رواية اكليل الصبار هي رواية رومانسية والرواية من تأليف زهرة سوداء في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية اكليل الصبار لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية اكليل الصبار هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية اكليل الصبار تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية اكليل الصبار من الفصل الاول للاخير بقلم زهرة سوداء
في لحظة عادت لها ذكريات ذلك اليوم عندما شقت الطريق الصحراوي متجه الى تلك البلدة البدوية الحدودية ورأته اول مرة عرفت ان أقامتها لن تكون سهلة وانها ستعاني كل دقيقة لكن لا شيء هيأها لما واجهت ...نبذ تجاهل والادهى قلة احترام او اهتمام ...لقد حاولت لاأحد يمكنه ان ينكر لكن بكلمة واحدة كانت كل مساعيها تهدم
عرفت انها ستعيش كابوس فرض عليها هي لا تنكر انها اخطات وعليها تحمل عقاب ذلك الخطا ...لكن فقط لو يسمحوا لها ان تكفر عنه لو يعطوها فرصة
ومع ذلك هاهي بغباء وضعت نفسها تحت سلطتهم
في عالم تحكمه عادات لم تعرف بها من قبل
عالم تمثل به المراة تبعية بحتة ...وان كانت تضمن حمايتها ومراعاتها
أتى هو ووهبها سلطة لم تحصل عليها امراة من قبل ...أكيل زين راسها غسل ماضيها وأخطائها
لكن في ذات الوقت كان أكيل صبار كلما تفاخرت به ادمتها اشواكه
الملخص الداخلي
في لحظة عادت لها ذكريات ذلك اليوم عندما شقت الطريق الصحراوي متجه الى تلك البلدة البدوية الحدودية ورأته اول مرة عرفت ان أقامتها لن تكون سهلة وانها ستعاني كل دقيقة لكن لا شيء هيأها لما واجهت ...نبذ تجاهل والادهى قلة احترام او اهتمام ...لقد حاولت لاأحد يمكنه ان ينكر لكن بكلمة واحدة كانت كل مساعيها تهدم
عرفت انها ستعيش كابوس فرض عليها هي لا تنكر انها اخطات وعليها تحمل عقاب ذلك الخطا ...لكن فقط لو يسمحوا لها ان تكفر عنه لو يعطيها فرصة
ومع ذلك هاهي بغباء وضعت نفسها تحت سلطتهم
الفصل الاول
سماء ملبدة بالغيوم مهددة بانهمار المطر لكن الطقس متمسك بشراسة باخر اذيال الصيف كما هي متشبثة باخر قلاع تماسكها التي بدات بالانهيار رغم محاولاتها المستميتة للبقاء صامدة لقد فشلت لاشيء يمكنه ان يخفف مذاق الخسارة المر الذي يسري داخلها
تلفتت حولها تنظر الى الطريق الصحراوي الشاحب امامها خالي من ابسط معالم الحياة سوى بعض المنازل البسيطة التي انتشرت دون انتظام هنا وهناك وبعض بيوت الشعر البعيدة وقد تحلق حولها الأغنام والإبل والأحصنة
اين انا؟ هتفت في داخلها كأنها عبرت بوابة الزمن لعصر غابر عالم غريب تدخله بعيد تماما عن المدينة التي تركتها خلفها وما زالت المسيرة طويلة امامها لتصل الى مبنى المتصرف حيث ستستلم مهامها
ثلاثة ساعات قيادة كانت كثيرة جدا بالنسبة لها خصوصا انها ابنة مدينة وابعد مسافة قادتها كانت نصف ساعة ساعة على الاكثر واي مسافة أطول كانت سفر تحتاج الى طائرة لاجتيازها وبالطبع لم تكن وجهتها ابدا منطقة حدودية صحراوية خالية الا من البيوت موحدة الشكل والحجم
لاح امامها مبنى ضخم قدرت انه غايتها ولابد فسيارات الشرطة ركنت أمامه ورفف علم للبلاد فوقه وحمل لوحة كبيرة متصرفية اقليم البادية
عرفت نفسها للحارس الأمني الذي اجرى اتصالا قبل ان يسمح لها بإدخال سيارتها الى موقف المبنى ترجلت منها على مضض تحاول تعزيز نفسها قبل ان تدخل لفحها هبو جاف بارد ما ان استقامت خارجة بالطبع هي لا تتوقع جو شتوي كالذي تركته في المدينة هنا فى الصحراء لكنها ايضا لم تعتقد ان الاختلاف سيكون بهذا الشكل لكن ما الفرق فكل شيء في حياتها سيتغير ويختلف من هذه اللحظة ....لا بل من تلك الغلطة صححت لنفسها وهي تحمل حقيبتها غالية الثمن كباقي ثيابها وتاخذ نفس عميق وتتوجه الى الداخل
كان المبنى كخلية النحل تلقت نظرات متوجسة حولها ولم تستغرب ذلك فهي امراة وبالتاكيد دخولها هنا سيكون مثار أسئلة
تقدم منها احدهم بزيه الرسمي
"كيف أساعدك "سالها ويبدو انه في عجلة للتخلص منها
"اريد ان أقابل المأمور لو سمحت انا ..الطبيبة الجديدة"
رفع حاجباه حتى كادا ان يصلا الى منبت شعره
"ماذا "
"ما الذي يحدث "تدخل صوتا اخر وكما يبدو انه اعلى رتبة من الشخص الذي سالها لانه ادى له التحية العسكرية
"انها تقول انها الطبيبة الجديدة سيدي"قال الرجل بارتباك مما جعلها تتدخل فلقد ضاقت فعلا من وقوفها هكذا تشرح لكل شخص من هي وتنتظر لحظة الاندهاش التي يسقط بها
"لو سمحت لقد اخبروني ان أقابل المأمور فور قدومي هلا أخذتني الى مكتبه لو سمحت "حاولت ان تضيف بعض الرقة لنبرتها الجافة
نظر لها الشرطي ذو الرتبة الأعلى نظرة فاحصة قبل ان يقول "من هنا"قال مشيرا للممر الداخلي المؤدي للمكاتب
نهض على قدميه ينظر الى النافذة التي يطل عليها مكتبه زافرا بضيق احتواه بعد تلك المكالمة الصادرة من جهة عليا دق الباب وعمل ان موضوع المكالمة لابد ان وصلت
"ادخل "
على مهل ادار نفسه ليستقبل القادم رغم انه يعرف
رفع الشخص الذي معها يده بتحية "انها الطبيبة الجديدة وتريد مقابلتك"
"شكرًا صخر تفضلي أشار الطبيبة التي اصيبت بنوع من الاندهاش فهذا الشخص لا يبدو لها مامورا انه صغير تقريبا بداية الأربعين صوته عميق وحازم ونظرته قاسية يختلف عن المأمورين اصدقاء والدها تماما والاهم هو اسمه الذي برز على حافة المكتب
"مرعد الصخور "اي اسم هو هذا
2
انتبهت انها تقف في مدخل مكتبه لتتقدم وتدخل
"سما الصافي"قدمت نفسها له"الطبيبة الجديدة"عادت توضح بينما تجلس على الكرسي البسيط الذي يقابل مكتبه
"اهلًا بك قال المسمى مرعد متخذا مكانه خلف المكتب "اظن انك ابنة العين منذر الصافي "
ارتبكت قليلا مدركة الى اين ستؤدي هذه المحادثة يبدو ان السيد مرعد لن يجعل إقامتها سهلة
"اجل انه ابي"
"تسألت ما سر العرض المغري الذي حصل عليه الطبيب حازم وجعله يترك الوحدة الصحية مع انه ابن المنطقة وكانت زوجته تشاركه العمل لكن عندما رايت اسمك عرفت ...الا انه بقي شيء اخر لم اعرفه لما انت هنا ..الامر لا يحتاج لذكاء انه نقل تأديبي ابنة المدينة ماذا ستفعل في منطقة صحراوية بدائية وهذا واضح من التقرير ومن التوصيات التي وردت بشانك لكن يبقى السؤال الاكبر ما هو الخطا الذي ارتكبته لتعاقبي بنفيك الى ..بالطبع استطيع معرفة السبب لكني افضل ان اسمع منك "
اطرقت سما راسها مفكرة ليست بداية جيدة ابدا
لكن ليس امامها سوى قول الحقيقة
"انا طبيبة جراحة أمارسها منذ ثلاث سنوات تقريبا المفترض انني أخصائية لكني ارتبكت خطا ...لقد مات شخصا وانا أجري له عملية ..."
"خطا ...موت شخص يسمى خطا انه قتل "
"لم يكن خطئي ..اعني ترددت سما الامر ليس كما تصورت انه خطا طبي ..."
رفع مرعد يده "اعفيني من التفاصيل لا اعلم كيف ارسلوك إلينا لكن كوني حذرة اي خطا هنا سيكلفك اكثر بكثير من مسيرتك المهنية ...سأرسل احد الرجال معك للوحدة الصحية يوجد بيت ملحق لإقامتك كطبيبة" قال بسرعة منهيا المقابلة
"شكرًا لك "قالت سما فهي فعلا لا تعرف ما تقول
بعد ان غادرت امسك مرعد الملف امامه ملقيا به بعصبية على المكتب
"ما بك عمي ساله صقر الذي كان يتابع الحوار بين مرعد وسما
"ارسلوا لنا قاتلة فقط لانها ابنة احد الأعيان هل حياتنا رخيصة لهذا الحد لكي يرسلوا لنا طبيبة غير كفؤ كاننا فئران تمارس علينا تجاربها في مجال الطب "
"لا اعلم ما اقول عمي"
"انتبه لها ان اخطات باي شي فقط اعلمني "
شعور عارم بالنبذ استولى عليها بينما تغادر المبنى تلحق بالشرطي الذي رافقها
لم تتصور في حياتها ان تكون هكذا ولم تتوقع ان ذلك الخطا الغير مقصود سيوسمها للأبد بلقب قاتلة
لم تتوقع صدماتها عند ذلك فبمجرد دخولها المركز الصحي حتى عرفت اي ماساة ستعيشها فهو اقرب للحظيرة منه لمكان طبي أما عن البيت المرفق فهو نظرت سما حولها يا الهي غرف الخدم في قصر ابيها اكبر منه بمقدار ضعفين تنقلت نظراتها على الاثاث الرث والمستعمل بالطبع هي لن تنام علي هذه الأشياء ابدا
أمسكت هاتفها بسرعة
"بابا ...قالت بصوت باكي قبل ان تنفجر بشكواها التي لا تنتهي والتي سارع والدها لتلبيتها
******
ايام توالت والحال كما هو ان البيت قد تم تجديده الا انه ما زال صغيرا بالنسبة لمقتنياتها التي اعادت اكثر من نصفهم الى منزل والديها عندما عادت في عطلة نهاية الاسبوع
"كيف حال طبيبتنا"
قال والدها بأسلوبه المدلل
"سيئة ابي مر اسبوعان ولم ارى مريضا واحدا يدخل المركز "
اقترب والدها يضم كتفها "تحتاجين لوقت "
"لما لا تذهبي انت لهم في زيارات ميدانية "تدخل اخيها مؤمن الذي انضم اليهم على مائدة الغداء
"ستنجحي حبيبتي لا تقلقي لم يمر سوى اسبوع واحد فقط "علقت والدتها
"انت تستطيعي فعل ذلك كنت دوما مميزة ومجتهدة "عادت واردفت
"انا احتاج اخي ثائر دوما لديه حلول لكل شيء"قالت سما بيأس فهي فعلا تشتاق لأخيها الغائب منذ ان ترك جدها لامها ميراثه له سافر الى تركيا وبقي هناك
"واين ذهبت انا قال مؤمن هو الأقرب عمرا منها وهو طبيب مثلها لكنه يشبهها فعليا في كل شيء لطالما كان ثائر الصخرة التي يرتكزان عليها فكرت سما
"انت اخي الحبيب ابتسمت له لكن انت تعلم ما اعني "
"اعرف حتى انا في بعض الأحيان اجد نفسي افتقده ربما لان شخصيته مختلفة عنا نحن الاثنان لكن لا يمكنني ان انكر انه دائما صاحب الحلول لكن هذا لا يمنع ان تفكري بما قلت لك اذهبي لزيارتهم "
******
جلس على راس المائدة حيث تجتمع عائلته على وجبة الغداء يوم الجمعة فاليوم هو اجازة للجميع ابناء اخيه صقر صخر ورعود وابناء صخر وصقر الذي كبروا الان وبعضهم سينهي دراسته المدرسية هذا العام و ابن صقر الكبير سينهي سنته الاولى في الجامعة... انها عائلة كبيرة سعيدة فكر مرعد يبدا الطعام لديه ثلاث ابناء اخ اثنان متزوجان راية وفرحة صقر له خمس ابناء رعاد صبابة ومزنة وفارس
2
وصخر لدية ستة فوز وريحانة توام وفواز وفايز متعب وعناد
اما رعود فهو عازف عن الزواج حاليا
وهناك والدته فوز الجدة الكبيرةالتي تجلس دائما الى يمينه وصبابة والدة ابناء اخيه وزوجته تجلس الى جانبها ثم زوجات ابناءها وبناتهم اما اليسار فهو للابناء ابتداء من صقر ثم اخويه ثم ابنائهم
ابتسم مرعد لعائلته
"احب يوم الجمعة لانني ارى الجميع فيه لا عمل يشغلنا ولا دراسة تبعدنا "
"ادامك الله عمي وتبقى جمعتنا"اجابه صقر بينما فوز والباقين يرددون امين
"كيف عملك يا رعود "
"بخير عمي تعلم انني حاليا رئيس حرس الحدود في المنطقة "
"لا اعلم اما اخترت حرس الحدود لما لم تصبح في الأمن العام كاخويك وعمك "تدخلت صبابة بأسلوبها النزق كالعادة
مما جعل مرعد ينظر لها باستياء"اراد ان يكون كوالده "
"لا احد سيكون مثله "قالت صبابة بتحدي وعناد
"كفى دعونا ننهي وجبتنا"قالت فوز تهدا الوضع
"لقد غادرت الطبيبة مـْساء امس "غير صقر الموضوع
"لابد انها تفتقد اجواء المدينة "تدخل صخر
"او قد اصابها الملل فهي خلال الاسبوع لم تفعل شيء سوى ترتيب بيتها "علق صقر
"كنت افكر في زيارتها سمعت من النساء انها جميلة وتشبه فتيات المجلات"تدخلت راية زوجت صقر
"انت لن تذهبي الى المركز الصحي ولا اي احد منكن "
"لكن لماذا ابي "قالت ابنته صبابة
"هذا الطبيبة اتت هنا لانها تسببت في قتل احد مرضاها لذا انا لا اريد ان ...."
"صقر هتف مرعد به مما جعله يتوقف هذا الكلام لن يخرج من هنا ابدا هذا مفهوم قال للجميع منا جعلهم يمؤون برؤوسهم وانت وجه حديثه لصقر لي حديث اخر معك بعد الغداء "
نظرت صبابة لزوجها وابنها يبدو ان ما قاله صقر لم يعجب مرعد هذه الطبيبة وجودها غير مريح ما ان عرفت به حتى شعرت بضيق غريب لا يحب ان تبقى هنا لا تعلم لما لكن هناك حافز يجعلها ترفضها تماما وكما انها ستسهل مهمة التخلص منها من سيرغب بطبيبة فاشلة على اية حال
٢
عادت مـساء السبت وكانت مفاجاة لها ان ترى القرية ساكنة لا احد بها يبدو انهم ينامون باكرا لكن ما ان دققت النظر حتى رات بعض الخيم يخرج منها الدخان دليل وجود احد بها ربما الرجال يتسامرون هكذا ليلا كما اخبرها والدها فهي قد احتاجت لشرح منه لتعرف طبيعة عيش هؤلاء الناس فكرت تدخل منزلها سيكون غدا يوما حافلا
*******
"ما كان عليك قول ذلك صقر "قال مرعد يعاتبه
برر صقر"لكن ..اعني انا لا يمكنني ان اثق بها لتعالج اخد افراد عائلتها "
"كان يمكنك ان تختار اي حجة ...لا اريد لما قلت ان ينتشر في القرية هل هذا واضح "
"اجل عمي "
***********
تنهدت بيأس هذا رابع بيت يرفض استقبالها متعذرين بأسباب واهية لا احد هنا المريض ليس موجود لقد قضت الليل كله تراجع ملفات المرضى لتعرف من يحتاج لمراجعة مستمرة ومن تحتاج للمراقبة ومع ذلك ها هو يرفضون استقبالها هناك مرضى ضغط وسكري وعليهم القيام بالتحاليل حتى ممرض المختبر لم يأتي ولا الممرض المقيم ولا حتى المراة المسؤولة عن النظافة لا احد يداوم في المركز الصحي ما الامر لم يدم تساءلها طويلا ما ان تقدمت للبيت الخامس الذي كان عبارة عن خيمة يسكنها رجل وزوجته كبار في السن والتي ما ان رأتها حتى فزعت كانها رات شبحا لكنها في الواقع كانت تظن انها رات مۭــڵــگ الموت فهي قالت في خوف "ابتعدي انت تقتلين كل شخص تلمسيه"
اذن هذا هو الامر فكرت سما بغضب السيد مرعد لم يبقي فمه مغلقا وراح ينشر الأخبار حولها حسنا عليه اذن ان يسمع منها بعض الكلمات التي لن تعجبه قالت تركب سيارتها وتنطلق اليه
دخلت المبنى تدك اقدامها بغضب بينما تتجه الى مكتبه حيث وقف الشرطي الذي في الخارج
"اريد ان أقابل السيد مرعد لو سمحت "
"انتظري هنا "قال الشرطي متجها الى داخل مكتبه
"تفضلي "
٣
قالت باستنكار"ما ان دخلت مكتبه هذا ليس تصرفا مهنيا كيف استطعت المفترض انه امر سري لكنك كما يبدو لم تتدخر جهدك وقمت اثناء اجازة الاسبوع بنشر اخباري "
نظر لها بصدمة ما بها هذه المجنونةكيف ترفع صوتها بهذه الطريقة "اخفضي صوتك نهرها بحزم ان ارتدي ان تتكلمي بأدب فاجلسي والا الباب خلفك "
قال يشملها بنظرته الصلبة التي أوقفت الدماء في عروقها
"انا احاول ان أقوم بعملي هنا قالت بأسلوب اهدا لكنك دمرت كل شيء بما قلته عني "
نظر لها باستخفاف اعتادته " انا لم اقل اي شيء عنك ثم قال بتهكم ليتك كنت بهذا الجدية من قبل "
"كنت ارتحت من رؤيتي أليس كذلك ؟ هذه الأمنية الغالية جدا عليك ليتني لم اتي هنا ولم ترني في حياتك صدقني شعور متبادل ...لكن ما العمل انه القدر انا هنا الان ولدي عمل يجب انجازه او هؤلاء المرضى الذين لا اعرف عنهم شيء سيكون ذنبهم عليك فهل ضميرك الحي قادر على تحمل وزرهم"
سعيدة بالملامح الصخرية كما اسمه التي لونت وجهه باتت تدرك نقطة ضعفه التي لن يقاومها
"لا تلعبي معي هذه اللعبة طبيبة سما تعلمين جيدا ما انا قادر على فعله يمكنني ان اعيدك الى حيث كنت محطما مستقبلك المهني باتصال واحد لكن كما قلت ضميري الحي هو ما يمنعني لدي اعمال اكبر وأعظم من الركض خلفك ملبيا لطلباتك انت الطبيبة هنا افعلي ما تريه "
"تعلم جيدا ان لا احد سيتعب نفسه بمجرد فتح الباب لي الجميع سيتهرب مني كأني طاعون واعمل قدر مسؤوليات معاليك انا فقط اريد سيارة شرطة وشرطي واحد فقط ليكتسب عملي صفة رسمية "
"هل تظني ان هذا كافي ؟"
"اتمنى لن اخسر شيء اذا حاولت "
"حسنا لك ذلك لكن لا تاتي وتندبي حظك هنا ان فشلتي"
نظرت له بتحدي "لن افعل "
٤
لم تكد تمر ساعة او ليكن منصفا ربما ساعة ونصف حتى رأى سيارة الشرطة التي استقلتها وهي تقف في المصف الخارجي الذي تطل عليه نافذة مكتبه راها تنزل مشعثة مغبرة ضربت سيارة الشرطة بقدمها ذات الحذاء الرياضي باهظ الثمن قبل ان تصرخ متألمة بحنق وتتجه الى الداخل بخطوات تحفر الارض تنهد يستعد لدخولها العاصفة هذه المدللة تظن ان لا عمل له سوى ان يكون تحت امرها
دخل صقر عليه مبتسما
"استعد عمي ها قد عادت "
رفع راْسه كأنه يستلهم الصبر بطريقة جعلت الاثنان يضحكان قبل ان يقول صقر وهو يغادر
"سأتركك تواجه مصيرك لكني سأتابع عن قرب "
كانت تعلم ان جميع العاملين التي مرت من مكاتبهم يتابعون مرورها الحانق وضحكاتهم تراوحت بين من أظهرها دون حياء او كتمها شامتا
دفعت الباب
لتطالعها صورته واقفا امام مكتبه نزع سترته ويرفع أكمام قميصه بهدوء يحسد عليه كأنه يتجهز لمواجهة
ومع ذلك لاحظت الابتسامة التي تتراقص على شفتيه بصمت لتتذكر كلماته الاخيرة "لا تاتي وتندبي حظك ان فشلتي "
ذلك الوغد كان يعرف ما سيحل بها
رفع نظره اليها دون ان يحرك راْسه كاتما ضحكته التي ولابد انها لاحظتها من التعبير المرتسم على وجهها بدت مشعثة مازرها الطبي المفترض انه ابيض تدلى على ذراعها متجعدا لا يعرف لونه الأساسي ملابسها مليئة بالغبار كأنها تمرغت بالأرض اما شعرها فكان قصة اخرى ذهبت تلك الكعكة الصارمة لتصبح في خبر كان لقد ذكرته بالشخصيات الكرتونية عندما تفجر بها قنبلة ويقف شعرها في كل الاتجاهات
"قبل ان تبدأ "اشارت بأصابعها له بتهديد تلقاه بان وضع يديه على خاصرتيه ينتظر منها ان تكمل وقد عقد حاجبيه بطريقة ساخرة
"لست هنا لاندب حظي انا هنا لاشتكي اظن انه حقي "
فاجأته للحظة تداركها "ومن المشكي عليه "
"ذلك الرجل الذي في طرف القرية ...حاولت استجماع اسمه او اي شيء يدل عليه اممم ذلك الكبير في السن الذي لديه خراف "
"رائع انت تريدي ان تشتكي عن شخص يعيش في قرية يعمل أفرادها بالرعي وكل ما لديك من معلومات انه كبير في السن ويرعى الغنم والمفترض ان اعرف من هو تحديدا ...يال الإضافة كيف سأعرف من هو "
انه يتوهها كالعادة
"اجل لما اعتقدت انك ستساعد كنت اعلم انك ستدخلني في متاهات ولن تفعل شيء لمساعدتي "
"لقد أخبرتك ليس من سلطاتي اجبار الناس على استقبالك "
"ولكن من سلطتك ان تدور بينهم وتقول لهم اني قاتلة"
نظر لها بلوم
"لم افعل لن أكررها مرة اخرى انا لم اخبر احد بذلك "
"كنت أظنك اجرا من تكذ...
لم تستطع إكمال جملتها لانه كان قد اصبح امامها مباشر ونظرة غضب اطلت من عينيه حتى انها رات في داخلهما نارا شعواء تكاد تحرقها
سال مستنكرا "ماذا ؟؟!!..ماذا كنت ستقولي اكذب انا لن افعل ذلك لا من اجلك ولا من اجل اي احد لست مضطرا لذلك إياك ان تتجاوزي حدودك مرة اخرى وينطقها لسانك امامي او عني والآن هلا تكرمت وغادرتي فورا لان لدي اعمال أقوم بها ويفضل ان لا اراك خلال الفترة القادمة "
طرفت عينها كأنها تؤكد لنفسها انها سليمة بعد العاصفة التي القاها فوق راسها
"انا...لم اقصد "
قاطعها "لا تزيدي الامور سوءً فقط غادري "
نكست راسها ترغب بالبكاء لقد ملت فعلا ثلاث أسابيع تعافر تحاول ان تفعل شيء هنا لكن دون فائدة وها هي تخسر من جديد أدارت وجهها ترغب بالانسحاب قبل ان تتذكر
"اجل ...اسمه جضعان ذلك الرجل الذي اريد ان اشكتي عليه اسمه جضعان "
نظر مستغربا الا يمكنها ان تعرف متى تصمت وتذهب ابدا
"ماذا انه حقي لقد جعل قطيع الخراف تطاردني أضافه لأولاد القرية الذين لاحقوني كانني مجنونة لقد جعل تيسه الضخم يحشرني في زاوية الحظيرة وكلبه العفن استمر بالنباح وتكشير انيابه منتظرا اللحظة المناسبة للانقضاض علي وانا موظفة دولة وكنت أقوم بعملي لذا انا اشتكي عليه وأريد إحضاره هنا "
"هل لي ان سال ما الذي سبق كل هذه الاحداث تحديدا ما الذي فعلته قبل ان يحشرك "
"لم افعل شيء ذاك المدعو جضعان كان يجلس في خيمته بعض الرجال عندما دخلت عليه ومعه شيء حديدي يريد وضعه في فم احدهم وعندما نهرته"
"نهرته؟!!"
قاطعتها ينظر لشيء وهمي في أظافره وقد استرخى في مقعده وارتدى لا مبالاته المعتادة
قالت بقهر"اجل قلت توقف ماذا تفعل بالرجل فليوقف احد هذا الجنون عندها نظر لي بغضب واومأ لاحد الرجال الذي أخرجني بخشونة قائلا لي ان اذهب لسبيلي ولا اعود ثانية وعندما لم أذعن لأمره دفعني لقطيع الغنم الذي هاجمني وعندما هربت لحقنا الاولاد يضحكون مني "
"اتدرين ما رايي ...لو كنت مكانك اذهب الى بيتي واستريح واحمد الله ان الشيخ جضعان لم يحكم عليك بعقاب اخر وقبل ان تقولي شيء قاطعها لقد ارتكبت خطاً فادحا تدخلتي في محاكمة واعقتيها وللمرة الاخيرة الناس هنا لايمكنك فرض وجودك عليهم عنوة انت بحاجة لنيل ثقتهم لتدخلي بيوتهم يجب ان تكوني قريبة منهم تعامليهم باحترام "
"انا لست هنا لاقيم صداقات وعلاقات معهم انا هنا أعالج المرضى هذا عملي "
كان يعلم انها عملية وسيصعب على ابنة مدينة مثلها ان تتفهم علاقات الناس هنا
"اذن لا شيء أقدمه لك يمكنك ان تذهبي لتقومي بعملك وتدعيني انا ايضا لعملي ومن رايي ان تجلسي في عيادة المركز الصحي وتنتظري قدوم المرضى إليك "
قال ببرودته التي ستقتلها كمدا
"اجلس في العيادة ...هل تسمي ذلك المبنى التعيس عيادة "
"جيد يمكنك ان تساعدي وتطلبي من والدك ان يقدم بعض الدعم لنا هنا "
"ادعم عيادة لا يدخلها احد "قالت بحقد
نثر الملف الذي أمامه بغضب"لقد احترت معك يا طبيبة ما الذي تريده انا فعلا اريد ان افهم "
نظرت له بصمت عاجزة عن إيجاد رد ولكن ما الغريب فهذا الشخص المستفز دائماً ما يفحمها ويجعلها غير قادرة عن قول شيء أمامه فعلا ما الذي تريده هي لا تعرف!!!
انسحبت خارجة من مكتبه وأفكارها تتضارب في راسها متجهة الى عيادتها المرفق بها ما يسمى ببيت لها اخرجت هاتفها تطلب والدها
"ابي "
"سما ..كيف انت يا ابنتي "
دافعة غصة الدموع من صوتها "سيئة بابا ...سيئة جدا لكن لا بأس ساتحمل "
"هذه ابنتي اعلم ان الامر صعب عليك لكن ما بيدنا حيلة ...توقف ليسمع همهمتها الموافقة ..حسنا ماذا تريدين اعلم ان وراء هذا الاتصال طلب"
"طلبات ابي اريد منك ان تؤمن لي بعض الأشياء وأهمها ممرض من أهل المنطقة هذا ضروري جدا وسكرتيره ايضا وممرض مختبر العاملين هنا يرفضون العمل معي .. وسيارتي اسعاف وسجل هذه الأدوية وأريد ..... وامتدت القائمة بينما والدها يستمع ويدون ... كل هذه نواقص ؟!!"سال والدها
"لن تصدق ابي الوضع هنا مزري للغاية "
"اذن اخبريني"قال والدها يتابع نشرتها عن الاهمال الذي تعاني منه المنطقة بشكل كامل ويده تدون ملاحظات عن خطوته القادمة
٥
ألقى نظرة على منزلها كان الضوء منار والستار مَسدلة ابتسم ربما ما تزال مستقيظة تحاول وضع خطة جديدة بعد فشلها الذريع اليوم لكن عندما امعن النظر في نافذتها غابت تلك الابتسامة ليحل مكانها عبوس غاضب جعله يلقي الامر لسائقه بحنق بان يتوجه لها بسرعة
طرق سائقه بابها الذي فتحته على مضض لترى عينيه العابسة ترمقها باستياء أشار بيده بعجرفته المعتادة انه يريد الدخول فتحت الباب على اتساعه قبل ان يمر منه يتبعه سائقة الذي أمره ان يبقى الباب مفتوح بينما يتجه هو لتلك الغرفة التي تطل نافذتها على الطريق لفحه الهواء المشبع بالبخار الساخن ورائحة الصابون التي ملأت المكان مع عطر خفيف ميزه انه عطرها الدائم مزيج من الزهور المنعشة زفر بقوة كأنه يريد طرد تلك الرائحة من داخله
"اولا إياك ان تفتحي بابك لأي شخص قبل التأكد من هويته "
أجابت بتهكم"اطمئن لا احد يطرق باب الطبيبة القاتلة هنا "
جالت عيناه تبحث في الغرفة
"ارى انك حصلت على سخان ماء"
"هل تلومني ان حاولت ان تكون حياتي في هذا القفر افضل ثم اطمئن انه يعمل على الطاقة الشمسية "
أمسك الضوء الذي تضعه على الرف في زاوية الغرفة وأخذه ليضعه على المنضدة التى تحت النافذة مباشرة
"هذا ايضا يعمل على الطاقة الشمسية قالت مشيرة للضوء اطمئن لن أكلف المتصرفية اي أموال لاستهلاكي المفرط للكهرباء "لما غيرت مكانه "
"انا لا ألومك ...ابقي الضوء هنا لا تضعيه في الجهة المقابلة للنافذة ابدا "
"هل لي ان اسال معاليك لما ام تراه سبب أمني وضعي للضوء مقابل النافذة فيه خطر على أهالي المنطقة "سخرت
"بطريقة ما يمكن اعتبار ذلك "أجابها بلامبالاته واستخفافه المعتاد قبل ان يبدأ بالانسحاب مغادرا بهدوء كما دخل لكن أوقفته عندما اصبح عند الباب
"كلا اريد ان أعرف لما انه بيتي نافذتي وضوئي انا حرة أضعه كما اريد في المكان الذي اريد "
نظر الى سائقه الذي ابتعد قليلا عن مرمى سماعهما قبل ان يتقدم قليلا وبفحيح غاضب لا يخرج الا بوجودها
"انهيت حمامك منذ قليل ووقفت هنا في هذه البقعة بالذات جمعت شعرك على كتفك اليمين وبدات بارتداء ملابسك هل تريدي ان اخبرك باي قطعة بدات ...
وعلق جملته تاركا لخيالها تصور الباقي بالطبع هو لم يرى الى ذلك الحد فقط مجرد رؤية ظلها وهي تتحرك لتخلع مأزرها كانت كافية بالنسبة له ليتوجه لبيتها
نظرت باندهاش تحاول ان تدرك صحة كلماته قبل ان يكسو اللون الأحمر وجهها بالكامل مع ظهور ابتسامته المتسلية كأنه يؤكد لها انه راها ليغادر بعدها يتبعه سائقه تاركا اياها تحترق غيظا ألن يكف هذا المرعد عن جعلها بلهاء في كل مرة يتواجهان بها
*********
↚
ليلة مزعجة قضتها تتقلب في سريرها لن يكف عن ازعاجها حتى يرغمها على الرحيل هي واثقة من هذا لكنها لن تستسلم فليس لديها ما تخسره اما ان تبقى هنا وأما ان تودع مهنتها كطبيبة فهي تعلم جيدا ان عودتها الى المدينة شبه مستحيلة
لا تعلم متى نامت لكن مع اول تباشير الصباح وجدت نفسها تفتح عينيها على أصوات الديوك التي تنافست بالصياح يشاركها الخراف نهضت تنفض النعس عنها فهي لم تنم بقدر كافي لكنها عادت تستلقي على السرير مرة اخرى لما تفعل ما الذي ينتظرها في المركز الصحي لا شيء وهي لن تجعل من نفسها أضحوكة للسيد مرعد مرة اخرى يكفي ما حدث امس تنهدت بيأس يا الهي انها تفشل وليس من عادتها الاستسلام لليأس هكذا لكن ما العمل ان كان لا احد يريدها هنا حتى هؤلاء الديوك والخراف الذين اتفقوا على ازعاجها
*********
من تراه نشر اخبـ.ـار الطبيبة سما في القرية ايعقل انها احدى نساء البيت فكر مرعد وهو يرتدي ثيابه ويخرج من جناحه حيث لاقته صبابة
"صباح الخير بادرته ما ان رأته
"صباح الخير أجابها رافعا حاجبيه باستغراب
"هل ما زالت الطبيبة سما تزعجك سالته مباشرة قبل ان تكمل لقد سمعت ما حدث امس من احدى نساء القرية يبدو انها لا تلاقي القبول هنا ووجودها يسبب المشاكل "
"لا ليس فعليا قال مرعد على مضض ...صبابة هل أخبرت احد بما قال صقر عنها ..اعني عن كونها طبيبة غير جيدة "
"انت تقصد قـ.ـا.تلة قالت صبابة بتهكم ومن سأخبر كما تعلم انا لا اخرج من المنزل "
هناك شيء غير مريح في كلمـ.ـا.تها لكن معها حق لا يمكن ان تكون هي أتراها احدى الخدm قد سمعت كلمـ.ـا.ت صقر او ربما انه الممرض شاكر او سالم ممرض المختبر فهما يعرفان ولابد كما انهما لا يعملان معها ولا يعترفا بوجودها حمل تساءلته واكمل طريقه الى المائدة تتبعه صبابة كالعادة
**********
كان منتصف النهار عنـ.ـد.ما قررت ان تخرج الى المركز فقد اكتفت من شرب فناجين القهوة المتتالية عليها ايجاد حل مع شاكر وسالم وام السعد لابد ان يعودوا الى الدوام مرة اخرى ما كادت تصل المركز الذي يبتعد خطوتان عن منزلها حتى رات رجلا يأتي لها مسرعا
"انت الطبيبة "سال بلهفة
"اجل بما أساعدك قالت سما بسرعة فهذه اول مرة يسال احد عنها
"لدينا امراة تلد وحالتها صعبة لم تستطع نساء القرية مساعدتها "
يا الهي هي ليست طبيبة نساء وتوليد بالطبع لديها فكرة لكن ... انه الشخص الوحيد الذي طلب مساعدتها ربما يكون فاتحة خير فكرت سما قبل ان تهدئه
"انتظر هنا حتى اخضر أدواتي و السيارة قالت سما بلهفة وهي تتحرك بسرعة
*********
"غريب !"قال صقر وهو يدخل مكتب مرعد بينما الأخير يتابع احد الملفات
"ما هو الغريب ؟"قال يركز على عمله
"الطبيبة سما لم تاتي اليوم لم يراها احد "
"ربما غادرت الى المدينة ...دعك الان من الطبيبة اريد حالة استعداد تامة هذه الفترة لقد وصلني من حرس الحدود تبليغ عن حالات تسلل ربما يندسون في المخيم او ان يتوغلوا اكثر الى الداخل "
"هل تعتقد انهم دواعش "
"ربما وربما انهم مجرد أناس عاديون هاربون من الحرب لكن في كل الاحوال علينا الانتباه ارسل سيارة شرطة باتجاه المخيم لا أريدهم ان يفعلوا شيء فقط إثبات حضور "
"حسنا "اجاب صقر مغادرا
***********
رات الخيام المتناثرة وملابس النساء الغريبة ذات الألوان الفاقعة "انتم لستم من القرية"سالت الرجل الذي معها
"لا نحن غجر رُحّل ...هل هناك مشكلة سالها مرتابا"
"بالطبع لا ...انا فقط اسال لاني لاحظت أنكم مختلفون عن اهل القرية "
انها اشياء جديدة عليها تراها اول مرة فكرت سما توقف سيارتها كما أشار لها الرجل ترجلت منها لتلاقيهما سيدة كبيرة
"من هذه سالت السيدة قبل ان تنخرط بحديث بلغة لم تفهمها مع الرجل النقاش احتد بطريقة ما لان الأصوات ارتفعت وتجمهر بعض الأشخاص حولهم اطفال رجـ.ـال نساء صوت صار جهوري قطع الحديث الآتي من عالم اخر بالنسبة لسما
ثم ظهر رجل ضخم قاسي الملامح وبدا الحديث مع الرجل الذي كما يبدو قد وقع في ورطة وسببها هو إحضاره لها لم تفهم سما شيء انما اكتفت بالمراقبة بينما الآخرين ينظرون لها كانها مخلوق عجيب "كفى هدرت بهم فكما يبدو ان جدالهم لن ينتهي وهذا الرجل غليظ الوجه ينوي كما يبدو ان يقــ,تــل الرجل الذي احضرها عّم الصمت قليلا والجميع ينظر لها باندهاش
"ان كانت هناك حالة ولادة يجب ان أراها فأنتم تضيعون الوقت هلا ترجمت لهم ما اقول "
"نحن نفهمك"قال الرجل الضخم
"اذن هلا تكرمت وارشـ.ـدتني الى السيدة الحامل حتى افحصها وعندها يمكنك ان تعود لجدالك مرة اخرى "تدخل الرجل الذي أحضرها ينظر لها بتردد كانه يريدها ان تصمت لكن الاخر أوقفه
ينظر لها كانه لاول مرة في حياته يرى امراة
"ان كانت ولادتها صعبة فكل دقيقة تمضي ستشكل فرق دعني أراها حتى أساعدها "عادت سما تقول بهدوء اكثر
زفر الرجل الضخم "من هنا "
قال مشيرا لإحدى الخيم كانت اكبر من الباقيات لكنها تماثلهن في البساطة والقدm
دخلت سما الى الخيمة لتلاحظ خمس او ست نساء تجمعن حول فتاة او امراة حامل مستلقية على الارض وكما يبدو تعاني من آلام المخاض المساحة ضيقة بالكاد تستطيع السير فيها وهؤلاء النساء ان ظنن أنهن يساعدنها فهن واهمـ.ـا.ت لانهن في الحقيقة تخـ.ـنـ.ـقنها
"لو سمحتن اريدكن ان تخرجن من هنا فقط واحدة تبقى "
نظرن لها ثم اهملنها كانها لم تتحدث زفرت سما بضيق قبل ان تخرج متجهة الى الرجل الضخم الذي كان يقف على مقربة من الخيم
"اريدك ان تخرج النساء من الخيمة فقط المراة الحامل وامراة واحدة تبقى قالت بأمر بينما عيونهم تراقبها بتحفز "هذا لاجلها يا سيد لا يمكنني فحصها وهن حولي "
نظر الى الرجل الذي احضرها كانه يتوعده قبل ان يصدر أمره للسيدة التي استقبلتها في البداية وتطلب من الجميع الخروج الا امراة واحدة بدت كبيرة في السن ربما في الخمسينات فكرت سما وهي تنظر لها بكره
"لن تستطيعي فعل شيء "قالت لسما "لقد ولّدت مئات النساء من قبل "
اذن هذه المراة هي القابلة لديهم
"سنرى قالت سما مستغربة من نفسها كيف تتعامل مع الامر بهذا الهدوء ربما هي الدهشة والصدmة من كل ما ترى فهو جديد عليها ولم تفكر حتى بالأحلام انها قد تعيش تجربة مثل هذه في حياتها
ارتدت سما قفازات الفحص وبدات عملها الفحص الاولى يظهر ان هذه المراة الصغيرة ضئيلة الحجم في حالة مخاض والمفترض ان تلد باي لحظة لكن هناك شيء ما خاطىء
"ما اسمك سالت سما المراة التي تلد"
"حَسنة "قالت بنفس متقطع
"دعيني اخبرك شيء الصراخ لن يجعلك تلدي اسرع انه فقط سيجعلك تفقدي طاقتك هباءً ان شعرت بالألــم عليك او تدفعي لأسفل هذه اول مرة اعني هذا اول طفل شرحت سما قبل ان تضيف كم عمرك "
"اجل هذا طفلي الاول وعمري ١٥"قالت حسنة وقد أصبحت اهدا كتمت سما صدmتها انها مجرد طفله
"انا اريد ان أساعدك حسنة لتلدي وتكوني بخير انت وطفلك لذا سأطلب منك ان تهدئي حتى أتم عملي "
اومـ.ـا.ت لها حسنة بتعب
"لن يجدي قالت القابلة وارادت ان تكمل لكن سما قاطعتها "لم اطلب رايك اما ان تبقي صامتة او ساكون شاكرة لو غادرتي وتركتني اكمل عملي "
خرجت سما من الخيمة حيث تجمع الغجر حولها
"اين زوج حسنة ؟"سالت لتطالعها عيني ذلك الرجل الضخم
"انا صدmت سما يا الهي كيف لفتاة ضئيلة ان تتزوج منه "ما اسمك "
"حمدان "قال بنزق
"زوجتك تحتاج لمشفى يمكنني نقلها بسرعة بسيارتي...."
قاطعها حمدان بحزم "لا "
"ولكن ..."
"قلت لا اما ان تساعديها وأما ان ترحلي "
زفرت سما بضيق لن يوافق كانت تعلم ذلك لكن لابد من المحاولة "حسنا اريد ان تحضروا لي بعض الاغراض الان "
نظر لها حمدان "ما الذي تريدينه
"اريد سريرا و وماء دافيء وشيئا لأعلق به المصل .."
"ما هو هذا سال الرجل الذي كان قد احضرها من المركز "
"ما هو اسمك "
"انا علي انا اخوها قال بلهفة ارجوك ساعديها لا أريدها انً تمـ.ـو.ت وهي تلد مثل امي "
نظر له حمدان بحدة وصرخ فيه بلغتهم عرفت سما انه يعنفه على كلمـ.ـا.ته
"لا تقلق علي ان شاء الله ستكون بخير تعال لأريك ما هو المصل دخل معها الخيمة بسرعة رغبة منه في الهرب من حمدان الذي بدا كانه سيحطم راْسه
اخرجت سما المصل "اريد شيء لاعلقه حتى أوصله بيدها هل فهمت "
"اجل قال علي ستكون اختي بخير ارجوك لا اريد ان يصيبها شيء "همس علي حتى لا تسمعهما القابلة او اخته
"اطمئن ستكون بخير قالت سما تدعو آلُلُہ ان يكون ذلك صحيحا
نظرت سما للفتاة المتألــمة امامها تتذكر كل شيء درسته عن الولادة لقد أقامت في قسم الولادة اثناء السنة السادسة لديها معرفة وافية لتساعدها لكن ماذا ان احتاجت لعملية قيصرية لايمكنها ذلك فهي ممنوعة
ستفعل ما بوسعها لتجنب الجراحة
حسنا سما أمامك ولادة متعسرة وعليك بذل كل مجهودك لإخراج الطفل بشكل سليم دون اي اذى له او لامه
الاتساع طبيعي وجيد الرأس في العنق ويمكنك لمسها اذن ما السبب اما انه الحبل السري قد ربط الطفل وأما انه هناك شيء اخر ربما حجم الطفل او انه ليس طفل واحد بل توام متشابك
"هل زرت عيادة طبية من قبل يا حسنة "سالت سما
"لا"امتعضت سما وهي تتابع عملها في تحضير المكان البدائي ليصبح غرفة ولادة احضر لها علي علاقة ملابس لتضع لها المصل وعلقتها من الطرف الاخر في سقف الخيمة عبر احد القضبان والسرير قد تم إحضاره وبدا نقل حسنة اليه قد اقتنع حمدان اخيرا ووافق على حملها هو واخيها ووضعها في السرير طلبت سما ان يتم سحبها لتكون راسها في المنتصف ووضعت عدة وسائد اسفل ظهرها وبدات بتعقيم ما حولها جيد انها فكرت بذلك وأحضرت المعقم البخاخ معها وضعت المصل بيد حسنة معززة محتوياته ببعض المغذيات ومهديء فهي ليس بحاجة لمحفز طلق
حسنة تأن من الالم ولا جديد الطفل مكانه التوسع كبير ومناسب لكن لا جديد وضعت سما السماعة على بطن حسنة تسمع دقات قلب الطفل يا الهي انها بحاجة بمعدات لو ان حمدان يوافق على ذهابها الى المشفى قياس ضغط حسنة جيد لكن ماذا لو كانت زمرة دmها مختلفة عن الطفل ماذا لو احتاجت الجفت الطبي وماذا وماذا ...القائمة تطول
عادت لفحصها مرة اخرى حجم الرأس ليس كبيرا لكي لا يخرج اذن هناك شيئان اما انهما توام او ان الحبل السري هو العائق وفي كلا الحالتين الجراحة هي الخيار المناسب لكن في حالتها لا يمكن ذلك
ماذا سما هل ستياسي لا ليس الان وليس مع اول حالة تعالجها هنا حزمت امرها وشجعت نفسها لتبدا العمل
٧
كان المساء قد حل تجهز مرعد للخروج من مكتبه بعد ان أنهى الاجتماع مع الكوادر الأمنية فهذه فترة حرجة وعليهم البقاء على اهبة الاستعداد عنـ.ـد.ما دخل عليه رجل معرفا نفسه انه الطبيب حسام سيف الدين "انا مبعوث من وزارة الصحة اتيت للتأكد من تسليم الطبيبة سما بعض المعدات والأدوية انها منحة من والدها وبعض رجـ.ـال الاعمال لكني لم اجدها لقد انتظرت لعدة ساعات لكن لم يظهر احد ولدي رسالة من وزارة الصحة للمدعو سالم وحازم وام السعد بوجوب تواجدهم على راس عملهم صباح الغد او انهم سيعرضوا أنفسهم للمساءلة القانونية "
فكر مرعد يبدو ان الطبيبة لم تضيع وقتها ولا والدها الذي يدعمها في كل ما تفعل
"ما المطلوب مني "ساله مرعد
"سعادتك الوجهة الأمنية الوحيدة هنا وهذه عهدة يجب ان نضعها في المركز الصحي ويجب ان يستلمها احد "
"الامور الطبية ليست من شأني "
"لكن مرعد بيك انها أدوية وقد تفسد ان لم يتم تسليمها وحفظها بطريقة مناسبة يمكن لحضرتك ان تحضر وضعنا لها وتوقع على ذلك حتى تعود الطبيبة و عندها يمكنك ان تخلي مسؤوليتك لايمكننا البقاء اكثر "
على مضض تحرك مرعد معه هذه الطبيبة كتلة من المشاكل التي لا تنتهي كانت تنقصه هي ايضا
*******
قادت سيارتها عائدة لقد تاخر الوقت وهي تشعر بالتعب في كل جسدها لقد تمكنت من مغادرة مخيم الغجر بمعجزة بعد ان وعدتهم ان تعود غدا لتطمئن على حسنة وطفليها يا الهي لقد كان الله رحيما بها حيث ان حدسها صدق وكانا توام واستطاعت إخراجهما للحياة بعد مناورات عديدة منها افراغ كيس الحمل ووضع حسنة على جنبها حتى تتحكم في إخراجهما كان ذلك مضنيا لكنها نسيت كل ذلك عنـ.ـد.ما سمعت بكائهما مما يعني انهما بخير وقد اخذا اول أنفاسهما ساعدت في تنظيف حسنة وما حولها وقد أعطتها مصلا اخر لتغذيتها وإبر الكزاز والتيتانوس
كان تغسيل الطفلين متعة اخرى وخبرة جديدة تراها لاول مرة اما عن علي فهو اراد ان يقدm لها اي شيء تريده مقابل مساعدتها لأخته وحمدان القاسي تحول فجاة لشخص اخر عنـ.ـد.ما علم انه حصل على طفلان ذكران مرة واحدة وقدm لها مبلغا كبيرا من المال لكنها رفضته وهو غـــضــــب ولم يرضى الا عنـ.ـد.ما شرحت له انه عملها ولا يمكنها ان تاخذ منه شيء ولم يتركها تغادر كان يريدها ان تشارك
احتفالهم الذي سيستمر لسبعة ايام لكن وعدها بالعودة للاطمئنان على الطفلين وحسنة هو الذي شفع لها و.جـ.ـعلهم يطـ.ـلقون سراحها
٨
تقدmت بخطوات مترددة عنـ.ـد.ما رات السيارات الواقفة امام العيادة
ماكادت تطأ قدmها الدرج المؤدي اليها حتى ظهر من داخلها هاتفا
"اين كنت ؟"
لوهلة تبخر التعب الذي كانت تعاني منه وقفت بتحدي باي حق يسألها
"لا تقل انك افتقدتني أجابت ساخرة واردفت ام انك قلقت علي " اتبعت كلمـ.ـا.تها نظرة متهكمة نـ.ـد.مت عليها- عنـ.ـد.ما لاحظت تـ.ـو.ترا في ملامحه سرعان ما كساتها البرودة
"...هناك من يسال عنك شحنة دواء "
فهمت ان والدها قد تدخل وساعد في إرسال المواد التي طلبتها
"هناك أوراق عليك توقيعها انها عهدة عليك وغيابك أخرنا"
"كانت حالة ولادة متعسرة -سارعت تبرر لا تعلم لما- عند الغجر "
أومأ بتفهم " كان يجب ان تخبري احد ..."
"من لا موظفون لدي ولا احد يأتي للمركز "
"ان كنت لا تمانعين لننهي الامر "قاطعها دون تعليق وبقلة اهتمام لكلمـ.ـا.تها
"اجل بالطبع "لما توقعت انه سيتفهم اجابته وهي تدخل العيادة مسرعة لتتسلم الأدوية والاجهزة التي وردت بينما عيناه تتابع بشيء من اللامبالاة
ماذا الان فكرت سما وهي تحصي المواد الم يطلب منها ان تطور العيادة هاقد فعلت لما يعاملها بهذا الجفاء
"لقد طلبت سيارتي اسعاف..."
"وصلت واحدة وقد تم تسليمها لوحدة الدفاع المدني "
صمتت برهة "لدي تبليغ ولادة .."
"أعطني اياه وغدا سأهتم به "بدا نافذ الصبر كانه لا يطيق البقاء لدقيقة زيادة
"لقد اخبرني والدي انك تقدmت بطلب لإمدادات الكهرباء و..."
"اجل من عدة أشهر ولم ينفذ ..بينما طلباتك قد نفذت فورا من الجيد ان يكون والدك ذَا نفوذ "
"ليس صحيحا لم يوفروا لي سوى مولد كهربائي احتياطي ...هل هذا هو ما يغـــضــــبك ظننت ان اي تحسين مهما كان صغيرا سيكون لمصلحة المنطقة "
قالت تتابع توقيع الأوراق وسلمتها له بينما انصرف الباقين
وهو يلحق بهم
"لحظة قالت تستوقفه
"لست ..انا لست قـ.ـا.تلة ..لم يكن"لا تعلم لما ارادت ان تبرر له
قاطعها "انا لست قاضيا لاحاكمك لكني لا امنع نفسي من التساءل لو كنت طبيبة عادية ووالدك ليس من الأعيان هل كنت ستأتي هنا ام ان ما حدث كان سينهي مستقبلك الطبي "شعرت بالغـــضــــب يشتعل في راسها يقول انه ليس قاضيا سخرت في نفسها قبل ان تجيبه "وانا أتساءل فعلا لو كان والدي ليس من الأعيان او كنت رجلا هل كُنتُم ستنبذوني هكذا ..هل كُنتُم ستهجرون العيادة وترفضون اي تواصل أحاوله ..ان كنت لا تلاحظ منذ وصولي لم يطرق باب عيادتي الا الغجر ولحالة طارئة لذا ارجوك دعنا لا نصدر احكاما لن نعرفها ابدا ولا تعاتبني ان طلبت مساعدة والدي كنت اظن ان ذلك سيفرحك خصوصا انك انت من لمح لي بذلك "
لم تخلو نبرته من اللوم "كنت اتمنى ان تحاولي مساعدة الناس لا ان تحولي عيادتك وبيتك لفندق خمس نجوم ان لم تلاحظي المساعدة مقتصرة على جعل إقامتك اكثر رفاهية وسهولة انت لم تقدmي شيء للآخرين ...غدا سيبدا وتوصيل شكبة الهاتف والإنترنت يمكنك ان تري مدى الإفادة التي ستعم على الباقيين "أنهى جملته وخرج كالعادة تاركا اياها مصدومة لا تعرف بما تجيب "يا الهي وكل هذه الاجهزة والأدوية لما احضرتها "
٩
لقد ابلغ الممرضان وام السعد ان يبدؤوا دوامهم عن طريق احد افراد الشرطة مؤكدا على ام السعد ان تنتبه لها فالوضع غير امن وهي طبيبة قد تؤذى بطريقة او اخرى اذا فعلا تسلل احد المخربين
******
استيقظت في الصباح لتذهب الى المركز الذي قد تم الانتهاء من العمل لتوصيل الاجهزة الجديدة كما انها كلمت والدها وطلبت منه العمل لإكمال خطوط الكهرباء والماء كما وعدها حملت بعض الأدوية والمطاعيم لتأخذها معها عند الغجر وغادرت استقبالهم لها كان حافلا وأنساها لفترة يأسها الذي تعانيه من رفض اهل القرية لقد وعدها حمدان ان يجعل افراد عشيرته ياتون الى المركز الصحي ويتم الكشف عليهم وهذا ما جعلها تتحمس لتقديم العلاج لهم بنفسها بعد ان عرفت مما يعاني كل شخص مريـ.ـض منهم كما انه سمح لها بان يقدm أوراق اولاده وأولاد العشيرة ليتم تثبيت تواريخ ولادتهم عنـ.ـد.ما عادت كان النهار قد انتصف حملت تبليغ الولادة وتوجهت الى المركز الأمني
********
ما ان ارآها صقر حتى ابتسم متجها الى عمه
"ها قد عندنا "قال صقر له"دقيقة وتطرق الباب "شرح له
"صباح الخير قالت سما تدخل مكتب مرعد
"ما الامر "بادرها مرعد
"لدي تبليغ الولادة اتذكر !؟"
"في الخارج عند المدخل في جهة اليمين هناك مكتب مكتوب عليه التبليغات سلميه له"
"حسنا لكني اريدك في موضوع اخر "
تنهد مرعد "ماذا ؟"
"عند زيارتي للغجر لاحظت وجود مخيم اللاجئين اريد ان ازورهم وأقدm لهم الخدmـ.ـا.ت التي يحتاجونها"
"ما الذي يمنعك "
"اريد مساعدتك لايمكنني فعل ذلك وحدي اريد اسعاف ربما احتاج لنقل احدهم اريد سيارة شرطة فأنت تعلم ربما تحدث بعض المشاكل ويرفضوا نقل الحالات الخطيرة "
"بخصوص الاسعاف يمكنك طلبها من مركز الدفاع المدني اما عن سيارة الشرطة فلا يمكنني ذلك والان اسمحي لي لدي بعض الاعمال المستعجلة اذهبي لتقدmي التبليغ لكني اخبرك سيكون الامر صعب لانهم من الغجر "
"لا باس كل ما اريده ان يتم تحديد مكان وتاريخ الولادة في ورقة رسمية لاجل الطفلين ...بخصوص الاسعاف انت تعلم انهم لن يخرجوا الا لحالة طارئة مجرد توصية منك سيجعلهم يوافقون "
"حسنا ساخبرهم لكن اريد ان اطلب منك ان لا تذهبي وحدك الى الغجر دعي ام السعد ترافقك وحاولي ان لا تعودي متاخرة المنطقة شبه مقطوعة لا تسيري في الطريق وحدك "
ابتسمت سما هل يعقل انه قد تقبلها ليس هذا فقط بل انه ايضا سيساعدها
"حسنا ساذهب لمكتب التبليغات واعود حتى تكلم الدفاع المدني "
خرجت من مكتبه سعيدة
بينما صقر ينظر له "لا افهم "
"يمكنها ان تكلم الاسعاف بنفسها فلن يرفضوا لكنها شخص اتكالي اعتادت ان تعتمد على الآخرين ليسيروا امورها دون ان تتعب نفسها دعنا منها علينا ان نغادر هناك بعض الإمكان اريد زيارتها والتأكد من حراستها جيدا "
قال مرعد مغادرا
*******
"اين غادر "سالت سما الشرطي الذي يقف خارج مكتبه
"لا ادري "
"متى يعود "
"لا ادري عاد وآجابها بلا مبالاة
"حسنا يبدو انه يتهرب منها فكرت سما سأنتظره في المكتب "قالت تدخل مكتبه واختارت الأريكة المقابل لمكتبه حيث طالعها اسمه الذهبي يسخر منها
********
كان الوقت متاخرا عنـ.ـد.ما دخل مرعد مكتبه ليصدm برؤيتها تنام على الأريكة
"لا اصدق هتف مرعد مناديا الشرطي الذي يقف على باب مكتبه
"ما الذي تفعله هنا "
"لقد طلبت ان تنتظرك في المكتب ولم استطع ان ارفض "
"كم هي عنيدة قال صقر ما الذي ستفعله بها "
"لا اعلم زفر مرعد بيأس هذه المراة مستحيلة نظر حوله لا يوجد شيء يغطيها به خلع سترته ووضعها عليها ثم نادى الشرطي في اي وقت تستيقظ رافقها الى بيتها لا تجعلها تغادر وحدها "
"امرك معاليك "اجابه الشرطي بينما مرعد وصقر يغادران فلا يمكن إكمال عمله وهي نائمة امامه
ما ان دخلا المنزل حتى استقبلتهما صبابة ووالدته فوز
"لما تأخرتما " بادرت فوز
"عمل يا امي قال مرعد قبل ان يجلس بتهالك على اقرب مقعد له
"لدينا هذه الفترة الكثير من العمل ان اخي رعود يهديكما السلام "
"هل أتى "سالت صبابة
"لا لقد زرناه في موقع عمله اليوم "اجاب صقر قبل ان يكمل لن تصدقا ما حدث اليوم قال باسما وبدا يسرد عليهما تصرف الطبيبة سما وسط اندهاش فوز وامتعاض صبابة التي نظرت الى مرعد "الا يمكنك منعها من دخول المركز "
نظر مرعد لها تصرفاتها تحيره احيانا "لا يمكنني منع احد قال ناهضا انا متعب يجب ان ارتاح قليلا فلدينا يوم حافل غدا وانت كذلك صقر نظر له بلوم وتوقف عن نقل الأخبـ.ـار لوالدتك وجدتك"وانسحب الى الداخل بينما عينا صبابة تراقبه وفوز تمسك بصقر اخبرني المزيد عن هذه الطبيبة"
١٠
نهضت تشعر بالتواء عظامها نظرت الى ساعة يدها
لتصدm انها الثانية والنصف لقد تجاهلها مرعد تركها هنا وحدها واتى وراها نائمة وتركها لم يكلف نفسه انه يوقظها حسنا قالت تنظر لسترته هي تعرف طريقة جيدة لن تجعله يتجاهلها مرة اخرى
********
"هل تظن انها ما تزال نائمة "قال صقر لعمه بينما يجلسان في الصالة الداخلية لتناول القهوة قبل ان يغادرا
قالت والدته "أليس من المفترض ان ندعوها "
"اظن ان علينا هذا "
أكدت صبابة
نقل مرعد عينيه بينهما كان يعلم ان وجودها سيثير فضول نساء العائلة خصوصا بعد ان عرفن عما حدث امس فبالتأكيد والدته وصبابة سيرغبون بالتعرف عليها وان اختلفت أسباب كل منهما
"يمكنك ان تدعيها "اجاب والدته بلامبالاة
صوت جرس الباب قطع جواب والدته
دخلت زهية مسرعة "سيدة في الخارج تقول انها الطبيبة سما وتريد ان ترى السيد مرعد "
ابتسم مرعد داخليا متمتما "اذكر القط " وتبادل نظرة تفاهم مع صقر
"هل اخرج لها "
"لا دعها تدخل يبدو ان والدتك ووالدتي ترغبان بالتعرف عليها وهاي هي أتت بأسرع ما أرادتا"
كانت تنقل نظرها ببهو الفيلا القصر لا تدري ما تسمي هذا المكان لكن الشيء الذي لاح بعقلها هو المنزل فعلى الرغم من اتساعه الا ان هناك شيء دافيء فيه عقدت حاجبيها عنـ.ـد.مارات صقر قادm
ما معنى هذا فكرت الا يريد ان يستقبلها
"تفضلي طبيبة سما "قال صقر دخلت الى الصالة الداخلية تتبع خطوات صقر وما ان دخلتها حتى احست بنوع من الالفة مع رائحة البخور والقهوة التي عبقت بها الغرفة باثاثها البسيط الذي يعطي شعورا بالراحة والــســكــيــنــة انتبهت لحركة مرعد عنـ.ـد.ما وقف لدخولها بينما باقي افراد عائلته حوله لكنها لم تستطع ان تميزهم فكل فكرها كان منصبا عليه الان وبدت خطتها ضئيلة وواهنة اين زوجته فكرت سما فخطتها تعتمد على وجودها نظرت الى الامرأتين الواقفتين على بعد خطوة منه احداهما بدت كبيرة السن ملامح الوقار والهدوء واضحة في نظرتها وتخللتها ابتسامة ترحيب صادقة والأخرى كانت اصغر لكنها نظرت اليها بتقييم وتفحص ولم يبدو على ملامحها اي تعبير لابد انها زوجته فكرت سما قبل ان تلفتها حركته المتململة لتدرك انها هي من دخل عليهم وعليها قول شيء قبل ان تبدو بلهاء تمامًا
"صباح الخير "نطقت اخيرا
"صباح الخير أجابها مرعد قبل ان يكمل وعليك السلام والرحمة"
لماذا تربكها مجرد رؤيته تساءلت تحاول تجميع اي شيء لتقوله
"اسفة لقدومي هكذا ...لكن أردت ان أعيد لك هذه" قالت تشير الى سترته التي تحملها بين يديها
"لم يكن عليك ان تتعبي نفسك كان يكفي ان تتركيها في المكتب"
ما هذه الورطة قالت تنظر لمن يفترض انها زوجته الامر لم يأتي بردة الفعل المناسبة
ربما والدته احست بتـ.ـو.ترها فبادرت "اهلا بك ياطبيبة تفضلي "قالت تلقي نظرة لوم الى مرعد
"كنا سندعوك اليوم لنرحب بك اشارت لها الى المقعد الأقرب اليها
قبل ان تتحرك للجلوس مد مرعد يده نحوها بينما هي تنظر لها
"...لقد اخذتها معي عنـ.ـد.ما غادرت المكتب كان الجو بـ.ـاردا"
"ماذا ؟؟!"أتى سؤاله معنفا اكثر منه مستفهما
أصبحت بحاجة فعلا للجلوس فنبرة صوته سببت لها ارتباكا وتـ.ـو.ترا كبيران
"انهضي قال أمرا قبل ان تكمل جلوسها مما جعلها تنتفض وافقة في اي ساعة غادرتي المكتب "
"الواحدة ربما الواحدة والنصف ...لم تتجرأ على قول انها كانت الثانية والنصف كأن فرق ساعة سيؤثر "
"الم أحذرك من السير في طرقات القرية ليلا لماذا لم تاخذي معك الشرطي لقد امرته ان يبقى في الغرفة المجاورة "
"لقد استغلت انه لم يكن على مكتبه وخرجت ...انا لست صغيرة انا قادرة على حماية نفسي جيدا "
زفر نفسا غاضبا ونظر لها بيأس " قولي لي كيف كنت ستدافعين عن نفسك لو هاجمك ذئب او كـ.ـلـ.ـب بري "
"انت تخيفني فقط ...هتفت لا يوجد شيء ثم كنت ساجد طريقة لا تقلق نفسك "
صر على أسنان قبل ان يقول "اتعلمي معك حق ..اخرجي وقتما تريدين لعلها اشارة من الله ليرسل لك احد تلك الحـ.ـيو.انات تخلصك منا وتخلصنا منك"
شهقت والدته من كلمـ.ـا.ته
"أعطني السترة امرها متجاهلا نظرة الصدmة على وجهها
استجمعت نفسها بعد قسوة كلمـ.ـا.ته
"لا....لن اعطيك اياها حتى تعدني انك ستساعدني ولا تتجاهلني كما الامس "
نظر لها كانها مـ.ـجـ.ـنو.نة مفكرا لعلها لا تفهم لغتنا ربما لم تفهم ما قاله
"هل فهمتي اي كلمة مما قلت "
"لقد فهمتك تماماومع ذلك انا لن اخرج من هنا حتى تعدني"
"صقر أوصل الطبيبة الى عيادتها وتأكد انها مستقرة بها
واياك ان اراك في المركز او قربه انت طبيبة وعملك في العيادة فلا تغادريها والا سأضع حارسا لك على بابها يمنعك من الخروج منها "
بمزيج من الصدmة والغـــضــــب "لا يمكنك ذلك "
"جريبني"قال ومد يده لستْرته بمباغته ليسحبها منها وينصرف بينما هي وامه وصبابة يراقبن بصمت
"تفضلي "قال صقر من خلفها
"لا عليك اعرف طريقي "
"كلا يجب ان أوصلك "
"انت تعمل تحت امرته ومضطر لاطاعته لكن انا لا ولن افعل "
قالت خارجة هي الاخرى بينما صقر يتبعها عالما انها ستسير المسافة الى عيادتها حتى لو كانت حافية على ان تقبل أمر مرعد وتركب السيارة معه لذا ركب سيارته يتابع سيرها بينما تتجه هي الى العيادة
ما ان وصلت بابها "ها قد وصلت سالمة يمكنك ان تخبره ذلك "
قالت لصقر الذي ترجل من سيارته متجها اليها
"اهدئي يا طبيبة عمي معه حق كان ممكن ان تعرضي نفسك للخطر بخروجك ليلا "
"ماذا ان كان لا يساعدني "
أتى جوابها خارج الموضوع
"لا يمكنه ان يجبر الناس على زيارة عيادتك انت يمكنك ان تنظمي زيارات الى منازلهم والدتي وجدتي ستساعدانك"
"لكني حاولت ولم يستقبلوني"
نظر مشفقا عليها "انا اعلم بما تفكر اني طبيبة فاشلة وقـ.ـا.تلة لكن الامر لم يكن هكذا لقد كان المريـ.ـض يتعاطى المـ.ـخـ.ـد.رات وحالته خطرة تتوجب عملية فورية وعند سؤال ذويه بغباء رفضوا اطلاعي على الحقيقة لم يكن بإمكاني الانتظار لدقيقة لان حياته كانت في خطر لكنه في النهاية تـ.ـو.في لم يتحمل جـ.ـسمه المـ.ـخـ.ـد.ر وجرعة المـ.ـخـ.ـد.رات التي تناولها اعلم كان يجب علي انتظار نتائج تحليل الدm لكن هذا ما حدث انا لم أنفى الى هنا لاني قـ.ـا.تلة يمكنني تبرأت نفسي لكن انت تعلم من والدي الامر سيكون سيئا مجرد ذكر اسمه سيقلب الامور لذا كان الحل الأفضل ان ابتعد "
"لا باس يا طبيبة قال شاعرا بالنـ.ـد.م لافكاره المسبقة عنها "
"كل ما اريده هو فرصة "
"جدتي وامي ستساعدانك "
"سارى ربما أتسلل إليهما بينما السيد مرعد غير موجود قالت باسمة تدخل عيادتها تجهز الأدوية التي ستأخذها معها عند الغجر فالليلة سيكون احتفال كبير بمرور اسبوع على ولادة الطفلين
١١
"يا الهي الن تكف عن إزعاجه لقد مر بيوم عصيب وها هي تغادر مرة اخرى ضاربة بكلمـ.ـا.ته عرض الحائط نظر الى الرجل الذي سلمه علبة المطاعيم ليتم حفظها هذا ما كان ينقصه ان يعمل لديها عامل توصيل ذهب الى العيادة ليسلم العلبة للممرض الذي لم يكن موجودا ايضا ماذا يفعل !
رأى خيالها تسير اتية من أقصى القرية اين كانت تساءل ملاحظا اقترابها كان هناك شيئا في طريقة سيرها غير اعتيادية انها ...مترنحة
ما ان وصلت اليه حتى تاكدت ظنونه
"أين كنت "بادرها ما ان اقتربت
"اييشش قالت تضع سبابتها على فمها سيستيقظون لا تخبر احد كنت عند الغجر "
قالت كلمـ.ـا.تها بلهجة ثقيلة اقترب منها مرعد ناظرا في عينيها الزائغة
"انت منتشية ؟!"هدر بها بصوت كالرعد
"قلت لك ايييشششش "بابتسامة بلهاء بينما حركتها غير ثابتة وهي تفتح حقيبتها لتخرج المفتاح الذي لم تجده
ما الذي يفعله بها هذه الحمقاء
تدندن لحنا غريبا أخذ منها الحقيبة واخرج المفتاح وعنـ.ـد.ما مده لها تحركت يدها بحركات خرقاء تحاول إمساكه دون جدوى لتنفجر بالضحك
"كفى مزاحا "قالت غير متحكمة بترنها
"قف ثابتا ارجوك لا أستطيع ان أخذ المفتاح "علقت مدعية الجدية
تنهد بضجر متمنيا ان يضـ.ـر.ب راسها في الباب كيف قبلت ان تخدع من قبل الغجر
ام تراها لم تخدع وتناولت ما أعطوها برضاها
"ابتعدي "زجرها يفتح الباب وأمرها بالدخول لكنها تسمرت مكانها ثم عادت الضحك
"نسيت كيف إسير"قالت بين ضحكاتها الصاخبة قبل ان يدفعها الى الداخل بخشونة في هذه اللحظة كان العريف قد احضر ام السعد
"كيف تتركيها تذهب الى الغجر وحدها
"صرخ مرعد بها مما جعل المراة ترتجف
"لقد غادرت بعد ان تركتها "قالت ام السعد بقلق تلاحظ حال الطبيبة سما
"اجلسيها "
تقدmت منها ام السعد واجلستها على الأريكة
"حضري لها القهوة وحبتان مسكّن بسرعة "أسرعت ام السعد تنفذ
"تعال اجلس قالت سما تربت الى جانبها
مما جعل مرعد ينظر لها بدهشة
"اصمتي "جاء رده حادا
"هادm الفرح قالت سما بطفولية ترجع راسها الى الخلف "عنـ.ـد.ما رأيتك ظننتك وسيما لكن سرعان ما عرفت انك كباقي الرجـ.ـال اوغاد متسلطون "
"ما الذي تناولت عند الغجر مصل الحقيقة "قال ساخرا
ضحكت بشـ.ـدة كانه قال طرفة ما بدت كانها طفلة صغيرة عابثة
"اصمتي قال بحزم ما الذي يفعله بها ان سمعها احدهم واتى ورآهما معا ....يا الهي اي فـ.ـضـ.ـيحة ستسبب
"دائما أوامر انت لا تفعل شيء سوى الأوامر "
وقفت بطريقة غير ثابتة ترفع يدها بتحية عسكرية
"امرك سيدي "قالت وعادت للضحك الذي جعلها مترنحة اكثر لتسقط للأمام عليه
امسك ذراعيها بحزم ليبقيها بعيدا عنه
"حمقاء غـ.ـبـ.ـية "
من بين ضحكاتها "قـ.ـا.تلة لا تنسى هذا "
اجلسها بخشونة فتاوهت "اه هذا مؤلم "متذمرة بينما يدها ترفع لتضعها على عنقه مستغلة قربه منها نظرت الى عيناه
"لما تكرهني هكذا "قالت بنعومة نظرتها زائغة ولسانها ثقيل لكنه سمعها بوضوح عنـ.ـد.ما اكملت "انا اريدك لكنك تكرهني صوتها اقرب للهمس كانه تعويذة جعلت عيناه تجحظ غـــضــــبا وقبل ان يدرك رفع يده لتسقط على خدها مسببة صوتا وألــما لاسعا على بشرة كليهما وقعت راسها على الأريكة جـ.ـا.مدة بلاحركة هو الذي لم يلمس امراة غريبة في حياته تكون هي اولهن وتكون لمسته صفعة هذه المراة خطرة غـ.ـبـ.ـية و...استغفر الله قبل ان يكمل ناظرا الى جمودها هل مـ.ـا.تت فكر وهو ينظر الى حركة تنفسها البطيء قبل ان يهدر
"ام السعد "
"نعم ...نعم "اتت مسرعة تلبي نداءه
"يبدو انها نامت أبقي معها حتى تستيقظ لا تتركيها"
"حسنا سافعل "
خرج من بيتها كان الف شيطان يلاحقه كيف تجرأت ونطقت بتلك الكلمـ.ـا.ت انها بلا اخلاق
↚
الفصل الثاني
صداع يفتك في راسها يرافقه شعور بالانزعاج بسبب الكوابيس التي رأتها فتحت عينها على مضض تشعر بالثقل بهما ويـ.ـؤ.لمها الضوء الساطع للنهار حاولت التحرك لتتخلص من تيبس جسدها ...لما تنام هنا انها ليست في سريرها ولما لا تزال ترتدي ملابس العمل نظرت حولها بشك متجاهلة الم راسها لما ام السعد هنا تنظر اليها
"ما الذي تفعليه هنا "سالت سما بصوت مبحوح
"امرني السيد مرعد ان أبقى معك عنـ.ـد.ما عدت متعبه ...هاك لقد قال ان اعطيك القهوة ودواء مسكّن اظن ان هذا هو "قالت مشيرة لقرص الدواء الموضوع في الصنية الى جانب القهوة
يا الهي لم تكن كوابيس لقد كان مرعد هنا فكرت سما بصدmة تضع يدها على راسها متذكرة احداث امس
***********
لقد كان قدوم الغجر الى المركز الصحي عامل إلهاء جيد لسما حاولت خلاله تناسي تلك الحادثة لكن هل ضـ.ـر.بها فعلا وجود اثار حمراء أخفتها جيدا على وجهها يؤكد ما حدث تلوت في داخلها يا الهي ما الذي قالته لتسحق هذه الصفعة
*********
لقد مرت عدة ايام ولم تحضر أتراها تتذكر ما حدث وتشعر بالخجل فكر مرعد بانزعاج متذكرًا كلمـ.ـا.تها ويدها التي لمسته ...يا الهي هتف غاضبا في نفسه
ليخرج من مكتبه يريد ان يذهب من جولة ميدانية عله يخرج هذه الصورة من عقله
********
لقد تاكدت من ان جميع الاطفال قد تم تطعيمهم وفحصهم غدا تبدا بالحوامل وكبـ.ـار السن ثم الرجـ.ـال والنساء كانت زيارتها للمخيم مثمرة فكرت سما سعيدة انها قامت بإنجاز وهي تتحرك الى سيارتها مغادرة المخيم بينما بعض الاولاد الصغار يلوحون لها ابتسمت لهم لكن سرعان ما اختفت وهي ترى تلك السيارة التي باتت تعرفها جيدا يتبعها سيارتان شرطة ارادت ان تجلس في سيارتها وتنطلق بسرعة لكنه ليس تصرف لبق وستظهر انها تهرب هي فعلا تريد الهرب
يا الهي فكرت لو انها تتذكر ما حدث ذلك اليوم انها ترى بعض الصور لكنها مشوشة ولا يمكنها الاعتماد عليها لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكنها تجاهله هي اثار الصفعة على وجهها مع انها تقنع نفسها انها ممكن ان تكون رضة اثناء نومها تنهدت بيأس وهي ترى السيارة تقترب منها وتبطىء سرعتها
ترجل السائق ليفتح الباب لمرعد الذي نزل على مهل ينظر لها بمزيج من الغـــضــــب والاحتقار
تلهت سما كانها تبحث عن شيء في حقيبتها محاولة ان لا تنظر اليه
"ما الذي تفعليه هنا "
مكملة بحثها عن اللا شيء الذي لا تجده
"كنت في زيارة للمخيم "قالت ترفع عينها على مهل
"اريد ان آراك في مكتبي بعد أنتهاء دوامك في المركز "امرها وابتعد مسرعا
ما الذي يريده منها ! فكرت سما بيأس تصعد سيارتها بينما تراقب سيارته وما خلفها يبتعد
مجرد ان راها ادرك شعورها بالذنب اذن هي فعلا مذنبة وهو لن يترك الامر يمر بسلام
********
جلست نساء العائلة وفتياتها الكبيرات في قاعة البيت الداخلية لشرب القهوة وتبادل الحديث
"عمي مرعد وصقر مشغولان هذه الفترة انهما لا يعودان الا في وقت متاخر "قالت راية بقلق
"وصخر ايضا "علقت فرحة
"لاحظت هذا ايضا قالت الجدة فوز فليعنهم الله خصوصا مع اللاجئين الفاريين من ويلات الحرب في بلدهم يحاولون تقديم كل ما يمكن لهم "
"ان القرية بالكاد تقدm لنا نحن اَهلها ما يلزم لياتي هؤلاء ...."قالت صبابة بأسلوبها الفظ كالعادة لكن الجدة قاطعتها "هؤلاء هم اخواننا وعلينا ان نستضيفهم في بيوتنا لو ان الحكومة لم تقدm لهم المخيمـ.ـا.ت كيف أمكنك قول هذا صبابة عنفتها "ليعم الصمت بعدها لكن صبابة الصغيرة قالت بحماس "اجل يا جدة فوز معك حق ان اوضاع المخيم سيئة حتى ان مدرستنا نظمت حملة مساعدات لهم والطبيبة سما تزورهم باستمرار لتقدm الخدmـ.ـا.ت الطبية احدى الفتيات تعرفت عليها تاتي للدوام في الفترة المسائية هي وباقي فتيات المخيم بعد ان ينتهي دوامنا أخبرتني ان الطبيبة وبعض الجمعيات يقدmن لهم الغذاء والكساء "
"يجب ان نذهب في زيارة للمخيم "قالت فرحة
"الطبيبة سما ستساعدنا فهي تعرف احوال الجميع هناك "عادت صبابة الصغيرة لتوضح
"كفى ...هدرت بها صبابة الكبيرة الطبيبة ...الطبيبة لقد سمعت والدك لن يقترب احد منكم منها ..."
"لكن جدتي انها طبيبة جيدة بالفعل لقد ساعدت الغجر وسكان المخيم كما انها ..."
"قلت كفى "عادت صبابة لتهدر بغـــضــــب مجرد ذكر اسم هذه الطبيبة يتكهرب كل جسدها
"لكن انا اريد ان أراها الجميع يعلم انني اريد ان اصبح طبيبة وكنت افكر بان أساعدها في الاجازة حتى اتعرف على عملها عن قرب "
"هذا لن يحدث لانه هذه الطبيبة لن تبقى هنا هي سترحل "
قالت صبابة كلمـ.ـا.تها وسط ذهول الآخرين
"هي تظن ان بامكانها ان تعيش هنا وتصنع لنفسها مكانة لكن هذا لن يحدث "
"لما كل هذا التحامل ضدها "تدخلت فوز
"لانها ليست منا ولن تحظى بان تكون "أدلت صبابة بكلمـ.ـا.تها وغادرت المجلس بينما الأخريات ينظر لبعضهن بريبة لما تكرهها هكذا تنهدت فوز الكبيرة بيأس صبابة تصبح اكثر جفاءً وقسوة كل يوم فهي ترى في اي شخص يصبح محبوبا في القرية تهديدا لها لقد كانت غلطة كبيرة تزويج ابنها منها بعد وفاة اخيه فكرت تفتح باب ذكرياتها القديم
***********
دخلت بخطواتها المتعبة المركز الصحي الخالي كالعادة
"هل أتى احد "
"لا "إجابتها ام السعد تكمل فنجان قهوتها بلا اهتمام زمت سما شفتيها بحنق الى متى يبقى هذا الحال لا يوجد سوى الغجر وأهل المخيم من يقبلون خدmـ.ـا.تها رنين هاتفها قطع افكارها
"الطبيبة سما .."
"كيف انت يا طبيبة ...
"سليم ...قالت بلهفة كيف انت ولو انني غاضبة منك "
"معك حق اعلم انني لم اكن متواجد معك خلال تلك الفترة "
"ليس عذر كان يمكنك الاتصال "اجابته بدلال
"اسف عزيزتي ليس لي عذر الا انني انشغلت بالمؤتمرات لكني سأعوض عليك ذلك ساتي لزيارتك اخر الاسبوع القادm عنـ.ـد.ما اعود "
"لا يكفي "
سمعت ابتسامته "احبك عنـ.ـد.ما تغـــضــــبي مني فهذا يجعل ترضيتك تحديا لي "
"أذن فكر جيدا بترضية مناسبة فانا غاضبة جدا متى تصل ..."
"الاسبوع القادm هل تريدي ان احضر لك شيء من بـ.ـاريس "
"اممم دعني افكر انت مسافر منذ ثلاث اشهر ولم تكن معي خلال ذلك الوقت العصيب ولست معي الان لتشجعني في حياتي الجديدة في هذه الصحراء ثم تسألني ان كنت اريد شيء من بـ.ـاريس ؟!"
"الم اقل لك انا بحاجة لتحدي لأراضيك اممم الامر يحتاج لإبداع "
"انت بحاجة لكل مهاراتك "
"وانا لها يا طبيبتي اغلقت هاتفها بابتسام سليم دائما كان له تاثير جيد على مزاجها عنـ.ـد.ما يحدثها لو انه فقط يتوقف ولا يضغط عليها بأمر ارتباطهما
كان الدوام قد انتهى مع إنهائها الاتصال عنـ.ـد.ما اتى لها احد افراد الشرطة
"يا طبيبة لدينا إصابة في احد العناصر نحتاج مساعدتك "
هبت سما من مكانها تستدعي الممرض حازم ليرافقها
٢
كان كل شيء هاديء و جولته تكاد ان تنتهي لا دليل على اي اختراق
"كل شيء هاديء"قال صقر يتابع اتصالات الوحدات الأمنية التي نشروها
"أبقي الوحدات في مكانها ولتوافينا بكل جديد "قال مرعد يتبع الموقع قبل ان يتحرك ليعود الى سيارته ويتبعه صقر وصخر الذي ما كاد ان يفعل حتى لاحظ الغبـ.ـار المتصاعد من احد ثغور المنطقة الحدودية
"هناك اختراق "اعلن صخر مما جعل رجـ.ـال الأمن وصقر يتاهبون اما مرعد امسك مكبر الصوت يأمر ثلاث سيارات من نوع الجيب بان تتوقف مكانها لكن ردهم كان إطـ.ـلا.ق الرصاص مما جعل الوحدات الأمنية ترد عليها ليحصل اشتباك وتبادل للطلقات النارية اقترب صخر بحركة متهورة يصوب على احدى السيارات وقد اصاب احد راكبيها ولكن ردهم اتى سريعا ليصاب صخر بعيار ناري في ساقه قبل ان يلوذ المتطفلين بالفرار
اسرع مرعد الى ابن اخيه الذي صرخ متو.جـ.ـعا يحاول وقف نزف الدm بينما صقر يأمر احد العناصر بان يحضر الطبيبة قبل يلحق احدى وحدات الشرطة في مطاردتها للفارين
"اليس من الأفضل ننقله للمشفى "تدخل احد افراد الشرطة ناصحا مرعد
" لقد أبلغت الاسعاف لكن وصول الطبيبة سيكون اسرع خصوصا مع هذا النـ.ـز.يف "اجاب مرعد غير واثق تمام من قدرات سما الطبية لكن ربما تستطيع إيقاف هذا النـ.ـز.يف حتى تاتي سيارة الاسعاف
خلال دقائق وصلت الطبيبة سما وبدات بمعاينة جـ.ـر.ح صخر "احتاج لنقله "قالت سما مركزة على عملها
"ستاتي سيارة الاسعاف قريبا "اوضح مرعد
"سأحاول إيقاف النـ.ـز.يف لكن يجب ان يخضع لفحص وصور لنتأكد من خروج الرصاصة واي جـ.ـسم اخر قد يكون دخل الجـ.ـر.ح "
بدات ببتعقيم مكان الجـ.ـر.ح ومحاولة لفه حتى تسيطر على الدm يساعدها الممرض حازم
"هل الامر خطير "سال مرعد
"لا اظن أجابت سما بمهنية لكن الرصاصة قد اصابت احد الشرايين الرئيسية وهذا ما سبب النزف وقد يكون هناك كـ.ـسر في شظية الساق "
قاطعها مرعد "قد يكون ؟!"
"لا يمكنني الجزم يجب ان تخضع ساقه للتصوير "
قالت بصبر فهي تدرك انه لا يؤمن بقدراتها كطبيبة لكن كل ما يهمها هو حالة صخر المصاب والذي بدا يفقد تركيزه"اسمعني أبقى معي ما هو اسمك
"صخر أجابها بصوت بالكاد يخرج
"هل انت متزوج "
تدخل مرعد "ما شان هذا بجـ.ـر.حه"قال بنزق
"انا احاول ان ابقيه واعيا الصدmة والدm الذي فقده قد تجعله يفقد الوعي وهذا ليس جيدا "شرحت له بهدوء تتابع حديثها مع صخر بينما يدها تعمل بجد على جـ.ـر.حه صوت سيارة الاسعاف اراحها فقد ضغطت كثيرا على أعصابها محاولة ان تكون هادئة وان تجيب مرعد الغير واثق بها بمهنية دون ان تفقد أعصابها وتخبره بان يذهب الى الجحيم
ما ان وصل رجـ.ـال الاسعاف بحمالة لنقل صخر حتى بدات بحديث جدي وسريع باللغة الانجليزية مع طبيب الاسعاف الذي هز راْسه متفهما قبل ان يأمر احد الرجـ.ـال بان يحضر دعامة لتضع ساقه فيها ويتم رفع صخر الى الحمالة دخل الرجـ.ـال الى سيارة الاسعاف لتلحق بهم سما والممرض حازم
"الى اين "سالها
"ساذهب معهم لأتابع حالته"قالت سما تلاحظ حازم الذي استقل السيارة قبلها بينما مرعد قد منعها
"لا شكرًا لك يمكنك العودة الان المشفى سيقدm له العناية اللازمة "
كانت جملته الاخيرة المسمار الأخير في نعش تماسكها وهدوءها نظرت اليه بغـــضــــب واندهاش لم تتوقع منه هذا شاعرا بالانزعاج من تلك النظرة التي شملته بها هل لمح خيبة امل ولوم في نظرتها لا يمكنها ان تعتب عليه على عدm ثقته بها ليس مع ماضيها وليس بعد ان أراها منتشية هو لن يجعلها تستقل سيارة ملآ بالرجـ.ـال وحدها بعد موقفها معه أعطاها نظرة صارمة تدل انه لن يتراجع عن موقفه قبل ان يشيح عنها ويذهب الى سيارته ليلحق بسيارة الاسعاف بينما هي واقفة مكانها تنظر له بخواء ركب سيارته وأدارها لوهلة اراد ان يخبرها ان تعود فورا الى بيتها لكنه كان قد وعد نفسه بان لا يتدخل بما تفعل ومع ذلك رنا لها بنظره فرآها تجلس خلف عجلة القيادة لسيارتها وفي ضوء السيارات الشحيح رأى الفراغ الذي يحيط نظرتها كان روحها قد سحبت منها قبل ان تدير سيارتها بشكل الي وتنطلق عائدة الى القرية
٣
تشعر بقبضة تستحكم صدرها لا تعلم لما وضعت فوز يدها على قلبها تستغفر الله عل الضيق يفك عنها
"ما الامر "سالت صبابة التي بدورها تشعر بعدm الراحة منذ ان رات لا فكرت صبابة منذ ان دخلت تلك الطبيبة القرية وهي تشعر بان هناك أمرا سيحدث له علاقة بها
"لا شيء اشعر ببعض الضيق "أوضحت فوز تتمتم ببعض الادعية
********
تنهد مرعد بـ.ـارتياح عنـ.ـد.ما اعلمه الطبيب ان وضع صخر جيد وقد توقف النزف ولم يكن الكـ.ـسر كبيرا كل شيء بخير فكر مرعد متذكرًا الطبيبة التي عالجت صخر كان لإسعافها وتصرفها دورا كبيرا في مساعدة صخر ربما هي طبيبة جيدة عنـ.ـد.ما تكون في وعيها سخر مرعد وصورتها مترنحة تعود امامه
"يمكنك ان تراه الان "قال له الطبيب
"شكرًا "قال مرعد متجها الى غرفة صخر ...بعد ان يطمئن عليه يجب ان يتواصل مع صقر او يلحقه يجب ان يتم القبض على أولئك المخربين
********
تشعر بالحنق والغـــضــــب لما يعاملها هكذا ضـ.ـر.بت سما مقود سيارتها ناقمة على كل ما يحدث في حياتها
وصلت منزلها وترجلت القت نظرة على المركز الصحي المغلق قبل ان تزم شفتيها بيأس من مظهره المهجور توجهت اليه تفكر هل تعيد الأدوات ام تبقيها معها قبل ان تلحظ حركة وصوت مكتوم يأمرها بالتوقف
********
قوات الأمن تطارد الباقي منهم وهناك شرطي مصاب لذا هذه فرصة سانحة ليحصل على بعض الأدوية لاخيه المصاب فكر احد الفارين متجها الى المركز المهجور لقد راقب المنطقة لفترة طويلة قبل ان يستقر بها متخفيا هو ومجموعته الصغيرة لكن الأوامر قد وجهت لهم يجب ان يشتتوا الانتباه فهناك عملية نقل ضرورية عليهم القيام بها لم يظن ان رد قوات الأمن سيكون شرسا هكذا ولم يظن انه سيُكشف وتكون النتيجة إصابة اخيه تسلل خفية الى المركز يجب ان يحصل على بعض العلاجات بخبرته في الاسعاف سيتمكن من مساعدة اخيه ما كاد يصل حتى لاحظ سيارة الطبيبة التي توقفت واتجهت اليه مباشرة شـ.ـد على شماغه يخفي معالم وجهه قبل ان يختفي ليفاجئها ربما يضغط عليها ليساعد اخيه
*********
تجمدت الدmاء في عروقها شاعرة برعـ.ـب حقيقي
"مم من انت "قالت بتلعثم تحاول ان تدير وجهها للشخص الواقف وراءها
لكن قبل ان تفعل كانت فوهة السلاح تزرع في ظهرها تجعلها تقف في مكانها غير قادرة على التنفس
"مكانك هدر بها الصوت بحزم لدي إصابة في الذراع وأريد الأدوات اللازمة للإسعاف "
"حسنا يمكنني ان أساعدك "
"هه سخر الصوت
"انا طبيبة "قالت سما محاولة ان تبعد الذعر عن صوتها
"اعلم من انت ..."
"اسمع حقيبة الإسعافات معي قالت ترفع يدها لتريه اياها يمكنني ان اقلك بسيارتي فنصل اسرع ونساعد المصاب"
"وبعدها تبلغي عنا هذا اذا لم تكن سيارتك وهاتفك مراقبان ويتم تحديد موقعنا منهم "
"انت من اهل المنطقة ...لابد انك تعلم كم وجودي هنا مرغوب فيه وكم انا محبوبة اجابته سما على كل كما تريد لكن عليك ان تعرف ان مهنة الطب توجب علينا إنقاذ الحياة مهما كانت ..."
"اذا شعرت باي خيانة منك صدقيني لن تتمكني من زفر اخر أنفاسك "قال مهددا قبل ان يجذبها من ذراعها "الى السيارة "قال مختفيا اسفل المقعد الخلفي بينما يده تمسك السلاح وتغرزه في خاصرتها "لا تتوقفي لأي سبب واتبعي إرشاداتي "
"حسنا قالت سما تلعن غباءها لما لم تعطه الإسعافات وتنتهي ....الان تنـ.ـد.مي نهرت نفسها التي دائما تسقطها في المصائب
********
"انا لن أبقى دقيقة هنا "قال صخر ما استعاد وعيه
"لكن الطبيب امر ان تبقى تحت الملاحظة ل٢٤ ساعة على الاقل "اخبره مرعد بهدوء
"سأعود الى البيت ...هل تتصور مدى قلق جدتي وامي وفرحة ان لم اعد "
تنهد مرعد مدركا صحة كلمـ.ـا.ته "لكن جـ.ـر.حك بحاجة للعناية "
"هناك الطبيبة سما والممرض حازم يمكنهم المساعدة "اصر صخر
"حسنا سأخبر الطبيب "اجابه مرعد مغادرا غرفة
يجب ان ينتهي من هذه المسألة ليلحق بصقر الذي ما زال يطارد هؤلاء المخربين الماكرين
********
المنطقة منعزلة تماما لا حياة فيها مجرد صحراء جرداء نظرت سما حولها لو قــ,تــلت هنا لا احد سيجد جثتها
"توقفي امرها الرجل لتنفذ هي وتوقف سيارتها في اللامكان الوعر
"انزلي "
امتثلت سما لأمره امسك ذراعها يجذبها في اتجاه الجبال الصحراوية الوعرة
خائفة حد المـ.ـو.ت "الى اين نذهب "
لم يجبها الرجل استمرت بالسير المتعثر بينما هو يسحبها فعليا كانها شاه تاخذ للذبح
اتجها صعودا الى احد الجبال حتى وصلا الى كهف ياالهي فكرت سما كيف استدلوا على هذا المكان ناظرة للرجل المصاب الذي قد تمدد على كيس نوم للرحلات وقد غطي وجهه حتى لا تراه والرجل الاخر الذي تحفز ما ان راها تدخل
"هل جننت ؟!"سال الرجل الذي في الكهف الرجل الذي كان معها "كيف تحضرها هنا"
"لا تقلق "اجابه الرجل قبل ان يدفعها "هيا قومي بعملك "
المكان غير مناسب للعلاج فكرت سما لقد مرت في تجارب هذه الفترة لم تكن تتوقعها طوال حياتها
الرطوبة قـ.ـا.تلة وضوء الشحيح يأتي من مصباح بطارية خلعت سما معطفها الطبي فالحرارة لا تطاق وهي تحتاجه لرفع راس المصاب
نظر للرجل الذي احضرها والاخر الذي وقف الى جانبه "ساعداني "هتفت بهما فتقدmا وبدات معاينة جـ.ـر.حه وعلاجه
إصابته ليست خطرة لكن مكانها صعب فهي عند مفصل الكتف وهو دائم الحركة كما انه مجمع للعروق و التأخر في انقاذه ادى لفقدانه الكثير من الدmاء لا رصاص في الجـ.ـر.ح ولا شرايين رئيسية مقطوعة تاكدت سما بالمعاينة العينية واستخدامها للفحص باللمس فهي لا تملك غير هذه الأدوات
عمقت الجـ.ـر.ح وأوقفت النزف وبدات بتقطيبه هذا أقصى ما يمكنها تقديمه بعد ان انتهت
"اتركي جميع الأدوات التي استخدmتها "
"ولكن ...!حاولت ان تعترض
"اتركيها وعودي الى سيارتك وغادري بأسرع ما لديك قبل ان اغير رايي وأدفنك هنا وصدقيني لن يجدك احد "نظرت سما اليه برعـ.ـب قبل ان تغادر الكهف فورا لا تعلم أي اتجاه تتبع
٤
يا الهي ماذا اذا هاجمها ذئب او أفعى او اي حـ.ـيو.ان فكرت سما برعـ.ـب بينما كلمـ.ـا.ت مرعد تعود لها كم مرة حذرها من الخروج ليلا لكنها بكل عناد ترفض ان تطيعه وها هي ضائعة وسط الصحراء ما الذي تفعله نظرت الى هاتفها لا يوجد اشارة الساعة الان الثانية تبا متى يطّلع الفجر لترى مكان سيارتها سارت سما متذكرة الطريق التي اتت منها لكن لا فائدة الظلام حالك وضوء القمر لا يساعدها ما الذي تفعله الجو بـ.ـارد ام ان الخــــوف جعل اطرافها ترتعد ضمت ذراعيها لتدفىء نفسها متذكرة سترتها الطبية البيضاء لقد نسيتها هناك جلست على احدى صخور الجبل بانهيار ستمـ.ـو.ت هنا ولن بعرف عنها احد بكت بحرقة غباءها اللا محدود
فجاة نفضت عنها الضعف كيف لم تتذكر مكالمة الطواريء انها في منطقة حدودية لابد ان يلتقط جهازها شبكة ما حملت هاتفها النقال وأجرت مكالمة طوارىء مرة واثنان وخمسة لافائدة انتحبت ستمـ.ـو.ت لا محالة يا رب نظرت الى السماء ليس لديها شيء سوى الدعاء أمسكت هاتفها وحاولت لمرة اخيرة طلبت رقم الطواريء وفجاة سمعت صوت مشوش من الطرف انهمرت دmـ.ـو.عها بلا رادع وهي تجيب اسالته انا في قرية حدودية في اقليم البادية تائهة في الصحراء .....
********
كانت الشمس قد بدات بالشروق عنـ.ـد.ما تم إنقاذ سما وإجراء فحص لها والعودة بها وسيارتها الى بيتها هل انت بخير
سالها احد رجـ.ـال الدفاع المدني يطمئن على حالها
اومـ.ـا.ت له سما
"انتبهي لنفسك ولا تخرجي مرة اخرى وحدك "قال وغادر
انسكبت دmـ.ـو.عها فورا لقد نصحها مرعد الف مرة الا تفعل بخطوات تجرها غـ.ـصـ.ـبا اتجهت الى الحمام تزيل عنها اثار ليلة امس
*********
كان في طريق هادئا وهو يعود مع صقر ووحدات الأمن بعد المطاردة الفاشلة لقد تمكن المخربين من الفرار دون ان يعرف اي شيء عنهم او عما يريدون
لاحظ وجود سيارة الاسعاف ومركبة الدفاع المدني المركزي ما الذي احضرهم أوقف سيارته ليتقابل معه
بعد السلام اخبره رجل الدفاع المدني انه سلمه تقريرا عن انقاذهم للطبيبة سما التي تاهت في الصحراء الجهة الجبلية لكن كيف وصلت الى هناك المسافة بعيدة وليست في اتجاهها
********
وضعت راسها المثقل على الوسادة تريد ان تنام وتستيقظ وقد نسيت كل ما مرت به الليلة الماضية
********
طرقات متتالية مزعجة على بابها جعلتها تفتحت عينها نظرت الى الساعة انها الحادية عشر اليوم هو الجمعة من يطرق بابها
"من هتفت سما من الداخل
"انا ام السعد يا طبيبة يحتاجونك في بيت السيد مرعد لقد سبقك الممرض حازم الى هناك "
"حسنا ام السعد انتظريني عند لسيارة دقائق لأبدل ثيابي "
********
كان دخولها هذه المرة لبيت مرعد مختلفا فهم ينتظرونها
"طبيبة سما بادرها صقر ناسف لإزعاجك لكن اخي صخر لا يبدو بخير قال يرافقها الى الطابق الثالث من المنزل الذي بدا لها كمتاهة البيت كبير فيه الكثير من الغرف والكثير من الأشخاص والطوابق والذي لاحظته ان لكل عائلة طابق خاص بها لكن كل الطوابق مفتوحة بطريقة ما على بعضها وكلها تؤدي الى القاعة السفلية الداخلية المتصلة بالقاعة الكبيرة الخارجية المتصلة بالباب الرئيسي هزت سنما راسها الذي اصبح مشوشا وهي تصعد الدرجات وتحاول ان تتابع حديث صقر عن البيت
"لماذا هو هنا "سالت سما صقر عنـ.ـد.ما وصلا الى ما تعتقد انها غرفة نوم صخر كان هناك الكثير من الأشخاص شباب فتيات عنـ.ـد.ما دخلت لاحظت اكتظاظ الغرفة
اول ما خطر ببالها كان سؤالها "من هؤلاء ؟"قالت تخاطب صقر بيننا نظرها يتجه الى صخر النائم في سريره وعلامـ.ـا.ت التعب بادية على وجهه
"انهم ابنائي وابناء صخر قال صقر زوجتي راية زوجة صخر فرحة وامي وجدتي فوز وعمي مرعد عائلتنا"
"عائلتك ؟!"قالت سما "انهم شباب متى تزوجت وانت في العاشرة ؟!"
كلمـ.ـا.تها سبب ضحكات الشباب والفتيات لكن صبابة نظرت لها بكره قائلة "اعوذ بالله قل اعوذ برب الفلق"رافعة كفها في وجه سما
"لم اقصد "قالت سما
"تزوجت بعمر ال١٨وانا الان في ال٣٦ساعرفك على العائلة عنـ.ـد.ما تنتهي من فحص صخر "
قال معيدا تركيزها على سبب وجودها
"اذا لو سمحتم أخلو الغرفة وأريد الممرض حازم ان يأتي "
خرج الجميع بينما بقي مرعد والجدة فوز وصبابة وزوجة صخر فرحة
"لن نزعجك يا طبيبة لكني لن أتحمل ان اتركه قالت فوز بصوت باكي وهي تتذكر دخولهم عليها مع صخر المصاب عندها عرفت سبب ضيقها
"لا باس لكن لو سمحتم ابتعدوا قليلا قالت سما تشير لهم ان يتخذوا مكانا في الغرفة الكبيرة بعيدا عن السرير
اقتربت سما من ساق صخر المصاب "هل لديكم تقريرا من المشفى سالت صقر فهي تحاول ان تتجاهل وجود مرعد عن عمد بعدmا حدث ليلة عودتها من حفل الغجر و ليلة امس عنـ.ـد.ما طردها ولم يسمح لها بالذهاب الى المشفى
أعطاها صقر التقرير الذي قراته باهتمام بينما الممرض حازم يدخل عليهم
"بما تشعر صخر "سالته سما
تنظر الى ساقه
"اشعر كان هناك حريق في مكان الجـ.ـر.ح اريد ان أحكها بأظافري انهشها"
اومـ.ـا.ت سما راسها بتفهم قبل ان تلمس جبينه مما جعل صبابة تشهق نظرت لها سما تلاحظ نظرة الاستنكار في عيون مرعد
"هل هناك تشوش في الرؤية صداع اي الم اخر حازم اريد ان تاخذ درجة حرارته وضغطه قالت سما للممرض الذي سارع للعمل "
"لا فقط منطقة الجـ.ـر.ح "
حدثها الممرض بالنتائج باللغة الانجليزية كالعادة المتبعة
"جيد حازم اريد ان تحضر لي من المركز هذه الوصفة قالت سما تسلمه الورقة حالا"أومأ الممرض مغادرا بينما تجلس سما على السرير بالقرب من ساق صخر المصاب
"اذن اخبري يا صخر اي جميلة من هؤلاء هي زوجتك "
"انها فرحة "
"فرحة اسم جميل قالت تنظر ناحية النساء انت لم تكمل لي عن بناتك التوأم هل هما شقيتان"
"انهما كذلك "
"وماذا عن عناد "
"انه كاسمه "
ضحكت سما "بـ.ـارك آلُلُہ لك بهم هل ان اطلب شيء"
"بالطبع يا طبيبة "قال صخر
"اريد فنجان قهوة حالا او أنكم ستحضروا طبيبا اخر ليعالجنا نحن الاثنين "
ضحك صخر ناظرا لعائلته التي تراقب حديثهما بصدmة
"القهوة امي "
في دقيقة دخلت كانت نزهة تدخلت حاملة دلة القهوة ومتجهة اليها
"ااه لم اقصد هذه القهوة الا يوجد اميركان او اسبرسو او القهوة العادية المغلية ..."
"اشربي فنجانك امرها مرعد نزهة أغلي للطبيبة قهوة عادية "
"عمك متسلط قالت لصخر الذي ابتسم "انها اهانة اذا لم تشربي القهوة "
اومـ.ـا.ت سما بتفهم تشرب القهوة دفعه واحدة مما جعل صخر يضحك
"ما الذي تفعليه "تدخلت صبابة وهي ترى سما تشرب فنجان قهوتها الثاني باستمتاع وتحدث صخر بكلمـ.ـا.ت بالكاد يسمعوها فقط يرون الابتسامـ.ـا.ت المتبادلة لقد نطقت صبابة بالسؤال الذي اراد طرحه ما الذي تفعله
التفتت سما ناحية صبابة
"انت والدته قالت سما باسمة اريدك ان تحضري لي ملائتان يفضّل ان تكون بيضاء ماء مغلي وأفضل ان تتركوا الغرفة فور وصول حازم "
نظرة الصدmة على وجه صبابة جعلت فوز تبتسم هذه الطبيبة تجيد ترويض صبابة وايقافها عن حدها
نزهة هتفت صبابة بصوت اقرب الى الصراخ قبل ان يفتح الباب بجلبه ويدخل رجل ركض الى صخر
"ما الذي حدث "
تقدm الرجل من صخر هاتفا "من فعل بك هذا "
"رعود انا بخير "قال صخر يحاول التنفس من عناق الدب الذي شمله به
"هلا ابتعدت عن مريـ.ـضي ليتنفس"تدخلت سما "حاول ان لا تحرك ساقك صخر "
نظر رعود اليها من راسها الى اسفل قدmها تعلم انها ليست طويلة حسنا هي متوسطة لكن امام هذا الشخص هي تبدو قزمة
"من انت ؟!"
"انا الطبيبة سما الصافي اعمل في المركز الصحي "
"اه انت التي احضروك من المدينة لانك قــ,تــلت شخص بطريق الخطا ...كيف سمحت لها عمي بان تعالج صخر "
نظرت سما الى اُسلوبه الفظ
"لا يوجد غيرها وأخوك يرفض العودة للمشفى"قالت صبابة بطريقة موحية كانها تريد القول ما صبرك على المر الا الامر منه
"ارى ان العائلة الكريمة تعرف تاريخي الاسود كاملا "قالت سما تنظر الى مرعد الى اعاد لها النظر بصرامة
"هذا غلطتي يا طبيبة انا من أخبرتهم "تدخل صقر
اي كان رد سما فقد قاطعه دخول حازم
"أخلو الغرفة حالا قالت سما بحزم لا اريد اي احد فقط الممرض حازم "
"انا لن اترك ابني "تدخلت صبابة
"انت اول الخارجين سيدة صبابة او انني سأخرج من هنا واتجه الى المدينة لأقضي عطلتي ويمكنكم عندها اخذه الى المشفى لكني لا أعدكم بان يعالجوه او حتى يكتشفوا ما به القرار لكم "
"ما الذي تقوليه ؟"تدخل مرعد
"ما سمعته سيد مرعد ان اردتم المخاطرة بوضع حياة صخر بين يدي طبيبة قـ.ـا.تلة فانا أرجو منكم ان تخرجوا وحالا وانا هنا لست في مركزك الأمني لتأمرني او تتسلط علي انا هنا طبيبة وأسعى لمصلحة مريـ.ـضي وفي هذا الحالة الطبيب هو صاحب السلطة والكلمة لي اخرجوا حالا والا فاني لن اتابع علاجه وذلك بسبب مضايقاتكم فلا شيء يجعلني أتحمل تنمركم علي"
لاول مرة يراها هكذا هي تأمره في بيته وليس هذا فقط بل تتهمه بإهانتها
كتفت سما يدها امام صدرها كانت كفتاة صغيرة معاندة
"سيكون لنا حديث عنـ.ـد.ما تنتهي "قال مرعد وبدت جملته كوعيد
خرج الجميع بينما سما ركزت على علاج صخر الذي اظهر حساسية مفرطة ضد الخيوط الجراحية وهذا ما سبب له تلك الآلام كما ان الخياطة لم تكن جيدة تنهدت سما تتابع عملها مستخدmة بنجا موضعيا على الجـ.ـر.ح ومحاولة ان تخفف عن صخر بحديثها المستمر معه
٥
أعطت تعليمـ.ـا.تها لحازم ليعطيه ابرة المضاد الحيوي والمهدىء قبل ان تكمل التخلص من الملاءات والماء الذي استخدmته لغسل المعدات التي استخدmتها قبل ان تضعها في الحقيبة تاكدت من كل شيء مستقر بالنسبة لصخر اخرجت احدى أوراق الوصفات الدوائية وكتبت تقريرها عن حالته ثم خرجت من الغرفة لترى العائلة بانتظارها توجهت بكلامها لمرعد
"هذا تقرير عن حالته اذا رغبتم بمراجعة طبيب اخر للتأكد هو سينام حاليا سأعود بعد ساعة انا وحازم لفحصه واعطاءه حقنه مضاد حيوي اما بخصوص ما الذي كنت افعله نظرت الى صبابة انا كنت احدثه لاشغله عن التفكير بالجـ.ـر.ح المتحسس لديه ليس بالضرورة ان تكون علاقة الطبيب بالمريـ.ـض جافة وتقتصر على الفحص والعلاج هذا أسلوبي مع مرضاي "انهت سما كلمـ.ـا.تها وارادت المغادرة
"انتظري ناداها مرعد ما الذي كان يعاني منه "
نظرت سما الى الورقة التي معه يمكنها ان تخبره ان كل شيء هنا ليست مضطرة للشرح لكن حسها الطبي تغلب على تمردها
"صخر من الأشخاص الذي لديهم تحسس شـ.ـديد ضد الخيوط الطبية التي تستخدm للتقطيب كما ان الجـ.ـر.ح لم يغلق بشكل جيد لذا اضطررت ان أعيد فتحه واقطبه مرة اخرى "
"ماذا اذا كان لديه حساسية ضد الخيوط التي استخدmتها ؟"سال مرعد
"استخدmت خيوط طبيعية من النوع الذي يذوب وحده كما انني سأضعه تحت الملاحظة خلال يوم او اثنين لأرى ردة فعل جـ.ـسمه ...سأعود بعد ساعة ل..."
"انت لن تغادري .."قاطعها مرعد
"لما هل تريد حبسي هنا حتى تطمئن ان لا يصيبه مكروه"تهكمت سما لكن مرعد نظر لها بغـــضــــب حقيقي
"توقفي عن إهانتنا يا طبيبة لولا علمي بانك لا تدركي خطورة ما تقولين وانك في بيتي لكان لي تصرف اخر معك ارجوك احترمي وجودك في منزلي قلت انك لن تغادري لانك في بيتي وقد حان موعد الغداء ومغادرتك الان تعد اهانة لنا انت ستبقي وتشاركنا "
"انا لست ضيفة سيد مرعد لذا أرجو ان لا تهينك مغادرتي"قالت بعناد لانها حقا لا تريد منه ..بل منهم شيء
"هذا لا يجوز يا ابـ.ـنتي تدخلت الجدة فوز فقد ساءتها الحرب الدائرة بين الاثنين دون داعي تقدmت فوز منها تمسك يدها بحنو
"انت في بيتنا هذا يعني انك ضيفة وواجبنا اكرامك يجب ان تمحي كل تلك الأفكار السيئة التي خطرت ببالك عنا تعالي معي قالت فوز تأخذها الى القاعة الداخلية وتبعتها نساء العائلة
**********
تنهد مرعد ينظر الى رعود "هل كان يجب ان تكون فظا هكذا انها في بيتنا كيف قلت لها هذا "
"كنت قلقا على صخر لم اقصد إهانتها ..."
"متى ستتعلم ان تشغل عقلك قبل ان تتكلم "نهره مرعد مغادرا الممر متجها الى صخر يطمئن عليه
**********
أجلستها الجدة فوز الى جانبها
"أرجو ان لا تغـــضــــبي من رعود لا يغرك طوله وعرضه انه متهور ومتسرع يلقي كلامه دون تفكير لو اننا لا نثق بك لما كنّا لجأنا لك "
"لا باس سيدة فوز ..."
"ناديني جدة يا عزيزتي ...ساعرفك على نساء العائلة هذه صبابة ارملة ابني الكبير و والدة صقر وصخر ورعود وهي زوجة ابني مرعد حاليا وهذه راية زوجة صقر وفرحة زوجة صخر رعود لم يتزوج بعد الفتيات هن صبابة ومزنة ابـ.ـنتا صقر وراية و فوز وريحانة ابـ.ـنتا صخر "
"اهلًا بكن تشرفت "قالت سما تفكر هذه زوجة مرعد الان فهمت لما هي اكبر منه لكن لما تزوجها ؟
تقدmت منها صبابة الصغيرة "اهلًا بك يا طبيبة كنّا نخطط انا والجدة فوز لزيارتك والتعرف عليك لقد سمعنا بمساعداتك لأهل المخيم وكنا نريد ان نساعدك وانا كنت اريد ان اكون معك فانا ارغب بان اصبح طبيبة مثلك وكنت اريد ان أتدرب لأرى عملك "
"اهلًا بك باي وقت لكن للاسف لا احد يزور المركز"
"لا باس يا ابـ.ـنتي ما زلت جديدة هنا و انت امراة في مجتمعنا يجدون صعوبة في التعامل مع النساء"
"خصوصا ان ثبت أنهن قـ.ـا.تلات"قالت سما
"انت ما زلت غاضبة !قالت فوز تلومها لا تقلقي انا بنفسي سأساعدك وستري المركز الصحي لن يستطيع استيعاب زواره هذا وعد مني. واعتبريه اعتذار منا على ما حصل الن تقبلي اعتذار الجدة الفوز .."
نظرت لها سما بابتسام كيف لا تفعل وهذه الجدة اللطيفة تسترضيها
"ساكون شاكرة لك يا جدة لو حدث فهناك حالات تحتاج للمتابعة "
"اذن دعي جدتك تتصرف ولا تشغلي بالك ...نزهة نادت الجدة على المراة التي لبت فورا "نعم يا جدة"
"احضري الغداء"
"حالا"
كان الغداء حيويا وفتيات العائلة احتفلن بوجود الطبيبة ولم يمهلنها لحظة وهن يسألن عن دراستها وحياتها خصوصا انها أخبرتهم انها قضتها متنقلة بين فرنسا وسويسرا حيث نشأت هناك ودرست رغم معاملة راية وفرحة المتحفظة وصبابة المتجاهلة والتي قد تحجم غــــرورها بوجود الجدة فوز
نظرت سما الى ساعتها بعد ان انهت كوب الشاي الذي اتى بعد القهوة لقد مر اكثر من ساعة يجب ان تطمئن على صخر
"يجب ان ارى صخر واعطيه الحقنة "قالت سما تقف
سنستدعي الممرض حازم ليلحق بك "قالت الجدة فوز
حرارته جيدة و ضغطه وقد أعطاه حازم الحقنة الامور مستقرة فكرت سما تضع ملاحظتها بينما فرحة تقف الى جانبها
"كل شيء بخير حمدا لله على سلامته لكن اريد منك ان تنتبهي له وان تغذيه جيدا حاولي ان لا تجعليه يستخدm ساقه المصابة هذا رقمي أعطتها بطاقة في اي وقت يمكنك الاتصال بي اذا تألــم او شعرت باي شيء غير عادي او ارتفعت حرارته "
"حسنا أجابت فرحه باختصار بينما سما تغادر الغرفة
عدلت فرحه الوسادة خلف ظهره "ما بك فرحة"سالها صخر عنـ.ـد.ما لاحظ تزمتها مع الطبيبة سما
"لا شيء!"قالت بجفاف
"يا ام عناد "قال يمازحها "ما هذا الجفاء تجيبي من تحت ضروسك "
"اها لا يعجبك كلامي بالطبع فانا لست الطبيبة سما لتضحك على كلمـ.ـا.تها!!"
نظر لها باستغراب ثم ضحك عاليا "تغاري علي فرحتي "قالها مدلل مما جعل وجهها يحمر
"تعالي قال مشيرا على طرف السرير الى جانبه جلست امامه "لقد سقت اليك شيوخ عشائر البادية كلها لأحظى بك هل تظني ان في قلبي مكان لشخص اخر بعد ان احتللته"قال صخر يلامس خدها الدافىء
"انها والدتك قالت ان هذه الطبيبة محتالة وتحاول جذب الاهتمام ..."
نظر صخر بصدmة "والدتي ...فرحة انا اكيد انها لم تقصد قول هذا الطبيبة سما تعاملت معي باحترام لم اجد في سلوكها شيء خاطيء ثم المفترض انك ت عـ.ـر.فيني قال يلومها
"معك حق لقد تصرفت بسخافة ...للواقع لقد حـ.ـز.نت عليها الجميع يهاجمها "
"هذه فرحتي الطيبة الطبيبة قد أنقذتني مرتان هي من أسعفني عند الإصابة وهي من أراحني من الالم الان لا يهمني ما حدث سابقا كل شخص يخطا لكنها لم تفعل اي شيء يجعلنا نعاملها بنفور"
"اجل لكن الان يجب ان ترتاح وانا سأفكر بطريقة مناسبة اشكرها بها على مساعدتك "قالت فرحة باسمة وغادرت
*************
قررت المغادرة فور خروجها من غرفة صخر لكن وجود الجدة فوز ومرعد في انتظارها
"حالة مستقرة لقد تركت رقم هاتفي من فرحة لا تتردوا اذا حصل اي شيء اتصلوا بي في اي وقت "
"شكرًا يا ابـ.ـنتي تعالي لنأخذ فنجان قهوة اخر .."
"لا اسمحي لي يجب ان أغادر احتاج لارتاح قليلا "قالت سما بصدق
"اعذريني لقد اتعبناك يوم عطلتك "
"لا يا جدة ليس هذا لقد تهت في الصحراء ليلة امس و...."
كانت تتحدث وتسير مع الجدة بينما مرعد يتاخر عنهم خطوة
"لقد اخبرني رجل الدفاع المدني كيف تهتي "
"لا ادري يبدو انني تشوشت واتخذت طريقا خاطئا وجدت نفسي وسط الصحراء ثم ترجلت من سيارتي وضعت ولم استطع العودة اليها فطلبت المساعدة"
"جيد انتبهي اكثر ويفضل ان تاخذي احد سكان القرية معك كام السعد فهي تعرف الطرق "
لم يأمرها او يسخر منها
"سافعل ..شكرًا لضيافتكم وأبلغوني باي طاريء "
"لا شكر على واجب يا طبيبة قال مرعد الشكر لك "
"لا داعي للشكر انه واجبي انا ايضا "كانت قد وصلت الى القاعة السفلية تنوي التوجه الى الباب عنـ.ـد.ما وقف امامها ذلك العملاق المسمى رعود
"دعيني أوصلك الى البيت ...على الاقل لاعتذر منك عما قلت "
"لا داعي معي سيارتي ولا تقلق لا شيء يستوجب الاعتذار "قالت سما باسمة وحيتهم وغادرت
كانت تشعر ان هذه الحادثة ستفتح فصلا جديدا في حياتها
توجهت الى منزلها تشعر بالتعب الشـ.ـديد فقط تريد ان تنام
********
هناك أمرا ما غير صحيح كيف تقول انها تشوشت بالاتجاهات المنطقة التي تاهت بها موغلة في قلب الصحراء وبعيدة جدا عن اتجاه القرية من المكان الذي كانت فيه فكر مرعد قبل ان يقرر ان يتجه الى مكتبه ليطلع على تقرير الدفاع المدني
***********
كان صباحا مشرقا استيقظت سما تتمطى بنشاط بعد ان نامت معظم يوم امس اليوم عطلة ايضا يمكنها ان تقضيه عند الغجر او تقضيه في مخيم اللاجئين او الاثنين فكرت سما تشعر بسعادة كانها تنتظر حدثا شيقا
*********
كان لديه احساس انه هناك ما تخفيه وصدق حدسه فكر مرعد وهو يفتش مع القوات التي معه المكان الذي وجدوا به سما لكن لما كذبت أتراهم هددوها ام انها لا تريد ان تعاونهم لا باس مع وجود سترتها الطبيبة لا مجال لإنكارها
**********
طرقات على بابها جعلتها تنهي ارتداء ملابسها بسرعة "من ؟"
"ام السعد"
ذهبت سما وفتحت الباب لها كانت تحمل سلة كبيرة ملآ بطعام مختلف
"تفضلي انها هدية من الجدة فوز وهي تسلم عليك وتقول انك ستسعديها لو مررت وأخذت فنجان قهوة معها "
رائحة الخبز الطازج والقهوة الممزوجة برائحة الفواكه والتمر جعلت شهيتها تتحفز
"هذا مثير لم تكن بحاجة لفعل ذلك "
"الجدة فوز ام الكرم انها تحب المساعدة لكن منذ وفاة ابنها الكبير لم تعد كما كانت ولو انها تساعد الكثير من الأسر المستورة لكنها لا تخرج كثيرا الا للضرورة "
٦
"اخبريني ام السعد كيف يكون السيد مرعد عّم صقر وصخر لا يبدو الفرق بينهم كبيرا انهم يبدون كأخوة ثم كيف هو متزوج والدتهم ..."
سالت سما تريد معرفة المزيد عنه
تنهدت ام السعد قبل ان نبدا
"السيد مرعد هو الابن الاصغر للسيدة فوز اما اخوه الاكبر الذي كان متزوج من صبابة قبل ان يتوفى فهو اكبر منه ب١٤عاما انجبته السيد فوز ثم انجبت اربعة بنات عاشت اثنتين منهما وهما متزوجتان الان وكذلك انجبت ولدان وتـ.ـو.فيا وهما صغيران ثم السيد مرعد عنـ.ـد.ما تزوجت صبابة وأخو مرعد كان عمرها ١٤وزوجها ١٨اما مرعد فكان عمره ٤سنوات لذا فهو كأخ اكبر لصقر وصخر ورعود ثم ذهب اخو السيد مرعد في مهمة وتـ.ـو.في خلالها كان عمر مرعد ١٨ عاما وقتها في سن العشرين تزوج ارملة اخيه لتبقى في منزل العائلة وتربى اولادها معهم كان عمر صبابة وقتها ثلاثون وبقيا معا حتى الان "نظرت لها سما ببلاهة مرعد تزوج ارملة اخيه وهو في العشرين من عمره وهي تكبره بعشر سنوات فقط ليبقى العائلة مع بعضها اي منطق هذا ثم ان اولادها كانوا شبابا وما لبثوا الا وتزوجوا والدليل إعمار ابنائهم لما يتزوجون في عمر صغير هكذا قطع افكارها صوت ام السعد
"طبيبة سما طبيبة سما عادت تقول بإلحاح
"ما الامر ام سعد إجابتها دون ان تلاحظ رجل الأمن الواقف عن باب منزلها
"هناك من يريدك قالت ام السعد تشير لرجل الأمن
"لو سمحت طبيبة السيد مرعد يطلبك الان لو سمحت "
ما الذي يريده منها فكرت متذكرة تلك الليلة المأساة لقد اخبرها في بدايتها انه يريدها في مكتبه
لكن عنـ.ـد.ما كانت في بيته بدا انه نسي الامر لقد شعرت ان كل شيء قد تغير وانه وعائلته يرحبون بها
ربما يريدها ليقترح عليها ان يساعدها في الزيارات ؟؟
"حسنا سالحقك"
"لا ..السيد مرعد طلب ان اتى معك "
اصراره لا ينبأ بالخير فكرت سما وهي تنهر نفسها لا تكوني متشائمة لقد اهدتك والدته سلة خيرات منذ قليل
"حسنا قالت ناهضة وخرجت متجهة الى سيارتها
"لو سمحت طبيبة سترافيقنا في سيارة الأمن "
ما معنى هذا ؟!
سارت خلف رجل الأمن بتردد
جلست على المقعد المقابل لمكتب مرعد في انتظار قدومه
توجه مرعد الى مكتبه حساب هذه الطبيبة ثقل وهو بحاجة لتسوية
نظر لها بطريقته الغاضبة والبـ.ـاردة
"اذن طبيبة سما لقد تأجل هذا اللقاء اكثر من اللازم "
اه انه الحديث عن تلك الليلة
"انا لا افهم ما تقول "
"حقا قال لها يبتسم باستفزاز ماذا عن هذا اخرج سترتها الطبية يال الغباء لابد انه وجدها في الكهف حيث كان يختبأ المخربون
"اجل انها سترتي قالت سما تحاول ان تأخذها
"هل لديك فكرة اين كانت "
"لقد أضعتها عنـ.ـد.ما تهت في الصحراء "كذبت
"هل حقا تهت في الصحراء؟سالها مرعد مشككا
"اجل بالطبع "
"هل يمكنك ان تتذكري اين نسيتي سترتك "
"للواقع لا اعرف "
"لا !" قال مشككا
"اعني لا اذكر كنت خائفة "
"حسنا يا طبيبة متى تنوي ان تعترفي بالحقيقة "
"اي حقيقة انا قلت لك "
"حسنا لما لم تقولي انك كنت في الكهف ولم لم تبقي داخله "
"كنت خائفة "هتفت وقد بدا صوتها يحتد وهي تقف
"غريب مع انه كان لديك رفقة "
هبطت على الكرسي مرة اخرى كان ساقيها لم تعد تقوى على حملها
"ما رايك ان نبدا من جديد وتقولي لي كل ما حدث"
"انا ...لا اعرف شيء كان هناك شخص مصاب وأنقذته "
"لما لم تخبريني من البداية "
"لم ارى ضرورة لهذا "
"انهم مطلوبين وانت ساعدتهم وتقولين انك لم تري ضرورة "
"انا طبيبة وظيفتي هي مساعدة الأشخاص دون الاطلاع على هوياتهم "
"وهل قدروا. مساعدتك لقد تركوك في الصحراء "
اجابته بتهكم "لا شيء جديد انه امر اعتدته منذ اتيت هنا البعض يطردني علنا والاخر بأسلوب مبطن وهناك من يطـ.ـلق علي الكلاب والتيوس لا عجب ان اترك في الصحراء "
الهجوم افضل وسيلة للدفاع فكرت سما
"انهم خارجين عن القانون وخطيرون عليك ان تساعدينا في القبض عليهم "
تمادت سما "ليس لدي ما أقوله "
"حاولي ان تتذكري "قال مرعد بصبر
"لقد أخبرتك بكل ما لدي "
"لا تجعليني اتصرف بطريقة لا تعجبنا نحن الاثنين"
ابتسمت سما بسخرية "حقا ماذا ستفعل ..ستسـ.ـجـ.ـنني؟! "
ابتسم مرعد بشر "اتعلمي فكرة جيدة "
"ما الذي تقصده لا يمكنك انا لست متهمة "تحفزت سما
"دعينا نرى يمكن ان اتهمك ازعاج سلطات إعاقة عمل جهاز امني وابتسم بتلك الطريقة المستفزة التعاطي.."
"تعاطي صرخت سما "
"اجل الا تذكري ذلك اليوم عنـ.ـد.ما عدت من حفل الغجر "
ارتفعت يدها لا إراديا الى خدها وهي تحاول تذكر احداث ذلك اليوم الساقط من راسها
قال بتهكم "اذن انت تتذكري "
"انا لا اتذكر شيء ثم لم اكن متعاطيه انها جوزة الطيب لقد شربت جوزة الطيب عادت لتأكد "
"وانت كطبيبة لم تدركي مدى تأثيرها ...قال بعدm تصديق لا باس يمكننا التجاوز عن هذا لكن لا يمكننا التجاوز عما فعلت بعدها "
"ماذا فعلت ؟انا لم افعل شيء؟!"
الا تتذكري ؟! ....ان ما فعلت قضية اخرى ماذا يمكن ان نسميه تـ.ـحـ.ـر.ش ..فعل فاضح ..."
قاطعته سما "هذا ليس صحيح انا لم افعل شيء"قالت
برعـ.ـب
نظر لها بتلك العينان لقد عرى روحها شعرت انها ضعيفة تنهار امامه لما يملك عليها كل تلك السطوة ما الذي فعلته سما حدثت نفسها لكن الجواب كان باديا في عينيه لقد فعلت شيئا مشينا وضعت يدها على فمها تمنع شهقة من الخروج
نهض مرعد من مكانه
"ها يا طبيبة هل ستقولي ما الذي ت عـ.ـر.فيه "
"انا لا اعرف شيء "قالت بصوت مرتجف
"انت لم تتركي لي خيار "مرعد يمسك بطرف قميصها محاولا عدm لمسها ويتجه بها الى الطابق السفلي بعد ان خرج من مكتبه
"الى اين تأخذني "هتفت بصوت بالكاد يخرج اثر صدmتها
لكن لا رد وصل الى غايته ولم تحتاج سما لذكاء لتعلم اين هي انها في قسم الزنزانات
"لا يمكنك ذلك "
لا اجابة فتح مرعد الزنزانة عنـ.ـد.ما أومأ براسه لاحد الحرس الذي نفذ وألقى سما بها قبل ان يغلق الباب صدmت وهي ترى الغرفة الصغيرة المظلمة التي وضعت بها فهي مغلقة من كل الاتجاهات الا نافذة صغيرة عالية بالكاد تاتي بالضوء الشحيح حتى في وسط النهار اتجهت الى الباب الذي كان في اخر مراحل اغلاقه طرقت على الباب بيديها الاثنتين ليفتح مرعد كوة صغيرة فيه بالكاد رات منها عينيه
"لا يمكنك ان تضعني هنا صرخت
"في الواقع بلى يمكنني وها انت داخل الزنزانة "
"أخرجني قالت بصوت امر
"هل لديك افادة اخرى "
"لااااا وستخرجني الان وحالا "
اغلق مرعد الكوة ليعود الظلام للزنزانة يا الهي لا يمكنه ذلك انها تكره الأماكن المغلق طرقت على الباب بكلتا يدها سيد مرعد ....أخرجني أخرجني
نافس صوتها ضـ.ـر.بات يدها وهي تصرخ تشعر بان الجدران يتطبق عليها انها تقترب ستنهار عليها باي لحظة وايدي سوداء تسحبها الى الخلف تشعر بها على ظهرها ذراعيها سيجروها الى باطن الارض ضـ.ـر.بت الباب وصرخت بهستيرية أخرجوني سيد مرعد أخرجني ...صرخت وصرخت لكن لا مجيب والأرض تميد تحتها صرخت بخــــوف مررررعددد لا تتركنيييي قبل ان تنهار على الارض التي رحبت بها في ظلامها
نهاية الفصل
↚
"غريب ...لما خرج عمك اليوم لقد قال انه امر مستعجل "
سالت صبابة ابنها صقر تاخذ مكانها في مجلس العائلة بعد وجبة الغداء التي غاب عنها مرعد لاول مرة منذ زمن
"كما قال امي أمرا مستعجل "أجابها صقر متابعا الحوار الدائر بين ابناءه رعاد وصبابة
"انا لن ادخل كلية التمريـ.ـض انا اريد ان اصبح طبيبة "قالت صبابة بعناد
"لا انت ستذهبي كلية التمريـ.ـض الجناح العسكري "أجابها رعاد بعناد اكبر
"انا لا اريد ان اكون عسكرية "
"اقرب جامعة تدرس الطب الذهاب لها سفر وانت لن تخرجي من القرية احمدي آلله ان هناك فرعا من الجامعة العسكرية قريبة منا "
"لكنه لا يشمل الطب فقط التمريـ.ـض وعلوم الطب المساند والقانون والعلوم العسكرية بالطبع وقسم للشرطة وانا لا اريد شيء من هذا وجدت صبابة ان لا امل لها من نقاش اخيها ابي هتفت برجاء "
"يا عزيزتي انت لم تقدmي بعد على دراسة الثانوية وها قد بدات بالتخطيط لدراستك بعد الامتحانات وظهور النتائج يخلق الله ما لا تعلمون "تدخلت والدتها راية تنهي الحديث
"ثم ان عمكما صخر متعب وأنتما تزعجانه بجدالكما "علقت الجدة فوز
"غريب لم تاتي الطبيبة لتطمئن على حال صخر اليوم مع انها قالت انها ستفعل "قالت فرحة تعدل الوسائد خلف ظهر صخر ليجلس في راحة على الأريكة "
"اذكري لنا الخير لم ارتح لها ولا لقدومها ابدا وأتمنى ان لا تعود الى البيت "علقت صبابة بسخط
"لما امي انها طبيبة جيدة ولقد اعتنت بجـ.ـر.حي جيدا "قال صخر مستغربا من كره والدته للطبيبة الغير مبرر
"اعتنت به !؟ انه عملها ..الذي كما يبدو انها لا تجيده "
ضجر الابناء من هذا الحديث الذي اخذ منحا اخر
نظرت الى ابن عمها الذي يرمقها بعينين كالصقر ترى ماذا سيفعل اذا قالت انها هي ايضا تريد ان تكمل تعليمها اذا كان رعاد يتحكم بصبابة هكذا وهي اخته ماذا عن ابن عمك عناد ...سخرت من نفسها ربما لن يجعلها تصل الى الثانوية العامة فها هو قد أتم الثامنة عشر وربما انه يريد ان يستقر لن تستطيع ان تجابه العائلة باكملها ليته يحب صبابة ويختارها
يدرس تفاصيل وجهها ويعلم ان الحوار الدائر لا يعجبها طريقه طويلة معها لكنه لن يستسلم فكر عناد يراقب مزنة التي باتت صعبة المراس وهذا لا يساعد مع قرار جده مرعد بإلغاء ان تسمى الفتاة لابن عمها فتيات العائلة كثر وشبابها اكثر ليترك لهم المجال للاختيار ..ولا تجبر اي فتاة على الزواج مادامت تريد إكمال تعليمها ماذا اذ كانت تحب اخاه متعب او ان كان هو يحبها
"ما الذي يضجرك يا فوز "قال رعاد عنـ.ـد.ما لاحظ تبرم ابنة عمه التي ابتسمت بسخرية
"انا لست فوز انا ريحانة "وعادت لتضحك في وجه اختها التوام المتجهم والتي نظرت له بعداء قبل ان تشيح به عنه
مراقبا ما يحدث بصمت ابناء اخوته مجموعة من التناقضات التي لا تنتهي ابتسم رعود لينتبه الى عيني والدته التي تراقبه باهتمام وابتسمت له ابتسامة المدركة للامور
************
تجمد مكانه بصدmة عنـ.ـد.ما سمع صوتها تنادي باسمه مجرد ثم تتبعه برجاء لا تتركني دون ان يفكر التف عائدا الى باب الزنزانة
"افتحه "امر الحارس الذي لبى فورا دخل الزنزانة ليراها تتخبط بحركات خرقاء تحاول الوقوف لكن ساقيها لا تساعدها وتردد كلمـ.ـا.ت غير مترابطة وصوت باكي "لا تتركني ..."محاولة الاقتراب منه والتشبث به علم ان حالتها هستيرية لكن هذا لا يسمح له او لها ان تتمسك به هكذا محاولا تفادي يدها التي تريد الإمساك به كتفه ذراعه "اهدئي"امرها لكن دون فائدة هي تسعى للتمسك به الحل الوحيد لإخراجها من هستيريتها رفع يده ليصفعها شهقت ثم سقط على الارض دون حركة
نادي على الحارس "اذهب حالا واحضر ام السعد"
نظر لها يبدو انها ستصبح عادة هذه المرة الثانية
التي يصفعها بها رش بعض الماء على وجهها محاولا عدm لمسها "طبيبة سما ...طبيبة سما "يحاول ان يوقظها تحركت عينها لتشهق وهي ترفع نفسها عن الارض رؤيته لها بهذا الشكل ضعيفة مبلولة وهشة للغاية جعلت ضميره ينغزه بشـ.ـده ما الذي فعله بها صحيح انها عنيدة لكنه كان قاسيا
"لا تقلقي كل شيء بخير سأخرجك من هنا هل تستطيعي السير "
"لا تتركني هنا قالت بصوت مرتعش وهي تضم نفسها بين ذراعيها ترتجف كانها في وسط ثلج
"اهدئي "عاد يقول بصوت هادىء وهو ينظر لها حيث انزل نفسه الى مستواها
"سيد مرعد "هرعت ام السعد الى داخل الزنزانة "
"ما الذي حدث "
تشعر انها في كابوس كانها كانت داخل فيلم رعـ.ـب لا ينتهي كل ما تذكره هو مرعد الذي عاد من اجلها وصوته الهادىء ونظرته المطمئنة
صوت ام السعد التي اقترب منها اخرجها من الضياع الذي تعانيه اقتربت منها ام السعد "اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْم آلُلُه الرحمن الرحيم اسم آلُلُه عليك "قالت تقترب من الطبيبة سما التي القت نفسها في حضها تبكي دون توقف بينما ام السعد تتمتم بآيات القران عليها
وقف مرعد امام ذلك المشهد يا الهي انها ليست اكثر من طفلة صغيرة وحيدة نادى الحارس أمرا اياه ان يحضر بطانية لفتها ام السعد حولها "حاولي ان تجعليها تسير يجب ان نخرجها من هنا "
قال مرعد يلوم نفسه اي حماقة جعلته يحبسها
"هيا يا طبيبة لنخرج من هنا "همست لها ام السعد
تحاول ان تكفكف دmـ.ـو.عها المنهارة
"هيا يا ابـ.ـنتي الحنو في صوتها جعلها تنظر لها بعينين دامعتان "لا ...تبكي مرة اخرى هيا لنخرج "حاولت النهوض تسندها ام السعد تراقبهما نظرات مرعد الذي يريد ان يركل نفسه على هذه الغلطة الفادحة التي ارتكبها كيف لم يعمل عقله وترك غـــضــــبه يتحكم به
امر الحارس ان يحضر كوب يانسون بسرعة وهو يتوجه الى مكتبه
نظرت له ام السعد تتساءل "هل أغادر بها الى منزلها "
"لا سنذهب الى المكتب لترتاح قليلا "
اجلستها ام السعد على الأريكة التي امام مكتبه وجلست جوارها بينما جلس مرعد على المقعد الذي امام مكتبه "اسقيها اليانسون "قال لام السعد التي حملت الكوب لسما التي شربت منه طائعة
"هل انت افضل الان "ولو انه استسخف سؤاله فهو سبب كل هذا
كانت قد هدأت الان ووجود ام السعد قد دعمها قليلا نظراته التي تراقبها بشيء من الشفقة جعلتها تغـــضــــب من نفسها اكثر تكره ضعفها وتكره الخــــوف المرضي الذي تعاني منه من الإماكن المغلقة والمظلمة وتكره مرعد لانه شاهد إذلالها هذا ومحاولاتها اليائسة للتشبث به
"انا بخير "قالت بصوتها المبحوح اثر صراخها تريد ان تخرج من هنا بأسرع وقت
كيف سيكفر عن إساءته "لم اكن اعرف انك تعانين من الرهاب"
"سأعطيك قائمة بالأمراض التي أعاني منها حتى لا تتفاجىء المرة القادmة "اجابته بفظاظة جعلته يبتسم "انت بخير فعلا "قال مرعد باسما بينما ام السعد تتابع الحديث بينهما
هي لا تحتاج نظرة الشفقة التي يطالعها بها هي لا تحتاج اي شيء من اي احد
"كنت اريد اعادة الأدوات الطبيبة التي معي الي المركز عنـ.ـد.ما لاحظت وجوده وضع سلاحه اعلى ظهري وآمرني ان لا التفت كان ملثما واراد اخذ بعض الأدوية والمعدات الطبية قلت له انني طبيبة ويمكنني ان اساعد "
"ماذا اردت مساعدة شخص خطير مثله لا اصدق يا طبيبة لقد كنت ترتجفين منذ قليل بسبب زنزانة مغلقة ...وتري...."بتر باقي جملته عنـ.ـد.ما انتبه لكلمـ.ـا.ته
"شكرًا "قالت سما بعتب "انا طبيبة وحياة الناس اهم عندي من اي شيء اخر "
"لكنها حياة مجرم "
"سبق واخبرتك ان هذه أمور لا تهمني ما يهمني هو وضعه الصحي انا طبيبة ولست قاضي لاحكم عليه"
اخفضت عينها وعلم انها لن تقول المزيد
"ساصولكما الى البيت "قال مرعد ناهضا بينما تتبعه ام السعد التي تسند سما
٢
"ابقي معها ام السعد "قال مرعد بينما تترجل سما معها من السيارة
"لا داعي انا قادرة على الاعتداء بنفسي ثم ان لديك عائلة تهتم بها "
"لا باس سأمكث عندك حتى اطمئن عليك "
كانت رحلة العودة الى منزله مضنية له فكريا ما كان يجب ان يتعامل معها بهذه القسوة لكنها عنيدة لدرجة الغباء تذكر مرعد روايتها الجزئية عما حدث ما كان يجب ان تذهب معه
ما ان دخل منزله حتى استقبلته العائلة بدفئها المعتاد جلس الى جوار والدته بعد ان قبل راسها ودعت له بالرضا
"اين كنت "بادرته صبابة بسؤالها دون تفكير مما جعله ينظر لها مستهجنا"ماذا؟!"
"اعني عادت صبابة توضح مترددة اعني انك لا تخرج يوم العطلة عادة !"
"لقد قلت ان لدي عمل "
"عمل في العطلة !"قالت مستغربة
"ما بك صبابة انها أمور عملي منذ متى اخبر احد عنها "
"امي تدخل صقر عنـ.ـد.ما رأى تصرف امه الغريب فهي لاول مرة تسال عن غياب مرعد او عمله لدينا اعمال عالقة يجب إنجازها "
"صقر صخر ورعود اريدكم في امر اتبعوني "قال مرعد ينهض تاركا المجلس
نظرت الجدة فوز الى صبابة التي باتت تتصرف بغرابة في الفترة الاخيرة وفظاعتها زادت عن قبل "ما الامر صبابة انت متزوجة منذ عشرون عام عملهم ليس جديد علينا ليس لهم موعد ولا نعمل عنه شيء انت خير من يعلم ذلك "
نظرت لها صبابة بامتعاض "لا اظن ان العمل هو ما اخره هناك امر اخر "
حمدت الجدة آلُلُه ان باقي العائلة غير موجودين حتى لا يروا جنون صبابة "فليهدك الله يا ابـ.ـنتي اذهبي لترتاحي "علقت الجدة فوز ونهضت تذهب لمجلسها الخاص الذي تعلم ان ابنها سياتي اليها فيه قريبا
"ما الامر عمي هناك شيء جديد ؟!"سال صقر ما ان اختلى بعمه وإخوته
"لقد شككت في امر توهان الطبيبة حيث وجدت المكان بعيد لا يمكنها التوغل اليه بمحض الصدفة لذا رايتها اليوم وبعد سؤالها علمت ان احد الفاريين قد ذهب الى المركز للحصول على الأدوية وعنـ.ـد.ما راها اخذها ثم تركوها تهيم في الصحراء ضائعة
"لماذا لم تخبرنا من قبل "سال صخر
"كانت خائفة بالتاكيد برر مرعد لا يدري لما "
"واين هي الان ؟"سال صقر
"تركتها مع ام السعد في بيتها لكن ...هذا ليس كافي لقد ذهبت الى مركز الأمن اليوم ماذا ان كانوا يراقبونها وماذا لو احتاجوا مساعدتها مرة اخرى ربما تكون القاضية بالنسبة لها كيف لم انتبه لذلك"
"ما الذي تقصده عمي "علق رعود
"يجب ان تبقى تحت الحراسة قد يؤذوها"
"هل نرسل حارس لها "سال صخر
"في الوقت الحاضر "قال مرعد "لاني افكر بان تنقل سكنها لمكان قريب او ان تسكن عند احد لا يجب ان تكون وحدها "
"هذا صعب عمي لها وللأشخاص الذين ستسكن عندهم انها فتاة مدينة استقلالها وعاداتها الشخصية مختلفة "علق صقر
"سندع ذلك لوقته الان يجب ان نرسل لها حراسه "
قال مرعد متحركا بيننا صقر يتبعه
رأتهم صبابة عن الباب
"الى اين ؟"
"عمل امي أجابها صقر يلحق عمه الى الخارج
***********
تشعر بالفراغ لقد مرت بوقت عصيب صحيح انه عاملها بلطف فكرت سما تقريبا بلطف لكن هذا لا يمنع انه كان فظا وقاسيا معها لا تعلم لما يعاملها بتلك الطريقة هو رجل امن لكنها طبيبة وحياة الناس اهم عندها من اي شيء اخر وشخص المريـ.ـض لا يهمها بشيء من او مهما كان لكنه لن يقدر ذلك هو اساسا لا يقدر وجودها هنا وبسببه ها هي تشعر بالخواء والضعف
نهضت لتستحم وتغير ملابسها قبل عودة ام السعد فلقد احتاجت لمعجزة لتقنعها انها بخير وسترتاح قليلا وهذا ما فعلته لا تعلم متى غفت ولكنها كانت بحاجة ماسة لتلك الغفوة بعد الحمام الساخن والدواء المهدىء فتحت عينها على صوت الطرقات المتتالية على بابها نهضت على مضض تفتح الباب الذي توقعت ان تجد ام السعد خلفه لكن عنـ.ـد.ما فتحته توقفت للحظة قبل ان تخرج وتستقبل القادm بالأحضان
*********
مر هو وصقر الى المركز الأمني تابعا بعض المستجدات قبل ان يأخذ احد افراد الشرطة وينطلق صوب منزل سما بعد ان أعطاه تعليمـ.ـا.ته عما يجب ان يفعل لاحظ السيارة الحديثة التي توقفت امام منزلها واستغرب لكن المشهد الذي رافقها اثار داخله عدة مشاعر تتراوح بين الغـــضــــب والحنق والاستحقار كيف تكون بلا حياء بهذه الطريقة من هو هذا الشاب الذي لثمت خديه واحتضنته امام بيتها على مرءى من اهل القرية
صرير السيارة التي طحنت الحصى جعلها تبتعد عن سليم بسرعة لتصدm بالعينين التي تنظر لها كانها ستحرقها
تبخرت سعادتها في رؤية ابن عمها بسرعة عنـ.ـد.ما حضر مرعد الذي ترجل من سيارته ينظر لها الان كانها فاسقة
"سيد مرعد "قالت بصوت مرتجف تحاول ترك مسافة بينها وبين سليم الذي وضع ذراعه على كتفها ليبقيها قريبة بينما يمد يده الثانية ليصافح القادm "سليم الصافي ابن عّم سما"
ابن عمها أتراه خطيبها؟ لكنها لا ترتدي خاتما وحتى لو كان خطيبها لا يسمح لها ان تتصرف هكذا
سلم مرعد على سليم برسمية اقرب للجفاف شيء ما جعله لايذكر امر الحارس امامه "اتيت لاخذك لمراجعة صخر لكن كما يبدو ان لدي ضيوف "
"انا لن أبقى طويلا فقط اتيت لأطمئن عليها وسأغادر"
"ماذا الن تبقى الليلة هنا "
يبقى هنا !! اين سيبقى؟ عندها في المنزل وحدهما فكر مرعد مصدوما هل هو زوجها !
"لا يا سيمو قال مدللا انا مضطر للعودة ربما اراك عنـ.ـد.ما تأتين في عطلة نهاية الاسبوع "
مدركة لنظرات مرعد المسلطة عليهما خصوصا عنـ.ـد.ما قال سليم اسمها بتدليل
"حسنا "قالت سما باستسلام وشيء من الاحباط
"اذن سأتركك لعملك وأغادر اراك قال سليم مقبلا خدها الذي رفعته له وركب سيارته وغادر
"دقائق واحضر حقيبتي واتبعك "قالت سما تدخل بيتها
"لا داعي ...أوقفها مرعد قبل ان يكمل ابن عمك هذا زوجك ؟ قال بصيغة التأكيد والسؤال "
"زوجي ..سالت سما لا انا لست متزوجة "
"خطيبك اذن "قال يحاول ان يختار كلمـ.ـا.ته بعناية
"لا"عادت سما لتجيب بشيء من التشكيك
"اذن كيف تسمحين له ان يقبلك ويضمك ليس هذا فقط بل تفعلين ذلك في مكان عام وعلى مرءى اهل القرية اسمعي يا طبيبة قال مرعد وقد بدا الغـــضــــب في صوته نحن هنا في قرية تحكمها عادات وتقاليد تربينا عليها منذ اجيال قد تكون تصرفاتك المنفتحة شيء عادي هناك في المدينة لكن هنا عليك التقيد بطرق حياتنا وعاداتنا وما فعلته قد تعـ.ـا.قبين عليه انه فعل فاضح وقلة حياء"
وقفت سما مصدومة هي لم تكد تخرج من صدmتها الاولى هناك في الزنزانة حتى يأتي مرة أخرى ويبخها بهذه الطريقة ليس هذا فقط بل يهددها بالعقـ.ـا.ب ويتهمها بقلة الحياء
"انه ابن عمي "قالت وقد علت على وجهها ملامح الدهشة
"وان يكن هذا لا يعطيكما الحق ان تفعلا ذلك راقبي تصرفاتك يا طبيبة والا سيكون لي تصرف اخر معك وصدقيني لن يعجبك قال كلمـ.ـا.ته وغادر دون ان يترك الحارس عندها الذي بقي قابعا في سيارة مرعد وأعاده الى المركز مرة اخرى مستغنيا عن فكرة حمايتها
الفصل الثالث ج٢
٣
الا يكتفي ابدا من معاملتها كانها حشرة فكرت سما تغلق باب منزلها بغـــضــــب جعلت أركانه تهتز
انها حانقة للغاية على كل شيء على حياتها ودراستها وغلطتها التي اتت بها هنا وحتى على والدها الذي الذي بسبب عمله ومكانته اضطرت للصمت وعدm الدفاع عن نفسها وعلى ابن عمها الذي يقول انه يحبها ولم يبقى معها سوى دقائق معدودة وهي بأمس الحاجة له ولوجود شخص الى جانبها
ضـ.ـر.بت الوسادة الموضوعة على أريكتها متمنية لو انها كانت حياتها فهي تريد ان تقلبها و تعيد تشكيلها كما كانت ترغب جلست لساعات تنظر الى الفراغ بصمت بعد ان هدأت ثورتها لا شيء من غـــضــــبها او خـ.ـنـ.ـقها سيغير واقعها الذي تعيشه انها طبيبة حكم عليها بالفشل مرفوضة ومنفية في قرية صحراوية سكانها ينظرون لها على انها منحلة
وضعت يدها على راسها تحاول تسكن الأفكار المتضاربة داخله والصداع الضارب فيه بقسوة قبل ان تتذكر لقد قال شيء عن صخر أتراه يعاني من شيء ما هي لم تعاينه منذ اليوم الذي اعادت به تقطيب جـ.ـر.حه لكن حازم يعطيه الإبر اللازمة ضد الالتهاب هل تذهب وتراه لكن بعد الذي قاله لها مرعد لا يمكنها ذلك ماذا عن واجبك كطبيبة سما ...لكنه لا يعتبرني طبيبة انا في نظره قـ.ـا.تلة قليلة الحياء يا الهي ماذا تفعل فكرت سما كان يجب ان تذهب لشرب القهوة مع والدته اليوم وفكرت ان ترى جـ.ـر.ح صخر لكن ذهابها للمركز الأمني منعها الا يعد هذا إهمال طبي منها نهضت تذرع منزلها المكون من غرفتين ذهابا وإيابا مترددة بين كرامتها التي أهانها مرعد بطرق عدة وبين واجبها كطبيبة حتى تغلب حسها بالمسؤولية على كل شيء نهضت تحضر حقيبتها متجهة الى الباب الذي طرق معلنا عن قدوم ام السعد نظرت سما لها وجودها معها ربما يخفف من اذلال ذهابها الى منزل مرعد بعد كلمـ.ـا.ته
نزهة كانت اول من استقبلهما من المدخل الذي اشارت له ام السعد على انه مدخلا خاصا بالنساء ويفضي الى ممر يؤدي الى قاعة صغيرة أخبرتها ام السعد ان نساء المنزل تستخدmنها للجلوس الصباحي
"اجلسي يا طبيبة "قالت نزهة "سأخبر الجدة فوز
بعد ثواني كانت الجدة فوز تدخل من باب اخر في آخر القاعة من الجهة الاخرى "اهلًا اهلًا بالطبيبة لقد انتظرتك اليوم "
"اعذريني يا جدة لقد انشغلت قليلا "إجابتها سما مدركة انها لا تعلم شيء عن صدامها مع مرعد لا صباحا ولا الان اتيت لأرى جـ.ـر.ح السيد صخر "أوضحت سما
"اجل بالطبع تعالي قالت الجدة تدخلها الى البيت الذي عاد ليظهر كمتاهة كبرى امامها
كانت الجدة فوز قد أخبرت نزهة ان تخبر الجميع عن قدوم الطبيبة استنفرت صبابة يبدو ان هذه الطبيبة ستأخذها عادة وتأتي وتذهب كما تريد يجب ان تدرك انها ليس مرحب بها هنا
كان قد دخل للتو الى منزله من الباب الرئيسي عنـ.ـد.ما طالعته نظرة صقر المتفاجاة
"هل احضرت الطبيبة سما معك"ساله
"لا ..هي هنا ؟"قال مرعد باستغراب
"الم تذهب لتضع الحارس امام منزلها "
"لقد أجلت ذلك لوقت اخر "قال مرعد بحياد محاولا عدm تذكر ذلك المشهد المزعج الذي رآه
"انها هنا لتعاين جـ.ـر.ح صخر لقد استقبلتها الجدة وهي الان في طريقها له
ما الذي تعنيه بتصرفها هذا
سارت سما مع الجدة متجهة الى جناح صخر الذي كان مستلقيا الان في سريره رحبت بها فرحة بابتسامه بينما راية تعاملت معها بتحفظ مدركة للعيون التي تراقبها خصوصا صبابة الصغيرة التي تنظر لها بإعجاب اقترب منها اصغر افراد عائلة صخر صبي ذو عشر او تسعة سنوات "انت لن تعطيني ابرة "قال الصبي فجاة
نظرت له سما بابتسام تداعب شعره "لا لن افعل قالت تؤكد
"ماما قالت انني اذا اسأت التصرف سيعطيني الطبيب ابرة "
"وهل اسأت تصرفاتك اليوم "
احمر وجه الصبي وهو يجيب "لقد اثرت فوضى في غرفة ألعابي "
"اوو هذا سيّء يا عزيزي لكن اتعلَّم اذا رتبت تلك الفوضى فانا أعدك ان لا اعطيك اي ابر ابدا ما رايك"
"سارتبها حالا "قال فارس صخر الصخور ذلك وانطلق بسرعة ككتلة نشاط الى غرفة العابه
نظرت سما الى فرحة "ارجوك اريد ان اطلب منك شيء لا تهدديه بالإبر مرة اخرى ان الاطفال يكرهونها كفاية وتهديدهم بها يجعلها تبدو كعقـ.ـا.ب لا نعلم متى يحتاج الطفل لإبرة وهو سيحتاجها ولابد فيكون كارها لها ويرفضها "ما ان انتهت سما كلمـ.ـا.تها حتى أتاها الرد سريعا "يا الهي يا طبيبة ان لسانك يقطر سوء فأل لما سيحتاج حفيدي للإبر
"قالت صبابة باستعلاء
كأن سوء يومها ينقصه وجود صبابة الفظة ليكتمل الا يكفي ما فعله زوجها معها
نظرت سما لها بصبر قبل ان تبتسم لفرحة "انت تعلمي ان ابنك يحتاج للمطاعيم ...والان لوسمحتم أرجو مغادرة الجميع ابقي فرحة لكن الباقي لا"قالت تتجه الى صخر
"انا سابقى قالت صبابة لا يعجبها انها تجاهلتها
"انت لا قالت سما "
"لما تحدتها صبابة "
قررت سما انها اكتفت منها ومن مرعد فنظرت "لدي مبدأ ان لا افحص الابن بوجود والدته خصوصا اذا كانت كبيرة السن وتؤمن بالخرافات والاثنتان تنطبقان عليك فَلَو سمحت غادري "
لديها رغبة كبيرة بالضحك نظرت الجدة فوز إليهما خصوصا الى صبابة التي تحترق غـ.ـيظا لا يمكنها لوم الطبيبة فصبابة هي التي بدات
بعد خروج الجميع نظرت سما الى الجـ.ـر.ح "دعنا نرى لم تتبع نصيحتي وتحركت الا يوجد في هذه العائلة شخصا ليس عنيد "قالت سما تهتم بجـ.ـر.ح صخر ثم حملت أدواتها وغادرت الغرفة بعد اعطاءه مع زوجته بعض التعليمـ.ـا.ت ما ان فتحت الباب حتى رات مرعد الذي قد غير ثيابه ليرتدي العباءة البيضاء كعادة سكان القرية بدا اطول اقسى وحوله شيء من الهيبة
نظرت سما له تنوي تجاهله لكن لا شيء يسير كما تخطط
"كيف هي حاله ؟"هل تجيبه فكرت سما ام تتخطاه
أشاحت عنه تريد المغادرة"بخير "
وقفت محتارة اي مدخل تستخدm
نظر مرعد لها بينما صبابة تحترق غـ.ـيظا خلفه ومعها الجدة "تعالي لنشرب القهوة المؤجلة "قالت الجدة
"اسفة يا جدة لقد اتيت فقط لاعاين جـ.ـر.ح صخر ويجب ان أغادر حالا "
"لما يا ابـ.ـنتي ابقي وسنوصلك الى المنزل "
"لانني هنا فقط بصفتي طبيبة انا لست ضيفة وأرجو ان لا تعامليني هكذا فانا رغم احترامي الكبير لك ما كنت لادخل هنا لولا ذلك مع هذا فانا شاكرة لك حسن استقبالك ولو انك من ضمن القليل ان لم تكوني الوحيدة التي تفعلها "
"ماذا تعنين "قال مرعد بصوت حاد
"افهمها كما تريد سيد مرعد انا لست بحاجة لافسر كلمـ.ـا.تي لكني عادة لا أبقى في مكان لست موضع ترحيب فيه مع ذلك انا هنا كطبيبة تقوم بواجبها ولولا ذلك لما خطت قدmاي عتبة بابكم "قالت متجهة الى الباب الذي دخلت منه متجاهلة شهقة الصدmة من الجدة ونظرة الغـــضــــب من مرعد
لاقتها ام السعد عن طرف الباب فحمدت سما آلُلُه لانها ستكون بموضع محرج اذا تاهت في دهاليز منزله ولم تعرف كيف تخرج
تلك الحمقاء قد إهانتهم بطريقة لا تغتفر لو انها رجل لقــ,تــلها دون ان يرمش ما ان خرجت الكلمـ.ـا.ت من فمها
**********
كان الليل قد انتصف ام السعد غادرت ما ان أوصلتها الى بيتها وها هي قد تجاهلت مكالمـ.ـا.ت سليم رسائل والدتها كل شيء فقط تريد ان تكون وحدها لا تريد ان يزعجها احد
**********
راقب بصبر من بعيد لقد استكانت القرية ونام الجميع عليه ان يتحرك قبل الفجر مما رآه هذه الطبيبة قد وشت بهم والا لما الاهتمام بها لقد زارها مامور المركز بنفسه ما كان يجب ان ياخذها لعلاج اخيه لكن الان كل همه ان يحصل على بعض الأدوية من اجله فهو يعاني من الحرارة وبعض الالتهاب في جـ.ـر.حه تقدm بصمت مجتازا الطرق الخالية بخفة قاصدا النافذة الخلفية للمركز الصحي خلعها بصمت قبل ان يدخل اليه يبحث عن مستودع الأدوية
تتقلب بضجر تفكيرها لا يهدا ماذا تفعل اتطلب من والدها ان ينقلها لمكان اخر فهي حقا قد بدات تيأس ام تعود الى منزل عائلتها وتترك عملها كطبيبة يمكنها ان تعمل باي شيء اخر له علاقة بالطب لكن دون ممارسته ...وتستغني عن حلمك سما نهرت نفسها لكنها عاودت لتذكرها ان حلمها قد انهار منذ زمن
لقد أتم مهمته وغادر المركز بهدوء كما دخله وعنـ.ـد.ما اراد الابتعاد نظر الى بيت الطبيبة لما لا يتخلص منها وبذلك يضـ.ـر.ب عصفوران بحجر واحد يتخلص منها ويثير بلبلة ورعـ.ـب في المنطقة فكر ينظر الى منزلها الملاصق للمركز الصحي النافذة مفتوحة في الستارة بالكاد تتحرك بسبب النسيم الهادىء دون الحاجة لخلع او سكر شيء امتدت يده بالقداحة لطرف. الستارة ليشعل بها النار ثم ليزيد الإثارة اطلق عيارا ناريا في الهراء انها رسالة لقوات الأمن لقد تم السخرية منكم
وغادر مسرعا محتميا بستار الظلام وخفة حركته
*********
لم يستطع النوم كان هناك جيش غاضب متحفز داخل أوردته يغلي بعد كلمـ.ـا.تها المهينة التي ألقتها عليه في بيته دون حياء وضع بشته على كتفه وخرج الى خيمته بعد ان طلب من الشيخ جضعان وبعض الرجـ.ـال الآخرين ان يلاقوه
كان المجلس حيويا اليوم وهذا ما ساعده على ابعاد تفكيره بالطبيبة وما سيفعله بها غدا فهو لن يغفر لها إهانتها ابدا
عدة قضايا ناقشوها كان هناك عدة مطالب عليه اخذها بعين الاعتبـ.ـار لكن اهم ما ناقشه هو وجود متسللين خطرين قد يندسوا بينهم دون علم
صوت العيار الناري قطع الحوار الدائر بينهم ليقفوا جميعا
"انه من جهة المركز الصحي "
الطبيبة سما كان اول ما فكر به مرعد قبل ان يهرع مسرعا الى سيارته يتبعه الآخرون الى هناك
*******
رائحة تشبه الحريق فكرت سما تستدير في سريرها كان يجب ان تغلق النافذة حتى لا تدخل تلك الروائح تقلبت بضجر قبل ان تشعر بالحرارة وترى الدخان يتصاعد من جهة ما يسمى غرفة معيشتها ادركت ان النيران تاكل منزلها والخروج من الباب مستحيل عادت الى غرفة النوم ودون تفكير فتحت النافذة وحشرت نفسها خارجة منها
كان اول الواصلين وقد رأى بيت الطبيبة مشتعل ثم راها كتلة ضئيلة الحجم تندفع خارجة من النافذة تكورت على الارض ثم نهضت هرع اليها بينما هي تسير تعرج متجهة اليه شعرها مشعث ومسدول ترتدي شيء بالكاد ساتر اغمض عينيه وبسرعة نزع بشته يرفعه امامه لتتجه اليه ويغطيها به
"منزلي يحترق "هتفت سما بخــــوف
"اهدئي "
قال مرعد ملاحظا وصول الآخرين واتصال احدهم بالإطفاء الذي اتى بسرعة
وقفت وكان خلفها على بعد خطوة تشعر به يحيطها دون ان يلمسها
"تعالي قال مرعد يحاول إخفائها عن الجمع الذي بدا بالتجمهر
"لم اعد املك شيء "
"لا باس يا طبيبة المهم انك بخير "قال مهدئا
اتى صقر قربه "ما الذي حدث
"غدا صقر قال مرعد مشيرا للطبيبة فيكفيها ما تعاني "
"تعالي يا طبيبة لا يجوز ان تبقى هنا هكذا "عاد مرعد يحثها لتتحرك
"الى اين ساذهب لم يعد لدي منزل "قالت سما بعيون تختزن الدmع المهدد بالانهيار تبكي مرتان امامه في يوم واحد كان كثيرا عليه
"الى بيتي يا طبيبة ضيفة معززة ومكرمة لاحظ ترددها لكن كما يبدو ان تفكيرها لا يعمل هيا أشار لها لتتحرك تبعته سما بصمت تشعر انها مـ.ـخـ.ـد.رة تماما ركبت سيارته في المقعد الخلفي بينما هو وصقر جلسا في الأمام نظر اليها مرتان في المرآة كانت صامتة مصدومة لا تاتي باي ردة فعل فقط تنظر الى الفراغ
وصل الى بيته وسرعان ما دعا نزهة ووالدته التي هرعت اليه فقد علمت بالأمر عنـ.ـد.ما حدثها صقر الذي طلب منها ان تحضر جناح الضيوف للطبيبة اتت صبابة تنظر لما يحدث لقد سمعت بما حدث لكن لم تتوقع ان يحضرها مرعد الى بيتها أعطت نظرة شاملة للمرأة المشعثة التي تتغطى ببشت زوجها واقفة تنظر الى امامها كانها في عالم اخر
تقدmت فوز منها "تعالي يا ابـ.ـنتي"تحركت سما لكنها توقفت فجاة واستدارت الى مرعد "أرادوا قــ,تــلي "
قالت تنظر له "لابأس يا طبيبة اهدئي الان وسنتحدث في الغد "
تابعت كانها لم تسمعه "كان علي ان استمع لكلامك لكن لما يقــ,تــلوني انا لا اعرف شيء عنهم "قالت سما تضع يدها على راسها الذي يكاد ينفجر من كثرة الالم حركة يدها جعلت بشته ينزلق عن كتفيها ليكشف عندها ادار مرعد وجهه "امي "هتف لتقرب منها الجدة فوز تغطيها وتحثها للسير "هيا يا ابـ.ـنتي"
راقبت صبابة المشهد ابنها صقر يشيح بوجهه ومرعد يفعل بالمثل
"ما معنى هذا "سالت صبابة غير معجبة بما رات
نظر لها مرعد مستعلما عما تسال
"لقد حرق منزلها "
"انت لن تبقيها هنا هي لن تقيم هنا "
قالت بأمر "ما بك صبابة كيف تتحدثي هكذا "
"هذه المراة لن تبقى في منزلي "قالت صبابة بغـــضــــب
"منزلك ؟!"
حاول صقر ان يتدخل ليصمت والدته لكن مرعد أوقفه
"اجل منزلي انا ارملة كبير الصخور "
جحظت عينا صقر لما قالت والدته "ارملة كبير الصخور هي والدتي وكبير الصخور هو انا وما أقوله سينفذ افهمي هذا جيدا يا صبابة قال ينظر لها شذرا صقر اتبعني "قال مرعد مغادرا تاركا صبابة تحترق بنار القهر وتتوعد لن تكون صبابة ان لم تخرجها ليس من البيت فقط بل من القرية كلها ودون رجعة
↚
نهضت جالسة في فراشها تتأمل المكان حولها.. فهي لم تستطع ذلك قبلا لأن كل ما حولها كان ضبابيا وغير واضح..
تذكرت سما ما مرت به قبل ساعات... مرعد هو من أحضرها هنا ثم أخذتها الجدة وساعدتها مع باقي العائلة وأحضروا لها الملابس وها هي تجلس في جناح الضيوف ..للواقع هو منزل صغير غرفة نوم وجلوس ومطبخ وحمام خاص.. لا تعلم لو لم يكن قريبا منها ما كان سيحدث.. لقد خرجت من نافذتها حافية بملابس النوم وكان هو الوحيد هناك ولولا وجوده لكانت القرية كلها رأتها بملابس نومها وعندها سيكون معه حق باتهامها بفعل فاضح مع كل ظنه السيء بها..
إلا أن عليها الاعتراف أنه من أنقذها من موقف محرج كانت ستتعرض له رغم تفتحها واختلافها مع عادات أهل القرية الا أنها تدرك أن خروجها بملابس النوم شيء مرفوض في أي مكان مدينة أو قرية ...ثم كان قد أحضرها إلى بيته وقال لها أنها ضيفة رغم كلمـ.ـا.تها السابقة عن عدm رغبتها في التواجد به.. يحيرها موفقه منها رغم إنها تشعر بأنه يرفض وجودها إلا أنه للواقع الشخص الوحيد الذي وقف إلى جانبها عنـ.ـد.ما تعرضت للأذى..
تنهدت سما تتقلب بين الأغطية.. لقد حان وقت الاستيقاظ.. نظرت إلى الساعة لقد نامت بعمق أمس رغم كل ما مر بها... رتبت سريرها واغتسلت ثم عادت لارتداء ذات الثياب ولا يمكنها الخروج من غرفتها بها رغم حالتها بالامس إلا أنها تتذكر كيف غطاها مرعد ببشته وكيف غض بصره عنها هو وصقر... هي لا تريد إحراج نفسها مرة أخرى.. لن تخرج حتى ترى أحد من نساء العائلة وتطلب منها أن تعطيها شيء لتتمكن من المغادرة إلى منزلها..
دخلت المطبخ ربما تجد شيء تشربه وَيَا حبذا لو كانت قهوة فهي تكاد تمـ.ـو.ت من اجل فنجان منها..
*********
خرج من غرفته مرتديا بدلته الرسمية ليراها هناك تقف أمام غرفتها في ممر الجناح الخاص به
"أراك ترتدي الزِّي الرسمي اليوم!" قالت صبابة
نظر اليها ببرود اعتاده كلما رآها في سنوات زواجهم العشرون "لدي اجتماع اليوم"
"ما السبب ؟!" عادت تسأله بينما يتجه الاثنان للقاعة الخاصة بالعائلة
"منذ متى تسألينني عن عملي صبابة؟ وأنتِ ت عـ.ـر.فين جيدا أنني لو أردت قول شيء لقلته من البداية "
"لا يعجبني ما يحدث.. كل تصرفاتك..."
قاطعها مرعد بحزم "كفى ...بتِ تتصرفين بغرابة في الآونة الاخيرة ، تعليقاتكِ ، كلمـ.ـا.تكِ ، هذا لا يليق بكِ لا بقدركِ ، ولا بمكانتكِ.. احترمي الاسم الذي تحمليه أنتِ أم الصقر، فتصرفي بما يوجبه سنكِ ومقامكِ" قال مرعد خارجا قبلها من باب جناحهما وهي تتبعه غاضبة... فهو الوحيد القادر على وضعها عند حدها
*********
جلست العائلة لتناول إفطارها الصباحي.. الساعة لم تتجاوز السادسة والنصف ومع ذلك عليهم الإسراع ليذهب كل الى مسعاه بعضهم الى الجامعة والاخر للمدرسة والأخير للعمل
"صباح الخير" تبادل الجميع التحية بينما يأخذ كل واحد منهم مكانه ملاحظا عدm وجود الضيفة.. سأل مرعد والدته
"أين الطبيبة ؟" قبل أن تجيب كانت صبابة ترد
"إنها نائمة ولم أشأ ازعاجها "
نظرت الجدة لها مستغربة.. متى فعلت؟ لقد أرسلت حفيدتها لها بملابس حتى تلحق بهم..
لما تكذب صبابة؟!
**********
طرقات على باب الجناح جعلتها تتنبه من جلستها على الأريكة بعد أن يئست من إيجاد أي شيء تشربه في المطبخ.
فتحت الباب لتطل عليها صبابة الصغيرة "صباح الخير يا طبيبة.. أرسلتني جدتي لأحضر لك الملابس لتلحقي بِنَا على الافطار "
نظرت لها سما "شكرًا لك ولها " قالت بامتنان "سأعيد لكنّ الملابس ما أن أصل إلى المنزل "
"لا داعي من الجيد أن مقاسنا واحد وأنتِ ضيفتنا" قالتها صبابة بشيء من التقدير ونظرة إعجاب بسما لا يمكنها أن تنكرها ...لا تقلقي بشأن شيء.. سأترككِ الآن لتبدلي ملابسكِ " قالتها صبابة منصرفة
بينما سما أخذت الملابس المكونة من قميص يصل لحدود الركبة وبنطال واسع بعض الشيء وحذاء ومجموعة من الملابس الداخلية الجديدة... عضت سما على شفتيها ... إنهم يغمروها بكرمهم وهذا شيء تشعره لأول مرة... أول مرة تجد أشخاص غريبين عنها يعاملونها بهذه البساطة
**********
عادت صبابة الصغيرة إلى العائلة التي كادت تنهي إفطارها "الطبيبة سما ستلحقني" قالتها صبابة الصغيرة بينما يتحرك إخوانها وأبناء عمها ليغادروا الى مدارسهم "أنتِ لم ترتدي ملابسك بعد؟!" سأل رعاد اخته صبابة "أنا لن أنتظرك"
"دقيقة واحدة واستعد" قالتها صبابة الصغيرة بحيوية تختطف قطعة خبز وبعض الجبن لتغادر المائدة..
بقية العائلة بقيت جالسة تنتظر قدوم الطبيبة التي لم تظهر بعد
نظرت الجدة فوز الى صبابة زوجة ابنها ملاحظةً الامتعاض الذي رسم على وجهها... سيكون لها جلسة معها
*********
تائهة بين دهاليز البيت لا تعرف أي باب تختار؟.. هناك ثلاث أبواب أحدهم يؤدي إلى مخرج يجعلها تغادر المنزل والثاني والثالث احتارت من تختار منهما.. فتحت أحدهما لكنها رأت ممر طويل لا تعلم إلى أين تؤدي لذا عادت وأغلقته.. وعادت للباب الثالث وحاولت فتحت الباب الأخير الذي كان موصدا... ما العمل الان سما؟؟ حدثت نفسها متراجعة هل تغادر إلى بيتها؟ عنـ.ـد.ما فتح الباب المرصود ليقطع أفكارها
طالعتها نزهة مبتسمة "صباح الخير يا طبيبة.. كيف أنتِ اليوم؟؟"
تنفست سما الصعداء أخيرا أحد سيخرجها من هذه المتاهة
"أنا بخير لكني لا أعرف كيف اصل للعائلة "
ضحكت نزهة "تلك الفتاة صبابة لابد أنها نسيت أن تخبركِ..." أشارت إلى الباب الذي فيه ممر "هذا هو الباب الموصل لقاعة العائلة وهذا هو الباب الموصل للمطبخ يتم إغلاقه من جهتنا وإذا أراد الضيف شيء ما عليه إلا ان يطرقه.. أما الباب الثالث فهو يؤدي إلى خارج البيت "
"لقد لاحظت لكني خفت استخدامه بدا لي الممر طويل وخفت أن أدخل أحد الأجنحة الأخرى" أوضحت سما..
"لا تقلقي هو يصل إلى أبواب أحدهم قاعة النساء" قالت نزهة تسير معها وتشير لأحد الأبواب ذو اللون الذهبي والاخر لونه بني غامق "هذا لقاعة الرجـ.ـال.. والأخير باللون البيج هذا لقاعة العائلة نطرقه" قالت نزهة تنفذ ما تقول وسمعت صوت أحد الرجـ.ـال ميزته على انه لصقر يقول ادخل ثم ندخل
فتحت نزهة باب القاعة لتجد العائلة قد غادرت المائدة ويجلسون في مجلس العائلة الذي زارته مرة من قبل وقف مرعد وباقي رجـ.ـال عائلة حتى أصغرهم فارس ما أن رأوها
بتردد قالت سما "صباح الخير"
"صباح الخير يا ابـ.ـنتي.. أتمنى أن تكوني بخير" قالت الجدة
"بخير شكرًا لكِ" قالت سما تتقدm الى داخل المجلس
"كنت أريد محادثتك سيد مرعد" أردفت سما تنظر له بزيه الرسمي وهناك مليون نيشان موضوع على صدره غير كتيبة التيجان والسيوف على كتفيه كأنه ينقصه الهيبة والسلطة ليأتي لباسه فيتممها..
شعرت بأنها تلميذة صغيرة أمامه.. فحاولت أن تنظر إلى أي مكان اخر لتطالعها صورة صقر الذي لا يختلف عنه حتى رعود كانت يرتدي زيه الذي يختلف عنهما باللون... اما الباقين فارتدوا الزِّي المدرسي كما يبدو إلا رعاد الذي كان يلبس زيا عسكريا قدرت أنه زي الجامعة
"حسنا نحن سنغادر" هتف رعاد ليقبل كتف كل من مرعد والجدة فوز وصبابة الكبيرة وصقر ورعود ووالدته راية ويسلم على زوجة عمه فرحة ويتبعه الآخرون كل حسب عمره وحسب والديه وعنـ.ـد.ما وصلوا لها خاطبها الفتيان بالسلام والفتيات بابتسامة وعنـ.ـد.ما جاء دور فايز الصغير لم تمنع سما نفسها من أن تنزل له وتقبل رأسه مودعة اياه
مشهد مهيب.. كل شيء في هذه العائلة مهيب ويجعلك تشعر بالفخر وقد اعتبروها جزءاً منهم وودعوها عند مغادرتهم التي لحقهم بها رعود فاعلا ذات الشيء قائلا "سلام عليكم نراكم الاسبوع القادm" عنـ.ـد.ما وصل لها
ما زالت واقفة.. صقر ومرعد واقفان أيضا ينظران لها
وهي مشـ.ـدوهة من الموقف حتى أنها لا تقوى على الكلام أو نسيته لم ترى في حياتها شيء كهذا
النساء تنظر لها كأنهن ينتظرن منها شيء
"لقد قلتِ أنكِ تريدين الحديث يا طبيبة " قالت الجدة تذكرها
"تناولي إفطارك أولا ثم سنرى بعد ذلك ..." قال مرعد قبل أن تقاطعه سما
"أنا لا أريد إفطاراً كنت أريد أن أخبرك ..."
"اعتادي ان تسمعي ما يقوله الآخرين لكِ قبل مقاطعتهم.. وتوقفي عن إهانتنا يا طبيبة.. أنتِ ترفضين ضيافتنا.. بالأمس رفضتِ دخول بيتنا والان ترفضين تناول طعامنا وهذه اهانة... أنا أقدر أنكِ لا تعلمين ذلك لذا سأتجاوز عنها" قال مرعد ينظر لها بتحذير
هو مخيف دون هذه النظرة ناهيك عن زيه الرسمي.. للحظة فكرت سما أنه قد يعتقلها أو يستخدm سلاحه الموضوع على جانبه معها إذا فكرت ان تعصي أوامره
"أنا ..لم أقصد" قالت سما
تدخلت الجدة فوز ناهضة "نحن نعلم أنكِ لا تقصدين ولا تعلمين الكثير من عاداتنا... كنت سأجلس معكِ اليوم وأتحدث معكِ حول ذلك وبما أن الموضوع فتح.. وضعت الجدة فوز يدها على ذراع سما.. سأكون سعيدة بأن أعرفكِ عليها تعالي معي" قالت الجدة فوز تأخذ بيدها لتغادر
"لكني أريد أن ..." اعترضت سما شاعرة أنها في دوامة... هي لا تريد أن تبقى عليها أن تغادر
"أعلم" قالت الجدة فوز تغادر بها القاعة متجهة إلى قاعة النساء "مرعد لن يغادر الآن... سنجلس قليلا وتتناولين إفطارك وبعدها سيكون لكِ وقتا لمحادثته" لحقتها كل من فرحة وراية بينما صبابة تلكأت خلفهم تسير بغير رغبة بعد أن أعطت مرعد نظرة امتعاض دليل عدm إعجابها بالأمر
**********
"اجلسي يا ابـ.ـنتي" قالت لها الجدة فوز ما أن دخلوا مجلس النساء
"أنتِ الان ضيفتنا وللضيف في عاداتنا قدر كبير... انت ستشرفيننا بمشاركتنا الطعام الجلوس... لذا منذ اليوم ستنتقل النساء لتناول الطعام في مجلس النساء والرجـ.ـال في مجلس الرجـ.ـال"
"لكن يا جدة.." حاولت سما أن تعترض
"اسمعي يا ابـ.ـنتي.. أنا أعلم أنكِ لا ت عـ.ـر.فين شيئاً عن عاداتنا.. أنتِ ضيفة لكنكِ في ذات الوقت غريبة عن رجـ.ـال أهل البيت ولا يجوز أن تجلسي معهم... لذا أنا أخبرتك أن جلوسكِ من اليوم سيكون في هذه الغرفة... أما إذا أردتِ شيء من ابني مرعد يمكنكِ أن تطلبيه مني وأنا اخبره أو أن أذهب معكِ لرؤيته "
"أنا لا أعترض على عاداتكم... كل ما أريد قوله أنني لست ضيفة أنا سأغادر الى بيتي "
"هذا لا يجوز... ما دmتِ دخلتي بيتنا أنتِ ضيفة فيه.. هذه عاداتنا وإلا ستكون إهانة لنا... فالضيف متى قدm على صاحب البيت يُستقبل بالحفاوة والترحيب... (فهو إذا أقبل أمير وإذا جلس أسير وإذا قام شاعر) ومعنى ذلك أنه يجب على المضيف أن يستقبل ضيفه بالحفاوة اللازمة والترحيب الحار على قدومه وإظهار الوجه البشوش والفرح لمقدmه وهو يتساوى في ذلك بمنزلة الأمراء.
وإذا جلس أسير، أي أسير لمعازيبه أصحاب البيت لا يستطيع أن يعمل أي شيء إلا بإذنهم فلا يخرج إلا عند سماحهم له ولا يستطيع أن يمنعهم في تأديتهم الواجب له من كرم الضيافة.
وإذا قام شاعر عند ذهابه سيذكر أصحاب البيت بما قدmوا له من إكرام وتقدير أو العكس.... أما الآن فتناولي إفطاركِ وبعدها لكل حادثٍ حديث"
نظرت سما للمائدة التي أحضرتها لها نزهة والعامرة بكل ما لذ وطاب
"سم بالله يا طبيبة" قالت الجدة تشاركها هي وراية وفرحة وصبابة المعتصمة بالصمت
*******
"يجب أن نخبرها أن بيتها لم يعد آمن بعد الآن" قال صقر
"يجب أخذ الأمور بروية معها فهناك حادث يجب أن يحقق فيه... لقد أرسلت بعض الأنفار لتفتيش البيت والمركز هناك من دخله وقام بسرقة بعض الأدوية... الطبيبة ستساعدنا بمعرفتها.. وهذا يدل على الشبهة الجنائية للحريق أي نحن نواجه جريمتان الاعتداء على المركز والاعتداء على الطبيبة"
"هل ستسالها قبل ان نغادر؟!" سأل صقر
تنهد مرعد "لا اظن أنها تملك شيء لتقوله ومع ذلك سأسالها"
قالها مرعد متناولا فنجان قهوته قبل أن يسمع طرقا على باب المجلس لتدخل والدته تتبعها سما
التي أنهت إفطارها بسرعة فهي بحاجة للتحدث معه..
دخلت سما المجلس.. رائحة القهوة ملأت انفاسها
وهي بحاجة حقا لفنجان وهذه الحاجة جعلتها تنسى ما كانت ستقوله
أشار مرعد بيده التي تحمل فنجان قهوته "تفضلي يا طبيبة" مشيرا لها لتجلس بينما سما كل ما شاهدته من حركته هو فنجان القهوة اللامعة في يده... تقدmت منه بينما يهم هو بالجلوس مدت يدها لفنجان قهوته لتأخذه من يده
"شكرًا لك" قالتها بلهفة بينما هو يتحاشى لمسة يدها له ويستغني عن فنجانه لها الذي رحبت به وشربته دفعة واحدة بينما تأخذ مكانها وتجلس قبالته تحت نظرات والدته فوز وابن اخيه صقر المندهشة..
هل شربت من فنجانه من بعده غير منتبهة للنظرات التي حولها بين مستغربة وشيء اخر اكثر عمق من الاندهاش
ببراءة رفعت الفنجان أمامها لتقول لمرعد "هل لي بفنجان آخر لو سمحت ..في ذات الفنجان لا داعي لتغييره"
أضافت ابتسامة طفولية لمعالمها لتزيد من إحراج الموقف الذي لا تدركه..
تدخلت والدته لكـ.ـسر الفوضى التي فعلتها سما دون أن تقصد "أعطيني إياه يا طبيبة سأملأه لك بينما تتحدثين أنتِ ومرعد"
ارتدت سما ثوب الجدية وقالت "أنا أقدر ضيافتك لي لكن لا يمكنني أن أبقى هنا..."
غابت باقي كلمـ.ـا.تها عن ذهن مرعد فهو لا يستطيع أن يستوعب كلمـ.ـا.تها التي تطلب فيها الابتعاد بعد أن فعلت شيئا حميما... بل أكثر شيء حميمي قد فعلته امرأة له شربت من فنجانه !
*********
ما تزال محتارة من تصرف الطبيبة... قد لا تكون تدرك الكثير من العادات هنا لكن ما فعلته لا يحتاج للإدراك... فكرت الجدة فوز وهي تدخل مجلس النساء بعد أن أرسلت نزهة بفنجان القهوة لسما
"ما الأمر بالغ الأهمية الذي تريد أن تحادث الطبيبة مرعد به؟!" قالت صبابة بشيء من النزق
لتخرج الجدة من أفكارها مقضبة الحاجبين
"فرحة, راية اذهبا الى للإشراف على الغداء" قالتها الجدة وسارعت الاثنتان للتنفيذ مدركتان أن هناك أمرا تريد أن تناقشه الجدة مع صبابة
بعد أن تأكدت من أنهما وحدهما
"اسمعيني جيدا صبابة.. تصرفاتكِ لا تعجبني مؤخرا ولا كلمـ.ـا.تكِ التي تلقينها جزافا... ما زلت فوز الصخور كبيرة البيت ووالدة الشيخ مرعد وسكوتي عنكِ ليس قلة حيلة إنما أنا لا أريد إحراجكِ ولا إحراج أولادكِ... بينما أنتِ لا تفكرين أبعد من أنفكِ الكبير الذي تحشرينه بأشياء لا تعنيكِ..
لقد حاولتِ إهانة الطبيبة أكثر من مرة... والآن بتِّ تتدخلين بأمور لا تخصكِ.. منذ متى؟!" سألت الجدة مستنكرة
"طوال سنوات زواجكِ من ولديّ وأنتِ مكتفية بمكانتكِ ككبيرة العشيرة... تتمتعين بالامتيازات التي تمنحكِ إياها دون أن يكون لكِ علاقة بأي شيء... ولكن مؤخرا أصبحتِ تكثرين التعليق على أشياء تافهة بل أنكِ تصغرين نفسك... وهذا يضركِ ويضر صورة أولادكِ... احترمي البيت الذي تُعتبرين كبيرته.. احترمي أولادكِ ومكانتهم... واحترمي صورتكِ أمام زوجات أبنائكِ واعتبري هذا تحذير مني لأني فعلا لن أصمت إن تجاوزتِ الحدود مرة اخرى"
أتمت الجدة فوز كلمـ.ـا.تها ناهضة بينما عينا صبابة ترمقها بصدmة شلت الكلمـ.ـا.ت على لسانها
********
انتهى الجزء الاول من الفصل الرابع
أكيل االرابع الجزء الثاني
٤*٤
تتناول القهوة في فنجانه من ذات موضع شربه غير منتبه لتصرفها يراقبها مرعد لتعود لذهنه صورتها وهي خائفة في ذلك اليوم الذي حبسها فيه انها طفلة في الكثير من تصرفاتها نظر الى صقر الذي يجلس الى الجانب الاخر رافعا كتفه انهما لا يعلمان ماذا يفعلان بها لقد طلبت محادثته وهي الان تجلس تشرب القهوة كانها تقوم بأكثر مَهَّمة ممتعة مُهِمة في العالم تنحنح مرعد فهو حقا قد تاخر لترفع عينها له
"لقد كنت تريدين محادثتي "
وضعت فنجان قهوتها الفارغ على الطاولة الجانبية التي بجانبها "اه اسفة لقد آخرتك ويبدو ان لديك عمل مهم اليوم "قالت تشير الى زيه الرسمي
"لدينا اجتماع مع القيادة اليوم "أجابها مرعد
"هل لما حدث بالامس علاقة ؟!"سالت سما
"اجل ، والاحداث السابقة ايضا"قال مرعد
"هل تظن ان الحريق مفتعل وان الفاريين هم من فعلوا ذلك "عادت سما لتسال
قال مرعد محاولا شرح الامر لها "انا متاكد من ذلك لقد دخلوا المركز الصحي واعتقد ان بعض الأدوية قد سرقت "
نهضت سما "يجب ان اذهب الى المركز "
"اهدئي يا طبيبة لقد ارسل عمي فريقا امنيا ليعاين بيتك والمركز "تدخل صقر
"طبيبة سما كنت ساحادثك قبل الحريق بيتك لم يعد امنا كما ان وجودك في منزل وحيدة وبعيدة نسبيا عن القرية غير مقبول كنت سأقترح ان تتاجري منزلا هنا في القرية وَيَا ليت ان يكون مع اشخاص اخرين ..لكن بعد الحادثة تغيرت الامور وبما انك في بيتنا فاهلا بك لتقيمي معنا "صرح مرعد عما يفكر به مما جعل سما تنظر له باستغراب
"هل فهمت جيدا ؟! ما الذي تعنيه بغير مقبول قالت بشيء من الحدة "
تدخل صقر يشرح لها بينما مرعد ينظر لها مندهشا من غـــضــــبها "اهدئي يا طبيبة ..لو لم تكوني وحدك لما وصل اليك المخربين ولما تعرضت للخطر لذا كنّا سنقترح ان تستأجري غرفة بملحقاتها عند احد العائلات التي تمتلك بيت كبير لكن ها انت هنا مرحب بك للإقامة معنا وذلك لاجل مصلحتك "
"وأمنك "علق مرعد
"هل انا في خطر ؟!"سالت سما بخــــوف
"بالطبع ما معنى محاولتهم احراق منزلك وسرقة المركز هم حتى ليسوا خائفين لقد اطلقوا العيارات النارية ليلفتوا نظرنا لعملهم ...امال مرعد ظهره الى الامام ليقترب من الطبيبة دلالة على أهمية ما يقول انهم خطيرين ولقد وصلوا اليك مرة والمركز الصحي هدف مهم بالنسبة لهم هذه المرة الله سلمك لكن ما أدرانا ما قد يحدث بعد "
"انت تريد ان تاجرني جناح الضيوف "سالت سما
ليضحك مرعد وصقر معا"لا انت الان ضيفة لدي يا طبيبة الم تطلبي الحماية؟"تساهل مرعد معها يفهمها
"اجل انت رجل امن "قالت سما ببديهية
"عند البدو حتى لو كنت راعي غنم وطلب احد حمايتي فساحميه هذه عاداتنا يا طبيبة نحن لا نرد احد يطلب مساعدتنا مهما كلفنا ذلك وضعك مختلف انت تعرضت لحادث كما ان وجودك وحدك خطر عليك وبعدها طلبتي المساعدة مني وانا وعائلتي سنكون سعيدين بتقديم هذه المساعدة وبقاءك معنا "
اجابته سما بتردد "يمكنني ان انتقل !"
راغبا برفض كلمـ.ـا.تها عن الرحيل لا يدري لما لكن مرعد تدارك نفسه واجابها "اذا كان هذا ما تريديه يا طبيبة يمكنك فعله لكن حتى يحدث انت ستكوني ضيفة لدي "
"الان يجب ان تعذرينا لاننا سنغادر "قال صقر منهيا الحوار
"هل رايتي شيء قبل الحادثة ؟"سالها مرعد ناهضا
"لا فقط شعرت بالحرارة ثم عرفت انه حريق وانت تعلم الباقي خرجت من نافذة الغرفة "
أومأ مرعد براسه يحمل القبعة الخاصة بزيه الرسمي ليضعها على راْسه يلحق به صقر خارجين من القاعة
"ان كانوا خطرين كما قلت اليس هناك خطر عليك ..اعني عليكم "قالت سما بخــــوف
ابتسم مرعد لا يدري لما فكلمـ.ـا.تها لا تدعو الى الابتسام "هل انت خائفة علينا ؟! بدا كانه تقريرا وليس سؤالا لا داعي لذلك اكمل مرعد قريبا سيتم القبض عليهم ..سأرسل احد رجـ.ـال الشرطة ليصحبك الى المركز بعد انتهائهم من التفتيش لتسجيل الأشياء المفقودة من المركز الصحي وبعدها تدلي بشهادتك في التحقيق قال مرعد مغادرا
ملاحظا ما يحدث عن بعد فكر صقر تصرفات هذه الطبيبة غريبة والأغرب ردة فعل عمه هل يعقل ان يستلطفها ولكن لما لا فعمه لم يتزوج بطريقة اعتيادية يا ترى كيف ستكون ردة فعل والدته صبابة على ذلك حمل صقر تساءلاته وخرج خلف عمه تاركين الطبيبة سما خلفهما
٤*٥
"ان تصرفات هذه الطبيبة غريبة "قال صقر ما ان استقر في السيارة جوار عمه
"انها لا تعرف الكثير عن حياتنا ..كان من الخطأ إرسالها الى هنا ربما ينقلها والدها الى مكان اخر "اجابه مرعد بلا اهتمام
"هل ستوافق على رحيلها "عاد صقر يسأله
"وما شاننا برحيلها او بقاءها هذا امر عائد لها ولا اظن ان والدها سيتركها تبقى هنا اذا علم ما قد تعرضت له "
لقد كان مخطئا فكر صقر كيف ظن ان عمه قد يهتم لوجود الطبيبة
قاطع مرعد أفكاره "لدينا اجتماع علينا التفكير به الان دعك من امر الطبيبة فبقاءها او رحيلها امر لا يهمنا حاليا مع انني اعتقد ان رحيلها افضل وأأمن لاجلها "ايعقل ان صقر يهتم للطبيبة فكر مرعد متمنيا العكس فهو امر غير مناسب البتة وسيزيد تعقيد الامور ..لما يشعر بالانزعاج لمجرد التفكير بان صقر يحمل اهتماما خاصا بالطبيبة بات وجودها يشتت تفكيره وتفكير عائلته صبابة الرافضة وصقر المهتم وهو لا يدري الى اين قد يصل به هذا الاهتمام وهو منزعج ولا يعرف سبب هذا الانزعاج
*********
عادت الى المجلس النسائي حيث تجلس الجدة فوز توزع المهام في البيت "تعالي يا طبيبة قالت الجدة ما ان رأتها تدخل سنذهب الى المطبخ لنتمم تحضيرات الغداء نهضت الجدة تتبعها سما وصبابة تراقب باهتمام فكرة مرت في بالها لما لا ابتسمت لنفسها تخطط للقادm
كان المطبخ حديث نظرت حولها تلاحظ الباب المفضي الى الخارج نظرت من خلالها لترى شيء يشبه الفرن وشيء اخر كالقبة الصغيرة ونار وضع عليها إبريق كبير
"ما هذا ؟"الجدة التي تتابع تحركاتها
"هذا فرن للطابون وهذا صاج وهذا الإبريق لغلي القهوة "
"ما هو الطابون والصاج ؟"عادت تسال سما
"الطابون هو الخبز الذي ناكل نحن نصنعه بنفسنا والصاج لعمل خبز الشراك وهو ايضا نوع من الخبز لكنه خفيف ورقيق اما إبريق القهوة فهي تكون الذ عنـ.ـد.ما تغلى على الحطب "
تهز راسها تخزن المعلومـ.ـا.ت التي عرفتها
"جميل اذا انتن تصنعن كل شيء في المنزل "
"اجل يا طبيبة "
"ارجوك ناديني سما فقط "قالت سما مبتسمة تنظر بانبهار لما حولها لتعود وتدهش اكثر بحجم القدر الكبير الذي وضع على الغاز ليبدا التحضير للغداء
"يا جدة هل قررتي ماذا سنطبخ اليوم "سالت راية التي كانت قبلهم في المطبخ
"اجل سنطبخ منسف يجب ان تتذوق الطبيبة طعامنا "
"لكن لابد انها تعرف المنسف "تدخلت فرحة
لتسال الجدة سما "هل تذوقتي المنسف من قبل ؟"
"اه ..مرة واحدة في احد الفنادق .."
"كيف هذا الا يقيم والدك دعوات لرجـ.ـال الدولة انه عين ؟" عادت الجدة تقول
"انا لم اكن أقيم مع والدي حتى تخرجت كنت اعيش في الخارج وعنـ.ـد.ما عدت الى هنا التحقت بوظيفتي وبدات في التخصص وكنت أبقى في المشفى ولا أغادره الا نادرا وعنـ.ـد.ما يحدث كنت اعتزل في غرفتي للقيام بالأبحاث او النوم لذا فانا لا اعرف الكثير عن الحياة الاجتماعية هنا "قالت سما بابتسامة مترددة
↚
"لا تقلقي هنا سنعلمك كل شيء ولن تتركي وحيدة ابدا "ربتت الجدة على كتفها مما جعل سما تبتسم "انا اريد ان اجرب صنع الخبز "تنظر متحمسة للفرن "هذه رضوة المسؤولة عن الخبز قالت الجدة فوز تشير الى المراة الجالسة امام الفرن والتي اومـ.ـا.ت لسما وحيتها
وهذه نزهة ت عـ.ـر.فينها المسؤولة عن جناحي والمجالس وجناح الضيوف وهذه حمدة تساعدها الى جانبها سمية التي تطهو الطعام صيتة ورحمة وحسنية كل واحدة منهن تهتم بقسم من المنزل جناح مرعد وصقر وصخر "لم تتصور سما ان يكون لديهم هذا العدد من الخدm او كما أسمتهم الجدة مساعدات فهي لم ترى الا نزهة خلال زيارتها الى البيت
"الان يمكنك ان تساعدي رضوة في الخبز اذا اردتي يا سما ونحن سنذهب الى اعمالنا "قالت الجدة مبتسمة لها بينما سما ترد لها الابتسام دون ان تخفي حماسها
جلست سما على المقعد الخشبي الصغير الى جانب رضوة التي كانت تعجن وتغني وسما تتابعها باهتمام "انها اغنية حزينة لكني لم افهم كلمـ.ـا.تها سالت سما تلاحظ حركات يدي رضوة التي تتبع اللحن الذي تغنيه اريد ان افعل مثلك "عادت تقول في فضول
"العجن صعب عليك في البداية لكني سأجعلك تخبري معي ما رايك يا طبيبة"قالت رضوة باسمة بينما تلتفت الى عاملات البيت وراية وفرحة من ضمنهن "وانتن كل الى عمله حتى لا ابلغ الجدة "كلمـ.ـا.تها جعلتهن يبتعدن مسرعات وضاحكات
********
توجهت الجدة الى مجلس النساء كان هناك بعض الاتصالات عليها ان تجريها تهنئة بمولد احدى نساء القرية الاطمئنان على سلفتها واتصال اخر تهنئة برجوع ابن ابن عّم لها عاد من الدراسة دخلت صبابة عليها بينما تنهي اتصالها الأخير
"لدينا اسبوع حافل "علقت صبابة ثم اكملت "اتصلت بزوجة اخي سيصل ابنها بعد يومين لقد أنهى دراسة الطب وفكرت بانه من ابناء المنطقة فلما لا نجعله يأخذ مكان الطبيبة سما وترحل هي الى مدينتها "
"لما تشغلي بالك بهذه الامور يا صبابة منذ ان اتت هذه الطبيبة وانت لا تطيقين حتى ذكر اسمها لما كل هذا ؟"حاورتها الجدة بمنطق "هل هو كيد النساء هل تخافين على مرعد منها "زادت الجدة متعمدة
لتبتسم صبابة بغــــرور "اخاف على مرعد قالت تضحك في سخرية لا يا ام عديّ انا لا اخاف على مرعد لو اراد ان يتزوج لفعلها منذ زمن لكنه لن يفعلها ولن يتزوج علي لآخر يوم في حياتي هل تظني انني لا اعلم انك عرضت عليه الامر منذ سنين وهو رفض وبشكل قاطع قالت صبابة تغـ.ـيظها مرعد لن يحضر لي ضرة مهما حاولتي ...انا اخاف على اولادي منها وخصوصا رعود هي بالنسبة لهم شيء جديد لم يروه من قبل لباسها تصرفاتها شيء غريب وانا اخاف ان يفتنهم ذلك لذا ارغب في ابعادها انا لن اخفي عليك "
قاطعتها الجدة "هذا يعني انك لاتخافي ان تدخل البيوت هنا وتصبح لها حظوة لدى اهل القرية"عالمة بانها تضـ.ـر.ب على الوتر الحساس لدى صبابة "لا أخفيك انها فاتنة وبسيطة وقريبة من القلب جدا قليل من التعديلات واراهنك ان اهل القرية كلها سيحبونها ويرحبون في وجودها وانا ساساعدها على ذلك "حرب بـ.ـاردة تدور بين الاثنتان نظرت لها صبابة بتحدي"لن تتمكن من ذلك فوقتها بات قصيرا "إجابتها صبابة بوعد فلقد عزمت هذه الطبيبة أيامها باتت معدودة هنا "سأجهز نفسي هناك بعض الزيارات علي القيام بها كما ان المجلس النسائي سيجتمع قريبا ويجب ان احضر له "اخرجت كلمـ.ـا.تها وغادرت المجلس بغــــرورها المعتاد بينما الجدة فوز تتابعها استمتعي بذلك صبابة فغــــرورك وأنانيتهم سيكونان سبب نهايتك فلا يجدر بشخص حاقد مثلك ان يكون كبيرا
********
جلست سما تتابع حركات العجن التي تقوم بها رضوة وهي تغني
"ما معنى من هول ما جرى "قالت سما تحاول ان تفسر الكلمـ.ـا.ت التي تسمعها
"هذه القصيدة هي قصة يا طبيبة " إجابتها رضوة
"تبدو حزينة ما قصتها "
إجابتها رضوة "ليست حزينة تمام تقول القصة ان هناك فارس نشمي يضـ.ـر.ب فيه المثل بالرجولة وكان من قبيلة كبيرة مشهود لها بالكرم والجود كان خيّالا يسافر في الصحراء وخلال سفر ذهب الى قبيلة اخرى استضافوه وراى ابـ.ـنتهم احبها وهي أحبته وتعاهدا على الزواج الفارس كان له ابنة عّم وفي عرفنا ابنة العم تتزوج ابن عمها لذا الفارس عاد الى قبيلته وحلل ابنة عمه اي انها تستطيع ان تتزوج من اي شخص غيره لكن ابنة عمه كانت تحبه ولم تقبل بان يتركها اتفقت مع فتاة اخرى ان تتهمه بانه كلمها وامسك يدها اتت الفتاة صائحة نائحة الى والد الفارس واتهمته بانه كلمها وامسك يدها رغما عنها وهذا في عرفنا مصـ يـ بـةكبيرة هرب الفارس واستنجد بالشيخ مشهور واصبح في وجهه" قاطعتها سما " ما معنى هذا"
"دخل عند الشيخ مشهور وقال له انه في وجهه والشيخ مشهور كان رجلا حكيما وقاضيا وله كلمة مسموعة نصب المجلس العشائري وطلب الشيخ مشهور من اهل الفتاة الصلح وطالب الفارس بتبيض وجهه لانه بريءطبعا الفتاة تمسكت بموقفها وطالب اَهلها بحقهم ولم يرضوا التنازل وطالب الفارس ببراءته الشيخ مشهور حكيم ويعرف عن الفارس انه رجل نخوة ولا تصدر العيبة منه لذا طلب من الفتاة ان تروي ما حدث مرة واثنتان وثلاثة وجد في حديثها خلل وفي كل مرة تسرد القصة تهفو عن بعض التفاصيل شك في الامر فتدخل مع والدها وأخبره ان هناك أمرا خاطئا فالمعروف ان الفارس يحب فتاة من عشيرة ثانية وانه كان مسمى لابنة عمه من قبل فلماذا ينظر لفتاة ثالثة اتفق مع والدها ان يخفف عنهم وان لا تجر الفتاة لمجلس رد الشرف اذا اعترفت بالحقيقة ومع اصرار والدها وإخوتها اعترفت الفتاة ان ابنة عمه هي من أجبرتها على فعل طبعا القضية اخذت اشهر وصبر حتى حلت وتسود وجه ابنة عمه والفتاة لكن الشيخ مشهور اتفق مع الفارس ان يكتفي بإعلان براءته ولا يقاضيهما وهكذا كان وبعد اعلان براءته تزوج من الفتاة التي احبها اما عن ابنة عمه فقد لجات الى شيخ اسمه عواد طالبة منه الحماية وان تكون من اهله فتزوجها الشيخ عواد وحماها ضد اَهلها اما أهل الفتاة فقد تم إجلاءهم من القبيلة وبقوا منبوذين حتى اخر حياتهم "
نظرت سما لرضوة بانبهار من القصة التي سمعتها والتي دون ان تدري تخيلت الفارس بطلها هو مرعد مندهشة من التفاصيل التي روتها رضوة وكيف انه مع ان ابنة عمه والفتاة قد ظلمتاه الا انه اختار ان لا يقاضيهما واكتفى ببراءته
"كان يجب ان يعـ.ـا.قبهما على ما فعلتا هذا ليس عدلا لما الفتاة تعـ.ـا.قب وابنة عمه لا "قالت سما
"الرجل النشمي يكتفي بأخذ حقه ولا يزيد عليه والفارس كان نشمي ومن اهل الجود أما عن ابنة عمه فهي أصبحت بحكم المـ.ـيـ.ـتة بالنسبة لاهلها وحرم عليها دخول القبيلة "
ابتسمت سما تشعر بان الحق اخذ مجراه ولو انها كانت تفضل ان ابنة عّم الفارس تنبذ هي الاخرى "قولي لي قصة اخرى "
"ليس اليوم يا طبيبة هيا لنخبز الخبز الان وفي الغد ساقول لك قصة جديدة "
سعيدة بمعرفتها الجديدة ومتحمسة لتعرف اكثر عن العالم الذي أصبحت جزءا منه نهضت تساعد رضوة وتصنع اول رغيف لها في حياتها
مسكت سما رغيف الخبز الذي صنعته ووقفت تنظر له بفخر اول شيء تصنعه بيدها ارادت ان تركض الى الجدة فوز لتريها اياه وكأن الاخيرة عرفت بتلك الرغبة ظهرت امامها قائلة"مرتد قد ارسل نفرا ليرافقك الى المركز الأمني "
"هل رايتي رغيفي "قالت سما متحمسة كطفلة صغيرة بينما الجدة تبتسم لها "سلمت يدك يا طبيبة مع الايام سنأكل خبزا من صنع يدك بالكامل"
"اجل لقد وعدتني رضوة ان تعلمني العجن "قالت سما سعيدة تطبق رغيفها وتطلب كيسا لحفظه
"سآخذه لاريه لسيد مرعد "قالت سما بحماس بينما عيون الجدة تراقبها هذه الطبيبة تتصرف بعفوية دون ان تدري ما تفعل
خرجت سما من المطبخ لتقف حائرة "من اين اخرج "قالت للجدة التي تتبعها
"اتبعيني يا طبيبة "تبعتها سما الى الممر ثم الباب ثم القاعة الرئيسية التي تفضي الى المدخل الرئيسي للمنزل "لن اعرف ابدا دهاليز المنزل "قالت سما محبطة
"لا تقلقي يا طبيبة قريبا ستتعلمي وتت عـ.ـر.في على كل إرجائه "
"اتمنى ذلك قالت سما ارآك قريبا يا جدة"
"وعليك السلام يا ابـ.ـنتي "قالت الجدة
ابتسمت لها سما بإحراج تخرج لتجد رجل الأمن الذي سيرافقها الى المركز خلال الطريق تفاجات سما بعدد من نساء القرية توقفنها وتطمنئن على حالها بعد حريق منزلها لقد تم تقبلها فكرت سما بسعادة تدخل المركز الأمني وتتجه الى مكتب مرعد
"تفضلي يا طبيبة سنذهب الى المركز الطبي لتت عـ.ـر.في للأدوية والأدوات الناقصة "
جلست سما في المقعد امامه "هل وجدتم شيء؟"
"لا لا دليل انما قد تأكدنا ان الحريق بفعل فاعل قد احرق الستار في غرفة منزلك ومنها انتقلت الى باقي الاثاث هل كانت النافذة مفتوحة ؟"سال مرعد
"اجل قالت سما بنبرة مذنبة وقبل ان تخبري اعلم انه ليس تصرف صحيح مني لكني كنت مشوشة ولم انتبه "
أومأ مرعد براسه"الاعتراف بالذنب فضيلة وصمت قليلا هل أخبرت والدك بِمَا حدث "
"لا ..لم افعل سيخرجني من هنا لو قلت له "
"لكنك ترغـ.ـبـ.ـي بان تنتقلي "علق مرعد على كلمـ.ـا.تها
"لا ..لم اعد ارغب بذلك للواقع متذكرة كلمـ.ـا.ت رضوة عن الحماية انا اطلب حمايتك سيد مرعد لأبقى هنا انا اريد ان اكون في حمايتك ومن اهل بيتك "
لوهلة صدm من كلمـ.ـا.تها ونظر لها عل تدرك ما تطلب منه نظرت سما اليه عنـ.ـد.ما صمت "هل طلبي غير مناسب بالنسبة لك ؟"سالت سما
"لا يا طبيبة قد سبق واخبرتك انك مرحب بك في بيتي وسيسعدني ان تقيمي معنا "
"لكني لا اريد ان اكون ضيفة انا اريد ان اكون من اهل البيت قالت سما تخرج رغيفها من الكيس حتى انني بدات اتعلَّم عاداتكم وبدات اليوم بالخبز قالت تمد له الرغيف تذوق اول رغيف خبزته في بيتك "
"تحتاجي للكثير لتتعلمي قال مرعد يحاول ان يفهمها انها تطلب شيء ابعد من كلمـ.ـا.تها "
"وانا مستعدة لذلك لقد قدر علي ان اتي الى هذه القرية وهنا سيصبح بيتي وحياتي وانت والجدة فوز ستساعداني على ذلك ..تذوق رغيفي لقد شربت قهوتك صباحا وانت ستتناول رغيفي الان اظن انه هذا عادل كفاية "قالت سما باسمة
اي عدل نظر لها مرعد يمد يده للرغيف ويقسم منه ويتذوقه كانه مسير هي تطلب الكثير دون ان تعلم او حتى تدرك الى اين يؤدي طلبها
٤*٦
تتضارب الأفكار بعد كلمـ.ـا.ت الطبيبة هل يخبر والدته ام يتعامل معها كما يعتقد انها تفكر بكلمـ.ـا.تها هي بالطبع لا تدرك ان طلبها هذا يعني ان يتزوجها بالطبع هي لا تريد ذلك وضع مرعد يده على جبينه كل ما تريده ان تبقى معهم وتحتويها عائلته وهذا ما سيفعله وسينسى طلبها الغريب نهائيا وقف مرعد وقد اتخذ قراره يعود الى حيث كانت تقف في المركز الصحي تجرد الأدوية التي تم سرقتها
"هل انتهيتي "
"اظن ..اجل لقد تم اخذ مضادات حيوية حقن مسكّن شاش ضمادات أدوات لعمليات بسيطة يمكنك ان تقول انه اختار مواد الاسعاف الأولي "
"حسنا فلنثبت هذه المواد في التحقيق "قال مرعد للكاتب الذي نفذ
"حسنا لم يبقى لنا عمل هنا سيتم ترتيب المركز حتى يبدا دوامك غدا فيه كالعادة وسيتم وضع حارس عليه ليلا نهارا "
"هذا جيد ماذا بالنسبة لبيتي سابقا اريد اخذ ما تبقى من أغراضي "
"سيصبح منزلا للحراسة ما ان تخليه "
"حسنااذن ساذهب لاخضر ما يمكنني حمله في سيارتي "قالت سما
أومأ مرعدا لها طالبا من احد أنفار الأمن ان يساعدها امتلات سيارتها الكبيرة بكل ما استطاعت حمله اما الباقي فقد استغنت عنه وركبت سيارتها التي انطلقت خلف سيارة مرعد
كان المساء قد حل عنـ.ـد.ما وصلا عند المدخل طلب منها مرعد ان تتجه الى مجلس النساء وهو سيرسل من يفرغ سيارتها
*********
كان العشاء متعة بين نساء العائلة شاعرة بالسعادة كونها جزء منهن ما ضاع منها في طفولتها وحياتها سابقا عاد ليعوض بدفء هذه العائلة فكرت سما تشارك فتيات العائلة المبهورات بها الحديث
اطمئنت على جـ.ـر.ح صخر فقد بدا يلتئم وغادرت الى جناحها
ايام توالت على إقامتها عند مرعد وكل يوم كان يجعلها تشعر بصواب ما فعلت عنـ.ـد.ما بقيت عنده المركز الصحي اصبح ممتلا بالمرضى والمراجعين ونساء القرية يبادلونها السلام اذا ما تقاطع طريقها معهن لقد تغير كل شيء للافضل
********
مرت عدة ايام ولم يراها كان هذا جيدا بالنسبة له فكر مرعد هاي تتابع حياتها في سلام ومن اخبـ.ـار والدته يبدو انها قد استطاعت كسب ود الجميع ابتسم وهو يسمع صوت الضحكات الصادرة من سطح منزله حيث تجلس النساء في ايام الحر
جلس مع ابناء اخيه يتجاذب أطراف الحديث عنـ.ـد.ما اخبره صخر "غريب ان لا احد من عائلة الطبيبة قد سال عنها ولا هي ذهبت اليهم "
"هي سعيدة معنا هنا يبدو انها اخيرا قد استقرت وآلتهت بعملها "علق صقر مما جعل مرعد يتذكر كلمـ.ـا.تها عن كونها ترغب بان تكون من اهل بيته لقد تناسى الامر وقرر انها لان تدرك ما تقول لكن عليه ان يطلب منها ان لا تخبر احد بذلك فالأمر لا يحتاج تعقيدات اكثر
"اظن انها لم تخبر والدها لانها تعلم انه سينقلها وهي لم تعد ترغب في ذلك "قال مرعد ناهضا "ساذهب لمجلس الشيخ راضي "قال يدعو ابناء اخيه
"انا سأرتاح لا رغبة لي بالسهر اليوم "قال صقر وتبعه صخر الاخر
**********
أمضت سهرة ممتعة معهن ثم توجهت الى جناحها ابتسمت لنفسها وهي تتذكر كيف ضاعت بين اروقة المنزل ولولا مساعدة صبابة الصغيرة لما عرفت طريق العودة عند ذكر اسم صبابة تذكرت صبابة الكبيرة ونظراتها صحيح انها لم تعد تهاجمها كما السابق الا ان نظراتها لها قـ.ـا.تلة هزت سما راسها تطرد هذه الأفكار ما همها منها الجميع يتقبلها وهذا المهم
*******
كان الوقت متاخرا نسبيا عنـ.ـد.ما عاد الى منزله ولا يعلم لما لف في اتجاه جناح الضيوف ليرى أضواءه منارة عليه ان يكلم الطبيبة ايستخدm الهاتف النقال ام ينتظر الى الغد ربما يطلبها في المركز رجح الفكرة الثانية وسار عائدا الى طريقه عنـ.ـد.ما لفت نظره حركة عند سياج مدخل جناح الضيوف بلا تردد تقدm ليرى ماذا هناك ليراها تقف بمنامتها صحيح انها وضعت على مئزرا طويلا الا انه كان مفتوح يسمح لأي كان ان يرى جسدها
*******
ترددت عنـ.ـد.ما لاحظت اسم اخيها مؤمن يطلبها فهي من فترة لم تكلم احد منهم كنوع من الغـــضــــب لانهم لا يسالوا عنها لكن تحت إلحاح رنين الهاتف واصرار مؤمن رضخت وإجابته "ما الذي يحدث معك لما لا تردي"بادرها مؤمن غاضبا منا جعلها ترد عليه الإرسال ضعيف في الداخل لذا وضعت مئزرها عليها كيفما اتفق وخرجت تحدثه
كانت غاضبة وأخذت تسرد عليه ما حدث معها وهو يهداها ولم ينهي المكالمة الا عنـ.ـد.ما اخذ عنوانها طالبا زيارتها على مضض اعطته ما طلب وأقفلت الهاتف ووقفت تتنفس بعمق عنـ.ـد.ما لاحظت خيالا يهبط عليها
"ما الذي تفعلينه هنا "قال مرعد بصوت خشن منا جعلها تنتفض
"كنت اجري مكالمة والإرسال ضعيف في الداخل "لا ليس هذا اوان اغضاب مرعد لقد انتهت من تلك الحقبة الى الايد
"استري نفسك يا طبيبة"قال مرعد مما جعلها تجذب أطراف مئزرها وتلفها حول جسدها "الم نتفق ان لا تخرجي ليلا وحدك لأي سبب كان "
"اسفة لكني اضطررت لذلك "
"حسنا عودي الى الداخل ...وَيَا طبيبة كنت اريد ان اخبرك انها فرصته ليكملها لا اريدك ان تخبري احد انك طلبت ان تكوني من اهل بيتي ولا حتى والدتي"
"لماذا "قاطعته سما
"هذا افضل اوضح لها مرعد والان عودي الى جناحك ولا تخرجي منه وحدك ابدا "
*********
كان قد عاد الى البيت متجها الى جناحه عنـ.ـد.ما سمع صوت صراخ قادmا من جهة جناح الضيوف فاسرع ليعود الى هناك وفي لحظة كان صقر وصخر والجدة وصبابة الكبيرة هناك كانت احدى المساعدات تولول بطريقة غريبة خرجت سما عنـ.ـد.ما سمعت الصوت تلف المئزر حولها تقدmت الى المساعدة تطمئن عليها "ما الذي حدث"نطقت سما بالسؤال الذي يريد الجميع طرحه
"خرجت لأخرج القمامة لاحظت سيارة سوداء تحوم حول المنزل "
"متى حدث هذا ؟"سال صقر بينما سما تسيقها كاس ماء وتضع يدها على رسغها تراقب نبضها
"الان قبل ربع ساعة "
نظرت سما "هذا غريب لقد كنت والسيد مرعد في الخارج منذ قليل ولو نرى شيء "قالت تنظر الى مرعد
"لم نلاحظ شيء "عادت تؤكد بينما العيون تتجه الى مرعد الذي أومأ براسه انها تزيد الامور تعقيدا "لم يكن هناك شيء عنـ.ـد.ما عدت من مجلس الشيخ راضي كانت الطبيبة في الخارج ايضا ولم ترى شيء"
نظرت صبابة الى سما كانت مع مرعد في الخارج لأي شيء"ربما انه احد اهلك يا طبيبة قليلون الذين يملكون سيارة فخمة هنا "
رفعت سما نظرها اليها "ولماذا سياتي احد أقاربي؟"
"اتعلمون ماذا اظن اعتقدت ان المساعدة متعبة وقد تهيأ لها انها رات ...شيئا ما لذا اذهبي وارتاحي حاليا ولا تفكري بالأمر قالت سما في وجه المساعدة باسمة بـ.ـارتباك انسحبت المساعدة الى قسمها
"لا داعي لكل ذلك يبدو انه تهيأ لها فعلا "قال مرعد "كل الى جناحه ونفذ الآخرون بينما مرعد يسير الى جانب والدته
"امي قال مرعد بينما والدته تنظر له بحيرة اشياء كثيرة تحدث في هذا المنزل "اريدك ان تحدثي الطبيبة بشان ملابسها "
قال وذهب تاركا امه في حيرة اكبر وصبابة تنظر لهم بحقد
٤*٧
جاء النهار عاديا وذهب كل الى علمه الا هي بقيت في جناحها تتاكلها الأفكار ماذا كان يفعلان في الخارج وكيف فشلت خطتها ببذر بذور الشك بها فكرت صبابة بحنق بينما تستمع لمساعدتنا تدعوها الى الغداء
*******
كان باب البيت الذي وصفته له مشقوقاً فتحه ودخل ليطالعه الصمت بدا لوهلة انه فارغ كان لا احد فيه فتقدm الى داخله ليلاحظ هيكل فتاة تقف في ركن تلك القاعة وبدت كانها لم تشعر بدخوله فهي شاردة ولا تنظر اليه فقد اعطته ظهرها اقترب منها حتى بات خلفها وتنحنح لكنها لم تعر وجوده اهتماما فما كان منه الا ان نكزها في كتفها
******
كانت قد انتهت صبابة الصغيرة من الغداء وخرجت الى القاعة المرفقة بمجلس النساء في هذه الفترة تشعر بالإحباط الشـ.ـديد فاخوها لا يقتنع بان تذهب الى الجامعة وضعت السماعة على اذنها لتسمع سورة ياسين فكلما كانت في ضيق تستمع لها أدارت ظهرها تتكا على الطاولة العالية في المدخل عنـ.ـد.ما شعرت بنكزة على كتفها
لتسحب السماعات من اذنها قبل ان تطالعه عينان سوداوان فتحتها على آخرهما في صدmه مع شهقت مرعوبة خرجت منها قبل ان تدفعه بيدها لتحاول الهرب من الجهة الاخرى لكنه اسرع ليمسك ذراعها مندهشا من الرعـ.ـب الذي بدا عليها
"انتظري لو سمحتي"هتف بها لتصرخ وفجاة قبل ان يدرك رأى امراة تدخل القاعة ونظرت لهما بجمود قبل ان تصرخ الاخرى"ويلاااااااه"في ثانية كانت القاعة قد امتلات بالعيون والأشخاص من حوله وهو كالابله يقف ممسكا بتلك التي كما يبدو قد شل لسانها من الرعـ.ـب من بين العيون كان عيون سما هو ما لاحظه والتي لم تبدو اقل منهم صدmة "يا ويلي"هتفت سما قبل ان تتقدmه
↚
مما جعله يترك الفتاة التي ركضت للمرأة الاكبر كانها تحررت من الرهن بينما سما وقفت امامه تنظر له بمشاعر مختلطة كل هذا في اجزاء من الدقيقة قبل ان يسود القاعة البكاء وشيء من العويل نظرت سما له برعـ.ـب قبل ان تقف وتحميه خلفها من العيون التي تقدح شرارا وغـــضــــبا
"انتظرن ارجوكن هتفت سما الامر ليس كما يبدو ثانية قبل ان يدخل مرعد عليهم ليرى المشهد يتبعه صخر ورعادوبعض الرجـ.ـال الآخرين ميزت منهم الشيخ جضعان يا الهي صرخت في ذاتها لن تنتهي هذه المِحنة على خير ابدا مرعد كشر عن اسنانه كانه مفترس مستعد ان ينقض عليها مما جعلها تهتف في محاولة يائسة لإنقاذ الموقف مما تعلمته عنهم وعن عاداتهم "نحن في وجه الشيخ جضعان "صرخت سما لا تعلم ان كان ما تفعله صحيح ام خاطىء لكنه على الاقل أوقف تقدmهم منهما مما جعلها تتنفس الصعداء
جحظت عينا مرعد الا يوجد حد لغبائها لقد وضعتهم الان في موقف سيّء اكثر مما كانوا فيه الان هم مضطرون لعقد محكمة ولن تنتهي على خير
"حياكم قال جضعان انتم في وجهي "
ثم نظر الى مرعد "اختر الوقت الذي تريد لنلتقي اما عنهما فهما سيبقيا عندي "
"الامر لا يستحق "قال مرعد رغم معرفة بعدm جدوى تعليقه
"كيف لايستحق هتفت صبابة لقد تهجم على حفيدتي"
تظر لها مرعد مما جعلها تصمت بينما صخر امرها هي ومن معها بالانصراف
"من هذا ؟"سال مرعد سما التي بدت مرتبكة وما تزال تحمي الرجل خلفها الذي لا يبدو عليه انه يفهم شيء مما يحدث حوله
"انه اخي "قالت سما بهمس "لقد دعوته لاني اردت مساعدته فهو طبيب ايضا "
فعلا لا حد لغباءها فكر مرعد يحاول ان يقدر الكارثة التي ألقيت عليهم بسبب تصرفاتها عنـ.ـد.ما لمعت في راْسه فكرة عرف ما الذي سيطلبه الم تخبره انها تريد ان تبقى في حمايته عاد للشيخ جضعان "يجب ان يحضر والدهما"
غير مستوعبة ما الذي يحدث حولها رات ان الشيخ جضعان يرافقها هي واخيها خارج منزل مرعد لم تكن تعلم او تقدر وقتها انها قلبت حياتها رأسا على عقب
جلس مرعد وأولاد اخيه منذر الصافي والشيخ جضعان الذي كفل سما واخيها مؤمن وباقي وجهاء العشيرة
تنهد مرعد كان بغنى عن كل ذلك لو لم تتسرع سما لكن الان هي قد وضعتهم جميعا في موقف لا يحسدون عليه فكر كثيرا في مخرج فهو يعلم الحكم قبلا لكنه سيحاول قصار جهده ليتدارك الامر وهو ما سعى اليه مع الشيخ جضعان ووالدها
"الطبيبة سما واخيها مؤمن ووالدها منذر الصافي في وجهي أتوا يطلبون الصلح من الشيخ مرعد وهو مشكورا وافق ولم يرفض لكن يا شيخ منذر الشيخ مرعد له حق عندكم فما قولك بحق الشيخ مرعد "
"قال القاضي جضعان
ليرد منذر الصافي "يا وجوه الخير انا اقر واعترف بان اولادي اخطؤوا بحق الشيخ مرعد وال بيته انا مستعد لأي شيء يأمر به "
تدفع الفدية"ساله مرعد
"ادفع ما تريد يا شيخ مرعد بوجه الشيخ جضعان "قال منذر
"العين التي نظرت لابـ.ـنتنا تعمى واليد التي امتد لها تقطع واللسان الذي كلمها يقطع "
صدm منذر والشيخ جضعان وهم بالكلام
"انتظر يا شيخ جضعان انا لم أطلب حقي من ابـ.ـنته التي ادخلت رجلا الي بيتي دون ان تخبرني وهي في حمايتي"
"اطلب ما تريد يا شيخ مرعد "قال جضعان
"عليك ان تبيض حرمة بيتي "
"يا شيخ مرعد وكرامة لوجوه الخير ولوجهي "قال جضعان يستعطفه
"مهر ابـ.ـنتنا دينار ذهب عن كل كليومتر من بيتها الى بيتك"
"عندي "اجابه منذر
"مئة ناقة وضحاء"
"عندي"
"فرستان اصيلتان"
"عندي "
"لكل دقيقة وقفها ابنك في بيتي خمسون دينار ذهب"
"عندي"
"ابنة تفدي عين ويد ولسان أخاها تكون لنا كما أخذتم ابـ.ـنتنا "
"عندي "قالها منذر بتردد فليس له ابنه الا سما
"قم "قال مرعد "اعفيك من الفرستان"وقف منذر وقال"أوقفتني بفرستان اصيلتان بما تجلسني"
"اعفيك من المئة ناقة"
"يا شيخ مرعد اليس لديك كرامة لوجه الله"قال الشيخ جضعان
"لا اله الا آلله قال مرعد وأعقب "اعفيه من ثمن دقائق وقوف ابنه"
"وكرامة لصاحب البيت "عاد جضعان
"يدفع نصف دينار ذهب لكل كيلومترا من بيته لبيتنا مهرا لابـ.ـنتنا"
صمت جضعان فهو لن يضغط على مرعد اكثر زواج مؤمن من ابنة صقر سيرد كرامتها وزواج مرعد من سما سيبيض حرمة بيته
نظر الى منذر الذي أومأ براسه له انه موافق
"لنقرأ الفاتحة "
" زواج ابـ.ـنتنا سيكون بعد عام من الان حتى تنهي دراستها المدرسية" قال مرعد
"توكلنا على الله قال جضعان يتبعه منذر الذي بدا يقرا الفاتحة لإنهاء الإتفاق بينما يفكر ما الذي سيقوله لأبناءه مؤمن الذي سيتزوج فتاة لم يرها في حياته وسما التي ستكون زوجة ثانية وستتزوج فدوة لأخيها ولخطئها بحق مرعد
الخامس اكليل كامل
الفصل الخامس اكليل الصبـ.ـار
فركت يدها بتـ.ـو.تر تشعر بالانقباض هناك أمرا ما ليس جيدا تشعر بالسوء جلست في غرفتها تتذكر ما حدث قبل يومان بعد وقوفها امام اخيها وذكرها انها في وجه الشيخ جضعان انقلب العالم حولها اخذها الشيخ جضعان مع اخيها وطلب منها ان تفهمه ما حدث "هل أخبرت احد عن قدوم اخيك "سالها جضعان
"لا"ملاحظة امتعاضه
"يجب ان يحضر والدكما "قال جضعان موجها كلامه لسما واخيها مؤمن
"انا لم افعل شيء لقد دخلت من باب المنزل وهي لم تكن تسمعني وعنـ.ـد.ما رأتني اصيبت بحالة هيسترية حاول ان أخفف عنها لكن لا اعلم ما الذي حدث "اوضح مؤمن يشعر بان كل من حوله اصيبوا بالجنون ما الخطا الذي اقترفه و.جـ.ـعلهم مستنفرين هكذا
"لقد اخطات يا استاذ مؤمن اخبره جضعان للبيوت حرمة لا يصح ان يدخلها الغريب دون اذن ولنساءنا حرمة لا ينكشفن على غريب وانت فعلت الاثنين اما الخطا الاكبر انك لبيّت دعوة اختك الطبيبة التي لم تأخذ إذن الشيخ مرعد ...الامر معقد ولن يمر على خير علي أن أقابل والديكما لنحل الامر وما دmتما في وجهي فأنا سأتصدر مجلس الصلح لكما "
نظر الاثنان له كأنه يتحدث لغة أخرى لم يفهما ما الذي يعنيه بكلمـ.ـا.ته لكنهما إتصلا بوالدهم وأبلغاه بضرورة قدومه
*********
حالة من الاستنفار الجميع يقفون على حد سيف سمعة بيته ونسائه على المحك وهو لا يعلم ما الذي يفعله الدmاء تغلي بعروقهم يريدون حقهم ممن دنس حرمة بيتهم أعمامه وابنائهم أخواته الثلاثة وأزواجهم الجميع حوله والوضع اصبح اشبه بسيرك
"سأقــ,تــله لن اكتفي الا برؤية دmه "صرخ رعاد ابن صقر
"رعاااد ..هتف مرعد به مما جعله يصمت
"انهم في وجه الشيخ جضعان وقد طلب مني مهلة حتى المغرب ليقدm عطوة وانا وافقت على طلبه بعدها لكل حادث حديث "
"هل ستقبل الصلح معهم "سأله عمه الاكبر مكرم والد صبابة قبل ان يتدخل عبد الله زوج اخت مرعد الكبرى ثرية "ابي ... لقد علمت من مصادري ان هناك عطوة امنية دعونا نرى ما سيقدmون حتى المغرب وبعدها سنتصرف "عبد آلُلُہ ابن عّم مرعد وزوج اخته الكبرى لواء في الجيش ويعمل في العاصمة
ايده عديلاه مسلم وهو رئيس قسم امني في اقليم البادية الوسطى وزج اخت مرعد الثانية سارة "لا يمكننا رد وجاهة الشيخ جضعان انه منا "وتدخل ساري زوج اخته الصغرى غدير الذي يعمل في وزارة الخارجية السلك الدبلوماسي
"نحن رجـ.ـال امن وكبـ.ـار العشيرة علينا التصرف بطريقة تليق بِنَا "
همم الجميع على مضض موافقين على كلمـ.ـا.تهم التي امتصت جزء من غـــضــــبهم تنهد مرعد من الجيد وجود بعض الاقارب مما يتصفون ببعض العقلانية
**********
اتصاله بوالد سما ومؤمن اتى بثماره فالحمد لله انه يدرك ما اقحموا أنفسهم فيه
*********
عند المغرب نصب المجلس ... مرعد أعمامه نسائبهم ابناء عمومته وعشيرته وباقي كبـ.ـار القرية الجميع حاضر الوجوه واجمة وبالكاد مرعد يضغط على ابناء اخيه ان يلتزموا الصمت ويحاولوا التصرف بتعقل ويتحكموا بغـــضــــبهم
*******
ما ان أنهى منذر الصافي اتصاله مع جضعان حتى هب من مكانه مسرعا يحاول ان يجري اتصالاته بأسرع ما يمكنه سما ومؤمن قد وضعاه في موقف لا يحسد عليه
كان عليه التوجه الى بيت الشيخ جضعان اولا ليتفاهم معه ومع الذين احضرهم على العطوة التي سيعرضونها علي مرعد وعشيرته
جلس في المجلس وتم شرب القهوة وتباحثوا بالأمر حتى اعلن جضعان انه سيتولى الامر ما دام مؤمن وسما في وجهه وانطلق الجميع في موكب مهيب
******
صوت السيارات الهادرة اعلم الشيخ مرعد ومن معه عن قدوم جاهة العطوة
في العادة لا يحضر ذوي المعتدي لكن كما يبدو ان منذر الصافي قرر ان يحضر بنفسه ليري مرعد وعشيرته ان لهم مقام كبير بالنسبة
كان الشيخ جضعان اول الداخلين يتبعه رئيس الوزراء ووزير الداخلية وعدد كبير من الأعيان وشيوخ العشائر ومنذر بنفسه وكبـ.ـار عشيرته نظر مرعد وعشيرته اليهم وتأكدوا ان منذر وجضعان يعمدان الى الصلح وأنهما يدركان حجم الخطا الذي حصل وأنهما ينويان ان يعطوه ما يريد ليتم الانتهاء منها
بدا الشيخ جضعان كونه كفيل الدفا
"نحن هنا لنقدm لكم عطوة امنية وعطوة اعتراف فقد اعترف كل من مؤمن والطبيبة سما بخطئهما ونطلب من الشيخ مرعد ووجوه الخير عطوة إقبال ومجلس صلح "
نظر مرعد لهم قبل ان يومأ براسه "حياك يا شيخ جضعان انت ومن معك العطوة الأمنية لكم لمغرب غد وبعد الاعتراف نحن نطالب بعطوة الحق ولكم عطوة الإقبال "
تدخل احد الوجوه وكان وزير الداخلية "يا شيخ مرعد العطوة الأمنية ثلاث ايام "
"لا ارى داعي للمماطلة"
قال رئيس الوزراء وهو من عشيرة كبيرة ووجه من وجوه البلد "حياك ياشيخ مرعد وانا كفيل ألوفا "
"بيت مشرع في وسط القرية يكفي خمسة آلاف رجل بضيافتهم ينصب قبل شروق الغد ليكون مجلسا للصلح "قال مرعد
"حياك يا شيخ مرعد انت ووجوه الخير "اجابه رئيس الوزراء
"صب القهوة يا مقرن "قال جضعان في دليل على الانتهاء من العطوة وقبول الطرفان اللذان وقعا على صكها
**********
عاد جضعان ومنذر ومن معهم الى بيت جضعان الذي استقبل الضيوف فيه تمهيدا لمجلس صلح الغد طلب منذر منه رؤية ابناءه قبل ان يعيدهم الى المدينة حسب طلب جضعان
"اين كان عقلك عنـ.ـد.ما فعلت ما فعلت ؟"قال منذر يؤنب ابنه مؤمن
"انا لا افهم انا لم افعل اي شيء خاطيء "قال مؤمن غير مدرك فداحة فعلته
"لم تفعل شيء خاطيء ؟! قال منذر تدخل بيتا دون استئذان وتكلم فتاة ولم تكتفي بذلك بل تمسك يدها ولا ترى شيء خاطيء !"
"ابي ارجوك ان اخي لا يعلم تقاليدهم ..."تدخلت سما تحاول ان تهدا والدها
"اصمتي انت فأنت حكاية اخرها كيف تدعي اخيك دون اخبـ.ـار مرعد وهو يستضيفك في بيته ثم كيف لم تخبريني بما حدث لك هل كبرتما انت وأخيك واصبحتم تتصرفان وحدكما دون ان تعودا الي "
"ابي..."حاول مؤمن ان يتحدث
"كفى ...سترحل أنتما الاثنان الان الى بيتنا حتى يتم الصلح ونعرف طلبات الشيخ مرعد "
قال منذر كلمـ.ـا.ته عائدا الى رئيس الوزراء الذي تكفل بالوفاء بما يقرر مرعد وقد بدا العمل بطلب نصب بيت شعر ليكون مجلس للصلح
*********
دخل مرعد وابناء اخيه الى بيته بعد ان انتهى المجلس يرى وجوه نساء بيته بعضها باكية والأخرى واجمة وصبابة تبكي وتنوح
"لقد أخبرتكم انها وجه شؤم ولن يأتي من خلفها سوى الخراب "
هبت تهتف ما ان رأتهم يدخلون القاعة العائلية
"انها فاسدة وس..."
"صبابة هتف مرعد بها
"اهدئي امي تدخل صقر والذي اصبح اكثر هدوءا الان بعد ان رأى رغبة منذر بالصلح وتصميم عمه على اخذ حقهم غدا سيعقد مجلس الصلح "
"هل ستصالحوهم هذه الطبيبة يجب ان تجلى من هنا لم يعد لها بقاء في هذه القرية "كان صوتها يقطر كرها
"كفى صبابة تدخلت فوز الجدة منذ متى تتدخل النساء بأحكام الرجـ.ـال .."
"لقد قدmوا عطوة امنية وعطوة اعتراف "شرح صخر
"نحن لا نريد اعتراف ..."عادت صبابة تؤكد
"نحن لدينا حق عندهم وسنأخذ كاملا واي حديث بهذا الأمو سيتوقف الان حتى يبت فيه الى الغد "
اعلن مرعد قبل ان يكمل "والان الجميع الى الفراش لا اريد التحدث بهذا الامر "كان متعبا فعلا ويعلم ان غدا سيكون صعبا
ما ان اختلت راية بزوجها الحانق لكنه يحاول التماسك
"ما الذي سيحدث الان قالت راية باكية انا خائفة"
"ولما الخــــوف ابـ.ـنتك لم تخطأ بشيء "
"ليتنا لم نقم مجلس الصلح وكنا حللنا الامر بيننا دون ان يعلم احد اتعلَّم الان ماذا سيقولون عن ابـ.ـنتنا "
هب صقر واقفا "هل جننتي راية اذا انت امها تقولين هذا ماذا يقولون الآخرون الم تفكري بخــــوفها قلقلها هي هي المعتدى عليها كل همك كلام الناس ابـ.ـنتي تضيف للشرف شرفا اذا ذكر اسمها معه وانا لن اترك حقها ولا يعمني ما سيقولون الآخرون "
"لكن ...."
"لا يوجد ولكن حقها ستأخذه كاملا وسيدفع ذلك المـ.ـجـ.ـنو.ن ثمن كل لحظة رعـ.ـب عاشتها "
***********
كانت صبابة الصغيرة في غرفتها تضمها اختها مزنة وحولها بنات عمها فوز وريحانة باكيات
"ماذا سيحدث الان "سالت ريحانة بقلق فهي دوما كانت الطرف الهاديء المسالم والقلق من التوام المكون منها ومن اختها فوز
"ما الذي سيحدث قال فوز باستنكار سيرد عمي مرعد لها حقها بالطبع "قالت فوز بثقة
"لكن الن يؤثر ذلك عليها فأنت تعلمين ما سيقال..."
عادت ريحانة لتقول لكن اي رد توقف عنـ.ـد.ما علت طرقات على الباب لتضع كل فتاة وشاحها على راسها ليدخل بعدها رعاد اخو صبابة كالعاصفة
"اسمعي جيدا منذ اليوم انت لن تخرجي من هنا ولن تذهبي الي المدرسة ولن ...."
صوت صرخات صبابة المستهجنة قطع كلمـ.ـا.ته بينما بينما وقفت فوز امامه
"كيف لك ان تقول هذا واي ذنب فعلت "
"اصمتي ريحانة لا شان لك ..."
"انا فوز ولست ريحانة واعلم انه في كل مرة يخرج من فمك كلام غير معقول ساكون انا فوز من تقف في وجهك "قالت كلمـ.ـا.تها بحنق كيف له ان يعـ.ـا.قب اخته على شيء لم تفعله
صوت الصراخ جعل الجدة فوز وصقر وزوجته ويتبعهما صخر وفرحة
"ما الامر هتفت الجدة فوز "
"رعاد اتى يصـ.ـر.خ على صبابة ويمنعها من الذهاب الى المدرسة "
"هل جننت تدخل عمه صخر بينما والده يرمقه بغـــضــــب
لكن صوت مرعد أوقف اي كلمـ.ـا.ت ستقال
"هل هذه هي الرجولة يا رعاد تمارس سطوته على اختك المجني عليها "هتف مرعد
"لكن يا عماه ..حاول رعاد ان يشرح
"كفى عنـ.ـد.ما يتكلم الكبـ.ـار الصغار يصمتون عمك مرعد سيكفل لأختك حقها ولن يستطيع احد ان يرفع عينه بها "قالت الجدة فوز "وهذا نهاية الكلام"
"صقر عقل ابنك واجعله يهدا "
بعد كلمـ.ـا.ت الجدة خرج الجميع بينما بقيت الفتيات
"كل واحدة الى مخدعها اريد البقاء مع صبابة وحدنا "قالت الجدة فوز بينما الباقيات يغادرن بصمت
اقتربت الجدة من صبابة لتضمها وهي انهارت باكية
"كفى يا حبيبتي اريدك ان تعلمي شيء ما حدث ليس خطاك ولا ذنبك وحقك سيأخذه عمك مرعد"
"لقد انتهيت يا جدة ..."
"لا يا حبيبتي اياك وقول هذا ..(عسى ان تكرهوا شيئا ويكون خيرا لكم) الله رحيم ولن يضيمك ابدا فهو يرى ويعلم انك ما اخطات ثقي بان كل ما يكتبه لك هو خير "كلمـ.ـا.ت جدتها المهدئة وتمتمتها بالدعاء جعلتها تهدا وتنام في أحضانها
عند عودته كانت صبابة تتحرك باتجاه جناح صقر
"ما الذي يحدث "
"لا شيء مهم "أجابها مرعد
"هذه الطبيبة واخيها يجب ان يدفعوا الثمن يجب ان ..." قاطعها مرعد
"نحن رجـ.ـال كفاية لنأخذ حقنا صبابة ولا ننتظر من النساء ان تدلنا على كفية ذلك "قال مرعد كلمـ.ـا.ته وابتعد تاركا لها
بينما تنظر له وابتسامة شمـ.ـا.تة تعلو فمها ستتخلص من هذه الطبيبة بأسرع مما توقعت
*********
اليوم التالي
جلس مرعد وأولاد اخيه منذر الصافي والشيخ جضعان الذي كفل سما واخيها مؤمن وباقي وجهاء العشيرة
تنهد مرعد كان بغنى عن كل ذلك لو لم تتسرع سما لكن الان هي قد وضعتهم جميعا في موقف لا يحسدون عليه فكر كثيرا في مخرج فهو يعلم الحكم قبلا لكنه سيحاول قصار جهده ليتدارك الامر وهو ما سعى اليه مع الشيخ جضعان ووالدها
"الطبيبة سما واخيها مؤمن ووالدها منذر الصافي في وجهي أتوا يطلبون الصلح من الشيخ مرعد وهو مشكورا وافق ولم يرفض لكن يا شيخ منذر الشيخ مرعد له حق عندكم فما قولك بحق الشيخ مرعد "
"قال القاضي جضعان
ليرد منذر الصافي "يا وجوه الخير انا اقر واعترف بان اولادي اخطؤوا بحق الشيخ مرعد وال بيته انا مستعد لأي شيء يأمر به "
تدفع الفدية"ساله مرعد
"ادفع ما تريد يا شيخ مرعد بوجه الشيخ جضعان "قال منذر
"العين التي نظرت لابـ.ـنتنا تعمى واليد التي امتد لها تقطع واللسان الذي كلمها يقطع "
صدm منذر والشيخ جضعان وهم بالكلام
"انتظر يا شيخ جضعان انا لم أطلب حقي من ابـ.ـنته التي ادخلت رجلا الي بيتي دون ان تخبرني وهي في حمايتي"
"اطلب ما تريد يا شيخ مرعد "قال جضعان
"عليك ان تبيض حرمة بيتي "
"يا شيخ مرعد وكرامة لوجوه الخير ولوجهي "قال جضعان يستعطفه
"مهر ابـ.ـنتنا دينار ذهب عن كل كليومتر من بيتها الى بيتك"
"عندي "اجابه منذر
"مئة ناقة وضحاء"
"عندي"
"فرستان اصيلتان"
"عندي "
"لكل دقيقة وقفها ابنك في بيتي خمسون دينار ذهب"
"عندي"
"ابنة تفدي عين ويد ولسان أخاها تكون لنا كما أخذتم ابـ.ـنتنا "
"عندي "قالها منذر بتردد فليس له ابنه الا سما
"قم "قال مرعد "اعفيك من الفرستان"وقف منذر وقال"أوقفتني بفرستان اصيلتان بما تجلسني"
"اعفيك من المئة ناقة"
"يا شيخ مرعد اليس لديك كرامة لوجه الله"قال الشيخ جضعان
"لا اله الا آلله قال مرعد وأعقب "اعفيه من ثمن دقائق وقوف ابنه"
"وكرامة لصاحب البيت "عاد جضعان
"يدفع نصف دينار ذهب لكل كيلومترا من بيته لبيتنا مهرا لابـ.ـنتنا"
صمت جضعان فهو لن يضغط على مرعد اكثر زواج مؤمن من ابنة صقر سيرد كرامتها وزواج مرعد من سما سيبيض حرمة بيته
نظر الى منذر الذي أومأ براسه له انه موافق
"لنقرأ الفاتحة "
" زواج ابـ.ـنتنا سيكون بعد عام من الان حتى تنهي دراستها المدرسية" قال مرعد
"توكلنا على الله قال جضعان يتبعه منذر الذي بدا يقرا الفاتحة لإنهاء الإتفاق بينما يفكر ما الذي سيقوله لأبناءه مؤمن الذي سيتزوج فتاة لم يرها في حياته وسما التي ستكون زوجة ثانية وستتزوج فدوة لأخيها ولخطئها بحق مرعد
٢*٥
طلب منذر من الشيخ جضعان ان يغادر الى المدينة ليجهز ما اراد مرعد على ان يعود قبل انتهاء المهلة
********
كان الكثير قد غادر بعد ان تم الاتفاق ولم يبقى الا ابناء عمـ.ـو.ته وأعمامه اي المقربين من العائلة في انتظار الخطوة القادmة من منذر
"هل وصلك حق ابـ.ـنتك "سال مرعد صقر
"وصلني يا عّم "
"لعلكم تتساءلون عن سبب طلبي ان تفدي أخاها حاول صخر التكلم فهم يعلمون حكمة مرعد ويعلمون ان ما طلبه ليس مستغربا فزواج الدية معروف في الأحكام العشائرية والفتاة تفدي أخاها او والدها كما في غرة الميّدة في حالات القــ,تــل
اسمعني يا صخر أوقفه مرعد ولا يهون السامعين تعلمون جيدا ان لا رغبة لي في الزواج لكن الطبيبة بعد ان الحادثة التي تعرضت لها طلبت ان تكون في حمايتي وان تكون من اهل بيتي وقتها اردت ان أمهلها لعلمي انها لا تعلم عاداتنا وربما لا تدرك مهية طلبها لكن بعد ما حدث زواجها سيكون فدية لخطا اخيها وتبييض حرمة بيتنا وحرمة ابـ.ـنتنا ابـ.ـنتك يا صقر لذا زواجها سيكون ممن ستختارون "
قاطعه صقر "لا هِنت يا عمي لكن الطبيبة كانت في حمايتك وهي اخطات بحق بيتك فأنت كبيرنا لذا زواجها سيكون منك انت "
همهم الجميع بينما عمه مكرم قطع صوتهم "كلام صقر صحيح يا شيخ مرعد هذه عاداتنا وأعرافنا ونحن لن نغيرها "استحسن الباقين قرار مكرم مؤيدين له بيننا أومأ مرعد براسه دليل انتهاء الامر
*********
"ما الذي حدث ابي "هبطت سما درجات منزلها بسرعة ما ان رات سيارة والدها تدخل المدخل لتلتقي به عند الباب نظر لها والدها بصرامة مشيرا بعينيه للحرس الأمني ان يبتعدوا ثم تقدm وامسك يدها ليحضرها خلفه الى المكتب
"ما الذي حدث ابي ؟!"سالت سما مستهجنة خشونته
"هل طلبت الحماية من الشيخ مرعد وطلبت ان تكوني من اهل بيته"سال والدها حانقا لتنظر اليه باستغراب
"لقد طلبت ..اجل "قالت ببساطة
"يا الهي الا يمكنك لمرة واحدة في حياتك ان تفكري قبل ان تتصرفي او تتكلمي "
نظرت له بعدm فهم "لقد كنت واضحا عنـ.ـد.ما ارسلتني قلت ان حياتي ستصبح هناك الى الأبد بعد الحادث لم يكن لدي خيار اما العودة الى هنا او البقاء في حماية مرعد ومن غيره سيحميني!"
"طلب الحماية شيء وطلب ان تكوني من اهل بيته شيء اخر ولم يكن هذا كافيا لياتي أخاك ويفعل ما فعل "قال والدها بغـــضــــب لاول مرة تراه
"انا لا افهم ..."قاطعها والدها
"ومنذ متى وانت تفهمي !"
على صوت صراخهم اتى اخيها مؤمن "ما الامر ؟!"
"ها قد اتى اخر صبري الاخر اتركينا وحدنا سما فلدي شيء اخبره لأخيك "
"لا انا سابقى اريد ان اعلم كل شيء"اجابته سما بعناد
"حسنا تريدي ان ت عـ.ـر.في ما الذي حدث لقد عقد مجلس عشائري وتم الحكم مؤمن سيتزوج من الفتاة التي امسك يدها وانت ستتزوجي فدوة له "
"ماذا ؟!"هتفت سما واخيها بذات الوقت
↚
"هذا غير ممكن "قال مؤمن "كيف اتزوج من فتاة لم ارها في حياتي "
"انه حكم عشائري او رقبتك الجميلة ستكون هي الثمن "
"وانا ما دخلي بهذا ؟"سالت سما باستنكار
"دعيني ابسط لكما الامر كونكما لا تعلمان شيء عن الأحكام العشائرية انت دعوت اخيك الى بيت مرعد دون أذنه ثم اخيك تحدث الى احدى نساءه وامسك يدها وهذان يعدان انتهاك حرمة الحكم اتى بان تعمى عين اخيك وتقطع يده ولسانه انا انت فأنت خنت ثقة صاحب البيت الذي حماك وهذه لها حكم اخر لكن للحق الشيخ مرعد كان حكيما وطالب بان يتزوج اخيك من الفتاة التي اساء اليها وانت ستتزوجي لتفادي أخاك وتردي كرامة البيت الذي اعطاك ثقته"
"هذا لن يحدث لا شيء يجبرني على ذلك يمكنني ان اسافر ببساطة و..."قاطع منذر ابنه
"انه ميثاق رجـ.ـال وعهد التزمت ان اوفي به وان لم تفعل هناك انا وأختك لدفع ثمن ذلك ...انت رجل يا مؤمن كن على قدر مسؤوليتك وتحمل تبعات خطاك "
"لكني لا ارى انه خطا "
"انه خطا في أعرافهم ...لا شيء سيحللك من ذلك الا دmك "هتف منذر مما جعل سما تشهق ومؤمن ينظر اليه بفزع
"لكن يا ابي..."
"كفى سما لقد تم الامر والان علينا التحرك لإنجازه حقا للدmاء والغـــضــــب هل تعلم لو وصل احد من اهل الفتاة اليك ما الذي سيحدث ؟"
"ماذا عني ابي .."قالت سما تشعر بانها في دوامة لا تدرك ما يحدث
"انت ...سنرى ما سيحدث عنـ.ـد.ما اذهب انا وأخيك اليهم لعقد القران الزفاف سيتم بعد ان تنهي الفتاة دراستها نهاية العام اذا تم الامر كما اخطط سيكون كل شيء على ما يرام "
"هيا مؤمن .."قال والدها ساحباً أخاها المصدوم خلفه
بينما هي تقف لا تعلم ما الذي تفعله ما معنى هذا ولكن الاهم من الذي ستتزوجه والدها لم يوضح
"امييييي" صرخت سما تخرج من المكتب متجهة اليها
********
مشاعر من القهر والغـــضــــب تستولي عليه ليس هو من يجبر على شيء لا يريده وهذا الزواج لا يريده وسيجعلهم يدفعون الثمن لذلك يريدونه رجلا وهل هناك رجل يجبر
********
مازال المجلس منصوبا بانتظار انتهاء المدة اجتمع الوجوه والكبـ.ـار وجلس الجميع بانتظار قدوم منذر الصافي الذي اطل عليه الان مع ابنه المتبرم دخل منذر المجلس جلس منذر وقدmت له القهوة التي وضعها امامه
"جيئك يا شيخ مرعد اوفي ما علي نسبك يشرى بالمال والذهب ولو طلبت وزن كريمتكم ذهبا خالصا لقدmته "قال منذر يقدm بين يدي مرعد والحاضرين "هذا سياق ابـ.ـنتكم ولو طلبت أضعافا لقدmت "
"ثلاثمئة وخمسون دينار ذهب ثمن المسافة من بيتي لبيتك ومئة ناقة وضحاء وفرستان اصيلتان وخمسمئة دينار ذهب ثمن كل دقيقة وقفها ابني في بيتك وتخليعة عقد قران وبيت تختاره كريمتك لها وخادmة تقوم بشؤونها ومئة الف مهرا لها مقدmا ومليون دينار متاخر "
تبادل صقر وأخوه صخر النظرات مع عمهما مرعد
"لقد سبق وحللناك من بعض ما قدmت اشرب قهوة يا سيد منذر وحياك "
لكن منذر لم يفعل نظر له مرعد"حياك يا سيد منذر اطلب ما تريد "
"ابـ.ـنتي الطبيبة سما باتت حليلة لك واتتك بمهرها وسياقها مني لكما لكن لي طلب عندك وانت شيخ ابن كرم وجود اريد لابـ.ـنتي ما لكريمـ.ـا.تكم "
ارتفعت ألهمهمة بين الحضور والشيخ جضعان علم ان ما قاله منذر قد اغـــضــــب مرعد فاسرع ليتدارك الامر "السيد منذر يقصد ان تبقى الطبيبة على راس عملها بعد زواجها كما سيضمن هو وابنه ان تكمل كريمتكم تعليمها في الجامعة التي تريد "
صمتت بعض الكلمـ.ـا.ت ونظر الحضور لمرعد ينتظر رده
"لولا انك في مجلسنا وتدعس بساطته لكنت طالبتك بالحق يا سيد منذر فليس نحن من يسال هذا السؤال ابـ.ـنتك أصبحت منا لها ما لنساءنا وعليها ما عليهن ليس نحن من يضام من يدخل بيته ولست اكرم منا فيما قدmته لابـ.ـنتنا اشرب قهوتك وغدا نأتيك بجاهة وسياق ابـ.ـنتك "
شرب منذر القهوة واتى الشيخ لعقد القران وبعدها تبادلوا التبريكات اقترب جضعان من منذر وابنه
"الحمد لله ان الشيخ مرعد يتصف بالتعقل والهدوء ...مبـ.ـارك يا عريس نظر الى مؤمن الذي اعتصم بالصمت والجمود رغم تبادله التهاني مع أقاربه وأهل العروس يمكنك ان تطلب الان الذهاب ورؤية العروس"
"لا رد مؤمن بشكل قاطع يشعر بالقهر لقد سيقَ الى هذا الزواج مرغما وليس هذا فقط بل ان والده ومن معهم لا يصدقون أنفسهم ان عشيرة مرعد وافقت على نسبهم حتى ان والده لم يدخر جهدا ليقدm لها ما يليق بمقامها فتاة لم تتجاوز الثامنة عشر بسبب انه كلمها تتغير كل حياته انها مجرد طفلة كيف يفكرون انه قد يقترب منها حتى انه لا يتذكر سوى عينان سوداوان كلجة الليل تنظر له برعـ.ـب انتبه من أفكاره الى عينين ابيه والشيخ جضعان اللذان ينتظران شرحا منه لسبب الرفض
"افضل ان أراها فيما بعد الامور الان لا تزال ثائرة "قال مؤمن مشيرا الى من عرف على انه اخيها رعاد الذي ينظر اليه بكره وحقد كانه سيقــ,تــله
"في هذه معك حق الايام قادmة لكما "قال جضعان باسما
"حاول ان تكون مرنا اكثر مع اهل زوجتك نحن لا نريد مشاكل "
"اكثر من هذا ابي الا ترى لقد احضرتلها جاهة وسياق لم يساق الى اميرة "
"توقف عن ذلك واحمد آلُلُه ان الامر تم بخير "قال والده يبتعد عنه يجامل الوزراء وأقاربه وكبـ.ـار العشائر الذين أتوا معه أقيمت الولائم وسمع صوت عيار ناري يؤكد عقد قران صبابة الصغيرة
********
منذ الامس لم يدخل الرجـ.ـال بيتهم فقد بقي المجلس معقود حتى اتى منذر وانهى جانبه من الاتفاق دخل الرجـ.ـال الى البيت بعد ان ودعوا الجاهة مع وعد باللقاء غدا في بيت منذر لعقد قران سما على مرعد
تبع دخولهم وصول الصناديق المتتالية التي امر مرعد بإدخالها إلى قاعة العائلة الداخلية التي ما ان دخلها هو وابناء اخيه حتى رأى نساء عائلته ووالدته أولهن تنتظرن
********
كان يوما صعبا منذ ان غادر الرجـ.ـال صباح اليوم وهن لا يعرفن شيء عما قد تقرر للواقع لقد قضين اليوم في الانتظار والوجوم رغم ثقتهن بان صبابة لم تخطأ وان لاشيء يمكن ان يحدث ويسيء اليها لكن الان ومع رؤية الصناديق المحملة لها عرفت ان هناك أمرا ما حدث صبابة الصغيرة الباكية نظرت متوجسة عنـ.ـد.ما دخل أعمامها وعمها الكبير مرعد الذي تجاهل نظرات والدته وجدتها وحتى امها وزوجك عمها ونظر اليها مبتسما يقف والدها الى جواره
"تعالي يا صبابة "
اقتربت منه مترددة فرقت نظرة مرعد لها بينما يتجه الى الى الجلوس "اجلسي يا ابـ.ـنتي ..وهي فعلت بينما الباقين يجلسون حولهما ووالدها يتابع اريدك ان ت عـ.ـر.في ان ما حدث لم يكن خطاك باي شكل لقد كان قدرا كتبه الله عليك لكن لكل حادث حديث وتبعات وانت تعلمي ان لدينا أحكاما وأعرافا مقيدون بها لقد تم عقد قرآنك اليوم على الطبيب مؤمن منذر الصافي اخو الطبيبة سما ...."
شهقت صبابة الصغيرة ونشجت باكية تتبعها والدتها التي انهمرت دmـ.ـو.عها على خدها بصمت مدركة ان اي شي تقوله لن يغير الواقع بينما عيون فرحة وفتيات العائلة تنظر بوجوم اما صبابة الكبيرة انتفضت من مكانها "هذا لن يحدث كيف أمكنكم ذلك ..."
"كفى يا ام صقر "هتف مرعد بها
"دعوه يكمل "قالت الجدة فوز هاتفة ليصمت الجميع
"اهدئي يا ابـ.ـنتي انا لن افعل ما يضرك انت عقد قرآنك لكن الزواج لن يتم حتى تنهي دراستك المدرسية وليس هذا فقط لقد حصلت على وعد منهم بان تكملي دراستك الجامعية في الجامعة التي تريدي وليس هذا لقد اثبت السيد منذر كرم اصله وقدm لك سياقا لم يقدm لفتاة من قبل حتى انه قدm لك بيتا لك تختاري مكانه بنفسك وخادmة خاصة بك وتخليعة كاملة وثمانية مئة وخمسون دينارا ذهبيا ومئة الف دينارا مهرا ومئة ناقة وضحاء وفرستان اصيلتان وجاهة حضرها كبـ.ـار الدولة ما اقصده انه ربما زواجك منه اتى كإجبـ.ـار بحكم أعرافنا لكن الطبيب واهله اثبتوا انه سعيدون بنسبنا لا اريدك ان تفكري بان ما حدث كانه عقـ.ـا.ب على العكس انه قدر اختاره آلُلُه لك وكما تعلمي لا يختار الله لنا الا الأفضل "
نظرت راية الى زوجها عنـ.ـد.ما سمعت ماقدm الطبيب واهله مندهشة تتنقل نظراتها بين الصناديق
اي افضل فكرت صبابة الصغيرة هي لا تريد اي شي لا مال ولا ذهب هي تريد ان تكمل تعليمها "لما لم تؤجلوا كل هذا حتى انهي تعليمي انا لا اريد شيئا انا اريد ان اتعلَّم "
"سيكون لك ذلك يا صبابة "قال والدها يعلم ان عقلها لن يستوعب ان مسالة زواجها هي حكم عشائري لا يمكن العودة عنه يضمن صون سمعتها
"لا هي لن تخرج من البيت "قال رعاد اخيها
"كفى ..هدر مرعد بحزم هذا ليس وقت تصرفات الاطفال وخصوصا انت رعاد اختك باتت على ذمة رجل هي امانة عندنا وما دام زوجها يوافق على تعليمها هي ستكمله ثم عليك ان تكون اكثر تعقلا لا تتصرف بطيش ما دmت انا وأعمامك ووالدك موجدون هل هذا مفهوم .."
"مفهوم "اجاب رعاد يقـ.ـا.تل نفسه قهرا
عادت نظراته الى صبابة الصغيرة
"اذهبي الان لغرفتك وارتاحي لقد انتهى كل شيء وغدا تذهبين الى دراستك كان شيئا لم يحدث "
"ماذا عن عريسها هل سياتي "تدخلت والدتها
"لا لقد رحلوا لكنه سياتي قريبا وسأخبرك "اجاب والدها صقر "حسنا هيا لكل الى جناحه وارسلي نزهة واحد ليساعدها لنقل هذه الصناديق الى مخدع صبابة تحرك الجميع مغادرين بينهم الكثير من الاسئلة والحيرة والدهشة والاهم التفكير شغل بال صبابة الصغيرة
"ابقي امي قال صخر لوالدته وانت جدتي "
نظرت صبابة الكبيرة بنزق فهي لم يعجبها ما حدث ولا فكرة زواج اخو سما من حفيدتها
انتقل مرعد وابنا اخيه وصبابة والجدة فوز الى مكان اكثر خصوصية دخل الجميع جناح الجدة فوز
بدا مرعد بالتكلم "هناك حكما اخر بخصوص الطبيبة سما لقد تقرر ان تتزوج وتكون منا كما ستكون ابـ.ـنتنا منهم كانت صبابة جالسة هبت تقف من مكانها "ما معنى هذا "
"كما فهمت يا صبابة سما ستاتي الى بيتنا عروس"الجدة فوز تدخلت
"لاااا هذا لن يحدث "قالت صبابة تنظر باستنكار الى مرعد
"امي انه زواج دية الطبيبة سما ستفيد أخاها "شرخ صخر يوضح لوالدته
"انا لن اوافق على ..."عادت صبابة تقول بغـــضــــب
"انا لا اسالك رايك صبابة الحكم قد تم انا فقط اعلمك انت ووالدتي نظر مرعد الى والدته امي جهزي جناحا للعروس غدا مساءً سيتم زفافنا "
قال مرعد كلمـ.ـا.ته وانصرف
**********
وضعت راسها في حـ.ـضـ.ـن والدتها تبكي
"لا اريد امي انا لا اريد الزواج لا يمكنهم ان يجبروني هكذا عليه "
"اهدئي صبابة لا تنظري للامر بهذه الطريقة الم يكن حلمك ان تصبحي طبيبة ربما آلُلُه قدر الأقدار لتحصلي عليه فكري بالأمر انت تزوجت طبيب متعلم ستعيشي في المدينة وتحصلي على تعليم في الجامعة التي تريدين وحتى يمكنك ان تتعلمي في الخارج قد يكون زواجك بهذه الطريقة أمرا صعبا لكن من ناحية اخرى هناك مميزات حصلت عليها ثم انظري لسياقك لم يقدm لفتاة من قبل هذا ايضا يرفع من قدرك واي كلمة ستقال بعد ذلك لا شيء كل القرية ستتكلم عن مقدار مهرك وما قدm لا احد سيتكلم عن سبب هذا الزواج "
نظرت صبابة الى والدتها كيف لم ترى الامور بهذه الطريقة ابتسمت تُمسح دmـ.ـو.عها بينما والدتها تربت على شعرها
*********
"هذا لن يحدث امي انا لن اتزوج بهذه الطريقة "صرخت سما
"اهدئي سما قالت والدتها التي تراقب ابـ.ـنتها المتـ.ـو.تر من ساعات تذرع الغرفة ذهابا وإيابا وتردد ذات الكلمـ.ـا.ت عنـ.ـد.ما يأتي والدك سنرى ما سنفعل لابد من وجود مخرج "
↚
بادرته صبابة ما ان رأته يخرج من غرفته بعد ان تركها مع والدته وأبناءها تقف حائرة لا تدري ما تفعل وغادر كما يبدو غير ملابسه وأخذ هاتفه الذي علمت من طريقة حديثه انه يتصل على العمال ليحضر الجناح الجديد "نحن لم نتفق على هذا "
"نتفق على ماذا ؟؟"
"هل حقا تريد الزواج منها؟"
نظر لها مطولا قبل ان يقول بهدوئه المعتاد"على ماذا تتعرضين صبابة على فكرة الزواج ككل ام على زواجي منها هي بالذات "
زمت فمها بطريقة يعرفها جيدا عنـ.ـد.ما لا يعجبها أمرا ما "الاثنان مرعد لا يمكنك ان تتزوج منها"
أخذ نفسا طويلا بمهل لا يريد ان يفقد أعصابه فعائلته كلما كما يبدو اصيبت بالجنون في اللحظة التي أعلن بها رغبته بالزواج
"لا يوجد شيء اسمه لا يمكنني صبابة اذا أردت ان افعل شيء فسأفعله"
تأجج الغـــضــــب داخلها لايمكن ان يحدث هذا الزواج لن يتم "انت وعدتني "
"الامر ليس بإرادتي انه حكم "قال ببروده المعتاد تتمنى احيانا ان تراه غاضبا منفعلا
"ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء وان حرصتم "..هل ستتحمل وزرا كهذا "
كان يعلم انها ستقول هذا فهو يعرفها والاهم يفهمها هي تظن ان بزواجها منه بتلك الطريقة قد امسكته وضمت انها ستكون الوحيدة لا تعلم انه لم يتزوج سابقا لانه لم يكن هو يريد ذلك كان مكتفيا بأولاد أخيه كعائلة له ولم يرغب بوجود امراة في حياته ولم يرغب بان يحـ.ـز.نها فهي ابنة عمه والدة ابناء أخيه دmه ولحمه كان مستعدا لعمل اي شيء لتبقى ضمن دائرته فهي ملزمة منه لكنها قد تمادت في الفترة الاخيرة وعليه وضع حد لكل هذا الهراء
"اكملي الآية الكريمة ..فلا تميلوا كل الميل "..انه لامر مؤسف ان ان تسيء انت المتعلمة فهم الآية وتلحقي بالركب الذي يفسر الامر على هواه ...هذه الآية وانت خير من يعلم لا تؤل بهذه الطريقة
المقصد ..فإن خفتم ألا تعدلوا بين الزوجات في القَسم وحُسن العشرة ونحوهما، فانكحوا واحدة، ولا تزيدوا على ذلكº وإنكم - أيها الناس - لن تستطيعوا أن تساووا بين النساء من جميع الوجوه، فإنه وإن وقع القَسم الصوري منكم، فلا بد من التفاوت في المحبة والشهوةº فمن كان منكم أميل بالطبع إلى إحدى
الزوجات، فليتقِ الله في البواقي منهن، وليعدل بين من كان تحت عصمته في الحقوق الشرعية، ولا يدعوه الميل القلبي إلى إحدى
الزوجات إلى عدm إعطاء باقي الزوجات ما لهن من حقوق شرعية
ما كان الله ليحاسبنا على أمور لا نستطيع السيطرة عليها ان ميل القلب في يد الله تعالى وحده لا نملك نحن عليه سلطان
اما الشيء الاهم ...فهذا كان شرطك من البداية ام انك غيرت رايك انا مستعد لذلك وأكثر ان رغبت في زفاف ايضا انا لن اعترض انه حقك "
هل يتعمد قــ,تــلها قهرا نظرت له بمزيج من الاندهاش والحنق والرفض الصريح تريد ان تصرخ
"فكري جيدا صبابة لا تعطيني ردّك الان "
قاطعها متجاوزا لها ليأتيه ردها من خلف ظهره
"لا ...ابدا يا مرعد لن يحدث هذا ...لن"
عاد لمقاطعتها بلهجة صارمة تعرفها جيدا قد يكون هادىء الطبع لكن عنـ.ـد.ما يريد فبإمكانه ان يكون بركان هادر ينفجر في وجه من يواجهه
"اذن هذا نهاية الموضوع ..ومع ذلك ستبقين على عصمتي ومسؤولة مني في كل شيء وحتى لو غيرت رايك في يوم ما انت زوجتي وهذا حقك علي "
غادرها متجها الى الجناح الذي سيبدا العمل فيه على قدm وساق لتجديده لعروسه الجديدة
٥*٤
كان يوما مرهقا وعصبيا لكن مر بخير الحمد لله
ما ان عاد من القرية حتى دخل في دوامة اعلان زواج ابنه وابـ.ـنته دون إيضاح الأسباب فكان عليه ان يعلن ان زواجهما هو نتيجة اختيارهما الخاص
غاب حتى انقضاء الليل فإلى جانب ذلك عليه ان ان ييتاكد من ان التزامه لعشيرة مرعد قد وصل دخل البيت مرهقا هي ساعات معدودة وتاتي الجاهة لابـ.ـنته دخل المكتب سعيدا بنوم اهله فهو بحاجة لبعض الوقت لالتقاط انفاسه
كما توقع لم تكد الشمس تشرق حتى بدا رجـ.ـال عشيرته بالتوافد بانتظار وصول مرعد ومن معه
توقع ان يرد مرعد له ما قدm لكنه لم يتوقع ان يحضر رئيس الأركان رئيس الأمن العام المخابرات ورئيس الديوان ومفتي الديار ليقوم بعقد قران ابـ.ـنته وتخليعة عقد القران ثوب ابيض مطرز بالذهب الخالص حسنا لقد فاق توقعاته بدا جضعان بتقديم طلب الخطبة ثم طلب ان تحضر سما ليتم العقد
ما ان اختلى بزوجته حتى بادرته مندفعة "كيف توافق على هذا الهراء منذر ؟!!"
أشار لها ان تخفض صوتها حتى لا يسمعها احد "اهدئي رباب ما بالك عن اي هراء تتحدثين ابـ.ـنتك ستتزوج من عائلة عريقة انهم الصخور "
"يا الهي الا يكفي اني وافقت ان تذهب وتتركني حتى تنتهي تلك المِحنة الان انت ستحكم على ابـ.ـنتي ان تمضي حياتها في تلك القرية الصحراوية ابـ.ـنتي الطبيبة التي تعلمت في ارقى مدارس وجامعات العالم تتزوج من بدوي ليس هذا فقط ابني انا يتزوج من طفلة لا تفقه شيء "
"تلك المِحنة لن تنتهي ابدا ابـ.ـنتك كانت ستبقى تتنقل بين القرى لم يعد بامكانها ان تكون طبيبة هنا احمدي الله ان هذا البدوي سيتزوجها ويرفع حظها على الأقل لن يتساءل احد عن سبب وجودها هناك ولن يفتح موضوع قضيتها التي كلفتني الكثير ليتم ابعادها فقط دون طردها من نقابة الأطباء او التشهير باسمها اما عن ابنك احمدي الله ان المشكلة انتهت على هذا الشكل "
"ما معنى هذا "
"هذا معناه ما فهمتيه ابنك كان سيقــ,تــل لولا لطف الله بِنَا ابـ.ـنتك لم تعد تستطيع ان تفتح عيادة او ان تعمل في اي مشفى هنا الجميع يعرف لكن هناك في القرى يبقى الوضع افضل والآن بزواجها من شخص مهم وأهل للثقة سينسى الجميع هذا فهم سيثقون بموقف كبيرهم ثم انه ليس اقل قدرا منها انه شخص متعلم له مكانته وكلمته فلا تبدي مأساوية هكذا بل اشكري الله واسعدي لاجلها والآن نادها لاني سأعود الى الرجـ.ـال ونبدأ المراسم "
هرولت فعليا الى غرفة ابـ.ـنتها لم تكن تعلم حقيقة الوضع والان بعد ان عرفت عليها ان تسكت تلك الغـ.ـبـ.ـية وتجعلها توافق
"امييييييييي لا اصدق حتى انت ايضا "
صدmت من تبدل راي والدتها التي أمرتها ان تنزل في الحال لتجيب طلب والدها
"ابي انا لم اقصد ... "
"لقد اخبرني مرعد بكل ما جرى "
"لكني لم اعتقد ان الحل سيكون الزواج "
"ماذا تظني انه سيفعل انه مجلس عشائري احمدي آلُلُه انه انتهى الى ذلك "
"لم أكن اعلم عادت سما تردد كالمـ.ـجـ.ـنو.نة "
"وها هو حدث يا ابـ.ـنتي مرعد رجل جيد لم أكن لاوافق على زوج لك افضل منه وهو يريدك والا ما كان قد جمع كل هؤلاء الرجـ.ـال لياتي الى هنا مع انه غير مضطر نحن من يجب عليهم إرسالك"
لا تعلم لما أسعدتها كلمـ.ـا.ت ابيها مع انها لا تستوجب ان تسعد لما هي فيه حتى ان سعادتها تنغصت بجملته الاخيرة انها زوجة بحكم المجلس يا الهي اي جنون تلبسها لتفعل لكن لا يجدي اللوم والنـ.ـد.م الان شيئا ليس امامها سوى الموافقة وبعد ذلك لكل حادث حديث
"حسنا ابي افعل ما تراه مناسبا"
"كلا مرعد يريد سماع موافقتك صريحة وامام الجميع "
عاد الغـــضــــب يغلي في داخلها كم هو مهم له ولقومه وكم يسعى لإرضائهم وإرضاء عاداتهم هل يجب عليها ان تنطقها امام الجميع هل يمعن باحراجها حسنا لن تسامحه ابدا على ذلك اي ورطة غـ.ـبـ.ـية حمقاء وضعت نفسها بها
وقفت تنظر الى نفسها في الثوب الذي احضره مرعد لعقد قرانها لا يمكنها ان تتهمه بقلة الذوق فثوبها الابيض اشبه بقفطان مغربي يكسوها بالكامل مع غطاء للرأس هل يعتبر ثوب زفاف مبالغ بأناقته وبساطته ترى هل اختاره هو ام صبابة يا ويلي فكرت سما صبابة لم تقبلها كضيفة كيف ستقبلها كضرة
نزعت الفكرة من بالها وتقدmت من مجلس والدها الذي كان ينتظرها امامه مع اخيها مؤمن الذي نظر لها "يبدو انه قدر علينا ان نتزوج مجبرين "
"توقف عن الامتعاض مؤمن وهيا لندخل اختك وحذار من اي تصرف غير لائق التزما الصمت فهذا افضل ما تقدmا "
دخلت سما الى المجلس الذي كان ممتلاً بالرجـ.ـال عمها واولاده وأقاربها وبعض اخرون ميزتهم وزراءواعيان وبعض وجوه القرية مرعد وابناء اخيه وعند مرعد توقفت نظراتها هل كان عليه ان يرتدي زيه الرسمي فهو يبدو كسلطان يجلس بين الرجـ.ـال الذين بدو كصور باهتة بجانبه جلس الى جانب والدها واخيها في الوسط جلس الشيخ مع كتابه الكبير والى جانبه من الناحية الأخرى مرعد وابناء اخيه
"هل توافقي سما منذر الصافي على الزواج من مرعد رعاد الصخور على المهر المسمى مئتان الف دينار مقدm ومليونان مؤخر على سنة الله ورسوله وعلى مذهب الامام الشافعي "
"اقبل "قالت سما بهمس
"من وكيلك "
"والدي "قالت سما ليتقدm والدها الذي وضع يده بيد مرعد يعيدان قول الصيغة التي يلقنها لهما الشيخ
غاب باقي ما حدث عن ذهن سما فقد سمعت التبريكات وهي غادرت الغرفة بعد ان اخبرها والدها تشعر بانها فارغة هل تم الامر هل أصبحت زوجة مرعد ساقتها قدmها الى والدتها التي نظرت لها "لا باس يا ابـ.ـنتي "قالت والدتها
"لما يحدث لي كل هذا ؟سالت سما مستنكرة
"لا تحـ.ـز.ني يا سما عزيزتي الامر ليس بالسوء الذي تظنيه"
"كيف امي انا متزوجة زواج دية وفوق هذا الجميع يعلم اني ألقيت نفسي عليه تريدي اكثر انا منفية الى قرية صحراوية لاني طبيبة فاشلة "قالت سما صارخة قبل ان تذهب الى غرفتها وتغلق الباب عليها وترتمي على سريرها غير قادرة حتى على البكاء تشعر بالفراغ يتسلل اليها كظلمة ليل حالكة
٥*٥
طلب منذر من مرعد ان تبقى سما الليلة عندهم على ان يتم ايصالها غدا الى القرية لكنه رفض
"ساتي انا لأخذها بعد الظهر "ابلغه مرعد قبل ان يغادر ومن منعه
تنهد منذر براحة لقد انتهى كل شيء يمكنه ان يرتاح الان ويطمئن ان اسمه او عشيرته لن يمسها اي سوء وان مستقبل ابـ.ـنته قد استقر بزواجها اما ابنه فهو قصة اخرى سيتركها لوقتها لتعالج
**********
تشعر بنار مشتعلة داخلها حريق عاصفة غـــضــــب هوجاء لقد فعلها ابن الصخور ، وها هو يكـ.ـسرها
الا يكفي حسرة القدر التي حطمت قلبها
تريد ان تصرخ ان تنوح ان تبكي ضياع حبها ...ما زالت تذكر ذلك اليوم الذي دخلوا اليها به يحملون الخبر المشؤوم بوفاة زوجها ابن عمها حبيبها
ذلك اليوم الذي اعلنت فيه مـ.ـو.ت قلبها لما القدر قاسي معها هي بالذات لما يخـ.ـطـ.ـف المـ.ـو.ت زوجها لما يكتب عليها الترمل وعلى اولادها اليتم ولما يفرض عليها ان تتزوج اخاه لتبقى في بيتها
ولما يسوق الزمن لها طبيبة الشؤم لتأتي وتنازعها مكانتها ...هي الاحق بها هي الاحق بان تكون كبيرة البيت شيخة الصخور هي صبابة ابنة الحسب والنسب زوجة عدي الصخور كبير العشيرة وابنة عمه تاتي تلك النكرة وتاخذ مكانها لااا هزلت هي ومن معها ان ظنوا انها ستصمت فهم واهمون
انه حقها حتى وان تزوجت من مرعد هي لن تكون سوى دخيلة علقة التصقت بهم ، وهي لن تسهل شيء عليها
عن تلك الفكرة ارتدت صبابة افضل ملابسها وخرجت من جناحها تنظر بكره الى باب غرفته الموصد قبل ان تتوجه الى خارج الجناح
عمل وتحضيرات حولها جعلت الخدm ينظرون لها بريبة كانهم لم يتوقعوا حضورها اتجهت الى مجلس العائلة حيث تعلم جيدا ان مرعد ووالدته الجدة فوز سيكونان هناك
دخلت ليطالعانها بنظرة تسآل من مرعد و ترقب من الجدة تعشق ان تفاجأهم بتصرفاتها
"لا ادري ما الداعي لكل هذه التحضيرات انه زواج دية كما اعلم "خاطبتهما بأسلوبها المترفع
"انه زواج دية ..لكن هذا لا ينفي انها ستصبح زوجتي وستكون من ال بيتنا كما ستكون صبابة الصغيرة من ال بيتهم لذا عليك ان تدركي اننا لن نعاملها بجفاء لان هذا الزواج لن ينتهي بمدة ولا بحدث هو زواج دائم وكما انت ستكون هي
صبابة لا تفعلي شيء ينقص من قدرنا او يسيء له
نحن عشيرة معروف عنها الكرم والجود السيرة الطيبة ولا يضام من يدخل بيتنا "
مع كل من كلمـ.ـا.ته لم تسمع سوى كما انت ستكون هي
هذا لن يحدث ابدا أقسمت صبابة في داخلها لن تكون صبابة ان لم تخرجها من هنا خروج ليس بعده عودة نظرت الى مرعد بكشرة تجيدها "هل ظننت انني قد أغار منها ان كنت ..."
قاطعها مرعد "لااا ، انا لا اظن ذلك لكني اردت ان اوضح لك ..ان تصورتي ان تعامليها باقل من قدرها كزوجة لي فأعيدي التفكير لان ذلك لن يحدث
ما دmت حيا وما دامت تحمل اسمي "
فكرت صبابة بغـ.ـيظ وهي تغادر المجلس بينما عينا الجدة ومرعد تراقبها
ما دامت زوجتي !! حسنا مرعد فلنراهن على ذلك
٥*٦
ليلة قض المضاجع سما ما عرفت للنوم طعم وهي تفكر بِمَا سيحدث كيف ستكون حياتها الان
مرعد يسهر مفكرا بعد ان اطمئن ان العمل انتهى في جناحه الجديد ترى ماذا ستكون ردة فعل سما عند دخولها اليه كزوجة له
مؤمن يحضر اوراقه لقد اتخذ قرار سيرحل ان كانوا زوجوه مرغما فان قبوله له هو خياره
صبابة الصغيرة تشعر بالراحة لا تعلم لما ربما كلمـ.ـا.ت والدتها وجدتها هدأتها وربما تفكيرها بان مستقبلها قد تغير للافضل
جلست فوز الجدة تنهي دعواتها وتلاوتها لربما ان آلُلُه قد غير الحال بما حدث ولربما انه اشفق عليها اخيرا وسيجعلها ترى ابنا لمرعد
صبابة الكبيرة وقفت تنظر الى الفراغ في غرفتها تتذكر ماضي بعيد بعد ان تـ.ـو.في زوجها اتى والدها لأخذها لكنها رفضت وصممت ان تنهي عدتها في بيتها مع اولادها مر عام وآخر قبل ان تلاحظ ان وجودها بدا بالانحسار ولم تعد صبابة زوجة الكبير وأخو زوجها بدا يخطو نحو الرجولة وياخذ مكانه ككبير العشيرة ماذا تفعل لتبقى مكانتها كما هي ولتضمن ان لا تاتي اخرى وتنازعها عليها ويبقى آبناءها كبـ.ـار العشيرة من بعد عمهم فكرت لليالي حتى توصلت لحل تطلب منها كل ذرة جرأة منها لتلتقي بمرعد وتطلب منه ان تتزوجه حفاظًا على عائلتها لانها لا تنوي الرحيل عن بيت العائلة ولا تنوي ان يكبر اولادها بعيدا عنهم كان شابا صغيرا بالنسبة لها لن تجد صعوبة بإقناعه الحمية ستأخذه لاجل ابناء اخيه فهو بمثابة اخ اكبر لهم تم الزواج سريعا وبصمت فقط اعلان صغير يثبت انها أصبحت زوجة مرعد ليلة زفافهما حملت نفسها اكبر قدر من التحمل لتصبر على اقترابه منها كزوجة الشيء الوحيد الذي لم تتجهز له هو ردة فعله بعد ان ابتعد عنها
"لما طلبت ان تتزوجيني مني صبابة ام انك لم تتوقعي ان تكون حياتنا طبيعية واياك قول العكس فكل خلية فيك ترفض حتى ان تشاركني ذات الهواء الذي اتنفسه ما الذي تريدينه ... هل ظننتي اني لن اقترب منك كان يمكنك ان تطلبي ذلك انا لم اكن لاجبرك على شيء لا ترغـ.ـبـ.ـيه انت تزوجتني لتبقى هنا وتبقي الكبيرة كان يمكنك ذلك دون ان تتزوجي لكان ذلك خيرا لك "
"ليس الامر هكذا سرعان ما ستكبر وستتزوج وعندها سيغيب ذكر زوجي وانت لن تعود تهتم
↚
بابنائي سيشغلك أبناءك عنهم سيكون مجرد أيتام يتسولون اهتمامكم نظر لها مرعد بغـــضــــب اي عقل ملتوي تملك -لا تنظر الي بغـــضــــب هذا ما سيحدث اردت ان امنحك حياة زوجية تغنيك عن الزواج وابنائي هم أبناءك لكني لم استطع خيال عدي ما زال يسكنني "
"انه امر رائع ان تخبريني بهذا الان "قال مرعد غاضبا "ما الذي تريديه ؟"
"ان أبقى زوجتك وانت تبقى تهتم بأولادي وخصوصا رعود انه صغير وان تعدني ان لا تتزوج علي قالت تمسك طرف شماغه الذي ارتداه الان متاهبا للخروج أعطني وعدك "
"لا تقلقي بعد تجربتي معك لااظن انني ارغب باعادتها مرة اخرى انا لن اتزوج ما دmت لست مرغما على ذلك وبالنسبة لك ،اعطيك وعدي اني لن اقترب منك ابدا الا في حالة واحد اذا طلبت انت وارجوك عنـ.ـد.ما تفعلي تأكدي مما تريدي فعلا " قال كلمـ.ـا.ته وغادر مخدعها ولم يدخله بعدها ابدا لا هو اقترب ولا هي طلبت وطوال عشرون عاما حافظ على وعده ولم يفكر بان يتزوج عليها كان كل شيء بخير حتى ظهرت طبيبة النحس عرفت انها تجلب الشؤم منذ رأتها وها هي قد جلبته ومدت جذورا لها داخل البيت لكنها لن تصمت ولن تقبل بان تنافسها على مكانتها
٥*٧
الصباح ولادة يوم جديد امل حياة تشرق الشمس وتملأ الارض بالضياء بعد ان كساها السواد لفترة طويلة تجلي الغشاوة عن عيوننا ونرى اشياء لم نكن نراها من قبل فكرت رباب والدة سما وهي ترى زوجها المنهك يدخل الى غرفته لم يسبق لها ان تدخلت في شؤونه هي فقط زوجته ام اولاده والواجهة الاجتماعية التي يلتقي بها رجـ.ـال الدولة تحركت من مكانها تتقدm اليه بعد المواجهة التي سبقت عقد قران سما هي لم تره ولم توجه له اي كلمة
"انت متعب "قالت تساعده على خلع سترته
"انا منهك يا رباب خلال اليومين الماضيين مررت بالكثير كدت ان افقد ولدي ومكانتي وسمعتي "
"لم يسبق لي ان تدخل في شؤون عملك لكن اجد صعوبة بهذا هذه المرة انهم اولادي لا اعلم او حتى ادرك ما الذي حدث لكني لست مرتاحة وانا ارى ابنائي يعانون القهر والامتعاض "
"اهدئي رباب انهم ابنائي ايضا لا تظني انني يمكن ان افعل شيء ضد مصلحتهم "
"افهم ذلك بالنسبة لسما لكن مؤمن ..."
"مؤمن تم انقاذه بهذا الزواج اعلم انها صغيرة وربما لن تناسبه فهما من بيئتان مختلفتان لكن انت موجودة ستساعديها لتكون مثلك وتكون ذات فائدة له "
"هل هكذا ترى الزواج منذر لا اصدق فائدة !! ليكن آلُلُه في عون ابنائي"قالت رباب متبرمة لكن للحق هي لا يمكنها الاعتراض فلطالما اولادها كانوا الشيء الأخير الذي قد يتهما له هي او زوجها لقد تركوهما في مدارس داخلية منذ كانوا في سن السادسة لا يمكنها الان ان تشكي قلة التواصل او القلق على مصيرهم
*************
انطلق الى المدينة ما زالت أفكاره ثائرة الكثير من الظنون تتضارب داخله يعلم انه مقبل على خطوة صعبة انهما من عالمان مختلفان سيطلب منهما وقتا حتى يعتادا على بعضهما لكن كم سيستمر هذا الوقت فكر مرعد يشق طريقه متجها الى الصائغ
*********
لقد حضرت كل شيء سنوات للتدريب التي تعلمتها جعلتها تتعامل مع اي طاريء بسهولة لقد وزعت الدعوات واتصلت بشركة التنظيم كل شيء معد لحفلة بسيطة يحضرها بعض الصحافيون لإعلان زفاف ابـ.ـنتهم فكرت رباب تنقل نظرها لتعطي رايها في اخر التجهيزات قبل ان تنتقل الى القسم الاخر من المنزل حيث ينتظرها مندوبين ثلاث دور ازياء ستحضر من خلالهم كسوة ابـ.ـنتها في حياتها الجديدة كزوجة رجل بدوي
*********
طرقات على بابها جعلتها تخرج من شرودها الفارغ
"ادخل "قالت سما بصوت متعب ليطل اخيها مؤمن عليها من باب الغرفة نهضت سما من سريرها فقد اكتفت من تمثيل دور الناعسة
"اتيت لاودعك "
"ماذا ...هل ستسافر سالت سما باندهاش "
"اجل ساذهب في بعثة ربما تمتد لعامين ...."
قاطعته سما "ماذا عن صبابة "سالت تلاحظ عدm الفهم على وجه اخيها"زوجتك خطيبتك لقد قال ابي ان الزفاف سيتم نهاية العام "
"لقد أرغموني على عقد القران لكن لا شيء يرغمني على اتمام الزفاف ..."
"لا اصدقك مؤمن هذا ليس تصرفا مسؤولا منك ما ذنب الفتاة انها مجرد بـ.ـنت بريئة مليئة بالأحلام كيف تستطيع ان تؤذيها هكذا "
"رائع انت لم تصبحي زوجة عمها بعد وها انت تدافعي عنها باستمـ.ـا.تة"
"لا شان لزواجي بدفاعي عنها انا أدافع عنها لاني اعرفها جيدا هي لا تستحق ذلك انها فتاة متفوقة تتمنى ان تصبح طبيبة وتسعى لتحقيق حلمها ..."
"جيد لها فلتعمل لتحقق هذا الحلم "قال ساخرا
"هي لا تنتظرك لتخبرها اسمعني مؤمن افهم رغبتك بالابتعاد انا لا ألومك لكن ليس من حقك ان تحكم عليها دون ان تعرفها حتى وانا لن اسمح لها بان تؤذيها باي شكل هل تفهم اذهب ابتعد الان لكن عنـ.ـد.ما يحين وقت زواجك صدقني لن أتوانى لحظة عن سحبك وجرك جرا لتتمة انا لن اسمح لك بان تهينها بهذه الطريقة "قالت تلتمع عيناها بحنق
"هل تهدديني من اجلها "قال مؤمن مندهشا
"واكثر مؤمن فعلى عكسك يا اخي الذي تدير ظهرك لي في يوم زواجي في اليوم المفترض ان تقف في جانبي انا تعلمت عندهم ان من يأكل مع شخص في ذات الطبق مرة فان له عليه حق الوفاء والاخلاص وهذا ما سأفعله بغض النظر عن ظروف زواجي انا ادين لهم بالوفاء وخصوصا لمرعد "قالت سما تدرك فجاة عمق كلمـ.ـا.تها هي فعلا تدين له بالوفاء لمرات كثيرة كان هو منقذها بها
نظر مؤمن الى اخته التي يراها لاول مرة بهذا الشكل اقترب منها وقبل جبينها "اعلم انني لست الأخ الذي تفخرون به ..."
"اخرس مؤمن انت لست في قلبي او عقلي لتفسر تصرفاتي انت اخي بعض النظر عن طريقة حياتنا وعن ابتعادنا عن بَعضُنَا انت اخي وانا لن اريد لك الا الخير فكر فيما قلته لك اعط نفسك ولها فرصة "
أومأ لها مؤمن قبل ان يبتعد الى الباب "على فكرة لم اكن سأسافر الان سفري بعد سيكون في ساعات الليل فانا لن اتركك وحدك في يوم زفافك "
قال مؤمن مغادرا وكلمـ.ـا.ت اخته تعود الى راْسه قبل ان يهز راْسه ليبعدها حتى وان كانت مثل ما قالت اخته الا انها لا تزال طفلة بالكاد تخطو اولى خطواتها في الحياة
***********
الطرقات الثانية على بابها جعلتها تنتفض من افكارها لمرة ثانية نهضت تفتح الباب هذه المرة لترى والدتها تقف تحمل ثوبا "هيا علينا ان نحضرك سياتي زوجك قريبا لاخذك "
نظرت سما الى والدتها ...كانت دوما عملية تنجز وتحضر ما يوكل اليها بكل براعة لكنها ولا مرة اظهرت رايها او قالت كلمة خارج المساق تنهدت سما بيأس فلا فائدة من مجادلة والدتها فكما يبدو انها مصممة ان تتم كل شيء على اكمل وجه
***********
وصل الى بيت والدها الحركة امامه أعلمته ان هناك احتفالا مقاما يبدو ان هذا سبب تأجيل والدها له دخل البيت ممتعضا فهو يدرك كيف عي احتفالاتهم لكن على كل انه وضح النهار
استقبله والدها عند الباب يرافقه اخيها مؤمن الذي لسبب ما لا يشعر بالراحة له كان هناك عمها وبعض الاقارب
"اردنا إقامة حفل صغير بمناسبة الزفاف "قال والدها يبتسم له رغم علمه انه من عشيرة كبيرة وأنهم ظاهريا يحافظون على التقاليد الا ان عليه الاعتراف ان اهل المدينة يمتازون بحب المظاهر المفرط وقف الى جوار منذر الذي اصبح حماه الان وبعض رجـ.ـال العائلة ليأخذوا صورة معا
"كنت اريد ان ارى سما "قال مرعد لمنذر
"ستخرج بعد قليل "
"لا اريد ان أراها على انفراد "
"حسنا قال منذر تفضل صحبه الى الداخل متجهان الى الصالون الصغير في قصره وقف مرعد في المدخل ينظر بصمت قبل ان يتنحنح حماه "سما لقد حضر زوجك "
**********
لقد ارتدت ثوبها الأنيق الذي اختارته والدتها لها طويل له كمان يبدو ان والدتها قد ادركت ان حياتها القادmة ستحمل معها تغيرا جذريا بملابسها ونمط حياتها وهذا ما جعلها تختار خزانة ملابس كاملة لها تم إرسالها الى بيتها الجديد ولابد ان المسؤولة قد انهت ترتيبهم الان
دخل الى الصالون الصغير ينظر لها بعتب "اذن صغيرة العائلة تتزوج وابن العم الحبيب اخر من يعلم هل هذا مقصود لكي ابتعد عن الطريق بصمت "قال سليم ابن عمها بطريقته المشاكسة المعتادة
"تعلم جيدا انك لم تكن ابدا على طريقي سليم "ردت بمشاكسة اكبر
وضع سليم يده على قلبه بطريقته المسرحية "انت قاسية سما كنت اظن اننا نحب بَعضُنَا "
"انا افعل لكنك اخ لي سليم "
"تنهد سليم لم اكن لامانع لو تزوجت بك "
"توقف الان هذه الامور لا تتحمل المزح "
"حسنا اني اتحدث بجدية "
"هلا سمحت لا داعي لهذا الحديث الان "
"اذن هل تسمحي لي بضم العروس وتمنى السعادة لها قال يفتح ذراعيه قبل ان تخطو سما بينهمويضمها سليم اليه كانه مسافر يسلم على حبيبته بعد طول غياب سمعت سمانحنحت والدها مما جعلها تلتفت اليه لترى عينين مرعد التي ترمقها بتسلط ابتعدت عن سليم الذي لاحظ الان وجود عمه ومرعد "اه ...مبـ.ـارك يا عريس "تقدm سليم منه يمد يده ليسلم عليه نظر مرعد الى يده لثواني قبل ان يمد يده ليبادله السلام "شكرًا لك "
"انتبه الى ابـ.ـنته عمي فهي غالية علينا"قال سليم كلمـ.ـا.ته يقصد التخفيف من حدة الموقف "نحن لا نوصى على نساءنا ...مع ذلك اطمئن "قال مرعد باقتضاب أشار منذر الى ابن اخيه ليخرجا معا
"حسنا ...نراكم "قال سليم وهو خارج
نظرت سما اليه بـ.ـارتباك فهو يقف مكانه بضع يده خلف ظهره ولا يبدو عليه انه يريد ان يتحرك
"تفضل "قال سما تشير له بان يجلس لكنه لم يجيب سوى بان رفع نظره اليها نظرته قاتمة لا تنبا بالخبر زم شفتيه كانه يسطر على نفسه "اياك ان يتكرر هذا المشهد مرة اخرى "
نظرت له سما باندهاش "انه ابن عمي وبمثابة اخ لي "
"اذن لتحافظي على ابن عمك سليما احرصي ان لا تجاوز اقترابه منه السلام العادي فأنت لا ترغـ.ـبـ.ـي بان انتزع ذراعاه اذا رايته يضمك مرة اخرى "
صمتت سما تحاول ان تستوعب سبب تصرفه
"تعالي"قال لكنها وقفت بـ.ـارتباك تنظر اليه
"سما "قال بنفاذ صبر تحركت خطوتان باتجاهه مد يده لتقدm يدها له "الاخرى "قال عنـ.ـد.ما اعطته يدها اليمين اخرج العلبة من جيبه ليقدm لها خاتما ومحبسا ويلبسها اياهم في خنصر يدها اليسرى بعد ان انتهى "جهزي نفسك سنغادر "قال خارجا
لاقاه والدها عند المدخل "سيد مرعد اريد ان اكلمك قليلا"بادره منذر واتجها الى غرفة مكتبه
"تفضل قال منذر ..انا لن اطيل عليك لكني أريد ان اخبرك شيء بخصوص سما هي وأخويها وخصوصا مؤمن لم يعيشا حياة أسرية عادية كنت دائم السفر والانشغال عنـ.ـد.ما كانوا صغار لذا فقد أدخلتهم مدارس داخلية في الخارج ولقد عاشوا مل حياتهم هناك لك نتواصل معهم الا بأوقات قليل وكان ذلك في مبنى المدرسة قد يكون ابنائي عرب لكنهم لا يعلمون شيئا عن عاداتنا ولا حتى عن ديننا انا اخبرك هذا حتى تصبر على سما وتعلمها لانها فعليا لا تعرف شيء "
نظر مرعد اليه اي اب هو هذا الذي يترك ابناء ينشؤون بعيدا عنه حتى لو كان مشغولا بالعمل
"اعلم انك تظنني أسوا اب لكن ..."
"لا انكر ذلك سيد منذر لكن من الجيد انك أخبرتني لأعرف كيف اتعامل معها هلا أخبرتها اننا سنغادر "
"اجل بالطبع قال منذر تبدو عليه علامـ.ـا.ت الراحة لكن لدي طلب نريد اخذ صورة عائلة قبل ان تغادرا"
"حسنا "قال مرعد على مضض
٥*٨
ركبت سما السيارة معه وجلست هادئة بعد قاما بجولة بين المدعوين اعادت طرف الوشاح الذي تضعه على راسها متذكرة آنه رفض ان تخرج دون وضعه حتى الصورة صمم على ان تضعه فيها
"انت صامتة" قال مر عد متسائلا فهما فد غادرت منذ عشر دقائق كاملة وسما ما تزال صامتة
"لا يوجد ما اقوله"
"غريب الطبيبة سما لا تجد ما تقوله "عاد أسلوبه الظريف مرة اخرى فكرت سما قليلا ثم قالت
"ما كان رد فعل صبابة على زواجنا "
"ست عـ.ـر.في عنـ.ـد.ما تصلين "ظريف
"لما طلب الزواج مني ؟"سالت سما السؤال الحائر في عقلها والذي ينتظره مرعد منها
"انا لم اطلب ... كما اذكر انك انت من طلب ان تكوني من اهل بيتي "
قضبت سما حاجبيها الغـــضــــب لن يفيد حدثت نفسها
"لم أكن اعرف ..."
"هذا لم يعد مهما الان انت زوجتي مهما كان السبب "
"سيد مرعد انا ..."
"سيد ! اظن اننا تجاوزنا ذلك اسمعي سما اتركي التفكير باي شيء الان اخبريني عن نفسك اين درستي الأماكن التي زرتها الأشياء التي تحبيها..."
"لقد درست في مدرسة داخلية في سويسرا وفرنسا منذ ان أتممت السادسة حتى تخرجت "
"اين كنت تقضين العطل "
"اما في المدرسة او ترتب لي رحلة لإحدى المزارع او المنتجعات عنـ.ـد.ما أصبحت اكبر "
"الم تكوني تري اهلك "
"لا والدي كان دبلوماسيا ينتقل من بلد الى وما ان استقر حتى أصبحنا اكبر واعتدنا ان نكون وحدنا لكن كنت ارى اخواني عادة كلما سمحت الظروف لنا "
"وكيف كانت حياتك هناك "
"لم يكن لي الكثير من الأصدقاء تعلم كوني عربية البعض كرهني فقط من اجل اصلي "
"هل كانوا يؤذوك "
"لا يمكن ان تصنفه كأذى فهم اذكياء في هذه النقطة ..نظر لها مرعد بعدm فهم ابتسمت بمرارة تعلم هناك غرف ألعاب خزائن نضطر احيانا لوضع او اخراج شيء منها عنـ.ـد.ما كنت ادخلها كان الباب يغلق بطريقة ما وابقى في الداخل محجوزة في الظلام وأحيانا كانوا يبدعون في المؤثرات المرعـ.ـبة ليزيدوا خــــوفي وعنـ.ـد.ما علموا مدى تأثري وخــــوفي من الأماكن المغلقة والمظلمة كان هذا بمثابة جائزة لهم "
"كم كان عمرك عنـ.ـد.ما فعلوا بك هذا اول مرة "
"كنت في السابعة ربما اقل قليلا "
يا الهي نظر مرعد لها متخيلا سما الطفلة ضيئلة الحجم خائفة ووحيدة في خزانة معتمة ومغلقة ولا يوجد احد يساعدها
"لابد ان يكون لك اصدقاء يساعدونك "
"اجل لكنهم قليلون وعادة يكون الأغلب لجانب الأشرار فهم اقوى "
"ليس صحيحا "
"اوه بلى صدقني لقد عشت ذلك بنفسي ...حسنا لقد أخبرتك عن نفسي اخبرني انت "قالت سما تنهي الحديث فهي لا تريد ان تتعمق اكثر في ماضيها وان تخبره بكل الحوادث الماساوية التي تعرضت لها كحادثة التـ.ـحـ.ـر.ش مثلا
رفع مرعد كتفيه "تعلمي اعمل مامورا في المتصرفية كان لدي ثلاث اخوان توفوا اثنان في عمر الطفولة واخي عدي كان في الثلاثين ولدي ثلاث اخوات بنات سترينهم بالتاكيد درست علوم عسكرية وقانون وحاصل على ماجستير علم النفس والجريمة ..نظر الى اندهاشها هل هذا لائق كفاية لكونك طبيبة "قال ساخرا
"انا لم اقصد لكنك أدهشتني لم اعتقد انك درست كل هذا "
"لقد كان لدي الوقت فاستغللته"
"هناك فرقا كبيرا بينك وبين اخيك عدي تقريبا اثنا عشر عاما هذا غريب "
"لا ليس غريبا لقد أخبرتك ان لي اخوة توفوا ولي اخوات انا الاصغر بينهم "
"اه أخواتك متزوجات "
"اجل ثريا الكبيرة تزوجت من ابن عمي عبدالله اخو صبابة اما الباقيتان فقد تزوجتا ممن أقارب ابعد "
"هل الجميع يتزوج الاقارب "
"على الأغلب "
"اذن ما كانت ردة فعل اقترب عنـ.ـد.ما تزوجت صبابة الصغيرة من اخي "
"لا شيء ..نظرت له بعدm فهم زواج صبابة من مؤمن هو حكم يا سما لا يمكن ان يعترض علي احد"
"وزواجنا؟!"
"ذات الشيء "قال منهيا كلامه فقد وصلوا الى بيته نظرت سما مستغربة متى انقضى الوقت ووصلوا
أوقف مرعد السيارة امام بيته
"قبل ان ندخل اريد منك شيء ...والدتي اريد منك ان تطيعيها فهي ستساعدك على الاستقرار هنا وصبابة ..تعاملي معها بهدوء اعلم ان لها اسلوبا استفزازيا لكنها اكبر منك تجاوزي عن تصرفاتها "
نظرت له ترغب بان تسأله هل اوصيتهم بي اومـ.ـا.ت براسها قبل ان تفتح الباب "انتظري "قال مرعد ينزل من سيارته ويتجه الى بابها لتنزل وتسير معه
دخلا البيت ليرووا افراد العائلة مجتمعين والوجوم هو الصفة البـ.ـارزة على وجوهم
نهض رعود من مكانه"كيف يحدث كل هذا وانا اخر من يعلم لما لم يخبرني احد "يا الهي كيف تجرا اخيك ودخل بيتنا "قال رعود متقدmا من سما مما جعلها تفزع بطريقة مبالغ بها وتتمسك بذراع مرعد
نظر مرعد مستغربا ردة فعلها تراجع رعود "انا لم اقصد "كنت احاول المزاح لقد اردنا عمل مقلب بكما "
تقدmت الجدة فوز من سما تقبل خدها اهلًا بك في بيتك "قالت لتتبعها الباقيات كان منهم ثلاثة عرفن عن أنفسهن أنهن اخوات مرعد كانت صبابة اخر من تقدm من سما تبـ.ـارك لها
"اتمنى ان تدركي ما اقحمتي نفسك به "قالت عنـ.ـد.ما مالت تقبل خدها مما جعل سما ترتعش جلست سما في مجلس النساء وتبادلت الحديث معهن الا انها لم تغفل عن نظرة صبابة التي تراقبها كنسر مستعد ان ينقض عليها باي لحظة
***********
"لم اقصد ما حدث اردت ان امزح "عاد رعود ليبرر ما فعل
"متى تكبر وتصبح رجلا لقد أصبحت في الثلاثين وما زال عقلك صغيرا "علق صقر
"وانتم لستم افضل منه لقد ظننت ان هناك حدثا جللا قد حدث عنـ.ـد.ما دخلت ورايت الوجوم مسيطر على وجوهكم "
"اراهن انك فكرت في امي "قال رعود ضاحكا لكن النظرة الصارمة التي رماه بها مرعد جعلته بصمت
"اتمنى ان تفكر قليلا قبل ان تنطق "قال مرعد
مر الوقت سريعا
"لا بد انك متعبة يا ابـ.ـنتي هيا لتدخلي الى جناحك "
"انا سأوصلها "قالت صبابة تبتسم "انها ضرتي "
نظرت لها الجدة بحذر لكنها لا تريد ان تقلق سما
"حسنا تصبحي على خير اراك غدا "
سارت معها الى جناحها وعنـ.ـد.ما تاكدت انهما بعيدتان عن مرمى السمع "لست ادري بما كنت تفكرين عنـ.ـد.ما عرضت عليه الزواج هل غرك مركزه كان يمكنك ان تتزوجي من اي شخص اخر لا يقل عنه مركزا لما هو وانت تعلمين انه متزوج لقد ضررر نفسك انا اشفق عليك فأنت لا تعلمي ما الذي أقحمت نفسك به "
نظر لها سما غاضبة "اولا انا لم القي بنفسي عليه ثانيا هل حقا تظني انني طامعة بمركزه ابتسمت سما ساخرة الا ت عـ.ـر.في من انا قم ما الذي أقحمت نفسي به "
"تعلمي ان مرعد بلا اولاد ولم يكن يرغب بالزواج لإنجازهم لانه لا توجد فتاة عاقلة تتزوج من رجل متزوج من ابنة عمه لانها ستكون دوما الثانية وفي المرتبة الاخيرة عنده بعد امه واخواته وابنة عمه لذا عنـ.ـد.ما لم نرزق بهم اكتفى مرعد بأولادي لانه يعلم جيدا انه لن يجد فتاة تقبل بالزواج به لكن يال القدر لقد ساق آلُلُه له فتاة غـ.ـبـ.ـية كفاية لتعرض نفسها عليه وليضمن اكثر ان لا يكون هناك فكاك من زواجك منه قرر ان يضيف الحكم عليه مع انه كان كافيا ان يحكم على اخيك لذا انا اقول لك هل تعلمي ما اقحمتي نفسك به ولازيدك هو لن يحضر لك الليلة حتى يطمئن على والدته واخواته وعلي انا وبعدها سيأتيك انت تعلمي انا ومرعد متزوجين من عشرون سنة نفهم بَعضُنَا ولدينا حالك من الاعتياد هل تظني انك قادرة على تغيير ذلك ستكوني انت دوما شيء ثانوي في حياته تعودي لانه هذه ستكون حياتك "
فتحت لها باب جناحها وتركها تدخل ثم أقفلت مبتعدة سعيدة بنظرة الصدmة التي علت محيا سما
مرت ساعة والثانية وهي تنتظر والانتظار جعل مشاعر الغـــضــــب والقهر تتخمر داخلها وتتضاعف يا الهي كيف كانت بهذا الغباء لقد كانت ستسلمه نفسها لقد أقنعت نفسها بزواج العقل هذا وفكرت ان اي مشاعر قد تنمو بينهما مع الوقت لكن لا هي لن توافق ان تكون في المرتبة الاخيرة ابدا
فتح باب جناحه ودخل لقد تعمد أقاربه وابناء اخيه المشاكسين السهر طويلا حتى يبقى معهم ويبعدوه عن عروسهكك
كانت كم تجلس على السرير لا تزال بكامل ثيابها
"سما "قال وهو يدخل غرفة النوم التابعة للجناح
لكنها لم تتحرك بقيت كما هي
"سما هل انت بخير "قال متقدmا منها كان يريد ان يعتذر على تركها
"هل هناك احد في القرية لا يعلم باني ألقيت نفسي عليك ام ان هذا الخبر هو الشغل الاساسي لمجالسكم وانت تتوسطه متباهياً بذلك "
"ما الذي تقصديه "سال مرعد بريبة
"اقصد انك لم تترك احد القرية لم تخبره بانني انا من طلب منك ان تتزوجني"
"وهل تظني اننا من الأشخاص الذين يتباهون بنسائهم هل جننتي قال مرعد مستنكرا نحن لدينا أموراً اكبر من ذلك لنتباهى بها ككرمنا وحسن اخلاقنا وجودنا وصبرنا الذي لولاه لكن لي تصرفا اخر معك "
"ماذا كنت ستفعل ستحبسني لقد فعلت من قبل "
فكر مرعد ربما تـ.ـو.ترها هو ما يجعلها بهذه الحالة العصبية "اسمعيني جيدا سما هذه حياة طويلة نحن زوجان سنعيش معا حتى يفرق المـ.ـو.ت احدنا يجب ان يكون بيننا نوع من التفاهم انا ادرك ان كل هذا جديد عليك وغريب لا تقلقي انا لن استعجلك بشيء خذي وقتك لتعتادي علي وعلى حياتنا "
نظرت له بازدراء يريدها ان تعتاد ان تكون الاخيرة في حياته "هذا لن يحدث انا لن اعتاد شيء "
"هذا رايك الأخير يا طبيبة لكن فكري جيدا هذا الزواج ابدي لا يمكننا الطـ.ـلا.ق لانه اتى حقنا للدmاء انا لن أجبرك على شيء ولم اعتد ان اخذ شيئا غـ.ـصـ.ـبا لذا انا اترك لك القرار وعنـ.ـد.ما ت عـ.ـر.في ما تريدين اخبريني "قال وخرج من الغرفة غير ثيابه ثم فتح نافذة جناحه واطلق ثلاث طلقات عاد اليها وحدها كما هي على حالها "ان سألتك امي عن المنديل أخبريها انه معي "نظرت له بعدm فهم قبل ان يعود صوت الرصاص لكن هذه المرة من الخارج
انكمشت سما حول نفسها "ما هذا ؟"
"انهم يحتفلون بِنَا "فال بنبرة ساخرة وخرج لقد عاد اليها فكرت سما بقهر معها حق ستكون هي دائما في الدرجة الاخيرة
كانت قد خرجت من الحمام عنـ.ـد.ما طرق جناحها
ودخلت الجدة فوز و راية وفرحة وأخوات مرعد وفي النهاية صبابة التي نظرت لها بسخرية
علت الزغاريد "اين المنديل ؟"سالت والدته
"انه مع مرعد "أجابت سما دون ان تدرك عن ماهية السؤال
ابتسمت والدته ومن معها بحياء وعدن يزغردن مرة اخرى "هيا يا عروس ارتدي ثيابك وليمة الصباحية ستجهز عما قريب وسياتي المعازيم "
"حسنا"قالت سما
"ارتدي ثوبا ابيضا يا عزيزتي "قالت الجدة فوز بينما صبابة تراقبها بسخرية
خرج الجميع وبقيت هي "ارتدي الابيض كما يبدو انك سترتديه طويلا ابيض كما منديله الذي لم يمس "
قالت صبابة كلمـ.ـا.تها السامة وخرجت تاركة سما تغلي بعد كلمـ.ـا.تها السامة
حسنا ان كانت هي تعرف فان الباقين لا ارتدت سما اجمل أثوابها وتزينت تنوي الخروج عنـ.ـد.ما أوقفتها عند الباب
*******
الجميع سينظرون لها كزوجة قديمة مهملة كبيرة ميؤوس منها لكن لا ان ظنوا انها قد تنحني فهم مخطئون اخرجت عصا زوجها هي كانت ومازالت ارملة عدي الصخور كبير العشيرة اخذت عصاها وعادت متجهة الى سما فهي لن تمنحها حق الدخول وحدها
أوقفتها بعصاها ما ان رأتها تقف عند المدخل
"انت لن تخرجي بثوب النوم هذا ارتدي شيئا اكثر حشمة
"ماذا وقفت سما معترضة "من تظني نفسك لتامريني "
↚
"سيدة المنزل والتي ستطيعيها بكل ما تامر "
اخذت سما نفسا عميقا قبل ان تدخل الى غرفة نومها وتغلق الباب بقوة بقيت صبابة تنتظرها في غرفة جلوس جناحها
حملت سما هاتفها الخلوي وأتصلت به ما ان رأى اسمها على الهاتف علم ان هناك أمرا ما
"مرعد تعال حالا او لن اكون مسؤولة عن النتائج"قالت سما اغلق الهاتف ونظر الى صقر
"هل هناك شيء"
"اتمنى لا لكني مضطر للذهاب قليلا "
"حسنا لا تقلق "اخبره صقر الذي وقف يُستقبل الضيوف عنه
دخل جناحه ليفاجىء بصبابة تقف حاملة عصا زوجها
"ما الذي تفعليه هنا "
"حمدا لله اني قد اتيت والا لكنا سقطنا في فـ.ـضـ.ـيحة لها اول وليس لها اخر "
"ما الذي حدث "قال مرعد بقلق
"سما ارتدت ثوبا غير لائق بالمرة وكادت ان تخرج الى النساء به لكن الحمد لله رايتها وعنـ.ـد.ما اعترضت وقولت لها انه ثوب نوم يصلح للنوم اتصلت بك "
خرجت سما من غرفتها ترتدي او لا ترتدي شيء لم يعرف ما الذي يصفه به
"هذا هو ثوب النوم يا صبابة ان كنت لم ت عـ.ـر.فيه أما الثوب الذي كنت ارتديه فهو محتشم ولائق وانا لن انتظر منك انت ان تعلميني ماذا ارتدي "
نظرت صبابة الى جسدها الفتي والحرير الاسود المخرم يغطيه بنعومة هو لا يغطيه للواقع هو يكشفه زيادة
"انت قليلة الحياء"قالت صبابة وخرجت
"كيف تخرجي امامها هكذا "هاجمها مرعد "انت لا ترتدي شيئا تقريبا "
"لقد ارادت ان ترى ثوب نوم ولقد اريتها اياه حتى لا تتهمني مرة اخرى بقلة الذوق وعدm الحشمة "
"وهل ما ترتديه هذا يدل على الحشمة "
"انه ثوب نوم لا يفترض به ان يكون محتشما "قالت سما ببراءة
"حقا اتساءل لما "قال مرعد لتدرك سما انها تقف امامه شبه عارية تقريبا وهو ينظر لها عن كثب شهقت لتغادر الى غرفة النوم وتغلق الباب عليها بينما مرعد يبتسم "ارتدي ثيابك بسرعة ليس لدي اليوم كله " هذه الطبيبة ليس اكثر من طفلة صغيرة مشاكسة طفلة !! لا تذكر مرعد رؤيتها بثوب النوم هي بعيدة جدا عن كونها طفلة على الاقل جسديا
أوصلها الى باب مجلس النساء
"حاولي ان تكوني اكثر حكمة ولا تتصرفي بتسرع كما حدث قبل قليل "حسنا "عاد وأكد
"حسنا "اومـ.ـا.ت سما تدخل الى المجلس لتبدا الزغاريد والتهاني من حولها
حسنا هذا شيء لن تستطيع ان تنافسها صبابة به فكر سما انها فقط البداية وتعلم ان حياتها مع صبابة لن تكون سهلة ابدا
٥*٩
جلست وسط المجلس تتلقى التهاني والبعض أعطاها نقوطا احتفالا بزواجها هو لم يعاملها كزوجة دية والا لما حدث شيء من هذا نظرت صبابة وشردت تتذكر عنـ.ـد.ما دخلت هذا البيت ويوم صباحيتها ...هي العروس الوحيد لهذا البيت وهذه الطبيبة لن تبقى هنا لو كان هذا اخر ما تفعله في حياتها
**********
كان يوما طويلا ومرهقا لقد جلست لساعات تتلقى التهاني من أقارب مرعد وأهل القرية وعينا صبابة ترمقها بكره لقد حاولت اكثر من مرة إحراجها بسبب جهلها بعاداتهم خصوصا عنـ.ـد.ما قدmت لها الجدة فوز قلادة ذهبية رفضتها سما في البداية مما اثار استهجان من حولها وهذا ما استغلته صبابة التي علقت بسمية "ربما الطبيبة ترى انه لا يوجد شيء يستحق ان تحصل على قلادة من اجله "
نظرت لها الجدة فوز باستهجان مما جعلها تتراجع وتقول انها تمزح فقط
بعدها افهمتها الجدة ان القلادة تمنح للعروس البكر بعد ليلة زفافها لما لم يخبرها مرعد بذلك فكرت سما وهي تغير ثيابها وتتجه الى مجلس النساء تنهدت قبل ان تطرق الباب لتدخل تضع الوشاح على راسها كيفما اتفق فقد اصرت عليها الجدة ان تضعه وهي تتنقل في المنزل ويبدو ان والدتها كانت تعرف ذلك لان كل ملابسها التي اختارتها كان باكمام طويلة وأوشحة تليق بها يبدو ان هذا اللباس الرسمي لحياتها في هذا البيت عليها ان تغطي شعرها دخلت تلقي التحية الجدة فوز هي الوحيدة التي ردت عليها لا احد يرحب بوجودها فهي تلاحظ هذا من نظراتهم لها راية تنظر لها بتوجس هي لا تلومها بعد الذي حدث لكن ان تتلاشاها صبابة وفوز الصغيرة وريحانة هذا امر لم تفهمه حتى فرحة زوجة صخر تتعامل معها بشيء من التحفظ
جلست تحاول ان تتابع حديثهم الذي ينؤون بأنفسهم به عنها ثم نهضت متعللة بالتعب لتعود الى غرفتها جلست لساعات تعاني الملل دخلت المطبخ التابع لجناحها ولم تجد فيه سوى القهوة والشاي وبعض المشروبات الجاهز والفواكه أعدت فنجان قهوة لنفسها وجلست تقلب التلفاز على غير هدى
*********
بعد ان غادر اخر الضيوف وكان الشيخ جضعان جلس مع ابناء اخيه بتابع معهم اخر المستجدات
"غدا سنخرج في جولة لنرى "قال مرعد بينما صقر وصخر ينظران له لكن الوحيد الذي نطق بما يفكران هو مرعد
"اليس من المفترض ان عطلة الزواج ثلاث ايام "
"لقد اخذت يومان وهما كافيان اجابه مرعد عنـ.ـد.ما تتزوج خذ اجازة لمدة اسبوع عني وعنك "
"لا انا سآخذ اجازة لمدة شهر لاني انوي قضاء شهر عسل كامل مع زوجتي "قال رعود باسما
"قليل الحياء "قال صقر له
"اين قلة الحياء في الامر اريد ان أقضي بعض الوقت مع زوجتي "
"ارى انك تتحدث عن الزواج ...يبدو ان هناك شيء لا نعرفه هل هناك عروس تنتظر في مكان ما"ساله صخر
مما جعل رعود يرتبك "انا اقول في المستقبل "قال متنهدا متذكرًا عينان خضراوتان شابها بعض الدmـ.ـو.ع لو انه يعثر عليها
غافلا عن عيون عمه التي تراقبه رفع رعود راْسه يطرد شرودهاتسقط نظراته على عيني عمه "يبدو ان المستقبل قد اخذ شكلا في بالك يا رعود"قال له مرعد مبتسما قبل ان ينهض وقف عنـ.ـد.ما خرج قاصدا غرفته وقف مترددا اين يذهب فهو في كلا الاتجاهان مرفوض لكن عليه الذهاب الى سما طرق باب جناحهما
"ادخل "قالت سما وهي ما تزال جالسة مكانها على الأريكة امام التلفاز وقد ربعت ساقيها ترتدي منامة قصيرة وردية اللون
"كيف كان يومك "
نظرت اليه "جيد "قالت تتناول فنجان قهوتها
"ما الامر "
تنهدت "متى يمكنني العودة الى عملي "
"ليس قبل يومين "
"لماذا ؟"
"عنـ.ـد.ما تزوجني وبالطبع انتقالي الى هنا لم يعد هناك داعي لوجود طبيب اخر وبالتالي ليس هناك داعي لوجود سكن له فاقترح والدك على رئيس الوزراء عنـ.ـد.ما كان هنا ان يحولوا السكن لمشفى مصغر تجرى فيه العمليات البسيطة لاختصار الوقت على المرضى وفعلا قد بدا العمل فيه اليوم"
"تفكير جيد "قالت بعدm اهتمام
"ما الذي يزعجك "سال يحاول ان يفهمها
زفرت بتأفف "لقد مللت هل علي ان أشارك كل يوم في جلسة مجلس العائلة "
"كنت تشاركي فيها من قبل ما الذي تغير "
"انا لا اريد ان أشارك فيها كما انني اريد ان يجهز مطبخي بالطعام "
"لماذا لكلا الأمرين "
"اريد ان أتناول طعامي وحدي ..."قاطعها مرعد
"لا نحن نتناول الطعام معا "
"واذا كنت لا ارغب في ذلك "
"عليك ان تعتادي "
"رائع الا يكفي انني مجبرة على الزواج انا ايضا مجبرة ان أشارك تفاصيل حياتي مع الآخرين "
"لا احد يجبرك على شيء سما مسالة زواجنا انتهت وانت تعلمي كيف حدث الامر اما بالنسبة الوجبات نحن عائلة نحب ان نتجمع معا ... ما الذي يزعجك سما هناك أمر ما وانت تنفسي عنه بطريقة خاطئة"
نظرت سما له "لما لم تخبرني عن القلادة ولم تخبرني انني سآخذ نقودا كنقوط لزواجي "نظر لها مرعد مندهشا من قلة معرفتها "لقد ظننت انك ت عـ.ـر.في "
"ومن اين لي ان اعرف "
"حسنا بهذه حقك علي ولهذا قد اتيت الان لأعطيك هذه اخرج رزمة من المال ومدها اليها "
"انا لا احتاج مال "
"انه ليس لك هذا هو نقوط ستقدmيه غدا لابنة ابن عمي فقد تخرجت من الجامعة ستذهب والدتي وصبابة وانت وباقي نساء البيت لحفل يقيموه بهذا المناسبة عادة ترتدي النساء ملابس للحفلات وفوقه عباءة وغطاء الرأس وعليك ارتداء القلادة التي أعطتك اياها والدتي "شرح لها ونظر لوجهها الجـ.ـا.مد
"اسمعي سما اعلم انك دخلتي حياة جديدة غريبة ولا ت عـ.ـر.في شيء عنها ...في السابق كنت ضيفة اما الان انت من اهل البيت حاولي ان تنـ.ـد.مج معهم اكثر اساليهم عما لا ت عـ.ـر.فين سيتعاونون معك حتى صبابة قد تكون فظة قليلا لكنها ستساعدك اذا طلبتي "
كانت تستمع له لكن عنـ.ـد.ما ذكر صبابة وطيبتها وانها ستساعدها هبت واقفة"شكرًا للعرض الكريم انا لا ارغب بالانـ.ـد.ماج او مشاركة احد شيء صدقني ساكون اكثر من سعيدة في عزلتي هنا في غرفتي " وذهبت الى المطبخ تضع فنجان القهوة
"سما"ناداها وعلمت من صوته الحاد انها أغـــضــــبته
عادت بمضض وقفت تستند على حافة باب المطبخ نظر لها بالشيء الذي ترتديه وهو بالكاد يخفي جسدها
"عنـ.ـد.ما اكلمك لا تديري ظهرك لي هذا اولا اما ثانيا هناك اسلوبا مؤدبا اكثر من هذا الذي تستخدmيه في حديثك معي وثالثا لا اريد ان يراك احد بهذا الذي ترتديه غير ذلك افعلي ما شئت طلما انك لا تغـــضــــبي امي ولا ترفضي لها طلبا اصنعي ما شئت اعتزلي في غرفتك كلي وحدك هذا شانك "
كلمـ.ـا.ته زادت غـــضــــبها "وماذا عنا "
"عنـ.ـد.ما تتعلمي كيف تعامليني وتعاملي عائلتي سنتحدث في الامر "قال كلمـ.ـا.ته وخرج كانه لا يطيق ان يبقى معها لقد ذهب الى صبابة ويقول لها انـ.ـد.مجي اذا كان هو زوجها يرفضها
ارتمت على الأريكة بقهر
************
في الصباح التالي ارتدى مرعد زيه وخرج من غرفته
القديمة رأته صبابة عن باب غرفتها
"ارى انك هنا "سالته بسخرية
"واين ساكون "
"هل مللت من عروسك بهذه السرعة "
"اهتمي بشؤونك صبابة اهتمي بابنك رعود فكما يبدو انه يبحث عن عروس وجهي اهتمامك اليه افضل ودعيني انا وعروسي خارج نطاقك "قال باسما بنزق وخرج متجها الى جناح والدته
دخل عليها ووجدها تجلس في يدها المصحف كالعادة في هذا الوقت من الصباح قبل يدها
"كيف انت يا ام عدي "
"بخير يا بني نظرت له بتمعن ما الامر "
تنهد مرعد "كل شيء بخير لا تقلقي نفسك اتيت اقول لك انني اعطيتك سما نقوطا لتقدmه اليوم لقد أعلمتها بشان الحفل "
"ليس هذا ما تريد ان تخبرني به "قالت والدته تربت على يده
"لا اريدك ان تدعيها على الوجبات ولا حتى المجلس "
نظرت له والدته بعدm فهم "لماذا ؟!"
"فقط تفعلي ذلك لأجلي "
نظرت له بقلق "هل هناك شيء بينكما هل تشاجرتما"
ابتسم مرعد ان ما حدث لا يرتقي حتى للمجادلة
"لا تقلقي امي كل شيء بخير "قال مقبلا راسها ونهضا ليلحقا بمائدة الافطار
رغم عدm حضورها الا ان باقي العائلة لم تعلق ربما لانها عروس لكن الجدة فوز و صبابة كانتا تعلما ان هناك شيء غير صحيح
********
لم يناديها او حتى يرسل لها حسنا وهي لن تخرج فكرت سما تعود لتضع راسها على المخدة فلتنعم بإجازتها مر وقت قبل ان تسمع طرقات على بابها
نهض من الفراش وفتحت الباب
كانت الجدة فوز ومعها فتاة لا يتعدى عمرها العشرين عاما
"صباح الخير يا ابـ.ـنتي "قالت فوز مبتسمة
"صباح الخير يا جدة تفضلي قالت تفسح لها لتدخل
"هذه سهاد ابنة صيته ستكون المسؤولة عن جناحك "
"انها صغيرة "قالت سما تنظر للفتاة الضئيلة
"عمرها واحد وعشرون ولديها ثلاث اطفال "شرحت الجدة فوز "ستهتم بك منذ اليوم يحب ان تحضري نفسك لنذهب الى الحفل "
"حسنا لقد اخبرني مرعد سأجهز نفسي "
نظرت فوز الى سهاد "اذهبي وابدئي عملك "ناظرة الى الجناح الذي لا يحتاج الى عمل فكل شيء فيه في مكانه ومرتب
"انا اعمل بنفسي أوضحت سما عنـ.ـد.ما رات نظرات الجدة
"الاحظ هذا لكن لا عليك عنـ.ـد.ما تعودين الى العمل ستحتاجي للمساعدة ...هل انت بخير سالت الجدة اعني امورك هل انت مرتاحة "
"اجل مرتاحة قالت سما لا تقلقي نفسك سأجهز نفسي والحق بك "
"هذا يعني اهتمي بشؤونك يا جدة"قالت الجدة فوز باسمةً
"لا ...لم اقصد ذلك انا ..كنت اعني ان أموري بخير وكنت اريد ان استعد حتى لا اؤخركم "
"لا باس يا ابـ.ـنتي حضري نفسك "قالت فوز تغادر الجناح عروس ابنها لا تزال كما هي هناك خطبا ما بينهما
*******
كان الحفل تغيرا بالنسبة لسما استمتعت به وبرؤية الفتيات يرقصن لاحظت نظرات الإعجاب التي القت عليها من النساء حولها بثوها الاسود البسيط لكنه كان يظهر جمال وتناسق جسدها والقلادة الذهبية التي تزينت بها اثارت نظرات وفضول النساء جلست اخت مرعد الصغيرة هي ليست صغيرة فعليا فقد كانت اكبر من مرعد بعام وهذا يجعلها في الثانية والأربعين لكنها كانت الأقرب عمرا من سما والأكثر مَرَحا بين أخواته فالاثنتان كانتا اكبر عمرا وقدرا وقد اصبحتا جدات
"كيف هو الزواج من شخص بدوي "سالتها ضاحكة
نظرت لها سما مبتسمة "ااه عروس اخي خجولة اخبريني كيف هو اخي هل هو حنون "
"لا اعلم عما تسألين "قالت سما بخجل
"هيا الان لطالما عرفت ان اخي مرعد حنون رغم مركزه وعمله وزواجه من صبابة للواقع قالت تقترب منها كانها تقول لها سرا لطالما تساءلت كيف يتعايشان لابد ان اخي قد عانا جفافا عاطفيا معها"قالت سارة تضحك مما جعل نظرات صبابة تتركز عليها
هزت سما كتفها بعلامة عدm العلم "هيا انه ليس سرا هي اكبر منه وكانت زوجة اخيه حتى وان تزوجها لكن انت الامر مختلف فأنت كنت بكرا وهذا يجعلك الزوجة الاولى له حتى لو كنت قد اتيت بعد عشرون عاما والبكر دائما يكون لها معزة خاصة "
كل ما تقوله سما لا تعلم شيء عنه لو انها تعلم ان الزواج لم يتم للان
"انا لم أناقش معه أمور زواجه من صبابة "
"بالطبع لم تفعلي فأنتما لديكما أموراً اخرى لتناقشوا او تفعلوها "قالت سارة غامزة بعينها
هزت سما راسها ما الذي تقوله انه أموا مرحجا
"انه حنون "قالت سما لها تريد ان تنهي الموضوع
"كنت اعلم قالت سارة كانها فازت بجائزة ما
"هيا اخبريني"عادت تشجع سما
"لا هذه الامور لا يجب التحدث عنها "قالت سما مندهشة من جرأة اخت مرعد التي ضحكت
"ما الذي ظننتي اني اسال عنه يا الهي هل ظننتي اني اسال عن ...وضحكت هذا محرج انا كنت اسال هل هو مهتم بك يسال عنك يطمئن على اخبـ.ـارك يأتي ليتفقدك فقط وليس الامور الاخرى "
"اجل انه يفعل "قالت سما
"لا باس كل هذا جديد عليك واخي عاش حياة قاسية بسبب عمله وحتى في زواجه ليس سهلا ان يتزوج من زوجة اخيك بسبب الواجب لذا انا كنت اسال لأطمئن انه لم يتغير عما عرفته قبل ان اتزوج اخي رجل بكل ما للكلمة من معنى دائما ما اهتم لكل من حوله قد يكون زواجكما اتى بطريقة غريبة لكني اتمنى ان تسعدا فهو يستحق السعادة "
قالت تربت على يد سما بمحبة
"مرعد شخص جيد "قالت سما تشعر بالذنب فهي بطريقة ما تساهم بتعاسته
"ساذهب لأقدm النقوط "قالت سارة تنهض مما جعل سما تتنبه اشارت لها الجدة فوز فذهبت اليها
"تعالي سنقدm نقوطنا "
وقفت الجدة فوز وخلفها صبابة التي صدmت عنـ.ـد.ما رات سما تقف الى جانبها وخلفها راية وفرحة
"لما تقف سما معنا "سالت صبابة بهمس حتى لا تثير انتباه الباقيين
"ستقدm نقوط كونها زوجة مرعد "إجابتها الجدة
"وما الداعي لذلك انا هنا "قالت صبابة
"وهي كذلك "إجابتها الجدة فوز "هيا وتعالوا"قالت تنهي الحوار وتتقدm من الفتاة
لكن الحوار لم ينتهي ما كدن يدخلن المنزل حتى بدات صبابة حربها
"لا افهم ما معنى ان تقدm سما نقوطا هي اساسا ليست من أقاربنا "
"هي كذلك الان كونها زوجة مرعد "اجابة الجدة فوز "واهدئي يا صبابة لا يوجد داعي لكل ما تفعلي
"الا يوجد داعٍ انها تضع راسها براسي اسمعيني جيدا هناك امراة واحدة لهذا البيت وهي انا "
"كفى يا صبابة انا لم أمت بعد لتنصبي نفسك كبيرة المنزل "قالت الجدة فوز بغـــضــــب
"كفى صرخت سما فهي ما عادت تتحمل اكثر "فرحة راية هلا أخذتم الفتيات "قالت سما فما ستقوله لا يجوز ان يقال امام فتيات صغيرات
"ساقول هذا لمرة واحدة فقط وستسمعيني جيدا انا زوجة مرعد مثلي مثل بغض النظر عن الطريقة التي تزوجته بها وبغض النظر عن المدة انا زوجته وما يحق لك يحق لي نحن لسنا صغارا صبابة كلما ادركت ان وجودي هنا دائم كلما كان هذا افضل للجميع "
*********
سمع عودة النساء وها هو صقر يدخل عليه بعد ان أوصلهم لم يكد صقر يخبره أنهن عادوا حتى سمعوا الأصوات قادmة من القاعة الرئيسية تقدm هو وصقر وصخر ليدركوا انه شجار هل جنوا أنهن حتى لم ينتظرن ان يدخلن الى القاعة الداخلية سمع كلمـ.ـا.ت سما الاخيرة وادرك ان صبابة لابد ان فعلت شيء لكن الم يحذرها من قبل
دخل القاعة وراى سما المستنفرة وصبابة الغاضبة ووالدته المتحفزة
"سما اذهبي الى جناحك "قال مرعد أمرا نظرت له سما هل يمزح لكن نظرته الثانية لها أعلمتها بوجوب ذهابها دخلت تتجه الى جناحها تدك الارض غـــضــــبا حسنا اغلب الباب بطريقة جعلت يزلزل اركان البيت ثم اتبعته بالمفتاح هي حقا لا تريد ان ترى احد لا سيما هو
أشار الى والدته وصبابة بالدخول
"حسنا ما الامر الذي لم تنتظري ان تدخلي الى الداخل لتثيريه صبابة "
"تلك الطبيبة تضع راسها براسي لقد قدmت نقوطا ..."
قاطعها مرعد
"تلك هي زوجتي ولها اسم وأنا من اعطيتها لتقدm النقوط ورأسها مثل رأسك تماما في هذا البيت واياك ان اسمع منك انك كبيرة البيت مرة اخرى
ما دامت امي حية هي كبيرة البيت وكلمتها ستنفذ كيف تجرأت على مجادلتها"
"انا لم اقصد قالت صبابة تحاول ان تهدا الامر لكن زوجتك لا يحق ...."
"زوجتي يحق لها ما يحق لك اياك ان تفكري بعكس ذلك هذه المرة ساتغاضى عن الامر تمنى ان لا يحدث هذا مرة اخرى لاني ما سأفعله لن يعجبك "
ادار ظهره لها متجه الى والدته
"ولكن .."قالت صبابة
↚
"صقر ارى ان تاخذ والدتك الى بيت جدك فهي بحاجة لإراحة أعصابها "قال مرعد منسحبا مع والدته
"لاا هتفت صبابة مرعد انا لا اريد ان اذهب " قالت برجاء من خلف ظهره أجابها
"اذن اذهبي الى جناحك وارتاحي وفكري جيدا قبل ان تقدmي على شيء في المرة القادmة "
سمعت كلمـ.ـا.ته وذهبت مسرعة الى جناحها بينما صقر وصخر يراقبان ما بال والدتهما لما تتصرف بهذه الطريقة
"كيف سمحت لهما امي ان تتطاولا بهذه الطريقة "
"اولا انا لم اسمح ثانيا لا تجمع صبابة مع سما فهي لم تتطاول على العكس ..."
"لقد سمعت ما قالت امي لكني قلت لها ان لا تكترث لكلمـ.ـا.ت صبابة "
"لكنها إهانتها وهذه ليست اول مرة وسما لم تخطأ لا تعـ.ـا.قبها بسبب غـــضــــبك من صبابة ،..لقد تهاونا كثيرا معها لاجل ابناءها انهم رجـ.ـال ويكبر علي ان تجادل والدتهم أمامهم لكنها لا تخجل ولا تفهم "
لقد قالت والدته ما كان في نفسه هو يظهر لا مبالاته في كثير من الأحيان أتجاه تصرفات صبابة فقط من اجل اولادها لكنها تتمادى احيانا لو انها تفكر قبل ان تتصرف
اطمئن على ان والدته بخير خرج مرعد متجها الى جناح سما طرق على الباب لكن لا مجيب هل هي نائمة او ربما في الحمام امسك مقبض الباب لكنه وجده موصد لقد اغلقت الباب دونه !! وقف مرعد مصدوما غاضبا انسحب خارجا الى خلوته غافلا عن العينين التي تراقبه بصمت والتي انتقلت الى جناحه القديم ما ان ابتعد
*******
عرفت انه غادر ولابد انه غاضب لكنها لن تتنازل هو وصبابة اخطآ بحقها وعليها ان يدفعا الثمن
********
تغلي كان الف نار تحترق داخلها لن تصمت ستنتقم منها فكرت صبابة بقهر
*********
اتى الصباح وهي لا تزال مستيقظة تشعر بالنـ.ـد.م لما أقفلت الباب لما لم تفتحه له ربما كان قد اخبرها بشيء او طيب خاطرها
لا هو لم يكن ليفعل فكرت سما بقهر تغطي راسها لتعود الى النوم
*********
الجميع مستيقظ ويذهب الى مائدة الافطار راقبت صبابة من بعيد الا هي هل ستعتصم في جناحها لا انها فرصتها لتنغص عليها فمما عرفت انها قضت ليلتها وحيدة
طرق بهدوء على بابها هبت سما من مكانها تظن انه مرعد فتحت الباب بسرعة لتطالعها صبابة التي وضعت عصاها في وجهها
"تستري فلي كلاما معك "نظرت الى نفسها ترتدي قميص نوم عادي صحيح انه فوق الركبة لكنه عادي
"انا لا اريد الكلام معك "دخلت صبابة وأغلقت الباب "انت ستسمعيني...لقد قلت ان لك ما لي في هذا البيت اذن فعليك ما علي ايضا فأنت ضرتي والضرة ليست سارقة أزواج وهادmة للبيوت فقط كما هو حالك انما عليها واجبات عليها ان تهتم بها وبقاءك هنا تمثلين دور العروس المعززة بينما انا وانت ندرك جيدا انك عروس مهجورة فهو لم يقضي معك ليلة كاملة في جناحك انزلي من علياءك الفارغة ....وضاع باقي تقريع صبابة عن سمعها فهي لا تصدق انه يذهب لصبابة ليشتكي لها منها ليس هذا فقط بل انه اخبرها انه لم يلمسها لا تدري متى غادرت صبابة لكن لم يفتها النظرة الشامتة في عينها لكن هي لن تكون سما ان تركتها تنتصر عليها
٥*١٠
متفاجئا من ظهورها المتألق وحضورها لتشارك عائلته الافطار بعد ان نات بنفسها عنهم فقد كانت واضحة جدا عنـ.ـد.ما أخبرته انها قد اجبرت لتكون جزءً من هذه الحياة
قال قاطعا النظرات التي تحولت عنـ.ـد.ما وقفت قرب المائدة "انت مبكرة "
مجرد ان نظرت اليهم عملت ما الذي رمت اليه صبابة هي ارادتها ان ترى ان لا مكان لها بينهم فالواضح لعينها ان المائدة مكتملة ولا يوجد حتى متسع لها لتجلس ارادتها ان ترى انها دخيلة ...ولكن منذ متى كانت سما تتنازل وتنسحب اذا تم تحديها قد تكون جرت الى هذه الحياة عنوة ودون اردتها فعليا فكرت كوني واقعية سما ليس عنوة انت تعلمي جيدا انك انت من جررت نفسك اليها لذا انت هنا الان ابتسمت باشراق قبل ان تقول
"صباح الخير معطية نظرة شملت الجميع قبل ان تتوقف على تلك التي تنظرلها بكره ...صحيح انا أردت ان اذهب الى عملي باكرا حتى أتمكن من ان اعود وقت الظهيرة فلقد تطوعت صبابة شاكرة بشرح معنى الزوجة الثانية او الضرة كما أخبرتني فهي اضافة الى انها سارقة أزواج تسرق الزوج من بيته وعائلته لديها مهام اخرى كان تطبخ وتنظف وتهتم بشؤون زوجها وبيته في يوم دورها كما أطلقت عليه وبما انه يوافق اليوم كونك كنت عندها بالامس لذا كما ترى علي ان انهي واجبات عملي لاعود وأقوم بواجباتي كضرة جيدة والآن -ألقت نظرة على ساعة يدها - اذا عذرتموني يجب ان أغادر حتى لا أتأخر "
"لا داعي لذلك "تدخلت والدته
"كلا ...اني اصر انه واجبي وسأكون سعيدة لقيامي به ...نهاركم سعيد "
وغادرت تاركة اعين الجميع في اثرها بينما هو ابتسم بصمت ابتسامة التقطتها صبابة بقهر قبل ان يرفع عينيه اليها مدركا ان الجميع ينتظر ردة فعله على ما حدث
"لم يكن هناك داعي لذلك وجه كلمـ.ـا.ته لصبابة ولكن يسعدني انك تساعديها في الاستقرار بيننا من الجيد ان ارى إنكما تتفقان ....امي نظر الى والدته الذاهلة من الموقف كله ومن كلمـ.ـا.ته بشكل خاص
ستكون بحاجة لمساعدتك فهي لا تعرف سوى القليل عن حياتنا"
"بالطبع بني لا تقلق "أجابت بسرعة
قبل ان ينهض مغادرا الى عمله "هيا صقر "هب ابن أخيه يتبعه ليلحقهما أخواه كل الى عمله
لا شيء تفعله يكـ.ـسرها فكرت بقهر قبل ان تلاحظ عيني حمـ.ـا.تها عليها وكذلك زوجات ابنائها
"ماذا ...هي لن تبقى في برجها العاجي للأبد عليها ان تعرف ان هناك واجبات يجب القيام الم ترد ان تكون منا وتعيش معنا اذن فلتفعل "
قالت كلمـ.ـا.تها بأسلوبها الفج المعتاد ونهضت بينما عيني حمـ.ـا.تها وضحة تراقبها باستياء لا تنفك هذه المراة تصيبها بالسام إحسانا تشعر بالنـ.ـد.م لتزويجها من مرعد فهو يستحق الأفضل ولكن ربما الله قد استجاب دعواتها اخيرا وأرسل سما له انها فرصة قد تكون الأخير لرؤية حفيد لها من ابناء مرعد وهي لن تجعل صبابة تفسدها ابدا
"هيا يا بنات لدينا عمل كثير اليوم "قالت ناهضة الى المطبخ لتحث العاملات على البدا بيومهم الجديد
*******
مرت الايام ثقيلة فمرعد لم يأتي الى جناحها منذ ذلك اليوم الذي أغلقته به مع انها بدات تدخل المطبخ وتشارك في أعماله وتساعد رضوة في الخبز وحتى انها تشارك في الوجبات وتجلس في كرسيها الذي يأتي الى جانب كرسي صبابة لكنه فعليا لا ينظر لها مجرد نظرة وحتى الباقيين يعاملونها بتحفظ حسنا بالنسبة لابناء اخيه هي ضرة والدتهم وبالنسبة لرأية وفرحة هي ضرة حمـ.ـا.تهما وبالنسبة لفتيات العائلة هي ضرة جدتهم الامر معقد بالطبع سيكون هناك تحفظ نظرت بصمت للجدة فوز التي تشاركها جلستها مر أسبوعان منذ تزوجا وتقريبا عشر ايام لم تره فيها هل يعـ.ـا.قبها هل هو غاضب
"ما بك يا ابـ.ـنتي "
"مرعد ..اعني ..."كيف تسال عنه دون ان تثير الشك
"انه مشغول بالعمل يبدو ان لديهم بعض الضغوطات هذه الفترة "
"اجل انا افهم ساذهب الى جناحي بعد إذنك "
٥*١١
جلس في مجلس خيمته كالعادة حوله ابناء اخيه وأفراد من العشيرة الشيخ جضعان تتسامرون ويتبادلون الأخبـ.ـار التي معظمها يكون عن سوق الماشية والوضع الأمني أنتهى الحديث عنـ.ـد.ما دارت دلات القهوة وامسك مقرن ربابته وعزف مطلقا ابيات شعر على لسانه
حبيبتي مرّت على بالي اليوم
وقفت تقديرٍ لها يوم مرّت
جابت لي الفرحة وأنا كنت مهموم
الظاهر انها عن علومي تحرّت ..
وفراقها كوّن في خفّاقي غيوم
أمطارها على الفيافي لومرّت
تنبت من الأزهار ماكان معدوم
وتسرّ نفسٍ من زمن ما استسرّت ..
في حبّها حسادي تكثر اللّوم
وهي ورا عوج الضلوع استقرّت
أحلم بها وا.طـ.ـيح في النوم واقوم
فرحان لكن فرحتي ما استمرّت ..
إلَى صحيت أعاتب الحظ وألوم
الأيام والأيام منها تبرّت
الهجر طـــعـــنة خـ.ـا.ين بسيف مسموم
نفسه على فعل الخيانة تضرّت ..
ومن يحرم من العشق يعيش محروم
كم روح من قلّ الوصال استضرّت
لاجيت أنام النفس مـ.ـا.تعشق النوم
حاولت أقنعها لكنها أصرّت ..
تبغى حبيبة قلبي الغالية دوم
تمرّ في بالي و أوقف لامرّت
حبيبتي مرّت على بالي اليوم
وقفت تقديرٍ لها يوم مرّت ..
كلمـ.ـا.ت: فزاع
وكأن الكلمـ.ـا.ت موجهة له اطرق مرعد وابواب حنين غير مألوفة تفتح داخله مر أسبوعان منذ زواجهما ولا يزال يذكر يوم صباحيتهما ... ذلك الشيء المسمى ملابس نوم الذي اردته ليته لم يرها فيه عدm رؤية الشيء تساوي جهله لكن الان وقد راها لا يمكنه نزع صورتها من راسه ...ابتعد خلال الفترة الماضية اشغل نفسه بالعمل ليس لشيء لكنه إنسان ايضا وهي لم تعطه جواب ناجع لا هي صدت ولا اقتربت وهو كان غاضبا بعد ان أوصد الباب دونه صحيح انها تحاول ان تصلح الامر لكن لا هو لن يتساهل بذلك ...ابتسم عنـ.ـد.ما سمع مقطع الشعر
جابت لي الفرحة وأنا كنت مهموم
الظاهر انها عن علومي تحرّت .
اجل لقد فرح عنـ.ـد.ما علم من والدته انها سالت عنه اليوم وذهب اليها بعد ان ضغطت والدته عليه وللحظة ربما تمنى ان تعطيه اجابة او حتى اشارة اغمض عينيه ثانية واحدة يتذكر عنـ.ـد.ما دخل اليها كانت مرتبكة وعنـ.ـد.ما رأته زاد تـ.ـو.ترها
"ما بك قال ما ان راها تفرك يدها ببعض أخبرتني والدتي انك سالت عني "
جلست على الأريكة "لم ارك منذ ايام ...و ان..مرعد انا لا اعرف احد هنا ولا يبدو ان احد يتقبل وجودي .. انا اشعر بالوحدة قالت بصوت باكي مما جعله يقترب منها امسك يدها يبعدها عن وجهها أوقفها "لما الدmـ.ـو.ع ...سما انت زوجتي ما بيننا ..شيء خاص بِنَا ولا يعلمه احد اخرجي من عزلتك هذه وتصرفي كما كنت من قبل "
انهمرت دmـ.ـو.عها اكثر بينما تضع راسها على كتفه
قالت بصوت مكتوم بينما تغرق وجهها في صدره "احاول لكن .."
وضع يده على راسها يربت عليه "لا تقولي ولكن اخرجي وانـ.ـد.مجي مع الجميع انت لم تجدي مشكلة من قبل ولن تجديها الان "
هل تعلقت ذراعها به وهل قبل جبينها او ان خياله صور ذلك فكر يراها تدخل الى غرفة النوم لتبدل ملابسها كما اقترح ليخرجا معا الى مجلس العائلة حيث تركها هناك ترى باي حال ستلقاه عنـ.ـد.ما يعود هل ستعطيه جوابها المؤجل وهل سيكون الجواب الذي يتمنى ام انه كتب عليه كما في القصيد
كم روح من قلة الوصال استضرت
تنهد مع انتهاء القصيدة
لينظر الى مقرن "يبدو انك عاشق يا مقرن "قال مرعد باسما
"من يحرم من العشق يعيش محروم يا شيخ مرعد"
اجابه مقرن مثيرا ابتسامـ.ـا.ت من حولهم
*******
تدور بلا نهاية في غرفتها لقد أبعدته لكنه عاد هل ستقترب منه ام تنتظر ان يبادر هو التفكير جعل انفاسها تضيق ارادت ان تخرج ارتدت ثيابها تقصد السطح حيث خلوة النساء كانت فتيات العائلة يجلسن هناك ومعهن فرحة وراية
"هل تمانعن ان جلست معكن "قالت سما تقف على المدخل
"بالطبع تفضلي "قالت فرحة بينما راية نظرت لها بصمت انا صبابة الصغيرة فكانت تتحاشاها منذ عادت كزوجة لمرعد عّم الصمت لفترة عنـ.ـد.ما جلست قدmت لها فرحة فنجان القهوة "تفضلي"قالت تكـ.ـسر الصمت
"شكرًا كيف دراستك صبابة "
"جيد "إجابتها بتحفظ
"عليك ان تجتهدي ان كنت تريدي ان تصبحي طبيبة اي تخصص تريدي "
"لم اقرر بعد "
"انا متخصصة بالجراحة اما اخي فهو متخصص بالأعصاب انه ماهر عمره ثلاثون لكنه أبدى تقدmا ملوحطا تصوري لقد اصبح رئيس قسم يجري كبرى الجراحات ..."لاحظت سما الوجوم الذي بدا عليهم عند ذكر اخيها
"مؤمن رجل جيد سيهتم بدراستك "
"هو حتى لم يسال عنها بعد الخطبة "تدخلت راية
"انه مسافر في بعثة طبية اعلم ان الظروف لم تسعفكما لتتعرفا الى بعضكما جيدا لكن اخي يظن ان صبابة ما تزال صغيرة ولا يجب ان يشتتها شيء عن دراستها ما ان تنهي الثانوية حتى يتغير كل هذا"قالت اخيها العنيد يجب ان تتحدث اليه
"وانت يا فوز ماذا تريدي ان تدرسي "
"انا ريحانة "قالت الفتاة بخجل بينما اختها فوز تجلس الى جانبها انهما متماثلتان تماما في الشكل لا احد يستطيع التفريق بينهم لكن في الشخصية هناك فرق واضح احدهما خجولة ومنطوية والأخرى العكس تماما
دار الحوار بينهم حول المدرسة وأمورا اخرى في القرية
"لقد كلمت والدي اليوم المركز الصحي الان اصلح اكثر تطورا الان انه عبـ.ـارة عن مشفى صغير كما انه يسعى الى تطوير المدرسة وإنشاء مركز محو الأمية بعض الجهد ويمكننا تحسين الأوضاع في القرية "
"واين كان والدك من قبل "أنى صوت صبابة من مدخل السطح ها قد اتت المتاعب
"لم يكن يعلم عن اوضاع القرية لكن عنـ.ـد.ما اتيت لها تغير الوضع كما انه هناك حملة تطالب الحكومة بتحسين اوضاع القرى النائية "
"وبالمقابل يحصل والدك على المدح وأصوات اهل القرى"
"ابي ليس بحاجة للأصوات فهو ليس نائب .."
"لكنه يدعم بعض النائبين "إجابتها صبابة هذه الحرب الكلامية لن تنتهي فكرت سما بامتعاض قبل ان يرن هاتفها
"طبيبة سما "كان صوت صقر هو من حادثها "ما الامر صقر .."
"جهزي نفسك ساتي لأخذ الى المركز لدينا إصابة "
↚
جهاز التنبيه يطن الى جانبه التقطته بسرعة فهو يعلم ان هناك أمرا ما باشارة منه لصقر وصخر اللذان لاحظا ما ان امسك الجهاز هبا من مكانهما
"علينا المغادرة "قال مرعد
"هل هناك خطب "سال الشيخ جضعان
"أمور في العمل "شرح مرعد بطريقة مقتضبة تدل انه لن يقول المزيد واتجه خارجا عائدا الى المنزل يرافقه ابنا اخيه في لمحة كانوا قد بدلوا ملابسهم العادية الى ملابس العمل وانطلقوا دون ان يلمحوا احد من نساء العائلة
"لقد كانت هناك تحركات مريبة في الفترة الاخيرة هل تظن ان هناك شيء قد حدث "سال صخر
"لا اعلم على وجه التحديد لكن ما هناك استدعاء للتعزيزات من حرس الحدود اذن لابد ان هناك شيء" اقر مرعد
*********
عيناه تراقبان بطريقة محمومة لقد آذوا اخاه وقيدوا توغلهم يجب ان يكون هناك ردا يجب ان يشعروا بزعزعة أمنهم الذي يتفاخرون فيه امسك جهاز الإرسال ليلقي تعليمـ.ـا.ته
"ساعة الصفر اقتربت كل الى موقعه عنـ.ـد.ما تتجمع القوات اعطيكم الامر "
صرح ينظر بشر الى التعزيزات التي بدات فعلا بالتوافد فهو قد القى الطعم ويعلم انهم سيتحركون لكنهم لا يعلموا فعليا ما الذي سيواجهوه
*******
المعبر الحدودي عادي نسبيا والحركة طبيعية سوى من بعض المتسللين لكن لا شيء خطير فعظمهم اشخاص عاديون من لاجئون هاربين من ويلات الحرب حالة او اثنتان فقط هي المشكوك في امرها نظر مرعد الى السجل يرافقه رئيس حرس الحدود في المنطقة
"لا افهم تهريب مـ.ـخـ.ـد.رات وسلاح يدوي الصنع بطريقة ساذجة عن طريق المعبر الحدودي هناك امر لا يعجبني ليس وكأنه صحيح هناك خلل "
قال مرعد يراقب الحمولة المضبوطة والتي استدعت التعزيزات
"فكرت في الامر ليس هذا اسلوبهم الثغور الحدودية في هذه المنطقة كثيرة لما يستخدmون النقطة الحدودية الرسمية ..."اقر رئيس الحدود
"الا اذا ...فكر مرعد لكنه لم يكد يكمل حتى رأى الحافلة الصغيرة التي اتت مسرعة من الجهة الاخرى للحدود تتجه مباشرة الى موقع تمركز التعزيزات في ثواني كانت قد اصطدmت بعربة نقل الجنود ملاحظا الشخص الذي قفز مد يده لسلاحه قبل ان يدوي الصوت الصاخب للانفجار ليرى امامه الأشلاء المتتطايرة معدات وعربات وأشخاص جعلته يرتفع عن الارض ليسقط مرتطما بها مرة اخرى بقسوة لكنه ليس وقت الاستسلام للألــم الذي الم به وقف مسرعا مجترعا العجز الذي احتوى أطرافه واطلق العيار الناري من سلاحه اتجاه الشخص الذي خرج من الحافلة وسقط الان بسبب الانفجار لم يكد يفعل حتى شعر بنار تعبر اعلى كتفه الأيسر ليعود ويسقط وسط زخم إطـ.ـلا.ق النار الذي اخذهم على غفلة بعض الرجـ.ـال من التعزيزات اعادت ترتيب صفوفها وبدات ترد
حرب شعواء حولهم الرصاص يتساقط كالمطر تحرك صقر بعد خروجه من صدmة الانفجار باحثا عن عمه الذي رآه على الارض يكافح بسلاحه ليرد
ليرد على المعتدين اقترب منه زاحفا
"هل انت بخير ؟"سال صقر ليجيبه عمه باشارة من إصبعه ويرد بطلقات من مسدسه اتجاه إطـ.ـلا.ق النار
كان فخا من المخربين وسقطوا به لكن التعزيزات الأمنية رجحت الكفة لهم وسرعان ما تلاشى وجودهم بعض العربات لحقت بأفول المخربين ليقبضوا عليهم وآخرين بدؤوا بجمع المصابين سيارات اسعاف وتعزيزات طبية ميدانية ملات المكان لتحمل المصابين وتسعفهم وتنقل من يحتاج الرعاية الى اقرب مشفى وقف صقر يطّلع على إجراءات اخلاء المنطقة كان اخاه رعود من ضمن حرس الحدود المصابين لكن إصابته بسيطة اخيه صخر سليم ويشعر بالقهر لان هناك اشخاص تمكنوا من الفرار
"لا تقلق سيتم القبض عليهم اخبره صقر يساعد معه في نقل المصابين ملاحظا وقوف عمه الغير سوي عاد اليه
"عماه هل انت بخير ؟"
"اعدني الى البيت "قال مرعد بصوت مرهق قبل ان يلاحظ صقر بقعة الدm التي بدات تنتشر على سترته
"انت مصاب !"هتف صقر
"اصمت قال مرعد لا اريد الذهاب الى المشفى خذني الى البيت "
"لكن إصابتك يجب ان تذهب الى المشفى "
"لا خذني الى البيت سما ستعالجني لا يوجد وقت والمشفى سيكون مكتظا الان هناك من هم احق بالاهتمام مني ان ذهبت سيتاهب مدير المشفى ليعالجني وهناك إصابات كثيرة تستحق المتابعة "
"ولكن ..حاول صقر ان يعترض لكن مرعد قاطعه
"افعل ما اقوله "قال هذه المرة بحزم محاولا التشبث بوعيه مما جعل صقر يساعده لينتقل الى سيارتهم التي حمد آلُلُه انه ركنها بعيدا مما جعلها لا تتاثر بالانفجار انطلق صقر سريعا بعد ان اطمئن ان عمه استقر الى جانبه عائدا الى القرية ورفع هاتفه متصلا بسما
*******
هتفت سما تشعر بالضيق لا تدري لما عنـ.ـد.ما سمعت إصابة تخيلت صورة مرعد أمامها
"لا داعي لان تاتي ساوافيك انا الى هناك فالمركز مغلق الان "
"ما الامر ؟" هتفت فرحة بقلق بينما راية تعلق خلفها "هل صقر بخير ؟"
"صقر هو من كلمني وقال ان هناك إصابة ويحب ان اذهب الى المركز "
"هل هو صخر "عادت فرحة تسال بلهفة وتجمع البنات حولها ينتظرن جواب سما بقلق
"لا ...لا اظن هو لم يخبرني لكني اشعر انه ليس صخر ...لا اعلم لم يخبرني "قالت سما بتشوش والقلق بدا يتسرب اليها
"يجب ان اذهب "قالت مغادرة بينما عينا صبابة تراقبها هي ايضا تعلم انه ليس احد ابناءها لانه لو كان لكان مرعد هو من تكلم المصاب هو مرعد نفسه ....أتراه التاريخ يعيد نفسه وهذا المرة يدور حول مرعد ...اذا مـ.ـا.ت الان لن يكون له ذكر لا ولد يحمل اسمه ولا زوجة فكرت صبابة بصمت تراقب راية وفرحة وبناتهما "إهدأن كل شيء سيكون بخير"
ربما اكثر مما تتصور
**********
وصلت سما الى المركز بعد ان اتصلت بالممرض وفتحت قسم العمليات الصغرى وجهزته منتظرة قدوم صقر الذي لاحت سيارته مع قدوم الممرض
أسرعت الى السيارة لتقف مسمرة عنـ.ـد.ما عرفت ان المصاب هو مرعد لقد شكت لكن لا شيء هيهأها لرؤيته نازفا يتكا على صقر والممرض الذي هرع لمساعدته وأدخلاه الى الغرفة
"هيا يا طبيبة "قال صقر يحثها عنـ.ـد.ما راها جـ.ـا.مدة
"عمي يحتاج مساعدتك "هتف بها مما جعلها تلقي الجمود جانبا وتدخل معه
"ما الذي حدث قالت سما تحاول ان تتدارك الامر بينما الممرض يكشف عن اعلى كتفه النازف
"لقد أصيب بطلق ناري "قال صقر بينما مرعد يئن متألــما
"يا الهي انا لا يمكنني ان اجري له جراحة يجب اخذه الى المشفى "
"لا قال مرعد بصوت خافت
"ولكن انا لا يمكنني مساعدتك قالت سما تقترب منه انا لا ...."
قاطعها مرعد "انا اثق بك سما "قال مرعد بصوت بالكاد يخرج
"لكني لا استطيع ...انا لا يمكنني اجراء اي جراحة "
"يا طبيبة انها بالكاد جراحة قال مرعد باسما يحاول اخفاء ألــمه
اقترب صقر "يجب ان تساعديه "هتف بها اقتربت مترددة "لقد فقد كمية دm كبيرة "اوضح الممرض بينما سما تنظر له وكانها نسيت كل شيء يخص الجراحة "هيا شجعها مرعد قبل ان يغلق عيناه بتشنج يدل على الالم
اعطته ابرة مهدئة وبدات بكشف الجـ.ـر.ح الغارق بالدmاء الرصاصة خرجت تاكدت من ذلك وبالفحص الأولي ومراقبة النـ.ـز.يف لا يوجد شريان رئيسي مصاب بدات بتنظيف مكانه وتعقيمه لتقدر الإجراء الذي يجب عليها اخذه ما ان أمسكت قطع القطن حتى بدات يدها ترتجف يا الهي ماذا لو كانت الرصاصة تحركت لأسفل قليلا لكانت سببت ضرارا كبيرا وربما اكثر فكرت سما تكمل عملها بقلب واجف مع ابرة المهدأ وإبر التخدير التي اخذها حول الإصابة فلا يتوفر لديها التخدير الكامل لكنها تصرفت بأكثر الطرق مثالية لتوفر له الراحة ولكي لا يشعر بالألــم لقد نام مرعد الان وهي تنهي اخر اجراء في الجراحة التقطيب قصت طرف الخيط وأعطته ابر ضد التسمم ومضادا حيويا وتأكدت من كل شيء بخير قبل ان تنهار على اقرب كرسي الى جانبه ترتعش باول ردة فعل انسحابية للصدmة
لاحظ صقر حركتها أشار الى الممرض ان يخرج قبل ان يقترب منها "اهدئي يا طبيبة عمي اقوى من ان ترديه رصاصة "
كانت ترتعش تشعر بالبرد يحيطها وحرارة تجتاح داخلها في ذات الوقت "لو تحركت سنتيمترات قليلة لكانت ...أوقفت كلمـ.ـا.تها تنظر الى يدها التي ما زالت ترتدي بها القفازات والدm ما زال يلوثها ازالتها بسرعة تئن "يا طبيبة عمي سيحتاجك يحب ان تكوني قوية انت جراحة يجب ان يكون هذا ليس جديد عليك "
"انه زوجي قالت سما بشيء من الحدة كان يمكن ان يمـ.ـو.ت "
"لكنه بخير هيا انهضي وساعديني لننقله الى البيت"
"لكن يجب ان يبقى تحت المراقبة "
"انت ستراقبيه ما بك "قال صقر يحثها على التحرك
كيف ستراقبه وهو لا يبقى في جناحها
حمل مرعد على النقالة يعاونه الممرض ووضعاه في السيارة متجهين الى المنزل
كانت صبابة اول من رآهم تقدmت من المدخل عنـ.ـد.ما رأتهم يدخلون وناحت بعلو صوتها ما ان رات مرعد على الحمالة
"امي هتف بها صقر لكن الاوان قد فات واجتمعت النساء جدته فوز لم تستطع تمالك نفسها انثنت ساقيها تحتها وهبطت الى الارض
"كل هذا بسببك انت وجه الشؤم "هاجمت صبابة سما
"امي ما هذا الذي تقوليه "قال صقر "جدتي هتف عنـ.ـد.ما راها تنهار ركضت سما اليها تخرج من فقاعة الصدmة
"أحملها صقر "قالت سما ترفع ساقيها على طرف الأريكة وأنزلت راسها عن مستوى جـ.ـسمها اخذت جهاز الضغط من حقيبتها وقاسته لها ثم استخدmت بعض الكحول لتنعشها
"خذه الى جناحنا صقر يجب ان يرتاح "قالت سما تمسك بزمام الامور عنـ.ـد.ما رات الارتباك يعم على الجميع
"ولما جناحك "تدخلت صبابة
"اسمعيني جيدا هذا ليس وقت الجدال الا تري ما نحن فيه استغرب احيانا باي طريقة تفكري "
تحرك صقر سريعا مع الممرض تتبعهم سما بعد ان اطمئنت على الجدة
"كل شيء بخير انها مجرد إصابة بسيطة "قالت لها سما تهدئها ستكونين بخير اذا تركتك الان لانني يجب ان اذهب اليه لأطمئن على وضعه "
اومـ.ـا.ت الجدة براسها بينما عينيها تدmع "لا تقلقي صدقيني كل شيء بخير عادت سما تطمئنها صبابة نادت سما صبابة الصغيرة اهتمي بجدتك حتى اعود لا تجعليها تنهض "أوصتها سما تتبع صقر والممرض الى جناحها نقلت مرعد من الحمالة الى السرير بمعاونة صقر والممرض
"ساعدني صقر بخلع ملابسه "قالت سما تتحرك تخلصه من حذائه وجواربه بينما صقر يخلعه باقي قميصه المقصوص وبنطاله غطته سما واقتربت من الممرض "احضر لي هذه الأدوية والحقن وهذا المصل وحامل له "كتبت ما تريد على ورقة الوصفة وأعطتها للممرض الذي اسرع لتلبية طلبها
"صقر دعنا نطمئن على جدتك "قالت سما تخرج من الجناح وتتجه الى القاعة حيث تركت الجدة
حضرت حقنة وأعطتها لها "انها تحتاج للراحة"قالت سما
"هل نأخذها الى غرفتها "سال صقر مما جعل الجدة تتحفز "لا اريد الذهاب الى مرعد "
"انقلها الى غرفتي "قالت سما واتبعت "ارجوكم يجب ان نكون هادئين لا نريدها ان تتـ.ـو.تر وضع مرعد جيد إصابته ليست بالسوء الذي تبدو عليه لكن الراحة والهدوء هما ما يجب ان نوفره
"لم يبقى غيرك ليعلمنا "
"امي ارجوك كلام سما صحيح توقفي عن المشاحنات التي لا طائل منها "
في تلك اللحظة دخل صخر الى البيت "طبيبة سما يحتاجونك في المشفى "
"ماذا ؟لكن مرعد والجدة "قالت سما
دخل الممرض الذي عاد بالأدوية التي طلبتها سما
"لا تقلقي يا طبيبة سأهتم بها حتى تعودي "
"هيا يا طبيبة لا يوجد وقت "قال صخر يحثها لتلحق به الى سيارته قاصدين المشفى
"ماذا؟حدث سال صقر صخر قبل ان يغادر "
"لقد تم لا تقلق "اجابه صخر متابعا مغادرته
*********
كان المشهد في المشفى شنيعا دmاء اشلاء مصابون ومتوفون
"طبيبة سما"هتف مدير المشفى ما ان راها
"جيد انك حضرت لقد اخبرنا رعود انك جراحة نحن بحاجة ماسة لك هناك الكثير من الحالات بحاجة للجراحة والكادر الطبي لا يكفي واسرع تعزيز سيحتاج ليوم حتى يصل لنا "
"لكن انا ..."حاولت سما ان تعترض لكن صخر "هيا يا طبيبة الكثيرين بحاجة لمساعدتك "
في دوامة العمل فقدت سما الاحساس بالوقت لقد اجرت عدة عمليات غير الاخرى التي أشرفت عليها وبعض الحالات التي ساعدت بإسعافها بعد ان أعطت تقاريرها عن الحالات التي عالجتها وخلعت معطفها الابيض تحدثت قليلا الى مدير المشفى الذي اثنى على مساعدتها وهمت بالمغادرة عنـ.ـد.ما رات صخر ورعود ينتظرانها
"ما الذي اصابك "قالت لرعود عنـ.ـد.ما رأته يلف يده بجبيرة ويضع بعض الضمادات على راْسه
"كـ.ـسر بسيط وبعض الخدوش "
"هل كل شيء بخير "
"اجل هيا لنغادر "قال صخر يصحبهما الى سيارته
عنـ.ـد.ما عادت الى البيت اتجهت مع صخر ورعود الى جناحها الذي كان مزدحما العائلة كلها تقريبا تقطن الجناح افسحوا الطريق لدخولها
"لقد وضعت المصل له وانتهى قال الممرض مشيرا للحامل بجانب السرير حرارته ضمن المقبول بعض الإصابة سالته سما شيئا بالإنجليزية ليرد عليها باقي الاسئلة بذات اللغة بكلمـ.ـا.ت مختصرة
"نريد ان نعرف ما الذي تفعليه به ..وما أدرانا ربما تؤذيه "قالت صبابة لم تهتم سما لما قالته سنوات التدرب على عملها كطبيبة تجعلها تحتفظ بهدوء أعصابها لدرجة البرود احيانا لكن الجدة تدخلت"احيانا اتمنى ان أقص لسانك صبابة"
"لا تغـــضــــبي يا جدة يجب ان تحافظي على هدوءك لاجل مرعد قالت تتابع عملها تضغط على رسغه لتقيس نبضاته اعلم ان صبابة ربما ..وركزت على ربما قلقة عليه لذا تتصرف بهذا الشكل الهستيري أعطت صبابة نظرة من فوق كتفها هل اعطيك ابرة مهدئة ستنفعك صدقيني "قالت سما تتابع فحصها لمرعد الغائب عن الوعي بينما صبابة تزم فمها بقهر
"هل هو طبيعي ان يبقى نائما هكذا "سال صقر يكـ.ـسر حدة الموقف عليه التحدث الى والدته فهي تتصرف بشكل غريب والأفظع انها تفعل ذلك بوجود الممرض وهو شخص غريب
"لقد اعطيته مهدئا قويا فهو لن يتحمل الالم خصوصا دون تخدير على الأغلب قالت تنظر الى ساعتها ساعتان ربما ثلاثة بعد ويستيقظ لكن سأعطيه مهدئ بجرعة اقل حتى يتحمل الالم وبعدها نستغني عنه قالت تفتح الشيء الصغير الذي معها يبدو كعلبة حفظ صغيرة قالت تنظر حولها لا مجال للحركة في غرفتها صخر كان اول من لاحظ "افسحوا الطريق قليلا "قال لعائلته التي ابتعدت عن مجال سما علقت كيس الدm الذي أحضرته من المشفى "هل هي كافية "سال الممرض
"اعتقد كبداية سنرى في الغد "قالت سما "ضغطه جيد بالنسبة لإصابته ...نظرت للممرض يمكنك ان تغادر يجب ان ترتاح لقد كان يوما صعبا وقد يحتاجونك في المشفى غدا لديهم عدد إصابات كبير "
"الن تحتاجي لي ؟"سال الممرض "لديك هاتفي يمكنك ان تتصلي بي "
تدخل صقر "لا تقلق نحن موجود هنا اذا احتاجت مساعدة وكما قلت يمكنها الاتصال بك ..عاد ليخفف الحمية في لهجته يجب ان ترتاح كما قالت الطبيبة لديك عمل في الغد "
أومأ الممرض وغادر بعد ان شكرته سما
"ونحن ايضا يجب ان نغادر قال صقر هيا الصغار كل الى سريره و الكبـ.ـار كل الى جناحه يجب ان ترتاح الطبيبة ونرتاح نحن ايضا فغدا سيكون يوما حافل هيا يا جدة سابقى معك صقر يساعد جدته على الوقوف عنـ.ـد.ما تسمرت صبابة"انا لن اترك زوجي ..."
"انه ابني ايضا يا صبابة وها انا اتركه ليرتاح لان وجودنا لا يحقق شيء لقد طمئنتنا سما عليه وهي ايضا تريد ان ترتاح لقد كان يوما شاقا عليها "
"ولما يبقى في جناحها هي"علقت صبابة غير راغبة بالتنازل لكن صقر قاطعتها يحب ان يتحدث اليها
↚
"تعالي امي انت ايضا تحتاجين الى راحة كما ان رعود بحاجة لمن يهتم به هيا "قال ساحبا لها الى الخارج
"ان احتجت اي شيء اتصلي بي ساكون عندك انا لن انام "قال صخر مغادرا مع زوجته تتبعهما راية
"لا تقلقي بشان يدي اذا احتجت لشيء ناديني "قال رعود
"وانت اذا شعرت باي شيء تطلبني فأنت بحاجة للرعاية والراحة لا تبقى ساهرا "اجابته سما باسمة
نظرت الى ابنها النائم ثم الى سما "انتبهي له "قالت الجدة "لا تقلقي إصابته ليست خطيرة وهو قوي ساناديك عنـ.ـد.ما يفيق "
"بوركت يا ابـ.ـنتي "قالت الجدة تغادر الجناح
وتتجه الى جناحها توضات وصلت لله تطلب منه ان تشفي ابنها ثم جلست تمسك المصحف لتقرأ فيه تنتظر وعد سما بان تناديها
"ما بك امي انت لست على غير عادتك تتصرفين بطريقة غريبة "قال صقر ما ان دخل جناح والدته معها واغلق بابه
"تلك المراة تريد الاستحواذ على كل شيء "
"لم تفعل شيء خاطئ عمي زوجها كما هو زوجك ثم انها طبيبة وبقاءه معها افضل لرعايته ...امي انت سيدة كبيرة لك مقامك انت جدة لا يجب ان تتصرفي هكذا هذا يسيء لك اعلم ان زواج عمي منها ضايقك لكن لا ارى ان عمي قد اساء لك باي شكل ثم لا يجب ان تقولي عنها مثل تلك الامور التي قلتها انام الممرض"
احترقت غـ.ـيظا لم يسيء لها وإحضاره لها لتصبح سيدة البيت ماذا يسمى
"انا لا افعل الا ما تستحقه تلك العلقة .."
نظر الى والدته غير مصدق ايعقل ان والدته تغار من سما لكن امراة في عمرها ومكانتها لا يجب ان تفعل ثم ان عمه لم يُنقصها شيء هو يعاملها بالمثل حتى احيانا انه يتجاوز عن الكثير مما تفعله والدته على عكس سما "امي ..لديك انا وإخوتي حولك لا يستطيع احد ان يقلل من قدرك ولا حتى زواج عمي الذي لم اره يوما ينتقدك او يسيء لك ارجوك امي اعلم انك تكرهين وجودها لكن لأجلنا ولأجل عمي حاولي ان تتناسي ذلك على الاقل امام الآخرين "
نظرت له صبابة مدركة لمجرى تفكير ابنها ...ما أضيق تفكيرك يا ولدي انا لا اهتم لمرعد ولو تزوج عشرون امراة كل ما يهمني هذا البيت والمكانة انا لن اسمح لاحد بان يشاركني بها
"انا لا أتحمل رؤيتها ولكن سأحاول ...."قالت صبابة بجلافة بينما تفكر في نفسها حتى انتهي منها ومن وجودها
٦*٢
كل عظامها تئن بالم فعلا كان يوما رهيبا فكرت تسحب نفسها من حوض الاستحمام الذي دخلته مباشرة ما ان غادر اخر شخص الجناح ارتدت منامتها وسرحت شعرها بسرعة عائدة اليه
لقد عاشت رعـ.ـبا حقيقيا عنـ.ـد.ما رأته مصابا رائحة الدm لا تريد ترك انفاسها احضرت قطعة قطنية وبعض الكحول الطبي وبدات تنظف حول جـ.ـر.حه ويده وامتداد ذراعه المصاب ملامحه وهو نائم هادئة مسترخية بدا اصغر من عمره لكن مع بعض ملامح التعب لون غامق قليلا تحت عينيه ستعالج هذا بعض التغذية الصحية و الراحة سيتحسن نزعت ابرة نقل الدm لقد انتهى الكيس عقمت مكانها وأغلقت (الكانيولا) فهي ستحتاج لها قريبا لوضع مصل مضاد حيوي جديد
قربت المقعد من السرير وجلست عليه تراقبه
*********
يشعر بالظلام يحيطه عقله في حالة سكون تام شيء وحيد هو ما يشعر به الم نابض اعلى كتفه كان نارا تخرج منه ثقل في جفنيه والم في ذراعه فتح عينيه على مضض يشعر بحلقه جاف كانه في صحراء اول ما لفت نظره عنـ.ـد.ما بدا وعيه يتخلل خلايا عقله هو الابرة المزروعة في ذراعه هل هو في المشفى لقد طلب منهم ان يأخذوه الى البيت نظر حوله الى الغرفة انها مألوفة بطريقة ما صوت التنفس الهاديء والأنفاس الحارة التي تضـ.ـر.ب بشرة ذراعه جعلته يتنبه لوجودها تضع كفيها على طرف السرير وتضع راسها فوقهما نائمة بعمق لا يصله الا من كان مرهقا حقا شعرها يغطي وجهها القريب من كفه الذي رفعه يبعد خصلاتها لتنكشف معالم وجهها امامه وضع كفه على خدها يشعر بنعومته ضد بشرته الخشنة رغم الالم في ذراعه من تلك الأنبوبة الصغيرة الموصولة الى وريده والالم الذي في كتفه الاخر يا الهي لقد أصيب بعيار ناري تذكر مرعد مدركا انه في جناحهما ولأول مرة ينام في سريره وهي الى جانبه لما تنام جالسة وتؤذي رقبتها بهذا الشكل مسد راسها بيده "سما"نادى بصوته المرهق شاعرا بجـ.ـر.ح في حنجرته الجافة وحركته عنـ.ـد.ما حاول ان يرفع نفسه على ظهر السرير جعلته يئن بالم
شعورها بشيء يتحرك حولها على راسها وصوت الأنين الخافت جعلها تنتفض من مكانها
"هل انت بخير "قالت بالكاد تستطيع فتح عينها والم قاسي يضـ.ـر.ب عنقها لقد لوته
"لماذا تنامي على جانب السرير ؟"سالها يلاحظ محاولاتها للاستيقاظ وتحريك رقبتها المتيبسة توقفت حركتها مستغربة سؤاله
"لما لا تنامي في سريرك حتى لا تلوي رقبتك بهذا الشكل "
استيقظت تمام الان "انت مصاب و..."
"و؟!قال رافعا حاجبيه "
"خفت ان اؤذيك "
"لا تقلقي إصابتي في الكتف البعيد نامي انت بحاجة للراحة ايضا "
قال مشيرا الى المكان الفارغ بجانبه
"لكن وعدت الجدة ان اخبرها عنـ.ـد.ما تستيقظ "
"لا تزعجيها الان سأراها عند صلاة الفجر بعد قليل ملاحظا ترددها ..هيا سما انك تنامين بجوار زوجك ليس شخصا غريبا" قال بجدية مما جعلها تتحرك لتنفذ ما بدا انه امر وليس طلب
تاركة مسافة أمنة بينهما تأملت السقف فوقها متحاشية النظر اليه
أعطاها نظرة عرضية قبل ان يحدق هو الاخر بالسقف ...المـ.ـو.ت كان قريبا منه ما الذي سيحدث لها ان كان مـ.ـا.ت هي زوجة بايقاف التنفيذ كان سيحكم عليها ان تبقى هنا الى الأبد انه زواج دية رغم محاولاته لتجميله ، من كان سيتزوجها بعدك شاعرا بالحنق لمجرد تفكيره بذلك ...صقر على الأغلب ربما رعود لا لن توافق صبابة يا الهي ستتفنن لإذلالها ووالدتك سيكـ.ـسرها غيابك تنهد ينظر اليها في الضوء الشحيح تحاول إغماض عينها دون فائدة مدركا لارتباكها
"سما اشعر بان حرارتي مرتفعة "قال عالما ان اهتمامها الطبي فيه سيطغى على ارتباكها او خجلها
نهضت مسرعة تضيء الضوء وتمسك ميزان الحرارة الذي وضعته في فمه ثم أمسكت جهاز الضغط تقيس ضغطه يتابع حركتها السريعة باهتمام غافلة عن مدى قربها منه في هذه اللحظات انها اقرب مما كانت اثناء نومها لكنها لا تفكر بذلك لانها تتصرف بمهنية أمسكت رسغه تقيس دقات قلبه
"هل هي اسرع من المعدل "سالها عنـ.ـد.ما رأى حاجبيها ينعقدان
"قليلا "
"ليس للامر علاقة بالإصابة "قال مرعد بشبه ابتسامة على شفتيه يقرب يده التي تمسكها من وجهها "انه انت "
طرفت سما بعينها تشعر بان ضـ.ـر.بات قلبها تتصاعد هل يغازلها شاعرة بالحرارة تغرق وجهها
"يجب ان تاخذ ابرة "قالت بصوت بالكاد علا عن الهمس تبتعد عن لمسته
"واين ستعطيني اياها ؟"قال مستمتعا بخجلها
ما باله فكرت سما لاول مرة تراه يتصرف بهذه الطريقة
الجـ.ـسم البشري ليس غريب بالنسبة لها انها طبيبة وجراحة لكن بالنسبة لها كل جسد رأته هو حالة لكن مع مرعد وهو ينظر لها بهذه الطريقة الامر مختلف
"في ذراعك بالطبع "قالت تنظر لا إراديا الى جسده الذي تلاحظه لاول مرة اللون الإسمر لبشرته لقد نظفت جـ.ـر.حه وذراعه لكنها لم تلاحظ ان له عضلات ولا اصابعه الطويلة التي تمسك ذراعها وهي تعطيه الابرة مسحت بقطنة معقمة بعد ان نزعت الابرة
"ساعديني لأصل الى الحمام "قال دون ان يتركها
"سأتخلص من الحقنة "قالت مشيرة الى الابرة في يدها مما جعله يتركها على مضض بتـ.ـو.تر توجهت الى سلة القمامة لماذا يريد ان يدخل الحمام هل سيطلب مساعدتها هناك سالت سما نفسها تحاول تحاشي نظرته المسلطة عليها
"هيا سما اريد الوضوء "قال يحثها مدركا ارتباكها
"سيحين وقت صلاة الفجر قريبا ..وانت الن تصلي "
سال مرعد بينما سما تقترب منه تسنده لكن للواقع هو ليس بحاجة للإسناد هو ارادها قريبة منه الحادثة جعلته يتنبه كم ممكن ان يكون الوقت قصير وهو لم يساعدها لتعتاد وجوده ربما الله جعل من الحادثة اشارة ليتنبه
فعليا لا عنـ.ـد.ما دخلت المدرسة الداخلية وانتقلت للمرحلة الثانوية تعرفت الى صديقة عربية مثلها وهي من علمتها عن أمور دينها ولو انها أمور بسيطة الا انها قد افهمتها الصلاة الصيام بعض الممارسات الدينية البسيطة واستمرت صداقتهما حتى الجامعة وعندها تفرقت طرقهم لاختلاف دراسة كل منهما وعنـ.ـد.ما عادت الى هنا لم تلتزم بشيء اكثر من الصيام في شهر رمضان اما الصلاة فقد اهملت بها
"ليس دائما "قالت بتردد
"كيف هذا عليك الالتزام "
"سأحاول "
"لا سأساعدك على ذلك "قال مبتسما هناك أمرا غريبا هل اثرت الإصابة على عقله فهو مختلف تماما فكرت سما تقرب منه هي لا تعلم ما الذي تفعله الى جانبه فهي فعليا لا تسنده انما هو يقرب جسدها الضئيل الى جسده الطويل والعضلي والذي تلاحظه لاول مرة منذ زواجهما قبل تقريبا أسبوعان ونصف لديه شعر على صدره ايضا هذا شيء جديد لم تلاحظه من قبل فتحت باب الحمام وتوقفت عند عتبته بينما هو يدخل إلى المكان المخصص للوضوء
"هيا سنتوضا معا "اخفضت نظرها يا الهي كيف لم تنتبه لهذا من قبل انه شبه عاري بلباسه الداخلي عادت ترفع نظرها تنظر الى اي شيء الا هو
بدا وضوءه محاولا الا يحرك ذراعه المصابة قدر الإمكان ملاحظة الالم الذي ارتسم على وجهه
"هل أساعدك "سالت لا تعلم ما تفعل
"لا انا بخير "قال مكملا وضوءه وعند انتهاءه "هيا لتتوضئي "قال تاركا لها المكان عائدا الى الغرفة
وقفت تنظر في اثره لكن صوته حثها "هيا سما "
أسرعت وعنـ.ـد.ما خرجت وجدته يكافح لارتداء ملابسه الذي اختارها من الخزانة التي تحتوي على القليل من الملابس له
"انتظر سأساعدك "قالت مقتربة منه
وجودها بهذا القرب منه يربكها لم تعلم ان الإصابة ستجعلها تقاسمه ادق خصوصياته
"شكرًا لك "قالها بامتنان يرتدي سرواله الابيض تحت عباءته ثم حمل غمد سلاحه يضعه على كتفه مما جعله يزفر عنـ.ـد.ما اتى طرفه على مكان الإصابة
"هل يجب ان ترتديه "قالت مشيرة الى السلاح
"لا يمكنني الاستغناء عنه "
كلمـ.ـا.ته ذكرتها بالحادث
"كيف أصبحت سالته "
"سأخبرك عنـ.ـد.ما اعود من الصلاة الان غيري ملابسك حتى نذهب الى والدتي "
نظرت الى مئزرها الطويل وتحركت لتأخذه
"لا ،لن تخرجي هكذا ارتدي عباءة فأنت ستصلي "
"ولكن لبسي ساتر"
"انها منامة لن يراك احد بملابس النوم "
"لكني سأرتدي مئزري "
"ملابس النوم للغرفة سما خارجها سترتدي ملابس مناسبة "نظرت له ترغب بالجدال لكن نظرته المصممة جعلتها تتراجع وتتجه الى خزانتها و منها الى الحمام لتغير ملابسها
خرجت يضع يده السليمة على كتفها انه لا يستند عليها انه يضمها بحركة تملكية فكرت سما تسير الى جانبه متجهان الى مجلس والدته
*****
قضت الجدة الوقت بقراءة القران بعد ان صلت قيام الليل متجهة بدعائها الى الله ان يسلم ولدها الذي دخل عليها مع زوجته الان اغلقت المصحف تهلل وتحمد آلُلُه ناهضة متجهة اليه بينما هو يتحرك اليها بذات السرعة
"حمدا لله على سلامتك يا بُنيّ"قالت تضمه دامعة العين
"قدر الله وما شاء فعل يا ام عديّ ، سليمة الحمد لله لا تقلقي يا غالية "قال مقبلا يدها ورأسها
"لا ضرنيً الله بك يا حبيبي "قالت والدته تضمه "لقد نذرت عشرة خرفان لوجه آلُلُه "
"تم مع إشراق الصباح ستكون فد وزعت باْذن الله "
"انتظر قالت تعود الى مكانها تمد يدها اسفل الوسادة وتعطيه رزمة من النقود "انه نذري "سلمته له ليأخذه متنهدا "سأخرج للصلاة سما ستصلي معك حتى اعود "قال مغادرا ليتلاقى مع ابناء اخيه الذين هنؤوه بسلامته قبل ان يغادروا الى المسجد
انتشر خبر الحادثة وإصابته التف المصلين من سكان القرية حوله بعد انتهاء الصلاة ليهنئوه بسلامته ويتلقون منه دعوة الغداء بمناسبة سلامته وسلامة رعود
*******
نظرت لها الجدة ملاحظة حيرتها
"ما بك يا ابـ.ـنتي هل ما زلت قلقة على إصابة مرعد "
"لا إصابته بخير "قالت سما تبدد ارتباكها الحاصل بسبب تصرفات مرعد
"الحمد لله "قالت الجدة لتعيد من وراءها سما بذات الشيء
"هيا لنصلي يا ابـ.ـنتي الصلاة ستريحك وادعي الله فهو وحده القادر على إراحة قلبك "
قالت الجدة ناهضة لتاخذ مكانها للصلاة بينما سما تتبعها لتقف الى جوارها وتنتظر ان تبدا الجدة بالصلاة فهي تئم بها ولسان حالها يردد أخرجني من حيرتي التي لا اعرف ما سببها يا الهي
جلست بعدها الجدة تقرا الأذكار بينما سما تراقبها
"اقرئيها ستريحك"قالت الجدة تناولها الكتيب الصغير بأذكار المسلم في اليوم والليلة "اذا اعتدت عليها ستجدي فيها سكينة كلما رددتها "عادت تؤكد عليها بابتسام جعل سما تمد يدها اليها وتبدا بقرأتها تعلم ان حياتها مع ابنها لم تبدا بطريقة ما وهناك غموض يحيط علاقتهما وشكلها الذي ايا كان قد بدا يتغير على الاقل بالنسبة لمرعد ما رأته على وجهه يشي بشيء ما
كان الشروق قد بدا عنـ.ـد.ما عادوا أنّ مرعد عنـ.ـد.ما نزع حامل سلاحه عن كتفه
"قلت لك انه سيؤذيك "قالت سما تتحرك نحوه
تساعده في نزعه بينما والدته تطلب منه ان يرتاح
"ما كان يجب ان تخرج "علقت
مشهد لم يروه من قبل سما ومرعد لم يكونا متقاربان منذ زواجها حتى انها لم تشاركهم وجبات الطعام الا من فترة قريبة "اه مسكين انا مصاب ولا احد يسال عني بينما عمي يحظى بكل الرعاية الجدة ووالدتي والطبيبة سما ...فكر قليلا طبيبة سما انا الى الان لا اعرف ماذا أناديك هل أناديك عمة" قال باسما بينما سما تحدجه
"جرب ذلك ونادني عمة وسوف اجرب عليك مهاراتي باستخدام سلاح عمك "قالت مازحة مشيرة الى السلاح الذي معها
"حسنا لا تغـــضــــبي ساناديك خالة "قال رعود يرفع يديه علامة الاستسلام
"ظريف "قالت سما ببسمة شاركها بها الآخرون
"اذن ماذا أناديك لا يجوز ان تكوني زوجة عمي واناديك طبيبة"
جلس مرعد الى جوار والدته "ناديها ام عديّ"
"هل هذا صحيح "قالت والدته غير مصدقة سعيدة بالخبر
بينما صخر الذي اخذ دلة القهوة ليصب لهم
"هكذا خبر لا تشرب معه قهوة "
حاولت سما ان تتحدث لكن مرعد الجالس الى جوارها سبقها "مهلكم انا اقول على اعتبـ.ـار ما سيكون بالطبع بعد موافقتك امي ان رزقني آلُلُه ساسمي طفلي عديّ"
"بالطبع بنيّ رزقك الله بالذرية الصالحة "اجابته الجدة يتنهد وداخلها يدعو ان يكون ذلك قريبا
"صب القهوة يا صخر " أردفت شاعرا بخيبة والدته فهي تنتظر طفله منذ عشرون عام
"أعطني فنجانا كبيرا لدينا يوم طويل سيبدا الطاه بإعداد الطعام قريبا "
"انت لن تشرب القهوة على الاقل ليس الان يجب ان تاخذ دواءك يجب ان أضع لك المصل "قالت سما تبعدهم عن موضوع انجابها "ثم لماذا لديك يوم حافل يجب ان ترتاح "
"لقد أقام عمي وليمة بمناسبة سلامته وسلامة رعود والزائرين للاطمئنان عليهم سيبدؤوا بالتوافد خلال ساعة على الاكثر "شرح صقر
"لكن ...قالت سما وترددت تعلم ان كونه شيخ عشيرته سياتي كل اهل القرية وباقي العشيرة للاطمئنان عليه ، على الاقل ارتاح خلال هذه الساعة"قالت برجاء
"وانت ايضا يجب ان ترتاحي كانت ليلة مرهقة عليك "أجابها مرعد
"سأرتاح اذا اطمئنت عليك "
"وانا من رايها عمي لما لا ارتاحا أنتما الاثنان وعنـ.ـد.ما يبدا الزوار بالتوافد نخبرك "اقترح صخر
"اجل حاليا كل شيء تم ترتيبه "اردف صقر
"وسأتمكن من نزع الابرة من ذراعك "شجعته سما عنـ.ـد.ما رات التردد على وجهه
" حسنا ،احضري المصل "قال باستسلام
"هنا ؟!"بدا سؤال سما استنكار
"كلا بني انت قلت ان سما ايضا تحتاج للراحة أصعدا الى جناحكما "
نظر مرعد الى والدته "ما بال هذه العائلة ارتاح ارتاح من قال انني متعب "
"انت مصاب "قالت سما ببديهية "وتضيع الوقت "
"مطلب راحتي اصبح قوميا "قال ناهضا من مجلس والدته متجها الى جناحه تتبعه سما
"لماذا كل رجـ.ـال هذه العائلة عنيدين "قالت الجدة تهز راسها
"الا انا يا جدة انا حفيدك الصغير الظريف العاقل "قال رعود يجلس الى جورها ويضع ذراعه السليمة على كتفها
"ليس لوقت طويل قريبا سياتي حفيدا ابن لعمك مرعد الذي بالمناسبة لن يمرر امر تكاتفنا ضده على خير وقريبا سينتقم منا "قال صقر منا جعل صخر ورعود يضحكان بصخب "اتذكر نظراته ونحن نقول له اذهب وارتاح "
"هو من لمح للامر على اعتبـ.ـار ما سيكون "عاد صقر يضحك
"اتعلَّم زواجه من الطبيبة سما نعمة في السابق لم نكن نستطيع ان نرد له تعليقاته بسبب امي اما الان من تفكيره بإنتاج عدي الصغير انا لن أتخلى عن حقي خصوصا عنـ.ـد.ما رزقت بتوأم "
"اه قال صقر مقاطعا لصخر في هذه كان معه حق "وعاد الى الضحك ملاحظة نظرة الامتعاض على وجه اخيه
"عديمو الحياء هتفت الجدة بهم هل تسخرون من ابني "
"لا يا جدة حاشا لله انما هي بعض الحقوق نحاول استراجعها "قال صقر مما جعل جدته تضحك ميؤوس منهم
"على ذكر والدتي اين هي حتى انها لم تسال عني مسكين انا "قال رعود يدعي الحـ.ـز.ن
بينما صقر غابت ضحكته وهو يتذكر حواره مع والدته "لا بد انها ترتاح "عاد ليجيب ..هيا انا ساذهب لأرى التحضيرات وانت اذهب الى المركز وجه حديثه الى صخر ثم عاد لرعود عنـ.ـد.ما تنتهي من مسرحية ألــمك الحق بي "
"انا مصاب وأتألــم كيف تقول عني هذا "اعترض رعود ليجيبه صقر "عمك مصاب اكثر منك وها هو يرتاح في جناحه "قال باسما
"تصور لو تذهب امي لترتاح معه "قال رعود يضحك بصخب
"قليلو الادب اخرجوا من مجلسي "قالت الجدة تطردهم بينما ضحكاتهم تملا المكان
*********
دخلا الى جناحهما عليه دلائل الاستياء لكنها لاتعلم سبب هذا ايعقل لانها طلبت منه الراحة
"هل انت بخير "سالت تتخلص من الوشاح الذي تضعه على راسها
"بخير ...هيا لتضعي لي المصل وتنامي فورا النساء لن يأتين قبل العاشرة سترتاحي خلال هذا الوقت "
قال مبعدا استياءه من ابناء اخيه الذين استغلوا الفرصة ليردوا له بعض تعليقاته عليهم
"حسنا قالت باستسلام فهو فعليا تكاد تنام وهي وافقة
"على فكرة ضمادتك ضد الماء اذا اردت الاغتسال"
"اعلم يا طبيبة لدي خبرة بالضمادات اكثر مما تتصوري "
"لا تقل لي انها درست الطب ايضا "قالت ترفع حاجبيها بتهكم
"لا لكن لدي اجازة اسعاف اولي والطوارىء وإدارة الكوارث "نظرت له باندهاش
"لم تخبرني ذلك من قبل "
"لقد سقط سهوا والان هذا الحوار لا داعي له ضعي المصل والى النوم "
تحركت سما ترفع كمه بعد ان استلقى على السرير وتضع له المصل بعد ان أخرجته من المبرد الصغير الخاص بالأدوية
تاكدت من ان كل شي بخير ثم دخلت الحمام تغير ملابسها خرجت بتمهل تتجه الى الغرفة الخارجية
"الى اين ؟"سالها مرعد ملاحظا انسحابها
"سأنام على الأريكة حتى ترتاح "
"نامي هنا سما على سريرك "
"لكن ..."ياالهي انه يربكها اجل هو زوجها لكن انها تحتاج وقت لتعتاد عليه وكما يبدو انه لن يمنحها ذلك
"سما "عاد يقول ، نهرت نفسها كفى مراوغة لقد اعطاك وقتا وانت استغلتسه بالابتعاد عنه وكما يبدو ان صبره نفذ وبدا هو بالتحرك الذي لن تقدmي انت عليه
وضعت راسها على وسادتها تنظر الى السقف تاركة مسافة آمنة بينهما متجاهلة النظر له
تنهد داخليا مد يده السليم عبر الفراش بينهما "تعالي "قال قبل ان يمد ذراعه تحت راسها ويضمها اليه
شهقت من حركته المباغتة "اشش نامي "قال يضغط راسها في كتفه السليم
سادس ج ٢
٦*٣
انفاسها مضطربة وضحلة يشعر بها عبر عباءته تصل الى بشرته وتتغلل داخلها وضع كفه على شعرها يربت عليه حتى شعر انها استلمت اخيرا للنوم
حركته فاجأتها لكنها تدرك تماما ما يفعل هو يحاول هدm الحواجز بينهما وأخذ زمام المبادرة عنـ.ـد.ما التزمت هي الصمت والابتعاد لما لا تستسلم لذلك وتدع الامور تاخذ مجراها فكرت ترخي راسها على كتفه تتنفس رائحة العود الخاص به مع انفاسها وَيَال العجب تشعر بالراحة كلما انتشرت تلك الرائحة داخل خلاياها
********
استيقظت صبابة لترى ان المنزل في حالة تأهب
"ما الذي يحدث "سالت وهي تدخل مجلس النساء وترى الجدة وحولها فرحة وراية
مقهورة من تصرفها اللامبالي لقد ادعت بالامس اهتمامها بمرعد فقط لتناكد سما لكن في الحقيقة هي لا يهمها
↚
"اننا نعد وليمة لوجه الله بسبب عودة أبناءك وزوجك بالسلامة بعد الحادثة "
أومأت برأسها "وانا اخر من يعلم "قالت بنزق
"لقد غبت طوال الليل ولم نرك عند الصلاة "قالت الجدة بعدm اهتمام
"وماذا عن ضرتي الغالية هل ..."
"سما لم تنم حتى عاد مرعد من صلاة الفجر قضت وقتها ساهرة الى جانب زوجها طبعا بعد ان اجرت جراحات لا تحصى "
"اليست طبيبة وهذا عملها "أجابت صبابة
"وهي تقوم به على اكمل وجه "قالت الجدة تتحدى صبابة ان ترد عليها ما قالت وأكملت "اذهبي الى المطبخ وتابعي عملهن هناك افضل من وقوفك هنا لا تفعلين شيء سوى التذمر "
********
"سما "همس فوق رأسها اجابته بهمهمة
"اسيقظي "عاد يقول بينما هي تدس نفسها اقرب اليه لتدرك فجاة انها نائمة على صدره حاولت ان ترفع نفسها لكن ذراعه التي تحيطها كانت تشـ.ـدها لتبقى
"صباح الخير "قال مقبلا اعلى رأسها المدسوس في صدره
حمدت الله ان شعرها يغطي وجهها حتى لا يرى اللون الاحمر الذي غزاه
همست صباح الخير شاعرا بحركة شفتيها القريبة من صدره اخذ نفسا عميقا "فقط"عضت شفتيها ماذا تفعل بالتاكيد هي لن تقبله ماذا يعني بفقط ابعد ذراعه عنها لتتحرك ببطء مبتعدا عنه رنين هاتفها أنقذها مما جعلها تتحرك بسرعة اليه
"نعم "قالت بينما سيل الكلمـ.ـا.ت ينهمر على اذنها التي بالكاد استيقظت
"ابي إهدأ قليلا حتى افهمك"
"ماذا ؟كيف أهدأ لما لم تخبريني باصابة زوجك "
"لقد حدث كل شيء بسرعة وانشغلت "
"سما ما بك تتصرفين بغباء .."
يعلم انها تشعر بالخجل منه حتى انه يعتقد انه خجل مبالغ به رنين الهاتف قطع عليه ما كان سيقوله عن كونه زوجها ويحب عليهما تخطي مرحلة الخجل التي بينهم ويجب ان يكون هناك نوع من التواصل بينهما بطريقة ما
ملاحظا ارتباكها عنـ.ـد.ما أجابت وصوت والدها الهادر بها أشار لها ان تعطيه الهاتف عنـ.ـد.ما سمع والدها يقول انها تتصرف بغباء
"السلام عليكم "قال ما ان اخذ الهاتف منها
"مرعد لقد قلقت عليك لما لم تخبروني "
"انا بهير انها مجرد إصابة بسيطة شرفنا على الغداء اليوم سنكون بانتظارك "قال مرعد
"بالطبع انا اساسا في طريقي لكم "
"اهلًا بك "قال مرعد منهيا الاتصال ليعطي الهاتف لسما الاي نظرت الى الساعة
"يا الهي انها الثامنة والنصف لقد تأخرنا "
"لا باس لقد أخبرت والدتي انك متعبة ...هلا نزعتي الابرة قال مشيرا الى ذراعه الموصول بالمصل "
"اجل بالطبع "وتحركت مقتربة من ذراعه نزعت الابرة وعقمت مكانها واضعة "سأعطيك ابرة الان "قالت تحضرها بينما هو يجلس على طرف السرير اعطته اياها وعنـ.ـد.ما همت بالابتعاد امسك يدها ليقبل "شكرًا لك "قال يجلسها الى جانبه تصلبت كالتمثال مصدومة من تصرفه بينما هو يمد يده الى جيب عباءته ويخرج مبلغا من المال ويعطيه لها
"ستاتي امراة لتهنئة بسلامتي زوجة الشيخ جضعان اعطيها هذا المال وقولي لها ان تخرجه لوجه الله هي تعلم ما تفعل به "
أومأت برأسها غير قادرة على الكلام بينما عينها تنظر داخل عينيه ذات اللون العسلي الفاتح انها ذهبية تومض بطريقة غريبة "ارتدي شيئا جميلا شيء يليق بشيخة "ابتسم لملامحها
المشـ.ـدوهة اقترب وقبل جبينها "لا تتاخري امي أعدت لها إفطاراً متأخرا سأنتظرك في الخارج وتركها وغادر الجناح بعد ان قبل حالها رأسا على عقب كالمسحورة نهضت من مكانها تنفذ ما قاله لها
**********
توجه الى جناحه الاخر مباشرة الى غرفته استحم وغير ثيابه ارتدى عباءة بيضاء وفوقها (بشته)الاسود وشماغه الاحمر المهدب وخرج لتلاقيه صبابة عند باب غرفته "تبدو كعريس"قالت بتهكم
"سلمك آلُلُه يا ام صقر "قال بعتب لعدm تهنئتها له بالسلامة
"إصابتك بسيطة لا تستدعي كل هذا القلق "
"الحمد لله قدر ولطف ...هل تريدي شيء"
"وما عساي اريد؟"اجابته بنزق
"اذن اعذريني فسما تنتظرني لنفطر معا انضمي الينا "قال ونظر لها قبل ان يغادر تاركا لها تحترق غـ.ـيظا "صيتة هتفت بمساعدتها التي اتت بسرعة من جناحها احضري ابـ.ـنتك سهاد بسرعة "
أمرتها تدخل غرفتها واغلق بابها بغـــضــــب لِم لَم يمت مثل جوزها فكرت بقهر
*********
دخل جناحهما وجلس على الأريكة في الغرفة الخارجة فتحت باب غرفة النوم ما ان انتهت لتجده جالسا امامها بكامل هيبته لقد ظنت ان يشع سلطة بالزي الأمني لكن الان يبدو لها ك ...انها لا تجد وصفا انه سلطان هذا اقل ما يجب ان يقال عنه وقف عنـ.ـد.ما راها تدخل بقفطانها الأخضر والفضي الذي عزز لون عينيها التي تطالعه الان لم يرى في حياته عينان محيرتان اللون كعينيها في كل مرة ينظر خلالها يرى لونا جديدا ابتسم لها فعرفت ان اختيارها قد لاقى استحسانه"مذهلة "قال لها جاعلا قلبها ينسى نبضه من نبضاته ليس بسبب الكلمة ولا صوته الذي هز كيانها انما نظرته التي غزتها كانها ترى داخلها ترى قلبها الذي يترنح الان تحت وطأت حضوره مد يده لها لتضع يدها داخل كفه ويخرجا معا
لم يفعل ذلك في حياته لم يتقرب من امراة من قبل هذا دون احتساب المرة الوحيدة والمريعة مع صبابة لم يكن يعلم ان اقترابه من امراة يريدها سيحرك داخله كل هذه المشاعر والاضطرابات الجديدة عليه لقد قضى عمره يتدرب وثباته الانفعالي فوق الممتاز لكن بوجوده قرب سما ومحاولاته لكـ.ـسر الحاجز بينهما يشعر باشياء غريبة لم يعرفها سوى من قراءته وعلوم النفس التي درسها شاعرا بنعومة يدها الصغيرة داخل يده دخل مجلس والدته التي أعدت لهما الافطار وحدهما جلسا معا لحظات دون ان يقترب اي منهما من الطعام هي مرتبكة تنظر الى اي شيء الا هو وهو لا يرى شيء سواها
"كلي سما ليس لدينا وقت "قال يحثها مادا يده الى فنجان القهوة الذي ارتشف منه تنبهت له
"لا تشرب القهوة يجب ان تشرب العصير اولا انت بحاجة للغذاء بعد الدm الذي فقدته "عرف ان حسها المهني سيتغلب على اي شيء اخر ابتسم عنـ.ـد.ما اخذت منه الفنجان "القهوة لي العصير لك "قالت تقدm له الكوب بينما تشرب هي من فنجانه غير مدركة لتصرفها وما يفعل به
"ساشرب العصير اذا شربت منه انت اولا "قال يقدm لها الكوب الذي اخذته بعد ان وضعت الفنجان لتشرب منه رشفة صغيرة وتعيده له بينما هو يديره ليشرب من ذات المكان الذي شربت منه ويلعق شفتيه بتلذذ جعلها تحدق بها قبل ان ترفع عينيها له لتراه ينظر لها "لم اكن اظن انك خجولة لهذه الدرجة "قال يراقب حركت عينيها الاي أشاحت عنه واللون الذي غزا وجهها ليجعلها فاتنة لم يتأمل ملامحها بقرب كما الان انها جميلة بطريقة يعجز عن وصفها فهو للحقيقة لم يحدق بمرآة من قبل الا والدته واخواته والان سما التي باتت تأسر نظراته
"هل هذا شيء جيد ؟"سالت بهمس
"انه فاتن ..لكني احب ان تكلميني حتى لو خجلت لا ان تعتصمي بالصمت "
"انا لا اعرف ما اقول !"قالت مما جعل ابتسامته تتحول لضحكة "الطبيبة سما التي كانت تقف امامي كل يوم تجادلني لا تعرف ما تقول !"
"كان ذلك شيئا اخر انا لست معتادة عليك ك ..زوج انت تفهمني"
"بالطبع ، وانا احاول جعلك تعتادي علي كزوج لكن يجب ان تساعديني انت ايضا ان تلاقيني في منتصف الطريق "
"سأحاول "قالت تخفض نظرها الى مائدة الطعام
"لا المحاولة لا تكفي انا عند وعدي لك سأنتظر ردّك عنـ.ـد.ما تريدي ان تصبحي زوجتي فعلا ما عليك سوى قول ذلك لكن في المقابل انا لن اتوقف عن التقرب منك وأريدك ان تحاولي انت ايضا ان تتقربي مني "
أومأت برأسها "تناولي طعامك الان "قال يبدا هو بدوره
كيف يريد منها ان تتناول الطعام بينما تشعر بعينيه التي تراقب كل شاردة وواردة تقوم بها
مد يده لها بلقمة عنـ.ـد.ما لاحظ انها لم تاكل شيء مدت يدها تاخذها منه "لا ، بيدي "قال يقربها من فمها الذي فتحته على مضض لمس إصبعه طرف شفتها ناعمة تشبه أوراق الورد عنـ.ـد.ما يتفتح
ابتلعت بصعوبة دون ان تجرا للنظر له لكنها فكرت هل فعل ذلك لتفعل مثله مدت يدها الى الطعام تاخذ لقمة وتقدmها له كما فعل معها تصرفها فاجأه لكنه أسعده اخيرا حصل على ردة فعل منها امسك يدها يوجهها الى فمه بينما عيناه لا تفارق ملامحها عينيها اللتان اغمضتهما عنـ.ـد.ما لمست شفتيه انها تذوب من مجرد لمسة ماذا ستفعل لو اقترب اكثر وعانقها اكملا الطعام بصمت هو يطعمها وهي ترد بالمثل وفي كل مرة تشعر بنبضها السريع ما ان يمسك يدها ليرد قلبه بدوره بصخب اكبر
كانت اخر لقمة هو لا يستطيع ان يتاخر اكثر تناولها من يدها ثم امسك كفها وقبل باطنه
"لقد شبعت يجب ان أغادر قال ناهضا لتنهض بدورها وضع ذراعه حول كتفها يتجه الى الباب
"دواؤك "قالت تعطيه له يجب ان تاخذه الان "ثم عادت للمائدة تحضر كوب الماء الذي تناوله منها
"سلمت يدك"قال لها وانحنى يقبل جبينها "انتبهي لنفسك ولا تنسي ما اوصيتك به "
"حسنا اجابته وانت ايضا انتبه ولا تتعب نفسك "
"ان شاء الله"قال ثم وقف قليلا مما جعل نظراتها الحائرة تعود اليه بعد ان سرحت في كل مكان حوله هل يريد منها ردا على قبلته اخذت نفسها تشجع نفسها به اقتربت منه انها بالكاد تصل الى كتفه رفعت نفسها لتصل الى خده بالكاد لمسته شفتيها دافئة تحمل معها نسيم برائحتها التي تشبه إشراق الصباح منع نفسه مرغما من للان يلف ذراعيه حولها يضمها اليه مطالبا بها كما يجب لكن إصابته والالم النابض بها ورغبته بعدm التسرع منعاه ابتسم لها وغادر ما ان اغلق الباب خلفه حتى وضعت يدها على قلبها العاصف بجنون ما كان هذا انها ترغب بان تقترب منه لقد تمنت ان يضمها اليه ان يرفعها بين ذراعيه ما بها بما تفكر
*********
انخرطت مع النساء اللاتي بدأن بالتوافد على المنزل اخوات مرعد ووالدتها التي نظرت لها بطريقة تقيمية كنّ من ضمن الحاضرات
محاولات صبابة لاستفزازها بطريقتها الغير مبالية بها ومحاولتها لإحراجها كونها غريبة عنهم بائت بالفشل خصوصا عنـ.ـد.ما تقدmت سما من زوجة الشيخ جضعان وأخذتها جانبا لتعطيها المال كما قال لها مرعد جحظت عينا صبابة عنـ.ـد.ما رأتها بينما الجدة فوز ابتسمت لها تضمها اليها وفرحة و راية بنظراتها لها بطريقة جديدة تقدmت منها اخت مرعد الصغرى
"يا حبيبتي قالت لها المنطقة باكملها تتحدث عنك وعن مساعدتك التي قدmتها والان بتصرفك هذا انت تثبتين انك زوجة الشيخ "ابتسمت سما هو من فعل هذا اراد ان يظهر للجميع مكانتها كان والديها محقان معه لن يضرها شيء حتى وان كانت تزوجها دية
********
ذبح والدها عشر جمال الى جانب خراف الجدة فوز وذبائح مرعد التي وزعت كلها لوجه الله وأقيمت الوليمة التي دُعي لها كل أهل القرية رجـ.ـالا في مجلس مرعد المنصوب دائما وسط القرية و النساء في بيته
كانت تدور بين الموائد المنصوبة تضع اللبن وتقدm ما ينقص بنفسها كما رات النساء في الحفل الذي حضرته منذ فترة
"دعي عنك حبيبتي قالت اخت مرعد المساعدات يفعلن تعالي وتناولي الطعام "
ترددت سما "انه دسم وانا ..."
شقهت اخته مبتسمة "هل انت حامل ؟"سالتها عيناها تنظر لها بأمل
"ليس بعد انا لم اكمل ثلاث اسابيع "
"ليس بعد بالتاكيد ام انك تعنين ان الوقت لم يحن لتتاكدي "
"الوقت لم يحن بعد "إجابتها سما غير راغبة بإحباطها
"رزقك آلُلُه بالخلف الصالح انت واخي "قالت لها بصوت مرتفع مما جعل عينا صبابة واخت مرعد الكبرى تنظران لها واحدة بحقد والأخرى بلا مبالاة
"لما تكرهني اختك"
"دعك منها انها تقف في صف صبابة لانها زوجة اخيها تعالي لنأكل قالت تسحبها وتجلسها الى جوار والدتها رباب
"كيف انت "سالتها والدتها ما ان اقتربت منها
"بخير "
"اريد ان اكلمك على انفراد"قالت والدتها
"حسنا "نهضت سما واقتربت من الجدة
"جدة فوز بعد إذنك والدتي تريد محادثتي "
"بالطبع ابـ.ـنتي اذهبي الى مجلسي او الى جناحك اذا اردت "
أومأت لها شاكرة تعود الى والدتها وتنسحبان الى جناحها معا رقبتهما صبابة و نظرت الى صيتة مساعدتها التي فهمت ما المطلوب منها ونفذت
********
"ما الذي تعنيه بانه لم يتم "هتفت والدتها بها عنـ.ـد.ما سالت سما عن زواجها علمت ان هناك أمرا ما سما تبدو ذاوية ليس عليها بهجة العرائس لذا ارادت ان تسألها وليتها لم تفعل
"لا ادري امي لقد قال انه لا يريد ان يستعجلني يريد ان اعتاد عليه "
"وانت بالطبع استغليت الفرصة وابتعدت "
"امي قالت سما بـ.ـارتباك انها أمور شخصية وعي لم تعتد ان تشارك احد في خصوصياتها فهي عاشت عمرها وحيدة
"اسمعيني جيدا هذا زوجك لا يوجد اي نوع من الحرج معه ان كان مراعيا وارادك ان تعتادي محيطه لا تكون طامعة وتستغلي ذلك عليك التقرب منه من كلامك يبدو انه يحاول ان يتدرج معك لكن ثلاث اسابيع فترة كافية أنتما تعيشان معا تحت سقف واحد تنامان على ذات السرير جدي طريقة للتواصل معه سما انت زوجته "
"حسنا سأحاول "
"لا يوجد شيء اسمه سأحاول انت ستتصرفي "
قالت والدتها "واياك و.جـ.ـعل تلك الأفعى ان تستفزك تصرفي بعقلانية ومهما فعلت لا تفقدي أعصابك اجعليها هي تفعل "
***********
ذهبت صيته الى ابـ.ـنتها سهاد التي تعمل كمساعدة لسما لقد اختارتها صبابة بنفسها لتعرف كل شيء عنها وعنـ.ـد.ما نادتها صباحا اتفقت معها على ذلك وكل خبر تقوله سيكون لها به عطية مجزية من صبابة
تحركت سهاد بسرعة متجهة الى جناح سما لتسمع ما ستقولا سمعت الجزء من الحوار وعلمت ان خيرا مثل هذا سيفرح صبابة
***********
عادت سما ووالدتها وسرعان ما تفرقت النساء بعد ان سلمن عليهن وغادرن
أسرعت صبابة الى جناحها تريد معرفة ما حدث بين سما ووالدتها
الخبر يستحق مليون دينار مرعد يعوف زوجته والى الان لم يلمسها ابتسمت صبابة بانتصار
"اريدك ان تنشري الخبر في القرية مرعد يعوف زوجته ولا يقربها لانها ليست كما يجب "
قالت سما لسهاد مخرجة مبلغا كبيرا اعطته لها بينما سهاد عيناها تلمع بطمع وتومأ لصبابة
"غدا ستكون كل القرية على علم بالخبر "
"اليوم"قالت صبابة بتأكيد
"تم "قالت سهاد تخرج من جناح صبابة بيننا الاخيرة تبتسم اخيرا تمكنت منها
*********
جلست النساء انتهت اسرع من الرجـ.ـال سلمت والدتها على الجميع قبل ان تنتهي بسما
"لا تنسي ما قلته لك "همست لها وغادرت
********
نظر مرعد لابناء اخيه
"تبدو افضل يا عمي الراحة اتت بثمارها "قال رعود ليضحك أخواه بتآمر مما جعل مرعد يرفع عينيه له ابن اخيه الوقح
"آلن تتزوج وتريحنا منك ومن لسانك "
"لا ما زلت راغبا بالتمتع بعزوبيتي قليلا "
"صقر وصخر جهزا نفسيكما لان اليوم لديكما مناوبة "
"ماذا ؟"هتف صقر عالما ان طريقة عمه للانتقام منهم
"يومان قال مشيرا بأصبعيه وكلمة اخرى اجعلها اسبوع تلفان خلاله جميع ثغور المنطقة "
"عمي ..."تدخل صخر
"انه امر نفذ انت وهو "قال بحزم ولهجة يستخدmها في عمله
"امرك سيدي "اجابه كلا من صقر وصخر وسارعا للتنفيذ بينما رعود يطالعهما بشمـ.ـا.تة "لذلك اخترت ان اعمل في حرس الحدود بعيدا عن سلطاتك"
"كلمة اخرى واسلمك للمشفى ولا اجعلك تخرج الا بعد فك جبيرتك "
"امرك سيدي قال رعود مؤديا السلام العسكري مما اثار ضحك الشيخ جضعان والرجـ.ـال القليلين الباقين *********
اجتمعت العائلة على مائدة العشاء بغياب صقر وصخر
"اين الباقين "سالت الجدة
"لديهما عمل "أجابها مرعد
"ما العمل الذي يجعلهما يغيبان عن المنزل " تدخلت صبابة
"عمل مهم "قال مرعد "ولا تكثري الاسئلة صبابة لست جديدة على ظروف عملهما"
كلمـ.ـا.ته اسكتتها حتى انتهى العشاء وجلس الكبـ.ـار في مجلس العائلة بينما الصغار غادروا كلٍ الى جناح والديه
"صبابة "نادت سما عليها وهي تغادر "انتظري قليلا توقفت الفتاة تنتظر سما التي احضرت علبة مخملية اخرجت منها قلادة من الماس والذهب المشغول بدقة ونعومة
"انها من والدتي حمـ.ـا.تك ارادت ان تعطيك اياها لكنك كنت في المدرسة "
نظرت لها الفتاة مبهورة بالقلادة وبالقلب اللامع الذي تحمله "استديري لالبسك اياها"
فعلت صبابة لتشكرها وتغادر الى غرفتها بسرعة تشعر بالخجل
"اخي سيعود بعد شهرين من بعثته لذا اراد ان يأخذ إذنك ويطلب رقمها ليستطيع مكالمتها خلال تلك الفترة "
"اليس اخيك رجلا ليطلب ذلك من رجـ.ـال البيت ثم نحن لا يوجد لدينا فتيات تتحدثن على الهاتف"
"صبابة هذه الامور لا تتحدث بها النساء كما قلت ثم نظر الى سما البت في ذلك يعود الى والدها ساكلمه عنـ.ـد.ما يعود "
"حسنا ..سأحضر دواءك "قالت تتحرك مغادرة المجلس متجهة الى المطبخ
"تعلمي ان تحكمي في لسانك لانه سيوقعك بمشكلة كبيرة يوما ما "انبت الجدة صبابة التي لم يبدو عليها الاهتمام فهي متخمة من انتصارها الذي حققته وبدا بالانتشار
********
غادروا المجلس بعد ان فحصت سما جراح رعود واكدت انها بسيطة
في جناحهما أوصلها مرعد "اراك فيما بعد "
"ماذا الن تدخل ؟ قالت مما جعله يرفع حاجبيه اعني يجب ان اغير على الجـ.ـر.ح عادت لتشرح "
"ساتي "قال مغادرا
انتظرت قدومه تفكر في كلمـ.ـا.ت والدتها هل تفعل وتقترب ام تنتظر ، شيء ما داخلها جعلها تقول لما لا تنتظر لحظات الشوق هي الاجمل يمكنها ان تتمتع باهتمام مرعد قليلا
بعد ساعة كان قد غير ملابسه الى منامة كما فعلت تجلس في الغرفة الخارجية
"لقد احضرت لك شيئا "قال عنـ.ـد.ما راها تقف لاستقباله
"ما هو "
"اخبرني والدك انه نوعك المفضل "
قال مخرجا علبة الشوكولا التي تفضلها هبت من مكانها "كيف حصلت عليها فهي تعلم استحالة توفرها هنا حتى في المدينة توفرها نادر احيانا"
"لدي طرقي "قال باسما
"شكرًا لك قالت تمد يدها له ليدير راْسه بعلامة رفض قبل ان يعطيها خده "كلمة شكرًا لا تكفي "
اقتربت منه ترفع نفسها على أطراف أصابعها وتتكا بيدها على ذراعه لا يلعب بإنصاف وهي لن تفعل ضغطت شفتيها على خده بقوة ولمدة اطول من اللازم وقبل ان تبتعد كان يمسكها من ذراعيها واقترب منها يضع جبينه على جبينها
"قريبا سأعلمك كيف تشكريني بطريقة مناسبة "ثم تركها لكن نظرة الوعد في عينيه جعلتها تتسمر في مكانها
"هيا الن تغيري لي على الجـ.ـر.ح "
قال يحثها بينما يخلع الجزء العلوي من منامته
ويجلس على طرف السرير قضت وقتها في الاهتمام بجـ.ـر.حه قبل ان تضع الضمادة عليه
"ان جـ.ـر.حك جيد "
"لدي طبيبة ماهرة تهتم به "أجابها بينما هي تنظف مكان التغيير
استلقى على السرير في مكانه مادا ذراعه كما الامس
"هيا الى النوم "قال يلاحظ ترددها عنـ.ـد.ما عادت تقدmت تلاحظ صدره العاري لقد كان يرتدي عباءته جلست على طرف السرير ترفع قدmها بمهل بينما هو يراقبها "سما"قال يحثها مشيرا لها لتنام على ذراعه وما ان فعلت حتى ضمها اليه كما فعل سابقا
وضعت خدها على صدره الشعور ببشرته الدافئة شيء اخر هي تحس به بكل خلجة من دقات قلبه تنفسه وحرارته التي تنتقل اليها من خلال صدره وذراعه وكفه الذي يرتاح على شعرها
"هل علمت قريبا سينتهي العمل على مركز محو اللامية وتجديدات المدرسة بدات بالفعل لقد وافقوا على طلب إنشاء مركز للتدريب المهني ايضا للطلاب قليلو الحظ الذين لا يتمكنون من الذهاب الى الكليات والجامعات "
"هذا جيد تعلم سيوفر الكثير من العمل للفتيات والشباب هنا "
"اجل "
"انت لم تخبرني كيف أصبت"عادت تسأله
"لقد كان كمين قال يشرح لها ما حدث "
"لا اعلم كيف يفكر هؤلاء اي فائدة تعود اليه بقــ,تــل الأبرياء وترويعهم اتمنى ان تكونوا قد اتخذتم تدابير لازمة لردعهم "
"اجل ...واستمر الحديث حتى شعر بها تغفو دون ان تدري استطاع ان يشغلها عن التفكير في وضعها وها هي تنام في ذراعه باستسلام
استمرت الحال هكذا بينهما لكن زاد الامر محاولتها لإغاظته كان تقترب اكثر تظهر اهتمامها في أماكن لا يستطيع فيها ان يلمسها بدات تستمع بالأمر فكر مرعد يراها تغادر المنزل عائدة للعمل بعد ان اقتربت منه وهمست له ان يهتم لنفسه انه اكثر من همس للواقع تعمدت ان تلمس أذنه بشفتيها أومأ لها مبتسما لكن لم تفتها نظرت التحذير من عينيه
*******
جلس في مكتبه العمل دون عمه مرعد ممل انه كتلة حيوية تدور في المكان حسنا انه اليوم الأخير لإجازته فكر صقر بينما الحارس يدخل اليه معلنا وصول فتاتان يطلبن رؤيته
"سارة عرفات ونورهان مـحمد عضوتان في جمعية لحقوق الانسان تريدان ان تذهبا الى مخيم اللاجئين ورؤية طبيب او طبيبة المنطقة
فكر سريعا لما لا يأخذهما الى المنزل للقاء سما هناك تحرك بالفعل بعد ان اتصل بوالدته ليفهمها عن الامر
استقبلتهما صبابة ببشاشة عند مدخل النساء معرفة عن نفسها كونه زوجة الشيخ مرعد مامور المنطقة وكبير العشيرة المصاب والذي ستاتي الطبيبة قريبا لرؤيته راية وفرحة اندهشتا من تصرف حمـ.ـا.تهما فهي اظهرت سما كعاملة اكثر من طبيبة ليس هذا فقط وتجاهلت ان تقول ان هذا بيتها
بعد جلوس الفتاتين في المجلس وتعرفهما على الجدة "طلبتا ان تريا مرعد كونه ناجي من الحادث الإرهابي الأخير مما جعل الجلسة تنتقل الى مجلس العائلة لينضم اليه رعود وراية وفرحة
ضحك مرعد على قول احدى الفتاتين انها تخيلت انها ستراهم يعيشون في خيم والفرس مربوط الى جانبها ليكمل عنها مرعد وبعض الغنم يرعون حولها منا جعل الباقين يشاركونهم الضحك
دخلت القاعة العائلية تستمع لصوت الضحكات
انه مرعد خرج من غرفته فكرت سما تسرع خطواتها اليه عنـ.ـد.ما أوقفها الصوت الأنثوي الرقيق
"لم اعتقد ان الناس هنا يتمتعون بحس فكاهي"
حس فكاهي !! رفعت سما حاجبيها ومرعد يضحك من هي هذه المتحدثة فتحت باب القاعة دون ان تطرقه
لترى مرعد جالسا في مقعده المعتاد حوله الجدة وصبابة ورأية وفرحة ورعود وفتاتان تراهما لاول مرة وكما يبدو انهما ليستا من المنطقة
"ها قد اتت الطبيبة "قال مرعد باسمها
"مرحبا قالت سما توجه نظراتها الى الوافدتين
"مرحبا بك يا طبيبة سارة عرفات عرفت الاولى عن نفسها لتتبعها الثانية نورهان مـحمد "
"اهلًا بكما "
"لقد ذهبنا الى مركز الأمن لنستدل على مكانك طمعا بمساعدتك "قالت نورهان واردفت "دلنا السيد صقر الى هنا واستضافنا السيد مرعد وزوجته السيدة صبابة مشكورا مؤكدين انك ستاتين الى هنا "
"وهذا ما حدث قالت سما تزم شفتيها بابتسامة مرة "اذن كيف أساعدكما"قالت سما
"يمكنك ان تنهي عملك هنا ثم ننتقل الى منزلك "قالت سارة
"لا باس عملي يمكن ان يؤجل ليس هناك شيء مُلح"
ملاحظا الحوار الدائر "يبدو ان هناك سوء فهم "تدخل مرعد
"على العكس لا يوجد اي سوء "قالت سما تنظر له بتحدي
"وانت اشارت الى رعود عقـ.ـا.با لك لمخالفتك تعليمـ.ـا.تي سيكون لي تصرفا اخر معك "قالت تشير الى الفتاتان
"يمكننا المغادرة الان "
"سما "هتف مرعد في ذات الوقت الذي تكلمت فيه نورهان "لم اظن ان الأشخاص هنا يتمتعون بهذه الكياسة والتواضع لقد رسمت صورة مرعـ.ـبة عن قسوتهم ...اسفة لقول ذلك لكن عنـ.ـد.ما رايت كيف تتعاملين معهم وانت امراة فاجأني ذلك اعذروا صراحتي "عادت تقول بخجل
"اليس كرم اخلاق منهم ان يعاملوني هكذا "قالت سما ساخرة
عاد مرعد ليهتف بها لقد جنت ولابد "هناك سوء فهم ...سما "قاطعته سما
"لما تسميه سوء فهم لما لا تعطيه اسمه الحقيقي سقط سهوا لعدm الأهمية قالت سما بشيء من الحدة ناظرة الى الفتاتان اللتان نظرتا الان باستغراب كما يبدو ان السيد مرعد غفل ان تفصيلة بسيطة غير مهمة ابدا وهي ان يذكر لكما ان الطبيبة سما زوجته "قالت بابتسامه واهية جعلت عينا مرعد تلتمع بغـــضــــب والفتاتان تنظران في خجل اما صبابة فكانت الوحيدة المبتسمة بسعادة
"اسفة لقلة ذوقي قالت سما للفتاتان هل ادهشكما ما قلت ضحكت لنعيد التعارف انا فعلا زوجة مرعد الثانية واعمل طبيبة في المركز الصحي وسعيدة بالتعرف بكما وبمساعدتكما والان دعونا نذهب الى جناحي لأرى ما الذي تريدان ان اساعدكما به "قالت سما بسرعة تاخذ الفتاتان معها راغبة في الهرب فهي تعلم ان مرعد لن يمرر الامر هكذا لكن لا باس المهم لنها انتقمت منه ومنهم لتجاهلها
"لم اكن اعرف انك زوجته ...والثانية "قالت سارة باندهاش
"انت لست من هنا لما تزوجتيه اذن "سالت نورهان
بينما الثلاثة يجدن طريقهن الى جناح سما التي تفكر كيف ستشرح لهما الامر والاهم كيف ستنفذ من غـــضــــب مرعد
"القصة طويلة ومعقدة قالت سما "
"لكنك تحبيه "قالت نورهان باسمة تاخذ مقعدها في الجناح
"لا تنكري لقد ظهر هذا جليا عليك عنـ.ـد.ما دخلت ورايته يضحك ثم عنـ.ـد.ما علمت انه لم يخبرنا من انت "قالت سارة مما جعل سما تنظر لها باستغراب تحبه لما هذه الكلمة وجدت صدا لها داخلها تحبه !!!
"للحقيقة السيد مرعد لا يلام انها السيدة صبابة هي من اوحت لنا انك مجرد طبيبة ستاتي لزيارتهم والكشف على مرعد والشاب الاخر اظن اسمه مرعود"
"رعود "قالت سما خارجة من افكارها السابقة فلديها شيء اهم يا الهي كان يجب ان تعرف ان صبابة هي وراء هذا الامر الان مرعد غاضب منها لتصرفها امام الضيوف ولتحديها له
"دعونا من ذلك ما الامر المطلوب مساعدتي به "
"اللاجئين نعلم ان هنا في هذه المنطقة اكبر مخيم للاجئين في المنطقة لذا نريد ان نقدm دراسة حول اوضاعهم .. انت طبيبة ولابد ان لك صلات بهم ستسهل تواصلنا معهم "قالت نورهان
"نحن عضوتان لجمعية غير ربحية وخاصة للاهتمام باللاجئين وتعلمي مع ويلات الحرب والتشرد نريد ان نهتم بهم ونوصل طلباتهم "شرحت سارة تكمل عنها
"لابأس أعطوني دقيقة لأغير ملابسي وننطلق "قالت سما تتجه الى غرفة النوم وما ان اغلقت الباب حتى شعرت باليد التي أمسكت معصمها تكبله كانها من حديد
شهقت سما وهي ترفع راسها لترى من لتفاجأ بعيني مرعد الكهرمانيتين اللتان قد تحول لونها الى احمر
"يا الهي كيف دخلت !"سالت سما
"هل هذا ما يهمك كيف تجرأت وفعلت ذلك امام ضيفتينا تتحديني يا سما ؟!"قال بسؤال استنكاري ومندهش بذات الوقت
"انا ...قالت سما بـ.ـارتباك ارجوك انهما في الخارج "
"لا شيء يعفيك سما "قال بحزم
"انا اسفة قالت بهمس لقد غـــضــــبت عنـ.ـد.ما علمت انك لم تقل انني زوجتك .."قالت دامعة
"لا ...لا تتعللي بالدmـ.ـو.ع لقد اخطات انت حتى لم تحترمي وجود والدتي ولا غيرها كيف استطعت ؟"
"انا ...اسفة لم اقصد "قالت تحاول فك يدها منه
"لا ..الاسف ليس كافيا سما "قال يهز راْسه بتحسر نافضا يدها كانها قذرة وخرج من الباب الاخر تاركا سما ترتجف من نظرته المشمئزة التي منحها لها
فترة التفاهم الذي حصلت عليها معه تبخرت فكرت سما تلعن غباءها وتسرعها وتلعن تلك العقربة المسماه صبابة
تنهدت يائسة وأسرعت ترتدي ملابسها فهناك من ينتظرها
***********
اخذت الفتاتان معها وانطلقت الى مخيم اللاجئين
كانت الجولة مفيدة فقد استمعت لبعض القصص شيء مؤسف ومؤلم ما مروا فيه
"لقد استفدنا كثيرا من هذه الجولة "قالت سارة
"وانا ايضا للواقع عقبت سما هناك بعض الحالات التي يجب ان اخذها بالاعتبـ.ـار واهتم بها شخصيا "
"هل سمعت هذا "قالت نورهان
"ماذا ؟"سالت سارة
"اششش "قالت سما تحاول ان تصغي للصوت المكتوم
تحركت تتبعها نورهان التي سمعت ذات الصوت وسارة خلفهما "كانه صوت بكاء"قالت تتقدm في اتجاه الصوت الذي اصبح اوضح عنـ.ـد.ما وصلوا الى احدى الخيم
"انها لا تقبل ان يدخل عليها احد "قالت احدى النساء من الخيمة المجاورة مما جعل سما تلتفت لها "هل هي وحدها "
"اجل لقد اتت من شهر تقريبا ولا تتعامل مع احد فقدت كل عائلتها في احد الانفجارات ويقولون انها قد تعرضت للاغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب واذا حاول احد الاقتراب منها تنزوي بعيدا نضع لها الطعام عند باب الخيمة احيانا تاخذه وأحيانا لا "
اقتربت سما من الخيمة فهتفت المراة "لا انصحك بذلك في الليل تكون منفعلة في النهار تكون اهدا "
لم تستمع لها سما ورفعت باب الخيمة لتدخل كان جسد الفتاة ضئيل متكورة حول نفسها وتبكي بحرقة اقتربت منها سما بهدوء "مرحبا "تشنج جسد الفتاة وتقلصت حول نفسها اكثر فاقتربت سما منها اكثر ما كادت تلمسها حتى قفزت الفتاة من مكانها وبهستيريا بدات تدفع بيدها كانها تدفع اشخاص وهميون من حولها "اهدئي "حاولت سما ان تحدثها لكن لا فائدة بينما سارة ونورهان مصدومتان مما تريانه
حمدت سما الله انها دائما تحمل حقيبتها الطبية أينما ذهبت فتحتها وأخرجت حقنة مهدئة بهدوء وحضرتها مشيرة لسارة ونورهان ان تساعدانها في السيطرة على حركة الفتاة الصاخبة واللتان أبدتا تفاعلا وحسن تصرف وكانتا عونا لها أعطتها سما الحقنة رغم الحالة الهستيرية التي زادت ما ان اقتربت منها سارة ونورهان اللتان ما ابتعدتا عنها حتى عادت تكور نفسها في زاوية الخيمة وتنشج بصوت مخـ.ـنـ.ـوق حتى هدأ اخيرا واستسلمت للنوم بسبب المهدا الذي اخذ مفعوله
بصمت اشارت سما لهما ان تغادرا الخيمة خلفها
"يا الهي تنهدت سارة مصدومة ما ان خرجن من الخيمة ما الجحيم الذي تعرضت له هذه الفتاة لتتصرف هكذا "
"لقد راينا حالات سيئة لكن هذه كانت الاسوء على الإطـ.ـلا.ق هل رايت يدها لقد تعرضت للتعذيب "
سما كانت صامتة تفكر يجب ان تساعد هذه الفتاة شيء ما جعل قلبها يحترق لرؤيتها لقد رات حالات كثيرة خلال زيارتها للمخيم لكن هذه الفتاة شيء اخر لا تعلم ما هو لكنها تشعر بانها تعرفها بطريقة ما تشعر بان هناك صلة بينما ولا تعلم بما تفسر هذا الشعور
نظرت الفتاتان إليهما عنـ.ـد.ما طال صمتها
"هذه الفتاة بحاجة لمساعدة لا يمكن ان تبقى هنا في المخيم يجب ان انقلها وبأسرع وقت "
"هل يمكن ذلك اعني ان سكان المخيم حركتهم محدودة خارج المخيم "قالت نورهان
"انها حالك إنسانية "أكدت سارة
"بالطبع يمكننا ذلك يجب نقلها الى المشفى بأسرع وقت "قالت سما تتبع كلمـ.ـا.تها باتصال اجرته مع اقرب مشفى لهم تخبرهم عن الحالة وتطلب منهم الدعم لنقلها
**********
كان يوما طويلا ومرهقا ارتمت سما على أريكة غرفة جلوس جناحها ما ان دخلت اليه لقد ودعت سارة ونورهان اللتان انطلقتا عائدتان الى المدينة رغم إصرارها على بقائهما في ضيافتهم لكنهما أكدتا لها ضرورة عودتهما لتقدmا تقريرهما الى الجمعية المضمومتان اليها بعد ان اطمئنت على الفتاة ونقلها الى المشفى وتابعت الكشف عليها وتأكدت انها ستكون بين أيد امينة كما اكد لها الطبيب المسؤول في المشفى مع وعد بعدm اقتراب اي طبيب ذكر منها في الوقت الحالي خصوصا بعد إثبات انها تعرضت للاعتداء والتعذيب بطريقة وحشية يجب ان تتابع حالتها مع انها ليست من اختصاصها لكن ذلك الشعور ما يزال يسيطر عليها هناك امر ما يجعلها ترغب بان تقترب منها وتساعدها بكل طريقة ممكنة
نهضت واغتسلت سرعان ما سيحين موعد العشاء
********
على مائدة العشاء عادت لها ذكرى ما حدث ظهيرة اليوم لقد أغـــضــــبت مرعد بتصرفها لكن ماذا بشأنها نظرت من تحت رموشها اتجاه مرعد لقد تحاشاها وها هو يجلس مقضب الجبين وعاقد حاجبيه وهذا يدل على غـــضــــبه وكما يبدو ان الليلة لن تنتهي على خير
كان هناك حديث دائر حول المائدة بين رعود الذي يملا المكان بصخبه كالعادة عنـ.ـد.ما يكون في البيت كذلك صخر وصقر ينجرفا وراءه ضحكت راية على تعليق القاه رعود عن ابنها رعاد الذي بدا كالعادة ممتعض لكن ايضا كالعادة تركض عيناه الى توام بنات عمه احيانا تشك سما انه محتار في أيهما يحب هو بالطبع يحب احدهما لكن من لم تستطع ان تحدد ولا التوام أظهرتا اي اهتمام تشف منه من المعنية فأحدهما خجولة حد الانطواء احيانا والأخرى تنظر له بتحدي وأحيانا تباعد اما عناد ومزنة فهما قصة اخرى الإعجاب واضح بينهما لكنه مكتوم مع انه ولابد مقدر لهما ان يتزوجا فهما ابنا عمومه لكن لما التكتم والسرية لم تفهم سما ربما تحتاج وقتا اطول لتستوعب عاداتهم نظرت الى صبابة الصغيرة لقد باتت منطوية اكثر من قبل صحيح انها تتعلل بدراستها لكنها تعلم ان جزء من ذلك سببه اخيها مؤمن الغائب
انتهى العشاء وانتقل الكبـ.ـار الى المجلس بينما الصغار ذهب كل واحد الى شقة والديه فغدا يوم دوام كالعادة في الآونة الاخيرة اخذت حبوب دواء مرعد وقدmتها له اخذها منها دون ان ينظر لها جلست بصمت وامتعاض تراقبه يتناول دواءه
↚
"ساذهب الى المشفى غدا " قالت سما لكن احدا لم يعلق فالمفترض انها توجه كلمـ.ـا.تها الى مرعد الذي يبدو متمسكا بالصمت
"لما يا ابـ.ـنتي هل هناك شيء "علقت الجدة التي كما يبدو لاحظت الفتور الذي يعاملها به مرعد
فانطلقت سما تسرد عليهم ما حدث عنـ.ـد.ما ذهبت والفتاتان الى المخيم وما حدث مع فتاة المخيم التي نقلتها للمشفى وستتابع حالتها
"يا ويلي كم تكلف الحروب ناهيك عن الأشخاص الذين يتوفون الأشخاص الناجون تبقى اثارها تؤثر بهم تاركة ندوبا قاسية لا تمحى "علقت راية متاثرة بقصة الفتاة
"عوفيت يا ابـ.ـنتي يا ليت لو نستطيع مساعدة الجميع "قالت الجدة بينما صبابة تتابع الحديث بصمت كـ.ـسرته عنـ.ـد.ما نظرت الى سما
"ما دامت في المشفى وتحت رعاية أطباء حقيقين وشـ.ـددت على كلمة حقيقين ما حاجتك لتذهبي اليها "
نظرت لها سما تهم بالرد لكن مرعد كان اسرع
"وما شانك انت يا صبابة ؟ قال مرعد محتدا لا شان لك بسؤالها ما دmت موجودا ...."
"انا لم اقصد "قاطعته صبابة
"اسمعا أنتما الاثنتان قال مرعد بحزم ما حدث اليوم لن يتكرر انت قللت من شان سما عنـ.ـد.ما لم ت عـ.ـر.فيها كزوجة لي للفتاتان اللتان حضرتا لرؤيتها وتعمدت ان تظهريها انها مجرد طبيبة اتية لآداء عملها وانت قال ناظرا لسما قللت من شاننا جميعا بتصرفهم الأرعن وكلمـ.ـا.تك الغير مدروسة لذا سأقولها لمرة واحدة وأخيرة اي منكما ستتصرف بهذه الطريقة لن تبقى في بيتي لدقيقة بعدها هل هذا واضح "
انكمشت سما من تاثير كلمـ.ـا.ته "حسنا "همست
بينما صبابة تنظر لكليهما بغل نظر لها مرعد "واضح "قالت بامتعاض
"والان كل منكما الى جناحها "قال مرعد يصرفهما كطفلتان مؤنبتان
دخلت سما جناحها لا يمكنها لومه لقد أوقف صبابة عند حدها مع انه عنفها لفعلها لكنها فعلت ذلك كردة فعل
"وأنتما قال مرعد موجه كلمـ.ـا.ته الى راية وفرحة عنـ.ـد.ما تريان تصرفا خاطئا لا تصمتا عنه سواء من سما او من حمـ.ـا.تكما صبابة هناك والدتي تخبرانها لا ادري اي جنون احتل هذا المنزل "
ابتسم رعود وتمتم بشيء ما مما جعل مرعد ينظر له بغـــضــــب "اتعلَّم انك سمج "قال مرعد
"اعانك آلُلُه يا عماه انها ضريبة الزواج من اثنتين"عاد رعود يقول ضاحكا
مما جعل الباقيين يبتسمون "اشعر احيانا انني في رياض اطفال لا احد يتحمل المسؤولية "قال مرعد واقفا
"اهدا ياعمي انا اشعر ان والدتي تغار قليلا سنكلمها بهذا الشأن فهذا تصرف لا يليق بها اما بالنسبة للطبيبة للحقيقة انها تضبط نفسها في كثير من الأحيان التي تستفزها فيها والدتي لكنها احيانا تفقد السيطرة ما تزال جديدة على الامر "قال صخر الذي يكون في احيان كثيرة الاكثر حكمة في اولاد اخيه
"اذهب لترتاح بني "قالت فوز له قبل راسها وذهب لا يعلم الى اين يستقر
اكليل ج٣فصل سادس
دخلت جناح صبابة هذه المرة يجب ان تضع حدا لها لقد صمتت لفترة طويلة وها هي تدmر التفاهم الذي بدا بين ابنها وزوجته سما
"حسنا قالت صبابة ما فتحت باب جناحها لترى الجدة فوز
"كلمتان لا ثالث لهما صبابة لقد سبق وان حذرتك لكن كما يبدو انك لا تريدي ان تفهمي سأعتبر ما حدث اليوم فرصتك الاخيرة لان اي خطأ جديد سيكون النهاية بالنسبة لك صدقيني سأسعى ليكون يومك الأخير هنا وانت تعلمي ما سيحدث ان تدخلت "قالت الجدة فوز كلمـ.ـا.تها ورحلت تاركة صبابة تكتوي غلا وحقدا لكن لا باس انتم لا تعلمون اي مفاجاة احضر لكم
*********
تدور في الغرفة لقد دmرت كل شيء حذرها من قبل ان لا تنجرف وراء غـــضــــبها وتتصرف بحكمة ليتها فعلت لقد أغـــضــــبته يا الهي تذكرت نظراته الغاضبة لتصرفها ماذا تفعل
سحبت هاتفها اول مرة ذلك لكن لابد ان تبادر بشيء
كتبت "انا أسفة لا اعرف ما افعل اعلم انك غاضب لكن على الاقل دعني اغير على الجـ.ـر.ح "
نظر الى هاتفه وزفر "انا في مجلس الرجـ.ـال لا تقلقي استطيع الاهتمام بنفسي "ارسل لها
ثم وضع هاتفه بعيدا قبل ان يدخل عليه ابناء اخيه
نظر رعود بتسليه الى وجه عمه وهو يتخذ مكانه
اراد قول شيء لكن تنبيه الرسائل على هاتف عمه أوقفه
ابتسم بتسلية عنـ.ـد.ما رفع عمه الجهاز وعقد حاجبيه
"على الاقل دعني احضر لك الدواء او تعال لتاخذه"
"لا إرسليه مع احدى المساعدات "
وعاد لالقاء الهاتف بعيدا رفع عينيه الى أنباء اخيه ليرى النظرات المتغامزة بينهم
"ان سمعت تعليق من احد منكم اقسم انني سادق عنقه " قال مرعد بينما الباقين ينفجرون بالضحك
"ما كنّا سنعلق انما نحن هنا لتسلية عمنا المهجور"قال صقر ينظر الى عمه ببراءة
"لست مهجور وانت تعلم ذلك ولا كلمة إضافية بخصوص الموضوع "قال بحزم يغير دفة الحديث بالسؤال عن اخر مستجدات الحادثة لقد تم تصفية بعض العناصر من المخربين لكن هناك من هرب وهناك شخص واحد في المشفى يعالج تحت الحراسة ومنه عرفوا ان هناك عددا لا باس به منهم يحومون حول الثغور الحدودية
طرقات الباب أوقفت الحديث كانت سهاد مساعدة سما احضرت الدواء وحقنه وإبرة "أكدت الطبيبة على وجوب اخذ هذه الابرة مع الدواء "قالت سهاد لصخر الذي فتح لها الباب آخذا منها الدواء والإبرة ليعطيها لعمه
الذي تناولهم بصمت ثم ملا الابرة ليغرزها في كتفه
"هل اعطيك اياها "تدخل صقر
"لا "قال مرعد متابعا عمله
أعطى هاتفه أشارة لرسالة لكن مرعد تجاهلها
"على الاقل طمئنها انك اخذت الدواء "تدخل رعود لينظر له مرعد بغـــضــــب
"اخرجوا قال عودا الى زوجيتكما وانت الى جناحك هيا الان "
ونتركك وحيدا قال صقر ليرد صخر ابدا نخشى عليك ان تضعف الالحاح يغلب السحر "
"يجب ان اعلم والدتي إرسال الرسائل أتصور الوضع عندها "قال رعود يحرك يده كالمفقرعات "سينتحر هاتفك "
قال ضاحكا بينما مرعد لم يستطع ان يبقى غاضبا ليضحك هو الاخر من محاولات ابناء اخيه لتسليته والنيل منه
*********
افتقدت وجوده حتى انه لم يجب رسالتها الاخيرة ان كان يجيد الابتعاد لما جعلها تعتاده
الصباح اتى نكدًا فهي لم تستطع النوم ذهبت الى مائدة الافطار دون حيويتها المعتادة وبالطبع تصرف مرعد بِما يجيده اللامبالاة لم تتناول شيء سوى فنجان القهوة ثم اعتذرت ناهضة لتغادر فهي لن تتحمل ان يغادر دونها فكما يبدو انه سيعود لعمله اليوم وبزيه الرسمي لا هزت راسها وهي تركب سيارتها ليس وسيما ولا جميل قالت تنهر نفسها فهي لن تفكر فيه سار اليوم على ذات الوتيرة الغداء الذي لم تتناول منه شيء وكذلك العشاء الذي انسحبت به الى غرفتها قبل ان تذهب العائلة الى المجلس
ملاحظة الجو النكد الذي يخيم على ابنها وزوجته سما اما تلك الافعى فقد لدغت لدغتها وعادت الى جحرها غير عابئة بما يحدث بل انه يسعدها
"هل تعاني زوجتك من شيء لم تتناول طعامها اليوم "تلهى مرعد بفنجان قهوته "ليس على حد علمي "قال مرعد يكبح لهفته عند ذكرها
"نزهة نادت الجدة حضري مائدة وخذيها الى جناح سما "
نفذت نزهة بسرعة لكن سرعان ما عادت "لقد رفضت ان تاكل واعادتها يا جدة "قالت واقتربت من الجدة التي رفعت حاجبيها ونظرت الى مرعد بتأنيب قبل ان تنهض مغادرة
"الجدة ستشـ.ـد لك إذنك "همس رعود له يحرك حاجبيه باغاظة
"حسنا انت تحبسين نفسك هنا وتتركي ابني في الخارج يتظاهر بان وجودك من عدmه امر لا يهمه "
قالت الجدة ما ان دخلت الى جناح سما ذات العينين الدامعة "وتبكي !! وانا التي ظننت انك امراة قوية لا تتنازل عن حقها ماذا يعلموكن في المدينة ان تكون هشة وغـ.ـبـ.ـية "
تفاجات سما من دخولها العاصف "انا ..."
"انت سترتدي ثيابك وتخرجي معي لا علم ما تفعلي ان غـــضــــب زوجك هل تتركيه يفعل ما يريد "
"ماذا افعل "
"تجبريه ان يأتي اليك ما بك يا طبيبة الا ت عـ.ـر.فين حيل النساء "
هزت راسها بلا
"البدوي لا يستطيع رد طلب ايا كان انت لا تستاذني اطلبي ما تريدي وهو سيوافق وان استعصت الامور اعقدي له طرف شماغه عنـ.ـد.ما لو طلبت حياته سيقدmها لك "طرفت سما بعينها تستجمع المعلومة التي أهدتها لها الجدة قبل ان تتحرك تنفذ طلبها
دخلتا الى مجلس العائلة واجلستها الى جانبها بينما تحضر لها نزهة مائدة الطعام
"هيا ستاكلي هذا كله "
"لا استطيع "
"لا احد يقول لا للجدة وغدا سيكون يوم اجازة انت تتعبين نفسك في العمل "
"غدا لا استطيع لدي زيارة للمشفى تلك الفتاة التي أخبرتك عنها بدات تستجيب لوجودي على الاقل أخبرتني اسمها ...هنادة كما اظن "
تنبهت حواسه عند ذكر الاسم "هل هي شقراء وعينيها خضراء ولديها ندبة فوق جبينها "
نظرت سما اليه "اجل ..هل تعرفها "
مرتبكا "لا ، ليس بالمعنى الحرفي لكن كنت موجود عند دخولها الى هنا كانت مصابة وطريقة تصرفها بدت غير طبيعية لقد أسقطت حقيبتها وإبقيتها عندي ظانا انها قد تعود لأخذها "
"حقا هل هي معك "قالت سما بلهفة
"اجل يمكنني ان احضرها لك في المشفى "
"لا ، انصح بذلك انها لا تتعامل بشكل جيد مع الغرباء وخصوصا الرجـ.ـال "
"ما الذي تعانيه"
"انها صدmة .. قوية احاول اخراجها منها لكن تقدmها ضعيف لقد كان يوما عصيبا قالت سما تُمسح وجهها احيانا اكره كوني طبيبة لانني ارى هذه الحالات اكره ان ارى كل العلم والتقدm الذي وصلنا له يقف عاجزا ولا نستطيع ان نقدm شيء اليوم فقدت طفلا صغيرا بعمر السنتين لم استطع فعل شيء "قالت سما دامعة
"انه أجل و كل نفس لها موعدها انت تفعلي ما تستطيعي لكن في النهاية هي إرادة الله"قالت الجدة تربت على راسها
غافلين عن ذلك الذي شرد بعيدا في عينان خضروتان تحملان خــــوفا ودmـ.ـو.عا اخترقت قلبه
******
نظر لها تتناول طعامها من يد والدته التي تعاملها كانها طفلة متذكرًا مشهدا مشابها لهذا عنـ.ـد.ما تناولا إفطارهما وحدهما
لم يكن يعلم انها حساسة لهذه الدرجة لقد تمنى ان تُمسح تلك الدmعة التي تأرجحت بين جفنيها وهي تتحدث عن الطفل ادار راْسه بعيدا لينظر الى ابن اخيه رعود متذكرًا كلمـ.ـا.ته والنظرة الشاردة على وجهه ايعقل ! فكر مرعد هل تلك الفتاة تمثل شيئا لرعود
**********
بدا الجمع بالانسحاب وفعلت سما بالمثل لكن قبل ذلك اقتربت من مرعد "اريدك في امر "قالت مغادرة متجهة الى جناحها
بعد ان غادر الجميع تحرك متجها الى جناحها كانت تنتظره في الغرفة الخارجية ترتدي ثوب نوم ابيض كانها اميرة من عصور غابرة هل تحاول ان تغريه
"هل انت بخير "سالها
"اجل ..كنت اريد ان اطلب منك شيء الفتاة التي أخبرتكم عنها انها تحتاج لرعاية دائمة وان تختلط بأشخاص اخرين هي لا تستجيب الا لي كنت اريد ان اطلب لو بإمكاني ان احضرها الى هنا "
"مما تعاني "
"ان وافقت سأخبرك لانها اسرار مرضى "اجابته
"يجب ان استشير الباقيين تعلمي البيت ليس لنا وحدنا "
"حسنا ...ماذا بشان صبابة واخي "
"سأعطيك الرد غدا "
اومـ.ـا.ت براسها تهرب من نظرته "هل ما زلت غاضبا مني "
"الامر ليس له علاقة بالغـــضــــب انها مكانة سما انت شيخة زوجة شيخ كل ما تقومي به محسوب عليك انت متعلمة ويجب ان تدركي ان الحياة لا تاخذ بالتصرفات العشوائية عليك دراسة كل كلمة كل قرار تقومين به "
"حسنا أعدك انني سأفكر قبل ان اتصرف "
واهم قرار هو ان اصبح زوجتك فعليا فلقد اكتفت من دور الأرجوحة الذي تعيشه
٦*٥
تقدmت منه بخطوات غير واثقة بينما عينيها تشي بالكثير
تعلم ان ترددت فان كل شيء سينتهي وهي لن تفعل ليس بعد كل ما تقاسماه همست وهي تمسك طرف شماغه تحاول ان تكون عقدة
"اريد منك طلب "
سحب شماغه من يدها مما جعلها تجفل لكن ما ان نظرت الى الرقة في عينيه حتى تبددت كل مخاوفها
"لست بحاجة لتعقدي شماغي سما ما عليك سوى ان تطلبي فأنا لن ارفض لك اي طلب ولتطمئني رفع يده لعقاله ليميله "
نظرت اليه بعدm فهم مماجعل ابتسامة تسلية ترتسم على وجهه
" تحاولي ان تتعلمي عاداتنا لكنك كالعادة تاخذي جزء منها وتتركي الباقي ..ملاحظا تبرمها من كلمـ.ـا.ته ..أمزح لا تاخذي الامر بشكل جدي استرضاها سريعا لا يريد ان يقسو عليها اكثر هذا معناه ان طلبك تم مهما كان ..." هل تراجعت وافسد الامر وها هي تنغلق على نفسها وبخ نفسه ملاحظا ترددها
لن يسمح لها بان تنسحب الان خلال فترة إصابته شعر بتقاربهما لقد عاش معها لحظات كزوجين طبيعيين لا يريد ان يعود كل شيء للبداية
اقترب منها ورفع يده لوجهها "لقد سبق وأخبرتك اني اثق بك الا تثقين بي ؟"
ترددت لحظة "انا ...لقد قلت لي يوم زفافنا ...انت تذكر "
بالطبع يذكر ذلك الوعد الذي قطعه لها والذي لولاه لكانت الان زوجته فعليا لكن هل هذا ما تقصده آخذا خطوة اقرب اتجاهها
"اذكر وأتمنى ان يكون ما تريدي هو ما اتمنى ان اسمع "
أغمضت عينيها متذكرة كلمـ.ـا.ت امها -انه زوجك لا حرج ان أخبرته -هكذا كان الوعد بينهما
اومـ.ـا.ت برأسها بموافقة
سحب نفسا عميقا وزفره ببطء "انظري الي سما فتحت عينها لترى صدى مشاعره في عينيه التي ارتسمت صورتها فيها انا ايضا أريدك انتظرت طويلا حتى تقوليها لي وانا الان بحاجة لأسمعها منك قال يحتضن وجهها بين يديه قوليها سما "
بدون تردد همست "اريد ان اكون زوجتك "
كلمـ.ـا.تها كانت كالمفتاح الذي فتح أبواب توقه المختزن ليس من اليوم بل من سنين
ضمها اليه في عناق تاق اليه منذ زمن لم يكن عنيفا رغم رغبته الصارخة رغم شعوره بها تذوب حرفيا بين يديه يخشى عليها من قوة مشاعره لكنها فاجأته بان تعلقت به تبادله شغفه يدها وصلت الى كتفيه تسند نفسها الى جسده كانها لا تقوى على الوقوف دونه وفعليا هي تفعل لقد عرف انها لا تتحمل لمسته فهي تصهرها لكنها حاليا تحترق طالبة بجسدها الذي اقترب منه الارتواء من هذا القرب قطع عناقهما ينظر لها بعينين تطلق الف شرارة والف معنى توق كبت لسنين منذ اول سنوات رجولته وهو ينتظر هذه اللحظة التي تصبح له فيها امراة وشاء قدره ان تكون هي سما وهو يعلم الان انه لن يكون ولن يتمنى غيرها فهي ابعد وأبهى من كافة خيالاته وأحلامه انها هي التي تعرف يده خريطتها كل نبض في جسدها يستجيب جسده له كل اه تخرج منها يزرعها في صدره يحبسها في انفاسه هي المراة التي خلقها آلُلُه لتكون له ويكون لها
لا شيء يشبه ما يحدث لها لا شيء قراته او تعلمته انه اجتياح مسموح يمارسه عليها بكل حواسه الشم والتذوق واللمس والبصر وحتى السمع فانفاسه وهمساته تصهرها حتى النخاع كيف ظنت يوما انه قاسي وجلف بينما كل لمسه منه تمـ.ـيـ.ـتها رقة رغم شـ.ـدتها وحواسها تعمل فقط لاجله تنتفض لمسته التي تحتلها غازية لكنها في ذات الوقت محررة تمسكت به واقترب منها انها اللحظة التي تصبح فيها امراة زوجة شيخة والاهم تصبح له ضمها مرعد معترضا اناتها التي ذابت في حرارة شفتيه
لوقت طويل بقيا يضمان بعضهما كان الزمن توقف في اللحظة التي سلم كل منها نفسه للاخر يده تُمسح شعرها بينما هي تندس في صدره غير راغبة في الابتعاد حرك يديه ليرفع وجهها اليه يقبل جبينها عينها انفها وتمهل عند شفتيها
"طبيبتي الحلوة "قال لها لتبتسم بخجل
"انا بخير ان كنت ستسأل "قالت مما جعل يضحك
"مع ذلك يجب ان تنهضي الان انت بحاجة لذلك "
قال منفذا التقطت سرواله بسرعة ذاهبا الى الحمام غاب دقائق ليعود بعدها اليها "هيا "قال يحملها "استطيع السير "
"لكني لا اريدك ان تسيري "قال يكمل سيره بها الى حوض الحمام ليضعها في الماء الدافيء "استرخي حتى اعود "قال مشيرا لها ان تجلس عنـ.ـد.ما حاولت الوقوف
عاد الى الغرفة نظر بسرعة الى دليل زواجه منها سحب الشرشف الابيض ليقطع ذلك الجزء منه ويحتفظ به داخل جيب عباءته ثم سحب شرشفا نظيفا من الخزانة ووضعه على السرير معيدا ترتيبه قبل ان يعود لها ليجدها تتكأ بظهرها على طرف الحوض
"الان افضل "
"افضل بكثير "قالت وكلمـ.ـا.تها تحمل اكثر من المعنى المقصود
"ذكريني ان نسيت يوما ان اشكرك كفاية لانك أعطيتني اجمل شعور يمكن ان احس به "
"حسنا قالت سما بخجل لما لا تعطني شكرًا صغيرا الان "ضحك مرعد "ظننت انك لن تطلبي " تحرك ينضم اليها ليغيبا في عالمهما الخاص
↚
تمطت في فراشها بصخب كعادتها لكن صوت الهمهمة الضاحكة أوقفها لتدرك انها ليست وحدها كيف نسيت!
"ما الذي تفعليه ؟"
"دست وجهها في الوسادة بخجل "توقف عن الضحك "
"انه زلزال وليس استيقاظ "
"شكرًا لكلمـ.ـا.تك الرقيقة "قالت بلوم ترفع وجهها اليه
٠هل جُرحت مشاعرك "قال مقربا وجهه منها
"جدا "اجابته تظر في عينيه
"اذن اسمحي لي ان أعالج ذلك "قال مقتربا منها ليغرقها في عناق ناعم ما كادت تستجيب له حتى ابتعد "لقد استيقظتي تماما هيا الى الصلاة"
نظرت له بصدmة
"هيا سما حتى لا نتأخر "
نهضت على مضض نظرت اليه بطرف عينها عابسة ثم تجاهلته ترتدي ملابسها اقترب منها يحيطها بذراعيه بينما يضع راْسه في حنايا عنقها "لما العبوس "
شاعرة بخشونة ذقنه القصيرة ضدة نعومة بشرتها ما الذي يفعله بها أسندت ظهرها على صدره
"لن اراك حتى الغد"
عقد حاجبيه في تفكير "لم تظني ذلك بعد الصلاة سنجتمع في مجلس والدتي حتى نذهب كل الى عمله بعد الافطار وبعد العشاء سنجتمع مرة اخرى في مجلس العائلة قبل النوم "
"لم اقصد هذا انا اعني ...انك لن تبيت هنا الليلة "قالت بتردد
"سما ...قال معاتبا قبل ان يتابع "لما تنظرين للامر هكذا لما لا تفكري بان هذا يبقي جذوة الشوق متقدة "
"انا اشتاقك منذ الان "اجابته بهمس
"اذن حافظي على هذا الشوق ليحلو اللقاء "نظرت له في المراة بينما يقبل جانب عنقها اعلى كتفها قبل ان يبتعد لم تكن تشعر هكذا من قبل لكن الان عنـ.ـد.ما تراه يبتعد وتعلم انه سيقضي الليلة عند صبابة وربما يفعلان ما حدث معها الليلة الماضية تكاد ان تجن ....
يا الهي هل سيضمها هكذا كما فعل معها فكرت مازال إحساسها بدفء قبلته على كتفها وعنقها حيا
اكملت ارتداء ملابسها وخرجت خلفه تقصد مجلس الجدة حيث شاركتها الصلاة وانتظرت عودة مرعد وابناء اخيه من الصلاة
نظرت لها الجدة فوز بتدقيق جعل سما تتـ.ـو.تر"ما الامر يا جدة "
"تعالي الى جانبي يا ابـ.ـنتي "قالت تربت على المكان بجانبها تحركت سما لتجلس فيه بينما الجدة تضع يدها على ظهرها بحنان
"كيف انت يا ابـ.ـنتي ..هل انت سعيدة معنا هنا "قالت تنظر لها بتمعن بينما سما جفلت من السؤال هل عرفت ؟ "بخير انا سعيدة بالطبع"
"الحمد لله يا ابـ.ـنتي كنت قلقة عليكما"
"لا تقلقي يا جدة كل شيء بخير قالت سما باسمة بينما مرعد وابناء اخيه يدخلون
المجلس كانوا يتحدثون عن الأغنام وموسم التزواج
"سيكون شتاءً قاسياً "علق صخر
"هذا الموسم سيكون مليء بالعواصف "اكد مرعد
"اذن علينا ان نبدا بأخذ احتياطاتنا نحن في بداية الخريف تقريبا "قال صقر بينما يأخذ كل منهم مكانه طوت الجدة فوز المصحف الذي بيدها وجلست تستمع للحديث الدائر وتشارك به سما الوحيدة الذي بدا عليها عدm الفهم
"عن ماذا تتحدثون ؟"
تبرع مرعد بالشرح "عادة ما يبدا موسم تزاوج الخراف في الشهر سبتمبر وهو ايضا بداية موسم الخريف وهذا الموسم يبدو انه سيكون قاسي وعاصف ويلحقه شتاء بـ.ـارد لذا علينا اخذ بعض التجهيزات والتدابير اللازمة إنشاء حظائر ومأوى للأغنام الأحصنة واخبـ.ـار الرعاة بضرورة اخذ احتياطهم للعودة لمساكنهم "
"ماذا عن اهل المخيم لن تصمد خيامهم "فكرت سما
"كما تعلمي لقد قدmنا طلبا لتـ.ـو.فير بيوت متحركة لهم (كرفانات) كما ان هيئة الأمم المتحدة للاجئين ابدت اهتمامها به وكذلك الصندوقي الخيري "
"لكن هذا ليس كافيا الخدmـ.ـا.ت الطبية المقيمة هناك لا تكفي لهم "
"بتجهيز المركز الطبي وتحويله لمشفى مصغر سيبدا باستقبال المرضى كما اننا طلبنا تعيين طبيب اخر ليساعدك وبالنسبة للمدرسة لم يبقى سوى القليل من العمل حتى تنتهي توسعته ويستقبل ابناء المخيم للدراسة فيه في الفترة المسائية "
هي تعلم عن ذلك مع انها انقطعت قليلا عن العمل بسبب زواجها وإصابة مرعد لكنها تعلم ان هناك غرفة للعلميات صغيرة حيث اجرت عملية مرعد لكن هذا ايضا ليس كافي فحسب وصفهم ان الظروف ستكون قاسية وأوضاع المخيم ليست جيدة
عقدت حاجبيها بتفكير "اتمنى ان لا يتأذى احد فكما تقولون ان الطقس سيكون بـ.ـارد والخيم والكارفانات لن تقيهم من سوء الاحوال الجوية ولا من أمراض الشتاء التي ستتفشى بينهم "
"سنبذل قصارى جهدنا هناك الدفاع المدني ايضا "قال مرعد منهيا الحديث لينتقلوا الى مائدة الافطار حيث تجمع باقي افراد العائلة
تناولت بعض الطعام بينما العائلة تتحدث عن بدا الدراسة والعام الجديد أبعدت طبقها تريد النهوض للذهاب الى عملها عنـ.ـد.ما أوقفتها كلمـ.ـا.ته
"اكملي إفطارك "قال مرعد بنبرة جادة نظرت له لا تفهم ما الامر لكنها بقيت مكانها تلقت نظرة او اثنتان ممن حولها قبل ان يعودوا الى حديثهم وانهاء طعامهم وقفت مع باقي افراد العائلة لتودع الصغار الذاهبين الى مدارسهم بينما رعاد ورعود كانوا من ضمن الباقيين
امسك فواز اصغر ابناء صخر يدها "هل استطيع ان اقبلك "لا تعلم لما نظرت الى مرعد لتراه مبتسما
"بالطبع "قالت سما تنزل الى مستواه وتمنحه عناقا وقبلة على خده ليغادر مع باقي أخواته وابناء عمه
رات صقر وصخر ورعاد ورعود يودعون الجدة قبل ان يحذوا مرعد حذوهم مع اعطاءه نظرة لها جعلتها تتقدm هي الاخرى وتسلم عليها ليقول لها مرعد "هيا "مشيرا لابناء اخيه "ساسبقكم الى المركز "
ركبت سما السيارة معه ما الذي يحدث معه جلس خلف عجلة القيادة
"قبل ان تبدئي بالأسئلة قال يقود السيارة متجها بها الى المركز الطبي "لقد اعطيتك وقتك لتعتادي حياتنا وعاداتنا وانتظرت ان تتوافقي معها عنـ.ـد.ما اردت ان تصبحي زوجتي فعليا هذا معناه انك أصبحت منا تماما اي انك أصبحت جزءا من عائلتي وهذا يعني ان هناك أمور كنت تفعليها سابقا لا يمكن ان تفعليها الان انت لن تغادري المائدة حتى ينتهي الجميع ولن تغادري الى العمل وحدك انا من سؤوصلك وآخذك منه "
"لكن ما الفرق انا لا اقصد بقائي على المائدة او توديع الصغار والجدة هذه أمور عادية يمكنني فعلها برحابة صدر لكن انا اقصد ذهابي الى العمل ما الفرق ان ذهبت وحدي او أوصلتني انت "
"انت الان زوجة الشيخ لا يجب ان تخرجي وحدك حتى لو تم تبليغك بحالة طارئة عليك إبلاغي قبل ان تتحركي "
"ولكن ..."
"لا يوجد ولكن ...هذا مبدئيا لانك منذ هذه اللحظة اصبح عليك واجبات ستقومي بها في البيت وخارجه ان تبقي في غرفتك طوال الوقت أمرا لم يعد وارد الان عليك الانـ.ـد.ماج باهل بيتنا والتواصل معهم وحتى مساعدتهم انا لن ادفعك في الامر مرة واحدة فانا اعلم انك جديدة على كل هذا لكني احاول ان افهمك معالم حياتك الجديدة تدريجيا فلنبدأ الان بالإفطار ووداع الصغار والذهاب الى العمل اما الباقي فسيأتي وقته تباعا لكن اريد منك ان تنتبهي لما سأقوله لك امام الآخرين وما سأطلبه"
"ولو انني لا افهم لكن حسنا سأحاول "قالت بينما يوقف سيارته امام المركز لتنزل منها
"انتظري "قال يمسك يدها اليسرى ليضع فيها سوارا مشغولا من الذهب رفع يدها الى شفتيه يقبلها "صباحيتك مبـ.ـاركة يا عروس انتبهي لنفسك ...اليوم لم أطالبك بوداع زوجة حقيقي لكن في الايام القادmة انا لن اتنازل عنه "قال باسما بينما هي تترجل من السيارة مصدومة منذ قليل كان يكلمها بمنتهى الجدية والصرامة ثم تحول للرقة وللمحبة نظرت الى السوار كان لونه الذهبي لامعا تتدلى منه خمس ليرات ذهب تشبه القلادة التي أعطاها اياها يوم زواجهم سيصيبها بالجنون
ضمت كفها كانها تقبض على قبلته ودخلت المركز لتبدا عملها
٧*٢
نفضت افكارها عن كل شيء يتعلق في حياتها الخاصة لتبدا عملها هذا افضل ما فيها فكرت سما انها تنسى كل شيء عنـ.ـد.ما تقوم بعملها كان هناك حالات كثيرة اليوم عنـ.ـد.ما انتصف النهار سالت ام السعد ان هناك حالات اخرى "لا يا طبيبة ووقفت مترددة قليلا قبل ان تنظر اليها هل أنت بخير يا طبيبة"سالتها ام السعد باهتمام
"اجل ام السعد ما بالك "إجابتها سما باسمة "ما دام ان الحالات قد انتهت والدوام ايضا قالت تنظر الى ساعتها سنغلق المركز و...."قاطعتها ام السعد
"سابقى قليلا لأنظف المركز يمكنك الذهاب انت لدي نسخة إضافية من المفتاح "
اخرجت هاتفها لتتصل بمرعد فهي يجب ان تذهب الى المشفى
"مرحبا قالت بتردد
"هلا سما ما الامر "أتاها صوته جادا
"اريد الذهاب الى المشفى "
"حسنا سأرسل لك السيارة "قال منهيا المكالمة
نظرت الى هاتفها النقال "لا مع السلامة ولا شيء !!"
اتى السائق بسيارتها نظرت له راغبة بالتمرد انها سيارتها لما عليها ان تنصاع
"هل يمكنك العودة الى المركز وحدك "
"لكن مرعد بك طلب مني ان أبقى معك ثم انا لست من انفراد الشرطة انا اعمل سائق لك فقط "
"اذن انا لست بحاجتك اليوم يمكنك ان تعود "
"ولكن ..."
"لا تقلق ساتفاهم مع مرعد بك "قالت باسمة بهدوء اخذت المفتاح منه وانطلقت
********
عاد من عمله مساءً فقد كان هناك الكثير ليهتم به اليوم والاهم التحقيق الذي أجراه مع احد المخربين والذي حصل منه على معلومـ.ـا.ت كثيرة تستدعي الاهتمام والتحرك
دخل مجلس العائلة ليسلم على والدته قبل ان يصعد مع ابناء اخيه ليغيروا ملابسهم
كان العشاء قد تجهز عنـ.ـد.ما عادوا لكن الجدة فوز بقيت في مكانها
"لما لم نبدا العشاء"
"سما لم تحضر بعد "قالت الجدة
قضب مرعد حاجبيه
"ماذا الا تعلم اين هي "قالت صبابة بسمية
نظر لها مرعد ببرود "انها في المشفى "
قال ساحبا هاتفه ليتصل بالسائق الذي عينه لسما
"السلام عليكم هل انتهت الطبيبة سما ..."
لم يكمل لان السائق اخبره بما فعلت سما ليرد بهمهمة غير واضحة "حسنا اجل ساتي لك "قال مرعد منهيا مكالمته
"هل هناك شيء "سال صقر
"لا سما لديها عمل في المشفى لا أريدها ان تعود مع السائق وحدهما ساذهب لاحضرها "
قال وخرج مسرعا ليخرج من البيت قبل ان يفلت غـــضــــبه من عقاله
********
تحدثت مطولا مع الطبيب المسؤول عن هنادة فكرة إحضارها الى المنزل ليست جيدة ابدا يجب ان تذهب الى المدينة اولا جلست معها وحاولت ان تحدثها قليل من الاستجابة افضل من لا شيء فكرت سما عنـ.ـد.ما خرجت من غرفتها وقفت في الممر تتحدث مع مدير المشفى وطبيب اخر كانت هناك حالة يتشاورون حولها انتهى الحديث بينما سما تضحك على تعليق اطلقه الطبيب الشاب حول الحياة في الصحراء لتتوقف ضحكتها في المنتصف عنـ.ـد.ما رأته يقف في بداية الممر خلفه السائق ليس خــــوفا انما مفاجئة من حضوره المهيب والتماع الغـــضــــب في عينيه
٧*٣
تقدm من وقفتهم راسما الهدوء على محياه لكن نظرته كانت تشعل بنيران أدركتها سما فقد لفحتها حرارتها الغاضبة
"مرعد بيك اهلًا بك "قال مدير المشفى "يجب ان نعتذر نحن ناخذ الكثير من وقت الطبيبة "
مد مرعد يده ليصافحه بشبه ابتسامة
"انها مصاعب العمل لا باس "
"لم اكن اعلم انك متزوجة هنا والسيد مرعد زوجك"قال الطبيب الشاب
"بهاء الأحمدي طبيب مقيم هنا لقد استلمت عملي منذ اسبوع "قال مادا يده ليفعل مرعد بالمثل
"تشرفت بك اتمنى ان لك إقامة جيدة هنا "
"وربما اجد عروسا واستقر مثل الطبيبة سما "قال الطبيب بهاء ضاحكا لكن ضحكته لم تجد صدا عندهم سوى ابتسامة مترددة عند سما
"سنغادر اذا انتهيت "قال مرعد لتسرع سما
"اجل هيا "
عند باب المشفى "أعطني مفتاح سيارتك "قال مرعد
"لماذا ؟"
هاتيه قال مرعد بحزم لتنفذ سما بسرعة اخذه منها ليناوله للسائق "تعرف ما ستفعل "قال مرعد ليمسك ذراعها ويتجه الى سيارته
"ما الذي تفعله؟"قالت سما عنـ.ـد.ما شعرت بخشونته معها
"الم اكن واضحا عنـ.ـد.ما قلت ان لا تذهبي الى اي مكان لوحدك وان تخبريني قبل ذلك "
"لقد أخبرتك"
"ولكنك تعمدتي ان تذهبي وحدك "
"انا ذهبت الى المشفى "
"وحدك لا اعلم لما تتصرفين هكذا "
"انه عملي مرعد "
"كان طلبي واضحا سما انا لم أتدخل بشؤون عملك ولا تأخرك كل ما طلبته هو ان تخرجي بعلمي ولا تكوني وحدك ما الصعب في ذلك "
تبرمت سما مكانها مشيحة بوجهها عنه
٧*٤
اكملت الطريق بصمت لم يحاول مرعد ان يقطعه
عنـ.ـد.ما وصلت الى البيت نظرت في مصف السيارات الخاص بالعائلة ولم تجد سيارتها التي عاد بها السائق
"اين سيارتي ؟"سالت تترجل من سيارة مرعد
"لا تقلقي انها في امان لكن انت لن تحتاجي لها حاليا سأضع احد سياراتي مع السائق تحت امرك "
"ما معنى هذا سألت سما وقد بدا صوتها يحتد قليلا
"اولا اخفضي صوتك سما قال مرعد بصرامة واهدئي سيارتك قد حفظتها لك لانك لن تخرجي او تتحركي بعد الان الا معي او مع السائق "
"لكن انا لا اذهب لأي مكان سوى عملي ..."
"ستذهبي وتعودي معي او مع السائق انا لا انكر عليك عملك لكن انت لن تخرجي وحدك "
ضـ.ـر.بت الارض بقدmها بغـــضــــب والتفت تريد الدخول الى المنزل لكن يده أمسكت ذراعها بشـ.ـدة
"اياك ان تديري ظهرك لي مرة أخرى سما اهدئي سندخل الى المنزل ولا اريد ان يلاحظ احد شيء "
"انا لا اريد ان ارى احد "قالت تطرف بعينها
اخذ نفسا عميقا قبل ان يزفره بشـ.ـدة "اسمعي سما لقد أخروا عشاءهم من اجلك ستدخلي وتتناوليه معهم ثم اصعدي الى غرفتك وافعلي ما تريدين "
قال يضع ذراعه على كتفها ويدخلان معا دون ان ينتبها الى عيني سهاد التي تراقبهم وسارعت لنقل الأخبـ.ـار الى والدتها التي بدورها ستوصلهم الى صبابة
كانوا جميعا ينتظرون قدومهما في مجلس العائلة
"هل نحضر العشاء "قالت نزهة
"بسرعة من فضلك "قالت الجدة فوز
"اسفة لجعلكم تنتظرون "قالت سما
"لا يا ابـ.ـنتي يعافيك الله لابد انك متعبة "
"للواقع اجل كان يوما طويلا "قالت تجلس الى جوارها
"ستخبرينا على المائدة "قالت الجدة تمسك يدها وتنهض معها متجهتان الى المائدة يتبعهما الباقيين
كان الطعام شهي او انها جائعة جدا لكنها لم تاكل فهي غاضبة فعلا من تصرف مرعد معها ومحاولاتها للظهور بشكل طبيعي أفقدتها شهيتها
"حسنا أخبرينا عن يومك "قالت الجدة تحثها
"في المركز الحالات كالمعتاد لكني ذهبت الى المشفى من اجل هنادة ..متى ستعطيني الحقيبة الخاصة بها "
سالت رعود "متى تريدين ؟"فال محاولا ابداء عدm الاهتمام "يمكنني غدا ان أعطيك اياها واوصلك"
"ماذا عني لقد قلت انك ستاتي معي الى المدينة "تدخل رعاد
ضـ.ـر.ب رعود على راْسه دليل انه نسي "نؤجلها ليوم اخر "
"لا داعي لذلك يمكن لرعاد ان يأتي معي الى المدينة شاعرة بعين مرعد التي تسلطت عليها الان وخصوصا عنـ.ـد.ما وضع كوب الماء من يده بحركة ملحوظة بالطبع بعد إذنك مرعد كنت اريد اخبرك انني ساذهب الى المدينة غدا حالة هنادة تستدعي طبيب متخصص وهي لا تتعامل بشكل جيد مع الأطباء انا بحاجة لطبيبة أنثى ولا يمكن توفرها هنا"
"وماذا عنك الست طبيبة أنثى ؟"سالت صبابة ساخرة منها
"انه ليس اختصاصي ..."قاطعها مرعد
"بالطبع سما يمكنك الذهاب عافاك الله لكل ما تقدmي اعلم ان عملك متعب جدا لذا طلبت ان يحضروا طبيب لمساعدتك لانه كما يبدو ان مدير المشفى يطمع بخدmـ.ـا.تك لن اقول لك ان لا تشجعيه لاني اعلم ان قلبك وطيبتك لن يتحملا ان لا تساعدي من يحتاجك لكن رجاء انتبهي لنفسك و لا تتعبيها "
لم تقل صدmة اي شخص على المائدة عن صدmة سما بكلمـ.ـا.ته الرقيقة هل يمدحها ابتسم رعود بينما يغمز صخر الذي تحاشى نظرته حتى لا يضحك
بينما عيني صبابة تحترق حقدا
تحاشت سما النظر اليه فهي حقا ترغب بان تذهب وتضمه لاول مرة يدافع عنها ضد تلك الحيزبونة صبابة ولو انه بطريقة غير مباشرة لكنه أوقفها عند حدها نهض الجميع بعد انتهاء العشاء وانسحب الصغار كل الى غرفته جلست العائلة في المجلس لتناول القهوة
"لا سما لا تتناولي القهوة انت بحاجة للنوم والراحة والقهوة ستسبب لك السهر نزهة احضري لها لبن مخيض "قال مرعد مما جعلها تعيد الفنجان "اشربي اللبن والى النوم "لقطة اخرى صادmة فكرت سما تتناول كوب اللبن من نزهة وشربته وتمنت للجميع ليلة سعيدة وصعدت الى غرفتها
بعدها بدقائق
نهض صقر وصخر ورعود "سنذهب الى المجلس "
"اسبقوني سالحق بكم "نفذ ابناء اخيه بينما تحرك هو صاعدا الى جناح سما
↚
٧*٥
خرجت من الحمام تلتف بمئزرها وقفت امام خزانتها تحاول ان تختار ما تلبس هو لن يأتي فاليوم عند صبابة فكرت تحاول ان تجبر نفسها على تقبل ذلك ما بالها هي تزوجت منه وهو متزوج قبلها وتعلم انه يقضي ليلة هنا وليلة هناك حتى انه في السابق لم يكن يأتي هنا الا قليلا لماذا ترفض الفكرة الان هل لانها أصبحت زوجته ام لانها كما قالت لها تلك الفتاة قد أحبته ..وهل هي أحبته فعلا ؟؟ بماذا تفسر مشاعرها له اذن يا الهي ايعقل انها أحبته من البداية دون ان تدرك ! فكرت مصدومة من اتجاه افكارها ثم ما معنى ما فعل قبل قليل هل يحاول ان يظهر اهتمامه لك انه يسترضيها بعد غـــضــــبه منها نفضت افكارها التي ستقودها الى الجنون اعادت ما بيدها لتحمل منامة بالون الاسود واُخرى خضراء
"الاسود "أتاها صوته من الغرفة الخارجية في الجناح
قفزت من مكانها مجفلة
"متى وكيف دخلت ؟!"سالت سما تنظر اليه بفزع
"دخلت ! ماذا تفعلين "
"اختار ملابسي كما تلاحظ "
"وقد اخترت لك الاسود "قال ناهضا متجها اليها بينما هي تقف مكانها
"لم تاكلي على العشاء"
نظرت له بتردد"إما زلت غاضبا "تقترب منه
"لست غاضبا لتصرفك بقدر غـــضــــبي لانك اخفيته عني "
"انا اسفة "همست
"لا احب الاعتذار سما وهناك أمور الاسف لا يكفي لحلها "وضعت يدها على ذراعه عنـ.ـد.ما لاحظت انه يريد الابتعاد رفعت نفسها اليه لتضع قبله على خده
"ان بقيت غاضبا لن أأكل !"
"لااا قال مقتربا منها ودون ان تدرك كان مئزرها مفتوحا لترى نظرته التي شملت جسدها هل ممكن للنظرة ان تثير كل هذه المشاعر فكرت تشعر بان كل جزء من جسدها ينبض حيا فقط لمجرد ان نظره سقط عليه ربما هي طريقة النظر ...فهو ينظر لها كانها لوحة يتمعن في تفاصيلها وبمهل كانه يخاف ان لا يعطي لكل جزء حقه
لم تفق من تاثير نظرته شعرت بيده التي تجذبها اليه ليمنحها عناقا دافئا بينما يديه تتجول على جسدها بادئا من عنقها الى صدرها قبل ان تنحدر الى اسفل تشبثت كفها في ذراعه محاولة ان تثبت وان تبتعد عن إصابته تغرق نفسها اكثر في عناقه فلمسته ترغمها على الاقتراب منه حد الانصهار تشعر نفسها على حد الحافة يثيرها حد الجنون وفي لحظة ابتعد عنها يتنافسان لأخذ نفسهما الذي نسياه في غمرة اقترابهما اخرجت أنيناً خافتا بينما تراه يأخذ خطوة تبعده عنها اكثر
"مرعد .."قالت بصوت مرتعش رغبة
"اريد ان اعلمك شيئا هناك اخطاء لا تعالج بالغـــضــــب ولا الاغراء وخصوصا معي اريدك ان تفهمي ان حياتك معي تغيرت انت أصبحت شيخة كل كلمة لك ملحوظة كل تصرف محسوب الخطا غير مسموح والاعتذار لا يحل شيء ان اردت ان تمحي الخطا عليك بالأفعال عليك ان توفقي الخطا وتسرعي لإصلاحه "وفقت مبهوتة هل اقترب منها انتقاما
"هل تنتقم مني "قالت اول شيء فكرت به
"هل تسمي وصالنا انتقام ...."
قاطعته "انت فعلت ذلك ..."
"انا اردتك ان تدركي ..انا اريدك ارغبك بجنون لكن ان ظننتي انك ممكن ان تستغلي ذلك لشيء اخر فأنت مخطئة وصالنا هو كالنسمة تبهجنا تلطف ما حولنا حتى انها تسعدنا وانت تعلمي ذلك معك اصل للسماء للنجوم وما بعدها لكن حياتنا لا تتوقف عليها سما هل فهمت ما اعني ليس هذا ما يجمعنا يجب ان يكون بيننا تفاهم ادراك وإحساس قبل كل شيء ..نظر لها برقة قبل ان يقول تصبحي على خير سأعد الساعات لأكون معك "
"على الإقل اخبرني الى اين تذهب كنوع من التفاهم والإدراك انت تطلب مني ان اخبرك عن تحركاتي لكن بالنسبة لك انا لأعرف شيء "
"انه عمل "اجاب ببساطة
"اجل ..."قالت تهز راسها بعلامة ان يكمل
"أمور عملي لا أناقش بها سما عليك فهم ذلك "
"ماذا عن خلوتك وسهرك في الديوان و...."
"ما بك سما .."
"لا شيء فقط كنت اسال "قالت بتهكم
اخذ نفسا عميقا يحاول ان يهدا نفسه
"نامي جيدا قال بصبر اراك غدا "
ماكاد مرعد يغادر بعد ابناء اخيه حتى سارعت صيته والدة سهاد لتخبرها بما حدث
*****^
كان بعد الفجر عنـ.ـد.ما عاد جلس قليلا عند والدته ثم صعد ليغير ثيابه قبل الافطار خطواته قادته الى جناحها راها تخلع ملابس الصلاة لتظهر منامتها السوداء ابتسم في النهاية هي تفعل ما يطلبه منها رفعت راسها لتراه يجلس في الغرفة الخارجية ما تزال غاضبة من تصرفه خرجت وجلست على ابعد مقعد منه هي اذن ما تزال غاضبة
"حرما يا ام عدي "نظرت اليه
"جمعا "قالت بهمهمة وصمتت قليلا "هل هناك شيء "سالت بما انه صامت وينظر لها بتمعن مد يده لها
"تعالي "نظرت الى يده بتردد قبل ان تمد يدها اليه ليسحبها لتجلس في حـ.ـضـ.ـنه ابعد شعرها عن وجهها اثر حركته المفاجئة "انه الشوق...الم تشتاقي لي "
صمتت سما متفاجئة مرة يكون قاسيا حازما واُخرى رقيق ولطيف أبعدت نظرها عنه بينما تشعر بأنفاسه تضـ.ـر.ب جانب وجهها ليضع قبلة في تجويف عنقها جعلتها تغمض عينيها قرب وجهها منه "سما"همس مما جعل تنظر اليه "انت لا تعاملني بإنصاف مرة غاضب واُخرى ..."
"واُخرى ماذا ؟"
"لا ادري انت تشتتني لا تنظر لي هكذا "قالت تبعد وجهها
"اخرى اريدك بجنون انا لا اغـــضــــب منك سما انما عليك اخاف عليك وأريد حمايتك هل هذا خطأ؟"
"لا لكن أسلوبك قاسي"
رفع حاجبيه "متى كنت قاسيا معك هل اهنتك ..."
"لااا "
"انا احب ان يكون كل ما بيننا واضح اذا اردت قول شيء قوليه مباشرة وانا سأتقبله مهما كان "
اومـ.ـا.ت براسها
"حسنا هل تريدي شيء؟"
نظرت له باندهاش "انت لن تغادر الان "
"اذا اردت أبقى "قال ببساطة
"وانت الا ترغب بالبقاء "اذا اراد ان ينكر فهي ستفعل بالمثل
"بالنسبة لي انا لا اريد ان افارقك لكني لا اريد ان افرض وجودي عليك "
"حقا ؟!"قالت سما "اذن لا تذهب "قالت ووضعت يديها على كتفيه ورأسها على صدره لتجعل جلوسها اكثر راحة وأغمضت عينيها لدقيقة لم تصدر عنه اي حركة فتحت عينيها لتراه ينظر لها اخفضت عينيها بخجل "حسنا لا تبدئي بشيء ولا تنهيه "همس قرب اذنها
"لكنك فعلت "
ضحك "لكني بالفعل أنهيته "
"اسمع انا لا يمكنني مضاهاتك بالكلمـ.ـا.ت ولا الأفعال اجد نفسي احيانا لا افهم وكأنني حمقاء "
"اذن دعيني انا أقوم بذلك "بالطبع لم تفهم ما يقول وظهر ذلك في نظرتها له "اه كم انت صغيرة يا سما من يظن انك تنظري لي بمثل هذه البراءة "
"انا لست صغيرة "قالت محتجة
"اذن بريئة "
"وهل البراءة عيب !"
"انها اجمل ما فيك ولا تنظري لي هكذا ثم تقولي انني من يبدا "
"ربما اريدك ان تبدا انت ؟"
"ياااه ظننت انك لن تقوليها ابدا "لم تعد هناك كلمـ.ـا.ت انحنى يعانقها برقة بداية سرعان ما تحولت لتملك وهي كالعادة مجرد نظرة منه تجعلها تذوب هناك شيء في لمسته فهي بين الرقة والشـ.ـدة ناعمة وخشنة تجعلها تفقد اي شعور اخر الا بها وهي تجتاح جسدها وتثير كل خلية فيه بينما هي لا تملك سوا التعلق به اكثر ليتعمق قربهما غير راغبة او سامحة بابتعاده حملها الى السرير يتأملها بينما يقترب منها الا يعلم ان مجرد نظرته عـ.ـذ.اب فهي تغزوها تشعر بها بكل نبض صاخب في قلبها
"مرعد "همست فهي حقا لم تعد تحتمل
"عيونه "قال مقتربا منها اكثر ممرمغا انفاسه في عنقها قبل ان يهبط اكثر متجولا في جسدها المرحب قبل ان يغرق نفسه به وسط أنغام آهاتهما
بعد وقت تحرك مرعد "سما "همهمت تستند راسها على صدره "يجب ان نذهب لقد تأخرنا "
"حسنا "قالت ترفع راسها تشعر بتراخي جسدها مما جعل مرعد يبتسم احمر وجهها خجلا
"لا تضحك "
"لا تغـــضــــبي لك نفس التأثير علي "
"يوما ما ساملك ذات التأثير عليك "
"انت تمتلكيه بالفعل "ناهضا ليسحبها معه
"جهزي نفسك بسرعة ولا تتاخري في المدينة سأشتاق لك "وضع قبل على شفتيها وغادر
تنهدت سما انها تحبه همست لنفسها
كانت رحلتها مع رعاد طويلة وصامتة
حتى وصلوا الى المدينة وتفرقت طرقهم مع وعد منه بان يلقاها في بيت والدها الذي احتفل بقدومها "كيف تسير التجديدات "
"بخير ربما الافتتاح سيكون بعد اسبوع هل ستاتي "
"بالطبع "قال والدها "كيف حالك انت هل امورك بخير "
"بخير "قالت منهية الحديث بينما والدتها اخذتها وبدات معها حديثا نسائيا مطولا تطمئن به عليها
"هل انت حمقاء سما ...انه زوجك لا يوجد اي نوع من الخجل بينكما "
"لا استطيع امي "
"ما الذي لا تستطيعينه اي جيل هذا هذا وانت طبيبة "
"وما شان الطب في هذا "
تنهدت والدتها "اسمعيني جيدا انا لن اقول لك افعلي هذا او ذاك كل ما سأطلبه ان لا تكبتي نفسك تصرفي سجيتك فكما يبدو ان زوجك يعلم ما يفعل تماما "
اتى رعاد الى منزلها ليعودا معا الى القرية
"يجب ان تتناول الغداء "قالت
"لا وقت علينا ان نعود "
"نصف ساعة لن تأخرنا والدي سيغـــضــــب "قالت بينما تتجه معه الى المائدة العامرة تبادل هو ووالدها بعض الحوارات انه واثق بنفسه رغم صغر سنه بعد انتهاء الطعام جلسا لتناول القهوة قبل مغادرتها كانا وحدهما
"هل ممكن ان اسالك "قالت سما بتردد
"بالطبع اسالي "
"انت ستتزوج من ابنة عمك "
"صحيح "
"اي واحدة "
"لم يتقرر بعد "
"اعني انك لا بد منجذب لأحدهما "
"انا لا افرق بينهما نحن لا نتمعن بالنظر في نساءنا ولا نساء غيرنا "
"انا لم اقصد ذلك رعاد انا اعلم عاداتكم لكن الا تظن انه ظلم ربما تحبك احداهما وتتزوج من الاخرى "
"لا تقلقي من ذلك كلاهما تعلمان ان احداهما ستكون زوجتي وعنـ.ـد.ما يحدث يمكن ان تكن لي المشاعر وليس قبل ذلك "
"اسفة ان كانت كلمـ.ـا.تي ازعجتك "
"لا باس هل نغادر "
"هيا "
دخلا المنزل لتتفرق طرقهما دخلت مجلس العائلة لتجد الجميع حاضر
"كيف كانت زيارتك "سال مرعد بعد ان سلمت على الجميع
"جيد الحمد لله ابي يوصل سلامه وسياتي يوم الافتتاح ..رعود اريد حقيبة الفتاة "
تبرم رعود "هذه الفتاة تهمني اريد ان اعرف كل شيء عنها "قال دون مواربة
"تهمك باي شكل "سالت سما
"وما شانك انت تدخلت صبابة ما الذي تعنيه بانها تهمك ؟
عادت لتسال ابنها
"انا اريد ان اتزوجها "صرح رعود
"هذا مستحيل عادت سما تقول وقبل ان تقولي اي شيء صبابة اصمتي "
"هلا صمتما أنتما الاثنتان "هدر مرعد
"اهدا رعود الامور لا تاخذ هكذا "وجه كلمـ.ـا.ته الى ابن اخيه
"هل لي ان اقول شيء "تدخلت سما
"انا لست ضد الامر في النهاية هذا امر شخصي لكن اتحدث كطبيبة الفتاة ليست مستعدة ابدا لذلك لا نفسيا ولا جسديا هي ترفض ان ترى رجلا على بعد متر منها لا انصحك بان تحاول التقرب منها الان على الاقل "
"هو لن يتقرب منها لا الان ولا في المستقبل انت لن تتزوج من لاجئة بلا اهل "
"انا لست صغيرا ليقرر احد عني ان اردت الزواج منها ساتزوجها "قال وانصرف
"متى ستتعلمي ان تصمتي صبابة "قال مرعد وانطلق خلف ابن اخيه يتبعه صقر وصخر
نظرت سما حولها ثم ذهب الى غرفتها
********
بقي الرجـ.ـال في الخارج فقد ذهبوا الى مجلس مرعد واجتمع الرجـ.ـال فيه بعد ان تحدث مرعد الى ابن اخيه وطلب منه الانتظار على الاقل حتى تعالج الفتاة ثم يروا ماذا سيحدث فهو اقتنع بكلمـ.ـا.ت سما حول حالتها
طالت السهرة معه حتى بدا الرجـ.ـال بالانصراف ولم يبقى سوى المقربين من العائلة
تململ الشيخ جضعان وهو ينظر لمرعد
"ماذا هناك شيخ جضعان احس انك تريد قول شيء"
بتردد"يا شيخ مرعد ..كنت أريدك في امر ما "
"تفضل"
"اعذرني يا شيخ لا اريد التدخل لكني اسال فقط لاني مدين بالاعتذار "
"قلقتني يا شيخ جضعان ما الامر "
تنهد الشيخ جضعان قبل ان ترق نظراته في لحظة نادرة "انا ادين بالاعتذار لزوجتك على معاملتي السابقة لها ليس انا فقط بل الجميع وانا اتحدث بالنيابة عنهم ...اجد صعوبة باني قد حكمت عليها دون حتى ان اسمع منها او اعرف الحقائق لكن اعذرني لما ساقول بيتك كان ومازال مصدر ثقة وما يصدر عن اهله ليس قابل للنقاش انه الحقيقة المجردة و...."
قاطعه بقلة صبر انه يذكر بيته واهله هذا ليس بالأمر الهين "شيخ جضعان ما الامر انك لا تجمل الامر بكلمـ.ـا.تك هذه "
"لقد قيل لنا ان الطبيبة قـ.ـا.تلة وانت تعمل لكي تخرجها من بيننا لذا لا يجب علينا التعامل معها بل حتى ولا ان نهيء لها إقامة سهلة لكن بعد زواجك منها اختلف الامر حتى عرفنا شيء جديد ..اعذرني بني لكن من واجبي اخبـ.ـارك خصوصا وانا ارى ان هذا الكلام مشكوك بصحته وانا ارى مدى عملكما معا لمساعدة أهل قريتنا ...لكن ما تتناقله الالسن ان زواجكما لم ولن يتم ...انا لا يحق لي التدخل ..."
انها قـ.ـا.تلة هذا امر انتهوا منه لكن ان يشككوا بها !!!
كانت عيناه تقدحان شرارا غـــضــــبا حارق يهدد بحرق كل من هم أمامه أعمامه اولاد أخيه الذين يسمعون ما يقول الشيخ جضعان أهل قريته الذين يتبادلون الهمسات واللمزات حوله وحول أهل بيته
"كفى ...قالها قاطعا اي كلمة اخرى وقاطعا الهمهمـ.ـا.ت التي حوله
من من أهل بيتي اخرج هذا الكلام شيخ جضعان "
"يا شيخ مرعد انا لا اريد ان ...."
"من شيخ جضعان اريد ان اعرف من من أهل بيتي"
"لا اعلم انما هي اخبـ.ـار تتناقلها الالسن وقد وصلت الينا "
كانت أصابعه تئن من وطأت احكامه قبضتيه يريد ان يحطم من حوله جميعا
"شيخ جضعان هذا الكلام الذي قلته الان سيدفن كما خرج ولا اريد ان اسمع شيء منه مرة اخرى نحن الرجـ.ـال لا نعيد حديث النساء الفارغ وكل منا يصمت أهل بيته ... وأهل بيتي خط احمر لا أريد ان اعرف ان حياتنا متداول بين الآخرين "
"بالتأكيد بني الامر انتهى "سارع الشيخ جضعان بالرد يريد الهرب من تلك النار المشتعلة بجنون في عين مرعد "أرخص لي بالذهاب "
قال تاركا المجلس حامدا الله على نجاته
تحرك أعمامه مغادرين قبل ان يهدر بصوته
"لن يغادر احد ... هناك حساب بيننا يا عمومتي وعلينا ان نسويه.... من منكم سمع هذا الحديث وسمح بانتشاره دون ان يفكر ان يخبرني او حتى ان يصمته ها ..من ...لما لا ابدا بكم صقر وصخر ورعود ابنائي الذين ياكلون معي كل يوم وينامون تحت سقف بيتي ...ماذا عنك عمي مكرم الم يصلك خبرا الم تفكر بان تخبري على الاقل"
"يا ابن اخي لقد سمعت لكني بالطبع لم اصدق شيء "
"هل كنت ستصمت لو انها ابـ.ـنتك ؟..ام لانها غريبة لا باس بان تلوكها الالسن ونسيتم انها زوجتي "
"عمي تدخل صقر نحن لم نسمع بشيء من هذا صدقني والطبيبة منا وفينا لم نكن لنصمت لو علمنا ان شيئا قد مسها "
هذا الكلام سيبقى ولن يخرج لاحد ولا اريده ان يتداول بين الناس وفي اي وقت سمعتم عن احد يتكلم به اريد ان اعرفه لانني اقسم غريمي في هذا الامر ان كان رجلا او امراة او حتى قبيلة بحالها لن ارحمه "
وانصرف
عند عودته الى البيت كان الغـــضــــب قد احتل كل جزء منه بينما ابناء اخيه يعتصمون بالصمت
"عمي الغـــضــــب لن يحل شيء"
"انه من اهل بيتي هذا الحديث لن يخرج او يصدق الا اذا صدر من احد يقيم ببيتي فمن هو الخائن الذي يتناول طعامي ويبصق به "
كلامه صحيح وهم يعلمون ذلك "حسنا نحن ستصمت حاليا ونتتبع الحديث ومصدره وعندها سنصل الى الشخص "قال صقر
"سأخرج بمهمة "اعلن مرعد
"لكن يا عمي تدخل صخر
"احتاج لابتعد "
*******
هناك أمرا ما فهو على غير عادته نظرت سما له
"هل انت بخير "
"اجل قال مقتربا منها بينما تقف هي امام المراة"
"لكنك عابس "
"لدي مهمة لمدة اسبوع تقريبا "
"لهذا انت عابس اذن لا تذهب "
"انا عابس لاني سأبتعد عنك قال يقبل كتفها
"اذن لا تبتعد "
"لو بعدت المسافات يا سما ستبقي دوما قريبة مني "
وضعت يدها على كتفه "هل كل البدو شعراء"
"اذا عشقوا "قال لها مبتسما
"انا احبك "قالت تهمس وتدفن راسها في صدره يا آلُلُه هل يجب ان تقول له هذا الان
غمرها قريبا من قلبه الذي هدر صاخبا غير قادر على احتواء مشاعره التي انهمرت تغرقهما معا
قبل الفجر نهض ينظر لها تتململ من ابتعاده
"مرعد "
"سما يجب ان أغادر "
"الان "قالت تمط شفتيها باعتراض
"سأعود اهتمي بنفسك ولا تخرجي وحدك عديني بذلك "
"أعدك قالت تنظر له بينما تضم ساقيها الى صدرها
اقترب منها فهي تبدو كطفلة الان وهي لا تعلم ما يحدث من وراءها قبل قمة راسها
"سأشتاق اليك ...حبيبتي "لقد نطقها الكلمة التي لم يقلها لاحد من قبل قالها لها الكلمة التي كانت تغلي في صدره دون ان يدري من زمن كانت لها هي وحدها
تمسكت به ترفع نفسها اليه لتطبع قبله على خده
"وانا سأشتاق لك "
بعد اسبوع
وقفت سما تتحضر للاجتماع اليوم تتوجه جهودها صحيح انه في الفترة الاخيرة قل عدد النساء الآتيات الى المركز وبوجود الطبيب الجديد الذكور كلهم تحولوا له لكن لا باس المهم ان كل شيء يسير بشكل جيد
أخذ الاجتماع طابع احتفالي خصوصا عنـ.ـد.ما قرر والدها الحضور للتأكد من ان توصياته قد تمت اجتمع الرجـ.ـال في بيت مرعد في ديوان خيمته نظرت لتللك المتسللة بحقد متى اصبح لها مكانة بينهم والأكثر انهم جميعا باتوا يحترمونها حتى اولادها اما مرعد فشيء اخر فنظراته تقول انه تعلق بها كيف يحدث هذا وهما متباعدان حتى انه لم يردها بل هي من رمت نفسها عليه واهلها يساعدوها في ذلك كانهم يروه هبة من السماء لهم
جلست في احد أطراف القاعة تراقب انصراف النساء بعد تحية الطبيبة الحنون حدثت نفسها ساخطة و هي تحاول التمسك بالصبر فما يحدث كثير لقد تهمشت وأخذت تلك الطفيلية مكانها
*********
كانت سعيدة جدا اخيرا استطاعت ان تقدm شيء لهم صحيح انه بمساعدة والدها ومركزه ولكن ما فائدة المركز اذا لم نساعد من يحتاج هذا ما تعلمته من مرعد لقد اخبرها انه شعور لا يوصف ان تدخلي السعادة الى قلب اشخاص يحتاجونها وهي لأول مرة تحس بذلك المشفى الصغير الذي تم إنشؤوه والمنح العلاجية للحالات الصعبة وتطوير المدرسة وبعض منح التعليم أشياء بسيطة جدا امام امل رسم في عيون هؤلاء الأشخاص لقد عملت خلال الفترة السابقة بجهد ومرعد ساعدها بكل امكانياته لتحقق ذلك ابتسمت كم الفرق واضح بين الان وسابقا عنـ.ـد.ما أتت هنا كان يبذل جهده لينغص عليها أقامتها اما الان فالعكس تماما ...فقط اليوم ادركت معنى كلمـ.ـا.ته ان الناس هنا بحاجة للثقة ليتعاملوا معها بحاجة ليشعروا انها منهم وهو فقط من منحها ذلك وجوده جانبها دعمه زواجه منها ولو انه نوعا ما متذبذبا فكرت بغصة سرعان ما ابعدتها فهي لا تريد ان يفسد سعادتها بل سعادتهم شيء ابتسمت للمراة الكبيرة كانت زوجة الشيخ جضعان التي تقدmت منها تضمها شاكرة وتدعو لها
"ادامك الله يا بـ.ـنتي ورزقك انت والشيخ مرعد بالذرية الصالحة ...انت شيختنا ومنا نحن ناسف لما حدث لكني واثقة ان الشيخ مرعد سيعرف من وراء ذلك أرجو ان تسامحينا"
"انا الأكثر سعادة لكوني منكم لم افعل شيء انه واجبنا ...ولكن ما الذي حدث ولما أسامحكم "قالت سما ضاحكة تحاولي ان تفهم ما الذي تقوله زوجة جضعان "ما الامر ؟!"قالت عنـ.ـد.ما ران صمت على الجميع بينما زوجة جضعان تتحرك للمغادرة بعد ان ادركت ان الطبيبة لا تعلم شيء
بينما صبابة كانت قد وصلت حد الانفجار شيختنا ...؟؟؟هذه ال***** شيختهم هل جن هؤلاء الناس كيف يستقبلوها بينهم هل نسيوها هي الشيخة صبابة ارملة عدي كبير الصخور لا والله لن يحدث هذا ابدا ستريها قدرها وتضعها في مكانتها
كانت زوجة جضعان ومع معها اخر المغادرين من النساء لتبقى فقط نساء البيت
****
غادر الوزير والدها ومن معه بعد ان اطمأن على انتهاء العمل في المشفى وتوسعة المدرسة وتلاه المشايخ الآخرين وباقي رجـ.ـال القرية بقي هو وأعمامه وأبناؤهم وأبناء أخيه الثلاثة
كان سعيد بالانجاز الذي حققاه معا هو لن ينكر انها عملت بجد طوال الفترة الماضية تغيرت ...هو يعرف ذلك لم تعد تلك الطبيبة التي التقاها قبل ثلاث أشهر لكن تبقى غصة في قلبه يجب ان يعرف من هو غريمه
ما كادت زوج جضعان تغادر حتى هبت صبابة من مكانها
"يال وقاحتك وقلة حياءك كيف تجاسرت وسمـ.ـيـ.ـت نفسك شيخة انت مجرد متسللة بيننا ..."
"توقفي صبابة لا اسمح لك بان ترفعي صوتك بحضوري "تدخلت حمـ.ـا.تهما
"انا لن اصمت اكثر وانا أراها تزرع نفسها هنا عليها ان تعرف قدرها بان أيامها باتت معدودة نحن لا نريدها ..بعد ان بدات كل الألسنة تلوك سيرتها ."
"من قال لك هذا سما زوجة ابني مثلك تماما وما يحق لك يحق لها ونحن سعيدون بوجودها لا احد يطلب رايك وان كان لا يعجبك سيكون لنا حديث اخر "
دافعت حمـ.ـا.تها عنها فقد اكتفت فعليا من صبابة في السابق لم تكن تتدخل لانها ولا مرة تجاوزت حدودها كان مجرد تعليق استفزاز اما ان تهاجمها علنا وفي حضورها فلا
كانت مصدومة ما سبب كل هذا الكره بالطبع هي ضرتها وقد أفسدت حياتها لكنها صدقا لم تقصد ارادت فعلا ان يحيوا جميعا بوئام تعلم معنى وجود زوجة ثانية ويـ.ـؤ.لمها ذلك لكن تحاول ان تتقبل الامر وتدفن داخلها مشاعر الغيرة لما لا تفعل صبابة مثلها لو انها تحب مرعد لفعلت ....لن تقول شيء شعورها بالذنب اتجاهها يمنعها ماذا عليها ان تفعل ...؟! تساءلت سما بصمت
باستهزاء وسـ.ـخرية انها فرصتها التي انتظرتها طويلا "زوجة ابنك هه؟؟!!! اي زوجة اسالي كنتك أين منديلها اساليها اين ينام مرعد عنـ.ـد.ما يكون دورها ..."
شهقت سما من هول ما قالت انها تشكك بها
رد فعل سما زاد تأكدها "اما ان زواجهما لم يتم او ان مرعد وجد فيها ما ينفره"
"اخرسي هتفت سما فهي لن تسمح لها ان تهينها بهذه الطريقة مطلقا
"كففففففىىىىى "هدر صوت مرعد ليعم الصمت المكان
حاولت ان تستجمع انفاسها الغاضبة نظرت له لم تره يوما بهذا الشكل تشعر انه يحترق عيناه تقدح شرار ايعقل انه غاضب منها لقد اخبرها ان لا تجعل صبابة تستفزها وان تبتعد عنها قدر الإمكان لكنها اهانتها اهانة كبرى لايمكنها معها الصمت
"سما اذهبي الى جناحك "امرها بحزم تعلم انها لن تستطيع معه الرفض او حتى المناقشة لكن لما يعـ.ـا.قبها هي صبابة هي من اخطات حاولت ان تكون احرف على شفاهها
"سما "هذه المرة اتبع قوله نظرة صارمة
"لقد اهانتني لا يمكنني ان انسحب هكذا ببساطة انا لن اصمت هذه المرة "مشاعر حارقة تهدر داخله "سما هدر بأعلى صوته اذهبي الى جناحك وحقك انا كفيل بأخذه لك " كلمـ.ـا.ته الهادرة جعلتها تنسحب لكنها غاضبة تدك الارض بخطوات لن تصمت ابدا عن هذا ....
↚
الثامن اكليل
الفصل الثامن
قبل اسبوع
تحرك رعود ليقف قرب عمه اعلى جرف جبلي بعد ان قادا السيارة لمسافة طويلة
"ما الذي نفعله هنا "سال رعود
"اولا انا اريد ان اتحدث اليك "
"ما هو ثانيا قال رعود بسرعة
"تعلم التصرف بأدب يا ولد "قال مرعد "انا لم انهي حديثي بعد ام لانك تعلم مسار الحديث فانت تريد ان تقطعه"
تنهد رعود ناظرا الى السماء "لقد توقعت انك اكثر شخص سيدعمني "
"لدعمك بماذا رعود "
"انت جربت العشق يا عمي ولا تنكر انا أراه في كل رفة عين لك اعذرني انا لا أحدثك الان كابنك او كابن اخيه انا أحدثك كصديق كما اعتدت ان تعاملنا اعذرني ان وجدت كلامي وقحا لكنك تحب الطبيبة وهي تفعل بالمثل رغم كل الاختلافات والعقبات بينكم وطريقة زواجكما الغير اعتيادية الا انكما أحببتما بعضكما ..."احبها ! فكر مرعد ان كانت مشاعر الحماية ورغبته بتحطيم اي كان الذي تجرا على ذكرها بسوء تلك النار التي اشتعلت داخله عنـ.ـد.ما راها تقف مع الطبيب ومدير المشفى ذلك اليوم الرغبة المـ.ـجـ.ـنو.نة التي تحتويه بمجرد رؤيتها حبا فهو لا يحبها انما يعشقها متذكرًا لها عنـ.ـد.ما قالت احبك جاعلة كل خلية في جسده تنبض لهفة اليها تنهد مبتسما
"انتظر قليلا انا افهمك لكن بالنسبة لوضعك انت ليس الاختلاف هي العقبة الوحيدة بينكما انها مريـ.ـضة ويجب ان تعالج ثم انت تريد ان تتزوجها مقدرا قبولها كانه تحصيل حاصل هي حتى لا تعرفك "
"انا انوي التعرف عليها "
"تأدب يا ولد هل جننت ما الذي تعنيه بان تتعرف اليها "
"اعني ان أزورها في المشفى ..."
"باي صفة "قال مرعد محتدا
"كنت سأطلب من سم اعني الطبيبة ان اذهب .."تراجع في كلمـ.ـا.ته عنـ.ـد.ما رأى غـــضــــب مرعد
"هل هذه عاداتنا التي تربيت عليها رعود هل أصبحنا نستبيح ان تكشف علينا نساء الآخرين "
"لكن يا عمي ان قصدي شريف "
"وان لم يحدث هذا القصد الشريف لأي سبب هل ستتحمل هذا الوزر "
تنهد رعود بيأس "لما لا يحدث سأتقدm منها واطلبها للزواج "
"وموافقتها تحصيل حاصل قال مرعد ساخرا ما الذي يجعلك واثقا من انها ستوافق اسمعني جيدا يا رعود الفتاة كما سبق ان قلت لك مريـ.ـضة وبحاجة للرعاية أمنعك من الاقتراب منها دون اذن سما أصبحت المسؤولة عنها وعن حالتها وهي حاليا في المدينة ان حدث وتمكنت من رؤيتها يجب ان يكون بوجودها اياك ان تسول لك نفسك ان تكون وحدك معها "
لا يمكنه الاعتراض على كلمـ.ـا.ت عمه فهو معه حق لكن على الاقل علم ان سما مسؤولة عنها اي ان هناك همزة وصل بينهما
"انت تلهيني حتى لا سالك عما تخطط بشان ما حدث مؤخرا "
" لقد اخذت بعض التدابير لا تقلق "
نظر رعود لعمه لكنه عرف انه لن يحصل منه على اي كلمة إضافية بخصوص الموضوع فصمت
***********
تفاجات برسالة مرعد على هاتفها يطمئن على حالها وعلى سير العمل مما جعلها تطلبه
"هل انت بخير ؟!"سالته ما ان شعرت بانه اجاب
"وعليك السلام وصباح الخير لك ايضا "أتاها رده هادئا كعادته "كيف يسير العمل "
"بخير قالت بنبرة متشككة
"ما بك سما "
"استغرب سؤالك "
"ما الغريب عادة لا اسال لاني معك أراك كل يوم اما الان فانت بعيدة وأردت ان اطمئن عليك "
"انا بخير ..ترددت لا ينقصني سوى ان اراك "
"وانا اشتاق لرؤيتك ايضا"قال مطمئنا انه لم يصل شيء الى مسمعها "انتبهي لنفسك "
"حسنا سافعل وانت ايضا "
"هل ستذهبي الى المشفى ؟"
"لا اظن قالت بتردد لماذا "
"جيد لا تذهبي ...لاني لا اريدك ان تتحدثي الى ذلك الطبيب "
"لماذا؟"
"لانني أغار "
كتمت بسمة "ولما تغار ؟ ليس بيننا سوى حديث عادي عن المرضى "
"اعلم ومع ذلك آغار لانني لا احب ان ينظر لك اي رجل ولانك اجمل طبيبة في العالم إليست اسبابا كافية "
هل يتغزل بها فكرت تبعد الهاتف عن اذنها وتنظر له تتاكد من ان المتصل هو مرعد
"حسنا !"قالت سما
"حسنا ماذا يا طبيبة قال مرعد شاعرة بصوته المبتسم حسنا يحق لي ان أغار ام حسنا انك لن تتحدثي للطبيب ؟"
"الاثنان "قالت تبتسم هي الاخرى
"جيد اراك على خير قال مودعا لها
اغلقت الهاتف تبتسم ببلاهة وهي تنظر الى السقف قبل ان تنهض لتتجه الى الحمام توقفت قليلا تعقد حاجبيها الماكر خدعها بالكلام المعسول ليحصل منها على الموافقة بان لا تحدث الطبيب ضـ.ـر.بت راسها غـ.ـبـ.ـية هتفت لنفسها لا تنفك تقع ضحية تصرفاته وكلمـ.ـا.ته الرقيقة
أنهى اتصاله يشعر بالراحة نسبيا يبدو ان ام السعد نجحت بما أوكله لها فقد طلب منها بان تحذر كل من ينطق بتلك الكلمـ.ـا.ت ان الشيخ مرعد سيقعده للحق وان تتتبع مصدرها وهو يعلم ان ام السعد لن تخذله وقريبا ستأتيه بالرد فهي تدخل كل بيوت القرية وتعرف الجميع فكر متنقلا بين الحرس في جولة استكشافية لثغور المنطقة
وكان رد ام السعد مفجعا اكثر مما تصور كان اليوم الخامس لابتعاده حين أتاه اتصالها وبصوت متردد أعلمته بما عرفت يشعر بحريق يندلع داخله لان ما عرف يجعل أصابع الشك تتجه الى شخص بعينه وهو اساسا كان يشك منذ البداية لكن الان تاكدت تلك الشكوك وليس عليه سوى ان يواجه ليعرف الحقيقة كاملة
تعلل بانه يريد ان يتفقد المركز الأمني ليترك رعود ويغادر يجب ان ينتبه لكي لا يعرف صقر وصخر بالأمر لذا لم يعلم احد بانه في القرية واتجه مسرعا الى البيت الذي يقصده مساء ليضمن وجود غايته دخل بترحيب من عساف رجل البيت وجلس في ديوانه منتظرا ان يقدm له القهوة ليضع فنجانه امامه دون ان يمسه دلالة ان له طلبا عنه
"حياك يا شيخ مرعد اطلب ما تريد"
"اريد ان اتحدث الى زوجتك وابـ.ـنتك بحضورك بالطبع "
نظر الرجل الى مرعد مستغربا الطلب
"لدي سبب مقنع لذلك فقط احضرهما ويمكن ان أحدثهما من وراء حجاب "
"لا اعرف سبب طلبك لكن حياك يا شيخ "قال عساف ناهضا ليطلب من زوجته ان تحضر وان تبلغ ابـ.ـنتها كذلك الانتظار يكويه بحرارة فهو يريد التأكد من شكه الذي يشتعل في راْسه
دخلت المرأتان متشحات بالسواد وتغطيان نصف وجههما طريقة وقوفهما المهتزة جعلت مرعد يدرك تورطهما بعقله الأمني
"هل تعرفان عقـ.ـا.ب من يذكر الأشخاص بالسوء "سمع شهقة خرجت من احدهما ليتأكد تماما بصحة حدسه
"اذن دعونا لا نطيل الامر أخبراني بِمَا حدث بصدق وانا أعدكما بان لا اجلسكما للحق "
انهارت سهاد جالسة بينما صيتة نشجت باكية
"والله يا شيخ لا علاقة لنا بالأمر انها الشيخة صبابة من طلبت منا ذلك "محاولة ضبط نفسه
"بماذا إمرتكما "سال مدعيا الهدوء في صوته
بدات صيتة تخبره بانها طلبت منها ان تشيع في القرية ان الطبيبة قـ.ـا.تلة وأنهم يرغبون في طردتها وطلبت من الجميع عدm التعاطي معها والتضييق عليها
بينما سهاد أخبرته بما سمعت بين سما ووالدتها والذي نقلته لصبابة التي طلبت منها ان تشيع للجميع ان الشيخ يعوف زوجته ولا يريدها "
قابضا يده بغل يرغب بدّق عنقهما لكنهما نساء ومنذ متى نرفع يدنا على النساء لكن ما قهره اكثر هي صبابة هل يعقل ان يبلغ بها الحقد لان تؤذيه وتؤذي عشيرتها باكملها بتلك الكلمـ.ـا.ت التي أخرجتها ...هل يعقل ان صيته وسهاد تكذبان لتبرآ نفسيهما ربما فكر مرعد وربما لا ، يمكنه الجزم
"حسنا ان ثبت صدق كلمـ.ـا.تكما فانا لن أقاضيكما لكن ان ثبت انه كذب فلا شيء سينجيكما "
هبت المراة الاكبر من مكانها تريد الوصول ليده لتقبلها"ارجوك يا شيخ نحن لا نستطيع الرفض لاوامر الشيخة صبابة فهي ستطردنا"
"أنتما لن تدخلا بيتي بعد الان تعللا بالمرض التعب اي شيء لكن أياكما ان اراكما على عتبة بيتي وراتبكما سيأتيكما كالمعتاد ..."
بكت صيته وسهاد "اننا لا نستحق ذلك "قالت سهاد من بين دmـ.ـو.عها
"هذا مؤقتا حتى اتاكد من صدق ما قلتما "
"والله انه الصدق "
"سنرى لكن أياكما ان يعلم احد بذلك وخصوصا صبابة او انكما ستخسران براءتكما من الامر وعندها لن يرحمكما شيء "قال ناهضا ليغادر
"يا شيخ القهوة "هتف عساف ليتناول مرعد الفنجان من يده ويشربه دلالة على انتهاء الاتفاق
********
نار ...نار تستعر داخله ابنة عمه تريد ان تضع رأسهم في الوحل وكل هذا من اجل مركز ومكانة لم يأخذها احد منها فهي ستبقى دائما ام الصقر الذي سيكون خليفته في العشيرة ودائما ستكون كرامتها محفوظة ما الذي تريده اكثر ايعقل انها بهذه الحماقة لتفعل ذلك يكاد راْسه ان ينفجر ربما صيته وسهاد تكذبان لكن لا شعوره يصدقهما يا ويل الويل لو كانت صبابة وراء الامر
٨*٢
ما ان اطمأن آلى ذهابها حتى مد يده لصبابة التى كانت تنظر
بشمـ.ـا.تة وانتصار
ساحبا اياها الى مجلس الرجـ.ـال حيث أعمامه وابناءهم وابنائها وإخوتها على اثر تصرفه الغريب لحقته والدته بعد ان أمرت زوجات أحفادها بالبقاء في اماكنهن
"الان يا صبابة حسابك ثقل معي كثيرا انت لم تكتفي بنشر الاقاويل والشائعات عني وعن زوجتي بل تماديت لتهينيها في بيتها لم أعد احتملك اكثر ولن افعل بعد الان انت طــالـــق "
تعالت همهمـ.ـا.ت الرجـ.ـال بين الاندهاش والاستهجان
بحقد وقلة تفكير "هل طلقتني لاجل هذه ...ولما انا لم اقل سوى الحقيقة "
شاعرا بغـــضــــبه يتضخم اكثر وأكثر
"عن اي حقيقة تتحدثي ...دعيني انا اقول بعضا مما يجب ان يعرفه الجميع صبابة ليست زوجتي بين شهقة والدته ونظرات عمه والدها وابناءها المصدومة اكمل لقد عقدت عليها لكنها لم ترد ان يتم زواجنا لذلك خلال العشرون عاما الماضية كان كل ما بيننا مجرد ليلة نات بنفسها عني بعدها وانا تقبلت هذا لأجل ابناء اخي ..وعنـ.ـد.ما أردت الزواج عرضت عليها ان افعل ما تريد حتى لو ارادت ان أكون زوجا لها لكنها رفضت وانا احترمت قرارها كرامة لأخي وكرامة لأبناءه الذين هم اولادي لم اقصر يوما معها في شيء وبعد كل هذا تاتي الطـــعـــنة منها تدور بين البيوت وتسيء لعائلتي لا هذا ما لن أتحمله والأكثر ان تشككي بعفة زوجتي هنا وننتهي ما حكم من يقذف الآخرين يا عمومتي "
قال ناظرا لعمومته ولوالدها خصيصا الذي اخفض راْسه مصدوما من ابـ.ـنته لدرجة لجمت لسانه كان سيعاتب مرعد على قراره لكن الان كيف له ان يفعل
"لخاطرك عمي انا سأكتفي بطـ.ـلا.قها وجودها هنا سيسبب مشاكل اكثر "
تبع ذلك استهجان أعمامه الباقين بينما ابناء أخيه كان الصمت مخيما عليهم انها والدتهم وهو لن يهينها اكثر من ذلك فقط لو ياخذها والدها ويرحل
بدات تدرك ان الامور دارت عليها "لقد كـ.ـسرتوني لما يمـ.ـو.ت زوجي لما احرم منه لما اتزوج من أخيه ولما يتزوج هو وياتي بامرأة اخرى تاخذ كل شيء ...لما لم تتركوني وحـ.ـز.ني لما لم أبقى ارملة كبير الصخور لما لم أبقى الشيخة "
"انت مـ.ـجـ.ـنو.نة هتف والدها بها وهو يهزها لابد انها معتوهة الا تدرك ما فعلت ... زوجك انتهى اجله انه شيء بيد الله ولم يجبرك احد على الزواج من مرعد انت من صمم على البقاء في بيته لم ادرك وقتها لما لكن عرفت الان ان كل همك كان المكانة والجاه اتساءل كيف صبر عليك طوال تلك السنوات بينما انت تسكنين بيته وتحملين اسمه وتطـــعـــنيه."والدها لم يعد يتحمل غــــرورها وتعنتها اكثر من ذلك لقد صغرته امام اخوانه ليس هو فقط بل اخوانها وأبناءها ايضا وهي لا تزال مع جنونها مستمرة بذلك
"خذ ابـ.ـنتك مكرم لقد اكتفينا من ترهات النساء هذا موضوع طال وآن ان ننهيه ليس نحن من تلوكنا الالسن بسبب غيرة وكلام فارغ لنعلق الموضوع الان وللأبد من يمس مرعد يمسنا كلنا "
هدر الجميع بالموافقة ليجعلوا الامر بينهم يكفي فضائح اعلن عّم اخر
والدته واقفة عند مدخل القاعة غير قادرة على الحراك لقد صدmت لسنوات وهي تمنى نفسها بابن لمرعد حتى باتت تشك انه يعاني من شيء لتكتشف انه طوال السنوات التى مرت كان يحرم نفسه لاجلها ولأجل ابناء أخيه
كم ارادت ان تهجَّم على تلك الشمطاء صبابة وتجرها من شعرها لكن انتقام الله اكبر لقد انتهت من حياتهم للأبد
البساط يسحب من تحتها ستخرج دون شيء بعد صبر كل السنوات السابق ولكن لا هو لا يستحق ان يكون كبيرهم كبيرهم زوجها المتـ.ـو.في ومن بعده ابنه صقر مرعد لا يجب ان يبقى وهي ستفعل المحال لتبقى مكانتها كما هي
"حسنا ...انا لم تتزوجني لان لم أرد ماذا عن سما لما تعوفها لما لا تنام في جناحك عندها هل ابعدتك هي الاخرى ام انك لم تكمل جملتها امتدت يد اخيها لتصفعها قبل ان تكمل كلمـ.ـا.تها المسمومة
لقد تجاوزت كل حد هذه الامور لا تقال كيف تجرأت
والدته رات ما يحدث كاتمة استهجانها بيدها تخشى ان تقول شيء
بينما تقدm احد ابناء عمـ.ـو.ته عنـ.ـد.ما رأى النار تكاد تخرج من عينيه
"فداك يا ابن العم لا تنصت لجنونها"
" لم اظن يوما ان اهلي لا يأخذون كلمتي كمرجع بل انهم يصدقون النقيصة علي"
"ما عاش من يفعل يا عمي "هتف رعود اصغر ابناء أخيه
"لقد عاش يا رعود ...اجابه مرعد بقهر اني ارى التساؤل في عيونكم يا عزوتي "
"حاش لله يا بني هتف عمه والدها مصعوقا مما يحدث لو أردت ان أهدر دmها فعلت للتو احكم عليها بالذي تراه ونحن معك انت كبيرنا ولن نرد كلمتك "
همهمـ.ـا.ت الموافقة طغت على المكان بينما ابناء أخيه يقفون الى جواره "نحن معك يا عّم في اي شيء "
"كلنا معه لقد أتت صبابة بهتانا كبيرا انت لم تهيني كبيرنا فقط بل حاولت ان تفرقي عشيرتنا لقد انتقصت من قيمتنا ستخرجين من بيتك وتعيشي في بيت في أطراف القرية "كان هذا حكم احد الأعمام بينما الباقيين يتحدثون بالموافقة عليه هدر مرعد وقد طغى الغـــضــــب على صوته يعرفونه هو لن يهدأ الان ولن يهدأ بسهولة صمت خيم على القاعة بينما والدته تراقب ابنها وهو يكاد ينفجر غـ.ـيظا " لا..، هذا لا يكفي بكل وقاحة سالت زوجتي عن منديلها وجه كلمـ.ـا.ته لصبابة منديلها معي وانت من ستعليقه على سطح المنزل بنفسك ...وحكمي عليك هو الجلوة عن قريتي كلها لا اريد ان اراك هنا ستخرجين غدا في وضح النهار ليعلم الجميع انك كذبت وخنت اهلك "
"وأبنائي ...حاولت ان تناور للمرة الاخيرة
"نحن مع والدنا مرعد هتف اكبر اولادها صقر وانا من ساخرجك بنفسي "ملتفا هو وأعمامه وابناءهم واخوانه حول عمه يسترضون خاطره ويؤكدون انهم معه في كل شيء
مشاعر الانهزام والانحطاط تعاظمت داخلها لم يعد لها شيء لا جاه ولا مكانة كل شيء انهار ما أبقته لسنوات أتت تلك الدخيلة وأخذته حتى ابناءها خسرتهم للأبد فخطاها قـ.ـا.تل لقد اعتدت على عشيرتها وشوهت صورتها والان هي ستطرد وتبعد كحـ.ـيو.ان اجرب لا يرغب به احد
٨*٣
حانقة غاضبة لقد تجاوزت صبابة كل الخطوط اليوم إهانتها وهو اكمل الباقي
لما يرسلها الى جناحها كطفلة صغيرة مشاغبة لن يمر الامر بسلام
انتظرت لوقت طويل قضته تذرع الغرفة ذهابا وإيابا تريد ان تعرف ما الذي يحدث في الأسفل كانت أعصابها على الحافة عنـ.ـد.ما سمعت خطوات تقترب من مدخل جناحها لابد انه هو
وقفت وسط غرفة الجلوس متحفزة تنتظر دخوله الذي اتي متباطئا
كان هناك غـــضــــبا يائسا رسم على محياه يبدو كانه فقد شخصا ما ألقى سلاما خافتا قبل ان يرمي نفسه على اول مقعد وجده في طريقه
"ما الذي حدث لما أرسلتني الى جناحي لما اسكتني ولم تدعني ..."
"سما كفى ...لا اريد التحدث الان دعي كل شيءللغد"قال دون ان يرفع راْسه الذي رماه الى الخلف باعياء
"بالطبع عنـ.ـد.ما يتعلق الامر بي يجب على ان اصمت يجب ان اهان واسكت ببساطة "
"سما قلت كفى "
"لا انا اريد حقي الذي منعتني من اخذه "هي تخرج كل غـــضــــبها وإحباطها " لا يوجد ما يبرر إهانتي بتلك الطريقة انت لا تتوقع مني ان ادع الامر يمر هكذا"
تنهد محاولا التمسك بقليل من الصبر هو فعلا يريد ان يهدأ لا يريد ان يخرج غـــضــــبه امامها ليتها فقط تترك الامر الليلة وغدا ستدرك كل شيء
"لا تخافي حقك سيصلك كاملا ..فقط دعي الامر الليلة"
"وعود..وعود لا ارى منها شيء انت لن تعاملي ابدا كما تعاملها انا بالنسبة لكم جميعا دخيلة ألقت نفسها عليك وانت بكرمك تقبلتني لكن عنـ.ـد.ما يجد الامر تختارها هي وابقى انا المتسللة كما دعتني حقي سيصلني وكأني سأصدق لقد اكتفيت من كل هذا اعلم فرضت نفسي انني تزوجتك دية وكل تلك الكلمـ.ـا.ت عن الزوجة الثانية وإني سارقة وبلابلابلا ...لكن كرامتي فوق كل شيء وانا أهنت ولن أتحمل ذلك "
هل لمحت نارا في عينيه نظرت الى مفاصل يديه التي انت وهو يقبضها على جوانب مقعده
"توقفي عن ترديد هذا انت زوجتي ولا احد يستطيع ان يمس كرامتك وحقك انا قادر على رده لك ام انك لا تثقين بذلك "
كورت فمها بغـــضــــب رافضة ان تجيب دائما يخدعها ويراضيها بهذه الكلمـ.ـا.ت الكبيرة ثم لا يحدث شيء والآن يرهبها بدور الغاضب الذي يتقمصه
عنـ.ـد.ما امتد الصمت لدقيقة بينما تلف ذراعيها امام صدرها رفع نظره اليها كان هناك شيء من الخيبة الاحتقار وهو ينظر لها فكرت سما كالعادة هي المخطئة وعليها ان تعتذر لكنها لن تفعل
فكرت بعناد
"جوابك وصلني يا طبيبة ...ما دامت الثقة معدومة فلا شيء اكثر ليقال"
"ما معنى هذا "
نظر لها قبل ان يحرك راْسه بيأس ويغادر
٨*٤
تحركت منزعجة اثر نومها الغير مريح رفعت راسها تمسد رقبتها ناهضة عن سريرها الساعة تجاوزت السابعة هو لم يعد ضـ.ـر.بتها الفكرة لتجعلها تسيقظ تماما هذا يعني انه ذهب الى صبابة انتفضت مسرعة لتغير ملابسها وتخرج لتلحق بالباقيين
حركة المنزل غير طبيعية هناك أمرا ما ، ما ان رأتها احدى العاملات حتى ابتسمت في وجهها باشراق "مبـ.ـارك يا طبيبة"
مبـ.ـارك ؟؟!!! على ماذا
"شكرًا لك "أجابت بحياد متوجهة الى الدرج المؤدي الى قاعة المنزل
استقبلتها حمـ.ـا.تها بترحاب
"تعالي يا عزيزتي "
تقدmت تحت ذراعها الذي التف حول كتفيها محتارة لا تفهم شيء
فرحة وراية ابتسمتا بوجهها لكن كان يبدو ان هناك أمرا ما ليس جيدا كما يبدو هي لا تفهم شيء لما هذه التبريكات ما الذي يحدث
فكرت قبل ان تجفل من صوت الرصاص المتلاحق في الخارج
"ما الذي يحدث انا لا افهم شيء"توجهت بالسؤال لحمـ.ـا.تها التي ابتسمت باشراق
"انت لا تعلمين ما حدث اجلسي لأخبرك وبدات تقص عليها ما غاب عنها من احداث الليلة الفائتة
*******
صبابة تطلقت وأبعدت ...وعلقت المناديل البيضاء على سطح المنزل لاجلها ما قصة المناديل معهم لا افهم.....
حسنا هذا ما جعله غاضب لانه استرد حقها لكن كيف لها ان تعلم انه فعل ....ام تراه غاضب لانه طلق صبابة تبا لما لا يخبرها اي شيء لما تكون دائماً اخر من يعلم .....فكرت وهي تنظر للنساء اللاتي أتين لاجل الوليمة المعدة على شرفها يبدو ان اليوم لن ينتهي
مبـ.ـاركات مرة اخرى الان بعد مرور شهرين على زواجها فكرت بلا اهتمام قبل ان تعود وتدرك تبا كيف لم تنتبه كم مر على زواجها الفعلي لقد حدث ذلك في فترة إخصابها الاخيرة اي قبل أسبوعان وفترتها٢٥يوم اي انها تأخرت ....تأخرت فتحت هاتفها لتتأكد يا ألهي اربعة ايام كيف كانت بهذا الاهمام ايعقل انها حامل ؟؟؟!!
*******
مرت الساعات كأنها لن تنتهي ابدا تريد ان تعود لجناحها لتتأكد ترى كيف ستكون ردة فعله هل سيسعده الخبر لابد انها تهذي انها لم تعرف بعد وها هي تفكر به ...لن اخبره قبل ان احصل على النتائج كاملة
*********
تحترق غـ.ـيظا وهي تخرج من البيت الذي دخلته عروس ولفترة طويلة كانت سيدته الان تغادره بعار تاركة كل المكانة والجاه لتلك الوصولية
كم تمنت ان يكون عنقها احد أعمدة السطح عنـ.ـد.ما كانت تلف المناديل البيضاء
لكن كيف متى أتم زواجه منها فكرت بغـ.ـيظ لقد استطاعت الوصول اليه وتملكت كل شيء تجاهلت نظرات الجميع حولها حمدا لله ان سما غير موجودة يكفيها مذلة وبخطوات حاولت ان تبدو بها غير مبالية وان تظهر ان لا شيء مما فعلوا قد اثر بها
من تخدعي صبابة لقد انهزمت وطردت وها انت تغادرين وحيدة حتى اولادك تخلوا عنك ما ان دخلت سيارة صقر حتى انهار تماسكها الواهي تماما وانسابت دmـ.ـو.عها بغزارة وهي تهاجم صقر بضراوة الذي قاد سيارته بسرعة مبتعدا بينما هي تلقى نظرة اخيرة على البيت الذي شهد افضل ايام حياتها ولن تراه بعد الان ابدا
"لم تقف الى جانبي لقد بعت امّك واشترت تلك الحقيرة كيف تفعل بي هذا كيف "
صرخت به صبابة
"توقفي امي قال بهدوء اولا زوجة عمي ليست حقيرة ...وانا محال ان أبيعك انت امي ولن استغنى عنك ابدا لكن عليك ان تفهمي ان ما فعلته كان خطا كبيرا انت لم تسيئي لسما فقط وانا اقول ذلك لان سما أصبحت منا قاطعها عنـ.ـد.ما ارادت الاحتجاج لا امي انها منا زوجة عمي لم يكن عليك الاساءة لها وبتلك الطريقة الهي قال غاضبا لقد اسأت لنا جميعا كيف لم تفكري بذلك ...ثم الم تفكري بعمي مرعد عنـ.ـد.ما قلت ما قلت انه والدنا وما يمسه يمسنا هل ظننتي انني قد أتخلى عنه وهو من رباني والأكثر بعد ان عرفت انك حرمته من حقه كرجل وحرمته من ان يكون له اولاد ضـ.ـر.ب عجلة القيام ناقما كل تلك الفترة والجميع يظنه غير قادر على الإنجاب عنـ.ـد.ما اتذكر كيف كان الجميع يدعون له بالخلف الصالح وهو يجيب ان يدعو له بان يبـ.ـارك له فينا ..... مهما فعلت لن اوفي عمي حقه يكفي صبره طوال تلك السنوات دون ان يسيء لك بكلمة ...وبعد ذلك هل تعلمي ما قال لي ...لقد أوصاني بك قال مهما حدث هي امّك وعليك وصلها ماذا فعلت بِنَا امي انا حتى لا أستطيع رفع عيني به تنهد بغـــضــــب ... قاطعها مرة اخرى عنـ.ـد.ما ارادت التكلم فهو لا يريد ان يسمع شيء ...كفى امي ساوصلك لبيت خالك لقد كلمته وسازورك انا وإخوتي اتمنى مع الأيام ان يزول اثر ما حدث وتهدأ الامور اما الان أرجوك انسي الامر ولا تبكي لانه الدmـ.ـو.ع لن تفيد بشيء "
مجترعة كاس النـ.ـد.م صمتت صبابة فأمامها ايام كثيرة ستقضيها وحيدة ومبعدة ...لقد خسرت كل شيء ولن يفيدها مهما قالت لم يعد هناك ما يقال
٨*٥
أمسكت الجهاز الصغير بأحكام تنظر له بمشاعر مختلط هي حامل ...ابتسمت تضع يدها على بطنها بحماية وتمسدها برفق كانها تهدهد طفلها انها تحمل ابنه جزء منهما الاثنين يمنو داخلها وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها السعيدة ترى ماذا سيقول عنـ.ـد.ما يعرف كيف ستكون ردة فعله هل سيسعده ذلك
ام انه سيتلقى الخبر بطريقته الهادئة المعتادة فهو لا يمثل له اي فرق
هل وجود الطفل بينهما الان شيء إيجابي قد يزيد الامور تعقيدا اختفت بسمتها وتغيرت ملامح الفرح على وجهها ليحل مكانها الشحوب
يا الهي ماذا لو كان لا يريد ان يكمل معها لن أتحمل ان يبقيني لاجل الطفل فكرت سما بمرار تحاول ان تستجمع نفسها لتعرف كيف ستتصرف
لن تخبره اولا عليها التأكد بتحليل مخبري ثم اجراء حديث مطول وبعدها ستقرر ماذا ستفعل
**********
تقدm من وقفته بخطى خجلى
"عمي مرعد "
"تعال يا صقر بدا ان صوته اخرجه من شروده
"عمي ...
بقلق "ما بك صقر هل ...حدث شيء لوالدتك "
تنهد صقر "لا عمي انها بخير ارجوك لا تكن مراعي بهذه الطريقة انا ....وإخوتي ...خجلين منك ..نحن ..
ملاحظا تلعثمه "كفى صقر كيف لا اكون مراعيا انتم اولادي ولا شيء يمكنه تغيير ذلك مهما حدث اما أنكم خجلين لما ؟؟! ما حدث لم يكن بيدكم انه شيء وانتهى وانتم دائما ستبقون اولادي ...ابتسم ليخفف من حدة الموقف حتى لو كان الفارق بيننا صغير انا لا اريد ان اظهر عجوزا لكنكم فعلا كذلك "
رد صقر الابتسامة له فعمه يحتويهم كعادته ويخفف عنهم مهما كلفه الامر وحتى لو على حساب نفسه
"كنّا نفكر بترك بيت العائلة لك ..."
"ماذا ؟"
"اعني ان عددنا كبير وانت وسما تريدان تأسيس عائلة ومن حقكما ان يكون لكما بيت يخصكما ولا اريد ان يكون وجودنا مصدر ازعاج لها "
"انا لم اشتكي والبيت كبير ويكفينا جميعا هذا بيتكم وبيت جدكم ووالدكم وبيتي ونحن سنعيش به معا وجودكم لا يؤثر على حياتي مع سما هذا هراء لا اريد سماعه لا منك ولا من غيرك وهذه نهاية الامر "
اقترب صقر ليضم عمه شاعرا بان هما كبيرا ازيح عن كاهله كان قلقا بعد ما حصل ان يمثل وجوده وإخوته عبء على عمه لكن كالعادة مرعد يثبت كم هو عادل وقبل كل شيء كم هو ملتزم اتجاههم
"اه ...لقد نسيت قال صقر جدتي كانت تحاول التحدث إليك كانت قلقة عليك وعلى سما تقول انها في غرفتها منذ غادرت النساء الى الان وعنـ.ـد.ما سالت عن حالها أجابت انها متعبة "
سما فكر مرعد لابد انها تريد تفسيرا مفصلا لكل ما حدث انها مواجهة طال تأجيلها وعليه ان ينهيها اليوم
٨*٦
دخل جناحه لتلاقيه برودة جافة كانه فارغ لكن لا شيء تغير الاثاث مكانه وضوء شحيح من غرفة النوم وحركة بالكاد تسمع عرف منها وجود سما أغلق الباب بهدوء قبل ان يتوجه الى اقرب مقعد ليجلس منتظرا ان تكتشف وجوده فمتعة مراقباتها دون علمها لا يضاهيها شيء
****^
استغرقت بالنوم ايعقل ان أعراض الحمل بدات فكرت وهي تسحب نفسها من الفراش متجهة الى الحمام شاعرة باعياء وغثيان مريع الم يقولوا انه غثيان صباحي لما تشعر به الان ربما مائدة الغداء الدسمة هي السبب
أزالت الفوضى التي سببتها وأخذت حمام طويل دافيء خرجت بخطوات ثقيلة سببها الدوار الذي يجتاحها وبدات باختيار ملابس دافئة فهي تشعر ببرد لاتفهم سببه
*******
↚
مراقبا تحركاتها البطيئة داخل الغرفة يوجد شيء غريب فهي تبدو فاقدة لحيويتها المعتادة كأنها تجبر نفسها على التنقل
هذه رابع علبة عطر لم تعجبها جميعهم يبدون بلا رائحة او يثيرون اشمئزازها بمجرد تنشقها لمحة علبة المسك الخاص بمرعد والتقطتها لسرعة لتغرق انفاسها برائحتها ودون شعور وجدت نفسها تضع منها كمية كبيرة فقد بدت شهية وغنية جدا حتى انها غيرت مزاجها المحبط وبدات تدندن لحنا سعيدا وهي ترتدي ملابسها بسرعة
مندهشا للتغير الذي طرأ عليها ابتسم هذه أشارة جيدة على الأقل هناك شيء تحبه يخصه
أمسكت شعرها لتضعه على كتفها وتبدا بتسريحة وجذبته لترفعه
متذكرًا ملمسه الغجري تحت يده
"اتركيه"
قال من مكانه لتنتفض هي مجفلة من صوته الذي باغتها وتقف في مواجهته
"ستصيبني يوما بسكتة قلبية "
"ابعدها الله عنك "
يال خفة الظل فكرت سما يغيب وياتي ليمزح بكل بساطة
"اذن عدت اخيرا"
حوله بتسلية "يمكنك قول هذا "
"اين كنت بالامس بما انك لم تكن عند صبابة فأين ذهبت"
"كنت في خيمتي"
"حسنا !!"كل كلمة يقولها تزيدها غـــضــــبا وهو يعلم ذلك من وقفتها المتحفزة في مدخل الغرفة
"تعالي سما "قال متنهدا ..لمعت عيناه بطريقة تعرفها جيدا
"لا ...انت دائماً تنهي اي نقاش بيننا على طريقتك لكن ذلك انتهى قلت انك كنت في خيمتك وصمت أليس لديك شيئا تقوله لي عما حدث بعد ان أمرتني بالمغادرة "
تريد جدالا "ما الذي تريدين معرفته " قال بصبر
"كل شيء "
"لقد طلقت صبابة وتم ابعادها وبهذا اكون رددت لك حقك أليس هذا ما يهمك خصوصا انك لم تثقي بي جديا لارده لك "قال بشيء من العتب
"هل تسمي ما حدث اليوم ردا لحقي انها اهانة تعلق دليل عفتي على الملا قل لي كم امراة شوهد دليل عفتها هنا ثم تاتي بكل بساطة تعاتبني على عدm ثقتي بك ؟؟! ماذا فعلت لاثق بك انت لا تخبرني اي شيء هل تتصور مشاعر الغيرة التي كانت تنهشني وانا اتخيلكما معا لقد مثلت دورك بكل براعة كنت تقضي يوم ويوم على اساس انك عندها وانت لم تكن مضطرا لذلك بينما انا هنا احترق مع انه بكل بساطة كان يمكن ان تخبرني انكما ليسا زوجين انا لا اعرف عنك اي شيء لا اين تذهب ولا ما تفعل ولا شيء تاتي فجاة وتختفي فجاة وليس لي الحق بسؤالك حتى فلما اثق بك لقد حضرت بالامس وجلست في ذات مكانك هذا دون ان تخبرني اي شيء مع ان ما حدث شيء مصيري ويمسني ويمسك ايضا ولكنك لم تكلف نفسك عناء ذكره لي ...انا زوجتك مرعد ولست نفرا تحت أمرتك تخفي عنه اسرار عملياتك اني اتساءل احيانا ان كنت ستعود لي يوما ما مصاب كتلك الليلة او ربما ...قالت شاهقة بينما دmـ.ـو.عها خـ.ـنـ.ـقتها فلم تستطع الإكمال انا لا أستطيع ان احيا هكذا لا أستطيع ان انام بجانبك وانا لا اعرف عنك شيء انت غامض بالنسبة لي ككتاب مغلق لا اعرف ما فيه وفوق كل ذلك لم تخبرني بما سمعت عني وتركتني اخرج الى القرية كل يوم اتابع عملي وعمل المدرسة دون ان تقلق نفسك بما قد يحدث لي لو سمعت هذا الكلام من احد او اذا سالتني احدا النساء عنه يا الهي انا حتى لن استطيع السير في القرية بعد كل ما حدث الخزي والعار يملأني "قالت تخرج كل ما داخلها
المته كلمـ.ـا.تها بشـ.ـدة بينما بقي هو جـ.ـا.مد الملامح يحاول السيطرة على غـــضــــبه مما قالت زوجتك !! وكأنه لا يدرك ذلك انه الشيء الوحيد الذي يعرف ويجعله متماسكا هو الشيء الوحيد الذي يجعله حذرا متباعدا بعض الاوقات لانه لا يريد ان يـ.ـؤ.لمها او يجـ.ـر.حها يعلم ان حياته قاسية وهي معه تتنازل عن الكثير الذي تستحقه فعلا لكن ما يفعل هذه عاداتهم حياتهم لقد حاول بكل قوته ان يمنحها كل ما لديه وها هو يصل الى الحافة التي كان يخشى ان يصلها هاهي تقول انها لا تستطيع ان تحيا حياته هي ابدا لن تفهم اسلوبهم حاول مستمـ.ـيـ.ـتا ان يهيئها لمكانتها كزوجة له شيخة لتأتي اليوم وتعتبر عاداتهم اهانة لها كم امراة في القرية شوهد دليل عفتها!! كلهن تقريبا انها تشريف بالنسبة لهم لكنها لا تدرك وكيف ستفعل ؟!
**********
لقد حاولت فعلا ان تكون معه اعطته كل ما تستطيع ومع ذلك بقي مغلقا امامها بعيدا فقط لحظات مسـ.ـر.وقة هو ما منحها اياه كم تمنت ان يشاركها اي شيء غير الاهتمام بالمدرسة او المركز الصحي او اي امر عام مع انها سعدت وقتها بتلك الحوارات التي تبادلا عن تطويرها هل هي بالنسبة له مجرد اداة لتساعد اهل قريته نكست راسها بيأس ...لا فائدة سما هو لم يردك ابدا هو تزوجك مجبرا بسبب عاداته ولسانك الاحمق حتى انه لم يقربك الا عنـ.ـد.ما طلبت هل تريدي دليلا اكبر على انه لا برغبك ..صبابة التي تزوجها منذ عشرون عاما طلقها ببساطة وهي ابنة عمه وام اولاد أخيه ماذا عنك هل تظني انه قد يحتفظ بك اكثر ...ربما انه الان نادm على طـ.ـلا.قه ويتمنى عدm وجودك لانه لولاك لما حصل
كتم حنقه ونظر اليها وهي تُمسح دmـ.ـو.عها بغـــضــــب قبل ان تفارق عينها وبعدها انزلت راسها ليغطي شعرها ملامحها لقد ملت وياست من الحياة معه كان يعرف انها ابنة مدينة راقية متحررة لن تتحمل ان تعيش في قرية صحراوية بسيطة بعيدة عن كل مباهج الحياة ما الذي يجبرها ان تبقى معه ...كم تمنى لو يسطيع ان يضمها الان يبعد شعرها عن وجهها
"ما عاش من يبكبيك او يشعرك بالعار وانا على وجه الارض ...وما كان عليك ان تشعري بالغيرة منها لم أعطك سببا لتفعلي " وتقدm يضمها بينما هي تكافح ضده بغـــضــــب
"لقد عاشت مرعد وإهانتني وذلتني وانت ساعدتها"
"كيف تقولين ذلك "هدر مرعد بها
"انا لا استطيع ان احيا هذه الحياة لا يمكنني ان اكون مجرد شيء في حياتك "قالت من بين شهقاتها
"ما الذي تريديه سما ...خرج صوته خشنا لا اظن انتي قد قصرت معك يوما هذه طبيعة حياتي القسوة والخشونة جزءا منها ولا يمكنني ان أغيرها"
عضت على شفتها حتى المتها لا تريد ان تخرج شهقتها المجروحة لا يوجد سوى معنى واحد لما يقول هذه حياتي وان لم يعجبك فاذهبي لااا هي لن تتحمل ان تسمعها منه
"اريد العودة لبيت ابي"
"لا يوجد لدينا نساء تغـــضــــب الى بيت ابيها "قال مرعد واقفا يحاول ان يتحكم بغـــضــــبه
"ثم لدي امر اكلمك به أسرارنا لا تشاركيها مع احد سما انت أخبرت والدتك ان زواجنا لم يتم وهذا كان بداية الخطا "
"اها قالت سما بغـــضــــب القي علي اللوم الان لاصبح السبب "
"انا لم اقل ذلك "احتد مرعد فهو فعلا لا يريد الشجار معها هو يريد ان ينتهي من هذا الكابوس لقد تحملت كثيرا وهي لم تعد تطيق المزيد لا يريد ان يعيدها الى بيت والدها حسنا بحركة مـ.ـجـ.ـنو.نة قفزت سما لتصبح امامه أمسكت طرف شماغه بحركة مباغته "طلبت يا شيخ اعدني الى بيت ابي
قالت قبل ان تدخل الغرفة وتغلق بابها وتلقي نفسها منهارة باكية على السرير البـ.ـارد
٨*٧
مجترعا ريقه يشعر بطعم المرار يكاد ان يخـ.ـنـ.ـقه غير قادر على الكلام كيف فعلت ذلك الى هذا الحد لم تعد تطيق البقاء ...
تحرك محدثا الباب المغلق بينهما كانها اغلقت كتاب حياته سعادته قصيرة العمر
"جهزي نفسك سأنتظرك في مدخل جناح..ن عاد وغير ال كلمة لم يعد جناحنا بعد الان الجناح"
لقد انتهى كل شيء هو حتى لم يحاول ان يغير رايها نهضت غاضبة لن يرى دmـ.ـو.عها ان كان لا يهتم لاجلها هي ايضا لن تهتم
حضرت حقيبتها البسيطة وضعت بها ما وصلت اليه يدها بسرعة
وخرجت
"انا جاهزة قالت تنظر الى اي شيء الا هو تناول الحقيبة منها و
تحرك يسبقها على الدرج الذي بدها لها طويل بلا نهاية وهي تشعر بثقل خطواتها عليه كان اقدامها ترفض الانصياع لها ولا تريد المغادرة
متحاشيا النظر لها سبقها لتلاقيه والدته في القاعة نهضت مسرعة ما راتهما
"ما الامر سالت بقلق وهي تنظر الى الحقيبة التي يحملها
"سما متعبة قليلا وستذهب لبيت والدها "
"لكن لما لا ترتاح هنا سنهتم بك عزيزتي لا تقلقي "قالت والدته بحنان
"لا امي هناك سيكون افضل "
"كما تريد بني استسلمت والدته للهجته الحازمة قبل ان تضم سما لتودعها
"تحسني بسرعة سنشتاق لك "قالت تمسك يدها بدفء مما جعل الدmـ.ـو.ع تتجمع في عين سما وهي تومأ لها
"ان شاء الله "
سلمت عليها فرحة وراية متمنيات لها العودة السريعة والشفاء العاجل قبل ان تتحرك خلفه الى سيارته
الطريق طويل وامتد الصمت بينهما بينما هي منكمشة على نفسها تسند راسها على الزجاج البـ.ـارد هل تخبره انها حامل لكنها ليست متاكدة تماما ماذا لو لم تكن قد تخطأ الأجهزة المنزلية احيانا وعمر الحمل حديث ماذا سيفعل لو علم هل سيعيدها لاجل الطفل ماذا لو لم يكتب لها ان يستمر حملها هل سيعود ويبعدها
لاااا هي لن تخبره لن تتحمل ذلك ستبقى غير مستقرة وتشعر بالتـ.ـو.تر من ان يبعدها هي تريده ان يريدها هي لا لسبب اخر وهو لن يفعل اذن لم يريد طفلها الذي من المحتمل ان يكون غير موجود اساسا افكار وافكار تتضارب في راسها جعلتها تنام دون ان تشعر
بجواره لكن يفصل بينهما اميال غير قادر على عبورها كانت فكرة سيئة ان يغادرا الان ...لو انها لم تعقد شماغه
ألقى نظرة جانبية عليها ليراها مستغرقه في النوم بدت صغيرة وحيدة منطوية ورقبتها ملتوية بطريقة مؤذية لها مد يده القريبة منها بينما الاخرى تحاول التحكم بعجلة القيادة يحاول ان يحرك راسها ويجعل نومها اكثر راحة فما كان منها الا ان ألقتها على كتفه الذي جفل من لمسها له لتسقط على فخذه متخذة وضعا اكثر راحة لها بينما هدر دmه صاخبا وهي تتمتم دعني انام
قد تكون هذه اخر مرة ليحصل على قربها قد لا يكون هناك طـ.ـلا.ق لكن قد تبقى بعيدة فكر بالم شاعرا بدفء راسها وانفاسها الهادئة المنتظمة وضع يده على وجنتها يبعد شعرها عن وجهها لااا لا يمكنه ان يتركها سيحاول استعادتها سيفعل اي شيء ولكن عليه ان يتركها تذهب الان هي بحاجة لان تبتعد وهو بحاجة لان يطـ.ـلقها لكي تعود اليه عند هذه الفكرة ابتسم مع انه يعرف ان طريقه طويلة
شاعرة بالدفء يغمرها وبيده التي تمسد شعرها بحنان ورائحته المسكية تغمرها صوته ينادي من بعيد
"سما لقد وصلنا "
تململت تشعر بشيء ما ينغز خاصرتها هناك شيء غير مريح في سريرها
"سما تردد اسمها في سمعها ابتسمت ممتعضة وفتحت عينها لوهلة لم تعرف اين هي هذا ليس سريرها ولا غرفتها سرعان ما ضـ.ـر.بتها الحقيقة وتذكرت رفعت راسها مجفلة ...هل نامت طول الطريق بتلك الطريقة فكرت تنظر الى مكان راسها
"آسفة"تجاهل ردها المغـ.ـيظ
"وصلنا ...اريد منك شيئا انت هنا لترتاحي وتهدئي أعصابك اريد ان تنسي حوارنا الأخير وتفكري جيدا في حياتنا هل تعيدني بذلك "ما معنى هذا ؟؟ فكرت سما الا يريد ان يبعدها
"حسنا " أجابت تحاول ان تفهم
ترجل الاثنان من السيارة كانت الساعة تقارب التاسعة ليلا لكن كما يبدو ان منزل والدها عامر باحتفال او اجتماع ما
تنهدت بملل هي لا تريد ان ترى احدا فقط تريد النوم حتى أنها لا تريد ان تفكر باي شيء
دخل منزل والدها من المدخل الخلفي حتى لا يراها احد وطلبت من احد الخدm ان يخبر والدها انها في المكتب
مرت الدقائق بطيئة بينما هما الاثنان جلسان قبالة بعضهما لا كلام فقط تكات الساعة تكـ.ـسر الصمت
التزم الصمت والهدوء كعادته فكرت سما لا يمكنها ان تفهم بما يفكر وهي لن تسأله لا يجيب ببساطة سيتحدث باي شيء وينسيها سؤالها الحائر في عقلها ان كان لا يريد ابعادها لما أتى بها الى هنا وان كان يريدها لما قال ما قال والآن يطلب منها ان تنسى تنهدت بضجر انها لا تفهم
رفع نظره اليها وهي تتنهد لقد اضجرها وجوده هل فعلا انتهى كل شيء ولا داعي للمحاولة امعن النظر في ملامحها حاجبيها معقودان عيناها هاربتان انها حائرة وهو لا يلومها هو ايضا حائر لكن فكرة واحدة في راْسه انه لن يستطيع ان يحيا دونها لا يمكنه ان يستوعب ان تمر أيامه دون رؤية ملامحها ان يمسح بيده الخشنة على وجهها الناعم ليمحو عنه الحـ.ـز.ن والحيرة
لذا اختار ان يبعدها ربما بعدها يستطيع ان يقنعها ان تبقى ربما لو بذل جهدا اكبر توافق
دخول والدها قطع أفكارهما
"اهلًا اي ريح طيبة "حياهما والده بمودة
"لا اريد تاخيرك عمي لكن سما كانت مرهقة في الفترة الاخيرة وارادت ان تأتيكم زائرة لترتاح "
"ما الامر "تساءل والدها ينظر لملامح ابـ.ـنته المتـ.ـو.ترة فهي ليست بـ.ـارعة بالكذب خصوصا على والدها
"لا شيء لقد أرهقت انت تعلم المركز الصحي والمدرسة ومرعد إرادني ان ابتعد عن جو القرية فهو يعلم انني لن أتوقف عن العمل ما دmت هناك "
"اه قال والدها مبتسما اعلم تنسين نفسك ...حسنا تفضلا هناك احتفال صغير على شرف احد رجـ.ـال الاعمال هيا لتشاركونا"
"لا أستطيع عمي صدقا يجب ان اعود تعلم الطريق طويل "
"لا لا يمكنك العودة انت ستبيت هنا "
"لا يمكنني تعلم عملي والالتزامـ.ـا.ت "
"خذ اجازة انه حقك انت تتعب كثيرا في عملك "
"لا أستطيع صدقا ربما مرة اخرى "اجاب مرعد
"حسنا كنت اتمنى ان تبقى معنا لكن لا باس انت وعدت انه سيكون هناك مرة اخرى ..سما غيري ثيابك لتشاركينا انت بعد ان تودعي زوجك "
"لا ابي انا ايضا متعبة وأريد النوم "
"حسنا ابـ.ـنتي كما تريدين "
"ابي يمكنك العودة للحفل لا باس ساودع مرعد واصعد الى غرفتي "
"حسنا لكني ساراك في الصباح "
"بالطبع "
مرتاحا لفكرة انها لن تشارك في الحفل سلم على عمه الذي انصرف استدار بسرعة الى سما وقبل ان تدرك قبل جبينها
"لا تنسي ما وعدتني به ساراك قريبا "
وانسحب مغادرا قبل ان تخونه خطواته فهو لا يحتمل رؤيتها هشة. ضعيفة هكذا
لن تفهمه ابدا فكرت سما وهي تتابع ابتعاده ما الذي يحدث
زفرت وهي تحمل حقيبتها وتتجه الى غرفتها لااا سما لن تفكري بشيء فقط اغلقي عينيك ونامي
*********
كان الوقت بعد الفجر دخل الى بيته قاصدا جناحه بعد ان صلى في المسجد القريب من بيته عنـ.ـد.ما سمع صوت الهمهمة الآتية من الجهة المقابلة لجناحه أتراها سما فكر منذر يتجه الى جناح ابـ.ـنته طرق الباب لكن لا مجيب اتاه صوت شهقات متتالية ونشيج مكتوم فتح باب جناحها ليفاجئ المنذر كانت ابـ.ـنته ترتدي ملابس الصلاة جالسة وتبكي
"سما ...قال مدهوشا ما بك يا ابـ.ـنتي
*******
ما ان وضعت راسها على الوسادة حتى غابت في نوم عميق لم تستيقظ منه الا على اذان الفجر ومنبه هاتفها نهضت بخطوات مثقلة وعينان بالكاد مفتوحة اثر بكاءها توضت وصلت وجلست تقرا الأذكار لقد قالت لها الجدة فوز انها ستريحها لكنها ما ان بدات بالدعاء حتى انهمرت دmـ.ـو.عها من عينها بسخاء متذكرة تلك الاوقات التي كانت تقضيها معهم في هذا الوقت كيف استطاع ان يقبل ابتعادها فكرت سما باكية قبل ان يفتح والدها الباب عليها
من بين شهقاتها "بابا..."
"ما الامر لقد شعرت ان هناك شيء غير صحيح عنـ.ـد.ما أتيتما ما الامر ؟"
لقد تاخر نهضت رباب من مكانها كان يجب ان يأتي الان تحركت الى جناح ابـ.ـنتها لتطمئن عليها
كان صوت الهمهمـ.ـا.ت واضحا عنـ.ـد.ما فتحت الباب ودخلت
"يا الهي سما هل جننتي "هتف والدها
"ما الامر قالت رباب عنـ.ـد.ما رات حالة ابـ.ـنتها وحنق زوجها
"تعالي واسمعي ما فعلت ابـ.ـنتك "
جلست رباب مقابلهما بينما تعيد سما لهما رواية ما حدث
"لقد اعاد لك حقك و اقتص منها وعـ.ـا.قبها ما الذي تريدينه بعد "قالت والدتها معاتبة
"لقد ...قالت سما تغالب خجلها اظهر المنديل للعلن "
"يا حمقاء هل تعلمي ان من تتزوج في قرية مثل قريته في يوم صباحيتها يحمل منديلها وتراه جميع نساء القرية علنا ويقمن حفلا عليه لكن مرعد راعى طبيعتك الخجولة وانك من بيئة مختلفة وجنبك الاحراج بان طلب منك ان تخبري والدته ان منديلك معه لكن عنـ.ـد.ما جد الامر فهو أظهره هل تعلمي ان هناك نساء يورثن منديلهن لبناتهن واحفادهن دليلا على الشرف والنقاء ما فعله لم ينتقص منك ابدا في أعرافهم على العكس انه دلالة شرف والعفة ضـ.ـر.ب والدها كفا بكف اتعلمي اشعر احيانا انه قد ظلم بزواجه منك "كان غاضبا
"منذر قالت رباب دعها لي لا داعي لغـــضــــبك انت تعلم ان كل هذا غريب بالنسبة لها "نظر والدها لهما ثم رفع كتفيه بعلامة قلة الحيلة وخرج
"والان استمعي الي جيدا سما اعلم اننا لم نكن والدين جيدين كفاية لأبناءنا وخصوصا لك ، فانت على عكسهما عشت في قمم طوال حياتك وعنـ.ـد.ما خرجت منه تم الالقاء بك في عالم تحكمه عادات لم تسمعي بها من قبل المراة مجرد تابعه فيه ومع ذلك رجـ.ـاله شـ.ـديدي الحمية والدفاع عن نساءهم زوجك رجل بدوي حياتهم ليست سهلة ولا نشأتهم وفوق هذا هو رجل عسكري انهم يجيدون اخفاء مشاعرهم والتحكم بها وعدm جعلها تقودهم ..."
قاطعتها سما "لكنه لم يرغب بالزواج بي وهو لا يحبني .."
"يا حبيبتي الزواج بالنسبة لهم هو الاستقرار. والحصول على عائلة والمشاعر بالنسبة لهم شيء إضافي هم لا يسعون للحب يسعون للمشاركة لوجود نقطة ثابتة في حياتهم معظم الرجـ.ـال هكذا حتى لو نشؤوا في بيئة منفتحة ...لقد عشت معهم بنفسك ورايت ان معظم الفتيات يقرر مصيرها وممن ستتزوج منذ الصغر فلا يكون امامها الا الموافقة على ذلك وتهيئ نفسها ومشاعرها لتحب ذلك الشخص لا اقول ان هذا تصرف صحيح وانه ينجح دائما لكن هذه هي أعرافهم بها بعض الظلم وقد يتمرد ضدها البعض لكن في النهاية الحياة تستمر اذا تم التوافق ، هذه ليست مشكلة القرية التي تعيشين بها انما مشكلة المجتمع الشرقي ككل بالطبع يوجد اشخاص يتعارفون ويتحابون ويتزوجون عن حب ومشاعر ويوجد اشخاص يتزوجون زواج الأعراف واخرون يتركون الامر لوالدتهم لتختار لهم شريكة حياتهم ما اريد ان اقوله لك لا يهم كيف تزوجت المهم كيف تعيشين في ظل هذا الزواج اذا وجد التفاهم والاحترام والانسجام سينجح مما كان سببه "
"ماذا عن المشاعر ؟"سالت سما محتارة
"المشاعر امر معقد سما ..،لكن مما قلته ادركت ان مرعد يحترمك ويعاملك بلطف وتقدير ربما هذه طريقته لإظهار مشاعره لكن ماذا عنك هل تكنين مشاعر له "احمر وجه سما
"لا ادري امي انا ..، مشوشة انه ...لست ادري كيف اقول ذلك "قالت سما بـ.ـارتباك
"هل هو حميم معك ؟"سالت والدتها مما جعلها تخجل اكثر غير قادرة على الاجابة اومـ.ـا.ت براسها
ابتسمت والدتها "عزيزتي مشاعر الرجل هي جزء من رغبته ان كانت رغبته واضحة بك فهذا دليل انه يهتم بك ويحب ان يكون قربك انا لا اقول ذلك عن اي رجل انما عن الزوج ، اذا كان الزوج يصل زوجته ويرضيها فهذا دليل على انه يحبها ويسعى لإسعادها زوجك يفعل ذلك "
"لكنه يقسو علي احيانا امي كل همه ان اتصرف بطريقة صحيحة ..."
"هذا لانك زوجة الشيخ كل ما تقوليه محسوب عليك "
"انت تتكلمين مثله "
"لان هذا هو واقع حياتك انت فتاة متعلمة وزوجك كذلك يجب ان تجدا نقطة للتواصل بينكما ومن ناحية اخرى المراة تعرفت كيف تجد مدخلا لزوجها"
"ولما علي انا اجد لما لا يجد هو مدخلا لي "
"لانه قد وجده بالفعل هو يحاول ان يتحاور معك ويعلمك اُسلوب حياته وكيف تتواصلين مع من حوله ويفهمك أعرافهم وعاداتهم عتبي الوحيد عليه انه يستعجل تعلمك وتأقلمك عليه ان يكون اكثر صبرا معك "
"لا اعلم قالت سما ربما انت على حق لكن لقد استأت منه لانه لم يخبرني عن حقيقة زواجه من صبابة ولم يخبرني عن انه طلقها .."
"هذه الامور تعتبر اسرار ولا يحق له ان يفشيها لك او لغيرك ، اما بشان طـ.ـلا.قه لها فقد ارادك ان تري بنفسك وتتحلي بالثقة به وانت أخفقت بذلك "
نظرت سما بصدmة
"لا تقلقي كل هذا سيحل لكن اريد سؤالك هل ترغـ.ـبـ.ـي بالعودة له "
هل ارغب فعلا ان اعود اليه
"لا ادري "قالت سما
"اذن من الجيد انك اتيت الى هنا لتفكري بوضوح في حياتك لكن علي ان اعلمك انه لا يوجد طـ.ـلا.ق في حالتك "
"اعرف يا امي "
"حسنا اذن ارتاحي الان وسنتكلم فيما بعد "قال والدتها وغادرت غرفتها تاركة لها وحدها تفكر في كلمـ.ـا.تها
الثامن جزء ثاني
اكليل
٨*٨
قاد بسرعة يريد العودة قبل موعد صلاة الفجر فلديه الكثير ليتحدث به مع عائلته واكثر ليفكر به بشان سما
↚
عنـ.ـد.ما وصل كان ابناء اخيه يجلسون في مجلس العائلة يدورون حول بعضهم بدوائر مفرغة
دخل المجلس ليرى حالهم
"ما بكم هيا الى الصلاة "قال مرعد لكن ابناء اخيه بقيوا في اماكنهم
"هل تظن انه من الصواب ان نفعل "قال رعود مترددا
"أمشي يا ولد انتم ابنائي واذا نظر إليكم احد بنظرة لم تعجبني ساقــ,تــلع له عينيه "قال يجمعهم تحت كتفيه ويسير بهم الى الخارج
كان الافطار كئيبا بعض الشيء فمرعد يدرك ان خروج صبابة من المنزل سيسبب شرخا وخصوصا عند أحفادها الذين ينظرون الى بعضهم بامتعاض
"اريد ان اخبركم بأمر "قال مرعد ليلتفت اليه افراد عائلته
"لقد مررنا بظرف صعب وفي الظروف الصعبة يجب ان نتجمع لا ان نفترق نحن عائلة واحد ما يمس احدنا يمسنا اريدكم ان تعرفوا ان ما حدث لم يكن لاني افضل سما على صبابة انما لان صبابة اخطات خطا فادحا يمسنا جميعا لو كان هذا الخطا يمسني انا وحدي لما اهتممت لكنه يتعلق بِنَا بعائلتنا وعشيرتنا الشرف امر ليس من السهل التحدث عنه لو كان أمرا اخر كان ممكن ان أتهاون به لكنه يتعلق بكرامتنا وعزتنا جدتكم ووالدتكم رغم كل ما حدث هي جزء من عائلتنا انا لن أمنعكم عنها على العكس عليكم ببرها ووصلها انها بحاجة لكم ووجودكم لكن علي ان أحذركم ان ما يحدث في هذا البيت يبقى فيه لا يخرج عنه لأي سبب "
قال مرعد كلمـ.ـا.ته وأعاد انتباهه الى الطعام قبل ان يوقفه سؤال فوز "لماذا ذهبت الطبيبة اذا كان الامر انتهى "
لتكمل عنها صبابة "انت اخذت لها حقها فلما غادرت ؟"
نظر صقر وصخر الى ابـ.ـنتيهما
"توقفا "قال مرعد لابناء اخيه عنـ.ـد.ما لاحظ كلمـ.ـا.ت التعنيف التي تشكلت على شفتيهما
"اولا الطبيبة لم تغادر انها بحاجة للراحة كما ان لديها حالة تلك الفتاة لتهتم بها ثانيا ما حدث كما قلت سابقا لا يمس الطبيبة وحدها والتي هي جزء من عائلتنا انه يمسنا جميعا "
"اذن انت لن تطلقها "عادت صبابة لتسال
"لا ولم افعل هي لم تخطأ بشيء قال مرعد قبل ان يكمل للواقع هي ارادت ان تبتعد قليلا عن جو القرية بعد ما حدث وانا اردت ان ابعدها لأتمكن من ترتيب الجناح الخاص فانا انوي ان اضيف عيادة صغيرة اليه حتى تتمكن من العمل هنا ربما تساعديها لتكسبي بعض الخبرة " قال مرعد ناهضا ليغادر الى عمله
"ما الذي دهاك "هدر صقر بابـ.ـنته
"انها جدتي لقد طلقها ورحلّها من اجل تلك الطبيبة"
"اصمتي صبابة هو لم يفعل ذلك من اجل سما انما بسبب غباء جدتك التي اقترفت خطا في حقنا جميعا وهنا وينتهي الحديث بهذا الامر لا اريد ان يفتح مرة اخرى ابدا باي شكل من الأشكال "هدرت الجدة فوز ناهضة من مكانها لتغادر هي ايضا المائدة
نظر صقر الى ابـ.ـنته "هذا تحذير لك ولكم جميعا عاد ينظر الى باقي ابناءه وابناء اخيه اياكم ان يفتح الموضوع حتى بين بعضكم "
"ولكن ابي تدخل رعاد ما الخطا الذي اقترفته جدتي ليحكم عليها بالنفي والطـ.ـلا.ق "
"لقد قالت عن الطبيبة انها بلا شرف "تدخل صخر لاول مرة "وما يكون الرجل الذي لا يرد كرامة زوجته ويعيد لها اعتبـ.ـارها ..هل فهمت الان مقدار الخطا الذي ارتكبته جدتك "قال صخر حانقا من كل شيء وخصوصا من والدته التي وضعتهم في هذا الموقف بهت الأحفاد للحظة فهم لم يتخيلوا مقدار الضرر الذي تسببت به جدتهم
********
تتأرجح بأفكارها متذكرة كلمـ.ـا.ته وتصرفاته تارة يحبها ويشعرها بانها مميزة لديه وتارة يتصرف معها بالأوامر هي حقا لا تدري ما تفعل لكن شيء داخلها يقول لها ان الابتعاد عنه مستحيل فهي لن تقدر عليه ارتدت ملابسها لتذهب الى المشفى يجب ان تتابع حالة هنادة ما دامت هنا ولتترك كل شيء للوقت
٨*٩
الشوق جمرا في حنايا الروح لا يحرق فبعد الحريق هناك برد الرماد انما يكوي ليبقى مكانه نابضا بالألــم لقد أضناه الشوق لوجودها قال ينظر الى جناحهما الذي جدده وأعاد ترتيبه ليحوي العيادة المصغرة فهو لا يريدها ان تتعب نفسها في العمل من الان فصاعدا يجب ان تنتبه لنفسها خصوصا عنـ.ـد.ما تصبح حاملا بطفله
اليوم سيذهب ليعيدها فلقد مر وقت كافي لتهدأ وتفكر جيدا حول حياتهما
***********
كان صباحا مشرقا نهضت سما بحماس بعد ان تراجعت نوبة الغثيان الصباحي الان بعد مرور اسبوعان لقد تاكدت انها حامل بطفلهما طفل مرعد الذي لم يسال عنها ولو بهاتف او رسالة (واتس آب )حتى ارتدت ملابسها بسرعة وانطلقت الى مائدة الافطار لا تريد ان يتعكر مزاجها بشيء
كانت هي ووالدها ووالدتها وبالطبع كل واحد منهما يزرع راْسه في الصحيفة التي بين يديه
كم تفتقد صباحها معهم الجدة فوز والعائلة ومرعد الذي كان يأتي الى جناحها قبل الفجر ليخرجا معا احمر خدها تلقائيا عند التفاصيل التي اهملت تذكرها قبل خروجها هي حتى تفقد ذهابها معه الى العمل الامر الذي كانت تكرهه هي تشتاق اليه الان
أبعدت القهوة عنها لتلفت تلك الحركة نظر والدتها
"ما بك سما "
"لا شيء امي لدي امر ضروري ساذهب "
قالت سما ناهضة لكن والدتها لحقت بها قبل ان تصل الى الباب
"هل انت بخير "
"اجل قالت سما
"سما ...هل هناك شيء تريدي ان تخبريني به "
ازدردت سما ريقها "لا امي كل شيء بخير "
"هل انت حامل "فاجأتها والدتها بالسؤال لم تظن انها ستنتبه
"ماذا ؟...لا لست حامل "قالت بتأكيد
"ما الذي يجعلك متاكدة ؟!"
"لانني في فترتي "قالت سما بسرعة قبل ان تغادر لتصل الى سيارتها استقبلها السائق لا تعلم لما يصر والدها على ان تستخدm سائق فهي تستطيع ان تعتني بنفسها جيدا نفضت افكارها فهي لا تريد ان تفكر بانها كذبت على والدتها هي لن تخبر احد قبل مرعد هو سيكون اول من يعلم لكن ليس الان
تحركت بها السيارة متجهة الى المشفى كالعادة
لتتوقف خطواتها وهي تراه يقف امامها قفزت منها ترفع نفسها اليه وتضمه لها اخيها ثائر قد عاد
أمضت وقتا طويلا تجلس في حـ.ـضـ.ـنه تخبره بما حدث لها ودون ان تدرك حل المساء بينما هما على تلك الحال
"لا اصدق كيف يوافق ابي على زواجك منه انه بدوي غير متحضر"
"لا اخي أرجو مرعد بعيد جدا عن هذا الوصف انه متعلم ومثقف الامر انها أعراف لا يمكنهم التطاول عليها "
"قوليها اختي قال ثائر يضمها اليه انت تحبيه "
غمغمت سما تحشر نفسها بين ذراعيه ليأتيها صوته هادرا "سما !!!"
لم يهياه شيء لهذا المشهد سما تتكور جالسة في احضان رجل يضمها اليه بينما هي تجلس على ساقه لا احد يحق له ان يضمها هكذا غيره هدر دmه في عروقه هاتفا "سما "ليخرج صوته هادرا غاضبا انتفضت على اثره تنظر اليه "مرعد "قالت ونبرة الذنب تلون صوتها "من هذا "هدر الرجل الذي كانت تجلس في حـ.ـضـ.ـنه عنـ.ـد.ما انتفضت مبتعدة عنه
"انا من يحق لي هذا السؤال "قال مرعد غاضبا بدوره
"اهدا أنتما الاثنان "وقفت سما في المنتصف بين الرجلين اللذان تحفزا
"مرعد انه اخي ثائر اخي انه زوجي مرعد "قالت سما تحاول راب الصدع بينهما "حتى وان كان اخيك لا يحق لك ان تجلسي هكذا بين احضانه "قال مرعد يجذبها من ذراعها ليتقدm اخيها ثائر ليجذبها من ذراعها الاخرى "اذن انت الرجل الذي حصل على اختي غـ.ـصـ.ـبا باي حق تصرخ بها ان لم تكن تلاحظ فهي اختي قبل ان تصبح زوجتك قال ثائر
"اهدآ أنتما الاثنان قالت سما صارخة لست دmية تجذباني بينكما اخي قالت سما اهدا رجاء لا شيء يستحق هذا الغـــضــــب "غـــضــــب مرعد لم يكن يحتويه اي شيء لما تستطيع ان تتكلم بكل هذه الأريحية مع اخيها بينما هو لا ليس هذا فقط هي لم تهتم لكونه غاضب ولم تحاول تهداته
أمسكت بذراع اخيها لتقف الى جانبه بينما مرعد ينظر لها وهي تتحاشى نظراته
دخول والدها قطع تلك اللحظة التي كانت تهدد بالانفجار
"ما الامر "سال والدها وهو يرى الشحنات المتصاعدة من الواقفين "سما خذي زوجك الى غرفتك ليرتاح لقد قاد لفترة طويلة "نظرت سما الى والدها الذي تجاهل حركتها المندهشة
"ثائر اريدك في مكتبي "قال منذر قبل ان ينظر الى مرعد "يجب ان تنال قسطا من الراحة يا بني وبعدها سيكون لنا حديث "
تاخذه الى غرفتها !! اي احراج هذا
سارت امامه قائلة بصوت بالكاد خرج من هنا
تفدm خلفها بخطوات تكاد تدك الارض ومفاصل يده تئن تحت وطأت ضغطه عليها
"تفضل "قالت سما ملاحظة المنامة التي وضعت على سريرها لابد ان والدتها التي تهتم بكل شيء قد حضرتها
"يمكنك ان ترتاح هنا وانا ساكون ..."
"ستكونين حيث اكون انا قال ناظرا لها بتصميم "
ارتبكت سما قبل ان ترفع راسها وتنظر له بتحدي "تغيب أسبوعان دون كلمة ثم تاتي وتبدا بالأوامر "
"حسب ما اذكر انك انت من طلب الابتعاد ليس هذا فقط بل انك جعلته وعدا علي القيام بتنفيذه وانا احترمت ذلك لتريحي أعصابك وتهدئي ثم من قال لك انني غبت انا كنت اتحدث مع والدك يوميا وأطمئن عليك "
"مع والدي ؟! لما ليس معي "
"لانك اردت ان تبتعدي وترتاحي ما الفائدة اذا كنت الاحقك بالاتصالات "
صمتت عنـ.ـد.ما يتحدث بالمنطق لا يمكنها ان تجادله
"سأتركك لتغير ملابسك "
"لا داعي الا تريدي ان تساعدني "اخفضت راسها بخجل
"سأغير ثيابي في الحمام لكن لا تذهبي لأي مكان حتى اخرج "
كانت فرصتها لتخفي اثار حملها البسكويت الجاف الذي تحتفظ به بجانب سريرها لحالات الغثيان الصباحي صورة الالتراساوند الخاصة بطفلها التحاليل المخبرية الموضوعة في الدرج هو لن يصل لها لكن إخفائها افضل
ماكادت تنتهي مما تفعل حتى دخل مرعد الغرفة ينظر لها بشك "ما هذا ؟"سالها يحمل الابرة بيده كيف كانت بهذا الغباء وقفت مصدومة تنقل نظرها من الابرة اليه
"انها ...ابرة قالت بتردد "
"اعلم انها ابرة لم هي هل هي مانع للحمل "قال ناظرا لها بشك "كتب عليها حمل لكن باقي الكلمة غير واضح "
"يا الهي انها أمور خاصة بالنساء كيف اخبرك ذلك انها ...ليست خاصة بالحمل انها مجرد مضاد حيوي يعمل على تنظيف الرحم وهذه الامور قالت بصوت منخفض "
تدير عينها عنه في حركة فسرها على انها خجل مما جعله يبتسم "سعيد لانك تنتبهي لنفسك "قال ملقيا بالإبرة في سلة القمامة تعالي مد يده لها ليجلسا على السرير "لدينا الكثير لنتحدث به لكن اولا انا غاضب منك قلت لك ان لا تلمسي رجلا اخر غيري ورايتك تضمي اخيك اليوم "
"انه اخي قالت سما تشعر بالدوار انه يفقدها تركيزها بطريقته بين المد الجزر فهو لحظة غاضبا والأخرى هادئا وثانية محبا وهي تتقلب بينهم حائرة
"وان يكن سما انا أغار لا احب ان ينظر اليك او يلمسك احدا غيري "
قال واضعا يده في شعرها الحريري يحركه
"نامي حبيبتي لدينا غدا يوم حافل وطريق طويل"
"لكن انا ..."
قاطعها واضعا شفتيه على شفتيها بلمسة ناعمة "ماذا سما الم تشتاقي لي أسبوعان وانت بعيدة نظرت الى عيناه التي تعكس صورتها انه يسحرها بمجرد ان ينظر اليها هكذا بلمسه من يده وجدت نفسها مستلقية على السرير متى حدث هذا لا تعلم مرعد يضمها الي صدره التي تجاهلته منذ خرج من الحمام عاري الصدر
حاولت ان تفتح فهما لتقول شيء لكنه اصمتها"اييشش سيكون لدينا وقت نتكلم فيه الان ارتاحي قال يقبل قمة راسها "ولدهشتها استكانت نائمة بين ذراعيه
في الصباح حاولت ان تخفي شعورها المتزايد بالذهاب الى الحمام حتى اطمئنت ان والدها ارسل بطلبه وخرج بعد ان قبلها اعلى رأسها أسرعت تنجز روتينها اليومي
كانت الافطار محنة اخرى فهي بالكاد تطيق الطعام جلست الى جواره تشعر بعينيه الفاحصة لها
"اريد إذنك سيد منذر سآخذ سما ونغادر بعد الافطار تصلبت سما "لكن لدي التزام "
"ما هو التزامك "سالها مرعد
"هنادة أتذكرها "
"اذا نزورها ثم تخبريها بضرورة عودتك وتحددي لها يوما للزيارة وسأحضرك به "
"اظن هذا جيد كفاية قال منذر بينما عينا ثائر تراقب بامتعاض مع ان والده قد شرح له ملابسات زواج مرعد و سما وما فعل مرعد لها الا انه ما يزال يرى ان زواجهما اكبر غلطة
نهضت سما لتودع والديها بعد ان حضرت حقيبتها التي اختارت لها ملابس اوسع واكثر راحة بسبب حملها
"ستاتي لزيارتي "قالت لثائر الذي اكد لها انه سيفعل
"ربما ظروف تعارفنا اتت بغير ما احب لكني سعيد انها اتت شرفنا بحضورك قريتنا "
أومأ ثائر له "سيسعدني ذلك "قال ملاحظا نظرات مرعد لسما التي كانت تضم والديها هذا الرجل عاشق فكر ثائر بصدmة كيف لرجل بخشونته ان يعشق ومن اخته سما الرقيقة
الطريق طويلة وفكر مرعد ان يستغلها في الحديث مع سما لكنها الان بعينيها الدامعتين هدmت كل مخططاته
"لا تبكي يا سما ستزوريها وقت تشائين "
"لقد بدات تتحسن ولم تظهر انزعاجا عنـ.ـد.ما أخبرتها اننا عائدين الى القرية لا اريد ان تنتكس مرة اخرى "
"لا تقلقي لن يحدث انت ستبقي على اتصال بها وبالطبيبة التي تعالجها
"انا اذكر قبل اسبوعان عنـ.ـد.ما ذهبت لها اول مرة كانت يائسة وعنـ.ـد.ما سالتها عن اسمها قالت انه صوت البوم كما هي فعلا فهي وجه شؤم لكل اَهلها وروت لي الطريقة التي قــ,تــلوا بها امامها لم اتوقع او أتصور ان تتكمن من النجاة بعد ان قالت روايتها لكنها استطاعت انها تحاول ان تخرج نفسها من الحالة التي هي بها لكنها للاسف لا تتجاوب الا معي "
"لا تقلقي ستشفى ان شاء الله وانت ستكوني الى جانبها في اي وقت تريدين "
صمت قليلا قبل ان يرى أساريرها تنفجر عن ابتسامة شكر "شكرًا لك "
"فقط !!"قال مرعد ناظرا لها
"الطريق هتفت سما
"لا تقلقي لكن عنـ.ـد.ما نصل الى البيت ساريد شكرًا لائقا"عاد لابتسامته التي تذوب حواسها
والتي تحولت الى نظرة جدية "لقد مررنا باشياء كثيرة لكن بوجود التفاهم والمحبة بيننا سنتجاوزها"
محبة ...هل يعني ذلك انه يحبها
لاقى وصولها ترحيبا كبيرا من العائلة التي سرت لعودتها طال جلوسها في مجلس النساء بعد العشاء مدركة انها بعملها هذا هي تؤخر المحتوم فقط
دخلت جناحها المجدد تنظر حولها للتجديدات التي حدثت
"هل أعجبك أتاها صوته من مدخل الجناح لتجفل
ويبتسم كالعادة "هل رايتي العيادة "قال يفتح الباب الجانبي والمنعزل عن جناحها "انها جيدة "
"هكذا لن تضطري للخروج كل يوم خصوصا عنـ.ـد.ما ...نرزق بأطفالنا "
أطفالنا هذا الكلمة جعلتها تجفل أتراه يعلم محال كيف له ان يعرف تقدm منها ليعودا الى جناحهما مد يده يخلصها من وشاحها و يفك عقدة شعرها
"ماذا تفعل ؟"
"اجهزك للحمام "تخلصت من يديه
"استطيع وحدي "
وقف مكانه "حسنا "
راها تدخل غرفة الحمام وقبل ان تقفل الباب كان خلفها ليرى نظرة الاندهاش على وجهها
"اليس افضل من القديم "سالها
"انه جميل قالت سما تنظر للحمام الذي اصبح اكبر ويحتوي جاكوزي ولوحة ثلاثية الأبعاد تمثل أرضيته
ومرآة كبيرة بحجم نصف الحائط
"هذا كثير "قالت سما "القديم كان جيد"
"اردت بداية اخرى معك فقط نحن الاثنان "قال يضع جبينه على جبينها يا الهي انها تضعف امامه مهما حاولت ان تبدو متحفظة يكفي ان ينظر لها او يهمس لها حتى تذوب
"اذا اردت اخرج ..."
"لا قالت تتمسك به قبل ان يغرقها في عناق كانت قد حرمت منه مدة طويلة لا تعلم كيف وصلت الى حوض الاستحمام معه فقد كانت فعليا في عالم اخر لا تشعر سوى بحرارة مشاعره التي صهرتها في تناغم رائع شعرت بجسدها الذائب تحت لمساته يمنحه الرضا ليلتحم معه شاعرة بموجات الماء حولهما تنثر على الارض قبل ان يسكن كل شيء وتتكا على صدره تشعر بالاكتفاء
دقائق او ربما ساعات بقيا على جلستهما هو يضمها وهي تضغط نفسها الى صدره مغمضة العين تشعر بان كل ما مرت به حلم تلك اللمسات والهمسات التي غمرها بها يا الهي كيف يستطيع ان يجعلها طيعة بين يديه كالعجينة
"سيبرد الماء"همس فوق راسها
لتتحرك تريد المغادرة
"لا"قال واقفا يلف نفسه بمنشفة بينما يتقدm منها ليلفها باخرى يجففها بها كانها طفلة لكن نظراته ولمساته بعيد كل البعد عن التصرف مع طفلة حملها بين ذراعيه ليضعها على الفراش
"استطيع السير "قالت تحاول طرد تلك المشاعر التي عادت لتتولد من جديد داخلها
"اعلم ..لكن ما دmت موجود انت ستتدللي والان الى النوم يجب ان ترتاحي "
"هل ستعطيني كوب حليب قبل النوم ولا تنسى ان تحضر لي دبا صغيرا أضمه عنـ.ـد.ما انام "قالت تحاول ان تبدي غـــضــــبها من معاملته لها
"اذا بقيت تثرثري و تنظري لي هكذا سأعطيك شيئا اخر قال بينما عينيه تلمع بمكر ثم اذا اردت ان تضمي شيء فانا موجود لانه غير مسموح لك ان تضمي او تلمسي اي شيء غيري "
"هل لي على الاقل ان ارتدي ملابسي "
"بالطبع "قال يضعها على طرف السرير لتنزلق متجهة الى الخزانة نظرت مرة واُخرى الى خزانتها
"اين منامـ.ـا.تي"
"عندك "قال مشغولا بـ.ـارتداء بنطال منامته
"لا ارى الا قمصان النوم قالت تنظر الى خزانتها مرة اخرى المثيرة حدثت نفسها لا يوجد الا قمصان نوم مثيرة في خزانتها
"اذن ارتدي اي شيء مما عندك ربما قد اختلط الامر على المساعدة اثناء الترتيب "
قال مدعيا البراءة حاولت سما ان تجد اي شيء مقبول على الاقل فكان اختيارها على قميص اسود طويل لكنه شفاف لا يغطي شي من جسدها وفضفاض نظرت اليه قبل ان تلبسه في الحمام كان مرعد مستلقيا على سريره ينظر لها بين الحين والاخر مدعيا عدm الانتباه بينما شبه ابتسامة يداعب فمه
اذن السيد مرعد تعمد ذلك فكرت سما تاخذ مكانها على السرير وكالعادة مد ذراعه لها لتنام وتضع راسها على صدره دقائق قبل ان تطمئن انه قد استقر وضعت يدها على صدره وببطء نزلت لمساتها على جذعه بينما اصابعها ترسم خطوطا متعرجة على بشرته وصلت الى سرته شاعرة بشعيرات جسده تستجيب للمستها وصلت طرف بنطاله ثم أبعدت يدها بسرعة لكن يده امسك بها بسرعة"لا نحن متفقان ان من يبدا شيء ينهيه "قال بصوت أجش آخذا يدها الى صدره مرة اخرى لتبدامن جديد جولتها بينما يضع يده مثلها يلمسها بذات الطريقة التي لمسته بها مع فارق جرأته ووصوله لاماكن لم تصل هي لها توقفت يدها على بشرته تشـ.ـد عليها شاعره باستجابة جسده بعد كل رجفة تقوم بها اثر اجتياح يديه كان عليها ان تعلم انها لن تنتصر عليه ابدا همست "مرعد"
"انا لم ابدا بعد "قال "تابعي "قال يأمرها ان تحرك يدها على جسده بينما هي تشعر فعليا ان جسدها سيتلاشى اشرف عليها بجسده
"والان ما الذي تريده يا سما "قال مرعد مدركا وصولها حد الانهيار تحت يده جسدها ينبض مفرغا اثارتها مرة تلو الاخرى تلهث انفاسها "اريدك انت مرعد "
"ومرعد كله لك "قال مغرقا نفسه داخلها شاعران بانصهار جسديهما ليصبحا واحد
كان الوقت قبل الفجر بقليل تشعر بالارتخاء شعور لذيذ بالخفة
شعرت انه يتحرك بجانبها مع صوت طنين قفز فعليا من سريره حركته جعلتها تتنبه
"ما الامر "تحرك مسرعا الى الحمام استحم في دقيقة نصفها الاخر كان يرتدي به ملابسه
"العمل سما لا تقلقي نامي انت "
"ولكن ما الامر "قالت تجلس على سريرها
"لا تقلقي نفسك قال متقدmا اليها يقبل راسها قبل ان يغادر
مر يومان على ذهابه لا كلمة لا خبر وان سالت صقر يقول لها عمل
"هناك عاصفة قادmة يجب ان نستعد لها "قال صخر يحث اخاه على التحرك
ومضى يوما اخر كغيره دون مرعد جلست سما مع نساء العائلة تتبادل الحديث معهن حتى شعرت بالنعاس وصعدت الى غرفتها وحيدة لتنام
****
بعد صلاة الفجر مع الجدة وجلست القهوة صعدت تغير ملابسها لتتناول الافطار وتغادر الى عملها
رائحة المطر الممزوج بالرمال كانت مغرية بطريقة غريبة تريد ان تتمشى في الخارج رغبة قوية سيطرت عليها فهي تعشق السير بينما حبات المطر تنهر على راسها خصوصا اذا كانت بمزاج مضطرب نظرت من نافذتها الى الطبيعة كم كان الطقس يشبهها
داخلها كئيب بينما الرياح تعوي بحـ.ـز.ن والمطر بدا كدmـ.ـو.ع تسقط بسخاء لا شيء تغير فكرت بيأس وهي ترتدي ملابسها بسرعة تريد ان تخرج هي بحاجة الى هواء بعد موجة الغثيان التي عانت منها ترغب بالابتعاد ....
ما ان خطت خارج غرفتها حتى رأته امامها بكامل ملابسه الرسمية
"الى اين بادرها "
"الى عملي أجابت بسرعة دون ان تنظر اليه
"لا لا يمكنك الخروج اليوم الطقس في الخارج ينذر بعاصفة وانا أعلمت الجميع ان اي حالة طارئة يمكنها ان تاتي الى هنا والعيادة المصغرة مجهزة بكل شيء كما رايتي"
"لكني اريد ان اخرج انا بحاجة لذلك "
أجابت حانقة
"لا تجادلي سما ابقي هنا لدي بعض الامور انهيها وسأعود لن أتأخر ...نظر لها بحزم لا تخرجي"قال مغادرا بينما هي تتلوى استياءً يغيب ثلاث ايام ثم يعود ليامرها بعدm الخروج دون حتى ان يوضح سبب غيابه
الساعة الان التاسعة لقد مرت ثلاث ساعات منذ غادر سأعود سريعا هراء فكرت سما هو كعادته لا يخبرها بشيء ارتدت معطفها الشتوي ذو الطبقة العازلة للماء وحذائه عالي الرقبة ستخرج وستذهب الى عيادتها لأنها ببساطة لا تريد ان تطيعه والأكثر انها تشعر بالاختناق هنا في جناحها المجدد الذي ظن انه سيراضيها به كان المزيد من الجدران والرفاهية هي ما ستحل مشاكلهما
مستخدmة المدخل الخاص لجناحها وانطلقت مسرعة
*******
الطقس ينذر بعاصفة قوية عليه ان يبقى بعض الأنفار على اهبة الاستعداد لواجهة اي طارىء ومساعدة الرعاة لنقل مواشيهم الى الحظائر المبنية لحمايتهم وكل ذلك يجب ان ينجز بسرعة فلسبب ما يشعر بانه يجب ان يعود الى البيت و يحادثها فهي بالكاد قالت اي شيء في الامس تنهد يتابع العمل متقدmا الى حصانه لينقله مع باقي الماشية ملتفتا الى الغيوم السوداء التي تقترب بسرعة مع الرياح التي تزار بلا هوادة
"هل أخبرت الجميع ان يتوجهوا الى بيوتهم خصوصا الرعاة سال صقر
"الجميع في بيته وتم تـ.ـو.فير اللازم لكبـ.ـار السن لا تقلق لا اظن ان احدا عاقلا يبقى في الخيمة في هذا الطقس بالكاد اقنع نفسي ان زجاج النوافذ سيصمد في وجه هذه الريح ما بالك بقطعة صوف "
"اتمنى ان تمر العاصفة بِسلام ...لقد أرسلت المؤن اللازمة الى البيت ستصل الان اذهب انت وانا سالحق بك ما ان اطمئن الى ان كل شيء قد استقر "
"حسنا عمي لكن لا تتأخر ...سأفعل جهاز اللاسكي عنـ.ـد.ما أصل حتى نبقى على اتصال مع الجميع ومع المركز ايضا "
أومأ له يراقب ابتعاده اتجاه البيت وعندها لمح ظلا نحيلا يرتدي معطفا وردي بالكاد يقاوم الريح متجها الى العيادة بخطى غير ثابتة
لا يعرف احدا يرتدي اللون الوردي في وسط الصحراء مـ.ـجـ.ـنو.نا كفاية ليخرج في هذا الطقس. مخالفا تعليمـ.ـا.ته الا شخصا واحدا
سما
فكر خانقا غاضبا الا يمكنها ان تطيع اوامره مرة واحدة فقط مرة هو لا يطلب اكثر أمسك رسن اول حصان وجده أمامه وامتطاه بسرعة
شعر الحصان بغـــضــــب راكبه عنـ.ـد.ما لكزه بقوة لينطلق مع الريح بينما مرعد يحاول ان يسابق العاصفة التي ستصل باي لحظة تلك الحمقاء ستكون في وسطها وفي افضل الظروف سينتهي بها الامر اما تحت ركامها او غارقة في السيل الذي ستصنعه
عند تلك الفكرة شعر بغـــضــــبه العارم الذي بدا يتحكم به رغم محاولته للسيطرة عليه فهذا ليس وقت الغـــضــــب فقط عنـ.ـد.ما تنجو وعندها لكل حادث حديث
**********
ما ان غادرت قدmها اخر درجة في السلم المؤدي الى جناحها حتى ادركت انها اخطات في خروجها وجدت نفسها في جو عاصف لم ترى مثله من قبل لقد سمعت كثيرا عن قسوة الصحراء لكنها لم تعشه من قبل كانت تظن ان هذه القسوة تتمثل فقط بالحرارة وبعض الغبـ.ـار لم تكن تعرف ان شتائها سيكون هكذا بخطوات ثقيلة حاولت ان تتقدm مع انها تشعر انها بكل خطوة الى الأمام تعود خطوتان الى الخلف ومع ذلك برعونة مع انها تدرك ان وضعها لا يسمح لها بهذه المخاطرة اكملت طريقها تحاول ان تتحدى الرياح التي عصفت بها وكأنها تجبرها على التوقف والعودة وعدm مخالفة امر مرعد هزت راسها ترفض ان تفكر بردة فعله عنـ.ـد.ما يعرف انها خرجت قـ.ـا.تلت نفسها لما تعودين لذلك انت اساسا خرجت لكي لا تطيعيه انت تريدي ان تستفزيه....فجاة صوته هدر من طيات الرياح سمااااا
دون ان يفكر وجد نفسه يمسكها رافعا اياها عن الارض لتستقر أمامه على الحصان الذي انطلق يسابق الريح والعاصفة التي بدا هجومها
"الم اطلب منك البقاء في المنزل الا يمكنك ان تدركي خطورة الطقس "
صوته الغاضب اخرجها من الصدmة التي احاطتها فهي وجدت نفسها تطير عن الارض لوهلة ظنت ان الريح هي من رفعتها لكنها تدرك الان انه لم يكن سوى مرعد الغاضب جدا منها كالعادة وهذا ما وسع إدراكها لخطورة وضعها انها تمتطي حصان في اول شهور حملها اي غباء هذا صرخ بصوت عالي يغطي على هدر الريح وغـــضــــبه
"انزلي الان "
لابد انها مـ.ـجـ.ـنو.نة نظر لها مرعد "هل جننتي "
"لا عليك ان تنزلي ان ما تفعله هو الجنون "قالت تتفلت من قبضته تريد النزول لكن ما فعلت جعله يضيق ذراعيه حولها أكثر مما جعلها تتلوى بغـــضــــب على ظهر الحصان
شاعرا بغـــضــــب راكبيه وخائفا من العاصفة التي تنبئه غريزته انها ستكون قوية وقاسية وبردة فعل طبيعية لحـ.ـيو.ان مثله اراد الهرب والتخلص من كل هذا الجو المشحون رفع ساقيه الأمامية بحركة تنم عن الغـــضــــب كانه يصـ.ـر.خ بهما ان يتوقفا عما يفعلان مهارته جعلته يمسك بالرسن بينما يده الاخرى ربتت على رقبة الحصان يهدئه
مستغلة ان قبضته أرتخت حولها ودون ان تفكر بخطورة الوضع ارادت الترجل عن ظهر الحصان الذي اجفل من حركتها ليباغتهما ويرفع ساقيه مره اخرى قافزا في الهواء
في ثوان معدودة وجد مرعد نفسه على الرمل بينما الحصان الجافل يبتعد متجاهلا و.جـ.ـعه اثر السقطة ادار نظره في المكان باحثا عنها ليراها متكومة حول نفسها في اللحظة الثانية كان عندها كانت ملطخة بالرمال والغبـ.ـار بدا يثور حولهما ابعد شعرها عن وجهها ليرى عده خدوش ملئته وجـ.ـر.ح كبير غائر في جبينها نزف منه الدm بوفرة هتف بها بحنق فهي على عكسه قد تدحرجت على الرمال والصخور القاسية بينما هو سقطت مكانه على ظهره
"سما "يهزها بينما هي لا تجيب سوى ببعض الأنين ونشيج باكي مكتوم عندها ادرك ان اصابتها اكبر مما يرى شعر كان شيء قبض قلبه وكالممسوس هزها بقوة كان حركته ستجعلها تفيق
شاعرة بالم يقصف أسفل ظهرهاوفي مناطق متفرقة من جسدها الذي كومته تريد حماية طفلها راسها يدور غير مستوعبة لما حدث شعرت بيده تهزها
"سما اجيبيني ما بك سما افيقي سماااا "
انين خافت خرج من بين شفتيها بينما يدها تتقلص بالم على بطنهاويشعر بها تتشنج بين يديه متألــمة "الطفل ..."
غير مدرك لما قالت او ان استيعابه توقف نظر لها مصدوم
شعرت بالسائل الدافىء ولحظة ادركت ان أسوأ توقعاتها قد حدث الم غير محتمل احتواها فاستسلمت له بينما يسحبها الى هوة سحيقة
شعر بها ترتخي بين ذراعيه فاقدة للوعي اسرع يحملها عندها فهم ما كانت تقول عنـ.ـد.ما لاحظت الدm اللزج الذي لوث كمه ومصدره من بين ساقيها صرخ بالم ينافس صوته صوت الريح التي تزار حوله حمل جهاز اللاسكي وسارع لطلب سيارة الإسعاف في اول خطوة واعية له بينما يتلمس وجهها ولذعة حارقة تغرق عينيه سما هتف بلوعة محاولا فعل اي شيء يعيدها اليه يضمها اقرب الى قلبه يهمس لها ان لا تفعل به ذلك ان لا تتركه وفِي صدره حرقة تلوي قلبه انه يفقدها وليس وحدها بل طفله الذي لم يعرف بوجوده سوى لحظة فراقه
↚
التاسع
ذبذبات اللاسكي أعلمته ان هناك خطبا ما شيء قد حدث لكنه لا يعلم ما هو فتح جهازه ودخل عليه اخيه صخر في ذات الوقت
"عمي يطلب الاسعاف هناك إصابة "
"ساذهب اليه "هب صقر من مكانه
"ساذهب معك "عاد صخر ليقول
"لا انت أبقى هنا مع رعود قد يحدث شيء وانا ساذهب لأرى عمي "انطلق مسرعا يتصل بعمه ليعلم ما يحدث لكن لا مجيب عاود الاتصال عن طريق اللاسلكي ليعرف ان هناك حادث وقوع لامرأة والإسعاف تتحرك بالفعل لمكان الحادث
دار حول القرية التي هبت عليها العاصفة مثيرة الغبـ.ـار والرمال وتعذرت الرؤية امامه لكن اضواء سيارة الاسعاف هدته الى المكان الذي توجه اليه مسرعا
الم يكن من الأفضل الاتصال بسما لتعالج المراة فكر صقر يحاول التحكم بقيادة سيارته وسط الغبـ.ـار الى ان وصل ترجل من سيارته يحمي عينيه ليفاجأ بالمشهد الذي بدا يتضح امامه كلما تقدm وصوت عمه الذي ارتفع وغطى على صوت الريح
يضمها اليه بينما هي غائبة عن الوعي يحاول وقف الدm من راسها وقلبه واجف وهو يرى اثار الدm بين ساقيها وصلت سيارة الاسعاف بسرعة فلكية فالنداء الذي وجهه يحوي خطورة قصوى تقدm الطبيب المسعف والممرض بالكاد يريان امامهما ليتم فحص الحالة لكنها لم يستطيعا ان يلمسانها فقد كان مرعد يضمها ويحميها كاسد مفترس
"لن يلمسها احد "هدر بصوت عالي "احضر الحمالة "عاد وأمر الطبيب نظر صقر لعمه ليعرف ان المصابة لم تكن سوى سما وهي غائبة عن الوعي بين يدي عمه المعفر بالرمال والغبـ.ـار
"عمي "نادى صقر لتطالعه نظرات مرعد الكسيرة لم يراه في حياته بهذا الشكل سوى مرة واحدة يذكرها جيدا يوم وفاة والده عديّ
"صقر انهما لا يفهمان احضر لي الحمالة قبل ان احطمها فوق راسيهما"صرخ مرعد بغـــضــــب
"احضرا الحمالة "امر صقر الممرض والطبيب
"لكن قد تكون مصابة بشكل اخطر مما يبدو علينا فحصها اولا "تدخل الطبيب
"لن يلمسها احد "عاد مرعد للصراخ بطريقة اقرب للهستيريا
"نفذا "قال صقر يقترب من عمه "عمي دعه يفحصها فهذا عمله..."
"لا هتف مرعد مقاطعا له يشـ.ـد من ضمها اليه بينما الطبيب يحضر الحمالة لينهض مرعد حاملا لها يكافح ضد الرياح وضد خدوشه وإصابته التي تجعله مترنحا تقدm صقر من يدعمه بينما مرعد يضع سما على الحمالة ويأمره بحملها معه الى سيارة الاسعاف التي ركبها أمرا الباقين بالابتعاد ما ان دخلها حتى اغلق بابها أمرا السائق بالتحرك الى المشفى الرئيسي قفز الطبيب ليجلس الى جانب السائق فهو لا يستطيع ترك الحالة وحدها مع شخص غاضب ومصاب بينما ركب الممرض مع صقر الذي قاد سيارته خلف سيارة الاسعاف
"سيد مرعد "نادا الطبيب من كرسيه الأمامي
"لا تقلق لدي اجازة بالإسعاف الأولي والطواريء قال مرعد دون ان يلتفت اليه ممسكا ببعض النشادر الطبي ليضعه على انف سما لتسيقظ
بحركة دائخة أدارت راسها قبل ان تشهق نفسا خرج زفيرا باكيا امسك المعقم وبدات يديه تعمل على تعقيم جـ.ـر.حها الذي في راسها فتحت عينها لتنظر اليه لترى نظرته القاسية والبـ.ـاردة كانها بلا روح فتحت فمها لتتكلم لكنه أعطاها نظرة صارمة أمرا اياها "اصمتي وابقي مكانك "شاعرة بالم رهيب بأسفل بطنها وظهرها اعادت راسها الى مسند السرير ووضع يدها على بطنها لينظر اليها مرعد نظرة أوقفت الدm في شرايينها و كانها تلقت دلوا من ماء مجمد صب عليها غير قادرة حتى ان تأن من الالم الذي يجتاح جسدها في الأسفل ولا الالم الذي تتلقاه من يده الخشنة البـ.ـاردة التي تُمسح جروحها وتلذعها والاهم الالم الذي بداخلها والذي تركها خاوية بـ.ـاردة كانها بلا روح اغلقت عينها سامحة لدmـ.ـو.ع بـ.ـاردة كالجليد تسقط منها لقد اخطات وهو لن يسامحها
********
ناااار ناااار تشب داخله بينما يديه تعمل على جراحها بينما كل همه هو الاطمئنان على طفله الذي في أحشائها مدركا انهما ليسا لوحدهما ونظرات الطبيب تخترقهما في حال ارتكب اي خطا بمعالجتها يرغب بمسكها وهزها حتى تتكـ.ـسر عظامها الويل لك سما الويل لك ان فقدته الويل لك لكذبك وخداعك لقد خانته خانت ثقته بها وهو لن يسامحها ابدا على ذلك ولو بكت كل دmـ.ـو.ع العالم فكر يرى دmـ.ـو.عها المنهمرة
وصولهم الى المشفى أنقذهما من تلك المشاعر الحارقة
ما ان توفقت السيارة حتى فتح الباب يحضر الحمالة محولا لها لسرير متحرك عنـ.ـد.ما اقترب احد الممرضين منه "لا تقترب هدر به بزئير غاضب
سحب السرير الى مدخل المشفى ليصـ.ـر.خ بالممرض في قسم الاستقبال
"اريد طبيبة نسائية حالا "قال بعلو صوته ولهجة امرة جعلت المراجعين والممرضين الذين حوله يبتعدون عن طريقه بينما ممرض الاستقبال يبتعد منفذا أمره و هو يجر سريرها الى اقرب غرفة طواريء ليهدر بمن فيها ان يخلوها حالا والجميع نفذ شهقت سما خائفة من شـ.ـدة غـــضــــبه ليقترب منها ينظر في عينيها بنظرات مشتعلة
"ادعي آلُلُه ان لا تفقديه والا فالويل لك سما لن ينجيك شيء من يدي "
نشجت سما بالبكاء منكمشة على نفسها بينما الطبيبة تدخل
"ما الامر لما تتصر...ف"قطعت الطبيبة كلمـ.ـا.تها عندنا عرفت شخصية مرعد
"الطبيبة سما "قالت الطبيبة "ما الامر ؟!"
"عالجيها واياك ان تفقد الطفل "قال مرعد خارجا ليغلق الباب عليهما بينما صقر يصل اليه
"ما الذي حدث عمي ؟!"ساله صقر بلهفة لينظر اليه بخواء كانه شخص في رمقه الأخير تسحب منه روحه ببطء
"لاشيء صقر طمئن اهلنا لانك لن تعود الان بسبب العاصفة "
"ماذا عنك عمي "سال صقر
"لن أتحرك حتى اطمئن عليها "
ذهب ليقف في الممر الخالي فكما يبدو لا احد يستطيع ان يقترب منه بعد دخوله العاصف
استغفر الله كيف جعل الغـــضــــب يجرفه بتلك الطريقة مسح وجهه بكفه ستجن يا مرعد كيف تعترض على قضاء الله وقدره وفوق هذا ترعـ.ـبها وهي بتلك الحالة مهما كان خطاها سلامتها الان اهم وبعدها لكل حادث حديث
عند تلك الفكرة حول اتجاهه عائدا للغرفة التي وضعها بها فتح الباب مقتحما نظرت له الطبيبة التي تفاجات من حضوره
"لو سمحت "هتفت ما ان رأته يدخل
"انها زوجتي "قال مرعد متقدmا من سما الذاهلة والتي انكمشت عنـ.ـد.ما اقترب منها
"لا تخافي "قال برقة "ستكونين بخير "قال يضع يده على وجهها يمسح دmـ.ـو.عها التي انهمرت اكثر بعد كلمـ.ـا.ته
"لم اقصد ذلك حاولت ان اقول لك ..."
"اييش اهدئي الان لا تفكري بشيء ما يهم الان سلامتك ...وانت نظر الى الطبيبة التي تقف تشاهدهما باندهاش قومي بعملك "حثها مرعد لتتحرك تقوم باكمال فحصها وعلاجها لسما بينما مرعد يمسك يدها بيد والأخرى تُمسح الباقي من دmـ.ـو.عها هامسا لها ان لا تبكي
"هيا سما انت طبيبة تشجعي قال يحثها بينما الطبيبة تضع لها مصلا في يدها ثم توجهت لجهاز الفحص (الالتراساوند) وبدات بتجهيزها
"سيد مرعد هلا انتقلت للجهة الاخرى "طلبت الطبيبة ليتحرك مرعد بعدها عنـ.ـد.ما كشفت عن الطبيبة عن بطنها ليرى اثار الدm تلوث بنطالها اخذ نفسا عميقا يحاول ان يهدا به قبل ان يبعد نظره وينظر في عينها
"كل شيء سيكون بخير "وجد نفسه يقول كانه يحاول ان يمحي من ذهنها ما قال قبلا استغفر آلُلُه مرة اخرى ذاكرا قدر الله وما شاء فعل لا راد لحكمك يا الله
شاعرة لاضطرابه ونظرة الحـ.ـز.ن في عينيه كيف كانت بكل تلك القسوة والغباء كان يجب ان تخبره عن الحمل منذ عادت تبا لعنادك سما هتفت في داخلها قلبها يـ.ـؤ.لمها لما سببته له وهي لا تملك شيء سوى الدعاء ان يكون حملها بخير او على الاقل ان يهبها آلُلُه اخر بعد فترة قصيرة
وضعت الطبيبة جل على بطنها ثم الاداة التي تسمح لهم برؤية الصورة
"متى كانت اخر دورة لك "سالت الطبيبة
"ان عمره شهر واحد بالتمام "أجابت سما "انا أكيدة قمت بحساباتي"شاعرة بيده التي شـ.ـدت على يدها بينما عيناه معلق بالشاشة المرفقة بالجهاز شهر ولم تفكر ان تبلغه او حتى تلمح ضغط على يدها مستمسكا بالصبر ليس هذا وقت الغـــضــــب
اشارت الطبيبة على الشاشة لتخرجهما من أفكارهما المتضاربة
"هذا كيس الحمل "قال الطبيبة "لا يزال في مكانه لا وجود لجلطات دmوية لاشيء واضح عندي في الرحم الحمل ما زال في مكانه "
"ما معنى هذا ؟"سال مرعد بأمل ينظر الى الشكل المتمثل امامه طفله عض مرعد على شفتيه يمنع تنهيدة من الخروج من جوفه طفله هذا الشيء الصغير
"طوله جيد وزنه جيد السائل حوله جيد الحمل ثابت ...حتى الان "عادت الطبيبة تقول
ليهتف الاثنان وعيناهما معلقة بالشاشة مرعد يمسك يدها ويضغطها وهي تتمسك بكفه "ما معنى هذا "قال الاثنان بذات الوقت
"انت نزفت لكن مما ارى قالت تنظر لبنطالها الدm سائل في حالات الإجهاض الدm يكون عبـ.ـارة عن تجلطات وقبل ان تسألا ما معنى هذا- فالت الطبيبة عنـ.ـد.ما لاحظت تحرك شفاههما- قد يكون السبب مشيمة نازفة او التهاب او نقص هرموني او تكيس المبايض لهذا سنبدأ بعمل تحاليل لك وبعد الحصول على النتائج سنتأكد لكن اعود واؤكد الحمل سليم حتى الان قد يحدث اي شيء ويغير ذلك كما ان اي من أسباب النـ.ـز.يف التي ذكرتها اذا لم نعتني بها قد تؤدي لا سمح الله الى الإجهاض لذا سانقلك الى غرفة لانك ستمكثي هنا بضعة ايام حتى نطمئن على سلامتك والان سآخذ صورة للجنين لتحتفظا بها كاول صورة له اثناء نموه الذي سيتم على خير باْذن الله "فالت الطبيبة باسمة تنفذ وعنـ.ـد.ما اخرجت الصورة تناولها مرعد منها بلهفة
"أعطني اياها "هتف يتناولها منها وينظر لها بابتسام غافلا عن تلك التي ترك يدها وعينيها تلتمع بدmـ.ـو.ع النـ.ـد.م
٩*٢
ستكون ليلة صعبة "قال صقر بينما يحضر كوب القهوة لعمه واقفان في الممر ينتظران اتمام نقل سما الى غرفة طلب مرعد ان تكون خاصة لا يشاركها بها احد بعد ان تم اخذ العينات لإجراء الفحوصات اللازمة لها
"هل اطمئنت عليهم في البيت "سال مرعد
"الجميع بخير لم تحصل اي حوادث لكن الجدة قلقة اخبرتها ان الطبيبة انزلقت اثناء سيرها لكن العاصفة هي ما يبقينا "
"جيد اجاب مرعد متنهدا وصمت بينما عينا صقر تتابعه "سأخبرك بكل شيء في حينه "اردف مرعد يوقف فضول صقر "لاشيء خطر حتى الان"
"حسنا "قال صقر واتجه الى الاستراحة بينما مرعد يتلمس جيبه حيث وضع صورة الجنين قرب قلبه لابد ان الفحص انتهى فكر مرعد عائدا الى غرفتها ربما تعود الطبيبة لفحصها ويرى الجنين مرة اخرى
********
نقلتها الطبيبة على غرفة خاصة بعد اخذ بعض العينات منها ما كادت تستقر حتى عادا اليها الطبيبة لتطلب منها اخذ مسحة من عنق الرحم
"لكن لماذا ...الا يشكل هذا خطورة "
"سنحاول ان نفعل ذلك دون استخدام اي آلة فقط فحص بسيط باليد "
"لكن ..."
"ما بك طبيبة سما انت تريدي هذا الطفل "سالت الطبيبة بنبرة تاكيد
"بالطبع اريده "أكدت سما
"اذن دعينا نقوم بهذا الفحص لنطمئن على سلامتكما"
اوقفت كلمـ.ـا.ت الطبيبة تقدmه لطرق الباب عنـ.ـد.ما سالتها ان كانت تريد الطفل ليأتيه تأكيدها كيف شك في فورة غـــضــــبه انها يمكن ان تقدm على عمل كهذا زفر مرعد يا الهي هذه السما ستقوده الى الجنون طرق الباب على عجل ثم فتحه ليرى الطبيبة تتقدm من سما
"سيد مرعد انا لم اكمل فحوصاتي"قالت الطبيبة بتأنيب
"خذي راحتك يا طبيبة "قال مرعد متخذا من المقعد البعيد مكانا لجلوسه مما جعل الطبيبة تغلق الستائر المحيطة بسرير سما لتحجب عنه الرؤية
"لم ارى رجلا متملكا كزوجك انه لا يكاد يفارقك لحظة "همست الطبيبة لسما مما جعلها تبتسم
ويبتسم هو الاخر متملك ! يا الهي هما لا تعلمان ما الذي شعر به عنـ.ـد.ما سقطت حتى قبل ان يعلم بأمر الطفل لقد احس ان العالم حوله ينهار مجرد رؤية الدm النازف من راسها جعله يرى كل ما حوله بلون اسود تنهد يحمد آلُلُه ان كل شيء مر بخير بالنسبة لها وسيمر بخير بالنسبة للطفل
قطع تفكيره خروج الطبيبة من خلف الستائر
"انتهينا ...قالت تضع شيء داخل علبة سآخذها للفحص لكن اريد ان اسالك شيئا طبيبة سما اكملت تنزع القفازات عن يدها "
"تفضلي إجابتها سما "
"هل قالت تنظر الى مرعد هل تستخدmي مطهرات شخصية او شيء من هذا القبيل انت تفهمين ما اعني "ارتبكت الطبيبة تحت نظرات مرعد المراقبة
"اجل !" أجابت سما بتررد
"هل تبالغي باستخدامها اعني كم مرة تستخدmيها"
"في الحقيقة انا استخدmها أجابت سما مرتبكة ولم يخفى على مرعد نظرت الذنب التي اطلت من عينها كثيرا مع كل استخدام للحمام ..."
"وبعد ال...قطعت الطبيبة كلمـ.ـا.تها باشارة من راسها
مما جعل سما تعض شفتيها
"كنت أبقى في الحوض نصف ساعة او اكثر "
تنهدت الطبيبة تهز راسها "لا ادري ماذا اقول لقد سبب ذلك تهيجا في ...انت تعلمي لابد انك أدركت ما الذي اريد ان اقوله ربما استخدامك المفرط هو ما سبب التهيج وبالتالي الالتهاب والنزف لكن لا يمكنني ان اجزم حتى تظهر باقي النتائج سأتركك الان لترتاحي ستاتي الممرضة لوضع المصل لك يجب ان تاكلي شيئا سامر لأراك مرة اخرى "قالت الطبيبة تاخذ العلبة وتكتب بعض الكلمـ.ـا.ت على لوح المريـ.ـض وتغادر
ما ان اغلقت الباب حتى نظر لها مرعد الذي تابع حديثها مع الطبيبة عاقدا حاجبيه حمل المقعد مراقبا اياه من سريرها ليصبح قريبا منها
"حسنا "قال ينظر في عينيها الهاربة منه
رطب شفتيها التي شعرت فجاة بجفافهما
"عن ماذا كنتما تتحدثان ؟"
وضع مرفقيه على جانب السرير ليصبح وجهه مقابلها تماما ازدردت سما ريقها "انها أمور نسائية "قالت تزم فمها وتطرق راسها موجهة نظرها الى اصابعها ويدها التي تعاني من الخدوش المضمضة
"سما..ما الذي كانت تتحدث عنه الطبيبة الان "عاد مرعد ليقول بلهجة اكثر حزما وأقرب للامر رفعت نظرها له لتطالعها عيناه التي بدات تلتمع بشيء من الغـــضــــب
"عدني ان لا تغـــضــــب !"قالت سما بذنب
الا يوجد شيء تفعله ولا يثير غـــضــــبه وضع يده على فمه كانه يمنع نفسه من اخراج سيل الكلمـ.ـا.ت الحانقة داخلة اخذ نفسا عميقا وزفره بمهل
"حسنا "قال بهدوء قدر استطاعته
"انها ..لقد ...اعني قالت سما بـ.ـارتباك لا تعلم كيف تبدا الموضوع آه تاوهت بيأس لقد كنت استخدm بعض منتجات العناية الشخصية انها كالمطهرات ويبدو انها قد سببت لي نوعا من التحسس وبالتالي الالتهاب وربما النزف الذي حصل بسببها "قالت كلمـ.ـا.تها دفعة واحدة بصوت كالهمس لكنها ارادت ان تنتهي من هذه المِحنة بأسرع وقت
"لقد قالت استخدام مفرط وسالت ان كنت تستخدmيها بعد ال ..وانا اظن ان ال ..هنا هي الجماع اليس كذلك "
اومـ.ـا.ت سما براسها تشعر ان خديها يحترقان خجلا وذلك الجـ.ـر.ح في راسها بدا ينبض بالم مما سبب لها صداع
"وسبب لك التهابا في ال ..قال مشيرا بعينيه اسفل بطنها يا الهي هتفت سما بداخلها هو لن يرحمها ابدا "عنق الرحم "أجابت بهمس تتحس جـ.ـر.ح راسها
"ولماذا كنت تستخدmي تلك المستحضرات بشكل مفرط والمفترض انك طبيبة وتعلمي جيدا ان استخدامها فوق الحد قد يسبب ...تهيجا !"
عضت سما شفتيها وتنهدت بصمت
"لماذا كنت تعقمي نفسك بشكل مفرط بعد ان نكون معا "سال بصوت محتد يا الهي نظرت سما له بصدmة الامر ليس كما يظن
"الامر ليس له علاقة بك "دافعت سما عن نفسها
"اذن ؟!"عاد ليسال
"افهمني ارجوك ...قالت سما برجاء لقد كنت متزوج من صبابة ايضا ...وظننت بدات تتردد بطبيعة الحال ان بينكما علاقة ...ف...خفت ان "
"ان انقل لك مرضا او ما شابه "اكمل مرعد عنها الى هذا حد الهوة كبيرة بينهما فكر مرعد يشعر بالاشمئزاز من الفكرة
"الم تفكري ان تسأليني او حتى على الاقل تخبريني بشكوكك "
"انه امر محرج ..."قالت سما
"انا زوجك والمفترض ان لا يكون بيننا اسرار او شكوك لكن كما يبدو انك تعيشين عالما بمفردك يا سما لقد قدرت انك عشت حياتك وحيدة وبعيدة وهذا ما جعلك منطوية على نفسك لذا لم أشأ ان اضغط عليك لكن هذا انتهى أنفاسك سأشاركك بها يا سما قال بوعد وتهديد بذات الوقت
"انت غاضب و..."حاولت ان تبرر لكنه قاطعها
"بالطبع غاضب ...قال يزفر أنفاسا حارة ارتطمت ببشرتها الجليدية غاضب لاخفاءك امر حملك لعصيانك طلبي منك بعدm الخروج لاخفاءك اسرارا عني لكن هذا ليس الوقت المناسب اهدئي الان وبعد ان تتحسن حالك سيكون لنا حديثا مطولا وانا لن ارضى بإنصاف الحلول "قال كلمـ.ـا.ته وخرج تاركا لها مصدومة كلما تحسنت الامور بينهما يحدث شيء ويفسدها
**********
خرج من غرفتها قبل ان يشتعل غـــضــــبه اكثر كيف تفكر كل تصرف تقوم به يجعل يرغب بهزها حتى تتحطم عظامها اتجه الى مطعم المشفى يجب ان يحضر لها الطعام لكن اولا سيذهب الى الطبيبة ليعلم منها ما الذي يحضره لها
طرق باب الطبيبة بعد ان استعلم عنه من الاستعلامـ.ـا.ت
"سيد مرعد تفضل "قالت الطبيبة
"كنت اريد ان اسالك هل هناك طعام محدد أقدmه لسما ام ..."
"تفضل سيد مرعد قالت تشير للكرسي امام مكتبها لقد أوصيت لها بالطعام المناسب لكني اريد الحديث معك "
تقدm مرعد الى الداخل تاركا مدخل الغرفة والباب مفتوح
"انا سأتحدث اليك كطبيبة سيد مرعد أرجو ان يتسع صدرك لما ساقول "
"تفضلي"
"السيدة سما حامل كما تعلم بالتاكيد المراة عنـ.ـد.ما تحمل تتغير احيانا طريقة تفكيرها نفسيتها تصبح حساسة متـ.ـو.ترة زيادة عن المعتاد بسبب هرمونات الحمل مع سما الوضع مضاعف لاني أراها اسمح لي بقول ذلك ...هي مضطربة قليلا ليس نفسيا انما ..انت تعلم سما طبيبة وابنة مدينة مما عرفت عنها انها عملت وتزوجت والان ستصبح اما كل ذلك خلال اشهر قليلة هي لم تعدت بعد فكرة حياتها هنا لتجد نفسها زوجة وام ايضا ..عليك ان تساعدها لتتأقلم مع وضعها الجديد الحمل والأمومة ليست شيئا سهلا انا اعلم انك لن تقصر معها بشيء لكن عليك إشعارها بالامان والاهتمام اكثر ليس بشكل مبالغ انما ان تشعر بأهمية الحدث المقبلة عليه هل تفهمني"
أومأ مرعد براسه لخصت الطبيبة الكثير من حقيقة حياة سما هنا ليس كلها ...فهناك الكثير المخفي داخل طيات عقلها
"انا سابقيها حتى الغد في المشفى بعده يمكنها المغادرة فعليا انا اعتقد ان سبب النزف هو خارجي لكن لا ضير من بعض التحاليل لأتمكن من إعطاءها الفيتامينات اللازمة سيكون عليها القدوم للفحص الدوري مرتان في الشهر وخلال الشهرين القادmين عليها التزام الراحة التامة جسديا ونفسيا ايضا ..وانصح خلال هذه الفترة ان تكون علاقتكما الزوجية اهدا ..اعني "
"مفهوم قال مرعد يبعد عنها الحرج لانه ادرك ما تريد ان تقول عن علاقتهما الزوجية التي يجب ان تتوقف الان على الاقل حتى يطمئن على استقرار وضع الجنين "
↚
"هذا كل شيء ...لكن اظن انها قد تصاب ببعض الحالات العصبية لانها ستأخذ بعض الهرمونات للتثبيت لذا أرجو ان تتنبه لذلك ولا تعرضها لأي مؤثر "
"حسنا شكرًا لك يا طبيبة قال مرعد مغادرا
وهو يفكر سما مـ.ـجـ.ـنو.نة دون مؤثر خارجي ما الذي ستفعله الان مع وجوده
٩*٣
كان قد تاخر بالفعل عن صلاته ذهب الى مصلى المشفى مستغنيا عن سترته التي ما تزال تحمل دmاء سما توضأ وبالكاد لحق بصلاة الظهر بقي في المصلى اراد ان يكون وحده سجد شاكرا لله بعد ان استغفر فترة لغـــضــــبه يشعر ان هناك شيئا ما يحدث له شيء في داخله لقد كان يوما صعبا عليه مع انه يحمل اسعد خبر سمعه في حياته الا ان ذلك الشعور بالقبضة ما زال ملازماً له استمر في عزلته يبث قلقله بينه وبين نفسه ولله الذي وكله أمره حتى اذن العصر ليطل عليه صقر ويصلياه معا
جلس مع صقر في الاستراحة فكما أخبرته الممرضة ان سما ستنام مع المصل وعنـ.ـد.ما تستيقظ سيحضرون لها الطعام
"لماذا لا تعود الى المنزل "قال مرعد لصقر
"لا ..سابقى هنا "
"حالها الان افضل لكن ستبقى حتى مـْساء الغد"
"لابأس سابقى معك ما دmت هنا ..الا تريد ان تخبرني ما الذي حدث "
"لا شيء لقد خرجت في العاصفة وعنـ.ـد.ما رايتها حملتها على الحصان حتى نبتعد عنها لكن الحصان جفل وأسقطنا وعنـ.ـد.ما اتينا هنا عرفنا انها حامل لذا ارادت الطبيبة إبقاءها للاطمئنان عليها وعلى الجنين "
"ماذا ؟!! حامل ولم تفكر ان تخبرني من قبل "سال صقر ينهض ليضم عمه "مبـ.ـارك قال صقر سعيدا بالخبر لماذا لم تخبرني "
ضمه مرعد رادا تهنئته "لقد كان الوضع خطيرا وظننا انها ستفقده لكن حتى الان كل شيء بخير "
اغتمت معالم صقر "السقوط قد اثر عليها ..."
"الطبيبة تقول ان كل شيء بخير حتى الان بعض الانتباه وان شاء الله يتم "
"ان شاء الله الجدة لن تصدق نفسها ولن تسامحنا على اخفاء الخبر حتى الان "قال صقر مبتسما
ضحك مرعد لاول مرة اليوم عند ذكر والدته
"ستقرص آذاننا "
"وما شأني انا تقرص إذنك واذن سما "
لم يحب لفظ صقر لاسمها مجردا لا يجب ان يناديها احد باسمها غيره
"كل شيء سيكون بخير باْذن الله لا تقلق " ظن صقر ان سبب صمته هو القلق
"باْذن الله"تنهد مرعد وغير الموضوع "لم نتلقى اي خبر "
"لا ، لا احد مـ.ـجـ.ـنو.ن في هذه المنطقة ليخرج في مثل هذا الطقس سوانا انا وانت وسما "علق صقر ضاحكا ليبتسم مرعد للواقع جنون سما هو ما أوقعهم جميعهم في هذا الموقف
"لا تخبر احد حتى افعل لا نريد ان تجرهم الجدة الى هنا "
"لا تقلق لن اخبر احد انت عليك ان تفعل لتتحمل النتائج وحدك "
" لكني ساطمئنهم ان كل شيء بخير "قال صقر رافعا هاتفه النقال "اذهب لتطمئن عليها لابد انها استيقظت الان "
مقدرا تصرف صقر الذي يعلم رغبته بالبقاء الى جوارها نهض متجها الى كافيتيريا ليشتري الماء والعصير لابد انها ستكون عطشى عنـ.ـد.ما تستيقظ فكر مرعد يحمل مشترياته الى غرفتها دخل اليها بدت معتمة بعض الشيء فالوقت الان مغرب لقد قضى وقتا طويلا مع صقر دون ان يشعر وهذا التوقيت من العام الليل يطول ونهار يقصر أضاء الضوء من جانب الباب ليتقدm من سريرها الذي صدm عنـ.ـد.ما رآه فارغا دار حول نفسه كانه يمكنها الاختباء في احدى زواياها ! ليسقط نظره على باب الحمام المرفق للغرفة اقترب ليرى الضوء الشحيح الصادر من أسفله وأنّة بالكاد مسموعة
"سما طرق على الباب سما "
**********
تشعر بالضعف بعد كلمـ.ـا.تها معه ما هذا الحظ العاثر الذي تعانيه كلما اقتربا خطوة يحدث شيء ليبعدها
تذكرت نظرته الغاضبة وارتجفت لا إراديا يا الهي كان سيقــ,تــلها أتراه صمت من اجل الطفل قالت تمد يدها الى اسفل بطنها لاا سما لقد عاد وأبدى قلقه واراد الاطمئنان عليك لكنه اكد لي انه غاضب مني عادت تحدث نفسها اجل انه غاضب ومع حقه لو انني أخبرته عن الحمل او لو انني سمعت كلمـ.ـا.ته ولم اخرج لكني لم اكن اعرف ان الطقس سيكون بهذه الشراسة ستجني سما اذا بقيت تحدثي نفسك هكذا نهرت نفسها اهدئي المهم ان الطفل بخير قال تمسد بطنها مبتسمة ستصبح اما وليست اي ان ام ابن مرعد هل سيكون مثله يملك عينان بلون العسل وغمازة في الذقن أغمضت عينيها تحاول تخيل شكله لكن طرقات الباب قطعت تفكيرها عنـ.ـد.ما دخلت الممرضة لتضع لها المصل
"هذا المصل سيجعلك تنامين وهذه التحاميل نسائية تضعينها ...."
"اعرف قالت سما للممرضة مختصرة عليها التفاصيل الا تعلم انها طبيبة ! هاتيها مدت سما يدها لها تاخذها
"ستضعيها عنـ.ـد.ما تستيقظي مباشرة واذا واجهت صعوبة اضغطي الجرس وسآتي اليك بعد ان ترتاحي سنقدm لك الطعام فقط اعلميني عنـ.ـد.ما تريدي تناوله "فالت الممرضة بعملية وغادرت بعد اخذ نبضها وضغطها ودرجة حرارتها لم يمر وقت على اخذها المصل حتى غابت في سبات عميق
استيقظت بعد لترى انها نامت معظم النهار والشمس قد بدات بالغروب تشعر بجفاف ريقها لا يوجد ماء حولها بحثت في عينها اين مرعد تساءلت تحاول النهوض يجب ان تدخل الحمام بتثاقل رفعت نفسها تشعر كان عظامها قد تكـ.ـسرت نزعت ابرة المصل واخذت التحاميل واتجهت الى الحمام تجر نفسها جرا
صدmت عنـ.ـد.ما رات نفسها في المراة وجهها شاحب الكدmـ.ـا.ت تملا ذراعيها وساقيها وذلك الجـ.ـر.ح في راسها قد تورم لحجم بيضة قد تشوهت فكرت تعد الخدوش التي تملا معالمها
سمعت صوت نداءه لتصدm ما الذي اتى به الان فكرت تنظر الى مريول المشفى الذي ترتديه والذي فعليا لا يغطي شيء وهي لا ترتدي شيء تحته جلست تسند نفسها الى ظهر المرحاض يجب ان تعود الى السرير بأقرب وقت
"سما هل انت بخير "عاد مرعد يقول بقلق "لما دخلت بمفردك لما لم تنتظريني او تنادي الممرضة لمساعدتك ....سما "
تنهدت وتخلت عن الأداة التي معها "انا بخير سأخرج بعد قليل قالت بتعب لتنهض وتغسل يدها ما ان أمسكت مقبض الباب حتى سبقها لفتحه
"لماذا نهضت من السرير قال ينظر لها بذلك المربوط الكريه الذي ترتديه يكره لباس المشفى
"تعالى "اقترب ليحملها لكن اعترضت "سأسير "
فاسندها اليه غير راغب في جدالها خطوتين وكانت عند السرير "هلا أدرت ظهرك قليلا"طلبت سما تحاول المناورة لتصعد الى السرير دون ان يراها فهي تعلم جيدا ان ظهر المريول مفتوح ولا يخفي شيء
"بالله عليك سما "قال مرعد بصبر نافذ لكنه عاد وصمت ليدير راْسه بعيدا عنها جلست تسحب الغطاء عليها لتستلقي عاد يساعدها بتغطية نفسها عنـ.ـد.ما لاحظ العلبة في يدها
"ما هذا قال يمد يده اليها
"انه دواء "فالت محاولة إخفاءه
"كيف اخذته دون ماء ؟"
"تدبرت امري "
"كيف ؟"
"اخذته دون ماء"
"لماذا لم تطلبي الممرضة ما بك سما أعطني اياه أضعه في الدرج "
"سأضعه انا "قالت تحاول التهرب منه
"ما بك تثيري جدالا بلا سبب "
"لا شيء فقط ...سأضعه انا " ملاحظا انها تخفي شيء وراء هذا العناد الاحمق المعتاد منها
"لا هاتيه قال يمد يده باصرار فهو لن يسمح لها بممارسة عنادها بعد الان
الا يعرف متى يتوقف ابدا مدت يدها باستسلام له اخذه منها وفورا قرا ما هو مكتوب عليه ليدرك سبب تصرفاتها الغريبة
"لما لم تنتظري قدومي كنت ساعدتك "قال مبتسما يضعه في وحدة الإدراج التي بجانبها
"توقف عن ذلك "
"هل وضعته جيدا "عاد يقول مستمتعا بانزعاجها
أدارت وجهها عنه رافضة ان تنساق وراء خفة ظله
شعرت بوجهه قد اصبح قريبا منها انفاسه تضـ.ـر.ب خدها بينما يده تمتد الى جـ.ـر.حها
"ليس خطيرا كما يوحي شكله "قال يتفحص جـ.ـر.حها عن قرب
"اشعر انني بشعة مع كل هذه الخدوش "
"هل تقولي ذلك لاقول لك انك جميلة ؟"
نظرت له تحديدا في عينيه التي تنظر لها بتحدي لا يفصل بين وجهيهما سوى مسافة قصير ان انحنى او رفعت هي نفسها ستنتهي مرت كفه على وجهها
"انت جميلة وانت ت عـ.ـر.فين ذلك "قال مقتربا منها أغمضت عينها تنتظر عناقه لكن فجاة شعرت بغيابه ودفء انفاسه يبتعد مع يده عن وجهها فتحت عينها لتراه ينظر لها بينما يده تمتد الى الزر فوق راسها يستدعي لها الممرضة
قبل ان يبتعد الى الجهة الاخرى
تشعر بالحرج وتعلم انه يتعمد فعل ذلك أدارت وجهها بعيدا عنه
تتصرف كطفلة غاضبة فكر مرعد وهو سيعلمها ان لا تفعل
اتت الممرضة الى غرفتها
"كيف انت تقدmت منها الممرضة ترى المصل المنزوع من يدها لماذا لم تناديني لانزعه"
"لا باس لقد تدبرت امري"إجابتها سما
"نريد طلب الطعام "تدخل مرعد
"حسنا سأحضر بعد قليل "قالت الممرضة
"كنت اريد ان اسال هل يتوفر غسالة في المشفى فكما ترين قال مشيرا الى سترته وأثر الدmاء عليها
"بالطبع أعطني سترتك "نظرت سما الى الممرضة لم تعجبها من البداية والان لم يكلمها مرعد كلمتان حتى ذابت وها هي تنظر له بعينين براقتين
"لا أريد ان اتعبك لو ارشـ.ـدتني الى مكانها ساكون شاكرا "
"لا تعب يمكنك ان تعطني ملابسك وسأعطيك شيء مريح اكثر للنوم "
سعال سما جعل مرعد ينظر لها "لا السترة فقط وسأكون شاكرا "
أعطاها سترته باسما وغادرت تحتضنها في حركة لم تخفى على سما "لما لم تسألها عن اسمها !؟ "قالت سما غاضبة
"اسهما رنده وهو مكتوب على البطاقة التي تحملها"
أجابها ببراءة "ساذهب لصلاة المغرب واعود "
قال وانسحب قبل ان تجيبه سما الغاضبة هل سيلحق بالممرضة لقد كانت ترف له بعينها بمجرد ان تحدث معها
ابتسم بمجرد ان خرج من الغرفة المـ.ـجـ.ـنو.نة !
عند نهاية الممر رأى الطبيبة التي بدلت ملابسها
"سيد مرعد "قالت باسمة عنـ.ـد.ما رأته
"طبيبة ..."هو لا يعرف اسمها
"رفيدة "
"طبيبة رفيدة هل انت مغادرة "
"اجل انتهى دوامي لليوم كنت ذاهبة للاطمئنان على الطبيبة سما قبل مغادرتي"
"انها بخير طلبت لها الطعام قبل ان أغادر "
"جيد سأراها .."
"كيف ستغادري بهذا الطقس "
ابتسم الطبيبة "زوجي طبيب يعمل في قسم العظام سنغادر معا وانت تعلم اسكان الأطباء خلف المشفى مباشرة "
"اجل ...راقفتكما السلامة اجاب بعد ان اطمئن الى انهما سيكونان بخير طبيبة رفيدة اريد طلب شيء منك "
"بالطبع تفضل "
"لا تخبري سما بخصوص ما قلت لي عن علاقتنا "
لوهلة لم تفهم الطبيبة ما المقصود ثم أدركته
"لكن لماذا ؟"
"سما حساسة جدا و ستشعر بانها مقصرة وستلوم نفسها وانا لا أريدها ان تحـ.ـز.ن ساخبرها انني اخاف عليها لا أريدها ان تعرف ان وضعها هو السبب "
نظرت له الطبيبة بتعاطف "ما الطف ذلك ! حسنا لن اخبرها اطمئن "قالت الطبيبة تذهب الى سما تحدث نفسها كم هو مراعي لها
دخلت غرفة سما المتاففة
"كيف انت الان قرات الطبيبة لوحها الطبي
"بخير "
"تناولي الطعام غدا ستكون النتائج قد ظهرت لكن وضعك جيد الطبيب المناوب لديه فكرة عن وضعك لا تتواني في طلب المساعدة ان شعرت بشيء "
"هل ستغادري "
"اجل هناك طبيب سياتي ليمر عليك لا تقلقي قالت الطبيبة عنـ.ـد.ما رات تـ.ـو.ترها ثم ان زوجك اللطيف لن يتركك لقد أوصاني ان أبقى معك حتى يعود انه مراعٍ للغاية "
زوجي اللطيف !! فكرت سما هل يملك هذا التأثير على كل النساء
لم تكد الطبيبة تنهي كتابتها على اللوح الطبي حتى طل اللطيف يحمل ابتسامته الألطف فكرت سما تنظر اليه والى الطبيبة التي ابتسم كل وجهها له
"شكرًا لك طبيبة رفيدة "قال مرعد
"لا شكر على واجب انتبه لها قالت الطبيبة وانت اسمعي كلامه "وجهت كلمـ.ـا.تها لسما التي نظرت لها مندهشة هل تفقد اي امراة عقلها بمجرد ان تتحدث له اين ذهبت الطبيبة الصارمة
"ماذا هل تخليت لها عن القميص هي ايضا لتبدوا منبهرة بك هكذا !"قالت سما بمجرد ان غادرت
"سما !!نهرها مرعد كيف تقولين شيئا هكذا "
"كل امراة تحدثها تصبح مبهورة وعيناها تبرقان ..."
"كل امراة حتى انت هل تنبهري وتبرق عيناك اذا تحدثت لك "قال مقتربا منها
"لا تنظر لي هكذا "قالت سما عنـ.ـد.ما رأته يقترب منها وضع الكرسي اقرب الى السرير وجلس عليه ليصبح مقابلها
"كيف ؟!"قال بصوت منخفض
تنهدت سما تغمض عينها قبل ان تشعر بدفء شفتيه على جبينها لأقل من ثانية حتى انها ظنت انها تتخيل لولا انها رات ابتعاده عنـ.ـد.ما فتحت عينها لما صدقت انه فعلا قبلها
طرقات على الباب جعلته ينهض ليفتحه كانت تلك الممرضة قد اتت معها الطعام وسترته التي قدmتها له باسمه "تفضل "قالت الممرضة
"شكرًا لك تناولها مرعد مبتسما
"اذا احتجت شيء ناديني "قالت قبل ان تذهب هي حتى لم تسال عني فكرت سما من المريـ.ـض هنا اذا احتجت شيء
نظرت له سما "اذا احتجت شيء ناديني"قالت سما تقلد صوت الممرضة "هي حتى لم تسال عني ان كنت احتاج لشيء وانا المريـ.ـضة "
"هي كانت تقصد ان احتجنا شيء انا وانت "
قال يقرب طاولة الطعام منها ليضع الطعام عليها
"لست جائعة لا اريد ان آكل "
"لااا يجب عليك تناول الطعام سما انت لم تاكلي شيء منذ الصباح "
قال يفتح علب الطعام "لا شهية لدي "
"لا باس تناوليه بمهل لا داعي للاستعجال "
قرب منها الطاولة حمل طبق الشوربة وبدا يطعمها
"يمكنني ان آكل لوحدي "
"لكني اريد ان اطعمك بنفسي اجاب ببساطة ينفذ
"كفى قالت سما بعد رابع او خامس رشفة
"حسنا وضع مرعد الطبق ليتناول قطعة الدجاج الصغيرة المرفقة ببعض الخضار المسلوق كانت بلا طعم بالنسبة لسما التي تذمرت
"لا باس سما بعض لقمـ.ـا.ت اخرى "قال مرعد بصبر
اكلت لقمتان وتوقفت بها تغمض عينها تحاول دفع حالة الغثيان التي ألــمت بها
"اريد تفاح "قالت سما بهمس
"ماذا ؟"
"تفاح اشم رائحة التفاح "
اعاد مرعد الطعام الى مكانه "حسنا سارى ان كان متوفرا "قال يخرج بسرعة من الغرفة متجها الى الممرضة
"هل يوجد تفاح "سال مرعد
"تفاح !!"سالت باندهاش "سارى ان كان في المطبخ"
قالت تتحرك بسرعة لتعود بعض قليل بتفاحة حمراء صغيرة "لا يوجد الا هذه "قالت تقدmها له
"لابأس اتمنى ان تفي بالغرض "
عاد بها الى سما التي تناولتها منه تأكلها بنهم راقبها مرعد تقضمها بتلذذ مصدرة همهمة مستمتعة كانها تاكل أشهى شيء تناولته في حياتها لعقت شفتيها في حركة اثارت جنون ذلك النابض في صدر ما بك مرعد انت الذي تتباهى بقدراتك الفذة المسيطرة تفقدها بكل بلاهة امام هذه السما العنيدة وكأنك كنت في سبات عميق منذ دهور وهي فقط من أيقظتك
طرق الباب "من "قال مرعد غير مرحب باي كان الذي قطع عليه لذة مراقبتها
"الطبيب راشـ.ـد "اجابه الصوت
"لحظة "قال مرعد متجها الى سما "غطي نفسك قال يأخذ ما تبقى من التفاحة منها لتعترض
"لماذا اخذتها "
"غطي نفسك سما قال مرعد مخرجا وشاحها لتضعه على راسها وضعته كيفما اتفق بينما رفع غطاء السرير حتى ذقنها
"غطي شعرك سما "
"حسنا "قالت بعدm اهتمام
ذهب لفتح الباب "طبيب راشـ.ـد بادره الطبيب مادا يده ليسلم لابد انك السيد مرعد تشرفت بمعرفتك"
"اهلًا بك "قال مرعد بينما الطبيب يتقدm من سرير سما اخذ لوحها وقراه
"كيف انت سيدة سما "
"بخير ...لقد أعطوني وبدات حديثها بالإنجليزية شارحة للطبيب وضعها الذي ابتسم "عنـ.ـد.ما يكون المريـ.ـض طبيبا فانت لن تعاني أخبرتني الطبيبة رفيدة عن حالتك لكن كما يبدو انك تدركي الوضع تماما لذا لن اقول شيء سوى اذا شعرت باي شي انا موجود وكذلك الممرضات "كان يتحدث لها غاضا بصره الامر الذي أراح مرعد قليلا ضحكت سما
"شكرًا لك "قالت تهز راسها مما جعل وشاحها يتحرك عن راسها مظهرا مقدmته تقدm منها يشـ.ـده الى الامام
"شكرًا طبيب راشـ.ـد "عاد ليقول بعدها راغبا بخروجه
"هذا كل شيء حمد لله على سلامتها قال الطبيب موجها حديثه الى مرعد
الذي اغلق الباب خلفه واستدار ليرى سما تتناول ما تبقى من تفاحتها وتكمله باستمتاع
نظر لها بصدmة "الم اقل لك ان تغطي نفسك "
"لقد فعلت "
"وبخصوص مقدmة رأسك التي ظهرت كلها اقسم لو لم يكن الطبيب غاضا بصره لكنت نتفت لك شعرك"
"واصبح صلعاء "اجابته ببرود انها تتعمد إعاظته اذا هي تحدثت مع الطبيب بتلك المصطلحات العجيبة والضحكة التي أخرجتها لتغـــضــــبه
"لولا وضعك لكنت افهمت معنى ان تغـــضــــبيني سما لا تظني انني لا ادرك انك فعلت ذلك فقط انتقاما مني "
"انا نظرت له ببراءة "
"نامي سما قبل ان اغير رايي قال وخرج قاصدا صقر الذي كان يتابع مسلسلا مملا كما قال في الكافتيريا
صلا معا العشاء ثم تابعا سهرتهما حتى وقت متاخر عنـ.ـد.ما عاد الى غرفتها كانت غارقة في الظلام بينما سما تمسك هاتفها تظاهرت بانها لا تراه
بينما ينزع قميصه ويستقر على الأريكة الوحيدة في زاوية الغرفة دون اي كلمة
"تغيب كل هذا الوقت ماذا لو حدث لي شيء "قالت عنـ.ـد.ما لاحظت لامبالاته
"كنت خبرتني على الهاتف الذي في يدك "
"كانك تهتم "
صمت لا يريد جدالها
"لو كنت تهتم لما تركتني وحيدة والان تاتي وتتصرف ببرود كاني انا المخطئة "
"بالطبع انت المخطئة لولاك لما كنّا هنا الان خرجت لاني خفت عليك منك غـــضــــبي الذي اكبحه عنك بكل قوتي فلا تختبري صبري سما لقد فعلت الكثير اليوم كفى وضعك ومكاننا لا يسمحان لنا بالجدال دعي هذه الليلة تمر على خير وغدا لكل حادث حديث "
صمتت تعلم سيبقى يلومها على كل شيء
٩*٤
مع اول تباشير الصباح تحديدا الساعة السادسة صباحا كانت عائلته قد اتت الى المشفى والدته راية فرحة وصخر ورعود يتبعهم صقر المشعث اثر نومه في الكافيتيريا
طرقات على الباب جعلته ينهض لقد نام منذ برهة فقط عنـ.ـد.ما تاكد إنها نامت أمضى باقي الليل ساهرا الى جوارها تنهد يرتدي قميصه لابد أنها عائلته غطى سما خلف ستائر السرير
انها اللحظة التي اجلها طوال امس
فتح الباب كانت والدته اول الداخلين يتبعها الباقين
"ما الذي حدث كيف لا تخبرنا ان سما تعرضت لحادث "قالت تعاتبه الجدة ما دخلت الغرفة ملاحظة سرير سما الذي اختفى خلف الستائر دخلت النساء بينما بقي الرجـ.ـال في الخلف اقرب الى الباب الذي اغلقه صقر ناظرا الى عمه بتضامن
"اهدئي امي نحن في مشفى - لا يدري هل يخبرها الان ام ينتظر -اجلسي "قال يوجه والدته الى الأريكة حيث كان نائما
"اريد ان اطمئن على سما "قالت الجدة ابتعدت عن ذراع ابنها
"انها نائمة ولا يوجد شيء صدقيني مجرد خدوش وجروح بسيطة "عاد ليهداها ويجلسها يجب ان تهدا قبل ان يخبرها
"مجرد خدوش وأذن لما نقلتها للمشفى اذا كانت مجرد خدوش ولما تخفيها ما الذي تخبئه عني يا ولد "
"اهدئي لأخبرك "قال مرعد يجلس عند ركبتيها
"صدقيني سما لا تعاني من شيء مجرد جروح بسيطة لكن الطبيبة ارادت الاطمئنان عليها لذا أبقيتها في المشفى كما ان العاصفة لم تسمح لنا بالمغادرة "
"كف عن المراوغة مرعد ما الذي تخفيه عن امّك انت لن تحضر سما الى المشفى الا اذا كان الامر خطيرا "
"الامر ليس خطير يا ام عدي لكن سما تحتاج لرعاية خاصة لانها حامل .."قال مرعد مراقبا ردة فعل امه التي نظرت له بصدmة كانها لم تسمع لوهلة ثانية قبل ان تفيض عينها بالدmـ.ـو.ع "ماذا !!"قالت بنفس متقطع لا تصدق ما تسمع "ماذا قلت انت لا تكذب ماذا قلت يا مرعد قالت الجدة فوز تمسك بمقدmة قميصه كلمـ.ـا.تها كانها هذيان "
"اهدئي امي ارجوك "قال مرعد يمسك يديها
"سما حامل في الشهر الاول "وضعت الجدة يدها المرتجفة على فمها تمنع شهقة من الخروج بينما عينيها تفيض بالدmـ.ـو.ع وابتسامة شقت وجهها المغضن "يا ويل قلبي يا مرعد عشت و شفتك اب قالت تضع يدها وجه مرعد الذي بالكاد يكبح تلك الحرقة القـ.ـا.تلة في عينيه من الإفلات الحمد لله الذي مد بعمري اويلي ربي جبر نفسي بعد كـ.ـسرها ربي أعطى فوز بعد صبرها صوت بكاء فرحة وراية ودmعات الجدة المنهمرة جعلت صخر ورعود يمسحان عينهما مراقبين الجدة التي نهضت تسجد شكرًا لله ثم تنهض لتضم مرعد كاتمة شهقاتها في كتفه
"يا قلب امّك عوضنا آلُلُه "قالت تغمض عينها تتذكر سنوات طوال ناجت ربها ليلا ونهارا طالبة منه العوض والخلف الصالح لابنها عمرا كاملا بكت في كل ليلة تمر دون ان يكون لابنها ولد الحمد لله تمتمت فالله عِوَض عليها وأعطاها ورزقهم
ضم والدته اليه "الحمد لله "قال يشعر بشهقات والدته تهدا بينما تتمت بالحمد جسدها ارتخى بين يديه في ردة فعل توقعها حملها على الأريكة
يرفع قدmيها بينما ينزل راسها اخفض من مستوى جسدها تحرك صخر ورعود وصقر الى جدتهم ارفع ساقيها امر مرعد يسرع الى الزر فوق راس سما ليستدعي الممرضة
حركته فوق راسها جعلتها تستيقظ
لتشعر بالجلبة حولها والسرير مغطى بالستائر
صوت صقر وصخر اعلمها بان العائلة هنا ما الامر فكرت سما
"مرعد نادت "
"لحظة سما "أجابها لتتحرك راية اليها
"حمد لله على سلامتك "قالت راية لتنظر لها سما وترى عينها الباكية "ما الامر سالت سما
"لقد اخبر العم مرعد الجدة انك حامل وكما يبدو انها لم تتحمل فرحة الخبر فقد اغمى عليها والممرضة تهتم بها مبـ.ـارك لكما قالت رايك بصدق انت والعم مرعد تستحقان كل خير ...لقد احضرت لك ملابسك "
يا الهي كان يجب ان بصبر قليلا قبل ان يخبرها لما لم ينتظر ان تكون معه فكرت سما بامتعاض
"شكرًا لك يا راية هلا ساعدتني في ارتداء ملابسي "
قالت سما
"بالطبع تحركت رايك تنفذ
ارتدت ملابسها في ثواني حامدة الله على حسن اختبـ.ـار راية لملابسها فهي عباءة بسيطة وبنطال خفيف تحتها لفت الوشاح حول وجهها وتقدmت خارجة من خلف الستائر لتذهب الى الجدة التي التف حولها أحفادها وابنها يمسك يدها جالس على ركبتيه
"اذا مت الان سامـ.ـو.ت مرتاحة البال "قالت الجدة
"يا الهي ما الذي تقوليه قالت سما ابتعدوا عنها قليلا لتتنفس عادت لتوضح بينما تتقدm منها وانا التي اعتمد عليك في مساعدتي في تربية ابني خصوصا اذا كان مثل مرعد فانا لن استطيع السيطرة عليه قالت سما تضحكهم بينما تقترب منها مبتسمة هل تريدي ان تخيفني انا وحفيدك عليك "عادت تحاول اخراجها من الصدmة التي تعرضت لها "كلي هذه قدmت لها قطعة شوكولا كانت ضمن الأشياء التي احضرها مرعد امس جلست الى جوارها على الأريكة كانت الممرضة قد غادرت بعد ان قاست لها الضغط واطمأنت انها استعادت وعيها "يا وجه الخير والسعد يا سما " فالت الجدة
"أسعدك آلُلُه يا جدة هيا تقوي لنعود الى البيت والا فانهم
سوف يبقوننا "
"لا انا بخير قالت الجدة ترفع نفسها
"الطبيبة لم ترك بعد "تدخل مرعد
"انا طبيبة واشعر انني بخير "
"لا لن نغادر الا بعد ان نطمئن عليك "تدخلت الجدة لترجح الكفة لصالحها
********
دخلت بالبيت وسط زغاريد الجدة التي ردت عليها كل من راية وفرحة بينما المساعدات يردن في الداخل
لقد استعادت الجدة عافيتها بسرعة وبدات فورا باعداد التجهيزات للوليمة والاحتفال الذي تعده خصيصا لها
الطبيبة أخرجتها بعد ان اطمإنت على نتائج التحاليل التي أكدت شكوك الطبيبة السابقة وصفت لها بعض الأدوية مع إلزامها بالمراجعة الدورية للمشفى والالتزام بالراحة التامة
"سأقدm لك طلب اجازة "اخبرها مرعد ما ان خطت غرفتها اما الان ارتاحي حتى موعد العشاء"
قالت سما "حسنا "دون ان تجادل فقط كان هذا الصباح وقتا طويلا وصعبا استلقت على السرير تشعر بالتعب فعلا
"شكرًا لانك أسعدت والدتي "
"الجدة فوز من يستطيع ان يقول لها لا انها الطف وارق شخص عرفته في حياتي حفظها آلُلُه"
احيانا وفي لحظات نادرة تتصرف بعقلانية فكر مرعد قبل ان يطّبع قبلة على جبينها ويغادر
***********
صوت الزغاريد هو ما جعلها تستيقظ كان الوقت مغرب رات مرعد ينظر لها
نهضت من سريرها"هل هناك شيء "
"لا لكن من الأفضل ان تنهضي الان حتى تستعدي "
"حسنا قالت تنهض شاعرة بالدوار أسندها مرعد
"هل انت بخير "
"اجل قالت تسير اتجاه الحمام فهي تعلم التالي بعد الدوار حاولت السيطرة على غثيانها حتى وصلت الى الحمام أسندها مرعد يمسح وجهها بعد ان انتهت "كان عليك ان تتركني "قالت سما محرجة لانه شاهدها
قال يمسح على راسها المفترض ان تهدا حالات الغثيان مع الدواء ثم لا تتوقعي اني سأتركك منذ الان وصاعدا ساكون معك كخيالك "
"ابتسمت سما بينما هو يكمل تنظيف وجهها والفوضى التي فعلتها
"أبقى هنا ساخبرهم انك متعبة وبحاجة الى الراحة"
"لا انهم سعداء لأجلنا يجب على الاقل ان نشكرهم "
"عديني اذا شعرت بالتعب ستخبريني "
اومـ.ـا.ت براسها
ارتدت ثيابها وأكملت مكياجها الذي ثقلته ليخفي التعب والخدوش في وجهها
خرج من الحمام ليرتدي ملابسه
"انت لن تخرجي هكذا "قال ينظر لها في المراة
"ما بي "
"خففي هذا المكياج وارتدي شيئا اقل بهرجة وغطي شعرك جيدا "
نظرت له سما لقد اصبح يشـ.ـد على لبسها كثيرا
"لا تنظري لي هكذا ستكون هناك رجـ.ـال اخرون وانا لن اجعلك تنكشفي عليهم
بمعجزة حصلت على موافقته اخيرا لتخرج وتلاقيها الزغاريد وأهازيج الحاضرين كانه عرسا اخر لها
عانقتها أخواته والحاضرات سعيدات لاجلها لكن لا احد تفوق سعادته سعادة الجدة التي استقبلتها بقلادة ذهب واجلستها حتى لا تتعب فوجئت سما بوجود والدتها التي هناتها بعين دامعة "سأصبح جدة "قالت تضمها لاول مرة تشاركها والدتها مشاعرها ربما هو العمر او عدوى المكان فهنا الجميع يعبر عن مشاعره مهما كانت بكل تلقائية بعد العشاء اجتمع من بقي من الرجـ.ـال وهم المقربون جدا والنساء في المجلس الكبير كان عّم مرعد وأبناءه حاضرون ترى هل سيخبر صبابة فكرت سما لا تدري لما اتت على بالها
استقبلها والدها بحـ.ـضـ.ـن كبير تلاه عقدا البسها اياه
ليتبعه أخاها الذي ضمها
"ستجعلني خالا مبـ.ـارك لكما لكن لنتفق من البداية اريده شبهي فثلثا الولد لخاله اما ان كانت فتاة لابأس ان كانت شبهك ضحكت سما من اخيها الذي ضمها اليه واجلسها الى جانبه
"اذا تعبت يمكنك او ترتاحي "سالها مرعد لا يدري سبب انزعاجه وهو يراها تجلس الى جانب اخيها الذي يضع يده على كتفها بتملك
"لا باس "اجابته سما تنخرط في حديث ودي وسعيد مع اخيها.
******^
الايام التالية اتت مشابهة بعض الشيء لهذا اليوم لكن بمقدار اقل فالجدة نذرت سبعة ايام تطبخ بها كل يوم ثلاث وجبات لله وبالطبع البيت لم يخلو من الزوار لكن سما كانت تشارك بشكل اقل لان الجدة حرست راحتها بكل قواها مانعة اياها من ان تتعب نفسها اما مرعد فقد عاد الى عمله كان يستيقظ في الفجر يطمئن عليها والى تناولها الافطار الذي كانت تصمم على ان تشاركه مع العائلة رغم اصرار مرعد والجدة ان ترتاح في غرفتها لكنها كانت ترفض
بعدها ترتاح في غرفتها حتى الغداء وتجلس مع الجدة في مجلسها التي كانت سعادتها لا توصف احيانا تشعر بها تقيس كبر بطنها بالسانتيمتر رغم انه مسطح حاليا كل العائلة سعيدة حتى ابناء اخيه يخرجون عن تحفظهم احيانا في جلسة بعد العشاء التي لا تقضي منها سوى القليل لان مرعد يصمم على ضرورة راحتها لتصعد الى غرفتها بينما هو يتبعها بعد قليل ليكمل وصلة اهتمامه بها فهو لا يكاد يتركها تقريبا حتى العمل لم يعد يتاخر به على العكس انه يقضي معظم وقته معهم او معها ان ارادت الدقة رغم ذلك اذا اتى الليل وارادت النوم كان يبتعد بهدوء تاركا السرير لها بحجة ان تبقى مرتاحة
تشعر بتصلب ظهرها ورقبتها لقد ملت الجلوس في السرير كان يستلقي على تلك الأريكة التي اتخذها مقرا له
"مرعد "همست بصوت منخفض ليهب من مكانه
"اجل هل هناك شيء ؟"
"اشعر بالم هنا قالت تشير الى اعلى كتفيها هلا مسدته لي "قالت تفسح له مكانا بين ظهرها والوسائد المتكئة على ظهر السرير جلس مرعد خلفها وضع كفه على بشرة كتفها العارية بسبب قميص النوم الفضفاض الذي ترتديه
"هنا "سال لتجيبه بهمهمة
يده خشنة بملمسها لكنها ناعمة بلمستها على بشرتها بدات بحركة رتيبة ثم اشتدت قليلا كتفها متصلب فعلا لكنه يعلم ان وراء هذا شيء اخر
أسندت راسها الى الخلف الى كتفه
"هذا مريح "قالت بهمس تضع راسها على كتفه وتدس راسها في تجويف رقبته
وضع ذراعه على كتفها يقربها منه
↚
"أبقى جانبي "قالت سما ليعدل مرعد استلقاءهما
"حسنا "قال متخذا وضعا اكثر راحة لهما الاثنان
انتظرت دقيقة والثانية كان تنفسه هادئا هل نام كيف استطاع بينما هي تنبض حواسها بصخب بجانبه
مرت عشرة ايام منذ الحادثة وهو لم يقترب منها يهتم بها حولها دائما يحيطها بعنايته لكنه لم يقترب منها ...يا كيف لم تفكر بذلك من قبل
"هل طلبت منك الطبيبة الا تقترب مني "سالت سما
ترفع راسها عن كتفه وتتكا بها على صدره
"ليس تماما قالت ان تكون علاقتنا اهدا "
"يعني انها لم تمنعنا !"لا تصدق انها تقوم بهذا الحوار المخجل لكنها تريد ان تعرف سبب ابتعاده
"لا "
"اذن !"سالت سما "انت خائف على الجنين لذلك .."
انها اللحظة التي كان يبتعد عنها لم يشأ ان يبدا حوارهما هكذا خلال الفترة الماضية حاول قصارى جهده ان لا ينجرا الى هذا الحوار هو يريد ان يطمئن عليها اولا يريدها ان تشعر بوجوده معها وجوده المعنوي وليس العاطفي "بالطبع انا خائف على الجنين لكن ليس هذا هو السبب سما .."
نظرت له بعدm فهم لا فائدة عليه ان يخوض في الامر الان فهي لن ترضى بنصف اجابة "سبق واخبرتك ان علاقتنا تكمل زواجنا لكنها ليست كل شيء انها جزء من حياتنا سيصبح افضل وأجمل اذا تكلل بالتفاهم والاحترام فيما بيننا زواجنا تم بسرعة هناك الكثير من الفراغات بيننا يجب ان تملا لتصبح حياتنا مكتملة سما انا اريدك ان تكوني زوجتي شيختي التي ستكبر الى جانبي وتنجب اولادي الذين سنربيهم معا .."
"زوجتك !؟ وماذا اكون انا الان ؟"قالت بصدmة
"انت امرأتي طفلي ينمو في إحشاءك المراة التي أحب لكني اريدك ان تكوني اكثر من ذلك بكثير ان تكوني كل شيء كل النساء بالنسبة لي ..."
"انا لا افهم ؟"قاطعته
"وهذا هو بيت القصيد يا سما عنـ.ـد.ما ت عـ.ـر.في الفرق بين ان تكوني امرأتي او زوجتي عندها ستدركي ما اعني ... امتد الصمت بينهما كان يتمنى ان تسأله ان تطلبه منه ان يفهمها لكنها سما بعنادها ولن تتغير بسهولة ...الان نامي يا سما أريحي عقلك فلدينا حياة طويلة نفهم بَعضُنَا من خلالها "
قال يضمها اليه بينما هي تنظر بصدmة فما عاد صدره رحبا ولا بشرته ناعمة تحت خدها وحتى رائحته التي كانت تسكر حواسها حتى الثمالة أصبحت مزعجة رفعت راسها تشعر بالغثيان وضعت يدها على فمها قبل ان تنهض مهرولة الى الحمام تفرغ كل ما في معدتها وداخلها إحباطها المها من كلمـ.ـا.ته دmـ.ـو.عها التي انهمرت بسخاء في المرحاض بينما هو يمسك راسها يبعد شعرها عن وجهها لقد جـ.ـر.حها يعلم لكنها الطريقة المثلى ليحصل على ردة فعلها هو يريد ان يدفعها الى أقصى درجات تحملها لتتحدث لتخرج ما يعتمل في نفسها نظر الى دmـ.ـو.عها التي انهمرت تعكر صفحة بشرتها "لا تبكي سما يا حمقاء انا لا اريد جـ.ـر.حك انا اريدك ان تكوني كل شيء اريدك فخري وقوتي كل شيء في حياتي لا اريد ان يكون ما بيننا لحظات نقضيها في السرير اريد ان نكمل بَعضُنَا ان تكوني زوجتي يعني ان تكوني قرينتي شريكتي في كل شيء الأفكار الهموم والسعادة تفهميني وافهمك حتى لو لم نتكلم "
بكت سما اكثر "لما تبكين "قال عنـ.ـد.ما عادت الى الانفجار
"لاني حمقاء وأحبك وانت احمق دائما تجـ.ـر.حني بكلمـ.ـا.تك لو كنت تفهمني حقا لعرفت انني لا اعرف شيء عن حياتك ولا عن عملك انت دائما مغلق حول نفسك وانا عشت حياتي وحيدة لم اعتد ان أشارك احد افكاري ولا خصوصياتي لو انك فقط حاولت التقرب مني التحدث لي بتفاهم لكنا وصلنا لحل انت تريد زوجة عاملني كزوجة وستحصل عليها حاول ان تلاقيني وانا سأسير معك توقف عن طريقتك الآمرة وعن انزواءك قل لا تفعلي ذلك يا سما لاجل كذا وكذا اقنعني لا تأمرني وانا سأوافق لاني بلهاء كفاية لاتقبل منك كل شيء لاني احبك وانت ..."تقطع صوتها في البكاء ضمها الى صدره باسما اخيرا حصل على ردة فعلها التي يريد اخيرا نطقت بما تمنى ان تقول
حملها ليعود بها الى السرير وضعها برقة
"اششش "لا تبكي الشيء الممتع الوحيد الذي قلتيه هو انك حمقاء لانك كذلك فعلا اخيرا ادركت ما اريد اخيرا نطقت بما في داخلك الان فقط استطيع ان اكلمك وأقول لك ما اريد ...انا لا انكر غـــضــــبي عليك كان ممكن ان اقــ,تــلك لا تعلمي مقدار الغـــضــــب الذي يعتمل في نفس الرجل ان شعر بالخداع وانت خدعتني لقد رايت الابرة في بيت والدك وسالتك لكنك اخفيتي عني الامر وفوق ذلك لم تسمعي كلمـ.ـا.تي لقد تعمدت ان تخرجي فقط نكاية بي هل تعلمي مقدار خــــوفي عليك عنـ.ـد.ما رايتك تسيري في الصحراء والعاصفة خلفك لقد شعرت بان قلبي توقف عنـ.ـد.ما سقطت ورايت الدm على رأسك يا الهي لو اني فقدتك لمت بعدك يا سما كل هذا بسبب عنادك وتصرفاتك الطفولية انت لم يعجبك اني عدت من العمل لأمرك بعدm الخروج معي طلبت ذلك لانه خطر عليك فقررت الانتقام مني بعصيان أوامري مع انه كانت يمكنك فقط ان تصرخي كما فعلت الان وتطلبي مني الايضاح عن سبب منعي لك للخروج "
شهقت بين دmـ.ـو.عها هي لا تصدق مقدار العاطفة والحب والصدق الذي يخرج من كلمـ.ـا.ته
"كنت غاضبة منك لانك خرجت الى العمل دون اخبـ.ـاري بشيء لا اين كنت ولا ماذا فعلت "
"انت تتهميني باني غامض ولا اخبرك بشيء عن عملي دعيني اذكرك عنـ.ـد.ما سألتك عن حالة هنادة رفضت ذكر شيء لانها اسرار مرضى وانا احترمت ذلك لانه عملك انا عملي اسرار دولة وأمنها لا يمكنني اخبـ.ـارك شيء ولا حتى التواصل معك اثناء مهمتي هذه حياتي وهذا عملي لا اقول لك انني لا أواجه الخطر لكني لا استطيع قول اي شيء احترمي خصوصية عملي كما احترم عملك كل ما اريده منك هو بعض الثقة وعدm اخفاء الأسرار اسرار العمل تختلف عن حياتنا وجود طفل ليس سر وليس أمرا يخصك وحدك لتخفيه انه طفلنا معا كان عليك اخبـ.ـاري بمجرد ان عرفت خففي من عنادك في كل مرة تعاندي تحدث مصـ يـ بـةوالتاريخ بيننا يشهد
"اجل اذكر حبسك لي "
"هذا كل ما تتذكرينه لي "
"يوم ضـ.ـر.بتني بعد عودتي من عند الغجر "
"سما !"فال معاتبا "كنت وقحة يومها وتغزلت بي "
ضـ.ـر.بت كتفه "ليس صحيحا "
"لن تعلمي ابدا ..قال مغـ.ـيظا
"حقا هل فعلت شيء .. تذكري لي شيء جيد "
"يوم أنقذتني من الحريق وخباتني في عباءتك "
""يومها بالذات شعرت انك لي كانك دخلت الى قلبي اردت ان اخبئك عن عيون الجميع انت هنا يا سما وضع يدها على قلبه وراء عوج الضلوع استقريت "
بكت مرة اخرى تضم نفسها اليه
"لاا يكفي بكاء ما انت تفرحي تبكي تحـ.ـز.ني تبكي توقفي "قال يضمها اليه "ولا كلمة قال عنـ.ـد.ما حاولت التحدث نامي يجب ان ترتاحي يكفي سهر طفلي يريد ان يرتاح ولا تنظري الي هكذا كقطة بريئة انا لن اقترب منك حتى تؤكد لي الطبيبة انك بخير تماما "
ابتسمت تدس نفسها اليه اكثر بينما يلف ذراعه حولها يشعران ان حياتهما بدات تخط كتابا جديدا بينهما كتاب لا يوجد فيه الا حبهما
**********
اخر لحظات الليل تنقضي تشعر بالحريق يلهبها نار مستعرة داخلها حامل ستنجب له طفل تلك العلقة ثبتت جذورها قالت تنظر الى النار المستعرة في المدفاة ستحرق قلبهم جميعا كما حرقوا قلبها لن تكون صبابة ان لم تجعلهم يدفعون الثمن كاملا ...كاملا وعدت نفسها وخصوصا منك يا مرعد
نهاية الفصل
↚
كان موعد الفحص الدوري لها وللجنين اتجهت سما مع مرعد الى المشفى خلال الفترة الماضية لم تعاني من اَي مشكلة طبعًا بفضل الراحة التامة والتغذية التي احاطاها بها مرعد ووالدته ..دخلت سما الى غرفة الطبيبة التي تهلل وجهها عنـ.ـد.ما استقبلتهما قائلة "كيف انت طبيبة سما ..سيد مرعد "مبتسمة في وجههما "بخير "أجابت سما باقتضاب لا يعجبها ان تبتسم اي مراة تراه في وجهه ببلاهة "نبدا الفحص ان كنت مستعدة "بادرت الطبيبة تنادي الممرضة لتساعد سما في تحضير نفسها استلقت على سرير الفحص بينما الممرضة تجهز الجهاز وتضع الغطاء عليها مدت سما يدها للستار الذي يفصل السرير عن الغرفة لترى مرعد الذي كان يقف بعيدًا عند النافذة بينما الطبيبة تكتب شيئا ما على مكتبها "انا جاهزة قالت سما تحث الطبيبة القدوم ابتعدت الممرضة لتحل الطبيبة مكانها "كيف حالك الان هل شعرت بشيء غير اعتيادي خلال الفترة الماضية "سالت الطبيبة تضع الجل على بطنها وأخذت ذراع جهاز الفحص لتبدا "كل شيء على ما يرام فقط الغثيان الصباحي والدوار احيانا أفقد شهيتي للطعام "قالت سما تتذكر احداث الفترة السابقة وحالات الغثيان التي لم تكن تفارقها تقريبًا "لابأس "قالت الطبيبة "هذا طبيعي مع دواء التثبيت اذا كانت امورك جيدة سنوقفها أو نقلل منها "قالت الطبيبة تركز انتباهها على عملها والشاشة بينما سما تنتظر قدوم مرعد الذي تسمع همهمته مع تلك الممرضة عادت تحرك الستارة لتراه واقفا يتحدث اليها اعادت الستارة بغـــضــــب في حركة لم تخفى عن الطبيبة "الهدوء اهم شيء في المرحلة القادmة "اخذت سما نفسا عميقا وزفرته "لا تعطيه صورة الجنين "قالت بحنق طفولي مما جعل الطبيبة تبتسم "حسنًا لنفعل ذلك الان قبل ان يأتي "صورت الطبيبة الجنين وأعطتها الصورة ثم بدا الفحص "هل تري هذا انه القلب وقد بدا ينبض انت الان في منتصف الشهر الثاني تقريبا نظرت سما الى الكتلة الصغيرة رات أجنة من قبل خلال دراستها وعملها لكن اي منهم لم يكن طفلها الذي يكبر في أحشاءها هي ...ابتسامة اقرب الى ضحكة ارتسمت على وجهها "انه جميل" ابتسمت الطبيبة "انظري يده الصغيرة قدmاه عند نهاية الشهر ستكون أطرافه اكتملت المعدة الرئة دعينا نرى طوله ووزنه لنتأكد ان كل شيء بخير " عنـ.ـد.ما رأى الممرضة تخرج اراد الذهاب الى سما ليتابع فحصها لكنه انتظر ان تدخل الطبيبة وهذا كان خطاه فالممرضة انتهزت الفرصة كما يبدو لتحدثه بشان احد أقربائها الذي يحتاج لمنحة علاج "حسنا دعيه يذهب الى المركز واذا كانت حالته تستدعي التدخل السريع سيضعون في بداية القائمة "قال مرعد بسرعة يريد ان يذهب ليرى طفله لكن كما يبدو ان الممرضة لديها راي اخر فقد اخذت تشكره وتطلب منه ان يهتم بالأمر شخصًا فهو حالة إنسانيةالكثير من الإيماءات والوعود بانه سيفعل قالها مرعد لينهي هذا الحديث الذي لا ينوي ان ينتهي ابتسم لها بتسامح قائلا"لا تقلقي سأتابع الموضوع" قال متحركًا اتجاه سرير الفحص خلف الستارة ليعبر عن رغبته بإنهاء الحديث كانت الطبيبة تنهي الفحص "ماذا انا لَم أراه"قال مرعد معترضًا بينما سما تنظر له بامتعاض عادت الطبيبة تضع الجهاز على بطنها مرة اخرى "ها هو قالت تشير الى الجنين راْسه يده وقدmاه انظر لقد حرك يده اليمنى"مرعد ينظر الى الشاشة مبهورا "لقد كبر"قال مرعد بصوت مبحوح "النمو سيصبح اسرع من الان وصاعدا "وضحت الطبيبة رفيدة "ستلاحظا ذلك سيكبر بطن سما وقليلا بعد وتشعر بحركته "ازالت الجهاز تُمسح بطن سما "لم تصوريه اعترض مرعد لايزال معلقا نظره في الشاشة التي بدات صورة طفله تغيب عنها ذلك الكائن الصغير مجرد رؤيته تفعل داخله الأعاجيب اراد التقدm لمس الشاشة كانه بذلك سيكون قريبا اكثر منه ان فعل "الصورة معي"قالت تحركها امامه باغاظة مما جعل الطبيبة تبتسم "اعطيني اياها"اومـ.ـا.ت سما بلا لينظر لها مرعد مندهشا "لماذا ؟"تنحنت الطبيبة "أمور الطفل وسما جيدة يبقى كل شيء كما كان حتى الزيارة القادmة لكن يجب ان تقوم سما بفحص الدm"تحركت سما على عجل لتنهض "على مهلك قال مرعد يحاول ان يساعدها لكنها ابتعدت عن يده "شكرا لك "قالت الطبيبة تسرع بحمل حقيبتها لتضع الصورة بها وتحملها قريبة منها نظر مرعد غير مدرك لتصرفها "هل سنذهب الى المختبر ام لا يزال لديك حديث لم ننهيه بعد "قالت تنظر الى الممرضة قبل ان تتجه الى الباب ليتبعها مرعد المتفاجىء "ما سبب هذه التصرفات قال عنـ.ـد.ما لحق خطواتها السريعة ستؤذي نفسك "نظرت له سما بامتعاض وهل تهتم. اذهب وأنهي حوارك مع الممرضة فهي اهم من رؤية طفلك "قالت تدخل الى المختبر وتعطي الموظف ورقة الفحص بينما يتابع حركتها مصدوما ما الذي ترمي اليه. تابعها ليرى الممرض يحضر الابرة "اريد ممرضة "قال ليسرع الممرض ويعطي الابرة لزميلته مدت يدها للممرضة التي بدات عملها "غريب قالت انا لا اجد وريدك هل انت خائفة ؟" تنهدت سما "انا اكره الإبر قالت بصوت اقرب للبكاء "نظر لها مرعد ليقترب منها يمسك يدها الجليدية "كيف ذلك انت طبيبة "قال يمسد يدها لتدفء "أعطاء الإبر شيء وأخذها شيء اخر "قالت بحـ.ـز.ن "لا تنظري اليها انظري الي"قال يضع يده على وجهها وينظر الى عينها "كانت الصورة جميلة هل رايت كم كبر اصبح لديه يدين وقدmين "ابتسمت سما "لقد حركها "أشار مرعد الممرضة التي وضعت الابرة في ذراعها لتشهق سما ويضم هو راسها اليه "لقد انتهينا تقريبا "قال يربت على كتفها لتنسى امر الابرة
١٠*٢
كان طريق العودة صامتا "ما بك سما هل الابرة ما تزال تؤلمك "
لا للحقيقة هي لا تؤلمنا مع وجوده معها وضمه له نسيت كل شيء حولها لكنها لم تجبه
"سما!؟"
"كانك تهتم لقد بقيت تتحدث مع الممرضة اثناء فحصي ونسيت وجودي تماما هل أعطتك رقم هاتفها "قالت بحنق
"ما الذي تقوليه قال بشيء من الصدmة والحدة هل هذا ظنك بي لقد كانت تطلب مساعدة "
"حقا وهل طلب المساعدة يتطلب الهمس "
"ربما هي محرجة "
"وربما ان حديثها اعجبك لذا طال اكثر من اللازم "
"سما ... لست انا من ينظر لنساء غيره عليك ان تثقي بذلك فلا داعي لغيرتك "
"غيرة !! من قال انني أغار انا فقط ممتعضة لانك لم تكن الى جانبي "
"قلت لك لقد كانت تطلب مساعدة "قال مرعد "ثم من يسمعك يظن انك تغاري علي لذلك فانت ممتعضة "
"لا ليس صحيحًا "
"لما لا ؟ قال يبتسم بتسلية انا اغار عليك لا اطيق ان يقترب احد منك "
"لاحظت بينما انت تقرب وتحدث من تريد "
"انت لا تغاري فلماذا يزعجك ذلك ؟ ثم انا لا اقترب من احد لا تكوني ظالمة الممرضة هي من حدثتني"
نظرت له سما غاضبة هل يمزح "لن تحصل على صورة الطفل حتى تتلهى مرة اخرى عني" قالت تدير وجهها عنه بينما يبتسم سعيدا الحمقاء تغير عليه الا تعلم ان عيناه لا ترى غيرها
صعد معها الى جناحها دخلت الى الحمام لتنعش نفسها وخرجت لتراه ما يزال جالسًا على الأريكة
تجاهلته متجهة الى منضدة المراة "اين الصورة سالها يتابع حركتها
"لن تحصل عليها "قالت تسرح شعرها
لايمكن ان تكون قد أخفتها كانت في الحقيبة وهي ذهبت مباشرة الى الحمام فكر مرعد قبل ان يقف متجها اليها وقف خلفها يضع يده على بطنها التي بالكاد قد برزت "لا تكوني عصبية هذا ليس جيد لك ولا للطفل "قال يقرب ظهرها من صدره
"لا تفعل اشياء تغـــضــــبني "وضع ذقنه على جانب رقبتها تشعر بشعر ذقنه الخشن ضد نعومة بشرتها
"لم اقصد قلت لك كانت تطلب مساعدة "
"كان يمكنك ان تختصر الحديث معها "
"حاولت قال يضع شفتيه هذه المرة لتشعر بجسدها يستجيب للمسته "لن التهي عنك مرة اخرى "وعد
"لا احب ان تتحدث اليك اي امراة "قالت تشعر انها تذوب من حرارة انفاسه ولمسته لبطنها التي اصبح الان دون عازل لا تدري كيف وجد كفه طريقًا تحت المئزر "لماذا ؟! قال بهمس جعل سؤاله مثيرًا
"تبا لانني اغار لا اريد لأي امراة مهما كانت ان تقترب منك او ان تتحدث اليه "مخفيًا ابتسامته
"وان قلت لك ان عيناي لا ترى ولا تسمع غيرك انت فقط "قال يضغطها الى صدره لتشعر بقلبه الهادر "هل تشعري بذلك انه ينبض لك فقط "شفتيه الدافئة تتنقل بنعومة على عنقها الذي اصبح مكشوفا الان تنهدت سما تغلق عينيها وتسند نفسها اليه في لحظة كان قد ابتعد شاعرة بالبرودة لفقدانها دفئ ذراعيه وجسده فتحت عينها لترى الفوضى التي عليها في المرآة مئزرها مرتخي عند كتفيها وجهها احمر وعيناها ناعسة وشعرها مشعث
نظرت له لتراه على بعد خطوة منها ينظر لها بانتصار بينما صورة الطفل بين يديه عقدت حاجبيها باستنكار لقد خدعها ليأخذها منها كيف لم تشعر بيده التي انزلقت الى جيب المئزر "انت ...!"
قبل ان تكمل اقترب منها وطبع قبلة سخية على شفتيها "انا احبك قال يضع جبينه على جبينها لكن لا يمكنني التمادي اكثر لأجلك ولأجل الطفل "
"لقد فعلت ذلك متعمدا لتحصل عليها "قالت تبعد نفسها عنه
"ليس عليها فقط وعلى اعترافك الصغير قال باسما يمسكها اقرب اليه وعلى شيء قليل أطفأ به شوقي لك "قبل راسها "ارتدي ثيابك والحقي بي الى مجلس والدتي ستسر لرؤية الصورة قال وابتعدت كانه طفل صغير سعيد بحصوله على لعبته المفضلة
١٠*٣
كانت نهاية الاسبوع هادئة جلست سما ومرعد مع الجدة فوز فباقي افراد العائلة ذهبوا لزيارة صبابة وفق توصيات مرعد
"لماذا يزورونها "سالت سما مما جعل مرعد ينظر لها مندهشا
"انها والدتهم وجدتهم كيف يقاطعونها وهي رحمهم "
"انا اقصد بعد ما فعلت فهي لم تضرني وحدي لقد اضرت باسم العائلة كلها "
"مهما كان فهي والدتهم ولا يجوز ان يقاطعوها مهما فعلت ذلك حـ.ـر.ام ويعد عقوقًا "شرح مرعد
بينما الجدة فوز تتابع "عنـ.ـد.ما تصبحي أما ستفهمي ذلك سما انت لن تقدري ان تبتعدي عن ابنك او ابـ.ـنتك سيُصبِح جزءا من قلبك وعقلك مخصوصا لهم انت لن تاكلي لن تنامي لن تفعلي شيء الا اذا اطمئنت عليهم هذه هي الام "
"لكن صبابة لم تفكر بأولادها "
"ان كانت هي قاصرة التفكير فنحن لا هي لم تهتم ولم تدرك خطورة ما فعلت بالنسبة لأولادها لكننا ندرك ما معنى ان يهجرها اولادها ومدى سوءه هذا ما يجب ان يكون عليه الشيوخ يفكرون قبل ان يتصرفوا او يتكلموا لان تصرفهم قرار وكلمتهم قانون عليهم ان يراعوا حق آلُلُه وحق من حولهم به"أوضحت الجدة مما جعل سما تنظر الى مرعد هل هذا ما يريده منها ان تفكر بمن حولها ان تهتم بهم والاهم ان تكون جزءا منهم
*********
جلسوا حول والدتهم التي نظرت لهم بلوم وعتب
"نسيتم والدتكم وأخذتم صف سما "قالت صبابة بعتب
"بالطبع لا امي انت والدتنا ولا شيء يمكن ان تفعليه او تقوليه سيغير ذلك او يجعلنا ننساك ثم اننا لم ناخذ صف سما نحن اخذنا جانب الحق وانت اعذريني لهذه الكلمة اخطات الامر لا يتعلق بسما وحدها بل بِنَا جميعا انت اسأت لعائلتنا كلها"
"منذ متى أصبحت من ضمن عائلتنا ثم الامر ليس له علاقة بكم لو كان عمك يعقل لكان تنازل بالمشيخة لك يا صقر فانت احق بها منه وذهب مع زوجة وعاشا بعيدا "نظر اولادها الثلاثة لها بصدmة
"ما الذي تقوليه عمي مرعد كبيرنا انه أبانا اخونا صديقنا"تدخل رعود مستنفرا ليتبعه صخر
"امي عمي مرعد هو الاحق هو من تحمل سنوات طويلة دون زوجة او ولد لأجلنا "
"ثم اي مشيخة هذه التي تتحدثين عنها عائلتنا عشيرتنا وسمعتنا اهم من كل هذا وانت كنت ستلطخينها بالتراب "اعرب صقر عن انزعاجه من تصرفات والدته "يا للاسف يا امي انت تبحثي عن المكانة والمنزلة الم تفكري ...ما فائدتها ان خسرنا بَعضُنَا ان تفككت أسرتنا اين ستصبح هيبتنا ونحن لم نحترم كبيرنا الرجل الذي أفنى عمره من اجلنا "
"اي عمر لقد تزوج من امراة تصغره ابنة مدينة لا تعرف عاداتنا...."
"كفى امي ...انه حقه الذي أنكرته عليه سنوات عشرون عام وهو صامت بالاسم هو زوجك لم يجـ.ـر.حك ولم يهتم ولم يشعر اي منا بالنقص ولا حتى انت مع كل تقصيرك بواجبه سامحك آلله لقد وضعتنا في موقف سيء احيانا اشعر بالخجل لا استطيع النظر له "قال صقر كلمـ.ـا.ته يشعر بان الجو حوله اصبح مسموما لا يطيق البقاء فيه اكثر
"ليهديك آلُلُه عمي لا يستحق منك هذا بعد كل ما حدث ما زال يوصينا بك ويحثنا على زيارتك وانت تقلبي افكارنا ضده كانه عدو ..."
قاطعت صبابة كلمـ.ـا.ت ابنها صخر "هو عدو الرجل الذي يعادي والدتكم ويخرجها من بيتها ..."
تدخل رعود "هو لم يخرجك انت من فعل انت من قللت احترامنا واهنتنا جميعا لقد صغرتنا احمد آلُلُه ان عمي لم يعزرك واكتفى بما فعل ولم يعلم عن فعلتك الا القليل المقربون والا لكنا أصبحنا سيرة تلوكها الالسن ..."
"رعود ...هدر صقر بأخيه اصمت "اسكته صقر فهو لن يقبل ان يعلو صوت اخيه في حضور والدته
"امي عمي مرعد كبيرنا وسيبقى هكذا ونحن سنبقى معه كتفنا بكتفه وانت والدتنا وحقك علينا البر والإحسان والوصل هذا شيء لن يتغير مهما حدث "قال كلمـ.ـا.ته وصمت بينما صبابة تراقبه تغلي نارًا حارقة لن تصمت ان كانوا يظنوا ذلك فلينتظروا ويروا
مر الشهر الثاني من الحمل بسلام لكن الطبيبة طلبت من سما ان تستمر بتناول الدواء حتى نهاية الثالث الذي قد بدات سما اول أيامه ومع ذلك لم تنتهي بعد نوبات الغثيان بالنسبة لها كانت مرهقة بعد ان عادت من الحمام يسندها مرعد استيقظت قبل الفجر تشعر بالعطش وبعد شربها الماء شعرت بالغثيان نهضت الى الحمام محاولة ان لا تصدر صوتا لكن دون فائدة لا تكاد تتحرك على السرير حتى تراه قافزا بكامل صحوته يطمئن عليها
"هل أصبحت افضل "سالها يضع بعد الكحول الطبي على يدها ويفركها لتشم رائحتها فقد لاحظ انها تفعل ذلك لتقضي على شعور الغثيان عندها
"افضل "قالت سما تتكا عليه
ضمها اليه كالعادة فهي تتخذ من كتفه الأيمن وسادة لرأسها اخذت نفسها عميقا وزفرته
"مرعد "
"امّمم هل تشعري بشيء "
"اريد شيئا.."
"ماذا قال يرفع نفسه "
"شيء حامض حلو ومالح"
نظر لها مرعد يحاول فهم ما تقوله "ما هو هذا ؟!"
"لا اعرف لكني اريده"قالت بصوت باكي
"لا اعرف شيئا كهذا "
"ااااه تاوهت سما بيأس انت لا تريد ان تحضره لي"
"ما هو ؟! قولي لي عن اسم له وانا سأحضر "
ابتعدت عنه غاضبة نظر لها مرعد لا يدري ما يفعل
"سمـا ! هل احضر لك كرز اجابته بلا كرز اخضر لا
برتقال لا تفاح اخضر لا ااااا"
"لا اعرف ...قال مرعد قبل ان يفكر ويقترب انا اعرف ما تريدي "
التفتت له "حقًا"
"اجل حلو حامض ومالح ...انه انا "قال مرعد بثقة
مقتربا منها ليضمها
"توقف عن ذلك "لكن باقي كلمـ.ـا.تها غاب في عناقه الذي رحبت به ابتعد عنها يلتقط انفاسه ويعاود تقربيها منه "كيف ؟!"
تجاهلته سما "توقف عن ذلك "بدلال
"لا تنكري لم تعودي ترغـ.ـبـ.ـي بشيء لقد اكتفيت "
نظرت له "هل اكتفيت انت ؟!"
ابتسم لها فهي في الآونة الاخيرة تغيرت أصبحت اكثر انفتاحا وتعبيرًا "انا لن اكتفي منك ابدا " أجابها وفي عينيه ما يؤكد كلمـ.ـا.ته
ضمت نفسها اليه "ولا انا"قالت تبتسم له
"ولا انت ماذا "قال يشرف عليها
"كفى "قالت بخجل
"لا اسمعيني اياها كاملة "
تنهدت سما "انا لن اكتفي منك ابدا "قالت تغرق وجهها في صدره لكنه لم يمهلها ضمها في عناق قوي يبثها فيه كل أشواقه "يجب ان نذهب الى الطبيبة غدا "قال ناهضًا ومبتعدا عنها "سأنام على الأريكة "ضحكت وهي تراه يبتعد ثم توقفت فجاة بعد شهقة منها ووضعت يدها على بطنها تمسكها
"ما الامر هل انت بخير لقد اذيتك "قال مقتربا منها
"يا الهي ما بك سما تكلمي "عاد يحثها بقلق ولهفة عنـ.ـد.ما راها صامتة
"ايششش"قالت سما تمسك بيديه وتضعها على بطنها "اشعر بهذا "قالت بهمس تضع يدها على فمها وعينها فيها بسمة دامعة لم يفهم مرعد ما الذي تعنيه لكن النبضة الصغيرة التي عبرت يده من بطنها فتح عينيه على وسعها "ما هذا "قال بنفس لاهث
"انه يتحرك "قالت سما لا تخفي دmـ.ـو.ع الفرح من صوتها
اقترب مرعد اكثر يضع أذنه على بطنها ليشعر بحركته مرة اخرى وسط ضحكاتهما
١٠*٥
الافطار كان دائماً محطة مهمة للعائلة التي اجتمعت حول مائدة في جو شتوي مرت الشهور بسرعة سما في اخر شهرها السادس والجدة فوز لا تكاد تصدق نفسها متى ستلد تغمرها بعنايتها هي ومرعد دون ان يتركا شاردة او واردة
"لا ليس موال كل يوم "قالت الجدة فوز ضاحكة
"فنجان واحد من القهوة لن يضر "قالت سما جملتها المعتادة بينما الآخرين يضحكون بمرح لقد اقتربت في الفترة الاخيرة من الجميع حتى عناد ورعاد دائما الكشرة لم يقاوما لطفها معهما اما صبابة فكانت قصة اخرى احيانا تكون هادئة وذلك بسبب تصرف سما العاقل ولكنها في الأحيان الاخرى تعاملها بجمود ادركت سما ان اسبابه هو تدخلات صبابة الكبيرة المستمرةًوالتي تقلب مشاعر وافكار الصغار ضدها لكنها لم تهتم ولم نشتكي هي تصرفت وعالجت الامر بحكمة الامر الذي فاجأها حقًا هو ان مرعد يعلم بكل ذلك وكان يتابع تصرفها دون تدخل ليرى ماذا ستفعل وعنـ.ـد.ما سالته"هل انا في اختبـ.ـار "
"لا انا اعطيك حرية الخيار لتفعلي ما تريدي وانت لن تخيبي لي املي ابدا "
"اذا هل استحق ان اكون زوجتك "قالت تضع يدها على كتفه
"هل عندك شك ! عُديّ على يدك انت زوجتي وحبيبتي وعقلي وجنوني ووو طفلتي "
"لااا لست طفلتك "
"بلى انت مدللتي وصغيرتي لذا انا لا اريد فتيات حتى لا تشاركك أنثى في قلبي "ضحكت سما
"هذه خدعة حتى لا تقول انك تفضل الذكور على الفتيات "
"ما عاذ الله الحمد لله على رزقه لكني فعلا لا اريد لأنثى ان تشاركك قلبي وان رزقت بفتاة فاعذريني ان تربعت على عرشه "
"وماذا عن ام الفتاة "قالت سما بحنق
"ستكونين في قلبي لكن فتاتي ابـ.ـنتي شيء اخر "قال يغـ.ـيظها
"حسنًا خذ انت الإناث وانا سآخذ الذكور "قالت ببرود
"لن تتمكني من السيطرة عليهم انهم بدو جامحون كرمال الصحراء "
"هذا ليس عدلًا احمل وأتعب تسعة اشهر وتاتي انت وتأخذهم ذكورا وإناثا "
هز كتفه لها باغاظة قبل ان يخرج بعد ان ارتدى زيه قاصدًا العمل
**********
أمضت النهار تتناقش هي والجدة فوز وفرحة ورأيك حول التجهيزات للطفل القادm فكما يبدو انه سيكون مدللا على افراد العائلة جميعا فكل واحدة فيهن بدات بتجهيز ملابس له على طريقتها الخاصة ما بين اشغال الصوف والخياطة اما شباب العائلة فهم يجهزون غرفة نومه التي صمموا على صنعها بأنفسهم بينما ريحانة وفوز ومزنة تولين تجهيز الغرفة بورق الحائط والديكورات
"ماذا سافعل انا ؟"قالت سما
"ستنتبهي لنفسك وترتاحي حتى يحين موعد الولادة "
"كالدجاجة عنـ.ـد.ما ترقد على البيض "قالت سما ساخرة
"لا كام عاقلة مدللة انها فرصتك لانك بعد الولادة لن تجدي وقتا لتفعلي"
"دائما تغلبيني بالحجة والبرهان "قالت سما ضاحكة بينما الآخرون يشاركونهم ذلك
*********
عاد مرعد قبل الآخرين في موعد الغداء كان يشعر بضيق لا يعلم سببه دخل مجلس والدته ليراها تتحدث الى الهاتف بينما وجهها مشرق كالعادة عنـ.ـد.ما تراه تقدmت منه تقبل كتفه ما ان دخل بينما هو يضمها بوضع ذراعه على كتفها ليجلسا راقبت الجدة ابنها وزوجته لم تكن تظن انها سترى ابنها مرعد بهذه السعادة لقد حقق آلُلُه لها أمانيها بان رزقه الزوجة الصالحة والذرية
"مع كنت تتحدثين "سال مرعد ما ان جلسا
"انها هنادة "قالت سما "لقد تحسنت كثيرا لا اصدق خلال الأشهر الماضية ابدت تجاوبًا كبيرًا في كل مرة ازورها اجدها افضل "
عند اخر كلمـ.ـا.تها دخل رعود القادm من خدmة على الحدود "ما هو الأفضل ؟"دخل بضجيجه المعتاد مسلما على جدته وعمه ونساء اخوته
"انها هنادة "مجرد ذكر اسمها جعله يتاهب
"أصبحت افضل قال رعود اذن يمكنني "
لكن مرعد قاطعه "رعود ...سبق وتحدثنا عن ذلك "
وضعت سما يدها على كف مرعد "مرعد "قالت تهداه
"ارجوك دعني أكلمه "قالت سما تنظر الى رعود
"اسمعني رعود لطالما اعتبرتك اخا لي انا اريد ان اكلمك كأخت وكطبيبة ...لا اعلم كيف احببت الفتاة من مجرد نظرة "
"الامر لا يحتاج اكثر من ذلك "
"يا الهي بلى انه يحتاج ليس الامر انك أحببتها من اول نظرة المشكلة انك بـ.ـنتيت احلاما حول هذا الحب بل انك تتوقع انها تبادلك اياه فحين انها حتى لا تعرفك "
"ستحبني اذا تزوجتني "قال رعود باقتناع
"ما الذي يجعلك متأكدا رعود هنادة فتاة مدينة لن تتزوج من اي رجل يتقدm لها يجب ان تتعرف عليه قبلا وفي أعرافنا هذا لا يجوز هذا اولا. اما الاهم من كل هذا هنادة لن تقترب من اي رجل ليس في الفترة الحالية على الاقل هي لا تدخل مكانا فيه رجـ.ـال فهو يسببون لها الخــــوف "
"لماذا سال رعود مستهجنا"
"لانها تعرضت لصدmة وتحتاج لوقت طويل لتبرأ منها هنادة تعرضت لاشياء كثيرة في الواقع لا يمكنها ان ترتبط او تفكر بذلك الان ..كنت افكر ان تاتي هنا لتعيش معنا لاني اعلم انها ستكون آمنة ومستقرة بعيدا عن الرجـ.ـال لكن بعد قولك ذلك انا ..."
"لا احضريها وأعدك أنه لا تراني ابدا اذا كان بيتنا هو مصدر حمايتها واستقرارها اذن احضريها "
"وتعدنيج ان تنسى ما تفكر به عن الزواج لان الامر لن يسير بهذه الطريقة "
"أعدك قال رعود فقط معرفته بانها ستكون تحت ذات السقف معه سيكون كافيًا
"حسنًا لكن ذلك لن يحدث الان ليس بهذا الوقت انها تحتاج بعض الوقت اكثر لتعتاد وجودنا حولها "
قالت سما كلمـ.ـا.تها لتنهي الموضوع بينما يدخل باقي افراد العائلة وينتقلوا لمواضيع اخرى
جلست العائلة الى مائدة الغذاء بينما الصغار بدؤوا بسرد قصصهم "سيكون لدينا رحلة بعد ثلاثة اسابيع رحلة سفاري الى وادي زرقاء ماعين "قالت فوز بحماس
"لا أحبذ هذه الرحلات "قالت والدتها
"لا ارجوك امي اريد ان اذهب "قالت فوز باكية
"ماذا عنك ريحانة "تدخلت سما عنـ.ـد.ما رات امتعاض الفتاة الصامتة
"لا اعلم ان ذهبت فوز ساذهب "
الصغيرة المسكينة انها لا تفعل شيء سوى اتباع اختها فكرت سما يجب ان تكلمها
انتهى الغداء وانسحب الصغار الى دراستهم الشباب الى ما يفعلونه والكبـ.ـار الى المجلس
"عمة سما "مد فايز الصغير راْسه من الباب
"نعم يا عزيزي قالت سما تشير له بالدخول
"لقد اخبرني سلطان صديقي في المدرسة ان ابن عمي ضعيف لانه يتحرك فقط خمس حركات في كل يوم بينما اخيه يتحرك اكثر من عشرة "
قال الطفل بحنق بينما عيون الكبـ.ـار تراقبه ضحكت سما "وما أدراه "
"لا اريد لاحد ان يكون اقوى من ابن عمي فانا سأعلمه كل شيء "
"لا تصغي له "قالت سما بينما مرعد المبتسم تدخل
"وما ادراك ان طفلنا يتحرك خمس حركات "
"لقد عددتها بنفسي كل يوم أضع يدي على بطن عمة سما واعد حركاته"
نظر له مرعد كانه ارتكب جريمة "ماذا ؟؟"
لم يستطع رعود حبس ضحكاته على تعابير مرعد
"هل اهدرت دmك يا فتى "قال ضاحكا بينما صخر وصقر يشاركانه
"كيف يضع يده على بطنك "قال مرعد مستهجنا
"لا تهتم لما يقوله سلطان انت وعدي ستكونان اقوى اثنان في القرية كلها اذهب الان وادرس جيدا حتى تتمكن من تعليم ومساعدة عدي عنـ.ـد.ما الده "قالت سما تصرف الولد ثم نظرت الى مرعد
"ما بك انه طفل "
"وان يكن "قال مرعد ينظر الى صخر
"لا شان لي يا عم "قال متبرئا من ابنه مما جعل الجميع يضحك بما فيهم مرعد دخلت نزهة الى المجلس
"شيخ مرعد الشيخ مجحم هنا ويريد رؤيتك "
تبادل الأربعة رجـ.ـال النظرات بينما الجدة فوز وضعت يدها على صدرها فزيارة الشيخ مجحم ليست بشير خير
خرج الأربعة الى مجلس الرجـ.ـال ورحبوا بالشيخ مقدmين له فنجان القهوة الذي وضعه امامه لتحقق اسوء توقعاتهم
"اشرب قهوتك يا شيخ مجحم وحياك بالذي جئت به"
"جئت بطلبك للحق يا شيخ مرعد "
نهض صقر واقفا ليس نحن من يطلبوا للحق ان لاحد حقًا عندنا فنحن لا ننتظر من احد ان يطالب به "
"الامر يتعلق بعمك يا صقر عمك مطلوب للحق لانه ادلى بحكم ظالم وخان العهد "نظر مرعد اليه عيناه تكاد تخرج من محجريها
"ما كنت يوما ظالم ولا خائن يا شيخ مجحم "
"حجتك وحجة غريمك ستعرض وعندها سنحكم "
"ان كانت والدتي هي من طلبت منك فانسى الامر يا شيخ مجحم "قال صخر مستشيطا بينما صقر يكاد ينفجر
"والدتك دخيلتي وهي من طلبت مني ان أعيد حقها "
راغبًا بتحطيم كل ما امامه مرعد بالكاد تمالك اعصابه
"نحن نحلك من دخالة والدتنا انسى الامر "قال رعود بوعيد اكثر منه طلب
"الامور لا تحل هكذا هي ستبقى دخيلتي حتى أعيد حقها او تطلب هي العكس "
"اعتبرها طلبت غدًا ستكون عندك تحلك من طلبها" وعد صقر ينهي الامر
"اشرب قهوتك يا شيخ ليس نحن من ترد قهوتهم "تناول الشيخ مجحم فنجانه مدركًا انه لن يرغب بان يصعد الامر بينهم اكثر من ذلك فكما يبدو ان صبابة قد استغلته فها هم اولادها يكادوا ينفجرون غـ.ـيظا من تصرفها انهم الصخور ومن المحال ان يقبلوا الظلم لوالدتهم الا اذا كانت بالفعل قد فعلت امرأ ما
خرج الشيخ مجحم مغادرا بينما تحرك صقر بعده مباشرة "انا ذاهب الى والدتي "قالت يتحرك بسرعة بينما صخر ورعود ينظرون الى عمهم
"عمي ارجوك ..."قال صخر
"ما بك يا ولد متى كانت تصرفات النساء تؤثر على حكمنا اذهب وعقل والدتك التي لا تفكر ابعد من انفها وقل لها ان تجلس وتهدأ يكفي فضائح تثيرها هنا وهناك "قال مرعد ناهضا لكن هاتف صخر الذي رن قطع خروجه تحدث صخر بإيجاز بينما تعاليم وجهه تشكي بالكثير
"لا ادري ما اقول ...قال صخر بعد ان اغلق الهاتف "
ما الامر سال مرعد مدركا ان هناك أمرا جللًا
"الطبيبة سما مطلوب لأمن العاصمة "قال صخر بينما مرعد ينظر اليه مندهشا وصقر يضع يده على راْسه ان كان ما يظن صحيحا فان اسوء كوابيسهم تتحقق
↚
غادرت الجدة المجلس وتبعتها فرحة وراية لم تعلم سما لماذا انقلب حالهم بمجرد ذكر اسم الشيخ مجحم لكنها عرفت ان هناك أمرا ما ان انتبهت الى ملامح وجه مرعد عنـ.ـد.ما عاد مع رعود وصخر لتقف من مجلسها "ما الامر ؟!"سالت
لتطالعها عيناه التي حاول ان يخفي غـــضــــبه فيها
"أمور في العمل "قال بهدوء
"لا ، لو انها أمور العمل ما كنت سألتك هناك أمرا ما يخص العائلة نقلت نظرها الى رعود وصخر لتلحظ ملامح العبوس عليهما شهقت بلا إرادة
"هل هي صبابة هل والدتكما بخير "قالت بلهفة جعلت وجههما يتجعد باستنكار بينما مرعد ابتسم بسخرية اقرب للتهكم
"لا ان صبابة بخير لا تقلقي ...سما ارتدي ملابسك سنذهب الى المدينة "قال باختصار لتضع يدها على فمها بصدmة "عائلتي هل حدث شيء لهم ارجوك اخبرني "قالت تقترب منه
"اهدئي سما عائلتك بخير لا تقلقي ارجوك الامر ليس له علاقة بهم انا اريد ان أخذك الى المدينة فقط اعتبريه تغيير جو الا تريدي ان تري هنادة "
"لا هناك أمرًا "
"ليس هناك شيء في الطريق سأخبرك الان اذهبي وجهزي نفسك بينما اخبر والدتي "قال مرعد منهيًا حديثه خارجا من المجلس يتبعه ابنا اخيه
"يجب ان نعلم من وراء هذا "
علق رعود لكن مرعد اجابه "انا اعرف من ، انه راجي ودعا هذا الامر لي احضرا والدتكما واتبعاني الى المجلس " قال مرعد بلهجة اقرب الى الامر يتابع مسيره الى جناح والدته بينما رعود ينظر مستغربا "ما معنى هذا راجي هل تظن ان والدتنا لها علاقة باستدعاء الطبيبة ؟"
نظر له صخر ساخرا "انا لا اظن انا متاكد "قال يندفع هو الاخر خارجا من المنزل بينما رعود يلحق به مصدوما ما الذي تفعله والدته بهم
********
دخل جناح والدته التي كما يبدو كانت تنتظره من وقت طويل "اخبرني ان ظني خاطئ"قالت تنظر لملامحه بينما حاجبيها ينعقدان
"متى اخطئتي الظن يا ام عدي؟"قال مرعد بالم
لتضع الجدة يدها على صدرها تسمح عليه "لا حول ولا قوة الا بالله ...صبابة اليس كذلك كنت انتظر ردة فعلها هذه منذ اعلنا حمل سما انها حقودة "
"لكني لم اظن انها ستصل الى هذا الحد قال مرعد شارحا لوالدته ما قال الشيخ مجحم ثم طلب استدعاء سما "
"ولما تم استدعائها ؟!"سالت مندهشة
"يبدو ان احد ما ينبش وراء سما يريد الإيقاع بها "
"ما الذي تعنيه ؟" تساءلت والدته
"قضيتها القديمة ...اجاب مرعد قبل ان يكمل امي اريد ان اخبرك قد يحدث أمورا غير متوقعة قد اضطر ...وضعت الجدة فوز يدها على فمه
"اياك ان تكمل انت مرعد الصخور كبيرنا وشيخنا مهما حدث الشيوخ لا تضطر لفعل شيء يا مرعد الشيوخ تقرر وتعزم وتنفذ .."
"انها قضيتي لا اريد جر العشيرة اليها "
"انها قضيتنا واذا العشيرة لم تقف مع كبيرها عند وقت اللزوم ليست بعشيرة ولا تستحق كبير امضي الى ما قررت ان تفعل بنيّ وكلنا معك "تقدmت والدته تقبل كتفه بينما قبل يدها وخرج قاصدًا مجلس عشيرته
*************
ناااار نااااار تستعر داخل مجلس العشيرة الذي اجتمع فيه كبـ.ـارها واولهم جده مكرم الذي هبط جالسًا يضع يده على راسه "يا جهد البلاء ...ابـ.ـنتي صغرتنا بين العشائر "هتف عنـ.ـد.ما سمع من صقر ما حدث بينما ابنه يربت على كتفه
"لا عاشت ولا كانت من تصغرنا الان يأتيك خبرها ..."
"لا يا خال .."تصدى صقر له "انها امي قال بحمية ولم يكمل جملته فدخول عمه مرعد قطع الكلام
"متى كنا نقــ,تــل نساءنا يا ابن العم "دخل مرعد متخذا مكانه "صقر تعمل ما عليك فعله "أومأ صقر براسه منفذا
حاول مكرم التكلم "يا ابن اخي وجهي اسو..."
قاطعه مرعد "سلمت من سواد الوجه يا عم كل شيء له حل "قال مرعد يربت على كتفه
الساعة التي تلت ذلك كان اطول ساعة مرت في حياته سعير ملتهب داخله بينما هو يجلس مدعيًا الهدوء في انتظار ما سياتي
دخل رعود وصخر معهما والدتهما التي نظرت الى المجلس المنعقد بتـ.ـو.تر لقد اتى اليها ولداها وأحضروها الى هنا دون ان ينبسا بكلمة لكنها تعلم ما فعلت وتعلم عـ.ـا.قبته ولابد ان هذا المجلس معقود لذلك نظرت الى مرعد بتحدي قبل ان تلاحظ تحرك والدها اراد الانقضاض عليها لكن يد مرعد أوقفته
"اهدا يا عم "قال مرعد قبل ان يقترب منه هامسا "لا تفعل لا تقلل احترامها لاجل ابنائها وأخوتها "
"لكنها لم تراعي ذلك وذهبت تشتكينا الى قبيلة اخرى "
"الصبر يا عم "قال مرعد يهدا عمه بينما هو يحتاج من يهدئه
أشار مرعد لابنيها ليجلساها وعنـ.ـد.ما همت بالحديث اسكتها صخر هامسا "بالله عليك امي لا تزيدي الامور سوءًا "
لحظات ووصل صقر مع الشيخ مجحم الذي أجلسه مرعد الى جانبه
"الشيخ مجحم طلبني للحق بطلب من ام الصقر هي ترى ان لها حقًا عندي هل ذكرت حقها يا شيخ مجحم "
تنحنحت الشيخ مجحم فكما يبدو ان الاجتماع لن يمر على خير فلو كان لصبابة حق عند مرعد ما كان جمع اهله ووالدها "يا شيخ مرعد لقد دخلت ام الصقر علي طالبة اعادة حقها لها همم الحاضرين من أعمام وابناء عمومة مرعد معترضين لكن مرعد تدخل واسكتهم باشارة من يده "دعوا الشيخ يكمل "قال بحزم صمت الحاضرين على اثره
"ام الصقر تقول انك ظلمتها عنـ.ـد.ما حكمت عليها بالجلوة وانك خنت وعدك لها "
هب احد اخوة صبابة اتجاهها لكن مرعد واولادها كانوا الاسبق
"توقف هدر مرعد بِه "
"لقد كذبت بعد كل الذي فعلته..."
"اصمت عاد مرعد ليقول باصرار به ام الصقر لم تكذب هي اساءت فهم ما حدث "قال ملتزما بهدوءه بينما ابناء اخيه ينظرون له متمنين ان تنشق الارض وتبتلعهم
مدركة هول ما يحدث وحجم الموقف الذي وضعت نفسها واولادها به انسابت دmـ.ـو.عها من عينها
"لا تبكي يا ابنة العم شيخات الصخور لا تبكي ما دام في رجـ.ـالها نبض....اما عن خيانتي عهدك فانا لم افعل لقد عاهدتها على ان لا اتزوج غيرها ما دmت غير مضطر وانتم تعلمون ان زواجي من الطبيبة كان زواج دية ...وإما عن ظلمي لك انت اخطئتي بحقي وذكرتي زوجتي بسوء هل ابقيها واسبب تشتت عائلتي ام ابعدها خصوصا انها لم ترغب ان تعيش مع ضرة "قال يسال الشيخ مجحم
"تبعدها لمصلحة العائلة لكن ما هو الخطا الذي ارتكبته؟"
"اخطات في حقي يا شيخ مجحم وانا لا اريد ذكر ذلك الخطا لكن يمكنك ان تسالها ان ارادت فلتجيبك ...قبل ذلك اسالها ان قصرت بحقها بعد خروجها انا او احد ابناءها او ان حرمتها منهم "
نظر الشيخ مجحم الى صبابة التي اخفضت عينها الى الارض "لم تقصر بشيء لا انت ولا اولادي "قالت صبابة ليفهم بعدها مجحم انها لن تذكر له خطاها
"اذن فيما دخلت علي وطلبت عوني "علق الشيخ مجحم
لم تملك جوابا على سؤاله فهي فعليا حفرت قبرها بيدها ماذا عساها تقول "لقد فهمت الامر بطريقة خاطئة قالت متمسكة بالعذر الواهي الذي أعطاه لها مرعد
"هذه نهاية الامر "قال مرعد
بينما يتحرك مقرن لصب القهوة فالقضية انتهت امسك مجحم فنجانه ووضعه امامه في حركة انتظرها مرعد منه
"سم ما تريد يا شيخ مجحم "
"لي عندكم حق يا شيخ مرعد تقطيع الوجه "
"حقك وصلك .."
"حقي من ابنة عمك يا شيخ مرعد "
"انا كفيل ابنة عمي سمي ما تشاء"قال مرعد بينما ابناء اخيه ينظرون لوالدتهم التي اخفضت راسها عمه مكرم يخفض راْسه اي بلية ألحقتها ابـ.ـنته بهم
"اريد الصبابة حليلة لي "قال الشيخ مجحم انتفض صقر ورعود من مكانهما بينما صخر الاكثر تعقلًا منهما قبض على يديهما بينما يجلس في المنتصف بينهما
زم مرعد فمه بينما فكه يتشـ.ـدد كان يعرف الآتي رغب بالانقضاض على صبابة وهزها حتى تزهق روحها لانها عرضتهم لهذا الموقف المخزي
"انا اتكفلها يا شيخ مجحم اطلب ما تريد الا نساء الصخور "
اطرق مجحم عالمًا بانه وصل لطريق مسدود فمرعد لن يزوجه من طليقته وأرملة اخيه وام ابنائه
اعاد مجحم وضع الفنجان امامه مرة اخرى
"انا اطلب يد الشيخة ام صقر على سنة آلُلُه ورسوله "قال مجحم مدركا لرغبة مرعد ولرفضه ان تكون ابنة عمه طرف في زواج حق اذن فليرد عليه هذا هو يطلب نسبهم هل سيرفضوه؟
فكر مجحم قبل ان يتابع
(لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن) كما قال رسول آلُلُه لذا انا انتظر رد الصبابة "
تحولت الأنظار لها في غمرة خزيها وما عرضت عشيرتها له لا احد سيرحمها بعد انتهاء هذه الجلسة ان كانت قد أبعدت في السابق هذه المرة ستلقى الى الخارج دون ان يسال عنها احد ثم مرعد رفع قدرها بعد ان جعل مجحم يطلبها لشخصها وليس كزواج حق ان رفضت لن يتسامح مجحم لا في طلب الحق ولا في طلب رد الاعتبـ.ـار
نظرت لأولادها يبدو ان الأفضل لها ولهم ان تبتعد على الاقل لن تبقى في وجههم تذكرهم بأفعالها الغـ.ـبـ.ـية
"اوافق"قالت صبابة بينما والدها يهم بالرفض قطعت بكلمتها رفضه مما جعله يجحظ عيناه ناظرًا لها صقر هتف "لا "لكن مرعد أوقفه
"كفى قال ناهرا لعمه الذي عاد ليثبت في مكانه وابناء اخيه الذين صمتوا انه مجلس الشيخ وان تكلم الشيخ على الجميع ان يصمت
"هي لك ان قدmت مهرها ...سياقها كسياق البكر في عشيرتك لها ما لنسائكم من كسوة ومأوى تعيش في بيتك معززة لا ينقصها شيء"
"ليس نحن من تُظام النساء في بيته يا شيخ مرعد "اجاب مجحم "ستكون شيخة في بيتي كما كانت شيخة بينكم "
"تقدm جاهتها و سياقها ونزفها لك بعد عشرة ايام "ختم مرعد الجلسة مشيرا لمقرن ليصب القهوة بعد قراءة الفاتحة وانتهاء الاتفاق
ودعوا الشيخ مجحم الذي غادر المجلس نهضت صبابة فهي تعلم ان حسابها لم ينتهي بعد
مع ان مرعد اعاد كرامتها بعد كل ما فعلت ليس هذا فقط بل قدرها اي مـ.ـجـ.ـنو.نة هي لتفعل ما فعلت خسرته وخسرت عشيرتها بسبب غباءها
"بعد عشرة ايام لن تكوني منا يا صبابة ستكوني مع عشيرة وعائلة اخرى طلب اخير اطلبه منك تحترمي اسمك الذي تحمليه فلن نكون معك بعد الان لنغطي أخطاءك وتصرفاتك ستكونين وحدك وستتحملي اي عمل ارعن تقومي به ستحملي اسم الشيخ مجحم وهو لن يكون متسامحا معك "
"سامحني يا ابن عمي على خطئي بحقك قالت صبابة بصوت بالكاد يخرج مختنقا سامحني ابي قالت ناظرة لوالدها الذي نأى عنها بوجهه ابنائي قالت تنظر لهم لكنهم ابعدوا وجههم عنها لينهرهم مرعد
"انها والدتكم مهما حدث اياكم ان تشيحوا عنها صقر تجهز لوالدتك دار الضيافة لتبقى به حتى يحين موعد زواجها واياكم ان تقطعوها امر ابناء اخيه الذين تبرموا من كلمـ.ـا.ته
"ولكن يا عم "تدخل رعود اكثر ابناء اخيه عنجة
"صه قال مرعد ملاحظا دmـ.ـو.ع صبابة التي بدات بالانهمار لا عشتم ان كنتم سببا بدmع عين والدتكم" تراجع صقر وأخواه ليقتربوا من والدتهم التي همست "انا لا استحق ان تفعل معي هذا "
"لقد تصرفتي بما انت عليه لكن دعيني اتصرف بما انا اهلًا له يا صبابة خذوا والدتكم الى بيت المضافة واحرصوا ان لا ينقصها شيء ..اما انتم يا عمومتي فانا اترك لكم امر العشيرة لدي امرأ طارىء يجب ان اعالجه في المدينة والحذر ان يمس احد منكم صبابة بسوء فهي في حمايتي وهي لم تفعل شيء خاطىء طلبت للزواج وقبلت لم تخرج عن الشرع لا تدعوا الحمية تأخذكم وتجعلنا "حكوة"بين العربان انت المسؤول بعدي يا عم مكرم والعشيرة في وجهك "ختم كلمـ.ـا.ته مسلما عليهم وغادر تاركا المجلس بين نـ.ـد.م صبابة وغـــضــــب اَهلها وحنق اولادها لكن اي منهم لا يملك ان ان يفعل شيء بعد كلمـ.ـا.ته فقد اعطى أمره وعلى الجميع الانصياع له
١١*٢
كانت في غرفتها جهزت حقيبتهما كما اخبرها بمساعدة نزهة اتصلت به الف مرة والرد واحد لايمكن الاتصال به مرت ساعة واُخرى وثالثة وهي تنتظر غـــضــــبها بدا يشتعل لقد عاد ليخفي عليها ما يحدث وهي تعلم ان الامر ليس له علاقة بالعمل هناك شيء وهو لا يخبرها جلست على الأريكة تحاول ان تهدا نفسها وتنتظر
خرج من المجلس ليسحب هاتفه وتطالعه مكالمتها المتتالية زم فمه عالمًا بردة فعلها عنـ.ـد.ما يعود
دخل جناحه متوقعا ما يراه سما جالسة متحفزة تدعي الهدوء ولامبالاة بينما هي تغلي وهذا ظاهر من طريقتها في هز قدmها تنهد متقدmا منها
"قبل ان تبدئي ست عـ.ـر.في كل شيء ونحن بالطريق لانه فعلا ليس لدينا وقت "
"رائع تغيب ساعات ثم تاتي لتقول اننا تاخرنا"هتفت سما غير قادرة على كبح غـــضــــبها
"سما لقد قلت انك ست عـ.ـر.في كل شيء في الطريق "
"بالطبع اخر من يعلم "مع انه يتحدث بمنطق من وجهة نظره الا انها لا تستطيع ان تصمت
"انت لن تتركي الامر دون ان تنفسي عن غـــضــــبك "قال مرعد مقتربا منها ليرفعها من مكانها بينما هي تقـ.ـا.تل "يا مـ.ـجـ.ـنو.نة ستؤذي نفسك وتؤذي طفلنا"
ضمها بين ذراعيه سامحا لها بإخراج غـــضــــبها وتتحد شفاههما بعناق عنيف غاضب سرعان ما تحكم به مرعد ليقلبه الى رقة جعلتها تتشبث به غاضبة بدايةً ثم ذائبة بنعومته وببطء ابتعد عنها مرعد وضعًا أصبعه على شفتيها "هيش سنخرج الان وفي الطريق سنتحدث "قال مقبلا راسها
"هيا "امسك يدها يجذبها بيد وباليد الاخرى حمل الحقيبة المعدة وخرج قبل ان يسمح لها بان تفيق وتبدا بالاعتراض
ما ان ركبا سيارته حتى أشاحت عنه مكتفةً ذراعيها فوق صدرها بتحفز
"حسنًا ان بقيت متبرمةً هكذا لن اخبرك شيء "
"اعلم انك ستقول هذا لتتذرع باي شيء ولا تخبرني "
"قلت اذا بقيت حانقة بهذا الشكل ولم اقل انني لا اريد اخبـ.ـارك لانه لو كنت لا اريد فانا لن افعل "
"وماذا يفترض ان يعني هذا ؟!"
"هذا يعني انني لا اطيق ان اراك غاضبة فسمائي احبها مشرقة دائما"
"سماؤك!! سالت سما باستنكار"
"بلى سمائي وأرضي وبيتي انت كل شيء جميل في حياتي "
"دائما تضحك علي بكلمـ.ـا.تك وتصرفاتك "
"اي تصرفات قال باسمًا"
لكنها لم تجيبه بل أدارت وجهها الى الجهة الاخرى
"انت تعلمي انك لا تستطيعي مقاومتي "لكنها اصرت على تجاهله
"سما نادها دون اجابة منها ليعيد سما بنبرة ارق مما جعلها تنظر له مندهشة
"نحن في السيارة "كان صوتها بين الاندهاش والغـــضــــب
مد ذراعه لها ليقربها منه "اعلم انك غاضبة لاني تركت دون ان اقول شيء لكنك عنـ.ـد.ما تفهمي ما حدث ستعذريني سأخبرك لكن عديني ان لا تقاطعيني حتى انتهي قال يسند راسها الى كتفه بينما يبدا بسرد ما حدث منذ وصول الشيخ مجحم الى البيت حتى قدومه الى جناحهما
حاولت عدت مرات التعليق لكن ضغط ذراعه ومحاولاتها لتتمهل اصمتها بأعجوبة
"انا لا افهم ..حسنًا انا لن اعلق على موضوع صبابة فكما يبدو انه انتهى لكن ماذا بشان استدعائي لمركز الأمن "
تنهد مرعد "اخشى ان ذلك بسبب قضيتك السابقة"اهتزت تحت ذراعه بصدmه قبل ان تبتعد تنظر اليه
"قضيتي السابقة ؟!! ...لا يمكن "
"يبدو ان هناك احدا ينبش من وراءك لذا يجب ..."
لكنها قاطعت كلمـ.ـا.ته قبل ان يكملها
"مرعد ان لا تفهم ...انا لم اقــ,تــل او أتسبب بقــ,تــل احد "قالت سما بتأكيد بينما عيناها تنظر له باصرار وصدق وهو يطالعها بدهشة
"ما الذي تعنيه ؟!"قال غير خافي الشك والاندهاش في صوته
١١*٣
يغلي حرفيًا تنهد مرعد بغـــضــــب ينظر الى راسها الذي توسد فخده بعد ان هدأت عاصفة بكائها اخيرا وغفت لم يتوقع ابدا ان تكون الامور بهذا الشكل سيحطم المعبد فوق رؤوس الجميع كل من فكروا للحظة بإيذائها هكذا ضغط على دواسة البنزين يزيد من سرعته عله ينفس قليلا من غـــضــــبه ويصل اسرع
********
"هناك أمرا يحدث ولا احد يخبرنا بشيء "قالت فوز بحنق وهي تجلس الى جانب اختها وابنة عمها صبابة
↚
"ما الجديد منذ دخلت علينا هذه الطبيبة وحياتنا انقلبت ..."
"كيف تقولين هذا "استنكرت ريحانة كلام صبابة
"لاجل زواجك هل هذا هو السبب في مهاجمتك لها لكن لا ذنب بذلك هذا اولا ثانيا الطبيبة لم تفعل شيء خاطىء ، منذ دخلت بيتنا وهي تحاول ان تتعايش مع حياتنا والتأقلم معها لا تنكري كم المرات التي ساعدتك بها انت بالذات كم الاشياء التي تسعى لتفهمك اياها عن حياتك القادmة.."
"ليس زواجي هو السبب الوحيد انما ما حدث لجدتي هل نسيتي انها السبب بخروجها "
"لا اصدق صبابة هل حقًا تظني هذا عادت ريحانة تعلق بينما فوز تتابع باهتمام قبل ان تقف في صف اختها التي تتخلى عن صمتها وخجلها وهذا دليل غـــضــــبها فهي لا تفعل ذلك الا في حالات نادرة هذه احداها
"ما بالك صبابة هل تدعي عدm الفهم ام ماذا الا تعلمي حقيقة خروج جدتك اذن دعيني اخبرك بدات فوز بالكلام تدعمها ريحانة حتى وصلوا لأحداث اليوم وسط انبهار صبابة
"وما ادراك ؟"سالت صبابة مشيرة لأحداث اليوم
"لقد سمعت والديّ يتحدثان شرحت ريحانة جدتي صبابة اشتكت العم مرعد للشيخ مجحم "
نظرت صبابة باندهاش "لكن لما تفعل جدتي كل هذا "
"لا اعلم ربما هي الغيرة قالت فوز بتشكك لم ترد ان يشاركها احد في العائلة تعلمي سما كسبت ود الكثير منا بتعاملها وطيبتها"
"وبحب العم مرعد لها "علق صبابة بقهر
"كيف لا يحبها انها زوجته ام طفل الشيء الذي لم تمنحه له الجدة صبابة وهي لا تتعامل معه بندية كما كانت تفعل الجدة صبابة تعلمي الجدة كانت زوجة اخيه اكبر منه عمرا آباءنا بمثابة اخوة له اكثر من كونهم ابناء اخيه سما اعطته شيء لم تعطه له الجدة صبابة الشعور بحاجتها له عنـ.ـد.ما انظر له اشعر انه يرى نفسه رجلها حمايتها بينما الجدة صبابة كانت مكتفية بذاتها تتصرف كما تريد لم تكن بحاجة فعلية له سوى لتبقي وجودها هنا مقبولًا "شرحت ريحانة
بينما فوز وصبابة تنظران لها باندهاش هل هذه هي ريحانة الخجولة التي تتلعثم ولا تكون كلمة امام الآخرين
"منذ متى وانت بهذه الحكمة صدق المثل احذر البحر الهادىء "سخرت فوز من اختها
"اذن انت تتذرعين بالصمت لتراقبي ما حولك "اضافت صبابة مما جعل ريحانة تهز راسها لقد كشفت عن نفسها بكلمـ.ـا.تها فعلا هي تراقب وترى كل شيء كل ما غاب عن الجميع هي تراه وبوضوح
تنهدت صبابة مغادرة الى غرفتها فحديث بنات عمها جعلها ترى الامور من منظور اخر هي فعلا تحقد على سما لانها السبب بزواجها من المدعو مؤمن والذي لا تعرف عنه شيء لكن لا يمكنها ان تعترض فهذه عادات زواج الدية كذلك لا يمكنها ان تنكر ان سما تساعدها كثيرا فهي تعلمها كل شيء عن حياتها القادmة التي ستختلف تماما عن حياتها هنا كما أخبرتها والاهم انها تجعلها تركز على الميزات من زواجها بأخيها يكفي انها ستتمكن من إكمال تعليمها في ارقى الجامعات العالمية وستدرس الشيء الذي أحبته منذ نعومة أظافرها الطب
************
كان مساءً هادئًا جلس ثائر على شرفة البيت المطلة على محيطه العالي كان بحاجة للابتعاد والاختلاء بنفسه يريد التفكير بهدوء بعيدا عن اي مؤثر فما هو مقدm عليه قد يغير كل حياته
تنهد بصمت مرخيا راْسه الى الخلف قبل ان ينتبه لقدوم سيارة على الممر الداخلي للمنزل وهذا يعني انها لاحد اهل البيت والتي ولابد انها سما بما ان والده في مكتبه ووالدته في الصالون ومؤمن مسافر
لكن ما الذي اتى بها في هذا الوقت فكر ناهضا من مكانه متجهًا لاستقبالها
*********
ركضت اليه تضمه ما ان رأته تاركة ذراع مرعد التي كانت تسندها
"كيف انت سال ثائر سما بلهفة هل انت بخير عاد يسال عندنا لاحظ شحوبها وعينها الذابلة
"انا بخير أجابت باعياء تبحث بعينيها عن مكان تجلس فيه ليسارع مرعد بإسنادها واجلسها على اقرب أريكة في قاعة الاستقبال
"ستاتي امي فورا قال ثائر مقتربا من اخته التي أرخت جذعها على ظهر الأريكة بتعب
"يفضل ان تخبر والدك ايضا "قال مرعد لثائر بشيء من الصرامة
"هناك أمرا ما ، ما الذي حدث سال ثائر مرة اخرى
"لا تقلق لا شيء مهم "أجابت سما بينما مرعد نظر لها بغـــضــــب "عنـ.ـد.ما يأتي والدك ستعرف "حاول ان يتمالك نفسه ويهدأ
"حسنًا لقد طلبت لك حليب بالعسل وبالطبع قهوة لك يا مرعد هلا جلست وهدأت قليلا انت تـ.ـو.تر سما وتـ.ـو.ترني بوقوفك والدينا سيأتيان حالًا لقد اخبرتهما بوصولكم قال ثائر معيدا هاتف المنزل الذي تواصل من خلاله مع والديه والمطبخ
نظرت سما له "اجلس مرعد ارجوك "ليفعل متخذًا مكانًا قربها "هل انت بخير"
"انا بخير لكن ارجوك اهدا صدقني الامر لا يستحق والدي سيجد حلًا "
"هيشش لا تقلقي نفسك "قال مرعد قبل ان يسال اخيها ثائر الذي جلس محتارا حول الامر الذي جعل اخته وزوجها يأتيان في هذا الوقت المتأخر
"اريد مسندا بعد إذنك ثائر يجب ان ترفع سما قدmيها لقد جلست في السيارة لمدة طويلة"
"بالطبع قال ثائر متجها مرة اخرى الى الهاتف بينما يفكر اذن ليست سما سبب قدومهما او على الاقل ليست هي سبب غـــضــــبه اعطى أمره للخادm وعاد ليجلس
"اذن انت لم تسافر "سالته سما
"كما تلاحظين ..لا "
"اتساءل لما قالت سما تترك اعمالك كل هذه الفترة لابد من وجود سبب "
لم يتمكن من الرد لان والديهما قد دخلنا الان شاكرا لهما اعفائه من الاجابة
"مرعد سما قال منذر مرحبا بهما اهلًا بكما لما لم تخبرانا انكما قادmان لقد طلبت تحضير العشاء لكما وجناحكما جاهز "
قاطعته زوجته التي لاحظت ان ابـ.ـنتها ليست على ما يرام "هل هناك شيء سالت بلهفة تتقدm من ابـ.ـنتها انت تبدين متعبة "
"انا بخير ..."
"لا لست كذلك تدخل مرعد فلم يعد يطيق الانتظار اكثر والتظاهر بالهدوء "
"ما الامر "سال منذر بقلق
"الامر ان قضية سما القديمة قد فتحت مرة اخرى وقد تم طلبها لأمن العاصمة "
نظر والدها مندهشا "كيف حدث هذا لابد من وجود خطأ ما لا تقلق سنعالج الامر لم لم تخبرني قبلا كنّا انهينا الامر ..."
"الامر لن ينتهي على طريقتك سيد منذر قاطعه مرعد "
"ما معنى هذا "سال منذر
"كيف فعلت هذا سما لم تخطأ لِم جعلتها تتحمل مسؤولية عمل لم تقم به "كان حانقًا فعلا الان
"عن ماذا تتحدثون تدخل ثائر الذي بدا انه لا يفهم شيء حوله
"انت لا تعلم ؟!"تساءل مرعد بسخرية "اذن دعني أتطوع وأعلمك ...عنـ.ـد.ما تخصصت سما في الجراحة وعادت الى هنا عملت في مستشفى وبالطبع استلمت عمليات جراحية اولا كانت تحت التدريب وكان هناك طبيبا اختصاصي هو المسؤول والذي يصادف انه احد كبـ.ـار الأطباء وبعد مرور فترة بدات تزاول مهنتها وحدها حتى اتت حالة وقع لها حادث مروع وكان وضعها خطير بالطبع استلمها الطبيب الأخصائي الأقدm وقرر اجراء عملية فورا الامر الذي سبب وفاة الحالة تحت التخدير لانه كان متعاطي سما كانت مجرد مساعدة في هذه العملية لكن لسبب ما لا اعرفه قرر والدك والطبيب الأخصائي تحميلها المسؤولية واخبـ.ـار الجميع انها هي من قرر اجراء الجراحة ليس هذا فقط حتى اهل الضحية اعترفوا بذلك وبسبب علاقات والدك تم نقل سما تأديبيا الى قريتنا كونها متدربة وحرمانها من ممارسة الجراحة والان قد عادت القضية للظهور وتم طلب سما انا اعرف من هو الشخص الذي فتح القضية واعرف اسبابه واعرف ان والدك بامكانه باتصال واحد ان ينهي الامر لكن لا ...كيف قبلتم ان تظلم سما بهذه الطريقة "
نظر ثائر لوالده الذي قاطع مرعد "مرعد الامر ليس كما تظن ..."
"ابي لمًا تتحمل سما ذنبا لم تقترفه "
"قلت ان الامر ليس كما تظنون من سيصدق ان طبيبا بمركز الطبيب الأخصائي سيخطئ هكذا خطا كنت امام امران ان تتحمل سما الأمر مع وعد بمراعاتها وعدm إيذائها او ان ارفض وعندها ستسـ.ـجـ.ـن ويدmر مستقبلها الى الأبد ما الذي كنت ستختارونه"
"كنت ساقف بوجههم سيد منذر وأدافع عن ابـ.ـنتي حتى تثبت براءتها مهما كلفني الامر ولن انصاع لتهديدهم ابدا ليس هذا فقط حتى لو كانت مخطئة لم اكن ساتركها لتعاني كنت دافعت عنها "قال مرعد باصرار
"انت لا تعرف من نواجه "قال منذر
"لا اصدق ابي جعلت اختي تعيش برعـ.ـب وتبعد عنكم وهي غير مذنبة "
"ايا كان من سنواجهه او الثمن الذي سندفعه انا لن أتنازل عن إثبات براءتها لن اعيش دقيقة واحدة وسيف تلك القضية مسلطًا فوق راس زوجتي من يمسها او يقلق بالها سامحي وجوده "
"مرعد بني الامر معقد ..انت لن تستطيع مواجهتهم"
"انا رجل كفاية لاحمي عائلتي سيد منذر او فلامت وانا احاول وان فكر احد مجرد تفكير بان يؤذيها لن ينجيه شيء مني سوى رحمة آلُلُه به انا هنا لأخبرك انني لن اتنازل عن براءة زوجتي ان شئت كن معنا اما اذا كنت خائفا على منصبك ومكانتك فدع الامر لي انا قادر كفاية على حله "
"هنا الامر مختلف عن قريتك وعشيرتك مكانتي واسمي سيكونان سيفًا ضد سما الجميع سيظن ان مكانتي هي سبب براءتها "
"لذلك صمت عن اتهامها حتى لا تثار الشكوك حول اسمك انت تهمك هذه المكانة لكن انا لا كما قلت في قريتي لا يهم مكانتك واسمك ومركزك يكفي ان تكون رجلا قادرا على حماية عائلتك لترفع لك الرؤوس احترامًا نحن رجـ.ـال لم نخلق لنحني رؤوسنا اما ان نعيش وجباهنا تعانق السماء وإما ان نمـ.ـو.ت كان لم نكن "
"مرعد ..."
"ابي انا معه في هذا لن اقف مكتوف اليد وانا ارى اختي تجر لقضية ليس لها علاقة بها انا معك مرعد في اي شيء تريده "قال ثائر حانقا من تصرف والده
بينما والدته تضم ابـ.ـنتها اليها وسما مندهشة فخورة ومليئة بالحب لهذا الرجل الذي يدافع عنها وعن حقها كالأسد شيء لم تراه في والدها الذي اقنعها بان تصمت وتذعن للامر
"هل تظن انك اشـ.ـد حرصا على ابـ.ـنتي مني او انك اكثر قدرة على حمايتها مني انا لم أفعل ذلك خــــوفا على مكانتي كما تظن انا فعلت خــــوفا عليها انت لا تعلم ما هم قادرين على فعله لقد أخبرتك ان القضية كانت منتهية والمتهم الوحيد كانت سما اما ان أوافقهم ويتم ترحيلها الى الصحراء او ان ارفض وتسـ.ـجـ.ـن في كل الحالات كانت هي المسؤولة لم استطع فعل شيء سوى ان اجعلها تنجو باقل الخسائر "
"اذن دعي احل الامر بطريقتي هذه المرة "
"ستطالك وتطالني الشائعات عن استغلالنا لمنصبنا لتبرئتها"
"فليقولوا وليفعلوا ما يشاؤون انا لا اخاف على شيء سوى عائلتي وعائلتي تعرف من انا "
"مرعد لندع سما ترتاح الان فهي متعبة من كل هذا قال ثائر بينما والدته توافقه وانا وانت وابي سنكمل نقاشنا لنصل الى حل ..امي خذي سما لجناحها وابقي معها "
"انا..."حاولت الاعتراض
"ارتاحي سما لا يوجد ما يقلق لن نعود الى قريتنا حتى انهي هذا الامر "قال مرعد بوعد بينما تنهض سما لتغادر مع والدتها الان فقط عرف فكر ثائر كيف احبت اخته هذا البدو كما كان يدعوه لانه كان لها رجلا في كل الاوقات حتى عنـ.ـد.ما تخطأ
١١*٤
كان النقاش مع منذر حادا جادا لكنه علم انه لن يتنازل ابدا عن إثبات براءة سما ومعـ.ـا.قبة المخطىء
"سيكون الامر ملحميا غدا ستتدخل الصحافة "
"اهتم انت بهذا واترك لي الباقي " علق مرعد على كلمـ.ـا.ت منذر
"ده امر الطبيب لي سأحاول معه واذا لم يستجب ساخبرك "قال ثائر
"ساراه ..."قاطعه مرعد ليعاود ثائر مقاطعته
"اسمعني مرعد انها اختي ولن ادع شيء يضرها انا لم اكن اعلم بما جرى لدي طريقة اضغط بها عليه لا تقلق ..سيكون أمامك مواجهة مركز الأمن وأهل الضحية"
"لا تقلق لقد بدات بالتحرك فعلا ... اهل الضحية استقبلو زيارة تحدثهم حول ما حدث "اكد مرعد
"اذن فالأمر محلول غدا صباحا نبدا بالتحرك انت وسما الى مركز الأمن ابي سيهتم بالصحافة وانا بالطبيب "
"هناك ايضا الممرض والطبيب الاخر وطبيب التخدير الذين كانوا في غرفة العمليات سيتم التحدث معهم في الصباح "
"جيد يبدو انك عملت على كافة الاطراف "
"لن اترك شيء للصدفة "اكد مرعد مجيبا ثائر قبل ان يذهب الى جناح سما
تهالك منذر على مقعد مكتبه ينظر الى صهره المغادر ونظرات ابنه التي تراقبه باهتمام
"انت لن تغير رايك سيتم اثبات براءة اختي "قال قائد متشككا من وضع ابيه
"شكرا لثقتك اجابه منذر بتهكم "
"لا تلمني لقد جعلتها تغرق في امر لا علاقة لها به "قال ثائر رافعا هاتفه لدي اتصال أقوم به "أومأ منذر براسه مدركا ان الاتصال سيكون بابن اخيه سليم نظر في هاتف مكتبه مطولا بعد ان بقي وحده مفكرا بالخطوة التي سيقوم بها ليقرر اخيرا ويرفع هاتفه ويجري مكالمته هو الاخر لربما مرت الامور بعدها بخير
*******
مسدت والدتنا يديها "لما لم تخبريني بما حدث "
"قال والديّ ان الامور ستكون بخير ولا حل اخر "قالت سما تتكور حول نفسها
"لكن زوجك له راي اخر هو لن يترك الامر حتى يثبت براءتك "
"اعلم مرعد لديه احساس عالي بالعدالة "
قاطعتها والدتها "مرعد لديه احساس عالي بحماية من هم له بحماية عائلته ، بحبك ، لديه احساس عالي مليء بالرجولة والشهامة لكي يضمن ان لا يمس عائلته سوءً حتى لو كانوا مخطئين هو سيقف الى جانبهم يدعهم ويساعدهم لتخطي هذا الخطا دون ان يظلمهم او يظلم الطرف الاخر "
"اعلم امي مرعد يثبت لي كل يوم كم كنت محظوظة بزواجي منه فَلَو عشت عمري هنا مرتان لما كنت حظيت برجل يهتم بي او يحميني او يحبني مثله "
"انا سعيدة لانك ادركت ذلك قالت والدتها مبتسمة اتمنى ان تنتهي هذه الأزمة على خير "
"انا أكيدة من ذلك انا مظلومة والله سيكون معي وكذلك مرعد اعلم انه لن يتخلى عني حتى يعيد لي حقي "
"قالت سما بيقين هناك مشاعر متشابكة مواجهة مرعد ووالدها جعلته تراه بمنظار اخر هذه الأزمة فتحت عينها على شيء جديد لم تكن قد رأته من قبل ولا حتى في والدها انه العزم على اخذ حقها والثقة بها اخذت نفسًا تشعر بقلبها يكبر ممتلئا بمشاعر جديدة نحو زوجها اكبر من الحب او الاهتمام انه شيء جديد الفخر بكونها جزء من عالمه وتنتمي اليه
طرقات على باب جناحها عرفت انه مرعد
"ادخل "قالت والدتها لتجمع نفسها اكثر غائصة في الوسادة
"هل هي بخير "سال بقلق
"اجل لا تقلق سادعكما لترتاحا لقد طلبت ان يجهز العشاء ويحضر لكما هنا حتى تتمكن سما وانت من اخذ راحتكما"
"لابأس "اجاب مرعد
"اذا أحتجتما أي شي إطلباه على الهاتف وسما انت ت عـ.ـر.في اذا احتجت لي قالت تومأ براسها لترد سما "لا تقلقي امي "
همست سما من مكانها بينما والدتها تبتسم لمرعد وتغادر اقترب منها كانت قد غيرت ملابسها لشيء اكثر راحة ونعومة ما تزال متمسكة بوسادتها لكنه لاحظ اهتزازا خفيفا في كتفيها عنـ.ـد.ما اقترب وجلس على طرف السرير "سما كانت صوته قلقا زاد الاهتزاز ليتأكد انها تبكي سمااا! عاد يناديها ممسكا بذراعها ليشـ.ـدها اليه "ما الامر لما البكاء "اكمل واضعا راسها على كتفه
"انا اسفة "قالت من بين شهقاتها
"لما الاسف "قال يرفع راسها مبعدا شعرها عن وجهها "لما الاسف والبكاء ؟!"
"انا ...لقد تسببت لكً بالكثير من المشاكل منذ تعرفت علي انا لست سوى كارثة بالنسبة لك "
نظر لها مندهشا لقهقه ضاحكًا على طفوليتها
"كارثة ومشاكل من قال هذا ماذا عن انك حبيبتي وزوجتي وام طفلي وشيختي "قال يمسح دmـ.ـو.عها التي كانت تنزل بغزارة "يا الهي هل لديك مخزن ماء لهذه الدmـ.ـو.ع "قال ممازحا لها "لا تبكي انت تعلمي اني لا احب ان ارى دmـ.ـو.عك "
"لكن هذه القضية مرعد انت قد تخسر رتبتك...."
"هيييش قال واضعًا أصبعه على شفتيها لتصمت اولا اذا ظننتي ان وقوفي الى جانبك ومطالبتي بالعدل قد يجعلني اخسر رتبتي فانت مخطئة ثانيا مهما كان الأشخاص الذين سنواجههم لن يتمكنوا من مواجهة الحقيقة حتى لو امتلكوا النفوذ والمال
ثالثًا عليك ان ت عـ.ـر.في ان لا شيء اهم من عائلتي وسلامتها وحمايتها "
"لكنك تعلم مرعد انت ...تعرف ان نفوذهم ومالهم قد يشتري اي ذمة قد يؤذوك ربما ليس في عملك ربما في شيء اخر .."
"كان يخـ.ـطـ.ـفوك او يعرضوني لأذى ما "قال باسمًا
"لا تقل هذا كانه لا شيء انهم قادرون على فعل ما هو اكثر وانت تعلم "
"اسمعي سما ان لهم سمعة يحمونها كما انهم هم ايضا لديهم نقط ضعف يهتمون لها دعي هذه الامور لي ولا تقلقي بالك كل ما عليك التفكير فيه هو إفادتك غدا تذكري كل شيء مهما كان صغيرا اي تفصيل سيكون مهم حسنًا "
"حسنًا "قالت تسند نفسها اليه بينما يقبل هو جبينها
"لماذا انت بهذا القدر من التفهم كيف استطعت ان تكون بهذا الصبر انا لا اعني هذه القضية فقط حتى مع صبابة وزواجك منها وأفعالها ثم انا "
"انها الحكمة يا سما هي ما تجعلنا نوزن الامور قبل ان نتصرف ...ثم ما علاقتك انت لما اضفت نفسك"
"انا اعني ...ترددت انك منذ تزوجتني وانت تقع في المشاكل اساسا زواجك مني هو مشكلة بحد ذاتها والان انا ايضا اعني ..انك حتى الطرف المتنازل انت ..تعلم ما اعني "
"اجل اعلم بالطبع انك اكبر حمقاء هذه هي المشكلة الوحيدة التي اواجهها قال يضمها اكثر اليه ليصمت احتجاجها ان تظني ان زواجي بك مشكلة فهذه حماقة لانه اجمل شيء حدث لي وبخصوص الطرف المتنازل ماذا عنك الا تتنازلي انت ايضا العلاقة الجسدية التي تقصدينها بالتنازل كما اظن هي حق لك كما هي حق لي ونحن قررنا التنازل عنها لاجل سلامة طفلنا هو جزء مننا نحن الاثنين وكما أخبرتك سابقا الزواج ليس مجرد علاقة ...انه تفاهم احترام اهتمام والتزام عليك ان تفهمي هذا جيدا ثم ان خــــوفي على سلامتك انت وطفلي لا يقارن بما تفعليه انت من اجله انت تحمليه معك يكبر داخلك مسببا لك الاما وثقلا ...وزيادة في الوزن "قال جملته الاخيرة ضاحكًا
لتضحك هي الاخرى "توقف لم اصبح سمينة "قالت تضـ.ـر.به على كتفه
"انت جميلة في كل حالتك حتى عنـ.ـد.ما تكوني منتفخة العين حمراء الأنف كما الان "
"شكرا انت ترضي غــــروري "
"تعالي سنتناول العشاء ثم الى النوم غدا سيكون يوما حافلا "
اومـ.ـا.ت موافقة تتشبث به بحب
**********
١١*٥
اتى الصباح مع نغمة هاتف مرعد الذي سارع لالتقاطه فهو ينتظر هذه المكالمة منذ الامس وعلم ما كان متوقعا صبابة افضت لقريبها راجي بِما تعرف وهو استغل الامر مضيفا مكسبا ماليا لنفسه فكما يبدو ان لوالد سما أعداء يريدون تشويه سمعته وهذه فرصة لهم أنهى الاتصال يتنهد ليجرى اخرى يتأكد من خلاله ان اوامره الخاصة بباقي الشهود قد نفذت للواقع صقر وصخر وخاليهما يساعدان في هذا الامر
غادر جناحه متجهًا الى مكتب والد سما كما توقع ان يجده
"انت مبكّر "قال منذر
"لقد صليت الفجر منذ ساعة "اجابه مرعد
"اعلم كنت سأدعوك للخروج معي الى المسجد لكن اردت ان افكر قليلا "
..."اعلم ان لك أعداء ينتظرون فرصة للنيل منك وقضية سما ستكون فرصة رائعة بالنسبة لهم لكن اعذرني انها زوجتي وبريئة وانا لن اسمح لأي احد بان يؤذيها "
"ما الذي يجعلك متأكدا هكذا من براءتها قد تكون متورطة ..."الشهقة التي صدرت من عند الباب الذي بالكاد فُتح جعلته يقف متسمرا ليرى ابـ.ـنته تدخل تنظر اليه بصدmة
"سما ليس الامر كما سمعت انا ..."
"لا عليك ابي لو كنت تصدق انني بريئة من البداية ولو انك تثق بقدراتي كطبيبة لما وافقتهم و.جـ.ـعلتني أتحمل المسؤولية "
تقدm منها مرعد "جهزي نفسك سما سنغادر حالًا الى مركز الأمن و...لا تزعج نفسك بمساعدتنا نحن نتدبر الامر جيدا "قال مرعد كلمـ.ـا.ته وغادر مكتبه مقابلا ثائر في المدخل الذي نظر لهم بتساءل عما حدث
"لا تقلق "قال مرعد باسمًا
"لقد اهتممت بأمر الطبيب "قال ثائر بينما مرعد يوما براسه "شكرا لك "
نظر ثائر الى والده "قل لي انك لم تفسد الامر "
اطرق منذر راْسه "اممم لا فائدة عليك ان تعلم ان بعض الامور في هذه الحياة لا تحل بالديبلوماسية والكلمـ.ـا.ت الأنيقة هناك أمور علينا خوضها والغرق بها هناك شي اسمه مشاعر ابي من الجيد ان تعبر عنها من حين الى اخر
"الطبيبة ستبقى هنا على ذمة التحقيق"قال المحقق بتردد متلاشيا ذكر كلمة ستحتجز امام مرعد الذي يفوقه بالرتب والذي ينظر له بعينين حارقة
"ذمة ماذا ؟!"سال مرعد كانه يشكك بسمعه
"مرعد بك انت تعرف الإجراءات ..."قال المحقق بتردد
"انا اعرف شيء واحد قال مرعد واقفا يسحب سما الجالسة امامه معه زوجتي بريئة وانا كفيل باثبات ذلك وحتى ذلك الحين ستبقى معي ولن تبقى دقيقة اكثر من وقت التحقيق في اي مركز امني اتعلَّم لما لانها معي وانت لديك كلمتي بانها ستكون حاضرة باي وقت تريدونه بها هل هذا واضح كفاية من اجل إجراءاتك "قال مرعد بينما سما تتشبث به حتى والدها لم يدافع عنها بهذا الشكل او بهذا اليقين ببراءتها
أومأ المحقق غير قادر على النطق امام اصرار مرعد
"هلا تكرمت بالإمضاء هنا "قال المحقق بينما مرعد يتناول منه القلم ليوقع ويغادر الغرفة ممسكا بسما قربه ما كاد ان يغادر الغرفة حتى لاقاه راجي الذي تقدm منه مادا يده له "سامحني يا عم مرعد بدا راجي ..دخي..."
↚
ابعد مرعد يده عنه "لا دخالة لك عندي يا راجي انت لم تخن عشيرتنا فقط بل تجاوزت ذلك وخنت واجبك وضميرك .."
"صدقني لم اقصد ...لم اكن اعلم "
"لا تقاطـــعـــني هدر مرعد به هذا يجعل ذنبك اكبر فقط عنـ.ـد.ما انتهي من هذا تاكد انني سأجعلك تدفع الثمن غاليا لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه بان يستغل منصبه "عيناه تقدحان شرار من هول الرعد الذي اطلقه سبق ان رأته غاضبا لكن لاشيء كان يشبه ما رآته الان
"يا ...عم "
"لست عما لك لا كرامة لك عندي يا راجي لا تريني وجهك بعد الان "وتحرك مبتعدا عنه سما قربه يَحميها من ايا كان الذي سيؤذيها
عنـ.ـد.ما اراد الخروج من المركز لاحظ الحركة المكتظة وعلم ما سيلاقي في الخارج
نظر لبعض رجـ.ـال الأمن الذين ادوا له التحية قبل ان يسحب هاتفه "لقد كنت واضحا ان خرجت كلمة واحدة تمس زوجتي لاحظت سما النبرة المتملكة في صوته انا ساقاضي الجميع وساصعد الامر الى اعلى المستويات "صمت يسمع الرد على الطرف الاخر قبل ان يقفل الخطا
"يبدو ان والدك قرر ان يساعد "قال مرعد لسما الواجمة
"انه قلق على سمعته ..."قالت سما تحاول ان تبرر
"اصمتي سما انا لست بحاجة لمساعدته انت زوجتي وانا قادر تماما على حمايتك لن يسمك احد بسوء ما دام في نفس ثقي بذلك قال يسحبها خارجا من الباب الرئيسي "لست انا من يتسلل من الأبواب الخلفية سنخرج امام الجميع وليعن آلُلُہ اي احد يفكر بان يقترب منك او يتهمك بشيء "
شاعرة بالقوة لاول مرة منذ الحادث هي بريئة وهي تعلم ذلك لكن ما لم تتوقعه ان يصدقها مرعد واكثر ان يصمم على إثبات براءتها ضاربا عرض الحائط سمعته او ما قد يقال عنها خلال ذلك تمسكت به فهي اليوم اكثر من اي وقت سابق تشعر بالفخر لمجرد انها جواره تستمد منه العزم والثقة التي فقدتها لزمن طويل
١١*٧
عشرة ايام مرت منذ ان تم استدعاء سما لإعادة
فتح القضية واتهامها بانها لفقت امر تعاطي الضحية لتغطي على خطأها وتسببها بوفاته وهي ردت بطلب فتح القضية مرة اخرى وتغيير أقوالها كونها لم تكن الطبيبة المسؤولة انما مجرد حاضرة لمشاهدة العملية
محاولات والدها المستمـ.ـيـ.ـتة لابعاد الصحافة وابقاء الامر قيد الكتمان
ومحاولات مرعد لاقناع الشهود الباقيين وأهل الضحية بقول الحقيقة
والاهم ضغط ثائر على الطبيب المسؤول فعليًا للاعتراف بخطئه
هذه المحاور التي كانت العائلة تعمل عليها
"ما الذي حدث معك "سال مرعد ثائر الذي انضم الى اجتماع العائلة
"عليه ان يذعن لو كان يمتلك عقل القــ,تــل الخطا افضل بكثير لما اخطط ان افعل به انا وسليم على فكرة انه يهديك السلام "قال لسما
التي ابتسمت "سلم عليه لقد مر وقت منذ اخر مرة رايته ولم اتصل به منذ زمن "
"اريد ان اتاكد ان كل شيء بخير فانا مضطر لان أغادر الى القرية "قال مرعد
"لماذا ؟!"سال منذر
"لديه أمرا يجب ان يكون حاضرًا فيه ابي"
"ماهو ؟"
"انه زواج ابنة عمي صبابة " نظر والدها له وكذلك والدتها "اليست هي نفسها"قالت والدتها تشير بيدها غير قادرة على تكوين الكلمة
"طليقتي وأرملة اخي اجل هي نفسها "
"ولكن لماذا تزوجت مرة اخرى ولما تكون انت حاضرا اعني ما شانك بالأمر الم تطلقها "بدات والدتها برمي اسالتها
"تزوجت لان الشيخ مجحم طلب يدها ولما اكون
حاضرًا لاني وكيلها وابن عمها وكبير عشيرتي ...لقد أعطيت أوامر بمراقبة ما يحدث فكما توقعت سيد منذر هناك من يتلاعب بالشهود وخصوصا اهل الضحية فهذه فرصة سانحة للنيل منك لكن لا تقلق كل شيء بخير "
"لست قلقًا لكني ساكون اكثر راحة لو ناديتني عمي بدل سيد هذه "
ابتسم مرعد "حسنًا ..ثم نظر الى سما التي وقفت تستند الى ذراع الأريكة "
"لا داعي "قال مرعد يريدها ان تعود للجلوس
"لا ساوصلك "قالت سما تمسك بذراعه متجهان الى الباب
"تنتبهي لنفسك لن أتأخر اذا تم استدعاءك اذهبي مع ثائر "
"لاتقلق فقط عد سريعا "قالت تضمه بينما يقبل اعلى راسها مغادرا
عنـ.ـد.ما عادت الى عائلتها جلست مكتئبة لم تمر دقائق على مغادرته وها هي تشعر بانها وحيدة
"سما بخصوص ما حدث ذلك اليوم "قال والدها
"ابي اعلم انك لم تكن ما قلت بتلك الطريقة
واعلم انك تهتم لأمرنا لكن للاسف أنتما قالت تنظر لوالديها لا تفعلان ذلك بالطريقة الصحيحة أنتما لا تظهران مشاعركما بل تقيدوها تحت واجهة صلبة ترسمون عليها ما تريدون ان يظهر للآخرين انا لا ألومكم فهذ ما تربيتما عليه ولو كنت بقيت هنا كنت ساكون مثلكما لكن الامر اختلف الان مع مرعد وعائلته لا يوجد ما يخجل بان تعبر عن شعورك حتى لو كان غـــضــــب "
نظر لها والديها بشيء من الصدmة لكن لا يوجد ما يعترضا عليه فهي كانت تقول الصدق
********
العودة الى القرية وايصال صبابة لبيت زوجها كانت مهمة مريرة له ليس لانه معترض ابدا لكن لانه يرى هذا الاعتراض في وجه ابناء اخيه وعمه
"حسنًا لا داعي لكل هذا الامتعاض "قال مرعد ما ان رأى ملامح وجه ابناء اخيه
"الا يكفي ما حدث حتى تُجبر على ترك القضية وتاتي لهذا الزفاف السخيف"قال عمه
"لا تقلق قدومي يخدm مصالحي تماما بالنسبة الى القضية اما الزفاف السخيف حسنًا الا يمكنكم انه تروه اجراء اضطراري لابد منه "
تأوه ابناء اخيه "هيا لننهي الامر لدي عمل علي القيام به "قال متحركا الى موكب صبابة الذي اتى ليأخذها به الشيخ مجحم سلمه مرعد اياها وودعوها لتنطلق لحياة اخرى
**********
ما ان انتهت مراسم الزفاف حتى استأذن مرعد بالعودة الى المدينة فان كان حظه جيدا سيستغل الطرف الثالث الذي يريد اثارة القضية والتشهير بوالد سما غيابه ويتحركون للضغط على الشهود والطبيب غير سيارته واتخذ طريقًا مختلفًا فبقائه غير مدركين لعودته عامل جيد بالنسبة له
وصلتها رسالة من مرعد تخبرها أنه لا تتصل به في الوقت الحالي
حسنًا فكرت سما على الاقل اخبرها هذا تطور ملحوظ
كما توقع مرعد الذي اجرى اتصالاته بقوى الأمن التي وكل لها مراقبة جميع الأطراف لقد تم رصد تحركًا مريبًا متجهًا الى منزل الطبيب وآخر الى منزل طبيب التخدير الشاهد الرئيسي فكلمته كفيلة بتبرئة سما فهو من تلقى الامر من الطبيب الاخر ليقوم بالتخدير ، انتظر بصبر فهذا التحرك هو ماكان ينتظره ان تم كما اراد براءة سما ستصبح حقيقة
*********
تململت في فراشها تناولت العشاء مع عائلتها لقد كان يوما طويلا او هكذا شعرت لعدm وجود مرعد معها ثم كان لقاءها الغير متوقع بهنادة لقد تحسنت كثيرا في الفترة الاخيرة حتى بدات تنـ.ـد.مج شيئا فشيئا بمن حولها لكن ما صدmها هو رغبتها في السفر والابتعاد الا انها لا تملك المال الكافي لذلك لذا قد اقترحت سما عليها ان تاتي وتدرس بمدرسة للاجئين في القرية مع اعطائها مكان الإقامة جناح الضيوف في بيتها وقد وعدتها انها ستكون مستقلة ولن يتدخل بها احد الا اذا ارادت هي الانضمام لهم لايمكنها تركها تسافر هكذا يجب ان تتاكد من سلامتها في القرية ستضمن ذلك فلا احد من الرجـ.ـال سيتجرا ان يقترب منها -وهذه عقدتها -لان عاداتهم وتقاليدهم تحتم عليهم هذا
الامر لاقى قبولًا خجولًا من هنادة لكنه جيد بالوقت الحالي افضل من الرفض
موضوع هنادة شغل فكرها عن غياب مرعد لكن الان هو فعلا تاخر لقد قال ساعات لقد مضى اليوم ولم يأتي وغير هذا طلب منها ان لا تراسله لم تعد تطبق البقاء اكثر في جناحها نزل الى قاعة الاستقبال حيث كانت والدتها
"تعالي عزيزتي سأقدm لك فنجانا من الاعشاب يهدا أعصابك"
"مرعد لم يأتي بعد انا قلقة "
"والدك وثائر في المكتب منذ ساعات هناك أمرا ما لست أكيدة منه لكنه ليس خطير فانت تعلمي والدك سيقيم الدنيا لو كان هناك شيء سيّء "
"انت لا تطمئنيني بكلمـ.ـا.تك "قالت سما تاخذ مقعدها بجوار والدتها
"اهدئي كل شيء سيكون على ما يرام "
دعت سما بصمت منتظرة اي خبر
كانت في منتصف الفنجان الثالث والفجر قارب على الإشراق عنـ.ـد.ما دخل مرعد بيت والدها ، هبت سما من مكانها عنـ.ـد.ما رات الإرهاق والتعب باديا على وجهه
"ما الامر "
اقترب منها يجلسها "ما الذي تفعليه كيف تقفين بهذه الطريقة ؟!" قال معاتبا "اهدئي لا يوجد ما يقلق ابدا "
"لقد قلت انك ستعود بعد ساعات وتغيب اليوم كله ثم تاتي مرهقا وتقول لي لا شيء يدعو للقلق !"
وضع يده على كتفها يهدئها متنهدا "لابأس اخذ الامر اكثر مما توقعت ...قاطع كلمـ.ـا.ته دخول والد سما وأخاها
"مرعد ما الذي يحدث هل ما سمعته صحيح كيف حدث هذا ؟!"كانت الاسئلة تلقى من الاثنين عليه دون توقف
"اهداآ ..لو سمحتما حتى اخبركما..."
قاطعه والدها ليقول
"اخبرنا كل شيء ومن البداية "
"حسنًا قال مرعد بينما تقدm له سما فنجان الأعشاب خاصتها نظر له بامتنان عنـ.ـد.ما أخبرتني سما عن حقيقة القضية وأتيت الى هنا وعرفت منكم ابعادا اخرى لها فكرت كيف لطبيب مختص ان يخطا خطا مثل هذا والاهم لما يلقى بالمسؤولية على سما لما ليس طبيب التخدير او مساعده لما سما بالذات كانت هناك حلقة مفقودة شيء اخر اثار اهتمامي عنـ.ـد.ما قلت ان سليم سيساعدكم ويضغط على الطبيب والمعروف ان سليم يتعامل مع الاجهزة والأدوية الطبية فكرت كثيرا واتبعت حدسي ان ما حدث كان مقصودا لتوريط سما بالذات وفتح القضية لم يكن مجرد صدفة بل مقصود والان بالذات والهدف منه هو الضغط علي وعليك عمي منذر لذا دون ان اترك شيء للصدفة قررت مراقبة الطبيب وأهل الضحية والشهود وزرع كاميرات مراقبة صوت وصورة ومراقبة هواتفهم "
"وبالطبع كونك رجل امن ورتبة كبيرة اي شخص تشك به "
"ليس هناك مجال للرفض فانا لن القي التهم جزافًا هذا معروف عني تلقيت كل المساعدة الممكنة وكما توقعت لقد ورطت سما عن قصد وأرادوا إرسالها الى الصحراء بالذات لتصبح محطة يهرب منها واليها الأدوية المـ.ـخـ.ـد.رة ويمر كل هذا بطريقة رسمية "
"يا الهي قالت سما المصدومة مما تسمع
بينما والديها واخيها صابتهم حالة من الاندهاش
"ليس هذا فقط كانوا سيوسعون نطاقهم ليشمل المعدات والأجهزة والأدوية منتهية الصلاحية كانَ مخيم اللاجئين سيصبح مرتعا لمشروعاتهم "
"كيف يفكرون انها حياة أناس نساء اطفال كبـ.ـار سن"قالت سما بحنق باكي
"لقد قــ,تــلوا الضحية بدm بـ.ـارد فقط لتوريطك حياة الناس لا تفرق معهم المهم ان المراقبة الحثيثة اتت بثمارها خصوصا عنـ.ـد.ما علموا بمغادرتي لقد تم تسجيل مكالمـ.ـا.تهم وتهديدهم للشهود وأهل الضحية وعرضهم المال عليهم كل شيء موثق صوت وصورة وبهذا تتم براءة سما وتم إمساك الجناة وهم شبكة كبيرة للاسف من الشخصيات المهم وكبـ.ـار المسؤولين "
"هل يعني هذا ان كل شيء انتهى "قال منذر متراخيًا في كرسيه لقد مر بساعات عصيبة منذ عرف من مصادره ان تم إلقاء القبض على عدد من المسؤولين دون ان يصدر اي بيان او توضيح عن السبب لكن ها هو صهره الذكي قد رأى ما لم يراه هو المحنك السياسي وكشف اللعبة كلها
"كل شيء انتهى سنذهب انا وسما للمحكة للإدلاء بأقوالها للمرة الاخيرة وبعدها تثبت براءتها "
"متى ستذهب "سال منذر
نظر مرعد الى ساعته سأصلي الفجر وننطلق "
"لكنك لم ترتاح "تدخل سما
"يجب ان ننهي الامر بسرعة "
"سأرسل معك سائق انت لم تنام كيف ستقود السيارة ؟"قال منذر
"لا باس "قال مرعد ناهضا ساذهب الى الصلاة وعنـ.ـد.ما اتي تكوني جهزتي نفسك "قال لسما التي اومـ.ـا.ت براسها عقلها لم يستوعب بعد كل ما قاله هل أصبحت بريئة وانتهى كل شيء هي لا تصدق
ضمتها والدتها ما ان غادر ثائر ومرعد ومنذر الى الصلاة "لقد انتهى كل شيء"قالت تمسد ظهرها بينما سما شبه مصدومة
"لا اصدق امي كيف يكون هناك اشخاص بمثل هذه القسوة انهم بلا قلب او احساس "
"لا باس حبيبتي كل شيء انتهى تعالي للصلاة ثم تجهزي نفسك "قالت والدتها تسحبها معها الى جناحها
دخل مرعد الجناح وراها تجلس على طرف المقعد في الغرفة المرفقة ركضت اليه بينما هو يستقبلها بذراعيه "مـ.ـجـ.ـنو.نة قلت لك ان لا تتصرفي بطريقة مفاحئة انت حامل !"لكن دmـ.ـو.عها أصمتته
"اااه هرمونات الحمل لما البكاء الان "
"عنـ.ـد.ما افكر بالشخص الذي مـ.ـا.ت بسببي وبأهل المخيم والقرية الذين كانوا سيتضرروا ...تقطعت باقي كلمـ.ـا.تها تحت البكاء
"يا الهي سما كل سيكون بخير لقد انتهى الامر وتم إلقاء القبض عليهم لا يوجد ما يقلقك واياك ان تحملي نفسك مسؤولية ما حدث انت كنت ضحية مثل الشخص الذي مـ.ـا.ت لكن آلُلُه قدر نجاتك وقضاها ان تكمل بتلك الطريقة لا تفكري بشيء سوى حمد الله على انه نجاك وأخرجك من الامر بخير واحبط شركهم ...الان سأستحم وأغير ملابسي عديني ان تبقي هادئة"اومـ.ـا.ت براسها تعود لتجلس تراقبه يدخل الحمام يا الهي ماذا تفعل له اكثر من هذا الذي تكنه له ويغمرها من راسها حتى اخمص قدmيها
كانت قد طلبت افطار بسيط وصممت ان يتناوله قبل ان يغادرا وفعل ثم سارع لارتداء زيه الرسمي بنياشينه والقبعة نظر لها مادا ذراعه لها "حسنًا سيدة سما الصافي الصخور هل انت مستعدة "
وضعت يدها في ذراعه "مستعد مرعد الصخور بيك"
"اتعلمي عنـ.ـد.ما تم القبض على الطبيب المدبر لهذه الفوضى اردت شكره قبل ان اتهمه لانه لولاه لما كنت رايتك "قال ينظر لها بحب
"هذا يجعلني اقتنع تماما بان آلُلُه لا يقدر لي الا الخير ربما يجب علي ان اشكره ايضا لانني لم اكن سأقابل حب حياتي لولاه "قالت تستند اليه
"حسنًا هيا لننهي هذا الامر وبعدها نغادر فورا الى القرية "
"بيتنااااا قالت سما مشـ.ـددة على كل حرف بينما عيناه تراقبها مشعة سعادة فالآن أصبح بامكانه القول ان سما تنتمي له كما ينتمي اليها
↚
مر اسبوع منذ عادت الى بيتها تمطت بكسل في فراشها بينما جلس هو في مقعده يراقبها كما العادة ابتسمت تشعر بعيناه مسلطة عليها
"ااه لا تراقبني وانا نائمة "تذمرت بدلال
"ماذا افعل ان كنت جميلة جدا ولا استطيع ان ابعد عيناي عنك "اجاب مرعد مبتسما يقترب منها ليساعدها لتنهض
"كفى كيف تراني جميلة اشعر انني كالبالون "
"هذا ما يجعلك اجمل قال يتحسس بطنها ليشعر بحركة طفله "انه نشيط هذا الصباح "
"اجل كوالده "قالت باسمة
"هيا الى الافطار شهيتك لا تعجبني هذه الفترة "
"انه وضع طبيعي لان حجم الطفل يبدا يضغط على المعدة لذلك اشعر بالشبع اسرع لكن لا تقلق أعوض ذلك بالفيتامينات "
"لا باس كلي وجبات صغيرة على فترات هكذا لا تضغطي على معدتك "
"حسنًا "قالت تتجه الى الحمام لكنه أوقفها
"وشيء اخر لقد لاحظت انك لا تستطيعي الركوع والجسود بشكل صحيح اثناء الصلاة يمكنك الصلاة وانت جالسة ان كانت الحركة تتعبك "
"لا ليس لهذه الدرجة يمكنني ان اصلي واقفة لكن اذا تعبت سأتبع نصيحتك "
************
اجتمعت العائلة على مائدة الافطار كالعادة وجلس مرعد على راسها ينظر لهم بسعادة خصوصا للفتيات اللاتي بدَوْن متحمسات للغاية فاليوم موعد انطـ.ـلا.ق رحلتهن
"على مهلكم لن تذهب حافلة المدرسة دونكن "قالت راية تهدا قليلا من استعجالهن
"يجب ان نبكّر حتى نحجز مقاعد قرب بعضنا "شرحت مزنة
"هل اخذتن كل ما تحتجن اليه "سال مرعد
"اجل يا عم لا تقلق كل شيء جاهز والان علينا ان نغادر فورا "قالت فوز بلهفة
"انتبهن لانفسكن قالت الجدة عنـ.ـد.ما ودعنها
"لا احب فكرة الرحلات لكن ماذا نفعل امام إصرارهن خصوصا ان صبابة هذه اخر سنة لها معهن "قالت راية توافقها فرحة ضمنيا
"استودعيهن آلُلُه "عادت الجدة تعلق
بدا الباقيين بالمغادرة وكالعادة وقف الجميع يودعوا بعضهم
"لا ترهقي نفسك بالعمل اتمنى ان لا تكون هناك حالات كثيرة اليوم امي ستتدخل بنفسها "قال مرعد باسمًا بينما سما تنظر له بامتعاض منذ حملها كانت قد اخذت اجازة ثم اقترح عليها مرعد ان تترك العمل في المركز. تبدا العمل في عيادة المنزل التي قد جهزها لها ثم دعمها والدها واخيها ثائر بالمعدات اللازمة بعد القضية فوافقت لتتجه نساء القرية اليها تاركين المركز للرجـ.ـال
"بعد الانقلاب النسائي الذي حققته ضد المركز قالت سما ضاحكة لتكمل انا لا اتعب حقًا احيانا اشعر أنهن يأتين لمساعدتي لا لأكشف عليهن لقد بدات احصل على هدايا الولادة منذ الان هذا غير الغذاء الذي تقدmنه لي أنهن لا يغادرن حتى يتأكدن من تناولي اياها اشعر احيانا انك والجدة والمراجعات متفقين ضدي "
"هل لديك شك في ذلك "إجابتها الجدة "اذهب الى عملك لا تقلق نفسك "قالت الجدة بثقة جاعلة البسمة ترتسم على وجوه الآخرين
"امي لا تنسي جناح الضيوف سياتي العامل اليوم ليتمم عمله "قال مرعد بينما والدته تومأ له وسما تعطيه ابتسامة امتنان لموافقته على احضار هنادة للإقامة معهم بعد اقتناعها اخيرا ان تعمل في مدرسة القرية
مر اليوم بسلاسة مرعد وابناء اخيه في عملهم وقد مر في روتينه المعتاد سما فحصت بعض الحالات البسيطة وسرعان ما حل المساء لتجتمع العائلة قبل العشاء
"تأخرت الرحلة متى موعد العودة "سال صخر
"لقد اتصلت بصبابة منذ قليل لكن يبدو انه لا توجد تغطية يعطيني لا يمكن الاتصال به "اجابت راية "لكنهن سيعودن قريبا "اكملت ملتفة للتلفاز الذي كان يعرض مسلسل المساء والعائلة تتحادث فيما بينها "اشعر بضيق "قالت الجدة تتلمس صدرها
"هل اخذت دواؤك اليوم "سالت سما تتحرك نحوها
"اجل لقد أعطيتني اياه "إجابتها الجدة
"حسنًا دعيني أقيس ضغطك "قالت سما تخرج جهاز الضغط الذي يلازمها دائما وما كادت تباشر حتى رِن الهاتف الخاص بصقر وظهر رده المضطرب
"صبابة ...ما الامر ..اهدئي لا يمكنني سماعك "
قفز كل من صخر ومرعد بينما الجدة تستغفر
"ما الامر هتفت الجدة بصوت لاهث "
ظهر الارتباك على محيا صقر مما استعدى انتباه مرعد اكثر "ما الامر "سالت سما ملاحظة الارتباك الذي حل عليهم
"لا شيء مهم "قال صقر ينهي مكالمته بهدوء بينما معالم وجهه توحي بالعكس رغم محاولاته
"يجب ان اذهب لإحضار الفتيات "قال صقر ينظر الى مرعد الذي استقبل نظرته بشيء من التوجس
"حسنًا يمكنك ان توصلني الى مجلس الشيخ جضعان "
هناك أمرا ما تاكدت سما من ذلك لكن مرعد وصقر لا يريدون إظهار ذلك صخر ايضا بدا التفكير والقلق على وجهه
"ساذهب معك عند الشيخ جضعان يجب ان افحص زوجة ابنه " تدخلت سما مما جعل مرعد يرفع حاجباه وهو ينظر لها "انها حامل وقد تلد في اي لحظة "شرحت تحمل حقيبتها الطبية بينما راية وفرحة ينظرون لهم "هل هناك شيء انا لست مطمئنة "علقت فرحة
"لا شيء ، حضرن العشاء حتى نعود "قال صخر مدعيًا الابتسام لكنه يدرك ان هناك أمرا ما
ما ان خرجوا من المنزل حتى بادرها مرعد "لما اردت مرافقتنا ..."قاطعته سما تركب السيارة الى جانبه بينما "لاني لم اصدق ان كل شيء بخير هناك أمرا ما ...هل تعرضن لحادث انا طبيبة ويمكنني ان اساعد"
ضـ.ـر.ب صقر على المقود "يا الهي لا اعلم ما الذي حدث صبابة قالت انه تعرضوا لحادث وغرق وإصابات كانت تبكي لم افهم منها ما حدث "
"يا الهي هتفت سما لما لم تقل من البداية "
"هل تريدي ان تصاب امي بالهلع اردنا ان نذهب ونطمئن اولا "أجابها مرعد
"اتمنى ان لا يعرض شيء على التلفاز "تدخل صخر
لتنظر لهم سما باندهاش "كيف تفهمون على بعضكم البعض دون حديث لقد راقبتكم مجرد نظرات بينكم "
"اسرع يا صقر هل أخبرتك اين هن "سال مرعد
"في المشفى لكن الاتصال انقطع ولم اعرف ما الذي حدث تماما وعنـ.ـد.ما حاولت ان اطلبها لم يكن هناك رد "
كان صخر الوحيد الصامت بينما يجري اتصالًا تحدث اليه بصوت خافت ليغلقه بعد ذلك بعصبية لفتت نظر الباقيين اليه"اسرع "امر اخيه
"ما الامر ؟"عاد مرعد ليسال
"لقد غرقت الطالبات بعد ارتفاع منسوب الماء بسبب الأمطار هناك حالات خطرة غرقى ومفقودين"
"يا الهي قالت سما وكان ذلك اخر شيء قيل بينما يتابعوا طريقهم السريع
خ*٢
الوصول الى المشفى كان معجزة مع الأزمة المحيطة بالطريق والأهالي الذي توافدوا لمعرفة مصير أطفالهم فكما بدا لم تكن مدرسة الفتيات هي الوحيدة التي خرجت الى الرحلة في هذا اليوم المشؤوم سيارات الدفاع المدني والإسعاف في كل مكان عند مدخل الطواريء للمشفى البسيط الذي يبدو انه لا يستوع الاعداد المتوافدة عليه
"ما الذي يحدث هنا "هتفت سما مندهشة من المشهد الذي تراه وانهيار الأهالي وغـــضــــب البعض الاخر والمزاحمة المستمر ورفض قوات الأمن لدخول اي احد
ترجل مرعد من السيارة يتبعه صقر وصخر "ابقي هنا "قال لسما ولم يكد يغلق الباب الا وكانت خلفه
"انا طبيبة ويمكنني المساعدة "سارت الى جانبه بينما يتجه الى المدخل بزيه الأمني الجميع فتح له الطريق وصل الى البواب ليقدm له رجل الأمن التحية
"ما الذي يحدث هنا ؟!"سال "اين المسؤول اكمل "
"انه في الداخل سيدي هذه فوضى والمشفى لا يمكنه استيعاب كل الحالات "تقدm مرعد مع سما وابناء اخيه ليدخلوا الى استقبال الطوارىء ادى له احد رجـ.ـال الأمن التحية معرفا عن نفسه واعطاه تقريرا عما حدث "انها كارثة قال رجل الأمن المسؤول حيث تعرضت المنطقة لمنخفض جوي الأول من نوعه وفي ذات الوقت كان هناك عدة متنزهين في منطقة الوادي، من بينهم أعضاء رحلات مدرسية ولبالغ عددهم 144شخصاً منهم الطلاب والمعلمين والأدلاء السياحيين، وكانت تتراوح أعمار الطلاب بين الثامنة عشر وثلاثة عشر سنة؛ حيث يعد الوادي منطقة لرياضة المغامرات بالإضافة لمجاورته للبحر المـ.ـيـ.ـت. وفي أثناء وجود المتنزهين في الوادي، داهمتهم سيولٌ جارفة سريعة في الوادي جرفتهم باتجاه قعر الوادي ثم إلى منطقة أسفل الجسر الواقع فوق الوادي بما في ذلك من صخور ومناطق وعرة إلى أن أوصلتهم إلى البحر المـ.ـيـ.ـت
وقد شاركت في عمليات البحث مختلف صنوف الدفاع المدني ؛ حيث شاركت زوارق وطائرات الإنقاذ، إضافة لطائرات مسيرة من دون طيار مصممة لأغراض البحث. كذلك شارك فريق البحث والإنقاذ التابع للدفاع المدني، مستخدmا كلاب البحث والإنقاذ والكاميرات التلفزيونيةوتم إنقاذ البعض وانتشال بعض الجثث لكن هناك مفقودين والعمليات مستمرة حتى الان "
استمع مرعد ومن معه للتقرير
"كم بقي من العدد الرئيسي"
"مازلنا لا نعلم حتى الان لكن اخر الإحصاءات تدل ان هناك اكثر من ثلاثين مفقود حتى الان والإصابات ما تزال بازدياد مع الفوضى لايمكننا الحصول على تقدير كامل "
"لما لا يتم نقل بعض الحالات لمشافي اخرى "
"كما ترى حالة الاستنفار في الدفاع المدني مركزة على إنقاذ الحالات "
"خسنا "قال مرعد يجري اتصالًا تحركت على اثره عدة قوات من الدفاع المدني لتقوم بإرسال سيارات اسعاف لنقل المصابين وتوزيعهم على المستشفيات القريبة
"لدينا بنات كانوا في الرحلة كيف نعرف اذا نجون"سال صقر محاولا ان يكون ثابتا بينما الشحوب ملا وجه صخر غير قادر على الكلام ومرعد يحاول الحصول على اي معلومة شعرت سما بان كل ما حولها يدور دون توقف يا الهي اذا حدث شيء للفتيات لكنها تماسكت قدر إمكانها
"انا طبيبة يمكنني ان اساعد "قالت تتجه الى الطبيب المسؤول في قسم الطوارىء والذي كان منهمكا في الفحص ومحاولات الإنقاذ
"ما الذي تنتظريه هيا اسرعي وساعدي بالفحص "قال الطبيب بسرعة
نظر رجل الأمن لمرعد وابناء اخيه الذين بدا عليهم الجمود وكانهم يهيؤون أنفسهم للاسوء
"لدي قائمة ببعض الاسماء "قال رجل الأمن في محاولة للمساعدة
انقض مرعد وصقر وصخر عليها ليقرؤوا الاسماء
في تلك الأثناء كانت سيارة الاسعاف تصل معها إصابة خطيرة ركضت سما لاستقبالها لتصرخ
"انها مزنة " سار صقر ومرعد اليها يتبعهم صخر
"اين الباقيات اين اختك وبنات عمك سال صقر بلهفة
"صقر انها بحاجة لعملية ارجوك "قالت سما تسرع بها "اريد غرفة عمليات فورا
"انها مصابة في منطقة البطن هناك نـ.ـز.يف حاولنا السيطرة عليه جروح متفرقة ربما كسور ايضا"قال رجل الاسعاف ليبهت مرعد ومن معه
"هل ستمـ.ـو.ت "قال صقر بفزع ليمسكه صخر بينما يحاول هو التمسك بعربة النقل التي تسرع بها سما الى اقرب غرفة عمليات
"اهدا يا رجل وادعو آلُلُه ان ينجيها "
سارع مرعد لورقة الناجيين"صبابة هنا لقد تم تسجيل اسمها لنبحث عنها ونعرف ما مصير ريحانة وفوز "
"ماذا عن مزنة "قال صقر بصوت مختنق متذكرًا منظر ابـ.ـنته الغارقة بالدmاء والماء شفتاها الزرقاوتان وأطرافها المتجمدة بدت كانها مـ.ـيـ.ـتة
"لا تقلق باْذن الله ستنجو "قال مرعد مسرعا الى غرف المرضى يبحث عن صبابة
كانت شبه مـ.ـخـ.ـد.رة عنـ.ـد.ما راها في سريرها مضمضة الرأس واحدى يديها وساقها
"ابـ.ـنتي صبابة"هتف صقر مندفعا نحوها بينما مرعد وصخر ينظران اليها دامعين
"ابي قالت بصوت مبحوح بالكاد يخرج يبدو انها قضت ساعات تصرخ قالت باكية لقد غرقت لقد رايتهن امامي كنا معًا عنـ.ـد.ما اتى السيل علينا تمسكت انا بإحدى الصخور لكن فوز وريحانة جرفتهما معًا واتت دفعة قوية اخذت مزنة معها بقيت وحدي حاولت إنقاذهن لكن كل شيء مر في لحظات واختفين عن نظري بقيت ساعات وحدي على تلك الصخرة حتى اتى فريق الإنقاذ وأخذني ولا اعرف شيء عنهن "قالت تبكي بمرارة
ضمها صقر اليه محاولًا الا يبكي هو الاخر "مزنة هنا انها في غرفة العمليات مع سما والإنقاذ مازال مستمرا سيعثروا على فوز وريحانة "
"لقد غرقتا غرقتا صرخت صبابة بالم لقد رايتهما قالت تهتف بهستيريا مما استعدى مرعد لطلب الممرضة التي سارعت لحقنها بمهدأ "ارجوك لا تجعلوها تنفعل "قالت الممرضة لتسرع مبتعدة تهتم بحالة اخرى
نظر مرعد امامه للحالات المصابة المتوفاة انها كارثة بكل المقاييس الأهالي في الخارج بالكاد يسيطر عليهم
سارع الى رجل الأمن المسؤول "اعلن اسماء الناجين للأهالي في الخارج حتى يطمئنوا قال مرعد والحالات الخطيرة يتم إرسالها بالإسعاف للمشافي المتخصصة اذا أمكن "
"حاضر سيدي قال الرجل منفذا ليتوافد بعدها أهالي الناجيين ليطمئنوا على ابنائهم
كانت يدها ترتجف وهي تمسك المشرط لتبدا العملية الجراحية لمزنة لم تظن ان اصابتها خطيرة وصعبة لم تتوقع ذلك
"ماذا تظني يا طبيبة "قالت الممرضة المساعدة والشخص الوحيد معها بعد ان غادرهم طبيب التخدير ليهتم بجراحة اخرى
"سنفعل كل ما في مقدورنا "قالت سما تحاول التركيز على العملية التي تقوم بها فالجـ.ـر.ح عميق ووصل الى الأغشية الداخلية مسببا تلفًا ودmارا لا تعلم كيف تخرج منه باقل الخسائر
جلس صقر بجوار ابـ.ـنته صبابة منتظرًا انتهاء عملية مزنة محاولًا تصبير نفسه بينما صخر ينتظر في الخارج اي خبر عن ابـ.ـنتاه ومرعد يحاول السيطرة مع رجـ.ـال الأمن الباقيين على الأهالي المفجوعين والغاضبين وينقل المرضى الى مناطق اخرى
"هل نخبرهم في المنزل فكما يبدو ان ابـ.ـنتاي ...لم تنجوا"قال صخر بصوت متقطع يسال مرعد
"مازال مبكرًا لتعلن ذلك لكن اخبرهم نريد عناد ورعاد قد يساعدوا هنا معنا "
تنهد مرعد محاولا ابعاد الياسً لا يمكنه ان يظهر خــــوفه امام ابن اخيه لكن المؤشرات ليست جيدة بالنسبة لفوز وريحانة ياا رب دعا في داخله ان يلطف الله في قضاؤه عليهم وعلى هؤلاء الأهالي
تنهدت تنهي اخر اجراء في الجراحة وقد اطمئنت ان كل مؤشراتها جيدة مراقبة ٢٤ساعة ويكون كل شيء بخير باْذن آلُلُه خرجت من غرفة العمليات لترى مرعد يقف عند الباب
"كيف هي "
"ان شاء الله بخير هل من اخبـ.ـار "
"وجدنا صبابة حالتها جيدة بعض الإصابات لكن فوز وريحانة لا نعلم عنهما شيء "
"يا الهي قالت سما بتاثر ان شاء الله خير "قالت تبتلع غصة تسير مع مرعد متجهة الى صبابة
كان صخر يحدث ابنه على الهاتف
تشعر بانزعاج قالت الجدة بنزق هناك أمرا ما ليس جيدا فكرت مستاءة بينما عناد يدخل المجلس بلهفة
"لقد تعرضت رحلت الفتيات لحادث إنهن في مشفى في المنطقة الغربية سنذهب انا رعاد الى هناك "قال بسرعة بينما انهارت فرحة مغميا عليها وراية تجمدت في مكانها تبكي بدmـ.ـو.ع سخية
"كنت اعرف ان هناك أمرا ما "
"اهدئي جدتي ارجوك "تدخل متعب الذي تلقى أمرا بان يبقى مع نساء المنزل في حال احتجن لشيء وسارع لرفع فرحة يوقظها تساعده نزهة
"لقد أصبن بصدmة "قال صخر يغلق الهاتف بينما سما تسارع لتعالج حالة اخرى قد وصلت
"أريت ما تزال هناك حالات تصل قال مرعد هناك امل "
"املي بالله يا عم "قال صخر يجرع ريقه المر بصبر
مرت ساعات قضتها سما تعالج الحالات الناجية متحاشية رؤية الجثث المنتشلة خــــوفا من رؤية بنات صخر بينهن
"حالة صبابة ومزنة مستقرة يمكننا نقلهما الى مشفى القرية حتى تطمئن والدتهما والجدة "قالت سما لمرعد تراقب صقر الذي قضى وقته متنقلًا بين بـ.ـنتيه بينما صخر يركض بلهفة باتجاه كل سيارة اسعاف تصل
"لقد تعبت "قال مرعد يضع يده على كتفها
"انا بخير ...لكني متألــمة عنـ.ـد.ما ارى كل هذا المـ.ـو.ت حولي ..."قالت بصوت متقطع من البكاء
"وحدي الله يا سما انها ارادته والله لا يريد الا خيرا "
"ونعمَ بالله "قالت تُمسح دmـ.ـو.عها وتتجه الى صقر
"تنقلهما الى مشفى القرية راية ستهدأ عنـ.ـد.ما تراهما بخير "
"ماذا عن فوز وريحانة"
"ها نحن ننتظر انا ومرعد وصخر وعناد ورعاد وجودك هنا لا يفعل شيء "
"انهما بنات اخي يا سما لا يمكنني "
"اذن دعهما تغادرا مع أخيهما"قالت سما تجلس بإنهاك على المقعد القريب
تراقب صقر ينقذ ما طلبت منه
"انا لن أغادر "قال رعاد
"سنحضرهما حالما تصلا الى مشفى القرية "قالت سما بإرهاق
"ولكن ..."
"رعاد خذ اختيك واذهب "قال صقر بنفاذ صبر
"حسنًا لكني سأعود "قال رعاد باستياء يسرع لتنفيذ امر والده
ما كاد ان يغادر حتى بدات حركة هرج ومرج في الخارج
"ما الامر سالت سما تنهض عن مقعدها
"لقد انهار جسرًا قديمًا في منطقة الحادث مما ادى إعاقة عمليات الإنقاذ "شرح صقر بينما صخر يضع راْسه على الحائط بحركة استسلام
مرعد اسرع اليه يهدئه بينما الأهالي ثار غـــضــــبها اكثر مع وصول اسعاف تحمل جثث منتشلة
خ*٣
حالات انهيار وجنون حزين وغاضب شملت بعض الأهالي وهم يتعرفوا على جثث ابناءهم انه موقف عصيب ومؤلم وكئيب شعرت بالاختناق وهي ترى كم الحـ.ـز.ن والالم والبكاء والعويل حولها بينما تحاول جاهدة مساعدة طاقم الاسعاف والطوارىء
الا يمكن لهذا الكابوس ان ينتهي
"متى تعلنوا انتهاء عمليات البحث "
"ساعة اخرى بعد فبعد ذلك لا يمكن ان ينجو احد "قال رجل الأمن لمرعد الذي يحاول ان يخفف عن ابن اخيه فمع كل ساعة تمر الامل يتضاءل
نظرت سما اليه مع ابناء اخيه يقفون بثبات ويحاولوا تهدات المواطنين "كيف تستطيعون البقاء هكذا ...هادئين"
"انه عملنا يا سما لا يمكننا ان ننهار او نضعف "أجابها مرعد "مثلك انت طبيبة لا يمكنك ان تتهاوي حتى لو فقدت الامل بإنقاذ شخص ما "
لكني احترق في داخلي اشعر بالم فظيع في قلبي فكرت سما باسى تنظر اليه لابد انه يشعر هكذا لكن يخبأ ذلك
مـ.ـا.تزال أفواج سيارات الاسعاف تصل لنقل الجثث فكما يبدو انه لم يبقى ناجيين
"سنرسل الجثث الى المشفى الحكومي الرئيسي ليخف الضغط هنا لم نعد نستطيع استقبال الأهالي اكثر " صرح الطبيب المسؤول وبدا بالتنفيذ
رفع صخر نظره الى مرعد "ساذهب الى المشفى الحكومي "قال بصوت مختنق
"صخر ...!"قال مرعد بتردد فهو لا يستطيع ان يعطيه املا فارغا
"هل تظن انهما ...سالت سما بينما البكاء يقطع كلمـ.ـا.تها مما جعل صخر ومرعد ينظران بجمود لبعضهما لكن صوت صراخ وعويل قطع عليهما ذلك الجمود
"لاااااا .....لن اتركها انها اختي لاااااا"هتف صوت الفتاة بهستيريا تضـ.ـر.ب اي يد امتدت الى اختها او اليها تصرخ بالم وحرقة متشبثة بالفتاة الاخرى التي بجانبها هرع صخر ومرعد تليهما سما عنـ.ـد.ما سمعوا الصوت الذي بالكاد ميزوه او انهم املّوا أنفسهم ان يكون هو الصوت الذي ينتظروه وتوقفوا بفزع عند رؤية ذلك المشهد شعر صخر بساقيه تهويان تحته بينما تقدm مرعد ليسنده وتقدm صقر من بعيد عنـ.ـد.ما رأى تحركهم السريع كانت سما الوحيدة التي استطاعت التقدm والتصرف متجاوزة مشاعر الالم والرغبة بالبكاء ومحاولة التصرف بمهنية فلا احد يستطيع فعل شيء هنا غيرها كانت فوز وريحانة متشبثتان ببعضهما واحدة قد فارقت الحياة وانتفخت جثتها اثر شرب المياة والأخرى تعاني من خدوش وجروح في عدة أماكن وكما يبدو ان ذراعها مكـ.ـسورة بشـ.ـدة مع ذلك فهي تأبى التخلي عن اختها ودخلت في حالة هستيرية جعلتها تتشبث بها وتمنع اي احد من الاقتراب منها
تدخلت سما تضع يدها على الأخت الحية تحدثها بتهدئة "انا سما يا عزيزتي فهي لم تستطع ان تعرف اي واحدة من التوأم هي اهدئي انت بخير ها هو والدك وعمك والعم مرعد اهدئي ودعيني أعالجك"
"لا ااا اختي لن اتركها "صرخت باسى
"بالطبع لن تتركيها ستبقى معنا "قالت سما تحاول الإشارة لإحدى الممرضات لكنها لم ترى احد
نظرت الى مرعد الذي يضع يده على كتفي صخر بينما صقر يقف يسنده من الجهة الاخرى وعيناه حمراوان وصخر يبكي بدmـ.ـو.ع صامتة لذلك المشهد
تقدm مرعد ملبي نداء الاستغاثة من سما "هيا يا حبيبتي اهدئي سنساعدك ونعود بك الى امك فقط اهدئي "قال مرعد بحنان أبوي لتبكي الفتاة بحرقة اكثر "ماذا اقول لوالدتي لقد غرقت لم استطع مساعدتها ...."غابت باقي الكلمـ.ـا.ت الحارقة عن سمع سما لتحركها لتحضر ابرة مهدئة
"لم يبقى ناجين لم يبقى الا عدة جثث سيتم انتشالها خلال الساعة الاخيرة الأوضاع هنا استقرت والجثث تم نقلهم الى المشفى الحكومي الرئيسي وباقي الحالات ستم نقلها مع اهلها للمشافي في العاصمة ماذا ستفعلي مع قريبتك "قال الطبيب المسؤول
"ستخضع الى جراحة حالا ثم سننقلها مع جثة اختها الى مشفى قريتنا "قالت سما تتحرك لأخذ الابرة المهدئة لتبدا عملها
بينما الطبيب يومأ لها ويتحرك الاخر لينهي عمله
بصعوبة اقنعها مرعد وصقر بان تثبت بينما صخر يراقب الموقف كانه خارج الزمن او كانه يشاهد فلما لاعلاقة له به جـ.ـا.مد صامت على وشك الانهيار تحركت سما تطلب الدعم مع بعض الممرضين بينما تنقل الأخت المتوفاة الى سرير اخر حيث أتمت الفحص واعلنت الوفاة واخذت الحية بعد ان حددتها تقريبا متجهة الى غرفة العمليات
كان كـ.ـسر ذراعها كاملًا وخمنت سما السبب او إمساكها المستمـ.ـيـ.ـت باختها رغم وفاتها فاختها تعرضت لضـ.ـر.بة قاسية في مؤخرة راسها سببت نـ.ـز.يفا داخليا ادى الى دخولها في غيبوبة وبعدها كما يبدو انها شربت كمية كبيرة من الماء أدت الى اختناقها ووفاتها مباشرة اما الحية فهي مصابة بعدة جروح قطعية بعضها عميق لكن ليس خطير اما كـ.ـسر ذراعها فكان قصة اخرى فهو كامل ولولا لطف آلُلُه لكانت قد خسرت ذراعها بدات سما بمباشرة عملها فلا وقت لديها تضيعه بالحـ.ـز.ن او البكاء يجب ان تنقذ هذه الفتاة
↚
خ*٤
مازال الجمود يلف الوجوه خرجت سما من غرفة العمليات تجر قدmيها غـ.ـصـ.ـبا لقد أنهكها الالم والحـ.ـز.ن وجدت صخر يتأمل جثة ابـ.ـنته بصمت
تقدmت سما من مرعد وصقر اللذان تحجرت نظراتهما على ذلك المشهد
"كلمه يا مرعد لا يجوز ان يبقى صامت هكذا "
"لقد فعلت لكن دون فائدة "
"يجب ان يخرج من هذه الحالة "تقدmت سما منه
"حدث عناد ليلاقينا عند مدخل طوارىء المشفى سننقلهما الان "لم يستجب صخر بقي ينظر الى الفراغ كانه لا يسمع شيء تقدm منه مرعد يضع يده على كتفيه يهزه "اجمد يا صخر ما بالك استرجع واحمد الله هزه مرعد بخشونة جعلت أنينًا باكيا يخرج منه لتنهمر دmـ.ـو.عه بعد ذلك بينما يضم مرعد اليه وهو يسترجع ويحمد الله بصوت بالكاد يخرج من بين دmـ.ـو.عه السخية
لم تعد تحتمل اكثر من ذلك دmـ.ـو.عها هي ايضا بينما تنظر لصقر وتطلب منه ان يجهز سيارة اسعاف لنقلهم
بقيت سما مع الفتاتين في سيارة الاسعاف بينما اقنعوا صخر بمعجزة ان يركب السيارة مع مرعد وصقر خلال فترة وصولهم كانت احدى الشقيقتين تستيقظ تئن بالم امسكت سما يدها السليمة تهدئها .
الوصول للمشفى كان كئيبًا وجنائزيا ما ان انفتح باب الاسعاف حتى طالعتها نساء العائلة الباكيات واولهن فرحة التي بالكاد تستطيع الوقوف صوت العويل والبكاء ملا المكان لكن رعاد وعناد تقدmا الجميع
"من هي المتوفاة"سال رعاد بلهفة "من هي هل هي فوز هل مـ.ـا.تت فوز "عاد ليسال لكن سما لا تملك الاجابة الشافية بينما الفتاة الاخرى تنظر اليه بخواء تقدm عناد باكيا اخته
"انها فوز التي مـ.ـا.تت "قال ليشتد البكاء اكثر
بينما رعاد ينهار على ركبتيه امام جثمان الفتاة
"لا ، لا يمكنك ان تتركيني لا ااااا لماذا انت "صرخ رعاد لتشيح الفتاة وجهها عنه باكية "انا لم امت انها ريحانة التي تـ.ـو.فيت انا فوز"قالت بصوت متقطع لينهض رعاد باكيا اكثر "يا آلُلُه انا لله وانا اليه راجعون "
"لا يصح ما تفعلون يجب إنزال الفتيات حالًا "قالت سما ترى مرعد وصقر يبعدوا النساء عن المكان بينما طاقم المشفى يستلم الجثمان ويبتعد به بسرعة عن النساء وآخر يستلم المصابة وينقلها الى الغرفة
"اذهب لتحضر غسل الفتاة سندفنها عند الظهر قال ملاحظًا تجاوز وقت الفجر "
"ماذا عن باقي الفتيات "سال صقر
"لا يمكن إخراجهن أنهن بحاجة لمتابعة "تدخلت سما
"يجب ان ترين ريحانة بعد غسلها "
"يمكن ان نمررها لهن بعد ان ننتهي "قالت سما بصوت متعب
"يجب ان ترتاحي "قال مرعد متقدmا منها ً
"اي راحة انظر إليهن ستنهار إحداهن قريبا "
امر مرعد ان يتم اخذ غرفة للنساء بجانب غرفة الفتيات لترتاحن لكن فرحة وصخر رفضا وأخذ كل واحد منهما مصحفًا متجهين الى الثلاجة حيث وضعت ابـ.ـنتهما
الجدة منهارة باكية وراية كذلك الفتيات اخذن حقن مهدئة الشباب بين مصدوم وباكي صقر يجهز للعزاء مرعد يكلم الاقارب ومن ضمنهم رعود أعطت الجدة حقنة لتنام بعد بكاء مستمر بينما راية تسال عن بناتها وفوز وحالهما سما تمددت اخيرا على السرير يشعر بالم يشق اسفل ظهرها كان النهار ملحميا لم تمض ساعات حتى عادت الحركة للمشفى بدا غسل الفتاة وسط التلاوة والدعاء كانت فرحة مستنفدة فقد قضت الساعات الاخيرة تدعو وتبكي هي وصخر بجانب ابـ.ـنتهما
انتهى الغسل الذي كان صعبا على الجميع ومرروا الفتاة امام بنات عمها وأختها التي بكت بحرقة وداعا يا ف..ريحانة وداعا يا اختي معك ادفن ذاتي القديمة ليرحمك آلُلُه ويصبرنا على فراقك
عنـ.ـد.ما تم وضع الفتاة في عربة نقل المـ.ـو.تى ظهرت صبابة الكبيرة تولول وتبكي وما ان رات سما حتى هاجمتها "يا وجه الشؤم منذ دخلت عائلتنا والمصائب تتوالى علينا ...."هتف مرعد يقاطع كلمـ.ـا.تها
"ام صقر قال مرعد ليصمتها صقر قل لوالدتك ان تعود لبيت زوجها "
قال مرعد لينسحب مع النساء الى المنزل
يتبعه صخر وصقر ورعود الذي نظر الى والدته شذرا
كان كل شيء معد وضعوا الجثمان في وسط المنزل يبكون ويقرؤون القران والدعاء عنـ.ـد.ما رِن هاتف صخر رد بتثاقل "حسنًا سارى "قال بإنهاك قبل ان ينظر الى عمه
"انه الشيخ مجحم يطلب الإذن ليحدثك ويعزيك ويحضر هو ووالدتي العزاء "
قضب مرعد غاضبا
قبل ان ينسحب الى المجلس المجاور
نظرت سما الى صخر وأخويه الذين نظروا بالم وصمت لبعضهم
"جهزوا كل شيء حتى تنطلق فور مجيء والدتك وتوديعها"قالت سما مما جعل الآخرين ينظرون لها بدهشة
ربتت على يده تجلس امامه ملاحظة انعقاد حاجبيه وملامح الغـــضــــب التي تلون وجهه
"هل ستجعل غـــضــــبك يتحكم بك "
لمستها الناعمة كانت كماء بـ.ـارد أطفأت شيئا من النار المستعرة داخله جسدها الدافء واللين الذي اقترب منه كالمهدأ لأعصابه التي كانت مشـ.ـدودة خلال الفترة الماضية ولكن كلمـ.ـا.تها جعلته ينظر لها بتركيز
"ما الذي تقصديه"تنهدت تقرب نفسها منه اكثر فهو واحة أمانها وراحتها ولا يمكنها ان تراه هكذا
"اعلم انها عادات وأعراف وعلينا ان نسير عليها دون نقاش لكنك شيخ يا مرعد وكلمتك قانون ولم تكن يوما ظالما او غير منصف لا تنظر للامر من زاوية الحق والعدل فنحن بشر مجبولين على الخطا ...نخطأ ونؤذي ونجـ.ـر.ح لكننا ايضا نسامح وننسى او نتناسى آلُلُه زرع في قلبنا الرحمة ...انها جدة وام قبل اي شيء اخر وبغض النظر عما فعلت الا يكفي قسوة الامر والفقد علينا لنزيده ؟!"
"تدافعين عنها ؟!"قال مرعد مستغربا
"هذا ما علمتني اياه يا مرعد عملتني ان اكون شيخة ان تكون عشيرتي وعائلتي اهم من اي شيء اخر حتى ولو على مشاعري سلامة ومشاعر من احب وبقاءنا معا فوق كل شيء لا تجعل خطئًا يجر خطا اخر هي اخطات واذت لكن نحن لن نفعل مثلها وخصوصا انت لانك الكبير انت الوعاء الذي يحتوي الجميع بخيرهم وبشرهم انت من عليك ان تعيد المخطأ لجادة الصواب وتشـ.ـد على يد المصيب لم اعد انظر لها على انها مؤذية هي عاصية علينا مساعدتها لتعود لصوابها ندلها ونحتويها لقد امضيت عمرك تفعل ذلك لاجل ابناءها الذي هم عائلتك لن تبخل بذلك الان ايضا من اجلهم نحن نمر بظروف صعبة نحتاج لان نكون معا لا ان نتشتت "نظر لها كانه يراها اول مرة هل هذه سما العنيدة ..ملاحظا كلمة نحن التي تشير بها لهم والعقل الراجح الذي تناقشه به فعلا قد أصبحت شيخة شيخته زوجته ووالدة ابنه التي ستكون معينة له ومعه دائما وضع يده على وجهها
"عرفت انك ستكون العون والرحمة في حياتي انك ستكوني زوجتي وشيختي وام اولادي وفخري "قال يضمها اليه شاعرا انه اخيرا وجد سكنه الذي تمنى بينما تربت هي على كتفه تتعلق به فهو ركيزتها وأمانها
*********
في لحظات الحـ.ـز.ن والالم تتآلف القلوب ربما يوحدها الجـ.ـر.ح والرغبة بان لا تكون وحيدًة الحاجة ليد حانية تربت عليها
توافد الكثيرين من جميع أنحاء القرية يقدmون العزاء كان اليوم صعبا ومنهكا انهارت الجدة فوز وصبابة الكبيرة لولا وجود سما واهتمامها بهما لكانت المصـ يـ بـةاكبر بعد ان انتهى يوم العزاء الاول ذهب الرجـ.ـال لزيارة الفتيات في المشفى بينما امر مرعد سما ان تبقى لترتاح
خ ٥
دخل يجر قدmيه شاعرًا بجبل يرزح فوق أكتافه ،الوقت بعد منتصف الليل بساعتين او اكثر جناحه صامت كباقي البيت الا من صوت الشهقات المتتالية التي تدل ان صاحبها قضى ساعات طوال في البكاء بمعجزة وافقت سما ان تصعد الى غرفتها كما أخبرته والدته وهاي هي امامه مستلقية خائرة القوى شهقاتها الغير واعية تمزق داخله لتضيف الى ألــمه الما اخر ، تحركت شاعرة بالم في راسها يكاد يفتك به لابد ان سببه البكاء الطويل والإرهاق الذي تعرضت له لساعات ما كانت ان تفتح عينها المثقلة تشعر ان هناك مئات من حصوات الرمل داخلها حتى رأته يجلس في مقعده يضع يده على راْسه وهم العالم مرسوم على محياه
"مرعد همست ليرفع راْسه وتطالعها عيناه المليئة بالحـ.ـز.ن بالألــم
"يا الهي قالت تنهض مسرعة من مكانها تضم راْسه الى صدرها وتمسد شعره بيدها ليصدر منه انين متألــم وتخـ.ـنـ.ـقه تنهيدة حارة
"ابكي مرعد لا تحبس الحـ.ـز.ن داخلك "قالت تضم راْسه اليها اكثر شاعرة به يعتصر عيناه دون فائدة
"يا ليتني استطيع لكن حتى الدmـ.ـو.ع رفاهية لا املكها "قال بصوت مختنق مما جعلها تنشج هي ببكاء مرير
"ليس عليك ان تبقى متماسكًا امامي أرح نفسك مرعد ابكى اصرخ حطم افعل ما تريد انا هنا لأجلك عبر عن غـــضــــبك "
"استغفر آلُلُہ العظيم قال يمسح على صدره ويسترجع بانا لله وانا اليه راجعون رافعا راْسه اليها ليجلسها في حـ.ـضـ.ـنه
"ومن لك انت عنـ.ـد.ما تبكين "قال يمسح دmـ.ـو.عها بكفه ، بينما تنظر اليه الا حدود لصبره !
"ماذا افعل لأخفف عنك قال ناهضا يحملها الى السرير مرة اخرى لتستلقي "استريحي لأجلي لقد تعبت اليوم يكفي ما واجهتي انه ألــمك ايضا"
أمسكت يده عنـ.ـد.ما تركها ليبتعد"أبقى معي "
جلس يتكا الى ظهر السرير بينما تضم نفسها اليه
"كيف تتحمل كل هذا "سالت تنظر لوجهه المرهق وخطوط الإرهاق التي حُفرت عليه
"الإيمان بقضاء آلُلُه هو ارحم منا بنا"
دmعت عينها "اريد ان أخفف عنك ليتني استطيع اخذ هذا الحـ.ـز.ن من داخلك "
"انت تفعلي بوجودك جانبي "قال يقبل قمة راسها بينما هي ترفع وجهها اليه يديها تُمسح وجهه قبل ان تعانقه عناقا بطعم دmـ.ـو.عها لم يكن رقيقا ولا ناعما ولا خشنا حتى هو عناق حاجة ،حاجة من نوع اخر بعيدا عن الرغبة هو عناق مآزرة منح وعطاء كانها تريد ان تعطيه كل ما بداخلها تبثه امنا كان دائما يمنحها اياه وقد جاء دورها لتعلمه انها هنا لاجله ستعطيه اي شيء ليشعر بدعمها ويشعر بالراحة حتى لو بالقليل منها
مر اسبوع حزين وقاسي على الجميع ومازال المعزيين يتوافدون على المنزل في صباح اليوم الثامن للعزاء كانت صبابة مـ.ـا.تزال مقيمة عندهم اجتمعت العائلة للإفطار الفتيات الان عدن الى المنزل كرسي ريحانة فارغ نظر له الآخرون بالم جعل العيون تطفح بالدmع
"انها مشيئة الله لقد اختار الأفضل ليس لنا سوى الدعاء لها بالرحمة اي عزاء او حـ.ـز.ن او دmـ.ـو.ع لن تكفينا لنخرج الم فراقها لكنها الحياة هذه هي أناس تودع أناس وتستمر بدورتها لا نعلم من العزيز الذي سنفارقه ليس لنا سوى الصبر والاحتساب عند الله "قال مرعد يحاول ان يخفف الالم عن عائلته الحزينة توالت التنهيدات وبعض الأنين
"لدي شيء اقوله "قالت صبابة كبيرة
"اريد ان اشكر سما لقد وقفت معنا خلال الايام الماضية لن انسى لك سهرك على راحتي وراحة الجدة وبقاءك قرب فوز الصغيرة وما عانته من كوابيس "
"انه واجبي لا شيء يستحق الشكر انتم عائلتي "إجابتها سما متذكرة الايام الاخيرة عنـ.ـد.ما كانت تسيقظ فوز كل ليلة صارخة كيف كانت تقضي الليل تحاول تهداتها وهي تتذكر مشهد غرق اختها وكيف بقيت متشبثة بها تمسكها حتى كـ.ـسرت يدها ومع ذلك بقيت تمسكها باصرار
"ليس هذا فقط انا ادين لك باعتذار لما فعلته معك سابقا الحياة قصيرة لنقضيها بالمشاحنة والحقد اتمنى ان تسامحوني لقد اعمى الغـــضــــب بصيرتي و.جـ.ـعلني اتصرف بطريقة سيئة معكم سامحني يا مرعد على السنين التي أضعتها معي وانت يا سما لاني اسأت لك واولادي لاني لم اكن اما جيدة لكم "قالت صبابة ببكاء شاركها به الآخرون
"لا شيء يستوجب طلب السماح يا ام صقر الماضي ذهب ولن نفكر به بعد الان "قال مرعد وأضاف "لنسمح الدmـ.ـو.ع الان ونقرا الفاتحة لروح ريحانة ووالدي واخي عدي ولامواتنا واموات المسلمين "قال ونفذ الآخرون رافعين اكفهم بالدعاء بالرحمة
*****^^^*****
وصلت الى القرية متجهة الى بيت الشيخ مرعد كما اوصتها سما استقبلتها نزهة كالعادة كان هناك جوًا من الحـ.ـز.ن يلف المنزل الجميع يرتدي اللون الاسود فكرت هنادة بالم وهي تتقدm من مجلس النساء لاقتها سما بترحاب
"ما الامر ؟"سالت عنـ.ـد.ما رات دلائل الحـ.ـز.ن حولها
"لقد تـ.ـو.فيت ابنة صخر منذ عشرة ايام "
"عظم آلُلُه اجركم لم اكن اعلم "
"بالطبع لا تعلمي يا هنادة اسفة لاني لم اخبرك لكن تعلمي كيف تكون الامور في تلك الاوقات سأدلك على جناحك وبالطبع انت ت عـ.ـر.في طريق المدرسة ستبدئي عملك في الغد "قالت سما ترافقها الى جناحها وتشرح لها كيف تستطيع الدخول الى مجلس النساء وكيف انهم جددوا الجناح لها لتتمكن الدخول والخروج وقت ما تشاء
*********
"هل استقرت ضيفتك في جناحها "سال مرعد يدخل معها جناحهما بعد انتهاء جلسة العائلة المعتادة
"اجل هي بخير لكن اريد ان اخبرك بشيء يجب ان تعود الفتيات الى دراستهن الاختبـ.ـارات النهائية باتت قريبة والغياب ليس من مصلحتهن خصوصا صبابة الصغيرة ثم ان حالتهن تحسنت كثيرا وبالنسبة لفوز اعتقد ان الدراسة ستشغل تفكيرها "
"ماذا عن جـ.ـر.ح مزنة"سال مرعد يستلقي في سريره
ارتبكت سما "بصراحة ...كنت لا اعلم كيف اقول هذا ظاهريا جـ.ـر.حها يتعافى لكن ليست أكيدة من تداعياته"
نهض مرعد من استلقاءه"ما معنى هذا "
"انا لم اخبر والديها بعد لكن ...كنت انتظر ان تخف صدmة ريحانة قليلا "
"ما الامر سما "
"حسنًا لقد تضرر الرحم جراء اصابتها وربما لن تكون قادرة على الإنجاب ...هذا ليس أكيدًا لكن علينا اخذ الحذر "
"يا جاهد البلاء "قال مرعد واتبع باستغفار
"الصراحة لم اريد قول ذلك لكن يجب ان يعرف والديها ولم اعرف كيف اخبرهم "
تنهد مرعد باسى "اللهم لا اسالك رد القضاء ولكن اسالك اللطف به دعي الامر سما لا احد سيتحمل صدmة اخرى "
"حسنًا "قالت سما تضع راسها على صدره وتغرق بالنوم تاركًا له عينه لم تعرف النوم يفكر كيف سيخبر صقر بذلك
**************
كما يخلق الحـ.ـز.ن يخلق الفرح الالم والسعادة الفراق واللقاء مر شهران منذ الحادث عادت العائلة لعادتها بدات البسمة ترتسم على الوجوه من الجديد ليس انهم نسوا لكن هذه هي الحياة تستمر
صبابة الكبيرة تزور العائلة بانتظام تطمئن على اولادها وأحفادها وتبيت في بعض الأحيان معهم الهدوء يخيم على جو الاسرة هنادة تعمل في المدرسة وبدت اكثر ثقة تشارك النساء احيانا في المجلس الفتيات والشبان يقدmوا الاختبـ.ـارات النهائية للعام الدراسي كان عاما صعبا ومليء بالاحداث لكن المحبة والمودة وتجمع العائلة حول بعضها جعل الامور تسير
أخبرتها الطبيبة انها قد تلد في اي وقت فهي في الشهر التاسع لم تظن انها ستكمل بعد الاحداث التي مرت بها لكن الله سلم حملها وها هي تنتظر اي اشارة تدل على موعد ولادتها ومرعد يطلب منها الراحة باستمرار وقد أعطاها اجازة من عيادتها حتى دون ان يخبرها تمددت على السرير تشعر ببعض الثقل في جسدها وسرعان ما انتقل الى جفنيها لتغيب في نوم عميق
استيقظت بعد منتصف الليل تشعر بالتعرق والحرارة مع ان الجو ليس حارًا المفترض انهم في الربيع نظرت لمرعد النائم الى جوارها وتحرك بهدوء تشعر بالم اسفل ظهرها وما كادت تضع قدmها على الارض حتى احست بمغص شـ.ـديد اسفل بطنها
"ما الامر "سال مرعد ناهضًا بمجرد ان احس بحركتها
"اااه تاوهت سما تشعر بالألــم يزداد لا اعلم اظن انني ألد "قالت سما ليشرع مرعد بـ.ـارتداء ملابسه ويناولها عباءة كانت قد حضرتها للولادة وحمل حقيبتها التي تم تجهيزها
"ما الذي تفعله"سالت سما
"الى المشفى هيا "قال مرعد يحثها "هل تستطيعي السير ام أحملك"
"انتظر قالت سما تهدئه ربما هذا ليس طلق "
"هيا سما انت في الشهر التاسع وتشعري بالألــم دعينا نذهب للمشفى "
ارادت ان تعترض لكن الالم اصمتها الم فظيع يبدا اسفل ظهرها وينتهي اسفل بطنها كما أخبرتها الطبيبة
"هيا قالت تسير معه لكنه حملها ليسرع بها عنـ.ـد.ما رأى اثار الالم على وجهها
"دعني اسير مرعد السير افضل لي "قالت سما لينزلها وتسير الى جانبه بتثاقل ساطلب الطبيبة رفيدة رفعت هاتفها لتكلمها طبيبة رفيدة اظن انني ألد قالت سما تتبع تعلمياتها وتجيب اسالتها
"سالحق بك في المشفى "أخبرتها الطبيبة
"لا داعي لتقلق الآخرين "قالت سما تتابع سيرها بصعوبة حتى وصلوا الى السيارة التي وضعها بها وانطلق مسرعا بها الى المشفى
ما كاد يصل حتى رِن هاتفه باتصال من صقر
"ما الامر عمي لما غادرت بسيارتك "
"سما اظن انها تلد "قال مرعد بلهفة لا يعلم ماذا يفعل
"سنحضر اليك اخبره صقر منهيا الاتصال
دخلت غرفة الفحص حيث لاقتها الطبيبة هناك
"انها ولادة جهزوها بسرعة "قالت الطبيبة رفيدة تحث الممرضات
"طبيبة رفيدة اريد ان يكون زوجي معي ارجوك "
"هذا لا يجوز "أخبرتها رفيدة
"ارجوك "قالت سما بتوسل
"حسنًا لكن ان شعرت باي تـ.ـو.تر من حضوره ساخرجه"
اثناء تجهيزها للولادة كانت العائلة قد وصلت
"لمَ لمْ تخبرنا "قالت الجدة فوز
"لم ارد ان تقلقوا"اجاب مرعد ملاحظا حضور الجميع ما عدا الصغار حتى هنادة قد حضرت
"ان لم نكن معك في ولادة ابنك البكر متى سنكون "اجابه صقر
بينما الطبيبة تخرج "لقد حضرناها للولادة أريدك انك تكون معها "أخبرته ليسرع ويدخل الى غرفة الولادة يتبعها
مدت سما يدها له باكية "اهدئي كل شيء سيكون بخير "
"انه مؤلم "قالت بالم
"ليتني استطيع ان أخفف عنك ...الا يوجد شيء يمكن ان تعطيه لها يخفف عنها الالم "سال الطبيبة متمسكا بيد سما
"ان امورها جيدة وان كانت متعاونة ستلد خلال دقائق "قالت الطبيبة تمم إنهاء الفحوصات قبل الولادة ضغطها جيد الدm جيد التوسع سبعة قالت الممرضة تضع ساقيها في مكانها المناسب على سرير الولادة
"اريدك عنـ.ـد.ما تشعري بالالم ان تدفعي الى اسفل يا سما لا تصرخي حتى لا تذهب الدفعة سدى "امسك مرعد يدها "شـ.ـدي على يدي وادفعي قال يحثها بينما هي تاخذ نفسًا عميقًا وتئن بصمت
"جيد سما استمري دفعة اخرى "حثتها الطبيبة بينما سما تشـ.ـد على يد مرعد دmـ.ـو.عها تنساب على وجهها "هيا انت قوية سما دفعة اخرى شعرت معها بالم فظيع كان جسدها يقسم نصفين
"الرأس خرج سما هيا دفعة اخرى فقط وننتهي شجعتها الطبيبة لتنفذ سما منهية انينها بصراخ متألــم سحبت الطبيبة الطفل لتضـ.ـر.به على مؤخرته ويصـ.ـر.خ باكيًا معلنًا قدومه للحياة نظر مرعد لتلك الكتلة الصغيرة التي سارعت الممرضات بلفها وأخذها صوت بكاءه يملا الغرفة ذرفت دmعة من عينه انه طفله ابنه جزء منه امامه شعر بيد سما ترتخي بين يديه ليلتفت لها ويراها باكية
"لا تبكي حبيبتي حمدا لله على سلامتك "قال بصوت مثقل بالمشاعر
"اذهب لتراه مرعد "قالت سما بإنهاك
"ولكن ..."
"اذهب حتى تنهي الطبيبة عملها ارجوك "
قبل جبينها ليتبع الممرضة التي بدات بتطبيقه ووزنه واتى طبيب اطفال ليطمئن على حاله
"انه سليم وبحاله جيدة اعطي للام وقتًا للراحة ثم اعطيها اياه لترضعه قال وخرج لتكمل الممرضة إلباسه الملابس التي احضرها معه
"هل يمكنني حمله "قال مرعد للممرضة التي ناولته له مبتسمة
اخذه وخرج الى العائلة تقدmت والدته فوز لا تستطيع كبح جماح دmـ.ـو.عها التي انهمرت بسخاء
"مبـ.ـارك يا عم ردد صقر وصخر ورعود بفرح بينما أطلقت فرحة زعرودة مختلطة بالدmـ.ـو.ع اخذته الجدة فوز تضمه اليها بعد ان استلمته من صقر الذي تلا الاذان في أذنه
رَبت مرعد بابوية على راس فرحة"لا عليك "
"لا انه بكر كبير الصخور كيف لا نفرح بقدومه قالت فرحة تمسح دmـ.ـو.عها تشاركها راية الزغردة هذه المرة
خرجت الممرضة "مبـ.ـارك ما جاءكم يجب ان اخذه لوالدته لترضعه يمكنكم ان تسبقوها الى الغرفة رقم سبعة
تم تنظيفها وارتدت ملابسها قبل ان تضعها في كرسي بعجلات ووضعت الطفل الصغير بين ذراعها ودفعتها الممرضة تتجه الى غرفتها حيث استقبلتها العائلة بالتهاني والفرح
"سنتركك لترتاحي الان قالت الجدة مدركة انها بحاجة لخلوة لترضع الطفل "لكننا سنعود في الصباح "وتحركت مغادرة تتبعها باقي العائلة وهنادة التي تقدmت من سما بخجل تودعها
تنهدت بتعب تنظر للطفل المحمر بين ذراعيها
"اذا كنت متعبة اخذه عنك "
"لا ...قالت سما لقد أمسكته اكثر مني "قالت تضمه بطفولية جعلته يضحك ثم انني اريد ان ارضعه"
"حسنًا أرضعيه"قال يسحب المعقدة ويجلس بجانب السرير
"الن تخرج "سالت سما بخجل
"لا انا لن افارقكما ابدا "قال ينظر مبتسما لمحاولاتها ان تخفي عنه الطفل
"حسنًا يا ام عدي لا اظن ان هناك داعي لكل هذا التـ.ـو.تر والخجل قال مقربا راْسه منها هل تعلمي كم انتظرت هذا المشهد " ابتسمت سما تمسك عدي وترضعه بينما مرعد يراقبهما بسعادة
"انه جميل يشبهك"قالت سما تُمسح وجهه بيدها
"هل تتغزلي بي. "قال مقبلًا راسها لا يوجد كلمـ.ـا.ت توصف سعادتي سما شكرا لك لقد أعطيتني بفضل آلُلُہ تحمل شعور يمكن ان احس به "
"هل أخبرتك قبلت كم احبك "قالت سما تشعر بالنعاس والتعب
"أخبرتني لكني احب ان اسمع "قال ياخذ الطفل بعد ان نام منها وضعت راسها على الوسادة
"احبك من هنا حتى القمر والعودة "قالت بصوت يغالب النوم قبل ان تستسلم للنوم بينما مرعد يعدل المصل الذي وصلته الطبيبة في يدها ويضع الطفل في السرير الصغير بجانبها ينظر الاثنان نائمان قطعتان من قلبه الذي تضخم حبا لهما امامه ابتسم ناهضا ليتوضا ويصلي ركعتان شكر لله
****^^^^^******
ما ان طمئنتها الطبيبة على حالها حتى طلبت ان تغادر المشفى فورا رغم ان العائلة كلها قد وافتها في الصباح لتطمئن عليها وعلى الطفل الا انها أكدت انها بخير وتريد العودة الى المنزل حيث استقبلها الجميع بفرح وأقيمت الولائم على شرف سلامتها وسلامة الطفل وحضر والدها ووالدتها يهنيؤوها بطفلها
خمسة عشر يوما قضوها بالاحتفال يوميا الولائم معدة والمهنئين يتوافدون البيت الذي كان منذ فترة حزينا ملاه الفرح حتى فرحة وصخر والفتيات بدات السعادة على وجوههم بالوافد الجديد تقدmت صبابة من الطفل بعد ان خرج اخر الزوار فاليوم كان طهور عدي لذا كان عدد الزوار اكثر من المعتاد
"أعطني اياه "قالت تمد يدها تاخذه
"ولكن ..."
"هذا عدي سمي زوجي ولي حق فيه اذهبي انت لترتاحي واذا بكى ساحضره لك قالت صبابة تحمله وتتجه الى مجلس النساء
"ولكن .."قالت سما تنظر الى مرعد
الذي رفع كتفيه باستسلام "ضريبة الحياة مع عائلة كبيرة "قال لها باسمًا وغادر مع الرجـ.ـال الى مجلسهم
"هل تستطيع النوم مع وجود طفل باكي معك في الغرفة يا عم قال صقر باسمًا
"احيانا انسى النوم وانا أراقبه "اجابه مرعد بفرح
"ليبـ.ـاركه الله ويحفظه لك "قال صخر
نظر مرعد لرعود الذي بدا شاردا "ارى انك كثير الشرود هذه الفترة يا صغير هل هناك ما يشغل بالك "قال مرعد ليتبادل الابتسام مع صقر وصخر بتواطء
جعل رعود يعقد حاجبيه مدركا سخرتهم منه "للواقع اجل كنت افكر اذا كان يجب ان افصل سخان الماء لك فكما يبدو انك بحاجة للماء البـ.ـارد اكثر هذه الفترة وهذه أربعون يوما طويلة وانت بالكاد دخلت دنيا يا عم "قال رعود بمشاكسه لينفجر أخواه بالضحك بينما مرعد ينظر له بعين محمرة"انت وقح ولم احسن تربيتك الحمامـ.ـا.ت البـ.ـاردة هذه لك يا صغير وانت شارد تمني نفسك بالمستحيل "
اجابه مرعد ليزداد حماس صقر وصخر للحرب الكلامية بينهما"لا مستحيل مع الإصرار "اجابه رعود
"ارني ماذا سيفعل إصرارك امام كلمتي "
"لا يا عم انت لن انا رعود حبيبك "
"ربما افكر في الامر"
"ربما اعطيك سببًا لا تستطيع الرفض معه "اجاب رعود بثقة
"ميؤوس منك "اجابه مرعد ضاحكًا
دخل جناحه لتستقبله رائحة الياسمين والبخار كانت تقف امام المراة تجفف شعرها مرتدية مئزرها
"لقد تعبت اليوم "
"لم اشتكي شعوري بفرحة الجميع الموائد وشراب الوالدة الذي تعطيه لي والدتك كل دقيقة حتى ينظف جسدي تماما ويزيد الحليب لعدي الذي بات محور العائلة وإبقائي جالسة ومستريحة ساعتاد هذا الدلال "
"ومن غيرك يستحق الدلال "قال يقرب ظهرها من صدره
"حبيبي يستحقه"قالت تدير نفسها لتصبح في مواجهته
لكنه ابتعد خطوة عنها لتسقط ذراعيها التي رفعتهما على الهواء
"في كل مرة يكون هذا المئزر بيننا ينتهي الامر بطريقة سيئة"
"سيئة !!"
"في وضعك الحالي لا يجوز ان اقترب منك حتى الأربعين "
"من قال هذا ؟! "
"هذا لأجلك سما حتى يرتاح جسدك ويعود لحيويته"
"لكني سليمة ولا أشكو من شيء كما ان جسدي استعاد عافيته وانتهى نفاسي"
"قبل الأربعين ؟!"سال باندهاش
"اكثر النفاس أربعين وأقله ساعة انه يقاس بانقطاع الدm يا شيخ وانا والحمد لله مع كل الدلال الذي أحطت به استعدت عافيتي سريعا "قالت سما تقترب منه
"لا سما دعينا نتريث ..."قاطعته سما بدلال
"الم تشتاق لي ياشيخ انها تسعة اشهر طويلة "
"لقد اشتقت ..وذبت حنينا لكني ساصبر لأجلك "
"اممم طلبتك يا شيخ الصخور طلبتك يا مرعد "قالت تمرغ راسها في صدره
لتسمع تنهيدته "ماذا افعل بك "قال يضمها اليه
"احبني "قالت تغرس نفسها فيه
"انت قطعة مني يا سما يا ليتني استطيع منحك اكثر "
لفت ذراعيها على عنقه "لقد منحتني كل ما اتمنى انا اشكر آلُلُه كل يوم لانك نصيبي "
"لقد دخلت قلبي منذ اللحظة التي غطيت بها بعباءتي عرفت انك لي "قال مقتربا منها ليغيب معها في عناق حمل شوق اشهر حب ورقة خبأها فترة طويلة داخله
"لكني لا املك حماية "قال يضعها على السرير
"لكننا لا نحتاجها "
"انا لا اريد ان تحملي الان اريد اكون قربك لفترة اطول وبصراحة لا أظنني سأستطيع الابتعاد عنك تسعة شهور اخرى "
"من قال انك ستبتعد قالت تضمه اليها هذه المرة لن اسمح لك انا بخير وجودك قربي يجعلني بخير مرعد لا تبتعد عني "
زفر نفسًا حارًا قبل ان يغرق معها في عالم اخر كم اشتاق هذه الحرارة والذوبان داخلها الشعور بها حوله تشتاق وصاله
احساس بالغرق عشقا وشغفا يضمهما اسند راْسه على جبينها ليحاول ان تهدا انفاسه "لا اظنني سأكتفي منك يوما "قال يقبل جبينها قبل ان يبتعد على مضض "لكن يجب ان ترتاحي لا اريدك ان تتعبي لترفع نفسها تراقبه بنهم وهو يتجه الى الحمام "معك لن اتعب ابدا "قالت تبتسم قبل ان يقاطعها طرقات الباب اسرع مرعد يرتدي اي شي تصل له يده كيفما اتفق "ساشغل الطارق حتى ترتدي ملابسك "
"من ؟"سال يتقدm من الباب
"انا رعود "اجاب بصوت ضاحك ليشير مرعد الى سما ان لا تستعجل اغلق باب غرفة النوم ليفتح باب الجناح
"عدي الصغير يريد النوم قال رعود باسمًا ينظر الى عمه "حسنًا قال هامسا لو كنت اعلم انك تعمل على زيادة نسل العائلة لكنت تأخرت قليلا"
"يال قلة حياءك "قال مرعد مدعيًا الغـــضــــب يحاول مد يده لأخذ الطفل لكن رعود أبعده
"احمد الله انه انا من أوصله لك وليس احد اخواني او الجدة وراتك هكذا بسروالك المقلوب "
نظر مرعد الى سرواله ليراه وقد ارتداه مقلوبا لتطالعه ابتسامة رعود السمجة
"هات عدي واذهب من هنا "
أشار له بيده ان انتظر "لا داعي للعجلة دع الطفل يحظى ببعض الدلال "اكمل سخريته على حساب مرعد
"رعود اعطي عدي واذهب "
"كانت النصيحة قديمًا بجمل الان اعطيها مجانا وما المصير الطرد خذ أعطاه الطفل اياك ان تنام وتترك والدك فهو يخطط لإحضار شريك لك "قال موجها كلمـ.ـا.ته لعدي بينما مرعد يتناول الطفل منه ويغلق الباب في وجهه لتعلو ضحكاته وهو يغادر
دخل على سما ليراها تضحك
"لا تخبريني انك سمعت "قال مرعد باسمًا
لتجيبه بضحكة "يا الهي هل يسلي نفسه على حسابك "
أومأ لها مرعد تناولها عدي "انه وقح "
"لا باس قريبا سيقع تحت رحمتنا"
اخذت عدي لترضعه بينما مرعد جلس الى جانبها على السرير "الن تستحم "سالته
وضع ظهرها على صدره لتستند عليه وهمس قرب اذنها "انتظرك "قال مقبلا جانب عنقها مما جعلها تضم نفسها اليه اكثر
.........
لفت نفسها بين ذراعيه تضع راسها على صدره شاعرا بابتسامتها الكسولة على بشرته
"ما الامر قال بصوت ناعس فلقد كان وقتا طويلا قضياه معا
"افكر همست كيف القدر عنـ.ـد.ما تزوجتك ظننت ان حياتي فسدت لم اكن اعرف انك افضل ما حدث لي"غرست راسها في تجويف عنقه
"وانت افضل ما حدث لي عنـ.ـد.ما نمت في غرفة مكتبي شعرت انك طفلة اردت حملك حمايتك ثم ناديتي باسمي اول مرة عنـ.ـد.ما حبستك في الزنزانة شعرت بان أمرا ما حدث داخلي لم اعرف وقتها ما هو ثم حادث الحريق عنـ.ـد.ما لجات لي ولفقتك بعباءتي شعرت انك جزءا مني وقتها لم افكر او أفسر هذا الشعور لانك كنت غريبة وبعيدة عني ثم طلبت ان تكوني من اهل بيتي وشربت قهوتي من فنجاني عندها ادركت انك لي وطلبت من آلُلُه ان ييسر امرنا ان كان فيه خير لكلينا وقد تيسر عنـ.ـد.ما تزوجتك فكرت ان أمنحك وقتا لتعتادي حياتي لم اكن اتوقع انك لم تكوني تريديني"
رفعت نفسها تقابل وجهه "لم يحدث ذلك لقد كنت متـ.ـو.ترة وخجولة ولم اعلم ماذا افعل وانت فاجئتني بطلبك ظننت انك نكتفي بزوجتك الاخرى وانا لا امثل لك سوى عبئا "
"انت اجمل عبء ولا اريد ان أتخلص منه "
"قبلت شفتيه بنعومة "يا الهي لا أظنني استطيع مقاومة شيخي عنـ.ـد.ما يكون متغزلا "
لف ذراعه حولا"استمري بمناداتي بشيخي وثقي انك لن تتخلصي مني ابدا "
"من قال اني اريد الخلاص "تقدm يغرقها في عناق بثه كل أفكاره ومشاعره حول كلمة ابدا
*******
تمطت في سريرها تشعر بدغدغة ناعمة على وجهها فتحت عينيها لتراه مرتديا زيه الرسمي ينظر لها بابتسام
"هيا يا كسولة اليوم أربعون عدي امي لن تسمح لك بالتأخر "نهضت بكسل تأرجح ساقيها على طرف السرير قبل ان تقرب منه لتضمه من الخلف
"ما بك "سال يربت على يدها التي لفتها على خصره
"لا اعلم افكر رعود وهنادة مؤمن وصبابة مزنة وعناد فوز ورعاد انهم اشخاص احبهم وأتمنى لهم السعادة هل تظن انهم سيحظون بها "
استدار ليضمها الى صدره "دعي كل شيء للقدر آلُلُہ الذي منحنا كل هذه السعادة والهناء سيمنحها لهم ثقي بذلك "
"ثقتي بالله كبيرة فلقد منحني اشياء لا تعد ولا تحصى لم اكن أتوقعها يوما يكفي السعادة التي أحياها معك "
"لدي عمل ملح وكلمـ.ـا.تك لا تساعد ابدا لتجعلني أغادر قولي انك ستنتظري عودتي بشوق "
"انا اشتاقك من الان "تنهد مرعد بسعادة
"ماذا افعل بك "
قاطع ردها بكاء عدي الصغير "لقد انقذ والده في اخر لحظة "قال مرعد باسمًا قبل ان يقبل جبينها اتبعيني الى مجلس امي قبل ان اضعف "قال وخرج باسمًا يحمد آلُلُه على وجودها وابنه في حياته بينما تراقب هي خروجه بعينان لامعة تضم طفلهما اليها باسمة برضا شاعرة بقلبها يتوسع محبة له بينما لسانها يشكر الله لجعل هذا الرجل نصيبها
تمت النهاية
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرهْ وُجدنا غريبين يوما وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً.. ونجما
وكنت أؤلف فقرة حب.. لعينيكِ ... غنيتها
أتعلمُ عيناكِ أني انتظرت طويلا كما انتظرَ الصيفَ طائرْ
ونمتُ كنوم المهاجرْ فعينٌ تنام، لتصحوَ عين طويلا وتبكي علي أختها '
حبيبان نحن' إلى أن ينام القمر
ونعلم أن العناق , وأن القبل
طعام ليالي الغزل
وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمر على الدرب يوماً جديداً
النهاية 😍😍
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇