هي وعائلتها،  يكفي ما حدث والدmـ.ـو.ع التي انزلقت من عينها وما أخبره به "مالك"  وأصر ألا يخبر به أحد
رد عليها بتنهيد عميق:-
_لا هيبقى مختلف عن أي حد هيبقى جميل وبعدين إنتي الأول وبعدها بأسبوع "مالك"  و "مرام"  وفي الآخر أنا وحبيبتي
وضعت يدها على كتفه وقال بضحك:-
_ربنا يهني سعيد بسعيدة يا حبيبي ويخليكم لبعض يارب
ابتسم بحب ثم قال:-
_ربنا يخليكي يا حبيبتي ويكمل للجميع على خير
سألته بحب عن:-
_أومال "دنيا"  فين
أجابها بهدوء:-
_في المحكمة مع العيلة في مشكلة هناك
......................................................................
أمسكت هاتفها وأمر قالت:-
_نفذ الخطة بأقرب وقت أنا هنتقم بأقرب وقت
بعد أن أنهت حديثها قفلت الهاتف والبسمة مرسومة على ثغرها،  استدارت بظهرها فوجدت والدها خلفها رفعت حاجبها وقالت:-
_إيه رأيك في اللي عملته؟!
رد عليها "حمدي"  وهو يقهقه بشـ.ـدة:-
_برافوا عليكي يا "مايا"  يا غالية عليا
حـ.ـضـ.ـنته وبكل حقد قالت:-
_كل فلوسك هترجعلك وحقي هيرجع قريب جداً
.......................................................................
يتبع...
ضـ.ـر.بات متتالية تشعر بها بداخل رأسها،  لقد أحتل الصداع جمجمتها،  نظرت لها والدmـ.ـو.ع تنزلق بشـ.ـدة من عينها:-
_قصدك إيه أنا مش مصدقة الكلام دا استحالة أصدق
تعالت همهمـ.ـا.ت الحاضرين، اسكتهم القاضي بقوله:-
_هدوء هدوء
ثم أشار إلى "فوفية" حتى تكمل كلامها:-
_كملي يا أستاذة!!!...
وبالفعل أكملت "فوقية" حديثها بعد أن مسحت دmـ.ـو.عها:-
_حتى ومش بس كده دا الجيران اللي حبينهم وكانوا صاحبنا اتفق مع زوجة ابنهم واللي كانت داخلة على طمع إنهم يقــ,تــلوا جوزها وبعد كدا يقــ,تــلوا الجد وبعدها الابناء والأخ الكبير واللي هو بيكون أبو "مالك"  العزمي
كان "مالك"  لا يتفاجىء بينما "دنيا"  ففتحت فاهها من الصدmة،  أما عن "جبل"  لم يعد يتفاجىء بشيء،  و "مرام"  فابتلعت ما في حلقها من هول الصدmة.
سألها القاضي عن:-
_وفين دليلك عن هذا الحديث
ردت عليه بخفوت:-
_"مالك" هو اللي معاه كل الأدلة عن الكلام دا يا فنـ.ـد.م
كيف لها أن تهرب،  تسمع الحديث وتشعر بأنها ستمـ.ـو.ت،  كان يخطط مع "فوقية"  وهي لا تعرف،  لقد سمح لها أن تاتي إلى هنا باقدامها وكأنها فار يريده أن يقع في المصيدة،  كيف لها ألا تعقل هذا،  حاولت أن تفر وتستغل انشغالهم ولكن "صباح"  أمسكتها من يدها وقالت بحد:-
_لو حاولتي تهربي هقول للقاضي إنتي نهايتك قربتك يا "عبير"  الكـ.ـلـ.ـب
شعرت بأنها ستفقد توازنها الآن تحديداً،  زاد الهلع حين أذن القاضي لـ "مالك"  أن يتحدث، قام "مالك"  يسرد ما حدث بالتفصيل:-
_جدي أما مـ.ـا.ت الدكتور قال مسموم كتمت على الموضوع لأن كان لأزم أعرف إيه اللي حصل معاه بقيت خايف على العيلة بس مش قايل لحد،  وفي يوم روحت بتنا القديم ولقيت أدويته متبدلة ولقيت ازازة سم في أوضة مرات عمي واللي أكد دا تغيرها وخــــوفها وأسلوبها

قاطعه القاضي بسؤاله:-
_وإنت ليه مبلغتش بعد ما عرفت كل دا
ابتسم "مالك"  بسـ ـخـــريــة ثم استدار حتى ينظر إلى زوجة عمه ومن ثم يجيبه:-
_كان لأزم أجيب دليل وأعرف مين كان بيساعدها طول السنين دي،  رقبت تلفونها من غير ما تعرف ومكننش متخيل إنه هيكون عمي "جلال"  لحد ما سمعت مكالمة بينها وبين واحدة اسمها "كريمة" 
توقف عن الحديث وأخرج هاتفه من جيب بنطاله وبدأ في تشغيل المسجل:-
_"كريمة" أنا مش هخسر أبداً أنا ربيت "دنيا"  عشان تحبني وأقدر أخد فلوسها مـ.ـو.ت جوزي ومـ.ـو.ت أمها ومستعدة أمـ.ـو.ت الدنيا كلها عشان الفلوس خونت صاحبتي "فوفية"  مع جوزها ومـ.ـو.تنا أخته وجوزها واللي بيكون أخوه صاحبتي يعني مش باقية على حاجة أنا لازم أعرف فين "جلال"  لأزم وبأي تمن ولأزم أهرب من هنا

قفل المسجل وعاد يتحدث:-
_دا كفاية إن أقول هي فعلاً أنا مش هقول أكتر من كدا أنا بطالب بحبسها

كانت "دنيا"  في حالة لا يرثى لها بعد سماعها للتسجيل،  لقد حرمت من أمها بسبب تلك السيدة التي قضت عمرها تناديها بلقب الأم وكأنها تشكرها على كل شيءٍ فعلته،  نزلت دmـ.ـو.عها بغزارة فنظر لها "جبل"  وقال بحنو:-
_بس يا "دنيا"  يا حبيبتي مافيش حاجة تخليكي تزعلي افرحي عشان حقك رجع
لم ترد عليه،  فعاد ينظر لزوجته التي كانت تنظر إلى مربيتها بغـــضــــب،  همس في أذنها:-
_"ملاك" اهدي وكل حاجة هتتحل
نظرت له ثم ابتسمت بسـ ـخـــريــة وقالت:-
_مش باين لها!!!!
كان لا يفهم أي شيء من حديثها،  ما يدور داخل عقلها هي فقط من تعلمه...
عاد "مالك"  مكانه بجانب ابنة عمه حـ.ـضـ.ـنها بقوةٍ وهمس بحب:-
_بس يا هبلة أنا معاكي وجانبك دايما.
سرعان ما تعلقت أنظارها به،  وكأنها تقول كيف لها ألا تشعر بما حدث مع والدتها...
سمع الجميع قرار القاضي حين قال:-
_حكمت المحكمة على كل من "جلال المنشاوي"  و "عبير السيد"  و الدكتور "محمد الحديد" بتحويل أوراقهم لفضيلة المفتي وهذا كل ما عندي رفعت الجلسة.
صرخات عالية أخرجتها "عبير" :-
_أنا مظلومة والله صدقني يا باشا
لم يسمعها أحد حيث أن الأدلة ضدتها،  شعرت "دنيا"  ببعض الراحة فحق أهلها سيعود.
قامت "فوقية" والابتسامة تلوح على ثغرها،  الانتصار حليفها،  أخيراً ستقف أمام زوجها بدون خــــوف،  الذعر لن يعود،  اقتربت من القفص المقيد به ومن ثم أخرجت ما في فمها وألقته عليه وقالت بثقة:-
_كان عندي ثقة في ربنا برغم سنين عـ.ـذ.ابي اللي شوفتها منك يا "جلال"  أنا بكرهك على قد كل ذرة حب حبتها ليك وشوف بقى أنا كنت بحبك قد إيه
النـ.ـد.م كان واضحٍ على وجهه،  ليت السنين تعود ولن يخسر أهله وزوجته ورفقاته،  رد عليها برجاءٍ:-
_سامحيني يا "فوقية"
وكأنه لا يتكلم،  تقدmت قليلاً لتقف أمام "عبير"  وتكمل وهي تنظر لها باستهجان:-
_اعتبرتك صديقة وأخت بس طلعتي ما تستحقيش تكوني حتى جزمة في رجلي هو دا مكانكم الحقيقي هو دا
بدmـ.ـو.عٍ كثيفة ترجتها أن تعفو عنها:-
"فوقية"  بالله عليكي تنقذيني
لم ترد عليها وأسرعت مع عائلتها للخارج
.........................................................................
عاد الجميع من المحكمة،  تجمعوا في فيلا "جبل" المنشاوي،  كانوا جميعاً صامتين،  مشاعرهم مبعثرة، ضائعة،  كانت "ملاك"  لا تتحرك من مكانها،  فقط تجلس بأعلى الأريكة ولا تتكلم،  بهلعٍ كبير نظر لها "جبل"  الذعر الذي يحمله قلبه كان ككبر حجم الكرة الأرضية،  تحدث بهدوء:-
_عارف إن كان في حقائق أول مرة نعرفها بس الكابوس دا فوقنا منه يا "ملاكي" خلاص وبعدين إنتي مش مبسوطة إن حبيبك طلع يقربلك
نظرت له وكأنها لا تعرفه،  يشبه أباه كثيراً،  كيف لها أن تتزوج واحد أبيه يحمل دmاء أهلها،  أي حديث ستقوله لاولادهم حين يسألوها عن جدهم،  أتقول مـ.ـا.ت على يد جدكم أبيه لأبيكم،  ومن يكون خالها،  كيف ستكون حالتها عند سماع اسمه،  "جلال المنشاوي".
أغمضت عيناها بشـ.ـدة،  انتاب الصداع حمجمتها،  قامت من مكانها وهي في حالة لا يرثى لها،  قام" جبل" حتى يلحقها ولكن أوقفته "فوقية"  بيدها قائلةٍ له:-
_سبها تقعد مع نفسها شوية هي لأزم تعيط
سمع لها وجلس بمكانه،  لم يتحدث أحد مرة ثانية فأفعالهم مازالت تحت تاثير الصدmة...
تنهدت "مرام"  بقوةٍ ومن ثم قامت من مكانها وقالت بتعب:-
_مامي أنا طالعة وبعد إذنكم سبوني لوحدي شوية
استغربها الجميع فهي لا تحب أن تنفرد بمكان بمفردها ولكن وبحنو تحدثت "فوقية":-
_ماش ياحبيبتي روحي
كانت أنظار" مالك" القالقة تلاحقها، تحدث بخــــوف:-
_ليه سبتيها تروح لوحدها يا طنط
أغمضت عينها ليطمئن ردت عليه بكل هدوء:-
_متقلقش هتكون بخير
ثم حولت أنظارها نحو "دنيا"  التي كانت تحاول كتم دmـ.ـو.عها،  اقتربت منها وفتحت ذراعيها لتحتويها بعد أن جلست بجانبها:-
_مـ.ـا.تفكريش في اللي راح فكري في اللي جاي، فكري في فرحك وفي خطيبك وفي حياتك
أخرجت زفيرها بتعبٍ ثم قامت من مكانها ونظرت إلى ابن عمها وقالت:-
_مش عاوزة أي حاجة ليها تكون في الفيلا مش عاوز أفتكر إني كنت بقول للي قــ,تــلك أمي وأبويا كنت بقولها ماما مش عاوزة أفتكر
ثم وبعد إنها حديثها نظرت إلى "فوقية"  وقالت برجاء:-
_ينفع أقعد عندك انهاردة
أومأت "فوقية"  برأسها وقالت بترحيب:-
_تنوري يا قمري روحي أي أوضة وارتاحي فيها
بتلك اللحظة تذكر "مالك"  "ريناد"  فقال بحنق:-
_"ريناد" زمنها رجعت من المدرسة
عادت تنظر "دنيا"  له ومن ثم قالت بكره:-
_ياريت أكبر حاجة بتمتلكها "عبير"  تغورها لأنا لا هي
لم يفهم حديثها فقال:-
_مش فاهم
صرخت بعلو:-
_يعني "ريناد"  مش عاوزها تعيش معايا في نفس البيت
كان سيتحدث ويرد عليها ولكن "فوقية"  أوقفته بحركة من يدها وقالت:-
_طب روحي يا حبيبتي ارتاحي إنتي
نفذت "دنيا"  كلامها وصعدت للأعلى،  بعد أن أختفت عن أنظارهم قالت "فوقية"  لـ "مالك":-
_هي دلوقتي معذورة يا بني روح شوف"ريناد" وكمان شوية هكلمها
أومأ برأسه ثم غادر من أمامها، الآن هي وابنها بمفردهم، كان "جبل" لا يسمع غير صوت قلبه، شارد، خائف من قرار زوجته، وضعت "فوقية" يدها على منكبيه وقالت:-
_"جبل"
انتبه لها فقال:-
_نعم
أكملت حديثها بحبٍ شـ.ـديد:-
_حبيبي حبك اللي هيفوز في النهاية بس استنى وهي هترجعلك
أغمض عينه بو.جـ.ـعٍ جم، ثم تحدث بألــم:-
_بس أنا زعلتها كتير يا أمي أنا زعلتها أكتر من اللأزم قعدت جنبي وأنا تعبان وأنا مقدرتش دا بأي عين يا أمي يوم ما تقول لي همشي وأقولها لا أبويا مخلاش ليا عين لحاجة خلاص
احضتنته "فوقية" بحنو وأردفت بيقين:-
_متقلقش يا حبيبي هترجعلك تاني
.........................................................................
في غرفة "ملاك"
جلست تتفحص كل شيء، تتذكر أول مرة تدخل إلى ذلك المكان، تشعر أن أقدامها لا تحملها، نظرت إلى صورة "جبل" المتواجدة على الحائط، يشبه والده كثيراً، كيف ستحمل حباً لشخص يشبه قـ.ـا.تل أبيها، اتجهت إلى تراس غرفتها لتجد سيارتها مصفوفة، تذكرت حين جلبها "جبل" وقال بغـــضــــب مصطنع:-
_يارب تروحي بيها حي شعبي وتحطي نفسك في الخطر
حينها لم تفرح بسيارته، ردت عليه بحـ.ـز.نٍ:-
_بس عربيتي بحبها وكان فيها حاجات مهمة وذكريات جميلة
انقلبت ملامحه وانفعل عليها بشـ.ـدة:-
_إنتي السبب وأنا حذرتك محدش قالك روحي للمكان دا إنتي فاهمة ولا لاء وبعدين مش أحسن مـ.ـا.تركبي تاكسي أصل أنا مش بحب حد يلمس عربيتي
كتمت حينها ضحكتها بشـ.ـدة، لا تعلم متى كان سيزيل قناع الغـــضــــب والصلابة...
فاقت من ذكرياتها،  لاحت بسمة السـ ـخـــريــة على وجهها بشـ.ـدة، تذكرت قسوته الزائفة، أفكارها ضائعة، اتجهت نحو حقيبتها لتفتحها وتخرج صورة لـ ۅالديها تحدثت والدmـ.ـو.ع تنزلق من عينها بشـ.ـدة:-
_يا بابي أنا مش عارفة أعمل إيه ازي هقدر أقعد مع واحد أبوه قــ,تــلكم أنا أسفة ليك ولمامي ماشوفتش دmكم في أيده معرفتش أشوف دmكم في ايده بس أنا خلاص خد القرار
قامت من مكانها ونزلت إلى الأسفل لتقول لـ "جبل":-
_أنا همشي وياريت ورقتي توصلني لحد باب البيت
قام من مكانه يترجاها ولكن باتت محاولاته بدون جدوى، بتلك اللحظة أسرعت"سامية" من الداخل وسألتها بخــــوف:-
_راحة فين يا بـ.ـنتي؟!
اقتربت منها "ملاك" والدmـ.ـو.ع تملأ عينها، صرخت بغـــضــــب:-
_كان عندك اعتراض على "جبل" قولتلك قولي ماحاولتش تقولي أبوه قــ,تــل أبوكي ليه يا "سامية"
أمسكت "سامية" يدها بحنو وأجابتها بـ:-
_عشان هو ملهوش ذنب وعشان محدش كان هيصدق غير "جلال" صدقيني يا بـ.ـنتي
بعدت يدها عنها بقوة ثم قالت بانفعال:-
_أوعي تلمسيني تاني إنتي فاهمة بكرا مرتب نهاية الخدmة هيوصلك
صرخت "فوقية" بها بحد:-
_"ملاك" عيب
واحدها من لها الحق في الحديث معاها، هي تعـ.ـذ.بت من أجل والديها، استدارت لتنظر لها ثم قالت:-
_آسفة يا عمتو بس أنا مبقتش عاوزة حد
أمسك "جبل" يدها وقال:-
_بالله عليكي يا "ملاك" أنا مليش ذنب
نظرت له وقالت بثقة:-
_عارفة بس مش هقعد مع حد بيشبه الراجـ.ـل اللي مـ.ـو.ت أهلي
أخرجت من حقيبتها مفتاح السيارة ومدت يدها نحو المنضدة وتركته وقالت:-
_مش عاوزة حاجة منك كتر خيرك
لم يرد عليها،  نظرت لهم جميعاً وتركتهم وغادرت،  صرخ "جبل"  باسمها:-
_"مــــــــــــــــلاك" ليه هتمشي
اقتربت "فوقية"  منه وقالت بهدوء:-
_هترجع يا حبيبي متقلقش أهدى إنت بس
نظر لها وبصراخ قال:-
_مشيت يا أمي ومش هترجع تاني قلبي واجعني يا أمي
تنهدت "سامية"  محاولة أن تزيل الجـ.ـر.ح التي سببته "ملاك" لها بدون قصد.
.........................................................................
يتبع
بفيلا "مالك"  جلس ولا يعرف كيف سيقول لصغيرته عن هذا الموضوع،  هل يخبرها بكره شقيقتها لها،  أغمض عينه بتعبٍ شـ.ـديد ليفتحهما حين سمع صوتها المشاغب:-
_يعني ينفع كدا تروحوا كلكم المحكمة وتسبوني لوحدي والله عيب عليكم..
حدق بصغيرته وابتسم بو.جـ.ـع، لا يعلم بما يبدأ، أيصارحها أم يصمت، رد عليها بهدوء:-
_كان لأزم تروحي المدرسة يا عمري يالا اطلعي ارتاحي شوية
استغربت طريقته، وصدmت من شكل المنزل، شعرت بأنه بـ.ـارد لا يوجد به دفء، أين الجميع، ظلت تنادي بعلو:-
_"دنياا" مامي يا "دودي" تعالي عاوزة أوركي المس ادتني إيه
شعر بصعوبة الموضوع، حاول أن يمهده لها فقال:-
_"رينو" تعالي عاوزك
اقتربت منه وجلست بجانبه وقالت بخــــوف لأنها تشعر بأنه سيقول شيءٍ يـ.ـؤ.لمها:-
_إيه؟
_إنتي كبيرة صح؟!
_صح
لم يمهد لها وبدأ يسرد لها ما حدث مع والدتها، والجروح التي سببتها للعائلة،  بعد أن أنها حديثه نظر لها فشعر بالو.جـ.ـع عليها حيثُ كانت صامتة  وكأنها كبرت قبل الأوان، وضع يده على كتفها وقال بتـ.ـو.تر:-
_حبيبتي أنا مش عاوزك تزعلي أبداً
نظرت له وكأنها فتاة كبيرة ، مسحت دmـ.ـو.عها ومن ثم قالت:-
_أنا سمعتها كذا مرة بتتفق إنها تسافر وتسبني وعرفت إنها مش بتحبنا بس خــــوفت اتكلم عشان ما تكرهونيش
كنت حاسة إنكم هتتخلوا عني يا "مالك"
يالله كان خائف على "دنيا" ولكن ما تشعر به الصغيرة أقوى بكثير ياليته كان قريب منها أكثر من ذلك، أمسك يدها وقبلها وقال:-
_إنتي من دmي يا "ريناد" لأزم ت عـ.ـر.في يعني إيه ترابط العيلة يعني إيه تبقي شايلة دm عيلتك يعني كلنا واحد عمرهم ما يتخلوا عنك لو إنتي إيه وهما كمان عمرك ما هتتخلي عنهم صح ولا لاء
أومأت برأسها، مد يده ومسح دmـ.ـو.عها وقال:-
_يالا روحي ارتاحي وأنا هخلي الدادة تعمل لك آكل
نظرت له وقالت بلهفة:-
_فين "دنيا"؟؟؟
تـ.ـو.تر بشـ.ـدة، كيف له أن يقول أنها تخلت عنها، تحدث بتلعثم:-
_ااا هي اا
أغمضت عينها بو.جـ.ـع وقالت:-
_مش عاوزاني أنا كنت حاسة بدا طب أنا همشي وخليها ترجع
ابتلع ما في حلقه بتعبٍ ثم قال بتواسي:!
_لا يا حبيبتي أختك بتحبك بس هي عاوزة تقعد مع نفسها شوية
سألته بهلعٍ:-
_وهي فين دلوقتي؟!
تنهد بقوةٍ ثم أجابها:-
_في بيت"جبل"!!!
........................................................................
دلفت"دنيا" غرفتها، أعطت لدmـ.ـو.عها العنان لتنزل،ظلت تنظر إلى جدران الغرفة، أغمضت عينها بتعب ثم قالت:-
_إزاي ماقدرتش أكرهها أزاي؟!
استدارت وعيناها يملأها الانتقام، قالت بقسوة:-
_بس ملحوقة بـ.ـنتها هي اللي هأخدها بذنبها
بتلك اللحظةرن هاتفها المحمولي، أمسكتُه بيدها فوجدت المتصل "أحمد"، ردت عليه بلهفةٍ وقالت ببكاء:-
_" أحمد"!!!!!
صوتها كان حزين للغاية مما جعله يقلق، تكلم بلهفة:-
_مالك يا حبيبتي إيه اللي حصل معاكي
سردت له ما حدث وبعد أن انتهت أكملت بـ:-
_لا وكمان الحقيرة كانت بتدخل في حياتي كانت عاوزة تبعدنا عن بعض أكيد والله متربتش ولا حد عرف يربيها
بتواسي شـ.ـديد قال "أحمد":-
_معلش يا حبيبتي سيبك وانسي اللي حصل وفكري في جوازنا وبس
ابتسمت بحـ.ـز.ن وقالت:-
_مش قبل ما أخد حقي واللي هيكون من"ريناد"
بغـــضــــبٍ جم رد عليها وقال:-
_إنتي هبلة يا بت عاوزة تنتقمي من أختك إيه نسيتي إنها وقفت قدام أمها عشانك برغم صغر سنها ولا مش فاكرة ليها حاجة
أغمضت عينها بضيق وصرخت بعلو:-
_لا فاكرة بس شوف إنت أنا استحملت قد إيه أنا عشت من غير أم وأب يا "أحمد"
بسـ ـخـــريــةٍ قال:!
_وهي كمان هتكمل عمرها من غير أب ولا حتى أم والفرق بينكم إن أمها خربت حياتها ولو حد عرف إن والدتها اتعدmت أختك هتدخل في حالة سيئة جدا هي مظلومة زيك
بخفوت ردت على حديثه:-
_هي ما مارتش باللي مريت بيه
بصوت حنون قال:-
_بس يا حبيبتي بلاش الشيطان يلعب في دmاغك روحي شوفي أختك وحضونيها هي محتاحة ليكي..
.......................................................................
جلس بالصالون، لم تعد أقدامه قادرة على السير، بتلك اللحظةشعر بيد أمه على كتفه، نظر لها وقال:-
_ليه يا ماما سابتني هو أنا عملت لها حاجة
وضعت أمه يدها على وجهه ومن ثم قالت بحنو:-
_يومين وهترجع يا حبيبي وافتكر كلامي
صرخ بشـ.ـدة:-
_ولا يوم برا البيت
هب واقفاً وقال بتمرد:-
_لا هتجي النهاردة مش هسبها تبات برا البيت أنا مش هخليها تطلع برا البيت ولا يوم واحد
هزت أمه رأسها بهدوء ثم قالت بحنو:-
_طب تعالى نطمن على أختك و "دنيا" ونروح
بالفعل نفذ أوامرها، صعد غرفة شقيقته فسمع صوت تكسيرات، اصابه الهلع هو وأمه، تـ.ـو.تر بشـ.ـدة، دق الباب بقوةٍ فلم تفتح له، دفع الباب بكتفه بشـ.ـدة حتى فتح،نظر لها بغـــضــــب ثم قال:-
_مضايقة ليه بتعيطي وتكـ.ـسري ليه عشان واحد ما يسواش في سوق الرجـ.ـال جنية أخرجي واطلعي واعملي حسابك هتتجوزه ونفرح بيكي
نظرت له والدmـ.ـو.ع تملأ بعيناها صرخت بشـ.ـدة:-
_ازاي هقدر أحط عيني في عين "مالك" يا "جبل" أبويا سرق فرحتي ومـ.ـو.ت أعز إنسان على قلب حبيبي
تذكر "جبل" زوجته بعد حديث أخته بالفعل أبيه سرق فرحتهم، ولكنهم ضحايا معهم، اقترب منها وأخذها بداخل أحضانه مما جعلها تصرخ بشـ.ـدة:-آااااااه يا "جبل" آااااه يا أخويا
كانت "فوقية" تراقبهم، تعلم بأنها أمهم ولكنهم علاج بعضهم، أكبر فترة كانوا معا يواسيها وتواسيه، يلعب دور الأب بحياتها وهي تلعب دور الأم..
بتلك اللحظةأخرجت من فمها أنفاسها ثم قالت بحنو:-
_ربنا يخليكم لبعض ويملأ عيني بوقفكم مع بعض إنتوا حياتي كلها
ابتسمت "مرام" و "جبل"، ردت عليها"مرام":-
_تسلمي يا ماما
توقفت عن الحديث قليلاً لتفكر بعض الوقت، ثم عادت لتتحدث من جديد:
_أظن مش هيتعدm دلوقتي أنا عاوزة أروح له زيارة قبل ما يمـ.ـو.ت
بصرامة شـ.ـديدة قال:-
_لا مش هتروحي لمجرمين
......................................................................
في غرفة"سامية" التي كانت تنظر بشـ.ـدة لصورة السيد "ناصر" وزوجته بدmـ.ـو.ع كثيرة قالت:-
_قولتلي أبعدها عنهم واحافظ عليها ولو عرفت أرجعها لأختك أرجعها بس هي كرهتني
وضعت "صباح" يدها على رأسها وقالت بهدوء:-
_يا حبيبتي إن شاء الله هتعرف إنك كنتي بتعملي كدا عشان مصلحتها
أمسكت " سامية" بيدها ونظرت لها بضعف ومن ثم قالت بتعب:-
-معتدتش يا أختي "ملاك" لو قلبت على حد استحالة ترجع تتكلم معاه هي مش هتتكلم تاني
هزت "صباح" رأسها بلا ثم قالت بحنو:-
_لا اطمني هي عمرها ما هتعمل كدا ثقي فيا هي بس عاوزة تقعد لوحدها
هزت "سامية" برأسها وقالت بتمني:-
_يارب يارب
بتلك اللحظةنادت عليها "فوقية" فقامت تهرول نحوها وترد بـ:-
_نعم يا "فوقية" هانم
كانت "فوقية" تنزل من الدور العلوي، تعلم ما بداخل قلب المربية من حـ.ـز.نٍ شـ.ـديد، تحدث بحب:-
_أنا راحة مع "جبل" بيت "ملاك" يالا تعالي معانا
نظرت "سامية" بالأرض بفقدان الأمل ثم نظرت لذلك العاشق المتيم والذي يتمنى أن يذهب لحبيبته بأسرع وقت، تحدثت أخيراً وقالت بضيق:-
_للأسف يا "جبل" لأزم تستنى شوية "ملاك" مش هتصفى دلوقتي
صرخ بها بانفعالِ:-
_إحنا عملنا اللي علينا وقولنا ليكي تعالى مش عاوزة خلاص يالا يا أمي أنا مستنيكي برا
قال كلامه وخرج ينتظر في سيارته وبالفعل لم يمر خمس دقائق إلا وجاءت أمه والمربية لينطلق باقصى سرعة لبيت ملاكه...
.........................................................................
+

عادت لمنزلها وكيانها، حياتها البسيطة التي كانت تعشقها، نظرت لجدران المنزل، تبحث عن طفولتها وشبابها، أبيها وأمها، فقدتهم، كم كانت متمنية أن يرؤها بفستان الزفاف الخاص بها، رن جرس المنزل فذهبت لتفتح فوجدت الطارق "جبل" ومعه مربيتها وعمتها، أدخلتهم للصالون ولكن "جبل" اتجه نحو غرفتها لذلك لحقته..
وقفت أمامه وبدmـ.ـو.ع منهمرة قالت:-
_مش هينفع ارجع لك بعد اللي حصل يا "جبل" 
كاد أن يركع أمام اقدامها،  الآن أصبح ذليل لحبه،  لقد علم كل شيء بعد أن كان خائف أن تتركه بمفرده كما فعلت أمه الآن هو من يبكي حتى لا ترحل،  ويعلم أنها محقة ما حدث معها صعب أن يتحمله أحد ولكن هو أيضا كان ضحية لما تعـ.ـا.قبه عليه،  تحدث برجاء:-
_"ملاك" أنا ذنبي إيه أنا بحبك والله ما تسبنيش لو ليا خاطر عندك
بدmـ.ـو.ع باكيا ردت عليه:-
_ذنبك ماذنبكش حاجة بس أنا ذنبي إيه أنا كل ما بص في وشك هفتكر اللي حصل
لم يستطيع أن يتحمل قسوتها،  ليت قلبه كقبل،  قاسي، تنهد تنهيد عميق قبل أن يغادر ولكن دخول أمه جعله يقف مرة ثانية،  اتجه نحوها وقال بخــــوف:-
_أمي أنا خايف اخسرها هي بتسمع منك خليها ترجع لي
اقتربت "فوقية" منها وبحنو شـ.ـديد قالت:-
_هو كمان له حق عند الراجـ.ـل دا طب إنتي كنتي عارفة تربة أمك وأبوكي بتروحي تتكلمي معاهم هو عاش عمره كله مش لاقي أمه وفاكرها زانية وخـ.ـا.ينة لأبوه فكري فيها
بكت " ملاك" بشـ.ـدة ثم مسحت دmـ.ـو.عها وقالت بضعف:-
_بابا ممكن يزعل مني يا عمتو
أمسكتها " فوقية" بيدها وقالت بحب:-
_بالعكس يا روحي أبوكي كان عاوزك إنتي و "جبل" تتجوزوا
حدقت "ملاك" بزوجها وقالت بانهيار:-
_أنا بحب ابنك أكتر من حبي لنفسي بس مش هقدر أظلمه معايا مش هقدر يا عمتي حبي ليه هيقل
مسح "جبل" دmـ.ـو.عه ثم قال بصرامة:-
_هتروحي معايا بالذوق أو بالعافـ.ـية هتروحي معايا وأنا هعرف أخليكي تمشي إزاي
أسرع نحو المطبخ وجلب سكين حادة وبعلو صوته قال:-
_لو ما رجعتيش معايا مش هتشوفيني باقي عمرك
فزعت والدته من منظره صرخت بهلع:-
_يا بني ارجع عن اللي بتعمله له هي هتوافق
بينما "سامية"فاسرعت نحو"ملاك" وقالت بانفعال:-
_قول له حاجةيا بـ.ـنتي هو عنيد زيك
لم تقول شيء، مازالت على تاثير الصدmة لما فعل، أسرعت "فوقية" وأمسكتها من يدها بقوة وقالت برجاء:-
_عشاني قولي له حاجة!!!
......................................................................... 
في منزل "لميس"
جلست بجانب "مصطفى"  بحـ.ـز.ن وقالت:-
_بجد مش عارفة إيه الجبروت دا يا "مصطفى"  العيلة كلها اتظلمت من "جلال"  و "عبير"  مش بس "فوقية"
تنهد "مصطفى"  بقوةٍ ثم قال:-
_مكنتش متصور إن "جبل"  يقرب "ملاك"  أنا شكيت فيها شبه منه كتير الصراحة ومن أخته بس ماحطتش الموضوع في بالي
تأففت بشـ.ـدة ثم قالت بضيق:-
_صعبت عليا أوي يا "مصطفى"  وهي مصدومة
أومأ برأسه ومن واجبه كصديق قال:-
_هنروح لها انهاردة نقعد معاها ونخليها تغير جو ونخرجها
ابتسمت له وقالت:-
_اشطا جداً
ثم أكملت بـ:
_نطمن على صاحبتنا ونكتب الكتاب ونعمل الفرح في يوم واحد يا حبيبي
غمرته الفرحة بشـ.ـدة وقال بسعادة:-
_الله بقى!!!
مازالت لا تنطق ومازال يهددتها،  صرخت بها والدته:-
_"مــــــــــــــــــــــــــــلاك" أعملي حاجة وخليه يسبها
لا تعلم لما لا تسمع ندأهم،  فقط مشـ.ـددة بين عقلها وقلبها لمن ستمع منهما، اقتربت منه قليلاً وهو ينظر لها ويقول بصرامة:-
_قولي قرارك من بعيد ما تقربيش بعد إذنك
تنهدت بقوةٍ ثم قالت بخــــوف فلقد فاز قلبها:-
_أوعى تعمل حاجة في نفسك
رفع حاجبه وقال بغـــضــــب:-
_مش عاوزاني أعمل كدا ارجعي معايا
هزت رأسها بالموافقة مما دفعه أن ينزل السكين،  تحدث بفرحة:-
_يالا نرجع بتنا
_لا
قالتها بهدوء،  اقترب منها بعد أن قالت هكذا،  أمسكها من معصمها بشـ.ـدة وصرخ بعلو:-
_نعم هو إنتي بتلعبي معايا ولا إيه؟
هزت رأسها  بلا ثم قالت بكل هدوء:-
_أنا عاوزة أقعد مع نفسي بس يومين يا "جبل"  لو سمحت
اقتربت منه "فوقية" وقالت:-
_خلاص يا حبيبي هي هتقعد مع "سامية"  هنا يومين وابقى تعالى اطمن عليها لحد ما تكون أحسن
وافق ولكنه غير مقتنع لقعدتها بمفردها،  قال بتحذير:-
_يومين مش أكتر مع اني مش مقتنع بدا
لم ترد عليه،  فضلت أن تصمت،  سمعته يقول لـ "سامية":-
_خلي بالك منها عينك ما تشلش من عليها
كادت أن ترد" سامية" عليه ولكن قاطعتها "ملاك"  بحزم:-
_أنا مش عاوزة سامية معايا عاوزة أقعد لوحدي يومين ماحسش فيهم بالخداع
رد عليها بصرامة:-
_بلاش دلع خليها معاكي ماهو أنا مش هسيبك لوحدك وبعدين هي معملتش ليكي حاجة وهي مربيتك
ردت عليه بصلابة:-
_بس أنا كبرت ومابقتش محتاجة ليها
كانت "سامية"  تسمع هذا وتشعر بأن قلبها سيخرج من مكانه،  يبكي بشـ.ـدة من الداخل،  اهذه "ملاك"  التي ربتها بكل حنو..
هي فعلت كل هذا من أجل مصلحتها،  أغمضت عينها بقوة ثم ابتسمت وقالت:-
_خلاص يا حبيبتي برحتك معلش يا "جبل"  سبها لوحدها يالا أنا هستنى تحت
نظرت لها "ملاك"  وقد شعرت بأنها جـ.ـر.حتها بكلامها ولكنها الآن لا تشعر بما تقوله...
تركها الجميع ورحلوا من الشقة بعد اقناع "فوقية" لابنها أن يتركها
..............................................
استغلت عدm وجود أمها وأخيها،  ارتدت ملابسها وانطلقت إلى مقر الشرطة لترى أبيها،  لقد انتظرت بهذا المكان الذي يجمع الزائرين بالمسجين ولأول مرة بحياتها تدخل مكان مثل هذا،  تشعر بالرهبة حيثُ ترى الكثير من المجرمين،  أول مرة تتعامل مع هذا المجتمع، لو كانت "ملاك"  بالمنزل لكانت أخذتها معها،  تعلم بأن عملها يفرض عليها مقابلتهم، 
جاء بتلك اللحظة العسكري ومعه والدها الذي ما أن رأها ابتسم،  كان يعلم أن الابنة هي حبيبة أبيها ومن تحن عليه دائماً.
جلس مقابلها وقال بكل لهفة وشكر:-
_بـ.ـنتي حبيبتي كويس إنك جيتي بجد كنت عاوز اتكلم معاكي إنتي وأخوكي وأمك
ابتسمت بسـ ـخـــريــة ثم قالت بحـ.ـز.ن:-
_أمي بتسأل عليها ليه بعد ما عملت فيها كدا
تنهد بقوة ثم وبنـ.ـد.م قال:-
_أنا عمري ما حبيت حد زي أمك هي كانت روحي بس كمان كنت شايف الفلوس كل حاجة فما هي كانت بتمنعني  وتهددتني إنها هتسبني عملت اللي عملته
انكمش حاحبيها باستغراب ثم سألته باستهجان:؛
_ودا يحكم عليك إنك تمـ.ـو.ت أختك وصاحب عمرك إنك تخون ناس كلت معاها بابا إنت كنت دائماً بتحبب "جبل"  فيا وتحببني في "جبل"  كنت بتخاف ترفض مروحي عنده ليزعق كنت بتحببنا في بعض عشان ما نمـ.ـو.تش بعض ومايطلعش حد فينا زيك؟
نظر للأرض بخجل،  كيف له أن يقول نعم وهو كان قدوتها،  عادت تتحدث بصراخ:-
_يوم ما حبيت "مالك" عرفتك وبرضه مشيت في قــ,تــل جده كنت ممـ.ـو.ت عمه ومبسوط إني بحبه ليه يا بابا كدا
طب "ملاك" بـ.ـنت أختك،  أختك اللي قعد نص عمرك معاها اللي بتعتبرك سندها مـ.ـو.ت أهلها وكنت عاوزها تمـ.ـو.ت عشان الفلوس
رفع رأسه وتكلم بخــــوف من ردت فعلها:-
_نـ.ـد.مت يا بـ.ـنتي؟
بسـ ـخـــريــة شـ.ـديد ردت عليه:-
_نـ.ـد.مت دا على أساس اللي زيك بينـ.ـد.م إنت خربت حياتي وحياة أخويا كان "مالك"  بيقولي بخافي تبقي زي أمك واهي أمي طلعت شريفة وأشرف من أي حد دلوقتي وإحنا على سرير واحد هيبص في وشي هيشوف إيه
صمتت قليلاً عن الحديث تنتظر رده ولكنه لم يتكلم مما دفعها في إكمال حديثها بعد أن ابتلعت ما في بلعومها:-
_هيشوف دm عيلته طب "ملاك"  بـ.ـنت أختك اللي الناس بتمش تقول على الخال والد هتبص في وش ابنك اللي بيشبهك أوي ازاي هتشوف الدm بس
قامت من مكانها فكل كلامها انتهى ولم تجد أي أجابة على أسئلتها،  تمنت أن يقول لها سبب فعلته ولو كان مجبور لكانت ساعدته ولكن أي أجبـ.ـار يدفعه حتى يمـ.ـو.ت أعز الناس له،  فقط شيطانه من كان يهددته.
أمسك يدها وقال برجاء:-
_سمحيني يا بـ.ـنتي عارف إنك مش هتنسي اللي حصل بس على الأقل أوعي حبك ليا يقل ومكانتي تقل خليني دايما الأب اللي بتفتخري بيه وكأن اللي حصل دا حلم وحش هتفوقي منه لما أمـ.ـو.ت
قهقهت بشـ.ـدة ثم قالت بتعب:-
_مكانتك إنت لسة فاكر إن في قلبي مكانة ليك وحبي ليك مـ.ـا.ت وفخري كمان مـ.ـا.ت صحابي بكرا يقولوا يالا ياللي أبوكي مـ.ـو.ت عيلته وصحابوا وهيبعدوا عني عارف ليه
لإنهم هيفتكروني ورثت منك الغدر
بكى بشـ.ـدة لم يكن يضع قط هذا اليوم في الحسبان،  أول مرة يعرف أن خرب حياة لأولاده وأغلى شيء في حياته ،  ترجاها وقال:-
_بالله عليكي يا بـ.ـنتي تسمحيني
بقسوة شـ.ـديدة قالت:-
_ربنا يسامحك ودا واجبي كبـ.ـنتك اني اتمنى إن ربنا يسمحك على حقوق كل روح إنت جيت عليها أما أنا فمش هسامح
تركته يبكي ورحلت،  شعرت براحة بعد أن قالت هكذا يجب أن تعـ.ـا.قبه وتعلم أن عدm مسامحتها له أكبر من الاعدام فهي روح أبيها وضحكته...
.......................................
مازالت تبكي بشـ.ـدة،  شقيقتها أصبحت تكرها،  جلس "مالك"  معاها ليهديها قليلا،  أمسك "مالك"  رأسها بحب وقال:-
_هتفضلي تعيطي كتير هزعل منك والله
ليت كل شىء أن يصبح كابوس،  تريد الاستيقاظ سريعاً أو المـ.ـو.ت،  تحدثت بو.جـ.ـع:-
_يارب أمو...
_بعد شر!!!
قالتها "دنيا"  التي دلفت منزلها،  نعم مازالت ملامحها باكية ولكن حديثها مع "أحمد"  جعلها تتقن بأن شقيقتها كل شيء بحياتها وأنها ضحية مثلها،  أخذتها "دنيا"  بداخل أحضانها وقالت بحب:-
_إنتي نصي التاني ياهبلة وعمري ما اقدر استغنى عن نصي التاني والحلو في حياتي
نظر لها "مالك"  بفخر ثم قال بثقة:-
_كنت عارف إن بناتي عمرهم ما يستغنوا عن بعض
توقف قليلاً عن الحديث ثم سألها بقلق:-
_"مرام" عاملة إيه؟!
ردت عليه بحـ.ـز.ن:-
_كلهم زعلانين وتعبانين ومصدومين بس "مرام"  ركبت عربيتها وسمعتها بتقول للسواق إنه يوديها عند أبوها
حدق بها بحنق وقال بانفعال:-
_وازاي، "جبل"  يسبها تروح
أجابته بهدوء:-
_محدش عارف هي هتيجي أكيد
بتلك اللحظة تحدثت "ريناد"  وقالت باعتذار:-
_أنا آسفة لكل حاجة سببتها أمي فيكوا يا "دنيا"ولو عاوزة تكرهبني هيكون حقك
حدقت بها "دنيا"  بحب ثم قالت:-
_يا روحي إنتي حياتي وإحنا أخوات وبنشيل نفس الاسم والدm
دخل "أحمد"  والبسمة تحتل وجهه قائلاً بحنو:-
_برافو عليكي يا روحي كدا إنتي بـ.ـنتي حبيبتي
نظر له "مالك"  بحب وقال بشكر:-
_شكرا على كل كلمة قولتها ليها وهي عملتها
.............................................
مازالت تجلس بمفردها، ولاول مرة تشعر بأنها خائفة،  بتلك اللحظة رن جرس منزلها فتاففت بشـ.ـدة حيثُ شعرت بأن زوجها عاد من جديد،  قامت من مكانها وقالت بصراخ:-
_حاضر بس ما ترنش الجرس بطريقتك دي هفتح أهو
فتحت الباب لتشعر بالصدmة حيثُ وجدت فتاة شبه عارية،  دلفت بدون أن تنتظر السماح من صاحبة المنزل، جلست على الأريكة مما جعل "ملاك"  تغـــضــــب:-
_أنا شوفتك قبل كدة صح إنت "مايا"
هزت رأسه بالموافقة وقالت:-
_شطورة
_وجاية ليه حضرتك؟!
قهقهت بشـ.ـدة وقالت بانتصار:-
_عشان انتقم من جوزك
وبحركة بسيطة صفقت بيدها ليدخل أحدهم ويضـ.ـر.بها على رأسها ويخـ.ـطـ.ـفها...
...............................
يتبع
بعد مرور ساعتين، فاقت من المـ.ـخـ.ـد.ر لم تتذكر شيء،  وجدت نفسها بغرفة مظلمة خالية من أي شيء،  صرخت بقوةٍ:-
_مين هنا؟  طلعوني من هنا..

تذكرت "جبل"  ليتها وافقت على المغادرة معه،  أو جعلت "سامية"  معها،  تشعر بالرهبة الشـ.ـديدة من هذا المكان،  حاولت بكل قوتها أن تقاوم هذا الوضع وتقوم ولكنها مقيدة بشـ.ـدة،  صرخت بعلو:-

_"جبل" إنت فين؟!

فتح الباب،  فتح مقبرة المـ.ـو.ت هذه،  حاولت أن تنظر في عين جلادها ولكن النور الساطع جعلها لا تعرفه،  ولكنها تذكرت أن "مايا" هي من جاءت إليها،  هي من فعلت بها كل هذا،  صرخت بانفعال:-

_"ماااايا" إنتي هنا!!!!

صوت ضحكات عالية،  وجدت من يضع يده على شعرها ولكنها لا تسطيع رؤيته،  يوجهه النور لعيناها،  تحدث بصوت هامس:-

_شكلنا هنتسلى أوي النهاردة

شعرت بالقشعرة تتسلل بدأخل جسدها،  ذلك الصوت تحدث انتابها احساس الاستهجان منه،  صرخت بعلو:-
_وسع إنت عاوز مني إي متقربش مني؟

أمسك ملابسها ثم قطعها لتصبح شبه عارية،  كل هذا ولا تفهم شيء،  بكت بشـ.ـدة وقالت بغـــضــــب:-

_إنت عاوز إيه مني؟!
تركها ورحل ولم يرد على سؤالها، ظلت خائفة تدعو الله أن ينجيها...
..........................................
عادت لمنزلها، الجميع ينتظرها بحديقة المنزل، تحدث "جبل" بصرامة:-
_هو أنا مش قولت لك متروحيش لابوكي!!!

ابتسمت بحب ومن ثم قالت:-
_كان لازم أروح يا أخويا

حولت أنظارها لوالدتها التي كانت تجلس بجانبة"سامية"، تواسيها بشـ.ـدة:-
_خلاص يا "سامية" هي بس متـ.ـو.ترة شوية

استغربت "مرام" من كلام والدتها فقالت:-
_مالها يا ماما طب ما تنادوا "ملاك" تشوفها يمكن تحاول تخليها تضحك...

زادت "سامية" ببكائها، مما جعل "جبل" يتأفف بشـ.ـدة مما يحدث، لا يستطيع أن يتحمل بعدها لذلك قال بصرامة:-
_بلاش عـ.ـيا.ط يا "سامية"  وهي هترجع

بتلك اللحظة دلف "مالك"  اتجه نحو "مرام"  وقال بحد:-
_إنتي روحتي ليه لابوكي ازاي تروحي وتخطلتي نفسك بالمجرمين
تنهدت بقوة ثم أجابته بهدوء:-
_بالله عليك يا "مالك"  ما تقومش عليا المواجع
تركها "مالك" ثم اقترب من "جبل" وقال:-
_بص بقى يا صاحبي "دنيا" هتتجوز الاسبوع الجاي وأنا مليش فيه هتجوز "مرام" معاهم

تفاجىء الجميع وأكثرهم "مرام" التي مازالت تحت تاثير الصدmة بما فعله أبيها، صمت الجميع بينما "مرام" فقالت:-
_معلش يا "مالك" أنا أصلاً  كنت جاية أكلمك بخصوص جوازنا

انكمش حاجبه باستغراب ثم سألها بفضول بعد أن نظر للجميع:-
_مش فاهم ماله جوازنا؟؟!

ردت عليه بتـ.ـو.تر:-
_أنا مش هكمل معاك

نظر لها الجميع بصدmة،  اقتربت منها "فوقية"  وقالت:-
_ليه يا بـ.ـنتي دا "مالك"  بيحبك من وإنتي صغيرة

الوحيد الذي يفهمها هو "جبل"  فقط،  تقدm خطوتان منها ثم ملس على شعرها وقال:-
_ حبيبتي أنا مش عاوز موضوع بابا يأثر عليكي خالص

ابتسمت بحب ثم قالت بفقدان أمل:-
_ما هو أثر واللي كان كان!!!!
+

كان "مالك"  يستمع لها بصمت،  يرى الجميع وهم يحدثونها وهو لم يفعل أي شيء
نظر له "جبل"  وقال:-
_حبيبتي أكيد "مالك"  ما بيفكرش في كدا..
تأفف "مالك"  بشـ.ـدة ثم قال ببرود:-
_خلصتي درامتك؟!

حدقت به باستغراب،  كيف له أن يتحدث معها أمام العائلة  بتلك السـ ـخـــريــة والمشاعر البـ.ـاردة، مشاعرها بالنسبة له لعبة،  نعم هي محقة تماماً بقرارها التي أخذته،  سيذلها بما فعله والدها، ابتسمت بسـ ـخـــريــة ثم أجابته:-
_لو إنت شايفها دراما يبقى أنا شايفة إن درامتي واحساسي صح عن إذنكم

أوقفها "مالك"  حين أمسكها من معصمها ثم قال بحد:-
_لما أسالك خلصتي ولا لاء تسكتي وتسمعيني فرحنا هيبقى الخميس الجاي اللي عمله أبوكي كان جريمة في حقي وحقكم وأظن إن كان في واحدة من عيلتنا مشتركة معاه في دا

اقتربت منه قليلاً  لتسأله بخــــوف:-
_خايفة أوي يا "مالك"  تيجي في يوم من الأيام تقولي أبوكي قــ,تــل جدي وعمي

لم يرد عليها "مالك"  حيثُ  تدخل "جبل"  الذي تحدث بتهكم:-
_إنتي و الهانم مراتي إيه التفكير اللي بتفكروا دا تصدقي من اول ما شوفتها وأنا بقول إنها بتشبهك في كل حاجه لكن انهاردة عرفت إن حتى التفكير والغباء واحد

غير نبرة صوته لتنقلب للسـ ـخـــريــة:-
_بجد أثبتم إنكم قرايب

نظر له "مالك"  الذي اقتنع بما قاله،  رد عليه بكل ثقة:-
_عندك حق على العموم يا صاحبي الفرح الأسبوع الجا...
لم يكمل كلامه حيث رن هاتف "جبل"  الذي رد بلهفة حيث كان المتصل "ملاك":-
_الو لوكة حبيبتي شكلي وحشتك صح
لم يجد إلا صوت يضحك بشـ.ـدة،  ولكن تلك الضحكة ليست لزوجته،  يعلم من صاحبتها،  تحدث بهلعٍ:-
_" مايا" تليفون "ملاك"  بيعمل إيه معاكي ها؟!
اقترب الجميع من "جبل"،  تحدث" فوقية " برهبة:-
_فيه إيه مالها "ملاك؟
بينما"  سامية فصرخت وأمرته بـ:-
_افتح الصوت
سمع الجميع حديث "مايا"  الذي كان عبـ.ـارة عن:-
_هي جاتلي وقالت لي نفسي اروح اسهر بليل عاوز أفوق من اللي اسمه "جبل" 
صرخ "جبل"  بانفعال:-
_مراتي فين يا روح أمك
ضحكات عالية صدرت منها،  استفزته بشـ.ـدة واستفزت كل العائلة،  اندفع "مالك"  وقال بعصبية:-
_أقسم بالله العلي العظيم لو مقولتش فين "ملاك"  لهتشوفي منا  اللي عمرك ما حلمتش تشوفيه

اقتربت "مرام"  وضغط على تسجيل المكالمة كدليل على ما ستقوله تلك الفتاة اللعوبة

صرخ "جبل"  بعلو:-
_خلصي انطقي وقولي مراتي فين؟!
_عندي يا "جبل"  واعتبرها زي ما تعتبرها،  خـ.ـطـ.ـف بقى أو انتقام منك على اللي عملته أهو أي حاجة وصدقني هترجعلك مش مـ.ـيـ.ـتة بس هخلي رجـ.ـالتي كلهم يتسالوا معاها و...
قاطعها والدها الذي قال بشهوة:-
_وأنا أولهم أصل البت حلوة أوي يا حبيبة بابي وعجباني من زمان أوي
لا يستطيع أن يتحمل كلامهم،  الغيرة تنهش قلبه،  والخــــوف على حبيبته يتعبه بشـ.ـدة،  جذ على أنيابه وقال بتوعد:-
_ أقسم برب العباد لو شعرة واحدة بس أتلمست من "ملاك"  لهتشوفوا اللي عمركم ما شوفته؟!
قفلت الهاتف ولم ترد عليه قط،  جلس "جبل"  ولم يعرف ما الواجب عليه فعله،  تحدث والدته بهدوء:-
_فكر يا حبيبي براحة وإن شاء الله ترجع لك على خير

رفع أنظاره نحوها بغـــضــــب ثم قال بانفعال:-
_مكنش المفروض أوافق واسبها لوحدها مبسوطين

كانت "سامية"  تستمع لهم والقلق ينهش قلبها ولكنها تحاول أن تكون قاسية وتفعل ما أمرتها به "ملاك"  ولكن الكيل نفذ قامت من مكانها وقالت بصراخ:-
_وحضرتك مش هتعمل حاجة؟!
قبل أن ينظر لها بعث له على هاتفه رسالة، فتحها فكان مضمونها:-
_دا فيديو يا حبيبي وتعذيب حبيبتك اهو ما هو لأزم تتفرج إنت أولى من الغريب، نسيت تسالني شروطي عشان أسبها، تعالى واكتب عليا وأنا مش هخلي مخلوق يلمسها

جمرات النيران تتسرسب في جسده، أحمر وجهه بشـ.ـدةٍ، صرخ بانفعال:-
_وربنا لقــ,تــلك يا "مايا" وهتشوفي
قام من مكانه مندفع، فلحقت به "مرام" و "مالك"
الذي قال بصرامة:-
_روحي إنتي
ردت عليه بهدوء:-
_"مالك" إحنا عاوزين الرسالة اللي سجلتها لو نزلت فدا هيعمل ضجة كبير ليهم
توقف "جبل" عن السير حين سمعها ثم قال بأمر:-
_روحي إنتي وأنا هعمل اللأزم...
...............................................
جلست باحضان "أحمد" تبكي بشـ.ـدة، تحدثت بنفور لما تفعله:-
_يا بـ.ـنتي مش هتخلصي عـ.ـيا.ط بقى
تنهدت بقوةٍ ثم قالت بحـ.ـز.ن:-
_عمري ما كنت اتخيل إن في ناس في الدنيا كدا في حد يقــ,تــل أعز الناس

مسح "أحمد" دmـ.ـو.عها بحنو ثم قال بحب:-
_اللي حصل حصل وإحنا في النهاردة وأكن اللي عدى ولا شيء خلاص

هزت رأسها بطفولة وقالت:-
_تمام

عاد يسألها بجدية:-
_ألا قوليلي إنتي أخدي موقف من أختك وليه مأخديش من "جبل"  و "مرام"  !!!

قامت من مكانها ثم قالت ببكاء:-
_مش عارفة يا "أحمد"  يمكن عشان هما كمان اتلعب فيهم بس "رينو"  كانت بتتعامل كويس جدا مامتها كانت بتخاف عليهم

استدارت مرة أخرى لتنظر له وتقول:-
_بس عارف مين أكتر واحد صعبان عليا
_مين!!!!
_"ملاك" يعيني البـ.ـنت اللي مش عارفة اقاربها يبقوا اعداها ولا إيه بالظبط

قام من مكانه واتجه نحوها وقال بحب:-
_متشغليش بالك إنتي خليكي في فرحنا،  كلها أسبوع ونتجوز وصدقيني هنسكي كل دا

سرعان ما تـ.ـو.ترت بشـ.ـدة،  كلما تحدث عن فرحهم يزدات قلقها،  ابتسمت بهلع وقالت:-
_ما نأجله شوية كمان!

نظر لها بحد وقال بتهكم:-
_نعم يا ختي دا لا يمكن أبداً  طبعا..
.........................................
كانت تجلس مع "مصطفى"  تحدد معاد لفرحهم،  ولكن صوت رسالة الواتس اب جعلت فضولها يزادت لمعرفة من المرسل،  رفعت سبابتها وقالت بخفوت:-
_معلش يا ماما إنت و "مصطفى"  هشوف رسالة الواتس دي

هز "مصطفى"  رأسه بضيق  وقال بنفاذ صبر:-
_تمام بس في السريع والنبي

فتحت هاتفها فوجدت الرسالة من "جبل" مما جعلها تستغرب أنه بعث لها،  شعرت بالقلق على "فوقية"  مما دفعها في الدخول للرسالة،  ولكن تفاجئت به يقول:-

_"لميس" بعد إذنك ابعتي الفيديو دا على مواقع التواصل  كلها وأعملي أشارة ليا و لـ "ملاك"  ونزلي الفيديو دا وياريت الكل يعرف إن "ملاك"  مخـ.ـطـ.ـوفة،  من بـ.ـنت رجل الأعمال "حمدي"  واتصلي بصاحبكم الظابط

بعد أن قرأت تلك الرسالة شعرت بالقلق الشـ.ـديد،  تحدثت بهلع:-
_"مصطفى".. "ملاك"  اتخـ.ـطـ.ـفت

قام من مكانه بفزع وقال:-
_بتقولي إيه؟!
............................................
وصل بسيارته أمام منزل "مايا"،  كاد أن يجلس ولكن كلام" مالك" أوقفه حيثُ  كان يقول:-
_هما مش هيبقوا موجودين أكيد مش سايبنها هنا

هز "جبل"  رأسه وقال بثقة:-
_لا هتبقى هنا "حمدي"  دا بيتاجر في كل حاجة وأكيد في مكان سيري داخل بيته أنا بس عاوزك تتابع الحرس وتبعت العنوان لـ "لميس" 

نزل من سيارته ومعه جميع حراسه،  دخل للمنزل وصرخ بشـ.ـدة:-
_"مــــــــاااااااااااااايااااااا"

نزلت "مايا"  ببرود شـ.ـديد من غرفتها،  تحدث باستفزاز:-
_مكنتش عارفة إنك بتحبها أوي
صرخ بها:-
_فنها حبيبتي
ابتسمت بضيق ثم قالت بأمر:-
_هات يا بني "ملاك"
استغرب "جبل" بأنها ستجليها بكل تلك السهولة، تحدث بصدmة:-
_غريبة هتجبيها كدا بسهولة
قهقهت بشـ.ـدة ثم قالت بخبث:-
_أول مرة في حياتي أحس إنك غـ.ـبـ.ـي جدا على فكرة أنا جايبة المأذون هيكتب عليا ونمشها

كاد أن يتعصب ولكن صوت "ملاك" أوقفه:-
_"جبل" أوعى تتجوزها

رفعت "مايا" حاحبها بعصبية وقالت بتحذير:-
_لو اتكلمتي تاني هخليهم يتسلوا بيكي
لم يستطيع أن يمنع نفسه، حين وجد ملابس حبيبتع ممزجة،   انقد عليها كالوحش ليضريها،  تدخلت حراسه ليضـ.ـر.بوا الجميع،  بتلك اللحظة دخل "مالك"  ومعه "مصطفى"  والشرطة التي أخذت "مايا"  وأبيها
اقتربت "ملاك"  من " جبل" لتدخل بين أحضانه ولكنه ابتعد حتى يعانفها:-
_حضرتك لو مكنتش عنيدة كان حصل كدا،  لو كنتي ما تعصبتش على "سامية"  كان حصل كدا
لم تسطيع أن تستمع حديثه،  اقتربت منه بشـ.ـدة وقالت:-
_ أنا كنت غلطانة وكنت بكابر أنا بحبك يا "جبل"  وبحب "سامية"  جدا أنا هعتذر منها بس روحني

....................................

بعد مرور أسبوع،  انتهت في المشاكل،  استعد الجميع للفرحة الكبيرة،  حيثُ قرر "جبل"  أن يفرح مع "مالك"  و "أحمد" و "مصطفى
وقفوا  الأربعة أمام صالون التجميل،  ينتظرون السماح لهم بالدخول لأخذهم،  الجميع سعداء لهم،  تقدmت "فوقية"  وقالت بحب:-
_حبيبي كلها خمس دقايق وتدخلوا تشوفه البنات
+

بلهفة شـ.ـديدة رد "جبل" :-
_هما والحمدلله مش محتاجين مكياج للدرجة قمرات عليا النعمة

أيده "مصطفى"  بحديثه وقال:-
_هو أنا مكتوب عليا استنى يا جماعة والله زي ما "جبل"  بيقول قمرات والله

بينما "مالك"  فكان ينظر إلى الباب،  إلا أن خرجت "صباح"  و "سامية"  لا يتوقفون عن الزغاريد، اقتربوا منهم بلهفة وقالوا في نفس واحد: -
_خلصوا
هزت "سامية"  رأسها وقالت:-
_خلصوا يا حبايبي يخشوا
دخلوا معا فوجدتهم يعطوهم ظهرهم،  اقتربت كل منهم لزوجته،  لتلتفت لهم كل واحدة بحب.

نظر "جبل"  لـ "ملاك"  وقال بعشق:-
_وحياة ربنا قمر يا نور عيني
ابتسمت بكسوف،  كادت أن ترد ولكن سمعت صرخات "مالك"  الذي قال بصراخ:-
_وقال كانت عاوزاني اسبها دا أمـ.ـو.ت ومش هسيك ابدا

رد عليه "مصطفى"  بحد مصطنع:-
_والهانم بقى كانت عمالة تاجل في الجوازة
بينما "أحمد"  فرد باستعجال:-
_يالا يا جماعة أنا أصل مش عاوز أعمل فرح بفكر اروح على طول

ابتسم الجميع عليه بشـ.ـدة، لتدخل "ريناد"  وتقول:-
_والله لو عملتوها هتبقى أغرب جوازة في الكون

اتجه الجميع إلى أفخم قاعة،  بدأت أجواء الجواز،  كل عاشق رقص مع عروسته،  لتنهتي قصتهم بعش الزوجية الأبدي والفرحة الكبيرة

تمت بحمد الله

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات