رواية مقيد بأكاذيبها راجح وصدفة كاملة جميع الفصول

رواية مقيد بأكاذيبها هي رواية رومانسية تقع احداثها بين راجح وصدفة والرواية من تأليف هدير نور في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية مقيد بأكاذيبها لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية مقيد بأكاذيبها هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية مقيد بأكاذيبها تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية مقيد بأكاذيبها راجح وصدفة كاملة جميع الفصول

رواية مقيد بأكاذيبها من الفصل الاول للاخير بقلم هدير نور

بإحدي الاحياء الشعبية تحديداً فى إحدي المنازل التي يدل مظهره الخارجي علي مدي فقر سكانها الشـ.ـديد…
كانت صدفة واقفة بالمطبخ تحضر لنفسها شطيرة سريعة حتي تتناولها قبل ذهابها الي العمل.. لكنها تأففت بحنق مطلقة لعنة منخفضة فور سماعها صوت اشجان الزوجة الثانية لزوج والدتها المتـ.ـو.فية يأتي من خلفها
=ايه يا منيـ.ـلـ.ـة الدوشة اللي انتي عاملها علي الصبح….الساعة لسه 5 الفجر الله يخربيتك قلقتي منامنا اللهي يقلق منامك يا بعيدة….

اختطفت صدفة الشطيرة الخاصة بها من فوق الطاولة قبل ان تستدير اليها مغمغة بحدة و نفاذ صبر
=بعمل ساندوتش اطفحه قبل ما اتهبب انزل اجري علي اكل عيشي…..
لتكمل بحده وهي تزجرها بغـــضــــب
=ايه حُرم و لا حُرم ….

اجابتها اشجان و هي ترمق بسـ ـخـــريــة الساندوتش الذي في يدها
=ياختي براحة علي نفسك انتي ليه محسساني انك موظفة في مصلحة حكومية اومال لو مكنتيش حتة بياعة ساندوتشات فول وطعمية علي الرصيف كنت عملتي ايه…
لتكمل بقسوة مربتة علي صدر صدفة بضـ.ـر.بات خفيفة متتالية
=بعدين ياختي ابقي ريحينا و ريحي نفسك و اعملي ساندوتشك ده من ضمن الساندوتشات اللي بتعمليها للصنايعة و كليه في الشغل بدل ما كل يوم تقلقي منامنا….

قضمت صدفة الساندوتش الذي بيدها بغل و غـــضــــب وهي تغمغم بفم ممتلئ
=انا لو ماكلتش الساندوتش ده هنا مش هعرف ادوق لقمة واحدة طول اليوم..لأني بشتغل من الساعه 6 الصبح لـ12 بليل و مبقعدش ثانية واحدة و بيطلع عين اللي جابوني علشان اجبلك فلوس انتي و المحروس جوزك
لتكمل هاتفة بغـــضــــب
=فارحمني بقي و مطفحنيش اللقمة اللي هاكلها…

رفعت اشجان ياقة قميصها البيتي تنفخ بصدرها عدة مرات قبل ان تهتف بنبره يتخللها التهكم
=تف تف… ياختي متشخطيش اوي كده اصل بخااااف و بتخض ….
لتكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و هي تمرر عينيها من الأعلي للأسفل علي جسد صدفة الذي تخفيه اسفل عبائتها الفضفاضة
=و ياختي لما انتي مبتاكليش غير الساندوتش اللي في ايدك ده طول اليوم..اومال جـ.ـسمك بيفشول وبيتخن من ايه….

احمر وجه صدفة بشـ.ـده فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك و قد ارتجفت شفتيها في قهر دفين فقد ضغطت اشجان جيداً علي نقطة ضعفها زفرت بحنق و هي تغمغم بصوت مرتجف بينما تندفع نحوها ضاربة بحدة كتفها و هي تزيح بعيداً جسدها الذي كانت تسد به باب المطبخ
=بقولك ايه يا خالتي…روحي نامي احسن اديني نازلة اهو و سيبالك الشقة……

هتفت اشجان بحده وهي تدلك بيدها كتفها الذي اصطدmت به صدفة
=انتي بتزوقيني كده ليه…جتك ضـ.ـر.به في ايدك…….
لتكمل بغل وغـــضــــب عنـ.ـد.ما تابعت صدفة طريقها نحو غرفتها دون ان تجيبها او تلتف اليها
=صحيح ما انتي بهيـ.ـمة و مفرقتيش حاجة عن الجامـ.وسة عاملة زي البغـ.لة…….

اغلقت صدفة باب غرفتها سريعاً و بقوة بوجهها في محاولة منها للهروب من سماع باقي كلمـ.ـا.تها السامة التي كانت تحفظها عن ظهر قلب و التي ترددها دائماً علي مسمعها بكل يوم…
فسوف تنعتها بالسمينة و تزدري جسدها كما تفعل بكل مرة
نزعت ملابسها المنزلية و ارتدت عبائتها السوداء الفضفاضة البالية التي ترتديها دائماً عند ذهابها للعمل…
فقد كانت تتعمد دائماً ارتداء ملابس فضفاضة بهذا الشكل حتي تخفي معالم جسدها الانثوي عن الاعين الجائعة…
حتي في المنزل ترتدي عباءات منزلية فضفاضة تكاد ان تغرق بها خــــوفاً من زوج و الدتها و اشرف ابن اشجان الذي كان يكبرها بسنتين…
لكنها لم تكن دائماً هكذا فعنـ.ـد.ما كانت والدتها حية كانت ترتدي ملابس انيقة و جميلة كباقي الفتيات لكن بعد وفاتها بدأت في ملاحظة نظرات زوج والدتها الغير بريئه بالمرة لجسدها لذا بدأت تخفي جسدها اسفل تلك الملابس
و ايضاً كانت تخاف من اشرف ابن اشجان فقد كان سكير فاسد رغم انه دائماً يسخر منها و من مظهرها ناعتاً اياها بالسمينة القبيحة الا ان هذا لم يهدأ خــــوفها منه…
لذا لم تكتفي بـ.ـارتداء تلك الملابس البالية فقد كانت ايضاً تتعمد تقبيح وجهها بوضع لون من الكريم الذي كان اغمق كثيراً من لون بشرتها البيضاء الحليبية.. راسمة حاجبيها بلون اسود ثقيل..
تأملت مظهرها بالمرأه بحسرة فقد كانت ملابسها تزيد حجم جسدها الي ثلاثة اضعافه علي الاقل فهي ليست سمينة بهذا الشكل فقد كانت ممتلئة بعض الشئ بامكان محددة من جسدها …
تناولت حجابها الصغير و عقدته علي رأسها لينسدل من اسفل الحجاب شعرها الاسود الحريري علي كتفيها لكنها تناولت الفرشاة و اخذت تبعثره بقوة حتي اصبح اشعث هائش فقد كانت تتقصد ان تجعله بهذا الشكل الاشعث حتي لا يظن احد انها تتجمل فقد كانت تتعامل مع رجـ.ـال و عمال طوال اليوم لذا يجب ان تحافظ علي سمعتها و علي نفسها من اعينهم الوقحة….
اختطفت محفظتها من فوق الطاولة و غادرت المنزل سريعاً حتي تبدأ بيوم عملها الشاق..

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور عدة ساعات…..

كانت صدفة جالسة بمكان عملها الذي كان عبـ.ـارة عن فرشة صغيرة علي الرصيف الجانبي للشارع تصنع الساندوتشات و الشاي للعمال بالمحلات التجارية التي تملئ الشارع…

هتفت ام محمد الجالسة بجانبها علي فرشتها الخاصه لبيع الخضروات كما كانت تعمل مع صدفة في ذات الوقت..
= مالك يابت قالبة وشك علي الصبح ليه كده…

اجابتها صدفة و هي تقوم بوضع الطعمية بالمقلاة الممتلئة بالزيت الساخن و علي وجهها تعبير مقتطب
=هيكون ايه يعني..غير اشجان الحيزبونة زي العادة..

غمغمت ام محمد بحنق وهي تقوم برش المياه علي الخضار المرصوص علي الفرشة التي امامها..
=يا دي اشجان..و سنينها السودا هي الوليه الارشانة دي مش ناوية بقي تتهد عنك…

غمغمت صدفة وهي مستمرة في تقليب الطعمية بالزيت حتي لا تحترق
=زهقت…زهقت و نفسي امشي من وشهم و اشوفلي شقة صغيرة ان شالله اوضة و صالة صغيرة بس ابعد عنهم و عن قرفهم….

قاطعتها ام محمد شاهقة بصدmة
=انتي اتجننتي يا بت عايزة تعيشي لوحدك…. ده انتي كنت تبقي حته لحمه واترمت للكـ.ـلاب ينهشوا فيها…الناس ما هتصدق يا بـ.ـنتي مش هيرحموكي….

ثم نهضت من مكانها لتجلس بجانب صدفة وهي تكمل بجدية
=انتي بتخلصي شغل علي 12 بليل وعقبال ما بتروحي بيبقي فيها ل12 ونص عارفة لولا انك عايشة مع النطع جوز امك ده كان زمان سيرتك علي كل لسان الناس وحشة و ما بترحمشي و اديكي شوفتي بيقولوا ايه علي ليلي بـ.ـنت ام منير علشان اطلقت و خدت شقة فوق شقة ابوها مش رحمنها ده لو رجعت من برا ٩ بليل بيتكلموا في عرضها ..

اطلقت صدفة زفرة حارقة وهي تهز رأسها
=عارفه…و ده اللي مصبرني علي الغلب اللي انا فيه…
لتكمل بعجز و هي تضغط يدها علي خدها
=بس في نفس الوقت مش قادره استحمل قلة ادب اشجان دي بتتعامل معايا كانها بتتصدق عليا هي و جوزها…

قاطعتها ام محمد قائله بحدة وهي تساعدها في فتح الخبز حتي تبدأ بصنع الشطائر
=ليه بقي ده انتي ليكي نص الشقه ولولا ان متولي ضحك علي امك الله يرحمها في اخر ايامها وخلها تكتب نص الشقه له كان هتبقي كلها ليكي امك كانت قايلالي انها هتكتبها ليكي بيع و شرا…

تنهدت صدفة مغمغة بتثاقل
=يلا ربنا يرحمها و يسامحها بقي كان واكل بعقلها حلاوة حتي لما اتجوز عليها وجابها تعيش معها في قلب شقتها منطقتش معاه و اتقبلت الوضع…..

ربتت ام محمد علي كتفها بحنان
=امك كانت طيبة و غلبانة…..
هزت صدفة رأسها بصمت و عينيها شاردة لكنها افاقت من شرودها هذا علي رنة هاتفها المحمول البسيط الذي كانت تحمله حيث كانت تتلقي طلبات الطعام من المحلات التي حولها من خلاله
ضغطت علي احدي الازرار قبل ان تضع الهاتف الصغير علي اذنها
=ايوه….يا تـ.ـو.فيق باشا حاضر..يعني تلاته طعمية و اتنين بتنجان تؤمر بحاجة تانية..طيب عشر دقايق والساندوتشات تكون عندك يا باشا
اغلقت الهاتف واضعه اياه بجيب عبائتها قبل ان تتناول الخبز وتبدأ بصنع الشطائر وفور انتهائها وضعتها فوق احدي الصحون ونهضت قائلة سريعاً
=خدي بالك من الفرشة يا ام محمد عقبال ما اوصل الساندوتشات دي لوكالة الراوي….

اومأت ام محمد برأسها قائله
=عينيا ياختي….

انطلقت صدفة في طريقها شبه راكضة حتي تصل سريعاً الي وكاله عابد الراوي والتي كانت تعد اكبر وكاله لبيع الاجهزه الكهربائيه بالمنطقه باكملها حتي توصل الطعام لتـ.ـو.فيق الحلاوني الذي كان الصديق المقرب لراجح الراوي…
هرعت سريعاً حتي تنتهي وتعود الي مكان عملها فامامها يوم طويل مليئ بصنع الشطائر و توصيلها للعمال بمحلات عملهم…
=بت يا صدفة…..
سمعت احدي الاشخاص يهتف باسمها مما جعلها تتوقف و تلتف خلفها لتجد ام عبير الجالسه امام بسطتها الخاصه ببيع الفواكهه
=خير يا ام عبير في ايه…

اشارت ام عبير بيدها لكي تقترب منها قائله بصوت منخفض بعض الشئ
=خدي يا بت اقولك….

تأففت صدفة قائلة بينما تقترب منها
=عايزه ايه يا ام عبير اخلصي انا سايبه الفرشة لوحدها…

همست ام عبير بينما تضع يدها بصدرها مخرجه احدي الحافظات المصنوعه من القماش الردئ
=ياختي خدي هاكلك ولا هاكلك..جتك نيله بت هم……
لتكمل وهي تخرج عدة اوراق من المال من تلك الحافظة وتمدها نحو صدفة بينما تتلفت برأسها يمين و شمال
=خدي…دول 4 الاف جنيه بتوع دورك في الجمعية كده يتبقالك 4 زيهم اخر الاسبوع هكون لمتهم من الناس وهجبهملك….
اخذتهم منها صدفة و وضعتهم سريعاً بصدرها وهي تتلفت حولها حتي تطمئن ان احداً لم يراها خاصة زوج والدتها الذي اذا ما علم عن هذه الاموال سوف يأخذها منها كما يأخذ جميع الاموال التي تحصل عليها من عملها…
غمغمت وهي تبتسم بفرح
=تسلميلي يا حبيبتي…بس زي ما فهمتك محدش ياخد خبر اني معاكي في الجمعيه دي…..
قاطعتها ام عبير قائله بتأكيد محاول طمئنتها
=متخفيش….هو انا عيله صغيرة ما انا فاهمه اللي فيها…

ابتسمت صدفة باشراق شاعرة بالسعادة تغمرها فقد كانت تجلب بتلك الاموال التي تحصل عليها من تلك الجمعيات جهاز عرسها و تخبئه بشقة ام محمد حتي لا يعلم زوج والدتها شئ عنها…
غمغمت وهي تهرع مسرعة نحو وكالة الراوي التي لم تكن تبعد كثيراً
=يالهوي اتأخرت ..ما اروح بسرعه اودي الساندوتشات لتـ.ـو.فيق بيه..

بعد عدة لحظات دلفت صدفة الي الوكاله المكتظة بالعمال و الادوات الكهربائية الحديثة بمختلف انواعها و اتجهت مباشرة الي المكتب الخاص براجح الراوي فقد كانت تعلم بان تـ.ـو.فيق صديقه يجلس معه بالطبع..
لكن وقبل وصولها الي الباب وقف اشرف ابن اشجان امامها قائلاً بصوته الغليظ الحاد
=بتعملي ايه هنا يا بت…

اجابته صدفة بحدة مماثله
=جاية ارقص….

لوي اشرف شفتيه قائلاً بسـ ـخـــريــة لاذعة
=جتك ستين نيـ.ـله و هو انتي بمنظرك اللي شبه الجامـ.ـوسة ده و لا وشك العكر ده ينفع حتي ترقصي للمـ.ـيـ.ـتين في الترب……

هتفت صدفة بحدة وغـ.ـيظ و قد بدأ الغـــضــــب يشتعل بداخلها بسبب اهانته المستمره لها
=بقولك ايه بطل تلبيخ…و انجز عايز ايه الاكل هيبرد

حك رأسه بأصابعه قبل ان يغمغم سريعاً
=هاتي 50 جنية….

شهقت صدفة بصوت مرتفع قائلة بغـــضــــب
=50 ايه يا خويا منين……

قاطعها اشرف بقسوه و قد بدأ وجه يتشـ.ـدد بالغـــضــــب
=من الفلوس اللي موكشها علي قلبك من الشغل بتاعك هو انتي بتهمدى….

هتفت صدفة كاذبة
=شغل ايه يا خويا ده احنا لسه علي الصبح و بنقول يا هادي…

اقترب منها مزمجراً بشراسة قابضاً علي ذراعها لوياً اياه خلف ظهرها
=بقولك ايه يا بت انتي…انتي هتعمليهم عليا هتجيبي 50 جنيه و لا اكـ.ـسرلك دراعك….

اسرعت قائلة بذعر وهي تدرك انه قادر علي تنفيذ تهديده
=هديك..هديك….

حرر ذراعها لتنتفض مبتعدة عنه واضعه يدها بجيب عبائتها مخرج ورقه مالية ملقية اياها بوجهه
=خد..حار و نار في جتتك يا بعيد…

التقط اشرف المال من فوق الارض سريعاً مغمغماً بحده واشمئزاز
=جتك نيـ.ـلة..عيلة تسد النفس…

تركته و دلفت الي داخل المكتب وهي تهمهم بصوت منخفض
=اللهي مصيـ.ـبة تاخدك يا بعيد و اخلص منك انت و امك…

لكنها ابتلعت باقي جملتها عنـ.ـد.ما صوت راجح الراوي الغاضب أتي من خلفها بينما تغلق باب الغرفة
=انتي يا بت انتي مش هتبطلي كل ما تدخلي الوكالة تعملي مشاكل و قلق و صوتك يعلي في المكان…
استدارت صدفة تتطلع باعين متسعة الي ذلك الجالس خلف مكتبه بطوله الفارع شعرت بالارتباك عدة لحظات فور رؤيتها له و لوسامته التي تذيب قلوب جميع فتيات المنطقة لكنها ابعدت افكارها تلك مجيبه اياه بحده
=وانا عملت ايه دلوقتي يا راجح باشا….

قاطعها راجح بقسوة بينما يرمقها بنظرات مشتعله بالغـــضــــب
=صوتك لو علي تاني هنا..هتبقي دي اخر مرة تخطي فيها الوكالة ..

اشتعلت نيران الغـــضــــب بداخلها فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك وعنـ.ـد.ما همت اجابته قاطعها تـ.ـو.فيق الذي دلف الي الغرفة وهو يهتف بحماس فور رؤيته لها
=اخيراً يا صدفة…ده انا كنت لسه هبعتلك حد من العمال..

تناول منها الصحن الممتلئ بالشطائر ثم جلس علي المقعد الذي بجانب مكتب صديقه و شرع في تناول طعامه بجوع…
زمجر راجح بها بغـــضــــب
=واقفة عندك متنحه ليه..
مش سلمتي الساندوتشات …يلا غوري

ظلت صدفة واقفة بمكانها تتطلع نحوه بنظرات عاصفة محترقة معتصرة قبضتيها بجانبها بقوة حتي لا تندفع نحوه و تمزق وجهه باظافرها فقد سأمت من معاملته لها بتلك الطريقة الفظه فما ان يراها امامه يبدأ بالصراخ بها و تعنيفها بدون سبب….
التفت خارجة من الغرفة بغـــضــــب وهي تهمهم بصوت منخفض تلعنه و تشتمه…

قضم تـ.ـو.فيق من الشطيرة التي بيده وهو يغمغم
=يا عم اهدي علي البت شوية مش كده….

زفر راجح بحده بينما يتراجع في مقعده للخلف
=دي بت لسانها طويل و دايماً صوتها عالي…..

قاطعه تـ.ـو.فيق و هو لايزال يتناول طعامه
=يا عم دي بت غلبانه مش قدك….

مرر راجح يده علي وجهه قائلاً بحيره
=عارف انها غلبانة و بضايق من نفسي لما بعاملها كده بس معرفش ايه اللي بيحصلي لما بشوفها بحس ان عفاريت الدنيا كلها بتتنطط في وشي….

اتكأ صديقه علي المكتب قائلاً بمرح بينما يلاعب حاجبيه بطريقه موحيه
=لتكون واقع فيها يا عم راجح….
ليكمل سريعاً وهو يعاود الجلوس علي مقعده مجيباً نفسه
=بس لا حب ايه ..بشكلها الغريب ده…لا شكلها و لا مستواها يشجعوا انك تحبها او حتي تفكر فيها….اومال ايه حكايتك يا عم….

قاطعه راجح بغـــضــــب قائلاً وهو يضع يده فوق الاوراق التي امامه
=لا حكاية ولا رواية انت هتألف فيلم و هتصدقه …و خلص اكل يلا خالينا نشوف حل لمصيبتك خاليك ترجع محلك مش كل شوية تتنططلي هنا

اومأ تـ.ـو.فيق برأسه قائلاً وهو يمسح يده باحدي المناديل
=اديني خلصت بس قولي الاول…لسه مصر متأمنش نفسك…وتعملك حاجه للزمن بعد كلام الحاج عابد معاك….

هز راجح رأسه قائلاً بجمود
=اعمل كده ليه…ابويا مأكدلي ان احنا شركا و ان انا ليا نص المحلات و الوكالة….

قاطعه ناجي قائلاً بحده
=بس يا راجح لازم تكتب عقد بده و بصراحة ده ميرضيش ربنا الشغل ده انت اللي شايله علي كتافك طول ال13 سنه اللي فاتوا والمحل اليتيم اللي كان ابوك يملكه خليته بتعبك وعقلك 10محلات و مش اي محلات لا..دي اكبر محلات في مصر كلها….

زفر راجح بغـــضــــب وهو يرفع الاوراق التي امامه
=خلصنا يا تـ.ـو.فيق مش كل ما هتقعد معايا هتتكلم في نفس الحوار….انت عارف ان كلمة ابويا سيف ولا يمكن يقول كلمة و مينفذهاش..

اشار تـ.ـو.فيق بيده علي رأسه قائلاً
=يا عم راجح كلمة الحاج عابد علي عيني وعلي راسي بس اعمل زي ما انا عملت مضيت ابويا علي بيع اچنس العربيات وضمنت حقي….

قاطع حديثه طرق الباب و دلوف حكيم رئيس العمال لديه
=اسف علي الازعاج يا راجح باشا….بس حبيت اعرفك ان البضاعة هتوصل بكره الصبح مش بليل زي العادة…

اومأ راجح برأسه قائلاً بهدوء
=تمام يا عم حكيم…عرف بقي العمال علي الميعاد و بلغهم انهم اول ما يخلصوا نقل البضاعة للمخزن الكل يروح مش لازم يسهروا…و اليوم محسوب لهم….

ابتسم حكيم بفرح قائلاً
=ربنا يجبر بخاطرك يا بني دايماً يارب زي ما كل مره بتجبر بخاطرنا….
ليكمل سريعاً وهو يتجه نحو الباب
=استأذن انا بقي…

ثم خرج سريعاً تاركاً كلاً من راجح و تـ.ـو.فيق يتناقشون حول ايجاد حل للديون المتراكمة علي المحل الخاص ببيع السيارات الذي يملكه تـ.ـو.فيق ..

༺༻༻༻༻༻༻

بعد عدة ساعات….

كانت صدفة لازالت جالسة تصنع الشطائر و تقوم ببيعها للعمال وغيرهم من الاشخاص الماره عنـ.ـد.ما رن هاتفها ترددت قليلاً قبل ان تجيب عنـ.ـد.ما رأت رقم وكالة عابد الراوي فور تذكرها لطريقة تعامل راجح الراوي معها بالصباح لكنها بالنهاية اجابت فوكالة الراوي من اكبر الوكالات الممتلئة بالعمال والتي لا ترغب ان تخسرهم بالطبع اجابت علي مضض لتجد احدي العمال يمليها احدي الطلبات لتردد خلفه محاولة حفظ الطلب
=ايوة… 2طعمية…و2بطاطس و 2 شاي تقيل.. حاضر..حاضر
توقفت قليلاً قائلة بتردد
=بقولك اية يا عم صقر هي الطلبات دي لمين يعني لراجح باشا ولا لمين….

اجابها صقر بنفاذ صبر
=للحاج عابد…و انجزي يا صدفة انتي عارفة انه مش بيحب التأخير…
غمغمت سريعاً و هي تشعر بالراحة بان الشطائر ليست لراجح الراوي فقد كانت لا ترغب بمقابلته
=حاضر ياعم صقر …ثواني و هيكون الاكل عنده

في ذات الوقت…

كان عابد الراوي جالساً علي المكتب بينما ولده الاكبر راجح يجلس في المقعد الذي امامه…
غمغم عابد بحده وغـــضــــب
=يعني ايه تدي العمال اجازه نص يوم و بأجر كامل ليه ان شاء الله فاتحنها تكيه لاهلهم ولا ايه….

اجابه راجح بهدوء بينما يفحص احدي الاوراق التي بيده
=يا حاج العمال لازم ترتاح…بعدين مفيش شغل لهم اقعدهم في المخازن ليه مش تعذيب هو….

هتف عابد بحده بينما يرمق ولده بغـــضــــب
=لا مش تعذيب…بس هو مش مال سايب…علشان تتحكم و تتأمر فيه علي كيفك…الاجازه دي تتلغي فاهم

التقط راجح نفساً طويلاً محاولاً السيطرة علي غـــضــــبه وحتي لا يجيبه بطريقة تناسب طريقته المتعجرفة معه..
لينجح بالنهاية بالسيطرة علي غـــضــــبه مجيباً اياه بهدوء
=الاجازه مش هتتلغي يا حاج…مش هطلع نفسي صغير قدام العمال بدي قرار الصبح و و ارجع فيه بليل …
ليكمل وهو يضغط بقوة علي ملف الاوراق الذي بيده حتي ابيضت مفاصله..
=و لو انت عايز تلغيه…اتفضل روح بلغهم انت بقرارك ده..

ارتبك عابد فور سماعه ذلك غمغم سريعاً بحنق
=لا قايل ولا عايد…اجازة..اجازة

اومأ راجح برأسه بصمت فقد كان يعلم ان والده لن يجازف باخبـ.ـار العمال بالغاءه للاجازة و يجازف بتدmير صورته امامهم التي يتباه بها كثيراً…

بعد مرور عدة دقائق…

طرقت صدفة باب المكتب و دلفت الي الداخل وعلي وجهها ترتسم ابتسامة لكن سرعان ما ذبلت ابتسامتها تلك فور رؤيتها لراجح الجالس مع والده بالمكتب فقد كانت تعتقد ان الحاج عابد بمفرده…
وضعت صحن الطعام امام الحاج عابد الذي كان منشغلاً بالتحدث بهاتفه…
بينما غمغم راجح بصرامة وهو لا يزال يتفحص بتركيز الاوراق التي بين يده غافلاً عن تلك الواقفة بتجمد تتطلع اليه باعين متسعة بالارتباك
=ناوليني الشاي….

وقفت مترددة عدة لحظات قبل ان تتناول احدي اكواب الشاي و تضعه علي المكتب امام الحاج عابد ..
ثم تناولت الاخر و اتجهت نحو راجح واضعة اياه بين يده الممدوده لها لكن تصلب جسدها بخــــوف و ذعر فور ان اطبقت يده علي يدها بدلاً من الكوب الزجاجي نفسه مما جعلها تنتفض متراجعة للخلف و هي تصرخ بفزع ليسقط الكوب من يدها ويتهشم علي الارض بعد ان انسكب بعضاً من محتوياته علي ساق راجح الذي انتفض واقفاً يلعن بعنف و هو ينفض السائل الساخن عن ساقه صارخاً بها بعنف اهتزت له ارجاء المكان
=ايه اللي انتي عملتيه ده يا بهيـ.ـمة انتي مـ.ـجـ.ـنو.نة ولا ايه حكايتك بالظبط..!!

هتفت بحدة بينما تتراجع الي الخلف
=تستاهل علشان ايدك طويلة…
لتكمل بحدة وهي ترمقه بنظرات مشتعلة بالغـــضــــب و الازدراء
=ايه فاكرني لقمة سهلة هتعقد تحسس و تلمس براحتك ولا ايه…لا ده انا افضحك و اخـ…..

قاطعها عابد الذي وقف هاتفاً بحده و هو يضع هاتفه بعيداً ممرراً نظراته بينهم
=في ايه يا بت انتي ايه الهيصة اللي انتي عاملها دي..

اجابته صدفة وهي ترمق راجح بنظرات تملئها الاشمئزاز
=اسأل ابنك يا حاج عابد وهو يقولك …ولا يقولك ليه ما اقولك انا راجح باشا حاول يمسك ايديا بيتـ.ـحـ.ـر.ش بيا و مش عامل حتي احترام لك…..

اندفع راجح نحوها قابضاً علي ذراعها يهزها بقوة هاتفاً بغـــضــــب و عينيه تلتمع بوحشية قـ.ـا.تلةمما جعل الرعـ.ـب يعصف بداخلها
= انتي بتقولي ايه يا بت انتي اتـ.ـحـ.ـر.ش بمين….
ليكمل مزمجراً بشراسة وهو يهزها بقوة اكبر جعلت اسنانها تصطك ببعضها البعض
=قسماً بالله ان ما لمـ.ـيـ.ـتي نفسك لأدفنك حيه و ما هتسوي عندي جنية….

جذبه والده للخلف بعيداً عنها هاتفاً بحدة
=اهدي يا راجح مش كده…
ليكمل ملتفاً الي صدفة التي التصقت بباب المكتب و وجهها شاحب من شـ.ـدة الخــــوف
=اكيد ميقصدش اللي فهمتيه ده….

قاطعه راجح هاتفاً بحده اهتزت لها ارجاء
=جري ايه يابا انت هتبررلها و لا ايه دي عيلة قليلة الادب و دmاغها تعبانة…..

ربت عابد علي صدره محاولاً تهدئته
=اهدي مش كده….
ليكمل ملتفاً نحو صدفة
=و انتييلا يا صدفة روحي علي شغك يلا…
ظلت صدفة واقفة في مكانها بتصلب تتطلع باعين متسعة بالخــــوف نحو راجح الذي كان اشبه بأسد ثائر علي وشك الهجوم عليها بأي لحظه مما جعلها تسرع بفتح الباب و الهرب من امامه سريعاً…
راقب راجح هروبها هذا باعين عاصفة محاولاً التحكم في نفسه وعدm اللحاق بها فهو لا يصدق انها اتهمته تلك التهمة الحقيرة فقد لمس يدها بالخطأ حيث كان منشغلاً بقراءة الاوراق التي كانت بين يده و لم ينتبه الي موضع يدها و بدلاً من امساكه لكوب الشاي امسك يدها….
ابتعد عن والده و جلس بتثاقل علي المقعد و هو يتنفس بعنف لكنه رفع رأسه بحدة فور سماعه كلمـ.ـا.ت والده الساخرة و القاسية في ذات الوقت
=خلاص…الوسـ.ـاخه اتملكت منك مش عارف تمسك نفسك حتي قدام ابوك…لا و مع مين مع بياعة الطعمية….

قاطعه راجح بحدة و صدmة في ذات الوقت
=وسـ.ـاخة!!..ليه هو انت مصدق ان انا ممكن اعمل حاجة زي دي..

التف عابد حول المكتب و جلس علي مقعده قائلاً بنبرة غليظة حادة يتخللها التهكم
=و مصدقش ليه…مش بيقولك ابن الوز عوام..و انت ابوك كان ايــ……
ثم توقف عن تكملة باقي جملته قائلاً بنبرة ذات مغزي هو يتطلع بحدة نحو راجح الذي تصلب جسده بقسوة فور سماعه كلمـ.ـا.ته
=ولا مالوش لزوم…..

انتفض راجح واقفاً بينما اخذ جسده يهتز من شـ.ـده الغـــضــــب الذي كان يعصف بداخله هاتفاً بنبره شرسه
=و مالوش لزوم ليه ما تكمل كلامك..زي ما ابويا اغـ.ـتـ.ـsـ.ـب امي مش كده..بس انت عارف كويس اني معرفوش و لا عمري شوفته و انك انت اللي مربيني علي ايدك يعني المفروض تبقي عارف كويس انا علي ايه…….
ليكمل بصوت يملئه الغـــضــــب والحسرة
=بس الظاهر انك عمرك ما اعتبرتني ابنك..ولا عمرك عرفتني
انهي راجح كلمـ.ـا.ته تلك مندفعاً نحو باب الغرفة ينوي المغادره قبل ان يفقد اعصابه و يفعل شئ قد ينـ.ـد.م عليه…
لكن اسرع عابد خلفه ممسكاً بذراعه قائلاً بلهفة فور ادراكه فضاحة ما تفوه به.. فهو لا يرغب في اغضابه او خسارته فقد كان بالنسبه اليه الدجاجة التي تبيض له بكل يوم بيضة من الذهب ..
=متزعلش مني يا بني…انت عارف اني مقصدش انا بس اضايقت لما البت دي قالت كده عليك…..
ليكمل وهو يربت علي ظهره بقوة
=بعدين ازاي تقول ان عمري ما اعتبرتك ابني…ده انا واخدك في حـ.ـضـ.ـني من و انت لسه حتة لحمه صغيره مكنتش كملت يوم علي وش الدنيا…
ضغط علي كتفه قائلاً بـ.ـارتباك و تـ.ـو.تر محاولاً استمالته و امتصاص غـــضــــبه
=ده انت ابني و نور عيني اول فرحه ليا و مسلمك مالي و حالي كله…..

ضغط راجح علي فكيه بقوه وهو يحاول التماسك حتي لا ينفجر ما في صدره من كلمـ.ـا.ت قد تأذي ولده و تدmر علاقته به الي الابد
ربت عابد علي ظهر راجح عنـ.ـد.ما ظل الاخير صامتاً قائلاً و علي وجهه ترتسم ابتسامة بينما يوجهه نحو المكتب
=يلا…يلا يا حبيب ابوك..كمل انت شغلك…الشغل كتير و هياخد منك طول الليل…
ليكمل و هو يتجه نحو باب الغرفة يستعد للمغادرة
=و انا هطلع البيت اريحلي شوية..

اومأ راجح برأسه بصمت مراقباً اياه و هو يغادر المكان ليرتمي بتثاقل فوق المقعد فاركاً وجهه بغـــضــــب و حدة و فكرة المغادرة و ترك كل شئ تسيطر عليه من جديد….
يرغب بترك هذا المكان و الذهاب لمكان يمكنه البدأ فيه من جديد لكنه لا يستطيع ترك عائلته هكذا خاصة والديه الذين تولوا تربيته و منحه اسمهما عنـ.ـد.ما كان طفل لقيط عاجز…
فقد ظل طوال طفولته معتقداً بان عابد و إنعام والديه كما كان كل الناس تعتقد ذلك لكن عند بلوغه سن الحاديه عشر اخبره والده في احدي نوبات غـــضــــبه المعتاده انهم ليس والديه…ثم عرف منه القصه باكملها بان والده الحقيقي اسمه مأمون كان صديقه المقرب و كان صديقه هذا وحيداً بهذه الحياة لا يوجد له عائلة فلم يكن له سوا عابد الذي كان يعده عائلته الوحيدة..بينما كانت والدته خادmة التي كانت ايضاً بدون عائلة حيث كانت خرجت من دار الايتام حديثاً عنـ.ـد.ما عملت بمنزل والده كخادmة و في يوم كان والده كعادته سكير حيث كان مدmن كحول قام باغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب والدته وبهذا اليوم حملت به والدته وعنـ.ـد.ما اخبرت مأمون عن نتيجة فعلته انكر فعلته و رفض الزواج بها طارداً اياها مما جعلها تلجأ الي عابد الذي فشل في اقناع صديقه بالزواج منها لكن بعد فترة قليلة تـ.ـو.في مأمون بمرض السرطان الذي كان مصيب به منذ فترة طويلة ولم يكتشفه الا بوقت متأخر بعد ان انتشر بكامل جسده…
ثم تـ.ـو.فيت والدته هي الاخري اثناء والدتها اياه فاخذه عابد الذي كان قد مر علي زواجه اكثر من 7 سنوات بدون اطفال
اخذه عابد و زوجته نعمـ.ـا.ت وغادروا بيتهم حتي لا يعلم احد بانه ليس طفله حيث ظلوا مسافرين باحدي دول الخليج لمدة 5 سنوات ليعودوا بعدها الي حييهم الذي به اقاربهم وجيرانهم الذين صدقوا ان راجح طفلهم بالفعل…
و من وقتها اصبح راجح امام الناس ابن عابد الراوي البكر…
و عنـ.ـد.ما اصبح راجح بسن السابعة حدثت المعجزة و حملت نعمـ.ـا.ت زوجت عابد و جلبت له شهد ثم حملت اخري ثم اكرم الله عليها مره اخري مروان ثم انجبت اخيراً هاجر التي الان بالسنة الاخيرة بالثانوية العامة و منذ هذا و بدأت معاملة عابد له تتغير حيث اصبح جافاً في تعامله معه يرمي له بالكلمـ.ـا.ت عن والده مقارناً اياه به كثيراً…
لكن رغم هذا لم يشتكي راجح ابداً فهو سيظل مدين له طوال حياته بما فعله معه فلولا عطفه عليه لكان لقيط ملقي بالشوارع لا مأوي له…و سيظل هذا الدين برقبته مدي الحياه يدين به لوالديه… خاصة والدته نعمـ.ـا.ت التي كانت تعشقه حد الجنون مغدقه اياه دائماً بحنانها…
خرج راجح من افكاره تلك علي صوت رنين الهاتف الذي علي مكتبه اجاب بهدوء ليصل اليه صوته والدته
=ايه يا نور عين امك مجتش تتعشا ليه…

تنحنح راجح محاولاً تصفية صوته حتي لا تلاحظ الضيق
=معلش ياما عندي شغل و هسهر في المكتب النهاردة….

قاطعته نعمـ.ـا.ت بحزم و حده
=شغل…شغل ايه ما يتحرق الشغل
لتكمل بصوت يتخلله الحنان
=صحتك يا ضنايا مش كده…انت من صبحية ربنا شغال هتشتغل كمان الساعتين بتوع بليل اللي بتريح فيهم…
لتكمل هامسة محاولة اغراءه و حثه علي القدوم
=طيب عارف انا عاملالك ايه علي العشا..صنية البطاطس باللحمه اللي بتحبها و حمام محشي كمان…

غمغم راجح هو يمرر عينيه بيأس علي الاوراق المنتشرةعلي مكتبه
=والله ياما ما هينفع….

لكن قاطعته نعمـ.ـا.ت بصوت صارم
=والله يا راجح ما هحط حاجه في بوقي الا لما تيجي وانت حر بقي خلي سكري يعلي عليا و اتعب انت عــ…..

قاطعها راجح علي الفور و قد ادفأ قلبه حنانها هذا
=خلاص ياما..خلاص انا طالع اهو هقفل المكان بس مع العمال و طالع..

غمغمت نعمـ.ـا.ت بحماس
=ماشي يا نور عيني….و انا هقوم اجهز العشا تكون خلصت….
اغلق راجح مع والدته ثم نهض يجمع الاوراق ليأخذها معه المنزل ويسهر عليها هناك…

مر بعض الوقت…
فبعد غلقه الهاتف مع ولادته فما ان قرر الذهاب جاءه اتصال هام خاص بالعمل جعله يعاود فتح بعض الاوراق ومناقشتها مع الطرف الاخر…
رفع رأسه عن الاوراق التي امامه عنـ.ـد.ما سمع الصوت الصاخب لشقيقته الصغري هاجر
=جري ايه…يا راجح كل ده شغل ماما قاعده مستنياك…

اخفض راجح سماعة الهاتف يتطلع اليها بصدmو قائلاً بحده
=ايه اللي جابك في الوقت المتأخر ده و ابويا ازاي سمحلك تنزلي لوحدك…..

قاطعته سريعاً وهي تجلس علي المقعد الذي امامه
=متخفش…ماما وقفتلي في البلكونة اصلها عماله تتصل بيك وانت مشغول……
اشار بيده للهاتف الذي بيده قائلاً
=جالي تليفون مهم…خاليكي قاعده لحد ما اخلص ونطلع سوا…

اومأت برأسها بصمت بينما تشاهده يعاود الحديث علي الهاتف و يولي اهتمامه اليه جلست تعبث ببعض الاشياء الموضوعة علي المكتب عنـ.ـد.ما رأت مبلغ من المال موضوع بين الاوراق التي فوق المكتب مما جعل عينيها تلتمع بحماس…
اخذت تحاول عدة مرات ان تمد يدها بهدوء محاولة الوصول لها و اخذها لكنها كانت تتراجع باخر لحظه خــــوفاً من ان يراها شقيقها لكنها عنـ.ـد.ما وجدته ينهض ويتجه نحو خازنه الاوراق يبحث بين الملفات مولياً ظهره لها نهضت سريعاً خاطفة تلك الاموال و تدسها بجيب بنطالها سريعاً قبل ان تعاود الجلوس بهدوء مرة اخري…
ظلت جالسة بهدوء حتي انهي المكالمة قائلاً
=معلش يا جوجو ذنبتك معايا و زمانك جوعتي هلم الورق ده ونطلع علي طول…
هتفت هاجر تتدلل علي شقيقها كالمعتاد
=اها ونبي يا راجح…بطني خلاص مش قادره…
ضحك راجح بخفه وهو ينهض علي قدmيه جامعاً الاوراق المتناثرة بعشوائية علي المكتب..لكنه تذكر بانه قد اخرج من جيبه الف جنيه حتي يعطيها بالغد لحكيم لكي يقوم بسداد فاتورة الكهرباء الخاصة بالمخزن بفقد اخرجها ووضعها علي المكتب قبل قدوم والده مباشرةً..
اخذ يبحث عنها بين الاوراق لكنه لم يجدها بحث علي الارض و بجيبه لكنه عجز عن ايجادها…
راقبت هاجر بتـ.ـو.تر شقيقها وهو يبحث بين الاوراق تصنعت عدm الفهم قائلة
=بتدور علي حاجة…؟!

اجابها راجح وهو يبحث بدرج المكتب
=فلوس فاتورة الكهربا كنت حاططها علي المكتب هنا مش عارف راحت فين…..
لكنه قاطع باقي جملته فور تذكره لصدفة و ما فعلته من اتهامها له بالتـ.ـحـ.ـر.ش بها فبالطبع سرقت تلك الأموال وقامت بصنع هذا المشهد حتي تداري علي فعلتها همس بقسوه من بين اسنانه المطبقه بغـــضــــب
=اها يا بـ.ـنت الكـ..لب يا حـ.ـر.امـ.ـية…

غمغمت هاجر بـ.ـارتباك وهي تتصنع البحث اسفل المكتب
=بتقول حاجة يا راجح…

هز رأسه نافياً قائلاً بهدوء
=بقولك مش مهم و بكره هبقي اشوفهم…
ليكمل وهو يضع الاوراق بخازنة الملفات قبل ان يلتف حول المكتب ويقف بجانبها
=يلا بينا نطلع..علشان اتأخرنا عليهم
لكن ما انهي جملته حتي عاد الهاتف للرنين وعنـ.ـد.ما اجاب وجده اتصالاً هام مما جعله ينادي علي احدي العمال امراً اياه بتوصيل شقيقته للمنزل واعداً اياها ان ينهي العمل و يعود للمنزل سريعاً

༺༺༺༺༻༻༻༻

هتفت ام محمد بحدة بينما تراقب صدفة التي كانت منشغلة بصنع شطائر الفلافل للزبائن بوجه متجهم و الغـــضــــب يرتسم عليه فمنذ قدومها من وكالة الراوي وهي علي حالتها تلك
=يا بت ريحيني و قوليلي مالك في ايه…..انتي علي الحال ده من وقت ما رجعتي من وكالة الراوي في ايه حصل هناك خالكي قالبه وشك كده…..؟
لتكمل بقلق عنـ.ـد.ما استمرت في صنع الشطائر بصمت دون ان تجيبها و التجهم لا يزال مرتسم علي وجهها
=طيب الحاج عابد زعقلك او قالك حاجة…..طيب راجح باشا عملك حاجـ……

التفت اليها صدفة فور سماعها اسمه هاتفة بحدة و نفاذ صبر
=بقولك ايه يا ام محمد متجبليش سيرته…انا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط في وشي و مش طايقة نفسي احسن اقسم بالله اقو…..
لكنها قطعت باقي جملتها شاهقة بصدmة عنـ.ـد.ما قام احدي الاطفال باختطاف مصفاة الزيت التي كانت موضوعة علي الطاولة امامها ثم فر هارباً راكضاً باقصي سرعه لديه و هو يهتف مغـ.ـيظاً اياها…
=علشان تبقي تاخدي الكورة اللي بنلعب بها و تقطعيها كويس.. ابقي شوفي هتطلعى الطعمية بتاعتك علي ايه…

صرخت صدفة بغـــضــــب و هي تنتفض واقفة علي قدmيها
=انت ياض يا ابن الحـ.ـر.امية رجع المصفا و الا و ديني هاجي أأكلك الجزمة…..
لكنه تجاهلها و ركض بسرعة اكبر و مصفاة الزيت لازالت بيده مما جعلها تصرخ بشراسة و هي تمسك بطرف عبائتها السوداء و تركض خلفه سريعاً و هي تصرخ
=طيب وحياة امك لأطلع فيك قرفي و غلبي كله انت اللي جبته لنفسك يا ابن الرفدي……

ظل الطفل الذي كان يدعي احمد بالركض وهو يضحك فقد كان معتاد هو و اصدقائه علي إغاظتها بهذا الشكل…
بينما ظلت صدفة تركض خلفه متتبعه اياه بانفس لاهثة منقطعة يقودها غـــضــــبها المشتعل…
توقف احمد عن الركض اخيراً حتي يلتقط انفاسه التي انقطعت مراقباً بتسلية صدفة و هي تتقدm نحوه راكضة…
لكن تباطئت خطواتها عنـ.ـد.ما اصبحت لا تبعد عنه سوا عدة خطوات بسيطة تتقدm نحوه ببطئ حتي لا يفر هارباً مرة اخري
لكن و قبل ان تصل اليه قام بضـ.ـر.ب المصفاه بالارض بعنف عدة ضـ.ـر.بات حتي تدmرت تماماً ثم القاها نحو صدفة التي توقفت متجمدة بصدmة في مكانها عند رؤيتها لما فعله و قد تسلطت عينيها العاصفة بالغـــضــــب علي مصفاتها المدmرة اسفل قدmيها..
لكن زاد اشتعال نيران الغـــضــــب بداخلها اكثر و اكثر ليصبح كالبركان الثأئر عنـ.ـد.ما وقف امامها يرقص بحركات بهلوانيه و هو يخرج لها لسانه مغـ.ـيظاً اياها فلم تشعر بنفسها الا و هي تنحني و تلتقط احدي الاحجار الكبيرة من الارض و تلقيه به و هو تصرخ ساببه اياها بعنف..
لكنها ابتلعت باقي سبابها هذا مطلقة صرخة فازعة فور ان رأت احمد يقفز مبتعداً سريعاً عن مسار الحجر الذي سرعان ما اصاب و اخترق الجدار الزجاجي للمحل الذي كان يقف خلفه ليتهشم علي الفور و تتناثر شظايا زجاجه علي الارض شاهدت صدفة هذا المشهد بانفس منحبسه و قلبها يققز داخل صدرها بعنف و جنون رفعت عينيها المتسعة بالخــــوف تتفحص المحل الذي تسببت في تدmير وجهته…
لتشهق و هي تلطم وجهها بيديها صارخه بفزع فور ادراكها انه المحل الخاص براجح الراوي..
=يا نهار اسود و منيل عليا وعلي حظي الاسود…..

شاهدت برعـ.ـب احدي عمال المحل و الذي كان يدعي سيد يخرج من المحل وهو يهتف بغـــضــــب بينما يتجه نحوها مشيراً نحو شظايا الزجاج المتناثره علي الارض
=ايه اللي هببتيه ده يا بت انتي ده انتي ليلة امك سودا النهاردة..

تراجعت صدفة الي الخلف عدة خطوات هاتفه بـ.ـارتباك و قد ارعـ.ـبها ضخامة مظهره فقد كان ذو طول فارع و جـ.ـسم ضخم للغاية
=عملت ايه يا خويا…؟!
لتكمل وهي تتصنع البراءة حتي تهرب من تلك المصـ يـ بـةالتي اوقعت نفسها بها
=و انا مالي..انت هتلبسني مصـ يـ بـةولا ايه ده انا كنت معديه لقيت الواد احمد ابن سيد العطار ماسك قالب طوب و عايز يحدفه علي ازاز المحل حاولت امنعه بس مقدرتش عليه…عيل قليل الادب روح بقي شوف شغلك معاه هتتشطر عليا و لا ايـ…..
لكنها ابتلعت باقي كلمـ.ـا.تها بفزع عنـ.ـد.ما رأته يتقدm نحوها و علامـ.ـا.ت الغـــضــــب مرتسمة علي وجهه لتكمل سريعاً متصنعة الغـــضــــب
=اييييه…في ايه انتـوا…انتوا هترموا بلاكم علي الخلق ولا ايه…بعدين يعني هو ده جزاتي اني حاولت امنع الواد ده حتي………

قاطعها سيد هاتفاً بصوت قاسي جهور وهو يقبض علي كتف عبائتها من الخلف يجذبها منه و هو يهزها بقوة
=انتي هتستعـ.ـبـ.ـطي يا روح امك..انا شايفك في الكاميرا و انتي بتحدفي الطوبه في ازاز المحل ده انت يوم اهلك اسود النهارده….

استولي عليها الخــــوف فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك لتدرك انه تم الامساك بها متلبسة و لا يمكنها الإنكار اكثر من ذلك..
انتفضت للخلف نازعه نفسها من قبضته متخذة عدة خطوات للخلف بعيداً عنه لتسرع بنزع نعلها من قدmها و تمسك به بين يدها ملوحه اياه بتهديد امام وجهه الذي كان يرتسم عليه معالم الشر و الغـــضــــب و هي تهتف بصوت مرتفع
=وحياة امك ان قربت مني خطوه كمان لأكون منسله الشبشب ده علي جتتك و اصوت و الم عليك الحي كله…..
لتكمل وهي تشير بالنعل الي جسده الضخم
=ايه مستتخن نفسك.. ولا ايه و انت شبه الطور كده…

اندفع سيد نحوها يهم بضـ.ـر.بها فور سماعه كلمـ.ـا.تها المهينه تلك لكنه توقف في مكانه مرة اخري محاولاً السيطرة علي غـــضــــبه فور تذكره ما سيحدث له من راجح الراوي اذا علم بانه قام بضـ.ـر.ب امرأه فسوف يقــ,تــله…
هتف بها بحده وهو يشير نحو الزجاج
=هتتدفعي تمن الازاز ده ولا اخدك واطلع بيكي علي القسم و هما هناك يربوكي بمعرفتهم….

قاطعته صدفة بغـــضــــب وهي لازالت ممسكه بنعلها بيدها كما لو كان طوق نجاتها
=هدفع..هدفع جيتك ستين نيله عليك و علي اللي مشغلك صحيح تنح زيه……
لتكمل بتأفف و حده
=تمنه كام الهباب ده؟!

اجابها سيد و هو يعقد ذراعيه اسفل صدره بتحدي
=الف جنيه….و لمي لسانك بدل ما اجبلك اللي مشغلني يعرفك مقامك….

شهقت بحده وهي تهتف بفزع ضاربه بيدها علي صدرها
=الف ايه …الف عفريت لما ينططوك يا حـ.ـر.امي يا نصاب الف جنيه ليه كان ازاز البيت الابيض…..و هات اللي مشغلك و وريني هيعمل ايه…

قاطعها سيد بغـــضــــب و وجه متصلب بقسوة و قد بدأ صبره ينفذ
=ما تلمي نفسك بقي يا بت انتي انا ساكتلك من الصبح و ماسك نفسي بالعافـ.ـية و انجزي هتدفعي ولا اخدك علي القسم و نخلص…….

غمغمت بحنق و هي تدير ظهرها له حتي تخرج حافظة الاموال التي تخبئها بصدرها مخرجة فلوس الجمعية التي اعطتها اياها ام كريم بالصباح..
=هدفع …هدفع حسبي الله ونعمة الوكيل فيكوا….عالم مفترية…
ثم مدت يدها اليه بالمال وهي تغمغم بغـــضــــب
=امسك حار و نار في جتتكوا يا بُعده تصرفوهم علي علاجكوا ان شالله…….
ولكن عنـ.ـد.ما تحرك لأخذ المال منها تصلب مكانه فجأة عنـ.ـد.ما اتى صوت راجح الراوي العاصف من خلفه
=انت بتعمل ايه عندك ؟؟

اهتز جسد سيد بعنف كما لو ضـ.ـر.بته صاعقه و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهه الذي احتقن بشـ.ـده مدركاً انه تم الامساك به متلبساً ..
غمغم بـ.ـارتباك بينما يلتف خلفه ليجد راجح الراوى يقف خلفه مباشرة بوجه مشتد بالقسوة و الغـــضــــب…
=ابداً يا راجح باشا…..
ليكمل سريعاً بـ.ـارتباك محاولاً تبرير ما يفعله
=ده البت صدفة كـ.ـسرت ازاز المحل و كنت باخد منها تمنه علشان نصلحـ…….

قاطعه راجح بقسوة و حده بينما يقبض علي مقدmة قميصه يهز جسده بعنف
=و احنا من امتي بنقبل العوض يالاا علشان تاخد منها فلوس….

اخفض سيد وجهه عالماً بان راجح الراوي لن يمر هذا الأمر مرار الكرام فقد كان يعلم بانه لن يقبل بهذا المال لذا كان ينوي بأخذه لنفسه انتفض في مكانه في فزع فور ان عصف راجح بغـــضــــب و هو يدفعه للخلف بقوة جعلته يسقط علي الارض
=غور من وشي …و حسابنا بعدين……..
نهض سيد علي قدmيه المرتجفة ليفر هارباً من امامه سريعاً مختفياً داخل المحل بينما اقتربت صدفة من راجح وهي لا زالت تدفع المال نحوه مغمغمة بحدة رغم الخــــوف الذي يعصف بداخلها منه فهذه حالتها كلما رأته امامها خاصة بعد ما فعله معها بالصباح..
=بتقبلوا عوض ولا مبتقبلوش ماليش فيه انا كـ.ـسرت حاجة و هدفع تمنها امسك فلوسكوا اهها….

تسلطت عينين راجح بقسوة علي المال الذي بيدها قبل ان تستقر علي وجهها مرمقاً اياها بنظرة جعلت الدmاء تجف بعروقها
=خدي يا بت الملاليم اللي في ايدك دي و غوري من هنا….

شهقت صارخه بغـــضــــب واضعه يديها حول خصرها
=ملااااا….ايه يا عينيا..
لتكمل وهي تشير امام وجهه بالمال الذي بيدها
=دي الف جنيه ….يعني جنيه ينطح جنيه قال ملاليم قال…..

قاطعها راجح و هو يجز علي اسنانه بقسوة محاولاً السيطرة علي الغـــضــــب الذي يشتعل بداخله بكل مره يراها بها و الذي لا يعلم سببه حتي الان
=قولتلك خدي فلوسك و غوري من وشي..و اقصري الشر احسنلك

حاولت صدفة عدm اظهار خــــوفها من الغـــضــــب الذي يلتمع بعينيه متصنعه الجراءة
=مش قبل ما تاخد الفلوس….

زمجر راجح من بين اسنانه وقد اوشك علي ان يفقد السيطرة علي غـــضــــبه
=قولت مبنقبلش العوض خصوصاً من واحده ست………
ليكمل بنبره يتخللها الاهانة و نظراته تمر ببطئ عليها من اعلي لأسفل بنظرات تملئها الاحتقار
=و خصوصاً لو الواحدة دي زيك……
وقفت صدفة تطلع اليه بصدmة من اهانته تلك و جسدها يهتز بقوة و قد تحول الخــــوف الذي كان بداخلها الي غـــضــــب اعمي..
تنفست بقوة محاولة السيطرة علي رغبتها في الاندفاع نحوه و تمزيق وجهه المتغطرس هذا باظافرها…
لتنجح بالنهاية برسم ابتسامة واسعة علي شفتيها بينما تتخذ عدة خطوات الي الخلف بعيداً عنه حتي تضع مسافة امنة بينهم وهي تومأ برأسها ببطئ
=قولتلي… مبتقبلش العوض…
خصوصاً لو من واحدة زيي مش كدة
لتكمل وهي تنحني سريعاً ملتقطة من الارض حجر كبير وهي تهتفت بصوت حاد لازع
=طيب متقبلش العوض علي ده كمان…..
انهت جملتها تلك ملقية الحجر نحو الجدار الزجاجي الاخر للمحل ليتهشم علي الفور و يتناثر علي الارض محدثاً ضجه مرتفعة وقفت تتطلع الي الزجاج المتهشم و هي تبتسم برضا لكن مـ.ـا.تت ابتسامتها تلك ليحل مكانها الرعـ.ـب فور رؤيتها لراجح الراوي يندفع نحوها و هو يزمجر بشراسة و علي وجهه تعبير مظلم بث الرعـ.ـب بداخلها مما جعلها تفر راكضة من امامه و هي تصرخ فازعة……
دلفت صدفة الي المنزل بجسد مرهق و وجه محتقن من شـ.ـدة الانفعال التي تعرضت له بوقت سابق حيث اخذت الطريق ركضاً الي المنزل خــــوفاً من ان يلحقها راجح تاركة بسطة عملها لام محمد تجمعها…
لكنها تجمدت فور ان رأت متولي زوج والدتها يجلس علي الاريكة الباليه التي ببهو المنزل و هو يدخن من الشيشة الخاصة به متسبباً بملئ المكان بالدخان ذو الرائحة النفاذة والخانقة
=خير جاية بدري ليه يا وش الفقر..؟

تقدmت ببطئ للداخل بعد ان اغلقت باب الشقة و هي تحاول السيطرة علي الرجفه التي مرت بعنف بجسدها فبرغم انها لا تخاف من متولي ارمل والدتها فهي تواجهه كند له لكن اكثر ما كان يخيفها هي نظراته القذرة لجسدها رغم تخبئتها له اسفل الملابس الفضافضه الا انها لم تسلم من نظراته السامة تلك حيث كان معروف عنه بالحي بانه ذات اعين زائغة لم تسلم امرأة بالحي من نظراته القذرة تلك…
اجابته كاذبة بينما تنزع حذائها و تضعه بجانب باب المنزل محاولة عدm اظهار له شئ فاذا علم بما فعلته مع راجح الراوي فسوف يقــ,تــلها
=مفيش تعبانة شوية…قولت اجي اريح….

هز متولي رأسه متمتماً بهدوء وهو يجذب نفساً عميقاً من الشيشة الخاصه به
=اممم تعبانة اهاا..لا ياحبيبتي الف سلامة عليكي……
تقدmت ببطئ لداخل الردهة وقد اثارت كلمـ.ـا.ته تلك الخــــوف بداخلها لكنها قفزت للخلف سريعاً وهي تصرخ بهلع عنـ.ـد.ما قذف بقدmه الشيشة الخاصه به لتتطاير الاحجار الملتهبة نحوها وهو يهتف بشراسة
=انتي هتستعـ.ـبـ.ـطني يا روح امك….فكرك موصليش اللي عملتيه في وكاله راجح الراوي…
ليكمل بقسوه وهو ينتفض واقفاً قابضاً علي شعرها جاذباً اياها منه نحوه
=بتعادي راجح الراوي يا بـ.ـنت الكلـ.ـب..ايه فكرك انك قده ده سيد الناس هنا…السوق كله يتهد ويتبني باشارة واحدة منه عايزة تتسببي في طردنا من المنطقة..

استجمعت روح شجاعتها و دفعت يده بعيداً عن شعرها متراجعة للخلف هاتفة بغـــضــــب
=سيدك انت مش سيدي انا…..ومتخفش اوي كده لو كلمك قوله ماليش دعوة بها دي حيالله بـ.ـنت مراتي المـ.ـيـ.ـتة…
لتكمل سريعاً بحدة و هي تضـ.ـر.ب يدها علي صدرها
=يعني دي ليلتي و انا اللي هيشلها لوحدي….

هتف بغـــضــــب وهو يندفع نحوها مره اخري
=شوفوا…شوفوا بـ.ـنت الكلـ.ـب بتبجح ازاي….

قاطعه صوت اشجان التي خرجت من غرفتها هاتفة بتأفف
=ما خلاص يا متولي هي قصة ما قالتلك هتشيل ليلتها سيبها تتصرف منها له..يكش يقطم رقبتها ونخلص منها
لتكمل بحدة وهي تزفر برفق علي اصابعها المطلية باللون الاحمر القاني
=و يلا قوم البس انا و اشرف جهزنا مفضلش غيرك……
ثم التفت الي صدفة موجهه حديثها اليها ببرود بعد ان مررت نظراتها الساخرة عليها ببطئ
=و انتي عندك الطفح بتاعك في المطبخ…احنا خارجين رايحين فرح ابن اختي سهام و احتمال نبات هناك النهارده و بكره….

تركتها صدفة تتحدث و اتجهت نخو غرفتها مهمهمة بصوت يملئه الفرح وهي تمسك بين اصابعها بصدر عبائتها تهزه برفق معبرة عن مدي راحتها
=احمدك يارب…اخيراً هاخد نفسي….

صاحت اشجان من خلفها وهي تتخذ خطوه
=هتاخدي نفسك….ليه يا بـ.ـنت صباح كنا كاتمين علي نفسك…لكن اقول ايه ما انتي زي البقره …بهيمه بتحدفي طوب من بوقك اللي شبه الدبش…

تجاهلتها صدفة و دلفت الي غرفتها ولكن و قبل ان تغلق باب غرفتها ابتسمت لأشجان ببرود ملقية لها بقبلة في الهواء دلالة علي عدm مبالاتها باهانتها تلك…
مما جعل جسد اشجان يهتز بقوة صارخة بغـ.ـيظ قبل ان تلتف نحو زوجها وهي تصرخ بهسترية مخرجة به غـــضــــبها
=انت لسة واقف عندك تعمل ايه…ادخل البس متعصبنيش

هتف متولي و قد تغضن وجهه بغـــضــــب
=جري ايه يا اشجان هو انتي مش قادرة عليها فهطلعي قرفك فيا انا….

زمجرت اشجان وهي تجز علي اسنانها بقسوة
=متوووووولي…….

لوح متولي بيده وهو يتجه نحو الغرفه لكي يبدل ملابسه ممتثلاً لأمرها هاتفاً بحنق
=بلا متولي بلا زفـ.ـت…دي عيشه تقصر العمر…

وقفت اشجان تتطلع بغل وحقد نحو باب غرفة صدفة المغلق وهي تهمس بغـــضــــب
=ماشي يا بـ.ـنت صباح…ماشي…..

ثم صرخت بصوت مرتفع
=بت يا صدفة….
لتعاود الصراخ مره اخري عنـ.ـد.ما تجاهلتها و لم تجيبها
=انتي يا زفتـ.ـه مش سمعاني بنادي عليكي….

فتحت صدفة باب غرفتها وظلت واقفه به مغمغمة بتأفف
=خيييير..؟؟

اتجهت اشجان الي الاريكة جالسة عليها
=ادخلي اعملنا العشا…علشان ناكل قبل ما نمشي….

اطلقت صدفة زفير حاد وهي تغمغم بصوت لاذع من بين اسنانها
=حااااااااضر
ثم دلفت الي المطبخ حتي تحضر لهم الطعام حتي تتخلص منهم و تسرع من ذهابهم..

في وقت لاحق …

جلس الجميع يتناولون الطعام وكانت صدفة كعادتها تأكل سريعاً حتي تتخلص من معاناة جلوسها معهم…
زجرها اشرف بغـــضــــب هاتفاً بحده
=جري ايه يا جامـ.ـوسة انتي ما براحة…جـ.ـسمك هيفرقع من كتر التخن يخربيتك….
تجاهلته صدفة واستمرت في تناولها للطعام لكن بهدوء هذة المرة رافضة اظهار مدي الالم الذي تتعرض له نتيجة سخريتهم المستمرة من شكل جسدها…..
ليكمل ساخراً وهو يزجرها
=شوفي ياما البت…عامله زي البـ.ـقرة مبتبطلش اكل…و الله انا خايف تيجي في يوم تاكلنا….

انتفضت صدفة واقفه بغـــضــــب هاتفه بحد وهي ترمقه بنظرات تتطاير منها شرارت و قد طفح كيلها
=عارف يا اشرف انت بتفكرني بايه…

غمغم ببرود وهو يهز رأسه بسـ ـخـــريــة
=بايه يا ملكة جمال عصرك..؟!

اجابته صدفة بصوت حادد لاذع
=بتفكرني بالمرا اللتاته…موركش حاجة غير انك تتكلم عن الناس لأما قاعد تحشش مع صحابك الشمامين اللي زيك….لأما قاعد في حـ.ـضـ.ـن امك تدلع فيك و تهشتكك زي العيل الصغير اللي بشخة لسه….

انتفض اشرف واقفاً وهو يهتف بشراسة بينما يهجم عليها يضـ.ـر.بها ضـ.ـر.بات متتالية في ذراعها وظهرها
=هي حصلت تشتمني يا بـ.ـنت الكـ..لب.. طيب وديني لمـ.ـو.تك

جذبته اشجان بعيداً عنها وهي تهتف به بحده
=خلاص …خلاص سيبها ايه هضيع روحك علشان كـ.ـلـ.ـبـ.ـه و لا تسوي زي دي…..

لتكمل وهي تجعله يعاود الجلوس مره اخري واضعة قطعة من الخبز بفمه
=اقعد يا حبيب امك كمل اكلك و سيبك منها دي عيله لسانها اطول منها….

رسمت صدفة ابتسامة بـ.ـاردة علي شفتيها رغم الألــم الذي يعصف بذراعها التي كانت متأكدة من انه اصبح به كدmـ.ـا.ت زرقاء الان مغمغمة بسـ ـخـــريــة لاذعة بينما تسرع نحو غرفتها
=ايوه قعد كمل اكلك يا دلوع امك….

زمجر اشرف بحدة وهو يهم بالهجوم عليها مرة اخري
=يا بـ.ـنت الـ….
لكن اسرعت اشجان بالامساك به
=خلاص بقي قولتلك سيبك منها….
زفر اشرف بغـــضــــب و هو يعاود الجلوس مرة اخري بجانب والدته
=ماشي.. بس و ديني لهعرفها مقامها

التفت اشجان الي متولي الجالس يتناول بهدوء طعامه غير مكترث بما يحدث حوله
=هو انت مش معانا يا خويا ولا ايه …؟!

وضع متولي اصبعه بجانب رأسه قائلاً بصوت منخفض يكاد يكون غير مسموع
=بقولك ايه انا شارب سجارة… فمتضيعيلش ام الدmاغ اللي عاملها ….

صرخت اشجان بفزع
=عامل دmاغ واحنا مسافرين علي طريق الله يخربيتك يا بعيد….
لتكمل وهي تدفعه في ذراعه بقسوة
=قوم…قوم البس جزمتك خالينا نمشي…اللهي نقابل لجنة وتشـ.ـدك يا بعيد قوم….

༺༺༺༺༻༻༻༻

في الصباح الباكر لليوم التالي…

وقفت صدفة بمنتصف غرفتها و ابتسامة واسعة تملئ وجهها فقد كانت تشعر بالراحة والهدوء بعد ذهابهم فهذة تعد المرة الأولي التي تبقي بمفردها بالمنزل خاصة و اليوم هو الجمعة يوم اجازتها من العمل…
اخرجت الحقيبة التي تخبئها اسفل فراشها والتي كانت تحتفظ بداخلها بالملابس التي كانت تشتريها من اجل جهاز عرسها …
اخرجت تلك الملابس من الحقيبة واخذت ترتديها والفرحة تملئها اخذت ترتدي كل قطعة منهم متأملة شكلها بهم غافلة عن تلك الاعين الخبيثة التي تراقبها من خلف باب غرفتها الغير مغلق كلياً….
وقف اشرف الذي عاد الي المنزل مع والدته و زوجها من السفر للتو لكنه سبقهم للأعلي تاركاً اياهم بالاسفل يتحدثون مع احدي الجيران…
وقف يراقب باعين تلتمع بالدهشة صدفة التي كانت ترتدي قميص بيتي يلتصق بجسدها الخلاب الذي كان علي شكل ساعة رملية و الذي جعل لعابه يسيل همس بينما عينيه تمر بشهوة فوق جسدها
=يا بـ.ـنت الكـ.ـلب…بقي كل ده مخبياه تحت العبايات السودا الواسعة……..
ليكمل وهو يلهث بشـ.ـدة بينما عينيه تكاد تخرج من محجرها وهو يشاهدها تلتف حول نفسها
=وانا اللي فكرك مكعبره…ده انتي جـ.ـسمك كرباج….صاروخ ارض جو….
ليكمل بانفس لاهثة وقد بدأ يلاحظ شعرها الحريري الاسود و وجهها الخلاب ذو البشرة الكريمية البيضاء
=يا دين النبي….البت قمر ازاي دي هي دي…
اخذ يراقبها عدة لحظات حتي فقد السيطرة علي نفسه و ما ان هم بالدخول حتي ينالها تراجع الي الخلف منتفضاً بقوة عنـ.ـد.ما سمع صوت والدته وهي تغلق باب الشقة تهتف بصوت مرتفع
=بت يا صدفة…….
اسرع بالدخول الي غرفته التي تجاور غرفة صدفة سريعاً حتي لا يتم كشف امره ارتمي فوق الفراش وهو يلهث بقوة
ممررا يده فوق صدره هامساً باعين شارده ولازالت صورة غاليه تتراقص امامه
= البت طلعت صاروخ…. صاروخ معايا في نفس البيت وعمري ما خدت بالي منه ازاي…
ثم انتفض واقفاً مرة اخري علي قدmيه بمنتصف الغرفه يتلفت حوله كما لو كان يبحث عن شئ ما..
=لا مش قادر….البت جننتني….

ارتمي فوق الفراش مره اخري مدركاً انه لن يستطيع لمسها هنا فوالدته طوال الوقت تظل بالشقة هي و زوجها لذا يجب ان يجد حل لهذا فهو لن ينتظر كثيراً خاصة بعد ما رأه اليوم

في ذات الوقت…

كانت صدفة تنزع الملابس التي كانت ترتديها و ترتدي عبائتها المنزلية الفضافضة قبل ان تراها اشجان التي كانت لا تزال ننادي عليها
عبئت بعشوائية الملابس المتناثرة علي الفراش لتحشرها داخل الحقيبة التي اعادتها مرة اخري لمكانها اسفل الفراش…
قامت بعقد وشاح حول رأسها حتي تخفي شعرها وهي تتمتم بغـــضــــب
= الحيزبونة دي ايه جابها بدري
اسرعت بالخروج من غرفتها لتجد اشجان جالسة علي المقعد بالردهة
تثائبت صدفة بصوت مرتفع متصنعة النعاس كما لو كانت قد استيقظت للتو هامسة بصوت اجش
=في ايه يا خالتي عايزه ايه…
لتكمل وهي تفرك عينيها
=بعدين انتي ايه رجعك تاني مش المفروض الفرح لسه بكرة.

اجابتها اشجان وهي تنزع حذائها ممدده قدmيها امامها بتعب
=الجوازه اتفشكلت…و الفرح باظ يا فقر

هتفت بحدة و هي تنظر بطرف عينيها الي زوج والدتها الذي دخل من الباب وهو يحمل بتثاقل حقيبة ملابسهم .
=الله ..و انا مالي….

اخذت اشجان تدلك قدmيها مغمغمة بخبث
=تلاقيكي انتي اللي حسدتيهم ما انتي عانس بقي و زمان نارك كانت قايده

قاطعتها صدفة هاتفة بسـ ـخـــريــة
=احسد مين… ابن اختك محمود ده شمام و متسجل خطر…

احمر وجه اشجان بغـــضــــب لتضغط علي اسنانها قائلاً بحدة شاعرة بالنيران تشتعل بصدرها بسبب فشلها في اغاظتها
=اخفي اعملنا الفطار خالينا ناكل و ننام احنا هلكنين…..

وقف صدفة تتطلع اليها بسخط عدة لحظات قبل ان تلتف وتتجه نحو المطبخ وهي تهمهم بصوت منخفض بشتائم لاذعة
هتفت اشجان بصوت مرتفع
=سامعكي يا ام لسان طويل و عايز أصه…و ان شاء الله أصه هيبقي علي ايديا…..

التفت الي متولي قائلة بحدة
=شايف..شايف البت وقلة ادبها….

قاطعها متولي بتلملم وهو يجلس بجاورها
=ما خلاص بقي يا اشجان ما هي راحت تعمل اللي انتي عايزاه…بعدين الواحد مفيش فيه دmاغ للهري بتاع كل يوم ده..كفاية المشوار اللي خبطناه النهارده علي الفاضي
ليكمل وهو يتلفت حوله متجاهلاً نظراتها الشرسة المسلطه عليها
=اومال فين الواد اشرف…ما اقوم اشوفه يجي ياكل معانا..
ثم انطلق سريعا ً نحو غرفة اشرف هارباً من لسان زوجته السليط….

في وقت لاحق من الليل …

تسحب اشرف علي اطراف قدmيه متجهاً نحو غرفة صدفة وهو يتلفت حوله بخــــوف من ان يراه احد..و لكن ما ان ادار مقبض الباب برفق وجده مغلقاً من الداخل اطلق لعنة حادة وهو يعود الي غرفته مرة اخري و عقله يحاول ايجاد طريقة اخري يمكنه ان ينال صدفة بها..

༺༺༺༺༻༻༻༻

في اليوم التالي….

كان راجح يقود سيارته متجهاً نحو الوكالة الخاص به عنـ.ـد.ما رأي تجمع من الناس يملئ الشارع مما جعله يوقف سيارته و يترجل منها و يتجه نحو ذلك التجمع ظناً منه ان شخصاً ما قد تعرض لحادثاً فنزل لكي يرا ما يحدث و يعرض المساعدة..
مر بين الناس الواقفين الذين ما ان رأوه افسحوا الطريق له وعينيهم تمتلئ بالرهبة والاحترام في ذات الوقت فقد كان الجميع يهابه لكن في ذات الوقت يحبونه و يحترمونه فقد كان معروف عنه انه يقف مع الضعيف و اذا واجه اي شخص مشكلة ما يذهب الي راجح علي الفور لكي يساعده وقد كانوا يحبونه من اجل تواضعه و شهامته معهم….
تجمد راجح بمكانه و قد اتسعت عينيه بالصدmة فور ان رأي السبب وراء تجمع الناس فقد كان هناك طفل معلقاً من ملابسه فوق احدي الاعمدة الحديدية و كانت صدفة تقف امامه ممسكة باحدي العصيان الخشبية الغليظة وهي تصرخ به بغـــضــــب
=بقي انا حتة عيل بشخه زيك…يسـ.ـر.ق من القلاية ويطلع يجري و يلبسني في حيطه….

صرخ الطفل باكياً
=معلش والله يا صدفة…مكنتش اقصد انا كنت بهزر معاكي
قاطعته هاتفه بحده وغـــضــــبها يزداد كلما تذكرت ما حدث لها بسببه فقد قامت بكـ.ـسر الزجاج لوكاله الراوي و تشاجرت مع راجح الراوي بسببه
=بتهزر…؟! ولما كنت واقف تترقصلي و تطلعلي في لسانك زي الكـ..لب..كنت بتهزر برضو

هتفت احدي النساء الواقفات
=ما تستهدي بالله بقي يا بت صدفة ونزلي الواد ما قالك ميقصدش….

التفت اليها صدفة قائلة بحده وهي تشير بيدها امام وجه تلك المرأة
= بقولك ايه يا ام ابراهيم خاليكي في حالك احسنلك انا عفاريت الدنيا بتنطط في وشي….

وضعت ام ابراهيم يدها علي صدرها قائلة بتراجع
=يوووه و عفاريت الدنيا تتنطط في وشك ليه.. اهو عندك اهو ياختي يكش تولعي فيه …انا غلطانة

تقدm راجح حتي وقف امامها يرمقها بنظراته الحاده الصارمه والذي ما ان رأه الطفل حتي صرخ باستنجاد
= راجح باشا…راجح باشا الحقني و نبي…

اشار راجح برأسه نحو الطفل قائلاً لصدفة بصوت ثبات أمر
=نزليه….
عقدت صدفة ذراعيها اسفل صدرها قائلة بصوت لاذع بينما عينيها تلتمع بتحدي
=لا….مش هنزله….
لتكمل بحده و هي تلوح بالعصا التي بيدها
=و اللي هيحاول ينزله هكـ.ـسرله دراعه

وقف راجح يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه بصمت وهو يتطلع اليها بنظرات ممتلئة بالسـ ـخـــريــة.. قبل ان يتجه نحو العمود الذي به الطفل لكن ما استوعبت صدفة ما يفعله اندفعت نحوه جاذبة اياه من ذراعه بقوة وهي تصرخ بغـــضــــب
=سيب الواد…بقولك سيب الواد…مش هينزل بقولك

قبض راجح علي يديها الاثنين مقيداً اياها بين يده بينما بيده الاخري رفع الطفل المعلق بالعمود منزلا اياه ارضاً قائلاً له
=علي بيتك يلا بسرعة…
تلملمت صدفة بعنف محاولة الافلات من قبضته وهي تصرخ خلف الطفل الذي ركض هارباً
=ماشي يا محمود…و رحمة امي ما هسيبك برضو… هجيبك…

ثم التفت نحو راجح هاتفة بشراسة وهي تحاول دفعه بعيداً
=اوعي انت كمان..
افلتها راجح ملتفاً الي الناس الواقفين يشاهدون ما يحدث كما لو كانوا يشاهدون فيلماً ما
=الموضوع خلص …يلا كل واحد يروح لحاله ..
بدأت الناس تنصرف فور سماعهم امره هذا وفور تأكده من انهم يقفون بمفردهم التف الي تلك الواقفة تتطلع اليه بعنين تتقافز منها شرارت الغـــضــــب قائلاً بهدوء…
=فين الالف جنيه…؟!

عقدت حاجبيها قائلة بعدm فهم
=الف جنيه ايه…؟! تقصد بتوع الازاز
لتكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة
=ايه غيرت رأيك و بقيت دلوقتي بتقبل العوض من النسوان عادي…

اصدر راجح همهمه بصوت منخفض قبل ان يحك ذقنه باصبعه قائلاً
=ممم..هنبتدي نستعـ.ـبـ.ـط….
ليكمل وهو يقترب منها خطوة واحدة
=الألف جنية اللي كانت امبـ.ـارح علي المكتب وانتي سرقتيها و عملتي حوار اني بتـ.ـحـ.ـر.ش بيكي علشان تداري علي لعبتك الوسـ.ـخه

قاطعته بحده و عصبيه مفرطه
=حيلك حيلك…ايه فاكرني هبلة و لا هبلة ده انت اللي عامل الحوار ده وجاي تتهمني علشان تداري علي تـ.ـحـ.ـر.شك بيا…فاكر انك كده زكي و هتقدر تداري علي عملتك السودا

اصبح الغـــضــــب بداخل راجح كالبركان الثائر الذي علي وشك الانفجار شاعراً بالاهانة من اتهمـ.ـا.تها تلك فقد كان متأكداً من انها من قامت بسرقة تلك الاموال اقترب منها قائلاً بصوت قاسي
=اتـ.ـحـ.ـر.ش بمين….!!
ثم امسك بطرف اصبعيه ذراع عبائتها البالية كما لو كانت شئ قذر سيلوثه وهو يكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و عينيه تمر علي جسدها من الأعلي للأسفل
=بيكي انتي ….انتي شكلك عمرك ما شوفتي نفسك في المرايا قبل كده..

شحب وجهها فور سماعها كلمـ.ـا.ته القاسية تلك فقد مست نقطة الضعف التي بداخلها مما جعلها ترغب بالبكاء فقد كانت تعلم ان الجميع يراها قبيحة..سمينة ارتجفت شفتيها في قهر دفين مما جعلها تضغط عليها بقوة حتي لا تنفجر باكية امامه وتقوم باذلال نفسها…

اكمل راجح حديثه مضيقاً عينيه بغـــضــــب محدقاً بها
=انا هعديها المرة دي…بس صدقيني ايدك دي هقطعهالك لو عرفت انك سرقتي جنية واحد من اي حد…لان من الواضح انك واخده علي كده

حاولت صدفة فتح فمها والرد عليه لكنها لم تستطع فقد كان فكها ملتصق كما لو كان مغلقاً بلاصق قوي شاهدته باعين تلتمع بالحسره والغـــضــــب وهو يلتف ويتجه نحو سيارته التي صعد اليها وقادها نحو وكالته…..

༺༺༺༺༻༻༻༻

في وقت لاحق من المساء…

كانت صدفة جالسة ببسطة عملها بوجه متجهم فقد مضي عليها اليوم بصعوبة بالغة فمنذ محادثتها مع راجح الراوي و هي تشعر بغصة من البكاء تسد حلقها فلم يكتفي باهانته لها بالأمس ومحاولته للتـ.ـحـ.ـر.ش بها بلا ايضاً اتهمها بالسرقه ساخراً من شكلها فهي تعلم بان الجميع يراها قبيحة سمينة..لكنها ليست كذلك فهي من تتقصد ان تجعل مظهرها بهذا الشكل القبيح…
فقد كانت خائفة من اظهار ولو القليل من جمالها خــــوفاً من نظرات الرجـ.ـال التي حولها بكل مكان فاذا انتبهوا لجمالها لن يرحموها…
كما ان كل فعل يتفعله مهما كان صغيراً او عادياً هيتم انتقاده من قبل الناس من حولها وفهمه بطريقه خطأ..
لقد القيت بالشارع بسن السابعة عشر من اجل العمل لذا كان يجب عليها حتي تحافظ علي نفسها من اعين و ايدي الرجـ.ـال الذين تحتك بهم بكل يوم بموجب عملها ان تجعل نفسها قبيحة بملابسها المكونه من العباءة السوداء المهترئة المليئة ببقع الزيت و التي تجعلها تظهر بضعف وزنها الطبيعي…كما انها تقوم بتشعيث بعض الخصلات التي تظهر من شعرها حتي يصبح خشن واشعث عكس طبيعته الحريريه الناعمه..اما حواجبها فقد كانت تقوم بوضع كحل اسود عليها حتي تظهر بمظهر بشع سميك…
رفعت عينيها الدامعه للسماء محاوله بصعوبة ابتلاع التنهيدة الممزقة التي كادت ان تفلت منها و فضح امرها لكنها سرعان ما تملكت نفسها عنـ.ـد.ما جلست بجانبها أم مأمون احدي النساء التي تسكن بالحي
=بت يا صدفة جيبالك حته خبر هيفرحك……
تصنعت صدفة انشغالها بتقطيع البصل من اجل السلطة حتي لا تلاحظ ام مأمون الدmـ.ـو.ع التي بعينيها
=خير يا ام مأمون…

ابتسمت ام مأمون وهي تجيبها بلهفة وصوت يملئه الحماس
=جيبالك عريس…

ادارات صدفة عينيها في مقلتيها بملل لتكمل ام مأمون
=عارفه بقي العريس ده يبقي مين محروس…..

هزت صدفة رأسها قائلة بـ.ـارتباك
=محروس مين..؟!

اجابتها ام مؤمن و هي تنكزها في ذراعها
=محروس اخو جوزي يا بت…

صرخت صدفة وعينيها متسعة بالصدmة
= عم محروس …..؟!
لتكمل بحده والغـــضــــب يشتعل بداخلها
=بقي عايزاني اتجوز عم محروس ده قد ابويا انتي اتجننتي يا وليه ولا ايه

قاطعتها ام مأمون هاتفة بعصبية
=وماله ياختي محروس ده راجـ.ـل مبسوط وهينغنغك….

هزت صدفة رأسها قائلة برفض حازم
=لا عايزاه ينغنغني ولا ينيلني…اتجوز واحد قد ابويا ليه…..

ربتت ام مأمون علي ذراعها قائلة بحده
= ياختي مالك بتتنكي علي ايه ده انتي عنستي ..داخله علي ال27 سنه ولا حد فكر يعبرك ..

لتكمل وهي تلوح بيدها بطريقة ساخرة
=ولا حد هيعبرك بمنظرك ده … احمدي ربنا و وافقي و اهربي من الشقا اللي انتي فيه ده…

دفعتها صدفة في ذراعها هاتفة بقسوة و قد ألــمتها كلمـ.ـا.تها القاسية تلك
=قومي…قومي يا وليه من هنا…و روحي جوزيه لبـ.ـنت اختك حنان هي اولي برضو بفلوسه…

دفعت ام مأمون يدها بعيداً عن ذراعها وهي تنتفض واقفة شاهقة بقوة و غـــضــــب
=بـ.ـنت اختي مين يا حبيبتي اللي اجوزهاله ده لسه 24 سنه و تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك..ليه هي زيك

اهتز جسد صدفة من شـ.ـدة الغـــضــــب فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك مما جعلها تنتفض واقفة دافعة اياها في صدرها
=طيب اتكلي علي الله و غوري من وشي بدل ما اقسم بالله افرج المنطقة كلها عليكي و ما هخلي حتة في جـ.ـسمك ساليمه

تراجعت ام مأمون بخــــوف للخلف مغمغمه بفزع فور ادراكها ما صنعته كلمـ.ـا.تها المندفعة
=يا بت انا مقصدش متبقيش حمقية كده انتي عارفة اني بحبك زي بـ.ـنتي ..

قاطعتها صدفة هاتفه بصوت مرتفع جعلها تجفل بمكانها
=قولتلك امشي من قدامي يا ام مأمون احسنلك…
ابتعدت ام مأمون مغمغة بخــــوف هي تنصرف علي عجل
=خلاص يا حبيبتي…هبقي اجيلك يوم تاني ونتكلم في موضوعنا..

راقبتها صدفة وهي تهرب سريعاً قبل ان تنهار جالسة مرة اخري دافنة وجهها بين ذراعيها وتنفجر في بكاء مرير يمزق الفؤاد…

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور عدة ساعات..

كانت صدفة تتحدث بالهاتف بغـــضــــب
=عايز ايه يا منيل انت…

وصل اليها صوت اشرف الحاد
=ما تلمي لسانك يابت انتي بدل ما اجيلك و اطينلك عيشتك..شكلك وحشتك العلق بتاعا زمان…

زفرت بحدة قبل ان تغمغم بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=خير يا اشرف باشا تؤمرني بايه…؟!

همهم اشرف برضا
=ايوه كده اظبطي.
ليكمل علي الفور
=هاتي 4 ساندوتشات فول للمعلم عابد الراوي علي المخزن بتاعه….

قاطعته صدفة بحدة وهي تعدل من وضع الهاتف علي اذنها
=ساندوتشات الساعه 12 ده انا يدوبك هلم حاجتي وهمشي …
لتكمل بعصبية وحده
=بعدين انا مش هخطي برجلي اي مكان تبع الراوي بعد كده

قاطعها صياح اشرف الغاضب
=بت انتي اتعدلي عايزاني اقول ايه للمعلم الكبير عايزاه يقطع عيشي …اتهببي يلا هاتي الساندوتشات و اخلصي…

غمغمت صدفة بتردد وقد بدأت يدها بالتعرق
=الوقت اتأخر يا اشرف هدخل ازاي المخزن طيب تعالي انت خدهم مني …

قاطعها بسخريه لاذعه
=ايه خايفة علي جمالك يا سانيورا…انا مش فاضي ياختي ورايا شغل…بعدين المخزن مرشق عمال بينقلوا بضاعة يعني متخفيش يا طاهرة…
ثم اسرع باغلاق الخط بوجهها غير معطياً لها الفرصة لكي ترد

في وقت لاحق….

دلفت صدفة الي المخزن وهي تلعن وتسب اشرف في عقلها فهي فلم تكن ترغب بالقدوم الي هنا غير راغبة بمقابلة راجح الراوي بعد ما حدث بينهم بالصباح…
وقفت بمنتصف الردهة الواسعة للمخزن الشاسع تنظر بـ.ـارتباك الي الغرف الكثيرة المخصصة لتخزين البضائع بها فقد كان المكان فارغاً فلم يكن يوجد اي عمال بالمكان كما اخبرها اشرف…
تراجعت للخلف بخــــوف تهم بالخروج مرة اخري فقد انقبض قلبها خــــوفاً بدون سبب و ما ان استدارت لكي تتجه نحو باب المخزن و تغادر اطلقت صرخة مرتفعة فازعة و قد سقط من يدها صحن الشطائر عنـ.ـد.ما هاجمها احدي الاشخاص من الخلف قابضاً بيد قاسية علي عنقها مثبتاً ظهرها الي صدره بينما يده الاخري وضعها فوق فمها يكتم بها صوت صراختها جذبها هذا الشخص الي الخلف معه محاولاً جرها بالقوة الي داخل احدي الغرف الخالية مما جعلها تضـ.ـر.به بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصر عنقها بقبضته القوية بينما مستمر بجرها معه للخلف لكنها قاومته و اندفعت للامام بجسدها باقصي قوة لديها متحررة من قبضته التي كان يحكمها حولها…
ركضت بكل ما لديها من سرعة محاوله الفرار لكنها ما خطت الا خطوتين و شعرت بمهاجمها يقبض علي شعرها من الخلف يجذبها منه بقوه للخلف مما جعلها تصرخ باكية فقد كان الالم برأسها يكاد يمزقها..
وضع مهاجمها يده فوق فمها مرة اخري يكتم صوتها مانعاً محاولتها الفاشله للصراخ وطلب المساعدة….
جاذباً اياها من شعرها الذي لا يزال يقبض عليه بين يده مديراً اياها نحوه….
ليشحب وجهها و اتسعت عينيها برعـ.ـب وصدmة فور رؤيتها لوجه مهاجمها الذي لم يكن سوا اشرف الذي كان يتطلع اليها بوجه مليئ بالتصميم و عينين سوداء تلتمع بشهوة قذرة و التي لأول مره تراها بعينيه نحوها..
حاولت الصراخ لكن خرجت صراختها تلك كالزمجرة المكتومة بفعل يده التي كانت تغلق فمها بقوة
اخذت تتملص بهسترية بين يديه محاولة التحرر من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شـ.ـدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألــم منفجره في بكاء مرير…
دفعها للخلف لتسقط بقسوة علي الارض الصلبة وهي لازالت بين يديه جعلها تستلقي بالقوه ضاغطاً بجسده الضخم فوق جسدها مما جعل جسدها محاصراً اسفله بضعف و عجز لكنها رغم ذلك حاولت رفعت احدي قدmيها وضـ.ـر.به مما جعله يصفعها بقوة علي خدها صائحاً بانفس لاهثة قذرة و هو يقرب وجهه الذي يلتمع بالعرق منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها ترتجف بخــــوف و بكائها يزداد بقوة
=ما تتهدي بقي يا بـ.ـنت الكلـ.ـب قطعتي نفسي…..
هزت صدفة رأسها يمنياً و يساراً بقوه و بكائها يزداد بشـ.ـدة عنـ.ـد.ما اخذ يمزق ملابسها بيده الاخري..
كان وجهها محتقن كالدmاء بسبب محاولتها الفاشلة في الصراخ بسبب يده التيتكمم فمها
اهتز جسدها بقوه شاعرة بالبرودة تتسلل الي عروقها و قد اتسعت عينيها برعـ.ـب فور رؤيتها ليده الحرة تنخفض الي الاسفل وتفتح سحاب بنطاله…استغلت انشغاله هذا و تراخي يده التي فوق فمها قليلاً لتقم بغرز اسنانها بقوة في راحة يده التي تغطي فمها..
مما جعله يصـ.ـر.خ ويصفعها علي وجهها بيده الاخري محاولاً جعلها تفلته لكنها غرزت اسنانها بقوة اكبر وهي تتخيل ما سيحدث لها علي يديه ان استسلمت ظلت تغرز اسنانها اكثر و اكثر متجاهله صفعاته علي وجهها لكنها لم تترك يده حتي تذوقت طعم دmاءه في فمها مما جعله ينفض يده بعيداً وهو يصـ.ـر.خ متألــماً بهسترية..
لم تنتظر صدفة واخذت تصرخ باعلي صوت لديها حتي يتمكن احداً ما من سماعها ويأتي لانقاذها حاول اشرف بهلع كتم فمها مرة اخري و هو يثبتجسدها بجسده علي لبلرض حتي لا تفر متجاهلاً الألــم الذي يعصف بيده لكنها كانت تحرك رأسها يمنياً ويساراً وهي تصرخ بهسترية
تجمد جسده فور سماعه لخطوات مسرعة قادmة نحوهم ليدرك بان احدهم قادm انتفض واقفاً مبتعداً عنها ينظر اليها بعنين تلتمع بوحشية
=المره دي فلتي بس و رحمة امك المرة الجاية ما هتفلتي ..
شاهدته باعين غائمة يركض في الاتجاه الاخر من المخزن و يختفي بالظلام
ولم تمر لحظات حتي شاهدت باعين يملئها الضباب راجح الراوي الذي كان في مكتبه بذات الوقت الذي كانت تتعرض به للهجوم حيث عاد لكي يأتي باحدي الملفات لكي يدرسها بالمنزل لكنه فوجئ عنـ.ـد.ما سمع صوت الصراخات القادmة من المخزن
مما جعله يركض متجهاً الي هناك
ليشعر بالصدmة فور رؤيته لتلك الملقية علي الارض بملابسها الممزقة وجهها المكدوم من الضـ.ـر.بات التي تعرضت لها.
هتف بصوت يملئه الغـــضــــب والقلق
=مين اللي عمل فيكي كده…

حاولت صدفة فتح فمها و الرد عليه لكنها لم تستطع حيث اغلقت عينيها و استسلمت اخيراً للدوامة السوداء التي ابتلعتها بداخلها..

اندفع راجح نحوها ينحني عليها يتفحصها بقلق فور ان رأي اغماءها هذا متفحصاً نبضها بيده لكنه فوجئ بشخصاً ما يجذب ملابسه بعنف من الخلف مبعداً اياه عنها ليصل اليه صوت والده عابد الغاضب الذي ما ان واجهه حتي صفعه علي وجهه مزمجراً بغـــضــــب
=اها يا ابن الكـ.ـلـ.ـب يا وا.طـ.ـي…..
وقف راجح يمرر نظراته الحائره بين والده وشيخ الجامع ناصر المحلاوي صديق والده الذي كان يتطلع اليه هو الاخر بنفور و غـــضــــب…
هتف بخشونة وعصبية مفرطة و هو لا يستوعب كلمـ.ـا.ت والده
=انت بتقول ايه….

اندفع نحوه عابد يقبض علي ياقة قميصه يهزه بعنف
=بقي مش لاقي غير الغلبانة دي اللي تنهش في لحمها و تدوس علي شرفها…
ليكمل بقسوه ونبره يملئها الاحتقار و هو يتطلع اليه باعين تلتمع بالازدراء
=لكن اقول ايه… طالع نجس زي اللي جابك….و ادي اهو الزمن بيعيد نفسه و زي ما ابوك اغـ.ـتـ.ـsـ.ـب امك زمان…انت دلوقتي بتغتصب بـ.ـنت غلبانة…..

قاطعه راجح مزمجراً بشراسة ممـ.ـيـ.ـتة و قد شحب وجهه بشـ.ـدة عند سماعه اتهامه هذا بينما اندلعت نيران الغـــضــــب بداخله من تشبيهه اياه بوالده الذي اغـ.ـتـ.ـsـ.ـب والدته التي كانت تعمل بخدmته
=اياك تقارني به مرة تانية…
ليكمل هاتفاً و عينيه تلتمع بقسوه و حده لاذعة
=و ملمستهاش و لا قربت منها ..انا سمعت صوت صريـ….

قاطعه عابد بقسوه وهو يلوح بيده بغـــضــــب
=كـ.ـد.اب…كـ.ـد.اب و عينك بجحة و لولا ستر ربنا اني وعمك الشيخ ناصر كنا جايين المخزن بالصدفه علشان يشوف الاجهزة اللي عايزها لجهاز بـ.ـنته…كان زمانك كملت وساختك و دوست علي شرفها…..

ليكمل وهو يزجره بعنف
=طول عمري كنت خايف من اليوم ده يجي لاني عارف ان دm ابوك النجس بيجري في دmك…و ياريتك استنضفت لا….

اشاره بيده نحو صدفة التي كانت لازالت ملقية علي الارض غائبة عن الوعي بينما الشيخ ناصر يحاول افاقتها
=ملقتش غير بياعة الطعمية..خلاص مش عارف تمسك نفسك بتعمل قرفك ده هنا وسط اكل عيشنا…اتاريك اديت للعمال اجازه النهارده وانا اقول ليه…اتاريك كنت بتخطط و ناويها من الاول…..

انسحب الدm من جسد راجح شاعراً بألــم يكاد يحطم روحه الي شظاياو قد هدد الضغط الذي قبض علي صدره بسحق قلبه و هو يستوعب مدي سوء ظن والده فماذا فعل حتي يظن به ذلك..
همس بانفس محتقنه و هو يجز علي اسنانه بغـــضــــب محاولاً السيطرة علي اعصابه حتي لا ينفجر بوجهه..
=قولتلك ملمستهاش..ولا قربت منها..انا جيت لقيتها مرمية علي الارض و هدومها متقـطعة…و عندي استعداد احلف علي كتاب ربنا بكده….

قاطعه عابد بسخريه لاذعه
=قالوا للحـ.ـر.امي احلف….
ليكمل بقسوة وهو لا يزال يرمقه بنظراته النافرة الرافضة
=لو حلفتلي علي ايه برضو مش هصدقك….الزمن بيعيد نفسه

وقف راجح متصلباً بمكانه يعتصر يديه بجانبه بقسوة حتي ابيضت مفاصل يديه و قد ادرك اخيراً ان والده قد اصدر حكمه عليه ولا يوجد شئ سيغير حكمه هذا فهو مذنب..مغتصب بنظره..اشعلت افكاره تلك جحيم الغـــضــــب بصدره
استدار راجح الي الشيخ ناصر الذي كان لا يزال يحاول افاقت صدفة قائلاً بهدوء يعاكس النيران المشتعلة بداخله..
=عايزك تشهد علي كلامي ده يا شيخ ناصر..لو صدفة قالت بعد ما تفوق ان انا اللي معملتش فيها كده انا هفض الشراكة اللي بيني وبين الحاج عابد وهسحب نفسي من الشغل…..

شحب وجه عابد فور سماعه كلمـ.ـا.ته تلك لكن ازداد شحوبه اكثر و اكثر عنـ.ـد.ما سماعه باقي جملته
=و لو قالت ان انا اللي عملت فيها كده…خلال اسبوع هكون كاتب عليها و متجوزها….

صاح عابد بعنف بينما يندفع نحوه
=انت بتقول ايه..انت اتجننت تتجوز مين…انت عايز تفضحنا…تتجوز بياعة الطعمية اللي بتخدm علينا…..

ازداد الالم بداخل راجح وهو يستمع اليه فقد كان يعترض علي زواجه منها فقط حيث كان واثقاً بانه من فعلها حقاً.. ظل صامتاً لم يجب عليه يشاهد باعين غائمة بالألــم والغـــضــــب في ذات الوقت محاولات الشيخ ناصر لافاقة صدفة…

بعد مرور بعض الوقت…

فتحت صدفة عينيها ببطئ شاعرة بألــم شـ.ـديد برأسها و جسدها
ارتجف جفنيها محاولة فتح عينيها بثبات عند سماعه صوت رجل يحدثها بلطف
=صدفة يا بـ.ـنتي انتي كويسة…؟!

اخذت تطلع باعين متسعة بالصدmة الي الرجـ.ـال الثلاث الذين كانوا يقفون فوق رأسها وهي لا تستوعب ما يحدث حاولها لكن سرعان ما صدر عنها شهقة فازعة وهي تنتفض جالسة ململمة اجزاء عبائتها الممزقة فوق ذراعها العاري لتنفجر باكية بشهقات ممزقة فور تذكرها كل ما حدث من هجوم اشرف عليها و محاولته لأغتصابها..
ربت الشيخ ناصر علي ظهرها بلطف قائلاً
=اهدي يا صدفة…اهدي يا بـ.ـنتي و متخفيش….

قاطعه صوت عابد القاسي الذي اتخذ عدة خطوات نحوها
=مين يا بت اللي عمل فيكي كده..؟!

فور سماعها لسؤاله هذا شحب وجهها بشـ.ـدة وقد تجمدت الدmاء بعروقها فهي لا يمكنها اخبـ.ـارهم بان اشرف من اعتدي عليها و حاول اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها فهم بالطبع سيصرون عليه ان يتزوجها كما فعلوا بابنة الزيات عنـ.ـد.ما حاول احدي الشباب الاعتداء عليها زوجوها له و ذلك بأمر من الشيخ ناصر و عابد الراوي…
ظلت صامتة تتطلع الي الفراغ باعين متسعة ممتلئة بالفزع حيث كان يمر امام عينيها صور لمستقبلها البائس اذا ذكرت اسم اشرف…
لكنها خرجت من شرودها هذا منتفضة في مكانها بفزع عنـ.ـد.ما صرخ بوجهها عابد
= ما تنطقي يا بت ساكتة ليه…

هزت رأسها ببطئ هامسة بصوت منخفض مرتعش
=معرفش..مشوفتهوش….
قاطعها عابد بقسوه وغـــضــــب
=كـ.ـد.ابه ازاي مت عـ.ـر.فيش…اكيد شوفتيه…
ليكمل قائلاً بنبره ذات معني و هو ينظر بقسوه نحو راجح الذي كان يقف بالخلف يراقب بصمت ما يحدث بينما عينيه مثبته فوق صدفة
=انطقي خايفة من مين…متخفيش…
تقابلت عينيها بعينين راجح الذي كان يرمقها بنظرات جليدية حاده
مما جعلها تخفض عينيها سريعاً وقد تسارعت نبضات قلبها خــــوفاً فور ادراكها ان راجح قد يكون رأي اشرف اثناء هروبه اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تقصف داخل اذنيها من شـ.ـدة الخــــوف من ان ينطق باسمه اخفضت رأسها محاولة ايجاد مخرج من ورطتها تلك عنـ.ـد.ما سمعت عابد الراوي يزمجر بحده جعلت رأسها يرتد للخلف بصدmهة
=راجح….راجح ابني اللي عمل فيكي كده…؟!

تصلب جسد صدفة من الصدmة اخذت تمرر نظراتها المندهشة بين راجح وعابد الذين كانوا يقفون امامها مباشرة وهي لا تصدق ان عابد الراوي قد اتهم ولده بهذا الاتهام الشنيع خاصة راجح الراوي الذي تهتز له شوارب الحي بأكمله.. جذب انتباهها تـ.ـو.تر جسد راجح برغم انه كان يحاول الا يظهر ذلك من خلال طريقة وقوفه المتصلبة همت ان تجيب بالنفي و تبرئته لكنها تراجعت باخر لحظة و قد اتاها صوت داخلي بان هذه فرصتها للهروب من الزواج بأشرف الحقير فيمكنها اخبـ.ـارهم بانه كان راجح و وقتها عابد الراوي سوف يكتم علي الامر و يجعلها تذهب للمنزل بعد ان تعده بألا تخبر احداً بما حدث فهو بالطبع لن يزوجها ولده البكري و ذراعه الايمن….
شعرت بتأنيب الضمير لما تنوي ان تفعله لكنها ذكرت نفسها بانه ليس امامها خيار اخر…
اومأت رأسها بالموافقة علي سؤاله وهي تخفض عينيها بخــــوف من ردة فعل راجح الوشيكة علي اتهامها الباطل له..
صدح صوت عابد القاسي الذي اتخذ عدة خطوات نحوها
=مين يا بت اللي عمل فيكي كده..؟!

فور سماعها لسؤاله هذا شحب وجهها بشـ.ـدة وقد تجمدت الدmاء بعروقها فهي لا يمكنها اخبـ.ـارهم بان اشرف من اعتدي عليها و حاول اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها فهم بالطبع سيصرون عليه ان يتزوجها كما فعلوا بابنة الزيات عنـ.ـد.ما حاول احدي الشباب الاعتداء عليها زوجوها له و ذلك بأمر من الشيخ ناصر و عابد الراوي…
ظلت صامتة تتطلع الي الفراغ باعين متسعة ممتلئة بالفزع حيث كان يمر امام عينيها صور لمستقبلها البائس اذا ذكرت اسم اشرف…
لكنها خرجت من شرودها هذا منتفضة في مكانها بفزع عنـ.ـد.ما صرخ بوجهها عابد
= ما تنطقي يا بت ساكتة ليه…

هزت رأسها ببطئ هامسة بصوت منخفض مرتعش
=معرفش..مشوفتهوش….
قاطعها عابد بقسوه وغـــضــــب
=كـ.ـد.ابه ازاي مت عـ.ـر.فيش…اكيد شوفتيه…
ليكمل قائلاً بنبره ذات معني و هو ينظر بقسوه نحو راجح الذي كان يقف بالخلف يراقب بصمت ما يحدث بينما عينيه مثبته فوق صدفة
=انطقي خايفة من مين…متخفيش…
تقابلت عينيها بعينين راجح الذي كان يرمقها بنظرات جليدية حاده
مما جعلها تخفض عينيها سريعاً وقد تسارعت نبضات قلبها خــــوفاً فور ادراكها ان راجح قد يكون رأي اشرف اثناء هروبه اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تقصف داخل اذنيها من شـ.ـدة الخــــوف من ان ينطق باسمه اخفضت رأسها محاولة ايجاد مخرج من ورطتها تلك عنـ.ـد.ما سمعت عابد الراوي يزمجر بحده جعلت رأسها يرتد للخلف بصدmهة
=راجح….راجح ابني اللي عمل فيكي كده…؟!

تصلب جسد صدفة من الصدmة اخذت تمرر نظراتها المندهشة بين راجح وعابد الذين كانوا يقفون امامها مباشرة وهي لا تصدق ان عابد الراوي قد اتهم ولده بهذا الاتهام الشنيع خاصة راجح الراوي الذي تهتز له شوارب الحي بأكمله.. جذب انتباهها تـ.ـو.تر جسد راجح برغم انه كان يحاول الا يظهر ذلك من خلال طريقة وقوفه المتصلبة همت ان تجيب بالنفي و تبرئته لكنها تراجعت باخر لحظة و قد اتاها صوت داخلي بان هذه فرصتها للهروب من الزواج بأشرف الحقير فيمكنها اخبـ.ـارهم بانه كان راجح و وقتها عابد الراوي سوف يكتم علي الامر و يجعلها تذهب للمنزل بعد ان تعده بألا تخبر احداً بما حدث فهو بالطبع لن يزوجها ولده البكري و ذراعه الايمن….
شعرت بتأنيب الضمير لما تنوي ان تفعله لكنها ذكرت نفسها بانه ليس امامها خيار اخر…
اومأت رأسها بالموافقة علي سؤاله وهي تخفض عينيها بخــــوف من ردة فعل راجح الوشيكة علي اتهامها الباطل له..
حضرت نفسها لسماع صراخه و سبابه لها حتي انها توقعت انه سيقوم بضـ.ـر.بها..
لكن لمفاجأتها لم يبدر منه اي ردة فعل حيث ظل واقفاً مكانه يتطلع اليها بصمت بعينين تندلع منها شرارت الغـــضــــب يطبق علي فكيه بقوة كما لو كان يحاول السيطرة علي غـــضــــبه هذا..
مما ارعـ.ـبها الأمر اكثر فلو كان قد صرخ بها كان اهون عليها من صمته المخيف هذا..
هتف عابد بصوت مرتفع كما لو كان قد حقق انتصاراً عظيماً من اثباته لإدانة راجح
=شوفت …شوفت يا شيخ ناصر مش قولتلك….

ثم التف الي راجح ينظر اليه باعين تلتمع بالتشفى مزمجراً بصوت منخفض
=مش قولتلك الدm النجس بيجري في دmك….

اشتد وجه راجح بغـــضــــب بينما يتطلع اليه بنظرات عاصفة ثابتة زمجر من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=مبروك وصلت اخيراً للي طول عمرك بتحاول تثبته فيا…

غمغم عابد بحدة و هو يقطب حاجبيه متصنعاً عدm الفهم
=تقصد ايه..؟
اشاح راجح نظره بعيداً عنه متجاهلاً صراحةً سؤاله هذا ليركز نظراته علي تلك الجالسة علي الارض بوجه محتقن وجسد مرتجف
=عرفى متولي جوز امك اني جاي بكره اتقدmلك…..

انتفضت صدفة واقفة بفزع علي قدmيها المرتجفة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك بينما الصدmة تجتاحها
و هي لاتصدق بانه قد عرض عليها الزواج بالفعل..
و ما ان حركت شفتيها حتي ترفض قاطعها صوت صراخ عابد الذي اهتز له ارجاء المكان
=تتقدm لمين..انت اتجننت عايز تفضحنا وسط الناس..علي جثتي فاهم…..
ليكمل بصوت غليظ خشن و هو يضـ.ـر.ب بعصاه الارض بقوة
=علي جثتي تتجوز بتاعت الطعمية…..

تجاهله راجح كما لو انه لم يتحدث اتجه نحو صدفة متقدmاً نحوها ببطئ مخرجاً من جببه هاتفه امراً اياها بصوت قاسى لاذع
= هاتي رقم متولي جوز امك….

تراجعت صدفة للخلف بتعثر و هي تحدق فى وجهه بخــــوف من لهيب الكراهية و الغـــضــــب الذى يلتمع بعينيه ظلت تحدق به باعين متسعة بالذعر و وجه شاحب غير قادرة علي فتح فمها او النطق بحرفاً واحداً حيث قد شلها خــــوفها منه..
لكنها انتفضت في مكانها بفزع عنـ.ـد.ما هتف باسمها بعنف مكبوت و هو يزمجر بقسوة
= قولتلك هاتي الرقم….

اندفع الشيخ ناصر الذي كان يراقب بصمت ما يحدث منذ البداية قائلاً و هو يقف حائلاً بينهم عنـ.ـد.ما لاحظ خــــوف صدفة الواضح
=انا معايا الرقم هدهولك…..

خرجت صدفة من تجمدها فور سماعها هذا صارخة بصوت ضعيف مرتجف
=انا مش هتجوزك….
لتكمل بصوت باكي وهي تمسك بذراع الشيخ ناصر بيدين مرتجفة
=انا.. انا مش موافقة يا شيخ ناصر… مش موافـ……
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عنـ.ـد.ما رأت راجح يقترب منها بخطوات سريعة غاضبة.. لتطلق صرخة متألــمة عنـ.ـد.ما قبض علي ذراعها يعتصره بقسوة بين قبضته الصلبة مزمجراً من بين اسنانه بغـــضــــب
=اكتمي….
ليكمل وهو يعتصر ذراعها بقسوة اكبر ستترك كدmـ.ـا.ت بذراعها في المستقبل
=اكتمى خالص و مسمعش صوتك… و الا قسماً بالله هدفنك مكانك…

ثم التف الي الشيخ ناصر قائلاً بحده
=هات الرقم يا شيخ ناصر….
قام شيخ ناصر سريعاً باخراج هاتفه يبحث به عن الرقم..
لكن تدخل عابد هاتفاً بغـــضــــب و هو يحاول جذب الهاتف من يد الشيخ ناصر
=انت بتعمل ايه يا ناصر انت هطاوعه في الجنان اللي عايز يعمله…

نفض الشيخ ناصر يده الممسكة بالهاتف بعيداً عن متناول يد عابد الذي كان يحاول اخذه منه باستمـ.ـا.ته مجيباً اياه بحده و صرامة
=بعمل الصح يا عابد..و اللي انا و انت حكمنا به علي ناس كتير في مواقف كتير زي دي…ده حق ربنا .

صاح عابد ثائراً مقاطعاً اياه بعنف وقد احتقن وجهه من شـ.ـدة الغـــضــــب وهو يشير باصبعه للأعلي
=حق ربنا ان ابني انا… عابد الراوي……
ليكمل وهو يشير نحو صدفة الواقفة بوجه شاحب وجسد مرتجف خلف ظهر الشيخ ناصر
=يتجوز دي….

هز الشيخ ناصر قائلاً بصرامة
=ايوه مادام ابنك غلط يبقي لازم يصلح غلطه…
ليكمل بقسوة و نبرة يتخللها التهديد الصريح و هو يرمقه بنظرة ذات معني
=و انت عارف كويس اني مش هسكت لو حصل غير كده حتي لو انت صاحب عمري مش هسكت….

ثم التف نحو صدفة
=يلا يا بـ.ـنتي علشان اوصلك بيتك الوقت اتأخر…
لكنه توقف عنـ.ـد.ما لاحظ ملابسها الممزقة توقف متردداً قليلاً قبل ان ينزع عبائته التي كان يضعها فوق كتفيه ليضعه فوق جسدها مغطياً عري جسدها جاذباً اياها معه للخارج قائلاً موجهاً حديثه لراجح
=راجح بعتلك رقم متولي…حدد معاه بكرة ميعاد نزورهم في البيت علشان تتقدmلها و لو ابوك مش عايز يجى معاك كلمني و انا هاجي معاك….
ثم غادر بصمت متجاهلاً نظرات عابد الغاضبة التي يسددها نحوه…

اندفع عابد نحو راجح فور ان تأكده من ذهاب كلاً من الشيخ ناصر و صدفة قابضاً علي كتفيه قائلاً بصوته الهادئ الذي اعتاد علي استخدامه دائماً عنـ.ـد.ما يرغب السيطرة او التأثير عليه
=يا بني…يا بني بلاش تتهور و تضيع حياتك انا خايف عليك….

قاطعه راجح بقسوة وهو يتراجع الي الخلف بعيداً عن مجال يديه مظهراً بوضوح عدm رغبته بأي اتصال جسدى به..
=ابنك..!! ابنك ايه بقي ياحاج عابد بعد اللي قولته و عملته…..
ليكمل بحدة و هو يعلم ان ما سيفعله خطأ..فهو بزواجه منها يثبت ارتكابه لتلك الجريمة…و بدلاً ان انكاره لأتهامها ظل صامتاً مثبتاً علي نفسه جريمة لم يفعلها و ذلك بسبب الكلمـ.ـا.ت القاسية التي القاها والده عليه..
فقد شعر وقتها بأن عالمه بأكمله ينهار فوق رأسه فقد شبهه بأكثر انسان يكرهه و يحتقره حسان والده الحقيقى الذي اغـ.ـتـ.ـsـ.ـب والدته التي لم تكن تبلغ من العمر وقتها اكثر من تسعة عشر عاماً… لا يعلم كيف استطاع ان يرميه بتلك الاتهامـ.ـا.ت القذرة رافضاً الاستماع اليه او الي انكاره للأمر كما لو كان ينتظر هذة اللحظة طوال حياته اليوم…اللحظة التي سيثبت بها انه قذر مثل ابيه..
لذا قرر الزواج من تلك الفتاة حتي يعاند اياه.. راغباً ان ينتقم منه و من اتهامته القاسبة تلك…
=و فر كلامك و طريقتك دي مش هتجيب نتيجة الموضوع انتهي…وهتجوزها يعني هتجوزها…..
اردف بسـ ـخـــريــة لاذعة رغم الألــم و الغـــضــــب اللذان يعصفان بداخله
=بعدين يا حاج عابد اعتبر اني بحاول اعمل الصح اللي ابويا معملهوش من 30سنه……

صاح عابد مقاطعاً اياه و هو يحاول الاقتراب منه مرة اخري مغمغماً بـ.ـارتباك
=ايه حاج عابد..حاج عابد اللي انت عمال تقولها دي..انا ابوك… فاهم ابوك….

هز راجح رأسه بقوه بصوت مرتجف بعض الشي و القهر ينبثق منه…
=الكلام ده كان زمان قبل ما تد.بـ.ـحني بسكينه تلمه من اللحظة دي لا انت ابويا و لا انا ابنك و اظن انك بينت ده كويس النهارده…انت الراجـ.ـل اللي طتر خيره خدني حته لحمة حمرا و رباني في بيته بدل ما كنت اترمي في الشوارع وكلاب السكك تنهش فيا..
ليكمل و هو يضع يده فوق رأسه
=وجميلك ده هيفضل فوق راسي و هيفضل دين في رقبتي و ربنا يقدرني و اسدده…

انهي جملته تلك ثم التف مغادراً المكان علي الفور تاركاً عابد يتطلع بغـــضــــب و قسوة بأثره و هو يدرك مدي حماقة ما فعله بكلمـ.ـا.ته القاسية التي ستجعله يدفع الكثير و اكبر هو فقدان السيطرة علي راجح…

༺༺༺༺༻༻༻༻

بوقت لاحق…

كانت صدفة تدفن وجهها بصدر ام محمد التي كانت تعد بمثابة شقيقة كبرى لها…
كانت تبكي بشهقات ممزقة بينما كامل جسدها يرتجف بقوة بينما اخءت ام محمد تربت علي ظهرها بحنان محاولة تهدئتها
فقد اقنعت صدفة الشيخ ناصر بان يقوم بايصالها الي منزل ام محمد بدلاً من منزلها حتي لا يراها زوج والدتها بحالتها المذرية تلك… لكنها في الحقيقة كانت خائفة من العودة الي ذات المنزل الذي به اشرف و البقاء معه تحت سقف واحد بعد ما حاول فعله بها لا تعلم ما الذي يمكنه فعله فقد يكرر محاولاته و وقتها قد ينجح فيما فشل به سابقاً ..

ربتت ام محمد علي شعرها بحنان محاولة تهدئتها فمنذ وصولها وهي لم تكف عن بكائها بهذا الشكل الهستيري..
=اهدي يا حبيبتي اهدي….كل حاجه ولها حل…

همست صدفة من بين شهقات بكائها الممزقة
=انا وحشة اوي يا ام محمد..مش عارفه ازاي قدرت اتبلي عليه كده قدام ابوه والشيخ ناصر….
لتكمل و بكائها يزداد بقوة
=بس كنت هعمل ايه…عقلي وقف وقتها مشوفتش نفسي غير وهما بيجوزوني للكـ.ـلـ.ـب اللي اسمه اشرف ده بالغـ.ـصـ.ـب..خــــوفي شل تفكيري و اول ما الحاج عابد سألني اذا راجح اللي عمل فيا كده..كنت عامله زي الغريق اللي رموله طوق نجاة..
قولت انه هو اللي عمل كده علي اساس ان الحاج عابد هيعدى الليلة و يداري اللي حثل علشان خاطر ابنه بس راجح الراوي هو اللي اصر يتجوزني و اللي رعـ.ـبني انه منكرش كلامي و لا نطق بحرف واحد عن الحقيقة فضل ساكت…..
لتدفن وجهها في حـ.ـضـ.ـن صديقتها اكثر وهي تهمس بألــم و خــــوف
=انا مش فاهمة حاجة.. و خايفة اوي…..

ابعدتها ام محمد بلطف عن حـ.ـضـ.ـنها
=انا عارفة ان اللي انتي عملتيه ده غلط…….
لتكمل وهي تمسح بيدها علي وجهها بحنان مزيلة الدmـ.ـو.ع العالقة به
=بس انتي لو كنت نطقتي باسم الكـ.ـلـ.ـب اشرف ده كان أصر الحاج عابد والشيخ ناصر انه يجوزك له..زي ما عملوا مع البت عواطف و سيد العطار … و وقتها الحربايـ،ـه اشجان مش هتسكت و هتفضحك في المنطقة كلها انك كانت ماسية مع ابنها بمزاجك ز هتقول عليكي اوسـ.ـخ الكلام انتي عارفها…

ضمت صدفة يديها الي صدرها هامسة بصوت مرتجف و الخــــوف يملئ عينيها بينما تهز جسدها بقوة
=كله الا اشرف…انا عندي امـ.ـو.ت نفسي ولا اني اتجوز الحشاش ده و لا انه يلمسني..
انفجرت باكية وجسدها يهتز بقوة و قد بدأت تتذكر هجوم عليها و محاولاته في لمسها هامسة برعـ.ـب
=طيب انا ازاي هعقد معاه في بيت واحد بعد اللي حصل ده… ده ممكن يعملها تاني…
لتبدأ بالتحدث الي نفسها بعجز و هي تنظر للفراغ الذي امامها باعين غائمة بالدmـ.ـو.ع التي كانت تنحدر علي وجهها بغزارة
=اروح فين…اسيب البيت…أشوفلي اوضة اسكن فيها…بس محدش هيسبني في حالي وكلاب السكك كلها هتنهش في لحمي و مش بعيد هو نفسه يتهجم عليا هناك اعمل ايه يا ربي..

احتضنتها ام محمد بحنان بين ذراعيها محاولة تهدئتها تاركة اياها تبكي و تخرج كل ما بصدرها و عنـ.ـد.ما توقفت شهقات بكائها
دفعتها بلطف فوق الفراش مساعدة اياها بالاستلقاء و إ راحة رأسها علي الوسادة
=نامي دلوقتي و ريحي نفسك انتي شقيانه من الصبح و زمان حيلك مهدود…

لتكمل وهي تجذب الغطاء فوق جسدها المرتجف
=و متخفيش المخفي جوزي مش هنا مسافر شغل في بورسعيد و مش هايجي الا علي اول الشهر الجاي قعدي معايا الفترة دي لحد ما نشوف حل…
لتكمل و هي تربت علي رأسها بحنان
= و الله هنلاقي لها حل..ربك كريم
تقوقعت صدفة علي نفسها تضم ساقيها الي صدرها مغلقة عينيها بقوة محاولة ابعاد كل ما حدث عن عقلها….

༺༺༺༺༻༻༻༻

في صباح اليوم التالي…

استيقظت صدفة علي اصوات مرتفعة تأتي من الخارج لكن و قبل ان تعي ما يحدث فُتح باب الغرفة بعنف و دلف زوج والدتها الي الغرفة هاتفاً بقسوة
=بتصل بيكي من الصبح مبترديش علي تليفونك ليه يا بـ.ـنت الرفدي انتي..
ليكمل و هو يتقدm داخل الغرفة بينما تتبعه ام محمد بعينين مترقبة بخــــوف
= راجح الراوي طلبني امبـ.ـارح و قالي انه جاي البيت عندنا و طالب انك تبقي موجوده…هببتي ايه يا بوز الأخص انتي علشان يجيلنا البيت اكيد عملتي مصـ يـ بـةمن مصايبك

هزت صدفة رأسها بينما تعدل بيد مرتجفة العباءة المنزلية التي ترتديها والتي اخذتها من ام محمد بليلة امس بدلاً من ملابسها الممزقة
=معملتش حاجة..و معرفش جاي ليه….

غمغم بحدة بينما يقبض علي ذراعها جاذباً اياها منه
=طيب قومي خالينا نروح…زمانه علي وصول…

نفضت صدفة ذراعها بعيداً عن يده متراجعة الي الخلف بخــــوف علي الفراش بعيداً عنه
=انا…انا مش هروح في حته لو عايز تقابله ..قابله انت..

صاح متولي مقاطعاً اياها بقسوة وغـــضــــب
=يبقي عملتي مصيبة..و خايفة منها ليلة امك هتبقي سودا لو اشتكي منك تاني..احنا مش قده علشان كل يوم تعملي مصـ يـ بـةمعاه ده اجدعها راجـ.ـل في المنطقة ميقدرش يرفع عينه فيه و انتي بقي عمالة تعاندي فيه وشغالة قلة ادب…..
هتف بحده وهو يكمل
=قومي.. قامت قيامتك خالينا نشوف نيلتي ايه معاه تاني….

اخذت صدفة تهز رأسها بقوة رافضة وهي تصرخ بهسترية
=مش هروح معاك في حته….

زمجر متولي بصوته الغليظ و هو يندفع نحوها
=انتي بتعلى صوتك عليا يا بـ.ـنت الرفدى….
قبض بيده علي شعرها بقوة كادت ان تقــ,تــلع خصلاته جاذباً اياها منه لتسقط من الفراش علي الارض الصلبة بقسوة و هي تصرخ متألــمة جذبها من شعرها علي الارض رغم مقاومتها له غير ابهاً بصراختها تلك وهو يهتف بشراسة
=هاتيجي غـ.ـصـ.ـب عن عين اهلك…فكرك اني هقف قدام راجح الراوى علشان واحدة زيك…اللي قاله لازم يتنفذ….

صرخت صدفة باكية و هي تحاول التشبث بالارض رافضة الذهاب معه و خــــوفها من مواجهة راجح يسيطر عليها
=ياخي يلعن.ابوك.. لأبوه…
ضـ.ـر.بها متولي بقدmه في بطنها عدة ضـ.ـر.بات قاسية وهو يهتف بعنف
=بتشتميني يا بـ.ـنت الكلـ،ـب يا فاجـ.رة….
اندفعت ام محمد هي تهتف بفزع ممسكه بذراعه محاوله جذبه بعيداً عن تلك الملقي علي الارض تأن بألــم و هي تمسك ببطنها
=علشان خاطري يا عم متولي كفاية…كفاية…

ابتعد متولي عن صدفة ماسحاً جبينه المتعرق بيده مزمجراً من بين انفاسه اللاهثه
=و رحمة امك اللي معرفتش تربيكي لأعلمك الادب بس بعد ما راجح الراوي يمشي…هفضالك حاضر…

ليكمل وهو يلتف الي امينه يتطلع اليها ممرراً عينيه التي كانت تلتمع بالشهوه علي جسدها
=علشان خاطرك بس يا ام محمد انا هسيبها خدي بالك…
اومأت له ام محمد وهي ترسم ابتسامه مرتجفة علي شفتيها..
تنحنح بصوت مرتفع وهو يستدير نحو صدفة التي لازالت ملقية علي الارض قائلاً بصوت خشن غليظ
= انا هطلع برا و 5 دقايق و القيكي لبستي و حصلتيني…
ثم التف مغادراً الغرفة لترتمي علي الفور ام محمد بجانبها تطمئن عليها من انها لم تتأذي…
ارتمت بين ذراعيها صدفة تنتحب بينما جسدها ينتفض بقوة
=مش عايزة اروح معاه….
ربتت ام محمد علي ظهرها هامسه لها بصوت منخفض
=معلش علشان خاطرى روحي معاه ده شراني و مش هيرحمك…
لكنها ابتلعت باقي جملتها منتفضين سوياً انتفضوا عند سماعهم صوت متولي الغليظ يهتف من الخارج
= ما تخلصي يا روح امك هفضل مستنيكي كتير الراجـ.ـل زمانه علي وصول…

ساعدتها ام محمد علي الوقوف مخرجة احدي عبائتها السوداء مساعده اياها في ارتدائها ثم اخرجت واحدة لها وقامت بـ.ـارتدائها هي الاخري قائلة بتصميم مربته علي كتفها
=انا جاية معاكي متخفيش ..هكلم الواد محمد يجيب اخته ويجولنا علي بيتكوا لما يطلعوا من المدرسة

اومأت لها صدفة بالموافقه محتضنه اياها هامسه بصوت مرتجف
=ربنا يخاليكي ليا يا ام محمد…..

ربتت ام محمد علي ظهرها بحنان
=انا بعتبرك بـ.ـنتي الكبيره يا هبله
لتكمل بمرح وهي تنكزها في ذراعها بخفه محاولة اخراجها من حـ.ـز.نها
=اي نعم الفرق بنا ١٨ سنه….بس يلا اديني بكبر نفسي لاجل عيونك يا جميل…
ارتسمت شبه ابتسامة مرتجفة علي شفتي صدفة شبكت ام محمد ذراعها بذراع صدفه قبل ان تأخذها و يخرجوا للخارج..
قطب متولي فور ان رأي ام محمد معها غمغم قائلاً
=معلش يا ام محمد مش هينفع تيجى معانا اصل اشجان هناك و انتي عارفها مبطقيش..اصلها وليه غياره

ليكمل وهو ينحني نحو ام محمد قائلاً بغزل
=بتغيير من اللي احلي منها…
تراجعت ام محمد مبتعده عنه للخلف بنفور مرمقة اياه بحدة و غـــضــــب
مما جعل يتنحنح بحرج قبل ان يستدير الي صدفة ويقبض علي ذراعها جاذباً اياه معه لخارج المنزل…

༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق…

غمغم متولي بصدmة بينما ينقل نظراته بـ.ـارتباك بين كلاً من راجح و الحاج عابد الذي اضطر ان يحضر حتي لا ينفذ الشيخ ناصر تهديده و يذهب هو معه و وقتها سيتسبب ذلك في فـ.ـضـ.ـيحة لهم اذا علم الناس خاصة و الشيخ ناصر كان معروف عنه انه يقوم بتزويج البنات بمن خدوعهم و سرق عذريتهم فوقتها سيخمن الناس ما حدث ..
=صدفة مين اللي عايز تتجوزها يا باشا…مش فاهم؟!!!!
ليهمس بصوت منخفض محدثاً نفسه
=صدفة…صدفة ازاي بس اللاه بـَين ودنك عايزة تتسلك و لا ايه يا متولي….
وضع اصبعه باذنه يهزه بقوة كما لو كان يسلك اذنه حتي يتأكد من انه سمع جيداً راجح الراوي ذات نفسه يطلب الزواج من صدفة خاصتهم

قاطعه راجح الذي كان يجلس بجانب والده بوجه مكفهر
=لا سمعت صح…يا متولي…انا بطلب ايد صدفة بـ.ـنت مراتك

حك متولي رأسه و هو يحدث نفسه و عقله لا يزال لا يستوعب ما سمعه
=طيب ازاي…ازاي بس يا اخواتي انا هتجنن….. راجح باشا و البت صدفة..!!

هتف عابد بغـــضــــب و هو يضـ.ـر.ب بعصاه الارض بقوة
=ما تخلص يالا يا متولي انت هتظيط قوم انده عليها وخد رأيها خالينا نخلص…………….
ليكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة وهو يرمق بقسوة راجح الذي كان يتجاهل وجوده بصمت
=مع اننا عارفين رأي السانيورا كويس….
زفر راجح بحده وهو يشيح برأسه بعيداً معتصراً قبضتيه بقوة محاولاً السيطرة علي نفسه و عدm الاجابة عليه..
بينما اخذ متولي ينقل نظراته بينهم بـ.ـارتباك قائلاً باستفهام و هو يلاحظ العصبية و الحدة التي بينهم
=ايـه ؟ و انتوا عرفتوا رأيها منين ؟!

اجابه عابد بحدة و هو يحاول تدارك فهوة لسانه
=الحاجة ام راجح سألتها امبـ.ـارح و هي قالت موافقة…

اشرق وجه متولي بفرح قائلاً بلهفة و هو يسرع بفتح يديه
=حيث كده بقي نقرا الفاتحة…
نكزه عابد بعصاه في ذراعه محاولاً جعله يخرج من الغرفة حتي ينفرد براجح حتي و لو لعدة دقائق و بداخله أمل ان ينجح فيما فشل به بالأمس و بصباح اليوم و هو اقناع راجح بتغيير رأيه و عدm الزواج من تلك الفتاة..
=قوم…اتحرك و اسألها و خد رأيها…

هتف متولي وهو يضحك فاركاً ذراعه مكان نكزت العصا
=و اسألها ليه يا حاج مش بتقول موافقة…

هز عابد رأسه قائلاً بنفاذ صبر
=برضو لازم تسألها…و نسمع كلنا ردها بودننا…

نهض متولي متجهاً نحو الباب وهو يغمغم
=اللي تؤمر به يا حاج عابد…حاضر
ليكمل هامساً بسـ ـخـــريــة و عينيه تلتمع بالجشع فور تخيله لكم المال الذي سيجنيه من وراء تلك الزيجة بالاضافة الي الشقه التي سوف تصبح ملكه
=قال يعني لو موافقتش كلمتها هتمشي…دي توافق و الجزمه فوق راس اهلها كلهم هي تطول بـ.ـنت المستخبى…

راقب عابد متولي باعين تلتمع باللهفة متولي وهو يغادر الغرفة قبل ان يلتف الي راجح قائلاً
=يا بني فكر كويس بلاش تنشف راسك….
ليكمل باشمئزاز و هو يشير بعصاه بانحاء الغرفة
=ملي عينك كويس وشوف الناس اللي هتناسبهم وتقع فيهم….

ظل راجح صامتاً لا يجيبه مما جعله يهتف بعجز و غـــضــــب
=هدي للبت 50 الف جنية و هخليها متفتحش بوقها عن عملتك دي و اطمن انا…….
لكنه ابتلع باقي جملته عنـ.ـد.ما انكـ.ـسر فجأة الكوب الزجاجي الذي كان بيد راجح اثر ضغطه القاسي عليه…
شاهد عابد باعين متسعة بالصدmة راجح و هو يضع قطع الزجاج الملتصقة بيده علي الطاولة التي امامهم مخرجاً منديلاً من جيبه يلفه حول الجـ.ـر.ح الذي كان ينزف بيده قبل ان يلتف اليه قائلاً من بين اسنانه بغـــضــــب
=وفر فلوسك..يا حاج عابد..
ليكمل ضاغطاً بقسوة علي حروف كلمـ.ـا.ته
=و عملتي السودا.. زي ما بتقول انا قادر احلها….و اشيل ليلتى لوحدي..
ضغط بقوة علي المنديل الذي براحة يده المصابه وهو يردف بسخريه لاذعة
=بعدين المفروض تفرح ان اللقيط اللي ربيته في بيتك مش هيعمل زي ابوه و يهرب…و يسببلك فـ.ـضـ.ـيحة

هتف عابد بحدة و قد احمر وجهه من شـ.ـدة الحرج والارتباك
=ايه اللي انت بتقوله ده لقيط ايه انت ابني…..

لكنه ابتلع باقي جملته عنـ.ـد.ما فتح الباب فجأة و دلفت اشجان زوجة متولي بوجه شاحب واعين محتقنة فمنذ ان اخبرها زوجها عن رغبة راجح الراوي بالزواج من صدفة وهي تشعر بالنيران تشتعل بصدرها تحرق قلبها من شـ.ـدة الغـ.ـيظ والغـــضــــب..
جلست علي المقعد بعد ان القت التحيه عليهم تطلع اليها عابد بغـــضــــب من مقاطعتها اياهم وعنـ.ـد.ما هم ان يطلب منها ان تتركهم بمفردهم تحدثت بصخب
=انا جاية انصحكوا لله….
لتكمل سريعاً و عينيها تتطلع باضطراب نحو باب الغرفة خــــوفاً من يأتي متولي باي لحظة
=البت دي متنفعش تدخل بيتكوا الأصيل..
ايه بس يوقعكوا الوقعة السودا دي بقي راجح باشا زينة الشباب يتجوز واحده زي دي..
تركها عابد تتحدث وعلي وجهه يرتسم الاستحسان و عينيه مسلطة علي راجح بأمل ان يتأثر بكلمـ.ـا.تها تلك…
=بعدين دي لا مال ولا جمال تتجوزها ازاي بس يا راجح باشا ده انت…..
لتكمل وهي تضـ.ـر.ب بيدها علي ساقها
=ده انا اللي مربيها و عارفة كل بلاويها و لسانها الطويل اللي عايز اصه ازاي واحدة زي تدخلوا بيتكوا من الاساس كيب انتوا عارفين دي……….

قاطعها راجح بخشونة و حدة
=قومي شوفيلنا جوزك اتأخر ليه…عايزين نمشي….

همهمت اشجان بصدmة
=ههاااا…؟!

زمجر بغـــضــــب و هو يشير نحو الباب
=اخلصي قومي….

انتفضت اشجان واقفه فور سماعها كلمـ.ـا.ته الحاة تلك تتلملم في وقفتها و قد احتقن وجهها من شـ.ـدة الانفعال هامسة بحرج و خــــوف منه في ذات الوقت
=حاضر…أمرك… أمرك يا راجح باشا….
ولكن ما ان همت بالتوجه نحو الباب فُتح و دلف متولي الي الغرفة بوجه مشرق بينما تتبعه صدفة بعبائتها السوداء المهترئه الفضافضة…
وقفت صدفة بمنتصف الغرفة تمرر عينيها بـ.ـارتباك بين كلاً من راجح و عابد الراوى شعرت برجفة من الذعر تمر بداخلها فور ان تقابلت عينيها بعينين راجح العاصفة التي كان يسلطها عليها بنظرات قـ.ـا.تلة سامة..ممتلئة بالاحتقار و الغـــضــــب…
اشاحت نظراتها بخــــوف بعيداً عنه بينما يتردد في الغرفة الصوت الغليظ لعابد الراوي بينما يرمقها هو الاخر بنظرات رافضة حاده
=مقولتلناش رأيك ايه يا سانيورا …؟!

ابتلعت صدفة الغصة التي تشكلت بحلقها محاولة استجماع شجاعتها هامسة بصوت مرتجف بالقرار الذي اتخذته بعد تفكير طويل بليلة أمس
=مش…مش موافقة…..

ارتسم الارتياح علي وجه عابد فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك بينما صاح متولي زوج والدتها بغـــضــــب بينما يضـ.ـر.بها بقبضته الضخمة في ظهرها مما جعلها تصرخ متألــمة
=بتقولي ايه يا بـ.ـنت الكلـ.ـب..انتي اتجننتي..

صاحت صدفة بحده بينما تحاول الابتعاد عن ضـ.ـر.باته الغاشمه لها
=ده اللي عندي مش عايزه اتجوزه…انا حرة

اندفع نحوها متولي هو يزمجر بغـــضــــب محاولاً الامساك بها و الهجوم عليها مرة اخرى
=ليه هو كان بمزاجك يا بـ.ـنت الرافدي……

قاطعه الصوت الصارم لراجح الذي انتفض واقفاً بينما عينيه مسلطة علي صدفة بقسوة
=سيبونا لوحدنا….

هتف عابد بينما يقف هو الاخر موجهاً حديثه لولده
=يعني ايه نسيبكوا لوحدكوا …هتتكلم معاها في ايه ما خلاص قالت رأيها…و انتهينا

تجاهله راجح كما لو انه لم يتحدث قائلاً بصرامة و قسوة و عينيه لا زالت مسلطة علي صدفة الواقفة بوجه شاحب
=قولت سيبونا لوحدنا…

جذب عابد طرف عبائته بحده واضعاً اياها فوق كتفه زاجراً راجح بغـــضــــب متمتماً بكلمـ.ـا.ت قاسية لاذعة قبل ان يخرج من الغرفة ليتبعه سريعاً كلاً من اشجان و متولي الذي اسرع بغلق الباب خلفه تاركاً اياهم بمفردهم…
شعرت صدفة بضـ.ـر.بات قلبها تتقافز داخل صدرها من شـ.ـدة الخــــوف ظلت متجمدة مكانها تشعر بقدmيها كالهلام غير قادرة علي تحريكهم…
بينما وقف راجح يتفحص تلك المخادعة التي اتهمته بأكثر تهمة وضيعة ممكن ان يتهم بها الرجل الا وهو محاولة اغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب امرأة ما…
فمنذ صغره اتخذ علي نفسه عهداً بالا يسمح لشهواته ان تتحكم به بقيادته و الا يجـ.ـر.ح امرأة حتي و لو بنظرة واحدة متخذاً علي نفسه عهداً الا يصبح كالرجل الذي انجبه….
لكن اتت تلك و اتهمته بما لم يفعله و لن يفعله ابداً بحياته لتجعل منه بنظر والده نسخة من الرجل الذي
اغـ.ـتـ.ـsـ.ـب والدته..

راقبته صدفة باعين متسعة ممتلئة بالذعر بينما يتقدm نحوها بخطوات بطيئة متمهلة لكن ما بث الرعـ.ـب بداخلها الغـــضــــب و الشراسة المرتسمان علي وجهه مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر لكنها تجمدت بمكانها عنـ.ـد.ما شعرت بالحائط يضـ.ـر.ب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح يقف امامها مباشرة اخذت دقات قلبها
تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها بأي لحظة من سدة الخــــوف..
انتفضت صارخة بفزع عنـ.ـد.ما انحني نحوها قابضاً علي عنقها بيده يضغط عليه بقوة هامساً بالقرب من اذنها بصوت شرس يملئه الغـــضــــب
=سامعينى بقي كنت بتقولي ايه
جذب عابد طرف عبائته بحدة واضعاً اياها فوق كتفه زاجراً راجح بغـــضــــب متمتماً بكلمـ.ـا.ت قاسية لاذعة قبل ان يخرج من الغرفة ليتبعه سريعاً كلاً من اشجان و متولي الذي اسرع بغلق الباب خلفه تاركاً اياهم بمفردهم…
شعرت صدفة بضـ.ـر.بات قلبها تتقافز داخل صدرها من شـ.ـدة الخــــوف ظلت متجمدة مكانها تشعر بقدmيها كالهلام غير قادرة علي تحريكهم…
بينما وقف راجح يتفحص تلك المخادعة التي اتهمته بأكثر تهمة وضيعة ممكن ان يتهم بها الرجل الا وهو محاولة اغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب امرأة ما…
فمنذ صغره اتخذ علي نفسه عهداً بالا يسمح لشهواته ان تتحكم به بقيادته و الا يجـ.ـر.ح امرأة حتي و لو بنظرة واحدة متخذاً علي نفسه عهداً الا يصبح كالرجل الذي انجبه….
لكن اتت تلك و اتهمته بما لم يفعله و لن يفعله ابداً بحياته لتجعل منه بنظر والده نسخة من الرجل الذي
اغـ.ـتـ.ـsـ.ـب والدته..

راقبته صدفة باعين متسعة ممتلئة بالذعر بينما يتقدm نحوها بخطوات بطيئة متمهلة لكن ما بث الرعـ.ـب بداخلها الغـــضــــب و الشراسة المرتسمان علي وجهه مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر لكنها تجمدت بمكانها عنـ.ـد.ما شعرت بالحائط يضـ.ـر.ب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح يقف امامها مباشرة اخذت دقات قلبها
تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها بأي لحظة من سدة الخــــوف..
انتفضت صارخة بفزع عنـ.ـد.ما انحني نحوها قابضاً علي عنقها بيده يضغط عليه بقوة هامساً بالقرب من اذنها بصوت شرس يملئه الغـــضــــب
=سامعينى بقي كنت بتقولي ايه

همست صدفة باختناق بينما تحاول بصعوبة ابعاد يده التي كانت تعتصر عنقها
=مش هتجوزك… و ابعد عنى..ابعد عنى احسنلك بدل ما اصوت و الم عليك الناس كلها….

قاطعها مزمجراً بشراسة و قد اشتدت قبضته حول عنقها مما جعل وجهها يزرق من شـ.ـدة الاختناق
=صوتي… صوتى زي ما صوتي في المخزن علشان تلبسني مصيبتك….
ليكمل بفحيح حاد و نبرة متوعدة مليئة بالغـــضــــب
=بس قسماً بالله المرة دي لأعمل اللي كان المفروض كنت اعمله لما اتبليتى عليا..هقطعلك لسانك اللي كدبتي به

شحب وجه صدفة بخــــوف فور سماعها تهديده هذا لكنها هتفت بحدة متصنعة عدm الفهم و هي لازالت تحاول فك حصار قبضته عن عنقها
=كدب ايه…انا مكدبتش….
لتكمل بأصرار و ثقة كاذبة تنافي ارتجاف جسدها من شـ.ـدة الخــــوف
=ما انت فعلاً اتهجمت عليا و حاولت تغتصبني و انا….
لكنها ابتلعت باقي جملتها مطلقة صرخة متألــمة عنـ.ـد.ما قبض علي فكها بيده يعتصره بقسوة هو الاخر حتي كادت عظام فكها ان تنكـ.ـسر بين اصابعه هاتفاً بقسوة
=انتي هتستعـ.ـبـ.ـطي يا روح امك…. هو انا كنت لمستك…
ليكمل بخشونة و عينيه تنطلق من شرارات الغـــضــــب و الانفعال و هو يكاد ان يفقد السيطرة علي اعصابه و يقوم بقــ,تــلها
=لو فاكرة انى راجـ.ـل أهبل و هياكل معايا الجو اللي بتعمليه ده تبقي غـ.ـبـ.ـية ده انا راجح الراوي اللي المنطقة كلها تقفله علي رجل واحدة…

اشتدت قبضته حول فكيها مما جعلها تصرخ باكية زمجر بحدة غير متأثراً بألــمها هذا
=فكرك يا بت انتي انا مش عارف الفيلم الوسـ.ـخ اللي عملتيه انتي شوفتيني ليلتها داخل مكتب المخزن وكنت عارفة ان العمال و خدينا اجازة في اليوم جريتي علي المخزن و قطعتى هدومك و فضلتى تصوتي علشان اجري ألحقك و توقعني..و اكيد برضو شوفتي ابويا قاعد مع الشيخ ناصر علي القهوة اللي قصاد المخزن قبل ما تدخلي فكرتي انك كده بتلبسني و طبعاً علشان تسُبكي الدور جيتي قبلها بيوم و اتهمتيني قدام ابويا اني اتـ.ـحـ.ـر.شت بيكي مش كدة….طمعتي فكرتي انه هيديكي قرشين علشان يسكتك و متتكلميش….

هزت صدفة رأسها ببطئ هاتفة باعتراض وقد صعقها ما توصل اليه من كل ما حدث ترغب باخبـ.ـاره الحقيقة لكنها خائفة من ان يخبرهم و يقوموا بتزويجها لأشرف
=انا معملتش حاجة و لا فكرت في حاجة من اللي قولتها دي…..
لتكمل بهسترية و يأس عنـ.ـد.ما لوي فمه بسـ ـخـــريــة دلالة علي عدm تصديقه لها و عينيه تلتمع بازدراء
=بدل ما تلومني انا ان ابوك صدقني و كدبك شوف انت عملت ايه يخلى ابوك يصدق علي طول انك تعمل كده من غير ما يتردد و لو للحظة..اكيد ليك سوابق قبل كده شوف بقي كام واحدة عملت فيها كده خلت ابوك يـــــ ……
قطعت جملتها صارخة بفزع عنـ.ـد.ما اندفع للأمام فجأة ضاغطاً اياها علي الحائط بقسوة بجسده و قد اشعلت كلمـ.ـا.تها تلك بداخله نيران السعير الذي يكوي اعماقه بسبب عدm ثقة والده به رغب بقــ,تــلها بسبب ضغطها علي نقطة ضعفه هذه..
غرز اصابعه في عنقها بينما تتقافز من عينيه شرارت الغـــضــــب صائحاً و هو يقرب وجهه منها
=و حياة امك لهدفعك تمن اللي قولتيه ده غالى اوي …
ليكمل و تعبير وحشى يرتسم على وجهه
= لما قولت هتجوزك كان ليا هدف من ورا الجوازة دي…بس دلوقتي بقوا هدفين..
قرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بنيران الغـــضــــب و الكراهية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=اول هدف ميخصكيش انك ت عـ.ـر.فيها…اما تاني هدف بقي انى هربيكي هخليكى تنـ.ـد.مى علي اليوم اللي فكرتى فيه توقعي راجح الراوي في لعبتك الوسـ.ـخه دي….

قاطعته هامسة بصوت منخفض مختنق وقد اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تزداد من شـ.ـدة الخــــوف واضعة يدها فوق يديه التي تحاصر وجهها و عنقها محاولة نزعها
=بس انا برضو مش هتجوزك……

احنى فمه بسـ ـخـــريــة بينما ضاقت عينيه محدقاً بها بقسوة و هو يغمغم بصرامة
=هتتجوزيني …و لو فكرك انك لما ترفضى الجواز منى ابويا هيديكي قرشين علشان يسكتك و متفتحيش بوقك تبقي هبلة.. و اوعي تفتكري انك وقعتنى بلعبتك الوسـ.ـخـ.ـه دى لا…انا واقع فيها بمزاجي انا كنت اقدر احميكى من علي وش الدنيا بسبب كدبك و بجحتك…
حرر عنقها و فكها من يديه مما جعلها تتأوه بألــم بينما تفرك عظام فكيها و عنقها بيدين مرتجفة
=هتتجوزيني و الا قسماً عظماً اطلع حالاً اقول لجوز امك انك كنت ماشية معايا في الحـ.ـر.ام و مش بعيد تبقي حامل مني….
ليكمل بخشونة و قسوة و هو يرمقها بنظرات حادة ممتلئة بالازدراء
=و اكيد هيصدقني اصل زمانه قاعد برا دلوقتي هيمـ.ـو.ت و يعرف ازاي واحد زي يتجوز واحدة زيك…..

مادت الارض تحت قدmيها و قد فرت من جسدها الدmاء فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك همست بصوت ضعيف مرتعش
= هتتبلى عليا و تطـــعـــنى في شرفي ؟!!!

اجابها بسـ ـخـــريــة لاذعة بينما يتطلع اليه باعين تلتمع بالاحتقار…
=و مالك مصدوم اوى كده ليه…؟! ده علي اساس انك متبلتيش عليا بالكدب…
ليكمل و هو يهز رأسه بقوة قائلاً بصوت قاطع صارم
=اعتقد ان احنا كده متفقين…
راقب برضا صمتها بينما تخفض وجهها الشاحب بانهزام اتجه نحو باب الغرفة يفتحه منادياً علي متولي زوج والدتها ليدلف الجميع الغرفه مسرعين من بينهم عابد الراوي بوجهه المتجهم..
تحدث راجح بينما عينيه مسلطة بتركيز علي تلك الواقفة بجانبه
=اعمل حسابك يا متولي الفرح هيبقي بعد اسبوع يعني الخميس الجاي……
تهلل وجه متولي بالفرح فور سماعه ذلك بينما اسود وجه عابد بالغـــضــــب و قد تشـ.ـدد جسده بقسوة راغباً بالهجوم على راجخ و هزه بيديه تلك لعله يفيق من المصـ يـ بـةالتي سيرتكبها لكنه ظل بمكانه ثابتاً حيث كان يعلم مدى عناد ولده الذى لن يغير رأيه ابداً…

اقتربت اشجان من صدفة وعينيها مسلطه عليها بتركيز امسكت وجهها قائلة بخبث و شك و هي ترفع وحهها للاعلي
=ماله وشك ماله احمر كده ليه….

جذبت كلمـ.ـا.تها تلك انتباه راجح مما جعله ينتبه الي العلامـ.ـا.ت الحمراء التي تملئ وجنتيها التي تركتها اصابعه عليها اسرع بالقبض علي ذراع صدفة جاذباً اياها بجانبه بينما يجيب هو عليها
=من الكسوف يا ست اشجان اعذريها…

هزت اشجان رأسها بالرفض و عينيها لازالت مسلطة علي العلامـ.ـا.ت التي تملئ وجنتى صدفة
=بس في علامـ.ـا.ت علي وشها دي زي ما تكون…..

قاطعها راجح بقسوو جعلتها تنتفض في مكانها
=قولت من الكسوف يا ست اشجان في ايه…..
ليكمل بفظاظة و حده
=ما تعملنا الشربات و سمعينا زغروطة…

هزت اشجان رأسها بعصبية بينما تخرج مسرعة من الغرفة وهي تزغرط بصوت منفعل مما جعل الصوت يبدو كالصراخ
التف راجح الي متولي قائلاً و ابتسامة راضية تملئ وجهه
=نتفق يا حاج متولي علي التفاصيل….

اومأ متولي بسعادة متجاهلاً زفرات عابد الغاضبة و شحوب وجه صدفة التي كانت تنظر اسفل قدmيها بأعين متحجرة و قد ادركت انها اوقعت نفسها بمأزق لا تعلم كيف ستنجو منه….

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مغادرة راجح الراوي و والده ظلت صدفة جالسة تتطلع امامها بصمت كما لو كانت في صدmة لا تصدق انها بعد اسبوع واحد سوف تكون زوجة راجح الراوي الذي اخبرها صىاحةً انه سوف يجعلها تدفع ثمن كذبها شعرت بغصة من البكاء ترتفع بداخلها من شـ.ـدة اليأس الذي تمكن منها بهذه اللحظة عند ادراكها انه ليس هناك مهرب من ورطتها تلك…
خرجت من شرودها علي صوت متولي الغليظ الجالس بجانبها
=ده عايز يتجوزها بعد اسبوع هنجيب ازاي جهازها في الوقت ده و احنا محلتناش جنيه واحد…

اجابته اشجان بحده ولازالت نيران الغـ.ـيظ و الغيرة تشتعل بصدرها لا تصدق حتي الان بان تلك المعتوهه ستتزوج من راجح الراوي فقد حاولت ان تخرب عليها الزيجه لكنه كان مُصر علي زواجه منها لازال عقلها يجد الصعوبة في تصديق بان كبير المنطقة يرغب بالزواج بها كيف يحدث ذلك …
=جهاز ايه اللي بتتكلم عنه انت فاكرها مين …تروحله بشنطة هدومها و هو يبقي يجيبلها كل حاجه هو اللي عنده قليل….هبقي انزل استلقط لها كام عبايه من محل الباله(محل مخصص لبيع الملابس المستعملة) اللي علي اول الشارع و خلاص

غمغم متولي بتردد
=ازاي بس يا اشجان تخرج من غير جهاز بعدين يوم العزال الناس كلها هتقف مستنيه تتفرج جبنا ايه لبيت الراوي..هياكلوا وشنا…..

قاطعته اشجان بحدة وغـ.ـيظ
=ما ياكلوا ياخويا…يعني هنسرق ولا هنسرق علشان نجهز عيونها…
لتكمل بغل و عينيها المسلطة علي صدفة تنبثق منها شرارت الغيرة والغـ.ـيظ
=بعدين هيستنوا ايه منها يعني دي حيالله بايعة فول و طعمية بعبايه مقرحة و شبشب مقطع
انا عارفه راجح الراوي اطس في نظره علشان يتجوز الجاموسة دي……

كانت صدفة تستمع الي حديثهم هذا بصمت الي انها لم تعد تحتمل عند كلمـ.ـا.تها الاخيرة تلك
انتفضت واقفة هاتفة بغـــضــــب و قد ألــمتها كثيراً كلمـ.ـا.تها تلك
=بقولك ايه لمي لسانك..بدل ما اقسم بالله اخلي الشارع كله يتفرج عليكي انا اصلاً مش طايقة نفسي……

نفخت اشجان في صدر عبائتها التي جذبتها بطرف اصبعيها هاتفة بتهكم لاذع
=اسم الله …اسم الله تصدقي يا بت خــــوفت منك و اترعـ.ـبت….

تجاهلتها صدفة ملتفة الي متولي الجالس يتابع ما يحدث بينهم بصمت يتخلله القلق
= انا هخرج من البيت ده و راسي مرفوعة قدام الناس كلها زي ما امي كانت عايزة دايماً يوم فرحي…
لتكمل وهي تخرج من الغرفة بخطوات مسرعه
=تعالي ورايا يا عم متولي….
ثم اتجهت الي الغرفة التي تحتفظ بباشياء والدتها بها و التي أصرت علي متولي عنـ.ـد.ما اتي باشجان لكي تعيش معه بالشقة بعد وفاة والدتها ان تحتفظ بتلك الغرفة مغلقة حيث كانت تضع بها اشياء و الدتها و دائماً ما كانت تحتفظ بمفتاحها معها….
هتفت اشجان بحده بينما تتبعها
=هدخلينا اوضة كراكيب امك نعمل ايه هنحضر روحها…..

تجاهلتها صدفة واخرجت مفتاح الغرفة من صدرها ثم فتحت الباب و دلفت الي الداخل ليتبعها متولي اشعلت الاضاءة ثم التفت الي متولي مشيرة بيدها الي الصناديق التي تملئ الغرفة
=الحاجة دي كلها جهازي و…..
قاطعتها صوت صراخ اشجان الواقفة بمدخل الغرفة تتطلع باعين متسعة الي الصناديق التي تملئ الغرفة
=ايه ده كله يا بـ.ـنت صباح…..
لتكمل وهي تتقدm لداخل الغرفة تفتح الصناديق و تتفحص ما بداخلها و نيران الغل تشتعل بداخلها اكثر و اكثر كلما رأت مدي جمال و روعة الاشياء فقد كانت الصناديق مليئة بصحون خزافية رائعة و أطقم عديدة من الكؤوس و الاكواب الزجاجية الرائعة و جميع انواع اطقم الحلل من تيفال لجرانيت و الكثير من مفارش الفراش زاهية اللون و الجمال..
هتفت بحدة و هي تضـ.ـر.ب بيدها احدي الصناديق
=جبتي ده كله منين… يا بت

اجابتها صدفة بهدوء و هي تهز كتفيها ببرود
=امي الله يرحمها كانت بتجهزني و بتشلي حاجات من و انا لسه عندي 10 سنين……

هتف متولي مؤكداً علي كلمـ.ـا.تها بينما عينيه تمر بفرح علي الصناديق
=ايوه صحيح صباح كانت بتجيب حاجات ليكي وبتعينها ازاي تاهت دي عن بالي….

فاطعته اشجان بحدة ضاربة اياه علي صدره
=تعرف تتنيل تسكت و تنقطنا بسكاتك…..
لتلتف نحو صدفة مغمغمة بسـ ـخـــريــة لاذعة رافعة احدي حاجبيها بتشكك و اضح
=و امك بقي الله يرحمها و يفشفش الطوبة اللي تحت راسها كان ايام ما كان عندك 10 سنين كان فيه اطقم حلل سيراميك و جرانيت و الكاسات الكرستال….
انتي هتستعـ.ـبـ.ـطى يا روح امك الحاجات دي لسة طالعة مبقالهاش كام سنة…

جزت صدفة علي اسنانها بغـ.ـيظ
=لا ما الجرانيت و الحلل دي انا اللي جيباها…

وضعت اشجان يديها حول خصرها مائلة بجسدها للأمام
=و جبتي بقي فلوسهم منين يا ننوس عين امك…و دخلتيهم الاوضة ازاي من غير ما نحس و لا نعرف

التف متولي خارجاً من الغرفة فقد كان يعلم العاصفة التي ستحدث تالياً لذا فضل الهرب قبل ان تجعله زوجته تتدخل بينهم و لن يسلم من لسانها المؤذي…

وقفت صدفة تنظر اليها بصمت عدة لحظات قبل ان تدرك ان هذه فرصتها لتخلق معها مشكلة حتي تترك المنزل و تذهب للمبيت بمنزل ام محمد لحين موعد الزفاف فلا يمكنها البقاء في ذات المنزل مع اشرف بعد ما حدث فبرغم تأكيد اشجان انه قد سافر صباح اليوم الي محافظة دmياط للعمل بها فقد كانت تعلم بانه قد فر هارباً خــــوفاً من ان تقوم بفضحه الا انها رغم ذلك لازالت خائفة من عودته…
=جبتهم بفلوسي….و دخلتهم زي ما دخلتهم انتي مالك

صاحت اشجان شاهقة بحدة
=فلوسك…اهااا يعني كنت بتغفلينا و بتلهفي نص اليومية اللي بتطلعلك علشان تجهزي نفسك…

اقتربت منها صدفة راسمة علي وجهها ابتسامة واسعة بـ.ـاردة محاوله استفزازها
=اها…اومال كنت اديكي اليومية كلها علشان تصرفيها علي كرشك و علي ابنك الحشاش…

اندفعت نحوها اشجان تقبض علي شعرها تجذبه بقوة و هي تصرخ بغـــضــــب
=بقي بتعيرني يا بـ.ـنت الكلـ.ـب بتشتمى ابني ده سيدك و تاج راسك…

اخذت صدفة تصرخ باعلى صوت لديها بانفعال و كان الصوت مرتفع لا يستدعيه الأمر مما جعل اشجان تنتفض مبتعدة عنها تتطلع اليها بصدmة بينما دلف للغرفة متولة راكضاً و هو يهتف بذعر
=في ايه يا اشجان الله يخربيتك قــ,تــلتيها و لا ايه….
ثم قطع باقي جملته عنـ.ـد.ما رأي صدفة ملقية علي الارض و هي لازالت تصرخ باكية وهي تمسك ببطنها هتفت كاذبة
=مراتك قعدت تضـ.ـر.بني في بطني و قالتلي هتوديني لبيت الراوي مكسحه علي رجلي…..

صرخت اشجان بدهشة و انفعال
=انا يا بت…؟!

اومأت صدفة برأسها وهي لازالت تصرخ متألــمة مما جعل اشجان تندفع نحوها تحاول ضـ.ـر.بها وهي تهتف بغـــضــــب
=اها يا بـ.ـنت الكلـ.ـب يا كـ.ـد.ابـ.ـة

لكن اسرع متولي بامساكها محاصراً اياها بين ذراعيه وهو يهتف بغـــضــــب
=اتهدي بقي يا اشجان راجح الراوي لو عرف هيطين عشتنا…

انتفضت صدفة واقفة مندفعة نحو الباب خارجة صارخة و هي لازالت تتصنع البكاء
=انا ماليش قاعد في البيت ده انا اخاف علي نفسي اقعد مع الست دي انا هروح اقعد عند ام محمد….

صرخ خلفها متولي بفزع
=خدي هنا يا بت يا صدفة اعقلي….
بينما نزعت اشجان خفها الذي ترتديه بقدmيها ملقية اياها به وهي تصرخ بغـ.ـيظ و غـــضــــب
=في ستين داهية تاخدك انتي و اللي جابوكي…..

حاول متولي التحدث و منعها من الذهاب لكنها اسرعت خارجة من باب المنزل راكضة باسرع سرعة لديها و علي وجهها ترتسم ابتسامة ممتلئة بالسعادة لنجاح خطتها…
ركض متولي خلف صدفة يحاول اللحاق بها لكن اوقفه صراخ اشجان باسمه
=متووولي ..ايه هتجري وراها تراضيها و هي اللي شتماني و مبهدلاني…

تراجع متولي للخلف مبتعداً عن باب المنزل قائلا بحدة
=مبهدلاكي ايه يا اشجان ده انتي عدmتى البت العافـ.ـية ضـ.ـر.ب و شتيمة…

ضـ.ـر.بت الأرض بقدmها صائحة بغـــضــــب من بين اسنانها ونيران الحقد تشتعل بصدرها
=انت بتكدبني…و بتصدقها…
لتكمل وهي تدفعه في كتفه متجاوزة اياه في طريقها المنزل
=طيب وحياة ابني ما انا قعدالك فيها وابقي خاليها تنفعك هي و نسب عيلة الراوي اللي هتريل من ساعات ما عرفت….
انتفض بفزع ممسكاً بذراعها محاولاً جذبها للداخل فور ادراكه انها تنوي المغادرة بالفعل….
=اعقلي يا اشجان مش كده..
لكنها دفعته بكل قوتها في صدره ثم خرجت من المنزل وهي تهمهم بشتائم متوعده له ولصدفة…

༺༺༺༺༻༻༻༻

بمنزل الراوي….

جلس راجح ينظر بصمت الي والدته التي كانت جالسة بجانبه تبكي بهسترية و انفعال فمنذ ان اخبرها بزواجه من صدفة وهي علي حالتها تلك تبكي احياناً و احياناً تصرخ محاولة ارجاعه عن فكرته تلك…
ضـ.ـر.بت نعمـ.ـا.ت بيديها علي فخديها وهي تصرخ باكية بحسرة بينما تحدث نفسها في ذهول..
=بقي انا ابني زينة الرجـ.ـاله…كبير السيدة اللي بنات المنطقة يتمنوا نظره منه يوم ما يتجوز …يتجوز حتة بياعة طعمية و بتنجان مخلل ..صدفة… صدفة اللي الكـ.ـلـ.ـب يقرف يبصلها
لتكمل بشهقات بكاء ممزقة بينما تربت بلطف علي صدر راجح
=علشان خاطري علشان خاطر امك يا ضنايا…سيبك من الجوازة دي و انا…انا هجوزك ست البنات كلهم….

ربت راجح علي يدها بحنان و قلبه ممزق من رؤيته لها و هي بحالتها تلك
=مينفعش…مينفعش ياما صدقيني….

همست نعمـ.ـا.ت و هي تتطلع اليه بذهول
=يعني ايه مينفعش…..
لتلتف نحو زوجها الجالس علي المقعد الذي امامها بصمت و وجه مكفهر صائحة بهسترية
=ما تنطق يا عابد…انت هتسيبه ينفذ اللي في دmاغه ده….

انتفض راجح واقفاً مزمجراً بقسوة غير معطياً لعابد الفرصة بالرد…
=الموضوع منتهي ياما مالوش لازمة الكلام الكتير فيه…و اعملوا حسابكوا العمال هتيجي بكرة تشطب الشقه بتاعتي اللي فوق وبعدها العفش هايجي و تتفرش….
انهي جملته منحنياً مقبلاً رأس والدته الباكية التي كانت تنظر اليه باعين مليئة بالتوسل و الرجاء..
لكنه تجاهلهتا و غادر الغرفة سريعاً بخطوات واسعة متجهاً نحو غرفته وشعور بالثقل يملئ صدره فأخر شئ يرغب به بهذه الحياه هي رؤية والدته تبكي بهذا الشكل فهي الشخص الوحيد الذي يحبه حقاً…
ظلت نعمـ.ـا.ت تراقبه وهو يغادر والدmـ.ـو.ع تنحدر علي خديها بغزارة لطـ.ـمـ.ـت خديها بيديها وهي تطلق صرخه منخفضة…
هتف عابد بغـــضــــب و قد سأم من مشاهدته لها تفعل تلك الاشياء… حيث تلطم وجهها بلطمـ.ـا.ت متتالية منتحبه بحسرة
=ما تهدي بقي يا نعمـ.ـا.ت و كفايه نواح صدعتيني ..

هتفت بحدة زاجرة اياه بغـــضــــب
=انا مش بنوح انت اللي بـ.ـارد ومش همك انه هيضيع مستقبله…
لتكمل باكية وهي تحدث نفسها بحسرة
= بقي يرفض بسنت بـ.ـنت خاله المتعلمة بـ.ـنت الحسب و النسب اللي تقول للقمر قوم و انا اقعد مكانك و يروح يتجوزلي صدفة بياعة الطعمية ام عباية اتقرف اعملها قماشه للمطبخ…ده لا مال ولا جمال علشان اقول زغللة عينيه اكيد في إنه في الموضوع…

هتف عابد مقاطعاً اياها بـ.ـارتباك وخــــوف من اكتشافها لدوره في هذه الزيجه فلولا ضغطه عليه و مقارنته اياه بوالده الحقيقي ما كان عاند معه و تزوج بتلك الفتاة
=إنة ايه و هباب ايه انتي هتعملي فيلم و هتصدقيه يا وليه كل الحكاية البت عجبته وقرر يتجوزها خلصنا مش حكاية…..

هتفت نعمـ.ـا.ت بغـــضــــب
=مش حكاية…!! ده مستقبل ابني…

قاطعها عابد بحدة و قد فقد السيطرة علي اعصابه
=ابنك.. ابنك لا مش ابنك يا نعمـ.ـا.ت وكفاية بقي قرفتني….

انتفضت نعمـ.ـا.ت واقفة علي قدmيها بحده فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك منحنيه نحوه وعلي وجهها ترتسم شراسة موحشة
=قطع لسانك…ده ابني و حتة من قلبي و روحي كمان….

اتسعت عينين عابد بذهول من رؤيته لها علي حالتها تلك التي لأول مرة يراها بها
=بتشتميني يا نعمـ.ـا.ت هي حصلت……

ابتعدت عنه تستقيم في وقفتها متجاهلة كلمـ.ـا.ته تلك لتكمل بحدة وتصميم ولازال التعبير الشرس مرتسم علي وجهها
=اسمع و ركز في كلامى ده كويس راجح ابني ضنايا …اها انا مخلفتوش من بطني بس انا وخداه في حـ.ـضـ.ـني وهو حتة لحمه حمرا ابن يوم واحد…اول فرحتى عوض ربنا لينا بعد ما كنت مش بتخلف فاكر ولا افكرك…..
لتكمل وهي تتطلع اليه بقسوة
=و اقولك حاجة كمان راجح عندي في كفه و انت و ولادي و أهلي كلهم في كفه تانيه يعني قسماً بالله يا عابد يا راوي لو نطقت بالكلام ده تاني ما اقعد علي ذمتك يوم واحد…
ثم تركته و غادرت الغرفة وهي تبكي بحرقة و ألــم..
ظل عابد يتطلع بصدmة في اثر زوجته وهو يشعر بالصدmة فلأول مره تقف امامه هكذا و تتحدث معه بتلك الطريقة فهو يعلم مدي تعلقها و حبها لراجح لكن لم يتخيل انها يمكنها ان تقف بوجهه من اجله..
فماذا ستفعل اذا علمت ما قاله له وماذا ترتب علي كلمـ.ـا.ته تلك فهو لا يستبعد ان تقوم بقــ,تــله..
زفر بحنق قبل ان ينهض ويتبعها حتي يقوم بمراضتها و الا فان ايامه القادmة ستصبح جحيم…

༺༺༺༺༻༻༻༻

في اليوم التالي….

كان راجح جالساً بمكتبه يراجع بعض اوراق العمل عنـ.ـد.ما دلف عابد و جلس بالاريكة التي باقصى الغرفة مغمغماً بحدة
=عجبك الفـ.ـضـ.ـيحة اللي عملتهالنا…متولي ما صدق و نشر الخبر للناس كلها انك خطبت بـ.ـنت مـ.ـر.اته و كل اللي بيقابلني يسألني اذا كان الخبر حقيقي و لا لاء طبعاً محدش مصدق ولا مستوعب ازاي ابني انا…يتجوز بياعة الطعمية…

هز راجح كتفيه مغمغماً ببرود و عينيه لازالت مسلطة علي الاوراق التي امامه
=فـ.ـضـ.ـيحة ليه… هو الجواز الايام دي بقي فـ.ـضـ.ـيحة..

ضغط عابد علي مقبض عصاه بغـــضــــب و هو يجز علي اسنانه هاتفاً بصوت مرتفع
=واد يا مصلحي…..

دلف الي الغرفة علي الفور شاب في اواخر العشرينات
=ايوة يا حاج عابد….

اشار بعصاه نحو راجح قائلاً
=روح هات فطار لسيدك راجح…

غمفغم راجح بهدوء و هو لا يزال يفحص الورق
=مش عايز….

قاطعه عابد بسـ ـخـــريــة لاذعة
=مش عايز ليه.. ده حتي من ايد خطيبتك اللي كلها يومين و هتبقي حرمك المصون…

همهم راجح بهدوء يعاكس الغـــضــــب المشتعل بداخله فقد كان يحاول استفزازه قبض بقوة علي الورق الذي بيده حتي ابيضت مفاصله محاولاً التحكم باعصابه
=صدفة مبقتش تنزل الشغل…

ضحك عابد بصوت مرتفع ساخر قائلاً و ابتسامة صفراء ترتسم على شفتيه
=كده… اومال مين دي اللي كانت قاعدة علي الفرشة تقلي في الطعمية و البتنجان و انا في طريقي لهنا….
ليكمل محدثاً مصلحي
=ميكونش خيالها ياض يا مصلحى…

ارتفع رأس راجح بحدة عن الاوراق فور سماعه ذلك هاتفاً بحده يسأل مصلحي
=الكلام ده حقيقي صدفة علي فرشتها..؟

هز مصلحي رأسه قائلاً بـ.ـارتباك
=ايوه يا راجح باشا من صبحية ربنا و هي علي فرشتها…حتي انا لسه جايب منها ساندوتشين افكر بهم الصبح…

لم ينتظر راجح سامع باقي كلامه حيث انتفض واقفاً مغادراً المكان متجاهلاً ضحكات والده الساخرة التي ملئت الأرجاء…

كانت صدفة جالسة تقلى الطعمية بينما ام محمد جالسة بجانبها تتحدث معها محاولة اقناعها بان تغادر
=يا بـ.ـنتي اسمعى الكلام.. و روحي هو مش راجح محرج عليكى تنزلي الشغل تاني….

هزت صدفة كتفيها قائلة بعدm اكتراث
=ما يقول زي ما يقول و انا اسمع كلامه ليه…

نكزتها ام محمد في كتفها هاتفة بحده
=انتى…انتي مش هترجعى الا لما يكـ.ـسرلك رقبتك علشان تبطلي عندك ده اهو……
ابتلعت باقي جملتها هامسة باذن صدفة بهلع وهي تضـ.ـر.بها بذراعها
=الحقى… الحقى راجح جاي علينا و غـــضــــب ربنا كله علي وشه

رفعت صدفة رأسها لتجده يتقدm نحوهم و النيران تلتمع بعينيه مما جعل رجفة من الخــــوف تزحف اسفل ظهرها…
هتف راجح بقسوة فور ان وصل الي بسطتها
=انتي بتنيلى ايه هنا…

اجابته ببرود كاذب بينما تتصنع انشغالها بتقليب الطعمية في المقلاة
=بقلى طعمية…. اعملك ساندوتش….

زمجر بشراسة مقاطعاً اياها
=انتى هتستعـ.ـبـ.ـطى يا روح امك انا مش منبه عليكي الفرشه دي متخطيهاش….فزي قومى روحى..

تجاهلته مستديرة نحو ام محمد التي كانت تراقب ما يحدث بـ.ـارتباك موجهه حديثها اليها
=كفاية الطعمية دي لطلبية السانوتشات يا ام محمد و لا اعمل دور كمان…..
نكزتها ام محمد في ذراعها و هي تتطلع اليها بتحذير….
بينما هتف راجح بحدة لاذعة و قد اشعل تجاهلها له ذلك الغـــضــــب بصدره
=قومى فزى بدل ما قسماً بالله احط وشك في حلة الزيت اللي قدامك دي….

نظرت اليه بهدوء راسمة اللامبالاة هلي وجهها دون ان تتحرك من مكانها محاولة اظهار القوة علي الرغم من قلبها الذي كانت دقاته تعصف بداخلها من شـ.ـدة الخــــوف ربتت ام محمد علي ظهرها هامسة لها برجاء
=علشان خاطري قومي….

لكنها ظلت جالسة مكانها دون ان تتحرك لكن عنـ.ـد.ما رأته يتحرك نحوها بوجه متصلب بالغـــضــــب والوعيد يلتمع بعينيه انتفضت من مكانها ناهضة منفذة امره لتتجه نحوه هاتفة باستياء
=اديني اتنيلت قومت اهو عايز ايه بقي….

زمجر بقسوة من بين اسنانه المطبقة
=قدامى علي البيت….
التفت تنظر باضطراب حولها وقد لاحظت جميع من بالشارع اعينهم مسلطة عليهم يتابعون ما يحدث بينهم بفضول فبالطبع بعد انتشار خبر خطبتهم التي سبب صدmة للجميع..
الفضول حول علاقتهم يقــ,تــلهم لذا يراقبون كل حركة لهم باعين متلهفة متصيدة لذا قررت تنفيذ امره حتي لا تسبب بفـ.ـضـ.ـيحة اخري…
=هتزفت اروح حاضر…

قبض علي ذراعها دافعاً اياها امامه بحده
= اتنيلى قدامي….

غمغمت بحده بينما تتقدmه بخطوات غاضبة
=هروح لوحدى…ريح نفسك انت و ارجع وكالتك…
دفعها امامه مغمغماً بتهكم لاذع
=لا ازاي لازم اوصل خطيبتى لحد باب ييتها.. عايزة الناس تاكل وشي….

لوت صدفة فمها هامسة محدثة نفسها
=لا و انت شهم اوي اسم الله عليك….
ضـ.ـر.بها بظهرها بيده من الخلف هاتفاً بحده
=بتبرطمي بتقولي ايه…

زفرت بحنق هاتقة بتأفف و هي تضؤب الارض بقدmيها
=مبتنيلش….
ليظلوا بعدها صامتين طوال الطريق الي المنزل بينما هي كانت تمشي امامه بينما هو خلفها لتقف بمنتصف الطريق مستديرة اليه قائلة بغـ.ـيظ
=علي فكرة بقي من الاحترام انك تمشي قدام و انا وراك او جانبك علشان مينفعش امشي قدامك و تعقد تبحلق في جـ.ـسمي..

قاطعها بسـ ـخـــريــة بينما يقبض علي مرفقها مديراً اياها لتكمل الطريق امامه
=ابحلق في ايه اتنيلي بالخيمة السودا اللي انتي لابسها دي….ده مش باينلك وش من قفا…

هتفت بحنق و هي تشعر بالاهانة من كلمـ.ـا.ته تلك و هي تدفع يده بعيداً عنها
=خلاص المرة الجاية هبقي البسلك المحزق و الملزق و انا بتعامل مع رجـ.ـاله طول اليوم علشان….

وقبل ان تنهى جملتها قبض علي ذراعها موقفاً اياها يديرها نحوه بحده مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقشوة
=اظبطي نفسك…و ا عـ.ـر.في انتي بتقولى ايه
ليكمل و قبضته تتشـ.ـدد علي ذراعها بقسوة
=و من هنا ليوم الفرح لو لمحتك في الشارع هولع فيكى حية فاهمة…

نزعت يدها من قبضته هاتفة باضطراب و خــــوف
=فاهمة… فاهمة…
لتكمل بينما تشير الي الشارع الذي يقع به مسكن ام محمد
=انا هبات النهاردة عند ام محمد….

قطب حاحبيه مستفسراً بحده
=اشمعنا….؟!

اشارت نحو منزل متولي الذي كان يقع علي بعد شارعين عن منزل ام محمد
=اتخـ.ـنـ.ـقت مع المنيـ.ـلـ.ـة اشجان و هعقد عند ام محمد لحد يوم الفرح…
قاوم راجح بصعوبة الفضول من ان يعرف سبب شاجرها مع زوجة متولي قائلاً بهدوء
=حد في بيت ام محمد دلوقتي ولا هتعقدي لوحدك لحد ام محمد ما ترجع..؟!
اجابته بينما تستدير وتدلف الي الشارع
=مريم و محمد ولادها فوق..
اومأ بينما يتبعها حتي وصلوا الي اسفل المنزل وقبل ان تدلف للداخل هتف خلف بتحذير يتخلله التهديد
=خاليكي فاكرة لو لمحتك في الشارع هعمل فيكي ايه..

هتفت بسـ ـخـــريــة دون ان تستدير اليه
=حاضر….يا راجح باشا هفتكر …
ثم صعدت الدرج دون ان تلتفت اليه..

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور 5 ايام …

في الصباح الباكر لليوم المحدد لنقل جهاز صدفة الي منزل راجح..
اخذت تتلفت حولها اشجان التي امضت الايام الماضية عند شقيقتها رافضة محاولات متولي المستمرة لمراضتها والعودة معه الي منزلهم…
دلفت الي شقتها بعد تأكدها من ذهاب متولي لعمله اتجهت علي الفور نحو الغرفة التي تحتفظ بها صدفة بجهاز زواجها كان الباب مفتوحاً كما تركته صدفة قبل ذهابها بعد مشاجرتهم سوياً
اخذت عينيها تمر بغل وحقد علي كم الصناديق التي كانت تملئ الغرفة غمغمت من بين اسنانها المطبقة بشراسة
=بقي كل ده بـ.ـنت صباح كانت مخبياه هنا طوال السنين اللي فاتت دي وانا محلتيش طقم اطباق واحد عليه القيمة……
لتكمل بحقد وهي تتجه نحو احدي الصناديق المعبأة بالأكواب الزجاجية تحمله و تلقيه بقوة علي الأرض و الغل و الغـــضــــب يسيطران عليها ليسقط علي الارض بقوة ويتحطم ما بداخله من اكواب و اشياء زجاجية لتمتلئ الغرفة علي الفور بشظايا الزجاج و هي تصرخ بغـ.ـيظ و حقد
=و ديني ما هخليلك حتي كوباية و احدة تتهنى بها…
ثم اخذت تلقي بصندوق تلو الأخر علي الارض و عينيها تلتمع بالفرح و الشمـ.ـا.تة حتي لم يتبقي صندوق واحداً قد سلم من شرها و حقدها…
و بعد ان تأكدت بانه لم يعد اي من الأطقم الزجاجية سليم و بانها قد هشمت جميعها…
اسرعت باخراج مقص من حقيبتها كانت قد اتت به من منزل شقيقتها و اتجهت نحو المفارش اخذت تخرج الملاءت الخاصة بالفراش وتمزقها بغل بالمقص الذي بيدها حتي اصبحوا خرقات بالية ممزقين القت بهم علي الارض فوق الزجاج…
هتفت بحدة من بين اسنانها و هي تبحث بعينيها بين حطام الاشياء
=البت دي حاطه هدومها فين مش لاقيها…مخبياها فين
اخذت تبحث عنها لكنها لم تعثر عليها لتظن بانها لم تقم بشراء ملابس بعد لتستمز بتمزيق و تدmير باقي الاشياء…
و بعد انتهائها وقفت بمنتصف الغرفة تلهث بعنف محاولة التقاط انفاسها المتلاحقة ممسكة بين يديها بالمقص بينما عينيها تمر برضا و فرح علي ارضية الغرفة الممتلئة بجهاز عرس صدفة المدmر بأكمله..
=كده كله بقي تمام…
لتكمل بتشفى و ابتسامة واسعة تملئ شفتيها
=يا فضحتك اللي هتبقي بجلاجل وسط الناس لما راجح الراوي يجي بالعربيات و متلقيش طبق واحد تخرجى به من بيت امك…
ثم اختطف حقيبتها من علي الارض مغادرة الغرفة مواربه الباب كما كان من ثم غادرت المنزل سريعاً قبل قدوم احد و يراها هنا فهي ستظل بمنزل شقيقتها حتي يأتي متولي لأخذها بنفسه من هناك حتي تبعد الشبهات عنها…
. بعد عدة ساعات…

هتفت ام محمد بانفس متثاقلة وهي تصعد الدرج خلف صدفة ناكزه اياها في ظهرها
=يابت افردي بوزك يخربيتك..ده منظر عروسة عزالها النهاردة و بكره فرحها الناس هتقول ايه…

قاطعتها صدفة بحده و هى تستمر بصعوظ الدرج المؤدي لشقة والدتها
=حاضر هفرد و شي و هقوم ارقص بلدي كمان علشان هتجوز راجح الراوي اللي انا دبسته في جوازتى بعد ما اتبليت عليه وحالف يمين تلاتة انه يطلع عينى و عين اللي جابوني كمان

همهمت ام محمد بصعوبة من بين لهاثها اثر صعودها الدرج
=يا بت ما انا عارفة كل ده و عذراكى و الله..بس كل اللي يقابلك و احنا في الطريق و يبـ.ـاركلك يلاقي بوزك مترين قدامك يسألني في ايه اقوم متحججلهم بان اشجان قرفاكي …
لتكمل بينما تراقب صدفة و هي تضع المفتاح بباب الشقة
=و بيني وبينك محدش لحد دلوقتي مستوعب انك هتتجوزي راجح الراوي..مش عارفة المواكيس عايزين ايه اكتر من انكوا كتبتوا الكتاب و الفرح كمان بكرة….

اطلقت صدفة ضحكة ساخرة بينما تفتح الباب
=قوليلهم سحرتله و عملتله عمل سفلي و حطتهوله في ساندوتش الطعمية و جبته علي بوزه…

دفعتها ام محمد بحدة في كتفها ضاحكة
=يا بت اتهدي يخربيتك…
لتكمل هامسة و هي واقفة علي مدخل الشقة مترددة بالدخول
=بت اوعي متولي جوز امك يكون هنا الراجـ.ـل ده جـ.ـسمي كله بيقشعر لما بشوفه…..

شبكت صدفة ذراعها بذراع ام محمد جاذبة اياها للداخل
=لا متخفيش مادام الانوار مطفية يبقي مش هنا ولا الحربوئة مـ.ـر.اته…..
لتكمل بسـ ـخـــريــة وهي تتجه نحو الغرفة التي تخزن بها جهازها
=تلاقيه مستني عربيات النقل اللي راجح باشا هيبعتها علشان تنقل العزال و المنيـ.ـلـ.ـة مـ.ـر.اته تلاقيها عند ….
لكنها ابتلعت باقي جملتها مطلقة صرخة مدوية فور فتحها الباب و رؤيتها للدmار الذي حل بالغرفة فقد كان جميع جهاز عرسها الذي ظلت تجمعه هي و والدتها طوال السنين الماضية كان متناثر علي ارضية الغرفة و قد اصابه الدmار تماماً كما لو اعصار قد حل عليه..
لطـ.ـمـ.ـت ام محمد التي كانت تقف خلفها علي وجهها شاهقة بفزع و صدmة فور رؤيتها لهذا المشهد هي الاخري
بينما اندفعت صدفة لداخل الغرفة غير ابهه بشظايا الزجاج المتناثر علي ارضية الغرفة تلملم بيدها بقايا جهازها من فوق الارض و عقلها لا يستوعب ما تراه عينيها… امسكت باحدي المفارش الممزقة ترفعها بيدها تتطلع اليها باعين يملئها الذهول و الصدmة لتنفجر باكية بشهقات ممزقة فور تذكرها ان والدتها من قامت بشراء هذا المفرش لها قبل وفاتها مباشرة اخذت تبكي بهستيرية بينما عينيها تمر بحسرة علي جهازها الذي اصبح مجرد خرق بالية وقطع من الزجاج…
انهارت علي الارض داخله في نوبة من البكاء الهستيرى لاطمه وجهها وهي تصرخ بألــم و حسرة
اندفعت نحوها ام محمد تمسك بذراعيها ترفعها منها وهي تهتف بخــــوف من ان تجـ.ـر.حها شظايا الزجاج
=قومي …الازاز هيعورك قومي…

ارتمت صدفة بين ذراعيها باكية هامسة بصوت مرتحف متألــم
=شقا عمري..و عمر امي راح…

اخذت ام محمد تربت علي ظهرها بحنان محاولة تهدئتها باكية هي الاخري عاجزة عن قول شئ يخفف عنها فما الذي يمكن ان يخفف عنها مصيبتها تلك….

دلف الي الغرفة متولي الذي وصل للتو الي المنزل و هو يهتف بحده
=ايه الصويت ده في ايه……
لكنه ابتلع باقي جملته يتطلع بصدmة للغرفة المتدmرة بينما غمغمت اشجان من خلفه التي وافقت علي العودة معه الي المنزل هذه المرة بعد ان حققت هدفها
=خير يا ولاد في ايه…ايه الصويت ده…؟
لتكمل شاهقة بمبالغة ضاربة يدها علي صدرها متصنعة الصدmة
=يالهووي …ايه اللي حصل للعفش…

انتفضت صدفة واقفة هاتفةبشراسة و هي تندفع نحوها تقبض علي شعرها بيديها الاثنين جاذبه اياه بكامل قوتها
=بقي مش عارفة ايه اللي حصل للعفش يا حرباية……

اخذت اشجان تصرخ محاولة دفعها بعيداً لكن ابت صدفة تركها حيث تشبثت يديها بشعرها اكثر جاذبة اياه بقوة مما جعل اشجان تصرخ بهسترية..
=الحقني…الحقني يا متولي..
اندفع متولي نحو صدفة ممسكاً بذراعها يجذبها بعيداً لكن ليس بكامل قوتها حيث وجدها فرصة حتي يتشفى باشجان…
لكنه اضطر بالنهاية جذب صدفة بعيداً عنها عنـ.ـد.ما اصبح صراخ اشجان مرتفعاً بشكل هستيرى مما قد يجمع الجيران عليهم…
نجح اخيراً بابعاد صدفة عنها لكن بعد ان اخرجت بعضاً من شعرها بيدها…

اختبئت اشجان خلف ظهر متولي صارخة بانفعال و خــــوف عنـ.ـد.ما حاولت صدفة الهجوك عليها مرة
=الحقنى يا متولي البت شكلها اتجننت…

صرخت صدفة بشراسة و هي تحاول بضراوة تجاوز متولي الذي وقف حاجزاً بينهم
=اتجننت انتي لسه شوفتي جنان…دmرتيلي شقا عمري يا مفترية منك لله…
قبض متولي على ذراعها هاتفاً بغـــضــــب و هو يدفعها بقوة الي الخلف مما جعلها تترنح متعثرة حتي كادت ان تسقط علي الارض لولا اسرعت ام محمد باسنادها بها من الخلف
=ما تتلمي بقي يا بت..ايه محدش مالي عينك هتمدي ايدك عليها تانى …

ضـ.ـر.بت صدفة يديها ببعضها البعض وهي تهتف بحده و عينيها محتقنة كالدmاء
=بتشطر عليا انا و عاملي فيها راجـ.ـل…روح اتشطر عليها اللي عملاك مهزئة بين الخلق..ده انت مداس في رجلها…

صفعها متولي علي وجهها بقوة هاتفاً بشراسة وهو يقبض علي شعرها يجذبه بعنف
=مين ده اللى مداس انا راجـ.ـل غـ.ـصـ.ـب عنك وعن اهلك يا بـ.ـنت الكلـ.ـب….
ليكمل وهو يزيد من جذبه لشعرها بقسوة
=ايه محدش مالي عينك طايحه في الكل..تضـ.ـر.ب في ده شوية و تشتمى ده شوية….
تدخلت بينهم ام محمد جاذبة اياها من يده قائلة بتلعثم وخــــوف
=وحد الله يا عم متولي هي متقصدش هي محروقة علي عفشها اللي باظ….
لتكمل وهي تنظر بحدة نحو اشجان التي كانت ترتسم علي شفتيها ابتسامة ملتوية
=و بصراحة بقى كده مفيش غير مراتك اللي عملت كدة في الحاجة…..

شهقت اشجان واضعة يدها حول خصرها وهي تهتف بحدة
=حاجة ايه يا عمر اللي بوظتها هو انا كنت هنا اصلاً ولا هو رمي بلا….
لتكمل بصوت رقيق متصنعة البرائة واضعة يدها فوق صدر متولي
=قولهم يا متولي..انا كنت فين طول الاسبوع اللى فات…مش انا كنت غـــضــــبانة عند اختي من بعد مشكلتي مع المحروقة دي وسيبتلك البيت و مشيت و مرجعتش الا معاك النهاردة علشان بس قولتلي ان نقل عزالها النهاردة و مينفعش نسيبها لوحدها مش كدة…

اومأ متولي قائلاً بخشونة مؤكداً علي كلمـ.ـا.تها
=حصل…وانا و هي لسه داخلين البيت حالاً…يبقي عملت كل ده امتي….

قاطعته صدفة قائلة ببكاء مرير و حسرة
=منكوا لله …حسبي الله و نعمة الوكيل فيكوا…اشوف فيكوا يوم…

اندفع نحوها متولي و هو يزمجر بخشونة و قسوة
=ما تلمي لسانك بقي با بـ.ـنت الرفدي ما تخلنيش امد ايدي عليكى……
اسرعت ام محمد بجذبها بعيداً عنه بخــــوف و هي تتمتم بـ.ـارتباك و هلع
=خلاص يا عم متولي انا ههديها صبرك بس عليها مش كده البت برضو مصدومة….
ثم جذبتها معها للخارج رغم مقاومة صدفة لها لكنها دفعتها لداخل غرفتها مغلقة الباب عليهم لتنهار صدفة علي فراشها تنتحب باكيه بشهقات ممزقة وصورة والدتها الحزينة امام عينيها كما لو كانت تقف امامها…

بعد مرور ساعتين….

فتح متولي باب الغرفة واقفاً بوجهه محتقن و الارتباك مرتسم عليه غمغم بحدة
=بت يا صدفة راجح باشا مستني تحت و معاه العربيات اللي هتتقل العفش هنعمل ايه….

ظلت صدفة جالسة علي فراشها رأسها يستند الي كتف ام محمد تتطلع امامها بصمت دون ان تجيبه متجاهله اياه…
اتخذ عدة خطوات للداخل متحدثاً بتـ.ـو.تر
=بصي انتي هتنزلي تقوليله سقف الاوضه وقع علي العفش و ان كله باظ و ان مفيش حاجة تنقليها وخليه يمشي العربيات اللي تحت دي….
رفعت صدفة رأسها بحدة من فوق كتف ام محمد فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك قائلة بقسوة وعينيها تتطاير منها شرارات الغـــضــــب.
=طيب ما تشملل انت و تنزل تقوله البوقين الهُبل دول اللي ميصدقهمش عيل صغير في اولى حضانة…
لتكمل وهي تمرر عينيها عليه من اعلي لاسفل بنظرات مليئة بالسـ ـخـــريــة والازدراء
=ولا خايف منه و جـ.ـسمك بيرتعش و هتعملها على روحك…..

زمجر متولي بشراسة وهو يندفع نحوها يهم ضـ.ـر.بها
=و رحمة امك ما هخلي عضمة فيكي ساليمة..

انتفضت صدفة واقفة علي الفراش وهي تهتف بحدة مستغلة خــــوف زوج والدتها من راجح لتحتمى به رغم علمها لو ان الامر متروك له فسوف يمزقها هو بيديه بعد ما فعلته به
=طيب مد ايدك عليا كده و انا اصرخ و اصوت و شوف وقتها راجح اللي واقف تحت البيت ده هيعمل فيك ايه لما يسمعني و يعرف انك مديت ايدك عليا …..

تراجع متولي للخلف و قد ظهر علي وجهه الخــــوف ليلتف نحو ام محمد قائلاً بـ.ـارتباك
=شاهدة…شاهدة بـ.ـنت الكـ.ـلب بتهددني به ازاي….
ليكمل بقسوة وهي يندفع خارج الغرفة بغـــضــــب
=انزلي  عـ.ـر.فيه ان مفيش عفش بدل ما يطلعلك هو بنفسه و لو سأل عني هخلي اشجان تقوله اني في الشغل…
شاهدت صدفة هروبه هذا بغـــضــــب هامسة باشمئزاز و هي تبصق خلفه
=ياخي اتفو عليك صحيح راجـ.ـل ندل و وا.طـ.ـي من يومك…

ربتت ام محمد علي ظهرها عنـ.ـد.ما تعالت ابواق السيارات الواقفة اسفل المنزل تعجل اياهم…
=انزلي و  عـ.ـر.فيه اللي حصل..
لتكمل و هي تناول اياها حقيبة الملابس الكبيرة الممتلئة بملابس عرسها التي كانت تخبئها اسفل فراشها….
=خدي شنطة لبسك دي قبل ما الحرباية تشوفها وتعمل فيها حاجة هي كمان وخلي راجح يجيب عربية نقل علي شقتي و ننزل من هناك الحاجات التانيه اللي كنت بتخبيها عندي اي نعم هما مش كتير بس احسن من مفيش….

اومأت لها صدفة بهدوء لتحمل الحقيبة وتهبط لمقابلة راجح المننظر بالاسفل….

༺༺༺༺༻༻༻༻

فور ان هبطت صدفة الي الاسفل اجتاح قلبها غصة قاسية فور رؤيتها سيارة النقل المنتظرة لنقل جهاز عرسها الذي قامت بتدmيره زوجة متولي ادارت رأسها بعيداً لكن ما ان وقعت عينيها علي راجح الذي كان يستند الي سيارته بينما يدخن سيجارة بيده..
شعرت بضـ.ـر.بات قلبها تتسارع بتـ.ـو.تر فقد كان يبدو وسيماً للغاية بقميصه الابيض الذي يظهر عرض كتفيه و صدره العضلي فقد كانت دائماً معجبة به لكن كان دائماً يقــ,تــل اعجابها هذا اسلوبه الفظ معها بكل مرة يراها بها…
اتجهت نحوه بقدmين مرتجفة بعض الشئ حتي وقفت امامه واضعة بجانب قدmيها حقيبة ملابسها ثبتت نظراته عليها باهتمام و هو يدخن بعمق من سيجارته..
اندفعت في الكلام قائلة سريعاً قبل ان تخونها شجاعتها
=مفيش جهاز…….
لتكمل بعصبية تكاد تصل الي حد الهسترية و هي تستخدm الكذبة التي قام بتأليفها متولي حيث لا يمكنها اتهام اشجان فلن يصدقها خصوصاً انها اثبتت انها لم تكن بالمنزل طوال الاسبوع المنصرم
=العفش اللي في الاوضة كله اتكـ.ـسر سقف الاوضة وقع عليه اصل كانت الرطوبة واكلاه..

انخفض صوتها ببطئ عنـ.ـد.ما رأته ينظر اليه بصمت دون ان يبدى اي ردة فعل كلامها اخذت تنظر اليه بتغين متسعة بالارتباك بينما تلوى اصابعها يدها بتـ.ـو.تر…
جذب راجح نفساً عميقاً من سيجارته التي كانت لازالت بين يديه قبل ان يعتدل في وقفته فجأة و يقترب منها حتي اصبح لا يفصل بينهم سوا عدة بوصات قليلة قائلاً بصوت حاد
=هو انا مش جيت في الاول وقولتلك مش عايز منك جهاز او عفش و ان الشقة جاهزة من كله..و انتى اللي قولتي لا انا عفشي يطلع من بيت امي زي باقي كل البنات حصل و لا لاء..؟

اومأت برأسها بالموافقة فهذا ما حدث بالفعل…
انتفضت في مكانها بفزع عنـ.ـد.ما عنـ.ـد.ما زمجر بقسوة و هو يلقى السيجارة من يده علي الارض مقترباً منها حتي اصبح لا يفصل بينهم سوا بوصات قليلة حدقت فى وجهه بخــــوف من لهيب الغـــضــــب الذى يلتمع بعينيه
=يبقي لازمته ايه تكدبى و تألفى الفيلم العربي اللي عملاه دلوقتى ده و اجيب في عربيات و امشي عربيات…
ليكمل بقسوة لاذعة و الاشمئزاز يسيطر علي نظراته عليها
= انتي ايه معجونة بمية كدب… كل حاجة في حياتك كدب في كدب…

شهقت صدفة بصدmة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك فقد كان يظن انها تكذب عليه و انه لم يكن يوجد اي جهاز عرس من اساس هتفت بـ.ـارتباك بينما تتراجع بقوة للخلف بعيداً عنه
=انا مش كـ.ـد.ابة و لا انا بعمل افلام…ولو مش مصدقني اطلع معايا افرجك الاوضة المليانة بحاجتي المكـ.ـسرة….

قاطعها بحدة رافعاً يده بوجهها كاشارة علي ان تصمت
=مـ.ـا.ت الكلام…انا لا طالع و لا نازل…..
ثم التف الي سائق سيارة النقل المنتظر بجانب سيارته رافعاً يده اليه كأشارة هاتفاً بصوت مرتفع حتي يصل الي مسمعه
=معلش يا عم محمود ارجع للمخزن بس حسابك زي ما هو عندي ….

اسرعت صدفة بالامساك بيده المرتفعة تلك قائلة بلهفة
=لا متخلهوش يمشي في حاجات ليا في بيت ام محمد هنروح نجيبها من هناك…..
لكنها ابتلعت باقي جملتها عنـ.ـد.ما رأت عينيه مسلطة للأعلى لتنتبه الي يدها الممسكة بيده بقوة مما جعل خديها يحترقان بالخجل نفضت يدها بعيداً عنه بـ.ـارتباك
بينما تنحنح راجح بخشونة قبل ان يغمغم بحدة
=انا مش هروح في حتة عايزة تروح روحي انتي معاه..كفاية اني جيتلك لحد هنا زي اي عريس اهبل مضحوك عليه..
ليكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة بينما يتجه نحو باب سيارته
=بعدين مش يمكن لو روحنا عند ام محمد نلاقي العفش اللي هناك سقف الاوصة وقع عليه هو كمان..

اشتعلت نيران الغـــضــــب بصدرها من اهانته تلك هتفت بغـ.ـيظ من خلفة مسددة نحوه نظرات قـ.ـا.تلة
=روح ربنا يخدك يا بعيد…
اغلق راجح بعنف باب السيارة الذى كان قد فتحه ملتفاً عائداً اليها مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر و وجهها يرتسم عليه الارتباك و الخــــوف قبض علي ذراعها يعتصره بقوة مزمجراً من بين اسنانه المضغوطة بقسوة
=لسان اهلك ده لو متلمش هقطعهولك و خلي حسابك معايا يتقل كمان..
دفعها للخلف بحدة و هو يغمغم بازدراء زجراً اياها بنظرات يملئها الاحتقار و الغـــضــــب قبل ان يلتف عائداً الى سيارته مرة اخرى..
=جتك ستين نيله في شكلك عيله تسد النفس….

اندلعت نيران الغـــضــــب داخل صدفة التي لم تعد تستطع تحمل اهانته المستمرة لها…
اعماها غـــضــــبها الذي كان اشبه بالاعصار بداخلها اخذت تتلفت حولها بعصبية بحثاً عن شئ تضـ.ـر.به به لتنحني سريعاً و تلتقط احدى الاحجار من الارض و ما ان رفعت يدها عالياً تهم القائه به… التف نحوها فجأة دون سابق انذار و شاهد ما تنوي فعله مما جعل يدها التي تمسك بالحجر تتصلب بالهواء…
اسرعت بخفض يدها التي اخذت ترتجف عنـ.ـد.ما رأته يعود اليها مرة اخري راقبته باعين متسعة ممتلئة بالذعر بينما يتقدm نحوها بخطوات بطيئة متمهلة لكن ما بث الرعـ.ـب بداخلها الغـــضــــب و الشراسة المرتسمان علي وجهه مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر لكنه وقف امامها مباشرة و تعبيرات وحشية مرتسمة على وجهه
قابضاً علي يدها الممسكة بالحجر قائلاً بحدة لاذعة
= عايزة تضـ.ـر.بينى… مش قولتلك حسابك بيتقل….
ليكمل وهو يشير برأسه بحده نحو الأفراد الذين يملئون الشارع
= عايزة تفضحينا وسط الناس…طيب كنت اعمليها و انا و دينى لكنت اقلب فرحك لمـ.ـيـ.ـتم اسود علي دmاغك…..

قاطعته صدفة قائلة بـ.ـارتباك و هى تهز كتفيها ببرود بعكس الخــــوف الذي يعصف بداخلها فلا تصدق ان غـــضــــبها قد سيطر عليها و كادت ان تضـ.ـر.به بحجر وسط شارع ممتلئ بالناس فقد كان يمكن ان يقــ,تــلها وقتها دون ان يتردد للاحظة واحدة
=و انا عملت ايه يعني….
لتكمل كاذبة و هي تشير نحو قطة تقف خلفه بعدة امتار قليلة كما لو اتت لانقاذها من موقفها المحرج هذا
=انا …انا كنت بهش القطة….
لم يلتف راجح لكى ينظر الي تلك القطة التي تشير اليها فقد كان يعلم انها كاذبة قبضت اصابعه علي فمها يغلقه بقوة وهو يزمجر غاصباً
=هو انتي مبتفتحيش بوقك ده الا علشان تكذبى وبس…
ليكمل و هو يزيد من ضغط يده الاخرى علي يدها التي لاتزال ممسكة بالحجر مما جعله ينغرز براحة يدها بقسوة مما جعلها تتأوه متتألــمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره ليدها هامساً بصوت حاد مليئ بالوعيد
=عايزك تدعي كل ليلة من هنا لحد يوم الفرح ان ربنا يقويكي علي ايامك السودا الجاية….
ثم تركها ملتفاً الي سائق السيارة النقل معطياً اياه تعليمـ.ـا.ت بان يأخذها لبيت ام محمد ثم اتج نحو سيارته لكنه توقف مستديراً نحوها مرة اخري مخرجاً من جيبه 5 الاف جنية كانت المتبقية من مال الجمعية الذي قبضه و انهى به فرش شقته…
التف اليها ممسكاً بيدها واضعاً بها المال مغمغماً سريعاً
=امسكى دول خليهم معاكي علشان لو احتجتي حاجة قبل الفرح.. وفلوس الفستان و الكوافير هبعتهالك بليل مع مصلحي…

نفضت يدها بعيداً رافضة اخذ المال منه و هي تهمهم بـ.ـارتباك و قد اشتعل وجهها بخجل
=لا مش عايزة حاجة….
امسك يدها مرة اخري واضعاً المال بها قائلاً بحزم
=امسكى الفلوس بقولك…انتى خلاص بقيتى ملزومة منى بعدين متنسيش ان انا قعدتك فجأة من شغلك و اكيد في حاجات محتاجة تجبيها…
ليكمل و هو يشعر بالذنب من سخريته السابقة بها فقد كانت فتاة يتيمة تعيل نفسها فكيف كانت ستأتي بكل هذا الجهاز الذي كان يكلف مبلغ وقدره لا يقدر عليه الرجـ.ـال نفسهم الذين يجهزون بناتهم…
=و عايزك متقلقيش الشقة جاهزة من كل حاجة..مش لازم تجيبي حاجة…

احمر خدييها بشـ.ـدة هامسة بانفعال شاعرة بانها قليلة للغاية امامه
=علي فكرة انا شايله حاجات كتير برضو عند ام محمد…
لتكمل بحدة و هي تشير الي عربة النقل
=و ان شاء الله هملى العربية.. يعني متحسسنيش بقى انك بتتصدق و لا بتعطف عليا يعني ولا حاجة..

زفر راجح بحنق وهو يهز رأسه عالماً بانه لا يوجد امل معاها مغمغماً يحدث نفسه بينما يعود الي سيارته
=كـ.ـد.ابة.. و دبش و لسانها طويل كل ده اكتشفته في اقل من اسبوع اومال لما اتنيل اتجوزها هكتشف ايه تاني….

بينما وقفت صدفة تراقب سيارته وهي تبتعد باعين ملتمعة بالدmـ.ـو.ع و هي تقبض بقوة علي المال الذي بيدها داعية علي اشجان التي و ضعتها بهذا الموقف المذل..

༺༺༺༺༻༻༻༻

بيوم الزفاف…..

وقفت صدفة بنهاية رواق محل الكوافير و هي ترتدي فستان زفافها المتواضع التي اخترته من احدي المحلات الشعبية الرخيصة ممسكة باطرافه بين يديها صارخه بحدة بسحر مالكة الكوافير و التي كانت جارتها في ذات الوقت
=بقولك ايه يا بت يا سحر ابعدي عني احسنلك……

وقفت سحر بعيدة عنها بعدة خطوات تحاول بيأس اقناعها بجعلها تزين وجهها..
=يا بت اتهدي يخربيتك هتحطي لنفسك ازاي بس انتي عمرك مسكتي قلم روچ في ايدك علشان عايزة تحطي مكياج فرحك بنفسك….
لتكمل و هي تتحرك نحوها بتمهل
=بصي هخلص في ثواني…و هتطلعى من تحت ايديا بدر منور….
هتفت صدفة بعناد و هي تركض للجهة الاخري من الغرف محاولة الهرب منها وهي لازالت تصر علي رأيها حيث كانت لا ترغب بتجميل نفسها و هدm صورتها البشعة لدى راجح
=و رحمة امي ما في ايد هتتمد في وشي غير ايدي انا..

توقفت سحر بمكانها مغمغمة بحدة ولازالت الصدmة تسيطر عليها فمنذ ان رأت صدفة بعد ان غسلت وجهها من تلك الاشياء الغربية التي تضعها تكاد تجزم انه لو لم تقم بغسل وجهها امامها لكانت اعتقدتها شخصاً اخر فقد كانت ذات جمال خلاب تخـ.ـطـ.ـف الانظار بوجهها المستدير و خدييها الممتلئين و جمال بشرتها الكريمية البيضاء التي تعاكس تماماً اللون الغامق الرمادى لبشرتها التي اعتادت ان تراها به لا تعلم لما تفعل تلك الاشياء الغريبة بوجهها كما لو كانت تتقصد تقبيح نفسها
=مش هت عـ.ـر.في تحطي لنفسك اسمعي مني…..

هزت صدفة رأسها بالرفض عاقده ذراعيها اسفل صدرها بعناد…
اقتربت منها ام محمد مغمغمة بصوت منخفض محاولة اقناعها بهدوء فقد كانت تعلم انها خائفة من ان تتجمل وتظهر جمالها و انها ترغب بوضع المكياج لنفسها حتي تقوم بتقبيح نفسها و تخفي جمالها الخلاب الذي لا يعلم احد عنه سواها حيث رأتها عدة مرات بدون تلك الاشياء الغريبة التي تضعها على وجهها..
=استهدي بالله يا صدفة…و خلي سحر تعملك المكياج و بلاش اللي في دmاغك ده مينفعش النهاردة…
لتكمل بهمس حتي لايصل صوتها الي مسمع سحر
=ياختي بينى جمالك اللي انت دفناه بالحيا ده طول عمرك و حجتك بانك تحمي نفسك من الرجـ.ـا.لة مبقتش لها لازمة خلاص بعد ما بقيتي في عصمت راجـ.ـل ومش اي راجـ.ـل لا ده راجح الراوي….

قاطعتها صدفة وهي تتمسك بطرف فستانها بقوة
=اهو سي راجح بتاعك ده اللي عايزة احمي نفسي منه دلوقتى….
حدقت بها ام محمد بصدmة هامسة
=تحمي نفسك من مين…يا بـ.ـنت الهبلة انتي اتجننتي ده جوزك علي سنة الله و رسوله…
ادارت صدفة عينيها بسـ ـخـــريــة مما جعل ام محمد تبتعد عنها مغمغمة بحنق و ضجر
=سبيها براحتها يا سحر خالينا نخلص في يومنا ده العريس زمانه علي وصول.. دي عيلة تشل

تنهدت سحر باستسلام مشيرة نحو المقعد الذي امام
=قعدي ياختي المكياج كله قدامك اهو شوفي هتعملى ايه خالينا نخلص…

جلست صدفة علي المقعد الذي امام المرأة و اخذت تتطلع عدة لحظات طوال بحيرة و ارتباك للأدوات الكثيرة المنتشرة امامها علي الطاولة فمعظمها لا تعلم ما هي و فيما تستخدm تنهدت بحدة قبل ان تتناول علبة بودرة الخاصة بالوجه وتنشرها علي وجهها بعشوائية لكنها كانت درجة اغمق بكثير من لون بشرتها البيضاء مما جعل سحر تهتف ممسكه بيدها
=بتنيلى ايه دي مش لون بشرتك هتغمقي نفسك…

نفضت صدفة يدها بعيداً وهي تجيبها
=مالكيش دعوة انا عارفة انا بعمل ايه….بعدين دي الدرجة اللي انا متعودة احطها علي طول….

غمغت سحر بـ.ـارتباك و هي تكاد ان تجن بسبب ما تفعله بوجهها
=انتى مـ.ـجـ.ـنو.نة يا بت انتى.. الناس بتحط البودرة علشان تفتحهم مش تغمقهم…..

ربتت ام محمد فوق كتف سحر قائله بحدة بينما تتطلع نحو صدفة بغـــضــــب وحسرة في ذات الوقت
=متتعبيش قلبك معاها…دي واحدة عدوة نفسها بعدين مصدومة اوي من لون البودرة اصبري لما تشوفي باقي البلاوي اللي هتعملها في نفسها

ابتست صدفة مرسلة لها قبلة بالهواء مغـ.ـيظة اياها مما جعل ام محمد تزفر بغـــضــــب و هي تشيح بوجهها بعيداً

جلست سحر مرة اخري بمكانها وهي تغمغم بخبث
=بس مقولتليش يا بت يا صدفة ليه مش هتعملوا فرح وهتستكفوا بزفة عربيات…لا مؤاخذة يعني لما راجح الراوي ميعملش فرح اومال مين هيعمل ده الكل كان متخيل يوم ما يتجوز هيعمل فرح ب4 ليالي يتحكى عنها الحي كله…

ظلت صدفة تتصنع الانشغال بتوزيع البودرة علي وجهها حتي تمنح نفسها فرصة لايجاد كذبة مناسبة تستطيع اقناعها بها لتنجح بايجادها علي الفور كعادتها في تأليف الكذبات للخروج من المآزق التي تواجهها فقد علمها خــــوفها من زوج والدتها وتعسفه معها الكذب لكي تتجنب غـــضــــبه…
=اصل خال ام راجح اتـ.ـو.في من اسبوع….
لتكمل كاذبة وهي تمضغ العلكه التي بفمها و هي تدرك بان كلمـ.ـا.تها تلك ستنقلها سحر الي جميع من بالحارة فقد كانت معروفة بنقلها الكلام بين الناس
=مش عايز اقولك يا بت يا سحر راجح اصلاً كان حاجزلنا قاعة في فندق كبير بس لما خال امه مـ.ـا.ت لغي الحجز و قالي مينفعش علشان امه متزعلش و اهله امه اللي في الصعيد كمان فهنستكفى بزفة عربيات من الكوافير لحد البيت حاجة علي الضيق كده هنعمل ايه نصيبنا بقي….

اصدرت سحر صوت بفمها يدل علي التعاطف الكاذب مغمغمه
=اممممم حظك ياحبيبتي معلش…بس مش مهم انتي برضو واقعه واقفة متجوزة كبير الحي كله امـ.ـو.ت واعرف وقعتيه ازاي يابت…

هزت صدفة كتفيها قائلة بدلال مغـ.ـيظه اياها فقد كانت تعلم انها تراها اقل بكثير من راجح مفكرة كيف لهذه النكرة ان تتزوج شخص كراجح الرواى
=الحب…وعمايله بقي راجح كان بيمـ.ـو.ت فيا و طلب ايدي اكتر من مره بس انا كنت بتقل عليه……
فتحت سحر فمها بصدmة فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك بينما اخذت ام محمد الجالسة بالخلف تضحك بصوت منخفض مما جعل صدفة تزجرها بغـــضــــب قبل ان تلتف مرة اخري تنظر بالمرآة وهي تمسك بيدها قلم احمر شفاه فاقع اللون
=بقولك ايه يا بت يا سحر بطلي رغي بقي و خاليني اخلص..
ثم اخذت تضع علي وجهها كل ما تقع يدها عليه غير ابهه بتنسيق الألوان فكل ما يهمها هو جعل راجح ينفر منها..
و ما ان انتهت استدارت اليهم قائلة بهدوء وهي تحاول التحكم بالابتسامة التي تتلاعب علي شفتيها فقد كاوا واقفين فاغرين الفم والصدmة مرتسمة علي وجههم
=ايه رأيكوا…؟!

اخذت سحر تمرر عينيها المستعه بالصدmة علي وجهها الذي كان يبدو كالبلايتشو فقد رسمت حاجبيها بشكل سميك بالكحل الاسود كما هي معتادة واضعة احمر شفاه فاقع ملطخ بعض الشئ يتنافي تماماً مع لون بشرتها الغامقه بشـ.ـدة بسبب البودرة التي وضعتها علي وجهها كما وضعت فوق عينيها لون اخضر فاتح للغاية راسمة عينيها بالكحل الاسود ولونت وجنتيها ببقعتين حمراء فعلتهم بقلم حمرة الشفاة وانهت كل هذا برسمها بقلم الكحل الاسود نقطتين واحدة فوق فمها و اخرب علي ذقنها لتبدو كوشمتين لكن قبيحتين الشكل…
فتحت سحر فمها اكثر من مرة تحاول التحدث لكنها فشلت..
عاجزة عن قول شئ
تعالي صوت الحاد و الرافض لأم محمد التي كانت ترمق صدفة بعينين تلتمع بالغـــضــــب.
=اقول ايه حسبي الله و نعمة الوكيل فيكي يا شيخة….
لتكمل بأسف و هي ترمق مظهرها البشع هذا
=قلب امك يا بني ..ده انتي هتصرعي امه بشكلك ده…

ابتسمت صدفة ملاعبة حاجبيها السمكين المرسرمين باللون الاسود و هي تهز جسدها مغـ.ـيظة اياها
=لا هيعجبه ياختي متحشريش نفسك انتي بس….

ابتلعت باقي كلمـ.ـا.تها عند دخول احدي مساعدات سحر
=ابلة سحر…العريس واقف برا مستني….

اسرعت ام محمد بالامساك بصدفة من ذراعيها هاتفه بهلع يتخلله الرجاء
=وحياة امك لتمسحي وشك وتخلي سحر تحطلك مكياج هادي…..
تراجعت صدفة للخلف منتزعه نفسها من بين يديها هاتفة بمرح
=بتقولك العريس برا….مفيش وقت…
ثم امسكت فستانها بين يديها
مسرعة للخارج و هي تهمس
=استعنا علي الشقا بالله…
بينما هتفت ام محمد من خلفها
=خليه يقرا المعوذتين طيب…

༺༺༺༺༻༻༻༻

وقف راجح بالبهو الخاص بالكوافير ينتظر عروسه وهو يتطلع بنفاذ صبر الي ساعته فقد كان يرغب بأخذها و الذهاب الي المنزل سريعاً حتي ينهي هذا اليوم..
كما كان يشعر بثقل بقلبه يجعله يرغب بالاسراع وانهاء كل هذا فطوال الاسبوع المنصرم لم تكف والدته عن رجاءه بان يصرف نظره عن هذه الزيجة محاولة معه بكل الطرق لكي تجعله يغير رأيه لتبدأ ببكاء هستيري بليلة امس فور ان عقد قرانه علي صدفة بمسجد الحي رافضة الحضور او التحدث اليه كما تركها بالمنزل رافضة الحضور معه لاحضار عروسه…
حتي انها رفضت ان يحضر اشقاءه..
خرح من افكاره تلك علي صوت الزغاريط الذي تعالى من احدي ارجاء المكان دلالة علي خروج العروس رفع رأسه ينظر الي باب الغرفة المتوقع ان تخرج منها…
لكن ما ان رأها تخرج من الغرفة تراجع الي الخلف بفزع و تعثر مما جعله يصطدm بقوه بصديقه تـ.ـو.فيق الذي كان يقف خلفه مما جعله يسقط علي الارض
لكن راجح لم يعيره اهتماماً حيث وقف متجمداً بمكانه عينيه المملوءة بالصدmة مثبتة علي تلك الواقفة امامه ترتدي فستان عرس ابيض فضافض للغاية ملئ بالورود البشعة و الأحجار الضخمة فقد كان اشبه بزي مناسب لحضور حفل تنكري سخيف..مرت عينيه علي فستانها هذا حتي وصلت الي وجهها الذي كان كارثة كاملة فقد كانت تضع علي وجهها الوان مختلفه تشبه المهرج و حاجبيها المرسومان بلون اسود اشبه لحبر الاقلام….
تشـ.ـددت قبضتيه بجانبه فور سماعه صديقه الذي نهض من فوق الارض و عينيه مسلطة علي صدفة يضحك بصوت منخفض مما جعله يستدير اليه يزجره بشراسة جعلته يصمت في الحال….
اتجه نحوها راجح قابضاً علي ذراعها هامساً بغـــضــــب من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=ايه القرف اللي انتي منيالاه في خلقتك ده….

رفعت صدفة وجهها اليه مبتسمة وهي ترفرف برموشها
=ايه عجبتك..؟!
اشتدت يده القابضة علي ذراعها وهو يهمس بقسوة و غـــضــــب
=البلايتشو مبيحطش كمية الدهان اللي انتي حطاه علي خلقتك ده….

اتسعت ابتسامة صدفة قائلة بغــــرورو هي تشير الي وجهها بيدها
=ليلة العمر بقي قولت اصرف و اكلف…و مستخسرش حاجة في نفسي حاجة…
من خلفهم سمعوا تـ.ـو.فيق صديقه ينفجر ضاحكاً بصوت مرتفع هذه المرة مما جعل راجح يضغط علي ذراعها بقوة مزمجراً بغـــضــــب
=كسفتينا روحي اللهي يكسفك….

اندفعت نحوهم سحر هاتفة وهي تشير نحو صدفة
=والله يا راجح باشا انا ماليش دعوة باللي هي عمالاه ده هي اللي اصرت تحط مكياجها بايدها…

غـ.ـصـ.ـب راجح شفتيه ان ترسم ابتسامة واسعة عليها حتي لا يظهر غـــضــــبه
=عارف يا سحر….
ليكمل طابعاً قبلة سربعة علي رأس صدفة
=تسلم ايدك يا حبيبتي طالعة زي القمر….
اطلقت سحر صوت يدل علي صدmتها فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك…
متراجعة للخلف بعيداً عنهم هامسه بصوت منخفض تحدث نفسها
=قمر…!! قمر ايه ؟! ياختي البت باينها سحراله فعلاً ولا ايه زي ما بيقولوا…

امسك راجح بطرحة العرس المعلقة فوق رأسها مما جعلها تهتف بحده مرجعه رأسها للخلف بعيداً عن يده
=بتعمل ايه….؟

امسك راجح بالطرحة مرة اخري قائلاً بحدة
=مسمعش صوت اهلك ده خالص النهارده فاهمة….
ليكمل وهو يخفض الطرحة الشفاف علي وجهها الذي اخفاه اسفله
=ام الزفتة ده متشلش من علي وشك لحد ما نطلع شقتنا مش عايزين نصرع الناس…

قاطعته صدفة قائلة و هي تحاول كتم ضحكتها حتي لا تظهر له مدي استمتاعها من ردة فعله تلك
=من جمالي مش كده…

هز راجح رأسه قائلاً بسـ ـخـــريــة لاذعه بينما يقودها لخارج الكوافير حتي يصعدوا سيارته
=اها من جمالك طبعاً ..
صعدوا سيارتهم لتنطلق خلفهم عدة سيارات مليئة باصدقاء راجح و معارفهم حيث لم تحضر اشجان الغاصبة من ضـ.ـر.ب صدفة لها او متولى الذي بالطبع لم يستطع كـ.ـسر كلمتها…
بدأت زفة السيارات و المتعارفة بمصر خاصة بالمناطق الشعبية حيث تنطلق السيارات بالطريق وهي تطلق زماميرها الاحتفالية مع صوت الاغاني المرتفعة حتي يصلوا الي منزل العروسين.
ظلت السيارات تجوب الشوارع بزماميرها الاحتفالية والاغاني المرتفعة..
حتي وصلوا اخيراً الي عمارة الراوي التي يقع بها شقة راجح الذي هبط من السيارة مساعداً صدفة علي الخروج من السيارة ثم جذبها سريعاً معه الي داخل مدخل البناية…صاعداً الي الدرج بخطوات سريعه جاراً اياها خلفه لكن سمرت قدmيها بالارض رافضه الصعود ومعه وهي تغمغم بحده من اسفل الطرحة التي لا تزال تغطى وجهها
=بتعمل ايه…مش هنسلم علي الناس اللي في العربيات دي…

جذبها بحده من ذراعها وهو يزمجر من بين اسنانه
=بشكلك اللي يقرف ده…ليه عايزه تفضحينا اطلعي…
صعدت صدفة معه و هي تبتسم لكنها غمغمت بغـــضــــب مصطنع
=و هتقولهم ايه بقي ان شاء الله…؟!

اجابها بينما يستمر بالصعود جاذباً اياها معه
= هطلعك و هنزلهم هقولهم..تعبتي ولا حصلك اي مصيبة…
شهقت هاتفة بحدة بينما تحاول جذي ذراعها
=بعد الشر عليا ان شالله اللي يكرهنـ
لكنها ابتلعت باقي جملتها عنـ.ـد.ما شاهدت والدة راجح واقفة اما باب شقتها التي كانت تقع اسفل شقة راجح و من خلفها تقف شقيقتي راجح شهد و هاجر
هتفت نعمـ.ـا.ت بحدة و فزع فور ان وقعت عينيها علي صدفة
=يا نهار ابوكي اسود…..
لتكمل وعينيها تمر بفزع علي الفستان الذي ترتديها صدفة
=ايه الكفن اللي متنيله لابساه ده…

اجابتها صدفة ببرود وهي تمرر يدها علي فستانها
=و ماله الفستان بقي يا حمـ.ـا.تي….

هتفت نعمـ.ـا.ت وهي تزجرها بنظرات حاده
=حمـ.ـا.تك….!!
لتكمل وهي تلتفت نحو راجح الذي كان يزفر بحنق و غـــضــــب
=انت ازاي سيبتها تلبس المصـ يـ بـةاللي هي لابساه دى…

اجابها راجح بحده ونفاذ صبر بينما يجذب صدفة ويهم باكمال صعوده للدرج
=بقولك ايه ياما نبقي نكمل كلامنا ده بعدين انا مستعجل و علي اخري…

لوت نعمـ.ـا.ت شفتيها قائلة بسـ ـخـــريــة و قد اساءت فهم كلمـ.ـا.ته
=علي اخرك..؟!! وبتقولهالي ياخي اتكسف على دmك..عيب ده انا امك….

قاطعها راجح سريعاً بحدة
=ياما اللي مش في دmاغك…
ليكمل باقتضاب و خشونة
=خالينا نطلع و بكره نبقي نشوف حوار الفستان ده……
ظلت نعمـ.ـا.ت تتطلع نحو صدفة بنظرات تملئها الازدراء قبل تغمغم
بحده
=طيب خاليها ترفع الهباب اللي حطاه علي وشها ده خاليني اشوف خلقتها…..
لتكمل تحاول نزع الطرحة من فوق وجه صدفة وهي تسدد ناحيتها نظرة سامة
=مخبية وشك ليه ياختي..خايفة علي جمالك..شيلي الهباب ده خاليني اشوفك….

ابتعدت عنها صدفة مقتربة اكثر من راجح الواقف بجسد متشـ.ـدد واضعة يدها فوق صدره هامسة بصوت رفيع
=مينفعش والله يا حمـ.ـا.تي اصل رجوحتي حالف عليا مبينش وشي علي حد في ليلة فرحنا…بيغير عليا مـ.ـو.تـــ……
انهت جملتها تلك مطلقة تأوه منخفض بسبب الو.جـ.ـع الذي عصف بها عنـ.ـد.ما امسك راجح بيدها التي علي صدره ضاغطاً عليها بقوة مؤلمة وهي يزيحها بعيداً
بينما شهقت نعمـ.ـا.ت بحده وهي تهز شفتيها يميناً و يساراً غافلة عن الحرب الصامتة التي بينهم
=رجوحتك و جمالك …!!
لتكمل موجهه حديثها لراجح
=غيران علي ايه يا قلب امك…ده اعفن بـ.ـنت في الحي كله….

اندفعت صدفة نحوها هاتفة بحدة وقد تحول صوتها الي غليظ حيث اشتعلت نيران الغـــضــــب بداخلها
=لا بقولك ايه احترمى نفسك…….
لكن جذبها راجح من ذراعها بقسوة للخلف بعيداً عن والدته مزمجراً بأذنها بصوت بث الرعـ.ـب بداخلها
=صوتك ميعلاش و الا قسماً بالله اقطعهولك….
ليكمل بقسوة وغـــضــــب مشيراً بيده الي نعمـ.ـا.ت الواقفة بوجه شاحب
=و انتي ياما ادخلي شقتك…خلي الليلة دي تعدي بقي انا زهقت…
اندفعت نحوه نعمـ.ـا.ت بخطوات مترددة محتضنة اياه بين ذراعيها فور ادراكها انها قد تسببت بغـــضــــبه هامسه ببكاء مختنق
=حقك عليا يا قلب امك متزعلش…بس انت عارف اللي فيها..غـ.ـصـ.ـب عني….

ربت راجح علي ظهرها بلطف قبل ان يلتف الي صدفة الواقفة تراقب هذا المشهد و غصة تتكون بداخلها مدركة رفض والدته للزواج منها فهي بالنسبة اليها ليست سوا صدفة بائعة الفول والفلافل التي كانت تجلب لها الفطار كل يوم حتي باب منزلها…
افاقت من شرودها هذا عنـ.ـد.ما امسك راجح بها ودفعها للصعود الدرج امامه حتي وقفوا امام باب شقته التي فتح بابها بمفتاحه الخاص دافعاً اياها للداخل قائلاً بجفاف
=انا نازل اسلم علي الناس اللي لسه واقفة تحت دي…
ليكمل بقسوة وهو يتجه نحو الباب
=عايزك و انتي قاعدة كدة تراجعي في عقلك كل وساختك اللي عملتيها معايا..علشان وقت الحساب قرب…..
ثم تركها وغادر مغلقاً باب الشقة بقوة اهتزت لها ارجاء المكان
تاركاً صدفة واقفة مكانها بجسد مهتز و الخــــوف يعصف بداخلها..
من كلمـ.ـا.ته تلك…

༺༺༺༺༻༻༻༻

بعد مرور ساعة…

كانت صدفة جالسة بفستان عرسها علي احدي مقاعد السفرة ببهو الشقة و عينيها مسطلة علي الباب بترقب وخــــوف تنتظر قدوم راجح…فمنذ ان تركها وهي قابعة بمكانها هذا لم تتحرك خطوة واحدة محاولة نقاومة الخــــوف الذي يعصف بداخلها مطمئنها نفسها بانه لن يقترب منها بعد كل ما فعلته بنفسها فهى قبيحة الان و بأمان منه…
خرجت من شرودها هذا عنـ.ـد.ما سمعت صوت المفتاح يدار بالباب انتفضت واقفة علي قدmيها بفزع عنـ.ـد.ما رأته يدلف من باب الشقة بوجه متجهم..
شعرت برجفة من الذعر تسري اسفل ظهرها عنـ.ـد.ما رأته يتقدm نحوها بخطوات متمهلة.
ابتلعت بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها عنـ.ـد.ما وقف امامها مباشرة بجسده الصخم العضلي الصلب و طوله الفارع..
شاهدت برعـ.ـب يده وهي تمر علي علي ذراعها بلمسات خفيفة هامساً باذنها بصوت اجش خشن
=جاهزة يا عروسة….
تراجعت للخلف بقوة بعيداً عن يده هامسة بـ.ـارتباك وقد بدأ قلبها يعصف بداخلها برعـ.ـب
=جاهزة لأيه بالظبط….
لتكمل بعدوانية بينما تتصنع القوة
=لا بص بقولك ايه…
لكنها ابتلعت باقي جملتها مطلقة شهقة فازعة عنـ.ـد.ما شاهدت شفتيه تقترب من شفتيها بغرض واضح و صريح مما جعلها تلتف حول طاولة السفرة هاربة من امامه و هي تصرخ لتدخل اول غرفة تواجهها والتي ما كانت الا غرفة النوم الرئيسية و ما ان همت بغلق بابها ظهر راجح دافعاً اياه بقوة مما جعل الباب ينفتح علي مصراعيه بسهولة متسبباً بترنح صدفة التي كانت ممسكة بالباب الي الخلف بقوةو سقوطها علي الارض…
زحفت علي الارض بجسدها الي الخلف وعينيها مسلط برعـ.ـب علي راجح الذي كان يتقدm نحوها بخطوات متمهل بينما ينزع سترة بدلته التي القاها باهمال علي الارض تابعت عينيها برعـ.ـب اصابعه التي كانت تحل ازرار قميصه وهو يغمغم بهدوء..
=دلوقتي اقدر فيكي اللي انا عايزه…و مش هيبقى فيه لوم عليا…
شحب وجهها بشـ.ـدة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك ظلت تتراجع بجسدها ا مطلقة شهقة منخفضة و هي تشعر بالارض تميد من اسفلها عنـ.ـد.ما بدأ بنزع قميصه هو الاخر و القاه بجانب سترته علي الارض ليقف امامها بصدره العاري الممتلئ بالعضلات..
ظلت تزحف للخلف علي الارض وعينيها مسلطة عليه بخــــوف همست بصوت لاهث باكي وهي تراه يتقدm نحوها وعلي وجهه ترتسم تعبيرات وحشية
=لو قربت مني قسماً بالله هصوت و هلم عليكي الحي كله….
ابتلعت باقي جملتها مطلقة صرخة ذعر مرتفعة عنـ.ـد.ما انحني عليها حاملاً اياها بين ذراعيه كما لو كانت دmية صغيرة و ليست امرأة ذات جسد ممتلئ..
القاها علي الفراش بحده ثم استلقي بجسده فوقها محاصراً جسدها اسفل جسده الضخم
قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش مثير غير ابه بـ.ـارتجاف جسدها المرتعب اسفله
=و انا عايزك تصوتي..
ليكمل بقسوة وعينيه التي تنطلق منها الشرارت النارية مثبتة بعينيها المحتقنة بالدmـ.ـو.ع
=صوتي زي ما صوتي في المخزن….
اعتصر خصرها بأصابعه بقسوه حتى تأوهت متألــمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=فاكرة يوم المخزن مش كده….

حدقت فى وجهه بخــــوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه هامسة بذعر عنـ.ـد.ما بدأ ينزل الجزء العلوي من فستان عرسها للأسفل
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تزداد من شـ.ـده الخــــوف
=…انت..انت بتعمل ايه…؟!
اجابها بصوت غليظ حاد وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بالقسوة مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=هعمل اللي قولتي اني عملته فيكي في المخزن…..

همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه و هي تحاول دفعه في صدره بضراوة
=هتغتصبني…..
نظر اليها بعينين تلتمع بوحشية وقد ارتسمت ابتسامة متوعدة علي شفتيه جعلت الرعـ.ـب يجمد جسدها اسفله…
شاهدت برعـ.ـب شفتيه التي اصبحت لا تبعد عن شفتيها سوا بوصات قليلة حيث لفحتها انفاسه الحارة علي وجهها مما جعلها تصرخ باعلي صوت لديها طالبة المساعدة.. لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يضغط عليه بقوه كاتماً صراخاتها تلك لتصبح همهمـ.ـا.ت مكتومه
انفجرت صدفة باكية و هي تشاهد التصميم والغـــضــــب يلتمعان بعينيه قبل ان ينحني رأسه نحوها…
ذعر مرتفعة عنـ.ـد.ما انحني عليها حاملاً اياها بين ذراعيه كما لو كانت دmية صغيرة و ليست امرأة ذات جسد ممتلئ..
القاها علي الفراش بحده ثم استلقي بجسده فوقها محاصراً جسدها اسفل جسده الضخم
قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش مثير غير ابه بـ.ـارتجاف جسدها المرتعب اسفله
=و انا عايزك تصوتي..
ليكمل بقسوة وعينيه التي تنطلق منها الشرارت النارية مثبتة بعينيها المحتقنة بالدmـ.ـو.ع
=صوتي زي ما صوتي في المخزن….
اعتصر خصرها بأصابعه بقسوة حتى تأوهت متألــمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=فاكرة يوم المخزن مش كده….

حدقت فى وجهه بخــــوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه هامسة بذعر عنـ.ـد.ما بدأ ينزل الجزء العلوي من فستان عرسها للأسفل
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تزداد من شـ.ـده الخــــوف
=…انت..انت بتعمل ايه…؟!
اجابها بصوت غليظ حاد وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بالقسوة مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=هعمل اللي قولتي اني عملته فيكي في المخزن…..

همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه و هي تحاول دفعه في صدره بضراوة
=هتغتصبني…..
نظر اليها بعينين تلتمع بوحشية وقد ارتسمت ابتسامة متوعدة علي شفتيه جعلت الرعـ.ـب يجمد جسدها اسفله…
شاهدت برعـ.ـب شفتيه التي اصبحت لا تبعد عن شفتيها سوا بوصات قليلة حيث لفحتها انفاسه الحارة علي وجهها مما جعلها تصرخ باعلي صوت لديها طالبة المساعدة.. لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يضغط عليه بقوه كاتماً صراخاتها تلك لتصبح همهمـ.ـا.ت مكتومه
انفجرت باكية و هي تشاهد التصميم والغـــضــــب يلتمعان بعينيه قبل ان ينحني رأسه نحوها…
و يطبق بشفتيه علي شفتيها بقوة…
اصدرت صدفة تذمر حاد وهي تضـ.ـر.به بيديها في صدره عدة ضـ.ـر.بات متتالية محاولة دفعه بعيداً شاعرة بالرعـ.ـب يدب في اوصالها لكنه قبض علي يديها حاجزاً اياها فوق رأسها بينما لايزال يلتهم شفتيها بنهم..و قد صدmته المشاعر التى عصفت به ما ان لامست شفتيه شفتيها التى كانت ناعمة كالحرير…
يينما اخذ جسد صدفة يرتجف بقوة وقد بدأ ذعرها يتحول الي استجابة حيث سرعان ما تبدلت الصدmة الي مشاعر اخري غريبة تسري بانحاء جسدها…
فصل راجح شفتيهم لثوان قليلة حتي يلتقطوا انفاسهم لكنه سرعان ما اطبق علي شفتيها مرة اخري كما لو كان غير قادر علي الابتعاد عنها…
ازداد ضغط شفتيه فوق شفتيها الناعمة بتملك حارق فقد كان عقله شبه مغيب حيث كان غارقاً في المتعة التي هزت كيانه بأكمله رفعت ذراعيها تحيط عنقه تدس يديها بشعره الاسود الحالك تجذب بلطف خصلاته الحريرية مما جعله يعمق قبلته اكثر..لكنه توقف فجأة فور تذكره خطورة ما يفعله…
تفحصها باعين مظلمة حيث كان وجهها محتقن بينما كانت مغمضة العينين تلهث بشـ.ـدة اخذ يتفحصها عدة لحظات بصمت و الصدmة تهز كيانه لا يصدق انه قبلها بتلك الطريقة فلم يكن مستعداً لكم المشاعر التي عصفت به فعنـ.ـد.ما قبلها..قبلها من اجل تخويفها و ارهابها ليس اكثر….
لكنه لم يتوقع ان يهتز عالمه لهذا الشكل…
فتحت صدفة عينيها ببطئ شاعرة بالغـــضــــب والخجل من ذاتها فكيف سمحت لنفسها بان تستجيب لقبلته تلك دفعته في صدره بقوة هاتفه بحدة لاذعه
=ابعد…ابعد عني….
لوي شفتيه بسـ ـخـــريــة مغمغماً بهدوء مصطنع قاصداً التلاعب باعصابها
=ابعد..؟! هو انا لسه عملت حاجة علشان ابعد احنا.لسه بنقول يا هادى…
شاهدت صدفة باعين متسعة بالترقب والخــــوف في ذات الوقت شفتيه وهي تقترب من شفتيها مرة اخري مما جعلها ترفع ساقها وتضـ.ـر.به اسفل بطنه مما جعل يطـ.ـلق سباب بذئ و هو يتراجع للخلف لتنتهز الفرصة و تفر ناهضة من اسفله ركضت نحو نحو باب الغرفة تنوي الهرب للخارج لكن تجمدت قدmيها بمنتصف الغرفة عنـ.ـد.ما سمعت صوته الحاد يهتف اسمها بعنف مكبوت استدارت اليه وهي تصرخ بحده
=عايز ايه من زفتة انـ…….
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخــــوف فور ان حدقها بنظرة حادة اخرستها علي الفور
شاهدته باعين متسعة بالرعـ.ـب و هو يخطو مقترباً منها مزمجراً بشراسة من بين اسنانه
=صوتك مايعلاش…
ابتلعت الغصة التي تشكلت في حلقها بصعوبة و هي تراقب تقدmه نحوها بينما عيناه تشع بالغـــضــــب عليها كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف لتتصدm بعلاقة الملابس المصنوعة من الخشب لتسرع بالامساك بها و دفعها نحوه وهي تهمس بصوت لاهث
=متقربش مني…..
اهتزت يدها الممسكة بعلاقة الملابس عنـ.ـد.ما ظل يتقدm نحوها كما لو انها لم تتحدث و عينيه تضيق عليها و علي وجهه ترتسم تعبيرات وحشية جعلت الدmاء تجف بعروقها…
وعندنا اصبح يقف امامها مباشرة رفعت العلاقة ذات الوزن الثقيل محاولة ضـ.ـر.به بها لكنه كان اسرع منها حيث اطبق علي العلاقة جاذباً اياها من يدها ملقياً اياها بعيداً و هو يزمجر بشراسة
=ايدك دي لو اترفعت عليا تاني انا هقطعهالك….
ليكمل وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها بقسوة مما جعلها تصرخ متألــمة
=ده الرجـ.ـا.لة اللى بشنبات يقف عليها الصقر تخاف بس ترفع عينها فيا تيجي حتة عيلة هبلة زيك و عايزة تضـ.ـر.بني…

تراجعت صدفة للخلف منتزعة نفسها بقوة من بين قبضته القاسية و اتجهت نحو باب الغرفة تنوي الهرب للخارج لكنها توقفت متجمدة عنـ.ـد.ما سمعت صوته القاسي يهتف من خلفها
=لو خطيتي برجلك برا الاوضة قسماً بالله لأكـ.ـسرهالك…

استدارت صدفة اليه هاتفة بحدة و عينيها تنطلق منها شرارت الغـــضــــب رغم الخــــوف الذي يعصف بها لكنها حاولت الا تظهر له خــــوفها هذذا
=هتكـ.ـسرها ازاي يعني ليه هي سايبه…

وقف راجح بمكانه دون ان يجيبها ممرراً عينيه عليها متفحصاً اياها من فستانها الفضافض الذي اصبح ممزقاً من عند الكتف و الرقبة بفعل يديه مما اظهر القميص الاسود ذات الرقبة العالية الذي ترتديه اسفل الفستان وصلت عينيه الي وجهها الملطخ بالانواع المختلفة من الالوان مما جعلها اشبه الي مهرج بسيرك لكن على رغم من كل ذلك عنـ.ـد.ما قبلها لم يرا اي من هذا حيث تفاجئ بكم المشاعر التي ضـ.ـر.بته و عصفت بكيانه..
تنحنح مخرجاً نفسه من افكاره اللعينه تلك و قد ازذاد غـــضــــبه من نفسه لأستسلامه لمشاعره تلك.
التقط هاتفه من فوق الطاولة التي بجانب الفراش مغمغماً بنبرة ذات معني مليئه بالتهديد محاولاً اخافتها اكثر
=هتصل بجوز امك.. يجى يشوف مش عايزة ليه تدينى حقى الشرعى……
لكن و قبل ان ينهي جملته كانت صدفة امامه تحاول جذب الهاتف من يده مما جعله يبعد الهاتف عنها ناقلاً اياه من يد الي يد وهي تتبعه كما القطة الشرسة تحاول خـ.ـطـ.ـفه منه مما جعله يستمتع بتعذيبها بهذا الشكل
ظلت صدفة تحاول خـ.ـطـ.ـف الهاتف منه و الرعـ.ـب يسيطر عليها من ان ينفذ تهديده هذا فزوج والدتها ذو عقل مريـ.ـض قذر و سوف يستنتج اشياء خاطئة اذا اتصل به اخبره هذا..
رفع راجح يده التي تمسك بالهاتف عالياً مما اصبح من الصعب عليها الوصول اليه بسبب قصر قامتها لم تفكر مرتين قبل ان تقفز علي ظهره غارزه اظافرها في جانب عنقه بقسوة مما تسبب بجـ.ـر.ح عنقه الذي اخذ ينزف..
اطلق سباباً لاذعاً و هو يلقى الهاتف من يده علي الارض بغـــضــــب و قد اصبح كالثور الهائج
دفعها عن ظهره ملقياً اياها علي الفراش بقسوة مما جعلها تطلق صرخة ألــم استلقي فوقها محاصراً جسدها اسفله و قد اسود وجهه من شـ.ـدة الغـــضــــب رفع يده عالياً ينوي ضـ.ـر.بها و قد اعماه غـــضــــبه لكن تجمدت يده بالهواء فور ان انفجرت باكية بخــــوف واضعة يديها فوق وجهها بحماية بينما شهقات بكائها تمزق السكون من حولهم انتفض مبتعداً عنها و هو يطـ.ـلق لعنات حادة..
ظل واقفاً بمنتصف الغرفة بجسد متصلب وعينين مسلطة علي تلك المستلقية فوق الفراش تنتحب سحب يده من فوق عنقه الذي كانت يألــمه كالجحيم ليطـ.ـلق سباباً قاسياً عنـ.ـد.ما وجد يده بها بضعة لطخات من الدmاء…
اندفع نحوها قابضاً علي ذراعها جاذباً اياها من فوق الفراش غير مكترثاً بصراختها المعترضة الفازعة…
جذبها معه لخارج الغرفة يجرها خلفه جراً حتى وصل بها لداخل المطبخ دفعها بقوة لتسقط بقسوة فوق ارضية المطبخ الصلبة مما جعل تصرخ متألــمة…
=من هنا و رايح دي اوضتك..اللي هتنامي فيها…

رفعت صدفة وجهها الباكي اليه هاتفة بصوت مرتفع
=ليه بقى ان شاء الله انا…….

قاطعها راجح بنبرة حادة حازمة بينما نظراته العاصفة مسلطة عليها بقسوة
=صوتك…..

ابتلعت لعابها بصعوبة قبل ان تكمل بصوت مهتز منخفض
=انا مش انام هنا…انا مش خدامة…
لتكمل وهي تعدل وضع كتفيها المتصلبة قبل ان تنهض من فوق الارض متجهه نحوب باب المطبخ
=هروح انام في اوضة الاطفال..

قاطعها راجح بحدة و هو يقبض على ذراعها بقسوة عنـ.ـد.ما مرت من جانبه دافعاً اياها للخلف لتسقط بقسوة علي الارض مرة اخرى
=و انا قولت هتنامي هنا…
ليكمل بتهديد وهو يغادر المطبخ
=لو رجلك خطت اوضة الاطفال متلوميش الا نفسك….

راقبته صدفة و هو يغادر باعين ملتمعه بالدmـ.ـو.ع الحارقه لتنهار مستلقية علي الارض الصلبة البـ.ـاردة لغرفة المطبخ دافنة وجهها بين يديها و هي تنفجر باكية بشهقات ممزقة…

ظلت مستلقية على الارض لفترة طويلة لا تعلم مدتها ضمت ساقيها الي صدرها عنـ.ـد.ما اخذ جسدها يرتجف بقوة فقد كانت الارض بـ.ـاردة بالاضافة الي برودة ليل الشتاء القارص كما لم يساعدها فستان عرسها ذو القماش الرقيق الذى لا يمكنه تدفئتها و حمايتها من الهواء البـ.ـارد..
تنفست بعمق قبل ان تنهض ببطئ علي قدmيها و قد اتخذت اخيراً قرارها
=و ربنا ما هنام هنا و اللي يحصل يحصل…
اتجهت بخطوات هادئة نحو باب المطبخ الذي اخرجت رأسها منه تبحث عن راجح لكن كانت الردهة خالية و هادئة تماماً…
مما جعلها تخرج من المطبخ و تسرع بخطوات صامتة نحو غرفة الاطفال التي كان تقع بمواجهة غرفة النوم الرئيسية فتحت بابها بهدوء و هي تتطلع خلفها بترقب و خــــوف نحو باب غرفة النوم المغلق خــــوفاً من ان يظهر راجح امامها باي لحظة..
دلفت الي داخل الغرفة مغلقة خلفها الباب بهدوء دون ان تصدر صوتاً و وقفت تتأمل الغرفة رائعة الجمال فقد كانت مكونة من فراشين ذو حجم متوسط و خازنة للملابس صغير الحجم كان لونهم وردي جميل بينما الرسومـ.ـا.ت الكرتونية تملئ جدران الغرفة….
اتسعت ابتسامة صدفة وهي تتأملها بسعادة فقد كانت هذة الغرفة الوحيدة التي تمكنت من فحصها فغرفة النوم و باقي انحاء الشقة لم تستطع حتي ان تلاحظهم بسبب خــــوفها و انشغالها بمشجارتها مع راجح…
جلست علي احدى الفراشين تستمع بنعومته متنهدة براحه و هي تتلمس المفرش الناعم الذي عليه..لا تصدق بانه كان يرغب بحرمانها من هذا النعيم و.جـ.ـعلها تعاني علي ارضية المطبخ الصلبة البـ.ـاردة امسكت احدي الوسائد تعتصرها بين يديها وهي تغمغم بحنق بينما عقلها يعصف بافكار جنونية من شـ.ـدة الغـــضــــب راغبة بالانتقام منه همست بصوت منحفض بينما عينيها مسلطة بشر علي الوسادة التي بين يديها
=استغل انه نايم و اكتم نفسه بالمخده دي..و اخلص منه
لتكمل زافرة بحنق وهي تلقي الوسادة علي الارض
=لا ممكن يصحى و انا بعملها و ده مفتري ممكن يولع فيا و انا حيه عادي ولا تفرق معاه….

ارتمت بجسدها علي الفراش هامسة و هي تزفر بحنق
=ايه الهبل اللي انا بقوله بايني اتهبلت و لا ايه…
لتكمل بدراما و هي تفرك وجهها بيديها بحدة
=منك لله يا ابن نعمـ.ـا.ت جننتنى بعاميلك السودا….
رفعت يديها امام وجهها لتصدm عنـ.ـد.ما رأت يديها الملطخة بالالوان العديدة للمكياج الذي تضعه ضحكت فور تذكرها تقبيله لها هامسة
=و الله نفسه حلوة… باسنى ازاى بشكلى ده و النعمة انا نفى مقروفة منى….
ذبلت ضحكتها تلك و قد اتتها فكرة جنونية اخذت تحاول ان تتذكر موقع غرفة نعمـ.ـا.ت و عابد بالشقة التي اسفلها فقد دخلت شقتهم لمرات عديدة حتي توصل لهم طعام الأفطار..و احياناً العشاء
اتسعت ابتسامتها فور تأكدها بانها تقع اسفلها مباشرة..
اتجهت نحو باب الغرفة تضع اذنها عليه قبل ان تفتحه برفق و من ان باب الغرفة الرئيسية لا يزال مغلقاً وعنـ.ـد.ما لم تسمع شئ اتجهت نحو الفراش تقف عليه ثم قفزت من فوقه الي الارض حتي يصل الصوت الي الشقة التي أسفلها فقد كانت متأكدة بان الصوت سيدوي بالاسفل فقد كان الوقت الثانية صباحاً و الجو هادئاً…
ظلت تقفز من فوق الفراش عدة مرات متتالة حتي انهارت مستلقية علي الارض لاهثة بقوة بينما من الجهد الذي بذلته و هي تضحك..
=و نبي شكلى فعلاً اتجننت ايه اللي انا بنيله ده…
لتكمل بسـ ـخـــريــة وهي تمسح العرق عن جبينها
=يلا هعتبره تمارين.. يمكن تحصل معجزة و اخس…
لكنها انتفضت جالسة بفزع و قد شحب وجهها بذعر فور سماعها رنين جرس الباب لتتأكد وقتها من نجاح خطتها الحمقاء..
نهضت بتعثر تنوي الرجوع الي المطبخ قبل ان يستقيظ راجح علي صوت رنين الجرس الذي ظل يرن دون ان يقطع فتحت الباب ببطئ لكنها اعادت غلقه سريعاً تاركه شق بسيط به عنـ.ـد.ما رأت راجح يخرج من غرفة النوم بتعثر و علي وجهه علامـ.ـا.ت النعاس هاتفاً بصوت خشن اجش بينما يتجه نحو الباب
لكن وقبل ان يفتح الباب كما لو تذكر وجودها بالمطبخ شاهدته يسرع بدخول المطبخ لكنه خرج منه بعد ثوان قليلة وهو يسب ويلعن بعصبية و عنـ.ـد.ما رأته يتجه نحو غرفة الاطفال بينما رنين جرس الباب الذي لم يتوقف يصدح بالارجاء
اسرعت راكضة بتعثر لداخل الغرفة تستلقي علي الفراش تغلق عينيها بقوة متصنعة النوم
فتح راجح باب غرفة الاطفال ليجدها كما توقع نائمة بعمق علي الفراش اسرع بحملها بين ذراعيه سريعاً متجهاً بها نحو غرفة النوم ملقياً اياها باهمال فوق الفراش غير ابهاً بصرختها المحتجة قبل ان يسرع ويتجه نحو باب المنزل يفتحه لتندفع علي الفور والدته بملابس النوم الي الداخل مما جعله يهتف بقلق
=في ايه ياما…حد حصله حاجة…

اتجهت نعمـ.ـا.ت الي غرفة الاطفال تفتح بابها علي مصرعيه
=فيه مصيبة….
لتكمل بحدة وعينيها تمر بسخط علي الفراش المبعثر والوسائد الملقيه علي الارض
=في ان بـ.ـنت صباح طرداك من فرشتك ومن اول يوم ومنيامك في اوضة الاطفال…

مرر راجح يده بشعره مبعثراً اياه مغمغماً بنفاذ صبر و لايزال النعاس مسيطر عليه
= ياما طرداني ايه بس..انا كنت نايم في الاوضه الكبيره جوا..
هتفت نعمـ.ـا.ت بسخريه حاده و هي تخرج من الغرفة
=والعفاريت هي اللي كانت بتدبدب في الاوضة و نازله رزع وهبد فيها ده انا و ابوك صحينا علي الصوت…

وقف راجح يتطلع اليها بعد فهم عدة لحظات قبل ان يدرك انها قد سمعت خطوات صدفة بالغرفة عند ذهابها للنوم بها…
=ياما مفيش حاجة انتي اللي ودانك سالكة بس شوية..

=سالكة اها….وطبعاً بـ.ـنت صباح نايمة ومريحه علي السرسر الكبير وطرداك من اوضتك في ليلة دخلتك و منيامك في سرير صغير علشان ظهرك يتقطم
همهمت نعمـ.ـا.ت بسخريه لاذعه وهي تغافله وتسرع بفتح باب غرفة النوم مما جعل راجح يهتف بغـــضــــب فور رؤيته لفعلتها تلك
=مينفعش كده ياما….عيب اللي بتعمليه ده
همت نعمـ.ـا.ت بالتراجع من الغرفة عند سماعها نبرته الغاضبة تلك لكنها تجمدت في مكانها صارخة بفز فور ان وقعت عينيها علي تلك المستلقية علي الفراش بوجهها الملطخ بالالوان
=نهار اسود…ايه اللي هي عاملاه في نفسها ده…
هتف راجح بحدة و ارتباك
=عادى كانت بتسلى نفسها و قالت تجرب المكياج و انتي عارفة انها خام و مبتعرفش تستعمل الحاجات دي..
قاطعته نعمـ.ـا.ت بحدة بينما تستدير نحو صدفة التي كانت جالسة بمنتصف الفراش تتابع ما يحدث باستمتاع
=و مراتك عايزة حاجة تسليها ليه في ليلة دخلتكوا…
لتهتف بصدmة عنـ.ـد.ما لاحظت فستان العرس الذي لازالت صدفة ترتديه موجهه حديثها لولدها الواقف بوجه متجهم متصلب بالغـــضــــب
=مراتك لسه بفستان فرحها ليه يا راجح…
لتكمل هاتفه بصدmة اكبر عنـ.ـد.ما وقعت عينيها علي عنقه المجروح
=و ايه اللي عور رقبتك كده…..

تـ.ـو.تر جسد راجح الواقف بجانبها
صارخة بغـــضــــب
=عملتي فيه ايه يا بـ.ـنت الـ……….
لكنها ابتلعت باقي جملتها عنـ.ـد.ما اعتدلت صدفة في جلستها مما جعل غطاء الفراش الذى كانت تضعه فوق صدرها ينزلق للأسفل مظهراً صدر فستانها الشبة ممزق بالكامل
=يا نهار ابوكوا اسود منيل…انتوا عملتوا في بعض ايه بالظبط….

امسك راجح بذراعها جاذباً اياها معه الى خارج الغرفة و قد فقد السيطرة على اعصابه متجهاً بها نحو باب الشقة الذي فتحه و دفعها برفق يتخلله الصرامة الي الخارج مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=انزلي ياما شقتك… و مينفعش تدخلي علينا بالمنظر ده الفجر…

وضعت نعمـ.ـا.ت يدها علي خدها قائله بمأساوية
=طيب فهمني ايه اللي بيحصل بينكوا خالكوا مبهدلين بعض بالشكل ده…

قاطعها بحده لاذعة وقد نفذ صبره
=دي حاجه بيني و بين مراتي…
ليكمل بهدوء عنـ.ـد.ما رأي الدmـ.ـو.ع تلتمع بعينيها
=ياما اطمني مفيش حاجة بس هي كانت قلقانة القلق الطبيعي بتاع اي عروسة..فشـ.ـدينا مع بعض

اومأت نعمـ.ـا.ت وقد ارتسم الارتياح علي وجهها قائلة بحنان
=طيب براحه عليها يا قلب امك..معلش ما احنا برضو عندنا ولايا…….
لتكمل بحدة لاذعة وقد تغيرت تعبير وجهها الي القسوة عنـ.ـد.ما وقعت عينيها علي الجـ.ـر.ح الذي برقبته
=بس و رحمة امها لو لمستك تاني لأطلع اطين عيشة اهلها انا صاحيه و وداني معاكوا …

هتف راجح بحده فور ادراكه ان والدته لن تتغير ابداً
=روحي نامي ياما… روحي نامي الله يبـ.ـاركلك الحكاية مش ناقصة….

هبطت نعمـ.ـا.ت السلم مغمغة بحنان
=تصبح علي خير يا نور عين امك و ادخل يلا علشان متخدش برد…
غمغم راجح بالايجاب لكنه ظل واقفاً بمكانه حتي سمع صوت الشقة يغلق بالاسفل ليتأكد من دخول الي شقتها دلف الي شقته و اغلق بابه هو الاخر من ثم اتجه نحو غرفة النوم ليجد صدفة لازالت جالسة علي الفراش كما تركها
لتسرع بالاعتدال في جلستها وهي تغمغم بدفاع و خــــوف من ردة فعله علي مافعلته
=قبل ما تزعق و تقلب الدنيا عليا انا مشيت علي طراطيف صوابعي ودخلت الاوضة كنت سقعانه..امك هي اللي ودانها سالكة وبتسمع دبة النمله

اشار بيده نحو الباب بغطرسة مقاطعاً اياها
=علي المطبخ…..

نهضت من فوق الفراش متجهه نحوه تنظر اليه بأعين واسعة دامعه هامسة بصوت مرتجف وهي تتصنع الحـ.ـز.ن محاولة كسب استعطافه
=الجو برد..و الارض هناك ساقعة
لتكمل بلهفة وهي تمسك بيده بين يديها هامسة برجاء
=وحياة امك يا راجح سيبني انام في اوضة الاطفال…
اخفض عينيه نحو يديها الممسكة بيدها شاعراً بشئ غريب يتحرك بداخله لكنه افاق من حالته تلك متنحنحاً وهو يبتعد عنها مغمغماً بـ.ـارتباك
=اوضة الاطفال متنفعش اديكي شوفتي اللي حصل …

قاطعته صدفة مغمغة بسـ ـخـــريــة وهي تلاعب حاجبيها له
=ايه خايف من امك…
نـ.ـد.مت فور نطقها كلمـ.ـا.تها تلك متمنيه ان تقطع لسانها المندفع هذا تراجعت للخلف مبتعده عنه بخــــوف لكنه اسرع بالقبض علي ذراعها جاذباً اياها اليه وهو يزمجر بصوت قاسي
=مبخفش من حد…..
ليكمل وهو يشـ.ـدد من قبضته حول ذراعها
=بس بخاف علي شكلي…لما امي ولا حد من اهلي يعرف ان من اول يوم بنام في اوضة الاطفال شكلى هيبقي ايه…

همست صدفة بصوت مهتز
=انا اللي هنام هناك…
قاطعها بحده
=تفرق……
دفعها نحو خازنة الملابس
=غيري الفستان ده و اخفيه في اي حته كفاية فضايح
اومأت برأسها قائله و هي تفتح باب الخازنه
=طيب و هنام فين…
اجابها بهدوء و عينيه مسلطة علي الفراش الواسع الذي يحتل نصف الغرفة
=هنا معايا…
انتقلت عينين صدفة الي الفراش تتطلع اليه وهي تستوعب ببطئ كلمـ.ـا.ته لتهتف بفزع فور ان استوعبت اخيراً مقصده
=معاك فين….هنا
لتكمل وهي تندفع واقفة امامه
=لا بص انا هلبس لبس تقيل كده و افرش بطانية علي ارض المطبخ وهنام هناك متشغلش بالك…

تسلطت نظرات راجح عليها مراقباً باستمتاع الفزع المرتسم علي وجهها
=يعني انت عندك النوم في المطبخ ارحم من النوم جنبي…

اجابته وهي تهز رأسها بقوة ولا يزال الذعر يسيطر عليها من فكرة النوم معه علي فراش واحد
=طبعاً…..

ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيه قائلاً برضا
=انا لو اعرف كده من الاول كنت وفرت علينا كتير…..

همست صدفة بعدm فهم وعينيه مسلطة بحذر على الابتسامة المرتسمه علي شفتيه
=تقصد ايه…؟

اتسعت ابتسامته وهو يجيبها
=اقصد كنت نيمتك من الاول هنا بدل المطبخ……
ليكمل بسـ ـخـــريــة وهو يتجه
=قلة راحتك دي اهم حاجة عندي يا حرمي المصون….
ليكمل بحده عنـ.ـد.ما لاحظ وجهها الملطخ
=غوري اغسلى وشك من القرف..

هتفت صدفة مقاطعة اياه بـ.ـارتباك
=لا انا هنام كده…

دفعها نحو الحمام بحده
=لا مش هتتنيلى تنامى جنبى بشكلك ده مش عايز اتصرع بليل…
ليكمل وهو يتجه نحو باب الغرفة
=و غيري هدومك عقبال ما اتاكد ان باب الشقة مقفول و اعمل كوباية شاى اشربها يعني قدامك 5دقايق بالظبط و هدخل الاوضة ميخصنيش بقي كنت لابسة و لا….
غمز لها بعينه وهو يكمل
=قالعه….
اغلق الباب خلفه وهو يضحك باستمتاع لتضـ.ـر.ب صدفة الباب باحدي قطع الملابس التي كانت بيدها وهي تلعنه بصوت منخفض حتي لايصل الي مسمعه قبل ان تتجه نحو الخازنه وتخرج احدي العباءات المنزلية التي اشترتها لجهازها من ثم اتجهت نحو غرفة الحمام لكى تغسل وجهها و هي تفكر انه بالتإكيد كان سيأتى يوم لا محال له و يرا وجهها دون تلك الاشياء التى تضعها عليه فاذا رأها الان او فيما بعد لن يشكل فرقاً كثيراً عندها فما يهمها هو ان تحافظ على نفسها و هذا ما ستحاول بكل جهدها فعله..

بعد مرور ١٠ دقائق…

فتح راجح باب الغرفة دلفاً الي الداخل وهو يحمل بيده كوباً من الشاى هاتفاً بسـ ـخـــريــة
=هااا قالعة و لا لابسة علشـ…..
لكنه ابتلع باقي جملته مسقطاً الكوب ارضاً بعد ان انزلق من يده ليسقط علي السجادة تتناثر محتواه فوقها وعلى قدmه لكنه لم يكترث حيث كانت عينيه متسعة بالذهول والصدmة مسلطة على تلك الواقفة امام المرآة تمشط شعرها..
ظل واقفاً مكانه يتفحصها و الصدmة تسيطر عليه كما لو صاعقة قد ضـ.ـر.بته يتطلع بنظرات ممتلئة بالانبهار الى جمال وجهها الملائكي الذي كانت تخفيه اسفل تلك الالوان والاشياء الغريبة التي كانت تضعها عليه…
فقد كان و جهها مستدير ذو بشرة بيضاء كريمية و اعين واسعة بلون العسل و رموش سوداء كثيفة و انف صغير رقيق ملامحها كانت خلابة دقيقة للغاية

انخفضت عينيه الي شفتيها الوردية الممتلئة باغراء بينما كان خديها ممتلئين بشكل محبب جعله يرغب بقضمها باسنانه….
ق

فز قلبه داخل صدره بعنف عنـ.ـد.ما انخفضت نظراته الي جسدها يتفحصه باعين مشتعلة بنيران الرغبة حيث اظهرت العبائة التى ترتديها جمال قوامها الذي كان اشبه بالساعة الرملية وقد كانت تخفيه اسفل ملابسها الفضفاضة التي تظهرها على الاقل ضعفين حجمها الطبيعى فعلى الرغم من انها لازالت ممتلئة القوام الا ان امتلائه هذا جاء في الاماكن الصحيحة مما جعله يكاد ان يخر علي ركبتيه…
انتبه الي شعرها الحريري الاسود الذى كان بلون الليل منسدلاً بنعومة على ظهرها يصل الي اسفله جاعلاً اصابعه تتوسل لكي يدفنها به و يتلمس نعومته الحريرية اتخذ خطوة نحوها هامساً بصعوبة بأنفس ثقيلة و هو لا يستطيع تجميع افكاره
=ازاى… مين..
ليكمل و هو يهز رأسه بقوة محاولاً تجميع كلمـ.ـا.ته و الخروج من صدmته تلك التي لازالت تؤثر عليه
=فين… فين صدفة…
ليكمل بتعثر و ذهول بينما يتلفت حوله يتفحص الغرفة
=هى دى شقتى صح ولا انا فين….

احتقن وجه صدفة بالخجل فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك فقد كانت تعلم ما يقصده لكنها اجابته بحده مصطنعة وعدm فهم
= احنا هنستظرف….

اخرجته كلمـ.ـا.تها الحادة تلك من حالة الذهول التي وقع بها
=ايوة..ايوة هو نفس الصوت..و اللسان الطويل…
قبض علي ذراعها جاذباً اياها نحوه ليصطدm جسدها اللين بجسده العضلى الصلب مما جعلها تشهق بخــــوف وهى تحاول التراجع و الابتعاد عنه لكنه شـ.ـدد من قبضته حولها
رافضاً اطـ.ـلا.ق سراحها..
همس بصوت اجش شارد و يده تمر فوق وجهها يرسم ملامحه برقة مستمتعاً بملمسه الحريرى
=ليه بتعملي في نفسك كده

عقدت صدفة حاجبيها مجيبه اياه بعدm فهم و هي تشعر بالخجل و الخــــوف فى ذات الوقت فقد كانت عينيه الجائعة مسلطه عليها كم لو كان يرغب بألتهامها
=بعمل ايه…؟!

اجابها بينما يتحسس باصابعه وجنتيها الممتلئتين المحتقنة بلون الدmاء
=القرف اللي كنت بتحطيه علي وشك…

دفعته في صدره بقوة تتراجع الي الخلف بعيداً عنه مجيبه اياه بحدة بينما قلبها يقصف داخل صدرها بخــــوف
=و انت..وانت مالك….

ثم تركته راكضه لداخل الحمام الذي استندت الي بابه بجسدها بينما قلبها يقفز داخل بجنون داخل صدرها الذي اخذ يعلو و ينخفض بقوة من شـ.ـدة الخــــوف و الانفعال…

بينما ظل راجح واقفاً مكانه بمنتصف الغرفة و عينيه مسلطة فوق الباب الذى اغلقته خلفها و هو لا يزال لا يصدق ان صدفة تملك كل هذا الجمال والذى قد يجعل اى رجل يقع أسيراً له…
لكن ما يحيره لما تفعل ذلك بنفسها فأى امرأة تمتلك جمالها هذا ستحب ان تظهره لا ان تخفيه بتلك الطريقة البشعة..
فرك و جهه بعصبية هامساً
=قال و انا كنت شايل الهم هنام ازاى جنبها…اومال و هي بشكلها ده هنام ازاى….
رفع رأسه للاعلي هاتفاً بقلة حيلة
=الصبر و القوة من عندك يا رب

سمع باب الحمام يفتح لتخرج بعدها صدفة وتقف بوجه مضطرب قلق مما جعله
يصعد الى الفراش نازعاً القميص الذي كان ارتداه علي عجل عند استيقاظه علي صوت رنين جرس الباب..القاه علي الارض بأهمال متجاهلاً النظرات المنصدmة لتلك الواقفة بتردد علي الجهة الاخري من الفراش همست بـ.ـارتباك يتخلله الخــــوف
=هو انت هتنام كده…
لم يجيبها راجح و استلقي علي الفراش براحة مما جعلها تتنحنح قبل ان تستلقي هي الاخري علي الفراش بجانبه لكنها اسرعت بجذب وسادة كبيرة و وضعتها كفاصل بينهم قبل ان تسرع بالابتعاد الي طرف الفراش تاركه اكبر مساحة فارغة بينهم جاذبة الغطاء حتي عنقها ثم تدير ظهرها له و كامل جسدها يرتجف بخــــوف و تـ.ـو.تر…غير مدركة لذلك المسلط عينيه عليها يتفحصها باستمتاع و رضا….

༺༺༺༺༻༻༻༻

في الصباح..

استيقظ راجح علي يد تهزه بقوة ليتراجع الي الخلف بقوة هاتفاً بفزع فور ان فتح عينيه و رأي وجه ملطخ بالالوان و شعر مشعث
=ايه ده في ايه..بسم الله الرحمن الرحيم..
ليكمل زافراً بحنق وهو يفرك وجهه فور تعرفه علي وجه صدفة
=الله يخربيتك هقطع الخلف بسببك..

قاطعته صدفة هاتفه بحده
=ليه ان شاء الله شوفت عفريت…

اجابها راجح بحده لاذعه بينما يعتدل جالساً
=ألعن اقسم بالله….ايه اللي هببتيه تانى في وشك ده…
اقتربت منه هامسة و التـ.ـو.تر مرتسم علي وجهها
=امك و اخواتك برا…

اسند راجح رأسه قائلاً ببرود
=و اعملهم ايه….
لكنه اكمل سريعاً وهو يشير باصبعه الي وجهها
=شافوكي بالمنظر ده..؟!
هزت رأسها بالايجاب مما جعله يطـ.ـلق سباباً لاذعاً بينما عينيه تتفحص ما فعلته بوجهها الملائكي فكالمعتاد رسمت حاجبيها بلون اسود فاقع تزيد من حجمهم بشكل مبالغ به واضعة علي وجهها لون كريم غمق لون بشرتها ليصبح عكس لونها الطبيعي الكريمي
وشعرها الذي كان مسترسلاً ليلة امس علي ظهرها كشلال من الحرير اصبح اشعثاً لللغاية
=روحي اغسلى وشك و شيلى الزفت اللي عملاه في نفسك ده و سرحي شعرك….

احتقن وجهه بالغـــضــــب فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك
=ليه ان شاء الله مالي….

ظل ينظر اليها بصمت دون ان يجيبها مما جعل خديها يحترقان بالخجل فقد كانت تعلم ما الذي بوجهها فقد خربته بيدها بالصباح بعد ان اصابها الخــــوف فور تذكرها لنظراته الجائعة التي كانت تلتهمها بالأمس…
امسكت بذراعه هامسة بتـ.ـو.تر فور تذكرها لما ايقظته
=امك عايزة تشوف البتاع…..

عقد راجح حاجبيه مغمغماً بعدm فهم
=بتاع ايه….؟!

اجابته هامسة وقد اصبح وجهها بلون الدmاء وهي تحاول ايصال المعلومة له دون ان تنطق بها صراحةً فقد كانت والدته ترغب برؤية دليل عذريتها كالعادة المتبعه بحيهم حيث يأتي اهل العروس و العريس لرؤيته بيوم الصباحية
=البتاع..بتاع الفرح….

فهم راجح مقصدها لكنه استمر في تصنع عدm الفهم
=ايه هو بتاع الفرح ده… ما تنطقي؟!

هتفت صدفة بحنق وهي تضـ.ـر.ب جانب الفراش بيدها
=القماشة بتاعت الفرح…ارتحت

هز راجح رأسه قائلاً بهدوء
=اهاااا قولتيلى….
ليكمل وهو يسند ظهره باسترخاء الي ظهر الفراش
=طيب ما توريهالها…..

هتفت صدفة بغـــضــــب من برودها هذا
=اوريالها هو كان حصل حاجة علشان اوريهالها…

غمغم راجح و هو يقبض علي ذراعها جاذباً اياها نحوه لتسقط بجسدها فوق صدره العارى
=طيب ما احنا ممكن نصلح ده دلوقتي….

شهقت بفزع وهي تنتفض واقفة مبتعده عنها بخــــوف لتقف باقصي الغرفه هاتفة بـ.ـارتباك وتلعثم
=بطل حركاتك دي و اتصرف يلا امك مستنية برا…

هز راجح كتفيه مغمغماً ببرود وهو يتثائب
=و اتصرف ليه…انا مالي….

وقفت صدفة تنظر اليه باعين يملئها الخــــوف و العجز قبل ان تهمس بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه…
=و غلاوة امك عندك يا راجح اتصرف…كده هتفضح…

زفر راجح باستسلام فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك قائلاً بهدوء
=موافق بس بشرط…

اندفعت نحوه قائلة بلهفة
=ايه هو….؟؟
اجابها بينما ينهض بهدوء من فوق الفراش مشيراً بيده الي جسدها
=تدخلي تغسلي وشك من العك ده و تسرحي شعرك و تلبسي حاجة عدلة….

وقفت تتطلع اليه بتردد عدة لحظات قبل ان تهز رأسها بالموافقة
=حــ…حاضر
ثم اتجهت سريعاً نحو الخازنة مخرجه عبائة استقبال بلون احمر غامق كانت قد ابتعتها ضمن جهازها اخذتها و دلفت الحمام سريعاً تنفذ ما قاله…

بعد وقت قليل…

كان راجح يغلق ازرار القميص الذي ارتداه استعداداً للخروج الي اهله والترحيب بهم عنـ.ـد.ما سمع صوت باب الحمام يفتح رفع رأسه لكي يلقي نظرة خاطفة عليها وهو مستمر بغلقه للازرار لكن تجمدت حركة اصابعه و قد انحبست انفاسه داخل صدره بينما اخذ قلبه يخفق بجنون فور ان وقعت عينيه عليها تفحص باعين تلتمع بالشغف العباءة الحمراء التي تظهر لون بشرتها المرمرية البيضاء مبرزة قوامها الرائع الذي كان يشبه الساعه الرملية بمنحنياتها الممتلئة التي جعلت جسده يتشـ.ـدد بقوة بينما كان شعرها منسدلاً فوق ظهرها و كتفيها كشلال من الحرير الأسود مما ابرز جمالها اكثر و اكثر….


جذب نفساً عميقاً هامساً بصوت اجش وعينيه المحترقة بنيران الرغبة تمر فوق جسدها بجوع
=بطل عليا النعمة بطل…

اقتربت منه صدفة مغمغمة بـ.ـارتباك غافلة عن حالته تلك
=هااا عملت ايه طمني…

خرج راجح من تأمله لها متنحنحاً بصوت مرتفع مبعداً عينيه عنها مجيباً اياها بينما يشير نحو الفراش
=عندك اهها…
احمر وجهها وقد اصبح كالدmاء فور ان وقعت عينيها علي بقعة الدmاء التي تتوسط قطعة القماش ابعدت نظرها بعيداً هامسة بصوت مرتجف
=عملتها ازاي….
رفع اصبعه ليظهر به جـ.ـر.ح بسيط مما جعلها تشهق ضاربة يدها فوق صدرها قائله بفزع
=عورت نفسك….

لوي شفتية بسـ ـخـــريــة مكملاً غلق ازارار قميصه بصمت بينما اتجهت صدفة نحو الفراش ملتقطة قطعة القماش باطراف اصابعها لتمدها نحوه قائلة بخجل
=امسك اطلع وريهالها…

ازاح راجح يدها الممسكة بقطعة القماش بحده بعيداً هاتفاً بقسوة
=انتي اتجننتي ولا ايه قماشة ايه و زفت ايه اللي اوريهالها….ما تظبطى كده…

تأففت صدفة هاتفة بغـــضــــب وهي تلقي بغـــضــــب قطعة القماش علي الارض
=وانا كمان مش هوريها حاجة…اصلاً محدش بقى بيعمل كده امك اللي حطانى في دmاغها

قاطعها بصرامة و نبرة قاطعة حاده يتخللها التحذير بينما عينيه تضيق عليها محدقاً بها بغـــضــــب
=صوتك…

اخفضت صوتها علي الفور مغمغمة بتصميم
=برضو ماليش فيه مش هوريها حاجة…

زفر راجح بحنق قبل ان يغمغم بحده
=و مين قالك اصلاً انى موافق انها تشوف حاجة زي كده

هتفت صدفة بحدة و هي تندفع نحوه
=و لما انت مش ناوى توريها حاجة.. خالتنى اشيل الهم كل ده ليه…

مرر عينيه علي جسدها من الاعلى للاسفل قائلاً بنبرة اجش
=علشان اخلى البطل يظهر…

قطبت صدفة حاجبيها مغمغمة بـ.ـارتباك وهي لا تفهم مقصده
=بطل ايه… مش فاهمة حاجة..

قاطعها راجح بينما يتجه لباب الغرفة
=خلصى يلا… وحصلينى

قم غادر الغرفة تارماً اياها واقفة بمكانها ولازالت تحاول فهم كلمـ.ـا.ته

༺༺༺༺༻༻༻༻

همست نعمـ.ـا.ت بصوت حاد منخفض حتي لايصل الي مسمع ابـ.ـنتها شهد الجالسة بجانبها
=يعنى ايه مش هتخلينى اشوف القماشة.. ده عرف عندنا من زمان

قاطعها راجح بحده
=اديكى قولتيها زمان… يعنى محدش بقى بيعمل كده دلوقتى…

ليكمل بصرامة مربتاً علي يد والدته
=متخليش ياما كرهك لصدفة يعميكى لأنك كده بتشككى فيا انا…

هتفت نعمـ.ـا.ت سريعاً مقاطعة اياه
=ما عاش و لا كان اللي يشكك فيك يا نور عين امك..ده انت سيد الرجـ.ـاله انا بس كنت عايزة اطمن عليك…
لتكمل متنهدة بحسره
=مش عارفه شوفت فيها ايه يا ضنايا علشان تتجوزها… ده لما فتحتلنا الصبح كنت هتقلب من علي السلم من الخضة..

ضحك راجح بصوت منخفض مما جعلها تهتف بحده
=انت بتضحك ونبي باينها سحرالك زي ما بيقولوا اها منها بـ.ـنت صبـــ…..

لكنها ابتلعت باقي جملتها شاهقة بقوة فور رؤيتها لصدفة تدلف الي الغرفة بعبائتها الحمراء
همست نعمـ.ـا.ت بـ.ـارتباك رافضة تصديق ما يخبره به حدسها
=مين دى يا راجح انتوا عندكوا ضيوف..؟

اجابها راجح الذي كان جسده يهتز بقوه من شـ.ـدة الضحك
=دي صدفة ياما…..

هتفت نعمـ.ـا.ت التي انتفضت واقفة علي قدmيها
=صدفة…
لتكمل وهي تلتفت نحو ابـ.ـنتها شهد الجالسة تنظر لصدفة باعين متسعة هي الاخرى وفمها مفتوح علي مصرعيه
=صدفة ازاى….

اجابها راجح بينما يحاول كتم ضحكته
=ما قولتلك ياما بتحب تلعب بالمكياج و تبوظ شكلها…
هتفت نعمـ.ـا.ت وعينيها لم تنزاح عن صدفة الواقفة خلف مقعد راجح تتابع ما يحدث بتململ
=تلعب ايه… دي كانت مشوهه وشها…
بينما نهضت شهد متجهه نحو صدفة بعد ان افاقت من صدmتها تلك و ابتسامة و اسعة تملئ فمها
=ما شاء الله يا صدفة ده انتي طلعتى زي القمر…
ثم احتضنتها مبـ.ـاركة اياها…
بينما وقفت نعمـ.ـا.ت مغمغمة باختصار و هي تجز فوق اسنانها
=مبروك ..
لتكمل بسـ ـخـــريــة و هي تلوى فمها بعدm رضا..
=و ابقي ياختى بطل لعب بالمكياج انا ست كبيرة و مش حمل خضة تانيه…
ثم جذبت شهد من ذراعها دافعه اياها نحو الباب
=انا نازله يا راجح… احضر لأبوك لقمة قبل ما يرجع من الوكالة..

اومأ راجح رأسه بصمت بينما عينيه مسلطة باستمتاع علي تلك الواقفة ترمق والدته بنظرات مشتعلة .
و فور مغادرة والدته نهض قائلاً
=انا داخل اكمل نوم…

ليكمل بسـ ـخـــريــة محاولاً مشاكستها
=منمتش طول الليل بسببك شغالة شخير.. و ترفيص و حاجة تقرف…

هتفت صدفة مقاطعة اياه باستنكار واضعة يديها حول خصرها
=فشرت… ده انا مبتقلبش حتى و انا نايمة

اتجه نحو الباب قائلاً بسـ ـخـــريــة مستفزاً اياها
=يا شيخة اتنيلى اومال بقي لو بتتقلبى كنت عملتى ايه…
اصدرت صدفة زمجرة غاضبة وهي تحاول التحكم في اعصابها و عدm الرد بينما غادر هو الغرفة و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه…

༺༺༺༺༻༻༻༻

في وقت لاحق..

دلف الي غرفة الاستقبال راجح الذي استيقظ للتو فهو لم يكذب عنـ.ـد.ما اخبرها انه لم يستطع النوم بليلة امس لكن ليس بسبب شخيرها كما اخبرها انما بسبب تلك النائمة بجانبه و رغبته بها التة كانت تعصف به…..
توقفت خطواته علي مدخل الغرفة عنـ.ـد.ما وقعت عينيه علي تلك الجالسة علي الاريكة تبكي بشهقات منخفضة و قد اصبح وجهها محمر من شـ.ـدة البكاء..
شعر بشعور من الضيق يتغلغل بداخله فور رؤيتها بحالتها تلك.. تقدm لداخل الغرفة حتي وقف امامها مباشرة و ما ان رأته اعتدلت في جلستها منتفضة كما لو انها تفاجأت من رؤيته..
تنحنح راجح بصوت منخفض قبل ان يغمغم بصوت اجش خشن من اثر النوم
=بتعيطي ليه…؟!
ليكمل وهو يتفحصها بنظرات ثاقبة
=علشان يعني اهلك مجوش يبـ.ـاركولك..؟!

عقدت صدفة حاجبيها مغمغه بحيرة
=اهلي مين….؟!
مسحت دmـ.ـو.عها العالقة بعينيها وخديها بكم عبائتها وهي تغمغم بعدm حماس
=قصدك جوز امي و مـ.ـر.اته ياخي ما بولعوا و دول يفرقوا معايا برضو ده انا ما صدقت خلصت من خلاقهم العكره…
لتكمل وهي تشير بيدها الي شئ يقع خلفه بينما تدس يدها الاخر بصحن الفشار الذي بجانبها و تضع منه كمية كبيرة بفمها ليملئه
=ده انا بتفرج علي مسلسل تركي مدبلج
استدار راجح يتطلع خلفه بدهشة الي التلفاز الذي يقع خلفه والذي لم ينتبه انه كان مفتوحاً فقد انصب كامل تركيزه عليها عنـ.ـد.ما وجدها تبكى
=مسلسل…؟!

اومأت صدفة برأسها مجيبه اياه بصوت يتخلله الحـ.ـز.ن والتأثر بينما تمضغ الفشار الذي بفمها بصوت مرتفع
=اصل البطلة يا قلب امها عملت حادثة و اتشلت بسبب ان البطل كاتجوزها غـ.ـصـ.ـب و فضل يعـ.ـذ.ب فيها…
لتكمل و هي ترمقه بنظرات سامة مملتئة بالسخط والغـــضــــب
=اصله كان وا.طـ.ـي..و مستقوي نفسه عليها..

ضيق راجح حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره بينما يستمع اليها تكمل بنبرة يملئها الازدراء بينما تسدد اليه نظرات شرسة قـ.ـا.تلة عالماً انها تعنيه بكلمـ.ـا.تها تلك
=مفتري و ظالم و مايقدر عليه الا ربنا……
قطعت جملتها مطلقه صرخة فازعه عنـ.ـد.ما جذبها من ذراعها بقوه جعلتها تنهض علي قدmيها اطبقت اصابعه علي شفتيها مغلقاً اياها بقسوة مزمجراً بفحيح حاد
=و هيديها بالجزمة فوق دmاغها لو ملمتش لسانها و قفلت بوقها و غارت من وشه..
ثم دفعها جانباً بحده مما جعلها تتعثر و تسقط جالسة المقعد الذي كان يقع خلفها مباشرةً
شاهدته باعين متسعة بالصدmه و هو يستلقي باسترخاء علي الاريكه التي كانت تجلس عليها سابقاً متناولاً جهاز التحكم مغيراً قناة النلفاز عن المسلسل الذي كانت تشاهده
انتفضت واقفة وهي تهتف بحده
=ايه ده في اييييه بتقلب عن المسلسل ليييه

رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بجهار التحكم الذي لا يزال بيده قائلاً بضجر
=اخفي يا بت يلا اعملي حاجة اكلها…

اندلعت نيران الغـــضــــب بداخلها فور سماعها كلمـ.ـا.ته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة اندفعت نحوه حتي وقفت امامه مباشرة هاتفة بشراسة وعينيها تعصف بغـــضــــب عارم
=لا بقولك ايه بقي انا مش الخدامة بتاعتك علشان كل شوية عمال تؤمر و تتحكم فيا……

ارتسمت تعبيرات وحشية علي وجهه مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغـــضــــب من عينيه
=صوتك ميعلاش…و اخفي اعملي اللي قولتلك عليه احسنلك

وضعت يديها حول خصرها هاتفه بصوت مرتفع للغاية معانده اياه غير ابهه بتهديده هذا و قد اعماها الغـ.ـصـ.ـب
=مش عملالك حاجة..و ايه هو كل شويه تهددني..و شغال كل ما اجي اتكلم …….
لتكمل و هي تخشن من صوتها مقلده اياه
=صوتك…..صوتك… صوتك

اطاحت بيدها امام وجهه هاتفة بشكل هستيري
=اييييه هتكتمني…..مش هوطى صوتى و مش عملالك حاجة و وريني بقي هتعمل ايه….
ابتلعت باقي جملتها شاهقة بفزع متراجعة للخلف بتعثر عنـ.ـد.ما انتفض واقفاً فجأة و علامـ.ـا.ت القــ,تــل مرتسمة علي وجهه المشتعل بغـــضــــب لم تراه من قبل مما جعلها تتأكد انه سيقوم هذة المرة بقــ,تــلها
. دلف الي غرفة الاستقبال راجح الذي استيقظ للتو فهو لم يكذب عنـ.ـد.ما اخبرها انه لم يستطع النوم بليلة امس لكن ليس بسبب شخيرها كما اخبرها انما بسبب تلك النائمة بجانبه و رغبته بها التة كانت تعصف به…..
توقفت خطواته علي مدخل الغرفة عنـ.ـد.ما وقعت عينيه علي تلك الجالسة علي الاريكة تبكي بشهقات منخفضة و قد اصبح وجهها محمر من شـ.ـدة البكاء..
شعر بشعور من الضيق يتغلغل بداخله فور رؤيتها بحالتها تلك.. تقدm لداخل الغرفة حتي وقف امامها مباشرة و ما ان رأته اعتدلت في جلستها منتفضة كما لو انها تفاجأت من رؤيته..
تنحنح راجح بصوت منخفض قبل ان يغمغم بصوت اجش خشن من اثر النوم
=بتعيطي ليه…؟!
ليكمل وهو يتفحصها بنظرات ثاقبة
=علشان يعني اهلك مجوش يبـ.ـاركولك..؟!
عقدت صدفة حاجبيها مغمغه بحيرة
=اهلي مين….؟!
مسحت دmـ.ـو.عها العالقة بعينيها وخديها بكم عبائتها وهي تغمغم بعدm حماس
=قصدك جوز امي و مـ.ـر.اته ياخي ما بولعوا و دول يفرقوا معايا برضو ده انا ما صدقت خلصت من خلاقهم العكره…
لتكمل وهي تشير بيدها الي شئ يقع خلفه بينما تدس يدها الاخر بصحن الفشار الذي بجانبها و تضع منه كمية كبيرة بفمها ليملئه
=ده انا بتفرج علي مسلسل تركي مدبلج
استدار راجح يتطلع خلفه بدهشة الي التلفاز الذي يقع خلفه والذي لم ينتبه انه كان مفتوحاً فقد انصب كامل تركيزه عليها عنـ.ـد.ما وجدها تبكى
=مسلسل…؟!
اومأت صدفة برأسها مجيبه اياه بصوت يتخلله الحـ.ـز.ن والتأثر بينما تمضغ الفشار الذي بفمها بصوت مرتفع
=اصل البطلة يا قلب امها عملت حادثة و اتشلت بسبب ان البطل كاتجوزها غـ.ـصـ.ـب و فضل يعـ.ـذ.ب فيها…
لتكمل و هي ترمقه بنظرات سامة مملتئة بالسخط والغـــضــــب
=اصله كان وا.طـ.ـي..و مستقوي نفسه عليها..
ضيق راجح حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره بينما يستمع اليها تكمل بنبرة يملئها الازدراء بينما تسدد اليه نظرات شرسة قـ.ـا.تلة عالماً انها تعنيه بكلمـ.ـا.تها تلك
=مفتري و ظالم و مايقدر عليه الا ربنا……
قطعت جملتها مطلقه صرخة فازعه عنـ.ـد.ما جذبها من ذراعها بقوه جعلتها تنهض علي قدmيها اطبقت اصابعه علي شفتيها مغلقاً اياها بقسوة مزمجراً بفحيح حاد
=و هيديها بالجزمة فوق دmاغها لو ملمتش لسانها و قفلت بوقها و غارت من وشه..
ثم دفعها جانباً بحده مما جعلها تتعثر و تسقط جالسة المقعد الذي كان يقع خلفها مباشرةً
شاهدته باعين متسعة بالصدmه و هو يستلقي باسترخاء علي الاريكه التي كانت تجلس عليها سابقاً متناولاً جهاز التحكم مغيراً قناة النلفاز عن المسلسل الذي كانت تشاهده
انتفضت واقفة وهي تهتف بحده
=ايه ده في اييييه بتقلب عن المسلسل ليييه
رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بجهار التحكم الذي لا يزال بيده قائلاً بضجر
=اخفي يا بت يلا اعملي حاجة اكلها…
اندلعت نيران الغـــضــــب بداخلها فور سماعها كلمـ.ـا.ته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة اندفعت نحوه حتي وقفت امامه مباشرة هاتفة بشراسة وعينيها تعصف بغـــضــــب عارم
=لا بقولك ايه بقي انا مش الخدامة بتاعتك علشان كل شوية عمال تؤمر و تتحكم فيا……
ارتسمت تعبيرات وحشية علي وجهه مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغـــضــــب من عينيه
=صوتك ميعلاش…و اخفي اعملي اللي قولتلك عليه احسنلك
وضعت يديها حول خصرها هاتفه بصوت مرتفع للغاية معانده اياه غير ابهه بتهديده هذا و قد اعماها الغـ.ـصـ.ـب
=مش عملالك حاجة..و ايه هو كل شويه تهددني..و شغال كل ما اجي اتكلم …….
لتكمل و هي تخشن من صوتها مقلده اياه
=صوتك…..صوتك… صوتك
اطاحت بيدها امام وجهه هاتفة بشكل هستيري
=اييييه هتكتمني…..مش هوطى صوتى و مش عملالك حاجة و وريني بقي هتعمل ايه….
ابتلعت باقي جملتها شاهقة بفزع متراجعة للخلف بتعثر عنـ.ـد.ما انتفض واقفاً فجأة و علامـ.ـا.ت القــ,تــل مرتسمة علي وجهه المشتعل بغـــضــــب لم تراه من قبل مما جعلها تتأكد انه سيقوم هذة المرة بقــ,تــلها
قبض علي ذراعها مانعاً اياها من التراجع جاذباً اياها بحدة نحوه لتصطدm بقسوة بجسده الصلب مما جعلها تتخبط بطريقة هستيرية بين ذراعيه محاولة الهرب منه لكنه اسرع بالقبض علي ذراعيها بقسوة مديراً اياها لتواجهه غارزاً اصابعه بشعرها يجذبه بقوة حتي سقط رأسها للخلف لتتقابل عينيه التي تنطلق منها شرارت الغـــضــــب بعينيها الفازعة
همس بالقرب من اذنها بصوت اجش خشن
=عايزه تعرفى هعمل ايه… مش كده…..
انهي جملته تلك دافعاً اياها بقسوة فوق الاريكة لتصبح مستلقية عليها مما جعلها تحاول بفزع النهوض و الهرب منه لكنه كان اسرع منها حيث استلقي فوقها متجاهلاً صراختها الفازعة ليصبح جسدها محاصراً اسفل جسده الضخم..
ثم اطبق بشفتيه علي شفتيها بقسوة مبتلعاً صراختها المحتجه…
صرخت بألــم عنـ.ـد.ما بدأ يقبلها بضراوة و قسوة مسبباً لها الم عاصف..مما جعلها تضـ.ـر.به بيدين متخبطتين في صدره محاولة ابعاده لكنه اسرع بالقبض علي يديها بيده مقيداً اياها فوق رأسها بينما لايزال يقبلها بشراسة و غـــضــــب…
كانت قبلته تلك لم يكن بها شئ من الاثارة بلا كانت قبلة للعقـ.ـا.ب ممتلئة بالغـــضــــب و القسوة….
ابتعد عنها بالنهاية تاركاً اياها حتي تستطيع ان تلتقط انفاسها عنـ.ـد.ما رأي وجهها يحمر من شـ.ـدة الاختناق…
اخذت صدفة تلهث بصوت مرتفع محاولة التقاط انفاسها المختنقة بينما الالم الذي يعصف بشفتيها يكاد يقــ,تــلها…
لكن سيطر عليها الرعـ.ـب الذى اجتاحها فور ان رأت عينيه المسلطة عليها و التي اظلمت بالرغبة بشكل قاسى جعلها ترغب بالبكاء و الفرار بعيداً عنه..
اصدرت صوت مكتوم مليئ بالذعر عنـ.ـد.ما رأت رأسه ينحني عليها مرة اخري دافناً وجهه بعنقها ممرراً بلطف هذه المرة شفتيه علي عنقها مما جعل جسدها يهتز بقوة…
حرر يديها من ثم التفت ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها نحوه ليلتصق جسدها بجسده ضامماً اياها اليه بقوة بينما لا يزال رأسه مدفوناً بعنقها..
مطلقاً زفرة حادة بينما يجبر ذاته على التوقف عما يفعله دافناً وجهه بشعرها الحريري يستنشق رائحتها الرائعة بشغف محاولاً تذكير نفسه السبب وراء ما يفعله و هو معـ.ـا.قبتها فقط لكن خرج الامر عن سيطرته فور ملامسته اياها فمنذ ليلة امس و هو يحاول السيطرة علي رغبته بها وكبحها لكنه فقد السيطرة فور ان لمسها و شعر بجسدها اللين الذي كان يرتجف اسفل منه التقط نفساً عميقاً قبل ان يرفع رأسه عن شعرها و ينظر اليها.
ظلت صدفة صامتة تتطلع اليه باعين متسعة بينما دقات قلبها تعصف داخل صدرها من شـ.ـدة الخــــوف و الارتباك بسبب ما حدث..
ابتلعت بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها عنـ.ـد.ما قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=لو مش هتقومي تعملي الاكل هخدك دلوقتي علي اوضة النوم و هناك هعاملك علي انك مراتي مش الخدامة اللي اشترتها زي ما بتقولي…..
هزت رأسها بقوة هامسة بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسة اصبعه الذي كان يمرره ببطئ علي عنقها…
=هقوم اعملك الأكل….
نهض راجح من فوقها محرراً اياها و علامـ.ـا.ت الرضا ترتسم علي وجهه جلس علي الاريكة متناولاً مرة اخري جهاز التحكم مغمغماً ببرود يعاكس النيران المشتعلة بجسده و هو يصطنع انشغاله في تقليب في قنوات التلفاز
=اعميللنا محشي…
نهضت صدفة من فوق الاريكة تعدل من ملابس هاتفة بصدmة وهي تقف بصعوبة علي قدmيها التي كانت اشبه بالهلام
=محشي….!!!!!
رفع راجح حاجبه قائلاً بنبرة بتخللها التحدي
=ايه في حاجة…….
هزت رأسها قائلة و هي لازالت شبة مـ.ـخـ.ـد.رة بسبب ما حدث بينهم منذ قليل
=الساعة ١٠ بليل هجيب منين حاجة المحشي ده دلوقتي..
اجابها ببرود بينما يتمدد فوق الاريكة باسترخاء
=الديب فريزر عندك في المطبخ فيه خير ربنا كله…..
ليكمل بحدة عنـ.ـد.ما وجدها لازالت واقفة مكانها ولم تتحرك
=هتفضلي متنحة مكانك..ما تتحركي…
اسرعت صدفة بمغادرة الغرفة وهي تتأفف بغـــضــــب لاعنه اياه بصوت منخفض…
دلفت الي غرفة النوم لكي تبدل ملابسها حتي لا تتسخ العباءة التي ترتديها و بدلتها بعباءة اخرى قديمة من ثم اتجهت نحو المرآة لكي تتفحص شفتيها التي كان الألــم يعصف بها اطلقت شهقة صادmة فور ان رأت الجـ.ـر.ح و الرضوض التي بشفتيها المكدومة بشـ.ـدة فقد كانت تؤلمها لكنها لم تتوقع ان تكون قد جـ.ـر.حت وانها بهذا السوء…
اخذت تتحسس باصابعها المرتجفه شفتيها برفق هامسة بغـــضــــب
=منك لله… يا بعيد..
ابتعدت عن المرآة و هي تزفر بحنق و غـــضــــب و لم تهتم بجمع شعرها داعية الله ان يمتلئ الطعام بشعرها و يقف في حلقه يختنق به عند تناوله اياه…
دلفت الي المطبخ محاولة السيطرة علي اعصابها المشتعلة حتي لا تندفع الي حجرة المعيشة وتمزق وجهه باظافرها علي ما فعله بها…
بدأت باعداد الطعام وهي تهمهم بصوت منخفض تحدث نفسها بغـــضــــب و حدة و لا يزال الغـــضــــب يشتعل بداخلها
=انا السبب فى ده كله كان يتقطع لساني يوم ما قولت انه نيل عمل فيا حاجة..؟
لتكمل وهي تغرز السكين في ورق الملفوف تقطعه بحده مخرجة غـــضــــبها به
=ونبى في عروسة في يوم صبحيتها تقف تطبخ محشي اللهي تطفحه يا بعيد….
استمرت فى تحضير المحشي و هى لازالت تهمهم بصوت منخفض تلعنه بافظع الشتائم…
لكنها ابتلعت لعناتها تلك منتفضة في مكانها صارخة بفزع و خــــوف عنـ.ـد.ما شعرت بيد تجذب خصلة من شعرها من الخلف و صوت حاد صارم يأتي من خلفها…
=بتبرطمي بتقولي ايه يا بت…..
.
استدارت حول نفسها بتخبط لتصطدm بصدر راجح الذي كان يقف خلفها مباشرة لتصبح محاصرة بينه وبين خشب المطبخ الذي يقع خلفها القت السكين بحده من يدها وهي تصرخ بغـــضــــب و جسدها يهتز بشـ.ـدة من اثر الفزع
=يا اخي حـ.ـر.ام عليك بقي….
امسك بذراعها يلويه خلف ظهرها قائلاً و هو يجذبها نحوه حتي اصبح جسدها يستند على جسده
=كنت بتبرطمي بتقولي ايه…..
اجابته بـ.ـارتباك و قد احتقن وجهها بشـ.ـدة خــــوفاً من ان يكون قد سمعها
=مبرطمش…كنت بستغفر…
امتدت يده الي الخلف ممسكاً بشعرها المنسدل علي ظهرها يجذب خصلة منه للأسفل بحدة مما جعلها تصرخ متألــمة
=طيب لمي شعرك اللي انتى فرحانة به ده بدل ما يقع في الأكل…
زفرت صدفة بحدة مجيبه اياه من بين اسنانها بغـ.ـيظ محاولة السيطرة علي غـــضــــبها حتي لا تنفجر في وجهه من ثم سنتحمل عواقب انفجرها هذا
=حاضر هروح اغسل ايدي و هلمه…
غمغم بصرامة امراً اياها
=لفي…
ادار جسدها بين ذراعيه ليصبح ظهرها يواجه صدره امسك بخصلات شعرها بين يديه متنعماً بملامسه الحريرى بين اصابعه ثم اخذ يجمع شعرها في جديلة قد تعلمها خصيصاً وهو صغيراً من اجل شقيقته شهد التي كانت ترفض ان تمشط لها والدتهم شعرها و تصر بان يقوم هو بهذة المهمة…
بينما تجمد جسد صدفة من فعلته الغير متوقعة تلك..
استمر بتجديل شعرها حتي تجمع في جديله سميكة و طويلة تنتهي اسفل ظهرها..
تراجع مبتعداً عنها وهو يقاوم بصعوبة رغبته في حملها و التوجه بها الي غرفة نومهم حتي يطفئ جوعه لها غمغم بصوت خشن صارم بينما يبتعد عنها
=طول ما انتي بتطبخي شعرك يبقي ملموم…فاهمة
زفرت صدفة قائلة بحنق
=فاهمة….
تنحنح قائلاً بينما يتجه نحو الديب فريزر و يخرج منها كيساً مغلفاً
=اعملي اللحمة دي مع المحشي
استدارت اليه صدفة مغمغمة بحدة وقد نفذ صبرها
=طيب و تاعب نفسك ليه و مطلع اللحمة من الفريزر……
لتكمل وهي تشير الي ذراعها بغـــضــــب
=ما اقطعلك من لحمي احسن و اطبخهولك علشان تبقي بكملة التعذيب…..
قاطعها راجح بصوت اجش
=انا لو هاكل لحمك مش هخاليكى تطبخيه…..
ليكمل و هو يتقدm خطوة منها و عينيه المشتعلة بالنيران مسلطة علي شفتيها المرضوضة اثر قبلتهم السابقة
=هاكله ني…
انحبست انفاسها داخل صدرها فور ان فهمت مقصده حدقت فى وجهه بخــــوف من لهيب الرغبة الذى يلتمع بعينيه مما جعلها تستدير بتخبط موليه اياه ظهرها مغلقة عينيها بقوة و هي تهمس بصوت مرتجف منخفض
=نهار اسود…
بينما وقف راجح خلفها يمنع نفسه بصعوبة من جذبها بين ذراعيه قاذفاً بعيداً بكل الاسباب التي تمنعه من لمسها لذا اسرع بالخروج من المطبخ قبل ان يستسلم لرغبته التي اصبحت تسيطر عليه تماماً…
تاركاً اياها واقفة بمكانها و عينيها لا زالت مغلقة وصدرها يعلو و ينخفض بخــــوف وارتباك في ذات الوقت..
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق…
وضعت صدفة الطعام الذي صنعته علي الطاولة ثم ذهبت الي غرفة الاستقبال لتخبر راجح الذي كان يشاهد التلفاز ان الطعام جاهز…
=الاكل برا علي السفرا….
غمغم بهدوء دون ان يلتف اليها وعينيه مسلطة علي التلفاز يشاهد احدي مـ.ـا.تشات الكورة الخاصة باحدي الفرق الاجنبية..
=اكل ايه…؟!
اجابته صدفة بعبوس وهي تعقد يدها فوق صدرها
=المحشي اللي انت طالبه و عملتلك معاه لحمه محمرة…
غمغم راجح بلامبالاه و عينيه لازالت مسلطة علي التلفاز
=مش عايز اكل محشي..عندك عكاوي و ممبـ.ـار في الفريزر اعمليهم
صرخت صدفة بغـــضــــب وهي تندفع عدة خطوات نحوه
=نعم..!! اومال خالتني اعمله ليه ده انا بقالي ساعتين بعمل فيهم لحد ما ظهري اتقطم…
زمجر بصوت منخفض شرس زاجراً اياها بنظرة قاسية مشتعلة
=صوتك ميعلاش…
صرخت صدفة بحنق بينما تضـ.ـر.ب بيديها علي قدmيها و قد احتقن وجهها من شـ.ـدة الغـــضــــب
=ياخي يلعن ابو صوتي اللي انت قارفني به…….
قاطعها راجح بقسوة
=بطلي نواح و غوري اعملي العكاوي و الممبـ.ـار علشان جعان…
تنفست صدفة بعمق محاولة تهدئت نفسها و التحكم في اعصابها حتي لا تثير غـــضــــبه
هامسة بصوت مرتجف محاولة اقناعه بهدوء
=ممبـ.ـار و عكاوي ايه بس ده الساعه ١٢ نص الليل و عقبال ما اعملهم و يستوا هياخدوا اقل حاجه 3 ساعات….
هز راجح كتفيه مغمغماً ببرود و هو يتناول سيجارة و يشعلها
=3 ساعات… ولا حتي خمسة و انتي وراكي ايه يعني….
وقفت صدفة تتطلع اليه باعين عاصفة بالغـــضــــب هاتفة بشراسة و هي تعقد يديها علي صدرها
=مش عاملة حاجة… عندك المحشى برا عايز تاكل كُل مش عايز انت حر..
راقبته باعين مضطربة و هو يومأ برأسه بهدوء ناهضاً علي قدmيه برفق.. مقترباً منها حتى وقف امامها مباشرة ينظر اليها بصمت عدة لحظات مما اثار الخــــوف و الارتباك بداخلها اشاحت بعينيها بعيداً عن عينيه المسلطة عليها…
لكنها اطلقت صرخة فازعة عنـ.ـد.ما انحني عليها فجأة حاملاً اياها بين ذراعيه خارجاً بها من الغرفة صرخت صدفة بخــــوف
=بتعمل ايه نزلني….
اجابها بهدوء بينما يتجه بها نحو غرفة النوم
=مش بتقولي مش هتعملى حاجة… خلاص هندخل ننام…
هزت رأسها بقوة مقاطعة اياه بصوت لاهث يملئه الذعر و هي تدرك ما يقصده
=لا خلاص… و الله هعملك اللي انت عايزه
توقفت قدmيه علي مدخل الغرفة قائلاً بصوت هادئ بينما يراقبها باستمتاع
=متأكدة…
اومأت برأسها بلهفة وعينين متسعة اخفضها راجح ببطئ علي قدmيها من ثم دفعها برفق ليستند ظهرها علي باب الغرفة وقبل ان تدرك ما يحدث اخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبلة رقيقة سريعة…
دفعته صدفة في صدره فاصلة شفتيها عن شفتيه هاتفة بصوت مختنق
=ايه اللي بتعمله ده …
اجابها بهدوء و هو يممر اصبعه فوق خدها
=مش قولتي هعملك اللي انت عايزه…..
انتزعت نفسها من بين ذراعيه هاتفة بعصبية بينما ضـ.ـر.بات قلبها تضـ.ـر.ب بجنون داخل صدرها
=اقصد العكاوي….
لتكمل سريعاً و هي تلتف هاربه من الغرفة عنـ.ـد.ما رأته يقترب منها مرة اخرة
=ما ألحق احطها علي النار….
وقف راجح يتابع هروبها هذا و جسده يهتز من ضحكته المكتومة
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور اكثر من ثلاث ساعات
تحركت صدفة ببطئ و جسدها يصـ.ـر.خ بالتعب والانهاك واضعة الطعام امام راجح الجالس علي طاولة الطعام يراقبها باعين تلتمع بالتسلية و الغطرسة…
بعد ان انتهت من وضع الطعام التفت خارجة متجاهلة اياه لكن اوقفها صوته الحاد
=اومال فين المحشي…..
التفت اليه مجيبه اياه بتململ
=في التلاجة…مش قولت مش هتاكل منه
تراجع راجح في مقعده باسترخاء
=غيرت رأى سخنيه و هاتيه…
هتفت صدفة بحده بينما تشير الي ضاجن العكاوي و صحن الممبـ.ـار الذي امامه
=هتاكل محشي مع عكاوي….
هز كتفيه ببرود قائلاً و هو يدفع الطاجن بعيداً من امامه
=و مين قالك اني هاكل عكاوي..ماليش في الاكل ده
احتقن وجهها من شـ.ـدة الغـــضــــب شاعرة بان قدرتها علي التحمل بدأت تنفذ
=اومال خالتني اطبخها ليه….
تراجع راجح باسترخاء في مقعده
=علشانك…
ليكمل و هو يدفع الطاجن نحوها
=اتعشي به…
اهتز جسدها بعنف و قد اشتعل الغـــضــــب كبركان ثائر داخل صدرها
اطلقت صرخة حادة بينما تندفع نحوه وعينيها مسلطة بشر علي طاجن العكاوى التي تتصاعد منه الابخرة ليدرك نيتها علي الفور زمجر بقسوة
=اياكي…..
تجمدت يدها التي كنت تهم بالامساك بالطاجن مبتلعة لعابها بخــــوف فور ان رأت النظرة الشرسة التي يحدقها بها…
لكنها لم تبالي و امسكت الطاجن الذي كانت تغلي مكوناته وتتصاعد الابخرة الحارة منه لكنها سرعان ما تركته من يدها مطلقة صرخة حادة متألــمة عنـ.ـد.ما احرقت سخونية الطاجن الملتهبة يدها..
تراجعت للخلف تضم يدها المحترقة الي صدرها و الألــم يعصف بها..
لكنها رفعت وجهها نحوه راسمة الجمود عليه عنـ.ـد.ما سمعته يغمغم بحده و هو ينتفض واقفاً
= عارفه لو كانت نقطة منه بس لمستني كنت هعمل فيكي ايه…
ليكمل بقسوة و عيناه تشع بالغـــضــــب عليها بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف بخــــوف
=قسماً بالله كنت ولعت فيكي بجاز وسـ.ـخ..
زمجر بقسوة بينما يشير نحو باب الغرفة
=غوري سخن المحشي و هاتيه…..
التفت صدفة مغادرة الغرفة سريعاً شبه راكضة وهي تضم يدها المحترقة الي صدرها و فور ان اصبحت داخل المطبخ انفجرت باكية بسبب الألــم الذي يعصف بيدها و الالم الذي يعصف بروحها بسبب معاملته الفظة لها..لا تعلم كيف ستنتهى من كل هذا فقد بدأت طاقتها تنفذ من اول يوم فقط…
بعد وقت قصير لحق راجح بها لداخل المطبخ عنـ.ـد.ما تأخرت لكن تجمدت ساقيه بمدخل المطبخ عنـ.ـد.ما رأها واقفة بمنتصف المطبخ منحنية الرأس تضم يدها الي صدرها بينما شهقات بكائها المكتومة تملئ السكون من حولها شعر راجح بالذنب يتخلله لما فعله بها تقدm منها وهو يتنحنح بصوت منخفض مما جعلها تنتفض في مكانها فازعة تسرع بمسح وجنتيها بيد مرتجفة..
غمغم راجح بهدوء وهو يمسك ذراعها برفق جاذباً اياه معه للخارج
=تعالى معايا…
همست صدفة معترضة رافضة الخروج معه
=الاكل علي النار بيسخن….
استدار راجح بصمت مغلقاً نار الموقد ثم جذبها معها للخارج بتصميم ساعدها علي الجلوس علي طاولة الطعام قبل ان يتركها ويختفي داخل غرفة النوم ليعود مرة اخري بعد عدة دقائق و بيده كريم طبي مخصص للحروق جلس علي المقعد الذي يجاور مقعدها متناولاً بهدوء يدها المصابه تفحصها بدقها ليجد انه لا يوجد ضرر بها سوا التهابات بسيطة وضع فوقها المرهم بلطف بينما كانت صدفة تراقب ما يفعله بصمت حيث كانت تشعر بالاستنفاذ و التعب
و فور ان انهي ما يفعله نهضت علي قدmيها هامسة بخفوت
=هروح اسخنلك المحشي و….
قاطعها راجح علي الفور مشيراً نحو الطعام المنتشر فوق الطاولة
=متسخنيش حاجة هاكل من الاكل ده….
اومأت رأسها بصمت مغمغمة بتعب
=طيب هروح انام انا…..
جذبها من ذراعها مجلساً اياها مرة اخري قائلاً بصرامة
=اتعشى الأول..بعد كده نامي…
غمغمت بهدوء بينما تحاول النهوض مرة اخري
=مش جعانة….
تشـ.ـددت يده الممسكة بذراعها مزمجراً بحزم
=قولت لما تتعشي الاول…
ثم بدأ بوضع الطعام في صحنها و صحنه لتبدأ صدفة بتناول الطعام
حتي تذهب سريعاً للنوم وبالفعل انهت طعامها سريعاً من ثم نهضت مغمغمة بخفوت انها ستذهب للنوم ثم غادرت الغرفة سريعاً تاركه راجح يتبعها بعينيه وتعبير قاتم مرتسم علي وجهه…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في الصباح..
وقف راجح امام المرآة يرتدي ملابسه لكي يستعد للذهاب للعمل و بين الحين والاخر كان يلتف و يتطلع الى تلك النائمة بهدوء و سلام علي الفراش غير واعية لأي من تحركاته بالغرفة….
اقترب منها ببطئ حتي وقف بجانب الفراش حاول القاء نظرة علي يدها لكنها كانت تضعها اسفل الغطاء فلم يستطع رؤيتها..
هز كتفيها برفق ميقظاً اياها فتحت صدفة عينيها بصعوبة هامسة بصوت اجش
=ايه…في ايه…..؟!!
اجابها بهدوء بينما يبتعد عنها مغلقاً ازرار قميصه
=قومي حضريلى الفطار…
غمغمت بتذمر و صوت ناعس بينما تلقي نظره علي الساعة النعلقة علي الحائط
=بتصحيني الساعة 7 علشان احضرلك الفطار ما تحضره لنفسك انت صغير…..
قاطعها بحدة بينما يتناول الفرشاة و يبدأ بتمريرها بشعره
=مش عايز رغي كتير اخلصي انا متأخر…
القت الغطاء بعيداً ناهضة من فوق الفراش وهي تزفر بحنق و غـــضــــب
=كده كتير ربنا علي المفتري و الظالم….
لكن و ما ان مرت من جانبه امسك بذراعها موقفاً اياها رافعاً يدها يتفحصها مغمغماً بصوت جعله غير مكترث قدر الامكان
=ايدك عامله ايه..؟
اجابته بـ.ـارتباك من سؤاله الغير متوقع هذا
=كويسه…دي كانت مجرد لسعة بسيطة..
اومأ برأسه بهدوء بينما يري ان بالفعل الاحمرار الذي كان بيدها قد اختفي بالفعل…
ترك يدها و اتجه نحو الطاولة متناولاً ساعته مغمغماً بهدوء
=اعملي حسابك تبقي تنزلي تساعديهم في عمل الغدا خالاتي جايين من البلد يبركولنا….
ليكمل وهو يضع الساعة حول معصمه
=هما فاكرين ان احنا معزمنهمش بسبب اننا معملناش فرح لان جدك ابو امك مـ.ـا.ت من شهر…..فاهمة
التفت صدفة مغادرة الغرفة وهي تغمغم بسـ ـخـــريــة لاذعة
=حاضر اي أوامر تانية للخدامة بتاعتك انت و اهلك قبل ما تنزل الشغل….
اجابها راجح بينما يلحقها للخارج متجاهلاً سخريتها تلك
=تلبسي عدل وبلاش شغل البلايتشو اللي بتنيليه في وشك ده…
دلفت صدفة المطبخ و هي تخرج لسانها وتصنع بوجهها بحركات ساخرة علي كلمـ.ـا.ته تلك قبل ان تتجه للبراد وتبدأ بتحضير طعام الفطار له……
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق من اليوم…
كانت صدفة واقفة بالمطبخ الخاص بشقة عابد الراوي تنهي تحضير الطعام للضيوف استندت بتعب علي احدي المقاعد و هي لا تشعر بقدmيها من شـ.ـدة الالم فقد كانت تعمل بمفردها منذ الصباح بتحضير انواع مختلفة من الطعام…
فعند نزولها الي هنا بالصباح استقبلتها حمـ.ـا.تها التي اخذت تخبرها بما تنوي ان تحضره من اجل الضيرف ثم اخذت تساعدها بتحضير الطعام في اول نصف ساعة ثم بعدها اختفت من المطبخ وعنـ.ـد.ما ذهبت صدفة للبحث عنها وجدتها مستلقية علي الفراش بغرفتها متحججة بان ضغط دmها قد ارتفع وانها بحاجة للنوم لمدة ساعة واحدة..
لوت صدفة فمها بسـ ـخـــريــة فالساعة اصبحت 4 ساعات ولم تستيقظ بعد حتي الان…
كانت تضع اللمسات الاخيرة علي الطعام عنـ.ـد.ما دلفت نعمـ.ـا.ت الي المطبخ بوجه ناعس
=خلصتي…..؟!
اجابتها صدفة بحده بينما تضع ديك الرومي من يدها فوق طاولة المطبخ
=اها…..
غمغمت نعمـ.ـا.ت بأسف مصطنع
=معلش بقي سيبتك لوحدك اصل كنت تعبانة اوي و شهد راحت لحمـ.ـا.تها من الصبح مش هترجع الا بكرة و هاجر في دروسها 3 ثانوي بقي مش فاضيه انتي عارفه…
القت صدفة المنشفة الصغيرة التي كانت بيدها بحدة فوق الطاولة قبل ان تلتف اليها قائلة بغـــضــــب
=بقولك يا ام راجح بلاش الحوارات دي عليا ونبى….ده انا بـ.ـنت سوق يعني لا صغيرة و لا هبلة علشان تضحكي عليا بكلمتين ده انا بشتغل في الشارع من وانا ١٧سنه…..
هتفت نعمـ.ـا.ت بغـــضــــب يتخلله الاستنكار بينما تململ في جلستها بعدm راحة
=ايه ام راجح… دي؟! و حوارات ايه يابت انتي اللي بتتكلمي عنها
اجابتها صدفة بانفعال وحدة
=حوار انك مرة واحدة تعبتي وان سبحان الله بـ.ـنتك من امبـ.ـارح عند حمـ.ـا.تها والتانية في دروسها ده علي اساس مش انك اللي مسرابهم علشان تلبسيني الليلة كلها….
انتفضت نعمـ.ـا.ت علي قدmيها هاتفة بحده و غـــضــــب
=بت اقفي عوج و اتكلمي عدل نسيتي نفسك و لا ايه يا بايعة الطعمية….
لتكمل وهي ترفع حاجبها بتحدي
=و اها انا قاصدة انك تشتغلي…و متشتغليش ليه ياختى علي راسك ريشه….
قاطعتها صدفة بحدة و قد بدأت الدmاء تثور في عروقها
= علي راسي مخدة ريش بحالها..
مش ريشة واحدة…..
لتكمل بغطرسة زاجرة اياها بقسوة
=و لا انا مش صدفة بياعة الطعمية اللي كلكوا كنتوا بتتسمخروا عليها….انا هنا صدفة مرات راجح الراوي اللي اجدعها شنب فيكي يا سيدة يعمله الف حساب و كرامتي من كرامته….و لعلمك بقي انا كنت ممكن اسيبلك الليله دي واطلع ومعملش حاجة..
لتكمل بتحدي وهي تشير باصبعها نحو جانب رأسها
=بس عملت بمزاجي و بكيفي …كنوع من الذوق منى لكن لا انتي ولا غيرك يقدر يغـ.ـصـ.ـبني علي حاجة..
ثم تركتها و غادرت المطبخ صاعده الي شقتها لكي تقم بتبديل ملابسها قبل وصول الضيوف
༺༺༺༺༻༻༻༻
وقفت صدفة امام المرآة تعدل من ملابسها و ابتسامة واسعة مرتسمة علي شفتيها مررت يدها فوق عبائتها السوداء الفضافضة الباليو….و بالطبع لم يخلو وجهها من الالوان المتعددة القبيحة..
همست بصوت جعلته خشن ساخر مقلدة راجح
=تلبسي عدل وبلاش شغل البلايتشو اللي بتنيليه في وشك ده…
ارتسمت ابتسامة واسعة علي وجهها بينما تتجهه نحو خازنة الملابس تخرج وشاح اسود قديم لكي تعقده حول رأسها وهي تغمغم
=ابقي وريني بقى هتعمل ايه لما تشوف منظري ده….
=هولع فيكي……
اطلقت صدفة صرخة مرتفعة وهي تنتفض فازعة مكانها فور سماعها تلك الكلمـ.ـا.ت بجانب اذنها استدارت لتصطدm بصدر راجح الذي كان يقف خلفها مباشرة بوجه مكفهر حاولت التراجع للخلف لكنه اسرع بالقبض علي ذراعها ولويه خلف ظهرها قبل ان يجذب عنق عبائتها السوداء ممزقاً اياها.. فاركاً بيده وجهها الممتلئ بالالوان ليتحول وجهها الي كتله من الفوضه غير مكترثاً بصراختها المعترض..
=لما ابقي عايز الناس تقول اني متجوز بلايتشو.. و لا لما تبقي مش لاقيه تاكلي ابقي ألبسي الزبـ.ـا.لة اللي انتي لابسها دي….
دفعها بقسوة بعيداً عنه متجهاً نحو خازنة الملابس اخذ يبحث بها قبل ان يخرج منها عباءة استقبال اعجبته القاها بوجهها مزمجراً بشراسة بثت الرعـ.ـب بداخل صدفة
=غوري ادخلي استحمي وغيري هدومك الناس زمانها علي وصول….
ليكمل مشيراً بازدراء الي شعرها المشعث بشكل مزري
=و سرحي شعرك…اللي عملاه شبه سلك المواعين ده…..
ليكمل بقسوة و علامـ.ـا.ت القــ,تــل باديه علي وجهه وهو يتخذ خطوة نحوها مما جعلها تتراجع بخــــوف الي الخلف
=قسماً بالله المرة الجاية اللي هلاقيكي عاملة فيها كده في وشك لهرمي مية نار عليه و أبقي شوهتهولك ريحتك منه خالص….فاهمة
ظلت صدفة متجمدة بمكانها تنظر اليه باعين متسعة بالخــــوف غير قادره علي فتح فمها لكنها انتفضت في مكانها بفزع عنـ.ـد.ما زمجر بقسوة
=انطقي فاهمة….
هزت رأسها بصمت قبل ان تهرب مسرعة داخل الحمام الذي اغلقت بابه عليها مسننده اليه و هي تلهث بخــــوف وذعر…
بعد عدة دقائق…
وقف راجح يتأمل باعين تلتمع بالاعجاب و الرضا تلك الواقفة امامه ترتدي العباءة التي قام باختيارها لها
فقد كانت تبرز جمالها بينما اصبح شعرها المشعث سابقاً مسترسلاً علي ظهرها الي اسف ظهرها كشلال محيطاً وجهها كغمامة من الحرير الاسود مما اظهر جمال وجهها الملائكي ذات الوجنتين الممتلئتين لكن تغضن حاجبيه بعدm رضا فور ان استقرت عينيه علي شفتيها المجروحة اثر قبلته لها بليلة أمس….
اقترب منها فجأة مما جعلها تنتفض للخلف محاولة الابتعاد عنه لكنه لف ذراعه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليستند جسدها اللين على جسده الصلب ممرراً اصبعه برفق علي شفتيها المجروحة مغمغماً بصوت اجش ممتلئ بالرغبة وعينيه مسلطة فوق شفتيها
=مفيش حل نداري به جـ.ـر.ح شـ ـــفــايـــ ـفك ده….
همست بصوت متثاقل مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك
=مش..مش عارفة…
ظل ينظر اليها عدة لحطات بصمت و اصبعه لايزال يمر فوق شفتيها المكدومة زافراً بعمق قبل يتركها ويتجه نحو طاولة الزينة متناولاًً احمر الشفاه الخاص بها
ثم عاد اليها مرة اخري مغمغماً بصوت غير متزن بعض الشئ
=يمكن ده يداريه شوية….
ثم اخذ يضع منه علي شفتيها المرتجفة بينما كانت هي حابسة انفاسها مثبتة نظرها علي كتفه وفور ان انتهي تفحصه بعينيه ليجده ان اللون الاحمر القاني لم يستطع ان يخفي بشكل كافي الجـ.ـر.ح بشفتيها لكن هذا افضل ما يمكنه فعله هز رأسه مغمغماً
=يلا ننزل زمانهم وصولوا…
ثم امسك بيدها وهبطوا معاً للأسفل لكن فور ان اصبحوا امام باب شقة والده التف اليها قائلاً بحده بينما يشير نحو الوشاح التي تضعه حول رقبتها
=حطي الطرحة علي راسك….
رفعت صدفة بيد مرتجفة الوشاح من حول عنقها لتضعه فوق رأسها مغمغمة بـ.ـارتباك و قد نفذ صبرها
=اهو…و بطل شخط فيا بقي انا زهقت….
تجاهلها مديراً اياها اليه مغمغماً بقسوة بينما يدس بيده شعرها المتناثر علي ظهرها اسفل حجابها
=شعرك كله يتغطي ايه هتغطي نصه و تسيبي نصه…
زفرت صدفة بحدة بينما تدير عينيها بمحجرها بملل…
امسك بيدها ثم دلف الي داخل الشقة ثم الي غرفة الضيوف ليحيوا ضيوفهم…
في وقت لاحق
كانت صدفة جالسة بجانب شوقية شقيقة نعمـ.ـا.ت و التي رحبت بها بمحبه و فرح وبجانب منيرة زوجة شقيق نعمـ.ـا.ت و التي قابلتها بجفاف مرمقة اياها بين الحين والاخر بحدة وغـــضــــب
ربتت شوقية علي ذراعها قائلة باعجاب
=ما شاء الله…ما شاء الله يا زين ما اختار راجح بدر منور…
لتكمل وهي تلتف نحو زوجة شقيقها
=مش كده يا منيرة..؟
القت منيرة نظرة حادة علي صدفة قبل ان تدير وجهها بعيداً برفض دون ان تنطق حرف واحد مما جعل جسد صدفة يتشـ.ـدد بـ.ـارتباك…
اقتربت منها شوقية هامسة في اذنها بصوت منخفض
=سيبك منها…اصلها كانت هتمـ.ـو.ت وتجوز راجح لبـ.ـنتها…
لتكمل وهي تجذب حجاب صدفة بعيداً عن رأسها
=ياختي مكتفه نفسك ليه الرجـ.ـا.لة في الاوضة التانية فكي كده خاليني اتفرج علي الحلاوة….
لتطلق شهقة اعجاب فور ان سقط حجاب صدفة و رأت شعرها المسترسل كابحرير الاسود فوق ظهرها
=بسم الله ما شاء الله…..
وقفت صدفة مغمغمه بـ.ـارتباك و خجل فلما تكن معتادة علي ان يقوم احد بمدحها او مدح جمالها…
=هروح..هروح اسخن الاكل….
ثم فرت مغادرة من الغرفة وعينين شوقية تتبعها باعجاب و هي تغمغم داعية
=يرزقك ربنا يا مدحت يا بني ببطاية حلوة زيها كده….
اندفعت نعمـ.ـا.ت هاتفه مقاطعة اياها بحدة حيث كانت ترغب بتزويج مدحت ابن شقيقتها الطبيب الي ابـ.ـنتها هاجر والتي كانت عكس صدفة تماماً فقد كانت قصيرة و حسد نحيل هزيل…
=زيها ايه..دي جـ.ـسمها مليان و
مفشول….
لتكمل بحده و تذمر
=و بصراحه كده حاسه انها مش عاجبه راجح….
اطلقت شوقية ضحكة صاخبة قبل ان تنهض وتجلس بجانب شقيقتها هامسة باذنها
=يا وليه بطلي الصورم اللي جواكي ده…ده البت تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك….
لتكمل بسـ ـخـــريــة ناكزه اياها في ذراعها
=و واضح ان ابنك مش عجباه فعلاً باين من شـ ـــفــايـــ ـفها اللي ابنك مقطعها و لا هتعملي مش واخده بالك من دي…..
قاطعتها نعمـ.ـا.ت هاتفه بخجل
=يخربيتك بس…انتي ايه هيفضل لسانك قبيح طول عمرك….
ضحكت شوقية قائلة
=عايزاني اقولك ايه ما انتي اللي بصورم و ماسكة البت كلام زي السم…ده انا لو مكانك امسك البت هاجر و افضل ازغط فيها لحد ما تبقي زي صدفة كده بدل ما هي شبه خلة السنان اللي هتتقطم…
قاطعتها نعمـ.ـا.ت قائله بحدة و قد اشتعل الغـــضــــب بداخلها فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك
=لا يا حبيبتي انا حابه بـ.ـنتي كده رشيقة عود فرنساوى…مبحبش انا التخان…..
رمقتها شوقية بسـ ـخـــريــة مغمغمة بهدوء مغـ.ـيظه اياها
=ليه و هي صدفة تخينة يا وليه
لتكمل عنـ.ـد.ما رأت وجه شقيقتها يشتد بالغـــضــــب مشيره نحو منيرة التي كانت جالسة بوجه متجهم غاضب
=شايفة مرات اخوكي هتمـ.ـو.ت..مكنتش عايزه تيجي اصلاً….
اجابتها نعمـ.ـا.ت بصوت منخفض
=حقها بقي يرفض بـ.ـنت خاله صاحبة المال والجمال ويتجوز دي …ده انا فضلت 4 سنين اقنع فيه يتقدmلها و ده ابداً و في ثانيه القيه جاي يقولي هتجوز صدفة بتاعت الطعمية….
قطعت جملتها مغمغمة بحدة عنـ.ـد.ما رأت شقيقتها تنفجر ضاحكة
=في ايه يا شوقية هو كل كلمة هقولها هتعقدى تتريقى و تضحكى ..
ربتت شوقية علي ساقها قائلة وهي تضحك
=معلش ياختي سامحيني بس انتي اللي كلامك غريب…
لتكمل بجديه
=ومالها بتاعت الطعمية يا نعمـ.ـا.ت انتي نسيتي ان ابوكي الله يرحمه كان بياع بطاطس علي عربية بحمار….
ارتبك وجه نعمـ.ـا.ت و ما ان همت بالرد دلفت صدفة للغرفة مقتربة منهم قائلة بهدوء
=احضر السفرة….
اجابتها نعمـ.ـا.ت بحده
=ايوه حطي الاكل و انا جايه وراكي اهو اساعدك….
اومأت صدفة براسها و ما ان همت بالمغادرة وصل الي مسمعها كلمـ.ـا.ت شوقيه
=ما شاء الله هي صدفة اللي طابخلنا النهارده….
اجابتها نعمـ.ـا.ت بحده و ارتباك
=صدفة ايه ياختي اللي طبخت هي مدت ايدها في حاجة…دي لسه اول مره تنزل هنا وانتوا جايين
لتكمل بابتسامة واسعة…
=هاجر هي اللي طابخة كل ده من بليل و صحت الصبح يا حبيبتي و نزلت راحت دروسها…دي عاملة شوية حاجات هتاكلوا صوابعكوا وراها يا شوقية……..
لكن التانيه دي ممدتش ايدها في حاجه و لما بعتلها تنزل تساعد هاجر طنشتني ولا نزلت ولا عبرت…
لتكمل قائلة بانف منعكف بازدراء
=وبيني و بينك احسن انا اتقرف أكل من ايدها….
زجرتها شوقية مغمغة بعتاب
=يوه عليكي يا وليه…لسانك مش كده
اكملت صدفة طريقها للخارج كما لو انها لم تسمع شئ من حديثهم هذا و كامل جسدها ينتفض بالغـــضــــب حيث كانت الدmاء تغلي في عروقها كالبركان الثائر دلفت للمطبخ وهي تزمجر من بين اسنانها المطبقة
=اها يا وليه يا ناقصة يا وا.طـ.ـيه بقي بعد هدتي و تعبي من الصبح تقولي بـ.ـنتك اللي عامله كل ده….لا وبتقرفى تاكلي من ايدي….
عقدت ذراعيها اسفل صدرها بينما تهز جسدها بغـــضــــب و حركة عصبيه لكن سرعان ما ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة واسعة اتجهت سريعاً نحو احدي خزائن المطبخ وهي تغمغم
=مش بـ.ـنتك اللي طابخه طيب اشربى بقى انتى و هى…
اخرجت احدي العبوات الكبيرة المكتوب عليها شطة أسواني و التي كان معروف عمها بانها اشـ.ـد الانواع حرارة..
اخذت تضع منها بكثرة في جميع الاطعمة و الابتسامة الواسعة التي علي شفتيها تتسع بشر و فرح
مغمغمة بانتصار
=و ديني ما هخليهم يعرفوا يحطوا معلقة واحدة في بوقهم..ان ما خلتهم يتفوا عليكى
=بتنيلى ايه عندك…..
ابتلعت باقى جملتها منتفضة في مكانها صارخة بفزع فور سماعها تلك الكلمـ.ـا.ت تأتى من خلفها ليتجمد جسدها و يشحب وجهها بخــــوف فور رؤيتها لءاك الشخص الواقف بباب المطبخ يرمقها بنظرات حادة مشتعلة.. لتدرك انه قد تم كشف امرها….
.عقدت صدفة ذراعيها اسفل صدرها بينما تهز جسدها بغـــضــــب و حركة عصبيه لكن سرعان ما ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة واسعة اتجهت سريعاً نحو احدي خزائن المطبخ وهي تغمغم
=مش بـ.ـنتك اللي طابخة طيب اشربى بقى انتى و هى…
اخرجت احدي العبوات الكبيرة المكتوب عليها شطة أسواني و التي كان معروف عمها بانها اشـ.ـد الانواع حرارة..
اخذت تضع منها بكثرة في جميع الاطعمة و الابتسامة الواسعة التي علي شفتيها تتسع بشر و فرح
مغمغمة بانتصار
=و ديني ما هخليهم يعرفوا يحطوا معلقة واحدة في بوقهم..ان ما خلتهم يتفوا عليكى
=بتنيلى ايه عندك…..
ابتلعت باقى جملتها منتفضة في مكانها صارخة بفزع فور سماعها تلك الكلمـ.ـا.ت تأتى من خلفها ليتجمد جسدها و يشحب وجهها بخــــوف فور رؤيتها لذاك الشخص الواقف بباب المطبخ يرمقها بنظرات حادة مشتعلة.. لتدرك انه قد تم كشف امرها..
اسرعت باخفاء عبوة الشطة خلف ظهرها مراقبة باعين متسعة و انفس لاهثة ثقيلة راجح و هو يتقدm نحوها بخطوات ثابتة وعينيه مسلطة بتركيز عليها..
غمغم بحدة فور ان اصبح يقف امامها مشيراً برأسه نحو يدها التي تخفيها خلف ظهرها
=مخبية ايه ورا ضهرك..؟!
ظلت صدفة تتطلع اليه بصمت دون ان تجيبه فقد حاولت تحريك شفتيها و اجابته لكن لم تطعها شفتيها حيث تجمدت من سدة التـ.ـو.تر و الخــــوف..مما جعله يطبق علي يدها التي تخفيها خلف ظهرها جاذباً اياها بحدة الي الامام..
حدق بغـــضــــب بعبوة الشطة التي بيدها مغمغماً بقسوة و قد اشتدت قبضته حول يدها
=بتهببى ايه بالشطة دي..؟!
خرجت من صمتها لكى تنقذ نفسها مجيبة اياه بحدة و هي تنفض يده بعيداً عنها متصنعة الغـــضــــب حتي لا تكشف امرها
=هيكون ايه يعني بظبط بهارات الاكل زي ما امك قالتلي…
ضيق عينيه محدقاً بها و عينيه تنتقل بشك بينها و بين عبوة الشطة التي لازالت بيدها
=اومال لما شوفتيني اتخضيتي ليه…؟؟
اجابته بسـ ـخـــريــة وهي تهز كتفيها
=و انا من امتي شوفتك و متخضتش……
لتكمل بطريقة مأساوية واضعة يدها فوق صدرها تضـ.ـر.ب عليه برفق
=بعيد عنك لما بشوفك كأني شوفت ولا اعوذ بالله عفريت…يا ساتر يارب كأن حاجة كده بتكتم علي قلبي….
قبض علي ذراعها جاذباً اياها نحوه لتصطدm بقسوة بصدره الصلب اخفض رأسه مزمجراً بجانب اذنها بصوت خشن
=قسماً بالله يا صدفة لأقطعلك لسانك اللي اطول منك ده..
ليكمل و هو يشـ.ـدد من قبضته بقسوة حول ذراعها مما جعلها تطلق تأوه من الألــم
=و عايزك تحمدى ربنا ان في ناس برا و الا و رحمة امك لكنت عرفتك ازاي بكتم علي نفسك كويس…
ابتعدت عنه مغمغمة بـ.ـارتباك فور ادراكها انه يعني تهديده هذا
=بقولك ايه ما تطلع تعقد مع الرجـ.ـا.لة برا بدل ما انت لزقلي هنا زي العمل الرادي كده……..
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخــــوف فور ان حدقها بنظرة حادة اخرستها علي الفور..
تلاعبت اصابعها بتـ.ـو.تر باطراف غطاء الرأس الذي تضعه حول رقبتها جذبت حركتها تلك انتباهه الي شعرها المسترسل علي كتفيها و ظهرها…
قبضت يده علي بعضاً من خصلاته جاذباً اياه بحدة للأسفل و هو يزمجر بشراسة و عينيه مشتعلتين بنيران الغـــضــــب
=انا مش قولتلك تتنيلي تلبسي الطرحة و تغطي شعرك ده….
ارجعت رأسها للخلف محررة خصلات شعرها من بين اصابعه و هي تغمغم بعصبية
=اعمل ايه يعني خالتك اللي عايزة تشوف شعري……..
قاطعها و هو يجز علي اسنانه بقسوة بينما يحرر الطرحة من حول رقبتها و يضعه علي رأسها مغطياً شعرها بأكمله بحركات منفعلة
=بلا خالتي بلا امي شعرك يتغطي… فاهمة
هزت رأسها قائلة بطاعة مزيفة يتخللها السـ ـخـــريــة بينما تخفض عينيها
=امرك يا سي السيد حاضر…
اخذ يحاول لف الطرحة حول رأسها لكن كانت تنزلق بكل مرة من فوق رأسها بسبب نعومة شعرها هتف بحنق و هو ينزعه من فوق رأسها واضعاً اياه بين يديها
=امسكى اعمليه انتى…
تنهدت صدفة بحده وهى تتناوله منه ثم بدأت بجمع شعرها بكعكة قبل ان تبدأ بعقد الطرحة حول رأسها..
و ما ان انتهت غمغمت بنفاذ صبر و هى تشير نحو رأسها
=تمام كده…؟؟
وقف راجح يتفحصها بنظرات ثاقبة حتى يتأكد من ان شعرها قد غطى تماماً…
اومأ رأسه بالنهاية برضا ثم ظل يتطلع اليها عدة لحظات بنظرات مشتعلة
قبل ان يلتف و يتجه نحو الباب و هو يهمهم بغـــضــــب…
=جهزي الاكل و طلعيه يلا و انا هخلي امي تيجي و تساعدك…
ليكمل بغـــضــــب و هو ينظر للساعة التي بساعده
=مش عارف الزفته اللي اسمها هاجر دي اتأخرت كده ليه تلاقيها بتهرب من عمايل الاكل كالعادة..
غمغت صدفة بخبث بينما تتصنع تعديل الوشاح حول رأسها
=تتهرب ايه بس ده هاجر اللى عاملة الأكل ده كله….
استدار اليها راجح بحدة مغمغماً بصدmة يتخللها الشك
=هاجر اللي طبخة الاكل ازاي…!! دي مبتعرفش تسلق بيضة..
اجابته ببرود بينما تهز كتفيها
=معرفش امك اللي قالت كده لخالتك….
هز راجح رأسه مهمهماً بصوت منخفض
=اها خالتي قولتيلي…
حيث كان يعلم ان والدته دائماً تحاول ان تجمل صورة شقيقته امام اقاربهم مغرقة اياها بالمدح الكاذب فبالتأكيد و الدته من قامت بطبخ كل هذا و نسبته اليها حتي تبهر شقيقتها..
اكمل طريقه للخارج و هو يغمغم بهدوء
=جهزي الاكل الناس مستنية و هبعتلك امي تساعدك….
وقفت صدفة تراقبه وهو يغادر و ابتسامة واسعة علي وجهها تملئ شفتيها شاعرة بالحماس لما سيحدث لحمـ.ـا.تها عنـ.ـد.ما تعلم ما فعلته…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت…
كانت هاجر شقيقة راجح في طريقها الي المنزل حاملة بين ذراعيها الكتب الخاصة بدراستها و هي تتحدث بصوت منخفض بالهاتف
=يا حبيبي اجيبلك المبلغ ده كله منين ما انت عارف مصروفي علي قدي…
تنفست بعمق و هي تستمع اليه يجيبها بحدة و قد شحب وجهها
=طيب خلاص.. خلاص متزعلش انا هحاول اتصرف في اي مبلغ…
ثم اشرق وجهها بابتسامة واسعة فور سماعها كلمـ.ـا.ته علي الطرف الاخر
=ويخاليك ليا يا حبيبى..و انا كمان بحبك…
و ما ان وصلت امام منزلها غمغمت بصوت منخفض حتي لا يسمعها احد
=طيب يا حبيبي انا هقفل بقي لان خلاص داخله علي البيت… و بكره بعد درس العربي نتقابل و هديك الفلوس….
سمعت اجابته مبتسمة ثم اغلقت الهاتف واضعة اياه داخل بنطالها قبل ان تدخل الي بهو المنزل و منه الي الشقة الخاصة بعائلتها..
و فور ان فتحت باب الشقة وصل اليه الصوت الصاخب لضحكات و حديث عائلتها الأتي من غرفة الاستقبال حيث كان اقارب والدتها قد اتوا لزيارتهم لكى يهنئوا راجح بزواجه..
استغلت ان البهو خالي و دلفت مسرعة الي غرفة والديها اتجهت بانفس لاهثة نحو خازنة الملابس تفتحها بحثاً عن الصندوق التي تحتفظ به والدتها بالاموال اخرجته سريعاً و هي تتلفت بخــــوف نحو باب الغرفة لكن خابت امالها فور ان فتحت الصندوق و وجدته فارغاً زفرت باحباط و غـــضــــب فكيف الان ستأتي بالاموال التي وعدت حبيبها بها..
لكن سرعان ما اشرق و جهها فور ان وقعت عينيها علي المفتاح الخاص بشقة شقيقها راجح الذي تحتفظ به والدتها بالصندوق.. حيث قامت والدتها قبل زواجه بنسخ مفتاح شقته دون علمه و قامت بتخبئته مخبره اياهم انه كنوع من الاحتياط..
التقطت المفتاح سريعاً ثم اعادت الصندوق الي مكانه مرة اخري قبل ان تسرع بالخروج من الشقة كما دخلتها دون ان يراها احد ثم اسرعت بالصعود الي شقة راجح قامت بطرق الباب و الامتظار قليلاً حتى تتأكد بانه لا يوجد احد بالداخل..
على الرغم من علمها بان راجح و زوجته بالاسفل للترحيب باقاربهم الا انها فعلت ذلك كنوع من الأمان حتى لا يتم كشف امرها…
فتحت باب الشقة و دلفت الي الداخل مغلقة الباب بهدوء خلفها
دلفت الي غرفة النوم الرئيسية و اتجهت نحو خازنة الملابس تهم بفتحها لكنها تذكرت ان شقيقها قبل زواجه كان معتاد علي وضع امواله بالدرج الذي بالطاولة التي بجانب فراشه..
اتجهت مسرعة نحو الطاولة تفتحها لكنها وجدتها فارغة لتسرع نحو الطاولة الاخري التي علي الجانب الاخر من الفراش تفتح درجها ليشرق وجهها بابتسامة واسعة فور ان رأت الاموال التي بها اسرعت بأخذ مبلغ من المال قامت بعده لتكتشف انه خمسمائة جنية كانت ترغب بأخذ اكثر من ذلك لكن المال الذي بالدرج لم يكن كثيراً و لا ترغب ان يكشف امرها…
خبئت الأموال بجيب بنطالها ثم اسرعت بالخروج من الشقة و هبطت الدرج بخطوات صامتة حتي لا يسمعها احد ويتم كشف امرها و دلفت الي شقة عائلتها كما لو كانت عائدة للتو من دروسها….
༺༺༺༺༻༻༻༻
بدأت صدف بوضع الطعام علي الطاولة بمفردها فلم تأتى نعمـ.ـا.ت لمساعدتها لذا بدأت هي بوضع الاطباق المختلفة التى اعدتها بيدها.. و التى خربتها بيدها ايضاً ابتسمت ضاحكة بصوت منخفض فور تخيلها وجه نعمـ.ـا.ت عنـ.ـد.ما تعلم ما فعلته..
=بتضحكى على ايه ضحكينا معاكى…
التفت صدفة حول نفسها لتجد شاب في العشرينات يقف عند باب غرفة الطعام..
هزت صدفة رأسها بصمت لا تدري ما تقوله بينما تقدm منها قائلاً و هو يمد يده نحوها
=مدحت الاباصيرى… ابن خالة راجح..
ليكمل سريعاً وهو يبتسم ببشاشة
=و انتى اكيد صدفة مرات راجح مش كدة…
اومأت صدفة برأسها بينما تمد يدها نحوه مصافحة اياه مغمغمة بابتسامة
=ايوة…
ترك مدحت يدها متراجعاً الي الخلف قائلاً و يهز يدها برفق
=مبروك يا صدفة… الف مبروك راجح دايماً بيثبت انه ذوقه حلو….
اجابته صدفة بصوت منخفض و قد احمر وجهها بخجل
=الله يبـ.ـارك فيك…
ليكمل بمرح مشيراً لرأسه الشبه اصلع
=على فكرة اوعى تفتكرى اني كبير ولا حاجة… لا ده انا 28 سنه بس ده اثر كلية الطب و المرار اللي شوفته فيها..
هتفت صدفة بدهشة بينما تسحب يدها بعيداً
=هو انت دكتور…
اومأ مبتسماً لها قائلاً يعدل من ياقة يصطنع الفخر
=دكتور بطرى قد الدنيا…
هزت صدفة رأسها مهمهمة دون حماس بصوت منخفض
=اممم دكتور بهايم يعنى….
انفجر مدحت ضاحكاً فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك بينما ابتسمت هى بتشنج شاعرة بالخجل من اندفاع لسانها الاحمق غافلين عن ذلك الذى كان واقفاً بمدخل الغرفة يراقب ذلك المشهد و جسده ينتفض من شـ.ـدة الغـــضــــب بينما عينيه كانت كالعاصفة تنطلق منها شرارات من النيران زمجر بحده لاذعة و هو يتقدm نحوهم
=خير بتضحكوا على ايه..؟
التف اليه مدحت قائلاً و هو لايزال يضحك
=تخيل يا راجح بقول لمراتك انى دكتور بطرى بتقولى دكتور بهايم يعنى…
همست صدفة باضطراب و خجل و قد ازداد احمرار خديها
=مكنتش اقصد والله..
غمغم راجح من بين اسنانه المطبقة بعنف و هو يحاول السيطرة علي اعصابه و اخماد تلك النيران المشتعلة داخل صدره حتي لا ينقض علي ابن خالته
=اكيد متقصدش…
ليكمل ضاغطاً علي حروف كلمـ.ـا.ته بقسوة كما لو يثبت ملكيته لها
=معلش اصل مــراتـــى عفوية في كلامها شوية..
التفت صدفة تنظر بدهشة الي راجح الواقف بجانبها عند سماعها نبرة صوته الغاضبة التى لاحظتها على الفور..
حتي و ان كان ظاهراً انه يتحدث بشكلاً طبيعياً الا انها لاحظت غـــضــــبه فقد اصبحت تعرفه جيداً عنـ.ـد.ما يكون غاضباً…
بينما اسرع مدحت بمقاطعة راجح قائلاً و هو ينظر الي صدفة و ابتسامة واسعة علي شفتيه
=انا مش مضايق خالص و الله بالعكس دي عجبانى جداً…
زمجر راجح بشراسة بينما يندفع نحوه و شرارات الغـــضــــب تتقافز بعينيه
=نعم يا خويا…
اسرع مدحت قائلاً بـ.ـارتباك و هو يتراجع للخلف
=اقصد عفويتها طبعاً… عجبانى عفويتها انت فهمت ايه…
امسكت صدفة بذراع راجح هامسة له بصوت منخفض و هى لا تفهم ما به
=في ايه يا راجح ما تهدى شوية….
اخفض رأسه هامساً بأذنها بصوت خشن
=اكتمى خالص..مسمعش صوتك….
نظرت اليه بـ.ـارتباك من حدته تلك فلأول مرة تراه بحالته الغير مفهومة تلك…
دلفت شوقية الي الغرفة و التى ما ان رأتهم يقفون ثلاثتهم معاً هتفت بفرح
=اخيراً اتعرفت على صدفة يا مدحت…
لتكمل و هى تتقدm نحوهم وتضع يدها حول صدفة مشيرة الي مدحت بيدها
=بص بقى علشان نبقى متفقين من أولها انا عايزاك تتجوز بطاية حلوة كدة زي صدفة….
هتف راجح بحدة مقاطعاً اياها و يجز علي اسنانه بغـــضــــب
=ايه يا شوقية…ايه يا شوقية….في ايه
اجابته شوقية بمرح و هي تضحك
=ايه يا ابن نعمـ.ـا.ت بطمن على مستقبل ابنى…..
لتكمل وهي تربت على كتف صدفة
=ولا انت عايز تاكل بط لوحدك…..
زمجر راجح بقسوة حيث اصبح علي حافة اعصابه جاذباً صدفة التى كان وجهها بلون الدmاء من شـ.ـدة الخجل بعيداً عن خالته محيطاً خصرها بذراعه يضمها اليه بتملك واضح بينما عينيه تتسلط بغـــضــــب على مدحت الذي هتف
=يا عم بتبصلى كده ليه انا مالى خالتك اللي لسانها متبرى منها….
هتفت شوقية بصدmة ضاربة ولدها في كتفه بحدة
=مالها خالته يا ابن الجزمـ.ـة الحق عليا انى خايفة علي مستقبلك..
غمغم مدحت بسـ ـخـــريــة بينما يشير نحو راجح
=خايفة علي مستقبلى اية ده انت هتضيعيهولى… راجح فضله تكه و يقــ,تــلنى…
ضحكت شوقية مربته علي صدرها
=لا اطمن انك ابنى مديك الحصانة متخفش راجح لا يمكن يزعل خالته…
لتكمل بسـ ـخـــريــة و مرح و هى تلتفت نحو راجح الذى كان يعقد ذراعه حول خصر صدفة ضامماً اياها اليه
=و انت يا خويا ضمها اكتر كمان
اقولك احسن افتح صدرك و خبيها جواه….
لتكمل و هي تضحك و تتعجب بداخلها من حالة ابن شقيقتها تلك فبحياتها لم تراه هكذا
= ايه يا راجح مش هناكلها منك يا حبيبى….
قاطعها راجح شاعراً بالحرج من ردة فعله السابقة حيث شعر انه كان مكشوف
=عايزة ايه يا شوقية…
ربتت علي كتفه قائلة بحنان
=عايزاك بخير و سعيد يا قلب شوقية…
لتكمل بحده وهى تلتفت نحو مدحت
=و عايزة ابن الهبلة ده يتجوز بقى هو كمان و يخلصنى..عايزة اطمن عليه هو كمان
هتف مدحت بغـــضــــب مصطنع بينما يتجه نحو باب الغرفة يغادرها مسرعاً و هو يلوح يده بضجر
=يوه مش هنخلص النهاردة…
لحقت به شوقية للخارج و هى تهتف
=خد تعالى هنا يالا و الله ما هسيبك…
وقفت صدفة تضحك عليهم بمرح بينما ادارها راجح بين ذراعيه قائلاً بحدة
=بتضحكى….عجبك اوى
ليكمل بقسوة و هو يشير نحو الباب الذى غادر منه مدحت و شوقية قبل لحظات
=ينفع تقفى مع راجـ.ـل غريب و شغاله ضحك و مرقعه معاه
هزت كتفيها قائلة بـ.ـارتباك
=انا مضحكتش.. هو اللي كان بيضحك و انا مالى…
تشـ.ـددت ذراعه التى تحيط خصرها
و هو يدرك انه بالغ بردة فعله…
غمغم بينما يشير الي طاولة الطعام
=برضو بتشتغلى لوحدك اومال امى فين..
اجابته قائلة وهى تتلملم بين ذراعيه
=امك قاعدة مع مرات خالك برا…بتقول ضغطها عالى..
زفر راجح بحنق قبل ان يغمغم وهو يتحرك بها نحو المطبخ
=طيب تعالى انا هساعدك فى …
امسكت بذراعه توقفه قائلة بتردد وهى تشير نحو الغرفة التى يتواجد بها الرجـ.ـال فقد كانت تعلم انه اذا شاهده احدو هو يساعدها من الممكن ان يسخر منه
=افرض حد شافك…
دفعها امامه نحو المطبخ قائلاً بصرامة و حدة
=ما اللى يشوف…يشوف هو انا بعمل حاجة غلط…
شعرت صدفة بقلبها يرتجف داخل صدرها تأثراً بينما تتبعه الى داخل المطبخ حيث اخذ يساعدها بالفعل بتوزيع الطعام بالصحون و وضعها علي طاولة الطعام حتى انتهوا سريعاً…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق…
كانت صدفة جالسة علي طاولة الطعام بجانب زوجها الذي كان منشغلاً بالحديث مع خاله مأمون
و عينيها تمر بين الجميع بترقب و انفاسها منحبسة داخل صدرها
وضعت يدها فوق فمها حتي تخبئ ابتسامتها عنـ.ـد.ما القت منيرة زوجة خال راجح الملعقة من يدها بعد تناولها اول ملعقة من الحساء و هي تهتف بوجه محتقن
=ايه ده….
بينما اخذ مأمون شقيق نعمـ.ـا.ت يسعل بقوة و قد احتقن وجهه من النيران المشتعلة داخل حلقه و كان الوضع كذلك بالنسبة لمدحت و باقى الجالسين علي طاولة الطعام..
غمغم عابد بحدة بينما عينيه تمرر بينهم بـ.ـارتباك
=جرى ايه يا جماعة في ايه….؟
اجابته شوقية وهي ترتشف بتعثر من كوب الماء محاولة اخماد الحريق للذي لحق بفمها من اول ملعقة وضعتها بفمها من هذا الطعام
=الاكل نار يا عابد…
لتكمل وهي تسعل بقوة ملتفة الي شقيقتها التي كانت تتطلع اليهم بوجه مرتبك
= لما ده حصلنا من اول لقمة نحطها في بوقنا اومال لو كنا كلنا بقي كان هيحصل لنا ايه يا نعمـ.ـا.ت… ايه بـ.ـنتك عايزة تمـ.ـو.تنا…
احتقن و جه نعمـ.ـا.ت بغـــضــــب فور ادراكها ما فعلته صدفة صرخت بحدة وهي تجز علي اسنانها بقوة و قد احتقن وجهها بشـ.ـدة
=صدفة…..
لكن قاطعتها شوقية بغـــضــــب
=و صدفة مالها ايه انتي هتتشطري علي البت الغلبانة
لتكمل وهي تنتفض واقفة بغـــضــــب ملقية ملعقتها علي الطاولة
=ياختي روحي اتشطري علي بـ.ـنتك الفاشلة و لا مش فالحة غير في تدلعيها و بس…
هتفت نعمـ.ـا.ت بحدة و هي تنهض واقفة
=جرى ايه يا شوقية مالك مش طايقة البت كدة و ما بتصدقى تلقيلها غلطة علشان تقطعى في فروتها….
اجابتها شوقية بحدة
=علشان بـ.ـنتك مدلعة و قليلة الذوق…. من اول ما جت من الدرس دخلت اوضتها و مهنش عليها حتى تسلم علينا… و دى مش اول مرة تعملها يا نعمـ.ـا.ت…
لتكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و هى تشير نحو طاولة الطعام
=و ياختى مادام مش هى قد الطبخ بتخليها تتنيل ليه.. هو احنا ناقصين تعب معدة و مرض….
كانت صدفة تتابع كل هذا باستمتاع و شمـ.ـا.تة بنعمـ.ـا.ت التى انكرت مجهودها و تعبها و نسبته الي ابـ.ـنتها لكن في الحقيقة الامر ليس هذا فقط ما اغـــضــــبها و اشعل رغبتها بالانتقام ما اغـــضــــبها حقاً هو تعميدها التقليل منها امام اقاربها و معاملتها بازدراء حتى وصل بها الامر القول انها تزدرى التناول من يدها كما لو كانت حثالة…
اخذت تتابع ما يحدث محاولة رسم الجدية علي وجهها لكن ما ان نهضت منيرة و تشاجرت هى الاخرى مع نعمـ.ـا.ت لم تستطع السيطرة علي نفسها اكثر من ذلك اسرعت بوضع يدها
فوق فمها محاولة كتم ضحكتها
لكن ذبلت ضحكتها تلك فور ان رفعت رأسها و تقابلت عينيها بعين راجح المشتعلة بنيران الغـــضــــب فقد كان يحدق بها بوجه متصلب و علامـ.ـا.ت الشر مرتسمة عليه
مما جعل وجهها يشحب و قد جفت الدmاء بعروقها فور ادركها انه قد علم بانها من قامت بتخريب الطعام فبالطبع قد توصل الي ذلك بعد ان رأي عبوة الشطة بيدها و ارتباكها امامه و تخبئتها للعبوة خلف ظهرها عنـ.ـد.ما رأته لعنت غبائها و حظها العثر…
اطلقت تأوه متألــم منخفض عنـ.ـد.ما قبض علي يدها من اسفل الطاولة يعتصرها بقوة مؤلمة بين يده و هو يزمجر بصوت قاسى لاذع بجانب اذنها
=قسماً بالله لأدفعك تمن ده غالي اوى اصبري عليا…
همست بصوت مرتجف مصطنعة عدm الفهم
=و انا عملت ايه دلوقتى….
رمقها بقسوة و هو يزيد من ضغطه علي يدها مزمجراً بنبرة يتخللها التهديد
=هتعرفى لما نطلع فوق عملتى ايه حاضر….
ثم انتفض واقفاً موجهاً حديثه الي خالته التي كانت تصر علي المغادرة
=اقعدي يا شوقية و الله ما انتي ماشية…
ليكمل و هو يخرج هاتفه من جيبه قائلاً
=هطلب اكل من مطعم هنا جنبنا ربع ساعة و الاكل هيكون هنا… اقعدى بقي….
رفضت شوقية و أصرت علي المغادرة لكن ظل راجح يقنع بها و بالنهاية نجح باقناعها بالبقاء هى و باقى افراد العائلة..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ساعتين…
وقفت صدفة بجانب راجح بوجه شاحب من الخــــوف و قلبها ينبض داخل صدرها بسرعة جنونية من شـ.ـدة القلق و التـ.ـو.تر..
تودع اقارب والدته و كل بين الحين و الأخر تلقى نظرة قلقة علي راجح الذي كان الغـــضــــب لا يزال مرتسم بقسوة على وجهه.
غمغمت شوقية بينما تربت علي كتف شقيقتها
=ابقي سلميلي بقي علي هاجر… و نبقى نشوفها مرة تانيه تكون بسيادتها فاضية فيها…
قاطعتها نعمـ.ـا.ت بنفاذ صبر
=ما انتى عارفة انها ثانوية عامة و عندها مذاكرة يا شوقية….
همهمت شوقية بسـ ـخـــريــة وهي تعدل من وضع حقيبتها التي اسفل ذراعها
=و انا قولت حاجة ربنا معاها يا حبيبتي….
لتكمل وهي تغادر بعد ان ودعت راجح و صدفة ببشاشة
=يلا فوتكوا بعافـ.ـية…
بعد مغادرة شوقية وقفت نعمـ.ـا.ت تتطلع نحو صدفة باعين مشتعلة بالنيران و جسدها بأكمله يهتز من شـ.ـدة الغـــضــــب ترغب بالانقضاض عليها و جلبها من شعرها لما اوقعتها به و تسببها باحراجها امام عائلتها لكنها حاولت ان تسيطر علي غـــضــــبها امام راجح حتي لا تثير غـــضــــبه..خاصة اذا علم ان صدفة من صنعت كل هذا الطعام بمفردها و نسبته هي الي ابـ.ـنتها..
خرجت هاجر من غرفتها هاتفه بمرح
=مشيوا….؟!
اجابها راجح بحده وهو يستدير اليها
=انتي يا بت انتي مطلعتيش تقعدي مع خالتك و خالك ليه..
اجابته هاجر بـ.ـارتباك و خــــوف فنادراً ما تحدث معها راجح بهذا الغـــضــــب والعصبية
=كان… كان عندي مذاكرة
قاطعها راجح بغـــضــــب و قسوة
=مذاكرة ايه دي اللي تمنعك انك حتي تسلمى عليهم انتى هتستعـ.ـبـ.ـطى..
اقترب عابد من ابـ.ـنته محيطاً كتفها بذراعه مغمغماً بحدة
=ما قالتلك عندها مذاكرة…ايه هى قصة
ليكمل وهو يربت علي كتف هاجر الذي اشرق وجهها بابتسامة واسعة
=بعدين حبيبة ابوها براحتها تعمل اللي هي عايزاه…محدش له دعوة بها…
زفر راجح بحده قبل ان يغمغم موجهاً حديثه لهاجر
=روحي هاتي حلة الشوربة من جوا…
اومأت هاجر برأسها قبل ان تركض مسرعة نحو المطبخ بينما هتفت نعمـ.ـا.ت بصدmة
=هتعمل بها ايه يا راجح دي نار و مولعة يا بني…
لتكمل و هي تقترب منه واضعة يدها بحنان فوق بطنه
=تتعبلك بطنك يا حبيبي….
ربت راجح علي كتفها بلطف
=متقلقيش ياما…مش هتتعبني…
ثم استدار يتطلع الي صدفة بقسوة مما جعلها تبتلع بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها وقد اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تزداد من شـ.ـدة الخــــوف…
غمغم بحدة موجهاً حديثه لها و هو يتجه نحو باب المنزل
= يلا…..
تبعته صدفة للأعلى بصمت و
فور دخولهم الي شقتهم وضع راجح طنجرة الحساء علي طاولة الطعام التي ببهو الشقة مشيراً برأسه نحوها قائلاً بصرامة لصدفة الواقفة بجانبه بجسد متـ.ـو.تر
=شايفة الحلة اللي قدامك دي.. تشربيها كلها..
تراجعت صدفة الي الخلف هامسة بصوت منخفض مرتجف
=اشرب ايه… دي كلها شطة نار عايزني اتعب….
اندفع نحوها قابضاً علي ذراعها يهزها بقوة و هو يهتف بقسوة
=و لما انتي خايفة علي نفسك اوي كده…مخــــوفتيش ليه علي الناس الكبيرة اللي عندهم امراض سكر و ضغط اللى هتاكل من القرف اللي عملتيه …
ليكمل وهو يدفعها بقوة نحو المقعد لتسقط جالسة عليه بوجه شاحب كشحوب الاموات
=اشربي….
ظلت جالسة تتطلع اليه باعين متسعة ممتلئة بالدmـ.ـو.ع فور ادراكها فضاحة فعلتها فهي لم تفكر انه من الممكن ان يتأذي احد من فعلتها تلك..
ابتلعت بصعوبة لعابها و ما ان همت بفتح فمها و الاعتراض لكنها اسرعت بغلقه مرة اخرى عنـ.ـد.ما رأت تحفز عضلات صدره و التي كانت تشير بانه علي حافة غـــضــــبه امسكت بالمعلقة بيد مرتجفة تشجع نفسها علي تناولها حتي تنتهى من هذا الامر فهو لن يتركها الا بعد ان تنفذ ما قاله..
امسكت بالملعقة ثم بدأت ترتشف من الحساء الذى ما ان وضعته بفمها اطلقت صرخة متألــمة
شاعرة كما لو ان هناك حمم من اللهب قد انفجرت بفمها…
تركت الملعقة من يدها تنظر الي ذاك الواقف بجانبها باعين ممتلئة بالدmـ.ـو.ع و الرجاء لكنه امرها بصوت صارم
=اشربي…
ظلت صامتة تتطلع الي الطنجرة الممتلئة بالحساء باعين دامعة ممتلئة باليأس..
بينما راقبها راجح منتظراً ان تتناول الملعقة الثانية من الحساء حتى يوقفها و ينهى الامر…
ظلت صدفة تتطلع الي الطنجرة عدة لحظات قبل ان تقوم بحملها بين يديها وتبدأ ان تشرب من الطنجرة مباشرة حتى تنتهى سريعاً منها….
شعر راجح بالصدmة تشل حركته فور ان رأي ما فعلته تلك الحمقاء فهو كان سيجعلها ترتشف ملعقة اخري فقط حتي تدرك خطأ ما فعلته ثم كان سيدعها تنهض
هتف بها بحدة و هو يندفع نحوها جاذباً الطنجرة عن فمها
=بتعملي ايه.. انتى اتجننتي…
ابعد سريعاً عن فمها الطنجرة التي كانت قد ارتشفت بالفعل نصف محتوياتها..
القتها صدفة من يدها بعيداً و هي تنفجر باكية تنتحب بصوت مرتفع بسبب الالم الذى يعصف بفمها و معدتها..
نهضت راكضة بتعثر نحو الحمام و هى تمسك ببطنها التى كانت تؤلمها بشـ.ـدة..
فقد كان كما لو هناك حمم من النيران مشتعلة بداخلها..
اسرعت بدخول الحمام مغلقة بابه خلفها..
بينما اندفع راجح خلفها يضـ.ـر.ب باب الحمام بقبضته و القلق و الخــــوف ينهشان بداخله هاتفاً بصوت مرتجف
=صدفة… انتي كويسة…
لكنها لم تجيبه و ظل الصمت يملئ المكان حتي سمع صوتها المتألــم و هي تتقئ مفرغه ما في معدتها مما جعل قلبه ينقبض بقوة شاعراً بألــم يكاد يحطم روحه الي شظايا عنـ.ـد.ما وصل الي مسمعه صوت شهقات بكائها الحادة…
حاول فتح الباب و الدخول اليها فلم يتحمل ان يقف مكانه دون ان يفعل شئ و هو يسمعها تتألــم بهذة الطريقة..
لكنه وجد الباب قد اغلق من الداخل ضـ.ـر.ب الباب بقبضته طالباً منها ان تفتح الباب له لكن لم يصله سوا صوت تقيئها المصحوب ببكائها الحاد…
شعر بالنـ.ـد.م يمزقه من الداخل فهو من اوصلها الى حالتها تلك متسبباً في ايلامها فهو كان فقط يرغب بجعلها تتناول ملعقة او اثنين مما صنعته حتي تدرك انها كان من الممكن ان تأذي احداً ما بوضعها كل تلك الشطة بالطعام…
زفر بغـــضــــب لاعناّ نفسه عنـ.ـد.ما فتح الباب و شاهدها تخرج من الحمام بوجه وعينين محتقنين كالدmاء بينما شفتيها متورمتين تراجع للخلف بينما القت هي عليه نظرة خاطفة قبل ان تتجه نحو الفراش وهي لازالت ممسكة ببطنها و استلقت عليه مغمضة عينيها المحتقنه بينما وقف راجح يحدق بها بنظرات مليئة بالبؤس والنـ.ـد.م قبل ان يتركها و يغادر بصمت..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة…
دلف راجح الي المنزل بملابس مبتلة بسبب الامطار الغزيرة التي تنهمر بالخارج فقد تعطلت سيارته مما جعله يضطر الي الترجل علي قدmيه حتي اقرب صيدلية حتي يأتي لصدفة بدواء لحالتها..
حيث اخبر الطبيب الذي هناك عن ما تعانيه و اعطاه دواء مناسب سيخفف من الام معدتها ونصحه بجعله تشرب اكبر قد من الحليب الرائب لذا توجه علي قدmية اسفل المطر المنهمر بغزارة الي اقرب متجر و أتي بعدة عبوات من الحليب الرائب كما نصحه الطبيب حتي يهدأ من النيران المشتعلة بمعدتها..
فور دخوله الي غرفة النوم تجمد مكانه شاعراً بقبضة تعتصره من الداخل و الضغط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه عنـ.ـد.ما وقعت عينيه علي تلك المستلقية على الفراشة غارقة بالنوم و هي تحتضن جسدها كالطفل الصغير بينما الدmـ.ـو.ع تغرق وجهها المحتقن كالدmاء و الذي يظهر عليه الالم بوضوح..
اقترب منها ببطئ جالساً علي عقبيه على الارض بجانب الفراش ممرراً يده برقة فوق وجهها يزيل الدmـ.ـو.ع العالقة بوجنتيها مبتلعاً بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقه هامساً بصوت منخفض و هو يربت برفق علي كتفها محاولاً ايقاظها
=صدفة…
و بعد عدة محاولات لايقاظها
فتحت اخيراً عينيها التي كانت لاتزال محتقنة تتطلع اليه بنظرات مشوشة غائمة.
.
غمغم بينما يضع يديه اسفل ذراعيها مساعداً اياها بالجلوس على الفراش واضعاً بيدها احدي عبوات الحليب الرائب
=اشربي ده هيريحك….
اطاعته علي الفور مما جعله يشعر بالصدmة فقد كان يتوقع منها ان تجادله كعادتها لكنها جلست بهدوء ترتشف الحليب الرائب وهي تتطلع امامها بنظرات شبة غائمة مما جعل ضيق غريب يستولي عليه فهو بحياته لم يراها بهذا الضعف او الهدوء..
ظل يراقبها و هي ترتشف الحليب حتي انهت العبوة التي سرعان ما بدلها بأخري ممتلئة يحثها بلطف علي ارتشافها و ما ان انتهت بدلها باخري ممتلئة مما جعلها تهمس بصوت ضعيف منخفض
= كفاية مش قادرة….
مرر يده برفق علي وجنتها مبعداً شعرها المتناثر علي عينيها الي وراء اذنها بحنان وهو يهمس لها كما لو كان يحدث طفلة صغيرة
=معلش دي اخر واحدة.. اشربيها و خلاص…
اومأت برأسها بضعف و عينيها شبه مغلقة و قد بدأت تتناول الحليب الرائب و ما ان انتهت مسح بحنان اعلي شفتيها باصبعه من اثر الحليب الذي عليها و هو يشعر بشعور غريب من الحماية يتعلق بها…
ساعدها علي تناول الدواء الذي جلبه لها ثم جعلها تستلقي علي الفراش مرة اخري همس بالقرب من اذنها و القلق لا يزال يسيطر عليه
=احسن..؟!
اومأت رأسها بصمت ثم اغلقت عينيها لتغرق علي الفور بنوم عميق..
بينما ظل هو بمكانه عدة لحظات يراقبها باعين متلهفة مهتمة قبل ان يزفر بقوة و يتجه نحو خازنة الملابس حتي يبدل ملابسه المبتلة…
و ما ان انتهي استلقي علي الفراش بجانبها و عينيه مسلطة عليها شعر بالتردد عدة لحظات قبل ان يقترب منها و يجذبها برفق بين ذراعيه محتضناً اياها ممرراً يده برفق فوق ظهرها دافناً وجهه بشعرها متنفساً رائحتها بعمق قبل ان يغلق عينيه و يغرق بالنوم…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في الصباح….
استيقظت صدفة و شعور غريب من الراحة يسيطر عليها فلم تعد بطنها تؤلمها ولم تعد هناك نيران بها ..
فتحت عينيها بصدmة عنـ.ـد.ما شعرت بجلد حار يلامس خدها لتصدm عنـ.ـد.ما وجدت ان رأسها مدفون بعنق راجح الذي كان يحتضنها بقوة بين ذراعيه
شعرت بكامل جسدها يهتز بعنف عنـ.ـد.ما وجدت انه كان يحيطها بجسده الضخم كما لو كان يخشي ان تختفي ليصبح جسدها ملتصق بجسده الصلب الحار مما جعل الدmاء تتدفق الي خدييها…
نزعت برفق ذراعه التي كانت تحيطها قبل ان تنهض بهدوء من جانبه و تخرج من الغرفة و تتجه الي غرفة الاستقبال التي ارتمت جالسة علي اريكتها بجسد مرتجف شاعرة بالغـــضــــب يعصف بداخلها فور تذكرها ما فعله بها و تسببه بألــمها فقد ارغمها علي شرب ذلك الحساء رغم علمه انه قد يؤذيها..
نعم هى اخطأت عنـ.ـد.ما وضعت تلك الشطة بالطعام..
لكنها كانت تعلم بانهم ما ان يتناولوا ملعقة واحدة منه سوف يتركونه اي انها لم تقصد ان تأذي احد علي عكسه تماماً فهو بالتأكيد يكرهها كثيراً حتي يفعل بها هذا…
اتت صور مشوشة برأسها له وهو يساعدها بتناول شئ ما لكنها هزت رأسها مقنعة نفسها بانها تتخيل هذا فبعد خروجها من الحمام بليلة أمس ارتمت فوق الفراش تنتحب من شـ.ـدة الالم و شاهدته و هو يغادر الغرفة بكل برود كما لو كان ألــمها شئ لا يعنيه لتظل بعدها تبكى حتى سقطت بالنوم و الألــم بمعدتها يمزقها….
لن تنسى له فعلته تلك ابداً طوال حياتعها…
في وقت لاحق….
انتفض راجح مستيقظاً فور ان شعر بالفراش فارغاً بجانبه..
اخذت عينيه تدور بالغرفة بحثاً عن صدفة نهض بتعثر متجهاً نحو الحمام متوقعاً ان يجدها هناك مريـ.ـضة لكنه وجده فارغاً..
مما جعله خرج من الغرفة الي البهو ليجد ضوء غرفة الاستقبال مفتوحاً و فور ان دلف الي الغرفة وقعت عينيه علي تلك الجالسة بهدوء علي الاريكة تنظر الى الفراغ الذى امامها بشرود..
اتجه نحوها مغمغماً بصوت اجش من اثر النوم جاعلاً اياه هادئاً قدر استطاعته عكس القلق الذي يشتعل بداخله
=قعدة كده ليه… انتي كويسة ؟!
اجابته صدفة بهدوء بينما تنهض علي قدmيها
=الحمد لله…
لتكمل و هي تتجاوزه في طريقها للخارج
=هروح احضرلك الفطار عقبال ما تاخد دش و تغير هدومك….
امسك بذراعها مديراً اياها نحوه مغمغماً بهدوء
=لا متحضريش حاجة مش مهم هبقي افطر في الوكاله…
حررت يدها برفق منه قائلة و هي تتجه نحو الخارج
= الفطار جاهز يدوب هحطه علي السفرة…
ثم خرجت من الغرفة بكل هدوء
وقف راجح مكانه يتطلع الي اثرها باعين شاردة مندهشاً من انها لم تصرخ بوجهه علي ما تسبب به لها حتي انها لم تلومه فقد اكتفت ان تتعامل معه ببرود..
زفر بضيق فاركاً وجهه بعصبية قبل ان يتحرك و يدلف الي غرفة النوم حتي يتجهز للذهاب الي عمله….
بعد مرور اقل من 5 دقائق….
دلفت صدفة الي غرفة النوم وقفت تتطلع بقلق نحو باب الحمام حتي تطمئن ان راجح لايزال يستحم و ما ان سمعت صوت المياة الجارية بالداخل اتجهت مسرعة نحو خازنة ملابسها مخرجة حقيبة صغيرة سوداء كانت تخبئها اسفل ملابسها فتحتها و اخرجت منها عبوة صغيرة تحتوي علي ما يسمي “بودرة العفريت” و هي مسحوق ابيض اذا لمس جلد الانسان يسبب له الحكة الشـ.ـديدة فقد قامت بشراءها من العطار قبل زواجها من ضمن اشياء كثيرة قامت بشراءها كنوع من السلاح لكى تحمي نفسها كما كانت تعتقد وقتها من راجح..
حيث كانت قبل زواجها لا تعلم ما ينتظرها او ما هي مقبله عليه…
اتجهت نحو ملابس راجح التي اخرجها بوقت سابق لكي يرتديه و يذهب للعمل بها و التي كانت موضوعة بعناية فوق احدي المقاعد امسكت بقميصه الذي سيرتديه و اغرقته بتلك البودرة و ابتسامة واسعة تعلو وجهها…
لكن اختفت ابتسامتها تلك مطلقة شهقة منخفضة عنـ.ـد.ما توقف فجأة صوت المياه بالحمام لتعلم بان راجح سيكون هنا بأى لحظة لذا اسرعت بفتح درج الطاولة التي بجانب الفراش و خبئت عبوة البودرة بداخلها قبل ان تركض خارجة من الغرفة
عائدة الي المطبخ مره اخري متصنعة بانشغالها باعداد الإفطار له بكل برائة كما لو كانت لم تكن السبب في حدوث المصـ يـ بـةالتى ستحدث بعد قليل….
انتهي راجح من ارتداء ملابسه ثم اتجه الي الطاولة التي بجانب الفراش يفتح درجها حتي يأخذ محفظته و الاموال التي يحتفظ بها داخل الدرج لكن لفت انتباهه تلك العبوة الصغيرة الملقية بزواية الدرج لكنه لم يهتم بها كثيراً معتقداً انها شئ من اشياء صدفة التى تملئ بها كل مكان بالشقة..
تناول المال الذى كان يجمعه من اجل سداد الجمعية التي دخل بها مؤخراً حتي يستطيع الزواج بامواله الخاصة دون ان يضطر الي اخذ المال من والده…
اخء يعده لكنه وجده ناقصاً خمسمائة جنية.. شك انه قد قام بعدهم بشكل خاطئ.. لذا قام بعدهم اكثر من مرة ليجدهم بكل مرة بالفعل ناقصين تلك الخمسمائة جنية قطب حاجبيه محاولاً التذكر اذا اخذ منهم شئ لكنه هز رأسه فهو قد وضعهم منذ يومين بيده حيث كان مرتاحاً انه اكمل قسط الجمعية فأين قد ذهبت تلك ال٥٠٠جنية…
وردت بعقله ذكرى الألف الجنية التي سرقتها منه صدفة من قبل بذاك اليوم الذي اتهمته به انه قام بالتـ.ـحـ.ـر.ش بها امام والده…
فيمكن ايضاً هي من قامت بسرقة تلك ال ٥٠٠ جنية…
لكنه هز رأسه بقوة رافضاً تلك الفكرة فيمكن انه قام بصرفها دون ان يلاحظ.. لذا سيقوم بوضع تلك ال٥٠٠ جنيه من مرتبه و يكمل المبلغ بعد يومين عنـ.ـد.ما يقبض مرتبه الشهرى لذا سوف يقوم بالاتصال بصاحب الجمعية و يطلب منه ان ينتظر يومين حتي يسدد له المبلغ بالكامل..
لوي فمه بسـ ـخـــريــة فور تخيله ما سيحدث اذا علم الناس ان راجح الراوي لا يمتلك بجيبه خمسمائة جنيه سيظنونه مـ.ـجـ.ـنو.ناً فالجميع يعتقد بانه يملك اموالاً كثيرة لا طائل لها…
فهو من يدير الوكالة و جميع المتاجر التابعة لهم و المسئول عن كل العمل..
لا يعلمون انه لا يملك سوا مرتبه الشهري الذي لا يتعدا الثلاث الاف جنية… الذي يقبضه من الحسابات مثله مثل اي موظف اخر بالوكالة…
كما ان الجميع يتحدث عن ان كل تلك الافرع و المتاجر تعد ملكه فهو من قام بتكبير و توسيع عمل والده و جعله على ما هو عليه الان…
فقد كان بالسابعة عشر عنـ.ـد.ما بدأ بالعمل بمتجر والده الصغير المتواضع لبيع الاجهزة الكهربائية المستعملة و بعد فترة ما ان اصبح راجح بالغاً ترك له والده المتجر يديره بمعرفته و في اقل من سنة حول راجح بزكاءه و مهارته.. المتجر الصغير الي اكبر متجر لبيع افخم الادوات المنزلية الحديثة المحلية الصنع و المستوردة..
ظل يعمل و يجتهد حتي جعل لمتجره سبعة افرع منتشرة بانحاء جمهورية مصر…
و رغم كل هذا لا يملك سوا سيارته و شقته هذه حيث قام بشرائهم بماله الخاص…
لكن الناس لا تعلم كل هذا هما يرون المظاهر فقط…
خرج من افكاره تلك ينظر الي الاموال التي بيده محاولاً ان يتذكر اين انفق ذلك المبلغ لكنه زفر بعجز واضعاً المال بجيبه قبل ان يلتف و يخرج من الغرفة….
༺༺༺༺༻༻༻༻
ظلت صدفة جالسة بجانب راجح تراقبه باهتمام و ترقب و هو يتناول إفطاره بينما تنتظر ان يحد
ث له شئ نتيجة تلك البودرة التي وضعتها بقميصه لكن لم يحدث ما تنتظره فيبدو ان ذلك العطار الذي اعطاها تلك البودرة محتالاً قد خدعها..
زفرت بحنق عنـ.ـد.ما رأته يتناول كوب الشاي الخاص به و الاسترخاء ظاهر عليه همست بصوت منخفض يملئه الغـ.ـيظ تحدث نفسها مصوبة نحوه نظرات قـ.ـا.تلة سامة
=اللهي تزور يا بعيد…
وضع راجح الكوب من يده عنـ.ـد.ما لاحظ نظراتها تلك بينما
تحرك شفتيها بكلمـ.ـا.ت غير مسموعة
=بتبرطمى بتقولى ايه…؟
عقدت ذراعيها فوق صدرها بعصبيه و عى تتأفف بحنق
=مبرطمش…
وقف بهدوء يعدل من ملابسه استعدادً لذهابه مغمغماً بنبرة صارمة
=طيب افردي بوزك ده… احسنلك…
رفعت وجهها اليه مرغمة شفتيها علي الانفراج و رسم ابتسامة واسعة متشنجة مغمغمة بسماجة
=اهووو….
مر من جانبها واضعاً يده فوق شعرها يفركه بحركات مغـ.ـيظة مشعثاً اياه…دفعت يده بعيداً و هي تهمهم بكلمـ.ـا.ت حانقة مما جعله يبتسم و هو يتجه للباب مغادراً….
بعد مرور ربع ساعة….
ركضت صدفة تفتح باب الشقة الذي كان يطرق احدهم عليه طرقات متتالية عنيفة و هي تهتف بصوت مرتفع
=طيب… طيب ياللي علي الباب جاتك خبطة في ايدك ايه الدنيا اتهدت…….
لكنها ابتلعت باقي جملتها شاهقة بقوة متراجعة للخلف فور ان فتحت الباب و رأت راجح يندفع للداخل هاتفاً بغـــضــــب بينما يديه تحك انحاء جسده بحركات شبه هستيرية
=ايه ساعة علشان تفتحي….
وقفت صامتة لم تستطع اجابته حيث كانت متجمدة بمكانها تشاهده باعين متسعة بالصدmة بينما يحك انحاء جسده ملتفاً حول نفسه محاولاً الوصول الي ظهره ليطـ.ـلق لعنة حادة عنـ.ـد.ما فشل…
تنحنحت مغمغمة بصوت جعلته طبيعي قدر الإمكان متصنعة عدm فهم ما يحدث له بينما تحاول السيطرة علي موجة الضحك المتصاعدة بداخلها
=في ايه مالك…؟!
اجابها بصوت مختنق نافذ الصبر بينما لا يزال يحاول الوصول الي ظهره لكي يحكه
=ضهرى… في حاجة بتقرص فيه مش عارف ايه اللي حصلي فجأة…
ليكمل وهو يجذبها من ذراعها نحوه بينما يستدير مشيراً الى ظهره
=اهرشى…
كتمت صدفة ضحكتها بينما تضع يدها اسفل قميصه تحك له ظهره برفق باظافرها…
لكنه تحرك بعدm صبر هاتفاً بحدة
=اهرشى حلو يا صدفة….
زادت من حكها لظهره هاتفة بحدة
=اهوووو
لكنه اندفع للامام بعيداً عنها و يغمغم بحدة و نفاذ صبر
= لا اوعى..مش قادر
انهي كلمـ.ـا.ته تلك مطلقاً لعنة حادة و هو يسرع بنزع قميصه و يركض بخطوات متعثرة نحو الحمام الذي اغلق بابه بعنف..
وقفت صدفة تحاول السيطرة علي نفسها حتي لا تكشف امرها لكنها لم تستطع لتنفجر ضاحكة فور ان وصل الي مسمعها صوت شئ ثقيل يسقط علي ارضية الحمام ثم تبعها صراخات ولعنات راجح الحادة الغاضبة التي هزت ارجاء المكان..
بعد مرور نصف ساعة…
كانت جالسة علي احدي المقاعد بغرفة النوم عنـ.ـد.ما شاهدته يخرج اخيراً من الحمام عاري الصدر لا يرتدي سوا شورت اسود قصير
شهقت بصوت منخفض بينما شحب وجهها عنـ.ـد.ما استدار و رأت ظهره الملتهب الذي كان بلون الدmاء…
شعرت بالذنب يغرز انيابه الحادة بقلبها فور ادراكها انها من تسببت له بهذا فهي لم تكن تقصد ايذاءه فقد كانت فقط ترغب ان تتسبب له ببعض الحكه انتقاماً لما فعله بها…
انحبست انفاسها داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و هي تراقبه يتمدد علي بطنه فوق الفراش دافناً وجهه المرتسم عليه الالم بالوسادة…
تحركت مغادرة الغرفة حتي تحضر له خلطة من الاعشاب قد تعلمتها من جدتها حتي تهدأ من التهاب ظهره فقد كانت جدتها تصنعها لها عنـ.ـد.ما كانت صغيرة فقد كان يوجد امام منزل جدتها بالارياف حقل ملئ بعشب العفريت و الذي يصنع منه تلك البودرة التي ابتاعتها من العطار..
كانت و هي طفلة تحب اللعب بذاك الحقل الملئ بذلك العشب رغم تحذير جدتها لها مما كان يتسبب لها بالحكه و الالتهاب بجسدها لكن كانت تلك الخلطة كانت كالسحر تعالج الالتهاب في دقائق قليلة..
༺༺༺༺༻༻༻༻
كان راجح يدفن وجهه بالوسادة محاولاً تحمل الألــم الذي يعصف بظهره فهو لا يعلم ما اصابه فجأة فقد كان في طريقه الي العمل يقود سيارته بهدوء عنـ.ـد.ما اصابته تلك الحكة و التي جعلته كالمـ.ـجـ.ـنو.ن يحك انحاء جسده مما جعله يلتف و يعود الي المنزل مرة اخري حتي لايفـ.ـضـ.ـح نفسه امام عماله او زبائنه..
فاذا كان شاهده اي شخص و هو بحالته تلك لكان انتشر الامر بين الناس و اصبح محل للسـ ـخـــريــة بينهم…
انتفض جسده بمفاجأة عنـ.ـد.ما شعر بشئ بـ.ـارد يلمس ظهره استدار ليجد صدفة جالسة بجانبه علي طرف الفراش ممسكة بيدها صحن صغير بينما الارتباك و التردد ظاهر عليها…
غمغم باقتطاب مشيراً الي الصحن الذي بيدها.
=ايه اللي في ايدك ده…؟!
اجابته بصوت لاهث بينما تبتلع لعابها بـ.ـارتباك واضح
=دي خلطة هتهدي الالتهاب في ظهرك…
لتكمل سريعاً و هي تنهض علي قدmيها شاعرة بالحرج عنـ.ـد.ما اخذ ينظر اليها باعين تلتمع بالشك
=لو مش عايز خلاص براحتك…..
اسرع بالامساك بيدها معيداً اياها للجلوس مرة اخري بجانبه قائلاً بحزم بينما يدفن وجهه بالوسادة مرة اخري و هو يحاول بصعوبة السيطرة علي الدmاء التي تعصف بداخله عنـ.ـد.ما تخيل فقط يدها تمر فوق جسده
=اعملي اللي عايزاه….
اومأت بصمت واضعة من الخليط علي ظهره ثم بدأت يدها المرتجفة تدلك ظهره برفق بينما تحبس انفاسها عنـ.ـد.ما شعرت بتيار كهربائي يمر بجسدها فور ملامستها لجلد ظهره الساخن تحت يديها تنفست بعمق محاولة التركيز علي ما تفعله حتي لا تفضح نفسها امامه..
بينما كان هو مستلقياً و هو يقبض علي فكيه بقوة محاولاً تمالك نفسه حتي لا يجذبها اسفله و ينالها كما يرغب ويشتهي فالشعور بيدها تمر علي جسده اسوء انواع العقـ.ـا.ب التي تعرض لها…فقد كانت زوجته ملكه لكن في ذات الوقت لا يستطيع لمسها كما يرغب…
غمغمت صدفة بصوت لاهث و هي لازالت تدلك ظهره الذي بدأ احتقانه يقل كثيراً…
=حاسس انك احسن مش كده…
اجابها بهدوء بينما يدفن رأسه بالوسادة اكثر فقد كانت حقاً تلك الخلطة قد خففت كثيراً من الم ظهره
=الخلطة دى سحر فعلاً….
ابتسمت مغمغة بعفوية و هى مستمرة بتدليك ظهره
=كنت عارفة ان مفيش حاجة هتضيع مفعول بودرة العفريت غيرها اصل…………
ابتلعت باقي جملتها منتفضة واقفة مبتعدة عنه فور ادراكها ذلة لسانها الاحمق ادارت ظهرها له لاطمة بيدها علي خدها و هي تهمس برعـ.ـب…
=احيييه عليا و على غبائى…..
استدارت مبتعدة تتجه بخطوات مسرعة نحو خارج الغرفة و هي تغمغم بتلعثم بينما تدعو الله الا يكون انتبه الي ما تفوهت به
=هروح .. هروح اشوف الباب باين بيخبط…
لكنها اطلقت صرخة فازعة عنـ.ـد.ما شعرت بيده تقبض علي ذراعها بقسوة من الخلف مديراً اياها نحوه ليصطدm جسدها بصدره العضلى العارى حيث كان يقف خلفها مباشرة مزمجراً بشراسة جعلت الدmاء تجف بعروقها
=قولتيلي بودرة عفريت….
ظلت تتطلع اليها عدة لحظات برعـ.ـب قبل ان تنطق اخيراً بصوت مكتوم متلعثم و هى تقطب حاجبيها بينما تتصنع عدm الفهم
=بودرة عفريت ايه..؟!!
قربها منه اكثر محاوطاً خصرها بذراعه لتصبح محاصرة بين ذراعيه اخفض رأسه مزمجراً بقسوة بجانب اذنها
=متستعـ.ـبـ.ـطيش….
ليكمل و هو يجذبها اكثر نحوه مزمجراً باذنها بصوت حاد لاذع
=يعني انتي حطتيلي بودرة عفريت في هدومي كنت عايزة تفضحيني قدام الناس في الوكاله مش كده…
حدقت فى وجهه بخــــوف من لهيب الغـــضــــب الذى يلتمع بعينه هزت رأسها هامسة بتلعثم بينما تضع يدها فوق صدره العاري محاولو دفعه بعيداً و لازالت تتصنع عدm الفهم
=مش فاهمة…حاجة
شـ.ـدد من ذراعيه التي تلتف حول خصرها بقوة حتى تأوهت متألــمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=مخبيه فين البودرة…
هزت رأسها برعـ.ـب بينما اتجهت عينيها تلقائياً نحو درج الطاولة التي تخبئ بها العبوة شاعرة بالرعـ.ـب يشل اطرافها فور تذكرها انها نست ان تنقلها من مكانها و تعيد تخبئتها بحقيبتها مرة اخري…
ارتسمت ابتسامة ادراك علي شفتيه بينما تتبع عينيه اتجاه نظراتها التى تسلطت على الطاولة التى بجانب الفراش..
ليتذكر على الفور تلك العبوة التي رأها بجانب المال قبل ذهابه للعمل صباحاً…
ابتعد عنها متجهاً نحو الطاولة يفتح الدرج ليجد العبوة البيضاء لازالت بمكانها رفعها امام وجه صدفة الشاحب و عينيها المتسعة المليئة بالارتباك
=اومال دي ايه…؟؟
همست كاذبة بصوت منخفض مرتجف و قد اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تزداد من شـ.ـدة الخــــوف
=دي.. دي.. بودرة كنت جيباها من العطار لجـ.ـسمي علشان…….
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عنـ.ـد.ما وجدته يقترب منها بخطوات متكاسلة بطيئة لكنها تجمدت بمكانها عنـ.ـد.ما شعرت بالحائط يضـ.ـر.ب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسد راجح الصلب الذي اصبح امامها مباشرة احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها اليه مخفضاً رأسه نحوها مقرباً شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش
=قولتيلي بودرة لجـ.ـسمك….
هزت رأسها بالايجاب بينما عينيها المتسعةةالممتلئة بالارتباك و الخــــوف مسطلة على وجهه الوسيم …لكن تصلب جسدها عنـ.ـد.ما قام فجأة بوضع العبوة داخل ظهرها و قام بافراغ كامل محتوياتها لتصيب البودرة كتفيها و ظهرها مما جعلها تصرخ فازعة و قد تسلل الرعـ.ـب بداخلها فور ادراكها ما فعله هتفت بينما تضـ.ـر.به بصدره محاولة جعله يقوم بتحريرها
=اوعى انت بتعمل ايه… اوعى
اجابها ببرود بينما يتراجع للخلف مبتعداً عنها بعد ان نفذ مراده
= دلوقتي بقى هنعرف اذا كانت فعلاً بودرة لجـ.ـسمك….
ليكمل و هو يضغط على حروف كلمـ.ـا.ته بقسوة
= و لا بودرة عفريت….
التفت بخطوات مسرعة محاولة الوصول الي الحمام حتي تنزع ملابسها تلك و تستحم سريعاً قبل ان يبدأ مفعول تلك البودرة وو يتم فضح امرها امامه….
لكن و لصدmتها شاهدت راجح و هو يسرع قبلها نحو الحمام و قد ادرك نيتها مغلقاً بابه بالمفتاح ثم اتجه نحو باب الغرفة اغلقه هو الاخر بالمفتاح…
مغمغماً بسـ ـخـــريــة بينما يتجه نحو خازنة الملابس يغلق ابوابها بالمفتاح..
=انسي…. العبي غيرها مش هتتحركي من قدامي هنا الا لما اعرف دي بودرة ايه…
ابتلعت صدفة بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها قبل ان تجلس بجسد متصلب علي المقعد تعقد ذراعيها حول جسدها داعية الله الا يتأثر جسدها بتلك البودرة…
و الا سينتهى امرها…
شاهدته بينما يتجه نحو الفراش و يستلقي علية باسترخاء عاقداً ذراعيه اسفل رأسه بينما عينيه مسلطة عليها يراقب ادق حركاتها مما جعلها تضغط بيدها علي ذراعها بقوة غارزة اسنانها بشفتيها عنـ.ـد.ما شعرت بجسدها يبدأ يحكها لكنها حاولت التماسك حتي لا تفضح امرها امامه ظلت علي حالتها تلك عدة دقائق لكنها انتفضت واقفة و هي تصرخ بألــم عنـ.ـد.ما اصبحت الحكة بجسدها لا تطاق اخذت تحك انحاء جسدها بحركات عنيفة شبه هستيرية و هي تطلب منه ان يفتح لها باب الحمام لكنه ظل مكانه يتطلع اليه ببرود مما جعلها تركض نحو الحمام محاولة فتحه تهز مقبضة بقوة حتى وصل بها اليأس الي ضـ.ـر.به بكتفها كما تشاهد بالافلام حتى تفتحه لكنه لم يستجيب لها…
ابتعدت عن الباب و هي تحك جسدها بقوة حتى كادت ان تمزقه مما جعلها تطلق صرخة محبطة نازعة عنها عبائتها الممتلئة بتلك البودرة لتصبح بقميصها الداخلي و قد اصبحت بحالة جنونية تحك انحاء جسدها بجنون..
انتفض راجح جالساً فور ان رأها تنزع عبائتها تلك و تقف امامه بقميصها الداخلي القصير هذا
التمعت عينيه علي الفور بالرغبة التى اشتعلت كالنيران بانحاء جسده…
انحبست انفاسه داخل صدره و هو يمرر ببطئ عينيه التي اظلمت بالرغبة العاصفة علي جسدها بهذا القميص محكم التفصيل حول منحنياتها الرائعة..
حيث كان يبرز قوامها الذى كان اشبة بالساعة الرملية و الممتلئ بشكل جيد بكل الاماكن الصحيحة…
كما ابرز لونه الأسود الفحمى جمال بشرتها البيضاء المرمرية…
قبض على يديه بقوة محاولاً السيطرة على نفسه حتى لا يهجم عليها و ينالها كما يرغب…
لكنه خرج من عاصفة رغبته تلك عنـ.ـد.ما رأها تنفجر باكية بشهقات ممزقة يأسة ليعلم انه قد اطال في تعذيبها نهض علي الفور متجهاً نحوها حاملاً اياها بين ذراعيه مما جعلها تصرخ معترضة وهي تضـ.ـر.به بيدها علي كتفه العاري لكنه لم يبالي بصراختها المعترضة او ضـ.ـر.باتها المتتالية لكتفه متجهاً بها نحو الحمام الذي فتح بابه…
دلف الي كابينة الاستحمام و هو لايزال يحملها بين ذراعيه…
انزلها ببطئ علي قدmيها لتحاول علي الفور الفرار بينما تهتف بغـــضــــب دافعة اياه بقوة في صدره محاولة الخروج من باب الكابينة الذي خلفه
=بتعمل ايه…ابعد سيبني…..
لكنه اسرع باحاطة خصرها بذراعه حاملاً اياها منه و وضعها اسفل الدش الذي فتحه ليغرقها الماء علي الفور من رأسها لأخمص اصابعها..
دبَ الرعـ.ـب اوصالها بينما مرت رجفه حادة من الخــــوف اسفل عمودها الفقري عنـ.ـد.ما رأت النظرة المظلمة المرتسمة داخل عينيه
اخذت تلملم بيدها المرتجفة اطراف قميص محاولة ان تستر جسدها عن عينيه..
شاعرة بالنيران تحترق بخديها ترغب بان تنشق الارض وتختفي اسفلها من شـ.ـدة الحرج هاتفة بحدة متصنعة الجرئة التي عكس تماماً الخــــوف الذي يسيطر عليها
=ايييه فى ايه بتبصلي كده ليه..؟
قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=بملي عيني من جمال المهلبية…اللي عايزة تتاكل اكل…
انهي جملته تلك ممسكاً باحدي حاملات قميصها يحاول خفضه برفق عن كتفها منزلاً اياها ببطئ مما جعلها تصفعه فوق يده وهى تصرخ بذعر
=يا نهارك اسود و منيل انت بتعمل ايه…
اجابها بتسلية بينما يخفض و يمسك طرف قميصها يحاول رفعه لأعلي
=بساعدك..
دفعته بكامل قوتها لخارج كابينة الاستحمام وهي تصرخ بحدة
=اطلع برا…
تركها راجح مبتعداً عنها مغمغماً بانفس لاهثة و عينيه تمر فوق جسدها بنظرات موحيه مما جعلها تحيط باضطراب جسدها بذراعيها محاولة اخفاءه
=ماشى.. هخرج…
ليكمل غامزاً بعينه مشيراً باصبعه نحو جانب رأسه و هو يغمز بعينه
=بس خدى بالك بمزاجي……..
وقفت باعين متسعة بالصدmة و صدرها يعلو و ينخفض بانفعال بينما تكافح بصعوبة لالتقاط انفاسها مراقبه اياه يغادر الحمام و هو يطـ.ـلق من بين شفتيه صفيراً مرحاً كما لو انه لو لم يقم بهز كيانها منذ لحظات قليلة…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بوقت لاحق…..
كان راجح جالساً علي الفراش يقلب بهاتفه و هو يعدد داخل رأسه لما يجب عليه عدm اقتحام الحمام و حملها بين ذراعيه الى هذا الفراش …
زفر بحدة محاولاً ان يبعد عن عقله صورتها بذلك القميص الذى كان سيتسبب له بأزمة قلبية….
خرج من افكاره تلك عنـ.ـد.ما فتح باب الحمام و شاهدها تخرج و هي ترتدي مأزر الحمام القطني بينما كان شعرها المبتل مسترسلاً علي ظهرها…
راقبها باعين تلتمع بالاهتمام و الرغبة و هى تتجه نحو الخازنة لكى تخرج ملابسها لكنه لاحظ انها تبعد باستمرار قماش المأزر عن كتفيها و عنقها بينما و جهها يتغضن بألــم كما لو انها لا تتحمل ملامسة القماش علي جلدها..
نهض مقترباً منها ليلاحظ على الفور احمرار جلد عنقها الظاهر من مأزرها الفتحة المنخفضة..
شهقت بقوة عنـ.ـد.ما شعرت بذراعيه القوية تلتف حولها من الخلف قبل ان يحملها برفق متجهاً بها نحو الفراش مما جعلها تضـ.ـر.به بقبضتها بجانب عنقه وهى تهتف بخــــوف
=اوعى… نزلنى…. اوعى
لكنه تجاهلها و اخفضها برفق على الفراش مجلساً اياها فوقه ثم جلس خلفها غمغمت بحدة و هى تضـ.ـر.به بمرفقها من الخلف فى صدره الذى كان يواجه ظهرها محاولة جعله يحررها
=عايزة مني ايه تاني….
لتكمل بغـــضــــب و هى تتلملم بحدة محاولة النهوض
=مش كفاية اللي عملته فيا..حرقــ,تــلى بطنى بالشطة و دلوقتى حرقــ,تــلى جلدى اييه عايز تمـ.ـو.تنى…
غمغم باذنها بصوت منخفض و هو
يدفعها بلطف في كتفيها معاودً اجالسها مرة اخري
=الواحد لو عنده ربع بجاحتك دى كان سلك في حياته…
لكنه قطع باقى جملته عنـ.ـد.ما اجفلت بحدة فور ملامسته لكتفيها الملتهبتين مما جعله يقطب حاجبيه بضيق
=اقعدي يا صدفة متخفيش… هحطلك من الخلطة علي كتفك و رقبتك…
همست معترضة بينما تتمسك يدها بعنق مأزرها
=مش هينفع….
قاطعها بهدوء بينما يخفض مأزرها من الخلف حتي ظهر له الجزء العلوي من كتفيها و خلف عنقها الملتهبين
=متخفيش امسكى الروب من قدام كويس..
ليكمل بسـ ـخـــريــة يتخللها المرح محاولاً التخفيف من خــــوفها و اضطرابها
=بعدين سمعت انهم بيقولوا اني جوزك او حاجة شبه كده باين..
لم تجيبه صدفة حيث اشتعل وجهها خجلاً…ابتسم راجح فور ملاحظته لخجلها هذا بينما بدأ باخفض مأزرها من الخلف اكثر حتي ظهر له احتقان كتفيها الملتهبة و عنقها مما جعله يقطب بغـــضــــب من نفسه لما تسبب به لجلد جسدها حريرى الملمس..
اخذ من الخليط الذي بالصحن و بدأ بتدليك كتفيها و خلف عنقها حتي بدأ الاحتقان يخف اخفض رأسه مقرباً شفتيه من اذنها هامساً لها بصوت أجش بينما كامل جسده متشـ.ـدداً بالرغبة
=احسن…؟!
اومأت برأسها بالايجاب بصمت وهي تشعر بجسدها يشتعل اثر لمساته تلك لكنها اطلقت شهقة منخفضة عنـ.ـد.ما شعرت بشفتيه تمر برفق فوق كتفها و عنقها من الخلف قبل ان يديرها بين ذراعيه بلطف لتصبح بمواجهته دفن وجهه بحنايا عنقها مقبلاً حلقها و عنقها الابيض المرمري ..
مما جعل الدmاء تعصف بعروقها لكنها شهقت بقوه شاعرة بالصدmه تجتاحها عنـ.ـد.ما رفع رأسه عن عنقها بدون سابق انذار و تناول شفتيها في قبله حارة مشتعلة..هزتها رجفة قوية مرت بسائر جسدها عنـ.ـد.ما شعرت بملمس شفتيه فوق شفتيها
زاد من ضغط شفتيه فوق شفتيها الناعمه بتملك حارق فاستجابت بشغف الي قبلته و كامل جسدها ينتفض باستجابة قوية مما جعله يعمق قبلته لها رفعت احدي ذراعيها واحاطت عنقه به بينما يدها الاخري تشبثت بقوة بعنق مأزرها حتي لا يسقط منفتحاً تسببت حركتها البسيطة تلك بجعل دقات قلب راجح تزداد بعنف حتي ظن بان قلبه سوف يغادر جسده بأي لحظة…
اضطر اخيراً الي فصل شفتيهم عنـ.ـد.ما شعر بحاجتهم الي الهواء.. ابتعد عنها و هو يلهث بانفس ثقيلة محتقنة بينما الدmاء تقصف بأذنيه بجنون…
تنفس بعمق محاولاً تهدئت نفسه قبل ان يعدل من وضع المأزر حول جسدها عاقداً أربطته جيداً حول خصرها…
و عينيه مسلطة بشغف علي وجهها المنخفض المشتعل بالخجل مرر يده بحنان مبعداً للخلف خصلات شعرها المتناثرة علي عنقها..
انحني طابعاً بشفتيه علي عنقها قبله رقيقة قبل ان يجبر نفسه بصعوبة علي الابتعاد عنها و تركها متوجهاً نحو الحمام تاركاً اياها جالسة بجسد مرتجف و وجه مشتعل بحمرة الخجل…
لكن لفت انتباهها الحقيبة البيضاء التى بجانب الفراش و التى لم تلاحظها من قبل غمغمت بصوت مرتجفة موقفة اياه
=راجح ايه الكيس ده…؟
التف راجح واقفاً بمدخل الحمام ينظر الى ما تشير اليه ضـ.ـر.ب يده فوق جبينه قائلاً
=اها نسيت ده كيس فيه علب اللبن الرايب الفاضية اتلبخت امبـ.ـارح فيكى و نسيت ارميها..
ليكمل وهو يدلف الى الحمام
= معلش ارميه في الزبـ.ـا.لة…
ثم اغلق باب الحمام خلفه لتنهض صدفة متناولة الحقيبة تنظر بها لتجد عبوات حليب رائب فارغة و عبوة دوء صغيرة احتقن وجهها بشـ.ـدة فور تأكدها ان الصور التى وردت بعقلها بالصباح كانت حقيقية و ليست خيال كما توقعت فراجح قد تركها لكى يأتى بدواء لها و ليس كما كانت تعتقد قد تركها تعانى دون ان يكترث بألــمها
اطلقت لعنة منخفضة على غبائها فلو كانت تذكرت هذا لم تكن وضعت له تلك البودرة فقد انتقمت منه ليس لانه جعلها تتناول تلك الشوربة بلا لأنها اعتقدت انه رأى بكائها وتألــمها و لم يحاول مساعدتها…
زفرت بغـــضــــب من نفسها و هى تأخذ الحقيبة الى حاوية النفايات قبل ان تعود الى الغرفة و تبدل ملابس و تستلقى علي الفراش سريعاً قبل خروج راجح من الحمام…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة دقائق..
خرج راجح من الحمام ليجد صدفة مستلقية علي الفراش نائمة بعد ان بدلت المأزر الذي كانت ترتديه الي عابئة فضفاضة للغاية باهته اللوان شبه باليه ذات مظهر بشع تغطيها من عنقها الي اصابع قدmيها… واضعة فوق رأسها وسادة كبيرة تخبئ وجهها اسفلها..
ارتسمت ابتسامة بطيئة فوق شفتيه بينما يدرك انها تحاول تجنبه و قــ,تــل رغبته بها بـ.ـارتداءها تلك الملابس البشعة..
لا تعلم بان نيران رغبته بها ستشتعل حتي و ان كانت ترتدي كيساً مصنوعاً من الخيش الشائك…و ليست مجرد عبائة فضاضة فحاجته لها لم تعد جسدياً فقط…
استلقي بجانبها محيطاً خصرها بذراعه ليشعر بجسدها يتصلب بشـ.ـدة تحت يده لكنه لم يبالي و جذبها نحوها متجاهلاً همهمـ.ـا.تها العترضة و المختنقة الصادرة من اسفل الوسادة التي تضعها فوق رأسها…
احتضنها بين ذراعيه نازعاً الوسادة التي تضعها فوق رأسها ملقياً اياها على الارض مما جعلها تصرخ وهي تدفعه بيديها في صدره محاوله ابعاده
=ابعد……
شـ.ـدد من احتضانه لها دافناً وجهها بصدره الدافئ مغمغماً بجانب اذنها بصوت اجش خطير
=هتسكتي و تنامي… و لا هتفضلي تتنططى كده لحد ما اسمع كلام الشيطان اللي بيزن علي وداني…
رفعت رأسها عن صدره بحدة هاتفة بحنق و غـــضــــب
=و سي الزفت الشيطان بقى بيزن علي ودانك بايه…
وضع اصبعه فوق شفتيها المكتنزة ممرراً اياه ببطئ متلمساً اياها هامساً بصوت اجش بينما عينيه مسلطة برغبة عاصفة عليها
=بيقولي كُل المهلبية اللى بين ايدك… و بيني و بينك همـ.ـو.ت و اكلها و ماسك نفسي بالعافـ.ـية….
اطلقت شهقة منخفضة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك لتسرع بدفن وجهها المشتعل بصدره مرة اخري..
شعرت بجسده يهتز كما لو كان يضحك قبل ان يحيط جسدها بذراعه مشـ.ـدداً من احتضانه لها دافناً وجهه بشعرها بينما اخذت يده تمسد اعلى رأسها برفق..
همست بتردد و لازال وجهها مدفون بصدره
=راجح….
همهم مجيباً اياها بصوت منخفض..
وضعت يدها فوق ظهره العريض تمسده برفق وهى تغمغم بخجل
=مش عايزاك تزعل منى… انى حطتلك بودرة عفريت في هدومك…
رفع راجح وجهها عن صدره برفق متأملاً اياها عدة لحظات بصمت قبل ان يغمغم بصوت اجش
=و انتى متزعلش منى انى خليتك تشربى الشوربة… انا كنت هخليكى تشربى معلقتين بس بس انتى اللى شربتيها كلها…
ابتسمت صدفة هامسة بلطف و هى تشعر بالراحة انه لم يكن يقصد ايذائها
=مش زعلانة…
بادلها ابتسامتها تلك طابعاً على شفتيها قبلة قصيرة مما جعلها تسرع بدفن وجهها بصدره مرة اخرى بخجل بينما شـ.ـدد هو من احتضانه لها دافناً وجهه بشعرها بينما يده تمسد ظهرها برفق
اغلقت صدفة عينيها بقوة و لم تمر سوا عدة لحظات قليلة لتسمع صوت انفاسه المنتظمة لتدرك انه قد نام لتغلق عينيها هي الاخري وتغرق بالنوم متمتعة بدفئه الذي يحاوطها…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في مساء اليوم التالى….
كانوا جالسين بغرفة الاستقبال يشاهدون سوياً احدى الافلام العربية….
تركزت عينين راجح علي تلك الجالسة بالاريكة المجاورة له تشاهد الفيلم بكامل تركيزها و اهتمامها تصدر كل فترة تعليق بهمهمة منخفضة..
كان يتابع بشغف تعبيرات وجهها المتفاعلة بحماس مع كل مشهد من الفيلم حيث كانت مراقبته لها بالنسبه اليه امتع بكقير من متابعته لذلك الفيلم..
فقد كانت عفوية و تلقائية للغاية تتحدث بما يخطر على عقلها دون ان تفكر كثيراً عكس الكثير من النساء الذين يتصنعون كل شئ بحياتهم حتى يظهروا بمظهر الرقة و الدلال حتى يصلون الي ما يرغبون…
لكن صدفة ليست كذلك فهى تتعامل بطبيعتها العفوية فاحياناً يشعر انها امرأة بالغة ذات لسان سليط حاد يرغب وقتها بخـ.ـنـ.ـقها بيديه..
واحياناً اخرى يشعر انها ضعيفة كطفلة صغيرة تحتاج الى من يراعاها مما تثير بداخله غريزة الحماية راغباً باحتضانها و تطمئنتها…
ارتسمت علي شفتيه ابتسامة واسعة عنـ.ـد.ما سمعها تهمهم بانفعال و عينيها مسلطة علي شاشة التلفاز بترقب و انفعال
=متدخليش…متدخليش…
لتكمل بهمهة عصبية و هي تزفر بحنق
=يا بـ.ـنت الهبلة مش قولتلك متدخليش…
ضحك بصوت منخفض مستمتع مما جعلها تستدير اليه فور سماعها صوت ضحكته تلك مغمغمة بـ.ـارتباك
=بتضحك علي ايه…..
اعتدل في جلسته متنحنحاً بحرج مشيراً الي التلفاز
=علي الفيلم طبعاً…
عقدت حاجبيها قائلة بعدm فهم
=بتضحك ان البطلة دخلت بيت فيه واحد سـ ـفا.ح و هيقــ,تــلها..
تململ في جلسته لا يدرى بما يجيبها لكنه اسرع بالهتاف بانفعال و هو يشير نحو التلفاز
=الحقي… الحقي هيقــ,تــلها…
التفت صدفة على الفور نحو التلفاز و هى تطلق شهقة فزع مركزة اهتمامها على الفيلم فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك مما جعله يبتسم على سذاجتها تلك..
اخرجه من افكار صوت رنين هاتفه الذى كان على الطاولة امامه التقاطه واجاب عليه بامتعاض عنـ.ـد.ما رأى اسم المتصل…
سمعته صدفة بينما يتخدث الة العاتف لكنها لم تهتم…
لكنها التفت اليه تتطلع اليه بفضول عنـ.ـد.ما سمعته يغمغم بحدة
=ياستى.. قولتلك مالوش لزوم تيجى…
ليكمل بحنق و قد تغضن وجهه بغـــضــــب
=تحت البيت.!! طيب ماشى اطلعى
اغلق الهاتف هو يزفر بغـــضــــب قبل ان يلتف الي صدفة التى كانت تنطلع اليه بفضول قائلاً بينما ينهض
=صدفة غيرى هدومك.. في ضيوف طالعين..
نهضت مغمغمة بـ.ـارتباك
=ضيوف مين…؟
اجابها بينما ينهض هو الاخر..
=واحدة لنا شغل معاها…. جاية تبـ.ـاركلنا علي الجواز
اتجهت نحو غرفة النوم و هي تهمهم سريعاً
=طيب هدخل اغير هدومى…و انت افتحلها..
اومأ برأسه بينما عقله منشغل بتلك القادmة…
في وقت لاحق…
دلفت صدفة الي غرفة الاستقبال بعد تبديلها ملابسها لكن تجمدت خطواتها عنـ.ـد.مت رأت تلك الجالسة علي احدى المقاعد فقد كانت تتوقع ان تكون سيدة كبيرة بالعمر و ليست فتاة بنفس عمرها تقريباً كانت فائقة الجمال بشعر اشقر ينسدل باناقة على ظهرها و كتفيها و اعين زرقاء مما جعل صدفة تفكر بانها تشبه كثيراً الفتيات الاجانب اصحاب الجمال الرائع الذين تشاهدهم دائماً بالتلفاز…
تفحصت ملابسها الفاخرة التى كانت ترتديها حيث كانت ترتدى تنورة سوداء ضيقة ذات تصميم غريب فقد كانت قصيرة من الامام تصل الى اعلى ركبتيها بقليل و طويلة للغاية من الخلف حتى انساب قماشها على الارض و قميص احمر ضيق هو الاخر بدون اكمام …
وقفت تتفحصها صدفة و هى تشعر انها رأتها من قبل اخذت عدة لحظات حتى تذكرت اين رأتها فقد رأتها ذات مرة بمكتب راجح عنـ.ـد.ما كانت تقدm لهم الشاى…
بينما جلست رنين تتابع بصدmة تلك التى دلفت الي الغرفة فكيف ان تلك الفاتنة هي ذاتها الفتاة التى رأتها ذات مرة بوكالة الراوى فعنـ.ـد.ما عادت من السفر و اخبروها ان راجح تزوج ببائعة الطعمية صدmت وشعرت بالفضول لمعرفة من هى لذا طلبت من احدى العاملين لديها بان يأتى بصورة لها و عنـ.ـد.ما رأت الصورة التى اتى بها العامل تذكرتها على الفور…
فقد رأتها ذات مرة عنـ.ـد.ما كانت تزور راجح بمكتبه فوقتها قد لفتت انتباهها بمظهرها البالى و القبيح بعبائتها السوداء البالية…
لكنها الان فهمت لما راجح تزوجها …
اخذت تمرر عينيها التى تلتمع بالغيرة عليها فقد كانت جميلة ذات جمال شرقى خلاب بشعرها الاسود الذى يظهر جزء منه من اسفل طرحتها و جسدها الممتلئ باغراء…
خرجت من تأملها لها و قد اشتعلت النيران الحارقة داخل صدرها عنـ.ـد.ما رأت راجح ينهض متجهاً نحو صدفة يعقد ذراعه حول كتفيها مقرباً اياها منه برفق قائلاً بهدوء
=صدفة مراتى…
ليكمل و هو يشير نحو رنين
=رنين يا صدفة… تبقي صاحبة الشركة اللي بتستوردلنا كل الادوات الكهربائية اللي بنحتاجها من برا…..
مدت رنين يدها نحو صدفة مرغمة شفتيها على رسم ابتسامة متشنجة مغمغمة
=اهلاً يا صدفة.. مبروك….
صافحتها صدفة مبتسمة
=الله يبـ.ـارك فيكى….
لتكمل سريعاً ببشاشة
=تشربى ايه…؟؟
اجابتها رنين و هى تهز يدها برفض….
=و لا حاجة… انا جيت بس ابـ.ـاركلكوا اي نعم جاية متأخر شوية…..
لتكمل بنبرة غريبة و عينيها مثبتة علي راجح
=بس معلش كنت مسافرة و لسه عارفة الخبر النهاردة…
انتبهت صدفة الي نبرتها تلك مما جعل جسدها يتشنج بانتباه قائلة بحدة ضاغطة على حروف كلمـ.ـا.تها…
=لا ازاى لازم تشربى حاجة….انتى ضيفة في بيتنا…
غمغمت رنين بتشنج و عينيها مسلطة علي يد راجح التى لازالت تحيط كتف صدفة
=يبقي قهوة مظبوط..
اومأت صدفة قبل ان تغادر الغرفة لكن فور وصولها للبهو شهقت بفزع عنـ.ـد.ما شعرت بيد تمسك بذراعها من الخلف التفت حولها نفسها لتجد راجح الذي لحق بها يقف خلفها مباشرة..
همست بقلق وعينيها تتطلع باضطراب نحو غرفة الاستقبال التى تقع بنهاية البهو
=في ايه…؟!
غمغم بحدة مشيراً الي العبائة التى ترتديها
=غيرى ام العباية دى…
قطبت حاجبيها مغمغمة بعد فهم
= ليه بقى.. مالها؟!
امسك بطرف صدر عبائتها بين اصابعه يهزه
= رقبتك و صدرك باينين…
اخفضت عينيها الي صدر عبائتها تتفحصه لتجده منخفضاً قليلاً لتعدل من حجابها التي تضعه حول رأسها و تسقط جزء منه علي صدرها لكي تخفي عنقها والجزء العلوى من صدرها
=داريته خلاص بالطرحة…
عدل من حجابها جاذباً اياه الي الامام حول رأسها قائلاً بصرامة
=و شعرك ميبنش…..
هتفت صدفة بصدmة هي تنفض يده بعيداً عن حجابها
=جرى ايه يا راجح دي واحدة ست زىها زيي متحبكهاش اوى كدة…
قاطعها بحده وهو يعيد من تعديل الحجاب علي صدرها
=بقولك ايه كلامى يتنفذ بلا راجـ.ـل بلا ست….
اومأت برأسها ضاحكة و هى تستغرب حالته تلك غمغمت من بين ضحكاتها و هي تكمل طريقها نحو المطبخ
=حاضر…
وقف راجح يستمع الي ضحكتها هذة و ابتسامة تملئ وجهه مراقباً اياها و هى تبتعد باعين تلتمع بالشغف
=جتك نيـ.ـلـ.ـة و انتى زى العسل…
وقف مكانه عدة لحظات قبل ان يزفر بعمق و يلتف عائداً الي غرفة الاستقبال جالساً على الاريكة الكبيرة ليتفاجأ برنين تنهض و تجلس بجانبه قائلة بحدة
=هي دى بقي اللي فضلتها عليا…
لتكمل بنبرة يملئها الازدراء
=صدفة بتاعت الطعمية…صدفة اللي كانت شبه الـــ……….
قاطعها راجح بقسوة و قد تصلب وجهه بعنف
=قبل ما تلبخى في الكلام خدى بالك انتى قاعدة فين…و بتتكلمى مع مين عن مين….
ليكمل بحدة لاذعة و عينيه تلتمع بشرارات الغـــضــــب
=انتى في بيت صدفة اللي مش عجباكى… و بتتكلمى مع جوزها اللي كرامتها من كرامته و اعتقد انتى عارفة انا بعمل ايه لو حد فكر يهوب بس من كرامتى….
تراجعت و عيونها متسعة بالدهشة من النبرة القاسية الموجودة فى صوته لتعلم ان سلاح الهجوم لن ينفع معه لتقرر استخدام السلاح الذي لا يقدر اى رجل علي مقاومته الا و هو الدmـ.ـو.ع…
همست بصوت مرتجف وقد امتلئت عينيها بدmـ.ـو.ع كاذبة
=يا راجح انا بحبك… انا فضلت احايل فيك اكتر من سنتين علشان تحس بيا و انت و مفيش… قولتلك هكتبلك الشركة باسمك و انت متهزش منك شعرة واحدة…. و فى الأخر تتجوز دى
لتكمل بنبرة يتخللها الغل و الغيرة
=عجبك فيها ايه… انا احلى منها بمليون مرة… الرجـ.ـا.لة بتترمى تحت رجلى تتمنى نظرة واحدة منى… بس انا مش عايزة غيرك انت…..
قاطعها راجح بحدة و هو يحاول انهاء محادثتهم تلك قبل ان تأتى صدفة
=الكلام ده مالوش لازمة انا واحد دلوقتى متجوز و انتى اكيد ربنا هيرزقك باللي احسن منى…
هتفت رنين بعنف مكبوت و هي تشير علي صدرها
=بس انا مش عايزة غيرك….
لتكمل بصوت يملئه القسوة و الحقد
=انت عجبك فيها جمالها و بس جمالها اللي ظهرلك فجأة بعد ما كانت صدفة اللي الناس كلها كانت بتتريق عليها..
سخر راجح في عقله لا يعلم ماذا ستكون ردة فعلها اذا علمت انه كان يتأثر بها من قبل حتي ان يظهر له جمالها هذا…
لذا كان يعاملها دائماً بفظاظة متهرباً من رؤيتها حتي تعجب من حوله من معاملته القاسية لها لكنه كان يحارب انجذابه لها بمعاملته لها بتلك الطريقة الفظة فقد كان متعجباً من نفسه كيف ينجذب لها و هي بحالتها تلك حتي ظن ان به شئ خطأ…..
و رغم ما فعلته به و ادعائها الحقير بانه حاول اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها الا انه لم يستطيع اتخاذ موقفاً ضدها يبرد به نيران قلبه و كرامته التى دعست عليهم…
رجل اخر لو كان في وضعه لكان قــ,تــلها على فعلتها تلك..
شعوره بالضعف نحوها هو سبب غـــضــــبه و عصبيته المستمرة فهو لم يشعر بمثل هذا العجز اللعين طوال حياته…
خرج من شروده هذا علي صوت رنين الغاضب الحاد
=انت سرحت في ايه… مش بكلمك….
زمجر راجح بقسوة مقاطعاً اياها
=في ايه انتي نسيتي نفسك و لا ايه… ما تتكلمى عدل
ليكمل بخشونة و عصبية مفرطة.
=و اخر الحوار ده انتي مش اكتر من واحدة بنا شغل اكتر من كده مفيش… و مراتى خط احمر مش مسمحولك تتكلمى عنها كدة..
همست بصوت منكـ.ـسر محاولة جذب تعاطفه بعد ان ادركت انها اوصلته للحافة
=معلش سامحنى و الله غـ.ـصـ.ـب عنى يا راجح انا بحبك و مش قادرة استحمل اشوفك مع.غيرى………..
في تلك الاثناء كانت صدفة تهم بدخول الغرفة لكن تجمدت خطواتها على مدخل الغرفة الخارجى عنـ.ـد.ما سمعت كلمـ.ـا.ت رنين الاخيرة تلك مما جعل جسدها يهتز بعنف من شـ.ـدة الغـــضــــب و الصدmة…
تراجعت خطوة الي الخلف واضعة الصينية التي عليها كوب القهوة على الطاولة التى بالبهو و هى تهمهم بغـــضــــب
=اها يا بـ.ـنت الجزمـ.ـة… يا بجـ.ـحة جاية تشقطي الراجـ.ـل من قلب بيته…و قدام عينى…..
اسرعت بنزع حجابها ملقية اياه بعيداً محررة شعرها من عقدته لينسدل علي ظهرها كشلال من الحرير الاسود امسكت بالصينية و دلفت الي الغرفة اهتز جسدها بعنف عنـ.ـد.ما شاهدت باعين عاصفة تعميها الغيرة تلك التي اصبحت تجلس بجانب راجح علي الاريكة لا يفصل بينهم سوا مسافة صغيرة وضعت الصينية علي الطاولة بحدة مما جعل نصف محتويات فنجان القهوة تقع على الصينية..
متجاهلة نظرات راجح التى تلتمع بالشراسة و الغـــضــــب فور رؤيته لشعرها المنسدل علي ظهرها و عنقها واعلى صدرها الظاهر من عبائتها…
اتجهت نحوهم جالسة بالمسافة التي تفصل بينهم دافعة رنين في ذراعها بحدة
=اتزحزحى كدة شوية يا حبيبتى…..
رمقتها رنين بغـــضــــب و حدة قبل ان تتحرك مبتعدة لاقصى الاريكة متيحة لها مكان..
بينما همس راجح بالقرب من اذنها بقسوة
=بتنيلى ايه…؟؟
هزت كتفيها ببرود متصنعة السذاجة
=قاعدة عادى ..عملت ايه دلوقتى …؟!
ثم عقدت ذراعيها فوق صدرها وهي تستريح بظهرها للخلف جالسة بينهم كسد منيع استدارت الى رنين ترمقها بنظرة متحدية و علي شفتيها راسمه ابتسامة صفراوية واسعة.. لتبادلها رنين بنظرات مشتعلة غاضبة..
تشـ.ـدد جسد صدفة عنـ.ـد.ما
شعرت بيد راجح تستقر اسفل ظهرها من الخلف هامساً بالقرب من اذنها بصوت منخفض مليئ بالغـــضــــب و التهديد
=حلو شعرك اللى فرحانة به ده…
انهى جملته تلك عاقداً احدى خصل شعرها حول اصابعه جاذباً اياها للاسفل بحدة مما جعلها تطلق صرخة مرتفعة مبالغ بها و هى تنتفض مكانها…
التفت اليها رنين تنظر اليها بدهشة مما جعل صدفة تستغل الموقف مغمغمة بدلال لراجح بصوت جعلته كما لو انه همساً لكنها تأكدت من ان يصل الى مسمع تلك التى تصب اهتمامها عليهم
=راجح شيل ايدك عيب.. في ضيوف.. مش كدة
احتقن وجه رنين بالغـــضــــب و نيران الغيرة تشتعل داخل صدرها فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك و عقلها يصور لها ما تفعله يده خلف ظهرها اخذت تهز قدmيها بحدة و نيران الغيرة تتأجج بداخلها..
بينما لم يفهم راجح نيتها الحقيقية التى خلف كلمـ.ـا.تها الخبيثة تلك حيث ظن انها تقصد جذبه لشعرها….هم بالتحدث لكن قاطعه صوت رنين هاتفه مما جعله يضطر ان يجيب عليه عنـ.ـد.ما رأى انه اتصال هام للعمل.. مما جعله يخرج الى الشرفة الخارجية بعد ان اخبرهم انه عليه الاجابة على هذة المكالمة …
فور مغادرته استدارت صدفة الي رنين الجالسة بجانبها تهز قدmيها بقوة بينما عينيها مسلطة علي صدفة بنفور و رفض
ضـ.ـر.بت صدفة يدها علي قدmيها قائله بفحيح لاذع
=بقولك ايه يا ست صوت الجرس انتى……..
صرخت رنين بفزع و استنكار
=صوت الجرس…!!
اجابتها صدفة بصوت رفيع وهى تهز رأسها بينما تلوى شفتيها بسـ ـخـــريــة مقلدة اياها
=ايوة ياختى صوت الجرس….
لتكمل بحدة مقربة وجهها منها تتطلع اليها بعينين تلتمع بوحشية
=اوعى تكونى فاكرانى يا بت هبلة و مش عارفة انتي جاية ليه.. بس عشمك عشم ابليس في الجنة……
ابتسمت رنين ابتسامة واسعة هامسة بصوت حاد لاذع
=طيب كويس انك طلعتى عارفة انا جاية ليه.. بس انتى طلعتى زكية اهو مش زى يعنى ما بيقولوا ان من كتر قعدتك في الشارع و قليتك للطعمية الزيت جَلد دmاغك و خلى مخك تخين…..
لتكمل بفحيح سام قابضة على معصم صدفة تضغط عليه بقوة و غل
=راجح ليا… دلوقتي… بعدين ليا
ده انا حفيت وراه بقالى اكتر من سنتين تفتكرى هسيبهولك بالساهل كده…
تشـ.ـددت قبضتها بقسوة فوق معصم صدفة و هى تكمل باعين تلتمع بالتصميم و التحدى
=هيبقى ليا.. حتى لو هبقى زوجة تانيه له انا موافقة… بس بعدها هخاليه يطـ.ـلقك و يرميكى في الشارع و ترجعى تلبسى تانى عبايتك السودا المقرحة اللي كلها بقع زيت وعفن….
اشتعل الغـــضــــب كبركان ثائر داخل صدفة فور سماعها كلمـ.ـا.تها المهينة تلك نزعت معصمها بقوة من قبضتها محررة اياه بينما ترسم على شفتيها ابتسامة واسعة مغمغمة بمكر بينما و هى تهز كتفيها ببرود
=اديكى قولتيها بتحفى وراه بقالك اكتر من سنتين تصورى و هو عازب معبركيش تفتكرى بقى دلوقتى و هو متجوز هيبص في وشك و لا حتى هيعبرك….ده انتى يا بت عاملة زي اللزقة اللى كل ما يتف عليها بتلزق اكتر….
احتقن وجه رنين بشـ.ـدة بينما التمعت عينيها بنيران الغل و الغـــضــــب مزمجرة من بين اسنانها
=بتغلطى في اسيادك يا شحاتة يا ام عباية مزيتة.. مقرحة..
ضغطت صدفة علي اسنانها بقوة تعتصر قبضتيها بقوة محاولة السيطرة علي اعصابها حتى لا تنقض عليها و تمزقها باظافرها و اسنانها..
لكنها نجحت برسم ابتسامة واسعة على شفتيها مقتربة منها ببطئ هامسة بصوت منخفض بالقرب من اذنها كما لو كانت تخبرها سراً ضاغطة بقوة على كل حرف من حروف كلمـ.ـا.تها بتهديد واضح
=قـومى.. خدى نفسك.. و امشى قبل ما اقوم اجيبك من شعرك و ارميكى من البلكونة….
شحب وجه رنين بخــــوف فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك اخذت تتطلع اليها باعين متسعة بالذعر بينما هزت صدفة رأسها لها ببطئ و الابتسامة التى تدل جنونها لازالت مرتسمة على شفتيها كما لو كانت تأكد لها انها سمعت كلمـ.ـا.تها بشكل صحيح و انها قادرة على تنفيذ ما قالته…
انتفضت رنين واقفة تختطف حقيبتها من فوق الاريكة في ذات اللحظة التي عاد بها راجح الي الغرفة مغمغماً بهدوء و هو غير واعى للصراع الذي كان دائر هنا قبل لحظات قليلة
=معلش اتأخرت عليكوا كانت مكالمة مهـ…..
قطع جملته عنـ.ـد.ما لاحظ ان رنين واقفة تحمل حقيبتها استعداداً للمغادرة
=ايه ده انتى ماشية….؟!
=اها يا دوب اروح انت عارف اني مسافرة و راجعة تاني اسكندرية بكره الصبح….
همهمت رنين كلمـ.ـا.تها تلك بينما تتقدm خطوة الي الامام مما جذب انتباه صدفة الى ذيل تنورتها التى كانت قصيرة من الامام و طويلة للغاية من الخلف حتى كانت تجرها خلفها على الارض مما جعل فكرة تقفز الي عقلها الشيطانى لتسرع بتنفيذها على الفور وقفت بقدmيها الاثنين فوق ذيل تنورتها و ما ان تقدmت رنين للامام اندلع بالارجاء صوت تمزق قماش تنورتها مما جعلها تصرخ و هي تستدير حول نفسها بفزع تحاول ستر ساقيها التى ظهرت من القامش الذى تمزق…
بينما اسرعت صدفة نحو راجح تقف على اطراف قدmيها امامه تضع يديها فوق عينيه و هى تصرخ بحدة
=غمض عينك متبصش….
هتف راجح بحده وهو يضع يديه حول خصرها محاولاً دفعها بعيداً عنه
=ايه يا صدفة اتجننتى… اوعى خالينى اشوف حصلها ايه…
قاطعته صدفة بحدة
=هيكون حصلها ايه الچيبه بتاعتها اتقطعت…
ثم ادارته بحدة ليصبح ظهره نحو رنين التى كانت تمتم بكلمـ.ـا.ت غاضبة و هى تحاول اصلاح تنورتها التى دmرت تماماً
=لف… لف ميصحش تبص عليها… متقلقش انا هساعدها
هتفت رنين بحدة بينما تحاول اصلاح تنورتها الممزقة
=تساعدينى ده انتي اللي قطعتيها….
هزت صدفة حاجبيها بحركات متراقصة ساخره راسمة على وجهها ابتسامة مستفزة مستغلة ان راجح ظهره لهم قائلة بصوت هادئ يعاكس حركتها المغـ.ـيظة لها
=انا… و انا جيت جنبك… ياختى و انا مالى انتى اللي مسترخصة في لبسك…….
هتفت رنين بوجه مشتعل بينما تندفع نحوها تهجم عليها
=انتى…هتستعـ.ـبـ.ـطى……
استدار راجح سريعاً فور سماع صرخة صدفة عنـ.ـد.ما قبضت رنين علي شعرها اندفع نحوهم محرراً صدفة من بين يدي رنين واضعاً اياها خلف ظهره بحماية مزمجراً بشراسة جعلت وجه رنين يشحب
=ايه… هى حصلت تمدى ايدك على مراتى في بيتها….
هتفت رنين بغـــضــــب مشيرة باستعلاء نحو صدفة
=انت بتزعقلى يا راجح علشان دى…….
همت صدفة بالرد عليها لكنها صمتت عنـ.ـد.ما جذبها راجح الى جنبه محيطاً كتفها بذراعه بحمايه و هو يزمجر مقاطعاً رنين بقسوة وعينيه تنطلق منها شرارت الغـــضــــب
=دى اللى هى مين… انتى مـ.ـجـ.ـنو.نه دى مراتى ….
وضعت صدفة يدها على صدره و استغلت عدm رؤية راجح لها و اخرجت لسانها لها بإغظة شاعرة بالفرح من دفاعه عنها
ثم رسمت الجديه على وجهها قائلة ببراءة و هى ترفع وجهها اليه
=خد بالك يا راجح انا ممكن ارد عليها بس انا محترمة وجودك على فكرة….
ربت راجح على ظهرها بلطف مما جعل الحقد ينبش اظافره داخل صدر رنين التى تشاهد هذا باعين محتقنه بالغـــضــــب لكنها
همست بصوت منكـ.ـسر محاولة جذب تعاطفه
=انا مقصدش يا راجح بس هي فعلاً داست على الجيبة و قطعتهالى..علشان بتكرهنى
قاطعها راجح بصرامة و يده تتشـ.ـدد حول كتف صدفة
=و هى هتكرهك ليه تعرفك منين اصلاً علشان تكرهك او تحبك…..
وقفت رنين تتطلع بعجز عالمة بانها لا يمكنها اخبـ.ـاره بما حدث بينهم…
ليكمل راجح و هو يدفع صدفة نحو الباب عنـ.ـد.ما لاحظ قطعة القماش التى تلفها رنين حول ساقيها
=معلش يا صدفة هاتيلها عباية من عندك…مش هينفع تنزل كده
تنهدت صدفة باستسلام وهي تغمغم بهدوء متصنعة الوداعه
=حاضر…
و فور ان خرجت صدفة من الغرفة اوقعت رنين القماش التى تحيط به ساقيها لتظهر عارية امامه في محاولة منها لاغراءه لكنه غمغم بقسوة و حدة و قد اشتعل الغـــضــــب بداخله كالحمم
=احترمى نفسك و لفى الزفته دى على جـ.ـسمك….
اجابته بـ.ـارتباك من حدته الغير متوقعة تلك عالمة بان خطتها باغراءه قد فشلت
=اعمل ايه مش عارفة اعملها بتقع منى…..
زفر بحنق و هو يستدير مولياً اياها ظهره مدركاً الاعيبها تلك فقد كان يرغب بمغادرة الغرفة لكنه لا يرغب بتركها بمفردها مع صدفة بعد ما حدث بينهما….
دلفت صدفة حاملة بين يديها عبائة سوداء اقتربت من رنين واضعة اياها بين يديها هامسة بصوت منخفض للغاية بالقرب من اذنها
=ملقتش ليكى اغلى من عبايتى السودا المزيته المقرحة…
لتكمل وهى تطلع اليها بشمـ.ـا.تة
=عباية الشغل بتاعتى ام بقع زيت و عفن……
هتفت رنين بصدmة بينما تلقى العبائة من يدها باشمئزاز
=ايه القرف ده….انا ألبس دى
هتف راجح بحده و هو لا يزال يدير ظهره اليهم
=في ايه تانى…؟
اجابته رنين و هى ترمق صدفة من الاعلى لاسفل بازدراء
=تخيل جيبالى عباية مليانه بقع…
غمغم راجح زافراً بحنق
= هاتيلها عباية تانية يا صدفة خالينا نخلص في يومنا ده……..
اقتربت منه صدفة واقفة امامه على اطراف اصابعها واضعة يدها فوق كتفه محاولة الوصول الي اذنه لكن لم يساعدها قصر قامتها لذا اخفض راجح رأسه لها مساعداً اياها واضعاً يده بعفوية حول خصرها
همست صدفة باذن راجح كاذبة بينما لازالت واقفة على اطراف قدmيها
=مش هينفع الهدوم بتاعتى كلها بودرة عفاريت…
ضيق عينيه عليها قائلاً بشك
=و ايه جاب بودرة العفاريت على هدومك اللي فى الدولاب يا صدفة
هزت كتفيها مغمغمة ببرود
=معرفش… اهو اللى حصل بقى ممكن وانت بترش عليا وقع عليها…
قاطعها راجح قائلاً بشك و استنكار
=وقع عليها و هى جوا الدولاب…؟!
تجاهلت سؤال هذا لتكمل و هي تتصنع محاولتها لايجاد حل
=اقولك انزل هات عباية من امك او هاجر….
لتقطع باقى جملتها قائلة بأسف مصطنع و هى تضـ.ـر.ب على يدها بيدها الاخرى كما لو انها تذكرت الان
=يوه نسيت دول مسافرين البلد..
هز راجح رأسه و هو يدرك انه لن يصل معها الى حل فسوف تجعله يدور بدوائر مفرغة و بالنهاية ستفعل ما تريده غمغم الى رنين التى كان يوليها ظهره
=البسيها و خلاص يا رنين… و انتى كده كده عربيتك راكنه تحت البيت…
تأففت رنين بغـــضــــب بينما تمسك بالعبائة باطراف اصابعها و الاشمئزاز يملئ وجهها ارتدتها ثم وقفت تتطلع الى صدفة بحقد و غـــضــــب قبل ان تسرع راكضة من الغرفة و هى لا تتحمل ملمس تلك العباءة على جسدها راغبة بالوصول الى سيارتها باقصى سرعة بينما تبعها راجح حتي يقوم بايصالها الى الخارج…
انفجرت صدفة ضاحكة فور ان اصبحت بمفردها شاعرة بالنصر بجعلها ترتدى ذات العبائة التى سخرت منها….
لكنها اسرعت بازالة ضحكتها تلك فور سماعها باب المنزل الخارجى للشقة يغلق لم تمر لحظات الا و دلف راجح الى الغرفة بوجه جـ.ـا.مد مشيراً باصبعه نحوها لكى تتقدm نحوه…
=تعالى…
تقدmت نحوه ببطئ راسمة البراءة على وجهها حتى اصبحت تقف بعيدة عنه بعدة خطوات قليلة
امسك راجح بذراعها جاذباً اياها نحوه حتى اصبحت تقف امامه مغمغماً بصرامة
=قطعتى چيبتها ليه..؟!
فتحت فمها تهم النفى لكنه قاطعها قائلاً بحدة
=و قبل ما تكدبى كعادتك.. انا شايفك و انتى قاصدة تدوسى عليها برجلك…
غرزت اسنانها بشفتيها و هى تشعر بالاحباط من انه اكتشف امرها بالطبع سيبدأ بتعنيفها على فعلتها تلك مما جعلها تهتف بانفعال
=ايوة انا اللي قاصدة اقطعلها جيبتها كنت باخد حقى منها علشان قلة ادبها عليا…
لتكمل بعصبية و انفعال بينما صدرها يعلو و ينخفض بقوة
=قعدت تتريق عليا و تقول انها كانت فكرانى غـ.ـبـ.ـيه من كتر قليتى للطعمية و ان الزيت جد دmاغى… و انى بعباية سودا مقرحة مزيتة….
ثم صمتت متجنبه اخبـ.ـاره بما قالته لها بانها ستتزوجه و تجعله يلاقيها بالشارع مرة اخرى…
خرجت من شرودها هذا علي يدى راجح التى احاطت وجهها برفق مغمغماً بهدوء
=طيب خلاص متزعليش و سيبك منها دى مـ.ـجـ.ـنو.نة…
تراجع رأسها للخلف هامسة بصدmة
=ايه ده انت مش هتزعقلى….
ازاح شعرها المتناثر فوق وجهها الى خلف اذنها ممسداً اياه برفق
=و ازعقلك ليه…مش كنت بتاخدى حقك…
ليكمل ويده مستمرة بتمسيد شعرها مستمتعاً بنعومته الحريرية
=بس ده ميمنعش انى هعـ.ـا.قبك على حاجة تانية….
تراجعت للخلف محاولة الابتعاد عنه فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك لكنه اسرع باحاطة خصرها جاذباً اياها نحوه ليصطدm جسدها اللين بجسده الصلب العضلى قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=شعرك….اللى دخلتى تتباهى به قدامها رغم انى محذرك ان الطرحة متتقــلـــعش من على راسك….
هزت صدفة كتفيها قائلة بسـ ـخـــريــة
=طيب ما هى مش لابسة طرحة و كنت قاعد قدامها متنح و عيونك بطلع نجوم…
لتكمل وهى تمسك بجزء من شعرها تضـ.ـر.ب به وجهه بينما ترفع من طبقة صوتها مقلدة رنين بحركاتها
=و لا هو حلال لها… و حـ.ـر.ام ليا…
لدهشتها انفجر راجح ضاحكاً بصوت اجش رجولى تسبب بتسارع دقات قلبها.. شـ.ـدد من ذراعه حول خصرها ملصقاً جسدها بجسده قائلاً من بين ضحكاته
=اولاً مكنتش قاعد متنح و عيونى مكنتش بتطلع نجوم زى ما بتقولى…و هى من الاساس مش فارقة معايا…..
ليكمل بحزم و اصابعه تتخلل شعرها
=ثانياً بقي متحاوليش تتوهينى علشان برضو هتتعـ.ـا.قبى….
تراجع رأسها للخلف بذعر لكنه اسرع بحنى رأسه نحوها و تناول شفتيها في قبله قوية و لدهشته القت ذراعيها حول عنقه تبادله قبلته تلك بشغف و كان هذا اول عرض للعاطفة التلقائية تقوم به نحوه..
تأوه بأسمها بينما يعمق قبلته و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان بينما يستولى على شفتيها بجوع.. تشـ.ـددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة جعلت كل عضلة في جسده تتصلب..
بالنهاية اضطر ان يفصل قبلتهم عنـ.ـد.ما شعر بيديها تنخفض الى صدره و تدفعه بعيداً برفق..
حررها مسنداً جبينه على جبينها يتنفس انفاسها الحارة بشغف قبل جبينها بلطف ثم خدها..
قبل ان يغمغم بصوت اجش لاهث مرح
=حلو العقـ.ـا.ب مش كده…
ضحك بخفة عنـ.ـد.ما احمر خدييها بقوة من شـ.ـدة الخجل انحنى مقبلاً خدييها المحتقنين قبل ان يحيط خصرها و هو يغمغم برفق
=يلا تعالى نكمل الفيلم بتاعك ما نشوف البطلة مـ.ـا.تت ولا لسة…
ضحكت صدفة بينما تتبعه نحو الاريكة ليجالسان عليها يتابعان باقى الفيلم الذى قد و صل الى نهايته….
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور يومين..
كانت صدفة جالسة بشقتها تشاهد التلفاز بهدوء بعد ان انهت اعداد الطعام لكنها كانت تعلم ان راجح لن يعود من عمله الا بوقت متأخر كعادته بالفترة الاخيرة فقد كان منشغلاً باستلام البضائع الخاصة بمتاجره و توزيعها عليها…
حيث كان يخرج بالسابعة صباحاً و يعود بالثانية فجراً يأكل طعامه سريعاً ثم يرتمي فوق الفراش نائماً لا يستيقظ الا علي صوت المنبه ليبدأ بإعادة يومه من اول و جديد…
لذا كانت الحياة بينهم هادئة فهو لا يجد وقت حتي ليعقب علي الطعام الذي تطهيه له…
خرجت من شرودها هذا علي صوت رنين جرس الباب الخارجي..
نهضت تفتحه لكي تجد امامها هاجر شقيقة راجح التي ما ان رأتها غمغمت سريعاً
=صدفة ونبي انزلي اقعدي في الشقة تحت خدي بالك من الاكل اللي علي النار…
هزت صدفة كتفيها مقاطعة اياها
=و انا مالي اخد بالي منه ليه امك فين..؟
اجابتها هاجر سريعاً بينما تنظر بتـ.ـو.تر الي هاتفها
=ماما راحت لخالتي نبوية بعتتلها عايزاها في حاجة وقالتلي اخد بالي من المحشي اللي علي النار بس المدرس بعت ان في حصة دلوقتي و لازم اروح السنتر…لو مروحتش الدرس هيمنعني ادخل الدرس التاني.. و لو قفلت عليه هيبوظ و ماما مش هترحمني انتى عارفها …
لتكمل وهي تربت علي صدرها برجاء
=ونبي..و نبى ياصدفة انزلي تاخدي بالك منه هي ربع ساعة بالكتير و ماما هترجع….
زفرت صدفة بحده قبل ان تغمغم باستسلام
=طيب استني ما اجيب الطرحة احطها علي راسي و هنزل معاكي…
جذبتها هاجر من ذراعها قائلة
=طرحة لأيه بس الشقة تحتنا… و مفيش حد تحت…
حررت صدفة ذراعها منها هاتفة بسـ ـخـــريــة بينما تدلف للداخل حتي تجلب الطرحة
=قولي ياختى لاخوكي الكلام ده.. ده بيطين عشتي لو فتحت بس باب الشقة من غير ما ألبسها…
خرجت بعد عدة لحظات و هي تضع وشاح اسود علي رأسها هابطة معاها للاسفل…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد عدة دقائق…
كانت صدفة خارجة من المطبخ الخاص بوالدة راجح عنـ.ـد.ما رأت نعمـ.ـا.ت تدلف من باب المنزل..
غمغمت نعمـ.ـا.ت بحدة ما ان رأتها
=ايه ده بتعملي ايه هنا…و فين هاجر…
اجابتها صدفة بهدوء بينما تتجه نحو الاريكة التي ببهو الشقة
=هاجر راحت الدرس.. و طلبت مني انزل اخلي بالي من الاكل لحد ما انتي تيجي..
لتكمل وهي تجذب وشاح رأسها من فوق الاريكة
=مادام جيتي هطلع انا شقتي بقي…
قاطعتها نعمـ.ـا.ت ممسكة بذراعها موقفة اياها عنـ.ـد.ما تجاوزتها
=لا استني هديكي حاجة تديها لراجح……
لتكمل و هي تتجه نحو غرفة النوم
=اعمل ايه مبقتش اشوفه… كل يوم راجع وش الصبح من الوكالة..
تنهدت صدفة عاقدة ذراعيها علي صدرها بينما تنتظرها ممسكة باطراف و ساحها تتلاعب به بين اصابعها تعد اللاحظات حتي تعود الي شقتها لكنها اطلقت صرخة مرتعبة عنـ.ـد.ما سمعت نعمـ.ـا.ت تهتف بشراسة بينما تهجم عليها من الخلف..
=فين يا بت الألفين جنيه اللي كانوا علي الطرابيزة اللي في اوضة النوم…
دفعتها صدفة بعيداً محاولاً تحرير نفسها منها
=الفين جنية ايه اللى بتتكلمى عنهم….!!!
صرخت نعمـ.ـا.ت بغـــضــــب و انفعال غارزة يدها بشعر صدفة تجذبه بقوة
=هتستعـ.ـبـ.ـطي يا روح امك… طلعي يا بت الالفين جنيه… بدل ما اطلع روحك…
دفعتها صدفة بحدة بعيداً محررة شعرها من بين يديها و هى تهتف بغـــضــــب
=ابعدى ايدك دى عنى انتى هترمى بلاكى عليا يا ست انتى ولا ايه….
هجمت نعمـ.ـا.ت عليها مرة اخرى وهى تهتف بهسترية ممزقة عنق عبائة صدفة من الامام غير عابئة بصراختها المذعورة
=طيب و حياة امك لتتفتشي و ما هتخرجى من هنا الا لما تطلعى الفلوس…
.تنهدت صدفة عاقدة ذراعيها علي صدرها بينما تنتظر نعمـ.ـا.ت الذى دلغت الى غرفة النوم…
امسكت باطراف وشاحها تتلاعب به بين اصابعها تعد اللاحظات حتي تعود الي شقتها لكنها اطلقت صرخة مرتعبة عنـ.ـد.ما سمعت نعمـ.ـا.ت تهتف بشراسة بينما تهجم عليها من الخلف..
=فين يا بت الألفين جنيه اللي كانوا علي الطرابيزة اللي في اوضة النوم…
دفعتها صدفة بعيداً محاولاً تحرير نفسها منها
=الفين جنية ايه اللى بتتكلمى عنهم….!!!
صرخت نعمـ.ـا.ت بغـــضــــب و انفعال غارزة يدها بشعر صدفة تجذبه بقوة
=هتستعـ.ـبـ.ـطي يا روح امك… طلعي يا بت الالفين جنيه… بدل ما اطلع روحك…
دفعتها صدفة بحدة بعيداً محررة شعرها من بين يديها و هى تهتف بغـــضــــب
=ابعدى ايدك دى عنى انتى هترمى بلاكى عليا يا ست انتى ولا ايه….
هجمت نعمـ.ـا.ت عليها مرة اخرى وهى تهتف بهسترية ممزقة عنق عبائة صدفة من الامام غير عابئة بصراختها المذعورة
=طيب و حياة امك لتتفتشي و ما هتخرجى من هنا الا لما تطلعى الفلوس…
صرخت صدفة بغـــضــــب و هي تحاول دفعها عنها لكنها فشلت
=يا وليه ابعدي عني انا مش عايزة اتغبى عليكي…
غرزت نعمـ.ـا.ت يدها بشعرها تجذبه بقوة و غل و هي تسدد لها الضـ.ـر.بات المتفرقة بانحاء جسدها و هى تزمجر بشراسة
=طلعي الفلوس يا حـ.ـر.امـ.ـية يا يا لمامه…فاكراني هسيبك..و ديني و المعبود ما هحلك الا لما…
لكنها ابتلعت باقي جملتها عنـ.ـد.ما سمعت صوت راجح الحاد الذى جاء من خلفها و هو يدلف من باب الشقة المفتوح
=في ايه.. ايه الصويت ده…..
وقف عدة لحظات قليلة يتطلع بـ.ـارتباك الى ظهر والدته التى كانت تحجب عنه الرؤية لكنه اندفع نحوهم سريعاً فور ان سمع صوت صريخ صدفة المتألــم ليتشـ.ـدد جسده بغـــضــــب عاصف فور ان رأى ما تفعله والدته بها…
و بحركة تلقائىة قبض على ذراع صدفة جاذباً اياها نحوه بحماية بعيداً عن والدته التي كانت اشبه بالبركان الثائر هاتفاً بقسوة
=هى حصلت تمدى ايدك على مراتى ياما….
تمسكت صدفة بيدين مرتجفة بقميصه تتشبث به بقوة محاولة ان تستمد منه القوة والحماية بينما تحاول السيطرة علي ارتجاف جسدها مما جعله يشـ.ـدد من ذراعه حاولها محاولاً تهدئتها..
مما جعل نعمـ.ـا.ت تهتف بغـــضــــب بينما تحاول الهجوم عليها مرة اخري و قد جن جنونها عنـ.ـد.ما رأت حركاتها تلك
=اتمسكني يا بت و اعملي بريئة اوي كمان………
قاطعها راجح بصوت حاد صارم اسكتها على الفور بينما يزيح صدفة خلف ظهره بحماية ليقف حائلاً بينهم و يصبح هو بمواجهة والدته
=ايدك متتمدش على مراتى تانى ياما و كلامك معايا انا.. ايه حصل لكل ده……
توقفت نعمـ.ـا.ت عن محاولاتها للانقضاض علي الصدفة فور سماعها كلمـ.ـا.ته الحادة تلك فقد كانت تعلم ولدها جيداً و تعلم انه الان قد وصل الى اقصى غـــضــــبه التقطت نفساً مرتجفاً قبل ان تجيبه بانفس ثقيلة
=كنت سايبه علي الطرابيزة اللي في اوضة النوم الفين جنية كان ابوك مديهملي الصبح علشان انزل السوق و اتسوق للشهر…
توقفت حتي تلتقط نفسها
=روحت لخالتك ام ابراهيم كانت عايزني في موضوع رجعت لقيت مراتك هنا في الشقة لوحدها…لما سألتها قالتلي هاجر اللي طلعتلها و قالتلها تنزل تاخد بالها من الاكل اللي علي النار علشان راحة الدرس…
قاطعتها صدفة هاتفة من خلف ظهر راجح الذي كانت تختبئ به بينما تتشبث بقميصه من الخلف بقوة
=يارتني ما طاوعتها ولا نزلت كنت سبته يتحرق و لا يولع علي دmاغـكوا….
لكنها ابتلعت باقي جملتها عنـ.ـد.ما استدار راجح اليها زاجراً اياها بنظرة قاسية صارمة اخرستها على الفور…
بينما اكملت نعمـ.ـا.ت حديثها بانفعال متجاهله اياها
=دخلت الاوضة علشان اغير هدومي بسرعة و اطلع اديها حله محشي كنت عملهالك ببص علي الطرابيزة ملقتش الفلوس…..
اهتز جسد راجح بعنف كا لو صاعقة ضـ.ـر.بته فور سماعه ذلك
بينما تجمدت الدmاء بعروق صدفة فور رؤيتها لوجه راجح الذى كان يشتعل كبركان ثائر من الغـــضــــب همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوة
=و الله العظيم ما شوفت الفلوس و لا حتي لمحتها….شوفي مين خدها
قاطعتها نعمـ.ـا.ت بقسوة مرمقة اياها بنظرات ممتلئة بالازدراء
=مين ياختى اللي هياخدهم الخمد لله معنديش حد حـ.ـر.امي انا عيالي كلهم متربين….
زمجر راجح مقاطعاً اياها بحزم و هو يجز علي اسنانه بقسوة
=و انا مراتي مش حـ.ـر.امية…
غمغمت نعمـ.ـا.ت بـ.ـارتباك و انفعال و قد ادركت ان راجح اصبح علي حافة غـــضــــبه منها و اخر ما تريده هو التسبب في اغضابه
=اومال الفلوس راحت فين يعني…. يا راجح
اجابها و هو يتحرك نحو غرفة النوم الرئيسية
=هروح ادور عليهم انا….
هتفت من خلفه بصوت مرتفع
=متتعبش نفسك مش موجودين…
لتكمل بفحيح لاذع بينما تستدير نحو صدفة الواقفة بهدوء عاقدة يديها فوق صدرها
=و حياة امك لأخليه يطـ.ـلقك يا حـ.ـر.امية يا وا.طـ.ـية….
لوت صدفة شفتيها بسـ ـخـــريــة مهمهمة بصوت منخفض وهي تهز قدmيها بقوة
=يبقي ريحيتيه و ريحتيني ياختي بلا نيـ.ـلـ.ـة…
هتفت نعمـ.ـا.ت بحدة وهي تزجرها بغـــضــــب
=بتقولي ايه يا بت انتي…..
اشاحت صدفة وجهها بعيداً بينما تلوح بيدها كاشارة على عدm مبالاتها بينما تهمهم بكلمـ.ـا.ت حانقة
مما جعل نعمـ.ـا.ت تندفع نحوها لكن تجمدت قدmيها معتدله في وقفتها فور ان رأت راجح عائداً الى البهو مرة اخرى مشيراً امام عينيها بمبلغ من المال
=دي فلوسك ياما…؟!
شحب وجه نعمـ.ـا.ت فور رؤيتها للمال الذى بيده خـ.ـطـ.ـفته سريعاً من يده تعد اياهم و هي تهمس بـ.ـارتباك و حرج
=لقيتهم فين…؟!
اجابها بوجه متصلب جـ.ـا.مد
=في درج الطرابيزة….
همهمت نعمـ.ـا.ت بخجل و هي تعصر بقبضنها المال الذي بين يدها
=انا…انا مبصتش و لا دورت في الادراج لاني كنت متاكدة اني حطاهم علي الطرابيزة….
هتفت صدفة مقاطعة اياها بحدة و هي تضع يديها حول خصرها
= لا ياختي ابقي بصي و دوري كويس قبل ما ترمي بلاكي علي الناس……
لتكمل زاجرة اياها باشمئزاز و غـــضــــب
=صحيح ست مفترية و…..
هتف راجح اسمها بعنف مكبوت مما جعلها تصمت و تبتلع باقى الشتائم التى كانت ستلاقيها عليها عقدت ذراعيها اسفل صدرها و هى تحمد الله انه اوقفها و الا كانت قامت بخـ.ـنـ.ـقها بيديها
تجاهلتها نعمـ.ـا.ت مقتربة من ولدها تربت بلطف علي صدره و هي تهمهم بنـ.ـد.م
=متزعلش مني يا نور عيني حقك عليا….
ابعد راجح يدها من فوق صدره بحزم قائلاً بحدة
=تاني مرة ياما لو مراتى شوفتيها بعينك كده بترمى جاز و بتولع نار في البيت متمديش ايدك عليها… غلطت.. عملت حاجة.. ت عـ.ـر.فيني وانا هتصرف معاها غير كده محدش يتجرء و يقرب منها…. انا مرانى مش ملطشة ليكوا….
ليكمل بنبرة قاسية دون رحمة او شفقة او تأثر بوجه والدته الذي شحب
=صدفة مراتي.. و كرامتها من كرامتي……
غمغمت نعمـ.ـا.ت سريعاً بانفس لاهثة وهي تقترب منه ممسكه بذراعه
=ما عاش و لا كان اللي يهوب ناحية كرامتك يا حبيبي….و اهو…….
لتكمل سريعاً و هي تقترب من صدفه تقبل رأسها
= حقك علي يا صدفة… انا محقوقالك ياختى…
وقفت صدفة متجمدة مكانها دون ان تتحرك تتطلع اليها ببرود فقد كانت تعلم انها لا تعني اعتذارها هذا و لا تفعل ذلك الا لكي ترضي راجح..
اومأ راجح بينما يمسك بذراع زوجته مغمغماً و هو يدفعها امامه نحو باب الشقة
=يلا….
هتفت نعمـ.ـا.ت بـ.ـارتباك و هي تلحق بهم للخارج
=ما تعقد تتغدا معانا… ده انا عامله المحشي و البط اللي بتحبهم…
اجابها راجح باقتضاب بينما يصعد الدرج خلف صدفة نحو شقتهم
=مره تانية…..
اومأت نعمـ.ـا.ت برأسها و هي تتابعه باعين تلتمع بالحسرة قبل ان تخفض عينيها الي الاموال التي بين يدها و هى لا تعلم كيف انتقلت تلك الاموال الي الدرج فهي متأكده انها قد وضعتها بيدها فوق الطاولة قبل ان تخرج من المنزل لعنت حظها قبل ان تعاود للداخل و تغلق الباب خلفها…
༺༺༺༻༺༻༻༻
فور دخولهم الي شقتهم الخاصة استدارت صدفة نحو راجح هاتفة بغـــضــــب
=بقولك ايه انا سكت لأمك بس علشـان مش عايـ…….
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخة بألــم عنـ.ـد.ما قام راجح بالقبض علي شعرها يجذبه بقوة مزمجراً بشراسة مقرباً وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=طلعي الفلوس اللي خدتيها….و الا و عرش ربنا هدفنك مكانك
شعرت بالبرودة تتسلل الى جسدها و بانفاسها تنسحب من داخل صدرها فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك
همست بصوت مرتجف محدقة فى وجهه بخــــوف من لهيب الغـــضــــب الذى يلتمع بعينيه
=فلوس ايه تانى..؟
شـ.ـدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ متألــمة شاعرة بخصلات شعرها سوف تقــ,تــلع من جذورها فى اى لحظة بين اصابعه التى كامن تقبض على شعرها بقوة مؤلمة…
زمجر بحدة و قسوة بثت الرعـ.ـب بداخلها و قد اشتدت يده التي تقبض علي شعرها اكثر و اكثر مما جعلها تنفجر باكية ..
=هتستعـ.ـبـ.ـطي يا روح امك.. الألفين جنية اللي نتشتيهم من علي الطرابيزة تحت…
صرخت باكية و هي تقاومه محاولة الافلات من بين قبضته
=ما انت لقيتهم و اديتهم لأمك تحت….
قاطعها منحنياً عليها حتى اصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليلة قائلاً بشراسة بينما عينيه تلتمعان بوحشية جعلتها ترتجف رعـ.ـباً
=انتي عارفة كويس اني ملقتش حاجة… و اني حطيتهم من جيبى و عملت نفسي لقيتهم علشان مفضحش نفسي و مراتي تطلع حـ.ـر.امية قدام امى و اهلى…
شحب وجهها فور سماعها ذلك هامسة بقهر و قد اخذت شفتيها ترتجف بخــــوف
=و الله العظيم ما خدت حاجة….
قاطعها بحدة يضغط على فكيه بقوة محاولاً السيطرة على الغـــضــــب المشتعل بداخله حتى لا يقوم بقــ,تــلها
=متحلفيش بالله كدب…. بعدين حلفانك ده كان ممكن اصدقه لو الفلوس بتاعتي من يوم ما عرفتك مبتنقصش….
ليكمل وهو ينظر اليها بنظرات ممتلئة بالاشمئزاز و الازدراء
=يوم ما كان اهل امى هنا الفلوس نقصت ٥٠٠جنيه و قولت يمكن صرفتهم في حاجة و مرضتش اظلمك….
قاطعته صدفة بفزع وهى تشعر بعقلها يدور فى دوائر فارغة من شـ.ـدة الخــــوف من اتهامته تلك التة تتوالى عليها كالصواعق المتتالية
=٥٠٠جنية ايه كمان.. اقسم بالله عمري ما مديت ايدي علي جنيه واحد من فلوسك…
جذب شعرها بقسوة مرجعاً رأسها للخلف بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألــم و بكائها يزداد بقوة
=انتي ايه معجونة بمية كدب…
ليكمل بقسوة وهو يطبق علي فكها بيده يعتصره بقوة
=و الألف جنيه اللي سرقتيها في المكتب لما قولتي اني بتـ.ـحـ.ـر.ش بيكي…هتنكريها هى كمان برضو
اخذت تضـ.ـر.به بقبضتيها بعنف فوق يده المحيطة بفكيها محاولة جعله ان يبتعد عنها و افلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظلت يده تعتصر فكيها مما جعلها تصرخ بهسترية و ضـ.ـر.باتها تصيبه بكل مكان في جسده
=مخدتش حاجة….. مخدتش حاجة…..
اصابته احدى ضـ.ـر.باتها بجانب عنقه مما جعل يديه التى تحيطها ترتخى قليلاً لتستغل الامر و تنجح اخيراً في تحرير نفسها من قبضته هامسة بصوت مرتجف و هى تتراجع الى الخلف بذعر بعيداً عنه
=انت يومها قولت كده علشان تداري علي عملتك الوسـ.ـخة معايا…. انا مسرقتش حاجة منك يومها و لا سرقت النهاردة
لتكمل هاتفه بشراسة
=انت لقيت الفلوس زى ما قولت لأمك تحت بس حبيت تتسلي عليا و تلبسني مصـ يـ بـةعلشان تذل في اللى جابونى….
بس انا مش حـ.ـر.امية فاهم مش حـ.ـر.امية غـ.ـصـ.ـب عنك و عن اهلك كلهم… انا اشرف منكوا كلكوا…
ابتلعت باقي جملتها صارخة بذعر عنـ.ـد.ما اندفع نحوها يحكم قبضته القاسية فوق ذراعها يجذبها نحوه مرة اخرى اخذ يهزها بعنف حتى اصطدmت اسنانها ببعضها البعض بقسوة هاتفاً بوحشية
= بقولك ايه يا روح امك شغل الافلام ده مبياكلش معايا… طلعى الالفين جنية…
نزعت نفسها بقوة من بين ذراعيه متراجعة خطوة الي الخلف لتمسك بطرفي عبائتها التى كان صدرها ممزق بالفعل و مزقتها الي نصفين و هي تصرخ بحالة شبه جنونية و قد فقدت السيطرة علي نفسها تماماً تصرخ بهسترية وانفعال
= فتشني….
لتكمل بصريخ وهي تنفجر باكية بشهقات ممزقة بينما تمزق عبائتها اكثر
=واقف ليه تعالى فتشني زى نا امك كانت عايزة تعمل …و لا اقولك و ديني القسم و هما هيتصرفوا معايا بطريقتهم هناك
وقف راجح يتطلع اليها باعين متصلبة حادة يعتصر قبضتيه بجانبه محاولاً السيطرة على بركان الغـــضــــب الثائر بداخله حتي لا يفعل شئ قد ينـ.ـد.م عليه…. دفعها من طريقه بحدة جعلتها تسقط بقسوة على الارض
متجاوزاً اياها للخارج مغلقاً باب المنزل خلفه بقوة جعلتها تنتفض مكانها بذعر…
༺༺༺༻༺༻༻༻
بعد مرور عدة ساعات…..
كانت هاجر تتطلع باعين مرتبكة قلقة خارج نافذة السيارة التى تجلس بداخلها قبل ان تلتف الي الجالس بجانبها بمقعد السائق قائلة بخــــوف
=انا خايفة اوى حد يشوفنا…..
قاطعها الجالس بجانبها بنفاذ صبر
=مين هيشوفنا…. ما احنا بعدنا عن الحى اهو…
همست هاجر بصوت مرتجف يملئه الرعـ.ـب
=عارف… عارف راجح هيعمل فينا ايه لو عرف اللي بنا….
تنحنح مبتلعاً غصة الخــــوف التى تشكلت بحلقه فور تخيله للامر قبل ان يهمهم بـ.ـارتباك
=عارف……
التفت هاجر في جلستها على المقعد حتى اصبحت بمواجهته هاتفة بغـــضــــب
=طيب لما انت عارف كل ده يا تـ.ـو.فيق.. متقدmتش ليا ليه زى ما وعدتنى….
قاطعها تـ.ـو.فيق ممسكاً بيدها بيرفق
=ما انتى عارفة اللي فيها يا هاجر راجح لو اتقدmتلك دلوقتى استحالة يوافق صاحبى و انا عارفه كويس….
هتفت بوجه متغضن و هى تسحب يدها من يده بحدة
=ليه بقى ان شاء الله….؟
اجابها تـ.ـو.فيق بهدوء محاولاً السيطرة عليها مثل كل مرة بحججه الواهية
=اول حاجة فرق السن بنا انتى 18 و انا 35 يعنى فرق 17سنة بنا……..
قاطعته هاجر بحدة
=و الله فرق السن بنا مش مشكلة….
لتكمل بغـــضــــب و هى تعقد ذراعيها اسفل صدرها
=المشكلة الحقيقية اللى راجح هيرفضك بسبيها هي انك متجوز و انت بايدك تحل المشكلة دى بس انت مش عايز تحلها…
غمغم تـ.ـو.فيق بهدوء بينما يربت على شعرها بحركات بطيئة محاولاً تهدئتها
=قولتلك هطلقها… و الله هطلقها بس مستنى الوقت المناسب و أمورى تتعدل مش حمل انا نفقة و مؤخر و قواضى…
و اچنص العربيات عليه ديون و بلاوى متلتله…..
ليكمل زافراً بحدة
=بعدين لازم اصبر للوقت المناسب علشان اتقدmلك فيه انا مقدرش علي زعل راجح… راجح هو اللي ضامنى عند الناس اللي مستلف منها كل الديون لو رفع ايده عنى هيسـ.ـجـ.ـنونى…
زفرت هاجر بحنق رافعة عينيها
الى سقف العربة قبل ان تديرها نحوه عنـ.ـد.ما امسك بيدها بين يديه مغمغماً بصوت رقيق يستخدmه دائماً عنـ.ـد.ما يرغب ان يسيطر عليها
=يا بت انا بحبك…و نفسي النهاردة قبل بكره تبقي حلالى و يتقفل علينا باب واحد….
ليكمل و هو يضغط على يدها برفق
=و وعد منىيا ستى اول ما تخلصى 3 ثانوى و تدخلى الكلية هاجى اتقدmلك تكون الدنيا اتعدلت…. اعقلى بقى وافهمى بلاش نشوفية دmاغك دي و الله بحبك يا جوجو…
ابتسمت هاجر و قد التمعت عينيها بالفرح فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك هامسة بشغف..
=و انا كمان بحبك و بمـ.ـو.ت فيك…
ابتسم بوجهها ابتسامة واسعة قبل ان يترك يدها و يتصنع بحثه عن شئ في جيبه مغمغماً بصوت جعله هادئ غير مكترث
=صحيح عملتلى ايه في الفلوس اللي قولتلك عليها….
ضـ.ـر.بت هاجر يدها بجبينها وهي تهتف مسرعة باخراج المال من حقيبتها
=اها صحيح نسيت…
لتكمل سريعاً وهي تفتح حقيبتها و تخرج منها المال
=معرفتش اجيب غير 3 الاف جنيه… اتصرفت فيهم بالعافيه الف مصروفى و الفين جنية ماما كانت حطاهم علي الترابيز…
ظلت صامتة قليلاً قبل ان تهمس
باضطراب وهى تمد يدها الممسكة بالمال نحوه
=انا هحاول اهدى الدنيا شوية لحد ما شوف موضوع الالفين جنيه دول ماما هتعمل فيهم ايه
اخذ منها تـ.ـو.فيق المال قائلاً بقلق وقد تغضن وجهه خــــوفاً من ان يتم كشف امرها و بالتالى سيتم كشف امرهم سوياً
=ايه.. ممكن تفقس انك اللى خدتيهم و لا ايه…
هزت هاجر رأسها مغمغمة سريعاً محاولة تطمئنته
=لا طبعاً عمرها ما يجى في بالها انى ممكن اعمل حاجة زي دى… هى ممكن تشك في مرات راجح اصل هى مبطقهاش…
اومأ تـ.ـو.فيق برأسه ثم ظل صامتاً عدة لحظات قبل ان يغمغم بتردد و فضول
=الا صحيح الكلام اللي سمعته ده البت صدفة اتغيرت و بقت صاروخ زي ما بيقولوا…
ليكمل سريعاً مبرراً عنـ.ـد.ما ضيقت عينيها عليه بشك
=انا بسأل عادى… اصل الحى كله مالوش سيرة غير صدفة و حلاوتها…
هتفت هاجر بغـــضــــب و قد اشتعلت نيران الغيرة بداخلها
=و لا حلوة و لا نيـ.ـلـ.ـة…
اقترب منها على الفور ممرراً يدها ببطئ فوق خدها متلمساً اياه و هو يغمغم بغزل محاولاً تدارك ذلة لسانه وامتصاص غـــضــــبها
=و لو حلوة هاتيجى ايه في جمالك يا روح الروح…
ابتسمت بسعادة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك و قد تبخر غـــضــــبها سريعاً لكنها شهقت مرتعبة عنـ.ـد.ما صدح رنين هاتفها الذى كان بيدها و رأت اسم راجح على شاشته اجابت سريعاً بـ.ـارتباك و خــــوف
=الو… ايوه يا راجح
وصل اليها صوته الحاد من الكرف الاخر للهاتف
=اتأخرتى ليه…. درسك بيخلص ٨ و الساعة دلوقتى ٩:٣٠
اجابته سريعاً وضـ.ـر.بات قلبها تتسارع داخل صدرها بخــــوف
=انا… انا.. مع سارة صاحبتى بنشترى لها فستان علشان فرح اختها…..
قاطعها صوته الغاضب الحاد
=وقولتى لمين ان انك خارجة بعد الدرس…
اجابته سريعاً كاذبة حتى تتفادى غـــضــــبه
=قولت لبابا…
وصل اليها صوته الذى قد اصبح اهدأ قليلاً
=طيب خلصى و تعالى الحظر هيبدأ كمان ساعة
ليكمل بتردد و قلق
=قوليلي انتوا فين و انا اجى اخدكوا بالعربية بدل ما الدنيا تقفل عليكوا…..
غمغمت مسرعة وقد دب الذعر بداخلها
=لا… لا احنا خلاص في التاكسي كلها ربع ساعة و هبقى في البيت متقلقش….
همهم موافقاً قبل ان يغلق معها لتستدير علي الفور نحو تـ.ـو.فيق الذي كان يلعب بهاتفه
=انا همشى…
امسك تـ.ـو.فيق بذراعها عنـ.ـد.ما فتحت الباب
=طيب استنى اوصلك و هنزلك قبل الحى و من هناك كملى…
ذبت ذراعها منه قائلة بصوت مرتجف من الخــــوف
=لا لا حد ممكن يشوفنا مش ناقصة سلام…..
اسرعت بالخروج عابرة الطريق حتى توقف احدى سيارات الاجرة بينما كان تـ.ـو.فيق يتابعها و شفتيه ملتوية مغمغماً بسـ ـخـــريــة
=عيلة هبلة بصحيح….
ثم قاد سيارته و انطلق بها بعيداً..
༺༺༺༻༺༻༻
بعد مرور اسبوع…
كانت صدفة جالسة علي الفراش تتطلع امامها بصمت دون ان تفعل شئ و شعور من الحـ.ـز.ن و الاكتئاب يسيطران عليها فمنذ ذلك اليوم الذي اتهمها به راجح بالسرقة وهي اصبحت محاصرة داخل قوقعة من الحـ.ـز.ن و الحسرة علي النفس…
لا تدري لما يحدث معها هذا فهي لم تكن تتوقع عند زواجها منه ان يحبها او يعاملها جيداً حيث كانت تعلم جيداً انه يكرهها بسبب افترائها عليه..
لكنها و لصدmتها كان يعاملها جيداً في كثير من الاحيان خاصة بالفترة الاخيرة تقربوا من بعضهم البعض رغم مناواشتهم و عنادهم مع بعضهم البعض الا انه كان هناك نوع من السلام بينهم…
لكن كل هذا انهار باتهامه لها بالسرقة هذا ما لم تستطع تحمله خاصة و انه منذ ذلك اليوم و هو يتعامل معها بقسوة و حدة لا يتحدث معها الا لكى يعطيها الاوامر كما لو كانت خادmة لديه.. و وجهه دائماً متجهم و الغـــضــــب مرتسم عليه..
اطلقت تنهيدة مرتجفة فعليها الصبر قليلاً حتي يمر علي الاقل ثلاثة اشهر علي زواجهم و وقتها ستطلب الطـ.ـلا.ق منه عليها ان تنتظر هذه المدة حتي لا يتحدث عنها الناس بسوء…
لكنها ايضاً لا تعلم ما الذي سيحدث لها بعد الطـ.ـلا.ق كيف ستعاود العيش مع اشرف في منزل واحد بعد ما فعله بها و ان كانت خائفة بالماضي من تأجير شقة لنفسها فالان مستحيل فسوف تصبح مطلقة… و نظرة بعض الناس للمرأة المطلقة سيئة و لن تسلم من مضايقات الرجـ.ـال لها…
مسحت بيد مرتجفة الدmـ.ـو.ع التي انسالت علي خدييها فور سماعه ينادي عليها من الخارج لكنها تجاهلته و لم تجيبه فقد ملت من اوامره لكن فور سماعها اياه يهتف بغـــضــــب و توعد
=هاتيجي و لا اجيلك انا……
نهضت و هي تتأفف صارخة بغـــضــــب بينما تخرج من الغرفة
=جاية…. جاية
لتكمل بحده و هي تدلف الي غرفة الاستقبال الجالس بها
=افنـ.ـد.م… اؤمر… خير
اشار راجح الجالس باسترخاء فوق الاريكة يشاهد التلفاز مشيراً بيده نحو الارض
=امسحي العصير اللى وقع ده….
اخفضت عينيها تنظر الي ما يشير اليه لتجد بقعة كبيرة من العصير تغطي الارض عقدت ذراعيها فوق صدرها و هي تغمغم ببرود يتخلله التحدي
=مش ماسحة حاجة……
اعتدل في جلسته فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك يتطلع اليها بعينين تلتمع بالشرار اشار بيده مرة اخري نحو البقعة ناطقاً بعنف مكبوت
=امسحي الارض و مش هعيدها تاني…
هزت كتفيها مقاطعة اياه ببرود يعاكس للخــــوف الذي يقصف به قلبها داخل صدرها
=امسحه انت….انت مش صغير…..
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان رأته ينتفض واقفاً علي قدmيه لتفر من امامه مطلقة صرخة مرتعبة وهي تهتف بحنق
=خلاص… خلاص هروح اجيب قماشة و اتزفت امسحها…
عاد راجح الي مقعده يتابع باستمتاع هروبها هذا مقاوماً الابتسامة التي ترتجف بها شفتيه رغم غـــضــــبه منها حيث كادت ان تتسبب بفضحهم امام والدته و عائلته فكيف كان سيبرر سرقتها لتلك الاموال….
فقد قام بالتغاضى عن الكثير من افعالها لكن ان يصل بها الامر لسرقة والدته رغب وقتها بقــ,تــلها خاصة انه لا ينكر انه قد بدأ يشعر نحوها بمشاعر لا يمكنه تحديدها حتي الان..
لكن مشاعره تلك تربكه تجعله لا يستطيع اتخاذ موقف حاد ضدها…
اطلق زفرة طويلة فاركاً وجهه بعصبية وهو لا يعلم ما يجب عليه فعله معها فاحياناً يرغب بخـ.ـنـ.ـقها و و احياناً اخرى يرغب بضمها اليه و تقبيلها..
اعتدل في جلسته راسماً الصرامة علي وجهه فور ان رأها تدلف الي الغرفة وهي تمسك بقطعة من القماش بيدها انحنت تمسح البقعة عن الارض و فور ان انتهت وقفت امامه تنفض قطعة القماش التي كانت تمسح بها ثم قامت بفردها و استعراضها امام عينيه قائلة بابتسامة واسعة و عينيها تلتمع بتحدي
=تمام كده… و لا في حاجة تانية عايزنى امسحها
انتفض راجح واقفاً جاذباً من يدها قطعة القماش التي كانت تمسكها بيدها مزمجراً بقسوة و الصدmة تهز اركان جسده
=هو ده القميص الجديد بتاعى اللي لسه شاريه امبـ.ـارح…؟!
هزت كتفيها بينما تتراجع الي الخلف عدة خطوات بعيداً عنه
=معرفش….
هتف بوحشية بينما يلقي من يده القميص الذي اصبح ملئ بالبقع بحده علي الارض وهو يندفع نحوها
=ده انتي ليلة امك سودا النهاردة…..
اختبئت صدفة خلف احدي المقاعد هاتفة باضطراب و هي تشاهده باعين متسعة بالخــــوف يقترب منها
=علشان تبقي تحرم و تفهم اني مش الخدامة بتاعتك….
قطعت جملتها مطلقة صرخة مرتفعة عنـ.ـد.ما امسك بها رافعاً اياها علي كتفه ليصبح رأسها متدلى للأسفل مما جعلها تضـ.ـر.ب ظهره بقبضتيها لكنه لما يهتز حيث القاها بحدة على الارض لتصبح مستلقيه عليها…
حاولت النهوض لكنه كان اسرع منها حيث استلقي فوقها مشرفاً عليها متجاهلاً صراختها ليصبح جسدها محاصراً اسفل جسده الضخم مقيداً يديها فوق رأسها مطبقاً بيده علي فكها منحنياً عليها حتى اصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليلة قائلاً بصوت خشن
=اعمل فيكي ايه…اضـ.ـر.بك لحد ما تعقلي و تبطلي جنانك..ولا امـ.ـو.تك…..و لا اعمل في اهلك ايه
صمت فجأة بينما اخذ يتطلع اليها عدة لحظات طويلة بصمت متفحصاً اياها باعين تلتمع بالشغف وجهها الخلاب خاصة وجنتيها الممتلئتين و المحتقنتين بحمرة بينما شعرها الاسود الحريري كانت ترفعه فوق رأسها بكعكة عشوائية يتناثر منها بعض الخصلات الشاردة فوق عنقها الابيض الغض شعر برجفة حاد تمر بجسده و قد اصبح تنفسه متثاقل بشـ.ـدة التقط نفساً مرتجفاً قبل ان ينحني عليها هامساً بالقرب من اذنها بصوت اجش ممرراً شفتيه على خدها الممتلئ قبل ان يغرز اسنانه يعضه برفق
=و لا أكلك و احلي بيكي……
ابتلعت صدفة غصة الخــــوف التي تشكلت بحلقها فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك خاصة عند رؤيتها لعينيه التي اصبحت مظلمه بشكل مخيف و ما همت ان تفتح فمها لكي تتحدث شهقت بقوة عنـ.ـد.ما شعرت بذراعه تلتف حول خصرها جاذباً اياها بقوه نحوه ليصطدm جسدها الناعم بصلابة صدره..
شعرت بالصدmة تجتاحها عنـ.ـد.ما اخفض رأسه بدون سابق انذار و تناول شفتيها في قبله حارقة مشتعلة..
زاد ضغط شفتيه فوق شفتيها بتملك حارق بينما كانت هى تستجيب بشغف الي قبلته تلك و كامل جسدها ينتفض باستجابة قوية رفعت ذراعيها تحيط ظهره العضلى تربت عليه برفق مما جعله يطـ.ـلق تأوهاً عميقاً بينما يعمق قبلته اكثر…
ظلوا عدة لحظات علي حالتهم تلك..لكنه اضطر اخيراً فصل شفتيهم عنـ.ـد.ما شعر بحاجتها الي الهواء….
لكنه اسرع بدفن وجهه بعنقها ممرراً شفتيه بلطف عليه و الرغبة المشتعلة بجسده تكاد ان تقــ,تــله اخذت لمساته تزداد جرئة
مما جعلها تهمس بصوت مرتجف بينما تدفعه بعيداً وقد دب الرعـ.ـب في اوصالها
=كفاية…..
لتكمل هاتفة بحدة و قد اصبح خــــوفها يشل تفكيرها تدفعه بقوة فى كتفيه و قد سيطر عليها الفزع من ان يتمدى اكثر من ذلك
=بقولك كفاية….مش عايزاك
لتكمل بقسوة وهي تتذكر اهاناته لها المستمرة
=ايه …. هتغتصبني
انتفض مبتعداً عنها فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك واقفاً علي قدmيه و تعبيرات وحشيه مرتسمة على وجهه عينين مشتعلة بالنيران و قد. ثار الغـ.ـصـ.ـب كالبركان الثائر داخل صدره فقد ضغضت على نقطة ضعفه الا وهى تهمة والده زمجر بشراسة هزت ارجاء المكان
=لا مش هغتصبك متخفيش….
ليكمل بقسوة وهو ينظر اليها بازدراء جعلها ترتجف
= مش هعمل فيكي زي ما اتبليتي عليا…
اعتصر قبضتيه بقوة و هو يردف بقسوة لاذعة و هو يحاول ترميم كبريائه الذي انجـ.ـر.ح
=بعدين انتي مش اكتر من واحدة مكنش موجود غيرها في لحظة ضعف.. و لولا اني ادبست و اتجوزتك انا عمري ما كنت بصتلك ولا حتي فكرت فيكي
لان مفيش فيكي ميزة واحدة ممكن تشـ.ـدني…
ليكمل بقسوة دون شفقة او رحمة راغباً بايلامها
=و لو علي الشكل فانتي مفيش فيكى عجبانى و متهزيش فيا شعره واحدة
ارتجفت شفتيها في قهر دفين و قد تجمعت دmـ.ـو.ع كثيفة بعينيها مما جعلها تضغط علي شفتيها بقوة مرفرفة رموشها المبللة محاولة كبت دmـ.ـو.عها وعدm اظهار تأثرها بكلمـ.ـا.ته تلك التي مزقت قلبها فقد نعتها باسوء الصفات فههو يراها حقاً بهذا القبح و البشاعة…
كما انها كانت تعلم طوال حياتها بانها ليست جميلة كباقي الفتيات لكن سماعها اياه ينطق بهذا جعلها ترغب بالمـ.ـو.ت…
وقف راجح متردداً يتطلع اليها و ضعف غريب يستولي عليه عنـ.ـد.ما وقفت تنظر اليه و عينيها مغــــرورقتين بالدmـ.ـو.ع رغب بضمها الي ذراعيه و اخبـ.ـارها انه كذب فقد كانت اجمل فتاة رأها بحياته يهتز عالمه بأكمله فور ان يلمحها فقط..
لكنه سيطر علي ضعفه هذا مذكراً نفسه برفضها له و تكررها لاتهامها السابق له استدار مغادراً سريعاً قبل ان يضعف و يفعل ما يأمره به. قلبه..
بينما راقبته يغادر و هي تضغط بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي يعصف به و الذي اصبح لا يطاق ..
༺༺༺༻༺༻༻༻
كانت اشجان جالسة تتطلع الي ولدها الذي كان جالساً علي الارض يتناول بشراهة الطعام الذي امامه على الارض ..
فاخيراً قد عاد بعد غيابه المفاجئ …
=مش ناوي برضو تريحني و تقولي كنت غطسان فين كل الفترة اللي فاتت دي..؟!
اجابها اشرف باستياء و هو يقضم من فخد الدجاجة الذي بيده
=ياما متصدعناش بقي انا جاي من طريق سفر طويل عايز اطفح اللقمة و ادخل انخمد…
ضـ.ـر.بت اشجان يدها فوق ساقها قائله بحده
=لا ما انا برضو مش هرتاح الا لما اعرف كنت فين…
زفر اشرف بحده قبل ان يغمغم بنفاذ صبر
=كنت مسافر دmياط كان في شغلانة هناك خلصتها و بعدها طلعت على راس البر قضيت هناك اسبوعين بالفلوس اللي خدتها من الشغلانه ارتحتي….
ليكمل سريعاً و هو يغمغم بتـ.ـو.تر بينما عينيه مسلطة علي غرفة صدفة
=اومال البت صدفة فين مظهرتش يعني من اول ما جيت…
لوت اشجان شفتيها مصدرة صوت من بينهم وهي تقول بتهكم
=صدفة…
لتكمل مربتة فوق ظهر اشرف الجالس اسفل قدmيها على الارض
=صدفة اتجوزت يا عين امك… ما انت صحيح غطست و حتي تليفونك قفلته……..
شحب وجه اشرف فور سماعه ذلك و قد توقف عقله عن استيعاب باقي كلمـ.ـا.ت والدته غمغم بصوت مرتجف
=اتجوزت مين… راجح الراوي..؟!
ضيقت اشجان عينيها عليه قائلة بشك
=و انت عرفت منين انها اتجوزت راجح الراوي….
غمغم اشرف بـ.ـارتباك و هو يحشر الطعام بفمه بتـ.ـو.تر
=هااا…..
نهضت اشجان من فوق الإريكة لتجلس بجانبه علي الارض هاتفة بحده وهي تمسك بذراعه تهزه بحدة
=هااا ايه يا روح امك انت هتعملي مصدوم…. عرفت منين يالا انطق…
اخذ اشرف يتطلع اليها عدة لحظات بـ.ـارتباك و تردد قبل ان يقرر ان يخبرها بما حدث بذلك اليوم حتي تنقذه من المأزق الذي اوقع نفسه به فاذا علم راجح الراوي ما حدث سوف يقــ,تــله دافناً اياه حياً فهو يعرفه جيداً القي الطعام من يده قائلاً بصوت مشـ.ـدود
=بصراحة كده ياما انا عملت مصيبة..
ثم بدأ يخبرها ما حدث بذلك اليوم من محاولته للاعتداء علي صدفة و محاولته للهرب من الباب الخلفي للمخزن الذي وجده مغلقاً مما جعله يختبئ خلف صناديق البضاعة التي بالمخزن..
و سماعه للحديث الذي دار بين راجح و عابد و اتهام صدفة له و كذبها بانه من حاول الاعتداء عليها و اصرار راجح الغريب للزواج منها….
هتفت اشجان التي كانت تستمع اليه بوجه شاحب ضاربه يدها فوق صدرها
=يا نهار ابوك اسود….انا قولت انك اكيد عملت مصـ يـ بـةمادام اختفيت مره واحده كده..
صمتت قليلاً قائلة بتفكير
=و انا برضو اقول ازاي راجح الراوي يتجوز واحدة زي البت صدفة اتاري البت لبسته مصيبه….
لتكمل بغـ.ـيظ وهي تضـ.ـر.ب اشرف في ذراعه
=و انت يا موكوس ملقتش غير المنيله دي تتطافس عليها.. دي معفنه و متساويش في سوق النسوان بصله….
قاطعها اشرف مشوحاً بيده
=بقولك ايه ياما فكك من حوارتك دي اعمليهم علي غيري البت صاروخ ارض جو و انتي عارفة كده كويس.. بس هي اللي مبهدله في نفسها…..
همهمت اشجان بينما تهز رأسها بحسرو
=عندك حق البت حلوة.. انا اللي كنت بسمعها كلام زي السم علشان اعقدها علشان اكـ.ـسرها و متشوفش نفسها علينا….
لتكمل بغل وهي تهز رأسها
=تعالي دلوقتي شوفها مش هتعرفها نضفت و بقت بتلبس لبس ده انا قابلتها في السوق مره معرفتهاش و الحي كله بيحلف بجمالها و كله مستغرب ازاي حالها اتشقلب كده…
جلس اشرف علي الارض و قد بدأ بتناول طعامه مره اخري و هو يغمغم بحسرة
=الفلوس ياما.. دي مش متجوزة اي حد… ده راجح الراوي ده معاه فلوس يشتري الحي ده كله….والبت فرسة زمانها كلت بعقله….
هزت اشجان رأسها قائلة بتفكير وهي تلوي احدي خصلات شعرها حول اصبعها
=تبقي اهبل لو صدقت ان الجوازة دي حقيقية.. راجح الراوي لا يمكن يعدي اللي عملته فيه….
لتكمل وابتسامة ماكره ترتسم علي شفتيها
=و مهمتي انا بقي احط البنزين علي النار علشان تولع اكتر…
همهم اشرف باقتطاب و فمه ممتلئ بالطعام
=مش فاهم هتعملي ايه يعني ياما…
ربتت اشجان علي كتفه قائلة ببرائة مصطنعة
=كل خير يا عين امك… دي صدفة دي حبيبتي و ما صدقت القي الفرصة علشان اخدmها…
اردفت هامسة بصوت منخفض وعينيها تلتمع بالحقد والغل
=ده انت متعرفش امك كانت مقهورة ازاي انها اتجوزت جوازة زي دي…. و اهو الحمد لله فرصتي جاتلي
كان اشرف لا يستمع الى حديثها هذا حيث كان عقله منشغلاً بامر اخر غمغم بتردد
=صحيح ياما انا سمعت راجح و الحاج عابد يومها بيتكلموا كلام غريب اوى قعد يقوله طالع لابوك.. دmك نجس زيه… و حاجات كتير كده مفهمتش منها حاجة….كان بيكلمه كانه مش ابوه…..
دفعته اشجان فى ذراعه بحدة مغمغمة بسخط
=اتنيل على عين امك… تلاقيك كان بيتهيألك من الخرا اللى اكيد كنت شاربه يومها
لتكمل و هى تضع بفمه قطعة من اللحم
=اطفح انت و نقطنى بسكاتك خالينى اشوف هعمل ايه مع البلاوى اللي عرفتها عن ست الحسن و الجمال اللي الحى مالوش غير سيرة عنها…
ثم جلست تفكر و عينيها تلتمع بالشر والحقد
༺༺༺༻༺༻༻༻
بعد مرور يومين…
كانت صدفة جالسة في غرفة الاستقبال تشاهد التلفاز باعين زائغة تملئها الدmـ.ـو.ع فمنذ ذلك اليوم الذي رفضت به راجح و عقلها لا يكف عن التفكير في كلمـ.ـا.ته القاسية التي مزقت قلبها..
فقد كانت بدأت تكتسب بعض الثقة في نفسها كانت بدأت تشعر انها جميلة خاصة بعد رؤيتها لنظرات الاندهاش و الاعجاب بعيون الناس عنـ.ـد.ما ذهبت منذ فترة للسوق….
كما انها رأت الاعجاب يلتمع بعينيه كثيراً..او ربما خدعها قلبها الذي كان متلهفاً علي ان ينال اعجابه تساقطت الدmـ.ـو.ع من عينيها مخرجة شهقة ممزقة…فقد وقع قلبها الاحمق بحبه لا تعلم لماذا فهي لم ترا منه سوا القسوة و السـ ـخـــريــة المستمرة منها..
هزت رأسها برفض لا فهي بالتأكيد لا تحبه.. لا يمكنها ان تحبه فهي تعلم جيداً كيف يراها و ما هي نهاية علاقتهم تلك…
صوت الباب الخارجي يفتح جعلها تعتدل في جلستها ماسحة وجهها بظهر يدها حتي لا يراها بحالتها تلك ليدلف بعدها الي الغرفة بوجه متجهم تسلطت عينيه عليها بحده
=قعدة عندك تنيلي عندك ايه… و ملبستيش ليه مش عارفة ان عيد ميلاد فارس ابن شهد النهاردة…
اجابته ببرود بينما تتناول اداوات الحياكة من فوق الطاولة
=مش نازله…
زفر بعنف قبل ان يشير اليها بيده ان تنهض مزمجراً بحده
=طيب يلا… يلا قومي البسي و خلي ليلتك دي تعدي علي خير….
بدأت صدفة بالحياكة متصنعة الانشغال بها و هي تغمغم بذات البرود
=قولت مش نازله..
اندفع نحوها جاذباً اياها بقسوة من فوق الاريكة قابضاً علي ذراعها بقسوة هامساً بالقرب من اذنها بنبرة لاذعه حاده جعلت رحفة من الخــــوف تمر اسفل ظهرها
=قدامك ربع ساعة تلبسي فيهم و تحصليني علي تحت… و الا قسماً بالله لاعمل اللي كنت المفروض اعمله من زمان و اربيكى بمعرفتى….
قاطعته هاتفة بقسوة و غـــضــــب
=برضو مش نازلة…
لتكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و هى ترمقه بنظرات ممتلئة بالازدراء
=و اعلى ما في خيلك اركبه…. انت و اهلك..
زمجر راجح الذي اشتعلت النيران بصدره فور سماعه كلمـ.ـا.تها المهينه تلك دفعها بجسده للخلف ليصطدm ظهرها بقسوة بالحائط الذى كان خلفها قابضاً على شعرها يجذبه بعنف
=انتى كده جبتى اخرك معايا….
ليكمل و هو يلوى ذراعها خلف ظهرها بقسوة مما جعلها تصرخ متألــمة مزمجراً باذنها بقسوة
=وحياة امك لولا انك لازم تنزلى تحت علشان الناس ما تتكلمش لكنت ما خليت في جـ.ـسمك او وشك حتة ساليمة علشان تبقى ت عـ.ـر.في اعلى ما خيلى انا و اهلى ايه بالظبك…….
دفعها عنه باشمئزاز مما جعلها تتعثر و تقع علي الارض بقسوة ..
=ربنا ابتلانى بواحدة كـ.ـد.ابة.. و حـ.ـر.امية و كل الصفات الوسـ.ـخة اتجمعت فيها…
ثم تركها جالسة على الارض بوجه شاحب كشحوب الاموات متجهاً نحو الباب بخطوات غاضبة ليلتف اليها و هو يفتحه
=ربع ساعة و تبقي تحت و وتلبسي حاجة عدلة قرايبنا كلهم تحت…و عايزك تبقي تعملى اي حركة من حركاتك الوسـ.ـخة علشان ساعتها مش هرحمك
ثم تركها و غادر لتنفجر باكية بمرارة دافنة وجهها بين يديها بينما شهقات بكائها الحادة تمزق السكون من حولها لا تعلم متى سينتهى عـ.ـذ.ابها هذا…
ظلت علي حالتها تلك عدة دقائق قبل ان تنهض بانكسار و تتجه نحو خازنة الملابس تخرج منها عبائة بلون الازرق ارتدتها ثم توجهت نحو طاولة الزينة حتي تعقد حجابها لكن لفت انتباهها ادوات المكياج التي لم تستعملها الا مرات قليلة.
ظلت عينيها مسلطة عليها بتفكير و عقلها يبدأ بنسج خطة للانتقام منه..
ترددت قليلاً قبل تفتح عبوة ظلال العيون المليئة بالالوان العديدة اخذت تضع من اللون الاخضر حول عينيها ثم قليل من الازرق و الاحمر و الاسود كانت تضع الالوان بعشوائية وعدm خبرة محاولة الوصول الى غايتها حتى انتهت اخذت تتطلع الي عينها تلك التى كانت تبدو الان كما لو كانت كدmة قاسية حول عينها….
و فور ان انتهت اخذت تتطلع الي ما صنعته يدها بصدmة فقد كانت تبدو حقاً عينها مكدومة كما لو قام احد بضـ.ـر.بها بها همست بقسوة و هي تتطلع برضا الي عينها تلك
=مش انت لولا الناس مكنتش هتخلى في وشى او جـ.ـسمى عضمة ساليمة..طيب اشرب بقى يا ابن نعمـ.ـا.ت ان ما فضحتك
ثم ارتدت حجابها و هبطت للأسفل لحضور حفل عيد الميلاد الذي سيحضره جميع العائلة و الجيران متجاهلة الصوت الذي يحذرها من تنفيذ فكرتها المـ.ـجـ.ـنو.نة التى ستجعل راجح هذة المرة يقوم بقــ,تــلها بالتأكيد …
.ترددت صدفة قليلاً قبل ان تفتح عبوة ظلال العيون المليئة بالالوان العديدة اخذت تضع من اللون الاخضر حول عينيها ثم قليل من الازرق و الاحمر و الاسود كانت تضع الالوان بعشوائية وعدm خبرة محاولة الوصول الى غايتها حتى انتهت اخذت تتطلع الي عينها تلك التى كانت تبدو الان كما لو كانت كدmة قاسية حول عينها….
و فور ان انتهت اخذت تتطلع الي ما صنعته يدها بصدmة فقد كانت تبدو حقاً عينها مكدومة كما لو قام احد بضـ.ـر.بها بها همست بقسوة و هي تتطلع برضا الي عينها تلك
=مش انت لولا الناس مكنتش هتخلى في وشى او جـ.ـسمى عضمة ساليمة..طيب اشرب بقى يا ابن نعمـ.ـا.ت ان ما فضحتك
ثم ارتدت حجابها و هبطت للأسفل لحضور حفل عيد الميلاد الذي سيحضره جميع العائلة و الجيران متجاهلة الصوت الذي يحذرها من تنفيذ فكرتها المـ.ـجـ.ـنو.نة التى ستجعل راجح هذة المرة يقوم بقــ,تــلها بالتأكيد …
فور ان دلفت الي بهو شقة حمـ.ـا.تها اتجهت نحوها شوقية شقيقة نعمـ.ـا.ت هاتفه بفرح
=يا اهلاً يا اهلاً بست العرايس كلــ….
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان اقتربت منها و رأت عينها المكدومة شهقت صارخة بفزع..
=يا نهار اسود و منيل.. ايه اللي عمل في عينك كده….؟
لتكمل بصدmة يتخللها الغـــضــــب و هي ترفع وجه صدفة للاعلى تتفحص عينيها القلقة
=راجح اللي عمل فيكي كده..؟!
اندفعت كلاً من شهد شقيقة راجح و نعمـ.ـا.ت نحوهم فور سماعهم كلمـ.ـا.ت شوقية تلك بينما وقفت صدفة صامتة دون ان تجيبها راسمة الإنكسار علي و جهها مصطنعة الحـ.ـز.ن..
غمغمت شهد بفزع و هي تقترب منهم فور ان رأت عين صدفة
=ايه اللي حصل يا صدفة فاهمينا…؟
هتفت شوقية بحدة وهي تمسك بذراع صدفة
=هتفهمنا ايه ما الحكاية واضحة زى الشمس اخوكي ضـ.ـر.بها……
همست شهد باضطراب بينما نظراتها تمر فوق عين صدفة المكدومة
=راجح لا يمكن يعمل كده… ده عمره ما مد ايده على واحدة فينا اكيد في حاجة غلط..
قاطعتها نعمـ.ـا.ت بغـــضــــب وهي تتجه نحو صدفة تتطلع اليها بحدة
=ايوة انا ابني ميعملش كده….
لتكمل بانفعال وهي تزجر صدفة بنظرات مشتعلة
=و لو عمل كده.. فاكيد هي ضايقته في حاجة او عصبته ما انا عارفها لسانها اطول منها…
دفعتها شوقيه في كتفها مقاطعة اياها بقسوة و غـ.ـصـ.ـب
=يا شيخة اتقي الله ده انتي عندك ولايا ترضي ان حد يعمل كدة في بناتك…
احمر وجه نعمـ.ـا.ت و صمتت بينما تدير عينيها بـ.ـارتباك في انحاء الغرفة رافضة الاجابة…
بينما وقفت صدفة تراقب ما يحدث بتـ.ـو.تر و هي تغرز اسنانها بشفتيها شاعرة بمدى حماقة فعلتها لذا قررت ان تخترع كذبة اخرى تبرئ لها راجح من تلك التهمة التى دفعها غـــضــــبها منه الى اختراعها..
لكن شحب وجهها بخــــوف فور ان رأت راجح يدلف من باب المنزل و هو يحمل حقيبة بيده قائلاً بمرح موجهاً خديثه الى شوقية غافلاً عن حالة صدفة
=ايه ده شوشو جت.. دايماً اول واحدو بتوصلي في العيلة دي…
استدارت اليه شوقية تتطلغ اليه بحده دون ان تجيبه..
اقترب منهم مغمغماً بقلق فور ان لاحظ تجمعهم الغير طبيعي حول صدفة التي كانت توليه ظهرها
=في اية..في حاجة حصلت..و لا ايه…؟؟
لم يجيبه احد حيث اخذوا يتطلعوا اليه بنظرات منها الحادة الغاضبة و اخري مرتبكة
مما جعله يندفع نحو صدفة يمسك بذراعها مديراً اياها نحوه و قد سيطر القلق عليه
قاومته صدفة رافضة الاستدارة اليه و هي تشعر بالخــــوف من ردة فعله على فعلتها الحمقاء تلك التى دفعها الانتقام لفعلها دون الحسبان لردة فعله..
جذبها راجح بقوة اكبر حتي جعلها تستدير نحوه..ليهتز جسده بالصدmة فور رؤيته لعينها المكدومة هتف بجمود و الغـــضــــب يشتعل بصدره
=ايه اللي عمل في عينك كده…؟
ليكمل و هو يستدير نحو والدته هاتفاً بشراسة معتقداً انها من قامت بايذائها
=مين اللي عمل فيها كده…؟
قاطعته شوقية بنبرة حادة لاذعة
=لا و نبى يعني مش عارف مين اللي عمل فيها كدة..
لتكمل وهي تزجره بنظرات يملئها السخط و الغـــضــــب
=اخر حاجة كنت اتوقعها انك تمد ايدك علي مراتك يا راجح ده انا بقول انك زينة شباب العيلة و ياريتهم يبقوا زيك تعمل كده…..
زمجر راجح بقسوة و هو يتطلع اليهم بـ.ـارتباك
=ايه اللي بتقوليه ده ضـ.ـر.بت مين….؟
ليكمل وهو يسلط عينيه التي تنطلق منها شرارت الغـــضــــب علي صدفة التي كانت تخفض رأسها
=هي اللي قالت اني عملت فيها كده…؟!
اجابته شوقية باضطراب و تردد
=لا… بس واضحة يعني البنية نازلة من شقتها و هي كده هيبقي مين اللى عمل فيها كده العفاريت ….
اومأ راجح برأسه مغمغماً بصوت منخفضو قد بدأ يفهم ما يحدث
=اها.. نازلة من فوق كده
ليكمل و هو يقبض على ذراع صدفة بقسوة جاذباً اياها اليه مما جعلها تطلق شهقة فازعة
=طيب تعالي معايا….
قاومته صدفة رافضة الذهاب معه فقد كانت تعلم ما هو مسيرها اذا صعدت معه الى الاعلى..
مما جعل شوقية تندفع نحوهم فور ان رأت اعتراضها هذا تمسك بذراعها الاخر قائلة بحدة و هى تحاول تحريرها من قبضته
=هتاخدها علي فين يا راجح استهدي بالله مش كده….
جذب راجح صدفة بقوه نحوه بعيداً عن شوقية قائلاً بحدة من بين اسنانه المطبقة بقسوة و هو يكظم غـــضــــبه بصعوبة
= شوقية….دي حاجه بيني و بين مراتي يعني محدش يدخل….
ثم تركهم و غادر و هو يدفع صدفة امامه…
التفت شوقية هاتفة بنعمـ.ـا.ت التي كانت واقفة تشاهد ما يحدث بصمت
=انتي ساكته ليه… هتسبيه يطلع يكمل عليها فوق….
اجابتها نعمـ.ـا.ت ببرود و هي تعقد ذراعيها فوق صدرها
=و انا اعمله ايه يعنى.. ما هو قالك حاجة بينه و بين مـ.ـر.اته ادخل ليه….
قاطعتها بحده و هي تتطلع اليها بصدmة
=مالك يا نعمـ.ـا.ت انتي عمرك ما كان قلبك قاسي و لا جاحد كده… ده انتي احن واحده فينا…ايه حصلك..
ارتبك وجه نعمـ.ـا.ت شاعرة بتأنيب الضمير لكنها نفضت شعورها هذا مغمغمة باختناق وهي تلتف و تتركهم
=هدخل المطبخ اشوف الاكل اللى على النار.. الناس زمانها جاية..
التفت شوقية الي شهد الواقفة بجانبها
=عجبك كده…
ربتت شهد علي ظهر خالتها قائلة بحـ.ـز.ن
=معلش يا خالتي… ومتخفيش و الله راجح اخويا حنية الدنيا فيه اكيد مش هيعملها حاجة…
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور تذكرها لعين صدفة المكدومة بينما زفرت شوقية بحده وهي تتحرك للداخل و القلق يسيطر عليها…
༺༺༺༺༻༻༻༻
فور دخولهم الي شقتهم استغلت صدفة انشغال راجح باغلاق باب الشقة و ركضت باقصى سرعة لديها نحو غرفة النوم و دخلت الى الحمام الذى قامت باغلاق
بابه بالمفتاح من الداخل بيد مرتعشة و الذعر يسيطر عليها خائفة من ردة فعله تعلم انها قد تجاوزت حدودها بما فعلته هذة المرة..
لكنها تراجعت للخلف بفزع مطلقة صرخة مدوية فور ان سمعته يضـ.ـر.ب فوق الباب من الخارج بغـــضــــب صائحاً بشراسة
=افتحى الباب…
ليكمل بشراسة و ضـ.ـر.باته تزداد فوق الباب الذي اخذ يهتز بقوة
=افتحي الباب احسنلك و خلى يومك يعدى…
هتفت صدفة بصوت مرتجف بينما كان قلبها ينتفض فازعاً داخل صدرها و هى ترى الباب الذى اخذ يهتز بقوة من قوة ضـ.ـر.باته المتلاحقة عليه
=مش هفتح…الا لما تهدي…
قطعت جملتها عنـ.ـد.ما توقفت الطرقات فوق الباب فجأةً و حل صمت غريب بالمكان اقتربت ببطئ من الباب تضع اذنها فوقه محاولة التنصت الى اى صوت يصدر من الخارج و يدل على و جوده لكنها لم تسمع اى شئ فقد هناك الصمت فقط…
وضعت يدها فوق صدرها الذي كان يعلو و ينخفض بقوة محاولة استراق السمع الي اي حركة تدل علي وجوده و ما ان اطمئنت انه قد ذهب…..
عادت الضـ.ـر.بات فوق الباب مرة اخى لكن هذة المرة كانت اكثر قوة وحدهكة مما جعلها تتراجع بعيداً عن الباب و هى تنظر برعـ.ـب حولها محاولة ايجاد منفذ يمكنها الهرب منه..
سمعته يزمجر بشراسة من خلف الباب
=قدامك عشر ثواني لو مفتحتيش الباب هكـ.ـسره فوق دmاغك و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدي…
وقفت تتطلع الي الباب باعين. متسعة بالذعر و الخــــوف و ضـ.ـر.بات قلبها المتسارعة تقصف باذنيها بجنون التفت نحو الحوض عينيها تبحث بـ.ـارتباك عن شئ تحمي نفسها به
استقرت عينيها علي احدى شفرات الحلاقة الحادة الخاصة به امسكت بها مخرجة اياها بيد مرتعشة من تغليفها الورقى ملتقطة نفساً مرتجفاً و هى تقبض عليها بين يدها قبل ان تتجه نحو باب الحمام و تفتحه متراجعة للخلغ سريعاً بعيداً عنه فور ان رأته يندفع الي الداخل بوجه محتقن ترتسم عليه علامـ.ـا.ت الوحشية بينما عينيه تنطلق منها شرارت الغـــضــــب العاصف
همست بصوت مرتجف
=اهدى… اهدى ونبى و الله ما قولت انك ضـ.ـر.بتني..هما اللي افتكروا كده….
لتكمل كاذبة محاولة اخماد غـــضــــبه
=ده انا…انا اتخبطت في الباب و عيني ورمت و لما نزلت تحت هما افتكروا…
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عنـ.ـد.ما وجدته يقترب منها بخطوات بطيئة و شرارات الغـــضــــب تتفاقز من عينيه لكنها تجمدت بمكانها عنـ.ـد.ما شعرت بالحائط يضـ.ـر.ب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة…
وقف يتطلع اليها بصمت قبل ان يغمغم بقسوة و هو يضغط علي فكيه بقوة
=اتخبطتي في الباب قولتيلي…
اومأت برأسها بينما تحدق فى وجهه بخــــوف من لهيب الغـــضــــب الذى يلتمع بعينيه..
قبض علي ذراعها بقسوة مما جعلها تشهق صارخة دفعها نحو الحوض الذي فتح صنبوره ثم اخفض رأسها اسفل المياه متجاهلاً صراخاتها المعترضة حيث ثبت رأسها بيده اسفل المياة قبل ان يملئ يده بالصابون فاركاً وجهها و عينها بحدة به..
و ما ان انتهي رفع رأسها من اسفل الصنبور هتفت صدفة بحدة بشهقات متقطعة و هي تحاول التقاط انفاسها
=هتمـ.ـو.تنى حـ.ـر.ام عليك….
تجاهلها قابضاً علي فكها يرفع رأسها اليه قائلاً بتحدي يتخلله الغـــضــــب
=اومال فين الكدmة و الزراق اللي كان مالي عينك…
ابتلعت لعابها بخــــوف صامتة وقد تسللت البرودة الى جسدها فور اداركها انه تم كشف لعبتها لا تعلم ما يجب عليها قوله..
اكمل بقسوة و يده تقبض علي وجهها يعتصره بقسوة حتى تأوهت متألــمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره اكثر وهو يتمتم
=عايزة تفضحيني.ها..عايزاهم يقولوا بضـ.ـر.بك و بعـ.ـذ.ب فيكي….
هزت رأسها هامسة بخــــوف
=مكنتش اقصد…..
ضـ.ـر.ب بيده الحائط بجانب رأسها مما جعلها تنهي جملتها صارخة و هي تنتفض بفزع..
قبص على يدها يضغط عليها بقوة معتصراً اياها مزمجراً بشراسة
=مكنتيش تقصدي… اومال لو كنت تقصدي هتعملي فيا ايه…فضحتينى و خالتيى شكلـ………
ابتلع باقي جملته عنـ.ـد.ما رأها تنفجر باكية و هي تصرخ متألــمة بهسترية
=ايدي… ايدي…
اخفض عينيه الي يدها ينظر اليها بـ.ـارتباك و هو يخفف قبضته عنها رافعاً يدها اليه وهو يزمجر بغـــضــــب
=مالها ايدك…
ليشتد وجهه بقسوة فور رؤيته للدmاء التي تنساب من يدها
رفع يدها اليه سريعاً يفتح قبضتها المنغلقة لتظهر شفرة الحلاقة التي كانت تخبئها بيدها و انغرزت في راحة يدها فور ان ضغط علي يدها هتف لاعناً بقسوة و القلق و الغـــضــــب يسيطران عليه بينما يتجه بها نحو الحوض يضع يدها اسفل المياه الجارية بعد ان نزع الشفرة من يدها و القاها بعيداً بينما كانت هى تبكي بشهقات ممزقة فقد كان الالم بيدها لا يطاق…
تفحص راجح الجـ.ـر.ح الذي بيدها ليزفر وهو يغمغم براحة…
=الحمد لله الجـ.ـر.ح سطحي مش عميق..
ليكمل بخشونة و عصبية مفرطة فور تذكره ان تلك الشفرة قد تكون ملوثة و قد تؤذيها
=الموس ده جديد ولا كان مستعمل…
اجابته هامسة بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها الممزقة
=جديد…
زفر براحة ثم اخرج صندوق الاسعافات التي يحتفظ به بخازنة الحمام ثم بدأ يطهر جـ.ـر.حها و واضعاً لاصقة طبية عليه…
و ما ان انتهي وقف بصمت يتطلع الي رأسها المنخفض وجسدها الذي يهتز بشهقات ممزقة مما جعله شعر بقبضة تعتصر قلبه جذبها بلطف بين ذراعيه يحتضنها مربتاً بحنان علي ظهرها و هو يغمغم بجانب اذنها
=متخفيش الجـ.ـر.ح بسيط…
ليكمل و هو يبعدها قليلاً زافراً بضيق ممرراً اصبعه علي خديها يزيل دmـ.ـو.عها برقة
=بتو.جـ.ـعك…؟!
هزت رأسها بالنفي بينما تبتعد عنه بـ.ـارتباك شاعرة بالغـــضــــب من نفسها لبكائها امامه …
تنحنح راجح قائلاً بهدوء بينما يمسك بمرفقها و يجذبها معه للخارج
=طيب يلا غيرى هدومك اللي اتبلت دي علشان نلحق ننزل قبل ما العيد ميلاد ما يبدأ..
ليكمل بشك و هم يقفون بمنتصف الغرفة
=هو الموس كان بيعمل ايه في ايدك..؟!
احمر وجهها فور سماعها سؤاله ذلك غرزت اسنانها بشفتها السفلية وهي تهمس بصوت منخفض متردد..
=كنت… كنت بحمي نفسي به……
رفعت رأسها تحدق به بغـــضــــب عنـ.ـد.ما انفجر ضاحكاً بصوتاجش عميق مما جعلهت تهتفت بعدائية
=بتضحك علي ايه…؟!
فوجئت به يقترب منها محيطاً وجهها بيديه قائلاً بحيرة حقيقية
=طيب قوليلي انتى اعمل ايه معاكي..
ليكمل وهو يبعد خصلات شعرها المتناثرة خلف اذنها
=كل مرة تعملي مصـ يـ بـةو ببقي هاين عليا اخـ.ـنـ.ـقك بايديا و ميعديش خمس دقايق تعملي حاجة تخليني اقعد اضحك زي العيل الصغير…و انسى كل البلاوى اللى بتعمليها…
اشتد احمرار وجهها مما جعله يبتسم من ارتباكها و خجلها هذا اطلق تنهيدة عميقة مغمغماً برفق و هو بربت على رأسها
=يلا غيرى هدومك…
ابتعد عنها ينوي المغادرة لكنه توقف عنـ.ـد.ما همست اسمه بصوت منخفض ليلتف اليها في الحال..
همست بتردد بينما تشير الي خازنة ملابسها
=هو انا ينفع البس فستان بدل العباية زي شهد و هاجر… انا.. انا عندي فستان كنت شرياه في جهازي…..
لتكمل بخجل و هي تضغط علي خدها الملتهب براحة يدها السليمة
=اصل بصراحة عمري ما لبست واحد و نفسي اجربه..
وقف راجح يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و شعور غريب من الضعف يسيطر عليه عند سماعه كلمـ.ـا.تها تلك التى تدل على مدى حرمانها من ابسط الاشياء التى تتكتع بها الفتيات الاخرى….
ارتبكت صدفة من نظراته الغريبة المسلطة عليها مما جعلها تتململ في وقفتها بعدm راحة لكن اشرق وجهها بابتسامة واسعة عنـ.ـد.ما سمعته يجيبها بهدوء
=البسي اللي انتي عايزاه يا صدفة…
ليكمل و هو يلتف مغادراً الغرفة سريعاً حتي لا يستجيب لرغبته في الالتفاف اليها و ضمها بين ذراعيه
=هروح المخزن اطمن انهم نقلوا البضاعة و هرجع علي طول خلصي انتي و انزلي…..
اومأت برأسها بصمت قبل ان تركض مسرعة بفرح نحو خازنة الملابس مخرجة الفستان مررت يدها عليه تتحسس قماشه و عينيها تلتمع بالانبهار و الحماس فطوال حياتها كانت ترى الفتيات ترتدى فساتين رائعة الجمال بينما كانت هي مجبرة بالاختباء داخل عبائتها السوداء البالية تمنت كثيراً لو ارتدت فستان مثلهم ولو لليلة واحدة لذا ابتاعت ذلك الفستان و وضعته بين جهاز عرسها علي امل ان ترتديه بيوماً ما…. و ها هو هذا اليوم قد أتى اخيراً
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة..
وقفت صدفة تنظر الي صورتها بالمرآة بتردد شاعرة بعدm الراحة فقد كان الفستان ضيق بعض الشئ شعرت كما لو كان يظهر امتلئ جسدها…
اتجهت نحو الخازنة تنوي ان تنزعه عنها و ترتدي احدي عبائتها لكنها توقفت مترددة فالجميع سيرتدون فساتين و ستكون بينهم اقل شأناً بعبائتها تلك….
عادت للمرآة مرة اخري تتفحص مظهرها هزت كتفيها هامسة بينما اكتسبت بعض الثقة بنفسها
=ماله… طيب و الله حلو انا اللي معقدة نفسي…
ارتدت حجابها رافضة الاستماع للصوت الذي يحثها على نزعه فلأول مرة تحارب عدm ثقتها بنفسها و ترتدى كما تريد..
وضعت احمر للشفاه ابرز جمال شفتيها الممتلئة ثم اخذت تحاول رسم عينيها بظلال العين بيد مرتجفة محاولة ان تظبطه لتنجح بالنهاية..واضعة القليل من الاحمر فوق وجنتيها الممتلة ثم فركتهم بلطف محاول توزيع اللون و تخفيفه..
وما ان انتهت وقفت تتطلع الي نفسها بالمرآة و ابتسامة مشرقة علي شفتيها فقد كانت جميلة فلأول مرة بحياتها تشعر انها جميلة حقاً…
القت نظرة اخيرة علي نفسها قبل ان تهبط للاسفل بوجه مشرق بالسعادة..
وقفت امام باب شقة حمـ.ـا.تها تمرر يديها المرتجفة علي قماش فستانها محاولة تهدئت ضـ.ـر.بات قلبها التي كانت تضـ.ـر.ب بجنون بصدرها..
التقطت نفساً عميقاً مرتجفاً قبل ان تدلف الي داخل الشقة الذي كان بابها مفتوح علي مصراعيه لاستقبال الضيوف…
لتجد المكان قد امتلئ بالضيوف حيث وجدت النساء جالسة ببهو المنزل يتحدثن بصخب و مرح بينما الاطفال يلعبون من حولهم…
و ما انا شاهدتها شوقية و شهد و نعمـ.ـا.ت تركوا النساء و اتجهوا نحوها سريعاً لكنهم توقفوا امامها يتطلعون نحوها باعين متسعة بالدهشة غمغمت شوقية بـ.ـارتباك و هي ترفع وجه صدفة للاعلي تتفحصه
=ايه ده اومال فين الكدmة اللي كانت في عينك……؟؟
اجابتها صدفة و قد اشتعل وجهها من شـ.ـدة الخجل
=ما هو مكنش في كدmة اصلاً
اقتربت منها شهد ممسكة بذراعها تديرها نحوها مضيقة عينيها عليها بينما تتفحص عينها قائلة بشك
=انتي حطيتي حاجة تداري بها الكدmة…
قاطعتها صدفة سريعاً نافية
=لا و الله ابداً….
لتكمل وهي تمسح حول عينها بالمنديل الذي كان بيدها محاولة تجنب كحل عينيها حتى لا يتخرب
=شوفي اهو مفيش حاجة….
غمغمت بحدة نعمـ.ـا.ت التي كانت واقفه تتابع ما يحدث بصمت
=اومال اللي كان في عينك ده كان ايه… وحمه…
اجابتها صدفة كاذبة و هي ترسم ابتسامة مستفزة علي شفتيها
=ده مكياج يا حمـ.ـا.تي….
لتكمل بصوت منخفض كما لو كانت تخبرهم سراً ما
=اصل حبيت اشوف غلاوتي عند راجح… فقولت اشوف هيعمل ايه لما يشوف عيني كده…
زمجرت نعمـ.ـا.ت بقسوة
=و انتي علشان تشوفي غلاوتك عنده تلبسيه مصـ يـ بـةياختى
هزت صدفة كتفيها قائلة باستفزاز مستمتعة باغاظتها لها
=انتوا اللي فهمتوا غلط يا حمـ.ـا.تى و مدوتنيش فرصة اشرح حاجة …
لتكمل وهي تلتفت الي شوقية التي كانت تستمع اليها مبتسمة
=ده راجح زعل مني و انا قعدت اصالح فيه لحد ما الحمد لله فك اخيراً…
رمقت نعمـ.ـا.ت بنظرات ذات معنى و هى تكمل بخبث
=اصله اتخض عليا و افتكر ان حد كده و لا كده اتجرئ و مد ايده عليا بيقولى كان هيهد البيت باللى فيه
زجرتها نعمـ.ـا.ت بنظرات غاضبة حادة بينما ضحكت شوقية بصوت مرتفع قائلة باعجاب
=حقه طبعاً ده انتى عسل يا بت يا صدفة يعني فوق ما انتي حلوة لا و نغشة كمان يا بخت راجح بيكي و الله…
لتكمل باستفزاز و هي تنظر لشقيقتها الواقفة بوجه متصلب بالغـــضــــب
=امه دعياله بصحيح…
ابتسمت صدفة قائلة بخجل فلما تكن معتادة ان يمدح بها احد مثلما تفعل معها شوقية دائماً
=تسلميلي يا خالتي….
شهقت نعمـ.ـا.ت مقاطعة اياها بغـــضــــب و حدة
=خالتك…؟!!!!
وقفت صدفة تتطلع اليها بـ.ـارتباك شاعرة بالحرج من ذلة لسانها
لكن اشرق وجهها عنـ.ـد.ما عقدت شوقية ذراعها حول كتفيها تضمها اليها بحنان و هي تجيب شقيقتها بحدة
=ايوة يا ختي خالتها…مالك
لتكمل و هي توجه حديثها الى صدفة مربتة علي كتفها بحنان
=و لو عايزة كمان تقولي ماما… تقول..ده كفاية ادبها و حلاوتها و فوق ده كله مرات الغالي…
زجرتها نعمـ.ـا.ت بقسوة قبل ان تلتف مبتعدة عنهم مغمغمة بكلمـ.ـا.ت غير مترابطة من شـ.ـدة الغـــضــــب..
لتتبعها شوقية ضاحكة محاولة مراضاتها..
نكزت شهد ذراع صدفة قائلة
=بس ايه الجمال ده يا صدفة…
مررت صدفة يديها علي فستانها مغمغمة بفرح
=بجد حلو…..
اومأت لها شهد غامزة لها بعينها
=زي القمر ما شاء الله.. راجح شافك..
هزت صدفة رأسها قائلة
=لا هو نزل راح المخزن…
قاطعتها شهد بينما تشير نحو غرفة الاستقبال
=لا ده جه من بدري و قاعد مع الرجـ.ـاله جوا…
لتكمل بمرح هامسة باذن صدفة
=انا لو منك افضل لزقاله اسمعي مني ده انا كنت مبسبش جوزي في اول جوازنا كنت بروح معاه في كل مكان لحد ما طفش و سافر دبي …
اطلقت صدفة ضحكة مرتفعة بادلتها اياها شهد مما جعل الرؤوس من حولهم تلتفت اليهم
غمغمت شهد بدراما مصطنعة
=دلوقتي هيقيموا علينا الحد….علشان ضحكنا بصوت عالى
مررت صدفة عينبها على الحاضرين لتجدهم يرمقونهم بالفعل لنظرات رافضة مما جعلها تتـ.ـو.تر…
فى ذات الوقت…
كان راجح جالساً بغرفة الاستقبال يستمع الي حديث ابن صديق والده وليد عنـ.ـد.ما سمع صوت تلك الضحكات مما جعل عينيه تتجه بحده نحو باب الغرفة المفتوح علي مصراعيه ليجد كلاً شقيقته وصدفة واقفتان يضحكان بالبهو بصوت مرتفع ..
تجاهلات عينيه شقيقته وتركزت علي تلك المرتدية فستان جعلت الدmاء تغلي بجسده فقد كان ضيقاً يظهر جمال قوامها الذي يجعل اي رجل يركع علي قدmيه تصلب وجهه بالغـــضــــب فهو لا يحب ان يراها احد بهذا الشكل فعنـ.ـد.ما قالت له بانها سترتدي فستان لم يعتقد انه سيكون بهذا الشكل…
=مش دي صدفة مراتك يا راجح اللى واقفة مع شهد…؟
استدارت عينيه بحده نحو ابن صديق والده الواقف بجانبه عنـ.ـد.ما سمع كلمـ.ـا.ته تلك ليجيبه بحده
=اها هي….بتسأل ليه خير
هز وليد رأسه قائلاً بتهكمه المعتاد
=ابداً بسال عادى بس مين يصدق ان دي صدفة بياعة الطعمية ده الواحد كان يقرف يبص في وشها….
ليكمل بهيام غافلاً عن ذاك الواقف بجانبه بجسد متشـ.ـدد و شرارت الغـــضــــب تنطلق من عينيه
=لا بس ايه طلعت صاروخ ضـ.ـر.ب نار….جـ.ـسمها نـار مولــ……..
و قبل ان ينهي جملته اندفع راجح نحوه مسدداً له لكمه قوية اصابت وجهه كادت ان تطيح برأسه من مكانه ليسقط مرتطماً بالارض بقسوة و هو يصـ.ـر.خ متألــماً…
التف رجـ.ـال العائلة و اصدقاء والده من حولهم يشاهدون ما يحدث باستمتاع فقد كان الجميع يكره وليد حيث كان مدmن سكير و ابن عاق لوالده الذي بكل يوم يتسبب بمرضه بافعاله القذرة..
سدد له راجح لكمة اخري هاتفاً بشراسة حيث كان كما لو كان اعصار من الغـــضــــب و النيران بداخله
=انت اتجننت يالا في دmاغك و لا شارب حاجة من البلاوي اللي بتطفحها..
ليكمل و هو يهجم عليه مرة اخري ضارباً اياه عدة لكمـ.ـا.ت بوجهه مزمجراً بغـــضــــب و علامـ.ـا.ت الوحشية مرتسمة علي وجهه
= عليا النعمة ما هيطلع عليك صبح…..و ما هتخرج من هنا الا على نقالة……
صاح وليد بينما يضع يديه علي وجهه النازف محاولاً حمايته من ضـ.ـر.بات راجح محاولاً تهدئته
=و الله ما اقصد… الكلام خرج مني كده انت عارف ان لساني دايماً فالت مني……
امسك راجح بياقة قميصه يجذبه منها و يهزه بقوة هاتفاً بغـــضــــب عاصف
=لا لسانك فالت منك هربطهولك متقلقش….
هتف والد وليد و هو يحاول جذب
بعيداً عن ولده الذى اصبح وجهه ينزف دmاً
=خلاص يا راجح.. خلاص يا بني انا عارف انه قليل الادب و اكيد عمل حاجة تخليك تعمل فيه كده بس علشان خاطري كفاية…..
اجابه راجح بانفس ثقيلة لاهثة من شـ.ـدة الانفعال و الغـــضــــب بينما يجذب وليد من فوق الارض ليضـ.ـر.به بقدmه في بطنه
=لا قليل الادب يتربى يا حاج صلاح….و انا بقي اللي هربيهولك
اندفع عابد الذي ما ان دلف الي الغرفة و شاهد ما يحدث اتجه نحو راجح جاذباً اياه بعيداً عن وليد الذي كان منحنياً علي نفسه و هو يمسك بطنه يصـ.ـر.خ من الألــم هاتفاً بحده
=سيبه يا راجح كفاية…
رفض راجح الانصياع لوالده مما جعل عابد يجذبه بعيداً بقوه مزمجراً
=قولتلك سيبه يا راجح…ايه هتكـ.ـسر كلمتي…
تردد راجح عدة لحظات مقاوماً رغبته بضـ.ـر.ب كلمـ.ـا.ت والده عرض الحائط و الهجوم على وليد مرة اخرى لكنه بالنهاية ابتعد عنه منفذاً امر والده فلا يمكنه كـ.ـسر كلمته امام اقاربهم..
جذبه عابد الى خارج الغرفة دالفاً به الى داخل احدي الغرف الفارغة حتي يتحدث معه…
بينما غمغم تـ.ـو.فيق الذى وصل للتو و هو يقترب من صديقه مصطفى و الذى كان ايضاً شقيق زوج شهد
=فى ايه راجح ماله…؟!
هز مصطفى كتفيه قائلاً
=و الله ما عارف فى ايه راجح قام مرة واحدة فجأة و مسك وليد و نزل فيه ضـ.ـر.ب زى المـ.ـجـ.ـنو.ن محدش عارف ليه…
تفحص تـ.ـو.فيق بفضول وليد الذى كان لا يزال جالساً على الارض بوجه متورم ملئ بالكدmـ.ـا.ت بينما انفه و فمه ينزفان بشـ.ـدة
=ضـ.ـر.به ايه… ده طحنه مخلـ…
لكنه ابتلع باقى جملته مطلقاً صفيراً من بين شفتيه فور ان وقعت عينيه على صدفة التى كانت لاتزال تقف مع شهد
=اوباااااا مين الوحش ده…
تتبع مصطفى نظراته ليرى ما يشير اليه غمغم وهو يضحك عنـ.ـد.ما رأى الفتاة التى يقصدها
=دى صدفة يا عمنا مرات راجح…
هتف تـ.ـو.فيق بحدة بينما عينيه بالصدmة
=نعم يا خويا… صدفة ازاى اها انا سمعت انها احلوت بس مش كده ده البت بقت وتكة…. دى تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك
ليكمل بشهوة و عينيه تمر ببطئ على جسدها
= و لا جـ.ـسمها…. يا دين امى
قاطعه مصطفى بحده و هو يزجره بغـــضــــب
=يا عم عيب احترم نفسك دى مرات صاحب عمرك برضو ميصحش اللي بتقوله ده….
غمغم تـ.ـو.فيق بـ.ـارتباك نازعاً عينيه بصعوبة عن صدفة
=يا عم و انا قولت حاجة… انا اتصـ.ـد.مت لما شوفتها بس… انت عارف راجح بالنسبالى ايه ده اخويا و مـ.ـر.اته يعنى اختى…
التوى فم مصطفى بسـ ـخـــريــة عنـ.ـد.ما عادت نظرات تـ.ـو.فيق علي صدفة مرة اخري يطالعها بنظرات قذرة
ربت على ذراعه
=هروح اسلم علي شهد و امشى علشان عندى شغل…
اومأ تـ.ـو.فيق رأسه بشرود بينما عينيه لازالت مسلطة على صدفة
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت
هتف عابد بغـــضــــب ما ان دلف هو و راجح الي الغرفة و اصبحوا بمفردهم
=هي حصلت تضـ.ـر.ب ابن اقرب صاحب ليا في قلب بيتي…….
قاطعه راجح بشراسة بينما شرارت الغـــضــــب لا زالت تتقافز من عينيه
=ابن صاحبك اللي بتتكلم عنه اتكلم في حق مراتي…
هتف عابد صوت غليظ ساخر
=مراتك…!!!!!
ليكمل بقسوة و هو يتقدm نحوه رافعاً طرف عبائته التي يضعها حول عنقه علي كتفه بحده
=مراتك ايه..انت صدقت المهزلة اللي انت اصريت عليها علشان تعاندني و تحرق في دmي بس….انت عارف و انا عارف كويس ان اخرها معاك شهرين و هتطلقها…
قاطعه راجح هاتفاً بحدة و قد اثار تهكمه هذا استعال غـ.ـصـ.ـبه اكثر
=المهزلة اللي بتتكلم عنها دي اسمها جوازة… و اطمن صدفة هتفضل علي ذمتي مش هطلقها…
ليكمل بشراسة ضاغطاً بقسوة علي كل حرف من حروف كلمـ.ـا.ته
=صدفة مراتي.. و مراتي خط احمر اللي هيتكلم عليها او يجيب سيرتها عليا النعمة لأمحيه من علي وش الدنيا…
اسود وجه عابد بغـــضــــب هاتفاً بقسوة ضاغطاً علي رأس العصا التي بين يديه
=عال اوي بقى كده… لحقت تضحك عليك و تهبلك بمرقعتها و علشان بقت حلوة بقيت تريل على جـ.ـسمها اللي ماشية تستعرضه بالمحذق و الملزق اللي هي لابساه……
قاطعه راجح مزمجراً بشراسة و قد انفجر الغـــضــــب بداخله كبركان من النيران الثائرة
=حاج عابد خد بالك من كلامك…
ليكمل بوحشية و عينيه تقدحان بشرارت الغـــضــــب و قد فقد السيطرة على اعصابه
=بعدين تضحك عليا.. تهبلنى… اريل عليها مريلش انا حر… على الاقل دي مراتى حلالى….
رمقه باعين تلتمع بالازدراء هامساً بقسوة من بين اسنانه المطبقة بقوة
=احسن من اللي بيريل علي واحدة قد بناته وبتضحك عليه و ومخلصة كل فلوسه اول باول….
زمجر عابد بحدة و قد شحب وجهه خــــوفاً من ان يكون راجح قد علم بعلاقته النى يخبئها عن الجميع…
=قصدك ايه….؟!
اجابه راجح وهو يهز رأسه دلالة على مبالاته
=اقصد اللى اقصده بقى….
ليكمل مشيراً نحو الباب قائلاً بخشونه و قسوة
=و الواد ده هيطلع برا… ومش هيعقد هنا دقيقة واحدة
صاح عابد بغـــضــــب و هو يندفع نحوه ممسكاً بذراعه عنـ.ـد.ما رأه يتجه نحو الباب مانعاً اياه من الخروج
=ايه.. حيلك حيلك…تطرد مين برا…..
ليكمل بقسوة و هو ينكزه في صدره بمؤخرة عصاه المدببة
=ده ابن صاحبى..يعنى ابن اخويا.. و ده بيتي يعني متقدرش تطرده من هنا….
اهتز جسد جراح بعنف كما لو ضـ.ـر.بته صاعقه فور سماعه كلمـ.ـا.ته تلك لكنه سيطر علي نفسه حتي لا يظهر تأثره غمغم بوجه متصلب و هو يتجه نحو باب الغرفة
=يبقي انا اللي مش هعقد هنا دقيقة واحدة لا انا و لا مراتي..
هتف عابد محاولاً ايقافه
=بعملتك دي هتكـ.ـسر فرحة اختك بعيد. ميلاد ابنها…
غمغم راجح و هو يفتح الباب و هو لايزال يوليه ظهره
=اختي انا هعرف اراضيها بطريقتى….
هتف عابد من خلفه بغل و كامل جسده يهتز بالغـــضــــب
=بدل ما انت يا خويا بتشطر علينا و عمال تضـ.ـر.ب فى وليد و مبهدله و جاى تقل ادبك عليا روح اتشطر علي مراتك و لمها ….
تجمدت يد راجح الممسكة بمقبض فور سماعه كلمـ.ـا.ته تلك و قد اصبح الغـــضــــب الذي بداخله كالنيران التى تكاد تلتهم كل ما حولها ضغط علي فكيه بقوة حتى كادت اسنانه ان تنكـ.ـسر وهو يحاول السيطرة علي انفعاله حتي لا يقدm علي ما قد ينـ.ـد.م عليه لكنه نجح بالنهاية ان يستدير مغادراً المكان تاركاً عابد واقفاً بمكانه يراقبه باعين تلتمع بالغـ.ـيظ و الحقد مطلقاً لعنات غاضبه حادة..
༺༺༺༺༻༻༻༻
كانت صدفة واقفة تتابع ما يحدث بوجه شاحب و هي لا تفهم ما يحدث حيث هاجم راجح فجأة علي احدي الرجـ.ـال ضارباً اياه بعنف و قسوة ثم اخذه والده و دلفوا الي احدي الغرف واغلقوا عليهم…
اعتدلت في وقفتها عنـ.ـد.ما فتح الباب و خرج راجح منه اندفعت نحوه نعمـ.ـا.ت و شوقية محاولين الاطمئنان عليه و معرفة ما بحدث لكنه غمغم بتجهم و هو يتجاوزهم
=بعدين… بعدين ياما مش وقته
..
شاهدته صدفة يتجه نحوها و علامـ.ـا.ت الغـــضــــب مرتسم علي وجهه مما جعل قلبها يقفز داخل صدرها بخــــوف و هى تحاول ان تتذكر ما يمكن ان تكون فعلته و تسبب بغـــضــــبه اتسعت عينيها بذعر من الوحشية التى اظلمت عينه عنـ.ـد.ما اصبح بقف امامها قائلاً بنبرة حادة مقتضبة و هو يقبض على ذراعها بقسوة جاذباً اياها معه نحو باب المنزل
=قدامي ….
تبعته صدفة و هي تشعر بالارتباك و التـ.ـو.تر بينما هتفت شهد محاولة اللحاق بهم
=راجح هتمشوا طيب و العيد ميلاد…
ربت راجح علي ذراعها بلطف
=معلش يا شهد…هعوضك انتي و فارس بس لازم امشي…
ثم تبع طريقه للخارج و هو لايزال ممسكاً بذراع صدفة التى كان وجهها شاحب كشحوب الاموات من شـ.ـدة الخــــوف…
. فور دلوفهم الى شقتهم التفت صدفة الي راجح هامسة بصوت مرتجف و قلبها لا يزال يقصف بخــــوف داخل صدرها من الغـــضــــب المرتسم علي و جهه
=في ايه يا راجح ايه..؟ اللي حصل….؟
اجابها هاتفاً بقسوة بينما يتخذ عدة خطوات غاضبة نحوها
=فيه انك خليتي واحد وسـ..ـخ يتكلم عليكي علشان لابسة فستان زى ده…..
ليكمل بشراسة قابضاً علي ذراعها وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية
= فستان لازق علي كل حته في جـ.ـسمك و مفصلها… فستان مينفعش واحدة زيك تلبسه..
شحب وجه صدفة فور سماعها كلمـ.ـا.ته نلك التي هدmت في ثوان فرحتها و الثقة التي اكتسبتها منذ اقل من ساعة…
شعرت بالألــم يعصف بداخلها من معنى كلمـ.ـا.ته القاسية تلك و التى كانت تعنى ان الفستان الذى ارتدته غير مناسب لفتاة مثلها بجسدها الممتلئ…
ضغطت بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي يعصف به و هى تأنب نفسها بقسوة على ارتدائها هذا الفستان فلما لم تستمع الي حدسها الذى اخبرها انه لا يليق بها ارتداء مثله لما جاذفت بـ.ـارتداءه فبالطبع قام الشخص الذى ضـ.ـر.به راجح بالسـ ـخـــريــة منها و من امتلاء جسدها الذى اظهره هذا الفستان بوضوح…
عند هذه الفكرة انفجرت باكية بشهقات ممزقة مما جعل راجح الذى كان واقفاً يتابعها بنظرات مشتعلة بالغـــضــــب يصدm عنـ.ـد.ما رأها تنفجر باكية بهذا الشكل هتف بعصبية و حدة
=بتعيطي ليه دلوقتي…؟
همست بصوت مرتجف ضعيف من بين شهقات بكائها الممزقة
=علشان عندك حق.. مكنش ينفع واحدة تخينة زي تلبس فستان زي ده كنت المفروض افضل لابسة العباية..
لتكمل بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه بينما تدفن وجهها بين يديها و بكائها يزداد بقوة
=زمان كل قرايبكوا و صحابكوا اتريقوا عليا…
شعر راجح بالذنب فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك فقد كانت سعيدة للغاية لارتدائها فستان لأول مرة بحياتها و هو اخرج بها غـــضــــبه من ذلك الحقيـ.ر…
اقترب منها عاقداً ذراعه حول خصرها جاذباً اياها بلطف ليستند جسدها اللين الي جسده الصلب ابعد يديها عن وجهها قائلاً بلطف محاولاً تهدئتها
=بصيلي…
رفضت النظر اليه مخفضة رأسها للاسفل بينما الدmـ.ـو.ع تنسدل علي خديها اكثر مما جعله يزفر ببطئ قائلاً
=اولاً انا مجبتش سيرة ان الفستان متخنك او الكلام الأهبل اللي انتى قولتيه ده… انا كنت اقصد بكلامى انه مش مناسب لواحدة متجوزة…
ليكمل وهو ينظر اليها بحنان يحيط وجهها بيديه و هو يدرك مدي انعدام ثقتها بنفسها
=ثانياً بقي انتي مش تخينة…و محدش اتريق عليكي بالعكس الكل كان معجب بيكي تحت…
هزت رأسها هامسة بصوت اجش من اثر البكاء
=انت بتقول كده علشان صعبت عليك…لكن انت نفسك قبل كده قولت اني مش حلوة و مهزش فيك شعرة واحدة
لعن نفسه بقسوة علي كلمـ.ـا.ته الغـ.ـبـ.ـية التي اسمعها اياها بوقت سابق لكي ينقذ كرامته التى كانت مجروحة بسبب رفضها اياه..
شعر بقبضه تعتصر قلبه عنـ.ـد.ما
لمح ومضة الألــم التى ظهرت بعينيها و قد بدأ يفهم الان ما حدث بالاسفل فقد كان سبب غـــضــــبه منها غيرته العمياء فعنـ.ـد.ما رأها بذلك الفستان شعر بالنيران تشتعل بصدره فور تخيله لكل رجل بالحفل سيراها بهذا الجمال و ما زاد الامر سوءً كلمـ.ـا.ت الحقير وليد و والده لكن الحقيقة انها لم ترتكب اي خطأ ففستانها لم يكن يختلف كثيراً عن فستان شقيقته شهد و باقى الفتيات بالحفل لكنهم انتقدوا صدفة لانهم لايزالوا يروها صدفة بائعة الطعمية التى هى ادنى منهم الجميع يستكثرون عليها ان يروها بحال افضل..
اشتعل الغـــضــــب اكثر و اكثر بداخله رغب بالنزول الي الخفل مرة وتلقين كل احمق درساً لن ينساه طوال حياته…
امسك بيدها جاذباً اياها بصمت لداخل غرفة النوم دفعها امام المرآة التي كانت بطول الحائط..
واقفاً خلفها بينما يديه تقبض علي كتفيها بلطف مغمغماً بلطف باذنها
=بصي في المرايا و قوليلي شايفة ايه…
نظرت صدفة الي المرأة بتردد هامسة بصوت مرتجف و هى تتفحص برفض مظهرها بذلك الفستان
=شايفة جامـ.ـوسة لابسة فستان مش لايق عليها…
عقد ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليستند ظهرها الي صدره الصلب همس بالقرب من اذنها و هو يصر على رفع ثقتها بنفسها
=طيب اقولك انا شايف ايه….
ليكمل هامساً بالقرب من اذنها بصوت مليئ بالعاطفة بينما نظراتهم تتلاقى بالمرآة
=شايف بطل قدامى….اجمل واحدة كانت في عيد الميلاد كله…
اخذ يمرر يديه بلطف علي جسدها هامساً لها بصوت اجش و قد اسودت عينيه برغبة
= مفكيش غلطة واحدة….
هزت رأسها قائلة بصوت مكتوم باكي و هي لا تصدق كلمـ.ـا.ته تلك
=انت بنفسك قولت انك ضـ.ـر.بت ابن صاحب ابوك علشان اتريق عليا…
لم يجيبها راجح حيث قام بنزع حجاب رأسها الذي كانت ترتديه محرراً شعرها الحريري الذي انسدل بنعومة علي كتفيها و ظهرها ازاح بيده شعرها عن كتفها دافناً وجهه بعنقها يمرر شفتيه بلطف عليه وهو يكمل محاولاً اقناعها
=ابن صاحب ابويا ضـ.ـر.بته علشان بصلك بطريقة مينفعش يبصلك بها….
ليكمل بتملك حارق
=و لا من حق اي راجـ.ـل تاني انه يبصلك بالطريقة دى……
شعرت صدفة بالصدmة و الارتباك عند سماعها كلمـ.ـا.ته المتملكة تلك بينما بدأ شعور من الراحة يتخللها فور ادراكها انه قد قام بضـ.ـر.به ليس لسخريته منها و انما بسبب مغازلته…
قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=الفستان اول ما شوفتك به اتجننت… و اللي جنني اكتر لما انخيلت اي راجـ.ـل كان هيشوفك به خياله المريـ.ـض كان هيصورله ايه…
ليكمل و هو يتأمل جسدها بالمرآة باعين تشتعل بنيران الرغبة
=تخينة ايه يا هبلة ده انتى بطل عليا النعمة بطل و مفكيش غلطة واحدة..
احمر وجهها بشـ.ـدة من الخجل بينما شعرت برجفة حادة تسري بسائر جسدها عنـ.ـد.ما شعرت بانفاسه الدافئة تمر فوق عنقها الذي كان يقبله بشغف وقفت تنظر الي انعاكسهم بالمرآة بعينين متسعة بينما اخذ صدرها يعلو و ينخفض بشـ.ـدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها….
اسندت رأسها علي كتفه بينما كان مستمراً بتقبيل عنقها و حلقها بقبلات و شغوفة ملتهبة..
صدح رنين هاتفه لكنه تجاهله مستمراً بتذوق عنقها المرمري الناعم لكن عنـ.ـد.ما استمر رنين الهاتف لأكثر من مرة ابتعد عنها مطلقاً لعنات حادة غاضبة و هو يخرج هاتفه من جيب بنطاله اجاب بحنق علي المتصل
=خير ياما في ايه…
ليكمل هاتفاً بغـــضــــب
=الف جنية ايه تانى اللي ضاعت منك..
استقرت نظراته علي صدفة بينما يستمع الي والدته تهتف بغـــضــــب و صوت مرتفع وصل الي مسمع صدفة التي تراجعت للخلف بعيداً عنه شاعرة بالاضطراب عنـ.ـد.ما استقرت نظراته بحده عليها
=الف جنية خالتك شوقية منقطة بهم اختك شهد… و اختك اتدهملى حطتهم في الدرج بتاع الطرابيزة اللي ف الصالة و مراتك كانت واقفة ساعتها…….
لتكمل بحدة و غـــضــــب
=مفيش غيرها خدتهم… ولا انت فكرك اني مخدتش بالى انك حطيت الالفين جنية المرة اللي فاتت من جيبك علشان تدارى علي مصيبتها…الالفين جنية كانوا كلهم متينات مش ميات يا قلب امك….لسه معايا مصرفتش منهم جنيه علشان ناوية ارجعهملك انا خدتهم منك يومها و سكت قولت بلاش احرجك و عفى الله…. بس المرة دى و ديني ما هعديها يا راجح…
زمجر راجح بغـــضــــب مقاطعاً اياها شاعراً كما لو تم سكب دلو من الماء علي رأسه شاعراً بالغـــضــــب و الاحراج في ذات الوقت
=طيب اقفلى ياما… اقفلى انا نزلك
همست صدفة بصوت مرتجف و هى تراقب وجهه المشتد بالغـــضــــب بينما يغلق هاتفه ويضعه بجيب بنطاله محاولة التأكد من صحة ما سمعته
=في ايه.. يا راجح؟!
ظل واقفاً يتطلع اليها بصمت يضغط علي فكيه بقوة كادت ان تكـ.ـسر اسنانه و هو يحاول بصعوبة التحكم باعصابه حتي لا يفعل شئ قد ينـ.ـد.م عليه… التف مغادراً الغرفة دون ان يجيبها مما جعلها تركض خلفه تلاحقه لتجده قد وصل الي باب السقة الذي فتحه استعداداً للمغادرة لكنها هتفت موقفة اياه بصوت لاهث
=راجح…
التف اليها لتسرع هامسة بصوت القهر ينبثق منه…
=و الله العظيم ما خدت حاجة….
وقف ينظر اليها بصمت عدة لحظات و لايزال التعبير الحاد المقتطب مرتسم علي وجهه ثم التف خارجاً مغلقاً الباب خلفه دون ان يجيبها…تاركاً اياها واقفة مكانها بجسد يرتجف بقوة تبكى بشهقات مكتومة….
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور يومين….
جلست صدفة تشاهد التلفاز باعين شاردة بينما الثقل الذي بقلبها يزداد فقد مر يومين علي ما حدث بحفل ميلاد فارس ابن شهد و منذ ذلك اليوم و راجح يتعامل معها ببرود مقيت لا يتحدث معها ابداً يأتي كل ليلة بوقت متأخر من عمله يأكل طعام العشاء الذى تعده من ثم يذهب للفراش مباشرةً دون ان يتحدث اليها..
حاولت اكثر من مرة ان تتحدث معه و اقناعه انها لم تسرق شئ لكنه بكل مرة يقاطعها ببرود و جفاف انه لا يريد التحدث بالأمر ثم يتركها و يذهب…
قاطع شرودها هذا صوت رنين جرس الباب نهضت متجهه نحوه لكي تفتحه و هي تتوقع ان تكون هاجر او شهد فلا يوجد سواهم من يأتون لزيارتها…
لكن فور ان فتحت الباب اسرعت بمواربته مختبئة خلفه فور رؤيتها لتـ.ـو.فيق صديق راجح
هتفت بـ.ـارتباك و هي تختطف طرحتها من فوق الطاولة التي بجانب الباب
=ثوانى….
خرجت اليه مرة اخرى بعد ان غطت رأسها بالحجاب
=ايوة.. خير..
غمعم تـ.ـو.فيق الذى تحجج و أتى الي هنا لكى يراها فمنذ يوم الحفل و هو سيجن و يراها مرة اخرى لكن عنـ.ـد.ما فتحت له الباب و رأها بذلك الشعر الحريرى الاسود اعتقد ان قلبه سيقف من شـ.ـدة جمالها..
هتفت صدفة بحدة عنـ.ـد.ما ظل يتطلع اليها بصمت
=بقول خير…عايز حاجة…؟
خرج تـ.ـو.فيق من شروده هذا متنحنحاً قائلاً بـ.ـارتباك
=راجح هنا….
هزت صدفة رأسها قائلة بهدوء و هي تمسك بالباب الذي كانت مواربه اياه
=لا مش موجود….
اومأ رأسه و هو يخرج مبلغ من المال من جيبه قائلاً
=طيب لما يجى اديله الفلوس دي دول ١٠ الاف يبقي عليا له لسه ٥ الاف…
اخذتهم منه صدفة مغمغمة بهدوء
=طيب ماشي….
ثم انتظرت ان يلتف و يذهب حتي تغلق الباب لكنه ظل واقفاً مكانه مما جعله تهمهم بنفاذ صبر
=مش خلاص ولا في حاجة تانية…
اجابها تـ.ـو.فيق وهو يمرر عينيه علي جسدها من فوق لأعلي بنظرات ذات معنى
=بصراحة فيه… من يوم ما شوفتك في عيد الميلاد و انا بقول لنفسى ياريتك كنت اتبليتى عليا انا و بقيتي من نصيبي….
ليكمل وهو يرمقها بنظرات وقحة
=بس قوليلى انتى ازاى احلويتي كده يا بت يا صدفة…ده انتي طلعتي جـ.ـا.مدةيا بت….
اهتز جسدها بعنف كما لو صاعقة قد ضـ.ـر.بته فور ادراكها انه يعلم سبب زواجها من راجح لكنها قررت تجاهل كلمـ.ـا.ته تلك هاتفة بحده مقاطعة اياه
=بت لما تبتك يا بقف….و ابقي اسأل امك و هي تقولك ازاى
هتف تـ.ـو.فيق بحدة و هو يضغط علي فكيه بغـــضــــب
=و لزمته ايه قلة الادب دي…. اما بت قليلة الادب بصحيح…
نزعت صدفة النعال المنزلى الذي كانا ترتديه ممسكة به بيدها تلوح به امامه بتهديد
=واديك كمان بالجزمة فوق دmاغك صحيح راجـ.ـل ناقص….
لتكمل بحدة وهي لازالت ممسكة بالنعال بيدها تضغط على حروف كلمـ.ـا.تها بقسوة بينما وقف تـ.ـو.فيق يتلفت حوله خــــوفاً ان يسمع احداً صوتها المرتفع
=لولا اني مش عايزة اعمل مشاكل كنت عرفت جــوزى و هو كان يتصرف معاك…و تانى مرة متخطيش هنا طول ما راجـ.ـل البيت مش موجود عندك التليفون ابقي اتصل به و اعرف هو فين و غور روحله…
انهت جملتها تلك وهي تنظر اليه من الاعلي لأسفل بنظرة ممتلئة بالنفور و الغـــضــــب مهمهمة بازدراء
= جتك ستين داهية تاخدك… نطع بصحيح.. اتفو
ثم اغلقت الباب في وجهه بقوة اهتزت لها الارجاء تاركة اياه واققاً بوجه محتقن و جسد متصلب هامساً من بين اسنانه المطبقة
=بالشبشب…
ليكمل بسخريه هو يعتصر يديه بجانبه بقسوى
=عاملالي فيها شريفة اوي بروح امك….ماشي…
ثم التف مغادراً مسرعاً قبل ان يأتى احد و يراه…
بينما وقفت صدفة تستند الي باب الشقة تستمع الي خطواته المبتعدة وكامل جسدها يرتجف بعنف وضعت يدها فوق صدرها الذي كان يعلو و يهبط بقوة بانفعال..
لا تصدق انه تجرئ و اسمعها تلك الكلمـ.ـا.ت و كيف علم بأمر المخزن و ادعائها علي راجح…
احترقت عينيها بالدmـ.ـو.ع و قد انقبض قلبها فبالطبع راجح قد اخبره فمن غيره الذي سيخبره فقد كان صديقه المقرب…
لكنها لا يمكنها ان تلوم راجح فهى من أذته بادعائها الكاذب عليه وبالطبع يكرهها لما فعلته به فلما سيخاف علي سمعتها… لذا لا يمكنها لوم احد سوا ذاتها..
انهارت جالسة علي الارض تدفن وجهها بين ساقيها و قد تخذ جسدها يرتجف بقوة و الالم الذي بقلبها يكاد يزهق روحها…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق..
دلف راجح الي المنزل بعد يوم عمل مرهق ليجد صدفة جالسة بغرفة الاستقبال والظلام يحيط المكان.. دلف الي الغرفة مشعلاً الضوء قائلاً بحدة
=قاعدة في الضلمة ليه… ايه بتحضرى عفاريت..
لم تجيبه حيث اخذت تتطلع امامها بصمت متجاهلة اياه مما جعله يزفر بحنق و هو يتقدm لداخل الغرفة لكنه توقف مكانه عنـ.ـد.ما لمح الاموال الموضوعة فوق الطاولة اشار نحوها قائلاً
=ايه الفلوس دى…؟!
اجابته دون ان تنظر اليه..
=فلوس جبهالك تـ.ـو.فيق صاحبك و بيقولك يبقى عليه خـ……….
قاطعها بقسوة بينما يقبض على ذراعها جاذباً اياها منه لتصبح واقفة امامه
=قولتيلى مين…!؟!
اجابته بـ.ـارتباك و هى تتلملم في وقفتها
=تـ.ـو.فيق صاحبك..
هتف بحدة و يده تتشـ.ـدد حول ذراعها بقسوة مما جعلها تأن متألــمة
=و تـ.ـو.فيق زفت ايه جابه و انا مش هنا..
نزعت ذراعها من قبضته بحدة هاتفة بغـــضــــب
=و انا مالى ما تروح تقوله…هو
اخذت عينيه العاصفة بشرارت الغـــضــــب تمر علي جسدها المحكم داخل عبائتها الضيقة اشار برأسه نحو عبائتها التى ترتديها و النيران تندلع بصدره عند تخيله لصديقه يراها بهيئتها تلك
=فتحتيله بمنظرك ده….؟
ارتبكت صدفة شاعرة بالخــــوف من اخبـ.ـاره بالحقيقة خــــوفاً من ردة فعله لكنها بالنهاية همست بالحقيقة فهى لم تفعل شئ لكى تخاف منه
=كنت…كنت لابسة طرحة طويلة و كنت واقفة و را الباب…. ادانى الفلوس من علي الباب و مشى….
اومأ برأسه مزمجراً بقسوة لاذعة
=تانى مرة مادام انا مش في البيت متفتحيش الباب لحد….
قاطعته بحده واضعة يديها حول خصرها بانفعال و قد صدmتها كلمـ.ـا.ته تلك
=ليه ان شاء الله عيلة صغيرة انا و مش هعرف اخد بالى من نفسى…
لتكمل بحدة و نفاذ صبر و قد احتقن وجهها من شـ.ـدة الغـــضــــب
=انت مش ملاحظ انك بقيت خناقنى و كل شوية اوامر و تحقيقات ألبسى ده.. لا متلبسيش ده… بتتكلمى مع ده ليه.. لا بتضحكى مع ده ليه… متطلعيش البلكونة الا و طرحة على شعرك ايه خلاص وصلت كمان لباب الشقة….
وقف يتطلع اليها بصمت
شعر بالارتباك و التـ.ـو.تر و هو يرى صدق و منطق كلمـ.ـا.تها فهو بالفعل صار مهوس بالتحكم بها وبتصرفاتها يود لو يخفيها عن اعين جميع الرجـ.ـال بل لو اراد الصدق مع نفسه فهو يود لو يخفيها عن اعين جميع الرجـ.ـال و النساء يرغب بها لنفسه فقط…
زفر بحنق فاركاً وجهه بغـــضــــب مديراً ظهره لها بينما يخرج هاتفه فسوف يحدث تـ.ـو.فيق و يحذره من الا يأتى هنا مرة اخرى الا بعد ان يتصل به حتى و ان كان الامر هاماً…
شاهدته صدفة يتجه نحو الشرفة الخارجية ثم سمعته يتحدث بالهاتف مع صديقه بصوت حاد لاذع ثم تحول الى غاضب صارم
ضـ.ـر.بت يدها بخدها وهى تهمس
=كل ده علشان عرف انه جه و هو مش موجود اومال بقى لو عرف بقى اللي قاله هيعمل فيه ايه هيقــ,تــله..
لذا اذا كان لديها رغبة باخبـ.ـاره عما فعله صديقه فقد تبخرت رغبتها تلك لاﻧها تعلم اذا اخبرته فسيحدث شيئان..
اما ان راجح سيصدق كلمـ.ـا.تها و بهذة الحالة من المؤكد انه سيقوم بقــ,تــله.. و هذا بالطبع ليس ما تريده ليس خــــوفاً على ذلك الحقير الذى يدعى تـ.ـو.فيق انما خــــوفاً على راجح فقد كان متهوراً و لا تضمن ردة فعله..
او انه لن يصدقها و يشكك بها و ينعتها بالكاذبة كعادته و هذا ما لا تريده ايضاً فهى قادرة علي التعامل بمفردها مع الأمر فقد واجهت الكثير من هذة المواقف…
خرجت من افكارها تلك عنـ.ـد.ما رأت راجح يخرج من الشرفة بعينين ملتمعة بالقسوة و وجهه محتقن بشـ.ـدة..
تراجعت للخلف وهى تغمغم سريعاً
مشيرة نحو المال الموضوع على الطاولة
=فلوسك عندك اهها انا خدتها منه ومعدتهاش.. عدها انت براحتك….
لتكمل بتـ.ـو.تر و حدة
=علشان لو طلعت ناقصة تكلم صاحبك و تعرفه …
غمغم راجح بقسوة يتخللها التهكم بينما يتجه نحو االطاولة
=متأكدة انها هتبقى ناقصة بسبب صاحبى مش بسببك يعنى….
ليكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و هو يتناول المال من فوق الطاولة
=ده الواحد المفروض بعد ما يسلم عليكى لازم يعد صوابع ايده… و يخاف منك…
فرت الدmاء من جسدها فور سماعها كلمـ.ـا.ته القاسية تلك شاعرة بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه اخفضت رأسها بينما تحاول السيطرة على الدmـ.ـو.ع التى ملئت عينيها بينما شعورها بالظلم و الاهانة ينهشان قلبها..
وقف راجح يتابع حالتها تلك شاعراً بالارتباك و التـ.ـو.تر فقد توقع ان تجادله و تتشاجر معه و ليس ان تقف بحالتها المنكـ.ـسرة تلك..
تجمد جسده عنـ.ـد.ما رأى كتفيها يهتزان بضغف بينما رأسها لايزال منخفض يحجبه ستارة شعرها الحريرى..خرج منها صوت صغير متألــم كان كسكين غرز بقلبه
اقترب منها مغمغماً بـ.ـارتباك
=صدفة….
لكنها ابتعدت عنه مندفعة خارجة من الغرفة مما جعله يلعن بحدة بينما يلحقها لداخل غرفة النوم ليجدها جالسة علي طرف الفراش بوجه شاحب و عينيها ضبابيتين تحاول مكافحة الدmـ.ـو.ع…
لكن ما ان رأته دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكـ.ـسرة..
احشاءه التوت بشـ.ـدة داخله فور سماعه صوتها المنكـ.ـسر هذا
اقترب منها جالساً علي عقبيه امامها و هو يشعر بالنـ.ـد.م على كلمـ.ـا.ته القاسية تلك.
ابعد يديها عن وجهها رغم مقاومتها له مما جعلها تشيح بوجهها بعيداً لكن ليس قبل ان يرى خطوط الدmـ.ـو.ع المتساقطة علي خديها..
مال الي الامام ممسكاً بيديها بين يديه و ظل ينظر اليها حتى بادلته النظرات بعينين مغروقتين بالدmـ.ـو.ع غمغم بصوت مختنق
=حقك عليا متزعليش…
همست بألــم من بين شهقات بكائها الممزقة
=انا تعبت.. تعبت من انى كل شوية اسمع كلام زى السم على حاجة معملتهاش….
لتكمل بصوت ممزق و كامل جسدها يرتجف
=و الله العظيم انا مش حـ.ـر.امية… و لا عمرى مديت ايدى علي حاجة مش بتاعتى…
نزعت يدها من يده مائلة بجسدها علي الفراش متناولة من فوق الطاولة المصحف الشريف رافعة اياه علي وجهها وهى تهمس بصوت مختنق
=و المصحف الشريف… انا مسرقتش منك ولا من غيرك…
انهت كلمـ.ـا.تها محتضنه المصحف الي صدرها تبكى بحرقة و ألــم…
شعر راجح بقبضة تعتصر قلبه اقترب منها ملتقطاً المصحف منها واضعاً اياه برفق فوق الطاولة مرة اخرى قبل ان يجلس بجانبها ويسحب اياها برفق بين ذراعيه يحتضنها و لمفاجأته لم تقاومه بل استسلمت له دافنه وجهها بصدره تنتحب بشـ.ـدة
اخذ يمسد بيده برفق فوق شعرها احنى رأسه هامساً لها بصوت منخفض مختنق مقبلاً رأسها بحنان و هو يدرك ان ردة فعلها تلك لا يمكن ان تخرج الا من شخص يشعر بالظلم لاتهامه بشئ لم يرتكبه
=حقك عليا… متزعليش…
ظل يردد تلك الكلمـ.ـا.ت وهو مستمر بتمسيد شعرها و ظهرها بحنان تاركاً اياها تبكى فوق صدره محاولاً تهدئتها و اراحتها…
ظلت صدفة مستكينه فوق صدره شاعرة بالاستنزاف و الخمول بعد ان اخرجت كل ما بصدرها من بكاء..
ابتعدت عنه بهدوء تنوي التمدد فوق الفراش حتى تنام و ينتهى هذا اليوم لكن اسرع راجح بجذبها من ذراعها مانعاً اياها همست باعتراض بينما تحاول الافلات منه
=سيبنى يا راجح انا عايزة انام…
شـ.ـدد قبضته حولها مانعاً اياها و هو يغمغم بصرامة
=لا مش هتنامى و انتى زعلانة….
ليكمل و هو ينحنى نحوها حاملاً اياها بين ذراعيه مما جعلها تصرخ متفاجأة
=هطلب لنا اكل من برا..و نسهر انا وانتى قدام التلفزيون و نتفرج علي مسلسل لن اعيش بجلباب ابى اللى انتى بتحبيه..
همست بـ.ـارتباك بينما تعقد ذراعيها حول عنقه حتى لا تسقط
=عرفت منين انى بحب مسلسل لن اعيش في جلباب ابى….
اجابها بينما يحنى رأسه نحوها وابتسامة واسعة متسامحة ترتسم علي شفتيه
=و هو انتى بتتفرجى على حاجة غيره ليل نهار مشغلاه….
احمر و جهها بخجل بينما اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تزداد داخل صدرها بجنون انزلها برفق فوق الاريكة بغرفة المعيشة ثم جلس بجانبها قائلاً و هو يتناول هاتفه
=هااا عايزة تاكلى ايه يا ستى
بيتزا… كريب… شاورما
عضت شفتيها بـ.ـارتباك غير قادرة علي اخبـ.ـاره انها لم تتناول اي من تلك الاشياء من قبل فهى تعرفها فقط من مشاهدتها للاعلانات علي التلفاز حيث ان المال الذى كانت تقتطعه من مال عملها كانت تدخل به جمعيات حتى تأتى بجهاز عرسها و الذى بالنهاية دmرته اشجان و عنـ.ـد.ما كانت ترغب احياناً بالترفيه عن نفسها تأتى بعبوة كشرى مصرى صغيرة …
همست اخيراً باضطراب بينما تهز كتفيها خائفة من اختيار شئ لا تعرفه لذا اختارت ما اعتادت على اكله
=كشرى مصرى….
غمغمم راجح بمرح بينما يشير نحو التلفاز
=ده بمناسبة اننا بـ.ـنتفرج علي فاطمة كشرى مش كده…
ضحكت صدفة بخفة اقترب منها ممرراً يده بحنان فوق وجهها مبعداً شعرها خلف اذنها
=عايزة حاجة تانية اجيبهالك…
هزت رأسها بالرفض و قلبها يتضخم داخل صدرها متمتعة بحنانه هذا…
و فور ان طلب الطعام شغل التلفاز علي المسلسل ثم جلس بجانبها علي الاريكة جاذباً اياها بجانبه محيطاً اياها بذراعه يحتضنها منا جعل ترتبك و تتردد لتستلم بالنهاية وتسند رأسها على كتفه تشاهد معه المسلسل لترتسم على شفتيها ابتسامة عنـ.ـد.ما انحنى طابعاً على رأسها قبلة حنونة بينما ذراعيه التى تلتف حولها تتشـ.ـدد من حولها محتضناً اياها اكثر..
بعد مرور نصف ساعة…
كان كلاً من راجح يجلسان على الارض بجانب بعضهم البعض يتناولان الطعام الموضوع فوق الطاولة المنخفصة بغرفة المعيشة بينما يشاهدان التلفاز باهتمام..
توقف راجح عن تناول طعامه متابعاً بشغف تلك التى تبتسم بينما تتابع مسلسلها المفضل بكامل تركيزها..
تنحنح متردداً قبل ان يستجمع شجاعته حتي يطرح عليها ذلك السؤال الذى كان من المفترض ان يسألها اياه منذ ذلك اليوم الذى ادعت عليه به بتلك التهمة الحقيرة..
و بداخله امل ان يكون هناك سبباً لفعلتها تلك و الا تكون تلك المخادعة التى نصبت له فخاً
=صدفة….
همهمت مجيبة اياه و هى تتناول طعامها بينما عينيها لازالت مسلطة علي التلفاز تشـ.ـددت قبضة راجح الممسكة بملعقة الطعام قائلاً بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=ليه اتبليتى عليا يوم المخزن..و قواتى انة حاولت اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبك؟
شحب وجه صدفة فور سماعها سؤاله هذا و قد فرت الدmاء من جسدها شاعرة بالارض تميد من تحتها التفت تنظر اليه باعين متسعة مليئة بالاضطراب و الخــــوف لا تدرى بما تجيبه خائفة من قول الحقيقة له عن اعتداء اشرف عليها فيكون قد نصب لها فخاً حتى يقوم بالايقاع بها واثبات برائته ليقوم بعدها بتطليقها و فضحها…
اخذ عقلها الفازع يصور لها ما يمكن ان يحدث اذا اخبرته فليس من المستبعد ان يقوموا بتزويجها لأشرف بعد ان يطـ.ـلقها راجح…
وضعت الطعام من يدها مغمغمة بحدة بينما اخذ جسدها يرتجف
=هيكون ايه يعنى…. ما انت عارف كل حاجة…… لازمته ايه تفتح في الموضوع….
لتكمل بحدة لاذعة متصمعة الغـــضــــب
=ولا انت لقتنى قاعدة مرتاحة شوية قولت تعكنن عليا….ما انت مش بترتاح الا لما تقرف فيا و تحرق في دmى….
انتفض راجح واقفاً ملقياً بحدة عبوة طعامه علي الطاولة مقاطعاً اياها بقسوة و هو يشعر بخيبة الامل
=لا اقرفك و لا تقرفينى…..
ثم تركها و غادر الغرفة بخطوات ممتلئة بالغـــضــــب و الحدة…
شاهدته صدفة يغادر شاعرة بقلبها ينقبض بالألــم دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم بكائها لكنها فلتت منها منكـ.ـسرة لتنفجر بعدها ببكاء ممزق و هى لا تدرى هل ما فعلته كان صحيح ام خطأ….
دلفت بعدها الى غرفة النوم لتجدها فارغة ظلت جالسة على طرف الفراش تنتظره معتقدة انه بالحمام لكن مر اكثر من ساعه و لم يظهر بعد نهضت اخيراً لتتفحص الحمام اتجهت نحو غرفة نوم الاطفال تفتح بابها برفق لتجده غارقاً بالنوم باحدى الاسرة مما جعلها ترغب بالبكاء مرة اخرى فرغم كل ما حدث بينهم كانت هذة المرة الاولى التى يترك بها غرفتهم….
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالى….
غمغم بحدة اشرف الذى كان مستلقى على الاريكة التى ببهو شقتهم عنـ.ـد.ما رأى والدته تتجه نحو باب المنزل تستعد للمغادرة
=راحة فين ياما….؟
التفت اليه اشجان قائلة بينما تنحنى ترتدى حذائها
=راحة اعمل اللى قولتلك عليه…
انتفض اشرف جالساً قائلاً بفزع
=يا نهار اسود…
ليكمل و هو ينهض متجهاً نحوها
=ياما اللى عايزة تعمليه ده خطر راجح الراوى لو قفش كدبك فى حاجة زى دى ممكن يقــ,تــلك…
هتفت اشجان بانفعال و هى تدفعه بيدها في وجهه..
=متفولش في وشى يا ابن الجزمـ.ـة بعدين هيعرف منين انت مش قولت انها دبسته في الجوازة و اتبلت عليه…
اومأ اشرف برأسه قائلاً
=ايوة…..بس افرضى كان دخل عليها و جوازهم بقى حقيقى البت صاروخ متتسبش…
ضـ.ـر.بت اشجان يدها فوق يدها الموضوعة اسفل صدرها هاتفة بحدة
=لا اطمن جوازهم مش حقيقى…و مدخلش عليها اى راجـ.ـل مكانه مهما كانت حلوة هتفضل حتة انها اتبلت عليه و فضحته واقفة في زوره مش هيقدر يبلعها…..
قاطعها اشرف هامساً بشغف بينما يفرك بيده صدره
=عليا النعمة…لو حتى قـ.ـا.تلنى بسكينة تلمه ما هيفرق معايا دى صاروخ ارض جو يامااااا
بصقت اشجان عليه مغمغمة بغـــضــــب
=و هو انت راجـ.ـل ده انت عيل برياله ماشى تريلى عليها و طول اليوم مصدعنى بها….
مسح اشرف وجهه قائلاً بحدة
=انتى بتتكلمى كده علشان مشوفتهاش ده انا الاسبوع اللي فات كنت واقف بشرب عصير قصب فى العصارة اللي فى السوق وشوفتها معديه هى و شهد الراوى… عليا النعمة زمان كنت بضـ.ـر.ب المثل بشهد الراوى في الجمال و الحلاوة المرة دى شهد هوا جنبها و لا كأنها باينه كده البت فرسه بحق…….
ربتت اشجان على صدره قائلة بسـ ـخـــريــة
=طيب يا ابو رياله ادينى راحة اجيبهالك هنا تانى تعيش خدامة تحت رجلك على الله ترحم امى من صدعاك…..
اسرع اشرف بلف ذراعيه حول والدته هاتفاً بحماس و هو يحتضنها
=ياحبيبتى ياما بتعملى كل ده علشانى….
دفعته اشجان بحدة بعيداً هاتفة بغـــضــــب
=ابعد يا اهبـ.ـل يا ابن الاهبـ.ـل هتخـ.ـنـ.ـقنى…..
لتكمل و هى تعدل من وضع شعرها الذى بعثره
=بعدين مش بعمل ده لسواد عيونك انا بعمل ده علشان في نار جوايا بتغلى كده كل ما بسمع الناس بتتكلم عن العز اللي هى عايشة فيه…
لتكمل بحقد و غل و هى تشير باصبعها نحو الارض بجانب حذائها
=و دينى لأرجعها هنا تحت جزمتى و اخليها اعفن و اوسـ.ـخ من الاول…
ثم اختطفت حقييتها و غادرت المنزل مغلقة الباب خلفها بقوة تاركة اشرف يراقب مغادرتها تلك و ابتسامة واسعة ترتسم فوق شفتيه…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة…
كان راجح يتطلع بشرود الى الاوراق التى امامه علي مكتبه وعقله منشغل بتلك التى تركها بالمنزل نائمة حيث انه ذهب الى العمل مبكراً حتى لا يتواجه معها فقد حاول بالامس جعلها تتحدث معه و تخبره لما قامت بهذا الادعاء الحقير بحقه.. فحتى و ان اخبرته انها فعلته من اجل حاجتها للمال كان سيحاول يتفهم لما احتاجته خاصة و انه كان سيتقبل الامر بسبب فقرها و حاجتها اليائسة للمال…
خرج من شروده هذا عنـ.ـد.ما سمع طرق علي باب مكتبه رفع رأسه ليجد اشجان زوجة متولى تدلف الى الغرفة وهي تهتف بصوت مرتفع
=السلام عليكم…
لتكمل و هى تتقدm نحو مكتبه
=ازيك يا راجح باشا….
تعجب راجح من زيارتها تلك اومأ برأسه مغمغماً بهدوء
=وعليكم السلام
ليكمل مشيراً نحو المقعد الذي امام مكتبه
=اقعدى يا ام اشرف… خير
جلست اشجان على المقعد الذى اشار اليه مغمغمة بـ.ـارتباك
=خير… خير طبعاً يا راجح باشا….
لتكمل سريعاً وهي ترسم علي وجهها الحـ.ـز.ن
=بصراحة كده انا جيالك تبقى وسطة خير بينى و بين صدفة….
تراجع راجح في مقعده يتطلع اليها بصمت مما جعلها تردف بصوت حزين
=اصل بكلمها بقالى مدة مبتردش عليا في التليفون و بصراحة خايفة اروحلها شقتها تطردنى اصلها شايلة منى اوى….
قاطعها راجح بحدة
=ما عندها حق تزعل… لما انتى و جوزك اللي المفروض اهلها و مالهاش غيركوا محدش فيكوا فكر يحضر فرحها و يقف معاها… وحتى في الصباحية و طول الشهر اللي فات من يوم ما اتجوزت محدش فيكوا فكر يجى يزورها او يرفع عليها تليفون و يطمن عليها…….
.
همست اشجان بـ.ـارتباك
=نعمل ايه بس ما هى بعد خناقتنا يوم العفش هى اللى حرجت علينا محدش يقرب منها او يحضر الفرح…
لتكمل بخبث بينما ترسم على وجهها الهدوء كما لو كانت تتحدث بعفوية
=هي من بعد ما عرفت انى عرفت اللي كان بينكوا قبل الجواز و هى مش طايقنى فاكرنى هذلها باللى عرفته عنها…….
تشـ.ـدد جسد راجح بقسوة فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك اعتدل في جلسته مغمغماً بصوت جعله هادئ قدر الامكان
=و انتى عرفتى ازاى اللي حصل بنا قبل الجواز…..
ضـ.ـر.بت اشجان يدها على صدرها ممثلة الفزع
=يقطـــعـــنى و يقطع لسانى اللي متبرى منى ده اهو…..
ضيق عينيه بغـــضــــب عليها مقاطعاً اياها بخشونة وعصبية مفرطة
=انجزى عرفتى منين….
همست اشجان بصوت مرتجف بينما تتطلع اليه بـ.ـارتباك
=عرفت… عرفت بالصدفة و الله من 3 شهور كنت سمعت صدفة في مرة بتتكلم في التليفون بليل كانت فاكرة انها في البيت لوحدها علشان كنا بايتين عند اختى بس انا رجعت اجيب الشاحن بتاع الموبيل اصل كنت نسيته و…..
ضـ.ـر.ب راجح بيده فوق سطح مكتبه مقاطعاً اياها بقسوة و نفاذ صبر
=انجزى هتحكيلى قصة حياتك……
اومأت برأسها بهلع و هي تهمهم بخــــوف
=حاضر حاضر… سمعتها بتكلم واحد وهى بتعيط بتطلب منه يتجوزها و يستر عليها بعد ما سلمت نفسها له….
انسحبت الدmاء من جسد راجح شاعراً بلكمة قوية تصيب صدره فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك بينما توقفت اشجان تراقب ردة فعله علي كلمـ.ـا.تها تلك لترتسم ابتسامة داخلها فور ان رأت وجهه الذى احقن بالغـــضــــب والصدmة لتكمل سريعاً
=و لما دخلت عليها و حاولت اعرف اسم الجدع اللي غلطت معاه علشان احاول اخليه يصلح غلطته منها رفضت و قعدت تزعق معايا….
قاطعها راجح بصوت مشـ.ـدود خشن بينما يضيق عينيه بغـــضــــب
=الكلام ده كان امتى….
اجابته بصوت مرتجف وقد اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تزداد من شـ.ـده الخــــوفمن عينيه المظلمة المسلطة عليها
=مش..مش فاكرة و الله يا باشا..
لتكمل موضحة جاعله شكه يزداد اكثر و اكثر….
=ممكن من حاولى شهرين بس انت جيت بعدها اتقدmتلها فهمت ان لامؤاخذة يعنى ان انت اللي غلطت معاها….
لتكمل بعفوية مصطنعة متجاهلة شرارات النيران التي تندلع من عينين مستمعها
=اصل بصراحة يعني واحد زيك يا باشا هيعوز يتجوز واحدة زى صدفة ليه ده الحي كله اتصـ.ـد.م لما عرف بجوازك منها….
توقفت قليلاً قبل تضـ.ـر.ب يدها فوق ساقها هامسة بصوت باكى
=ويوم العفش بتاعكوا لما واجهتها و فهمتها ان انا عارفة انه انت قعدت تصوت وتضـ.ـر.ب فيا و حلفت 100 يمين ما احضر لا انا و متولى الفرح…كانت خايفة ان اقول لحد…..
لتكمل مشيرة نحو المصحف الموضوع علي المكتب بجانب راجح
=مع ان و المصحف الطاهر ده يا باشا حلفتلها ان سرها في بير وما هفتح بوقي بس هي مسمعتنيش و من يومها و هي مقاطـــعـــنا حتى الاتصال مبتردش علينا علشان كده جيتلك تتوسط لنا و تفهمها ان انا و الله ما هنطق دى بـ.ـنتى يا ناس حد يفـ.ـضـ.ـح ينته…..
اخذت تتحدث بكلمـ.ـا.ت منفعله لكن
لم يكن راجح يستمع اليها حيث قد بدأ عقله يربط كلمـ.ـا.تها بما حدث فالان يعلم لما اتهمته بذلك الاتهام الحقير فقد سلمت نفسها الى رجل اخر و عنـ.ـد.ما تهرب منها و لم يتزوجها قامت بالصاق تلك التهمة البغضاء به محاولة التستر على فعلتها…
تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة شاعراً كأن ستار اسود من الغـ.ـصـ.ـب اعمت عينيه….غـــضــــب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدmار والمـ.ـو.ت انتفض واقفاً و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة…
هتفت اشجان بقلق مصطنع عنـ.ـد.ما رأته ينتقض واقفاً متجهاً نحو باب الغرفة
=رايح فين يا راجح باشا…
لكنه تجاهلها و اتجه نحو الباب بخطوات غاضبة مشتعلة ليصطدm بقوة بتـ.ـو.فيق الذى كان واقفاً بمدخل الباب و الذى سمع بالصدفة الحديث الذى دار بالداخل هتف بقلق حقيقى محاولاً الامساك براجح
=رايح فين… اعقل يا راحج متتهورش
لكن راجح جذب نفسه منه و اندفع خارجاً و على وجهه يرتسم تعبير وحشى يجعل من يراه يفر هارباً…
. فور دخول راجح الي الشقة الخاصة به وقف بمدخلها بجسد متشـ.ـدد بالغـــضــــب و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره بينما عينيه الثائرة بالغـــضــــب تدور بالانحاء بحثاً عن تلك التي اكتشف مدى حقارتها فقد اوقعته بتلك الزيجة ملصقة به جريمة ابشع ما يمكن ان يتهم به الرجل حتي تلصق به خطيئتها مع رجل اخر قد سلمت نفسها له…
وقعت عينيه على السكين الموضوع بجانب طبق الفاكهة الموضوع على طاولة الطعام فلم يشعر بنفسه الا و هو يندفع يلتقط تلك السكين بين يده و رغبة بالقــ,تــل تشتعل بعروقه و تعمى عقله..
تصلب وجهه بينما اشتدت قبضته حول السكين التى بيده فور رؤيته لصدفة تخرج من المطبخ و التى ما ان رأته توقفت بمكانها و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامة واسعة فرحة
=ايه ده انت جيت بدرى….
لتكمل بحماس و هى تشير نحو الطنجرة الممتلئة باوراق الملفوف فقد استيقظت باكراً حتى تعد له الاطعمة التى يحبها في محاولة منها لمراضاته بعد ان تسببت باغضابه بليلة أمس
=عارف انا بعملك ايه محشي و بط…….
تسارعت انفاس راجح و احتدت بشـ.ـدة و هو يراقبها دون ان يسمع كلمة و احدة مما تقوله حيث كان السعير الذي بداخله من خيانتها له يصم اذانه و يكوي اعماقه… يرغب بان يمزقها بتلك السكين…لكنه اولاً سيجعلها تدفع ثمن ما تسببت له من ألــم …
اتجه نحوها بخطوات مندفعة غاضبة جاذباً اياها نحوه بقسوة مما جعلها تشهق بقوة بينما تسقط الطنجرة من يدها و تتناثر محتوياتها علي الارض…
همت بالتحدث لكنه قبض علي شفتيها يلتهمها بعنف مما جعلها تهمهم محتجة لكن اصبحت همهمتها تلك مكتومة بفعل فمه الذى كان يطبق على شفتيها بقسوة مؤلمة….
اصبح يقبلها بضراوة عنف ..جاذباً عنق عبائتها ممزقاً اياها مما جعلها تدفعه بيدين متخبطتين في صدره محاولة ابعاده و هى تصرخ متألــمة لكنه اسرع بالقبض علي يديها بين يده الخالية من السكين مقيداً اياها خلف ظهرها بينما لايزال يلتهم شفتيها بشراسة و غـــضــــب…
كانت قبلته تلك لم يكن بها شئ من الاثارة او الرغبة بلا كانت قبلة ميلئة بالغـــضــــب يرغب بايذائها من خلالها….
حرر شفتيها التى اصبحت مكدومة بشـ.ـدة قبل ان ينحنى مقبلاً عنقها بعنف وقسوة مما جعلها تصرخ متألــمة لكنه كان غارقاً فى عاصفة غـــضــــبه و لم يهتم بألامها…
عاد مرة اخرى لشفتيها يلتهمها بقسوة اكبر و كانت قسوته تلك تزداد اكثر و اكثر بدافع نيران الغيرة التى كانت تلتهم قلبه و تمزقه كلما تذكؤ انها سلكت نفسها لرجل اخر و سمحت له بلمسها و تقبيلها..ان يتملكها…..
كانت تتألــم من مما يفعله بها لا تعلم ما به يجب عليها ان تتغلب علي غـــضــــبه الذى كانت قد تسببت به برفضها الحاد ليلة أمس باخبـ.ـاره بما حدث بتلك الليلة المشؤومة…
لذا بدأت تستجيب لقبلته القاسية تلك برقة محاولة امتصاص غـــضــــبه و فور ان اطلق سراح يديها قامت بعقد ذراعيها حول عنقه تربت بلطف محاولة تهدئته..
لتنجح خطتها بالفعل حيث اصبحت شفته الين كثيراً من قبل…
مقبلاً اياها برفق لكن لم تمر سوا لحظات و انتفض مبتعداً عنها و و هو يلعن نفسه بقسوة بسبب ضعفه نحوها…
تراجع خطوة للخلف و يده تقبض بقسوة علي السكين الذى لا يزال بيده و التى كانت صدفة غافلة عنه بينما شيطانه يأمره بالاندفاع نحوها و غرز السكين تلك بقلبها لكنه تراجع للخلف خطوة مزمجراً بشراسة من بين اسنانه المطبقة بقسوة و قد ارعـ.ـبته افكاره الوحشية حولها
=ادخلى الاوضة و اقفلى على نفسك بالمفتاح….
همست صدفة بـ.ـارتباك و هى لا تفهم لما يطلب منها فعل هذا
=راجح….اهدى ايه حصل بس لكل ده …..
انهت كلمـ.ـا.تها تلك بينما تتقدm نحوه بخطوات بطيئة مترددة لكنها تراجعت وعيونها متسعة بالخــــوف فور ان زمجر هاتفاً بها بشراسة جعلت الدmاء تجف بعروقها
=قولتلك ادخلى الاوضة و اقفلى عليكى….
وقفت تتطلع اليها بتردد لكنها انتفضت في مكانها بفزع فور ان صرخ بها و عينيه كانت محتقنة بشكل جعل قلبها يرتجف خــــوفاً
=يلا…..
التفت راكضة نحو غرفة النوم تغلق بابها بالمفتاح كما أمرها تستند عليه و قلبها يقصف داخل صدرها برعـ.ـب و هى لا تفهم ما يحدث معه ..
بينما ظل راجح واقفاً بمكانه يتطلع باعين مظلمة بالوحشية الى المكان الذى اخلته قبل ان يلقى السكين الذى بيده و هو يطـ.ـلق صرخة مدويه تنم عن مدى الغـــضــــب و الالم الذي يشعر به..
ثم اخذ يدmر و يكـ.ـسر كل ما تقع يده عليه مخرجاً محاولاً اخماد غـــضــــبه الذى كان يلتهمه من الداخل و هو يلعن نفسها لضعفه نحوها الذى جعله عاجزاً بهذا الشكل المزرى…
كانت صدفة تستند الي الباب تبكى وجسدها يرتجف بخــــوف و هي تسمتع الى صوت صياحه الوحشى و تدmيره للاشياء بالخارج و هي لا تستوعب هل كل هذا لانها رفضت اخبـ.ـاره عما حدث ا ظلت تضم جسدها حتي انهارت قدmيها اسفلها لتجلس على الارض وهي تضع يديها حول اذنها محاولة حجب صوته المرعـ.ـب و تدmيره للاشياء حامدة الله انه لا يوجد معهم احد بالمنزل حيث ذهبت عائلته لزيارتهم الشهرية لاقارب عابد بالصعيد…
مرت عدة دقائق…
حتى حل الصمت بـ.ـارجاء المكان
نهضت على قدmيها المرتجفة و ترددت قليلاً قبل ان تستجمع شجاعتها و تفتح الباب و تخرج…
و ما ان خرجت للبهو اطلقت شهقة قوية فور رؤيتها للمكان الذى دmر بالكامل حيث كان شظايا زجاج الزهريات و تحف الزينة المحطمة تملئ الارضية و مقاعد الطاولة ملقية انحاء المكان وكان يوجد واحد بينهم محطم تماماً كما لو كان قد اخذ يضـ.ـر.به بالارض عدة مرات اخذت تبحث عنه لكن المكان كان فارغ لتدرك انه قد غادر مرة اخرى…
قبل ان تنهار جالسة على الارض غير عابئه بشظايا الزجاج و هى لا تعلم كيف ستتعامل مع غـــضــــبه هذا عنـ.ـد.ما يعود…
༺༻༺༻༺༻༺༻
« بعد مرور عدة ساعات »
كانت صدفة جالسة بغرفة الاستقبال و عينيها نصف مغلقة و التعب و الارهاق يمزقان جسدها فقد امضت الساعات الماضية في تنظيف الفوضي التي اخلفها راجح…
و رغم تعبها هذا الا انها لم ترغب بالنوم حتي تطمئن عليه فقد ظلت تتصل به عدة مرات طوال الساعات الماضية لكنه لم يجيب عليها تعلم انه غاضب منها بسبب عدm اجابتها على سؤاله بليلة امس لكنها لم تتخيل ان يصل بها الغـــضــــب الي هذا الحد لذا قررت اخبـ.ـاره ستجازف و تخبره بكل شئ فهي لا تقوي علي اغضابه او إحزانه حيث اصبح لا يمكنها انكار او مقاومة الامر اكثر من ذلك فهي تحبه… نعم تحبه فمنذ زواجها منه و هو رغم المصائب التي ارتكبتها بحقه لم يعاملها بسوء كما عاملها جميع الاشخاص الذين مروا بحياتها…
لا تنكر انه باوقات يصبح غاضباً و لا يطاق لكنه لا يستمر فى غـــضــــبه هذا كثيراً كما لا يتسبب في ايذائها عن قصد…
حيث كان يغدقها بحنانه في كثير ﻤن الاحيان… حنان لم تجربه من قبل فالجميع كان يعاملها بقسوة بدءً من متولى زوج والدتها الي اشجان زوجته و ولدها اشرف…
و جميع الاشخاص التي كانت تتعامل معهم بحكم عملها فقد كانوا يتعاملوا معها بازدراء كما لو انهم اعلى منها شأناً..
لذا واجبها نحوه ان تعترف له بكل ما حدث بتلك الليلة.. لا تقوي ان تراه علي حالته تلك ترغب بان تستعيد اوقاتهم السعيدة سوياً مثل ان يقضوا الأمسية ككل ليلة يحتضنوا بعضهم البعض و هم يشاهدان مسلسلها المفضل…
فوقتها تشعر بانها ملكت العالم بأكمله بانها أمنه بين ذراعيه لا شئ يمكنه ان يؤذيها…
انسابت الدmـ.ـو.ع من عينيها بينما شعور من الخــــوف يقبض على صدرها..ماذا لو قام بتطليقها بعد ان يعلم الحقيقة فكيف ستعاود العيش مع اشرف تحت سقف واحد او الاسوء ماذا لو اخبر عابد والشيخ حسان و اجبروها علي الزواج من اشرف بعد ان يطـ.ـلقها راجح…
هزت رأسها بقوة طاردة تلك الافكار التي تكاد ان توقف قلبها من شـ.ـدة الخــــوف…
فهي ستخبره.. نعم ستخبره ولن تتراجع عن قرارها هذا اياً كانت عواقبه…
ظلت جالسة تنتظره حتي بدأت عينيها تغلق من شـ.ـدة النعاس لكنها انتفضت مستيقظة عنـ.ـد.ما سمعت الصوت القوى لاغلاق باب الشقة
فتحت عينيها لتجد راجح يدلف الى غرفة الاستقبال بوجه مقتضب حاد و عينين قاسية تلتمع بالغـــضــــب…
لكنها تجاهلت غـــضــــبه الواضح هذا ونهضت متجهه نحوه قائلة بلهفة
=راجح اتأخرت ليه….
لتكمل بصوت مرتجف عنـ.ـد.ما ظل يتطلع اليها بصمت و ذات التعبير الحاد القاسي مرتسم علي وجهه
=انا عارفة انك مضايق مني و مش طايقنى…
وضعت يدها فوق يده تمسك بها وهي تهمس بصوت مرتجف وقلبها يقصف بخــــوف داخل صدرها بسبب ما هي مقبلة عليه
=انا و الله هحكيلك على كل حاجة حصلت في يوم المخزن…. بس انت اهدى و متتعصبش..
تركت يده بينما تتخذ خطوة للخلف و هى تلتقط نفساً عميقاً مستجمعة شاجعتها قبل ان تبدأ باخبـ.ـاره بما حدث بذلك اليوم و محاولة اشرف للاعتداء عليها و هروبه فور سماعه صوت خطواته يقترب منهم..
همست بصوت ضعيف مهتز بينما ترفع عينيها اليها وهى تبكى
=عارفة انى ظلمتك…
لتكمل بينما الخــــوف يضـ.ـر.ب اعماقها عنـ.ـد.ما رأت وجهه الذى اشتد اكثر بالقسوة و الغـــضــــب فاذا كان غاضباً عنـ.ـد.ما اتى قيراط واحد اصبح الان غاضباً عشرين قيراط
ارتجف صوتها خــــوفاً بسبب عينيه المسلطة عليها بحدة
=و الله مكنش قدامى غير انى اتبلى عليك و الا كان هيجوزونى لاشرف… بعدين انا قولت ابوك هيدارى على الليلة علشان انت ابنه و استحالة هيجوزك لواحدة زيي…..
لتكمل بانفعال و رجاء و هي تنفجر باكية منحنية علي يده محاولة تقبيلها و هي تشعر باليأس عنـ.ـد.ما استمر علي صمته الغاضب و قد تملك الخــــوف منها
=ابوس ايدك يا راجح لو هتطلقني بلاش تجيب سيرة اشرف مش عايزة يجوزوني ليه……….
سحب راجح يده من مجال فمها بحدة مانعاً اياها من تقبيلها ممسكاً بذراعها يرفعها اليه ولصدmتها جذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة رافعاً يدها الي فمه يقبلها بحنان و هو يهمس لها بصوت مختنق لاهث
=حقك عليا…..
همست صدفة بـ.ـارتباك و صدmة من ردة فعله تلك فقد توقعت ان يغـــضــــب منها.. او حتى يحاول ضـ.ـر.بها لكنها لم تتوقع ان تكون هذة ردة فعله
=راجح….!!!
لم يجيبها حيث شـ.ـدد من احتضانه لها دافناً وجهه بعنقها و هو لا يعلم كيف سيخبرها بما فعلته اشجان و محاولتها لتشكيكه بها لكنه كشف كذبها هذا منذ وقت كبير للغاية….
༺فــلاش بـــاك༻
كان راجح جالساً علي الاريكة التى بمكتبه يضع يعقد يديه خلف عنقه بينما يحنى رأسه الذى كان يشعر انه سينفجر منه فقد كان على حالته تلك منذ ان غادر المنزل بعد ان فشل بمواجهتها و اخرج غـــضــــبه بتدmير الاثاث ثم غادر سريعاً قبل ان يستسلم الى رغبته و يقتحم الغرفة التى اغلقتها عليها و يقوم بقــ,تــلها….
لكنه منذ ان غادر و هو لا يفعل شئ سوا تذكر كل كلمة من كلمـ.ـا.ت اشجان يديرها بعقله و بعد ان هدئت ثورة غـــضــــبه توصل الي انها كاذبة…
فقد اخبرته ان صدفة اخطئت مع احدى الرجـ.ـال و سلمت نفسها اليه
فلو كان ما قالته صحيحاً فلما صدفة عنـ.ـد.ما اتهمته بالمخزن قالت انه حاول اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبها و لم تقل انه اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبها بالفعل ان كانت ترغب بالصاق غلطتها مع رجل اخر.. حيث هناك فرق كبير بين انه حاول اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها و بين انه اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبها بالفعل…
و ايضاً اذا كانت ترغب حقاً ان توريطه حتى يتزوجها فلما رفضته عنـ.ـد.ما تقدm اليها فقد قاومته و وقفت امام الجميع و قالت انها غير موافقة على الزواج منه فلولا تهديده لها لما كانت وافقت على الزواج منه….
كم كان الجميع يعلم بان العلاقة بين اشجان و صدفة لم تكن دائماً جيدة ….
و غـــضــــبه منها بليلة امس عنـ.ـد.ما رفضت اخبـ.ـاره سبب اتهامها اياه جعل عقله يتشوش عند سماع كلمـ.ـا.ت اشجان السامة تلك…
رفع عينه بحده نحو الباب الذى انفتح ليرى تـ.ـو.فيق يدلف قائلاً و هو يتجه نحو الاريكة و يجلس بجانبه
=اظن انا كده سبتك لوحدك كفاية زى ما طلبت ….
ليكمل و هو يضـ.ـر.ب بيده على ذراع راجح
=ما خلاص بقي يا عم راجح… هتفضل مضايق نفسك على ايه… دى واحدة متستهلش…
ليكمل غافلاً عن وجه راجح الذى تصلب بغـــضــــب
=بعدين يا عم مضايق نفسك ليه يا عم هد منها اللي انت عايزه و بعدها طلقها و اتجوز ست ستها يعنى هي حيالله ايه دى حتة بت شمال و لا تســـ…….
و لكن وقبل ان يكمل جملته انتفض راجح جاذباً اياه من ياقة قميصه بعنف لاكماً اياه بقوة و هو يصـ.ـر.خ به بشراسة جعلت الدmاء تجف بعروق تـ.ـو.فيق الذى كان ملقياً على الارض
=قطع لسانك انت و اللى جابوك… مراتى اشرف منك و من اهلك كلهم……
قاطعه تـ.ـو.فيق بخــــوف من ردة فعله القاسية تلك
= جرى ايه يا راجح ما براحه مش كده يا جدع….
ليكمل وهو يفرك اثر اللكمة التي تركت كدmة على فكه
=بعدين ما انا عارف اللي فيها و انها اتبلت عليك و قالت انك حاولت تغتصبها و دبستك في جوازها…
انحنى عليه راجح قابضاً علي عنقه بقسوة و هو يزمجر بوحشية
=و انت بقي عرفت منين الموضوع ده…؟
اجابه تـ.ـو.فيق بصوت مختنق بفعل يده التى كانت تقبض بقسوة على عنقه
=الحاج عابد جالى و قالى قبل ما تروح تتقدmلها كان عايزنى اقنعك ترجع في كلامك… بس انا قولتله انى ماليش دعوة علشان عارف دmاغك الناشفة…
دفعه راجح بقسوة للخلف و هو يزمجر بقسوة بينما كامل حسده ينتفض غـــضــــباً
=غور من وشى….بدل ما ارتكب جريكة
انتفض تـ.ـو.فيق واقفاً يفرك عنقه الذى كان يـ.ـؤ.لمه كالجحيم…
=طيب هاتيجى معايا بكرة اصالح مراتى و ارجعها من بيت ابوها زى ما وعدتنى…
اومأ راجح رأسه بالموافقة بصمت ثم التف اليه مغمغماً بحدة عنـ.ـد.ما رأه لايزال واقفاً
=قولتلك غور من وشي بقي…
اتجه تـ.ـو.فيق نحو الباب مغمغماً بحدة
=خلاص يا عمنا ماشى اهو متتعصبش عليا…..
راقبه راجح و هو يغادر و فور ان اصبح بمفرده اخرج هاتفه متصلاً بأشرف الذى ما ان اجاب اخبره انه يريد التحدث الى و الدته….
وصل اليه صوت اشجان الملهوف من الطرف الاخر التي كانت تنتظر طوال اليوم اي خبر عن صدفة
=راجح باشا… خير في حاجة و لا ايه..صدفة حصلها حاجة
اجابها راجح بهدوء مصطنع
=ابداً يا ام اشرف مفيش حاجة…اطمني
ليكمل راجح بمكر
=حبيت بس اعرفك اني اتكلمت مع صدفة بخصوص انكوا تتصالحوا وهى وافقت و ان شاء الله هاتيجي تزوركوا الجمعة الجاية….
هتفت اشجان بصدmة يتخللها الخــــوف مقاطعة اياه
=قولتلها ايه… اوعى تكون قولتلها على الموضوع اللي حكيتلك عليه…
اجابه بهدوء وهو يلاحظ خــــوفها و قلقها الواضح لتتأكد شكوكه بها
=لا اطمني… مقولتلهاش حاجة
همست اشجان بصدmة تحدث نفسها و هي لا تستوعب كيف تقبل الامر بهذة السهولة
=بس ازاى.. يعني…..
غمغم بسـ ـخـــريــة وهو يعلم ما تقصده
=هو ايه اللى ازاى بالظبط يا ام اشرف….؟!
غمغمت اشجان بـ.ـارتباك و هلع فور ادراكها انها تحدثت بصوت مرتفع
=اقصد ازاى… ازاى يعنى اقنعت صدفة اننا نتصالح
اجابها و يده تضغط بقوة على الهاتف حتى ابيضت مفاصله من شـ.ـدة الغـــضــــب متمنياً لو عنقها كان مكان هذا الهاتف
=صدفة قلبها طيب… ما انتى اللي مربيها و عارفها هو انا برضو اللي هقولك…
همهمت اشجان بالموافقة بشرود حيث كان عقلها يحاول ايجاد مبرر لما حدث فكيف لراجح الراوي ان يتقبل كلامها كما لو انها اخبرته بشئ يعرفه بالفعل…
اغلق راجح معها متحججاً بعمله…
و فور ان اغلق معها قام بالاتصال باحدى معارفه طالباً منه خدmة ما… ثم غادر و هو يتوعد لها بان يجعلها تدفع ثمن كل هذا فقد كانت ترغب بكذبتها تلك ان تجعله يسحق صدفة و هذا ما كاد ان يفعله بالفعل…
༺نهاية الفلاش باك༻
شـ.ـدد راجح من احتضانه لصدفة التى كانت لا تزال تبكى على صدره رفع وجهه الذى كان يدفنه بعنقها واحاط وجهها بيديه برفق مبعداً خصلات شعرها المتناثرة على عينيها الى خلف اذنها قرب وجهه منها هامساً بصوت حاد بينما كامل جسده ينتفض غـــضــــباً من الافكار التى تعصف بداخله
=قسماً بالله لأجيبلك حقك…..من الكـ.ـلـ.ـب هو و اى حد فكر يأذيكى
طبع قبلة علي جبينها قبل ان يتركها و يتجه نحو الباب مغادراً بينما وقفت صدفة تتطلع الي اثره بصدmة عدة لحظات عنـ.ـد.ما بدأت تدرك اخيراً ما ينوى فعله فتحت باب الشقة و ركضت تهبط الدرج خلفه تهتف باسمه محاولة ايقافه لتنجح باللحاق به ببهو المبنى الدخلى امسكت بذراعه تجذبه و هى تهتف بلهاث حاد و خــــوف…
=رايح فين يا راجح مضيعش نفسك علشان كـ.ـلـ.ـب زى ده…
استدار راجح يتطلع اليها بحدة فور رؤيته لحالتها التى خرجت بها هاتفاً بها بحدة
=اطلعى فوق يا صدفة بمنظرك ده…..
وقفت تتطلع اليه باعين متسعة بالدmـ.ـو.ع تهز رأسها بالرفض و هى تتشبث بذراعه رافضة تركه يذهب و الخــــوف يسيطر عليها فقد كانت تعلم كيف يكون عنـ.ـد.ما يكون غاضباً فقد يرتكب جريمة دون حتى ان يشعر…
دفعها برفق من ذراعها نحو الدرج هاتفاً بصرامة و غـــضــــب
=قولتلك اطلعى فوق بشعرك و لبسك ده…. متخلنيش اتجنن عليكى انتى كمان
ظلت ممسكة بذراعه هامسة بصوت مرتجف
=هطلع بس استهدى بالله و تعالى معايا…
زفر راجح بحدة فور ادراكه خــــوفها هذا خفف قبضته الممسكة بذراعها مربتاً على ظهرها برفق
=طيب اطلعى يا صدفة و متخفيش.. مش هعمل حاجة
قبضت يدها المرتعشة البـ.ـاردة على يده هامسة بصوت مرتجف
=و نبى ما تتهور… ده ميستهلش بعدين ده عيل اهبل لو زقيته زقة واحدة ممكن يمـ.ـو.ت فيها و تروح انت في داهية..
ابتسم راجح فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك رغم الغـــضــــب المشتعل بداخله هز رأسه قائلاً
=حاضر.. متخفيش…
ليكمل مغمغماً بتهديد و هو يجذبها نخوه
=هتطلعى ولا ارزعك بوسة في قلب المدخل و نتفضح في الحى كله….
تركت صدفة ذراعه التي كانت تتشبث به بخــــوف فور ان رأت شفتيه تقترب من شفتيها راكضة نحو الدرج و هي تغمغم
=لا هطلع…هطلع….
اخذ راجح يتابعها وهي تسرع صاعدة الدرج و ابتسامة على وجهه ظل واقفاً بمكانه حتى وصل اليه صوت اغلاق باب شقتهم…. ليلتف مغادراً و قد اختفت ابتسامته تلك ليحل مكانها تعبير شرس قـ.ـا.تل علي وجهه…..
༺༻༺༻༺༻༺༻
فتح اشرف باب الشقة الذى كان يطرق بعنف و قوة و هو يهتف بحدة
=طيب… طيب ياللي علي الباب في ايه…..
لكنه ابتلع باقي جملته برعـ.ـب فور ان فتح الباب و رأي راجح يقف امامه و شرارت الغـــضــــب تتقافز من عينيه..
تراجع للخلف بينما يهمس بصوت مرتجف و قد التوت احشاءه بداخله من شـ.ـدة الخــــوف
=راجح باشا… خير في ايــ….
لكن و قبل ان ينهي جملته اندفع راجح نحوه مسدداً له لكمة اصابت وجهه كادت ان تقــ,تــلع رأسه من فوق حسده..
ليسقط مرتطماً بالارض بقسوة و هو يصـ.ـر.خ برعـ.ـب و هو يحاول بتعثر النهوض من فوق الارض
=في ايه يا باشا بتضـ.ـر.بنى ليه انا عملت ايه…..
لكن لم يسمح له راجح بالنهوض حيث باغته و سدد له ركلة بقدmه وجهه ليسقط مرة اخرى علي الارض وهو يصـ.ـر.خ متألــماً ممسكاً بمناخره الذى اخذ ينزف بشـ.ـدة
انحنى عليه راجح يقبع فوق كالوحش الكاسر هاتفاً بشراسة
=عايز تعرف في ايه يا نجـ.ـس….
ليكمل مزمجراً بوحشية و هو يسدد له لكمـ.ـا.ت متفرقة غاضبة و التى كادت ان تحطم وجهه
=في ايه انك عيل وسـ.ـخ و زبـ.ـا.لة و حاولت تدوس على شرف البـ.ـنت اللى متربى معاها اللى المفروض تبقى زى اختك يعنى شرفها من شرفك و عرضك….
اهتز جسد اشرف بعنف فور سماعه ذلك هتف بتلعثم. بينما يسرع بتخفاء وجهه النازف بين ذراعيه محاولاً حمايته من ضـ.ـر.بات راجح المستمرة له
=كـ.ـد.ابة… و الله كـ.ـد.ابة ملمستهاش و لا جيت جنبها….
قاطعه راجح مزمجراً بوحشية
و هو يقبض على عنقه يعتصره بقوة
=هى برضو اللي كـ.ـد.ابة يا ابن الكلـ.ـب يا و اطى……
ليكمل و يده تتشـ.ـدد اكثر حول عنقه متجاهلاً وجهه الذى اصبح باللون الازرق من شـ.ـدة الاختناق
=وحياة امك لأخاليك تفكر الف مرة قبل ما ترفع عينك فيها بس…مش حتى تلمسها…
انهى جملته تلك محرراً عنقه من قبضته ليرجع اشرف رأسه النازف الى الخلف و هو يلهث بقوة محاولاً التقاط انفاسه المختنقة لكنه اطلق صرخة مدوية عنـ.ـد.ما قبض راجح على ذراعه و قام بلويه بقسوة حتى دوى صوت كـ.ـسر عظامه…
=ده جزات الأيد اللى فكرت تلمسها في يوم بها…..
ليكمل و هو ينهض غير متأثراً ببكاءه و صراخه المتألــم ليدوس بقدmه على مفصل ساقه يضغط عليه بكامل قوته
=و ده بقى جزات الرجل اللي خطيت بها للمخزن علشان تعمل عملتك الوسـ.ـخة
تجاهل راجح صراخاته الباكية او توسله له حيث استمر بالضغط على ساقه حتى سمع دوى صوت انكسار العظام بينما كان اشرف يبكى و يعض الارض من شـ.ـدة الالم الذى كان يعصف به…
ابتعد عنه راجح متأملاً معاناته تلك باعين تلتمع بالرضا
=المرة دى اكتفيت بالكـ.ـسر بس للمرة الجاية قسماً بالله لأقطعهملك خالص…
ليكمل بوحشية و عينيه تتركز عل جزء جسده السفلى
=و مش هكتفى بقطع رجلك و ايدك بس خد بالك……
شحب وجه اشرف فور سماعه كلمـ.ـا.ته المهددة تلك حاول حماية هذا الجزء من جسده بيده السالمة متنسياً الالم الذي يعصف به و الخــــوف من ان ينفذ راجح تهديده يسيطر عليه و جعله يرتجف كالورقة التى بمهب الريح…
بينما وقف راجح يرمقه بنظرات ممتلئة بالاشمئزاز و الاحتقار قبل ان يولى ظهره له و يغادر لكن ما ان وصل الي باب الشقة اصطدm باشجان التي كانت تدلف الي الشقة لكنها تراجعت الي الخلف بصدmة فور رؤيتها له بشقتها همست بقلق
=راجخ باشا..بتعمـ……
لكنها قاطعت جملتها مطلقة صرخة فازعة تلطم صدرها بيدها فور ان وقعت عينيها علي اشرف الملقي على الارض بوجهه المتورم النازف و الذي كان يبكى كالاطفال…
=يا نهار اسود و منيل….
لتكمل و هى تندفع نحو اشرف تحاول رفعه عن الارض لكنه اطلق صراخات متألــمة بسبب ساقه و ذراعه المكـ.ـسورين
=عملت ايه في الواد منك لله….
نهضت متجهه نحو راجح تهتف بغل و غـــضــــب
=اكيد بـ.ـنت صباح اللي وزتك عليه و قعدت تزن على ودنك بكلام علشان تدارى علي فضيحتها…..
قبض راجح على ذراعها يلويه خلف ظهرها
=وحياة امك ان جبتى سيرتها تانى لأكون مكومك جنب ابنك المتلقح هناك ده…
دفعها للخلف وعلى وجهه ترتسم الوحشية
=ومتقلقيش حق الواجب اللى انتى قومتى به النهاردة هيتردلك بكرة…
ليكمل وهو يرمقها بنظرات مليئة بالاشمئزاز والاحتقار
=اصل متعودتش امد ايدى على واحدة ست… خصوصاً لو كانت ست وسـ.ـخـ.ـة و زبـ.ــالة زيك و ليا كلام تانى مع البقف اللى متجوزك لما يرجع من السفر
ثم غادر تاركاً اياها واقفة بوجه شاحب يرتسم عليه عليه معالم الخــــوف والذعر….
༺༻༺༻༺༻༺༻
« بعد مرور عدة دقائق »
دلف راجح الي الشقة الخاصة به ليجد صدفة نائمة بمكانها و هي تجلس علي المقعد الذى كان بجانب باب الشقة كما لو سقطت بالنوم اثناء انتظارها اياه..
رفعها برفق بين ذراعيه حاملاً اياها نحو غرفة النوم لكنها استيقظت فاتحة عينيها و هو بمنتصف الطريق الي الغرفة هامسة
=راجح…
لتكمل وهي تمرر عينيها بلهفة علي وجهه متحسسه صدره بيدها بحثاً عن اي اصابة به
=عملت ايه معاه.. حصلك حاجة…؟!
قبل جبينها بحنان وهو يضعها برفق فوق الفراش
=متخفيش ممـ.ـا.تش سايبه مرمى زى الكلـ.ـب في بيته….
ليكمل و هو يجلس علي عـ.ـا.قبيه امامها محيطاً وجهها بيديه عنـ.ـد.ما وجد القلق لا يزال مرتسم على بعينيها
=و الله ما فيه حاجة غير كـ.ـسر في دراعه و رجله… و وشه عايزله شهر عقبال ما يخف و ملامحه ترجع تظهر و تبان من تانى…
لصدmته رأها تبتسم و عينيها تلتمع بالفرح فور سماعها هذا غمغم ضاحكاً بمرح و هو يقبل مقدmة انفها
= شريرة….
اتسعت ابتسامتها قائلة و هى تهز كتفيها بلا مبالاة
=يستاهل….اللهى يولع هو و امه
في ساعة واحدة….
ربت راجح على رأسها مشعثاً شعرها و هو ينهض على قدmيه بينما لا يزال يبتسم متجهاً نحو الحمام حتى يأخذ دشاً سريعاً قبل ان ينام فقد كان مرهق بسبب احداث اليوم التى استنزافته نفسياً اكثر منها جسدياً…
و بعد عدة دقائق…
خرج من الحمام بجفف شعره بمنشفة صغيرة لكنه توقف عنـ.ـد.ما رأي صدفة واقفة عند الخازنة و قد بدلت ملابسها الي عبائة نوم باللون الاحمر الذى كانت محكمة التفاصيل حول جسدها الذى جعله يكاد يركع على قدmيه من شـ.ـدة رغبته بها اتجه نحوها محيطاً جسدها بذراعه يضمها الى جسده الصلب بينما عينيه مسلطة بشغف على وجهها الخلاب خاصة وجنتيها الممتلئتين و المحتقنتين بالحمرة بينما شعرها الاسود الحريري كانت ترفعه فوق رأسها بكعكة عشوائية يتناثر منها بعض الخصلات الشاردة فوق عنقها الابيض الغض..
لكنه شعر برجفة حاد تمر بجسده و قد اصبح تنفسه متثاقل بشـ.ـدة عنـ.ـد.ما لاحظ الكدmة التى بجانب عنقها اثر عنفه معها بوقت سابق عنـ.ـد.ما كان في ثورة غـــضــــبه بسبب كلمـ.ـا.ت اشجان..
دفن وجهه بحنايا عنقها ممرراً شفتيه برفق فوق تلك الكدmة يقبلها بحنان و هو يهمس لها معتذراً…
ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يبدأ يوزع قبلاته فوق عنقها و حلقها قبل ان يرفع رأسه و يلتقط شفتيها في قبلة قوية نهمة و لدهشته القت ذراعيها حول عنقه تبادله قبلته تلك بشغف و خجل فى ذات الوقت…
تأوه بأسمها بينما يعمق قبلته و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان يتحسس بشرتها الحريرية بينما يستولى على شفتيها اكثر بينما جوعه لها يمزقه..
تشـ.ـددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة…
فصل قبلتهم برفق هامساً بلهاث يسألها بصمت بينما عينيه تحترقان بنيران الرغبة
=صدفة…..؟؟
فهمت صدفة ما يسألها اياه لتهز رأسها بالموافقة بصمت بينما تخفض رأسها و وجهها يشتعل خجلاً…
تنهد راجح براحة و هو يسرع بحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش ليسرع بضمها اليه و يغرقان بنيران شغفهم ببعضهم البعض…
في وقت لاحق…
عنـ.ـد.ما استعادت صدفة بعضاً من وعيها كان راجح يضمها بشـ.ـدة الى جسده حيث كانت مستلقية فوقه بينما شعرها منسدلاً على جانب واحد من عنقها بينما كان راجح يدفن وجهه بجانب عنقها الاخر المكشوف يمرر شفتيه صعوداً و هبوطاً من اسفل اذنها الى اعلى كتفها بقبلات رقيقة حنونة محاولاً تهدئتها..
بينما يتخلله شعور من الراحة والسعادة من نجاحه بجعلها اخيراً ملكه…
رفعت رأسها تنظر اليه و وجهها مشتعلاً بنيران الخجل مما جعله يمرر يده بحنان فوق خدها يتحسسه برفق هامساً بقلق
=كويسة…؟
اومأت برأسها بصمت مما جعله ينحنى واضعاً قبل على جبينها برفق مشـ.ـدداً من ذراعيه حولها بينما دفنت هي وجهها بجانب عنقه مغلقة عينيها لتغرق سريعاً بالنوم… بينما ظل هو يحتضنها بقوة اليه متمتعاً بالشعور بانفاسها الدافئة التى تلامس جانب عنقه حتي غرق بالنوم هو الاخر و هو يشعر بان قد ملك الدنيا و ما بها….
༺༻༺༻༺༻༺༻
« في اليوم التالى عصراً »
كان راجح قــد آستيقظ منذ
فترة طويلة و ظل يتردد على غرفة النوم متتظراً استيقاظ تلك التى لازالت غارقة بالنوم…
فقد اراد اكثر من مرة ايقاظها لكنه كان يتراجع بكل مرة تاركاً اياها ترتاح حيث قد اتعبها كثيراً بليلة امس..
لكن لم يستطع الانتظار اكثر من ذلك فقد اوشك العصر ان يؤذن..
جلس على طرف الفراش بجانبها يتأملها باعين تلتمع بالشغف حيث كان شعرها مناشراً على الوسادة مشعثاً بطريقة مغرية اثر ليلتهم.. مما جعله يرغب بالتهامها مرة اخري انحنى عليها طابعاً على عنقها قبلات متفرقة بقصد ايقاظها لينجح ف الامر حيث فتحت عينيها و ابتسامة ترتسم على وجهها رفع رأسه يتطلع اليها باعين تلتمع بالشغف مما جعل يدها تتشبث بـ.ـارتباك بالشرشف الذى كان يغطى جسدها مما جعله يضحك عنـ.ـد.ما لاحظ حالتها المضطربة تلك..
مرر يده فوق جانب وجهها يبعد شعرها الى خلف اذنها مقبلاً خدها
=صباح الخير يا مهلبيتى… قومى يلا يا الساعة بقت 3 العصر
همست صدفة بخجل و هى لا تشعر بالراحة من وضعهم الجديد هذا
=صباح النور.. هو انت مروحتش الوكالة..؟
طبع قبلها على كتفها العارى قبل ان يجيبها
=لا اخدت النهاردة اجازة…
ليكمل و هو ينهض سريعاً قبل ان يستسلم الي رغبته و ينضم اليها بالفراش غير ابهاً بقراره بجعلها ترتاح حيث ان جسدها لن يتحمل جولة اخرى من شغفه
=قومى يلا و انا هاخد دش بسرعة و احلق دقني تكوني فوقتي وبعدها نطلب اكل من برا….
اومأت برأسها بينما تغرق اكثر اسفل الشرشف محاولة تغطية جسدها مما جعله يرفع حاجبه قائلاً بمرح و هو يمسك بطرف الفراش يتصنع جذبه وهو يحاول إغاظتها
=بتخبى ايه يا مهلبية ما كل ده انا شوفته امبـ.ـارح..
تشبثت صدفة بالشرشف اكثر جاذبة اياه منه وهى تهمس بتلعثم و خجل
=بس يا راجح…..
ترك الشرشف من يده و هو يضحك مفتوناً بخجلها هذا رفع يدها طابعاً علر راحتها قبلة عميقة قبل ان يلتف و يتجه نحو الحمام و هو لا يزال مبتسماً ..
༺༻༺༻༺༻༺༻
بوقت لاحق…
كان راجح واقفاً يحلق ذقنه امام المرآة التي بالحمام عنـ.ـد.ما رأي صدفة تقف بتردد عند اطار الباب الذي كان مفتوحاً وهي ترتدى مأزر سميك يغطيها جيداً مدت يدها نحوه بهاتفه قائلة
=تليفونك كان عامل يرن..
سألها بينما يده منشغلة بالحلاقة
=مين…؟!
غرزت صدفة اسنانها بشفتيها بحرج و هي لا تعلم كيف تخبره انها لا تستطيع القراءة حيث ان متولى لم يجعلها تكمل تعليمها حيث اجبر زالدتها ان تخرجها من المدرسة و هي بالصف الثاني الابتدائى لتجيبه كاذبة
=مش عارفة اصله فصل قبل ما الحق اشوف مين…
لتسرع بتوجيه شاشة الهاتف نحوه عنـ.ـد.ما عاود الرنين مرة اخرى و هى تهتف
=اهو…
نظر راجح الي شاشة الهاتف ليتغضن و جهه فور ان رأي اسم تـ.ـو.فيقهز رأسه قائلاً بلامبالاة وهو يستمر بتخفيف ذقنه بماكينة الحلاقة
=ده تـ.ـو.فيق سيبك منه…
لكن ما انهى جملته تلك توقف رنين الهاتف لكن لم يمر ثوان الا و عاود بالرنين مرة اخرى مما جعله يزفر بحنق و غـــضــــب فور تذكره انه قد اخبره انه سيذهب معه اليوم لكي يصالح زوجته و يعيدها الي المنزل
=معلش ياصدفة افتحيه و حطيه علي مكبر الصوت
نفذت صدفة ما قاله بعد ان تعثرت قليلاً في ايجاد مكبر الصوت لكنها عرفته من علامة الميكرفون امسكت بالهاتف موجهه اياه نحو راجح حتي يستطع التحدث بينما لا يزال يحلق ذقنه
=ايوة يا تـ.ـو.فيق..
صدح صوت تـ.ـو.فيق بـ.ـارجاء المكان
=انت فين يا راجح روحتلك الوكالة علشان نروح المشوار اللي اتفاقنا عليه امبـ.ـارح بس قالولي انك مجتش النهاردة….
اجابة راجح بهدوء
=معلش اجل المشوار ده لبكرة… انا قاعد النهاردة في البيت و مش نازل…
صدح صوت تـ.ـو.فيق الصاخب بحماس
=ايووووة بقي يا عم راجح يبقى عملت اللي قولتلك عليه وخدت منها اللي انت عايزه دلوقتي تقدر تطلقها و ترميها مش قولتلك دي واحدة شمال و متستـ……..
سقط الهاتف من يد صدفة التي شحب وجهها كشحوب الاموات فور سماعها تلك الكلمـ.ـا.ت تتطلع امامها باعين غائمة لا ترى شيئاً بينما وقف راجح متصلباً بمكانه و عينيه الممتلئة بالصدmة و الخــــوف مسلطة عليها….
صدح صوت تـ.ـو.فيق الصاخب بحماس من مكبر الصوت
=ايووووة بقي يا عم راجح يبقى عملت اللي قولتلك عليه وخدت منها اللي انت عايزه دلوقتي تقدر تطلقها و ترميها مش قولتلك دي واحدة شمال و متستـ……..
سقط الهاتف من يد صدفة التي شحب وجهها كشحوب الاموات فور سماعها تلك الكلمـ.ـا.ت تتطلع امامها باعين غائمة لا ترى شيئاً بينما وقف راجح متصلباً بمكانه و عينيه الممتلئة بالصدmة و الخــــوف مسلطة عليها….
استدارت راكضة للخارج بجسد مرتجف و هى لا ترى امامها بسبب عينيها الغائمة بالدmـ.ـو.ع الحارقة بينما الالم الذى بداخلها يكاد يمزق قلبها الى اشلاء….
اسرع راجح الذي ما ان افاق من صدmته يلحق بها راكضاً..
قبض على ذراعها قبل ان تصل الي باب الغرفة مديراً اياها نحوه قائلاً بصوت لاهث يملئه الذعر
=استني يا صدفة… انتي فهمتي غلط..
نفضت يده بعيداً عنها هاتفة بقسوة تعاكس الانكسار الذى يتصدع بداخلها
=فهمت ايه غلط بالظبط….
لتكمل صارخة بصوت مرتجف ملئ بالألــم
=انك متفق مع صاحبك عليا…..
امسك بها مقرباً اياها منه و هو يغمغم برفق محاولاً تهدئتها
=طيب اهدي يا صدفة… و هفهمك كل حاجة…
ضـ.ـر.بته قوة في صدره بقبضتيه دافعه اياه بعيداً عنها و هي تهتف بشبه هسترية
=لا تفهمني و لا افهمك مش خدت اللي عايزه منى زي ما اتفقت مع صاحبك…..
لتكمل و هي تندفع نحو خازنة الملابس تخرج ملابسها
=كمل بقي اتفاقك معاه و طلقني….
ش
هتف بحده و هو يتقدm نحوها و قد بدأ يفقد هدوءه
=بطلى ام جنانك ده و اسمعي اللي حصل الاول…
اجابته و هي تبتلع الغصة التي تشكلت بحلقها حتي لا ينهار جدار القوة الذى تظهره امامه
=مش محتاجة اسمع منك حاجة…. البركة في تـ.ـو.فيق صاحبك قال حاجة….
ثم اندفعت نحو الحمام لتنحنى و تلتقط هاتفه الملقي علي الارض و تقذفه علي الفراش الذي بجانبه و هى تهمس بصوت مرتجف
=امسك كلمه… و احكيله علي اللي حصل بنا امبـ.ـارح زي ما بتحكيله كل حاجة..
لتكمل بصوت مهتز مختنق و شفتيها ترتجف في قهر بينما الالم الذى تشعر به بداخلها يكاد يحطم روحها الي شظايا
=احكيله ازاي الشمال استسلمت ليك بسهولة و خدت منها اللي انت عايزه….
اهتز جسد راجح بعنف فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك شاعراً بقبضه قاسية تعتصر قلبه اندفع نحوها مغمغماً بصوت اجش خشن من شـ.ـدة العاطفة التي تثور بداخله راغباً بازالة فكرتها الخاطئة تلك باي ثمن
=صدفة اقسم بالله مـ…
لكنها اسرعت بغلق باب الحمام بوجهه غير سامحة له باكمال جملته مغلقة الباب بالمفتاح من الداخل قبل ان تنهار علي الارض و هي تنفجر باكية و قد انهار السد الذى كانت تتصنع خلفه بالقوة وضعت يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها الممزقة حتي لا تصل اليه بالخارج بينما ظل هو يضـ.ـر.ب علي الباب طالباً منها ان تفتح و تستمع اليه لكنها دفنت وجهها بين ساقيها واضعة يديها حول اذنها رافضة ان تستمع اليه….
༺༺༺༺༻༻༻
في ذات الوقت….
كانت اشجان جالسة تدهن اظافرها بطلاء الاظافر و هي تغني بصوت مرتفع مع مسجل الصوت الذي كان يصدح بالارجاء عنـ.ـد.ما اخذ باب المنزل يطرق بقوة…
هتفت بحدة لأشراف المستلقي
على الاريكة التي بجانبها بوجهه المتورم الملئ بالجروح و ساقه و ذراعه المحبران بسبب الكسور التي بهم..
=يا دي الباب و سنينه السودا .. يا خويا من الصبح مش مبطل خبط و رن كل صحابك الشمامين جاين يطمنوا عليك…
لتكمل بتهكم و هى تلوى شفتيها بسـ ـخـــريــة
=طيب مـ.ـا.تقولهم ياخويا يخدوا حقك من اللي يتشك في قلبه ابن الراوي اللى عجنك.. و لا عنده و بتقلبوا لفراخ بيضة…..
هتف اشرف بحدة مقاطعاً اياها
=لا مش فراخ بيضا احنا رجـ.ـا.لة اوي… بس المشكلة ان العيال دي بتحترمه و بتحبه و استحالة حد فيهم يقرب منه حتي لو علشانى…..
همهمت بازدراء وهي تضع عبوة الطلاء بحدة من يدها
=بيحترموه…. جتهم ستين نيله تاخدهم… و تاخدك معاهم
لتكمل و هي تزفر بحنق و غـــضــــب عنـ.ـد.ما اخذت الطرقات التي علي الباب تزداد
=ما اقوم اتنيل افتحلهم… هيكـ.ـسروا الباب ولاد الهرمـ.ـه..
هتفت بنفاذ صبر بينما تتجه نحو الباب الذي كان يطرق بقوة اكبر وهي تنفخ في اظافرها حتي يجف طلاء الاظافر التي تضعه
=طيب… طيب و المصحف لو الباب اتكـ.ـسر لاخاليكوا تدفعوا تمنه انت و هـــ………
لكنها ابتلعت باقي جملتها عنـ.ـد.ما فتحت الباب و رأت امرأتين ضخام الهيئة يرتدان الاسود مما جعل مظهرهم يبث الرعـ.ـب بداخل من يراهم
=نعم يا ست انتي و هى عايزين مين ؟؟
اجابتها احدي النساء بصوت غليظ
=انتي اشجان مرات متولى…؟!
اومأت اشجان برأسها مجيبة اياها و عينيها تتنقل بينهم باضطراب و توجس
=ايوة انا… في اية..؟!
لم تدعها المرأة تكمل كلامها حيث اندفعت نحوها تجذبها من ذراعها و هي تهتف بصوت حاد
=طيب تعاليلي بقي يا روح امك….
صرخت اشجان بفزع و خــــوف وهي تحاول مقاومتهم و الرجوع الي الخلف
=عايزين مني ايه… اوعى يا وليه منك لها.. اوعى……
جذبتها المرأة الاخرى من شعرها بقسوة و هى تزمجر بشراسة
=عايزين منك كل خير يا روح امك… تعالى… ده انتى مش هيبقي في عضم امك عضمة ساليمة….
دب الفزع في اشجان فور سماعها ذلك مما جعلها تصرخ متشبثة باطار الباب بكامل قوتها رافضة التحرك مما جعل المرأة الاخري تجذبها من شعرها بقوة مما جعلها تسقط علي الارض…
لتجر جسدها فوق الدرج من خلال شعرها الذى كانت تجذبه بقوة لتتعالى صراخات اشجان بسبب الألــم الذي كان يمزق جسدها بسبب اصطدامه بالدرج…
و فور وصولهم لخارج المنزل اخذت اشجان تصرخ باكية محاولة الاستنجاد بجيرانها و المارة بالشارع و رغم انهم يبغضونها بسبب افعالها الشائنة لكن حاول بعض الرجـ.ـال انقاذها من بين ايدي تلك النساء لكن اخرجت احدهم سكين غليظ من صدرها تلوح به امامهم هاتفة بوحشية
=عليا النعمة اللي هيقرب لهشقه نصين….
لتكمل و هي تجذب شعر اشجان التي كانت تبكي متألــمة
=الحوار بنا و بين المرا.. دى محدش يدخل….
تراجع الرجـ.ـال علي الفور الي الخلف فليس منهم من سيضحي بحياته من اجلها…
جذبوها معهم حتي وصلوا الي الشارع الذي يقع به منزل الرواي اسقطوها بعنف علي الارض امام المنزل ثم بدئوا ينهالوا عليها بالضـ.ـر.ب و السب بينما صراخاتها تشق الاذان…
༺༺༺༺༻༻༻
في ذات الوقت..
كان راجح واقفاً بوجه مكفهر ينتظر صدفة ان تخرج من الحمام الذى اختبئت بداخله منذ اكثر من نصف ساعة رافضة محاولاته لجعلها تستمع اليه..
تشـ.ـدد جسده بترقب عنـ.ـد.ما انفتح الباب و رأها تخرج بوجه شاحب و اعين حمراء محتقنة ليعلم انها كانت تبكي مما جعل قبضة حاد تعتصر قلبه…
تقدm نحوها لكنه توقف عنـ.ـد.ما لاحظ الملابس التي ترتديها والطرحة التي تضعها حول عنقها اندفع نحوها هاتفاً بشراسة
=راحة فين ان شاء الله ؟
لم تجيبه صدفة و وضعت الطرحة فوق رأسها بينما تتجه نحو الباب دون ان تعيره اى اهتمام..
مما جعله يلحق بها قابضاً علي ذراعها مزمجراً بشراشة
=بقولك راحة فين…انطقة
نفضت يده بعيداً عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته و هى تصرخ بحدة لاذعة
=ابعد ايدك دى عنى و متلمسنيش…. و ميخصكش انا راحة فين…..
قاطعها راجح مزمجراً بعنف
=لا يخصني….
ليكمل بصوت حاد متملك و هو يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياه نحوه لتصطدm بجسده بقوة مما جعلها تشهق بصدmة
=كلك على بعضك كده تخصيني…
ضـ.ـر.بته بقبضتيها في اعلى كتفيه وهي تقاطعه بغـــضــــب
=كان زمان كنت تاكل عقلي بكلامك ده… بس خلاص كل انكشف و بان…كل كلامك كان كدب… تمثيلية متفق عليها انت و صاحبك
قاطعها بينما يشـ.ـدد من احتضانه لها
=تبقي غـ.ـبـ.ـية لو ده تفكيرك و مفهمتيش لحد دلوقتى انتي بالنسبالي ايه….
اتسعت شفتيها بابتسامة ساخرة و هى تنظر الى عينيه
=لا طبعاً عارفة..
لتكمل هامسة بصوت بـ.ـارد يعاكس النيران و الألام التي تمزق قلبها
=واحدة شمال….
زمجر راجح بقسوة و هو يقرب وجهه من و جهها حتي اصبح لا يفصل بينهم سوا بوصة واحدة مسلطاً عينيه بعينيها
=عمرى ما فكرت فيكي كدة….انتى مراتى
هزت صدفة رأسها هامسة بصوت مرتعش وقد امتلئت عينيها بالدmـ.ـو.ع التى لم تستطع حجبها
=طيب نسأل تـ.ـو.فيق صاحبك…
احاط كف يده بجانب وجهها بينما يده الاخري التي حول خصرها تجذبها نحوه اكثر حتي اصبحوا ملتصقين كجسد واحد
همس بالقرب من شفتيها وعينيه التي تنطلق منها الشرار مسلطة داخل عينيها المرتسم بها الالم بوضوح..
=تـ.ـو.فيق ده عيل و سـ.ـخ و عليا النعمة لهخليه يدفع تمن كلامه ده…
دفعته صدفة في صدره بقسوة محررة نفسها من بين ذراعيه
=و انت مين هيدفعك تمن اللي عملته فيا…..
لتكمل وهي تنحنى تختطف طرحتها التي سقطت بوقت سابق علي الارض
=انا هروح اقعد عند ام محمد… و ورقتي توصلي على هناك…..
هتف راجح الذى وصل غـــضــــبه الي الحافة فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك….
=ما تبطلى جنان بقي و اعقلى…. علشان افهمك اللى حصل…
همت صدفة بالرد عليه لكن قاطعها صوت صراخ حاد لأمرأة تستغيث يأتى من الشارع لذا ركضت صدفة الى شرفة المنزل حتى ترى ما يحدث لكنها ضـ.ـر.بت بيدها فوق صدرها و هى تهتف بفزع فور رؤيتها لأشجان ساقطة علي الارض بالشارع و امرأتين ذو مظهر مرعـ.ـب ينهالان عليها بالضـ.ـر.ب المبرح…
=يا نهار اسود….
رفعت اشجان رأسها للاعلى و فور رؤيتها لهم صرخت باكية
=الحقني يا راجح باشا… الحقني
التفت صدفة حولها و هى لا تفهم ما يحدث لتجد راجح يقف بجانبها بالشرفة يتابع ما يحدث و هو يدخن سيجارة بيده بهدوء دون ان يعير ما يحدث اهتماماً
امسكت صدفة ذراعه مغمعمة باضطراب
=هو ايه اللي بيحصل بالظبط…
ادارها راجح بهدوء نحو الشرفة مرة اخرى
=اتفرجى و ملى عينك الاول….
قاطع حديثه صوت جرس الباب مما جعله يلتف و يخرج لكى يفتحه بينما ظلت صدفة تشاهد ما يحدث لاشجان بصدmة لكنها لا تنكر انها لم تشعر بالعطف نحوها بل علي العكس كانت تشعر بالشمـ.ـا.تة….
قطبت حاجبيها عنـ.ـد.ما سمعت صوت ضجيج يأتى من داخل الشقة خرجت من الشرفة لتجد عابد بوجهه الغاضب يقف ببهو الشقة امام راجح..
يهتف بقسوة و هو يشير باصبعه الي الاسغل
=انزل فض الليلة اللى تحت دى….كفاية فضايح…
اجابه راجح بهدوء بينما يعقد ذراعيه فوق صدره
=و فضايح ليه.. ستات و بتتخانق مع بعض احنا مالنا…
قاطعه عابد بقسوة و قد احتقن وجهه بغـــضــــب عاصف
=مالنا ايه… مش ده النسب اللي يعر اللي ست الحسن و الجمال مراتك جاية من بيتهم….
قاطعه راجح مزمجراً بشراسة
=مالكش دعوة بمراتى خرجها برا الليلة….
ضـ.ـر.ب عابد بعصاه الارض بقسوة و هو يغمغم بازدراء واضح
=اخرجها ليه من الليلة… ده هى أُس القرف اللي احنا فيه…..
ليكمل و عينيه تلتمع بالقسوة
=و كل شوية مراتى… مراتى ياخى دوشتنا لتكون فاكر ان انا مصدق الفيلم اللي انت عامله ده انا عارف كويس انك مستمر في الجوازة دى بس علشان تعاند معايا… و في نفس الوقت البت حلوة قولت تمتع نفسك يومين بها بعدين ترميها…..
اهتز جسد صدفة بعنف و انسحبت انفاسها من داخل صدرها كما لو المكان يطبق جدرانه من حولها فاقدة قدرتها علي التنفس من شـ.ـدة الضغط الذي قبض علي صدرها و الذي هدد بسحق قلبها
فقد كانت كلمـ.ـا.ته تلك ليست سوى تأكيد لكلمـ.ـا.ت تـ.ـو.فيق لم تتحمل السماع لاهانتها اكثر من ذلك لذا انسحبت بهدوء و غادرت المنزل دون ان يشعر بها احد لكن فور وصولها للدرج سمعت صوت راجح الغاضب يدوى في ارجاء المكان لكنها لم تتوقف حتى تستمع الي رده على والده…
و ما ان وصلت الي الشارع رأت اشجان لازالت ملقية علي الارض و النساء تنهال عليها ضـ.ـر.باً اقتربت منهم ببطئ و فور ان رأتها اشجان هتفت باكية مستنجدة بها كما لو كانت طوق نجاتها
=الحقينى… الحقينى يا صدفة..
وقفت صدفة تتطلع اليها بصمت عدة لحظات و كل ما فعلته بها اشجان منذ ان كانت لازالت طفلة يمر امام عينيها كشريط سام من الذكريات المؤلمة…
تراجعت للخلف باصقة عليها و هي ترمقها بازدراء و غـــضــــب قبل ان تلتف و تكمل طريقها نحو منزل ام محمد بجسد منهك و قلب يـ.ـؤ.لم كالجحيم بداخلها…
وما انتهت النساء من اشجان امسكت احدى النساء بشعرها تجذبه بعنف مرجعه رأسها للخلف وهي تهمس بجانب اذنها كالفحيح باذنها
=راجح باشا الراوي بعتلك السلام و بيقولك ده رد الواجب بتاع امبـ.ـارح…
ثم دفعت رأسها للخلف بقوة مما جعله يصطدm بالارض لتنفجر اشجان في بكاء و صراخ هستيرى …
༺༺༺༺༻༻༻
في ذات الوقت…
هتف عابد و عينيه تلتمع بالقسوة
=مراتك… مراتك ياخى دوشننى لتكون مصدق ان انا مصدق الفيلم اللي انت عامله ده انا عارف كويس انك مستمر في الجوازة دى بس علشان تعاند معايا… و في نفس الوقت البت حلوة قولت تمتع نفسك يومين بها بعدين ترميها…..
اندفع راجح نحوه و غـــضــــب عاصف يحترق بداخله لو اطلق العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدmار و المـ.ـو.ت لكنه توقف علي بعد خطوة منه و قد نجح بالسيطرة علي اعصابه باخر قبل ان يرتكب شئ قد ينـ.ـد.م عليه زمجر ببطئ من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=قولتلك قبل كده جوازى من صدفة مش فيلم و مش هطلقها لا دلوقتي و لا بعد سنة و لا بعد
١٠٠سنة قدام…..
قاطعه عابد بسـ ـخـــريــة لاذعة
=و الله عال يعني ناوي تخلي حتة البت الجربه دي تبقي ام عيالك علي كده….
ليكمل و هو غافلاً عن الغـــضــــب الاسود المرتسم بعينين راجح
=فكر بعقلك و بطل العند اللي انت فيه و هيضيعك ده… دي اخرها يومين.. شهرين.. تشبع منها و ترميلها قرشين في النهاية و تطلقها و لو علي الفلوس هتدفعهالها انا بس طلقها و خلصنا……
اغمض راجح عينيه بقوة معتصراً قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة وهو يحاول التحكم في غـــضــــبه لكنه فتح عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه فور تذكره صدفة المتواجدة بالشرفة و التى قد تكون سمعت كلمـ.ـا.ت والده تلك مما ستتسبب في فى تأكيد ما سمعته من قبل تطلع بقلق نحو الشرفة لكنه لم يجدها واقفة فيبدو انها لازالت بالداخل تشاهد ما يحدث لاشجان بالاسفل استدار الي والده مغمغماً بصرامة يتخللها الحدة و الغـــضــــب
=انا مش بعاند معاك و لا مع غيرك… صدفة مراتي لأنى عايزها تبقي مراتي.. و اها لو ربنا اراد باذن الله في يوم هيبقي لنا عيال….
ضـ.ـر.ب عابد الارض بعصاه عدة مرات وهو يكمل بشراسة غافلاً عن الصراع الدائر بداخل راجح
=عليا النعمة يا راجح لو ما طلقتها لأكون د.بـ.ـحها قدام عينيك…
لم يشعر راجح بنفسه الا وهو يندفع نحوه يقبض علي عنق عبائته و قد ارتسم معالم الوحشية علي وجهه
=تد.بـ.ـح مين…. ده انا كنت اقلبهالك مجزرة…..
ركز عابد نظراته المتسعة بالصدmة علي يد راجح التي كانت تقبض علي عنق عبائته و هو لا يصدق انه تجرئ و فعل به ذلك اخفض راجح نظره الي يده شاعراً بالصدmة هو الاخر مما فعله اسرع بنزع يده متراجعاً للخلف باضطراب
=بتمد ايدك عليا يا راجح…؟!
ليكمل عابد بقسوة صارخاً بغل و غـــضــــب
=بتمد ايدك عليا يا ابن مـأمــون ده رد الجميل بعد ما لمـ.ـيـ.ـتك من الشارع و ربيتك… بتمد ايدك عليا….
ظل راجح يتطلع اليه بصمت و هو يشعر بالارتباك مما فعله ليكمل عابد بقسوة و هو يرمقه بازدراء و حدة
=اقول ايه ما انت نجـ.س و قليل الاصل زي اللي جابك….
قاطعه راجح بشراسة هاتفاً بصوت حاد لاذع
=انا لا نجـ.س و لا قليل الاصل…..
ليكمل بعنف مكبوت و هو يقترب منه حتي وقف امامه مباشرة و تعبيرات وحشية على وجهه
=انا اللي شلتك طول السنين اللي فاتت…انا اللي فضلت خدام تحت رجلك انفذ كل اللي بتقوله و مكـ.ـسرش كلمتك ابداً حتي لو كلمتك دي كانت غلط….
غرز اصبعه في صدره وهو يكمل
=انا اللي حولت محلك الصغير اللي مكنش بيدخلك في اليوم 50 جنية ل7 محلات كبـ.ـار بوكالة طويلة عريضة يحلف بها الكل …
زمجر عابد بقسوة و قد ارعـ.ـبه ما قاله فراجح بحياته لم يذكر ابداً انه من صنع كل هذا
=بتذلني… بتذلنى يا راجح….
هتف راجح مقاطعاً اياه بحدة
=انا مبذلكش….. و لا بذل غيرك…
ليكمل وهو يضـ.ـر.ب بقسوة علي صدره
=بس انا تعبت… ده انا لو جبل كنت وقعت ايه مستكتر عليا… مستكتر عليا انك تشوف ان ليا بيت و مرتاح مع مراتي… كل يوم اهانة و قلة قيمة… بس لا انا معتش هستحمل كده و لا هقبل حد يهين مراتي تاني…
زمجر مقترباً منه و عينيه مسلطة بعينعابظ التي تشع غـ.ـصـ.ـب و قسوة
=فاهمنى يا حاج عابد…
وقف عابد يتطلع اليه بحدة عدة لحظات قبل ان يهز رأسه ببطئ واضعاً طرف عبائته حول عنقه و ينصرف مغادراً بخطوات تشتعل بالغـــضــــب…..
ظل راجح واقفاً بمكانه عدة لحظات و هو يصارع ما بداخله من ألــم و غـــضــــب قبل ان يفرك وجهه و يلتف الى داخل الشرفة حتى يرى صدفة و يوضح لها سوء الفهم الذى بينهم فقد كان يشعر انه يحتاجها الان اكثر من اى وقت مضى…
لكنه صدm عنـ.ـد.ما وجد الشرفة خالية مما جعله يندفع و يبحث عنها بـ.ـارجاء المنزل الذى وجده هو الاخر فارغاً انهار جالساً بقلب مثقل و وجه شاحب كشحوب الاموات فور ادراكه انها قد غادرت المنزل و بالتأكيد قد سمعت كلمـ.ـا.ت والده القاسية بحقها والتى لا تختلف تماماً عن كلمـ.ـا.ت تـ.ـو.فيق…
دفن وجهه بين يديه و هو لا يعلم كيف سيقنعها الان بانه لا يفكر بها بهذا الشكل الشنيع و كل من حوله يأكدون عكس ذلك….
༺༺༺༺༻༻༻
بعد مرور ساعتين…
كان راجح في طريقه الى منزل ام محمد حتى يقوم بـ.ـارجاع صدفة للمنزل فقد تركها لتهدئ بعض الوقت و تخرج ما بقلبها الي صديقتها يعلم ان الامر كثير عليها لكى تتحمله لكنها تفهم الامر خطأ فهو لا يمكنه ان يراها رخيصة او امرأة سيئة كما قالوا حتى عنـ.ـد.ما اتهمته كذباً لم يفكر بها هكذا ابداً…
تبطئت خطواته عنـ.ـد.ما رأى تـ.ـو.فيق الجالس على القهوة و الذى ما ان رأه يتقدm نحوه نهض مسرعاً هاتفاً بصخب و هو يفتح ذراعيه على اتساعهم وهو يبتسم
=صباحية مبـ.ـاركة يا عريس…
ليكمل و هو يتجه نحوه غامزاً بعينه
=شوفت لما سمعت كلامى و عملت اللى……
و لكن لم ينهى جملته الا و لكمه راجح بقوة في وجهه مما جعله يترنح للخلف بقوة فتح فمه لكى يتكلم لكن لم يتح له راجح الفرصة حيث اخذ يسدد له اللكمـ.ـا.ت المتفرقة بوجهه و انحاء جسده…
فقد كان راجح كالاعصار الذى سيبتلع و يدmر كل شئ بسبب غـــضــــبه ضـ.ـر.به بكل قوته فهو من تسبب بكل هذا بكلمـ.ـا.ته الحمقاء…
هتف تـ.ـو.فيق و هو ينحنى علي نفسه يلهث بألــم
=في ايه يا راجح… بتضـ.ـر.ب ليه يا جدع….
امسك راجح بمؤخرة عنقه يضغط عليها بقوة مزمجراً بصوت منخفض حتى لا يسمعه الناس الذين تجمعوا من حولهم
=قسماً بالله… لو لسانك ده جاب سيرة مراتى تانى لهولع فيك حى و انت عارف كويس انى مبحلفش كدب… انا مراتى أشرف من اي واحدة في الحارة دى كلها…
شحب وجه تـ.ـو.فيق فور سماعه كلمـ.ـا.ته تلك فتح فمه بصعوبه هامساً
=و الله يا راجح مكنتش….
دفعه راجح للخلف مما جعله يسقط بقوة على الارض المتربة هاتفاً بشراسة
=خلص الكلام…. و مـ.ـا.ت
ثم تركه ملقياً على الارض و اكمل طريقه نحو منزل ام محمد
༺༺༺༺༻༻༻
بمنزل ام محمد….
كانت ام محمد مستلقية علي الفراش تحتضن صدفة التى كانت غارقة بالنوم لكنها رغم ذلك كانت تصدر تنهدات باكية اثناء نومها مما جعل ام محمد تربت على ظهرها مقبلة رأسها بحنان محاولة تطمئنتها….
و هى تشعر بالحـ.ـز.ن و الأسف عليها فقد امضت صدفة الساعات الماضية في البكاء الهستيرى و هى لا تردد سوا انها ليست رخيصة كما لو اصابتها حالة من الهذيان لذا ظلت تحتضنها محاولة احتوائها حتي سقطت بالنوم بين ذراعيها…
صدح رنين جرس الباب مما جعلها تنهض ببطئ من جانبها حتى لا تيقظها معدلة من وضع الغطاء حول جسدها…
فتحت الباب متوقعة انه ابنها محمد الذى عاد من الدرس الخاص به لكنها صدmت عنـ.ـد.ما رأت راجح الراوى يقف امامها و الذى ما ان فتحت الباب دلف الى الداخل مغمغماً بلهفة واضحة
=فين صدفة…؟!
اجابته ام محمد باضطراب و قد اربكها حضوره الي منزلها
=نايمة…. نايمة في اوضة محمد جوا….
ضيق عينيه عليها بغـــضــــب محدقاً بها بقسوة هامساً بصوت مخيف مظلم
=نعم… في اوضة مين….؟!!
اسرعت ام محمد مغمغمة بـ.ـارتباك و خــــوف
=لا.. لا ما هو محمد في الدرس مش هنا…….
لتكمل و هي تحاول التوضيح له
=بعدين يا راجح باشا محمد ده عيل و يعتبر اخو صدفة الصغير…
قاطعها راجح بحدة
=عيل ايه يا ام محمد… ده شحط في تانية ثانوى…
ليكمل وعينيه تدور بين الغرف
=هي في اى اوضة..؟!
اشارت ام محمد االى احدى الغرف و هى تغمغم بتردد
=اللى هناك دى بس ا…..
اتجه راجح نحو الغرفة على الفور دون ان ينتظر سماع باقي جملتها و هو يشعر بقلبه يعصف بداخله ..
فتح الباب و دلف الى الغرفة مغلقاً الباب خلفه برفق و اقترب من تلك الغارقة بالنوم تغطى كامل جسدها و وجهها بالغطاء جلس على عقبيه على الارض بجانب الفراش مزيحاً برفق الغطاء عن وجهها…
ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى اثر الدmـ.ـو.ع على وجنتيها الشاحبتين وتغضن حاجبيها بعدm راحة كما لو كانت ترى حلماً سيئاً…
شعر بالذنب يجتاحه فبدلاً ان يجعلها سعيدة و بعد وثقت به و سلمت نفسها اليها جعلها تبكى و تتألــم حتى بنومها..
انحنى عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها… و هو يقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا فهى زوجته و حبيبته..
و قريباً سيجعلها والدة اطفاله..
شعر بقلبه يخقق بقوة و سعاظة تجتاحه فور تخيله لطفلة تشبه صدفة بشعرها الاسود و وجنتيها الممتلئتين و. بشرتها الكريمية البيضاء…
رفع يدها طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يهمس بالقرب من اذنها باسمها بلطف محاولاً ايقاظها و هو يزيح شعرها المتناثر على وجهها الى الخلف..
فتحت عينيها ببطئ ليرى الألــم المرتسم داخلها مما جعله يرغب بسحق تـ.ـو.فيق الذى لو كان امامه الان لكان قام بقــ,تــله في الحال…
اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بتشوش لكنها حين تذكرت ما حدث انتفضت مبتعدة عنه هاتفة بصوت متحشرج من اثر البكاء و النوم
=بتعمل ايه هنا….؟!
اجابها بينما ينهض واقفاً علي قدmيه
=جاي اخدك.. علشان ترجعي على بيتك…
هزت رأسها بقوة هامسة بصوت مختنق
=ده مش بيتي… ده بيتك انت..
جلس بجانبها علي الفراش ممسكاً بيدها بين يديه
=لا بيتك…. و كل قشاية فيه بتاعتك…
نزعت يدها من بين يده بحدة هاتفة باصرار و غـــضــــب
=مش بيتي… و مش هرجع معاك يا راجح.. و كفاية اللي حصل لحد كده
قاطعها راجح و هو يعاود الامساك بيدها
=كل اللي هقدر اقولهولك دلوقتي انك فهمتي الموضوع… و لما نروح بيتنا وتهدى هحكيلك علي كل حاجة حصلت…. لأن الموضوع مينفعش نتكلم فيه قي بيت غريب
هزت رأسها و قد اصبحت عينيها ضبابية من الدmـ.ـو.ع و كلمـ.ـا.ت كلاً من عباد و تـ.ـو.فيق تتردد باذنها كما لو كانت خناجر تمزق قلبها
=مفيش حاجة فهمتها غلط… امشي و سيبنى في حالى بقي الله يرضي عليك…
استقام واقفاً ممسكاً بذراعها يجذبها برفق منه قائلاً
=طيب قومى يا صدفة يلا… ربنا يهديكى…
نفضت بعيداً يده الممسكة بذراعها هاتفة بغـــضــــب
=قولتلك مش هروح معاك في حته….
زفر بحنق قبل ان يقترب منها قائلاً بنبرة خطرة
=قدامك حاجة من الاتنين لا تقومى معايا يا بـ.ـنت الناس و نروح بيتنا… لأما قسماً بالله اقعد معاكى هنا…
اخذت صدفة تتطلع اليه بصمت دون ات تعير لتهديده هذا اهتمام كأنها لا تصدقه مما جعله يغمغم بجدية
=مش مصدقانى….
ليكمل و هو يستلقى براحة علي الفراش بجانبها اسفل نظراتها المنصدmة
=طيب…..
هتفت بصدmة دافعه اياه في ذراعه محاولة جعله ينهض من فوق الفراش
=تقعد فين… قوم يا راجح ميصحش كده الناس معندهاش غير اوضتين… اوضة بينام فيها ندى و ام محمد و الاوضة التانية بينام فيها محمد
عقد حاجبيه قائلاً و هو يستند على مرفقه مقترباً منها
=اومال كنت ناوية تنامى فين…
اجابته مشيرة الى الخارج
=هنام في الصالة برا…..
انتفض جالساً فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك هاتفاً بقسوة قد تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة
=اها… و محمد بقى طول الليل طالع يشرب… لا ياكل.. لا داخل الحمام و انتى نايملى قدامه…..
اجابته صدفة بـ.ـارتباك و قد ارعـ.ـبها التعبير المرتسم على وجهه
=و فيها ايه محمد ده اخويا الصغير…
انتفض ناهضاً على قدmيه ممسكاً بيدها يجذبها و هو يزمجر بوحشية و نيران الغيرة تتأكله من الداخل
=طيب قوميلى يلا كده… بدل ما اتجنن عليكى و اصور جريمة هنا
نهضت على قدmيها جاذبة يدها بحدة منه هاتفة بصوت مرتجف مختنق بينما تقاوم حتى لا تنهار امامه..
=قولتلك مش هاجى معاك في حتة… و ياريت تمشى بقى احنا اللي بنا خلص وكفاية لحد كدة..
اقترب منها ممسكاً برفق بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها فى صدره متنسياً غـــضــــبه هامساً بصوت اجش و هو يحيط خصرها بذراعه
=مفيش حاجة خلصت…احنا لسه بنقول يا هادى….
ليكمل بجدية خطرة عنـ.ـد.ما قاومته و رفعت رأسها عن صدره دافعة اياه بقوة رافضة لمسته
=هااا هاتيجى معايا البيت…و لا نقعد هنا ..
اخذت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات و هى تفكر بانه قادر على تنفيذ تهديده هذا و هى لا ترغب بافتعال مشكلة بين صديقتها و زوجها الذى اذا علم بان رجل غريب قد قضى الليل بمنزله فهى تعلم جيداً مصلحى زوج ام محمد ذو عقل مريـ.ـض…
لذا ستوافق على الذهاب معه و بالليل ستعود الى هنا مرة اخرى لكن هذة المرة ستحذر ام محمد بالا تفتح له الباب اذا عاود القدوم مرة اخرى
اومأت برأسها هامسة بضعف
=هاجى معاك…
زفر راجح براحة فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك قبل اعلى رأسها بحنان لكنها ارجعت رأسها للخلف رافضة مما جعله يتنحنح و هو يخبر نفسه بان يتحمل حتى يذهبوا للمنزل وهناك سيحلوا كل شئ..
༺༺༺༺༻༻༻
في احدى المنازل بمنطقة شبة نائية…
كانت اشجان جالسة على الفراش تدلك قدmها وذراعيها المتورمين و اب
الممتلئين بالخدوش و الكدmـ.ـا.ت
=اها يانى…. اها بقى انا اشجان يتعمل فيا ده كله….
لتكمل بحدة وهى تلتف للرجل الجالس بجوارها على الفراش
=هتجبلى حق و لا لاء……
ربت الرجل على ساقها برفق قائلاً
=اهدى يا اشجان…
طلبتى انى اوديكى للدكتور و عملتلك اللى انتى عايزاه برغم انك عارفة ان علاقتنا مينفعش تطلع برا الشقة دى…..
هتفت اشجان بحدة و هى تنزع يده من فوق ساقها
=بقى هو ده كل اللى همك….
لتكمل وهى تنهض بتثاقل على قدmيها التى تؤلمها لكى تقف امامه
=جرى ايه يا عابد كنت عايزنى افضل مرمية في الشارع بعد ما ابنك سلط النسوان يدغدغوا جتتى…بعدين كنت اعمل ايه اشرف متكـ.ـسر و متلقح في البيت لا بيعرف يهش ولا ينش… و متولى مخفى مسافر بورسعيد بيستلقط رزقه هناك…
زفر عابد و قد تجهم وجهه بغـــضــــب مما جعلها تخفض صوتها هامسة ببكاء مصطنع
=مش كفاية… وقفت تتفرج عليا و انا بضـ.ـر.ب و مهنش عليك تنزل تحوش عن شوشو حبيبتك….
امسك عابد بذراعها مجلساً اياها بجانبه عاقداً ذراعه حول كتفيها
=اعمل ايه لو نزلت و حوشت عنك وقتها كانت نعمـ.ـا.ت هتفقس اللي بنا خصوصاً انها مش بطيقك…
ليكمل و وجهه يتصلب بالغـــضــــب فور تذكره ما حدث بينه و بين راجح
=بعدين ما انا طلعت لراجح علشان ينزل يحوش عنك و دبيت انا و هو خناقة لرب السما و سمعته كلام زى السم…
تغضن وجهه بغـــضــــب و التمعت عينيه بالقسوة و هو يكمل بشرود
=تخيلى لأول مرة في حياته يقف قصادى و يعلى صوته عليا البت لحست دmاغه و بقت مسيطرة عليه
وضعت يدها فوق خده تدير وجهه اليها في محاولة منها لجذب انتباهه
=يبقي لازم تخلص منها… و تحسره عليها…. علشان يرجع تحت رجلك تانى..
اومأ عابد برأسه و هو ينظر بعينيها بتفكير
=و ده اللي هيحصل بس في وقته…
قاطعته اشجان بحدة
=يعنى ايه في وقته…. انا عايزة حق الضـ.ـر.ب اللي اضـ.ـر.بته ده يجى النهاردة..قبل بكرة
زفر عابد بغـــضــــب قبل ان يغمغم بحده و هو يفرك وجهه
=حاضر يا اشجان… حقك هايجى النهاردة او بكرة بالكتير ياستى ارتحتى….
ابتسمت اشجان بفرح قائلة وهى تعدل من ملابسها
=طيب قوم يلا وصلنى…..
جذبها عابد من يدها لتصطدm بصدره
=و احنا لحقنا…..
مررت يدها فوق صدره باغراء متلاعبة بازرار عبائته
=لما حقى يجى… عليا النعمة لأعيشك ليلة عمرك ما عشتها قبل كده….
لتكمل هامسة ببطئ و هى تمط شفتيها
=ولا حتى مع البت سحر……
شحب وجه عابد مغمغماً بـ.ـارتباك فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك
=هها…سحر…. سحر مين؟!!
اجابته و هى لازالت تتلاعب بازرار عبائته
=سحر اللى فاتحة محل خردة في اخر الشارع و اللى انت على علاقة بها بقالك شهر… ده قد بناتك يا راجـ.ـل
غمغم عابد باضطراب و قد احمر وجهه فور ادراكه انه تم كشف امره
=دى كانت ليلة واحدة يا اشجان…..
عقدت ذراعيه حول عنقه هامسة بالقرب من اذنه
=ليلة واحدة.. ليلتين تلاتة.. اربعة المهم تبقى عارف انك هتلف لفتك و ترجعلى……
اخفض شفتيه وهو يهمس برغبة واضحة
=ده انتى اللي في القلب يا شوشو….
تراجعت للخلف مبتعدة عنه قبل ان تجعله ينال مراده مطلقة ضحكة مرتفعة خليعة
=قولتلك لما تجيبلى حقي….
لتكمل و هي تسبقه الى الخارج…
=يلا علشان اتأخرت على الواد اشرف و جـ.ـسمي متكـ.ـسر عايزة اريح…
زفر بغـــضــــب وهو ينفض عبائته بحنق وحدة قبل ان يتبعها الى الخارج….
༺༺༺༺༻༻༻
فور دخول راجح و صدفة الي المنزل انطلقت صدفة نحو غرفة الاطفال ليلحق بها راجح قائلاً بحدة عنـ.ـد.ما رأها تستلقي على الفراش
=بتعملى ايه مفيش نوم الا لما نتكلم الاول……
اجابته صدفة بصوت خامل ضعيف و هى تعتدل نصف جالسة
=اتفضل اتكلم…..
ظل صامتاً عدة لحظات و عينيه مسلطة عليها يتفحص وجهها الشاحب و التعب و الخمول الظاهران عليها ليتذكر انها لم تأكل شئ منذ الأمس… حيث انشغلوا الأمس ببعضهم البعض و بالصباح حدث ما حدث بسبب تـ.ـو.فيق
=قبل ما نتكلم هطلب اكل لنا… ناكل بعدين نتكلم براحتنا.. تاكلى ايه…؟!
ارجعت رأسها للخلف تستند الي ظهر الفراش هامسة بتعب
=اي حاجة…..
اومأ برأسه قبل ان يتجه للخارج لكي يطلب الطعام حتى و لم تمر دقائق قليلة عنـ.ـد.ما عاد الي الغرفة لتتجمد خطواته فور ان وقعت عينيه على تلك المستغرقة بالنوم وهي نصف جالسة و رأسها يستند الي ظهر الفراش شعر بقلبه يتضخم بصدره بشعور غريب لم يشعر به من قبل..
اقترب منها ببطئ عدل من موضع جسدها لتصبح مستلقية اكثر استرخاءً جاذباً الغطاء علي جسدها ظل منحنياً عليها عدة لحظات طوال لا يفعل شئ سوا تأملها بشغف قبل ان ينحني عليها و يطبع قبلة حنونة على جبينها…
يرغب بالنوم بجانبها لكن يعلم اذا استيقظت و رأته بجانبه سوف تغـــضــــب لذا سينام على الفراش الاخر الذي بالغرفة حتى و ان لم يكن معها على فراش واحد فيكفي ان يكون معها بنفس الغرفة فهذا سيبث بقلبه الطمأنينة قليلاً…
༺༺༺༺༻༻༻
بعد مرور 4 ساعات…
استيقظت صدفة ترفرف بعينيها ببطئ و هى لا زالت لا تستوعب اين هى لكن فور ان تذكرت انتفضت جالسة خاصة و ان خطتها للهرب قد خربت بسبب سقوطها بالنوم لكنها تنفست براحة فور ان وقغت عينيها على النافذة لتجد ان الظلام لا يزال يسود بالخارج..
نهضت على قدmيها تهم الخروج من الغرفة لكنها توقفت عنـ.ـد.ما انتبهت الى راجح النائم بالفراش الذي يجاور فراشها شعرت بالصدmة فلما ينام هنا بذلك الفراش الصغير الغير مريح و يترك فراشه الكبير الواسع…
لم تستطع المقاومة و اتجهت نحوه جالسة علي عقبيها بجانب فراشه اخذت تتشرب بعينيها ملامحه الوسيمة التى كانت يطغى عليهل الرجولة و الصرامة حتى اثناء نومه…
سدت غصة من الألــم حلقها و هى تفكر لما قام بخداعها فقد كان أملها الوحيدة بهذة الحياة.. لقد احبته.. احبته كثيراً…. كان يمكنها ان تضحى بنفسها من اجله…
لكنها لا تعلم ماذا فعلت بحياتها حتى تحصل على كل هذا الالم
فهى لم ترغب سوا ببداية جديدة معه فلأول مرة بحياتها تشعر بالسعادة و انها لها حياة و مكان تنتمى اليه
فهو الوحيد الذى كان يعاملها جيداً.. و يغدقها بحنانه و اهتمامه لكن حتى هذا اتضح انه كذب
فهى لم تكن بالنسبة اليه سوا امرأة رخيصة راهن صديقه عليها..
انفجرت باكية لتسرع بوضع يدها فوق فمها مانعة شهقة كادت تفلت من بين شفتيها…
ظلت على حالتها تلك عدة لحظات قبل ان تستجمع شجاعتها و تنهض و هى تمسح وجهها من الدmـ.ـو.ع العالقة به لكنه غرق مرة اخرى بدmـ.ـو.عها التى لم تتوقف غن اللنسياب من عينيها…
اختطفت حجابها و وضعته على رأسه قبل ان تتجه الي الباب و تغادر المنزل…
فهى ستعود الى منزل ام محمد و سوف تمنعه من الدخول الى هناك.و بعد ان يقوم بتطليقها سـ…..
توقف عقلها عن التفكير الى هذا الحد فهى لا تعلم الي اين ستذهب او ماذا ستفعل اذا قام بتطليقها…
لكن ما تعلمه انها لا يمكنها الاستمرار معه بعد ما حدث..
فور وصولها الى الشارع الساكن شعرت برجفة من البرد تجتاحها حيث كان الطقس بـ.ـارداً للغاية فهذا الوقت المتأخر من الليل….
اسرعت خطاها حتى تصل الي منزل ام محمد الذي كان لا يبعد عن منزل راجح سوا عدة شوارع قليلة….
لكن زادت سرعة خطواتها اكثر عنـ.ـد.ما و صلت الى منطقة تسودها الظلام الدامس…..
لتشعر بقلبها يكاد يتوقف من الرعـ.ـب عنـ.ـد.ما سمعت صوت خطوات ثقيلة خلفها كما لو كان هناك من يتبعها..
فلم تشعر بنفسها الا و هى تركض باقصى سرعة لديها ودقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شـ.ـدة الخــــوف عنـ.ـد.ما زادت سرعة الخطوات التى خلفها كما لو مان هناك من يركض حلفها و لم تمر ثوان الا و شعرت بيد قاسية تقبض عليها من الخلف و يد اخرى و ضعت فوق فمها تكتم صرختها الفازعة….
مادت الارض تحت قدmيها و قد فرت من جسدها الدmاء فور ان التفت و رأت مهاجميها فقد كانوا اثنين من الرجـ.ـال ذو اجساد ضخمة للغاية لم تستطع رؤية وجوههم بسبب الظلام الذى يحيط بهم….
نزع الرجل يده عن فمها وقبل ان تستطع الصراخ و طلب المساعدة وضع عل فمها لازق قوى يكتم صوتها….
و برغم الرعـ.ـب الذى يسيطر عليها
اخذت تقاوم الرجل الذى كان يمسك بها تدفعه بقسوة في صدره لكنه كان ضخم للغاية فلم تهز به شئ…
قبض الرجل علي عنقها و هو يصدر زمجرة شرسة ارسلت الرعـ.ـب بداخلها و يده تتشـ.ـدد حول عنقها يعتصره بقوة..
فاخذت تضـ.ـر.به فوق يده المحيطة بعنقها محاولة جعله ان يبتعد عنها و يفلتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصره حتي شعرت بالاختناق و انعدام الهواء من حولها..
رفعت ساقها بصعوبة ضاربة اياه بين ساقيه مما جعله يفلتها و يتراجع للخلف و هو يطـ.ـلق سباباً عنيف.. انتهزت الفرصة و حاولت الفرار رغم نفسها المنقطع المختنق….
لكن اسرع الرجل الاخر بالقبض على شعرها من اسفل طرحتها يجذبه بقوة صافعاً اياها بقسوة على وجهها مما جعلها تسقط و ترتطم بالارض بقوة و هى تنفجر باكية مصدرة صوﭢ صغير متألــم شاعرة برأسها يدور من شـ.ـدة قوة الصفعة..
لكنها رغم ذلك حاولت النهوض و الهرب لكن اسرع احدى الرجـ.ـال بجذبها من ساقها قبل ان تستطع النهوض على قدmيها بالكامل..
وصفعها مرة اخرى بقوة اكبر….
ارتطم رأسها بالارض شاعرة بالدوار و الالم يعصف بوجهها…
لكنها تناست المها هذا منفجرة باكية بنحيب شبه هستيرى فور ان رأت الرجلين يقتربان منها
و هي مستلقية على الارض عاجزة بانف نازف و وجه متورم..
ينحنيان عليها و عينيهم تلتمع بالظلام بشكل موحش…
حاولت صدفة النهوض و الهرب لكن اسرع احدى الرجـ.ـال بجذبها من ساقها قبل ان تستطع النهوض على قدmيها بالكامل.. وصفعها مرة اخرى بقوة اكبر…. ارتطم رأسها بالارض شاعرة بالدوار و الالم يعصف بوجهها…
لكنها تناست المها هذا منفجرة باكية بنحيب شبه هستيرى فور ان رأت الرجلين يقتربان منها
و هي مستلقية على الارض عاجزة بانف نازف و وجه متورم..
ينحنيان عليها و عينيهم تلتمع بالظلام بشكل موحش…
تقدm منها احدهما لكن اسرع زميله بالامساك بذراعه وشـ.ـده للخلف هامساً باذنه بصوت منخفض حتى لا يصل الى مسمع تلك الملقية على الارض بوجه شاحب و هى تنتحب لقوة
=كفاية لحد كده….
استدار اليه الرجل الاخر و الذي كان يدعى مرزوق فور سماعه ذلك يتطلع اليه بصدmة
=كفاية ايه… طيب و اتفاقنا مع عابد الراوى…احنا متفقين معاه منسبش في جـ.ـسمها حتة ساليمة…
شـ.ـدد حسان على ذراعه و هو يجيبه بذات الهمس
=هو اتفق معانا نفضل مستنين تحت البيت لحد ما هو يخرج راجح الراوى الفجر من البيت بحجة الشغل بعدها نطلع احنا نستفرد بها.. و اهو هى اللي نزلت لنا برجـ.ـاليها كفاية عليها الألــمين اللي خدتهم و يلا بينا نمشى….
سخر مرزوق منه مرمقاً اياه بغـــضــــب
=اية حنية القلب اللي نزلت عليك دى فجأة… يا عم حسان من امتى
اجابه حسان بحدة.. و عينيه مسلطة علي صدفة التى كانت تحاول النهوض مرة اخرى
=مش حنية قلب بس راجح الراوى خيره مغرقك قبل ما يكون يغرقنى و ياما وقف معانا في زنقاتنا…. و البت صدفة غلبانة متستهلش كل ده انا وافقت على اللى طلبه عابد الراوى علشان القرشين و بينى وبينك خــــوفت ارفض يجيب حد غيرنا و يبهدلها….
زمجر مرزوق بصوت حاد أمراّ صدفة التى كانت قد نهضت على قدmيها مغيراً من صوته حتى لا تتعرف عليه
=لو اتحركت خطوة واحدة هفجر راسك بالمسدس اللي في ايدى..
تجمد جسد صدفة و قد دب الرعـ.ـب بداخلها فور سماعها تهديده ذلك مما جعل انتحابها يزداد بشـ.ـدة بينما كامل جسدها ينتفض بخــــوف و هى تشاهدهم يعاودان الي تهامسهم سوياً…
=خلاص يا عم ماشي هنسيبها طيب و هنقول ايه لعابد…. احنا يدوبك ادانها قلمين….
اجابه حسان بهدوء
=نقوله ضـ.ـر.بناها… بس و احنا لسه بنزود العيار صرخت فاضطرينا نهرب قبل ما حد يشوفنا…
اومأ مرزوق برأسه قائلاً بموافقة
=ماشي… علشان خاطر راجح الراوى بس و زى ما قولت خيره علينا و مغرقنا….
وقفت صدفة تتطلع الي هيئتهم في الظلام و هما يتهمسان والخــــوف جعل جسدها يرتجف بقوة و هى لا تدرى ما يجب عليها فعله فاءا تحركت سوف يقــ,تــلونها لكن المـ.ـو.ت ارحم لها مما يريدون فعله بها فسنحاول الهرب و ما يحدث يحدث و ما ان همت بالتحرك توقفت متجمدة مكانها و هى متسعة العينين عنـ.ـد.ما رأتهم يستديروا و يتحركوا مبتعدين عنها بالاتجاه الاخر من الطريق دون ان ينطلقوا بحرف واحد لها
تاركين اياها تقف تطلع الى اثرهم بصدmة و هى لا تصدق انهم تركوها و ذهبوا هكذا دون ان يأذوها….
و دون ان تفكر كثيراً استدارت عائدة من الطريق الذى اتت منه راكضة باقصى سرعة لديها…
و هى لا تفكر سوا بالعودة الى راجح و الاحتماء به فليس لديها غيره بهذة الحياة حتى تحتمى به حيث لم ترغب بهذة اللحظة سوا الارتماء بين ذراعيه و الاختباء بحـ.ـضـ.ـنه…
ظلت تركض و هى تتلفت خلفها بين الحين و الاخر خائفة بان يعودوا و يلحقوا بها مرة اخرى….
༺༺༺༻༻༻༻༻
كان راجح نائماً عنـ.ـد.ما ايقظه صوت الطرقات الحادة على باب المتزل مما جعله ينتفض جالساً بذعر و هو يهمس باسم صدفة و قد انتقلت عينيه تلقائياً نحو الفراش الذي يجاوره بحثاً عنها ليجده فارغاً انتفض واقفاً هاتفاً باسمها ظناً منه انها ذهبت الي الحمام…
لكنه انتبه الي صوت الطرقات الحادة علي باب المنزل ليدرك ان هذا الطرق ما ايقظه…
اسرع خارجاً من الغرفة بتعثر اثر النعاس الذى لا يزال يسيطر عليه فتح باب المنزل مسرعاً لكنه تراجع للخلف بصدmة عنـ.ـد.ما رأي صدفة تقف امامه بملابس متسخة ممتلئة بالتراب و هي تنتحب لم تتح له الفرصة للتحدث حيث ألقت بنفسها بين ذراعيه و هي تنتحب بشهقات باكية ممزقة تعقد ذراعيها حول خصره دافنه وجهها بصدره…
هتف راجح بصوت يتخلله الصدmة و هو لا يزال يستوعب ما يحدث
=صدفة…..؟!!
ليكمل سريعاً بغـــضــــب و قد افاق من صدmة رؤيته لها تأتى من الخارج مبعداً اياها بحدة عن صدره و هو يتنبه الي الظلام الذى لا يزال يسود الخارج نظر الي ابساعة المعلقة بالحائط ليجدها تشير الي الثلاثة و النصف
= انتى كنت بتنيلى ايه برا في وقت زى ده ؟؟
اجابته بتردد بصوت مختنق من بين شهقات بكائها
=اصل…..اصل…….
قاطعها بحدة و هو يضغط بقوة على كتفيها
= اصل ايه ما تنطقى ايه خرجك برا في وقت زى ده…. وكنت بتنيلى ايه..؟!!
ليكمل هاتفاً بها بقسوة عنـ.ـد.ما ظلت تنظر اليه بصمت دون ان تجيبه
=ما تنطقى….
انتفضت فازعة فور سماعها نبرته الحادة تلك لتسرع مجيبة اياها هامسة بصوت مرتعش
=كنت.. كنت راحة بيت ام محمد…..
صاح بها بحدة و قسوة بثت الرعـ.ـب بداخلها و قد اشتدت يديه التى تحيط كتفيها
=نعم راحة بيت ام محمد الساعة 3 الفجر…!!
اخذت تتطلع اليه باعين متسعة بالخــــوف و النـ.ـد.م على حماقتها فلم يكن يجب عليها الخروج من المنزل بهذا الوقت المتأخر من الليل…
ازاحت يديه القابضة علي كتفيها بيد مرتجفة متخذة خطوة للخلف هامسة بصوت مرتجف باكي
=كنت عايزة امشى.. انت اللي غـ.ـصـ.ـبتنى ارجع معاك…
قاطعها بقسوة و هو يتجه نحوها باعين تتقافز منها شرارت الغـــضــــب.
=غـ.ـصـ.ـبتك ترجعى.. تقومى تخرجى الشارع في وقت زى ده…
قفزت في مكانها فازعه عنـ.ـد.ما سمعته يكمل صارخاً بها بشراسة انتفضت لها عروق عنقه
=وقت الشارع كله مليان بالشمامين و اللى بيضـ.ـر.بوا حقن و مـ.ـخـ.ـد.رات…..
حاولت التحدث لكن كان حلقها متشنجاً من شـ.ـدة الخــــوف عنـ.ـد.ما رأته يتقدm نحوها بخطوات حادة غاضبة مما جعلها تتخذت عدة خطوات الي الخلف بقدmيها المرتجفة عنـ.ـد.ما وجدته لا يزال يقترب منها قابضاً على مرفقها لكنها اخذت تتخبط بطريقة هستيرية حتي يفلتها من قبضته التي تحاصرها لكن تشـ.ـددت يديه حول ذراعها اكثر و هو يصـ.ـر.خ بها بشراسه ارسلت بداخلها هزات من الخــــوف
=اعمل فيكى ايه…. انا زهقت… زهقت منك و من عمايلك السودا
دب الرعـ.ـب باوصالها فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك فهى تعلم انها اخطئت لكن يأسها و الألــم الذى تشعر به هو السبب في جعلها تقدm علي فعلتها الحمقاء تلك…
خرجت من شرودها هذا عنـ.ـد.ما اقترب منها ماسحاً باصبعه الدm الذى بأسفل انفها و قد انتبه اليه بعد ان هدأ غـــضــــبه قليلاً مزمجراً من بين اسنانه بصوت قاسي لاذع و هو يطـ.ـلق لعنه حادة كما لو كان لم ينتبه اليه الا الان…
=ايه اللي حصل لمناخيرك… وقعتى و لا اتخبطتى فيها…؟؟
اجابته بصوت مرتجف و عينيها منخفضة بخــــوف من ردة فعله علي ما ستقوله
=و انا… و انا في الطريق طلع عليا اتنين رجـ.ـاله….
توقفت تتبلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقها عنـ.ـد.ما رأت النظرة القاسية التى ارتسمت بعينيه
=و…و ضـ.ـر.بونى….
تجمدت الدmاء بعروق راجح فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك لتتسارع انفاسه و احتدت بشـ.ـدة شاعراً كأن ستار اسود من الغـ.ـصـ.ـب اعمى عينيه…
مرر نظراته بلهفة على جسدها و وجهها بحثاً عن اى ضرر او اصابة اخرى قد حدثت لها قائلاً بصوت اجش يملئه القلق عليها و الغـــضــــب في نفس الوقت من مما عرضت نفسها له
=ضـ.ـر.بوكى ازاى…؟
ليكمل وهو يقترب منها متحسساً انحاء جسدها بحثاً عن اى كدmة او كـ.ـسر بها و عقله يصور له صور بشعة مما قد تكون تعرضت له لتندلع نيران الغـــضــــب كالبركان العاصف داخل صدره
=عملوا فيكى حاجة تانية… حد فيهم لمسك…..
هزت صدفة رأسها بالنفى مغمغمة
= لا… لا هما ضـ.ـر.بونى كذا قلم على وشي بعدها سابونى و جريوا و مـ….
ابتلعت باقي جملتها بخــــوف عنـ.ـد.ما
سمعته يطـ.ـلق سباباً لاذعاً من بين انفاسه المحتقنة بينما تصلب وجهه بعنف و غـــضــــب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق العالم باكمله و لا يترك خلفه سوى الدmار والمـ.ـو.ت غمغم من بين اسنانه المكبقة بقسوة و عروق عنقه تتنافر
=ضـ.ـر.بوكي في شارع اية…؟!
اجابته بصوت مرتجف لاهث
=في اخر شارع مكارم النجار….
=شكلها ايه العيال دي…؟
سألها بهدوء لم يخدعها فقد كانت تعلم بانه كالاعصار الثائر الذي سيبتلع ما حوله اجابته هامسة
=الدنيا كانت ضلمة بس هما كانوا طوال اوي و جـ.ـسمهم ضخم و مليان….
اومأ برأسه بصمت و هو ينحيها جانباً و يتجه نحو باب المنزل…
=راجح… رايح فين
لتكمل بذعر فور ادراكها انه سوف يذهب للبحث عنهم
=رايح فين… مشيوا..
اندفعت خلفه لخارج الشقة تلحق به لكنه دفعها بحدة لداخل الشقة مزمجراً بشراسة
=لو رجلك خطت برا عتبة الشقة عليا النعمة لأكـ.ـسرهالك…. فاهمة
ادخلى جوا…
تراجعت صدفة للخلف بخــــوف تشاهده يندفع للخارج مغلقا باب الشقة خلفه بعنف اهتزت له ارجاء المكان….
༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة….
كانت صدفة جالسة على المقعد الذي بجوار باب الشقة تضم يديها الي صدرها الذى كان يعلو و يهبط بقوة بينما تحاول التقاط انفاسها اللاهثة بسبب خــــوفها على راجح فقد ذهب غاضباً يبحث عن هؤلاء الرجـ.ـال ماذا لو عثر عليهم و قاموا بإيذائه …
انتفضت واقفة فور ان فتح باب المنزل ودلف راجح الى الداخل بوجه مكفهر غاضب اتجهت اليه هاتفة بلهفة
=لقيتهم…؟!
سدد اليها نظرة حادة قبل ان يتجاوزها و يدلف لداخل غرفة النوم دون ان يجيبها لتتبعه صدفة مغمغمة باصرار
=ما ترد يا راجح.. لقيتهم…؟!
اجابها بنفاذ صبر و هو يستدير اليها باعين تتقافز منها شرارت الغـــضــــب
=متزفتش لقيت حد…..
ليكمل بقسوة و هو يعتصر قبضتى يديه بقوة والغـــضــــب يهز جسده بعنف بسبب عدm نجاحه فى العثور عليهم فقد دار بانحاء الشوارع بحثاً عن رجـ.ـال ضخام الهيئة كما وصفتهم له لكنه لم يجد احد… فقد كانت الشوارع فارغة بهذة الليلة البـ.ـاردة …
=تلاقيهم عيالين شمامين لما شافوكى افتكركوا واحدة من اياهم…و حبوا يرخموا عليكى…
هتفت صدفة بشراسة و هى تقف امامه تنظر اليه باعين عاصفة
=واحدة من اياهم..؟!! تقصد ايه…. لا بقولك ايه انا…
قاطعها هاتفاً بغـــضــــب اهتزت له ارجاء المكان
=انتى تخرسى خالص.. و مسمعش صوتك…و لا اسمعلك نفس…
ليكمل بصوت مخيف مظلم و نيران الغـــضــــب تلتهمه من الداخل كلما تصور ما كان سيحدث لها لو لم يدعوها تذهب
=ايوه واحدة من اياهم قوليلي مين واحدة محترمة هتنزل من بيتها وتمشى لوحدها في الشارع في ساعة زى دي ….
همست بصوت مختنق و هي علي وشك البكاء
=انا محترمة غـ.ـصـ.ـب عنك…
زفر راجح بحده فاركاً و جهه بعصبيه محاولاً تهدئت غـــضــــبه هذا عنـ.ـد.ما رأي عينيها تلتمع بدmـ.ـو.ع حبيسه محتقنة بينما شفتيها قد بدأت بالارتجاف….
ليطـ.ـلق لعنة حادة عنـ.ـد.ما دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكـ.ـسرة
اتجه نحوها على الفور يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها دافناً وجهها بصدره همست من بين شهقات بكائها وهي تشعر بالاهانة من كلمـ.ـا.ته الجارحة تلك
=انت السبب.. انت اللى خلتنى انزل في الوقت المتأخر ده… لما غـ.ـصـ.ـبت عليا ارجع معاك هنا…..
لتكمل بحدة و هى تنتفض مبتعدة من بين ذراعيه..
=و لما ضحكت عليا و اتفقت مع صاحبك عليا…
قاطعها راجح بقسوة و قد نفذ صبره هاتفاً بغـــضــــب
=انا مضحكتش عليكى…. وانتى مكنش زمانك في الشارع لو كنت اتنيلتى سمعتى اللي حصل..
من امبـ.ـارح بحاول احكيلك و انتى منشفة راسك و سده ودانك بحجر….
مسحت صدفة وجنتيها من الدmـ.ـو.ع العالقة بها بحركات حادة و هى تغمغم بانفعال
=طيب اتفضل احكى….. ادينى هسمعك…
غمغم بحدة و هو يشير نحو الحمام وعينيه تمر علي ملابسها المتسخة الممتلئة بالتراب
= ادخلى استحمى و غيرى هدومك المتربة دى الأول علشان الموضوع طويل….
عقدت صدفة ذراعيها فوق صدرها قائلة بعناد
=مش هستحمى و لا هغير حاجة… و لو مش عجبك ا……
قاطعها راجح واضعاً يده فوق فمها يكتم باقي كلمـ.ـا.تها…
=اكتمى.. اكتمى و اقفلى البلاعة اللي انتى فتحاها دايماً دى و بترمي دبش منها
ليكمل و هو يزيح يده من فوق فمها فور ان انتبه للدm الذى اسفل انفها ممسكاً بذقنها يرفع وجهها لأعلى
=ورينى كده مناخيرك حصلها حاجة…
اخذ يمرر اصابعه فوق عظمة انفها بحثاً عن اى كـ.ـسر بها لكن ارجعت صدفة وجهها للخلف بعيداً عن مجال يده مغمغمة بحدة
=مفيش حاجة… ده مجرد نقطتين دm لما واحد منهم ضـ.ـر.بنى بالقلم جـ.ـا.مد…
زمجر راجح بشراسة و هو يعتصر قبضته بقوة و يضغط على فكه بقوة كادت ان تكـ.ـسر اسنانه
=يا ولاد الكلـ.ـب لو ايدى وقعت عليهم و دينى ما هرحمهم…
همست صدفة بتردد
=راجح….
استدار اليها هاتفاً بحدة و عينيه تلتمع بالغـــضــــب العاصف الذى جعل جسدها ينتفض بخــــوف
=قولتلك ادخلى استحمى و خلى ليلتك دى تعدى على خير انا على اخرى….
هرعت صدفة علي الفور نحو الخازنة تخرج ملابسها و هي تهمهم بـ.ـارتباك و خــــوف
=هتنيل اهو….
امسكت بملابسها و دلفت الي الحمام مغلقة بابه بقوة كاعلان عن غـــضــــبها حتى تشوش على جبنها امامه….
༺༺༺༻༻༻༻༻
في وقت لاحق….
خرجت صدفة من الحمام بعد ان اغتسلت و ارتدت ملابس النوم الخاصة بها اتجهت نحو الفراش الذى كان راجح نصف مستلقي عليه يستند رأسه الي ظهر الفراش بينما عينيه مسلطة عليها باهتمام و تركيز جلست بجانبه بتردد لتتفاجأ به يضع امامها صنية صغيره بها طعام امراً اياها
=كلى الأول…و بعدين نتكلم
دفعت الصنية بعيداً قائلة برفض
=مش جعانة…
اعاد راجح الصنية امامها قائلاً بحدة
=لا هتاكلى انتى من امبـ.ـارح ماكلتيش حاجة….
ليكمل وعينيه تمر ببطئ على جسدها
=بقالك فترة اصلاً مبتاكليش كويس لحد ما جـ.ـسمك خس….
عقدت صدفة ذراعيها فوق صدرها قائلة برضا
=احسن برضو…. انا اصلاً عايزة اخس…
قطعت جملتها مطلقة شهقة منخفضة عنـ.ـد.ما التفت يده حول خصرها جاذباً اياها نحوه
=و انا مش عايزك تخسى….
ليكمل وهو يمر عينيه التى كانت تلتمع بالشغف على جسدها
=عجبانى كدة…..
ابتعدت عنه صدفة هاتفة بحدة
=و انت مالك… اخس مخسش دى حاجة تخصنى….
جذبها راجح نحوه مرة اخرى مغمغماً بصرامة
=قولتلك كلك على بعضك تخصينى….
انهى جملته تلك رافعاً يدها الى فمه يقبل راحتها بشغف و حنان مما جعلها تلهث بصدmة..
رفع رأسه بعد عدة لحظات ليقرب وجهه من وجهها و عينيه مسلطة على شفتيها بجوع…
شاهدت صدفة برعـ.ـب شفتيه تقترب من شفتيها و نيته مرتسمة بعينيه بوضوح مما جعلها تفعل اول شئ خطر على عقلها…
لتمد يدها وتمسك بإحدى الساندوتشات الموضوعة على الصينية و تقضم منه قضمة كبيرة للغاية ملئت فمها مما جعل راجح يتراجع الى الخلف بعيداً عنها و هو يضحك بقوة على فعلتها تلك….
لكنه اسرع برسم الجدية على وجهه متنحنحاً و هو يسند رأسه الى ظهر الفراش قائلاً بتهديد و هو يشير باصبعه نحو الصينية
=تخلصى كل الساندوتشات اللى قدامك دى و الا………
ليصمت و عينيه مسلطة على شفتيها بتهديد صريح لتفهم صدفة مقصده وتبدأ بتناول الطعام سريعاً….
ظل راجح يراقبها و فور ان انتهت من الطعام وضع الصينية ارضاً قبل ان يغمغم بهدوء
=هحكيلك على كل حاجة حصلت بس عايزك تفهمى اللي حصل كويس و متتسرعيش…
اومأت برأسها بصمت بالموافقة ليبدأ باخبـ.ـارها ما حدث مع اشجان و ما قالته بانها قد سمعتها تتحدث مع رجل و علمها بانها كانت على علاقة برجل اخر و انها اتهمته كذباً بالمخزن حتى تلصق به فعلتها مع ذلك الرجل و ترغمه على الزواج منها و تتستر علي فعلتها مع ذلك الرجل…
و سماع تـ.ـو.فيق لحديث اشجان هذا و طلبه منه ان يتمم زواجه منها و يقوم بتطليقها بعدها . واخبرها بمشاجرته معه و ما فعله باشجان و تسليك امرأتين عليها من اجل جعلها تدفع ثمن افتراءها الكاذب هذا…
ظلت صدفة تستمع اليه بصمت و قد تحول شحوب وجهها الى لون رمادى كما لو كانت قد فقدت الحياة غرزت اسنانها بشفتيها بقوة حتى ادmتها و ذاقت طعم الدmاء بفمها لكنها لم تبالى…
فقد كان عقلها قد اغلق من شـ.ـدة الصدmة التى تعرضت لها..
فهى لا تصدق ان يصل الامر باشجان بان تقوم بالافتراء عليها كذباً و تطـــعـــنها بشرفها…
و بالطبع راجح قد صدقها في بادئ الامر و هذا يبرر سبب غـــضــــبه و تكسيره للمنزل بهذا اليوم
تسارعت انفاسها و احتدت بشـ.ـدة شاعراً كأن ستار اسود من الالم يكاد يبتلعها…
و دون ان تنطق بحرف واحد استلقت على جنبها فوق الفراش موليه ظهرها لراجح الذى غمغم بصدmة و هو يشاهد ما تفعله
=صدفة…؟!!
لكنها لم تجيبه جاذبة الغطاء فوق رأسها بينما تنحنى على نفسها محتضنة جسدها الذى كان يرتجف بقوة…
اقترب راجح واضعاً ذراعه حولها شاعراً بالارتباك من حالتها تلك هامساً بقلق و لهفة
=صدفة مالك فيكى ايه…
همست بصوت منخفض شبه مـ.ـيـ.ـت
=سيبنى يا راجح ونبى دلوقتى…
مرر يده على ذراعها برفق قائلاً بهدوء محاولاً التخفيف عنها فقد كان يعلم ان ما اخبرها به كان من صعب عليها تحمله
=طيب اتكلمى معايا فاهمينى مالك..
همست بصوت مختنق باكي و هى تنحنى على نفسها اكثر و تضم ساقيها الى صدرها
=سيبنى بالله عليك.. دلوقتي
زفر راجح بيأس و هو يفرك وجهه بغـــضــــب على ما يحدث معه لا يعلم كيف يحل الامر معها فكل مادا يتأزم الامر بينهم…
ظل ينظر اليهاعدة لحظات بتردد قبل ان يقرر ان يتركها نائمة كما تريد فلا يريد الضغط عليها فيكفى ما مرت به اليوم…من ثم خرج من الغرفة ليتجه الى غرفة الاستقبال يجلس بها بعقل شارد و قلب مثقل محاولاً ايجاد حل فقد كان يعتقد ما ان يخبرها ما حدث ستتفهم الامر لكن العكس ما حدث…
༺༺༺༻༻༻༻༻
في الصباح…
كان راجح لا يزال جالساً بغرفة الاستقبال يرتشف فنجان من القهوة فلم تغف له عين حيث ظل على وضعه هذا طوال الليل محاولاّ ايجاد مخرج من مشكلته مع صدفة فهو لا يريد سوا ان ينعم بحياة هادئة معها كأى زوجين طبيعين…
زفر راجح بحدة بينما عينيه تتسلط علي غرفة النوم حيث لازالت صدفة نائمة فقد انتابها كابوس سيئ بالليل…
حيث كان جالساً بمكانه هذا عنـ.ـد.ما سمعها تصرخ اثناء نومها كما لو كانت تحلم بكابوساً بشع مما جعله يركض الي غرفة النوم ليجدها تهمهم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة بينما تتحرك بغـــضــــب اثناء نومها كما لو ان احداً ما يحاول الاعتداء عليها…
احتضنها بين ذراعيه و اخذ يهمس لها بكلمـ.ـا.ت مهدئة وهو يمرر يده بحنان على ظهرها لتستكين فور سماعها صوته و الشعور به بجانبها لتغرق بالنوم مرة اخري كما لو كان شعورها بوجوده قد بث بها الاطمئنان….
خرج راجح من افكاره تلك على صوت رنين جرس الباب نهض بتثاقل لكى يفتحه…
دلفت نعمـ.ـا.ت الى الداخل فور ان فتح لها راجح الباب قائلة بتجهم و وجهها كان مقتطب بحدة
=انا قولت اطلع اتكلم معاك و الحقك قبل ما تروح شغلك….
غمغم راجح باستفهام و هو يغلق باب المنزل
=خير ياما في ايه…؟!
اجابته نعمـ.ـا.ت و هى ترمقه بحدة
=في ان ابوك حكالى على اللي عملته معاه امبـ.ـارح….
لتكمل بحدة وصوت مرتفع
=كدة تعلى صوتك على ابوك و تمد ايدك كمان عليه يا راجح و علشان ايه علشان حتة بت متسواش فـ…..
قاطعها راجح بقسوة
=اما لو هتبدئي تغلطى فيها انتى كمان يبقى انزلى شقتك احسن… انا مش ناقص..
هتفت نعمـ.ـا.ت بصدmة و هي تضـ.ـر.ب صدرها بيدها
=هي حصلت تطردنى من بيتك يا راجح…..
قاطعها هاتفاً بصوت مرتفع و قد وصل الي اقصى درجات تحمله فالجميع اصبحوا يضغطوا عليه بقسوة
=مبطردكيش انتى و جزمتك فوق راسي ….
ليكمل و قد فقد السيطرة علي اعصابه تماماً جاذباً بعنف عنق قميصه و قد احمر وجهه و احتقن من شـ.ـدة الانفعال و الضغط الذي يمارسه على نفسه
=بس حـ.ـر.ام بقي كفاية…. انا حياتى بتتدmر بسبب ان كل واحد فيكوا بيرمى كلام زى الدبش…ارحمونى بقي حـ.ـر.ام عليكوا…ارحمونى
اتجهت نعمـ.ـا.ت نحوه تربت على كتفه و قد صاعقها حالته تلك التى لأول مرة تراه بها
=خلاص… خلاص اهدى يا ضنايا
اهدى يولع عابد و سنين عابد انت اللى مهم عندى…..
تراجع راجح للخلف هامساً بصوت مختنق وهو يشعر بانه على وشك الانهيار ولا يرغب لوالدته ان تراه بحالته تلك
=علشان خاطرى ياما سيبنى لوحدى…
همست نعمـ.ـا.ت بتردد غير راغبة بتركه و هو في حالته تلك
=بس….
قاطعها وهو يهز رأسه
=معلش ياما سيبنى…لوحدى
وقفت تتطلع اليه عدة لحظات بتردد و عينيها تلتمع بالقلق عليه قبل ان تومأ برأسها و تنفذ لها يريده و تغادر…
انهار راجح جالساً على المقعد يدفن وجهه بين يديه بينما حلقه ينقبض وهو يحاول كتم نوبة البكاء المتصاعدة بداخله فبحياته بأكملها لم يفعلها و لن يفعلها الان…
لكن الامر كان كثير عليه هذة المرة فالجميع اصبحوا يضغطوا عليه بقسوة يهدفون الى تدmير حياته…و صدفة لم تسامحه حتى بعد ان اخبرها بما حدث فكيف ستسامحه بعد ان سمعت كلمـ.ـا.ت والده السامة والان والدته…
وقفت صدفة تشاهد راجح في حالته تلك باعين غائمة بالدmـ.ـو.ع بينما قلبها يـ.ـؤ.لمها عليه حيث استيقظت على صوت شجاره مع والدته و سمعت حديثه معها..
لم تتحمل الوقوف صامته هكذا و مشاهدته في حالته تلك اتجهت نحوه جالسة علي عقبيها امامه تعقد ذراعيها حول خصره و ما ان نزع راجح يديه عن وجهه يتطلع اليها بصدmة دفنت وجهها بعنقه تقبله برفق و هي تضمه اليها بقوة هامسة بصوت مرتجف
=حقك عليا انا عارفة اني ضغطت عليك كتير…
ابعدها راجح عنه برفق هامساً بـ.ـارتباك و قد صدmه فعلتها تلك…
=لسة زعلانة منى…..؟!
هزت صدفة رأسها بالنفى قائلة بصوت مختنق
=امبـ.ـارح انا فهمت كل حاجة لما حكيتلى بس الصدmة اللى خلتنى انام و النهاردة صحيت و سمعت كلامك مع امك…..
لتكمل هامسة هي تمرر يدها على خده بحنان
=عندك حق احنا اللى مدmر حياتنا كلام اللى حاولينا… كله بيحاول يأذينا و يدmر جوازنا… كلهم مستكترينك عليا…. مستكترينك علي صدفة بياعة الطعمية اللي متسواش…..
احاط راجح وجهها بيديه مقرباً وجهه منها هامساً و هو ينظر اليها باعين تلتمع بالشغف
=انتي تسوى الدنيا و ما فيها يا صدفة و انتى اللى كتير عليا….مش انا اللي كتير عليكي…
ليكمل و هو يرفع يدها الي فمه يقبلها بحنان و شغف
=كفاية جمالك و حنيتك… و طيبة قلبك.. حتى جنانك…
ابتسمت بفرح بينما بدأت الدmـ.ـو.ع تنساب من عينيها مما جعله ينحنى مقبلاً انحاء و جهها قبل ان يلتقط شفتيها في قبلة جائعة مشتاقة..
ضامماً اياها اليه بقوة و كامل جسده يرتجف باستجابة عقدت ذراعيها حول عنقه تضمه اليها مستجيبة الي قبلته تلك بشغف تبث بها مدى حبها و عشقها له..
فصل راجح قبلتهم لثوان قليلة حتى ينهض و يحملها بين ذراعيه ليعاود التهام شفتيها مرة اخرى و هو يتجه بها نحو غرفة النوم الخاصة بهم..
༺༺༺༻༻༻༻༻
بعد ثلاثة ايام….
كانت صدفة مستلقية بين ذراعى راجح بالفراش الخاص بهم متنعمة بدفئه و حنانه…
فقد امضوا الايام الماضية بين ذراعى بعضهم البعض حيث لم يذهب راجح للعمل فقد اخذ اسبوع اجازة قائلاً بانه حقه السنوى من الاجازات و الذى لأول مرة يستعمله و رغم ذلك اتصل به عابد و تشاجر معه بسبب تلك الاجازة الا ان راجح قد اصر على موقفه و لم يذهب للعمل تاركاً الأمر له…
كان راجح يدفن وجهه بعنقها يقبله بشغف و حنان مما جعلها تمرر يدها بشعره تتنعم بملمسه الحريرى هامسة باسمه…
همهم بصمت كأجابة و هو لا يزال منشغل بتقبيلها..
=انا جعانة….
رفع راجح رأسه عن عنقها ينظر اليها بنظرة ممتلئة بالحنان جعلت قلبها يرتجف بداخلها..
قبل جبينها بلطف وهو يبعد عن وجهها شعرها المتناثر عن وجهها
=عايزة تاكلى ايه يا مهلبية و انا اطلبه….
امسكت بذراعه عنـ.ـد.ما انحنى و التقط هاتفه حتى يطلب الطعام لهم مثل الايام الماضية…
=لا متطلبش اكل… انا زهقت من اكل برا….
لتكمل وهى تنهض عاقدة الشرشف حول جسدها
=انا هقوم اعمل لنا اكل…..
قبض على الشرشف يجذبها منها قائلاً بحدة
=انتى اتهبلتى و لا ايه راحة فين و سيبانى ….اتى هتفضلى جنبى هنا مش هتتحركي…؟
تشبثت صدفة بالغطاء خــــوفاً من ان يسقط من حول جسدها
=الاكل مش هياخد منى ساعة واحدة….
قاطعها بصرامة لاذعة و هو يجذب الشرشف بقوة
=و لا 5 دقايق حتى….
تشبثت صدفة بالشرشف و هى تحاول جذبه من يين يديه و قد ارعـ.ـبها فكرة ان يسقط من حول جسدها
=اوعى يا راجح سيب…
جذبها منه بقوة اكبر لتسقط مرة اخرى على الفراش استلقى فوقها محاصراً اياها اسفل جسده قرب وجهه منها هامساً بشغف طابعاً قبلة خفيفة على خدها المحمر بالخجل…
=انتى لسه بتتكسفى منى…..
همست صدفة كاذبة وهى تهز رأسها نافية
=لا…..
غمغم راجح بمكر وعينيه مسلطة عليها بتركيز
=متأكدة..؟!
اومأت برأسها بتأكيد لكنها اطلقت صرخة عنـ.ـد.ما حاول جذب الغطاء من حول جسدها ضـ.ـر.بته بصدره هاتفة بحرج و غـــضــــب و هى تحاول نزع الشرشف من بين يده و تغطية جسدها به
=ما تحترم نفسك
يا راجح….
ضحك راجح فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك
=احترم نفسى ايه انتى هبلة انتى مراتى….
ليكمل و الرغبة تحترق في عمق عينيه الدخانية التى كان يمررها على جسدها
=ده انا لو احترمت نفسي ابقي “راجـ.ـل لامؤاخذة ”
همست بخبث بينما تبعد وجهه الذي كان يقترب من وجهها بتصميم
=طيب وفيها ايه..هى اللامؤاخذة وحشة…؟!
اجابها راجح بينما وجهه ينحنى عليها و عينيه تضيق محدقاً بها
=هتستعـ.ـبـ.ـطى…
اطلقت ضحكة رنانة مما جعله يبتسم و قلبه يدق بعنف داخل صدره شاعراً بشعور من الراحة من رؤيتها تضحك فرحة بهذا الشكل..
ضغط بشفتيه علي شفتيها مقبلاً اياها بحرارة بينما بادلته هي قبلته تلك بشغف اكبر ليذوبان ببعضهم البعض متنسيان تماماً الطعام او اي شئ اخر من حولهم…
༺༺༺༻༻༻༻༻
بعد مرور اسبوع….
كانت صدفة جالسة بجانب راجح علي الاريكة بغرفة الاستقبال تتناول من صحن الفشار الذي امامهم تدير عينيها بتململ و هى تزفر بحنق…
حيث كان راجح يشاهد كعادته عرض لعبة المصارعة على التلفاز فمنذ ان انتهوا من تناول الغداء و هو يجلس يشاهده و كامل اهتمامه و تركيزه منصب عليه…
اقتربت منه تلتصق به مسندة رأسها على كتفه واضعة يدها على صدره تمررها ببطئ عليه متلمسه عضلاته من فوق قميصه
=رجوحتي….
همهم راجح يجيبها بينما عينيه لازالت مسلطة علي التلفاز يتابع ما يحدث بحماس
زادت صدفة من حركات يدها فوق صدره هامسة بالقرب من اذنه باغراء
=مش يلا بينا بقي ننام…
استدار اليها راجح مبتسماً مغمغماً بمرح و هو يغمز لها بعينه
=ننام برضو….
احمر وجه صدفة بشـ.ـدة مما جعله يضحك طبع قبلة على رأسها مشبكاً اصابع ايديهم ببعضها البعض و هو يجيبها
=هخلص بس مـ.ـا.تش المصارعة ده بعدين نقوم….
زفرت هاتفة بحنق و هي تدير وجهه اليها
=يعني من صبحية ربنا في الشغل و لما تيجي تعقد تتفرجلى على المصارعة بتاعتك…
لتكمل بغـ.ـيظ وهي تضـ.ـر.ب قبضتها بذراعها
=عجبك ايه فيهم دول جوز تيران بيضـ.ـر.بوا في بعض…
استدار راجح يتطلع اليها بصدmة فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك مغمغماً و هو يضحك عليها
=تيران….؟!!
ليكمل وهو يستدير يتابع بلهفة التلفاز عنـ.ـد.ما صرخ المعلق بشئ ما
=دي رياضة يا صدفة و ميفهمهاش و لا يلعبها غير الرجـ.ـا.لة….
نهضت صدفة واقفة امامه قائلة بغـــضــــب و هى تحاول جذب انتباهه لها
=ليه ان شاء الله بقي حد قالك ان الستات ناقصها رجل و لا ايد…
لتكمل بحدة و هى تضع يدها بجانبيها و هى تتطلع اليه بتحدى
=طيب ايه رأيك بقي هلعبها معاك و هغلبك كمان….
ازاحها راجح من امامه مجلساً اياها بجانبه مرة اخرى و هو يغمغم بسـ ـخـــريــة بينما يعاود لمشاهدة التلفاز
=اقعدى يا صدفة في جنب مش ناقصة هبل…
نهضت واقفة امامه هاتفة باستياء و الغـــضــــب يشتعل بداخلها اكثر و اكثر من سخريته تلك
=برضو هتلعب معايا….
زفر راجح بحنق وهو يبعدها من امامه هاتفاً بحدة
=يا بت اقعدى بقى و بطلى هبل ده انا لو زقيتك زقة هطيرى……
لكنه ابتلع باقي جملته مطلقاً لعنه حادة عنـ.ـد.ما ضـ.ـر.بته بقبضتها في ذراعه بقوة و هى تطلع اليه بتحدى مما جعله ينتفض واقفاً ليصبح بمواجهته
=يعنى انتى عايزة كدة طيب تمام…
تراجعت صدفة للخلف وهى تمرر عينيها على جسده العضلى الضخم لتبتلع ريقها بخــــوف
غغمغم راجح بسـ ـخـــريــة فور رؤيته للخــــوف المرتسم بعينيها
=ايه مالك خــــوفتى…. مش كنت عملالى دكر دلوقتي
استجمعت صدفة شجاعتها و اندفعت نحوه تقفز فوقه مقلدة احدى حركات لاعبين المصارعين التى شاهدتهم يفعلوها مما جعل وزنهم يختل و يسقطوا على الارض هتف راجح بها بحده و هو يستدير ليجعلها اسفله ممسكاً بيديها يرفعها فوق رأسها
=عايزة تلعبى مصارعة……طيب تمام
ليكمل بغـــضــــب و قبضته تتشـ.ـدد حول يديها بقسوة مؤلمة
=اوريكى بتتلعب ازاى…
صرخت صدفة مطلقة صرخة ألــم مرتفعة عنـ.ـد.ما ازداد ضغط قبضته على يديها مما جعله يخفف من قبضته حولها مخفضاً رأسه
ممرراً شفتيه بشغف يقبل حلقها و وخدها وصولاً الى اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=يا هبلة اعقلى هو في مهلبية برضو تلعب مصارعة
شهقت صدفة باستجابة عنـ.ـد.ما شعرت بلمساته علي جسدها لكنه كتم شهقاتها تلك عنـ.ـد.ما اخفض رأسه و قبض علي شفتيها بين شفتيه مقبلاً اياها بشغف و حرارة مشـ.ـدداً من ذراعيه حاولها ضامماً اياها الي صدره كما لو كان يرغب بدفنها بداخله..
فصل قبلتهم تلك بعد عدة لحظات ناهضاً على قدmيه و هو يحملها بين ذراعيه
همست صدفة بخبث و هي تشير نحو التلفاز
=طيب و المصارعة بتاعتك….
طبع قبلة علي شفتها قائلاً
=بقي عايزاني اسيب المهلبية.. و اتفرج علي المصارعة ده انا ابقي “راجـ.ـل لامؤاخذة ” ….
اطلقت صدفة ضحكة رنانة دافنة وجهها بعنقه مقبله اياه حتي وصلت الي اذنه لتقبلها بخفة ليزمجر راجح باستجابة و هو يسرع خطواته نحو غرفة النوم
و قد اشعلت به حركتها تلك الاستجابة الحارة في سائر جسده…..
༺༺༺༻༻༻༻༻
بعد مرور يومين…
كانت صدفة جالسة علي طاولة الطعام تراقب بقلق راجح الذي كان يتناول افطاره حتي يذهب للعمل لكنه كان يظهر عليه اعراض المرض حيث كان يسعل بقوة و يرشح و وجهه محتقن بشـ.ـدة..
همست صدفة بقلق و قلبها منقبض من رؤيتها له على حالته تلك
=راجح ما تخليك النهاردة… مش لازم تروح الشغل…
هز رأسه بينما يسعل بالمنديل الذى بيده
=لا لازم اروح في بضاعة جاية النهاردة…
اقتربت منه تنوي تحسس جبهته حتي تتأكد من حرارته لكنها نهض متراجعاً للخلف بعيداً عنها واضعاً مسافة فاصلة بينهم
=لا ابعدى لا تتعدى…..
هتفت صدفة به وهي تقترب منه بتصميم
=اتعدى من ايه يا راجح اوعى خاليني اشوف حرارتك….
هتف بها بحدة و هو يتراجع مبتعداً عنها
=قولتلك متقربيش يا صدفة متنرفزنيش بقى انا مش ناقص….
اقتربت من بتصميم و قد تغلب قلقها عليه قائلة بحدة و هي تتجه نحوه
=بلاش هبل يا راجح…
قاطعها هاتفاً بغـــضــــب
=يووه…
ليختطف هاتفه و محافظته من فوق الطاولة قبل ان يخرج من المنزل غير سامحاً لها بالاقتراب منه….
في وقت لاحق من اليوم….
كانت صدفة جالسة بغرفة الاستقبال تحاول الاتصال براجح حتي تطمئن عليه حيث كانت قلقة عليه للغاية بسبب مرضه ..
فقد كان يجب ان يظل بالمنزل حتى تستطيع الاعتناء به..
فقد اتصل بها فور وصوله الي الوكالة وطمئنها عليه لكنها لم تطمئن حيث بدا صوته اسوء من قبل…
حاولت بعدها الاتصال به لكنه لك يجيب عليها…..
انتفضت صدفة فازعة من مكانها ملقية الهاتف من يدها فور سماعها صوت نعمـ.ـا.ت يأتي من الاسفل بشقتها تصرخ ببكاء هستيرى وهى تردد
=ابنى….. ابنى….
ركضت صدفة مسرعة الى الاسفل و قلبها يكاد يخرج من صدرها من شـ.ـدة الخــــوف و الفزع و عقلها لا يردد سوا ان راجح قد اصابه شئ
انتفضت صدفة فازعة من مكانها ملقية الهاتف من يدها فور سماعها صوت نعمـ.ـا.ت يأتي من الاسفل بشقتها تصرخ ببكاء هستيرى وهى تردد بانتحاب
=ابنى….. ابنى….
ركضت صدفة مسرعة الى الاسفل و قلبها يكاد يخرج من صدرها من شـ.ـدة الخــــوف و الفزع و عقلها لا يردد سوا ان راجح قد اصابه شئ…
لكن تجمدت خطواتها عند اخر درجتين من الدرج تضع يدها فوق قلبها الذى كان يضـ.ـر.ب بصدرها بجنون تتنفس براحة عنـ.ـد.ما رأت راجح يقف سالماً امام شقة والدته…
لكن تشـ.ـدد جسدها بخــــوف مرة اخرى عنـ.ـد.ما سمعت والدته لازالت تصرخ و صوت الحاد لعابد يأتى من داخل شقته هاتفاً براجح
=ما تقفش كده اتحرك امشي من هنا….
تراجع راجح للخلف عدة خطوات قائلاً بحدة
=يابا ما انا بعيد عنكوا اهو متخفش مش هعديكوا …. بعدين انا كنت طالع و انت اللى وقفتني رغم اني متصل بيك و معرفك ومنبه عليك محدش يطلعلى فوق و علشان اعرف اني مش رايح الشغل اليومين دول… يبقي لازمته ايه اسلوبك ده
تحول شحوب وجه صدفة الى لون رمادى فور ان انتبهت الي الكمامة التي كان يرتديها راجح و التى ربطتها بكلمـ.ـا.ته السابقة مما جعل الدmاء تفر من عروقها و قد هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها و قد انسابت الدmـ.ـو.ع بصمت على وجنتيها و عى تدرك ان راجح كان مصاب بالكورونا..
صرخ عابد الذى كان يختبئ خلف بابه بينما يحاول منع نعمـ.ـا.ت المنهارة التى كانت تصرخ بهستيرية محاولة الخروج الى راجح
=ما تغور يا اخي… شوفلك اي مصـ يـ بـةاقعد فيها لحد ما البلوة اللي عندك دي تروح… احنا ناقصين قرف….
شحب وجه راجح فور سماعه كلمـ.ـا.ته تلك شاعراً بألــم يكاد يحطم روحه الي شظايا و هو يشعر بوحدة لم يشعر بها من قبل..
بينما اهتز جسد صدفة بعنف فور سماعها كلمـ.ـا.ت عابد المهينة تلك و معاملته القاسية لراجح اسرعت بهبوط الدرج و هي تمسح وجهها من الدmـ.ـو.ع العالقه به هاتفة بحدة و غـــضــــب و هى تتجه نحو راجح
=يشوفله مصـ يـ بـةليه عنده شقته فوق…….
لتكمل و هي تتجه نحو راجح الذى كان واقفاً يتطلع اليها بذهول حيث لم يتوقع ظهورها
تحتضنه بقوة مغمغمة بحدة و هى تزجر عابد بنظرات قـ.ـا.تلة
=و عنده مـ.ـر.اته اللي هتعقد تحت رجليه و تخدmه لحد ما يخف و يقوم بالسلامة…..
ابتعد عنها راجح متراجعاً للخلف فور ان فاق من صدmته هاتفاً بها بحدة و هو يجعل بينهم مسافة واسعة
=ابعدى يا صدفة… و متقربيش
هتف بها عابد بقسوة و غـــضــــب و هو يلوح بيده الى الاعلى بينما لا يزال يحبس نعمـ.ـا.ت بالداخل
=طيب خديه يا ختي و اطلعي يكش تتعدى منه و نخلص منك و من خلقـ….
قاطعه راجح بقسوة و غـــضــــب و قد اصبحت نظراته عاصفة
= متدعيش عليها….
ليكمل بحدة و هو يتجه نحو الدرج
=بعدين عايز ايه… عايزنى امشي من وشك اديني همشي… و ارحمنى بقى
ليسرع صاعداً الدرج نحو شقتهم تاركاً صدفة واقفة ام شقة عابد الذى كان يختبئ خلف بابه الشبه مغلق..
هتفت به بحدة بينما الدmاء تغلى بعروقها بسبب معاملته السيئة لراجح فلأول مره بحياتها ترى أي والد يفعل ذلك بولده خاصة عند مرضه بفيرس خطير كالكورونا
=انت أب انت انت راجـ.ـل مفترى و ظالم……….
لتكمل من بين اسنانها بغـــضــــب وهى تتطلع اليع بنظرات ممتلئة بالاحتقار و الازدراء
=روح يا شيخ اللهي اللي فيه يجي فيك… و متلقيش كلـ.ـب حتى يعبرك و لا حتي يناولك بوق ميا يا راجـ.ـل جاحد يا مفترى….
صرخ عابد بها وكامل جسده يهتز بالغـــضــــب
=بتدعي عليا يا بـ.ـنت الكـ.لب…
ليكمل بقسوة و يده تقبض بشـ.ـدة علي الباب كما لو كان يرغب بحنقها
=لولا انى خايف تكونى اتعديتي منه لكنت طلعت كـ.ـسرت عضمك و عرفتك مقامك…
نفضت صدفة بيدها بلامبالاة قائلة بحدة
=يا عم اتنيل بقى… ده انت ظالم
ثم اسرعت بالصعود الي شقتها حتي تلحق براجح تاركه اياه يصـ.ـر.خ خلفها بكلمـ.ـا.ت قاسبة من سباب و وعيد لها….
فور دخولها الي الشقة اتجهت مباشرة الى غرفة النوم لكنها وجدت بابها مغلق اخذت تدير مقبض الباب لتجده مغلقاً من الداخل لتعلم ان راجح قد اغلقه
ضـ.ـر.بت الباب هاتفة بحدة و هى تقاوم غصة البكاء التى تسد حلقها
=افتح يا راجح الباب….
اجابها راجح هاتفاً من الداخل بحدة برغم ضعف صوته بسبب مرضه
=ادخلى يا صدفة اوضة الاطفال و اقفلى عليكى…. و انا هنام هنا زمان الاوضة بقت مليانة عدوى لانى كنت بنام فيها……
طرقت على الباب هاتفة بصوت حاد برغم ارتجافه الواضح
=طيب افتح يا راجح..افتح علشان خاطرى احنا اصلاً كنا مع بعض الايام اللى فاتت دى كلها يعنى زمانى اتعديت…..
شحب وجهه فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك لكنه اسرع بالقول و هو يحثها على الذهاب فكل ما يرغب به هو الاطمئنان عليها و حمايتها
=لا ان شاء الله مش هتكونى اتعديتى…
ليكمل هامساً بتعب و قد بدأ المرض يسيطر عليه
=يلا… يلا بقى يا حبيبتى ادخلى اوضة الاطفال و انا كده كده مش طالع من الاوضة الحمام و كل حاجة هنا و الاكـ…….
قطع كلمـ.ـا.ته عند سماعه صوت انتحابها من خلف الباب لينهض بتثاقل وتعب من فوق الفراش و يتجه نحو الباب يقف بعيداً عنه بعدة خطوات
=بتعيطى ليه يا صدفة دلوقتى…..
اجابته من بين شهقات بكائها الممزقة
=افتح الباب يا راجح علشان خاطرى انا عايزة ابقي معاك….
تنفس بعمق محاولاً السيطرة على اعصابه فاكثر ما يحتاجه الان هو ان تكون بين ذراعيه حتى تهدأ النيران التى تثور بداخله بسبب معاملة والده له بالاضافة الي مرضه هذا الذي لا يعلم اذا كان سيشفى منه ام سينهيه كما انهى الكثير من الناس…
عند هذة الفكرة شعر بغصة تخترق قلبه فماذا ستفعل صدفة بدونه فلن يرحمها احد خاصة والده….
تنفس بعمق قبل ان يغمغم بصوت جعله صارم خالى من اى تعبير او انفعال
=ادخلى يا صدفة اوضتك يلا….
همست بكلمـ.ـا.ت متقطعة و هى تنتحب بشـ.ـدة ضاغطة بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يعصف به….
=علشان خاطرى… انا خايفة عليك…
شعر راجح بقلبه يقصف داخل صدره بعنف تمنى لو انها امامه حتى يأخذها بين ذراعيه ويطمئنها لكن حتى هذا الان اصبح من المستحيل..
=انا هبقي كويس متخفيش عليا…هيبقى زى دور البرد و هيعدى….
ليكمل بصوت جعله مرحاً قدر الامكان محاولاً التخفيف عنها
=ايه هنقضيها عـ.ـيا.ط و مش هتعمليلى حاجة اكلها طيب…
مسحت صدفة عينيها بيديها المرتجفة سريعاً
=عايز تاكل ايه يا حبيبى و انا اعملهولك….
لتكمل سريعاً و هى تتذكر برأسها المأكولات التى قد تكون جيدة له في هذا الوقت من المرض
=اعملك فراخ مسلوقة و ليمون علي الشوربة…
قاطعها راجح من خلف الباب و قد تذمرت معدته فور تخيله للطعام ه
=لا… لا بطنى مش هتتحمل كل ده اعمليلى بس شوربة خضار…..
ليكمل سريعاً فور تذكره للاطباق الورقية ذات الاستعمال
المرة الواحدة و التى قد اشتراها فور علمه بمرضه حتى لا تقوم صدفة بغسل الاطباق من خلفه و ينتقل لها العدوى…
=صدفة في اطباق و كوبيات كنت جايبهم معايا و انا جاي هتلاقيهم في المطبخ اعمليلى فيهم و متستعمليش حاجة من اللى هنا…..
غمغمت صدفة باضطراب و هى لا تفهم سبب رغبته تلك
=طيب و ليه… ما الاطباق هنا يا راجح….
قاطعها بهدوء وهو يعاود الاستلقاء على الفراش حيث لم يعد قادراً على الوقوف اكثر من ذلك
=اعملى بس اللي بقولك عليه يا صدفة…..
همهمت بالايجاب قبل ان تذهب الي المطبخ و تعد له الطعام و قلبها مثقل بالحـ.ـز.ن و الخــــوف عليه خــــوف و قلق لم تشعر بمثلهم من قبل فراجح اصبح حياتها بلا الهواء الذى تتنفسه لا يمكنها ان تتخيل حياتها من غيره….
اخذ الشيطان يذكرها بالاشخاص الذين توفوا فى الحى بسبب هذا الوباء مما جعل كامل جسدها يرتجف و نفسها ينسحب من داخل صدرها…
جلست علي ارض المطبخ تدفن وجهها بين يديها و قد تحولت دmـ.ـو.عها الى شهقات بكاء عالية ممزقة….
بعد عدة دقائق نجحت اخيراً في استجماع نفسها و السيطرة على اعصابها و نهضت تعد له الشوربة و ثم صنعت له زجاجة كبيرة من عصير البرتقال و اثناء كل هذا كان لسانها لا يكف عن الدعاء و الاستغفار…
༺༺༺༺༻༻༻༻
فور ان انتهت ذهبت الي غرفة راجح طرقت الباب ليصل اليه صوته المتحشرج تلضعيف بسبب مرضه مما جعل قلبها ينقبض بألــم و الدmـ.ـو.ع تعاود الى عينيها
=راجح الاكل…
اجابها بهدوء بينما ينهض بصعوبة من الفراش و هو يشعر بالضعف و المرض بكامل انحاء جسده
=حطيه عندك على الارض و انا هفتح اخده و ادخلى اوضتك يا صدفة….
غمغمت صدفة بتردد فقد كانت ترغب برؤيته حتى تطمئن قلبها عليعده
=بس انا……
قاطعها راجح بحدة و غـــضــــب
=قسماً بالله يا صدفة ان ما دخلتى الاوضة… ما انا فاتح الباب ولا واكل و لا متنيل..
هتفت صدفة سريعاً
=لا خلاص… خلاص…
ثم اتجهت لداخل غرفة الاطفال التى كانت تواجه غرفة النوم لكن دون ان تغلق بابها ..
كانت تنظر بلهفة الي باب غرفة النوم تنتظر فتحه اياه و فور ان فُتح و رأته امامها بوجهه الشاحب و الكمامة التى يضعها فوق انفه فمه انفجرت باكية…
فتح راجح الباب و الذى ما ان رأى انها تركت باب غرفتها مفتوحاً تراجع الى الخلف داخل غرفته كان يهم بتعنيفها لكن فور ان رأها تبكى تبخر غـــضــــبه هذا
تنحنح محاولاً تنظيف حلقه حتى يظهر صوته طبيعى قائلاً بلطف و هو يتراجع اكثر داخل الغرفة حتى يترك مسافة امنه بينهم برغم انها بغرفة اخرى و تبعد عنه بعدة امتار نزع الكمامة عن وجهه حتى يظهر اليها انه بخير
=ايه يا مهلبية…هنقضيها عـ.ـيا.ط….
مسحت وجهها بيديها المرتجفة و هي تهز رأسها
=لا… لا مش بعيط اهو….
لتكمل وعينيها تمر عليه تتفحصه بلهفة
=انت عامل ايه…؟! و حاسس بايه؟!
ابتسم قائلاً و هو يشير بيديه الي كامل جسده
=كويس… شوية برد و هيروحوا لحالهم متخفيش…
اومأت برأسها بصمت بينما عينيها متعلقة على وجهه بقلق و لهفة
صمت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة و هو ينظر الي عينيها الممتلئة بالدmـ.ـو.ع محاولاً الاطمئنان عليها
=كلتى….؟!
هزت رأسها بـ.ـارتباك قبل ان تغمغم
كاذبة حتى تطمئنه فلم يكن لديها شهية للطعام
=الاكل في المطبخ هاكل اهو….
اومأ برأسه قائلاً و هو يتذكر الأدوية التى جلبها من اجلها اثناء شراءه لكورس علاج الكورونا
=في كيس على طرابيزة السفرة فيها فيتامينات خدى منها بعد الاكل… دي علشان تقوي مناعتك…. تاخديها بعد الاكل على طول… متنسيش يا صدفة
اومأت برأسها بصمت بينما تاخذ نفساً طويلاً مرتجفاً محاولة التماسك امامه
=انا كويسة المهم انت متنساش تاخد ادويتك…و تاكل كويس و انا كل شوية هعملك حاجة سخنة تشربها….
لتكمل سريعاً عنـ.ـد.ما فتح فمه لكي يعترض..
=هسيبهالك و الله علي الباب و هدخل الاوضة بتاعتى….
غمغم راجح بصرامة ن
مؤكداً عليها
=و تقفلي الباب عليكي….
همست بصوت مكتوم باكي
و هى تومأ برأسها و قد انسابت الدmـ.ـو.ع التى لم تعد تستطع حبسها بصمت على وجنتيها لكنها اشاحت وجهها بعيداً حتى لا يراها..
=حاضر……
زفر راجح بعنف فاركاً وجهه بعصبية بينما اشاحت وجهها بعيداً لكن ليس قبل ان يرى خطوط الدmـ.ـو.ع المتساقطة علي خديها اراد اكثر من اى شئ سحبها بين ذراعيه و يتركها تبكى فى حـ.ـضـ.ـنه.. اراد تهدئتها و اراحتها و احتضانها حتى يهدئ من مخاوفها لكن كيف ذلك و هو نفسه اصبح خطراً عليها همس بعجز
=صدفة….
همست بصوت منخفض وهى تنظر اليه بلهفة و خــــوف عليه بينما تمسح دmـ.ـو.عها
=هتكلمني على الموبيل….
اومأ برأسه و هو يتطلع اليها بعجز
=حاضر… هتكلم معاكى على الموبيل…
ابتسمت له وهى تمسح وجنتيها باصابع مرتجفة
=طيب خد اكلك يلا… و كل كويس و انا على بليل هعملك فراخ بلدى مسلوقة بالخضار… تكون معدتك ارتاحت شوية..
اومأ راجح برأسه قائلاً بحنان و هو يشير نحو بابها
=طيب اقفلى الباب يلا يا مهلبية خالينى اطلع اجيب الاكل…
رسمت ابتسامة مرتجفة علي شفتيها قبل ان تتجه نحو الباب ظلت تنظر اليه عدة لحظات قبل ان تغلقه بيد مرتجفة و قلب مثقل
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالى….
كان راجح مستلقياً بالفراش شاعراً ببعض التحسن عن الأمس بفضل الدواء و المشروبات و الطعام التى كانت صدفة تزوده بهم فقد امضت ليلة امس بصنع المشروبات الساخنة فكل نصف ساعة تطرق بابه و تضع له مشروب ساخن.. طعام .. فاكهة… عصائر حتى جاء باخر اليوم اخبرها ان تكف عن العمل و ترتاح قليلاً لكنها لم تستمع له و ظلت على حالتها تلك حتى الثالثة صباحاً….
وبعد ذهابها الى الفراش فجراً اخذت تتحدث اليه بالهاتف لتسقط بالنوم و هى تتحدث معه…
و ها هى الساعة الان الرابعة عصراً و لم تظهر صدفة و لم تطرق حتى الباب عليه…
لقد اعتقد في بادئ الامر انها مرهقة بسبب سهرها معه لذا تركها نائمة حتى ترتاح لكن الوقت تأخر و لم تظهر بعد مما اثار القلق بداخله حاول الاتصال بها لكن هاتفها كان مغلق فبالتأكيد فصل شحن اثناأ حديثه معها بالامس…
فتح باب الغرفة و قام بالنداء عليها لكنها لم تجيبه..مما زاد قلقه اكثر..
ارتدى كمامة على وجهه و عقم يديه بالكحول قبل ان يدخل الى غرفتها ليتجمد مكانه بباب الغرفة فور رؤيتها لها نائمة على الفراش بوجه محتقن غارق بالعرق تهذى بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة اندفع نحوها لكنه توقف فور تذكره انه لا يستطيع لمسها…
هتف باسمها عدة مرات حتى استجابت اخيراً و فتحت عينيها ببطئ تنظر اليه باعين غائمة غير واعية ليسرع راجح يسألها بلهفة و قلق
=مالك يا صدفة… حاسة بايه؟؟
اجابته بصوت منخفض متحشرج يظهر به التعب
=جـ.ـسمى مكـ.ـسر و زورى واجعني اوى…
شحب وجه راجح فور سماعه ذلك ليدرك انها قد التقطت العدوى منه….
لعن غباءه فبالطبع التقطته فقد كانت نائمة بحـ.ـضـ.ـنه قبل مرضه مباشرة لا ينكر انه فكر فى هذا لكن كان لديه امل بالا تكون قد اصيبت…
وقف ينظر اليها عدة لحظات بعجز و قد توقف عقله عن العمل فعند تعبه تقبل الامر لكن هي… هي لا يمكنه ان يفكر حتى زفر بقوة قائلاً
=طيب قومي… قومي يا حبيبتي البسي خالينا نروح للدكتور….
همست وهي تدفن وجهها بالوسادة
=مش قادرة يا راجح…
اومأ برأسه بينما يخرج هاتفه و يتصل بالطبيب الذى كان صديقه في ذات الوقت طلب منه يأتي بفحص صدفة و اخبره بانه يعتقد بانه قد نقل اليها العدوى…
جاء الطبيب وقام بفحصها تحت نظرات راجح الثاقبة اخبره بانه 90٪ انها مصابة بالكورونا لكن لن يأكد هذا سوا التحاليل الطبية التي ستظهر هذا لكن نظراً لمرض راجح وتأكيد تحاليله لحمله الفيرس وصدفة كانت مخالطة له سيعدوها كورونا و اعطاها كورس علاج كامل مثل راجح و طلب منهم الالتزام بالمنزل حتي لا ينقلوا العدوى لغيرهم من الناس…
بعد ذهاب الطبيب اخذت صدفة دوائها و نامت مرة اخرى
بينما دخل راجح المطبخ يبحث به عن طعام حتى تتناوله صدفة لكنه لم يجد شئ و هو كان لا يستطيع حتي سلق بيضة بمفرده و ليس صنع طعام…
كان واقفاً عاجزاً بمنتصف المطبخ عنـ.ـد.ما اتصلت والدته كعادتها حيث لم تكف عن محادثته منذ الامس.. فور ان اجاب عليها سألته بلهفة ما الذى كان يفعله الطبيب عنده ليخبرها بمرض صدفة لتنفجر باكية
=طيب مين هياخد باله منك و منها دلوقتى….
لتكمل بحسرة و ألــم
=منه لله عابد… مانعنى اطلعلك…على عينى يا قلب امك…على عينى اسيبك لوحدك كده…..
قاطعها راجح مهدئاً اياها
=تطلعى فين ياما بس انتى عندك السكر و الضغط…
ليكمل محاولاً تطمئنتها
=بعدين ده زى دور البرد و باذن الله هيعدى…… متخفيش
همهمت نعمـ.ـا.ت باكية
=باذن الله يا حبيبى…..
لتكمل سريعاً
=انا هعملكوا الاكل و هخلى هاجر تطلع تحطهولكوا قدام باب الشقة…
قاطعها راجح رافضاً..و هو لا يرغب شئ من مال والده
=لا ياما متتعبيش نفسك… الاكل هنا كتير…..
هتفت نعمـ.ـا.ت بحدة و صرامه
=الاكل هيطلعلك…كل يوم لحد ما تقوم انت و مراتك بالسلامة..
لتكمل و هى تدرك سبب رفضه
=و لو عامل علشان ابوك فانا معايا الالف جنيه اللي كنت مديهملى في عيد الام… هجيبلك اكلك بهم ارتحت يا راجح….
زفر بعنف و هو يفرك شعره بحدة
=ماشى ياما… و انا اول ما الموضوع ده يعدى هرجعهملك….
هتفت نعمـ.ـا.ت بصوت باكى
=مش عايزة حاجة من الدنيا دى كلها غير انك تقوملى بالسلامة….
غمغم راجح بصوت مختنق
=ربنا يخاليكى ليا ياما….
همست نعمـ.ـا.ت و هى تحاول كبت دmـ.ـو.عها
=و يخاليك ليا يا نور عين امك….
ثم اخذت تطمئن عليه و تتأكد من تناوله دواءه ثم اغلقت معه حتى تعد الطعام لهم..
و بعد ساعة اتصلت به مرة اخرى لتخبره بان الطعام على باب الشقة اخذه راجح ثم ايقظ صدفة و جعلها تتناول طعامها و تأخذ دوائها…
استلقت صدفة علي الفراش بعد تناولها لدوائها و لعدة اكواب من المشروبات الساخنة التى اعدها راجح لها هامسة بتعب عنـ.ـد.ما رأت راجح يتجه نحو باب الغرفة لكى يعود الى غرفته
=راجح…
استدار اليها في الحال قائلاً بلهفة
=ايوة ياحبيبتى..؟
مدت يدها له هامسة بصوت منخفضو جفنيها ثقيلان من شـ.ـدة التعب
=خاليك معايا هنا في الاوضة…
هز رأسه قائلاً بأسف
=مينفعش….
قاطعته هامسة برجاء
=مينفعش ليه احنا الاتنين تعبانين….!!
غمغم بتردد وهو يقاوم رغبته بالبقاء معها..
=مش عارف يا صدفة بس بتهيألى غلط…
مدت يدها نحوه بينما رأسها يتراجع على الفراش هامسة باعين تلتمع بالدmـ.ـو.ع..
=علشان خاطرى… متسبنيش
زفر راجح بقوة قبل ان يستسلم و يومأ بالموافقة فهو ايضاً لا يرغب بتركها بمفردها و هى مريـ.ـضة بهذا الشكل
=هفضل معاكى…. بس كل واحد على سرير….
تغضن وجه صدفة مغمغمة برفض
=ليه بس…..
اجابها و هو يتجه نحو الفراش الاخر بستلقى عليه
=علشان انا معرفش غلط ولا لاء نبقى مع بعض.. و اخاف ازود الفيرس عليكى و تتعبى اكتر….
ليكمل بغـــضــــب و هو ينتفض جالساً عنـ.ـد.ما رأها تحاول النهوض من فراشها فقد كان يعلم نيتها
=قسماً بالله يا صدفة لو قربتى لهسيب الاوضة و ارجع اوضتى….
استلقت على الفراش مرة اخرى و هى تزفر بحنق لتستدير علي جانبها لتصبح بمواجهته هامسة بينما تمد يدها اليه قائلة بابتسامة
=مش هقرب علشان انت حلفت… قرب انت….
اخذ يتطلع الي يدها بصمت عدة لحظات بتردد مما جعلها تهتف بحدة و هى تسعل بقوة
=يا راجح واحشتنى…….
ظل ينظر بصمت الي يدها و هو يجد الصعوبة في مقاومتها لتكمل هامسة بدلال اطاح بعقله
=علشان خاطر مهلبيتك واحشتنى و عايزة انام في حـ.ـضـ.ـنك…
استسلم لها راجح اخيراً و نهض متجهاً نحوها قائلاً بتذمر و غـــضــــب من نفسه بسبب ضعفه نحوها و عدm قدرته على رفض شئ لها
=النهاردة و بس علشان بس انتى تعبانه و مش عايز ازعلك بعد كدة كل واحد هينام في سريره…..
اومأت برأسها بحماس و هي تبتسم استلقى بجانبها على الفراش لتسرع بالقاء نفسها على صدره تحتضنه بقوة مقبلة صدره موضع قلبه بقبلات متتالية شغوفة و هى تغمض عينيها بقوة مستمتعة بشعورها بين ذراعيه فقد اشتاقت له….
بينما احاطها راجح بذراعه يحتضنها بقوة اليه وهو يدفن وجهه بشعرها يتنفس رائحتها بعمق و شغف مربتاً بحنان على ظهرها و هو يشعر بقلبه يكاد يقفز من صدره من شـ.ـدة دقاته فهى اغلى و اجمل ما بحياته
لن يستطع تحمل خسارتها …..
ظل محتضناً اياها حتى سمع صوت انفاسها ينتظم ليلحق بها بعد عدة دقائق غارقاً بثبات عميق
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور اسبوعين…
كانت صدفة نائمة على فراشها بينما راجح نائم علي الفراش الاخر الذي بجانب فراشها بعدة امتار قليلة…
فمنذ ذلك الذي اليوم ناموا به بين احضان بعضهم البعض ابتعد عنها و اصبح كلاً منهم ينام علي فراشه الخاص و برغم انه لا يزال معها بغرفة واحدة الا انه لا يقترب منها حتي يدها لا يلمسها رغم اختفاء جميع اعراض المرض لديهم منذ عدة ايام الا انه لا يزال خائفاً عليها بطريقة شبه مراضية…
اخذت صدفة تشاهد بتململ التلفاز الذي قام راجح بنقله بوقت سابق الي غرفة الاطفال حتي يتمكنوا من مشاهدته اثناء حجزهم بهذة الغرفة
استدارت الى راجح الذي كان يلعب بهاتفه
=راجح انا زهقت من كتر النوم…. عايزة اتمشي….
اجابها بينما عينيه لازالت مسلطة علي هاتفه
=اتمشي في الشقة…انتى عارفة اننا مينفعش نطلع برا علشان منعديش حد……
زفرت بحنق بينما تنهض واقفة من الفراش تمط جسدها للخلف محاولة ضخ الدm به و تحريك عضلاتها المتيبسة من قلة الحركة
رفع راجح عينه عن الهاتف ليصطدm بها علي حالتها تلك التي تظهر جسدها بوضوح مما جعل الدmاء تقصف بعروقه..فقد اصبحت كل حركة منها توصله الي حافة الجنون اصدر لعنة قاسية من بين اسنانه و عينيه المحترقة مثبتة علي جسدها..
مما جعلها تستدير اليه عند سماعها لعنته تلك مغمغمة بـ.ـارتباك
=في اية…؟!
اجابها بغـــضــــب و هو يزجرها بقسوة و حدة
=في انك تلمى نفسك و تقفى عدل…
هتفت بحدة و هي تعتدل في وقفتها و هى لا تفهم ما الخطأ الذى ارتكبته
=و انا عملت ايه اصلاً….
لتكمل بغـــضــــب و هى تعقد ذراعيها فوق صدرها مرمقة اياه بنظرات مشتعلة
=انت مش ملاحظ انك بقالك يومين مش طيقلى كلمة كل ما اتحرك ولا اتكلم تعقد تزعق فيا….
رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بالهاتف الذي بيده قائلاً بحدة
=ايوة انا مش طيقلك كلمة.. و ياريت تترزعى بقى و مسمعش صوتك…
اندلعت نيران الغـــضــــب بداخلها فور سماعها كلمـ.ـا.ته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة هتفت بشراسة وعينيها تعصف بغـــضــــب عارم
=هو في ايه بالظبط… ما اكتم نفسي ومتنفسش احسن علشان صوت نفسى ميزعجش سيادتك….
اجابها بفظاظة و حدة من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغـــضــــب من عينيه
=يبقى احسن و انكتمى بقي و غورى من وشى…..مش ناقص صداع و وش….
تحول شحوب وجهها الى لون رمادى فور سماعها كلمـ.ـا.ت القاسية تلك اومأت برأسها بصمت بينما شفتيها ترتجف و هى على وشك الانفجار بالبكاء استدارت صاعدة الى فراشها مستلقية عليه توليه ظهرها جاذبة الغطاء حتى اعلى رأسها لتنفجر باكية مما جعلها تسرع بدفن وجهها بالوسادة حتى تكتم شهقات بكائها…
#الفصل_16_الجزء_الثانى❤
#مقيد_بأكاذيبها❤☘️
اندلعت نيران الغـــضــــب بداخلها فور سماعها كلمـ.ـا.ته المتعجرفة تلك و قد طفح كيلها من معاملته لها بتلك الطريقة هتفت بشراسة وعينيها تعصف بغـــضــــب عارم
=هو في ايه بالظبط… ما اكتم نفسي ومتنفسش احسن علشان صوت نفسى ميزعجش سيادتك….
اجابها بفظاظة و حدة من بين اسنانه المطبقة بقسوة بينما تتقافز شرارت الغـــضــــب من عينيه
=يبقى احسن و انكتمى بقي و غورى من وشى…..مش ناقص صداع و وش….
تحول شحوب وجهها الى لون رمادى فور سماعها كلمـ.ـا.ت القاسية تلك اومأت برأسها بصمت بينما شفتيها ترتجف و هى على وشك الانفجار بالبكاء استدارت صاعدة الى فراشها مستلقية عليه توليه ظهرها جاذبة الغطاء حتى اعلى رأسها لتنفجر باكية مما جعلها تسرع بدفن وجهها بالوسادة حتى تكتم شهقات بكائها…
لعن راجح بقسوة و غـــضــــب فور ان لاحظ جسدها الذى يهتز اسفل الغطاء ليدرك انها تبكى لعن نفسه على غباءه و اسلوبه الفظ معها اراد الذهاب اليها لكنه توقف خــــوفاً من لمسه اياها..
هاتف باسمها لكنها لم تجيبه مما جعله يستسلم و ينهض متجهاً نحوها نزع الغطاء عن رأسها جاذباً اياها برفق من ذراعها يديرها نحوه شعر بغصة بصدره فور رؤيته لوجهها الغارق بالدmـ.ـو.ع همس بـ.ـارتباك و هو يشعر بالذنب
=حقك عليا… انا عارفة اني مزودها معاكى بس و الله غـ.ـصـ.ـب عني انا على اخري يا صدفة و انتى قدامي و مش قادر حتي المس ايدك… و انتي سايقة فيها…..
همست بصوت متحشرج بالدmـ.ـو.ع بينما الدmاء تضج بخديها من شـ.ـدة الخجل
=انا..!! و انا عملتلك ايه….
اجابها و هو يعاود الرجوع الي فراشه حتي يترك مسافة فاصلة بينهم
=لا عملتى كتير..
امبـ.ـارح مثلاً سيبتى الحمام و اوضة النوم و جيتي تغيرى هدومك قدامي هنا…….
هتفت صدفة بصدmة و قد ازداد احمرار وجهها حتي اصبح بلون الدmاء من شـ.ـدة الحرج
=انا مغيرتش غير العباية اللى برا… بعدين انت جوزى ايه المشكلة انى اغير قدامك…
قاطعها و هو يفرك شعره بحده
=جوزك… بس مش ايامه يا صدفة…. مش ايامه خالص
غرزت اسنانها بشفتيها وهي تشعر بالارتباك و الاضطراب لا تعلم ما تقوله فقد اصبحت تصرفاته غريبة
هتف بها و هو ينتفض واقفاً
=شوفتي… شوفتي اهو بتستفزنى برضو …
اتسعت عينين صدفة بذهول قبل ان تهمس بـ.ـارتباك
=راجح انت اتجننت… انا عملت ايه دلوقتى….
اتجه نحو باب الغرفة بخطوات غاضبة و وجه متجهم هاتفاً بتذمر
=انا هروح انام لوحدى في اوضة النوم علشان انتي انسانة مستفزة… و بكرة هنروح للدكتور… احنا كده داخلين ع ال20 يوم….خالينا نخلص من ام الليلة دي بقي
ثم خرج صافعاً الباب خلفه بغـــضــــب
بينما ظلت صدفة تتطلع الي اثره بذهول قبل ان تنفجر ضاحكة و هى لازالت تصدق ما يفعله…
في اليوم التالى…
ذهبوا الي الطبيب الذى طمئنهم انهم بخير و يمكنهم الخروج و التعامل بشكل طبيعي على ان يعقموا منزلهم جيداً…
و هذا ما فعلوه فور عودتهم ساعد راجح صدفة في تنظيف المنزل و تعقيم كل شئ حتي الملابس التي كانوا يرتدوها ثم استحموا جيداً بصابون طبي…
قاموا بتنظيف كل ركن بالمنزل حتي عاد نظيف و لامع…
بعد ان انتهوا كانت صدفة مستلقية بحـ.ـضـ.ـن راجح تدفن وجهها بعنقه بينما كان هو يحتضنها بقوة مقبلاً جانب عنقها حتي وصل الي اذنها هامساً بصوت اجش يملئه الشغف
=واحشتيني….
رفعت رأسها اليه تحيط عنقه بذراعها هامسة بمكر
=واحشتك…ايه ما انت كنت كل يوم معايا….
حدق راجح بها مغمغماً و هو يدرك العابها تلك
=بطلى استعباط… يا مهلبية
ضحكت ضحكة رنانه لتطبع قبلة على ذقنه قبل ان تمرر يدها بحنان على خده
=و انت كمان واحشتنى يا حبيبي…
دفن وجهه بعنقها لتمر رجفه حادة بسائر جسدها عنـ.ـد.ما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق عنقها قبل ان يرفع رأسه يلتقط شفتيها في قبلة قوية و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان بينما يستولى على شفتيها بينما جوعه لها يمزقه..
تشـ.ـددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة .. ليغرقان بعدها ببحر شغفهم و اشتياقهم…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور اسبوع….
كانت صدفة و راجح جالسان بمنزل عابد مع باقي العائلة ينتظرون قدوم مروان شقيق راجح الذى كان مسافراً الى ال
الاسكندرية حيث جامعته فقد كان يقطن بالمدينة الجامعية و ما ان بدأت اجازة نصف السنة عاد الى المنزل في زيارة…
كانت صدفة تحدق بنظرات ممتلئة بالازدراء و الغـــضــــب بعابد الجالس امامها و الذى كان يبادلها تحديقها بنظرات غاضبة مليئة بالكراهية ليلاحظ راجح صراعهم الصامت هذا…
احاط كتف صدفة بذراعه يضمها اليه بحماية بينما ينظر لوالده بقسوة جعلته يدير وجهه بعيداً قبل ان ينتفض واقفاً و يغادر الغرفة و هو يتمتم بكلمـ.ـا.ت قاسية حادة…
تجاهله راجح و انحني على اذن صدفة هامساً
=اهدى يا مهلبية مش كدة… مش عايز مشاكل احنا نازلين ساعة نسلم على مروان و نطلع تاني شقتنا….
زفرت صدفة بحنق هامسة
=و مروان هايجي امتي… انا سايبة حلة الكوارع على النار….
ابتسم. راجح هامساً باذنها بينما يتناول يدها بين يده
=انتى عاملالنا كوراع…
اجابته برضا و هي تبادله الهمس حتى لا يصل حديثهم الى الاخرين
=و محشي…كمان
ضغط على يدها التى بين يده هامساً بشغف ونبرة ذات معنى
=بس انا مش عايز محشي و لا كوارع…. انا عايز اكل مهلبية
احمر وجه صدفة بشـ.ـدة مما جعل شوقية التي كانت جالسة تتابعهم بفم مبتسم
=خير يا راجح بتتوشوشو في ايه….
استدار اليها راجح قائلاً بخبث
=تتصورى يا شوشو… صدفة بقولها عايز اكل مهلبية و مش عايزة تأكلنى…
غمغمت نعمـ.ـا.ت بحدة موجهة حديثها الي صدفة
=و مش عايزة تعمليله مهلبية ليه ياختي وراكي ايه دول شوية نشا على لبن….
لتكمل و هي تنتفض واقفة مرمقة صدفة بغـــضــــب
=هقوم انا اعملك… يا عين امك….. و لا تطلب حاجة من حد…..
قاطعتها صدفة بحدة و هي تضـ.ـر.ب بقدmها ساق راجح الذى كان يضحك
=المهلبية التلاجة مليانة بها فوق لما يطلع يبقى ياكل براحته…
ضحكت شوقية قائلة بمرح و هي تمسك بيد شقيقتها تجلسها مرة اخرى
=اقعدى… اقعدى يا نعمـ.ـا.ت و نبي انتي غلبانة و على نياتك…..
لتكمل وهي مبتسمة مشيرة بيدها نحو راجح قائلة
= انت…. ده انت.. يالهوي عليك…
ابتسم راجح قائلاً وهو يحيط كتف صدفة بذراعه لكنها نفضتها بعيداً بغـــضــــب بسبب احراجه لها امام الاخرين
=عايزة ايه يا شوقية…. ما انتي اللي رامية ودانك مالك اوشوشها بايه…
احمر وجه نعمـ.ـا.ت فور ادراكها ما يحدث لترمق راجح بنظرة حادة و تغمغم
=اخص الله يكسفك….
ضحك راجح لتضـ.ـر.به صدفة بمرفقها في صدره و هى تزجره بنظرات مشتعلة بنيران الغـــضــــب
بينما ابتسمت نعمـ.ـا.ت و هى تشعر بالفرح لرؤيته بحالته تلك من السعادة والاسترخاء النادر رؤيته بهم…
خرج مدحت الذى كان يتحدث فى الهاتف بالشرفة ممرراً نظراته بينهم بعدm فهم
=في ايه بتضحكوا علي ايه….
اجابته شوقية و هي ترمق راجح بتحدى
=ابداً ده راجح ابن خالتك عايز ياكل مهلبية…..
لتكمل ضاحكة بمكر
=عقبالك يا رب ما اشوف معاك طبق مهلبية حلو زيه كده
قاطعها راجح بحدة و هو يكاد يفقداعصابه
=في ايه يا شوقية…
اسرع مدحت قائلاً و هو يجلس بجانب راجح غافلاً عما يحدث حوله
=اها و الله انا كمـ.ـا.ت عايز اكل مهلبية…. نفسي فيها بقالى كتير….
قبض راجح على عنقه مزمجراً بشراسة و عينيه تنطلق منها شرارت الغـــضــــب
=نفسك في ايه ياخويا…..
همست صدفة التى كانت جالسة بوجنتين محتقنتين تشعر بالحرج ممكسة بذراعه تحاول جذبه بعيداً عن مدحت
=نهار اسود و منيل … انت بتعمل ايه يا راجح… اهدى…و كفاية فضايح…
بينما نهضت شوقية هاتفة بضحك
=يانى هيمـ.ـو.تلى الواد الحيله….
لتكمل وهي تمسك بذراع مدحت تجذبه من قبضة راجح
=قوم.. قوم من جنبه… هبقي اعملك لما نروح مهلبية ولا احنا ماشيين من اي محل اشتريلك طبق….
نظر مدحت الى نعمـ.ـا.ت قائلاً بدهشة وهو لا يفهم ما يحدث
=هو في ايه يا خالتى…. انا عملت ايه
اجابته نعمـ.ـا.ت و هى تهز رأسها بأسف
=سيبك منه يا مدحت ده دmاغه لسعت على الاخر…
لتكمل و هى تربت على الاريكة بجانبها
=تعالى اقعد جنبي….هنا
اقتربت شوقية من راجح هامسة
=ياخويا اهدى شوية.. الراجـ.ـل عايز ياكل مهلبية ام لبن…
لتكمل و هي تربت علي ذراع صدفة التي كانت جالسة بوجه مشتعل بالخجل و الغـــضــــب في ذات الوقت
=مش المهلبية بتاعتك….
نهضت صدفة بحدة و وجهها اصبح احمر كالدmاء تغمغم بـ.ـارتباك
=هروح… هروح اشوف الاكل اللي على النار فوق….
ثم تركتهم و غادرت و عينين راجح تتبعها…
زفر بغـــضــــب من نفسه بسبب غيرته الحمقاء تلك فعقله يتجمد و يغلق عنـ.ـد.ما يتعلق الامر بها..
جلست شوقية بجانبه هامسة بخبث
=تصدق و تؤمن بالله يا ابن نعمـ.ـا.ت انا عمرى في حياتى ما شوفت راجـ.ـل واقع على بوزه و بيغير علي مـ.ـر.اته زيك…. البت هتجننك يخربيتك اهدى..
لتكمل ناكزة اياه في ذراعه
=بس اقولك البت برضو تستاهل.. و نبى لافضل ورا الاهبل ابن الهبلة ابنى لحد ما اوقعه في واحدة زيها كده…
نهض راجح من جانبها قائلاً بحدة
=انا هقوم من جنبك… بدل ما ارتكب جريمة علشان انتى مستفزة….
ضحكت شوقية قائلة بمرح
=انا مش مستفزة يا نن عين امك انت اللي بتغير و الغيرة دى هتجننك… و بكرة تقول شوقية قالت…
تركها راجح و غادر حتى يراضى صدفة التى صعدت الي شقتهم غاضبة…
༺༺༺༺༻༻༻༻
دلف راجح الى المطبخ بشقتهم الخاصة ليجد صدفة امام موقد النار تقلب الطعام بوجه متجهم بالغـــضــــب..
احاط خصرها بذراعيه يضمها اليها
مما جعلها تنتفض فازعة لكن فور استيعابها انه هو اخذت تتلملم بين ذراعيه هاتفة بحدة
=ابعد عنى يا راجح علشان مش طيقاك….
زاد من احتضنه لها رافضاً ان يفلتها مما جعلها تهتف وهى تشير بالمعلقة الضخمة التى تمسك بيدها
=هتبعد عنى و لا اشيل حلة الكوارع دى اغرقك بها….
دفن وجهه بعنقها يقبله برفق
=و اهون عليكى….
استدارت بين ذراعيه حتى اصبحت تواجهه قائلة بغـــضــــب
=و انت ينفع تحرجنى كدة قدام امك و خالتك…
زفر بحدة قائلاً بتلملم
=شوقية هى اللي ودانها سالكة و كانت مركزة معانا و فهمت….
ضيقت عينيها بغـــضــــب عليه مغمغمة بحدة
= لا و رايح تمسك في ممدوح كمان و عايز تضـ.ـر.به….
احاط وجنتها بيده قائلاً عينيه مسلطة بعينيها
=طيب اعمل ايه بغير عليكي….
ليكمل و هو يزيد من احتضانه لها قائلاً بصوت مخيف مظلم
=عقلى بيوقف و الدm بيغلى في عروقي اول ما بحس ان اي راجـ.ـل ممكن يبصلك بصه مش تمام….
ابتسمت صدفة شاعرة بالخجل من كلمـ.ـا.ته تلك و قلبها يغني فرحاً بها فقد كان حقاً يغير عليها
تنحنحت محاولة ان تحافظ علي جديتها و موقفها الغاضب منه لكنها لم تستطع عنـ.ـد.ما انحنى عليها مقبلاً جانب اذنها و هو يهمس لها
=خلاص بقي يا مهلبيتي حقك عليا…
زفرت باستسلام قبل ان تدفن يديها بشعره تتحسه بشغف مما جعله يرفع رأسه و يلتقط شفتيها في قبلة نهمة شغوفة و يده تمر ببطئ على عنقها بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف و الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد كان يريدها كثيراً…
لكنه اضطر الي قطع قبلتهم مقبلاً جبينها بحنان وهو يغمغم بصوت لاهث من اثر العاطفة
=يلا يا حبيبتى البسي طرحتك زمان مروان وصل….
اومأت برأسها لترفع طرحتها من حول عنقها وتضعها على شعرها قبل ان تخرج معه و يهبطوا الى الاسفل يدا بيد…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بالاسفل فور دخولهم الي شقة والدى راجح رأت مروان الراوي جالساً بجانب والدته النى كانت تحتضنه و تتحدث اليه بينما بجانبه كان هناك فتاة ذات جسد نحيل للغاية ترتدى ملابس انيقة وشعرها المصبوغ مسترسل على كتفيها بتسريحة انيقة ترمق الجميع بنظرات يملئها الاستعلاء..
فور ان رأى مروان راجح انتفض واقفاً يتجه نحوه وهو يصـ.ـر.خ باسمه يحتضنه بقوة ليحتضنه راجح هو الاخر..
ابتعد عنه هو يربت على كتفه قائلاً
=اخيراً حنيت علينا وسبت اسكندرية و جيت تشوفنا….
ابتسم مروان قائلاً بكذب واضح
=اعمل ايه ما انت عارف الكلية كل يوم و مبعرفش اخد. نفسي… يعني انا بحب المدينة الجامعية اوي ما انت عارف…
ضحك راجح قائلاً و هو يفهم ما يرمى اليه…
=متخفش يا عم هتترحم من المدينة الجامعية وخلال اسبوع هتستلم شقة في احسن مكان في اسكندرية انا ظبطت كل حاجة مع ابوك…
هتف مروان بفرح وهو يعاود احتضان راجح مرة اخرى
=ربنا يخاليك يا حبيبي… انا كنت عارف ان مفيش حد هيقنع ابويا غيرك….
انتبه راجح الي صدفة الواقفة خلفه تنظر اليهم بتردد ليسرع باحاطة خصرها بذراعه جاذباً اياها بجانبه قائلاً لشقيقه
=صدفة يا مروان….
مد مروان يده اليها قائلاً
=عارفها طبعاً مش صدفة اللي كانت بتـبيـ………
قاطعه راجح بحدة يتخللها الصرامة
=مـراتــى ….
تنحنح مروان مغمغماً بـ.ـارتباك و قد ارعـ.ـبه الصرامة التي تلتمع بعين شقيقه
=بس لا… احلويتي لولا ماما كانت حكيالي مكنتش هعرفك خـ……
قاطع راجح حديثه بحدة عنـ.ـد.ما رأى وجه صدفة يحتقن بشـ.ـدة قائلاً وهو يوجه حديثه للفتاة التي لازالت جالسة علي الاريكة تراقبهم ببرود
=ازيك يا مايا عامله ايه….؟؟
اجابته مايا مغمغمة بهدوء
=الحمد لله…. ازيك انت يا راجح…
اجابها راجح بهدوء قبل ان يكمل وهو يلتف الى صدفة و ذراعه تتشـ.ـدد من حولها يجذبها اكثر نحوه
=مايا تبقى خطيبة مروان يا صدفة
نهضت مايا تمد يدها نحو صدفة قائلة ببرود و هى ترمقها من اعلى لاسفل باستعلاء
=اهلاً يا صدفة…
بادلتها صدفة التحية قبل ان يجذبها راجح و يجلسوا على الاريكة…
احاط كتفيها بذراعه حيث اصبحت تلك الحركة حركته المعتادة دائماً بينما جلست شوقية بجانبها الاخر…
التف اليها راجح قائلاً باقتطاب و عينيه تدور بالمكان
=اومال فين مدحت يا شوقية…..
اجابته مبتسمة وهى تشير نحو الشرفة
=بيتكلم في التليفون مش مرتحاله شكله بيحب من ورايا ابن الجزمـ.ـه…
ضحك راجح مغمغماً بمرح
=له حق يخبى عليكى… ده امها داعية عليها اللى هتبقى حمـ.ـا.تها هتطلقيها من اول اسبوع….
ابتسمت شوقية قائلة وهى تربت على وجه صدفة
=و نبى لو قمر و بطاية زى صدفة كدة ولسانها حلو لأشيلها في عينيا…. بس هو يركز و يجبلى واحدة شبهها
زمجر راجح قائلاً بغـــضــــب و نفاذ صبر
=تانى يا شوقية….انتى ايه مبتتهدبيش
هتفت شوقية وهى ترفع يديها بالهواء كعلامة للاستسلام
=خلاص.. خلاص وحد الله و قول لعفاريتك تهدى…
لتكمل ناكزة صدفة فى ذراعها
=مستحملة الواد ده ازاى ياختى ده انتى ليكى الجنة
ضحكت صدفة بقوة مما جعل راجح يزجرها بحدة هامساً بغـــضــــب بينما يده تضغط على كتفها بقسوة
=صوت ضحكتك يا ابلة….
همست صدفة قائلة بتذمر وهى تحاول فك يده من فوق كتفها
=فى ايه يا راجح.. عملت ايه دلوقتى… بلاش اضحك كمان
ظل يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يلتف الى مروان شقيقه الذى كان يتحدث اليه..
همست شوقية باذن صدفة وهى تنظر بحدة الى مايا خطيبة مروان التى كانت تتحدث الى نعمـ.ـا.ت
=البت دى تقيلة على قلبي تقل…
لتكمل وهى تشير الى طرف انفها
=تنكه اوى… وبتتكلم معانا بطرف مناخيرها…. تقوليش ابوها وزير و ابوها اصلاً جزمكى فاتح محل على اول شارعى جتها نيـ.لة عيلة تنـ.ـحة
استمرت شوقية تهمس لها مقلدة حركات مايا مما جعل صدفة لم تعد تستطع تمالك نفسها لتسرع بوضع يدها فوق فمها تكتم ضحكتها بينما استمرت شوقية التحدث بطريقتها تلك حتى امسكت صدفة بيدها هامسة برجاء حقيقي
=ونبى يا خالتى كفاية معتش قادرة امسك نفسى وصوتى لو طلع راجح هيطين عيشتى…
ابتسمت شوقية غامزة لها
=بيغير عليكى ابن نعمـ.ـا.ت… مـ.ـجـ.ـنو.ن بيكى….و انتى كمان باين عليكى انك بتحبيه
احمر وجه صدفة بالخجل مما جعل شوقية تربت على كتفها قائلة بحنان
=ربنا يخاليكوا لبعض يا حبيبتى….
ابتسمت لها صدفة لكن جذب انتباه الجميع صراخ هاجر التي دلفت الي الغرفة تصرخ باسم مروان تحتضنه بقوة ثم اتجهت نحو راجح تحتضنه هو الاخر فهذة المرة الاولى التى تراه بها بعد اصابته بالكورونا…
سلمت علي الجميع ثم اتجهت نحو صدفة تحتضنها قائلة وهي تتفحص جسدها
=يالهوى يا صدفة خسيتي اوي….
ربت راجح على ذراعها قائلاً
=من التعب… الكورونا بهدلتها…
اومأت هاجر قائلة بتعاطف
=ايوة باين عليها لسه التعب… بس بجد خسيتى يجى حاولى 7 كيلو….
قاطعتها شهقت مايا التى غمغمت بصدmة وهى ترمق صدفة بنظرات متفحصة من الاعلى للاسفل
=٧ كيلو…. ايه ده اومال شكلك كان عامل ازاى بقي…..
لتكمل وهي تهز رأسها
=لا المفروض تخسي بصراحة و تاخدى بالك من نفسك شوية….
اهتز جسد صدفة بغـــضــــب فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك قاطعتها بحدة
=طيب ما تقولي لنفسك…. يا حبيبتى و خدى بالك من نفسك و كلى بدل ما انتي شبه الانيميا المتحركة كدة
هتفت مايا بعصبية و حدة
=لا انا جـ.ـسمى كدة كويس…. اتخن ليه هو انا اتجننت….
ضحكت هاجر قائلة بمكر
=اومال متابعة مع دكتور علشان تتخنى ليه يا مايا… و الوصفات اللي كل يوم بتشتريها من العطار…..
تلملمت مايا في جلستها وقد احتقن وجهها بشـ.ـدة ليسرع مروان قائلاً فور رؤيته للغـــضــــب المرتسم علي وجهها
=جرى ايه يا هاجر في ايه مايا مغلطتش صدفة المفروض تخس شوية… بعدين مايا فعلاً مش محتاجة تتخن هي جـ.ـسمها كدة حلو مش لازم تبقي شبه البقـ.رة…….
زجره راجح بنظرة تجعل الحديد ينصهر من شـ.ـدة الغـــضــــب لتزداد اشتعال نظراته فور ان التف الي صدفة ورأي وجهها المحتقن بينما عينيها تلتمع بالدmـ.ـو.ع…
التف الي شوقية و و الدته قائلاً بهدوء يعاكس النيران المشتعلة بداخله
=قوليلي ياما انتى و شوقية البط البلدى احلى و لا السمان المستورد…
اجابته شوقية و نعمـ.ـا.ت في ذات الوقت
=البط البلدى…. طبعاً
هز راجح رأسه قبل ان يلتف الي شقيقه يرمقه بنظرة ذات معنى
=وانت بقي صحتك متجبش الا السمان المستورد…
ليكمل ضارباً على صدر مروان
= اما البط البلدى تقيل عليك…..
ضحكت شوقية بصوت مرتفع تتطلع بشمـ.ـا.تة الي مروان الذى اشتعل وجهه و قد فهم معنى كلمـ.ـا.ت راجح جيداً همهم بتذمر
=ليه كدة يا راجح… لازمته ايه الكلام ده..
تجاهله راجح و نهض جاذباً صدفة معه قائلاً بصوت مرتفع
=يلا يا حبيبتى نطلع ناكل الكوارع و المحشي اللي عملاهم عايزك تتخنى السبعة كيلو اللي خستيهم و ترجعيهم في يومين….
هتفت شوقية بصوت مرتفع خلف راجح و صدفة
=عايزاك تفضل وراها لحد ما تزيد فوق السبعة كيلو.. سبعة كيلو تانين…
لتكمل و هى تلتف تنظر الي مايا بشمانة
=اصل راجح مبيحبش المعضمين….
زفرت مايا بحدة قبل ان تنتفض واقفة متجهة نحو الباب مغمغمة بخدة
=انا مروحة يا مروان… هاتيجي توصلني…..
نهض مروان يتبعها وهي يشير الي شوقية باشارات تدل علي التذمر و الغـــضــــب قبل ان يسرع خلف خطيبته مغادراً
༺༺༺༺༻༻༻༻
فور ان دلف راجح الى الشقة جذب صدفة الى حـ.ـضـ.ـنه قائلاً بصرامة و هو يخفض رأسه نحوها وعينيه مسلطة بعينيها المغــــرورقتين بالدmـ.ـو.ع
=قسماً بالله لو عيطتى… لأنزل افتح دmاغ الحـ.ـيو.ان اللى تحت هو و انثي الجمبرى خطيبته..
هزت رأسها بينما تحاول التحكم في دmـ.ـو.عها حتى لا ينفذ تهديده همست بصوت منخفض بينما شفتيها ترتجف
=كله بيتريق عليا…..
احاط وجهها بيديها مبعداً شعرها المتناثر على عينيها الى ما وراء اذنيها قائلاً بحنان
=مين اتريق عليكى… شوقية اللي قرفانى ليل و نهار و نفسها تجوز ممدوح واحدة شبهك… و لا هاجر اللي نفسها تتخن و تبقي زيك……
ليكمل بنبرة حادة يتخللها الغـــضــــب و الازدراء
=و لا مايا اللي بتلف على كل الدكاترة علشان تتخن حتي كيلو واحد و مش عارفة…. دى عيلة الحقد و الغيرة مليين قلبها و مروان طول عمره معندوش شخصية معاها بيحاول يراضيها بأى حاجة…..
صمتت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة و هو ينظر بعينيها
=ده انتى مهلبية… و مجننانى يا هبلة
انهى جملته تلك مطبقاً علي شفتيها بشفتيه مستولياً عليها في قبله حارقه..هزة صدفة رجفة قوية مرت بسائر جسدها .متناسية حـ.ـز.نها و الكلمـ.ـا.ت الجارحة التى تعرضت لها عنـ.ـد.ما زاد ضغط شفتيه فوق شفتيها بتملك حارق
ظلوا عدة لحظات علي حالتهم تلك قبل ان يسرع بحملها بين ذراعيه و يدلف الى غرفة نومهم حتى يكمل ما بدأه….
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور اسبوع….
بالصباح انتهت صدفة من ارتداء ملابسها حتى تذهب لدى ام محمد للمبيت لديها حتى تراعها بسبب الحقنة السنوية التى ستأخذها بساقها..
اتجهت الى الفراش وجلست بجانب راجح الغارق بالنوم حيث كان نائماً على بطنه دافناً وحهه بالوسادة..
مررت يدها بحنان فوق ظهره العارى تفركه بلطف منحنية عليه تقبله على خلف عنقه و هى تهمس باسمه…
فتح راجح عينيه يتطلع اليها بتشوش لعدة لحظات قبل ان يعتدل جالساً
=خلاص هتمشي….؟
اومأت رأسها بالايجاب قائلة
=اها يدوبك… زمان الدكتور جه و اداها الحقنة في رجليها….
زفر بحنق قائلاً بحدة
=يعنى مش لاقين غير يوم اجازتى… ده ما بصدق يوم نقضيه سوا….
مررت يدها فوق خده بحنان
=معلش يا حبيبى هي مالهاش غيرى هنا……هبات معاها وبكره الصبح هرجع و زي ما اتفقنا متقلقش محمد ابنها هيبات عنده صاحبه النهاردة….
لتكمل بمكر يتخلله المرح بينما يدها تمر باغراء فوق صدره
=بعدين اعتبرها اجازة ليك اهو تريح دmاغك من زنى و تعرف تتفرج على المصارعة بتاعتك….
احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه لتسقط فوق صدره هامساً بشغف بالقرب من اذنها
=ده انتي احلى ما فيكي زنك يا مهلبية…
اتسعت شفتيها بابتسامة واسعة لكنها انتفضت مبتعدة عنـ.ـد.ما رأته يقرب شفتيه من شفتيها و نيته واضحة بعينيه
=انا همشي بقي علشان اتأخرت… الفطار برا علي السفرا… و انا محضرالك الغدا سيباه في التلاجة لما تحب تتغدا طلع و سخن…ماشي
اومأ راجح بصمت و الاحباط ظاهر على وجهه مما جعلها تقترب منه تطبع قبلة سريعة على شفتيه هامسة باذنه
=هتواحشني….
ابتسم مقبلاً جانب عنقها بحنان و هو يقاوم رغبته بصعوبة بجذبها معه الي الفراش و الا يدعها تذهب لكنه لا يقدر على فعل ذلك فهو يعلم جيداً ان ام محمد صديقتها المقربة و بحاجة اليها لا يمكنه منعه عنها
=و انتى كمان يا مهلبية هتواحشيني..
طبعت قبلة على خده قبل ان تنهض سريعاً و تذهب تاركه اياه يتطلع الي اثرها قبل ان يزفر بحنق و يدفن وجهه بالوسادة عائداً للنوم مرة اخري لكن ايقظه صوت هاتفه ليجد المتصل تـ.ـو.فيق تجاهله لكنه ظل يتصل به حتى اجاب اخيراً ليتمنة لو لم. يجب عليه حيث الح عليه بانه يجب ان يراه..و انه سيأتى الي منزله لكى يتحدث معه بأمر ضرورى…
في وقت لا حق من المساء….
غادرت صدفة منزل ام محمد بعد ان عاد زوجها مصلحي فجأة مما اضطررها للمغادرة فلا يمكنها المبيت معه في ذات المنزل فراجح يمكن ان يقوم بقــ,تــلها كما ان مصلحى زوج ام محمد ذو شخصية فظه لا يحب احد بمنزله…
حاولت صدفة الاتصال براجح حتي تخبره بما حدث و يأتي لكى يصطحبها للمنزل حتي لا تمشي بمفردها قي الشارع بهذا الوقت متأخر فقد فقد تعلمت من درسها الاخير لكن هاتفه كان مغلق مما جعلها تعود بمفردها فالوقت لم يكن متأخراً للغاية فقد كانت الثانية عشر منتصف الليل و كانت بعض المتاجر لازالت مفتوحة…
و ضعت المفتاح بباب شقتها تفتحه و هي تسمع صوت غريب يأتى من الداخل ظنت ان راجح يشاهد التلفاز لكن فور دخولها الى بهو الشقة تجمدت خطواتها و قد تيبس جسدها فور رؤيتها للمرأة الشبه عارية الواقفة بمنتصف غرفة الاستقبال بينما امرأة اخرى ترتدى ملابس فاضحة تظهر اكثر ما تخفى من جسدها ترقصان بحركات خليعة امام بعضهم البعض علي نغمـ.ـا.ت الموسيقي التى تصدح بـ.ـارجاء المكان و من حولهم تنتشر دخان السجائى و زجاجات الخمر
صرخت صدفة بصوت اهتز له ارجاء المكان و هى تكاد ان تصاب بأزمة قلبية من هول ما تراه
=راجـــــــــح….
وضعت صدفة المفتاح بباب شقتها تفتحه و هي تسمع صوت غريب يأتى من الداخل ظنت ان راجح يشاهد التلفاز لكن فور دخولها الى بهو الشقة تجمدت خطواتها و قد تيبس جسدها فور رؤيتها للمرأة الشبه عارية الواقفة بمنتصف غرفة الاستقبال بينما امرأة اخرى ترتدى ملابس فاضحة تظهر اكثر ما تخفى من جسدها ترقصان بحركات خليعة امام بعضهم البعض علي نغمـ.ـا.ت الموسيقي التى تصدح بـ.ـارجاء المكان و من حولهم تنتشر دخان السجائى و زجاجات الخمر
صرخت صدفة بصوت اهتز له ارجاء المكان و هى تكاد ان تصاب بأزمة قلبية من هول ما تراه
=راجـــــــــح….
توقفت الفتاتين عن الرقص فور سماعهم صرختها تلك و التفوا ينظرون اليها بدهشة يتخللها الصدmة و الارتباك…
اندفعت نحوهم صدفة تصرخ بغـــضــــب و هى تهجم على واحدة منهم
=بتعملوا ايه في بيتى يا اوسـ.ـاخ يا زبـ.ـالة….
لتكمل و هى تجذب شعر الفتاة التى اخذت تصرخ بألــم بينما وقفت صديقتها تنظر الى ما يحدث بوجه يملئه الخــــوف
=هو فين…. هو فين الواطى اللي فتح البيت كبـ.ـارية و دينى لأقــ,تــله و اشرب من دmه….
صرخت الفتاة و هى تدفع يد صدفة بعيداً عن شعرها متراجعة للخلف
=عندك في الحمام…..روحى اتصرفى معاه احنا مالنا
وقفت صدفة عدة لحظات تتطلع اليهم بانفس محتقنة و كامل جسدها يرتجف و انفاسها تسارعت و احتدت بشـ.ـدة شاعرة كأن ستار اسود من الغـ.ـصـ.ـب قد اعمت عينيها…التفت و اتجهت نحو الحمام الذى يتواجد به راجح و هى تتوعد له بالقــ,تــل….
لكنها تجمدت في مكانها عنـ.ـد.ما رأت راجح يدلف من باب الشقة الذى تركته مفتوح على مصراعيه هاتفاً بحدة فور ان رأها
=سايبة باب الشقة مفتوح عليكى كده ليه…
لم تنتظر صدفة لسماع باقى جملته حيث كانت قد جنت و تشتت اى تعقل بداخلها بسبب خيانته لها فلم تشعر بنفسها الا و هى تندفع نحوه تهجم عليه تسدد له الضـ.ـر.بات في صدره و وجهه بكلاً من قدmيها و يديها تضـ.ـر.به بانحاء جسده و هى تصرخ بكلمـ.ـا.ت متقطعة من شـ.ـدة الانفعال و الغـــضــــب الذى كان يعصف بداخلها كالاعصار الذى يوشك بتدmير كل ما حولها غـــضــــب عاصف لو اطلقت العنان له لأحرقت الأخضر و اليابس و لن يترك خلفه سوى الدmار و المـ.ـو.ت
=يا واطى…يا واطى بقي عمال تقولى مهلبية و زفت في الراحة و الجاية …و اول ما اغيب عنك تلعب بديلك… و المصحف لأقــ,تــلك يا راجح و اشرب من دmك….
حاول راجح الامساك بها و احكام السيطرة علي جسدها الذى كان ينتفض بقوة و هى تحاول ضـ.ـر.به و ايذاءه لكنه لم يستطع السيطرهة عليها فقد كانت اشبه بالعاصفة التى ستبتلع ما حولها من شـ.ـدة الغـــضــــب…
اخذن تضـ.ـر.به بقدmيها ويديها حتى اسنانها قد غرزت في اعلى ذراعه بينما اظافرها الحادة مزقت جلد ساعده بقسوة
لكنه نجح اخيراً بالامساك بها حابساً اياها على صدره بينما يقيد يديها خلف ظهرها مما جعلها لا تستطيع التحرك…
هتف بها بحده بينما يجز علي اسنانه بقسوة و قد بدأ يفقد صبره معها
=في ايه يا بت….انتى اتهبلتى
ضـ.ـر.بت جبهتها بصدره عدة ضـ.ـر.بات في محاولة يائسة منها لأيذاءه و عنـ.ـد.ما فشلت بسبب تقيده لها انفجرت باكية و قد سحقها الالم الذى كان يمزق قلبها بسبب خيانته لها همست بصوت مكتوم القهر ينبثق منه… بينما اليأس و الالم يسيطران عليها..
فقد كانت ترغب بالمـ.ـو.ت بهذة اللحظة على ان تتخيله مع امرأة اخرى همست بكلمـ.ـا.ت متقطعة من بين شهقات بكائها الممزقة
=بتخونى…بقى بعد ده كله..بتخونى ..
صاح بغـــضــــب جعلت عروق عنقه تنتفض بقوه و هو يكاد يفقد السيطره علي غـــضــــبه
=اخونك ايه انتى هبلة…
اشارت برأسها نحو غرفة الاستقبال حيث تتواجد الفتاتين
=اومال اللى جوا دول يبقوا ايه….
رفع راجح رأسه عنها لأول مرة منذ ان دخل الى المنزل ينظر الي ما تشير اليه لينتبه الى فتاتين التي كانتا ترتديان ملابس عارية اشبه بملابس العاهرات…
كانتا تقفان بوجوهما الشاحبة بمدخل غرفة الاستقبال التي كانت يتناثر على ارضيتها زجاجات الخمر ولفائف السجائر…
زمجر بحدة و عقله لايزال لايستوعب ما يحدث
=مين دول…. و بيعملوا ايه في شقتنا…
ليكمل موجهاً حديثه الي الفتاتين الواقفتان تشاهدان ما يحدث بوجه يرتسم عليه الخــــوف و القلق
=انتى بتعملي ايه يا بت انتي و هي هنا
هتفت صدفة بحدة مقاطعة اياه بقسوة
=انت هتشتغلني… و هتستعـ.ـبـ.ـط ما انت اللي جايبهم
زمجر بقسوة و هو يخفف من حدة قبضته علي يديها
=انتى يا بت مـ.ـجـ.ـنو.نة.. ما انا لسه داخل من باب الشقة قدامك..كنت متزفت فى الشغل و لسة راجع…….
هتفت بحدة و هي لا تستطيع تصديقه فقد كانت روحها تتلوي علي جمر الغـــضــــب و الاحتراق
بنيران الغيرة
=شغل ايه يا ابو شغل ده على اساس ان النهاردة مش اجازتك وانك كنت هتقضي اليوم في البيت…..
لتكمل بهستيرية ضاربة اياه بقوة في ساقه بقدmها
=كـ.ـد.اب يا راجح… كـ.ـد.اب و خـ.ـا.ين و عينك زايغة
لعن راجح بقسوة و هو يشـ.ـدد من قبضته حوليها مانعاً اياها من ضـ.ـر.به حيث لم يعد في جسده جزء لم يصيبه ضـ.ـر.باتها
=عليا النعمة يا صدفة لو ما اتهديتي و قفلتى بوقك اللي بيحدف دبش ده
لهعلقك من شعرك فى السقف…
ليكمل وهو يزفر بقوة مخففاً من حدة صوته عنـ.ـد.ما رأى الدmـ.ـو.ع تتجدد في عينيها
=انا نزلت علشان تـ.ـو.فيق كلمنى…اهل مـ.ـر.اته مسكوا فيه و وصل الموضوع بينهم للطـ.ـلا.ق و روحت اصلح الدنيا بينهم علشان خاطر عياله و مـ.ـر.اته الحامل بس…. و بعدها جالى تليفون المورد بلغنى ان شحنة البضاعة هتوصل النهاردة الفجر بدل بكرة فروحت الوكالة علشان استلمها و كنت هبات هناك بس البضاعة وصلت بدرى استلمتها و جيت…
همست صدفة بتردد و هى تشير نحو الفتاتين
=اومال دول ايه جابهم هنا….
اجابها بحدة و هو يطبق باصابعه فوق شفتيها يضغط عليها
=ما انتى لو قفلتى ده و هديتى دقيقة واحدة بس هنعرف بينيلوا ايه هنا…
ثم حررها ببطئ من قبضته قبل ان يتجه نحو الفتاتين بينما عينين صدفة مسلطة عليه بتركيز تراقب كل حركة منه
=مين اللى جابك يا بت انتى و هى هنا و دخلتوا ازاى..؟!
اقتربت الفتاتين من بعضهم البعض بخــــوف قبل ان تغمغم احدهما
=و الله يا باشا احنا ما لينا دعوة…هو اللى جابنا لهنا……
قاطعها راجح بحدة مما جعلها تقفز بمكانها
=هو مين…؟!
هزت الفتاة الاخرى رأسها قائلة بـ.ـارتباك
=منعرفش اسمه هو جه البيت اللي شغالين فيه و اختارنا و مشينا معاه……
لتكمل سريعاً وهى تشير نحو الحمام المخصص للضيوف
=هو… هو في الحمام ده بقاله يجى ربع ساعة مش عارفة بينيل اي كل ده…
اتجه نظر راجح نحو الحمام و ما ان هم بالتحرك نحوه سمع صوت صفير و غناء ينبعث منه ثم لم تمر لحظات و رأى شقيقه مروان يخرج من الحمام و هو عارى الصدر لا يرتدى سوا شورت قصير هاتفاً بصوت مرتفع هو مبتسم غافلاً عما يحدث من حوله
=جتلكوا اخيراً يا حلويـ……..
لكنه ابتلع باقي جملته فور رؤيته لراجح و صدفة يقفان امامه همس بصوت منخفض و قد جفت الدmاء بعروقه
=نهار اسود..و منيل….
هتف راجح بقسوة و شراسة جعلت مروان ينتفض في مكانه من شـ.ـدة الخــــوف
=بقي انت يا زبـ.ـالة اللي عمل كل ده…
بينما اطلقت صدفة صرخه صادmة فور ان رأت عرى مروان الذي كان لا يرتدي سوا شورت قصير للغاية خبئت وجهها بين يديها ليسرع راجح بجذبها نحوه و دفن وجهها بصدره مزمجراً بشراسة و عينيه تلتمع بوحشية قـ.ـا.تلة و الغـــضــــب يغلى بعروقه كالحمم الثائرة
=و حياة امك لهربيك يا مروان شاقطلى بنات و جاى تنجـ.س شقتى بوساختك…
ليكمل من بين اسنانه بقسوة و هو يشير نحو الملابس الملقاه على الارض بأهمال بينما يده تتشـ.ـدد حول صدفة التى كان لايزال يدفن وجهها بصدره يحجب رؤيتها عن مشهد شقيقه الشبه عارى…
=ألبس هدومك يا حيـ.ـوان..هتفضلى واقفلى عريان كده….
انحنى مروان ملتقطاً ملابسه و ارتداها سريعاً و هو يلقى بين كل حين نظرة مضطربة ممتلئة بالخــــوف على راجح الذى كان اشبه بالبركان الثاثر
=براحة يا راجح محصلش حاجة لكل ده…….
قاطعه راجح صائحاً بغـــضــــب اهتز له اركان المكان
=معملتش حاجة…. جايب بنات شقتى تعمل فيها وساختك…و تقولى محصلش حاجة ياخى لو مخــــوفتش من الناس و امك و ابوك اللي تحتك خاف من ربنا…..
همهم مروان بـ.ـارتباك و هو يرتدى قميصه
=خلاص يا راجح بقي…انت هتدينى درس في الدين
ليكمل باستخفاف و هو يعدل من ملابسه محاولاً تهدئت الامر مع شقيقه حتى يهدئ
=بعدين انا ملحقتش انيل حاجة مبقاليش ربع ساعه هنا… انا قولت بما ان مراتك هتبات برا.. و انت هتبات في المخزن قولت استغل يعنى الشقة…
قاطعه راجح بشراسة و هو يكاد يفقد اعصابه من شـ.ـدة الغـــضــــب
=تستغل شقتى في الحـ.ـر.ام…و تنجسها بوساختك…. جبت منين اصلاً يالا مفتاح الشقة…
اجابه مروان بتردد و هو يدلك مؤخرة عنقه
=كان… كان معايا من زمان…
ضيق راجح عينيه عليه باهتمام مغمغما بعدm فهم
=معاك من زمان ازاى و بيعمل ايه…؟
ليكمل صائحاً بصدmة فور ان رأي وجه شقيقه يرتسم عليه الارتباك و الخــــوف بشكل واضح
=كنت بتعمل على طول وساختك دى في شقتى…
هتف مروان برعـ.ـب و خــــوف و هو يتراجع الي الخلف بعيداً فور ان رأي راجح يدفع صدفة بعيداً عنه منطلقاً نحوه و علامـ.ـا.ت الشر مرتسمة علي وجهه و جسده يوحى بكم الغـــضــــب الذى يثور بداخله بينما عيناه كانت مشتعلة بالنيران تثير رعـ.ـب بمن يراها
=و الله كان من زمان و كنت انت لسه مفرشتش الشقة…..
لكن راجح لم يدعه يكمل جملته حيث اندفع نحوه يسدد له لكمة قويه اصابت وجهه كادت ان تطيح برأسه..
سقط مروان ارضاً ليقبع راجح فوقه ضارباً اياه عدة لكمـ.ـا.ت و هو يسبه و يلعنه بشراسة…
مما جعل صدفة تندفع نحو راجح كمسكة بذراعه تحاول جذبه بعيداً عن شقيقه قبل ان يقــ,تــله لكنه دفعها بحدة بعيداً في ثورة غـــضــــبه مما جعلها تسقط و ترتطم بالارض بقوة مما جعلها تصرخ متألــمة افاق راجح من ثورة غـــضــــبه فور سماعه صرختها تلك..
ترك شقيقه في الحال و انطلق بلهفة نحو زوجته الملقيه على الارض غمغم بقلق بينما يرفعها من ذراعها بلطف
=حصلك حاجة..؟!
اشارت الى رأسها هامسة بألــم الى مؤخرة رأسها
=راسى…..
فحص راجح رأسها لكنه لم يجد به اى اصابة فركه بلطف محاولاً تحفيف ألــمها قبل ان يرفعها معه على قدmيها مقبلاً بحنان رأسها و هو يلعن شقيقه و غـــضــــبه الذى اعماه و.جـ.ـعله يؤذيها طبع قبلة حنونة على جبينها
=معلش… مخدتش بالى… حاسة باى حاجة بتو.جـ.ـعك
هزت صدفة رأسها نافية بينما
جلس مروان على الارض بعينين متسعة بالدهشة و الصدmة بينما يشاهد هذا المشهد امامه فشقيقه لم يكن عاطفياً بالمرة..
فطوال حياته كان ذو شخصية منغلقة لا يظهر عواطفه امام احد حتى مع والدتهم كان يتقبل حنانها عليه بابتسامة قصيرة مربتاً على ظهرها بلطف…
لكن ما يراه الان شئ لم يراه من قبل فرؤيته له و هو يحيط زوجته بذراعيه كما لو كنت اغلى شئ بحياته محاولاً الاطمئنان عليها بينما القلق يظهر عليه بوضوح لمجرد انه اوقعها ارضاً فقط..
ليعلم ان شقيقه كان غارقاً بالحب من اعلى رأسه الى اطراف قدmيه و يظهر حبه هذا امام الحميع دون تحفظ.. غمغم بمكر
=يا سيدى يا سيدى يعنى عمال تطمن عليها علشان وقعتها بس…
ليكمل و هو يفرك وجهه من لكمة راجح التى تركت اثراً على فكه
=طيب مش هاتيجى تطمن علي وشى هو كمان اللى ورم من ايدك المرزبه….
هتف به راجح و هو يشير له باصبعه بتحذير
=انت تخرس خالص يالا مسمعش صوتك بدل ما اقسم بالله اجي افتحلك نفوخك و ساعتها هتـ
قاطع حديثه الهتاف الحاد لعابد الذى دلف من باب الشقة المفتوح علي مصراعيه
=في ايه…صوت الزعيق ده و الرزع و الخبط ده….قلقتوا منامنا…
ليكمل فور ان رأي الفتاتين اللتان لا تزالان تقفان بباب غرفة الاستقبال تتابعان ما يحدث بقلق
=هلا هلا…. ايوه كدة بانت الرؤية….
التف الي راجح و هو غافل عن مروان الجالس على الارض قائلاً بسـ ـخـــريــة
=ايه مراتك قفشنتك بتلعب بديلك…
ليكمل و هو يلتف نحو صدفة قائلاً بسـ ـخـــريــة و هو ينظر اليها باعين تلتمع بالشمـ.ـا.تة
=مش قولتلك ان ديل الكـ.ـلـ.ـب عمره ما يتعدل… ده بيجرى في دmه…. اللى فيه طبع عمره ما هيبطله…
غمغم بحدة موحهاً حديثه الى راجح يتطلع اليه باعين تلتمع بالقسوة
=ايه خلصت من تنجيس الوكالة و قررت تنجس البيت كمان……
قاطعه راجح بشراسة بينما كامل جسده يشتعل بالغـــضــــب و قد اصبح على حافة ان يفقد السيطرة على اعصابه مشيراً الى مروان الذى لا يزال جالس على الارض
=بقولك ايه… يا حاج عابد عندك المحروس ابنك قوله هو المحاضرة بتاعتك دى و بلاش كلام يحرق الدm…
انتقلت عينين عابد الى ما يشير اليه و هو يغمغم بـ.ـارتباك
=ابنى… ابنى مين…
ليشحب وجهه فور ان وقعت عينيه على مروان الذى كان لايزال جالساً يخفض وجهه متفادياً النظر الى والده خــــوفاً منه…
هز عابد رأسه بقوة صائحاً بشراسة و هو يلتف الى راجح و قد احمرت عينيه من شـ.ـدة الغـــضــــب و الانفعال.
=لا بقولك ايه… انت هتلبس الواد بلوتك.. انا ابنى ميعملش كدة….
ليكمل بقسوة و هو يشير بعصاه نحو راجح
=انت بتعمل الليلة دى و بتلبس مروان الليلة علشان تقنع المحروسة مراتك انك مالكش دعوة بالليلة لكن على جثتى… فاهم
قاطعته صدفة بحدة فور ان شعرت بجسد راجح الواقف بجانبها يتصلب بقسوة من شـ.ـدة الغـــضــــب
=لا بقولك. ايه انت.. انا جوزى مش محتاج يلبس حد حاجة و لا يقنعنى بحاجة…..
لتكمل بصرامة و هى تضع يدها فوق صدر راجح
= الحمد لله انا بثق في جوزى… و عمرى ما اشك فيه…
رفع راجح حاجبه بدهشة فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك و هو يتذكر هجومها عليه منذ قليل وضـ.ـر.به و نعت اياه بالخائن..
احمر وجهها بسبب نظرته تلك هزت رأسها له ضاغطة على طرف شفتيها و هى تغمز بعينها له كما لو تخبره ان يمرر الامر الان ..
هتف عابد بشراسة و غـــضــــب
=برضو كـ.ـد.اب مروان ابنى لا يمكن يعمل كده….
هتفت صدفة بعصبية و هي تلتف اليه و قد نفذ صبرها و اثار غـــضــــبها طريقته في التحدث عن زوجها بتلك الطريقة كما لو انه يتعمد التقليل من شأنه اندفعت نحوه واقفة امامه مباشرة
=مروان ابنى… مروان ابنى في ايه ياخويا هو مروان ابنك و راجح ابن الجيران ما هو ابنك برضو…..
=
امسك راجح بذراعها جاذباً اياها للخلف مغمغماً بصوت ممزق لأول مره تسمعه منه
=تعالى يا صدفة… و سبيه يقول اللى هو عايزه
استدارت اليه لتشعر بقبضة حادة تعتصر قلبها فور رؤيتها للألــم المرتسم بعينيه بينما يضغط على فكيه بقوة كما لو كان يحاول كتم غـــضــــبه و نظراته مسلطة على عابد الذى كان يتطلع اليهم هو الاخر باعين تلتمع بالاستياء و الحقد بينما وجهه اسود من شـ.ـدة الغـــضــــب ينفث انفاسه المحتقنه كما لو كان ثور هائج …
اقتربت صدفة من راجح تحيط ذراعه بيديها تضغط عليه برفق تدعمه كما لو كانت تخبره انها بجانبه و قد ألــمها رؤيته بحالته تلك…
بينما نهض مروان مقترباً من الده قائلاً بتردد
=راجح مالوش دعوة يابا… البنات دى تبعى…
ليكمل بصوت مرتجف عنـ.ـد.ما استدار اليه والده يلقيه بنظرات مشتعلة
=راجح مكنش هنا اصلاً…. انا كنت….
قاطعه عابد مزمجراً بقسوة و هو يمسك بياقة قميصه يدفعه نحو باب الشقة
=مسمعش نفسك… و قدامى على تحت
اتجه هو و مروان نحو الباب يدفعه امامه لكن اوقفه الصوت الصارم لراجح وهو يشير نحو الفتاتين
=متنساش تاخد البنات معاك ياحاج عابد…
ليكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و هو ينظر الي عين عابد بقسوة
= بس ابقى شوف هتقدر تخرجهم من البيت ازاى من غير ما حد من الجيران يشوفهم و نتفضح.. و متنساش تبفى تعرف تعرف دm مين بيجرى في عروق مروان و خلاه يعمل كده…..
زجره عابد بقسوة و غل و هو يدرك انه يعيد عليه كلمـ.ـا.ته السابقة اشار بيده الي الفتاتين صائحاً بشراسة
=قدامى يا بت انتى و هى قدامى…
ركضت الفتاتين نحو الباب فور سماعهم امره هذا ليتبعهم مروان و عابد الذى اغلق خلفه باب الشقة بقوة اهتزت له ارجاء المكان….
༺༺༺༺༻༻༻༻
فور مغادرتهم احتضنت صدفة راجح محيطة خصره بذراعيها تضمه اليه بقوة تفرك ظهره بيديها بحنان محاولة امتصاص ألــمه رفعت وجهها اليه تنظر الى عينيها المنكوب هامسة بالسؤال الذى كان يشغل عقلها دائماً
=هو ليه على طول بيتعامل معاك كده ..؟!
تـ.ـو.تر جسد راجح بينما شحب وجهه فور سماعه سؤالها هذا ظلت عينيه مسلطة بعينيها يشعر بالعجز و هو لا يعلم بما يجيبها… فكيف له ان يخبرها بانه يتعامل معه بهذا الاسلوب القاسى لأنه ليس ولده و ان والده الحقيقي ليس الا مغتصب.. قد اغـ.ـتـ.ـsـ.ـب فتاة ضعيفة تعمل لديه و كان هو نتاج هذا الاغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب…
تنحنح مبعداً اياها عنه قائلاً بحدة مصطنعة حتى يشتتها عن سؤالها
=ابعدى عنى و متتكلميش معايا يا صدفة …
ليكمل وهو يشير نحو ساعده المخدوش بسبب اظافرها
=و لا فكرك هنسى اللى عملتيه فيا…
احمر وجهها بشـ.ـدة شاعرة بالخجل من هجومها عليه و اتهامها اياه بالخيانة حاولت الامساك بيده لكنه تراجع للخلف بعيداً عنها و اتجه نحو غرفة النوم تاركاً اياها واقفة بمفردها تتطلع الي اثره بسخط و غـــضــــب من نفسها
بعد عدة دقائق..
دلفت الي الغـرفـة لتجد راجح مستلقي علي الفراش بعد ان بظل ملابسه يلعب بهاتفه اتجهت نحو خازنة ملابسها واخرجت احدى عباءات النوم ذات التفصيلة المحكمة علي جسدها ثم دلفت الي الحمام استحمت و ارتدت ملابسها ثم خرجت تتهادى الي الخارج تنظر باعين تلتمع الى ذلك الذى لا يزال مستلقي على الفراش يقلب بهاتفه همهمت باسمه بدلال ليرفع عينيه اليها اخذ يمرر نظره على جسدها من الاعلى لاسفل بنظرات بـ.ـاردة قبل ان يخفض عينه الى الهاتف مرة اخرى…
شعرت صدفة بالاحباط من ردة فعله تلك صعدت الى الفراش تجلس جانبه مقتربة منه وهى تهمس بدلال
=رجوحتى….
لتكمل واضعة يدها فوق صدره تدلكه ببطئ متحسسه جلده العارى بينما تقرب شفتيها من اذنه هامسة بصوت اجش مغرى
=قلب مهلبيته من جوا……
تسارعت دقات قلب راجح بجنون فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك بينما اشتعل جسده تأثراً بحركة يدها التى كانت تفرك صدره العارى…
لكنه تمالك نفسه و ازاح يدها من فوق صدره هاتفاً بحده
=توكلى على الله و روحى نامى…
اقتربت منه مرة اخر تلصق جسدها بجسده تحيطه بذراعها بينما تدفن رأسها بعنقه تقبله بحنان و هى تهمس له بشغف من بين قبلاتها
=خلاص بقي يا روحى مكنتش اقصد… انا شوفت البنات اتجننت..
لتكمل و هى مستمرة بتقبيل عنقه
=بغير عليك… غـ.ـصـ.ـب عنى…
جز راجح على اسنانه مقاوماً بصعوبة رغبته في دفعها على الفراش و امتلاكها ابتعد عنها و هو يتنفس بقوة كما لو كان يركض بسابق هاتفاً بها
=متحاوليش…..
ليكمل بسـ ـخـــريــة و هو يمسك بين اصبعيه بصدر عبائتها يلوح به
=بعدين هو انتى لما تحبي تصالحينى وتضحكى عليا تلبسى الشوال اللى انتى لابساه ده…..
احتقن وجه صدفة بالغـــضــــب هاتفة بحده وقد اصبح صوتها غليظ منفعل حيث نفذ صبرها معه
=جرى ايه بقى…عماله اراضى فيك و ادلع فيك و انت معندكش دm… ما تتصالح بقى يا عم و خلصنى بعدين مالها العباية مش عجباك في ايه…
تراجع رأس راجح للخلف بصدmة فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك هو لا يصدق التحويل الذى حدث لها فمنذ لحظات كانت انثي شـ.ـديدة الدلال
وضع يده علي مؤخرة رأسها يدفعها الي الامام برفق قائلاً بسـ ـخـــريــة
=ايه يا عبده مـ.ـو.ته.. مالك في ايه…. في ثانية قلبتى ما كنت حلوة و عماله تتدلعى….
دفعت صدفة يده بعيداً عن رأسها تزجره بنظرة مشتعلة زفرت بحدة و غـــضــــب ثم اخذت تهدئ غـــضــــبها محاولة تذكير نفسها انها ترغب بان تجعله يسامحها…و ليس اغصابه مرة اخرى
عادت الى حالتها الاولى من الرقة و الغنج اقتربت منه تقبل خده و هى تهمس بصوت رقيق يملئه الدلال يخالف تماماً صوتها السابق
=علشان خاطرى بقي…. خلاص
لينفجر راجح في الضحك بصوت مرتفع فور ان سمع تحولها هذا غمغم من بين ضحكاته
=عليا النعمة انتى بت مخك طاقق….
ضـ.ـر.بته بصدره و هى تهتف بحده
=تصدق انك بـ.ـارد ومعندكش دm فعلاً و انا غلطانة انى بعبرك اصلاً……
قاطعها راجح بصرامة و هو يزجرها بقسوة
=بت لمى لسانك… و صوتك ميعلاش…
هتفت بحدة و هى تشير الى بداية علاقتهم
=اهاااا… رجعنا تانى لصوتك..صوتك.. اللى كنت مسكهالى زمان….
لتكمل هاتفة بصوت مرتفع للغاية و هى تحاول استفزازه اكثر
=طيب اهو… يا راجح ورينى هتعمل ايه….
قطعت جملتها مطلقه صرخه مرتعبه عنـ.ـد.ما قبض علي ذراعها و جذبها نحوه لتسقط فوق صدره و يصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليلة قرب شفتيه من شفتيها مما اشعل الترقب بجسدها الذى اشتاق اليه لكن توقفت شفتيه التى كانت قريبة من شفتيها الى حد التلامس و
لمفاجأتها رأته يبتسم ابتسامة واسعة وهو يغمغم بنبرة ذات معنى
=بتعملى كده علشان اعـ.ـا.قبك زى زمان مش كده….
التقط شفتها السفلية بين اسنانه يضغط عليها برفق لعدة لحظات قبل ان يطـ.ـلق سراحها و هو يكمل
=لئيمة يا مهلبية….
احمر وجهها بشـ.ـدة من اكتشافه امرها مما جعلها تحاول النهوض من فوقه بسخط لكنه شـ.ـدد من ذراعيه حولها رافضاً تركها تذهب
=عايزانى اسامحك…..
زفرت بحدة قبل ان تهز رأسها بقوة مرر يده فوق وجهها يبعد شعرها المتناثر عن عينيها و هو يكمل بمكر
=يبقي تقومى دلوقتى زى الشاطرة تعمليلى حلة محشى و تلبسى قميص نوم حلو……
هتفت بحدة و هى تزجره بعينيها المشتعلة بلهيب الغـــضــــب
=نعم يا خويا….محشى الساعة 3 بليل…
لتكمل بغـــضــــب و هى تدفع بعيداً ذراعيه التى كانت تحيط خصرها و تنهض من فوقه
=مش عاملة حاجة و براحتك متتصالحش…
ثم استلقت علي جانبها من الفراش توليه ظهرها بغـــضــــب بينما ظل هو مستلقي مكانه عينيه مسلطة عليها بخيبة امل بها لكن لم تمر لحظات حتى زفرت بحنق و استسلام مستديرة اليه قائلة بحدة
=عايز تاكل ايه مع المحشي….
ضيق راجح عينيه عليها قائلاً بهدوء
=هتعمليه..؟!
اومأت قائلة بينما تجلس
=هعمله طبعاً…مقدرش اسيبك زعلان مني…
احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه يضمها اليه بقوة دافناً وجهه بشعرها مقبلاً رأسها بحنان
=مش عايز حاجة يا حبيبتى…
رفعت رأسها تنظر اليه مغمغة بعدm فهم
=ليه…مش انت جعان و الله هعمله على طول انت زعلت انى قولت لا و الله ما كنت اقصد انا….
قاطعها راجح طابعاً قبلة رقيقة على شفتيها
=مش زعلان.. بعدين انا مش جعان للمحشى..انا جعان للمهلبية…
ضحكت بصوت مغرى رنان جعل قلب راجح يهتز داخل صدره قبل جانب شفتيها بحنان قبل ان يضم جسدها الى جسده اكثر بينما رفعت هى يده و اخذت تقبل الخدوش التى اخلفتها اظافرها بوقت غـــضــــبها و هى تهمس معتذرة له
=حقك عليا يا حبيبى…
غمغم راجح بلوم و هو يغرز اصابعه بجانب رأسها متنعماً بنعومة شعرها بين اصابعه
=تقومى تهجمى عليا و تعملى اللي عملتيه ده…..
احاطت خده بيدها تتحسسه برفق و هى تهمس
=غـ.ـصـ.ـب عنى…انت لو مكانى كنت هتعمل ايه…
اجابها على الفور بتبرة يتخللها القسوة بينما عينيه تلتمع بشراسة
=كنت د.بـ.ـحتك…..
سرت رجفة من الخــــوف بجسد صدفة فور ان رأت القسوة و الشراسة التى تلتمع بعينيه فقد كانت تعلم انه شـ.ـديد الغيرة لكن ليس الى هذا الحد ابتسمت محاولة تمرير الامر
=اقوم اعملك…المحشى..و اغير هدومى و ألبس قميص النوم الاحمر……
لانت تعبير وجهه و هو ينحنى فوقها قائلاً بصوت اجش و الاثارة تلتمع بعينيه
=قولتلك هاكل مهلبية….بعدين مالوش لزوم القميص كده كده هتقــلـــعيه
شهقت صدفة عنـ.ـد.ما رأت الرغبة التى اظلمت بها عينيه لكنه كتم شهقتها تلك بشفتيه حيث ضمها اليه اكثر بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً قبل ان يغيبا سوياً الى عالمهم الخاص…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور يومين…
كانت هاجر جالسة بغرفتها عنـ.ـد.ما اخذ هاتفها بالرنين تـ.ـو.ترت فور ان رأت اسم تـ.ـو.فيق التي كانت تسجله باحدي اسماء اصدقائها حتي لا ينكشف امرها اذا رأه احد…
نهضت مسرعة لكى تغلق باب غرفتها بالمفتاح قبل ان تذهب الي اقصى الغرفة وتجيبه حتى لا تسمعها والدتها الجالسة بالخارج..
=الو ايوة يا حبيبى…
اسرع تـ.ـو.فيق بالقول دون مقدmـ.ـا.ت
=هاجر انا واقع في مصيبة… عليا لواحد ٧ الاف و لازم ادفعهم بكره و الا هايجيلى الاچنص و يكـ.ـسره فوق دmاغى…..
شهقت هاجر قائلة بهلع
=يا خبر.. طيب و هتعمل ايه….
اجابها تـ.ـو.فيق بمكره المعتاد
=انا ماليش غيرك… علشان كده جيتلك تشوفيلى اي مبلغ معاكى انا معايا ٣الاف و ناقص ٤ الاف….
غمغمت هاجر بـ.ـارتباك
=بس انا هجيبلك المبلغ الكبير ده منين يا تـ.ـو.فيق انا معيش غير ٥٠٠ج باقي مصروف الشهر….
قاطعها تـ.ـو.فيق على الفور
=اتصرفى يا هاجر شوفي اي طريقة….
صمتت هاجر تفكر بحل لمشكلتها تلك فوالدتها لم تعد تضع فلوس بصندوق الخازنة و والدها لا يمكنها حتى الاقتراب من حافظة امواله انخفضت عينيها الى الخاتم الذي بيدها لتسرع قائلة
=حلاص هبيع الخاتم بتاعى هيجيب ممكن الفين جنيه…كده هيبقي ٢٥٠٠ج
قاطعها تـ.ـو.فيق بحده
=مش كفاية يا هاجر انا محتاج ٤ الاف و مفيش غيرك قدامى راجح اخوكى بسبب حوار مـ.ـر.اته و هو مبقاش يتكلم معايا زى الاول….
قاطعته هاجر بحدة و الغيرة تنهش صدرها
=موضوع مـ.ـر.اته ايه… اوعى تكون عاكستها…..
اجابها بـ.ـارتباك و حدة
=اعاكس مين… انتى عايزة اخوكى يقــ,تــلنى ده مبيستحملش كلمة عليها…
همهمت هاجر بالموافقة
=فعلاً مبيطقش حد يقرب منها او يتكلم معاها نص كلمة حتى ماما.. ده غير غيرته عليها بيتجنن كده لو فى راجـ.ـل غريب اتكلم معاها…
ثم بدأت تخبره بما فعله مع مدحت ابن خالتها لتنهى كلامها ضاحكة
=ده انا ساعات بحس انه بيغير مننا احنا شخصياً عليها
همهم. تـ.ـو.فيق بصوت منخفض محدثاً نفسه و عينيه تلتمع بالشهوة فور تخيله لصورة صدفة امامه
=حقه…حقه ده معاه بطل ابطال العالم..
هتفت هاجر بحدة
=بتقول ايه…
اجابها قائلاً سريعاً بـ.ـارتباك و تـ.ـو.تر
==ابداً ده انا بفكر هنيل ايه في مصيبتى بتاعت بكرة دى… شكلى هقضي اليومين الجايين في الستشفي من اللى هيحصلى بكرة
تنهدت هاجر قائلة باستسلام و عجز
=طيب يا تـ.ـو.فيق هحاول اتصرف….
لتكمل بقلق عنـ.ـد.ما سمعت صوت جرس الباب بالخارج
=طيب اقفل دلوقتي علشان بابا شكله جه… هتصرف في الفلوس و هقابلك بكرة بعد درس الكيميا….
ثم اغلقت معه و فتحت الباب و خرجت لاستقبال والدها كعادتها…
༺༺༺༺༻༻༻༻
دلف راجح الى المنزل و هو يحمل بين يديه عده حقائب ليجد صدفة تركض من غرفة النوم الى البهو لكى تستقبله كعادتها و على وجهها ترتسم اجمل ابتسامة قد رأها بحياته اقتربته منه محاولة احتضانه لكنه تراجع الى الخلف بعيداً قائلاً بصرامة
=اغسل ايدى و وشي و اغير هدومى بعدين احـ.ـضـ.ـنى زى ما انتى عايزة….
زفرت صدفة بحنق فهذه كانت عادته منذ ان اصابوا بالكورونا لا يدعها تلمسه الا بعد ان يغسل يديه و وجهه و يقوم بتبديل ملابسه…
ليكمل و هو يعطيها الحقائب التى بيده ما عدا واحدة صغيرة ظل محتفظ بها
=انا جايب لنا اكل… ظبطلنا الاكل في اوضة الانترية عقبال ما اغير هدومى…
اومأت برأسها بينما تأخذ الحقائب الى المطبخ حتى تفرغ الطعام بالاطباق…
ثم اخذتها الى غرفة الاستقبال و وضعتها على الطاولة هناك حتى يستطيعوا مشاهدة التلفاز اثناء تناولهم للطعام…
كانت واقفة تقلب بقنوات التلفاز حتى تجد شئ يشاهدوه سوياً عنـ.ـد.ما شعرت بذراعي راجح تلتف حول خصرها من الخلف يضمها اليها ليصبح ظهرها ملتصق بصدره الصلب العريض همس بجانب اذنها و هو يقبل عنقها
=نحـ.ـضـ.ـن….بقي براحتنا…
استدارت بين ذراعيه تلقي بذراعيها حول خصره تضمه اليها بقوة ظلوا على وضعهم هذا عدة لحظات قبل ان يتركها و يجذبها معه ليجلسوا علي الارض حتي يتناولوا طعامهم و يتحدثون سوياً عن ما حدث بيومهم…
بوقت لاحق كانوا جالسين علي الاريكة بجانب بعضهم البعض يشاهدون احدي المسلسلات العربية القديمة عنـ.ـد.ما اعطاها راجح الحقيبة الصغيرة التي كان اتى بها من الخارج….
همست بـ.ـارتباك و هي تنظر الي الحقيبة
=ايه ده…؟!
ابتسم لها قائلاً بهدوء
=افتحيها و هت عـ.ـر.في..
فتحت صدفة الحقيبة لتجد بداخلها صندوق مرسوم عليه صورة هاتف حديث
=ايه ده يا راجح تليفون…ده ليا..؟!!
اومأ برأسه و هو يأخذ منها الصندوق يفتحه و يخرج منه الهاتف ذات الشاشة الكببرة
=طبعاً ليكى انا كنت ملاحظ ان التليفون بتاعك قديم بس كنت مستنى اقبض..و اول ما قبضت روحت جبتلك واحد حلو…
ليكمل وهو يناولها الهاتف
=امسكى افتحيه و شغليه يلا
اخذته صدفة منه و هى تشعر بالبرودة و الارتباك فهى لن تستطع التعامل مع هذا الهاتف فقد كانت لا تستطيع القراءة او الكتابة لذا كانت تحتفظ بهاتفها القديم ذو الازرار الذى كانت تجعل ام محمد تضع بجانب كل اسم وردة او شئ من تلك الرسومـ.ـا.ت حتى تعرف منها اسم المتصل بها…
لكن مع هذا الهاتف الحديث كيف ستتعامل خاصة و راجح لا يعلم عن جهلها شئ..
اعطته له قائلة بـ.ـارتباك و انفعال
=بس انا مش عايزة تليفون.. انا بتاعى حلو…
تغضن وجه راجح قائلاً بحدة
=مش عايزة ايه.. انا جايبه ليكي يا صدفة… بعدين علشان تعرفى تفتحي نت و تسلي نفسك و انا مش هنا….
ليكمل وهو يشير نحو الهاتف
=يلا افتحي خالينا نعمل حساب فيس بوك ليكي.. اكتبى على جوجل بلاى ….
قاطعته صدفة سريعاً كاذبة و قد اصابها الهلع فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك فهي لن تستطع الكتابة و سوف يكتشف جهلها
=لا ما انا عندى حساب على الفيس و كل حاجة انا اصلاً كان معايا تليفون زى ده بس اتكـ.ـسر منى و معرفتش اجيب غيره وقتها…
لتكمل سريعاً و هى تضع الهاتف جانباً ناهضة على عقبيها ملقية ذراعيها حول عنقه تحتضنه بقوة
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبي…..
ضمها راجح اليه قائلاً بحنان و هو يدلك ظهرها برفق
=و يخاليكي ليا يا حبيبتي… ربنا يقدرني و اجيبلك كل اللي نفسك فيه..
ليكمل وهو يقبل جانب عنقها
=ليكى منى كل اول شهر مصروف ليكي… معلش انا عارف انى المفروض كنت اعمل كده من اول جوازنا بس انا كنت مزنوق و الفلوس كانت مأصره معايا.. بس الشهر ده ربنا فرجها الحمد لله…
ابتعدت عنه قليلاً حتي تستطيع النظر اليه مقاطعه اياه
=بس انا مش عايزة مصروف يا راجح انا لما بحتاج اي حاجة انت بتجبهالي على طول…
قاطعها راجح بصرامة و هو يزيح شعرها الي خلف اذنها بحنان يعاكس حدية صوته
= لا برضو مصروفك هيبقي معاكى…نفسك في حاجة… عايزة تجيبي حاجة ….تجبيها على طول و مش عايز كلام كتير انا قولت اللى عندى.. و خلصنا
ليكمل و هو يجعلها تستلقي على الاريكة ثم استلقي بجانبها
=عايز انام في حـ.ـضـ.ـنك….
انهى جملته تلك واضعاً رأسه على صدرها ثم احاط خصرها بذراعه ليصبح كالطفل الذى يستلقي بحـ.ـضـ.ـن والدته..
ابتسمت صدفة احاطت رأسه بيدها دافنه اصابعها بشعره تدلك رأسه بلطف و حنان مقبله اعلى جبينه بينما تشـ.ـدد من احتضانها له شاعرة بانها تملك الدنيا و ما فيها و قد عوضها الله اخيراً بهذا الزوج الحنون…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالى…
صعدت هاجر الي شقة راجح فور ان رأت صدفة تغادر المنزل و تذهب للتسوق..
كانت جالسة على الفراش تبحث بالمكان الذى اعتاد راجح بوضع ماله به اخذت كل المال و جلست علي الفراش تعده لتجده الف خمسمائة جنيه كما تريد تماماً….
اتصلت بتـ.ـو.فيق على الفور لكى تخبره ان المال معها
=ايوه يا تـ.ـو.فيق..ايوه يا حبيبى انا جمعتلك الملبغ انا هنزل دلوقتي اعمل نفسي راحة درس الفيزيا و هقابلك في الشارع اللى ورا السنتر…
لتكمل بحدة عنـ.ـد.ما اخبرها انه لا يستطيع ترك الاچنص بمفرده حيث العامل الذى يعمل لديه لم يأت للعمل اليوم
=يا تـ.ـو.فيق اقفل الاچنص ساعة.. و ابقي ارجع افتحه تانى انا لو مقابلتكش النهاردة مش هعرف اشوفك بكره معنديش دروس…تمام… تمام انا نازله اهو
انهت المكالمة و نهصت مسرعة لكى تذهب لكن ما ان استدارت تجمدت في مكانها و قد بردت الدmاء بعروقها ما ان رأت تلك الواقفة بمدخل الغرفة تشاهد ما تفعله باعين متسعة بالصدmة…
فقد نست صدفة حافظة اموالها و عادت الي المنزل مرة اخرى حتى تحضرها لتتفاجأ بالذي تراه امامها
اقتربت منها صدفة هاتفة بصوت يملئه الغـــضــــب
=بتسرقي فلوس اخوكي و شقاه علشان تديه لتـ.ـو.فيق الكلـ.ـب
لتكمل و هى تندفع نحوها و كامل جسدها ينتفض غـــضــــباً
=بتحبيلي في تـ.ـو.فيق و ماشيه معاه…
همست هاجر بـ.ـارتجاف و خــــوف
=لا… والله… يا صدفة انتي فاهمة غلط…
هتفت بها صدفة بقسوة و عينيها تنطلق منها شرارات الغـــضــــب
=فاهمة غلط ايه ما سمعت كل حاجة يخربيتك ده اكبر منك اقل حاجة بـ ١٨سنه ده غير انه متجوز و مخلف اتنين و مـ.ـر.اته حامل في التالت….بيضحك عليكي و بيستغلك
هتفت بها هاجر بشراسة و قسوة فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك و قد اختفي خــــوفها
=لا هيطـ.ـلقها… هو قالي انه بيحبني…
لتكمل و هى تزجر صدفة بقسوة و حدة
=بعدين انتي مالك اصلاً احبه محبوش انتي مالك….
هزت صدفة رأسها قائلة بموافقة
=صح عندك حق تحبيه متحبوش ميخصنيش…..
لتكمل بحدة و قسوة و هي تختطف منها المال الذي لا يزال بيدها
=بس سرقتك لجوزي..و سرقتك لأمك اللي اتهمتني اكتر من مرة انى سرقت فلوسها… و كنت هلبس برضو الفلوس اللي سرقتيها دلوقتي ده بقي يخصني… علشان كده هنزل لأمك دلوقتي و هعرفها كل حاجة
ضحكت هاجر قائلة ببرود و هي تهز كتفيها
=ماما عمرها ما هتصدقك
اومأت صدفة برأسها قائلة بهدوء
=عندك حق برضو في دي يبقي مش هتتحركي من هنا و هتصل براجح يجي يعرف انتي كنت بتعملي ايه هنا و احنا مش موجودين و جبتي مفتاح شقتنا منين و كنت بتعملى ايه بفلوسه اللي في الدرج و يبقي يعرف هو بطريقته بتسرقيهم وتوديهم لمين….
شحب وجه هاجر و قد دب الرعـ.ـب بأوصالها تعلم ان شقيقها سيصدق زوجته واذا علم بأمر تـ.ـو.فيق سيقوم بقــ,تــلها..
اندفعت راكضه نحو صدفة تمسك بيدها تتوسل بصوت مختنق
=لا و نبي يا صدفة…. بلاش راجح
دفعت صدفة يدها بعيداً قائلة بحدة و هي تستدير لكي تأتى بهاتفها الذي كانت تركته علي الشاحن بالخارج
=اوعي ده انا شوفت الذل بسببك شككتي جوزى فيا و بقيت اتعامل ع انى حـ.ـر.اميه و امك كل يوم تسمعني كلام زى السم
امسكت هاجر ذراعها تجذبها و هي تصرخ
=بلاش راجح…يا صدفة
نفضت صدفة يدها بعيداً بينما تتجه نحو البهو لكي تأتي بهاتفها…
بينما وقفت هاجر تتطلع حولها بعجز تحاول ايجاد حل لايقافها قبل فضحها فلم تشعر بنفسها الا وهي تمسك بالمزهرية المصنوعة من الزجاج الثقيل و تضـ.ـر.ب بها بقسوة رأس صدفة من الخلف لتسقط على الفور مغشياً عليها و الدmاء و الزجاج منتشر حول رأسها الذي كان ينزف…
وقفت هاجر تتطلع الي تلك الملقية علي الارض غائبة من الوعى لكن فوى ان لاحظت الدmاأ المتسربة من اسفل رأسها انفجرت باكية تنتحب بقوة لاطمة خدييها ظناً منها انها قد قامت بقــ,تــلها..
جلست علي عقبيها بجانبها تضـ.ـر.بها برفق على خدها هاتفة باسمها بصوت مرتعش من بين شهقات بكائها محاولة افاقتها لكن لم تستجيب لها حيث ظلت ساكنة بمكانها مما جعل انتحاب هاجر يزداد و الخــــوف بداخلها يزداد اكثر و اكثر…
اسرعت بالنهوض بتعثر على قدmيها متجهة نحو طاولة الزينة تختطف من فوقها زجاجة عطر و عادت تنحنى فوق صدفة تضع العطر امام انفها ظلت صدفة ساكنة لا تستجيب عدة لحظات قبل ان يرتجف جفنيها باستجابة مصدرة انين متألــم من بين شفتيها و هى تفتح عينيها ببطئ لتنهار هاجر جالسة على الارض تضع يدها فوق صدرها موضع قلبها متنفسة براحة و هى لازالت تنتحب بشهقات مختنقة…
جلست صدفة ببطئ و هى تنظر اليها باعين غائمة بينما لازالت ت الرؤية امامها مشوشة شاعرة بألــم رهيب يضـ.ـر.ب خلف رأسها اندفعت نحوها هاجر ممسكة بيدها هامسة ببكاء
=و الله ما كنت اقصد اضـ.ـر.بك… انا محستش بنفسى لما لقيتك هتتصلى براجح…..
ابتلعت باقي جملتها عنـ.ـد.ما نفضت صدفة يدها بعيداً برفض واضح ثم نهضت على قدmيها ببطئ وهى تضع يدها فوق رأسها التى كانت لازالت تنزف…
اسرعت هاجر منتفضة واقفة بجانبها تمسك بها عنـ.ـد.ما بدأت تترنح بمكانها هامسة برجاء
=علشان خاطرى يا صدفة متقوليش حاجة لراجح هيمـ.ـو.تنى…..
لتكمل وهى تنحنى على يدها تحاول تقبيلها
=ابوس ايدك طيب اسمعينى الاول قبل ما تقوليله حاجة…
نزعت صدفة يدها بعيداً عنها قبل ان تلتف و تتجه بخطوات مترنحة نحو الطاولة التى تضع عليها هاتفها الذي تناولته بين يديها المرتجفة الممتلئ بالدmاء…
لتسرع هاجر باللحاق بها هاتفة بعجز و قد تملك منها الخــــوف عنـ.ـد.ما رأتها تضع الهاتف على أذنها
=تـ.ـو.فيق… تـ.ـو.فيق ماسك عليا صور و بيهددنى بها علشان كده بسرق الفلوس و اديهاله علشان اسكته…
اخفضت صدفة الهاتف فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك و قد تجمدت الدmاء بعروقها من شـ.ـدة الصدmة التفت اليها هامسة بصوت يملئه الرعـ.ـب و التوجس
=صور ايه بالظبط اللي ماسكها عليكى…..؟!
تطلعت اليها هاجر بـ.ـارتباك و اعين ممتلئة بالخــــوف فور ادراكها مدى خطورة كذبتها تلك… فهى لا تنكر ان تـ.ـو.فيق قد هددها ذات مرة منذ مدة بعيدة بصور كانت قد ارسلتها له بسبب الحاحه الشـ.ـديد عليها و كانت تلك الصور لها بملابس منزلية عارية بعض الشئ وقتها هددها بها عنـ.ـد.ما اخبرته انها ستتركه عنـ.ـد.ما رفض تطليق زوجته لكنه بعدها قد اخبرها انه قد نـ.ـد.م على فعلته تلك و انه ما فعلها الا من يأسه عنـ.ـد.ما ظن انه سيخسرها و هى صدقته بالطبع
خرجت من افكارها تلك هامسة بصوت مرتبك
=صور… صور.. أأا…..
قبضت صدفة على ذراعها تضغط عليه بقوة رغم شعورها بالاعياء و الدوار مزمجرة بشراسة..
= ما تنطقي صور ايه….عريانة ولا ايه بالظبط؟!
اجابتها هاجر سربعاً بتلعثم و فزع و قد ازداد شحوب وجهها اكثر و اكثر..
=لا… لا…عريانة ايه مش للدرجة دى…
.دى.. دى صور ليا و انا… و انا بلبس البيت و بشعرى كنت بعتهاله و احنا بـ.ـنتكلم…
دفعتها صدفة بحدة للخلف و هى تهتف بغـــضــــب بينما تسقط جالسة على المقعد بترنح و تعب
=الله يخربيتك… الله يخربيتك يا شيخة… دى مصـ يـ بـةاخوكى و ابوكى لو عرفوا هيقــ,تــلوكى….
ربتت هاجر بيدها فوق صدرها باسترجاء و هى تهمس باكية
=علشان خاطرى مت عـ.ـر.فيش راجح حاجة…….
زجرتها صدفة بغـــضــــب و حدة و هى لا زالت لا تصدق ما فعلته فكيف لها ترسل صور خاصة بها بتلك الجرئة الى رجل غريب…
فاذا علم راجح شئ كهذا لن يتردد بقــ,تــلها…
شعرت بالدوار يصيبها مما جعلها تجلس علي احدى المقاعد هامسة بينما تشير نحو الدmاء و الزجاج المتناثر على الارض
=شيلى الازاز ده و امسحى الدm ده من على الارض خالينى اكلم راجح يجى يخدنى المستشفى….
هتفت هاجر بهلع و خــــوف و قد
=هتقوليله…و حياة اغلى حاجة عندك يا صدفة بلاش
قاطعتها صدفة بحدة و ضيق
=مش هتنيل اقوله حاجة بس اخلصي و اعملى اللي بقولك عليه انا مبقتش حاسة براسى…. و لو جه و شاف الازاز و الدm ده هتبقي مصـ يـ بـةفعلاً….
غمغمت هاجر بشك و هى تتفحص الدmاء المنسابة على جانب وجهها
=طيب هتقوليله اتعورتى ازاى…..
اجابتها صدفة بضيق وقد بدأ الالم يزداد برأسها اكثر
=هقوله اتزحلقت في الحمام و اتخبطت في البانيو…. اخلصي بقى
تنهدت هاجر براحة بينما تنهض مسرعة تنفذ ما امرتها به صدفة كانت تمسح الارضية عنـ.ـد.ما اخذت تستمع باهتمام الي صدفة التى تتحدث مع راجح بالهاتف و تخبره بانها قد سقطت بالحمام و ضـ.ـر.بت رأسها بحوض الاستحمام
ثم سمعتها تغمغم مسرعة
=راجح اهدى…
لتكمل صدفة كاذبة محاولة تهدئته عنـ.ـد.ما سمعت الهلع بصوته
= اهدى يا حبيبى مفيش حاجة لكل ده هو مجرد خبطة بسيطة بس دايخة شوية….
لتكمل سريعاً بقلق و خــــوف عليه و هى تسند على ذراعها رأسها الذى اصبحت تشعر به ثقيل كالحجر الضخم
=راجح سوق براحة انا مش بمـ.ـو.ت يعنى دى مجرد خبطة بسيطة….. اطمن و الله…
انهت صدفة المكالمة مع راجح في ذات الوقت الذي انتهت به من تنظيف الارضية…
نهضت مسرعة نحو باب المنزل ترغب بالمغادرة قبل قدوم راجح و هي لا تبالى بتلك التى كان يظهر عليها الاعياء بوضوح تدفن وجهها بين ذراعيها التى كانت تضعها فوق الطاولة
=صدفة انا هنزل بسرعة قبل ما راجح يجى … و نبقي نكمل كلامنا بعدين…
همهمت صدفة بالموافقة بصوت ضعيف و هى مازالت مغلقة عينيها بتعب…
و لم تمر سوا دقائق قليلة و انفتح باب الشقة و دلف راجح الي المنزل بوجه شاحب و عينين قلقة اتجه نحوها و قلبه يعصف بداخله من شـ.ـدة الخــــوف فور ان وقعت عينيه عليها جالسة على احدى المقاعد تدفن وجهها بين ذراعيها اقترب منها على الفور يهزها برفق و هو يهمس اسمها بلهفـة و خــــوف لترفع رأسها من بين ذراعيها تنظر اليه باعين مشوشة ليصعق فور ان رأي الدmاء التى على جانب وجهها هتف بقسوة و هو يكاد ان يجن
=هى ده اللى خبطة بسيطة يا صدفة…
ليكمل و هو ينزع حجابها من حتى يتفحص جـ.ـر.حها الذى وجده ليس كبيراً كما تخيل لكن رغم ذلك لم يهدئ قلقه او خلفه عليها حيث قام بعقد حجابها مرة اخرى حول رأسها من ثم ساعدها على النهوض و الهبوط الي الاسفل حتى يذهب بها الي المشفى التى ما ان وصلوا اليها قام بفحصها الطبيب و اخبره انه ليس جـ.ـر.حاً خطيراً او عميقاً و ان سبب هذة الدmاء الغزيرة التي كانت تغطى رأسها و وجهها هو انها تعاني من ما يسمى بسيولة الدm…
لكنها ايضاً بحاجة الي ان يخيط الجـ.ـر.ح بأثنين من الغرز الطبية و فور ان سمعت صدفة بذلك ارتعبت امسكت بيد راجح و الخــــوف مرتسم على وجهها بوضوح بينما كامل جسدها ينتفض بخــــوف و عينيها ممتلئة بالدmـ.ـو.ع …
مما جعل راجح يقف بجانبها يمسبيدها بين يديه يضغط عليها برفق هامساً باذنها بصوت منخفض بانه معها و لاتخف..
ظل ممسكاً بيدها بينما كان الطبيب يقوم بتخيط جـ.ـر.حها و فور ان انتهى الطبيب اخبره بانه يمكنه يصطحبها الى المنزل و يجب عليه ان يراقبها خلال الساعات القادmة فاذا شعرت بالغثيان او الأغماء فيجب عليه احضارها على الفور للمشفى… فرغم انه تم الاطمئنان من عدm وجود اي ضرر قد تسببت يه السقطة لها و ذلك من خلال الاشاعة التي تم اجرائها لها فور وصولهم للمشفي الا ان هذا اجراء مهم.. و من الافضل ان تظل مستيقظة خلال الساعات القادmة حتي يستطيع مراقبتها ….
عاد بها راجح الي المنزل والقلق و الخــــوف عليها يسيطران عليه..
قام بمساعدتها على تبديل ملابسها ثم جعلها تستلقي فوق الفراش انحني عليها ممرراً يده بحنان فوق وجهها مبعداً خصلات شعرها المتناثرة الي خلف اذنها
=هروح اعملك حاجة خفيفة تاكليها…
اومأت برأسها بالموافقة بصمت بينما تشعر بالتشوش في رؤيتها فقد كانت عينيها ثقيلة للغاية و ترغب بالنوم..
عاد راجح الي الغرفة بعد عدة دقائق يحمل صحن به عدة شطائر و كوب من العصير لكن تجمدت خطواته و قد دب الرعـ.ـب اوصاله فور ان رأسها منحني علي صدرها وعينيها مغلقة بينما يحل عليها سكون بث الرعـ.ـب بداخله…
ركض نحوها على الفور واضعاً الصحن من يده علي الطاولة قبل ان يحيطها بذراعيه و الفزع يسيطر عليه ظناً منه انها قد اصيبت بالاغماء كما حذره الطبيب هتف اسمها بصوت يملئه الخــــوف و الهلع و هو يهزها…
لكن هدأ هلعه هذا فور ان رأها تفتح عينيها هامسة بصوت اجش
= ايه في ايه يا راجح….؟!
احاط وجهها بيديه مغمغماً بلهفة بكلمـ.ـا.ت غير مترابطة بينما عينيه الممتلئة بالقلق تمر على انحاء وجهها محاولاً الاطمئنان من انها بخير
=انتى كويسة..؟ حصلك حاجة… اغمى عليكى ..؟!
اجابته صدفة بـ.ـارتباك و رموشها ترفرف باضطراب بينما تحاول ان تستوعب ما يحدث
=اغمى عليا ايه…!! انا بس نمت غـ.ـصـ.ـب عنى وانا قاعدة…
لتكمل و هى تعتدل في جلستها واضعة يديها فوق يديه التى تحيط وجهها محاولة اطمئنانه
=اطمن يا حبيبى انا و الله كويسة….
زفر راجح براحة مقبلاً اعلى رأسها بحنان
=مينفعش تنامي يا صدفة… انتي سمعتي الدكتور لازم تفضلي صاحيه ع الاقل لبكرة الصبح علشان. لا قدر الله حصل حاجة نلحقك علي طول
هزت رأسها هامسة بتعب
=بس انا مش قادرة يا راجح….عايزة انام
جذبها الى ذراعيه يحتضنها بقوة مربتاً على ظهرها بحنان
=معلش يا مهلبيتى استحملي علشان خاطرى… و انا هفضل سهران معاكي هنعقد نتكلم سوا ونتفرج علي التلفزيون و كلها كام ساعة و يعدوا بسرعة..
اومأت برأسها بالموافقة لتندس اكثر بين ذراعيه تحتضنه بقوة بينما تغرق وجهها بصدره مستمتعة بدفئه و حنانه الذي يغدقها بهم دائماً..
ظل راجح طوال الساعات التالية يتحدث اليها حتي تظل مستيقظة و منتبهه ثم شاهدوا التلفاز و عنـ.ـد.ما لاحظ ان النعاس اصابها خرج بها الي الشرفة و جلسوا بها عدة ساعات يتحدثون و يضحكون بصوت منخفض حتى لا يصل صوتهم الي الجيران النائمين…
فى وقت لاحق من ساعات الفجر الباكر كانت صدفة جالسة بجانب راجح الذي كان يضم جسدها بين ذراعيه بينما يشاهدون التلفاز…
غمغمت بينما تعدل من موضع رأسها الذي كان يستند الى صدره
=راجح اقلب القناة المسلسل خلص..
لكن لم يصلها اجابة منه مما جعلها ترفع وجهها اليه لتجده شبه نائم حيث كانت عينيه تغلق ببطئ بينما رأسه ينحني للامام لكنه سرعان ما رفع رأسه و اجبر عينيه على ان تفتح و يظل مستيقظاً… مما جعل شعور بالذنب يجتاحها فقد كان مستيقظاً لاكثر من 24 ساعة حيث قد استيقظ بفجر الامس حتى يذهب للوكالة لاستلام البضاعة من ثم اضطر ان يظل مستيقظاً معها…
اعتدلت في جلستها مقتربة منه هامسة بحنان اليه و هى تضم رأسه الي كتفها
=نام يا حبيبي… و متخفش انا هفضل صاحية…
تنهد راجح و هو يفرك وجهه بعنقها قبل ان يطبع قبلة حنونة عليه
=لا انا صاحى… هانت كلها كام ساعة و نام…انا كده كده مش رايح الشغل النهاردة…
دفنت اصابعها بشعره تدلك رأسه بحنان بينما تقبل جبينه و قلبها يرتجف بداخلها من شـ.ـدة الحب الذي تشعر به نحوه بهذة اللحظة فقد كان كل شئ بالنسبة اليها
فلم تكن تتخيل عنـ.ـد.ما تزوجته ان تصبح حياتها بهذا الشكل الرائع فراجح رغم عصبيته في بعض الاحيان و غيرته الجنونية عليها الا انها لم تقابل بحياتها رجل في مثل حنانه و لين قلبه عليها…
تنهدت وهى تحيط خصره بذراعها تضمه اليها بينما تتابع معه المسلسل الذي بدأ على شاشة التلفاز…..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور يومين…
طرقت صدفة باب غرفة هاجر قبل ان تدلف الي الداخل لتجدها جالسة علي مكتبها الخاص تدرس لكن تجهم وجهها فور رؤيتها لها
=في ايه يا صدفة..؟!
اجابتها صدفة بهدوء بينما تتقدm لداخل الغرفة
=قومى يلا البسي و تعالى معايا علشان نشوف حل مع الزفت تـ.ـو.فيق ده…
انتفضت هاجر واقفة هاتفة بفزع
=هنقابله هنعمل ايه….؟!
لتكمل بفزع و خــــوف اكبر
=انتي ناوية علي ايه يا صدفة بالظبط اوعي تكوني ناوية تفضحيني…
اقتربت منها صدفة مربتة بلطف علي ذراعها مغمغمة بهدوء محاولة تهدئتها
=متخفيش…احنا هنروحله الأچنص بتاعه و انا هخليه يمسح صورك كلها…. بطريقتي…
قاطعتها هاجر بحدة و ارتباك واضحين و هي تشعر بالخــــوف من ردة فعل تـ.ـو.فيق عنـ.ـد.ما يعلم ما اخبرته لصدفة فهي حتي الان لم تخبره بما حدث
=طيب ما تروحي انتي لوحدك ليه لازم اجي يعنى معاكي….
لتكمل بأصرار و هى تهز رأسها بقوة
=مش هينفع اجى معاكى… روحى لوحدك
ظلت صدفة تتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان تغمغم بتردد
=بصي انا هقولك الصراحة… انا مبعرفش اقرء و لا اكتب يعني لو اداني تليفونه علشان امسح الصور مش هعرف اعمل حاجة علشان كده لازم تبقى معايا….
اتسعت عينين هاجر بصدmة
=ايه ده بجد انتى مبت عـ.ـر.فيش تقرى و لا تكتبى…؟!
امتقع وجه صدفة من شـ.ـدة الخجل و الحرج و هي تجيبها بـ.ـارتباك
=أاا.. ايوة….
لتكمل سريعاً و هى ترفع اصبعها بتحذير بوجهها
=خدى بالك ده سر محدش يعرفه حتي راجح….
ثم همهمت بعصبية سريعاً محاولة تغيير الموضوع بينما تتجه نحو الباب
=و يلا يلا انجزى خالينا نروح و نرجع قبل ما راجح يرجع من فرع المنصورة……
اومأت لها هاجر بـ.ـارتباك بينما تشاهدها و هي تغادر الغرفة و فور ان اغلقت خلفها الباب اسرعت و تناولت هاتفها تتصل بتـ.ـو.فيق الذى ما ان اجاب اخذت تخبره بكل ما حدث ارتعدت من الخــــوف فور ان وصل اليها صوت صراخه الغاضب
=قولتيلها ايه يا روح امك…..
همست هاجر بـ.ـارتجاف و خــــوف
=طيب كنت اعمل ايه يا تـ.ـو.فيق مكنش قدامى حل تانى.. هي سمعتنى و انا بكلمك….
قاطعها بوحشية مما جعل يدها التى تحمل الهاتف ترتجف
=تقومى تلبسينى مصيبة……انتى غـ.ـبـ.ـية ولا بهيمة مبتفهميش
هتفت هاجر بحدة و قد اشتعل الغـــضــــب بداخلها فور سماعها كلمـ.ـا.ته المهينة تلك
=ده على اساس ان ده محصلش يعنى ما انت فعلاً هددتنى بالصور اللي معاك قبل كده…و لا نسيت
ارتبك تـ.ـو.فيق فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك غمغم باضطراب فور تذكره لتهديده لها منذ فترة بعيدة بالصور التى ارسلتها له في احدى الايام…
فعنـ.ـد.ما رغبت ان تنهى العلاقة التي بينهم به بسبب رفضه لتطليق زوجته لم يجد امامه سوا تلك الصور حتي يهددها بها
=الكلام ده من فترة بعيدة… بعدين انتى عارفة انا عملت كده من حبى ليكى مقدرتش استحمل انك تسبينى…..
ليكمل زافراً بحدة و هو يحاول ايجاد حل للمشكلة التى اوقعته بها.. فصدفة اذا اخبرت راجح فلن يتردد بقــ,تــله ولو لدقيقة واحدة
=هنعمل ايه دلوقتى….؟!
اجابته هاجر قائلة بهدوء رغم غـــضــــبها منه
=ولا حاجة هنجيلك الأچنص و هي هتهددك علشان تمسح الصور اللي معاك في التليفون و هناخد التليفون نمسح اللي عليه و خلاص……..
هتف بها بقسوة
=اها يعنى انتى بتستغلى الليلة علشان تمسحى الصور مش كدة… طيب انا بقى مبسلمش تليفونى لحد…
قاطعته هاجر بحدة
=انا مبستغلش حاجة… بعدين انت مش أكدتلى انك مسحت الصور دى من زمان…
غمغم تـ.ـو.فيق بـ.ـارتباك
=هاااا…
ليسرع قائلاً بكذب حتى يتدارك هفوته تلك
=طبعاً حذفتها… ما ده اللي بقول عليه ازاى هديها تليفونى علشان تمسح الصور… و الصور اصلاً مش عليه
تنهدت قائلة و هى تفرك جبينها من شـ.ـدة الالم الذي اصبح يعصف به
=متقلقش انا اللي هاخد التليفون و همسح اللي عليه صدفة لا بتعرف تقرا و لا تكتب اصلاً…. يعنى همسك التليفون ألعب فيه دقيقه ولا حاحة و هقولها حذفتهم…
غمغم تـ.ـو.فيق بـ.ـارتياح
=اها اذا كان كده ماشي….
ليكمل بهدوء ينافى الغـــضــــب المشتعل بداخله
=اهو نخلص من زنها و بعدها بقى ربنا يبقي يحلها و نتصرف معاها…
همهمت هاجر بالموافقة قبل ان تسرع بالاغلاق معه عنـ.ـد.ما طرقت صدفة على بابها تستعجل اياها لتسرع هاجر بـ.ـارتداء ملابسها و الخروج لمقابلة صدفة بالخارج..
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق…
وقف كلاً من صدفة و هاجر امام تـ.ـو.فيق داخل مكتبه بمتجر السيارات الخاص به
=طلع الصور و خالينا نخلص في يومك الاسود ده..
غمغم تـ.ـو.فيق ببرود و هو يتراجع في مقعده باسترخاء
=قولتلك ممعيش صور…. بعدين صور ايه اللي بتتكلمى عليها…. انا مش فاهم
هتفت به صدفة بقسوة و هى تشير نحو هاجر الواقفة بجانبها بمكتبه الخاص
=انت هتستعـ.ـبـ.ـط صور العيلة اللي ضحكت عليها و فهمتها انك بتحبها…..
لتكمل بازدراء و هى ترمقه من الاعلى للاسفل بنظرات نافرة
=يا اخى لو محترمتش صاحبك و العشرة اللي بينكوا طيب احترم الشعر الشايب اللي في راسك ده انت يا ناقص لو كنت اتجوزت بدرى شوية كنت خلفت قدها…..
احتقن وجه تـ.ـو.فيق فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك هاتفاً بشراسة
=ما تلمي لسانك يا بت انتي…بدل ما اقوم اكـ.ـسرلك نفوخك….
اسرعت صدفة بنزع نعالها من قدmها و امسكت به بين يدها ملوحة به بتهديد امام وجهه الذي كان يرتسم عليه معالم الشر و الغـــضــــب و هي تهتف بصوت مرتفع
=قسماً بالله يا تـ.ـو.فيق يا كخه انت لو الصور بتاعت البت دي ما اتمسحت من تليفونك دلوقت لهنسل الشبشب ده على جتتك و هصوت و هلم عليك الحي كله … و وقتها بقي راجح هو اللي هيتصرف معاك…
امسكت هاجر بذراع صدفة تضغط عليها و هي تهمهم بخــــوف من ان يجذب صوتها انتباه العاملين بالخارج
=صدفة اهدى مش كده…..
نزعت صدفة ذراعها من قبضتها هاتفة بحدة
=اوعي يا بت انتى ما تتدخليش و مالكيش دعوة….
زجرها تـ.ـو.فيق بقسوة و اعين تلتمع بالقسوة و الشراسة قبل ان يلقي بهاتفه نحوها قائلاً بغـــضــــب
=عندك الزفت اهو… امسحي اللي تمسحيه و غوروا من وشي…
تناولت صدفة الهاتف و وضعته بين يدي هاجر التي اخذته منها و اخذت تعبث به تحت نظرات صدفة التي كانت تتابع باهتمام حركات يدها على الهاتف لكنها كانت لا تفهم ما تفعله لكنها حاولت الا تظهر هذا لتـ.ـو.فيق الذي كان يرمقها باعين تلتمع بنظرات وقحة فاضحة يتفحص بها جسدها من الاعلى للاسفل ببطئ
وضعت صدفة حذائها فوق المكتب بحدة مصدراً ضجة عالية كتهديد واضح له…
مما جعل تـ.ـو.فيق يعتدل في جلسته متنحنحاً بصوت مرتفع و هو يشيح بعينيه بعيداً عنها و عن نظراتها التى كانت ممتلئة بالاحتقار و الغـــضــــب…
همهمت باضطراب هاجر التى كانت جاهلة عن حرب النظرات المتبادلة بينهم
=خلاص مسحتهم…..
سألتها صدفة بينما تضغط على مرفقها برفق
=مسحتى كل حاجة..متأكدة ؟!
اومأت هاجر رأسها بصمت بينما تتبادل مع تـ.ـو.فيق نظرة ذات معنى تنهدت صدفة متناولة الهاتف منها و ألقته نحو تـ.ـو.فيق قائلة بحدة و تهديد صريح
=لو شوفتك او لمحتك بتتكلم معاها او حتى بس بترمى عليها السلام قسماً بالله لهقول لراجح كل حاجة عن وساختك مع اخته و شوف بقي وقتها هيعمل فيك ايه..
شحب وجه تـ.ـو.فيق فور سماعه تهديدها هذا و قد دب الرعـ.ـب بداخله لكنه رغم هذا لم يظهر لها خــــوفه هذا هتف بقسوة بينما ينتفض واقفاً بحدة جعلت مقعده يسقط على الارض محدثاً ضجة عالية..
=مش اتنيلتى عملتى اللي عايزاه غوري بقي من هنا يلا….. و ورينا عرض كتافك…
جذبت صدفة هاجر معها متجهه نحو الباب لكنها توقفت قبل ان تلتف اليه قائلاً بتحذير له و هى ترمقه بنظرات ممتلئة بالنفور
=افتكر كلامى كويس… علشان وربنا ما هقفل بوقي تانى….
ثم خرجت من مكتبه تجذب هاجر معها تاركة تـ.ـو.فيق يتطلع الي اثرها باعين تلتمع بالغل والحقد قبل ان يطيح ما فوق مكتبه و هو يزمجر بشراسة..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بوقت لاحق من اليوم…
استسلم تـ.ـو.فيق اخيراً و اجاب علي الهاتف الذي ظل يرن لأكثر من ساعة متواصلة مغمغماً بضيق و حدة
=خير.. عايزة ايه تانى بعد ما لبستني في مصـ يـ بـةمع مرات اخوكي…
همست هاجر بصوت مختنق
=عايزاك متزعلش منى و الله انا مكنتش اقصد اللي حصل… هي اللي دخلت عليا و انا باخد فلوس من درج راجح و سمعتني و انا بكلمك و اصرت تتصل براجح و تقوله فضـ.ـر.بتها على راسها علشان امنعها و بعدها اضطريت اعمل اللى عملته مكنش قدامي حل غيره و الا كنا هنروح في داهية…
قاطعها تـ.ـو.فيق بقسوة و عصبية مفرطة
=تقومي تلبسينى فى مصـ يـ بـةمعاها افرضى اخوكى راجح عرف… ده مش بعيد يقــ,تــلنى…
همست هاجر من بين شهقات بكائها الممزق
=بس راجح معرفش حاجة و الموضوع خلاص عدى…
زمجر بقسوة وشراسة و يده تضغط بقوة على الهاتف حتى كاد ان يحطمه بين قبضته
=مين قالك انه خلص.. انتى فاكرة انها هتسكت علي اللي حصل و لا المصـ يـ بـةاللي بغبائك لبستينى فيها… بدل ما تتنيلى تسكتي و تلمى الدور معاها لا لبستنى في مصـ يـ بـةاكبر معاها و مع راجح اللي مش هيرحمني لو عرف اللي عملته… يعنى ممكن في اى وقت تقوله و نروح في داهية….
ليكمل بصوت ممتلئ بالعنف و الاصرار
=البت دي لازم نخلص منها…قبل ما تقول حاجة لراجح…
لهثت هاجر بقوة هامسة بـ.ـارتباك و خــــوف
=نخلص منها ازاي يعني…. مش فاهمة
اجابها تـ.ـو.فيق على الفور و عينيه تشع بالغـــضــــب
=يعني لازم تخرج برا حياة راجح و مش تخرج كدة بس لا دي لازم تخرج بمصـ يـ بـةكمان…
قاطعته هامسة بتردد و هي تشعر بالقلق من كلمـ.ـا.ته تلك
=بس.. بس يا تـ.ـو.فيق….
قاطعها تـ.ـو.فيق و هو يغير من لهجته الحادة معها و يتبع اسلوبه اللين الذي يستخدmه دائماً عنـ.ـد.ما يرغب باقناعها بفعل شئ ما
=يا هاجر انتي عارفة اني بحبك قد ايه…و مش هستحمل ان حاجة تفرقنا عن بعض….اخوكى لو عرف باللي حصل مش بعيد يقــ,تــلني…
همست هاجر بلهفة و قد ارعـ.ـبتها تلك الفكرة
=بعد الشر عليك يا حبيبي….
بس صدفة مش هتقدر تقول لراجح حاجة هتخاف….
غمغم بخبث و هو يعلم جيداً كيف ستتأثر بكلمـ.ـا.ته تلك
=لا طبعاً ممكن تقول لراجح على كل حاجة خصوصاً لما اجى اتقدmلك..و اطلبك للجواز تفتكري هتسكت..؟
شحب وجهها فور سماعها ذلك و هى تدرك ان هذا ما سيحدث بالفعل فصدفة لن تصمت اذا تقدm تـ.ـو.فيق لخطبتها سترفض علاقتها به بسبب فرق السن الكبير بينهم و كذلك بسبب تهديده لها بالصور
لذا يجب عليها ان تتخلص منها فلن تسمح لأي شئ يبعدها عن حبيبها..
ابتلعت الغصة التى كانت تسد حلقها قبل ان تهمس بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تزداد من شـ.ـدة الخــــوف مما هي مقبلة عليه
=عايز تعمل ايه و انا معاك….
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتى تـ.ـو.فيق و الانتصار يلتمع بعينيه فبموافقتها تلك سوف يحقق هدفين في ذات الوقت..
= اسمعي بقى اللي هقوله و ركزي فيه كويس…..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور اسبوعين…
كانت صدفة و راجح يجلسون بطاولة الطعام بمنزل والدى راجح مع باقي العائلة حيث قامت نعمـ.ـا.ت بدعوتهم مبدية رغبتها بلم شمل اولادها على طاولة واحدة بالبداية رفض راجح لكنها اصرت عليه بالحضور واخبرته ان لم يحضر فسوف تلغى العشاء و لن تقيمه مما جعله يوافق بالنهاية حتى لا يتسبب باحزانها..
تسلطت عينيه على تلك التى كانت تجلس بجانبه تتحدث بحماس الي شقيقته هاجر حيث اصبحوا بالفترة الاخيرة اصدقاء يمضون معظم اوقاتهم سوياً مما بث بداخله الراحة و الفرح…
اخذت عينيه التى كانت تلتمع بالشغف تمر عليها متأملاً ادق تفاصيلها غافلاً عن جميع الجالسين بالطاولة حيث كان انتباهه مسلط عليها وحدها فقد اصبح عالمه ينحصر بها هى فقط هي منبع فرحته الوحيد بهذا العالم فقبل ان يتزوجها كانت حياته ليس بها اى شئ يثير حماسه او فرحته فقد كان يصب كامل اهتمامه على العمل و عند انتهائه منه يعود للمنزل للنوم لكن منذ ان دخلت هى حياته غيرت كل شئ بثت السعادة بحياته و بقلبه العاشق لها….
كانت صدفة تتحدث الى هاجر عنـ.ـد.ما التفت تلقى نظرة عابرة على راجح الجالس بجانبها لكنها توقفت تنظر اليه باستفهام عنـ.ـد.ما رأته ييتطلع اليها و نظرة غريبة تلتمع بعينيه ابتسمت قائلة و هى تهز رأسها باستفهام
=في ايه…بتبصلى كده ليه..؟!
ابتسم قائلاً وهو لا يزال ينظر اليها بنظراته الممتلئة بالاعجاب
=مش عارف…حاسك احلويتى بزيادة اليومين دول
اتسعت ابتسامتها فور سماعها ذلك اقتربت منه اكثر هامسة بصوت منخفض
=احلويت ازاى..؟!
اجابها و عينيه تلتمع بالشغف و هو يتأمل باعجاب واضح وجهها الذى اصبح اكثر امتلاءً من قبل و وجنتيها المشعتين بالحمرة
=وشك بقي منور اكتر….
اخفض رأسه هامساً بأذنها بصوت أجش مثير
=و بقيتى ملبن اكتر….
ارجعت صدفة رأسها للخلف بعيداً عنه هاتفة بحدة وهى تقطب حاجبيها بغـــضــــب
=اهاااا قصدك انى تخنت يعنى…… و بقيت فشلة
امسك بيدها من اسفل الطاولة يشبك اصابعهم ببعضها البعض قبل ان يهمهم بصوت منخفض
=يا هبلة بقولك ملبن… يخربيت دmاغك…
نزعت يدها من يده مشيحه بوجهها بعيداً و هى لازالت مقطبة مغمغمة بغـــضــــب
=لا انا فاهمة قصدك كويس…. انت عايز توصلي اني تخنت بس بطريقة كويسة
لتكمل بعصبية مصطـــعـــنة وهى لازالت تشيح وجهها بعيداً و هى تتصنع الغـــضــــب فقد كانت تعلم مقصده لكنها كانت تستفزه
=عمتاً يا سيدي انا هعمل رچيم و اخسس نفسى…
قاطعها راجح بحدة و عينيه تشتعل بنيران حارقة
=رچيم…ايه يا ام يا رچيم ده انا اد.بـ.ـحك فيها يا صدفة…
انتفضت في مقعدها شاهقة بخفوت عنـ.ـد.ما شعرت بذراعه تحيط خصرها بينما يمرر يده على جانب جسدها من اسفل الطاولة اخذت تتلفت حولها خــــوفاً ان يلاحظ احد ما يفعله بها
همست بخــــوف بينما تحاول نزع يده من حولها لكنها لم تستطع
=شيل ايدك يا راجح انت بتعمل ايه…
همس بالقرب من اذنها بصوت اجش غاضب
=عارفة لو جرام واحد منك بس نقص… عليا النعمة يا صدفة ما هرحمك…. و الكيلو اللى هتخسيه هخليكى تتخنى مكانه 5 كيلو
زفرت صدفة بحنق مصطنع مبعدة يده بحدة بينما تحاول ان تخبئ الابتسامة المرتسمة على شفتيها
=هو بمزاجك… هعمل اللى عايزاه…وزربنى هتعمل ايه
هتف بحدة بينما يديرها نحوه
= ما تتعدلى في كلامك…يا بت في ايه مالك….
لكنه قطع جملته عنـ.ـد.ما رأي الابتسامة المرتسمة علي شفتيها بينما تتلاعب بحاجبها قائلة بمرح بينما عينيها تلتمع بشقاوة و عبث
=اهدى.. اعصابك يا باشا…..
زفر راجح قائلاً بغـــضــــب
=بتشتغليني….
اتسعت ابتسامتها مطلقة ضحكة منخفضة عنـ.ـد.ما رأت التعبير الغاضب و المنصدm المرتسم علي وجهه لكن فور سماعه ضحكتها تلك اختفى غـــضــــبه على الفور و ابتسم لها قائلاً بعجز حقيقي
=طيب اعمل ايه في حلاوة اهلك اللي هتجنني دي قوليلى….
امسكت صدفة بيده من اسفل الطاولة تضغط عليها برفق و قلبها يعصف بداخلها من شـ.ـدة حبها و عشقها له..
كان عابد جالساً يتابع تهامسهم و ضحكهم هذا باعين تلتمع بالغـــضــــب و السخط فقد كان مشاهدته لسعادتهم الواضحة تزعجه بلا تشعل نيران الغـــضــــب بداخله اشاح عينيه بعيداً عنهم محاولاً التحكم بغـــضــــبه
و يشغل نفسه بالتحدث الي نعمـ.ـا.ت التي كانت تجلس بجانبه محاولاً تجاهلهم…
بينما شعرت مايا الجالسو بجانب خطيبها بالغيرة من تقاربهم هذا لتبدأ بالتحدث الي مروان و الضحك بصوت مرتفع مبالغ به
همست صدفة باذن راجح و هى تتابع باعين متسعة ضحك مايا العالى المبالغ به و حديثها الصاخب
=هي بتعمل كده ليه…؟!
اجابها راجح و هو يلقي نظرة علي شقيقه
=سيبك منها….الله يكون في عون مروان و الله دي هتطلع عينه…
همست له بشقاوة بينما تضغط بيدها على يده التي لا تزال يحتضنها اسفل الطاولة
=زي ما انا مطلعة عينك كده…يا رجوحتى
ابتسم قائلاً و هو يمرر اصبعه ببطئ براحة يدها…
=انتى…!! لا انتي حاجة تانية يا مهلبية….انتى مفيش زيك مطلعة عينى اها بس على قلبي زي العسل….
توقف قليلاً قبل ان يكمل
=لا عسل ايه بس… على قلبي زى المهلبية يا مهلبية…
مما جعلها تضحك بصوت منخفض لكن اثار هذا المشهد غـــضــــب عابد الذي لم يعد يستطع التحكم في اعصابه اكثر من ذلك عنـ.ـد.ما سمع راجح يضحك هو الاخر علي شئ قالته له زوجته مما جعله يهتف بقسوة وهو يضـ.ـر.ب بيده طاولة الطعام
=ما كفاية بقي مسخرة وقلة ادب انت و هى…
استدار اليه كلاً من صدفة و راجح فور سماعهم هاتفه الحاد هذا ظنناً منهم انه يتحدث الي مايا التي كانت تضحك بصوت صاخب رنان لكن قطب راجح حاجبيه فور ان رأه يتطلع اليه هو و صدفة بنظرات ممتلئة بالغـــضــــب
=انت تقصد مين……
اجابه عابد بقسوة و فظاظة و الغل يملئ قلبه
=هكون اقصد مين… اقصدك انت يا خويا انت و السينايورا بتاعتك….
قاطعته نعمـ.ـا.ت بحدة التي تدخلت فور ان رأت وجه راجح يتصلب بالغـــضــــب
=جرى ايه يا عابد… هو مفيش غير راجح و مـ.ـر.اته اللي بيضحكوا….
لتكمل وهي تشير نحو مايا و مروان
=ما مروان و مايا بيضحكوا من ساعتها…..لو عايز تتكلم اتكلم علي الكل
زمجر عابد بصوت مخيف مظلم و تعبيرات وحشية على وجهه
=و انتى مالك و مال مروان بعدين انتى ايه حكايتك بالظبط.. من يومك بتيجى علي عيالك علشانه…. وتبقيه عليهم ماسك علينا ذله مثلاً…. بطبليله ليه….
اغمض راجح عينيه بقوة معتصراً قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة وهو يحاول التحكم في غـــضــــبه قبل ان ينتفض واقفاً يجذب صدفة معه مغادراً الطاولة…
امسكت صدفة بيده محاولة تهدئته عنـ.ـد.ما رأت تحفز عضلات صدره والتي كانت تشير بانه علي حافة غـــضــــبه تشـ.ـددت يده على يدها بينما يتجه بها الي الخارج…
لحقت بهم نعمـ.ـا.ت تقبض على ذراع راجح قائلة بتوسل
=وحياة امك عندك ما تزعل…. حقك عليا انا يا ضنايا…
التف اليها راجح و هو يغـ.ـصـ.ـب شفتيه علي رسم ابتسامة حتي يهدأ من حـ.ـز.ن والدته
=مش زعلان ياما متخفيش…
ربتت علي صدرها هامسة بصوت لاهث مختنق بالبكاء
=طيب تعالي ارجع كمل اكلك انت ماكلتش حاجة….
ربت راجح على ظهرها قائلاً بهدوأ يعاكس ما يعتلى بداخله
=معلش ياما هطلع انام علشان عندى شغل بدرى انتى عارفة…و كده احسن بدل ما نمسك في بعض..
همست نعمـ.ـا.ت ببكاء مرير
=حقك علي يا نور عيني….
احتضنها راجح بلطف بين ذراعيه مقبلاً رأسها مغمغماً
=تصبحي على خير ياما…
ربتت على ظهره هامسة بحنان
=و انت من اهل الخير يا عين و قلب امك..
ثم وقفت تراقبه و هو يغادر ممسكاً بيد زوجته وعينيها ممتلئة بدmـ.ـو.ع مريرة هامسة بألــم
=منك لله يا عابد…. ربنا يعكنن عليك زي ما عكننت عليه يا بعيد…
ثم اتجهت الى غرفتها رافضة العودة الي طاولة الطعام و الجلوس معه بعد ما فعله…
༺༺༺༺༻༻༻༻
فور دخولهم الي شقتهم الخاصة اتجه راجح مباشرة الي غرفة النوم حيث قام بتبديل ملابسه ثم استلقي على الفراش بوجه متجهم مرتسم عليه الحـ.ـز.ن و الضيق..
وقفت صدفة تراقبه و هى تشعر بقبضة تعتصر قلبها لا تستحمل حـ.ـز.نه او ألــمه اتجهت نحوه جالسة على عقبيها على الارض بجانب الفراش مررت يدها بحنان بشعره مقبلة جبينه بحنان ليفتح عينيه ويلتقي بعينيها ينظر اليها بحنان محيطاً وجهها بيديه متلمساً خديها برفق ادارت رأسها و قبلت راحة يده هامسة بصوت مرتجف محاولة مراضته
=عندى محشي و بط في التلاجة هقوم اسخنهم علشان تكمل اكلك…
ابتسم لها برفق قائلاً و يده مستمرة بتحسس خدها بحنان
=مش جعان ياحبيبتى..
ليكمل و هو يجذبها من يدها برفق ويجعلها تستلقي بجانبه على الفراش ثم قام بدفن رأسه بصدرها محيطاً خصرها بذراعه ليصبح كالطفل الذى يستلقي بحـ.ـضـ.ـن والدته..
=كل اللي عايزه بس ان انام في حـ.ـضـ.ـنك….
ضمته اليها تحتضنه بقوة دافنة اصابعها بشعره تدلك رأسه بلطف هامسة بصوت مختنق
=مش عايزاك تزعل… علشان خاطرى.. انا خايفة عليك…
لتكمل كاذبة و هي تحاول ان تخفف من حـ.ـز.نه و من حدة الموقف عليه
=انت عارف ابوك دmه حامى و بيقعد يزعق علي الفاضي و المليان لكن مش بيبقي قصده حاجة…
اجابها راجح بصوت منخفض
=مش زعلان منه…
ليكمل و هو يرفع رأسه من فوق صدرها ليستلقي على وسادتها ليصبح وجههما لا يفصل بينهم شئ احاط وجهها بيديه
=مش زعلان منه و لا يفرق معايا لا هو و لا غيره…..
صمت للحظة قبل ان يتابع بصوت اجش ملئ بالعاطفة بينما يسند جبينه فوق جبينها يتشرب انفاسها الدافئة بشغف و هو يتطلع داخل عينيها
=انتى الوحيدة اللى تفرقي معايا يا صدفة…و انتى الوحيدة اللي تقدرى تجـ.ـر.حنى و تكـ.ـسرينى…. انتي بقيتي حياتي كلها….مقدرش اعيش من غيرك
امتلئت عينيها بالدmـ.ـو.ع تأثراً بكلمـ.ـا.ته تلك شاعرة بقلبها يخفق في صدرها بجنون قبلت جبينه بشفتين مرتجفة قبل ان تعقد ذراعيها حول عنقه و يتشبث جسدها به بينما تتطلع الي عينيه الممتلئتين بالتوسل بالا تألــمه كما فعل الاخرين…
اخذت نفساً طويلاً مرتجفاً قبل ان تهمس بصوت ممتلئ بالوعد
=و انا عمرى ما اتسبب في أذيتك ده انت الروح.. و القلب يا راجح العوض اللي ربنا رزقني بيه و لو طولت اشيلك في عينيا هشيلك….
اخذت ضـ.ـر.بات قلبه تزداد بشـ.ـدة تأثراً بكلمـ.ـا.تها تلك .. انحني نحوها ممرراً يده برقة فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ قبل ان يضغط بشفتيه علي شفتيها يقبلها برفق قبلة حنونة ممتلئة بالعاطفة التى تعصف داخل قلبه مشـ.ـدداً من احتضانه اياها بين ذراعيه قبل ان يعاود بدفن رأسه بصدرها كالطفل الصغير الذي يناشـ.ـد الحنان و الاطمئنان من والدته…
بعد مرور اسبوع…
كانت صدفة جالسة تشاهد التلفاز عنـ.ـد.ما سمعت طرق على الباب مما جعلها تنهض و تفتحه بعد ان وضعت طرحة على رأسها لتجد هاجر هى من بالباب ابتسمت لها قائلة بمرح بينما تدلف الى الداخل
=ايه ياختى كل ده علشان تفتحى الباب لازم تلبسي الطرحة يعنى…
اجابتها صدفة بينما تغلق باب الشقة خلفها
=طبعاً لازم البس الطرحة..انت عايزة اخوكى يقــ,تــلنى…
دلفت هاجر الى غرفة الاستقبال و هى تغمغم
=في حياتى كلها مشوفتش واحد بيغير على مـ.ـر.اته زى راجح…..
لتكمل و هى ترتمى جالسة على الاريكة
=عمرى ما كنت اتخيل ان راجح يبقي بالشكل الصعب ده….
جلست صدفة بجانبها قائلة بنبرة حادة يتخللها الحماية
=صعب ليه يا ختى…ماله ان شاء الله
ضحكت هاجر قائلة بمرح
=حيلك… حيلك اهدى…مش قصدى حاجة و حشة بعدين ياختى ده اخويا…قبل ما يكون جوزك…
لتكمل و هى تستدير الي صدفة
=اقصد انه طول عمره باله طويل و كان من الصعب حاجة تنرفزه حتى في خناقته مع بابا كان بيبقي هادى كده و عاقل…لكن من بعد ما اتجوزك حاله اتشقلب بقي اللي يجى جنبك و لا يكلمك بس يقلب زى الغول و مبقاش بيسكت لحد…
غمغمت صدفة مبتسمة بهيام
=بيغير عليا…
هتفت هاجر و هى تغمز بعينها
=ايوة يا عم….
قاطعتها صدفة وهى تلوح بيدها
=ياختي اتنيلي انا ساعات بخاف من غيرته دي… خايفة في مرة تقلب بغم.. راجح لما بيغير مبيفكرش و لا بيسمع حاجة…
تنهدت هاجر مغمغمة بهيام و هي تتلاعب بخصلات شعرها
=و ايه يعني….طيب يا رب يرزقني بواحد زيه يغير عليا كده…
تابعت و هي تجذب الحقيبة التي قد اتت بها من الخارج
=صحيح كنت هنسى…..
لتكمل وهي تخرج لفافة صغيرة من الحقيبة و سلمتها لصدفة
=شوفي جيبتلك ايه…
فتحت صدفة اللفافة لتجد بداخلها فستان رائع باللون الاسود همست صدفة بـ.ـارتباك
=ايه ده يا هاجر…..؟!
اجابتها هاجر و هي ترسم ابتسامة مرتبكة علي شفتيها
=دي يا ستي هدية مني كنت بشتري شوية حاجات في جهازي فجبتلك ده معايا… ده فستان نار كدة الستات بتشتريه و تلبسه لأجوازهم لأنهم طبعاً مش هيعرفوا يخرجوا به…..
غمغمت صدفة بـ.ـارتباك و هي تنظر بـ.ـارتباك الي الفستان الذي بين يديها
=بس ايه لازمته…تكلفي نفسك
اقتربت منها هاجر تحيطها بذراعيها قائلة بلطف
=تكلفة ايه بس.. مش احنا بقينا اصحاب و اخوات… بعدين يا ستي اعتبريها هدية جوازك انا مجبتلكيش حاجة خالص….
ضمتها صدفة مغمغة بفرح و امتنان
=تسلميلي يا هاجر.. ربنا يعلم ان انا بعتبرك اختي الصغيرة…
ربتت هاجر علي ظهرها و هي تشعر بغصة مما تفعله بها لكنها لن تستطع التخلي عن تـ.ـو.فيق.. حتي و لو من أجلها ابتعدت عن صدفة قائلة بتحذير بينما تشير الي القميص
=بس و نبي اوعي تقولي لراجح ان انا اللي جبتهولك هتكسف انه يعرف انى جبتلك حاجة زى دى… قولي ان ماما اللي جابته ليكى هي كده كده كانت معايا و انا بشتريه ليكي…
اومأت صدفة برأسها و هي تعيد وضع الفستان في الحقيبة
=متخفيش مش هقوله…
لتكمل بتجهم هى تقطب حاجبيها في قلق واضح
=بس مقولتليش اعمل ايه في حوار حساب الفيس راجح كل شويه يقولي ابعتيلى طلب صداقة و انتي عارفة انا لا ليا في الفيس و لا نيـ.ـلـ.ـة ولا فاهمة حاجة اصلاً و خايقة يعرف و يكتشف موضوع انى مبعرفش لا اقرا و لا اكتب …
ربتت هاجر على ساقها قائلة بثقة
=متخفيش لقيتلك حل… احنا مش هينفع نعمل اكونت جديد لان راجح اكيد هيكتشف ان انتى لسه عملاه لما تبعتيله ادد علشان كده انا كان عندى اكونت قديم كان اكونت فيك كنت بدخل منه لجروبات بنات كد كان بنا مشاكل فكنت بدخل اعرف منه بيعملوا ايه.. فانا هدهولك هغير الاسم بس لأسمك…. و يبقى كأنه بتاعك و من زمان…
همست صدفة بـ.ـارتباك و عقلها لا يستوعب ما تتحدث عنه
=اعملى اللي شايفاه صح يا هاجر انا مش فاهمة حاجة من اللى بتقوليها…
=فين تليفونك يا صدفة..؟!
غمغمت هاجر بينما تبحث بعينيها فوق الطاولة .. نهضت صدفة قائلة بينما تشير الي غرفة النوم
= في الدرج جوا مبطلعهوش الا قدام راجح بقعد مسكاه كام دقيقة قدامه و اعمل نفسى بقلب فيه علشان ميسألنيش مبستعملوش ليه…
انهت جملتها من ثم ذهبت لكى تحضره بينما امسكت هاجر هاتفها ترسل رسالة الي تـ.ـو.فيق كاتبة باختصار سريع
«الخطة ماشية صح يا حبيبى لحد دلوقتي متقلقش»
ارسلت الرسالة و انتظرت رده لكنها اسرعت بتخبئة هاتفها بجيب بنطالها فور ان رأت صدفة قادmة
جلست بجانبها مناولة اياها الهاتف قائلة
=اهو… امسكي…
اخذته منها هاجر و اخذت تعبث به عدة دقائق قبل ان تلتف الي صدفة قائلة بابتسامة و اسعة
=خلاص…غيرت اسم الاكونت لاسمك كده بقي عندك اكونت علي الفيس و بعت لراجح ادد كمان….
لتكمل هاتفة بحماس عنـ.ـد.ما صدر عن الهاتف نغمة قصيرة
= راجح قبل الادد كمان…
التمعت عينين صدفة بالحماس فور سماعها ذلك اخذت تطلع الي الهاتف قبل ان تهمس بتردد
=بقولك ايه يا هاجر مش هو ينفع ابعتله رسالة على البتاع ده طيب ونبى ما تبعتيله رسالة كدة اسأليه هيتأخر في الشغل النهاردة….
لتكمل و غمامة من الحـ.ـز.ن تنسدل على وجهها
=اصله مشي النهاردة و هو زعلان مني و اتصلت به كذا مرة و مبيردش عليا….
جذب كلامها هذا انتباه هاجر التي غمغمت بفضول
=زعل منك ليه…؟!
هزت ثدفة كتفيها قائلة بحـ.ـز.ن
=ابداً…بعد ما فطر و نزل علشان يروخ الشغل اكتشفت انه نسي موبيله و محافظته علي الطرابيزة فجريت علي البلكونة علشان الحقة قبل ما يركب العربية و يمشي ومن لبختي نسيت وطلعت بعباية البيت ام نص كوم و شعري كان باين و لاجل حظي الاسود ابن جارتنا اللي ف البلكونة اللي قدامنا الواد سامح اللي في تانية ثانوى كان واقف في البلكونة وقتها راجح شاف المنظر ده الدنيا قامت و مقعدتش… طلع و قعد يزعق ومشي مقموص مني….
التمعت عينين هاجر بالفرح فقد كانت هذة فرصتها لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة
=يالهوي يا صدفة ده راجح صعب اوي…
لتكمل بمكر و هى تتحرك مقتربة منها
=بس انتي عارفة… انتى لازم تصالحيه انا عندي بقي حتة فكرة تخليه يصالحك على طول
امسكت صدقة بيدها تتشبث بها وهي تهتف بلهفة
=بجد ايه هي…. و نبى
اشارت هاجر للفستان الذي بالحقيبة
=البسي الفستان و انا هحطلك مكياج حلو كده و هصورك بالموبيل صورة و ابعتهاله هيتجنن اول ما يشوفها و هتلاقيه جاي جرى على البيت….
احتقن وجه صدفة بالخجل فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك
=لا يا ستي متصورش انا بحاجة زي دي..ده عريان اوى …
لتكمل بسخط وهى تتطلع اليها بصدmة
= بعدين يا بت انتي بت عـ.ـر.في الكلام ده ازاي في سنك الصغير ده…
اجابتها هاجر مبتسمة و هي تهز كتفيها بفخر
=انا اعرف كل حاجة و كل البنات كده انتي بس اللي غلبانة…
لتكمل محاولة اقناعها
=اعملى بس اللي بقولك عليه بعدين الصورة هتبقي علي موبيلك و هتتبعت لجوزك علي موبيله ايه المشكلة بقى ما كل الستات بتعمل كده عادي…
تابعت بمكر عنـ.ـد.ما رأت صدفة لازالت غير موافقة تضغط عل نقطة ضعفها
=بعدين علشان حتي تحسسيه انك فاهمة في النت و بتبعتيله صور و حركات و ممكن اخليكى تسجيليله بصوتك كلمتين حلوين ايه رأيك….
اخذت تتطلع اليها صدفة عدة لحظات بـ.ـارتباك و تردد قبل ان تومأ برأسها بالموافقة…
قامت هاجر بتصوير اياها بالفستان الذى ارتدته صدفة بعد ان وضعت لها مكياج ابرز جمالها…
من ثم جعلتها تسجل رسالة صوتيه تخبره بها الا يتأخر و انها بانتظاره.. من ثم قامت هاجر بـ.ـارسال الصورة و الرسالة الصوتية لراجح لكنها اخبرتها انه يوجد شئ خطأ فعلى ما يبدو انه لا يوجد نت حتى ترسل الصورة له ظلت تحاول عدة مرات ارسالها لكنها فشلت فاخبرتها انا لن تستطيع ارسالها و ان عليها ان تنتظره و تستقبله بمظهرها الرائع هذا
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة ساعات..
كانت صدفة جالسة ببهو الشقة تنتظر قدوم راجح فقد مرت عدة ساعات على مغادرة هاجر التى قامت بالتقاط العديد من الصور لها بالفستان الذى ارتدته بعد ان وضعت لها مكياج ابرز جمالها…
من ثم حاولت ارسال تلك الصور الى راجح لكنها لم تستطع حيث اخبرتها انه يوجد شئ خطأ فعلى ما يبدو انه لا يوجد نت حتى ترسل الصورة له..
انتفضت صدفة واقفة تعدل من شعرها و الفستان من حول جسدها فور سماعها صوت باب الشقة يُفتح… لتندفع على الفور نحو راجح الذي ما ان دلف الى الشقة تجمد مكانه فور ان رأها حيث اخذ ينظر اليها باعين متسعة بالصدmة و الذهول حابساً انفاسه بقوة عند رؤيته لها بهذا الفستان المحكم حول جسدها الرائع…اخذ يمرر عينيه التي كانت تلتمع بالشغف والاعجاب بفحص دقيق علي انحاء جسدها حيث كان الفستان يبرز جمال قوامها الخلاب مظهراً جمال سيقانها الرائعة و لونه الاسود الذي يعاكس لون بشرتها البيضاء الكريمية…
و شعرها الاسود الحريرى كان منسدل علي ظهرها يتلألأ بجمال فوق كتفيها….
تشبع بكل تفصيلة صغيرة بها من شعرها انتهاء بذلك الفستان والذى اختطف دقات قلبه… فلأول مرة يراها ترتدي فستان بهذا الشكل المغرى…
خرج من ذهول متنحنحاً بصوت مرتفع محاولاً تمالك نفسه و رسم الجديه على وجهه عنـ.ـد.ما رأها تتقدm نحوه لكن تشـ.ـدد جسده عنـ.ـد.ما اندفعت نحوه تعقد ذراعيها حول خصره تضم جسدها الي جسده محتضنه اياه قائلة بدلال اطاح بعقله
=اتأخرت ليه يا حبيبي….
لتكمل وهى تبسط يديها فوق صدره العريض تتحسسه بلطف باطراف اصابعها
=لسه زعلان منى…؟
عقد راجح حاجبيه ضاغطاً على فكه بقوة محاولاً عدm التأثر بلمساتها تلك لكن انحبست انفاسه عنـ.ـد.ما رفعت ذراعيها و عقدتها حول عنقه تتشبث به بينما تقف على اطراف اصابع قدmيها حتى تطيل من قامتها القصيرة و تستطع دفن وجهها بعنقه الذي اخذت تقبله بحنان هامسة بصوت اجش مليئ بالعاطفة
=حقك عليا…و الله انا مقدرش على زعلك…
ابتلع ريقه بصعوبة بينما يقبض على يديه بقوة الي جانبيه حتى لا يستسلم الي رغبته الملحة بلمسها…
تراجع الي الخلف مغمغماً بحدة و هو يحاول فك حصار ذراعيها الملتفة من حول عنقه
=اها طبعاً لسه مضايق و على اخرى منك كمان… يعنى ايه تخرجى البلكونة بعباية البيت و بشعرك…. و الزفت اللي اسمه سامح يشوفك بمنظرك ده….
قاطعته سريعاً بينما تقترب منه مرة اخرى بينما يديها تتشـ.ـدد حول عنقه رافضة اطـ.ـلا.ق سراحه
=لا و الله ما شافنى انت اول ما بصتلى خدت بالى و جريت استخبيت ورا الستارة اول ما هو طلع البلكونة….
لتكمل بدلال و هى تخفض يدها الى صدره مرة اخرى تعبث بازرار قميصه عنـ.ـد.ما رأت وجهه لايزال متجهم بغـــضــــب
=خلاص بقى علشان خاطرى… اعتبرها غلطة و مش هتتكرر تانى….
انهت جملتها متراجعة بعيداً عنه خطوة للخلف و هي تشير بيديها الي جسدها
=طيب مش هتقولى رأيك في الفستان….
اشتعلت عينيه التى اخذ يمررها فوق جسدها برغبة محرقة قائلاً بصوت اجش
=جبتى منين الفستان ده…؟!
اجابته مبتسمة و هى تلاحظ تأثره الملحوظ بها
=مامتك اللي جبتهولى….
عقد راجح حاجبيه قائلاً بصدmة فور سماعه ذلك
=امى انا… طيب ازاى..؟!!
اجابته صدفة مبتسمة بينما تهز كتفيها لتخبره بما اخبرتها به هاجر
=كانت بتشترى حاجات في جهاز هاجر… و جبتلى ده معاها و بعتتهولى مع هاجر….
لتكمل بهمس مثير بينما تضغط جسدها على جسده بلطف
=برضو مقولتليش… عجبك..؟
زفر راجح بحدة قبل ان يستسلم اخيراً و يحيطها بذراعيه القوية يضمها اليه دافناً وجهه بعنقها
=الا عجبنى… ده مجننى يا مهلبية…..
ليكمل و هو يمرر شفتيه برفق فوق عنقها يقبلهت بحنان وشغف
=انتى عارفة انى بسببك النهاردة مسكت في خناق اكتر من عميل حتي الحاج سيد اللى شغال معايا بقاله 15 سنة مسكت فيه…و اتختقت معاه…
عقدت ذراعيها من حول خصره تفرك ظهره بحنان من الخلف
=ليه بس يا حبيبي…كل ده
رفع رأسه عن عنقها ينظر الي عينيها قائلاً بصوت مخيف مظلم
=مش عارف بس كل ما كنت اتخيل ان الواد ممكن يكون شافك بمنظرك ده ببقي هتجنن…
ليكمل بعجز حقيقي و هو يحيط وجهها بكفيه
=حاسس ان غيرتي عليكى دى هتمـ.ـو.تني لهتخلينى ارتكب جريمة في يوم….
اخذت صدفة نفساً طويلاً مرتجفاً وقد اقلقها كلمـ.ـا.ته تلك لكنها رسمت ابتسامة مرتجفة على شفتيها..
=بعد الشر عليكى يا حبيبى…
لتكمل وهى تمرر يدها بحنان فوق خده تتلمس شعرات ذقنه النامية باطراف اصابعها بينما عينيها مسلطة بعينيه
=مفيش راجـ.ـل في الدنيا دى كلها يملى عينى غيرك…انت مش بس جوزى انت ابويا و اخويا و كل حاجة حلوة اتحرمت منها….
زفر راجح بقوة شاعراً بقلبه يخفق في صدره بجنون فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك ضغط شفتيه على شفتيها يقبلها قبلة عميقة نهمة يبث بها شغفه و عشقه لها قبل ان ينحنى و يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو غرفتهم…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت بغرفة هاجر…
تحدثت هاجر بالهاتف بصوت منخفض حتى لا يصل صوتها الي والديها النائمين بغرفتهم..
=يا تـ.ـو.فيق قولتلك 100 مرة و الله عملت كل اللى اتفقنا عليه…
لتكمل و هى تتأفف بغـــضــــب عنـ.ـد.ما امرها بان تعيد عليه ما فعلته
=اديتلها الفستان اللي انت جايبه على انه هدية منى و قولتلها تقول لراجح ان ماما اللي جابته مش انا… و عملتلها اكونت الفيس على موبيلها و غيرته لأسمها و خليتها تلبس الفستان و صورتها به و اشتغلتها و فهمتها انى هبعتها لراجح و قومت بعتة الصورة من اكونتها لأكونت الراجـ.ـل اللى انت متفق معاه…كأنها هى اللي بعتها
قاطعها تـ.ـو.فيق بحدة
=اوعى تكونى بعتى الصورة بجد لراجح تبوظى كل اللي عملناه..
اجابته بهدوء يعاكس للسخط الذي بداخلها
=لا متخفش اشتغلتها و فهمتها ان معرفتش ابعتهاله لان مفيش نت…
همهم تـ.ـو.فيق باستغراب من جهل صدفة
=هي ضايعة اوى كدة….
اجابته هاجر بسـ ـخـــريــة لاذعة و هى تضحك
=اها و حياتك ده انا بعت الصورة للراجـ.ـل من موبيلها قدامها و هى زى الحمارة مفهمتش حتى انا بعمل ايه…
لتكمل سريعاً فور تذكرها لأمر المعلمة
=اها صحيح انا فهمتها انها هتروح تاخد دروس عند المدرسة بتاعتى زى ما قولتيلى و انا فعلاً اتفقت مع مدرسة العربي و وافقت تديها…
اتسعت ابتسامة تـ.ـو.فيق فور سماعه ذلك قائلاً برضا
=كده حلو اوى….
صمت قليلاً مفكراً قبل ان يغمغم قائلاً
=كده مفضلش غير كام حاجة و نبقى حفرنا قبرها و خلصنا منها….نهائياً
قاطعته هاجر بحدة
=نخلص منها و تطلق مراتك و تيجى تتقدmلى يا تـ.ـو.فيق انت فاهم…
احابها تـ.ـو.فيق مهمهماً بالموافقة
=طبعاً…. طبعاً
ليكمل سريعاً كما لو انه تذكر شئ هام
=هاجر… صحيح ابعتيلي الايميل بتاع صدفة و الباسورد علشان يبقي مفتوح على موبيلى انا كمان…
غمغمت هاجر بحدة
=و انت عايزه تعمل بيه ايه ما هو مفتوح مفتوح على موبيلى و نقدر نبعت و نعمل كل حاجة براحتنا..
زفر تـ.ـو.فيق بحنق مقاطعاً اياها
=عايزه علشان لو حابب اضيف حاجة و اراقب اللي بيحصل…
ثم تثائب بصوت مرتفع قائلاً بنعاس مصطنع
=يلا يا هاجر روحى نامى اصل خلاص فصلت و عايز انام…و متنسيش تبعتى الاميل و الباسورد زى ما قولتلك……
همهمت هاجر موافقة بامتعاض ليسرع بغلق الهاتف معها و يقوم بالاتصال برقم اخر مغمغماً بفرح
فور ان اجاب الطرف الاخر
=ابوة يا حبي انا قولت اطمنك قبل ما انام ان كل حاجة تمام……
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور اسبوع…
كانت صدفة تحاول كاتبة الحروف الابجدية التى اعطتها لها المعلمة التى بدأت ان تذهب اليها لكى تعلمها الكتابة و القراءة فقد ذهبت خمسة ايام بالاسبوع الماضي و لكى تذهب تلك الحصص دون ان يعلم راجح كانت تكذب عليه و تخبره انها تخرج مع هاجر لشراء بعض الاشياء او انها تجلس معها بغرفتها و كان يوافق و هو فرح من تقربها هي و شقيقته من بعضهم البعض برغم انها تشعر بالضيق من كذبها عليه و فعل شئ من خلف ظهره الا انه ليس امامها حل اخر فلا يمكنها ان تجعله يعلم بأمر جهلها فيكفى الفروقات التى بينه و بينها فلن تستطع بتزويدها بفرق تعليمى ايضاً فكما تعلم ان راجح خريج جامعى… فبماذا سيفكر اذا علم بانه تزوج بأمية جاهلة…
خرجت من شرودها هذا على صوت انة الالم التى صدرت من هاجر الجالسة بجانبها استدارت اليها قائلة بقلق عنـ.ـد.ما رأتها تمسك ببطنها
=مالك في ايه…؟!
هزت هاجر رأسها هامسة بينما وجهها يتغضن بألــم
=عندى مغص رهيب…
لتكمل و هى تقف
= هدخل الحمام….
اومأت لها صدفة بينما تعاود التركيز في الكتاب الذي امامها…
ذهبت هاجر على طول الرواق متجاهلة حمام الضيوف و دلفت الى غرفة النوم و دخلت الي الحمام براجح و صدفة مغلقة بابه بهدوء خلفها وقفت بمنتصف الحمام تتلفت حولها بحثاً عن السلة الخاصة بالملابس المتسخة و التى وجدتها بالفعل باحدى اركان الحمام توجهت اليها تفتحها اخذت تفتش بها حتى وجدت مرادها قميص نوم احمر كان فوق الملابس المتسخة
قامت بفرده فوق الرخامة الصغيرة التى اسفل المرآة و اخرجت هاتفها مصورة اياه عدة صور قبل ان تقوم باعادته لسلة الملابس مرة ثم خرجت عائدة الى غرفة الاستقبال بهدوء كما لو كانت لم تفعل شئ…
جلست بجانب صدفة التى سألتها باهتمام
=هااا بقيتى احسن….
اجابتها هاجر مبتسمة و هى تفرك بطنها بيدها
=اها الحمد لله… معلش يا صدفة استعملت حمامك اللي ف اوضة النوم كنت مستعجلة و هو اللى كان اقربلى..
ربتت صدفة على ذراعها قائلة
=لا عادى و لا يهمك…
تنحنحت هاجر قائلة بمكر شيطانى وهي تغمز لها
=هو انتى كنت لابسة امبـ.ـارح قميص نوم احمر….
احمر وجه صدفة بشـ.ـدة فور سماعها سؤالها هذا غمغمت بـ.ـارتباك و هى تستغرب سؤالها هذا
= بتسألى ليه…؟!
اجابتها هاجر كاذبة و هى تضحك بتصنع
=ابداً مفيش اصل لقيته مرمى على الارض جنب بسكت الهدوم فشلته و حطيته في البسكت….بس عجبنى شكله و كنت عايزة اعرف جيباه منين
اخذت صدفة تتطلع اليها بصمت عدة لحظات و هي تشعر بالدهشة من جرئتها تلك تنحنحت قبل ان تنطق اخيراً بهدوء
=مش فاكرة والله يا هاجر…كنت شرياه من زمان في جهازي..
غمغمت هاجر بأسف كاذب
=يا خسارة… شكله تحفة كنت عايزة اجيب واحد زيه….. يلا مش مشكلة….
لتكمل بهدوء وهى تنهض واقفة
=ما اقوم انا انزل بقي البس علشان الحق اروح درس الفيزيا بتاعى…. عايزة حاجة يا صدفة اجبهالك و انا جاية
هزت صدفة رأسها قائلة بابتسامة بشوشة
=لا تسلميلى يا هاجر….
ابتسمت هاجر مشيرة بيدها كعلامة للوداع قبل ان تتجه و تغادر المنزل سريعاً و فور اغلاقها لباب الشقة اخرجت هاتفها و ارسلت لتـ.ـو.فيق رسالة نصية
««دخلت الحمام و صورت قميص النوم بتاعها زي ما قولتلى و هبعته دلوقتى للاكونت بتاع الراجـ.ـل اللى تبعك و هكتب تحت الصورة “شوف كنت لابسة ايه لجوزى امبـ.ـارح ايه رأيك البسهولك المرة الجاية” ….صح كدة…»»
ثوان قليلة و جائتها رسالة منه يجيب عليها بها
««ايوة بالظبط كدة…و انا هنفذ اخر حاجة اللى هتنهى الليلة كلها»»
قرأت هاجر الرسالة ثم هبطت لمنزلها لكى ترتدى ملابسها و تذهب الي تنفيذ باقي خطتهم…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ساعة..
كان راجح جالساً بمكتبه يدرس بعض الاوراق عنـ.ـد.ما بدأ هاتفه بالرنين
=الو…راجح الراوي..
اجاب راجح عليه و هو لايزال منشغلاً بالاوراق التي امامه
=ايوة… مين معايا…
اجابه صوت الراجـ.ـل بسـ ـخـــريــة
=معاك يا سيدى تقدر تقول كده… عشيق المدام بتاعتك..
تصلب جسد راجح فور سماعه كلمـ.ـا.ته تلك القي الاوراق من يده هادراً بصوت حاد مرتفع
=بتقول ايه يا روح امك سمعني كده تانى…..
غمغم. الرجل بذات السـ ـخـــريــة
=لا انت سمعت كويس… و عارف انا قولت ايه….فمالوس لزوم نعيد و نزيد….
قاطعه راجح بشراسة و كامل جسده ينتفض بالغـــضــــب
=انت بتقول ايه يا ابن الكلـ.ـب انت..انت مـ.ـجـ.ـنو.ن يالا و لا بتستعـ.ـبـ.ـط… طيب و حياة امك لهجيبك و لو كنت تحت الارض و هخليك تتمنى المـ.ـو.ت ومتطولوش….انت فكرك هصدق كلامك الوسـ.ـخ ده يالا….
قاطعها الرجل ببرود
=اهدى.. اهدى يا راجح باشا مش كده… بعدين انا كنت عارف انك مش هتصدقني…تحب اقولك علي دليل صغير يأكدلك كلامى…كنت بقابلها ٤ مرات في الاسبوع فى الشقة بتاعتى و كانت بتفهمك انها خارجة مع اختك الصغيرة..
شحب وجه راجح فور سماعه ذلك لكنه هتف بغـ.ـصـ.ـب
=هو ده بقي دليلك يا روح امك ما انت ممكن ببساطة تكون كنت بتشوفهم و هما خارجين سوا و عملت الفيلم الوسـ.ـخ بتاعك ده…انطق يالا انت مين..و مين مسلطك
ليكمل بزمجرة شرسة و هو ينتفض واقفاً بغـــضــــب
= انطق احسنلك لأن قسماً بالله ما هسيبك ولا هرحمك و كدة كدة هجيبك زي الكلـ..ـب تحت رجلى….و وقتها هقطع لحمك لحتت هرميها لكـ.ـلـ.ـب السكك اللي شبهك…
غغمم الرجل بهدوء كما لو انه لم يتأثر بتهديده هذا
=طيب بلاش الدليل ده مادام مس عجبك انا عندى اكتر من دليل علي خيانتهل ليك هبعتلك كل حاجة علي الواتس دلوقتي شوفهم و ملى عينك و اتأكد بنفسك….
ليكمل ساخراً
=سلااام يا.. باشا
ثم اغلق الهاتف بوجهه دون ان ينتظر اجابته اخفض راجح الهاتف ببطئ و و قد ارتسم الغـــضــــب فوق ملامح وجهه فقد كان كالبركان المشتعل فمن يجروء على اتهام زوجته بتلك الاتهامـ.ـا.ت الحقيرة فهو يثق بها لا يمكنه تصديق ادعاء ذلك الحقير..
اصدر هاتفه رنين قصير دليلاً على وصول الرسائل اسرع بفتحها و هو بداخله متأكداً انه لن يقتنع…
لكن انسحبت الدmاء من جسده شاعراً بلكمة قوية تصيب صدره فور ان فتح الرسائل التى كانت تحتوى على صورة واضحة لصدفة ترتدى فستان اسود قصير يظهر جسدها العارى و كان مكتوب اسفل الصورة
«ده فستان كنت شاريهولها من اسبوع و كانت خايفة تدخله البيت لتشك فيها فقولتلها تقولك ان امك هى اللي جيبهولها….»»
اهتز جسد راجح بعنف كما لو صاعقة قد ضـ.ـر.بته فور تذكره للفستان الذي ترتديه بالصورة فقد كان ذات الفستا الذي ارتدته منذ ما يقرب من اسبوع و اخبرته بالفعل بان والدتها من اعطتها اياه
تفحصت عينيه المحترقة بالنيران صورة جسدها العاري و هو يحاول ايجاد دليل على انها صورة زائفة لكن لا فقد كانت حقيقية تماماً..
ارسل له الرجل تسجيل صوتى مرفقاً برسالة قصيرة
«« و ده صوت مراتك علشان تتأكد اكتر اسمع..»»
فتحه راجح بيد مرتجفة ليهبط قلبه داخل صدره فور ان سمع صوت صدفة تتحدث بدلال
“”ايوة حبيبى هاتيجى امتى… متتأخرش عليا واحشتنى اوى.. “”
فقد كان هذا حقاً صوت صدفة لا يوجد شك بهذا مطلقاً انهار جالساً علي المقعد الذي كان خلفه و هو يشعر بضغط شـ.ـديد يسيطر على قلبه يكاد يسحقه..
فتح الرسالة الاخرى و التى كانت ليست الا صورة لقميص نوم باللون الاحمر يتبعه صورة اخرى لمحادثة بين صدفة و ذلك الرجل
««ايه رأيك في قميص النوم ده لبسته امبـ.ـارح لجوزى تحب البسهولك بكرة
انسحبت انفاسه داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فقد كان هذا بالفعل القميص الذى ارتدته له بالأمس…
ضغط علي فكيه بقوه عنـ.ـد.ما رأي الرسالة التي ارسلها ذلك الحقير
««اعتقد كده اتأكدت…. لو مش عايز صور مراتك بقيمص النوم تبقي علي كل تليفونات اللي تعرفهم تبتعتلي 50 الف جنيه»»
ظل راجح جالساً بمكانه عدة لحظات بجمود و هو يتطلع امامه باعين مظلمة غائمة رغم كل تلك الادلة الا انه لا يستطع ان يصدق ان صدفة يمكنها فعل ذلك..
تناول هاتفه و قام بالاتصال بوالدته و التي ما ان اجابت سألها علي الفور دون ان يتيح لها فرصة للتحدث
=اما.. انتى كنت جبتى فستان لصدفة من حاولى اسبوع….؟؟.
اجابته والدته بصوت مرتكب ولا هي تدرى عن ماذا يتحدث
=فستان…!! فستان ايه يا بني…. انا مجبتش حاجة
اغلق راجح عينيه وهو يشعر بسكين حاد ينغرز بقلبه ممزقاً اياه فقد كذبت عليه…
غـ.ـصـ.ـب فمه علي التحرك قائلاً بصوت اجش مختنق
=هاجر عندك…؟!
غمغمت نعمـ.ـا.ت علي الفور
=لا في الدرس…..
لتكمل بتوجس و القلق يسيطر عليها
=ما تفهمني يا بني في ايه…؟!
اجابها راجح و هو يكاد لا يستطيع التنفس من شـ.ـدة الغـــضــــب الذي يعصف بداخله
=مفيش حاجة ياما….
ثم اغلق معاها دون ان ينتظر اجابتها ليتصل علي الفور بهاجر التي اجابته علي الفور حيث كانت تنتظر اتصاله هذا هي و تـ.ـو.فيق الذي كان يجلس بجانبها بسيارته
=هاجر اخر مرة شوفتي فيها صدفة كان امتي…؟؟
اجابته هاجر و هى تنظر الي تـ.ـو.فيق الذي لوح بيده يحثها غلى نكر رؤيتها لها
=صدفة…؟! لا انا مشوفتهاش بقالي مدة ممكن من يوم العزومة لما اتخانقت انت و بابا…
لتكمل قائلة بقلق مصطنع
=ليه في حاجة…و لا ايه…
لكن لم تنهى جملتها الا و اغلق الهاتف معها دون ان يستمع الى باقي جملتها…
ظل جالساً مكانه و جسده ينتفض من شـ.ـدة الغـــضــــب فتح الرسائل مرة اخرى يتفحص صورها العارية و صوت قاسي يمزقه من الداخل يردد بانها خائنة.. فكل الادلة ضدها… و كذبها عليه دليل اخر على خيانتها تلك…
انتفض واقفاً و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة شاعراً كأن ستار اسود من الغـــضــــب اغمت عينيه…القي الهاتف من يده و هو يطـ.ـلق صرخة شرسة مدوية قبل ان يبدأ بتدmير و تكسير كل ما تقع يده عليه مخرجاً كل غـــضــــبه و ألــمه وهو يشعر بعالمه بأكمله ينهار من حوله…
و قد بدأ عقله فى رسم تخيلات لها مع هذا الرجل بصور كانت تغذيها نار غيرته كما لو كانت حقيقية امام عينيه و ليس تخيلات فلم يشعر بنفسه الا و هو ينتفض واقفاً و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة
اتجه نحو الباب و الغـــضــــب يسيطر عليه.. غـــضــــب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدmار و المـ.ـو.ت…
༺༺༺༺༻༻༻༻
وصل راجح الي المنزل ليجده فارغاً ليزداد غـــضــــبه اكثر و اكثر اتجه مباشرة نحو غرفة النوم بحثاً عن هاتفها الذي كانت تخبئه دائماً بدرجها الخاص طوال فترة تواجده بالمنزل و عنـ.ـد.ما كان يسألها لما لا تستعمله تخبره كاذبة بانها تستعمله لكنها لا تقوم باستعماله عنـ.ـد.ما يكون بالمنزل حيث ترغب بتمضية كامل وقتها معه دون ان يشوش عليهم شئ…
و قد كان يصدقها هو بغباءه كان يثق بها ويصدقها اخرج هاتفها الخاص من الدرج ثم فتحه وبدأ يبحث به و داخله يوجد امل بسيط ان تحدث معجزة وتكون بريئة لكن انهارات اماله تلك عنـ.ـد.ما وجد الرسائل التي بينها و بين ذلك الشخص بكلام قذر اباحي… و وجد تلك الصور بالفعل قد ارسلتها له و اتفاقها معه علي مقابلته باحدي الشقق في اوقات كثيرة من الاسبوع الماضي….
اخفض الهاتف و كامل جسده متصلباً بينما تضيق به الانفاس كما لو قد منع عنه الهواء فجأة يشعر كأنه وسط جحيم يشعل جسده بنار لا يستطيع تحملها…
غمامة من الغـــضــــب العاصف امام عينيه تعمى عنه الرؤية
التف بحدة فور ان رأي صوت صدفة يأتى من خلفه تغمغم بفرح
=ايه ده راجح انت جيت بدرى ….
دلفت صدفة من باب الشقة و ابتسامة واسعة مرتسمة علي وجهها فلم يشعر بنفسه الا و هو يندفع نحوها تحركه فورة الغـــضــــب المشتعل بصدره و السعير الذي يكوي اعماقه قبض على شعرها بعنف يكاد ان يقــ,تــلعه من جذوره لا يعير لصرختها المندهشة من تصرفه اكثر منها متألــمة يجذبها من شعرها لداخل الشقة صافعاً اياها بقوة جعلتها تسقط ارضاً و ليصطدm جسدها بالارض بعنف جعلها تصرخ متألــمة وهي تنفجر باكية لم يتح لها الفرصة حتى تنهض حيث اخذ ينهال عليها ضـ.ـر.باً و هو ينعتها بافظع الشتائم منهالاً عليها بقدmه يضـ.ـر.بها ضـ.ـر.بات متفرقة بانحاء جسدها غير ابهاً بصراختها المدوية الباكية المتألــمة…فقد كان اشبه بالمـ.ـجـ.ـنو.ن المغيب الذي يعميه غـــضــــبه بينما روحه تتلوي علي جمر الغـــضــــب والاحتراق بالغيرة.. و الألــم من خيانتها يعصف به فقد كان كالنصل الحاد الذي يكاد يمزق قلبه…
اخفض راجح الهاتف و كامل جسده متصلباً بينما تضيق به الانفاس كما لو قد منع عنه الهواء فجأة يشعر كأنه وسط جحيم يشعل جسده بنار لا يستطيع تحملها…
غمامة من الغـــضــــب العاصف امام عينيه تعمى عنه الرؤية
التف بحدة فور ان رأي صوت صدفة يأتى من خلفه تغمغم بفرح
=ايه ده راجح انت جيت بدرى ….
دلفت صدفة من باب الشقة و ابتسامة واسعة مرتسمة علي وجهها فلم يشعر بنفسه الا و هو يندفع نحوها تحركه فورة الغـــضــــب المشتعل بصدره و السعير الذي يكوي اعماقه قبض على شعرها بعنف يكاد ان يقــ,تــلعه من جذوره لا يعير لصرختها المندهشة من تصرفه اكثر منها متألــمة يجذبها من شعرها لداخل الشقة صافعاً اياها بقوة جعلتها تسقط ارضاً و ليصطدm جسدها بالارض بعنف جعلها تصرخ متألــمة وهي تنفجر باكية لم يتح لها الفرصة حتى تنهض حيث اخذ ينهال عليها ضـ.ـر.باً و هو ينعتها بافظع الشتائم منهالاً عليها بقدmه يضـ.ـر.بها ضـ.ـر.بات متفرقة بانحاء جسدها غير ابهاً بصراختها المدوية الباكية المتألــمة…فقد كان اشبه بالمـ.ـجـ.ـنو.ن المغيب الذي يعميه غـــضــــبه بينما روحه تتلوي علي جمر الغـــضــــب والاحتراق بالغيرة…
ركض كلاً من مروان و نعمـ.ـا.ت يصعدون الدرج الي شقة راجح بخطوات سريعة متعثرة عند سماعهم صوت صراخ صدفة التي كانت تصرخ متألــمة بشكل شبة هستيرى ظناً منهم انها قد اصيبت بمكروه ما….
لكن فور دخولهم الي الشقة التى كان بابها مفتوحاً على مصراعيه تجمدوا بمكانهم بصدmة عند رؤيتهم لما يفعله راجح بزوجته فقد كان ينهال عليها ضـ.ـر.باً فقد كان خارجاً عن السيطرة تماماً
لا يدرك فضاحة ما يفعله يقوده غـــضــــبه الجنونى…
اندفع على الفور مروان نحو شقيقه يعقد ذراعيه من حوله محاولاً جذبه بعيداً عنها و هو يصـ.ـر.خ به ان يستعيد وعيه و يتوقف عما يفعله….
بينما حاولت والدته دفعه بعيداً عنها و هى تصرخ به باكية غير مستوعبة ما يحدث له فبحياتها بأكملها لم تراه ابداً في حالته الجنونية تلك…
دفعته بقوة للخلف لكنه تملص من بين ايديهم معاوداً الهجوم مرة اخرى علي صدفة الملقية علي الارض تنتحب بشهقات ممزقة بينما تنحنى على نفسها تحمي جسدها من ضـ.ـر.باته..
مما جعل والدته تلقى بجسدها فوقها تحميها بجسدها و هى تصرخ به ان يتوقف عن جنونه…
ليتوقف اخيراً متجمداً بمكانه ينهج بعنف و يتصبب العرق من كامل جسده لا يعير لسؤال امه اخيه عما حدث ليفعل هذا بها نظراته تنصب فوقها فقط وقد اجلستها والدته ببطء و شفقة تمسح وجهها بيدها محاولة تهدئتها بينما تضمها اليه….
ليعاوده الجنون مرة اخري و قد غلت الدmاء بعروقه فور تخيله لها في اوضاع حميمية مع عشيقها بصور جعلت الدmاء تفور بعروقه دفع مروان بعيداً متحرراً منه و هجم عليها ضارباً اياها بقسوة و هو يزمجر بشراسة سابباً اياها غير ابهاً بصراخاتها او بصراخات والدته الفازعة او شقيقه الذي اخذ يحاول جذبه بعيداً عنها لينجح بالنهاية بابعاده عنها بينما دفعت و الدته صدفة الباكية نحو باب الشقة و هى تصرخ ممتلئ بالفزع
=اخرجى…. اخرجى دلوقتى و ابعدى عنه….
جن جنون راجح فور رؤيته لها تتجه بخطوات متعثرة نحو الباب
دفع شقيقه بقوة مما جعله يسقط على الارض بينما يلتف و يتناول السكين من فوق صحن الفاكهة و فكرة قــ,تــلها تسيطر عليه اندفع نحو الباب محاولاً ان يلحق بها لكن تصدت له والدته التى اسرعت بقفل باب الشقة مغلقة اياه بالمفتاح و هى تصرخ في هلع لاطمة وجهها بيديها عنـ.ـد.ما رأته يندفع نحو الباب محاولاً فتحه و السكين لا يزال بيده
=يالهوي……عليا و علي سنينى
لتكمل بيكاء و هي تندفع واقفة امام الباب دافعة اياه بصدره
=انت اتجننت عايز تقــ,تــل مراتك… ده انت روحك فيها.. ايه حصلك…. ايه حصلك…
زمجر راجح بشراسة و هو يحاول دفعها بعيداً عن الباب
=اوعى ياما ابعدى….
ليكمل صارخاً بشراسة عنـ.ـد.ما امسك به مروان من الخلف يعقد ذراعيه من حوله مقيداً حركته دافعاً اياه داخل غرفة النوم التي قام باغلاق بابها سريعاً من الخارج ليبدأ راجح بضـ.ـر.ب قبضته بالباب و هو يصـ.ـر.خ بشراسة و قد اصابته حالة من الجنون
=افتح يا مروان الباب…. افتح و الا قسماً بالله همـ.ـو.تك… افتح…..
ظل يضـ.ـر.ب الباب بقوة و عنف كالمجذوب الذي يحركه الغـــضــــب دون تفكير او حساب… اعمى لا يرى امامه سوى ستار خيانتها التى تحجب عنه الرؤية…
حطم قبضتيه فوق الباب بينما السكين لا تزال بين يده مما جعلها تنغرز بها و تقطع لحم يده لكنه لم يدرك او حتى يشعر بالألــم فقد كان الألــم الذي بقلبه اكبر و اعمق جعله يفقد الشعور بأي شئ اخر ظل على حالته تلك حتى خانته قدmيه و انهار فجأة راكعاً علي الارض بجسد منهك و اليأس و الألــم يسيطران عليه و لأول مرة بحياته ينفجر باكياً بكاء مرير اهتز له كامل جسده هامساً من بين شهقات بكاءه التى كانت تمزق صدره
=لية… لية يا صدفة….
وصل صوت بكاءه هذا الي نعمـ.ـا.ت التى كانت تقف مستندة الي الباب من الخارج تستمع الي شهقات بكاءه و قلبها يتمزق من أجله شاعرة كما لو كانت روحها تسحق لتنفجر باكية هى الاخرى على ألــم ولدها و هى تدرك ان الأمر بينه و بين زوجته اخطر مما كانت تتوقع فهى لم تراه من قبل يبكى قطاً حتى عنـ.ـد.ما كان طفلاً و يعنفه عابد..فقد كان طفل هادئ ذو كـبـــــريـاء يرفض اظهار ألامه للأخريين..
في ذات الوقت….
كانت صدفة جالسة على احدى أرصفة الشارع تضم جسدها المتألــم بذراعيها وهى تبكى بمرارة و ألــم فقد كانت في حالة من الصدmة و الذهول لا تصدق ان راجح قد قام بضـ.ـر.بها و سبها بتلك الشتائم البشعة… فماذا فعلت هى حتى تستحق منه ذلك..
و كيف امكنه فعل هذا بها..
اهذا ذات الشخص الذي كان لا يتحمل رؤيتها تعانى او تتألــم حتي ان كان مجرد ألــم بسيط…
فكيف استطاع ايذائها و تعنيفها بهذا الشكل.. فقد كان يضـ.ـر.بها كما لو كان يكرهها و يحتقرها كما لو كانت قد فعلت به شئ قبيح لا يغتفر لكن ماذا هي فعلت حتي تستحق ما فعله بها..
اخفضت رأسها بينما تنتحب علي حالتها تلك شاعرة بألــم حاد يعصف بقلبها يكاد ان يحطم روحها الي شظايا من شـ.ـدة الحـ.ـز.ن
ظلت جالسة بمكانها عدة دقائق تحاول تهدئت ارتجاف جسدها قبل ان تنهض بتثاقل تجر قدmيها بصعوبة و هى تنوي الذهاب الي بيت ام محمد لكن تجمدت خطواتها فور تذكرها ان ام محمد ليست بالمنزل فقد سافرت بالأمس الي الصعيد لكى تراعى والدة زوجها المريـ.ـضة…
لتنفجر باكية مرة اخرى فور ادراكها انه لا يوجد مكان تستطيع الذهاب اليه سوا منزل والدتها حيث تقطن اشجان و ولدها اشرف…اشرف الذي حاول الاعتداء عليها من قبل و اغـ.ـتـ.ـsـ.ـابها… بدأت الارض تميد تحت قدmيها شاعرة بعالمها بأكمله ينهار من حولها فور تذكرها لتلك الحادثة…و ما حاول فعله بها و شعورها وقتها مما جعل جسدها يرتجف من شـ.ـدة الخــــوف اخذت تتلفت حولها و هي تضع يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها بينما تحاول ايجاد مهرب اخر من مأزقها هذا لكن لم يوجد امامها خيار اخر سوا الذهاب الي منزل اشجان فلا يوجد لديها مكان تذهب اليه…
وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألــم الحاد الذي يعصف به و هي تهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمـ.ـا.ت متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه…
=ليه.. يا راجح حـ.ـر.ام عليك… ازاي هونت عليك تعمل فيا كده…ليه تخليني ارجع ليهم من تاني
مسحت وجهها بيد مرتعشة قبل ان تجبر قدmيها علي التحرك و التوجه الي بيت والدتها حيث توجد اشجان…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة دقائق…
اتجهت اشجان نحو باب الشقة وهي تتراقص في خطواتها بينما تدندن بفرح اغنية ما لكنها صمتت فاغرة الفم فور ان فتحت الباب و رأت امامها صدفة بمظهرها المدmر الءي كانت عليه..
مررت عينيها الممتلئة بالصدmة فوق وجه صدفة الباكى و العلامـ.ـا.ت الحمراء التى تملئ خدييها قبل ان تتسع شفتيها في ابتسامة واسعة و قد التمعت عينيها بشمـ.ـا.تة واضحة و هى تستوعب ما حدث لها
=ايه ده هو ابن الراوى ضـ.ـر.بك و لا ايه… طيب و نبى تسلم ايده
دفعتها صدفة في ذراعها مبعدة اياها عن طريقها بينما تندفع الى الداخل متجاوزة اياها دون ان تجيبهالتلحق بها اشجان هاتفة بصوت يملئه الفرح
= عملتى ايه يا منيـ.ـلـ.ـة….خلتيه يورملك وشك كده.. اكيد نيلتى حاجة ما انا عارفاكى لسانك طويل…و مفكيش لا عقل ولا تفكير…….
لتكمل بمكر عنـ.ـد.ما تجاهلتها صدفة و دلفت الى غرفتها لتلحق بها
=و لا يمكن تلاقيه هو اللى زهق منك…. و قال يخلص منك بدرى بدرى……. ما خلاص خد منك اللى عايزه هيبقى على واحدة زيك ليه لا مال و لا جمال و لا تعليم….
استدارت اليها صدفة صارخة بهستيرية و قد طفح كيلها من كلمـ.ـا.تها السامة تلك التى اشعلت النيران بجـ.ـر.ح قلبها
=اطلعى برا… برا ربنا يخدك…
دفعتها صدفة لخارج غرفتها مغلقة الباب بوجهها بقوة مما جعل اشجان تستشيط غـــضــــباً هاتفة بقسوة و غل
=بتتشطرى عليا انا… ياختى روحى اتشطرى على اللي مرمطك.. جتك ستين نيـ.ـلـ.ـة تاخدك….
انهارت صدفة جالسة على ارضية الغرفة تدفن وجهها بين ساقيها ابتى كانت تضمها الي صدها بينما تحيط اذنيها بيديها رافضة سماع صراخ اشجان بالخارج حيث كانت مستمرة بالقاء كلمـ.ـا.تها السامة عليها..
خرج نشيج ممزق من بين شفتيها بينما تنفجر منتحبة على كل ما اصابها و ما اصبحت عليه…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور يومين…
كانت صدفة جالسة علي الاريكة التى تقع بغرفتها تسند رأسها الى اطار النافذة التى كانت تنظر الى خارجها باعين غائمة بينما كان وجهها شاحب كشحوب الأموات لا يزال يرتسم عليه الحـ.ـز.ن و الالم..
فمنذ ان اتت الي هنا و هي علي حالتها تلك غارقة في عالم من الحـ.ـز.ن و البؤس لا تستطيع الخروج منه…
فركت بيدها برفق فوق بطنها التي كانت تؤلمها منذ الأمس ..
فقد كانت دائماً مصابة بمرض القاولون العصبى فعند اضطرابها او حـ.ـز.نها يشتد المرض عليها مثل الأن… لكنها بالماضي كانت تتناول الدواء المخصص لها و تصبح افضل على الفور..
لكن الأن هى لا تملك حتي ثمن حبة واحدة من ذلك الدواء الذي قد يخفف من توعكها…
انحدرت الدmـ.ـو.ع فوق وجنتيها لكنها قامت بازالتها سريعاً بيدها المرتجفة مرفرفة بعينيها بقوة حتى تبعد الدmـ.ـو.ع المحتقنة بداخلها عنـ.ـد.ما رأت باب غرفتها يفتح و تدلف اشجان و هى تتغنج في مشيتها بقميصها المنزلي العاري و وجهها المغطى بالعديد من الالوان الفاقعة..
القت بطبق صغير امام صدفة قائلة بينما تمضغ العلكة التى بفمها
=امسكى اطفحى…. انتى من ساعة ما اتنيلتى جيتى هنا مكلتيش حاجة….مقضيها عـ.ـيا.ط و نواح. بس….
لتكمل و هى تدفع بالطبق نحوها
=كلى ياختى… احسن تمـ.ـو.تى و لا يحصلك حاجة و يحسبوكى عليا بنى ادmة و لا حاجة…؟
اخفضت صدفة عينيها الى الطبق الذي اتت به و الذي كان به كمية قليلة من الملح و نصف قطعة من الخبز الجاف اعترضت معدتها رافضة الطعام لتدير وجهها نحو النافذة دون ان تجيبها لتهتف اشجان بسـ ـخـــريــة لاذعة
=ايه ياختى بتبصي للأكل بقرف كدة ليه مش عجبك…. ايه ابن الراوى اخدك على المحمر و المشمر……
اقتربت منها ممسكة بذراعها تديرها نحوها و هى تتابع بغل دافعه الصحن امام وجهها
=لا ياحبيبتى عودى نفسك على الاكل ده خلاص ابن الراوى رامكى و قريب اوى هيطـ.ـلقك…و هترجعى تاني للقشف و الجوع
نفضت صدفة يدها الممسكة بذراعها بعيداً هاتفة بها بشراسة و قد اخرجتها كلمـ.ـا.تها القاسية تلك من قوقعة صمتها التى كانت تختبئ بها طوال اليومين المنصرمين
=مش عايزة حاجة من خلقتك….
لتكمل دافعة اياها بقوة
=و ابعدى عنى بقى و ارحمينى…
تراجعت اشجان بتعثر عدة خطوات للخلف بسبب دفعتها تلك مما جعلها تهتف بغـــضــــب
=بتزقينى كدة ليه يا حالـ.وفة انتى.. الحق عليا انى بقطع من أوتى و بديكى تطفحى… مش كفاية قاعدالى زى الحمى في البيت…لا شغلة ولا مشغلة و جايلنا ببلاوكى….
.
قاطعتها صدفة بصوت مرتجف بينما تحاول السيطرة على نوبة البكاء المتصاعدة بداخلها و قد مزقتها كلمـ.ـا.تها تلك…
=و انا ياما صرفت عليكوا من و انا عيلة كنت بشتغل و بصرف عليكوا…….بعدين انا مش عايزة منكوا حاجة ارحميني بقي و سبينى في حالى…..
ربتت اشجان على ظهرها بحدة بضـ.ـر.بات قاسية متتالية مغمغمة بتهكم حاد
=انزلي ياختى شوفيلك شغلانة اشتغليها تصرفى بها على نفسك ولا حاولي رجعي الفرشة بتاعتك اللي بعتيها لما جيتي تتجوزي الشملول اللي رماكي بعد 5 شهور رمية الكلاب و لا كأنك تسوى….
قاطعتها صدفة صارخة بهسترية فور سماعها كلمـ.ـا.تها المؤذية تلك النى كانت تضغط على اعصابها و جـ.ـر.ح قلبها
=اطلعى برا…. اطلعى برا….
وقفت اشجان تتطلع اليها بصمت عدة لحظات تراقب الالم و العـ.ـذ.اب المرتسم على وجهها بعينين تلتمع بالرضا و ابتسامة شامتة ترتسم علي شفتيها قبل ان تلتف و تغادر الغرفة تاركة صدفة شبه منهارة تبكى بكاء مرير فقد كان الالم الذي يعصف بداخلها يكاد يمزق قلبها ازدادت شهقات بكائها مما جعلها تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقات بكائها التي اخذت تتعالي بقوة ظلت منحنية الرأس تنتحب بصوت يقطع انياط قلب من يسمعه و هي تردد بداخلها لما فعل بها راجح هذا لما تخلى عنها و جعل الجميع يشمت و يسخر من ألامها فهى لم يكن لها بهذة الحياة سواه ..
حاولت ان توقف بكائها هذا و ان تهدئ من حالتها تلك فقد امضت اليومين الماضيين فى البكاء و الغرق فى شعورها بالشفقة على نفسها مسحت وجهها بيديها المرتجفة
=اماااا انا جيت…
انتفض جسد صدفة بفزع فور سماعها صوت اشرف يأتى من الردهة بالخارج مما جعل الدmاء تجف بعروقها من شـ.ـدة الخــــوف انتفضت واقفة متجهة نحو باب الغرفة تغلقه علي الفور بحثت عن المفتاح تقوم بغلقه لكنها لم تجده مما جعل رعـ.ـبها يزداد اكثر و اكثر فقد امضت اليومين الماضيين مطمئنة بعض الشئ عنـ.ـد.ما علمت من اشجان بانه قد سافر لمحافظة اخرى للعمل بها لكنه الان قد عاد فكيف ستمكث معه في منزل واحد بعد ان حاول التعدى عليها انهارت جالسة على الارض تسند ظهرها الي باب الغرفة محاولة احكام غلقه بجسدها..
احاطت بذراعيها جسدها الذي كان ينتفض بشـ.ـدة بسبب الرعـ.ـب الذي يعصف بها… و ذكريات تلك الليلة التي حاول الاعتداء عليها بها تعاودها و الخــــوف و الفزع الذي شعرت بهم وقتها يسيطران عليها من جديد فمنذ تلك الليلة لم تقع عينيها عليه..
رفعت عينيها الي الاعلى وهي تهمس بعجز و خــــوف بينما الدmـ.ـو.ع تغرق وجهها الشاحب
=اعمل ايه يا رب… اروح فين…
اسندت رأسها الي الباب بتعب ليصل اليها صوت اشجان و هي ترحب به فقد كان مسافراً كما اخبرتها منذ ان فك جبيرة يده لكنه عاد الان علي حظها العثر….
ظلت جالست بمكانها عدة دقائق حتي اطمئنت من انه قد دخل غرفته لتسرع ناهضة تبحث في انحاء الغرفة عن مفتاح الباب و لحسن حظها وجدته ملقي بجانب الفراش الخاص بها…
لتسرع بغلق الباب عليها بالمفتاح من الداخل لكن رغم ذلك لم يهدئ خــــوفها مما جعلها تجذب المنضدة الثقيلة التي بجانب الفراش و وضعتها امام الباب كحاجز…
لترتمي بعدها علي الفراش تتنفس الصعداء…
في ذات الوقت…..
غمغم اشرف الذى كان مستلقى على الاريكة التى ببهو الشقه منتفضاً في مكانه فور سماعه صوت يأتي من غرفة صدفة
=ايه ده..ايه الصوت ده ياما…حـ.ـر.امى و لا ايه..؟
اجابته اشجان و هى تدفعه في صدره مجلسة اياه علي الاريكة مرة اخري
=اقعد.. ياخويا متخفش…..حـ.ـر.امى ايه اللي هيجيبه هنا ايش ياخد الريح من البلاط
لتكمل و هى تلوي فمها بنفور
=ده المنيـ.ـلـ.ـة صدفة….
انتفض اشرف واقفاً مرة اخرىفور سماعه ذلك هاتفاً و عينيه تلتمع بلهفة
=ايه.. صدفة….
ليكمل بلهفة واضحة بينما يتجه نحو الغرفة الخاصة بها
=بجد ياما… صدفة هنا..؟
اسرعت اشجان واقفة امامه تسد عليه الطريق قائلة بحدة
=اها يا روح امك… هنا…
لتكمل بحدة و هى تدفعه للخلف
=و اتنيل اقعد… رايح فين…..؟!
تنحنح اشرف بحرج قبل ان يعاود الجلوس مرة اخرى على الاريكة و هو يحاول رسم اللامبالاة على وجهه
=و هي بتعمل ايه هنا…؟
اجابته اشجان قائلة بينما تجلس بجانبه قائلة بشمـ.ـا.تة واضحة
=راجح الراوى…طردها من قلب البيت و شكله كده خلاص هيطـ.ـلقها….
لتكمل بغل وهي تهز رأسها باستحسان
= كنت عارفة ان ده هيحصل من زمان هياخد منها اللى عايزه و يرميها رمية الكلاب…..
صمتت قليلاً قبل ان تتابع بحده و عينيها تلتمع بالحقد
=يلا اهي بـ.ـنت المحظوظة عاشتلها يومين في العز و اتنغنغت…برضو
لوت فمها قائلة بحسرة و هي تحدث نفسها بينما تضـ.ـر.ب بيدها فوق صدرها
=مش زي حالاتي… غرقانة طول عمرى في الفقر و الهم…..
قاطعها اشرف و هو يبدأ بتناول الطعام الذي وضعته امامه بوقت سابق
=ما خلاص يما بتحسديها علي ايه ما اهى اطلقت و رجعتلك من تانى و متلقحة جوا اهها….
ضـ.ـر.بت يدها فوق ساقها قائله بحدة
=اها يا خويا رجعتلى من تانى بهمها و قرفها ده من يومها قافلة علي نفسها و شغالة عـ.ـيا.ط و مش راضية تاكل لحد ما هتلبسني مصيبة……
تنحنح اشرف قائلاً بينما يتناول من امامه الصحن الملئ بالدجاج
=طيب ما ادخل انا كده و احاول اخليها تاكل….
هتفت به اشجان بشراسة
=اتنيل اقعد مكانك يالا انت….
لتكمل بحدة و عينيها تشتعل بالغـــضــــب مشيرة الي الصحن الذي لا يزال بيده
=تأكلها ايه ياخويا فراخ…؟! ليه مال ابوها هو… اخرها شوية ملح ونص رغيف عيش و يبقي كتر خيرى اوي انا هصرف عليلها من جيبي….كمان
جلس اشرف واضعاً الصحن من يده مغمغاً بحدة
=خلاص يما… اقفلى البوتجاز اللي هب من بوقك ده…..انا بس البت صعبت عليا….
قاطعته اشجان بسـ ـخـــريــة لاذعة و هى تضـ.ـر.ب بيدها فوق صدره بقسوة
=بقولك ايه روح امك…شغل الحنيه و النحنحة ده مش عليا انا فاهمة دmاغك كويس….
لتكمل وابتسامة ماكرة ترتسم علي شفتيها
=و هنولك اللي في بالك… بس اهدي كدة و متبقاش خايب….
هتف اشرف بفرح فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك
=بجد يما…؟!
ضحكت مغمغمة
=اها بجد يا ابو رياله…
لتكمل و هي تلوي شفتيها بعدm رضا
=انا عارفة هتمـ.ـو.ت عليها… علي ايه جتك نيـ.ـلـ.ـة
غمغم بينما عينيه تلتمع بشهوة واضح
= البت صاروخ ارض جو يما…
اصدرت صوت من بين شفتيها ينم عن السخط قبل ان تدفع بفمة قطعة من لحم الفراخ قائلة بعصبية
=طيب اطفح… و نقطنى بسكاتك و اول ما تطلق هجوزهالك…
ارتسمت ابتسامة واسعة راضية على وجه اشرف قبل ان يستدير ويبدأ بتناول طعامه و بداخله يرقص فرحاً لأقترابه من الحصول علي مراده…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في منزل الراوي…
دلفت نعمـ.ـا.ت الي شقة راجح التي كان يسودها الظلام الدامس لتقوم باشعال ضوء الردهة قبل ان تتجه الي غرفة الاستقبال التي يوجد بها راجح.. فمنذ ذلك اليوم الذي فقد به السيطرة و قام بضـ.ـر.ب زوجته و هو لم يغادر تلك الغرفة حتي عمله لم يذهب اليه رافضاً التحدث الي اي شخص حتي هى..
دلفت الي الغرفة لينفطر قلبها ألــماً عليه عنـ.ـد.ما وجدته نائماً علي الاريكة بوجهه الشاحب و ذقنه التي نمت خلال الايام الماضية..
وقعت عينيها علي صينية الطعام التي على الطاولة و التي كانت كما هي فيبدو انه لم يتناول الطعام التي وضعته له فقد كان يرفض تناول الطعام في كثير من الاحيان… لكنه كان لا يكف عن تناول السجائر و القهوة…
اقتربت منه جالسة بجانبه على الاريكة مغمغة اسمه برفق ليستيقظ على الفور و انتفض جالساً يتطلع اليها باعين غائمة مررت يدها فوق رأسه بحنان و هى تتفحص بحسرة وجهه الشاحب الذي اصبح انحف من قبل
=لما انت بتحبها اوى كده… ليه يا بنى تعمل فيها و في نفسك كده…
لتكمل وهي تربت علي كتفه عنـ.ـد.ما ظل صامتاً
=فهمني يا بني ايه حصل.. يمكن اقدر اساعدك…
احني راجح رأسه رافضاً التحدث فكيف يستطع اخبـ.ـارها بان زوجته قد قامت بخيانته..
تفحصت نعمـ.ـا.ت وجهه الحزين قبل ان تضم رأسه الي صدرها تحتضنه بحنان هامسة بصوت باكي
=اتكلم يا ضنايا… اتكلم و فضفض انا امك.. و سرك و و.جـ.ـعك هو و.جـ.ـعى…
دفن راجح وجهه بحـ.ـضـ.ـن والدته يشعر ببعض السلام يستقر بداخله بعد معاناته والألــم الذي لم يفارقه طوال الايام الماضية همس بصوت مجهد مهتز
=د.بـ.ـحتنى ياما….
ليكمل بصوت مختنق يملئه الحسرة والالم
=باين مكتوب عليا ان افضل موجوع طول عمرى…….
صمت قليلاً قبل ان يتابع بصوت مرتجف ممزق بينما غصة من الالم تسد حلقه
=بعد ما قولت خلاص ربنا عوضنى بها.. و بقي ليا بيت و واحدة تخاف عليا و تحبنى و احبها.. كل ده طلع كدب و انا في الاخر طلعت اهبل..اهبل مضحوك عليا
ربتت والدته على رأسه بحنان
=و الله يابنى دى بت غلبانة شوف على قد ما كنت مش طيقاها في الاول لكن بعد ما شوفت حبها وخــــوفها عليك حبيتها…
رفع رأسه من حـ.ـضـ.ـن والدته قائلاً بصوت مرهق و هو يحاول تغيير الحديث يعاكس الالم الذي يمزقه من الداخل
=معلش ياما انزلى و سبينى انا عايز انام… علشان هنزل الوكالة بكرى بدرى
كانت تهم نعمـ.ـا.ت بالاعتراض لكن فور انه رأته يشيح وجهه بعيداً حتى لا ترى عينيه الغارقتين بالدmـ.ـو.ع اومأت برأسها
=حاضر… حاضر يا ضنايا…
نهضت واقفة على قدmيها تتطلع اليه بحسرة قبل ان تربت على رأسه بحنان مجبرة ذاتها على المغادرة و تركه فقد كانت تعلم انه لا يرغب برؤيته و هو ينهار…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالى…
في منتصف الليل استيقظت صدفة على ألــم بطنها و رغبتها بدخول الحمام حيث ظلت طوال اليوم حابيسة غرفتها خــــوفاً من مقابلة اشرف…
لكنها غادرت غرفتها مرة واحدة عنـ.ـد.ما سمعته يخبر والدته انه ذهاب لمقابلة اصدقاءه علي القهوة وقتها ذهبت لملئ زجاجتها بالمياة و استعملت الحمام ثم عادت الي غرفتها و اغلقت عليها مرة اخرى…
نهضت من الفراش و ارتدت عبائتها السوداء القديمة التي تركتها خلفها عند زواجها و عقدت طرحة حول رأسها جيداً قبل ان تتجه نحو الباب و تفتحه قليلاً تطل برأسها منه للخارج حتي تتأكد ان اشرف ليس موجوداً و عنـ.ـد.ما وجدت المكان خالى
خرجت و دلفت الي الحمام الذي اغلقته خلفها جيداً…
بعد عدة دقائق خرجت من الحمام بعد تأكدها من خلو الردهة لكن ما ان اقتربت من باب غرفتها حتى شعرت بيدين تقبض على ذراعيها من الخلف مما جعلها تصرخ فازعة عنـ.ـد.ما دفعها اشرف الذي لا تعلم من اين ظهر نحو الحائط محاصراً اياها بجسده و هو يسرع بتكميم فمها بيده
اتسعت عينيها بالذعر بينما كامل جسدها يرتجف من شـ.ـدة الخــــوف عنـ.ـد.ما سمعته يهمس بالقرب من اذنها
=شوفتى..لفيتى لفتك..و رجعتيلى…
ليكمل و عينيه تلتمع بالشهوة و هو يمرر يده الجشعة على جانب جسدها
=و اللى مكملش في المخزن هيكمل هنا…. و دلوقتى
انهى جملته و هو يحاول دفن وجهه بعنقها و تقبيله مما جعلها تدفعه في صدره بيديها المرتجفة لكنه لم يتزحزح انشاً واحداً فقد كان كالصخر مما جعلها ترجع رأسها للخلف بعيداً و هى تقاومه بشراسة رغم ضعفها و شعورها بالاعياء…
اخذت تحاول الصراخ و طلب المساعدة لكن خرجت صراختها تلك كالزمجرة المكتومة بفعل يده التي كانت تغلق فمها بقوة
اخذت تتملص بهسترية بين يديه محاولة التحرر من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا ان ازداد ضغط جسده علي جسدها مما جعلها تنفجر في بكاء هستيرى عنـ.ـد.ما شعرت بشفتيه تقبل جانب عنقها..
ابتعد عنها قليلاً يتطلع الي وجهها المحتقن كالدmاء بسبب محاولتها الفاشلة في الصراخ بسبب يده التي كانت تكمم فمها قبل ان يقرب شفتيه من اذنها و يهمس بصوت اجش مظلم
=عارفة انى من يوم ما شوفتك و انتى بتغيرى هدومك… مبتفارقيش خيالى ولا احلامى… كنت هتجنن عليكى…… و كنت يأست لما عرفت انك اتجوزتى راجح الراوى…..
ليكمل و هو يتطلع اليها بعينين ممتلئة بالرغبة
=بس اهو اديكى بين ايديا… و مفيش حد هيمنعنى عنك زى يوم المخزن…
دب الرعـ.ـب اوصالها فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك مما جعلها تحاول دفعه بقوة وضراوة اكبر لكن فشلت جميع محاولاتها…
حاولت التذكر كيف نجت منه بالمرة السابقة لتتذكر كيف قامت بعضه بيده وضـ.ـر.به بين ساقيه…
لتسرع بغرز اسنانها بيده التى تكمم فمها تعضه بكل الغل و الخــــوف الذي يكمن لديه مما جعله يصـ.ـر.خ بألــم مبعداً يده عنها لتسرع باطـ.ـلا.ق صرخة مدوية طالبة المساعدة…
لينفتح باب غرفة اشجان علي الفور التى خرجت الى الردهة بوجه ناعس وشعر مشعث تهتف بحدة
=في ايه…. ايه الصويت ده….
ابتعد اشرف عن صدفة فور سماعه صوت والدته يأتى من خلفه..
بينما اسرعت صدفة راكضة نحوها بخطوات متعثرة تمسك بيدها وهى تهمس باكية
=الحقيتى…. الحقينى يا خالتى ابنك بيتهجم عليا….
اخذت عينين اشجان تمر بينهم بعدm فهم عدة لحظات قبل ان تطلق تنهيدة طويلة و هى تحيط كتف صدفة بذراعها
=يتهجم عليكى ايه بس… يا صدفة
لتكمل و هى تربت على صدر صدفة
=يا حبيبتى اهدى كدة.. و متكبريش الموضوع
هتفت صدفة بحدة من بين شهقات بكائها الممزقة و هى تجذب نفسها بعيداً عنها
=اكبر ايه… بقولك اتهجم عليا و حاول يغتصبنى…..
قاطعتها اشجان ببرود و هى تهز كتفيها
=طيب و ايه يعنى… انتى دلوقتى قاعدة على قلبي لا شغلة و لا مشغلة و بصرف عليكى…يبقي خلى ليكى لازمة… و اعملى بلقمتك….
انهت جملتها تلك دافعة صدفة بقسوة نحو اشرف الذي اسرع باحطتها بذراعيه يضمها الي جسده بقوة و على وجهه ترتسم ابتسامة واسعة….
اخذت صدفة تنتفض بينما ذراعيه مقاومة اياه بضراوة وهى تحاول فك حصار ذراعيه من حولها هاتفة بصوت مختنق يملئه الخــــوف و الفزع
=ابوس ايدك متخلهوش يعمل كده فيا…..
وقفت تتطلع اليها اشجان بتشفى و هى تستمتع بتذللها هذا قبل ان تغمغم ببرود
=و مخلهوش يعمل فيكى كده ليه يا عينيا… طيب الاول كنت منعاه عنك علشان كنت بـ.ـنت بنوت… لكن دلوقتى امنعه ليه… سيبى الواد ينزه عن نفسه
لتكمل بابتسامة واسعة
=و بكرة تتعودى… متقلقيش…
اهتز جسد صدفة بقوه شاعرة بالبرودة تتسلل الي عروقها و قد اتسعت عينيها برعـ.ـب فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك لكنها افاقت من صدmتها عنـ.ـد.ما رأت اشجان تلتف متجهة نحو غرفتها و هى تتثائب بصوت مرتفع و هى تغمغم
=خدها و ادخل الاوضة و اقفل الباب عليكوا مش عايزة صداع..واقفل بوقها ده مش عايزين فضايح…..
اسرع اشرف بتنفيذ أمر والدته حيث قام بسحب صدفة التى كانت تقاومه بقوة وهى تضـ.ـر.به بيديها وقدmيها و هى تصرخ بهستيرية طالبة المساعدة لكنه كان اقوى و اضخم منها بكثير حيث نجح بكتم فمها و سحبها الى الغرفة…
هتفت اشجان بينما تلتف متجهة نحو غرفتها و هى تتثائب بصوت مرتفع و هى تغمغم ببرود
=خدها و ادخل الاوضة و اقفل الباب عليكوا مش عايزة صداع..واقفل بوقها ده مش عايزين فضايح…..
اسرع اشرف بتنفيذ أمر والدته حيث قام بسحب صدفة التى كانت تقاومه بكامل قوتها تضـ.ـر.به بيديها و قدmيها و هى تصرخ بهستيرية طالبة المساعدة لكن كان اقوى و اضخم منها حيث نجح بكتم فمها بيده و سحبها نحو الغرفة لكن دبت القوة داخلها فور ادراكها ما سيحدث لها ان استسلمت له..
قاومته بشراسة رافضة تحريك قدmيها التى ثبتتها بالارض حيث كان لا يفصلهم عن الغرفة سوا عدة اقدام قليلة…
زمجر اشرف و هو يسب بقسوة بينما يحاول سحبها بالقوة لداخل الغرفة بينما يده لا تزال فوق فمها مما جعلها تتلفت حولها تبحث عن شئ تنقذ نفسها به….
وقعت عينيها علي قطعة من الحديد الخاصة بعمل زوج والدتها و التي كانت بجانب الحائط مدت يدها اليها لكنها كانت بعيدة قليلاً عن متناول يدها حاولت الوصول اليها لتنجح بالنهاية بالامساك بها استغلت انشغاله بمحاولة سحبها للغرفة و قامت بضـ.ـر.به بقطعة الحديد الغليظة فوق رأسه مما جعله يفلتها علي الفور و هو يصـ.ـر.خ ممسكاً برأسه التي بدأت الدmاء تتسرب منها الي وجهه…
لتسرع صدفة راكضة نحو باب المنزل تحاول الهرب لكن لحقت بها علي فور اشجان التى خرجت من غرفتها راكضة علي صوت صراخ والدها لتصعق فور رؤيتها ما يحدث و قد دب الرعـ.ـب بداخلها من فكرة هروبها…
اسرعت خلفها وقبل ان تستطيع صدفة فتح الباب قبضت اشجان علي شعرها بقوة تجذبها منه مانعة اياها من الخروج…
ثم دفعتها للخلف بكامل قوتها و هي تصرخ بها
=راحة فين يا بـ.ـنت الكـ.ـلب ايه فاكرها سايبه….
سقطت صدفة على الارض بسببب دفعتها تلك ليرتطم اسفل ظهرها بقوة بالطاولة الصغيرة التي كانت تتوسط الردهة مما جعلها تصرخ متألــمة و هي تنفجر باكية شاعرة بألــم قوي يعصف بأسفل ظهرها و بطنها….
رمقتها اشجان بازدراء و نفور قبل ان تتجه نحو اشرف الجالس علي الارض و هو يمسك برأسه لتصرخ فازعة فور رؤيتها للدmاء التي تغطي جانب وجهه و يده جلست بجانبه تحاول فحص رأسه…
لتستغل صدفة ذلك محاولة ان تتحمل الالم الذي يعصف ببطنها و اسفل ظهرها و نهضت مسرعة نحو باب الشقة راكضة باقصي سرعة لديها تحاول انقاذ نفسها فهي تعلم اذا امسكوا بها مرة اخري فلن تستطيع المقاومة بسبب الألــم الذي يعصف بها و جسدها الذي اصبح واهن و ستستسلم لهم….
صرخ اشرف بهستيرية فور رؤيته لصدفة تفر هاربة من الشقة
=الحقققى ياما…. بـ.ـنت الكـ.ـلـ.ـب خرجت الحقيها بسرعة……
هتفت اشجان التي لم تتحرك من مكانها و عينيها مسلطة بغـــضــــب علي الباب المفتوح علي مصراعيه
=سيبها تغور… داهية خدتها هي و اللي جابوها….
صرخ اشرف مقاطعاً اياها بقسوة و الخــــوف يدب بداخله بينما ينهض علي قدmيه بترنح
=اسيبها تغور ايه افرضي راحت لراجح الراوي و قالتله علي اللي حاولت اعمله معاها… المرة دي هيقــ,تــلنى بجد…
غمغمت اشجان بهدوء بينما تلوي شفتيها بسـ ـخـــريــة
=لا اطمن… عمرها ما هتقدر تقرب حتي من بيت الراوي……
لتكمل وهي تدير عينيها نحوه تجذبه من ذراعه معيدة اجلاسه بقوة
=اتنيل اقعد… خاليني اشوف راسك اللي اتفتحت دي… جتك وكسة مش قادر علي عيلة زي دي…..
جلس اشرف مرة اخري وهو يتأفف بغـــضــــب بينما بدأت والدته بتفحص جـ.ـر.ح رأسه حتي ترى ان كان يستدعي الذهاب الي المشفى…
في ذات الوقت…
ظلت صدفة تركض باقصى سرعة تسمح بها قدmيها المرتجفة محاولة الهرب والابتعاد قدر الامكان عن منزل اشجان و ولدها لكنها توقفت فجأة ممكسة ببطنها تأن بألــم عنـ.ـد.ما شعرت كما لو ان سكاكين تمزق بطنها و اسفل ظهرها كان الألــم رهيب لا يطاق…
لكن تصلب جسدها بقوة فور ان شعرت بسائل دافئ ينساب من بين ساقيها اخفضت عينيها ببطئ نحو قدmيها ليتحول شحوب وجهها الى لون رمادى كما لو كانت قد فقدت الحياة فور رؤيتها للدmاء التى تغطى قدmيها شهقت منحنية للاسفل ممسكة ببطنها تأن و هي تنفجر باكية عنـ.ـد.ما ازداد الالم عليها بشكل اصبح لا يطاق شعرت كما لو كانت علي وشك المـ.ـو.ت…
اتجهت نحو الطريق الرئيسى بخطوات بطيئة مترنحة من ثم حاولت ايقاف سيارة اجرة حتى تقلها للمشفي لكن تجاوزتها العديد من السيارات رافضة الوقوف لها…
و كل مدى الالم يشتد عليها اكثر و اكثر مما جعل بكائها يزداد بسبب الالم الذي تشعر به و يأسها من ان تصل للمشفى بالوقت المناسب…
بالنهاية نجحت بايقاف سيارة اجرة بالنهاية اقتربت من شباك السائق هامسة بصوت مرتجف
=عايزة اروح المستشفي…بس مش معايا فلوس….
لتكمل بصوت مرتعش من شـ.ـدة الالم الذي ازداد عليها بينما تنزع من اصبعها دبلة زواجها تعطيها له
=بس معايا دى… خدها و ودينى اقرب مستشفى حكومى….ابوس ايدك
تأمل السائق وجهها الباكى الذي يظهر عليه الالم بوضوح و حالتها الرثة قبل ان يهز رأسه قائلاً بشفقة
=لا حول و لا قوة الله بالله….
ليكمل و هو يدفع يدها الممسكة بالدبلة برفض
=اركبى…. اركبى يا بـ.ـنتى…. و خلى دبلتك معاكي احنا برضو عندنا ولايا…
صعدت صدفة السيارة تسند رأسها الي المقعد و هى تغرز اسنانها بشفتيها حتى ادmتها و ذاقت طعم الدmاء بفمها لكنها لم تبالى فقد كان الالم ببطنها يكاد يمزقها الى اشلاء….
بعد مرور ساعتين…
كانت صدفة مستلقية فوق فراش المشفى بوجه شاحب يحاكى شحوب المـ.ـو.تى تستمع الى حديث الطيب بذهن شارد لا تستوعب شئ من حديثه لها عن ما قام به من اجراءات لازمة لاسعافها و ايقاف النـ.ـز.يف الذي اصابها كانت تتطلع اليه بعيونها الغائرة تزيد الهالات التى اسفلها من مظاهر التعب و الشحوب اكثر عليها لا تقوى حتى على فتح شفتيها حتى تسأله اكثر سؤال ترغب بأجابته لكنها اجبرت نفسها على النطق قائلة بصوت متحشرج خافت لا يكاد يسمع
=انا عندي ايه يا دكتور… و ايه سبب الدm ده…؟!
اجابها الطيب قائلاً بهدوء
=للأسف يا مدام صدفة انتي حصلك نـ.ـز.يف و لو كنت اتأخرتي نص ساعة بس كمان كان ممكن تفقدى الجنين يمـ.ـو.ت….
اهتز جسدها بعنف كما لو صاعقة قد ضـ.ـر.بتها فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك همست بصوت مرتجف و هي تظن انها قد اخطأت في سماعه
=جنين…!! جنين ايه…؟!!
ارتسمت ابتسامة على وجه الطبيب الذي استوعب انها لم تكن تعلم بأمر حملها
=انتى حامل يا مدام صدفة… و كمان في توأم… مبروك..
انسحبت انفاسها من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها وقد اتسعت عينيها بصدmة بينما يدها تهبط الي بطنها تتحسسها برفق و رهبة و هى تهمس بصوت منخفض مرتجف
=تـ.. توأم…؟!
اخفضت عينيها المتسعة بالصدmة الى بطنها التى كانت ممتلئة بعض الشئ و هى تهز رأسها بعدm تصديق لكن جفت الدmاء بعروقها وقفز قلبها بداخل صدرها بعنف فور تذكرها للألــم ببطنها و الدmاء التى كانت تغرق قدmيها…
همست بصوت مختنق لا يكاد يسمع يملئه الخــــوف و الارتعاب بينما يدها لا تزال تتحسس بطنها
=طيب هما.. هما كويسين حصلهم حاجة… الدm… الدm اللى نزل منى….
قاطعها الطبيب على الفور قائلاً بنبرة مطمئنة
=اطمنى هما كويسين و بخير و النـ.ـز.يف الحمد لله قدرنا نوقفه… بس صحتك انتى اللي مش كويسة خالص….
هزت رأسها هامسة بنبرة متحشرجة بينما الدmـ.ـو.ع تملئ عينيها
=مش مهم انا… المهم هما يكونوا بخير و كويسين…
زفر الطيب قائلاً بصوت عملى حازم
=ماهو يا مدام صدفة علشان الحمل يكون كويس انتى كمان لازم تكونى كويسة علشان كده احنا عملنا كل اللازم فى المرحلة دى و انتى كل اللى مطلوب منك الهدوء والراحة لحد ما نعدى مرحلة الخطر…
ليكمل بهدوء و هو يتقدm نحوها خطوة قائلاً بجدية
=انا مش هكدب عليكى حالتك مش مستقرة و ياريت تتابعى مع دكتور كويس يعالج الانيميا الحادة اللى عندك…انتى كان عندك هبوط حاد بالدورة الدmوية و مع النزييف اللى اتعرضتيله وضعك كان صعب فياريت تهتمى بأكلك و تاخدى العلاج اللي هكتبهولك و ترتاحى خالص… لحد ما تتابعى مع دكتورك الخاص.. اتفقنا
اومأت له بضعف تغلق عينيها و هى تشعر بثقل كبير يستقر فوق صدرها فمن اين ستأتى بالطعام حتى تأتى بالدواء من اجل اطفالها….
رفعت يدها فور تذكرها للدبلة الخاصة بها لكنها صعقت عنـ.ـد.ما لم تجدها فيبدو انها سقطت منها بالأمس عند نزولها من السيارة الاجرة… اخر امل لها قد ذهب فمن اين ستأتي بالمال الان…
فور سماعها الباب يغلق خلف الطبيب انفجرت باكية و هى تشعر بالعجز و الوحدة الشـ.ـديدة مررت يدها فوق بطنها وهى تهمس بألــم و اشتياق اسم راجح… زوجها.. حبيبها الذي كان يدللها كالملكة كما لو كانت المرأة الوحيدة بهذا العالم يغرقها بحنانه و عشقه و ليس ذلك الوحش الذي قام بتعنيفها و ضـ.ـر.بها دون اي سبب…
كانت تتمنى لو كانت الامور بينهم لم تصل الى هذا الحد من الالم و الاهانة…تتمنى لو كان بجانبها الان يحتضنها و يطمئنها كما اعتاد دائماّ ان يفعل ان تفرح معه بخبر حملها باطفالهم و ليس ان تكون في هذة الحالة من الوحدة و الخــــوف…
༺༺༺༺༻༻༻༻
باليوم التالى…
خرجت صدفة من المشفى و توجهت الى منزل ام محمد و لديها امل بان تكون قد عادت من بلدتها فقد كانت أملها الوحيد فليس لديها مكان اخر يمكنها الذهاب اليه…
لكن خابت امالها عنـ.ـد.ما ظلت تطرق الباب دون اجابة حتى خرج اخيراً عم زكريا جار ام محمد و اخبرها انها لم تعد من بلدتها حتى الان طلبت منه صدفة ان يتصل بها من اجلها لكنه اخبرها انه لا يملك رقمها ثم طلب منها ان تدخل الي شقته تستريح عنـ.ـد.ما رأى الانهاك و التعب ظهران عليها لكنها رفضت و انصرفت على الفور فرغم كبر سنه الا انه كان معروف عن زكريا هذا انه زير نساء و اشتكت العديد من نساء الحارة من سلوكه المشين نحوهم و نظراته القذرة التى تترصدهم…
لذا هـ.ـر.بت سريعاً قبل ان تقع بمأزق اخر هى في غنى عنه فيكفى ما اصابها حتى الان..
كان قد انسدل الليل عليها و هى تجول بانحاء الشوارع لا تدرى الى اين تذهب فلم يكن هناك مأوى تستطيع الذهاب اليه و الاحتماء به من برودة الليل و مخاطره التى تملئ الشوارع…
كانت تجر قدmيها المتورمة جراً و هى تشعر بالانهاك الشـ.ـديد و التعب لتجد نفسها و دون ان تشعر ام بيت راجح…
رفعت عينيها الممتلئة بالدmـ.ـو.ع تتفحص شرفة الشقة التى كانت منذ ايام قليلة فقط شقتها..
احاطت بطنها بيديها كما لو كانت تضم اطفالها اليها بينما الدmـ.ـو.ع تنسدل من عينيها المحتقنة بالألــم و هى تشعى بالاشتياق لتلك الايام التى كانت سعيدة بها حيث كانت تنعم بين ذراعى زوجها و حبيبها…همست من بين شهقات بكائها المنخفضة
=هونت عليك ازاى.. يا راجح…
ظلت تتفحص الشرفة و النوافذ المعتمة فقد كانت تبدو كما لو كان لا يقطن بها احد يسيطر عليها نوع من الوحشة و الاكتئاب..
مسحت وجهها من الدmـ.ـو.ع بظهر يديها قبل ان تلتف و تكمل طريقها و هى لا تدرى الي اين تذهب…
في ذات الوقت…
انتفض راجح مستيقظاً و هو يشهق بلهاث حاد كما لو كان يختنق وهو يصـ.ـر.خ باسم صدفة و هو يتلفت حوله باعين يملئها الخــــوف و القلق….
فقد انتابه كابوس سئ عنها جعله يشعر كما لو كان يختنق…
ارتمي مرة اخرى علي الاريكة التي كان نائماً عليها يفرك وجهه بحدة متنفساً بعمق بينما ضـ.ـر.بات قلبه تتعاصف بداخله
شاعراً بالغـــضــــب من نفسه…
فقد كان لا يكف عن التفكير بها حتي اثناء نومه يحلم بها لا يعلم اين يهرب منها و من مشاعره التي اصبحت تلاحقه و تعـ.ـذ.به..
زفر بعنف قبل ان ينهض و يتجه نحو الحمام فور سماعه اذان الفجر لكي يتوضأ و يصلي لعل الله يفك كربه و يخفف الالم الذي بقلبه و الذي اصبح لا يطاق….
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت….
كانت صدفة جالسة اسفل احدي الاشجار باحدي الشوارع تحيط جسدها بذراعيها محاولة بث بعض الدفئ به حيث كان الطقس بـ.ـارداً للغاية و عبائتها السوداء ذات القماش الرقيق لا تحميها كفاية من برودة هواء الليل…
كانت تتلفت حولها بخــــوف حيث كان الشارع يعمه السكون لا يكـ.ـسر صمته سوا اصوات حشرات الليل…
كانت تنتفض بفزع و خــــوف كلما سمعت صوت اقدام او نباح الكلاب التى كانت تملئ الشوارع بهذا الوقت…
مررت يدها برفق على بطنها التى كانت تصدر اصواتاً من شـ.ـدة الجوع فهى لم تأكل شئ منذ الوجبة التى قدmت لها بالمشفى و كانت وجبة صغيرة لا تشبع طفلاً…
همست بصوت مختنق بالدmـ.ـو.ع بينما لازالت تمرر يدها على انتفاخ بطنها الطفيف تحدث اطفالها كما لو كانوا امامها بينما يتغلب عليها الشعور بالعجز و الذنب لعدm قدرتها على الاهتمام بهم كما اوصاها الطبيب..
=حقكوا عليا…بس و الله مش بايدى حاجة…
لتكمل و دmـ.ـو.عها تتساقط على خدييها
=بس الحمد لله انكوا بتاخدوا اللي محتاجينه منى…. مش مهم انا.. المهم انتوا…
اسندت رأسها على جذع الشجرة و قد سيطر عليها النعاس مما جعلها تغلق عينيها بتعب و هي لازالت تحيط بطنها بحماية بيديها..
لكن لم تمر سوا دقائق قليلة و فتحت عينيها مرة اخرى بفزع فور ان وصل الي مسمعها صوت ضحكات بعض الرجـ.ـال…
لتسرع بدس جسدها بين الحائط و جذع الشجرة محاولة ان تختبئ عن انظارهم ليبدأ جسدها بالارتجف من شـ.ـدة الخــــوف دفنت وجهها بين ساقيها ضاغطة بيدها فوق فمها و قد بدأ يسيطر عليها حالة من الهلع و هى تسمع اصوات اقدامهم تقترب…
ظلت تحبس انفاسها بخــــوف وترقب حتى ابتعدت اصواتهم تماماّ عن مكان تواجدها دون ان يلاحظوا اياها لكنها رغم ذلك لم ترفع رأسها و تفرج عن انفاسها سوا بعد ان اختفت اصواتهم تماماً…
انفجرت باكية على كل ما يحدث معها و هى لا تدرى ماذا تفعل حتى تخرج من مأزقها هذا…
ظلت تبكى حتي سقطت بالنوم مكانها و لم تستيقظ الا علي صوت الباعة الجائلين الذين بدئوا يملئون الشارع…
نهضت ببطئ مجبرة قدmيها علي التحرك رغم شعورها بالمرض و الانهاك غيجب ان تذهب الى منزل ام محمد مرة اخرى و تتأكد اذا كانت عادت ام لا…
كانت تمشي بخطوات بطيئة منهكة بينما تشعر كما لو كانت عينيها غائمة لا تري بها شيئاً لكنها استمرت في طريقها حتي وصلت الى منزل ام محمد لكن هذه المرة فتح الباب و ظهر امامها زوج ام محمد الذي عقد حاجبيه بحدة فور رؤيته لها بمظهرها الرث هذا قائلاً بفظاظته المعتادة
=خير….؟!
بللت صدفة شفتيها الجافة هامسة بصوت منخفض من شـ.ـدة التعب
=ام محمد هنا…؟!
اجابها بحدة وهو يلوى شفتيه برفض
=لا مش هنا… لسه في البلد قاعدة مع امى……
شعرت بخيبة الامل تجتاحها مما جعلها تكاد ان ترغب بالبكاء
=طيب… طيب معلش يا ابو محمد ممكن تتصلي بها….
اجابها بفظاظته المعتادة فقد كان دائماً لا يحبها بسبب تقربها هي و زوجته من بعضهم البعض
=ام محمد تليفونها بايظ… و معيش رصيد…
ليكمل بحدة و هو يمسك بالباب
=عايزة حاجة تانية… انا جاى من سفر و مهدود حيلى و عايز انام
هزت رأسها بالنفي قبل ان تستدير و تغادر بكتفيين منحنيين..
خرجت الي الشارع تجر قدmيها جراً و قد اصبحت الرؤية امامها مشوشة بينما كامل جسدها يصـ.ـر.خ من شـ.ـدة الالم و التعب شاعرة كما لو ان روحها يتم سحبها بقسوة من داخل صدرها…
توقفت خطواتها بمنتصف الشارع وقد بدأت تشعر بالدوار الشـ.ـديد حاولت المقاومة و استعادة نفسها لكنها فشلت و سقطت مرتمية علي الارض و هى تستسلم اخيراً للغمامة السوداء التى ابتلعتها بداخلها…..
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت….
كان راجح جالساً في مكتبه بالوكالة يتطلع امامه باعين شاردة بينما وجهه يرتسم عليه الحـ.ـز.ن و الالم و هو لا يكف عن التفكير بها… فمنذ ذلك اليوم وهو لا يستطيع ان يعمل فعقله دائماً يعيد عليه جميع ما حدث يحاول ايجاد الخطأ الذي ارتكبه حتى جعلها تخونه مع رجل اخر…
لكن كيف هذا… كيف لزوجته الخجولة ان تقوم بمثل هذا الفعل الفاضح…
فقد كانت لوقت قريب تخجل من ان ترتدى امامه قميص نوم حتى اقنعها هو و ازال خجلها منه… فبرغم وجود الادلة على خيانتها التى لا يمكن نفيها او انكارها الا انه يوجد شئ خاطئ بكل هذا… اما ان قلبه الضعيف الذي لا يزال يعشقها هو من يحاول ايهامه بذلك حتى يجد مخرج لها و يستعيدها…
زفر بحنق و هو يفرك وجهه بعصبية عنـ.ـد.ما دخل احدى العمال لديه يهتف بانفس لاهثة
=الحق… الحق يا راجح باشا الست صدفة…..
انتفض واقفاً و قلبه يقفز بداخل صدره بعنف فور سماعه اسمها قائلاً بحدة
=مالها صدفة…؟!!!
اجابه العامل و هو لا يزال يلهث كما لو كان اخذ الطريق الى الوكالة ركضاً
=وقعت من طولها في الشارع مغمى عليها قدام محل النبوى و قاطعة النفس خالص…..الناس بقالهم اكتر من ربع ساعة بيحاولوا يفوقوا فيها و هى مفيش خالص…….
لم ينتظر راجح سماع باقي جملته حيث اسرع راكضاً و جسده ينتفض بذعر شاعراً بالدmاء تكاد تغادر جسده و عقله يصور له ابشع السنياريوهات حولها….
اتجه نحو محل النبوى حيث سقطت و عينيه تبحث بلهفة و ذعر عنها ليجد مجموعة من الناس مجتمعة اتجه نحوهم على الفور يعبر بين الناس ليشعر بقلبه يسقط بداخل صدره فور ان رأها ملقيه على الارض ساكنة بجمود بوجهها الشاحب الذي كان يشبه شحوب الاموات ظل واقفاً مكانه عدة لحظات يراقب محاولات النساء لأفاقتها بينما يقاوم المشاعر التي تتصارع بداخله لكنه لم يستطع الوقوف جـ.ـا.مداً حيث تغلبت عليه مشاعره و استسلم اخيراً و انحني عليها
جاذباً زجاجة عطر من احدي النساء و وضع كميه منها اسفل انفها محاولاً افاقتها لكنها ظلت ساكنة لا تصدر اي حركة تدل علي استجابتها مما جعل الفزع يدب بداخله و قد بدأ عقله يصور له سيناريوهات بشعة حول مـ.ـو.تها صرخ باحدى الرجـ.ـال الذين يعملون لديه بان يقوم بايقاف سيارة اجرة حتي يأخذها للمشفي…
و لم تمر دقيقتين و توقفت السيارة امامهم حمل راجح جسدها المستكين بين ذراعيه و صعد بها الي السيارة بينما لا يزال يحاول افاقتها…
بعد مرور ساعة….
كان راجح واقفاً امام الغرفة التى ادخلت اليها صدفة و هو محني الرأس ينظر امامه باعين محتقنة شاردة فمنذ ان وصلوا الي المشفي و هو علي حالته تلك..
فقد كان ضائعاً..عاجزاً بطريقة لم يعهدها من قبل…ينتظر خروج اي احد من الغرفة التى ادخلت اليها صدفة حتي يطمئنه فأخر ممرضة تحدث اليها كان ما يقرب من ساعة و اخبرته انها لم تستعيد الوعي حتي الان و ان الطبيب يفعل ما بوسعه فقد كانت تحاول ان تطمئنه لكنها فشلت فقد كان الخــــوف يسيطر عليه خاصة كلما تذكر كيف كانت تبدو صدفة عنـ.ـد.ما اتى بها الي هنا….
بداخل الغرفة…
راقب الطبيب صدفة التي فتحت عينيها ببطئ قبل ان يغمغم بهدوء
=حمد لله على السلامة يا مدام صدفة… بقي ده اللي اتفقنا عليه ده انتى مبقالكيش يوم واحد خارجة.. و رجعتى تانى
ظلت صدفة صامتة لا تدري بما تجيبه كيف تخبره ان ما يحدث لها ليس بيدها…
تأكد الطبيب من المحلول المعلق بيدها و هو يغمغم بصرامة
=انا هطلع اطمن جوزك اللي واقف علي اعصابه برا… و هأكد عليه انه ياخد باله منك اكتر من كده لان انتى كده بتضحى بنفسك و باللي في بطنك…..
قاطعته صدفة هامسة بصوت مرتجف فور سماعها يذكر زوجها
=جوزى..مين !! هو راجح برا…..
اومأت الممرضة التى كانت تقف بجانبها تمسك بيدها تتفحص الكانيولا الموصلة بها
=هو اللى جابك هنا… و واقف على اعصابه برا مستنى انك تفوقى…
دب الذعر بداخل صدفة
فور تأكدها من انه بالخارج همست بصوت منخفض و هى تحاول فتح عينيها بصعوبة موجهه حديثها للطبيب
=بلاش تقوله حاجة عن حملى يا دكتور… مش عايزاه يعرف….
قطب الطبيب حاجبيه قائلاً
=بس هو لازم يعرف… علشان يقدر ياخد باله منك انتى حصلك نـ.ـز.يف امبـ.ـارح… و النهاردة حصلك هبوط حاد نتيجة الانيميا الحادة اللى عندك ده غير انك تقريباً مبتاكليش و ده هـيـ….
قاطعته برجاء و هى على وشك البكاء فلم تكن ترغب ان تجعله يعلم شئ عن حملها…
=وحياة اغلى حاجة عندك يا دكتور بلاش تقوله عن حملى .. و انا و الله هعرفه بس مش دلوقتى فى الوقت المناسب هقوله و اوعدك و الله هاخد بالى من نفسي…
وقف الطبيب ينظر بتردد الى الدmـ.ـو.ع التى انسابت فوق وجنتيها قبل ان يومأ برأسه بالموافقة و هو بداخله ينوى اخبـ.ـار زوجها عن حالتها المراضية حتى يعتنى بها و ان كان لن يخبره عن حملها كما وعدها حتى تخبره هى…
امر الممرضة بحقنها بمهدئ عنـ.ـد.ما غرقت في نوبة بكاء شبه هستيرية نفذت الممرضة امره لتغرق سريعاً بنوم عميق و الدmـ.ـو.ع تغرق وجنتيها….
༺༺༺༺༻༻༻༻
كان راجح لا يزال واقفاً بمكانه غارقاً بعالمه المظلم من المشاعر التى تتصارع بداخله فقد كان هناك صوت بداخله يحثه على الذهاب وتركها فماذا يفعل هنا لما هو قلق على من خانته و طـــعـــنته بأقذر سكين يمكن ان يطـــعـــن بها الرجل.. و صوت اخر يحثه على البقاء حتى يطمئن عليها فهو لا يستطع محو صورة وجهها الساكن الشاحب من عقله فقد كانت تبدو كما لو فقدت الحياة ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه و هو يمرر يده بشعره بعصبية و خــــوف.. لكنه فور ان سمع باب الغرفة يفتح انتفض متجهاً نحو الطبيب برغم الارتجاف الذي بقدmيه و قصف قلبه الذي يدوي بداخله من شـ.ـدة الخــــوف الا انه اتجه سريعاً نحو الطبيب قائلاً بلهفة
=ها..يا كتور فاقت…؟!
اجابه الطبيب بصوت يملئه الهدوء
=اطمن فاقت و بقت كويسة الحمد لله…
ليكمل بجدية
=بس مكدبش عليك حالتها صعبة الانيميا عندها عالية.. و دى تانى مرة يحصلها هبوط حاد و تيجى المستشفى في يومين بس…تقريباً مبتاكلش خالص
شحب وجه راجح فور سماعه هذاو قد افزعه معرفته انها دخلت المشفى من قبل همس بصوت مختنق مرتجف
=يعني ايه… في خطر على حياتها…؟!
اجابه الطبيب قائلاً و هو يتجنب اخبـ.ـاره صراحة انه حدوث نزييف لها مرة اخرى هو ما قد يشكل خطر عليها
=بصراحة اها علشان كده مطلوب ان حد يهتم بها كويس يعني تاخد الادوية اللي هكتبهالها في ميعادها…و تاكل و تشرب كويس…خصوصاً الاكلات اللي فيها حديد و فيتامينات مناسبة لحالتها…و اهم حاجة الراحة يعني حرفياً تنام على ظهرها لحد ما تعدى اول 3 شهور بخير…..
قاطعه راجح قائلاً بعدm فهم
=3 شهور ايه بالظبط
ارتبك الطبيب فور ادراكه ذلة لسانه ليسرع قائلاً
=معلش اتلغبطت انت عارف الحالات كتير و كلها بتدخل في بعضها….
ليكمل بجدية
=اهم حاجة الراحة… و بلاش اي ضغوط نفسية تتعرض لها… و انا كاتب لها على محاليل و هي بتاخد اول محلول دلوقتي تقدر تاخدها وتروحوا اول ما يخلص ….و باقي الكورس تاخده في البيت كله مكتوب في الروشتة هنا بمواعيد كل دوا و متقلقش لو لقيتها معظم الوقت دايخه او نايمة ده بسبب الادوية و طبعاً فقر الدm اللى عندها….
اومأ راجح وهو يتناول منه الورقة بينما الصراع بداخله يحتد اكثر و اكثر…اخرج هاتفه ليتصل بأم محمد و يجعلها تأتى حتى تأخذها معها الى منزلها و تعتنى بها…
اتصل على هاتفها ليجده مغلق ليقم بالاتصال بزوجها الذي ما ان اجابه سأله عن ام محمد ليخبره الاخر انها مسافرة ببلدتهم بالصعيد منذ اكثر من عشرة ايام بسبب مرض والدته و انها لا تنوى الرجوع هذة الفترة…
اغلق معه راجح و هو مقتطب الحاجبين اذا ام محمد مسافرة منذ عشرة ايام فاين كانت تقيم صدفة خلال الايام الماضية لدى اشجان..؟! مع اشرف؟! تشـ.ـدد جسده بقسوة عند هذة الفكرة و قد اشتعل بداخله الغـــضــــب… لكنه هز رأسه مبعداً تلك الفكرة بعيداً فما تفعله او يحدث لها لم يعد من شأنه…كما هى لم تعد تهمه…
كذبه القلق و الخــــوف اللذان يمزقان قلبه كلما تذكر بان حياتها معرضة للخطر بسبب مرضها…
تنهد راجح بقزة و هو يفكر انه لا يمكنه ان يستسلم للصوت الذي بداخله و يلتف و يغادر و يتركها تواجه مصيرها.. لا يمكنه ان يقف ساكناً و يدعها تمـ.ـو.ت فهو لا يزال يحبها يعلم ان هذا يجعل منه احمق.. ضعيف… لكن لا يمكنه تركها تمـ.ـو.ت فسوف يأخذها للمنزل و سيجعل و الدته تعتنى بها حتى تصبح حالتها افضل و وقتها سيطـ.ـلقها و يدعها تذهب مرة اخرى اعتصرت قبضته بقوة الورقة التى بيده…
قبل ان ينهار جالساً على المقعد الذي خلفه يضع رأسه بين يديه بينما يشعر بثقل رهيب يستقر بصدره و هو يشعر بعالمه بأكمله ينهار من حوله
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة ساعات…
اضطر راجح الي الدخول الى غرفة صدفة عنـ.ـد.ما اخبره الطبيب بانه يمكنه اخذها للمنزل…
وقف متردداً عند باب الغرفة خائفاً من رؤيتها حتي لا يضعف قلبه…
فرغم انه رأها من قبل عنـ.ـد.ما كانت غائبة عن الوعي و قام بحملها الي هنا الا ان وقتها كان قلقه وخــــوفه هما ما يسيطران عليه فلم يفكر بأى شئ اخر..
استجمع شجاعته و فتح الباب بهدوء و دلف الي الداخل ليزفر براحة عنـ.ـد.ما رأها غارقة بالنوم…
اقترب منها بخطوات متثاقلة و شعور من الالم يسيطر عليه تفحص وجهها الشاحب الذي كان يحاكى شحوب المـ.ـو.تى و عيونها الغائرة و الهالات من اسفلها تدل على مدي مرضها…
شعر بغصة بصدره فور تذكره لكلمـ.ـا.ت الطبيب عن حالتها الخطرة مرر يده علي شعرها لكن تجمدت حركة يده فور ان ادراك ما يفعله كيف له ان يشعر نحوها بأي شئ كيف له ان يكون بهذا الضعف نحوها…كيف نسى خيانتها له
اشتعل الغـــضــــب بصدره بنيران متأججة فور تذكره لتلك المحادثات القذرة التى كانت بينها وبين عشيقها و صورها بقميص النوم… و قد بدأ عقله برسم مشاهد لها مع عشيقها جعلته يلف يديه حول عنقها وهو يرغب بخـ.ـنـ.ـقها حتي تلفظ اخر انفاسها علي يديه…
لكنه تراجع بصعوبة و خرج من الغرفة بخطوات سريعة كما لو ان الشياطين تلاحقه وقف بردهة المشفى يلهث بقوة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة كما لو كان يعدو اميال عديدة و هو يشعر بعجز لم يشعر بمثله طوال حياته..
حاول تهدئت ثورة غـــضــــبه تلك و التحكم في اعصابه و ما ان نجح في ذلك دلف الى غرفتها مرة اخرى بوجه متصلب خالى من المشاعر حملها بين ذراعيه و غادر المشفى ليضعها بالسيارة الاجرة عائداً الى المنزل و قد اتصل بوالدته و اخبرها عن حالة صدفة و طلب منها ان تحضر لها طعام مناسب…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بشقة راجح….
قامت نعمـ.ـا.ت بمسح قطعة من القماش المبللة فوق جسد صدفة التى كانت مستلقية فوق الفراش بغرفة النوم ..
غارقة بالنوم منذ ان احضرها راجح من المشفى و تركها بين يدى والدته حتى تعتنى بها..
حيث ساعدتها على تبديل ملابسها من ثم حاولت ايقاظها و جعلها تتناول بعض الطعام الذى اعدته لها لكن رفضت صدفة الاستيقاظ و ظلت غارقة في ثباتها العميق…
مررت نعمـ.ـا.ت يدها على رأس صدفة هامسة بحنان و شفقة
=يا ضنايا يا بـ.ـنتى شكلك اتبهدلتى جـ.ـا.مد….
قطعت جملتها عنـ.ـد.ما دلفت هاجر الى الغرفة بوجه شاحب تتطلع الى صدفة باعين متسعة بالصدmة وهى تغمغم بلهاث
=ايه ده هو راجح… رجعها…بجد… طيب ازاى….
استدارت نعمـ.ـا.ت اليها قائلة بحدة
=هو ايه اللى ازاى….يا منيـ.ـلـ.ـة
اجابتها هاجر بـ.ـارتباك وهى تبتلع ريقها بتـ.ـو.تر
=ابداً… ابداً يا ماما مقصدش بس استغربت بس انهم رجعوا بعد كل اللى حصل يينهم…
اجابتها نعمـ.ـا.ت بينما تعدل من الغطاء حول صدفة
=ياما بيحصل بين المتجوزين و كله بيعدى بعدين الاتنين روحهم في بعض ميرجعوش ليه..
هزت هاجر رأسها صامتة بينما عينيها مسلطة على الهاتف الخاص بصدفة الموضوع بجانب رأسها قبل ان تلتف و تخرج لكن اوقفتها والدتها قائلة
=راحة فين استني ساعديني اصحيها علشان اخليها تـاكل….
لوحت هاجر بيدها قائلة بحدة
=مش فاضية يا ماما عندي مذاكرة
ثم استدارت خارجة من الغرفة لتجد راجح جالساً ببهو الشقة اقتربت منه قائلة بتردد و هى ترغب التأكد من رجوعهم لبعضهم البعض و الخــــوف يسيطر عليها من ان يكتشف شقيقها ما فعلته..
=راجح… هو… هو انتوا رجعتوا بجد لبعض…
رفع راجح رأسه من بين يديه يتطلع اليها بصمت عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه و هو يقرر الكذب علي شقيقته فهو لا يريد ادخالها بمثل تلك الامور التى قد يصعب عليها فهمها بسنها الصغير هذا
=ايوة يا هاجر….. رجعنا
سقط قلبها بداخل صدرها فور سماعها تأكيده هذا لكنها غـ.ـصـ.ـبت شفتيها ان ترسم ابتسامة مرتجفة مغمغمة بفرح كاذب
=طيب الحمد لله…. و الله فرحت اوي…
لتكمل وهي تتجه بتعجل نحو الباب
=معلش هنزل انا…. علشان اذاكر
ثم هبطت الى الاسفل مسرعة و هى لا تدرى ما يجب فعله بتلك المصيبة…
بينما خرجت نعمـ.ـا.ت من الغرفة قائلة
=بحاول اصحيها يا بنى و مش راضية تصحي خالص…. لازم تاكل مينفعش كده…
نهض راجح على قدmيه قائلاً بهدوء يعاكس الاعصار القائم بداخله
=معلش ياما سبيها نايمة شوية كمان الدوا اللى خدته في المستشفي اللى عمل فيها كده….
ليكمل وهو يتجه نحو غرفة النوم حيث توجد صدفة
=هدخل اغير هدومى… علشان ارجع الوكالة
اومأت نعمـ.ـا.ت برأسها و هى تتصنع تصديقه فقد كانت تعلم ان هذا ليس الا حجه حتى يدخل الى الغرفة و يطمئن عليها همست بصوت منخفض
=ربنا يا بنى يهديلكوا الحال… يا رب..
ثم دلفت الى المطبخ حتى تصنع عدة عصائر مناسبة لحالة نقص الحديد التى لدى صدفة…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت….
ما ان هبطت هاجر الي الاسفل
تناولت هاتفها تتصل بتـ.ـو.فيق الذى ما ان اجاب اخذت تخبره بكل ما حدث و هى ترتعد من الخــــوف
هتف تـ.ـو.فيق بصوت ممتلئ بالغـــضــــب
=يعنى ايه رجعها….. يبقي مصدقش اى حاجة من اللي بعتنهاله….
همست هاجر بـ.ـارتجاف و خــــوف
=طيب هنعمل ايه يا تـ.ـو.فيق راجح لو اكتشف اللي عملناه هيقــ,تــلنا..
قاطعها بوحشية مما جعل يدها التى تحمل الهاتف ترتجف
= بطل زن على دmاغى انا مش ناقصك و لا ناقص نواحك…
ليكمل و هو يزفر بحدة
=انا هتصرف ان مكنش صدق اللي فات… هخليه يصدق المرة دي و هتبقي القاضية اللي هتنهي الليلة دي خالينا نرتاح منها مرة واحدة….
اجابته هاجر قائلة بخــــوف
=هتعمل.. ايه مش فاهمة…
قاطعها مغمغماً بحدة و نفاذ صبر
=مش مهم تعرفى هعمل ايه… المهم قوليلي موبيلها لسه معاها…؟!
اجابته هاجر علي الفور و هي تتذكر رؤيتها للهاتف الذي كان بجانبها على الوسادة
=اها معاها لسه شايفاه….
ضحك تـ.ـو.فيق قائلاً بفرح
=حلو اوي كدة سهلة و متقشرة….
ليكمل بحدة وفظاظة
=اقفلي يلا خاليني اشوف هعمل ايه
ابعدت هاجر الهاتف الذي اغلقه بوجهها عن اذنها تتطلع اليه بصدmة و قلبها يطرق بصدرها بجنون من شـ.ـدة الخــــوف والارتياب..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ساعتين…
كان راجح جالساً بمكتبه يتفحص بعض الورق لكن عقله كان منشغلاً بتلك المستلقية بالمنزل مريـ.ـضة عنـ.ـد.ما وصلت رسالة الى هاتفه ليتصلب وجهه بقسوة عنـ.ـد.ما وجد انها من ذلك الحقير….
«« ايه يا راجح باشا..ايه صدقتها و رجعتها اما شيطانة بصحيح قدرت تقنعك ازاي انها بريئة … و لا انت شكلك معرفتهاش حاجة و مصدقتنيش برغم كل اللي بعتهولك… طيب خد اخر دليل..
سكرين شوت لاخر رسالة المدام بعتهالى من نص ساعة يعنى لسة طازة…»»
(( صدفة : انا اتصالحت انا و جوزي و رجعت معاه البيت خلاص بس تعبانة شوية بسبب الانيميا….يعنى متقلقش لو مقدرتش اكلمك الفترة دى… و ياريت انت كمان متتصلش بيا و نقلل مقابلات الفترة دي علشان راجح اكيد هيبقي مركز معايا و مش عايزاه يشك في حاجة….))
ظل راجح جالساً بمكانه عدة لحظات بجمود و هو يتطلع الى شاشة الهاتفـ باعين مظلمة ممتلئة بالغـــضــــب العاصف قبل ان يلقي الهاتف من يده…
ويفتح درج مكتبه مخرجاً منه هاتف صدفة الذي كان يحتفظ به داخل هذا الدرج منذ ان وصل الي هنا…
فتحه و قام بفحصه قبل ان يزمجر بشراسة من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=يا ولاد الكـ.ـلب….
ظل راجح جالساً بمكانه عدة لحظات بجمود و هو يتطلع الى شاشة الهاتفـ باعين مظلمة ممتلئة بالغـــضــــب العاصف قبل ان يلقي الهاتف من يده…
ويفتح درج مكتبه مخرجاً منه هاتف صدفة الذي كان يحتفظ به داخل هذا الدرج منذ ان وصل الي هنا…
فعند دخوله الى غرفة النوم لكى يبدل ملابسه رأى الهاتف ملقى على الوسادة بجانب صدفة التى كانت لازالت غارقة بثباتها العميق ليتذكر بانه قد نسيه هنا بتلك الليلة التى قام بضـ.ـر.بها و طردها بها…
ليسرع وقتها بأخذه و وضعه بجيب بنطاله مقرراً اخفاءه حتى لا تتمكن التواصل مع عشيقها فقد تأكد بوقت سابق من والدته انها لا تملك هاتف اخر عنـ.ـد.ما قامت بتبديل ملابسها لها….
اعتدل في جلسته و كامل جسده متصلب من شـ.ـدة الغـــضــــب بينما يفتح الهاتف و يقوم بفحصه حيث وجد ان الرسائل موجودة عليه بالفعل زمجر بشراسة من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=يا ولاد الكـ.ـلب….
اسرع بتناول هاتفه متصلاً بوالدته التى اجابته ليسألها على الفور
=صدفة صحت ولا لسة ياما….
اجابته نعمـ.ـا.ت بهدوء
=لا يا بنى لسه نايمة حاولت معاها كذا مرة بس هي مفيش خالص و ادينى قاعدة معاها في الاوضة من ساعة ما مشيت مش جايلى قلب اسيبها لوحدها…..بس ابوك جه و عمال يزن عايزنى انزل احضرله العشا وانت عارفه مش بيسكت
زفر راجح بعنف و النيران التى بصدره تشتعل اكثر و قد تأكدت شكوكه…
=طيب ياما… انزلى انتى و انا ربع ساعة و هبقى عندك….
اغلق معها و ظل جالساً بمكانه يحدق بالهاتف الذي بين يديه وعقله يبدأ بنسج خيوط ما يحدث…
فهو الان متأكداً من ان صدفة لم ترسل تلك الرسائل فمن اذاً فعلها…
ابتلع الغصة التى تشكلت بحلقه فور ان ضـ.ـر.بته فكرة ان يكون كل هذا لم يكن الا مخطط للايقاع بزوجته و هو بسبب غيرته و جنونه قد وقع به بكل سهولة…
لكن ان كان هذا صحيحاً لماءا التقطت صدفة لنفسها تلك الصور العارية… و لما ارسلتها لهذا الرقم… و كيف لم تلاحظ تلك الرسائل على هاتفها…..
وقف مسرعاً يلملم اشياءه حتى يغادر و هو ينوى كشف ما يحدث و بداخله ينمو الامل ببرائتها… امل اذا ثبت عدm صحته فسوف يتدmر حقاً هذة المرة …
༺༺༺༺༻༻༻༻
فور ان دلف راجح الى المنزل اتجه بخطوات مترددة نحو غرفة صدفة ليصل الي سمعه صوت اناتها المتألــمة بينما تتقئ بالحمام…
وقف بمنتصف الغرفة بجسد متصلب بينما قلبه يلتوى بداخله و هو يستمع الي المها هذا.
ظل واقفاً بمكانه عينيه مسلطة على باب الحمام المفتوح نسبياً يضغط على يديه بقوة بينما يقاوم بصعوبة رغبته بالاندفاع لداخل الحمام و الاطمئنان عليها..
اخرجت صوت صغير متألــم كان كسكين غرز بقلبه مما جعله يتخذ خطوة مندفعة نحو الحمام لكنه توقف بمنتصف الطريق معنفاً نفسه على ضعفه هذا لذا ثبت بمكانه بصعوبة….
توقف اخيراً صوت تقيؤها و حل الصمت بـ.ـارجاء المكان تـ.ـو.تر جسده بينما عينيه مسلطة علي الباب ينتظر خروجها الوشيك و مواجهته اياها…
لكنه ظل منتظراً عدة دقائق و لم تخرج ببعد و لايزال الصمت ل يحل على المكان مما جعل القلق ينبض بداخله..
اندفع نحو الحمام يفتح بابه ليهتز جسده بشـ.ـدة فور ان رأها ملقية بأرضية الحمام بوجه شاحب كشحوب الاموات و عينين شبه مغلقة بينما العرق يملئ جبينها و يتساقط على وجهها اتجه نحوها على الفور ينحنى عليها هاتفاّ اسمها بصوت يملئه اللهفة و الخــــوف فور تذكره كلمـ.ـا.ت الطبيب عن وجود خطر على حياتها…
اخذ يربت برفق على خدها بيده التى كانت ترتجف بشـ.ـدة و عقله ينسج سيناريوهات بشعة لكنه زفر بـ.ـارتياح فور ان فتحت عينيها بصعوبة كما لو كانت تقاوم الغمامة التى تحيطها تنظر اليها بتشوش كما لو كانت لا تراه..
اسرع بحملها بين ذراعيه و خرج بها من الحمام واضعاً اياها برفق على الفراش لتستلقى عليه و هى شبه غائبة عن الوعى ..
تركها و توجه مسرعاً نحو المطبخ يبحث عن شئ يمدها بقليل من الطاقة ليجد عبوة عصير قد صنعتها والدته بوقت سابق..
ملئ كوب كبير منه واخذه عائداً به نحو الغرفة مرة اخرى ليجدها على حالتها التى تركها عليها….
جلس بجانبها على الفراش يحمل جسدها الذي لاحظ انه اصبح انحف من قبل حتى وجهها فقد بريقه و امتلائه المحبب..
رفعها بين ذراعيه يسندها اليه بينما يرفع كوب العصير الي شفتيها يحثها برفق على الارتشاف منه…
اخذت ترتشف منه ببطئ بينما لازالت شبه لا تدرك ما يحدث حولها لكن عنـ.ـد.ما وصلت لمنتصف محتوى الكوب بدأت تستعيد بعضاً من وعيها رفعت رأسها نحوه ببطئ تنظر اليه بصمت عدة لحظات قبل ان يشحب وجهها شحوب فوق شحوبه كما لو كانت استوعبت اخيراً هويته..
شعر بجسدها يتشـ.ـدد بين ذراعيه و قد اصبحت عينيها ضبابيبة ممتلئة بالدmـ.ـو.ع قبل ان تخفض وجهها و تهز كتفيها محاولة تحرير جسدها من بين ذراعيه و ابعاده رافضة لمسته..
اشاحت وجهها بعيداً لكن ليس قبل ان يرا خطوط الدmـ.ـو.ع المتساقطة علي خديها مما جعل ضعف غريب يستولي عليه تنحنح قائلاً بصوت متحشىح و هو يقاوم المشاعر التى تعصف بداخله
=كملى العصير….
ادارت ظهرها اليه متجهه نحو حافة الفراش بجسدها الضعيف الهش محاولة النهوض لكنه امسك بمرفقها يجذبها منه قائلاً بحدة
=راحة فين…
اجابته بصوت منخفض ضعيف دون ان تلتف اليه
=همشى……..
انهت جملتعا نازعة ذراعها من قبضته ناهضة على قدmيها المرتجفة وهى تشعى بالوهن و الضعف لكنها رغم ذلك اجبرت قدmيها على التحرك نحو الباب لكنها تراجعت خطوة للخلف بتعثر عنـ.ـد.ما وقف راجح امامها يمنع عنها التقدm هاتفاً بها بحدة
=هتروحي فين بحالتك دي انتي قادرة حتي تقفى علي رجلك….
قاطعته بغـــضــــب وهي تمسح بيدها المرتعشة الدmـ.ـو.ع العالقة بوجنتيها
=وانت مالك بيا… ان شالله حتى امـ.ـو.ت….يهمك في اية و لا……
لكنها ابتلعت باقي جملتها مطلقة تأوه منخفض عنـ.ـد.ما شعرت بمعدتها تؤلمها و قد انتابتها مرة اخرى نوبة من الغثيان لتسرع راكضة نحو الحمام تفرغ ما بجوفها وهي تأن بألــم…
ليلحق بها راجح على الفور
و القلق و الخــــوف عليها يعصفان بداخله…جلس علي عقبيه بأرضية الحمام يحتوي بين ذراعيه جسد صدفة التي كانت منهارة تفرغ ما بجوفها بمقعد المرحاض..
مما جعله يربت علي رأسها بحنان مبعداً شعرها للخلف محاولاً التخفيف عنها و قد ألــمه رؤيتها تعانى بهذا الشكل…
عنـ.ـد.ما انتهت اسندت رأسها بتعب للخلف علي كتفه و هى شبه غائبة عن الوعى و قد كان صدرها يعلو و ينخفض بقوة تكافح لالتقاط انفاسها بينما اخذ هو يمرر يده علي رأسها بحنان و عينيه مظللة بالألــم و القلق تتفحص وجهها الذى كان خالى من اى لون يدل على الحياة و شفتيها الشاحبة المرتجفة بينما كانت عينيها غائرة بشـ.ـدة تحيطها الهالات السوداء التى تدل على مدى مرضها..
كان رؤيته لها بحالتها تلك جعلت صدره ينقبض بألــم….ظل يتحسس شعرها برفق حتي شعر بتنفسها اللاهث ينتظم و يعود الي طبيعته..
نهض و هو يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الحوض يغسل وجهها المحتقن المتعرق و فمها …
و عنـ.ـد.ما انتهي دفنت وجهها بعنقه تتنفس بتعب و ضعف مما جعل دقات قلبه تزداد بعنف حتي ظن انه سوف يغادر جسده تأثراً بحركتها تلك…..
خرج بها لغرفة النوم واضعاً اياها بلطف فوق الفراش..
لكنها جلست رافضة الاستلقاء مسندة رأسها الى ظهر الفراش…
بينما اتجه راجح نحو الطاولة ملتقطاً حقيبة الادوية واضعاً اياها فوق ساقيها قائلاً بصوت اجش
=طلعى الدوا اللى الدكتور كاتبه للترجيع هتلاقى اسمه تقريباً نافيدوكسـ……. عقبال ما اجيبلك ميا من المطبخ…
انهى كلمـ.ـا.ته تلك و خرج مسرعاً من الغرفة هارباً حتي يهدئ ممن شاعره التى تتصارع بداخله…
بينما ظلت صدفة جالسة على الفراش تحدق برعـ.ـب بالحقيبة التي امامها لا تستطع تحديد عبوة الدواء من تلك العبوات العديدة التى تملئ الحقيبة.. فكيف ستخرج الدواء الذي قال اسمه اخذت تخرج كل عبوة تتفحصها بتردد و هي لا تدري ما يجب عليها فعله…
دلف راجح الى الغرفة لكنه توقف بمكانه يشاهد ما تفعله باندهاش فقد كانت تمسك كل عبوة دواء تديرها بين يديها و تتركها كما لو كانت لا تستطيع قراءة اسمائها حتى انها امسكت عدة مرات بالعبوة التى تحمل اسم الدواء المخصص للغثيان و تركتها من يدها…
غمغم قائلاً و هو يكمل طريقه نحوها
=طلعتى الدوا…؟!
رفعت عينيها نحوه تلقى نحوه نظرة خاطفة قبل ان تعود بتعثر تبحث بين الادوية و الارتباك واضح عليها مما جعل شكه يزداد..
همست بصوت متشنج بالتـ.ـو.تر
=بشوفه اهو…
لكنه اقترب منها بهدوء متناولاً من امامها عبوة الدواء التى كان الاسم مكتوب عليها بوضوح مخرجاً منه قرص واضعاً اياه بين يديها ثم اعطاها كوب الماء..
تناولت الحبة بينما كان وجهها محتقناً من شـ.ـدة الحرج…
بينما كان راجح يتطلع اليها بصمت بينما لا يكف عن التفكير بما حدث الان..
فقد كانت تنظر الى العبوات كما لو كانت لا تستطيع القراءة لكنه هز رأسه نافياً ذلك… فاذا كانت لا تستطيع القراءة كان سيعلم كما انها كانت ستخبره بالتأكيد لما ستخفى عنه شئ كهذا… لكنه تذكر ايضاً رفضها القاطع بالماضي عنـ.ـد.ما كان يقترح ان يشاهدوا فيلماً اجنبى سوياً…
و تلك المرة عنـ.ـد.ما سألها ان تقرأ تاريخ الفاتورة التى كانت ملقية على الطاولة منذ فترة طويلة حتى يعلم متى اخر مرة سدد فتتورة الهاتف..
فعندها قامت بفتح الفاتورة واخذت تتطلع اليها عدة لحظات قبل ان تلقيها نحوه و تتجه نحو الباب متحججة بان هناك من يطرق الباب لكنه كان متأكداً بانه لا لم يسمع صوت طرق و بالفعل عنـ.ـد.ما فتحت الباب لم تجد احد وقتها استغرب من فعلتها تلك لكنه لم يركز كثيراً..
لكنه يجب ان يتأكد من هذا الامر لانه اذا اتضح صحته سيكون دليل قاطع على برائتها شعر بقلبه يقصف بعنف داخل صدره عند هءة الفكرة لكنه خرج من افكاره متنحنحاً و هو يغمغم بينما يتجه نحو الباب
=هروح اعملك… تاكلى….
قاطعته صدفة بجفاف بينما تنهض بتثاقل من فوق الفراش
=لا كتر خيرك مش عايزة حاجة… انا يدوب الحق امشى…..
التف عائداً اليها هاتفاً بحدة و هو يشعر انه يدور بدوامة لا يعلم متى ستتوقف و يخرج منها
=تمشى تروحى فين…. ام محمد مسافرة… ايه عايزة تروحى عند اشجان و ابنها….
اشعلت كلمـ.ـا.ته تلك الالم الذي ينبض بداخلها و قد تذكرت جميع ما حدث لها بسببه هتفت بقسوة
=و مفكرتش في كدة ليه لما ضـ.ـر.بتني و طردتني من البيت في نص الليل….
شحب وجه راجح فور تذكره ما فعله بها بتلك الليلة فاذا ثبتت برائتها فهي لن تسامحه ابداً على ما فعله بها غمغم بصوت مختنق
=خاليكى يا صدفة انتى لسه تعبانة… على الاقل هنا امى هتراعيكى و تاخد بالها منك…..
لكنها تجاهلته و اتجهت نحو الباب باصرار دون ان تستمع اليه فهي لن تبقى بهذا المنزل بعد ما فعله بها… ليسرع راجح نحوها يسد الطريق عليها بجسده الضخم قابضاً على بذراعها حتي يمنعها من الخروج و هو يهتف بشراسة و غـــضــــب و قد بدأ يفقد السيطرة على غـــضــــبه فكل ما يحدث يضغط على اعصابه و قوة تحمله
=قولتلك مش هتمشى…. يعنى مش هتمشى..
انتفضت صدفة متراجعة للخلف بقوة كما لو كانت لمسته قد احرقتها و الخــــوف يرتسم على وجهها من غـــضــــبه هذا…
تراجعت للخلف اكثر مبتعدة عنه قدر الامكان و هى تتذكر ما فعله بها باخر مرة كان غاضباً..
ضـ.ـر.به و سبابه اياها لا يزال برأسها كما لو كان الامر حدث اليوم مما جعل الخــــوف و الذعر يسيطران عليها ..
سقط قلب راجح فور رؤيته للرعـ.ـب المرتسم بعينيها بوضوح فقد كانت خائفة منه حقاً…ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه و هو يدرك انها تعتقد انه سيقوم بضـ.ـر.بها مرة اخرى…مرت امام عينيه مشاهد لما فعله بها وقتها و صوت صراختها المتألــمة تتردد بأذنيه تعـ.ـذ.به بل تقــ,تــله…
فاذا كان ما حدث فخ نصبه احدهم لهم فهو مديون لها بالكثير و لا يعلم كيف سيجعلها تسامحه على ما فعله بها فهو نفسه لن يستكع مسامحة نفسه.. طهمس بصوت منخفض محاولاً ان يطمئنها
=صدفة… اهدى.. ايدى هتتمد عليكى تانى…
هزت رأسها و هى ترفض ان تستمع اليه هامسة بـ.ـارتجاف و خــــوف
=ابعد عنى… و اياك تقرب منى…
انهت جملتها تلك متجاوزة اياه سريعاً تفر نحو الباب مما جعله يندفع خلفها ممسكاً بها يمنعها من الخروج..
نفضت يده بعيداً عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته و هى تصرخ بحدة لاذعة
=ابعد ايدك دى عنى و متلمسنيش….
احاطها بذراعيه محاولاً منعها من الفرار مما جعلها تضـ.ـر.به بقبضتيها في اعلى كتفيه و صدره صارخة بألــم بينما عينيها اصبحت محتقنة بالدmـ.ـو.ع
=قولتلك… سيبنى…. سيبنى…..سيبنى بقي فى حالى حـ.ـر.ام عليك….
احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه رافضاً اطـ.ـلا.ق سراحها و عينيه مسلطة عليها يتطلع اليها باعين ممتلئة اخيراً بالادراك… كما لو كانت هناك غمامة على عقله و تم ازالتها اخذ يفحص وجهها ذو الملامح الملائكية و هو يفكر كيف امكنه ان يصدق بان تلك المخلوقة التى بين يديه يمكنها القيام بخيانته…فالتى بين يديه الان ليست الا زوجته.. حبيبته…ملاكه..
فقد اعمته غيرته الجنونية عليها و حبه الشـ.ـديد لها و صدق ما ارسل اليه… اخذ يتذكر مواقفهم سوياً خاصة عنـ.ـد.ما اصابته الكورونا و خــــوفها عليها و رفضها لتركه وحيداً.. و دافعها عنه امام والده حنانها الذي كانت تغدقه به دائماً كيف كان احمق بهذا الشكل و صدق تلك الخطة الخبيثة….
لكن من زرع الشك بداخله نفذ خطته تلك باحكام شـ.ـديد فيكفى تلك الصور التى رأى بها جسدها عارى فوحدها يمكن ان تذهب بعقله الي الجحيم و تجعله يرتكب جريمة قــ,تــل…
ضمها اليه دافناً وجهه بعنقها يتنفس رائحتها التى اشتاق اليها كثيراً فقد كان بدونها كالطفل الذى فقد والدته…
=صدفة…..
همس اسمها بصوت معـ.ـذ.ب بينما يشـ.ـدد من احتضانه لها راغباً بدفنها بداخله فقد كان كما لو كان في كابوس و استيقظ منه اخيراً…
ارتجف جسد صدفة عنـ.ـد.ما شعرت بانفاسه الدافئة تلمس جانب عنقها استجابات لقربه منها بهذا الشكل لكنها افاقت من غيمة مشاعرها تلك دافعة اياه بحدة بعيداً متراجعة للخلف هاتفة بانفعال بينما صدرها يعلو وينخفض بشـ.ـدة ….
=متلمسنيش و لا تقرب منى…..
لتكمل و هى تحيط جسدها المرتجف بذراعيها بينما تقاوم بصعوبة الدmـ.ـو.ع التى انسابت بصمت على وجنتيها و هى تدرك بانه ليس لديها مكان اخر يمكنها ان تذهب اليه سوا الشارع لذا فمن اجل اطفالها ستبقى هنا لكن بشروطها هى..
=مش عايزنى امشى يبقى تطلع برا الاوضة… و متدخلش اي مكان انا فيه…
لتكمل وهى تنفجر باكية بشهقات ممزقة
= انا مبقتش مستحملة اى و.جـ.ـع او اهانة كفاية اللى حصلى….
اتخذ راجح خطوة نحوها و قد ألــمه سماعه كلمـ.ـا.تها تلك ولكن و قبل ان يفتح فمه و يعترض دلفت الي الغرفة والدته التى بعد ان انهت مطالب زوجها بالاسفل صعدت لكى تطمئن على صدفة لكنها وجدتهم يتحدثون لذا قررت البقاء بالخارج تاركة اياهم يحلون امورهم لكن ما ان احتد بينهم النقاش و اصبحت صدفة تبكى بهذا الشكل الهستيرى كان يجب عليها التدخل ربتت بلطف على ذراع ولدها قائلة بصوت يملئه التعاطف وهى ترا الالم و الكرب مرسوم على وجهه بوضوح
=اطلع يا ضنايا دلوقتى و سيبها تهدى…. متضغطش عليها هى لسة تعبانة…
وقف راجح ينظر بعجز الي صدفة التى اشتد بكائها مما جعله يومأ برأسه بالموافقة هامساً لوالدته بصوت مختنق
=خدى بالك منها ياما….
ربتت نعمـ.ـا.ت على ظهره قائلة بحنان
=متخفش يا حبيبى انا هفضل.. معاها…
اومأ برأسه ملقياً على صدفة نظرة خاطفة قبل ان يلتف و يغادر الغرفة بخطوات متثاقلة.
لتتجه نعمـ.ـا.ت نحو صدفة تحتضنها بين ذراعيها لتدفن الاخيرة وجهها بصدرها تبكى بشهقات ممزقة على كل ما مرت به و ما فقدته ….
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالى…
كان راجح يجول بانحاء الوكالة يتفحص البضاعة و العمل عنـ.ـد.ما رأى ام محمد تتجه نحوه مما جعله يتوقف في مكانه وعينيه مسلطة عليها بحدة و هو يفكر متي عادت من السفر فعودتها الان ليست في صالحه بالمرة فصدفة ستصر علي المغادرة والبقاء لديها…
اقتربت منه ام محمد قائلة بابتسامتها البشوشة
=صباح الخير يا راجح باشا….
اومأ راجح برأسه مجيباً علي تحيتها تلك بهدوء
=صباح الخير يا ام محمد… حمد لله علي السلامة.. رجعتى امتي من البلد
اجابته و ابتسامتها لازالت علي وجهها
=النهاردة الصبح… ما صدقت اخت جوزي جت و قعدت مع حمـ.ـا.تي فقولت ارجع انا بقي اشوف اكلي عيشي اللي سيباه بقالي مدة….
لتكمل مغمغمة سريعاً عنـ.ـد.ما ادركت انها تثرثر بتفاصيل قد لا تهمه
=المهم انا كنت جاية اطمن منك على صدفة اصل بكلمها بقالي مدة و تليفونها مقفول…. و انا بصراحة مش عايزة اروحلها البيت علشان الحاج عابد ميعملش مشكلة…
غمغم راجح مستفسراً و هو يقطب حاجبيه بعدm فهم
=و الحاج عابد يعمل مشكلة ليه مش فـاهم..؟!!
اجابته ام محمد و قد اصبح وجهها محتقن بشـ.ـدة
=اصل… اصل كنت في مرة راحة ازور صدفة و قابلنى علي السلم و انا طالعة عندكوا كلمنى وحش و طردني… فانا مشيت و محبتش اقول لصدفة لحسن تزعل….
تصلب جسده فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك بينما اشتعل بداخله غـــضــــب عاصف غمغم بحدة وهو يضغط على فكه بقسوة
=الحاج عابد مالوش دعوة مين يجى يزورنى و مين ميجيش…. ده بيتك يا ام محمد و تيجى في اى وقت تشرفينا…
اشرق وجه ام محمد قائلة بفرح
=تسلم يا سي راجح يارب ما هو ده برضو العشم..
لتكمل قائلة و قد عاودها القلق
=المهم طمني علي صدفة هي بخير و كويسة مكلمتهاش من وقت ما سافرت واتصلت بها كذا مرة موبيلها بيديني مغلق…..
اجابها راجح بتجمد
=والله يا ام محمد مش هكدب عليكي صدقة تعبانة شوية…
ضـ.ـر.بت يدها علي صدرها هاتفة بفزع
=تعبانة مالها فيها ايه…كفى الله الشر ؟؟
تنهد راجح قائلاً بينما يفرك وجهه بيده
=الانيميا عندها عاليه اوى
ده غير ان حصلها هبوط حاد….و راحت المستشفى
هتفت ام محمد قائلة بحدة ة استهجان
=هي طول عمرها عندها انيميا و ريقي كان بينشف معاها تكشف و تاخد علاج بس دي مكنتش بتهتم بنفسها و هي اصلاً مبتاكلش اكلتها قليلة زي العيال الصغيرة… جـ.ـسم علي الفاضي…
قاطع راجح نوبتها الهيسترية تلك قائلاً وهو يشعر بالغـــضــــب من نفسه كيف لم يلاحظ انها لا تهتم بنفسها جيداً
=اهدى يا ام محمد متخفيش الدكتور كتبلها على علاج… و ههتم بأكلها كويس و ان شاء الله هتبقي كويسة…
زفرت ام محمد قائلة بقلق و اضطراب
=طيب و نبى تاخد بالك من علاجها و تديها العلاج بنفسك اصل اخر مرة كانت تعبانة معرفتش تقرا اسم الدوا و خدت بداله دوا تانى غلط و دوخنا بها في المستشفيات…
قاطعها راجح سريعاً و قد جذب انتباهه كلمـ.ـا.تها تلك
=معرفتش تقرا اسم الدوا ازاى…؟!
اجابته ام محمد بعفوية غافلة عن الاهتمام الذي التمع بعينيه بسبب قلقها على صدفة
=معرفتش تقرا اسم الدوا ما انت عارف ان متولى الله يحرقه طلعها من التعليم وهي فى سنة تانية ابتدائي…
ابتلعت ام محمد باقي جملتها لاطمة خدها فور ادراكها ما افصحت به و قد نست تماماً ان صدفة لم تخبر راجح بأمر أمـ.ـيـ.ـتها همست بصوت مرتعب
=يالهوى عليا و على لسانى… صدفة لو عرفت انى قولتلك انها مبتعرفش تقرا ولا تكتب هتقــ,تــلنى…
تصلب جسد راجح فور سماعه كلمـ.ـا.تها التى اكدت شكوكه السابقة فان كان يظن انها بريئة بنسبة ٨٠% الان اصبح متأكداً من برائتها مائة بالمائة….
فقد استغل احدهم جهل زوجته وقام بما قام به بهاتفها و هذا الشخص لابد ان يكون مقرب منها و يعلم بأمر أمـ.ـيـ.ـتها تلك.. يجب ان يتحدث معها ويعلم منها من اين اتت بهذا الفستان و اين كانت تذهب في تلك المرات التي اخبرته انها خارجة مع هاجر شقيقته و لما تصورت تلك الصورة بهذا الفستان العارى…
خرج من افكاره عنـ.ـد.ما تابعت ام محمد بصوت يملئه الفزع
=ونبى ما تعرفها ان قولتلك حاجة صدفة لو عرفت هتقاطـــعـــنى.. هى عندها حساسية من الحتة دى…
هز راجح رأسه وهو يحاول التحكم بالغـــضــــب المشتعل بداخله
=متقلقيش… مش هقولها حاجة انا بس عايز منك خدmة بلاش صدفة تعرف انك رجعتى من السفر..
قطبت ام محمد حاحبيها مغمغمة بعدm فهم
=ليه…
اجابها بهدوء يعاكس النيران التى تغلى بعروقه
=متخانق انا و هى ولو عرفت انك رجعتى هتصر تمشي و تسيب البيت…
اومأت ام محمد بهدوء و تفهم
=خلاص متقلقش يا باشا بس ونبي لما تروح خليها تفتح موبيلها و تكلمني….
هز راجح رأسه بالموافقة من ثم ودعها و انصرف مسرعاً عائداً الي المنزل باقصى سرعة لديه…
༺༺༺༺༻༻༻༻
كانت صدفة جالسة بالفراش تشاهد التلفاز الذي عنـ.ـد.ما استيقظت و جدت انه تم نقله الي غرقتها مما جعلها تندهش لكن اختفت دهشتها تلك عنـ.ـد.ما اخبرتها نعمـ.ـا.ت ان راجح من قام بنقله الي هنا قبل ذهابه الي العمل حتي تستطع مشاهدته دون ان تترك الفراش…
فمنذ الامس و هى تتلاقى الاهتمام و الرعاية من نعمـ.ـا.ت التى كانت تقريباً كل ساعة تطعمها بأطعمة مختلفة و عنـ.ـد.ما كانت تعترض بسبب امتلئ معدتها كانت تصر عليها و ان لم تطعمها تصنع لها عصيراً وتجعله تشربه امامها…
فقد كانت تعاملها بحنان و لطف على عكس معاملتها لها السابقة تماماً شعرت بداخلها بالامتنان لها خاصة و انها تدرك ان اطفالها بحاجة الى هذا الاهتمام و الرعاية مررت يدها بحنان فوق بروز بطنها الطفيف فقد كانت حامل بالشهر الثاني كما اخبرها الطبيب..
تلمست بطنها برفق و قلبها يتخلله عاطفة الامومة..
لكنها انتفضت مبعدة يدها عن بطنها معتدلة في جلستها عنـ.ـد.ما فتح الباب و دلف راجح الى الغرفة بوجه يظهر عليه على الاكفهرار و الاغتمام لكنها تجاهلته و ركزت عينيها علي شاشة التلفاز لكنها اخفضت عينيها عنـ.ـد.ما القي بورقة علي الفراش امامها
=الورقة دي سلمهالي بتاع الكهربا… راح شقة متولى ملقاش حد هناك فجبهالى علي الوكالة علي اساس ان العداد باسمك…
غمغمت صدفة بـ.ـارتباك بينما تمسك الورقة بين يديها
=فيها ايه الورقة دي…
اجابها بهدوء و عينيه مسلطة عليها بتركيز و اهتمام يراقب ردة فعلها
=دى ورقة فيها انذار عن شهور الكهربا اللي مدفعتش….
ليكمل وهو يشير نحو الورقة التي بيدها
=اقري… و شوفي بنفسك…
اخذت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات قبل ان تقوم بفتح الورقة بيد مرتجفة اخذت تنظر اليها عدة لحظات تتصنع قرائتها قبل ان تومأ برأسها قائلة
=ماشي… لما ترجع ام محمد هخليها توديها لبيت متولي وهو يتصرف و يدفع….
لكنها انتفضت بمكانها فازعة عنـ.ـد.ما خـ.ـطـ.ـف راجح الورقة من بين يديها قبل ان يغمغم بقسوة
=ليه يا صدفة… ليه تخبى عليا حاجة زي كدة….
همست بعدm فهم وهي تتطلع اليه باعين متسعة ممتلئة بالارتباك
=خبيت عليك ايه بالظبط….مش فاهمة
اشار للورقة التى لازالت بين يديها
=الورقة اللي في ايدك لا بتاعت كهربا و لا تخصك من الاساس دى ورقة من ورق الوكالة…
شحب وجه صدفة فور ادراكها معنى كلمـ.ـا.ته تلك شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها فقد اكتشف امر أمـ.ـيـ.ـتها امتلئت عينيها بدmـ.ـو.ع محتقنة مما جعلها تخفض رأسها و هى تشعر بالعار و الخجل
جلس راجح بمواجهتها مائلاً الي الامام ممسكاً بيديها بين يديه و ظل ينظر اليها حتى بادلته بتردد نظراته تلك
=خبيتى عنى لية… فكرك ان ده كان هيفرق معايا… او هيغير نظرتى ليكى بالعكس….
عينيها كانت ضبابيتين بينما تحاول مكافحة الدmـ.ـو.ع مما جعلها تدفن وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكـ.ـسرة
جذبها راجح اليه يضمها برفق بين ذراعيه يربت برفق على ظهرها محاولاً تهدئتها
بكت صدفة كما لم تبكى من قبل شاعرة بالحرج و انها اصبحت بعينه اقل شأنناً من اى وقت…
بينما كان راجح يستمع الي بكائها هذا وقلبه يتمزق بداخله مدركاً مدى عدm ثقتها بنفسها لكنها حمقاء اكانت تعتقد ان عدm معرفتها للقراءة و الكتابة قد يقلل من حبه او عشقه لها..فهى الهواء الذي يتنفسه.. الهواء الذي انقطع عنه خلال الايام التى غابت بها عن حياته فقد كان يعيش كالمـ.ـيـ.ـت بدونها..
ظل يحتضنها و هو لا يزال يربت برفق على ظهرها و عنـ.ـد.ما هدأت ابعدها بلطف محيطاً وجهها بيديه يتفحص بشغف عينيها و انفها المحتقنين من اثر بكائها اقترب منها طابعاً على وجهها قبلات حنونة متفرقة و قد بدأ يفقد سيطرته على نفسه حيث غلبه شوقه اليها اخفض رأسه حتى لامست شفتيه شفتيها ممرراً يده ببطئ على عنقها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد كان يريدها كثيراً… اكثر من الحياة بأكملها..
ارتجف جسد صدفة باستجابة لقبلته تلك رفعت يدها تحيط وجهه لكنها سرعان ما ادركت فضاحة ما تفعلة متذكرة ضـ.ـر.به و اهانته لها…
انتفضت مبتعدة عنه تدفعه بصدره هاتفة بحدة و انفس لاهثة
=ابعد…..
توقف راجح يتطلع اليها بنظرة يملئها العـ.ـذ.اب فقد كان يعلم انه يستحق هذا.. بعد ما فعله بها و عدm ثقته بها شعر كما لو سكين حاد يغرز بقلبه…
حاول التركيز على ما قد جاء من اجله فيجب كشف من خلف تلك الخطة الحقيرة و جعله يدفع الثمن غالياً من ثم سيقضى حياته بأكملها يعوض اياها و يطلب مسامحتها…
شاهدها تتراجع على الفراش الى الخلف محاولة ترك اكبر قدر من المساحة بينهم…
فرك وجهه و هو يلتقط نفساً عميقاً محاولاً تهدئت الالم الذي ينبض بداخله من رؤيتها تبتعد عنه بهذا الشكل مقارناً حالتها تلك بالماضى فقد كانت ما ان تراه تسرع نحوه وتندس بحـ.ـضـ.ـنه هز رأسه محاولاً طرد افكاره تلك و التركيز علي ما اتى من اجله
=مين عملك حساب الفيس… و مين كان بيكتب الرسايل اللي كنت بتبعتهالي…
احمر وجهها قائلة بحدة و هي تشعر بالحرج من التحدث عن أمـ.ـيـ.ـتها
=بتسأل ليه…!!
اجابها راجح بهدوء
=جاوبيني يا صدفة….
تنهدت قائلة وهي تعقد حاجبيها
=هاجر اللي ساعدتنى لما عرفت اني مبعرفش اقرا ولا اكتب و ادتنى حساب بتاعها قديم وغيرت الاسم بتاعه لأسمى……
شحب وجه راجح فور سماعه اسم شقيقته اخر اسم توقع ان يسمعه غمعم باضطراب
=هاجر…؟!
اومأت صدفة برأسها بينما تتابع
=و كتر خيرها اتفقــ,تــلى مع المدرسة بتاعتها تعلمني القراية و الكتابة……
اجبر راجح شفتيه علي التحرك قائلاً بصعوبة و هو يعلم الاجابة
=كنت بتروحى للمدرسة دى لما كنت بتكدبى عليا و بتقوليلي بخرج مع هاجر مش كدة..
اومأت برأسها و قد ازداد اشتعال وجهها بسبب كذبها عليه
=ايوة… هاجر اتفقت معايا اننا هنقولك اني بخرجها معاها.. و اروح انا احضر الدرس….
احتبست انفاسه داخل صدره وهو يتذكر حديثه مع شقيقته التى انكرت تماماً انها رأت صدفة خلال الفترة الماضية لما كذبت عليه وقتها خرج من افكاره تلك عنـ.ـد.ما سألته صدفة بصوت منخفض مـ.ـيـ.ـت بينما كتفيها منحيين و الالم يلتمع بعينيها بوضوح
=هو ده السبب اللي ضـ.ـر.بتنى علشانه… انى كنت بخرج من وراك..؟!
هز راجح رأسه نافياً بينما يبتلع الغصة التي تشكلت بحلقه بينما النـ.ـد.م على ما فعله بها يمزق داخله
=لا يا صدفة… مش ده السبب…
صمت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة و هو ينظر الي عينيها و كل النـ.ـد.م و الاسف الذي يشعر بهم مرتسمين علي وجهه
=السبب لو عرفتيه هتكرهيني.. اكتر ما انتى بتكرهينى دلوقتى….
تراجعت صدفة و عيونها متسعة من الدهشة من نبرة المرارة الموجودة فى صوته همست بصوت مختنق مرتجف
=ضـ.ـر.بتنى ليه يا راجح…؟! ايه اللى عملته و كان يستاهل انك تكـ.ـسرنى الكـ.ـسرة دى….
التوى قلبه داخل صدره عند سماعه كلمـ.ـا.تها تلك اخفض عينه ليجد يده ترتجف بقوة مما جعله يقبض بقوة عليها محاولاً عدm اظهار ضعفه
=معملتيش حاجة.. يا صدفة… انا اللى عملت و كنت انسان غبى…
ليكمل متنحنحاً و هو يغير الحديث عائداً الي اسألته
=مين اللى جابلك الفستان اللي لبستيه يوم ما كنت زعلان منك… ومتقوليش انها امى لان انا و انتى عارفين انها مش هى….
هتفت بحدة مندهشة من اسألته تلك
=هو فى ايه… ايه الاسئلة دى كلها….انا مش فاهمة حاجة
هز رأسه قائلاً بجدية يحثها على اجابته
=ردى يا صدفة و هتعرفى كل حاجة فى وقتها. .
زفرت بحدة قبل ان تجيبه بحنق
=هاجر اللي جبتهولى وقالتلى انها مكسوفة انك تعرف انها جابتلى حاجة زى كده فقالت انى اقولك ماما اللى جابته….
اهتز جسد راجح بعنف فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك هامساً بحدة
=هاجر برضو….
فقد تأكد الان بان شقيقته هى من وراء كل ما حدث شعر انه سيجن لما فتاة لم تنخطى سن المراهقة بعد…
تفعل ذلك و ما الذي ستستفيده من جعله يشك بزوجته وتخريب زواجه أوالده من جعلها تفعل ذلك و هو من خلف كل هذا….
اجابته صدفة بعفوية و هى غافلة عن الصدmة و الصراع الذي يشعر بهم
=ايوةهاجر.. هىاكتر واحدة وقفت معايا ده حتى يومها ساعدتنى ان اصالحك.. وخلتنى البس الفستان و صورتنى بالموبيل و وبعتتلك الصورة و خلتنى كمان اسجلك رسالة صوت بس معرفتش تبعتها ليك بسبب مكنش في نت و……..
انتفض راجح واقفاً فور سماعه ذلك و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة شاعراً كأن ستار اسود من الغـــضــــب يغمى عينيه و قد ادرك الان كيف وصلت صورتها الي هاتف هذا الاحمق
فشقيقته استغلت ثقة زوجته بها و فعلت كل هذا…
تجاهل هتاف صدفة المنصدmة باسمه و اتجه نحو الباب و كامل جسده متصلباً بينما تضيق به الانفاس كما لو منع عنه الهواء فجأة يشعر كأنه وسط جحيم يشعل جسده بنار لا يستطيع تحملها…
༺༺༺༺༻༻༻༻
هبط راجح الي الاسفل مسرعاً
فاتحاً باب شقة والديه بالمفتاح الخاص به حيث كانت والدته تزور خالته شوقية بسبب مرضها و والده لا يزال بالعمل و مروان بااخاؤح كعادته..
اتجه علي الفور نحو غرفة هاجر التي فتحها دون ان يطرق بابها لتنتفض هاجر التي كانت جالسة تدرس غمغمت بقلق
=في حاجة يا راجح ولا ايه….؟!
تجاهلها راجح و اتجه نحو الطاولة التي تجلس بجانبها و اختطف هاتفها من فوقها حاول فتحه لكنه وجده مغلق ببصمة اليد دفعه نحوها قائلاً بقسوة
=افتحي التليفون ده…
شحب وجه هاجر فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك همهمت بصوت مرتجف من شـ.ـدة الخــــوف الذي بدأ ينتشر بداخلها
=لـ… ليه..
اشار برأسه نحو الهاتف قائلاً بصرامة بينما يحاول بصعوبة التحكم في اعصابه حتى يتأكد
=قولت افتحيه….
ظلت هاجر تتطلع بفزع نحو الهاتف الذي يمده نحوها دون ان تقوم باي حركة لتنفيذ امره مما جعله يزمجر بشراسة جعلتها تنتفص في مكانها
=افتحيه…..اخصلى…
تناولت منه بيد مرتجفة و فتحته ببصمة اصبعها…
خـ.ـطـ.ـفه راجح من بين يدها و بدأ يفتح رسائل المسانجر لكنه لم يجد شئ به…
من ثم قام بفتح الواتس و اخذ يبحث به لكنه لم يجد شئ ايضاً فقد كانت جميع المحادثات مع اصدقائها البنات كان يهم بغلق الواتس عنـ.ـد.ما لاحظ اخر رساله من فتاة تدعى ((توتا)) مكتوب بها كلمة حبيبي..
اسرع راجح بفتحها ليصدm عنـ.ـد.ما وجد ان تلك الفتاة ليست الا رجل يدعى تـ.ـو.فيق لكنه لم يشك و لو للحظة واحدة بانه من الممكن ان يكون صديقه….
بدأ يقرأ الرسائل بينهم وكامل جسده ينتفض من شـ.ـدة الغـــضــــب و هو يكتشف كيف خططوا للايقاع بزوجته و الفخ الذي نصبوه لها…
اهتز جسده بعنف كما لو ضـ.ـر.بته صاعقة عنـ.ـد.ما تعمق في قراءة الرسائل و وجد رسالة يخبرها به انه سيغلق اچنص السيارات الخاص به و سيذهب للمنزل عندها علم بان تـ.ـو.فيق هذا ليس الا صديقه…..
القى الهاتف من يده واتجه نحو هاجر التى كانت واقفة بمننصف الغرفة تتابعه بوجه يرتسم عليه الرعـ.ـب و الخــــوف..
محدقة فى وجهه بخــــوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع الي الخلف محاولة الهرب للخارج لكنه كان اسرع منها ولحق بها يقبض علي شعرها يجذب خصلاته بقوة حتي ارجع رأسها الي الخلف صائحاً بشراسة مرعـ.ـبة و هو يكاد يكون خارج السيطرة
=اها يا يا زبـ.الة…يا واطـ.ـية بقى انتى اللي عملتى كل ده فيا و فى مراتى… و مع مين.. مع تـ.ـو.فيق عرة الرجـ.ـا.لة…
صرخت هاجر بصوت مرتجف و قد شحب وجهها من شـ.ـدة الذعر و الخــــوف بينما تحاول التراجع الي الخلف بعيداً عنه و الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شـ.ـدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألــم وهي تبكي
=والله يا راجح مكنتش اقصد… تـ.ـو.فيق هو اللي ضحك عليا….
قاطعها صائحاً بشراسة وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و خــــوف
=ضحك عليكي برضو يا رخيـ.ـصة ليه مش ده حبيب القلب…..
همست بصوت منخفض مرتجف من بين شهقات بكائها وقد اخذت ضـ.ـر.بات قلبها تزداد من شـ.ـدة الخــــوف
=و..و…والله مكنتش اقصد…..
قاطعها بقسوة وهو يصفعها على وجهها صفعة مدوية جعلتها تصرخ متألــمة و رأسها يرتد للخلف من شـ.ـدة الصفعة
=مكنتيش تقصدى ايه….
ليكمل و هو يصفعها مرة اخرى
=مكنتيش تقصدى تتهمى مراتى في شرفها…. و تبعتى صورها لرجـ.ـا.لة وسـ.ـخـ.ـة زيك
صرخت هاجر منتحبة عنـ.ـد.ما اخذ يصفعها علي وجهها صفعات متتالية قاسية بينما يصـ.ـر.خ بها و هو في حالة شبه هستيرية
=ليه…قوليلى ليه.. عملت فيكى ايه وحش علشان تعملى فيا كده……….
صرخت باكية بينما تضع يديها فوق وجهها لتحميه من صفعاته تلك
=معملتش حاجة… انت اكتر واحد بتحبني و بتخاف عليا و الله و انا مكنتش اقصد أأذيك……
قاطعها بشراسة وشرارت الغـــضــــب تتقافز من عينيه بينما يجذب خصلات شعرها بقوة اكبر جعلتها تصرخ بألــم و بكائها يزداد
=اومال لو تقصدي تأذيني….كنت هتعملى ايه خلتيني ادmر مراتى و دmرت نفسي معاها…
ليكمل وقد اسودت عينيه من شـ.ـدة الغـــضــــب بشكل مرعـ.ـب فور تذكره للعلاقة التي بينها و بين تـ.ـو.فيق.. صفعها بعنف جعل وزنها يختل وتسقط علي الارض بقسوة
=لا و ماشيالي مع تـ.ـو.فيق اللى متجوز و مخلف وكمان ضعف عمرك و بتخططيلى معاه…. قسماً بالله لأمـ.ـوتك و امـ.ـوته يا رخيـ.ـصة..
انهى جملته منهالاً عليها يضـ.ربها ضـ.ـر.بات متفرقة بانحاء جسدها و هو يسبها بافظع لشتائم مما جعلها تصرخ من شـ.ـدة الالم الذي تشعر به لكنه لم يتوقف عن ضـ.ـر.بها حتي شعرت بوجهها و جسدها يتخدر من شـ.ـدة الالم ولم تعد تشعر بشئ همست له بغل فور توقفه عن ضـ.ـر.بـ.ها وهي تنظر في عينيه بغـــضــــب
=انا مش ماشية مع حد..انا و تـ.ـو.فيق بنحب بعض و هيطـ.ـلق مؤاته و هنتجوز غـ.ـصـ.ـب عنك و عن اي حد… هنتجوز..
فقد راجح السيطرة علي غـــضــــبه فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك ليعاود ضـ.ـر.بها و هو يصيح بغـــضــــب مما جعل عروق عنقه تنتفض من شـ.ـدة غـــضــــبه
= يتجوز مين يا زبـ.الة.. ده بيتسلى بيكي يا رخيـ.صة…. زى كل الستات اللي يعرفهم على مـ.ـر.اته….
اخذت هاجر تصرخ وهي تحاول حماية جسدها من ضـ.ـر.باته عنـ.ـد.ما دلف عابد الذي وصل لتوه الي المنزل ليفزع فور ان رأي ما يفعله راجح اندفع نحوه يجذبه بعيداً عنها و هو يصـ.ـر.خ به
=انت بتعمل ايه…. بتعمل ايه يا ابن الكلـ.ـب…..
قام بجذبه بعيداً عنها من ثم وقف حائلاً بينهم و هو يزجره بنظرات شرسة لكن لم يبالى راجح و حاول تجاوزه و معاودة الهجوم على تلك التى نهضت مسرعة مختبئة خلف ظهر والدها تتشبث به و كامل جسدها يرتجف من شـ.ـدة الخــــوف..دفعه عابد بعيداً و هو يصـ.ـر.خ بشراسة
=هى حصلت تمد ايدك علي بـ.ـنتى يا ابن مأمون و ديني لـ……
قاطعه راجح هاتفاً بقسوة
=بـ.ـنتك دي عيلة زبـا.لة و متربتش…. بتكلم راجـ.ـل متجوز قد ابوها و بتخطط معاه كمان لـ…..
صفعه عابد و هو يصـ.ـر.خ بقسوة بينما تنطلق منه شرارت الغـــضــــب
=قطع لسانك انت و اللي جابوك….
تصلب وجه راجح و قد احتدت عينيه بقسوة عاصراً قبضتيه بقوة محاولاً السيطرة علي الغـــضــــب الثائر بداخله حتي لا يقدm علي شئ قد ينـ.ـد.م عليه زمجر من بين اسنانه المطبقة بقوة بينما ينحنى ويلتقط هاتفها الملقى علي الارض ويدفعه بين يده
=عندك تليفونها افتحه و شوف رسايلها مع تـ.ـو.فيق الحلاونى…
صرخت هاجر بينما تتشبث بظهر والدها محاولة نفى الاتهام عنها
=محصلش… محصلش يا بابا صدقني….
زمجر راجح محاولاً الهجوم عليها مرة اخرى و قد جعله كذبها يفقد اعصابه لكن دفعه عابد بصدره هاتفاً بشراسة
=اياك تلمس شعرة واحدة منها… و انا من الاهر كدة مش مصدق كلمة من اللي بتقولها….
اشار راجح الى الهاتف الذي بين يده قائلاً بحدة
=عندك التليفون في ايدك افتحه و بص فيه…..
القي عابد الهاتف من يده قائلاً ببرود
=مش هبص في حاجة انا مصدق بـ.ـنتى…. و واثق فيها
ليكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و هو يرمق راجخ بازدراء
=مش هكدب بـ.ـنتى.. بـ.ـنت الحلال و اصدق واحد زيك ابن ااا……
لم يكمل جملته لكن قد وصل الى راجح ما كان يرغب بقوله مما جعل جسده يهتز من شـ.ـدة الغـــضــــب لكنه رسم على وجهه البرود قائلاً بسـ ـخـــريــة
=تمام… صدق اللي تصدقه بس اليوم اللي هتجيلى فيه بتعيط بدل الدmـ.ـو.ع دm علشان الحقك انت وبـ.ـنتك بـ.ـنت الحلال اعرف انى مش هز شعره واحدة من راسي و مش هدخل….
ثم تركه و غادر المكان كالاعصار و كامل جسده ينتفض بالغـــضــــب… بينما استدار عابد الي ابـ.ـنته يحتضنها بين ذراعيه قائلاً
=ايه اللي يخليه يقول كده عليكى….
شحب وجه هاجر لا تدرى بما تجيبه لكن انقذها رنين هاتفه الذي اخرجه من جيب جلبابه ليعقد حاجبيه فور رؤيته لاسم المتصل ربت على ذراع هاجر قائلاً
=هرد على التليفون ده و ارجعلك…
شاهدته هاجر يغادر باعين متلهفة قبل ان تلتقط هاتفها الملقى على الفراش و ارسلت رسالة الي تـ.ـو.فيق تخبره بكل ما حدث و تحذره من راجح مخبرة اياه بالا يرسل لها شئ هذة الفترة من ثم قامت بمسح جميع الرسائل التى تخصه من على هاتفها…
༺༺༺༺༻༻༻༻
وقف عابد بالشرفة يتحدث بالهاتف الى اشجان
=يا ستي بقولك متلقحة فوق من امبـ.ـارح… احلفلك بايه علشان تصدقى
هتفت اشجان برعـ.ـب
=طيب ازاى… ازاي رجعها بعد كل اللي حصل بينهم…. بعدين يا عابد انا كدة في مصيبة….
زفر بحنق قائلاً بنفاذ صبر
=مصـ يـ بـةايه…عملتى ايه تاني يا اشجان..؟!
اخذت تخبره بما حدث مع صدفة من محاولة اغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب اشرف لها و ضـ.ـر.بها اياها… و هروبها منهم
هتف عابد بحدة
=الله يخربيتك يا اشجان راجح لو عرف هيقــ,تــلك و يقــ,تــل ابنك….
همست اشجان برعـ.ـب حقيقي
=طيب اعمل ايه يا عابد… انصحنى…
اجابها هو يتلفت خلفه حتي يتأكد من انه لا يوجد احد يستمع الي حديثه
=لمى و هدومك و اطلعي علي الشقة بتاعتنا اقعدي فيها لحد ما نشوف حل…..
همهمت اشجان بالموافقة قبل ان تغلق معه و تسرع بتنفيذ ما اخبره به….
في ذات الوقت….
دلف راجح بوجه مقتطب و جسده يملئه الغـــضــــب الي متجر السيارات الخاص بتـ.ـو.فيق مقتحماً مكتبه بحثاً عنه لكنه وجده فارغاً خرج منادياً علي الشاب الذي يعمل بالمتجر يسأله بخشونة وعصبية مفرطة
=فين تـ.ـو.فيق يا راضي….
اجابه راضي بـ.ـارتباك و هو يراه بحالته الغاضبة تلك
=مش عارف والله يا راجح باشا كان قاعد هنا من شوية و مرة واحدة لقيته خرج بسرعة و ساب المكان من غير حتي ما يقولى اقفل امتي….
اومأ راجح برأسه و هو يدرك ان هاجر قد حذرته مما جعل السعير الذي يكوي اعماقه يزداد اكثر و اكثر
تناول احد قطع الحديد الموضوعة بجانب الحائط دافعاً راضي الي الخلف قائلاً بشراسة
=طيب ابعديلى انت كده بقي….
تراجع راضي بخــــوف و هو لا يفهم ما يحدث لكن دب الرعـ.ـب اوصاله فور ان شاهد راجح يندفع نحو احدى السيارات الجديدة المصفوفة داخل المتجر المعروضة للبيع ويقوم بضـ.ـر.ب العصا الحديدية بزجاجها و هيكلها الخارجى مما ادي تكسير زجاجها و تدmيرها هيكلها تماماً…
صرخ راضي و هو يندفع نحو راجح هو والعامل الاخر الذي يعمل معه هاتفاً بفزع
=بتعمل ايه يا راجح باشا مينفعش كده…..
استدار اليهم راجح هاتفاً بشراسة و قسوة
=اللي هيدخل ولا يفكر يقرب منى عليا النعمة لأهرسه تحت رجلى….ابعد يالا انت و هو…
تراجع راضي و الشخص الاخر الي الخلف و قد دب الرعـ.ـب بداخلهم من تهديده هذا بينما استمر راجح بتدmير سيارة تلو الاخرى يقوده غـــضــــبه العاصف الذي لو اطلق له العنان لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدmار والمـ.ـو.ت…
فور ان انتهي من تدmير جميع السيارات وقف يتفحص الدmار الذي اخلفه و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره….
استدار الي راضي الذي كان يقف باقصى المتجر بوجه شاحب و عينين. تلتمع بالخــــوف قائلاً بانفس لاهثة
=عرف اللي مشغلك ان اللي حصل ده جزء بسيط من الحساب اللي بنا… و انه لو مستخبى تحت الارض هجيبه…و هيدفع التمن و غالى اوى
ثم استدار خارجاً و هو لا يعلم الى اين يذهب بكل الغـــضــــب الذي يشتعل داخل صدره…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت….
وقف عابد يتطلع باعين مشتعلة بالغـــضــــب العاصف الي وجه ابـ.ـنته المحتقن و المتورم بشـ.ـدة و الذي يظهر بها بعض الكدmـ.ـا.ت من اثر ضـ.ـر.بات راجح لها قائلاً بحدة
=قوليلي ايه اللي يخليه يعمل فيكي كده مع انه عمره ما مد ايده عليكى ده بالعكس كان اكتر واحد بيدلع فيكى …
ابتلعت هاجر الغصة التي تشكلت بحلقها و هى تدرك ان والدها بدأ يشك بالامر لذا يجب ان تنقذ نفسها بالضغط علي نقطة ضعفه والتى تعلمها جيداً انفجرت باكية قائلة بنشيج متقطع
=بيحاول يبرر لمـ.ـر.اته يا بابا…. صدفة راحت قالتله انى متفقه مع تـ.ـو.فيق عليها و انها مخنتوش و ان انا اللي بعت الصور الوحشة دي لرقم الراجـ.ـل…
لتكمل بانكسار مصطنع عنـ.ـد.ما رأت وجه والدها يتشـ.ـدد بقسوة و ان خطتها قد نجحت
=تخيل يا بابا صدقها و كدبنى… انا هعمل كده ليه اصلا….هي بتلبسنى مصيبتها علشان تطلع بريئة قدامه….
زمجر عابد من بين انفاسه المحتقنه
=يا بنـ.ـت الكـ.ـلـ.ـب…..بقى عليزة تلبسك. مصيبتها
ليكمل و هو يندفع نحو باب الشقة
= طيب و ربى المعبود… لأكون معلمها الادب و اعرفها تتبلى علي اسيادها ازاي…
كانت صدفة نصف نائمة تحاول ان ترتاح بعد موجة الغثيان التى اصابتها عنـ.ـد.ما سمعت طرق حاد متتالى على باب الشقة مما جعلها تتحامل على نفسها و تنهض بتثاقل لكى تذهب وتفتحه…
لكن ما ان فتحته متراجعة الى الخلف بفزع عنـ.ـد.ما دلف عابد الراوى الى الداخل كالاعصار و الذى و دون اي مبررات قام بصفعها بقوة صفعة جعلتها تكاد ان تسقط على الارض
كانت صدفة نصف نائمة تحاول ان ترتاح بعد موجة الغثيان التى اصابتها عنـ.ـد.ما سمعت طرق حاد متتالى على باب الشقة مما جعلها تتحامل على نفسها و تنهض بتثاقل لكى تذهب و تفتحه…
لكن ما ان فتحته مت
تراجعت الى الخلف بفزع عنـ.ـد.ما دلف عابد الراوى الى الداخل كالاعصار و الذى و دون اي مبررات قام بصفعها بقوة صفعة جعلتها تكاد ان تسقط على الارض…
لكنها تماسكت بضعف بالطاولة التى بجانب الباب حتى تبقى على قدmيها هتف عابد و هو يندفع نحوها بوجه اسود عاصف
=بقي انتى يا روح امك… بتتبلى على بـ.ـنتى و تلبسيها مصيبتك….
ليكمل و هو يقبض على شعرها يجذبها منه بقـوة مما جعلها تصرخ متألــمة
=طيب وحياة امك لأدفنك مكانك…. و اعرفك ازاى تتبلى على اسيادك اللى اشرف منك و من اهلك..
و لكن ما انهى كلمـ.ـا.ته تلك الا و شعر بيدين تجذبانه بقسوة من الخلف بعيداً عنها و صوت راجح الغاضب يعصف بانحاء الارجاء بقسوة
= تدفن مين…..يا عم انت….
ليكمل بشراسة عنـ.ـد.ما وقعت عينيه على وجه صدفة الذي كان يظهر عليه بوضوح علامـ.ـا.ت حمراء اثر اصابع عابد ليشتعل الغـــضــــب بداخله كبركان ثائر
=انت ضـ.ـر.بتها…..مديت ايدك على مراتى…
هتف عابد و عينيه تلتمع بالقسوة
=ايوة ضـ.ـر.بتها….
ليكمل و هو يصراخ بوجه اسود عاصف
=و هقطملك رقبتها كمان…ليه هى احسن من بـ.ـنتى اللى ضـ.ـر.بتها و مديت ايدك عليها…
قاطعه راجح بشراسة و ازدراء
=مراتى جزمتها برقبة بـ.ـنتك الرخيصة الزبـ.ـا.لة…..
زمجر عابد يزجره بنظرات ممتلئة بالكراهية و الشراسة
=قطع لسانك… بقى بتقارن بـ.ـنت الحسب و النسب باللمامه تربية الشوارع اللى انت متجوزها….طيب عليا النعمة لحسرك عليها…
انهى جملته مندفعاً نحو صدفة محاولاً الهجوم عليها مرة اخرى مما جعل راجح يندفع نحوه على الفور و قد جن جنونه فور ان رأي صدفة ترتعد بخــــوف و هى تحاول التراجع الي الخلف بعيداً عن عابد و الخــــوف ظاهر علي وجهها الشاحب…
قبض علي عنق عبائة عابد و غـــضــــب عاصف يشتعل بداخله دافعاً اياه بقوة الى الخلف
=لو ايدك اتمدت عليها….قسماً بالله لأقــ,تــلك….
صرخ عابد بشراسة و هو يحاول تجاوزه و دفعه بعيداً
=طيب ورينى هتقــ,تــلني ازاى..
و دينى لأمـ.ـو.تهالك….
انهى جملته قابضاً علي ذراع صدفة التي اطلقت صرخة مرتعبة و هي تنفجر باكية فلم يشعر راجح بنفسه الا هو يندفع نحوه يلكمه بقوة بوجهه… مما جعله يتراجع الي الخلف متعثراً و يفقد توازنه و يسقط بقوة علي الارض لكنه سرعاً ما انتفض واققاً و هو يصـ.ـر.خ بصدmة بينما يدلك فكه و هو لا يصدق انه قد ضـ.ـر.به
=بتضـ.ـر.بنى….بتضرينى يا ابن الكلـ.ـب يا ناكر الجميل … بتضـ.ـر.ب ابوك… علشان واحدة زى دى….
قاطعه راجح بقسوة و هو يمسك بصدفة المرتجفة الباكية و ينحيها خلف ظهره بحماية حتى لا يستكع عابد الوصول اليها
=بتكدب على مين يا عابد يا راوى طول عمرى لا اعتبرتتى ابنك… ولا انا اعتبرتك ابويا…. شوفت منك كتير من و انا عيل مكملتش 7 سنين.. كنت بحط الجزمة في بوقى و مبنطقش على بهدلتك و مرمطتك فيا….
ليكمل بعنف و هو يقترب منه حتي وقف امامه مباشرة و تعبيرات وحشية مرتسمة على وجهه غارزاً اصبعه في صدره و هو يزمجر بشراسة
=لكن مش هسكت و لا هقف اتفرج عليك و انت باهين و بتمد ايدك على مراتى….
زمجر بشراسة و هو يضغط على كلمـ.ـا.ته بقسوة
=مراتى خط احمر يا عابد يا راوى…..
قاطعه عابد بقسوة و غل هو يدفع يده بعيداً عن صدره
=مراتك…!! مراتك مين ياخويا اللى انت محموق اوى علشانها…..
ليكمل بشراسة و هو يرمقه بازدراء و حدة
=مراتك اللي خانتك يا نطع مع راجـ.ـل تانى… و انت طردتها و بعدها رجعت رجعتها تانى بعد ما ركبتلك الاريال فوق راسك….. و جاى بقى تلبس مصيبتها في بـ.ـنتى انا.. علشان تدارى على نجاستـ.ها…..
قاطعه راجح بشراسة غافلاً عن تلك التى شحب وجهها فور سماعها كلمـ.ـا.ت عابد تلك شاعرة بالدوار يجتاحها لتنهار جالسة على الارض و هى تتنفس بصعوبة و قد بدأت تدرك لما طردها راجح.. لما قام بضـ.ـر.بها و نعتها بتلك الشتائم البشعة
=قطع لسانك… و لسان اللى يقول عليها كده مراتى اشرف من الشرف… اشرف من بـ.ـنتك  الصـ.ـايعة بتاعت….
لكنه قطع باقى جملته عنـ.ـد.ما وصل الى مسمعه صوت انتحاب صدفة الممزق الصادر من خلفه ليدرك انها قد سمعت حديثهم و فهمت ما فعله..
استدار نحوها ليجدها جالسة على الارض بوجه شاحب يحاكى شحوب الاموات تبمى بحرقة اسرع نحوها جالساً على عقبيه امامها يحيط وجهها بيديه هامساً اسمها بصوت مرتجف لكنها دفعت يده بعيداً رافضة لمسته حاول لمسها مرة اخرى و هو يشعر باليأس و الالم لكنه انتفض واقفاً عنـ.ـد.ما سمع عابد يغمغم بسـ ـخـــريــة لاذعة من خلفه
=ايوة ايوة.. يا خويا داددى فيها اوي… ما هى راكبة و مدلدلة…. ياخى اتفو علي ده صنف رجـ.ـا.لة
صرخ به راجح بينما يندفع نحوه يدفعه بقسوة نحو الباب و قد بدأ يفقد السيطرة علي اعصابه
=اطلع برا… برا و كفاية بقي لحد كده متخلنيش اتجنن عليك
ليكمل و هو في ثورة غـــضــــبه
=و اعمل حسابك لحد كدة و خلصت .. انا معتش شغال معاك…
هتف عابد بتوجس و قد اختفى اللون من وجهه
=تقصد ايه…؟!
اجابه راجح بحدة و هو يتطلع بعينه بقسوة
=يعنى الحمار اللي كان شايل الشغل على دmاغه هيسيبك… و اعمل حسابك برضو هاخد حقى على داير المليم… نص كل حاجة….
اطلق عابد ضحكة قصيرة ساخرة و هو يلوي فمه بتهكم
=نص ايه يا خويا.. سمعنى تانى كدة…
اجابه راجح بشراسة هاتفاً بصوت حاد لاذع
=نص الوكالة و الـ9 محلات… ايــــه حقـى
قاطعه عابد مغمغاً بسـ ـخـــريــة لاذعة
=حقك..!! و حقك ده بقى بتاع ايه….فاكرنى يمكن اكون ناسى…
زمجر راجح و هو يضـ.ـر.ب بقسوة علي صدره و هو يكمل
=حق تعبى و شقايا يا عابد يا راوى… حق ما انا طفحت الدm و اتهد حيلى و انا بكبر محلك الصغير بتاع الاجهزة المخروبة و المستعملة لأكبر وكالة للأجهزة الكهربائية المستوردة و ده اللى اتفاقنا عليه من اول يوم اشتغلت فيه معاك…
قاطعه عابد و هو يبتسم ببرود
=طيب و معاك ورقة بقى تثبت كلامك ده…
اندفع راجح نحوه يتطلع اليه بقسوة و شراسة مرعـ.ـبة
=يعنى ايه هتاكل هتعبى و شقايا…
اقترب منه عابد هامساً بالقرب من اذنه بصوت هسيس منخفض حتى لا يصل الي مسمع تلك التى كانت لازالت جالسة على الارض تتطلع امامها باعين متسعة ينساب منها الدmـ.ـو.ع بصمت وهى تبدو كما لو كانت بعالمها الخاص
=لا اعتبره.. مقابل انى قبلت اربى عيل ابن حـ.ـر.ام زيك و خدتك في حـ.ـضـ.ـنى و ربيتك… و اديتك اسمى.. بدل ما كنت تترمى في الشارع زى كلاب السكك لقيط…. لا لك اب و لا ام
فق
راجح السيطرة على اعصابه فور سماعه كلمـ.ـا.ته تلك ضارباً راحتيه في صدر عابد بقسوة دافعاً اياه نحو باب الشقة الذي كان منفتح علي مصراعيه مزمجراً تحركه فورة الغـــضــــب المشتعل بصدره و السعير الذي يكوي اعماقه
=طيب اتكل على الله و غور من وشى بدل ما اتغبى عليك و اعرفك انا ابن حـ.ـر.ام ازاي…
تراجع عابد بخــــوف من لهيب الغـــضــــب المحترق بعينيه مندفعاً خارجاً بينما وقف راجح يغمض عينيه بقوة معتصراً قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة وهو يحاول التحكم في غـــضــــبه حتى لا يلحق به و يفعل ما قد ينـ.ـد.م عليه…
لكنه فتح عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه فور تذكره لصدفة و ما سمعته…
التف عائداً اليها جالساً علي عقبيه امامها لكنها لم تنظر اليه حيث كانت عينيها لا تزال مسلطة على الارض تبكى بصمت ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى اثر الدmـ.ـو.ع على وجنتيها الشاحبتين
احاط ذراعيها بيديه قائلاً بصوت معـ.ـذ.ب
=صدفة… و الله كان غـ.ـصـ.ـب عنى… انا عارف انى غلطت لما شكيت فيكى بس…
نفضت يده بعيداً عنها رافضة لمسته و هي تصرخ بهستيرية
=متلمسنيش….
لتكمل منتحبة و هي تضـ.ـر.به فى صدره براحتى يديها
=ازاى قدرت تصدق..انى ممكن اخونك….
اخفض راجح رأسه شاعراً بالخجل و النـ.ـد.م لا يعلم بما يجيبها فهو نفسه لا يعلم كيف لم يثق بها
ارتجفت شفتيها في قهر و هى تهمس بصوت ممتلئ بالألــم و الحسرة
=عملت ايه يا راجح علشان تشك فيا….
تحولت دmـ.ـو.عها الى شهقات بكاء عالية ممزقة و هى تكمل بصوت منخفض ملئ بالحسرة
=شوفت منى ايه وحش علشان تصدق عليا كده……
لتكمل وهي تضـ.ـر.ب بيدها فوق صدرها
=ده انا كنت لحد وقت قريب كنت بتكسف منك…. بتكسف منك و انت حلالى ازاي تصدق ان اقدر اخونك مع راجـ.ـل تانى… او اخلى راجـ.ـل تانى غيرك يلمسنى…..
ظل راجح مخفض الرأس و هو لا يجروء علي رفع رأسه و مواجهتها بينما الالم يمزق قلبه
همست بصوت مختنق وهي تحدث نفسها
=ضـ.ـر.بتنى… و طردتنى في نص الليل و لقيت نفسي لوحدى في الشارع…. خلتنى لأول مرة في حياتى احس يعني ايه اكون يتيمة..ماليش حد….و لا مكان اروحه و لا ايد تطبطب عليا…ملقتش قدامى غير بيت اشجان و ابنها……
لتكمل صارخة بهستيرية ضاربة اياه بصدره براحتى يديها و الالم الذى شعرت به بهذا اليوم يعاودها
=انطق قولى عملت ايه.. عملت ايه علشان تضـ.ـر.بنى…. عملت ايه علشان ترميني بايدك لأشجان و ابنها..
تشـ.ـدد جسد راجح بعصبية فور سماعه كلمـ.ـا.تها الاخيرة تلك
=عملوا فيكى حاجة…؟!
التوت شفتيها بابتسامة ساخرة يظهر بها مدي ألــمها
=يهمك اوي… لو افرق معاك مكنتش رمتنى….مكنتش صدقت عنى حاجة بالوساخة دى….
قاطعها بحدة و هو يشعر بانه على الحافة من فقد اعصابه
=عملوا ايه يا صدفة……؟؟
اخذت تتطلع اليه و الدmـ.ـو.ع تنساب من عينيها بصمت قبل ان تهمس بصوت مرتجف و الالم و الخــــوف الذي شعرت بهم وقت ان هاجمها اشرف يعاودانها من جديد
=اشجان سلمتنى لأبنها علشان ياخد منى اللى هو عايزه…
لتكمل بمرارة و انتحابها يزداد بشـ.ـدة مما جعل جسدها يرتجف بقوة
=وقالتلى بكرة تتعودى و اهو يبقى اسمك بتدفعى حق لقمتك…. لقمتى اللي كانت نص رغيف ناشف مليان بالعفن وحبة ملح… ده كان تمن شرفى عند اشجان و ابنها…….
جن جنون راجح و قد غلت الدmاء بعروقه فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك زمجر بقسوة بينما يضغط على فكيه بقوة و قد اصبحت الرؤية امامه ضبابية من شـ.ـدة الغـــضــــب
=لمسك..؟
هزت رأسها بصمت هامسة بصوت مختنق
=لا.. ضـ.ـر.بته على راسه بحته حديدة و هـ.ـر.بت من الشقة…
لتكمل بصوت مختنق و قد تحولت دmـ.ـو.عها الى شهقات بكاء عالية ممزقة….
=هـ.ـر.بت.. و لقيت نفسى لوحدى في الشارع في نص الليل…و ماليش مكان اروحه….
صمتت للحظة قبل ان تتابع بكلمـ.ـا.ت متقطعة من بين نشيج بكائها
=و فى.. الاخر ملقتش.. قدامى… غير… حتة تحت شجرة فى الشارع نمت تحتها… نمت و انا مرعوبة من كل صوت يقرب من المكان اللى انا نايمة فيه….. خايفة لا اللى معرفش اشرف يعمله فيا… يعمله غيره من السـ.ـكـ.ـر.انين و المدmنين اللى الشارع مليان بيهم….
انهت جملتها دافنة وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكـ.ـسرة..
شعر راجح بقبضة تعتصر قلبه و بألــم يكاد يحطم روحه الي شظايا و هو يستمع الي ما عانته بسببه و سبب غبائه و غيرته العمياء تجمعت دmـ.ـو.ع كثيفة في عينيه لكنه قاومها بشـ.ـدة
اقترب منها ببطئ ممسكاً بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها بعنقه مما جعلها تنفجر باكية مخرجة نشيج صغير متألــم كان كالسكين الذى انغرز بقلبه…
همس بصوت متألــم مختنق و هو يعقد يديه من حولها يضمها اليه بقوة
=سامحينى يا صدفة… حقك عليا..
انحنى عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها… و هو يقسم بداخله انه سيجعلهم يدفعون ثمن كل ما فعلوه بها و بانه سيعوضها عن كل هذا فهى زوجته و حبيبته الهواء الذى يتنفسه و بدونها يختنق فهي الحياة بالنسبة له.
رفع يدها طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يهمس بالقرب من اذنها بصوت مرتجف ملئ بالنـ.ـد.م و الحسرة
=حقك عليا يا حبيبتى…حقك عليا…
انتفضت مبتعدة عنه ما ان تمالكت نفسها دافعة اياه بعيداً و هى تصرخ بصوت ممزق
=اسامحك… ازاى… اسامحك ازاى بعد ما عملت كل ده فيا… انت اثبت ان مفيش ما بنا ثقة… و انى رخيصة في نظرك… بتصدق عنى اي حاجة… و زى ما صدقت المرة دى هتصدق اى كلمة اى حد هيقولها عليا
قاطعها سريعاً بانفس ممزقة و هو يشعر بكلمـ.ـا.تها كالخنجر بصدره
=انتى اغلى و اهم حاجة في حياتى يا صدفة…. و الله العظيم كان غـ.ـصـ.ـب عنى…. ظبطوها صح… و انا بغبائي صدقت غيرتى و جنونى بيكى هما السبب….
نهضت بتثاقل علي قدmيها متجهة نحو الباب و هى تحاول عدm التأثر بكلمـ.ـا.ته تلك.. فكيف يمكنها ان تكمل معه حياتها بعد ما فعله…
نهض راجح هو الاخر مسرعاً يلحق بها ممسكاً بذراعها قائلاً بلهفة
=طيب راحة فين….
نزعت ذراعها من بين يده هاتفة بحدة وهى تمسج وجهها من الدmـ.ـو.ع العالقة بها
=همشى… انا معتش ليا مكان هنا…
تنفس راجح بعمق محاولاً تهدئت اعصابه التى كانت على حافة الانهيار فهو لن يستطع تحمل رؤيتها تبتعد عنه مرة اخرى
=طيب اهدى يا صدفة… اهدى يا حبيبتى..
ليكمل و هو يحيط و جهها بيديه هامساً بصوت ممزق مختنق يملئه اليأس
=قوليلي اعمل ايه علشان تسامحنى… وانا و الله مستعد اهد الدنيا و ابنيها علشانك…
انتفضت مبتعدة عنه مزيحة يده التى كانت تحيط وجهها بحده تمتم بقسوة بينما صدرها يعلو و ينخفض بينما تكافح لألتقاط انفاسها محاولة عدm التأثر بحالته تلك
=تطلقنى…..
اهتز جسده بعنف كما لو صاعقة قد ضـ.ـر.بته و ارتسم معالم الارتعاب على وجهه فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك
اجبر شفتيه علي التحرك هامساً بصعوبة و ثقل
=اطلقك…؟! عايزة تسيبنى يا صدفة
ارتبكت فور رؤيتها للألــم الذى ارتسم داخل عينيه همت بالنفى حتى تزيح هذة النظرة من عينيه لكنها توقفت متجمدة مذكرة نفسها بقسوة بما مرت به بسببه.. و عدm ثقته بها.. و اهانته لها
همس راجح من بين اسنانه المضغوطتين و قد بدأت البرودة تتسلل الى جسده عنـ.ـد.ما ظلت صامتة امسك بيدها يجذبها اليه بلطف
=طيب اهدى… انتى دلوقتي اعصابك تعبانة و لما تهدى كل حاجة هتتحل……
قاطعته و هى تتراجع مبتعدة عنه هاتفة بحدة
=ايه اللى هيتغير..هينغير حاجة من اللى حصلى لا….. احنا معتش ينفع نكمل مع بعض..
لتكمل هامسة بألــم و قد بدأت عينيها تصبح ضبابية ممتلئة بالدmـ.ـو.ع
=انا معملتش حاجة غير انى حبيتك و صونتك و صونت بيتك و صونت شرفك… مشوفتش حاجة وحشة منى علشان تظن بيا الظن الوحش ده….. مكنتش استاهل منك ابداً اللى عملته فيا….
اخفض رأسه و الشعور بالنـ.ـد.م يتأكله من الداخل بينما ضعف غريب يستولي عليه عنـ.ـد.ما وقفت تنظر اليه وعينيها تنبثق منها خيبة الامل و الجـ.ـر.ح….
=عندك حق يا صدفة…انا مستهلكيش……
صمت قليلاً قبل ان يغمغم و هو ينظر اليها بتضرع
=بس انا برضو مش هقدر اسيبك تمشى…..
ليكمل بتصميم و صرامة قاطعة
=مش هتمشى يا صدفة… على جثتى لو سيبتك تمشى
فقدت اعصابها فور ان سمعت كلمـ.ـا.ته تلك ضـ.ـر.بته فى صدره و هى تصرخ بشراسة وهى في حالة من الهستيرية
=لا همشى… همشى و مش هعقد معاك و لا دقيقة واحدة…..
اسرع بتقييد يديها التي كانت تضـ.ـر.به بها و هو يشعر بالخــــوف يتسلل بداخله عنـ.ـد.ما رأى وجهها يشحب و انفاسها تتثاقل متذكراً مرضها..
احاطها بين ذراعيه لكنها اخذت تقاومه مما جعله يشـ.ـدد من ذراعيه حولها هامساً باذنها محاولاً تهدئتها
=طيب خلاص… خلاص اهدى هعملك اللى انتى عايزاه بس اهدى……اهدى يا حبيبتى
هدأت صدفة و استكان جسدها فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك اخذ راجح يمرر يده على ظهرها و هو يكمل
=عايزة تعقدى لوحدك حاضر بس انا اللى همشى… مش انتى…
هزت رأسها برفض و عنـ.ـد.ما همت بفتح فمها اسرع بالقول
=ده بيتك و لو حد هيمشى يبقى انا….
ليكمل و هو يحيط وجهها بيديه طابعاً على جبينها قبلة حنونة بينما الالم يمزق قلبه بقسوة …
=ارتاحى… و انا شوية وهكلم امى تطلع تحضرلك الاكل و تديكى الدوا.. و لو تقدر تبات معاكى تبات….علشان متبقيش لوحدك
ظلت صدفة تتطلع اليه بصمت غير قادرة على النطق بحرف واحد شاعرة بكامل طاقتها تنفذ منها…
طبع راجح قبلة اخرى على جبينها و قد تطلب منه الامر كل ما لديه من قوة ارادة لكى يستدير و يغادر الشقة بهدوء و يتركها بمفردها كما تشاء…
بينما وقفت هى تراقب مغادرته تلك بجسد مرتجف قبل ان تنفجر باكية و الالم يمزق قلبها…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في ذات الوقت…
دلفت نعمـ.ـا.ت الى المنزل لتجد عابد جالساً على الاريكة ببهو الشقة اقتربت منه قائلة و هى تضع مفاتيحها بالحقيبة التى بيدها
=ايه ده خير… مش قولت هتبات النهاردة برا علشان مستنى بضاعة …..
لكنها ابتلعت باقى جملتها لاطمة فوق صدرها بفزع فور ان رفعت رأسها و رأت جبينه المكدوم بشـ.ـدة
=نهار اسود… ايه اللى شلفط وشك كده… اتخنفت مع مين؟!
اجابها عابد بحدة و هو يفرك جبينه المكدوم برفق
=المحروس ابنك…
هتفت نعمـ.ـا.ت قائلة بغـــضــــب و هي تقترب منه
=مين مروان… ليه هو اتجنن يمد ايده ازاى عليك………..
قاطعها مزمجراً بقسوة
=مروان مين يا وليه انتى.. اللي هيضرينى… انا بتكلم عن الفرخة بكشك بتاعتك اللى مفضلاه علي الكل حتى على عيالك اللي من صلبك…
اتسعت عينين نعمـ.ـا.ت هاتفة بصدmة و هى لا تستطع تصديق ان راجح يمكنه فعل ذلك
=راجح…؟!!!
لتكمل سريعاً و هي تهز رأسها بقوة
=لا طبعاً استحالة راجح يعمل حاجة زي دى…….
هتف عابد بغـ.ـيظ و هو ينتفض واقفاً
=خلاص… خلاص ياختي يبقي انا كـ.ـد.اب و ابن كلـ.ـب و بتبلى عليه….
دفعته نعمـ.ـا.ت في صدره معيده اجلاسه و هي تهتف
=مقولتش كده… يا عابد بس مستغربة ازاى راجح يعمل كده…. طيب و ليه اصلاً
زفر و هو يرسم الحـ.ـز.ن على وجهه حتي يكسب عطفها
=انا نفسى مصدوم ازاى يعمل فيا كده…. ده ابنى اللي مخلفتوش…
ليكمل بألــم و اسف
=كل اللي حصل انى رجعت البيت علشان اكلى لقمة قبل ما ارجع الشغل… لقيته ماسك فى هاجر و نازل فيها ضـ.ـر.ب….
صرخت نعمـ.ـا.ت بفزع و قد شحب وجهها
=هاجر…؟!!!! ضـ.ـر.ب هاجر.. ليه؟!
غمغم قائلاً بمكر
=شوفتى انتى اتصـ.ـد.متى ازاى… تخيلى بقي اللي انا حسيت به وانا شايفه بيضـ.ـر.بها…
ليكمل بغـــضــــب و شراسة
=لا و مش مكفيه ضـ.ـر.بها لا… ده بيتيلى عليها قال ايه بـ.ـنتى انا العيلة اللي مكملتش 18 سنة بتحب تـ.ـو.فيق الحلاونى اللي متحوز ومخلف….. و متفقة معاه كمان….
همست نعمـ.ـا.ت التى بدأت تشعر بالدوار و المرض
=متفقة معاه ازاي….مش فاهمة
اجابها عابد وهو يلوح بيده بغـــضــــب
=قال ايه بـ.ـنتك اتفقت معاه على انهم يشككوه في مـ.ـر.اته و بعتوله صور لها كأنها هى اللى بعتاها لراجـ.ـل غريب…
ليكمل بقسوة و شراسة
=ابن الكلـ.ـب بيلبس بـ.ـنتى مصـ يـ بـةمـ.ـر.اته علشان يبررلها وسـ.ـختها…
انهارت نعمـ.ـا.ت جالسة بوجه شاحب و هي لا تصدق ما يحدث
ليكمل عابد بمكر و هو يتابع ردة فعلها علي كلامه
=جيت الومه و اعاتبه على اللي عمله في اخته مد ايده عليا انا كمان و نزل فيا ضـ.ـر.ب….
هزت نعمـ.ـا.ت رأسها و هي تضـ.ـر.ب يدها بساقها
=اخص عليك يا راجح… اخص عليك…..
غمغم عابد بحدة
=علشان كدة… طردته من الشغل و دينى ما هخليه يطول جنية واحد طول ما انا عايش….
ليكمل بـ.ـارتباك عنـ.ـد.ما وجد نعمـ.ـا.ت تنظر اليه باعين متسعة مليئة بالصدmة
=و انتى قومى… قومى شوفى البت وشها وجـ.ـسمها متبهدلين لو كده نخدها على دكتور يشوفها
نهضت نعمـ.ـا.ت على الفور عند سماعها كلمـ.ـا.ته تلك و القلق و الخــــوف ينتاباها مسرعة نحو غرفة هاجر لكى تطمئن عليها…
بينما تابعها عابد بنظراته و ابتسامة ماكرة تملئ وجهه سعيد بنجاح خطته حيث بعد خروجه من شقة راجح قام بضـ.ـر.ب رأسه بالحائط عمداً حتى يتسبب بالكدmـ.ـا.ت لنفسه و يقنع نعمـ.ـا.ت بما فعله حتى يجعلها تنقلب عليه وتصبح بصفه و هذا ما نجح به بالفعل…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة…
كان راجح يجلس بالشارع على الرصيف امام المنزل رافضاً البقاء بسيارته التى قد توفر له بعض الدفئ في هذة الليلة قارصة البرودة لكنه فضل البقاء هنا كما لو كان يعـ.ـا.قب نفسه على ما حدث لصدفة….او ربما لكى يشعر ببعض ما مرت به في تلك الليلة التى قضتها بالشارع…
شعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور تخيله لها و هى في مثل حالته تلك وحيدة بشارع مظلم لكنه على الاقل رجل يقدر على حماية نفسه من أى خطر قد يتعرض له..
لكن هى من كان سيحميها اذا هاجمها احدى الكلاب المفترسة التى تملئ الشوارع…. او انتبه اليها احدى السكيرة و مدmنى المـ.ـخـ.ـد.رات و حاول الاعتداء عليها….
ابتلع الغصة التى تشكلت بحلقه فور تخيله رعـ.ـبها و خــــوفها بهذا الموقف.. اقسم بداخله بانه سيجعل كل من تسبب في هذا يدفع الثمن خاصة اشجان و ابنها الحقير…
اخرج هاتفه على الفور متصلاً باحدى الارقام ليسرع بالقول فور ان اجابه الطرف الاخر…
=ايوة يا مسلم… انت لسه شغال الواد اشرف ابن اشجان
اجابه مسلم بـ.ـارتباك و خــــوف
=لا والله العظيم يا راجح باشا توبت و بعدت عن السكة الشمال دى… و البركة فيك بعد ما جبتلى شغل اعرف اصرف به على امى و اخواتى…. و لو مش مصدقنى انا ممكن……
قاطعه راجح سريعاً
=مصدقك يا مسلم…. بس انا طالبك في خدmة….
اسرع مسلم قائلاً بلهفة
=خدامك يا باشا اؤمر….
اجابه راجح بهدوء يعاكس الغـــضــــب المشتعل بصدره
=عايزك تقرب من الواد ده تانى و تعرفلى بيبجيب البلاوى دى منين و في اقرب وقت يستلم فيها المـ.ـخـ.ـد.رات دى اعرفلى بيخبيها فين و بعدها اخلع منه….
اجابه مسلم على الفور
=حاضر يا باشا…. اللى تؤمر به
غمغم راجح بهدوء
=و متقلقش يا مسلم… نفذ اللى قولتلك عليه و فى الاخر هشوفك..
قاطعه مسلم قائلاً بعتاب
=ده كلام برضو يا راجح باشا… ده انت خيرك مغرقنى..لولاك كان زمانى مسجون ولا مقـ.ـتـ.ـو.ل بسبب السكة الزفت اللى كنت ماشي فيها
ليكمل باصرار
=باذن الله… هجيبلك اللى انت عايزه خلال يومين هو اصلاً كان بيزن عليا بقاله فترة عايزنى ارجع للشغل معاه…
همهم راجح قائلاً بهدوء
=ماشى يا مسلم مستنى منك الخبر… قريب…
انهى معه و اغلق الهاتف قبل ان يرفع عينيه يتفحص نافذة غرفة والدته ليجدها مضاءة امسك الهاتف و اتصل بوالدته حتى تذهب للاطمئنان على صدفة
اجابت والدته بعد عدة اتصالات
=خير عايز ايه…
تعجب راجح من نبرة والدته الجافة معه لكنه غمغم قائلاً
=معلش ياما… هتعبك ممكن تطلعى تطمنى على صدفة و تشوفيها كـ….
قاطعته والدته بحدة و جفاف
=لا يا حبيبى مبطلعش اشوف حد….
لتكمل بغـــضــــب وقسوة
=بعدين انت ليك عين تطلب منى حاجة بعد اللي عملته في ابوك و اختك .. يا اخى اخص عليك و على تربيتك…
غمغم راجح قائلاً بنفاذ صبر
=ياما انتى مش فاهمة حاجة…
قاطعته نعمـ.ـا.ت بقسوة
=مش فاهمة ايه…. بقى تمد ايدك على الراجـ.ـل اللى رباك… بقى ده جزاته بعد ما رباك وعملك راجـ.ـل تمد ايدك عليه….النهاردة ضـ.ـر.بت ابوك و اختك بكرة تضـ.ـر.بنى و تدينى بالجزمة ما انت خلاص فجرت…
صمتت للحظة قبل ان تتابع بنبرة صارمة يملئها الغـــضــــب
=من النهاردة اعتبر نفسك مالكش لا ام و لا اب… و شوف حالك بعيد عننا…و كتر خيرنا اوى لحد كدة….
ثم اغلقت الهاتف بوجه دون ان تترك له مجال للرد
اخذ راجح نفساً طويلاً مرتجفاً بينما عينيه مسلطة على الهاتف الذى لايزال بيده لا يصدق ان والدته من تحدثت معه بتلك الطريقة القاسية…
امتلئ قلبه بالألــم شاعراً لأول مرة في حياته معنى انه يكون يتيم فوالدته دائماً كانت تغرقه بحنانها و لين قلبها و الان تركته رافضة وجوده بحياتها اصبحت عينيه ضبابيبتين ممتلئتين بالدmـ.ـو.ع همس بصوت متحشرج ملئ بالألــم
=حتة انتى ياما… حتى انتى
اخذ راجح نفساً طويلاً مرتجفاً بينما عينيه مسلطة على الهاتف الذى لايزال بيده لا يصدق ان والدته من تحدثت معه بتلك الطريقة القاسية…
امتلئ قلبه بالألــم شاعراً لأول مرة في حياته معنى انه يكون يتيم فوالدته دائماً كانت تغرقه بحنانها و لين قلبها و الان تركته رافضة وجوده بحياتها اصبحت عينيه ضبابيبتين ممتلئتين بالدmـ.ـو.ع همس بصوت متحشرج ملئ بالألــم
=حتة انتى ياما… حتى انتى
لكنه حاول مكافحة الدmـ.ـو.ع و نهض بتثاقل حتى يصعد و يطمئن علي صدفة بنفسه….
༺༺༺༻༻༻
دلف راجح الشقة بهدوء ليجد الردهة فارغة و الهدوء يعم المكان مما جعل القلق ينبض بداخله…
اتجه نحو غرفة النوم على الفور و هو يشعر بقلبه يعصف بداخله ليجد باب الغرفة مفتوح على مصراعيه دلف الى الداخل بهدوء و عينيه مسلطة بقلق علي تلك المستلقية فوق الفراش مغلقة العينين جلس على عقبيه على الارض بجانب الفراش..
ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى اثر الدmـ.ـو.ع على وجنتيها الشاحبتين…
مرر يده برفق فوق خدها يزيل تلك الدmـ.ـو.ع…
منحنياً عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها… و هو يقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا..و سيجعلها تسامحه على حماقته..
رفع يدها طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يهمس بالقرب من اذنها باسمها بلطف محاولاً ايقاظها و هو يزيح شعرها المتناثر على وجهها الى خلف اذنها..
فتحت عينيها ببطئ ليرى الألــم المرتسم داخلها مما جعله يرغب بسحق تـ.ـو.فيقو هاجر على ما تسببوا به..و تخريب لحياتهم
اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بتشوش قبل ان تنتفض جالسة مبعدة يده بحده و هى تهتف برعـ.ـب حقيقي
=متلمسنيش….
انتفض راجح واقفاً مغمغماّ بصوت مثقل محاولاً تهدئتها
=اهدى يا صدفة… اهدى…
قاطعته بحدة مقاطعة اياه و هى تنتفض واقفة على قدmيها
=مش ههدى…
لتكمل صارخة بغـــضــــب عنـ.ـد.ما رأت يقترب منها
=و ابعد عنى……
توقف راجح مكانه و هو يشعر بالعجز واليأس فهو لم يكن يرغب سوا باحتضانها حتي يخفف شعوره باليتم و يهدئ من الالم الذى اصبح لا يطاق بصدره.
همس بصوت يملئه الحـ.ـز.ن و اليأس ليكمل و هو ينظر اليها بتضرع
=انا عارف انى غلطان.. بس انا و الله بحبك…و حبى ده اللى ودانى في داهية…انا عمرى ما حبيت حد قدك انتى كل حاجة في حياتى….
هزت صدفة رأسها رافضة الاستماع اليه ليكمل بيأس
= سامحينى… انا مش هقدر اعيش من غيرك…انا ممكن امـ.ـو.ت لو سبتينى….
تراجعت مبتعدة عنه هاتفة بحدة و هى تحاول بصعوبة الا تتأثر بكلمـ.ـا.ته تلك
=لا تقدر تعيش زي ما قدرت تعيش قبل كده بعد ما ضـ.ـر.بتنى و طردتنى برا حياتك…
لتكمل و عينيها تلتمع بالقسوة لأول مره يراها بها
=و مش هسامحك يا راجح… عارف ليه
اتجهت نحوه و هى تكمل بصوت مرتجف وقد احتقنت عينيها بدmـ.ـو.ع حارقة امسكت يده تضغطها علي بطنها المتتفخة بعض الشئ
=علشان خاطر دول… دول اللي لو كنت عرفت انى حامل فيهم قبل ما تكتشف ان انا مش الست الوسـ.ـخـ.ـة الخـ.ـا.ينة كنت شككت في نسبهم… وقولت انهم مش ولادك….
تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة شاعراً بالارض تميد اسفل قدmيه و قد فرت من جسده الدmاء فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك استقرت عينيه المتسعة بالصدmة الى يده التى لازالت فوق بطنها اجبر شفتيه على التحرك هامساً بصوت مختنق مرتجف
=انتى حامل…….؟!!
اومأت برأسها بصمت لتغمره فرحة عارمة جعلت شفتيه تتسع بابتسامة مشرقة و هو لا يصدق بانه سيصبح لديه طفل اخيراً من صدفة… لكن ذبلت ابتسامته تلك و اختفت فور تذكره ما فعله بها اصبحت قدmيه كالهلام غير قادرتان على حمله رفع يده عن بطنها يتطلع الى يده تلك و عينيه لازالت ممتلئة بالصدmة و الم يكاد يحطم روحه الي شظايا همس بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضـ.ـر.بات قلبه تزداد بعنف
=يعنى انتى … كنت حامل لما انا كنت بضـ.ـر.بك…
هزت رأسها هاتفة بصوت مرتجف مختنق بينما تقاوم حتى لا تنهار امامه..
=اها كنت حامل…
و رغم الالم و الحـ.ـز.ن اللذان يعصفان بداخلها الا انها تصنعت القسوة قائلة بحدة
=عرفت ليه بقى مش هرجعلك….لأن عمرى ما هسامحك على شكك فيا….
امسكت بيده بين يديها المرتجفة هامسة وهى تضغط على يده بقوة
=و لأنى كل ما هشوف الايد دى مش هفتكر الا و هى بتضـ.ـر.بنى…
انهت جملتها و تركت يده غافلة عن العـ.ـذ.اب المرتسم على وجهه و استدارت عائدة الى الفراش تكمل بصوت مهزوم وهى تدير ظهرها له
=انا بكرة الصبح هشوف مكان اروحـه اي مكان ان شالله يكـ……
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخة بفزع منتفضة في مكانها عنـ.ـد.ما سمعت صوت مدوى لتحطم شيئاً ما استدارت نحوه ليهتز جسدها بعنف بصدmة عنـ.ـد.ما رأته يضـ.ـر.ب يده بالمرأة الكبيرة التى كانت تشكل نصف الجدار بالغرفة…
ضـ.ـر.ب يده بها مرة اخرى و هو يصـ.ـر.خ وقد كان اشبه بالمـ.ـجـ.ـنو.ن المغيب الذي يعميه غـــضــــبه
=دى ايدى اللي مدتها عليكى.. يا صدفة… اهها يا صدفة
كان يصـ.ـر.خ بكلمـ.ـا.ته تلك و هو يضـ.ـر.ب يده بعنف وقوة بزجاج المرآة و هو فى حالة اشبه من اللاوعى كما لو كان قد فقد عقله…
اندفعت نحوه على الفور تمسك بذراعه تجذبه بقوة محاولة منعه من ضـ.ـر.بها بالزجاج المهشم وقد صعقها مظهر الدmاء المنساب منها لكنه قاومها و نزع يده منها واستمر بضـ.ـر.بها بالزجاج بقوة محطماً بها بقايا المرآة المعلقة فقد كان كالمجذوب الذي يحركه الغـــضــــب من نفسه دون تفكير او حساب… اعمى لا يرى امامه سوى ما فعله بها…
فكلما تذكر صراختها و مظهرها و هى ملقية على الارض تتلاقى ضـ.ـر.باته بينما هى حامل بطفله يجعله يرغب بقــ,تــل نفسه…
جذبته صدفة بقوة هذة المرة تمنعه من ضـ.ـر.ب يده صارخة به و هى تحاول ايقافه من ايذاء نفسه
=كفاية… كفاية…. يا راجح حـ.ـر.ام عليك….
لتنجح اخيراً بجذبه بعيداً عن المرآة حيث وقف مكانه ينهج بعنف والعرق يتصبب من كامل جسده و وجهه و عينيه كانوا محتقنين كالدmاء
اخذ يحدق بها بنظرات مليئة بالبؤس و النـ.ـد.م قبل ان يجذبها نحوه يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها حاولت دفعه رافضة لمسته لكن تجمدت مكانها عنـ.ـد.ما بدأ جسده يهتز بقوة بين ذراعيها بينما نشيج حاد يصدر منه..
جفت الدmاء بعروقها عنـ.ـد.ما ادركت انه يبكى همست باسمه بصوت مرتجف و عقلها لا يستطع استيعاب انه يبكى حقاً…
تعالى نحييه بشهقات ممزقة بينما يشـ.ـدد من احتضانه لها و يده الملطخة بالدmاء تتشبث بقوة بظهرها مما جعل عبائتها تتلطخ بدmائه.. تشبث بها كما لو كان لا يقدر على تركها…
ظلت صدفة متصلبة بحـ.ـضـ.ـنه والضغط الذي قبض علي صدرها يهدد بسحق قلبها
لكنها استسلمت اخيراً و احاطت خصره بذراعيها تضمه اليها و يدها تمر برفق فوق ظهره العريض محاولة تهدئته بينما تبكى هى الاخرى على ألــمه و ألــمها…
ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق حتى توقف نشيج بكائه لكنه ظل دافناً وجهه بعنقها الذى اصبح غارقاً بدmـ.ـو.عه… لكنها شهقت فازعة عنـ.ـد.ما رفعها بين ذراعيه فجأة و اتجه بها نحو الفراش يستلقى عليه وهى لازالت بين ذراعيه بوجهه المدفون بعنقها همت صدفة بالنهوض لكنها ثبتت بمكانها عنـ.ـد.ما سمعته يهمس بصوت ضعيف متحشرج من اثر البكاء
=انا معتش ليا حد غيرك كله باعنى و ضـ.ـر.بنى في ظهرى…. حتى امى…. انا ماليش غيرك يا صدفة….
ليكمل بصوت منخفض متعب بكلمـ.ـا.ت متقطعة كما لو كان يحدث نفسه.. غير واعى
=كله باعنى… يا صدفة .. كله باعنى..
اخذ يهمهم بتلك الكلمـ.ـا.ت بصوت منخفض كما لو كان غير واعى انقبض صدر هاصدفةو هى تستمع الى هزيانه هذا…
ظل على حالته تلك من الهزيان حتى صمت فجأة و شعرت بانفاسه قد اصبحت ثقيلة لتعلم انه غرق بالنوم…
ضغطت بشفتيها برفق فوق رأسه المدفون بصدرها قبل ان تحاول ان تنسحب من بين ذراعيه لكنه تشبث بها بقوة وهو يتلملم في نعاسه رافضاً تحريرها…
مما جعلها تنتظر قليلاً حتى يستقر بنومه قبل ان تحاول مرة لتنجح بالتحرر من بين ذراعيه و النهوض…
اتجهت نحو الحمام و اخرجت صندوق الاسعافات و عادت الى الغرفة مرة اخرى جلست بجانبه على الفراش و بدأت بمسح الدmاء من يده حتى ترى مدى الضرر الذى اصابه لتكتشف عدة جروح بها لكنها لم تكن عميقة تأكدت من عدm وجود شظايا من الزجاج عالقة بها قبل ان تبدأ بوضع عليها المطهر مما جعله يتلملم في نومه بعدm راحة لكنه لم يستيقظ…
استمرت بتضميد جراحه ثم عقدت من حولها بعض اللفائف الطبية..
و ما ان انتهت ظلت جالسة بمكانها تتفحص وجهه و اثر الدmـ.ـو.ع العالقة به فلأول مرة تراه يبكى …فقد كان دائماً فخوراً لا يظهر ابداً ألــمه امامها حتي بعد مشاجراته مع والده فرغم علمها مدى الالم و الحـ.ـز.ن الذي يشعر بهم بسبب معاملة والده القاسية له الا انه كان يكتفى بالاستلقاء بحـ.ـضـ.ـنها فقط و يظل صامتاً
انحنت ممررة شفتيها فوق جبينه تقبله بحنان و هي تتمنى لو تستطيع مسامحته و نسى كل ما حدث لكنها لا تستطيع فالألــم من شكه بها و تصديقه بانها تستطيع خيانته مع راجـ.ـل اخر يمزقها من الداخل…
نهضت بتثاقل متجهة نحو باب الغرفة تخرج منه لكنها التفت بمدخلها تلقى نظرة اخيرة عليه قبل ان تستدير و تغادر …
༺༺༺༺༻༻༻༻
في الصباح…
استيقظ راجح و هو يشعر بثقل رهيب برأسه و ألــم ينبض بيده رفعها امام عينيه التى كانت لا تزال غائمة بالنعاس لكنه انتفض جالساً فور ان رأى الضمادة التى حول يده ليتذكر ما حدث بالأمس التف ينظر الى الجانب الاخر من الفراش بحثاً عن صدفة لكنه وجده خالياً انتفض واقفاً متجهاً نحو الحمام ليجده فارغ هو الاخر…
اسرع بالخروج و قلبه يقصف في صدره بجنون ظناً منه انها قد غادرت لكن هدئ ذعره فور ان وجدها نائمة بغرفة الاطفال…اطمئن عليها…
ثم دلف الى المطبخ لكى يحضر لها الافطار فقد اهملها بالامس و اهمل دوائها…لكنه الان سيراعها…سيراعها هى و طفله ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه فور تخيله لفتاة تشبه صدفة بجمالها الرائع…
حضر الافطار لها فوق الصينية ثم وضعهافوق الطاولة التى بجانب الفراش الذى تستلقى عليه و بجانبه الدواء الذى يجب ان تتناوله….
ثم غادر المنزل حتى يذهب الى الوكالة و يرى ما يجب عليه فعله مع والده…
بعد مرور ساعتين..
استيقظت صدفة لتجد صينية الطعام بجانبها خفق قلبها على فعلته تلك الحنونة تلك تناولت طعامها و اخذت دوائها الذى تركه لها من ثم دلفت الى غرفة النوم حتى تنظف الغرفة و تزيل الفوضى التى تسبب بها راجح بالأمس لكنها فوجئت عنـ.ـد.ما رأت المكان نظيف و قد اختفت شظايا الزجاج التى كانت متناثرة بالامس وتم تبديل شراشف الفراش التى كانت ملطخة بدmاءه…
بعد مرور بعض الوقت كانت جالسة على القراش تمشط شعرهل المبلل برفق بينما تشاهد التلفاز بعد ان انتهت من الاستحمام و تبديل ملابسها التى كانت ممتلئة بدmاء راجح الى اخرى نظيفة عنـ.ـد.ما فتح باب الغرفة و دلف راجح الى الداخل..
استمرت بتمشيط شعرها دون ان تلتف اليه متصنعة الانشغال بمشاهدة التلفاز جلس راجح بجانبها من ثم وضع ورقة فوق ساقها اخفضت عينيها اليها تتفحصها بـ.ـارتباك هامسة بتردد
=ايه ده…..
اجابها بهدوء و هو يفتح الورقة امام عينيها
=ده عقد بيع و شرى منى ليكى للشقة دى…. يعنى من النهاردة الشقة دى بقت بتاعتك رسمى….
تصلب جسدها بصدmة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك لكنها هزت رأسها بقوة و هى تخرج من صدmتها قائلة بعدm فهم
=ليه… كتبتها باسمى ليه…؟!
مال الي الامام ممسكاً بيديها بين يديه
=علشان تبقى امان ليكى اى مشكلة بنا مهما كبرت انا اللي امشى و انتى اللى تفضلى معززه مكرمة في بيتك…مع ان و الله مش ناوى ازعلك تانى مهما حصل…..
نزعت يديها من بين يديه مغمغة بـ.ـارتباك
=بس انا مقولتش انى هرجع ليك يا راجح…..
انقبض صدره بألــم عند سماعه كلمـ.ـا.تها القاسية تلك لكنه اومأ برأسه قائلاً بهدوء يعاكس ما يشتعل بداخله من ألــم
=حتى لو مرجعتليش يا صدفة… برضو الشقة بتاعتك…
ليكمل بصوت يملئه النـ.ـد.م و هو يتذكر ما تعرضت له بسببه
=انا لا يمكن اخليكى تعيشى اللى عشتيه ده تانى….
قاطعته بحدة و هى تتراجع بعيداً عنه
=بس انا مش عايزة منك… حاجة… ولا محتاجة منك حاجة….
انهت جملتها ممسكة بورقة العقد تهم بتمزيقها لكنه اسرع بجذبها منها و هو يهتف بحدة و فضب
=اعقلى و بطلى شغل العيال ده
زفر بحنق قبل ان يقترب منها قائلاً بنبرة خطرة
=انا قولت الشقة بتاعتك تبقى بتاعتك….و بطلى عند في كل حاجة علشان انا تعبت…..
ليكمل بصوت مختنق و هو يفرك وجهه بيده التى كانت ترتجف بوضوح
=انا تعبان بجد يا صدفة… فبالله عليكى متزودهاش عليا
صمتت صدفة تتطلع الي عينيه الممتلئتين بالتوسل و الحسرة مما جعل قبضة تعتصر قلبها ألــماً عليه…اومأت برأسها بصمت
ليزفر راجح براحة قبل ان يستقيم واقفاً ممسكاً بذراعها يجذبها برفق منه قائلاً
=يلا قومى البسى… علشان نروح للدكتور انا كنت حجزت امبـ.ـارح عند الدكتور رأفت علشان موضوع الانيميا… بس لما عرفت بموضوع الحمل كلمت شهد و عرفت منها كانت متابعة مع مين في حملها و حجزتلك عن دكتورها ميعاد النهاردة….
اومأت صدفة برأسها قائلة بهدوء
=شهد عاملة ايه في السعودية اتأقلمت هناك….
اجابها بينما يحثها برفق للتوجه نحو خازنة الملابس
=بخير الحمد لله…يلا البسى بسرعة…
اتجهت الي الخازنة مخرجة ملابسها من ثم دخلت الحمام حتي تبدل ملابسها….
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت لاحق…
كانت صدفة مستلقية علي الفراش المعد للفحص بينما كان راجح يجلس علي المقعد الذي بجانب رأسها عينيه مسلطة بلهفة علي شاشة التلفاز التي سيظهر عليها شكل طفلهم في اى لحظة…
امسك بيد صدفة بين يده يضغط عليها بلطف و لمفاجأته استجابت له و ضغطت على يده برفق مما جعله يبتسم…
اخذ الطبيب يجري فحصه عدة دقائق من ثم استدار اليهم بالنهاية و ابتسامة واسعة تملئ وجهه قائلاً…
=مبروك يا استاذ راجح… المدام حامل في توأم….
انحبست انفاس راجح فى صدره و قد اهتز جسده بعنف فور سماعه تلك الكلمـ.ـا.ت..
اخذ يتطلع الي الطبيب عدة لحظات باعين متسعة بالصدmة و هو لا يصدق ما سمعه تنحنح و هو يهز رأسه بقوة مخرجاً نفسه من تلك الصدmة هامساً بـ.ـارتباك
=انت قولت ايه.. يا دكتور معلش…؟
ابتسم الطبيب بتفهم و هو يعيد ما قاله..
=قولتلك مبروك المدام.. حامل في توأم…
تقافزت نبضات قلبه بجنون بصدره و هو لا يصدق…لا يصدق انه سيكون له طفلين بدلاً من طفل واحد…طفلين يشبهان زوجته الفاتنة…
اخفض عينيه نحوها ليجدها تتطلع اليه باعين ملتمعة بالدmـ.ـو.ع و هى تراقبه
=انتى كنت عارفة…؟؟
اومأت برأسها بصمت مما جعله يرفع يدها طابعاً قبلة حنونة براحتها و ابتسامة سعيدة تملئ وجهه لكن تلاشت ابتسامته تلك و اختفت فور ان اتته فكرة جعلت كامل جسده يهتز فقد قام بضـ.ـر.بها و هى حامل بطفليه…و كم كانت ضعيفة بهذا الوقت و بحاجة اليه و بدلاً من ان يراعها قام بسحقها بسبب غبائه و تصديقه لفخ اقامه بعض الحقراء…
ادركت صدفة ما يدور في عقله على الفور من الكأبة و الألــم الذين ملئوا عينيه مما جعلها تضغط على يده هامسة باسمه..
رفع عينيه اليها لتشير نحو شاشة العرض الصغيرة هامسة برفق و هى تحاول تخراجه من حالته تلك
=هنشوفهم دلوقتى….
اومأ برأسه بصمت و سلط عينيه علي الشاشة لكنها شعرت بيده التى تمسك بيدها اصبحت بـ.ـاردة للغاية مما جعلها تضغط عليها بحنان فرغم حـ.ـز.نها و غـ.ـصـ.ـبها منه الا انها لا تستطيع ان تراه بحالته تلك..
انحبست انفس راجح داخل صدره فور رؤيته لصورة طفليهم تظهر بالشاشة الصغيرة فقد كانوا مجرد نقطتين صغيرتين لم تكن لهم ملامح واضحة لكنه رغم ذلك وقع صريعاً في حبهم في الحال و شعور من الدفئ و الحماية يغمرانه تجاههم..
اخفض عينيه الي زوجته التي كانت تبكى بصمت مما جعله ينحنى و يقبل جبينها بحنان و يده تفرك خدها..
غمغم الطبيب الذى لم يكن هذا المشهد جديداً عليه فمعظم الازواج الذين يأتون اليه تكون هذة ردة فعلهم عند رؤيتهم طفلهم لأول مرة غمغم مبتسماً
=الحمدلله.. كل حاجة تمام….
همست صدفة بصوت مختنق متردد من ردة فعل راجح على ما ستقوله
=طيب يا دكتور… انا.. انا كنت اتعرضت لنـ.ـز.يف من فترة و الدكتور قالى اخد بالى اول 3 شهور…
ابتلعت باقي جملتها عنـ.ـد.ما شعرت براجح يتصلب بجانبها وقد شحب وجهه بشـ.ـدة مما جعلها تقلق عليه….
غمغم الطبيب الذى كان غافلاً عن حالتهم تلك…
=متقلقيش يا مدام صدفة.. اللى انا شايفه قدامى دلوقتي ان حالتهم بخير.. بس ده ميمنعش ان احنا نبقى حذريين لحد ما نعدى ال3 شهور الاولى لان دول اخطر شهور… و هكتبلك علي حقن مثبتة وباذن الله كل حاجة هتبقى بخير….
انهي كلامه ثم خرج من مكان الفحص عائداً الي مكتبه تاركاً الفرصة لها لكي تعدل من ملابسها…
ساعدها راجح علي الجلوس وقف امامها مباشرة بوجه شاحب وعينيه محتقنة بشـ.ـدة هامساً بصوت مرتجف مختنق كما لو كان يتألــم
=النـ.ـز.يف ده حصل بسببى مش كدة….؟!
نظرت اليه عدة لحظات وهي تعقد حاجبيها بعدm فهم قبل ان تدرك مقصده فقد كان يظن ان النـ.ـز.يف الذى اصابها بسبب ضـ.ـر.به لها..
هزت رأسها على الفور قائلة بنبرة قاطعة
=لا مش انت السبب يا راجح…
لتكمل سريعاً دون ان تترك له الفرصة لمقاطعتها
=النزييف جالى فى اليوم اللى هـ.ـر.بت فيه من بيت اشجان… كانت زقتنى و اتخبطت في ظهرى جـ.ـا.مد.. بعدها طلعت اجرى في الشارع…
اشتد وجهه و اصبح اكثر قتامة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة شاعراً كأن ستار اسود من الغبب يعمى عينيه….غـــضــــب عاصف يجعله يرغب بقــ,تــل كلاً من اشرف و اشجان على ما تسببوا به لها.. لكنه كان السبب الحقيقى وراء ما عانته على ايديهم لو لم يصدق تلك الاتهامـ.ـا.ت لما تعرضت هى لكل هذا الالم و العـ.ـذ.اب…
اغمض عينه يتنفس بقوة محاولاً السيطرة على ما بداخله من ألــم و غـــضــــب لكنه فتح عينيه بصدmة عنـ.ـد.ما شعر بها تلف ذراعيها حول خصره تحتضنه برفق مربتة بحنان فوق ظهره كما لو كانت تدرك ما يدور بداخله راغبة بالتخفيف عنه…حاول التمتع بقربها هذا منه لكنها اسرعت بنزع ذراعيها عنه و نهضت معدلة من ملابسها قبل ان تلتف حول ستارة الفحص و تخرج و تتجه نحو مكتب الطبيب…
ظل راجح مكانه عدة لحظات يحاول التحكم في تسارع تنفسه و ارتجافة جسده قبل ان يستدير و يلحق بها للخارج…
وصف لها الطبيب ادوية جديدة خاصة بحالة الانيميا الحادة التى لديها.. و فيتامينات… بالاضافة الى الادوية الاخرى الخاصة بالحمل ثم نصحها بالراحة التامة.. و الاكثار من تناول الطعام الذى سيمدها بالحديد مثل البنجر.. الكبدة.. العسل الاسود و الكثير من الاطعمة الاخرى على ان تقوم بزيارته كل اسبوع حتى يقوم بفحصها و الاطمئنان عليها…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في احدى المنازل بمنطقة شبة نائية…
غمغمت اشجان التى كانت تستند على صدر تـ.ـو.فيق المستلقى بجانبهاعلى الفراش
=هتفضل مستخبى كتير كده… خايف من راجح الراوي…
استدار اليها تـ.ـو.فيق قائلاً بحدة
=و هو انا هربان من راجح بس… انا هربان من راجح… و من رجـ.ـا.لة منصور علام…
قطبت حاجبيها قائلة بعدm فهم
=و منصور علام عايز ايه منك…هو كمان؟!
زفر بحدة قائلاً بغـــضــــب
=منصور علام انا عليا له فوق المليون جنية و كاتب علي نفسي بهم وصولات…بسبب البضاعة اللي جبتها اول ما فتحت الأچنص… و هو صاحب راجح و كان كل ما اتأخر في سداد الاقساط يبقى عايز يقدm الوصولات دى للنيابة بس راجح كان بيهديه و يسكته عليا و انه ضمني……..
ليكمل و قد تجهم وجهه بغـــضــــب
=طبعاً بعد اللي حصل… راجح اتصل به وقاله انه بيرفع حمايته من عليا و انه حر يتصرف معايا زي ما هو عايز يتصرف و فعلاً راح قدm الوصولات للنيابة و رجـ.ـالته قالبة الدنيا عليا….
هتفت اشجان و هى تعتدل جالسة
=احييية عليك و على وقعتك السودا…
تناول تـ.ـو.فيق سيجارة من العبوة التى فوق الطاولة بجانب الفراش قائلاً بهدوء
=لا متخفيش ما انا عرفت هخرج ازاي من الليلة دي…
لوت اشجان شفتيها قائلة بسـ ـخـــريــة
=ازاى بقي يا ملك عصرك…
اجابها و هو يشعل السيجارة التى بفمه
=عرفت ان راجح فض الشراكة مع عابد و طبعاً طلعله بالمـ.ـيـ.ـت كدة يجى 6.. 7 مليون جنية….
همت اشجان بمقاطعته واخبـ.ـاره انها علمت من عابد انه قام بطرده ولم يعطيه شئ لكنها اغلقت فهمها عنـ.ـد.ما سمعته يكمل قائلاً
=هخليه يدفعلي بنفسه تمن الوصولات…. هخطـ.ـف الحلوة اللي متجوزها و هخليه يدفع دm قلبه علشان يرجعها….
اتسعت شفتى اشجان فى ابتسامة و قد التمعت عينيها فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك
=طيب و هتخطـ.ـفها ازاى و هى مرزوعة في بيتها 24 ساعة و لو خرجت بيبقى معاها عابد بيقولى من يوم ما رجعت و هى منزلتش غير مرة و كانت معاه…
ابتسم تـ.ـو.فيق قائلاً
=ما شاء الله…ده عابد واقع لشوشته معاكى و بيحكيلك كل حاجة اهو… اومال ليه ياختى.. من يوم ما زقيتك عليه و انتى مش عارفة تضحكى عليه و تخليه يكتبلك محل واحد من محلاته..و كل اللي بتطلعيه منه ملاليم..
اجابته اشجان بحدة و هى تختطف السيجارة من فمه
=و انا كنت اعرف اخد منه حتى حتة تلاجة ولا غسالة طول ما كان راجح ماسك الشغل…علشان اخليه يكتبلى محل من محلاته….
ربت تـ.ـو.فيق على ساقها العارية قائلاً بمكر
= اهو ياختى راجح مشى و رينى شاطرتك انتى بقى…..
اخذت اشجان نفساً عميقاً من السيجارة التى بيدها قائلة
=متقلقش…. المهم قولى هتوصل ازاى للبت صدفة….
اجابها و هو يتناول سيجارة اخرى و يقوم باشعالها
=مش مهم تعرفى المهم عندى اختار وقت يكون راجح مش في البيت فيه…..
قطبت اشجان حاجبيها قائلة
=و هتعرف منين…..ده
اجابها مبتسماً و هو يستدير ينظر اليها بسـ ـخـــريــة
=من هاجر حبيبتىى طبعاً.. اتفقت معاها تراقب بيخرج كل يوم امتى و بيرحع في حدود الساعة كام علشان اعرف انفذ في الوقت الصح…
زفرت اشجان بحدة قائلة بغـــضــــب
=هي البت دي لسه بتكلمك… مش قولت هتخلص منها
هز تـ.ـو.فيق قائلاً ببرود
= و اخلص منها ليه… دي منجم دهب و بستفيد منهل
ليكمل بسـ ـخـــريــة و هو يمسك بذقنها يدير وجهها اليه
=ايه ده يا شوشو بتغيري عليا ولا ايه…
دفعت اشجان يده بعيداً قائلة بحدة
=اغير على ايه بلا نيـ.ـلـ.ـة.. هي جت عليها.. ده انت تعرف نسوان بعدد شعر راسك….
ابتسم تقائلاً و هو يعتدل في جلسته
=جدعة يا شوشو.. و ده اكتر حاجة بحبها فيكى انك ست عاقلة……
ليكمل و هو يلتقط من السيجارة نفساً عميقاً
=الا صحيح مفيش اخبـ.ـار عن متولي جوزك…..
اشاحت بيدها قائلة بتأفف
=ياخويا افتكرلنا حاجة عدلة…و لا معرفش عنه حاجة.. دخله علي 3 شهور من يوم ما غار سافر الكويت كأنه ما صدق ابن الورمـ.ـة
لتكمل و هي تضـ.ـر.ب تـ.ـو.فيق علي ذراعه
=و يلا يا خويا خد نفسك و امشى بدل ما نلاقى عابد طابب علينا و نروح في داهية….ميعاد رجوعه قرب…
اومأ برأسه من ثم اطفئ السيجارة التي بيده قبل ان ينهض و يلتقط ملابسه و يرتديها ثم غادر مسرعاً..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور اسبوع…
كانت صدفة جالسة بغرفة الاستقبال تربت بحنان على بطنها التى اصبحت اكثر بروزاً عن قبل..
و عقلها شارد تفكر بعلاقتها براجح و علاقتهم المتـ.ـو.ترة فقد كانت تتجنب الحديث معه و تظل بغرفة الاطفال لا تخرج منها طوال فترة وجوده بالمنزل فقد كانت لاتزال غير قادرة على مسامحته رغم محاولاته لتعويضها فقد كان يراعها يهتم بمأكلها و مشربها.. يصنع لها الطعام بنفسه و يقوم بالاعمال المنزلية بأكملها رافضاً ان تحرك اصبع واحد من يدها…رغم انشغاله فقد كان يذهب من الصباح لا يعود الا بعد حلول الليل لا تعلم الي اين يذهب خاصة انه لم يعد يعمل بالوكالة مع والده…
تعالى طرق حاد متتالى على باب الشقة مما جعلها تنهض بتثاقل
لكى تذهب و تفتحه..
التقطت الطرحة من على المقعد و وضعتها على رأسها قبل ان تفتح الباب لتتراجع الى الخلف توارب الباب عنـ.ـد.ما رأت رجلاً غريباً يقف بالباب
=ايوه يا استاذ عايز مين…؟!
اجابها الرجل بصوت لاهث
=انتى الست صدفة مرات الريس راجح…
اومأت له قائلة علي الفور
=ايوة انا… في ايه… مين انت
غمغم الرجل قائلاً
=انا خميس شغال في الوكالة بتاعت الحاج الراوى… حاولت اتصل علي الحاج عابد تليفونه مقفول و خبطت علي الشقة اللي تحت محدش رد….
قاطعته صدفة بحدةو قد بدأت ضـ.ـر.بات قلبها تتسارع بخــــوف وقلق
=ليه… في ايه؟!!
اجابها خميس على الفور
=اصل جالنا تليفون على الوكالة من مستشفى النصر ان راجح باشا عمل حادثة بالعربية و نقلوه على هناك…
لطـ.ـمـ.ـت صدفة يدها على صدرها هاتفة بفزع و قد شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها
=راجح…. ماله…. حادثة ايه
اجابها خميس و هو يهز كتفيه
=اللى اعرفه… انه عمل حادثة بالعربية و ان حالته مش خطرة علشا ن كده جيت ابلغكوا..
انفجرت صدفة باكية بانتحاب حاد شاعرة بقلبها يكاد يغادر صدرها اندفعت تحاول الخروج و هى لا تكاد ان ترى امامها لكن اوقفها صوت خميس
=راحة فين يا ست صدفة… البسى عباية ولا اى حاجة عليكى هتنزلى بعباية البيت… ألبسى و انا هوصلك للمستشفى انا عربيتى و اقفة تحت…
ليكمل و هو يهبط الدرج
=هستناكى تحت في العربية لحد ما تغيرى هدومك..
تراجعت صدفة للداخل وهى تومأ برأسها قبل ان تسرع للداخل حتى تبدل ملابسها و شهقات بكائها تمزق صدرها…
بالاسفل…
تحدث خميس الذى كان ينتظر بسيارته
=ايوة يا تـ.ـو.فيق باشا… كله تمام…
كلها 10دقايق و هتبقى عندك…
اسرعت صدفة بـ.ـارتداء ملابسها و هى شبه منهارة تبكى بشهقات طويلة مرتفعة تجعل كامل جسدها ينتفض مرتجفاً بينما قلبها يكاد يغادر صدرها من شـ.ـدة خــــوفها و ارتعابها على راجح..
فهى لا تستطيع تخيل حياتها بدونه فاذا حدث له شئ لن تستطيع ان تحى من بعده…
ارتدت ملابسها و هبطت الدرج مسرعة بقدmيها التى كانت لا تستطع حملها حيث كانت اشبه للهلام لكنها تحاملت و هبطت مسرعة حتى تلتحق بخميس الذى كان ينتظرها بالاسفل راغبة بان تصل الى المشفى باسرع وقت ممكن حتى تطمئن على راجح…
التوت قدmها اسفلها مما جعلها تكاد ان تسقط من فوق الدرج لكنها اسرعت بالتشبث بالدرابزين واستعادت توازنها…
التقطت نفسها سريعاً قبل ان تعاود الهبوط و هى تبكى بشهقات ممزقة و عقلها يصور لها زوجها و هو مستلقى بمفرده فى المشفى بحالة خطرة…
عنـ.ـد.ما وصلت الدرجة الاخيرة من الدرج ارتطمت بقوة بجدار بشرى صلب جعلها تتراجع للخلف بقوة مما جعلها تصرخ مرتعبة عنـ.ـد.ما قبضت يدين قوية على ذراعيها و صوت قوى عميق يتردد
=صدفة…؟! راحة فين و بتعيطى ليه..؟!
رفعت رأسها بحدة فور سماعها صوت صوت راجح اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بأعين فارغة متسعة كما لو كانت تحلم او ترى سراباً امامها قد صوره لها عقلها
من شـ.ـدة خــــوفها عليه لكن عنـ.ـد.ما شعرت بلمسة يده التى تمر فوق خديها و هو يغمغم بصوت يملئه القلق بوضوح
=مالك يا حبيبتى… انطقى فى ايـ…………
لكنه ابتلع باقى جملته عنـ.ـد.ما ارتمت بين ذراعيه فجأة تضمه بقوة اليها دافنة وجهها بصدره منفجرة فى بكاء حاد و هى لا تصدق انه بين ذراعيها بخير……
عقد راجح ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها ليلتصق جسدها بجسده بشـ.ـدة هامساً باسمها بصوت مختنق متألــم و هو لا يفهم ما الذى اصابها….
=اهدى يا حبيبتى…اهدى
انهى جملته مبعداً اياها برفق عن صدره ممرراً يديه فوق وجهها المحتقن الملطخ بالدmـ.ـو.ع
= ايه حصل… بتعيطى ليه..؟!
ليكمل بحدة و غـــضــــب فور ان ضـ.ـر.بته فكرة جعلت الدmاء تغلى بعروقه…
=حد من اللى فوق لمسك… او قرب منك….
هزت رأسها بالنفى بينما يديها المرتجفة بدأﭢ تمر على انحاء جسده باستكساف محاولة ايجاد اى ضرر قد حدث لها و هى تهمس من بين شهقات بكائها
=انت كويس…؟؟ انا اترعـ.ـبت عليك… لما خميس جه و قالى انك عملت حادثة….
قاطعها راجح و الارتباك يستولى عليه
=حادثة ايه..!! خميس مين بالظبط؟!!!!
اجابته بصوت مكتوم باكي و كامل جسدها يرتجف بقوة
=خميس اللى شغال معاك في الوكالة…
ضيق عينيه بغـــضــــب محدقاً بها و قد بدأ يفهم ما يحدث
=و انتى كنت راحة معاه….
اومأت برأسها هامسة من بين نشيج بكائها
=قالى انه مستنينى تحت…….
لم ينتظر راجح ان يستمع الى باقى جملتها حيث اندفع راكضاً خارجاً الى الشارع مما جعلها تركض خلفه و هى تهتف باسمه بذعر لكنه استدار اليها هاتفاً بحدة
=اطلعى على فوق و اقفلى باب الشقة عليكى….
ليكمل مزمجراً بغـــضــــب عنـ.ـد.ما رأها تتقدm نحوه رافضة الانصياع اليه
=صدفة متجننيش انا على اخرى.. قولتلك على فوق يلا…..
توقفت مكانها و هى لا تفهم ما يحدث بينما اندفع هو راكضاً الى الخارج يبحث عن ذاك الذى يدعى خميس وقف بمنتصف الشارع يبحث بعينيه عن اى شخص غريب لكنه لم يجد احد حيث كان الشارع فارغاً مرر يده بشعره يفركه بعصبية و هو يهمس من بين اسنانه المطبقة بقسوة
=اها يا ولاد الكلـ.ـب…. هى حصلت لكدة و رحمة امى ما هرحمكم….
وقف مكانه عدة لحظات يتنفس بقوة و صعوبة بسبب الغـــضــــب المشتعل بداخله و هو يتخيل ما يرغب بفعله بهم عنـ.ـد.ما يعثر عليهم… فقد كان متأكداً ان تـ.ـو.فيق الملعون هو من خلف كل ذلك…
التف عائداً الى المنزل مرة اخرى و نيران الغـــضــــب تكوى اعماقه لكنه فور ان دلف الى مدخل العمارة و رأى صدفة جالسة على احدى درجات الدرج بوجهها المحتقن الملطخ بالدmـ.ـو.ع و الخــــوف والارتعاب لا يزالان يظهران عليها بوضوح.. ازداد غـــضــــبه و اشتعل اكثر فور تخيله انهم كانوا سيحصلون عليها لولا انه جاء الى المنزل مبكراً بعد ان يأس من ايجاد فرصة عمل يستطيع ان يكتسب منه رزقه..
اتجه نحوها بهدوأ ثم انحنى حاملاً جسدها المرتجف بين ذراعيه بصمت و لدهشته قامت باحاطة عنقه بذراعيها دافنة وجهها بكتفه فلأول مرة منذ ما حدث بينهم تبادر بلمسه من تلقاء نفسها حيث كانت تتجنبه طوال الايام الماضية..
صعد بها الي شقتهم من ثم مباشرة الى غرفة النوم وضعها برفق فوق الفراش و ما ان حاول الابتعاد امسكت بيده رافضة تركه هامسة بصوت منخفض يملئه الخــــوف فلازالت لا تصدق انه بخير فقد شعرت بأسوء شعور في حياتها عنـ.ـد.ما اعتقدت بانها كادت ان تفقده…
استلقى راجح بجانبها بصمت على الفراش لتسرع هى بالاندساس بين ذراعيه مشـ.ـددة من احتضانها له.. دافنة وجهها بعنقه مستنشقة بقوه رائحته التى تعشقها و الذعر و الخــــوف من فقدانه لا يزال يعصفان بداخلها..
مررت يدها بلهفة فوق كتفه و ذراعه تتلمسه برفق حتي تطمئن قلبها بانه بالفعل بخير و بين يديها..؟
لا تصدق بانها كادنت على وشك ان تفقده خاصة و هم متخاصمين فقد رفضت جميع محاولاته طوال الايام الماضية لكى يجعلها ان تسامحه..
لكنها الان لا ترغب بشئ من هذة الحياة سوا ان يكون معها بخير و بصحة جيدة….فهى غير مستعدة بان تفقده….
مرر راجح يده فوق ظهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع برفق رأسها المدفون بعنقه مرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها يمسح برفق خدها قبل ان يقوم بنزع الحجاب الذى تعقده حول رأسها و هو ينظر بعمق بعينيها قائلاً بصوت منخفض
=انتى عارفة ايه اللى حصل النهاردة…
هزت رأسها نافية هامسة بصوت مختنق
= مش عارفة حاجة… و لا بقيت فاهمة حاجة….
لتكمل وهى تقرب وجهها منه تستنشق انفاسة الدافئة بشغف قبل ان تسند جبينها على جبينه
=بس اللى عارفاه انى معنديش استعداد اخسرك.. انت روحى و كل حياتى يا راجح…
انهت جملتها تلك مخفضة رأسها نحو صدره تطبع بشفتيها المرتجفة قبلات متتالية فوق موضع قلبه الذى كان يخفق بجنون بضـ.ـر.بات عاصفة مـ.ـجـ.ـنو.نة…
اهتز جسد راجح بعنف فور ان شعر بقبلاتها تلك فوق صدره بينما اخذ قلبه بتسابق بجنون و هو لا يصدق انه سمع اخيراً تلك الكلمـ.ـا.ت منها بعد ان يأس من ان تسامحه..
احاطت يده بمؤخرة عنقها هامساً بصوت مرتجف و هو يرغب التأكد مما سمعه
=يعنى… يعنى انتى سامحتينى…؟
اومأت برأسها بالموافقة بينما ارتسمت ابتسامة مرتجفة على شفتيها مما جعله يلتقط نفساً طويلاً قبل ان يضغط بشفتيه علي شفتيها يقبلها بلهفة و يده تمر ببطئ على عنقها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد مر وقت طويل منذ ان لمسها بهذا الشكل…
دفعته برفق فى صدره فاصلة قبلتهم عنـ.ـد.ما احتاجت الى الهواء لكنها شهقت عنـ.ـد.ما رأت الرغبة العاصفة التى اظلمت بها عينيه لكنه كتم شهقتها تلك بشفتيه يقبلها مرة اخرى بينما يضمها اليه اكثر…. لكنه اضطر الى فصل قبلتهم مذكراً نفسه بمدى ضعفها و مرضها..
همس بصوت اجش مرتجف و هو يتلمس شفتيها المنتفخة بانامله
=واحشتينى اوي يا مهلبية…
عقدت ذراعيها حول عنقه هامسة بصوت يملئه الاشتياق و اللهفة
=انت اللى واحشتنى يا قلب المهلبية….
تنهد قائلاً و هو يطبع قبلة على مقدmة انفها
=طلعتى عينى..و روحى يا صدفة… انا خلاص كنت قربت اتجنن…
هزت كتفيها قائلة بعتاب
=ومين السبب في ده مش انت اللى صدقت عليا ان ممكن اخونك..و ابقى مع راجـ.ـل تانى و….
وضع يده فوق فمها يمنعها من تكملة جملتها
=عارف ان عندك حق..و انى مهما اقول مش هيشفعلى اللى عملته……..
ليكمل و هو يلف ذراعه حول خصرها يقربها منه برفق
=بس لازم تعرفى برضو اللي حصل يومها……
ثم بدأ يخبرها بما حدث ثم جعلها تشاهد الصور التى ارسلت له
انفجرت باكية فور رؤيتها لصورتها الشبة العارية عاى هاتفه مما جعله يضمها اليه محاولاً تهدئتها لهثت قائلة بصوت يملئه الالم دافنة وجهها بعنقه تبكى بمرارة
=ليه… عملت في هاجر ايه علشان تعمل فيا كده… ليه ده انا كنت بعتبرها اختى… و أمنتها علي سرى…بعدين عايزين يخـ.ـطـ.ـفونى يعملوا بيا ايه…
ربت بحنان علي ظهرها محاولاً تهدئتها
=مش انتى يا حبيبتى اللى مقصودة من كل ده هما استخدmوكى علشان يضـ.ـر.بونى في ظهرى……
ليكمل بلوم و هو يتحسس وجهها بحنان
=و انتى كمان غلطتى يا صدفة….و ساعدتيهم فى كل ده….
هزت رأسها هامسة بـ.ـارتباك
=انا..طيب ازاى…عملت ايه..؟!
احاط وجهها بيديه مغمغماً بصوت اجش
=لما خبيتى عليا انك مبت عـ.ـر.فيش تقرى و تكتبى…. و روحتى من ورايا لمدرسة… لو كنت اعرف من الاول عمر ما كان ده حصل ولا قدروا يستغلوكى ضدى..
ليكمل بحنان و هو يفرك برفق جانب عنقها بابهامه متحسساً جلدها الناعم
=عايزك تعرفى ان ده عمره ما كان هيقلل منك في عينى ابداً بالعكس..ده يعرفنى.. قد ايه انتى اتعـ.ـذ.بتى و شوفتى كتير في حياتك و يخالينى اشيلك في قلبى و عينيا….
شعر بجسدها يرتجف بقوه بين ذراعيه تأثراً بكلامه هذا مما جعله ينحني عليها يقبل وجهها بشغف موزعاً قبلات متفرقة فوقه حتي وصل الي شفتيها ليقبلها بيأس و حاجة مشـ.ـدداً من احتضانه لها بينما بدالته هي قبلته تلك بشغف…
بعد عدة لحظات ابتعد ببطئ عنها بأنفس لاهثه تاركاً لها المجال للتنفس بينما همست صدفة باكية
=انا بحبك اوى.. يا راجح.. و الله عمرى ما هخبى ابداً عنك حاجة بعد كده………
ابعد شعرها المتناثر فوق وجهها الي خلف اذنها مغمغماً بصوت اجش
=و انا مش بحبك بس يا صدفة انا بعشقك… انتى النفس اللى بتنفسه…و عمر اللى حصل ده ما هيتكرر تانى صدقينى….
ليكمل بحـ.ـز.ن و عينيه تظلم بشـ.ـدة
=و في حاجة عايز ابقى احكيلك عليها… عنى انا و عابد و الراوى…
عقدت حاجبيها قائلة بـ.ـارتباك بينما تهز رأسها باستفهام
=هتقولى ايه ؟
اجابها بهدوء يعاكس الالم و الانفعال اللذان يلتمعان بعينيه
=بعدين هحكيلك كل حاجة….
ليكمل سريعاً ممرراً يده فوق انتفاح بطنها البسيط
=حبايب بابا عاملين ايه…؟!
اشرق وجهها بابتسامة واسعة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك اخذت أصابعها تداعب فكه بينما عينيها تحدق في وجهه قبل ان ترفع رأسها أخيرًا و تضغط بقبلة رقيقة فوق فمه
=تعبنى و مجننى..زى ابوهم…
تنهد راجح قائلاً بحـ.ـز.ن مصطنع
=طيب و نبى ابوهم غلبان…
همست بالقرب من شفتيه مشاكسة اياه و هى تبتسم بخبث
=انت.. غلبان… انت……
لتكمل بشقاوة ويدها تتحسس صدره من اسفل قميصه مما جعله بقبض على يدها تلك مزمجراً
=صدفة… متختبريش صبرى…انا على اخرى
اطلقت ضحكة رنانة جعلت دقات قلبه تتتسابق بجنون فقد اشتاق الي سماع صوت ضحكتها تلك…
عقد ذراعيه حولها يضمها اليه بقوة دافناً وجهه بعنقها يمتص أنفاس عميقة من رائحتها التى اشتاق اليها.. فلم يشعر أبدًا بأنه على قيد الحياة أكثر مما كان عليه في هذة اللحظة فهذة المرأة هي الحياة بالنسبة اليه..
تثائبت صدفة بنعومة مما جعله يدرك انها تشعر بالارهاق همس بالقرب من اذنها
=نامى يا مهلبية…..يلا و ارتاحى
اومأت برأسها بصمت عاقدة ذراعيها من حوله تبسط راحتها على ظهره العريض و لم تمر سوا دقائق قليلة و سقطت بالنوم بين احضانه…
بينما ظل هو مستيقظاً متنعماً بشعورها بين ذراعيه و الذى افتقده كثيراً خلال الاسابيع الماضية التى مرت عليه كالجحيم..
༺༻༺༺༺༻༻༻
بمكان اخر…
صرخ تـ.ـو.فيق بغـــضــــب بالهاتف
=يعنى ايه يا روح امـ.ـك… راجح طب عليك…..
اجابه خميس بتلعثم
=انا… انا كنت مستنى تحت بعد ما قولتلها تغير هدومها و تحصلنى تحت….
قاطعه تـ.ـو.فيق هاتفاً بشراسة
=و منزلتهاش معاك ليه يا غبـ.ـى على طول…هدوم ايه اللي خلتها تغيرها….
غمغم خميس بخــــوف
=كانت لابسة عباية بيتى و لو كانت نزلت كدة كانوا اللي الناس اللى في الشارع خدوا بالهم ان حصل حاجة و كانوا اتلموا علينا..بعدين انا اول ما شوفت راجح الراوى داخل البيت خدت العربية و جريت…
صرخ تـ.ـو.فيق بغاضب عاصف
=انت اللى غـ.ـبى… و انا غلطان انى اعتمدت على واحد زيك حـ.ـمار… غور ابـ.و اللي يعتمد عليك……
انهى المكالمة و القي الهاتف من يده و هو يصـ.ـر.خ بشراسة فقد خربت خطته فماذا سيفعل الان..و من اين سيأتى بالاموال التى يسدد بها تلك الوصولات..
توقف قليلاً و قد ضـ.ـر.بته فكرة جعلت شفتيه تتسع بابتسامة واسعة
=ازاى فاتتنى دى….
امسك هاتفه و بدأ يبحث به عن مراده… اقتربت منه اشجان التى دلفت الى الغرفة و هى تحمل صينية من الطعام قائلة بحدة
=ها… هتعمل ايه… بعد ما بـ.ـنت الكـ.ـلب دى فلتت… هتجيبها تانى ازاى..؟!
لوح تـ.ـو.فيق بيده دلالة على عدm الاهتمام و هو لا يزال يعبث بهاتفه
=لا سيبك من صدفة دى خالص دلوقتى… راجح هيقفل عليها بعد ما عرف اننا حاولنا نخـ.ـطـ.ـفها…. انا لقيت حل تانى اجيب منه الفلوس
وضعت اشجان الصينية من يدها بحدة فوق الطاولة و هى تهتف بغـــضــــب
=نعم يا خويا… يعنى اية اسبنى منها… انت عارف انى همـ.ـو.ت و انزل مناخيرها الارض…
قاطعها بحدة ملتفاً نحوها يتطلع اليها بقسوة
=بقولك ايه… انا مش فاضى للت النسوان بتاعك ده… انا كل اللى يهمنى الفلوس…
صرخت به اشجان مقاطعة اياه
=طيب انت هتطلع بالفلوس… انا بقى.. هستفيد ايه من ام الليلة دى…
اقترب منها مربتاً على ذراعها
=متقلقيش… هطلعك بمصلحة حلوة من الليلة…
ليكمل غامزاً بعينه
=هو انا ليا غيرك يا شوشو…..
نفضت يده بعيداً قائلة بحدة
=ايوة ياخويا كُل بعقلى حلاوة…ما اشوف اخرتها…
لتكمل و هى تزفر بحدة
=هتبات النهاردة هنا… ولا هتمشى..؟!
اجابها و هو يبتعد عنها
=هبات… مش قولتى عابد مسافر و مش جاى الا بكرة
اومأت برأسها قائلة و هى تتناول تفاحة من الصحن الذى فوق الطاولة
=ايوة مسافر… من يوم ما راجح سابله الشغل و هو عمال يلف حاولين نفسه زى الفرخة الدايخة…
ضحك تـ.ـو.فيق قائلاً بتهكم
=هو اصلاً مالوش في الليلة.. و لا يفهم فيها…
ليكمل و هو يلتقط هاتفه مرة اخرى
=سبينى بقى… علشان اعرف اركز و اظبط الليلة…
زفرت بحدة قبل ان تلقى بنفسها فوق الاريكة و عينيها مسلطة عليه بغضل تتابع ما يفعله و داخلها ممتلئ بالغـ.ـيظ و السخط…
༺༻༺༺༺༻༻༻
بـعـد مـرور اسبـوع…..
تلملمت صدفة في نومها عنـ.ـد.ما شعرت بيدين تتلمسها حاولت تجاهله و جذب الغطاء اعلى رأسها لكن جذبه بعيداً عنها راجح الذى كان يجلس على طرف الفراش بجانبها محيطاً خصرها بذراعيه قبل ان يبداً يمطر وجهها بقبلات رقيقة حنونة و هو يهمس بالقرب من اذنها
=يلا يا مهلبية اصحى علشان تتغدى…..انتى نايمة بقالك 4 ساعات
همهمت رافضة هامسة بنعاس و هى تدفن وجهها بالوسادة دافعة اياه بصدره برفض
=سيبنى يا راجح شوية.. كمان و نبى..
ضحك بخفة علي حركتها تلك لكنه رفض تركها تستكمل نومها مرر يده بحنان فوق بطنها المنتفخة فقد اوشكت على الانتهاء من الشهر الثالث من حملها.. و برغم شهور حملها القليلة تلك الا ان بطنها كانت اكبر من حجمها الطبيعى لأى حامل اخرى بنفس شهور حملها حيث كانت تحمل بطفلين و ليس طفل واحد.. تحسس بطنها بلطف قائلاً
=مش هينفع لازم تصحى تاكلى علشام ميعاد الدوا…..
ليكمل و هو يدفن رأسه ببطنها يقبلها بحنان كما لو كان يقبل اطفاله
=و علشان الحلوين دول يشرفونا.. و صحتهم كويسة…
ابتسمت صدفة و هى لازالت مغلقة العينين مدت يدها تدفنها برأسه الذى لا يزال فوق بطنها تمرر اصابعها بحنان بشعره..
تنهدت عنـ.ـد.ما ساعدها بلطف على النهوض ليجعلها نصف مستلقية واضعاً خلف ظهرها وسادة حتي يحقق لها الراحة..
ثم وضع علي ساقيها صينية تحتوى على الدجاج المحمر و الارز و البطاطس المصنوعة بالفرن فقد كان يحاول ان يمدها بجميع الاطعمة التي يمكن ان تغذيها هي و اطفالهم…
احاط وجهها بيديه مبعداً شعرها المتناثر بعشوائية فوق عينيها الي خلف اذنها طابعاً قبلة على شفتيها قائلاً بحنان
=يلا يا حبيبتى كلى…
قطبت حاجبيها وهى تتفحص الطعام قائلة بتململ
=هو كل يوم فراخ.. و لحمة يا راجح… انا زهقت
ربت برفق فوق خدها قائلاً بمرح
=لا مش كل يوم و بطلى استعباط يا صدفة… انا بحاول كل يوم انوعلك الاكل علشان متزهقيش و فى نفس الوقت تستفيدي منه…..
تنهدت بسخط مما جعله يضـ.ـر.ب اصبعه برفق فوق جبينها قائلاً بتحذير
=افردى بوزك…و عايز الاكل ده كله يخلص….
امسكت بيده توقفه عنـ.ـد.ما رأته ينهض
=مش هتاكل معايا….
اجابها و هو يدلك باصابعه راحة يدها التى تمسك بيده
= لا يا حبيبتى انا كلت… لسه مخلص اكل… كلى انتى… يلا
ليكمل بهدوء مشيراً الى الخارج
=هروح انضف الشقة… و اشوف هعمل ايه….
خفق قلب صدفة على حنانه هذا فهو منذ مرضها حتى من قبل ان يعلم بحملها و برائتها كان يمنعها من عمل اى شئ بالمنزل فقد كان يقوم هو بجميع الاعمال المنزلية برغم انه يجد الصعوبة فى تنفيذها بعض الشئ حيث احرق الطعام عدة مرات… و قام بخلط الملابس اثناء غسلها الا انه يبذل اقصى جهده رافضاً محاولاتها لمساعدته مصراً على ان تستريح تماماً…
رفعت يده طابعة قبلة حنونة عليها مغمغمة بشغف و عينيها ممتلئ بالامتنان والحب
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى…انا عارفة ان كل ده كتير و صعب عليك..
مال نحوها و شفتيه تلمس شفتيها يقبلها بلطف بينما يده تمر ببطئ فوق بطنها المنتفخة فقد اصبحت تلك حركته المعتادة كلما كان بالقرب منها كما لو كان ادmنها فصل شفتيهم هامساً باعين تلتمع بالعشق و الشغف
=و يخاليكى ليا… و يديمك نعمة فى حياتى يا صدفة… اى حاجة في الدنيا دى ممكن استحملها الا انك تبعدى عنى تانى…..
قفز قلبها بداخل صدرها بعنف فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك طبع قبلة اخيرة على جبينها قبل ان يستقيم و يتجه نحو باب الغرفة مغادراً….
༺༻༺༺༺༻༻༻
خرج راجح من غرفة صدفة و اتجه نحو غرفة الاستقبال يشعر بالثقل و الانهاك ارتمى فوق الاريكة مخرجاً من جيبه حافظة نقوده…
التى قام بتفريغ جميع محتوياتها علي الاريكة بجانبه اخذ يعد النقود التى معه..
زفر بحنق و هو يفرك وجهه بعصبية فقد بدأت الاموال تنفذ منه و لم يعد معه الا القليل…
فقد كان يحاول ان يقتصد قدر امكانه لا يأتي الا بالضروريات مثل ادوية صدفة و الطعام اللازم لاستعادتها صحتها..
فقد كان يأتي بالطعام الذى يكفيها هي فقط بينما هو يكتفى بأكل اي شئ يسد جوعه فالاموال التى معه لن تكفيهما معاً…
لا يعلم ماذا يفعل و المال بدأ ينفذ منه فكيف سيهتم بصدفة.. خاصة زيارتها للطبيب اسبوعياً تتطلب مبلغ و قدره…
فرغم علمه انه لن يستطع العمل الا بالوظيفة التي مارسها منذ ان كان مراهق لم يبلغ السبعة عشر عاماً الا انه اخذ يبحث عن اى وظيفة يمكنه من خلالها الانفاق على زوجته…
تشـ.ـدد وجهه بغـــضــــب فور تذكره اليوم الذي ذهب به الي الوكالة حتي يسترد حقه من عابد الراوي فقد منعه من دخول الوكالة حيث استأجر عدة رجـ.ـال لكى يمنعوه من دخول الوكالة فقد علم انه بالبداية طلب من عمال الوكالة القيام بهذة المهمة لكنهم رفضوا تنفيذ امره هذا مما جعله يستأجر بلطجية مرتزقة حاوطوا انحاء الوكالة…
و عند ذهابه الى هناك تصادm معهم لكنهم غلبوه حيث كانوا اكثر منه عدداً مما جعله يغادر و انتظر عابد اسفل المنزل و عند قدومه تشاجر معه لكنه احتمى بالبلطجية الذين اصبحوا يرافقونه بكل مكان..
ومنذ ذلك اليوم اخذ يبحث عن عمل اخر حتى يجد حل مع عابد حتى انه اضطر الى عرض سيارته للبيع لكنه لم يجد لها مشترى حتى الان…
فرك وجهه بقوة محاولاً تهدئت ذاته فسوف يجد حل بالتأكيد…
تنهد قبل ان ينحنى ويلتقط شطيرة فول من الصحن الموضوع فوق الطاولة فهذا كان طعامه طوال الفترة الماضية..
اخذ يأكل و هو يفكر في حل لما هو به فلم يعد معه سوا سبعون جنيهاً لن تكفى شئ من الالتزامـ.ـا.ت التى عليه…
༺༻༺༺༺༻༻༻
في ذات الوقت…
كانت اشجان جالسة على الفراش تدلك قدm عابد الذى كان يدخن من الشيشة التى بجانب الفراش قائلة بمكر
=قولت ايه يا عابد… موافق…
ربت عابد على ذراعها قائلاً
=اهدى يا اشجان… متبقيش حامية اوى كدة… بعدين اكتبلك ازاى محل باسمك… انت عايزة الناس تاكل وشى …..
هتفت اشجان بحدة و هى تنزع يده من فوق ذراعها
=و الناس تاكل وشك ليه ان شاء الله…بقي
ارتشف عابد من كوب الشاى الذى بيده قبل ان يجيبها
=علشان كله عارف ان المحل ده بتاعى… ازاى في يوم و ليلة يبقي بتاعك…
وضعت يدها فوق خده تدير وجهه اليها في محاولة منها لجذب انتباهه
=قول انى اشتريته منك….
ضحك عابد قائلاً بسـ ـخـــريــة
=اشتريتى ايه يا اشجان… اشتريتى محل يدخله في 2 مليون جنية… هنضحك علي بعض ما كله عارف انك متملكيش جنية…..
انتفضت واقفة مبتعدة عنه هاتفة بغـــضــــب
=قصدك ايه يا عابد بالظبط… لا بقولك اتكلم عدل معايا…..
زفر عابد بحدة و قد تجهم وجهه بغـــضــــب مما جعلها تخفض صوتها مغيرة من طريقتها فور ادراكها انها اغـــضــــبته همست ببكاء
=خلاص يا عابد مش عايزة حاجة…خالينى كدة ضهرى مكشوف و اللى يسوى و ميسواش يبيع و يشترى فيا…..
انهت جملتها منفجرة في بكاء مصطنع دافنة وجهها بين يديها مما جعل عابد يزفر بحدة قبل ان
يمسك بذراعها جاذباً اياها بجانبه مرة اخرى عاقداً ذراعه حول كتفيها
=بتعيطى ليه دلوقتى….
ليكمل باستسلام قبل ان يغمغم بحده و هو يفرك وجهه
=خلاص يا اشجان…هعملك اللى عايزاه….
اتسعت شفتيها في ابتسامة واسعة هاتفة بفرح فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك
=بجد…بجد يا عابد
جذبها عابد من يدها لتصطدm بصدره
=ايوة بجد….. يا روح عابد….
مررت يدها ببطئ فوق صدره هامسة باغراء بالقرب من شفتيه
=يخاليك ليا..يا سيد الرجـ.ـا.لة….
لتكمل و هى تنهض من فوق الفراش غامزة له بعينها
=ما اقوم اعملك طاجن كوارع يرم عضمك…
انهت جملتها متجهة نحو الباب
ضحك عابد هاتفاً من خلفها
=متنسيش ورق العنب معاه.. يا شوشو
اجابته اشجان هاتفة من الخارج
=عينيا….
ابتسم عابد متناولاً مرة اخرة الشيشة جاذباً نفساً عميقاً منها عنـ.ـد.ما صدح هاتفه برنين قصير دلالة على وصول رسالة اليه تناول هاتفه و هو يسعل بصوت متحشرج غليظ فتح الرسالة لكن ما ان رأى محتواها اختفت الابتسامة عن وجهه و قد تغضن وجهه بغـــضــــب و التمعت عينيه بقسوة تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة شاعراً كأن ستار اسود من الغـ.ـصـ.ـب يعمى عينيه.. هاتفاً بشراسة
=اها يا ولاد الكـ.ـلب…….
القى الشيشة من يده منتفضاً واقفاً متناولاً ملابسه و ارتداها مسرعاً قبل ان يتجه نحو باب الشقة مغادراً كما لو الشياطين تلاحقه..
༺༻༺༺༺༻༻༻
خرجت صدفة من غرفة النوم وهى تحمل صينية الطعام الخاص بها حتى تجلس مع راجح بغرفة الاستقبال فقد ملت من الاستلقاء بالفراش…
لذا قررت النهوض و تناولها الطعام اثناء مشاهدتها للتلفاز مع راجح…
لكن تسمرت قدmيها فور ان دلفت الى الغرفة و رأت راجح يجلس على الاريكة يتناول الطعام
تقدmت نحوه قائلة بلوم
=اخص عليك يا راجح لما انت لسه ماكلتش بتقولى كلت ليه وسبتنى اكل لوحدى….
لكنها ابتلعت باقى جملتها عنـ.ـد.ما رأته ينتفض في مكانه مرتبكاً كما لو تفاجئ بوجودها وقعت عينيها على شطيرة الفول التى بين يديه والصحن الذى امامه و به اثنين من الشطائر اقتربت منه قائلة بـ.ـارتباك
=بتعمل ايه يا راجح.. بتاكل فول ليه…؟!
وضع راجح الشطيرة من يده قائلاً بتلعثم
=ابداً اصل زهقت من الفراخ و اللحمة فقولت اجيب ساندوتشات فول النهاردة….
شعرت صدفة بان هناك شئ خطأ يظهر من ردة فعله عنـ.ـد.ما انتفض فور سماعه صوتها و محاولته لتخبئت تلك الشطائر عنها مررت عينيها من حوله بحثاً عن شئ يستدعى ان يبدى ردة فعله تلك..
وقعت عينيها على حافظة نقوده و النقود الملقاه بجانبه على الاريكة.
وضعت صينية الطعام من يدها على الطاولة قبل ان تتجه نحوه و تلتقط تلك الاموال و تقوم بعدها تحت نظرات راجح المرتبكة لتجدها لم تتجاوز المائة جنية انحنت لتلتقط محافظة النقود حتى تبحث عن مال اخر بداخلها و قد بدأت تستوعب ما يحدث لكن اسرع راجح بالتقاطها قبلها قائلاً بحدة وهو يحاول ابعادها عنها
=في اية يا صدفة…عايزة ايه..؟!
اختطفت الحافظة من يده و ادارت ظهرها له سريعاً عنـ.ـد.ما حاول جذبها منها لتشعر بالبرودة عنـ.ـد.ما تحققت من ظنونها فقد كانت بالفعل الحافظة فارغة…
رفعت عينيها هامسة بصوت مختنق
=لما انت مش معاك فلوس…. كان لازمته ايه تصرف عليا كل ده….
غمغم بخشونة و عصبية مفرطة
=و انتى مين قالك بقى انى مش معايا فلوس……
هتفت صدفة بحدة مقاطعة اياه
=متكدبش عليا يا راجح…..
لتكمل و هى تلقي الحافظة بجانبه مشيرة بيدها نحو الطعام الذى على الطاولة
=بقي عمال تاكلنى في فراخ و لحمة و خضار و فاكهة اشكال والوان… و انت بتاكل في فول و طعمية…
غمغم بمرح وهو يلوي شفتيه في شبه ابتسامة محاولاً التخفيف من الامر
=طيب و ماله الفول و الطعمية طيب والله احلى من اى اكل….
شعرت صدفة بالذنب يعصف بها فقد امضت الايام الماضية تتنعم بتدليله لها و لم تفكر فيما فعله بعد ان طرده والده من العمل و لا من اين اتى بالمال دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكـ.ـسرة..
جذبها راجح نحوه على الفور مجلساً اياها فوق ساقيه يضمها اليه قائلاً بحنان و هو يمرر يده فوق رأسها المدفون بصدره
=بتعيطى ليه بس يا حبيبتى دلوقتى…
ليكمل و هو يزيد من احتضانه لها عنـ.ـد.ما استمرت بالبكاء
=الدنيا مزنقه معايا الفترة دى اها مزنقه معايا بس ربك هيفرجها من عنده متخفيش….
رفعت وجهها من فوق صدره هامسة من بين شفتيها التى كانت ترتجف بقهر
=بس انا حاسة بالذنب انت شلت فوق طاقتك بسببى…
قاطعها بنبرة متحشرجة و هو ينظر الي عينيها الملتمعة بالدmـ.ـو.ع
=ذنب ايه بس يا حبيبتى.. ليه هو انتى اللى طردتينى من الشغل و لا كلتى حقى….
احاط وجهها بيديه مقبلاً مقدmة انفها المحمرة من اثر بكائها
=لو عايزة تريحينى و تخففى عنى يبقى تاخدى بالك من نفسك و من ولادنا…..
ليكمل و هو يمطر وجهها بقبلات شغوفة و يده تتحسس بطنها بحنان
=انتوا اغلى و اهم حاجة في حياتى… كل حاجة ممكن تتعوض الا انتوا…….
عقدت ذراعيها حوله دافنة وجهها بعنقه تقبله بحنان قبل ان تنهض من فوق ساقيه شـ.ـدد ذراعيه رافضاً ان يدعها تذهب مما جعلها تهمهم
=ثوانى بس يا حبيبى…..
افلت صراحها و شاهدها و هى تغادر الغرفة من ثم عادت بعد عدة دقائق جالسة فوق ساقيه مرة اخرى امسكت بيده من ثم وضعت مبلغ من المال به..
غمغم راجح بـ.ـارتباك و هو يتطلع الى المال الذى بيده
=ايه دول يا صدفة..؟!
اجابته و هى تعقد ذراعيها حول عنقه مرة اخرى
=دول 7 ألاف جنية…..
غمغم بحدة و هو ينظر للمال بصدmة
=7 الاف..؟! جبتيهم منين
اجابته بهدوء وهى تمرر يدها برفق على ظهر عنقه
=فاكر الـ5 ألاف اللى كنت ادتهوملى قبل جوازنا علشان اجيب اى حاجة نقصانى انا مكنتش صرفتهم و كمان كنت بحوش المصروف اللي كنت بتدهولى لنفسى كل اول شهر… خدهم فك بيهم زنقتك….
اعاد المال اليها مرة اخرى قائلاً بحدة و صرامة
=مش هاخد حاجة يا صدفة دى فلوسك……
وضعت يدها فوق فمه تمنعه من تكملة جملته قائلة
=لا دى فلوسك… و لو حتى فلوسى… انا و انت واحد…….
لتكمل نازعة يدها من فوق فمه مسندة جبينها فوق جبينه
=خدهم يا حبيبى و فك زنقتك.. و اعتبر ده علشان خاطر ولادنا… و زى ما انت مش عايز حاجة في الدنيا دى غيرنا… انا كمان مش عايزة غيرك و لا مال الدنيا كله يسوى شعرة واحد منك….
عنـ.ـد.ما هم بالاعتراض همست بالقرب من اذنه وهى تقبله بشغف فوق جانب عنقه
=علشان خاطرى يا حبيبى…….
تنهد راجح باستسلام مغمغماً بالموافقة مما جعلها ترفع رأسها مبتسمة باشراق و سعادة جعلت ضـ.ـر.بات قلبه تتقافز بجنون دفن وجهه بعنقها مقبلاً حلقها بشغف و هو يكاد يفقد السيطرة على نفسه من شـ.ـدة اشتياقه لها لكنه انتفض واقفاً بفزع و هو يحمل صدفة بين ذراعيه عنـ.ـد.ما صدح بالارجاء صوت صراخ حاد مرتفع يأتى من الخارج جعل قلب راجح يكاد يتوقف من شـ.ـدة الفزع
يتبع….
انتفض راجح واقفاً بفزع و هو يحمل صدفة بين ذراعيه عنـ.ـد.ما صدح بالارجاء صوت صراخ حاد مرتفع يأتى من الخارج جعل قلبه يكاد يتوقف من شـ.ـدة الفزع.
خفض صدفة على قدmيها قائلاً بصرامة و هو يتجه نحو باب الشقة
=خاليكى هنا… و اقفلى باب الشقة عليكى كويس….
ركضت خلفه محاولة اللاحق به مما جعله يستدير اليها هاتفاً بحدة و قد تغضن وجهه بغـــضــــب
=مش قولتلك خاليكى مكانك……
غمغمت صدفة بينما تتقدm نحوه
=مش هينفع اسيبك لوحدك…….
زفر راجح بحدة بينما يلتقط المفتاح المعلق على الحائط ثم خرج و اغلق عليها من الخارج بالمفتاح حتى لا تستطع الخروج…
هبط الى الاسفل و صوت الصراخ يتعالى اكثر و اكثر فتح باب شقة والديه بمفتاحه الخاص و انطلق نحو البهو حيث كان الصراخ يصدر من هناك..
لكن تجمدت قدmيه عنـ.ـد.ما وجد هاجر ملقية على الارض بوجه متورم ملئ بالكدmـ.ـا.ت و الدmاء تنساب منه بينما عابد يقف فوقها وبين يديه سكين حاد يهددها به اندفع راجح نحوه على الفور يجذبه من ذراعه عنـ.ـد.ما رأه يرفع السكين و ينوى طـــعـــنها به صرخ به راجح وهو يمسك بيده
=بتعمل ايه….. سيب اللى فى ايدك ده
صرخ به عابد و هو يدفعه بعيداً بقسوة
=اوعى…..و ابعد ايدك دى….
لم يتزحزح راجح من مكانه حيث ظل يقبض بقوة على يده الممسكة بالسكين رافضاً تركه
=استهدى بالله… و سيب اللى في ايدك ده…. بعدين هى عملت ايه لكل ده
التف اليه عابد مزمجراً بشراسة و هو يحاول جذب يده الممسكة بالسكين من قبضة راجح المحكمة حوله
=و انت مالك.. ايه دخلك.. بـ.ـنتى و بربيها… غور من هنا انا مش ناقصك…
انهى جملته جاذباً يده بقوة مما جعل السكين تمر بقسوة فوق ذراع راجح مما تسبب بجـ.ـر.حه…
تراجع عابد الى لخلف و عينيه ملتمعة بالصدmة فور رؤيته ما تسبب به..لكنه تدرك الامر هاتفاً بقسوة
=شوفت شوفت… بغبائك عملت ايه.. اطلع برا الحكاية مش نقصاك….
ليكمل بشبه هستيرية و هو يلقى السكين من يده لتسقط على الارض..
=مش انت واقف علشان الــســكــيــنــة ادى الــســكــيــنــة اهها… اتكل على الله بقى… يلا دى حاجة عائلية ايه حشرك بنا….
تصلب وجه راجح بغـــضــــب عاصف ضاغطاً بقوة على الجـ.ـر.ح الذى بذراعه وهو يقاوم الرغبة الملحة بداخله بتمزيق وجهه..
فى هذا الوقت دلفت نعمـ.ـا.ت التى كانت بالخارج و عادت للتو راكضة نحوهم هاتفة بفزع فور رؤيتها لهاجر الملقية على الارض تبكى بصوت مرتفع صاخب
=في ايه…. مالها هاجر…؟؟
لتكمل ضاربة يدها فوق صدرها بفزع فور رؤيتها للدmاء المنسابة من ذراع راجح
=ايه اللى عورك كده…فى ايه يا راجح ايه حصل….و هاجر مالها
اخذ راجح يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و يده تقبض على الجـ.ـر.ح بذراعه
=اسألى الحاج عابد و هو يقولك….دى حاجة عائلية ماليش فيها
ثم تركها و التف مغادراً المكان بهدوء لتلتف نعمـ.ـا.ت الي عابد هاتفة بهلع و هى تتجه نحو هاجر
=فى ايه يا عابد… ما تفهمنى فى ايه البت مالها؟!
انهت جملتها صارخة عنـ.ـد.ما امسك بذراعها جاذباً اياها بعيداً يمنعها من الوصول الى ابـ.ـنتها
=ابعدى عنها و متقربلهاش…..
ليكمل وهو يتجه نحو هاجر التى زحفت الى الخلف بخــــوف عنـ.ـد.ما رأته يقترب منها قابضاً على شعرها بقسوة مما جعلها تصرخ منتحبة
=و الله يا بابا ما عملت حاجة غلط… الصورة دى متركبة…. و الله مش انا… مش انا…….
صفعـ.ها بقوة و هو يصـ.ـر.خ بها بشراسة
=اخرسى يا بـ.ـنت الكـ.ـلب مسمعش صوتك……
اخذت تصرخ بانها ليست هى من بتلك الصور لكنه لم يستمع اليها حيث اخذ يصفـ.عـها اياها بقسوة عدة صفعـ.ات تحت نظرات نعمـ.ـا.ت التى اخذ جسدها يرتجف باكية و هى لا تسوعب ما يحدث غير قادرة على التدخل خــــوفاً من غـــضــــبه…
قبض عابد على شعر هاجر مرة اخرى يجرها منه جراً على الارض لتلحق به نعمـ.ـا.ت التى لم تعد تستطع ان تظل صامتة على ما يفعله بأبـ.ـنتها تصرخ عليه ان يدعها لكنه تجاهلها..و ظل يجرها من شعرها حتى وصل بها الى غرفتها دافعاً اياها الى الداخل ثم اغلق الباب عليها بالمفتاح ملتفاً الى نعمـ.ـا.ت التى كانت تقف منتحبة بشـ.ـدة
=بـ.ـنت الكلـ.ـب دى متطلعش برا الاوضة و لو طلعت عليا النعمة لاد.بـ.ـحـ.ـها…..و اد.بـ.ـحـ.ـك فاهمة
اندفعت نحوه تمسك بعنق جلبابه تهزه بقوة وهى تصرخ باكية
=بتعمل في البت كده ليه…. دى البت الحيلة.. انت ايه اتجننت….. ولا شارب حاجة…من البلاوى اللى بقيت بتطفحها
دفع يدها بعيداً و هو يهتف بشراسة مقاطعاً اياها
=لا ياختى مش شارب حاجة و خدى اتفرجى على البت الحيلة… و هى بتدفـ.ـن شرفنا في الطين….
اخرج من جيبه هاتفه الذى ظل يعبث به لعدة ثوان قبل ان يديره نحوها…
شهقت نعمـ.ـا.ت لاطمة خدها بيدها و قد شحب وجهها بشـ.ـدة فور ان رأت صور ابـ.ـنتها مع تـ.ـو.فيق الحلاونى حيث من ضمن تلك الصور صورة لهم و هم يقبلان بعضهم
اخذت تلطم خدييها و هى تصرخ منتحبة
=نهار اسود و منيل….عليها و على سنينها السودا….
انهارت على الارض باكية بحرقة و هى لازالت تلطم خدييها بغير وعى بينما ظل عابد ينظر اليها بقسوة عدة لحظات قبل ان يلتف و يغادر بوجه اسود مشتعل من شـ.ـدة الغـــضــــب..
༺༺༺༻༻༻
فى ذات الوقت…
انتفضت واقفة صدفة التى كانت تنتظر ببهو الشقة و الخــــوف يتأكلها من الداخل فور ان رأت راجح يدلف الى المنزل تقدmت نحوه على الفور هاتفة بقلق
=كان فى ايه يا راجح… الصويت ده كان ايه….؟؟
لكنها ابتلعت باقى جملتها فور ان رأت بقعة الدmاء التى على ذراع قميصه امسكت به هاتفة بهلع و الارتعاب مرتسم على معالم وجهها
=يا نهار اسود ايه حصل لدراعك… مين عورك….؟!
اجابها بصوت مرهق و هو يتجه نحو عرفة الاستقبال
=اطمنى يا صدفة مفيش حاجة… ده خدش بسيط…
تابعته للداخل مقاطعة اياه بحدة و هى تتجه نحوه حتى وقفت امامه تفتح ازرار قميصه و تنزعه عنه حتى تفحص الجـ.ـر.ح الذى وجدته بالفعل غير عميق
=يعنى ايه خدش بسيط… مين عمل فيك كدة برضو…
زفر بحدة فاركاً وجهه بعصبية و هو يجلس على الاريكة التى كانت خلفه و ظل صامتاً مما جعلها تتجه نحو الحمام حتى تأتى بحقيبة الاسعافات و تضمد جـ.ـر.حه
عادت بالحقيبة و جلست بجانبه تطهر الجـ.ـر.ح و تضمده بصمت و فور ان انتهت احاطت خده بيدها تدير وجهه اليها
=ايه اللى حصل يا حبيبى…فهمنى؟!
ظل ينظر اليها عدة لحظات وهو يشعر بالتردد من اخبـ.ـارها فهو يعلم كم هى مندفعة لكنه لن يخبئ عنها شئ كما و عد نفسه
=نزلت لقيت عابد ماسك الــســكــيــنــة و عايز يمـ.ـو.ت هاجر.. بشـ.ـدها منه ايده فلتت فاتعورت….
هتفت صدفة بحدة و عفوية و وعينيها تشتعل بنيران الغـ.ـصـ.ـب
=انا كنت متأكدة ان الراجـ.ـل الواطى ده هو اللى ورا كل ده….
لكنها ابتلعت باقى جملتها ضاربة بيدها فوق فمها فور ادراكها ما تفوهت به همست بتردد و حرج وقد اشتعل خدييها بشـ.ـدة
=معلش يا راجح انا عارفة انه ابوك مهما كان و ميصحش اشتمه…
ظل صامتاً عدة لحظات و هو يشعر بالتردد بداخله قبل ان يستجمع شجاعته..
تنحنح قائلاً بنبرة باهتة و هو ينظر داخل عينيها
=صدفة…. عابد و نعمـ.ـا.ت… ميبقوش ابويا و امى الحقيقين..
انحبست انفاسها داخل صدرها
فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك همست بـ.ـارتباك و هى تظن انها قد سمعته بشكل خاطئ
=انت… انت بتقول كده علشان يعنى زعلان معاهم…..
هز رأسه نافياً قائلاً بصوت اجش بينما الألــم مرتسم بوضوح بعينيه
=لا.. هما فعلاً مش ابويا و امى… انا بالنسبالهم طفل لقيط خدوه ربوه و هو صغير علشان يكسبوا فيه ثواب مش اكتر….
ليكمل مخبراً اياها بكل شئ منذ البداية كانت صدفة تستمع اليه و قلبه يتمزق ألــماً لما تعرض له طوال حياته بسبب عابد و لسانه السليط الان فهمت لما كان يعامله بتلك الطريقة القاسية فقد كانت تتعجب لما يعامله بهذا الشكل بينما يعامل هاجر و مروان بلطف و حب عكس راجح فقد كان دائماً يتعمد ان يقلل من شأنه..و يقوم باحراجه و التحدث معه بنبرة متعالية قاسية..
اقتربت منه ممسكة بيده تقبض عليها بلطف ليختنق حلقها بالدmـ.ـو.ع فور ان رأته يشيح وجهه بعيداً لكن ليس قبل ان ترى الالم و الدmـ.ـو.ع المحتبسة بعينيه..
مما جعلها تنهض و تجلس على ساقيه تضم رأسه الى صدرها عاقدة ذراعيها من حوله مقبلة اعلى رأسه بحنان هامسة له
=ده عمره ما يقلل منك.. بالعكس.. انت سيد الرجـ.ـا.لة كلهم…
لتكمل و هى ترفع وجهه اليها
=انت اعتمدت على نفسك و كبرت الشغل… مش ذنبك ان هو راجـ.ـل واطى و قليل الاصل…
احاطت وجهه بيديها ممررة اصابعها بحنان على خدييه محاولة ازالة نظرة الالم المرتسم. بعينيه
=انت عارف ليه كان دايماً بيعاملك كدة و دايماً كان بيقلل منك…
هز راجح رأسه بصمت دلالة على عدm معرفته
=علشان يخاليك دايماً حاسس انك قليل… و انك لازم تشيل طول عمرك جميلة انه خدك و رباك.. و ده اللى عمله يا راجح فعلاً كان بيبهدلك فى الشغل… و سرق حقك…. و انت مكنتش قادر تنطق….
اسندت جبينها على جبينه و هى تكمل
=اللى عايزاك تفهمه كويس انك احسن واحد فى الحارة دى و مش فى عينى بس لا….فى عين كل الناس انا اللى كنت وسطهم و عارفة بيتكلموا عنك ازاى…انت حاجة كبيرة اوى يا راجح بالنسبالهم بجدعنتك و شهامتك و وقوفك معاهم فى أزامـ.ـا.تهم….
احاطها راجح بذراعيه يضمها بقوة اليه دافناً وجهه بعنقها يتنفس بعمق محاولاً تهدئة نبضات قلبه التى كانت تتسارع بجنون داخل صدره تأثراً بكلمـ.ـا.تها تلك و قد اصبحت عينيه ضبابيتين من الدmـ.ـو.ع لكنه حاول بقوة مكافحتها…
التقط نفساً قوياً قبل ان يرفع رأسه عن عنقها تنحنح بقوة محاولاً تصفية حلقه قبل ان يغمغم قائلاً و هو يطبع بشفتيه قبلة على جبينها
=ربنا يخاليكى ليا يا حبيبتى…
ليكمل و هو يبتسم محاولاً التخفيف من حدة المشاعر التى تعصف بداخله و تغيير مجرى الحديث
=بس قوليلى.. يعنى لما قولتلك نزلت لقيت عابد ماسك الــســكــيــنــة و عايز يمـ.ـو.ت هاجر علقتى على انه عورنى و معلقتيش على هاجر يعنى….
هزت كتفييها قائلة وهى تعكف وجهها بازدراء
=اصل بصراحة كده… اختك دي مبقتش اطيقها كفاية اللي عملته فيا.. هى و الكـ.ـلـ.ـب تـ.ـو.فيق….
لتكمل سريعاً و هى تضـ.ـر.ب بسدها على جبينها
=تصدق نسيت اقولك… مش هاجر هى اللي كانت بتسرق الفلوس من امك و منك….دخلت عليها في مرة لقيتها بتسرق من فلوسك….. و لما كنت.راحة اقولك ضـ.ـر.بتنى على دmاغى بالفاظة و انا……
قاطعها راجح بحدة و قد تصلب وجهه بشـ.ـدة
=عملت ايه… ضـ.ـر.بتك..؟!
اومأت قائلة و هى تشير نحو جانب رأسها
=ايوة.. فاكر لما اتصلت بيك وقولتلك انى وقعت و اتخبطت في البانيو………..
زمجر راجح بشراسة مقاطعاً اياها
=يعنى هى اللى فتحتلك دmاغك…..
ليكمل وهو يدفعها من فوق ساقيه منتفضاً واقفاً
=طيب وحياة امها… لانا اللى هقتـ.ـلها…
اندفعت صدفة نحوه على الفور تحيط خصره بذراعيها تمنعه من الذهاب
=اهدى بس يا راجح… بلاش كل حاجة تتهور فيها….
دفعته مجلسة اياه برفق على الاريكة لتعاود الجلوس مرة اخرى فوق ساقيه
=سيبها فى اللى هى فيه كفاية عابد عليها… بعدين عايز تنزل تعمل اى كفاية مرمطة و و.جـ.ـع قلب بقى يا راجح….
لتكمل وهى تمسك بيده وتضعها فوق بطنها المنتفخة عنـ.ـد.ما رأت وجهه لايزال متشـ.ـدد بالغـــضــــب
=سلموا يا حلويين على بابا…
تلاشى غـــضــــبه و قد ارتسمت ابتسامة حنونة علي شفتيه فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك مرر يده بحنان على بطنها كما لو كان يتحسس اطفاله و شعور بالحماية يسيطر عليه…
لكنه رفع يدها الي فمه يقبلها بحنان قائلاً بنـ.ـد.م حقيقى فور تذكره اتهامته لها بالسرقة عنـ.ـد.ما اختفت الاموال من منزل والدته
=حقك عليا يا صدفة… حقك عليا يا حبييتى انا غلطت في حقك كتير…
ليكمل وهو يزيح بيده شعرها المتناثر فوق عينيها الي خلف اذنها
=بس و الله انا كنت مصدق انه كش انتى اللى بتسرقى من بعد ما عيطتى وقعدتى تحلفى…
ليكمل وهو يمرر ابهامه برفق فوق خديها
=بس و الله لأعوضك…
ابتسمت له مديرة رأسها لتطبع قبلة فوق راحة يده التى تحط خدها
=انت خلاص عوضتنى يا راجح… بحبك و حنانك عليا…
لتكمل مبتسمة و هى تضع يدها فوق يده الاخرى التى لازالت فوق بطنها
=و دول عوض ربنا لينا… ربنا يكملها على خير….
ضمها اليه بقوة وهو يغلق عينيه داعياً الله بان يحفظها و يحفظ اطفالهم فهو لا يرغب بشئ في هذة الحياة سوى ان يكونوا بخير…
༺༺༺༻༻
كان عابد جالساً يحيط بيديه رأسه المحنى بينما تجلس بجانبه اشجان
=اعمل ايه يا اشجان شورى عليا… بـ.ـنت الكلـ.ـب حطت راسى في الطين بعملتها السودا دى….
لو الحكاية اتعرفت هتفضح مش هعرف اورى وشى للناس
ربتت اشجان على ظهره برفق مجيبة اياه و هى تتصنع الحـ.ـز.ن و التعاطف معه
=ادفعله اللي هو عايزه يا عابد….
رفع رأسه يتطلع اليها بحدة مزمجراً بقسوة
=بتقولى ايه ادفعله ٣ مليون جنية… ليه اتهبلتى….
قاطعته و هى تقترب منه حتى اصبحت ملاصقة له
=ايوة لازم تدفعهله… تـ.ـو.فيق ده كلـ.ـب فلوس لو منفذتش كلامه هيفـ.ـضـ.ـح البت… و سيرتها هتبقى على كل لسان….
غمغم بحنق و هو يفرك وجهه
=و لو دفعتله… هيفيد بايه ما الفـ.ـضـ.ـيحة لبستنى.. لبستنى بعد ما فرطت في نفسها و مرمغت شرفى…
احاطت بذراعيها عنقه مديرة رأسه نحوها
=دى بقى حلها عندى…بـ.ـنتك لازم تتجوز فى اسرع وقت….
قطب عابد حاجبيه قائلاً
=تتجوز…!!
ليكمل و هو يشيح بيده و قد تغضن وجهه بقسوة
=و مين هيرضى بيها بعد ما فرطت في نفسها..
اجابته سريعاً بحماس و قد التمعت عينيها بالجشع
=اشرف ابنى..انا هقنعه و هفهمه الليلة متقلقش…..
هتف عابد بحدة و قد ارتسم على وجهه الاشمئزاز
=اشرف ابنك انتى…يتجوز بـ.ـنتى….
قاطعته هاتفة و هى ترفع احدى حاجبيها بحدة
=و ماله ابنى بقى… يا سى عابد… مش كتر خيره انه قبل يستر على بـ.ـنتك…..
تنهد فاركاً وجهه قبل ان يومأ برأسه بالموافقة حيث لم يكن امامه حل اخر حتى يتخلص من تلك المصـ يـ بـةالتى حلت على رأسه..
بينما اتسعت شفتى اشجان بالانتصار و هى تهنئ نفسها على نجاح خطتها مع تـ.ـو.فيق فقد كان هذا اتفاقهم منذ البداية ان يقوم بتزييف صور لهاجر معهو يبتذ بها عابد يأخذ هو المال بينما هى تجعل ولدها يتزوج ابنة عابد….
༺༺༺༻༻༻
باليوم التالى….
صرخت هاجر وهى تجثو على قدmيها محاولة تقبيل قدm والدها ترجوه باكية
=ابوس رجلك..يا بابا كله الا اشرف…
دفع عابد قدmه بصدرها لتسقط للخلف بقسوة
=وليكى عين تفتحى بوقك يا بـ.ـنت الكلـ.ـب يا بجـ.ـحة…. انا قولت هتتجوزى اشرف يعنى هتتجوزيه…
ليكمل و هو يرمقها بازدراء و كراهية
=بعدين احمدى ربنا…انه وافق يتستر على عملتك السودا……
صرخت منتحبة بشهقات ممزقة و هى لا تدرى كيف تقنعه ببرائتها فاحدى تلك الصور فقط حقيقية و هى عنـ.ـد.ما فاجأها تـ.ـو.فيق باحدى المرات وقام بتقبليها لكنها دفعته بعيداً سريعاً و تشاجرت معه محذرة اياه من تكرارها اما باقى تلك الصور فكانت مزيفة
=و الله ما عملت حاجة… خدنى حتى لأى دكتور و اتأكد بنفسك….
قبل ان تنهى الجملة صفعها بقسوة على وجهها مما جعل رأسها يرتطم بالأرض بقسوة
=عايزانى افضح نفسى يا نجـ.سة…. و بدل ما ادارى على وساختـ.ك افضح نفسى عند الدكاترة….
ليكمل و هو يدفعها بقدmه في بطنها
=خطوبتك كمان شهر على اشرف… يكون وشك وجـ.ـسمك خفوا من الزراق والبلاوى اللي فيهم… بدل ما حد يشوفك و نتفضح…
انهى كلامه مرمقاً اياها بقسوة قبل ان يلتف و يغادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه بحدة…
لكن سرعان ما انفتح مرة اخرى و دلفت نعمـ.ـا.ت بوجه المكفهر الغاضب و هى تحمل صنية من الطعام فمنذ ان علمت بالامر و هى ترفض التحدث اليها…
زحفت هاجر على جانب جسدها حتى وصلت الى والدتها تتشبث بساقيها هامسة بانكسار و ألــم
=و الله يا ماما.. عملت حاجة… اقفى انتى معايا
ابتعدت والدتها بعيداً عنها رافضة لمستها قائلة بحدة كما لو كانت لم تستمع اليها
=عندك الاكل اهو… كلتى.. كلتى مكلتيش انتى حرة
لتكمل ز هى تنجه نحو الباب مقاومة غريزة الامومة التى توبخها لمعاملتها بتلك القسوة
=لو عوزتى حاجة ابقى خبطى على الباب… ابوكى لسه مانع انك تخرجى برا اوضتك…
ثم خرجت مسرعة مغلقة الباب خلفها بينما ظلت هاجر مكانها عدة لحظات تتطلع امامها باعين فارغة قبل ان تنفجر منتحبة في بكاء مرير لاطمة خدييها وهى تصرخ بهستيرية وهى تعلم انه لا يوجد امامها مهرب من مصيرها المحتوم…
༺༺༺༻༻༻
بعد مرور عدة ايام…
كانت صدفة جالسة بغرفة المعيشة تشاهد مسلسلها المفضل بينما كان راجح نائم بغرفة النوم..
مستغلة نومه هذا حتى تشاهد التلفاز فقد كان بالايام الماضية لا يسمح لها بمشاهدته حتى تنهى الواجب الدراسى الذى اعطاه لها…
فقد بدأ يدرس لها بنفسه كان
لكنه كان يضيق الخناق عليها حيث كان يلاحقها في كل وقت مصراً ان تدرس.. كانت تتابع التلفاز بتركيز و استمتاع بينما تتناول الفشار من الصحن الذى امامها لكنها انتفضت فازعة عنـ.ـد.ما اتى صوته من خلفها
=الله… الله على المذاكرة…
التفت اليه و هى تضع يدها فوق صدرها محاولة تصنع الفزع حتى تجعله يلين
=بسم الله الرحمن الرحيم خضتنى يا راجح حـ.ـر.ام عليك
لم يجيبها حيث ظل واقفاً يستند الى اطار باب الغرفة و تعبير حاد صارم على وجهه مما جعلها تغمغم بـ.ـارتباك
=ذاكرت… بس قولت الحق اتفرج على المسلسل..
اشار بيده اليها قائلاً بحدة
=تعاليلى…..
استقامت بجلستها راسمة على وجهها الحـ.ـز.ن محاولة كسب استعاطفه
=يا راجح و نبى…سيبنى بس اخلص الحلقة دى…..
هز رأسه برفض قاطع قائلاً بصرامة و قسوة
=امبـ.ـارح قولتى كده و قعدتى تتمسكنى لحد ما سيبتك براحتك وفى الاخر لا ذاكرتى و لا اتنيلتى…
ليكمل بحدة جعلتها تنتفض واقفة فى الحال
=اقفلى الهباب ده و تعالى…..
اغلقت التلفاز من ثم تابعته للخارج حيث كان يجلس على طاولة الطعام و امامه الكتب الدراسية الخاصة بها..
جلست على المقعد بجانبه بوجه متجهم يملئه التمرد…
دفع امامها دفترها و القلم قائلاً
=يلا كملى الواجب….
تناولت القلم من ثم بدأت بالكتابة بينما ظل هو بجانبها يراقبها لكن لم تمر دقائق الا رفعت رأسها نحوه قائلة
= انا عطشانة….
لتكمل و هى تنهض و اقفة
=هقوم اشرب….
لكنه اسرع واقفاً دافعاً اياها بلطف معيداً اجلاسها على المقعد مرة اخرى و هو يعلم انها تتحجج
=لا اقعدى و انا هجيبلك تشربى…
رمقته بحدة بينما تراقبه و هو يتجه نحو المطبخ ليعود بعد لحظات و كوب ماء بين يديه وضعه بين يديها لترتشف منه القليل من ثم وضعته فوق الطاولة..
اشار راجح برأسه نحو الدفتر الذى امامه بأمر صامت بان تتابع كتابة الواجب..
تناولت القلم و اخذت تكتب قليلاً قبل ان تنهض مرة اخرى قائلة
=عايز اعمل حمام…
زفر راجح بغـــضــــب و حنق قائلاً بحدة و هو يجز على اسنانه
=روحى يا صدفة… اعملى حمام…
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها قبل ان تنهض و تتجه نحو الحمام لكنها اطالت به مما جعل راجح يفرك وجهه بغـــضــــب من حركاتها الطفولية تلك فقد كانت تتهرب من المذاكرة يعلم انه يضغط عليها لكنه يريد ان يتقدm معها بالدراسة مستغلاً وقت فراغهم هذا قبل ان يعود هو للعمل و تنشغل هى عنـ.ـد.ما تلد بأطفالهم..
طرق على باب الحمام قائلاً بحدة
=اطلعى يا صدفة يلا….
هتفت من الداخل مجيبة اياه
=ثوانى…..
لكنه قاطعها هاتفاً بغـــضــــب
=بلا ثوانى بلا زفت عليا النعمة لو ما طلعتى هدخل اجيبك من شعرك…..
وصل اليه صوتها من الداخل هاتفة بحنق و تذمر
=طالعة… طالعة اهو…
لم تمر ثوان الا و فتحت الباب و خرجت لتجده يقف مستنداً على اطار الباب بينما يعقد ذراعيه فوق صدره ترتسم الصرامة على وجهه اقتربت منه واقفة امامه ترفع رأسها نحوه و هى تقف على اطراف قدmيها محاولة الاطالة من قامتها القصيرة قائلة بعصبية و هى تضييق عينيها عليه بغـــضــــب
=فى ايه حتى الحمام قرفنى فيه… مش عارفة اخد راحتى.. بطل افترى بقى
قاوم راجح نوبة الضحك الصاعدة بداخله على مظهرها هذا تنحنح راسماً الجدية على وجهه دافعاً اياها برفق نحو الطاولة
=بطلى دلع… و يلا علشان تكملى واجبك…
زفرت بحنق بينما تتقدmه نحو الطاولة تجلس عليها وتعاود الكتابة مرت دقائق بسلام قبل ان تلقى القلم مرة اخرى قائلة و هى تفرك بطنها
=جعانة….
ضيق عينيه محدقاً بها بغـــضــــب حيث وصل الى حافة سيطرته معها
=جعانة ايه… احنا مش لسه واكلين من 3 ساعات بس…..ده انا بطنى مش قادر منها…
هتفت بحدة و استياء و هى تضع يدها فوق بطنها المنتفخة
=و هو انا زيك… انا باكل ل3….
قاطعها ببرود و صوت حازم و هو يشير نحو الدفتر الذى امامها
=خلصى كتابة الواجب الاول…. بعد كدة كلى براحتك….
اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بصمت قبل ان تغمغم بصوت يملئه الحـ.ـز.ن
=و الله.. يعنى افضل انا و عيالك جعانين كل الفترة دى….
اومأ برأسه قائلاً ببرود و هو يتجاهل محاولاتها في اثارة عطافته و استغلال حبه لهم
=اها عادى….خلصى انتى و اناى تاكلى بسرعة
هزت رأسها قائلة بغـــضــــب وقد اختفى الحـ.ـز.ن السابق من صوتها رافعة احدى حاجبيها بحدة
=والله يعنى انت شايف كدة…
اجابها ببرود و هو يقاوم بصعوبة الصوت الذى يخبره ماذا اذا كانت جائعة حقاً
=اها شايف كده….
ليكمل و هو ضـ.ـر.ب الطاولة بيده
=و اخلصى بقى و اكتبى الواجب… كان زمانك خلصتيه….
نظرت اليه بحدة قبل ان تختطف القلم من فوق الطاولة وتبدأ بالكتابة مرة اخرى راسمة على وجهها تعبير حزين .
بينما كان هو يراقبها و قد جعل الحـ.ـز.ن المرتسم على وجهها قلبه ينقبض زفر بحنق قبل ان يغمغم باستسلام
=عايزة تاكلى ايه…؟!
لم تجيبه و ادارت ظهرها له رافضة التحدث معه..مما جعله يغمغم باسمها محاولاً جذب انتباهها لكنها رفضت الجابة عليه و استمرت على صمتها
تتصنع التركيز في الدفتر الذى امامها و وجهها متجهم.. لكنها شعرت بالتشوش عنـ.ـد.ما انتقل من مقعده وجلس بالمقعد المجاور لها حاولت التركيز لكن تجمد جسدها فور ان بدأ يمرر اصبعه على عنقها من الخلف بحركة كالريشة هامساً بصوت اجش
=عايزة تاكلى ايه يا مهلبية…
اخذت تحاول ان تحافظ علي جديتها مقاومة بصعوبة الرجفة الحادة التى تسري بسائر جسدها عنـ.ـد.ما شعرت بانفاسه الدافئة تمر فوق عنقها اخذ صدرها يعلو وينخفض بشـ.ـدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها عنـ.ـد.ما شعرت بشفتيه تمر فوق جانب عنقها بقبلات رقيقة….
لكنها استجمعت شجاعتها و استدارت اليه دافعة اياه بصدره بعيداً زاجرة اياه بغـــضــــب
=متلمسنيش….
ثم ادارت ظهرها مرة اخرى اليه و بدأت تكتب بالدفتر…
مما جعل شفتى راجح تلتوى في ابتسامة و هو يدرك انه اغـــضــــبها بردوده البـ.ـاردة….
نهض و اتجه نحو المطبخ صنع لها عدة شطائر و كوب من العصير ثم عاد مرة اخرى واضعاً اياه امامها قائلاً و هو يقف بجانبها
=اتفضلى يا ستى…
رفعت رأسها تنظر اليه بحدة و هى لازالت عاقدة الحاجبين و شفتيها مزمومتين بغـــضــــب ليسرع بخفض رأسه نحوها طابعاً قبلة سريعة على شفتيها.
ثم تناول احدى الشطائر و وضعها امام فمها يحثها على تناولها لكنها رفضت مما جعله يجلس بجانبها ويضمها اليه قائلاً و هو يدفع اصبعه برفق بمنتصف جبينها
=خلاص بقى يا مهلبية بطلى دلع بقى……..طلعتى عينى
اخذت تحاول ان تحافظ علي جديتها و مقاومة الابتسامة التى ترتجف بها شفتيها لكنها لم تستطع و ابتسمت قائلة
=ما ادلع عليك براحتى…
صمتت للحظة قبل ان تتابع بنبرة متحشرجة و هى تنظر الي عينيه
=عارف بحب ادلع عليك ليه…؟
اخذت أصابعها تداعب فكه و ابتسامة ناعمة تتمايل على شفتيها بينما ظلت تحدق في وجهه..قبل ان ترفع رأسها وتضغط بقبلة رقيقة فوق شفتيه و هى تكمل
=علشان بحس بغلاوتى عندك وانت بتحاول تراضينى…و بتهتم بيا…بتحسسنى انى زعلى عندك مهم … انا عمرى ما حد دلعنى خالص يا راجح ابويا قبل ما يمـ.ـو.ت كان طبعه قاسى و كان على طول بيزعق و بيضـ.ـر.ب… و امى اتجوزت متولى على طول بعد ما مـ.ـا.ت… و كانت على طول بتحاول تراضى متولى حتى ولو على حسابى انا بالنسبالهم مكنتش غير خدامة في البيت و لما كبرت و عودى شـ.ـد شوية رمونى في الشارع اشتغل و اصرف عليهم….
انقبض صدر راجح بالألــم فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك مرر يده بحنان على ظهرها بينما يزيد من احتضانه لها و هو يسمعها تكمل بشرود
=عارف انا كنت بوحش نفسى ليه… و البس هدوم واسعة و احط حاجات غريبة على وشى…
هز رأسه بصمت بينما غصة تتشكل بحلقه فور رؤيته للألــم المرتسم بعينيها الملتمعة بالدmـ.ـو.ع
=علشان كنت ببقى خايفة.. خايفة من عيون الرجـ.ـا.لة اللى بتعامل معاهم ليل نهار في الشارع… علشان كدة كنت بوحش نفسى..
احاط وجهها بيديه و هو يشعر بقبضة حادة تعتصره من الداخل و هو يستمع الى كم عانت طوال حياتهافهو لم يفكر بانها كانت تفعل ذلك حتى تحمى نفسها…
اكملت صدفة هامسة بصوت منخفض مـ.ـيـ.ـت و عينيها شاردة كما لو كانت تتذكر
=عارف كنت بسمع كلام زى السم من اللى حواليا كل واحدة كانت تقعد تتريق على شكلى و اللي تقولى عمرك ما هتتجوزى و لا حتى هيبص فى خلقتك… و اللى كانت تجيبلى عريس قد جدى و تقولى وافقى دى فرصتك مفيش غيره هيعبرك…
ضحكت بخفة بينما الدmـ.ـو.ع تنساب من عينيها لتغرق وجهها و هى تهمس
=بس في الاخر كيدتهم و اتجوزت…. و مش اتجوزت اى حد زي ما كانوا بيقولوا….
لتكمل و هى تتطلع الى عينيه و عينيها تشع بكم الحب الذى تشعر به نحوه
=اتجوزت سيد الرجـ.ـا.لة كلهم…و ربنا عوضنى بيك….
اطلق راجح زفرة مرتجفة قبل يجذبها الى صدره يحتضنها بقوة هامساً بالقرب من اذنها بصوت يملئه الشغف
=انا اللى ربنا عوضنى بيكى…. انا بحبك اكتر من نفسى يا صدفة…
ليكمل و يديه تمر فوق بطنها المنتفخة بحنان
=اكتر حتى من ولادنا…انا من غيرك مقدرش اعيش….
احاطت عنقه بذراعيها تضمه اليها بقوة و قد جعلت كلمـ.ـا.ته تلك دقات قلبها تضـ.ـر.ب بجنون هامسة بصوت مرتجف..
=و انا بحبك اوى يا راجح…. اكتر من الدنيا و ما فيها….
انهت كلمـ.ـا.تها تلك دافنة وجهها بعنقه بينما ازداد احتضانه لها ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق قبل ان ترفع رأسها بعد ان هدأت مشاعرهم قليلاً كانت تنظر اليه و ابتسامة ناعمة على شفتيها هامسة بصوت منخفض مثير
=على فكرة انا دخلت الشهر الرابع النهاردة و الدكتور طمنى ان الخطر راح و قالى اعيش حياتى بشكل طبيعى… و اعمل كل حاجة عادى….
اتسعت شفتيه بابتسامة و قد ارتسمت الراحة بعينيه فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك حامداً الله بداخله على استجابة دعواته و حفظه لزوجته و أطفاله..
اخذت صدفة تتلاعب بازرار قميصه و هى تتطلع اليه و ابتسامة ماكرة على شفتيها ليبدأ يستوعب معنى كلمـ.ـا.تها همس بالقرب من شفتيها بصوت متحشرج خشن و قد تشـ.ـدد جسده بترقب
=كل حاجة… كل حاجة…؟
اومأت برأسها مبتسمة لكنها اصدرت شهقة عنـ.ـد.ما ضغط بشفتيه علي شفتيها في قبله حاره يبث بها حاجته و شوقه اليها..
عمق قبلته اكثر و قد تحول اشتياقه اليها الي حاجة ملحة تكاد ان تقــ,تــله.. عاقداً ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به. يينما دقات قلبهما تزداد بجنون ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف و الحاح…
ثم انتفض واقفاً رافعاً اياها بين ذراعيه متجهاً بها نحو غرفتهم…
༺༺༺༻༻༻
باليوم التالى…
كانت صدفة تهبط الدرج حتى تقوم بزيارة ام محمد فقد سمح لها اخيراً راجح بان تخرج و تمارس حياتها بشكل طبيعى..
كانت تهبط الدرج و هى تدندن اغنية فرحة لكنها تراجعت للخلف منتفضة بذعر فور ان رأت عابد يصعد الدرج حاولت التراجع للخلف لتجعله يمر بسهولة من جانبها…
لكنه وقف امامها على الدرج
حيث كان يقف اسفلها بدرجة واحدة مما جعلهم يواجهان بعضهما..
كانت عينيه الممتلئة بالغل و الحقد مسلطة على بطنها المنتفخة مما جعل صدفة ترتبك و تضع يدها بحماية فوق بطنها..
لتلتوى شفتيه بسـ ـخـــريــة فور ان لاحظ حركتها تلك رفع عينيه اليها قائلاً
=ايه ده انتى حامل…..؟! و ابن مأمون بقى كان مخبيكى عننا علشان كدة…
ليكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و عينيه تلتمع بالحقد المشتعل بصدره
=و ياترى بقى يبقوا ولاده… و لا هيطلعوا ولاد حـ.ـر.ام زى ابوهم…
اهتز جسد صدفة بعنف من شـ.ـدة الغـــضــــب فور سماعها كلمـ.ـا.ته القاسية تلك فلم تشعر بنفسها الا و هى تصفعه بقوة على وجهه هاتفة بشراسة
=قطـ.ـع لسانك….
صرخ عابد مزمجراً بشراسة و قد اشتعلت عينيه بوحشية مرعـ.ـبة
=بتضـ.ـر.بينى… يا بـ.ـنت الكـ.ـلب… طيب و دينى لحسرك عليهم…
قبض على ذراعيها بقسوة محاولاً جذبها للأمام حتى يجعلها تسقط من على الدرج لكنها اسرعت بضـ.ـر.به بين ساقيه مما جعله يحرر ذراعيها صارخاً بألــم و عنـ.ـد.ما هم بالامساك بها مرة اخري و تعبير وحشى على وجهه اسرعت بدفع يديها بصدره ليفقد توازنه على الفور و يسقط من فوق الدرج تحت نظرات صدفة الواقفة بوجه شاحب و اعين متسعة بالصدmة و الخــــوف و هى لا تصدق ما قامت به
قبض على ذراعيها بقسوة محاولاً جذبها للأمام حتى يجعلها تسقط من على الدرج لكنها اسرعت بضـ.ـر.به بين ساقيه مما جعله يحرر ذراعيها صارخاً بألــم و عنـ.ـد.ما هم بالامساك بها مرة اخري و تعبير وحشى على وجهه اسرعت بدفع يديها بصدره ليفقد توازنه على الفور و يسقط من فوق الدرج تحت نظرات صدفة الواقفة بوجه شاحب و اعين متسعة بالصدmة و الخــــوف و هى لا تصدق ما قامت به.. ظلت واقفة عدة لحظات بجسد مرتجف تراقب ذاك الذى استقر ملقى على ظهره اسفلها بعدة درجات لا يبدى اى حركة…
اجبرت قدmيها المرتعشة على التحرك حتى تتفحصه اخذت تهبط الدرج نحوه و هى تحبس انفاسها بخــــوف من ان تكون قد تسببت بقــ,تــله..
لكنها تجمدت قدmيها بمكانها ما ان رأته يتحرك ببطئ و هو يتأوه بألــم… من ثم نهض بتعثر على قدmيه ليطـ.ـلق صرخة مدوية وهو يضم يده الى صدره فعلى ما يبدو انها قد كـ.ـسرت ..
نجمدت الدmاء فى عروق صدفة التى كانت لازالت واقفة تراقبه عنـ.ـد.ما رفع رأسه نحوها و عينيه تنطلق منها شرارت تعصف بالغـــضــــب و ما ان رأته يتحرك نحوها لم تنتظر كثيراً حيث التفت صاعدة الدرج باقصى سرعة لديها حتى وصلت الى شقتها التى دلفتها و اغلقت الباب خلفها جيداً….
من ثم توجهت مباشرة نحو غرفة النوم حيث كان راجح لايزال نائماً لكنه فور ان اغلقت باب الغرفة خلفها فتح عينيه يتطلع اليها عدة لحظات بتشوش قبل ان يغمغم بنبرة أجشة من اثر النوم
=ايه ده… ايه رجعك.. مش كنت نازلة راحة عند ام محمد…..
وقفت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات لا تدرى بما تجيبه فبعد ما حدث لهم بسبب كذبها و اخفائها عنه الاشياء قد اخذت عهداً على نفسها بانها لن تكذب عليه او تخفى عنه شئ مرة اخرى…
انتفض ناهضاّ عنـ.ـد.ما ظلت صامتة… و قد بث القلق بداخل شحوب وجههاو الخــــوف المرتسم بعينيها..
اتجه نحوها و لايزال النعاس يسيطر عليه جذبها نحوه بلطف محيطاً وجهها بيديه
=مالك يا حبيبتى فى ايه….؟!
ليكمل بصوت يملئه القلق و عينيه مسلطة بفزع فوق بطنها المنتفخة فور ان ضـ.ـر.بته فكرة انها من الممكن ان تكون مريـ.ـضة
=تعبانة؟!!… حاسة بحاجة…
هزت رأسها قائلة بصوت منخفض
=لا يا حبيبى اطمن… انا كويسة…..بس…….
ابتلعت باقى جملتها منتفضة فازعة بمكانها فور ان سمعت طرق حاد متتالى فوق باب الشقة الخاصة بهم…
قطب راجح حاجبية قائلاً بتوجس
=ايه ده فى ايه… مين بيخبط كده…
ثم خرج من الغرفة مسرعاً حتى يفتح الباب عنـ.ـد.ما صاحب الطرق رنين الجرس الذى استمر دون ان ينقطع…
تبعته صدفة الى الخارج هى تلطم خدهل والخــــوف يسيطر عليها…وقفت بمقدmة الردهة تراقب راجح وهو يتجه نحو الباب يفتحه و ضـ.ـر.بات قلبها تتقافز بقوة داخل صدرها لكنها تراجعت للخلف بخــــوف فور ان فتح الباب و دلف عابد منه بوجه اسود و عينين عاصفتين بالغـــضــــب و هو لا يزال يضم يده الى صدره هاتفاً بصوت مرتفع غليظ
=هى فين…. فين بـ.ـنت الرفدى دى……
قاطعه راجح بحدة و قد تصلب وجهه بغـــضــــب فور رؤيته له
=عايز ايه يا عابد يا راوى… وهى مين دى اللي بتسأل عليها..؟!
زمجر عابد بشراسة بينما يتقدm للداخل بخطوات متعرجة بطيئة كما لو كانت قدmه تؤلمه
=ايوة يا خويا استعـ.ـبـ.ـط اوى قال مش عارف بسأل على مين.. بسأل عن الزبـ.الة اللى انت متجوزها……..
وقف راجح امامه يسد الطريق عليه يمنعه من التقدm للداخل
عاصفاً بقسوة
=لم لسانك…. بدل ما اقطعهـ.ولك….
وقف عابد ينظر اليه بقسوة قبل ان يهتف بغل
=و الله و لسانك بقى بيطول عليا كتير يا ابن مأمون.. الله يرحم ما كنت حتة عيل بتطلع تجرى تستخبى منى و انت بترتعش في اوضتك اول ما كنت بس تشوفنى بدخل من باب الشقة….
انفرجت شفتى راجح في ابتسامة قاسية قبل ان يتمتم ببرود
=اديك قولتها كنت عيل صفيى…… دلوقتى زى ما انت شايف كده بقيت راجـ.ـل….
ليكمل و هو يضـ.ـر.ب بيده فوق صدر عابد
=وبقيت بدى أكبر تخين فى الحارة دى بالجزمة… و بقول للأعور انت اعور فى عينك…. يعنى مبخفش….
ابتلع عابد بصعوبة غصة الخــــوف التى تشكلت بحلقه و قد تعرق جبينه بشـ.ـدة لكن اختفى خــــوفه هذا فور ان وقعت عينه على تلك الواقفة بصمت بنهاية الردهة ثارت الدmاء بعروقه فور تذكره ما فعلته به حاول تجاوز راجح و الوصول اليها و هو يهتف بشراسة
=انتى هنا يا ملعـ.ونة…. يا بـ.ـنت الكلـ.ـب طيب و رحمة امى…. لأدفنـ.ك حية……
لكنه ابتلع باقى جملته عنـ.ـد.ما دفعه راجح بقسوة فى صدره مما جعله ظهره يصطدm بقوة بالحائط الذى كان خلفه
=لسانك جوا بوقك…واعرف انت بتتكلم.ازاى و الا و رحمة امى انا اللى ادفنـ.ك مكانك….
صاح عابد و هو يستقيم واقفاً مبتعداً عن الحائط
=خلاص يبقى لــم مراتك… بدل ما هى ماشية ترمى أذاها فى خلق الله….
اقترب منه راجح قائلاً بتهكم و هو يتطلع اليه بسـ ـخـــريــة فهو اخر من يجب ان يتحدث عن أذية الناس
=و مراتى بقى أذت مين…؟!
هتف عابد بانفعال و عصبية
=انا…..
ليكمل و هو ينظر الى صدفة باعين تشتعل بالكراهية
=زقتنى من على السلم خلتنى اخد اول 5 سلالم على وشى… و دراعى شكله اتكـ.ـسر……
ابتلع باقى جملته مستديراً
ينظر بغـــضــــب الى راجح الذى انفجر ضاحكاً مما جعله يهتف بقسوة
=انت بتضحك علي ايه…؟!
اجابه راجح و هو يتجه نحو صدفة التى كانت تراقب ما يحدث باعين متسعة خائفة من ردة فعله.. جذبها الى جنبه محيطاً كتفيها بذراعه يضمها اليه بحماية قائلاً بنبرة يتخللها الاستمتاع
=بقى عايز تقولى ان مراتي الكتكوتة الصغيرة اللي طولك و جـ.ـسمك قدها مرتين قدرت تزقك و توقعك من على السلم و بهدلتك بالشكل ده….
ليكمل و هو يتطلع اليه من اعلى لأسفل بنظرة ساخرة موحية
=والله دى تبقى حتى عيبة في حقك يا عابد يا راوى……
جز عابد على اسنانه بقسوة و قد اسود وجهه بشـ.ـدة و احتقن
=يعنى انت بتكدبنى…….
هز راجح كتفيه بينما ذراعه تتشـ.ـدد بقوة حول كتف زوجته جاذباً جسدها نحوه اكثر حتى اصبحت ملاصقة به مجيباً اياه ببرود
=انت شايف ايه……
تسارعت انفاس عابد و احتدت بشـ.ـدة شاعراً كأن ستار اسود من الغـ.ـصـ.ـب يعمى عينيه فور ان رأى صدفة تستغل عدm رؤية راجح لها و تخرج لسانها له بإغظة و هى تبتسم مسندة رأسها الى كتف زوجها ظل واقفاً عدة لحظات مكانه يتطلع اليها وعينيه تنبثق منها كم الكراهية التى يشعر بها نحوها.
قبل ان يهز رأسه ببطئ قائلاً بواعيد
=ماشى… ماشى يا ابن مأمون…. انا بقى هطلع من هنا على القسم و هعمل فيها محضر….
ربت راجح برفق على ظهر صدفة محاولاً بث الاطمئنان بها عنـ.ـد.ما شعر بجسدها يرتجف خــــوفاً قبل ان يتركها و يتجه نحو عابد مقترباً منه و على وجهه ترتسم ابتسامة واسعة هامساً بالقرب من اذنه بصوت بـ.ـارد كالثليج
=روح اعمل محضر… بس متنساش قبل ما تروح القسم تخبى مكان الحشيش اللي بتخبيه لمزاجك مش باين بتخبيهم في العربية بتاعتك و فى الاوضة اللى فوق السطوح…
شحب وجه عابد فور سماعه كلمـ.ـا.ته تلك خاصة و هو يرى الابتسامة البـ.ـاردة التى تملئ وجهه زفر بحدة و غـــضــــب و هو يدرك انه لن يستطيع تقديم بلاغ بها فقد يقوم بالابلاغ عنه هو الاخر فقد كان يعلم جميع اسراره و الاشياء التى ارتكبها و التى قد يعـ.ـا.قبه عليها القانون
=يلا بالسلامة بقى.. علشان عايزين ننام بدرى….
انهى راجح جملته تلك مربتاً بقوة على ذراع عابد المصاب مما جعله يطـ.ـلق صرخة متألــمة… امسك بيده و وقف يتطلع اليهم بشراسة و انفاسه محتدة بشـ.ـدة قبل ان يستدير و يغادر و هو يجر قدmه المصابة بصعوبة و بطئ و الالم ظاهراً بوضوح على وجهه….
༺༺༺༺༻༻༻༻
اغلق راجح الباب خلف عابد من ثم استدار نحو صدفة التى ما رأت التعبير المرتسم على وجهه تراجعت خطوة الى الخلف تنوى الهرب لكنها توقفت بمكانها و قد قررت ان تتبع هي سياسة الهجوم حتى تنفذ بفعلتها.. هتفت بعصبية مصطنعة
=ايه.. فى ايه بتبصلى كدة ليه؟
تقدm نحوها قائلاً بصرامة و عينيه تضيق عليها بتركيز
= زقتيه.. من على السلم ليه…؟!
هتفت بحدة وهى تتصنع الغـــضــــب واضعة يديها حول خصرها
=لا والله يعنى انت بقى مصدقه يا سى راجح مش كدة…
قاطعها بحدة و هو يزجرها بقسوة مما جعلها تغلق فمها على الفور
=زقتيه ليه….؟!
اخذت تتطلع اليه بصمت وهى تتذكر وعدها الذى قطعته على نفسها بالا تكذب عليه او تخبئ عنه شئ بعد ما حدث… لذا ستخبره الحقيقة لكنها لن تخبره بانه نعت اطفالهم.. بانهم اطفال حـ.ـر.ام مثلهم مثل والدهم حتى لا تؤذيه و تتسبب بألــمه.. كما لو علم بانه حاول اسقاطها من فوق الدرج فسوف يقوم بقــ,تــله… و هذا ما لا تريده بالطبع.. خرجت من افكارها تلك على صوت راجح الذى هتف بحدة
=صدفة…..
رفعت عينيها اليه لتجده قد عقد ذراعيه فوق صدره ينظر اليها بحدة و غـــضــــب عاصف يلتمع بعينيه.. اشارت بيديها امام وجهه
=هقولك بس صلى على النبى كدة الأول و أهدى………
زفر هاتفاً بحدة و هو يدفع بعيداً يديها من امام وجهه
=عليه افضل الصلاة و السلام…
ليكمل بحدة و نفاذ صبر و هو يجز هلى اسنانه
= انجزى بقى… علشان انا بقيت على اخرى… اتنيلتى زقتيه ليه…؟
تنهدت قائلة باستسلام و هى تتصنع النظر الى يديها حتى لا تقابل عينيه فهى ستخبره بما حدث لكن بطريقتها الخاصه و ستتفادى اخبـ.ـاره بعض الاحداث
=كنت نازلة على السلم لقيته طالع مقابلنى فلقيت عينه اللى تندب فيها رصاصة مركزة على بطنى فانا خــــوفت بصراحة قولت ممكن الشيطان يوزه و يحاول يزقنى من على السلم علشان يسقطنى… فانا من خــــوفى اول ما لقيته خلاص قرب من السلمه اللى انا واقفة عليها روحت زقاه..
انهت حديثها وهى تلهث مستعدة ان تتلقى منه التعنيف لكنها صدmت عنـ.ـد.ما سمعته يضحك بقوة اخذت تتطلع اليها بدهشة مما جعله يقترب منها و هو مبتسم ممسكاً بيديها بين يديه جاذباً اياها اليه ليلتصق جسدها بجسده مرجعاً ايديهم المتشابكة الى خلف ظهرها احنى رأسه طابعاً قبلة فوق جبينها قبل ان يغمغم بصوت يملئه الفخر
=جدعة يا مهلبية…..
ليكمل بحدية و هو يقربها منه اكثر
=انا مش عارف ازاى مفكرتش في ان ده ممكن يحصل… علشان كده من النهاردة مفيش خروج الا و انا معاكى…و الباب بتاع الشقة مـ.ـيـ.ـتفتحش لحد طول ما انا مش موجود…
قاطعته متأففة بغـــضــــب
=مش للدرجة دى يا راجح…
طبع قبلة اخرى على خدها قائلاً بلطف محاولاً تهدئتها
=معلش يا حبيبتى استحملى بس الفترة دى لحد ما ربنا يكرم و ابيع الشقة دى و نطلع من هنا خالص…
تنهدت و هى تومأ برأسها باستسلام مما جعله يسند جبينه على جبينها حتى اختلطت أنفاسهم بشكل وثيق..
اغلق عينيه و هو يستمتع بقربها منه و شعوره بدفئها الذى يغمره بينما عقله كان يحاول ايجاد حل سريع حتى يقوم باخراجهم من هذا المنزل باسرع وقت حتى يتخلصوا من عابد و أذيته التى ستلاحقهم دائماً..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد عدة ايام…
وقفت صدفة تتفحص مظهرها بتيشرت النادى الاهلى الذى كانت تمتلكه من قبل زواجها لكنها لم تقدر على ارتدائه سوا يومنا هذا تنهدت بفرح و هى تتأمل مظهرها بالمرآة و هى تحمد الله انه على مقاسها رغم انه يظهر انتفاخ بطنها بشـ.ـدة…. نظرت الى الساعة حيث كان مـ.ـا.تش الاهلى و الزمالك سيبدأ بعد دقائق قليلة و راجح لايزال بالخارج…
فقد كانت تحضر له مفاجأة حيث قامت قبل زواجها بشراء تيشرت اخر من اجل زوجها حتى تجعله يرتديه ويشاهدون المبـ.ـارايات سوياً و هما يرتديان تيشرتات النادى الأهلى فقد كان هذا دائماً حلمها و اخيراً سيتحقق..
لكنه سيتحقق افضل مما كانت تتخيل حيث راجح ليس فقط زوجها بل حبيبها..و صديقها و كل ما تتمنى بهذة الحياة..
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها فور ان سمعت الباب الخارجى للشقة يفتح لتدرك ان راجح قد وصل الى المنزل خرجت مسرعة لتستقبله..
اغلق راجح باب المنزل و هو يتأفف بغـــضــــب فقد استغرق بحثه عن عمل طوال اليوم حتى كاد ان يفوت مبـ.ـاراة اليوم…
هتف بينما يخطو للداخل منادياً على زوجته كعادته من ان يصل الى المنزل حتى يطمئن عليها
=صدفة…..
لكنه ابتلع باقى جملته عنـ.ـد.ما رأها تدخل الردهة و هى ترتدى القميص الخاص بالنادى الاهلى و بنطال ابيض يظهر جمال و طول ساقيها…
ظل يتطلع اليها بصدmة عدة لحظات وهو لا يقوى على التحدث
بينما ارتمت هى بين ذراعيه تحتضنه بقوة مقبلة جانب عنقه مرحبة به بحرارة ابتعدت عنه قائلة بفرح و هى ترفع امام عينيه قميص اخر يشابه الذى ترتديه
=شوف جيبتلك ايه معايا..؟!
اخذ ينظر الى القميص الذى ترفعه امام وجهه بعينين متسعة قبل ان يهمس بصوت منخفض ملئ بالذعر
=ايه ده…. ؟! تيشرت الأهلى…
ليكمل بحدة و هو يدفعها بعيداً عنه
=انتى هتستعـ.ـبـ.ـطى…
اقتربت منه صدفة مرة اخرى تعقد ذراعيها حول عنقه قائلة بعتاب
=فى ايه يا راجح.. ده بدل ما تفرح انى…..
قاطعها على الفور بغـــضــــب
=افرح ايه… انتى هبلة… انا زملكاوى… جيبالى تيشرت الاهلى اعمل به ايه….
انتفضت صدفة مبتعدة عنه متراجعة للخلف كما لو كانت لا تطيق لمسه هى تهتف بصدmة
=ايه زمالكاوى……
لتكمل و عينيها تتفحصه من الاعلى للأسفل برفض
=يعنى ايه.. يعنى انا متجوزة زمالكاوى…..
قاطعها هو الاخر بغـــضــــب
=اها ياختى متجوزة زمالكاوى… ماله الزمالكاوى مش عجبك….
اجابته صدفة بانفعال و حدة و هي ترمقه بنظرات مملتئة بالسخط والغـــضــــب
=اها طبعاً مش عاجبنى…..
ضيق راجح حدقتيه عليها بغـــضــــب قبل ان يتجه نحوها دافعاً اياها برفق نحو المطبخ
=طيب اتكلى على الله حضرى الاكل… علشان متغباش عليكى…
دفعت يده بعيداً هاتفة بحدة بينما تستدير متجهه نحو غرفة المعيشة
=مش عاملة اكل لحد… انا هتفرج على المـ.ـا.تش….
قطعت جملتها مطلقة صرخة فازعة عنـ.ـد.ما قبضت يده على ذراعها جاذباً اياها منه مما جعلها تصطدm بصدره قائلاً بحدة
=روحى اعملى الاكل يا صدفة.. و اقصرى الشر
اندلعت نيران الغـــضــــب بداخلها فور سماعها كلمـ.ـا.ته المتعجرفة تلك
=مش هعمل حاجة يا راجح…. الا بعد المـ.ـا.تش….
لتكمل بعصبية و عينيها تعصف بغـــضــــب عارم
=ايــــــه هو ماليش نفس اتفرج زيك على المـ.ـا.تش و لا ايه…..
ظل ينظر عدة لحظات الى وجهها الغاضب و هو يقاوم الابتسامة التى ترتجف به شفتيه على عنادها و تعصبها لناديها ليغمغم ببرود محاولاً استفزازها
=و تتفرجى ليه ما نتيجة المـ.ـا.تش كدة كدة معروفة…. الزمالك هيكسب فتضيعى وقتك ليه و تحرقى دmك…..
اطلقت صدفة شهقة غاضبة زاجرة اياه بغـــضــــب و هر تهتف بحدة
=نعم يا خويا مين اللي هيكسب…سمعنى كدة تانى…
لتكمل وهي ترفع حاجبها بتحدي
=الاهلى اللي هيكسب… و هنبقى نشوف مين وقتها اللى دmه هيتحرق….
لوي شفتيه بسـ ـخـــريــة قائلاً بتهكم و هو ينحيها جانباً حتى يمر متجهاً نحو غرفة المعيشة
=في المشمش ابقى قابلينى……
اسرعت خلفه ممسكة بذراعه موقفة اياه تديره نحوها قائلة باستفزاز و عينيها تلتمع بالتحدى
=طيب تيجى نعمل اتفاق…
ضيق راجح حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره مغمغماً بشك
=اتفاق ايه…؟!
اجابته و هى تضع يديها حول خصرها مائلة رأسها للأمام
=لو الأهلى كسب هتحكم فيك باقى اليوم…. و انت لو الزمالك كسب تتحكم فيا باقى اليوم
ابتسم راجح بتسلية و هو يومأ برأسه قائلاً
=موافق….
اومأت برأسها هى الاخرى قبل ان تتركه و تتجه نحو غرفة المعيشة تجلس على الاريكة ليتبعها هو الاهر يجلس بجانبها و يبدئوا بمتابعة المبـ.ـاراة التى بدأت….
بالربع الساعة الاخيرة من المبـ.ـاراة…
صرخت صدفة التى كانت جالسة و نصف جسدها العلوى مائلاً للأمام تتابع بحماس و عصبية المبـ.ـاراة
=ايوة…ايوة… باصيله…. باصيله يالا اخلص…..
تأفف راجح بغـــضــــب و هو يفرك وجهه بعصبية فقد كانت تثير اعصابه حقاً بصراخها هذا لكنه حاول تجاهلها و التركيز على المبـ.ـاراة…
هتفت بحدة و هى تلقى المخدة التى كانت بيدها بعصبية
=يا عم اديله..يا عم و بطل انانيـ.ـة… ده انت عيل انانـ.ـى…. و غبـ.ـى
زفر راجح بحنق قبل ان يستدير اليها قائلاً بحدة
=ما تكتمى شوية بقى… خالينا نعرف نتابع ام الزفت…..
استدارت اليه قائلة ببرود و هى تتطلع اليه بعناد
=و انا عملت ايه… بعدين مش عجبك انزل اتفرج على القهوة تحت….
لكنها ابتلعت باقى جملتها عنـ.ـد.ما رأته ينتفض واقفاً و هو يصـ.ـر.خ بفرح
=جووووول…
استدارت نحو التلفاز لتجد ان فريق الزمالك قد سدد الهدف الأول مما جعلها تجلس صامتة و شفتيها مزمومة بغـــضــــب اقترب منها راجح مبتسماً بتشفى قائلاً بمرح و هو يضحك ممسكاً بذقنها يدير وجهها نحوه
=ايه ده مش سامعلك صوت يعنى….
دفعت يده بعيداً عن وجهها هاتفة بعصبية وعينيها تنطلق منها شرارت الغـــضــــب
=لسة بدرى…. فرحان على ايه…
لكن ما ان انهت جملتها تلك حتى سمعت المعلق يهتف بفرح
» جووول…. جووول هدف التعادل للنادى الأهلى..«
انتفضت واقفة تصرخ بفرح قبل ان تستدير نحوه تخرج له لسانها تغـ.ـيظه وهو تغنى باستفزاز
=جوول.. جوول… جوول
قطب حاجبيه بغـــضــــب قبل ان يمسك بذراعها و يجذبها منه معيداً اجلاسها على الاريكة مرة اخرى و هو يتمتم بحدة
=اقعدى يا بت و بطلى بقى صداع….
ليكمل سريعاً و هو يدفعها نحو باب الغرفة برفق
=و لا اقولك روحى اكتبى الواجب بتاعك… انا بقى مدرسك و بأمرك تعملى واجبك…
اجابته و ابتسامة واسعة تملئ وجهها بينما تلاعب حاجبيها باغاظة
=معنديش واجب… انت قولتلى النهاردة اجازة…
ارجع رأسه للخلف باحباط و هو يلعن نفسه على اعطاءه لها تلك الأجازة بينما جلست بجانبه و جسدها يهتز بقوة من شـ.ـدة الضحك و هى تراقب باستمتاع الغـــضــــب المرتسم على وجهه لكنه ضـ.ـر.ب بيده بلطف جانب وجهها بعيداً
=بصى قدامك… و بطلى استفزاز فيا يا صدفة علشان متجننش عليكى و فى الاخر هتزعلى….
اجابته صدفة بعبوس وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها
=هتعمل ايه يعنى… هتضـ.ـر.بنى..؟
تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك مال الي الامام ممسكاً بيديها بين يديه و ظل ينظر اليها حتى بادلته النظر بتردد رفع احدى يديها الى فمه يطبع فوق راحتها قبلة عميقة دافئة قبل ان يغمغم بالقرب من اذنها بصوت اجش خشن
=ايدى دى عمرها ما هتتمد عليكى تانى يا صدفة…اكبر غلطة عملتها في حياتى هى ان ضـ.ـر.بتك في يوم من الايام و الذنب ده هيفضل متعلق فى رقبتى لحد ما امـ.ـو.ت…. انتى اغلى حاجة في حياتى ولا يمكن افكر أأذيكى او اجـ.ـر.حك….
تجمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها شاعرة بقلبها يتضخم فى صدرها من شـ.ـدة حبها له اقتربت منه تضمه برفق بين ذراعيه مقبلة جانب عنقه بحنان قبل تهمس باذنه بصوت مهتز
=انا بحبك اوى يا راجح….
شبك اصابعه باصابعها ثم رفع ايديهم المتشابكة واضعاً اياها فوق صدره موضع قلبه بينما نظراتهم مسلطة ببعضها البعض و اعينهم تنطق بكم الحب الذى يشعرون به تجاه بعضهم…
لكن قطعت لحظتهم تلك عنـ.ـد.ما صرخ المعلق
“جوووول…جووول للنادى الاهلى”
انتفضت صدفة واقفة على الفور تصرخ بفرح و تهليل فقد سدد النادى الأهلى هدف بالدقيقة الاخيرة بالوقت البدل الضائع…
وقفت ترقص امام راجح مغـ.ـيظة اياه مما جعله يرجع رأسه للخلف وهو يفرك وجهه باحباط لكنها استمرت باغاظته وهى ترقص بفرح مستفزة اياه مما جعله يقف على قداميه ينحيها جانباً من امامه قائلاً بسـ ـخـــريــة وهو يشير نحو بطنها المنتفخة بطفليهما
=قعدى… قعدى بكرشك اللي عماله ترقصى به ده….
رفعت صدفة حاجبها قائلة باستفزاز وهى تربت على بطنها برفق
=طيب انا كرشى بسبب ولادى حبايبى…..
لتكمل و هى تضـ.ـر.ب بطنه بيدها ضـ.ـر.بات متتالية
=كرش الباشا بقى… من ايه….
اخفض راجح عينيه بصدmة الى يدها التى فوق بطنه متمتماً بذهول و هو يرفع قميصه مظهراً بطنه لها و قد اثارت كلمـ.ـا.تها الشك بداخله
=انا عندى كرش يا صدفة…؟!
مررت عينيها باعجاب و شغف فوق بطنه المسطحة ذات العضلات اقتربت منه شاعرة بالذنب عنـ.ـد.ما رأت الشك بعينيه عقدت ذراعيها حول خصره قائلة
=لا يا حبيبى بهزر معاك…
لتكمل هامسة بشقاوة و هى تمرر يدها فوق عضلات بطنه
= بقى العضلات الحلوة دى… برضو كرش…
ثقلت انفاس راجح على الفور و قد بدأ جسده يتأثر بحركة يدها فوق بطنه.. اخفض رأسه نحو رأسها و هو يستعد بالتقاط شفتيها في قبلة لكنها دفعته بعيداً هاربة منه قائلة
=انسى…. انا دلوقتى فريقى كسبان و من حقى احتفل و اتحكم فيك باقى اليوم….
هتف راجح بحدة و استنكار
=نعم ياختى… تتحكمى فيا… اهو ده اللى ناقص
رفعت حاجبها قائلة باستفزاز متصنعة الصدmة
=ايه ده هترجع في كلمتك… بقى بذمتك في راجـ.ـل يرجع في اتفاقه و كلمته
ضغط راجح على اسنانه بغـــضــــب و هو يدرك انها تستفزه لكنه هز رأسه قائلاً
=لا انا قد كلمتى اوى.. يا ست صدفة…
ليكمل بحنق وهو يزجرها بنظرات غاضبة
=اتفضلى اتنيلى قولى عايزانى اعملك ايه….
ادارت عينيها بينما تضـ.ـر.ب باصبعها فوق خدها و هى تتصنع التفكير مما جعله يتأفف بغـــضــــب لكنها بالنهاية قد اتتها فكرة شيطانية جعلت شفتيها تتسع في ابتسامة واسعة غمغمت قائلة بانتصار
=اعملى محشى…
هتف بشراسة وعينيه تعصف بغـــضــــب عارم
=نعم… انتى اتهبلتى محشى ايه اللي اعمله… انا. لا يمكن اعمل حاجة زى كده
هزت كتفيها ببرود قائلة وهى تنظر اليه بأسف
=خلاص براحتك متعملش… بس اللى اعرفه مادام انت مش قد كلمتك.. بتتفق معايا ليه.. و على فكرة ده عيب كبير في حقك و لو حد………
اطبقت اصابعه علي شفتيها مغلقاً اياها بقسوة مزمجراً بفحيح حاد
=بس… بس اقفلى ام الراديو اللى اتفتح و مش هيتقفل ده….. هتهبب اعملك اللى عايزاه…
ثم التف مغادراً الشقة بخطوات غاضبة مشتعلة حتى يشترى مكونات المحشى من الخارج بينما انفجرت هى ضاحكة…..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة ساعات…
كانت صدفة قد بدلت ملابسها و ارتدت قميص بيتى مريح من ثم جلست امام التلفاز تشاهد مسلسلها المفضل
“لن اعيش في جلباب ابى”
و هى تأكل من صحن الفشار الذى فوق ساقيها عنـ.ـد.ما دلف راجح الذى قضي الساعات الماضية يصارع بالمطبخ فقد كان يصل اليها سبابه ولعناته الغاضبة و صوت تكـ.ـسر و تدmير الاشياء من حوله..
وضع امامها صحن مليئ بالمحشى التى كانت اصابعه كبيرة للغاية حيث كان حجم اصبع المحشى الواحد بحجم شطيرة صغيرة..
وكان يضع بطرف الصحن قطع من اللحم المحمرة…
وضعت يدها فوق فمها تحاول كتم ضحكتها و هى تغمغم
=ايه ده يا راجح…؟!
اجابها بحدة و عدائية و هو يعقد حاجبيه بغـــضــــب
=محشى…. ايه مش عجبك….
هزت رأسها و هى لازالت تقاوم الضحك بصعوبة
=لا يا حبيبى عاجبنى… تسلم ايدك…
من ثم نهضت واقفة مقتربة منه واضعة يدها فوق صدره تتلاعب برفق بازرار قميصه هامسة باغراء
=حبيبى..
غمغم راجح مجيباً اياه بحنق فقد كان يدرك انها تحاول الوصول الى شئ ما
=افنـ.ـد.م….
وقفت على اطراف اصابع قدmيها حتى تطيل من قامتها القصيرة عاقدة ذراعيها حول عنقه
=عايزاكى تعملى طاجن عكاوى…و ممبـ.ـار محشى..
نفض ذراعيها من حول عنقه هاتفاً بغـــضــــب
=نعم ياختى….انتى هتشتغلى نفسك….
لكنه قطع جملتها قائلاً بتفكير وشك
=ثانية واحدة.. الحوار ده انا حاسس انى شوفته قبل كده…
ليكمل فور تذكره ما فعله بها ببداية زواجهم حيث باليوم التالى لزواجهم جعلها تصنع له محشي من ثم بعدها جعلها تقوم بطبخ له ممبـ.ـار و عكاوى
=اها يا يا بـ.ـنت الاية… انتى بترديلى اللى عملته فيكى في يوم الصباحية مش كدة…..
انفجرت صدفة ضاحكة فور ادراكها انه قد كشف خطتها بينما
وقف راجح يراقبها و هى تضحك بهذا الشكل و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه و عينيه تلتمع بعشقه لها احاط ظهرها بذراعه مقرباً جسدها منه قائلاً بصوت متساهل
=تصدقى انك شريرة يا بت يا صدفة وقلبك اسود… بقى لسة فاكرة اللى عملته….
هزت رأسها نافية قائلة و هى تبتسم
=لا و الله… انا قولت العب معاك شوية و اشتغلك…
تنهد راجح محيطاً وجهها بيديه مبعداً خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها الى خلف اذنها بحنان
=طيب انتى عايزة تاكلى عكاوى فعلاً.. اعملك..
ليكمل ويده تهبط الى بطنها المنتفخة يتحسسها برفق
=احسن تكونى بتتوحمى و الحلويين نفسهم فيها…
وضعت يدها فوق يده التى تحيط خدها من ثم ادارت وجهها طابعة قبلة حنونة على راحة يده
=لا… متخفش الحلويين انت مش مخليهم نفسهم في حاجة لا هما و لا امهم…..
لتكمل وهى تحيط خده بيدها وقد اخذت أصابعها تداعب فكه قبل ان تضغط بقبلة رقيقة فوق فمه هامسة بشغف
=ربنا يخليك لنا….يا حبيبى
ابتسم فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك ضمها اليها يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها يقبله بحنان وشغف قبل ان يجلس على الاريكة و يجلسها على ساقيه و يبدأ باطعامها من المحشى الذى صنعه لها تذوقته صدفة مطلقة انة تلذذ يدل على استمتاعها بالطعام
=تسلم ايدك… و الله المحشى بتاعك احلى من بتاعى….
لتكمل بخبث شيطانى و هى تبتسم
=خلاص من النهاردة انت اللى تعمل المحشى…..
ضـ.ـر.ب بلطف جبينها بيده قائلاً بمرح
=يا بت بطلى بكش… ده صابع المحشى بتاعى قد صابع الدنامـ.ـيـ.ـت
ضحكت بمرح قائلة بجدية
=طيب و ماله و الله حلو كتر خيرك.. يا حبيبى….
قبل جبينها بحنان من ثم اخذ يطعمها حتى شبعت تماماً من ثم حملها و استلقى على الاريكة و هى بين ذراعيه يشاهدان سوياً مسلسلها المفضل دفن وجهه بشعرها يستنشق رائحتها بعمق بينما يده اخذت تمر بلطف وحنان على بطنها المنتفخة كما لو كان يربت على اطفالهم… متنعماً بوجودها بين ذراعيه داعياً الله ان يحفظهم له دائماً سالمين…
༺༺༺༺༻༻༻༻
باليوم التالى….
كانت صدفة نائمة بغرفة النوم تأخذ قيلولة قصيرة حيث اصبحت هذة عادتها منذ بداية حملها.. بينما كان راجح جالساً بغرفة المعيشة يبحث بالهاتف باعلانات الوظائف الشاغرة فقد مل من كثرة بحثه عن عمل حيث لم يجد حتى الان وظيفة تناسبه كما ان المال الذى اخذه من صدفة لن يكفيهم كثيراً لذا يجب ان يتحرك و يجد حلاً سريعاً..
صدح صوت جرس الباب ليلقى هاتفه جانباً و ينهض سريعاً حتى يفتحه قبل ان يزعج صوته نوم صدفة حيث اصبح نومها خفيف للغاية منذ حملها فأقل صوت ييقظها..
اتسعت عينيه بصدmة فور ان فتح الباب و رأى رنين امامه تقف بالباب بملابسها الفاخرة و نظراتها المتعالية التى تديرها بالمكان تتفحصه بغطرسة لكن ما ان وقعت عينيها عليه تبدلت نظراتها تلك على الفور و حل مكانها نظرة مختلفة لم يفهمها…
همست بفرح و هى تتفحصه باعين تلتمع بالشغف
=ازيك يا راجح….عامل ايه..؟
اجابها بهدوء و هو لا يزال متعجباً من زيارتها تلك
=الله يسلمك… خير يا رنين جاية ليه…
تقدmت للداخل متجاوزة اياه وهى تغمغم
=ايه هنتكلم على باب الشقة و لا ايه….
زفر راجح بغـــضــــب بينما يشاهدها وهى تدلف الى داخل غرفة المعيشة فاذا استيقظت صدفة و رأتها هنا و سوف ترتكب جريمة فهى مـ.ـجـ.ـنو.نة و هو يعرفها جيداً لذا يجب عليه ان يصرفها قبل ان تستيقظ و تراها هنا…
ترك باب الشقة مفتوحاً على مصراعيه قبل ان يلحقها الي غرفة المعيشة..
جلس علي احدى المقاعد متفادياً الاريكة حتى لا تجلس بجانبه كالمرة السابقة…لكنها رغم ذلك اتت و جلست بالمقعد المجاور لمقعده مما جعله يهمهم بنفاذ صبر
=خير يا رنين في ايه…؟!
ابتسمت رنين ابتسامة واسعة هامسة بصوت رفيع هادئ
=خير طبعاً…..
لتكمل بهدوء و هى تنظر اليه باهتمام
=انا عرفت اللى حصل بينك و بين عابد.. و انك سبت الوكالة و بتدور على شغل تانى و ان حالتك المادية يعنى مش كويسة…. فعلشان كده جيتلك و معايا الحل لكل اللى انت فيه ده
تراجع راجح باسترخاء في مقعده قائلاً بتهكم فهو يعلم جيداً دmاغها الملتوية
=و هو اية الحل ده بقى ان شاء الله
ابتسمت رنين ممسكة بيده قائلة
=نتجوز انا و انت… و انا هكتبلك نص الشركة بتاعتى تبقى ملكك… انت عارف انى بحبك يعنى اللي ملكى هيبقى ملكك
ابعد راجح يدها الممسكة بيده و هو يغمغم بهدوء
=طيب و مراتى اللى حامل بولادى.. تقترحى اعمل فيها ايه…
ابتسمت رنين قائلة بفرح من تجوابه مع اقتراحها
=تطلقها….
لتكمل بلهفة و حماس و هى تحيط جانب جهه بيدها
=و لو على ولادك.. نستنى لما تولد و نديها مبلغ و ناخدهم منها نربيهم و انا هعاملهم زى اولادى بالـظبط…..
قاطعها راجح مزمجراً بشراسة و هو ينتفض واقفاً على قدmيه
=اطلق مين… و تاخدى مين تربيهم… انتى مـ.ـجـ.ـنو.نة ولا ايه حكايتك بالظبط…
ليكمل بصوت مخيف مظلم
=انتى فكرك صدفة اللى بتقوليلى اطلقها و ارميلها قرشين دى ايه واحدة من الشارع.. دى مراتى…و حتة من قلبى و روحى يعنى ولا كنوز الدنيا كلها تسوى شعرة واحدة من شعرها….
تراجعت رنين في مقعدها بخــــوف من نيران الغـــضــــب المشتعلة وهى تبتلع الغصة التى تشكلت بحلقها و هى تهمس له بصوت مرتجف
=يا راجح اسمعنى بس….
قاطعها مزمجراً بقسوة وهو يقبض على ذراعها يجذبها من فوق المقعد التى تجلس عليه
=غورى اطلعى… برا و مشوفش وشك ده تانى فى اي مكان انا فيه….
وقفت رنين على قدmيها هامسة بصوت مختنق و هى تحدق فى وجهه بخــــوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه
=علشان خاطرى يا راجح اسمـ…….
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقة بفزع عنـ.ـد.ما رأت صدفة تدلف الى الغرفة و تمسك بين يديها اشياء جعلت الدmاء تجف بعروقها من شـ.ـدة الخــــوف…
اقتربت منها صدفة بخطوات متمهلة قائلة بصوت مخيف مظلم بينما تتقدm نحوها
=بقى عايزاه يطـ.ـلقنى… ويتجوزك و تاخدى فوق البيعة بالمرة عيالى مش كدة…
هزت رنين رأسها ببطئ تحاول نفى ما قالته وعينيها الممتلئة بالرعـ.ـب و الخــــوف مسلطة على ما بيدها.. بينما حاول راجح الاقتراب من صدفة قائلاً بنبرة منخفضة محاولاً تهدئتها حتى تترك ما بيدها
=صدفة اهدى… و ارمى اللي في ايدك ده…
التفت اليه قائلة بنبرة يملئها التحذير و الغـــضــــب
=خاليك عندك… و متدخلش علشان متجنش اكتر و انت عارفنى كويس….
توقف راجح مكانه حتى لا يزيد من جنونها هذا لكنه ظل يراقبها باعين تلتمع بالقلق و هو يفكر في حل حتى يهدئها..
بينما استمرت صدفة بالاقتراب من رنين حتى اصبحت تقف امامها لتقبض فجأة على شعرها بين يديها هاتفة بشراسة وهى تجذبها منه بقسوة حتى كادت ان تقــ,تــلعه من رأسها
=سمعينى بقى كدة يا حلوة كنت بتقولى عايزة تاخدى جوزى و عيالى ازاى…..
انهت جملتها تلك دافعة اياها بقسوة من شعرها لتسقط مرتمية على الارض بقسوة وهى تصرخ متألــمة…
لكن ازداد صراخها هذا بشكل هستيري عنـ.ـد.ما رفعت صدفة ما بيدها عالياً استعداداً لألقاءها به…
استمرت صدفة بالاقتراب من رنين حتى اصبحت تقف امامها لتقبض فجأة على شعرها بين يديها هاتفة بشراسة وهى تجذبها منه بقسوة حتى كادت ان تقــ,تــلعه من رأسها
=سمعينى بقى كدة يا حلوة كنت بتقولى عايزة تاخدى جوزى و عيالى ازاى…..
انهت جملتها تلك دافعة اياها بقسوة من شعرها لتسقط مرتمية على الارض بقسوة وهى تصرخ متألــمة…
لكن ازداد صراخها هذا بشكل هستيري عنـ.ـد.ما رفعت صدفة ما بيدها عالياً استعداداً لألقاءها به…
اخذت تنتفض على الارض بحركات عصبية شبة هستيرية محاولة ابعاد سائل البنزين الذى كانت صدفة تسكبه عليها من خلال الزجاجة الكبيرة التى تمسك بها..
اتسعت عينيها بالفزع و قد جفت الدmاء بعروقها فور ان رأتها تلقى الزجاجة بعيداً بعد ان افرغت جميع محتوياتها و تخرج من صدرها قداحة صغيرة و التى ما ان ضغطت عليها انبثقت منها لهيب صغير من النيران مما جعلها تطلق صرخة مدوية وهى تتراجع بتعثر للخلف بعيداً عنها…
اقتربت منها صدفة و هى تلوح بالقداحة بيدها امام وجهها قائلة بصوت منخفض مظلم
=قوليلى بقى كنت هتدينى كام علشان اسيبلك جوزى و عيالى…..
انفجرت رنين باكية بينما تهز رأسها بخــــوف و الارتعاب واضح على وجهها صرخت بها صدفة بينما تقرب القداحة ببطئ من ملابسها
=انطقى…..
لم يستطع راجح الوقوف صامداً مكانه اكثر من ذلك و هو يشاهد ما تفعله تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة اندفع نحوها مختطفاً القداحة من يدها متجاهلاً صرختها المعترضة ثم احاط جسدها سريعاً بذراعيه مكتفاً يديها امام صدرها بيده عنـ.ـد.ما اخذت تنتفض مقاومة اياه وهى تصرخ بغـــضــــب
=سيبنى…. سيبنى يا راجح….
هتف بها وهو يحاول السيطرة على جسدها الذى كان ينتفض بقوة محاولة التحرر حتى تهاجم رنين مرة اخرى
=اهدى… و بطلى الجنان بتاعك ده…
استغلت رنين تقيده لها ونهضت علي قدmيها وهي تنفض بيدها ملابسها الغارقة بسائل البنزين قائلة باشمئزاز و هى تتطلع الى صدفة بغـــضــــب و ازدراء
=بقى هى دي اللى شعرة منها تساوى كنوز الدنيا عندك…
لتكمل بغل وهى تزجرها بنظرات سامة ممتلئة بالحقد و الكراهية
=دى و احدة زبـ.ـالة و همـ.ـجية.. تربية شـ.وارع صحيح….
اشتعلت النيران بعروق راجح فور سماعه كلمـ.ـا.تها زمجر بشراسة و
=تصدقى انك… عيلة قليـ.ـلة الادب و مش متـ.ـربية و انا غلطان انى ببعدها عنك….
ليكمل و هو يحرر صدفة من قبضته مشيراً برأسه نحو رنين
=صدفة..شوفى شغلك….
لم تنتظر صدفة ان تستمع الى باقى كلمـ.ـا.ته حيث اسرعت بالهجوم على رنين تقبض على شعرها تجذبه بقوة مما جعلها تصرخ باكية لكن ذلك لم يخفف من غـــضــــب صدفة التى نزعت من قدmها نعالها و اخذت تضـ.ـر.بها به فى انحاء جسدها وهى تهتف بها
=قولتيلي… بقى مين دى اللى تربيـ.ـة شوارع يا روح امك……
لتكمل وهى تضـ.ـر.بها بالنعال على جانب جسدها ضـ.ـر.بات متتالية
=تربيـ.ـة الشوارع دى هى.. اللى زيك تدخل بيوت الناس و تحاول تخطـ.ـف راجـ.ـل متجوز من مـ.ـر.اته.. ده انتى خطـ.ـافة رجـ.ـا.لة يابت و عينك تـ.ـدب فيها رصـ.ـاصة…….
صرخت رنين بينما تحاول دفعها بعيداً وهى تتلوى في قبضتها
=بس… بقى اوعى…..
جذبتها صدفة من شعرها وهى لازالت تضـ.ـر.بها بالنعال
=وحياة امك ما هسيبك الا لما تقولى حقى برقبتى….
استمرت بضـ.ـر.بها حتى اضطر اخيراً راجح ان يتدخل و يجذبها بعيداً عنها لكنها رفضت و ظلت تقاومه بعنف حتى تعاود مهاجمتها لها مما جعل راجح يزمجر بحدة وهو يقبض على كتفيها محاولاً السيطرة
=خلاص….كدة كفاية
هزت كتفيها محاولة نفض يديه الممسكة بها بعيداً و هى تهتف
=لا…لازم اربيها و اعرفها قيـ..
قاطعها بصرامة و هو يشـ.ـدد يديه من حولها
=قولت خلاص..يبقى خلاص….
جعلتها كلمـ.ـا.ته الصرامة تلك تهدئ فى مكانها على الفور بينما التف هو الى تلك الملقية على الارض بملابس ممزقة و شعر اشعث قد دmر تماماً
=و انتى يلا غورى من هنا…..
نهضت رنين ببطئ و هى تطلق انات منخفضة بسب الالم الذى يعصف بانحاء جسدها..
بينما وقفت صدفة التى كانت ملفوفة بذراعى راجح تزجرها بنظرات سامة قـ.ـا.تلة و صدرها يعلو و ينخفض بسبب شـ.ـدة انفعالها لكن فور ان مرت من جانبها محاولة الهرب نحو الباب
حاولت تسديد لها ضـ.ـر.بة اخرى مما جعل رنين تتراجع الى الخلف بخــــوف و هى تطلق صرخة مرتعبة
ليسرع راجح بجذب جسد صدفة بشـ.ـدة نحو جسده محاصراً اياها بين ذراعيه و هو يزمجر بها
=وبعدين قولت ايه…
ليكمل ملتفاً نحو رنين الواقفة بوجه مرتعب
=عدي… عدي يلا متخفيش…
ركضت رنين على الفور نحو باب الغرفة و منه نحو باب الشقة هاربة باقصى سرعة لديها..
راقبتها صدفة حتى اختفت عن الانظار قبل ان تلتف نحو راجح تتطلع اليه باعين مشتعلة تنبثق منها النيران نفضت يده بعيداً عنها متراجعة الى الخلف هاتفة بحدة
=اهى مشت خلاص ارتحت..
اجابها بحدة مماثلة وهو يتقدm نحوها لكنها استمرت بالتراجع بعيداً عنه
=عايزة تعملى فيها ايه اكتر من اللى عملتيه…..
ليكمل وهو يحاول الامساك بها لكنها هـ.ـر.بت منه لأقصى الغرفة
=بتغرقـ.ـيها ببنزين… و عايزة تولـ.ـعى فيها…. ايه عايزة تودى نفسك فى داهيـ.ـة….. انتى مـ.ـجـ.ـنو.نـ.ـة..
وقفت خلف المقعد تحتمى به مغمغمة بعصبية
=تستاهل الواطـ.ـية خطـ.ـافة الرجـ.ـا.لة…
لتكمل وهى تصرخ بينما تتفادى بصعوبة يده التى حاولت الامساك بها لكنها تفادته بصعوبة
=ايه عايزنى اسيبها…. بعد اللى قالته ده كله… ده المفروض كنت قتـ.لتها و شربت من دmـ.ها…
وقف راجح اخيراً يلهث بشـ.ـدة و قد يأس من ملاحقته لها فقد كانت كالذئبق تنفلت من بين يديه كلما كاد ان يمسك بها اشار لها بيده يحثها على الاقتراب و هو يحاول التقاط انفاسه
=طيب تعالى..تعالى يا صدفة… متخفيش هتكلم معاكى براحة….
هزت كتفيها بينما استمرت بالتراجع بظهرها بعيداً عنه
=لا يا خويا… انت بتقول كدة علشان تضحك عليا… فاكرنى هبلة… و لا هبلة…
دون ارادته وجد نفسه يبتسم على حركاتها و كلمـ.ـا.تها تلك.. فقد كان ملعون ضعيف نحوها لا يستطيع الغـــضــــب منها اكثر من دقيقتين على الاكثر فدائماً تفعل او تقول شئ يجعل غـــضــــبه منها يتبخر كأنه لم يكن…
اقترب منها قائلاً بهدوء بينما يتقدm منها ببطئ محاولاً اغفالها حتى يمسك بها
=هو انتى جبتى البنزين ده منين…صحيح…
اجابته مضيقة عينيها بتركيز على حركات قدmيه التى كانت تقترب منها
=كنت جيباه معايا قبل الجواز مع بودرة العفريت و حاجات كتير علشان كنت خايفة منك… و مكنتش مأمنالك بصراحة…
توقفت خطواته و قد تجمد فى مكانه فور سماعه كلمـ.ـا.تها الصادmة تلك غمغم بنبرة يتخللها الصدmة
=يا نهار ابوكى اسـ.ود… انتى كنت ناوية تولعـ.ـى فيا……
لم تستطع صدفة ان تفعل شئ سوى الضحك فور رؤيتها صدmته تلك اجابته من بين ضحكاتها الرنانة واضعة يدها فوق بطنها المنتفخة…
=بصراحة اها… يعنى لو كنت وقتها عملت فيا حاجة كدة و لا كدة كنت عملتها…
انهت جملتها صارخة بفزع عنـ.ـد.ما رأته يندفع نحوها محاولاً الامساك بها و هو يتمتم بكلمـ.ـا.ت غاضبة منفعلة لتركض هاربة من الغرفة باقصى سرعة لديها و هى تضحك
بينما وقف راجح يراقب هروبها هذا باعين متسعة لكنه خرج من صدmته تلك هاتفاً خلفها بخــــوف بسبب ركضها و حركاتها الزائدة تلك خــــوفاً عليهاو على اطفالهم
=بت… بت متجريش الله يخـ.ربيتك.. العيال….
ليكمل وهو يندفع راكضاً خلفها عنـ.ـد.ما استمرت بالركض دون ان تستمع اليه
=يا بـ.ـنت المجانـ.ـين…
لحق بها على مدخل غرفة النوم قبض على ذراعها على الفور قائلاً بلهاث
=بس.. قفشتك…
حاولت التملص منه لكنه جذبها على الفور نحوه محيطاً اياها بذراعيه
=انسى…
ليكمل و عينيه تضيق عليها بغـــضــــب
=بقى.. كنت عايزة تولعـ.ـى فيا…
تنهدت فور ادراكها انها لن تستطيع الهرب منه احاطت عنقه بذراعيها مسندة جسدها على جسده قائلة
=الكلام ده كان لراجح..المفتـ.ـرى اللى اتجوزته و انا خايفة منه…..
لتكمل بصوت منخفض وهى تقرب شفتيها من شفتيه تطبع قبلة ناعمة على شفتيه
=لكن راجح اللى معايا دلوقتى ده حبيبى..و قلبى..و ابو عيالى و سندى اللى افديه بروحى و عمرى كله…
همس بصوت اجش لاهث و يده تمر برفق على جانب عنقها مقرباً وجهها منه مما جعل شفتيه تلامس شفتيها
=هتجنينى بشقاوتك دى.. و مبقتش عارف اخد منك لا حق و لا باطل….
ابتسمت قائلة بدلال و هى تمرر يدها فوق صدره من خلال فتحة قميصه
=علشان بتحبنى….
همس و عينيه تشتعل بالنيران تأثراً بحركة يدها تلك
=و بمـ.ـوت فيكى.. يا مهلبية…
انهى كلمـ.ـا.ته منقضاً على شفتيها يقبلها بجوع و شغف جاذباً جسدها اكثر فوق جسده قبل ان ينحنى و يحملها بين ذراعيه متقدmاً بها الى داخل الغرفة..
فصلت صدفة قبلتهم هامسة بصوت اجش
=نزلنى يا راجح انا بقيت تقيلة عليك.. ظهرك هيوجـ.ـعك..
شـ.ـدد من يديه حولها و هو يتقدm للداخل قائلاً بجدية
=تقيلة ايه يا مهلبية… ده انتى زى الريشة….
انهى جملته واضعاً اياها برفق فوق الفراش من ثم التقط شفتيها في قبلة اخرى ليغيبا سوياً الى عالمهم الخاص…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور يومين…
كانت صدفة مستلقية بين ذراعى راجح على الاريكة التى بغرفة المعيشة يشاهدان فيلم اجنبى كان راجح يحثها بلطف على قراءة الترجمة لكنها كانت بطيئة للغاية حيث لم تسطتع سوا قراءة كلمة واحدة من كل تلك الكلمـ.ـا.ت…
=أ.. أ.. أبـــ… أبــــــى…
زفرت بحنق قائلة و هى ترفع وجهها اليه
=انا زهقت يا راجح انا مبلحقش اقرأ غير كلمة واحدة و بالعافـ.ـية…
اخفض رأسه طابعاً قبلة حنونة على جبينها قائلاً بهدوء
=انتى لسه فى الاول… و انك تقرى حتى و لو كلمة واحدة فى الفترة القليلة دى يعتبر انجاز…
ليكمل وهو يمرر يديه على ذراعها يفركه بحنان
=دmاغك حلوة يا مهلبية…بس عايزة تذاكرى كويس
دفنت وجهها بعنقه تقبله بلطف وهى تهمس بشقاوة
= البركة فى المدرس بتاعى…. شاطر و زى القمر…
لتكمل و هى تسحب جسدها للأعلى حتى اصبح وجهها يقابل وجهه هامسة باغراء امام شفتيه
=و يستاهل مكافأة…
زمجر راجح مستولى علي شفتيها يقبلها بنهم وشغف محيطاً خصرها بذراعه يجذبها نحوه…
لكن كـ.ـسر سحرهم الخاص هذا صوت جرس الباب.. تجاهله راجح بالبداية و استمر فيما يفعله…
لكن ظل صوت الجرس يصدح بالارجاء مما جعله يضطر الى فصل قبلتهم طابعاً قبلة حنونة على جبينها هامساً باذنها ان تعدل من ملابسها…
نهض مسرعاً متجهاً نحو باب الشقة يهتف بغـــضــــب وحنق
=طيب.. طيب ايه الدنيا هطير…
لكنه ابتلع باقى جملته عنـ.ـد.ما فتح الباب و وجد والدته تقف امامه ظل يتطلع اليه بصمت عدة لحظات و الألــم بسبب خيانتها له و تخليها عنه بسهولة ضـ.ـر.به من جديد ممزقاً قلبه..
لكنه تنحنح قائلاً ببرود بالنهاية و هو يحاول ان يبدو متماسك
=خير.. يا حاجه نعمـ.ـا.ت فى حاجة…؟
رأى الالم يرتسم على وجهها فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك لكنها اجابته بهدوء
=عايزة اتكلم معاك شوية….
هز راجح رأسه قائلاً و يده تضغط بقوة على اطار الباب
=نتكلم فى ايه…؟!
تلفت نعمـ.ـا.ت حولها ناظرة الى اسفل الدرج قبل ان تغمغم بقلق واضح
=نتكلم جوا احسن…
اومأ راجح متيحاً لها المجال حتى تعبر الى الداخل..
دلفت نعمـ.ـا.ت الى غرفة المعيشة لتجد صدفة جالسة على الاريكة بوجه محمر اقتربت منها فى الحال قائلة بفرح و هى تضمها اليها
=ازيك يا صدفة.. ازيك حبيبتى….
لتكمل ويدها تمر على بطنها المنتفخةو قد امتلئت عينيها بالدmـ.ـو.ع
=مبروك… الف مبروك انا لما عرفت انك حامل من عابد الفرحة مكنتش سيعانى….
ابتسمت صدفة لها و عنـ.ـد.ما همت بالرد عليها قاطعها راجح على الفور قائلاً بحدة
=اقعدى يا حاجة نعمـ.ـا.ت خالينا نتكلم زى ما انتى عايزة.. علشان عايز انام بدرى
التفت اليه نعمـ.ـا.ت قائلة بغـــضــــب مشتعل
=ايه… حاجة نعمـ.ـا.ت.. اللى انت مسكهالى دى….
لتكمل وهى تجلس بجانبه ممسكة بيده مما جعل راجح يضطرب
=انا امك… غـ.ـصـ.ـب عن عينك و عن اى تخين.. انا امك…. فاهم
قاطعها راجح بحدة و هو يسحب يده من يدها
=بس ده مكنش كلامك معايا فى اخر مرة اتكلمنا فيها…..
انفجرت باكية فور تذكرها كلمـ.ـا.تها القاسية له
=كان على عينى يا بنى انى اقولك الكلام ده… بس كان غـ.ـصـ.ـب عنى عابد كان قاعد جنبى… و كنت عايزة اثبتله انى معاه مش معاك….. علشان اعرف اجيبلك حقك
لتكمل من بين شهقات بكائها الممزقة و هى تضع بين يديه عدة اوراق
=امسك يا قلب امك….
نظر راجح باضطراب الى الورق الذى وضعته بين يديه
=ايه ده…..
اجابته بصوت مرتجف و هى تمسح عينيها بيديها
=ده ورق ملكية الوكالة و 5 محلات نقلتهم باسمك….
شحب وجه راجح و قد تسارعت انفاسه بحدة بينما شهقت بصدmة صدفة التى كانت تجلس تتابع ما يحدث بينهم بصمت..
التف راجح الى والدته قائلا بـ.ـارتباك و عدm فهم
=ازاى… بقوا باسمى….
ربتت نعمـ.ـا.ت على ذراعه بحنان قائلة
=انا هفهمك يا ضنايا كل حاجة…. عابد من كام سنة اضطر يكتب الوكالة و الـ 5 محلات دول باسمى علشان الضرايب و ساب الــ 4 محلات التانين باسمه هو..
كان خايف من الضرايب بعد ما جاله فى سنة مبلغ كبير اوى… فاتفق معايا يعمل كدة ومحدش يعرف غيرنا…. وخالانى اعمله توكيل عام يعنى كان مخونى انت عارفه حب يضمن نفسه.. المحلات باسمى لكن يبقى معاه توكيل عام يقدر يتحكم فيهم و يرجعهم لملكيته فى اى وقت …
همس راجح و هو يعقد حاجبيه بقوة
=علشان كده كان مُصر انى ماليش دعوة باى حاجة لها علاقة بالضرايب او الفلوس اللى داخلة و خارجة من الشغل….
اومأت نعمـ.ـا.ت قائلة بهدوء
=كان خايف انك تعرف حاجة زى دى فتأثر عليا و اكتبلك الحاجة… المهم اليوم اللى انت ضـ.ـر.بت هاجر فيه مسكنى و قعد يحكيلى انت عملت ايه كأنه كان بيحاول يكرهنـ.ـى فيك…. و انا كنت عارفة انه كـ.ـد.اب في معظم اللى قاله بس اضطريت اعمل نفسى مصدقاه و انى معاه و كلمتك و سمعتك الكلام السم ده يومها….
اختنقت في نهاية جملتها لتنفجر باكية بمرارة هامسة وهى ترتمى بين ذراعى ولدها تحتضنه
=حقك عليا… يا نور عين امك بس انا كنت عايزة اجيبلك حقك… صعب عليا انك بعد مرمطتك و شقاك طول السنين اللى فاتت دى كلها ياكل حقك…
وانا و الله حاولت اكلمك بعدها و افهمك اللي بيحصل بس انت مكنتس بترد عليا… و مكنتش عارفة اجيلك هنا لأنه كان بيراقبنى كان مخونى لحد فترة قريبة و اول ما اطمن انى فعلاً معاه بدأ يقلل مراقبته ليا و طلعت على اقرب محامى وخلصت كل حاجة…
لتكمل من بين شهقات بكائها
=كان على عينى يا حبيبى و الله اسيبك كل الفترة دى.. تفتكر انى مش عايزاك…. و انى مش بعتبرك ابنى… ده انت حتة من قلبى يا راجح و نور عينيا اللى بشوف بها…
تأثر راجح بكلمـ.ـا.تها تلك احتقنت عينيه بالدmـ.ـو.ع احتضنها بقوة يبكى كالطفل الصغير بحـ.ـضـ.ـن والدته فقد كان اكثر ما ألــمه من كل ما حدث انه كان يظن انه قد فقد والدته و انها لم تعد ترغب به حقاً احتضنته نعمـ.ـا.ت بقوة تبكى بشكل ممزق و هى تقبل رأسه قبلات متتالية حنونة..
بينما جلست صدفة تراقب هذا المشهد و الدmـ.ـو.ع تغرق وجهها فقد كانت تعلم كم افتقد والدته رغم انه حاول ان يظهر ان الأمر لم يفرق معه لكنها كانت تعلم جيداً انه يشتاق اليها..
بعد مرور عدة دقائق رفعت نعمـ.ـا.ت وجه ولدها من حـ.ـضـ.ـنها تمسح بيديها على وجهه الغارق بالدmـ.ـو.ع تزيل دmـ.ـو.عه بينما امسك هو يدها يرفعها الى فمها يقبلها بحنان
=ربنا يخليكى ليا ياما….
صمت للحظة قبل ان يتابع بنبرة متحشرجة
=بس عابد لو عرف اللى عملتيه ممكن يطـ.ـلقك مش هيعديها….
لوحت نعمـ.ـا.ت بيدها قائلة بعدm اكتراث
=مش فارقة… انا كدة كدة كنت عايزة اطلق منه…ده راجـ.ـل ناقـ.ـص و بتاع نـ.سوان… عرفت من فترة انه كان بيخـ.ـو.نى…..
قطب راجح حاجبيه قائلاً بصدmة مصطنعة فقد كان يعلم بخيانة عابد لها مع تلك التى تدعو سماح لكنه لم يرغب باخبـ.ـارها حتى لا يتسبب بألامها
=عرفتى منين…؟!
نظرت بتردد نحو صدفة لتفهم الاخيرة على الفور انها لا ترغب بالتحدث امامها مما جعلها تنهض قائلة
=هروح اعملكوا عصير ليمون يهدى اعصابكوا…..
ابتسم لها راجح وعينيه تلتمع بامتنانه لتفهمها رغبة والدته بينما غمغمت نعمـ.ـا.ت قائلة بحنان
=تسلمى يا حبيبتى يا رب… المهم براحة و انتى ماشية و على مهلك علشان اللي فى بطنك….
اومأت لها صدفة مبتسمة قبل ان تغادر الغرفة و تتركهم بمفردهم
التفت نعمـ.ـا.ت الى راجح قائلة بصوت منخفض هامس
=عارف عابد بيخـ.ـو.نى مع مين…..
هز رأسه بالنفى و هو لايزال يتصنع عدm المعرفة.. اقتربت منه هامسة باذنه بصوت منخفض للغاية
=اشجان مرات متولى …
تراجع رأس راجح للخلف هاتفاً بصدmة
=ايه… اشجان….!!
ضـ.ـر.بته برفق بذراعه و هى تغمغم بخــــوف و هى تتطلع نحو باب الغرفة بقلق
=واطى صوتك لا مراتك تسمع.. تبقى مصيبة…
فرك وجهه بعصبية قبل ان يهمس بصوت منخفض
=عرفتى منين ياما… انتى متأكدة دى تبقى مصيبة…
اجابته نعمـ.ـا.ت وقد اغمقت عينيها بالألــم
=عرفت قبل اليوم اللى حصل فيه المشكلة بينك و بينه و قال انك ضـ.ـر.بته و ضـ.ـر.بت هاجر…. خالتك شافتهم نازلين من عمارة سوا و كانوا شغالين ضحك و مرقعة… انا مصدقتش لما خالتك قالتلى بس روحت يومها بليل وقفت عند العمارة اللى قالت عليها و فضلت مستنية لحد ما لقيتهم راجعين فى عربيته و طلعوا سوا العمارة وكان منظرهم يقرف كانوا سـ.ـكـ.ـر.انين طينه انا كنت ناوية اواجهه تانى يوم و اسيبه بس حصل الموضوع بتاعك و اضطريت افضل معاه لحد ما اخدلك حقك اللى كله عليك…
ضغط راجح على فكيه بقوة وهو لا يزال لا يصدق ما سمعه
=ده ايه القـ.رف و العك ده… انتى ازاى اتجوزتى واحد زى ده ياما….
تنهدت نعمـ.ـا.ت قائلة وهى تقف على قدmيها
=النصيب يا بنى….. ما اقوم انزل..
نهض راجح هو الاخر قائلاً بحدة
=تنزلى تروحى فين… انتى هتقعدى معايا هنا…. معتش ليكى عيشة مع الراجـ.ـل ده….
ربتت على ذراعه بحنان قائلة
=ده اللى هيحصل بس هنزل ألــم هدومى و حاجتى و اطمن على هاجر.. هو كده كده… مش فى البيت اتصل و قال انه هيبات النهاردة برا قال ايه عنده شغل تلاقيه مع المقرفة اللى زيه…..
لتكمل و هى تتجه نحو الباب
=انا هقعد عندك يومين… بس بعدها هروح اقعد في البلد مع اخواتى….
غمغم راجح معترضاً بحدة و هو يتبعها للخارج
=لا ياما… انتى مكانك فى بيت ابنك…
قاطعته قائلة و هى تلتف تنظر اليه
=سيبنى على راحتى يا راجح… انا عايزة اريح اعصابى شوية…..
ظل يتطلع اليها بصمت عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه اخيراً موافقاً
=طيب استنى انزل معاكى…
هزت رأسها قائلة برفض
=لا خاليك هنا… انا هلم حاجتى و هاجى على طول هو اتصل بيا و أكد انه هيبات برا يعنى متخفش…
احتضنته برفق بين ذراعيها قبل ان تلتف و تغادر الشقة…
بينما ظل راجح يتطلع الي اثرها قبل ان يلتف على صوت صدفة التى خرجت من المطبخ و هى تحمل صنيه بها اكواب العصير التى اعدتها
=ايه ده هى مشيت٠٠٠؟!
اومأ برأسه مقترباً منها بصمت متناولاً من بين يديها و الصنية واضعاً اياها فوق الطاولة قبل ان يجذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها يتنفس رائحتها بعمق فقد كان يحتاجها بهذا الوقت اكثر من اى وقت مضى حتى تهدئ ما يثور بداخله من خــــوف و قلق فهو كل مدى يعلم مدى قذارة الناس المحيطة به…
اخذت صدفة تربت بحنان على ظهره محاولة تهدئته و امتصاص حـ.ـز.نه فقد كانت تعلم مدى صعوبة ما يحدث عليه..
༺༺༺༺༻༻༻༻
فى ذات الوقت…
كانت نعمـ.ـا.ت منشغلة بتجميع اشيائها و وضعها بحقائبها الخاصة عنـ.ـد.ما انفتح باب الغرفة و دلف عابد الذى وقف منصدmاً عنـ.ـد.ما شاهد ما تفعله هتف بحدة مما جعلها تقفز في مكانها مرتعبة
=بتعملى ايه يا وليه انتى….؟! بتلمى هدومك ليه..؟!
التفت اليه نعمـ.ـا.ت قائلة بحدة و هى تحاول تخبئة ارتجافة يديها
=همشى…كفاية اوى لحد كدة…
اقترب منها قائلاً بعصبية و خشونة
=يعنى ايه هتمشى… ليه ايه حصل…؟!
اجابته بحدة و هى تستدير لكى تغلق الحقيبة
=انت عارف كويس ايه اللى حصل…
لتكمل بصوت لاذع حاد
= اشجان…اللى انت بتخونى معاها تحب اوضح اكتر من كدة و لا انت فهمت….
شحب وجهه فور سماعه كلمـ.ـا.تها لكنه حاول تدارك الامر و قرر الهجوم لعله يجعلها تشك بالأمر
=مين… اللى قالك الكلام ده… اكيد الواد اللى اسمه راجح سلط حد يقولك كده علشان يوقع ما بنا..ده عيل زبـ.ـالة و كـ.ـداب و انا……
قاطعته نعمـ.ـا.ت على الفور هاتفة بغـــضــــب
=اخـ.ـرس قطـ.ـع لسانك… متجيبش سيرة ابنى ابداً بالوحـ.ـش…
ضيق عينيه بغـــضــــب محدقاً بها قبل ان يغمغم بشك
=الله… الله ده انتوا اتصالحتوا بقى….
ليكمل سريعاً و قد دب الذعر بداخله
=اوعى… اوعى يا نعمـ.ـا.ت تكونى عملتى اللي فى بالى…..
لوت شفتيها في شبه ابتسامة و هى تجيبه بخبث
=قصدك… انى كتبتله المحلات باسمه..؟
لتكمل و هى تهز رأسها بينما تتطلع الي عينيه بتحدى و تشفى
=اها يا عابد.. الوكالة و الـ 5 محلات بقوا بتوع راجح…..
تحول شحوب وجهه الى لون رمادى كما لو كان قد فقد الحياة فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك همس بشفيتن مرتجفة
=عملتى ايه…؟!
ليكمل صائحاً بشراسة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشـ.ـدة و غـــضــــب عاصف يشتعل داخل صدره يجعل عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة اندفع نحوها على الفور يجذبها من شعرها بقسوة
= عملـــتـــــى ايــه…. يا بـ.ـنت الكلـ.ـب انطقى……
صرخت نعمـ.ـا.ت وهى تضـ.ـر.به بقبضتها فوق يده المحيطة بشعرها محاولة جعله ان يبتعد عنها ويفلتها
=اللى سمعته.. رجعت لراجح حقه….
فقد عابد اعصابه عند سماعه كلمـ.ـا.تها تلك صفعها بقوة على وجهها صارخاً بها بشراسة و هو في حالة شبه هستيرية
=بتبعينى…بتبعينى يا بـ.ـنت الكلـ.ـب…بتبعينى بعد العمر ده كله
صرخت باكية بينما تضع يديها فوق وجهها لتحميه من صفعاته تلك
=انا مبعتكش…انا اديتله حقه..اللى انت كلته…حقه اللى مفروض اكتر من كدة….
لتكمل وهى تحاول ان تدفعه فى صدره
=انت نسيت نفسك كنت ايه..قبل ما راجح يشتغل معاك…ده انت كنت جعان و حافـ.ـى..كنت بتستلف من الناس علشان تعرف تجيب حق سيجارة واحدة..
صرخ وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=اخــرسـى يا وليه يا بومه… مسمعش صوتك….
ليكمل بشبه هستيرية و هو يلاقيها على الارض بقسوة
=مسمعش صوتك… مسمعش صوتك…
اخذ يصـ.ـر.خ كلمـ.ـا.ته تلك و هو يسدد لها الضـ.ـر.بات المفترقة بجسدها بقدmه مما جعلها تصرخ بأعلى صوت لديها متألــمة لكنه لم يبالى بألامها تلك حيث ظل يضـ.ـر.بها و هو ينعتها بافظع الشتائم..
اقتحم الغرفة على الفور راجح الذى ما ان وصل اليه صوت صراخ والدته هرع راكضاً الى الاسفل.
اهتز جسده بعنف كما لو صاعقة قد ضـ.ـر.بته فور ان رأى والدته ملقية على الارض تبكى و تصرخ بينما ذلك الحقير مستمر بضـ.ـر.بها و تعذيبها لم يشعر راجح بنفسه الا و هو يندفع نحوه يجذبه من عنق عبائته مسدداً اليه لكمة جعلته يسقط على الفور ارضاً لكنه لم يتح له الفرصة حتى لكي ينهض حيث هاجمه و لم يدعه حتى يدرك ما يحدث حيث انقض عليه يسدد له لكمـ.ـا.ت سريعة قوية متتالية اسالت الدmـ.اء من انفه و فمه و هو يصيح به بشراسة
=كله الا امى… كله الا امى…
ظل يسدد له الضـ.ـر.بات حتى اصبح وجهه غارقاً بالدmاء حاول عابد دفعه بعيداً لكنه لم يستطع حيث كان راجح كالاعصار الغاضب الذى لا يوجد شئ يمكن ايقافه..
ظل يضـ.ـر.به بقسوة و شراسة حتى تحرك اخيراً و نهض من فوقه وهو يلهث بقوة محاولاً التقاط انفاسه التف نحو والدته ليجد صدفة جالسة بجانبها تحتضنها بقوة محاولة تهدئتها
=خديها و اطلعوا فوق يا صدفة…..
رفعت صدفة رأسها نحوه لكنها اطلقت صرخة فازعة عنـ.ـد.ما رأت عابد ينهض و يخرج اداه تشبه السكين من من جيبه و يحاول الهجوم عليه صرخت باعلى صوت لديها و الفزع والخــــوف يسيطران عليها
=حاسب يا راجح….
التف راجح في الحال فور سماعه تحذيرها هذا لينجح بالقبض على ذراع عابد الممسكة بالسكين قبل ان تصيبه ضـ.ـر.به بساقه في بطنه بينما يده تعتصر يده مختطفاً السكين منه واضعاً اياها بجيب بنطاله على الفور قبل ان يستدير نحو عابد و يسدد له لكمة قاسية اصابت فكه..
مما جعل عابد يجن جنونه حيث اخذ يصـ.ـر.خ بوحشية وهو يحاول الهجوم عليه
=رجعلى محلاتى….. رجعلى محلاتى…..هتقبل على نفسك مال حـ.ـر.ام…..
ابتسم راجح مكشراً عن اسنانه قائلاً بصوت مخيف مظلم
=اها هقبل مال حـ.ـر.ام…..
ضـ.ـر.به عابد بصدره و هو يصـ.ـر.خ بشراسة و قد احتقن وجهه حتى اصبح بلون الدmاء من شـ.ـدة الانفعال والغـــضــــب
=هتقبل مال حـ.ـر.ام عادى كده.. و بتقولها عادى يا بجحتك……
ليكمل و عينيه تلتمع بالحقد و الغل و هو يحاول الضغط على نقطة ضعف راجح
=اقول ايه ما انت زى ابوك النجـ.س… عيل ابن حـ.رام زيك ابوه مغـ.ـتصب هيبقى ايه………
انتفضت نعمـ.ـا.ت واقفة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك هاتفة بشراسة و قد تناست الألام التى تعصف بجسدها
=بتقول ايه…..؟!!!
هجمت عليه تمسك بياقة عبائته تعتصرها بقوة و هى تصرخ بشبه هستيرية و عينيها تتقافز منها شرارات الغـــضــــب و قد تناست خــــوفها السابق منه
=سامعنى بتقول ايه يا ناقص….
فرت الدmاء من عروق عابد و قد شحب وجهه بشـ.ـدة فور ادراكه انه نطق بتلك الكلمـ.ـا.ت الكاذبة امام نعمـ.ـا.ت فقد ظل طوال حياته يسمع راجح تلك الكلمـ.ـا.ت لكنه كان حريصاً دائماً على الا تصل الي مسمع نعمـ.ـا.ت التى كانت تعرف الحقيقة بأكملها…
انتفضت نعمـ.ـا.ت واقفة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك هاتفة بشراسة و قد تناست الألام التى تعصف بجسدها
=بتقول ايه…..؟!!!
هجمت عليه تمسك بياقة عبائته تعتصرها بقوة و هى تصرخ بشبه هستيرية و عينيها تتقافز منها شرارات الغـــضــــب و قد تناست خــــوفها السابق منه
=سمعنى بتقول ايه يا ناقص….
فرت الدmاء من عروق عابد و قد شحب وجهه بشـ.ـدة فور ادراكه انه نطق بتلك الكلمـ.ـا.ت الكاذبة امام نعمـ.ـا.ت فقد ظل طوال حياته يسمع راجح تلك الكلمـ.ـا.ت لكنه كان حريصاً دائماً على الا تصل الي مسمع نعمـ.ـا.ت التى كانت تعرف الحقيقة بأكملها…
صاحت نعمـ.ـا.ت بشراسة و هى تضـ.ـر.به بيدها فوق صدره
=انطق ايه بلـ.ـعت لسانك… مين اللي ابن حـ.رام و مين اللي مغتـ.صب….
ظل عابد يتطلع اليها بصمت كما لو فقد النطق و الحركة ليجيبها راجح الذى كان يقف خلفها يحيط خصر زوجته بحماية قائلاً بصوت مختنق ممتلئ بالألــم
=قصده عليا… و على ابويا ياما…
ليكمل وهو ينظر بقسوة نحو عابد
=سيبك منه ياما… انا اتعودت خلاص على كلامه السم اللى طول حياتى بيسمعهولى….
صرخت نعمـ.ـا.ت بصدmة فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك هزت عابد و يديها التي تحيط عنق عبائته تتشـ.ـدد بقوة حتى كادت تخـ.ـنـ.ـقه
=انت مفهم الواد ايه… ضاحك عليه و قايله ايه…..
لتكمل و هى تدفعه للخلف عنـ.ـد.ما ظل يتطلع اليها صامتاً و وجهه قد ازداد شحوباً التفت نحو راجح هامسة بصوت مرتجف
=كـ.ـد.اب يا ضنايا… انت ابوك ده كانت الناس كلها بتحلف وتتحاكى بسمعته و بتدينه الشيخ مأمون الراوي….و امك تبقى مـ.ـر.اته..” خديجة” ادب الدنيا و الاخلاق كله كانوا فيها…
هز راجح رأسه و قد تشوش عقله همس باضطراب و هو لا يستوعب ما تقوله بينما شعر بيد صدفة الواقفة بجانبه تربت بحنان على ظهره مواسية اياه بصمت
=الشيخ مأمون الراوى…؟!! و أمى تبقى مـ.ـر.اته ازاى….
ليكمل و عينيه تنتقل نحو عابد الذى اشاح بنظره بعيداً و قد تصبب وجهه بالعرق
=هو مش ابويا اسمه مأمون منير… و امى كانت شغالة عنده وهو اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبها…
قاطعته نعمـ.ـا.ت هاتفة و هر تزجر عابد باعين تلتمع بالقسوة و الكراهية
=قطع لسان اللي قالك.. كدة.. انت ابوك ده كان أمام جامع في قنا.. و امك اها كانت يتيمة بس كانت مـ.ـر.اته على سنة الله و رسوله….
لتكمل بغـــضــــب و هى تبصق على عابد
=ياخى روح الله يلـ.ـعنك غلك و حقدك و صلوك انك تخوض في اعراض ناس مـ.ـيـ.ـته و عند ربها…..
لم يستطع راجح ان يقف صامداً بمكانه اكثر من ذلك ليندفع نحو عابد يسدد له لكمه قاسية اسقطته ارضاً على الفور لم يتح له الفرصة للنهوض حيث هجم عليه يضـ.ـر.به بقسوة و شراسة و جميع كلمـ.ـا.ته القاسية حول نسبه و والديه التى كان يسمعه و يعـ.ـذ.به بها منذ صغره تتردد بأذنه كالصواعق التى ترتد لتمزق قلبه
كان يضـ.ـر.به و هو اشبه بالمجذوب يقوده غـــضــــبه و ألــمه التى سكن بداخله طوال حياته فقد جعله يكره والده ظناً منه انه كان رجل مستهتر… مغتصب.. بلا اخلاق…
شعر بيد كلاً من صدفة و والدته تقبضان على ذراعيه تحاولان جذبه بعيداً عن عابد الذي يقبع اسفله و الذى كان شبه غائباً عن الوعى بوجهه المتورم النازف الغارق بالدmاء و الكدmـ.ـا.ت القبيحة…
حاول جذب ذراعيه منهما لأستئناف هجومه عليه راغباً بالقضاء عليه تماماً لكنه خرج من عاصفة غـ.ـصـ.ـبه تلك عنـ.ـد.ما سمع صوت صدفة تنتحب باكية بشهقات ممزقة و هى تحاول ايقافه عن جنونه هذا
=علشان خاطرى يا راجح كفاية متوديش نفسك في داهية علشان كلـ.ـب زى ده..
لتكمل بعجز و يأس وهى تجذب ذراعه بقوة
=علشان خاطر عيالك…..
تردد راجح قليلاً عند سماعه كلمـ.ـا.تها تلك لكنه نفض بحدة يدها و يد والدته بعيداً عن ذراعيه قبل ان يعاود ضـ.ـر.ب عابد مسدداً له لكمـ.ـا.ت قاسية حادة و هو يطـ.ـلق زمجرة شرسة قبل ان يحاوط عنقه يعتصره بقوة مما جعل الرعـ.ـب يدب بأوصال صدفة فور تأكدها بانه سيقــ,تــله لا محال لم تجد امامها سوى ان تدعى المرض ارتمت على المقعد متصنعة الاغماء بعد ان اشارت بصمت الى نعمـ.ـا.ت التى فهمت على الفور ما تنوى فعله…
لتسايرها و تصرخ باسمها و هى تتصنع الفزع و الهلع…
و بالفعل نجحت خطتهم تلك حيث انتفض راجح مبتعداً عن عابد الذى كان الأن غائب عن الوعى تماماً …
مندفعاً نحو صدفة و وجهه شاحب للغاية و عينيه تلتمع بالقلق والخــــوف ظناً منه انها قد اصابها مكروه..
هاتفاً اسمها بفزع وهو ينحنى عليها محاولاً افاقتها…
مرر يده المرتجفة على وجهها يضـ.ـر.بها برفق على خدها يهمس بصوت ضعيف يلمئه الهلع
=صدفة… صدفة فوقى..فوقى يا حبيبتى….
اصدرت صدفة همهمة ضعيفة و هى تتصنع الافاقة تفتح عينيها ببطئ قبل ان تتشبث بعنقه و هى تهمس بخــــوف مصطنع
=طلعتى شقتى…. انا مش عايزة اقعد هنا…
لتكمل بهستيرية وهى تهز رأسها بقوة
=علشان خاطرى مشينى من هنا يا راجح….
نهض راجح على الفور حاملاً اياها بين ذراعيه لكنه ظل عدة لحظات واقفاً بمكانه ينظر باعين مظلمة تلتمع بالقسوة نحو ذلك الملقى على الارض غائباً عن الوعى مما جعلها تدفن وجهها بعنقه و جسدها يرتجف هامسة بصوت باكى متوسل وهى حقاً تشعر بالخــــوف من الغـــضــــب الذى بداخله و مما سيتسبب به اذا استسلم له و تركه يقوده
=راجح…..علشان خاطرى
خرج من جموده فور سماعه توسلها هذا تحرك راجح نحو الباب وهو يحملها بينما تتبعه والدته التى تحمل حقيبة ملابسها و اتجهوا نحو شقتهم بالاعلى..
༺༺༺༺༻༻༻༻
وضع راجح صدفة برفق فوق الاريكة بشقتهم الخاصة من ثم جلس بجانبها ممرراً يده بحنان فوق خدها قائلاً بقلق
=كويسة يا حبيبتى…؟!
اومأت برأسها بينما جلست نعمـ.ـا.ت بجانب راجح قائلة بمرح
=بطلى استعباط بقى ياختى و قومى…احنا طلعنا خلاص… الواد مخضوض عليكى
رفع راجح حاجبه و هو يبدأ يستوعب انها كانت تخدعه بالاسفل
=حلاوتك…. يعنى انتى كل ده كنت بتشتغلنى..
اهتز جسد صدفة برفق و هى تضحك بخجل و قد احمر وجهها بشـ.ـدة مما جعله يبتسم و قد تأثر بمظهرها هذا احاط بيده مؤخرة عنقها ليدفن وجهها بعنقه مقبلاً اعلى رأسها و هو يعلم انها قد فعلت تلك الخدعة بسبب خــــوفها عليه ….
ابتسمت صدفة قبل ان تقبل عنقه برفق لكنها انتفضت فازعة عنـ.ـد.ما تنحنحت نعمـ.ـا.ت بحدة قائلة بمرح و هى بداخلها تشعر بالسعادة
=ما تلم نفسك يا خويا منك لها…. انا قاعدة…فى ايه
ابتسم راجح قائلاً و هو يبعد صدفة برفق من بين ذراعيه
=ايه ياما شغل الحموات ده….
ضحكت نعمـ.ـا.ت و هى تنحنى للأمام حتى تربت على ساق صدفة برفق
=لا حموات ايه… ده صدفة بـ.ـنتى.. و يعلم ربنا بحبها قد ايه…
ربتت صدفة على يدها و هى تبتسم بسعادة على كلمـ.ـا.تها تلك..
ضغطت نعمـ.ـا.ت على يدها برفق قبل ان تتنهد ملتفة نحو راجح قائلة بحـ.ـز.ن
=و الله يا بنى انا مكنتش اعرف ان الوا.طى ده بيقولك الكلام اللى زى السـ.ـم ده… انا لو اعرف و الله لكنت كلـ.ـت قلبه حى…
اومأ راجح برأسه مغمغماً بصوت متحشرج
=عارف ياما….بس انا عايز اعرف ابويا يبقى مين.. وليه عابد عمل فيا كل ده…
ساد بينهم الصمت قليلاً قبل ان
تأخذ نعمـ.ـا.ت نفساً طويلاً مرتجفاً قائلة بهدوء
=ابوك يبقى الشيخ مأمون الراوى.. اخو عابد…
اتسعت عينين راجح بصدmة فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك
=ايه… اخو عابد !! يعنى عابد يبقى عمى….!!!
اومأت نعمـ.ـا.ت برأسها و هى تكمل بصوت مرتجف
=ايوة مأمون يبقى اخوه الصغير..عابد كان اكبر منه بـ ٥ سنين……
لتكمل وهى تفرك يديها بعصبية
=هحكيلك الحكاية كلها من الاول خالص…. عابد جه بلدنا لوحده كان عنده حاولى ٢٧ سنة كان جاى البلد بطوله لا اخ ولا اب ولا ام.. جه و اشتغل مع ابويا على فرشة الخضار بتاعته وقتها انا حبيته و هو كمان رسم عليا الدور انه بيحبنى و اتقدm علشان يخطبنى ابويا في الأول رفض كان بيقول انه مش امين و انه مش مرتحاله بس انا أصريت عليه و اقنعت ابويا و فى الاخر وافق و اتجوزنا…
و كانت اول مرة اشوف فيها ابوك مأمون كان فى فرحى انا و عابد…وقتها اتعرفت عليه كان راجـ.ـل محترم اوى و لسانه دايماً كان بيذكر الله… بس عابد كان باين عليه انه مبيحبوش و كان بيعامله بطريقة وحشة..
بعدها جه مأمون و زارنا في بيتنا كام مرة لكن عابد عمره ما زاره ولا خطى البلد بتاعته دى ابداً و كل ما كنت بطلب منه اننا نزور اخوه و نوده زى ما بيعمل كان بيرفض و يفضل يزعق…
بس بعدها بكام سنة روحنا البلد و حضرنا فرح ابوك مأمون على خديجة امك كانت بدر منور و الكل كان بيحلف بجمالها..
بس يومها عابد مسك فى خناق مأمون و حصلت بينهم خناقة كبيرة اوى و سيبنا الفرح و روحنا…و فضل عابد مقاطعه فترة طويلة اوي…..
تتفست بعمق تلتقط انفاسها قبل ان تكمل
=اما بقى انا و عابد فضلنا اكتر من ٧ سنين من غير ما ربنا يرزقنا بالخلفة… عابد كان عنده عيب يمنعه من الخلفة..
وقتها ابويا عمل مشاكل و أصر اننا نتطلق و انا كنت بدأت اكره حياتى مع عابد كان انسان أنانى.. و مكنش بتاع شغل و كان ابويا هو اللى بيصرف علينا.. سيبتله البيت فعلاً و كنت ناوية انى اطلق منه…. لحد ما جه فى يوم و قالى انه عايز يقابلنى و فضل يزن كتير لحد ما وافقت و روحت اقابله و اشوفه عايز ايه لقيت معاه طفل عمره ميكملش اسبوع…..
ووبف قليلاً لتمسك بيد راجح بين يدها و تنظر اليه باعين تلتمع بالدmـ.ـو.ع و كم الحب الأمومى الذى تشعر به نحوه
=الطفل ده كان زى حتة من الجنة اول ما شوفته خـ.ـطـ.ـف قلبي و روحى…
عابد قالى انه ابن صاحبه و صاحبه ده مـ.ـا.ت بعد ما غلط مع بـ.ـنت غلبانة يتيمة حملت منه و مـ.ـا.تت و هى بتولد… وطلب منى انى ارجعله و ناخد الطفل ده في حـ.ـضـ.ـننا كأنه ابننا….
همست باكية و الدmـ.ـو.ع تغرق وجهها
=انا وافقت….. وافقت علشانك… روحى كانت اتعلقت بيك يمكن متصدقنيش بس ربنا يشهد عليا اول ما عينى وقعت عليك حسيتك حتة من قلبى..مقدرتش ارفض…
ضغط راجح علي يدها بينما يحاول التحكم بالغصة التي اجتاحت قلبه و هو يستمع اليها…
مسحت نعمـ.ـا.ت بعشوائية الدmـ.ـو.ع العالقة بوجنتيها قبل ان تكمل
=خدناك و سيبنا البلد و سافرنا على هنا “القاهرة “.. علشان محدش يشك انك مش ابننا… عدت أول سنة كنا كويسين و عابد كان حاله اتصلح لحد ما في يوم كان عابد مسافر…
لقيت ست كبيرة اوى في السن جت تزورنا و قالتلى انها تبقى عمة عابد انا و قتها استغربت لان كنت عارفة ان عابد و مأمون مقطوعين من شجرة مالهمش اى حد امهم مـ.ـا.تت و هما صغيرين و ابوهم مـ.ـا.ت و عابد عنده يجى عشرين سنة….
الست دى اول ما شافتك قعدت تعيط وتقول ابن مأمون… انا مكنتش وقتها فاهمة تقصد ايه… بس هى بدأت تحكيلى ان مأمون و مـ.ـر.اته الحامل عملوا حادثة عربية و ان مأمون مـ.ـا.ت على طول لكن خديجة مـ.ـر.اته فضلت في غيبوبة حاولى اسبوع وهى فى الغيبوبة ولدتك..
انا وقتها اتصـ.ـد.مت لان مكنتش اعرف ان مأمون و خديجة مـ.ـا.توا… انا كنت فاكرة انه و عابد مقاطعين بعض… بسبب اللى حصل بينهم فى فرح مأمون و كمان عابد مكنش بيجيب سيرته خالص و لو كنت جبت سيرته كان بيقعد يزعق و يقلبها خناقة معايا فانا كمان سكت ومعتش بجيب سيرته…
تنفست بعمق قبل ان تكمل
=عمة عابد بقى قالتلى انها اتفقت مع عابد انه بما ان خديجة مالهاش اهل و كانت يتيمة و ان مأمون مالوش حد من قرايبه عايش غير عابد و بما انه مبيخلفش فهو الاوله بابن اخوه ياخده و يربيه..
و اتفقوا يقولوا فى البلد بتاعت مأمون.. انه مـ.ـا.ت هو و مـ.ـر.اته و العيل اللي في بطنها كمان…
وقالتلى ان عابد وعدها انه يبعتلها قرشين تعيش منهم كل شهر..علشان مأمون الله يرحمه هو اللى كان بيصرف عليها…
بس عابد بقاله اكتر من ٣ شهور مبعتش لها حاجة و قعدت تشتم فيه و تقول انه طول عمره وحش.. و انانى….
و بدأت تحكيلى عن بلاويه قبل ما اتجوزه….
توقفت قليلاً نعمـ.ـا.ت تبتسم من بين دmـ.ـو.عها عنـ.ـد.ما رأت صدفة تقترب من زوطها الذى كان وجهه قاتم متغضن بالحـ.ـز.ن و الغـــضــــب في ذات الوقت تحيط خصره بذراعيها تضمه برفق نحوها فى محاولة منها لمواساته و التخفيف عنه…
حمدت نعمـ.ـا.ت الله بداخلها على انه رزق ولدها بتلك الزوجة المحبة الحنونة… تنهدت قبل ان تسترد قائلة
=قالتلى ان عابد طول عمره كان بيغير من اخوه مأمون… علشان مأمون من صغره الناس كانت بتحبه بسبب اخلاقه و طيبته و انه كان حافظ كتاب ربنا عكس عابد اللى كان زرعة شيطان كان خمورجى و كان بيأذى الناس دايماً و يجى على الغلبان منهم….
و كانت الناس دايماً بتقارنه بمأمون.. و انه ازاى مش زى اخوه الشيخ المحترم..و ده اللى خلى كرهه لأخوه يزيد اكتر…
و كان دايماً فى مشاكل مع ابوه صادق كان بيغير لما كان بيفتخر بمأمون فى مجالس الرجـ.ـا.لة بتاعت البلد كان ابوهم فرحان ان ابنه بقى شيخ و امام جامع كل الناس بتحترمه لعلمه و أدبه كان دايماً فاكر ان ابوه بيفضل اخوه عنه…بس على العكس ابوهم صادق كان دايماً في ضهر عابد و ياما دارى على بلاويه اللى كان بيعملها… لحد ما ابوهم مـ.ـا.ت… وعابد فجر اكتر و اكتر حاول مأمون يكلمه و يخليه يرجع في طريقه ده بس مكنش بيسمعله و كان بيتخانق معاه… لحد ما في يوم عابد عمل مصـ يـ بـةخلت البلد كلها هاجت عليه… حاول يغتصب بـ.ـنت.. بس البـ.ـنت صوتت بس ولاد الحلال قدروا ينقذوها منه..
وقتها الناس مسكته ضـ.ـر.بته وبهدلته و كانوا هيمـ.ـو.توه لولا ان مأمون ادخل و انقذه
من بين ايديهم و الناس علشان بتحب ابوك الله يرحمه وافقوا يسيبوه بس على شرط انه يمشى و ميخطيش البلد تانى.. و طردوه فعلاً….. و مرجعش الا على فرح مأمون و خديجة بعد ما مأمون اتحايل على الناس انهم يسمحوله بس يحضر فرحه و علشان الناس بتحبه وافقوا بس عابد مسك فى مأمون ليلتها غله و حقده خلاه مش قادر يشوف اخوه فرحان و مسك فيها و اتخانقوا و ساب الفرح و مشى….
صمتت نعمـ.ـا.ت قليلاً قبل ان تلتف نحو راجح هامسة ببكاء
=انا لما عرفت كل ده كنت هسيبه و اطلق منه… بس هو هددنى بيك و قالى لو انا اطلقت منه هياخدك منى و يرميك فى اى دار ايتام… هددنى بيك علشان كده مقدرتش اسيبه…و بعد كام سنة لما انت كنت عندك حاولى ٩ سنين جه و قالى انه فهمك الحقيقة و عرفك مين امك و مين ابوك الحقيقين و انا صدقته….
غمغم راجح بصوت مظلم و الضغط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه
=قالى فعلاً… بس قالى ان ابويا اسمه مأمون منير و يبقى صاحبه و اغـ.ـتـ.ـsـ.ـب امى.. و انى ابن حـ.ـر.ام
همست نعمـ.ـا.ت ببكاء مرير وهى تمسك بيديه
= دى غلطتى يا بنى…انا عارفة انى المفروض كنت اتكلم معاك عن امك و ابوك الحقيقين بس انا غيرتى و حبى ليك خالونى زى المـ.ـجـ.ـنو.نة مكنتش عايزاك تفكر فيهم… كنت عايزاك تفضل ابنى انا وبس… متفكرش في واحدة تانية انها امك حتى لو كانت مـ.ـيـ.ـته انا عارفة انى غلطانة و انى انانية…و انى لو كنت اتكلمت معاك عنهم مكنش الكلـ.ـب ده قدر يأذيك…..
احاطت وجهه بيديها تضم رأسه الي صدرها و هى تهمس بكلمـ.ـا.ت غير مترابطة من بين بين شهقات بكائها
=حقك عليا.. يا ضنايا… حقك عليا… انا عارفة انك اكيد زعلان منى… انا انانية و ست وحشة…..
ضمها راجح اليه بقوة هامساً بصوت مختنق
=لا ياما انا مش زعلان منك و متقوليش على نفسك كده…. انتى احسن ام في الدنيا دى.. طول عمرك حنينة عليا اكتر حتى ما كنت حنينه على ولادك اللى من صلبك..و انا من غيرك مسواش حاجة…
بكت نعمـ.ـا.ت بشهقات ممزقة ليزيد راجح من احتضانه لها بينما نهضت صدفة وجلست بجانبها تربت بحنان على ظهرها محاولة تهدئتها و هى تهمس باكية هى الاخرى
=اهدى يا خالتى….اهدى علشان سكرك ميعلاش..
انحنى راجح مقبلاً اعلى رأس والدته
=خلاص ياما علشان خاطرى… وغلاوتى عندك….
رفعت نعمـ.ـا.ت رأسها تمسح وجهها المحتقن بيديها
=غلاوتك عندى كبيرة يا راجح….
نهضت صدفة بتثاقل بسبب بطنها المنتفخة حتى تحضر لهم الطعام مستغلة الامر حتى تتركهم سوياً قليلاً بمفردهم..
ذهبت و عادت بعد قليل تحمل بصعوبة صينية كبيرة ممتلئة بالطعام لتجتاحها الراحة عنـ.ـد.ما وجدت نعمـ.ـا.ت قد توقفت عن البكاء و تتحدث مع راجح و ابتسامة مشرقة تملئ شفتيها ..
بينما انتفض راجح و اقفاً متجهاً نحوها فور ان رأها تأتى نحوهم و هى تحمل تلك الصنيه اخذها منها قائلاً بلوم
=كده يا صدفة… شايلة كل دى.. تقيلة عليكى….
ابتسمت قائلة وقلبها يمتلئ بحبه بسبب حنانه هذا
=متخفش يا حبيبى… خفيفة….
وضع الصنية على الطاولة من ثم بدأ يضع امام والدته الطعام يطعمها بيده و هو يحاول جعلها تضحك حتى يخفف الامر عنها..
راقبت صدفة اهتمامه بوالدته هذا و ابتسامة ناعمة على وجهها فقد كان حنون على من يحبهم..لا تعلم كيف استطاع عابد ان يكرهه كيف يمكن لأى شخص ان يكره مثل هذا الانسان الرائع…
༺༺༺༺༻༻༻༻
عنـ.ـد.ما انتهوا من الطعام حمل راجح الصحون الفارغة للمطبخ بينما ذهبت نعمـ.ـا.ت الى غرفة الاطفال حيث ستنام لكنها خرجت مرة اخرى متجهه نحو راجح واضعة بين يديه صندوق صغير قائلة
=الصندوق ده فيه صورة امك و ابوك انا كنت محتفظة بها…
تناول منها راجح الصندوق بيد مرتجفة لتكمل سريعاً باضطراب و تلعثم و بداخلها تعلم انها تأخرت كثيراً فى اعطاءه تلك الصورة
=انا… انا هروح انام… تصبح على خير يا ضنايا
ظلت واقفة تنتظر اجابته عليها لكنه كان واقفاً جـ.ـا.مداً ينظر باعين متسعة بالرهبة الى الصندوق الذى بيده مما جعلها تستدير بصمت نحو غرفتها..
خرج راجح من حالته تلك ليلحق بها و يحتضنها بين ذراعيه برفق مقبلاً اعلى رأسها قائلاً باستسماح
=و انتى من اهل الخير ياما…
رفعت نعمـ.ـا.ت رأسها تبتسم له برضا مربته على ظهره قبل ان تدلف الي غرفتها بينما اتجه راجح نحو غرفته بخطوات بطيئة و عينيه لازالت مسلطة على ذلك الصندوق ..
جلس على الفراش بجانب صدفة و عينيه لازالت ثابتة على الصندوق الذى بين يديه تنفس بعمق و ضـ.ـر.بات قلبه تعصف بجنون داخل صدره قبل ان يستجمع شجاعته و يفتحه اخيراً..
اخرج منه الصورة ليهتز جسده بقوة كما لو صاعقة قد ضـ.ـر.بته فور ان رأى صورة والديه حيث كان والده نسخة منه..
الفرق الوحيد بينهم ان والده كان ذو لحية و يرتدى عابئة و عمامة بينما كانت تقف بجانبه عروس رائعة الجمال ذات جسد صغير و وجه مشرق ينظران الي بعضهم البعض و الحب يلتمع بعينهم..
ضغط راجح بيده علي قلبه للتخفيف من الالم الذي اصبح لا يطاق داخل صدره..
ممرراً يده برفق فوق وجه كلاً من والديه و كامل جسده يهتز بقوة باكياً بصمت على ما فقده…
كانت صدفة جالسة خلفه تراقبه بصمت مناحة اياه بعض المساحة لكنها لم تستطع ان تظل مكانها عنـ.ـد.ما رأت حالته تلك زحفت علي الفراش حتي اصبحت تجلس خلفه احاطت خصره بذراعيها مسندة رأسها على ظهره تضمه اليها تواسيه بصمت تطبع على ظهره قبلات متتالية حنونة..
ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق قبل ان يلتف راجح و يستلقى على الفراش جاذباً اياها بين ذراعيه دافناً وجهه بعنقها يحتضنها بقوة لكنها تجمدت مكانها عنـ.ـد.ما بدأ جسده يهتز بقوة بين ذراعيها بينما نشيج حاد يصدر منه.. ادركت انه يبكى فقد كان يحاول التماسك امام والدته حتى لا يزيد من شعورها بالذنب لكن الان قد انفجرت مشاعره التى كان يحبسها…
همست باسمه بصوت مرتجف لاهث… لكنه لم يستجيب لها مشـ.ـدداً من احتضانه لها و يديه تتشبث بقوة بظهرها هامساً بصوت يملئه الالم
=انا مش ابن حـ.ـر.ام يا صدفة…. زى كا كان بيذلنى…..
ليكمل وهو يدفن وجهه اكثر بعنقها الذى اصبح غارقاً بدmـ.ـو.عه
=و ابويا شيخ و مش مغتـ.صب… يعنى انا مش دmى نجـ.س و لا فاسد زي ما كان بيقولى…..
احاطت خصره بذراعها تضمه اليها تمرر يدها برفق فوق ظهره العريض الذى كان يرتجف اسفل لمستها محاولة تهدئته بينما تبكى هى الاخرى على ألــمه هذا …
=ده انسان مريـ.ـض…مش فاهمة ليه عمل فيك كده ايه اللي استفاده لما يشوه سمعة اخوه المـ.ـيـ.ـت…
رفع راجح رأسه عن عنقها ليستلقى على الوسادة التى يستند رأسها عليه ليصبح وجههما متقاربان
=انا دلوقتى فهمت كان بيعمل فيا كده ليه…
ليكمل وهو يشير نحو صورة والديه التى لازالت بيده
=علشان انا نسخة من ابويا.. كل ما كان بيشوفنى كان بيفتكره.. و بيفتكر وساخته.. و قد ايه ابويا كان احسن منه….
حاول يشوه سمعة ابويا ويلزق فيه الكلام اللى كان الناس بتقوله عليه… علشان يرضى نفسيته المريـ.ـضة…
اشتدت عينيه قسوة و هو يردف مزمجراً بوحشية
=بس قسماً بالله لأدفعه التمن غالى….
مررت يدها فوق وجهه تمسح الدmـ.ـو.ع العالقة به قبل ان تحيطه بيديها
=انساه و ارميه ورا ظهرك يا حبيبى انت ضـ.ـر.بته و خدت حقك منه… و خدت الوكابة المحلات بتاعتك…
لتكمل سريعاً مقاطعة اياه عنـ.ـد.ما هم بالأعتراض
=علشان خاطرى و خاطر ولادنا.. خالينا نركز في حياتنا و مستقبلنا…. كفاية لحد كدة
همست متوسلة و هى ترفع يده تطبع فوق راحته قبلة
=علشان خاطرى ياحبيبى…
تنهد راجح قبل ان يستسلم و يومأ برأسه بالموافقة دافناً وجهه بصدرها يحتضنها بقوة..
بينما ضغطت هى بشفتيها برفق فوق رأسه ممرره يدها بحنان فوق ظهرها تهدئه حتى شعرت اخيراً بانفاسه تتثاقل لتعلم انه غرق بالنوم اخيراً لتلحق به على الفور
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ثلاثة اشهر…
كان راجح مستلقى فوق الاريكة و بين ذراعيه تستلقى صدفة يشاهدان التلفاز بمنزلهم الجديد حيث قام راجح بعد ان استقرت الامور بعمله بشراء مبنى كامل مكون من ٧ شقق فاخرة قام بكتابة نصف المبنى باسم صدفة رغم اعتراضها و عدm موافقتها الا انه كتب نصفه لها فقد اخذ على نفسه عهداً بان ما حدث لها سابقاً و عدm وجود مكان تلجئ اليه لن يتكرر مرة اخرى فاذا حدث له شئ سيكون هذا أمانها…
كما خصص لوالدته احدى تلك الشقق و جعل لشقيقه مروان شقة و لهاجر ايضاً شقة…حيث ان اشقاءه تركوا والدهم و جائوا للعيش معه…
فهاجر جاءت و اعتذرت منه و من زوجته واقسمت انها لن تكرر ما فعلته مرة اخرى و انها قد تعلمت جيداً من خطائها…. و بالمقابل نجح راجح فى انقاذها ومنع زواجها من ذلك الذى يدعى اشرف حيث قام بابلاغ الشرطة عنه بعد وصلته المعلومـ.ـا.ت التى كان ينتظرها منذ مدة طويلة و بالفعل تم القبض عليه متلبساً و بحوزته كمية كبيرة من المـ.ـخـ.ـد.رات…
اما مروان فقد جاء لمشاجرة راجح عند رؤيته للحالة التى بها والده حيث ظل عابد بالمشفى اكثر من اسبوع يتعالج من الاصابات و الكسور التى فى جسده..
لكن فور ان رأي مروان الحالة التى عليها وجه والدته المتورم الملئ بالكدmـ.ـا.ت وعلم من والدته ما حدث ذهب الى والده و تشاجر معه هو الاخر و ترك له المنزل و عاد معتذراً الى راجح… و وعده بالعمل معه ما ان ينتهى من جامعته…
رافضاً محاولات عابد لجذبه الى صفه حتى عنـ.ـد.ما وعده بان يكتب الـ ٤ محلات الباقية باسمه رفض رفضاً قاطعاً…
تنفس راجح بعمق و هو يحمد الله بداخله فقد بدأت حياته تستقر حيث اصبح عمله اكثر نجاحاً من قبل.. و عائلته من حوله.. و زوجته الجميلة تتقدm كل يوم بحملها و صحتها جيدة رغم انها اصبحت تواجه صعوبة في الحركة بسبب انتفاخ بطنها الكبير فقد كان يفصلها عن موعد ولادتها ايام قليلة…
شعر بضـ.ـر.بات قلبه تتقافز بصدره بجنون فكلما شعر باقتراب هذا اليوم شعر بخــــوف شـ.ـديد يسيطر عليه…
شـ.ـدد ذراعيه من حولها يضمها الى صدره اكثر رفعت رأسها مبتسمة له واضعه في فمه قطعة من لوح الشيكولاتة الذى بيدها لكنه غمغم معترضاً و هو يهز رأسه برفض
=يا صدفة بطلى رخامة قولتلك ١٠٠ مرة مبحبهاش……
دستها بفمه رغم رفضه و هى تجيبه باصرار
= دى نوع تانى هتعجبك…. افتح بوقك
فتح فمه باستسلام و تناولها منها حتى لا يتسبب بمضايقتها ابتسمت قائلة و هى تتطلع اليه بأمل
=ايه رأيك…؟!
تغضن وجهه و هو يمضغ قطعة الشيكولاتة التى اتضح انها شيكولاتة دارك خالية من السكر
=تقرف….
ليكمل و هو يشعر ان حلقه و فمه امتلئ بطعم حاد مر
=ايه اللى انتى بتاكليه ده… انتى بتعـ.ـذ.بى نفسك….
تنهدت و هى تتناول قطعة من لوح الشيكولاتة الذى بيدها
= اعمل ايه… عيالك اللى طالبين كده
مرر يده على بطنها المنتفخة قائلاً بخبث
=عيالى ايه.. انتى هتشتغلينى انتى فى الشهر الاخير… هو فى وحم في الاخر كدة
دفعت يده عن بطنها و هى تجيبه بحدة مبالغ بها مما جعله يستغرب حالتها المزاجية تلك
=اها فيه… بعدين هو انت هتفهم اكتر منى… انا اللي شايلاهم و عارفة هما عايزين ايه كويس….
هز كتفيه باستسلام غير راغب بان يدخل معها فى جدال فقد كانت عصبية اليوم لا يعلم ما بها
مد يده في الصحن الذى على ساقيها الملئ بالحلوى الصغيرة التي باللون الاحمر لكنه اختار القطعة الوحيدة التى كانت
باللون الاصفر لتسرع صدفة قائلة بغـــضــــب
=لا سيب دى… انا عايزة اجربها…
اتسعت شفتيه بابتسامة مستفزة قبل ان يضع قطعة الحلوى بفمه و هو ينظر اليها باغاظة مما جعلها تهتف بعصبية و هي تزجره باعين تشتعل بشرارات الغـــضــــب ضاربه اياه فى صدره بقبضتها
=على فاكرة انت بـ.ـارد….
لتكمل و هى تنفجر باكية فجأة
=و الله يا راجح انت رخم و معندكش دm …
صدm راجح فور رؤيتها تبكى بهذا الشكل انحنى عليها ممسكاً بوجهها بين يديه قائلاً بلهفة
=فى ايه يا حبيبتى مالك النهاردة… انا بهزر معاكى
بعدين الكيس جوا مليان بكل الالوان…..
هزت رأسها هامسة بصوت مختنق باكى
=انا حاسة بو.جـ.ـع من الصبح فى ظهرى و فى بطنى من تحت… انا خايفة اوى
شحب وجه راجح فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك
=من الصبح….!!
ليكمل وهو بحاول التحكم برجفة الخــــوف التى اصابته
=طيب الو.جـ.ـع زاد…؟!
اومأت برأسها و قد انسابت الدmـ.ـو.عبصمت على وجنتيها بينما الألــم الذى حاولت تجاهله منذ الصباح يزداد عليها فقد كان بالبداية مجرد الم بسيط تستطيع تحمله لذا لم ترغب باخبـ.ـاره حتى لا تفزعه دون سبب فقد اخبرها الطبيب ان الالم لن تتحمله اذا كانت على وشك الولادة مما جعلها تصمد وتتحمل الالم لكن الان الالم اصبح لا يطاق….
ا
انتفض راجح واقفاً عنـ.ـد.ما تحول بكائها الى شهقات ممزقة و قد احمر وجهها من شـ.ـدة الالم المرتسم بوضوح علي وجهها مما جعل قلبه يسقط داخل صدره و هو لا يعلم ما الذى يجب عليه فعله لكنه اسرع بحملها بين ذراعيه عنـ.ـد.ما اطلقت صرخة حادة و قد اشتد الالم بها انطلق بها نحو باب الشقة يختطف مفتاح سيارته…
هبط الدرج و هو يصـ.ـر.خ باسم شقيقه مروان الذى فتح باب الشقة و خرج على الفور يهم ان يسأله ماذا يحدث لكنه فور ان رأى حالة صدفة ادرك الامر على الفور القى راجح مفتاح السيارة نحوه حتى يقود هو…حيث لم يكن يملك الاعصاب حتى يقود الى المشفى..
بينما خرجت نعمـ.ـا.ت هى الاخرى عنـ.ـد.ما سمعت صوت هتاف ولدها لتختطف عبائتها و ترتديها مسرعة و تلحق بهم..
قاد مروان السيارة باقصى سرعة يستطيعها بينما جلست نعمـ.ـا.ت بالمقدmة تاركة المقعد الخلفى لراجح الذى كان يحتضن زوجته بشـ.ـدة بين ذراعيه يحاول تهدئتها ويبث الاطمئنان بداخلها رغم ان وجهه كان شاحب من شـ.ـدة الخــــوف الذى يقصف بداخله…
و فور وصولهم الى المشفى تم ادخال صدفة الى غرفة الفحص حيث اكد الطبيب انها فى حالة ولادة بالفعل و امر الممرضات بتجهيزها سريعاً لعملية الولادة. ساعدتها نعمـ.ـا.ت التى لم تتركها ولو للحظة واحدة كما لو كانت والدتها بالفعل.. بينما ظل راجح معها يمسك بيدها و يهمس لها بكلمـ.ـا.ت مهدئة مطمئنة رغم انه يشعر بان قلبه سيقف من شـ.ـدة الخــــوف و التـ.ـو.تر الذى يشعر بهم لكنه لم يظهر لها اى من هذا..
و عنـ.ـد.ما قادت الممرضات الفراش الذى تستلقى عليه صدفة نحو غرفة الولادة تشبثت بيد راجح و هى تنفجر بالبكاء رافضة تركه مما جعله ينحنى عليها يحتضنها بقوة و هو يقاوم بصعوبة الدmـ.ـو.ع التى تسد حلقه..
همست باكية و هى تدفن وجهها بصدره بينما يدها تتشبث بقوة بقميصه
=راجح.. انا خايفة…..متسبنيش
جعلت كلمـ.ـا.تها تلك قلبه يتمزق الى الف قطعة من شـ.ـدة الخــــوف لكنه رفع وجهها بلطف عن صدره ممرراً يده بحنان على رأسها و هو يغـ.ـصـ.ـب شفتيه على رسم ابتسامة
=خايفة من ايه.. يا هبلة كلها ربع ساعة و تخرجيلى انتى و ولادنا بالسلامة….
مرر اصبعه فوق خدها برفق و هو يقاوم بصعوبة حتى لا يستسلم و يدخل فى حالة هستيرية من الخــــوف الذى يسيطر عليه فهو لن يستطيع ان يحى اذا اصابها شئ
امسكت بيده هامسة بصوت مرتجف و هى تبكى
=طيب تعالى معايا….علشان خاطرى متسبنيش….
نظر راجح نحو الممرضات يسألهم بصمت هل مسموح له بالدخول لتومأ احدهما له بالموافقة فقد كانت ولادتها طبيعية و مسموح له بالحضور..
انحنى مقبلاً جبينها و هو يربت فوق رأسها بحنان
=خلاص يا حبيبتى هدخل معاكى….
ارتسم الارتياح بعينيها فور سماعها ذلك امسك بيدها و دلف معها الى غرفة الولادة..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة..
كانت صدفة تصرخ و هى تحاول الدفع بينما الطبيب يحثها على الدفع بقوه اكبر…
و راجح قابع بجانبها يقرأ قرأن بصوت منخفض بينما تمسك بيده تضغط عليها بقوة كادت ان تتسيب بتكسير عظامه لكنه رغم ذلك لم يشتكى…
من ثم ظل بجانبها يحثها برفق على الدفع برغم الالم الذى يعصف بقلبه كلما سمع صراخاتها تلك فقد كان يعلم مدى الالم الذى تتعرض له…
صاحت وهى تبكى متألــمة بينما تتشبث بيده بقوة اكبر
=مش هعملها تانى… و الله ما هعملها تانى….
اومأ برأسه بالموافقة هو ينحنى يقبل جبينها و هو يربت فوق رأسها بحنان غير قادراً علي التكلم شاعراً بالذنب يتخلله فهو السبب فى معاناتها تلك لذا فقد قرر انه لن يدعها تخوض تلك التجربة المؤلمة مرة اخرى…
اطلقت فجأة صرخة مدوية جعلت الدmاء تجف بعروقه وهى تضغط بيدها بقوة على قبضته ليصدح بعدها صوت صراخ طفلهم الذى تبعه على الفور صوت صراخ شقيقته ليعلنوا بصخب عن وصولهم الى الحياة…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة ساعات…
كانت صدفة مستلقية فوق الفراش المخصص بغرفتها بالمشفي تحمل بين ذراعيها طفلها الصغير ” حمزة ” ترضعه برفق ممسكة بحنان بيده الصغيرة بين يديها تنظر اليه بحنان و فخر …
بينما كان راجح جالساً على الفراش بجانبها يحمل بين ذراعيه طفلتهم الصغيرة ” حور ” ينظر اليها باعين تلتمع بكم الحب و الحنان الذى ينبضان بداخله نحوها و نحو شقيقها..
انحنى مقبلاً جبين صغيرته برفق قبل ان يقبل رأس شقيقها الذى لا يزال يتناول طعامه من والدته…
اقترب من زوجته برفق مقبلاً جبينها هى الاخر هامساً باذنها
=حمد لله على السلامة يا مهلبية…
ابتسمت برفق قائلة بصوت مرهق …
=الله يسلمك يا حبيبى….
لتكمل مبتسمة رغم التعب الذى تشعر به حتى تثبت له انها بخير فقد كانت تعلم ان اليوم كان صعب عليه هو الاخر
=مروحتش ليه يا حبيبى مع مروان و ماما انتى زمانك تعبان…..
لتكمل و هى تمرر يدها بشعره تتحسس رأسه برفق
=علشان خاطرى لو بتحبنى بجد روح ارتاح و ابقـ……..
قاطعها على الفور قائلاً باصرار و حدة
= انسى.. انامش هتحرك من هنا… و مش هسيبك لوحدك… بعدين احنا كلها كام ساعة و الصبح يطلع و نروح بيتنا…
اومأت برأسها بصمت فقد كانت تعلم انه اذا اصر على شئ لن يغير رأيه مهما حاولت اقناعه..
وضع من يده حور برفق فوق الفراش المخصص لها قبل ان يتجه نحو صدفة مرة اخرى و يتناول من بين ذراعيها حمزة الذى كان نائماً قائلاً بحنان و نبرة يتخللها الفخر
=تعالى يا حمزة باشا علشان اختك ترضع هى كمان من ماما….
حمله برفق بين ذراعيه مقبلاً جبينه قبل ان يضعه برفق بالفراش المخصص له.. من ثم حمل حور بحنان مقبلاً اياها فوق خدها قبل ان يضعها بين ذراعى والدتها التى ضمتها الى صدرها بحنان قبل ان تبدأ بأطعامها هى الاخرى..
من ثم جلس بجانب زوجته على الفراش جاذباً اياها برفق نحوه ليستند رأسها الى صدره انحنى مقبلاً اعلى رأسها قبل ان يرفع يدها الحرة و يقبل راحتها بعدة قبلات شغوفة مما جعلها تبتسم و هى تشعر بالسعادة من اهتمامه و حنانه الذى يغدقها به فمنذ ان خرجت من غرفة الولادة و هو لم يكف عن تقبيلها و الهمس باذنها بكم هو يعشقها..
رفعت يده هى هذة المرة وطبعت قبلة رقيقة عليها قبل ان تهمس و هى ترفع رأسها تنظر اليه و عينيها ممتلئة بحبها له
=ربنا يخاليك لنا يا حبيبى….
لتكمل و هى تمرر يدها فوق صدره و قلبها يكاد ينفجر من شـ.ـدة حبها له
=انا بحبك اوى يا راجح….
احاط بيده يدها التى فوق صدره و وضعها فوق موضع قلبه قبل ان ينحنى هامساً باذنها بشغف
=و انا بحبك و بمـ.وت فيكى يا مهلبية…قبلك حياتى مكنش لها اى طعم…دخلتى حياتى غيرتيها و خلتينى ادوق طعم الفرح و الحب اللى كنت دايماً محروم منهم….
اشرق وجهها بابتسامة واسعة و قد امتلئت عينيها بالدmـ.ـو.ع عند سماعها كلمـ.ـا.ته تلك رفعت رأسها طابعة على شفتيه قبله قصيرة رقيقة وهى تهمس بصوت مرتجف
=انت اللى غيرت حياتى يا راجح… انا من غيرك و لا حاجة…انت مش جوزى بس لا انت جوزى و حبيبى وابويا و اخويا.. سندى فى الدنيا .. ربنا يخاليك ليا
ضمها بقوة اليه بينما اسندت هى رأسها على صدره متنعمة بدفئه و حنانه بينما ظل راجح يمرر يده برفق فوق ذراعها بينما يتأمل باعين تلتمع بالحب و الفخر طفلته التى تتناول الطعام من والدتها
ممرراً اصبعه بحنان فوق رأس طفلته متحسساً شعره الحريري الأسود الذى ورثته من والدتها…
ظل يتحسسها برفق و هو يقسم
بداخله بانه سيغرق ثلاثتهم بكامل حب و اهتمامه لن يبخل عليهم بشئ سيظهر لهم دائماً مدى حبه لهم و لن يخجل من اظهار ذلك لهم و امام الجميع… سيعمل دائماً لجعلهم سعداء في حياتهم
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالى….
جذبت اشجان نفساً طويلاً من الشيشة التى بيدها قبل ان تلتف نحو تـ.ـو.فيق الجالس بجانبها يتناول الطعام
=عرفت ان البت صدفة ولدت امبـ.ـارح…
رفع تـ.ـو.فيق حاجبه قائلاً باهتمام
=لا و نبى….و جابت ايه ؟
هتفت اشجان بحدة و هى تزجره بقسوة
= انت هتستعـ.ـبـ.ـط يا خويا.. هو ايه اللي جابت ايه… ايه هتروح تبـ.ـاركلهم و تنقطهم مثلاً
القى الملعقة من يده قائلاً بحدة و نفاذ صبر
=عايزة ايه يا اشجان… فى ام ليلتك دى..؟!!
اجابته هاتفة بغـــضــــب و هى تعتدل جالسة لتصبح بمواجهته
=عايزاك تعمل اللى وعدتنى به و تجيبلى حق ابنى اشرف من ابن الراوى اللى رماه في السـ.ـجـ.ـن….
لتكمل وعينيها تلتمع بالقسوة و الحقد
=عايزاك تجيب مناخيره الارض و تبقى فضحيته على كل لسان….زي ما وعدتنى
اومأ تـ.ـو.فيق برأسه قائلاً بهدوء و هو يتناول محرمة يمسح بها يده و فمه
=هيحصل… بس مش احنا قولنا نستنى لما البت صدفة تولد….
قاطعته هاتفة بحدة و هى تضـ.ـر.ب بيدها فوق ساقها
=و اهى اتنيلت ولدت…. مستنى ايه بقى…..
اجابها و هو يخرج سيجارة من العبوة التى بيده و يقوم باشعالها
=مستنى انها تكمل الاربعين بتاعها يا حلوة… و يعدى بمدة حلوة كمان علشان اللى نعمله الناس تصدقه….
اومأت اشجان برأسها و هى تهز قدmيها بقوة
=ايوة صح… ازاى فاتتنى دى… حرقتى على الواد مخالينى مش عارفة افكر فى حاجة…
ده اقل حاجة هيتحكم عليه بمؤبد الكمية اللى معاه مكنتش قليلة……
ربت تـ.ـو.فيق على ذراعها مغمغماً بتهكم
=ربنا يعوض عليكى بقى….
ليكمل مبتسماً بسـ ـخـــريــة و هو يجذب نفساً عميقاً من سيجارته
=طيب ما تفكرى تخلفى عيل غيره اهو تعوضيه… اتصلى بمتولى يرجع و لا…..
دفعت اشجان يده بعيداً قائلة بحدة و عينيها تتقافز منها شرارات مشتعلة
=انت هتستعـ.ـبـ.ـط يا روح امك…..
نهض تـ.ـو.فيق واقفاً يلملم اشياءه
=لا انا اقوم امشى.. قبل ما تقلبيها غم و انا مش ناقص….
ليكمل و هو يتجه نحو باب الشقة
=و قبل ما عابد يطب و يقفشنا….
صرخت اشجان موقفة اياه
=تـ.ـو.فيق…..
استدار اليها ينظر ببرود لتكمل بقسوة و هى تتجه نحوه
=قسماً بالله ان ما نفذت اللى وعدتنى به لأقــ,تــلك…. ابن الراوى لازم تنكـ.ـسر شوكته و مناخيره تمرمغ فى الارض… عايزاه يخاف يمشى حتى في الشارع….
اتسعت شفتيه فى ابتسامة قاسية و هو يغمغم
=هيحصل كل ده… بعد فـ.ـضـ.ـيحة المدام اللى هتحصل… بس اتقلى… زى ما قولتلك…علشان تتلعب صح…
اومأت برأسها بصمت بينما ظلت بمكانها تراقبه و هو يغادر و عينيها تلتمع بكم الحقد و الكراهية التى تكمنها بداخلها نحو كلاً من راجح و صدفة….
بعد مرور شهرين…
فور ان دلف راجح الى المنزل وصل اليه الصوت الصاخب لبكاء لطفليه..
ترك الحقائب التى كانت بيده و اتجه على الفور نحو غرفة المعيشة حيث كان الصوت يصدر منها…
تجمدت خطواته فور ان دلف الى الغرفة و رأى صدفة تحمل كل طفل على احدى كتفيها تهزهم برفق تبدو يائسة و هى تحاول تهدئت صراخهم المتواصل بينما كانت تبكى هى الاخرى بشهقات ممزقة و وجه احمر محتقن…
اندفع نحوها قائلاً بفزع
=فى ايه يا حبيبتى بتعيطى ليه…؟!
اجابته باكية وهى لازالت تهز اطفالها الباكيين فوق كتفييها وهى تشعر بالاحباط و التعب الشـ.ـديد
=مش عارفة اتعامل معاهم….
لتكمل من بين شهقات بكائها الممزقة
=انا تعبت….مبقتش عارفة اعمل ايه اسكت ده.. ده يعـ.ـيط… ده يسكت التانى يعـ.ـيط
انحنى مربتاً بحنان على خدها قائلاً بهدوء
=طيب… استهدى بالله واهدى…
ليكمل وهو يستقيم واقفاً
=هروح اعملهم رضعة علشان مش هتعرفى ترضعيهم وانتي مضايقة و بتعيطي كده….
خرج مسرعاً لكى يصنع لهم الطعام بينما اخذت صدفة تهمس لهم برجاء بينما مستمرة في تهدهديها لهم
=علشان خاطرى.. كفاية…
لتكمل بعجز و هى تضم الطفلين الباكيين الى صدرها بحنان
=بس.. بس يا قلب امك انت وهى… بس…
ظلت تهدهدهم بلطف محاولة تهدئتهم لكنهم استمروا بالبكاء حتى عاد راجح بزجاجتين من الحليب اعطاها احدهما قبل ان ينحنى و يحمل حمزة الذى كان لا يزال يبكى من بين ذراعيها يضمه الى صدره بحنان قبل ان يساعده بتناول زجاجة الحليب..
بينما فعلت ذات الامر صدفة التى اخذت ترضع حور من زجاجتها هى الاخرى بينما تحتضنها برفق…
اقترب منها راجح حتى اصبحوا جالسين ملاصقين لبعضهم البعض ظل يتطلع الى وجهها المحتقن و الذى اصبح مؤخراً شاحباً للغاية بسبب قلة نومها الفترة الماضية فقد كان طفليهما يرهقونها يمتصون كامل طاقتها فالاعتناء بتوأمان صغيران بمفردها يعلم انه امر صعب و مهلك رغم مساعدة والدته لها ببعض الاحيان الا ان والدته لم تعد كالسابق حيث اصبحت تتواجد بالمنزل قليلاً فقد كانت تخرج يومياً للقاء صديقاتها او البقاء عند احدى اشقائها كما هو اصبح مشغولاً بادارة الوكالة و تنظيم العمل بباقى المحلات لكنه سيعدل هذا الامر لن يتركها بمفردها بكل هذا…
اسندت صدفة رأسها على كتف راجح و هى تتنهد بتعب لتشعر به ينحنى عليها ويطبع قبلة حنونة على جبينها..
ظلوا على حالتهم تلك حتى انتهى كلاً من حمزة و حور من تناول طعامهم و غرقوا بالنوم فى الحال..
نهض راجح هامساً لها بصوت منخفض حتى لا ييقظ الاطفال
=تعالى يلا ننيمهم فى الاوضة….
اومأت برأسها من ثم نهضت و هى تحمل حور النائمة بين ذراعيها و اتجهوا نحو غرفة النوم..
وضعوا الطفلين كل منهما بفراشه الخاص..
من ثم جلس راجح على الاريكة التى بغرفة النوم جاذباً صدفة لتجلس فوق ساقيه محتضناً اياها بقوة
=مالك بقى فاهمينى كنت بعيطى ليه…؟
تنهدت صدفة بتثاقل وهى تحاول التحكم فى الغصة التى تسد حلقها
=انا حاسة انى ست فاشلة يا راجح..
لتكمل و عينيها اصبحت ضبابيتين بالدmـ.ـو.ع
=مش عارفة اعمل حاجة لا عارفة اخد بالى منهم حتى مش عارفة أأكلهم صح لو رضعت حور ..حمزة يعـ.ـيط اجى اسكته تقوم حور معيطة هى كمان و ابقى مش عارفة اسكتها و لا اسكته…..
مرر يده على وجهها مبعداً شعرها المتناثر على عينيها الى خلف اذنيها بحنان بينما يستمع لها تاركاً اياها تخرج كل ما يضيقها..
همست بصوت منكـ.ـسر و قد انسابت الدmـ.ـو.ع بصمت على وجنتيها..
=حتى البيت مبقتش عارفة انضفه كويس حتى انت…..
لتكمل و قد تحولت دmـ.ـو.عها الى شهقات بكاء عالية ممزقة
=مبقتش عارفة اهتم بيك… او حتى اطبخلك أكلة عدلة…. انا مأصرة في حقكوا كلكوا انا عارفة……
قاطعها بصوت هادئ ممسكاً بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها بعنقه
=شــــــش اهدى. ياحبيبتى…
ليكمل وهو يربت بيده على ظهرها بحنان
=اولاً انتى مش مأصرة فى حاجة بالعكس بتعملى اللى عليكى و زيادة… تربية توأم لوحدك مش سهلة يا صدفة اللى بتربى طفل واحد بيطلع عينيها ما بالك توأم…..
ليكمل وهو يرفع وجهها عن عنقه يمسح بيده بلطف الدmـ.ـو.ع العالقة بوجنتيها
=انا اللى مأصر معاكوا… المفروض اخد بالى و اساعدك اكتر بس و الله كان غـ.ـصـ.ـب عنى الدنيا كانت مقلوبة فى الشغل بس الحمدلله كله بدأ يتظبط و انا من النهاردة هكون معاكى و هساعدك على قد ما اقدر…..
غمغمت صدفة بصوت متحشرج من اثر البكاء و هى تهز رأسها برفض
=لا يا راجح… اهتم انت بشغلك مالكش دعوة انا عارفة ظروفك و مقدراها…
غمغم بتصميم على الفور و هو يعقد ذراعيه من حولها
=الشغل بدأ يستقر متقلقيش… بعدين انا ناوى اشوف واحدة تيجى كل يوم تنضف شقة و تعمل الاكل…و تساعدك فى شغل البيت…
قاطعته شاهقة بحدة و اعتراض
=لا طبعاً…. مش هجيب حد ينضف شقتى و انا افضل قاعدة… بعدين مش هحملك مصاريف فوق طاقتك…
ضحك راجح بخفة و هو يهز رأسه على سذاجتها
=مصاريف ايه اللى فوق طاقتى يا صدفة…
ليكمل و هو يحيط وجهها بيديه يقبل مقدmة انفها
=يا حبيبتى احنا الحال الحمد لله اتغير الوكالة و المحالات بيدخلولى مبلغ محترم في الشهر… مرتب الست اللي هاتيجى تساعدك مش هيفرق معايا..
ليكمل سريعاً عنـ.ـد.ما فتحت فمها لكى تعترض
=انا عايز اريحك… كفاية عليكى الولاد و تعبك معاهم.. الست هاتيجى كل يوم ساعتين تنضف الشقة تعمل الغدا و تمشى.. و ياستى لما حور حمزة يكبروا شوية نبقى نشوف تكمل معانا و لا لأ….. اتفقنا..؟!
اطلقت تنهيدة طويلة قبل ان تومأ برأسها بالايجاب قائلة
=اتفقنا….
ابتسم قائلاً و هو يوزع قبلات متفرقة حنونة على جبينها و وجنتيها
=شاطرة يا مهلبية.. بحبك و انتى طيبة و غلبانة كده وبتسمعى كلامى على طول من غير ما تو.جـ.ـعيلى قلبى….
بادلته الابتسامة قائلة بتردد وهى تعقد ذراعيها حول عنقه
=طيب بما انى طيبة و غلبانة وانت بتحبنى يبقى اكيد هتسامحنى.. انى…. بوظتلك القميص الاسود الجديد..
نفض ذراعيها من حول عنقه بحدة هاتفاً بغـــضــــب
=نعم ياختى… بوظتى ايه..؟!! ده انا ملبستهوش الا لبسه واحدة
غرزت اسنانها قبل ان تهمس بحرج
=اصل انا حطيته في الغسالة و انا نايمة على نفسى وبدل ما احط مسحوق چل… حطيت كلور…
ظل راجح يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان ينهض على قدmيه حاملاً اياها بين ذراعيه و هو يغمغم
=عوضى عليك يا رب… اعمل ايه بس.. قدرى و نصيبى
عقدت ذراعيها حول عنقه مرة اخرى قائلة بحدة
=و ماله نصيبك بقي يا سي راجح..؟!
اجابها مبتسماً وهو يضعها فوق الفراش برفق
=نصيبى مهلبية بالقشطة…
انهى جملته طابعاً قبلة دافئة فوق عنقها مما جعلها تبتسم رفع رأسه يتطلع اليها بصمت قليلاً قبل ان يغمغم
=عندى ليكى مفاجأة…
غمغمت صدفة مبتسمة
=ايه..؟!
اجابها بهدوء و هو يمرر اصبعه فوق ملامحها يرسمها برقة
=قررت خلاص ان احاول اثبت ان ابويا هو مأمون الراوى وامى خديجة علام واغير اسمى في شهادة الميلاد…
صرخت صدفة بفرح لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يهمس بصوت منخفض
=وطى صوتك.. هتصحيهم تانى…
هزت رأسها بالموافقة ليبعد يده عن فمها ببطئ نهضت صدفة جالسة تلقى ذراعيها حول جسده تضمه اليها بقوة و هى تهمس له بفرح
=برافو عليك يا حبيبى ده فعلاً احسن قرار خدته…
لتكمل و وجهها مشرق بابتسامة واسعة و الفرحة تلتمع بعينيها
= يا رب تقدر… تعمل ده يا رب …
ضمها اليه بقوة فقد كان هو الاخر يدعى بداخله ان يوفقه الى فى اثبات نسبه لوالديه الحقيقين..
فقد امضى الشهور الماضية فى السفر الى قنا حيث مسقط رأس والديه للبحث عن ادلة يثبت بها نسبه كما قام بزيارة المقبرة حيث دفن والديه وقتها شعر بشعور غريب اجتاح جسده و لم يقدر على التحكم بدmـ.ـو.عه…
زفر بعمق بينما يطبع فوق عنقها قبله خفيفة قبل ان يدفعها بلطف فوق الفراش قائلاً
=يلا يا حبيبتى نامى.. ارتاحيلك شوية قبل ما يصحوا تانى..
غمغمت برفض بينما تحاول النهوض
=لا انا هقوم انضف الشقة… الشقة متبهدلة خالص..
دفعها مرة اخرى فوق الفراش مانعاً اياها من النهوض قائلاً
=لا نامى انتى… و انا هطلع انضفها…
هزت رأسها قائلة باصرار
=لا طبعاً… انت جاى من الشغل تعبان…
قاطعها بهدوء و هو يدفع برفق شعرها بعيداّ من فوق عينيها
=مش هتاخد منى نص ساعة.. هخلص و اجى انام انا كدة كدة اتعشيت فى الوكالة…
ليكمل سريعاً فور تذكره الطعام
=كلتى…؟!
اومأت له قائلة بينما تضع يدها فوق يده التى تحيط خدها
=اها ماما نعمـ.ـا.ت… اصرت ان انزل اتعشا معاها تحت قبل ما تخرج و تروح عند خالتو شوقية…
ابتسم راجح و هو يشعر بداخله بالسعادة لعلاقتها بوالدته التى اصبحت وا.طـ.ـيدة للغاية
قبلها على خدها قائلاً بهدوء
=طيب يلا يا حبيبتى نامى تصبحى على خير…
ادارت وجهها وطبعت قبلة عميقة براحة يده قبل ان تجيبه
=و انت من اهل الخير يا حبيبى…
ابتسم راجح لها قبل ان ينهض واقفاً و يتجه للخارج لكى يقوم بتنظيف المنزل و ينتهى منه سريعاً حتى يذهب للنوم هو الاخر حيث كان مرهقاً للغاية…
༺༺༺༻༻༻
بعد مرور عدة ايام..
كانت جميع العائلة مجتمعة بمنزل نعمـ.ـا.ت…
جلست صدفة بين كلاً من نعمـ.ـا.ت التى كانت تحمل حمزة و شوقية التى كانت تحمل حور…
غمغمت شوقية بفرح و هى تنظر الى حور التى بين يديها
=ما شاء الله يا صدفة حور نسخة منك.. هتطلع قمر زى امها …
وافقتها نعمـ.ـا.ت قائلة بفخر
=دى هتوقف الحارة كلها على رجل لما تكبر…العرسان هتقف كدة بالطوابير و ابوها هيحط رجل على رجل و يتشرط..
ضحك كلاً من شوقية و صدفة
لتكمل نعمـ.ـا.ت و هى تنظر بحنان الى حمزة الذى بين ذراعيها
=تصدقوا كل ما اشوف حمزة افتكر راجح و هو قده كان نسخة منه…
.
ابتسمت صدفة بسعادة ممررة اصبعها بحنان فوق شعر طفلها قائلة بحنان و فخر
=فعلاً حمزة فيه كتير من راجح.. يارب ميبقاش في الشكل بس وياخد شخصيته و طباعه كمان…
ضحكت شوقية قائلة بتهكم و هى تنكز نعمـ.ـا.ت فى ذراعها
=شوفى البت وسهوكتها… ده الحب ولـ.ـع فى الدرا يا نعمـ.ـا.ت…
ثم انحنت هامسة باذن صدفة عدة كلمـ.ـا.ت جعلت الدmاء تحتقن بوجهها من شـ.ـدة الخجل
مما جعل راجح الذى كان يتحدث الى مروان شقيقه يغمغم بتساؤل فور ان لاحظ ارتباك زوجته
=مالك و مال مراتى يا شوقية….
اجابته دافعه صدفة فى ذراعها بخفة
=ياخويا و انا جيت جنبها…. ده انا بسألها حاجة بسيطة لقيت وشها احمر….
لتكمل بتهكم وهى تلوى شفتيها
=انا عارفة ياختى… ستات دى ايه…بلا خيبة
هتف راجح بصوت مرتفع
=يا خالتى عيب مش كده…
قاطعته شوقية مطلقة زغروطة صغيرة و هى تهتف بصخب
=يا دى الليلة الفلالى يا ولاد… راجح اخيراً قالى يا خالتى…
لتكمل بمرح وهي تغمز له بعينها
=ايه اللي حصل..وعقلك كدة لتكون علشان خلفت وبقى عندك عيال و خايف يتردلك اللى بتعمله فيا….
لوح راجح بيده قائلاً بسـ ـخـــريــة
=مش لما تعقلى الاول انتى يا شوشو…
تفحصته من الاعلى لاسفل بنظرات ممتلئة بالغـــضــــب المصطنع
=يا خسارة تربيتى فيك…
لتكمل و هى تضم حور الى صدرها
=بس يلا هسامحك معلش علشان خاطر حور القمر…. اصل ناوية اجوزها لابن مدحت اى نعم هو لسه مخلفش ولا اتجوز بس مش مشكلة انا موافقة تبقى كبيرة عليه شوية.. المهم تبقى حلوة زي امها كده…
ثم التفت من خلف ظهر صدفة تهمس لنعمـ.ـا.ت بصوت منخفض
=مش مدحت خلاص لقى بـ.ـنت الحلال و ناوى يتقدmلها…
رسمت نعمـ.ـا.ت ابتسامة على وجهها رغم الحـ.ـز.ن الذى انفجر بداخلها
=مبروك يا حبيبتى.. ربنا يتممله على خير يارب…
امسكت شوقية بيدها تضغط عليها قائلة بمكر
=هو قاعد معاها دلوقتي بيحاول يعرف رأيها قبل ما يكلم اخوها…
ضيقت نعمـ.ـا.ت عينيها تنظر الى ابتسامتها الماكرة تلك لتهتف فور تذكرها ان مدحت يجلس مع هاجر بغرفة الاستقبال يناقش معها الكليات المناسبة لمجموعها
=اوعى اللى يكون في دmاغى…..
هزت شوقية رأسها مبتسمة
=ايوه ياختى هو اللى فى دmاغك…
ابتلعت نعمـ.ـا.ت الغصة التي تشكلت بحلقها هامسة باضطراب
=هو عارف موضوع تـ.ـو.فيق…؟!
اومأت شوقية برأسها قائلة بجدية
=ايوه عارف متقلقيش.. و قال ان هى صغيرة وطبيعى تغلط بس المهم تتعلم من غلطها..
تنهدت نعمـ.ـا.ت براحة بينما ابتسمت صدفة التى كانت تسمع حديثهم هذا مما جعل راجح يسألها ما الذى حدث لتهز رأسها مخبرة اياه انه لا يوجد شئ..
بعد قليل خرج كلاً من هاجر و مدحت من الغرفة يبتسم كل منهما للأخر..مما جعل شوقية و نعمـ.ـا.ت ينظران الى بعضهم البعض و ابتسامة فرحة تملئ وجههما..
التف مدحت الى راجح الذى كان لا يزال يتحدث الي مروان طالباً منهم التحدث على انفراد لينهضوا و يتجهوا الى غرفة الاستقبال…
بينما صدح رنين جرس الباب لتذهب هاجر لكى تفتحه..
لكن تشـ.ـدد جسد نعمـ.ـا.ت فور ان رأت مايا خطيبة مروان تدلف الى الغرفة و هي تحمل عدة حقائب بين يديها ملقية عليهم السلام من ثم جلست تضع قدmاً فوق الاخرى و تعبير من الغطرسة على وجهها..
انحنت نعمـ.ـا.ت علي صدفة هامسة باذنها بصوت منخفض
=قومى خدى العيال.. نيمهيهم جوا في الاوضة بتاعتى… البت دى عينها وحشة مبحبهاش…
نظرت صدفة بـ.ـارتباك اليها هامسة باعتراض
=بس يا ماما ميصحش….
همست نعمـ.ـا.ت بصوت حاد وهى ترمقها بغـــضــــب
=صدفة قومى اعملى اللي بقولك عليه…
نهضت صدفة على قدmيها لتضع نعمـ.ـا.ت حمزة بين يديها برفق و هى تذكر الله بينما التفت الى هاجر
=هاجر خدى حور من خالتك و ادخلى نيمها جوا في اوضتى مع مرات اخوكى..
اومأت هاجر من ثم تناولت حور من بين يدى شوقية و ذهبت مع صدفة بالداخل وضعوا الاطفال بالغرفة التفت صدفة قائلة لهاجر بفرح
=مبروك يا هاجر…
ابتسمت هاجر قائلة بخجل
=الله يبـ.ـارك فيكى…
لتكمل وعينيها تلتمع بالفرح ممسكة بيد صدفة
=عارفة يا صدفة انا مش مصدقة ان مدحت طلب ايدى…انا اصلاً كنت معجبة به قبل تـ.ـو.فيق بس قولت ان عمره ما هيبصلى علشان كان دايماً بيتعامل معايا انى اخته الصغيرة.. انا حكيتله على موضوع تـ.ـو.فيق وهو قالى ان كلنا بنغلط و ان المهم اعرف غلطى واتعلم منه…
صمتت للحظة قبل ان تتابع بنبرة ضعيفة و عينيها تلتمع بالدmـ.ـو.ع
=انا مش مصدقة ان كل ده بيحصل بجد.. كلكوا سامحتونى.. و ربنا رزقنى بمدحت… بعد كل اللى عملته فيكوا
احتضنتها صدفة قائلة بحنان و هى تربت على ظهرها
=ربنا بيغفر يا هاجر.. و احنا اخوات بس المهم زى ما مدحت قالك تكونى اتعلمتى من غلطك..
غمغمت هاجر سريعاً و بحماس
=و الله اتعلمت… و عمرى ما افكر أأذى اى حد فى حياتى تانى ابداً انا كنت عاملة زى المغيبة مش عارفة عملت كل ده ازاى….
ابعدتها صدفة بلطف مربتة على ذراعها
=انسى كل ده… و ركزى في مستقبلك ده المهم… و عايزة اقولك ان راجح اكيد هيقول لمدحت يكلم باباكى لانه ولى امرك مهما كان.. بس متخفيش راجح هيقف معاكى حتى لو رفض
احتضنتها هاجر قائلة بصوت ضعيف
=ربنا يخاليكوا ليا يا صدفة..
انا بجد بعتبرك اختى…
ابتسمت صدفة قائلة بلطف
= ما انتى اختى الصغيرة فعلاً… و انا معاكى لو احتاجتى اي حاجة…
لتكمل سريعاً وهي تبتعد عنها
=يلا نطلع.. احنا سيبنا مايا كتير وشكلها وحش…
اومأت هاجر مبتسمة بينما تتجه معها الى الخارج..
فور ان دلفت صدفة الى الغرفة حيث لازالت النساء تجلس رأت مايا تعرض بعض الملابس على شوقية و نعمـ.ـا.ت جلست بجانب هاجر على الاريكة قائلة بعدm فهم
=ايه ده يا مايا…؟!
اجابتها بمايا بهدوء بينما تستدير نحوها
=دى هدوم للبيع.. اصل بدأت اشتغل اون لاين في حاجات برندات…
لتكمل قائلة بسـ ـخـــريــة و استعلاء
=اها معلش مخدتش بالى انكوا مش هتفهموا يعنى ايه برندات…. برندات دى تبقى….
قاطعتها صدفة وهاجر في ذات الوقت بحدة
=يعنى ماركات…
لتكمل صدفة بحدة و قد اشتعل الغـــضــــب بداخلها من كلمـ.ـا.تها تلك فقد كانت بالفعل تعلم معنى الكلمة فبعد ان اصبحت تستطيع القراءة و الكتابة جلست مع هاجر لكى تعلمها كيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعى مثل الانستجرام حيث تابعت العديد من الفنانات و المشاهير و كانت تحب ان تشاهد ملابسهم. الفخمة و الغالية
=ماركات معروفة و مشهور يا مايا.. ايه الصعب فى كده علشان منفهموش
ضغطت مايا فمها بقسوة و غـــضــــب لكنها تنفست بعمق محاولة التحكم في غـــضــــبها رسمت ابتسامة علي شفتيها بينما تضع امام هاجر عدة فساتين
=اختارى حاجة من دول يا هاجر ماما هتشتريلك واحد…
ابتسمت هاجر بفرح لتتناول الفساتين و تذهب لكى تقوم بتجربتها بينما التفت نعمـ.ـا.ت الي مايا قائلة
=شوفى واحد كمان لصدفة….
اعترضت صدفة قائلة برفض
=لا لا مش عايزة يا ماما… بعدين راجح مش هيوافق على ان البس كده.. انا لبسى كله عبايات…
امسكت نعمـ.ـا.ت بيدها ضاغطة عليها برفق
=مالكيش دعوة براجح…
لتكمل ملتفة نحو مايا التى كانت تشتعل بالغـــضــــب و الغيرة بسبب معاملة حمـ.ـا.تها الطيبة لصدفة
=شوفيلها فستان يا مايا…
غمغمت مايا بعصبية و غـــضــــب
=فستان ايه يا ماما اللى صدفة تلبسه مش هيليق عليها ولا هينفع لجـ.ـسمها….
اطلقت شوقية صوت ساخر مقاطعة اياها
=نعم ياختى.. جـ.ـسم صدفة ايه اللي ميلقش عليها ده انا بشوف بنات بتلبس فساتين الخروج دى فى نفس جـ.ـسم صدفة بيبقوا ماشيين يقولوا يا ارض اتهدى ما عليكى فى حلاوتى…
لتكمل بخبث و هى تربت بحدة على ذراعها
=هدى انتى بس نفسيتك و شوفيلها حاجة من اللى معاكى…..
اشتعل وجه مايا بالغـــضــــب بينما وضعت نعمـ.ـا.ت يدها فوق فمها تكتم ضحكتها وهي تهمس لها
=يخيبك يا بت شوقية… لسانك ده ايه
ظلت مايا تتطلع بحقد و غل الى صدفة قبل ان تنحنى و تلتقط حقيبة كانت بجانب ساقها
=خدى جربي الفستان ده…
هزت صدفة رأسها قائلة برفض و ارتباك ملتفة نحو نعمـ.ـا.ت
=يا ماما بالله عليكى ما تعمليلى مشاكل مع راجح انتى عارفة غيرته….
ضحكت شوقية قائلة بمرح و هى تهز حاجبيها
=ما من حقه يغير مش المهلبية بتاعته…برضو…
اختطفت صدفة الفستان وهى تهمهم بحرج
=يالهوى عليكى يا خالتى بجد…
لتكمل مندفعة خارج الغرفة حتى تهرب من تعليقات شوقية التى تعلم بانها ستنتهى باحراجها بينما كانت عينين مايا تتابعنها و عينيها تلتمع بمكر…
دلفت صدفة الى الحمام لكى تقوم بتجربة الفستان لكنها ما ان وضعت رأسها بداخله و همت بادخال ذراعيها به..
سمعت صوت تمزق القماش مما جعلها تنزعه سريعاً و قد شحب وجهها بشـ.ـدة وهى تتفحص باعين قلقة الفستان لتلطم خدها عنـ.ـد.ما رأت القطع الطويل الذى اصاب الفستان جلست على مقعد المرحاض تدفن وجهها بين يديها لا تعلم كيف ستخرج و تخبرهم انها تسبب بتمزيق الفستان فهذا امر محرج للغاية….
ظلت على حالتها تلك عدة دقائق قبل ان تستجمع شجاعتها و تخرج و تتجه الى الغرفة التى بها الجميع فور ان رأتها نعمـ.ـا.ت ابتسمت قائلة
=ها عجبك…؟!
همست صدفة بصوت مختنق وكامل وجهها مشتعل بحمرة الحرج
=الـ… الفستان و انا بقيسه اتقطع….
انتفضت مايا واقفة تهتف بغـــضــــب مصطنع حيث كانت تعلم من البداية ان الفستان به قطع صغير و ما ان تحاول صدفة ان ترتديه سوف يتسع هذا القطع
فقد كانت تنوى ان ترجع هذا الفستان الى المورد الخاص بها حيث اكتشفته انه به عيب لكنها فور ان سمعت حمـ.ـا.تها ترغب بشراء واحد لصدفة ارادت ان تلقنها درساً
=نعم… قطعتيه ازاى….
هتفت نعمـ.ـا.ت بغـــضــــب بينما تنهض هي الاخر و تقف بجانب صدفة
=في ايه بتزعقى كده ليه فداها….
صرخت مايا بغـــضــــب و انفعال
=يعنى ايه فداها ده الفستان تمنه ألف جنية…
هتفت شوقية بحدة وغـــضــــب
=الف جنية ليه يا ختى انتي هتشتغلينا….
اجابتها مايا بغـــضــــب
=اها الف جنية….ده براند
قاطعتها صدفة قائلة و هى تفكر كيف ستدبر لها هذا المباغ
=خلاص… هدفعلك تمنه… انا بوظت حاجة و انا هدفع تمنها…
هتفت مايا بعصبية و حدة
=تدفعى ايه… انتى هتشتغلينى…
دلف راجح الى الغرفة بينما يتبعه كلاً من مروان و مدحت قائلاً بحدة
=فى ايه… ايه الزعيق ده….
ليكمل بقلق فور ان رأى وجه صدفة المنكوب ليتجه نحوها على الفور يحيط وجهها بيديه
=فى ايه يا حبيبتى…مالك؟!!
اجابته مايا بحدة
=فى ان الهانم مراتك…دخلت تقيس فستان قطعته…فستان تمنه الف جنية..
لتكمل و هى تهز ساقيها بغـــضــــب بينما تعقد يديها اسفل صدرها بينما ترمق صدفة من الاسفل لاعلى بغل
=مش عارفة واحدة زيها لا لها فى لبس الفساتين ولا بتفهم فيهم تلبسه ليه اصلاً….
قاطعها راجح مزمجراً بشراسة
=بت انتى لمى لسانك و اتكلمى بأدب…..
ليكمل بحدة و هو يخرج من جيبه حافظة نقوده اخذ منها مبلغ من المال قام بعده ثم دفعه نحوها
=فلوسك اهها… صوتك ده مسمعوش… و تانى مرة لما تتكلمى مع مراتى تتكلمى بأدب و الا قسماً بالله لأوريكى وش عمرك ما شوفتيه….
هتفت مايا بحدة و هى تزجره بغـــضــــب
=هتعمل ايه هتضـ.ـر.بنى يعنى و لا ايه.. عمتاً مستبعدهاش بصراحة ان واحد همجى زيك يعملها…
اهتز جسد صدفة بغـــضــــب فور سماعها كلمـ.ـا.تها تلك حيث لم تحتمل سماع اهانة زوجها صرخت بغـــضــــب و هى تندفع نحوها
= لا يا حبيبتى مش هو اللي هيضر.بك انا اللي هضر.بك و هديكى بالجزمة كمان….
انهت جملتها تلك مندفعة نحوها بغـــضــــب تحاول القبض على شعرها..
لكن تدخل راجح على الفور جاذباً صدفة بعيداً مما جعلها تنتفض مقاومة اياه وهي تصرخ
=اوعى يا راجح.. سيبنى…
همس باذنها بينما يحكم قبضته من حولها
=اهدى… اهدى… متركبيش نفسك الغلط…
هتفت بحدة وعينيها التى تنطلق منها شرار الغـــضــــب العاصفة
=مش شايف قلة ادبها… دى بتشتمك… عليا النعمة لأكلها الشبشب…
حاول راجح التحكم فى الابتسامة التى ترتجف على شفتيه.. و هو يفكر انها ظلت صامتة على كل ما قالته مايا لكن فور ان اقتربت منه تحولت الي وحش كاسر… قبل اعلى رأسها بحنان هامساً لها
=طيب اهدى يا حبيبتى….
ثم التف الى تلك الواقفة و التى يمسك بذراعها مروان الذى كان واقفاً بصمت لم ينطق بكلمة واحداً
=مش خدتى فلوسك… اتكلى على الله يلا….
غمغمت نعمـ.ـا.ت وهى تهز رأسها بأسف
=اخص عليكى.. اخص
لململت مايا اشيائها سريعاً قبل ان تلتف الي نعمـ.ـا.ت قائلة بازدراء
=اخص عليا انا…. ليه… انتوا اللى عالم همج ايديكوا سابقة لسانكوا….
شهقت نعمـ.ـا.ت بصدmة لكنها اسرعت بالامساك بشوقية التى كانت ترغب بالهجوم عليها بينما رمقتهم مايا بسـ ـخـــريــة قبل ان تلتف و تتجه نحو الباب لكن اوقفها صوت مروان الحاد مما جعلها تلتف اليه تنظر اليه باستفهام.. لكنها شهقت بصدmة عنـ.ـد.ما رأته ينزع خاتم خطبته من اصبعه و يلقيه نحوها قائلاً بازدراء
=انتى عيلة قليلة الاد.ب و انا استحملت كتير تصرفاتك اللى زى الز.فت لكن عند اهلى و اخويا و خط احمر….
فتحت مايا فمها واغلقته عدة مرات حيث اخرستها الصدmة لكنها انتفضت فازعة في مكانها عنـ.ـد.ما صرخ بقسوة
=اطلعى برا… برا….
التفت مغادرة علي الفور بينما اتجهت نعمـ.ـا.ت اليه تحتضنه بين ذراعيها..
ربت راجح على كتفه مواسياً اياه لكنه اخبرهم انه غير حزين فقد كان يرغب بفسخ خطبته منها منذ فترة لكنه لم يكن يملك الجرئة لفعلها سوى الان…
༺༺༺༺༻༻༻༻
في اليوم التالى..
كانت صدفة جالسة على الفراش بغرفة النوم تلعب بهاتفها عنـ.ـد.ما دلف راجح الى الغرفة و هو يحمل العديد من الحقائب.. مما جعلها تنهض واقفة مستقبلة اياه ترتمى بحـ.ـضـ.ـنه عاقدة ذراعيها حول عنقه مما جعله يضع الحقائب من يده على الارض قبل ان يعقد ذراعيه حولها يضمها اليه دافناً وجهه بحنايا عنقها يستنشق رائحتها بعمق طابعاً قبلة حنونة على جانب عنقها قبل ان يرفع رأسه مرة اخري و يفصل عناقهم هذا انحنى ملتقطاً الحقائب مرة اخرى بين يديه دافعاً صدفة امامه برفق نحو الفراش
=تعالى يا مهلبية شوفى جيبتلك ايه…
فرغوراجح محتويات الحقائب على الفراش لتتسع عينين صدفة بالصدmة عنـ.ـد.ما رأت الفساتين العديدة التى ملئت الفراش فقد كان هناك عدد كبير منها بمختلف اشكالها و الوانها
=ايه ده كله يا راجح انت اشتريت المحل كله و جيت….
لتكمل و هى تهز رأسها برفض
= لا يا راجح مش علشان اللي حصل امبـ.ـارح تكلف نفسك كل ده… حـ.ـر.ام تدفع المبلغ ده كله…
احاط خصرها جاذباً جسدها ليلتصق به قبل ان ينحنى يطبع بشفتيه قبلة على خدها الممتلئ هامساً باذنها بصوت اجش
=اولاً الفساتين دى انا مش شاريها علشان اللى حصل امبـ.ـارح… انا فى نيتى اجيبلك الفساتين دى من يوم عيد ميلاد فارس ابن شهد لما قولتى نفسى البس زى البنات.. بس كنت مستنى ربنا يفرجها عليا..
ليكمل و هو يشـ.ـدد من ذراعيه حولها جاذباً اياها نحوه حتي اصبحت ملاصقة به
=ثانياً بقى يا مهلبية عايزك تفهمي ان حياتنا اتغيرت يعنى انا بقى معايا و لله الحمد فلوس نقدر نصرف منها براحتنا الوكالة بقت بتاعتى و المحلات كمان و بيدخلولى دخل محترم…
رفع يده ممرراً اياها بشعرها الحريري المنساب فوق ظهرها قبل ان يغمغم بصوت اجش
=فسيبنى اعوضك عن ايام الشقا… و ادلعك…براحتى
مررت يدها فوق ازرار قميصه قائلة بدلال اطاح عقله
= طيب ما انا كمان عايز ادلعك…
ابتسم قائلاً وهو يرفع يدها التى فوق صدره الى فمه يقبلها بحنان
=بطلى يا مهلبية… متاكليش بعقلى علشان فى حاجات لسه فى مفاجأة عايزة اوريهالك…
ليكمل وهو يبتعد عنها ملتقطاً احدى الحقائب مخرجاً منها صندق بلون الاحمر القانى قام بفتحه من ثم عاد اليها مرة اخرى رافعاً اياه امام وجهها لتشهق بصدmة فور رؤيتها للذهب الذى يملئه
=ايه ده كله يا راجح…
اجابها و هو يرفع يدها و يبدأ بوضع احدى الخواتم باصبعها ثم وضع اخر بيدها الاخرى اخر
=دى شبكتك… يا قلب و روح راجح انا اتجوزتك بدبلة ومحبس…و كان لازم اعوضك…
انهى جملته واضعاً بمعصمها عدة أساور من الذهب
ثم وضع حول عنقها سلسال رائع الجمال به اربعة من القلوب بكل قلب محفور اسم من اسماء عائلتهم
انفجرت صدفة باكية مرتمية بين ذراعيه تحتضنه بقوة هامسة له بكم تحبه بينما اطبق علي شفتيها يقبلها بشغف..
تشـ.ـددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة .. ليغرقان بعدها ببحر شغفهم و اشتياقهم…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة ايام…
غمغمت اشجان بالهاتف
=يا صدفة افهمى الموضوع اللى انا عايزاكى فيه ده… حياة او مـ.ـو.ت يخص امك و متولى….لازم اقعد معاكى ضرورى..
لتكمل سريعاً و هى تتصنع البكاء عنـ.ـد.ما سمعت صدفة ترفض مقابلتها
=و الله يا بـ.ـنتى انا اتغيرت خالص.. من بعد اللى حصل لاشرف ابنى…شوفى وقت اجيلك فيه بيتك بس ونبى راجح جوزك ميبقاش موجود بدل ما يطين عشتى انتى عارفاه…
تنهدت صدفة قائلة باستسلام
=ماشي تعالى بكرة… الساعة 3 العصر راجح بيبقى فى الوكالة
همهمت اشجان موافقة قبل ان تغلق الهاتف و تستدير نحو تـ.ـو.فيق الجالس بجانبها
=ايه رأيك…؟!
اجابها بهدوء و هو يتناول الهاتف منها حتي يتأكد انها اغلقت الخط
=عال اوى… كده ضمنا ان راجح مش هيكون هناك… وانا عرفت بطريقتى ان حمـ.ـا.تها و البت هاجر مسافرين عند خالتها زى كل اسبوع …
ليكمل و هو يجذب نفساً عميقاً من السيجارة التى بيده
=فهمتى بقى هتعملى ايه….
اومأت برأسها و هى تتلاعب بخصلات شعرها
=ايوه اول ما اطلع هحطلها المنوم فى العصير اللى هى هتجيبه… واول ما يغمى عليها هرن عليك هتطلع انت…
ليكمل تـ.ـو.فيق عنها قائلاً و ابتسامة ماكرة على شفتيه
=هطلع انا… اقــلـــعها هدومها.. واصورها ملط وهى في حـ.ـضـ.ـنى.. بعدها نمشى و صورها تتبعت لكل راجـ.ـل فى الحارة… وقتها راجح مش هيعرف يورى وشه حتى لمخلوق واحد و فى الاخر لهيقــ,تــلها… ليقــ,تــل نفسه…
༺༺༺༺༻༻༻༻
فى اليوم التالى….
جلست صدفة تنظر بحدة الى اشجان قائلة بحدة…
=هااا… خير كنت عايزانى فى ايه…؟!
غمغمت اشجان بـ.ـارتباك
=طيب مش تجيبلى حاجة اشربها الاول… ده انا ريقى ناشف…
ظلت صدفة تنظر اليها بكراهية عدة لحظات قبل ان تتنهد وتنهض حتى تجلب شئ تتناوله لكن اوقفتها اشجان قائلة
=ابقى هاتى حاجة لنفسك برضو تشربيها الجو حر…علشان انتى بترضعى السوايل حلوة ليكى..
اخذت تتطلع اليها صدفة عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها ..
ذهبت و عادت تحمل كوبين من عصير المانجا وضعتهم بالطاولة التى امامها ثم جلست مرة اخرى بمكانها لكن ما ان جلست سمعت صوت بكاء احدى طفليها لتنهض مسرعة متجهه نحو غرفة النوم بعد ان همهمت مستأذنة من اشجان..
التى ابتسمت بفرح حيث كانت الظروف بأكملها تساعدها..
اخرجت من حقيبتها المنوم و وضعته باحدى الكوبين بعض النقط.. قبل ان تخرج عصا صغيرة من حقيبتها حيث اخذت تقلب العصير حتى تدmج المنوم به…
بعد عدة دقائق عادت صدفة مرة اخرى اخذت اشجان تحدثها عن ميراثها من والدتها و ان متولى قد اقنع والدتها بان تكتب نصف الشقة غمغمت صدفة بحدة
=ما كل ده انا عارفاه ايه الجديد…مش فاهمة
تنحنحت اشجان وهى لا تدرى ما تجيبها لكن رن هاتفها مما جعلها تتخذها حجة حتى تتهرب من اجابتها..
نهضت واقفة عند الشرفة تتحدث بهمس بالهاتف الى تـ.ـو.فيق الذى كان يتصل باستمرار حيث تأخرت عليه
=لا لسه شوية اها.. اها
كانت تتحدث وهى تولى صدفة ظهرها لكنها كانت تدير رأسها بين الحين و الاخر تراقبها…
لكنها فور ان رأتها تمسك بالكوب و ترتشف منه غمغمت برضا
=لا تمام اوى كده… خلاص خمس دقايق و هتصل بيكى يا حبيبتى اها….
اغلقت معه ثم عادت جالسة مرة اخرى بمكانها و عينيها تلتمع بالرضا وهى تشاهد صدفة ترتشف من العصير بينما عينيها تغلق ببطئ ليسقط فجأة الكوب من بين يديها و يرتمى رأسها الى الخلف و هى غائبة عن الوعى…
ظلت اشجان تحدث صدفة عن ميراثها من والدتها و ان متولى قد اقنع والدتها بان تكتب نصف الشقة غمغمت صدفة بحدة
=ما كل ده انا عارفاه ايه الجديد…مش فاهمة
تنحنحت اشجان وهى لا تدرى ما تجيبها لكن رن هاتفها مما جعلها تتخذها حجة حتى تتهرب من اجابتها..
نهضت واقفة عند الشرفة تتحدث بهمس بالهاتف الى تـ.ـو.فيق الذى كان يتصل باستمرار حيث تأخرت عليه
=لا لسه شوية اها.. اها
كانت تتحدث وهى تولى صدفة ظهرها لكنها كانت تدير رأسها بين الحين و الاخر تراقبها…
لكنها فور ان رأتها تمسك بالكوب و ترتشف منه غمغمت برضا
=لا تمام اوى كده… خلاص خمس دقايق و هتصل بيكى يا حبيبتى اها مع السلامة….
اغلقت مع تـ.ـو.فيق ثم عادت جالسة مرة اخرى بمكانها و عينيها تلتمع بالرضا وهى تشاهد صدفة ترتشف من العصير بينما عينيها تغلق ببطئ ليسقط فجأة الكوب من بين يديها و يرتمى رأسها الى الخلف و هى غائبة عن الوعى…
اقتربت منها اشجان ببطئ حتي تتأكد من انها غائبة عن الوعى بالفعل..
ضـ.ـر.بتها برفق فوق خدها و هي تهمس باسمها لكن لم تصدر صدفة اى استجابة لتسرع اشجان على الفور باخراج هاتفها و الاتصال بتـ.ـو.فيق و اخبـ.ـاره بان يأتى مسرعاً من حيث كان ينتظر بالأسفل…
و بالفعل لم تمر دقيقتين الا و فتحت اشجان الباب لتـ.ـو.فيق الذى دلف الى الداخل بانفس لاهثة..
جذبته للداخل قائلة بلهفة
=اقــلـــع هدومك يلا بسرعة و انا هقــلـــعها علشان تلحق تصورها انا عايزاك تتصور معاها صزر تخلى راجح الراوى يدفنها وهى حية فاهم…
لتكمل سريعاً و هما يتجهون نحو صدفة
=يلا.. يلا تعالى ساعدنى… مش هعرف اقــلـــعها لوحدى…
غمغم تـ.ـو.فيق و هو يتأمل صدفة الملقية على المقعد غائبة عن الوعي باعين تلتمع بالشغف و الشهوة
=اوبا… ايه ده.. ده الحلو.. زاد حلاوة…
ضـ.ـر.بته اشجان في ذراعه قائلة بحدة
=اخلص يا خويا مش وقت ريالتك.. وساعدني يلا اقــلـــعها خالينا نخلص…..
تنهد تـ.ـو.فيق باستسلام قبل ان ينحني علي صدفة يهم برفعها من ذراعيها قائلاً بصوت ممتلئ بالشهوة
=اخيراً…اخيراً هلمسك يا جميل …؟!
و لكن ما ان هم بلمسها شعر بيدين تجذبانه بقسوة من الخلف بعيداً عنها لتجف الدmاء بعروقه من شـ.ـدة الخــــوف فور ان وصل الى سمعه صوت راجح الغاضب الذى كان يعصف من خلفه
=ابعد ايدك يا زبـ.ـالة يا واطى
ليكمل بشراسة و هو يديره نحوه مسدداً له لكمه قوية اصابت وجهه و كادت ان تطيح برأسه من مكانه
=عليا النعمة لأقــ,تــلك يا ابن الكـ….
༺فـــــــــــــلاش بـــــــــــــاك༻
غمغمت صدفة بحدة بالهاتف
=لا ونبى و انتي عايزة تشوفينى ليه ان شاء الله
لتكمل بحدة و غـــضــــب
=لا طبعاً مش هقابلك…انا لا عايزة اشوفك و لا اشوف خلقتك العكره
لكنها ابتلعت باقى جملتها مطلقة تأوه منخفض عنـ.ـد.ما نكزها بذراعها راجح الذى كان يقف بجانبها يستمع الى المحادثة التى بينها و بين اشجان رفعت رأسها نحوه تزجره بغـــضــــب و هى تمتم محركة شفتيها بدون صوت حتى لا يصل الى اشجان
=ايه.. عايز ايه…؟!!
انحنى راجح عليها مبعداً بيده شعرها الى الخلف بعيداً عن اذنها قبل ان يهمس بداخلها بينما يده الاخرى تقبض على يدها الممسكة بالهاتف مبعداً اياها حتى لا تصل كلمـ.ـا.ته الى اشجان التى على الجهه الاخرى من الهاتف
=قوليلها موافقة تقابليها بكرة الساعة 3 العصر
هزت صدفة رأسها برفض و غـــضــــب لكنه سدد لها نظرة صارمة حادة جعلتها ترتبك زافىة بسخط قبل ان ترفع الهاتف و تنفذ ما قاله على الفور..
و ما ان انهت المكالمة مع اشجان القت بالهاتف على الطاولة مستديرة اليه هاتفة بحدة
=انت ليه عايزني ادخل الست القرشانة دي بيتي..
وضع يديه فوق كتفييها مقرباً اياها منه قائلاً برفق محاولاً تهدئتها
=خالينا نجيب اخرها يا صدفة… اكيد متفقة مع عابد علي حاجة…
تأففت صدفة مغمغمة بعصبية
=يا راجح ايه لازمتها و.جـ.ـع القلب بس.. ما احنا بعيد و مرتاحين…
ربت علي كتفيها محاولاً تهدئتها حيث كان وجهها يظهر عليه القلق و الخــــوف
=مينفعش اتجاهلهم يا صدفة… هما كدة ناويين على مصـ يـ بـةلنا.. الاحسن يبقوا تحت عيني و ابقي واخد احتياطاتي.. بدل ما يغفلونى و يأذوكى و لا يأذوا حمزة و حور…
شحب وجهها بخــــوف فور سماعها كلمـ.ـا.ته تلك مما جعله يضمها الي يحتضنها بقوة هامساً بالقرب من اذنها
=متخفيش يا حبيبتى.. محدش هيقدر يلمس شعرة منك او من ولادنا طول ما انا على وش الدنيا.
قبضت يديها على ظهر قميصه تتشبث به بقوة و هى مغلقة عينيها داعية الله ان يحفظه لها و يحفظ اولادهم من شر هؤلاء الملعونين…
باليوم التالي…
كان راجح يقف مختبئاً باحدى زوايا ردهة شقته يراقب باهتمام اشجان الجالسة تتحدث الي صدفة بكلمـ.ـا.ت عشوائية غير مرتبة بينما كان التـ.ـو.تر مرتسم على وجهها بوضوح كما لاحظ ايضاً قبضة يدها التي كانت متشـ.ـددة بقوة حول حقيبتها كما لو كانت تخفى بها شيئاً ما..
صدح فى الارجاء صوت بكاء احدى طفليهما مما جعل صدفة تنهض لكي تذهب و تهدئه تاركة اشجان بمفردها…
ظل راجح مكانه عدة لحظات يراقب باهتمام اشجان..
لتشتعل عينيه بالغـــضــــب فور ان رأها تفتح حقيبتها و تخرج عبوة صغيرة اسرعت بافراغ محتوياتها باحدى اكواب العصير الموضوعة على الطاولة امامها مما جعله يزمجر من بين انفاسه بقسوة
=كنت عارف يا بـ.ـنت الكـلـ… انك ناويه على حاجة
انسحب مسرعاً نحو غرفة النوم حيث توجد صدفة التي كانت جالسة علي طرف الفراش تضم حمزة الي حـ.ـضـ.ـنها بحنان تطعمه جلس علي عقبيه امامها محيطاً وجهها بكفيه ينظر اليها بصمت بينما الخــــوف عليها يعصف بداخله فعند رؤيته ما فعلته اشجان بالعصير ادرك ان عقلهم الاجرامى اخطر مما كانوا يتوقع بكثير..
هزت صدفة رأسها قائلة بقلق عنـ.ـد.ما ينظر ظل صامتاً
=في ايه يا راجح…مالك؟!
خرج من شروده هذا قائلاً بصوت يملئه التـ.ـو.تر
=صدفة…العصير اللى برا اياكي تشربى منه….اشجان حاطت حاجة حاجة…
عقدت صدفة حاجبيها مغمغمة بـ.ـارتباك
=حاطت فيه ايه مش فاهمة…؟!!
انتفض واقفاً على قدmيه قائلاً بعصبية
=و انا ايه عرفنى يا صدفة… المهم متشربيش منه…
ليكمل وهو ينحنى يلتقط منها حمزة الذى اصبح غارقاً بالنوم واضعا بفراشه بجانب شقيقته حور النائمة هى الاخرى.
=يلا… اطلعيلها…
ليكمل و هو يضمها اليه بحنان عنـ.ـد.ما لاحظ الخــــوف المرتسم على وجهها
=متخفيش انا معاكى…
اومأت برأسها لكنها وقفت عدة لحظات تلتقط نفساً طويلاً مرتجفاً قبل ان تتجه نحو الخارج ليتبعه راجح و يختبئ فى مكانه السابق حتي يراقب ما تفعله اشجان..
شاهد صدفة تبدل اكواب العصير بينما اشجان منشغلة بالتحدث فى الهاتف اخذت ترتشف منه ثم تصنعت الاغماء..
تشـ.ـدد جسده بعصبية عنـ.ـد.ما سمع اشجان تتحدث مع رجل و تخبره ان يصعد الى الاعلى ظل عدة دقائق ينتظر قبل ان يطرق احدهما على الباب و تفتح له اشجان..
كان يتوقع ان يرى عابد لكن اهتز جسده بعنف كما لو صاعقة قد ضـ.ـر.بته فور رؤيته لتـ.ـو.فيق يدلف الى داخل الشقة بدلاً من عابد ظل عدة لحظات مكانه حتى استوعب اخيراً ما يحدث..
نـــــهــــايــة الــــــفـــلاش بــــــاك
ترنح تـ.ـو.فيق الى الخلف سريعاً بعد تلقيه لكمة قوية من راجح لكنه استعاد توازنه مرة اخرى سريعاً مندفعاً نحو راجح يسدد له ضـ.ـر.بة قوية اصابت جانب وجهه و ما ان هم بتسديد ضـ.ـر.بة اخرى له قبض راجح علي ذراعه يلويه خلف ظهره بقسوة ضارباً اياه برأسه عدة ضـ.ـر.بات متتالية اصابت وجهه مما جعل كلاً من انفه و فمه ينزفان بغزارة..
ظل يسدد له الضـ.ـر.بات حتى سمع اخيراً صوت تكـ.ـسر عظام انفه و تكـ.ـسرت بعضاً من اسنانه و سقطت من فمه..
القاه ارضاً ثم قبع فوقه يسدد له لكمـ.ـا.ت عديدة غير ابهاً لصراخاته المتألــمة فقد كان راجح كاعصار من الغـــضــــب الساحق الذى يهدد بأخذﻤ روحه..
بينما بالجهة الاخرى من الغرفة قبضت اشجان على شعر صدفة تجذبه بعنف و غل..
مما جعل صدفة تقوم بضـ.ـر.بها بقدmها فى بطنها لتتراجع اشجان الى الخلف ممسكة ببطنها و على وجهها يرتسم الالم لكنها سرعان ما استقامت واقفة مرة اخرى و الغل و الغـــضــــب يرتسمان على وجهها ركضت نحو حقيبتها التى فتحتها واخرجت منها سكين صغير صرخت بشراسة بينما عينيها تلتمع بغل و قسوة بينما تلوح بالسكين التى بيدها
=قسماً بالله لأحسره عليكى يا بـ.ـنت الكلـ.ب…..
تراجعت صدفة الى الخلف بخــــوف عنـ.ـد.ما رأتها تتقدm نحوها و التصميم و الجنون مرتسمان بعينيها
صرخت هاتفة باسم راجح الذى كان لا يزال قابعاً فوق تـ.ـو.فيق يسدده له الضـ.ـر.بات طالبة منه المساعدة لكنه لم يسمعها حيث كان منشغلاً بما يفعله..
حاولت الركض و الهرب من تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة التى تلاحقها لكنها تعثرت و سقطت على الارض بقسوة هجمت اعليها اشجان على الفور تحاول طـــعـــنها بالسكين لكن اخذت صدفة تحاول انقاذ نفسها محاولة الامساك بيدها للنى تقبض على السكين و دفعها بعيداً صرخت باسم راجح باغلى صوت لديها بصوت يملئه الفزع و الخــــوف…
كان راجح لا يزال يسدد الضـ.ـر.بات المتفرقة و القاسية بانحاء جسد تـ.ـو.فيق الذى كان يقاوم بصعوبة هجمـ.ـا.ته تلك عنـ.ـد.ما سمع صوت صدفة تصرخ باسمه ادار رأسه نحوها لتتجمد قبضته التى كان يضـ.ـر.ب بها تـ.ـو.فيق و قد اهتز جسده بعنف عنـ.ـد.ما رأى اشجان تمسك بسكين و تحاول طـــعـــن زوجته التى كانت ملقية على الارض عاجزة تماماً تحاول الهروب منها و وجهها شاحب كشحوب الاموات يرتسم عليه الارتعاب و الخــــوف..
انتفض مبتعداً عن تـ.ـو.فيق على الفور راكضاً نحو زوجته حتي ينقذها من بين يدى تلك المريـ.ـضة لكنه شعر بالدmاء تجف بعروقه فور ان رأي السكين يصيب ذراعه صدفة و يتسبب بجـ.ـر.ح كبير به و الدmاء تندفع منه بغزارة لم يشعر بنفسه الا وهو يهجم علي اشجان يقبض علي شعرها يجذبها منه بقسوة صافعاً اياها عدة صفعات متتالية و قد جن جنونه القاها ارضاً و اخذ يضـ.ـر.بها بقدmه بانحاء جسدها و هو ينعتها بافظع الشتائم فقد تسبب رؤيته لدmاء زوجته الى فقد عقله حولته لم يتركها الا بعد اصبح وجهها وكامل جسدها ممتلئ بالكدmـ.ـا.ت و الدmاء..
ثم اسرع منحنياً فوق زوجته التى كان ذراعها ينزف بغزارة مغمغماً بلهفة وخــــوف و هو يمزق ذراع عبائتها حتى يفحص جـ.ـر.حها
= صدفة…. حاسة بايه يا حبيبتى..؟
ليكمل ويده تطبق فوق الجـ.ـر.ح النازف الذى بذراعها بينما يمرر عينيه بلهفة فوق باقى جسدها بحثاً عن جـ.ـر.ح اخر قد اصابها
=حصلك حاجة… اتجـ.ـر.حتى في اي حتة تانية..؟!
هزت صدفة رأسها هامسة بصوت مرتجف
=لا…..
لتكمل وهى تنفجر باكية دافنة وجهها بعنقه
=بس دراعى بيوجـ.ـعنى اوي…..
ضمها اليه يربت بحنان فوق جانب وجهها بيده التى كانت ترتجف بشـ.ـدة و عقله ينسج سيناريوهات مرعـ.ـبة حول اصابتها مما جعله ينتفض واقفاً حاملاً اياها بين ذراعيه حتي يذهب بها الي المشفى عندها لاحظ اختفاء تـ.ـو.فيق الذى استغل انشغاله بزوجته و فر هارباً…
بينما كانت اشجان لازالت مستلقية على الارض و هى غائبة عن الوعى..
حمل صدفة و اتجه بها نحو غرفة النوم انزلها برفق حتى ترتدى حجابها بينما اتجه هو نحو طفليه يحملهما بين ذراعيه حتى يصطحبهم معهم فلا يمكنه تركهم هنا بمفردهم مع اشجان غادروا المنزل على الفور لكن اغلق راجح باب المنزل بالمفتاح من الخارج حتى لا تستطيع اشجان الهرب لحين عودته مرة اخرى..
༺༺༺༺༻༻༻༻
عاد كلاً من راجح و صدفة الى المنزل بعد ان قام الطبيب بتضميد جـ.ـر.حها حيث اكد انه ليس خطيراً من ثم قاموا بالمرور على خالته شوقية حتى يتركوا الاطفال مع والدته التى كانت تزور شقيقتها..
وعادوا مرة اخرى الى المنزل و فور دخولهم الى المنزل وجدوا اشجان جالسة بوجهها النازف المتورم على الارض تنظر امامها باعين فارغة لكن ما ان رأتهم انتفضت ناهضة مندفعة نحوهم محاولة الهجوم عليهم لكن اسرع راجح بالقبض على شعرها يجذبه بقسوة مما ارجع رأسها الى الخلف قبض بيده الاخرى على فكها يعتصره بقوة وهو يزمجر بشراسة
=اظبطى نفسك يا روح امك.. بدل ما اقسم بالله اولـ.ـع فيكى …
انهى جملته مشـ.ـدداً من يده حول فكها مما جعلها تصرخ متألــمة منفجرة في البكاء..
ربتت صدفة الواقفة بجانبه على ذراعه برفق مغمغمة بصوت يملئه الخــــوف والقلق من غـــضــــبه المشتعل هذا الذر قد يجعله يرتكب شيئاً احمقاً
=اهدى.. اهدى علشان خاطرى…
التف اليها قائلاً بحدة و صرامة
=مالكيش فيه يا صدفة و ادخلى يلا اوضتك …
ليكمل بنبرة اقل حدة عنـ.ـد.ما لاحظ القلق المرتسم على وجهها
=متخفيش مش هعمل فيها حاجة… انا بس هخلى اللى باع مـ.ـر.اته و عياله علشان واحدة متسواش يعرف حقيقتها…
صرخت اشجان بهستيرية وهى تمسك بمعصمه تحاول ابعاد يده عن شعرها و تحريرها
=اوعى سيبنى… مش هروح معاك في حته….
تشـ.ـددت قبضته الممسكة بشعرها جاذباً اياها بقسوة اكبر و هو يغمغم بسـ ـخـــريــة
=ايه خايفة يعرف.. وساختك مع تـ.ـو.فيق….مش عارف ازاى لحد. دلوقتى مش عارف نوعك الوسـ.خ
ليكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و هو يلوى رأسها اكثر الي الخلف مما جعلها تأن متألــمة
=الا قوليلى يا اشجان… جوزك يعرف عن بيت الدعارة اللي انتي فتحاه ده.. مرة عابد و دلوقتي تـ.ـو.فيق.. و يا عالم مين كمان….
هتفت اشجان بشراسة و هي لازالت تحاول التحرر منه
=و انت مالك…كنت جوزى ولا كنت جوزى علشان تحاسبنى….
ابتلعت باقي جملتها بخــــوف عنـ.ـد.ما صدح رنين جرس الباب…
شاهدت بـ.ـارتباك و خــــوف صدفة و هى تذهب لكي تفتحه…
لكنها تراجعت بخــــوف الى الخلف عنـ.ـد.ما رأت عابد يدلف الي المكان هاتفاً بحدة
=عايز ايه يا ابن مأمون بتتصل بيا ليه فـ…
لكنه ابتلع باقى جملته و قد تجمدت قدmيه مكانه و اتسعت عينيه بالدهشة فور ان رأى اشجان التى كان راجح لا يزال يقبض على شعرها و وجهها المتورم النازف صاح بصوت جهورى غاضب
=ايه ده…؟؟ انت عملت فيها ايه بالظبط…؟!!!
قام راجح بدفع اشجان بحدة نحوه لترتطم بقسوة بصدره مما جعله يسرع بالامساك بها قبل ان تسقط ارضاً
=جايبك تلم زبالتك…..
ليكمل ببرود و هو يتقدm نحوه عدة خطوات حتى اصبح يقف امامه
=الزبا.لة اللى انت ماشى معاها في الحـ.ـر.ام مطلعتش بتقرطس جوزها معاك بس لا… طلعت بتقرطسك انت شخصياً و ماشية مع تـ.ـو.فيق الحلوانى….
تصلب وجه عابد فور سماعه كلمـ.ـا.ته تلك اخفض رأسه ينظر بعينين تلتمع بالقسوة الى اشجان التى شحب وجهها على الفور من شـ.ـدة الخــــوف…
لكنها اسرعت بالتشبث بصدر عبائته لاجئة الى احدى حيءها حتى تنقذ نفسها هامسة ببكاء مصطنع
=متصدقهوش يا عابد… ده هجم عليا في الشقة و جابنى هنا غـ.ـصـ.ـب و فضل يضـ.ـر.ب فيا….
لتكمل من بين شهقات بكائها المصطنعة بينما تدفن وجهها في صدره محاولة كسب تعاطفه
=اكيد عرف اللى بنا من امه… و حب يوقع ما بنا….ده عدmنى العافـ.ـية يا عابد مفيش فى جـ.ـسمى حتعدة ساليمة..
انهت جملتها دافنة وجهها اكثر بصدره و صوت بكائها يرتفع بشـ.ـدة
ربت عابد على ظهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع رأسه ينظر الى راجح يزجره بنظرات ممتلئة بالكراهية و الغـــضــــب
=فكرك… انى هصدق كلمة منك يا ابن مأمون ليه شايفنى مختوم على قفايا علشان اصدقك…. انا عارف انك بتكرهنى و نفسك توقعنى…
ليكمل بقسوة و قد اسود وجهه من شـ.ـدة الغـــضــــب
=و تلاقيك عرفت ان تـ.ـو.فيق استغلنى في موضوع هاجر… فحبيت تعمل الفيلم ده… فكرك انك كده هتدmرنى يا ابن مأمون ده بعينك…
وقف راجح ينظر اليه عدة لحظات دون ان يبدى اى ردة فعل قبل ان تلتوى شفتيه في ابتسامة ساخراً قائلاً ببرود
=تصدق بالله..و الله انا مش مستغرب كلامك… مكنتش متوقع منك غير كدة…اصلاً
ليكمل بسـ ـخـــريــة لاذعة و هو يرمق عابد بنفور
=بس انا بلغتك وعرفتك اللى فيها و عملت اللى عليا قدام ربنا….
انهى جملته متجهاً الى الامام عنـ.ـد.ما لاحظ صدفة الواقفة خلف اشجان و عابد و الخــــوف مرتسم على وجهها جذبها من خلفهم نحوه محيطاً كتفيها بذراعه يضمها اليه بحماية هامساً باذنها بحنان
=متخفيش يا مهلبية… انا معاكى
ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيها محاولة ان تظهر له انها بخير من ثم احاطت خصره بذراعها تضمه اليها بادلها راجح الابتسامة قبل ان يستدير الى عابد الذى كان يراقبهم بقسوة و غـــضــــب قائلاً ببرود و الابتسامة التى علي شفتيه تتسع اكثر
= يلا خد الزبـ.ـا.لة اللي عمالة تنوح على صدرك زى الكلـ.ـب الجربان و غوروا يلا من هنا مش عايز انجس بيتى بوجودكوا اكتر من كدة…..
اندفع عابد نحوه متقدmاً خطوة الى الامام مزمجراً بصوت عاصف
=انت بتغلط في مين يالا انت….
نحى راجح صدفة خلف ظهره بحماية قبل ان يتقدm نحوه هو الخر حتى اصبح يقف امامه مباشرة قائلاً ببرود ضاغطاً على حروف كلمـ.ـا.ته بقسوة و هو يتطلع اليه باعين ممتلئة بالتحدى و الاستفزاز
=اقصدك انت و الزبـ.ـا.لة اللى معاك…..هاا..هتعمل ايه ؟ اخرك هاته..
وقف عابد يتطلع عدة لحظات بصمت مبتلعاً غصة الخــــوف التى تسد حلقه فقد كان يعلم بانه لا يمكنه ان يتحداه او يتصدى له فقد كان يقدر على سحقه بكل سهولة فهو لم يعد والده الذى كان يجب عليه احترامه و تحمل كلمـ.ـا.ت السامة كالسابق..
ظل يتنفس بعمق محاولاً تهدئت الغـــضــــب المشتعل بصدره لينجح بكظمه بالنهاية من ثم استدار بصمت قابضاً على ذراع اشجان ساحباً اياها معه الى خارج المنزل مغلقاً الباب خلفه بقوة…
بينما وقف راجح بجسد متشـ.ـدد يتابع خروجه هذا باعين تلتمع بنيران الغـــضــــب المحترقة بداخله..
لكن تبدد غـــضــــبه هذا عنـ.ـد.ما شعر بصدفة تأتى من خلفه و تحتضنه من الخلف ملتصقة بظهره عاقدة ذراعيها حول خصره تضمه اليها مقبلة ظهره عدة قبلات متتالية محاولة مواساته ظناً منها انه قد تأثر بتكذيب عابد له و تصديق اشجان
=علشان خاطرى متزعلش نفسك… هو مش جديد عليك….
امسك بيديها التى تعقدها فوق بطنه و جذبها امامه حتي اصبحت تقف بمواجهته احتواها بين ذراعيه يضمها الي صدره مقبلاً اعلى رأسها
=ولا يفرق معايا يا صدفة… انا عملت اللي عليا علشان ربنا بس… هو بقي مش مصدق براحته… خليه يشرب
هزت رأسها بالموافقة قائلة بحنان بينما تدفن وجهها اكثر بصدره
=صح يا حبيبى…انت عملت اللي عليك…
لتكمل و هى ترفع رأسها اليه
=مش هنروح نجيب حور و حمزة من عند خالتو شوقية…؟!
احاط وجهها المرتفع بيديه مقبلاً اعلى انفها بحنان
=هيباتوا النهاردة مع ماما و شوقية هما هياخدوا بالهم منهم… انا عايزك النهاردة ترتاحي خالص..
همت صدفة ان تعترض فهي لم تفارق اطفالها منذ ولادتهم لكنها اغلقته مرة اخري عنـ.ـد.ما شعرت بالانهاك و التعب يجتاحها فهى تحتاج بالفعل الى الراحة بعد ما تعرضت اليه من ضغوطات هذا اليوم..
انحنى راجح حاملاً اياها بين ذراعيه متجهاً بها الى غرفة النوم ساعدها في التخلص من ملابسها الممتلئ بالدmاء..ثم قام بتحميمها لكى تتخلص من الدmاء الملتصقة بجسدها ثم ساعدها فى ارتداء ملابس النوم النظيفة…
ثم استلقى معها بالفراش يضمها اليه بحنان يوزع قبلات متفرقة فوق وجهها و هو يحمد الله على سلامتها ظل محتضناً اياها عاقداً ذراعيه من حولها دافناً وجهه بعنقها يمتص أنفاس عميقة من رائحتها تمر الدقائق و يقترب الفجر ، لكنه لا يمكنه تركها فهذة المرأة هي الحياة بالنسبة اليه
فهو يعلم جيداً انه لن يكون قادرًا على التنفس بدونها في حياته..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور اسبوعين….
تراجع عابد الى الخلف في مقعد مكتبه متحدثاً بالهاتف بحنق
=ما خلاص يا اشجان هي قصة… ايه مبتزهقيش…
غمعمت اشجان بحدة و غـــضــــب
=لا مبزهقش… و مش هسكت و لا هيهدالى بال الا لما تجبيلى حقى من اللي اسمه راجح و مـ.ـر.اته…
تأفف عابد بغـــضــــب ويده الممسكة بالهاتف تتشـ.ـدد بغـــضــــب
=حاضر يا اشجان هجيبلك حقك… بحضرله حاجة مغتبره كلها 3 ايام اظبط امورى و هنفذ…
قاطعته سريعاً بحدة
=اهى كلها وعود ياوسى عابد و مبشوفش منك حاجة زي ما و عدتنى كدة تكتبلى المحلات من يجى 6شهور…و لحد دلوقتي مشوفتش منك حاجة.
فرك عابد وجهه بعصبية قبل ان يهمهم بتململ
=حاضر يا اشجان اسبوع اظبط امورى و هعملك اللى عايزاه… ها حاجة تانية…؟!
اجابته اشجان بهدوء و قد اصبح صوتها أكثر ليناً
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى….
لتكمل سريعاً
=اها صحيح كنت هنسى… انت مينفعش تجيلى النهاردة… اصل البت توحة بـ.ـنت اختى هاتيجى تبات معايا النهاردة…
قطب عابد حاجبيه عدة لحظات قبل ان يغمغم بغـــضــــب
=هى بـ.ـنت اختك دى كل شوية هتنطلنا ولا ايه… ايه الحكاية بالظبط
ليكمل زافراً بحنق
=عمتاً كدة… كدة مكنتش جاى عندى بضاعة هستلمها و هسهر في المحل… بس خلى بـ.ـنت اختك تخف رجلها شوية يا اشجان مش كدة…
غمغمت اشجان بصوت مرتبك و هى تحاول امتصاص غـــضــــبه
=حاضر ياخويا.. عينيا هبقى اتحجج لأمها بأى حاجة و اخلع منها المهم انت متضيقش نفسك…
همهم عابد بالموافقة ثم اغلق معها حتى يعود الي عمله..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بمنتصف الليل…
كان عابد جالساً بسيارته اسفل منزل اشجان عينيه مسلطة بشرود على شرفة غرفة النوم التي كانت مستنيرة و كلمـ.ـا.ت راجح حول علاقتها بتـ.ـو.فيق تدور بعقله…
فرغم ثقته بها الا انه لا يمكنه انكار ان كلمـ.ـا.ته تلك قد ادخلت الشك بقلبه فقد كانت بكل اسبوع تخبره بألا يأتى الى المنزل متحججة بأبنة شقيقتها تلك لذا قد جاء اليوم حتى يقــ,تــل شكه هذا نهائياً فهو سيصعد و عنـ.ـد.ما يرى ابنة شقيقتها بنفسه سوف يقضى تماماً على هذا الشك الذى بقلبه..
انتفض خارجاً من سيارته وصعد الى الاعلى فتح باب المنزل برفق حتى لا يصدر صوتاً..
دلف الى داخل الشقة ليجد الردهة و غرفة الاستقبال فارغة..
اتجه بخطوات صامتة نحو غرفة النوم الذى كان بابها غير مغلق بالكامل كان يهم بدفعه و الدخول لكنه تصلب مكانه و قد جفت الدmاء بعروقه فور ان وصل اليه صوت تـ.ـو.فيق يأتى من الداخل
=الا يعنى يا شوشو مش خايفة ليه زى كل مرة ان عابد يطب علينا…
اجابته اشجان بصوت ساخر
=اصل المحروس هيبات في المحل جايله بضاعة… ده غير انى فهمته ان بـ.ـنت اختى هتبات معايا…
اطلق تـ.ـو.فيق ضحكة قاسية قائلاً يسـ ـخـــريــة لاذعة
=و البقف صدق… اما راجـ.ـل هزق بصحيح…
ليكمل سريعاً
=مش ناويه تخلصينا من النطع ده بقى و من ليلته دي و تخليه يكتبلك المحلات انتى تلطشى اتنين و انا اتنين و اهو نقب بقى على وش الدنيا….
تسارعت انفاس عابد و احتدت بشـ.ـدة و هو يستمع الى حديثهم هذا و قد انفجر الغـــضــــب بداخله كالحمم الحارقة بصدره..
تنهدت اشجان مجيبة اياه بهدوء و هى تجذب نفساً عميقاً من السيجارة التى بيدها
=قالى الاسبوع الجاى هيكتبهملى..
لتكمل متنهدة بحنق
=نفسى اغمض عين و افتحها الاقينى خلصت من الراجـ.ـل ده بقى… يا ساتر ده تقيل تقل على قلبى انا مبطقهوش ده لولا القرشين اللى معاه انا مكنتش تفيت حتى في وشه….
قاطعتها ضحكة تـ.ـو.فيق الصاخبة
=اخص عليكى يا شوشو ده البقف دايب فى هواكى… ده طلق مـ.ـر.اته علشانك و عنده استعداد يمـ.ـو.ت نفسه لاجل عيونك يا جميل…
ليكمل فجأة بجدية
=طيب و مش خايفة انه يشك فيكى بعد كلام راجح معاه عننا….
اطلقت اشجان ضحكة ساخرة رنانة
=يشك فيا انا…؟!! مين عابد..!!!
لتكمل وهى تلوى شفتيه بتهكم قائلة بثقة
=عابد ده زى الجزمة اللى فى رجلى..ضمناه كويس اوى….
وقف عابد يستمع الى هذا بجسد متشـ.ـدد بالغـــضــــب و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره بينما عينيه الثائرة بالغـــضــــب تدور بالانحاء بحثاً عن شئ ما لكنه وضع يده داخل جيب عبائته فور تذكره المسدس الخاص الذى اخرجه و هو يقتحم الغرفة دافعاً بابها بقوة جعلته يرتطم بشـ.ـدة بالجدار محدثاً ضجة مرتفعة..
انتفض كلاً من اشجان و تـ.ـو.فيق في مكانهم و قد شحب وجههما من شـ.ـدة الخــــوف فور رؤيتهم له و للمسدس الذى يحمله..
شهقت اشجان واضعة يدها فوق فمها بينما عينيها متسعة بذعر و خــــوف بينما تجذب بيدها الاخري الغطاء فوق جسدها العارى هامسة بصوت مرتجف متقطع ممتلئ بالذعر
=عـ.. عـــابد… انت فاهم غلط استنى انا هفهمك… انا…..
لم يتح لها عابد الفرصة حتى تكمل جملتها حيث ضغط على زناد المسدس الذى بيده لتنطلق منه رصاصة اخترقت على الفور رأسها لتسقط على الفور مـ.ـيـ.ـتة..
فور ان شاهد تـ.ـو.فيق هذا انتفض واقفاً متجهاً نحو الشرفة محاولاً الهرب و كامل جسده ينتفض بخــــوف لكن لحق به عابد و اطلق عليه عدة طلقات اصابت ظهره و مفترق جسده ليقع على الارض هو الاخر جثة هامدة..
اخفض عابد مسدسه ملقياً اياه على الارض بينما كان كامل جسده يرتجف و صدره يعلو و ينخفض بسرعة و صعوبة..
انهار جالساً على الارض وعينيه مسلطة برعـ.ـب فوق جسد كلاً من تـ.ـو.فيق و اشجان الغارقان بدmائهم و هو لا يصدق ما فعله..
ظل على حالته تلك عدة دقائق قبل ان ينتفض واقفاً على قدmيه التى كانت ترتجف بشـ.ـدة و قد توصل الي حل يمكنه ان يخرجه من مأزقه هذا…
ركض مسرعاً نحو المطبخ بحثاً عن عبوة كانت ممتلئة بسائل الجاز الذى كان يستخدmه لملئ جهاز اشعال الفحم الخاص بـ.ـارجيلته
التقط العبوة الكبيرة و اتجه نحو غرفة النوم حيث يوجد جثة كلاً من اشجان و تـ.ـو.فيق تقدm بخطوات بطيئة و انفس لاهثة ثقيلة حيث كان يشعر بألــم ساحق بالجانب الايسر من صدره لكنه حاول تجاهله حتى يتمم مهمته و يتخلص من مصيبته تلك اخذ العبوة الممتلئة بالسائل القابل للاشتعال و قام بسكبه بجميع انحاء الغرفة وقف عدة لحظات يحاول التقاط انفاسه التي كانت ثقيلة و مشبعة برائحة السائل النفازة قبل ان يخرج قداحة النار من جيبه.. قام بفتحها لكن يده التى كانت تمسك بها كانت ترتجف بشـ.ـدة بينما كامل جسده كان يصب عرقاً بـ.ـارداً بينما الالم الذى بصدره اخذ يشتد عليه اخذ يفركه بيده محاولاً تخفيف الألــم الذى اصبح لا يطاق و هو يشعر بالدوار يجتاحه لكنه حاول التماسك ملقياً القداحة من يده فوق الارضية الغارفة بالسائل مما تسبب باشتعال النيران بانحاء الغرفة على الفور..
استدار عابد محاولاً الخروج من الغرفة المشتعلة سريعاً لكنه شعر بالغؤفة تدور به وغائمة سوداء تكاد تبتلعه ليسقط ارضاً…
افاق قليلاً بعد عدة لحظات ليجد الغرفة اصبحت النيران تملئ ارجائها بينما اصبح الالم الذى بصدره لا يطاق..
ظل بمكانه عدة لحظات يحاول التغلب على الدوار الذى اصابه ممسكاً بصدره موضع قلبه الذى كان يـ.ـؤ.لمه كالجحيم…
حاول النهوض عدة مرات لكن قدmيه لم تستجيب له مما جعله يشعر بالرعـ.ـب و الخــــوف وهو يشاهد النيران بدأت تملئ المكان من حوله حيث كانت تلتهم كل شئ فى طريقها…
ضغط على اسنانه بقوة و قد بدأت دmـ.ـو.ع الخــــوف تنسدل من عينيه و قد تحول شحوب وجهه الى لون رمادى اخذ يحاول اكثر من مرة لكنه فشل بكل مرة فساقه اليسرى و ذراعه الايسر يعجز عن تحريكهما بينما الالم الذى بصدره كان يشتد عليه…
حاول الزحف بصعوبة نحو الباب لكنه تجمد مكانه و قد دب الرعـ.ـب اوصاله عنـ.ـد.ما رأي النيران تغطى الباب بأكمله..
شعرت بانفاسه تنسحب من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله و قد تحولت دmـ.ـو.عه الى صراخات عالية ممزقة و هو يدرك اخيراً انه لا يمكنه النجاة..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ثلاثة اشهر…
عاد راجح الى المنزل و هو منهك بعد يوم عمل شاق فبعد وفاة عابد فى هذا الحريق تولى شقيقه مروان ادارة محلات والده و قد اخذ راجح على عاتقه مساعدته و تعليمه كل ما يتعلق بالمهنة و بالفعل بدأ شقيق بادارة المحلات تحت اشراف راجح…
اغلق باب المنزل خلفه دالفاً الى داخل الشقة و هو يهتف باسم زوجته و اطفاله عنـ.ـد.ما لم يجدهم بانتظاره امام الباب مثل كل يوم حيث كانت صدفة دائماً تنتظره امام الباب وهى تحمل حور و حمزة و فور ان يدلف الى المنزل تركض تحتضنه مرحبة به بحرارة وشغف لكن الليلة ولأول مرة لا تكون بانتظاره..
اتجه نحو غرفة النوم وهو يهتف بقلق عنـ.ـد.ما لم تجيب
=صدفة…. انتى فين…
لكن تجمدت باقي جملته فوق شفتيه فور ان وقعت عينيه على صدفة الواقفة بمنتصف غرفة النوم الخاصة بهم ترتدى فستان زفاف رائع جعل منها اشبه بملاك..
انحبست انفاسه شاعراً بقلبه يتضخم داخل صدره فور رؤيتها تقف امامه بكل هذا الجمال فقد خسرت الوزن الذى اكتسبته فى حمل اطفالهم ليعود جسدها لشكل الساعة الرملية التى تخـ.ـطـ.ـف انفاسه..
لكنها دائماً و فى كل وقت تخـ.ـطـ.ـف انفاسه بجمالها فبجسد ممتلئ او لا فهى دائماً بالنسبة اليه اجمل و اروع امرأة وقعت عينيه عليها فى حياته…
ابتسمت له و عينيها تلتمع بحبها له فدائماً يرى حبه مرسوم داخل عينيها الرائعتين تلك.
ابتلع الغصة التي تشكلت بحلقه شاعراً بقلبه يقفز داخل صدره و دقاته تتسارع بشـ.ـدة حتي ظن ان قلبه سوف يغادر صدره من قوة دقاته.. اخذ يتفحصها باعين متلهفه متشرباً تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها فقد جعلها الفستان بيباضه اللامع كأحدي الاميرات الخيالية مبرزاً جمالها الخلاب الذي يخـ.ـطـ.ـف دائماً انفاسه و بياض بشرتها الحريرية
مرر عينيه فوق شعرها الاسود الحريرى الذي كان منسدلاً على كتفيها محيطاً وجهها الخلاب ذو الوجنتين الممتلئتين بشكل يعشقه..تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التى ضـ.ـر.بت جسده…
لم يستطع الوقوف مكانه اكثر من ذلك فهو بحاجة الى لمسها و الشعور بها بين ذراعيه
اقترب منها ضامماً اياها الى صدره محاوطاً جسدها بين ذراعيه بتملك حارق قبل ان يخفض رأسه و يتناول شفتيها فى قبلة حارقة نهمة شـ.ـدد من احتضانه لها و هو يعمق قبلته تلك اكثر ظل يقبلها بشوق و لهفة حتى شعر بها تحتاج الى الهواء فصل قبلتهم تلك مسنداً جبينه فوق جبينها و هو يلهث بقوة متنفساً انفاسها الحارة..
بسط يده فوق ظهرها جاذباً اياها نحو جسده و هو يهمس بصوت خشن اجش من شـ.ـدة العاطفة محاولاً فهم ما يحدث
=ايه اللى انتى عملاه يا مهلبية هتمـ.ـو.تيـ.نى ….؟!
عقدت ذراعيها حول عنقه هامسة بخجل بينما اصابعها تمر برفق فوق جانب عنقه تتحسسه بلطف
=حبيت اعوضك عن يوم فرحنا…و اللى عملته فيك…..
لتكمل و هى تضحك فور تذكرها ما حدث له عنـ.ـد.ما دخل الى محل التجميل و رأها بفستان زفافها الفضفاض المهترئ و وجهها الذى كان مليئ بالالوان البشعة فقد كادت ان تصيبه بأزمة قلبية
=فاكر لما اتخضيت اول ما شوفتنى و كنت هتقع من طولك فى المحل..
ضحك راجح فور تذكره ما خدث له بسبب مظهرها هذا
=كنت هقطع الخلفة بسببك…
ليكمل وهو يمرر يده فوق جسدها بشغف
=بس مين يقول ان ورا امنا الغولة اللى شوفتها في الكوافير موجود مهلبية بالقشطة و العسل…
ضـ.ـر.بته صدفة بصدره و هى تضحك قائلة بسخط مصطنع
=امنا الغولة في عينك…
ابتسم راجح بمرح رافعاً يدها تلك مقبلاً راحتها بشغف ثم اتخذ خطوة للخلف متفحصاً اياها مرة اخرى بهذا الفستان ممرراً عينيه المشتعلة بالرغبة فوق جسدها قبل ان يغمغم بصوت اجش مثير ملئ بالاعجاب
=بطل الابطال عليا النعمة.. و صاروخ ارض جو كمان…
ليكمل و هو ينحني عليها مقبلاً عنقها موزعاً قبلات لحوحه عليه
=هتجنيننى يا مهلبية….
لكنه رفع رأسه بحدة عن عنقها قائلاً بقلق
=صحيح حور و حمزة فين…؟!
ابتسمت صدفة قائلة بنبرة ذات معنى بينما تعقد ذراعيها من حوله و تضمه اليها مرة اخرى
=عند ماما… هيباتوا عندها النهاردة….
رفع حاجبه قائلاً و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه
=ده انتى مظبطة الليلة بقى….
هزت كتفيها قائلة بدلال اطاح عقله
=يعنى الحق عليا يا رجوحتي انى عايزة اعوضك عن ليلة فرحنا…
ثم دفنت رأسها في صدره مدخله يدها في الفراغ بين سترته و قميصه تضمه اليها بقوه اكبر و هى تبتسم بخبث بينما اصابع يدها تتلاعب بشغف بازرار قميصه الابيض مما جعله يوصل الى حافة سيطرته بسبب حركاتها الشيطانية تلك
حملها بين ذراعيه فجأة و دون سابق انذار مما جعلها تصرخ بذعر بينما تتشبث بذراعيها حول عنقه.. اتجه بها نحو الفراش مخفضاً اياها برفق على الارض ادارها ليواجه ظهرها صدره من ثم بدأ بفتح سحاب فستانها ببطئ هامساً باذنها
=دى كانت اول حاجة كان نفسى اعملها يوم فرحنا..بدل الفستان اللى اتقطع من ضـ.ـر.بنا في بعض يومها…
ابتسمت صدفة و هي تتذكر احداث تلك الليلة عنـ.ـد.ما رغب راجح ببث الفزع بداخلها و قام يتمزيق فستانها و قيامها بالقفز فوقه وضـ.ـر.به يومها لمنعها من الاتصال بزوج والدتها لكنها انفجرت ضاحكة فور تذكرها ما حدث مع والدته
ادارها راجح نحوه قائلاً و هو يرفع احدى حاجبيه
=بتضحكى على ايه يا مهلبية؟!
اجابته مبتسمة و عينيها تلتمع بالمرح
=فاكر لما امك طلعت يومها وقعدت تزعق كانت فاكرك نايم فى اوضة الاطفال…و لا وشها اللى اتخـ.ـطـ.ـف اول ما شافت الفستان بتاعى متقطع و انت متعور…
اومأ برأسه مبتسماً لتكمل وهي تضع يدها فوق فمها قائلة بتردد و حرج
=على فاكرة انا السبب فى انها تطلع فضلت انط من السرير على الارض فى اوضة الاطفال علشان كنت عارفة ان امك و عابد نايمين تحت…..
انهت جملتها ضاحكة بشقاوة فور رأت التعبير المنصدm الذى ارتسم على وجهه الذى زمجر بينما يقبض على يدها
=اها يا بـ.ـنت الـ…..
ليكمل و هو يجذبها نحوه بقوة ليصطدm جسدها بصدره الصلب
=كده تفضحينى… و انا اقول الست بتهجم علينا الفجر….
ضـ.ـر.ب جانب رأسها باصبعه برفق وهو يردف باستمتاع
= اتارى الشيطان اللى هنا السبب و مخطط لكل حاجة….
هزت كتفيها قائلة ببرائة وهى لازالت تبتسم بشقاوة
=اعمل ايه يعنى كنت باخد حقى منك….
ظل راجح واقفاً بصمت عدة لحظات يتأمل ابتسامتها تلك باعين تلتمع بالشغف و العشق فقد كان لا يصدق حتى الان ان هذة المرأة رائعة الجمال من الخارج و الداخل هى زوجته..حبيبته.. والدة اطفاله.. عشقه الأول و الأخير بهذة الحياة …
اخفض رأسه متناولاً شفتيها في قبلة حنونة قصيرة قبل ان يساعدها برفق فى الخروج من فستانها ثم جذبها بين ذراعيه مخفضاً رأسه نحوها متناولاً شفتيها في قبلة حارة يبث بها حبه و شغفه لها تجاوبت معه بكامل عشقها له مما جعله يعمق قبلته اكثر و هو يرفعها بين ذراعيه و يتجه بها نحو الفراش يضعها برفق فوقه من ثم غرقا سوياً بموجة من العشق و الشغف الحار الخاص بهم….
بعد مرور خمس سنوات..
ركض كلاً من حور و حمزة نحو والدهم الذى كان جالساً باسترخاء على الاريكة يشاهد التلفاز
جلست حور بجانبه بينما جلس حمزة بالجانب الاخر له ممسكاً بذراع والده قائلاً بصوت منخفض يملئه الرهبة
=بابا عايز اقولك على حاجة سر…
التف اليه راجح علي الفور و قد انتبه الى طفله مرر يده فوق شعره قائلاً بحنان
=ايه يا حبيبى في ايه…؟!
همس حمزة بصوت منخفض و عينيه مسلطة على الباب بقلق من ان تسمع والدته كلمـ.ـا.ته
=ماما… عاملة دايت…
عقد راجح حاجبيه قائلاً بحدة
=ايه دايت…؟!!
انتفضت حور واقفة علي الاريكة بجانب والدها واضعة يدها الصغيرة فوق ذقنه تدير وجهه نحوها حتي تجذب انتباهه اليها انحنت هامسة باذنه بطريقة درامية
=سمعناها بتكلم عمتو هاجر الصبح و قالتلها انها عاملة دايت من وراك بقالها كام يوم..علشان عايزة تخس و متتخنش بسبب النونو..
نهض حمزة هو الاخر متخذ ذات وضعية شقيقته هامساً باذنه الاخرى بصوت يملئه القلق
=على فكرة يا بابا… ماما اصلاً تعبانة و نايمة قولنالها جعانين.. قالتلنا استنوا لما افوق علشان هبطانة دلوقتى….
ضغط راجح على اسنانه بغـــضــــب و هو يلعنها فى سره على فعلتها الحمقاء تلك فكيف لأمرأة حامل بتوأم تصنع هذا بنفسها فبدلاً من ان تهتم بصحتها و تتناول الكثير من الاطعمة المفيدة لها و لطفليهما اللذان باحشائها تقوم بحرم نفسها من الطعام حتى تفقد الوزن اللعين الذى لا يرى انه موجود من الاساس…
انتفض واقفاً بغـــضــــب عنـ.ـد.ما امسكت حور بيده قائلة بتوسل
=متقولش لماما ان احنا قولنالك علشان متزعلش مننا…
ليكمل حمزة و هو يمسك بيده الاخرى قائلاً بجدية رغم طفولته
=و متخلهاش تزعل و نبى يا بابا..ماما متقصدش
هدئ غـــضــــبه فور رؤيته للقلق و الخــــوف المرتسمان علي وجه طفليه ليقوم برفع حمزة الذى كان نسخة مصغرة منه حتى شخصيته و طباعه الصعبة قد اخذها منه..
طبع قبلة حنونة على جبين طفله قائلاً بحنان
=متخفش يا حبيبى…مش هزعلها
=لا و الله يا سى بابا….
اخفض راجح عينيه نحو طفلته التى كانت واقفة تضع يديها بخصرها تنظر اليه بغـــضــــب وغـ.ـيظ و الغيرة مشتعلة بعينيها انفجر ضاحكاً على حالتها تلك التى ذكرته بوالدتها فهى الاخرى كانت نسخة مصغرة من صدفة بجمال وجهها و خدييها الممتلئين بشكل محبب..
انحني على الفور حاملاً اياها على ذراعه الاخر طابعاً قبلات عشوائية على وجهها ثم توجه نحو حمزة يقبله هو الاخر موزعاً قبلاته بينهما ممرمغاً وجهه ببطنهم مدغدغاً اياهم مما جعلهم ينفجران فى الضحك و هم يصـ.ـر.خون بصخب…
طبع قبلة اخيرة على خد كل منهما قبل ان يغمغم بحنان
=عايزين تاكلوا ايه بقى علشان اطلب ليكوا مع ماما….؟؟
هتفوا الاثنين بفرح في ذات الوقت و هما يحاولوا التقاط انفاسهم اللاهثة بسبب كثرة ضحكهم
=بيتزا….
اخفضهم ارضاً وهو يغمغم برضا بينما يخرج هاتفه من جيبه
=حاضر يا استاذة حور حاضر يا حمزة باشا هطلب ليكوا بيتزا بس هتنزلوا تاكلوها تحت مع تيتا نعمـ.ـا.ت و ولاد عمتكوا هاجر…
غمغم حمزة بحنق
=بس يا بابا عايز اتفرج على المـ.ـا.تش…
قاطعه راجح بهدوء و هو يفرك رأسه مبعثراً شعره
=المـ.ـا.تش الساعة 10 يا حمزة.. و الساعة دلوقتي 6 لسة… اول ما يبدأ هنادى عليك انت و اختك وهنتفرج سوا مع ماما…
ليكمل وهو ينحنى نحوهم هامساً بجدية مصطنعة
=عايزكوا تدعوا لابوكوا… اصل امكوا هتطلع عيني انا عارف لحد ما تبطل اللى الجنان في دmاغها ده و توافق تاكل….
عقدت حور ذراعيها حول عنق والدها تضمه اليها مقبلة خده وهى تغمغم
=متخفش يا بابا.. ماما بتحبك و هتسمع كلامك زينا…
هز حمزة رأسه موافقاً بينما يرتمى بحـ.ـضـ.ـن والده هو الاخر يحتضنه بقوة مما جعل راجح يبتسم بحنان
بينما يشـ.ـدد من ذراعيه حولهم بحماية و حب..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ساعة..
كانت صدفة مستلقية بالفراش تدلك بلطف بطنها الممتلئة بعض الشئ باطفالها فقد كانت حامل ببداية الشهر الثالث بتوأم للمرة الثانية فرغم سعادتها بحملها هذا الا انها كانت خائفة من ان يمتلئ جسدها مثل المرة الماضية حيث كانت لا ترغب ان تصبح سمينة مرة اخرى..
امتلئت عينيها بالدmـ.ـو.ع فور تذكرها للفتيات الراشقات التى تعملن لدى زوجها بشركته الصغيرة التى قام بانشائها منذ بضعة اشهر قليلة فقد شعرت وقتها بالغيرة و عدm الثقة بنفسها فور رؤيتها لهم.. فرغم ثقتها من حب راجح و عشقه الشـ.ـديد لها الا ان هذا لم يمنع الخــــوف و الغيرة من ان يمزقان قلبها لذا قررت ان تتبع حمية غذائية حتى تنقص من وزنها او على الاقل تحافظ على وزنها ولا تزداد كثيراً اثناء حملها هذا…
اعتدلت فى جلستها مستندة الى ظهر الفراش عنـ.ـد.ما رأت راجح يدلف الى الغرفة وهو يحمل صنية كبيرة من الطعام…
جلس بجانبها على الفراش و اضعاً الصنية امامها لتتسع عينيه بصدmة فور رؤيتها لكمية الطعام الضخمة التى بها حيث كانت ممتلئة بانواع عديدة من اطعمتها المفضلة..
ابتلعت ريقها بصعوبة بينما بدأت معدتها تزمجر من شـ.ـدة الجوع لكنها حاولت السيطرة على نفسها و التماسك قليلاً اشاحت عينيها بعيداً عن الصنية مغمغة بـ.ـارتباك…
=ايه الاكل ده كله يا راجح…؟!
اجابها بهدوء بينما يجلس بجانبها على الفراش
=طلبت اكل من برا.. علشان نتغدا سوا انا و انتى… و الولاد بياكلوا تحت مع جدتهم و ولاد عمتهم
قاطعته سريعاً مغمغمة بـ.ـارتباك كاذبة فقد كانت خائفة من ردة فعله اذا علم بانها تتبع حمية غذائية فقد رفض ان تفعل ذلك من قبل فماذا سيفعل اذا علم انها تتيع حمية و هى حامل بطفليهما
=لا… انا مش جعانة… انا… انا كلت من شوية…
قاطعها راجح بحدة و قد نفذ صبره منها
=بطلى اشتغالة يا صدفة… انا عارف انك عاملة زفت على دmاغك دايت.. فمتخلنيش افتح فى الكلام علشان انا على اخرى منك و فى الاخر انتى اللى هتزعلى….
ليكمل بغـــضــــب وهو يمسك بقطعة من الدجاج و يضعها امام فمها
=افتحى بوقك و يلا كلى…..
ارجعت رأسها للخلف تهزه برفض مغلقة فمها بقوة رافضة فتحه
مما جعله يعيد قطعة الدجاج للصحن مرة اخرى و هو يزمجر بحدة
=براحتك متاكليش… بس اللى بتعمليه ده اسمه هبل… و عدm مسئولية يعنى ايه تبقى حامل و فى توأم و تعمليلى زفت و هباب…
ليكمل بقسوة وزهو يضغط على اسنانه بقوة
=و قولتلك 100 مرة انتى مش تخينة… وكلك على بعضك عجبانى يبقى ايه مشكلتك مش فاهم….
هتفت صدفة بحدة و هى تنفجر باكية بشهقات ممزقة
=مشكلتى انى كمان شهر ولا اتنين وهبقى شبه الجاموسة…و يبقى شكلى زى الغوريلا الحامل.. عكس البنات المأصعة والرفيعة اللي شاغلين فى شركتك….ده انا جـ.ـسمى يعمل 4 منهم….
تجمد جسد راجح فور سماعه كلمـ.ـا.تها تلك ناظراً اليها باعين متسعة بالصدmة من كلمـ.ـا.تها تلك فلم يكن يتوقع ان يكون سبب اتباعها لتلك الحمية هى غيرتها من الفتيات التى تعمل لديه..
اقترب منها بصمت جاذباً اياها بين ذراعيه يضمها بحنان اليه..
دفنت وجهها بصدره و هى لازالت تبكى بشـ.ـدة مما جعله يربت فوق ظهرها برفق محاولاً تهدئتها ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق حتى توقفت عن البكاء تماماً ابعد رأسها عن صدره ممرراً اصابعه برفق فوق خدييها يمسح الدmـ.ـو.ع العالقة بها قبل ان ينحنى و يطبع قبلة على خدها محيطاً وجهها بين يديه قبل ان يغمغم بحنان
=نفسى افهم يا صدفة.. اعمل ايه اكتر من اللى بعمله علشان اثبتلك انك احلى و اجمل ست فى الدنيا دى كلها فى عينيا… و لو ملكة جمال العالم قدامى قسماً بالله ما هبصلها و لا هتهز شعرة فى راسى…
ليكمل ويده تهبط للأسفل يمررها بشغف فوق جسدها
=و جـ.ـسمك عاجبنى…. و مجننى… تخنتى.. رفعتى عجبانى يا صدفة و بحبك و عينى عمرها ما شافت غيرك….
همست بصوت مرتجف و هى تحاول الا تتأثر بلمسات يده
=بس انا.. بتخن اوى فى حملى…
قاطعها على الفور جاذباً جسدها الى جسده اكثر مسنداً جبينه فوق جبينها هامساً بشغف
=بتبقى مهلبية اكتر و بتبقى عايزة تتاكلى اكل…
ليكمل وهو يرفع رأسه ينظر داخل عينيها
=و بنات اية اللى في الشركة اللى ابصلها.. اعقلى كلامك بقى حد يسيب البط البلدى…ويبص للسمان المعضم يا هبلة..
ارتجفت شفتيها فى ابتسامة فور تذكرها كلمـ.ـا.ته تلك التى قالها سابقاً لشقيقه خرجت من افكارها تلك عنـ.ـد.ما دفن وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة بحناياه قبل ان يرتفع الى اذنها هامساً بصوت دافئ مليئ بالمشاعر
=بحبك يا مهلبية.. و بمو.ت فيكى
عقدت ذراعيها حول عنقه هامسة بصوت اجش
=و انا و الله بحبك…
لتكمل عنـ.ـد.ما رفع رأسه ينظر اليها باعين مشتعلة
=عارفة انى غلطانة… بس انا مش عارفة ايه حصلى لما روحتلك الشركة و شوفت البنات دى… حسيت وقتها انى مش حلوة و خــــوفت لما افتكرت حملى فى حمزة و حور كان شكل جـ.ـسمى كان عامل ازاى….
امسك بيدها رافعاً اياها الى شفتيه طابعاً قبلة عميقة براحتها
=كنت زى القمر.. و طبيعى جـ.ـسمك يزيد يا صدفة انتى كنت حامل و فى توأم يا حبيبتى… بعدين انتى ولدتى من هنا و بدأ جـ.ـسمك يرجع زى الاول…. و يا ستى و لو مرجعش انتى عجبانى و مجننه اهلى كمان….
ليكمل بجدية مصطنعة و هو يتناول قطعة من الدجاج مرة اخرى ويضعها امام فمها
=بت يا صدفة انا عرفت سبب اللى انتى فيه ده ايه..
هزت رأسها باستفهام و هى مقطبة الحاجبين بينما تفتح فمها بطاعة متناولة منه قطعة الدجاجة
اكمل راجح و هو يشعر بالرضا
=بسبب هرمونات الحمل… انتى من يوم ما حملتى و انتى بقيتى بتعشقى الدراما قد عينك…
هتفت بحدة و استنكار و هى تزجره بحدة
=انا…؟!!!!
وضع بفمها ملعقة ممتلئة بالمكرونة البشاميل التى تعشقها وهو يجيبها باصرار
= ايوة انتى ايه نسيتى لما قعدتى تعيطى زى العيال الصغيرة علشان حمزة مرضاش يقوم يجيبلك ازازة الميا من التلاجة… ولا لما زعلتى و اتقمصتى من حور علشان قعدت جنبى واحنا بـ.ـنتفرج على الفيلم ومقعدتش جنبك…
ليكمل وهو مستمر باطعامها بيده شاعراً بالرضا بداخله و هو يشاهدها تتناول طعامها بشهية
=ولا لما دخلتى اوضتك و فضلتى مخصمانى يوم كامل مبتكلمنيش علشان بس اتصلتي عليا مرتين ورا برا بعض و انا فى الشغل و مردتش عليكى علشان كنت مشغول مع انى بعدها كلمتك على طول اول ما فضيت… ولا لما……
قاطعته ضاحكة بصوت مرتفع رنان و هى تهز رأسها بالموافقة
=خلاص..خلاص عندك حق… انا من يوم ما حملت و انا بقيت نكدية
تنهد راجح ضاحكاً بينما يستمر باطعامها حتى انتهت و تأكد من انها قد تناولت كمية من الطعام جيدة.. مسح فمها برفق بمنديل معقم قائلاً و هو يحاول اعادة الثقة الى نفسها
=مين بقى قلب راجح.. و عمره و دنيته دى كلها بحالها…
ارتجفت شفتيها فى ابتسامة خجولة وهى تهمس
=صدفة…
اومأ برأسه برضا بينما عينيه المسلطة عليها تلتمع بالشغف و العشق منحنياً نحوها طابعاً قبلة فوق خدها الممتلئ
=ايوة صدفة… صدفة اللى عندى بالدنيا دى كلها و ما فيها…
انهى جملته دافناً وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة ولحوحة عليه بينما يضمها اليه بقوة هامساً لها بمدى عشقه و حبه لها و هو مستمر بتقبليها حتى غارقا سوياً فى عالمهم الخاص..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ساعتين…
كانت صدفة جالسة بغرفة المعيشة ترتدى قميص النادى الاهلى و بجانبها يجلس طفلها حمزة الذى كان يرتدى هو الاخر ذات القميص حيث كان أهلاوى متعصب مثلها..
بينما بالجانب الاخر من الاريكة كانت حور جالسة بجانب والدها وهى ترتدى قميص نادى الزمالك فقد كانت زمالكاوية مثل والدها…
اخرجت حور لسانها قائلة باغاظة لشقيقها و والدتها بينما تستلقى فوق صدر والدها
=هنسكبكوا….
لوح حمزة بيده قائلاً باستعلاء
=هتكسبونا بامارة ايه…. كل مرة بنعلم عليكوا يا حبيبتى…
احاطت صدفة بكتف طفلها تضمه اليها قائلة باغاظة وهى تخرج لسانها لأبـ.ـنتها و لراجح الذى اخذ يضحك على حركاتها تلك بينما يتابع باستمتاع اغاظتهم لبعضهم البعض..
=سيبك منهم يا حموزى… فى الاخر هيعقدوا يعـ.ـيطوا زى كل مرة…
لتكمل و هى تبعده برفق قبل ان تنهض على قدmيها
=استنى يا موزى هروح اعملنا عصير …
ثم عادت بعد عدة دقائق تحمل اكواب من عصير الفراولة زجرتها حور بغـــضــــب
=ايه ده يا ست ماما… عملالنا عصير احمر انتى قاصدة تغظينا….
هزت صدفة كتفيها قائلة وهى تبتسم لها باغاظة واستفزاز
=ده اللى موجود……
هتفت حور بغـــضــــب وهى تعقد ذراعيها فوق صدرها
=مش هشربه… انا عايزة عصير ابيض… ماليش دعوة
رفعت صدفة حاجبيها باستفزاز لراجح الذى كان شفتيه تلتوى فى ابتسامة و هو يدرك مدى عناد كلاً منهما…لكنه اكلق تنهيدة طويلة و هو ينهض على قدmيها مقبلاً اعلى رأس طفلته
=سيبك منهم يا حبيبتى هقوم اعملنا احنا عصير موز…. و مش هنشربهم منه
اخرجت حور لسانها الى شقيقها الذى كان يرتشف من العصير و يحرك حاجبية مغـ.ـيظاً اياها…
اتى راجح بالعصير و وضعه امام طفلته التى اخذت تتناوله بشغف من ثم تلقائياً و كما اعتادوا ان يفعلوا سوياً تبادلوا الاكواب و ارتشف كل منهما عصير الاخر همس حمزة بشئ باذن شقيقته لتهز رأسها بموافقة قبل ان تأخذ منه كوب العصير الخاص بها و تضعه فوق الطاولة رافضة الاقتراب منه مرة اخرى..
بينما ابتسم راجح الى صدفة التى ابتسمت له هى الاخرى مرسلة له قبلة بالهواء مما جعل ابتسامته تتسع بسعادة بينما عينيه تلتمع بعشقه لها..
بعد عدة دقائق بدأت المبـ.ـاراة و بدأ معها انفعالاتهم وحماسهم
صرخت صدفة التى كانت جالسة و نصف جسدها العلوى مائلاً للأمام تتابع بحماس و عصبية المبـ.ـاراة
=ايوة…ايوة… يلا..يلا…هيــــه جــــــــــــــول
انتفضت واقفة هى وحمزة يقفزان و هم يصـ.ـر.خان بفرح و سعادة
بينما تأفف راجح بغـــضــــب و هو يفرك وجهه بعصبية فقد كانوا يثيروا اعصابه حقاً ..
بينما اخذت حور تزجرهم بغـــضــــب قبل ان ترفع رأسها الى والدها قائلة بطفولية
=بابا هما كدة خلاص كسبوا..؟!
ضمها الى صدره محاولاً مواساتها
=لا يا حبيبتى لسه بدرى…
لم ينهى جملته الا و قد سدد فريق الزمالك اول اهدافه لنتنفض حور واقفة تصرخ بفرح و تصفق بيديها قبل ان تستدير الى والدتها وشقيقها الذين كانوا مقطبين بتجهم تخرج لهم لسانها مما جعل حمزة يهتف بغـــضــــب
=فرحانة على ايه.. لسة بدرى…
هنجيب جول دلوقتي..و نكسبكوا
استمرت حور باخراج لسانها له مما جعل شقيقها يصـ.ـر.خ بغـ.ـيظ مما جعل راجح يسرع بجذبها اليه مجلساً اياها بجانبه هامساً بشئ باذنها جعلها تبتسم..
بينما احتضنت صدفة حمزة الى صدرها محاولة تهدئته ممررة يدها فوق رأسه تتحسس شعره بحنان…
مر بعض الوقت و لم يتبقى الا عدة دقائق قليلة للغاية على انتهاء المبـ.ـاراة عنـ.ـد.ما سدد الزمالك هدف الفوز وقتها انتفض راجح صارخاً يهتف بصخب حاملاً بين ذراعيه حور يرقص بهاو قد انتهت المبـ.ـاراة بالفعل بفوز الزمالك..
اقترب راجح من صدفة يمسك بالقميص الذى ترتديه
=ايه مش سمعلك صوت يا وحش النادى الاهلى….
دفعت يده بعيداً هاتفة بعصبية وعينيها تنطلق منها شرارت الغـــضــــب
=ابعد عن وشى يا راجح احسنلك… انا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط فى وشى…
وقف يتطلع اليه و ابتسامة بـ.ـاردة مستفزة تملئ وجهه بينما ارجع حمزة رأسه للخلف باحباط فاركاً رأسه بغـــضــــب…
وقفت حوى بجانب والدها ترقص و تغنى بشمـ.ـا.تة
=كسبنا… كسبنا…. كسبنا…
رفعها راجح بين ذراعيه مقبلاً خدها قائلاً باغاظة
=مالكيش دعوة بالناس الخسرانة دى… يا رورو
هتف حمزة بغـــضــــب و قد احمر وجهه بانفعال
=افرحوا براحتكوا حقكوا… ما احنا على طول بنكسبكوا… مرة من نفسكوا عادى…
ضمته صدفة بين ذراعيها محاولة تهدئته بينما تنظر الي راجح بشراسة و غـــضــــب عنـ.ـد.ما بدأ حمزة بالبكاء ليسرع راجح بوضع حور من بين يديه قبل ان ينحنى و يحمل حمزة الباكى بين ذراعيه مقبلاً اياه على خده محاولاً مراضاته و تهدئته و بالفعل كفى عن البكاء عنـ.ـد.ما همس راجح باذنه واعداً اياه بانه سيأخذه الى الأستاد لحضور مـ.ـا.تش الأهلى القادm..
بينما اتجهت حور الى والدتها تعقد ذراعيها حول عنقها واضعة رأسها على صدر والدتها تحتضنها بقوة هامسة بلطف محاولة التخفيف عن والدتها
=متزعليش يا ماما…. المـ.ـا.تش الجاى هتكسبوا
ارتسمت ابتسامة ناعمة علي شفتى صدفة قبل ان تحيطها بذراعيها تحتضنها بقوة هامسة باذنها عنـ.ـد.ما وقعت عينيها على كوب العصير الخاص بها الذى لايزال به ما يزيد عن نصف محتوياته
=هقوم اعملك عصير الموز باللبن اللى بتحبيه.. بابا كان عامله وحش و معرفتيش تشربيه مش كدة..؟
ادرات رأسها تتطلع بقلق نحو والدها الذى كان لا يزال يحمل حمزة بين ذراعيه يتحدث معه برفق قبل ان تهمس باذن والدتها خــــوفاً من يسمعها والدها
=وحش اوى يا ماما… بس متقوليش لبابا احسن يزعل
ضحكت صدفة قبل ان تنهض حاملة اياها بين ذراعيها وهى تقبلها على انحاء وجهها متجهه بها نحو المطبخ عنـ.ـد.ما اوقفها راجح هاتفاً
=رايحين فين…؟!!
تبادلت صدفة و حور النظرات قبل ان تجيبه صدفة بخبث مصطنع جعل طفلتها تبتسم بسعادة
=هروح انا و حور نشرب من المطبخ
هز راجح رأسه بالموافقة متصنعاً انه قد صدقهم فقد كان يعلم انهم ينويان على فعل شئ ما لكنه هتف بحدة عنـ.ـد.ما لاحظ انصدفة تحمل حور بين ذراعيه
=صدفة… نزلى حور مينفعش تشيلى حاجة تقيلة….
ليكمل بهدوء و هو يخفف من حدة نبرته عنـ.ـد.ما لاحظ تجهم وجه حور بالحـ.ـز.ن متجهاً نحوها قائلاً بلطف وهو يزيح خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها الى خلف اذنها
=علشان خاطر اخواتك يا حبيبتى اللى في بطن ماما مـ.ـيـ.ـتعبوش… مش انتى بتحبى اخواتك…
هزت حور رأسها بحماس قبل ان تنزل بـ.ـارادتها من بين ذراعى والدتها ليسرع راجح بحملها بذراعه الاخر ليصبح يحمل كلاً من طفليه قائلاً بمرح و هو يتبع صدفة الى المطبخ
=يلا علشان ماما تعملكوا عصير الموز باللبن اللي بتحبوه بدل العك اللى عملته ليكوا و متشربش…
انفجر كلاً من حور و حمزة في الضحك فور ادراكهم انه قد ادرك انهم لم يعجبهم العصير الذى صنعه…
دلف راجح الى مطبخ مجلساً اياهم فوق طاولة المطبخ قبل ان يتجه نحو صدفة التى كانت توليه ظهرها منشغلة بتقطع الموز على رخامة المطبخ احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه ليصطدm ظهرها بصدره انحنى طابعاً قبلة بجانب عنقها و هو يهمس بصوت اجش
=عايز اكل مهلبية…
دفعته فى صدره قائلة بغـــضــــب
=ابعد عنى متكلمنيش… و متلمسنيش
مرر يده بحنان فوق بطنها التى بها انتفاخ بسيط
=ليه بس يا مهلبية..؟! كل ده علشان مـ.ـا.تش
لم تجيبه لعدة لحظات قبل ان تستدير بين ذراعيه لتصبح بمواجهته قائلة و هى تجذب انفاس طويلة متتالية كما لو كانت تشم شيئاً ما
=ايه ده فى ريحة جوافة…. صح
غمغم راجح بـ.ـارتباك
=جوافة ايه يا صدفة… الجوافة مش موسمها الايام دى…
هزت كتفيها قائلة ببراءة و هى تبتسم بمكر بداخلها
=مش عارفة شكلى بتوحم باين…. طيب ما تنزل تجيبلى جوافة اصل….
و لكن قبل ان تنهى جملتها شاهدته باعين متسعة بالصدmة و هو يندفع الى خارج المطبخ و هو يغمغم بلهفة
=حاضر هجيبهالك و هاجى على طول…
اندفعت تلحق به هاتفة و هى لازالت تشعر بالصدmة من ردة فعله فقد كانت تظن انه سيتذمر و يخبرها من اين سيأتى لها بها لكنه خالف كل توقعاتها تلك
=رايح فين يا راجح مفيش جوافة الايام دى اصلاً
اجابها و هو يفتح خزانة الاحذية لكى يخرج حذائه
=هجيبهالك لو تحت الارض.. مادام اتوحمتى على حاجة يبقى لازم اجيبهالك…
شعرت صدفة بقلبها يكاد ينفجر من شـ.ـدة حبها له بهذة اللحظة اتجهت نحوه ترتمى بين ذراعيه تحتضنه بقوة دافنة وجهها بصدره مقبلة موضع قلبه بقبلات عديدة متتالية وهى تهمس بصوت مرتجف
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى…
لتكمل بخجل وهى تدفن وجهها بصدره اكثر
= بس انا مش عايزة حاجة انا كنت بصراحة بضحك عليك علشان مخالكاش تحتفل بالفوز…
شعرت بصدره يهتز اسفل رأسها لتعلم بانه يضحك رفع رأسها ينظر اليها باعين تلتمع بالشغف طابعاً قبلة فوق جبينها
=حبيبتى الكـ.ـد.ابة… و المفترية…
ارتفعت على رؤوس اصابع قدmيها محاولة الاطالة من قامتها القصيرة حتى تصل الى فمه طابعة قبلة حنونة فوق شفتيه قبل ان تهمس له باغراء
=بحبك..
اخفض رأسه مستولياً على شفتيها فى قبلة عميقة شغوفة لعدة لحظات قبل ان يحررها هامساً بانفس لاهثة
=و انا بعشقك يا مهلبية..حياتى كلها متسواش من غير ضحكتك و شقاوتك و حنانك ربنا يخاليكى ليا و تفضلة نعمة دايماً فى حياتى…
تجمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها شاعرة بقلبها يتضخم فى صدرها من حبها له اقتربت منه تضمه برفق بين ذراعيه مقبلة جانب عنقه بحنان قبل تهمس باذنه بصوت مهتز
=و يخاليك ليا يا حبيبى… انت دنيتى و حياتى كلها….
شبك اصابعه باصابعها ثم رفع ايديهم المتشابكة طابعاً قبلة حنونه فوق ظهر يدها قبل يضع اياها فوق صدره موضع قلبه بينما نظراتهم مسلطة ببعضها البعض و اعينهم تنطق بكم الحب الذى يشعرون به تجاه بعضهم البعض…
لكن قطعت لحظتهم تلك عنـ.ـد.ما اندفع نحوهم كلاً من حمزة و حور اللذان خارجا للتو من المطبخ وهم يصـ.ـر.خون بمرح مرتمين بين جسدى والديهم يحتضونهم بقوة ليصبحوا جميعاً محاطين بشرنقة من الحب و السعادة ستدوم الى الأبد….
❣️نهاية الرواية❣️

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات