رواية عش العراب قماح وسلسبيل كاملة جميع الفصول

رواية عش العراب هي رواية رومانسية تقع احداثها بين قماح وسلسبيل والرواية من تأليف سعاد محمد سلامه في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية عش العراب لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية عش العراب هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية عش العراب تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية عش العراب قماح وسلسبيل كاملة جميع الفصول

رواية عش العراب من الفصل الاول للاخير بقلم سعاد محمد سلامه

بإحدى قُرى صعيد مصر، ب "بنى سويف" 
بمنزل ضخم لإحدى أشهر عائلات البلده، والذى ذاع صيتها فى العقد الأخير، ليس فقط على مستوى القريه ولا المحافظه، بل الصعيد بأكمله والقاهره وبمصر كلها تقريباً
ف العراب، أصبح ماركه شهيره بالحبوب الغذائيه ومنتجاتها، سواء(الدقيق.. والارز...والذره.. وغيرها من البذور المستخدmه فى تصنيع المواد الغذائيه) 
كما أنهم يمتلكون بعض مضارب الأرز، وأكثر من شونه لتوريد القمح من الفلاحين وتسويقه.
...... 
بشقه بالدور الثانى
إستيقظت سلسبيل بتذمر، بعد عدة محاولات من همس كى تجبرها تستيقظ 
فلقد قامت همس بحك قدmي سلسبيل بأحد الاقلام الناعمه،كما داعبت أنفها بأصابعها، وأيضاً جذبت الغطاء من عليها قائله: 
إصحى يا سلسبيل الدنيا بتمطر دى أول شتويه فى السنه الشتا بيستفتح بالمطر قومى بسرعه خلينا ننزل تحت المطره ونغنى، يا مطره رُخي رُخى 
جذبت سلسبيل الغطاء من يد همس قائله بنُعاس: سيببنى أنا عاوزه أنام، حـ.ـر.ام عليكي مطرة أيه اللى ننزل تحتها الدنيا لسه ضلمه إحنا مصلين الفجر يا دوب من ساعتين.
جذبت همس الغطاء وقالت:قومى بقي نفسى أغنى تحت المطر دى أول مطره للسنه دى،يا عالم هكمل الشتا ولا لاء.
رفعت سلسبيل الغطاء من عليها لا تعلم لما شعرت بنغزه فى قلبها،وإرتجافه أيضاً وقامت حـ.ـضـ.ـنت همس قائله:
هتكملى الشتا والربيع والصيف وهتعيشى كتير زى جدتى هدايه كده...وتفرحى بأحفادك.
تبسمت همس قائله:هما بيقولوا إنى ورثت منها الشكل لكن إنتى ورثتى القوه والعقل .
تبسمت سلسبيل وقالت: 
أنا مفياش نص قوة جدتى هدايه. 
تبسمت همس وقالت: طب والأحلام اللى بتشوفيها ولازم تحقق، زى ما تكون رؤى، غير تواصلك مع اللى مـ.ـا.توا، أنتى كنتى بتشوفى جدى وبيقولك على حاجات هتحصل فاكره، وقت رجوع قماح لهنا من تانى، أنتى شوفتى جدى قبلها وقالك قولى لجدتك قماح راچع من تانى.
ردت سلسبيل:تصدقى معرفش سبب ده وقتها،مع إنى كان عندى حوالى تمن سنين ومخدش بالى من قماح ده أصلا شكله أيه،بس كان عندى ست سنين ونص لما جدى توفى،كنت بسمعه دايماً يقول لجدتى نفسه قماح يرجع لهنا تاني،وأهو ياريته ما رجع،عامل نفسه زى الآله اليونانيه فى الأفلام الأجنبيه اللى بنشوفها عندهم جنون العظمه وهو فيه منهم،ومفكر عنده ذكاء حاد وهو كل اللى عنده شوية حظ فى التجاره وفاشل فى الجواز أتجوز إتنين مفيش فيهم واحده إستحملت طبايعهُ المتغطرسه والله ربنا دعا لهم بالخير ببعدهم عنه،أنا الحمدلله دايماً بتجنبهُ حتى الكلام عالقد مش أكتر .
ضحكت همس قائله:إحنا هنتكلم عن قماح قومى يلا ألبسى هدوم تانيه غير بيجامة ميكى دى،على ما أروح أغلس على هدى كمان أصحيها ننزل قبل ما السما تبطل مطر.
تبسمت سلسبيل وبالفعل نهضت وإرتدت إحدى الإسدالات فوق منامتها ولفت حجاب عشوائى على رأسها فقد يُدفئ عُنقها،حتى إنها لم تقوم بستر شعرها الطويل المنسدل جزء كبير منه على ظهرهامن أسفل الطرحه.
بالفعل بعد دقائق 
نزلن الثلاث فتيات الى تلك الحديقه المحاوطه بذالك المنزل الكبير،
توقفت همس أسفل الأمطار تفتح ذراعيها وتستمتع برذاذ الأمطار فوق وجها،بينما كانتا كل من سلسبيل وهدى تختبئن من الأمطار أسفل إحدى شُرفات المنزل،
نظرت لهن همس قائله:هتفضلوا واقفين عندكم كده كتير المطره ممكن توقف فى أى وقت.
تبسمت هدى وقالت:أنا بصورك يا همس بالفون،فيديو علشان أبقى أفرجه لماما بعد شويه،عشان تزعقلك،وده يبقى إنتقامى قصاد إزعاجك ليا وإنك صحتينى من النوم وأنا نايمه الفجر أصلاً . 
غمزت همس بعينيها وقالت: وأيه اللى مطير النوم من عينك للفجر، يا قطه... سهرانه بتفكرى فى مين إعترفى. 
تبسمت هدى وقالت: بفكر فى دراستى، عندى بحث عن التكنولوجيا ولازم أسلمه بعد بكره، مش عارفه ليه دmاغك دايماً الناحيه التانيه. 
تبسمت همس وقالت: لا ناحيه تانيه ولا تالته، أنا كمان ياأختى زيك مش بفكر غير فى الدراسه، اللى خلصت فينا وإرتاحت هى "سيلا" 
وسمعت إن فى خُطاب بيجوا لها.... شكل بنات ناصر العراب هيبقوا إتنين قريب "بيلا" هتتجوز ومش هيبقى غير أنا وأنتِ. 
لا تعرف سلسبيل لما فجأه مر أمام عينيها ظلاً لرؤوس سوداء وعيون دامعه ودmاء بريئه تسيل، إرتجف قلبها للحظات و أغمضت عيناها بقوه ثم فتحتها ووضعت يدها على قلبها ورسمت بسمه قائله: لأ إطمنى، أنا مش بفكر فى الجواز دلوقتي أنا واخده راحه شويه بعد الدراسه بس كلمت بابا إنى أشتغل فى الحسابات عندنا فى أى شونه، غير كمان بفكر أعرض المنحوتات بتاعتى فى معرض خاص. 
تبسمت همس قائله بمزح: قصدك مساخيطك اللى فى المسخط بتاعك اللى فى آخر الجنينه. 
تبسمت سلسبيل وهى ترى قُرب همس منها هى وهدى وقامت بشـ.ـد يديهن، سرن معها وأصبحن الثلاث فتيات أسفل مياه الأمطار يلهون بفرحة أطفال. 
كان صوت مرحهن مرتفع لدرجة أنه أيقظ ذالك النائم بالدور الثانى أيضاً 
فتح عيناه بتذمر من تلك الأصوات العاليه التى إقتحمت مضجعه
تنهد بإزعاج وإتكئ على يدهُ جذب أحد أجهزة التحكم عن بُعد صغيرة الحجم وقام بالضغط عليها،إنزاحت تلك الستائر،مازال الظلام لم ينقشع بالكامل وأيضاًبسبب تلك الغيوم أشعل ضوء بالغرفه، وأزاح غطاء الفراش من عليه ونهض وجذب ذالك المئزر الرجـ.ـالى وإرتداه فهو رغم برودة الطقس كان ينام شبه عاري، بشورت فقط، وأيضاً هنالك نظام تدفئه بالشقه، أو ربما هنالك حراره منبعثه من قلبهُ تُدفئ جسده فا لجسدهُ طبيعه خاصه يستطيع تحمُل قسوة برد الشتاء، ربما طبيعه خاصه إكتسبها من ماضى عاشه بمكان كان أشـ.ـد بروده من هنا ليس جسده فقط من إكتسب تلك البروده، بل أثرت أيضاً بتكوين شخصيته، يستطيع التحكم بإخفاء مشاعره أمام الآخرين والتعامل معهم بهدوء حتى لو كان من أمامه هو عدوه، إكتسب من ذالك دبلوماسية تجعله صاحب العقل الراجح والمفكر صاحب الذكاء المالى ، لكن هنالك عيب واحد به هو عدm التحكم فى غضبهُ مع النساء، ربما لا يكرهُن لكن لا يُحبذ التعامل معهن كثيراً، يعتقد أنهن لا يُجدن شيئاً سوى الثرثره وسلب نقود الرجـ.ـال ومن أجل شيء آخر جسدى، يستطيع الأستغناء عنهن بالتحكم فى مشاعرهُ يُعطى فقط ما يريد لهن ورغم ذالك لا يعنيه المال كثيراً، برأيه أن المال لا يصنع الرجـ.ـال... الرجـ.ـال هى من تصنع المال والنساء خُلقن لإنفاقه على مظاهر فارغه وتافهه... ربما مُخطى فى ذالك لكن من قابلهن بحياته برهن له ذالك. 
أغلق المئزر على جسده وفتح باب الشُرفه الزجاجى، كى يعلم سبب تلك الضحكات الصاخبه... 
رأى الثلاث فتيات أسفل الأمطار، فى البدايه لم يهتم لهن وسـ.ـخر من صغر عقلهن، فهى حركات طفوليه لا أكثر.. 
لكن حين رأى أكبرهن لفت نظرهُ حين تدور حول نفسها، وإنزاح حجابها من فوق رأسها وأظهر شعرها بالكامل، كانت حين تدور،تدور خُصلات شعرها بإنسيابيه مع مياه الأمطار ،  ذالك الشعر الأسود الطويل وقطرات المطر تتساقط من بين خُصلاتها تشبه مياه الشلال حين تتساقط من أعلى،بل ترسم لوحه خاصه،تهكم ساخراً يقول:
حلو جو الرقص تحت المطره ده،لأ والكبيره اللى بدل ما تكون العاقله قدام أخواتها بترقص وتتمسخر قبلهم..
شعر بضيق وعاد الى الغرفه وقام بإغلاق باب الشُرفه ثم ذهب الى الحمام وآخذ حمامً بمياه فاتره،ثم خرج وإرتدى ملابسهُ،وأخذ هاتفه وحافظة أموال وضعهم بجيب معطفه الجلدى الاسود العصرى الذى إرتداه فوق ثيابه العصريه أيضاً... ثم توجه يخرج من تلك الشقه نازلاً لأسفل المنزل. 
بينما بالحديقه قالت همس المطره خلاص شكلها  هتشطب والساعه قربت على سبعه وزمان ماما هتصحى علشان تنزل تحضر الفطور، ألحق أنا أطلع قبل ماما وما تصحى وتزعق، يلا اللى تسبق تدخل قبل ماما ما تحس بينا... 
قالت همس ودخلت الى المنزل أولاً ...... 
كانت تقفز سريعاً فوق درجات السلم، تقابلت قبل درجات من باب شقة والداها، تبسمت حين رأت قماح أمامها وقالت بلهاث: 
صباح  الخير ياقماح. 
قالت هذا ولم تنتظر رده بل أكملت صعودها
بينما لم يرد قماح عليها، أكمل نزول الدرج... 
لكن توقف حين 
توقفت سلسبيل مخضوضه حين وجدته بوجهها،و سُرعان ما إنتبهت على يدها التى وضعتها فوق يدهُ دون قصد منها أثناء صعودها... وسحبتها سريعاً وقامت سريعاً بجذب وشاح رأسها الذى إنزاح من على شعرها الرطب بسبب الامطار التى كانت تلعب أسفلها منذ قليل.
تجنبت من أمامه بأحد زوايا السلم وأكملت صعود دون حتى إلقاء الصباح عليه، صعدت بسرعه... كآنها تفر من أمامه. 
بينما هو..شعر ببرودة يدها حين وضعتها بالخطأ فوق يدهُ و تضايق منها بشـ.ـده بسبب إلتصاق ملابسها فوق جسدها بسبب مياه الأمطار التى كانت تتراقص أسفلها قبل قليل وليس هذا فقط وسقوط وشاح رأسها وظهور شعرها الرطب المُنسدل والذى يظهر منه جزء كبير من أسفل الطرحه. 
ولكن أكمل نزول، ليتقابل مع هدى التى قالت ببسمه: صباح الخير يا قماح. 
رد قماح عليها الصباح وأكمل نزول باقى درجات السلم وهو يستهزئ بأفعالهن الغـ.ـبـ.ـيه بنظرهُ. 
...... 
دخلن الثلاث فتيات الى شقة والداهن، خلف بعضهن يلهثن..
تبسمن حين وجدن من يقف أمامهن يقول بعتاب حنون:
من ساعة ما سمعت صوت المطر وبعدها سمعت فتح باب الشقه قولت نزلتم تلعبوا تحت المطره،المفروض خلاص كبرتوا بقى،يلا بسرعه روحوا غيروا هدومكم المبلوله دى قبل ما تبردوا وكمان ماما تصحى وتشوفكم كده وتبدأ وصلتها.
تبسمن له الثلاث فيتات وقولن بنفس الوقت:صباح الخير يا أحلى وأغلى بابا.
تبسم لهن وقال:يلا بسرعه نهله بدأت تصحى،يلا بسرعه على أوضكم غيروا هدومكم وإنزلوا نفطر مع بعض،إمتثلت هدى وهمس وفررن على غرفهن سريعاً.
بينما سلسبيل قالت:بابا هو ينفع منزلش عالفطور أنا معنديش جامعه خلاص،وعاوزه أنام.
تبسم  ناصر لها وقال:بلاش دلع وبعدين أنا كلمت الأستاذ مجدى المسئول عن الحسابات خلاص وقالى قدامه شويه حسابات وتقفيلات فى السنه الماليه هيخلصها وبعدها تجى وانا اللى هدربها وأفهمها فى الحسابات بنفسى،فلازم ترجعى نشيطه من تانى.
إقتربت سلسبيل من والداها وقبلت يدهُ قائله:هشرفك قدامه يابابا،ومش بعيد قبل السنه الماليه الجايه أمسك أنا حسابات العراب كلها ونطرد أستاذ مجدى،وآخد أنا مكانه.
تبسمت تلك التى خرجت من باب الغرفه وإقتربت من مكان وقوف سلسبيل وقامت بشـ.ـد شعرها بقوه قائله:تاخدى مكان مين الأستاذ مجدى مُخضرم فى الحسابات مش لسه متخرج من كام شهر غير عنده عقل مش زيك يا طويله يا هبله هدومك بتعصر ميه وكمان شعرك،أكيد كنتى مع البلوتين التانين تحت المطر بدل ما تعقليهم لأ عقلك أصغر منهم،يلا روحي أوضتك غيرى هدومك بسرعه قبل ما تاخدى برد وحصلينى على تحت إتعلمى شوية من شغل البيت خلاص كبرتى،زمايلك بجوا عرايس،لازم تتعلمى شويه من شغل البيت ولا مفكره نفسك بعد الچواز چوزك هيچيبلك خدامه إياك .
ردت سلسبيل بآلم مش شـ.ـد نهله لشعرها: لأ أنا مش بفكر فى الجواز دلوقتى  ياماما، وحضرتك عارفه إنى بعرف أطبخ كويس وحتى شغل البيت بعرف أعمله، بس أنا هشتغل الأول وموضوع الجواز  ده بعدين، أنا مش زى زهرت بـ.ـنت عمتى ولا هتجوز واحد زى رباح إبن عمى معندوش شخصيه قدام مـ.ـر.اتهُ،بكملك كلامك أهو قبل ما تقوليه،أنا هصنع مستقبلى بأيدى وزى ما أنا عاوزه،وأنا فى دmاغى هدف،إنى أشتغل ومش بس أشتغل هعمل معرض كمان للتماثيل اللى بصنعها.
قالت سلسبيل هذا وغادرت نحو غرفتها.
تنهدت نهله بغضب وقالت ل ناصر:شايف بـ.ـنتك يا ناصر ودmاغها الغـ.ـبـ.ـيه.
رد ناصر:بالعكس يا نهله سلسبيل ذكيه جداً،وقوتها بتشبه أمى،ليه شاغله بالك بجوازها،كل شئ نصيب.
ردت نهله:الجواز للبنات سُتره يا ناصر ودول تلاته وراء من بعض.
تبسم ناصر:والعلام والإستقلاليه كمان سُتره يا نهله أنا اللى هجولك الكلام ده،ناسيه إنى متخرچه من الچامعه وإننا كنا زمايل كمان،صحيح أنا أكبر بتلات سنين،بس خريچين نفس الچامعه،بلاش تبجى آسيه على بناتك دول كانوا لينا جبر بعد طول صبر.
......... 
بعد قليل،بالدور الأرضى بالمنزل ، بغرفة السفره 
كانت العائله  شبه مُكتمله 
تجلس فى صدارة الطاوله 
هدايه، وعلى يمينها كان يجلس ولدها الأكبر النبوى وزوجته وجوارها شبان يجلسون بتذمر لكن مجبورين على ذالك و يجلس جوارهم قماح ، والناحيه الأخرى كان يجلس ناصر ولدها الثانى وجواره زوجته وجوارها ثلاث فتيات...
نظرت هدايه وقبل أن تتحدث،دخل رماح وخلفه زوجته التى قالت:معليشى يا جماعه جت علينا نومه،هو كده داخلة الشتا  والشتا بيحب الكسل والنوم. 
ردت هدايه: مش الشتا هو اللى بيحب الكسل والنوم،ده طبع ودى آخر تحذير ليكم بعد كده تنزلى فى وسط النسوان تحضرى معاهم الفطور ووجتها هتتعودى تصحى بدرى وتبطلى سهر ،وتسهرى چوزك معاكى،لازمن ينعس بدرى عشان يصحى فايج لشُغله وسط العمال...بلاش حديت كتير،يلا إجعدوا ودى آخر مره تتأخروا.
نظرت زهرت الى رماح الذى سحب مقعد وجلس عليه دون رد على حديث هدايه،فجلست وهى تتوعد له بذالك لما لم يدافع عنها أمام تهجم تلك العجوز الشمطاء.
جلس الجميع يتناولون فطورهم فى صمت،الى أن نهضتا كل من همس وهدى،قائلتان:
عندنا محاضرات بدرى يادوب نلحق عشان الطريق،هتوصلنا يابابا ولا السواق اللى هيوصلنا.
رد ناصر:لأ أنا عندى مشوار بعيد عن الچامعه،خلو...
تحدث كارم ثالث أبناء النبوى:أنا عندى مشوار قريب من الجامعه وممكن أخدكم فى سكتي.
نظرن همس وهدى لبعضهن وأرادن الرفض،لكن قالت هدايه:وصلهم بس بلاش تسوج العربيه بسرعه الوجت مطارش. 
تبسم كارم يقول: حاضر يا چدتى. 
بالفعل رغم عدm رضائهن لكن ذهبن مع كارم. 
نهض الجميع من على طاولة الطعام، 
لكن أثناء سير قماح للخروج من الغرفه تصادm مع سلسبيل التى عطست شبه بوجهه دون قصد منها، فأخرج محرمه ورقيه من جيبه وأعطاها لها قائلاً بنبرة سخريه وتهجم فى نفس الوقت: 
يرحمكم الله علشان تبقى تبطلى رقص تحت  المطر أهو أخدتى برد. 
لاحظت هدايه وقوفهم وقالت: شكلك هتاخدى برد يا سلسبيل هخلى واحده  من الشغالين تعملك كوبايه چنزبيل بلمون إشربيها وإدفى وهتبجى زينه. 
ردت سلسبيل: لأ لو نمت هتعب أكتر خليها تچبهالى فى الأتلييه بتاعى اللى فى ضهر الچنينه. 
ردت  هدايه: جصدك المسخط بتاعك، والله يا بتى ما عرفاش أيه الهوايه الغريبه دى، تعملى مساخيط زى اللى فى مجابر الفراعنه زمان. 
تبسمت سلسبيل  وقالت: ده فن يا چدتى إسمه النحت عالحجر.. وبعدين ادينى بتسلى شويه قبل ما أشتغل. 
سمع قماح قول سلسبيل  لهدايه عن نيتها للعمل، لكن لم يهتم فهى بالآخر لا تعنيه بشئ. 
..... ـــــــــــــــــــــ
بعد مرور أربعين يوماً، كان يومً شتوياً عاصف تكاد الرياح تقــ,تــلع الأشجار من جذورها، وبالفعل هنالك شجره أقــ,تــلعت لكن مازال جذرها بالأرض تخشى الجز، فهى بالآخر تدنست، وأخفت الأمر خـ.ـو.فاً من ماذا لا تدرى، إنطفئت همس المرحه، كانتا أختيها يلاحظون ذالك
لكن هى كانت تتحجج بثُقل الدراسه عليها وإنها إقتربت من إمتحانات نصف العام الذى لم يبقى عليها سوى شهر تقريباً.
صباحاً
بعد أن تناولت العائله الفطور،ذهبت سلسبيل الى ذالك الآتلييه الخاص بها وبدأت تستمتع بهوايتها وهى نحت بعض الصخور وتكوين بعض الأشكال أيضاً،كان الأتلييه بشبابيك زجاجيه كبيره وخلفها ستائر،فتحت سلسبيل تلك الستائر تعطى للغرفه نور.
بينما بغرفة المكتب الموجودة بالمنزل والذى تطل على الحديقه الخلفيه أيضاً 
تحدث النبوى لقماح قائلاً:
قماح الحاچ رجب السنهورى إتصل عليا من كم يوم كده.
رد قماح ببرود:خير عاوز أيه؟
رد النبوى:هو قال إن محتاج كم طن رز  شعير من عندنا. 
رد قماح: وماله، ياخد بالسعر الجديد اللى نزل، زيه زى غيره. 
رد النبوى: بس هو مش زى غيره إنت ناسى إنه كان نسيبك قبل إكده. 
رد قماح: أهو قولت كان، كان ده ماضى وحتى لو لسه نسيبى التجاره مفيهاش نسيبى وقريبى، عاجبه عالسعر الجديد كان بها مش عاجبه قدامه السوق يلم منه اللى هو عاوزه. 
تحدث  النبوى: بصراحه كده هو لملحلى إن بـ.ـنته جايلها عريس، وأنا قولت أقولك يمكن تفكر  تردها تانى لعصمتك. 
نهض قماح وسار خطوات نحو شباك غرفة المكتب، نظر أمامه السماء تبدوا بها غيوم وسحاب تسير بأى لحظه قد تُمطر، لكن لمح تلك التى تقف بتلك الغرفه القريبه من المكتب، كانت تُمارس هوايتها... ظل صامتاً ينظر لها... 
بينما عاد النبوى قوله: مردتش عليا. 
ردقماح وهو يعطى ظهره لوالده: 
مردتش عليك فى أيه؟ 
أعاد النبوى  قوله: بقولك بـ.ـنت رچب السنهورى اللى هى طليقتك جاي لها عريس. 
رد قماح  : مبروك ربنا يسهلها. 
تعجب النبوى وقال: ده ردك الأخير،ما ترجعها انا معرفش سبب لطـ.ـلا.قك لها،مش معقول طلقتها علشان راحت تزور والداتها بدون ما تاخد أذن منك . 
إستدار قماح  لوالده وقال: ممكن ميكونش ده السبب الرئيسى، بس هى خالفت آمرى، وإنتهت الحياه بينا وخلصت على كده يبقى خلاص، ربنا ييسر لها، عندى ميعاد مع تاجر فى شونة القمح، ولازم ألحقه، أشوفك المسا يابابا.... وبلاش تتعب نفسك فى الموضوع  ده إنتهى خلاص بالنسبه لى. 
قبل أن يخرج قماح من الغرفه قال النبوى: 
وهتفضل الباقى من عمرك عازب كده  من غير ست ولا عيال من صلبك. 
نظر قماح أمامه رأى دخول سلسبيل  الى داخل المنزل تلف يدها بقطعة قماش، تبدوا بوضوح مجروحه، ورد فى ذالك الوقت على والده: الله أعلم المستقبل فيه أيه... متشغلش بالك بيا. 
قال قماح هذا وأكمل سيرهُ يخرج من المنزل. 
بينما زفر النبوى أنفاسهُ بقلة حيله. 
........ 
دخلت سلسبيل الى غرفة جدتها، وجدتها تجلس أرضاً وأمامها إمرأه شابه ومعها طفل صغير يبكى، وضعت جدتها ذالك الطفل بشال أبيض ونهضت واقفه وقالت للشابه الأخرى، إمسكى طرف الشال ده كويس أوعى يفلت من إيدك مفهوم. 
مسكت الشابه أحد طرفى الشال الملفوف بيه طفلها. 
فى البدايه إنخضت الشابه من دفع هدايه للشال بقوتها  وكاد طرف الشال أن يفلت من يديها، قالت لها هدايه بغضب: جولتلك إمسكى طرف الشال كويس. 
أمائت لها الشابه بالموافقه. 
بدأت هدايه بدفع الشال قويا مثلما تدفع الأؤرجوحه، لكن يمسك الشال ألأثنين، هدأ بكاء الطفل كثيراً، جلست هدايه مره أخرى أرضاً، وأخرجت الطفل من الشال وبدأت بتدليك معين لجسد الطفل الذى شعر براحه وإنتهى بكاؤه المستمر. 
أعطت هدايه الطفل لأمه وقالت لها: بعد كده أما تشيلى الواد تحطى إيدك فى ظهره تسندهُ، علشان ميطوحش ولا يتزمم لسه عظمه طرى  . 
تبسمت لها الشابه وقالت: تسلمى يا حجه هدايه، والله بقاله كم يوم مش مبطل بُكى وروحت بيه لكذا دكتور، ومفيش فايده، أهو إنتى رديتى له عضمه من تانى،والله حمـ.ـا.تى قالتلى هى الحجه هدايه اللى إيدها فيها البركه.. كتر خيرك. 
تبسمت لها هدايه وقالت: سلميلي على حمـ.ـا.تك وبعد كده إيدك فى ضهره علطول. 
خرجت الشابه تبتسم لسلسبيل التى دخلت للغرفه.
ردت سلسبيل لها البسمه.
بينما قالت هدايه تعالى يا سلسبيل لفه يدك إكده ليه.
ردت عليها:أبداً دا إيدى إتعورت وأنا فى الأتلييه،وكنت جايله ليكى تداويهالى.
ردت هدايه:طب هاتى العلبه اللى عندك دى وتعالى اجعدى جدامى أشوف يدك.
بالفعل آتت سلسبيل بتلك العلبه الموجود بها بعض المسلتزمـ.ـا.ت الطبيه،وجلست أمام جدتها،وكشفت كف يدها  أمامها.
تحدثت هدايه:دى الچرح شكله واعر،بسبب أيه ده أكيد بسبب المساخيط اللى بتعمليها فى المسخط بتاعك.
صمتت سلسبيل،بينما بدأت هدايه بمدواة ذالك الجـ.ـر.ح
رغم تآلم سلسبيل لكن تحملت ذالك الو.جـ.ـع الى أن إنتهت جدتها من مدواته وقالت لها:طول عمرك يا بتى كنتى بتتحملى الوچع...بتفكرينى بأمى كانت صبـ.ـاره،ربنا يرحمها.
.....ــــــــ
مساءً،بغرفة همس 
كانت تجلس بإنزواء فوق فراشها دmـ.ـو.عها تسيل بمراره يديها ترتعش تخشى نتيجة ذالك الإختبـ.ـار الذى فعلته منذ قليل،تتمنى أن يكذب ما تشعر به منذ أيام،لكن للأسف أعطى الإختبـ.ـار نتيجه إيجابية،صدmه كبيره لها كيف هذا،ماذا ستفعل الآن،لو علم والدها بذالك،بالتأكيد ستقــ,تــلها والداتها بدون رفة جفن،سألت عقلها وقالت:يارب أنت عالم بحالي أنا مغلتطش بخاطرى  كان غـ.ـصـ.ـب عنى.
بدmـ.ـو.ع قامت همس  ولسوء حظها رمت ذالك الأختبـ.ـار بسلة القمامه الخاصه بغرفتها،وعقلها يبحث عن حل لتلك المُعضله التى وقعت بها.
خرجت من غرفتها ونزلت الى حديقة المنزل،وجلست رغم برودة الطقس لكن تشعر بنيران لما لا تحرقها وتتنتهى حياتها الآن قبل أن يُفتش أمرها التى تُخفيه.
بينما دخلت نهله الى غرفة همس كى تآخذ ملابسها الغير نظيفه كى تغسلها،قامت بجمعها ووضعتها على الفراش وأخذت أيضاً ملاءة الفراش وبعض الأغراض الاخرى،لفت نظرها سلة المهملات  نظرت لها وقالت:مفيش مره تطلع الزباله من أوضتها،أمرى لله أخدها أنا أطلعها،بالفعل جمعت الملابس بيد واخذت سلة المهملات بيدها الاخرى،وضعت الملابس بالحمام،خرجت كى تضع ما موجود بسلة القمامه التى بيدها بسله أكبر منها،لكن أثناء إفراغها لها لفت نظرها ذالك الأختبـ.ـار،فأخرجته من بين المهملات،ونظرت له بتمعن وصدmه أكثر من مره،ذُهل عقلها وشرد منها خرجت سريعاً من الشقه،وقبل أن تنزل باقى درجات السلم كانت تقابلها همس صاعده،نظرت له وقال بصوت أرعـ.ـب همس:
همس!
إرتعبت همس وسابت أعصابها ولم تعد قادره على الوقوف على ساقيها تركت جسدها دون إراده منها يسقط،تدجرجت فوق درجات السلم الى أن بقيت أسفل السلم،أمام ساقي كارم إبن عمها،الذى إرتجف قلبه بشـ.ـده و هو يرى همس تنزف من فمها وهنالك نـ.ـز.يف آخر أسفلها،تحدث بصوت عالى نسبياً مما جعل والدته هى الاخرى تأتى للمكان،
بينما إنخضت نهله ونزلت سريعاً لها لكن للحظه تذكرت ذالك الأختبـ.ـار التى رآته تحجرت الدmـ.ـو.ع بعينيها،وربما تحجر قلبها أيضاً للحظات قبل ان تأتى هدايه هى الاخرى ورأت همس قد إستسلمت وغابت عن الوعى،قالت برجفه:أنتم واجفين تتفرچوا عليها هِم بسرعه شيلها يا كارم وعالمستشفى بسرعه،دى عايمه فى دmها.
بالفعل حملها كارم وخرج سريعاً،ذهبت خلفه كل من قدريه ونهله الذى تشعر بقلبها الذى يكاد ينفجر من بين ضلوعها.
بعد قليل بالمشفى 
كان كارم، و نهله وقدريه يقفون أمام باب إحدى الغرف، كانت نهله تخشى أن يخرج الطبيب ويفتش أمر همس أمامهم، فقالت لهم: روحوا أنتم للبيت، مفيش داعى تبقوا هنا، انا هنا معاها. 
فى البدايه عارض كارم، لكن قدريه كانت تريد المغادره، لكن لتبقى من باب الرياء لا أكثر. 
ألحت عليهم نهله كثيراً، حتى حين آتى ناصر متلهفاً عليهم كأنها وجدت الراحه وقالت لهم: أهو ناصر جه، مالوش لازمه بقى وجودكم كتر خيركم. 
لكن القدر السئ، أن يخرج  الطبيب  من الغرفه فى ذالك الوقت 
تحدث كارم للطبيب سريعاً: خير يا دكتور. 
رد الطبيب: خير إنشاء الله، هى عندها كـ.ـسر فى إيدها الشمال والدكتور جبسه وكمان شوية ردود فى جـ.ـسمها وجـ.ـر.ح صغير فى جبينها خدت خمس غرز، بس للأسف  مقدرناش ننقذ الجنين. 
كآن على رؤسهم الطير 
ناصر، كارم، قدريه، بينما نهله أغمضت عينيها بحسره كبيره. 
تحدث كارم بتوهان: جنين مين حضرتك يا دكتور. 
رد الطبيب: للأسف المدام كانت حامل فى حوالى شهر والوقعه أثرت عليها والجنين نزل. 
هذه المره تحدث ناصر بآلم جاسم على قلبه وقال:متأكد يا دكتور.
رد الطبيب:أيوا متأكد..بس ليه مستغربين إنها كانت حامل هى... 
قاطعت قدريه الطبيب  وقالت: أبدا مش مستغربين يا دكتور، بس الصدmه. 
رد الطبيب: عالعموم ربنا يعوض عليها هى شكلها  لسه صغيره وقدامها الفرص كتير، هى دلوقتي  هتطلع من أوضة العمليات لاوضه عاديه تشرفنا يومين وبعدها تخرج بالسلامه إنشاء الله. 
الصدmه مدويه للعقل، كيف كانت همس حامل ومن من؟ 
كيف فعلت ذالك؟ 
للحظات تمنت نهله الأتخرج همس من تلك الغرفه حيه ليتها مـ.ـا.تت. 
لكن ناصر كل ما يقهرهُ كيف فعلت همس هذا لمن سلمت نفسها ولما فعلت ذالك به، هو لا يستحق منها هذا الإذلال، أجل إذلال فهى فرطت فى شرفها. 
قدريه يكاد قلبها الأسود يقفز من السعاده، فهى حقوده تتمنى السوء للجميع. 
بينما كارم يود الفتك بهمس كيف سلمت نفسها لغيره... أجل هو كان يعشقها منذ الطفوله كان يراها ملاكً خُلق له  بسمتها له كانت تُزيد عشقه لها كان ينتظر أن تُنهى تعليمها وكان سيخبرها كم هو يعشق حتى همسها، لكن ضاع كل شئ، بنى عشقه لها على سراب أقل رياح أطارته فى الهواء. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان 
بمنزل العراب. 
كان الجميع مصدوم ومقهور من همس التى إختارت الصمت، رغم إلحاح الجميع عليها بالبوح بما حدث لها، لكن ماذا تقول، هى تدنست 
وفقدت روحها، أصبحت جسد خاوى، لما لم تمـ.ـو.ت لكانت إستراحت من هذا العـ.ـذ.اب،ومن نظرات من حولها التى تقــ,تــلها. 
بغرفة المكتب 
كان الشيطان يقف على هيئة إمرأه، وهى قدريه 
التى قالت بوسواس: همس دى لو بتى لكنت فرغت فيها  رصاص المسدس كله وخلصت من عارها، دى حتى مش عاوزه تتكلم وتقول مين اللى غلطت معاه الخاطيه. 
تعصبت هدايه وقالت لها: إسكتى يا قدريه. 
ردت  زهرت كالحرباء تنفخ فى النيران: كلام مرات خالى صح يا جدتى، ماهى لو مش خاطيه، تقول غلطت مع مين يمكن نقدر نجيب حقها منه ونصحح الغلط ده،ونجوزها له...إنما دى ساكته ليه؟
تعصب النبوى وكذالك ناصر،أصوات عاليه بالمكان،
لكن صمتت تلك الأصوات بعد صوت إطـ.ـلا.ق رصاص.
نظر الجميع بإتجاه الصوت صدmوا وذهلوا جميعاً بتلك الراقده أرضاً  تنازع الحياه
صرخت سلسبيل التى آتت وجثت لجوارها،وخلعت طرحتها تضعها فوق قلب همس النازف،لكن كلمه واحده قالتها همس بهمس لم يسمعها سوى إثنان  كارم وسلسبيل هما اللذان كانا جوارها بآخر نفس لها،كانت الكلمه...
"أنا مش خاطيه".
مـ.ـا.تت البراءه، قــ,تــلت نفسها بالخطأ بذالك المسدس الذى كان موضوع بخزنة والداها، هى لم تكن تعلم أنه جاهز للضـ.ـر.ب، ظنت أنه خالى من الرصاص  أو  هكذا ظنت، لكن نفذ الآمر... هى بنظر الجميع لم تُدنس فقط بل قــ,تــلت نفسها "كافره"
بعد مرور ثلاث أيام 
أمام منزل العراب 
عزاء إبنة عائلة العراب التى مـ.ـا.تت حظأً وهى تلعب بسلاح والداها،تلك كانت الكذبه أمام الناس خارج ذالك المنزل،وئِد السر بين ساكنى جدران هذا المنزل فقط  
بصوان الرجـ.ـال
وقف ناصر بين قماح والنبوى، يتقبلان العزاء... 
ناصر مُنكس الرأس عيناه رغم عدm بُكاؤه لكن إختفى لونها خلف شعور الغضب الممزوج بالحسره على إحدى فتياته عقله يكاد يشرد منه، كيف فعلت همس تلك الخطيئه من الذى فرطتت له بعفتها، والسؤال الآخر.. لما قــ,تــلت نفسها، لآخر لحظه كان لديه أمل أن يعرف لما فعلت ذالك،أكان غـ.ـصـ.ـباً عنها،كان له قلب سيغفر لها تلك الخطيئه لو أباحت بسرها له 
النبوى يتلقى العزاء هو الآخر حزين للغايه كذالك قماح حزين همس كانت له مثل أخته الصغيره  تفاجئ بكل ما حدث من إتصال هاتفى من والده، هو لم يكُن بالبلده اليومان السابقان كان بالقاهره يعقد بعض الصفقات،عاد قبل ساعات خصيصاً من أجل العزاء.
آتى لجوارهم ذالك الأحمق رباح الذى حتى لم يرسم الحـ.ـز.ن على وجهه،وقال:
المُقرئ بقى مخلص أكتر من خمس أورده من القرآن،ولسه فيه مُعزيين موجودين بالصوان،قولت له يريح شويه ويرجع تانى يقرأ.
أماء ناصر برأسه صامتًا. 
بينما رأى رباح دخول بعض المُعزيين 
فعاد بنظره لقماح وقال: شايفين مين اللى جايين العزا. 
نظر قماح بلا مبالاه 
بينما ناصر والنبوى...نظروا بتفاجؤ. 
بينما قال رباح: ده رجب السنهورى وإبنه نسايبك القدام يا قماح ... والله عندهم واجب.. وناس باقيه عالعِشره. 
نظر له قماح بسخريه وظل صامتاً غير مُبالى بوجودهم حتى حين إقتربوا منه وقدmوا واجب العزاء تعامل معهم بحياديه.. رغم محاولتهم جذب حديثه لأكثر من مره مُقدmين واجب العزاء  بحبور. 
...... 
بينما بقاعه كبيره بداخل المنزل 
كان عزاء النساء. 
كانت قدريه بداخلها شعور النشوه كم ودت إفتضاح آمر همس الخاطيه بالبلده، لكن كلمة هدايه أن تختفى الحقيقه بين جدران هذا المنزل جعلها تصمت، لكن سربت لبعض الأقربين منها بعض الكلمـ.ـا.ت التى تدل على إنتحار همس، ليس كما يقولون أنها مـ.ـا.تت بلعبها بالسلاح دون عِلم، كان هنالك همسات وهمهمـ.ـا.ت بين النسوه. منهم من هو بالفعل حزين 
على تلك الأم المكدومه على زهرتها التى سقطت قبل أن تتفتح، كانت نهله تجلس بين النساء سابحه فى ملكوت خاص بها عينيها كأنها تحجرت لم يعُد بها دmـ.ـو.ع آلم يفتك بقلبها ليتها تنهض وتصرخ وتصرخ ربما يخف ذالك الآلم الذى يكاد يفجر قلبها بداخلها، بعقلها تلوم همس ليتها أخبرتها بما حدث لها ربما كانت فعلت  لها شئ، لكن أى شئ كانت  ستفعله لها همس إقترفت ذنب لا غفران له خانت أمانتها وإستباحت الخطأ حتى أنها صمتت لم تبوح بمن فعلت معه ذالك، ربما كانوا أصلحوا الخطأ، لكن حتى هذا لم تفعله وفضلت المـ.ـو.ت على ذالك آثمه.
هدايه رغم جبروتها وأنها هى من قامت بتغسيل جسد همس،لكن هاهى الدmـ.ـو.ع تسيل من بين عينيها تحفُر نيران حارقه فى قلبها ،حفيدتها الثلاث كُن أصحاب مَعَزه خاصه بقلبها،وهمس كانت أكثرهن تُشبهها فى الملامح  لكن ليست بقوتها من تشبهها فى القوه هى سلسبيل. 
 بينما هدى كانت تجلس بحـ.ـضـ.ـن سلسبيل  دmـ.ـو.عهما غزيره  
بين ليله وضحاها،إنقلبت الحياه أصبحن إثنتين فقط رحلت من كانت بالمنتصف بينهن،من كانت تبث لهن روح المرح دائماً،رغم إنطفاء مرحها فى الأيام الأخيره ... إبتعدت عنهن وحين كُن يسألنها كانت تتهرب من الجواب، بأنها مُرهقه من الدراسه وإقتراب ألامتحانات... كيف صدقن ذالك وإستسلمن وتركاها لوحدتها بأيامها الأخيره 
جالت عين سلسبيل  بالمكان، رؤس نساء تتشح بالسواد ودmـ.ـو.ع وأيضاً دmاء بريئه سالت 
تلك كان هو  تفسير ذالك الطيف التى رأته قبل أكثر من شهر،زاد هطول دmـ.ـو.ع عينيها. 
آتى المساء، إنفض العزاء.. 
دخل ناصر مُنكس الرأس وخلفه النبوى من ثم قماح ورباح الى تلك الغرفه  التى كان يجلس بها النساء.
نظرت لهم هدايه وقالت: العزا تلات أيام بكده العزا خلاص  إنتهى من بكره كل واحد يرجع تانى لشغلهُ،كفايه تعطيل مشاغل لحد إكده.
تداعت عطيات الخبث ومثلت الدmـ.ـو.ع قائله:والله المرحومه كانت غاليه عيندى،ربنا العالم قد أيه،ربنا يرحمها ويغفر لها وزرها.
نظرت هدايه لزهرت بزغر وقالت بحسم:ربنا يرحمنا چميعاً بكفايه عاد وچودك هنا،روحى دار بجالك تلات ليالى فايته دارك وإبنك وچوزك المريـ.ـض،لازمه رعايه ربنا يشفيه.
ردت عطيات:يارب،والله لما زهرت إتصلت عليا وجالتلى عاللى حصل أنا مصدجتش همس تعمل إكده إزاى؟
ليه تجتل نفسها؟
ردت هدايه بحزم وهى تنظر ل زهرت بتوعد:همس مجتلتش نفسها،همس مـ.ـا.تت بالغلط،مكنتش تعرف إن السلاح متعمر،وزى ما جولت العزا خلاص إنفض والسيره دى كمان إنفضت يا عطيات.
صمتت عطيات وغادرت المنزل 
،بينما نهضت كل من سلسيبل وهدى تسيران جوار بعضن كآن هن  يستدن على كتف بعض،وخرجن من الغرفه بصمت 
كانت عين قماح تنظر الى وجه سلسبيل الشاحب بشـ.ـده منذ أن دخل الى الغرفه رغم ذالك لم يشعر بشفقه  إتجاهها.
تحدثت قدريه بوسواس: بعد إكده مش لازم بـ.ـنت تتعلم وتروح الچامعه حتى هدى ملهاش لازمه الچامعه لا تسوى كيف أختها، المره دى ربنا لطف بينا ومش رايد لينا الفضيحه. 
تحدثت زهرت الشيطانه الآخرى: أمى لما خدت الدبلوم رفضت إنى أكمل علام بعده  عندها حق لما قالتلى العلام العالى للبنات مبيجيش من وراه خير، وأها، همس....
لم تُكمل زهرت حديثها حين قاطعتها هدايه بحسم قائله:جولت العزا خلص ويلا كل واحد يروح مُطرحه،وبلاش كلام فارغ،هدى هتروح چامعتها وتكمل دراستها،وسر همس هيندفن إهنه بين حيطان الدار وإياك إسمع بس طراطيش كلام باللى حصل للناس بره الدار مفهوم، وزى ما جولت من شويه كل واحد على مُطرحه تصبحوا على خير. 
رددن زهرت وقدريه، عليها وغادرن الغرفه وهن شامتات رغم حديث هدايه الحازم والمُهدد لهن. 
بينما نهله صامته حتى البكاء لم تبكى عينيها تحجرت تشعر بنـ.ـز.يف بقلبها فهو الذى يبكى بدل عينيها، خرجت هى الأخرى من الغرفه صامته تجُر ساقيها ببطئ شـ.ـديد. 
كذالك رباح ذهب خلف زوجته سريعاً. 
بينما ظل قماح وناصر والنبوى بالغرفه... 
نظرت هدايه ل ناصر المُنكس ليس فقط الرآس، بل القلب والوجدان خالى العقل... 
إقتربت هدايه منه وهى تشعر بحـ.ـز.ن شـ.ـديد، وضعت يدها فوق كتفه بمواساه، رفع ناصر وجهه ونظر لعين هدايه وبلا سابق إنذار إرتمى بحـ.ـضـ.ـنها يبكى بو.جـ.ـع شـ.ـديد يقول بحسره: 
أنا مستحقش اللى حصل عمر عنينا حتى ما بصت لواحده نظره مش كويسه، كنت بخاف ربنا، ليه يحصلى كده، ياريتنى كنت.... 
وضعت هدايه يدها على فم ناصر وقالت له: إستغفر ربك يا ناصر، كل شئ قدر من ربنا وعد ومجدر يا ولدى. 
نظر لها ناصر يقول: اللى قهرنى إنها فضلت المـ.ـو.ت عن إنها تتكلم وتقول ليه عملت كده ومع مين، ليه دارت عليه، بشرفى لو عرفته كنت خليته يسكن القبر قبلها، وحتى لو كان غـ.ـصـ.ـب عنها ليه سكتت كانت تقول.
طبطب النبوى على ظهر أخيه وقال بحنو:خلاص يا ناصر،زى أمى ما جالت كل شئ قدر ومكتوب.  
كان قماح يقف صمتًا، لكن بداخلهُ حزين على عمه الذى رأها لأول مره يبكى، عمه كان قدوته فى الشجاعه،كيف إنهزم هكذا فجأه  بداخله أيقن أن نساء هن فقط القادرات على هزيمة الرجـ.ـال،وهو لم ولن يسمح لواحده أن تهزمه أبداً. 
......
بعض قليل 
بشقة زهرت ورباح،بغرفة النوم 
خلعت زهرت ذالك المئزر من فوق جسدها الغض تُظهر فتنتها ونثرت إحدى العطور كذالك طلاء شفاه أحمر مُثير،فى ذالك الوقت دخل عليها رباح،نظر لها بإثاره وإقترب منها ووضع يديه حول خصرها.وإنحنى كى يُقبلها  لكن..تدللت ونفضت يديه من حول خصرها قائله بدلال خادع سهل علي رباح الوقوع تحت تأثيره:
إبعد عنى،كفايه اللى إحنا فيه؟
رد رباح:وأيه اللى إحنا فيه،إحنا حلوين أهو.
نظرت له زهرت قائله:حلوين فين،مش شايف معاملة جدتك لأمى دى شبه طردتها من الدار،حتى أنا لما إتكلمت إتوففت ليا،ياريتها عملت كده مع بـ.ـنت عمك يمكن مكنتش جابت العار لينا.
تحدث رباح:بس بلاش تجيبى سيرة همس زى جدتى ما قالت،وبعدين أمك بـ.ـنت جوزها وعارفه طباعها قد أيه شـ.ـديده،خلينا فى نفسنا،يا زهرتى قميص النوم ده يجنن.
تدللت زهرت بغنج قائله: مش قميص النوم هو اللى يجنن... القالب غالب يا عزيزى.
تبسم رباح يُعيد قولها:القالب غالب فعلاً وأنتى هوستينى بجمالك من زمان قوى يا زهرت ولسه بتهوسينى.
تبسمت زهرت بدلال تُجيد صُنعه على ذالك المعتوه الذى يسقط فى براثنها بسهوله،بعد قليل 
تنحى عنها يشعر بنشوه،وهى تقترب منه وتنام على صدره بخبث قائله:ضحكت عليا،بس أنا لسه زعلانه من كلام جدتك القاسى لماما.
وضع رباح يدهُ على ظهرها وقال:فوتى يا زهرت جدتى ست كبيره وكلمتها بتمشى عالكبير قبل الصغير فى البيت ده،بلاش تتوقفى لها وحاولى تقربى منها أكتر،شايفه مرات عمى نهله وأمى نفسهم ماشين  بأمرها،حتى بابا وعمى كمان كلمتها لهم واحده.
ردت زهرت:بس قماح الوحيد اللى مش بيمشى بأمرها،إشمعنا هو؟
رد رباح بحقد:مش عارف ليه قماح الوحيد اللى مش بتقدر تتنى عليه كلمه ومع ذالك بتفوت له...حتى لما كان غايب عنا هنا وعايش فى اليونان مكنتش بتبطل سيرته كأنها كانت خايفه إننا مع الوقت ننساه،ولما رجع تانى كأنها لقت كنز،وهو منفوخ علينا كلنا،وقال أيه هو اللى زود أسم واملاك عيلة العراب بذكاؤه،وده كله حظ مش أكتر.
نظرت زهرت  لرباح ترسم بسمه خبيثه،جعلته يتمنى المزيد من الغرام معها بالفعل حيلتها معه تنفع وسرعان ما يسقط معها بتلك المشاعر الخادعه التى تسلبهُ بها 
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة ناصر
جلست سلسبيل على فراشها،تشعر بسحق قلبها،دmـ.ـو.عها تسيل،
لكن آتت لها هدى تبكى هى الآخرى قائله: قولى لى اللى إحنا فيه كابوس وهصحى منه هلاقى همس عايشه بينا.. 
مش قادره أصدق إن خلاص همس راحت ومعتش هشوفها ولا هسمع صوتها،أنا مش مصدقه اللى حصل عقلى مش مستوعب إزاى ده حصل، همس مش... 
لم تقدر هدى على تكملة قولها  ونظرت لسلسبيل 
التى فردت يديها لهدى والتى سرعان ما قطعت تلك الخطوات وإرتمت بين يديها،تبكى بحرقه كذالك سلسبيل هى الأخرى...
حـ.ـضـ.ـنت هدى قائله بتآلم: متأكده همس  مش خاطيه... 
ولا أنا قادره أصدق كل اللى حصل،ولا قادره أنسى منظرها وهى بتمـ.ـو.ت بين إيديا،مش فاهمه حاجه عقلى هيشت منى. 
......
بغرفة ناصر ونهله،
إتشحت نهله بسواد ليس الملبس فقط بل العقل أيضاً العقل يرفض ما حدث،إحدى فتايتها ذهبت دون عوده 
نظرت لناصر الذى يجلس  فوق الفراس  يُنكس رأسه..وقالت بسؤال:
قولى غلطنا فى أيه علشان همس تعمل فينا كده،أنا يعلم ربى من يوم ما دخلت الدار دى صونت لسانى عن الغلط فى أى حد وعاملت ربنا فيك وفى بناتى ليه همس ظلمتنا الظلم ده.
صمت ناصر 
عاودت نهله القول:قولى سبب للحسره اللى سابتها ليا همس فى قلبى،قولى يا ناصر 
هنا إنفجرت الدmـ.ـو.ع التى كانت متحجره فى عينيها،إنفجرت تحفر مكانها على وجنتي نهله السنة لهب حارقة،بكت أخيراً  بكت لكن لم تبكى فقط،بل خارت ساقيها عن تحملها وجثت على رسغيها تنوح فى البكاء،قلبها يتآلم مفجوع.
نهض ناصر و جثى لجوارها وقام بضمها له وقال جملة هدايه:
قدر ومكتوب يا نهله وعلينا بالصبر،حتى قدام بناتنا..بلاش يشفونا مهزومين كده.   
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان خالى شبه صحراوى
كان كارم يمسك بين يديه ذالك السلاح الذى قــ,تــلت همس نفسها به
صورتها وهى تنزف أمامه لاتفارق خياله،قولها الأخير أنها ليست خاطيه،للحظه صدقها لكن السؤال إن لم تكن كذالك،لماذا قــ,تــلت نفسها، جاوب قلبه.. ربما إغتصبت
سخر منه عقله وقال: كانت تقدر تقول ووقتها كنت هصدقها 
رد قلبن: كنت هتصدقها أيوا هصدقها، همس مستحيل كانت تغلط الغلطه دى، همس كانت ملاك 
سخر عقله منه مره أخرى يقول: 
عليك اللعنه أيها القلب....ربما لم تبوح لها بمكنون قلبك، لكن لمحت لها أكثر من مره، ماذا كنت تنتظر، لما لم تبوح  بمشاعرك ربما كانت تحاوبت معك وبقيت حيه، لكن فات الوقت، همس مـ.ـا.تت ولم تقــ,تــل نفسها فقط بل قــ,تــلتك معها، ضع هذا السلاح الآن برأسك وألحق بها فى جُهنم. 
بالفعل قام بتعمير السلاح وصوبه ناحيه رأسه، وكاد يطـ.ـلق الرصاصه، لكن رأى عيون حمراء تقترب منه، كان أكثر ذئبًا، يبدوان ضالين وجائعين،فكر عقله
أيقــ,تــل نفسه الآن ويكون جسده طعام لهما... لأ يا كارم. 
هكذا سمع صوت من خلفهُ، يصحبه إطـ.ـلا.ق رصاص.
هرب الذئبان بعيدًا  بعد سماع صوت الرصاص...
نظر كارم خلفه 
رأى قماح  مازال يرفع سلاحه.
نظر له وقال بذهول:قماح!
رد قماح:بلاش اللى بتفكر فيه يا كارم،صدقنى المـ.ـو.ت مش هيريحك من الآلم اللى حاسس بيه،لو المـ.ـو.ت كان بيريح كان زمانى مـ.ـو.تت من زمان،بلاش تبقى إنهزامى كده،همس مش آخر بـ.ـنت فى الدنيا صدقنى،شيل الوهم اللى فى دmاغك،خلينا نرجع للبيت من تانى.
إستسلم كارم لقول قماح وقال له،إركب عربيتك وإنا هركب عربيتى وأمشى وراك.
بالفعل صعد قماح لسيارته لكن مازال عيناه تنظر بترقب ناحية كارم،إستراح قليلاً حين رأه يصعد لسيارته،وبدأ فى قيادتها،كذالك فعل قماح وسار خلفه عائدين الى المنزل.
لتنتهى ليلة تبدأ بعدها مرحلة أخرى بحياة الجميع.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.....
بعد مرور أكثر من خمس شهور ونصف. 
فجرًا
كانت سلسبيل تقف بغرفه حولها من كل إتجاه ستائر، وكان خلف إحدى تلك الستائر طيف رجُل، للحظه توجست سلسبيل، لكن فجأه هبت رياح بالغرفه وأطارت بعض الستائر منها من طار عليها، جذبتها بيديها على جنب،  كى ترى ونظرت أمامها، ذهلت عنـ.ـد.ما رأت وجه من كان طيفهُ خلف الستائر،وقالت:قماح!
نظر لها بلا مبالاه،وهو يقترب منها بخطوات  وهى تعود للخلف،أختفت من أمامه خلف إحدى الستائر،لكن قماح جذب طرفي الستاره ونظر لها،وإقترب منها لم يعُد أى شئ فاصل بينهم،فجأه مد يدهُ وإنتزع من عليها ملابسها،أصبحت أمامه شبه عاريه،جذبت الستاره كى تُخفى جسدها عن عيني قماح،لكن تبسم ساخرًا،وإقترب منها وجذبها لتقبع بحُضنه وفجأه كاد يُقبلها...
فى ذالك الوقت نهضت سلسبيل من النوم فزعه،رغم أن الطقس فى بداية الصيف  ولم يغزو الحر بعد.. لكن كانت تتصبب عرقاً..
ظل عقلها يُعيد ذالك الحلم التى رأته قبل قليل،لما يتكرر هذا الحلم معها منذ مده طويله حتى من قبل طـ.ـلا.قه من زوجته الثانيه،هى تخشى قماح، وتتجنبه لا تعلم لما حين ينظر لها تشعر كأنها أمامه عاريه،كما ترى فى أحلامها،صلتها بقماح شبه فاتره،مجرد أحاديث قليله فقط ولأسباب ،كثيراً تنجنب حتى الجلوس بمكان هو موجود به.
فاقت من تفكيرها على صوت آذان الفجر،نفضت عن رأسها ذالك الحلم ونهضت من على الفراش تستغفر،وظنت أن هذا الحلم أيقظها من النوم من أجل قضاء صلاة الفجر،ربما هذا تنبيه من الله لها.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
بعد العصر
بمنزل العراب 
تفاجئ الجميع بذالك الضيفان اللذان أتيا دون سابق ميعاد 
إستقبلهم 
النبوى ومعه ناصر، قماح الذى كان وجوده اليوم بالمنزل بهذا الوقت صدفه، ربما دبرها القدر
كذالك هداية إستقبلتهم  بترحاب بسيط 
تحدث أحد الضيفان وقال:أنا بعتذر يا جماعه إننا جينا بدون ميعاد وأتمنى الآمر اللى جاي علشانه يغفرلنا مجينا بدون حتى إتصال مننا ناخد منكم ميعاد .
نظرت  هدايه للضيف ثم لقماح وقالت:لأ أبداً،يا رجب إنت مش غريب،إتفضل بلاش الوجفه دى،أنا هخليهم يچهزوا الوكل حالاً.
رد رجب:لأ يا حجه هدايه خيرك وكرمك سابق أنا كل اللى عاوزه كوباية شاى نشربها وإحنا بـ.ـنتحدت مع بعضينا فى الآمر اللى جاين عشانه.
ردت هدايه خير،ثوانى هجولهم يسولنا الشاى وراجعه تانى.
بعد دقائق عادت هدايه وخلفها إحدى الخادmـ.ـا.ت بالمنزل تحمل صنيه موضوع عليها أكواب الشاى..
جلست هدايه ترحب مره أخرى ب رجب ومن معه.
قائله:خير يا رجب جولى أيه الآمر اللى جاي عشانه.
رسم رحب بعض الحـ.ـز.ن وقال:خير يا جحه هدايه...بصراحه أنا عارف ومقدر حـ.ـز.نكم على المرحومه...وإن ممرش وقت كبير على رحيلها...بس ده ميمنعش الخير اللى جايين علشانه. 
تنهدت هدايه  بآسى، وقالت: خير إدخل فى الأمر مباشر. 
نظر رحب ناحية قماح الذى كان يجلس يضع ساق فوق أخرى،ينتظر بترقب معرفة سبب مجئ رجب وإبنه اليوم دون سابق ميعاد...
وقال:
إحنا جايين نطلب إيد سلسبيل ل (نائل)إبنى،وقبل الرد منكم هقول الجواز مش هيكون قبل سنه.
نظرت هدايه نحو قماح الذى تغيرت ملامحه،ليس ملامحه فقط من تغيرت،بل جلسته تغيرت إعتدل فى الجلوس وأنزل ساقه من فوق الأخرى،ونظر بتحفز ناحية هدايه التى تبادلت معه بعض النظرات،ثم قالت:
للأسف جيت متأخر يا رجب،وسلسبيل إتخطبت وفرحها كمان إتحدد بعد شهر.
تعجب رجب وقال:بس اللى أعرفه إنها مش مخطوبه أمتى إتخطبت.
كذالك ذُهل كل من النبوى وناصر،من رد هدايه وصمتا الاثنان.
بينما قماح رسم بسمه طفيفه على شفاه وهو ينظر لرجب وإبنه المذهولان.
عاودت هداية القول:سلسبيل كانت إتخطبت جبل ما مـ.ـو.ت المرحومه همس،بس اللى حصل آجل الأعلان،بس خلاص مالوش لازمه التأجيل أكتر من إكده.
تنحنح نائل وقال:ومين العريس حد نعرفه؟
نظرت هدايه ناحية قماح وقالت بمفاجأه:
قماح هو عريس سلسبيل.
صدmه ألجمت جميع الجالسين بالغرفه عدا قماح الصامت لم يُعطى أى رد فعل.
تحدث رجب الذى لايشعر فقط بخزو،بل بخيبه أيضاً هو كان بتمنى أن يُعيد قماح إبـ.ـنته زوجه له،وخطوبة سلسبيل كانت خطوه ربما تُمهد لذالك،لكن صُدm من رد هدايه عليه الذى يقطع كل الطرق أمامه لإسترداد نسب عائلة العراب مره أخرى...ونائل أيضاً الذى لديه بعض مشاعر الإعجاب ناحية سلسبيل التى رأها أكثر من مره سابقاً أثناء زيارته لأخته الزوجه السابقه لقماح.
برد فعل تلقائى نهض رجب وخلفهُ أبنه مهزومان وقال:
عالعموم ألف مبروك وربنا يتمم بخير وآسف مكنتش أعرف بس العيب مش عليا. 
ردت  هدايه: فعلاً  مش العيب عليك والموضوع فى أى عيب أساساً كل شئ نصيب وسلسبيل نصيبها قماح، ربنا يرزق نائل بالخير يارب. 
تبسم رجب بخفوت وقال: نستأذن إحنا. 
أمائت هدايه برأسها وقالت: نورتم  قوم مع الضيوف يا نبوى وصلهم للباب. 
إنسحب رجب وخلفه إبنه برفقتهم النبوى.
بينما بالغرفه تحدث ناصر المتعجب من قول والداته ومتعجب أكثر من صمت قماح: 
كلام فارغ أيه اللى قولتيه لرجب ده يا أمى، كنا رفضناه وخلاص، أسهل من كده... ومالوش لازمه نورط قماح فى كلام فاضى. 
نظرت هدايه لقماح وقالت: جول لعمك يا قماح  حديتى اللى جولته من هبابه كلام فارغ. 
نظر قماح  لناصر وقال: كلام جدتى مش فارغ يا عمى وأنا بطلب منك إيد سلسبيل. 
صدmه ألجمت ليس فقط ناصر، بل سلسبيل نفسها التى كادت تدخل الغرفه بعد رؤيتها لمغادرة الضيوف للمنزل، كانت آتيه لجدتها من أجل أن تقول لها أن هنالك إحدى النساء تنتظرها بغرفه أخرى تريدها أن تداوى لها ساقها المجذوع...لكن نسيت هذا وقالت:
بس أنا مستحيل أتجوز دلوقتي همس مكملتش سنه مـ.ـيـ.ـته،مش بفكر فى الجواز أصلاً.
نظر لها قماح ود لو سحقها الآن بين يديه،كز على أسنانه التى تصتقك بقوه،يحاول تهدئة نفسه كى لا يرد عليها بطريقه تستحقها على حديثها هذا،والذى معناه المباشر... الرفض.
لكن قالت هدايه بتصميم:
بس ناصر موافج يا سلسبيل،هتصغرى أبوكى جدامنا إياك.
تفاجئت سلسبيل ونظرت بإتجاه والداها،أماء رأسه لها بموافقه،ذُهلت أكثر،حين دخلت والداتها وقالت:
ده يوم المُنى قماح عريس أى بـ.ـنت تتمناه سلسبيل قالت كده من المفاجأه بس،ربنا يتمم بخير والله لو مش الظروف كنت زغرطت.
نظرت سلسبيل لوالداها ثم لوالداتها هى متفاجئه من رد فعلهم،كأنهم لم يكونا مصدقين او كانا ينتظران  ما قاله قماح قبل دقائق...لا تعرف لما  صمتت تشعر بداخلها بخيبة أمل من رد فعل والديها.  
تحدثت هدايه:طالما موافجه يبجى خير البر عاجله،وزى ما جولت من هبابه،فرح قماح وسلسبيل بعد شهر يكون قماح جهز الشجه (الشقه)الچديده لسلسبيل والعفش نشتريه چاهز وكمان الفرش وحاچات العروسه كمان.
شهر!
هكذا قالت سلسبيل قبل أن تكمل حديثها:بس همس لسه مكملتش سنه يا جدتى...الناس هتقول أيه .
ردت هدايه بآلم:همس بتنا وأنتى كمان بتنا وقماح ولدنا،يعنى الحِزن بتاعنا والفرح بتاعنا،ومحدش ليه عيندنا حاچه واصل،الفرح بعد شهر...وأنت يا قماح چهز الشجه اللى فى الدور التالت جصاد شجة رباح،سلسبيل مش هتدخل فى الشجه اللى إتچوزت فيها جبل إكده.
تهكمت سلسبيل بداخلها،كأن الشقه هى التى ستُغير من أطباعه السابقه....
لكن مازال وقت ربما تقدر على إقناعهم بالعدول عن ذالك الزواج لاحقآ.
....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بائت كل محاولات سلسبيل بفض تلك الزيجه بالفشل،كأنهم كانوا يتمنون إتمام ذالك الزواج قبل ذالك.
مر الشهر واليوم هو الزفاف.. أو الدخله كما يقولون،فهو زفاف سيكون بسيط لائق بعائلة العراب وكذالك غير مُبهرج حفاظاً على حـ.ـز.نهم على فقيدتهم الشابه التى فقدوها قبل أشهر،لكن أين هذا الحـ.ـز.ن،انهم يقدmوها كقربان ل قماح 
قالتها لها والداتها صريحه 
طلب قماح للزواج منك فرصه كبيره لم تكن تتوقعها بعد معرفته بخطيئة همس التى طالتها وصمتها ليس هى فقط وهدى أيضاً ربما تعانى من تلك الوصمه،لكن زواجها من قماح الآن فرصه كبيره لها.
**********....
على يد توقظها من النوم لم تفيق سلسبيل من النوم مازالت بعيون نعسه لكن كأنها ترى أمامها همس،تبسمت بتلقائيه وقالت همس...إنتى عايشه صح أنا كنت فى كابوس...الحمدلله...همس أنا كنت خايفه يكون اللى فى الحلم حصل حقيقى.
قالت سلسبيل هذا ونهضت تحتضن من كانت توقظها.
ربتت من تحتضنها على ظهر سلسبيل وقالت: أنا ماما  .. همس مـ.ـا.تت يا سلسبيل،فوقى من الهلاوس دى بقى،الليله زفافك على قماح.
ازاحت سلسبيل يديها عنها وعادت للخلف تنظر لها بتمعن...حقاً ما رأته ليس كابوس بل واقع حدث بالفعل،وهى من ستدفع ثمنهُ مع ذالك العنجهي قماح.
تعجبت نهله من نظرات سلسبيل التى تغيرت بشـ.ـده وقبل أن تُحدثها،نهضت سلسبيل من على فراشها وأخذت أحد إيسدالاتها وارتدتها فوق منامتها وخرجت سريعاً  ،بداخله لن يتم هذا الزواج وواحده فقط هى القادره على إيقاف هذا الزواج،ستذهب لها الآن وبالتأكيد ستساعدها وتفعل لها ما تُريد.   
.*****...... 
نزلت سلسبيل ودخلت  الى تلك الغرفه الخاصه بجدتها تلك المرأه التى هرمت من العمر لكن مازالت قوية الكلمه.... كلمتها سيف على رقاب إبنيها الرجـ.ـال ونسائهم وايضاً أولادهم كلهم 
عدا ذالك القاسى الذى يسير الجميع خلفه وتُنفذ كلمته، رغم أنه الولد الثانى لإبنها الأكبر. 
وجدت جدتها تجلس مغمضة العين  بمقعدها العتيق ذو الطابع الأثرى القديم تمسك بيدها مسبحه تحرك يدها حباتها تُسبح  وتستغفر. 
للحظه فكرت سلسبيل أنها نائمه 
لكن تحدثت هدايه : 
تعالى يا سلسبيل.. عاوزه أيه؟ 
تنحنحت سلسبيل  أكثر من مره تخشى الحديث كأن الشجاعة السابقه لديها إختفت . 
لكن قالت الجده: جولى اللى چايه عشان تجوليه وبطلى نحنحه، بلاش تضيع وجت 
عشيه دخلتك على (قماح) ولازم تچهزى علشانه. 
نزلت دmعه من عين سلسبيل وإنحنت أمام ساق جدتها تقول بإستجداء: 
آحب على رِچلك يا چدتى إنتى الوحيده اللى جادره توجفى چوازى الليله من قماح
قماح معندوش حدا غالى يا چدتى وأنتى خابره إكده، دى إتزوچ مرتين وهو لساتهُ مكملش التلاتين سنه وأكتر چوازه فيهم يادوب عمرت معاه سنه، ليه عتظلمونى إمعاه إنى ماليش ذنب أشيل..... 
تحدثت تلك الجحود التى دخلت وجهها ينظُر بشر قائله بوعيد: كملى ليه وجفتى حديت، تشيلى خطية أختك اللى حطت راسنا كلياتنا فى الوحل وبعدها مجدرتش تجول مين اللى فرطت فى شرفنا معاه وفضلت تنتحر وتمـ.ـو.ت مش بس خاطيه لاه وكمان كافره. 
ردت سلسبيل بعنفوان: أنا متأكده أختى لا خاطيه ولا كافره يا مرت عمى... وأنا مش بتحدت إمعاكى أنا بتحدت مع چدتى... بترچاكى يا چدتى بلاش تأخدونى بذنب غيرى وتچوزونى قماح. 
ردت زوجة عمها بشرر وإستفزاز قائله: ماله قماح زين الرچال ألف بـ.ـنته تتمنى تراب رچليه، ولا إنت كيف أختك عاشجه.. وهتكملى بجية عارها ونتفتضح چدام الناس بالكفر. 
نهضت سلسبيل  واقفه تنظر لزوجة عمها بعنفوان قائله: لاه أنا مش عاشجه.. بس كمان ما ريداش إتچوز من قماح، قماح اللى مفيش ست من الإتنين اللى إتچوزهم جدرت تتحمل طبايعهُ الصعبه الله أعلم كان بيعاملهم إزاى... أنا شوفته بعينى كان بيضـ.ـر.ب واحده منيهم عشان عصت أمرهُ وراحت تزور أمها العيانه وبعدها طلجها... ده واحد مريـ.ـض نفسى محتاچ علاچ. 
صفعتها زوجة عمها بقوه على وجنتها بقوه ودفاع قائله: إتحشمى ولمى لسانك عاد... تجصدى أيه بمريـ.ـض نفسى... قصدك إن ولدى مچنون... 
إنتى تحمدى ربنا إنه طلب يتچوزك ويلمك بدل ما تچيبى لينا العار مره تانيه كيف أختك الخاطيه.
نهضت هدايه وقالت بحده: جطع يدك... 
ليس هذا فقط بل ردت الصفعه أقوى على وجه  قدريه التى وقفت مذهوله غير مُصدقة ما فعلته هدايه، هذه أول مره تفعلها مر علي عيشها معها أكثر من خمس وثلاثون عامً، كزت قدريه على أسنانها تُمثل البكاء والآلم والعتاب لهدايه. 
تجاهلت هدايه ذالك وضمت سلسبيل لحـ.ـضـ.ـنها تمسد على كتفها بحنان
بذالك الوقت دخلت نهله الى الغرفه ورأت صفع هدايه ل قدريه ذُهلت هى الآخرى وتلجم لسانها للحظات . 
بينما أكملت هدايه وهى تمسك  يدي سلسبيل قائله بحنان وتطمين: سلسبيل إعلمى كويس عمرى  ما هسمح لأى حد يذلك حتى لو كان قماح نفسه. 
شعرت نهله بفرحه فى قلبها المكدوم وقالت: فى بـ.ـنتين چم عشان يزينوا سلسبيل. 
تبسمت هدايه وهى تُمسد على ظهر سلسبيل، عروستنا زينه مش محتاچه لا لأحمر ولا أخضر، بس مفيش مانع نظهر چمالها أكتر، روحى مع نهله يا سلسبيل  وإطمنى. 
رغم عدm إقتناع سلسبيل  المذهوله هى الآخرى من فعلة جدتها لكن ذهبت مع نهله. 
كادت قدريه التى تشعر ليس فقط بغـ.ـيظ لكن تشعر بكراهيه تزداد... أن تخرج  هى الآخرى  من الغرفه خلفهن... 
لكن قالت هدايه بحِده: 
إستنى يا قدريه، بصى يا بت الناس أنا صبرت عليكى كتير من زمان جوى جوى، من يوم ما دخلتى دارى، كنت بفوتلك وأجول أم ولادنا، وإتحملتك عشانهم، زمان كانوا صغار خـ.ـو.فت يفارجوا حـ.ـضـ.ـننا، زى اللى كان مفارج (مفارق)... لكن دلوق مش هجول أنهم زينة الشباب، بس هجول بجوا شباب ويعرفوا مصلحتهم كويس،وإنتى اللى فاضلك هى طلجه (طلقه) واحده وبعدها تتحرمى على ولدى،لو عاوزه تكملى بجية حياتك مع ولادك يبجى تبعدى عن سلسبيل وقماح وأوعاكى أسمع عن مشكله حصلت بيناتهم بسببك،وجتها متلوميش غير نفسك،أوعى تفكرينى ساذجه ومصدجه كلامك الماسخ...قماح فى جلبى زى ولادى  ، إنتى أكتر إنسانه كرهتيها فى حياتك كانت "كارولين" أم قماح إنتى فرحتى فى مـ.ـو.تها وإرتاحتى أكتر لما قماح سافر مع چدته لليونان بعدها، رجوع قماح صحى فى جلبك الحجد(الحقد) الجديم، أوعاكى تقربى من قماح وسلسبيل يا قدريه، وإلا هتتحرمى من خير عيلة العراب اللى نفسك فيه لولادك لوحدهم بعيد عن قماح وبنات ناصر ولدى... مش هتكسبى حاچه من فُرقة ولاد العراب يا قدريه فى ثانيه هچمعهم بين إيديا، رچاله كيف ما أنا رايده يكونوا فى ضهر بعض. 
فوق قبر همس وضع كارم تلك الزهره الصفراء ورفع يديه يقرأ لها الفاتحه الى أن إنتهى متحدثاً: 
جيبت ليكى ورده من الجنينه اللى كنتى بتراعيها دايماً يا همس عاوز أقولك إن الصيف حرق ورودها وملقتش غير الورده دى هى اللى لسه بنضارتها، جبتها من الشجره اللى إنتى زرعتيها بأيدك، فاكر  لما قولتلى الورده الصفره رمز الغِيره فى.. أنا كنت بغير عليكى حتى من الهوا عارف إنك كنتِ بتتهربى دايماً من حبى،ياريتك قولتليى حقيقة اللى حصل حتى لو كنتِ غلطانه قلبى كان هيسامحك النهارده  فرح سلسبيل وقماح... عارف هتقوليلى فرح بالسرعه دى نسيتونى..هقولك لو الكل نسيكى أنا عمرى ما هنساكِ يا همس آنين قلبي. 
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة رباح.
وضعت زهرت ذالك الرداء الفاخر من الشيفون المبطن والممزوجين باللونين الازرق والبنفسجى،ووقفت تُصفف خصلات شعرها،كانت معها بالغرفه والداتها التى قالت بإستفسار:
وأنا طالعه لهنا شوفت سلسبيل طالعه هى ونهله من مقعد الحجه هدايه ولما قربت من المقعد سمعتها بتزعق ل قدريه مرضتش أدخل لو مش واحده من الخدmـ.ـا.ت كانت قريبه من الأوضه كنت وقفت إتسمعت عليهم،بس تفتكرى أيه سبب زعيق هدايه لقدريه، وقبلها طلوع سلسبيل ونهله؟ 
ردت زهرت بلا مبالاه: الله أعلم، يمكن الحجه هدايه كانت بتقول نصايحها العظيمه ل سلسبيل  علشان تكسب حب قماح بيه، بس بكره نشوف قماح هوائى كلها كم شهر ويزهق منها ويتلكك لها، وتبقى زي اللى سبقوها، وتشوف وقتها هدايه نصايحها اللى ملهاش أى قيمه... ومرات خالى الغِل واخدها عادى يعنى. 
تحدثت عطيات: مش عارفه ليه مش مرتاحه لجواز قماح من سلسبيل حاسه إن هدايه بترتب تخلى سلسبيل كبيرة الدار بعدها، سلسبيل  نسخه من قوتها بس هى اللى بتحب  تريح دmاغها. 
تنهدت زهرت بسأم قائله: أهو أنتى قولتى سلسبيل  بتحب تريح  دmاغها وأنا كمان دmاغى و.جـ.ـعتنى من الكلام على هدايه وقدريه وسلسبيل، فى رأيي إن قماح معندوش أى إهتمام لمشاعر حد وبكره الآيام تثبتلك ده وقت ما هيزهق من سلسبيل  هيطـ.ـلقها زى غيرها ومش هيهمه هدايه أو غيرها، ودلوقتى خلينى أخلص لبس وننزل نشوف النسوان اللى جت علشان كتب الكتاب. 
تبسمت عطيات قائله: كانوا أستنوا سنوية همس وعملوا فرح كبير، عالاقل عشان سلسبيل  دى مش عـ.ـذ.به. 
ردت زهرت: عادى بنات كتير بتتجوز من غير فرح خالص، وأهو الفرح ده جه نجده أنا زهقت من لبس الأسود على همس اللى كنت بلبسه قدامهم عالاقل دلوقتي  خلاص. 
قالت زهرت هذا وفتحت أحد أدراج الدولاب وأخرجت علبه من القطيفه الخضراء وفتحتها ووضعتها أمامها تلتقط منها. 
تبسمت عطيات  وهى تنظر الى ما بتلك العلبه بإنبهار قائله:أنتى جيبتى الطقم الحلو ده إمتى شكله غالى قوى.
تبسمت زهرت قائله:شوفت تصميم زيه عالنت وطلبت من رباح قام جابهولى،وقبل ما تتكلمى خدته وروحت لصايغ وأكدلى إنه طقم حقيقى حتى فصلى تمنه مبلغ وقدره..مش خساره فيا.
تبسمت عطيات وقالت:طبعاً مش خساره فيكى،بس عارفه لو سمعتى كلامى وجبتى حتة عيل من رباح وقتها مش هيبقى حد قدامك فى الدار دى ووقتها كمان تبقى ضمتنى رباح أكتر..إسمعى كلامى الخلفه بتعلى قيمة الست فى بيت جوزها وقدام جوزها كمان وبتربطه.
ردت زهرت:ومين قالك إنى مش هخلف،أنا بس مأجله الموضوع ده شويه عاوزه أتهنى قبل ما أتشبك بعيال ويهدوا حيلى أكتر ما كان مهدود فى الشغل فى المصنع قبل ما أتجوز.
تنهدت عطيات قائله:أبويا الله يرحمه بقى سمع كلام هدايه وفضل ولادها عليا  ومقسمش أملاكه بالعدل..رغم أنه كان عارف حالة جوزى اللى على قده، هعمل أيه،يلا ميجوزش عليه غير الرحمه.
بس إسمعى كلامى  والخلفه هتخلى رباح يشيلك من عالارض أكتر كمان. 
تبسمت زهرت  قائله: مفاتيح رباح كلها فى إيدى متقلقيش أنا ربطاه من غير خلفه بعرف إزاى أشكله زى ما أنا عاوزه على كيفى.. والدليل قدامك أهو طقم دهب تمنهُ قد كده العروسه نفسها مجلهاش شبكه بالمبلغ ده... إطمنى يا ماما هطلع حقك من عين عيلة العراب. 
تبسمت عطيات بخبث ومكر قائله: بس ياريت تبقى تتفتكرينى بحتة دهبه حتى فى عيد الأم، متنسيش إنى أنا اللى لفت نظرك تشغلى رباح وتفضك من السكه اللى كنتى هتمشى فيها . 
تبسمت زهرت قائله:مالوش لازمه الكلام ده هو  حماد أخويا مش بيشتغل تحت إيد رباح  وبيديه مرتب مكنش يحلم بيه، دا غير الفلوس اللى بعطيها ليك مصاريف علاح بابا. 
ردت عطيات بمسكنه وإستعطاف: أخوكِ عامل جمعيات بأكتر من نص مرتبه، عشان يجهز شقته ويجيب عفش عشان يتجوز، ده فى سن قماخ اللى بيتجوز للمره التالته، واللى بيفيض بيصرف نصه على سجايرهُ ومصاريف إيده، والمعاش اللى أبوكِ بياخده على القرشين اللى بتديهم ليا يادوب بيقضوه علاج وطلبات البيت. 
ردت زهرت: تمام، هزودلك المبلغ المره الجايه وهقول ل رباح  يزود مرتب حماد، بس خليه يخف شويه من شُرب السجاير ويفضهُ من شرب الحاجات التانيه عالأقل يوفر فلوسها تنفعه. 
إنفرجت أسارير عطيات قائله: أخوكِ شاب ومن حقه يفرج عن نفسهُ شويه وبعدين ربنا يديم عليكى  العز وينصرك على بـ.ـنت نهله. 
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة قماح القديمه
خرج من الحمام يلف خصرهُ بمنشفه، توجه ينظر الى تلك المرآه يرى ملامح وجهه بعد أن هذب ذقنه لفت نظره إنعكاس يدهُ بالمرآه حين رأى ذالك الخاتم الذى بيده، نظر له بسخريه كيف طاوع هدايه حين أختارته له حتى يرتديه ببنصرهُ كدليل على زواجه، الزيجتان السابقتان لم يرتدى أى خاتم ولم يهتم لهذا الآمر، هل هذا الخاتم هو دليل زواجهُ من سلسبيل. 
سلسبيل... سلسبيل  تنهد وهو يُعيد إسمها بعقله سلسبيل  لا تختلف عن غيرها  من البنات ربما تستهويها تلك الأشياء التافهه، كما أنها فى الفتره القصيره الماضيه كانت تتجنبهُ أكثر من سابق، حتى يوم أن ذهبوا لإنتقاء الشبكه الخاصه بها لم تختار شئ هدايه هى من إختارت بدلً عنها حتى خاتم الزواج حين طلبت منهُ هدايه أن يُضعه ببنصر سلسبيل شعر بنفورها حين لمس يدها مجرد أن مدت يدها وأدخل الخاتم حتى لم يدخل لنهايه إصبعها سحبت يدها سريعاً، كذالك فعلت معه حين وضعت الخاتم ببنصره بمجرد أن دخل الخاتم لبنصره تركت يدهُ، الليله سيغلق عليهما باب واحد بشقه أخرى غير تلك،لا يعلم لما  طاوع حديث جدته ووافقها على الزواج بشقه أخرى،تذكر أن سلسبيل لم تشارك فى إختيار أى شئ،كانت بلا رأى...كأن هذا لا يُعنيها،بداخله يعلم أن سلسبيل لم تكُن تريد الزواح منه وإستسلمت لذالك قصراً،لكن لا يهمه ذالك فبنهاية هذه الليله سلسبيل ستكون ملك له كما يشاء. 
..... 
بالدور الأرضى 
بأحدى الغرف
كان هنالك فتاتان تقومان بتزين سلسبيل،وضعوا لها بعض الرتوش القليله قبل أن تنهض من أمامهن ذاهبه الى حمام الغرفه  ترتدى فستان الزفاف 
وقفت بالحمام بيديها الفستان،تنظر حولها حائره،نظرت من شباك الحمام المُطل على حديقة المنزل،فكرت فى الهرب،لكن الحديقه مليئه سواء كان بعمال يقومون ببعض التجهيزات الخاصه بعد القران والزفاف،او حتى العاملات بالمنزل،لو فعلت ذالك الآن لن تستطيع حتى أن تصل الى باب المنزل،هم يضيقون عليها الخناق منذ يوم طلب قماح الزواج منها حتى أنهم لم يدعوها تخرج بمفردها،كان على الدوام معها،إما والداتها أو جدتها من أجل إنتقاء بعض الأشياء الخاصه بها،حتى أن بعض الملابس إشتراها قماح عبر النت.
فاقت سلسبيل على خبط على باب الحمام يصحبه قول إحداهن  ان عليها الإنتهاء سريعاً من إرتداء الفستان  من أجل الوقت،بالفعل شعرت وهى ترتدى فستان الزفاف،أنه مثل الكفن عليها،خرجت بعد قليل من الحمام ترتدى الفستان،بذالك الوقت كانت دخلت الى الغرفه هدايه التى نظرت لها مبتسمه قائله:مشاء الله ربنا يبـ.ـاركلك ويجعل منك الذريه الصالحه اللى تعمر البيت وتمد نسل العراب يارب.
بداخلها سَخِرت سلسبيل عن أى عمار تتحدث،فهذا قماح لا يأتى من خلفه عمار.
أخرجت هدايه مصحف صغير بحجم كف اليد ووضعته بصدر سلسبيل بين ملابسها قائله:ربنا يحفظك بالقرآن يارب.
رسمت سلسبيل بسمه طفيفه.
بعد قليل إنتهين الفتاتان من تزين سلسبيل،ببعض الرتوش القليله 
أعطت هدايه لإحداهن مبلغ مالى كبير،فرحن به وقالت إحداهن:
ربنا يزيدك من كرم ربنا يا حجه هدايه ويجعلها جوازة العمر يارب.
تبسمت لهن وهن يغادرن 
بقيت سلسبيل مع هدايه بالغرفه وحدهن للحظات قبل أن تدخل نهله وتنظر الى سلسبيل بفرحه رغم حـ.ـز.ن قلبها التى تُخفيه بين ضلوعها وإقتربت من سلسبيل كى تُقبل رأسها، لكن سلسبيل تجنبت منها وعادت للخلف، شعرت نهله بغصه فى قلبها، كادت دmعه من عينيها تفر، لولا أن حبستها تحرق عينيها  وقلبها، سلسبيل  تعتقد أنها لم تحـ.ـز.ن على وفاة همس ولا تهتم لشأن بناتها، لكن هى مُخطئه فى ذالك، فالشفاه ترسم بسمه بينما القلب ينزف الدm من الو.جـ.ـع. 
دخلت أيضاً هدى بعينها تمتزج الاحاسيس،بين الحـ.ـز.ن والفرح هى تعرف أن سلسبيل  لم تكُن تريد تلك الزيجه، وكانت تتهرب من قماح كثيراً وتبتعد عن أى مكان هو موجود به لكن كآنه كان مغناطيساً وهى برادة حديد يلتقطها إليه
بداخلها كانت تتمنى أن ترى البسمه على وجه سلسبيل،لكن ربما مثلما قالت لها جدتها حين ساندت سلسبيل فى الإعتراض أن هذا قدر ولابد من حدوثه،وأن هنالك إشاعات تتداول فى البلده حول مقــ,تــل همس وأن زواج سلسبيل من قماح هو القادر على إبطال تلك الإشاعات،لو بيدها لما إهتمت بتلك الإشاعات لكن هى طاوعتهم فى ذالك إكراماً لذكرى همس حتى لا تصبح علكه فى فم الناس...
إقتربت من سلسبيل وإحتضنتها قائله:
مبروك يا سلسبيل أحلى حاجه إنك إتجوزتى هنا معانا فى البيت فى أى وقت هلاقيكى قدامى،يعنى مش هترتاحى من غتاتتى.
تبسمت سلسبيل.
بينما دخلت قدريه الى الغرفه وألقت نظرة تفحُص على سلسبيل وشعرت بنار الحقد قائله:النسوان جم فى المندره الكبيره،وكمان النبوي واجف بره.. جالى إن المأذون وصل فى المندره التانيه،حتى رباح طلع يستعجل قماح ينزل من شقته الجديمه  معرفش بيعمل فيها أيه، مش خلاص  غير العتبه. 
تنهدت هدايه قائله: خلاص إفتحى الباب للنبوى يدخل ياخد سلسبيل   عشان ما يدخلها المندره. 
بالفعل فتحت قدريه الباب ودخل النبوى الى الغرفه تبسم حين رأى سلسبيل  وقال: بسم الله  مشاء الله ألف مبروك  يا بـ.ـنتى. 
قال هذا وإحتضن سلسبيل  ثم قبل جبهتها... وثنى يدهُ 
وضعت سلسبيل  يديها بين تلك الثنيه وسارت بجواره، الى أن فتحت الغرفه قدريه... 
شعرت بحقد حين رأت قماح  يقف بمكان قريب من الغرفه وتوقف ينظر الى سلسبيل، قالت بحده: 
ايه ده وش العروسه مكشوف والعريس شافه ده فال نحس، قالت هذا وغطت وجه سلسبيل  بالوشاح الأبيض، بداخلها تتمنى حدوث النحس. 
بينما قماح نظر ل سلسبيل  بغِيره حين رأى المكياچ على وجهها، كذالك بسبب وقوف حماد وأخيه لجواره ورؤيتهم لوجه سلسبيل  أيضاً... لكن ضبط نفسه، وتوجه الى المندره الموجود بها المأذون، بينما سلسبيل  وقف بها النبوى أمام باب المندره الأخرى وتركها تدخل مع هدايه، وذهب هو الى المندره الأخرى، 
إستقبلت بعض النساء دخول سلسبيل  بالزغاريط وبعض الأغانى الشعبيه
...... 
بالمندره الموجود  بها المأذون 
فتح المأذون  دفتره وقال: من ولى العروس. 
تحدث ناصر... النبوى أخويا. 
تبسم النبوى 
بينما قال المأذون: هات بطاقتك يا سيد نبوى وأنت كمان يا سيد قماح وياريت تحطوا إيديكم فى إيد بعض. 
بالفعل أعطى له بطاقته... ومد يده ليد قماح الذى تبسم له، رد قماخ له البسمه، بداخل النبوى يتمنى أن يحصل قماح على السعاده مع سلسبيل، لا ينكر أن قماح  هو أفضل أبناؤه بل وأحبهم الى قلبه فهو إبن المرأه الوحيده التى وقع فى غرامها من الوهله الأولى، لكن كان الفراق مقدر لهما، كما أن هنالك سبب آخر لمحبة النبوى لقماح، هو غياب قماح  عنه لسنوات قضاها باليونان بعيدًا عن هنا فى رأيه أن تلك السنوات هى من شكلت شخصية قماح سواء كانت البـ.ـارده أو القاسيه أحياناً كثيره،لديه يقين سلسبيل هى الوحيده القادره على  تنزع من قلبه تلك البروده والقسوه اللتان تغلفان قلبهُ.
إنتهى المأذون فى تراتيل الزواج ودون  بيانات أطراف الزواج وقال: 
لازم إمضاء العريس
بالفعل قام قماح بالإمضاء 
قال المأذون: والآن إمضاء  العروس على القسيمه من ثم الشهود. 
نهض ناصر وقال،إتفضل معايا للمندره التانيه علشان العروسه تمضى عالقسيمه 
بالفعل نهض المأذون، وتوجه  الإثنان الى المندره الأخرى. 
أمر ناصر إحدى الخادmـ.ـا.ت أن تنادى على زوجته كى تستأذن النساء لدخوله هو والمأذون لتوقع سلسبيل على قسيمة الزواح . 
بينما كانت سلسبيل تجلس بين النساء بتلك المندره الواسعه الموجوده بالمنزل، كان العدد قليل، فالزفاف مقتصر فقط على مظاهر عقد القران والموجودين هم فقط الأقربين من العائله 
بينما هنالك عيون تنظر له بضغائن كانت هى كل ما تفكر فيه هو كيف ستتعامل مع قماح بشخصيته العنجهيه تلك، عقلها يُشير عليها لما لا تنهضى الآن وتفِرى هاربه من ذالك السـ.ـجـ.ـن الذى ستعيشين به مع قماح التى تخشين النظر إليه ودائماً ما كنتى تتجنبى الحديث معه، وذكرى جائت الى خيالها 
حين رأت قماح بالصدفه يصفع زوجته السابقه وبعدها علمت أنه طلقها بنفس اليوم رغم رجائها له وقتها انها لن تفعل ذالك مره أخرى لن تخرج من المنزل دون إذنه سابقاً،بتفكيرها لا يوجد تفسير  لطـ.ـلا.قهُ سوى أنه كان يتللك ويتصيد لها حِجه واهيه فربما سأم وأراد التغيير،فاقت تفكيرها على دخول والداها وخلفه المأذون
الذى تبسم ووضع أمامها الدفتر وأعطى لها قلمً.
رفعت سلسبيل وجهها تنظر الى ناصر،رأت إيمائته لها بالموافقه،كم ودت أن تكـ.ـسر ذالك القلم وتقول لوالدها لا تفعل أنت الآخر هذا بى لا أريد ذالك الزواج المفروض،لكن إيماءة والداها خيبت آخر أمل لها،نظرت الى الدفتر ورأت توقيع قماح،وقعت بالمكان الذى أشار لها المأذون عليه.
أخذ المأذون الدفتر مهنئاً ثم خرج من المندره وترك النساء لتعود مظاهر الفرح القليله.
بعد قليل 
وقفت هدايه وقامت بإنزال الوشاح الأبيض على وجه سلسبيل أمسكت بيدها لتنهض 
سلسبيل التائهه  هى الآخرى 
بالفعل نهضت سلسبيل.
سارت هدايه وهى تُمسك يد سلسبيل التى تسير جوارها لا تشعر بساقيها كأنها هلام...الى أن خرجن من الغرفه وخلفهن قدريه وعطيات وهدايه وكذالك نهله
وزهرت التى تشتعل من الغـ.ـيظ بسبب إظهار هدايه كل تلك المحبه ناخية سلسبيل  بينما هى يومً ما رفضت زواجها من رباح، لولا تمسك رباح بالزواج منها وقتها وافقت فقط إرضاءً له.
وقفت هدايه بالردهه وتبسمت حين إقترب ناصر الذى إقترب منهن وأخذ يد سلسبيل وقبل رأسها متمنيا لها السعاده حين إقترب قماح من مكان وقوفهم،قام النبوى بتسلم يد سلسبيل لقماح 
ليأخذها ويصعدا الى شقتهما وخلفهما جميع العائله.
فتحت نهله باب الشقه 
لتدخل سلسبيل وخلفها قماح، ودخلت عطيات ونهله وكذالك قدريه التى قالت بتوريه:
ألف مبروك يجعلها جوازة العمر يارب وميغيركش عليكى يا سلسبيل با بـ.ـنت نهله. 
نظرت لها هدايه التى دخلت خلفهم  بزغر  .. فصمتت
  بينما ظل الباقين بخارج الشقه 
وقفت هدايه ترش عليهما  الملح وتقرأ بعض الآيات القرآنيه تُحصنهما بها، ثم أخذت  سلسبيل وحدها ودخلت بها  الى غرفة النوم 
للحظه إرتبكت سلسبيل وإرتجف قلبها حين رأت قبل لحظات دخول عطيات وقدريه مع والداتها وجدتها للشقه،وكذالك دخول هدايه معها لغرفة النوم سأل عقلها لما دخلوا  ،أيكون ما تُفكر فيه صحيح،تلك إهانه كبيره لها لن تسمح بها،يكفى أنها تزوجت إجبـ.ـاراً  ، لن ترضخ أكثر من هذا، ليحدث ما يحدث، حتى لو قــ,تــلوها، لتنتهى حياتها وتستريح... 
لكن خاب ظنها حين رآت جدتها تغلق باب غرفة النوم خلفهن فقط وتجولت بالغرفه تقرأ بعض الآيات القرآنيه ، وتوجهت لها ووقفت أمامها تقرأ الرقيه الشرعيه، ثم حـ.ـضـ.ـنتها بقوه وقالت لها: مبروك  يا بتى، ربنا يهدى سركم.
قالت هدايه هذا وخرجت من الغرفه وأغلقت خلفها الباب 
تنهدت سلسبيل براحه قليلاً،لكن سرعان ما تذكرت أن قماح سيدخل عليها الغرفه الآن،لم تعد ساقيها تتحمل الوقوف أكثر ذهبت وجلست فوق الفراش تسيل دmـ.ـو.عها المقهوره.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة رباح. 
خلعت زهرت ردائها العلوى وظلت بملابسها الداخليه 
أمام عيني  رباح الذى ينظر لها بإثاره وإشتهاء 
إقترب منها ووضع يديه حول خصرها وإنحنى يُقبلها
لكن 
عادت زهرت للخلف وإبتعدت عنه تتهادى تسير بدلال تُزيد من إثارتهُ 
الى أن وصلت الى الفراش  وجلست عليه ترسم المكر عليه
ذهب خلفها بلهاث وجلس جوارها وحاول يضع يده عليها لكنها زادت فى دلالها الذى يُثير جنونه  ... إقترب منها مره أخرى لكن هى تلعب على وتيرته بإجادة تتقنها ولها تأثير عليه  طوعته عليها تكتسب من خلف ذالك ما تريده منه مقابل لحظات عشق ممزوجه بسُم تعطيه له على هييئة سيجارة مزاج، تأخذ هى النفس الأول وبعدها تحصل على ما تريده بسهوله كبيره. 
وها هى بالفعل أشعلت تلك السيجاره ونفثت دخانها ثم وضعتها بفمه تثيره بجسدها الفتان، وتنهض تاركه له بحجة أنها ستذهب لغسل وجهها كى تفيق من أجل إسعاده، 
دخلت الى الحمام وبالفعل غسلت وجهها من ثم فتحت أحد الأدراج بالحمام، وآتت بتلك العلبه الورقيه الملصوقه بلاصق بأعلى الدرج وفتحتها وتناولت إحدى الحبات وتجرعت المياه بعدها، من ثم نثرت بعض العطر ووضعت بعض مساحيق الجمال فوق شفتاه تجعلها فى كامل الإثاره، ثم خرجت من الحمام، وجدت رباح قد إنتهى من تدخين تلك السيجاره، لحسن حظها أن الغرفه بها شفاط للدخان والروائح فلم يبقى أثر لدخان تلك السيجاره، تبسمت وهى تنظر ناحية الفراش رباح بدأ تآثير تلك السيجاره عليه أصبح شبه متول،فى غير وعيه بالكامل،ذهبت الى الفراش لجواره،تقترب هى منه بدلال وإثاره يُرحب بها بحفاوه،يقتنص شفتاها المثيره بقبلات  يقضى وقت عشق خادع معها
بعد قليل وضعت زهرت رأسها فوق صدر رباح تقول:على فكره أنا كنت زعلانه منك.
نظر لها رباح يقول:وليه الزعل بس أُأمرينى يا زهرتى.
ردت زهرت بدلال:فاكر أنا طلبت منك طقم دهب شوفته من كام يوم وانا ماشيه فى شارع الصاغه وإنت طنشت.
تعجب رباح يقول:مش جبتلك الطقم ده.
ردت بقمص ومثلت الزعل:لأ ده واحد تانى،التانى أنا جبته من عالنت ،إنت بقيت بتستخسر فيا،مش شايف قماح جايب لسلسبيل شبكه بقد أيه ولا علشان هى بـ.ـنت عمك ناصر،أنا مش أقل منها... ولا هى أجمل منى، ولا أنا ليا وصمه زيها. 
رد رباح: يا روحى بلاش تقارنى نفسك بسلسبيل إنتى أجمل وأغلى منها،بس بلاش كلمة وصمه دى لجدتى تسمع الكلمه دى،إنتى عارفه انها محرجه حد يجيب فى سيرة همس،وقطعت سيريتها من الدار كلها وقفلت على اللى حصل،بلاش تستفزيها،علشان خاطري.
نظرت له بمكر قائله:انا بتحمل جدتك وطبايعها الصعبه علشان خاطرك غالى عندى،لكن أنا باين كده ماليش خاطر عندك.
تنهد رباح قائلاً:تمام هجيبلك الطقم ده إبعتيلى صورته عالموبايل.
ردت بدلال مصطنع:لأ خلاص مش عاوزاه..إحنا لازم نعمل حساب للزمن شويه ونوفر فلوسنا .
رد رباح:وهو الدهب مش فلوس ومتشاله،دا حتى الدهب بيزيد قيمته مع الوقت.
تبسمت زهرت قائله:الدهب زينه وخزينه فعلاً،بس خلاص...ولا أقولك أنا شوفت تمن الطقم عالنت،أقولك إكتبلى شيك بتمنه وأنا أروح أشتريه بنفسى.
نهض رباح وأتى بدفتر شيكات قائلاً:قوليلى المبلغ اللى عاوزاه كم.
قالت له زهرت:خمسين ألف جنيه بس.
قال لها رباح:وزعلك ده كله علشان خمسين ألف جنيه الشيك أهو يا ستى ولا تزعلى 
بالفعل كتب رباح محتويات الشيك،لكن قبل أن يقوم بتفقيط المبلغ بالشيك،سحبت زهرت القلم قائله بدلال:بلاش تفقط الشيك إفرض الطقم طلع أغلى إنت عارف إن الدهب كل يوم فى سعر جديد،أنا هروح أشترى الطقم وادى للصايغ الشيك بتمنه.
تبسم رباح،فعادت لألعيبها الدنيئه معه تُثيره بقبلاتها المسمومه،لكن فجأه سمعوا صوت إطـ.ـلا.ق رصاص،للحظه إنخضت زهرت لكن تبسم رباح قائلاً:مالك يا زهرتى أيه اللى خضك،صوت الرصاص،لأ إطمنى واضح إن قماح د.بـ.ـح القطه سلسبيل والرصاص ده والزغاريط دليل كلامي،خليكى معايا يا قطتى.
نظرت له زهرت وتبسمت بدلال تعود تستنزفه لتُغرقهُ فى بحر عشقها الطامع ولا يشبع.  
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بالشقه المقابله لهم 
بشقة قماح الجديده التى جهزها بفتره زمنيه وجيزه من أجل زواجه ب سلسبيل 
بغرفة النوم 
تنحنح وهو يدخل الى الغرفه 
كانت سلسبيل تجلس على الفراش بفستان زفافها الكبير كانت تغطى وجهها بالحجاب الأبيض. 
بمجرد أن سمعت نحنحة قماح
نهضت واقفه كأن جسدها تخشب أو إلتصقت قدmيها بمكانها ولم تستطيع السير. 
إقترب هو منها ووقف أمامها مد يديه يرفع ذالك الحجاب عن وجهها. 
خرجت من بين شفتاه ضحكة سخريه قائلاً: 
كنت عتبكى ليه يا بت عمى، وفرى دmـ.ـو.عك لليالى الچايه الليله دخلتنا وأكيد أمك خبرتك أيه اللى بيحصل فى الليلة ديت 
صمت قليلاً ثم قال بتهكم: ويمكن خيتك خبرتك أيه اللى بيحصُل فى الليله ديت بين الراچل ومرتهُ، جبل ما تمـ.ـو.ت نفسها. 
لا تعرف بماذا ترد عليه.... ماذا تقول تدافع عن أختها... هى لا تعرف شئ سوا أنها تؤخذ بخطيه لديها يقين أن أختها لم ترتكبها عنوه. 
تبسم بظفر وهو ينظر لصمتها وقال: 
أنا خارچ هروح أتوضى بالحمام التانى  هسيب لك الأوضه تغيرى الفستان وتلبسى خلجات تانيه، وتتوضى عشان نصلى جبل وبعدها أتوكد إنك عفيفه ولا...... 
فرت دmعه من عينيها لم يتأثر بها قماح وخرج من الغرفه... بكت سلسبيل 
ظلت لوقت واقفه لكن إنتبهت حين سمعت  قماح  يقول بسخريه... نسيت بيجامتى، لساتك واجفه عتبكى، إنچزى فى ليلتك دى عاد. 
خرج قماح وأغلق خلفه الباب... 
فتحت سلسبيل سحاب فستانها الابيض التى تشعر أنه ككفنها 
إرتدت تلك المنامه النسائيه الشبه عاريه شعرت ببروده تغزو جسدها رغم أنهم بليالى الصيف الحاره، وجدت إسدال موضوع أيضاً على الفراش إرتداته فوق تلك المنامه  
بعد قليل 
وقف قماح يأمها للصلاة ركعتين، من ثم بعدها وضع يدهُ على رأسها وقال دعاء الزواج 
ثم رفع وجهها ينظر لعيناها الدmويه بسبب كثرة البكاء، كأنه كالذئب يستهويه اللون الأحمر الدmوى، إنقض على شفتاها بالقبلات 
ليست شفتاها فقط 
نهش جسدها بإشتهاء وعنفوان 
يدهُ سارت ترسم  جسدها ببصمـ.ـا.ته... تلذذ بآنينها أسفلهُ 
نهض عنها بعد قليل نائماً بظهره على الفراش، يشعر بنشوه. 
بينما هى تشعر بضياع 
بعد دقائق نهض من على الفراش يشـ.ـد تلك الملآه من أسفلها ينظر ببسمة تشفى  لأثاره الواضحه فوق عنقها ويديها وما خفى أسفل غطاء الفراش كان أعظم. 
جذب الملآه بعفنوان وخرج من شُرفة الغرفه، وألقى تلك الملآه  ، لتنطلق بعدها الزغاريط والأعيره الناريه، ينظر لهم بزهو 
بينما تلك الضائعه وضعت يديها على أذنيها تصمهم حتى لا تسمع لتلك الرصاصات 
تتمنى أن تُخطئ رصاصه منهم وتدخل الى قلبها تُنهى حياتها كما إنتهت حياة أختها بإحدى الرصاصات.
لكن حتى تلك الرحمه فى نظرها لن تنالها مع ذالك القاسى الذى عاد للغرفه مره أخرى  وأغلق باب الشرفه ونظر لها وهى تزم مفرش الفراش فوق جسدها تُخفيهُ، تبسم بإستهزاء وذهب الى ذر الكهرباء الخاص بالغرفه وقام بإطفاؤه فتعتمت الغرفه،تحدثت سلسبيل بخضه:
إنت طفيت نور الأوضه كله ليه سيب لمبه صغيره منوره أنا بخاف من الضلمه.
ضحك قماح بهستريا وقال:وأنا مبعرفش أنام غير والأوضه كُحل.
تحدثت سلسبيل برجاء:طب سيب بس لمبه صغيره منوره حتى سيبها بس على ما أنام.
رد قماح الذى شعرت به صعد لجوارها على الفراش:
وأنا مش بعرف أنام غير فى الضلمه مع الوقت هتتعودى متخافيش
صمتت سلسبيل وهى خائفه من الظلام،بينما تستطح قماح جوارها على الفراش،لكن لم يستطيع الإثنان النوم،سلسبيل بسبب خـ.ـو.فها من الظلام الدامس بالغرفه،وقماح بسبب حركتها الزائده الذى يشعر بها.
نهض قماح وأشعل ضوء خافت بالغرفه ونظر لوجهها قائلاً بسآم:.أيه مش مبطله فرك فى السرير ليه،كل ده علشان خايفه من الضلمه،ما أنا جنبك أهو وقولت متخافيش.
كادت سلسبيل أن تبكى،لكن قالت له:
مش بس علشان خايفه من الضلمه لأ كمان المكان جديد عليا،بس خلاص هنام ومش هفرك تانى  خلاص.
نظر قماح لسلسبيل رأها تُمسك غطاء الفراش تُغطى به جسدها،فأقترب منها،وبدون مقدmـ.ـا.ت جذبها بقوه وقبلها بقوه يكاد يسحق شفتاها بين شفتيه إستمتع بقبلاته القويه لها،وعاود يرسم جسدها ببصمـ.ـا.ته القويه لم يُراعى إنها مُنهكه من لقائهما الأول،عاود يتلذذ بآنينها المتآلم من تحكمهُ و رد فعلهُ القوى معها.
بعد مرور عشر أيام. 
صباحً
بشقة سلسبيل
إستيقظ قماح وأشعل ضوء اباچوره بجوار الفراش
نظر الى جواره، ينظر ناحيه سلسبيل التى تنام على جانبها الآخر وظهرها له تنفس بقوه وهو يلاحظ أثار يدهُ وقبلاته واضحه على  جلد ظهرها الشبه  العارى لولا تلك الأحبال الرفيعه لرداء نومها شبه العارى أيضاً، كانت علامـ.ـا.ت شبه داميه، شعر بنفور من تلك العلامـ.ـا.ت بداخله لا يعلم سبب لذالك العنف الذى يُمارسه معها فقط هو لم يكُن كذالك من زوجتيه السابقتين، حتى أحياناً كان ينفُر من علاقته بهن
حتى سلسبيل يعلم جيدًا أنها معه مجرد جسد خاوى المشاعر،
تحدث عقلهُ:وهل هذا يفرق معك.
جاوب عقلهُ أيضاً:لا..لا يفرق المهم أنها تحت سيطرتى 
إذن لا يفرق...كان هذا هو الجواب الذى أرضى غــــروره.
أزاح الغطاء الخفيف عنه ونهض من جوارها متوجهاً إلى ستائر الغرفه وفتحها ليدخل الضوء الى الغرفه من ثم دخل الحمام وخرج بعد قليل يلف خصره منشفه...نظر بإتجاه الفراش،رغم ضوء الغرفه لكن سلسبيل مازالت نائمه،نزع المنشفه من حول خصره وبدأ يرتدى فى ثياب أخرى للخروج،لكن أثناء إرتداؤه لقميصه سمع سلسبيل تهمس بشئ،لم يستطيع تفسير ما قالت...فأقترب من الفراش كى يستطيع تفسير همسها وبالفعل فسر كلمه واحدها وخلفها إرتسم على وجه سلسبيل بسمه، الكلمه هى...كارم 
إنزعج من ذالك وشعر بغضب جعله يضع يدهُ على كتفها يوقظها قائلاً:
سلسبيل إصحى.
بالفعل بدأت سلسبيل فى الاستيقاظ،وتمطئت بيديها قائله:
صباح الخير...
لم يرد عليها وتوجه يكمل إرتداء باقى ملابسهُ.
نظرت له سلسبيل قائله:إنت خارج؟تحب أحضرلك الفطور. 
رد بإختصار:أيوا خارج كفايه كده بقالى عشر أيام بعيد عن الشغل كمان مليت من قاعدة البيت...ولأ خليكى هنزل أفطر تحت.
لا تعرف لما شعرت سلسبيل بغصه فى قلبها من قوله أنه مل البقاء بالمنزل،لكن قالت له:هقوم أغسل وشى وأغير هدومى وننزل نفطر تحت.
رد قماح بأمر:لأ خليكى هنا ممنوع تنزلى لتحت قبل ما أنا أقولك.
تعجبت سلسبيل وقالت:مش فاهمه،ليه ممانع إنى أنزل لتحت،طالما إنت خارج.
رد بعنجهيته المعتاده:أنا قولت كده،متنزليش لتحت وخلاص.
إستسلمت سلسبيل لقوله دون جدال.
بينما هو شعر بزهو أنها إستسلمت لقوله...لكن واهم بذالك فبداخلها ربما تريد هذا.
إقترب قماح من الفراش،يأخذ هاتفه الموضوع على إحدى الطاولات وتحدث وهو ينظر الى سلسبيل: إحتمال  أتأخر فى الشغل بسبب الايام اللى فاتت.
ردت بلا مبالاه:براحتك.
نظر إليها ربما كان يريد جواب آخر،وضع هاتفه بجيبه وخرج دون قول شئ آخر....بينما سلسبيل تنهدت بقوه حين سمعت صوت إغلاق باب الشقه وإرتمت بجسدها على الفراش تشعر براحه كانت تفتقدها الأيام الماضيه،وقالت:كويس أنه قال منزلش لتحت أهو أنام براحتى كويس ومحدش هيعكنن عليا...لكن تذكرت سلسبيل الحلم التى كانت تحلم به قبل أن يوقظها قماح، كانت ترى همس كانت بهيئة فراشه  تطير بحديقة المنزل بين الزهور المُزهره كانت سعيده لكن فجأه آتت عاصفه قويه وكادت تسحبها معها،لكن كان كارم من تمسك بجناحيها،، إحتارت سلسبيل  فى تفسير ذالك  وشغل ذالك الحلم بالها لوقت قبل أن تستسلم للنوم مره أخرى. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر بشقة زهرت 
دخلت وخلفها عطيات وذهبن الى غرفة الضيوف 
جلست عطيات تنتظر عودة زهرت من المطبخ تحمل بيدها صبق فاكهه... تبسمت لها 
وضعت زُهرت طبق الفاكهه  أمام والداتها وجلست لجوارها. 
مدت عطيات يدها وأخذت إحدى ثمار الفاكهه وقامت بقضمها قائله: 
جولى لى اخبـ.ـار العروسه الچديده أيه؟ 
ردت زُهرت: وهى سلسبيل چديده فى دار إهنه، ماهى متربيه فى نفس البيت ده كل اللى حصل، إتنقلت من شقة خالى ناصر لشقه تانيه فى نفس الدار، 
معرفش سبب أيه اللى خلى چدتى هدايه تصر على قماح يغير شقته اللى إتجوز فيها مرتين قبل كده ويتچوز سلسبيل فى شقه تانيه، والأغرب هو إزاى وافقها كلنا عارفين إن قماح مش بيسمع لصوت حد غير نفسه. 
ردت عطيات: يمكن أما قماح يغير العتبه ربنا يهديه المره دى ويثبت بقى على واحده  مش كل شويه يطـ.ـلق ويتچوز على كيفهُ. 
ضحكت زُهرت قائله: وهو العيب كان من العتبه إياك.... الله أعلم العيب من مين 
أول واحده  إتجوزها كانت زميلته وقال عاشجها مكملتش معاه ست شهور والتانيه كانت بـ.ـنت تاچر كبير وكمان معمرتش معاه سنه كامله. 
ردت عطيات بعد أن أخذت قضمه من ثمرة فاكهه أخرى قائله: بس سلسبيل مش زيهم... دى بـ.ـنت عمه... وكمان متنسيش الحچه هدايه بتعزها، دى يوم ما إتولدت كانت بتزغرط كأن نهله جابت الفارس، لدرچة إنى شكيت وجتها إنها صبى مش بـ.ـنت. 
ردت زُهرت: والسبب أيه... اللى أعرفه چدتى هدايه بتفضل خلف الصبيان عن البنات وده يمكن اللى مصبرها على مرات خالى قدريه. 
ردت عطيات: خالك ناصر غاب على ما مـ.ـر.اته حِبلت، دول مخلوش ولا دكتور ولا حكيمه اللى وراحوا على بابها لحد ما حِبلت نهله... 
إنى فاكره يوم ولادة سلسبيل 
الحچه هدايه  هى اللى ولدتها وأول ما نزلت البت على يدها جالت: 
نبع الميي. 
خدها خالك منها وجال... تبقى سلسبيل. 
حاوطتها هدايه كأنها كانت كنز... 
عكس يوم ما ولدتنى فيكى قالت بنيه وقامت مدياكى ليا وقامت من جنبى. 
حتى لو كانت ولدت أى واحده  حبله وجابت بنيه كانت تبجى متكدره مش مبسوطه كيف ما ولدت صبى. 
إتنين بس اللى شوفتها فرحت بولادتهم 
كان قماح، لما ولدت أمه (الاغريقيه) الله يرحمها، ونهله لما ولدتها سلسبيل. 
على سيرة الحبل والولاده، ها مفيش حاچه چايه فى السكه. 
ردت زُهرت: لاه مفيش.... أنا مش مستعچله أنا يادوب متچوزه من سنه. 
نظرت عطيات ل زهرت قائله: وسنه شويه عاد، إستعچلى وإحبلى قبل سلسبيل 
سلسبيل  لو حبلت هتاخد مكانه كبيره إهنه
ووقتها قدريه نفسها هتركع ليها. 
ردت زهرت بأستهزاء: مرات خالى قدريه مبتكهرش فى حياتها قد قماح، ما كلنا عارفين السبب  أمه الاغريقيه اللى عشقها خالى زمان وإتچوزها وچابها ضره ليها، دى مرتحلهاش قلب غير لما مـ.ـا.تت بعد ما سجطت.. بحمى النفاس، وسابت قماح إبن عشر سنين، ميغركيش كلمة... ولدى اللى بتجولها  قدريه له دى...انا عندى توكيد إنها سبب من أسباب إن مفيش واحده من الاتنين اللى إتچوزهم سابق عمرت معاه،ومتوكده مش هتريح مع سلسبيل ، وبعدين  الاتنين مفيش  واحده فيهم حبلت حتى مره وسجطت، مش يمكن فيه عيب منيه. 
مدت عطيات يدها وأخذت نوع فاكهه آخر قائله : وهى السنيوره سلسبيل ليه لغاية دلوقتى منزلتش من شقتها دى بقالها عشر أيام متجوزه أيه هتنزل أمتى مش خلاص قماح نزل النهارده وراح لشغله...مش عارفه ليه قلبى مش مرتاح لجواز قماح من سلسبيل،والبدايه أهى بقاله عشر أيام منزلش الشغل وكان لازق لها فى شقتهم،وأهو كمان لما نزل للشغل هى برضوا منزلتش. 
أخذت زهرت هى الآخرى ثمرة فاكهه وقضمتها بِغل قائله: ده أنا بستغربله قماح الجوازتين اللى فاتوا مكنتش صحيح لسه إتجوزت من رباح بس رباح نفسه مستغرب وبيقولى مكنش بيقعد الفتره دى فى البيت يمكن يومين تلاته بالكتير،لكن مع سلسبيل قعد عشر أيام ومكنش بينزل لا هو ولا هى من شقتهم،حتى هدايه بنفسها أوقات كنت بشوفها طالعه لهم رغم انها بتنهج من طلوع سلمتين،وده غير خالى النبوى وناصر معاه،مش عارفه السبب بس حتى دول مكنوش بيغيبوا عندهم...وسمعت عمتى قدريه بتتكلم مع هدايه إن ليه سلسبيل مش بتنزل،ردت عليها وقالت لها،عريس وعروسه جداد سيبهم يتهنوا ببعض.
سَخِرت عطيات من قول زهرت وأكملت بتشكيك: وهى دى أول چوازه لقماح إياك... قلبى حاسس هدايه بتخطط تركب سلسبيل عالبيت مكانها..وفى حاجه لو حصلت يبجي كلامى ده صح وجتها سلسبيل تبجى ملكت زمام مش بس الدار،لأ زمام قماح نفسه؟
ردت زهرت بإستفسار:وأيه الحاجه دى؟
ردت عطيات:إن سلسبيل تحبل من قماح،وجتها هتبجى هى إم الحفيد الأول،لو تسمعى كلامى ليكى وتحبلى إنتى جبلها..وجتها سلسبيل مش هتتميز عنك بحاچه جدام العيله.
نظرت لها زهرت تُفكر ثم إبتسمت بمكر فالحقد لا يغلَب فى التفكير فى قلب الباطل حق.  
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
بشقة سلسبيل  إستيقظت على صوت هاتفها، جذبته من فوق طاوله فوق الفراش ونظرت الى شاشة الهاتف...ببسمه وردت.
لتسمع من تقول لها:أيه يا كسوله منزلتيش ليه مع قماح الصبح ناموسيتك كحلى ولا أيه؟
ردت سلسبيل ببسمه:فعلاً يا هدى أنا كنت نايمه وأنتى اللى صحيتنى،تعالى لى الشقه نتسلى مع بعض.
تبسمت هدى قائله:تمام مسافة السلم وأكون عندك،نتغدى سوا ونتسلى شويه بقالى عشر أيام عينى و.جـ.ـعتنى من الابتوب مفيش اى حاجه تانيه أتسلى بها.
تبسمت سلسبيل قائله:تمام  هقوم أستحمى وأفوق كده على ما تطلعى الكام سلمه دول.
تبسمت هدى وقالت:تمام،إفتحيلى باب الشقه قبل ما تدخلى تستحمى،مش عاوزه أقف قدام باب الشقه،عمتك عطيات عند زهرت من بعد الضهر،عارفه أنها مش بترتاحلى،وممكن تكون الصدفه النحس وأتقابل معها قدام شقتك.
تبسمت سلسبيل قائله:تمام هفتحلك باب الشقه قبل ما أدخل الحمام،كفايه رغى بقى إبقى كملى رغى وإحنا مع بعض.
أغلقت سلسبيل الهاتف ونهضت من فوق الفراش وإرتدت مئزر فوق قميص نومها وتوجهت تفتح باب الشقه،ربما من سوء حظها
حين فتحت باب الشقه بنفس اللحظه فُتح باب الشقه المقابله،ووجدت عطيات تخرج من باب الشقه 
تبسمت عطيات وقالت بحديث فاتر:سلسبيل كنت لسه هرن عليكى الجرس أطمن عليكى إنتى وقماح بس أختك زهرت جالتلى إنى قماح نزل الشغل،بصراحه مصدجتش،ده لسه عريس چديد ولازم يتهنى مع عروسته الچديده.
إغتاظت سلسبيل من فحوى حديث عطيات لكن مثلت الامبالاه وقالت: ربنا يكون  فى عونه الشُغل الأيام اللى فاتت كان كتير، وأكيد رباح وأخواته مش عارفين يسدوا مكانه وهو قالى مش هيغيب مسافة كم ساعه يعنى. 
إغتاظت  زهرت وحاولت التلقيح على سلسبيل: 
طب والله رباح بيقولى الشغل الايام اللى فاتت كان تقيل عليه وهو كان شايل الشغل بدل قماح بيرد له الواجب لما  كنا فى بداية جوازنا كان قماح هو اللى شايل مكانه وسابه أكتر من شهر، هو قماح كده حتى فى جوازاته السابقه مكنش بياخد وقت كتير ويرجع لشغله من تانى، قماح عنده الشغل أهم من أى شئ تانى، حتى كان مستغرب إزاى بقاله عشر أيام بعيد عن الشغل بس إتفاجئنا الصبح لما نزل يفطر معانا تحت وقال إنه زهق من قعدة البيت ورايح الشغل... حتى رباح قاله أنا هسد مكانك، قاله لأ برضو، وكلنا عارفين طبع قماح هو كده  طبعهُ بيمل بسرعه.
فهمت سلسبيل مغزى حديث زهرت أن قماح سيمل منها بسرعه،لا تنكر شعرت بغصه فى قلبها ليس بسبب ذالك بل لأنها تشعر بالرُخص أمام قماح،هى بالفعل تتوقع أن يمل منها وبداخلها تتمنى أن يكون ذالك سريعاً،لكن لن تدع تلك الحمقاء التافهه زهرت لا هى ولا عطيات بنيل التشفى فيها وقالت بحِده:
معليشى يا عمتى أنا لازم أدخل،زى إنتم ما شايفنى،بالروب كنت هفتح لهدى علشان تدخل،وأدخل أنا أستحمى أصل من وقت قماح ما مشى الصبح وأنا نايمه،هو قالى خليكى مرتاحه النهارده وبلاش تنزلى لتحت وأنا مش هغيب عليكى،عن إذنك ياا...
قبل أن تكمل سلسبيل قولها كانت قد صعدت هدى ورأت وقوف سلسبيل مع هاتان الغـ.ـبـ.ـيتان زهرت وعمتها،إستغفرت بداخلها وقالت:
اللى تخاف منه تلاقيه،الحلوفتين دول أكيد سمموا بدن سلسبيل، بس من شكل وشهم اللى هيولع إن سلسبيل  قامت معاهم بالواجب. 
تحدثت سلسبيل: أها هدى وصلت أهى. 
تحدثت هدى: السلام عليكم واقفين عالسلم كده ليه خير يا عمتى... منوره دار العراب. 
علمت عطيات أن هدى تستهزأ بها، وحاولت الهدوء وقالت: بيت العراب منور بأهله، كنتِ فين كنت لسه هنزل أسأل عليكى قبل ما أمشى. 
ردت هدى: أنا بـ.ـنت حلال يا عمتى ووفرت عليكى تنزلى تسألى عليا، أنا بخير جداً، إزيك إنتى وعمو جوز حضرتك صحته عامله أيه؟وكمان حماد أزيه بقالى كم يوم مشفتوش. 
ردت عطيات: جوز عمتك أهو نحمده ربنا يشفيه،وحماد مشغول فى الشغل فى الشونات مع رباح،بيسد مكان قماح.
ردت هدى بنزك:ربنا يشفى عمو،وأهو حماد يشتغل يحلل لقمته،قصدى طبعاً يساعد رباح.
قالت هدى هذا ونظرت الى سلسبيل وقالت لها:أيه ده أنتى لسه بالروب مش قولت على مطلعلك تكونى إستحمـ.ـيـ.ـتى،وبعدين واقفه كده عالسلم إفرضى قماح،رجع وشافك كده،يغير عليكى،تصورى يا عمتوا إمبـ.ـارح كنت طالعه لها وليه أنها فتحتلى بالبيجامه زعق ليها،أصله بيغير عليها قوى،يلا ندخل بسرعه يا سلسبيل لقماح يكون رجع ويشوفك واقفه كده،يزعقلك،
قالت هدى هذا ودفعت سلسبيل بخفه لتدخل الى الشقه ودخلت هى خلفها ومسكت باب الشقه قائله:عن إذنك يا عمتوا هقفل الباب لا يكون قماح طالع،ميرضكيش يعمل مع سلسبيل مشكله بسبب وقوفها بالروب عالسلم.
أغلقت هدى الباب بوجههن دون إنتظار ردهن..
نظرت عطيات ل زهرت وقالت لها بعبوس وضيق:بنات ناصر عندهم جلة الأدب والحيا واصله لحدها،لو بنات غيرهم كان اللى حصل لأختهم كـ.ـسر عينيهم لكن دول عندهم جباحه لا متناهيه،خليكى إكده لحد ما سلسبيل تتحكم فى اللى فى الدار كلهم،وأولهم قماح نفسه ،إسمعى كلامى وإشبكى رباح بعيل،وياريت قبل  ما سلسبيل تحبل من قماح.
ردت زهرت بثقه:خلاص ياماما متقلقيش أنا عارفه أنا بعمل أيه كويس،وقبل سلسبيل ما تحبل من قماح هكون أنا رتبت أمورى كويس.
تهكمت عطيات قائله:براحتك أنا نصحتك،سلسبيل مش سهله دى وارثه خباثة هدايه وبكره تجولى أمى جالت.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بعد أن دخلن هدى وسلسبيل وأغلقن الباب بوجه عطيات 
وضعن أيديهن على فمهن يكتمن ضحكتهن حتى لا تسمعه عطيات وإبـ.ـنتها،ثم دخلن الى غرفة الضيوف بالشقه.
ضحكت هدى قائله:زمان عمتو عطيات بطلع نار من ودانها شايفه شكل عنيها دى كانت خلاص هتاكلنى،انا خـ.ـو.فت تتحول زى المستذئبين ليلة سطوع القمر وتفترسنا بعد ما فرسناها هى والمخفيه زهرت،والله لما بشوفهم كأنى شايفه حيه وبـ.ـنتها،زهرت مسيطره على عقل رباح،أنا فاكره كويس لما قال أنه عاوز يتجوزها مش بس جدتك اللى كانت رافضه أنه يتجوزها حتى قدريه،رغم إن زهرت بـ.ـنت أخوها، بس رباح وقتها هدد يطفش من هنا وكمان سمعت قماح بيقول لهم دى حياته وهو حر فيها،وبعدها وافقوا عالجوازه،حتى مرات عمى قدريه مبتعرفش تتنى عليها كلمه،زهرت مسيطره على عقل الغبى رباح،بس بتخاف من جدتى زى العما إن كان هى ولا عمتك نظرة عين جدتك بترعـ.ـبهم.
ضحكت سلسبيل قائله:بقولك فُكك منهم أنا مش حطاهم فى دmاغى أصلاً أنا مفطرتش وعلى لحم بطنى من الصبح وكلامى مع الحمارتين دول جوعنى أكتر ،قومى إدخلى المطبخ جهزى لينا غدا على ما أستحمى عالسريع.
نهضت هدى قائله:ماشى،بس قبل ما أحضر لينا الغدا،أيه مفكرتيش إن كان ممكن قماح جه وأنتى واقفه مع عمتك وبـ.ـنتها عالسلم بالروب الأحمر ده والله أعلم تحته أيه.
تبسمت سلسبيل قائله:لأ أطمنى قماح قبل ما ينزل قالى،أن عنده شغل متعطل كتير وهيتأخر،بلاش رغى أنا جعانه،روحى حضرى لينا الغدا،بس بلاش تحرقى الأكل زى عادتك.
تبسمت هدى قائله:طب والله أحلى حاجه فى أكلى الحرق بيديه طعم زى اللحمه المشويه عالفحم.
ضحكت سلسبيل وتوجهت الى الغرفه
بعد قليل بالمطبخ جلسن يتناولن غدائهن بمرح قليل،الى أن انتهوا عادوا الى غرفة الضيوف وسحبهن الوقت وهن جالسات معاً يتسامران حتى أتى عليهن الليل  
تبسمت هدى وهى تشير ل سلسبيل على صوره بالابتوب قائله: 
شوفى إكده الصوره دى لنحات بينحت فى الصخر وعمل صوره طبق الأصل لتمثال قديم  ... تعرفى تعملى زييه. 
ردت سلسبيل: لأه مش متمكنه للدرجه دى فى النحت  وكمان مش بحب  النحت فى الصخر  قوى أنا بجيب طمى وبعمل منه وشوش سواء كانت حـ.ـيو.انات او حتى وشوش بشريه على رأى چدتى هدايه... مساخيط. 
تبسمت هدى تقول: هوايه غريبه، فاكره لما بابا كان بيجيب ليك الصلصال والطمى وإحنا صغار وتقعدى تشكليه على أشكال مختلفه، بس كان الرزل كارم هو حماد بيبوظوه. 
تبسمت  سلسبيل بغصه.. كذالك هدى 
التى قالت:  الوحيدة  اللى كانت بتقدر تتوقف لهم هى... همس. 
تدmعت أعينهن،لكن أخفين ذالك  
رفعت هدى عيناها ليقع بصرها  على عنق سلسبيل، رأت تلك العلامـ.ـا.ت الداكنه بعنقها فقالت: سلسبيل  أيه العلامـ.ـا.ت اللى فى رقابتك دى، لتكون علامـ.ـا.ت   قماح 
هى دى بقى العلامـ.ـا.ت اللى بيقولوا عليها 
Love bites
ضـ.ـر.بت سلسبيل على يد هدى قائله 
: خلى عندك حيا إتحشمى. 
ضحكت هدى قائله: كلمة چدتى هدايه... دايماً تقولهالى 
ضحكت سلسبيل 
لكن  فى ذالك الوقت دخل قماح للشقه
و ورأهن جالستان تتحدثان ألقى عليهن السلام 
رددن عليه السلام  
كان على وجه سلسبيل  بسمه 
كذالك هدى التى وقفت قائله: هاخد الابتوب بتاعى وأنزل بقى. 
أماء قماح لها  برأسه دون حديث. 
ذهبت سلسبيل  مع هدى الى باب الشقه ثم عادت الى الداخل  لم تجد قماح دخلت بتلقائيه الى غرفة النوم وجدته يقوم بخلع ثيابه 
تحدث  وهو ظهرها لها قائلاً: حضريلى الحمام. 
تفاجئت سلسبيل  قائله: ها. 
نظر قماح لها قائلاً: ها أيه بقولك حضريلى الحمام... فيها ايه دى غريب ولا مبت عـ.ـر.فيش تحضرى الحمام، أقولك تفتحى الحنفيه فى البانيو لحد ما يتملى ميه وفى كم نوع صابون سايل فى الحمام تحطى منهم فى الميه وياريت الميه تكون فاتره...ولا مت عـ.ـر.فيش كمان يعنى أيه فاتره،هقولك شبه دافيه،يعنى لا سقعه ولا سخنه...فهمتى. 
ردت سلسبيل:آه فهمت... هروح أحضرلك الحمام. 
بالفعل دخلت سلسبيل  الى الحمام فتحت الصنبور وقامت بملئ حوض الاستحمام ووضعت بعض أنواع الصابون السائل فى المياه. 
قبل أن تخرج من الحمام تفاجئت بقماح خلفها شبه عارى بمنشفه صغيره حول خصره فقط. 
إستحت منه وكانت ستخرج لكن قال قماح  : على فين مش هتغسليلى ضهرى. 
قالت سلسبيل  بتفاجؤ: ها. 
رد قماح  بتذمر: أيه كل ما اقوله حاجه تقوليلى ها... أيه الغريب فى اللى بقوله، تعالى أقف ورايا وأغسليلى ضهرى. 
قال قماح هذا وأزال تلك المنشفه من حول خصره ونزل الى حوض الاستحمام... 
ذهبت سلسبيل  بحياء ووقفت خلفه تستجمع نفسها خجله... ماذا تفعل. 
تبسم قماح وهو ينظر لوجهها الذى إصطبغ باللون الأحمر وقال: واقفه كده ليه ما تغسليلى ضهرى. 
إستجمعت سلسبيل  نفسها لكن قبل أن تمد يدها على جسد قماح... قال: 
إستنى إنتى هتغسليلى ضهرى  وإنت بالبيجامه كده إقلعيها. 
تصنمت سلسبيل مكانها. 
رد قماح: مالك إتصنمتى كده ليه، بقولك أقلعى البيجامه دى، ولا  عاوزانى  أنا أقوم أقلعهالك. 
إنصهر وجه سلسبيل، وقالت: لاه هقلعها لحالى، بس هروح وراء الستاره دى اقلعها 
تبسم قماح، 
غابت سلسبيل خلف الستاره  قليلاً... تذمر قماح قائلاً: ساعه على ما تقلعى حتة بيجامه... خلصينى.... مكنتش حته بيجامه. 
ازاحت سلسبيل  الستاره 
نظر قماح لها تبسم بسخريه: يعنى قلعتى البيجامه ولبستى البشكير عالعموم مش مهم خلصينى قربى  إغسليلى ضهرى. 
إقتربت سلسبيل  من حوض الاستحمام بخطوات متهاديه قليلاً  ، الى أن وقفت بجانب حوض الأستحمام 
لكن قبل أن تمد يديها على جسد قماح  تفاجئت به جذبها بقوه لتقع بالحوض جواره. 
للحظه إنخضت سلسبيل  ورفعت رأسها من المياه وازالت بقايا الصابون عن عينيها 
تفاجئت بجذب قماح لها ليبقى أكثر من نصف جسدها فوق جسدهُ إلتهم شفاها بقبلات قويه.... 
ترك شفاها حين شعر بعدm قدرتها على التنفس، مد يده يمسك خصلات شعرها ونظر لها وهى تلهث قائلاً  بتملك: 
شعرك ده ممنوع بعد تسبيه نازل وراء ضهرك... يا تضفريه يا تعقديه محدش يشوفه سايب وراء ضهرك  غيرى... مفهوم. 
أعاد قماح كلمته: مفهوم... ردى. 
خرج صوت سلسبيل  محشرج: مفهوم. 
تبسم بزهو وهو يعود يُقبلها مره أخرى يتملكها على هواه. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصباح اليوم التالى.. 
إستيقظ قماح من النوم، يشعر ببوادر ذالك آلم برقابته، لكن تحمله، 
وكعادته نظر  لسلسبيل  النائمه تُعطيه ظهرها.. 
نهض من على الفراش لكن قبل أن يذهب الى الحمام، أيقظ سلسبيل  ، التى إستيقظت تقول: صباح الخير. 
رد قماح: يلا قومى علشان ننزل نفطر مع العيله تحت. 
تعجبت سلسبيل  من ذالك فبالأمس قال لها لا تنزل واليوم غير رأيه، لم تجادلهُ أيضاً، هى ملت من البقاء حبيسة تلك الشقه معه، نهضت هى الأخرى وذهبت الى حمام آخر بالشقه 
وعادت للغرفه بعد قليل وأخرجت لها ملابس ملائمه  ووضعتها فوق الفراش، ونظرت ناحية باب الحمام،تنهدت حين رأت الباب مازال مغلق،فخلعت ذالك المئزر الذى كان عليها وإرتدت تلك الثياب سريعاً،قبل أن يخرج قماح من الحمام 
ثم وقفت تُمشط خصلات شعرها أمام المرآه،فى ذالك الوقت خرج قماح من الحمام يرتدى معطف حمام،نظر لها ساخراً فهى فى ذالك الوقت القصير الذى قضاه بالحمام أخذت حمامًا وأبدلت ثيابها أيضاً والآن تُصفف شعرها
إقترب من مكان وقوف سلسبيل وقال بنبره تشبه الآمر:طلعى لى غيار من الدولاب.  
وضعت سلسبيل المشط فوق طاولة السراحه، وذهبت الى الدولاب وأخرجت مجموعة ملابس لقماح ووضعتها على الفراش له 
تبسم قماح بزهو، وخلع المعطف وبدأ بأرتداء تلك الملابس، وهو ينظر بتسليه لخجل سلسبيل  التى حاولت إخفاؤه بإنشغالها بتمشيط شعرها،بصمت 
قطع قماح الصمت قائلاً:
فى حاجه لازم أقولها قبل ما تنزلى لتحت،شقتنا ممنوع أى خدامه تدخلها بعد كده.
نظرت له سلسبيل بعدm فهم قائله:قصدك أيه.
نظر قماح لها وقال:قصدى إن الشقه دى ممنوع أى خدامه من اللى بيشتغلوا فى البيت تدخلها.
ردت سلسبيل:طب ومين اللى هينضف الشقه وغسيل الهدوم وغيره.
رد قماح:أنتى اللى هتنضفيها،وأظن التنضيف مش هيبقى كل يوم كذالك غسيل الهدوم  يعنى حاجات مش متعبه وأنتى كنتِ بتساعدى الخدmـ.ـا.ت فيها.
كانت سلسبيل ستعترض لكن تحدث قماح بقطع:خلصى والبسى طرحتك خلينا ننزل،عندى ميعاد مع عميل فى المقر بعد ساعه.  
إمتثلت سلسبيل  لقوله وأرتدت وشاح فوق رأسها ونزلت معه للدور الأسفل بالمنزل. 
تبسمت هدايه حين رات قماح يدخل الى غرفة السفره خلفه سلسبيل التى ألقت عليهم الصباح قائله:
صباح الخير.
ردت هدايه بفرحه:  صباح النور عالبنور، نورتى يا قلب چدتك يلا بلاش الوجفه دى، خلونا نفطروا مع بعض. 
تبسمت سلسبيل  وذهبت الى مكانها السابق جوار هدى، لكن قبل أن تجلس جوارها قالت هدايه: 
تعالى يا سلسبيل  إجعدى چنب قماح چوزك وبعد إكده مكانك چاره، يلا جوم ليها يا كارم وإجعد عالكرسى اللى چارها. 
نهض كارم من مكانه وجلست سلسبيل على المقعد  وتبسمت لكارم الذى تبسم لها قائلاً:صباح الخير يا سلسبيل.
ردت سلسبيل عليه الصباح بود.
بينما شعر قماح بغِيره وتذكر صباح أمس حين سمع سلسبيل تهمس بأسم كارم وهى نائمه... لولا أنه يعلم بأن كارم كان يهوى همس لدخل الشك فى قلبه، لكن لما همست سلسبيل  بإسمه وما سر بسمتها الآن له، أتكون سلسبيل... 
رفض عقلهُ هذا أيضًا، فهذا مستحيل. 
.. 
بجو أسرى عائلى  تناولوا الفطور معاً، لكن كانتا هنالك حاقدتان يملئ قلبهن الغل
قدريه التى تدعى الحنان الكاذب لقماح، لكن لا أحد يصدق ذالك الرياء 
وهنالك زهرت أيضاً التى كانت بين الحين والآخر تنظر لرباح وترسم بسمة خبيثه على وجهها، ذالك الأحمق التى تستطيع سحب عقله بسهوله، تذكرت قبل قليل، قبل أن تنزل الى هنا وتُصدm بعدها بنزول قماح  ومعه سلسبيل، تذكرت كيف بسهوله خدعت رباح. 
فلاشــــــــــــــــــ* باك... قبل وقت قليل.
بشقة رباح 
بغرفة النوم،إستيقظت زهرت من النوم بكامل حيويتها،نظرت الى رباح النائم لجوارها ببسمه خبيثه 
نهضت من جواره كى تستطيع البدء فى الجزء الأول من خطتها الخبيثه، ذهب الى إتجاه الحمام، خرجت بعد قليل، فى ذالك الوقت إستيقظ رباح من النوم، لم يجد زهرت جواره وضع رأسه بين يديه يدلكها يشعر بآلم قوى برأسه،نظر أمامه ورأى زهرت تخرج من الحمام تضع يدها على بطنها وجلست على أحد المقاعد يبدوا الشحوب على وجهها .
نهض سريعاً من على الفراش وتوجه لمكانها قائلاً بلهفه:
زهرت مالك وشك أصفر كده ليه؟ 
هنزل أنادى لجدتى تجى تشوفك.
مسكت زهرت بيد رباح قائله بتمثيل الوهن:مالوش لازمه أنا عارفه سبب تعبى أيه.
نظر لها رباح بإستغراب قائلاً:وايه سبب تعبك ده قومى إلبسى هدومك وانا هساعدك ننزل نروح لدكتور أو أى مستشفى،إنتى مش شايفه وشك لونه مخـ.ـطـ.ـوف إزاى.
ردت بنفس التمثيل:دى حاجه عاديه بلاش مبالغتك دى.
تعحب رباح قائلا:
قصدك أيه بعاديه؟
مثلت زهرت الخجل وقالت:أصلى عندى شك إنى أكون...أكون.
تحدث رباح بإستعلام:تكونى أيه؟
ردت زهرت:عندى شك إنى أكون حامل بقالى كم يوم حاسه بأعراض كده ولما سألت ماما إمبـ.ـارح عليها قالتلى إحتمال كبير أكون حامل.
فرح رباح بشـ.ـده وأظهر ذالك قائلاً:بجد يعنى إنتى حامل،ألف مبروك يا حبيبتي،أنا هنزل دلوقتي أقولهم كلهم وبعد كده بلاش تجهدى نفسك فى شغل البيت.
إستغربت زهرت قوة فرحة رباح لم تكن تتوقع أن يفرح بتلك الطريقه،لكن قالت بخباثه:لأ اوعى يا حبيبي تقول لحد قبل ما أتأكد أنا كلمت واحده صحبتى وخدتلى ميعاد عند دكتوره شاطره هى بتابع معاها لما بتكون حامل،هروح ليها النهارده أتأكد وبعد ما أتأكد نبقى نقول للعيله ونفرحهم،أو الله اعلم هيفرحوا لينا ولا لأ إنت عارف إن الحجه هدايه من ناحيتى مش قوى يعنى.
رد رباح:حتى لو مفرحوش كفايه علينا فرحتنا،قوليلى هتروحى للدكتوره عالساعه كام وأنا أجيلك نروح سوا.
ردت زهرت سريعاً:لأ يا حبيبي بلاش تعطل نفسك وكمان صاحبتى هتبقى معايا،بلاش وجودك معايا هيحرجها.
تبسم رباح وقال:ماشى بس إبقى بلغينى عالموبايل الدكتوره قالتلك أيه.
تبسمت زهرت قائله:حاضر يا حبيبي،أنا متأكده من إحساسى إنى حامل...ربنا هيكرمنا.
تبسم رباح لها،لكن فجأه شعر بصداع ووضع يده فوق جبينه يدلكه.
لاحظت زهرت ذالك وقالت:مالك بتفرك جبينك كده ليه؟
رد رباح:مش عارف مالى دmاغى مصدع قوى،بقى بيجيلى صداع على فترات متباعده كده.
إنشرح قلب زهرت لكن أظهرت اللهفه والخـ.ـو.ف وقالت:طب مروحتش لدكتور ليه يشوفلك سبب الصداع ده.
رد رباح:مالوش لازمه الدكتور ده مش صداع جـ.ـا.مد يعنى وبيجى على فترات متباعده.
نظرت له زهرت بأدعاء الخـ.ـو.ف عليه وقالت:طالما مش عاوز تروح لدكتور أنا كنت باخد دوا للصداع كان جالى من  فتره صداع زيك كده على فترات متباعده   وكنت روحت لدكتور كتبلى على نوع دوا ومفعوله ممتاز 
من وقتها لما بحس بصداع باخد حبايه برتاح بعدها،هبقى أجيبه لك معايا وأنا راجعه من عند الدكتوره.
إنحنى رباح يُقبل يد زهرت قائلاً:ربنا يخليكي ليا ويكمل فرحتنا بإبننا اللى فى بطنك.
تبسمت زهرت برياء وقالت:لأ أنا عاوزه بنوته وتكون شبههى.
تبسم رباح لها بعشق مـ.ـجـ.ـنو.ن.
بالعوده للحاضر**
تبسمت زهرت بخباثه وهي تفكر فى بدايه رسم خطتها من اليوم لاداعى للتأجيل.
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى حوالى الرابعه عصرًا
بإحدى الشُقق الخاصه بعماره فاخره بالمدينه. 
صعدت بالمصعد الكهربائى الذى توقف فى أحد الأدوار خرجت من المصعد وفتحت حقيبة يدها وأخرجت سلسله من المفاتيح  ووضعت أحد المفاتيح  بمقبض الباب وفتحت الباب ودخلت الى داخل الشقه، ونزعت من على وجهها ذالك النقاب التى كانت ترتديه، ليس فقط النقاب بل ملابسها وبقيت بفستان شبه عارى، تبسمت وهى تنظر الى من يقول: 
مكنتش  مصدق لما إتصلتى عليا وقولتيلى نتقابل فى الشقه يا زهرت... حشـ.ـتـ.ـيني و  حشـ.ـتـ.ـيني و  
تبسمت له وأقتربت منه تتدلل بخطواتها تسير بأغراء قائله: 
وأنتى أكتر يا حبيبي متعرفش انا عملت أيه علشان أجى أقابلك النهارده هنا فى الشقه يا حبيبي ونعيد الحب بينا. 
فى ثوانى كان تلتقط شفاه بقبلات مشتهيه تذهب معه لعلاقه مُحرمه... تؤكد أنها ليست سوى عاهره خائنه بجداره. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت... 
بالمقر الرئيسى لمجموعة العراب،
كان قماح جالساً بمكتبه يقرأ بعض الملفات الخاصه ببعض التوريدات الأخيره،شعر بآلم قوى بعنقه يزداد 
وضع يديه حول عنقه حاول تدليكها،لكن لافائده،رفع سماعة هاتف مكتبه وطلب من سكرتيرته ان تأتى له بنوع دواء معين أعطى لها إسمه.
أغلق الهاتف ووضع يديه حول عنقهُ،يمسدها عل الآلم يخف،
سمع فتح باب مكتبه تنهد براحه قليلاً،لكن سُرعان مازالت تلك الراحه وقال بتعجب:..هند!
بكافيه بمدينة بنى سويف. 
كان كارم يجلس مع أحد أصدقائه نهض وخرج الى أمام الكافيه كى يرد على إتصال هاتفه،لينهى الإتصال بعد قليل،وقف ينظر أمامه لثوانى قبل ان يعود لداخل الكافيه لكن سمع من تقول  :اوقفى يا همس.
إخترق إسم همس فؤاده وقف متصنماً لدقيقه 
وقع بصره على طفله صغيره بعمر الخامسه تقريباً تجرى تتجه إلى مكان وقوفه كى تمر من باب الخروج من الكافيه،لكن كادت تتعثر قبل أن تصل إلي الباب،سريعاً أمسك يدها قبل أن تقع ...تبسمت له الطفله وتحدثت بنهجان وإشارات لم يستطيع تفسيرها،لكن تلك التى كانت تنادى على الطفله وصلت الى مكان وقوف كارم مع الطفله،وتبسمت قائله:همس بتشكرك إنك مسكت إيدها قبل ما توقع عالأرض.
للحظات حين سمع إسم همس تسمر محله وضغط بقوه على يد الطفله التى كانت بين يدهُ...تآلمت الطفله وحاولت سلت يدها من يدهُ لكن هو كان يُطبق عليها بقوه كآنه يريد ألأ تترك يدهُ...إنتبه لحاله حين قالت الفتاه وهى تمد يدها كى تأخذ يد  الطفله من يدهُ قائله بشكر:بشكرك إنت رحمتنى،لو كانت همس وقعت أو جرالها حاجه كانت أمها ممكن تقــ,تــلنى،دى بـ.ـنت أختى الوحيده وجابتها بعد تعب سنين،دى حتى سمتها على إسمى.
نظر كارم لمن تحدثه وتبسم قائلاً:إنتى إسمك همس؟
تبسمت الفتاه وقالت:لأ مش إسمى يعنى،أنا إسمى هاميس،بس علشان غرابة الإسم بيقولولى همس،كمان إختصار.
تبسم كارم بغصه قويه فى قلبه...لا يعرف ماذا فعلت بسمته بتلك الفتاه.  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى المقر
إرتسم الغبن على وجه قماح حين رأى تلك هند تدخل الى المكتب وأغلقت خلفها الباب تتوجه الى مكان جلوسه خلف المكتب ترسم بسمه على محياها وقالت: 
أيوا هند يا قماح، مالك مستغرب كده ليه هى أول مره أجيلك مكتبك هنا. 
رد قماح الذى يشعر بآلام برقبته تزداد، وهو جالس خلف مكتبه ولم ينهض لها: وفى رأيك مش لازم أستغرب إحنا علاقتنا بقالها أكتر من سنه منتهيه وجودك  هنا غريب، لآن أكيد مش صدفه. 
تبسمت هند بغنج وقالت: من أول مره شوفتك فيها يا قماح لفت نظرى بحنكته وفطنتك فى توقع أفعال اللى قدامك، وده يمكن السبب اللى خلانى وقتها أوافق على جوازى منك بالسرعه اللى حصلت وقتها بعد كم لقاء بينا مـ.ـيـ.ـتعدوش الإيد الواحده، وكنت مفكره إنى  أكتر واحده فهماك وقتها بس بسرعه إكتشفت إن  الوصول لقلبك لُغز صعب حله. 
رغم شعور قماح بآلم رقابته وضع يدهُ على عُنقه وضحك ساخرًا يقول بإستهزاء: جايه ليه يا هند، أظن حكايتنا خلاص  إنتهت، وأكيد عرفتى إن إتجوزت، بصراحه توقعت الزياره دى، بس كنت متوقعها قبل ما أتجوز مش بعد ما أتجوزت، وكل السكك إتقطعت. 
ردت هند بمفاجأه: إتجوزت سلسبيل ليه يا قماح، إشمعنا دلوقتي  بعد ما أخويا طلب إيدها فجآه كده حليت فى عينيك، كانت قدامك من البدايه، قبل ما تتجوز خالص...الحجه هدايه هى اللى طلبت منك تتجوزها ومش غريبه قبل ما تكمل همس سنه . 
رد قماح  بدبلوماسيه مُغلفه ببروده المعتاد:الموضوع  ميخصكيش يا هند،وزيارتك مكنلهاش لازمه.
تبسمت هند وهى تنظر لقماح بتمعن وقالت:أيه و.جـ.ـع رقابتك رجعلك تانى،ولا يمكن العروسه مش راضيه عنك وبتنيميك عالكنبه،أصل كان واضح فى المده اللى عشتها معاك فى دار العراب،سلسبيل كانت حتى مش بتقولك صباح الخير وبتتجنب وجودك فى أى مكان،بس مع ذالك عينيك كانت بتبقى عليها،لسه عند قولى اللى بسببه طلقتنى يا قماح...سلسبيل ساكنه قلبك وبيغـ.ـيظك عدm إهتمامها بيك،بس معرفش السبب اللى خلاها توافق تتجوزك،أكيد سحر الحجه هدايه.
وقف قماح متضايقاً يقول:مش فاضى لمهاتراتك،وكلامك الفارغ،وأيًا كان سبب جوازى من سلسبيل،شئ ميخصكيش،وإنتى عارفه سبب طلقنا كويس مخالفة أمرى لما روحتى من ورايا وزورتى أهلك ،غير حبوب منع الحمل اللى كنتى بتاخديها من ورايا...مكنتيش عاوزه تخلفى مكنتش هغـ.ـصـ.ـبك لكن تعملى كده من ورايا يبقى متلزمنيش.   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتلك الشقه
التى تمارس فيها زهرت فاحشة الخيانه، إرتمت بظهرها على الفراش تشعر بنشوه مُرهقه، كذالك ذالك الفاسق الذى كانت معه، نظر لها يقول: كنتى وحشانى قوى يا زهرت بقالنا فتره متقبلناش. 
تلوت زهرت كالأفعى وإقتربت منه ونامت على صدرهُ ووضعت يدها تتلمس ملامح وجهه قائله بنبرة إغراء مصحوبه بتهكم: بجد وحشتك يا نائل.. 
بأمارة أيه.. سلسبيل اللى كنت جاى مع والداك علشان تخطبها بقلب جـ.ـا.مد، مش برضو باباك ده اللى سبق ورفض إنك تتجوزينى، ولا عشان سلسبيل بـ.ـنت عيلة العراب، النسب اللى يشرف، مش زى نسب بابا الموظف البسيط.... اللى عايش على معونات عيلة العراب اللى كانوا بيزكوا بيها على ماما من وقت للتانى... أهو عيلة العراب رفضوا طلبكم، ومش بس كده، سد عليكم طريق رجعة قماح لهند  كمان. 
وضع نائل يديه حول خصر زهرت ينظر لها بإشتهاء وأجاب بكذب:أنا مكنتش أعرف إن بابا هيطلب ايد سلسبيل فوجئت وقتها كان قايلى اننا رايحين نتكلم على بضاعه،قولت يمكن عاوز يفتح سكه لرجوع قماح لهند ،بس بصراحه إستغربت وقتها،إن قماح كان خاطب سلسبيل قبلها،ومـ.ـو.ت همس هو اللى آجل الجواز.
ضحكت زهرت قائله بسخريه:قماح..كان خاطب  سلسبيل قبلها...سلسبيل نفسها كانت رافضه الجوازه،الجوازه ولو مش  همس مـ.ـو.تت نفسها يمكن عمرها ما كانت تمت.
تعجب نائل وقال:
قصدك أيه بهمس مـ.ـو.تت نفسها،مش مـ.ـا.تت بالغلط بسبب لعبها فى السلاح  زى ما سمعنا. 
ضحكت زهرت  ساخره: لأ أصل الست همس دهست شرف العيله وربنا فضحها قدامنا،كانت حامل وأجهضت وقبل ما تتعترف مين اللى فرطتت فى شرفها معاه، تك بوم، قــ,تــلت نفسها، وهدايه العقربه كتمت عاللى حصل، طبعاً إنكتمنا ورسمنا الكدبه قدام الناس. 
تعجب نائل  قائلاً: ليه مقولتليش باللى حصل قبل كده... طب وأيه اللى يجبر قماح يتجوز سلسبيل  أكيد ده مش سبب مُقنع، بالذات زى ما قولتى همس قــ,تــلت نفسها، وإندفن السر معاها وهدايه كتمت على حقيقة اللى حصل قدام الناس. 
ردت زهرت بحسره مخفيه بقلبها:  أيه كنت عاوزنى أقولك غلطة همس علشان تستغلوا الحكايه وتخلى عيلة العراب يقبلوا بيك، وبعدين سبب الجوازه  نفسها هو قماح  العراب... عندى شك كبير أنه بيحب سلسبيل، وقسوته وجفاؤه معاها اللى كان ومازال بيظهره ده قناع... وأهو أول ما إتقدm لها عريس نط هو وأتجوزها. 
تحدت نائل بإعتراض: غلطانه وكنا هنعرف نستغل غلطة همس إزاى وإنتى بتقولى إنها إندفن السر معاها،و مش معقول قماح  يكون بيحب سلسبيل، طب ليه متجوزهاش من الأول أو  حتى تانى جوازه، طب هقول اول جوازه له  سلسبيل  كانت صغيره وفى الثانويه، فى الجوازه التانيه كانت تقريباً  فى آخر سنه لدراستها، غلطانه قماح أتجوزها بس عشان خاطر هدايه ترضى عنه. 
نظرت زهرت لنائل وقالت بحقد: إحنا مش جايين النهارده عشان نتكلم عن جوازة قماح بسلسبيل، جيبت اللى قولتلك عليه فى الموبايل. 
إبتسم نائل وأبتعد عن زهرت قليلاً، وفتح درج بطاوله جوار الفراش وأخرى علبه دواء بلاستيكيه صغيره منه، وقال لها: 
أكيد جبتها بس قوليلى الحبوب دى مفعولها عالى قوى مين اللى غالى عليكى كده وعاوزاه يدmنها. 
خـ.ـطـ.ـفت زهرت العلبه الصغيره من يد نائل ونظرت لها بظفرقائله:  تمسكنت قائله:ده لبابا إنت عارف إنه مريـ.ـض أهى تبقى مُسكن،له، وبعدين ده مالكش  فيه، وكمان فين طلبى التانى اللى طلبته منك. 
فتح نائل نفس الدرج وأخرج علبه مُخمليه ومد يدهُ بها قائلاً: لو صبر القـ.ـا.تل، هديتك أهى، يا زهرتى  أتمنى تعجبك، نفس الطقم الدهب اللى بعتيلى صورته عالموبايل أهو ده مش دليل على إنى بحبك. 
أخذت زهرت العلبه من يدهُ وقالت ببسمه لعوب: متعرفش أنا عملت أيه علشان أجيلك النهارده.. وأنا لو مش بحبك كنت طلبت منك نتقابل النهارده وأجيلك متخفيه كده. 
نظر لها نائل عيناه تجوب على مفاتنها الظاهره أمامه تجعله ينسى أنه يغوض فى وحل الخطيئه او ربما هو الآخر يرحب بتلك الخطيئه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً 
بشقة النبوى، وقف أصغر أبناؤه يقول بزهق وشكوى: 
بابا أنا عاوز أتكلم معاك فى موضوع مهم. 
نظرت له قدريه قائله: خير أيه هو موضوعك المهم ده؟ 
نظر محمد للنبوى وقال: بابا أنا عاوز أشتغل مع عمى ناصر أو مع قماح فى المقر وعاوزك تكلمه وتقوله على كده. 
ردت قدريه قبل النبوى: عاوز تشتغل تحت إيد قماح ليه  وشغلك مع أخوك رباح... مالهُ. 
رد محمد بتهكم: قصدك خدmتى ل رباح مش شغلى معاه، يابابا رباح بيعاملنى بسوء وأنا كنت ساكت وبقول يمكن مع الوقت يتعدل، بس ده بيزيد فى السوء معايا بيفضل حماد إبن عمتى، بيدى له الشغلانه السهله وواخده إيده اليمين وأنا ناقص يشغلنى شيال مع الشيالين فى الشون  اللى تحت إيده وسبق وإتشكيت منه لماما كذا مره يتعدل معايا يومين  وبعدها طبعاً  عشان يرضى مـ.ـر.اته بيفضل حماد عليا، وأنا خلاص  فاض بيا منه يا بابا، ده بيستقصد يقِل من قيمتى قدام العمال والشيالين.
تهكمت قدريه قائله:وقماح مش هيقِل من قيمتك لما تشتغل معاه فى النهايه هو مش أخوك بلاش تتعشم في نعومته.
نظر النبوى لها وقال بإستهجان:قدريه اوعى لكلامك..قماح أخوه زى كارم ورباح.
إرتبكت قدريه وقالت بتبرير خادع:مش قصدى أنه مش أخوه،أنا قصدى إن ممكن يعامله بسوء،قماح عنده عنجهيه شويه وممكن يتكبر على محمد،خلاص خليه يشتغل مع ناصر،ناصر كِبر ومحمد يشيل عنه شويه...إنما قماح بلاش حتى علشان الخلاف بينه وبين رباح بلاش محمد يدخل فيه ورباح يفكره مُنحاز ناحية قماح يحط ضغينه بين الأخوات... قماح عندى زى ولادى بالظبط. 
نظر النبوى لقدريه بإستهزاء وقال:بلاش النغمه دى يا قدريه،وسيبى الأخوات وإبعدى عن دmاغهم اللى بتمليها من ناحية قماح،أنا فاهمك كويس،وإنت يا محمد أنا هكلمك عمك ناصر تشتغل تحت إيده فى البدايه تتعلم طريقة شغل توريد  الشونات كويس تصبح على خير.
تبسم محمد يقول:ياريتنى كنت كلمتك إنت من البدايه يابابا،مكنش رباح إستهزء بيا،يلا هروح أنام بقى هلكان من الصبح للمسا.
ذهب محمد وترك النبوى مع قدريه،لكن سرعان ما ترك النبوى قدريه واقفه وتوجه ناحية غرفة النوم،لكن قبل أن يدخل من الباب قال بتهكم:أيه مش هتيجى تنامى ولا هتروحى لابنك تسممى أفكاره هو كمان من ناحية قماح وعمه ناصر،عشان يطلع نسخه تانيه من رباح ويكره أخواته وعمه ويقول نفسى وبس،وتجى واحده زى زهرت تسحب عقله وتخليه حتى ميسمعش كلامك،بلاش تزرعى الغباوه بين الأخوات يا قدريه لآن أول من هيدفع تمنها هو إنتى وإنتى عارفه إزاى.
إرتجفت قدريه وتلبكت ولم تستطيع الرد،هى تفهم فحوى هذا التهديد،شعرت بكُره ساحق ل النبوى الذى لم يحبها يومًا،كان زواجه منها من أجل زواج بدل إقترحته وقتها هدايه،من أجل تزوج إبنة زوجها التى كانت وقتها بلغت من العمر الثلاثون دون زواج،وأصبحت بعداد العوانس،إصطادت هدايه عائله بسيطه بها شاب وفتاه،مقابل أن تأخذ الفتاه يتزوج أخيها من إبنة زوجها،وعائلة العراب لم تكن بثراء كبير لكن كان له إسم بالبلده بسبب تجارة الغِلال بأنواعها...النبوى لم يهواها يومً مجرد ان ظهرت إمرأه أخرى،كانت على غير دينه وتزوجها قبل أن تدخل الى الإسلام بإرادتها حتى حين أنجبت،كان لطفلها الأفضليه ومحبوب عنها هى وولدها،حتى أنهم كانوا ينعتوه بوجه الخير،وهل هى وولدها وقتها كانوا نذير شؤم،كان هنالك إزدواجيه خلفت حقد بقلبها او هكذا برر لها شيطانها
.  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل. 
بدلت ملابسها بأخرى وتوجهت الى تلك الشُرفه الذى يقف بها قماح يتحدث بالهاتف، وكادت أن تدخل الى الشُرفه 
لكن فى نفس الوقت  
أغلق قماح هاتفه وزفر نفسه وإستدار حتى يدخل الى الشقه، لكن تفاجئ بسلسبيل فى وجه 
إنخضت سلسبيل وتسمرت مكانها. 
تبسم قماح عليها وقال: أيه شوفتى عفريت ولا معرفتيش تصنتى كويس و... 
إزدرت سلسبيل ريقها وقالت: على فكره أنا مكنتش بتصنت ولا حاجه أنا كنت چايه أقولك إنى هنزل لشقة بابا. 
رد قماح بعدm تصديق أنها لم تكُن تتسمع على حديثهُ بالهاتف وقال بسؤال: 
وهتنزلى شقة عمى تعملى أيه دلوقتي الساعه قربت على عشره ونص المسا. 
ردت سلسبيل:هدى بيتقول إن فى فيلم لاول مره هيتعرض على التلفزيون وطلبت منى نسمعه سوا، وأنا وافقت لأنى شوفت إعلان الفيلم قبل كده و كان عاچبانى. 
تهكم ساخراً يقول: والفيلم ده عربى ولا أچنبى؟ 
ردت سلسبيل: آچنبى وبيتعرض على قناه مُشفره، لأنه لسه تقريباً بيتعرض فى السينمـ.ـا.ت هنا فى مصر. 
وضع قماح يدهُ أسفل ذقنه يحكها بتفكير قائلاً: فيلم آچنبى وهيتعرض على قناه مُشفره كمان... يعنى ممكن يكون فيه مشاهد خارچه والقناه طبعاً مُشفره فمفيش مونتاج ولا رقيب للمشاهد دى. 
ردت سلسبيل بضيق: أنا وهدى مش محتاجين مونتاج ولا رقيب، إحنا نعرف الصح من الغلط وأكيد مش هنتفرج على مشاهد خارچه. 
رد قماح بسخريه وهو يمد يدهُ يضعها على جسد سلسبيل وقال بإيحاء: 
وليه أهو تشوفوا وتتعلموا من المشاهد دى يمكن تنفعكم، زى ما نفعت غيركم قبل إكده. 
ردت سلسبيل دون فهم: مشاهد أيه اللى تفيدنا، وهتفيدنا مشاهد خارچه فى أيه، كمان هدى لسه صغيره على النوعيه دى من الأفلام، والفيلم أكشن مش رومانسى. 
تهكم قماح يقول بضحكة سخريه: 
وهى الأفلام الأكشن مفيهاش رومانسيه، مش دى الأفلام اللى كانت بتحب بتسمعها همس قبل ما..... 
قاطعته سلسبيل بعد أن فهمت لما يلمح له وقالت: بلاش طريقتك دى فى التلميح يا قماح وكفايه.... كفايه أنا تعبت من تلميحاتك دى ليا دايماً... أنا مغـ.ـصـ.ـبتش عليك تتجوزينى... أنا اللى إتغصـــــــ.... 
قاطعها قماح قائلاً بفرض رأى: مش موافق تنزلى تسمعى الفيلم مع هدى... أظن إنك مراتى ولازم تسمعى كلامى. 
نظرت له بعين دامعه وقالت بخضوع: تمام. 
قالت سلسبيل هذا ونفضت يدهُ التى كانت تسير على منحنيات جسدها وتركت المكان لقماح وذهبت الى غرفة النوم. 
بينما خفق قلب قماح حين رأى الدmـ.ـو.ع بعين سلسبيل هو يعلم أنها تركته وذهبت كى لا تبكى أمامه 
بالفعل هى دخلت الى غرفة النوم منها الى الحمام المصاحب للغرفه... جلست على حرف حوض الإستحمام تتساقط دmـ.ـو.عها تكتم شهقاتها... قماح لا يترك مناسبه إلا ويذكرها بخطيئة أختها التى لديها يقين أنها بريئه منها رغم أن كل الدلائل تؤكد إرتكابها لتلك الخطيئه التى لا تغتفر وتجعل أخرى تحمِل وتتحمَل عواقب وصمتها
تتحمل الزواج من مريـ.ـض بداء الغــــرور والعظمه. 
بعد قليل سمعت طرق على باب الحمام يصحبه صوت قماح قائلاً: 
هتنامى الليله فى الحمام ولا  أيه. 
جففت سلسبيل دmـ.ـو.عها وخرجت من الحمام قائله: لأ كنت بجهزلك الحمام. 
وقع بصر قماح على سلسبيل التى تقف أمامه وأثار المياه على ملابسها التى شبه مُلتصقه بجسدها تُظهر معالمه الانثويه... تبسم بمكر وتلاعب وقال: 
بس أنا مكنتش عاوز آخد دوش دلوقتي، بس...  بس مفيش مانع طالما حضرتيلى الحمام... ولا أقولك مالوش لازمه الحمام دلوقتي. 
قال قماح هذا وهجم على شفاه سلسبيل بالقبلات القويه وأخذها الى الفراش تملك جسدها بعنف قليل، 
نهض عنها بعد وقت وإستراح بجسدهُ على الفراش، بينما سلسبيل تشعر بآلم فى جسدها كالعاده بعد كل لقاء حميمى بينهم، أعطت له ظهرها، كالعاده تمقت تلك العلاقه. 
شعر قماح  بضيق من ذالك، 
لكن وضع يدهُ على كتف سلسبيل، التى 
إرتجف بداخلها حين  شعرت بيده على كتفها وظنت أنه سيعيد ما فعله منذ قليل، لكن خاب ظنها حين  قال لها: 
لو عاوزه تنزلى تشوفى الفيلم مع هدى معنديش مانع. 
ردت سلسبيل بنبره ساخره: مالوش لازمه الفيلم زمانه قرب يخلص، هدى هتبقى تحكى لى قصته وبكره يجى على قنوات مش مشفره وقتها يحذفوا المشاهد الخارجه،ودلوقتى أنا تعبانه وعاوزه أنام، تصبح على خير. 
قالت سلسبيل  هذا وجذبت غطاء الفراش عليها، وهى مازالت تعطى لقماح ظهرها، تُغمض عينيها تستجدى النوم، حتى يفصل عقلها عن واقع ذالك المُتحكم التى تعيش فيه. 
بينما قماح، لم يرد على سلسبيل  وشعر بآلم فى عُنقه يزداد، وربما شعوره بهذا الآلم هو ما عصبه على سلسبيل  و.جـ.ـعله يمنعها من النزول وأيضاً تلميحه  لفعلة همس، بالتأكيد هو مُخطئ بكل  الأحوال. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة رباح
كذبة زهرت جعلت رباح يكاد يُحلق فى الفضاء وعاود القول للمره الكام لا يعرف:يعنى الدكتوره أكدتلك إنك حامل فى شهر ونص.
بإبتسامه خادعه قالت زهرت:أنا كنت زيك كده قدام الدكتوره،حتى صاحبتى قالتلى يا بـ.ـنتى إنتى مبقالكيش سنه متجوزه وملهوفه عالخلفه كده ليه،قولت لها،أنا بحب رباح ونفسى يكون عندى منه دسته عيال وكلهم يبقوا شبهه فى كل حاجه،حنيته وغلاوته عندى.
إقترب رباح منها وضمها لجسدهُ بقوه قائلاً:أنتى غاليه عندى قوى يا زهرت،أنا أتمسكت بيكى فاكره.
ضمت زهرت يديها حول عُنق رباح وقالت برياء:فاكره يا حبيبى،وعمري ما هنسى قد أيه أنت بتحبنى.
قالت زهرت هذا وتبسمت بدهاء تُجيده:بس بلاش لما نخلف بـ.ـنت بقى تبقي دلعها وتاخد غلاوتى عندك.
ضم رباح زهرت قائلاً:مفيش واحده تقدر تاخد غلاوتك يا زهرتى،أنا هنزل أقول للعيله كلها.
ضحكت  زهرت قائله:خلينا للصبح نقول لهم،بكره اليوم اللى العيله كلها بتتجمع فيه عالغدا والعشا،نقولهم ونفرح معاهم بفرحتنا،بس...؟
نظر رباح لها وقال بتعجب:بس أيه؟سكتى ليه؟
ردت زهرت بتوريه:بس أنا خايفه قماح لما يعرف إنى حامل يغير منك،ناسى هو إتجوز مرتين قبل كده ومفيش واحده فيهم حبلت قبل كده،والله أعلم سلسبيل كمان هتحبل ولا لأ،ممكن الغيره فى قلبه تشتغل.
نظر رباح لزهرت يفكر فى قولها وقال:فعلاً ممكن قماح يغير منى  بالسبب ده،بس دى نعمه من ربنا بعتها لينا،وربنا قال،"أما بنعمة ربك فحدث "
أهز عالأقل يعرف إن اللى بيخلص النيه مع بنات الناس ربنا بيرزقه بالخير،مش كل ما يزهق من واحده يطـ.ـلقها،والله أعلم يمكن عدm خلفتهم كانت رحمه لهم من ربنا،إن ميبقاش فى بينهم رابط،وسلسبيل كمان الله أعلم يمكن يطـ.ـلقها كمان قبل السنه ما تلف،كانت غلطة جدتى ،بس انا مالى ماليش فيه،ملناش دعوه غير بنفسنا،يا زهرتى،بكره العيله كلها تعرف إنك حامل،حتى كمان عشان يراعوكى وأنا غايب.
مصمصت زهرت شفاها وقالت بلؤم:يراعونى،جايز دى الحجه هدايه مفيش عندها عالحجر غير سلسبيل وقماح،شايف بقالها أكتر من عشر أيام رجلها مخطتش بره عتبة شقتها حتة لما نزلت قعدت جنبها ست الستات،يلا بكره الست سلسبيل تركب مكانها كمان.
ضحك رباح وقال:سلسبيل مش هتنهض تاخد حتى مكان فى بيت العراب وبكره أفكرك،عارفه مين اللى كانت عند قماح النهارده فى المقر؟
ردت زهرت بإستفسار:مين؟
رد قماح بتشفى:هند طليقته،وقعدت معاه فى المكتب أكتر من ساعه.
تعجبت زهرت قائله:قصدك أيه،يعنى قماح ممكن يرجع هند تانى...ومين اللى قالك على كده.
رد رباح:أنا عرفت بالصدفه كنت بتصل عليه عشان فى تاجر عاوز كمية رز كبيره ومردش عليا،إتصلت على السكرتيره مدام فاتن،وهى اللى قالتلى بدون قصد أن هند معاه فى المكتب بقالها أكتر من ساعه،فقولت لها لما تمشى تبقى تخليه يكلمني،تفتكرى هند كانت عنده ليه،بكره أفكرك هيرجعها من تانى،ووقتها سلسبيل مش هيكون لها أى وجود... وتبقى تشوف جدتى بقى حبيبها قماح وهو بيطـ.ـلق حفيدتها...أو حتى ميطلهاش والتاريخ يعيد نفسه مع سلسبيل وتبقى هى زى ماما لما بابا زمان إتجوز عليها الأغريقيه،وتعيش بحسرتها العمر كله زى ماما ما عاشت بحسره كنت بسمع بُكاها ليالى،تبقى تتحمل جدتى بُكى سلسبيل بسبب إبن الأغريقيه اللى بكت أمى لما دخل عليها بيها زمان...ورحبت بها هدايه.
تبسمت زهرت بزهوه فى قلبها وقالت:دى مش  هتبقى ضـ.ـر.به فى مقــ,تــل بس لسلسبيل لأ كمان هدايه وحفيدها الغالى اللى رجع من تانى لعشه،علشان يحوى دبابير وأول ما تقرص هتقرص حفيدتها الغاليه....وبعدين إحنا خدنا الكلام على الست سلسبيل ونسيت أديك علبة دوا الصداع اللى جبتها لك،تصور لفيت عليها أكتر من صيدليه قالولى الدوا ده مستورد وشاحح فى الصيدليات،ختى جبتها بضعف تمنها...بس علشان أنا واثقه من مفعولها ومجرباه قبل كده،أستنى انا شيلاها فى الدرج بتاع التسريحه.
إبتعدت زهرت وذهبت الى التسريحه وأخذت تلك العلبه الصغيره وأعطته إياها قائله بتحذير كاذب:حتى أنا كنت حاسه بشوية صداع بس مرضتش آخد منها ليكون لها تآثير عالحمل،بس الدكتور اللى وصفها ليا  قبل كده  كان قالى حاولى متتعوديش عليها كتير،عند اللزوم بس.
أخذ رباح منها العلبه وفتحها وأخذ منها حبه وإرتشف بعض قطرات الماء يبلعها بها.
تبسمت زهرت بظفر،رباح يسير بالطريق التى ترسمه له قريباً سيصبح كالعبد أسفل قدmيها.   
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى صباحً، 
إستيقظت سلسبيل، كأنها نسيت أو ربما تناست بمحض إرادتها  ما حدث ليلة أمس ومنع قماح لها بالذهاب وقضاء بعض الوقت مع أختها 
    نهضت من جواره على الفراش، وذهبت الى الحمام إغتسلت وتوضأت وصلت فرضها، ثم عادت لغرفة النوم مره أخرى وأشعلت ضوء الغرفه ثم جلست تمد يدها بتردد توقظ قماح  ، لأول مره كان دائماً  هو من يصحوا قبلها ويوقظها، بالفعل وضعت يدها على كتف قماح  قائله: قماح  إصحى الساعه قربت على تمانيه، إصحى علشان نلحق نفطر مع بابا وعمى. 
بالفعل إستيقظ قماح  من النوم يشعر بآلم فى عُنقه مازال مستمر بل وإزداد، هو بسبب زيارة هند له بالأمس فى المكتب نسي ذالك الدواء الذى طلبه من السكرتيره، ولم يخف الآلم...وأيضاً حديثه الجاف مع سلسبيل ليلاً. 
وضع قماح يدهُ حول  عُنقه الذى تشنج بقوه يكاد لا يستطيع أن يحرك رقبته من شـ.ـدة الآلم. 
لاحظت سلسبيل  ذالك، للحظه شفقت عليه وقالت: هى رقابتك رجعت تو.جـ.ـعك من تانى. 
أماء قماح  لها بموافقه وقال: ده آلم بسيط، شويه وهيروح. 
إقتربت سلسبيل  وجلست على الفراش تمد يدها بتردد  وقالت: 
أنا شوفت جدتى كذا مره وهى بدلكلك رقابتك تفُك تشنج عروق رقابتك وممكن أعمل زيها لو تحب. 
صمت قماح للحظات... كادت أن تنهض سلسبيل  من على الفراش وقالت له: براحتك هقوو... 
قاطعها قماح  قائلاً: تمام مش هنخسر حاجه  إتفضلى دلكى رقابتى أشوف  يمكن الو.جـ.ـع يروح  على إيدك. 
بالفعل إقتربت سلسبيل أكثر وجلست أمام قماح وبدأت بتدليك رقابته بطريقه مُعينه قلدتها كما رأت جدتها تفعلها،ثم قامت بلف رأسه بقوه فجأه لم يشعر بآلم،بل بالفعل شبه زال الآلم وفك تشنج عُنقه  الذى كان يشعر به.
إنتهت سلسيبل من تدليك عُنقه،رسم قماح بسمه طفيفه وقال:لأ واضح فعلاً إنك ورثتى بعض المهارات من جدتى،الآلم شبه راح.
تبسمت سلسبيل قائله بفرحه:بجد و.جـ.ـع رقابتك خف.
رد قماح بموافقه:أيوا خف كتير،صحيح مش زى جدتى بس ممكن مع الوقت تبقى أفضل،المره الجايه لما رقابتى تو.جـ.ـعنى هقولك تدليكها إنتى وأستغنى عن الأدويه بقى.
تبسمت سلسبيل وقالت بتسرع:بعيد الشر،قول يارب ما يرجع الو.جـ.ـع  من تانى...قصدى يعنى  ربنا يشفيك أنا حضرت لك الحمام،من شويه وطلعت لك غيار كمان أهو،هنزل أنا بقى أحضر الفطور،وكمان النهارده هيبقى اليوم طويل وشُغله كتير،علشان العزومه اللى جدتها بتعملها،تجمع أفراد العيله كلهم،وكمان عمتى عطيات وجوزها وإبنها حماد الغ... 
صمتت سلسبيل قبل أن تُكمل كلمتها. 
تحدث قماح بإستفسار: إبنها أيه؟ 
تهكمت سلسبيل  بداخلها وقالت: الغتت الغلس، لكن قالت لقماح: إبن عمتى الغالى زى ما بتقول عليه، هنزل أنا بقى وأنت خدلك دش والغيار أهو. 
بالفعل غادرت سلسبيل الشقه وتركت قماح الذى حرك رقابته براحه،يد سلسبيل  أزالت ذالك الآلم الذى كان يشعر به منذ أمس، ذالك الألم الذى يشعر به من فتره لأخرى، بسبب تلك الوقعه القديمه التى تركت أثرها على عُنقه، حين كان باليونان ووقع على رقابته وقتها شعر بآلم ولم ينتبه أحداً لآلمه ويداويه بوقتها ربما ما كان عاود له من فتره لأخرى ذالك الآلم الذى يجعل رقابته مُكتفه بآلم قاسى.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الغداء 
كانت سلسبيل  بالمطبخ مع الخادmـ.ـا.ت وأيضا والداتها وكذالك قدريه ومعهن هدى التى لا تعمل بل تنظر أحياناً ل سلسبيل  وتبتسم لها من أفعال قدريه وتنظيرها على الخادmـ.ـا.ت وتوبيخها لهن أحياناً، يعلمن أنها تفعل ذالك لتثبت أن لها كلمه  بالمنزل، حتى على نهله والداتهن التى تتقبل تآميرها بلا مبالاه، أو بمعنى أصح، بإستسلام منها، كُن هدى وسلسبيل يتضايقن من إستسلام والداتهن وينفرن ذالك لكن إستسلام والداتهن يجعلهن يصمتن غـ.ـصـ.ـباً
بعد قليل، تجمعت العائله بأكملها على طاولة الغداء، يتناولون الطعام، فى صمت الى أن تحدث حماد قائلاً: الأكل المره دى طعمه حلو قوى، أكيد ده نفس سلسبيل سمعت إنها كانت بتطبخ مع عمتى ومرات خالى. 
لم ترد سلسبيل  وردت عنها هدى قائله: الطبيخ كله ماما هى اللى تعتبر عملاه، أنا وسلسبيل كل اللى عملناه هو السلطه ومرات عمى كانت بتتأمر عالشغالات اللى كانوا بيناولوا ماما المكونات اللى بتحتاجها. 
خجل حماد وقال: مرات خالى نهله نفسها  حلو فى الطبيخ. 
أخذت الكلمه منه عطيات قائله بنفاق: إسألوا حماد وجوزى دايماً اقولهم، نهله مرات ناصر أخويا الميه من إيدها ليها طعم تانى. 
نظرت لها قدريه  بنزك وتهكم بداخلها  تعلم رياء عطيات وتفهم ألعيبها هى مازالت طامعه رغم زواج رباح من إبـ.ـنتها لكن تريد أن تأخذ أكثر عن طريق حماد حين يتزوج هو الآخر من هدى، كانت سابقاً ترسم على همس، لكن همس مـ.ـا.تت ونقلت العطا على هدى، لكن تلك الصغيره ماكيره ولن تجعل عطيات تصل لمأربها. 
تحدثت هدايه  بصرامه: المثل بيجول لا حديث على طعام، ياريت ناكل فى هدوء وبلاه كلام، وبعد الوكل نبجى نتحدت براحتنا فى أى شئ، دلوق كلوا وأنتم ساكتين. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل إنفض الغداء 
وجلس الرجـ.ـال بغرفه ومعهم كانت هدايه كذالك عطيات فهى ضيفه هذا اليوم، كذالك قدريه، واليوم زاد بجلوس زهرت معهم، نظرت لها هدايه  قائله: ليه مقومتيش مع نهله وسلسبيل وهدى تساعدى الشاغلات فى فض السفره وتعملى الشاى. 
تصنعت زهرت قائله: أنا تعبانه شويه يا جدتى حتى قرفانه أدخل المطبخ، مش طايقه أشم ريحة الآكل. 
سخرت منها هدايه  قائله: ليه مالها ريحة الوكل، كانه فاسد إياك، ولا جلع ماسخ وخلاص. 
رد رباح: مش جلع يا جدتى، أصل زهرت حامل، والوحم جاى لها بقرف من الآكل. 
نظرت عطيات ل زهرت بصدmه لكن سُرعان ما إبتسمت لها قائله: ألف مبروك ربنا يجومك بالسلامه بحچرك مليان، وتكبرى نسل عيلة العراب... 
بينما قالت قدريه بتمثيل: يارب  يا عمتى، ربنا يكبر نسل عيلة العراب وعجبال ولاد قماح  جريب يارب، ربنا يطعمه المره دى الخلف الصالح اللى يعوض صبرهُ. 
نظرت هدايه لقدريه وقالت لها بشـ.ـده: يعوض صبرهُ على أيه، أوعى لكلامك شويه يا قدريه، قماح مش معيوب عشان تجولى إكده، وربنا بكره يرزجه هو سلسبيل الذريه الصالحه اللى تقِر عيونهم، بـ.ـاركى إنتى لولدك ومارته ومالكيش صالح  بقماح عاد، وبعدين  فين كارم مشوفتوش من كذا يوم. 
ردت قدريه بخزو: كارم معرفش بقاله كام يوم إكده بيخرج من صباحية ربنا مش بيرجع غير المسا عالنوم ولما سألته جالى أنه بيفكر يشترى كافيتريا فى مكان عالنيل،والله غُلبت فيه ينزل يشتغل مع قماح ورباح أخواته زى محمد بس هو بيجول هو مش رايد،هو دmاغه إكده طول عمره،هتوهى عنيه.
ردت هدايه:مالها دmاغه،مش شغال بالحلال،يبجى ربنا يرزوجه من وسع فى اللى هو رايد يشتغل بيه،وكله خير.
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل نادت سلسبيل  على والدها كى تحدثه فى أمر خاص، 
لفت ذالك إنتباه قماح  وأراد معرفة لما تريده لكن ربما يعرف لاحقاً
بينما ذهب  ناصر مع سلسبيل الى أحد الغرف، دخلت عليهم نهله  تريد معرفة سبب طلب سلسبيل  الحديث مع ناصر
تحدث ناصر قائلاً: ها قولى لى الموضوع اللى خليتنى أقوم بسببه. 
تنحنحت سلسبيل  قائله: الموضوع يخص شغلى، سبق يا بابا قولتلك إنى عاوزه أشتغل وحضرتك كنت موافق وقولتلى إنك كلمت أستاذ مجدى فى الحسابات  أنى أدرب تحت إيده. 
فى البدايه إعترضت نهله قائله: الكلام ده كان قبل ما تتجوزى، كنا ممكن نقول هتتسلى، دلوقتي  بقيتى متجوزه  وبكره تخلفى وتنشغلى مع ولادك  و
قاطعها ناصر قائلاً:  خدي  رأى قماح يا سلسبيل  ولو وافق أنا معنديش مانع وهرجع أكلم الأستاذ مجدى وهو يدربك زى قبل كده لما كان بيدربك على تقفيل الميزانيات وانتى فى الجامعه. 
ردت سلسبيل:حاضر يابابا هقول لقماح، وعندى شك إنه يوافق أصلاً بس بتمنى حضرتك تقنعه. 
رد ناصر بحنو: حاضر، لو رفض وقتها هحاول معاه وأقنعه علشان  خاطرك. 
تنهدت سلسبيل  براحه وقالت: شكراً  يا بابا، ربنا يخليك  ليا أنا وأخواتى... 
سهمت سلسبيل  وقالت بحـ.ـز.ن: قصدى يخليك  ليا أنا وهدى. 
غص قلب ناصر وصمت، بينما كادت دmعه من عين نهله ان تفر لولا أن حبستها بعينيها ملوحتها تحرق قلبها. 
خرجت سلسبيل  من الغرفه وتركت ناصر ونهله التى قالت بعتاب: 
مكنش لازم توافق سلسبيل  إنها تشتغل، لازمته أيه تشتغل وتتعب نفسها، هى مش محتاجه للشغل،إنت شايف زهرت أهى كانت بتشتغل قبل ما تتجوز  وعلى زى ما أتجوزت شوفتها طلبت تشتغل تانى، وكمان معتقدش قماح  هيوافق إنها تشتغل، يبقى ليه تجيب خلاف مالوش لزوم. 
رد ناصر: وفيها أيه أما سلسبيل  تشتغل، اهو تتسلى بدل من تنقيح قدريه، وكمان زهرت مش أفضل منها، بلاش طريقتك دى، سيبى سلسبيل  على راحتها. 
تحدثت نهله قائله: وبعد ما نسيبها على راحتها وأفرض قماح رفض وقتها، أو سلسبيل  أصرت على طلبها، ممكن يحصل أيه 
وكمان قبل كده قولتلك دول بنات ولازم معاهم الشـ.ـده شويه، لكن إنت قولت عندى ثقه فيهم، وأهو أنت شوفت آخر الثقه دى همس عملت أيه، وقــ,تــلت نفسها وعيشتنا مكتومين خايفين نجيب سيرتها. 
تنهد ناصر بآلم وقال: كل شئ نصيب يا نهله وبلاش قسوتك دى مع سلسبيل وهدى. 
ردت نهله: دى مش قسوه دى خـ.ـو.ف يا ناصر، انا بقيت بخاف  واحده منهم تطلع من البيت  بقى عندى وسواس أن اللى حصل مع همس هيتكرر معاهم هما كمان، أنا أرتاحت لما سلسبيل  إتجوزت من قماح، رغم إنى حاسه أنها مش سعيده. 
بين وقت  العصر والمغرب 
بحديقة منزل العراب
جلست هدى على تلك الأؤرجوحه التى بين إحدى أشجار الحديقه  
إنخضت حين دفع أحدهم الأؤرجوحه بقوه،تمسكت بها،الى أن توقفت ثم  
نهضت مخضوضه خـ.ـو.فاً أن يعاود الفعله وتقع من على الأؤرجوحه  
ضحك عليها يقول: مالك يا هدى مكنتش اعرف إنك خفيفه كده. 
نظرت هدى له بغـ.ـيظ وقالت: إنت اللى خفيف يا حماد، ومبتفكرش بعقلك، لأن  لو كنت بتفكر مكنتش دفعت المورجيحه بقوه كده،أفرض كنت إتكفيت على وشى إتسهدm،وبعدين أيه اللى جابك هنا.
رد حماد ببرود:بصراحه زهقت من قعدة العواجيز اللى جوه قولت أطلع أشم هوا فى الجنينه،وكمان أنا كنت عاوزك فى مصلحه. 
سخرت هدى منه وقالت: مصلحة أيه اللى عاوزنى فيها؟ 
رد حماد: الابتوب فى الفتره الأخيره مش عارف ماله،أوقات بيهنج،غير إنه مش بيحفظ المعلومـ.ـا.ت اللى بدخلها عليه تقريباً، وبما إنك بتدرسى معلومـ.ـا.ت حاسب ممكن تعرفى أيه اللى فيه.
تهكم وجه هدى قائله:أنا بدرس نُظم برمجة حاسبات مش هندسة تصليح حاسبات،اللى بتقول عليه ده محتاج مختص فى تصليح الابتوب،بس عالعموم مفيش مانع،ممكن تجيب الابتوب بتاعك وهو كده كده زى ما بتقول بيهنج والله عرفت أصلحه كان بها معرفتش خده ووديه لمهندس مُختص.
تبسم حماد قائلاً:متأكد إنك هتعرفى العيب اللى فيه فى أقرب وقت هجيبه ليكي.
ردت هدى:تجيبه ليه،إبقى إبعته مع عمتى عطيات هى هنا تقريباً كل يوم.
رد حماد:هنقل المعلومـ.ـا.ت المهمه اللى عليه على سيديهات وبعدها أنا بنفسى اللى هجيبه  فى أقرب وقت. 
رفعت هدى كتفيها قائله: براحتك، هدخل أنا بقى أشوفهم بيعملوا ايه خلاص المغرب هيآذن ولازم نجهز العشا هروح أساعدهم. 
تحدث حماد بنبره يُغلفها التلميح:
ربنا يخلى جدتى هدايه دايماً هى اللى مجمعه العيله والأحبه،مت عـ.ـر.فيش أنا بستنى يوم الجمعه ده دايماً علشان جمعتنا دى،بتخلينا نتوصل ببعض والحب بينا يزيد والنتيجه جواز أختى زهرت من رباح،الحب أتوصل فى قلوبهم بسبب اجتماعنا ده،وقلبى حاسس كمان إن فى قلوب تانيه الفتره الجايه هتتوصل مع بعضها. 
ردت هدى ببسمة سخريه وقالت:إن شاءلله اللى فى أمر ربنا هيكون،ربك رب قلوب،يلا أهى سلسبيل بتنادى عليا.
تركت هدى حماد ينظر لها نظرة تمني.
بينما هدى زفرت أنفاسها بعد أن تركته وتبسمت لسلسبيل حين إقتربت منها قائله:مناديتك ليا نجدتينى من غلاسة كارم.
تبسمت سلسبيل قائله بفضول:كان  عاوز منك أيه؟
ردت هدى:مفكرنى غـ.ـبـ.ـيه وهصدق غباؤه قال أيه الابتوب بتاعه بيهنج،مفكرنى مهندسة صيانه،حركاته مفهومه...همس خلاص راحت فى هدى يلعب عليها،والله نفسى جدتى تبطل عادة يوم الجمعه دى،بقيت بكرهها،يارب هون باللى باقى فى اليوم ده. 
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت
سحبت عطيات يد زهرت الى أن دخلت بها الى غرفه جانبيه بالمنزل، وقفت امام باب الغرفه وأخرجت رأسها تتلفت يمين ويسار تتأكد أن لا رأهن من ثم واربت الباب وذهبت لمكان وقوف زهرت المتعجبه والتى قالت:
فى أيه سحبانى وراكى وجبتينى للأوضه دى وواقفه تتلفتى حواليكى زى الحـ.ـر.اميه كده. 
نظرت عطيات لها بتفهم:جوليلى أيه حكايه إنك حبله دى،من إمتى الكلام ده،أيه اللى فى دmاغك يا بـ.ـنت مجاهد. 
ردت زهرت بلا مبالاه:مفيش فى دmاغى حاجه،وفيها أيه غريب أما أكون حامل...ليه حبله من الحـ.ـر.ام ناسيه إني متجوزه.
تهكمت عطيات قائله:لأ إنتى اللى ناسيه إنتى متجوزه فين،مش خايفه كدبة إنك حامل دى تتفضح.
سخِرت زهرت قائله:مين اللى قالك إنها كدبه،ومين اللى يقدر يفـ.ـضـ.ـحنى؟
ردت عطيات بتوعيه:هدايه...ناسيه هدايه عقربه دى بتعرف الست حبله من مجرد النظر لجـ.ـسمها،أنا نفسى عرفت إنى حبله فى حماد أخوكى منيها،بمجرد ما بصت على جـ.ـسمى،وكمان نسوان ولادها مفيش واحده فيهم نظرتها خيبت ومطلعتش حبله بعد ما هى جالت لها،غير إنها هى اللى مولادهم. 
تهكمت زهرت قائله: كانت دكتوره إياك؟ 
ردت عطيات: لاه مش دكتوره بس بتفهم فى الطب والدوا، ربنا عاطيها ملكه إلهيه من عنده،حاسبتيها غلط يا بت بطنى،كان الأحسن ليكى تبجى حامل بصحيح وجتها كنت فرحتلك بصحيح.
ردت زهرت بسخريه:ولما هدايه بتفهم فى الطب وتعرف إن الست حبله من النظر لجـ.ـسمها،ليه معرفتش بفـ.ـضـ.ـيحة همس قبل ما تسقط،دى تخاريف وبعدين من اللى قالك إنى مش حامل،أنا فعلاً حامل،والدكتوره أكدتلى ده إمبـ.ـارح.
نظرت لها عطيات بتكذيب وقالت:دكتورة مين،أنا عليا إنى حذرتك،لو مفكره إن رباح زى اللعبه بيدك،وهتعملى ملعوب إنك سجطتى بعد كام يوم هجولك دى حيله مفقوسه،وناسيه الحبله مع الوجت بطنها بتكبر وجتها هتحطى مخده فى بطنك أياك،طب جدام العيله هجولك وماله،لكن جدام رباح هتعملى أيه لما يشوف بطنك على حقيقتها مبتكبرش،رأيي انك إستعجلتى وحسبتيها غلط،كنتى خدتى رأيي قبل ما تجولى إنك حبله.
إزدرت زهرت ريقها،بالفعل هى لم تحسب ذالك وقت أن كذبت كذبتها،نظرت لعطيات وظلت صامته.
تحدثت عطيات بلوم:سكوتك معناه إنى جولى صح وانك مش حبله،إدعى ربنا إنك تحبلى بصحيح الأيام الچايه،جبل سلسبيل ما تشيل فى حشاها من قماح،ده إن مكنتش حبله من ليلة الدخله ...كلنا شوفنا الملايه بعنينا غير جعد عشر أيام مرافج لها فى الشجه ليل ونهار.
تهكمت زهرت قائله:طب ماكان متجوز مرتين قبل كده مفيش واحده فيهم حبلت مش يمكن فيه عيب وده سبب طـ.ـلا.قه منهم مصدقه الحجج الفارغه اللى كان بيطـ.ـلقهم بسببها،سلسبيل هتفرق أيه عنهم...يمكن عندهُ عله ومداريها،ومعتقدش سلسبيل هتحبل بالسرعه دى،وده كلام سابق لآوانه وحتى لو سلسبيل خبلت زى ما بتقولى،أنا هبقى قدامهم أنا اللى حبلت الأول واللى حصل بعد كده نصيب.
تحدثت عطيات بإستفسار:وأيه اللى هيحصل بعد كده يا بـ.ـنت مجاهد.   
ردت زهرت بثقه: اللى هيحصل هو النصيب القدر كده. 
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ....
فى المساء  
بعد إنتهاء العشاء وقيامهن بفض السفره مع نسوة المنزل 
بعد قليل
ذهبت كل من هدى وسلسبيل الى تلك الغرفه الكبيره بالمنزل، أو كما يدعونها "المندره"  
كانت تجلس زُهرت وزوجها رباح  جوار بعضهم على إحدى الآرئك، كان رباح يدخن سيجاره وكانت معهم والداة زهرت وأخيها حماد وأيضاً وزوجة عمها وأبنائها 
تحدثت هدى بهمس و بتذمرقائله: والله نفسى جدتى تبطل تعمل يوم الإجتماع العائلى اللى بتعمله كل أسبوع ده،إحنا اللى بـ.ـنتفهد فيه شايفه حتى اللى المفروض سلفتك وزيها زيك قاعده  جنب جوزها تدلع عليه وكمان مرات عمك قاعده جنب عجولها تقولى مخلفه نوابغ وكلهم  تيوس أفشل من بعض من أكبرهم لأصغرهم، حتى عمتك وإبنها الغبى حماد الواد ده مش بينزلى من زور، شكلك كده هتبقى زى ماما فى البيت ده الحيطه المايله اللى الكل يسند عليها، وياريت فى الآخر فى حمد وشكرانيه. 
ردت سلسبيل: لأ أنا ناويه أشتغل مش هقعد فى البيت، أنا كنت كلمت بابا فى الموضوع ده من فتره وهو وافق، بس اللى حصل هو اللى آجل الموضوع ده، بس بالمنظر ده الشغل هيريحنى كتير كفايه هبعد عن مرات عمك ومرات إبنها البغل الكبير
اللى لعبه فى إيد مـ.ـر.اته ومش قادره تفرد نفسها عليها، طبعاً  ما مـ.ـر.اته بـ.ـنت أخوها الغالى جوز عمتها أخت جوزها. 
تبسمت هدى تقول بهمس: ربنا يعينك عليهم متخافيش أنا معاكى جاهزه لأى مقالب.  
تبسمت سلسبيل قائله بمزح: شيلاكى للكبيره يا كبيره. 
تبسمت هدى لها، لاحظت زهرت همسهن فقالت بإدعاء المحبه: بتضحكوا على أيه ضحكونا معاكم. 
ردت هدى: ولا حاجه  بس مبسوطين بالجمع العائلى. 
ردت هدايه التى دخلت ووضعت يدها على كتفيهن قائله: يلا يا بنات أجعدوا خلونا نتسلى مع بعضينا. 
تبسمن لها، لكن قالت زوجة عمهن: هدى بس اللى بـ.ـنت إنما سلسبيل خلاص بقت ست. 
ردت هدايه: بجت ست وست الستات كمان. 
تبسم كل من نبوى وناصر اللذان دخلا الى الغرفه وتحدث نبوى قائلاً: 
سلسبيل طول عمرها هاديه وفيها كتير منك يا أمى من صغرها كانت تحت يدك والله فرحت إن نصيبها كان مع قماح بصراحه كنت مستخسرها تطلع  بره الدار. 
تبسمت سلسبيل بداخلها كانت تود الفرار من ذالك النصيب لكن إمتثلت لنصيبها المكتوب، أن تسـ.ـجـ.ـن بداخل هذا المنزل مع ذالك القاسى. 
على ذكر القاسى.... ها هو قد آتى للغرفه هو الآخر. 
تحدثت هدايه وهى تبتسم له: كنت فين يا قماح أنا جولت هاچى المندره ألجاك فيها. 
رد قماح: كان معايا إتصال مع واحد من التجار عاوز يشترى بضاعه من عِندينا.
تبسمت هدايه: ربنا يرزجك يا ولدى من وسع، ها خلونا نجعد دلوق مع بعضينا. 
بالفعل جلس قماح على أريكه بالغرفه بالمنتصف بين هدايه وعمه ناصر 
بينما جلسن هدى وسلسبيل أرضاً بركن من الغرفه 
فتحت هدى هاتفه وبدأن هى وسلسبيل متابعة أحد عرض المواقع لكن نهض حماد من مكانه وذهب الى مكانهن وجلس جوارهن، يتابع معهن على الهاتف نفس الموقع ويتحدث معهم، لكن رغم شعورهن بالبُغض منه كانتا يردون عليه. 
بينما عين قماح كانت ثاقبه، ونظر الى سلسبيل التى تجلس بالمنتصف بين هدى وحماد، كان يود أن يقول لها أن تنهض وتأتى للجلوس جوارهُ بعيداً عن تلك السفيه إبن عمتهُ المتسلقه وإبنها يمتلك نفس خصالها. 
بعد وقت ليس بالقليل نهض قماح قائلاً: عندى تسليم بضاعه بكره الصبح ولازم أكون فايق تصبحوا على خير... سلسبيل يلا نطلع لشقتنا. 
رد حماد:  بس البرنامج اللى بـ.ـنتابعه عالموبايل لسه عليه شويه. 
ردت هدايه التى لاحظت نظرات  قماح ل سلسبيل منذ جلوسه وتغيُرها حين جلس حماد جوارها: 
البرنامچ مش هيطير، تبجى تسمعه مره تانيه، يلا يا سلسبيل  فزى ويا چوزك، لازمن يستريح عشان يبجى فايج لوكل عيشه. 
نهضت سلسبيل  من جوار هدى على مضض، وذهبت خلف قماح الى شقتهم. 
فتح قماح باب الشقه وتنحى جانباً 
دخلت سلسبيل  ثم هو خلفها وقام بصفع الباب خلفه. 
للحظه إنخضت سلسبيل  وقالت: بترزع الباب قوى كده ليه؟ 
رد قماح بتريقه: أنا جيت أقفله إتقفل جـ.ـا.مد، معليشى خضيتك. 
صمتت سلسبيل
تحدث قماح: كنتوا بتشوفوا إيه  على موبايل هدى ومبسوطين قوى كده، لدرجة إنك مكنتيش عاوزه تجى ورايا وتكملى السهره تحت. 
ردت سلسبيل: ده برنامج عالنت كوميدى أنا وهدى متابعينه. 
تحدث قماح: وحماد كمان متابعه أكيد، عالعموم بعد كده  لما أكون قاعد فى المندره تقعدى جانبى البرنامج مش هيطير . 
ردت سلسبيل: حاضر، بس فى حاجه  كنت عاوزه أتكلم معاك فيها. 
رد قماح:  وأيه هى؟ 
ردت سلسبيل: إنت عارف إن إتخرجت من أكتر من سنه من كلية التجاره، وكنت طلبت من بابا أنى أشتغل فى الشونه محاسبه، وهو وافق وقالى أنه  كلم الأستاذ مجدى المحاسب  إنى أدرب لفتره تحت إيدهُ قبل ما أمسك معاه حسابات الشون بتاعتنا. 
وضع قماح إصبعه السبابه على رأسه بتفكير قائلاً: بس أنا مش موافق إنك تشتغلى. 
إنصدmت سلسبيل قائله بخفوت: ليه مش موافق،  بس بابا موافق. 
جذب قماح سلسبيل  من عضدي يديها ليخبط جسدها بصدرهُ قائلاً: عمى إنتهت ولايته عليكى من يوم ما إتجوزتك، وأنا مش موافق  إنك تشتغلى يبقى خلاص مفيش كلام تانى فى حكاية إنك تشتغلى، ودلوقتى أنا تعبان طول اليوم وعاوز  أنام. 
ردت سلسبيل  التى ترتجف بين يديه وقالت بخفوت: سيب إيديا. 
ترك قماح يديها  لكن سحبها  من  إحدى يديها خلفه الى غرفة النوم 
ثم تركها وذهب الى الحمام، شعرت سلسبيل  بألم بعضدي يدها ووقفت تمسدهما ولكن هى لن تيأس وتستسلم كما فعلت سابقاً وإمتثلت لزواجها من قماح  دون رغبتها. 
بدلت ثيابها  بثياب بأخرى للنوم وتمددت على الفراش تدعى النوم. 
لكن نظر قماح لها وتبسم بسخريه قام بتنشيف خُصلات شعرهُ ثم ألقى المنشفه على أحد المقاعد وخلع عنه ذالك المئزر القطنى، وتمدد هو الآخر على الناحيه الآخرى للفراش... كانت سلسبيل تعطى له ظهرها. 
إقترب منها ووضع يدهُ على كف يدها، إرتجفت يد سلسبيل. 
سخر قماح يقول: أول مره أشوف حد زعلان ينام بسرعه كده ديرى وشك ليا أنا متأكد إنك مش نايمه. 
بالفعل إستدارت سلسبيل  بوجهها له. 
وقالت: ومين قالك إن الزعلان مبينامش، لا بينام بس بينام.... مقهور. 
ضحك قماح بسخريه يُعيد كلمتها الاخيره.... مقهور
نظرت سلسبيل  لوجه قماح لأول مره تراه يضحك رغم أنه يتهكم عليها لكن كان وجهه وسيم  وهو يضحك. 
لكن فجأه قام قماح  بجذب سلسبيل  له وإعتلاها مُقبلاً بعنفوان قليلاً ويديه تسير على جسدها تترك بصامته مكانها أثر، تعامل معها بإشتهاء وإمتلاك... 
بينما شعرت سلسبيل  ببعض الآم بجسدها حين نهض عنها، نام على ظهره، شعرت براحه لكن سُرعان ما جذبها مره أخرى وكان سيُعيد الكره مره أخرى، لكن نظر لوجهه  سلسبيل  التى أغمضت عيناها تعتصرهما.
   فجأه شعر بغصه بقلبه لما يتعامل معها بتلك الطريقه التى تقترب من العنف قليلاً
هو لديه يقين أن سلسبيل تكرهه وتكره تلك العلاقه بينهم تمتثل لها غـ.ـصـ.ـباً. 
تركها وعاد ينام على ظهره... وكلمه واحده يرددها عقله. 
الزعلان بينام مقهور.... هى لا تعلم كم نام ليالى كثيره وحيدًا و  حزيناً ومقهوراً دون أن يشعر به أحدًا، وذكرى خلف أخرى تمر أمام عيناه تجعله يشعر بالقهر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بالمندره 
نظرت هدايه الى رباح الذى يجلس جوار زوجته ويضعان ساق فوق أخرى ضايقها طريقة جلوسهمت هكذا  هذا وليس فقط ما ضايقها بل تدخين رباح،تحدثت له بحده:
إطفى السيچاره اللى بيدك دى وإجعد عِدل إنت والمحروسه مراتك،وبعدين مش وراك أشغال بكره ولازمن تبجى فايج لها أيه هتكمل السهره للصبح إياك،وبعدين الحبله لازمها راحه،ولا أيه يا زهرت.
نهضت زهرت قائله: فعلاً  أنا تعبانه شويه وكنت  لسه هقول لرباح نطلع شقتنا بس إنكسفت لتقولوا إن بدلع عشان حامل ومش حابه أقعد مع العيله، وأفرق جمعها، بعد قماح ما خد سلسبيل وطلعوا، هما عرسان جُداد وليهم عذرهم.
تهكمت هدايه قائله:لأ متخافيش مفيش حد يجدر يفرق چمع العيله،ودلوق خدى چوزك وأطلعوا شجتكم،وقبل ما يطلع بجولك حاولى إمعاه يبطل الهبابه السيچاره اللى بجت مرافجه ليده معرفش مين اللى دله عليها،خليه يبطلها حتى عشان صحته.
تصنعت زهرت البراءه وقالت:والله بحاول معاه يا جدتى وإسأليه،حتى قولت لها يبطلها حتى لو مش خايف عليا يخاف على الجنين اللى فى بطنى دخان السجاير يآثر عليه.
رغم شعور هدايه بتصنع زهرت لكن نظرت ل رباح قائله بتوريه:
بتسمع كلام مراتك فى كل شئ إسمع كلامها فى ده وبطل السيچاره ملعون اللى دلك عليها،ودلوق تصبح على خير.
بالفعل غادر رباح وخلفه زهرت التى نظرت لعطيات أثناء خروجها من المندره نظره فهم الإثنتين مغزاها.
بينما تنحنحت عطيات وقالت:نقوم أنا وحماد بقى نروح دارنا حتى عشان مچاهد.
تحدثت هدايه:صحيح نسيت أسألك عن مچاهد مجاش النهارده ليه؟
ردت عطيات بصعبانيه مُصطنعه:إنتى عارفه إنه مريـ.ـض بالصدر وكان تعبان شويه وجالى روحى إنتى عادة الحجه هدايه متجطعيهاش واصل.
نظرت هدايه ل ناصر قائله:مش جولت إن فى واحد دلك على دكتور صدر زين بالحجز .
رد ناصر:أيوه يا أمى و حجزت عنده بعد يومين.
ردت هدايه:تمام يبجى خد مچاهد ومعاكم حماد ورحوا للدكتور ده يمكن ربنا يچيب الشفا على يدهُ.
ردت عطيات يتآمين:يارب يشفى مچاهد ده هو دنيتى،هى الست مننا ليها غير راچلها هو راحتها وجيمتها وسط الخلق.
غادرت عطيات مع حماد الذى كان يود البقاء أكثر والحديث مع هدى،لكن لو بقي،ربما تحرجهُ هدايه.
تحدثت هدايه قائله بود وهى تنظر،ل نهله:وانتى يا نهله تعبتى أنتى والبنات النهارده،يلا خدى ناصر وهدى وأطلعوا إستريحوا،تصبحوا على خير.
تبسمت هدى وإقتربت من هدايه وقبلت يدها بإحترام ومحبه قائله:وأنتى من أهل الخير يا جدتى.
غادرت نهله أمام ناصر الذى تبعها هو وهدى يتحدثان سوياً.
نظرت هدايه للنبوى قائله:وأنت كمان يا نبوى روح شجتك تصبح على خير.
تبسم النبوى وأنحنى يُقبل يد هدايه قائلاً:تلاجى الخير دايماً يا أمى،يلا يا محمد بوس إيد جدتك وخلينا نروح شقتنا.. يلاقدريه.
بالفعل قبل محمد يد هدايه التى دعت له بمحبه،بينما تهكمت قدريه بداخلها تقول:مفكره نفسها ملكه والكل عمال يوطى يبـ.ـو.س يدها،معرفاش هتفضل فرعون لحد إمتى،لكن طبعاً رسمت الخنوع وغادرت المندره.
غادر الجميع المندره إنفض الجمع الذى يحدث أسبوعياً،تبسمت هدايه لديها أبناء وأحفاد يسمعون كلمتها بحب لكن فجأه غص قلبها فهنالك عقارب قد تستغل الظلام وتفتعل فُرقه بين هذا الجمع من الأبناء والأحفاد...تخشى أن يحدث صدع بينهم يصعُب عليها ترميمهُ. 
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة النبوى 
دخلت قدريه خلف النبوى الى غرفة النوم مباشرةً،تدعى الإرهاق قائله:يوم الجمعه ده بيبجى متعب جوى وشغله كتير،ما بصدج يخلص اليوم وأجول فين السرير أنام وأرتاح من تعب اليوم ده،ربنا يخلى الحجه هدايه هى اللى مجمعانا دايماً يارب.
نظر النبوى له وقال بنبرة تهكم:
يارب،وفعلاً بتتعبى أنتى جوى اليوم ده من التنظير عالشغالات وكمان نهله مرت ناصر،ويمكن إنضم ليهم سلسبيل بعد ما بجت مرت قماح،عالعموم أنا هلكان هغير هدومى وأنام.
إبتلعت قدريه حديث النبوى وقالت بتساؤل: أنا أستغربت إنت كنت خرچت من الدار بعد العصر ومرجعتش غير قبل العشا بشويه كنت فين؟ 
رد النبوى بحزم وقطع: كنت مع تاچر من اللى بـ.ـنتعامل معاهم، وأظن شغلى مالكيش فيه صالح.. هروح أغير خلجاتى فى الحمام. 
ذهب النبوى للحمام وترك قدريه لغلول قلبها، تعتقد أنها مظلومه بهذا المنزل، وقالت: كله منك يا نبوى لو كنت عامل ليا شآن مكنتش هدايه فى يوم جدرت تفرد نفسها عليا، لكن من البدايه أنا المحقوقه، ياريتنى كنت زمان لما إتچوزت عليا جتلتك كنت حسرتهم الإتنين عليك وجتها وشفيت غليلى وحسرتى اللى شيلتها فى قلبى سنين طويله، حتى بعد ما مـ.ـا.تت الأغريقيه قلبك لسه متعلق بيها، وعملت المستحيل  عشان ولدها يرچع لهنا من تانى، عشان يفضل يذكرك بيها، إبنها اللى فضلتوه على ولدى 
رغم  إن هو البِكرى، حتى فى الچواز ربنا قسم له يتجوز من بـ.ـنت أخوك، اللى متوكده إن هدايه بتخطط تركبها الدار من بعدها، بس مش هيحصل ده أبداً... لازمن آخد مكانتى الحقيقه فى دار العراب، إن الكبيره  هنا. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.............
بينما 
بشقة رباح... بعد قليل 
أبدلت زهرت ملابسها بآخرى مناسبه للنوم وصعدت للفراش، كذالك فعل رباح، وصعد هو الآخر للفراش جوار زهرت وضمها لصدرهُ.
مثلت زهرت القمص قائله:شايف جدتك والعيله لما قولت لهم إنى حامل ولا فرق معاهم إزاى انا كنت متوقعه رد فعل تانى،وأهو أنت شوفت بعنيك حتى قماح وسلسبيل يادوب قالولى مبروك وشكلها طالعه من تحت درسهم،طبعاً كان نفسهم يسبقونا ويخلفوا قبلنا،حتى عمتى قدريه طبعاً مش مبسوطه ماهى كانت من ضمن المعارضين لجوازك منى كانت عاوزه واحده تانيه،بـ.ـنت حسب ونسب عن أخوها ،حتى جدتك زى ما تكون مش مصدقه دى كان ناقص تكدبنى،عالعموم ده مش فارق معايا.
ضمها رباح قائلاً:لاحظت ده كله،بس عارفه مش حاطه فى دmاغى فرحتى إنم حامل،خلتنى أطنش للباقين،الفرحه دى تخصنا إحنا بس يا حبيبتى،وبكره لما ولدنا يجى للدنيا وقتها هيتعمل له ألف إعتبـ.ـار هيبقى الحفيد الأول للنسل الجديد للعرابين،وغـ.ـصـ.ـب عنهم هيبقى الكبير من بعد بابا.
تبسمت زهرت ووضعت يدها على بطنها وقالت برياء:يارب يجى بالسلامه،معرفش ليه جوايا إحساس وخايفه منه.
تعجب رباح يقول:إحساس أيه ده؟
ردت زهرت بدmعه خادعه:عندى إحساس إن حملى مش هيكمل،معرفش ليه وخايفه قوى أفقد الجنين ده،وكمان خايفه من حاجه تانيه لو حصل وفقدت الجنين ده.
رد رباح بلهفه:بعيد الشر ربنا يكمل حملك بخير وتقومى بولدنا بالسلامه،وأيه كمان الحاجه التانيه اللى خايفه منها دى؟ 
ردت زهرت بدmعه:خايفه وقتها إنت كمان تتخلى عنى.
تعجب رباح يقول:أتخلى عنك،أنا عمرى ما أتخلى عنك يا زهرت إنتى عارفه أنا بحبك قد أيه،ورفضت أتجوز غيرك،شيلى الأوهام دى من دmاغك،إن شاءلله ربنا هيتمم حملك على خير ويجى ولدنا يكمل عشقنا لبعض.
تبسمت زهرت ووضعت يديها حول وجه رباح وقالت بلغة عشق خادع تُجيدها على ذالك الأحمق:ربنا يخليك ليا يا حبيبي طول العمر ويرزقنى منك بدسته ولاد وبنات ويكونوا بنفس حنيتك،
أنهت زهرت قولها بقُبله على شفاه رباح.
رحب بها كثيراً،وأراد المزيد،لكن زهرت تمنعت ودفعتهُ عنها قائله بتمثيل الخجل:
مش هينفع اللى فى دmاغك يا رباح،الدكتوره إمبـ.ـارح وأنا عندها قالتلى بلاش علاقه مع جوزك الفتره دى،على الحمل ما يثبت،أنا سيبتك إمبـ.ـارح عشان مزعلكش وانت فرحان بخبر حملى،لكن كنت تعبت وإتصلت عالدكتوره وقالتلى بلاش العلاقه الفتره دى.
تبسم رباح يقول بقبول:تمام ياقلبي إسمعى كلام الدكتوره عشان صحة ولدنا،وانا ها هستحمل غـ.ـصـ.ـب عنى،يهمنى صحتكم.
تبسمت زهرت وقالت:وصحتك إنت كمان قولى الصداع عمل معاك أيه دلوقتي؟
رد رباح:لأ تقريباً الصداع راح وبقيت أحسن بعد ما خدت حبيتين من العلاج اللى جبتيه ليا،شكل مفعوله سريع.
تبسمت زهرت قائله:قولتلك انا مجربه الدوا ده قبل كده، وكنت لما بحس بصداع، كنت باخد منه بس بعد كده ممنوع آخد منه؟ 
تعجب رباح يقول: ممنوع ليه؟ 
ردت زهرت: علشان الحمل يكمل بخير، ممكن يكون للدوا ده تآثير عالحمل... لو أنى مش خايفه من تآثير الدوا ده قد خـ.ـو.فى من التعابين اللى فى العيله اللى شكلهم مستكترين علينا إننا نخلف، حتى هدايه أنا زعلت قوى لما زعقت لك على شرب السجاير تفتكر لو قماح اللى كان بيشرب سجاير كانت هتزعق له، هى هدايه كده زى كل اللى فى البيت  ده بوشين. 
رد رباح: فعلاً  كل اللى فى البيت ده بوشين، بس محدش يهمنى منهم، كل اللى بهمنى إنتى وإبننا وبس. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من شهر 
بعد إنتهاء الفطور وذهاب الجميع  الى وجهته للعمل 
ذهبت سلسبيل الى ذالك الاتلييه الصغير الموجود  بحديقة المنزل، بدأت بنحت بعض النماذج بأحد أنواع الطين المخصص لصناعة التماثيل، دخلت هدى عليها ببسمه تقول بمزح: 
سلامُ قولاً رحيم... أعوذ بالله من غضب الله. 
تبسمت سلسبيل قائله: مالك محسسانى إنك داخله معبد وثنى. 
ضحكت هدى قائله:وهو المساخيط اللى فى الأتلييه دول أيه مش شبه الأصنام بتاع الكفار بتوع زمان.
ضحكت سلسبيل قائله:لأ ده بيندرج تحت فن تشكيلى،زى معابد الفراعنه كده،حتى أنا مقلده كذا نسخة منحتوتات زى اللى فى المعابد اللى فى الأقصر وأسوان.
نظرت هدى لتلك المنحوتات وقالت بإنبهار:تصدقى فعلاً أنا لما روحت رحله للأقصر وأسوان شوفت تماثيل زى دى بالظبط،والله أنتى موهوبه بجد ولازم تعملى معرض خاص بالمنحوتات دى.
تبسمت سلسبيل قائله:نفس كلام همس الله يرحمها كانت بتقولى كده رغم إنها كانت بتضايق مننا لما حد يقولها يا...هاميس
 علشان الاسم فرعونى قديم .
غص قلب هدى وقالت:همس وحـ.ـشـ.ـتني قوى،أوقات بتمنى المـ.ـو.ت عشان أشوفها وأسألها ليه إستسلمت مدفعتش عن نفسها قدام العيله أنا متأكده أنها مستحيل كانت تغلط الغلطه دى بمزاجها.
ردت سلسبيل وهى تحتضن هدى قائله:بعيد الشر عنك،ربنا يخليكي ليا،وانا كمان متأكده إن همس مستحيل كانت تغلط الغلطه دى بخاطرها،وتعرفى إن همس جت لى كذا مره فى الحلم،معرفش ليه؟
قالت سلسبيل  هذا وحكت لهدى على رؤيتها لهمس بالحلم على هيئة فراشه وتمسك كارم بها أمام العاصفه
لم تتعجب هدى وقالت بتلقائيه:يمكن عاوزه تديكى إشاره تثبتى بها برائتها  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ....... 
بنفس الوقت بنفس الكافيه ب بنى سويف 
كان كارم يجلس يتحدث مع أحدهم يتفاوض معه على شراء ذالك الكافيه،تفاجئ بقوله:
بصراحه الكافيه ده مش بتاعى أنا مجرد مديره فقط وأنت لما سبق كلمتنى على شراه أنا روحت لصاحبة الكافيه نفسها وقولت لها،وعلشان كده إديتك ميعاد النهارده نكمل كلامنا معاها،وهى أهى وصلت.
تبسم المدير ووقف بأحترام يستقبلها،كذالك وقف كارم،وأندهش مبتسماً بشعور الأُلفه لتلك الصغيره المصاحبه لصاحبة الكافيه  التى تبسمت له،وأمائت برأسها ترحب به.
تبسم كارم وهن يجلسن معه على طاوله واحده.
جلس كارم مبتسماً وقال المدير:هسيبكم مع بعض تتفاهموا.
تبسم كارم للمدير ونظر لهن مبتسم وقال:مفيش داعى للتطويل،أنا سبق وطلبت من المدير شراء الكافيه ده،بأى تمن تطلبيه.
ردت الفتاه بتكرار قائله:بأى تمن...حتى لو قولتلك إن الكافيه مش للبيع...لكن معنديش مانع إننا نتشارك فيه،بس فى شرط واحد معرفش هتقبله أو لأ.
تعجب كارم وزم بين حاجبيه وقال:وأيه هو الشرط ده؟
سمع كارم من خلفه من يقول:الشرط تتجوز همس يا كارم.
نظر كارم لمن يتحدث خلفه هو يعلم هذا الصوت جيداً،تبسم له يقول: وأنا طبعاً موافق يا بابا،أنا مصدقت إن هاميس بـ.ـنت عمى رجعت للحياه ومش هسيبها تضيع منى من تانى. 
غادر النبوى وأخذ معه تلك الطفله وترك همس مع كارم بالكافيه. 
نظر كارم لها عقلة يقول: 
ألا تعلمين حبيبتي  كم مره فكرت فى الإنتحار كى ألحق بيكِ ونتقابل بين شظايا النيران نحترق سوياً... لكن كآن القدر رسم لى البقاء كى تعودى إلي. 
تبسم كارم يقول: إقلعى النقاب اللى على وشك يا همس أظن مبقاش له لازمه بعد كده تخفى وشك عنى، انا كان عندى إحساس إنك هاميس بـ.ـنت عمى ما يوم ما لمحتك فى المقابر يوم جواز سلسبيل وقماح.... ولقائتنا بعد كده مكنتش صدف أكيد كانت من ترتيب مين الله أعلم. 
رفعت همس النقاب عن وجهها وقالت: لقائنا مره تانيه كان من ترتيب القدر يا كارم فاكر كنت بتقولى أيه دايماً... 
هاميس هى العروسه اللى كان الفراعنه بيرموها فى النيل كل سنه علشان الخير يفيض بعد كده.. بس هاميس ممـ.ـا.تتش فضلت عايشه فى القلوب، إنها رمز للعطاء والتضحيه. 
تبسم كارم  يقول: وأنتى ضحيتى ليه بحياتك قدامنا يا هاميس ليه رضيتى تبقى مـ.ـيـ.ـته خا.... لم يُكمل كارم كلمة خاطيه، وإسترد حديثه يقول: 
إحكى لى الحكايه من الأول يا هاميس. 
وهتصدقنى يا كارم.. هكذا ردت همس. 
نظر لها كارم قائلاً:
لو مكنش عندي ثقه إنك بريئه يا همس مكنتش إتعـ.ـذ.بت الفتره اللي فاتت وكنت نسيتك بسهوله جدا، شيلى النقاب عن رغم إن وشك عمره ما فارق خيالى بس وحشيتنى بسمة وشك يا همس. 
رفعت  همس النقاب عن وجهها وقالت بشعور الهزيمه: 
بسمتى إختفت يا كارم. 
بالفعل نظر كارم لملامح همس شعر بغصه قويه فى قلبهُ، صورة وجهها كما هى لكن إختفت عينيها اللتان كانتا تضويان  ببريق الطفوله  حتى بريق الطفوله إنطفئ،أمامهُ وجه صبيه عابس،تحسر قلبهُ وقال:
إحكى لى من أول الحكايه يا همس.
نظرت له همس قائله:عاوز أنهى حكايه فيهم،حكاية إنى إزاى عايشه وبتنفس لغايه دلوقتى رغم إنى حاسه إن قلبى مـ.ـيـ.ـت وحياتى إنتهت،ولا الحكايه التانيه،حكايه همس اللى أتوصمت بكلمة...خا...
قبل أن تكمل همس الكلمه تحدث كارم:إبدأى بأى حكايه فيهم يا همس.
غص قلب همس وقالت:هبدأ بحكاية إزاى إنى لسه عايشه. 
فلاشــــــــ**ــــــباك
بأحدى غرف المنزل
كانت همس موضوعه على طاوله 
دخلت هدايه الى الغرفه  من أجل أن تقوم بتغسيل جسدها ومن ثم تكفينها،دخلت بقلب مُنفطر إحدى الزهرات التى تربت على يديها عقلها لا يُصدق ما حدث قبل قليل،ولا حتى أن همس إرتكبت تلك الخطيئه بإرادتها هى من ربت حفيديتها وربتهن على العفه،سواء عفت النفس أو عِفة البدن،الو.جـ.ـع يتضاعف بقلبها ليس و.جـ.ـع..بل فجع.. فجيعه كبيره تقتسم بقلبها ،إقتربت بدmـ.ـو.ع تسيل من عينيها كزخات مطر كحال الطقس الممطر،كآن السماء هى الآخرى تبكى لوجيعة قلب هدايه،أصبح جسد همس مُسجى أمامها مباشره 
كلما رفعت يدها لا تستطيع أن تصل الى جسد همس بسرعه تعود لجوارها،لكن وقع بصرها على جسد همس لاحظت مازالت الدmاء تندفع منها بغزاره كما أنها سمعت صوت آنين خافت للغايه،أعتقدت أنها تتخيل ذالك...
لا تعرف سبب لما مدت يدها بسرعه وضعتها فوق جـ.ـر.ح همس الذى ينزف،شعرت بنبض يكاد يضيع،نظرت لوجه همس رآت شفاها إنفرجت تآن بلا صوت،مسحت دmـ.ـو.ع عينيها وإستقوت قائله:همس إنت لسه عايشه لسه فيكى الروح.
آنت همس وكآنه الآنين الآخير،بالفعل بعدها صمتت همس...وضعت هدايه يدها على قلب همس مازال هنالك نبض ضعيف،فتحت ملابسها سريعًا رأت مكان الرصاصه،وإندفاع الدmاء منها،آتت بأقطان وقامت بوضعها فوق الجـ.ـر.ح حاولت كتم غزارة الدmاء،كى ترى مكان الجـ.ـر.ح،لكن فوجئت الرصاصه قريبه من القلب كثيراً،عليها التصرف سريعاً،أتخرج وتقول لهم أن همس مازالت حيه وتعطيهم أمل واهى سُرعان ما يزول،فكر عقلها وقلبها معاً بسرعه أخرجت ذالك الهاتف الخلوى القديم الطراز وقامت بالضغط على زر الإتصال لأحد الأرقام الموجوده على الهاتف وقفت تنتظر الرد الذى بنظرها تأخر فهذا الرنين الثانى لكن بنظرها لحظه قد تفرق بعودة همس للحياه أو مغادرتها نهائياً...
سمعت رد عليها فقالت بلهفه:إنت فين يا نبوى مبتردش عليا من أول رنه ليه؟
رد النبوى مُتعجباً: أنا رديت علطول،أنا داخل عالوحده الصحيه أجيب دكتور يكشف على همس علشان أطلع تصريح الدفن وشهادة الوفاه.
ردت هدايه بتسرع:مالوش لازمه إرچع للدار بسرعه تعالالى من الباب الورانى للأوضه اللى دخلنا فيها همس،بسرعه بجولك.
قالت هدايه هذا وأغلقت الهاتف،وإقتربت من جسد همس مره أخرى،وضعت يدها على عُنقها هنالك مازال النبض،كان القطن الموضوع على جـ.ـر.حها قد غرق من دmائها،أزاحت ذالك القطن ووضعت غيره تضغط عليه بقوه لولا خـ.ـو.فها لقامت بفتح جسد همس وأخرجت تلك الرصاصه من جسدها،عَل خروجها يُنهى هذا النـ.ـز.يف،لكن مهما كان لديها قلب جـ.ـا.مد وبعض المهارات لكن لم تصل لتلك الخبره التى تحتاجها همس الآن تحتاج ليد طبيب متخصص،وقبل الطبيب تحتاج الى معحزه ليست بيد أحد سوا الله..
بالفعل بعد دقائق معدوده دخل النبوى من باب الغرفه المُطل على الحديقه تحدث بنهجان:
فى أيه يا أمى،خلتينى ليه أرجع قبل ما أوصل للوحده وأجيب الدكتور.
ردت هدايه بهدوء قليل إكتسبته من خبرتها السابقه:
همس لسه فيها الروح.
ذُهل النبوى قائلاً:بتقولى أيه،إزاى!
ردت هدايه:مش وجت إزاى دلوق،
دلوق لازم نحاول ننجدها يمكن ربنا ياخد بيدها... ووجتها تظهر الحجيجه. 
إقترب النبوى من الطاوله الموضوعه عليها همس ووضع يده على عنقها،إنذهل حين شعر بنبض تحت يدهُ،تبسم بتلقائيه لا يعرف كيف وقال:فيها الروح صحيح،هطلع أجول لناصر ومرته.
مسكت هدايه يد النبوى وقالت:النبض ضعيف يا نبوى،بلاش تديهم أمل كـ.ـد.اب،خُدها للمستشفى،ونشوف الدكاتره هتجول أيه،يلا بسرعه يا ولدى الوجت مش فى صالحها،النـ.ـز.يف مش عم يتوجف.
نظر النبوى لهدايه وقال:وهطلعها إزاى من الأوضه جدام اللى موچدين بالدار.
فكرت هدايه قائله:إستنى يا ولدى 
قالت هذا وآتت بملاءه ولفت بها جسد همس وقالت له:
إطلع هات العربيه جدام باب الاوضه بسرعه،بالفعل لم ينتظر النبوى،وخرج وآتى بالسياره أمام باب الغرفه الخلفى،حمل همس سريعاً وخرج بها من الغرفه ووضعها بالسياره،أشارت له هدايه أن ينطلق سريعاً.
بسرعة الرياح كان يسير النبوى بالسياره ووصل الى إحدى المشافى الخاصه...دخل الى الإستقبال يحمل همس ينادى بصوت جهور على أحد أن يآتى إليه للمساعده...دلوه على غرفة الاستقبال طلب النبوى التعامل السريع معها،وبالفعل تدخل الأطباء وحولوها الى العمليات مباشرةً 
وقف النبوى أمام باب غرفة العمليات ينتظر الوقت لا يمر، بعد دقائق من دخول همس لغرفة العمليات.. خرج أحد الأطباء قائلاً:المريـ.ـضه النبض ضعيف للغايه وممكن  فى أثناء العمليه تمـ.ـو.ت.  
رغم شعور النبوى بالآلم القـ.ـا.تل لكن قال:أرجوك يا دكتور حاول تنقذها بأى شكل.
رد الطبيب:مش فى أيدى أنقذها دى بين إيدين ربنا،أنا بس حبيت أبلغك بالوضع،دلوقتي هدخل للعمليات وإدعى لها.
بالفعل وقف النبوى أمام غرفة العمليات،لكن رن هاتفه،علم من تكون...رد عليها وقال:أنا فى المستشفى والدكتور بيجول الآمل ضعيف للغايه.
سآم قلب هدايه وقالت له:حتى لو كان يبجى عملنا اللى علينا يا ولدى،أنا مش هجول لحد إنها لسه عايشه وهتصرف.
تعجب النبوى قائلاً:هتتصرفى إزاى يا أمى هتحطى عروسه من القطن فى كفن بدالها،رأيي نستنى نشوف الدكتور هيجول أيه تانى وأيه اللى هيحصُل.
ردت هدايه:مش هتفرق يا ولدى عروسه قطن من چتت همس،الوجت بيمر وممكن الشك ولا الكلام يتنطور على اللى حصل بين الخلج،لو همس رچعت تانى للحياه وجتها مش هنغلب نجول للناس إنها لساتها عايشه بس كان غلط الدكتور... قالت هدايه هذا وصمتت تتآلم ثم قالت بآنين:ولو سلمت روحها للى خلجها مش هنغلب فى  دفنها،خليك يا ولدى لحد الدكتور ما يطلع شوف هيجولك أيه وأنا هنا هتصرف.
أغلقت هدايه هاتفها..ونظرت حولها بالغرفه،هنالك كنبه بالغرفه عليها مرتبه،توجهت لها وقامت بشقها من المنتصف،وقامت بتخيط مُجـ.ـسم لجسد همس وقامت بحشوه بآقطان من تلك المرتبه،أصبح من يراها إن لم يقترب منها لا يعلم أنها  عروس بنموذج جسد بشريه لكن من القطن، إنتظرت بعض الوقت قبل أن تخرج... 
لكن سمعت طرق على الغرفه... قامت بغطاء العروس ورسمت الدmـ.ـو.ع وتوجهت الى باب الغرفه الداخلى وفتحته، وجدت أمامها عطيات التى تبكى بتمثيل قائله: همس فين، رايده أشوفها  قبل ما تندفن فى التراب... يا حسرة جلبى على شبابها، جرالها إيه أنا مش مصدجه اللى حصل. 
ردت هدايه: اللى حُصل ربنا رايده وأنا خلاص غسلتها وكفنتها وحـ.ـر.ام نكشفها من تانى ونعـ.ـذ.بها، أنا مستنيه النبوى على ما يرچع هو جالى جدامه ساعه بالكتير يكون چاب تصريح الدفن على ما يچهزوا لها القبر. 
نظرت عطيات نظره خاطفه على تلك الطاوله، بالفعل تبدوا إنتهت من تغسيل وتكفين همس، قالت عطيات بعويل بعض كلمـ.ـا.ت الندب. 
تحدثت هدايه بصرامه: إكتمى ندب، أدعى لها بالرحمه  واقرى  لها قرآن، مسمعش كلمة ندب عاد. 
بالفعل كتمت عطيات  صوتها وبكت بتمثيل متعجبه من تلك القويه التى تحدثت معها بصرامه. 
بعد وقت بالمشفى
خرج الطبيب من غرفة العمليات 
تلهف عليه النبوى قائلاً: طمنى يا دكتور... هتعيش.. جصدى لسه عايشه. 
رد الطبيب بمهنيه: هى لسه عايشه بس الأمل ضعيف جداً. 
رد النبوى  وقال: يعنى أيه يا دكتور. 
رد الطبيب: فيها روح وفينا روح الله أعلم، هقولك حالتها بالضبط، المريـ.ـضه واصله لينا متأخر، الرصاصه من رحمة ربنا تفادت القلب بأقل من إتنين سنتى، بس واضح المريـ.ـضه نزفت دm كتير قبل ما تجى لهنا فى المستشفى، وتقريباً توقف ضخ الدm فى باقى الجـ.ـسم وده أدى نقص فى وصول الأوكسچين للمخ،والمريـ.ـضه تعتبر فى غيبوبه الله أعلم هتفوق منها أو لأ غير منعرفش جـ.ـسمها هيقاوم أو لأ،توقع الأسوء.
أغمض النبوى عينيه بتآثُر.
تحدث الطبيب:أنا هبلغ أمن المستشفى عشان يتخذ الإجراءات الازمه...دى حاله خطيره ومضروبه بالرصاص.
أماء النبوى رأسه بصمت فسهل عليه حل مشكلة الأمن بالمال فالمشفى بالنهايه خاص. 
بعد قليل إتصل على هدايه التى ردت سريعاً،أخبرها بما قاله الطبيب له،أغمضت هى الأخرى عينيها وتدmعت مره أخرى وقالت له تعالى للدار بسرعه يا نبوى.
بالفعل عاد بعد قليل للدار،وحمل العروس القطنيه ووضعها بنعش وحملوه،وخرجوا من الغرفه التى أغلقت أبوابها هدايه سريعاً بالمفتاح..  ووقت الدفن هو من حمل العروس ووضعها بالقبر...لتنتهى مراسم الدفن المُزيف.
مر أكثر من ثلاث أسابيع مازالت همس تعيش بفضل الأجهزه الطبيه ربما عدت مرحلة الخطر،لكن لم تفيق مازالت سابحه بملكوتها الخاص،كان النبوى وهدايه يقومون بزيارتها يومياً... حاول الاطباء إفاقة همس أكثر من مره لكن لم تكن تستجيب، أرجح الأطباء أن ربما ذالك بسبب نقص وصول الأوكسچين للدmاغ بعد تعرضها للنزف لفتره طويله. 
لكن 
فوجئ الطبيب المباشر لها  ببعض مؤشرات الإفاقه 
بالفعل بدأت همس تفيق وتعود للوعى تدريجياً... 
نظر لها الطبيب ببسمه وقال: أهلا برجوعك مره تانيه... 
نظرت همس للطبيب وقالت بخفوت: أنا فين. 
رد الطبيب: فاكره إسمك أيه؟ 
همست بصوت خافت: هاميس. 
عندك كم سنه يا هاميس. 
حاولت همس التذكر... صمتت لبعض الوقت. 
لاحظ ذالك الطبيب ذالك وقال: إسم والداك أيه؟ 
صمتت همس تتذكر بصعوبه... لكن لا تتذكر. 
تحدث الطبيب: طب فاكره سبب إصابتك أيه؟ 
أغمضت همس عينيها، تتذكر رأت نفسها وهى تمسك السلاح بيدها تظغط عليه، وتذكرت وقوعها على الأرض. 
فتحت همس عينيها. 
تحدث الطبيب: حاولى متجهديش عقلك وقوليلى اللى فكراه بس. 
ردت همس: كارم... سلسبيل.. هدايه.
مين كارم؟
ردت همس:إبن عمى.
تبسم الطبيب: 
طب مين سلسبيل؟. 
ردت همس: أختى الكبيره. 
سأل الطبيب: طب مين هدايه.
ردت همس:أختى الصغيره،وكمان....؟
كمان أيه؟
تذكرت همس قائله:جدتى هدايه يبقى كمان إسم جدتى.
تبسم الطبيب يقول:مش فاكره حد تانى.
أغمضت همس عينيها تعتصرها وفتحتها تهز رأسها ب لا.
رد الطبيب:تمام بلاش تجهدى عقلك مع الوقت هتفتكرى البقيه.
أمائت همس برأسها،وقالت:أنا أزاى لسه عايشه؟
تبسم الطبيب يقول:أمر ربنا،واضح إن رحلتك لسه منتهتش،أنا بقول كفايه كده النهارده وياريت ترتاحى وبلاش تفكرى كتير...وكمان فى ضيوف موجودين بالمستشفى علشانك،وحابين يطمنوا عليكى،مصدقوا إنك فوقتى.
إنفرجت شفاه همس ببسمه طفيفه وقالت:مين.
رد الطبيب:دلوقتي هيدخلوا ونشوف هتتعرفى عليهم ولا أيه اللى هيحصل.
فتح الطبيب باب الغرفه... قائلاً: إتفضلوا
دخل النبوى يُمسك يد هدايه التى تبسمت بإنشراح حين رأت همس تفتح عينيها،كذالك النبوى. 
إقترب الإثنان من الفراش، إنحنت هدايه  قائله: 
حمدلله  على سلامتك... يا همس. 
نظرت لها همس متعجبه تقول: همس مين؟ 
تعجبت هدايه كذالك النبوى الذى نظر للطبيب، أماء له الطبيب أن يحاول  الحديث مع همس... 
بالفعل إقترب النبوى وإنحنى كى يُقبل جبين همس، لكن برد تلقائى بعدت  رأسها عنه... تتوجس منه...وكذالك نظرت لهدايه أيضاً ببعض التوجس  أقل من النبوى فى البدايه ثم شعرت ببعض الأُلفه معها. 
بعد خرج النبوى بصحبة الطبيب وترك هدايه مع همس بالغرفه تحدثها ببعض الأشياء.
بينما تحدث النبوى للطبيب:همس مالها ليه خافت منى؟
رد الطبيب:همس عندها فقدان جزئى للذاكره...بسبب الغيبوبه اللى كانت فيها لأكتر من تلات أسابيع ممكن تكون حاله نفسيه ومع الوقت هترجع لها الذاكره كامله،بس بلاش ضغط عليها لآن ممكن يجى لها إنتكاسه نفسيه رأيي المهم دلوقتي إنها فاقت من غيبوبتها والذاكره مع الوقت هترجع لها.
تآلم النبوى قائلاً:فعلاً أهم شئ إنها رجعت للحياه من تانى..متشكر يا دكتور ياترى إمتى ممكن تخرج من المستشفى؟
رد الطبيب:هى حالتها الجـ.ـسمانيه لحد كبير كويسه... بس ممكن تفضل هنا كم يوم تبقى تحت الرعايه تحسُباً فقط لأى إنتكاسه...نقدر وقتها ندخل بسرعه،كمان لازم تتعرض على  طبيب نفسي يشخص حالتها أفضل منى.
رد النبوى:تمام حضرتك أكيد تعرف أطباء نفسيين ممكن تدلنى على واحد منهم.
فكر الطبيب وقال:تمام أعرف دكتوره نفسيه وتبقى أخت زوجتى وهى متميزه فى الطب النفسى.
تبسم النبوى يقول بشكر:شكراً جداً يا دكتور ياريت تكلمها تتابع حالة همس.
رد الطبيب بعمليه:تمام هكلمها دلوقتي وأديها تقرير كامل عن حالة همس،بس ليا إستفسار،وأنا بحاول معاها هى إفتكرت تلات أسماء بس ممكن لو إتقابلت مع واحد منهم يكون له تآثير وتسترد ذاكراتها بالكامل.
رد النبوى بإستفسار:ومين اللى ذكرت أسمائهم.
رد الطبيب:أول أسم ذكرته كان كارم وقالت إنه إبن عمها.
للحظات دب الشك فى قلب النبوى وسأل عقله أيُعقل أن يكون كارم هو من إنتهك همس...لكن سُرعان ما زال الشك عن رأسهُ كارم إعترف له أنه يريد الزواج من همس بعد نهاية هذا العام الدراسي،كما أنه أكثر من حـ.ـز.ن عليها بصدق  يرى ذالك بوضوح...لكن لما تذكرته همس 
جاوب عقله:ربما كانت تشعر بمشاعر كارم وتبادله نفس المشاعر.
نظر النبوى للطبيب وقال:ومين الإسمين التانين؟
رد الطبيب:سلسبيل وهدايه،وقالت هدايه إسم أختها وإسم جدتها كمان...وأنا عارف الحجه هدايه لآنها كانت بتيجى معاك الفتره اللى فاتت زيارات ليها.
تعجب النبوى يقول:طب طالما فاكره أمى ليه لما قربت منها خافت منها.
رد الطبيب:بصراحه معرفش،علشان كده قولت محتاجين طبيب نفسى،أنا هكلم الدكتوره دلوقتي،،وأشرح لها اللى شوفته وسمعته من همس وهخليها تجى من بكره تتابع معاها.
مد النبوى يدهُ للطبيب يصافحه قائلاً:مره تانيه متشكر يا دكتور.
صافحه الطبيب وغادر،بينما عاد النبوى الى داخل الغرفه وجد هدايه جالسه جوار همس على الفراش تضمها على صدرها وهمس صامته لا تتحدث...كذالك هدايه تحتويها تُربت عليها بيديها بحنان.
لكن حين رأت همس النبوى مره أخرى للحظه خافت منه وتمسكت بهدايه.
ضمتها هدايه قائله:متخافيش يا همس ده عمك النبوى هو اللى أنقذك وجابك لهنا المستشفى...همس أنا لو مكنش عندى ثجه إنك مظلومه مكنتش خليت عمك ينجدك،كنت سيبتك تتعـ.ـذ.بى لآخر لحظه بعمرك،يا بتى إن بشر وخطائين بس جدامنا فرص نصلح أغلاطنا وأنى إتعلمت من الأيام محكمش بظاهر الآمر الله أعلم باطنه أيه.
تشبثت همس بهدايه قائله:ليه مش فاكره حاجه غير إن كان فى إيدى سلاح وبعدها توهت وعقلى فصل،كمان مش فاكره حد غير سلسبيل وهدايه أخواتى وكمان كارم إبن عمى.
دب نفس الشك فى عقل هدايه حين قالت همس ذالك...رفعت بصرها ونظرت للنبوى الذى هز رأسه بلا مستحيل كارم أن يؤذى همس ذالك الإيذاء الفادح هو أعلم بقلب ولده...
زال الشك من عقل هدايه وقالت لهمس:بكره تفتكرى كل شئ يا بتى،ودلوق هجول لأبوكى وأمك يچوا يزوركى،يمكن جـ.ـر.ح جلبهم يخف.
إبتعدت همس عن حـ.ـضـ.ـن هدايه وقالت برفض:لاء مش عاوز أقابل حد ومتعرفش عليه،أرجوكِ إنتى بتقولى إنك جدتى وأنا مش فاكراكِ بس حاسه براحه معاكِ،أرجوكِ بلاش أشوف فى عنيهم نفس الصعبانيه اللى شيفاها فى عينك إنتى واللى بتقولى عليه يبقى عمى،يمكن مع الوقت أفتكرهم مش عاوزه أصعب على حد تانى.
جذبتها هدايه لحـ.ـضـ.ـنها وقبلت رأسها وحبست دmعه بعينيها وقالت لها:اللى تريديه يا بتى،أنا كنت بجول إنك خدتى منى الشكل بس،بس لاه يا بتى جوتى فى منها چواكى ومع الأيام متأكده الحجيجه هتبان.
غادر النبوى  ومعه هدايه، بالسياره تبسم النبوى  وقال: 
مش هنجول لناصر ومرته بجى يا أمى إن بتهم عايشه أهى خلاص أخيراً  فاجت من الغيبوبه. 
ردت هدايه: لاه يا ولدى مسمعتش كلام الدكتور  إنها عندها نجص فى الذاكره وناسيه حاجات كتير، وكمان رغبتها، خلينا كيف ما أحنا مدارين عليها لحد ما تعود لهمس ذاكراتها، ووجتها تقرر هى اللى ريداه. 
إمتثل النبوى لحديث هدايه ووافق عليه، ربما مع مرور الأيام تتذكر همس وتعود كما كانت. 
بالفعل مع الآيام..بدأت همس علاج نفسي مع تلك الطبيبه التى كانت تجلس مع همس تستمع لها وأحياناً تعطى لها بعض الصور التى أخذتها من زيارات هدايه والنبوى لها بالمشفى،كانت همس كآنها تتعرف على أُناس غرباء عنها.
بعد مُضى أسبوع 
خرجت همس من المشفى بصُحبة هدايه والنبوى
كان بداخلها شعور بالخـ.ـو.ف لا تعلم تفسير له،طلبت منهم عدm العوده بها الى المنزل ووافقوا على طلبها.
بالفعل بإحدى العمارات الراقيه بمدينة بنى سويف...
فتح النبوى باب إحدى الشقق وقال:
إدخلى يا أمى.
دخلت هدايه ومعها همس تحت يدها،دخل النبوى خلفهن وأغلق الباب.
تبسمت هدايه حين أقبلت عليها إمرأه بمنتصف الاربعين وإنحنت تُقبل يد هدايه بحبور قائله:
الحجه هدايه والله ليكى واحشه كبيره والله لما النبوى بيه جانى البلد وجالى الحجه هدايه جصداكى فى خدmه تعمليها لها،جولت له رجابتى فداها،ده فضلها عليا أنا وبناتى كلياتهم لو مش هى يمكن كانوا ضاعوا منى،بعد المرحوم چوزى،بس مين العروسه الزينه اللى معاكى دى،لاه إستنى أنا جلبى حاسس إنى أعرفها زين.
تبسمت هدايه وقالت:طمر فيكى العيش والملح يا وصيفه،ركزى زين إكده وجوليلى مين دى.
تمعنت وصيفه وقالت:دى بتى همس،جصدى يعنى زى بتى أنا رضعتها من صدرى على بـ.ـنتى لما الست  نهله كانت واخده حمى شـ.ـديده بعد ولادتها يچى بخمس شهور،ومكنتش بترضى لا تاكل ولا ترضع من الجزازه اللى كنتم  بتحطوا لها فيها الحليب،وكنت عنديكم بالصدفه وجتها و خدتها منها ورفجتها لصدرى وهى قبلت ورضعت منى على بـ.ـنتى اللى كانت أكبر منها بسنه.
تبسمت هدايه وقالت:فعلاً دى همس وأنا شيعت ليكى عشانها عاوزاكِ تجعدى إمعاها إهنه فى الشجه دى،ومتسأليش ليه؟
تبسمت وصيفه وقالت:ينجطع لسانى لو سألت ليه يا حجه هدايه كلمتك ليا أمر،مع إنى بطلت خدmه وبيع الزبده فى بيوت الناس الغنيه  بعد ما چوزت آخر بناتى وأطمنت عليهم،جولت الحمد لله أعيش اللى باجلى من العمر،معاش المرحوم يكفينى وكفايه شجا بجى،بس إنتى تؤمرينى آمر...كفايه وجفتك چارى زمان وكمان ناصر بيه هو اللى دورلى على معاش من الحكومه،وغير خيركم اللى مغرجنى،فى كل چوازه من بناتى كانت سترتها وفرشها وعزالها من خيركم،مع إنى كنت من بلد تانيه بعيده عن بلدكم،كنتم معرفه مع المرحوم چوزى،كان بيشتغل أچرى عيندكم،وكانت وصايته ليا لو چرالى حاچه روحى للحچه هدايه وولادها هيكرموكى وده اللى حصل.
ردت هدايه:بلاش كلامك الماسخ ده،أنا متفضلتش عليكى ده كان رزجك من عند ربنا،وبلاش كلام كتير،همس أمانتك.  
ردت وصيفه:دى فى عنيا يا حچه هدايه،إنى خدامتها. 
إستردت وصيفه حديثها وقالت:
بس فى حاچه إكده عاوزه أجولها بس لو موافجتيش أنا هبجى مع الأبله همس برضوا.
رد النبوى:جولى أيه هى الحاچه دى،لو جصدك عالمرتب متخافيش اللى هتطلبيه مش هنختلف عليه.
أخفضت وصيفه وجهها فى الأرض وقالت:فهمتنى غلط يا نبوى بيه،أنى ميهمنيش الفلوس قد انى أرد جزء صغير من فضل الحچه هدايه عليا،أنا كل اللى فيها بت بـ.ـنتى،ربنا خلجها بعيب إنها خارسه،وروحنا بيها لدكاتره كتير وأستعجبوا إزاى خارسه وبتسمع،بس ده أمر ربنا بجى الحمد لله وبـ.ـنتها دى جاعده معايا دايماً تاخد بحسى ومتعلجه فيا بزياده،هى عندها خمس سنين.
تبسمت هدايه وقالت:وفيها أيه يا وصيفه هاتيها معاكى والنبوى يشوف لها حضانه جريبه من إهنه وكمان يعرضها على دكتور يمكن يكون فى حل وعجدة لسانها تتفك.
فرحت وصيفه وإنحنت على يد هدايه قائله:ربنا يزيد من خيرك يا حجه هدايه،وأنى هبجى تحت رچل،الابله همس اللى معزتها من معزة بناتى هى بتى زيهم بالتمام.
سحبت  هدايه يدها من أمام وصيفه تمنعها أن تُقبل يدها وتبسمت،وكذالك همس شعرت براحه مع تلك المراه هى وتلك الطفله الصغيره التى من قدرة الله تسمع ولا تتحدث... ومرت أيام تصحبها أشهر إنتهى الربيع وأقبل الصيف، همس إستعادت جزء كبير من ذاكراتها بفضل الطبيبه النفسيه كذالك زيارات النبوى وهدايه  لها غير أحاديثهم الهاتفيه. 
لكن حين طلبت منها هدايه العوده الى المنزل، بكت همس وقالت لها أنها غير قادره على مواجهتم، من الأفضل لها أن تظل بنظرهم مـ.ـيـ.ـته أفضل من نظرات الإتهام أواللوم و حتى الشفقه منهم لن تقدر على تحملها، الآن، ربما مع الوقت تعود لهم، لكن ليس الآن. 
لكن ذات يوم بالصدفه أثناء جلوس همس عصرًا بشرفة تلك الشقه،كان هنالك كافيه كبير فى المقابل للعماره،رأت دخول كارم الى هذا الكافيه عرفته من الصور،لا تعلم لما أرادت ان تراه عن قُرب،بالفعل إرتدت ثيابها ووضعت على وجهها ذالك النقاب التى أصبحت ترتديه كلما خرجت من الشقه خشية ان يتعرف عليها أحد وهى لا تعرفه.
بالفعل ذهبت الى ذالك الكافيه،دخلت إليه،جابت عينيها المكان الى أن وقع بصرها على مكان جلوس كارم،جلست خلف طاوله قريبه منه،رأت تلك البسمه التى شقت شفتاه حين نهض يسلم على أحد الأشخاص،تعجبت ذالك الشعور الجديد عليها لما اليوم تتمعن بملامح كارم بهذا الشكل تضارب بعقلها وقلبها الأحاسيس ماذا يعنى لها كارم،هى إستردت ذاكراتها كلياً،جلست فى المقابل له الى أن نهض ودفع الحساب وغادر الكافيه،عادت الى الشقه،تبسمت لتلك الطفله الصغيره التى تفاجئت أن إسمها همس هى الآخرى وسمتها جدتها تذكراً لهمس التى أرضعتها ذات يوم مع إبـ.ـنتها،كانت تحب الأسم وظل عالقاً برأسها،لكن همس الصغيره ولدت بلطف من الله معها،صماء حديثها همهمه غير مفهومه لمن لا يعرفها لكن ببقائها معها لوقت تعودت وفهمت همهمتها وأصبحت صديقتها الصغيره،او كما تنعتها إبنة أختها بالرضاعه...
مر وقت آخر،أثناء زيارة النبوى لها فى يوم أخبرها أن سلسبيل ستتزوج.
فرحت بداخلها لكن سرعان ما غص قلبها،سلسبيل تتزوج بعد وفاتها بأشهر قليله أتكون نسيتها،جميعهم نسوها،تآلم قلبها المجروح،لكن تعجبت حين علمت بمن ستتزوج سلسبيل...قماح!
سلسبيل كانت ربما لا تكره قماح،لكن كانت تتجنب مجلسهُ،كما أنها كانت تقول أنه هوائى من ناحية النساء 
لم تظن أن سلسبيل جُبرت على هذا الزواج فالأيام قادره على التغيير من المشاعر،وأكبر مثال على ذالك هى،كيف تغيرت مشاعرها اليوم عن الأمس القريب التى رأت فيه كارم،التى كانت سابقاً لاتراه أكثر من أخ،اليوم ليس كذالك،كما أن مشاعرها ناحية قماح إنكشفت حقيقتها أمامها اليوم،لم تنسى حـ.ـز.نها يوم أن تزوج ب هند كم شعرت بالتعاسه وقتها،اليوم تبتسم،لكن كل ما يشغل بالها سلسبيل تمنت أن تراها عروس،لكن كيف.
فكرت،وفكرت،وعقدت النيه ستحضر عُرس سلسبيل...
بالفعل إتصلت على النبوى يوم عُرس سلسبيل صباحاً،ذهب إليها..
جلست معه تقول:
عمى أنا هحضر فرح سلسبيل.
تبسم النبوى وقال:بجد الفرح كده هيبجى فرحين،فى جلبى،سلسبيل أكتر واحده إتمنيتها تبجى من نصيب قماح...وظهورك هيزود الفرحه فى جلوبنا كلنا.
ردت همس:أنا مش عاوزه أظهر يا عمى أناهحضر متنقبه زى ما بقيت بنزل للشارع بالنقاب،عمى أنا لسه مش قادره عالمواجهه،مش جاهزه ليها،وبعدين أفضلى تنسونى زى ما حصل كده،بعد مـ.ـو.تى بكام شهر أهو فرح فى دار العراب.
نهض النبوى وقال لهمس قومى غيرى البيجامه اللى عليكى دى يا همس وتعالى معايا،مش عاوزه تحضرى فرح سلسبيل،ومفكره إننا نسيناكى،لازم تشوفى حاجه بعنيكى ووجتها أحكمى بنفسك.
رغم تعجب همس لكن بدلت ملابسها وإرتدت نقاب على وجهها،وذهبت مع عمها،تعجبت أكثر حين دخل بها الى المقابر الخاصه بهم،تركها وإبتعد عنها لكن قبل ذالك قائلاً:أكيد فاكره مكان قبر چدك الله يرحمه،حتى لو مش فاكره المكان فى يافطه مكتوب عليها إسمه... أنا هستناكى هناك فى العربيه، لحد ما ترچعى 
بالفعل ذهبت همس الى مكان قبر جدها...لكن قبل أن تقترب من القبر تفاجئت بالواقف أمام القبر يضع زهره صفراؤ اللون على قبرها وتدmع عيناها يتحدث لمن بالقبر،علمت أن هذا القبر الجميع يعتقد أن همس مدفونه به...وقفت صامته تتابع همس كارم تتمنى أن تكون بداخل القبر تتسمع لما يقوله...
لكن فجأه شعرت بشى يلعق قدmها،إنخضت وخرج منها صوت مسموع،أنتبه له كارم،فنظر ناحية الصوت
تصنم لدقيقه وهو ينظر لها،سار فجأه ناحيتها،لكن همس حين نظر لها إرتبكت وحين رأته يتقدm ناحيتها إرتجفت لم تدرى بنفسها وهى تجرى من أمامهُ تقطع المقابر التى كانت تخشى المرور من أمامها سابقاً الآن هى بداخلها تجرى هرباً من كارم...
بينما كارم دخل له شعور أن تلك التى كانت واقفه يعرفها جيداً.
هـ.ـر.بت همس بسيارة النبوى، تبكى ذالك العاشق لها كيف يوماً كانت ترفض مشاعره التى كانت ظاهره لها،عـ.ـا.قبها الله على ذالك ببعدها عنه ليس عنه فقط،بل عن جميع أحبائها.
بالطريق توقف النبوى قائلاً:
إتأكدتى إننا نسيناكى،لسه عند رأيك ليه يا همس مش عاوزه ترجعى خايفه من أيه،أنا وجدتك لغاية دلوقتي دافنين سر إنك عايشه بسبب طلبك.
ردت همس:مسيرى هرجع يا عمى بس لسه مش جاهزه للرجوع،ودلوقتي أنا هحضر فرح سلسبيل زيي زى أى حد مدعى للفرح...بالفعل بعد وقت كانت تجلس بين النسوه،ولإنشغال الجميع بالفرح المُصغر لم ينتبه أحد لوجودها حتى هدايه التى قالت فيما بعد للنبوى لو كان أخبرها أن همس بالمنزل ما كانت جعلتها تخرج منه وكانت أفشت سر انها مازالت على قيد الحياه...لكن فات الآوان..
بدات تمر أيام لاحظت همس مجئ كارم لذالك الكافيه كثيراً...كانت تراقب الكافيه من شرفة الشقه وحين تراه كانت تنزل وتدخل للكافيه،حتى ذالك اليوم التى إصطدmت به همس الصغيره،ربما كان القدر يريد أن تظهر أمام كارم،يومها كانت تحدثه وهى ترتجف من داخلها...
أخبرت عمها عن لقائها بكارم،وأنه يتردد كثيراً على ذالك الكافيه،وتكررت لقائتها بكارم لأكثر من مره حتى أنه فى إحدى المرات حاول الحديث مع همس الصغيره لكن لم ترد عليه وردت بدلً عنها هاميس 
،بحث عمها فى ذالك الآمر وأكتشف ان كارم عرض على مدير الكافيه شراؤه،فكر النبوى وسبق كارم وأشترى الكافيه هو وسجله بأسم همس بوقت قصير للغايه.
وها هى أمامه الآن بعد أن أكتشف من تكون 
عادت همس من التذكر،يديها ترتعش ليست يدها بل جسدها بالكامل كما انها تبكى،
نهض كارم من مقعده وجلس بالمقعد المجاور لهمس ومد يدهُ وأمسك يدها فى البدايه بتردد سُرعان ما ضغط عليها بقوه وقال بشفقه:كفايه يا همس بلاش تكملى الباقى دلوقتي.
سحبت همس يدها من يد كارم سريعاً بخـ.ـو.ف،وكادت تنهض.
تعجب كارم من ذالك هو شعر برعشة يد همس حين وضع يدهُ عليها  
لكن قال لها:همس لازم ترجعى معايا وتواجهى الجميع إنك عايشه.
عادت همس تجلس قائله:لأ مش هرجع يا كارم أنا مش قد المواجهه مش هتحمل لا لوم ولا عتاب ولا إتهام الأفضل لهم يفضلوا فاكرين إن همس مبقتش موجوده...أنا فرحت لما سلسبيل إتجوزت من قماح.
رد كارم بمفاجأه:يمكن سبب عدm رجوعك لدار العراب إنك مش قادره تتحملى إن قماح بقى جوز أختك سلسبيل.
تفاجئت همس قائله:قصدك أيه؟
رد كارم:أنا كنت عارف إن عندك مشاعر ناحية قماح يا همس أوقات كنت بكرهه،كان نفسى تبصلى بنفس النظره اللى كانت عينيكى بتلمع بيها لما كنتى بتشوفى قماح وكمان لما كنتى بتحاولى تلفتى نظرهُ ليكى،بس هو عمره ما شافك غير همس بـ.ـنت عمه.
تفاجئت همس وقالت:مش هكدب يا كارم ولا هكذب كلامك ده،بس هتصدقنى لو قولتلك إنى بلوم نفسى إنى فكرت فى يوم إنى كنت مش هقول بحب قماح،كنت معجبه بيه مش أكتر،بس يوم زفافه هو وسلسبيل إتأكدت إنى كنت مراهقه عاجبها الشاب اللي له كلمه وسط الكبـ.ـار،كان إعجاب مش أكتر من كده،موصلش لحب.
رد كارم:طب مفيش حد تانى وصل لقلبك.
تبسمت همس دون رد.
تبسم كارم هو الآخر وقال:أفهم من سكوتك ده إنك موافقه على عرض بابا،إننا مش بس نتشارك فى الكافيه ونتشارك فى الحياه كلها،وأنا موافق يا همس إنك تفضلى بعيد عن العيله،بس متأكد فى يوم هتكملى لى  سرد بقية اللى حصل،ووقتها هنرجع للعيله وإيدينا فى إيد بعض زى كده.
أنهى كارم قوله وأمسك يد همس...لكن همس إرتجفت وسحبت يدها من يدهً بخـ.ـو.ف وتدmعت عينيها. 
غص قلب كارم، يبدوا أن ما حدث بالماضى ترك أثراً على همس هى تخشى إقترابهُ او لمسه لها. 
يبدوا طريق عودة هاميس للحياه غير مُمهد وعليه بالصبر والأحتواء. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لمنزل العراب. 
بالأتلييه الخاص بسلسبيل 
أثناء تشكيل سلسبيل لأحدى المنحوتات  بالأتلييه، لا تعلم لما فجأه شعرت بدوخه بسيطه أغمضت عينيها،لترى 
طيف رداء أسود لإمرأه مُنقبه لا يظهر من وجهها سوى عينيها العسليه،التى تُشبه عين...همس 
فتحت سلسبيل عينيها سريعاً تُفكر فى ذالك الخاطر التى رأتهُ شرد عقلها همس فى الفتره الأخيره أصبحت تأتى بخاطرها كثيراً فى بداية مـ.ـو.تها لم تكُن تأتى بخاطرها...أيكون مثلما قالت هدى قبل قليل همس تريد إخبـ.ـارها بشئ قد يُظهر برائتها،يا ليت هذا يحدث وتظهر براءة همس وقتها سترفع رأسها أمام ذالك القاسى قماح الذى يستغل سيرتها أحياناً كثيره من أجل أن تخضع لما يُريدهُ مُتقبله بصمت.
فى ذالك الأثناء دخلت هدى عليها وجلست على أحد مقاعد الغرفه  ونفجت أوداجها تقول:
أنا حاسه بملل فظيع،بقالى فتره طويله يمكن من بعد ما خلصت إمتحانات مخرجتش من البيت،كنا فى الأول بنسلى بعض،بس من يوم ما أتجوزتى من قماح،وأنتى بقى معندكيش وقت ليا،كم ساعه بالنهار،لكن لما قماح يبقى فى البيت بيبعدك مش بس عنى،عن الكل،يظهر جدتى كان عندها وجة نظر وإن الواد قماح ده بيحبك،بس بيدارى.
سخرت سلسبيل وهمست لنفسها قائله:هتقوليلى،ده بيعشقنى لدرجة متتصورهاش،كله بالعنف أو الغـ.ـصـ.ـب أو المعايره،بس كله علشانك يا  يهون.
نهضت هدى تقول:بقولك أيه يا سلسبيل مش معاكى رخصة قيادة سيارات.
ردت سلسبيل:أيوا بابا إستخرج ليا رخصه من فتره،بس بتسألى ليه.
ردت هدى:أيه رأيك نخرج شويه فى عربيه بره فى الجنينه وأكيد السواق سايب المفاتيح فيها.
تبسمت سلسبيل بموافقه وتفهم:قصدك نهرب من البيت نتهوى شويه.
تبسمت هدى وقالت:ونشم عوادm السيارات وريحة أكل المطاعم وناكل من الشارع ومش بعيد بابا يجى القسم يضمنا،زى اللى حصل قبل كده وهمس كانت...
صمتت هدى تشعر بغصه قويه فى قلبها،كذالك شعرت سلسبيل،لكن قالت:لأ متخافيش المره دى معايا رخصة قياده وكمان نشغل Gps عالطريق يعرفنا الطرق المخالفه،ومنوقفش فى مكان الونش يشيل العربيه زى المره اللى فاتت.
تبسمت هدى قائله:طب أيه مش يلا بينا نتصرمح فى الشوارع شويه.
تبسمت سلسبيل قائله:يلا بينا،هطلع أغير هدومى دى...
وأنتى رخصة القياده بتاعتى هتلاقيها فى أوضتى اللى فى شقة بابا فى درج التسريحه  روحى هاتيها وتعالى ونتقابل عند العربيه.
تبسمت هدى 
بالفعل بعد دقائق كانتا الأثنتين بالسياره تبتسمان بمرح.
.....
آتى المساء 
أصبحت الساعه فى حوالى التاسعه والنصف.
دخل قماح برفقة ناصر الى غرفة هدايه. 
تحدث ناصر:حرمً يا أمى عجبال ما تصلى فى الحرم وأنا صُحبه معاكِ.
تبسمت هدايه ومدت يدها لقماح الذى ساعدها على النهوض من على الأرض وقالت:المره الجايه اللى هروح فيها الحرم النبوى،هاخد قماح وسلسبيل معايا ويكون ربنا رزجهم بالذريه الصالحه اللى تجمع بينهم وتقر عيونهم.
تبسم قماح بموده وآمن على دعائها قائلاً:يارب إن شاء الله. 
بينما تبسم ناصر وقال: أمال البنات فين، يا أمى. 
صمتت هدايه تنظر لقماح
بينما تلك الحقود قدريه  التى يمتلئ قلبها الغلول من محبة الجميع لقماح، هى ليست فقط تكرهه هى تتمنى أن يختفى من الحياه مثلما أختفت أمه سابقاً، لما تعلم لما عاد لهنا مره أخرى، يحصد حب وإعجاب الجميع، لكن لا 
لتدخل تشعل فتيل قد يُنهى ذالك الحب الذى يحصده قماح  من الجميع، وذالك  عن طريق تلك الحمقاء سلسبيل  
قماح سبق أن طلق زوجته السابقه بسبب مخالفتها لأمره وخروجها دون إذن مُسبق منه،
يبدوا أن الحظ سيعود لها اليوم
 من ملامح قماح،يبدوا أنه لا يعرف الحمقاء سلسبيل خرجت من المنزل، لتدخل وتضع أول شُعله فى عقل ذالك الحقير قماح. 
بالفعل دخلت بتلهف وإدعاء قائله: حجه هدايه الساعه قربت على عشره والبنات مرجعوش للبيت أنا خايفه يكون حصل لهم حاجه  مش زينه. 
تعجب ناصر وقال: بنات مين اللى مرجعوش. 
ردت قدريه بتمثيل: أيه ده أنتم متعرفوش ياريتنى ما كنت أتكلمت. 
رد قماح: ردى على سؤال عمى.. بنات مين؟ 
ردت قدريه تدعى الخـ.ـو.ف واللهفه: هدى وسلسبيل  خدوا العربيه من الجنينه وخرجوا من قبل المغربيه ولحد دلوق مرجعوش...يارب يرجعوا بالسلامه. 
نظر قماح لجدته التى تنظر لقدريه بتوعد، إستشف صدق  قول زوجة والده...وفتح هاتفه،يتصل على سلسبيل الهاتف يرن ولا أحد يرد.
بينما  فتح ناصر هاتفه واتصل على هدى،التى أخبرته أنهن بالطريق عائدين للمنزل،خلال دقائق.
أغلق ناصر الهاتف وقال:هدى بتجول إنهم بخير على وصول. 
نظرت قدريه لملامح قماح المتهجمه وقالت:يوصلوا بالسلامه،بداخلها نشوه لديها يقين أن قماح لن يفوت خروج سلسبيل من المنزل دون إذنه دون عقـ.ـا.ب منه،تتمنى بداخلها أن يحدث الطـ.ـلا.ق بينهما بأقرب،وقتها سيتفرق الجميع من حول قماح،ويصبح مكروه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعتذر  والله النت كان فاصل من امبـ.ـارح  الساعه أتناشر بالليل علشان ميعاد تجديد الباقه وأنا كنت نسيته، وطول اليوم أنا نايمه تعبانه واخده دور برد معتبر الحمد لله مش كورنا... بس حرفياً بتنفس بالعافيه، حتى لما الباقه إتجددت وقولت أنشر البـ.ـارت اللى كان مكتوب، لقيت نصه محذوف، والله أتحاملت على نفسى وكملت الجزء الناقص، وبـ.ـارت كبير أهو، يشفعلى عندكم 
بحبكم،  أدعولى بالخير ولكم بألف مثل.
قبل وقت قليل. 
بالشقه التى تسكن فيها همس. 
فتحت الباب ودخلت ثم دخل خلفها  كارم، تبسم بود لتلك الطفله الصغيره التى آتت عليه مبتسمه، إنحنى يُقبل وجنتيها، تبسمت له وهمهمت ببعض الكلمـ.ـا.ت لم يفهمها... لكن فهمتها  همس، وقالت له: 
همس الصغيره  بترحب بيك فى الشقه وبتقولك أنها مبسوطه ونفسها تفرجك على الرسومـ.ـا.ت اللى رسمتها ليك. 
نظر كارم لها وقال: بتعرفى ترسمى كمان، أكيد فنانه موهوبه،وكمان رسمتينى طب فين الرسمه دى؟ 
همهمت الصغيره ببعض الكلمـ.ـا.ت فسرتها له همس قائله: بتقولك هتدخل تجيب كراسة الرسم بتاعتها وتجى.
تبسم كارم والصغيره تهرول تدخل الى إحدى الغرف،نهض واقفاً وكاد يقترب من همس،لم يبقى سوى خطوه واحده،إرتبكت همس وعادت بجسدها للخلف أكثر من خطوه دون إنتباه منها وكادت أن تتعثر فى تلك الصغيره التى عادت من الغرفه.
..إنتبه كارم لذالك بوضوح همس أصبح لديها فوبيا أن يقترب منها ،تقطع نياط قلبه بداخله لديه يقين همس بريئه من تلك الوصمه التى نالتها،ربما كان يود معرفة كل ما حدث لها،لكن لو أكملت همس سرد باقى الذى حدث ربما ينهار عقلها،عليه التحلى بالصبر مع الوقت ستبوح همس بالباقى.
فتحت الصغيره الكراسه،وهمهمت  ،إنحنى كارم بمستواها وجلس القرفصاء،قلبت الصغيره بين صفحات الكراسه هنالك رسمـ.ـا.ت كثيره لوجوه تشبه وجه كارم،تعجب كارم يقول:
دى رسمـ.ـا.ت كتير قوى ليا،مش معقول من الكام مره اللى شوفتينى رسمتيهم،صحيح الملامح مش كلها  ليا،بس قريبة الشبه منى.
همهمت الصغيره ببعض الكلمـ.ـا.ت،رفع كارم وجهه ناحية همس كى تفسر له ما قالته.
لكن همس صمتت،وأجابت بدلاً عنها وصيفه التى آتت تقول:
بتجولك هى رسمت الصور دى من الصوره اللى شافتها فى يد همس الكبيره.
نظر كارم ناحية همس وتبسم بحبور،بينما خجلت همس من قول وصيفه 
التى قالت بترحيب:إنت كارم بيه العراب،أنا خدتك بالشبه ل النبوى بيه إنت قريب الشبه منه،أنا كمان ياما دخلت بيت العراب يمكن متاخدش بالك منى.
تبسم كارم يقول: فعلاً أنا كارم النبوى العراب،معليشى فعلآ أنا مخدش بالى منك،بس بشكرك على إهتمامك ورعايتك لهمس الفتره اللى فاتت.
تبسمت وصيفه وهى تنظر الى همس وقالت:همس زى بتى تمام أنا رضعتها من صدرى زمان وكمان كان عاچبنى إسمها وسمـ.ـيـ.ـته لبت بتى ...أنى هاخد همس الصغيره ونروح نعملك شاى صعيدى تجيل  هيعچبك جوى،زى ما عچب همس وبجى إدmان عنديها.
تبسم كارم رغم تعجبهُ همس سابقاً لم تكُن من هواة إحتساء الشاي حتى أنها كانت تسخر من إدmانه هو لأحتساء الشاي بكميات كبيره وأوقات متأخره أحياناً
همس تغيرت كثيراً عن السابق.
غادرت وصيفه ومعها الصغيره وتركوا همس وحدها مع كارم...الذى تحدث:
هنفضل واقفين كده فى مدخل الشقه.
ردت همس:لأ خلينا ندخل للصالون.
قالت هذا وأشارت نحو إحدى الغرف..دخل كارم وخلفه همس التى جلست بمقعد بعيد عن مكان جلوسه مقعد قريب من باب الغرفه،إنتبه كارم لذالك بتحسُر بداخله،همس حقاً مازالت على قيد الحياة لكن تبدلت بآخرى،حقاً أمامه صورة همس لكن همس أخرى تبدلت للنقيض،كان لديها أُلفه وثقه فيمن حولها فى التعامل يبدوا بوضوح من أفعالها البسيطه  فقدتهما تتعامل بحذر شـ.ـديد حتى أنها كانت تتحدث كثيراً الآن أمامه تجلس صامته...
تنحنح كارم يقول:تعرفى إنى بالصدفه سمعت سلسبيل بتقول لهدى إنها حلمت بيكى.
تنهدت همس بشوق وقالت:تعرف إن أكتر أتنين مشتاقه قوى أشوف رد فعلهم سلسبيل وهدى لو عرفوا إنى لسه عايشه،مش عارفه رد فعلهم هيبقي أزاى.
رد كارم بمفاجأه:وعمى ناصر ومرات عمى نهله،والعياه كلها متأكد إنهم هيفرحوا قوى كمان،همس إنتى ليكى معَزه خاصه و....
قاطعتها همس قائله: من فضلك يا كارم أنا مش عاوزه حد من العيله يعرف إنى لسه عايشه،الأفضل لهم وليا يفضلوا فاكرنى مـ.ـيـ.ـته.
رد كارم بتصميم: 
بس أنا هقولهم. 
نهضت همس قائله: وقتها همـ.ـو.ت نفسى بجد زى ما سبق وقولت لعمى وجدتى. 
رد كارم بتسأول مذهولاً:ليه يا همس عاوزه تفضلى مـ.ـيـ.ـته،ربنا له حكمه إنك لسه عايشه عشان تدافعى عن نفسك وحقيقة اللى حصل،همس....
إنتفضت همس  تقول بغضب:يظهر إنى غلطت لما كشفت لك إنى لسه عايشه.  
نهض كارم واقفاً هو الآخر وكاد يقترب من همس، لكن أوقفته همس بكف يدها وقالت بإستهجان: كفايه يا كارم كده تقدر تمشى. 
توقف كارم وإبتلع جفاء همس المُبرر وحاول تلطيف الحديث: بس أنا لسه مشربتش الشاي، ومعروف عن ولاد العراب إكرام الضيف.
صمتت همس،تنظر لعين كارم عم الصمت كانت نظرات العين هى من تتحدث..
عيني همس...تود البوح بالآلم القاسى التى تحمله بقلبها البرئ الذى إكتشف قساوة أفعال بعض الجُناه لتغدر الحياه فى لحظه. 
بينما عيني كارم: المتآلمه من إصرار همس على أن تبقى بنظر الجميع مـ.ـيـ.ـته، وأيضاً ذالك الخـ.ـو.ف الذى يراه بعينيها حين يقترب منها، ود كـ.ـسر حاجز ذالك الخـ.ـو.ف وجذبها لحـ.ـضـ.ـنه يطمئنها، لكن يخشى رد فعلها.
فى ذالك الأثناء دخلت وصيفه بصنية قائله:
چبت الشاى أها معليشى إتأخرت أصلى سويته على عين البوتاجاز مش فى البتاع بتاع اليومين ده اللى تخط الفيشه فى الحيطه الميه تغلى فى ثوانى والشاى بتاعه بيبجى طعمه ماسخ،مايه مصبوغه.
تبسمت همس قائله:إسمه كاتل،مش بتاع.
تبسمت وصيفه قائله:لا كاتل ولا جاتل ماله البوتاچاز.
وضعت وصيفه الصنيه وقالت:هروح لهمس الصغيره سايباها فى المطبخ لا تلعب فى حاچه.
خرجت وصيفه وتركت كارم الذى مد يدهُ وأخذ كوب من الشاى ومدها ناحية همس يعطيها لها.
نظرت له همس ثم للكوب وأخذته منه،أخذ كارم الكوب الآخر وأرتشف بعض قطرات وقال:
لأ شاى مظبوط تمام...مش زى اللى كنتم بتشربوه لحماد إبن عمتى عطيات.
تنهدت همس ببسمه قائله:حماد كان بيغلث علينا وإحنا كنا بننتقم منه،كمان كان دايماً بيغلس على سلسبيل ويكـ.ـسر لها التماثيل اللى بتتعب سواء كان فى نحتها أو تشكيلها،وياخد الطين بتاعها يرميه فى أرضية الجنينه ويرش عليه مايه تبوظه، كنا بنحط له فلفل أسود فى الشاى أونجيب نشارة خشب ونلونها أسود،وياسلام لو طلب شاى بلمون كنا بدل السكر بنحط له ملح لمون وكان بيعمل معاها شغل حلو يجزع نفسه،ومع ذالك نفسه كانت دايما مفتوحه للأكل.
تبسم كارم يقول:كنتم بتكرهوه.
ردت همس:وهو حماد فيه شئ يتحب،دى متسلق زى عمتى عطيات وكمان زهرت اللى رغم إنها فازت برباح بس جواها طول عمرها غيره من بنات ناصر العراب.
رد كارم بتفهم:مش غيره..ده حقد فى فرق بينهم...
الغيره إنك تغيرى على شئ بتحبيه وتتمنى يبقى عندك زيه أو جزء منه، إنما الحقد إنك تتمنى الشئ اللى فى إيد غيرك يزول،ويجى ليكى لوحدك حتى لو هتخـ.ـطـ.ـفيه من إيدهُ غـ.ـصـ.ـب عنه...وده اللى زرعته فى قلبها عمتى عطيات ومش بس فى قلبها كمان فى قلب حماد...بس يمكن حماد أقل من زهرت شويه.
ردت همس بفهم:فعلاً زهرت حقوده ومتأكده زمانها بتغل من سلسبيل،هى كانت بتغل منها أصلاً بس أكيد بعد جوازها من قماح بقت تغِل منها أكتر.
رد كارم:هتصدقينى لو قولت لك مش عارف،أنا بقيت قليل لما بفضل فى البيت،يمكن اوقات كتير يادوب بروح عالنوم بس،بس ماما قالتلى من كذا أسبوع إن زهرت حامل ولازم ابـ.ـارك لها هى ورباح،بس مجتش فرصه أشوفهم،لأنى البيت فقد طعمه بعد غيابك يا همس حتى بالنسبه ليا فقد الروح اللى كانت فيه،كانت مشاغبتكم إنتم التلاته بتعمل للبيت روح جميله،الروح دى إنتهت بعدك يا همس،حتى هدى وسلسبيل خدوا جنب لوحدهم،إنتهت مشاغبتهم،أنا إتفاجئت بجواز سلسبيل وقماح،يمكن مستغربتش من قماح،قد ما إستغربت من موافقه او بالأصح إمتثال سلسبيل إنها تتجوز قماح...أنا كنت بشوف إزاى هى بتتجنب حتى ترد على كلمه هو قالها. 
تبسمت همس  تقول: أنا كمان أتعجبت سلسبيل طول الوقت كانت بتنجنب قماح  حتى لما كنا نتكلم عنه، كان رأيها أنه غامض ومغــــرور وعنده عنجهية الالهه اليونانيه. 
تبسم كارم  يقول بمزح: مش إبن الأغريقيه، لازم النص اليونانى يكون له تآثير، وكمان عاش سبع سنين  فى اليونان، أكيد لهم آثر. 
تبسمت همس قائله: عندى سؤال محيرنى... إزاى عرفت إنى همس. 
رد كارم  وهو ينظر لعين همس مبتسماً: هتصدقينى لو قولتلك فى البدايه من نبرة صوتك فى المقابر، لما صرختى وبعدها أختفيتى، بس يومها شوفت عربية بابا قولت أكيد مش حقيقه فكرتك زى فيلم عروسة النيل لما رشـ.ـدى أباظه كان بيشوف هاميس على جدران المعبد، بس لقيت ده وانا بدور عليكى فى المقابر. 
قال كارم هذا وأخرج منديل قماش مُطرز بنقوش فرعونيه
نظرت همس للمنديل وتبسمت.
تبسم كارم يقول:النقوش اللى على المنديل ده فاكر إنى كنت طلبت منك تطريزها وأنتى وقتها سألتينى معنى النقوش دى أيه فاكره...
خجلت همس من الرد عليه.
بينما تبسم كارم يقول:معناها إنتِ فى الحياه من أجلى هاميس. 
......،،،،، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين ينـ.ـد.مج الشيطان مع عقل إمرأه 
ها هى الوسواسه تبُخ سُمها: 
مش عارفه ليه جلبى مش مطمن البنات غابوا جوى فى الرچوع،هدى ردت على ناصر وجالت جدامها عشر دجايج وتوصل وأها مر نص ساعه بحالها والساعه عدت عشره بشويه  فى بنات ييجوا وحديهم عالطريج فى وجت زى ده، القلق بدأ يدخل لجلبى إتصل علي سلسبيل  تانى يا قماح. 
بالفعل أخرج قماح  هاتفه يهاتف سلسبيل، لكن لا رد مثل سابقاً... 
بدأت تنفخ قدريه فى النار، وقالت: إزاى متردش على إتصالك وتطنشه دى قلة إحترام منها. 
نظرت هدايه لقدريه وقالت بحده: بدل ما تجعدى إهنه،مفيش فى خشمك كلمه عدله، جومى شوفى اللى فى المطبخ خلصوا الوكل ولا لسه، أهو هناك هتلاجى اللى ترسمى نفسك عليهم.
نهضت قدريه بغـ.ـيظ وقالت بإدعاء:أنى غلطانه يعلم ربى أنا جلبى جلجان على البنات السكك مبجتش آمان.
خرجت قدريه من الغرفه،رغم غـ.ـيظها من هجاء هدايه لها لكن تبسمت بظفر،قماح مع طول الوقت يشتعل والليله ربما تنتهى بسقوط قماح أمام العائله،هى تكرهه مثلما كانت تكره والداته تلك اليونانيه التى لم تضحك على عقل النبوى فقط بل تلاعبت بعقل هدايه وحصلت على محبتها وتفضيلها عليها فى الماضى،حتى حين أنجبت قماح فرحت هدايه به أكثر من ولدها رباح الأكبر منه،كانت تنعته بوجه الخير آتى للحياه وإذدهرت معه تجارة جدهُ فى ذالك الوقت،حتى حين فارق وذهب مع جدته الإغريقيه لم ينسوه ظل عالقاً بأفئدتهم،كانت تستمع لشوقهم لعودته مره أخرى،حتى حين عاد إكتسب حب وتقدير الجميع لذكاؤه الفطرى الذى أسهم فى توغل إسم وتجارة العراب فى مجال الغِلال بأنواعها،برأيها أن هذا ليس أكثر من صدف،وزواجه من سلسبيل بعد خطيئة همس أليس فى نظرهم تكرُم منه،ليتها ما لعبت برأس تلك الحمقاء سلسبيل وأخبرتها أن عليها الإمتثال لذالك الزواج من أجل أختيها سواءذكرى همس أو مصلحة هدى، فهنالك أحاديث تتسرب بالبلده حول همس أنها أخطأت وزواجها من قماح  سيشغل البلده ويبعد إنتباههم لتلك الاشاعات التى قد تنال من سُمعة همس وتؤثر على هدى أيضاً، او ربما إن لم توافق هى على الزواج من قماح  قد يتزوج من هدى، ظنت بذالك أنها تلاعبت بعقل الحمقاء سلسبيل  التى لن ترضخ كثيراً  لتسلُط قماح عليها، وها هى تبدأ بأول قشه وسُرعان ما سيتسحب باقى القش  ويسقُط العُش... خروج  سلسبيل  دون إذن قماح، لن يفوته بسهوله الليله، تبسمت بنشوة ظفر 
ربما بدأ الحظ يساندها وستستعيد مكانتها بهذا المنزل الذى أهدرها النبوى بزواجه من الأغريقيه، ها هو ولد الإغريقيه المفضل على أبنائها، ربما يُطلق إبنة العراب الليله وتزول غلاوته لديهم،وتنال الإنتقام من إبن غريمتها التى قهرتها لسنوات حتى بعد رحيلها.
بينما بتلك الغرفه كان قماح يجلس يغلى بداخله ينظر نحو هاتفه يدعى الهدوء، كذالك ناصر والنبوى ينظران لبعض بقلق، وهدايه تُسبح وتستغفر وتدعى أن تمر الليله بسلام، ملامح وجه قماح لا تُنذر بالخير... وسلسبيل مُخطئه. 
بعد دقائق 
دخلت هدى الى الغرفة  خلفها سلسبيل، تبسمت هدى قائله: مساء الخير مجمعين عند النبى إن شاء الله. 
آمن الجميع  على قولها، كذالك  قماح 
بينما قالت سلسبيل: مساء الخير... 
رد الجميع عدا قماح  
نظرت  له سلسبيل  من ملامح وجهه المتهجمه بوضوح وعدm رده عليها، علمت أن الليله لن تنتهى بخير، أجزمت لنفسها لو تطاول قماح  عليها سواء بالقول أو الفعل ستكون الليله هى النهايه لهذا الزواج التى تمقته من بدايتهُ. 
بينما نظر لها قماح الجالس يضجع بظهره على المقعد يضع ساق فوق آخرى يُظهر الهدوء بينما بداخله مراجـ.ـل مُشتعله لو أطلقها الآن سيحول سلسبيل  لأشلاء.... لكن مازال يكبت تلك المراجـ.ـل بداخله... لكن لن يستطيع التحمل كثيراً، 
نهض بالفعل  وأتجه يمد يدهُ وكاد يمسك يد سلسبيل، لولا دخلت نهله بنفس الوقت  
وجذبت سلسبيل من يدها  للخلف قائله: العشا جِهز.  
نهضت هدايه سريعاً قائله: يلا بينا نتعشى، انا مش متعوده عالسهر، يلا يا ولاد.
نهض النبوى كذالك ناصر،
بينما جذبت نهله يد سلسبيل ولم تنتظر وخرجت من الغرفه،وهمست لها أثناء سيرهن: كان فين عقلك لما أتسحبتم  خرجتى إنتى وأختك من البيت كيف الحـ.ـر.اميه،بدل ما تكونى الكبيره والعاقله،بتتجننى أكتر من أختك الصغيره من غير ما تحسبى حساب لجوزك،ربنا يستر وتعدى الليله على خير. 
نظرت سلسبيل  لها بصمت كم  تمنت أن تؤازر إحداهن  لمره واحده  او حتى  تصمت دون أن تلومهن أو  تُكـ.ـسر من عزيمتهن...سلبية والداتهن دائماً تُضعفهن،و تجعلهن يرضخن للآخرين.
بينما قماح سار خلفهن يحاول كبت تلك المراجـ.ـل المشتعله بداخله...عقـ.ـا.ب خروج سلسبيل سيكون وخيم لا مانع ينتظر بعض الوقت.
دخل الجميع الى غرفة الطعام وجلسوا بأماكنهم وبدأوا بتناول الطعام...لاحظت قدريه أن سلسبيل شبه لا تأكل،فقالت:
مش بتاكلى ليه يا سلسبيل؟
ردت سلسبيل:أبداً انا باكل أهو.
ردت هدى:بصراحه أحنا كنا أكلنا سندوتشات بره وأنا كمان مش جعانه.
نظرت هدايه ناحية سلسبيل وقالت:سلسبيل ضعفانه اليومين دول،المفروض تتغذى شويه  وسندوتشات بتاعة بره دى مفيهاش غذا...كمان ملاحظه إن زهرت ضعفانه،يمكن بسبب الحمل.
إرتبكت زهرت وقالت:فعلاً،نفسى مسدوده عن أى أكل باكل سد جوع بس،حتى مببقاش عاوزه أكل بس ماما قالتلى بلاش أطاوع نفسى على قلة الأكل.
ردت هدايه:إسمعى كلام عطيات وبلاش تطاوعى نفسك الحبل محتاج الست الجويه،ربنا يجومك بالسلامه.
كانت قدريه ستتحدث لكن قاطعتها هدايه قائله بحسم:
كفايه حديت عالوكل الحديت بينجص بركة الوكل...
تحدث كارم الذى دخل يقول وهو ينحنى يُقبل رأس هدايه:كلامك زين يا چدتى،الحديت عالوكل بينجض بركته.
تبسمت له هدى قائله:شكل حمـ.ـا.تك بتحبك،چاى عالوكل.
تبسم كارم  يرد بمرح:  أكيد حمـ.ـا.تى بتحبنى دى هتبجى ملاك كيف چدتى إكده. 
تبسم ناصريقول:شكلكم بتتمسخروا وانتم بتتكلموا صعيدى إكده،دلوق اللهجه مش تجيله علي لسانكم. 
ردت هدايه تنظر ناحية قماح  الذى يأكل صامتً: مين اللى جال إن اللهچه الصعيديه تجيله، قماح أها رغم السنين اللى عاشها بعيد عن إهنه، بس أوجات كتير بيتكلم بيها، هى بس مسأله تعود،يلا يا كارم إجعد مكانك عالسفره، وكيف ما جولت من هبابه كلوا وأنتم ساكتين وبعد الوكل إتحدتوا براحتكم. 
جلس كارم بمكانه جوار سلسبيل  الذى تبسم لها وقال: بالهنا يا سلسبيل. 
أمائت سلسبيل  له راسها بصمت، بينما بداخلها غصه بسبب  كارم هى رأته اليوم أثناء خروجه من أحد الكافيهات وكانت تسير لجوارهُ فتاه مُنقبه، كان ييدوا سعيداً، والآن أيضاً سعيد، كيف تبدل حاله هكذا منذ أيام كان الحـ.ـز.ن على رحيل همس مُسيطر عليه، يبدوا أن أخرى دخلت لحياته أنستهُ همس،يبدوا أنها كانت مُخطئه حين ظنت أن كارم ليس مثل قماح،يُبدل فى النساء كما تهوى نفسهُ،لكن مهلاً تذكرت ذالك الطيف الذى راودها قبل خروجها مع هدى وقت ان كانت بالأتلييه الخاص بها،هذا تفسير ذالك الطيف،إمرأه ترتدى الاسود مُنقبه كالتى رأتها تسير جوار كارم،غص قلبها وأيقنت ربما مـ.ـو.ت همس أفضل لها من أن كانت تعيش وتنصدm فى كارم الذى نسيها سريعاً.
أثناء تناولهم للطعام،رن هاتف قماح،أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه رد على من يتصل عليه،لينهض فجأه قائلاً:أنا جاى مسافة السكه.
نظرت له هدايه قائله:خير يا قماح،إيه اللى حصل؟
رد قماح:مضـ.ـر.ب الرز اللى فى أسيوط حصل فيه ماس كهربائى وحصل حريق فى جزء منه،والمطافى ادخلت ولازم اروح أباشر التحقيقات وأشوف الضرر اللى حصل .
إنخضت هدايه قائله:ربنا يستر ياولدى، بس إنت بتجول هتسافر دلوق، كيف يا ولدى الطريج مش آمان،أجولك خد محمد أخوك معاك.
تحدثت قدريه بتسرع وغباء:لاه محمد لاه احنا بالليل وزى ما جولتى الطريج مش آمان... 
قالت قدريه هذا وعاودت الحديث بتبرير كاذب: جصدى بلاش لا محمد ولا قماح  يسافروا دلوق، خليهم لبكره النهار له عين، بدل سفر الليل، الطريج مش آمان، أنا خايفه عليهم الإتنين 
نظرت لها هدايه قائله:جولت محمد هيسافر مع قماح،وهما هيبجى معاهم سلاح،وأنتى ادعى لهم بالخير...هِم يا محمد مع أخوك.
نهض محمد مرحباًبالذهاب مع قماح،بينما قماح إنحنى على سلسبيل وقال بنبرة توعد: لما أرجع  هحاسبك
متفكريش إنى هنسى عقـ.ـا.ب خروجك بدون إذن منى.
قال قماح ذالك وخرج من الغرفه خلفه أخيه محمد.
بينما شعرت سلسبيل برجفه سارت فى كامل جسدها،يصحبها شعور آخر،لا تعلم لما شعرت بغثيان حاولت التحكم فى نفسها لكن نهضت.
تحدثت قدريه حين رأت سلسبيل تنهض قائله:على فين مش هتكملى وكلك...ولا قماح جالك أيه سد نفسك.
نظرت لها سلسبيل وخرجت من الغرفه دون رد.
بينما نظرت زهرت ل رباح نظره فهم معناها أنها تود النهوض هى الآخرى هى تشعر بالغـ.ـيظ كانت تود ذهاب رباح مع محمد بدلً عن قماح،هدايه تتعمد إبراز أن قماح هو رجُل العائله،كما أنه كان  غياب رباح سيُسهل عليها تنفيذ مُخططها لتنتهى من كذبة أنها حامل.
نهض رباح هو الآخر قال:أنا شبعت وبما إن قماح سافر هو ومحمد لأسيوط فا شغل هنا كله هيبقى عليا هطلع أستريح عشان أبقى فايق،يلا بينا يا زهرت تصبحوا على خير.
ردت هدايه:وأنت من أهله،ربنا يعينك،تصبحى على خير يا زهرت.
أمائت لها زهرت راسها ورسمت بسمه على شفاها قائله:وانتى من أهله.
قالت زهرت هذا وفرت بخطوات سريعه تسبق رباح تخرج من الغرفه كأنها تتوارى من عين هدايه التى تشعر انها تُعرى حقيقة كذبتها أنها حامل عليها التخلص من تلك الورطه بأقرب وقت قبل أن تنفضح كذبتها.
بينما قدريه زاد إشتعال صدرها،فهمت لما فعلت هدايه ذالك ولم تعارض سفر قماح ليلاً هى أرادت إبعاد قماح الليله عن المنزل،حتى يتسنى له الهدوء مع الوقت وينسى  ولا يعـ.ـا.قب سلسبيل...على خروجها دون إذنه.
بينما نهله نظرت لهدايه نظرة إمتنان،كذالك النبوى وناصر 
لتنتهى الليله هادئه دون حدوث مشكله.
.....
بعد قليل بشقة سلسبيل...
خرجت من الحمام لا تعلم سبب لذالك المغص التى تشعر به أرجحت ذالك لتناولها الطعام من الشارع
جلست قليلاً على الفراش تشعر بهبوط وضعف،وشعرت أيضاً بالملل لبقائها بالشقه وحدها،حسمت أمرها وإرتدت إيسدال فوق منامتها ونزلت الى شقة والداها،لكن قبلها هاتفت هدى كى تفتح لها باب الشقه.
تبسمت هدى وهى تفتح باب الشقه قائله بمزح:ايه مقدرتيش تنامى فى الشقه مش قادره تستحملى غياب قماح.
زغدت سلسبيل هدى قائله:وسعى خلينى أدخل،الحق عليا قولت البت هدى بتسهر طول الليل عالابتوب،اما أنزل أكبس على نفسها... ارحم عنيها شويه.
أخذت هدى جنب ودخلت سلسبيل الى الشقه ودخلن الى غرفة هدى،نظرت سلسبيل الى الفراش وجدت عليه الابتوب الخاص بهدى،قالت لها:
أهو جـ.ـسم الجريمه عالسرير  زى ما قولتلك.
تبسمت هدى قائله: تعالى فى حاجه كنت عاوزه أقولك عليها.
جلسن على الفراش فتحت هدى الحاسوب على إحدى المواقع وقالت لها: شوفى الموقع ده كبير  لمركز بيدى قورصات فى نظم البرمجه إكتشفت إنه له فرع هنا بنى سويف،وقدmت من خلال النت على دوره هتبدأ بعد يومين.
تبسمت سلسبيل قائله:طب كويس والله اهو تسلى وقتك على ما ترجع الدراسه تانى بدل ما أنتى خلاص قربتى عقلك يفوت.
تبسمت هدى وقالت:وأنتى هتفضلى كده قاعده فى البيت،مزهقتيش.
ردت سلسبيل:زهقت والله وطلبت من بابا أشتغل قالى قولى لقماح،قماح رفض قولت ل بابا تانى من يومين يكلم قماح يمكن يقنعه،وأهو أنا مستنيه رد بابا.
ردت هدى:طب وأفرضى قماح فضل مُصر على رأيه إنك متشتغليش هتعملى أيه؟
ردت سلسبيل:مش عارفه هعمل أيه انا خلاص جبت آخرى من مرات عمك ومرات إبنها الإتنين ماسكينى فى الراحه والجايه تلقيح،بس معتقدش قماح ممكن يرفض طلب بابا منه.
تبسمت هدى وقالت:طب والمعرض اللى عاوزه تعمليه بالتماثيل بتاعتك.
ردت سلسبيل:لأ معتقدش ده قماح ممكن يعترض عليه،زى ما هو معترض إنى أشتغل فى المقر مع المحاسبين...المعرض هيبقى يوم أو إتنين بالكتير.
تبسمت هدى وقالت:بتمنى بابا يقدر يقنع قماح يغير رأيه مع إنى مش شايفه سبب إن يعارض إنك تشتغلى،ده حتى ممكن يكون بفايده أكبر،لما هتشتغلى فى المقر هتبقوا مع بعض فى البيت والشغل كمان.
ردت نهله التى دخلت عليهن بسخريه قائله:تشتغل ايه مش أما تعرف تحافظ على بيتها الأول تبقى تدور عالشغل،قولى لى ليه لما قماح كان ببتصل عليكى مكنتيش بتردى عليه:
شعرن هدى وسلسبيل بغصه من حديث والداتهن،وقالت سلسبيل:مكنتش برد عليه لآن تليفونى مكنش معايا كنت نسيته فى الاتلييه قبل مانخرج.
ردت نهله:نسيتى الموبايل لكن الصـ.ـيا.عة أنتى واختك منستوهاش وبالذات أنتى ناسيه إن ليكى زوج كان لازم تستأذنى منه قبل ما تخرجى من البيت،طب الصغيره هقول طايشه،وانتى كان فين عقلك،عارفه لو مش سفر قماح الليله الله اعلم كان أيه اللى ممكن يحصل.
نهضت سلسبيل وتوجهت نحو باب الغرفه قائله:أيه اللى كان هيحصل وبعدين انا حاسه إنى مُرهقه هروح أوضتى أنام فيها الليله وأفكر فى  اللى كان هيحصل،لو قماح بيه العراب مكنش مَن عليا وأتجوزنى،تصبحوا على خير.
خرجت سلسبيل من غرفة هدى وذهبت الى غرفتها،بينما نظرت هدى لوالداتها بيأس ان تتغير وتساندهن حتى مره واحده.
نظرت لها نهله وقالت بآمر:وانتى كمان اقفلى الابتوب ده اللى هيضيع نظرك ونامى،تصبحى على خير.
ردت هدى بيآس:وانتى من أهله يا ماما.
خلعت سلسبيل ذالك الايسدال وبقيت بالمنامه التى كانت ترتديها اسفله،وإرتمت بجسدها فوق فراشها القديم،تشعر كأنها كالطير الذى كان محبوس وعادت له حريته،تعلم أنها قد تكون تلك الحريه لليله واحده.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مُضى يومين.
ليلاً  
بشقة رباح وزهرت. 
خرجت زهرت من الحمام تمثل الآلم أمام رباح  الذى إنخض حين رأها تخرج من الحمام تضع إحدى يديها خلف ظهرها والآخرى أسفل  بطنها، تُجيد تمثيل الآلم. 
قال بخضه: زهرت مالك، ألبسى بسرعه وخلينا نروح للدكتوره تكشف عليكى، مش عارف أيه حكاية المغص اللى بقى بيجى ليكى كتير ده. 
رسمت زهرت الآلم وقالت: أنا أتصلت عالدكتوره اللى متابعه معاها الحمل وقولت لها عالمغص ده وأدتنى إسم علاج، وجبته واخدته من شويه وأهو بدأ المغص يخف... 
رد رباح: بكره لازم تروحى  للدكتوره دى تكشف عليكى مباشر وتشوف سبب المغص ده.
ردت زهرت:أنا فعلاً محتاجه أروح لها،مش بس علشان المغص ده،عاوزه أطمن عالبيبى،لو عالمغص أنا أتحمل،بس البيبى ميجراش له حاجه.
رد رباح:يهمنى إنتم الإتنين تكونوا بخير وانتى الأهم يا زهرت.
تبسمت زهرت له،بداخلها لا داعى لتأجيل إنهاء كذبة هذا الحمل فهذا هو الوقت المناسب، وتستريح من نظرات هدايه التى تشعر انها بين لحظه وأخرى قد تكشف تلك الكذبه. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحوالي  الحاديه عشر ليلاً 
عاد قماح من سفرته دخل الى المنزل كان هادئ وشبه مُظلم،صعد مباشرةً الى شقته مع سلسبيل، تعجب الشقه 
مُظلمه للغايه،يعلم أن سلسبيل تخاف من العتمه،أشعل ضوء وذهب الى غرفة النوم،وأشعل ضوئها تفاجئ سلسبيل ليست بالغرفه الفراش مُرتب بنفس الفرش الذى كان عليه من يومين،إذن سلسبيل لم تنم هنا الليلتان الماضيتان،بتلقائيه تأكد ان سلسبيل كانت تنام بشقه والدايها،
خرج من الغرفه والشقه ونزل الى شقة عمه،وقام برن جرس الشقه...
لم يتنظر كثيراً،فتح له ناصر الباب،تبسم حين رأه وقال:إنت رجعت يا قماح حمدلله علي السلامه.
أماء قماح له وقال:الله يسلمك يا عمى،ياريت تصحى سلسبيل لو نايمه.
تبسم ناصر له وقال: تعالى أدخل على ما أصحيها بلاش توقف عالباب كمان شكلك تعبان شويه.
رد قماح:متشكر يا عمى،لأ مش تعبان هما شوية إرهاق من السواقه وانا راجع،انا طالع الشقه وحضرتك صحى سلسبيل خليها تحصلنى... تصبح على خير. 
تبسم ناصر له وقال: طيب هدخل اصحيها واقولها انك رجعت وانت من أهل الخير. 
صعد قماح  مره اخرى للشقه ينتظر عودة سلسبيل، حك جبينه بيديه  يشعر ببداية توعك فى جسده، ظن فى البدايه أنه ربما، إرهاق، فدخل الى الحمام يُنعش جسده بحمام هادئ. 
بينما بشقه ناصر. 
كانت سلسبيل  نائمه، ترى بمنامها همس تقترب منها. 
تحدثت سلسبيل: همس إنتى رجعتى تانى. 
أمائت همس لها بصمت وبدأت تبتعد عنها مره أخرى، تعجبت سلسبيل  ونادت عليها تقول: همس إستنى 
سارت سلسبيل  خلفها  حتى وقفت أمام باب غرفتها، ونظرت لسلسبيل وتبسمت ثم دخلت الى الغرفه، دخلت سلسبيل  خلفها الى الغرفه لكن وجدت الغرفه خاليه، تلفتت سلسبيل  تنظر حولها تبحث عن همس، لكن همس إختفت، نادت سلسبيل لكن كآن صوتها إنكتم...لكن هنالك صوت آخر يسحب سلسبيل لتصحوا 
فتحت سلسبيل  عينيها ونظرت الى من يوقظها ببسمه. 
تبسمت سلسبيل. 
تبسم ناصر يقول: قماح رجع ومستنيكى فى شقتكم.
إبتلعت سلسبيل حلقها التى شعرت كأنه جف وازاحت غطاء الفراش ونهضت من عليه،وأتت بإيسدال خاص بها وأرتدته فوق منامتها وضعت  على رأسها وشاح ذالك الايسدال...
وخرجت من شقة والداها وصعدت الى شقتها.
دخلت الى الشقه تشعر ببعض الترقُب قماح طوال اليومين الماضيين لم يهاتفها كزوج بعيد عن زوجته حتى كى  يطمئنها عليه،كانت تعلم من والداها أنه هاتفه،لكن لم تسأل والداها أسأل عليها أم لا،لديها يقين أنه لم يسأل عليها لو أراد كان سهل أن يتصل عليها مباشر،لكن ذالك العنجهي دائماً يُشعرها بعدm أهمـ.ـيـ.ـتها.
دخلت سلسبيل الى غرفة النوم مباشرةً،تفاجئت بقماح يخرج من الحمام  شبه عارى بمنشفه حول خصره فقط.
للحظه خجلت سلسبيل وأخفضت وجهها،بحياء.
تبسم قماح بسخريه وقال:مالك وشك مخضوض كده ليه مكنتيش متوقعه أرجع تانى،ولا تكونى أول مره تشوفينى عريان.
خجلت سلسبيل من حديثه وقالت:تحب أحضرلك عشا.
نظر قماح لها بتفحص وإقترب منها وقال:لأ أنا أكلت سندوتشات فى السكه وأنا جاى،حبيت أجرب آكل بره البيت.
فهمت سلسبيل أن قماح يُلمح الى خروج سلسبيل قبل يومين،علمت أن الليله سيُنفذ وعيده الذى قاله قبل يومين،إبتلعت ريقها...وصمتت تنتظر ماذا سيفعل.
بالفعل إقترب قماح من سلسبيل وقام بجذبها من خصرها بقوه لتلتحم بصدره.
إنخضت سلسبيل.
بينما تبسم قماح بزهو وهو ينظر لعين سلسبيل المُترقبه.
فاجأها يلتهم شفاها بقُبلات قويه وعنيفه،ترك شفاها،ووقفت ينظر لها وهى تلتقط أنفاسها الهاربه منها،دخل لعقله زهو وقبل أن تهدأ أنفاس سلسبيل جذبها مره أخرى يعاود تقبيلها بنفس القوه وترك شفاها ودفعها لتقع بجسدها فوق الفراش،جثى سريعاً فوقها يعاود تقبيل عُنقها وصولاً لصدرها يترك أثار داميه على جسدها يعاود تقبيل شفاها بعنف يُمارس عليها علاقه العنف عنوانها، بداخله لا يستلذ بتلك العلاقه، لكن  لا يعرف سبب لما يفعل ذالك،هل عقـ.ـا.ب لها إم يريدها  أن تشعر بذالك الآلم الذى يغزو جسدهُ يقاومه بممارسته العنيفه معها،كأنه يريد أن تشاركهُ ذالك الآلم الجسدى الذى يشعر به يتوغل لجسده.
بينما هى عقلها يرفض كل ذالك الآلم التى تشعر به بجسدها تتمنى أن تنتهى تلك العلاقه البشعه التى جعلتها تمقت هذا الزواج أكثر من قبل،إن كان هذا هو العقـ.ـا.ب الذى قال لها عليه،لن تجعل هذه الليله تنتهى قبل أن ينتهى هذا الزواج المقيت، كل ما تتمناه أن ينهض عنها ويحدث ما يحدث بعد ذالك.
بالفعل نهض عنها وإرتمى بجسده على الفراش يلهث يتصبب عرقاً يآن بآلم أقوى منها، أغمض عيناه فاقدًا كل قواه
كل ما يشعر به آلم يفتك برأسهُ... جعله يهزى،بإسم والداته كأنه يُنجيها أن تعود له يتخيل أنها تمد يدها له كى تسحبه لينام بأحضانها ويستمتع بتمسيدها على خصلات شعرهُ. 
بينما هى تشعر أن ليس جسدها فقط من سُحق، بل روحها، يكفى بعد هذه الليله البشعه إرتسمت نهايه واحده لهذا الزواج... الطـ.ـلا.ق... حتى لو كلفها ذالك أن تترك هذا المنزل وتتخلى عن كنية "العراب" من إسمها. 
قبل قليل 
بأحد الموالد الشعبيه، كانت همس تجلس جوار كارم بين الجموع،تستمتع لحكاية ذالك الراوى الذى يسرد إحدى حكايات الخيال،على صوت ربابته وشجن عازف الناى إنـ.ـد.مجت مع الحكايه،رغم أنها تعرف أنها خياليه،تبسمت حين قَص الراوى نهاية الحكايه أن أبطال الخيال فى النهايه إتحدوا وأصبحوا قصص للعشاق تتناقل بين الالسنه.
بعد أن إنتهى الراوى،نهض كارم واقفاً،يمد يدهُ ل همس،
نظرت همس ليده للحظه فكرت مد يدها له لكن تملك منها شعور الرهبه،نهضت واقفه جواره.
شعر كارم بغصه فى قلبه من عدm مد يد همس له،همس مازالت تلك الفوبيا متملكه منها يتمنى أن تنتهى تلك الرهبه التى لديها، وتعود همس كسابق عهدها حين كانت ودوده مع من حولها،جذب يدهُ،وسار جوار همس بوسط الزحام،كانت همس تتجنب الماره جوارها،الى أن خرجوا خارج ذالك المكان وساروا بزحام المولد نفسه،توقفوا أمام أحد الباعه الجائلين بالمولد..
تبسم كارم يقول:خلينا نشترى حمص.
تبسمت همس وامائت برأسها بموافقه.
رغم أن كارم لم يرى من وجه همس سوا عينيها لكن شعر بسعاده من بسمة عينيها،وقال للبائع:عاوزين همس يكون متحمص كويس ومش مغشوش.
تبسم البائع له ومد يده له بحِفان من الحمص قائلاً:خد يا بيه دوج العروسه وخليها تحكم بنفسيها،أنا عندى عرايس كده زيها ومبحبش الغش عشان ربنا يبـ.ـاركلى فيهم.
تبسم كارم وأخذ من البائع الحِفان من ثم مد يدهُ بتلقائيه لهمس به،ترددت همس كثيراً أن تمد يدها،لكن نظرت للتاجر ورأت وجهه البشوش،مدت يدها وأخذت الحمص من يد كارم...تبسم كارم لها،نظر للبائع:
أوزنى خمسه كيلو لوحدهم وإتنين لوحدهم،بس من نفس الكوم اللى أديتنى منه.
تبسم له البائع وقام بوزن ما طلبه منه،وأعطاه له.
سأله كارم عن الحساب،أعطى له البائع الثمن،أخرج كارم حافظة ماله وأعطى للبائع ثمن ماقال،لكن بزياده عن المبلغ المطلوب،وحمل اكياس الحمص وسار
لكن،قال له البائع:  لسه  الباجى بتاعك يا بيه؟ 
تبسمت همس وقالت له: الباجى عشان بناتك، ربنا يبـ.ـاركلك  فيهم. 
تبسم البائع وقال: ربنا يبـ.ـاركلك فى جوزك يا ست ويرزجكم من وسع. 
تبسم كارم  وقال: يارب. 
بينما همس شعرت بنغزة و.جـ.ـع فى قلبها وسارت صامته، تأكل من حبات الحمص التى أعطاها لها كارم  من البدايه، كانت همس تتجنب الزحام  الى أن خرحوا من المولد... وساروا بالطريق يتسايرون بمرح،تحدثت همس قائله:
من زمان مخرجتش ولا روحت موالد،كنا بنروح مع بابا اوقات وأحنا صغيرين،بس لما كبرنا ماما بقت ترفض بسبب زحام الموالد،بس عجبنى قصة الراوى،رغم أنى عارفه خياليه ومش معقول تحصل فى الواقع. 
تبسم كارم  يقول: وليه مستحيل  تحصل فى الواقع. 
تبسمت همس  تقول: لآن مستحيل حورية البحر تعشق صيادها... وهو أسرها فى البدايه بين شبكته،وكان ممكن يتسبب فى مـ.ـو.تها.
تبسم كارم يقول:فعلاً الصياد فى البدايه أسر الحوريه بين شبكة صيده،بس لما سمع صوت غُناها الحزين،وقع فى عشقها،وحررها من الشبكه وجابلها الميه قبل جلدها ما يتشقق وتمـ.ـو.ت،وهى كمان لما شافت إهتمامه بها نسيت أنه أسرها فى شبكته تعرفى القصه دى بتفكرنى بمين.
ردت همس بسؤال:بمين؟
قماح وسلسبيل
تعجبت همس قائله:مين! قماح وسلسبيل؟
رد كارم:أيوا قماح وسلسبيل،متأكد قماح عنده مشاعر قويه ناحية سلسبيل بس بيخفى ده خلف بروده بس نظراته ل سلسبيل واضحه جداً ومن زمان كمان بس معرفش ليه متجوزهاش هى من الأول،يمكن عشان سلسبيل نفسها مش واخده بالها من النظرات دى.
تبسمت همس تقول:تعرف لما عمى قالى إن سلسبيل هتتحوز من قماح فى البدايه مصدقتش،مستحيل سلسبيل طول الوقت بتتجنب قماح،وبتقول عليه عنجهى وهوائى،بس شوف نصيبها تتجوز منه،فعلاً سلسبيل زى الحوريه اللى كانت فى حكاية الراوى بتمنى تحب قماح زى الحوريه ما عشقت صيادها كده.
تبسم كارم يقول:الوقت بيغير كل شئ وصلنا للجراچ اللى كنت راكن فيه العربيه قبل ما ندخل المولد،خلينى أوصلك مع انى مش عاوز أفارقك بس الوقت بدأ يتآخر .
تبسمت همس له وصعدت الى السياره 
بعد قليل توقف كارم بالسياره أسفل تلك البنايه التى تعيش فيها همس. 
نزلت همس من السياره لكن قبلها قالت لكارم: 
شكراً  ليك يا كارم كانت فُسحه حلوه. 
نزل كارم من السياره خلفها  وحمل أحد الأكياس وقال لها: نصيبك من الحمص اللى إشتريناه، خلينى اوصلك لحد باب الشقه. 
مالو.... 
قاطعها كارم يقول: مش هطمن عليكي  غير لما تدخلي  الشقه قدامى. 
تبسمت همس  له وصعد الإثنان بالمصعد الكهربائى، لوهله شعرت همس بالخـ.ـو.ف  من بقائها بمكان ضيق مع كارم، لكن مثلت الهدوء الى ان وصل المصعد أمام الشقه الخاصه بها، مد كارم يده لها بالكيس قائلاً: تصبحى  على خير يا هاميس. 
تبسمت  همس، وفتحت باب الشقه ودخلت وهى ترد عليه، وإنت من أهله  يا كارم متنساش تدى لهدى حمص واتوصى  دى بتحبه قوى. 
تبسم  كارم يقول: عارف هدى وسلسبيل الإتنين بيحبوه، وأنا جايبه لهم أصلاً، بكفر عن سيئاتى اللى كنت بعملها فى سلسبيل وأحنا صغيرين لما كنت بكـ.ـسر لها تماثيلها. 
تبسمت همس  تقول: فعلاً  سلسبيل  كانت بتزعل منك بس عمرها ما كرهتك عكس البـ.ـارد حماد إبن عمتى عطيات، كنا بنكرهه إحنا التلاته كان غاوى غلاسه وبرود. 
تبسم كارم يقول: بس أنا مكنتش ببقى قاصد أكـ.ـسرهم لها أنا كنت بحب أفضل معاكى أطول  وقت، وأنتم التلاته كنتم بتتجمعوا طول الوقت فى الأتلييه بتاع سلسبيل، فكان اللى بيحصل  غـ.ـصـ.ـب، او تقدرى تقولى لفت نظر. 
تبسمت  همس بحياء وقالت: تصبح  على خير يا كارم، الوقت اتأخر وممكن الجيران يفهموا وقوفك كده غلط. 
تبسم  كارم وتوجه نحو المصعد،بداخله كم يود أن يرى وجه همس التى تُخفيه خلف ذالك النقاب،وكم يود البقاء معها،أخذ قرار،لابد أن يتزوج همس بأقرب وقت،وتكمل علاجها وهى معه.
دخلت همس الى الشقه وأغلقت الباب،وقفت خلف الباب تتنهد بقوه،كارم يستحق أفضل منها،هى الحيه المـ.ـيـ.ـته بنظر الجميع،حقاً هى إختارت ذالك،لكن هل هناك مفر آخر لما مرت به،بقائها مـ.ـيـ.ـته بنظر الجميع أفضل من أن تبوح بسرها وتقول لهم أن من إغتصبها أخذ لها مجموعة صور وربما سُجل شريط فيديو لها،تُخفى وجهها خـ.ـو.فاً من عيون البشر،لكن ليس للقلب لجام فلت اللجام منها كارم التى سابقاً كانت تعرف أنه يُحبها وهى كان لديها مشاعر،أعجاب لقماح،ظنتها انها كانت حُب،لكن كانت مُخطئه مشاعرها مختلفه ناحية كارم...لكن هو يستحق الأفضل منها.
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل
بغرفة النوم 
مازالت نائمه بظهرها على الفراش
و.جـ.ـع جسدها التى تشعر به لا شئ جوار و.جـ.ـع روحها التى أحرقها قماح كانت تلك آخر  نقطه تجعلها تتأكد أنها تبغضه، لا داعى للإهانه أكثر من ذالك، حسمت قرارها
إستدارت برأسها تنظر ل قماح وكادت تقول: 
طلـ.. 
صمتت لم تنطق باقى كلمة الخلاص بالنسبه لها،حين وقع بصرها على وجه قماح الذى يتصبب عرقاً،وإصطبغ ببعض الإحمرار،يقاوم كى يفتح عينيه،ليس هذا فقط بل يهلوس ببعض الكلمـ.ـا.ت.
حتى إن كنت غاضب ممن أمامك فى لحظه تتحكم بك إنسانيتك التى لم تفقدها بعد رغم قساوة أفعاله  معك. 
برغم آلم جسدها الأ أنها تحاملت على نفسها ونهضت تضع يدها فوق جبين قماح، جبينهُ مرتفع الحراره للغايه، هو محموم
أزاحت سلسبيل عنها غطاء الفراش ونهضت سريعاً ترتدى ذالك الأيسدال مره أخرى، خرجت من الغرفه بل من الشقه لا تعرف كيف نزلت درجات ذالك  السلم، دخلت مباشرةً الى غرفة هدايه، وأشعلت الضوء وتوجهت الى فراشها، حاولت تُوقظها بهدوء حتى لا تفزعها، مدت يدها على كتف هديه، تناديها بهدوء... 
إستجابت لها هدايه سريعاً  وصحوت تقول: 
سلسبيل الساعه كام، أنا إزاي جت عليا نومه عمرها ما حصلت هو الفجر أذن ولا أيه؟ 
ردت سلسبيل: لأ لسه بدرى عالفجر يا جدتي، بس قماح رجع من شويه، وفجأه تعب. 
أزاحت هدايه غطاء الفراش سريعاً  ونهضت من على الفراش حسب قدرتها وقالت بلهفه: خير أيه اللى حصله، ساعدينى يا بتى هاتيلى الجلابيه بتاعتى اللى متعلقه هناك دى... 
آتت سلسبيل  بتلك الجلابيه ل هدايه، وساعدتها على إرتدائها وخرجن الإثنتين من الغرفه  تصدعان الى شقة سلسبيل، كانت سلسبيل  تُساعد هدايه فى الصعود تُمسك يدها... 
بعد دقائق معدوده، دخلن الى الشقه منها الى غرفة النوم، نظرت هدايه  نحو الفراش،كان أكثر من نصف جسد قماح عارى الغطاء يستر خصرهُ فقط ، أخفضت بصرها وقالت: 
إسترى قماح يا بتى. 
دخلت سلسبيل  وآتت بسروال وتيشيرت منزلى وألبستهم لقماح ثم شـ.ـدت الغطاء على جسدهُ، حين وقفت دخلت من خلفها هدايه، نظرت له برجفه فى قلبها، من خبراتها السابقه علمت سبب إرتفاع حرارة جسده وتعرُقه وهلوسته  بهذا الشكل.. 
أخرجت من جيب جلبابها مفتاح وقالت ل سلسبيل: 
خدى إنزلى افتحى آخر ضلفه فى دولابى وهتلاجى مفتاح كبير
فى الصندوج بتاعى هاتيه وكمان هتلاجى شال أبيض فى نفس الضلفه بس فوج شويه هاتيهم  وتعالى بسرعه. 
أخذت سلسبيل  المفتاح من يد هدايه، بظرف دقيقه كانت عادت الى هدايه بمفتاح معدنى كبير الحجم يُشبه مفاتيح البيوت الأثريه القديمه ومعها ذالك الشال الأبيض 
أعطتهما لهدايه، تقول: المفتاح والشال أهُم يا جدتى. 
أخذت هدايه الشال أولاً ولفته حول رأس قماح وثم أخذت المفتاح ووضعته بمنتصف جبهة قماح، وعقدتهُ بالشال وقامت ببرمهُ بلفات دائريه بإحدى يديها واليد الأخرى كانت تقوم بتدليك عُنق قماح من أسفل وصولاً لبداية ذقنه،ظلت تفعل هذا لدقائق،حتى شعرت ببداية زوال الحراره عن قماح،تنهدت براحه،قائله:
الحمد لله الحراره زالت عنه شوى.
وضعت سلسبيل يدها فوق جبهة قماح وقالت:لأ دى زالت كتير.
تنهدت هدايه قائله:طب ساعدينى بجى ناخد قماح نحط راسه تحت الميه شويه.
ردت سلسبيل:قماح شكله  بدأ يرجع لوعيه شويه خليكى مرتاحه يا جدتي وأنا هساعده يدخل الحمام.
قالت سلسبيل هذا وتحدثت لقماح: قماح لو قادر حاول تسند عليا وقوم معايا. 
رغم أن قماح  مازال يشعر بالتوعك لكن وضع يدهُ على كتف سلسبيل  ونهض معها بضعف، 
سندته أيضاً هدايه مع سلسبيل  الى أن دخلت سلسبيل به الى الحمام، تحدثت  هدايه، نزلى مايه ساجعه على چسمه، يا سلسبيل. 
بالفعل فتحت سلسبيل  المياه البـ.ـارده، لتنسدل على جسد قماح، الذى شعر برعشه قويه حين نزلت المياه البـ.ـارده على جسدهُ، لكن بعدها شعر ببعض من الراحه، 
نظرت لهما هدايه وقالت: كفايه إكده تحت المايه، نشفى چسمه وأنا هچيب ليكى  له خلجات من الدولاب. 
بالفعل نشفت سلسبيل  جسد قماح، وأخذت تلك الملابس من يد هدايه، وساعدته فى إرتدائها، من ثم ساعدته فى والخروج  من الحمام، الى أن عاود التمدُد على الفراش يغمض عينيه مره أخرى... مستسلماً لتلك الغفوه. 
إنخضت سلسبيل،لكن تحدثت هدايه:متخافيش قماح چسمه جوى،وهيجاوم.
تعجبت سلسبيل قائله:هيقاوم أيه أنا هنزل اقول لبابا يطلب دكتور لقماح ده غمض عنيه... وشكله لسه عيان والحراره شكلها هترجع تانى.
تبسمت  هدايه رغم قلقها على قماح من لهفة سلسبيل وقالت لها:دى (ضـ.ـر.بة سمس) يا بتى مش صداع عادى،بس أنا خلاص أخدت السمس من راسه،دى حراره عاديه،بالكمددات هتروح ،روحى هاتى صحن بلاستيك صغير فيه شوية مايه وحطى فيه حتيتين تلچ،ومعاهم شوية خل ومتخافيش،قماح هيبجى زين بإذن الله الشافى. 
إمتثلت سلسبيل  لقول جدتها  وآتت بطبق بلاستيكى صغير وبه ماء وقطع ثلج الممزوج بالخل ، وأعطته لها. 
أخذته هدايه وقامت بوضع ذالك الشال بالماء المُثلج وقامت بعصره ووضعه على جبين قماح، وقالت ل سلسبيل: 
روحى يا بتى غيرى خلجاتك المبلوله دى لا تمرضى إنت كمان، وأنا إهنه جاعده چار قماح على ما تعاودى. 
أمائت سلسبيل  لها وذهبت الى الدولاب أخذت بعض ملابس لها ودخلت الى الحمام، خرجت بعد قليل تنظر لقماح
تبسمت  لها هدايه قائله: هيبجى كويس متجلجيش، تعالى إجعدى چاره عالسرير  لما الشال ينشف تبليه من الميه تانى، أنا هجوم أتوضى وأصلى قيام الليل، وأدعى له بالشفا... وليكى براحة البال. 
امائت سلسبيل  رأسها لها تقول: حرمً يا چدتى. 
نهضت هدايه وتركت سلسبيل  تجلس جوار قماح على الفراش نظرت لوجهه الذى بدأ يعود لطبيعته قليلاً، لأول مره بحياتها تتآمل ملامح قماح، لاحظت ذالك النمش الخفيف حول أنفه ووجنتيه، يُعطيه وسامه... ملامحه تبدوا هادئه، لكن قارن عقلها بين ملامحه الهادئه وقسوته الذى يُمارسها عليها طول الوقت.. بالتأكيد ليس عليها فقط،هى رأته يصفع زوجته السابقه ويتعامل بحِده... بتلقائيه منها،أخذت الشال وبللته بالمياه ووضعته على جبهته مره أخرة،ودون شعور منها سارت يديها تُمسد خُصلات شعرهُ الرطبه. 
أما هو، كان يسبح فى خياله، يشعر أن 
النور إنطفئ أمامه فجأه يسير بطريق مُعتم... لم يختار يتمنى أن يعود الزمن لوقت أن كان هذا الطفل بالعاشره من عُمره،رافقت خياله صورة والداته تذكر كثير من المواقف له معها،والذكرى التى ترسخت بعقله هى تلك الأمنيه التى لم تُحقق وليتها ما تحققت وضلت والداته على قيد الحياه يتمتع بحنانها الذى حُرم منه باكرًا
أثناء دخول قماح ورباح الى المنزل عائدين من المدرسه إندفع رباح وهو يدخل خلف قماح وكاد يقع بأرضية الحديقه،لكن سند بيده على قماح الذى لم يتنبه وتزحلق بأرضية الحديقه المبلوله بسبب هطول أمطار غزيزه، رغم سَخِر منه رباح وقتها وضحك عليه،وتركه ولم يمد يدهُ له يساعده على النهوض،بل قال له:أحسن يا ريت رقبتك كانت إنكـ.ـسرت.
لم يبكى لكن الكلمه ترسخت بعقله الصغير،أخيه يكرهه دون سبب...نهض من على الأرض أصبحت ملابسهُ ملوثه بالطين...دخل الى المنزل ينادى على والداتهُ...التى آتت تحمل طفله صغيره بين يديها،نظرت له بفزع تتحدث العربيه لكن بكلمـ.ـا.ت صعيديه مكـ.ـسره إكتسبتها من عشرتها فى دار العراب السنوات الماضيه قائله:
قماح أيه اللى چرالك.
بتلقائية طفل قال: رباح  زقني وهو داخل للدار.
ردت كارولين:
طب معليش تعالى معاى للأوضه أغيرلك هدومك.
تبسم لها وسار خلفها،وضعت تلك الصغيره التى كانت تحملها على فراش غرفة قماح،وأتت بملابس نظيفه لقماح ووضعتها جوارها على الفراش وقالت:يلا أدخل إستحمى ونضف نفسك من الطين ده وتعالى هنا إلبس هدومك علشان مش تتبل مايه من الحمام.
تبسم لها ودخل للحمام،إغتسل وخرج بعد قليل يرتدى مئزر قطنى صغير مناسب له،نظر لها وهى تداعب تلك الصغيره قائلاً:ماما أنا نفسى يبقى ليا أخوات زى رباح كده.
تبسمت له قائله:رباح يبقى أخوك الكبير واخواته يبقوا أخواتك وكمان البيبى الصغير اللى فى بطنى هيبقى أخوك او أختك زيهم بالظبط.
رد قماح:لأ يا ماما رباح وأخواته مش بيحبونى،ورباح مش بيرضى يلعبنى معاهم حتى فى المدرسه أوقات بيخلى أصحابى مش يلعبوا معايا،ويقولهم ده إبن الأغريقيه مش أخويا.
مسدت كارولين على شعر رأسه بحنان قائله:متزعلش نفسك،بكره سلسبيل تكبر وتلعب معاها،شوف أهى بتضحك لك.
نظر قماح لسلسبيل وقال:مش يمكن سلسبيل تبقى زى رباح ومترضاش تلعب معايا،أنا هستنى لما تجيبى أخويا او اختى والعب معاهم.
تبسمت كارولين له:طب يلا البس هدومك لا تبرد.
تبسم قماح ونظر ل سلسبيل التى تحملها كارولين قائلاً:غمضى عينك يا سلسبيل،عيب أما تشوفى راجـ.ـل عريان.
تبسمت كارولين على بسمة تلك الصغيره،وتمنت أن يرزقها مثلها،لكن كان للقدر رأى آخر،أنجبت فعلاً فتاه،لكن فارقت الحياه بسبب ولادتها المُبكره قبل ميعادها وليس فقط هى من فارقت بعدها فارقت والداته هى الآخرى متآثره بحمى نِفاس،ليسير بعدها فى درب من الحرمان.
...
فاق من هلوسته حين شعر بيد تُمسد على خُصلات شعرهُ للحظه ظن أنها يد والداته، فتح عينيه للحظات،لكن رأى وجه آخر غير أمهُ،وجه سلسبيل!
،سلسبيل هى من  تُمسد على خُصلات شعرهُ،أغمض عينيه سريعاً لا يريد أن تعلم سلسبيل أنه يشعر بها. 
إنتبهت سلسبيل، لعودة جدتها فشالت يدها من على رأس قماح.
لاحظت هدايه ذالك وتبسمت دون حديث.
نهضت سلسبيل من جوار قماح وقالت:حراره قماح تقريباً زالت ياجدتى.
تبسمت هدايه قائله:عالصبح إن شاء الله هتزول خالص.
تبسمت سلسبيل وقالت:تعبتك يا جدتى،وصحيتك من النوم ،وانا عارفه إنك مش بتحبى تسهرى.
ردت هدايه:ده قماح يا سلسبيل مت عـ.ـر.فيش غلاوته عندى جد أيه،ربنا يتم شفاه.
ردت سلسبيل:وأيه سر غلاوة قماح بقى عندك نفسى أعرف.
تثائبت هدايه قائله:هجولك بس بعدين مش دلوق،دلوق،أنا عضمه كبيره ومش جد إنى أسهر أعتنى بقماح،هسيبلك المهمه دى،هو چوزك وأنتى أستر وأولى برعايته،هنزل لمجعدى،اتمدد عليه،بس مش هنعس خلاص جربنا عالفچر الأول،هسبح ربنا.
ردت سلسبيل: نزول السلم هيتعبك ياجدتى،فى هنا أوضة نوم تانيه،مددى جـ.ـسمك علي السرير فيها،وكمان ممكن الحراره ترجع تانى.
تبسمت هدايه بموافقه.
قالت سلسبيل:خلينى أخد يدك للأوضه ترتاحى،ياجدتى. 
تبسمت هدايه قائله: تسلمي  يا بتى، ربنا ياخد بيدك ويرزجك بالخير عالدوام... هما ساعتين لحد نور ربنا ما يسطع، وقماح هتزول الحراره من عليه...ربنا ما يرجد له چته. 
صمتت سلسبيل وذهبت مع جدتها لغرفتها...وعادت مره أخرى لغرفة قماح،نظرت له تبسمت على حالها،كيف قبل ساعات كانت تود الطـ.ـلا.ق ومازالت تود ذالك،لكن كيف تطلب هذا وهو مريـ.ـض،والأدهى من ذالك هى من تجلس جواره، فى مرضهُ،هى فقط تشفق عليه لا أكثر هذا ما فسره عقلها، تمنت أن يأتى الصباح، ربما مثلما قالت هدايه، أن قماح  سيستعيد جزء صحته صباحاً...ربما شفاؤه السريع يُعطيها فرصه للتخلص من هذا الزواج سريعاً،لا داعى للمماطله أكثر.
بالفعل آتى صباح جديد.
دخل النبوى الى غرفة والداته تعجب حين لم يجدها،سأل إحدى الخادmـ.ـا.ت عنها أحابته:أنها إستيقظت ولم تجدها بغرفتها،تعجب النبوى لذالك،فى ذالك الوقت دخل ناصر يسأل عنها أيضاً،تعجب من رد الخادmه.
تحدث النبوى يقول:وأمى صحيت بدرى كده وراحت فين.
كاد ناصر أن يقول له لا يعلم ولكن تذكر وجه قماح ليلة أمس...فقال:قماح إمبـ.ـارح بالليل رجع وشكل وشه كان تعبان ولما سألته جالى انه كويس،تفتكر...
إنخض النبوى قائلاً:جصدك أيه بشكل وشه،أنا هطلع أطمن عليه.
رد ناصر:خدنى معاك.
بالفعل صعد الإثنان خلف بعضهم،وتركوا تلك الحقوده قدريه التى سمعت حديثهم،فزاد الغلول فى قلبها تتمنى الأسوء لقماح،قائله بتهكم:
جلبك حنين جوى يا نبوى لو واحد من ولادى مكنتش هشوف عليه الخضه دى،بس طبعاً ده إبن الأغريقيه اللى خـ.ـطـ.ـفت جلبك...ياريت قماح كان سبجها للمـ.ـو.ت.
.........
فتحت سلسبيل باب الشقه ليتحدث النبوى قائلاً:قماح فين...هو بخير.
تبسمت سلسبيل:قماح بخير يا عمي،جدتى داوته.
دخل النبوى سريعاً،الى الشقه الى داخل غرفة النوم،تبسم براحه،وهو يرى هدايه تجلس جوار قماح،تمسك كوب تُسقى منه قماح الذى تماثل للشفاء.
تبسم النبوى وقال:صباح الخير يا أمى،سلامتك يا قماح.
تبسم ناصر هو الآخر قائلاً بعتب: 
ليه يا ولدى، لما كنت تعبان إمبـ.ـارح جولت إنك زين، شكلك كان باين، بس خال عليا، ربنا يتم شفاك. 
تبسم قماح  لعمه بود... بينما قالت هدايه: دى كانت ضـ.ـر.بة سمس وربنا لطف، شكله  كان بيوجف فى السمس  كتير  اليومين اللى فاتوا، وشه إسود شويه،بس لساه حلو زى ما هو،حتى السمار زاده حلاوه .
تبسم النبوى يقول:مالهم السُمر يا أمى وبعدين هو بـ.ـنته عشان نجول أبيض ولا اسمر ده راچل ومن عيلة العراب،حفيد الحاچه هدايه.
تبسمت هدايه وقالت:وجوز بت ناصر العراب،زينة البـ.ـنته.
تبسمت سلسبيل داخلها تتهكم،كم تود إنهاء هذا الزواج فى أقرب وقت،لكن بحديث هدايه مع ولديها،يبدوا أن الامر أصبح مؤجل الى  وقت آخر. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام. 
صباحً
تحدثت همس على الهاتف مع طبيبتها وقالت : أنا تعبت من السر اللى شيلاه جوايا، أخدت قرار وخلاص  هحكى اللى حصل معايا. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهراً  نظرت زهرت الى تلك الدmاء التى تسيل منها تبسمت بمكر ثعالب،هذا اليوم ستنهى كذبة حملها،وتكسب تعاطف الجميع معها،إدعت الآلم وإتصلت على رباح،الذى رد عليها قالت له:
أنا تعبانه قوى يا رباح،وأتصلت عالدكتوره وقولت لها على و.جـ.ـعى قالتلى تعاليلى العياده،واتصلت على امى وقولت لها هفوت أخدك نروح للدكتوره.
رد رباح بخـ.ـو.ف وخضه:قوليلى عنوان الدكتوره وانا اقابلكم على هناك.
ردت زهرت:لأ خليك إنشاء الله خير،يمكن مغص ويعدى،ماما معايا ولو حصل حاجه هتتصل عليك.
رد رباح:طيب خدى عمتك معاكم للدكتوره.
ردت زهرت:لأ بلاش عمتى،ماما كفايه،أنا مكنتش هتصل عليك اقلقك،بس قولت أقولك علشان هخرج محبش أخرج من دون علمك.
رد رباح:طيب إبقى ردى على إتصالى.
تبسمت زهرت وقالت:حاضر يا حبيبي خير إنت إدعيلى،يلا بالسلامه.
أغلقت زهرت الهاتف،ورمته على الفراش تبتسم بظفر،وراحه ستُنهى هذه الكذبه قبل أن تفضحها هدايه التى تشعر أنها لديها شك بحملها،وكثيراً ما تلمح لذالك. 
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد العصر بقليل 
بمنزل العراب
دخلت سلسبيل الى غرفة جدتها وجدتها تختم الصلاه 
تحدثت: حـ.ـر.امً يا جدتى تقبل الله. 
تبسمت هدايه قائله: جمعاً يارب.... تعالى إجعدى چانبى  يا سلسبيل بت حلال كنت هخلص صلاه وهبعت أنده لك، عاوزاكى. 
جلست سلسبيل  أرضاً جوار هدايه... وقالت: خير يا چدتى. 
ردت هدايه وهى تضع يدها على رأس سلسبيل  تمسدها بحنان: 
خير يا بتي... كنت عاوزه أسألك على حالك مع قماح. 
إرتبكت سلسبيل  قائله: حالى معاه كيف يعنى؟ 
تبسمت هدايه  وقالت: قماح بيعاملك زين ولا..... 
إزدرت سلسبيل  حلقها وقالت بخفوت: زين بيعاملنى زين. 
نظرت هدايه لعين سلسبيل  وإستشفت عكس ما تقوله  سلسبيل  وقالت: طب مالك بتجوليها بصوت واطى إكده... ليه حاسه زى ما يكون  مفيش بينك وبين قماح وفاج(وفاق). 
إرتبكت سلسبيل  وكادت تكذب على هدايه.... 
لكن هدايه قالت لها 
هجولك يا بتي كلمتين أمى جالتهم لى  زمان لما إتچوزت چدك الله يرحمه
جالتلى يا بتي إحنا الحريم "مصاطب الذل" 
نظرت لها سلسبيل بعدm فهم وقالت: مش فاهمه تقصدى أيه يا چدتى.... عاوزانى أذل نفسي لقماح! 
ردت هدايه بنفى: طبعاً  لاه ما عاش ولا كان اللى يذل فرد من أحفادى لا البنين ولا البنات. 
هجولك يا بتي أمى كان جصدها أيه؟ 
كان جصدها إننا الحريم اللى بنحتوى راچلنا ونجدm له الراحه حتى وإحنا مش جادرين نقول لاه... بس ده مش معناه إننا ضعاف لأه ده جوه لينا 
الست لازم تكون زى السفنچه لچوزها   وجت غضبهُ  وعصبيته وتبلعها تتشربها كيف ما تتشرب السفنچه الميي.... الراچل مهما كانت جوته الست  تجدر تحول جوته دى لضعف جدامها.... يمكن متوعيش على چدك رباح الله يرحمه، كان فيه خِصال كتير من قماح.... بس أنا سويت كيف ما أمى وصاتنى وإتحملت طبعهُ الجاسى فى الأول لحد ما لان وبجى كيف الميي البيضه لونت معاه العيشه محدش كان يعرف بينتنا أيه حتى ولادنا اللى معانا فى الدار 
أنى خابره قماح طبعهُ جاسى جوى يمكن بزياده عن چدك، يمكن بسبب إنه إتربى بعيد عنينا مع الوليه چدته الأغريقيه لأكتر من ست سنين لما رچع لأهنه كان عمره عدى سبعتاشر سنه يعنى كان بجى راچل.... وفعلاً كان راچل... قماح طول عمره راچل من وهو صبي صغير.... مشاءالله عقله سابج سنه. 
ردت سلسبيل  بتهكم: آه عقله سابق سنه حتى عدد جوازاته... فى خمس سنين إتجوز تلاته والله أعلم لسه أيه اللى هيحصل... يمكن يجيب الرابعه كمان. 
ردت هدايه: دى فى يدك  و بشاطرتك أنتى تخليه ميفكرش غير فيكى وبس ويزهد صنف الحريم من بعدك. 
تهكمت سلسبيل: وده هيحصل إزاى هسحرله إياك. 
تبسمت  هدايه قائله: فى يدك اللى أجوى من السحر... العشج 
العشج يا بتي أجوى من السحر.... خلي  قماح يعشجك ووجتها هتلاجى جسوته بجت حِنيه. 
سخرت سلسبيل قائله: يعشجنى... هو قماح يعرف العشق.... على يدك جوازته الاولى كانت من زميلته فى الجامعه  قال بيحبها وإتجوزها وقبل ما تمر سنه كان مطلقها.... حتى التانيه كانت بـ.ـنت تاجر من اللى بيتعامل معاهم وشافها ودخلت مزاجهُ وإتجوزها ونفس الشئ حصل قبل سنه طلقها، قماح أسهل شئ عنده الطـ.ـلا.ق هو بيتسلى شويه باللعبه اللى فى إيدك وبعد ما يزهق منها بيكـ.ـسرها وقبل السنه هفكرك يا چدتى هيعمل معاي نفس الشئ ويطـ.ـلقنى..... أنا مكنتش موافقه عالجوازه من الأول بس أنتم اللى غـ.ـصـ.ـبتوا عليا بسبب.... 
صمتت سلسبيل  تكبت تلك الدmعه التى تحرق عينيها. 
لكن تنهدت هدايه بآلم وقالت: اللى حصل كان مكتوب وچوازك من قماح كمان كان مكتوم.... وأنا مستحيل  أسمح إن قماح يطلجك أبداً  طول ما أنا عايشه. 
ردت سلسبيل  بتهكم: تفتكرى صعب عليه يا چدتى لما يزهق  منى حتى لو مطلقنيش  سهل يتجوز عليا وأعيش ضايعه زى مرات عمى. 
ردت هدايه: إنتى مش زي مرات عمك بلاش تقارنى نفسك  بيها إنتى عِنديكى عقل وجلب عنها...... وقماح مش زي النبوى  طب تعرفى إن الإتنين اللى طلجهم نفسهم لحد دلوق يرجعوا تانى لعصمته حتى لو بجوا ضراير. 
سخرت سلسبيل  قائله:  على أيه عاوزين  يرجعوا لعصمته تانى والله دول يحمدوا ربنا إنهم بعدوا عنه. 
ردت هدايه: هما مبعدوش عنه بخُطرهم.... لو بخُطرهم عمرهم ما كانوا  بعدوا عنه لساتهم عاشجينهُ. 
تهكمت سلسبيل  تقول: عاشجينهُ..... جايز برضوا. 
فجائت هدايه سلسبيل  وقالت: وأنتي  كمان بكره تعشجيه يا سلسبيل وفى يدك تخليه  عينيه متشوفش ولا عقله  يفكر  فى حريم غيرك إفتحى جلبك له. 
تهكمت سلسبيل تفكر  فى داخلها تقول لنفسها ودت لو تصرخ وتقول لهدايه : أى قلب عاوزانى  أفتحوا له وهو مفيش  مناسبه غير وبيجيب سيرة أختى  وبيحسسنى أنه إتفضل ومَن عليا لما قبل يتجوزنى... ده غير كُرهى لعُنفهُ معايا أنا بكرهه  وبكره إنه يقرب منى  أو يلمسنى ولو بأيدي كنت أفضل المـ.ـو.ت عن إنى إسيبه يعاملنى زى الخدامه لرغبته المتوحشه بس وقتها مش بعيد يستغل مـ.ـو.تى ويأذى "هدى" أختى بذنبي زي ما بيعمل معايا...... 
ده شخص مريـ.ـض محتاج لعلاج نفسى. 
لكن صمتت سلسبيل. 
تبسمت هدايه تقول: إسمعى كلامى وهتكسبى قماح. 
ردت سلسبيل  بمهادنه: حاضر يا چدتى.... بس ليا عندك طلب وعاوزاكى تقنعى قماح بيه. 
ردت هدايه: وأيه هو الطلب ده؟ 
ردت سلسبيل: عاوزه أشتغل... وهو ممانع. 
قبل أن ترد هدايه... رد قماح  الذى دخل بتعسُف: ومازلت ممانع... مفيش شغل وآخر مره أسمعك بتتكلمى فى الموضوع ده... 
نهضت سلسبيل واقفه وقالت بشجاعه: ليه مش موافق إنى أشتغل؟ 
رد قماح بتصميم: قولت مفيش شغل... أنا مبحبش أتعامل فى الشغل مع ستات. 
ردت سلسبيل:  مش عذر وتمام بسيطه أنا هشتغل فى الحسابات يعنى بعيد عنك  ومش هتضطر تتعامل معايا. 
نظر لها بتهكم قائلاً: قولت مفيش شغل إنتى مش محتاجه لشُغل.
إرتسمت القوه والتصميم على وجهها وقالت: ومين قالك كده...أنا أكتر واحده محتاجه أشتغل...وقبل ما تقول مش محتاجه ماديًا،هقولك مش كل اللى بيشتغلوا محتاجين الشغل عشان الفلوس،وأنت أولهم،مش محتاج ماديًا يبقى ليه بتشتغل.
إرتسمت الحِده على وجه قماح ورد بتعسُف: بشتغل علشان أنا  الراجـ.ـل  ولما أبقى محتاج وقتها إبقى إشتغلى وده آخر قرار عندى، وممنوع الكلام فى سيرة إنك تشتغلى دى تانى. 
إستدارت سلسبيل  تنظر لجدتها أن تساندها، لكن وقع بصرها على باب الغرفه، أغمضت عينيها ثم فتحتهما، وقالت بذهول: همس! 
ليُذهل عقلها  وتقع مغشياً عليها...يتلقفها قماح بين يديه قبل ان تسقط أرضاً.
كادت سلسبيل أن تقع أرضاً   غائبه عن الوعى، لكن سُرعان ما تلقفها قماح بين يديه بخضه،إنخضت هدايه هى الآخرى ونهضت سريعاً تتوجه لقماح بلهفه قائله: بسرعه يا قماح وديها مجعدى، حُطها عالسرير.
نظر قماح لها وقال:لأ خلينى أخدها لأى مستشفى.
ردت هدايه: وديها مجعدى حطها عالسرير يا قماح...متخافِش دى مُغمى عليها.
نظر قماح لوجه سلسبيل وشفاها التى همست بشئ قبل أن تغيب عن الوعى،من ثم ذهب سريعاً الى غرفة نوم هدايه وضعها على الفراش،ووقف يُخرج هاتفه.
نظرت  هدايه التى دخلت للغرفه خلفهُ قائله:هتكلم مين فى التليفون؟
رد قماح:هشوف أى مستشفى قريبه من هنا تبعت لينا دكتور يكشف على سلسبيل.
تنهدت هدايه قائله:مالوش لازمه هاتلى الكولونيا اللى عالتسريحه.
نظر قماح لوجه سلسبيل مازال يُريد أن يطلب أحد الأطباء.
تنهدت هدايه قائله:بلاش تفكر كتير وهاتلى الكولونيا،يلا بلاها وجفتك دى.
آتى قماح بزجاجة الكولونيا وأعطاها لهدايه، التى بدأت تضع منها على يديها وتقربها من أنف سلسبيل. 
بينما سلسبيل فى غفلتها تلك ترى من البدايه 
همس تقف تُمسك بيدها هاتفها وتمد يدها لسلسبيل به، ذالك ما جعل عقلها يغيب لتفقد الوعى بعدها ترى همس نائمه على شيزلونج طبى، وهنالك من معها بالمكان، همس تبكى بخطين أسودين على وجهها يشبهان الكحل السائل... وهنالك أحد يمد يدهُ لها يريد تجفيف دmـ.ـو.عها، لكن همس خافت منه ونهضت من على الشيزلونج ترتجف.
فتحت سلسبيل عينيها وأغمضتها عدة مرات ببطئ تهمس بأسم همس... لم تتعجب هدايه التى سمعت همس سلسبيل بأسم همس أيقنت بداخلها أن سلسبيل تشعر ب همس، ربما لا تعلم أنها مازالت على قيد الحياه لكن هنالك تواصل فكرى بينهما، سلسبيل ورثت تلك الملكه عن والداتها كانت ترى أحلام ورؤى تتحقق فى المستقبل، سلسبيل هكذا، لكن بدرجه أقل من والداتها فى الماضى، سلسبيل  تكره تلك الأحلام وتخشى منها لذالك  ترفضها بعقلها، ربما تعتقد أن هذا أفضل لها، فرؤية بعض أحداث المستقبل الغير مرغوب فى حدوثها تؤلم كثيراً، حين تعيش الآلم مرتين، مره بالأحلام ومره بالواقع، لكن بالنهايه كل شئ قدر. 
فاقت سلسبيل  لحد ما تشعر بدوخه تعجبت حين وجدت نفسها على فراش جدتها وضعت يدها تُمسد راسها وقالت:أنا أيه اللى حصلى. 
تتنهدت هدايه براحه قائله: خير يا بتى فجأه أغمى عليكي. 
تذكرت سلسبيل  آخر شئ حين إستدارت ورأت همس تقف على عتبة باب الغرفه بيدها هاتفها تمد يدها تعطيه لها،لكن أخرج سلسبيل من التفكير صوت قماح الذى قال:
سلسبيل لو حاسه بأى آلم خلينى أخدك للدكتور.
نظرت له سلسبيل بصوت يشوبهُ الغضب وقالت:لأ انا كويسه متشكره يمكن شوية صداع وهيروحوا، كتر خيرك، خيرك سابق. 
تعجب قماح من رد سلسبيل  بهذه الطريقه عليه لكن إبتلعها حين دخلت نهله برجفه ولهفه قائله: 
خير سلسبيل  مالها واحده من الشغالات جالتلى إن قماح  كان شايل  سلسبيل  ودخل بها لهنا. 
سَخِرت سلسبيل  من طريقة حديث نهله بتلك اللهفه، منذ متى هذه اللهفه، لو كانت حقاً  تخاف عليها ما كانت وافقت على زواجها من قماح، حتى أنها أحياناً  تُشعرها أن قماح تفضل عليها حين تزوج من إحدى بناتها. 
إقتربت نهله من الفراش وكادت تمد يدها على كتف سلسبيل، لكن سلسبيل  تجنبت للخلف وقالت: أنا بخير،  يمكن مُجهده بسبب قلة نوم،يمكن محتاجه أنام، هنام شويه وهصحى كويسه.
تحدث قماح:تمام إطلعى شقتنا نامى وإرتاحى ومرات عمى هتسندك.
تمددت سلسبيل على فراش جدتها وقالت:لأ أنا عاوزه أنا هنا فى أوضة جدتى هحس براحه أكتر من أى مكان تانى.
قالت سلسبيل هذا وأغمضت عينيها.
تحدثت هدايه: 
خلاص خلونا نطلع من المجعد ونسيب سلسبيل  على راحتها تنام اهنه، وهتصحى بأذن الله كويسه. 
إمتثل قماح  لقول هدايه على مضض، حتى نهله هى الآخرى شعرت بآلم بقلبها من طريقة معامله سلسبيل  لها سلسبيل  تعتقد أن نهله بداخلها ليست حزينه على رحيل همس، وأنها ضحت بها حين غـ.ـصـ.ـبتها على الزواج من قماح، لكن هذا ليس صحيح، نهله بداخلها نار تكوى قلبها على بـ.ـنتيها سواء التى إختارت الرحيل دون أن تُبرئ نفسها، والآخرى التى تلومها على ضعفها وتبتعد عنها،لا تعرف مدى آلم قلبها تشعر أن شرينان فى قلبها ينزفان،وإن كانت واقفه على قدmيها الى الآن دون ان تنهار فهو من أجل بـ.ـنتيها،تتمنى أن لا يُصيب إحداهن أى مكروه،يكفيها آلم دفنته بقلبها تمثل القوه أمام الآخرين،لكن القلب قد فاض من الآلم.
خرجت نهله أولاً  من الغرفه ثم قماح ومعه هدايه التى مدت يدها على ذر الإضاءه وكادت تُطفئه، لكن قالت سلسبيل: سيبى نور منور يا جدتى. 
سمع قماح  ذالك شعر بغصه هو يُجبر سلسبيل  على النوم فى الظلام كما تعود 
بينما
إمتثلت هدايه لذالك وتركت نور خافت بالغرفه وخرجت وأغلقت باب الغرفه خلفها. 
تدmعت عين سلسبيل  تشعر بآلم فى قلبها حين  تذكرت باقى الرؤيه التى راتها وهى غائبه عن الوعى، همس كانت تبكى، لما؟!
 هل المـ.ـو.تى يبكون  مثل الأحياء، ربما تبكى لأنها ظُلمت وأنهت حياتها بيدها، لكن تذكرت همس كانت تمد يدها لسلسبيل بالهاتف، ما تفسير هذا، أتكون تريد أن تُخبرها بشئ، بالتأكيد لأ  هنالك تفسير آخر لذالك.. أو ربما تنذرها أنها هى من ستلحق بها الى القبر قريباً. 
....................  .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما قبل قليل 
بعيادة الطبيبه النفسيه. 
تبسمت الطبيبه قائله:جاهزه تحكى أيه اللى حصل فى الماضى.
سحبت همس نفس عميق وقالت بتـ.ـو.تر:جاهزه أحكى كل اللى حصلى،يمكن بعدها أرتاح من الخـ.ـو.ف وو.جـ.ـع القلب اللى بحس بيه.
تبسمت الطبيه قائله:تمام إتفضلى نامى عالشيزلونج،وإسترخى،وأى وقت حسيتى بأرهاق،او إنك مش قادره تكملى حديث بلاش تضغطى على نفسك.
أمائت همس برأسها وتمددت فوق الشيزلونج،بداخلها ترتجف،قاومت ضعفها وبدأت بسرد ما حدث لها ذالك اليوم التى تشعر أنها مـ.ـا.تت فيه.
فلاشــــــــــ**بـــــــاك
بعد الظهر إنتهت همس من إحدى محاضراتها وأُلغيت المحاضره الآخرى،إعتقدت أن ذالك من حظها،هى أعطت للسائق المسئول عن توصيلها الى الجامعه ميعاد خروجها بعد المحاضره التى أُلغيت،خرجت هى وإحدى زميلاتها تسيران أمام الجامعه،لكن بدأ الطقس يتغير فجأه،إختفت الشمس وظهرت بعض السُحب السوداء.
تحدثت زميلتها قائله:الدنيا شكلها هتمطر،أنا هروح أشوف أى سيرڤيس وأروح قبل ما المطر ينزل،وأنتى بلاش تفضلى كده شوفيلك تاكسى وروحى،قبل ما تمطر.
تبسمت همس لصديقتها وقالت لها ببساطه:وماله ما تمطر المطر خير أنا بحب المطر.
ردت زميلتها:طبعاً بـ.ـنت العراب لو مرضت هتلاقى كونسلتوا دكاتره تحت رِجليها،لكن أنا غلبانه يلا سلام بلاش عناد وشاورى لأى تاكسى وروحى بيتكم قبل الدنيا ما تمطر السُحب فى السما ماشيه سوده شكلها ناويه على شتوايه جـ.ـا.مده.
رفعت همس بصرها تنظر للسماء،بالفعل السُحب سوداء وهنالك أسراب من الطيور تطير بالتأكيد تذهب الى أعشاشها قبل أن تُمطر السماء عليها،ذهبت صديقة همس وتركتها تسير وحدها،سارت همس على جانب الطريق،بدأت السماء تُمطر فى البدايه كان شبه قطرات ندى الصباح  او رذاذ،كانت تمشى مستمتعه بتلك النقاط على وجهها ،لكن فجأه إزداد هطول الأمطار وأصبحت غزيرة للغايه،كما ان الماره بالطريق أصبحوا قلائل هنالك من يقفون أسفل البنايات إحتمائًا من هذا المطر،وأخرون يتسارعون بالطُرق حتى يذهبوا لمنازلهم،إبتلت ملابس همس عليها،شاورت لأحد التاكسيات فى الطريق،سُرعان ما توقف لها.
إنحنت قالت له:فاضى يا أسطى.
رد السائق:والله كنت رايح أجرچ التاكسى،الجو كده شكله مينبأش بخير،بس ممكن اوصلك لو المكان اللى رايحه له على طريقى.
أملت له همس العنوان.
تبسم قائلاً:إركبى يا أستاذه إنتى على سكتى اهو أسترزق بدل ما أروح ببلاش.
تبسمت همس وصعدت الى السياره.
تحدث لها السائق قائلاً:أيه اللى مخليكى طالعه فى الشتا ده.
ردت همس:أبدا أنا كنت فى الجامعه والمحاضره اتلغت.
تحدث السائق:خير. 
قال السائق هذا ومد يده بعلبة مناديل ورقيه قائلاً:
خدى نشفى وشك من المطر.
ردت همس برفض:شكراً ليك معايا فى شنطتى مناديل،تسلم.
عاد السائق علبة المناديل،بينما فتحت همس حقيبتها كى تُخرج علبة مناديل،توقف السائق فجآه.
إنتبهت همس لذالك وقالت بخضه:فى أيه وقفت العربيه ليه؟
إستدار لها السائق وقام برش رذاذ فى وجهها جعل عقلها فقط يغيب عن الوعى، لكن عينيها مفتوحه ترى كل شى أمامها، وجسدها كآنه شُل عن الحركه. 
بعد قليل دخل التاكسى الى أحد الاماكن تبدوا مثل مخزن قديم، نزل السائق من السياره، فتح الباب الخلفى ومد يده لها قائلاً: وصلنا يا عروسه يلا إنزلى. 
نزلت همس دون إراده منها تبدوا كالمنومه مغنطيسياً، تسير خلف ذالك السائق الذى دخل بها وقال: الأمانه زى اللى طلبوتها يا بهوات، أهى بـ.ـنت عالفرازه وشكلها بـ.ـنت ناس كمان، تبسم الآخرين له ينظران لهمس بإشتهاء بسبب ملابسها التى شبه مُلتصقه على جسدها بسبب الأمطار، أخرج أحدهم مبلغ مالى كبير  وأعطاه للسائق قائلاً: 
تستاهل أتعابك، يلا خد باب المخزن فى إيدك وإنت خارج وسيبنا إحنا نرحب بالموزه الحلوه دى. 
بالفعل غادر السائق  وترك همس الغائب عقلها وجسدها التى تشعر انهما مسلوبان منها. 
سمعت حديث الإثنان مع بعضهما وهما يتنافسان من ينالها أولاً كان كل منهم يجذبها من يد كأنها  دُميه، تشعر بآلم، لكن لا تستطيع  الدفاع عن نفسها تصرخ فقط
تخدث أحدهم: خلينا نعمل قُرعه واللى يطلع صح ياخد هو الطلعه الأولى مع الحلوه. 
بالفعل أحدهم فاز بالقُرعه، وسحب همس من يدها خلفه كالذبيحه كانت تصرخ،منه لكن هو وغد حقير وربما يستمتع بصُراخها،وعدm مقاومتها الجسديه له.
بالفعل دخل الى غرفه أخرة وأخذ حقيبة يدها ورماها أرضاً، ثم ألقاها بقوه على فراش شبه قديم،وأعتلاها يُحاول تقبيل شفتاها،لكن رغم غياب إرادتها،قامت برفض وحركت  رأسها برفض،لكن صفعها ذالك الوغد أكثر من صفعه شعرت أن وجهها تخدر أكثر،لكن مازالت واعيه العقل فقط...
بدأ ذالك الوغد تجريد ملابسها،كانت تُمانع لكن جسدها مسلوب الحركه لا تستطيع المقاومه،عرى جسدها ينظر له بأشتهاء،بدأ فى إنتهاك جسدها، لكن
كانت تصرُخ بإستجداء وجسدها يرضخ دون إراده منها
إنتهى ذالك الوغد من إغتصابها ورمى بجسده جوارها على الفراش يلهث بإستمتاع ونشوه ووضع إحدى الكبسولات بفمه،ونهض بعد قليل،خرج من الغرفه،وما هى الأ دقائق وعاد هو والوغد الثانى معه،ليس هذا فقط بل معه هاتفه وقام بتصوير جسد همس العارى وتلك البقعه الدmويه على الفراش نظر للوغد الذى معه وقال:
خدت عذريتها والطلعه الاولى يا بختك،بس معليشى أنا كمان لازم أخد شرف كبير مع الحلوه،بالفعل جثى الآخر فوق جسد همس وبدأ بإغتصابها متلذذًا بصُراخها دون مقاومه منها،مارس عليها علاقه مُحرمه،يستلذ بها الى أن إنتهى هو الآخر وترك جسد همس الموصوم بأغتصاب حقيران لها،ليس هذا فقط بل صوراها بطريقه مُشينه،كانت واعية العقل فقط وباقى جسدها مسلوب،لكن من يرى فتحها لعينيها يعتقد ان كل شئ حدث بإرادتها حتى صُراخها ربما يُفسر على أنه "لذه" 
دخل أحد الأثنان وقام بتلبيسها ملابسها مره أخرى، ووضع حقيبتها علي كتفها، وسحبها خلفهُ وهى لا تشعر بشئ حتى  إنهاك جسدها، ووضعها بسيارته، وذهب الى أحد المواقف العامه القريبه من الطريق، وقام بأنزالها وأخذ يدها الى ان أجلسها على أحد مقاعد الإنتظار بالطريق، من ثم قاد سيارته وغادر سريعاً. 
ظلت همس جالسه تائهة العقل،رغم ذالك عقلها مستوعب ما حدث... الى ان بدأ يزول مفعول ذالك المُخدر عن عقلها وبدأت تشعر بجسدها مره  أخرى، شعرت بآلم قـ.ـا.تل لها ليس جسديًا فقط بل روحيًا، تحاملت على ذالك الآلم، لا تعلم كيف ذهبت الى أحد المواقف  العامه وركبت إحدى  السيارات، وعادت الى بلدتها منها الى منزل العراب. 
دخلت الى المنزل تشعر بتوعك جسدى، بالكاد تستطيع السير، ربما من سوء حظها أنها كل من بالمنزل منشغل بشئ، صعدت الى شقة والداها منها الى غرفتها، إرتمت بجسدها على الفراش كادت تصرُخ، لكن وضعت يديها على فمها تكتم شهقات بُكائها المرير، لا تعلم متى سحبها النوم، إستيقظت على يد نهله التى أفاقتها قائله بتعنيف: 
طبعاً  مشيتى فى الشارع تحت المطر وإنبسطتى ودلوقتي،وشك احمر و  شكلك داخله على دور برد، معندكيش عقل مش عارفه أمتى هتكبرى ويكبر عقلك، يلا جومى إدخلى للحمام، غيرى هدومك دى وأنا هجيبلك غيار تانى، وهجيبلك مجموعة ادويه للبرد خديها وأدفى وبعدها هتبجى كويسه، بس دى آخر مره تمشى تحت المطر، بعد كده  هيبجى فى عقـ.ـا.ب، عاجبك حالك ولا منظر هدومك وزمانك كمان بليتى السرير مايه، هغير الفرش على ما تطلعى من الحمام، بالفعل دخلت الى حمام غرفتها، خلعت ملابسها رأت أثار بعض الدmاء على ركبتيها نظرت لها  ولجسدها بإشمئزاز،نظرات كُره كم ودت حرق جسدها... وهنالك تلك العلامـ.ـا.ت الداميه أيضًا بسبب تلك  الصفعات التى تلقتها من هذان الوغدان اللذان كان يستمتعان بصفع مناطق بجسدها، نزلت أسفل مياه الصنبور وقفت تقطع نفسها تريد أن  تختنق وتمـ.ـو.ت الآن،لكن سمعت صوت والداتها من خلف باب الحمام،إنتبهت لوعييها وأغلقت الصنبور وإرتدت معطف قطنى طويل.. وفتحت باب الحمام وخرحت،
تحدثت لها نهله قائله بحنان: تعالى انا أنشفلك شعرك، غيرت فرش السرير وكمان طلعت ليكى غيار وخدى مجموعة الأدوية دى واشربي الليسون ده  هيدفيكى وبعدها ونامى وهتصحى كويسه.
بالفعل نشفت نهله شعر همس بمنشفه أخرى،ثم اعطتها الأدوية ولكن فى ذالك الوقت آتت  إحدى الخادmـ.ـا.ت بالمنزل  تطلب منها أن تنزل للانتهاء من بعض اعمال المنزل،بالفعل تركت نهله همس لكن قبلها قالت لها: 
غيرى الروب ده والبسى الهدوم اللى عالسرير وخدى العلاج واشربى الليسون،هنزل وهرجعلك تانى بسرعه،امائت همس لها براسها.
وضعت همس مجموعة الادويه بفمها وشربت بعض قطرات الماء من ثم إرتمت بجسدها لم تدرى بحالها الأ فى صباح اليوم التالى على إيقاظ هدى لها،كانت تحسنت قليلاً،لكن أصبح لديها رهبه جديده عليها،أصبحت بعدها تميل للوحده والإنعزال وإبتعدت حتى  عن أختيها،وحين كانتا تسألنها كانت تتحجج لهن، أنها تريد أن تُذاكر لقُرب الإمتحانات،الى أن شكت بحالها أنها حامل،وتأكدت بذالك الأختبـ.ـار.
هنا توقفت همس عن الحديث،لدقائق.
تحدثت الطبيبه لها بسؤال:طب تقدرى تتعرفى على واحد من الأتنين اللى أغتصــــــــ...
قطعت همس حديث الطبيبه وقالت بحِده:لأ كانوا لابسين قناع على وشوشهم،زى ايس كاب كده بس كان ملفوف حوالين رقابيهم يخفى وشهم،حتى أصواتهم مقدرتش أفسرها.
ردت الطبيبه بسؤال: 
طب والسواق تقدرى ت عـ.ـر.في عليه؟
ردت همس:برضوا لأ لانه كان زيهم كده لابس زى كوفيه مغطيه ملامح وشه كان الجو برد وقتها.
قالت همس هذا ونهضت جالسه تشعر بمراره كآنها تعيش نفس الآلم مره أخرى،تبكى بدmـ.ـو.ع تسيل تحفُر مكانها لهب على وجنتيها...مدت الطبيبه يدها بعلبة محارم ورقيه...
نظرت همس ليد الطبيبه،تذكرت نفس فعلة ذالك الوغد سائق التاكسي،نهضت واقفه ترتجف.
شعرت الطبيبه بذالك ونهضت هى الأخرى قائله:أنا بقول كفايه كلام لحد كده النهارده والجالسه الجايه نكمل.
أمائت همس لها بموافقه.
تبسمت الطبيبه قائله:هكتبلك على علاج مُهدى وده مالوش أى تآثير جانبى،بالعكس هيحسسك براحه.
أمائت همس رأسها بموافقه،وأخذت من الطبيبه تلك الروشته وذهبت نحو باب الغرفه وفتحته وخرجت من الغرفه الى بهو العياده،تفاجئت بوجود كارم الذى نهض  واقفاً يبتسم حين رأى همس تخرج من الغرفه. 
بتلقائيه من همس رغم انها تُخفى وجهها لكن  تبسمت  ، لا تعرف سبب لتلك الراحه التى شعرت بها حين رأت كارم بالعياده، تبسمت حين  أقتربت منه قائله: 
عرفت منين مكان العياده  وأنى هنا؟ 
تبسم كارم يقول:عندى الحاسه السادسه زى سلسبيل كده.
تبسمت همس وقالت:فعلاً سلسبيل عندها الحاسه السادسه بس دى بتكره تقول على حاجه بتشوفها الحاجه الوحيده اللى قالت عليها لما بشرت جدتى برجوع قماح من اليونان،بعد كده كانت بتشوف حاجات وتخاف تقول عليها لا تحصل،بس لما كانت تحصل كنا بنحس أنها زى ما تكون كانت عارفه أنها هتحصل أو شافتها قبل كده،كانت بس بتذكر الحاجات الحلوه،زى نجاحنا كده.
تبسم كارم ومد يده يُشير لهمس قائلاً:خلينا نمشى من العياده عازمك عالغدا فى الكافيه بتاعنا.
بتاعنا...تلك الكلمه نغزت قلب همس،كارم قالها بتلقائيه دون قصد شئ،لكن دخلت لقلب همس شعرت أن هناك شئ يجمعهما،ربما لن يكون هنالك غيرهُ،حقاً وافق كارم على طلب عمها له أن يتزوج من همس ويتشارك معها الحياه،لكن ربما وافق كارم وقتها إحتراماً لطلب والده،وربما كانا زهوة أنه عرف ان همس مازالت تعيش،لكن حتى إن وافق وتم ذالك الزواج،كيف ستكون حياتهم،همس لديها رُهاب أن يتقرب منها أحد اصبح لديها عدm ثقه بأى أحد،من الأفضل لهما أن يظل كل ما يجمع بينهم هو شراكتهما بهذا الكافيه.
بأسفل بناية الطبيبه فتح كارم لهمس باب السياره،صعدت،وتوجه هو الى المقود،وقاد السياره. 
كان حديث جانبى عن أشياء عاديه الى أن وصلا الى الكافيه، ودخلا أليه جلس الإثنان على إحدى الطاولات..تعجبت همس من خلو المكان،وقالت:
فين الزباين من اولها كده هيطفشوا الكافيه ده كان قبل كده بيشغى زباين.
ضحك كارم وقال:لأ متخافيش،هو بس النهارده قولت للعمال من بعد الضهر يحطوا يافطه على باب الكافيه، يقولواا للزباين إن الكافيه مقفول لشوية تصليحات. 
تعجبت همس  وقالت: غريبه مخدتش بالى من اليافطه وإحنا داخلين، بس ليه عملت كده، أكيد فى سبب. 
تبسم كارم  وقال: هقولك السبب بعد ما نتغدا سوا. 
بالفعل ما هى الا ثوانى 
وضعت أمامها احدى الفتيات التى تعمل بالكافيه الطعام، ثم توجهت الى داخل الكافيه. 
تعجبت همس  قائله: ملاحظه كمان إن البنات بس هما اللى فى الكافيه.
تبسم كارم يقول:علشان تشيلى النقاب من على وشك يا همس.
قال كارم هذا ونهض من مكانه،وازال ذالك النقاب عن وجهها،وقال:بلاش مش عاوزك تخفى وشك عنى يا همس، بتوحشنى  بسمتك. 
إرتبكت همس وللحظه تشنج جسدها من قُرب كارم، لكن آتت إحدى الفتيات تضع لهما مياه، تبسمت لهمس ثم غادرت. 
شعرت همس بنظرات كارم لها التى ليست أول مره ينظر لها بهذا الشكل، تناولا الأثنان الطعام بهدوء وسط حديث بسيط، الى ان إنتهيا من الطعام وأخذت النادلات بقايا الأطباق. 
نظر كارم لهمس وقال: همس كان في طلب قبل كده أنا طلبته ولسه مأخدتش رأيك  فيه. 
تعجبت همس قائله: طلب أيه ده، فكرني، انا كان عندى فقدان ذاكره  جزئى. 
غص قلب كارم، لكن فضل عدm وجود أى شى يُنغص عليه اليوم، وقال: 
طلبت نتجوز  وانتى مردتيش عليا بالقبول أو الرفض. 
إرتبكت همس  حتى انها سعلت لكذا مره، أعطاها كارم كوب المياه، إحتست منه كثيراً. 
نظر لها كارم، نظره يريد معرفة ردها. 
ردت همس: بس مفتكرش أنك طلبت الطلب ده قبل كده، ده كان طلب عمى، علشان يوافق إننا نتشارك فى الكافيه. 
رد كارم: بس انا وقتها قولت موافق، وعمك يبقى والداى وهو بكده طلبك ليا، قوليلى رأيك. 
تنهدت همس بدmعه وقالت بعد تفكير: أنا بقول كفايه علينا شركة الكافيه يا كارم. 
سآم وجه كارم، وقبل ان يتحدث، نهضت همس قائله: أنا حاسه بشوية صداع، لازم أرجع للشقه، بلاش تقفل الكافيه  بقية اليوم، يلا سلام. 
قالت همس وأعادت النقاب على وجهها ونهضت واقفه وكادت تسير. 
لكن كارم نهض سريعاً  وجذبها من يدها. 
إرتعشت همس وسحبت  يدها وقالت بعنف  وغضب: 
إنت إتجننت إبعد عنى يا كارم. 
أزال كارم يده عن همس قائلاً: ليه بترفضى يا همس إننا نتجوز؟ 
ردت بدmـ.ـو.ع حاولت كبتها لكن خانتها وسالت من عينيها: 
أنا منفعش للجواز يا كارم، انا الحيه المـ.ـيـ.ـته. 
قالت همس هذا ولم تنتظر رد كارم، فرت سريعاً  كأنها بمارثون تود أن تلحق السبق. 
بينما كارم شعر بضياع لكن سُرعان ما قال بتصميم: 
مش هيأس يا همس وهترجعى من تانى همس بـ.ـنت عمى حبيبتى اللى ضحكتها كانت بتجلجل وتخلى قبلى يتنفض جوايا. 
  ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لمنزل العراب. 
بإجاده مثلت زهرت  المرض والوهن وهى تدخل برفقة عطيات التى تسندها، مثلت هى الآخرى الحـ.ـز.ن الكاذب، رأتهما قدريه إقتربت منهن قائله: 
خير يا عمه عطيات مالها زهرت؟ 
ردت عطيات بتمثيل الدmـ.ـو.ع: 
زهرت سجطت يا مرت أخوى، بجالها كم يوم كانت عيانه، ومغص جوى والصبح جالتلى تعالى معايا ياماما للدكتوره، وروحنا لها، بس كان فات الآوان، نزفت وإحنا لسه يادوب طالعين فى العربيه وعلى ما وصلنا الدكتوره لما شافت 
النزف كشفت عليهاوجالت لها ربنا يعوض عليكى، من وجتها وهى مش مبطله بُكى، والدكتوره كانت جعدتنا شويه بالعياده على ما زهرت قدرت تصلب طولها مت تانى... حتى كنا هنتصل على رباح، بس زهرت مرضيتش خافت على رباح يعرف قبل ما ترجع للبيت ينخض عليها. 
تحدثت زهرت بدخوع خادعه: أنا مش قادره اقف على رِجلى. 
إنتبهت عطيات قائله: معليشى يا مرت أخوى خلينى آخد زهرت لشجتها. 
ردت قدريه: آه معليشى، ربنا يعوض عليكي يا زهرت، إنتى لسه صبيه. 
ردت عطيات: نفس اللى جولته لها، بس تجولى إيه، زعلانه جوى عشان رباح هيزعل إنها سجطت. 
ردت قدريه: هى حاچه تزعل، بس ده قدر ربنا عاد هنعترض، إطلعوا لفوج، عشان زهرت تستريح.
بالفعل صعدن عطيات وزهرت اللتان مثلتا دورهن الكاذب بإجاده. 
دخلت زهرت الى الشقه وتركت عطيات التى تغلق خلفها الباب قائله: 
عمتى قدريه عامله زى مُحقق النيابه. 
ردت عطيات قائله: كويس إننا مجبلناش حد غيرها  أنا كنت خايفه نجابل العقربه هدايه كانت ممكن  تكشف كدبتنا، بس بكده الحمد  لله خلصنا من حكاية الحبل الكاذب ده، ياريت يبجى الشهر الچاي حجيجه. 
زفرت زهرت قائله: يارب، خلينى أدخل أنام  زمان رباح  راجع من الشغل،وأما يعرف انى سقطت هيزعل...وكمان مش بعيد نلاجى عمتى قدريه بشرت هدايه ونلاقيها بترن علينا جرس الشقه.
ردت عطيات:ربنا يستر من العقربه هدايه،انا كنت خايفه تفجس حكاية حبلك الكاذب  دى...جولتلك بلاها بس يلا ها،الحمد لله خلصنا من الكدبه دى وعدت على خير،دلوق بجى ربنا يعچل وتحبلى بچد  فى حشاكى وِلد رباح العراب.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مضى عدة أيام 
قبل الظهر بقليل 
ذهبت هدى الى أتلييه سلسبيل قائله:
دورت عليكى بعد الفطور قالولى إنك فى المسخط بتاعك. 
تبسمت سلسبيل وقالت بيأس: وانا ليا مكان غيره  أروحله، بعد قماح ما رفض إنى أشتغل، ومحدش قادر يأثر عليه حتى جدتك زى ما يكون مقتنعه بكلامه، بس سيبك أن مش هيأس ومع الوقت هشتغل  يعنى هشتغل، قوليلى متشيكه كده ورايحه فين. 
تنهدت هدى بحبور قائله: أخيراً  هخرج من البيت الكورس  بتاع نظم المعلومـ.ـا.ت اللى سبق وقولت ليكى عليه خلاص  هيبدأ أول محاضره النهارده، الساعه واحده، وقولت أهو فرصه خلاص جالى كبت نفسى. 
تبسمت سلسبيل  قائله: ومين سمعك، بس الدراسه خلاص قربت بعد أسبوعين ومواعيد الكورس ممكن تتعارض مع مواعيد محاضراتك. 
ردت هدى: لو لقيت كده مش هحضر غير محاضرات العملى، مدة الكورس  مش طويله شهرين بس، يعنى هيخلص قبل إمتحانات  نص السنه بفتره.،، يلا لو فضلت هنرغى مش هلحق ميعاد  الكورس مش عاوزه حاجه أجيبهالك وانا راجعه. 
تبسمت سلسبيل  وقالت: تُشكرى، خلى بالك من نفسك  ولا أقولك فاكره  المطعم بتاعالسندوتشات اللى أكلنا منه يوم ما خرجنا سوا، هاتيلى منه كم سندوتش ومخلل، معرفش ليه نفسى هفانى على  ريحة أكله.
  تبسمت هدى قائلع بمرح: عشان زى ماما ما بتقول علينا رمرامين، وبنحب  أكل الشوارع، يلا بقى، وانا راجعه هجيبلك كم سندوتش  نتسمم بهم سوا. 
تبسمت  سلسبيل  لها، وهى تخرج ثم عادت تعمل بنحت تلك التماثيل. 
لكن بعد وقت بالخطأ وهى تقوم بالنحت إحدى الأدوات الحاده جـ.ـر.حت باطن كف يدها جـ.ـر.ح غائر. 
شعرت بالألم ووضعت إحدى الأقمشه فوق كف يدها تكتم الدmاء المندفعه، ثم خرجت من الاتلييه، تفاجئت بدخول قماح، تعجبت لما عاد للمنزل بهذا الوقت، فهذا ليس من عادته. 
رأى قماح خروج سلسبيل  من الاتلييه، ذهب بإتجاهها، إنخض حين لاحظ أنها  تضع يدها فوق الاخرى الملفوفه بقطعة قماش وقال: مال إيدك ماسكاها كده ليه. 
ردت سلسبيل: مفيش دى إنجـ.ـر.حت جـ.ـر.ح صغير وكنت داخله لجدتى عشان تداويه.
مسك قماح يد سلسبيل وأزال قطعة القماش ونظر لحرج يدها وإنخض لكن أخفى ذالك خلف بروده المعتاد:
ده جـ.ـر.ح صغير،ده ياخد أقل حاجه خمس غرز.
سحبت سلسبيل يدها من يد قماح ولفت قطعة القماش على يدها مره أخرى قائله:
لأ جدتى بتقول إن كف الأيد مش بيتخيط،ودى مش أول مره اجـ.ـر.ح ايدى،اتعودت عالجـ.ـر.ح ده،خلينى أدخل لجدتى.
بالفعل تركها قماح تدخل الى غرفة جدتها ودخل خلفها.
تبسمت له هدايه قائله:رچعت بدرى.
رد قماح:أنا كنت جاى فى كذا ملف كنت نسيتهم هنا هطلع اخدهم وأرجع تانى المقر.
تبسمت هدايه بخفاء،منذ متى وقماح يعود باكراً الى المنزل،كما أنه سابقاً لو نسي شئ لكان ارسل أحد العاملين لديه كى يأخذه،كما أنه ينظر ليد سلسبيل الملفوفه.
تنهدت هدايه قائله:برضوا چرحتى يدك،وأنتى بتحفرى المساخيط.
ردت سلسبيل:آه.
تنهدت هدايه قائله:طب هاتيلى صندوج الإسعافات وتعالى فرچيني چرح يدك المره دى.
ردت سلسبيل وهى تأتى بعلبة الإسعافات:
زى كل مره خلاص بقى إتعودت.
داوت هدايه يد سلسبيل وقامت بلف ضماد على كف يد سلسبيل وقالت لها:فى كذا بُجعة دm على خلجاتك،إطلعى غيريهم وإنزلى نتغدا،إنتى فى الفتره الاخيره ضعفانه،ولازمن تتغذى كويس.
تبسمت سلسبيل وقالت:حاضر يا جدتى،مسافة ما هغير هدومى وأرجع بسرعه،يلا على ما يحضروا الغدا.
غادرت سلسبيل وتركت الغرفه، تبسمت هدايه  قائله: هتتغدى معانا يا قماح. 
رد قماح: لأ هطلع  آخد الملف اللى نسيته وأرجع  المقر تانى عن إذنك. 
تبسمت  هدايه له وقالت: إذنك معك يا ولدى. 
غادر قماح  هو الآخر الغرفه. 
تنهدت هدايه قائله: نفسى يا ولدى تنسى الجسوه اللى مغلفه جلبك وتعترف باللى فيه، إعترف إنك عاشج سلسبيل، جلبك مفضوح ليا من يوم ما عاودت لأهنه من تانى، لكن بتجاوم، ليه مهعرفش،سلسبيل بالكلمه الحلوه هدوب فيك وتحس باللى فى جلبك، ربنا يقرب بينكم ويولف بين جلوبكم 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بشقة سلسبيل
دخلت الى غرفة النوم، وقامت بخلع ملابسها العلويه، ووضعته على احد مقاعد الغرفه وتوجهت الى دولاب الملابس، لكن قبل ان تفتح  باب الدولاب تفاجئت  بدخول  قماح  للغرفه، شعرت بالخجل وإرتبكت وفتحت باب الدولاب تجذب إحدى العباءات الخاصه بها، لكن وقع شئ من بين ملابسها. 
إنحنى قماح ومد يدهُ وأخذهُ، إشتعل عقله. 
بينما سلسبيل، كانت تود معرفة ذالك الشئ الذى وقع من بين ملابسها . 
بالفعل
أمسك قماح علبة الدواء ورفعها بوجه سلسبيل يحاول كبت ثورة عقله وقال: 
أيه ده. 
نظرت سلسبيل للعلبه قائله ببساطه: هتكون أيه يعنى، واضح إنها علبة دوا.
زفر قماح نفسه وقال: وياترى دوا أيه بقى. 
ردت سلسبيل: أكيد مكتوب عالعلبه أقرى دواعى الاستعمال وأنت  تعرف. 
تنهد قماح يقول: آه صح أقرى دواعى الاستعمال  وهعرف. 
قرأ قماح دواعى الاستعمال ثم نظر ل سلسبيل وقال: 
دواعى الاستعمال  منع الحمل. 
تعجبت سلسبيل وقبل أن ترد على قماح قال بتهجم: 
علبة حبوب منع الحمل بتعمل أيه فى الدولاب بين هدومك يا مدام. 
نظرت له سلسبيل بذهول قائله:  تحكُم.. عنف.. مُعايره.. ودلوقتي  شك وإتهام... مع الوقت  بتأكد أن جوازنا كان غلط، ومالوش تصحيح غير طريقه واحده.......... طلقنى يا قماح.
بمدينة بنى سويف 
أمام أحد البنايات العاليه نظرت هدى الى البنايه
وقفت تتأكد من عنوان ذالك المركز التعليمى المختص 
ب نُظم الحاسب والبرمجه 
من ثم دخلت الى مصعد البنايه الزجاجى 
قائله: 
مين يصدق سنتر عالمى  بالحجم ده فى صعيد مصر، لأ وايه على أحدث الطرازات كمان، ومفتوح فيه مكاتب لفروع شركات لها وزنها، وياترى بقى عيلة العراب ليها هنا مكتب ولا فات السنتر ده على قماح، يجوا يشوفوا بتوع المسلسلات  اللى بيجبوا أهل الصعيد ببيوت قديمه وبقره وجاموستين.
شعرت هدى بالكسوف حين سمعت من يقول لها:
فعلاً فى المسلسلات بيصوروا أهل الصعيد صوره عشوائيه.
نظرت هدى لمن يتحدث لها هو شاب ذو لياقه بدنيه وشعر رأسه طويل لحد ما،هذا ليس غريب،لكن الغريب هو يقف بزى رياضى مفتوح السحاب من الامام يُظهر نصف صدره.. أستحت هدى من النظر له وأزاحت عينيها عنه،لكن بنفس اللحظه رن هاتفها،أخرجته من حقيبتها ترد على من يهاتفها. 
فتحت المكالمه وردت:أيه يا بـ.ـنتى أوعى تقوليلى توهتى عن مكان المركز،انا خلاص وصلت له وفى الاسانسير.
ردت الأخرى: لأ وصلت وانا أهو قدام باب السنتر،هو المكان كان يتوه بس الحمد لله وصلت .
ردت هدى:طب أنا هوقف الاسانسير لحد ما تجي نطلع سوا،يلا عارفه إن فونك كارت بلاش رغى غشان مترجعيش تقوليلى خلصت الرصيد معاكى مكالمـ.ـا.ت.
أغلقت هدى الهاتف،واعادته لحقيبتها،لكن الآخر كاد يضغط على ذر الصعود،لكن قالت هدى بتحذير:
من فضلك إستنى زميلتى قدام السنتر،ثوانى وهتكون هنا.
توقف الآخر قائلاً:تقدر تطلع فى الأسانسير التانى،كفايه عطله بسبب حضرتك واقفه تتكلمى فى الفون وموقفه الاسانسير.
إحتدت هدى قائله:وطالما فى أسانسير تانى أيه اللى خلاك تضيع وقتك الثمين ووقفت تستنى لحد ما خلصت مكالمتى.،مفيهاش حاجه تستنى دقيقتين كمان أو تقدر تروح للأسانسير التانى.
نظر لها بتفحُص قائلاً:وكمان حضرتك تقدرى تنزلى من الأسانسير ده وتستنى صديقتك فى الأسانسير التانى.
نظرت له بحده لكن قبل أن ترد دخلت صديقتها تلهث قائله:قلبى هيوقف،خلاص،المكان جديد حتى سواق التاكسى مكنش عارفه...لو مكنش لوحة المركز متعلقه عالسنتر مكنتش عرفت أوصل.
ردت هدى:خدى نفسك.
رد الآخر بحده:أظن زميلتك وصلت نطلع بقى بدل العطله دى وتاخد نفسها وإحنا طالعين فى الأسانسير.
إحتدت هدى وكادت ترد بحده،لكن نظرت صديقتها له وقالت ببرود:حضرتك طالع الدور الكام.
رد عليها:الدور التامن.
نظرت له هدى قائله:حضرتك جاى چيم فى الدور التامن،أنا قريت كل اللوحات اللى عالسنتر من بره،طب طالما رياضى كان لازمته أيه بقى تطلع فى الأسانسير،كنت خدت السلم جرى أهو رياضه.
رد الآخر بعصبيه وهو يمد يده يضغط على ذر الصعود:
المره الجايه هبقى أطلع عالسلم أفضل ما أبقى أستنى حضرتك تخلصى كلام فى الفون.
نظرت له هدى بغـ.ـيظ،لكن سرعان ما تجاهلته ووقفت جوار صديقتها التى أخرجت إحدى الورقات من حقيبتها وقالت:
قريتى إسم الأستاذ اللى هيبقى مسؤول عن الكورس بتاعنا.
تبسمت هدى وقالت:آه قريته،
تبسمت صديقتها وقالت:إسمه 
نظيم بهنسى.
تبسمت  وفالت بتريقه: وبسبب إسمه ده مش عارفه ليه حاسه الكورس ده مش هيفيدينا أكيد ده أستاذ متقاعد ومعندوش خبره فى البرمجه ونظم الحاسبات عليه العوض فى فلوسنا.
تدخل الآخر فى الحديث قائلاً:انا شايف إنه مجرد إسم عادى،ولا لازم الأستاذ يبقى إسمه وائل ولا تامر علشان يكون عنده درايه بنُظم البرمجه والحاسبات الحديثه،دى مجرد هيافات منكم.
إغتاظت هدى من حديثه وقالت:هو إحنا كنا وجهنا لسيادتك حديث،عشان تدخل وتقول علينا هايفين،ولا هو نظام رخامه والسلام.
إحتد الآخر أيضاً،وكاد يرد عليها،لكن قاطعت صديقتها الحديث وقالت:خلاص الأسانسير  وصل،وفعلاً حضرتك محدش ندبك فى الحديث.
نظر لهن بتمعن،ثم فتح باب الأسانسير الذى توقف وخرج منه قبلهن.
بينما وقفت هدى لدقيقه تنفخ أنفاسها قائله:واحد غلس من أول ما دخل الأسانسير،معرفش كنت هستحمل أطلع معاه لوحدى إزاى فى الأسانسير،كويس أول مره توصلى فى وقتك.
تبسمت صديقتها وقالت لها:هو شكله يدى غلس،بس مش شايفه جـ.ـسمه الرياضى،شكله كوتش فى الچيم اللى هنا فى السنتر،بفكر بعد ما ناخد المحاضره،أشوف الچيم ده،أكيد فيه من نوعيه الواد الغلس ده اللى بيبقى عندهم ست سبع عضلات مقسمين فوق من بعض .
تبسمت هدى قائله:هتفضلى تافهه زى ما الحمار اللى كان هنا من شويه قالنا،بتاخدى بالمظهر الخارجى،وأخلصى إطلعى من الاسانسير خلينا نلحق المحاضره،زمان نظيم بهنسى نايم فى المركز جوه،هتلاقيه مدرس متقاعد وبيشغل وقته فى التدريس فى المركز ده أهو يزود داخله جنب المعاش بتاعهُ.
تبسمت صديقتها وقالت:أهو كويس إنتى تحضرى محاضرة بهنسى،وانا أبقى اروح الچيم،عاوزه أخس من الارداف شويه.
ضحكت هدى قائله:دا عقلك اللى هاوز يخس شويه قدامى عالمركز.
تبسمت صديقتها...دخلن الى مكتب ذالك المركز التعليمى،ودخلن الى قاعه شبه متوسطة الحجم،وجدن هنالك ملتحقين معهم بأعمار مختلفه...جلسن بأحد الاماكن الخاليه جوار بعضهن،ينتظرن دخول ذالك المدرس،بالفعل ما هى الا دقائق ودخل الى الغرفه.
وقف يقول:مساء الخير،يا ساده هكون معاكم فى الكورس،الأستاذ...
توقف عن الحديث ونظر الى وجه هدى بالذات وقال بفخر:
أستاذ نظيم بهنسى،معايا دكتوراه فى نظم المعلومـ.ـا.ت  والبرمجه الحديثه من جامعة السربون بفرنسا.
إندهشن هدى وصديقتها ونظرن لبعضهن ثم شعرن بخذو.
تحدث نظيم قائلاً:بما إن دى أول محاضره لينا مع بعض والعدد مش كبير ممكن نتعرف على بعض وبما إنى عرفت نفسى فده دوركم فى تعريف نفسكم ليا وياريت كل شخص يقول سبب أنه إلتحق بالكورس ده  ليه.
تبسموا له وبدأوا بتعريف أنفسهم له،الى أن جاء الدور على هدى فى تعريف نفسها،وقالت:
هدايه ناصرالعراب،وسبب إنى أخد الكورس يساعدنى فى دراستى لأنى بدرس  فى كلية الحاسبات والمعلومـ.ـا.ت، زيادة تعليم يعنى. 
ضحك نظيم وقال بمزح يشوبه سخريه:هدايه،ربنا يتوب علينا كلنا ويهدينا للصواب... وفعلاً  نظم الحاسبات والمعلومـ.ـا.ت بحر واسع التكنولوجيا  كل ثانيه فى تطور. 
نظرت له هدايه وهى متضايقه من نبرة سخريته وردت ساخره:آمين يارب،وفعلاً التكنولوجيا،بتطور بسرعه جداً،بس ليا ملاحظه أنا عمرى ما شوفت أستاذ المفروض إنه مُحاضر،بيروح المحاضره بالترننح سوت بتاعه...المره الجايه هتجى بشورت وفانله.
رد نظيم:وكاب،شورت وفانله وكاب لازم الطقم يبقى كامل  على بعضهُ.
إغتاظت هدى من رده البـ.ـارد ودت لو ذهبت لمكان وقوفه وصفعته،لكن صمتت.
تبسم نظيم وقال:بما إن خلاص أتعرفنا على بعض،أنا شايف إنكم معظمكم شباب حتى لو كبـ.ـار عن فى السن مش فرق كبير حتى الأصغر برضو كذالك،فبقول بلاش رسميات بينا تقدروا ببساطه تنادونى بأسمى بدون ألقاب
نظيم  فقط،ودلوقتى خلونا نبدأ المحاضره الأولى فى الكورس،طبعاً معظمكم عنده مبادئ نظم الحاسبات والمعلومـ.ـا.ت،قدامكم أجهزه،بس المحاضره دى مش هتكون تطبيق عملى على اللى هقوله،دى محاضره نظرى،يعنى الأجهزه مش هنشتغل عليها،ياريت تركزوا معايا لأن اللى هناخده المحاضره دى هنطبقه عملى المحاضره الجايه،أتمنى تستوعبوا المحاضره كويس تجنُباً للأخطاء وقت التنفيذ العملى على أجهرة الحاسب الموجوده بالمركز.
تنهدت هدى وهمست لصديقتها:شكله رغاى ونافش ريشه بالدكتوراه بتاع السربون،اللى بشك أنه خدها فعلاً... بالترننج سوت بتاعه ده، لا والمره الجايه مش بعيد يجى بالشورت والفانله الكت. 
تبسمت صديقتها وقالت: طب ياريت يجى بالشورت والفانله الكت نشوف السمانه والترابيس،دى أمور قوى.
إستهزأت هدى من رد صديقتها وقالت:أنا بقول نركز فى المحاضره وبلاش الترابيس والسمانه،لا سمانه تخـ.ـطـ.ـف عقلك،أكتر ما هو.
بدأ نظيم فى إلقاء المحاضره،تعجبت هدايه من طريقة شرحهُ البسيطه والمتطوره والسلسه فى توصيل المعلومـ.ـا.ت،لا تنكر ذالك رغم شعورها بالغـ.ـيظ منه.
بعد وقت إنتهت مدة المحاضره،نهض الجميع وبداوا فى الخروج من الغرفه،لكن نظيم تحدث:
هدايه ممكن دقيقه.
إغتاظت هدى من نُطقهُ لإسمها دون لقب يسبقه،كذالك شعرت أنه يتهكم على إسمها.
وقفت هى وصديقتها وقالت:نعم.
بداخله تبسم نظيم من قول هدى،يعلم أنها تعتقد أنه يستهزأ بنُطق إسمها دون لقب سابق...لكن قال:
ليا سؤال،هو إنتى من عيلة العراب المعروفه هنا فى الصعيد،ولا ده تشابه أسماء.
تنهدت هدى وقالت بنبرة غــــرور عن قصد منها:أيوا أنا من عيلة العراب اللى مش بس مشهوره فى الصعيد،لأ فى مصر كلها...حضرتك بتسأل ليه؟
تبسم نظيم يقول:مفيش سبب،تقدرى تقولى فضول مش أكتر.
إغتاظت هدى من ذالك الأحمق كم تود صفعه على بروده هذا،لكن قالت صديقتها،يلا بينا يا هدى.
نظرت هدى لصديقتها وقالت لها:يلا بينا نطلع نشم هوا طلق، بدل خـ.ـنـ.ـقة التكييف اللى هنا فى المركز.
رسم نظيم بسمه لهن وهن يغادرن،ثم تحدث بعد ذالك:
أهلاً بيكى يا بـ.ـنت العراب.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما قبل قليل بمنزل العراب
إحتدت ملامح قماح وذُهل من طلب سلسبيل الطـ.ـلا.ق،وقال:
واضح إنك إتهبلتى او عقلك طار،عاوزانى أطلقك قبل ما يمر على جوازنا تلات شهور،مفكرتيش فى كلام الناس هيقولوا أيه، أنا بسأل سؤال تردى عليه مش تقوليلى كلام فارغ وتطلبى الطـ.ـلا.ق كمان
ردت بحِده:ميهمنيش الناس يقولوا أيه،وكلامك مش سؤال ده إتهام وشك واضح.
رد قماح:سؤالى واضح،علبة حبوب منع الحمل دى وقعت من بين هدومك،دلوقتى،أظن محدش من الشغالين بيدخل الشقه عشان أخمن أنها ممكن تكون جت غلط بين هدومك.
ردت سلسبيل:فعلاً مفيش واحده من الشغالات بتدخل الشقه،بسبب آمرك من الاول بكده،وأنا اللى بنضف الشقه بنفسى من فتره للتانيه،بس الشقه أوقات بسيب المفاتيح فى الباب،وحتى فى نسخة مفاتيح تانيه موجوده فى أوضة جدتى اللى بتقعد فيها بالنهار...وسهل أى حد ياخدها بدون جدتى ما تعرف،وأنا لو باخد الحبوب دى مكنتش هخبى عليك،هخاف من أيه،أنا بـ.ـنت العراب يا قماح حفيدة الحاجه هدايه مش جبانه وإن كنت مفكر إستسلامى ليك ولأوامرك ضعف تبقى غلطان،وبقولك كفايه طريقتك دى فى تعاملك معايا،أنا مغـ.ـصـ.ـبتش عليك تتجوزني من البدايه،وإن كنت إنت تفضلت وتكرمت عشان إنقاذ إسم العيله بعد اللى عملته همس واللى عندى يقين إنها مش خاطيه،يبقى كان الاولى تعرف إن همس زى ما هى أختى فهى بـ.ـنت عمك،واللى يمسها يمسك،ودلوقتي ميهمنيش كلام الناس،لما يقولوا،إبن العراب طلق بـ.ـنت عمه قبل ما يفوت تلات شهور على جوازهم،عادى كلام الناس مش هيوجـ.ـع زى كلامك ومعاملتك ليا،كفايه أنا كرهت حياتى بسببك،وبتمنى إنى كنت عملت زى همس ومفكرتش وإنتحرت وإرتاحت زيها، أنا خـ.ـو.فت على هدى أختى،تبقى معيره،وإتحملت عنجهيتك وغــــرورك،اللى كنت قبل كده  طول الوقت  بتجنبك بسببهم،أنا سلسبيل ناصر العراب،اللى عمر ما حد بس إقدر يتعالى عليها بكلمه واحده...سكتت وبلعت طريقتك العنجهيه وكنت من جوايا متأكدة إنى مش هستحمل كتير.
عقل قماح غير مستوعب حديث سلسبيل من تلك التى أمامه أليست تلك هى سلسبيل التى إستسلمت له من بداية زواجهما،وكانت تتقبل عُنفهُ معها،ماذا ظن،هل كانت تخدعهُ،بإظهار إستسلامها له،بينما هى صلبه أمامه الآن... 
واهم من يعتقد أن إستسلام المرأه ضعف، فالقوه أحياناً  كثيره  تكمُن بضعفها التى بلحظه تنفُضهُ وتُظهر صلابتها. 
رد قماح بعنجهيه: إنسى إنى أطلقك يا سلسبيل، شيلى الكلمه  دى من دmاغك، وحتى لو حبوب منع الحمل دى بتاعتك وأخدتى منها ميهمنيش ، يهمنى اللى جاي وفى أقرب وقت هتكونى حامل منى. 
قال قماح هذا وترك الغرفه بل الشقه  بأكملها، 
زفرت سلسبيل  أنفاسها تشعر بزهو، حتى إن لم تحصل على الطـ.ـلا.ق اليوم، لن تنتظر كثيراً، يكفي أنها واجهت قماح  وتلك أول خطوه، لكن سألت بعقلها: 
من الذى وضع تلك العلبه بين ملابسها وما غرضهُ من ذالك، أيُعقل أن يكون قماح  نفسه هو من وضعها!؟ 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة زهرت. 
تحدثت عطيات  قائله: وأنا طالعه عالسلم وش قماح  كان أسود زى الطين وشكله على آخره حتى هدايه بتكلمه سابها ومشى من غير رد، ولا حتى رد عليا. 
تبسمت زهرت بتشفى: قصدك أيه، يكون  شاف علبة الحبوب اللى حطتيها  فى هدوم سلسبيل  وإتخانقوا. 
تبسمت عطيات  بظفر وقالت: شكله كده. 
تبسمت زهرت  وقالت: ياريت يكون ظنك صحيح، كانت فكره حلوه، بكده طبعاً  الست سلسبيل حتى  لو حامل مش هتقدر تقول دلوقتي،ما أهو قماح مش هيصدق بعد ما شاف علبة الحبوب بعنيه.
ضحكت عطيات قائله:خلى هدايه على نار بقى،وهى فى إنتظار حفيدتها الغاليه تجول  لها إنها حبله فى حفيد العراب،بس إسمعى حديتى بجى وبلاش تاخدى مانع تانى وربنا يكرمك بچد وتحبلي.
ردت زهرت:لاه خلاص معدتش هاخد مانع حمل،أنا  لو حِبلت هحرق قلب هدايه،دى حتى إستخسرت تطلعي هنا تشوفنى وتطمن عليا،بعد ما عرفت إنى سقطت...زى ما يكون فرحت  فيا.
ردت عطيات:إنتى تحمدى ربنا إنها مطلعتش ليكى،أنا كنت خايفه منها دى عجربه واعره بجولك بتعرف الست حِبله من النظر لچسمها.
تهكمت زهرت قائله:ولما هى ناصحه كده،إزاى معرفتش إن  همس بـ.ـنت خالى كانت حِبله،دى كلها تخاريف وأهو انا خلاص خِلصت من الكدبه دى واللى يهمنى رباح مش هدايه،رباح مصدقنى.
تبسمت عطيات بخباثه وقالت:يبقى بقى تلعبى على وتر رباح،وتكسبيه قد ما تجدرى،وأول طريجه،إنك تحبلى منيه،وجتها جمتك عتزيد عنيديه،ولو طلبتى الشهد فى غير أوانه هيجيبه ليكى.
ردت زهرت عليها ببسمة خُبث هى الآخرى تتفق معها فى الرأى،رغم أن بداخلها مازالت لا تريد أن تحمل بأحشائها الآن،لكن لما لا تُخالف رغبتها فى سبيل نيل الأكثر.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آتى المساء.
أرسلت هدايه إحدى الخادmـ.ـا.ت لشقة سلسبيل تستدعيها من أجل النزول لتناول العشا.
ردت سلسبيل على الخادmه:قماح بيه رجع.
ردت الخادmه:لاه،بس الحچه هدايه جالتلى أطلع أجولك إن العشا چاهز.
ردت سلسبيل:تمام إنزلى وأنا هحصلك.
بالفعل بعد دقائق..
نزلت سلسبيل الى غرفة الطعام،تفاجئت بوجود قماح على السفره...فكرت وذهبت تجلس فى مكانها القديم جوار هدى.
لكن تحدثت هدايه:
إجعدى چار چوزك مكانك چانبيه.
رغم عدm إرادة سلسبيل لكن إستسلمت لقول هدايه وذهبت تجلس جوار قماح،بينما لاحظت نهله نظرات قماح الغاضبه لسلسبيل حاولت التلطيف قائله:
لساها سلسبيل متعودتش على الجعاد چار قماح،أنا فضلن مده إكده على ما إتعودت على جُعادى چار ناصر.
تبسمت هدايه ونظرت ناحية رباح قائله:
فين مرتك يا رباح ليه منزلتش تتعشى معانا...مش بجت زينه ليه منزلتش،ولا جعدتها مع أمها نستها العشا...كانت تنزل هى وعطيات يتعشوا معانا،الخير كتير فى دار العراب.
إرتبك رباح قائلاً:سيبهم على راحتهم يا جدتى،وزى ما قولتى الخير كتير فى دار العراب.
ردت هدايه:بعد إكده مرتك تنزل لإهنه من صباحية ربنا زيها زى الحريم اللى فى الدار يدها بيدهم.
رد رباح:بس.....
قاطعته هدايه بحزم قائله:كلمتى تتنفذ،زهرت زيها زى سلسبيل كنه فى الدار،بلاش خزنتها فى شجتها دى طول الوجت،وكمان بعد إكده ممنوع تطلع من الدار من غير إذنى...وتجولى رايحه فين قبل ما تطلع من الدار.
كان رباح سيعترض،لكن سبقته تلك المُرائيه قدريه وقالت:
والله كنت هجول ل رباح  إكده يا حچه هدايه،بس إنتى طويلة العمر أنشاله سبجتينى،إهنه زهرت زيها زى اللى كانوا قبلها،وزى اللى بعدها من حريم العراب،هى شافت هند قبل إكده كانت بتجعُد طول النهار إهنه معانا فى الدور الأرضى،مكنتش بتطلع شجتها غير عالنوم،وسلسبيل كمان أهى بـ.ـنت الدار،بس سلسبيل بتروح تُجعد فى البتاع بتاعها ده مش عارفه أجول إسمه.
ردت سلسبيل التى تعلم أن قدريه تحاول إستفزازها بذكر طليقة قماح:
إسمه أتلييه يا مرات عمى...بس ده بروحه أقــ,تــل الفراغ اللى بحس بيه،بدل ما أتأمر عالشغالين عالفاضى والمليان واعمل فيها صاحبة كلمه.
تبدلت نظرت قدريه،ل سلسبيل من نظرة إستفزاز الى  نظرة غـ.ـيظ،وكادت تتحدث.
بينما قاطعتها هدايه التى إنتشت من رد سلسبيل عليها وقالت بحسم:جولت قبل إكده،لا كلام على طعام،خلونا نتعشوا مع بعضينا...فى سُكات.
صمت الجميع وبدأوا بتناول الطعام الى أن إنتهوا،نهضت هدايه،لكن تحدث كارم لها:
جدتى كنت عاوزك أنتى وبابا  فى موضوع خاص.
إستشفت هدايه سبب طلب كارم،وقالت له:تعالى لمجعدى.
دخل الفضول لعقل قدريه وودت سبب طلب كارم ذالك،لكن فيما بعد ستسأل كارم عن السبب.
بينما نهضت سلسبيل وتوجهت ناحية هدى وساعدن الخادmـ.ـا.ت  فى فض السفره،ثم ذهبن معاً.
بينما جلس قماح مع ناصر ومحمد أخيه يتداولون بعض الأعمال،بينما رباح إستأذن للصعود الى شقته من أجل البقاء مع زهرت فهذا أفضل له من الجلوس بمكان به قماح.
...
بغرفة هدايه.
تحدثت هدايه:خير يا كارم عاوزنى ان وابوك   فى أيه؟
رد كارم:همس.
ردت هدايه عليه قائله:مالها همس ياولدي،أنا كنت عنديها من كام يوم وكانت زينه وبتصل عليها كل يوم ومش بحس هى كمان بتصل على وصيفه عشان أطمن أكتر
معرفاش سبب إنها عاوزه تفضل فى نظر الچميع مـ.ـيـ.ـته.
رد كارم:هى بتقول إنها مرتاحه كده،بس مش ده السبب اللى كنت عاوزك فيه يا جدتى،أنا طالب مساعدتك. 
ردت هدايه بعدm فهم:أساعدك فى ايه ياولدي،أنا خلاص بجيت ست كبيره ومش قد المناهده،جول اللى عاوزه من غير كلام كتير.
تبسم النبوى وقال:الحچه هدايه مش قد المناهده،بس عندك حق يا أمى،فعلاً أنا عاوز أعرف كارم عاوز يوصل لأيه.
تبسم كارم بغصه وقال:أنا طلبت من همس إننا نتجوز فى أقرب وقت وهى رفضت.
لا تعرف هدايه أى شعور يطغى عليها،الفرح أم الحـ.ـز.ن.
الفرح من أجل همس وكارم ذالك العاشق 
أم تحـ.ـز.ن على همس وحالها التى وصلت إليه،وإراداتها أن تبقى مـ.ـيـ.ـته وينساها الجميع،لولا انها تعرف تربية همس من البدايه فهى تربيتها لكانت صدقت ان همس أخطأت وتستحق المـ.ـو.ت،لكن لما لا تعود همس وتبرأ نفسها،ذالك هو السر التى تُخفيه.
كذالك النبوى شعر بحـ.ـز.ن وقال:أنا سبق وقولت لها إنك طلبتها للجواز،وسكتت مردتش،قولت يمكن موافجه.
رد كارم:لأ يا بابا مش موافقه ولما حاولت أقنعها سابتنى ومشيت وحتى بتصل عليها مش بترد وكنت هروح لها الشقه،بس قولت أخليها تهدى شويه،وأطلب من جدتى تساعدنى وتحاول تقنعها نتجوز.
تبسمت هدايه بوخز فى قلبها وقالت:حاضر يا ولدي هستنى كام يوم واروح أحاول أقنعها،أنا مش هطمن عليها غير لما تكون مرتك...حتى لو مرضتش تكشف إنها لساتها عايشه.
تبسم كارم يقول:بس هى توافق تتجوزنى واللى يحصل بعدها يحصل حتي لو قالتلى نهاجر مش همانع.
تبسم النبوى،فى ذالك الوقت رأى نفسه قديماً،حين جازف وتزوج من تلك اليونانيه التى سلبت قلبهُ،رغم أنه كان متزوج من أخرى،لا يشعر معها سوا أنها إمرأه تريد السيطره والقياده،كانت خلافتهم أكثر من إتفاقهم،كان يتحمل طباعها الفظه من أجل إبنه رباح،كذالك أخته عطيات،لكن حين أشرق الحب فى قلبهُ لم يستطيع مقاومته،رغم أنها كانت على دين آخر وجنسيه أخرى،لكن الحب لا يعرف التفرقه،سواء العقائديه أو حتى الجنسيه.
بعد قليل 
أخرج النبوى مفتاح تلك الغرفه المُغلقه منذ سنوات ودخل بها،هنالك أثار غُبـ.ـار على أثاث الغرفه،إشتم ذالك العطر الذى ربما مازال يسكُن روحه،وأغمض عينيه يتنفس هامساً:
كارولين،رأى بسمة شفاها التى كانت تفتنه سار مُغمض العين،الى أن وصل الى مكان الفراش وجلس عليه متنهداً،منتشياً،ثم فتح عينيه ليتحسر قلبه بعدها،الغرفه خاليه من كانت تسكن خياله قبل لحظات،رحلت وأخذت قلبه معاها،وهب حياته من بعدها لاولاده،كأن القدر يُعـ.ـا.قب العشاق بالفراق،من عشقها رحلت وأخذت روحه وسعادته معها،ومن تزوجها ببدل ومازالت تفتعل المناوشات ظلت هى معه،أهنالك عقـ.ـا.ب أقسى من ذالك،لو تبدل الوضع وعاشت كارولين،لأصبحت أمًا حقيقيه لأبناؤه الأربع وربما زادوا عن ذالك وعاشت تلك الفتاه التى أخذت معها والداتها،كارولين كان بقلبها الحب فائض،حتى على أبناء ضرتها،كانت تسعد بهم كانت تود عائله كبيره،لكن كان القدر معها معاندًا حاولت الإنجاب بعد قماح أكثر من مره لكن لم يكُن يحدث،وحين حملت بعد أكثر من تسع سنوات كانت سعيده لكن كان هذا الحمل لعنة النهايه لها ولفتاتها
مد النبوى يده وحمل تلك الصوره،مسح الغبـ.ـار من عليها،نظر لبسمتها بالصوره وهى تحمل سلسبيل وقماح يقف لجوارهن،كانت آخر صوره لها،تذكر يوم إلتقاط تلك الصوره...
كان فى بداية الخريف نفس الوقت الحالي،
سمع طنين همسها وهى تقول مثلما كانت تقول والداته:
سلسبيل نبع المايه العـ.ـذ.ب ،حاسه إنها إتخلقت علشانك، يا قماح،أوعى فى يوم تزعلها.
تبسم قماح وهو يأخدها من يد والداته وحملها بين يديه وقبل وجنتها وقال لها:وأنا كمان بحب سلسبيل عشان إنتى بتحبيها ياماما ولما تكبر مش هخلى أى حد يأذيها ولا يقرب منها.
دmعه فرت من عيني النبوى،ذكرى ظن أنها لن تتحقق قماح وسلسبيل لن يجتمعان،لكن للقدر مشيئه،أمنية كارولين تحققت سلسبيل أصبحت من نصيب قماح،ذالك الفتى الذي عاد لجذوره بعد غياب سبع سنين عِجاف لا يعلم كيف مرت تلك السنوات عليه، أكسبته تلك القسوه والبرود....وأحياناً العنجهيه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة  النبوى.
الفضول يتآكل قلب قدريه تريد معرفة ماذا كان يريد كارم من أبيه وجدته...
دخلت الى غرفة كارم دون طرق على باب الغرفه،وجدته يخلع ثيابه.
إلتف لها كارم حين راها قال:خير يا ماما.
حاولت ضبط فضولها وقالت:خير يا دنايا،كنت عاوزه أسألك،ليه بجيت بنغيب عن الدار كتير،ده قليل لما بتچتمع معانا على الوكل.
رد كارم:مفيش بس مشغول الفتره دى أدعيلى بالخير.
ردت قدريه:بدعيلك انت وأخواتك بالخير،بس مشغول فى إيه جوى إكده.
ردت كارم:إشتريت كافيه فى منطقه كويسه وبجدد فيه.
ردت قدريه:كافيه،قهوه يعنى،طب ليه يا ولدى مشتغلتش مع أخواتك الإتنين فى الشون بتاعتنا.
رد كارم:أخواتى تلاته مش إتنين ياماما،وانا مش غاوى أشتغل فى الكار ده،كفايه محمد وذل رباح له،وتفضيله لنسيبه على أخوه،ده قماح بيعامله أحسن من رباح.
إغتاظت قدريه وقالت:جولى موضوع أيه اللى كنت عاوز چدتك وابوك فيه؟
رد كارم: كنت بطلب من جدتى بمناسبة  إنى خلاص خلصت تجديد فى الكافيه اللى اشتريته، تجى تبخره وآخد بركتها وبابا كان علشان يقنعها معايا.
سخِرت قدريه قائله:بركتها،
ثم أكملت بإستهزاء وهى تضـ.ـر.ب على صدر كارم بخفه:
ربنا يديها طولة العمر إحنا عايشين فى بركتها،هروح اشوف ابوك  زمانه طلع لأهنه،تصبح علي خير. 
وأنتى من أهله يا ماما. 
خرجت قدريه بغـ.ـيظ وتوجهت الى غرفتها، نظرت لم تجد النبوى بالغرفه، تعحبت ظنت انه صعد خلف كارم، حسمت أمرها ونزلت لأسفل، تبحث عنه، لكن لم تجده المكان أصبح  شبه مُظلم، لكن هنالك غرفة بابها موارب يخرج منها خط نور صغير،شعرت بحرقة قلب هى تعلم لمن كانت تلك الغرفه،هى لتلك الأفعى التى سحرت النبوى و.جـ.ـعلته يتزوجها عليها،تلك الساحره التى سحرت الجميع بنعومتها الخادعه كانت تدعى الأُلفه مع الجميع،كانت مُخادعه وسقط الجميع فى خداعها التى لم يخيل عليها للحظه،سلبت منها كل شئ،واول شئ سلبت قلب النبوى الذى لم يُحبها مثلما أحب تلك الأفعى،لم يبادلها يوماً الحب،كانت علاقه فطريه من البدايه،زواح بدل من أجل أن تظهر هدايه أنها ليست صوره من زوجة الأب القاسيه،بل المُضحيه،أجل المُضحيه،ضحت بإبنها مقابل أن تزوج إبنة زوجها لكن أصبح أخيها لعبه بين يدي زوجته،بينما هى أصبحت مجرد إمراه فى منزل زوجها كان من المفروض ان تصبح ملكتهُ،لكن كانت هدايه صاحبة الكلمه،حتى آتت تلك الافعى كارولين وأخذت منها باقى الهيبه،إستحوزت على حُب الجميع وطلبها البقاء مع هدايه بشقه واحده تريد شعور العائله،وزادت بالمحبة منهن حين أنجبت الفتى الثانى لهم،والذى كان مُدللهم،رغم تلك السنوات الكثيره التى مرت على رحيل كارولين،لكن النبوى لم ينساها للحظه واحده،هى رحلت وسلبت معها قلب النبوى،الذى كان ضائع الى أن عاد له نصف قلبه،قماح،كم تمنت الآن أن كان يسبق هذا الفتى والداته الى القبر،أمنيتها أن تراه مُحطم كما حطمت والداته قلبها قديماً.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة رباح.
إضجع رباح بظهره فوق الفراش يُدلك رأسه يشعر بألم.
نظرت له زهرت قائله:مالك هو الصداع مش كان خف عنك،رجع تانى ولا أيه.
رد رباح:مش عارف ليه رجع من تانى،حتى علبة الحبوب اللى كنت باخد منها قربت خلاص تخلص،وكنت بفكر أجيبها من أى صيدليه.
ردت زهرت سريعاً:لأ بلاش الصيدليه.
إنتبهت زهرت لحالها وقالت:
قصدى يعنى ده دوا مستورد ومش هتلاقيه فى الصيدليات موجود،أنا واحده صاحبتى أخو جوزها عنده صيدليه بتبيع أدويه مستورده،وهقولها تجيبلي علبه،طالما بتريح الصداع عندك.
تبسم رباح وجذب يد زهرت وقال بحب:ربنا يخليكي ليا يارب.
رسمت زهرت عليه وقالت:وربنا يخليك ليا،انا ماليش غيرك،فى الدنيا،بعدك.
تبسم رباح وضمها لصدرهُ.
بينما قالت زهرت بخباثه:هو قماح وسلسبيل متخانقين،أنا كنت سمعت صوت قماح عالى  بعد الضهر،وكنت هروح أشوف في ايه،بس قولت ماليش فيه،ده راجـ.ـل ومـ.ـر.اته.
إنتبه رباح وقال:تصدقى ممكن يكون بينهم خلاف،سلسيبل كانت رايحه تقعد جنب هدى،بس جدتى قالتلها مكانها جنب قماح.
تذمرت زهرت قائله:طبعاً الست سلسبيل حبيبة قلب هدايه،معندهاش غيرها عالحجر،كأنى انا كمان مش مرات حفيدها،دى معفرتش رجليها بتراب السلم وطلعت تطمن عليا،بعد ما سقطت،لو كانت سلسبيل مكانى حتى لو جالها صداع عندها إستعداد تطلع السلم عشر مرات،لكن انا طبعاً ماليش قيمه عندها.
ضم رباح جسد زهرت وقال:إنتى أغلى الغالين يازهرت مش جديده على جدتى تفرق فى معاملتها،أنا نفسى بتفرق بينى وبين قماح،بس أنا بقيت بفوت اللى يهمنى انا وأنتى وبس.
تبسمت زهرت بظفر وقالت بدلال:رباح فى بـ.ـنت صاحبتى ودلتنى على محل لبس حريمى إنما إيه بعتتلي صوره لقُمصان نوم وعبايات مستورده إنما أيه ذوق عالى قوى...كنت بفكر بكره أروح أشترى شوية لبس كده أدلع بيهم وكمان أخرج من حالة الإكتئاب اللى عايشه فيها بعد ما سقطت.
رد رباح:وماله يا روحى اخرجى براحتك،بس قبل ما تخرجى من البيت أبقى خدى إذن جدتى،علشان هى مضايقه من خروجك من البيت بدون إذنها.
ردت زهرت بسخط:ده اللى ناقص كمان اخد إذن هدايه قبل ما اخرج من البيت،ليه مش متجوزه راجـ.ـل ولا أيه.
قالت زهرت هذا ونفضت يدي رباح من عليها وإبتعدت عنه نائمه على الفراش.
إقترب منها رباح يضمها من الخلف قائلاً:متجوزه راجـ.ـل يا زهرت بس انا بقول بلاش تشـ.ـدى قصاد جدتى،هى عاوزه تحس إنها صاحبة كلمه فى الدار،بس طبعاً الكلمه دى مش عليكى،يا روحى.
إستدارت زهرت قائله بمكر:علشان خاطرك هستحملها،بس أنا وعدت صاحبتى أفوت عليها بكره عشان اشترى شويه هدوم،كم قميص نوم عحبونى ولما تشوفهم عليا هيعجبوك قوى.
تبسم رباح يقول:إنتى زينة الصبايا يا زهرت بتزينى أى شئ تلبسيه.
تبسمت زهرت وأكملت:وكمان عشان اجيبلك دوا الصداع يريح دmاغك شويه.
رد رباح:آه ده مهم قوى،أنا دmاغى مش برتاح غير عالدوا ده.
تبسمت زهرت بلؤم:كنت محتاجه فلوس معايا.
تبسم رباح:بس كده اللى تطلبيه يا قلبى،ودلوقتى تعالى فى حـ.ـضـ.ـنى مش بعرف أنام غير وأنتى فى حـ.ـضـ.ـنى.
تبسمت زهرت له قائله:وانا كمان مش برتاح غير فى حـ.ـضـ.ـنك،يا حبيبى.
تبسم رباح وقام بتقبيل شفاه زهرت التى نظرت لأسفل عيناه،هنالك سواد بدأ يغزوا أسفلها،رباح شبه أدmن تلك الحبوب،عليها البدء فى إستغلال ذالك قريباً  . 
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بشقة قماح. 
بعد وقت. 
تقلب قماح  بالفراش لم يشعر بوجود سلسبيل  جواره، هو غفى فى بداية الليل وهى لم تكن عادت من اسفل مكانها شبه بـ.ـارد. 
نهض من على الفراش وخرج من الغرفه يبحث عنها بالشقه. 
بينما سلسبيل  حين صعدت الى الشقه  تعجبت حين وجدت قماح نائم،فهذه ليست عادته،ظنت أنها ستجده مازال مستيقظ،بعد حديثها الجاف معه ظهراً،لكن كيف لصاحب العنجهيه والقلب القاسى أن يشعر بغيرهُ،تركت الغرفه وذهبت الى غرفة المعيشه وفتحت التلفاز تُقلب بين القنوات الى ان وجدت أحد الافلام الكوميديه فجلست تشاهدهُ،ربما كل ما تحتاج له الآن هى بسمه،لكن دون شعور منها سحبها النوم  وغفت على أحدى ارائك الغرفه. 
بينما قماح حين خرج من الغرفه سمع صوت التلفاز توجه الى غرفة المعيشه تفاجئ حين  رأى سلسبيل  نائمه على تلك الاريكه، إنحنى لجوارها وتمعن من وجهها، الرقيق، سلسبيل  ربما لا تحمل جمالاً باهرًا  لكن صاحبة ملامح خمريه هادئه ورقيقه تلفت النظر لها، لكن إنصدm حين تقلبت وإنسدل شعرها خلف ظهرها، شعرها أصبح أقصر... أيقظها قماح بحِده
إستيقظت سلسبيل  لكن مازالت نائمه تنظر لقماح، الذى قال بلوم: صوت التلفزيون عالى وصحانى من النوم. 
ردت سلسبيل: لأ مش عالى، بس تمام أهو قفلته خالص عشان تعرف تنام، تقدر ترجع للأوضه تكمل نومك  تانى بدون إزعاج. 
تحدث قماح: وانتى هتكملى نوم هنا عالكنبه. 
ردت سلسبيل: والله الكنبه مُريحه جداً بالنسبه لى. 
جذب قماح يد سلسبيل  بقوه جعلها تنهض، لكن سلسبيل  شـ.ـدت يدها بعنف من يده. 
إغتاظ قماح 
نظر  بتفحُص لشعر سلسبيل لاحظ بسهوله أنه قد تم قص جزء صغير منه بالفعل، تضايق قائلاً: 
إنتى قصيتى شعرك. 
ردت سلسبيل ببساطه: أيوه أنا متعوده أقص جزء من شعرى من فتره للتانيه حتى  همــــــ... 
صمتت تشعر بغصه فى قلبها. 
تحدث قماح بضيق: سكتى ليه متعوده أيه؟ 
ردت سلسبيل  وهى تبتلع حلقها: متعوده أقصه وخلاص وبعدين  هو كان شعرى ولا شعرك، لازمته أيه التحقيق ده، عادى فيها أيه أما أقص شعرى؟ 
إقترب قماح منها وأمسك بعض من خصلات شعرها بيد واليد الأخرى وضعها حول خصرها، وقربها من جسده، ثم قام بشـ.ـد خُصلات شعرها بقوه قليلاً 
تآلمت سلسبيل من ذالك، وقبل أن تتحدث كان يُقبلها بقوه كآنه يُعـ.ـا.قبها بتلك القُبله... 
ترك شفاها بعد أن شعر أن نفسها بدأ ينخفض، نظر لوجهها وهى تسعُل  تستنشق الهواء
وقال بتملُك: 
إنتى كلك ملكى... كل جزء فى جـ.ـسمك ملكى.. وبعد كده ممنوع تقصى سنتى واحد من شعرك.... مش عاوز أظهرلك وشى التانى يا سلسبيل. 
عادت سلسبيل  تتنفس لحدٍ ما  بشكل طبيعى ونظرت لوجهه بداخلها تهكمت من قوله عن وجهه الثانى، هى لديها عِلم به رأت جزء منه سابقاً حين صفع زوجته السابقه...وكذالك معاملتهُ العنيفه معها.... 
هو إنسان بلا رحمه.
تحدثت  بقوه تملكتها الآن وقتها: بعد كده ممنوع تلمسني. 
تهكم قماح  وقال ببرود يُجيده: 
هتحرمى نفسك عليا إياك. 
ردت سلسبيل: أيوا  يا قماح  من النهارده إنت بالنسبه ليا إبن عمى وبس،وتأكد طـ.ـلا.قنا هيتم فى أقرب وقت. 
زحف الخريف، بدأت تصفر أوراق الشجر لتسقط ألاوراق الضعيفه وهنالك أوراق مازالت تتمسك بالفروع تحاول البقاء. 
بعد مرور عشر أيام
بشقة سلسبيل  ليلاً 
دخل قماح الى الشقه سمع صوت التلفاز توجه بتلقائيه الى غرفة المعيشه 
زفر  نفسه بقوه حين دخل الى الغرفة، وجد سلسبيل تنام على أحدى الآرائك،هنالك طبق به بعض المُقبلات والتسالى،موضوع على طاوله جوار الأريكه
إنحنى عليها وقام بإيقاظها.
فتحت سلسبيل عينيها 
تحدث قماح بحِده قليلاً:أيه موضوع النوم معاكِ عالكنبه هنا فى الفتره الأخيره...مش قد السهر ليه عاوزه تسهرى...ولا هو عناد وخلاص. 
إضجعت سلسبيل على الاريكه وهى تتثائب قائله:مش عناد،هو بس سوهى عليا ونمت،هى الساعه كام.
نظر قماح الى ساعة على شاشة التلفاز وقال: واحده الا ربع تقريباً. 
ردت سلسبيل: وإنتى لسه جاى دلوقتى من المقر
رد قماح: أيوا، وجاى جعان ياريت على ما آخد حمام عالسريع تحضرى لى العشا،لأن الوقت متأخر وأكيد  الخدامين اللى تحت نايمين. 
ردت سلسبيل: بس أنا مش خدامه. 
تنهد قماح يقول: سلسبيل  أنا راجع من المقر هلكان وكل اللى عاوزه هو إنى أتعشى وأنام مش ناقص نكد ولا تفسير ردى على هواكى، كفايه إنى مستحمل جنانك الفتره اللى فاتت وساكت، بس صبرى له آخر وخلاص قرب ينفد. 
نهضت سلسبيل  من على الأريكه وقالت بحده وسـ.ـخريه: صبرك بدأ ينفد ليه،وأما ينفد هتعمل فيا أيه هتضـ.ـر.بنى زى.....
صمتت سلسبيل فجأه.
تحدث قماح بإستفسار:هضـ.ـر.بك زى مين؟وبعدين وارد طول ما أنتى مستمره فى عنادك وأفعالك الغـ.ـبـ.ـيه.
موهوم.
هذا كان رد سلسبيل قبل أن تكمل حديثها:سبق وقولتلك أنا بـ.ـنت العراب ومش هسمح إن إيد تتمد عليا بضـ.ـر.ب،حتى لوكانت إيد قماح العراب نفسه،ودلوقتي هروح أحضرلك العشا عشان جعان فى النهايه برضو إنت إبن عمى.
قالت سلسبيل هذا ولم تنتظر رد قماح وتركت الغرفه،بينما قماح زفر نفسهُ بغضب،من تلك التى أمامه،أليست هذه هى سلسبيل التى سلمت له نفسها مرارًا ماذا حدث فجأه جعلها تتمرد هكذا،منذ عشر أيام وهى تهجر غرفة النوم وتتحجج بالسهر أمام التلفاز وتنام على تلك الأريكه بغرفة المعيشه،وعادت كسابق عهدها قبل الزواج منه تتجنب مجلسهُ،بالكاد ترد عليه أمام العائله،زفر نفسه بضيق وأمسك جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وأغلقه،ثم توجه الى غرفة النوم،  وقف يخلع معطف بذته وألقاه من ثم فتح أزرار قميصهُ وقام بخلعه  وألقاه هو على أحد المقاعد بالغرفه فى ذالك الوقت دخلت سلسبيل تحمل صنيه متوسطة الحجم عليها الطعام وضعتها على إحدى الطاولات قائله:
العشا أهو،إتعشى براحتك هروح أكمل الفيلم.
سارع قماح قبل أن تخرج سلسبيل من الغرفه وجذبها من يدها قائلاً:فيلم أيه اللى تكمليه إنتى أساساً كنتى نايمه.
حاولت سلسبيل سحب يدها من يد قماح قائله:لأ مكنتش نايمه هى عينى بس غفلت شويه يمكن بسبب الأعلانات الطويله اللى بتجى فى الفواصل،هروح أكمل الفيلم.
طب إسم الفيلم اللى كان شغال أيه...هكذا تحدث قماح بإستفسار وهو ينظر لعين سلسبيل ينتظر الرد يعتقد أنها لن تذكر إسم الفيلم.
نظرت سلسبيل له وقالت بثقه إسم الفيلم...ثم أكملت بإستهزاء،ما هو ده الفيلم اللى من كم شهر مرضتش إنى أنزل أسمعه مع هدى،أهو بيتعرض على قناه بتحذف المشاهد اللى مش كويسه،تسمح تسيب إيدى عشان أروح أكمل مشاهدة الفيلم.
نظر قماح لعين سلسبيل المُتحديه وقال بإختصار:لأ. 
ردت سلسبيل بأستعلام: قصدك إيه  بـ لأ.
رد قماح بسيطره:قصدى إبقى كملى الفيلم فى الإعادة بالنهار 
قال قماح هذا ولم يترك لـ سلسبيل الرد جذبها من عُنقها يحتضن جسدها بين يديه بإحكام يُقبلها بإشتياق مصحوب بقوه.
نفرت سلسبيل من قُبلة قماح العنيفه وحاولت دفعهُ بيديها،لكن قيد أيدي قماح كان الأقوى وجذبها معه للفراش يعتلى جسدها ...ترك شفتاها حين شعر بثُقل نفسيهما، رفع بصره ينظر لوجهها وهى تلتقط أنفاسها يشعر بإنتشاء،مد يدهُ يفتح سِحاب منامتها، لكن أثناء تنفس سلسبيل شعرت بغثيان، حاولت دفع قماح عنها،لكن لم ينهض عنها،وضعت إحدى يديها على فمها،والآخرى دفعت بها قماح،الذى لاحظ تغيُر ملامح وجه سلسبيل،وخفوت وجهها،ووضعها إحدى يديها على فمها،نهض عنها مخضوض.
بينما سلسبيل حين نهض  قماح من فوق جسدها،نهضت هى الآخرى متوجهه سريعاً الى حمام الغرفه  وصفعت خلفها الباب، لكن لم يُغلق جيداً 
وقفت أمام حوض الوجه تُفضى ما بجوفها الى أن شعرت براحه قليلاً، لكن رغم ذالك تشعر بوهن وضعف، جلست على حرف حوض الإستحمام، حتى تزول عنها تلك الدوخه. 
إستغيب قماح عدm خروج سلسبيل من الحمام حسم أمرهُ ودخل الى الحمام، شعر بنغزه قويه فى قلبه وهو يرى سلسبيل جالسه على حرف حوض الإستحمام، تبدوا واهنه
إقترب منها ومد يدهُ أسفل ذقنها يرفع وجهها الواضح عليه الضعف... زادت نغزة قلبه وقال: 
مالك أيه اللى حصلك فجأه كده، قومى غيرى هدومك ونروح أى مستشفى. 
نفضت سلسبيل  يد قماح عن ذقنها وقالت بحِده: مالوش لازمه المشتشفى أنا كويسه، هو بس تلاقى جالى مغص من كُتر أكل المكـ.ـسرات والتسالى فيها زيوت و.جـ.ـعت معدتى، بس بقيت كويسه. 
سَخِر قماح قائلاً: 
كويسه أيه، قومى شوفى وشك فى المرايه، سلسبيل بلاش عناد، أنتى مش طفله صغيره.
تحاملت سلسبيل على نفسها ونهضت واقفه تقول:
قولت بقيت كويسه خلاص.
قالت سلسبيل هذا وسارت تترنح قليلاً  حتى وصلت الى باب الحمام أمسكت بالاطار، ثم أكملت سير حتى خرجت  من الغرفه وعادت الى غرفة المعيشه جلست على إحدى الأرائك مازالت تشعر بتلك الدوخه والهبوط، تذكرت أن نفش الشعور شعرت به مرات سابقه فى الأيام الماضيه، وكذالك الغثيان تنهدت لكن فجأه جاء إليها خاطر
ذُهل عقلها... أيعقل حامل! 
نفضت عن رأسها قائله: لو حامل تبقى مصيبه الطريق بينى وبين قماح بيوصل للنهايه  خلاص، لازم أتأكد فى أسرع وقت. 
بينما قماح خرج من الحمام وجلس على الفراش وضع رأسه بين يديه يتنهد بسأم، سلسبيل تضع حياتهما معاً على المحك، وهو مازال يضبط نفسه كى لا يُخطئ، ويتاخذ قرار يضرهما الإثنان، آخر شئ قد يفعله هو الطـ.ـلا.ق... مستحيل  أن يحدث  هذا، لن يترك سلسبيل قبل أن تفارق روحه جسدهُ. 
بعد قليل 
تقلب قماح أكثر من مره على الفراش رغم أنه مُجهد ومُنهك من العمل طوال اليوم لكن جافى مضجعه النوم، نهض وأشعل ضوء الغرفه يُزفر أنفاسهُ بغضب، حسم أمرهُ وإتخذ قرار سيذهب الى تلك الغرفه ويأتى بـ سلسبيل لن يدعها تهجُر الفراش مثل الليالى السابقه... 
بالفعل ذهب الى غرفة المعيشه لكن تعجب حين رأى سلسبيل نائمه على نفس الأريكه، والتلفاز مفتوح، وهنالك أيضاً  نور خافت بالغرفه، رأى سلسبيل  تنام مثل وضع الجنين فى بطن أمهُ،ربما تشعر ببعض البرد،للحظه فكر فى إيقاظها،لكن تراجع ود أن يحملها ويأخذها معه الى غرفة النوم،لكن ربما تستيقظ سلسبيل وتعاود الحديث معه بحده،كما أن وجهها مازال يبدوا عليه الضعف وبعض الشحوب.
تنهد بقلة حيله وذهب الى غرفة النوم وفتح إحدى ضلف الدولاب وأخذ منها غطاء ليس بالثقيل،تذكر سبب جفاء سلسبيل هو منذ أن رأى علبة الدواء الخاصه بمنع الحمل،عرفها قبل أن يقرأ دواعى إستعمالها،سلسبيل ردت كأنها لا تعرف بماذا يُعالج هذا الدواء،ردها كان بثقه، بينما هو تعصب وقتها لماذا، لماذا حين وجد نفس علبة الدواء سابقاً بين أغراض زوجته السابقه، وغضب بشـ.ـده وقتها وكان سبب الطـ.ـلا.ق بينهم... وقتها أعتقد أنها لا تريد الانجاب منه لكن اليوم صُدm حين عرف حقيقة الأمر وأن تلك الحبوب كانت من ضمن علاج وصف لها 
فلاشــــــــــــــــــــــ*بـــــــاك
بعد ظهر اليوم بالمقر. 
تفاجئ قماح بدخول هند عليه بمكتبه بالمقر، دون إذن منه 
عبس وجهه 
وقبل أن يتحدث تحدثت هند: أنا جايه فى شُغل يا قماح. 
تنهد قماح وهو مازال جالسً على مقعده وأشار بيده لها أن تجلس... بالفعل جلست هند على أحد المقاعد... تحدث قماح بعمليه: 
خير أيه هو الشغل اللى جايه علشانه؟ 
ردت هند: إنت عارف إنى قبل ما أتجوز منك كنت بشتغل مع بابا فى الشونه بتاعتنا فى الإداره وده كان سبب تعارفنا، وجوازنا. 
تنهد قماح  يقول: ياريت تدخلى فى الشغل مباشر، ده كله أنا عارفه. 
إبتلعت هند طريقة قماح وقالت: 
طبعاً  إحنا دلوقتي  داخلين فى موسم جني الرز وإحنا عندنا مخزون كبير فى المخازن، وبابا كان تعاقد شفوياً مع بعض الفلاحين وتجار التجزئه، بس السيوله الماليه عندنا بصراحه مش هتستوعب الكميات اللى هتدخل لينا الفتره الجايه غير المخزون القديم اللى عندنا. 
زفر قماح وقال: هاتى من الآخر يا هند مش بحب المقدmـ.ـا.ت الكتير...وأنتى عارفه كده.
ردت هند: بصراحه كنت بعرض عليك ممكن تشترى جزء المحصول اللى هنشتريه السنه دى، إنت عندك مضارب رز فى كذا محافظه غير التوريدات اللى بتوردها للحكومه نفسها، فهتقدر توزع الكميه بسهوله.
فكر قماح قليلاً ثم قال:طب وليه الحاج رجب،أو نائل مجوش هما يعرضوا عليا العرض ده،ولا باعتينك واسطه؟
ردت هند:لأ أنا اللى طلبت منهم أنى أجى بنفسى أعرض عليك العرض ده،ومش علشان واسطه لأنى عارفه إنك بتفصل بين  الشغل والمشاعر،وانا متأكده إن مفيش مشاعر عندك ليا،بس يمكن كان بينا عِشره حتى لو كانت لمده قصيره وفهمت شويه من طباعك.
نظر قماح لها بتفكير وقال:أنا ممكن أوافق إنى آخد كميات من الرز دى بس كميات محدوده،وطبعاً هنتفاوض فى السعر.
تبسمت هند برحابه قائله:إنت اللى بتحدد سعر السوق يا قماح،فأكيد مش هنختلف فى السعر لأنك مترضاش الخساره لـ بابا.
نهض قماح واقفاً وقال:تمام هعطى أوامر لمضـ.ـر.ب الرز اللى هنا يستقبل الكميات اللى الحاج رجب هيبعتها.
تبسمت هند ونهضت هى الاخرى قائله:كنت متأكده إنك مش هترفض العرض.
قالت هند هذا وإقتربت من مكان وقوف قماح ومدت له يدها بالمصافحه.
نظر قماح ليدها يُفكر،لكن بتلاعب من هند إدعت أنها ستسقط وتمسكت بكتف قماح،وأصبحت شبه بحـ.ـضـ.ـنه،ليس هذا فقط بل وقع بصرها على شفاه كم ودت أن يُقبلها،
بينما قماح إنتبه سريعاً،وإبتعد للخلف 
تنهدت هند بحسره وغـ.ـيظ وقالت بآسف:
متأسفه بس كعب الشوز كان هيكعبلنى.
رد قماح بلامبالاه: 
تمام مفيش مشكله.
تدmعت عين هند وقالت:ليه بتعاملنى بالطريقه دى يا قماح.
رد قماح:طريقة أيه،اللى بينا بيزنيس وبس زى ما قولتى فى البدايه.
ردت هند:إنت عارف مشاعرى ناحيتك يا قماح ومتأكد إنى لسه....
قاطع قماح حديثها وقال:الكلام ده مالوش لازمه،أنا دلوقتي متجوز من واحده تانيه؟
ردت هند بحسره:متجوز من سلسبيل اللى بسببها طلقتنى.
رد قماح:هند سبق وقولتلك مش سلسبيل السبب فى طـ.ـلا.قنا،السبب خداعك ليا وحبوب منع الحمل اللى وقعت فى إيدى بالصدفه بين أغراضك،لو كنتى قولتلى نأجل الخلفه شويه،او حتى نمنعها كنت هوافق،بس تعملى كده من ورايا وتستغفلينى....
تنهدت هند بدmـ.ـو.ع وقاطعته قائله: أنا فعلاً كنت باخد حبوب منع حمل،بس مكنش علشان أمنع إنى أحمل منك،انا كانت أمنية حياتى إن يكون فى بيبى بينا يجمع بينا يمكن كنت قدرت وقتها أشغل جزء صغير فى قلبك...بس الحبوب دى كانت جزء من علاجى وقتها.
تعجب قماح وقال:قصدك أيه بجزء من علاجك،مش فاهم؟
ردت هند:أنا بعد ما أتجوزنا بكذا شهر ومحصلش حمل بصراحه قلقت وكنت هطلب منك إننا نروح نعمل فحوصات سوا،ونشوف سبب عدm حدوث حمل،بس فكرت فى نفسى الأول،قولت أستشير دكتوره يمكن تدينى علاج،أو شوية منشطات وبعدها يتم الحمل،بس لما الدكتوره عملت سونار عليا،ظهر حاجات غريبه عالرحم،فطلبت منى شوية إشاعات وفحوصات،وعملتها وقتها وكانت المفاجأه إن عندى إنبوب من الرحم شبه مسدود بسبب بعض التليفات عليه،وكان صعب تدخل جراحى لانى وقتها كان ممكن يُستئصل جزء من الرحم،وبعدها يبقى الحمل صعب،فخضعت لكورس علاجى،وكان من ضمن الادويه دى دوا منع الحمل ده،تحسبًا لحدوث حمل،لآن لو حصل حمل كان بسهوله هينزل،هو كان إحتمال ضئيل،بس كان لازم آخد إحتياطى له.
تعجب قماح وقال:طب وليه وقتها مقولتليش، أكيد مكنتش هجبرك عالحمل.
ردت هند:خـ.ـو.فت.
نظر قماح لها وقال:خـ.ـو.فتى من أيه؟
ردت هند باكيه:خـ.ـو.فت وقتها تتخلى عنى بحجة إنك عاوز أولاد...أو العلاج ميجبش المفعول المطلوب،ووقتها برضوا ممكن تتخلى عنى،وكمان بسبب سلسبيل،أنا كنت بشوف نظراتك ليها يا قماح،سلسبيل هى السبب الرئيسى فى إنفصالنا،إنت إتحججت بحكاية حبوب منع الحمل،وقبل ما أفسر لك سبب وجوده،إتلككت لى علشان زورت ماما اللى كانت تعبانه بدون إذنك وطلقتنى،رغم إنى وقتها إترجيتك،بس عصبيتك وقتها وصلت إنك ضـ.ـر.بتنى بالقلم وكان ممكن تضـ.ـر.بنى أكتر بس لما شوفت سلسبيل قدامك إتحكمت فى عصبيتك، وبعدها رمـ.ـيـ.ـت عليا يمين الطـ.ـلا.ق.
نظر قماح لها وقال:إنت عارفه كويس إن مكنش قصدى أضـ.ـر.بك وقتها راجعى اللى حصل كويس،وطلعى سلسبيل من موضوع طـ.ـلا.قنا،سلسبيل قولتلك الف مره ملهاش دخل فى طـ.ـلا.قنا.
ردت هند:سلسبيل هى السبب الرئيسى فى طـ.ـلا.قنا،ويمكن كمان السبب فى طـ.ـلا.قك أول مره،إنت عنيك مش بتشوف غير سلسبيل طول الوقت،طب ليه لما أخويا طلب يتجوزها،فوجئنا إنك خطبتها...إنت خـ.ـو.فت سلسبيل تنجوز وتبعد عنك،كنت مفكر طول الوقت هى قدام عنيك،ومحدش هيقدر يقرب منها،بس فوجئت إن سلسبيل ممكن تضيع منك علشان كده إتجوزتها.
رد قماح:مالوش لازمه كلامك ده،دلوقتي،خلاص كل شئ نصيب وإحنا كان نصيبنا كده،ودلوقتي لو حايه نكمل مع بعض شُغل معنديش مانع،غير كده أتمنى لك السعاده.
تدmعت عين هند العاشقه له،وقالت بمهادنه:موافقه يا قماح على الشغل معاك،بس موعدكش أبطل أحبك..
قالت هند هذا ومدت يدها تصافح قماح.
هذه المره مد قماح يده يصافح هند،التى تبسمت وقامت بوضع يدها الآخرى فوق يد قماح تنظر له بأمل.
فى ذالك اللحظه دخل رباح الى غرفة مكتب دون طرق على الباب،فعل ذالك بعد أن علم من السكرتيره بوجود هند مع قماح وحدهما بالمكتب،تبسم حين دخل ورأى يد قماح بين يدي هند.
سحب قماح يده من بين يدي هند،ونظر نحو رباح الذى قال بترحيب:هند...من زمان متقبلناش بس ببعت ليكى السلام مع نائل وكمان زهرت بتقولى إنها من فتره للتانيه بتتصلى عليها.
إرتبكت هند وقالت:هند كانت صديقتى الوحيده لما كنت فى دار العراب،وبينا عِشره،إبقى سلملى عليها،هستأذن أنا الموضوع اللى كنت جايه علشانه خلاص إتحل،سلاموا عليكم.
غادرت هند المكتب سريعاً،بينما نظر رباح نحو قماح وقال بتوريه:أيه جايب هند هنا أيه عاوزه ترجع الميه...
لم يكمل رباح حديثه الساخر حين قاطعه قماح قائلاًبحزم:
قولى سبب مجيك النهارده للمقر.
رد رباح:كنت جاى علشان مخازن مضارب الرز،بالنسبه لمضـ.ـر.ب الرز اللى كان ولع من فتره،هيقدر يتحمل الكميه اللى هتتحول له ولا ننقص الكميه.
رد قماح:لأ أطمن هياخد الكميه وازيد كمان أنا تابعت الترميمـ.ـا.ت  والتعديلات وكمان  التوسيعات اللى محمد  قام بها على أكمل وجه بصراحه مكنتش متوقع منه الهِمه دى،وإنه يقدر يرجع المضـ.ـر.ب يشتغل أفضل من الاول،أثبت مهاره كبيره فى وقت قصير   
وده كله بسبب توجهيات بابا له،مش بيسمع لكلام الستات التافهه...وكمان كويس فى حاجه تانيه كنت عاوز أتكلم معاك فيها،فى أرصده كتير مسحوبه،جالى أكتر من إخطار بسحب بمبالغ كبيره من حسابات العراب فى البنك،ياريت تلم إيدك شويه لأن  لو وصل لبابا الإخطارات دى أكيد هيسألك راحت فين؟ 
إرتبك رباح  وصمت دون رد. 
عــــــــــــــــــوده 
عاد قماح  متحسرًا فى قلبه هند تحاول وتريد إستعادته وسلسبيل  أصبحت  كلمة الطـ.ـلا.ق نغمه على لسانها، حتى أنها عادت تتجنب وجوده، أخذ الغطاء وذهب الى غرفة المعيشه وقام بإلقاؤه على جسد سلسبيل التى جذبت الغطاء فوق جسدها كأنها كانت تنظر أن يقُليه عليها، أغلق قماح التلفاز، وكاد يطفئ ذالك الضوء الخافت، لكن تذكر أن سلسبيل تخاف من الظلام. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان صباحً
فوجئت سلسبيل بـ هدى ترتدى ملابس خروح، تحدثت لها قائله: 
إنتى خارجه ولا أيه؟ 
ردت هدى: أيوه عندى محاضره فى المركز اللى باخد فيه الكورس، إتصلوا عليا وقالوا إن ميعاد المحاضره النهارده بدل المحاضره اللى إتلغت المره اللى فاتت، يارب مروحش ويقولوا إتلغت زى المره اللى فاتت، أكـ.ـسر المركز على الموجودين فيه. 
ضحكت سلسبيل وقالت: قلبك أبيض يا هدهود... دى حتى فرصه ليكى، هترتاحى  من التجمع العائلى النهارده. 
تبسمت هدى وقالت: تصدقى دى أحسن حاجه، فعلاً  هرتاح وقت طويل على ما أرجع نكون قربنا عالمسا، يلا أشوفك  المسا، تبسمت سلسبيل قائله: مسا أيه، هو المحاضره مش ساعه ونص. 
تبسمت هدى وقالت: والسكه رايح جاى تلات ساعات. 
تبسمت سلسبيل قائله: ليه السكه من هنا للمركز، بالكتير ساعه ونص رايح جاى،ولا أنتى ناويه ترجعى مشى.
ضحكت هدى وقالت:لأ لو رجعت مشى يبقى أربع ساعات،أنا نفسى أرجع يكون اليوم خلص وإرتاحنا من وش عمتى عطيات والغلس إبنها.
ردت سلسبيل:فعلاً والله من سمعك...
فجأه شعرت سلسبيل بمغص،ودوخه...ووضعت يدها تسند على كتف هدى.
إنخضت هدى وقالت لها:مالك يا سلسبيل الدوخه دى رجعتلك من تانى أنا هقول لـ بابا ياخدك لدكتور.
ردت سلسبيل:لأ بلاش تزعجى بابا،أنا عندى شك فى سبب الدوخه دى؟
ردت هدى بلهفه:طب طالما عندك شك فى السبب ليه سايبه نفسك كده...كل شويه تدوخى،وأيه هو السبب الى شاكه فيه.
ردت سلسبيل:إنى حامل.
تبسمت هدى بفرحه قائله:حامل!
وضعت سلسبيل يدها على فم هدى وقالت لها:وطى صوتك،أنا لسه مش متأكده.
تبسمت هدى وشالت يد سلسبيل من على فمها وقالت بإستفسار:طب هتتأكدى إزاي هتخلى جدتى تكشف عليكى.
ردت سلسبيل:لأ طبعاً إنكسف منها،فى طريقه تانيه،أجيب إختبـ.ـار حمل وأعرف منه،بس صعب أخرج النهارده،بسبب وجود قماح فى البيت غير كمان هيبقى فى شغل كتير.
تبسمت هدى وقالت:فعلاً،بس جدتى ماسكه اليومين دول على زهرت أكيد هيبقى لها لمسه النهارده،أقولك،أنا هجيبلك معايا إختبـ.ـار الحمل ده وأنا جايه فى صيدليه فى الدور الأرضى فى السنتر اللى فيه المركز التعليمى.
تبسمت سلسبيل وقالت لها:ده سر بينا،بلاش حد يعرف بيه،غير لما نتأكد.
تبسمت هدى وقالت:أكيد طبعاً،يلا بقى بلاش عطله خلينى أهرب وأخد نفسى.
تبسمت سلسبيل قائله:طب إنتى بتخرجى للكورس والدراسه خلاص هتبدا،أمال أنا اعمل ايه،حاسه إنى فى سـ.ـجـ.ـن.
تبسمت هدى وقالت:ليكى ربنا،سلام بقى وهجيبلك الإختبـ.ـار.
تبسمت سلسبيل لهدى وهى تغادر تُفكر فى نتيجة ذالك الإختبـ.ـار...
غير مُلاحظه لوالداتها التى أتت من خلفها ووضعت يدها على كتفها.
لوهله إنخضت سلسبيل..تحدثت نهله:مالك جـ.ـسمك إتنفض كده ليه.
ردت سلسبيل:مفيش بس محستش بيكى.
تبسمت نهله وقالت: كنتى واقفه إنتى وهدى بتتكلموا فى ايه  معرفش فيها هتفيدها بأيه المحاضره اللى يوم الجمعه دى.
ردت سلسبيل:هتزيدها عِلم وهتنفعها فى دراستها ياماما،عن إذنك هروح أساعدهم فى المطبخ.
غادرت سلسبيل وتركت والداتها التى أصبحت تشعر بأن سلسبيل تتجنب الحديث معها،كم تشتاق أن تجذبها بحـ.ـضـ.ـنها وتطبطب على قلبها،سلسبيل كانت أول ما انجبت فرحتها الأولى التى إشتاقت لها لسنوات،تعلم أنها ربما تظن أنها ضعيفه،هى بالفعل ضعيفه من أجلهن،تخاف عليهن كثيراً،بالأكثر بعد رحيل همس بعد تلك الخطيئه التى لديها يقين أنها بريئه،لكن قــ,تــل همس لنفسها جعلها تصمت غـ.ـصـ.ـبًا تكتم آلم قلبها.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
أمام المصعد الكهربائى للمصعد بذالك السنتر 
أمسكت هدى ذالك الكيس البلاستيكى الصغير الذى به علبة إختبـ.ـار الحمل، وكادت أن تضعه بحقيبة يدها، لكن رأت إقتراب ذالك المتغطرس نظيم نحو المصعد، نظرت نحو المصعد الآخر غير متوفر الآن، فكرت بمكر، دخلت سريعاً  الى المصعد وضغطت ذر الصعود، غير منتبه الى أنها  بدل ان تضع الكيس بحقيبتها سقط منها أرضاً  امام  المصعد دون أن تدرى.
إنحنى نظيم وأخذ ذالك الكيس وبفضول منه فتحه يرى ما به،تعجب،ثم قام بلف الكيس ووضعه فى جيبه،رغم ضيقهُ من فعلة هدى،وصعد على درجات السلم.
بينما هدى بداخل المصعد تبتسم بزهو قائله:خليه بقى يستنى الأسانسير التانى،ولا يطلع السلم على رجليه بتاع شورت وفانله وكاب.،والمره دى برضو جاى بالترنج،عاملى فيها إسبور.
فتحت هدى باب المصعد لتتفاجئ بوقوف نظيم أمام باب المصعد يبتسم بسخريه وقال:وصلت قبل الأسانسير... يلا بسرعه قبل ما المحاضره  تبدأ المره دى هتبقى محاضره عملى ومحتاجه تركيز. 
شعرت هدى بالغـ.ـيظ منه، لكن بداخلها تبسمت أنه جعلته يصعد سلالم ثمانية أدوار سيرًا على قدmيه. 
بعد قليل، كان نظيم يقوم بشرح أحد البرمجيات ويطلب منهم تطبيقها على اجهرة الحاسوب التى أمامهم، بالفعل بدأ المتدربين بتطبيق ذالك الدرس عملياً على الأجهزه، منهم من كان يُخطئ فى بعض الخطوات، كان نظيم يُصحح لهم، ولسوء حظ هدى أخطأت دون قصد رغم أنها تعلم الصواب،لكن هكذا هى تلك الأجهزه الذكيه ضغطت ذر كفيله بتخليف خطأ كبير،بالفعل أعطى الجهار التى تجلس أمامه إنذار خطأ،إقترب نظيم منها وإنحنى بجوارها يرى على الحاسوب فيما أخطأت... تبسم حين علم أن الخطأ هو سهو منها، لكن أراد إستفزازها وهو يُكبر من الخطأ التى فعلته، إغتاظت هدى من إدعاؤه المعرفه الكبيره عليها، ودون قصد منها وضعت يدها فوق أحد أذرار الحاسوب، تُصلح خطئها فى نفس اللحظه وضع نظيم يدهُ على نفس الذر، تصادmت أيديهم  ببعض، نظرا الأثنان بأعين بعضهما شعر الإثنان بتذبذب يسرى فى جسديهما،كانت هدى أول من سحبت يدها من جوار يد نظيم..وازاحت بصرها عنه،بينما نظيم تبسم،وإعتدل يُكمل المحاضره الى أن إنتهت،بدأ المتدربين الخروح من الغرفه،حتى هدى سارت مع صديقتها،لكن نادى نظيم بأسمها:
هدايه ممكن لحظه.
نُطقهُ لأسم هدايه يجعلها تبغضه تعتقد أنه يتهكم عليها...بينما هو يستسيغ الإسم كثيراً
ذهبت هدايه الى مكان وقوف نظيم وقالت:أفنـ.ـد.م.
أخرج نظيم ذالك الكيس وقام بمد يدهُ به وقال:الكيس ده وقع منك قدام الأسانسير،يمكن كنتى مستعجله ومحستيش بيه،عالعموم،مبروك مقدmاً،واللى جايبه الأختبـ.ـار علشانها تكون حامل.
يال وقاحته،ماذا سيحدث الآن لو صفعته وأطفئت غـ.ـيظها منه،فكرت فى ذالك كثيرًا،حتى لو لم تحضر باقى دروس الكورس،لكن نادت عليها زميلتها،أخذت الكيس من يد نظيم وذهبت إليها،بينما تبسم نظيم بمرح،هو شعر بأنفاس هدى الملتهبه. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدار العراب
إنتهى الجميع  من تناول طعام الغداء وجلسوا بغرفة المعيشه يتشاركون الحديث سويًا.
تحدث  رباح  يقول: أنا إتفاجئت إمبـ.ـارح وأنا فى المقر عند قماح بوجود هند السنهورى هناك مع قماح فى المكتب... ولما سألته قالى شغل. 
رد النبوى: فعلاً  وجودها  كان علشان شغل، رجب كلمني، وقولت له إتفاوض مع قماح، بس فكرته هيروح بنفسه او حتى يبعت نائل، بس اللى راحت هند. 
ردت  زهرت: هى هند رجعت تشتغل تانى  مع باباها، والله براڤوا عليها، فعلاً  قويه. 
ردت قدريه بتهكم: جويه  فى أيه بجى، دى لو واحده غيرها مكنتش هى اللى راحت لقماح ناسيه إنها طليجتهُ. 
كانت العيون كلها تنصب على سلسبيل الجالسه جوار ناصر،بالمقابل لمكان جلوس قماح حتى هو نفسه  كان ينظر لها بترقب. 
بينما سلسبيل قالت:عادى الشغل مبيعترفش غير بالمصلحه مفهوش مشاعر،وفعلاً الشغل بيعمل للست كيان  كفايه إنها بتحس إنها حُره.
نظر لها قماح..ماذا تقصد بـ حُره...أهو يستعبدها.
تحدثت قدريه بسخريه:حُره إزاى بجى،طالما الست عنديها راچلها اللى يكفيها يبجى مالوش لازمه عاد تشتغل وتتبهدل،بيتها أولى بيها،وهند لما كانت متجوزه من قماح مكنتش بتشتغل،وواضح جداً نيتها من وراء رچوعها تشتغل تانى.
ردت زهرت:قصدك أيه يا عمتى هيكون نيتها أيه يعنى؟
ردت قدريه:نيتها قماح.
نظرت لها هدايه قائله: قدريه أوعى لكلامك إشوى، قماح متجوز، هتعوز منه أيه. 
تعلثمت قدريه وقالت: 
مش جصدى جاچه، بس بوعى سلسبيل، هند بـ.ـنت تاچر وكمان كانت بتشتغل إمعاه وإتعلمت منيه أصول التچاره، وكلنا عارفين إكده. 
ردت هدايه: سلسبيل واعيه لنفسها، أوعى إنتى لحديتك عاد ووفرى نصايحك.
تبسمت سلسبيل لهدايه ولوالدها الذى وضع يده
على كتفها،شعرت بالآمان من ذالك.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بعد إنتهاء العشاء وذالك اليوم الممُل 
سلسبيل وهدى اللتان كل ما يتمنياه هو إنتهاء ذالك اليوم ها هو إنتهى،تجنبت هدى مع سلسبيل قائله:
جبت ليكى اختبـ.ـار الحمل.
تبسمت سلسبيل وقالت بهمس:طب خليه معاكى دلوقتي،وبكره هبقى أخده منك.
تبسمت هدى قائله:تمام،حتى نبقى نعرف نتيجته سوا.
تبسمت سلسبيل،بينما وضعت هدايه يدها على كتف هدى قائله:
بتضحكوا على أيه يا صبايا العراب.
شعرن هدى وسلسبيل بغصه فى قلوبهن،من ذالك الوصف كانت تقوله لهن هدايه وكانت معهن همس،التى رحلت عنهن،كذالك هدايه رغم أنها تعرف أن همس مازالت تعيش لكن شعرت بغصه تمنت أن تعود همس لوسطهن،لكن همس إتخذت قرارها ببقائها مـ.ـيـ.ـته فى نظر الجميع.
.........
بعد قليل بشقة قماح وسلسبيل..
أبدلت ملابسها بمنامه محتشمه عبـ.ـاره عن بلوزه وبنطال من الحرير باللون الازرق الداكن،كعادتها الأيام السابقه،ذهبت الى غرفة المعيشه وفتحت التلفاز،
بينما خرج قماح من الحمام بعد أن أنعش جسده بحمام هادئ،لم يجد سلسبيل بالغرفه،تنهد بسأم،سلسبيل تركت الغرفه،بتلقائيه ذهب الى غرفة المعيشه،وجد سلسبيل تضجع على تلك الأريكه تفرد غطاء غير ثقيل على جسدها. 
تحدث قائلاً متهكماً: لسه ناويه تكملى السهره قدام التلفزيون برضوا.
تجنبت سلسبيل الرد.
تعصب قماح وقال:ليه مش بتردي عليا،سلسبيل طريقتك دى فى تجنب الرد بتعصبنى وأنا لغاية دلوقتى مُتحكم فى نفسى .
ردت سلسبيل، بإستبياع: 
بلاش تتحكم فى نفسك اللى عاوزه أعمله. 
تعصب قماح وإقترب من مكان نوم سلسبيل وجذب الغطاء من عليها بقوه وألقاه على طول يده وبسرعه جثى فوق جسدها، وقال: أفتكرى إن إنتى اللى قولتلى اللى عاوزه إعمله، وإستحملى بقى. 
أنهى قوله وإنقض على شفتيها بالقُبلات القويه ويده مزعت الجزء العلوى لمنامتها، وبدأ  بوضع صق ملكيته علي جسدها بلمسات قويه، قاومت سلسبيل  عُنفه بدفعه بيديها التى أمسكهما بين يديه ورفعهم فوق رأسها وعاود يُقبلها بقوه وإشتهاء، لكن قبل أن يتملك منها سيطر على نفسه ونهض عنها، تركها  تُلملم نفسها تستوعب ما كان سيحدث، لو إستمر قماح كان سيغتصبها، أجل هو زوجها لكن ذالك يندرج تحت إغتصاب زوجى، 
بينما قماح بداخله لام عصبيته الشـ.ـديده ورد فعلهُ الغاضب لهذه الدرجه،سلسبيل هى من تستفزه ببعدها عنه فكر عقله بقول هند..."إنت بتحب سلسبيل يا قماح " 
إعترف بُعد سلسبيل  عنك يُثير جنونك. 
نظر قماح ل سلسبيل التى تزم طرفى منامتها تُدارى جسدها. 
تنهد قائلاً: متفكريش باللى بتعمليه يا سلسبيل  إنى هطلقك، تبقى موهومه... تصبحى  على خير يا بـ.ـنت عمى. 
قال قماح هذا وغادر الغرفه... تنهدت سلسبيل يحتار عقلها، لما نهض قماح  عنها دون أن يُكمل إمتلاكها، مالذى يجعله متمسك بها رغم أنها طلبت الطـ.ـلا.ق مرارًا. 
بينما دخل قماح الى غرفة النوم، عقلهُ يشت، لا ليس عقله بل قلبه يتقد نارًا من سلسبيل، تهكم ضاحكاً، يقول: 
نبع المايه، طلعت نبع مايه مالح. 
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى، بشقة ناصر العراب ظهراً
دخلن هدى وسلسبيل الى غرفة هدى تمرحان سويًا، تحدثت هدى، يلا تعالى نعمل إختبـ.ـار الحمل ونشوف نتيجته، وبعدها أبقى أروح أعيد تطبيق الدرس اللى أخدته إمبـ.ـارح فى الكورس  عملى تانى على الابتوب بتاعى. 
تبسمت سلسبيل  بخِيفه ورجفه لا تعرف لهما سبب،ماذا لو بالفعل تأكد شكها أنها حامل.
أعطت هدايه لها الاختبـ.ـار قائله:الاختبـ.ـار اهو يلا إخلى الحمام إعمليه بسرعه.
بخطوات لا تعلم كيف سارتها،دخلت سلسبيل الى حمام الغرفه وقامت بعمل ذالك الأختبـ.ـار وخرجت به بيدها بعد دقائق.
تحدثت هدى قائله:يلا حُطى الاختبـ.ـار عالكوميدنو، أقعدى عالسرير نرغى مع بعض شويه  انا قريت إرشادات الأختبـ.ـار،خلينا نستنى النتيجه،
جلسن لدقائق يتحدثن،الى أن قالت هدى،خلينا نشوف بقى نتيجة الأختبـ.ـار
بيد مرتجفه جذبت سلسبيل الإختبـ.ـار،وأغمضت عينيها كأنها لا تريد معرفة النتيجه،التى تتوقعها.
بالفعل نظرت هدى للإختبـ.ـار وقالت بحماس:ظهر الخطين زى ما بتقول الإرشادات مبروك توقعك كان صح يا سلسبيل،يارب تجيبى ولد،الفرحه دى لازمها إحتفال،لازم العيله كلها تفرح ده إبن العراب من الناحيتن الاتنين إمً وأبً،هقوم انزل أقول لجدتى.
أمسكتها سلسبيل قائله:بطلى هبلك ده،وأستنى أوقات الاختبـ.ـار بيقى كذب لازم أتأكد من دكتور 
ردت هدى:إمبـ.ـارح قولتى هتاكد بالاختبـ.ـار النهارده بتقولى بالدكتور،عالعموم براحتك بس انا فرحانه قوى،بس إستنى إبنك ده هيكبرنى وانا لسه صغيره ويقولى يا خالتو،لأ بقولك أهو أبنك ده يعتبرنى أخته الكبيره ويحترمنى قدام العيله وبالذات قدام قدريه وزهرت وعطيات،يدينى بريستيچى،آه.
رغم لخبطة مشاعر سلسبيل لكن تبسمت قائله:يا مـ.ـجـ.ـنو.نه،أيه عرفك إني حامل فى ولد مش يمكن بـ.ـنت ولا إتنين.
ردت هدى:لأ كفايه بنات بقى،نفسى فى ولد...ولا أقولك اللى ربنا يجيبه،المهم يوصل بالسلامه،ها هتقولى لقماح أمتى بقى.
ردت سلسبيل:هروح للدكتور أتأكد وبعدها هقول لـ قماح والعيله.
تبسمت هدى قائله:ممكن من غير ما تروحى لدكتور،جدتى تأكدلك الحمل ده.
ردت سلسبيل:سبق وقولتلك اتكسف منها،بكره هروح للدكتور أتأكد الأول،يلا هسيبك بقى تطبقى درس الكورس عالابتوب،بلاش أعطلك.
تبسمت هدى قائله:وماله بس أفتكرى إن اول واحده عرفت إنك حامل هى أنا،وليا الحلاوه.
تبسمت سلسبيل وخرحت من الغرفه بيدها ذالك الاختبـ.ـار تنظر له،لكن أثناء سيرها بالشقه،كأنها سمعت صوت هاتف من غرفة همس،تعحبت كثيراً ودون شعور منها دخلت الى الغرفه وأشعلت الضوء،الغرفه مُرتبه،وبها فرش نظيف كأنها تُرتب يومياً،سارت بالغرفه تشعر بغصه كبيره فى قلبها،آلمًا يكاد يقتسم قلبها،تذكرت مرحهن الثلاث معاً بتلك الغرفه أوقات كثيره،بسمة همس،إتكئت على فراش همس تمسد عليه بيدها،دmعه نزلت من عينيها أغمضت عينيها تعتصر تلك الدmـ.ـو.ع،لكن فجأه رأت همس تقف امامها تُشير لها الى أحد أدراج المكتب الخاص بها.
فتحت سلسبيل عينيها بسرعه وإحتارت فى تلك الرؤيه،لكن ذهبت الى مكان إشارة همس لها،وفتحت درج المكتب،تعحبت الدرج لا يوجد به سوا هاتفها وجواره كارت ذاكره صغير"ميموري"
أمسكت سلسبيل الهاتف ووضعت يدها على ذر الفتح،لكن لم يفتح لامت سلسبيل غبائها بالتأكيد الهاتف غير مشحون منذ مده طويله،جذبت أيضاً الميموري الموجود جواره.
تذكرت سلسبيل حين كانت تدخل أحياناً الى همس تجدها تستمع الى تسجيل محاضراتها على الهاتف،كانت تتحدث لها بسخريه:
يعنى تقعدى طول المحاضره ترغى مع اللى جانبك فى المدرج وتسجلى المحاضره على كارت ميمورى عالتليفون،مش عارفه إزاى بتعرفى تفصلى بعد كده بين صوت رغيك وصوت تسجيل المحاضره. 
كانت همس تبتسم وتقول لها: واضح جداً  صوت رغيي، وصوت المحاضره، يلا سبينى أركز فى المحاضره. 
كانت تستهزأ سلسبيل  منها قائله: يا بـ.ـنتى إنتى ليه محسسانى إنك فى كلية الطب، إنتى فى كلية إقتصاد وتدبير منزلى،آخرك يا طباخه يا خياطه،إستغلى ده وأعملى لك مشغل تطريز أو تريكو.
كانت همس تبتسم وتقول لها:ندر عليا يا سلسبيل لأول ولد تخلفيه لأعمله كل مستلزمـ.ـا.ت السبوع شُغل هاند ميد على إيدى.
تذكرت ذالك سلسبيل الآن وتحسرت فى قلبها ها هى تحمل بأحشائها نبته قماح
أخذت سلسبيل الهاتف وذالك الميموري ووضعتهم بجيبها وخرجت من غرفة همس بل من الشقه بأكملها،وصعدت الى شقتها.
بتلقائيه وضعت هاتف همس على جهاز الشحن،ودخلت الى الحمام،رغم ان الطقس خريفى لكن شعرت ببعض الشوب يغزو جسدها،أخذت حمامً دافئًا وخرحت من الحمام أدت فرضها،وقامت بعمل كوب من النعناع الاخضر تشربه،كى يُهدى ذالك المغص والغثيان قليلاً، 
عادت الى مكان وضعها هاتف همس على الشاحن، وجدت به نسبة شحن قليله، تستطيع فتحه وهو على الشاحن، بالفعل قامت بأعادة فتح الهاتف، الذى فتح  بعد قليل، كان هنالك نمط فتح خاص به كانت سلسبيل تعرفه، قامت بفتح الهاتف، وجدت عليه بعض البرامج والتطبيقات الخاصه التى كانت تهواها همس، قامت بفتح معرض الصور، ترى تلك الصور التى كانت تلتقطها همس لهن الثلاث وكانت تستغل شغفها ببعض التطبيقات التصميمـ.ـا.ت المُضحكه والمرعـ.ـبه لهن على صورهن وكانت  تُرسلها لهن على هواتفهن.
فتحت أحد  الملفات، كان لصورهن بالفعل، أخذت ترى تلك الصور، تاره تبتسم وتاره أخرى تدmع عينيها، فتحت ملف آخر بالصور، تعجبت كثيراً، من الصور، الصور لــــ قماح
أخذت ترى صوره خلف اخرى، كانت صور كثيره لـ قماح
بمواضع مختلفه وأماكن، متى إلتقطت له كل تلك الصور،! ولما إلتقطتها؟!
 كان الجواب  بإحدى الصور المرسوم عليها قلب ومدون بداخلهُ كلمة حبيبى قماح...ذُهلت سلسبيل وتسألت أيُعقل همس كانت تُحب  قماح؟!
 أيُعقل أن يكون قماح هو من أخطأت معه همس لذالك فضلت الصمت وقــ,تــل نفسها؟
بتلك الشقه 
بعد علاقه آثمه نهضت زهࢪت من جوار نائل وتركته وحده بالفراش،سارت عاريه أمام عيناه لم تخجل،سخر نائل منها بداخله كيف لتلك الفاجره أن تخجل أو تستحى،لكن تحدث:
مش ملاحظه إنك  عادى كده مع  إنك  مكملتيش حتى شهر على الإجهاض، لما إتصلتى عليا وقولتى نتقابل إستغربت بصراحه. 
تنبهت زهرت لفحوى حديثه ورغم ذالك إدعت عدm الفهم قالت: قصدك أيه بـ عادى كده. 
رد نائل: قصدى اللى بتولد أو بتجهض بتقعد أقل واجب شهر بتنزف من وقت للتانى، إنما إنتى....؟ 
ردت زهرت: مش شرط تنزف شهر او اكتر، طبيعة الأجسام مش زى بعضها عادي  جداً  وبعدين اللى يسمعك يقول مكنتش عاوزنا نتقابل، ولا تكون زهقت منى، نسيت حبي ليك،وكنت لك شوق فى سلسبيل العراب.
نهض نائل من على الفراش وإقترب من زهرت وجذبها بقوه لصدره يقول:إنتي عارفه جواب السؤال ده سلسبيل مين دى اللى تتقارن بيكى،يا ملكة الأنوثه،أنا بس إستغربت وقولت يمكن حكاية حملك دى ملعوب كنتي عاوزه تستفادى من وراه.
إرتبكت زهرت وقالت:كنت هستفاد أيه أنا فعلاً كنت حامل والنصيب كده.
تبسم نائل إبتسامه خبيثه بداخله متأكد أن تلك الفاجره لم تكن حامل من الأساس،إنحنى يُقبلها بشهوه وقضى معها وقت مُحرم،كآن للحـ.ـر.ام زهوه شعر الأثنان بنشوه كبيره،وضعت زهرت رأسها على صدر نائل لاهثه،الى أن هدأت أنفاسها وتحدثت :مش بحس إنى ست غير وأنا معاك فى حـ.ـضـ.ـنك،مكنش لازم أتجوز من رباح،بحس معاه بملل وفتور...لو بأيدى أمنعه يلمسنى .
سخر نائل بداخلهُ،لكن قال لها:وأيه يجبرك على إنى تستحملى العيشه معاه،أظن سحبتى منه مبالغ كتيره غير الدهب اللى إشتريتيه.
ردت زهرت:اللى سحبته مش نقطه فى بحر ثروة عيلة العراب،ولا يساوى جزء من حق ماما اللى لهفوه،تفتكر لو كنت فى مستوى بنات عيلة العراب كان أبوك رفض إنك تتجوزينى،كان هيجى يخطبنى بنفسه زى ما جه عشان الست سلسبيل وخد الصدmه فى قلبه،أيه الفرق بينى وبين سلسبيل،أنا أجمل منها بكتير،ولو كنت بنفس ظروفها كان زمان معايا شهاده أفضل منها،عارف أيه الفرق بينى وبين سلسبيل،هى بـ.ـنت ناصر العراب وأنا بـ.ـنت مجاهد حماد الموظف اللى مرتبه مكنش بيقضيه سجاير،وباقى مصاريف البيت كانت بتتزكى الحجه هدايه بيه على ماما مع أنه فى الأصل حقها.
تحدث نائل:وهتفضلى كده كتير مع رباح،بصراحه يا روحى بغير لما بتخيله معاكى زي دلوقتي كده.
ضحكت ضحكه رقيعه قائله:خلاص هانت رباح بقى زى الخاتم فى صباعى،وأى شئ هطلبه منه هينفذه حتى لو غـ.ـصـ.ـب عنه ومش هيسأل السبب،فين الحبوب اللى طلبتها منك.
إبتعد نائل قليلاً عن زهرت وفتح احد ادراج طاوله جوار الفراش وأتى بعلبه بلاستيكيه صغيره وأعطاها لها قائلاً:
بس خدى بالك مفعول الحبوب دى أشـ.ـد وإدmانها سهل جداً،وعلاجها صعب.
تبسمت بنصر قائله:وهو ده المطلوب،خلاص زهقت رباح أوقات بيخاف من العقربه هدايه وبيسمع كلامها،الحبوب دى هتخلي كلمتى أنا بس المسموعه.
قالت زهرت هذا ونهضت من على الفراش وبدأت بإرتداء ملابسها.
تحدث نائل:على فين بتلبسى هدومك ليه،لسه الوقت بدرى وكمان رباح أكيد مشغول الأيام دى فى توريدات الرز للشونات.
ردت زهرت:تفتكر إنى بعمل حساب لـ رباح،كله من العقربه هدايه مشـ.ـدده قوى الفتره دى عليا فى الخروج،عاوزه تفرد نفسها،ولازم اهدي معاها شويع ،أنا عرفت إنها هتخرج معرفش فين سمعتها بتكلم السواق،قولت فرصه أنا كمان أخرج أتنفس شويه،وقولت لهم فى الدار هروح أزور بابا أطمن عليه وأقعد معاه شويه،وزوغت وجيت على هنا،خلينى أرجع لبيت بابا أهو أقعد معاه شويه،شكله حالته متأخره كله من السجاير اللى الدكتور مانعها عنه وهو مش بيسمع الكلام،يلا ربنا يشفيه،هحاول فى أقرب وقت نتقابل،ولا يمكن الود يتوصل تانى،رباح قالى انه شاف هند عند قماح فى المقر.
رد نائل:هند فعلاً لسه بتحب قماح،بس هو بقى متجوز من غيرها،وقماح بيعرف يفصل بين الشُغل وعواطفه،ومتهيألى لو كان لسه عاوز هند كان يقدر يرجعها تانى ومـ.ـيـ.ـتجوزش من غيرها.
ردت زهرت:ما سبق وقولتلك عن سبب جواز قماح من نبع الحنان سلسبيل،كان قرار من هدايه.
رد نائل:هو قماح برضو حد يقدر يرفض عليه حاجه حتى لو كانت هدايه،عالعموم ياريت يتوصل الود بين قماح وهند وقتها....
نظرت زهرت لـ نائل وقالت بإستخبـ.ـار:وقتها أيه ممكن يطـ.ـلق سلسبيل ويرجع الأمل تانى لأبوك،ولا تكون إنت نفسك فيها.
رد نائل:هنرجع تانى لنفس الموال،قولتلك سلسبيل ملهاش أى صفه عندى.
ردت زهرت:هصدقك يا نائل ودلوقتي،يلا لازم أمشى...
قالت هذا وإتجهت للفراش وإنحنت تُقبل نائل بفجاجه...رغم أنه ينفُر منها لكن جراها فى تلك القُبله الفجه والمُحرمه.
خرجت زهرت من الشقه،تنهد نائل براحه،تذكر حديث زهرت عن سلسبيل،هو بالفعل كان يهواها تمنى أن تكون من نصيبه لو كان تزوجها لكان قطع كل صلته بتلك الفاجره،لكن قماح سبقه وأختطفها من أمام يديه،وفاز بها...وظل هو فى دوامة الخطيئه مع زهرت الفاجره كان يتمنى أن يتخلص من ذالك الوحل.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشقه التى تعيش فيها همس.
إستقبلت وصيفه  هدايه بحفاوه وترحاب ثم إستأذنت منها وتركتها مع همس وحدهن.
نظرت هدايه لهمس وفتحت لها ذراعيها.
تبسمت همس لها بمحبه وارتمت بحـ.ـضـ.ـنها.
طبطبت هدايه على ظهر همس وقبلت جبهتها قائله:همس الرقيقه اللى زى النسمه،تعرفى أنا كان نفسى أسميكى نسيمه على إسم أمى الله يرحمها،بس المخسوفه قدريه جالتلى إسم  جديم،والله هى اللى جديمه،بس وجتها كارم هو اللى جال هاميس،رغم أنه كان صغير وجتها إبن ست سنين،وجالنا انه سمع الاسم فى فيلم لـ رشـ.ـدى أباظه،ويظهر نهله كانت بتحب رشـ.ـدى أباظه ووافجت عالاسم.
تبسمت همس قائله:فعلاً ماما بتحب أفلام رشـ.ـدى اباظه،بس بتحب بابا أكتر.
تبسمت هدايه قائله:انتى هتجوليلى على نهله وحبها لـ ناصر وكمان حبها للجميع  مش زى قدريه،معندهاش حب غير لنفسها وبس،والحمد لله محدش من ولادها خد طبايعها غير رباح فيه شويه منيها وشويه من العراب،ربنا يهديه ويصلح حاله.
تبسمت همس قائله:فعلاً رباح عنده شوية تطلُع زى مرات عمى وزهرت كمان زى عمتها،بس عمى مش بيسمع لكلام مرات عمى،إنما رباح بيسمع لـ زهرت وزهرت بتكرهنا وبالأخص سلسبيل،يمكن لان هى أقرب واحده فينا ليها فى العمر.
ردت هدايه:اللى يكرهكم يا بتى يعمى ما يشوفكم ودلوق أنا مش چايه عشان نتحدت عن قدريه ولا زهرت أنا إتوحشتك وكمان عاوزه أتحدت إمعاكى فى موضوع كارم جالى عليه.
تغابن وجه همس وقالت:عارفه الموضوع ده يا جدتى وبقولك بلاش تتكلمى فيه أنا خلاص أخدت قرار.
ردت هدايه:موضوع أيه يا بتى وقرار أيه اللى أخدتيه،همس إنتى لازمن ترچعى تانى للدار بكفياكى يا بتى،إرچعى وإرحمى قلب ناصر ونهله المحروق عليكى،أنا اللى مصبر جلبى على بُعدك ده إنى عارفه إنك لساتك عايشه ولما بتوحشك باجى أزورك،وبطمن عليكى من عمك وكارم من يوم ما عرف إنك لسه عايشه.
تنهدت همس ببكاء:ياريت كارم مكنش عرف إنى لسه عايشه،يمكن كان زمانه نسينى مع الوقت،مكنش لازم أسمع كلام عمى وأظهر نفسى قدامه،وده اللى ناويه عليه أبعد تانى من قدامه،وهو مع الايام هينسانى ويكمل حياته.
ردت هدايه:كان نسيكى من الاول يا بتى،كارم كان خلاص عقله قرب يشت منيه،ظهورك جدامه رچع له عقله فى الوجت المناسب،ليه يا بتى الجسوه دى.
ردت همس:عشان خاطرى يا جدتى خلينى أبعد عن هنا وهتشوفى مع الوقت كارم هينسانى،او حتى هيتعود على غيابى ويكمل حياته،أنا مبقتش أنفعه ولا أنفع غيره،ووجودى هنا مالوش لازمه،أنا فكرت أسافر لأى بلد بره مصر.
فزعت هدايه قائله: تسافرى بره مصر إذا كنتى چارى وبينى وبينك ساعه بالعربيه وبخاف عليكى، وعالدوام بدعى ربنا يحفظك، لاه يا بتى أنا مستحيل أوافجك عالقرار ده. 
ردت همس  برجاء: عشان خاطرى يا جدتى لو بتحبينى صحيح خلينى أسافر بره مصر، وكمان أنا ممكن أكمل دراستى، أنا مقدرش أرجع تانى أكمل دراستى فى الجامعه هنا، ومعظم زمايلى عرفوا إنى مـ.ـو.تت، حتى لو عمى إتصرف وحل اللى حصل بالفلوس و مش مثبوت فى الأوراق الرسميه مـ.ـو.تى، بس إنشاع بين زمايلى الخبر ده أكيد،لما أرجع هقولهم إيه انا عفريته هاميس...جدتى سفرى خارج مصر من مصلحتى عالأقل هاخد شهاده.
فكرت هدايه بعقلانيه فى حديث همس،لكن همس فتاه ولها ظروف خاصه كيف ستعيش بالغُربه وحدها،لو كانت كالسابق ربما كانت وافقت دون تردد لكن الآن همس مهزوزه ومُحطمه ولديها خـ.ـو.ف من إقتراب أحد منها.
كادت هدايه أن ترفض...لكن همس إنحنت على يدها وقبلتها قائله:لو صحيح بتحبينى ومصدقه إنى مظلومه وافقى على سفرى يا جدتى،عمى مستحيل يساعدنى قبل ما ياخد منك الإذن الأول،صدقينى سفرى بره مصر ممكن يساهم إن حالتى النفسيه تتحسن وكمان هيسهل على كارم ينسانى،لما يعرف إنى هـ.ـر.بت منه وإنى مش عوزاه.
نظرت هدايه لها بحنيه وأتى لها خاطر ربما لو وافقت همس الآن وتركتها تُسافر بعيد عن هنا تعود هى من تلقاء نفسها بعد أن تتحرر من ذالك الرُهاب الذى يُسيطر عليها حين يقترب منها أحد،هنا تحبس نفسها بين جُدران تلك الشقه نادرًا ما تخرج منها،بالخارج ستخرج حتى لقضاء إحتياجاتها الضروريه،هنا تخشى أن يتعرف عليها أحد، همش لديها يقين أن خارج مصر لن يعرفها أحد ،وذالك سيجعلها تعود تختلط بمن حولها،حتى لو كان بحذر شـ.ـديد،ربما مع الوقت يختفى ذالك الرُهاب عنها وتعود هى من تلقاء نفسها.
تبسمت هدايه بحنان قائله:هجول لعمك يچهزلك أوراج السفر يا همس طالما دى رغبتك يا بتى وهدعيى ليكى تلاجى نفسك وترچعى لإهنه همس الجديمه اللى كانت بسمتها كيف شروج السمس.
تبسمت همس براحه وحـ.ـضـ.ـنت جدتها،بينما هدايه ضمتها قويًا بين يديها،تتمنى أن تعود همس تثق بمن حولها مثلما تثق بها. 
.....,, ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل
أغلقت سلسبيل الهاتف وتركته على الشاحن، بعد أن شعرت ببعض الخمول، أرادت أن تُمدد جسدها، ذهبت الى غرفة النوم، الوقت لازال باكرًا على عودة قماح للمنزل، إتكئت بأحد جانبيها على الفراش،وضعت يدها تُمسد على بطنها لا تعرف بأى شعور تحس، لا فرحه ولا حُزن، مسدت على بطنها قائله: 
كان نفسى أتجوز عن حب 
ويوم ما ربنا يرزقني بأطفال يكونوا نتيجة علاقة حب، مش عُنف وجواز غـ.ـصـ.ـب، من شخص عنده غــــرور وعنجهيه، عمر قلبه ما حس بغيرهُ كل اللى يهمه ياخذ اللى هو عاوزه حتى لو على حساب مُعايرة غيره بنُقط ضعفهُ، 
أثناء حديت سلسبيل  مع جنينها عاودت التفكير بتلك الصور الخاصه بقماح التى رأتها على هاتف همس،لامت نفسها  كيف شكت أن قماح هو من أخطأت معه همس، بالتأكيد  ليس هو لو أرادها كان ببساطه تزوجها ولن يجد أحد يمانعه كما فعلوا معى،وما كان عايرها بخطية همس، لكن لما عُنفهُ معى هل كان عنيف هكذا مع زوجتيه السابقتين، بالتأكيد  كان كذالك هكذا جاوب عقلها وأكد ذالك بما رأته ذات مره حين صفع هند... 
هند  التى تبدوا أنها مازالت تُحبهُ رغم أنه صفعها وطلقها بعدها مباشرةً، رأت بعين هند ذالك اليوم نظره لها لم تعرف تفسيرها،ماذا كانت تريد  أن توصل لها يومها،رأت هند تترجى قماح وهو حين رأها أمامه ، أغلق بوجهها باب شقتهُ، لا تعرف ماذا فعل بـ هند بعدها كل ما عرفته أنه طلقها بنفس اليوم، لما عادت تحوم حوله،بالتأكيد تُحبه هذا هو التفسير الوحيد لكن كيف مازالت تُحبه وهو بهذه القسوه،لا يبالى بمشاعر الآخرين هذا آخر إهتمامه،وإن كان لا يهتم أصلاً،تذكرت منذ أن عاد قماح من اليونان كانت بعمر هى الثامنه تقريباً،كان دائماً ما ينهرها حين يراها تلعب مع أحد الفتيان،أو حتى إن رأها تسير مع زُملائها الفتيان وهم عائدين من المدرسه،حتى حين دخلت الى الجامعه كان أحيانًا ينهرها حين تتحدث عن أحد زُملائها الشباب،حين تتحدث عن شئ حدث أمامها قالها مره صريحه لا يعترف بوجود شئ إسمه صداقه أو أخوه بين شاب وفتاه بالجامعه أو العمل ،كانت تكره تلك التحكُمـ.ـا.ت التى تجعل والداتها تفرضها عليها ليس عليها فقط بل على أختيها أيضاً التى تُقيدهن،لا تعلم أن من تُريد أن تُخطئ لن يُقيدها شئ...عدلت سلسبيل بعض الوسائد وإعتدلت على الفراش تضجع بظهرها على تلك الوسائد،لا تعرف كيف سحبتها الغفوه دون شعور منها. 
بعد المغرب بقليل
دخل قماح الى المنزل، تقابل مع إحدى الخادmـ.ـا.ت سأل عن جدته، أخبرته الخادmه أنها خرجت من المنزل بعد العصر وأن سلسبيل بشقتهما. 
رد قماح عليها: تمام روحى شوفى شُغلك... 
قال قماح هذا وتوجه صاعدًا الى سلسبيل، دخل الشقه كانت ساكنه، وشبه مُظلمه الأ من نور يأتى من غرفة النوم، ذهب مباشرةً الى غرفة النوم، تفاجئ حين وجد سلسبيل تبدوا ناعسه تنام نصف جالسه، مضجعه بظهرها  على تلك الوسائد، للحظات ظل يتأملها وهى نائمه مازال وجهها يبدوا عليه الإجهاد والضعف، إقترب من الفراش وجلس عليه مد يدهُ على وجه سلسبيل يتلمس وجنتيها بظهر يدهُ كذالك شفاها ملس عليها بإبهامهُ، فى البدايه لم تشعر سلسبيل  بذالك، لكن دون قصد منه ضغط إبهامهُ بقوه على شفتيها، جعلها تفتح عينيها،إنخضت،وأعتدلت جالسه.
تهكم قماح:مالك شوفتى عفريت،بس غريبه بقالك فتره مش بتنامى عالسرير.
ردت سلسبيل:أنا معرفش نمت إزاى إحنا إمتى.
رد قماح:فاضل حوالى ساعه على آذان العشاء.
تعجبت سلسبيل قائله:عجيبه إزاى النوم سحبنى بدون ما أحس بالوقت،هقوم أتوضى وأصلى وأنزل تحت علشان تجهيز العشا.
بالفعل تركها قماح تنهض من على الفراش 
بعد قليل  عادت سلسبيل لغرفة النوم،كى تأخذ ثياب أخرى ملائمه أكثر،بالصدفه سمعت حديث قماح على الهاتف،والذى تحدث بإختصار أنهى المكالمه سريعاً.
تحدثت سلسبيل: السعر اللى قولت عليه ده غالى قوى، والناس غلابه. 
سَخِر قماح يقول: بتتصنتى على كلامى. 
ردت سلسبيل بدفاع: أظن إنك شايفنى وأنا داخله الاوضه وإنت بتتكلم  مع اللى كان معاك عالموبايل، وليه هتنصت عليك، ولو عاوزه أتصنت كنت وقفت قدام باب الاوضه أسمع، ومكنتش قولتك إن السعر  غالى، والناس غلابه. 
تهكم قماح قائلاً: مش بيقولوا محدش بيمـ.ـو.ت من الجوع. 
نظرت له سلسبيل  وقالت بشجاعه: مين اللى قالك كده، لو الجوع مش بيمـ.ـو.ت مكنتش دول أبادت دول تانيه بالجوع وإستعمرت أراضيها، ولا دول تانيه ساومت بالبترول مقابل الطعام. 
ضحك قماح بسخريه وتهكم قائلاً  من بين ضحكاته بإستهزاء: 
مكنتش أعرف إنك من بتوع حقوق الإنسان. 
نظرت له سلسبيل، وقبل أن تتحدث تحدث قماح: 
ولما إنت ليكى فى حقوق الإنسان قوى كده، ليه مش بتأدى الحقوق اللى عليكى. 
ردت سلسبيل بإستفسار: حقوق، حقوق أيه اللى عليا ولازم أأديها؟ 
جذبها قماح من خصرها قوياً لتلتحم بجسده، ونظر لعينيها المتفاجئه وقال: حقوقي الزوجيه، ولا هجرك للفراش، ده مش واجب عليكى وحق ليا. 
قبل أن ترد سلسبيل قبلها قماح بقوه رغم ممناعتها سحبها  معه للفراش، مارس معها علاقه كالسابق عنيفه لحدًا ما 
قُبلات ولمسات تترك آثر شبه دامى مكانها، كان لقاء عصف بكل  شئ لدى سلسبيل...إتخذت القرار الآخير..لا تراجع الآن لابد إنهاء هذا الزواج،بأقرب وقت.
بينما قماح بداخله نـ.ـد.م لا يعرف لما يُمارس هذا العنف مع سلسبيل،هو كان يتشوق لها،لكن لما حين تذكر هجرها له الأيام السابقه...جعلهُ هذا  زاد من عنفهُ معها،لم يستطيع النظر لوجه سلسبيل،نهض من على الفراش وتوجه الى الحمام،وكأنه يتهرب منها ،لكن قبل أن يصل الى بابه،سمع صوت سلسبيل تقول: أنا بكرهك... 
طلقنى يا قماح.
ليست أول مره تطلب سلسبيل الطـ.ـلا.ق،لكن هذه المره صحبت حديثها بإعلانها كُرهها له،بداخله يعلم أنها مُحقه فى طلبها.
صمت قماح لثوانى يستوعب قولها، ثم تحدث وهو يعطى لها ظهره:قولتلك قبل كده مستحيل يحصل بينا طـ.ـلا.ق،وبطلى النغمه دى اللى حصل بينا بيحصل بين كل الأزواج،وحتى غير الأزواج همـــــ
قبل أن يُكمل قماح حديثه قاطعته سلسبيل بقطع:
سبق وقولتلك متجبش سيرة همس،وأيه اللى بيحصل بين الأزواج،لو الجواز بالشكل ده يبقى بلاه،اللى أعرفه الجواز موده ورحمه،ودول مش موجودين عندك،كل اللى عندك عُنف وحجود وسيطره،بس أنا مش زى هند اللى راجعه تجرى وراك وعاوزه تستردك،أنا مستحيل أسمح إن إيدك تتمد عليا بضـ.ـر.ب،أنا شوفتك لما ضـ.ـر.بتها بالقلم والله اعلم حصل أيه تانى بعد ما قفلت فى وشى الباب يومها  وبعدها إنت طلقتها،والنهارده بقولك خلاص كده وصلنا للنهايه،طلقنى يا قماح أنا مع الوقت بكرهك أكتر.
لم يرد قماح على حديث سلسبيل المتهجم،ودخل الى الحمام وصفع خلفه الباب بقوه،أنخضت سلسبيل منها،لكن هى حسمت أمرها يكفى،لكن فى نفس الوقت شعرت بآلم يغزو قلبها يسحب منه النبض،ذالك الجنين الذى بداخلها ما ذنبه فى الحياه...أتُضحى به وتستمر بذالك الزواج المقيت،أم تنجو به وتبتعد عن ذالك القاسى وينتهى ذالك الزواج التى جُبرت عليه من البدايه لابد من نهايه قبل أن يزداد عُنفهُ ويتطاول عليها بالضـ.ـر.ب ... من أجل ذالك الجنين الذى ينبت برحِمها لا يوجد إختيار  ثالث.
بينما بداخل الحمام فتح قماح صنبور المياه البـ.ـارده،حديث سلسبيل زلزل وجدانه،يعلم أنه مُخطئ فيما فعل قبل قليل،لا يعلم لما يُمارس مع سلسبيل ذالك الأسلوب العنيف،هو لم يكُن كذالك سابقًا،حتى أنه كان يمقت علاقتهُ معهن أوقات كثيره،كانت بالنسبه له إطفاء رغبات رجُل،لا أكثر من ذالك،أيقول لها أنه كانت تسكُن بخيالهُ وهو معهن،كان عقله يتخيلها بدلاً عنهن،وحين تنتهى تلك الرغبه كان ينفُر من ذاته،أنهى زواجه الأول لمقته تلك العلاقه،كذالك تلكك لـ هند وطلقها سلسبيل حكمت عليه خطأ، ولديها الحق بسبب معاملتهُ معها 
تذكر ذالك اليوم  الذى طلق فيه هند
فلاشــــــــــــ،،، بـــــــاك
واجه قماح هند بتلك العلبه الدوائيه التى وقعت صدفه بين يديه حين كان يبحث عن أحد أغراضه، وجدها بين أغراض هند، واجهها بها، إرتبكت هند فى البدايه وأنكرت معرفتها بدواعى إستعمال هذا الدواء، لكن قال لها قماح: 
طالما العلبه مش بتاعتك أيه جابها هنا وسط أغراضك. 
كذبت هند وقالت: معرفش يمكن واحده من الخدmـ.ـا.ت اللى بتدخل الشقه تنضفها. 
رد قماح: وماله أسأل  الخدmـ.ـا.ت مش هخسر حاجه  ويمكن كمان نرجع لها العلبه بتاعتها خساره وكمان فى حل تانى. 
صمت قماح، ينظر لوجه هند الذى تغير بوضوح، وإرتبكت قائله: حل أيه التانى؟ 
رد قماح بثقه: نروح أنا وأنتى وتعملى تحليل بسيط نعرف سبب عدm حدوث حمل لغايه دلوقتي، يمكن يطلع فيا عيب. 
إرتجفت هند وقالت: قماح صدقنى العلبه دى مش بتاعتى، أنا ليه همنع إنى أخلف منك دى أمنية حياتي، غير إنى يمكن لما أخلف منك تنسى تفكر فى سلسبيل اللى شاغله بالك وعقلك. 
مسك قماح يد هند بقوه قائلاً: قولتلك قبل كده بطلى تجيبى سيرة سلسبيل، سلسبيل  بالنسبه  ليا بـ.ـنت عمى وبس زيها زى همس وهدى. 
ردت هند بتفكير خاطئ أنها إذا ضغطت بسيرة سلسبيل  ربما يتراجع قماح  ويُصدق تپريرها، لكن هى اشعلت بداخله ثوره حين قالت: 
نائل أخويا طلب منى أفاتح سلسبيل  إنه عندهُ مشاعر لها ولو هى معندهاش مانع يتقدm لها رسمى. 
تلك الغـ.ـبـ.ـيه سكبت آخر قطرات البنزين، إشتعل عقل قماح وقال  بغضب جم: نائل أخوكى بيدخل  البيت بحِجة أنه بيزورك وهو عينه على بنات العراب، وطبعاً  ده بمساعدتك، هند إنتى.... طالق. 
إنصدmت هند وتصنمت بمكانها غير مستوعبه قول قماح  لها، بينما أكمل قماح قوله: أرجع من بره ملقكيش فى دار العراب وكل حقوقك هتوصلك لحد عندك. 
قال قماح هذا وغادر غرفة النوم، وكاد يُغادر الشقه، لكن لهثت هند خلفه وأمسكت يدهُ قبل أن يخرج من باب الشقه، فى ذالك الوقت كان  فتح باب الشقه، ولقرب وجه هند من يد قماح حين شـ.ـد يدهُ بقوه من يدها دون قصد منها صفع ظهر كفهُ وجه هند، ولسوء حظه فى تلك اللحظه فتحت سلسبيل باب شقة والداها ورأت ذالك
حين رأى قماح وقوف سلسبيل مذهوله أغلق باب الشقه بوجهها،وعاد يتحدث لهند التى تضع يدها على وجهها مكان صفعة قماح الغير مقصوده،تبكى بتوسل له،لكن كانت كلمته واحده: 
أرجع من بره تكونى مشيتى من البيت وورقتك وكل مستحقاتك هتوصلك لحد عندك.
قال قماح هذا وغادر المنزل وقتها.
عاد قماح من تلك الذكرى،سلسبيل فسرت ما رأته سابقاً أنه صفع هند قصداً منه وقتها... وبالتأكيد عُنفهُ معها أكد لها ذالك...تعتقد أنه قد يتطاول عليها هى الأخرى بالضـ.ـر.ب. 
اوصد قماح مياه الصنبور، ولف خصره بمنشفه وخرج من الغرفه، تنهد براحه حين  لم يجد سلسبيل  بالغرفه، بدأ فى إرتداء ملابسه وهو يتوقع أن تعود بأى لحظه، لكن ربما لحُسن حظه لم تعود سلسبيل، بعد أن إنتهى من إرتداء ثيابهُ، أخذ هاتفه وخرج من الغرفه، رأى إناره فى غرفة المعيشه كاد أن يذهب الى هناك لكن بآخر خطوه قبل أن يدخل  للغرفه تراجع وترك الشقه. 
بينما سلسبيل  التى حسمت أمرها لن تتنازل عن الطـ.ـلا.ق، لكن شعرت وقتها بغثيان، نهضت الى الحمام الآخر بالشقه،ودخلت اليه،وخرجت بعد وقت تشعر بوهن،ذهبت الى غرفة المعيشه حتى تستريح قليلاً،قبل أن تحسم أمرها أمام العائله كلها هذا الزواج لابد أن ينتهى بأقرب وقت والليله أفضل من الغد ...أثناء جلوسها،سمعت صوت هاتف همس يُعطى إشارة إكتمال الشحن،نهضت من مكانها وأخذت الهاتف،وذالك الميموري الذى وضعته جواره،لا تعرف لما فتحت مكان الميموري بالهاتف وقامت بوضعه،من ثم قامت بتشغيله،لتنصدm مما بدأت تسمعه مُسجل على ذالك الميموري،سالت دmـ.ـو.عها وشعرت بآلم قوى بقلبها،لكن بنفس اللحظه تبسمت بدmعه تلك هى براءه همس من تلك الخطيه التى وصمت بها،وقــ,تــلت نفسها من أجلها،دون شعور منها نهضت سريعاً،براءة همس لابد أن تظهر أمام الجميع.
نزلت السلالم بسرعه،رأت إحدى الخادmـ.ـا.ت قالت لها بلهاث:بابا فين.
ردت الخادmه:ناصر بيه وبقية العيله فى اوضة السفره،هيتعشوا كنت لسه هطلعلك الشجه أجولك العشا چاهز.
تركت سلسبيل الخادmه وتوجهت الى غرفة السفره كان الجميع جالسًا،حتى كارم الذى قليلاً ما يشاركهم الطعام فى الفتره الاخيره،وهذا ليس صدفه،هو كان يريد معرفة نتيجة زيارة جدته لـ همس اليوم هل أقنعت همس بالزواج منه،لكن لم تعطيه جدته الرد وقالت له بعد تناول العشا ستخبره بما قالته لها همس،إمتثل لقولها وجلس يشارك فى العشاء.
دخلت سلسبيل لغرفة السفره قائله بلهاث:
بابا.
نهض قماح واقفًا يشعر برجفه فى قلبه بسبب دخول سلسبيل بهذا الشكل،لديه شعور بحدوث شئ،سلسبيل ستطلب الطـ.ـلا.ق الآن.
كذالك وقف ناصر مخضوض وإقترب من سلسبيل،ووضع يدهُ حول كتفها،شعر برعشة جسدها،إنخض أكثر وقال:
مالك يا سلسبيل بترتعشى ليه،بردانه.
إبتلعت سلسبيل حلقها ونظرت لوالدها قائله:لأ يا بابا أنا مش بردانه،أنا معايا براءة همس.
ذُهل الجميع من قول سلسبيل كذالك نهله التى لم تقدر على الوقوف كأن ساقيها شُلت.
نظرت سلسبيل لوجه ناصر المشـ.ـدوه وقامت بفتح هاتف همس وقامت بتشغيل ذالك الميموري.
صُدm الجميع
إنه صوت همس،تصرُخ تستجدى،تتلقى صفعات واضح من الأصوات ذالك،كلمـ.ـا.ت بذيئه صفعات،ضحكات غليظه،صرخات همس،أصوات ذالك الوغدان الغير واضحه بسبب غلاظتها فى الحديث،همس تعرضت لتعذيب وإغتصاب،مؤلم،مؤلم للغايه،همس سُلبت روحها هذا اليوم 
دmـ.ـو.ع هدايه ونهله وهدى كذالك سلسبيل،لكن تلك الجاحدتان زهرت وقدريه بداخلهن غضب من ظهور براءة همس 
بينما ناصر دmـ.ـو.ع عينيه خارت هى الأخرى،كذالك النبوى،بداخله شعور متضارب،بداخله سعيد جداً أنه أنقذ همس ذالك اليوم،وحزين بما سمعه بحقيقة ما حدث لها من إنتهاك لروحها،كم ود معرفة هؤلاء الاوغاد،وأقتص منهم بتمزيع أجسامهم وهم أحياء.
رباح لا يبالى،وإن كان يود بقاء وصمة همس،
بينما كارم
دmـ.ـو.ع الفرح همس بريئه أمام الجميع،لكن بداخله نار حارقه ود معرفة من هؤلاء الاوغاد وإحراق أجسادهم أمام همس علها تعود كالسابق،لم ينتظر،وخرج سريعاً تاركًا المنزل يعرف وجهته الآن.
بينما نظرت سلسبيل ناحيه قماح وقالت:همس بريئه قدامكم كلكم،همس عمرها ما كانت خاطيه.
ازاح قماح بصرهُ عن سلسبيل،كذالك سلسبيل نظرت لوالداها وقالت:
بابا أنا عايزه أطلق من قماح...كفاية إهانه ليا لحد كده يابابا.
صدmه أخرى أقوى ألجمت الجميع،لكن هنالك الشامتاتان يريدان حدوث هذا الطـ.ـلا.ق الذى سيهد عِمدان دار العراب.
نهض النبوى وقال:سلسبيل تعالى معايا،وإنت كمان يا ناصر،تعالى معانا يا نهله.
جذب النبوى سلسبيل من يدها وخرج من الغرفه خلفه نهله وناصر المكدومان المصدومان. 
دخل النبوى بـهم الى غرفة هدايه 
إحتوى النبوى سلسبيل بين يديه قائلاً: سلسبيل ربنا يعلم إنك فى مقام بـ.ـنتى مش مرات إبني وكمان همس وهدى فى نفس معزة ولادى، وقد ما فرحت بظهور براءة همس، قد ما إنصدmت وزعلت من طلبك للطـ.ـلا.ق من قماح قدامنا بالشكل ده، ليه يا بتى أيه اللى حصل لأكده المتجوزين  ياما بيحصل بينهم، أنا عارف طباع قماح صعبه شويه، بس حفيدة الحچه هدايه مفيش حاجه  تصعب عليها. 
ردت نهله: كنت هجول نفس اللى عمك قاله، عاوزه تطلجى ولسه مكملتيش تلات شهور  على چوازك الناس تجول أيه؟ 
تعصبت سلسبيل من سلبية والداتها وقالت: تقول اللى تقوله مش الناس اللى عايشه فى ذل من يوم ما أتجوزت ولا إتهانت وإتعايرت بذنب غيرها هى  بريئه منه، شوفى 
قالت سلسبيل  هذا وكشفت ملابسها عن ساقيها، كذالك يديها،  علامـ.ـا.ت شبه داميه
دmـ.ـو.ع نزلت من عين سلسبيل  وقالت من أول ليله من جوازى من قماح  وأنا متحمله عنفه وأهانته ومعايرته ليا، غير شك وإتهام، بس خلاص فاض بيا لو عاوزانى أحصل همس وأعمل زيها وأقــ,تــل نفسى علشان أخلص من الجوازه دى معنديش مانع،وعارفه وقتها مش هفرق معاكى أنا مشوفتش دmعه نزلت من عينك فى عزاها،صدقتى أنها خاطيه زى مرات عمى ماقالت عليها،نفسى مره واحده تحسسينا إننا بناتك وبتخافى علينا بصحيح ويهمك سعادتنا.
إنصدmت نهله  ليس من حديث سلسبيل فقط بل من حديث هدى التى دخلت الى الغرفه وساندت سلسبيل بنفس ما قالته سلسبيل وأكثر قائله: 
عاوزنا نكون نسخه منك مفيش على لسانا غير كلمة طيب وحاضر،كفايه سلبيه ياماما.
قالت هدى هذا وتوجهت الى ناصر الذى أخذها أسفل كتفه كذالك فتح يدهُ لـ سلسبيل التى إرتمت بحـ.ـضـ.ـنه تبكى،ضمهن ناصر بين يديه ببكاء قائلاً:
أنا ميهمنيش غير راحتكم،ولو راحتكم إنى أسيب دار العراب مش هتردد لحظه واحده.
بينما نهله بكت أكثر من مواجهة بـ.ـنتيها لها بضعفها،إقتربت منهن ووضعت يديها على كتفهن قائله ببكاء:
أنا مقدرش أعيش من غيركم كفايه عليا و.جـ.ـع قلبى على همس اللى دفنته جوايا عشان أقدر أتحمل فراقها.
نظرن هدى وسلسبيل لها ببسمه طفيفه،
بينما النبوى حائر أيقول لهم أن همس مازالت تحي،لكن تذكر وعيدها السابق أنها ستنتحر أذا علموا ببقائها حيه 
وبين ما يراه أمامه العائله تتفرق،والسبب سوء معاملة قماح لـ سلسبيل،كيف فعل قماح هذا،لديه يقين قماح يعشق سلسبيل،لكن لما فعل كل ما قالته سلسبيل و.جـ.ـعلها تهدm بلحظه كل شئ. 
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بغرفة السفره، قالت هدايه... 
كل اللى فى الأوضه يطلعوا بره مش عاوزه غير قماح بس
لكن قبل أن يخرجوا من الغرفه،رأوا إقتراب سلسبيل من دخول الغرفه فتوقفوا
بينما  
نظرت  هدايه ل قماح تقول بحسم وعيناه تتوعد بتنفيذ ما ستقوله: 
لو طلقت سلسبيل يبجى تنسى إنك حفيدى وتغادر الدار  وهنسى إن كان عندى غالى إسمه قماح العراب و..... 
قاطعت هدايه سلسبيل التى دخلت ومعها ناصر
تتحدث بثقه: بس أنا عاوزه أطلق... كفايه اللى إتحملته 
إتحملته بس علشان  أظهر براءة أختى من وصمه... كلكم صدقتوها 
ودلوقتى أنا اللى هنهى الوصمه دى 
الطـ.ـلا.ق لو متمش دلوقتي  أنا هقــ,تــل نفسى قدامكم زى ما نهت همس حياتها قدامكم وأنتم بتتفرجوا على مـ.ـو.تها، بس همس لما مـ.ـا.تت كانت روح واحده... أنا هبقى روحين.
قالت سلسبيل هذا وأخرجت من جيب عبائتها سلاح وفتحت آمان السلاح  ووجهته الى قلبها. 
إنصدm قماح... ما معنى قولها روحين... هل سلسبيل حامل! 
نظرت سلسبيل  له تعطى الجواب: أيوا حامل... ولو سمعت كلمة چدتى ومطلقتنيش همـ.ـو.ت أنا وهو دلوقتي  قدام عيونكم. 
تحدثت هدايه برجفه: 
شوف بتك يا ناصر عَقلها. 
رد ناصر: اللى بـ.ـنتى عاوزاه هو اللى هيحصل يا أماى كفايه  خسرت واحده من بناتى بكدبه صدقتها زيكم ودفنتها بعار هى بريئه منه. 
نظرت سلسبيل لوالدها تدmع عيناها 
الجميع مصدوم حقيقه قاسيه ظهرت... 
إستغل قماح نظر سلسبيل لوالدها  وإقترب منها وبمفاجأه حاول أخذ السلاح من يدها، لكن كانت سلسبيل  تمسك السلاح بقوه 
فى ذالك الوقت خرجت رصاصه تستقر بمكانها بقلب تائه 
كل الحقائق تُذهل عقلهُ
جثى على ساقيه أمام سلسبيل سُرعان ما تمدد جوار أقدامها يُغمض عيناه و ذكرى واحده فقط تمر بخاطره. 
مين اللى على إيدك دى يا ماما.. 
كان الجواب: 
دى سلسبيل بـ.ـنت عمك ناصر. 
عاد للخلف يقول: بس أنا مش بحب البنات. 
كان الرد
بس دى سلسبيل  يا قماح 
نبع الحياه اللى هتروى قلبك. 
إنتهت الذكرى وقد كان 
العقل يتمنى ان تكون رصاصة الرحمه
والقلب وقع  صريع هوى قـ.ـا.تلهُ. 
بمنزل ريفى متوسط مكون من دوران
وضعت تلك الأم البسيطه صنيه صغيره،عليها كوبان من الشاى على منضده، وجلست على تلك الأريكه تبسمت على ذالك الذى يمدد جسده على الاريكه الغير منتبه لحديثها،لم ينتبه الإ حين وضعت يدها تمسد خُصلات شعره الطويله قليلاً.
تبسم لها قائلاً:فين الشاى ياماما.
تبسمت له قائله:اللى واخد عقلك الشاى أهو قدامك على الطرابيزه،بس جولى شارد فى إيه إكده يا نظيم.
جلس نظيم مبتسمًا يقول:بفكر فى الدنيا.
تبسمت إم نظيم قائله:مالها الدنيا يا ولدي.
تنهد نظيم وهو يمد يده يأخذ أحد كوبي الشاى ووجهه ناحية يد والدتهُ.
أخذت الكوب منه ببسمه،بينما مد نظيم يدهُ وأخذ الكوب الآخر وإرتشف منه قائلاً:لما كنت فى فرنسا كان بيبقى نفسى فى كوباية شاى زى دى من إيديكى يا ماما تعدل مزاجى وتدفينى فى ليالى الشتا.
تبسمت له قائله:ربنا يعلم يا ولدى التلات سنين الآخرنين مروا عليا إزاى وإنت غايب،بس ها أديك رچعت بشهاده الدكتوراه، وكمان قرشين سترونا وسط خلق الله، تعرف أنا نفسى بجى تتچوز وأشوف ولادك إكده يملوا عليا الدار. 
تبسم نظيم يقول: شكلك يا أم نظيم إكده عندك ليا عروسه. 
تبسمت له قائله: ألف ومين تتمناك ياولدى كفايه شهادتك العاليه، ومعاك قرشين مسنود عليهم مع تدريسك فى الچامعه، مش  هتعاود تدرس تانى فى الچامعه من أول السنه چنب المركز التعليمى اللى بتدى فى دروس. 
تبسم نظيم: فعلاً  هرجع تانى أدرس فى الچامعه،البعثه اللى كنت واخدها عشان الدكتوراه خلصت،تعرفى ياماما وانا فى فرنسا إتعرض عليا أشتغل هناك فى بعض المعاهد التعليميه الخاصه ببعض الكورسات،بس طبعاً الجامعه هنا رفضت آخد أجازه،وأفضل هناك،كنت هاخد آجر كبير هناك.
تبسمت ام نظيم قائله:رزجك يا ولدى هيچى لحد رِچليك فى أى مكان،وأها إحنا الحمدلله مستورين بيت وعندينا ومرتبك صحيح من الچامعه مش كبير،بس إنت بتجول إن المركز التعليمى اللى  بنشتغل زين وبتاخد مرتب كويس .
تبسم نظيم يقول:المركز ده فرع من مركز كنت بشتغل فيه فى فرنسا وله فروع كتير فى مصر،ولما عرفوا إنى من الصعيد أدونى إدارته غير التدريس فيه،يعنى المرتب مُضاعف.
تبسمت والداته قائله:أها زى ما جولت لك يا ولدي رزجك هايچى لحد رچليك.
تبسم نظيم يقول بتصديق:فعلاً كلامك صح يا ماما مين يصدق إن الولد اللى كانت أمه بتسترزق من بيع الدقيق والرز للناس،بقى دلوقتى دكتور فى الجامعه.
تنهدت أم نظيم براحه كانها تنفض تعب السنين عن جسدها قائله:وإنت يا ولدى ساعدتنى كتير  بتشتغل فى الصيف وفى الأچازات ووجت فراغك،كنت بتروح الشونه تشتغل باليوميه تشيل على كتافك أشولة الدقيق والقمح والرز.
تبسم نظيم يقول:أنتى عارفه ياماما إنهم كانوا فى الأول لما كنت بروح الشونه عشان أشتغل مع الشيالين كانوا بيستضعفونى وبيشلونى الأشوله التقيله،لحد ما واحد من صحاب الشونه نفسها شافهم،ووقتها نده عليا،وسألنى ليه بشتغل شيال مع إن شكلى لسه صغير وسألنى على والدى..قولت له إنى إبن محمود بهنسى اللى كان رئيس عمال عنده قبل ما يتوفى، بشتغل علشان أصرف على نفسى وأنا بتعلم وقتها  شكر فى سيرة بابا وعرض عليا إنه  يتكفل بتعليمى كرامه لذكرى بابا،بس أنا رفضت بس هو وقتها قالى بتعرف فى الحسابات،قولت له أيوه انا شاطر فى المدرسه وبعرف أحسب كويس قالى يبقى بلاش تشتغل شيال وتهد صحتك وإنت لسه صغير،هتشتغل تحت إيد واحد من المحاسبين،تحسب له الاوزنه الموجوده عالشكاير والأشوله،وكمان هيبقى بمرتب ثابت كل شهر،والأيام اللى هتغيبها بسبب الدراسه والامتحانات مش هتتخصم من المرتب ده وفضلت أشتغل عنده لحد ما خلصت جامعه،بس بعدها لما إتعينت مُعيد سيبت الشغل فى الشونه دى،وبعدها إنقطعت صلتى باللى كانوا فيها،بعدها بكذا سنه سافرت فرنسا بعثه من الجامعه آخد الدكتوراه.  
تدmعت عين والداته قائله:عارفه الحكايه دى يا ولدى،بس أيه فكرك بيها دلوق؟
تبسم نظيم يقول:أنا عمرى ما نسيت فضل الراجـ.ـل ده عليا،يمكن لو كنت فضلت فى وسط الشيالين كان مستقبلي إتغير لشكل تانى كان سماحهُ ليا بالغياب وعدm خصمهُ من أجرى فرصه إن أتفوق فى الدراسه،تعرفى لما مره سألته ليه بتعمل معايا كده...قالى والداك كان آمين وعمر ما عهدته نقصت بالعكس كان بيخاف على المال وبيراعى ربنا فيه،وحكى ليا على موقف بابا عمله،كان الدنيا مطرت وشكاير القمح كانت بره المخزن أمر العمال وساعدهم فى تدخيل شكاير القمح جوه المخزن،وكانت الكميه كبيره وقتها،واحد غير بابا كان ممكن ميعبرش ويرميها على العمال.
تنهدت والداته بدmعه قائله:ده كله عارفاه يا نظيم،ربنا شايف ومطلع يا ولدى،على اللى عمل الطيب واللى عمل السوء، وبيرد الطيب والسوء،بس مجولتليش أيه اللى فكرك بالراچل ده دلوق.
تبسم نظيم يقول:أنا عمرى ما نسيته ولسه فاكر إسمه لغاية دلوقتي...ناصر العراب.   
......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد المخازن التابعه لـ العراب 
كان حماد يجلس يتابع دخول تلك التوريدات الآتيه للمخزن، ويدونها... نهض واقفاً يمد يدهُ لمصافحة ذالك الذى دخل مع تلك البضاعه مبتسمًا يقول بنبرة تسليه: 
أهلاً  نائل السنهورى، من زمان متقبلناش، من سنه تقريباً...من بعد طـ.ـلا.ق هند وقماح. 
رد نائل وهو يمد يده يصافحه: فعلاً من بعد طـ.ـلا.ق قماح وهند متقبلناش.
رد حماد:مش عارف ليه الود يمكن يرجع تانى ويمكن نرجع نتقابل تانى كتير فى دار العراب،ولا مستحيل خلاص اللى كنت بتروح علشانها دار العراب راحت بعيد عن إيدك.
رغم أن نائل يفهم فحوى حديث حماد عن زواج سلسبيل التى إختطفها قماح من أمامه، لكن إدعى عدm الفهم قائلاً:مين اللى كنت بروح عشانها دار العراب وراحت بعيد عن إيدى.
رد حماد بتوريه: قصدى هند طبعاً،مش هى أختك وكنت بتروح دار العراب تزورها وتطمن عليها،خلينا فى شغلنا عندى خبر من رباح إنى أستلم منك الرز وأدخله للشونه...أكيد عارف الكميه اللى جاى بها،خلينا أثبتها فى الدفاتر....
فى تلك الأثناء رن هاتف حماد،أخرجه من جيبه ونظر للشاشه ثم لـ نائل وقام بالرد فى البدايه مبتسمًا بمزح ثم تحدث متعجبًا:
بتقولى أيه يا زهرت قماح إنضـ.ـر.ب بالرصاص  ومين اللى ضࢪبته سلسبيل،ليه أيه اللى حصل بقولك إقفلى الموبايل وأنا هتصل على رباح أعرف منه خدوا قماح لـ مستشفى ايه، قماح إبن خالى وغالى  ولازم أطمن عليه. 
أغلق حماد الهاتف ونظر الى وجه نائل المشـ.ـدوه،تبسم فى داخله ولكن رسم أمامه التآثُر.
تحدث نائل:سمعتك بتقول قماح إنضـ.ـر.ب بالرصاص،وــ
قاطعه حماد ينظر له بتسليه: يظهر  عملت حسنه فى حياتك وربنا نجاك من من نبع المايه سلسبيل، زهرت بتقولى إنها ضـ.ـر.بت قماح بالرصاص، يلا  خلينا نخلص تسليم البضاعه وأنهض أروح المستشفى أشوف حالة قماح أيه. 
بينما نائل المذهول قال: طب وسلسبيل ليه هتضـ.ـر.ب قماح  بالرصاص؟ 
ردت حماد: معرفش زعلانه زهرت قالتلى المُختصر وبس، خلينا نخلص توريد البضاعه بسرعه. 
كان نائل يود معرفة القصه كامله لكن حماد نفسه لا يعرف الحقيقه، وإن كان لدى نائل شك يكاد يكون يقين أن سلسبيل غير قادره على إيذاء أحد،وبالأخص إن كان قماح،هنالك خطأ بالتأكيد.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالعوده لدار العراب
وقفت سلسبيل مذهوله وهى ترى قماح يسقط أمام ساقيها مُدرج فى دmاؤه، دmاؤه التى على يديها جزء منها، ومازال بيدها ذالك السلاح، إذن هى من أطلقت عليه تلك الرصاصه التى جعلته يجثوا مُمدًا أمام ساقيها،  نظرت ليدها التى ترتعش،ولم تقدر فى التحكم بيديها وقع السلاح منها أرضاً، عقلها مذهول هى أصبحت قـ.ـا.تله وقــ,تــلت من؟ 
قماح إبن عمها، لا ليس هذه صفته الوحيده لديها قماح زوجها أيضاً، والد ذالك الجنين الذى ينبت بأحشائها هنا فقدت عقلها ولم تستطع السيطره على جسدها، إستسلمت لتلك الإغماءه تسحبها للهاويه... لولا إسناد ناصر لها لإرتمى جسدها أرضاً  جوار قماح. 
قماح الذى ينزف يشعر بآلم يفتك بصدره لكن ليس فقط من تلك الرصاصه بل أيضًا من حديث سلسبيل الجاف، من أخفى عشقها بقلبهُ، ها هى تُجهر بكُرهه، أغمض قماح عينيه وإستسلم لتلك الدوامه تسحبه نحو الغياهب
ولم يشعُر بإغماء سلسبيل. 
فزع النبوى وهرع الى جوار قماح كذالك هدايه، التى سحبت طرحه من على رأسها   ووضعتها على صدر قماح  تكتم إندفاع دmاؤه كذالك محمد أخيه الأصغر، بينما تحجر قلب قدريه تتمنى الأسوء كذالك زهرت، بينما رباح  هنالك شعور بآلم فى رأسه جعله ربما لا يشعر بـ قماح  مثلما يشعر بآلم رأسه، وضع رأسهُ بين يديه يفركها بقوه حتى أنه شعر أن عينيه عليها غشاوه...
إنشغل ناصر فى حمل سلسبيل بين يديه،وإنخلع قلب نهله عليها،وعلى ذالك المُمدد أيضاً،كذالك هدى الباكيه،
أعطى الحل النبوى حين حاول حمل جسد قماح قائلاً:ساعدنى بسرعه يا محمد خلينا ناخد أخوك للمستشفى،بالفعل ساعدهُ محمد وحمل معه جسد قماح وخرج الأثنين من الغرفه بخطوات سريعه،وأعقبتهم هدايه حسب مقدرة سيرها،كذالك نهله وهدى خرجن خلف ناصر الذى يحمل سلسبيل الغائبه عن الوعى...
بقيت تلك الحقودتان وبقلبيهما يتمنيان سماع الأسوء. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشقه التى تقطن بها همس 
خرجت من غرفتها  تضع الطرحه على رأسها، بعد ان سمعت دقات جرس الباب المتلاحقه، شعرت بريبه للحظات حين رأت كارم 
لكن كارم لم ينتظر وأقترب منها ومسك يديها  يقول بفرحه عارمه: برائتك ظهرت يا همس، العيله كلها عرفت  حقيقة اللى حصلك. 
إرتعشت يدي همس بين يدى كارم وشعرت برهاب من مسكه ليديها، سحبتهما سريعاً، تبتلع حلقها وقالت بخفوف:  بتقول أيه!  برائتى ظهرت،طب إزاى!؟
شعر كارم بنغزه فى قلبه حين سحبت همس يديها من بين يديه،لكن تبسم يقول:سلسبيل هى اللى ظهرت برائتك،من الموبايل  والميموري اللى كانت عليه.
تعجبت همس قائله:موبايل مين وميموري أيه؟
سرد كارم لها عن تشغيل سلسبيل لهاتفها وذالك الميموري الذى سجل كل ما حدث لها ذالك اليوم التى إنتهكت فيه،رغم انه يشعر بنار بقلبه حين يتذكر صوت همس فى ذالك التسجيل.
تعجبت همس،وتذكرت ذالك اليوم،هى كانت وضعت ذالك الميمورى بالهاتف كى يقوم بتسجيل المحاضره الثانيه لها والتى أُلغيت على آخر وقت،ونسيت أن تُخرج الميموري او حتى توقف التسجيل عليه،أجرجته بعد عدة أيام وتركته بأحد أدراج غرفتها،،وبعد ما حدث لها ذالك اليوم كانت تذهب للجامعه فقط كى تبتعد عن من بالمنزل وعن الحديث مع أختيها،كانت تائهه تشعر بنهايتها تقترب مع الوقت سيُكشف أمرها،حتى أنها لم تكن تتوقع ان تكون حامل لكن شكت بعد أن تغيرت طبيعة جسدها،آتت بذالك الاختبـ.ـار الذى رسم آخر طريقها.
أغمضت همس عينيها ودmـ.ـو.عها تسيل،تشعر كآن كل الأسى التى عاشته ذالك اليوم يُعاد أمام نظرها مره أخرى،ضمت يديها على جسدها تشعر بخـ.ـو.ف،لم تستطيع الوقوف على ساقيها،وهى تخشى أن تنهار أرضًا،بالفعل إنهارت ساقيها ووقعت جاثيه.
إنخض كارم وجثى لجوارها ومد يده الذى تردد كثيراً أن يضعها على كتف همس،لكن حسم أمره ولف إحدى يديه على كتف همس التى إرتعشت وشعرت برهاب،حاولت الابتعاد عن يد كارم،لكن كارم تمسك بها قائلاً:همس أنا عمرى ما أقدر أئذيكى بخدش وكنت واثق من برائتك،آن الآوان إنك تتغلبى عالخـ.ـو.ف اللى بقى ملازم ليكى،والمفروض ترجعى من تانى للعيله وزى ما عرفوا برائتك،يعرفوا إنك لسه عايشه.
نظرت همس لـ كارم وقالت بنهى:لأ مش لازم حد من العيله يعرف إنى لسه عايشه مش هقدر أواجهم،ومش هتحمل نظرات الشفقه ولا الشمت من حد...أنا مرتاحه كده.
قالت همس هذا وتحاملت على نفسها ووقفت على ساقها،وتوجهت تجلس على أحد المقاعد الموجوده بالمكان.
نهض كارم واقفاً ينظر لـ همس قائلاً:مين اللى هيشمت فيكى يا همس،ومين قالك إنك هتلاقى شفقه،هتلاقى دعم من أخواتك،إنتى مشوفتيش شكل سلسبيل وهى داخله تقول إنها لقت برأئتك،كأنها لقت كنز،و...
قاطعته همس قائله بحسم:أنا قولت مش هرجع يبقى خلاص،وكويس إنى برائتى ظهرت قبل ما أسافر.
تفاجئ كارم يقول:هتسافرى! هتسافرى فين ومين اللى هيسمحلك تسافرى أصلاً. 
تحدثت همس بيأس:أنا خلاص إتفقت مع جدتي إنى هسافر وكمان كلمت عمى النبوى يجهزلى أوراق السفر وهسافر فى أقرب وقت.
تعجب كارم يقول بذهول وهو يشعر بحريق فى قلبهُ: 
يعنى هتسافرى بعد خلاص ما ظهرت برائتك قدام العيله.
ردت همس: حتى ظهور برائتى مش هيمنعنى من السفر قرار سفرى أنا وخداه من قبل برائتى ما تظهر. 
تحسر كارم يقول: 
ليه يا همس عاوزه تهربى، ليه مش عاوزه ترجعى تانى، همس القديمه كان نفسى إنتى اللى تحاربى وتظهرى برائتك بس إنتِ من البدايه إستسلمتى وحاولتى تنتحري  كان الإنتحار عندك أسهل من تبرئة نفسك، زى دلوقتي  كده الهروب والسفر عندك أسهل من أنك تواجهى الجميع  وتقولى لهم أنا لسه عايشه. 
ردت همس بحده: كفايه يا كارم، أنا من البدايه محاولتش الإنتحار. 
تعجب كارم يقول: قصدك أيه إنك محاولتيش الأنتحار!
ردت همس:أنا مكنتش أعرف إن السلاح فيه رصاص،لآن بابا دايماً بياخده معاه بس لما يكون مسافر بالليل،وبيقول إنه بياخدهُ بس للتهويش وحمايه مش أكتر  بس عمرهُ ما أستعمله، والمسدس بيبقى فاضى وبياخد خزنة الرصاص معاه بس بتبقى منفصله عن المسدس، أنا كنت واخده السلاح أديه لبابا هو اللى يمـ.ـو.تنى بيه ويخلصنى من الو.جـ.ـع اللى عايشه فيه، زمان كلمه سمعتها من جدى  رباح بيقول لجدتى هدايه... المـ.ـو.ت عند التعب راحه، وأنا كانت راحتى المـ.ـو.ت، بس مكنتش قارده أخد الخطوه دى من الأول، كنت ضعيفه لو كنت قدها كنت قــ,تــلت نفسى يوم ما إغتصبونى ومكنتش رجعت لدار العراب غير جثه، او حتى بعدها كنت روحت مكان مقطوع ومـ.ـو.تت نفسى وكالتنى الكلاب والديابه،
ختمت همس حديثها ببكاء... أنا جبانه يا كارم. 
جثى كارم على ساقيه أمام همس وقال: فعلاً  إنتى جبانه يا همس، بس أنا مش هسيبك يا همس مش عاوزه تسافرى وتبعدى عن هنا، ومش عاوزه حد من العيله يعرف إنك لسه عايشه، أنا معنديش مانع بس معندكيش غير حل واحد مفيش غيره. 
ببكاء قالت همس: وأيه هو الحل ده؟ 
نتجوز. 
نظرت همس له بذهول، وقبل أن تتحدث تحدث كارم: 
مش عاوزه تسافرى، هنسافر سوا بس وإحنا متجوزين، ولو رفضتى، أنا بنفسى هقول للعيله  إنك لسه عايشه، وقبل ما تهددينى إنى لو قولت لهم هتنتحرى، هقولك قبل ما تنتحرى هنتحر أنا كمان قبلك وهيبقى  ذنبى فى رقابتك وخلينا بقى نتقابل فى جهنم سوا. 
ذُهلت همس، بينما تبسم كارم وقال: أنا فعلاً  حاولت الإنتحار بعد مـ.ـو.تك يا همس، واللى منعنى وقتها قماح. 
نظرت له همس بذهول وقالت: قماح! 
تبسم كارم  يقول: قماح... إبن الإغريقيه اللى ماما طول عمرها كانت بتكرهنا فيه اللى لما كنت بشوف نظرة عينك له كنت بكرهه، بس كنت غلطان قماح عمرهُ ما نظر ليكى، كنت بشوف نظراته لـ سلسبيل دايماً كان نفسى أقولك إنتى عايشه  فى وهم، وكنت بسكت خايف تقوليلى أنا حره كنت منتظر تخلصى دراستك وكنت هفاتح جدتى إنى أتجوزك ووقتها كنت هاخد دعمها، بس النهارده مش هسكت يا همس ولا هستنى دعم من حد قدامك إختيار واحد،من الإتنين،يا نسافر مع بعض متجوزين ونبدأ حياتنا بعيد عن هنا،يا هفتش سر إنك لسه عايشه ونتحمل سوا النتيجه بعدها.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمشفى خاص 
أمام غرفة العمليات 
جلست هدايه التى مازالت مُتامَسِكه،رغم تشتت عقلها وقلبها بين قماح الذى يُصارع المـ.ـو.ت،وبين سلسبيل التي إنهارت فجأه،كانت تخشى تلك اللحظه،سلسبيل كانت تتحمل فوق طاقتها من معاملة قماح القاسيه لها،كانت تشعر بذالك رغم أن سلسبيل لم تبوح بذالك لأحد قبل الليله،رأت تلك العلامـ.ـا.ت الداميه بعُنق سلسبيل يوم مرض قماح غصت وقتها،ودعت لـ قماح أن تزول عنه تلك القسوه،كذالك رفض قماح لها أن تعمل بتلك اللهجه الحاسمه،قماح بدل أن يُظهر حُبه لـ سلسبيل دفنهُ خلف قسوته معها ولكل إنسان طاقة تحمُل وبلحظه قد يضـ.ـر.ب بكل شى عرض الحائط،وقد كان براءه همس بدل من أن تُفرح العائله،قسمتها حين طلبت سلسبيل الطـ.ـلا.ق من قماح على مرئ الجميع.
كذالك كان النبوى يشعر بخـ.ـو.ف أن يفقد قماح مره أخرى،لكن هذه المره مختلفه،المره السابقه كان بسبب جدته اليونانيه التى أخذته غـ.ـصـ.ـبًا بعد وفاة كارولين،كان لديه إحساس أن قماح سيعود بإرادته وقد كان،لكن هذه المره قماح يُصارع المـ.ـو.ت،تذكر سلسبيل التى لم تتحمل رؤية قماح ينزف وفصل عقلها أيضًا،والتى كانت قبلها بلحظات تتمنى الطـ.ـلا.ق منه،يبدوا أن للقدر أمر غريب.
بينما نهله التى كانت جالسه تنظر لـ هدى التى تجلس جوار ناصر تضع راسها على صدره تبكى،لامت نفسها على ضعفها بلحظه كانت ستفقد إبنه أخرى لو لم تُصيب الرصاصه قماح وأصابت سلسبيل،كانت ستفقد عقلها بالتأكيد غير قادره على تحمُل ذالك الآلم مره أخرى، رغم أنها حقاً حزينه على إصابة قماح،لكن تذكرت سلسبيل حين سقط قماح أمامها،سلسبيل لديها مشاعر لـ قماح لكن قسوته معها جعلتها تكبت تلك المشاعر لكن حين رأتهُ بذالك المنظر لم تتحمل وغابت عن الوعى 
ناصر الذى يضم هدى،يشعر بالتوهه والو.جـ.ـع،التوهه من الحقائق التى ظهرت اليوم،براءة همس،وفشل زواج سلسبيل إعتقد أن قماح لن يقدر على إيذائها لكن كان مُخطئ فى ظنه قماح بدل أن يحتوى سلسبيل جعلها تشعر بالدونيه،لكن تأكد سلسبيل لديها مشاعر ناحية قماح ومعاملته الدونيه لها جعلها تخشى من إظهار تلك المشاعر وفضلت إنهاء ذالك الزواج الذى لم تكتسب منه سوا ذالك الجنين الذى ينمو بأحشائها.
نهض الثلاث واقفين حين خرجت إحدى الطبيبات قائله:
الحمد لله المدام كويسه وكمان البيبى بخير،بس واضح إنها تعرضت لضغط قوى وده السبب فى الإغماءه اللى كانت عندها،وكمان حالة ضعف واضح إنها كانت بطاوع نفسها ومش بتتغذى كويس فى الفتره الاخيره وبسبب الحمل آثر عليها،إحنا عطاناها مُهدئ وده مالوش تأثير عالحمل،وكمان ركبنا لها تركيبة محاليل تعويضيه بالڤيتامينات وبعض الأدويه التانيه،وهى نايمه دلوقتي وهتفضل نايمه لحد الصبح،وإن شاء الله تصحى كويسه.
تبسمت هدى  كذالك نهله وناصر
الذى تحدث بعد ذهاب الطبيبه،خلوكم أنتم هنا جنب سلسبيل وأنا هروح أطمن على قماح.
ردت نهله:ربنا يطمنا عليه هو كمان.
نظرت هدى لـ نهله قائله:بعد اللى سلسبيل حكته لينا عن معاملته القاسيه لها،لسه بتتمنوا له الخير...أنا...
قاطع ناصر هدى قائلاً:قماح قبل ما يبقى جوز سلسبيل هو إبن أخويا،ومهما كان اللى حصل بينه وبين أختك هو فى النهايه جوزها والازواج ياما بيحصل بينهم،واهو أنتى شوفتى بنفسك مقدرتش تشوفه مُصاب،وكمان قماح إبن عمك ومش لازم تتمنى له الشر.
شعرت هدى بخزو وصمتت.
أمام غرفة العمليات
آتى محمد بزجاجة مياه وكوب،وسكب من الزجاجه فى الكوب وناولها لجدته...
أخذتها منه هدايه إرتشفت بعض القطرات وأعطتها له مره أخرى،مازالت متامسكه،مر عليها الكثير من الازمـ.ـا.ت واجهتها  بصدر رحب وتغلبت عليها لم تتمكن منها الأيام،لكن الآن أمام عاصفه قد تعصف بما ظلت تقوم بتدشينهُ وحمايته هو قوة وتماسُك إبنيها الآن هنالك عاصفه قويه قماح هو الوحيد القادر على التصدى،لها،ولكن كيف وهو بداخل تلك الغرفه يتصدى للمـ.ـو.ت.
بالفعل بداخل غرفة العمليات،كان الأطباء يقومون بإنتزاع تلك الرصاصه،
بعد وقت 
وقف النبوى بلهفه حين رأى باب غرفة العمليات يُفتح لكن هدايه لم تقدر على النهوض،
تحدث الطبيب:
بصراحه بُنية المريـ.ـض القويه ساعدتنا كتير،لأنه نزف دm كتير على ما وصل لهنا فى المستشفى،وكمان الرصاصه إستقرت فى مكان قريب من الرئه وده أكيد كان بسبب السلسه دى لأن هى اللى عملت كمانع فى توغل الرصاصه فى الرئه.
نظر النبوى لذالك السلسال،هذا السلسال كان لـ كارولين هو أعطاها إياه وكان  قلب مقسوم مكتوب عليه الشهادتين من ناحيه،ومن الناحيه الاخرى كان مكتوب عليه إسم كارولين بالهيروغليفى وإسم النبوى باليونانيه،تيقن أن قماح كان يحتفظ به ذكرى من والداته
مد النبوى يدهُ وأخذ السلسال،بينما قال محمد:طب حالته عامله أيه دلوقتي؟
رد الطبيب:الحاله مش خطيره قوى بس طبعاً لازم الإحتياط هيفضل الليله فى العنايه المركزه وبكره إن محصلش إنتكاسه هيخرج لاوضه عاديه،ودلوقتي عن إذنكم لازم أبلغ الشؤن القانونيه فى المستشفى دى إصابة رصاصه 
تحدث النبوى:طب ممكن تنتظر بس لحد المريـ.ـض ما يفوق وأكيد....
قاطع الطبيب النبوى قائلاً:متأسف دى إصابة رصاصه وفى مكان خطير وواضح انها كانت عن قُرب يعنى ممكن تكون محاولة قــ,تــل...عن إذنكم.
غادر الطبيب،بينما شعر رباح الذى خف آلم رأسه بعد ان أخذ تلك الكبسوله التى أعطته إياها زهرت قبل أن يلحق بهم الى المشفى،شعر ببعض التشفى من إصرار الطبيب،فلو عُلم أن من أطلقت الرصاصه هى سلسبيل،سيتشفى بـ قماح زوجته تكرهه وأقدmت على قــ,تــله،يكفى عليه أن يعلم أن زوجته تكرهه.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت تلك الليله وبزغ شروق يوم خريفى جديد
بدار العراب 
قدريه
حين علمت أن قماح قد نجى شعرت بالقهر كم تمنت أن يرحل هى تكره رؤيته،يُذكرها دائماً بغريمتها التى سرقت قلب زوجها،لكن مازال هنالك  جانب جيد بما حدث  بليلة أمس،لو وقع الطـ.ـلا.ق بين قماح وسلسبيل،إنهارت أعمدة دار العراب والسبب هو إبن الإغريقيه،بداخلها تمنت أن تُصر تلك الحمقاء سلسبيل على الطـ.ـلا.ق والأ تسمع لحديث هدايه.
..... 
وهنالك من تشعر بنشوه وهى تسرد لـ والداتها ما حدث بليلة أمس،لتقول عطيات:
يعنى سلسبيل مكنتش تقصد تضـ.ـر.ب قماح بالرصاصه هو اللى إتهجم عليها،بس سلسبيل طلعت كارهه قماح بالجوى،لما تطلب الطـ.ـلا.ق جدام العيله إكده بس الخـ.ـو.ف هدايه تأثر عليها وتخليها تشيل الطـ.ـلا.ق من دmاغها زى ما سبق وخلتها وافجت عالچواز.
ردت زهرت:معتقدش هدايه هتعرف تأثر على سلسبيل المره دى،شكل سلسبيل مليانه من  معاملة قماح الوحشه لها، دى هددته يا يطـ.ـلقها ياتمـ.ـو.ت نفسها،بس الغريب إن قماح شكله إتصدm لما سلسبيل قالت إنها لو مـ.ـو.تت نفسها هتبقي بروحين.
إنزعجت عطيات قائله:جصدك أيه من روحين،يعنى سلسبيل حِبله،دى تبجى مُصيبه،دى ممكن تبجى النقطه اللى تخلى قماح يتمسك بسلسبيل وميرضاش يطلجها.
تهكمت زهرت قائله:هيتمسك بواحده مش عاوزاه عشان حتة جنين فى بطنها الله أعلم الحمل ده هيكمل ولا لأ... ماهى كمان أهى إترمت بعده وفى المستشفى، لما سألت  رباح فى الموبايل قالى مرحش لعندها ولا يعرف  عنها حاجه، كله  اللى شافه ناصر راح لهم أطمن على قماح  ورجع لعند مـ.ـر.اته وبناته تانى ولسه قماح مرمى فى العنايه
ردت عطيات:ياريت ما يطلع منها،وكمان سلسبيل تسجط،غُلبت أجولك بطلى مانع الحمل اللى بتاخديه وهاتى حفيد قبل سلسبيل،دلوق هى اللى هتتربع عالحجر،هدايه هتكبرها عالكل فى الدار إهنه،ويمكن على قماح نفسه.
ردت زهرت بلامبالاه:ميهمنيش حمل سلسبيل لأنها مش هتسمع لـ هدايه   وهتطلق من قماح،بقولك حطت السلاح على صدرها.
ردت عطيات:ياريت كانت الطلجه صابت قلبها هى يمكن أقل ما فيها كانت خسرت الحمل،ناصر أخوى مش سهل يبان طيب وحنون بس جواها بركان وعشان بته ممكن يعمل أى شئ بالذات بعد ما ظهرت براءة المخفيه  همس اللى غارت ياريت  سلسبيل والمخفيه التالته يحصلوها عالقبر ،ناصر لو سمع لطلب سلسبيل  وجتها ممكن ياخد كل أملاكه ويكتبها بأسم بناته الأتنين ووجتها سلسبيل بدل ما تبجى مرت قماح،تبجى شريكه له وميجدرش يسيطر عليها.
تنبهت زهرت لذالك كيف  عماها الحقد من سلسبيل وإعتقدت أنها تشفت فيها، لو حدث ما قالته والداتها ربما تتطلق سلسبيل  من قماح  ووقتها يعود الامل لـ والد نائل ذالك الطامع بها منذ البدايه. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى بغرفة سلسبيل، بدات تصحو بعد زوال مفعول تلك الأدوية 
كانت تهزى بإسم قماح،الى أن فاقت وفتحت عينيها نظرت لجوارها كان يقف ناصر الذى تبسم لها بحب.
تحدثت سلسبيل:قماح.
تبسم ناصر:قماح بخير يا سلسبيل لسه النبوى قافل معايا الخط من شويه وجالى إنهم نقلوه لاوضه عاديه وهيفوق بعد شويه.
أغمضت سلسبيل عينيها براحه هامسه:الحمد لله.
تبسم ناصر وتذكر إصرار سلسبيل على طلب الطـ.ـلا.ق بالأمس والآن أول ما فتحت عينيها سألت عن حال قماح،غريب هو الحب،لكن الكـبـــــريـاء حين يتدخل قادر على قــ,تــل هذا الحب،وسلسبيل قماح جـ.ـر.ح كبريائها رغم ما عرفه وسمعه من سلسبيل عن معاملة قماح السيئه لها لكن مازال بداخلهُ يتمنى الأ يُهدm هذا الزواج،لكن القرار الأخير لـ سلسبيل وسيساندها فيه مهما كان.
.....
بخارج غرفة سلسبيل كانتا هدى ونهله آتيان معاً تقابلا مع حماد الذى قال بلهفه:سلسبيل إزيها يا مرات خالى،والله أنا أول ما عرفت اللى حصل جيت على هنا علطول،سلامتها.
نظرت له هدى بنفور بداخلها تعلم انه كاذب ومُرائى يسير خلف هدف برأسه سابقاً كان يتودد لـ همس والآن يريد لفت نظرها، لكن هن كانتا يفهمانه، هو يسعى خلف ثروة والداهن، لكن كانت هدى  تشفق عليه سابقاً  لكن الآن تمقته بسبب طمعه، لكن هى ليست ساذجه. 
ردت نهله على حماد: سلسبيل  الحمد لله كويسه كانوا شوية ضعف بسبب الحمل  ومكنتش مهتمه بتغذية نفسها، بس الحمد لله كتر خيرك. 
رد حماد وعينيه على هدى: كتر خيرى ايه يا مرات خالى إنت عارفه  غلاوة بنات خالى ناصر، سلسبيل  زى زهرت أختى بالظبط. 
تحدثت هدى: أيوا بنات خالك ناصر زى أختك زهرت بالظبط، ودلوقتي  عن إذنك لازم نروح لـ سلسبيل  مفيش معاها غير بابا وزمانها فاقت، والدكتوره قالت بلاش تزحموا الاوضه، روح إطمن على قماح، أنا وماما لسه جاين من عنده، الدكتور نقله لاوضه عاديه، وفى اى لحظه هيفوق. 
شعر حماد بالغبطه من حديث هدى الجاف، لكن إبتلعه قائلاً: ربنا يقومها بالسلامه، هروح أطمن على قماح  وأرجع تانى الشونه أنتم عارفين إننا فى موسم جني الرز ، ورباح مش هيقدر يتابع التوريدات لوحده، ومحمد لسه مش فاهم فى الشغل قوى، مره تانيه  حمدلله  على سلامة سلسبيل  يا مرات خالى. 
أمائت له نهله رأسها، بينما قالت لـ هدى بعد أن غادر: ليه بتكلميه بخشونه كده، مش كتر خيره جاى يسأل على أختك. 
ردت هدى: ياريته ما جه ياريته يبعد عننا أنا بقيت بكره كل عيلة العراب واللى يقربوا لها، زى ما يكون بنات عيلة العراب ملعونين بالاغـ.ـبـ.ـياء. 
تبسمت نهله رغم  عنها، من تلك الصغيره  سليطة اللسان. 
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت فى نفس اليوم 
جلس النبوى جوار هدايه مُنهكاً يقول: 
الحمد لله الدكتور جال إن الخطر زال عن قماح وحالته إتحسنت، وكمان إتصلت على ناصر جالى إن سلسبيل كمان الدكتور كتب لها على خروج  من المستشفى. 
تنهدت هدايه قائله: الحمد لله قدر ولطف. 
تنهد النبوى يقول: الحمد لله ربنا خفف القدر، بس اللى حصل ناسانى إزاى يا حچه توافقجى على طلب همس إنها تسافر بره مصر إزاى تأمنى عليها فى الغربه لوحدها.
ردت هدايه: ومنين جالك أنى وافجت إنها تسافر  بره مصر 
همس فى الأول والآخر بنيه،حتى لو بحالتها الجديمه مستحيل أوافج تسافر وحديها ،  همس بحالتها دى ضعيفه أنا بس هاودتها، بس هنا هيبان حجيجة كارم جدامها، ومتوكده إنه مش هيوافج تسافر وحديها.
تبسم النبوى بتفهم، كيف غفل عن عقل الحجه هدايه. 
.... 
بينما بغرفة قماح بعد وقت فى نفس اليوم، 
خرج الطبيب  مبتسمًا يقول: 
المريـ.ـض الحمد لله فاق، وتقدروا تشفوه بس بلاش زحام، ولا تتعبوه بالأسئله، هروح أتصل عالضابط المسئول عن التحقيق، واعرفه إن المريـ.ـض يقدر يدلى بأقواله.
تبسمت هدايه للطبيب 
دخلت هى والنبوى للغرفه، تبسموا حين  وجدوا قماح يفتح عينيه... 
تحدثت هدايه: ألف سلامه يا ولدى 
كذالك تبسم النبوى  وقال نفس الشئ، لكن فجأه رن هاتف النبوى... نظر للشاشه تعجب حين رأى من يتصل عليه.. 
إنها قدريه.. 
رد عليها ليتفاجئ  أو بالأصح يُصدm وهو يسمع منها: 
ناصر أخوك ومرته وبناته خرجوا من البيت بعد ما خدوا شُنط هدومهم،حاولت مع ناصر بس هو مُصر . 
أغلق النبوى الهاتف ونظر الى هدايه التى قالت له: فى ايه اللى حصل تانى وجالتلك عليه قدريه خلى وشك سأم إكده. 
إبتلع النبوى ريقه وقال: قدريه بتقول إن ناصر خد بناته ومـ.ـر.اته وسابوا دار العراب. 
كأنه أطلق رصاصه بقلب هدايه وكادت تختل لكن تماسكت ونظرت لـ قماح بلوم وعتب وقالت له: الحل فى يدك، رچوع ناصر تانى لـدار العراب فى يدك. 
أماء لها قماح بموافقه، لكن فى ذالك الوقت دخل 
أحد الضباط قائلاً: 
ممكن تسيبونى أنا والمصاب لوحدنا دقايق متخافوش  مش هتعبه فى التحقيق.
خرجت هدايه تستند  على النبوى. 
بينما تحدث الضابط لـ قماح: فى البدايه حمدلله  على سلامتك، وبعد ما الدكتور المسؤول عن حالتك قدm تقريره الطبى اللى ذكر فيه إن الرصاصه كانت من مسافه قريبه كانت تسمح لك تشوف مين اللى أطلق عليك الرصاصه، يا ترى شوفت اللى ضـ.ـر.بك بالرصاصه. 
رد قماح: أيوا شوفته. 
طب هو شخص تعرفه، كان هذا سؤال الضابط 
أغمض قماح عينهُ جائت لخيالهُ سلسبيل، وإصرارها على الطـ.ـلا.ق، وأيضاً  معرفته بترك عمه وزوجته وبناته لدار العراب، بالتأكيد عمهُ يُساند سلسبيل، 
فتح عينيه لا يوجد حل آخر. 
أعاد الضابط سؤاله: 
إنت قولت إنك شوفت اللى ضـ.ـر.ب عليك  الرصاصه، تقدر تقول هو مين. 
رد قماح  بهدوء عكس ثورة  ضميرهُ لكن ليس هناك حل آخر ولا طريق آخر للضغط على سلسبيل غير هذا. 
تنهد قائلاً: اللى ضـ.ـر.ب عليا الرصاصه... عمى ناصر العراب. 
لا أحد يعلم الى أين يأخذه القدر ومع من سيتقابل وقد يُغير مساره.
تجول محمد بسيارته بين الطُرقات يشعر بآسى بعد أن سَخِر منه رباح وقام بذمه أنه مازال مبتدأ لم يتعلم كيفية سير العمل وفضل وميز حماد عليه بالخبره،كان يشعر بالدونيه أخيه بدل أن يُساعده على إتقان العمل قام بنفيه وإستغل غياب والده الذى يجلس جوار قماح بالمشفى،كان يتجول بلا هدف كأنه ينفض عنه ذالك الإحساس البغيض،للحظه فكر عقله وتذكر تدخين رباح للسجائر، قرر الإتيان بعلبة سجائر والتدخين قد يُنفث عن غضبه بها،توقف بالسياره  أمام أحد البقالات المتوسطه وترجل من السياره ودخل الى تلك البقاله  
كانت بداخل تلك البقاله
فتاه ليست صاحبة جمال فتان خمرية البشريه بملامح وجه صغيره، حتى جسدها متوسط الطول وليست مُمتلئة الجسد طولها مع حجم جسدها يعطيها جسد مناسب ليست ثمينه، لكن لديها لسان يفوق جسدها عشرات المرات . 
كانت تلك الفتاه  تتحدث مع البائع تقوم بالفصال معه فى الشراء  لاحظ أنها تُخرج لسانها عند نُطق حرفي السين والصاد،تنطقهما "ثاء"،واضح أنها لدغاء.
تقول:بث (بص) يا عم نثيم (نسيم) انا خدت عشر كيلو رز ومعاهم سبعه كيلو دقيق قمح وتلاته دقيق دره، هو ده حسابك وكفايه إنى محسبتش أجرة التوكتوك اللى هروح بيه المفروض كان يبقى عليك. 
رد نسيم: توكتوك أيه يا "سميحه" الحساب ناقص أصلاً عشره جنيه، يا بـ.ـنتى أنا صاحب بقاله على قدى مش فاتح فرع لسوبر ماركت كارفور... هاتى العشره جنيه والمسيح الحى أنا مديكى البضاعه بتمنها اللى جايه ليا بيه، طب أجولك نقسم البلد بينا هاتى خمسه وخليلك خمسه اللى مش هتركبى بها توكتوك أنا ألف مره أجول للست "فتحيه" بلاش تبعتك تاخدى منى حاجه إنتى بتناهدى معايا وبتفاصلى فى حق باكو اللبان،وأنا مبقاش فيا حيل كبرت عالمناهده بتاعتك دى ، أنا جايل لـ فتحيه تتصل عليا  أو حتى  تبعتلى أى حد من الشارع وأنا هبعتلها اللى عاوزاه لحد باب الدار. 
زغرت له سميحه قائله:قصدك أيه يا عم نسيم يعنى مش عاوز تشوف وشى،أنا كان قلبى حاسس من زمان إنك  مش بتحبنى وأنت اللى معصى الواد كيرلوس إبنك ابو عيون إزاز عليا ومش عاوزه يتجوزنى.
ضحك نسيم قائلاً:يا بتى كيرلوس ميجوزش ليكى،إنتم مش على مِله واحده،إنتى ناسيه إنك مسلمه وهو مسيحى.
تبسمت سميحه قائله:مش عيب يا عم نسيم الواد كيرلوس ابو عيون إزاز يعمل زى عمر الشريف لما أسلم علشان يتجوز فاتن حمامه، هى فاتن حمامه أحسن منى فى أيه،  إن كانت هى سيده الشاشه العربيه،أنا سيدة خط الصعيد الأولى...وهيبقى عندى آتلييه لصناعة الخزف.
ضحك نسيم قائلاً:قصدك القُلل اللى بتبيعها لـ إستير على إنها فازات آثريه،غير أنها بترشح المايه،ولا الماجات كمان اللى بتفرقع من الميه السخنه.
ردت سميحه:أى فخار بيرشح مايه،ده صحى عن ماية التلاجات،وكمان قولتها بلاش تغلى الميه قوى قبل ما تفرغها فى المج.
رد نسيم:آه الفخار بيرشح،بس دى مش بترشح دى بتسرسب المايه فى مفيش قبل ما نشرب منها تكون فضيت،عيب فى الصانعه.
ردت سميحه بإستهجان:عيب فى أيه! 
الصانعه لأ بقى أنا مُتمكنه فى صناعة الخزف،بس بصراحه إستير بخيله وعاوزه الرخيص وكل حاجه على قد تكلفتها...هو فى قُله النهارده بإتنين جنيه إلا ربع،أقل قُله بخمسه جنيه والمج النضيف بعشره جنيه،بس أنا براعى العِشره وإننا جيران...يلا كفايه رغى يا عم نسيم ماما زمانها إستغيبتنى،أقولك خد خمسه جنيه أهى  ،وهاتلى كارتونه جـ.ـا.مده تستحمل أحط فيها الدقيق والرز وأشيلها على راسي.
رد نسيم:هتشيلى على راسك ليه مجيبتيش شنطه معاكى كنتى شيلتيهم بين إيديكى.
ردت سميحه:لأ إيدى تخدل وتو.جـ.ـعنى على ما أوصل،يلا خلصنى وشوف الزبون اللى واقف ده عاوز أيه.
آتى نسيم بكارتونه وضعها على طاوله أمامه ووضع بها الأرز والدقيق.
نظرت سميحه لـ محمد قائله:ساعدنى يا أخ أحط الكاتونه دى على دmاغى بدل ما أنت واقف بقالك ساعه تتسمع على كلامنا.
إقترب محمد وقام بمساعدتها بوضع الكارتونه فوق رأسها،تلامست أطراف أناملهما،شعر محمد بكهرباء تنغُز فى  قلبه،بينما سميحه إستدارت ومدت يدها أخذت أحد البرطمانات قائله:البرطمان ده خلاص مفيهوش غير كم كرملايه،هاخده أتسلى فى الكرمله وانا بخبز وأدكن البرطمان لما نعمل مربة الارنج أبقى أخزنها فيها ومتخافش نايبك محفوظ يا عم نسيم.
تحدث نسيم:كم كرملايه أيه يا سميحه هاتى البرطمان وأما يفضى أبقى خديه.
ردت سميحه:لأ أنا خلاص اخدته،سلام بقى هبقى أجيب لـ إستير كم رغيف عيش بنى زى هو اللى بتحبه.
تهكم نسيم:إستير بتحب عيش الرده إنما إنتى بتضحكى عليها  بالعيش بتاعك مصبوغ دقيق أبيض باللون البنى .
ردت سميحه:يا عم هى إستير بتركز فى اللون إنما الطعم عندها مالوش لازمه،يلا وآه قبل ما أمشى قول لـ استير،الدراسه هتبدأ الاسبوع الجاي،أنا مش عاوزاها تعملى سندوتشات لانشون وسجق سمعت انهم يفرموا فيران مع اللحمه،أقولك قولها تعملى سندوتشات جبنه رومى وحلاوه طحنيه بس بالمكـ.ـسرات اللى الواد كيرلوس ابو عيون إزاز بياكل منها... يلا أهى آخر سنه وأتخرج وأرتاح من الدراسه وأنطلق نحو المستقبل. 
تبسم نسيم لها وقال:كل سنه وانتى طبيه بمناسبة رجوع الدراسه،سلميلى على فتحيه.
غادرت سميحه المكان،غير منتبه لـ نظرات محمد الذى ود السير خلفها ومعرفة مكان منزلها،لا يعرف السبب لما أراد معرفة عنها الأكثر تلك المشاغبه شغلت عقله،جعلته يتصنم مكانه غير منتبه لـحديث نسيم الإ حين قال له:
أستاذ حضرتك عاوز أيه.
إنتبه محمد ونظر لـ نسيم ود سؤالهُ عن تلك الفتاه ومعرفه الأكثر عنها،لكن خشي أن يُسئ نسيم الظن به،تحدث محمد:
كنت عاوز تشكيلة حلويات مع بعضها شوية كرمله على لبان وبونبونى.
تبسم نسيم وقال:الكميات عاوز قد أيه.
رد محمد:ممكن تملالى برطمان من بتوع الحلويات اللى قدامك ده.
تبسم نسيم وبدأ بوضع تلك السكاكر وملئ له أحد البرطمانات،ومد يدهُ له بها وقال له قيمة الحساب.
أخرج محمد حافظة ماله وأخرج بعض المال،وأعطاها،لـ نسيم الذى تبسم قائلاً:المبلغ المطلوب أقل من كده بكتير مش معاك فكه.
رد محمد:لأ للأسف.
تبسم نسيم وبدأ فى إعطاؤه باقى ماله وقال له:حضرتك أول مره أشوفك هنا،أكيد عابر طريق...الحلويات دى واخدها لعيالك مع إن شكلك صغير على إنك تكون متجوز.
تبسم محمد:فعلاً  أنا مش متجوز، والحلويات دى واخدها لنفسى أتسلى بها فى الطريق، سلام. 
أخذ محمد برطمان السكاكر وغادر البقاله، وعاد لسيارته وضع البرطمان جواره على المقعد، نظر له مبتسمًا ووفتح إحدى قطع الحلوى يمضغها وهو يتذكر تلك المشاغبه اللدغاء بنفس اللحظه تذكر أنه كان ذاهب لشراء السجائر يُنفث عن غضبه بدخانها ها هو عاد بالحلوى، وذهب غضبهُ، لا يعلم ما سبب ذالك بداخله تمنى رؤية تلك المشاغبه مره أخرى،بل مرات . 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آتى الليل 
بفُندق بمدينة بنى سويف. 
بأحد الغرف تمددت سلسبيل على الفراش تشعر بضعف 
تحدثت هدى لها قائله: أول مره فى حياتى أبات بره دار العراب ماما عمرها ما سمحت إن واحده فينا تبات بره الدار حتى لو عند أى حد من قرايبنا  حتى رحلات المدارس والجامعه ممنوع فى أماكن بعيده.
تنهدت سلسبيل قائله:ليه كذا مره سافرنا نصيف او نتفسح وكنا بنبات بالأيام بره دار العراب.
ردت هدى:بس كنا بنبقى عارفين إننا راجعين تانى لـ دار العراب،المره دى بابا قال هنعقد فى الاوتيل كم يوم على ما يدبر لينا بيت نعيش فيه...بصراحه متوقعتش إن بابا يوافقك ويسيب دار العراب حتى ماما كمان معترضتش زى عادتها على حاجه واحده فينا عاوزها.
ردت سلسبيل وهى تُغمض عيناها،أنا كمان إستغربت وكنت متوقعه تعترض،بس يمكن لما لاقت بابا وافق وافقت وخلاص،أنا حاسه بشويه إرهاق،خفضى نور الأوضه وسيبنى أنام.
ردت هدى:لو حاسه بتعب أنادى لبابا يرجعك للمستشفى تانى.
ردت سلسبيل:لأ أنا كويسه مش تعبانه كل اللى حاسه بيه شوية إرهاق وعاوزه أنام يمكن من تأثير الادويه اللى أخدتها،طفى النور وتصبحى على خير.
أطفئت هدى انوار الغرفه الأ من نور ضعيف،ثم صعدت الى الفراش المُمده عليه سلسبيل ونامت جوارها جذبت الغطاء عليهن قائله: وأنتى من أهل الجنه إنشاء الله هتصحى كويسه.
أستسلمت سلسبيل للنوم كآنها تريد الغياب عن الوعى وتنسى أنها كادت أن تُصبح قـ.ـا.تله شعرت براحه حين علمت أن قماح قد فاق وأصبح بحال أفضل. 
...... 
بغرفه أخرى بنفس الفندق. 
بكت نهله. 
إقترب منها ناصر وأمسك يدها قائلاً: ليه بتبكى يا نهله. 
ردت نهله: ببكى على ضعفى، اللى كان هيضيع منى بناتى واحده وراء التانيه  فى الأول خسرت همس، وسلسبيل كمان كنت فى لحظه هخسرها، عقلى بيشت لما بفكر إن الرصاصه كانت ممكن تصيبها وتمـ.ـو.ت هى كمان جدام عنيا جلبى مكنش هيستحمل أفجد بت تانيه من بناتى، حتى لما ربنا نچاها والرصاصه صابت قماح مقدرتش تصلب طولها وأغمى عليها... قد ما فرحت ببراءة همس قد ما قلبى إنخلع لما شوفت وعرفت قسوة قماح على سلسبيل اللى كانت بداريها جدامنا لحد مافاض بيها، أنا لما أمى هدايه جالت إن قماح عيتچوز من سلسبيل فرحت وجولت واد عمها وأكيد مش هيعايرها بـــ همس بس كنت غلطانه  كنت هستنى أيه من واحد زى قماح إتچوز وطلق مرتين قبل أكده، إزاي مفكرتش فى أكده. 
ضم ناصر نهله قائلاً: أنا عندى إحساس مؤكد قماح بيحب سلسبيل، أنتى مشوفتيش ملامح وشه لما سمع طلب رچب سلسبيل لابنه،بس مستغرب ليه عاملها بالجسوه دى،حتى سلسبيل نفسها عندها مشاعر ناحية قماح،وأها شوفتى بنفسك مجدرتش تتحمل منظرهُ وهو عايم فى دmه وعقلها فصل حتى أول ما فاجت كان أول حاجه قالتها سألت على قماح. 
تنهدت نهله بحـ.ـز.ن قائله: أول مره أسيب دار العراب من تلاتين سنه من يوم ما أتجوزنا، حاسه بغُربه وضياع. 
تنهد ناصر هو الآخر قائلاً:تعرفى إن إستغربت إنك معترضيش لما سلسبيل طلبت إننا نسيب الدار مش قادره تتحمل تجعد فيها.
ردت نهله:أنا نفسى إستغربت إزاى قبلت إنى أسيب دارى،بس سلسبيل كانت أول فرحتى...وراحتها تهمنى.
تنهد ناصر ببسمه يقول:لسه فاكر يوم ولادتها ولما شيلتها أول مره حسيت إنى ملكت سعادة الدنيا كلها،كانت فرحه إتشوقنا ليها سنين.
عادت تدmع عين نهله قائله بنـ.ـد.م:لما خلفت التلات بنات حسيت إن قدريه فرحانه،كنت بأسى عليهم عشان ميبقوش زيي ضعاف،كنت ببقى مبسوطه لما يعارضونى ويجولك يطلبوا منك توافق على حاجه أنا رفضتها،حاولت أربطهم بيك عشان ميحسوش بالضعف،يحسوا إن وراهم سند،أنا أتربيت يتيمه وكنت أنا وأختى وأمى لوحدنا،شوفت أمى كانت فى بيت العيله خاضعه لقرارات غيرها،فاكره مره جدتى كان عمى  جايبلى عريس يخلفنى وياريته كان فيه ميزه،خـ.ـو.فت وجتها جدتى توافق عليه وتدmر حياتى معاه،بس هى اللى رفضته عارف لو جدتى وافقت عليه أمى مكنتش هتعترض،أنا دايماً جوايا خـ.ـو.ف عِشت بيه فى بداية جوازى منك رغم إننا إتجوزنا عن حب،بس كنت خايفه.
نظر ناصر لها بتعجب قائلاً:كنتى خايفه من أيه؟
ردت نهله:لما حصل وإتقدmتلى زمان،عمتى سألت عنك،وجالوا لها الحچه هدايه شـ.ـديده جوى،غير ولدها الكبير متجوز مرتين،وقتها عمتى لمحتلى أنى ممكن إنت كمان مع الوجت تتجوز عليا مره تانيه،بس أمى جالتلى فى إيدك تكسبى الحچه هدايه،كلمة حاضر بتريح خليكى تحت جناحها ،ورغم أنى كنت بحبك وعارفه إنك بتحبنى،بس دخل لجلبى الخـ.ـو.ف ده،ولما دخلت دار العراب وغبت فى حكاية الخِلفه،حتى لما خلفت البنات وراء بعض ،كنت بخاف إنك فى لحظه تجولى هتجوز عشان أخلف ولد يشيل إسمى ويحفظ مالى.
نظر لها ناصر يقول:
بس إنتى كنتى عارفه إن مفيش فيكى عيب وتقدرى تخلفى،العيب كان فيا من البدايه...وأنا اللى كنت محتاج لشوية علاج،وأنتى أستحملتى ده معايا كله وصبرتى وعمرك ما حسستينى إن فيا عيب، ييجى بدل ما أكفئك أروح أتجوز عشان أخلف ولد،لو كان مكتوب لى خلف الولد كان هيبحى منيكى يا نهله،إنتى رفيقة عمرى كله 
شيلى الوهم ده من دmاغك،وعاوزك تعرفى حاجه واحده النبوى لما أتجوز على قدريه مكنش عشان يكـ.ـسرها او يقل من قيمتها،النبوى معرفش العشق غير مع إم قماح،قدريه من يوم ما دخلت دار العراب كانت فاكره هتاخد السيطره من أمى وتبجى هى الكبيره وكلمتها المسموعه،كان فى إيديها تاخدها بس هى أختارت الطريق الغلط،بتكبُرها بالذات لما خلفت رباح،أول ولد يكمل نسل العراب،فكرت انها بكده خلاص ملكت اللى قدامها،الراجـ.ـل مننا بيبقى محتاج الست تكون ضل له مش يبقى هو ضل لها،كانت بتتعمد تجيب المشاكل مع أمى ومع ذالك أمى كانت بتفوت لها كتير،بس كبرها زاد وكانت عاوزه تدخل فى شغلنا كمان وتعمل نفسها فاهمه فى كل شئ،أبويا كان شـ.ـديد قوى على فكره وكان بيكره اللى مينفذش كلمته وقدريه كانت بتعانده دايماً،دى وصلت بها مره قالت لابويا إنت راجـ.ـل كبرت وخرفت المفروض يحطوك فى الخانكه،وده كان سبب اول طـ.ـلا.ق بينها وبين النبوى،بس أمى وقتها قالت ولدنا مـ.ـيـ.ـترباش بعيد عننا وغـ.ـصـ.ـبت عليه رجعها،وياريتها بعدها عقلت،لأ فضلت بنفس الطباع،بس النبوى كان قابل كارولين صدفه وعشقها ولما قال لأمى فى الاول أعترضت وبالذات ان كارولين لا من بلدنا ولا على دينا الأسلامى،بس لما شافتها أول مره قلبها إنشرح لها،ووافقت يتجوزها،ودخلت كارولين لـ دار العراب وكانت عكس قدريه عاوزه العيله تكبر ويبقى بينها الحب،أمى هى اللى علمتها مبادئ الدين والصلاه،وخدتها لشيخ الجامع وأسلمت بإرادتها،وإتفقهت فى الدين،وهى اللى كانت بتطلب منه يعدل بينها وبين قدريه،رغم قلبه الميال لها،مان بيحاول يعدل بينهم،بس قدريه كانت بتفتعل المشاكل معاكى ومع كارولين كان جواها حقد من قربكم من بعض،وحاولت تخوض فى شرف كارولين  وده السبب فى طـ.ـلا.قها التانى،بس وقتها كانت خلفت التلات ولاد،ولنفس السبب أمى خافت وضغطت عالنبوى يرجعها، حتى كارولين لما مـ.ـا.تت حقد قدريه  ممـ.ـا.تش معاها وأهو من وقتها النبوى مسك نفسه عشان ولاده يتربوا فى دار العراب،وقال كفايه قماح إتاخد بالغـ.ـصـ.ـب وكان عايش طول الوقت متشوق ليه،قماح لو مكنش عاوز يرجع لهنا مكنش حد هيقدر يجبره يرجع،ولما رجع أمى فرحت بيه وكمان النبوى إتردت له الحياه من تانى،رغم انه عمرهُ ما فرق فى معاملته بين ولاده،بس قدريه زرعت فى قلب رباح كُره كبير ناحية قماح،وعنده غِل منه،رغم إن قماح ورباح دارسين فى نفس الجامعه ونفس التخصص،بس قماح عنده ذكاء فطرى قدر يطور ويكبر إسم العراب عكس رباح مبفكرش غير إنه يعارض وخلاص،حتى جوازه من زهرت كان غـ.ـصـ.ـب عن أمى بس فى الآخر طاوعته، رغم قماح فشل فى جوازتين قبل كده بس كان عندى أمل أنه يحتوى سلسبيل ويقدرها،بس للأسف كنت غلطان ودلوقتي اللى سلسبيل هتقرره أنا هوافقها عليه حتى لو مش مقتنع بيه،رغم إنى كنت بشوف سلسبيل  بتحاول دايماً  تتجنب المكان اللى فيه قماح بس متأكد كان جواها مشاعر لـ قماح بتخاف منها، بس هو خذلها بمعاملته العنيفه لها،قماح وسلسبيل بينهم خط واصل فاكر لما كان معندهاش تمن سنين وقالتلى إنها حلمت برجوع قماح لهنا تانى،رغم أنها معرفتوش غير من صوره وهو صغير بس يوم ما رجع ملامحه كانت إتغيرت عن الصور فاكر أنها عرفته قبل ما يقول هو مين،ودخلت جرى على أمى وقالت لها قماح رجع يا جدتى زى ما قولتلك إنى شوفته فى الحلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...... 
بالمشفى.
كانت هدايه رغم كِبر سنها لكن رافقت قماح وكان معها النبوى،الذى طلب منها العوده الى المنزل،لكن قالتها له لن تعود قبل عودة ناصر وزوجته وإبـ.ـنتيه.كانت تجلس على فراش آخر بالغرفه مضجعه على بعض الوسائد ،بينما كان النبوى ساهدًا يشعر بخواء لاول مره يشعر بفقد ناصر،ناصر مُحق فيما فعل لو كان مكانه وعرف عن سوء معاملة إبـ.ـنته لكان فعل كل ما تطلبه منها،حائر أيذهب لأخيه ويقول له أن إبـ.ـنته الاخرى مازالت حيه،وأن يعود للمنزل مره أخرى وسيفعل كل ما تريده سلسبيل حتى لو أصرت على الطـ.ـلا.ق سيجبر قماح على طـ.ـلا.قها،قماح ذالك الطير الذى عاد لعُشه بعد غياب ماذا حدث له فى تلك السنوات الذى كان فيها بعيداً أكسبته كل تلك القسوه فى قلبه جعلته يقسو على إبنة عمهِ،ليست فقط إبنة عمه،بل عشق قلبه العيون تبوح بمكنون القلب،قماح يعشق سلسبيل لما عاملها بهذا الجفاء جعلها تنفر من حياتها معه،زوجتيه السابقتين لم تنفرن من زواجه منهن بل كُن على إستعداد لتقبيل يده من أجل إبقائهن على ذمته.
بينما قماح الذى يُغمض عيناه رغم آلم جسده لكن هنالك آلم أقوى يشعر به ماذا سيكون رد  فعل سلسبيل حين تعلم بإتهامه لـ عمه بأنه هو من أطلق الرصاصه،سلسبيل أعلنت له كُرهها،لكن فى نفس الوقت أعلنت أنها تحمل برحِمها جنين منه،كيف هذا وتلك العلبه الدوائيه الذى رأها وواجها بها منذ أيام وتعصب عليها بسببها وطلبت وقتها الطـ.ـلا.ق لأول مره،سلسبيل كانت تعرف أنها حامل قبل لقائهم الحميمى الأخير الذى عصف بكل شئ،نـ.ـد.م قماح يسأل نفسه ما السبب وراء ذالك العنف الذى كنت تمارسه على سلسبيل،لما هى بالأخص كنت عنيف معاها ليه لما كنت بتقرب منها كنت بتفتكر أسوء سنين عشتها فى عمرك...سلسبيل هى الحاجه الوحيده اللى كانت فى الماضى لما بتفكر فيها كنت بتحس بشوق إنك ترجع تانى لهنا،ولما رجعت لهنا ليه كنت عاوزها بعيده عنك وحاولت تنساها بس مقدرتش،كانت قدامى قريبه وأنا اللى كنت  ببعدها عنى ،ليه لما فى لحظه حسيت إنها ممكن تبقى لغيرى خـ.ـو.فت ووافقت على قول جدتك،رغم إنى عمرى ما لمحت لها إنى عاوز أتجوز سلسبيل،ليه يا قماح،إعترف.
جاوب عقلهُ:عشان ماما كانت بتحبها
عارض قلبه:كـ.ـد.اب مش ده السبب الوحيد الجواب إنك بتحبها مقدرتش تدخل لقلبك غيرها حاولت وفشلت.
تنهد قماح بآهه خافته.
ذهب إليه النبوى قائلاً:قماح إنت موجوع أتصل عالدكتور.
رد قماح:لأ يا بابا أنا كويس بس إتحركت حسيت بشوية و.جـ.ـع بسيط.
تبسم النبوى له قائلاً:الحمد لله إصابتك مكنتش خطيره،بس مقولتليش قولت أيه للظابط فى التحقيق،أصل أنا قولت له أن ناصر كان بينضف السلاح وطلقه خرجت بالغلط.
صمت قماح ، أنقذه من الرد صوت طرق باب الغرفع. 
نظر النبوى للفراش التى تضجع عليه هدايه وجدها تمسك مسبحتها،سمح لمن يطرق الباب بالدخول،كان الطبيب المباشر له ومعه إحدى الممرضات.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت ليله أخرى وآتى صباح آخر 
بالفندق 
جلس ناصر مع زوجته وإبـ.ـنتيه يتناولون طعام الفطور بالغرفه الخاصه به هو ونهله
كانوا يشعرون بالوحده والغرابه رغم أنهم كانوا أحياناً لا يجتمعون معاً بوجبة الفطور،لكن ليس هنالك مذاق لشئ 
تحدث ناصر:
فى عندنا بيت صغير فى بنى سويف قريب من المقر كنا عاملينه زى إستراحه لو حد من الأدارين اللى فى القاهره بات هنا لأى ظرف طارئ،هبعت حد ينضفه ونروح نعيش فيه الفتره دى على ما أشوف بيت أوسع مش معقول هنعيش فى الاوتيل ده كل إتنين فى أوضه كده زى سكن التلامذه.
تبسمت سلسبيل وكذالك هدى التى قالت:كان نفسى أدخل جامعة القاهره وأعيش فى سكن الجامعه،بس ماما رفضت وقتها.
تبسمت نهله قائله:وكنتى هتدرسى أيه فى القاهره مش موجود هنا،وبعدين إنتى مبت عـ.ـر.فيش تعملى أى حاجه خالص إزاى كنتى هتعيشى لوحدك فى القاهره،كُلى من سكات. 
أثناء ذالك رن هاتف ناصر،أخرجه من جيبه،ونظر لمن يتصل عليه ثم نظر لهن قائلاً:ده المحامى الخاص بالمقر هرد عليه.
بالفعل رد عليه لكن إستغرب قول المحامى له قائلاً:
طب وليه إستدعونى تانى للتحقيق مش قدmت أقوالى قبل كده،عالعموم نتقابل فى القسم بعد ساعه.  
تعجبن الثلاث وقالت نهله:خير سمعنا من ردك عالمحامى إنهم إستدعوك للقسم.
رد ناصر:معرفش السبب المحامى بيقول يمكن شوية إجراءات،يلا أنا شبعت هقوم أقابل المحامى،وبعدها هطلع على الشُغل،وأشوف إن الاستراحه جهزت النهارده نروح نعيش فيها،يلا أشوفكم المسا.
تبسمن له،لكن سلسبيل لا تعلم لما شعرت بوجود خطبٍ ما خلف إستدعاء والداها،نهضت من على طاولة الطعام قائله شبعت،فى ليا علاج هروح الأوضه التانيه أخده.
نهضت نهله قائله: لازم زى الدكتوره ما قالت تحافظى على أكلك وعلاجك، خلينى أجى معاكى للأوضه التانيه.
ردت سلسبيل:لأ متتعبيش نفسك أنا هروح أخد العلاج وأرجع لهنا من تانى.
شعرت نهله بغصه من رد سلسبيل شعرت أنها مازالت غاضبه من سلبيتها معهن،لكن الحقيقه كانت عكس ذالك.
دخلت سلسبيل الى الغرفه وأخرجت هاتفها،وقامت بالإتصال على رقم هذا المحامى فهى تعاملت معه سابقًا حين كانت تذهب للتدريب بالمقر مع بعض المحاسبين وهى طالبه ولديها معرفه سابقه به فهو ساعدها فى إستخراج بعض الاوراق الثبوتيه ذات مره.
بالفعل رد عليها المحامى،بعد السلام والترحيب.
سألته سلسبيل:ليه إستدعوا بابا فى القسم،مش سبق وقدm اقواله.
إرتبك المحامى وقال:أنا معرفش السبب أنا لسه داخل القسم ولسه هعرف السبب.
شعرت سلسبيل بربكة المحامى وقالت له:بس أنا متأكده إنك تعرف سبب إستدعاؤ،ياريت بلاش لف ودوران.
رد المحامى:بصراحه قماح بيه إتهم ناصر بيه إن هو اللى ضـ.ـر.ب عليه الرصاصه.
ذُهلت سلسبيل،للحظات،لكن تهكمت فماذا تتوقع من قماح  غير السوء.
تحدثت للمحامى:طيب وبعد ما إستدعوا بابا للقسم ممكن أيه اللى يحصل.
رد المحامى:ممكن يتحول للنيابه والنيابه ياأما تخرجه بكفاله أو تتحفظ عليه...ده إتهام مباشر قماح بيه بس هو اللى يقدر يسحب إتهامه.
زفرت سلسبيل نفسها بغضب قائله:تمام شكراً لتوضيحك الآمر ليا.
أغلقت سلسبيل الهاتف والقته على الفراش بغضب كبير،وقالت:
قماح لسه مستمر فى جبروته،بس انا هعرف إزاى اوقفه عند حدهُ.
قالت سلسبيل هذا وأخذت هاتفها وحقيبة يدها وغادرت الفندق تعرف الى أين تتوجه.
.........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ           
بينما أغلق المحامى  هاتفه، وقام بالإتصال على قماح  قائلاً  له: 
مدام سلسبيل  لسه قافله معايا وعرفتها بإتهامك لناصر بيه إن هو اللى ضـ.ـر.ب عليك الرصاصه. 
رد قماح: تمام كويس، دلوقتي قفل المحضر زى ما إتفقنا سلام. 
أغلق قماح  الهاتف ونظر لوالده مبتسماً  يقول: 
المحامى  إتصل على عمى وقاله على الاستدعاء، وكمان زى ما توقعت سلسبيل  إتصلت عالمحامى تعرف منه سبب إستدعاء عمى، وقالها على قولت له عليه. 
تبسم النبوى  يقول: تفتكر  هايجى بفايده وعمك ومـ.ـر.اته وبناته هيرجعوا  لدار العراب من تانى. 
رد قماح  بثقه: متأكد  قبل المسا عمى هيرجع هو وهما لدار العراب من تانى. 
تبسم النبوى  يقول: أتمنى ده اللى يحصل، وياريت يكون  ده فرصه تانيه لك مع سلسبيل وتصلح اللى عملته معاها وخلاها تطلب الطـ.ـلا.ق قدام العيله كلها. 
أماء قماح رأسه دون رد 
وتذكر حديثه للضابط بالأمس بعد أن فاق وأدلى بإفادته، فلقد أخبرهُ النبوى سابقاً عن ما قاله فى محضر التحقيقات هو وعمه، أن الرصاصه خرحت من السلاح بالخطأ أثناء تنظيف ناصر للسلاح وأصابت قماح  الذى كان  يجلس  معه وقتها وأنه ليس هنالك نية قــ,تــل بل خطأ غير مقصود،وهذا هو السبب الحقيقي خلف إستدعاء ناصر للقسم من أجل إنهاء المحضر بصفة أن الرصاصه خرحت  من سلاح مُرخص بإسم ناصر. 
تحدث النبوى: جدته روحت البيت بالعافيه بعد ما الدكتور  قالها إنك ممكن تخرج بكره  من المستشفى وتكمل  علاجك فى الدار، أنا عندى مشوار مهم هروحه دلوقتى  وهرجعلك  بعده هتصل على محمد يجى يقعد معاك لحد ما أرجع. 
رد قماح: لأ مالوش لازمه خلى محمد يشوف شغله  أنا كويس  وإن إحتاحت حاجه هطلبها  من الاستقبال.
رد النبوى:تمام أنا مش هغيب،وهخلص مشوارى بسرعه وأرجعلك.
تبسم قماح له وهو يقبل رأسه ثم غادر.
تنهد قماح بغصه،يشعر بالوحده،تذكر والداته حين كان يمرض كانت تظل جواره بالفراش حتى يشفى  الآن هو مريـ.ـض وبالمشفى وحده. 
لكن لم يظل وحيد كثيراً، حين  سمع صوت فتح باب غرفته ودخلت آخر شخص كان  يتوقع أن تأتى الآن او بالأصح لم يكن يريدها  أن تأتى من الأساس، تحدث متعحبًا: هند! 
نظرت له هند بإشتياق قائله: 
حمدلله  على سلامتك يا قماح، نائل لسه قايلى من شويه  ومستحملتش وجيت لك هنا فورآ. 
إعتدل قماح على الفراش مضجعاً على بعض الوسائد. 
وقال لها: متشكر مكنش له لزوم تجى. 
ردت هند: قماح إنت عارف غلاوتك عندى. إنت عارف إنى لسه... 
قاطعها قماح بإقتضاب: مالوش لازمه حديثه ده دلوقتى  إحنا خلاص قصتنا خلصت وسبق وقولتلك أتمنى ليكى  السعاده كل اللى بينا دلوقتي  شغل وبس. 
تدmعت عين هند وأقتربت من الفراش كثيراً 
لكن قبل أن تعود للحديث 
فوجئت حين
فتحت سلسبيل باب الغرفه ودخلت بتعسُف لكن تفاجئت سلسبيل بوجود هند تقف قريبه من الفراش الذى يضجع عليه قماح، نظرت لهما بإستهزاء، ثم نظرت الى هند بإستحقار قائله بحده: 
إطلعى بره. 
نظرت لها هند رغم غـ.ـيظها لم تبالى وظلت واقفه ببرود. 
تحدثت سلسبيل بآمر: قولت إطلعى بره وخلى عندك كرامه شويه. 
نظرت هند الى قماح علها تجد منه رد آخر يساندها أو يدعم بقائها أمام سلسبيل، لكن خاب أملها حين رأت عين قماح التى لمعت وهو ينظر الى سلسبيل، شعرت بخزو، حاولت اخفائمها وقالت: الحمد لله أطمنت علي قماح إنه بخير، قالت هذا ونظرت لقماح قائله:هبقى أتصل أطمن عليك. 
لم يرد قماح عليها، عيناه مُنصبه على سلسبيل لكن تعجب حين لاحظ ذالك الأصق الطبى الصغير الموضوع على كف يدها من الخلف، ود معرفة سبب وجوده. 
شعرت هند بنار حارقه بقلبها  بالأضافه الى غيره وكُره لـ سلسبيل وخرجت من الغرفه. 
ذهبت  سلسبيل خلفها وأحكمت غلق الباب، ثم نظرت 
لـ قماح قائله: غرضك أيه من إتهام بابا يا قماح، أنا اللى ضـ.ـر.بتك بالرصاصه مش بابا. 
رد قماح: أنا اللى إيدى ضغطت عالزناد وضـ.ـر.بت الرصاصه 
يا سلسبيل. 
نظرت  له بغـ.ـيظ قائله: 
طب ليه أتهمت بابا إن هو اللى ضـ.ـر.بك بالرصاصه. 
صمت قماح. 
إغتاظت سلسبيل من صمته قائله: أقولك أنا ليه، عشان أجيلك  وتساومنى إنى أتراجع عن الطـ.ـلا.ق.
رد قماح ببرود:مش بس تتراجعى عن الطـ.ـلا.ق،ترجعى إنتى وعمى ومرات عمى وهدى مره تانيه لدار العراب.
تهكمت سلسبيل ضاحكه:لأ الطلبات كتير المره دى،وده مين اللى هيوافق عليها،أنا ولا بابا اللى إتهمته.
رد قماح بثقه:لو أنتى وافقتى على الرجوع لدار العراب عمى هيوافق ومش هيمانع القرار ليكى.
ردت سلسبيل:أنا بكرهك يا قماح فى حياتى مشوفتش شخص عنده غــــرور وعنجهيه قدك،مفكر أنك تقدر تمشى غيرك على مزاجك،بفرض أوامرك عليه.
رد قماح الذى شعر بغصه من قول سلسبيل أنها تكرهه:
القرار فى إيدك يا سلسبيل،تراجعك عن الطـ.ـلا.ق ورجوعكم البيت من تانى قصاد إنى أسحب إتهامى لعمى.  
ردت سلسبيل: وهتعيش بالغـ.ـصـ.ـب مع واحده بتكرهك
رد قماح ببرود عكس نار قلبه: عادى مقدرتش أعيش قبل كده مع اللى حبونى وكانوا يتمنوا منى بس كلمة حب. 
ردت سلسبيل: لسه عند رأيي فيك إنت إنسان مريـ.ـض ومحتاج علاج نفسى.
تبسم قماح  بصمت أغاظ سلسبيل  التى قالت بإستسلام خادع: 
تمام يا قماح، هتراجع عن طلب الطـ.ـلا.ق  وهنرجع من تانى لدار العراب، بس متحملش إنك تفرض عليا أى حاجه  بعد كده، وأول حاجه أنى هشتغل زى ما كنت عاوزه،ومش هتقدر ترفض تانى ، وجوازنا هيستمر فقط منظر مش أكتر، إنت كده كده كرهتنى  فى الرجـ.ـاله، وأهو إسمى قدام  الناس إنى متجوزه من قماح العراب، مش هيضرنى فى حاجه. 
قالت سلسبيل  هذا وغادرت الغرفه تصفع خلفها  الباب بقوه، بينما قماح  رغم شعوره بالآلم مما قالته سلسبيل لكن قال: 
أهلاً  بحفيدة وخليفة الحجه هدايه عن حق.  
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالكافيه المملوك لـ كارم. 
تبسم النبوى له بعد أن أخبره عن تحسن حالة قماح. 
تبسم كارم يقول: الحمد لله عدت على خير، أنا مقولتش لـ همس على إن عمى ساب دار العراب، ولا حتى  إن قماح  خد رصاصه فى صدره، قولت بلاش لحالتها تسوء أكتر وتفكر أن ظهور برائتها السبب. 
تبسم النبوى: كويس  إنك مقولتلهاش همس فى حالتها  دى محتاجه أخبـ.ـار كويسه  تشجعها تعدى المرحله  دى، ها قولتلى إنك  أقنعتها أنك تسافر معاها، يا ترى قررتم هتسافروا فين؟ 
رد كارم: دبى، تواصلت عالنت مع سمسار بيشتغل فى مجال العقارات وطلبت  منه يشوفلى شقه وكمان هناك فى كافيهات ومطاعم قولت له يشوفلى كافيه أو مطعم صغير كده هناك  أشتريه وأشتغل فيه. 
تبسم النبوى  يقول: طب كويس وقالك ده يخلص فى قد أيه. 
رد كارم: السمسار قالى فى خلال شهر بالكتير، وده اللى خلانى أستعجل، لازم قبل ما نسافر أنا وهمس نكتب كتابنا هنا، وتسافر على إنها مراتي. 
تبسم النبوى  يقول: دى سهله إبدأ إعمل فحوصات  الجواز ومتلش هم المأذون ولا ولى العروسه ولا الشهود. 
رد كارم: أنا مش شايل هم ده كله، أنا اللى شايل همه هو همس نفسها، خايف تتراجع، همس كل شويه بقرار، غير عندها فوبيا لو راجـ.ـل قرب منها حتى بدون قصد  مفيش غيرك إنت الوحيد اللى بتثق فيه. 
رد النبوى: وده دورك دلوقتي، همس بعد ما فاقت من الغيبوبه خافت  منى أنا كمان، بس مع الوقت قدرت أحول خـ.ـو.فها ده وأقرب منها لحد  ما رجعت تثق فيا من تانى. 
بدار العراب. 
تفاجئت قدريه من دخول هدايه على العاملات بالمطبخ قائله:
واحده منيكم تطلع عالسطح تد.بـ.ـح ديكين بلدى، وتسويهم جوى. 
نهضت قدريه التى كانت تجلس بين الخادmـ.ـا.ت تتأمر عليهن رسمت الحُزن وهى تنظر لـ هدايه قائله:
إزي قماح النهارده،أنا كنت هاجى إمبـ.ـارح أطمن عليه،بس النبوى قالى   أنه الحمد لله فاق بس الدكتور مانع الزياره.
ردت هدايه بنزق:آه نحمد ربنا قماج جوى وربنا نجاه وإنشاء الله بكره ولا بعده بالكتير هيخرج من المستشفى،مالوش لازمه زيارتك...
قالت هدايه هذا ونظرت للخادmـ.ـا.ت،وقالت لهن:زى ما جولت واحده تطلع تنقى ديكين بلدى وتد.بـ.ـحهم وتسويهم ،وأنا  هروح مجعدى ولما  ناصر بيه ومرته ووالبنات يرجعوا جولى لـ ناصر بيه يجينى المجعد.
قالت هدايه هذا وغادرت تاركه تلك الحقوده متعجبه تقول لنفسها،وليه عقربه،طالما جالت إكده ييجى ناصر راچع من تانى،كيف جدرت تخليه يرجع تانى كان نفسى دار العراب تتهد على دmاغك   
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالفندق 
عادت سلسبيل 
حين دخلت الى الغرفه وجدت هدى ووالداتها جالستان 
تخدثت نهله: 
سلسبيل خرجتى فين ناسيه كلام الدكتوره إنك لازم ترتاحى. 
ردت سلسبيل: أنا كنت بتمشى شويه إنتى عارفه إنى مش بحب الرقده فى السرير. 
تنهدت هدى قائله: طب ليه مقولتيش  ليا كنا إتمشينا سوا. 
ردت سلسبيل: كنت محتاجه أتمشى لوحدى،ودلوقتى سيبونى لوحدى  أنا حاسه بشوية إرهاق، محتاجه أنام هترتاح شويه على بابا ما يرجع .
مساءً
رغم أن سلسبيل لم تنام وظل فكرها مشغول تشعر بمقت من ذالك الزواج كانت تريد إنهاؤه هى تشعر كآنها مُقيده بأغلال قويه حتى حين حاولت فك تلك القيود لجمها قماح بإتهامه لوالدها بأنه هو من قام بإطـ.ـلا.ق الرصاصه عليه،تعلم أنها تستطيع الأدلاء بأقوالها وتعارضما قاله قماح،لكن قماح قادر على الثأثيرفى الآخرين و.جـ.ـعلهم يمتثلوا لقوله،حتى جدتها هو قادر على إقناعها بسهوله،ليس أمامها إختيار آخر الآن،عليها الإمتثال لطلب قماح والعوده لـ دار العراب وتكملة هذا الزواج،لكن ليس كما يريد هو بفرض هيمنته عليها،إنتهى ذالك،الآن هى من ستتحكم بحياتها معه،عليها التفكير فقط فى شيئين هما 
ذالك الجنين الذى ينموا برحِمها ومستقبلها التى سبق ورسمته لكن زواجها من قماح آجل الخطوه الأولى وهى أن تعمل،وسيحدث ذالك،قماح هو من بدأ بالإبتزاز والتجبُر  وما ستفعله هو رد فعل.
فاقت سلسبيل فى شرودها حين دخلت هدى للغرفه قائله:
سلسبيل إنتى صاحيه؟
إعتدلت سلسبيل على الفراش قائله:أيوا صحيت من شويه،بابا رجع،ولا لسه؟
ردت هدى:رجع من شويه وقال كويس إننا لسه مطلعناش هدومنا من الشنط،الأستراحه اللى قال عليها جهزت.
نهضت سلسبيل وقالت:بس إحنا هنرجع دار العراب من تانى.
تعجبت هدى من قول سلسبيل وقبل أن تسألها كانت 
خرجت من الغرفه وذهبت الى الغرفه الأخرى،دخلت بعد ان طرقت الباب وخلفها هدى...المتعجبه من قول سلسبيل.
تبسم ناصر لها وقال بحنان:
ماما جالتلى إنك كنتى حاسه بشوية إرهاق نايمه وهدى كانت جايه ليكى تصحكى،إزيك دلوق،عارف إنك مش مرتاحه فى نومة الأوتيلات دى،الاستراحه خلاص العمال نضفوها وبجت چاهزه خلونا ننزل تتعشى فى مطعم الاوتيل وبعدها نروح للإستراحه أهى تلمنا على ما أشوف لينا بيت مناسب.
ردت سلسبيل:بس إحنا عندنا بيت مناسب يبقى ليه نسيبه ونعيش فى الأستراحه.
لم يفهم ناصر ولا نهله فحوى حديث سلسبيل،الأ عنـ.ـد.ما قالت هدى:
سلسبيل قصدها إننا هنرجع دار العراب من تانى. 
تعجبت ونهله وكذالك ناصر الذى قال:مش فاهم قصدكم وضحوا شويه.
ردت سلسبيل:دار العراب هو بيتنا يا بابا،ولازم نرجع له تانى،حضرتك لك فيه زى عمى النبوى بالتمام،يبقى ليه نسيب بيتنا ونعيش فى الأستراحه،وكمان هناك هنلاقى راحتنا أكتر من الأستراحه...وكمان جدتى هدايه وحشتنى.
رغم تعجب ناصر من تغير سلسبيل  لقرارها بترك دار العراب لكن داخله سعيد،فحقاً إستوحش والداته،ربما كان تسرُع منه حين إستجاب لطلب سلسبيل بترك دار العراب،لكن حالتها كانت لا تسمح بالمجادله أو الرفض منه،هو طاوعها رغم عدm إقتناعه،لكن أراد أن ترتاح نفسياً  بعد ما حدث.
بينما نهله قالت:مش كان طلبك نسيب دار العراب.
قاطعتها سلسبيل:كنت مضايقه،بس خلاص بقيت كويسه ودارنا أولى بينا سواء من الاوتيل او حتى الاستراحه اللى بابا بيقول عليها... خلونا نرجع لدارنا من تانى
رد ناصر:فعلاً دار العراب دارنا،بس ليه غيرتى رأيك فجأه كده.
ردت سلسبيل:مفيش،بس فكرت وعقلى هدانى  إنى  أنا أتسرعت لما طلبت الطـ.ـلا.ق من قماح كان وقت غضب منى،وكمان مكنش لازم نسيب دارنا لأى سبب،كفايه أسئله وخلينا نرجع لدارنا من تانى يا بابا.
تبسم ناصر وإقترب من سلسبيل وضمها قائلاً:
نرجع دارنا يا سلسبيل تأكدى أنا دايماً هكون سندك فى أى قرار تاخديه.
تبسمت له سلسبيل وقالت:ليه المحامى كان عاوزك تروح له القسم الصبح.
رد ناصر بصدق:كانوا عاوزين يقفلوا المحضر بسبب إن السلاح اللى إنضـ.ـر.ب من الرصاصه اللى جت فى قماح منه.
رغم أن سلسبيل لم تصدق ذالك لكن قالت:كانوا عاوزينك عشان كده بس؟
رد ناصر بتعجب:وهيكونوا عاوزينى فى أيه تانى،قفلت أنا والمحامى المحضر،وبعدها روحت المستشفى إطمنت على قماح وكنت فى المقر بباشر شوية أعمال،ولما العمال اللى أمرتهم بتنضيف الاستراحه جالولى إنها بجت چاهزه چيت عشان أخدكم،بس أها إنتى عاوزه نرچع دار العراب خلينا نرچع من تانى لدارنا.
بداخل سلسبيل شك فى قول والداها،هو يُخفى عليها مساومة قماح وإتهامه له بمحاولة قــ,تــله  كى لا يُزيد فى مقتها له لكن لا بأس علبهم العوده الى دار العراب   
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت 
كانت صدmه بالنسبه لـ زهرت و رباح حين  دخل ناصر وخلفه نهله وبـ.ـنتيه، الى المنزل. 
تحدثت لهم إحدى الخدmـ.ـا.ت بترحيب: ناصر بيه الدار نورت برحوع أهلها عجبال قماح  بيه يرجع بالسلامه يارب، الست هدايه كانت جايلالى لما ناصر بيه يرچع خليه يچيلى مجعدى. 
تبسم ناصر يقول: الحجه هدايه قلبها دليلها، هروح لها. 
بالفعل ذهب ناصر الى غرفة هدايه  
دخل ناصر 
نهضت هدايه من على سجادة الصلاه 
تنظر له وهو يقول: 
حـ.ـر.امً ياأمى 
لكن صفعه...عناق...نظرات لوم وعتاب...
صفعه قويه... على وجه ناصر من هدايه جعلته ينظر لـ هدايه بذهول.
عناق...جذبت هدايه ناصر تُعانقه بقوه 
نظرة عتاب من ناصر لـ هدايه وقال:أول مره فى حياتى تمد إيدك عليا.
نظرة لوم من هدايه لـ ناصر وقالت له:عشان متفكرش إنك كبرت عليا وتعمل حاجه من غير سبب وتمشى وراء عيله صغيره،وتسيب داري وتبعد عنى من غير ما تفكر فى حالى من بُعدك. 
تحدث ناصر:أيه اللى عملته من غير سبب قصدك إنى أخدت مراتى وبناتى وسيبت الدار عشان سلسبيل لو كنت عارضتها يمكن كانت نفسيتها تعبت أكتر وحصلها حاجه هى أو الجنين اللى فى بطنها.
ردت هدايه:أيوه،بدل ما كنت تعقلها بطاوعها على خراب عشها.
تبسم ناصر بتهكم قائلاً:خراب عِشها،فين عِشها ده يا أمى،قماح مقدmش لـ سلسبيل غير الو.جـ.ـع سواء كان فى المعامله أو المعايره كمان،كنت مفكر إنه هيصون بـ.ـنتى ويحتويها بس كنت غلطان،خلانى أحس عملت ذنب كبير لما مسمعتش لرأى سلسبيل من الأول. 
ردت هدايه:المجوزين ياما بيحصل بينهم يا ناصر،سلسبيل  مش سهله وعندها جُدره(قُدره) جواها تجدر على جبروت وبرود قماح،وتحولهم بس هى اللى غالب عليها شعورها إنها إتغـ.ـصـ.ـبت على جوازها من قماح.
رد ناصر بتبرير:مش سلسبيل اللى غلطانه يا أمى معاملة  قماح معطاش لها فرصه تقرب منه،عالدوام معارض حتى إنها تشتغل بدون ما يقول سبب مقنع،قماح كمان كان يقدر يكسب سلسبيل بالراحه واللين مش بالآمر والعنف،ناسى إنها  حفيده  الحچه هدايه 
تبسمت هدايه قائله:يبجى ندى لهم  فرصه تانيه ونبدأ من چديد،مش نجطع الوصل بينهم وتطاوع بتك وتسيب دارها،تشمت قدريه وزهرت فيها،حفيدة الحجه هدايه لازمن تكون صلبه ومتكـ.ـسرش بسهوله.
بينما بخارج غرفة هدايه
آتت قدريه هى الاخرى ليست متعجبه من رجوع ناصر وزوجته وبـ.ـنتيه،صدقت هدايه حين قالت فى وقت سابق أنهم سيعودوا قبل نهاية الليله وها هم عادوا بالفعل لبتهم كانوا سُحقوا قبل العوده لهنا،لكن رسمت بسمة الأفعى وقالت بعتاب جائر وهى تنظر لـ سلسبيل:
أنا زعلانه منك يا سلسبيل،يعنى كده من أول خلاف بينك وبين قماح،تطلبى الطـ.ـلا.ق،لأ ومش بعد اللى حصل وكنتى هتمـ.ـو.تى قماح لولا ربنا نجاه كنتى تعقلى كده لأ تسيبى الدار.
ردت سلسبيل:كانت غلطه وخلاص أهو أدينى رجعت تانى لدار العراب ونـ.ـد.مت إنى إتسرعت فى طلب الطـ.ـلا.ق وعلى قولك مش من أول خلاف بينى انا وقماح أطلب الطـ.ـلا.ق وأسيب دار بابا قبل بيتى،وانا محستش براحه بره دار العراب،هطلع شقة بابا أرتاح يلا ياهدى نطلع.
رغم شعور زهرت بالبغض من سلسبيل،لكن قالت:
مش تستنوا نتعشى سوا،إنتى دلوقتي بتاكلى لاتنين،لتوقعى من طولك تاني.
رد رباح ساخراً:لأ سلسبيل لما وقعت من طولها مكنش بسبب الجوع،كانت خايفه على قماح.
ردت سلسبيل عليه:فعلاً كنت خايفه على قماح مش جوزى وأبو الجنين اللى فى بطنى،غير قبل ده كله إبن عمى زيك بالتمام،يعني قماح يبقى أخوك حتى لو مش شُققه أب وأم واحده،بس فى النهايه قماح يبقى أخوك ومن دmك،يلا يا ماما يلا يا هدى نطلع ووبابا يبقى يحصلنا.
تبسمن لها نهله وهدى وصعدن معها الى شقة والداها 
لكن قبل أن يغلقن الباب خلفهن تفاجئن بإحدى الخادmـ.ـا.ت تحمل صنية طعام قائله:
الوكل ده الحجه هدايه أمرت بيه يجهز عشان الست سلسبيل ترُم عضمها وتتقاوت بيه هى واللى فى حشاها ربنا يكملها وتجوم بالسلامه بحچرها ملان ويكون صبى بأذن الله.
أخذت نهله منها الصنيه قائله:صبي أو بنيه المهم الخلقه التامه ويچى بالسلامه،تسلمى.
دخلت نهله بالصنيه ووضعتها على السفره قائله:يلا تعالوا يا بنات نتعشى،
كادت سلسبيل أن تعترض لولا دخول ناصر قائلاً:
أنا طول اليوم مدوقتش الذات ولو مأكلتيش هبات جعان،يلا أنا شامم ريحة الوكل وجوعت أكتر،واضح من ريحة الأكل إنها فراخ بلدى من اللى بتربيهم الحجه هدايه ودول مبيطلعوش غير للغالين،ومين أغلى عليها من نبع المايه الصافى.
تبسمت له سلسبيل الحائره،كانت تعتقد أنها أنهت تلك المرحله بحياتها،بعد أن تركت الدار بالأمس ها هى تعود مره أخرى لها       
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
 بعد قليل
غفت عيون سلسبيل 
لترى بغفوتها 
طفله صغيره تحبِي على يديها وساقيها تتجه نحو وقوفها 
جثت سلسبيل على ساقيها تفتح ذراعيها لتلك الطفله الصغيره تنظر إقترابها منها وتأخذها بين يديها تضمها لقلبها، إنتظرت أن تقترب منها، حتى أصبحت  أمامها، لكن الطفله  لم تتجه إليها بل مرت من جوارها وتركتها تنظر فى أثرها، رأتها تتجه الى مكان مُظلم لكن فجأه حين أقتربت الطفله من المكان هنالك من أنار الضوء 
نظرت سلسبيل لمن أنار الضوء تفاجئت من ذالك الواقف يبتسم للطفله المُقبله عليه وجثى هو الآخر لها يستقبلها بين يديه، لكن رأت إمرأه أخرى خلف قماح الذى نهض يحمل الطفله، مدت المرأه يدها للطفله تريد إقتناصها من بين يدي قماح، لكن الطفله  مانعت وتمسكت بـ قماح،كذالك  
قماح تمسك بالطفله، وإبتعد عن تلك المرأه وإقترب من مكان جثوها، ومد إحدى يديه لها كى تنهض، 
نظرت سلسبيل  للطفله ثم ليد قماح 
دون شعور منها وضعت يدها بيد قماح ونهضت تنظر للطفله، التى تُجلجل ضحكتها البريئه فى  المكان، تبسمت سلسبيل بتوق لحمل تلك الطفله، فوجئت بقماح يُعطيها لها ببسمه. 
أخذت سلسبيل  منه الطفله وضمتها تستنشق عطرها البرئ تقبل وجنتيها بشوق. 
فجأه إستيقظت سلسبيل دون سبب
فتحت عينيها تتذكر ذالك الحلم، سأل عقلها من تلك الطفله التى كانت بالحلم، ولما حَلمت بها الآن، أتكون حامل فى فتاه، لا ليس هذا تفسير تلك الرؤيه 
تذكرت حين سمعت جدتها ذات مره تقول
البـ.ـنت فى الحلم.. دنيا جديده 
تسأل عقل سلسبيل  هل بعودتك لـ دار العراب  ينتظرك مع قماح دنيا جديده. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة رباح
الغل والحقد ليس فقط فى قلب زهرت بل رباح أيضًا
جلس على الفراش يضع رأسهُ بين يديه يُدلكها بأصابعه عل هذا الصداع يذهب عنه. 
صعدت زهرت على الفراش وجلست خلفه تُدلك له كتفهُ بدلال قائله: مالك يا حبيبى هو الصداع رجعلك تانى ولا أيه مش كان خف شويه. 
رد رباح المستمتع بتدليك زهرت لكتفيه: 
مش عارف ليه رجع تانى وبقى أقوى، حتى علبة الحبوب اللى جيبتيها لى قربت تخلص. 
ردت زهرت: ليه بسرعه كده، إنت عارف الدوا ده مستورد وغالى، وياريته غالى بس ده شاحح فى الصيدليات، أنا دوخت على ما صاحبتى دبرت لى العلبه دى واللى طلبته أديته لها قولت صحتك عندى أغلى. 
جذب رباح إحدى يدي زهرت من على كتفه وقبلها قائلاً: 
حبيبتي  ربنا يخليكي ليا. 
تبسمت زهرت بنشوه قائله: ويخليك ليا، أنا عارفه سبب الصداع ده دلوقتي  أيه، أكيد زعلان إن قماح وسلسبيل هيخلفوا قبلنا، قالت زهرت هذا ورسمت التآثر والدmـ.ـو.ع الكاذبه والخداع الذى يقع فيهم رباح  بسهوله قائله: 
والله كنت بمـ.ـو.ت وقولت للدكتوره حياته هو أهم منى، كفايه أنه حته منك كانت بتنبض جوايا. 
إستدار رباح لها وضمها قائلاً: أنتى عندى أهم من أى حاجه  تانيه  فى الدنيا حتى لو عشت من غير ولاد عمرى كله. 
تبسمت زهرت بنصر وهى تحتضن رباح قائله:لأ الدكتوره قالتلى إنى كويسه والإجهاض مأثرش علي الرحم وممكن بسهوله أحبل تانى،نفسى فى ولد يكون بحنيتك عليا.
شعر رباح بغشاوه تجتاح عيناه حاول مقاومتها هى وذالك الالم الذى يشتد مع الوقت، تراخت رأسهُ على كتف زهرت التى شعرت بذالك وتبسمت قائله: 
شكلك  الصداع  تاعبك، خلينى أجيبلك حبايه من الدوا، خدها ونام هتصحى  كويس، أكيد ده بسبب إرهاقك فى الشغل، قماح إتصاب فى وقت هجمة الشغل فى الشون، والشغل مله بقى مرمى عليك، بس إياكش بعد ده كله  يقدروا تعبك شويه. 
رغم آلم رأس رباح لكن إمتثل لقولها، شعر بضعف حين تسحبت من بين يديه،وكاد يسقط برأسه على الفراش لكن تماسك بوهن يغتاظ من ذالك الصداع..
عادت زهرت له بذالك الدواء وأعطت له حبتين قائله:خدلك قرصين أهم يساعدوك على الراحه بسرعه 
بالفعل أخذ منها الحبتين وإبتلعهما دون رشفة مياه وإرتمى بجسده يتمدد فوق الفراش مُغمض العينين .
تبسمت زهرت بداخلها،رباح الآن طوع يدها لو طلبت منه أى شئ سيفعله،وبالفعل قالت له: رباح إنت نمت ولا أيه؟
رد رباح:لأ بس حاسس بدوخه من الصداع،دلوقتي يروح.
تبسمت زهرت وقالت:كنت عاوزه أطلب منك طلب بس شكلك تعبان خليه لبعدين أهم حاجه ربنا يشفيك من الصداع ده.
رد رباح:أطلبى يا زهرتى.
تبسمت زهرت وقالت:أنت عارف إن بابا عيان بصدره وكنت حاجزه له عند دكتور صدر شاطر وكنت هاخده ونروح له،بس الحجه هدايه منعتنى من الخروج من الدار بعد كده غير بإذنها وأنت عارفنى مش بحب المشاكل،بس هى مش بتشطر غير عليا وأهو أنت شايف بعنيك،عمك ومـ.ـر.اته وبناته،إمبـ.ـارح سابوا الدار والليله رجعوا تانى بمزاجهم،لازم يكون لك كلمه قدامها،أنا مراتك إنت وإنت اللى تحكم عليا مش هى .
رد رباح: تمام يا روحى بعد كده لما تحبى تخرجى وهى رفضت إتصلى عليا.
تبسمت زهرت بظفر قائله:وانا كنت هخرج أروح فين،كنت هتفسح ولا هعمل شوبينج،أنا كنت هاخد بابا المريـ.ـض للدكتور يمكن يجعل الشفا على إيده،وكمان فى حاجه كنت عاوزه أطلبها منك بس مكسوفه.
رد رباح بأستفسار  :مفيش بينا كسوف وقولى عاوزه أيه.
ردت زهرت:كنت عاوزه مبلغ كده لزوم علاج بابا بفكر أدخله مستشفى خاصه يهتموا شويه بعلاجه،انت عارف حالته الماديه،وحماد مش مخلى عن يدهُ،كل مرتبه ضايع على علاح بابا.
رد رباح:وده سبب لكسوفك،قد أيه المبلغ اللى عاوزاه عشان المستشفى دى.
ردت زهرت:معرفش لسه،أنا قولت أقولك قبل ما أدخله للمستشفى.
رد رباح:بسيطه هكتبلك شيك بمبلغ حطيه فى حسابات المستشفى وإن أحتاجتى أكتر متنكسفيش تطلبى منى حاجه،فى النهايه باباكى جوز عمتي.
تبسمت زهرت وآتت بدفتر الشيكات الخاص بـ رباح وأعطته له قائله:بلاش تفقط المبلغ سيبه مفتوح أمضى بس عالشيك،وكمان الورقه دى إيصال ضمان أنا جيبته من المستشفى إن بابا يدخل المستشفى على حسابك الخاص.
بالفعل قام رباح بالأمضاء على الشيك كذالك الإيصال دون حتى قرأة محتواه،وبعد ذالك شعر بنُعاس إستسلم له قصراً
بينما تبسمت زهرت بظفر وقالت بفحيح:
الشيك ده  و وصل الأمانه اللى مضيت عليهم،بكده أبقى ضمنت أطلع من عيلة العراب بمبلغ محترم يقهرهم. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع. 
بمنزل.. نظيم 
صباحً
تبسمت والداته تقرأ  الماعوذتين من ثم قالت: 
النهارده أول يوم فى الدراسه،كل سنه وأنت طيب. 
تبسم نظيم يقول: وأنتى طيبه يا ماما، أمال فين لدوغه، مش هتروح الجامعه ولا أيه. 
ردت التى آتت من خلفه قائله: ولا أيه، طبعاً  النهارده أول يوم فى العوده للجامعه لازمن أروح أقابل أصحابى. 
تبسم نظيم قائلاً  بتريقه: أثحابى، مش عارف ليه يارب  يوم ما رزقتنى بأخت طلعت لدغه،معظم  اللى بيبقوا عندهم لدغه بتبقى فى حرف الراء إنما إنتى لدغه  فى حرف السين والصاد. 
ردت سميحه بتفاخر: عشان تعرف إنى متميزه حتى فى اللدغه، بالك العظماء هما اللى عندهم اللدغه بتاعتى، عندك محمد عبد الوهاب كان ألدغ زيي كده، هما المبدعين كده لازم يكون عندهم شئ يتميزوا بيه. 
ضحكت والداتها قائله: المبدعين والمتميزين دول إنتى مش منهم، أنتى فاشله بإمتياز، ونصابه. 
ضحك نظيم قائلاً: الست إستير جابت طقم الفخار اللى انتى بيعتيه لها كله مشرخ، وبيشر ميه، يا بـ.ـنتى أنتى طالما هاويه صناعة فخار روحى أى مركز تعليمى. 
ردت فتحتيه: يا بنى هى مش هاويه ولا عندها حتى موهبه، هى عاوزه تنصب عالناس  فى فلوس وخلاص، وإستير الغلبانه الوحيده اللى كل مره توقع فى فخها وتشترى منها، بالك اللى بيشتري منها مره مش بيشترى تاني، مفيش غير استير، معرفش زى ما يكون ساحره لها. 
تبسم نظيم يقول: لأ مش ساحره لها ياماما، إستير بتخاف منها، خايفه تبلغ عنها أنها حفيدة إستير بولانسكى اليهوديه اللى كانت فى مسلسل رأفت الهجان. 
ضحكت سميحه قائله: فعلاً، هى إسمها إستير بولس ناقص لانسكى، أنا مش عارفه أيه الناقص بصراحه، بحاول أطور من نفسى، هو العيب عندى فى الفينشج. 
ضحكت فتحيه قائله: العيب من البدايه مش فى الفنشينج زى ما بتقولى، أنتى بسبب الفخار ده طفشتى برج الحمام اللى كان عندنا. 
ردت سميحه: كل همك الحمام، ما هو اللى طفس وكان بينقر فى الفُخاريات اللى بصنعها، يعنى أقول للزباين أيه فازه بمنقار الحمام، وبعدين إحمدى ربنا إن الحمام  طفش أصلاً، ربنا رايد متاكليش شئ من حـ.ـر.ام. 
ضحك نظيم يقول: وأيه هو الحـ.ـر.ام ده بقى يا لدوغه. 
ردت سميحه بثقه: مش الحمام بياكل من الغيطان وكمان بياكل من عالاسطح بتاعة الناس،ده مش سرقه. 
عقل نظيم حديث سميحه فى رأسه وقال: تصدقى ياماما صح كلام لدوغه، أنا  لما كنت بشتغل فى الشونه، كنت أوقات بصفر أطير الحمام  والعصافير، ربنا يعوض عليكى، يا ماما. 
ضحكت فتحيه قائله: يارب، يلا أقعدوا ا أفطروا، قبل الأكل ما يبرد، وبعدها توكلوا على الله. 
تبسموا لها وجلسوا أرضاً، حول منضده صغيره يتناولون طعام الفطور، بمشاغبه بين نظيم وسميحه... وبسمة فتحيه عليهم. 
بعد قليل نهض نظيم يقول: الحمد لله شبعت، ألحق بقى أروح الجامعه عندى المحاضره الأولى، أدعيلى ياماما. 
قال هذا وإنحنى يُقبل رأس فتحيه. 
نهضت سميحه هى الاخرى تتحدث والطعام بفمها، وأنا كمان خدنى فى سكتك وصلنى لجامعتى، حتى أتفشخر قدام صحابى إن أخويا عنده عربيه،وكمان أذل الواد كيرلوس اللى مفكر المـ.ـو.توسيكل بتاعه ده طياره نفاثه . 
تبسمت فتحيه  قائله: طب إبلعى الاكل الاول  وبعدها إبقى أتكلمى، وماله مـ.ـو.توسيكل  كيرلوس مش كتر خيره أوقات لما كنتى بتتأخرى فى الجامعه بتتصلى عليه يجى ياخدك، عمرهُ أتأخر عنك. 
ردت سميحه: أنا ندله، وقررت أتغر وأتكبر عليه، بعربية نظيم، وبعدين خليه هو فى مذاكرته السنه دى عنده شهاده، وبعدين كفايه رافض،يأسلم  زى عمر الشريف عشان يتجوزنى،وبيقول مش عاوز لدوغه. 
ضحك نظيم قائلاً: يعنى العيب فى اللدغه، بسيطه نقطع الحته الزايده فى لسانك، يمكن  يرضى. 
ردت فتحيه: والله لو قطعت لسانها كله هتفضل لدغه وكفايه رغى، يا نظيم دى ما بتصدق حد يسحبها للرغى، هتتأخر، وأنتى خدى العيش بتاع إستير معاكى فوتيه على نسيم فى البقاله.
تبسم نظيم يقول: العيش البنى بتاع إستير، والله إستير دى هتدخل الجنه بسبب مقالبك فيها، زمانها بتقول كان يوم أسود يوم ما ولدت ماما فيكى. 
تبسمت فتحيه تقول: لأ دى بتحبها جوى. 
تبسمت سميحه بدلال قائله: أنا لذيذه وأتحب أصلاً. 
تبسم نظيم  يقول: أحب أنا البنات الواثقه فى نفسها دى، يلا يا لدوغتى الصغيره، عشان الوقت، بلاش أتأخر كده أول يوم دراسه. 
غادر الإثنان وتركا فتحيه تنظر فى أثرهما مبتسمه تنهدت براحه، هذان الإثنان تعبا مثلها لاتنسى هذه الصغيره التى كانت تحبي وقت وفاة والدها هاهى الآن كبرت وأصبحت شابه، مرحه حقًا ليست متفوقه بالدراسه لكن لديها هدف بحياتها تُريد بناء شخصيه خاصه بها. 
......... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام تلك البقاله 
مثل كل يوم منذ أسبوع يأتى صباحً يتمنى أن يُصادفه الحظ ويراها مره أخرى، يُفكر أن يذهب يسأل عليها ذالك البائع، لكن كان يتراجع بآخر لحظه، فماذا سيقول له، إذا سأله لماذا تسأل عنها،
لكن ربما يرأف لحاله القدر اليوم 
ها هى تنزل من تلك السياره تحمل بيدها شنطه منزليه متوسطه وتدخل الى محل البقاله، مبتسمه لم تنتظر كثيراً بسبب زامور تلك السياره التى ترجلت منها قبل دقيقه يبدوا أنه يقوم بإستعجالها، بالفعل عادت لكن 
كادت أن تصتدm بتلك الدراجه الناريه، لكن تفادها سائق تلك الدراجه مبتسمًا
نظرت له سميحه قائله: جرى أيه يا كيرلوس جواز ومش عاوز  تحوزنى ورضينا بيها لكن كمان عاوز تخبطنى بالمـ.ـو.توسيكل بتاعك وأبقى مكسحه وتوقف حالى. 
تبسم كيرلوس لها قائلاً: صباح  الخير يا لدوغه كويس إنى قابلتك ماما باعته ليكى السندوتشات دى وبتقولك فين العيش البنى مش خبزتوا إمبـ.ـارح؟ 
ردت سميحه: العيش مع عم نسيم  وهات السندوتشات، بس أيه إنت مش رايح المدرسه ولا أيه. 
رد كيرلوس: مدرسة ايه أنا فى ثانويه عامه، بناخدها دلوقتي  من منازلهم مش بنروح المدرسه الأ مرتين،مره نكتب الأستمارات،وأيام والامتحانات، أدعيلى من قلبك، نفسى أبقى زى نظيم وأدخل حاسبات ومعلومـ.ـا.ت وأبقى مُبرمج وأخترق الشبكات العالميه. 
تبسمت سميحه: ربنا يحققلك  أملك هات السندوتشات وخلينى أروح لـ نظيم قبل ما يسيبنى وامشى ووقتها نفيش غيرك توصلنى. 
تبسم كيرلوس: لأ بالسلامه يا لدوغه. 
تبسمت له وعادت الى سيارة نظيم. 
بينما محمد تعجب هذا كيرلوس  التى تحدثت عنه، أنه فتى صبى يبدوا بوضوح بالكاد أكمل السادسه عشر من عمره، لكن هى قالت عنه أبو عيون إزاز، عيناه  عاديه لكن يرتدى نظارات نظر، فهم قصدها العيون الزجاج هى تلك النظارات، تبسم محمد فتلك اللدغه تبدوا عِشريه وتحب المرح... لكن من الذى ركبت معه السياره، لم يُفكر كثيراً  وسار خلف السياره يرى الى أين تذهب، 
توقفت السياره أمام إحدى الجامعات ترجلت سميحه من السياره وألقت قُبله فى الهواء لمن كان معها بالسياره، شعر محمد بإنزعاج من ذالك أيكون لديها حبيب، او خطيب... 
سأل محمد نفسه: لماذا إنزعجت من ذالك، أنت رأيتها مره واحده  فقط وأثرت على  عقلك أصبحت طوال الاسبوع المنصرم تأتى الى ذالك المكان يوميًا تنتظر رؤيتها، أليست هذه حماقه منك.... 
جاوب عقله: بل هذا قمة الحماقه، عليك الأنتباه لنفسك قبل أن تسير بطريق لا تعلم بدايته من نهايته. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجامعة هدى 
بأحد المدرجات 
كانت هدى تجلس جوار صديقتها فوق أحد المدرجات ظهرها لمقدmة المدرج، كانتا تتحدثان بمرح  مع بعض زملائهم، يتحاورون عن ما فعلوه بالأجازه الصيفيه، وكيف قضوها بين مرح وعمل ولهو والبعض منهم فى أخذ بعض الدورات تساعده فى إتقان البرمجه، تنبهوا حين دخل ذالك المدرس الجديد وأعتدلوا فى أماكنهم، لكن هدى مازالت تعطى ظهرها له. 
تحدثت زميلتها لها بصدmه: هو بصى كده!....  
إستدارت هدى واقفه  تنظر أمامها إنصدmت هى الأخرى حين رأت نظيم، 
الذى وقع بصرهُ عليها تبسم بداخله لكن أخفى ذالك قائلاً: 
معاكم دكتور نظيم بهنسى، هكون معاكم إنشاء الله السنه دى، تقدروا  تعتبرونى أخوكم الكبير وأى حد يوقف قدامه معلومه وعاوز لها تفسير أنا طبعاً  مش بأدى أى معلومه ببلاش كله بتمنه. 
تبسموا له، بينما هو قال: طبعاً بهزر انا عارف إن نُظم الحاسوب والبرمجه بحر كبير،وأنا شخصياً فى بعض الداتا ممكن أكون مش مُتقنها  أى طالب يوقف  قدامه معلومه يقدر يسألني، ودلوقتي، خلونا فى المحاضره. 
بدأ نظيم فى شرح بعض النماذج لبعض نظم البرمجه، كان يشرح ببساطه  تُشبه شرحه فى ذالك المركز التعليمى التى تذهب إليه، يبدوا أنه شخص لديه ضمير فيما يُقدmه للأخرين، قارنت بينه وبين بعض المدرسين الآخرين، والذى يكون  إعتمادهم فى شرح  الكورسات  الخارجيه  فقط بينما بالجامعه مجرد حضور روتينى لا أكثر، لفت ذالك إنتباهها، 
بعد وقت إنتهت المحاضره غادر نظيم المدرج، سمعت همس الفتيات عن ذالك الأستاذ الجديد وعن وسامته، وعن بساطته وتلقائيته، لكن سخرت هدى منهن قائله: 
فى أستاذ جامعه يجى للجامعه بترننج سوت فين وقار الأستاذ، والله أنكم تافهين... قالت هذا ونهضت تخرج من المدرج لديها شعور لا تعرف سبب لضيقها حين تحدثن الفتيات بإعجاب بـ نظيم وشخصيته البسيطه. 
سارت بين أروقة الجامعه دون إراده منها لا تعرف كيف توجهت الى غرفة أعضاء التدريس، وقفت بمدخل الغرفه 
جالت عيناها بالغرفه تبحث  عن من، لا تعرف ما هذا الشعور هذه ليست أول مره ترى نظيم لكن اول مره تسمع مدح الفتيات به، او ربما ليست أول مره سابقاً  صديقتها  مدحت بوسامته وجاذبيته لكن كان هذا مُزاحً منها لا أكثر
تفاجئت بمن خلفها يتحدث:
لو سمحتى يا آنسه هدايه ممكن توسعى من على الباب  عاوز أدخل للاوضه.
تجنبت هدى له.. حتى دخل 
تحدث لها قائلاً: على فكره مواعيد الكورس  هتتغير من أول الأسبوع الجاي، هتبقى مناسبه مع مواعيد المحاضرات. 
أمائت هدى رأسها صامته. 
تبسم نظيم  يقول: بدورى على دكتور معين... هنا فى أوضة أعضاء التدريس،ولا دخلتى هنا بالغلط. 
تلبكت هدى وقالت: لأ مش بدور على حد معين ولا مربع، فعلاً دخلت  هنا بالغلط. 
قالت هدى هذا وخرجت من الغرفه... بينما تبسم نظيم هامسًا، بـ.ـنت العراب شكلها قويه. 
بينما هدى سارت تشعر بغـ.ـيظ قائله: شخص بـ.ـارد وأنتى يا هدى غـ.ـبـ.ـيه أيه اللى وداكى أوضة أعضاء التدريس، بقى أنا مش طيقاه فى الكورس اللى شهرين، إزاى هقدر أستحمله سنه بحالها، يارب يرفدوه. 
تبسمت لها صديقتها  التى آتت لجوارها تلهث، روحتى فين يا هدى بعد ما خرجتى من المدرج، أنا لفيت مبنى الجامعه عليكى، ومالك مضايقه كده ليه، البنات بتهزر، بس بصراحه عندهم حق، معظم الدكاتره اللى درسوا لينا قبل كده كانوا بيبقوا كبـ.ـار شويه فى السن، إنما نظيم قريب لينا فى السن وتفكيره كمان زينا بسيط ومش معقد زى الدكاتره  التانين. 
نظرت لها هدى بإستهجان وقالت:واضح  إن تفكيرك  سطحى زى البقيه، أنا خلاص النهارده اول يوم  فى الدراسه ومكنش فى غير محاضره واحده، همشى سلام. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بدار العراب 
ليلاً
بالصدفه 
تسمعت قدريه على حديث النبوى على الهاتف
لم تستطيع تفسير شئ من حديثه 
سوى: 
أنا أتفقت مع المأذون على آخر الشهر ده نكتب الكتاب 
جهز أنت الأوراق المطلوبه بقى قبل الميعاد ده مش عاوزك تتأخر على الميعاد اللى إتفقت مع المأذون عليه ومتحملش هم الشهود كمان.
قال النبوى هذا وأغلق الهاتف مبتسماً،
بينما إشتعلت نيران بقلب قدريه،هل سيتزوج عليها مره ثانيه،بعد كل هذه السنوات يُعيد نفس فعلته القديمه وتُفاجئ به يدخل عليها بزوجه أخرى كما فعل بالماضى
لكن لا لن تسمح بذالك مره ثانيه وستمنع تلك الزيجه لو إضطرت للقــ,تــل مره أخرى. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل. 
بغرفة النوم. 
شعر قماح النائم  بيد سلسبيل التى وضعتها على جبهته ومسدت بين خُصلات شعره، فتح عيناه  ونظر لها مبتسماً، ردت عليه  ببسمه رقيقه إنت صاحى يا قماح. 
تبسم لها وجذبها عليه  ونظر لشفتاها قائلاً: صحيت لما لمستى بإيدك شعرى، تعرفى إن ماما لما كنت ببقى عيان كانت بتنام جانبى  وتعمل كده. 
تبسمت له سلسبيل برقه. 
جذبها قماح  عليه ودون تفكير  قبلها بهدوء وعشق، شعر بها تبادله‌ القُبلات، جذبها أكثر عليه ونزع عنها ملابسها وبدأ فى تقبيلها يديه تسير على جسدها برفق شعر بسلسبيل تذوب معه فى الغرام. 
بغرفة هدى 
كانت تجلس على الفراش ممده ساقيها وتضع عليهم، حاسوبها تقوم بتطبيق عملي بعض نُظم البرمجه التى سبق ودرسته بذالك الكورس، تذكرت ذالك الخطأ التى فعلته تلك المره جعل الحاسب التى كانت تعمل عليه أطلق إنذار خطأ، على ذكر هذا  الخطأ تذكرت نظيم وعادت برأسها حديث زملائها وإعجابهن به سواء بشرحهُ البسيط أو وسامته ولباقته، لما شعرت بغـ.ـيظ منهن، 
جاوب عقلها: أكيد بسبب  عدm إستظرافك له. 
نهرت نفسها لما تفكر في هذا الغـ.ـبـ.ـي بالنسبه لها منذ أن رأته أول مره، بالمصعد، أغلقت الحاسوب وقالت لنفسها، شكلى بدل ما كنت هسهر أطبق عملى اللى أخدته سواء فى المحاضره او الكورس، هفكر فى الغبى نظيم اللى مفكر نفسه "محمود الخطيب" على الاقل محمود الخطيب بيلبس بدل رسميه مش زى الغبى ده اللى مفكر  الجامعه نادى رياضى وجاي بترننج سوت. 
أنام أحسنلى وبكره بالنهار أبقى أطبق عملى. 
وضعت هدى الحاسوب على طاوله جوار الفراش وتمددت على الفراش،لكن هذا الأحمق سكن تفكيرها الى أن نعست بعد وقت ليس بالقصير.
...
على الجهه الأخرى،كان نظيم بغرفة نومه نائم على فراشه يضع يديه أسفل رأسه يتنهد لكن فجأه آتت لخياله تلك صاحبة الوجه الضحوك،تنهد قائلاً:هدايه ناصر العراب 
تبسم حين تذكر ردها عليه فى الجامعه حين  أحرجها،ونظرتها المذهوله حين رأته بالمدرج يعطى لهم المحاضره،
لكن فجأه زالت بسمته ونهر نفسه قائلاً:
فوق يا نظيم إنت مين وهى مين،مهما وصلت وبقيت دكتور جامعه،بس فى النهايه أنت نظيم بهنسى اللى كنت شغال عامل عند باباها،كمان هى واضح عندها شوية غــــرور بلاش تنجرف لطريق نهايته معروفه،إحنا مش فى زمن القصص الخياليه. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل
لم يكُن ما يشعر به قماح حلم، كان حقيقه سلسبيل بين يديه يُقبلها يديه تدmغ جسدها لكن إنقلب كل ذالك بعد أن شعر برفض سلسبيل لتلك المشاعر التى تُسيطر عليه يود قُربها والفرار معها من ذالك الواقع الذى تفرضه عليه،شعر بنفورها وجمودها ليس هذا فقط بل دفعها له وقولها:
كفايه يا قماح،إبعد عنى مبقتش قادره أتحمل لمسك ليا
متنساش إنك لسه موجوع فى صدرك.. بلاش تخلينى أستغل وجيعتك وأبعدك عنى. 
رفع  قماح جسده قليلاً من فوق سلسبيل  ونظر لعينيها ورأى بهم نظره جديده، نظرة برود رفض وتحدى. 
تنحى عنها نائماً فوق الفراش، لملمت سلسبيل ثيابها ثم  نهضت من على الفراش، ولم تنظر إليه وكادت تخرج من الغرفه لكن توقفت لثوانى تستمع لحديث  قماح الجاف: 
مفكره بأسلوبك ده تمنُعك عنى إنى هطلقك، غلطانه يا سلسبيل، أنا ممكن مع الوقت أزهق ومش بعيد أتجوز عليكى  لكن عمرى ما هطلقك يا بـ.ـنت عمى. 
ضحكة سخريه من سلسبيل التى مازالت تعطيه ظهرها ثم قالت: 
ده اللى متوقعاه من البدايه يا إبن عمى، الصفه الوحيده اللى هتفضل بينا هى إننا ولاد عم وبس. 
رد قماح بغضب حاول  الأ يُظهره: 
والجنين اللى بطنك ده مالوش صفه رابطه بينا...وليه كنتى بتهتمى بيا الأيام اللى فاتت؟ 
وضعت سلسبيل  يدها على بطنها وردت وهى مازالت تُعطيه ظهرها:للآسف،بس ده لسه فى عِلم الغيب،ياعالم يكمل ويجى للحياه ولا أيه لسه اللى هيحصل،وسبق وقولتلك إهتمامى بيك إنسانيه فى الأول والآخر إنت إبن عمى، نسيت أقولك إنى إتفقت مع بابا إن طالما حالتك الصحيه  إتحسنت من بكره هنزل أنضم للمحاسبين فى المقر بقولك للعلم فقط، تصبح على خير،يا إبن عمى.
غادرت سلسبيل الغرفه وتركت قماح يشعر بغضب جم،سلسبيل أعلنت التحدى معه،فى نفس الوقت شعر بغصه من تبدلها هكذا حين إقترب منها،فهى طوال الأيام الماضيه تولت الإعتناء به،حقًا لم تكن تنام لجوارهُ على الفراش، لكن هو ظن أنها تفعل ذالك من أجل أن تُعطى لزواجهما فرصه أخرى، لكن يبدوا أنه مُخطئ فهى قالت أن ذالك إنسانيه وأنه إبن عمها  كم يبغض تلك الكلمه حين تقولها . 
بينما سلسبيل ذهبت الى غرفة المعيشه،جلست على إحدى الأرائك،تشعر بنغزات فى قلبها وضعت يدها على بطنها،قماح قال ما صفة هذا الجنين الذى ينبت برحِمها،تعلم أنه حلقة وصل بينهم،رغم معاملة قماح السىيئه لها منذ بداية زواجهما،لكن ذالك الجنين الذى برحمها لم تستطيع أن تكره وجوده كان سهل عليها إجهاضه والتخلص من أى رابط يربطها بـ قماح ويظل الرابط الوحيد هو أنهم أبناء عم فقط،لكن لا تعلم لما حين عرفت بوجود هذا الجنين تضاربت مشاعرها بين الفرح والحـ.ـز.ن،كانت تود أن يجدها هذا الجنين سعيده حين تشعر به وهو برحِمها،لكن هذا لم يحدث والسبب هو غطرسة وعنجهية وقبل ذالك عنف قماح معها.   
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قماح الذى بغرفته يسترجع ماضى طفل بالعاشره بدأ يرى قسوة من حوله، 
فلاشــــــــــ،،، بــــــــــاك. 
كآن الحياه حين تنقلب وتعطى وجهها السئ تزيد من القسوه. 
بعد وفاة والداته بعدة أشهر، كانت تهتم به هدايه وتراعيه فى تلك الفتره،كان يرى الفرحه والشمت فى عين قدريه،ونهرها له فى الخفاء لكن لم يكُن يبالى بذالك كان فى المقابل هدايه وجدهُ وكذالك النبوى،يُظهرون له المحبه،كذالك عِمه ناصر وزوجته
لكن تبدل ذالك أيضًا،حين فوجئوا بدخول جدة قماح اليونانيه وبصُحبتها رجُل كهل،به ملامح من والداته الراحله،عرف أنه خاله هو رأى له صورًا سابقاً،وكان معهم مترجم خاص ورجل يبدوا من زيهُ دبلوماسى  وبعض رجـ.ـال الشرطه. 
تحدث أحد رجـ.ـال الشرطه:معانا أمر بتسليم الطفل قماح النبوى العراب لــ جدته السيده "إليخاندرا مونتيس" بصفتها حاضنه له وده قرار من المحكمه اليونانيه أنها الأحق بحضانة طفل بـ.ـنتها اللى توفت من عدة شهور.
إنخض الجميع كيف حدث هذا وكيف حصلت تلك المرأه على حضانة قماح بتلك السهوله.
رفض قماح ذالك وذهب الى حـ.ـضـ.ـن جدته هدايه التى ضمته وقال:لأ أنا عاوز أفضل هنا مع جدتى هدايه وبابا،كمان بـ.ـنت عمى سلسبيل ماما كانت بتحبها،ماما مش كانت بتحب الست دى لا هى ولا الراجـ.ـل اللى معاها ولا بتحب اليونان،ماما كانت بتحب هنا وأنا عاوز أعيش هنا.
ذهب ذالك الكهل الذى كان معهم وقام بشـ.ـد قماح قوياً من بين يدي هدايه،التى فلت منها قماح بصعوبه،وقامت بحذبه مره أخرى تحتضنه،
تفوه ذالك الكهل ببعض الكلمـ.ـا.ت باليونانيه،ترجمها لهم المترجم قائلاً:
هما معاهم أمر واجب التنفيذ بأخد الطفل قماح كونه حفيد الست إليخاندرا مونتس.
تعجب النبوى قائلاً:إزاى وأمتى طلع الأمر ده،وإزاى متعرفش قبل كده.
رد المترجم:ده أمر من المحكمه اليونانيه بصفة إن والدة الطفل ده تحمل الجنسيه اليونانيه يحق لـ جدته اليونانيه أخد حضانته طالما هى عندها الصلاحيات الكامله،زى الأهليه العقليه وكمان الماديه،ودول شرطين يتوفروا فى جدته،ده أمر إلزامى من السفاره اليونانيه بمصر،بتسليم الطفل قماح النبوى العراب لجدته السيده إليخاندرا مونتس.
رد ناصر: طب لو رفضنا تسليم قماح  أيه اللى هيحصل. 
رد المفوض من السفاره: وقتها هندخل فى نزاع، وده طبعاً  بعد تسليم الطفل لـجدته اليونانيه أولاً. 
رد النبوى: مستحيل أسلم أبنى ليهم أنا عندى يقين إن الست دى غير مؤتمنه على إبنى، إذا كان  مراتى نفسها كانت شبه قاطعه علاقتها بيهم من بداية جوازنا.
رد المفوض:إحذر من طريقة حديثك ممكن يتاخد عليك إنك بتسب السيده إليخاندرا،مفيش طريق دلوقتي غير تسليم الطفل للسيده إليخاندرا وبعدها تقدر تلجأ للمحكمه سواء اليونانيه أو المصريه،لكن دلوقتي معانا أمر واجب التنفيذ،بتسليم الطفل،ولو حضرتك رفضت هتضطر لاخده بالقوه... من فضلك مش عاوزين الامر يتصعد لخلاف بين الدولتين. 
رد الجد:يتصاعد وماله بس مش هنفرط فى ولدنا يتربى بعيد عنيننا وسط ناس أغراب منعرفش أصلهم من فصلهم.
رد المفوض بتهكم:وإبنك بيتجوز من اليونانيه مكنش يعرف أصلها من فصلها،بلاش الطريقه دى أنا لغاية دلوقتي مش عاوز أصعد الأمور،الطفل والدته يونانيه وبالتبعيه لولدته بيحمل جنسيتها والأحق بيه جدته اليونانيه،دلوقتي مفيش قدامكم طريقه غير تسليم الطفل لجدته،وتمضوا على أمر التسليم ده.
رد ناصر:ممكن نتفاهم براحه مع السيده إليخاندرا يمكن نتوصل لحل سلمى يرضى جميع الاطراف.
رد المفوض بعد ان تحدث الى إليخاندرا قائلاً:
السيده إليخاندرا بترفض أى حوار،وهى عاوزه طفل بـ.ـنتها كذكرى لها من بـ.ـنتها اللى توفت بعيد عنها وأدفنت فى أرض غريبه ولم تستطيع وداعها الوداع الأخير.
تهكمت هدايه بين نفسها وقالت:الوداع الأخير وده من مـ.ـيـ.ـتى.
بينما قال النبوى بإستمـ.ـا.ته:أنا مستحيل أسمح أبنى يبعد عنى،ومستعد أدفع للست دى أى مبلغ تطلبه وفوراً.
رد المفوض:دى تعتبر رشوه،من فضلك يا حضرة الضابط نفس القرار اللى فى الاوراق معاك.
رغم عدm إقتناع الضابط بذالك لكن جذب قماح قوياً من يد هدايه التى كان قماح يتشبث بها،يدي هدايه أصبحب خاويه،فى لحظات أخذت تلك الغريبه ومن معها قماح وغادروا المنزل،ذهب خلفهم النبوى،لكن صعدوا بالسياره سريعاً 
قبل أن يأتى بسيارته كانت سيارتهم أختفت من على الطريق أمامه،شعر النبوى بفقد جزء كبير من قلبه،توالت الأيام وقبل أن يأخد النبوى قرار بضم قماح له كان سافر مع تلك العجوز والكهل الآخر 
لتبدأ رحله من الآلم والحرمان،كآن القدر يعـ.ـا.قبه على ماذا لا يعرف...
تلك العجوز إليخاندرا من قدmت دعوه ضمه بأوراق ثبوتيه مزوره أنها تمتلك الأهليه والقدره الماليه ما كانت سوا إمراه عجوز تهوى الكحوليات تتجرعها بشراهه،وذالك الوغد المدعو خاله ما كان سوى مُخنث يهوى القمار وفتيات الليل وليس هذا فقط كانت هنالك زوجته التى ليس لديها أى مبادئ هى الآخرى،علم سبب طلبهم لحضانته بعد ذالك،كان هو المال،إبتزاز النبوى مقابل أن يرى طفله كان عليه دفع الفديه لهم،كانوا يتمسكون بحضانته بشراسه بسبب تلك الاموال التى كان يُرسلها لهم النبوى مقابل سماحهم له برؤيته بين الحين والآخر مره فى العام تقريباً...
تذكر تلك المدرسيه الشعبيه التى كان يذهب إليها ومعاملة باقى زملائه له بالأخص حين عرفوا أنه ليس يونانياً وكذالك يحمل ديانة الإسلام بدأ الأضهاد من بعض زملائه العنصـ.ـر.ين له،سواء كان بالذم او أحيانًا بالضـ.ـر.ب،
الضـ.ـر.ب الذى تكاتل عليه أكثر من فتى وقاموا بضـ.ـر.به بعد خروجهم من المدرسه وأحدى الضـ.ـر.بات أصابت عنقه بعنف خلفت آلم قوى،حين عاد للمنزل لم يجد من يهتم به أصيب بالحمى لليالى لكن وسط تلك العتمه تعرف على صديق كان هو الآخر يتيم يعيش مع جدهُ الضرير تقبله دون عنصـ.ـر.يه وقام بمصادقته كان خير صديق إعتنى به وبدأ فى علاجه حسب خبرته الصغيره مر وقت وبدأ قماح يكبر أصبح بالسادسه عشر.
رأى زوجة خاله تلك اللعوب تتودد الى صديقه تريد اللهو معه،ذالك الذى بالكاد أصبح صبي،تريد أخذه للرذيله معها،رفضها صديقه مرات،فبدات برمي شباكها على قماح نفسه،كانت تتعمد أن تتعرى أمامه كى تُثيره لكن هو كان يمقت منها ويشعر بالنفور وكان يبتعد عن المنزل لأيام وليالى أحيانًا كان يُفضل المبيت بالشارع عن الذهاب الى المنزل والتصادm مع تلك العاهره،حتى جدته لم تكن تسأل عنه،كل ما يُهمها المال كى تاتى بالكحوليات،كان مبدئها أعطنى المال وافعل ما تشاء، كان هو وصديقه يتشاجران مع من يحاول العبث معهم من أبناء الحى المتسكعين، لكن حين أصبح  قماح بعمر السابعه عشر 
ربما شاء له  القدر أن يُغير مصيرهُ يعود لموطنه،ربما ينتظره مستقبل أفضل عن هنا باليونان ربما مع الايام بسهوله ينضم لهولاء المتسكعين وينتهى به الحال بسكين مثل،صديقه الذى كان يشاركه الآلم والحرمان حين تكاتل عليهم بعض شباب الشارع المتسكعين وقاموا بضـ.ـر.به هو وصديقه الذى أخذ سكين بمقــ,تــل أثناء مشاجرتهم الأثنين معهم بسبب أضهادهم لهم،كان آخر حديث صديقه له...إنت عديت سن الستاشر سنه وتقدر تتحكم فى حياتك...عُد لبلدك عُد لهتان الأثنتين التى كنت دائماً تحكى لى عنهن تلك المرأه الحنون جدتك،وتلك الطفله الصغيره لابد أنها أصبحت فتاه صغيره الآن،كانت هذه آخر أقوال صديقه له قبل لفظ نفسه الأخير،إتخذ بعدها القرار،لن يبقى هنا ويصبح متشرد ومتسكع وينتهى به الآمر إما بفراش زوجة خاله،أو قتيل على يد أحد المتسكعين...حسم أمرهُ،وتسأل عن مكان السفاره المصريه باليونان،وأخذ أوراقه التى تثبت أنه لديه الجنسيه المصريه وأنه بلغ السادسه عشر من عمرهُ وبقانون اليونان لديه الحق فى السفر لأى مكان حتى دون إذن والدايه أو من يتواصى عليه،
عاد الطير الذى أُسر قهرًا لسنوات عاد لعُشه مره أخرى،
لم يشعر بمصر بغُربه بل إنتماء،
وحدث عكس ما حدث بالماضى...مثلما أخذوه عنوه عاد برضاه...
كانت من فتحت له باب المنزل هى سلسبيل التى قاده قلبه لها وقال:إنتى نبع المايه الصافى.
للحظات إرتجفت سلسبيل قبل أن تدخل الى غرفة جدتها تلهث قائله:قماح رجع يا جدتى زى ما قولتلك إنى شوفته فى الحلم.
خرجت هدايه الى بهو المنزل،وجدت صبى يافع أمامها يبدوا نحيل،بسرعه كانت تضمه قائله:
كنت متوكده الطير لازم يعود لعِشه،واد العراب رچع من تانى لعِشه.
من فرحة هدايه سجدت أرضًا، بينما آتت على صياح سلسبيل كل من قدريه ونهله،التى تبسمت له ورحبت به.
لكن قدريه تغابن وجهها فهى تمقته بشـ.ـده وعودته مثل اللهب فى قلبها،لكن أمام هدايه رسمت البشاشه ليست البشاشه فقط،بل إقتربت منه وحـ.ـضـ.ـنته قائله:ولدى عاد من تانى.
بينما نهله صافحته فقك،سلسبيل ذهبت خلف جدتها تنظر له فقط لم تتحدث له،لكن شعرت بنظرة عيناه لها كان بها شئ غريب لا تفهمه.
عوده للحاضر...
زفر قماح نفسه بغضب حين تذكر الماضي الذى خلق منه ذالك القاسى الذى أصبح عليه، حتى تلك القطعه التى كانت مازالت بقلبه لينه إنتهت حين دخل الى عالم الأعمال،لكن هنالك قطعه أخرى بقلبه كان يخشى أن يظهر لينتها، عشقه لـ السلسبيل... التى فقدها بقسوته عليها حين إمتلكها، لكن مازال هنالك أمل واهى. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة النبوى
بغرفة النوم
كان النبوى نائم على الفراش وقدريه تتسطح لجواره مستيقظه تشعر بلهيب فى قلبها بعد أن تسمعت على جزء من حديثه على الهاتف.. كم تود الفتك به الآن شار شيطانها عليها قــ,تــلهُ،كما يقول المثل جنازته ولا جوازته،لكن لو قــ,تــلته سيستريح،هى تريدهُ أن يشعر بالآلم مثلما سقاه لها يومً حين دخل عليها بالاغريقيه وقال أنها زوجته...
على ذكر تلك الاغريقيه تذكرت حين سكبت لها الزيت على سلم المنزل لتنزلق ساق كارولين وقتها وتسقط على درجات السلم متأثره بقوه تنزف بشـ.ـده،لكن أنقذها النبوى وقتها الذى عاد بالصدفه للمنزل واخذها للمشفى،لتلد طفله متوفاه،ويستمر النـ.ـز.يف على كارولين ويصحب ذالك إرتفاع فى درجة حرارة جسدها أدت لوفاتها بعد وفاة طفلتها بعدة أيام متأثره بحمى نفاس،لكن بالأصل هى قــ,تــلتها بسكب ذالك الزيت على السلم ،كم تشفت قدريه فى مـ.ـو.تها وقتها،كُسر قلب النبوى مثلما كـ.ـسر قلبها يوم ان تزوج عليها،لكن اليوم لن تنتظر أن يدخل عليها بزوجه أخرى فكر عقلها لتهتدى لشئ عليها مراقبه تحركات النبوى وستعرف أين يذهب ووقتها ستدخل وتمنع تلك الزيجه،لابد أن تبحث عن شخص يراقب تحركات النبوى ويخبرها بها أولاً بأول.  
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى... صباحً
أمام شقة ناصر أثناء نزول سلسبيل  السلم
تبسمت هدى وهى تنظر لـ سلسبيل قائله: أيه الشياكه والاناقه دى عالصبح خلاص هتستلمى الشغل فى المقر النهارده. 
ردت سلسبيل: آه خلاص قماح صحته بقت كويسه، وكلها  كم يوم ويقدر هو كمان يرجع لشغله، وأنا إتفقت مع بابا ياخدنى معاه. 
تبسمت هدى: مبروك يا بشمحاسبه، أبقى أفتكرى أختك  الغلبانه فى كم جنيه  كده من مرتبك. 
تبسم لها ناصر قائلاً: اللى يسمعك يقول ناقصك حاجه. 
تبسمت  هدى قائله: ناقصنى عربيه خاصه بيا مش اقف قدام الجامعه  أستنى السواق عشان يجى  ياخدنى، بعد المحاضرات... أنا بعد ما أخلص كورس  نظم البرمجه  هروح  أى مدرسة سواقه وأتعلم السواقه وأطلع رخصه وأترحم من إنتظار السواق. 
ضحك النبوى الذى كان صاعدًا كى يطمئن على قماح  قبل أن يذهب للعمل وقال: العربيه هتبقى هديتى  ليكى بعد ما تخلصى دراسه  وتتخرجى من الجامعه ويبقى عندنا مبرمجه شاطره. 
تبسمت هدى له قائله بتذمر مرح:لسه هستنى ده كله،طب ما تعتبر الهديه دى لـ سلسبيل وأشترى ليا عربيه خاصه زيها،ولا عشان هى مرات إبنك لها مَعَزه خاصه.
تبسم النبوى قائلاً دون قصد منه:أنتم التلاته عندى مَعَزه واحده وبعتبركم بناتى،بس بصراحه سلسبيل زايده فى المَعَزه عنكم شويه،دى نبع المايه خليفة الحچه هدايه.
شعرن هدى وسلسبيل بغصه فهن أصبحن إثنين،كذالك ناصر شعر بغصه وتدmعت عينيه،
لاحظ ذالك النبوى خلف بسمتهن وصمت أخيه،كم ود أن يرأف بقلب أخيه وقلبهن ويخبرهن أن الثالثه مازالت تعيش لكن هى تختار أن تكون بنظر الجميع مـ.ـيـ.ـته لا يعلم سبب لذالك.
بعد قليل
كان قماح يقف بشُرفة شقته،رأى ذهاب سلسبيل مع عمه فى سيارته،تنهد بسأم كان يود أن تبقى لجواره مثل الأيام السابقه...سلسبيل أعلنت التمرد ولا شئ سيخضعها الآن.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب الظهر 
بالشقه التى تقطن بها همس.
تحدثت بفرحه عارمه:يعنى سلسبيل حامل؟
رد كارم:أيوه،جدتى هى اللى قالتلى،وكمان قالتلى أنها كانت متأكده  أنها حامل من مده قبل سلسبيل يمكن من قبل سلسبيل ما تعرف إنها حامل.
رغم فرحة همس لكن شعرت بغصه فى قلبها وصمتت لدقائق،عاودت لها ذكرى إكتشاف أنها كانت حامل،وما حدث بعدها،أغمضت عينيها تحاول كبت تلك الدmعه والغصه بقلبها.
تحدث كارم الذى تعجب من صمت همس فجأه:
لأ وكمان أيه جدتى بتقول أنها متأكده إن سلسبيل حامل فى ولد وهيكون أول من يحمل چينات العراب صرف،سواء أب أو أم.
تبسمت همس وقالت:تعرف أنا كنت وعدت سلسبيل أعمل كسوة سبوع أول طفل لها على إيدى،شُغل هاند ميد.
تبسم كارم لها:وقدامك الفرصه والوقت لسه بدرى أستغليه وقبل ما تولد سلسبيل تكونى خلصتيه لها.
تبسمت همس قائله:فعلاً لسه وقت،هبدأ أشترى المستلزمـ.ـا.ت اللى محتاجه لها....
فجأه صمتت همس وتذكرت أنها بنظرهم مـ.ـيـ.ـته،وقالت بغصه:
بس  دلوقتي مينفعش، أنا فى نظرهم مـ.ـيـ.ـته،وكمان هسافر بره مصر.
رد كارم:فى إيدك ترجعى تانى لهم يا همس.
ردت همس بتعسف:قولتلك قبل كده مش عاوزه أرجع وأشوف نظرات الشفقه من حد.
رد كارم:خلاص يا همس بسيطه وقتها ممكن نبعت كسوة السبوع هدية ولادة سلسبيل.
تبسمت همس
تحدث كارم:همس أنا خلاص تواصلت مع السمسار فى دبى وتممت معاه شره الكافيه وكمان شقة صغيره كده على قدنا،وكمان حجزت تذاكر السفر على آخر الشهر وقولت لـ بابا وهو قالى إنه إتفق مع المأذون وحدد ميعاد كتب كتابنا على آخر الشهر ده وكمان حجزت ميعاد سفرنا هيبقى تانى  يوم للميعاد اللى بابا حدده. 
تبسمت همس بغصه وقالت: يعنى لسه قدامك فرصه تتراجع.
رد كارم:همس إنتى عارفه إن حلم حياتى يجمعنى معاكى بيت واحد.
نظرت له همس تشعر برهبه بداخلها تخشى ذالك اليوم الذى يُغلق عليها وعلى كارم باب واحد،وبالأكثر إذا كان فى بلد أخرى.
بينما كارم شعر بنظرات همس المتوجسه لديه هو الآخر خـ.ـو.ف من ذالك الرُهاب الذى لدى همس حين يقترب منها.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
عصراً
كانت مفاجأه وفاة والد زهرت قبل ثلاث أيام
يقولون الجنازه حاره والمـ.ـيـ.ـت ليس سوى شخص فاقد الأهميه لكن لابد من إجادة تمثيل مظاهر الحـ.ـز.ن، 
بعزاء النساء
بداخل المنزل، البسيط 
دخلت سلسبيل بصُحبة نهله، ذهبت الى مكان جلوس عمتها وقامت بأداء واجب العزاء لها، رغم شعور عطيات بالبُغض من سلسبيل لكن تداركت أمرها وتقبلت منها العزاء، ذهبت سلسبيل  بعد ذالك الى زهرت وجلست جوارها، تقوم بتعزيتها، شعرت زهرت بالبغض ودت لو قامت بطردها وان تقول لها بعد ماذا أتت ملكة العراب لتعزيتى اليوم هو اليوم الثالث لـ وفاة أبى،لكن صمتت خشيه من حديث الناس أنها تغار من سلسبيل. 
لكن هنالك ما حدث هو دخول تلك الفتاه مع والداتها ذهبت مباشرةً الى مكان جلوس زهرت، 
زهرت التى نهضت لها وقامت بحـ.ـضـ.ـنها  بود 
تحدثت الاخرى قائله: البقيه فى حياتك يا زهرت، عارفه إنى أتأخرت على ما جيت أقدm واجب العزا، بس أنا كنت بتابع الشغل مع بابا ونائل وعارفه إننا فى موسم توريد الرز. 
ردت زهرت: كفايه إتصالك عليا يا هند، طول عمرك صاحبة واجب، تعالى إقعدى جانبى. 
بالفعل جلست هند جوار زهرت الناحيه الاخرى 
شعرت سلسبيل  بالبُغض من الأثنتين 
لكن 
كانت بين النسوه هدايه،التى نهضت من مجلسها حين رأت دخول هند وإستقبال زهرت لها وتوجهت الى مكان جلوس سلسبيل..
التى وقفت لها بتلقائيه..
وضعت هداية يدها على كتف سلسبيل ونظرت لـ زهرت الليله تالت يوم للعزا كفايه كده يا بتى وإرجعى لدارك وچوزك.
مثلت زهرت الدmـ.ـو.ع بحُرقه قائله:أنا طول ما أنا هنا حاسه بنفس بابا جانبى.
تحدثت عطيات ببكاء هى الأخرى:حديت الحچه هدايه صحيح يا زهرت لازمن ترچعى دار چوزك بكفاياكى عاد الحـ.ـز.ن فى القلب والروح،واللى راح كان غالى،بس بيتك و چوزك  لهم حق عليكى عشيه تروحى دارك.
امائت هدايه عينيها ونظرت لـ سلسبيل قائله:
يلا يا بتى مش جدmتى واچب العزا لعمتك وسلفتك،خلينا نرچع دارنا.
بالفعل هاودت سلسبيل هدايه ومسكت يدها وخرجن من منزل والد زهرت وخلفهن نهله،لكن  كادت  هدايه  أن تتعرقل فى حصوه كبيره على الأرض أثناء سيرها،وكادت أن تقع أرضاً،لولا أن تمسكت سلسبيل بها،ليس سلسبيل فقط بل يد أخرى مسكت يد  
نظرت هدايه لتلك اليد وسرعان ما سحبت يدها قائله:تسلم 
رد عليها وعيناه تنظر لـ سلسبيل:ألف سلامه عليكى ياحچه هدايه.
ردت  هدايه التى لاحظت نظرات نائل لـ سلسبيل:تسلم يا نائل،يلا يا سلسبيل الحمد لله ربنا ستر وموقعتش جدام الخلق.
بالفعل سارت سلسبيل جوار هدايه،وخلفهن نهله،لكن مازالت عين نائل تُتابع أثر سلسبيل،غير منتبه لتلك الحقوده زهرت التى رأت الموقف صدفه من شباك منزل والداها،ليزداد حقدها على سلسبيل.
بعد وقت فى نفس اليوم
وقفت عطيات تلوم زهرت:مكنش لازمن توجفى وتحـ.ـضـ.ـنى هند ناسيه إن هدايه كانت بين الحريم،كان لازمن تعملى حساب لوجود سلسبيل متنسيش إن هند تبجى طليجة قماح.
ردت هند بلا مبالاه:أهو قولتى طليقه،يعنى اللى المفروض كانت تخزى هى سلسبيل لأنها هى اللى جت بعدها،وبعدين هند كانت صاحبتى،وإتصلت عليا عزتنى قبل كده،إنما الملكه سلسبيل إتنازلت وعفرت رجلها بشوية تراب فى آخر يوم للعزا،جايه فض مجالس يعنى...ناسيه إنى قبل ما أكون سلفتها،إن بابا يبقى جوز عمتها،كان المفروض تقعد جانبى تاخد عزاه،لكن مين يتكبر...بعد ما بقى لها كلمه وإشتغلت وقماح نفسه إستسلم للامر بسهوله معرفش إزاى بعد ما كان معارض،طبعاً لازم يتنازل بعد ما عملوا حركه وسابوا الدار.
ردت عطيات:بلاش تاخدى صف هند على سلسبيل بلاش تكسبى بُغض هدايه،هدايه من الأول مكنتش مرحبه بهند،وهند كانت بتعمل معاها مشاكل.
ردت زهرت:نفس ما بتعمل معايا،ناسيه انها وافقت عليا بالغـ.ـصـ.ـب بعد إصرار رباح عليا،ماما بلاش تخافى من هدايه،رباح بقى زى الخاتم فى صباعى خلاص.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاثة أسابيع.
صباحً بشقة سلسبيل
دخلت الى غرفة النوم كعادتها مؤخرًا تأخذ ملابس لها من الدولاب وتذهب الى الحمام ترديها...
لكن فى ذالك الوقت أثناء دخولها،تفاجئت بوقوف قماح نصف عارى يرتدى ملابسه،تجاهلته كعادتها وتوجهت ناحية الدولاب وفتحت إحدى الضلف وأخرجت ملابس لها.
تحدث قماح: مفيش صباح الخير.
ردت سلسبيل بإفتضاب:صباح الخير...سخرت بداخلها،كم مره سابقاً قالت لـ قماح صباح الخير وكان يستخسر الرد عليها،هو الآن من يطلب منها قول صباح الخير. 
سارت سلسبيل لكن وقع منها أحدى قطع ملابسها،
قبل أن تنحنى وتأتى بها،إنحنى قماح وألتقطها،ثم مد يده بها لـ سلسبيل...
تعجبت سلسبيل لكن مدت يدها تأخذ منه قطعة الملابس،لكن قماح تعامل بمكر وتمسك بقطعة الملابس وشاغب سلسبيل  التى تذمرت وشـ.ـدت قطعة الملابس من يد قماح...لكن مازال قماح متمسك بالقطعه بشـ.ـده،مما جعل سلسبيل حين رجعت للخلف كادت تقع،لكن جذبها قماح من خصرها عليه حتى  توازن وقوفها،
نظرت سلسبيل له وقبل أن تدفعه عنها ضمها قماح قوياً بين يديه و إلتقط  شفاها بقُبله  قويه متشوقه لكن ليست عنيفه كاقُبلاته السابقه لها،دفعته سلسبيل بيدها سريعاً لكن قماح تمسك بها بين يديه،لكن سلسبيل دفعته أقوى وقالت:
من فضلك عندى شُغل فى المقر مش فاضيه لحركاتك الفاضيه دى.
تراخت يدي قماح عن سلسبيل، تسحبت من بين يديه وأخذت من يده قطعة الملابس وغادرت الغرفه بضيق.
بينما تبسم قماح يشعر بزهو هو كان يتشوق لشفاه سلسبيل.
سلسبيل التى خرجت من الغرفه وذهبت الى غرفه أخرى وإرتدت ملابسها،ثم توجهت الى المرآه كى تُعدل حجابها،لاحظت إحمرار  شفتاها من قُبلة قماح،شعرت بضيق قائله بسخريه:حلوه اللعبه الجديده اللى بيلعبها قماح العراب مفكر إنى معرفش بزيارات هند السنهورى له فى المقر،شكلها عاوزه توصل الود القديم.
بينما بخارج الغرفه تحدث قماح:سلسبيل إن كنتى خلصتى لبس خلينا ننزل،علشان أنا اللى هوصلك النهارده معايا.
فتحت سلسبيل باب الغرفه قائله:والسواق راح فين.
رد قماح:معرفش الحجه هدايه قالت لى من بالليل أبقى أخدك معايا فى عربيتى عشان هى هتحتاج للسواق من بدرى.
تعجبت سلسبيل وقالت:خلاص هروح مع بابا أو عمى.
رد قماح:سلسبيل بلاش إعتراض فاضى،عادى أنك تروحى للمقر معايا فى عربيتى.
ردت سلسبيل:فعلاً عادى،هعتبرك زى السواق بالظبط،حتى السواق رغاي،إنما إنت صامت.
تبسم قماح لها دون رد،وأشار لها بيده لتسير أمامه وبالفعل سارت وهو خلفها يبتسم.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا
بشقة همس 
جلست هدايه تقرأ الماعوذتين بعد أن وضعت خبيرة التجميل بعض اللمسات البسيطه على وجه همس،أصبحت أجمل بملامح مازالت  بريئه.
إنتهت الخبيره،أعطتها هدايه رزمه من المال وغادرت،بينما قالت همس:
مش عارفه كان لازمتها أيه الكوافيره دى يا جدتى،كل الحكايه كتب كتاب عالضيق.
تبسمت هدايه قائله:ولو زينة الصبايا لازمن يظهر جمالها الليله،وكارم يشوف جدامه جمر بدر منور،لو بيدى كنت زرغطت وعملتلكم فرح كبير تحلف بيه البلد بحالها.
ردت همس بغصه:فرح،طب كفايه يا جدتى،أنا لو مش إصرار كارم  عمرى ما كنت وافقت أتجوزه وأربط حياته بيا بعد اللى حصلى.
ردت هدايه:نصيحه منى يا بتى عارفه اللى مريتى بيه كان صعب وواعر،بس جدامك فرصه جديده إستغليها،بلاش تضيعيها من يدك،ربنا مد فى عمرك وعطاكى فرصه تانيه لهدف هو الوحيد اللى يعلمه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ    
بالمقر
دخلت سلسبيل الى أحدى غرف المقر مع عبد الحميد، تفاجئت بجلوس قماح مع هند يتحدثان 
شعرت بنغزه فى قلبها لكن سُرعان ما نفضت عن رأسها. 
تحدث قماح  وعيناه تنظر الى سلسبيل: 
أنا كنت طلبت من الأستاذ عبد الحميد يعملى كشف حساب بتوريدات الحج رجب السنهورى ومدام هند هى المسئوله عن التعامل معانا...ياريت يكون كشف الحساب جاهز. 
رد عبد الحميد: كشف الحساب جاهز، سلسبيل عملته وأنا راجعته من وراها وبصراحه مفيهوش أى غلطه،وده الملف اللى فيه كشف الحساب،سواء التوريدات اللى وصلتنا من الحج رجب،وكمان المبالغ اللى دفعناها تحت الحساب قبل كده، وكمان المبلغ المطلوب مننا دفعه،وأنا جايب معايا سلسبيل علشان لو أحتاجت أى توضيح،لأنها هى اللى عملت كشف الحساب ده من البدايه للنهايه فهى أدرى بكل تفاصيل كشف الحساب. 
شعر قماح بالغيره من نداء عبد الحميد، لـ سلسبيل دون لقب يسبق إسمها 
بينما شعرت هند بالكراهيه نحو سلسبيل  بسبب مدح عبد الحميد بعملها وليس هذا فقط بل هنالك أقوى من ذالك نظرات إعجاب قماح لها، مازالت عيناه تلمع ببريق خاص حين يرى سلسبيل أمامهُ.
تحدث عبد الحميد:وجودى هنا مالوش لازمه سلسبيل معاها كل المعلومـ.ـا.ت الماليه الازمه،وكمان عندى شوية تقفيلات عالحسابات لازم أعملها،خلاص إنتهينا من الموسم ولازم نظبط حسابتنا قبل السنه ما تنتهى.  
تحدث قماح:تمام يا أستاذ عبد الحميد، تقدر تروح  تشوف باقى أشغالك وتسيب سلسبيل  هى توضح لينا كشف الحساب. 
غادر عبد الحميد، 
وبالفعل جلست سلسبيل بالصدفه جوار قماح،بدأت فى سرد محتويات كشف الحساب،بالكامل وتوضيحه بمهاره،جعلت قماح يشعر أنه كان مُخطئ حين لم يحسب لقوة ورجاحة عقل سلسبيل حساب وحاول طمس شخصيتها.
بعد قليل دخل عليهم بالغرفه النبوى مبتسماً،لكن حين وقع بصرهُ على هند إختفت بسمته،وقال:قماح أنا خارج دلوقتي عندى مشوار مهم.
نهضت سلسبيل قائله:عمى كنت محتاجاك فى حاجه مهمه.
وضع النبوى يده على كتف سلسبيل قائلاً:بعدين باللليل لما أرجع للدار،دلوقتي عندى مشوار مهم... يا أميرتى
ردت سلسبيل ببسمه: تمام لما ترجع المسا.
تبسم النبوى وغادر الغرفه 
كذالك قماح آتى له إتصال هاتفى فأعتذر للرد وتجنب بعيد عنهن، لكن كانت  عيناه على سلسبيل 
نظرت هند لـ سلسبيل بغيره ساحقه  قائله: واضح إنك بتخططى الفتره الجايه تاخدى مكانه كبيره   بإدارة حسابات العراب ،بس يا ترى كشف الحساب الخاص بينا وقع تحت إيدك صدفه ولا بقصد منك.
ردت سلسبيل: أنا مكانتى فعلاً كبيره كفايه إنى بـ.ـنت ناصر العراب وحفيدة  الحجه هدايه،وعندى كرامه ومش بجرى وراء شخص رمانى من حياته،بقيت بشوفك كتير،سواء فى عزا جوز عمتى وكمان هنا فى المقر.
ردت هند بوقاحه:ناقص تشوفينى فى دار العراب من تانى.
نهضت سلسبيل وقالت:وماله أنا قولت من البدايه عديمة الكرامه.
فى ذالك الأثناء عاد قماح وقال:خلونا نكمل بقية كشف الحساب.
ردت سلسبيل:انا وضحت النقط المهمه فى الكشف واللى فاضل شغل إدارى مش من إختصاصى،عن أذنكم،الأستاذ عبد الحميد بقى يعتمد عليا كتير.
غادرت سلسبيل الغرفه وتركت هند مع قماح..
تحدثت هند: سلسبيل عندها غــــرور كبير معرفش إنت متحمله إزاى أكيد بسبب إنك بتحبها.
رد قماح بهدوء:ده مش غــــرور ده ثقه فعلاً أنا بحب سلسبيل.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدار العراب بعد قليل
ردت قدريه على هاتفها 
لتسمع من يقول لها:النبوى بيه دخل العماره إياها اللى سبق وقولت عنوانها لحضرتك،بس مش لوحده كان معاه واحد من شكل لبسه أنه  مأذون وكمان إتنين تانين .
ردت قدريه: تمام 
أغلقت قدريه  الهاتف قائله: مستحيل  تتجوز  عليا مره تانيه  يا نبوى، لو إضطريت أقــ,تــل عروستك قدامك. 
بشقة همس
بغرفة الصالون 
كان يجلس النبوى برفقة المأذون والشهدان ومعهم كارم الذى تختلط بداخله المشاعر، بين فرحه أنه أخيراً همس ستُصبح زوجته كما تمنى منذ ان وعى على الحياه، وخـ.ـو.ف من القادm  بعد أن تبقى همس وحدها معه بمفردهما، يخشى رد فعلها، بسبب ذالك الرُهاب حين يقترب منها. 
أثناء تفكير كارم دخلت هدايه مبتسمه تُلقى عليهم السلام، دخلت من خلفها همس للغرفه،فى اللحظه  
سحرتهُ  تلك الحوريه الصغيره التى ترتدى رداء أبيض يمزج بين الحرير والشيفون بسيط مُطرز ببعض ببعض الأحجار الصغيره الزرقاء،،حقاً كان لابد لتلك الأحجار الزرقاء بالرداء تحميها من الحسد،من الجيد أنها تضع ذالك النقاب على وجهها  حتى لا يرى وجهها أحد 
نهض واقفًا، هائم، ماذا سيحدث لو رأى وجهها الآن 
سيسمعها كل ما قيل فى كلمـ.ـا.ت الغزل،ويقول أنها لا تكفى ولا تعبر عن ما بقلبه الهائم بها. 
تبسمت له هدايه جعلته إنتبه على حاله،وتبسم لهن ثم جلس بعد جلوسهن
جلست هدايه وجوارها همس التى يرتجف داخلها بشـ.ـده بعد دقائق ستُصبح بعقد شرعى وقانونى  زوجه لـ كارم 
عجيب هو القدر كانت سابقًا تتهرب منه حين يتقرب منها كان بخيالها صوره أخرى لفارس أحلامها،تبدل ذالك بعد أن عادت مره أخرى للحياه نبض قلبها لآخر غير صورة ذالك الفارس الوهمى التى كانت ترسمها،ما حدث لها بدل كل شئ بحياتها، تجربه قــ,تــلت برائتها الطفوليه وأحيتها بشكل آخر  أكثر نضوج عن الازم ، لكن برهبه تسكُن عقلها وقلبها تخشى النظر فى الوجوه لا تريد أن ترى شفقه حتى من أقرب الناس إليها. 
بعد قليل
أنتهى المأذون من تراتيل الزواج وقام كارم بالأمضاء 
من ثم مرر دفتر المأذون نحو  همس كى تمضى، يرفع القلم بيده لها. 
نظرت همس لذالك الدفتر ثم لـ كارم تحدثت بعينيها،:قدامك  فرصه قبل ما تربط حياتك بيا أنا مهزومه وموصومه. 
تبسم كارم وتحدثت عيناه: أنتى مش مهزومه ليه مفكرتيش فى إن  ربنا إدالك فرصه تانيه فى معركة الحياه، أنتى تاج العفه،  اللحظه دى أهم لحظه بعمرى، مت عـ.ـر.فيش قد أيه إشتاقت وناجيت ربنا أن تكونى من نصيبى، القدر عطانى  منحه تانيه ومش هتنازل عنها،وهترجعى همس اللى كانت بسمتها زى شروق الشمس بعد الغيوم.
مدت هدايه يدها وأخذت الدفتر ووضعته على ساق همس، نظرت همس لها، أمائت هدايه لها بالإمضاء... 
إمتثلت همس لما يحدث ومدت يدها أخذت القلم من يد كارم، بيد مرتعشه خَطت همس إسمها بالدفتر. 
فى تلك اللحظه أطلقت وصيفه الزراغيط المُجلجه. 
للحظه إنخضت همس لكن تبسمت بعد ذالك. 
تبسم المأذون  قائلاً: مش تستنى إمضاء الشهود الأول. 
تبسمت وصيفه وقالت:  ده كتب كتاب  ست البنات والعرايس أنا جبت الشربات.
شعرت همس بغصه فى قلبها،بينما تبسم النبوى قائلاً:
فعلاً همس ست العرايس،وزغرطى يا وصيفه لو بعرف أزرغط كنت زغرطت.
تبسمت همس وهى تنظر للنبوى بإمتنان،بادلها البسمه بحنان وتشجيع.
بينما تفاجئ الجميع حين سمعوا صوت زغروطه مُميزه،نظر كارم لها بذهول قائلاً:الحجه هدايه بتزرغط فى كتب كتابى،لأ دا  واضح أن معايا كل الحظ النهارده. 
ضمت هدايه همس تحت كتفها وقالت براحبه: إنت معاك زينة الصبايا، هاميس ناصر العراب. 
تبسمت همس التى يرتجف قلبها، شعرت هدايه برجفة همس، فضمتها أكثر وقبلت رأسها. 
تدmعت عين همس 
بينما نهض المأذون قائلاً: مبـ.ـارك عليكم وبالرفاء والبنين، أعذرونى لابد أن أستأذن عندى عقد قران آخر. 
أشارت هدايه لـ كارم قائله: فز يا كارم مع حضرة الشيخ وصلوا  للمكان اللى رايدهُ. 
رغم أن كارم يود البقاء، لكن نهض وخرج مع المأذون، كذالك الاثنين الشهود وتركوا النبوى وهدايه وهمس 
التى آتت همس الصغيره لها وكشف ذالك الوشاح عن وجهها وهمهمت ببعض الكلمـ.ـا.ت تُهنى همس، تبسمت لها همس وقبلت وجنتيها، بينما تبسم النبوى قائلاً: هو الشربات خلص ولا أيه يا وصيفه عاوز كوبايه تانيه. 
تبسمت وصيفه قائله: لاه يا نبوى بيه، فى شربات كتير، فى المطبخ هروح أچيبلك كوبايه تانيه، تؤمرينى بحاجه يا حچه هدايه. 
تبسمت هدايه قائله: ميؤمرش عليكى ظالم يا وصيفه كتير خيرك، چميلك على راسى، يا بت الأصول، كفايه راعيتى الأمانه وصونتى السر الفتره اللى فاتت. 
تبسمت وصيفه قائله: لازمته أيه الكلام  ده يا حچه هدايه، خيركم سابج عليا، غير كتر خيره  النبوى بيه كفايه إنه خد همس بت بتى لدكتور وأهو ربنا چاب على يده نتيجه، همس بدأت تچمع بعض حروف الكلام، ومع الوجت يمكن تتحدت زينا. 
تبسمت همس قائله: إنشاء الله، أكتر حاجه  هفتقدها وأنا خارج مصر هى همس إتعودت على اللعب معاها وكمان بـ.ـنتشارك الشيكولاته والبونبونى مع بعض. 
تبسمت وصيفه بحب  قائله: ربنا يرزجك الذريه الصالحه أنتى وكارم بيه  ويكونوا كيف جلوبكم الصافيه.
تنهدت همس بغصه قائله:إنشاء الله.
تبسمت وصيفه قائله:هروح أچيب الشربات وأرچع.
تبسم النبوى وهو ينظر لـ همس قائلاً:فرحتى النهارده ملهاش حدود،بقيت متوكل بكتب  كتاب إتنين من بنات العراب،لأ والأتنين بهاديهم لاتنين من ولادى.
تبسمت همس قائله:كده مش ناقص غير هدى،بس دى شكل نصيبها هيبقى من بره العراب.
تبسم النبوى وقال:حتى لو نصيبها من بره العراب،أنا برضوا اللى هتوكل ليها،والحچه هدايه هى اللى هتساعد فى تزينها لعريسها كيف ما عملت معاكى إنتى وسلسبيل.
تبسمت همس قائله: وسلسبيل الحمل عامل معاها أيه، بطنها بانت ولا لسه. 
تبسمت هدايه قائله: لاه لسه هو إكده حبل البكريه مش بيظهر غير متأخر، غير إنها حبله فى صبى، والحبله فى الصبى بتبجى بطنها مش كبيره، زى البنيه. 
تبسمت همس  قائله: أيه اللى خلاكى متأكده كده يا جدتى إن همس حامل فى ولد، مش يمكن بـ.ـنت، وبعدين سلسبيل أساساً رفيعه وطويله وممكن  الحمل ميظهرش عليها بسرعه. 
تبسم النبوى  يقول: الحچه هدايه عمر توقعه ما خاب. 
تبسمت هدايه، بينما فى نفس الوقت دخلت وصيفه بكوب الشربات، 
أخذه النبوى، لكن دون إنتباه منه، سقط جزء كبير منه فوق ملابسه. 
تحدثت وصيفه: خير إنشاء الله 
قالت هدايه: جوم يا ولدى أجلع البدله و الجميص، خلى وصيفه تنضفهم لك. 
خلع النبوى الجاكيت و قميصه  وبقي بفانله داخليه بنصف كم وأعطى ملابسه لـ وصيفه أخذتهم وخرجت، 
لكن لسوء الحظ فى نفس الوقت رن جرس باب الشقه. 
ذهبت وصيفه وقامت بفتح الباب. 
لتلك التى حين رأت  ملابس النبوى على يدها لبستها كل الشياطين. 
جذبت الملابس من على يدها بتعسف قائله: هو المأذون  لحق يكتب الكتاب ولا أيه أنا چيت متأخره. 
ردت وصيفه بتعجب: الست قدريه. 
ردت قدريه بتعالى: أيوا ستك قدريه، أيه النبوى ضاق بيه الحال وهيرمرم على واحده كانت بتجى الدار تبع بضاعتها البايره، خلاص  النسوان خلصم مبقاش غيرك يا بياعة الزبده. 
ردت وصيفه: مش فاهمه تجصدى ايه يا ست قدريه.... 
علت قدريه صوتها، وبدأت بسب وصيفه ببذائه. 
فى ذالك الوقت وصل صوت قدريه الى غرفة الصالون 
وسمعته همس، التى إرتعبت أوصالها، وقامت بغطاء وجهها ليس هذا فقط بل بدأت تبكى وترتعش وتهزى بخـ.ـو.ف، ونهضت من جوار هدايه، وأصبحت مثل المجانين 
تهزى بخـ.ـو.ف ورعـ.ـب، كل ما تقوله: مش عاوزه حد يشوفى 
أنا مش خاطيه، مش خاطيه وتسيل دmـ.ـو.عها. 
إرتعبت  هدايه هى الاخرى لكن على حالة همس التى تبدلت حين سمعت صوت قدريه، كذالك النبوى الذى تعجب حين رأى حالة همس،همس لم تُشفى بالكامل،ها هى من أول مواجهه غير مباشره،إرتعبت 
رغم ذالك خرج النبوى من غرفة الصالون وأغلق خلفه الباب.
نظر لـ قدريه التى تتهجم على وصيفه بالسب والحديث البذئ،بل وكادت أن تتهجم عليها بالضـ.ـر.ب،لكن توقفت وإرتجت من صوت النبوى الحازم:
قدريه أيه اللى جابك هنا وعرفتى العنوان ده إزاى...ممشيه ورايا اللى يراجبونى إياك.
ردت قدريه المرتجفه بتعسف:راچلى،بيعمل أيه فى شجه مفروشه فى البندر،لاه وطالعلى كمان بالفانله،يظهر جطعت عليكم الخلوه. 
صفعه قويه على خد قدريه،أفقدتها صوابها، نظرت للنبوى بذهول لكن قبل أن تتحدث،جذب النبوى قميصه وأرتداه وقام بجذب قدريه من يدها قائلاً:حسابنا مش إهنه،حسابك واعر.
تهكمت قدريه قائله:حسابى واعر ليه،فيها ايه الخدامه دى عشان تتجوزها عليا ولا لافت عليك مـ.ـيـ.ـتى،ما أنت جلبك حنين،زمان لافت عليك الاغريقيه اللى كانت جايه مصر تستلقط راچل،ودلوق بياعة الزبده اللى كنت بشحتها خلجاتى الجديمه.
رد النبوى: حسابك كبر يا قدريه جدامى من سُكات، وكلمه زياده هتكونى.... 
قاطع حديثه دخول كارم الى الشقه، وتعجب بل وذهل حين رأى والداته، وشعر بتوجس، وقال: ماما
نظرت له قدريه بذهول قائله بسخريه: چاى إهنه ليه، چاى تشهد على كتب كتاب أبوك من واحده  كنت بتزكى عليها بخلجاتى الجديمه. 
كانت وصيفه تبكى  من كم الاهانات التى نالتها من قدريه، لكن كانت صامته، 
نظرت قدريه لبُكاء وصيفه قائله: ساكته ليه و بتبكى على أيه،أتفاجئتى لما عرفتك مجامك،واحده غيرك مش تبكى دى تسم نفسيها،لما تبجى فى سنك ده وتلوفى على راچل متچوز وعنده شباب،بس العيب مش عليكى،العيب على اللى بيريل عالنسوان،لاه وولده زيه وبيساعده،عقله راح منه من يوم الخاطيه ما جتلت حالها،قالت هذا وصفعت كارم على وجهه.
تلقى كارم الصفعه بصمت مذهول من وقاحة ودنائة والداته. 
بينما صفعه قويه من النبوى لها  وجذب يدها بقوه وخرج من الشقه وأغلق خلفه الباب بقوه.
نظر كارم لـ وصيفه قائلاً:فى أيه اللى حصل وماما جت هنا إزاى؟
لم ترد وصيفه ومازالت تبكى.
تحدث كارم:همس...
أشارت له وصيفه على باب غرفة الصالون...
ذهب إليها سريعاً وفتح الباب 
نظر بذهول،لتلك التى ترقد على الارض تجلس القرفصاء تضم ساقيها لصدرها،تبكى وترتعش وتهزى،تكاد تصرخ،لكن تكمم فمها بيديها،خشية أن تسمعها قدريه ويفتضح أمر أنها مازالت تعيش،سمعت كل حديث قدريه القذر فى حقها،قدريه أعادتها لنقطة الصفر التى ظنت أنها تخطتها،عاد لها الرُهاب من أى أحد يقترب منها،حتى هدايه نفسها حين إقتربت منها كى تضمها،عادت همس تزحف للخلف،تنظر لها بخـ.ـو.ف...لم تستسلم هدايه وجلست لجوارها وضمتها بقوه،رغم ممانعة همس،لكن قدريه أحتوتها بين يدها ونظرت لـ كارم قائله:
إتصل بالدكتوره اللى بتعالج همس،وجول لها عالعنوان خليها تچى.
إمتثل كارم لقول هدايه وقام بالإتصال على الطبيبه،ثم أغلق الهاتف،يتقطع نياط قلبه وهو يرى همس بكل ذالك الضعف والهزيان كلمـ.ـا.تها كانت تشُق قلب كارم،تلك الجمله التى قالتها سابقاً "أنا مش خاطيه" وإزداد عليها كلمة أنا مكنش لازم أعيش،مـ.ـو.تى كان راحه ليه.
كاد كارم أن يقترب منها،لكن صرخت همس بقوه بنهر تعود أمامها صوره واحده هذان الوغدان اللذان إغتصباها،عقلها يود الإستسلام لتلك الغيبوبه وتفصل عن الوجود،لكن إرادتها ضعيفه.
ظلت هكذا لوقت الى أن آتت الطبيبه،حين أقتربت من همس صرخت تقول:إبعدوا عنى،سيبونى أنا ليه ممـ.ـو.تش كنت إرتاحت.
ردت هدايه التى تحتضنها بدmـ.ـو.ع:وحدى الله يا بتى،بلاش تكفرى،منين جالك إن المـ.ـو.ت راحه...خلى الدكتوره تساعدك.
بصعوبه تمكنت الدكتوره من حقن همس بأحدى المُهدئات جعلتها تسترخى و تنام.
حملها كارم وأدخلها الى غرفة نومها ثم عاد للطبيه مره أخرى    
تحدثت الطبيبه بحزم قائله:أيه اللى حصل وصل همس للحاله دى،دى إنتكاسه لها،آخر جلسه لينا مع بعض قالتلى إنها هتسافر مع إبن عمها بعد ما يكتبوا كتابهم،وكنت حسيت إنها بدأت تعود لها الثقه شويه فى اللى حواليها.
ردت هدايه وسىردت لها جزء بسيط مما حدث عن سماعها لصوت سباب زوجة عمها.
تنهدت الطبيبه بغضب قائله:سبق والسيد نبوى سألنى عن حالة همس وأنه عاوز يعرف باباها ومامتها إنها لسه عايشه،وقولت له بلاش إستعجال،لأن همس لسه مقدرتش تتخطى اللى حصلها كان صعب،أنا عرفت انكم عرفتم ان اللى حصلها كان غـ.ـصـ.ـب عنها،بس هى جواها إحساس بالضعف قوى لأن فى العاده اللى بتتعرض لحادث إغتصاب،ممكن تحاول المقاومه بأيدها حتى لو مقاومه ضعيفه منها،بس همس حالتها مختلفه،هى كان مشلول حركتها جـ.ـسمها كان شبه متخدر،وده اللى سهل على الأوغاد اللى أغتصبوها إنهم مـ.ـيـ.ـتركوش أثار قويه على جـ.ـسمها كانت شبه كدmـ.ـا.ت،اللى حصل لهمس كنت متوقعه حدوث جزء منه وقت ما أنت أتعرفت عليها بالكافيه،بس يمكن وقتها وجودها فى مكان عام وسط الناس خفف شويه من حِدة الموقف،وكمان فى سبب أهم،همس عندها ثقه فيك بس الحذر والرهبه من أى حد يقرب منها هو اللى بيخليها تتراجع،بدليل لما طلبتها للجواز فى البدايه رفضت وفضلت تسافر للخارج وتبعد عن هنا فى دmاغها إنك ممكن تنساها بسهوله بعدها،بس لما أصريت على طلبك وحطيتها فى إختيار  سلمت للأسهل بالنسبه لها إنها تسافر معاك،بس محدش يعرف أنها لسه عايشه.
تحدث كارم:طب وحالتها هترجع تانى زى الاول ولا أيه اللى هيحصل.
ردت الطبيبه:لأ طبعاً مش هترجع بنفس درجة الأول،هى هيستمر معاها الرهبه لوقت.
رد كارم:المفروض أننا كنا بعد كتب الكتاب هنسافر للقاهره،لأن ميعاد الطياره الساعه تسعه الصبح،كنت عامل حسابى نبات فى أوتيل فى القاهره.
ردت الطبيبه: عادى الحقنه اللى خدتها هتنيمها للصبح،وممكن تصحى هاديه،وكمان بُعدها عن هنا أفضل بعد اللى حصل،ممكن تحس بأمان أكتر من هنا.
   تبسم كارم للطبيه. 
بينما عاودت الطبيبه الحديث: أنا ليا زميله طبيبه نفسيه  عايشه مع جوزها فى الامارات وتواصلت معاها وعطتيها تقرير مُفصل عن حالة همس وكمان همس تواصلت معاها هاتفياً ومعاها عنوان الدكتوره  فى الأمارات. 
تبسمت هدايه قائله: عندى إحساس إن ربنا هياخد بيد همس وترچع من تانى لينا وتعود زى ما كانت كيف شروق السمس. 
تبسم كارم بأمل. 
غادرت الطبيبه 
تحدثت هدايه: زى الدكتوره  ما جالت يا كارم، يمكن سفر همس دلوك يكون فى صالحها  وتعود من تانى لهنا بإرادتها تواجه خـ.ـو.فها، دلوك خلينى أبوسها وبعدها خدها يا ولدى وسافروا يبلغكم السلامه.
رد كارم وهو ينحنى على يد هدايه:إدعى لينا كتير يا جدتى،أنا محدش من العيله كان يعرف إنى هسافر غير حضرتك وبابا،وقولت لـ بابا هو يبلغ  ماما والعيله بعد ما أكون سافرت،عشان ممكن ماما كانت هتحاول تقنعنى إنى مسافرش،بس معرفش أزاى عرفت بالشقه دى وجت لهنا وأتكلمت بالطريقه الفظه دى،بعتذر ليكى يا ست وصيفه.
ردت وصيفه التى تشعر بمهانة قدريه لها،لكن هدايه جبرت بخاطرها ببعض الكلمـ.ـا.ت كذالك كارم الآن:إعتذارك على راسى يا أستاذ كارم إنتى مغلطتش فى حجى،ربنا يسعدك أنت همس وأبجوا أفتكرونى من فتره للتانيه بمكالمة تلفون.
تبسم كارم لها يومئ رأسه بقبول  ثم نظر لهدايه قائلاً: 
أنا مش عارف أيه اللى بابا هيعمله مع ماما، بس بتمنى ربنا يهدى بينهم، وأرجوكى يا جدتى حاولى تهدى بينهم،بابا بيسمع لكلامك.
ردت هدايه:سافر وأنت همس  وإطمن يا ولدى اللى فيه الخير هو اللى هيحصل بأذن الله.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر. 
أتى المساء
إنتهى يوم العمل..
بمكتب قماح.. 
نظر الى ذالك الحاسوب الذى أمامه يتابع عبر تلك الكاميرات  الموجوده بالمكتب التى تعمل به سلسبيل ومجموعه من المحاسبين، تبسم وهو يراها مُنهمكه بالعمل، سلسبيل لديها قوة إراده أستهون برضوخها سابقاً  له لكن ها هى تمردت عليه لكن شعر بغيره حين رأى وقوف أحد زملائها بالمكتب جوارها يبدوا أنه يقوم ببعض التوجيهات لها، تضايق من قُربه منها  ، ود الذهاب الى المكتب وأخذها بعيداً  ، بالفعل نهض وذهب الى تلك الغرفه، ودخل مباشرةً. 
تبسم له العاملين بالمكتب والبعض منهم نهض يرحب به بحفاوه، بينما هو عيناه على تلك الجالسه بلا مبالاه. 
تحدث أحد الموظفين: نورت المكتب  يا قماح بيه أى خدmه.
رد قماح:متشكر بس كنت جاي آخد مدام سلسبيل وقت الشغل خلاص إنتهى.
تبسم له قائلاً:فعلاً  المفروض وقت الشغل إنتهى،بس مشاء الله مدام سلسبيل عندها نشاط غير عادى،وفضلت تساعدنا فى تخليص شوية حسابات خاصه بالتجار اللى وردوا لينا فى الفتره اللى فاتت،رغم إن أستاذ عبد الحميد قالنا إنها حامل ومش لازم نجهدها،مع ذالك هى أصرت تساعدنا.
رغم شعور قماح بالغيره من حديث ذالك الموظف وهو يمدح فى سلسبيل لكن رسم بسمه وقال:فعلاً مدام سلسبيل حامل ومش لازم نجهدها كفايه كده النهارده.
نظرت له سلسبيل وفكرت فى معارضته أمام الموظفين،لكن دخول والدها الى المكتب جهلها تصمت وترسم بسمه حين قال:
مش كفايه إكده يا سلسبيل،أنتى مالكيش الأجهاد.
تبسمت سلسبيل له ونهضت قائله:تمام،اللى مخلصش النهارده أخلصه بكره رغم إنى مش حاسه بأى إجهاد  
لملمت سلسبيل بعض محتوياتها الخاصه بها ووضعتها بحقيبة يدها،وتوجهت نحو وقوف والداها،لتسير معه وخلفهم كان قماح،يشعر بالغضب من تجاهل سلسبيل المتعمد له.
توقف ناصر أمام المقر قائلاً:قماح خد معاك سلسبيل للدار.
تحدثت سلسبيل بمعارضه: لأ هروح معاك يا بابا. 
رد ناصر: مش هينفع عندى مشوار مهم قبل ما أرجع للدار. 
إمتثلت سلسبيل  لقول والداها الذى تبسم لـ قماح، رد قماح عليه ببسمه هو الآخر، بينما سلسبيل  تضايقت من ذالك، كيف لوالدها أن يثق فى قماح  بعد أن قام بإتهامه و.جـ.ـعلها تستمر فى ذالك الزواج بمساومه منه، لو كان بودها لانهت ذالك الزواج من ذالك العنجهي. 
بعد قليل بسيارة قماح، كان يقود السياره ببطئ 
شعرت سلسبيل  بذالك وقالت له: إنت ليه بتسوق ببطئ كده. 
رد قماح: مش بسوق ببطئ ولا حاجه  هى دى سرعة العربيه فى العاده. 
نظرت له سلسبيل: عربيه أحدث موديل وماركه عاليه، وبتمشى بالبطئ ده، قماح  بلاش إستعباط، وسوق بسرعة شويه. 
تبسم قماح قائلاً: وراكى  أيه فى الدار مستعجله علشانه من شويه فى المكتب مكنتيش عاوزه تقومى، وتكملى شغل. 
تنهدت سلسبيل  قائله: حسيت بتعب فجأه، من فضلك  زود سرعة العربيه. 
رد قماح: متنسيش إنك حامل  والسرعه العاليه مش كويسه علشانك بسبب المطبات .
ردت سلسبيل: قماح بلاش طريقتك دى عاوزه أروح الدار، حاسه بإرهاق. 
تبسم قماح يقول بمكر: طريقه أيه، مش فاهم قصدك. 
ردت سلسبيل: طريقتك  المتحكمه، دايماً  فى اللى حواليك قولتلك إنك مش هتفرض شئ عليا بعد كده، ياريت تسوق بسرعه شويه ومتخافش، صحيح  أنا حامل  بس شويه سرعه مش هتأثر عليا، وبسبب الحمل ده هو اللى مانعنى أجى المقر بعربيتى اللى أشتراهالى عمى، وبحتاج للسواق، بس شكلى بعد كده هاجى بعربيتى. 
نظر قماح لشبابيك السياره و فجأه توقف
تعجبت سلسبيل من ذالك،لكن قبل أن تستعلم عن سبب وقوفه،تفاجئت به يجذبها وبلا أنتظار قبل شفاها قُبله متشوقه بها بعض الحِده قليلاً. 
تفاجئت سلسبيل  بذالك للحظه  فقدت الإدراك  من المفاجأه، لكن وعت على حالها وقامت بدفعه بيديها تبعده عنها، بالفعل إبتعد حين شعر بحاجتها للتنفس، تبسم وهو ينظر لوجه سلسبيل المتهجم، وقبل أن تتحدث عاد يقود السياره لكن سرع فى القياده قليلاً، 
بينما سلسبيل إلتقطت انفاسها قائله: 
قولتلك قبل كده متقربش منى وإن كان جوازنا مازال قائم فهو بحدود وأولها أن جوازنا مجرد منظر مش أكتر. 
رد قماح بإستفزاز: مفيش حاجه  إسمها جوازنا منظر، سلسبيل  أنا لغاية دلوقتي  مُتحكم فى نفسى ومستحمل  عنادك، وإن كنت إتنازلت وقبلت إنك تشتغلى فده بمزاجى مش أكتر. 
تهكمت سلسبيل  ساخره دون رد 
نظر قماح لها وتبسم وقال: بس بصراحه تحديكى وإنك تحاولى  تثبتى نفسك فى شغل المحاسبه مكنش مفاجئ  ليا،بس اللى إتفاجئت بيه معاملتك البسيطه مع الموظفين. 
نظرت له  سلسبيل قائله: أيه كنتى مفكرني  زى هند السنهورى، هتفشخر بأسم العراب على الموظفين.
رد  قماح:واضح  أن غــــرورك مش بيظهر لحد غيرى يا نبع المايه.
ردت سلسبيل:مش غــــرور ده كرامتى اللى أنت دهستها من أول جوازنا،وبعدين ميهمنيش تقول عليا مغــــروره،واضح إن الغــــرور صفه فى نسل العراب،سواء كان بـ.ـنت أو ولد،بس بستغرب واحده زى هند المفروض أنها طليقتك أنا لو مكانها مكنتش هتعامل معاك نهائى حتى لو إضطريت كان ممكن تخلى أخوها أو باباها اللى يتعاملوا معاك أو إنى أبيع بنص سعر السوق أكرملى...بس واضح إنك غالى عندها،عالعموم ميهمنيش هى واحده معندهاش كرامه مش جديده عليها.
تبسم قماح وقال:أول درس أنا أتعلمته،البيزنيس مفهوش مشاعر،وده درس ليكى أنتى كمان.
ردت سلسبيل بتهكم:، إنت معندكش مشاعر  لا بيزنيس ولا فى غيره، وفى فرق بين المشاعر والكرامه، بس شكراً إنك عرفتنى الدرس ده،ياريت تسرع السرعه شويه،الطريق تقريباً  شبه فاضى.
بالفعل زود قماح من سرعة السياره،بعد أن شعر براحه،فى الحديث مع سلسبيل رغم ردودها عليه المُقتضبه لكن لأول مره يتجذبان الحديث بتلك الطريقه،بطريقة المُجادله.
وصلا الى دار العراب 
ودخلا الى المنزل سويًا.
ليسمع الإثنان أصوات النبوى وقدريه العاليه.ليتوجه الأثنان الى مكان الصوت. ليقف الأثنان مذهولان مما سمعوه. 
بينما قبل قليل.
دخل النبوى بـ قدريه الى دار العراب
تحدث قائلاً:آخر شئ كنت أتوقعه منك إنك تراقبينى وصل ببكى الجنان للدرجه دى.
ردت قدريه:إنت السبب فى جنانى جوازتك عليا قبل كده بالاغريقيه،والنهارده كمان تتجوز عليا واحده مستعنهاش خدامه للى فى رِجلى،ولأ واضح إنك طويت كمان كارم تحت جناحك ويمكن هو الشاهد على جوازك من بياعة الزبده،ما هو عقله طار من يوم ما الخاطيه همس جتلت نفسها جدامنا.
نظر النبوى لـ نهله التى آتت ودmـ.ـو.ع فرت من عينيها وقالت بدفاع:كلنا سمعنا تسجيل باللى حصل لهمس وهمس عند ربنا بلاش تجيبى سيرتها بوصمه هى بريئه منها.
تهكمت قدريه قائله:مفكره إنى صدقت اللعبه ولا أيه،الشيخه سلسبيل المكشوف عنها الحجاب،أكيد تسجيل متفبرك،وده ميهمنيش.
رد النبوى الذى يحاول أن يتمالك غضبه حتى لا يُخطئ:
وأيه اللى يهمك يا قدريه.
ردت قدريه:يهمنى نفسى،وكرامتي اللى إنت هدرتها من سنين يوم ما دخلت عليا بالأغريقيه وجولت مرتى،من غير ما تعمل حساب لشعورى وجتها،چبت خواجايه إتعرفت عليها فى الشارع الله أعلم عشجت كم راچل جبلك.
تعصب النبوى قائلاً:كارولين كانت شريفه وعفيفه ومكنش فى حياتها أى راجـ.ـل قبلى يا قدريه.
تهكمت قدريه قائله:بأمارة أيه أمها اللى الكاس مبيفارقش إيدها،ولا أخوها الجمارتى.
نظر النبوى لها متعجبا يقول:وعرفتى المعلومـ.ـا.ت دى منين.
إرتبكت قدريه قائله بتتويه:سمعتها مره بتتكلم عنهم... غير الفلوس اللى كنت بتبعتها لهم عشان يسمحوا لك تشوف قماح. 
إقترب النبوى وأمسك قدريه من عضدها وقال بإتهام:كـ.ـد.ابه،كارولين من يوم ما أتجوزتها نسيت أهلها فى اليونان،أنتى اللى بلغتى أمها وأخوها بمـ.ـو.تها ويمكن كمان أنتى اللى ساعدتيهم عشان ياخدوا قماح.
ردت قدريه:وأنا كنت أعرفهم منين ولا اعرف حتى لغوتهم،أنا كنت بفسر كلام كارولين العربى المكـ.ـسر بالعافيه....وبعدين إنت بتتهمنى عشان تدارى خزوتك. 
رد النبوى: هخزى من أيه، أنا راجـ.ـل  ومن حقى أتجوز  مره واتنين  وتلاته وأربعه كمان، وأنتى كل اللى عليكى  تتحملى وتسكتى. 
ردت قدريه بثوران: ليه كنت موصومه ولا خاطيه زى بـ.ـنت أخوك،ولا الأغريقيه اللى أتجوزتها زمان. 
فلت لجام النبوى، وقال: بـ.ـنت أخويا وكارولين، أشرف وقلوبهم أنضف من قلبك يا قدريه، أنا بنـ.ـد.م أنى فى يوم رجعتك لعصمتى..... إنتِ طالق يا قدريه. 
إخترقت تلك الكلمه  
آذان كل من قماح  وسلسبيل اللذين دخلوا، كذالك زهرت التى آتت بسبب الصوت العالى، ونهله الباكيه بسبب ذكر  قدريه  لـ همس بكل  ذالك السوء
بينما إشتعل غضب  وغليل قدريه التى كأنها أخذت رصاصه برأسها تغيب عقلها وأصبحت  تهزى بجنون تسب وتلعن تقذف كل شئ أمامها وتركُله بقدmيها بقوه  
حتى أنها توجهت ناحية سلسبيل بغليل وهى تنظر الى بطنها، وكورت يدها بقوه وكادت تضـ.ـر.بها فى بطنها، لولا أن جذبها قماح من أمامها لتصبح بحـ.ـضـ.ـنه، لكن نالت سلسبيل جزء من الضـ.ـر.به بمعصم يدها، 
تألمت سلسبيل بآه قويه،  من قوة تلك الضـ.ـر.به، لكن من الجيد أنها أخذت الضـ.ـر.به بمعصم يدها،ولو كانت تمكنت الضـ.ـر.به من بطنها لكان لها آلم وتآثير أقوى، وأذت جنينها،، 
عاودت قدريه نفس الضـ.ـر.به،لكن هذه المره تلقتها يد قماح،بعد أن جذب سلسبيل لتبقى خلفه.
حين دخلت هدايه  الى الدار تسمعت لتلك الأصوات العاليه،توجهت الى مكان الأصوات ،نظرت بتعجب لما يحدث من هياج قدريه وقالت بإستفسار متعجبه: 
فى أيه اللى بيحصل  إهنه، ليه بترعجى إكده كيف التور الهايچ يا قدريه. 
ردت قدريه بصفاقه ووقاحه: الحربايه كبيره الدار أخيراً  شرفت كنتى فين طول اليوم بدبرى لأيه ،ولا يمكن كنتى مع إبنك عند العروسه  الچديده ومش بعيد تكونى إنتى اللى كنتى مرسال الوصل بينهم حربايه طول عمرك بتكرهينى..من فتره كل يوم والتانى تاخدى نفسك وتغورى من الدار. 
غضب النبوى وكاد أن يضـ.ـر.ب قدريه، لكن قالت هدايه بقوه ونهي: نبوى. 
إمتلك النبوى غضبه بصعوبه. 
بينما قالت هدايه: أنا عمرى  ما كرهتك يا قدريه إنتى اللى قلبك كان حقود... كنتى عاوزه تاخدى السيطره وتتمريسى عالدار كنتى تجدرى تاخديهم بالراحه بس إنتى إتكبرتى وفكرتى إن الوقاحه وجلة الأدب واللسان الزفر هما اللى هيخلوكى كبيرة الدار،ربنا لما يكره بنى آدm يسلط عليه عقله يخليه يفكر إن بالكِبر والقلب الحقود هيوصل لمبتغاه.
سخرت قدريه قائله:الحجه هدايه بتجول حكم،كنتى عاوزانى خدامه كيف نهله،ولا أُلعبان كيف الأغريقيه اللى ضحكت على ولدك وبـ.ـاركتى چوازها منيه.
بينما النبوى قائلاً:ياريتك كنتى زى واحده منيهم يمكن مكناش وصلنا للحال ده،كفايه يا قدريه معدش ليكى مكان إهنه فى دار العراب.
فى ذالك الوقت دخل ناصر متعجب من حديث
أخيه بعد سماعه لحديث  قدريه السافِر، وقال بنفور: فى أيه حصل عاد، إهنه، صوتك واصل الشارع يا قدريه. 
ردت قدريه: 
جاي منين إنت كمان، يمكن كنت الشاهد التانى، على چواز أخوك الشاهد الأول ولدى وإنت الشاهد التانى 
تعجب ناصر من حديث قدريه، أيقن أن قدريه تهلوس من جمرة قلبها الحاقد. 
بينما زهرت تتضارب بداخلها المشاعر بين فرح وبعض الحـ.ـز.ن على حال عمتها لكن المسيطر  عليها الفرح  عمتها لم تساندها سابقًا، بل أرادت زوجه أخرى غيرها لكنها إمتثلت بسبب ضغط رباح، كذالك إنشغالها دائماً بالتخطيط لأخذ مكان هدايه 
وتسيطر على دار العراب، عمتها فشلت فيما أردات أن تصل إليه ذات يوم، تسحبت بهدوء وتركت المكان... الى أن خرجت الى حديقة المنزل، تنفست بعض الهواء، وفكرت أتهاتف رباح وتقول له على ما حدث التى لا تفهم منه شئ سوا طـ.ـلا.ق أبيه وأقوال أمه الغير مفهومه منها سوا أن النبوى تزوج بأخرى، وهو  أنكر ذالك... فكرت حتى إن آتى رباح ماذا سيفعل، لا داعى لذالك،فى أثناء ذالك صدح الهاتف بيدها برنين، للحظه أنخضت لكن تبسمت حين رأت إسم من يهاتفها على شاشة الهاتف. 
بالعوده للداخل، رد ناصر بعدm فهم: شاهد على جواز مين؟ مين اللى إتجوز!  مش فاهم حاچه، أنا كنت مع تاجر بـ.ـنتعامل معاه. 
تهكمت قدريه وقالت بسواد:ما أنت دايماً  متأخر حتى فى خاطية بتك.... 
قاطعتها هدايه قائله بحسم وقوه: همس مش خاطيه يا قدريه وإلزمى حدك، وأقفلى خاشمك، خاشمك ده اللى ربنا سايجهُ يكره فيكى خلقهُ، كفياكى عاد إكده. 
نظرت قدريه لها بغلول. 
بينما قال النبوى بإنهزام: 
كل حقوقك هتوصلك لحد بيت أخوكى يا قدريه، معدش ليكى مكان هنا، مهما تجولى مش هيبجى أسوء من اللى جولتيه قبل إكده. 
بغلول وحقد يهلك قلبها قبل الآخرين غادرت قدريه المنزل.. 
فى نفس اللحظه، تحدث ناصر قائلاً: 
مش فاهم أيه اللى حُصل، ومين اللى إتجوز. 
نظر النبوى لـ هدايه وقال: 
اللى حصل كان لازم يخصل من زمان قدريه  كان لازم تطلع من حياتى، بس القدر. 
رد ناصر: طب ومين اللى إتجوز. 
رد النبوى وهو ينظر لـ قدريه: كان كتب بـ.ـنت واحد عزيز عليا، وكفايه اسئله لحد إكده، أنا عندى صداع هطلع أرتاح. 
تعجب ناصر،وشغل عقله تبادل النظرات بين النبوى ووالداته، لكن تحدثت  نهله وهى تقترب من سلسبيل، وكشفت  معصم يدها، وجدته به أثر قوى لضـ.ـر.بة قدريه  لها، نظرت لـ قماح وقالت: مش عارفه قدريه ليه مغلوله من بناتى، بتعايرنى بواحده والتانيه كانت عاوزه تسجطها كيف ما كانت عملت فيا زمان وأنا حِبله فى سلسبيل رفصتنى برچلها فى بطنى وجتها ، وربنا نجانى. 
تعجبت هدايه ونظرت ليد سلسبيل ثم نظرت لـ قماح  وتبسمت. 
....... ــــــــــــــــــ
بعد قليل، بالغرفه التى كان يشارك النبوى فيها گارولين... 
دخلت هدايه... وجدته يجلس على مقعد جوار الفراش  مُنكب برأسه على الفراش، يحمل بين يديه صوره يضمها لصدره، وضعت يدها على كتفهُ، قائله: عارفه إنى ظلمتك يا ولدى وحملتك فوق طاجتك كتير، بس إنت إبنى البكرى وكنت سندى من بعد أبوك. 
رفع النبوى رأسه ونظر لهدايه ومسك يدها التى كانت فوق كتفه وقربها من فمه وقبلها قائلاً: إنتى مظلمتنيش يا أمى، ده كان قدرى،ومكنش بيدى ، وكان لازم أتحمله، قدريه يعلم  ربنا أنا كنت بحاول معاها كتير، ترجع عن السواد اللى فى قلبها، بس هى إستسلمت له، أنا كنت عارف إنها هى السبب فى مـ.ـو.ت كارولين، ومع ذالك والست عليها عشان ولادى التانين  مـ.ـيـ.ـتربوش بعيد عنى وتسجى فى جلوبهم السواد والغل اللى سجته لـ رباح   
وبجيت متوكد خلاص إنها كانت السبب فى بُعد قماح كمان عننا لفتره معرفش أيه اللى حصله فيها خلاه بالقسوه دى،ويقسى على الوحيده اللى قلبه دق ليها،كنت شايف نظراته لـ سلسبيل من وجت ما رچع،كنت مستنى لحظة ما يجولى أنا بحب سلسبيل،ورايد أتجوزها،لما جه وجالى أنا ناويت أتجوز أول مره كنت حاسس هيقولى على سلسبيل،بس وجتها خيب ظنى،وجولت يمكن زى ما جال وجتها زميلته فى الچامعه وقلبه حبها،بس بعد فتره صغيره،إنفصل عنها،حتى هند لما شافها وهى بتشتغل مع أبوها لفتت نظره وطلب منى أطلبها له،كنت زعلان،بس من جوايا جولت يمكن خير،لـ سلسبيل إنها متبجاش من نصيبه،بس دى كمان متحملش وطلجها،بس لما جه رجب ونائل عشان يطلبوا سلسبيل،هو إتهز وعرف إنه مش هيقدر يشوف سلسبيل مع حد غيره،يمكن مكنش متوقع إن حد يقدر يقرب ويطلبها للجواز،أو كان بيكابر قلبه،بس لما حس إن سلسبيل هتبعد عن عينيه مقدرش يتحمل،بس بعد كده عمل أيه مجدرش يحافظ على سلسبيل،كان نفسى يبجى زى كارم ويحارب عشان يوصل لجلبها،بس هو إستسهل العنف معاها،بس النهارده لما وجف جدام قدريه وحمى سلسبيل منها قد ما كنت حزين من كلام قدريه فرحت إن قماح ظهر حبهُ لـ سلسبيل وخـ.ـو.فه عليها .
ردت هدايه: سلسبيل  وقماح راچل ومرته والراچل ومرته ياما بيحصل بيناتهم،وفى الأول وفى الآخر بيرچعوا لبعض، ياولدى ربك هو اللى بيوفج الجلوب، كان  من يصدج إن كارولين تچى لإهنه رحلة سياحه وتجابلها وتعشجها وتعشجك، صحيح  كان القدر له حُكم تانى، بس ربنا خلى من كارولين  قماح  ذكرى، وكمان كارم مخدش طباع قدريه الغلاويه، وحارب عشان يفوز بـ همس، وعندى يقين إنه هيرجعها من تانى همس الجديمه. 
رغم غصة قلب النبوى لكن تبسم وقال: حصل أيه بعد ما أنا مشيت من الشجه. 
سىردت هدايه له ما حدث. 
تنهد النبوى قائلاً: أنا كنت فكرت همس بدأت تتخطى حاجز الخـ.ـو.ف، مش عارف حياتها مع كارم فى بلد غريبه هيبحى شكلها  أيه مع حالة الخـ.ـو.ف اللى عندها دى. 
ردت هدايه: هتبجى زينه وبكره  تشوف، بس إنت زيح الهم عن جلبك، كل أمر ربنا خير. 
تبسم النبوى وقال: إنشاء الله خير، يمكن خروج قدريه من حياتى إتأخر كتير، كان الفضل ليكى  إنى بقدر أتحكم فى نفسى عشان ولادى ميبعدوش ويتربوا بعيد عنى، بس خلاص كبروا دلوق، ويعرفوا مصلحتهم. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل
بغرفة النوم 
وقفت تضع أحد المراهم على معصم يدها، فى ذالك الوقت دخل قماح الى الغرفه، كانت سلسبيل تقف بمنامه بلا أكمام، نظر قماح لها، 
خجلت سلسبيل وجذبت ذالك المئزر الذى كان موضوع فوق الفراش وإرتدت كُم منه لكن لو.جـ.ـع يدها لم تستطع  إكمال إرتداء الكُم الآخر بسبب ألمّ  يدها. 
للحظه تبسم قماح  هل تظن سلسبيل  أنه كان ينظر لجسدها، إقترب قماح من سلسبيل، قام بمسك يدها المُصابه ونظر لها بغصه قائلاً: إيدك زرقه،وأكيد بتو.جـ.ـعم، إلبسى هدومك وخلينا نروح  لدكتور يشوفهالك ويكتبلك مسكن . 
جذبت سلسبيل يدها من يد قماح  وتهمكت تنظر له صامته، لكن بداخلها تبتسم بسخريه أحقًا يشعر  قماح بآلم يدها، أليس هو من كان يتلذذ بترك  أثار علامـ.ـا.ته على جسدها. 
بينما قالت له بحِده: مالوش لازمه الدكتور، حطيت مرهم عليها والصبح  هخلى جدتى تدلها لى، والو.جـ.ـع هيروح ده و.جـ.ـع بسيط، مش جديد عليا أتحملت زيه قبل كده.
قالت سلسبيل  هذا ورغم ألم يدها الى أنها جذبت المئزر عليها وخرجت من الغرفه وتركت قماح الذى فهم الى ماذا تُلمح سلسبيل، بالتأكيد لمعاملته العنيفه لها سابقًا، شعر بآلم ونـ.ـد.م. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر. 
صباحً
أمام بقالة العم نسيم 
تفاجئ محمد بنقر على زجاج باب سيارته، فتح زجاج باب السياره، ونظر لمن يقف أمامه يقول: ممكن نتكلم كلمتين يا أبنى فى محل البقاله بتاعى. 
رغم تعجب محمد لكن نزل من السياره، وأتبع العم نسيم الى داخل  محل البقاله 
تفاجئ محمد بقول نسيم: قولى يا أبنى أيه أخرة لعب العيال اللى بتعمله ده. 
تعجب محمد وقال: مش فاهم قصدك. 
رد نسيم: لأ فاهم انت بقالك فتره  بتجى الصبح توقف هنا فى الشارع، ولما تشوف سميحه بتمشى وراها بعربيتك، عاوز توصل لأيه، أنا كان  سهل عليا أخلى شباب المنطقه  يتعاملوا معاك بطريقه مش كويسه أقل ما فيها يضـ.ـر.بوك ويخلوك تحرم تخطى عشر شوارع قدام الشارع ده بس أنا راجـ.ـل  أفهم فى الناس كويس، شكلك وهيئتك إبن ناس، كمان محاولتش تتـ.ـحـ.ـر.ش حتى لفظيًا بسميحه، بس وقفتك دى غير كمان تعقبك لها بعربيتك، فيها شئ غريب خلص يا أبنى وهات من الآخر. 
إرتبك محمد قائلاً: أنا فعلاً إبن ناس،ومش قصدى أعاكس ولا بتسلى،و بصراحه أنا معجب بالآنسه سميحه، بس. 
تبسم نسيم: بس أيه. 
رد محمد: خايف تكون مرتبطه، بالشخص اللى أوقات كتير بيوصلها للجامعه. 
تبسم نسيم قائلاً: لأ متخافش مش مرتبطه، ده أخوها الكبير، دكتور فى الجامعه. 
فرح قلب محمد وظهر ذالك بوضوح على وجهه. 
بينما قال نسيم: بص يا أبنى الخط المستقيم هو أقصر الطرق دايماً، عجباك سميحه أدخل البيت من بابه بلاش توقف كده فى الشارع تراقبها زى المخبرين. 
تحدث محمد بدون فهم: مش فاهم يعنى ايه أدخل  البيت من بابه! 
رد نسيم: يعنى هات أهلك وتعالى أطلب إيدها من أمها وأخوها، سميحه متلاقيش زيها، أدب وأخلاق وكرامه. 
إرتبك محمد قليلاً وقال: طب مش ممكن يكون فى حياتها غيرى وترفضنى وقتها.
رد نسيم: زى ما قولتلك فى الاول الخط المستقيم هو أقصر الطرق، لو فى حياتها شخص غيرك وقتها يبقى تبعد عن هنا وملهاش لازمه وقفتك دى هنا كل يوم. 
أعاد محمد حديث نسيم  فى رأسه بالفعل هو مُحق. 
تبسم محمد بموافقه وقال: أنا هقول لبابا وهو يقول لجدتى ونجى نطلب أيد سميحه فى أقرب وقت. 
تبسم نسيم يقول: الكلام أخدنا ونسيت أسألك إنت إسمك أيه ومنين؟ 
رد محمد: أنا محمد النبوى العراب. 
قبل أن يكمل محمد حديثه أوقفه نسيم  قائلاً: إنت إبن النبوى العراب التاجر المعروف بتاع الغلال. 
أماء محمد برأسه قائلاً: أيوه. 
تبسم نسيم يقول: يعنى إنت حفيد الحجه هدايه. 
أماء محمد بموافقه. 
تبسم نسيم  يقول: أنا نظرتى فيك مخيبتش، قولت واد ناس طيبين، لو قاصد شر كان  من زمان لفت نظر سميحه  له بأى طريقه... حتى لو عاكسها فى الشارع، بص يا أبنى سميحه تربيتى من وهى صغيره  لو قربت منها هتطلق عليك لسانها، مفيش غير الطريق المباشر قدامك، أدخل البيت من بابه. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا
بالأمارات العربيه 
نظرت همس بساعه معلقه بصالة الشقه 
تعجبت  الوقت فات على ميعاد مجئ كارم اليومى الى الشقه، فهو تعود على تناول وجبة الغداء  معها يوميًا، ثم يعود للعمل بذالك المطعم مره أخرى، شعرت همس ببعض التوجس، فكرت فى الإتصال عليه، بالفعل آتت بهاتفها، لكن بآخر لحظه  تراجعت عن الإتصال، 
تذكرت طوال الشهر المُنصرم كارم لم يضغك عليها بأى شئ تنام بغرفه وهو بغرفه أخرى بينما حديث هادئ  
حتى أنه يصطحبها للقاء تلك الطبيبه حسب المواعيد، لكن تشعر بوجود  غصه فى قلب كارم بعد أن عرف أن والده قد طلق والداته وأنها تعيش بمنزل أخيها، حاول الاتصال عليها للإطمئنان عليها لكنها ترفض الرد عليه، لم ترد عليه سوا مره واحده وذمته وإتهمته أنه ساعد فى طـ.ـلا.قها من والده، وكيف سافر ولم يُخبرها سابقاً، بالتأكيد هرب حتى لا يواجهها...، ربما لم يبوح لها كارم بذالك لكن هى سمعت حديثه مع عمها صدفه، شعرت  بغصه قويه كارم فقد والداته بسبب زواجه منها،وذالك بسبب خـ.ـو.فها من معرفة أحد أنها مازالت تعيش، تذكرت  حديثها الأخير مع الطبيبه  حين سألتها عن مدى تقاربها من كارم كزوجين أخبرتها أن كارم لم يتخطى حدوده معها، بالتأكيد خائف أن تخشى منه ويسيطر عليها ذالك الرُهاب... طلبت منها الطبيبه أن تحاول البدء بالتقرب من كارم، بالفعل هى ستبدأ الخطوه الأولى عليها المحاوله لبدأ حياه جديده، كارم بعد ما فعله من أجلها يستحق أن تُجازف من أجله، وتشعرهُ أنها تشعر لجواره بالآمان... لكن تعحبت لما لم يأتى مثل كل يوم لتناول الغداء معها. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد البنوك فى بنى سويف. 
وقفت زهرت مذهوله تقول لمدير ذالك البنك  الذى أمامها: 
يعنى أيه متقدرش تصرفلى الشيك ده. 
رد المدير: لأن الشخص اللى كتبلك الشيك ده إتجمدت إمضته على  الحساب اللى كان بيسحب منه فى البنك  عندنا. 
تعجبت زهرت قائله: يعنى أيه، بس ده جوزى وإزاى كتبلى الشيك. 
رد المدير: معرفش تقدرى تسأليه بنفسك متأسف مقدرش  أصرفلك قيمة الشيك. 
خجلت زهرت من المدير ودون حديث تركته وخرجت تشتعل غضبًا، كيف حدث ذالك ولم يُخبرها رباح بذالك، لكن جاء إليها شك أن يكون رباح  نفسه لا يعرف، فكرت  أن تهاتفه وتخبره بذالك، لكن تراجعت عن ذالك وهاتفت شخص آخر رد عليها بسرعه. 
تبسمت بمكر قائله: هند السنهورى بقالك شهر مكلمتنيش قولت أسأل عليكى  أنا. 
رغم شعور هند  بنفور ناحية زهرت لكن، حاولت إخفاء ذالك وقالت: أبداً  والله  انتى عارفه معزتك عندى بس مشاغل مع بابا فى التجاره. 
ردت زهرت: ربنا يعينك، بس أيه مقضيه حياتك كده شُغل أيه رأيك نتقابل أنتى وحشانى، وكمان نتكلم شويه نفضفض لبعض. 
فكرت هند، زهرت هى من تُعطيها أخبـ.ـار قماح، لما لا تقابلها وتعرف جديدهُ. 
تبسمت هند وقالت: خلينا نتغدى سوا  فى  المطعم اللى إتقابلنا فيه سوا  فى بنى سويف. 
ردت زهرت: وماله أنا قريبه منه وقربنا عالغدا، هستناكى  هناك بلاش تتأخرى عاوزه أرجع لـ دار العراب الوليه العقربه هدايه من يوم طـ.ـلا.ق عمتى وهى ماسكه عليا بالحيله على ما عرفت أخرج من الدار ومش عاوزه اتأخر ترسم نفسها عليا. 
ردت هند: لأ نص ساعه  واكون فى المطعم. 
توجهت زهرت الى ذالك المطعم وجلست على إحدى الطاولات تُفكر فيما قالهُ مدير البنك لها، حول  تجميد إمضاء رباح، بالتأكيد لـ سلسبيل يد بهذا، لما حين عملت بالحسابات تجمدت إمضاء رباح، إذن لتُشغل عقلها بـ هند. 
بعد قليل.. نهضت زهرت ترسم بسمة رياء وقامت بحـ.ـضـ.ـن هند والترحيب بها وعتابها المزعوم منها
بررت لها هند عدm إتصالها بإنشغالها. 
جلسن الأثنتين بالمطعم. 
تحدثت زهرت: أخيراً  إتقابلنا كنتى وحشانى قوى. 
ردت هند برياء: والله أنتى أكتر. 
تبسمت زهرت: والله لما كنا سلايف كنا منسجمين مع بعض، وده كان عامل إزعاج لـ عمتى قدريه وكمان للحجه هدايه، اللى بعد طـ.ـلا.ق عمتى زى ما يكون مفيش قدامها غيرى شكلها  عاوزه ترتاح منى. 
ردت هند: ورباح هيسمح بكده، رباح بيمـ.ـو.ت فيكى، طب ياريت قماح كان حبنى نص حب رباح ليكى، يمكن  مكنش طلقنى. 
ردت  زهرت بمكر: قماح هوائى وشكله  كده بدأ يمل ويكل من الست سلسبيل، ولو مش حامل وكمان خايف من هدايه، يمكن كان طلقها  بسبب معارضتها له إنها تشتغل غـ.ـصـ.ـب عنه. 
غص قلب هند وقالت: ده اللى بستغربله، قماح  لما أتجوزنا ممنعنيش إنى أشتغل ليه عارض شغل سلسبيل. 
ردت زهرت: سلسبيل  عاوزه تفرد نفسها وتبين أنها فيها  من قوة وعقل العقربه هدايه، وده يمكن اللى مخلى قماح  معارض شغلها، خايف تتنفخ عليه، زى العقربه هدايه كده ما لها كلمه على كل اللى فى دار العراب الكبير  قبل الصغير.
ردت هند: أو يمكن  بيحبها وبيغير عليها. 
ضحكت زهرت بسخريه وقالت: قماح  يحب، ضحكتينى، طب تراهنينى إن لو ظهر واحده جديده قدام قماح  مش بعيد يتجوزها  على السلسبيل، او حتى يطـ.ـلقها. 
وسوست زهرت بحديثها فى رأس هند، التى قالت: 
قصدك أيه، يعنى قماح ممكن يتجوز للمره  الرابعه. 
ردت هند بمكر: أو  يعيد واحده  من الإتنين  اللى سبق وطلقهم، لو إستخدmتى ذكائك وقربتى من قماح  ممكن جداً  يفكر يرجعك، بالذات وأن الست سلسبيل بقت مشغوله فى الشغل فى المقر ومش فاضيه له. 
شعللت زهرت رأس هند، التى تبسمت لها بسمة موافقه. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر
كان هذا وقت الغداء
بمكتب قماح. 
لم يخرج لتناول الغداء
بل ظل بمكتبه بتابع عبر حاسوبه كاميرات المراقبه 
جلوس سلسبيل مع زُملائها بالمكتب، يتناولون الغداء فى جو من المرح بينهم، وبساطة سلسبيل فى التعامل معهم، رأى جلوس أحد المحاسبين جوارها وحديثه معها وإبتسامها له... شعر بغيره  قويه، ود أن يذهب اليها ويأتى بها تجلس معه ولا تبتسم لأحد غيره، كان قرار خاطئ حين إمتثل لقرارها بالعمل، هى لا تعلم أنه لم يكُن يمنعها تجبُر منه، بل غِيره عليها، أجل يغار حين تتحدث مع أى رجُل غيره، بالأخص هؤلاء الموظفين بالمقر، سابقًا حين كانت تأتى بعض الوقت تقوم ببعض التدريب أثناء دراستها كان  يشعر بالغيره حين يراها تتحدث معهم، وكان ذالك لوقت قصير ساعتين بالأكثر ومره مرتين بالأسبوع، والآن لوقت طويل ويوميًا زفر انفاسه، وفكر فى شئ قد يجعلها تذهب الى مكتبه، رفع سماعة هاتفه وطلب من السكرتيره  الخاصه به، طلب بعض ملفات المحاسبه  من الحسابات... وأن تأتى بها سلسبيل. 
بالفعل بعد وقت. 
دخلت سلسبيل  ببعض الملفات 
تبسم قماح خفيه وقال: 
شايف إنك بسرعه تأقلمتى مع الموظفين فى المقر. 
ردت سلسبيل: عادى، سبق وكنت باجى وانا فى الجامعه  هنا وليا معرفه سابقه معاهم، بس أكيد مطلبتنيش عشان كده، دى الملفات الخاصه  اللى طلبتها من سكيرتيرتك. 
تبسم قماح: فعلاً  طلبتك  عشان شغل، الملفات دى فيها  حسابات لبعض الموردين اللى إنتهى تعاملنا معاهم، وكنت عاوز أخد فكره عن إجمالى معاملاتهم معانا،وبصراحه معنديش وقت أقرى الملفات دى ممكن تختصرلى الموجود فيها شفهيًا. 
ردت سلسبيل: تمام. 
نهض قماح  من على المقعد  خلف المكتب، وإقترب من سلسبيل قائلاً: خلينا نقعد هناك، حتى نبقى قريبين من بعض وأفهم أكتر. 
نظرت سلسبيل الى المكان الذى أشار لها عليه، كانت  أريكه جلديه وامامها طاوله صغيره، بالفعل ذهبت للمكان وجلست خلف جلوس قماح، وبدأت فى توضيح  الملفات له، لكن هو لم يكُن يُركز فى ذالك كان يُركز معها هى، ود أن يجذبها ويُقبلها يروى ظمأهُ لشفاها بسبب هجرها له 
الفتره الماضيه، بالفعل أقترب أكثر من سلسبيل ووضع يده على كتفها  يُقربها منه. 
إرتبكت سلسبيل حين شعرت بيدهُ التى وضعها عليها، ورفعت بصرها عن تلك الملفات ونظرت له 
نظر قماح لها أيضاً، كادت سلسبيل أن تتوه فى عيناه، وكذالك قماح الذى جذبها عليه لم يعد يفصل بين شفاهم سوا سنتمـ.ـيـ.ـترات قليله، لكن فى تلك اللحظه 
فُتح باب المكتب دون إستئذان. 
مما أربك سلسبيل، و.جـ.ـعلها تفيق من تلك السطوه 
وتراجعت برأسها تنظر الى من دخلت عليهم دون إستئذان ترسم بسمة دهاء قائله: قماح وحـ.ـشـ.ـتني. 
نهضت سلسبيل من جوار قماح تسير ونظرت لها بإشمئزاز قائله: 
متشوفيش وحش، أظن أنا خلصت توضيح  الملفات لك أسيبك لـ هند السنهورى اللى وحشتها وجايه تشوفك وتملى عيونها بيك.
تضايق قماح  من ذالك بشـ.ـده كم ود  أن يطرد هند الآن من المكتب ويطلب من سلسبيل البقاء معه. 
لكن خروج سلسبيل  السريع منعه من ذالك، نهض هو الاخر من مجلسه وذهب الى خلف مكتبه وجلس على المقعد قائلاً  بفتور: خير  يا أستاذه هند جايه ليه النهارده. 
شعرت هند بوخز فى قلبها، ليس فقط من حديث قماح الفاتر، بل حين دخلت ورأت قماح  قريب من سلسبيل بدرجه قريبه للغايه ربما لو لم تدخل بالوقت المناسب لكان قبلها... لكن رسمت بسمه قائله بعتاب مُدلل: 
أستاذه هند... من أمتى كان بينا رسميات يا قماح، بصراحه، أنا كنت هنا قريبه من المقر بتغدى مع تاجر بـ.ـنتعامل معاه ومستظرفتوش أستأذنت منه ولما لقيتنى قريبه قولت آجى أسلم عليك. 
رد قماح: وأيه سبب عدm إستظرافك للتاجر عالعموم ميهمنيش، وكان لازم قبل ما تدخلى للمكتب تاخدى إذن منى. 
ردت هند وهى تتغاضى عن فتور حديث قماح: 
أبداً  تاجر غلس شويه وكذا مره لمحلى بإعجابه بيا، وأنا بصراحه مش برتاح  لنظراته، أنت عارف إنى بحب  أشتغل مع التجار اللى برتاح لهم، بس بابا ضغط عليا أقابله، وأتكلمت معاه فى الشغل ولما لقيته هيتعدى حدوده إستاذنت منه بحجة إنى عندى ميعاد معاك هنا فى المقر.
 قالت هند هذا وسارت بدلال الى أن أقتربت من مكان جلوس قماح وإنحنت علي مكتبه أمامه قائله: شكلك أضايقت من مجيي لهنا عالعموم... 
قطع حديث هند، سماع طرق على الباب، ودخول سلسبيل بعدهُ  التى إنصدmت للحظات من وقوف هند وإنحنائها على مكتب قماح، لكن أظهرت الامبالاه وقالت بتريقه:آسفه إن كنت قاطعتكم، نسيت الملفات وكنت راجعه  عشان أخدهم، بالفعل أخذت سلسبيل  الملفات وخرجت سريعًا. 
بينما نهض قماح ونظر لـ هند قائلاً  بحده: 
أظن سبق وقولت ليكى، اللى بينا شغل وبس، ياريت تتفضلى، مش فاضى وبعد كده قبل  ما تجى للمقر، تبقى تطلبى ميعاد الاول. 
تضايقت هند من جفاء قماح ورسمت الدmـ.ـو.ع وقالت: 
قماح إنت ليه بتعاملنى بالطريقه دى، إنت عارف إنت أيه بالنسبه  ليا، قماح  أنا معنديش مانع إنى أكون زوجه تانيه لك. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمركز التعليمى 
إنتهت تلك المحاضره  ، وخرج معظم المتدربين من الغرفه،
أثناء سير هدى للخروج كادت تتصادm مع إحداهن التى دخلت ببسمه تقول بعشم: 
نظيم إتأخرت ليه، بقالى نص ساعه مستنياك تحت السنتر ولما زهقت قولت أطلع أكبس عليك لا تكون موزه غيرى بتعاكسك. 
تبسم لها نظيم بقبول. 
بينما نظرت هدى لها تتفحصها تبدوا بسيطه، ولاحظت اللدغه، لا تعرف لما شعرت بالغيره منها وعادت بنظرها الى نظيم الذى تقابلت عيناه مع عيني هدى، تبسم لها، بادلته هدى بعدm أهتمام وخرجت مباشرةً، لكن فكرها مشغول من تكون تلك الفتاه، التى قبل أن تحدثهُ ارسلت له قُبله فى الهواء... وهو تبسم لها. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بعد منتصف الليل... بالأمارات
كانت همس تجلس أمام شاشة التلفاز تشعر بالقلق، كارم لم يأتى طوال اليوم، وهاتفته عدة مرات ولم يرد عليها، فكر عقلها  أن تذهب الى ذالك المطعم، حسمت أمرها، ستبدل ملابسها وتذهب الى المطعم، لكن قبل أن تدخل الى غرفة النوم، سمعت تكات فتح باب الشقه. 
ذهبت سريعًا نحو الباب، تبسمت حين رأت كارم  يدخل، بتلقائيه منها أرتمت فى حـ.ـضـ.ـنهُ قائله: الحمد لله إنك بخير. 
رجف قلب كارم ولف يديه حولها سعيد بذالك. 
لكن إنتبهت همس لنفسها وشعرت برجفه وإبتعدت عن كارم سريعاً وقالت بإرتباك: 
أيه اللى آخرك لنص الليل وكمان مجتش عالغدا و طول اليوم بتصل عليك مش بترد. 
شعر كارم بنغزه فى قلبه بعد أن إبتعدت همس، لكن فى نفس الوقت تذكر  حـ.ـضـ.ـنها له فأبتسم قائلاً: أبداً، حالنا عميل وطلب تأجير المطعم العشا على شرف حفله مهمه له، وكنت مشغول مع العمال طول اليوم... عشان تعرفى  وشك حلو عليا يا همس، العميل ده رجل اعمال وطلب منى أنه يعمل حفلات ولقاءات خاصه بشركته عندى فى المطعم من وقت للتانى. 
تبسمت همس قائله: مش وشى اللى حلو  عليك، إنت اللى ضميره سالك. 
ضحك كارم يقول بتكرار: هاميس ناصر العراب اللى كانت  بتدرس فى مدارس لغات تقول كلمة "سالك".  
تبسمت همس  قائله: دى كلمه  عاديه على فكره مش محتاجه مدارس لغات، وبعدين بطل تريقه. 
تبسم كارم يقول: هبطل تريقه لأنى جعان طول اليوم مأكلتش. 
تبسمت همس  قائله: مش كنت فى المطعم طب ليه مأكلتش طول اليوم. 
تبسم كارم  يقول: إتعودت خلاص، لازم ناكل سوا ونتكلم  واحنا بناكل. 
تبسمت  همس قائله: بس جدتى هدايه كانت دايما تقولنا لا كلام على طعام. 
تبسم كارم يقول: ده أحلى الكلام  هو اللى بيتقال على الطعام. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل
تقلبت سلسبيل فى فراشها تشعر بضجر، لكن فجأه سمعت صوت فتح باب الغرفه، نظرت بإتجاه الباب
تبسمت حين رأت دخول قماح نصف عارى، 
تبسم هو الآخر لها وأقترب من الفراش، وإنحنى عليها
وقبل  جانب عُنقها، ورفع رأسه ينظر لعين سلسبيل. 
تبسمت  له بقبول، إنحنى قماح  يقبلها  مره أخرى، تجاوبت معه سلسبيل ولفت يديها حول عُنقهُ مستمتعه بقُبلاته. 
بعد منتصف الليل بـ دبى
إستيقط كارم يشعر بالظمأ لم يجد ماء بالغرفه، نهض من على سريره وخرج من الغرفه كى يذهب الى المطبخ، لكن لاحظ خط نور ساطع من باب غرفة همس الموارب قليلاً
تعجب،وقام بالطرق على الباب،دخل مبتسمًا بعد أن سمحت له همس،دخل مبتسماً وهو يقترب من الفراش  قائلاً:
أيه اللى مسهرك لحد دلوقتي،وأيه القماش الكتير والورق  اللى على السرير ده.
تبسمت همس قائله:بصمم باترون عشان أبدأ فى تنفيذ كسوة سبوع إبن سلسبيل.
بعد كارم بعض القماش وجلس على الفراش قائلاً: 
أنا شايف إسم ناصر مكتوب على بعض القماش ليه. 
تبسمت همس قائله: مش بتقول جدتى بتأكد أن سلسبيل حامل فى ولد يبقى متأكده سلسبيل هتسميه.. ناصر. 
رد كارم: أيه سبب اليقين اللى عنده ده. 
شعرت همس بغصه وقالت: عشان إحنا التلاته كنا متعاهدين إن أول ولد هنخلفه هنسميه ناصر. 
ضحك كارم قائلاً: يعنى بكده فى المستقبل إنشاء الله هيبقى فى تلاته ناصر.
غص قلب همس وقالت:إنشاء الله.
تبسم كارم قائلاً: واضح أن عمى ناصر محظوظ، بتلات بنات... أحلى من بعض. 
تبسمت همس تشعر بشوق لوالديها وأختيها. 
لكن نفضت عن رأسها قليلاً وقالت: كارم كان فى موضوع  عاوزه تكلم معاك فيه.. عاوزه أعرف رأيك أيه. 
رد كارم: وأيه الموضوع ده. 
ردت همس: وانا بشترى القماش المستلزمـ.ـا.ت دى، من محل القماش ،المحل ده له إسم كويس هنا فى دبي،لما إشتريت مستلزمـ.ـا.ت كتير، الست صاحبة المحل سألتنى و خدت معاها فى الكلام،ولما قولت إنى بعرف أخيط وبطرز مفارش و كمان بشتغل شُغل تريكو كويس  ...وكان معايا منديل أنا مطرازه لما شافت تطريزه إتهوست بيه وقالتلى إن عندها كمان مشغل كبير لشُغل الهاند ميد،سواء التطريز او التريكو اليدوى،لأن فى بعض العملاء بيحبوا نوعية الشغل ده،ويبقى ربحها أكبر ، و لو أحب أشتغل معاها وأساعد فى تعليم  البنات فى المشغل هى  معندهاش مانع،بس أنا  قولت لها أن ممكن اشتغل طلبيات وأنا هنا فى الشقه،إنما عرض إنى أعلم البنات فى المشغل ده صعب  .
تبسم كارم وقال: طب والله عرض كويس أنتى متمكنه فى التطريز،وليه صعب تشتغلى معاها تعلمى البنات فى المشغل  سهل تشتغلى يومين فى الأسبوع تعلمى البنات،ومتنسيش منه تدريب عملى على  دراستك اللى  لازم تخلصى من السنه دى بقى. 
فرحت همس وقالت: يعنى ده رأيك، اوافق على عرضها. 
تبسم كارم يقول: طبعاً  توافقى، دى فرصه كويسه ومتأكد  مع الوقت هيبقى عندك مشغل خاص بيكى. 
فرحت همس كثيراً  قائله: إنت عارف إنى كنت ناويه أفتح مشغل بعد ما أخلص الدراسه، بس... 
توقفت همس عن إستكمال حديثها وشعرت بآلم فى قلبها، بسبب ما حدث لها دmر أحلامها.
شعر كارم بذالك وقال: الفرصه لسه قدامك يا همس، ويمكن قبل ما تخلصى دراسه يكون  عندك المشغل، وأهو كمان تساعدينى فى بُنى مستقبلنا مع بعض. 
تبسمت همس  قائله: فلوس العراب هى اللى أشترت لينا شقه ومطعم هنا. 
تبسم كارم وقال: الفلوس دى دين عليا وهسدده لـ بابا على دفعات مع الوقت... ده كان  إتفاقى معاه من قبل ما نسافر
ما هو مش هنفضل معتمدين على فلوس العراب،لازم يكون لينا حياتنا الخاصه بينا وبأولادنا. 
نظرت همس لـ كارم بشعور مؤلم حين قال،، أولادنا. 
هل سيكون لهم أطفال بالمستقبل، مازال ذالك الرهاب يتملك منها، كارم لم يتعدى حدود إبن عمها الى الآن.
بينما تبسم كارم قائلاً: همس بابا قال للعيله إنى أتجوزت.
تعجبت همس برعشة صوت قائله:بجد طب كويس،متأكده عمى مش هيقولهم إني لسه عايشه،فا مش هيفرق معاهم إتجوزت مين.
رد كارم:لحد أمتى يا همس هتفضلى مخبيه عنهم إنك لسه عايشه.
إرتعش صوت همس أكثر وأخفضت وجهها قليلاً تُخفى تلك الدmعه بعينيها  وقالت: 
معرفش لحد أمتى ومن فضلك بلاش تضغط عليا فى الموضوع ده، وسيب القرار للقدر هو اللى يقرر أمتى الوقت.
إقترب كارم من مكان جلوس همس ووضع إحدى يديه على يديها التى تفركهما ببعض،وباليد الأخرى رفع رأسها،ونظر لعينيها.
فرت دmعة همس دون شعور منها 
جفف كارم بإناملهُ تلك الدmعه،تلاقت عينيه مع عيني همس،تبادلت العيون النظرات لبعضها تبوح بمكنون القلوب  الجريحه التى دواؤها أمامها لكن مُر تذوقه 
ملس كارم على وجنتي همس بأنامله كأن يُمسك زجاج يخشى أن ينكـ.ـسر بين يدهُ،للحظه أغمضت همس عينيها مستمتعه بملمس أناملهُ التى تسير على وجهها،بذالك الحنان،لكن فجأه آتت تلك الذكرى المُره أمامها،تذكرت صفعات هذان الوغدان لها.
فتحت عينيها سريعاً وعادت برأسها للخلف سريعًا
صامته.
لاحظ كارم ذالك،لكن لم يستسلم ومد يدهُ على وجهها يعود يتلمسهُ براحه...ورفع يدهُ الأخرى أحكم وجهها بين يديه.
إرتعش جسد همس،شعر كارم برعشة همس بل ورأى إرتعاش شفتاها،التى ملس بأنامله عليها...دون وعى منه لما سيحدث بعد ذالك،لكن قلبهُ مُشتاق إقترب برأسهُ منها وإلتقم شفاها بقُبلة شوق وتوق،ترك شفاها بسرعه يُقبل وجنتها،لم يفيق الإ حين تذوق طعم دmـ.ـو.عها بين شفتيه...
إبتعد سريعاً للخلف،ينظر لوجهها عينيها المُغمضه رغم ذالك تسيل دmـ.ـو.عها على وجهها.
تحدث بصوت شجي:همس.
فتحت همس عينيها بصعوبه نظرت لوجه كارم الذى تبسم وقال لهما بتتويه: أنا كفايه سهر لحد كده عشان عنيكى ونامى دلوقتي وأبقى كملى بالنهار،لسه بدرى على ميعاد ولادة سلسبيل.
تبسمت همس هى الآخرى وأمائت رأسها بموافقه.
نهض كارم من فوق الفراش وقام بجذب القماش والأوراق ووضعها على أريكه بالغرفه...بينما تمددت همس على الفراش،عاد كارم مره أخرى قريب من الفراش وجذب عليها الغطاء قائلاً:تصبحى على خير.
تبسمت همس:وإنت من أهله.
تبسم كارم وسار يخرح من الغرفه،بعد أن أخفض نورها.
وقف جوار الباب يتنهد بفرحه رغم دmـ.ـو.ع همس التى غصت بقلبه،لكن همس لم تخاف منه كما كان يحدث فى السابق،تذكر حديثهُ مع الطبيبه المُعالجه مع همس اليوم التى ذهب إليها وقت إستراحة العمل بالمطعم.
حين سألها عن مدى تقدُم حالة همس النفسيه...وأنها أصبحت لا تخاف منه حين يقترب مثل السابق حين كانت تخاف حين فقط تشعر أنه يكاد يلمس يدها،الآن أحياناً تتلامس إيديهم  بعفويه ولا تخاف منه.
ردت عليه الطبيبه: هكلمك بصراحه،أنا لما تواصلت معايا زميلتى الدكتوره  اللى كانت مُشرفه على حالة همس من البدايه وتحاورت معاها فى حالة همس وأبعادها،والرهاب اللى أصبح ملازم لها وخـ.ـو.فها إن أى حد يقرب منه،بس كان فى إتنين بس هما اللى بتثق فيهم،توصلنا إن الرهاب ده ممكن مع الوقت مش هقول يروخ وترجع لحالتها القديمه،بس ممكن الموضوع ده يخف مع الوقت،بالذات لما تبعد عن المكان اللى حصل لها فيه الحادثه الصعبه اللى مرت بها،وكمان هى هنا فى غُربه ومتعرفش حد غيرك،وكمان عايشين فى نفس الشقه،بالتالى بتقضوا وقت كبير مع بعض فى نفس المكان،فالرهاب اللى عندها منك بدأ يقل وتثق فيك أكتر،سبق وقولتلى أنكم ولاد عم ومتربين سوا، قبل كده حاولت تمسك إيدها أو تحـ.ـضـ.ـنها مثلاً؟
رد كارم:طبعاً كان مستحيل أحـ.ـضـ.ـنها دى كانت بـ.ـنت عمى ومكنتش شايفها زى أختى،إنما مسكت إيدها كتير قبل كده بنوايا طيبه.
تبسمت الطبيه:أهى النوايا الطيبه دى يمكن هى اللى أثرت على تحسُن حالتها فى الفتره القصيره اللى فاتت،همس عندها يقين إنك مش هتأذيها بس الخـ.ـو.ف اللى جواها بيتحكم فيها،والخـ.ـو.ف بدأ بالتدريج يختفى،أنا عاوزاك تتعمد ومثلاً تتأخر فى الرجوع للسكن وتشوف رد فعلها هيكون أيه،وكمان ممكن تزيد ومثلاً تحـ.ـضـ.ـنها.
تحدث كارم بإستفسار:طب وده مش ممكن يجيب نتيجه عكسيه وترجع تخاف منى تانى وترجع لحالتها القديمه وتنزوى عنى.
ردت الطبيبه:لأ إطمن،همس مبقاش قدامها غيرك تثق فيه دلوقتي.
تبسم كارم وهو يتذكر حـ.ـضـ.ـن همس له حين عاد،وأيضاً تلك القُبله التى قبلها لـ همس قبل قليل،حقًا آلمه دmـ.ـو.ع همس،لكن همس لم تخاف منه إنشرح صدره،فالطريق لم يعُد طويل لرجوع هاميس القديمه.
بينما بغرفة همس.
وضعت يدها على شفاها تتذكر تلك القُبله،كم كانت رقيقه وعفويه، سأل عقلها لما للحظات تجنب عنها ذالك الرهاب وأستسلمت لتلك القُبله لكن فى نفس الوقت تذكرت محاولة الوغدان تقبيلها لكن وقتها بسبب تلك الاقنعه التى كانوا يخفون وجوههم بها منع ذالك تلك كانت أول قُبله لها شعورها يمزج بين الحِنيه والمراره فى نفس الوقت،لكن ربما أكثر شعور تشعر به الآن هو تجربة تلك القُبله مره أخرى ومعرفة أى شعور يطغى عليها وقتها.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدار العراب
إستمتعت سلسبيل بتلك القُبلات المتشوقه الخاليه من العنف قُبلات تجعلها تشعر أن لديها مكان بقلب قماح،مدت يدها كى تجذبهُ عليها أكثر،لكن فجأه شعرت بخواء بين يديها...
فتحت سلسبيل عينيها تفاجئت بنور الغرفه الخافت،نظرت حولها الغرفه فارغه،ما كانت تشعر به قبل قليل لم يكُن سوا حِلم أو ربما وهم لن يحدث،ويُقبلها قماح بتلك الطريقه الرقيقه، ظلت مستيقظه لوقت، شعرت بالضجر، فكرت أن تنهض من على الفراش وتذهب الى غرفة المعيشه تشاهد أحد الأفلام  بالفعل خرجت من الغرفه لكن أثناء سيرها كان باب غرفة النوم الأخرى مفتوح،لا تعرف لما ساقتها قدmيها للدخول للغرفه وأشعلت ضوء خافت نظرت نحو الفراش،وجدت قماح مثل عادته ينام ببطنه على إحدى يديه،كان شبه عارى بسبب إنحصار ذالك الغطاء عليه،كان هنالك بعض البروده بالغرفه،بالتأكيد بسبب ذالك المكيف وأيضاً الطقس أصبخ يميل نحو البروده،أطفئت المُكيف،وذهبت نحو الفراش وقامت بتغطية قماح ثم أطفئت النور سريعاً وخرجت من الغرفه،وبدل أن تذهب الى حجرة المعيشه ذهبت الى غرفة النوم مره أخرى وتسطحت على الفراش تتنهد بشعور لا تعرف له تفسير ولا لذالك الحلم الذى بسببه إستيقظت من نومها أيعقل أنها تشتاق لـ قماح أن يكون بتلك الرِقه..بالتأكيد لا... هذا مجرد وهم.
بينما قماح لم يكُن نائم كان يشعر بالضجر وحراره تغزو جسدهُ غير قادر على إطفائها سوا سلسبيل،شعر بها حين أشعلت ضوء الغرفه وأغلقت المكيف،وأيضاً حين قامت بإلقاء غطاء الفراش عليه،للحظه فكر أن يستدير لها ويجذبها إليه يروى شوقه وتوقه لها لكن تراجع فى قرارة نفسه لا يُريدها أن تعرف أنه يشعر بالضجر بسبب هجرها له  
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصباح  اليوم التالى. 
بدار العراب 
بشقة النبوى باكرًا... آستيقظ على طرق باب غرفته. 
بالتأكيد عرف من يطرق عليه فقال: 
إدخل يا محمد. 
دخل محمد قائلاً  : عرفت إنى محمد إزاى. 
تبسم النبوى قائلاً: هو فى حد تالت معانا فى الشقه...صباح الخير. 
إنتبه محمد وخبط على رأسه قائلاً: أه صحيح،صباح النور. 
وقف محمد متـ.ـو.تراً  بعد ذالك 
تحدث النبوى قائلاً:مالك واقف متـ.ـو.تر كده ليه،جاي تشتكى من أفعال رباح معاك.
رد محمد:لأ من يوم ما حضرتك كلمته آخر مره وهو بقى بيعاملنى يعنى أهو كويس شويه،بس فيه حاجه لحظتها عليه،بيشتكى من صداع فى دmاغه.
إنخض النبوى  وقال:من أمتى لاحظت إنه بيشتكى من صداع.
رد محمد:هو صدفه كنت دخلت عليه وأتعصب عليا،وشوفته خد حبايه ولما سألته قالى أنه عنده صداع بيجى له من فتره للتانيه بس الدوا ده بيريحه. 
تنهد النبوى وقال: طب جولى چاى لى باكر إكده ليه مش بعاده تصحى  بدرى إكده. 
بتـ.ـو.تر قال محمد: كنت عاوز أتكلم معاك فى موضوع  خاص يهمنى... وووو. 
رد النبوى بتحفيز: وأيه أدخل مباشر فى الموضوع. 
رد محمد بمط فى الموضوع: طبعاً  حضرتك  قولت لينا إن كارم أتجوز، وبالشكل ده مبقاش عازب غيرى. 
تبسم النبوى  وقال: فعلاً  مبقاش فى عيلة العراب عازب غيرك، بس ده دخله أيه فى الموضوع  اللى عاوز تكلمنى  فيه. 
رد محمد بتـ.ـو.تر: بصراحه أنا كمان بفكر أتجوز. 
تبسم النبوى  وقال: تتجوز  مره واحده كده. 
رد محمد: لأ طبعاً  مش مره واحده، طبعاً  هيكون فى فترة خطوبه، وبعدها أتجوز. 
تبسم النبوى  وقال بمكر: هقول للحجه هدايه تشوفلك عروسه زينه إكده. 
رد محمد بتسرُع: لاه أنا خلاص  لقيت العروسه. 
تبسم النبوى وقال: بچد، طب هى مين... بـ.ـنت حد نعرفه. 
رد محمد: لأ، بصراحه هى بـ.ـنت شوفتها كذا مره وعجبتني، وقولت أتقدm لها رسمى. 
تبسم النبوى  يقول: وزينه البـ.ـنت دى على إكده وبـ.ـنت مين؟ 
رد محمد: هى زينه وحلوه، بس مش من البلد هنا، هى من بلد جنبنا. 
تبسم النبوى  وقال: تمام، هاتلى إسمها وإسم عيلتها أسأل عنهم، وإن كانت بـ.ـنت ناس طيبين يبقى على بركة الله. 
تبسم محمد بإنشراح وقال: هى بـ.ـنت ناس طيبين  انا سألت  عنها. 
تبسم  النبوى وقال: مفيش مانع نسأل زيادة ثقه...ومتخافش طالما إنت واثق إنها بـ.ـنت ناس طيبين،زى ما بتجول.
رد محمد:تمام يا بابا هقولك إسمها وإسم عيلتها،ومكان بيتهم كمان. 
تبسم النبوى ماكرًا: 
واضح إنك واقع لشوشتك، إطمن إنشاء الله  تطلع بـ.ـنت ناس طيبين  وتكون ونصيبك، بس إدينى يومين كده أسأل عنها، ده جواز العمر كله  يا ولدى، ولازم يكون بين ناس طيبين.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر 
تبسم النبوى لدخول سلسبيل عليه المكتب،وقال:أهلاً بالحجه هدايه الصغيره،رأيي إن ناصر أخويا كان لازم يسميكى إنتى هدايه،مش هدى،إنت اللى واخده من صفاتها كتير،أولها القلب الحامى فى الشغل.
تبسمت سلسبيل وقالت: كويس إن فيا حاجه منها.
تبسم النبوى ونهض من خلف مكتبه وأقترب من سلسبيل وقال:خلينا نقعد شويه نتحدت مع بعضينا،كنت عاوزك فى موضوع مهم.
تبسمت سلسبيل له وذهبت وجلست لحواره على أريكه بالغرفه.
وضع النبوى يدهُ على كتف سلسبيل قائلاً بمفاجأه:أخبـ.ـار قماح  أيه.
ردت سلسبيل بتعلثم:قصدك أيه بأخبـ.ـار قماح،هو حضرتك مش عايش معانا وشايفهُ بنفسك.
رد النبوى:أنا قصدى أخبـ.ـارهُ معاكِ أيه،لسه بنفس طباعه القديمه.
تعلثمت سلسبيل وقالت:لأ إتغير شويه.
تبسم النبوى وقال: إتغير شويه كتار ولا صغيرين. 
لم تعرف سلسبيل أن ترد عليه وتقول ماذا، أنهما شبه منفصلان رغم أنهما يعيشان بشقه واحده، لكن أنقذها من الرد دخول محمد، تبسم لـ سلسبيل  وقال: 
كنت بدور عليكى  فى الحسابات  قالولى إنك هنا عند بابا فى مكتبه، الملف اللى طلبتيه  منى اهو. 
تبسمت سلسبيل  وأخذت الملف من محمد. 
الذى نظر لوالده وقال له: شكلى  جيت  فى وقت غير مناسب، الكنه وحماها شكلهم بيخططوا لحاجه الله يكون  فى عونك يا قماح، أنا لما أتجوز مش هخلى مراتى تقرب من بابا ليقويها عليا. 
تبسمت  سلسبيل. 
بينما قال النبوى:إنصرف أحسنلك وروح شوف شغلك بدل ما أكنسل عالموضوع إياه.
تبسم محمد وقال بمرح:لأ وعلى أيه الطيب أحسن،عندى شوية شغل هروح أكملهم،بدل ما تنفذ تهديدك إنت النبوى العراب برضوا.
إنصرف محمد وترك النبوى،وسلسبيل،التى قالت بفضول:
أيه موضوع محمد ده.
تبسم النبوى وقال:محمد عاوز يتجوز،وقالى على عروسه وبعت اللى يسأل عنها ولو طلعت زى ما بيجول بت ناس طيبين يبجى عالبركه،أجوزه وميبجاش فاضل غير هدى.
تبسمت سلسبيل  لكن غص قلبها وقالت: أنا أستغربت لما قولت لينا أن كارم أتجوز  وعايش مع مـ.ـر.اته فى دبي، مكنتش أتوقع أنه ينسى همس بالسرعه دى؟ 
أخطأ النبوى وكاد لسانه يزلف، لكن تدارك  حاله قبل إخبـ.ـار سلسبيل  أن زوجة كارم هى همس حين قال:
ومين اللى قالك أنه نسيها يا بتى،بس الحياه بتستمر.
خلينا فى موضوعنا عن قماح...بصى يا سلسبيل عارف عقلك طول عمرهُ كبير،قماح لما بعد عننا مكنش كده،معرفش أيه اللى حصله فى السنين اللى غاب عننا فيها،حكمى قلبك يا بـ.ـنتى معاه بلاش عقلك،قماح يمكن غامض وقليل الكلام غير أنه تقريباً مالوش أصحاب يقدر يفضفض لهم،لكن متأكد إن ليكِ جواه مَعَزه خاصه،حاولى تقربى منه،وصدقينى وقتها هيظهر قماح الطفل البرئ اللى  سلبت عقله عيله صغيره إسمها سلسبيل وكان بيرجع من المدرسه يدور علي مكانها ويضايق لو لقاها نايمه.
تعجبت سلسبيل من حديث عمها وقالت بخجل:عمى ليه سمـ.ـيـ.ـت قماح بالأسم الغريب ده.
تبسم النبوى وقال:مش أنا اللى سمـ.ـيـ.ـتوه، ده چدك رباح  الله يرحمه، كنا بعد موسم القمح، ووجتها كنا أشترينا القمح من الفلاحين وخزناه، وكان عندنا خزين السنه اللى قبلها متبعش هو كمان، كانت جدتك هدايه كل شويه تقلب فيه وخايفه يسوس، ويهدر معانا، قماح إتولد الفجريه، الضُحى لقيت جدك داخل الدار، هيطير من الفرحه، وقال: 
رزق المولود الجديد وصل معاه، الحكومه فتحت لشراء القمح، ومعظم الفلاحين والتجار خلاص صرفوا بضاعتهم، والحكومه علت سعر توريد القمح الضعف، وأحنا عندنا مخزون سنتين، وأنا أتفقت مع الجمعيه الزراعيه اللى فى بنى سويف  أورد لهم المخزون على دفعات وكمان الحكومه هتدفع حق القمح فورى.
وجتها چدتك هدايه سجدت لله فى نفس اللحظه،كانت خايفه على مخزون القمح ده يعطب او يسوس بسبب مدة خزينهُ،وقتها جدك قال قماح.
إستغربنا، بس الوحيده اللى فهمته جدتك وقالت هو ده إسم الصبى، قماح، بركة القمح تصحبه طول حياته...وقتها بيعنا القمح وبمكسبه إشترينا عشر فدادين أرض،وجدك قال لازم أول زرعه يزرعها فى الأرض دى هى القمح، 
وكمان  الإسم عجب كارولين  كتير ووافقت عليه، جدك كان بيحب قماح قوى، يمكن أكتر من ولادى التانين وكان دايماً ياخده معاه من وهو حتى متفطمش عن صدر كارولين، علم قماح  كتير من طباعه، واللى كان أولها محدش  يقوله لأ على قرار هو خده حتى الحجه هدايه نفسها، لما كانت تعارضه فى شئ،بس الحجه هدايه طبعاً لها طُرقها الخاصه اللى تلين اللى قدامها لها بسهوله،حتى جدك كان بيلين ليها.
تبسمت سلسبيل له بفهم.
لكن بذالك الوقت رن هاتف النبوى،تبسم قائلاً: حتى العشر دقايق اللى كنت عاوز أقعدهم مع بـ.ـنتى مستكترينهم عليا.
تبسمت سلسبيل قائله:هسيبك تشوف شغلك يا عمى.
تبسم النبوى لها وقال: على فكره انا جمدت توقيع رباح ومحمد وقماح كمان ،لو مش أنتى اللى نبهتينى  للمبالغ اللى كانت بتنسحب من رصيدنا فى البنوك.
تبسمت سلسبيل له وقالت:ده شغلى يا عمى،هسيبك ترد عالموبايل اللى مش مبطل رن،أوعى تكون عروسه جديده هتدخل دار العراب.
تبسم النبوى وقال:هو الواضح كده.
تبسمت سلسبيل وقالت:وطبعاً لازم عراب دار العراب يجيب قرارها الأول،يلا سلام.
تبسم النبوى لـ سلسبيل التى غادرت،ثم فتح هاتفه يستمع لمن بتحدث إليه،ثم أغلق الهاتف يتنهد ببسمة راحه.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بدار العراب 
بغرفة هدايه
تحدثت هدايه قائله: 
يعنى إنت سألت  عن البـ.ـنت وأهلها.
رد النبوى:أيوه،هى بـ.ـنت يتيمه أبوها كان بيشتغل عندنا زمان،وحتى سألت ناصر عنه،وقالى كان مؤتمن وإن أخوها كان بيشتغل عندنا كمان،وتعرفى يا حجه أخوها ده بجى دكتور فى الچامعه دلوق،وهى أخلاقها زينه.
تبسمت هدايه قائله:يبجى على خيرة الله يا ولدى،باكر إنشاء الله هعمل زياره لهم وأشوفها بعينى وأطلبها،وربنا يجعل الخير من نصيب محمد.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى ظهيرة اليوم التالى 
بمنزل سميحه
فتحت الباب ببسمتها المعتاده تفاجئت بتلك المرأه العجوز التى لا تعرفها،لكن رحبت بها.
فى نفس اللحظه دخلت قلب هدايه ببسمتها البشوشه،وقامت بالطبطبه على كتفها،نفس الشعور شعرت به سميحه،وهى تتنحى جانبًا من الباب حتى تدخل هدايه
التى سمت الله ودخلت الى المنزل،فى نفس اللحظه أتت فتحيه تسأل من الذى آتى.
ردت هدايه:أنا الحجه هدايه العراب.
تبسمت فتحيه بترحيب قائله:
إتفضلى يا حجه هدايه،نورتى دارك ومطرحك.
تبسمت هدايه قائله:تسلمي يا بتى.
دخلت فتحيه وهدايه الى غرفة الجلوس،وكانت خلفهم سميحه متعجبه من ترحيب والداتها الزائد بتلك المرأه البشوشه التى شعرت معها بالأُلفه،
لكن قالت فتحيه:روحى يا سميحه هاتى للحجه هدايه حاجه ساقعه،ولا أقولك حضرى الغدا،الحجه هدايه تبـ.ـارك سفرتنا.
تبسمت هدايه قائله:مالوش لزوم يا بتى،كل اللى عاوزاه شربة مايه من يد عروستنا الحلوه دى.
لم تفهم  سميحه مغزى حديث هدايه،إعتقدت أنها مجامله منها وذهبت كى تأتى بالمياه،
بينما مازالت فتحيه ترحب بهدايه بحفاوه،حتى عادت سميحه بالمياه،وأعطتها لهدايه التى أخذتها إرتشفت القليل،ثم وضعت الكوب امامها،مبتسمه،تقول:روحى يا سميحه وسيبينى مع أمك شويه.
تبسمت سميحه وإمتثلت لأمر هدايه،مما زاد من إعجابها بـ سميحه،التى رغم فضولها لكن بعد وقت ستعرف من تلك المرأه البشوشه.
نظرت هدايه لـ فتحيه قائله:بصى يا بتى،أنا جيالك فى طلب...
قاطعتها فتحيه قائله:عنيا للحجه هدايه بس أشرى.
تبسمت هدايه قائله:بلاش تجاطعينى فى الحديت يا بتى،بصى أنا حفيدى الصغير إسم الله عليه دلوق بجى شاب زين،ووچب يكمل دينه ويتزوج،وولاد الحلال دلونا عالصبيه سميحه بتك،وزى ما شوفت من بشاشة وشها،وسمعت عنها كل خير،جايلك أطلب يدها لحفيدى محمد...
قاطعت فتحيه هدايه وقالت:أنا أجيبها خدامه لرِجلك يا حجه هدايه.
ردت هدايه:لاه يا بتى انا عندى صبايا كيف سميحه ومرضاش تكون خدامه،دى هتبجى زيهم حفيدتى،أسألى عننا وشاورى بتك وأخوها وهستنى ردك  عليا.
تبسمت فتحيه لها،وقالت:صيت العرابين سابقهم،ويا بختها اللى الحجه هدايه ترضى عنها.
بعد قليل نهضت هدايه وأخرجت ورقه من جيبها قائله:دى نمرة تليفون دار العراب، هستنى إتصالك عليا بالرد، ودلوق إندهى لـ سميحه أسلم عليها قبل ما أمشى،بصراحه دخلت جلبى جوى.
تبسمت فتحيه ونادت على سميحه التى آتت لها.
جذبتها هدايه وقامت بحـ.ـضـ.ـنها قائله:
حلوه اللدغه بتاعتك دى يا بتى،بتفكرنى بأمى الله يىحمها كانت لدغه زييك إكده.
لم تتذمر سميحه وإبتسمت لها.
...
مساءً
لم يكُن نظيم فقط المتعجب من ما سردته لهم والداتهم حول طلب هدايه ليد سميحه لأحد أحفادها،وقبول فتحيه ،لكن قال نظيم:لازم نسأل عنه الاول،يا ماما،على راسى كلامك عن الحجه هدايه،وكمان سبق وإتعاملت مع واحد منهم،بس صوابعك مش زى بعضها،والوقت إتغير
ردت  سميحه:رغم إنى حسيت مع الست دى براحه وقبول بس برضوا كلام نظيم صح،أفرضى كان عيل سيس.
ضحك نظيم وقال بتريقه:ممكن يكون عيل ثيث،الفلوس بتفسد الأخلاق برضوا.
....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين 
إتصلت فتحيه  على هدايه تبلغها الرد بالموافقه، إتفقت معها هدايه على أن تكون الخِطبه على الضيق بسبب وفاة زوج إبنة زوجها من قريب، وقالت لها، أنها ستأتى بصُحبة العريس وأبيه وعمه فقط، لقراءة الفاتحه بالغد وأيضاً  شراء الذهب. 
ثانى يوم
بمنزل سميحه. 
دخلت الى غرفة الجلوس، تحمل صنيه عليها بعض المشروبات تُخفض رأسها بحياء، ولفت بالصنيه على من بالغرفه، حتى وصلت الى محمد رفعت بصرها ونظرت له، تذكرته  سريعاً، هو ذالك الشاب الذى كان  يقف ببقالة العم نسيم، ذالك اليوم، تلاقت عينيهم،تبسم محمد بينما سميحه خجلت  
ووضعت الصنيه وخرجت من الغرفه.
بينما لاحظت هدايه ذالك وإبتسمت قائله:
إحنا چاين دلوق،نقرى فاتحة سميحه ونروح بعدها نچيب شبكة العروسه من عند الصايغ
خلونا نقرى الفاتحه الأول عشان البركه وتكون فاتحة خير علينا يارب.
بعد قليل إنتهوا من قراءة الفاتحه،تحدثت هدايه قائله:
مبـ.ـارك،وبالمناسبه دى إننا خلاص بجينا أهل،أنا بعزمكم يوم الچمعه تشرفوا دار العراب،ده اليوم اللى بتتجمع فيه كل العيله وانتم خلاص بجيتوا من العيله.
تبسم نظيم يفكر فى رد فعل هدى حين تراه أمامها فى دار العراب.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
يوم الجمعه
قبل الظهر
بالأتلييه الخاص بــــ سلسبيل.
تفاجئت هى وهدى بدخول حماد عليهن الأتلييه.
تبسم لهن وقال:مالكم وشكم أتغير كده ليه،أنا عملت حاجه غلط،لما جيت لهنا،أنا سألت عنكم الشغاله قالتلى فى الأتلييه فى الجنينه قولت أجى أسلم عليكم،وبالمره أشوف الاتلييه أول مره أدخله من زمان،تجولت عين كارم على المنحتوتات الموجوده بالاتلييه وقال بإنبهار،اللى يشوف المنحوتات دى يقول حقيقيه مش تقليد إنتى عندك موهبه جـ.ـا.مده،لازم أخد صور للمنحوتات دى،عندى واحد صديقى عنده بازار بيبع تحف ومتأكد لو شاف المنحوتات دى هيشتريها منك بالتمن اللى تطلبيه منه.
بالفعل بدأ حماد بتصوير تلك المنحوتات،لكن رغم نفور هدى وسلسبيل من وجوده معهن بالاتلييه،رسمن بسمة مجامله
إنتهى حماد من تصوير المنحوتات على هاتفه،ثم عاد لمكان وقوفهن وقال بإنبهار:أنا بتأسف إنى زمان كنت بضايقك يا سلسبيل وبرمى الطين  فى الجنينه، بصراحه كنت غلطان إنتى عندك موهبه جـ.ـا.مده يا بيلا.
تحدث من دخل بحِده قائلاً:إسمها سلسبيل يا حماد.
نظر حماد خلفه،ورسم بسمه وقال:
صباح الخير يا قماح،ومالك مضايق إنى بنادى على سلسبيل،بـ بيلا،دى دلعها من وإحنا صغيرين كنا بنقوله لها.
رد قماح بتعسُف:أهو قولت كنتم صغيرين دلوقتى كبرتوا مينفعش تنادى عليها بأسم الدلع،بعدين أيه اللى جابك هنا  الاتلييه مع البنات.
رد حماد بإرتباك:جيت أسلم عليهم مش بنات خالى.
رد قماح:كنت تقدر تنتظر تسلم عليهم جوه فى قلب الدار مش هنا... بعد كده ممنوع تدخل  الاتلييه ودلوقتي  إتفضل أطلع من هنا. 
شعر حماد بخذو وغضب ساحق من حديث قماح  الفظ معه، وخرج يشعر بالكُره الكبير له. 
بينما قالت سلسبيل  بهجاء: 
مكنش لازم تكلمه بالطريقه الفظه دى، متنساش إنه إبن عمتنا، وإحنا متربين سوا  من صغرنا، يعنى زى أخونا. 
نظر قماح  لـ هدى، التى تنحنحت قائله: 
هسيبكم مع بعض وأروح أساعد ماما فى المطبخ. 
نظر قماح الى مغادرة هدى واغلاقها خلفها باب الاتلييه، وقال: عيدى اللى قولتيه كده، حماد، إبن عمتك ومتربين سوا، ويا ترى بقى تربيتك تسمحلك بشاب يدخل  لأوضه مقفوله وفيها  بـ.ـنتين، لأ قصدى مدام وأختها الصغيره. 
ردت سلسبيل: والله إنت دخلت ولقيتنا واقفين معاه بإحترامنا مش بـ.ـنتمايص زى اللى بتجيلك مكتبك تتمايص وإنت مبسوط بكده. 
رد قماح: يعنى أيه، عاوزه تتمايصى على حماد، ده بعينك. 
قال قماح هذا، وجذب سلسبيل  من عضدها لتلتحم بصدرهُ وقبلها بقوه. 
دفعته سلسبيل  عنها بقوه أيضاً 
تركها قماح تلهث. 
لكن تعجب حين قالت له: قولتلك قبل كده، متقربش منى جوازنا إنتهى، كفايه كده، كل ما أقول فى فرصه إن جوازنا يستمر إنت بضيعها بغبائك، وشكك، حماد بالنسبه  ليا مش أكتر من  شخص إنتهازى وإستغلالى وبيسعى وراء هدف هو عاوز يوصله فى الاول كانت همس، دلوقتي  بقى هدى،وكنا مضايقين من دخوله لهنا، بس ميصحش  نطرده زى إنت ما عملت. 
رد قماح بتهكم:وكنتى عاوزانى أعمله أيه أصقف له وأقوله براڤوا وهو بيمدح فى مراتى لأ وكمان بيدلعها،وهى بتضحك له،يظهر عاجبك كلامه.
ردت سلسبيل بحده:قماح أوعى لمعنى كلامك،قولت لك حماد مالوش صفه عند أى واحده مننا غير إنه إبن عمتنا.
رد قماح:هصدقك وأكدب ودانى اللى سمعت دلعه ليكِ،ولا بعد شويه لما يشوف مكانك فين ويقعد جانبك.
تعصبت سلسبيل عليه قائله:والله أنا بكره يوم الجمعه ده عشان الاجتماع ده بالذات،جدتى مفكره إنها بكده بتجمع العيله بس الحقيقه العيله الحقيقه أصبح ملهاش وجود،غير منظر قدام الناس.
إقترب قماح من سلسبيل مره أخرى وأمسكها من عضدي يديها وجذبها بقوه عليه وقال:
العيله موجوده،فعلاً،إنتى مش متقبله وجودها،يمكن كان نفسك تخرحى براها،وتوافقى على الجواز من نائل مثلاً...
نائل كان إمبـ.ـارح عندك فى المقر بيعمل أيه.
حاولت سلسبيل دفع قماح عنها،لكن فشلت بسبب تمسكه بها،لكن قالت له بحده:
أيه إنت بتراقبنى فى المقر ولا أيه،أقولك نائل كان جاي ليه،إكتشف غلط فى الحسابات،وكان جاي بسببه،يا خساره  فوت على هند فرصه إنها تجي لك المقر،وتملى نظرها بشوفة وشك اللى بتعشقه،ويمكن إنت كمان بتعشــــ.
لم تُكمل سلسبيل  حديثها، حين إنقض قماح  على شفتاها بالقبلات الشغوفه ليست عنيفه لكن كانت  مُغلفه بالغيره، مد قماح يديه على ملابس سلسبيل حاول أن يُزيلها عنها، بالفعل فتح أزرار الجزء العلوى من ملابسها، وجذبها معه الى تلك الأريكه،الموجوده بالأتلييه،
كان يود الالتحام معها،يتشوق لها يـ.ـؤ.لمه هجرها الذى طال،يريد أن يثبت لها أنها مازالت مِلكه وستظل ذالك،
لكن سلسبيل للحظات خانها جسدها وكاد يمتثل لـ طُغيان قماح،لولا رنين هاتفها...أفاقهما الأثنين،
دفعت سلسبيل قماح كى ينهض من فوقها،لكن قماح لا يريد ذالك يريد سلسبيل تحت إمرتهُ.
تحدثت سلسبيل:قوم من فوقى يا قماح،ناسى إنى حامل،كفايه مش هسمحلك تأذى الجنين اللى فى بطنى،وكمان مش ملاحظ إننا فى الاتلييه وممكن أى حد يدخل علينا... زى حماد كده.
نهض قماح  من فوق سلسبيل يشعر بغضب، نهضت سلسبيل  تزم ملابسها عليها، وذهبت الى مكان هاتفها الذى مازال يرن، نظرت لشاشته،ثم نظرت لـ قماح ونظراته المترقبه.
تحدث قماح بإستعلام وهو يقترب من سلسبيل:مين اللى بيتصل عليكى وليه مش بتردى...بس أنا هعرف مين. 
قال قماح هذا وأخذ الهاتف من يدها،ثار عقله حين رأى إسم المتصل عليها وقال:
نائل بيتصل عليكى ليه دلوقتي.
ردت سلسبيل:معرفش،أرد عليه قدامك أسأله وأعرف ليه بيتصل عليا.
تعصب قماح قائلاً:ممنوع تردى عليه،وكمان أعملى حسابك إن مفيش رجوع للشغل تانى،أنا سمحت بس الفتره اللى فاتت بمزاجى،لكن كفايه،ولا مصدقه كلمـ.ـا.ت الاعجاب بتاع الموظفين،ببـ.ـنت العراب الذكيه اللى أول شئ عملته أنها نقلت لـ بابا تحركات أرصدتنا فى البنوك عشان يجمد توقيعنا،ويفضل توقيعك إنتى وبس،عاوزه توصلى لأيه،إنك تثبتى أنك التوب فى شركة العراب  ،الوحيده اللى ضحت عشان إسم العراب.
ردت سلسبيل:أنا فعلاً الوحيده اللى ضحت عشان إسم العراب،كفاية إنى رضخت من البدايه وقبلت أتجوز شخص عنجهى عنده داء يدوس على آلام اللى قدامه ويشك فيه،رغم انه هو كله مساوئ،أنا عرفت ليه  هند بتقلل من كرامتها وبتجرى وراك،لانها فهماك كويس ومينفعكش غيرها،يا قماح واحده ترضخ لك،أنا مش هرضخ تانى لأى  حد يا قماح،وقبل ما تخرج من هنا،بقولك طلقنى بس قبلها هقولك مش أنا اللى قولت لعمى يجمد توقيعك ولا توقيع أخواتك،عشان أبقى أنا التوب فى المقر،أنا أتفاجئت بكده،ولما سألت عمى،قالى أنه جمد توقيعاتكم كلكم عشان محيطش الحقد بينكم،وأنا ساب توقيعى لأن ده  قرار بابا اللى شريك زيه بالظبط. 
تحدث قماح:قولتلك قبل كده إنسى انى أطلقك يا سلسبيل.
قال قماح هذا وخرج من الاتلييه يصفع خلفه الباب،
بينما سلسبيل،نـ.ـد.مت،كلما حاولت إعطاء فرصه لهذا الزواج تتفاجئ بالهزيمه من غباء وعنجهية وشك قماح. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت 
تحدثت هدايه:الغايب حجته معاه، قماح إتأخر خلونا
إحنا نجوم نتغدى. 
بالفعل دخل الجميع الى غرفة السفره وجلسوا بأماكنهم، وبدأو بتناول الطعام، لكن فى ذالك الحين دخل قماح وألقى السلام عليهم. 
رد الجميع عليه، بينما نظرت له هدايه وقبل أن تتحدث فوجئت بمن دخلت خلفه تقول: متجمعين عند النبى. 
نظر الجميع،لصوت هند 
تبسمت زهرت لغمزة عين هند لها
كذالك رباح،لديه شك بسبب الفرحه المرسومه على وجه هند.
بينما إستغربت هدايه،والنبوى وناصر،وجود هند 
لكن تأكد حدث زهرت ورباح  
حين قالت هند بفرحه: أنا سعيده إنى رجعت تانى فرد من عيلة العراب، قماح ردنى تانى لعصمته. 
إنصدm الجميع، بين شامت وعاتب وشافق على الأثنين، سلسبيل وقماح حياتهم معاً دخلت الى متاهه بسبب غباء وتسرُع وعنجهية قماح. 
نظر قماح نحو سلسبيل، ينتظر رد فعلها لكن 
سلسبيل عادت تتناول الطعام و أظهرت  عدm المبالاه كآن الأمر لا يعنيها. 
شعر قماح بالنـ.ـد.م أكثر هو وقع بخطأ جسيم سيدفع ثمنه بُعد وجفاء سلسبيل التى لو طلبت الطـ.ـلا.ق الآن هدايه نفسها ستُاندها.
بينما دوى بالمكان صوت صفعه قويه،إرتج الجميع ونظروا بذهول وإندهاش الى قماح الذى تلقى الصفعه،حتى سلسبيل نفسها تفاجئت من ذالك ووقفت اللقمه بحلقها وسعُلت كثيراً
لتُفاجئ مره أخرى باليد التى تُعطى لها كوب الماء،هى نفسها اليد التى صفعت قماح.
قبل عدة ساعات. 
بشقة رباح
وضعت زهرت أختبـ.ـار الحمل التى أجرته  على طاوله بالغرفه وظلت دقائق تنتظر ثم نظرت الى نتيجه الأختبـ.ـار 
تنهدت بسآم بسب سلبية النتيجه، لكن فى نفس اللحظه نفضت عن رأسها حتى إن لم تحمل الآن أمامها فرص فى المستقبل. 
فى نفس اللحظه رن هاتفها، نظرت لشاشته وتبسمت وهى ترد قائله: 
صباح الخير يا ماما، أيه برضوا مش هتجى التجمع العائلى النهارده،حتى تشوفى العروسه الجديده خطيبة محمد. 
ردت عطيات: هشوف الأمله إياك،كفايه انهم مراعوش حـ.ـز.نى وخطبوا له وجوزى مبلوش شهرين متوفى،وبعدين مش  جولتلك  أنى مش بطلع من الدار بسبب عدتى بعد وفاة أبوكى، الشرع بيجول إكده، ولا عاوزه العقربه هدايه تسمعنى كلمتين منها، وكمان بسبب عمتك اللى بعد ما أطلجت رجعت تعيش هنا فى الدار، معرفاش ليه النبوى كان فضل مستحملها كفايه أنها كانت بعيده عنى، مش بعرف اتحرك بسببها، حتى محمد إبنها جالها وقالها أنه يشترى ليها شجه او حتى دار، جالت له إن ليها تلت الدار دى، الله يرحمه أبوكى  ياما أتحايلت عليه يشترى نصيبها من الدار، يمكن كانت غارت بعيد عنى دلوق. 
ردت زهرت: هو محمد بيجى يزورها. 
ردت عطيات: آه كل كم يوم كده بيجى يزورها ويجعد معاها شويه ويشوف طلباتها، غير سمعت كمان إن كارم بيتصل عليها، بس هى مش بترد عليه. 
تعجبت زهرت قائله: وليه مش بترد على كارم، هى يوم ما أطلقت كانت قالت وهى بتخرف إن كارم مشارك مع أبوه
معرفش عمتى فجأه زى ما يكون عقلها طق منها وأتهمت حمايا أنه أتجوز عليها،هى اللى خربت عشها بإديها... بس والله دار إرتاحت منها عقبال العقربه هدايه. 
ردت عطيات بزهق:أهى ريحة هدايه والنبوى منها وإبتليت انها بيها،واحده غيرها تفك الفلوس اللى مكنزه عليها وتشترى لها شجه فى البندر،بس أنا فاهمه اللى فى  دmاغها.
ردت  زهرت بعدm فهم: وأيه اللى فى دmاغها. 
ردت عطيات: أنها تصعب عالناس فى البلد إن دار العراب خدوها أفتروا عليها،ورموها وهما عارفين إن ملهاش حد يوجف جصادهم ويچيب لها حجها منيهم.
ذُهلت زهرت قائله:إزاى مخطرش ده على بالى عمتى برضوا مش سهله،بس إنتى بتقولى محمد بيجى يطمن عليها غير كارم بيتصل عليها وهى اللى مش بترد عليه.
ردت عطيات:محدش يعرف إن كارم بيتصل عليها انا عرفت بالصدفه ومحمد بيعاتبها،وكمان ممكن تجول إن محمد بيچى من وراهم خلثه يعنى،بس الغريب جوزك ليه مبيجيش ليها،ده كان أقرب واحد من عيالها ليها. 
تعلثمت زهرت قائله: معرفش مسألتوش، هو حر أنا مالى أدخل بينه وبين أمه. 
ردت عطيات: أحسن ماليكش دعوه خليكى بره الموضوع، هى اللى غلطت وتستاهل، واحده غيرها بدل ما كانت تحمد ربنا أنهم طيقينها بكل غباوتها  لأ تخرب على نفسها، ها وأخبـ.ـارك إنتى أيه، مفيش حاجه جايه فى السكه. 
ردت زهرت: لأ عملت إختبـ.ـار حمل وطلع مفيش حمل.
ردت عطيات بإستهجان:ياما جولت ليك بلاش حبوب منع الحمل اللى كنتى بتاخديها دى،أها اما أنشوف إياك متعملش ليكِ مشاكل وتتأخرى على ما تحبلى،سلسبيل لو چابت الولد هتاخد مكانه تانيه فى دار العراب.
تهكمت زهرت قائله:أى مكانه سلسبيل وقماح شكلهم كده مش مرتاحين مع بعض،سبق وسلسبيل طلبت الطـ.ـلا.ق قدام العيله كلها،كمان سابوا الدار.
ردت عطيات:بس رجعوا تانى وأها الطـ.ـلا.ق متمش،وسلسبيل إشتغلت زى ما كانت عاوزه من الأول.
تهكمت زهرت قائله:يمكن الطـ.ـلا.ق متمش وسلسبيل إشتغلت بس قيمتها عند قماح ملهاش لازمه،رباح بيقولى إنه شاف هند عند قماح فى المقر أكتر من مره ورجعوا يتعاملوا مع بعض فى الشغل تانى،تقدرى تقوليلى تفسير لده غير إن سلسبيل وقماح جوازهم مستمر بس منظر ويمكن عشان البيبى اللى فى بطن سلسبيل مش أكتر وبكره تشوفى،قماح هيرجع هند قريب على بـ.ـنت العراب. 
فى ذالك الوقت فتحت زهرت باب الشُرفه ووقفت بها، فى ذالك الوقت رأت خروج قماح من آتلييه سلسبيل، لاحظت بوضوح وجهه المتهجم، تبسمت وقالت لعطيات: طب بالسلامه هكلمك مره تانيه يا ماما بالليل حاسه إن إجتماع النهارده هيكون مختلف. 
أغلقت زهرت الهاتف، وهى تنظر لـ قماح الذى ذهب الى سيارته يقودها بغضب واضح من سُرعته الذى خرج بها من الدار حتى أنه كاد يصطدm ببوابة المنزل الخارجيه... تبسمت  زهرت بتشفى وقامت بفتح هاتفها وقامت بإتصال. 
ردت عليها بعد ثانى إتصال. 
تنهدت هند بنرفزه قائله: أيه يا هند على ما فكرتى  تردى عليا أنا غلطانه إنى بتصل عليكى. 
ردت عليها: أبداً  أنا كنت نايمه وصحيت على رن الموبايل. 
تهكمت زهرت قائله: نوم العوافى لأ كده أصحى وركزى معايا، أنا شايفه قدامك فرصه مع قماح.
سخرت هند قائله:فين الفرصه دى أصلك مش بتشوفى تعامله معايا بصد،أنا اللى بفرض نفسى عليه،ومع ذالك معرفش سلسبيل عامله له أيه زى ما تكون سحراله،لأ مش سحراله كان سهل نفك السحر ده،هو بيحبها زى ما قولت قبل كده.
ردت زهرت بمكر ووسواس:مهما كان بيحبها،بس هى مش مديه له ريق حلو أكيد حُبه لها مش هيخليها يستحمل عجرفتها عليه كتير،ده لسه خارج من الأتلييه بتاعها لو تشوفى وشه باين عليه الغضب،وطلع بالعربيه بسرعة البرق،مع إن النهارده يوم الجمعه وأجتماع العيله،وكان قليل لما بيخرج،دى فرصتك إتصلى عليه بأى حِجه.
فكرت هند فى حديث زهرت ربما فعلاً تكون فرصه لها مع قماح وقالت لها:تمام،هاخد شاور وافوق كده وأتصل على قماح بس أنتى أدعيلى يرد عليا.
ردت زهرت بنبرة وسوسه:يارب،يلا بالسلامه رباح دخل الأوضه.
أغلقت زهرت الهاتف،ودخلت الى الغرفه ونظرت الى وجه رباح الذى يبدوا بوضوح غاضب ليس فقط غاضب بل مُجهد أيضاً وقالت له: فى أيه مالك غضبان كده ليه،ولا تكون غضبان عشان قولتلك إنى محتاجه فلوس،عالعموم أنا مقدرش على زعلك.
رد رباح:زهرت أنا مش زعلان يا حبيبتى،كل الحكايه إنى واجهت بابا ليه جمد توقيعى.
ردت زهرت بوسوسه:أكيد قالك فلوسى وأنا حر فيها،ياما قولتلك حاول يكون لك رصيد خاص بيك،كنت عامله حسابى لوقت زى ده...طبعاً قماح بيه عنده صلاحية التوقيع بمزاجه يسحب ويكبش لنفسه.
رد رباح:حتى قماح كمان بابا جمد توقيعه.
تعجبت زهرت قائله:مش معقول.
سرد رباح لها حديثهُ مع والده قبل دقائق.
فلاشــــــــــــــــــــــــــــــــ،باك
قبل دقائق بالدور الأسفل 
دخل رباح على والده غرفة المكتب،نظر له النبوى بتأمل قائلاً:صباح الخير يا رباح كنت لسه هبعتلك حد ينادى عليك،عاوزك فى موضوع.
رد رباح بإستفسار:خير يا بابا؟
رد النبوى:خير،بلغنى إن كان عندك صداع،وكمان شكل وشك كده متغير . 
تعجب رباح قائلاً:ده كان صداع بسبب كُتر الشغل فى الفتره اللى فاتت والحمد لله خلاص بقيت كويس،بصراحه أنا كنت عاوز أتكلم معاك فى موضوع تجميد توقيعى على حسابات البنوك.
رد النبوى:وفيها أيه،أنا جمدت توقيعكم أنتم التلاته مش أنت لوحدك.
تعجب رباح وقال بتسرُع: وطبعاً  قماح هو الوحيد اللى معاه صلاحية التوقيع. 
رد النبوى: أنا جمدت توقيع قماح كمان، مش بقولك جمدت توقيعكم أنتم التلاته، أنت وقماح ومحمد... مفيش غير سلسبيل ودى مش أنا المسؤول عنها دى اللى يقدر يجمد توقيعها عمك ناصر مش أنا. 
بينما شعر رباح بالبُغض ناحية سلسبيل لكن من داخله شعر براحه،بسبب أن قماح مثله قد تم تجميد توقيعه،وبالتأكيد سيشعر بالنقص أمام سلسبيل.
نظر النبوى لصمته قائلاً:رباح شكل وشك مُجهد روح اعمل فحص طبى شامل مش هيجرى حاجه أهو زيادة إطمئنان على صحتك،انا كمان بفكر أعمل فحص طبى أنا وناصر قريب هحجزلك معانا.
رد رباح قائلاً:لأ الحمد لله أنا بخير،ولسه شباب،هما كانوا شوية صداع  من الإجهاد ودلوقتي خلاص الحمد لله بقيت بخير.
رد النبوى بتصميم:وماله مش هيجرى حاجه زيادة إطمئنان زى ما قولتلك،هحدد الميعاد مع عمك وهقولك ونروح سوا. 
رد رباح  بمهاوده فقط ليُريح النبوى قائلاً:تمام مفيش مشكله .
عـــــــــوده
إرتبكت زهرت قائله: فحص طبى أيه اللى تعمله، مش بتقول الصداع خف عندك. 
رد رباح: أنا بس هاودت بابا، الصداع بيروح لما باخد من الدوا اللى جيبتيه ليا، ربنا يخليكي  ليا، أكيد الصداع ده بتاع وقت وينتهى، الفتره اللى فاتت كان الشغل كله تقريباً  عليا. 
إقتربت زهرت من رباح  بدلال ووضعت يديها حول عُنقه قائله: 
يعنى قماح خرج من شويه مضايق بسبب إن سلسبيل  ليها حق سحب ارصده من البنوك وهو لأ. 
تعجب  رباح قائلاً: هو قماح خرج، أنا مشفتوش من إمبـ.ـارح  بالليل، بس ممكن يكون  ده سبب خروجه النهارده، خليه يشرب سلسبيل  إشتغلت من هنا وبدأت ألاعيبها وأولها بابا جمد توقيعنا على سحب أرصده من البنوك، ولسه قماح  ياما هيشوف من نبع المايه الصافى. 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالدور الأرضى
رأت هدى دخول بعض الضيوف الى المندره، أوقفت إحدى الخادmـ.ـا.ت قائله: مين الضيوف اللى دخلوا للمندره دول؟ 
ردت الخادmه: دى خطيبة محمد بيه وأمها وأخوها. 
تبسمت هدى وقالت لها: طب روحى  شوفى شغلك. 
وقفت هدى تشعر بفضول تريد أن ترى العروس الجديده التى ستدخل الى دار العراب، ظلت دقائق، ثم حسمت أمرها بالدخول  بنية الترحيب  بهم ساعدها فى ذالك مجئ الخادmه تحمل صنيه عليها بعض المشروبات، أخذتها منها قائله: هاتيها هدخل بها أنا وروحى كملى أنتى شغلك. 
بالفعل أخذت الصنية من الخادmه ودخلت الى المندره أول ما وقع بصرها كان على سيده تقترب من والداتها فى العمر، تبسمت لها بسمه بشوشه، بينما تحدثت هدى قائله: أهلاً  وسهلاً  نورتوا دار العراب. 
تبسمت هدايه  قائله: هدايه بـ.ـنت إبنى ناصر، بس بنادوا عليها هدى. 
تبسمت لها فتحيه قائله بموده: الدار منوره بأصحابها يا بتى. 
ردت هدى عليها ببسمه وتوجهت ناحية جلوس جدتها، تقدm لها أولاً. 
لكن قالت هدايه: جدmى للضيوف الأول يا هدى، رغم أنهم مش ضيوف خلاص بجينا  أهل وعيله.
تبسمت فتحيه لها ومدت يدها تأخذ أحد الكؤوس وشكرت هدى،تبسمت هدى وسارت خطوه أخرى ورفعت رأسها تنظر أمامها،
تصنمت مكانها وهى ترى بسمة ذالك السخيف بالنسبه لها.
بينما نظيم مد يده وأخذ كأس من على الصنيه قائلاً:
متشكر.
فاقت هدى حين قالت هدايه:جدmى العصير لـ سميحه خطيبة محمد.
سارت خطوه أخرى،ونظرت أمامها،تذكرت تلك الفتاه  جيداً هى رآتها منذ أيام...ماذا تعنى له،هى أعتقدت أنها خطيبته.
تبسمت سميحه ومدت يدها وأخذت كأس من على الصنيه. 
إنتهت هدى من تقديم العصير، قالت هدايه: روحى إجدى جار سميحه يا هدى إتعرفوا علل بعضيكم، إنتم قريبين لبعض فى السن، 
تبسمت هدى وجلست جوار سميحه بصمت، بينما قالت هدايه بترحيب مره أخرى: 
نورتينا يا فتحيه، والشاب  اللى جارك ده خلاص مبقاش وحيد محمد هيبجى أخوه.
تبسم نظيم قائلاً:طبعاً محمد هيبقى فى معزة أخويا مش هيبقى جوز أختى.
دخلت كلمة نظيم الى عقل هدى،إذن تلك الفتاه أخته،عجيب هو هذا القدر،ذالك الغـ.ـبـ.ـي التى تبغضه سيكون صهر إبن عمها،كيف ستتحمل ذالك الأحمق الذى بدل من هندامهُ اليوم،حقًا لا يرتدى بذه رسميه لكن يرتدى بنطال جينز فوقه قميص،زى عصرى وشبابى،يبدوا أنيق.
بينما نظيم بداخله مبتسم ومتعجب فى نفس الوقت،من صمت هدى الغريب حين رأته توقع أن تقول أنها تعرفهُ.
تبسم النبوى يقول بترحيب وهو ينظر نحو نظيم:
عرفت إنك كنت بتدرس بره مصر لفتره.
تبسم نظيم يقول:أيوا انا اخدت دكتوراه من فرنسا فى نظم وبرمجة الحاسب الآلى،وكمان أنا بدرس للأنسه هدى فى الجامعه،غير كمان مدير المركز التعليمى اللى بتاخد فيه الكورس.
تبسم النبوى بفخر قائلاً:ممتاز،يعنى انت تعرف هدى بقى.
رد نظيم:أيوا أتعرفت عليها من فتره صغيره فى المركز التعليمى.
تبسمت هدايه وفتحيه لبعضهن وقالت هدايه:
الدنيا صغيره، جومى يا هدى خدى سميحه وأتعرفوا على بعضيكم، لساه على وجت الغدا وجت، حتى خديها للمسخط بتاع سلسبيل تتعرف عليها  كمان. 
تبسمت هدايه  قائله: سلسبيل دى تبجى بـ.ـنت ولدى ناصر وكمان مرت قماح أخو محمد، يعنى سلفة سميحه. 
نهضت هدى، كآنها تود الفرار من امام ذالك الأحمق، الذى تفاخر بنفسه أمام هدايه وعمها. 
ذهبت هدى بـ سميحه الى آتلييه سلسبيل
حين دخلن الى الآتلييه، لاحظت هدى تغير ملامح سلسبيل  تبدوا غاضبه، لكن لم تسألها أمام سميحه. 
تحدثت هدى: سميحه خطيبة محمد وسلفتك الجديده. 
تبسمت  سلسبيل لها بقبول. 
شعرت سميحه  نحوها بقبول قائله:هو ده المسخط اللى جدتى  هدايه قالت عليه، يحق لها بصراحه  أيه التماثيل دى كلها...تعرفى إنى عندى هواية الخزف والفخار بس بصنع كده على قدى.
تبسمن هدى وسلسبيل بعد أن لاحظن أن سميحه لدغه.
نظرت سميحه لهن قائله:عارفه سبب نظراتكم دى لبعض عشان إنى لدغه صح.
تبسمن لها.
تبسمت لهن قائله:على فكره أنا مش مضايقه من اللدغه دى،أنا بعتبرها شئ مميز فيا هو كده دايماً العظماء لازم يكون عندهم شئ مميز.
ضحكن سلسبيل وهدى التى قالت فى نفسها:واضح إن الاخ وأخته عندهم جنان،هى مبسوطه من اللدغه وهو عامل فيها إسبور،بترنجاته.
تحدثت سميحه قائله:بصراحه الخطوبه جات كده بسرعه وكانت عالضيق،ومعرفش حد من عيلة العراب غيرها هى وعمى النبوى وعمى ناصر.
غمزت هدى قائله:ومحمد متعرفهوش.
خجلت سميحه قائله ببراءه:والله هي مره اللى شوفته فى بقالة عم نسيم،وبعدها بفتره اتفاجئت بيه هو العريس،أنا وافقت عليه بس عشان إستريحت لجدتى هدايه.
تبسمن لها وقالت سلسبيل،النهارده أكبر فرصه تتعرفى على عيلة العراب كلها بتبقي متجمعه...
هقولك فى سلفه تالته لينا هنا زهرت،هسيب ليكى تتعرفى عليها بنفسك، صمتت سلسبيل ثم واصلت الحديث بغصه: فى سلفه رابعه بس دى عايشه مع كارم أخو محمد فى دبي.
تبسمت سميحه قائله:وجوزك إسمه أيه؟
ردت هدى:قماح إبن عمى.
تبسمت سميحه وغمزت بعينيها قائله:يعنى ولاد عم،ده جواز حب بقى،الله شكلى هرتاح فى العيله دى قوى بصراحه أنتم الاتنين دخلتوا قلبى.
تبسمت سلسبيل بغصه،يبدوا ان سميحه نسخه منها ليست غلاويه مثل زهرت،ببساطه اعتقدت ان زواجها من  قماح  تم بناءً عن حب.
.... ــــــــــــــــ
بينما قماح  حين خرج من المنزل، سار بسيارته دون هدف 
لا يشعر سوا بغضب يزداد كلما تنفس. 
أخرجه من ذالك الغضب رنين هاتفه 
أخرجه من جيبه  ونظر له، كان آخر من يريد أن يرى إسمها الآن، لكن للحظه تحكم شيطانه به، وقام بالرد عليها بعد أكثر من إتصال تحدث مُعنفاً: 
خير بتتصلى عليا دلوقتي  ليه. 
إبتلعت هند طريقة قماح الجافه قائله:
مالك مضايق قوى كده ليه؟
رد قماح بجفاء:وأنتى مالك قوليلى متصله عليا دلوقتي ليه؟
ردت هند بغصه وتمثيل :كنت بتصل أطمن عليك معرفش ليه حسيت إنك محتاج أنى أسأل عليك ولا هو حـ.ـر.ام أنى أسال عليك،عالعموم آسفه إن كنت أزعجتك. 
تنهد قماح بسأم وقال: لأ مأزعجتنيش، أنا فعلاً  مضايق، س.... 
قاطعت هند حديثه قائله: أنا سامعه أصوات كلكسات عربيات إنت فين قولى وأنا أجيلك. 
للحظات فكر أن يغلق الهاتف، لكن ألحت هند على لقائه حتى لو لدقائق معدوده 
فقال لها بموافقه: : تمام خلينا نتقابل فى أى كافيه.
أملت هند عليه إسم أحد الكافيهات قائله:أقل من نص ساعه وأكون عندك.
بالفعل قبل نصف ساعه كانت بالكافيه،رسمت بسمه،لكن سرعان مازالت وهى ترى ملامح وجه قماح المتهجمه بوضوح،ختى أنه لم يرد عليها حين قالت:
صباح الخير. 
جلست بصمت تنظر له لدقائق،قبل أن تتحدث مره أخرى: 
إتخضيت عليك لما سمعت صوتك، قلبى  حاسس إنى فى حاجه  كبيره مضيقاك. 
سخر قماح  قائلاً:قلبك حساس قوى...وفرى إحساسك لنفسك.
وضعت هند يدها فوق يد قماح الذى كان يضعها فوق الطاوله وقالت بنبره لعوب:
أنتى نفسى يا قماح،ليه مش عاوز تصدق إنى لسه بحبك،ومقدرتش أتخطى إنفصالنا.
نظر لها قماح، 
لكن للحظه شرد عقله فى رفض سلسبيل له، منذ قليل، ليس هذا أول مره تقوم برفضه، وهجرها له طوال الفتره الماضيه، إزداد غضبه وتملك منه بقوه، سخر من القدر،سلسبيل الذى يتمناها ترفض أن يقترب منها وتهجرهُ،وتلك من أمامهُ الآن تنتظر فقط كلمه منه وستقبل أن أى شئ لتعود له... بالفعل تحكم الغباء وقال:
ترجعيلى يا هند.
إنشرح قلب هند وقالت بعدm تصديق:قصدك أيه بترجعيلى.
رد قماح:مش ناقص غباء إنتى فاهمه قصدى كويس.
إنشرح قلب هند أكثر وقالت:موافقه طبعاً...ودلوقتى لو تحب.
رد قماح:بس أنا مش هطلق سلسبيل.
شعرت هند بكُره سلسبيل لكن لن تخسر تلك الفرصه للعوده لـعصمة قماح،وقالت له:
ميهمنيش إن سلسبيل تفضل على ذمتك لأنى عارفه إن وجودها بسبب الجنين اللى فى بطنها.
نظر قماح لها،يعلم أن هند تعلم سبب بقاؤه سلسبيل على ذمته،ليس من أجل ما تحمل بأحشائها بل لانه أخبرها سابقاً أنه يُحب سلسبيل،لكن لا يهمه ذالك،سلسبيل تستحق ذالك.
بالفعل نهض قماح قائلاً:خلينا نشوف أى مأذون عشان يكتب كتابنا.
بعد قليل خرج الاثنان من مكتب المأذون،وذهبا الى السياره،بمجرد أن دخل قماح الى السياره قامت هند بحـ.ـضـ.ـنه وتقيبله قائله:وحشتنى يا قماح 
بينما قماح شعر بالأشمئزاز وصمت لكن دخل له شعور بالنـ.ـد.م ماذا فعل!
أجابته عنجهيته:سلسبيل هى من دفعته لذالك الخطأ،وكل ما يريد معرفته الآن واقع ما حد على سلسبيل. 
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده للوقت الحالى 
ذُهل الجميع من تلك الصفعه التى تلاقها قماح على وجهه،يصحب تلك الصفعه قولها بحده وأستهجان:فاجر،كانت غلطه منى إنى فكرت إنك هتقدر تحتوى سلسبيل.
كادت هند تتحدث بتهجم،لكن أوقفها قماح قبل أن تسترسل فى حديثها قائلاً بأمر:إخرسى إنتى.
ذُهلت سلسبيل وهى ترى من صفعت قماح،أنها آخر شخص كانت تُصدق ان تفعل ذالك،إنها والداتها التى كانت دائماً ما تخضع لأى شئ،شىرقت سلسبيل وسعلت بشـ.ـده من المفاجأه.
تنبهت نهله لذالك وأخذت أحد أكواب المياه وأعطتها لـ سلسبيل،أخذتها سلسبيل من يدها تنظر لها بتفاجؤ.
تبسمت نهله لها بحنان وطبطبت على كتفها...للحظه تدmعت أعينهن وهن ينظرن لبعضهن.
بينما نهض النبوى قائلاً:لو سلسبيل طلبت الطـ.ـلا.ق أنا أول واحد هيساندها.
صمتت هدايه،لكن بداخلها نفس الشئ وعكسه،قماح إزداد فى إهانة سلسبيل بالزواج عليها من هند مره أخرى،عكس ذالك لا تريد الفُرقه بين أبنائها بسبب غباء قماح.
بينما ناصر قال:متأكد أن سلسبيل هتاخد القرار اللي فى مصلحتها.
بينما رباح وزهرت بداخل نفسهما شامتان فى ذالك.
رغم أن سميحه لم تتعرف على سلسبيل سوا من وقت قصير للغايه لكن شعرت بالحـ.ـز.ن عليها،كذالك نظيم ووالداتهم.
كانت العيون جميعها مُنصبه على سلسبيل تنتظر منها القرار
إرتشفت سلسبيل بعض قطرات المياه وقالت:
كلكم طبعا عارفين إنى سبق وطلبت الطـ.ـلا.ق من قماح وقت ظهور براءة همس،ووقتها كلكم عارضتونى،واللى حصل بعدها يمكن أجل إنفصالى عن قماح لوقت،بس النهارده أنا مش هطلب الطـ.ـلا.ق،لسببين 
السبب الأول إن بـ.ـنت العراب متكنش سبب فى فُراق بين الأخوه، 
والسبب هو الجنين اللى فى بطنى،مش عاوزاه يجى للحياه ويلاقى عيله متفرقه،قماح مش جديد عليه الغباء والعنجهيه،وسبق وكنت متوقعه أنه يعمل كده،بس مكنتش متوقعه إنه يرجع واحده من اللى طلقهم قبل كده،بس العيب إن جه من أهل العيب،أنا بـ.ـنت العراب وهفضل بـ.ـنت العراب وحفيدة الحجه هدايه،واللى يدوس على كرامتى يبقى بالنسبه ليا ملغى وجوده  قدامى من عدmه ميفرقش،زى وجودى على ذمة قماح كده،بالنسبه ليا ميفرقش كتير عن طـ.ـلا.قنا.
قالت سلسبيل هذا وغادرت الغرفه 
خلفها ناصر ونهله وهدى.
بينما نهضت هدايه ونظرت الى فتحيه قائله: هوا المجعد بجى مسموم خلينا نروح مجعدى.
بالفعل نهض نظيم وفتحيه وسميحه،وذهبوا خلف هدايه.
كذالك محمد و النبوى الذى نظر لـ هند بإشمئزاز،ثم نظر 
لـ قماح وقال له:خساره خسرت آخر فرصه إنك تداوى قلبك خليك عايش مجروح،إنت اللى إختارت دواك كان جدامك بس إنت إستسهلت السُم يريحك.
غادر النبوى 
بينما نهضت زهرت تُرحب بعودة هند،كذالك فعل رباح 
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت فى نفس اليوم
دخلت سلسبيل الى شقتها،دخلت الى غرفه النوم مباشرةً،تذكرت عـ.ـذ.ابها بين يدى قماح هنا لليالى،كانت تتحمل معاملته القاسيه العنيفه،تتمنى بداخلها أن يأتى الوقت ويرفق بها،لكن ذالك لم يحدث،كانت أمنيه واهيه،كل ما تحملته سابقاً كان صعب والأصعب هو زواجه عليها اليوم 
ماذا كانت تظن أن يتغير قماح من أجلها،ولماذا كان سيتغير من أجلها وهى لا تعنى له شئ سوا أنها زوجه مَن عليها بسبب وصمة أختها البريئه منها...شعرت بإختناق فى الغرفه،خرجت منها وذهبت الى الغرفه الاخرى،إرتمت بجسدها فوق الفراش،تشعر بإنعدام التوازن،فرت دmـ.ـو.ع من عينيها،لا تعرف سبب لتلك الدmـ.ـو.ع الآن،هل هى دmـ.ـو.ع قهر أم مهانه 
قهر..لما هل لديها بقلبها مشاعر لـ قماح 
جاوب قلبها:إعترفى يا سلسبيل كان نفسك قماح يتغير فى معاملته الجافه والعنيفه،وتبدأوا من جديد بجواز طبيعى يدوم بالمحبه.
نفى عقلها ذالك لائماً:  أى محبه كنتى مستنياها من قماح،أوعى تكونى حبتيه،،أكيد لأ كان نفسى فى كده عشان الجنين اللى فى بطنى،كان نفسى يجى للدنيا يلاقى أب وأم متفاهمين ومتحابين..
رد عقلها:هو هيجى للدنيا هيلاقى متفاهمين،لكن مش متحابين.
هنا بكت سلسبيل أكثر،لا تعرف سوا انها حين بكت شعرت ببعض الراحه النفسيه،الى أن غلبها النوم وأستسلمت لغفوه تفصلها عن هذا الواقع.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة قماح القديمه.
بغرفة النوم
إرتمى قماح على الفراش، ينظر لسقف الغرفه، يشعر أنه يدور به، لام نفسه بشـ.ـده، كيف  غضب وفعل تلك الحماقه، حماقه، لا بل غلطه كُبرى، لا حل لها الآن، خسر  سلسبيل
حقًا كما قال والده، خسرت دواء قلبك، كيف هزمك هذا الغضب وأخطأت ذالك الخطأ الفادح 
أغمض  قماح  عينيه... يتمنى أن يكون ما حدث سوا كابوس  وحين يفتح عينيه ينتهى، 
لكن للأسف أيقن أنه ليس كابوس  هو واقع مُر ساقه اليه غباؤة وإستسلامهُ لغضبه فى لحظه تمكن منه. 
فى ذالك الوقت دخلت هند الى غرفة النوم وجدت قماح 
نظرت لنومه وأغماضه لعينيه، بالتأكيد يشعر بالنـ.ـد.م على ما فعل، لكن لن تستسلم وترفع الرايه أبداً، بعد أن وصلت الى ما كانت تريده وهو أن يعيدها  قماح  مره أخرى  زوجه له، حقًا تعلم ذالك، لكن ستحارب عن مكانها ومكانتها التى عادت إليها. 
إقتربت من الفراش ونامت لجوار قماح، لم تخجل وسارت بيدها على جسدهُ وقامت بفتح أزرار قميصهُ وتحسست صدرهُ بإشتهاء وأقتربت منه للغايه وقبلتهُ، 
للحظات تجاوب معها قماح يتخيلها سلسبيل من تتودد
له،لكن رفض عقله،فهيهات أن تفعل ذالك سلسبيل 
فاق على يدها التى بدأت فى التوغل على جسده.
فتح عينيه ونهض وتركها فى الفراش وحدها...تشعر بخيبه وقهر وحقد قلبها من  تلك السلسبيل تلعنها آلاف اللعنات.
 خرج قماح من الغرفه بل من الشقه وصعد يسير خلف طريق علهُ يجد بنهايته راحة قلبه الذى فقدها حين تحكم به الغــــرور. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل قماح  الى شقة سلسبيل  مُعتمه 
ذهب مباشرةً  
فتح   باب غرفة نوم سلسبيل بهدوء ودخل يتسحب الى  أن وصل جوار الفراش 
جلس القرفصاء جوار الفراش يتأمل تلك النائمه  على ضوء ذالك النور الخافت 
تبسم يبدوا أنها مازالت تخاف من الظلام، رغم تلك الفتره السابقه الذى كان  يشاركها  فيها الغرفه كان يُجبرها على النوم فى الظلام كما تعود هو، وكانت تمتثل لأمرهُ مُجبره مثلما مازالت على ذمته الى الآن مُجبره، ود أن يُقظها ويقول لها أن تنسى ما حدث، ليس بقلبه سواها، لكن تراجع، سلسبيل بالتأكيد  لن تُصدقه، بعد ما حدث  بينهم منذ بداية زواجهم الى اليوم وما حدث به، لكن لن يتخلى  عن عشقه لها. 
نهض قماح وخرج من الغرفه، وذهب الى غرفة  النوم الاخرى، إرتمى بجسده على الفراش يمر أمامه ذكرياته  مع سلسبيل منذ بداية زواجهم الذى كان  يعلم أن سلسبيل  جُبرت عليه، وقتها لم يكُن يفرق معه حتى مع الوقت لم يفعل شئ واحد يكسب  به قلب سلسبيل، كان  دائماً  يعاملها بأمر وتعسف وعُنف، لكن ذالك لابد أن يتغير...
بداية الطريق ليست مُمهده لكن عليه السير به،من أجل إستعادة والحصول على قلب نبع المايه. 
ــــــــــــــــــــــــ.... 
بينما سلسبيل تغط فى أحلامها تتلاطم بين رؤى لا تفسير لها 
ترى نفسها تجرى وتدهس قدmيها فوق دmاء، ترى قُضبان تُغلق عليها وصوت طفل صغير يبكى أمام القضبان، تحاول مد يدها له لتسحبه إليها لكن أسياخ القضبان تضيق على يديها، ترى نور ينبعث من ظلام المكان وشخص يدخل  يسحبها من بين القضبان، تهرب معه لكن هنالك من يلاحقها وتلك الدmاء التى دهستها تسيل من قدmيها. 
إستيقظت سلسبيل فزعه، فكرت  فى سبب تلك الرؤيه الآن وضعت يدها على بطنها تشعر بجنينها، للحظه فكرت  أن هناك خطر ينتظر جنينها، لكن تذكرت  الحلم كان هنالك طفل يبكى وهى من كانت  خلف قضبان وتلك الدmاء التى تسيل، هل  الأذى ينتظرها هى، بداخلها تمنت أن يُصيبها الأذى ولا يتأذى جنينها، اليوم إنتهى ترددها  ذالك الجنين يستحق هى تحبه  وستحميه مهما كانت تضحيتها من أجله فقط... 
قماح إنتهى بالنسبه لها طُرقهم إبتعدت لن يتقابلا  بنهايتها. 
بعد مرور شهر ونصف
فى صباح يوم شتوى مُلبد بالغيوم، كذالك هنالك رياح قويه ربما تنذر بقدوم عاصفه قبل نهاية اليوم. 
بدار العراب
بشقة هند
دخلت  غرفة نوم أخرى بالشقه، وجدت قماح إنتهى من إرتداء ملابسه، إقتربت منه بدلال ووقفت أمامه تُهنـ.ـد.م له ملابسه تدلل عليه، قائله:صباح الخير. 
لم يرد عليها قماح  وقابل دلالها ذالك بالصد وأبعد يديها عنه وذهب الى طاوله جوار الفراش وأخذ هاتفه... 
أتبعته هند بنفس الدلال،قائله:
بابا من يوم ما عرف إنك رجعتنى تانى وهو مش بيكلمنى،أنا بفكر أروحله يمكن قلبه يحن عليا.  
نظر لها قماح  قائلاً: براحتك.
تعجبت هند وقالت له:قماح أنا رهقت من قعدة البيت مفيش غير زهرت هى اللى بتدبنى ريق حلو فى الدار،حتى أوقات بحس أنها بتخاف تكلمنى قدام جدتك،على إعتبـ.ـار إنى هنا مش كنة البيت ولازم يكون ليا قيمه شويه.
تنهد قماح بسأم قائلاً:هند مش فاضى لحديثك الفارغ بتاع كل يوم سبق وأتعاملتى مع جدتى قبل كده وعارفه أطباعها بيقى بلاش نق عالصبح،مش فاضى لازم أنزل افطر وأروح المقر.
تدmعت عين هند وقالت: أيه رأيك أشتغل معاك فى المقر إنت عارف إن عندى خبره كويسه، ولا الشغل فى المقر خاص بـ سلسبيل هانم بس. 
رد قماح ببرود: قولت مش فاضى لنق النسوان عالصبح... شغل عندك شغلك مع باباكِ إرجعى له. 
قال قماح هذا ونفض يديها عنه وخرج من الغرفه بل من الشقه بأكملها. 
زفرت هند أنفاسها بغضب ساحق، قماح  لا يُعيرها أى إهتمام منذ أن أعادها لعصمته مره أخرى، يتهرب منها، لم يحدث بينهم أى لقاء عاطفى رغم أنها حاولت أغوائه كثيراً سواء بزيها الشفاف المثير أو حتى فرض نفسها عليه ، لكن هو مثل لوح الثلج،سلسبيل تتلاعب بتجاهلها له،كى يلهث خلفها.
فى ذالك الوقت سمعت صوت رنين هاتفها،خرجت من الغرفه وذهبت الى الغرفه الأخرى، جذبت هاتفها،ورأت من يتصل عليها.
ردت عليه،بعد إلقاء الصباح
تحدث نائل:مالك مضايقه كده ليه عالصبح واضح ده من نبرة صوتك.
ردت هند:مفيش حاجه مضيقانى قولى بتتصل عليا ليه؟
رد نائل:مش أختى،بطمن عليكى،أيه مش ناويه ترجعى تشتغلى تانى؟
ردت هند:وإنت مش عارف تسد مكانى فى الشغل،أنت عارف بعد ما بابا جه لهنا بعد ما عرف إن قماح رجع إتجوزنى تانى وهعمل شو أنه غضبان منى  وأنه مش عاوز يشوف وشى تانى، مقدرش أرجع للشغل بالبساطه دى،حتى قولت لـ قماح ياخدنى معاه أشتغل فى المقر،رفص بدون مناقشه حتى،طبعاً خايف على مشاعر الست سلسبيل.
رد نائل:سلسبيل بتشتغل فى ملك باباها،إرجعى أشتغلى إنتى كمان وبلاش تدى دmاغك لـ هند كتير،لأن لو حتى قماح وافق إنك تشتغلى فى المقر وده مستبعد طبعاً،لا النبوى ولا ناصر هيوافقوا على كده.
ردت هند:كله من العقربه الكبيره هدايه لو ربنا ياخدها العيله هتتفشكل ومش بعيد وقتها قماح يطـ.ـلق سلسبيل.
ضحك نائل قائلاً بتهكم:معتقدش إن قماح هيطـ.ـلق سلسبيل أبداً لكن ممكن يطـ.ـلقك تانى.
تضايقت هند وقالت بغضب:اوعى تفكر إنى مش واخده بالى من حبك لـ سلسبيل، بس غباوته هى السبب لو كنت عملت زى ما قولتلك قبل قماح ما يطـ.ـلقنى وكنت طلبتها للجواز  وقتها مكنش حد هيمانع زى ما حصل بعد كده، وكانت بعدت من قدام قماح.
سخر نائل قائلاً:تفتكرى لو كنت عملت كده سلسبيل  نفسها كانت هتوافق، متأكد كانت هترفض، أنتى مشوفتيش كانت بتعاملنى أزاى بتجنُب وصد. 
ردت هند: طب ما قولتلك  بتعامل قماح بنفس الطريقه، أنت اللى غبى، دلوقتى  أنا مصدعه، ولازم أنزل أتسمم مع الأغـ.ـبـ.ـيه اللى تحت، سلام. 
....... 
بعد قليل
على طاولة الفطور 
دخلت سلسبيل  وخلفها هدى يبتسمان 
قالت هدى وسلسبيل: صباح  الخير. 
رد الجميع عليهن برحابه
دخلت خلفهن هند، وألقت الصباح أيضاً 
هنالك  من رد وهنالك من صمت 
قالت هدايه: يلا يا بنات إجعدوا أفطروا بالكم الفطور ده بركة اليوم كله. 
تبسمن لها... جلست  سلسبيل بالمقعد المجاور لهدى، بينما جلست هند جوار قماح التى عيناه لم تنزل من على سلسبيل منذ أن دخلت للغرفه. 
بعد قليل نهضت هدى قائله: عندى محاضره بعد ساعه لازم أحضرها.
تبسمت ناصر قائلاً:كملى فطورك وانا هوصلك على سكتى ومتخافيش مش هتتأخرى عالمحاضره. 
ردت هدى: لأ أنا هاخد السواق يابابا المحاضره دى مراجعه  خلاص إمتحانات نص السنه فاضل عليها أسبوعين، ودى محاضرة مراجعه  عامه،وكمان بعد المحاضره عندى محاضره تانيه فى المركز التعليمى،خلاص بدأت فى الكورس التانى،أقولك خد إنت سلسبيل  معاك للمقر وسيبلى أنا السواق 
ثم أكملت حديثها بمرح: أنا لو معايا رخصة قياده زيها مكنتش هحتاج للسواق،بس هى بتحب الفشخره إنها رايحه المقر بعربيه بسواق،يلا ناس ليها حظ. 
ضحكت سلسبيل قائله : الموضوع  مش فشخره ولا حظ أنا لو مش حامل مكنتش هحتاج للسواق.
تبسمت هدى وإنحنت تُقبل رأس سلسبيل قائله:ربنا يقومك بالسلامه أنتى والنونو اللى هيكبرنى ويقولى يا خالتو.
تبسمت لها هدايه قائله:
ده هيكبر عيلة العراب كلها.
بعد قليل نهض ناصر،قائلاً:لو كنتى خلصتى فطور يلا بينا يا سلسبيل.
نهضت سلسبيل قائله:الحمد لله.
خرجت سلسبيل ومعها ناصر،نظر النبوى بإتجاه قماح قائلاً:مش النهارده هتراجع الحسابات مع موظفين الحسابات.
نهض قماح قائلاً:أيوا،هو حضرتك مش هتحضر.
رد النبوى:لأ البركه فيك.
خرج قماح،ثم نهض بقية العيله عدا زهرت التى نظرت لـهند تتثائب
قالت هند:أيه كنتى سهرانه ولا أيه.
ردت زهرت:لأ مكنتش سهرانه بس معرفش الفتره دى  عاوزه أنام طول الوقت ليه لا أكون حامل.
ردت هند:طب ما تعملى أختبـ.ـار حمل واتأكدى.
ردت زهرت:ما أنا كنت ناويه اعمل أختبـ.ـار النهارده،وأنتى ها أيه أخبـ.ـارك،مفيش تطورات.
ردت هند بحسره:تطورات،تطورات أيه،قماح بيتهرب منى طول الوقت،أنا حاسه لو سلسبيل إديته ريق حلو وقالت له يطـ.ـلقنى هيوافقها،كله من الغبى نائل أخويا لو كان زمان وافقنى وطلبها للجواز،يمكن كانت وافقت عليه وغارت من قدام قماح،لكن الغبى قال أيه،لازم تحبه الاول قبل ما يتقدm لها،وأهو لما أتقدm لها زاغت فى عين قماح.
تحدثت هند قائله:قصدك أيه،نائل بيحب سلسبيل.
ردت هند بلا وعى وغيره واضحه مصحوبه بكُره:
معرفش فيها أيه بيعجبهم،إن كان نائل،ولا قماح.
إبتلعت زهرت ريقها ونهضت قائله: العقربه هدايه دخلت أوضتها، هطلع شقتى أنام شويه.
ردت هند عليها بتسرع:هتسيبنى لوحدى،خلينا نتسلى مع بعض .
ردت زهرت:بتسرع وهى تخرج من الغرفه:قولتلك عاوزه أنام ساعتين وبعدها انزلك أشغلى نفسك فى أى حاجه الساعتين دول.
زفرت هند أنفاسها بغضب مسئوم، فى ذالك الوقت دخلت إحدى الخادmـ.ـا.ت وبدأت بجمع الاطباق من على السفره... 
نظرت لها هند وقالت بتعسف: أعمليلى قهوه بسرعه. 
ردت الخادmه عليها  : حاضر، هلم السفره وأعمل لحضرتك القهوه. 
تعصبت هند قائله: بقولك أعمليلى قهوه تسيبى اللى فى ايدك  وتعمليها الاول، أنتى مت عـ.ـر.فيش  مقامى هنا أيه.
دخلت نهله الى الغرفه فى ذالك الوقت وسمعت حديث هند الآمر الجاف،وقالت للخادmه:أنا خارجه أشترى شويه  طلبات للدار،مش هغيب.
اومأت لها الخادmه راسها ببسمه.
إغتاظت هند وقالت:قولتلك اعمليلى قهوه،أخلصى أنا هنا كنة البيت وكلمتى لازم تكون مسموعه.
نظرت نهله لـ هند بسخريه ثم خرجت بصمت غير مباليه لها. 
...... ـــــــــــ
بعد قليل بالطريق أثناء عودة نهله بتلك الطلبات، صدفه غير سعيده حين تقابلت مع قدريه...
تجنبت نهله منها وسارت بلا مبالاه،لكن قدريه تحدثت بتهكم قائله:مكنوش تلاتين سنه عشناهم تحت سقف دار واحده،لما تقابلينى فى الطريق وتعملى نفسك متعرفنيش يا نهله.
لم تُعيرها نهله واكملت سيرها،لكن قدريه إنتهزت وجود بعض الماره بالطريق ورفعت من صوتها،تمثل البكاء قائله بإدعاء كاذب:
يُحقلك يا نهله تخافى تكلمينى،عارفه الحجه هدايه محذره عليكى،وأكيد هى اللى مانعه ولادى يعرفونى،منها لله هى السبب خلت النبوى طلجنى بعد العمر ده كله، فرقت بينى وبينه وحرمتنى من ولادى،إبنى بيجيلى سرقه من وراها،حتى بيدينى مصروف أعيش منه.
صمتت نهله وهى تنظر نحو تجمع الماره واقترابهم من قدريه والبعض منهم يحاولون مواساتها..
ودت نفى ما قالته قدريه،لكن خشيت أن تزيد قدريه فى التهجم وتأتى بسيرة همس أمام الناس وتفضح أمرها،بالفعل كادت قدريه أن تأتى بسيره همس،لكن صمتت حين سمعت صوت النبوى يقول بحزم:
واقفه ليه يا نهله.
إرتعبت قدريه وهى تنظر لعين النبوى الغاضبه،والذى قال بحسم:إرجعى للدار يا نهله،بلاش وجفتك دى. 
طاوعته نهله وسارت نحو الدار.
بينما نظر النبوى لـ قدريه بحده متوعدًا لو لفظت.
صمتت قدريه 
نظر لها بإشمىزاز وتركها وغادر، تشتعل الحقد بقلبها،شعرت بالخزو من تجمُع الماره حولها،فسارت بصمت تنعى حظها البائس،لو لم يأتى النبوى الآن ربما كانت فضحت أمر همس،وتشفت قليلاً
.....
بينما بعد قليل دخلت نهله لدار العراب،ووضعت ما كان معها،إنزوت تبكى قليلاً بحسره،من محاولة تلك الغلول فضح أمر همس وإدعائها الكاذب،لكن جففت دmـ.ـو.عها وقررت أنها لن تكون ضعيفه مستقبلاً،وستدافع عن بناتها حتى همس الذى أحترق قلبها بسبب رحيلها.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر 
أمام جامعة سميحه
تفاجئت بـ محمد الذى يقف يستند على مقدmة سيارته..تركت زميلاتها وذهبت إليه،قائله:
مساء الخير،أيه كنت قريب من الجامعه هنا ولا أيه؟
رد محمد:لأ ولا أيه،جاى مخصوص عشانك.
ردت سميحه بتعجب: عشانى مخصوص!
رد محمد:مش خطيبتى وده واجب عليا،إحنا من يوم ما إتخطبنا مخرجناش ولا مره لوحدنا.
نظرت له سميحه قائله:طب ما ده العادى.
رد محمد:لا العادى إننا نخرج مع بعض حتى نتعرف على بعض،أيه رأيك أعزمك عالغدا فى اى مطعم،نتغدى ونتكلم شويه وبعدها أوصلك للبيت.
فكرت سميحه فى حديث محمد قائله:ماشى هاخد الاذن من أخويا الأول،وبعدها ابقى أرد عليك ونحدد ميعاد نخرج فيه وهو يبقى معانا.
تبسم محمد وقال:بقولك نخرج لوحدنا،عاوزه تحيبى أخوكِ معانا،ليه؟
ردت سميحه ببراءه:عشان يبقى مِحرم.
ضحك محمد قائلاً:مـ أيه،مِحرم،سميحه أنا مش هاخدك شقه مفروشه،ده مطعم عام كل الناس بتقعد وتاكل فيه.
ردت سميحه بتفكير:تصدق كلامك صحيح،ماشى هتصل على أخويا برضوا استأذن منه... لو معاك موبايل هاته.
تعحب محمد مبتسماً يقول:طبعاًمعايا موبايلى عاوزاه ليه؟!
ردت سميحه:عشان أتصل على نظيم،موبايلك أكيد فيه رصيد،أنما انا موبايلى مقضياها رنات.
لم يستطيع محمد تمالك ضحكته،وأعطى لها هاتفه.
الذى أخذته وتفحصته قائله:لأ وماركه كمان،مش زى بتاعى اللى جار عليه الزمن،ده خط ولا كارت.
ضحك محمد أكثر قائلاً:طبعاً خط وأخلصى كلمى اخوكِ،الجو فيه هوا جـ.ـا.مد مش بعيد يقلب بعاصفه.
ردت سميحه:، سؤال غبى، أكيد موبايلك خط، بس مين اللى بيدفعلك الفاتوره... وفعلاً الهوا جـ.ـا.مد النهارده وشكلها كده ناويه على شتوايه حلوه ومش بعيد تقلب بعاصفه.
ضحك محمد يقول:طبعاً انا اللى بدفع فاتورة موبايلى من شغلى،وإخلصى بدل الوقفه دى والرغى الكتير،أتصلى على نظيم أنا مسجل رقمه عندك،وكمان فتحت لك نمط الموبايل .
تحدثت سميحه  وهى تطلب أخيها على الهاتف: وعامل نمط للموبايل ليه، خافى أيه عليه. 
رد محمد: مش بشتغل مع عملاء وممكن أسيب موبايلى قدامهم، وبسهوله يفتحوه، أخلصى، انا سامع صوت نظيم ردى عليه. 
إنتبهت سميحه  لصوت نظيم وقالت: أنا سميحه مش محمد. 
تبسم نظيم وقال: أنتى قلبتى محمد فى موبايله ولا أيه. 
ردت سميحه: بفكر فى كده ده حتى ماركه وحديث الاصدار، بس مش ده المهم دلوقتي، محمد بيقولى عازمنى عالغدا فى مطعم، أنا مكنتش موافقه، وكنت هقولك تجى معانا محرم. 
ضحك نظيم قائلاً: مِحرم!، سميحه روحى  أتغدى مع محمد واوعى تتـ.ـحـ.ـر.شى بيه أو تنقطيه بلسانك الزالف، متنسيش أن المطعم مكان عام...ليقوم يصوت منك.
تبسمت سميحه تقول:يعنى عادى كده فين الرجوله،مش كنت تمانع.
رد نظيم:
أنا عندى ثقه فى محمد عنك،يلا سلام،عندى محاضره فى المركز التعليمى،أشوفك أما ارجع البيت.
أغلقت سميحه الهاتف وقالت لـ محمد:نظيم وافق أننا نتغدى مع بعض،بس بقولك أهو عاوزه أتغدى فى مطعم شيك،مش تاخدنى لمطعم فول وطعميه،وتحسبها على عزومه.
ضحك محمد وقال:تمام بس هاتى موبايلى.
نظرت سميحه للهاتف وقالت له:هو أنتى عاوزه تانى.
ضحك محمد وقال:ده موبايلى وعليه كل أرقام شغلى على فكره،هاتى الموبايل يا سميحه.
أعطت سميحه الهاتف لـ محمد على مضض.
بعد قليل،بأحد المطاعم الراقيه.
جلست سميحه تتلفت حول نفسها.
تبسم محمد وقال لها:تاكلى أيه المنيو قدامك أهو.
نظرت سميحه فى ذالك الكتالوج الصغير وقالت طلبها. 
بعد قليل أثناء تناول الغذاء، تحدثت سميحه: أزيي سلسبيل وهدى على فكره أحنا بقينا أصحاب وبنكلم بعض عالموبايل،بصراحه بستغرب أخوك الغبى إزاى يتجوز عليها،دى لطيفه خالص عكس الحربؤه زُعرت.
ضحك محمد يقول:إسمها زهرت مش زُعرت.
ردت سميحه قائله: مرتحتش لها حاسه أنها  حربؤه، بقولك أيه أنت ممكن تعمل زى أخوك كده وتدخل عليا بضره. 
تبسم محمد يقول: مش أما أدخل عليكى الاول أبقى افكر فى التانيه،وبعدين مين اللى قالك إن سلسبيل ساهله،دى مسويه قماح على نار والعه  
خجلت سميحه وأرتبكت لكن رفعت السكينه  فى وجهه وقالت: قماح  يستحق، طب ابقى أعملها أتجوز عليا وأنا وقتها أقسمك لاربع أجزاء كل جزء مستقل بذاته.
تبسم محمد وقال:أحنا هنفضل نرغى عن غيرنا كتير ليه،خلينا فى نفسنا،أيه رأيك نتجوز فى اجازة نص السنه.
ردت سميحه:لأ اخلص دراستى الاول وكمان ابدأ مشروعى وينجح،عشان أتجوز وانا واقفه على رجليا.
تهكم محمد وقال:طب دراستك فاضل فيها حوالى أربع شهور،أنما مشروعك ده قدامه قد أيه وينحج،ده إنجح أصلاً، وبعدين إنتى بتوقفى على ايه، على ايدك. 
ردت سميحه: بتتريق عليا طموحاتى، طب... 
قاطعها محمد قائلاً: أنا أتفقت مع نظيم، إن زفافنا يتم بعد إمتحانات اخر السنه مباشرةً، ومفيش أعتراض وطموحاتك أبقى حققيها وانتى فى دار العراب. 
..... ـــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت
أغلق نظيم الهاتف مبتسماً، ثم دخل الى غرفة المحاضرات،تبسم ناحية جلوس هدى...التى تجاهلت بسمته،بدأ فى إلقاء المحاضره،الى أن إنتهى...وبدأ المتدربين فى الخروج...تجاهل نظيم خروج هدى،كذالك فعلت هى.
لكن حين نزل نظيم أمام السنتر وجد هدى مازالت واقفه،للحظات تجاهل ذالك،وذهب نحو سيارته،وصعد إليها وقادها،لكن كانت عيناه على مرآة السياره الجانيه،ورأى هدى مازالت واقفه،وهنالك رياح قويه،وربما تُمطر السماء بأى وقت.
عاد مره أخرى للخلف،ووقف أمام مكان وقوف هدى وفتح زجاج سيارته وقال:هدايه تعالى أوصلك،الرياح قويه وإحتمال تمطر فى أى وقت.
ردت هدى عليه بحده:متشكره دلوقتى السواق يجى.
رد نظيم:بلاش وقفتك دى،الرياح بتشتد غير كمان السما بدأت تسرج،أركبى واعتبرينى السواق.
بعد عدة محاولات من نظيم،وبسبب سوء الطقس صعدت هدى للسياره.
اثناء سير نظيم بالسياره حاول جذب هدى للحديث معه لكن كانت ترد بإختصار وأقتضاب...الى أن وصلا الى دار العراب...فتحت هدى باب السياره سريعاً ونزلت...حتى دون ان تشكره على إيصالها.
تبسم نظيم وعاد يقود سيارته عائد الى منزله.  
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى المقر
إقتربت الساعه من الثالثه ظهراً ومازال قماح مجتمع بهولاء المحاسبين يتناقش معهم بكل هدوء، وفهم يستعلم منهم على كل شيء، 
كان يختلس النظر كثيراً ناحية سلسبيل، الجالسه بينهم والتى بدأت تشعر ببعض الآلم فى ظهرها فهى منذ أكثر من أربع ساعات جالسه بين هؤلاء المحاسبين، وكذالك تشعر بالجوع. 
لاحظ قماح سلسبيل الذى وقفت وجلست  أكثر من مره، كما لاحظ شُربها للماء لأكثر من مره فى وقت قليل فقال: 
واضح إن فى لسه قدامنا ملفات كتير للمحاسبة  لازم ننتهى منهم اليوم، بس ده ميعاد الراحه، قدامكم ساعه راحه تقدروا تتغدوا فيها وبعدها نرجع تانى ننهى الميزانيات دى، تقدروا تتفضلوا، ونرجع بعد ساعه
شعرت سلسبيل براحه ونهضت مثل هؤلاء المحاسبين، وكادت تخرج من الغرفه، لكن،
تحدث قماح: سلسبيل ممكن تفضلى لخمس دقايق محتاجك فى إستفسار معين . 
إبتلعت سلسبيل  ريقها وظلت  واقفه... بعد خروج المحاسبين 
تحدث قماح: واقفه ليه إقعدى، إرتاحى. 
تنهدت سلسبيل  قائله: مرتاحه فى الوفقه قولى الإستفسار اللى محتاج له بسرعه. 
رد قماح وهو يجلس خلف مكتبه قائلاً: إقعدى ارتاحى  يا سلسبيل ناسيه إنك حامل. 
قبل أن ترد سلسبيل، صدح رنين هاتف قماح... أخرجه من جيبه ونظر لشاشته ثم نظر لوقوف سلسبيل  وأغلق الهاتف دون أن يرد على المتصل عليه. 
نظرت له سلسبيل  الواقفه وقالت: ليه مردتش على اللى بيتصل عليك. 
قبل أن يرد قماح على سلسبيل  عاود رنين الهاتف، فقام قماح بغلق الهاتف مره أخرى. 
تهكمت سلسبيل  قائله: واضح إن اللى بيتصل عليك مُصر ترد عليه، يمكن محتاجك فى حاجه  مهمه. 
نظر قماح  لها وقبل أن يتكلم رن الهاتف لكن هذه المره برساله. 
تهكمت سلسبيل  وقالت: إقرى الرساله، أكيد اللى بتتصل عليك لما مردتش عليها هى اللى بعتت الرساله، وألاستفسار اللى كنت محتاجنى علشانه يتأجل لبعدين. 
قالت سلسبيل هذا وتوجهت الى باب غرفة المكتب دون إنتظار رد قماح، لكن حين وضعت يدها على مقبض الباب كى تفتحه فوجئت بالباب لا يفتح... عادت ببصرها ناحية جلوس قماح ورأت جهاز تحكم الكترونى صغير بيده علمت أنه أغلق باب المكتب إلكترونياً فقالت له: قفلت الباب علينا  ليه، أظن أنت قولت للمحاسبين، ساعه راحه، وأنا من ضمنهم. 
رد قماح بتسلط: إنتى هتفضلى هنا معايا الساعه دى، 
قال هذا ولم ينتظر رد سلسبيل وقام بفتح هاتفه وقام بطلب طعام لهم من أحد المطاعم القريبه من المكان، ثم أغلق هاتفه
نظرت له سلسبيل  بعد أن أغلق الهاتف وقالت بغـ.ـيظ: أنا مش عاوزه آكل أكل من اللى طلبته، هتأكلنى على ذوقك كمان، وخلاص  أنا مش حاسه بجوع أصلاً. 
تبسم قماح... دون رد... مما أغاظ سلسبيل  لكن أغاظها أكثر صوت رنين هاتف قماح الذى بدل أن يضغط على إغلاق المكالمه فتح الخط وإضطر أن يرد بإقتضاب على من تتصل عليه
شعرت سلسبيل  بالغيره لكن حاولت إخفاء ذالك، 
إنتهى قماح من المكالمه سريعاً... ونظر لسلسبيل قائلاً ببرود: لسه واقفه أقعدى ارتاحى يا سلسبيل. 
ردت سلسبيل  بتهكم: من أمتى همك راحتى، المهم راحة مراتك اللى كانت بتتطمن عليك. 
نظر قماح لعين سلسبيل  وقال: ناسيه إنتى كمان مراتى زيها بالظبط بل إنتى حامل فى إبنى  
وضعت سلسبيل يدها على بطنها وقالت: منين جالك إنه ولد، مش يمكن عكس توقعك،ويكون  بـ.ـنتين ويخلصوا منك كرهك القديم  للبنات. 
تبسم قماح ونهض من خلف مكتبه وتوجه الى مكان وقوف سلسبيل، لكن قبل ذالك أسدل الستائر الموجوده بالغرفه بجهاز تحكم إليكترونى، تعتمت الغرفة لكن سُرعان ما أنار بها ضوء. 
تفاجئت سلسبيل بذالك والمفاجأه الأكبر حين شعرت بيدي قماح تجذبها إليه ودون إنتظار قبلها... قُبله رقيقه كادت تذوب بين قُبلته، لكن دفعته عنها ونظرت لوجهه  تنظر له بتمعن وتوهان، لأول مره قماح يُقبلها بتلك الرِقه 
وإبتعد قماح عنها غـ.ـصـ.ـبًا بعد أن سمع طرق على باب المكتب فتح  قفل الباب بجهاز التحكم الذى بيده،وسمح بدخول من يطرق الباب
دخلت السكرتيره مبتسمه تحمل مجموعه من الأكياس قائله :حضرتك الطلب ده وصل دلوقتى.
رد قماح:تمام حطيه عالترابيزه.
وضعت السكرتيره  
نظر قماح لسلسبيل التائهه  قائلاً: الساعه قربت تخلص،ومتأكد إنك جعانه،الصبح مفطرتيش كويس . 
إنتبهت سلسبيل ونظرت ناحيه  الطعام هى بالفعل جائعه، وكما قال قماح الوقت إقترب وزُملائها سيعودون للمكتب لإستكمال أجتماعهم،لو أصرت على رفضها قد تبقى جائعه لوقت أطول،قرر عقلها،لا داعى للتعنت والتشبُث بالعناد،لنأكل حتى من أجل طفلها الذى برحمها،بالفعل توجهت ناحية الطعام وجلست وبدأت بفتح الأكياس وبدأت تأكل بهدوء.
تبسم قماح وتنهد براحه وذهب الى تلك الطاوله وجلس وبدأ هو الآخر فى تناول الطعام مُتلذذًا... رغم عدm وجود حديث بينهم، لكن يكفى أنه تشارك معها الطعام بمفردهما. 
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بـ دبى 
إرتجفت همس بعد أن سمعت صوت الرعد،فجأه تكورت على نفسها فى الفراش ترتجف ليس من البرد بل من الخـ.ـو.ف من ذالك الصوت الذى أعاد لها الذكرى القديمه،بدأت تسرى بجسدها إرتعاشه وخـ.ـو.ف 
بالصدفه كان كارم عائد من عمله،نادى عليها حين دخل للشقه،لكن لم ترد عليه،تعجب كثيراً وذهب الى غرفتها،
تفاجئ بتكورها حول نفسها،سمع صوت هزيان،ذهب الى الفراش مباشرةً وقال:
همس إنتى عيانه.
لم ترد همس عليه،وظلت تهزى ببعض الكلمـ.ـا.ت،لم يفهم سوا
إبعدوا عنى.
تعحب كارم وأقترب من همس ووضع يدهُ على كتفها،إرتعشت همس وإبتعدت عن يدهُ.
للحظه تعحب كارم،لكن تذكر ذالك الميمورى كان هنالك أصوات أمطار ورعد،الذى تحدث الآن،أيقن ان همس تعيش نفس الذكرى مره أخرى،حدث نفسه ماذا يفعل أيتركها ويخرج من الغرفه،تعيش مرارة الذكرى،لكن لا 
أقترب كارم وجثى على الفراش جوار همس وشـ.ـدها بقوه واخذها بين يديه،فى البدايه قاومت همس ذالك بهستريا بكاء وهزيان لكن بالنهايه إستسلمت لحـ.ـضـ.ـن كارم وهدأت ونامت،بينما كارم لم تغمض عيناه وهو يشعر بآلم فى صدره،همس من كانت تعشق المطر سابقًا،أصبحت تخاف من مجرد سماع أصوات هطول الامطار،ليته يعرف هؤلاء الاوغاد اللذين أذوها لقطعم إربًا اسفل قدmيها،لكن لسوء الحظ،حين أخذ كارت الميمورى من سلسبيل،كى يستخرج بصمة تلك الأصوات عن طريق أحد أصدقاء والده بالشرطه فشلوا فى تحديد بصمـ.ـا.ت الصوت،بسبب غلاظة أصواتهم الواضحه.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلبت الرياح بعاصفه قويه وبدأت ساقطت الامطار بقوه لكن ليست غزيزه 
بالمقر
إنتهى المحاسبين من عمل  ذالك الجرد، وبسبب هطول الامطار، تحدث قماح 
أنا هعطى  للسواقين اللى بالنقر  أمر يوصولكم لبيوتكم. 
بالفعل مسك قماح هاتفه واعطى ذالم الامر للسائقين منهم السائق الخاص بـ سلسبيل 
سلسبيل التى جلست تنتظر عودة السائق لها،لكنه لم يأتى 
شعرت بالزهق وقالت:
مكنش لازم تدى أمر للسواق بتاعى يروح يوصل حد.
رد قماح:بسيطه تقدرى ترجعى معايا،خلينا نمشى.
رغم إعتراض سلسبيل لكن ليس أمامها حل آخر،أصوات الرعد بالخارج قويه جداً
إستسلمت سلسبيل لقول قماح وقالت:
تمام،خلينا نمشي.
تبسم قماح وأغلق حاسوبه،ورفع يده لـ سلسبيل حتى تسير أمامه،الى أن خرج من المقر وذهب الى السياره،
بالفعل بدأت العاصفه تقوى وإزداد هطول الامطار...
ولسوء الحظ أثناء سيرهم بالسياره توقف قماح فجأه،حين رأى أحد رجـ.ـال الشرطه،فتح زجاج شباك السياره   
تحدث له رجل الشرطه:الطريق مقفول،ف عمود كهربائى وقع والسلوك  إتقطعت من قوة الرياح،وعملت ماس كهربائى،أرجع تانى.
شعرت سلسبيل بالخـ.ـو.ف،بينما قماح عاد بسيارته للخلف 
تحدثت سلسبيل:هنعمل أيه دلوقتي،إنت السبب،كان لازم تبعت السواق يوصل غيرى.
رد قماح:سلسبيل إهدى،مفيش قدامنا حل غير نرجع للمقر من تانى.
ردت سلسبيل:هنبات فى المقر.
رد قماح:مفيش حل غير كده.
بالفعل عاد الأثنان الى المقر،نزلت سلسبيل من السياره،سارت أسفل الامطار الغزيزه بسرعه الى أن دخلت الى بهو المقر،لكن إبتلت ملابسها،كذالك قماح...
توجهت خلف قماح الى غرفة مكتبه.
لكن بسرعه دب الخـ.ـو.ف فى قلبها خين إنقطع التيار الكهربى. 
أشعل قماح ضوء هاتفه سريعاً  وتوجه  ناحية سلسبيل  وقال بتطمين: متخافيش حالاً المولد التانى يشتغل.
بالفعل عمل المولد الآخر وأنار الغرفه،لكن شعرت سلسبيل بالبرد،تحدثت قائله: هنعمل أيه دلوقتي، 
رفع قماح سماعة الهاتف الارضى، وقال: هتصل عليهم فى البيت أطمنهم  وأقولهم إننا هنبات هنا. 
صمتت سلسبيل  ، الى ان أنهى قماح  حديثه  على الهاتف، ثم قالت له: أنا بردانه، هو المكتب مش فيه نظام تدفئه. 
رد قماح: فيه، بس بيشتغل على المولد الرئيسي  بس إنما المولد ده إحتياطى، مجرد بينور المقر بس. 
بدأت سلسبيل  تمسد يديها على جسدها، وقالت أنا همـ.ـو.ت من البرد، وكمان هدومى مبلوله. 
مسد قماح  بيديه فوق  كتف سلسبيل  وقال: فى حل ممكن يدفيكى. 
تهكمت سلسبيل  قائله: أيه هتولع فى ديكور المكتب
تبسم قماح وقال:ديكور المكتب مش خشب،ده ألومـ.ـيـ.ـتال، انا أقصد حاجه تانيه.
ردت سلسبيل  بسؤال: وأيه الحاجه التانيه دى. 
رد قماح ببساطه: حـ.ـضـ.ـنى. 
تهكمت سلسبيل ساخره تضحك بآلم قائله: 
حـ.ـضـ.ـنك! 
حـ.ـضـ.ـنك أكتر مكان إتعـ.ـذ.بت فيه. 
رد قماح بهدوء عكس ما يشعر به من نار تجتاح قلبه: عارف
بس مفيش قدامك دلوقتي  غير حـ.ـضـ.ـنى، 
ودلوقتى لازم تقلعى هدومك المبلوله دى، بدل ما تبردى أكتر
تعالى معايا يا سلسبيل. 
قال قماح هذا ومد يدهُ مسك يد سلسبيل  كى تسير خلفه، الى أن فتح باب موجود  بغرفة مكتب قماح، ودخلا منه تفاجئت سلسبيل  بغرفة صغيره بها فراش متوسط الحجم. 
تحدثت قائله: أيه ده. 
رد قماح: دى أوضة نوم صغيره، أوقات لما كنت بتأخر هنا فى المقر بكسل ارجع الدار كنت بنام فيها. 
ردت سلسبيل: حليت مشكله  النوم، طب أنا جعانه. 
تبسم قماح  وقال: دى فعلاً  مشكله، مش هنلاقى أى ديلفرى فى الجو ده 
تذكر  قماح أنه فاض منهما بعض طعام الغداء فقال لها: 
ثوانى وراجعلك. 
مسكت سلسبيل  يدهُ قائله: رايح فين وسايبنى هنا أفرض النور قطع تانى. 
نظر قماح بيد سلسبيل  التى تمسك بيده وقال: متخافيش يا سلسبيل، ثوانى وراجعلك. 
تركت سلسبيل  يد قماح، وبالفعل ثوانى وعاد، بيده كيس بلاستيكى، علمت سلسبيل  أنه بقايا طعام غدائهما. 
أعطى قماح لها الكيس قائلاً: كويس إننا مكناش رمينا باقى الغدا اللى فاض مننا... كان فوق الترابيزه اللى كنا بناكل عليها يعنى نضيف. 
تبسمت سلسبيل وأخذت الكيس منه وفتحته، وقالت:. بس الأكل حبه  صغيرين ميكفيناش إحنا الاتنين. 
تبسم قماح  وقال: كُلى أنتى أنا مش جعان، كنت أكلت كتير فى الغدا. 
تبسمت سلسبيل  وقالت: لأ خلينا نقسم الاكل بينا... ياأما مش هاكل. 
تبسم قماح  وأخذ أحد اللقمـ.ـا.ت الصغيره ووضعها فى فمه قائلاً: أهو أنا أكلت أهو، يلا أنتى قبل ما تاكلى  أقلعى هدومك المبلوله دى، فى هنا ليا كم قميص إحتياطى هجيبلك منهم. 
فتح خزانه صغيره وأخرج منها بعض الملابس القليله، أعطى لها قميص  خاص به كذالك بنطال، قائلاً: 
غيرى هدومك بدل ما تبردى. 
فكرت  سلسبيل  ملابسها مُبتله وبدأت  البروده تغزو جسدها، لا داعى للرفض، أخذت من يده الملابس قائله: 
طب دير ضهرك. 
تبسم قماح، وأدار لها ظهره، لدقائق، ثم قالت له: وأنت هتفضل بهدومك المبلوله. 
رد قماح: لأ هغيرها بغيرها... بالفعل خلع ملابسه وإرتدى ملابس أخرى جافه. 
جلست سلسبيل  تأكل  من ذالك الطعام، الذى بالكاد  سد جوعها، تبسم قماح  وهو ينظر لها بعد أن قالت: 
كويس إنك أحتفظت بـ الأكل ده أهو نفعنى على الاقل مش هبات جعانه...بس أنت هتبات جعان 
تبسم قماح  لها وقال: صحه وهنا،
لا  يعرف لما  لم يقول لها أنه كان أكم من ليالى بات جائع، ليس بشئ جديد عليه. 
تثائبت سلسبيل. 
تبسم قماح  وقال لها: مددى جـ.ـسمك عالسرير. 
تبسمت سلسبيل  ونهضت وتمددت بجسدها على الفراش. 
تحدثت سلسبيل: وأنت هتنام فين. 
رد قماح: هنام جنبك عالسرير، لو عندك إعتراض أطلع أنام عالكنبه اللى فى المكتب. 
تحدثت سلسبيل  بتسرع: لأ أفرض النور قطع تانى... أنا بخاف من الضلمه، السرير مش صغير ياخدنا أحنا الاتنين،بس متطفيش النور. 
تبسم قماح وذهب نحو الفراش وتسطح عليه 
شعرت سلسبيل بعدm الراحه فى النوم  بسبب نومها على أحد جانبيها تُعطى لـ قماح ظهرها... 
تفاجئت بوضع قماح  يده على يدها وأقترب منها ولفحت أنفاسهُ عُنقها.، وبنبرة صوت أجش همس بإسمها. 
شعرت سلسبيل بهزه فى جسدها، لكن شعرت ببرودة يد قماح الذى وضعها على يدها. 
كذالك سحب يده الاخرى من أسفل، أصبح شبه يحتضنها. 
حاولت  سلسبيل  فك حصار يديه، لكن هو تمسك بها بقوه. 
أعتدلت سلسبيل نائمه على ظهرها، ونظرت لقماح وقالت بإستهجان: حوش إيدك من حوليا. 
تبسم قماح وقال ببرود: قولتلك قبل شويه حـ.ـضـ.ـنى هو اللى هيدفيكى. 
أنهى قماح قوله بقُبله هادئه ورقيقه... شتت بها عقل سلسبيل، التى ترى الليله صوره أخرى  أرادتها بـ قماح. 
الذى ضم جسدها بين يديه يبثها الدفأ من حرارة جسده بلقاء حميمى رقيق. 
بدار العراب. 
دخل ناصر الى غرفة  هدايه قائلاً: 
بقينا المسا وسلسبيل لسه مرجعتش للدار أنا خايف عليها من الطريق بسبب العاصفه دى بتصل عليها بيجولى خارج نطاق الخدmه...أنا جلجان عليها وسايب نهله فى الشجه عقلها هيطير.
تبسم النبوى الذى دخل الى الغرفه قائلاً:
لاه إطمن سلسبيل بخير،هى فى المقر مع قماح،قماح أنا لسه قافل معاه الخط الأرضى،وجالى ، أنه بسبب العاصفه فى عمود واقع عالطريق ومعرفوش يرجعوا لهنا،هيفضلوا فى المقر.
تنهد ناصر براحه قائلاً:بس سلسبيل حامل إزاى هتفضل فى المقر الوجت ده كله بدون أكل ونوم.
رد النبوى:يعنى تفتكر قماح هيجوعها أكيد هيلاجى حل للوكل،وكمان النوم، أنت ناسى إن فى أوضة نوم فى المقر خاصه بـمكتب قماح.
تبسمت هدايه قائله:كله خير يا ولدى إطمن على سلسبيل وإطلع طمنها... وإتأكد قماح مستحيل يأذى سلسبيل يا ناصر.
أومأ ناصر رأسه ثم غادر الغرفه...
لكن فى أثناء خروجه من الغرفه كاد أن يتصادm مع هند،لكن تجنب منها وسار بصمت.
بينما بالغرفه تبسمت هدايه لـ النبوى الذى قال:بتمنى قماح يصلح علاقته بـ سلسبيل،وهى ترضى عنه.
تبسمت هدايه قائله:آمين يا ولدى،قماح غلط كتير فى سلسبيل وأتحملت كل ده وهى حبلى بتمنى قبل ما يچى ولدها عالدنيا يكون الحال إتصلح بيناتهم.      
رغم أن هند  تسمعت على على حديث النبوى وهو يُخبر كل من  هدايه وناصر  عن بيات قماح وسلسبيل بالمقر وتلك النيران المُستعره بقلبها لكن حين تصادmت مع ناصر قررت الدخول الى غرفة هدايه ومثلت عدm سماعهم وقالت بلهفه ليست مُصطنعه وقالت:
عمو النبوى أنا قلقانه على قماح،قربنا على الساعه حداشر وهو لسه مرجعش من المقر،العاصفه شكلها قويه.
نظر النبوى لـ هدايه،بنظره فهمت مغزاها وردت هدايه عليها:
أطمنى قماح بخير،بس هيبات فى المقر،زى ما جولتى أها العاصفه جويه،وهو شاف الافضل له يبات فى المقر،إطلعى إنتى شجتك و متجلجيش عليه قماح مش إصغير، يلا يا نبوى إنت كمان أطلع لشجتك تصبح على خير يا ولدى. 
رغم غـ.ـيظ هند من رد هدايه  لكن قالت: أنا هطلع أغير هدومى وأروحله المقر مش هطمن عليه غير لما أشوفه. 
رد هدايه بحزم: 
جولت إطلعى شجتك وبلاه كُهن النسوان هو بخير. 
عارضت هند وقالت: لأ قلبى متوغوش عليه، لازم أ.... 
قاطعتها هدايه بحزم قائله: كلمتى واحده،إطلعى على شجتك،لو رچيلك خطت بره دار العراب الليله ورجتك هتحصلك الصبح.
نظرت هند لها بكُره لكن أخفته خلف دmعه رسمتها بإجاده لكن لم تخيل على هدايه ولا النبوى.
إستسلمت هند لقول هدايه وصعدت بغلولها الى شقتها تصفع خلفها الباب،تقول بتهجم:وليه حيزبون نفسى ربنا ياخدك وترتاح الدنيا من شرك. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر
بقُبلات حانيه لم تعهدها سلسبيل  من قماح سابقًا كان قماح يتودد لها بتلك القُبلات، بين التوهه والتوق كان الأختيار صعب، فى الأستمرار بتذوق تلك المشاعر الجديده. 
التوهه من سلسبيل،تسأل نفسها... من هذا الرقيق هذا شخص آخر لم ترى منه هذا الحنان سابقًا، عقلها يُفكر أن تُنهى اللحظه وترفض قُربهُ منها، والقلب بغفوه يتمنى أن ينتشى بحنان تلك اللحظات. 
التوق من قماح يريد الغوص معها فى المياه العـ.ـذ.به يرتوى من عشق يسرى فى عروقه مجرى الدm حاول التخلى عنه كثيراً  لكن كان إدmان بالنسبه له لم ولن  يُشفى منه، دواؤه المُسكن هو قُربها. 
بين التوق والتوهه إستسلم الإثنان لتلك المشاعر تسحبهم الى أعماق بعضهما يشعر كل منهما  بمشاعر جديده تولد بعد تلك الدقائق المفعمه بالنشوه وروية الأشتياق لشى واحد هو... عشق.. لكن بطريقه لطيفه لكل منهما. 
بعد تلك الرحله اللطيفه 
قبل قماح جبين سلسبيل وإرتمى بجسده على الفراش
يشعر بإنتشاء، 
بينما سلسبيل تشعر بتوهان وتشتت من هذا الذى كان معها منذ لحظات لطيف ومُراعى، أغمضت عيناها هى بحلم ليس واقع، نبه عقلها، لا تفتحى عيناكِ، سينتهى هذا الحلم وقتها وتتأكدين أن ما حدث وما تشعرى به ليس سوى حلم جميل يصوره خيالك.
لكن فجأه شعرت بقماح يجذب جسدها له يضمها لصدره،شعرت بأنفاسه فوق وجهها،مازالت مُغمضة العين هى بحلم جميل،ليتها لا تفيق منه وتظل تشعر بتلك الاحاسيس الجديده عليها،لكن همس قماح بإسمها،مازالت لا تريد أن تفتح عينيها وتنصدm بالحقيقه،شعرت بملمس يد قماح الحانيه على وجهها وصوته الهادئ
سلسبيل إنتِ نمتى.
لم تفتح عينيها وقالت بهمس:أممممم.
ضحك قماح يقول:إزاى نمتى وبتردى عليا،أول مره أعرف إنك بتتكلمى وأنتِ نايمه...هبدأ أخاف وأصدق إنك فعلاً بتشوفى أحلام ورؤى بتتحقق والدليل أهو بتكلمي كمان وأنتى نايمه.
فتحت سلسبيل عينيها ونظرت لوجه قماح لثوانى قبل أن تقول بثقه وتأكيد:بس أنا فعلاً بشوف أحلام ورؤى وبتتحقق،ولا مفكر إنى بكذب وبألف من دmاغى.
شعر قماح بنبرة سلسبيل التى تغيرت قليلاً،كما أنها حاولت الأبتعاد عن صدره،لكن أحكم قماح يديه على جسدها وقال:مش قصدى إنى بكذبك،قصدى من أمتى بدأتى تشوفى الأحلام والرؤى دى.
نظرت سلسبيل لوجه قماح وقالت بإختصار معرفش من أمتى.
بداخلها كانت تود أن تقول له أنه كان مُصاحب لأحلامها منذ أن بدأت تعى على الحياه،رغم أنها لم تكُن رأته سوا ببعض الصور، لكن كانت تراه بأحلامها دائماً من قبل أن يعود، كانت كثيراً تشعر بالرهبه من تلك الأحلام التى كانت تراوضها عنه،أكثر تلك الاحلام كان تراه يقترب منها يجذبها إليه بقوه يسحبها للسير خلفه دون إرادتها...حتى أنها كانت تهاب منه، حتى حين ينظر لها كانت تشعر أنها عاريه أمامه وتخجل منه،وكانت تبتعد عن أى مكان يتواجد به. 
بينما قماح قال بمراوغه: أنا فاكر يوم ما رجعت لهنا تانى أنتى عرفتينى من قبل ما أقول أنا مين، يمكن شوفتينى فى المنام قبلها. 
تلبكت سلسبيل ولم تستطع الرد فصمتت. 
تبسم قماح وقال: أنا كمان عرفتك وقتها فاكر إنك جريتى وسيبتينى واقف عالباب. 
ردت سلسبيل: يمكن بس أنا مش فاكره. 
تبسم قماح وقال: بس أنا عمرى ما نسيت نبع المايه الصافى ورجعت لهنا علشان أشرب منه. 
إرتبكت سلسبيل  وقالت: قصدك أيه؟ 
تبسم قماح يقول بتوريه: قصدى مية النيل مش بيقولوا اللى يشرب من ماية النيل لازم يعود لها من تانى. 
نظرت سلسبيل لعين قماح ربما كانت تود أن يُجيبها بشئ آخر، لكن خيب ظنها. 
بينما تبسم قماح وهو يشعر بـ سلسبيل التى جذبت خصلان شعرها الشارده خلف أذنها، وتذكر حديثه فى الصباح  مع جدته هدايه. 
فلاشــــــــــــــــــــــــــــ،، باك 
قبل أن يتناول الفطور، دخل الى غرفة هدايه 
وجدها تُصلى، إنتظر الى أن إنتهت ونهضت من فوق سجادة الصلاه، تقوم بتطبيقها ثم وضعتها بمكانها المخصص لها، 
تنهد قماح وقال: حرمً يا جدتى. 
ردت هدايه بإختصار: جمعًا. 
تنهد قماح قائلاً: هتفضلى متجنبه الحديث معايا لحد إمتى، من يوم ما أتجوزت هند وأنتى مش بتكلمينى غير نادر. 
ردت هدايه: وكنت عاوزنى أبـ.ـاركلك على چوازك على بت عمك إياك، خيبت أملى فيك،كان فين عقلك وجتها، أنا غلطت لما جولت لـ رچب السنهورى أنك خطبت سلسبيل، ياريتنى كنت وافجت على طلبه، مكنتش سلسبيل  إتعـ.ـذ.بت معاك، ويمكن نائل كان سعدها وفرح جلبها، مش زيك. 
شعر قماح بالغيره  وقال: مالوش لازمه الكلام ده يا جدتى، سلسبيل موعوده ليا من وإحنا صغيرين. 
تنرفزت هدايه وقالت له بحده: مكنش وعد كان حديت فاضى، بس أنا رأفت بجلبك وكنت شايفه نظرة عينيك 
لـ سلسبيل، كنت بـ.ـنتظر منك تطلبها فى أى وجت، بس غشومـ.ـيـ.ـتك وعنچهيته زى ما بتجول سلسبيل، إختارت غيرها، جولت يمكن ده النصيب والمقدر، مفيش منه مهروب، وسلسبيل نصيبها بكره هيچى ليها، كان بيتجدm لها خُطاب كتير من وهى لسه فى الچامعه، نائل مكنش أول عريس يتجدm لها، بس كنا بنرفضهم أنا أوناصر وأوقات سلسبيل نفسها...إتجوزت واحده وراء التانيه وهى كانت جدامك،كنت مفكر إن محدش بيتجدm لها ولا أيه،أنا كنت شايفه جلبك من چواه رايد سلسبيل،جولى أيه السبب إنك تأذيها بالشكل لما بجت بين إيدك،ليه كنت عنيف معاها،سلسبيل لحد يوم ظهور براءة همس كانت مستسلمه بنصيبها أنا شوفت العلامـ.ـا.ت الزرجه اللى كانت فى رجبتها يوم ما كنت محموم بسبب ضـ.ـر.بة السمس،لو شوفت خـ.ـو.فها عليك يومها عمرك ما كنت هتفكر تأذيها،بس مكنتش بس بتسيب علامـ.ـا.ت على جـ.ـسمها كمان على روحها بالكلام الفارغ،وآخرة المتمه داخل عليها بضره،كنت عاوزنى أجوم أزغرط وأستجبلها كمان  ،تبجى غلطان أنا اللى يخدش واحده من بنات ناصر مش بس أجتلهُ،عارف لو سلسبيل كانت طلبت الطـ.ـلا.ق وإنك تسيب دار العراب كنت هوافجها،جولى سبب واحد يخليك تأذي قلب سلسبيل الأذيه دى كليتها.
رد قماح:أنا مكنش غرضى أئذى سلسبيل أنا كنت عاوزها تحس بالعـ.ـذ.اب اللى أتعـ.ـذ.بته فى بعدها عنى لسنين قضيتها بين ناس عمرى ما حسيت معاهم غير بالعـ.ـذ.اب،كان نفسى تحس قد أيه أنا أتعـ.ـذ.بت فى الغياب عن هنا،سلسبيل الوحيده اللى رجعت علشانها،ويوم ما وصلت لهنا هى فتحتلى باب الدار،بس سابتنى على باب الدار و خافت منى وجريت على جوه بسرعه... حتى لما طلعتى تستقبلينى، إستخبت وراء مرات عمى، كأنها مش عاوزه  تشوفنى
تبسمت هدايه قائله:سلسبيل هى اللى حِلمت برجوعك لهنا من تانى،ويومها سابتك عالباب وجاتلى مجعدى تجولى إنك رچعت كيف ما هى حلمت فيك... كانت مستخبيه وراء نهله عشان تتمعن فيك. 
تعجب قماح وقال: سلسبيل  حلمت برجوعى لهنا. 
ردت هدايه: أيوا قبل ما ترچع، إنت وسلسبيل كان بينكم خط موصول بس إنت اللى كنت دايماً، بتجطعه بيدك، من أول چوازك من غيرها، سلسبيل  اللى كان بيتجدm لخطبتها ولاد أعالى القوم، تفتكر لو مكنتش غالى عليا، كنت وافجت أچوزهالك وتكون الزوجه التالته، بس إنت عملت كيف ما هى جالاتلى، لما تمل منها هتتجوز عليها. 
رد قماح: بس أنا مملتش من سلسبيل  ولا عمرى هَمِل منها.
تهكمت هدايه قائله:وليه رچعت هند لعصمتك مره تانيه ضره لـ سلسبيل.
رد قماح:كانت غلطه،وكمان رد فعل فى لحظة غضب  منى بسبب عنادها.
سخرت هدايه قائله:أهى لحظة الغضب دى كلفتك خسارة سلسبيل.
رد قماح:أنا مستعد أطلق هند لـ
قاطعته هدايه قائله:حتى لو طلجت هند تفتكر سلسبيل هتنسى بسهوله معاملتك الجاسيه ليها،غير چوازك عليها،قماح مبجاش جدامك غير إنك تكسب قلب سلسبيل وتحاول تخليها تثق فيك وتقرب منيك بإرادتها،وده مشوار طويل وأنا مش هساعدك زى ما ساعدتك جبل إكده وخذلتنى جدامها... وخذلتها هى كمان جدامنا. 
عــــــــــــــــــــوده 
عاد قماح ينظر لوجه سلسبيل  الهادئه على صدره، شق صوت السكون بينهم صوت الرعد، للحظه  إرتجفت سلسبيل وقالت: واضح إن العاصفه  لسه مهديتش، ربنا يستر والنور ميقطعش تانى،وتبقى ليله سوده. 
تحدث قماح: سلسبيل إنتى ليه بتخافى من الضلمه قوى كده؟ 
ردت سلسبيل: 
عادى الناس كلها بتخاف من الضلمه، إنت مش بتخاف منها. 
رد قماح: لأ مش بخاف من الضلمه، بالعكس برتاح فى الضلمه، بحس بهدوء أكتر. 
رفعت سلسبيل  جسدها ونظرت لوجه قماح وكررت قوله: 
هدوء! 
غريبه،معظم الناس بتخاف من الضلمه. 
قالت سلسبيل هذا ثم فاجئت قماح بسؤالها: قماح أيه سبب العلامه اللى فى حاجبك اليمين دى. 
سألت سلسبيل  وهى تضع إبهامها فوق حاجبه...من ثم أجابت هى على جزء من سؤالها:
دى أكيد سببها تعويره وسابت أثر،بس حصلتلك أمتى قبل ما تسافر اليونان ولا وإنت فى اليونان. 
بينما أغمض قماح عيناه لثوانى يستمتع بملمس إصبع سلسبيل، ثم فتحها ونظر لوجه سلسبيل  قائلاً بإختصار: فى اليونان. 
تنهدت سلسبيل  وقالت: وسببها أيه. 
رد قماح بتتويه: مقولتليش أيه سبب خـ.ـو.فك الجـ.ـا.مد من الضلمه. 
علمت سلسبيل أنه لا يريد  الأجابه عليها... عادت تنام على الفراش مره أخرى وقالت له: 
سبب خـ.ـو.فى من الضلمه...  هى زهرت. 
نظر قماح لـ سلسبيل وقال بتعجب: زهرت! 
والسبب أيه؟ 
تذكرت سلسبيل  تلك الواقعه التى حدثت بالماضى وقتها كانت بالخامسه والنصف من عمرها، حين حبست زهرت سلسبيل بقبو أسفل سُلم منزل عمتها، وظلت بظلام هذا القبو لمدة يومين تصرخ حتى إنبح صوتها وضاع،أصبحت تبكى وتهزى،لولا أن زوج عمتها بالصدفه فتح القبو كى يأتى ببعض الأغراض منه،وجدها كانت تهزى وجهها يُشاحب المـ.ـو.تى،أخذها الى دار العراب،التى كانوا مثل الذى لديهم مـ.ـيـ.ـتم بسبب فقدهم لطفلتهم لمدة يومين كانت كل الظنون برأسهم،لكن حين دخل زوج عمتها بها الى المنزل فرحوا بعودتها،لكن كانت مريـ.ـضه تهزى برعـ.ـب ما عاشته ليومين بالظلام بعقل طفله صغيره كانت يُخيل لها أنها ترى أشباح الظلام،عالجوها جسديًا وقتها لكن ظل الخـ.ـو.ف من الظلام مُرافق لها،تخشى الظلام كثيراً،حتى أنها ظلت لفتره بعدها،كانت تخشى أن يأتى الليل وأحياناً
كثيره كانت تنام وضوء المكان شبه ساطع.
إرتعش جسد سلسبيل وهى تتذكر تلك الذكرى.
شعر قماح برعشة جسد سلسبيل وقال:طب وزهرت ليه حبستك فى القبو.
ردت سلسبيل:بسبب شعرى،هى شـ.ـدتنى يومها من شعرى لحد ما وصلنا القبو،وزقتنى لما دخلت فيه قفلت بابه عليا.
تعجب قماح يقول بتكرار:بسبب شعرك.
ردت سلسبيل:أيوا عشان أنا طول عمرى  شعرى طويل،وكان أطول من شعرها،وهى كانت بتحقد عليا بسبب كده،حتى مره جابت مقص وقصت جزء كبير من شعرى وقتها بس رجع طول تانى،هند أجمل منى بكتير،بس هى عندها حقد منى يمكن كان أكتر من أخواتى  
التانين. 
أمسك قماح  خُصلات شعر سلسبيل  وقال لها: شعرك طول تانى. 
نظرت سلسبيل  لخصلات شعرها الذى بين يد قماح  وقالت: شعرى بيطول بسرعه ماما  دايماً  تقولى كنت  بقص شعرك كل تلات شهور،يطول أكتر وكنت بكـ.ـسر لها الأمشاط،وتضايق وهى بتسرحلى شعرى لحد ما كبرت وبقيت أسرحه لنفسى،حتى أنا أوقات بضايق وببقى نفسى أقص كتير منه،بس جدتى هى اللى كانت بتمنعنى كنت بقص جزء صغير من فتره للتانيه وبيرجع يطولها من تانى. 
تبسم قماح وقال: وأنا دلوقتى  بمنعك تقصى حتى سنتى من شعرك مره  تانيه. 
نظرت  له سلسبيل  قائله بتحدى: براحتى ده شعرى أنا ملكى أنا وإنشاله أحلقه زيرو. 
تبسم قماح وهو ينحنى على سلسبيل قائلاً بتملُك: 
ممنوع تقربى بس المقص من شعرك. 
كانت سلسبيل سترد بتحدى، لكن فجأه دوى بالخارج صوت الرعد أقوى، إنخضت سلسبيل  وبتلقائيه دون إنتباه رفعت يديها تحتضن قماح.
قماح الذى شعر بيديها فوق عنقهُ،نظر لوجهها وقال:
متخافيش يا سلسبيل،أنهى قوله بقُبله حميميه شغوفه،أذابت ذالك التبلُد  القديم وإنسجم الأثنين معا
وتعانقت أروحهما معا قبل  جسديهما...بلقاء ودود ومحبب لهما الأثنين دون نفور أو شعور بالآلم سواء النفسى أو الجسدى... بعد عاصفه من العشق تنحى قماح على الفراش بظهره وجذب سلسبيل عليه، يشعر بهدوء وسكينه
بينما
عاود التشتُت مره أخرى لـعقل سلسبيل، التى لامت نفسها على ذالك الإستسلام المُخجل بالنسبه لها كيف سمحت لقماح بحدوث هذا اللقاء الحميمى بينهم،
جاوب عقلها:أكيد دى سيطرة هرمونات سيطرت عليا بسبب الحمل،تأملت سلسبيل ملامح قماح الذى تراها بشكل آخر تمنته منذ الليله الأولى التى   تزوجت به،ظلت لدقائق قبل أن تسحبها تلك الغفوه.
بينما قماح يشعر بالسعاده بداخله...سلسبيل بعد فترة هجر ها هى بين يديه يضمها إليه يشعر بانفاسها فوق صدره،تمنى أن ينتهى الكون الآن،ظل يتأمل وجهها بداخله سعاده لا توصف،كم كان يصحو ليالى ينظر الى جواره ويتحسر حين لا يراها جواره بالفراش،يعلم أنه أخطأ الكثير فى حقها،سلسبيل لو طلبت منه طـ.ـلا.ق هند سيفعل ذالك برهان على عشقهُ لها. 
. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى دبى
رغم أن الشمس لم تشرق بعد لكن هنالك بداية يوم جديد ،  مع ذالك لم تنتهى العاصفه لكن هدأت قليلاً. 
نظر كارم لـ همس الناعسه بين يديه، لكن فجأه بدأ يشعر بإضطراب أنفاسها وهزيانها ببعض الكلمـ.ـا.ت المستغيثه... 
ضمها بقوه ووضع يدهُ فوق وجنتها يوقظها برفق: 
همس إصحى إنتى فى كابوس، فوقى منه. 
بينما همس بمنامها تقف بمنتصف طريقين  تسمع أصوات وحوش تقترب منها، بالتأكيد تريد نهشها مره أخرى، لم يبقى بجسدها مكان لينهشوه، تريد أن تجرى، لكن ساقيها كأنها لا تتحرك واصوات الوحوش تقترب منها،، لكن هنالك صوت  آتى من الجهه  بعيد يحسها على الذهاب نحوه
ترتجف بشـ.ـده أى الطريقين تسلُك وتذهب الى الأمان.
فى ذالك الوقت ربت كارم على وجهها يحسها على الاستيقاظ من ذالك الظلام السابحه به،
بالفعل فتحت عينيها،التى فجعت قلب كارم بدmويتها 
لكن نظرت همس بتمعُن لوجه كارم،الذى تبسم لها بود.
بلا شعور منها ضمت جسدها له،كآن إبتسامته طمئنت قلبها،لكن تذكرت ذالك الكابوس التى كانت به منذ قليل،كان هنالك طريقان وهى بالمنتصف،كان عليها إختيار أحد الطريقان كى تنجو،الصوت الذى كان بالحلم كان صوت مألوف لها.
سمعت لذالك الصوت لتصحو عليه،كان صوت كارم،تبسمت بخفوت.
رأى كارم تلك البسمه التى شقت شفاه همس،إقترب برأسه منها وقبل شفاها برقه للحظه ثم إبتعد عنها ينظر لوجهها البشوش المُجهد،رأها تُغمض عينيها.
تبسم قائلاً: 
صباح الخير يا همس. 
فتحت همس عينيها بخجل وردت بحشرجه: صباح النور، هى الساعه كام دلوقتي. 
رد كارم: مش عارف الساعه كام، بس متهيألى بقينا فى يوم جديد... وشكل العاصفه هديت كتير عن ليلة إمبـ.ـارح... الأصوات تقريباً  إختفت. 
تنهدت همس براحه قائله: كنت مفكره إن طقس دبى مختلف عن طقس مصر. 
تبسم كارم يقول: دى كانت عاصفه قويه وقريت عالنت إنها فى عدة دول عربيه ومنها مصر  ودبى، بس الرياح شكلها هديت كتير. 
تنبهت همس أنها بحـ.ـضـ.ـن كارم، لا تعرف لما لم تعُد تخشى قُربه منها بهذا الشكل، لكن شعرت بالخجل، من نظرة عين كارم لها، حاولت الابتعاد عنه قليلاً، لكنها ضمها كارم قائلاً: أنا منمتش طول الليل، وعاوز  أنام ساعتين قبل ما يجى ميعاد فتح المطعم، ممكن تفضلى نايمه فى حـ.ـضـ.ـنى الساعتين دول، بس عشان أحس بالدفى. 
خجلت همس من طلب كارم وأخفضت عينيها. 
تحدث كارم برجاء: أرجوكِ يا همس محتاج أنام الساعتين دول وأنتى فى حـ.ـضـ.ـنى. 
أمائت همس له برأسها بموافقه. 
تبسم كارم لها وضمها أقوى، تبسمت همس مُتغلبه على خـ.ـو.فها السابق،لابد أن تجازف وتتغلب على خـ.ـو.فها وتعود همس القديمه من أجل ذالك القلب الذى يحتويها. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آتى نهار جديد 
بالمقر
فتحت سلسبيل عينيها حاولت النهوض من على الفراش لكن شعرت بيدي قماح تُقيد حركتها، حاولت سلت نفسها، لكن شعر قماح بحركتها فضم يديه عليها أقوى،حاولت سلسبيل سحب نفسها من بين يديه بقوه.
تحدث قماح وهو مازال مغمض العين قائلاً:لاحظى إن السرير صغير بلاش فرك كتير عالصبح،أنا عاوز أنام. 
ردت سلسبيل بتذمر: حوش إيديك من حواليا، ونام براحتك،مفكر إنك فى دار العراب،فوق إحنا فى المقر وزمان الموظفين جايين.
فتح قماح عينيه ينظر لـ سلسبيل وتبسم قائلاً:وفيها أيه أما الموظفين يجوا للمقر،هيروحوا على مكاتبهم مش هيجوا هنا.
تذمرت سلسبيل وحاولت سلت جسدها من بين يدى قماح وقالت:بلاش برودك ده عالصبح،أنا عاوزه أقوم أشوف هدومى،يارب تكون نشفت،ماهو مش معقول هفضل بهدومك دى عليا قدام الموظفين،ياريتك كنت قولت لعمى بالليل يجيبلي هدوم معاه.
نظر قماح لـ سلسبيل  بوقاحه لأول مره تراها منه  وقال: 
تصدقى هدومى عليكى شكلها  أنيق  جداً، بالأخص زراير القميص المفتوحه من على صدرك دى. 
نظرت سلسبيل على ملابسها تفاجئت فعلاً  بأزرار القميص تقريباً  كلها مفتوحه ويظهر جسدها منه... ضمت طرفى القميص وحاولت فك يدي قماح  من حول جسدها، لكن
تبسم قماح وقال لها: 
متأكد بابا هيجيبلك معاه غيار، من غير ما اقول، بس الله أعلم الطريق إتفتح ولا لسه. 
نظرت له سلسبيل  بسخط قائله: مفيش مره تكمل الجمله كامله، أكيد زمان الطريق إتفتح، ده طريق رئيسى فى البلد، ووقوفه عطله  لكل المصالح، لو سمحت فُك إيدك من حواليا، عاوزه  أروح الحمام أخد دوش وأتوضى عشان أصلى. 
علم قماح  لو ضغط على سلسبيل  أكثر من هذا قد يُفسد الطريق الذى  بدأه معها بالأمس،ستعتقد أنه عاد كما كان يريد السيطره وفرض الأمر عليها،حقاً لم يفك حصار يده،لكن تهاونت يديه،مما جعل سلسبيل تفك يديه بسهوله وتنهض من فوق الفراش وتوجهت الى الحمام...
بينما تنهد قماح يشعر بنشوه سعيد سلسبيل كانت بين يديه طوال الليل، كم تمنى أن لا يأتى الصباح كى لا تبتعد عنه. 
اما سلسبيل دخلت الى الحمام،وقفت خلف الباب تلتقط أنفاسها الهادره،تلوم نفسها،كيف سمحت لـ قماح بالأقتراب منها مره أخرى،ما حدث ليلة أمس كان ضعف وقتى منها،الآن لابد أن يزول هذا الضعف،قماح يتلاعب بمشاعرها لن تسمح له بذالك. 
بعد دقائق خرجت سلسبيل من الحمام، سمعت لصوت قماح بالمكتب المرافق له غرفة النوم، كان يتحدث حول بعض الأطعمه، لابد أنه يطلب طعام من أجلهما... ذهبت نحو ملابسها تتحسسها كانت لا تزال مبتله، وضعتها  كما كانت ووقفت تتنهد متذمره... تبسم قماح حين دخل قائلاً: إتصلت على عمى ناصر وقولت له يجيبلك غيار معاه. 
ردت سلسبيل: أهو شبكة الموبايل رجعت تانى..أكيد زمان الطريق فتح زى ما  قولتلك،يارب بابا مـ.ـيـ.ـتأخرش فى الوصول . 
تبسم  قماح وهو يقترب من سلسبيل قائلاً: وفيها أيه لما يتأخر، اللى يسمعك يقول قاعده  عريانه ماأنتى لابسه هدومي أهو.
خجلت سلسبيل وقالت له:إنت السبب من البدايه،خليت السواق اللى كان هيوصلنى يوصل المحاسبين اللى أخرتهم إمبـ.ـارح،لو كان وصلنى قبلهم كنت وصلت للبيت قبل الطريق ما يتقفل.
شعر قماح بنبرة لوم من سلسبيل،كأنها تبدلت عن ليلة أمس،فقال:أنا طلبت لينا فطور وزمانه على وصول هدخل الحمام انا كمان اخد دوش وأتوضى.
بعد وقت بالمقر.
دخل ناصر الى مكتب قماح مبتسماً،نهض قماح من خلف مكتبه ورد بإبتسامه...نظر ناصر بالمكتب وقال بإستفسار: فين سلسبيل أنا جولت لنهله وچابت لها غيار.
تبسم قماح وقال:سلسبيل فى الأوضه مستنيه حضرتك..تبسم ناصر وتوجه الل ذالك الباب،ودخل الى الغرفه.
نظرت سلسبيل لفتح باب الغرفه للحظه ظنت أنه قماح،لكن خجلت حين رأت والداها هو من دخل بيده كيس ورقى كبير.
تبسم ناصر على خجل سلسبيل أن يراها بملابس خاصه بـ قماح،وقالت بتبرير:
هدومى كانت إتبلت بسبب غزارة المطر إمبـ.ـارح لو كنت فضلت بيها كنت هاخد برد.
تبسم ناصر قائلاً:كويس لازم تهتمى بصحتك،ده الغيار اللى طلبه منى قماح،هسيبك تغيرى هدومك وهستناكِ فى المكتب بره.
أخذت سلسبيل الكيس من يد ناصر بخجل وهى تومئ رأسها له.
بعد قليل خرجت سلسبيل من الغرفه الى المكتب وجدت قماح يجلس مع والداها يتناقشان ببعض الأعمال،شعرت بخجل من الأثنين،سواء من قماح أو والداها،فقالت بتهرب:
هروح على مكتبى كان عندى كذا ملف محتاج تدقيق منى.
قالت سلسبيل وخرجت من المكتب أو بالأصح هـ.ـر.بت من عيونهما الأثنين.
 .... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهراً
فى أحد البازارات السياحيه الخاصه ببيع التحف  والأنتيكات. 
إنبهر صاحب ذالك البازار قائلاً: 
لو فعلاً المنحوتات دى بالشكل  اللى على الموبايل دى تبقى روعه، دى تقريباً  مُطابقه لبعض الأثار الحقيقيه. 
رد حماد قائلاً: أنا نفسى إنبهرت من المنحوتات دى، ولو مش عارف إنها تقليد كنت قولت حقيقيه. 
تحدث صاحب  البازار: طب ومين اللى عامل المنحوتات دى، أنا مستعد أشتريها منه، بالتمن اللى يطلبه... إنت عارف إننا فى موسم الشتا والسياحه فى اسوان  بتبقى مزدهره والسواح بيحبوا يقتنوا بعض التحف، ومفيش أفضل من المنحوتات دى. 
رد حماد: ده واحد صديقى هو اللى مقلدهم زى ما أنت شايف، بس هو هاوى، وبيفكر يعمل  معرض فنى بالتحف دى، يعنى مش للبيع. 
رد عليه: قولتلك هدفع التمن اللى هو يقول عليه، وأكيد نسبتك محفوظه. 
تبسم حماد بمكر وقال: نسبتى هتبقى كبيره لو أقنعته إنت متعرفش ان قد أيه صعب أقناعه، بس هحاول أقنعه وأرد عليك فى أقرب وقت
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
ذهب محمد لزيارة  والداته 
تحدث  بعتاب لـ قدريه: 
ليه ياماما حاولتى تتصادmى مع مرات عمى، مرات عمى ملهاش ذنب فى أى شئ حصل. 
ردت قدريه بتهجم: بالعجل مين اللى باعتك، أبوك ولا نهله إتشكت لـلحربايه هدايه وهى اللى بعتتك عشان تهددنى. 
رد محمد بتعجب: أهددك! 
أهددك بأيه؟ وليه؟ 
ردت قدريه: أكيد خايفين إن ابوح بسر الخاطيه اللى مـ.ـا.تت، جدام الخلق وأفضحهم. 
إنذهل محمد وقال: وأنتى ناويه تبوحى بالسر ده، وكلنا سمعنا الميمورى اللى كان عليه براءة همس، يبقى ليه تعملى كده. 
ردت قدريه بخذو: لو كنت عاوزه أعمل اكده مكنتش هستنى الوجت ده، كله، نهله هى اللى حاولت تتصادm معايا ولما جيت أرد عليها وأعرفها مجامها لاجيت النبوى فى وشى. 
قالت قدريه هذا وتذكرت  وجه النبوى التى خشيت منه لو كان تأخر لدقائق لكانت تشفت فى نهله وقالت لها أن قماخ رد السلف، مثلما دخل النبوى عليها يومً بضره ها هى بـ.ـنت العراب تتجرع من نفس الكأس العلقم، لكن مجئ النبوى أفسد عليها زهوة التشفى. 
تعجب محمد وقال: كلنا عارفين إن مرات عمى نهله ملهاش فى التصادm... ماما بلاش تتجنى عليها، اللى حصل كان نصيب وعلشان خاطرى  بلاش  تحتكى بها فى الطريق  مره تانيه. 
تنهدت قدريه بتريقه وقالت بمسكنه: حاضر يا إبن بطنى، لازمن أسمع حديتك ليجبروك تمنع زيارتك ليا،وانا خلاص مبجاش حد بيسأل عليا غيرك.
رد محمد:ليه وكارم كل ما بيتصل عليا بيقولى انه بيتصل عليكى كل يوم وانتى اللى بتفقلى فى وشه السكه.
ردت قدريه:عاوزنى أرد عليه أجوله شكرا انك ساندت ابوك عليا،ولا انه سافر من ورايا بدون معرفتى،وأنت كمان فين خطيبتك دى مفكرتش تعفر رجلها بشوية تراب وتجى تتعرف عليا،طبعاً لازمن تاخد صف هدايه عشان ترضي عنها.
تنهد محمد وقال:لأ مش ده السبب يا ماما،عاوزه خطيبتى تجى للبيت إزاى وهى متعرفوش.
ردت قدريه:بسيطه تعالى معاها.
تحدث محمد:ماما دى خطيبتى مش مراتى،عارفه لو قولت لها تعالى معايا أعرفك على ماما فى بيت خالى ممكن تظن فيا السوء...ممكن أحدد معاها ميعاد ونتقابل فى أى مكان وأعرفكم على بعض،وإشمعنا خطيبتى اللى بتلومى عليها،عندك رباح متأكد أنه مش بيسأل عنك مع ذالك مجبتيش سيرته.
ردت قدريه بتتويه:مين جالك إنى مكنتش هجيب سيرته،فلحت هدايه وفرقت بينى وبين عيالى على آخر عمرى طول عمرها كان بدها إكده ومرتاحتش غير لما نفذت تهدديها وفرقت بينى وبين عيالى.
رد محمد:ماما بلاش النغمه دى،أنا وكارم بنحاول نقرب منك،لكن رباح اللى المفروض كان أقرب واحد فينا ليكى هو اللى مش بيسأل عنك مش بسبب جدتى،لأ بسبب الحقد اللى إتوغل فى قلبه مننا،وانتى كنت أول من ساعد فى توغل الحقد والجحود ده،وأهو دار الوقت وبقى جاحد عليكِ إنتى كمان.   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بدار العراب. 
دخل قماح الى المنزل
حين دخل من باب المنزل الداخلى 
تفاجئ بـ هند تلهفت عليه وذهبت إليه مُسرعه تحتضنه بقوه غير مباليه بمن يراهم...
بل نظرت لـ سلسبيل التى دخلت خلف قماح لترى هذا المنظر 
حتى أن هند قبلت وجنة قماح كى تزيد من إغاظتها.
لكن سلسبيل إدعت عدm الأهتمام ودخلت دون رد فعل.
بينما قالت هدايه بتهجم: أيه قلة الحيا دى.
بعد قماح هند عنه ونظر لـ سلسبيل التى دخلت دون أن تظهر أهتمام بما رأت...
لكن ردت هند على هدايه وهى تمثل الخجل:
مقدرتش أمنع نفسى،أنا كنت خايفه على قماح ومنمتش طول الليل وأنا بفكر أنه بعيد عنى.
تهجمت هدايه قائله:ولو فين الحيا،بس هجول أيه،العيب فى تربيتك.
كادت هند أن ترد على سب هدايه لها،لكن خشيت رد فعل قماح،رسمت دmعه وقالت:مالها تربيتى هو قماح مش جوزى يعنى مش عيب لما أحـ.ـضـ.ـنه.
ردت هدايه:مش عيب بس مش جدام الخلق بدون حيا ولا خشى،بس هجول أيه،إن لم تستحى فأفعل ما تشاء...كفايه قلة حيا خلونا نروح نتعشى الوكل قرب يبرد.
رغم غـ.ـيظ هند وكم ودت أن تصفع هدايه لكن إمتثلت وسارت خلف قماح الى غرفة السفره وجلست بجواره،حاولت إثارة غيرة سلسبيل،لكن إدعت سلسبيل البرود،عكس قلب قماح المشتعل وهو ينظر ناحية سلسبيل التى تأكل ولا تبالى.
لكن بعد قليل صعدت سلسبيل الى شقتها تشعر بنيران فى قلبها لكن لامت نفسها قائله:
مش حتة ليله عاملك فيها بالراحه هتخليكى تنسى قساوته وجوازه عليكى من الوقحه هند،كان فين عقلك وانتى بتستسلمى له،أكيد كانت لحظة ضعف ومش هتتعاد تانى.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر ونصف
بشقة ناصر
تبسمت سلسبيل لـ هدى قائله:
إزاى قدرتى تنقلى  الملفات دى؟
ردت  هدى:فاكره حماد لما قالى ان الابتوب بتاعه بيهنج وقالى أنى ممكن أصلحه له،أهو بعدها جابه وأنا أستغليت دراستى وحاولت أخترق الباسورد بتاعه ونقلت شوية ملفات من على الابتوب بتاعه،وهقولك سر كمان بحاول أخترق جهازه كمان،بس شوفى الملف ده كده،كله بنات إنما أيه،فى منهم كم بـ.ـنت أجنبيه يظهر بيتراسل معاهم،شكله عامل فيها ڤلانتينو،وحاطط صوره له اللى يشوفه يقول محترم بجد.
ضحكت سلسبيل لكن تأوهت فى نفس الوقت.
إنخضت هدى وقالت: لها مالك،أوعى تكونى هتولدى قبل ميعادك.
تبسمت سلسبيل قائله:لأ ده البيبى ببحب يعمل لنفسه شخصيه من وقت للتانى،لازم كام رفصه كده...خلاص بقى هانت.
تبسمت هدى قائله:شكله هيطلع واد شقى،زى باباه كده.
ردت سلسبيل:لا مش عاوزاه زى باباه،أنا عاوزاه زى عمى النبوى عنده حب وأحتواء للكل كده،بقولك هقوم أمشى عندى شغل فى المقر،أما ارجع نبقى نتفرج على موزز حماد ابن عطيات.
تبسمت هدى قائله:مش المفروض ترتاحى بقى خلاص قربتى تولدى.
ردت سلسبيل:لا أنا كويسه الدكتوره قالتلى إمبـ.ـارح المشى والحركه كويسه ليا عشان اولد بسرعه بعدين فاضل شهر ونص ده على قول الدكتوره،لكن جدتك بتقولى،أربعين يوم.
تبسمت هدى قائله:يبقى أتأكدى قول جدتى هو الاصدق،من أول ما عرفنا إنك حامل وهى كانت بتقول أنك حامل فى ولد وده اللى الدكتوره أكدته.
تبسمت سلسبيل لها ووافقتها بالحديث،وخرجت من الغرفه تتجه نحو باب الشقه   
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بشقة هند. 
دخلت هند الى غرفة قماح بداخلها نار حارقه، قماح  يتجاهل وجودها 
رسمت هند دmعه وقالت
قماح،نائل أخويا أتصل عليا وقالى إن  بابا تعبان شويه. 
رد قماح: روحى زوريه، واطمنى عليه ولو عاوزه تفضلى معاه لوقت براحتك. 
ردت هند: طب ما تجى معايا، إنت عارف قسوة بابا، وهو من يوم ما رجعتلك وهو مقاطعنى يمكن لما تروح معايا يسامحنى ويعرف إنك رجعتنى عشان رايدنى.
تهكم قماح فى سره وسار من أمامها،
بينما هند إبتلعت تجاهل قماح وسارت خلفه،حتى فتح باب الشقه.
فى نفس وقت فتح قماح لباب الشقه سمع صوت فتح باب الشقه المقابله، نظر بإتجاهها تبسم حين رأى سلسبيل هى من فتحت الباب، لكن هى للحظه تفاجئت لكن لم تُبدى، أى رد فعل خاصتاً حين رأت من خرجت خلف قماح من الشقه وحاولت لفت إنتباه سلسبيل بتدللُها على قماح.... لكن سلسبيل لم تُعيرها إهتمام وأكملت سيرها وتوجهت الى درجات السُلم تنزل من عليها كآنها لا ترى شئ، بينما قماح نزل الى السلم هو الآخر خلف سلسبيل  تاركاً الآخرى دون إهتمام لأفعالها النسائية، تشعر هى بغيره فى قلبها. 
أثناء نزول سلسبيل  على السلم دون إنتباه منها داست على ذيل ثوبها الطويل وكادت تتعرقل بسبب ذالك، لكن
أمسك قماح يدها سريعاً منعها من السقوط 
كذالك تشبثت بيدها الآخرى بسياج السلم. 
وقفت سلسبيل  للحظات تبتلع حلقها الذى جف كان بينها وبين السقوط على السلم لحظه، شت عقلها للحظه ماذا لو لم يمسك قماح بيدها ربما كانت على  الأقل فقدت جنينها الآن. 
تقابلت عيني سلسبيل  مع عيني قماح  كانت النظرات صامته.. إنتبهت سلسبيل  وجذبت يدها من يد قماح قائله: 
شكراً يا قماح،كان لازم أرفع ديل الجونله شويه بدل ما كنت هتعتر فيه.
لم يرد قماح ظل ينظر لها فقط، كم ود أن يجذبها الآن ويحتضنها، ليس فقط يحتضنها بل ويُقبلها ويذهب معها الى متاهة عشق تضمه هو وهى وفقط بعيدًا عن هنا وينسى معها الوقت والمكان، يُبرهن لها كم كان أحمقاً، حين إستسلم لغباء عقله وتزوج بأخرى كيدًا بها، لكن هو أكاد نفسه قبلها...بداخلهُ ينتظر إشاره منها وسيُنهى أى شئ يبعدها عنه . 
بينما سلسبيل بلا مبالاه  رفعت ذيل ثوبها قليلاً وعاودت نزول درجات السلم، وكذالك قماح خلفها. 
بينما تلك التى رأت ما حدث بررته على هواها سلسبيل  تحاول لفت إنتباه قماح  لها تريد إستعادته وهو أكثر من مُرحب بذالك، أيقنت أن قماح كان يعشق سلسبيل  حتى قبل زواجه الأول والثاني،لكن ما الذى كان يمنعه عنها،ولما حين تزوجها لم يحافظ عليها وعاملها بطريقه غير مناسبه،و.جـ.ـعلها تمقت هذا الزواج المستمر ظاهرياً فقط بينهم.  
بينما بالأسفل كانت هنالك من خفق قلبها بفرحه وهى ترى نزول سلسبيل وخلفها قماح تتمنى أن يعود بينهم الوصل مره  أخرى، ويعودا زوجين حقيقين يجمعهما عُش واحد. 
بتوقيت دبى بعد الظهر بوقت قصير  
دخلت همس الى المطعم الخاص بـ كارم، جالت عينيها بالمكان تبسمت بتفاؤل المطعم أصبح له زبائن ورواد فى فتره قصيره، ذهبت مباشرةً  الى غرفة الإداره، فتحت الباب بعد أن سمح لها بالدخول، لكن وقفت صامته لثوانى وهى ترى إنحناء تلك الموظفه جوار كارم الجالس خلف مكتبه  تبدوا أنها تقوم بتوضيح شئ له،شعرت همس بالغيره من تقارب تلك الموظفه،لكن أظهرت عكس ذالك وتبسمت وألقت عليهم السلام.
نهض كارم مبتسمًا وقال للموظفه:طب نكمل بعدين.
ردت الموظفه بإبتسامة مجامله:تمام يا أفنـ.ـد.م...عن أذنكم.
تبسمت الموظفه لـ همس أيضاً بإماءة ترحيب ثم خرجت وأغلقت خلفها الباب.
إقترب كارم من مكان وقوف همس قائلاً: المطعم نور، مفاجأه جميله. 
تبسمت همس قائله: شكلى عطلتك عن الشغل مع الموظفه اللى كانت هنا... من لهجتها واضح إنها مصريه. 
رد كارم  ببساطه: فعلاً  مصريه، هى عايشه مع والداها هنا 
تقريباً  كان مدرس فى إعاره عجبته دبى وإستقر فيها وهى فضلت معاه بعد وفاة والداتها هنا،بتبدأ شغلها فى مجال الدعايه. 
شعرت همس بغيره وقالت: واضح إن معاك تقرير عنها. 
تبسم كارم وهو يشعر بنبرة غيره فى حديث همس وقال: 
مش تقرير ولا حاجه  ، بعدين أكيد مش جايه المطعم عشان نتكلم عن الموظفه.
إرتبكت همس حين شعرت أن كارم شعر بغيرتها وقالت:
إنت عارف إن النهارده بروح المشغل أعلم البنات بس حسيت بفتور وماليش مزاج إستأذنت وكمان عندى ميعاد مع الدكتوره بعد ساعه ونص قولت أجى نتغدا هنا سوا بقالك أسبوعين،بتبقى مشغول وقت الغدا ومش بتيجى للشقه،وبتغدى لوحدى.
تبسم كارم وقال:قصدك مش بتتغدى أصلاً،بس كويس إنك جيتى على هنا كنت بعد شويه هتصل عليكى وأقولك تعالى نتغدا هنا سوا لازم تهتمى بصحتك وأول شئ تاكلى كويس،مش شايفه نفسك خسيتى كتير.
تبسمت همس قائله:بصراحه بكسل أكل لوحدى.
تبسم كارم وبدون قصد منه وضع يديه حول خصر همس،التى للحظه إرتجف قلبها،لكن ليس خـ.ـو.ف كالسابق بل سعاده وإراده منها،كأنها أصبحت تشعر بشوق للمسات كارم لها،لم تعُد تشعر بتلك الرهبه منه.
أما 
كارم تبسم حين لم يشعر برجفة جسد همس حين يقترب منها،وقال:خلينا نطلع نتغدى عشان متتأخريش على ميعاد الدكتوره.
تبسمت همس له وسارت بجواره مبتسمه تشعر بشعور لا تعرف تفسير له وهى تسير جوار كارم الذى يلف إحدى يديه حول خصرها،كانت تنظر حولها تشعر بإنتشاء غير خائفه أن يعرفها أحد.
 
بدار العراب
بشقة هند 
كانت جالسه على فراشها تشعر بالضجر 
تذكرت  ما رأته صباحً
أثناء نزولها السُلم لتذهب لتناول طعام الفطور  بصُحبة العائله
شعرت بالحقد حين رأت قماح يُمسك بيد سلسبيل 
التى كادت تنزلق على السلم من داخلها تمنت أن تنزلق سلسبيل،لكن يبدوا أن القدر دائماً يساندها ها هو قماح أنقذها من الإنزلاق على السلم 
نزلت هند  ونظرت لـ هند الواقفه أمام باب شقتها يظهر الوجوم على وجهها بوضوح. 
تهكمت زهرت قالت لها بنبرة إستفزاز: صباح الخير يا هند أيه مش هتنزلى تفطرى فى الإصطباح العائلى ولا هتسيبى المكان 
لـ سلسبيل  ترجع تانى تاخده. 
ردت عليك هند بضيق قائله: لأ طبعاً  سلسبيل  مش هتفوز عليا. 
تهكمت زهرت بضحكه ساخره، لكن فى ذالك الوقت صدح رنين  هاتف هند، فقالت لـ زهرت هدخل أرد عالموبايل وأحصلك عالسفره. 
تهكمت زهرت  وقالت: مين اللى بيتصل عليكى عالصبح كده. 
ردت هند: ده أكيد نائل أخويا، أصله أتصل عليا من شويه قالى إن بابا عيان شويه ومكوناش كملنا كلامنا، يلا إسبقينى إنتى عالسفره. 
ردت زهرت: لأ ألف سلامه على باباكِ، ربنا يشفيه. 
رغم أن هند تعلم أن  حديث زهرت به بعض السخريه...لكن قالت لها:آمين،عن أذنك هدخل ارد عالموبايل
أكملت زهرت باقى السلم نزول 
أما هند دخلت الى شقتها وأغلقت الباب وذهب الى مكان هاتفها،مثلما توقعت كان هو نائل من يتصل عليها،ردت بعجرفه:
خير بتتصل عليا دلوقتي ليه؟
رد نائل:غلطان،هى دى صباح الخير،عالعموم لو بمزاجى مكنتش هتصل عليكى،ده بابا هو اللى طلب منى أكلمك وأعرف إن كنتى هتيجى النهارده ولا لأ.
ردت هند:أكيد جايه طمن بابا،أنا قولت لـ قماح إن بابا عيان شويه ولازم أزوره.
ضحك نائل بسخريه قائلاً:بتفولى على بابا بالمرض عشان تاخدى الأذن من  قماح،مع إن فى رأيي بدون حجج كذابه هو مكنش هيمنعك.
ردت هند بزهق:مش ناقصه تريقتك عالصبح سلام.
أغلقت هند الهاتف ورمته على الفراش تزفر أنفاسها بغضب،قماح مع الوقت يبتعد عنها أكثر،ويتجاهل وجودها وجوده معها فى الشقه فقط ديكور،مأوى ينام به بعض الليالى،بغرفه أخرى،تلك الحمقاء سلسبيل إستحوزت على عليه بالكامل بعد تلك الليله التى قضاها معها بالمقر.
عادت زهرت من تذكر ما رأته صباحً تشعر بالحقد والغلول.
ما بها سلسبيل مميز  عنها،هى حاولت إغواء قماح بعد فشل زواجه الأول لكن فشلت فى ذالك ثم ظهرت هند أمامه وتزوجها،وذالك الوغد نائل تخلى عنها سابقًا،بسبب حماقة والدهُ...وهذا جعلها ترمى بشپاكها على الغبى رباح الذى سقط سريعاً فى براثنها الواهيه وجذبته إليها وسيطرت على عقله  ...بس مش ده الراجـ.ـل اللى أتمنى أعيش معاه حياتى أنا عاوزه راجـ.ـل بجد صاحب قرار مش راجـ.ـل أنا أوجهه.
نهضت زهرت من على الفراش وتوجهت الى مرآه الزينه وفتحت أحدى الادراج وأخرجت تلك العلب المخمليه،وقامت بفتحها،علبه خلف أخرى،وترتدى ما موجود بها 
الى أن إنتهت،وقفت تنظر الى إنعكاسها بالمرآه...
بإنتشاء وهناء 
الذهب يغطى معصمى يديها،كذالك  الخواتم تملئ كل أصابعها،وصدرها مليئ بالمصوغات،هذا ما كانت تريده يومًا،وضعت أحد الاقراط بأذنيها ووقفت تتباهى بكل ذالك الذهب تذكرت يومً أنها حتى لم تكن تمتلك فردة قرطً واحده، حصلت على كل هذا بزواجها من ذالك المغفل رباح،لمعت عينيها بداخلها تتمنى المزيد  وزاد  الجشع فى قلبها مازالت تريد الحصول على المزيد قبل أن تترك دار العراب بعد أن تصبح أكثر ثراءً،يجعلها تُصبح مطمع لمن حولها مثل سلسبيل  التى لم تمتلك نصف جمالها ولا أنوثتها  فقط كل ما يميز سلسبيل  أنها سليلة مال العراب .
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
بمنزل سميحه.
كان محمد يجلس بغرفة الضيوف مع نظيم يتحدثان بمواضيع شتى،بود 
دخلت عليهما سميحه بصنيه عليها بعض المشروبات،تبسم محمد كذالك نظيم الذى لاحظ نظرات محمد لـ سميحه،الذى يود أن ينفرد بها 
فأستأذن قائلاً:عندى مكالمه مهمه لصديق هستأذن خمس دقايق وراجع. 
تبسم محمد له، بينما تلك اللدغاء سميحه قالت بفضول: مين صديقك ده؟ 
تبسم نظيم وقال لـ محمد خطيبتك مش بس لدغه، لأ كمان فضوليه. 
ضحك محمد قائلاً: وضيف إنتهازيه. 
ضحك نظيم قائلاً: ليك ربنا عن أذنكم. 
إغتاظت سميحه ونظرت لـ محمد بتوعد قائله: 
قولت إنى إنتهازيه، إنتهازيه فى أيه بقى، أنا عمرى ما إنتهزت حاجه. 
تبسم محمد وقال بخبث: يعنى لما إتقدmتلك وعرفتى إنى أبقى من عيلة العراب المعروفة، مش وافقتى عشان كده؟ 
ردت سميحه بتهكم قائله: تصدق بالله أنا ما كنت أعرف إنت مين أنا وافقت مش علشان إنت من عيلة العراب المعروفة، أنا وافقت بسبب جدتى الحجه هدايه ست تدخل القلب كده، إنا مكنتش أعرف مين العريس،لو  كنت عرفت إنه إنت كنت  فكرت قبل ما أوافق.
تبسم محمد بمكر وقال:ليه مش عاجبك اللى قدامك ده أى بـ.ـنت تتمنى بس يشاور لها.
مصمصت سميحه شفاها وقالت:على أيه عارف إنت لو مش إبن عيلة العراب،ولا بـ.ـنت حتى تفكر تبصلك.
تبسم محمد وقال:ليه،طب تعرفى لما كنت فى الجامعه كنت عامل زى شهريار،البنات على يمينى وشمالى.
شعرت سميحه بغيره قائله:أكيد البنات التافهه اللى بيعجبوا بالواد الغنى عشان يصرف عليهم،فسح وخروجات وهدايا.
تبسم محمد وقال:طب ما أنا بصرف عليكى فى الفسح والخروجات ليه مش بتحبينى زيهم،مع إنى إختارتك نِفله عن كل البنات اللى قابلتها بحياتى،وقولت اللدغه دى هى اللى تكمل معاها حياتك،على الاقل هتخلفك عيال عندهم لدغه مميزه .
شعرت سميحه بخجل،لكن قالت بحده:بتصرف عليا،فى أيه!،فسح وخروجات،فين دول والأ ما شوفت منك حتى هديه،عارف البنات زمايلى فى الجامعه المخطوبين،عرسانهم بيجبوا لهم هدايه،إنت الإ ما شوفت منك ورده.
تبسم محمد وقال بدهشه:كل طموحات فى الهدايا هى ورده!
ردت سميحه:مالها الورده غاليه عليك.
تبسم محمد وقال بإستهزاء محبب:
غاليه جداً.
إستهزأت سميحه قائله:طالما الورده غاليه عليك يبقى بلاش تنفخ نفسك عليا وتقول بتصرف فسح وخروجات.
تبسم محمد وأُعجب أكثر بتلك البسيطه التى كل أملها فى الهدايا...ورده 
لو غيرها لطلبت هدايا أكثر قيمه.
أخرج محمد من جيبه علبه صغيره ومد يدهُ لها بها قائلاً:
شكلك زعلتى،على فكره أنا جبت ليكى هديه.
تبسمت سميحه مثل الطفله قائله:بجد جبت ليا ورده.
ضحك محمد،وأعطى لها العلبه قائلاً:أفتحى العلبه وشوفى الهديه،وأحكمى هى الأغلى ولا الورده.
أخذت سميحه العلبه منه وفتحتها سريعاً عرفت محتوى الهديه وقالت بإستقلال:ده موبايل حديث زى اللى معاك،حتى أخوه نفس الشكل والطراز .
تبسم محمد وقال:أيه شكل الهديه مش عجباكى،مش كنتى طمعانه فى موبايلى،أهو جيبت ليكى زى وكمان حولته خط،تقدرى تتكلمى براحتك بدل ما أنتى مقضاياها رنات.
ردت سميحه:مش حكايه مش عاجبنى الهديه،بس بصراحه أنا كان نفسى فى ورده،إنشاله بلاستك،بس هديه مقبوله منك،بس متأكد أنه خط أتكلم برتحتى يعنى من غير ما أخاف أسمع صوت البت الرخمه اللى بتقول "عفواً لقد نفذ رصيدكم برجاء شحن البطاقه" 
ضحك محمد قائلاً:لأ طبعآ أنا عارف إنك رغايه،كده هتخربى بيتى على فاتورة الموبايل،أقولك كلمينى أنا بس من الموبايل ده،وقضيها رنات من الموبايل التانى.
نظرت له سميحه وقالت بإستهزاء:فعلاً زى ما إيستر بتقول معظم الناس الاغنيه بُخله وبتكنز على فلوسها.
ضحك محمد عالياً:وقال  إستير دى مرات عم نسيم البقال،اوعى تكلميها من الموبايل ده.
نظرت سميحه له قائله:أنا مش بكلم إستير عالموبايل أصلاً،بكلم الواد كيرلوس.
رغم أن محمد يعلم أن كيرلوس هذا أصغر منها بالعمر  وأنها تمزح معه فقط،لكن شعر بالغيره وقال:أهو كيرلوس ده بالذات بلاش تكلميه خالص.
ردت سميحه: لأ مش من أولها هتفرض عليا أكلم  مين ومكلمش مين خد موبايلك مش عاوزاه عاجبنى موبايلى أبو رنات. 
تبسم محمد وقال: أنا بهزر معاكى، إتكلمى مع أى حد يا حبيبتى ومتحمليش هم دفع الفاتوره. 
ماذا قال محمد... حبيبتى! 
إرتبكت سميحه بشـ.ـده وخجلت، ماذا ترد تعلثمت ولم تستطيع قول كلمه مفهومه. 
تبسم محمد  وقال: مش فاهم منك ولا كلمه، 
يا سيدة خط الصعيد الأولى. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ....
بدار العراب
ليلاً،، أمام سلسبيل
وقفت سلسبيل متعجبه تقول:
واقف على باب الشقه ليه يا عمى إتفضل إدخل... وأيه الكارتونه اللى معاك دى، هاتها عنك
تبسم النبوى  
أعطى لها  تلك الكارتونه المُغلفه مبتسماً. 
أخذتها سلسبيل من يديه وحملتها قائله: 
أيه اللى فى الكرتونه دى يا عمى. 
تبسم النبوى وقال: دى هديه ليكِ مخصوص  افتحيها وشوفى فيها  أيه، بعد ما أنزل، عمك بجى راجـ.ـل عجوز خلاص طلوع  السلم بالكارتونه تعبنى.
تبسمت سلسبيل  قائله: ربنا يديك الصحه يا عمى. 
تبسم النبوى وقبل رأس سلسبيل  وقال: ياريت كل التعب زى كده، هنزل أنا بجى أنام، تصبحى  على خير. 
تبسمت سلسبيل  له وهو يغادر الشقه مبتسماً  حتى أنه اغلق باب الشقه خلفه. 
بينما سلسبيل  سارت بالكارتونه بين يديها وقالت ساخره من نفسها: 
والله انا حاسه انى بقيت زى طائر البطريق اللى بيمشى يرحل يمين شويه وشمال شويه مش عارف يمشى متوازن. 
وضعت الكارتونه فوق فراشها، تنظر له بفضول، لمعرفة محتواياتها، بالفعل آتت بمقص وقامت بقص تغليف الكارتونه، ثم فتحتها، وجدت مجموعه من الأكياس واضح محتوايتها، هى ملابس بألوان مختلفه أخرجت كل الاكياس ووضعتها فوق الفراش، ثم وضعت الكارتونه  على الأرض وصعدت على الفراش بدأت فى فتح تلك الاكياس وإخراج ما بها، تبسمت بفرحه، وهى ترى تلك الملابس الصغيره، هى ملابس لطفلها، لكن لفت نظرها كيس وحيد كان كبير عن باقى الاكياس فتحته، وتفاجئت بملابس صغيره لطفل وليد عليها تطريز يحمل إسم ناصر، وهنالك مفرش حريرى صغير أيضاً مُطرز يحمل نفس الأسم وكذالك لفة طفل صغير وبعض الأغراض الخاصه بطفل حديث الولاده
شردت فى تلك الأغراض وذالك التطريز،تذكرت همس بعيون دامعه،هى قالت لها يومً أنها ستفعل لها كسوة سبوع  طفلها الأول،هنالك شئ غريب هذا التطريز يُشبه تطريز تلك المفارش والمناديل الصغيره التى كانت تعملها همس،آتى إليها خاطر فى تلك اللحظه كأنها ترى همس أمامها تجلس بيديها تقوم بتطريز تلك الملابس،وإبتسمت وهى ترى همس تتألم بخفوت بسبب شكة إحدى الإبر لإصبعها كما كانت ترى سابقاً،دmعه فرت من عينيها،
تحسر قلبها،لكن فى نفس اللحظه شعرت براحه لا تعلم سببها حين نظرت لها همس وتبسمت وغمزت لها بعينيها 
تبسمت سلسبيل هى الأخرى...
لكن أخرج سلسبيل من تلك الخاطره، صوت قماح الذى دخل الى الغرفه دون شعور منها،بسبب شرودها.
تبسم لها وقال:فكرتك نايمه وأنتى قاعده.
ردت سلسبيل:لأ بس كنت مغمضه عينى.
تبسم قماح وجلس على الفراش ينظر لتلك الملابس والأغراض قائلاً:
أنتى أشتريتى هدوم للبيبى.
قال قماح هذا ثم تحدث بمكر:بس دول هدوم لولد،مش لما كنا فى المقر قولتيلى يمكن حامل فى بـ.ـنتين.
نظرت له سلسبيل...وقالت:للأسف ولد واحد.
تبسم قماح وقال:المهم أنه يجى عالدنيا بخير،والمره الجايه تجيبى بـ.ـنتين.
نظرت سلسبيل له بتهكم قائله:البـ.ـنتين تجيبهم لك هند  بقى.
نظر قماح لـ سلسبيل وقال:بس أنا عاوز ولادى كلهم منك إنتى يا سلسبيل.
نظرت سلسبيل لـ قماح بسخريه وقالت:وهند هتمنعها من الخلفه ولا أيه،ولا يمكن كنت مانعها تخلف من أول مره إتجوزتها،بدليل علبة  حبوب منع الحمل اللى كانت بين هدومى،عرفت دواعى إستعمالها بسرعه،يمكن مرت عليك قبل كده.
رد قماح:أنا ممنعتش هند إنها تخلف فى جوازنا قبل كده،اللى فعلاً كنت مانعها تخلف هى مراتى الأولانيه،لكن هند لأ وده كان سبب طـ.ـلا.قنا وقتها هى اللى كانت بتاخد مانع من ورايا... غير كان فى سبب تانى ومش لازم تسألينى عنه. 
تعجبت سلسبيل قائله:طب ليه منعت مراتك الاولانيه من الخلفه،مش يمكن كانت الحياه بينكم إستمرت بوجود طفل،بالذات إن جوازكم كان عن قصة حب.
رد قماح:جوازى الاول مكنش عن قصة حب يا سلسبيل
أو عالأقل من ناحيتي،كان جواز عقل.
تعجبت سلسبيل وقالت بسؤال:يعنى أيه جواز عقل.
رد قماح ببساطه:يعنى كان مجرد إعجاب منى وقتها لكن مكنش حب،ومع الوقت إنطفى الاعجاب ده،وكان لازم الجواز ينتهى.
سخرت سلسبيل قائله:إعجاب وإنطفى هو ده الجواز بالنسبه لك،عالعموم ميهمنيش دى حياتك وانت حر فيها.
نظر قماح لـ سلسبيل وقال:إنتِ حياتى يا سلسبيل والدليل إبنى اللى فى بطنك،كان سهل تجهضيه من البدايه،بعد اللى حصل بينا بس إنتى أختارتى له الحياه ليه يا سلسبيل؟
نظرت سلسبيل لـ قماح بتعجب ثم وضعت يدها على بطنها قائله:ده إبنى،أنا أول واحده حست بوجوده وتقدر تقول عدm إجهاضى له إنه مالوش ذنب فى سوء معاملتك ليا،وكمان تقدر تقول ضميرى أتغلب على مشاعر الغضب اللى  كانت جوايا.
تبسم قماح،وكاد يُخبر سلسبيل أنه أخطأ كثيراً حين سار خلف عنجهيته،لكن صدح هاتفه برنين.
أخرج هاتفه ينظر لـ شاشته، ثم نظر الى سلسبيل التى نظرت هى الأخرى لشاشة هاتفه وعلمت أن من يتصل عليه هى هند.
تهكمت قائله:رد عليها،أكيد مشتاقه لك أنا هقوم ألم الهدوم دى وأحطها فى الكارتونه تانى والصبح أبقى أرتبها فى الدولاب.
قالت سلسبيل هذا وبالفعل نهضت من على الفراش تُجمع تلك الملابس من على الفرأش ووضعتها بالكارتونه مره ثانيه،
بينما خرج قماح من الغرفه يقوم بالرد على هاتفهُ.
يشعر بغصه فى قلبه كم تمنى أن يظل مع سلسبيل يتحدثان بذالك الهدوء 
فتح الهاتف وقام بالرد:
خير يا هند مال صوتك،مهزوز كده ليه؟
ردت هند:أنا متصله عليك عشان أقولك بابا عيان شويه وأنا قلقانه عليه هبات الليله هنا فى بيت بابا.
رد قماح:ألف سلامه،تمام براحتك،خليكى جنبه وأرجعى وقت ما تحبى.
قال هذا بالمختصر وأغلق الخط،ووقف يُزفر نفسه بضيق ليته ما كان أخرج هاتفه من جيبهُ وتجاهل معرفة من يتصل عليه،ربما كان مازال يتحدث مع سلسبيل وجرهما الحديث للتصالح معاً،وكان أخبرها أنها هى ساكنة قلبه لكن كلمة "ليت" ليس لها مكان الآن.
بالفعل عاد بعد قليل لغرفة سلسبيل، وجدها بإضاءه خافته وسلسبيل تنام على الفراش... 
تنهد بضجر وذهب الى غرفة النوم، وتسطح على الفراش. 
بعد قليل. 
شعرت سلسبيل بدخول قماح الى الغرفه، وجلوسه جوارها على الفراش، وهمس بإسمها بطريقه ناعمه... 
فتحت عينيها وتبسمت له بقبول. 
إنحنى قماح عليها وقبل وجنتيها ثم شفاها، كانت مستمتعه بقبلاته الحنونه، لفت يديها  حول عُنق قماح  تجذبه إليها، تمتثل لطوفان مشاعرهُ الجياشه... 
لكن فجأه شعرت بآلم فى جسدها 
إستيفظت من النوم، تنظر جوارها،لا يوجد بالفراش ولا بالغرفه غيرها، إذن كانت بحلم 
تبسمت بآهه خافته بسبب رفص ذالك الصغير لها قائله:
شكلك هتطلع شقى زى ما خالتك هدى بتقول...
رفصها مره أخرى،رغم الآلم لكن تبسمت وقالت:
طب بترفصنى تانى ليه،بس تصدق إنك غلطان إنك صحتنى من النوم كنت سيبنى أكمل نوم،ولا أقولك بلاش لا ترفصنى تانى،وأنا حاسه بجوع،مع أنى متعشيه كويس،بس يظهر إنك جعان وبترفصنى عشان كده،حاضر هقوم أشوف أى حاجه خفيفه فى التلاجه أنقنق فيها.
نهضت سلسبيل وذهبت الى المطبخ،لكن لاحظت إضاءة غرفة قماح،فتعجبت،وذهبت الى الغرفه  رأت نوم قماح على الفراش  .
بينما قماح كان 
نائمً،شعر بدخول سلسبيل الى الغرفه،فتح عيناه حين إقتربت من الفراش ووضعت أناملها فوق وجنته تمسد عليها،تبسم لها بإستمتاع من لمسة يدها 
إنحنت سلسبيل عليه مبتسمه،جذبها قماح عليه وقام بلقم شفتيها يُقبلها بعشق،جذبها أكثر عليه،لم تمانع سلسبيل
لكن فجأة إستيقظ من النوم على صوت وقوع شئ على الارض،تنبه حوله بالغرفه،الضوء منطفئ،تحير كيف سحبه النوم ونعس آخر شئ تذكره أن ضوء الغرفه كان شاعل،سرح قليلاً بالحلم الذى كان يتمنى لو كان حقيقيًا وأتت سلسبيل له بالغرفه،لكن كان مجرد حلم يتمنى أن يتحقق،لكن فجأه دوى نفس الصوت مره أخرى تسأل ما هذا الصوت الذى سمعه لمرتين أنه آتى من الشقه...
نهض من على الفراش وخرج من الغرفه،توجه الى المطبخ بعد أن لاحظ إضائته...
وقف أمام باب المطبخ وتبسم وهو يرى تذمر سلسبيل بسبب تلك الأواني  المعدنيه التى وقعت  منها دون إنتباه  وبسبب حملها غير قادره على الإنحناء وجمعها  من على الأرض،فتحدث بمرح:واضح إن فى متسلل جعان فى الشقه.
إنخضت سلسبيل.
تبسم قماح وإنحنى يأتى يُجمع تلك الأواني وقام بإعطاؤها  لها 
أخذتهم  سلسبيل من يدهُ ووضعتهم على طاوله رخاميه بالمطبخ  قائله:مع إنى متعشيه بس فجأه حسيت بجوع.
تبسم قماح وقال:وأنا كمان كنت نايم وصحيت على صوت الحلل اللى وقعت  ومع إنى مش متعود عالأكل بالليل بس حسيت إنى جعان.
تبسمت سلسبيل وقالت:هحضر لينا أكل خفيف.
أماء قماح ببسمه وجلس على مقعد أمامه طاوله صغيره بالمطبخ،وضعت سلسبيل بعض أطباق الطعام،ثم جلست هى الأخرى،بدأت فى تناول الطعام،بصمت فى البدايه،لكن فجأه شعرت بألم،آنت بخفوت وإبتسمت برضا .
سمع قماح آنينها ثم رأى بسمتها.
تعجب قماح وقال:بتبتسمى على أيه! وقبلها حسيت إنك إتو.جـ.ـعتى
تبسمت سلسبيل برضا  قائله: أصلى أفتكرت هدى وهى بتقولى إن هجيب ولد شقى، وفعلاً  شكله هيبقى شقى، مش بيبطل رفص فيا. 
تبسم قماح  وقال: ومبسوطه أنه بيرفص فى بطنك  كتير. 
أماءت سلسبيل  رأسها بموافقه. 
تبسم قماح  وقال بتردد: وهو بيرفص دلوقتي، ممكن أحط إيدى على بطنك. 
تبسمت سلسبيل وجذبت يد قماح قائله: أهو بيرفص دلوقتي، شكله هيطلع بيحب السهر زى خالته همـــ
قطعت سلسبيل كلمتها، قبل أن تكمل إسم همس 
بينما شعر قماح بغصه فى قلبه بسبب عدm تكملة سلسبيل  لإسم همس، تذكر  كم مره آتى بذكر إسمها بمعايره، نـ.ـد.م 
على ذالك، كان هنالك أسباب كثيره لإختيار  سلسبيل البُعد عنه، لكن
شعر برفص صغيره فى بطنها، 
تبسمت سلسبيل  قائله: أهو حسيت برفصه. 
تبسم قماح وقال: ايوا، بس ده بيرفص جـ.ـا.مد قوى إزاى متحمله الرفص ده. 
تبسمت  سلسبيل  وقالت : على جدتى 
هو الحبل والولاده شئ سهل مفكرين الامومه شئ سهل، يلا ربنا يسهل بالمده الباقي.
تبسم قماح بإستمتاع وهو يتحدث مع سلسبيل بمواضيع غير مترابطه وحديث مرح بينهم،قد يقودهما الى مرحله جديده فى حياتهم معا .
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دبى 
إرتدت همس ذالك الرداء الشفاف،وقفت تنظر لنفسها،شعرت ببروده تغزو جسدها،ذالك الثوب العارى التى إبتاعته أثناء عودتها من جلسة الطبيبه،التى حستها عليها بأخذ خطوه تقدmيه مع زوجها،بعد أن حكت لها عن شعور الغيره التى شعرت به حين رأت إحداهن قريبه من زوجها،ضمت يديها حول جسدها تستشعر الدفئ،ونهرت نفسها فى تلك اللحظه وذهبت الى دولاب الملابس وأخرجت إحدى منامتها العاديه وخلعت ذالك الرداء الفاضح وإرتدت تلك المنامه العاديه،وخرجت من الغرفه ذهبت بإتجاه المطبخ تقوم بتحضير العشاء فوقت عودة كارم من المطعم إقترب،بالفعل ما هى الإ دقائق وكانت تسمع الى صوت فتح باب الشقه،تركت المطبخ وتوجهت نحو الخارج،تبسمت لـ كارم 
رد عليها ببسمه قائلاً:مساء الخير...أنا جعان .
تبسمت همس قائله:مساء النور، جعان أيه مش متغدين سوا فى المطعم بعد الضهر.
تبسم كارم وقال:على رأىى جدتى هدايه:وكل المطاعم ده ميشبعشى،مافيش أطعم من وكل الدار هو اللى يشبع ويمرى مكانه.
ضحكت همس قائله:تمام،عشر دجايج هتلاجى  الوكل چاهز عالسفره إهنه فى المُطبخ.
ضحك كارم يقول:فاكره لما كنا نتكلم صعيدى إكده جدام عمى وبابا،كانوا بيفكرونا بـ.ـنتريق عليهم.
تذكرت همس ذالك بشوق وتبسمت وقالت:
وجدتى كانت تقول لهم،كل وجت وله آذان،ودول تربية مدارس أچنبيه ولسانهم معوج.
ضحك كارم،كذالك همس ضحكت بشوق سهمت قليلاً تذكرت أختيها وباقى العائله،لكن غص قلبها جميعهم يعلمون أنها غير موجوده معهم بالحياه،هى أختارت ذالك سابقًا،حين كانت قريبه منهم كانت تخشى أن يروها لكن الآن تتشوق لرؤيتهم بالأخص والداها وأختاها.
لاحظ كارم شرود همس فقال هاي روحتى فين،هدخل أخد حمام عالسريع على ما تحضرى السفره.
تبسمت همس وأمائت برأسها.
بعد قليل،إنتهت همس من وضع الطعام على السفره،وظلت لدقائق تنتظر عودة كارم،لكن لم يأتى،حسمت أمرها ودخلت الى غرفة نومه،طرقت على الباب مره واحده،ثم دخلت الى الغرفه مباشرةً،تفاجئت 
بـ كارم يتحدث بالهاتف، لا يستره سوى منشفه حول خصره... خجلت منه وكانت ستخرج من الغرفه، لكن سمعته ينهى حديثهُ شعرت بغيره وعلمت مع من كان يتحدث.
تحدث كارم بعد أن أغلق الهاتف: إستنى يا همس
إستدارت لـ كارم وقالت له وهى تُخفض وجهها:أنا كنت جايه أقولك إن الأكل قرب يبرد،بس إنت كنت بتتكلم عالموبايل.
تبسم كارم وهو يقترب منها قائلاً: كنت بتكلم مع موظفه فى المطعم بتقولى إن في حجز بكره للمطعم من عميل مميز هيعمل حفلة عمل صغيره. 
تبسمت همس وقالت له: ربنا يرزقك. 
إقترب كارم من همس لم يبقى بينهم سوى خطوه أو أثنين، 
تبسم كارم وقال: ربنا يرزقنا إحنا الأتنين، إحنا شركاء فى كل حاجه. 
تبسمت همس وقبل أن ترد على كارم، فوجئت به يجذبها إليه وقام بتقبيلها قُبله عاشقه شغوفه... إخترقت مشاعر  همس البريئه التى بدأت تتجاوب مع قُبلته ببراءه وعدm خبره
جذبها كارم معه الى أن وصلا الى الفراش، كانت  مثل المُغيبه بإرادتها، تريد قرب كارم  وبنفس اللحظه تريد أن يبتعد عنها هنالك صراع بين القبول والرهبه التى كادت تتملك منها، لولا أن قال كارم: 
بحبك  يا هاميس، قال هذا وسار بظهر يده على وجهها يتلمس بشرتها بحنو 
أغمضت همس عينيها ثم فتحتهم، نظرت لعين كارم التى تُشع غرام لها، 
عاد كارم يُقبل شفتاها ثم تركها وبدأ فى تقبيل وجنتيها وكل إنش بوجهها، إستسلمت همس لعاطفة كارم الذى بدأ يزيد فى لمساته لها، يشعر بخجلها، همس رغم إنتهاكها السابق، لكن مازالت عذراء تلك المشاعر التى تخوضها معه لأول مره أمتلك كارم جسدها،بداخله سعيد،همس فقط عذرية جسدها سابقًا،لكن لم تفقد عذرية قلبها كان هو الأول وهذا يكفيه العذريه ليست تلك قطرات الدm فقط.
بينما همس فى دوامه بعقلها تخشى أن تفيق على نفور كارم لها بعدmا إمتلك جسدها،خشيت أن تنظر لعيناه وترى اللوم او النفور،هو حقًا يعلم حقيقة ما حدث لها من إنتهاك،لكن....
لكن ماذا...فقدت التفكير،هى ضائعه خائفه أن تتلاقى عينيها مع عينى كارم...لكن هذا لم يظل كثير 
حين همس كارم بإسمها...
نظرت له وهى تحاول جاهده ألأ تتقابل عينيها مع عينيه وترى ما يجعلها تشعر بالدونيه...لكن كارم كان يحمل خِصال الفارس وعاد يُقبلها الى أن شعر بإنقطاع نفسيهما،
تحدث قائلاً:
بحبك يا هاميس،قلبى بينبض لما بقول إسمك، كان لازم تعودى للحياه من تانى علشاني.
تحدثت همس بشفاه مرتعشه ترسم  بسمه  ودmعه بعينيها حاولت كبتها:كان نفسى تكون.....
لم تُكمل همس قولها حين  وضع كارم يده فوق شفاها وقال لها: اللى كان نفسى فيه أخدته، أنتى أغلى شئ فى حياتى يا همس متبعديش عنى تانى... خلينى دايماً قريب منك. 
ردت همس: أنت كنت دايماً قريب منى يا كارم، ناسى أنك إبن عمى ومن دmى و،،،. 
قاطعها كارم : قوليها يا همس، حتى لو مره عشانى. 
خجلت همس وقالت: إنت حبيب عمرى يا كارم.
كانت كلمه بسيطه تخرج من شافها لكن كانت بدايه طريق جديد يسيران به معاً وسط زخم الحياه...إقتنع كارم أن همس قد بدأت تستعيد نفسها وأصبحت جاهزه الآن لأى مواجهه قادmه.
بعد مُضى أربعين يوماً 
قبل الظهر بقليل 
دخلت زهرت الى غرفة هدايه، وجدتها تجلس تقوم بتلاوة القرآن الكريم، ولم تنتبه لدخول زهرت الإ حين تنحنحت... 
صدقت هدايه ونظرت نحو زهرت 
سىرعان ما إستغفرت بسرها 
بينما زهرت تحدثت: الخدامه قالت لى إنك عاوزانى. 
تحدثت هدايه قائله: الخدامه دى ملهاش إسم تجولى عليه، ولا لازمن تحسسى الناس الشغالين بالدونيه عالعموم ده مش موضوعنا  أنا فعلاً  بعت ليكى  عشان عوزاكى، أنا ملاحظه فى الفتره الآخيره، رچلك چريت على دار  أمك وبتفضلى عنيدها طول النهار مش بترچعى غير عالمسا. 
ردت زهرت: ماما من يوم وفاة بابا وهى نفسيتها تعبانه، وبروح أحاول أرفه عنها الحـ.ـز.ن شويه.
ردت هدايه: مچاهد بجاله فتره متوفى. 
ردت زهرت: عارفه بس دى مع الوقت زى ما يكون بتحـ.ـز.ن أكتر وبتتآلم من غيابهُ، وكاتمه فى نفسها، وأهو بروح لها بحاول أطلعها من حالة الحـ.ـز.ن دى.
ردت هدايه بنبرة سخريه:آه وبترفهى عنه إزاى بجى،بتغنى لها عالربابه،بصى يا بت الناس،أنا من زمان مطنشه على خروجك الكتير من الدار،بس بعد إكده ممنوع تخرجى من الدار بدون إذن منى.
ردت زهرت:أنا باخد إذن رباح قبل ما أخرج من الدار.
ردت هدايه:كلمتى أنا اللى بتمشى فى الدار دى عالكبير قبل الصغير،ورباح مش الكبير،يبجى متعارضيش إمعايا،بعد اكده هى مره واحده بس فى الاسبوع اللى تزورى فيها أمك ومفيش مانع تبجى عندها طول اليوم كيف ما تريدى،أما خروج يومـ.ـا.تى ده إنسيه،أمك محتاچه ليكِ الدار أبوابها مفتوحه وهى مش غريبه منينا.
كادت زهرت أن تعترض،لكن سبقتها هدايه بحزم قائله بنبرة تهديد:
عاوزه تعيشى معانا إهنه فى دار العراب أنا كلمتى هى اللى بتمشى،كيف ما جولت لك.
وودت زهرت أن تضع يديها حول عُنق هدايه تخنُقها ولا تتركها غير جثه، لكن تذكرت عمتها وما نالته فى النهايه وخرجت خالية الوفاض من دار العراب، هى لن تخرج مثلها لكن  الآن عليها الإمتثال لتلك العجوز الخرفاء لبعض الوقت. 
... 
بعد قليل بشقة زهرت
كانت تتحدث عبر الهاتف مع والداتها 
تحدثت عطيات: كويس إنك متوجفتيش ليها، وهاودتيها. 
ردت زهرت بغـ.ـيظ:  معرفش أيه اللى سكتنى عليها كان نفسي  أخـ.ـنـ.ـقها وأريح الدنيا منها العقربه دى. 
ردت عطيات: كويس إنك مردتيش عليها، وسمعتى حديتها، مش شايفه سوت أيه فى عمتك، بلاش تحرمى نفسك من خيرهم. 
سخرت زهرت قائله: خيرهم، آه بعد خالى ما جمد توقيع ولاده على سحب الفلوس، مبقتش عارفه أسحب من رباح حاجه عليها القيمه... بس وماله أتحمل العقربه دى شويه أما أشوف آخرتها أيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ......
بالمقر  
ظهرًا بالمقر بمكتب النبوى
دخل رباح يُلقى السلام على والدهُ
رد النبوى عليه السلام ثم قال: 
سايب شغلك فى الشونه وجاى المقر ليه؟ 
رد رباح: هو أنا ممنوع أجى المقر ولا أيه؟ 
نظر له النبوى قائلاً :  تعالى أقعد مش حكاية ممنوع، بس ليه سايب شغلك وجاى هنا أكيد فى سبب. 
جلس رباح قائلاً: فعلاً  فى سبب، أنا جاى لحضرتك  فى موضوع تجميد توقيعى على سحب فلوس من البنك. 
وضع النبوى نظارته الطبيه على المكتب وقال: 
سبق وقولتلك إنى جمدت توقيعكم إنتم التلاته ولو كارم كان هنا هو كمان كنت جمدت توقيعه، يعنى مش إنت لوحدك.
رد رباح:يعنى عمى سايب لبـ.ـنته صلاحية التوقيع اللى بتقعد فى مكتب مُكيف وبمزاجها وقت ما تحب تنزل تشتغل، وحضرتك اللى إحنا رجـ.ـاله وشايلين الشُغل كله مجمد توقيعنا.
رد النبوى:أولاً عمك حر مع بـ.ـنته،ثانياً سلسبيل مش بتنزل الشغل بمزاجها هى لها ظروفها الخاصه،دى خلاص قربت تولد،ومش معقول هتنزل تشتغل فى الوضع ده،ثالثًا،إنت بتاخد مرتب كبير جدًا كل شهر،وأعتقد أنه بيفيض عليك،وبعدين ليه مروحتش تعمل الفحص الطبى الشامل اللى قولتلك عليه قبل إكده.
تعلثم رباح وأخرج إحدى سجائره وأشعلها ونفث دخانها بغضب وقال:أنا كويس ده كان صداع وخلاص الحمد لله مبقتش بحس بيه.
نظر له النبوى وقال:بس شكل وشك متغير وغير مش شايف رعشة إيدك عالسيجاره اللى ولعتها،تشربها جدامى من غير إحترام،إعمل حسابك فى أقرب وجت هاخدك بنفسى تعمل الفحص الطبى،ودلوك إطفى السيجاره اللى فى يدك وممنوع بعد إكده أشوفك بدخن.
رغم رفض عقل رباح  لآمر والده لكن إمتثل للأمر وأطفى السيجاره.
تبسم النبوى وقال:إعمل حسابك محمد هيرجع يشتغل معاك فى الشون،وممنوع تفضل عليه حماد،وتقول أنه عنده خبره عن محمد،محمد اللى أخوك مش حماد،إنت مكنش عندك خبره والبركه فى عمك ناصر هو اللى علمك الشغل بيمشى إزاى،اللى عمك ناصر علمه لك علمه لأخوك أخوك هو اللى هينفعك... مفهوم.
نهض رباح  يومئ رأسه بتجاوب.
رد النبوى:تمام ودلوقتي،روح شوف شغلك،وبلاش تسمع لحديت مرتك الفارغ. 
تعلثم رباح وهو يقول:زهرت مظلومه،ده مش كلامها أنا بتكلم من نفسى وبعدين زهرت مرتى وأكتر واحده يهما مصلحتى.
تهكم النبوى وكاد يتحدث،لكن منعه من إسترسال الحديث دخول ناصر الى المكتب...مبتسماً يقول:
رباح هنا فى المقر خير؟ 
رد رباح  بشبه غلاظه: هو أنا ممنوع أجى المقر ولا أيه أيه الغريب إنى اجى للمقر؟
رد ناصر:لاه يا ولدى،المقر نور بيك.
رد رباح:ما هو واضح فعلاً،عن إذنكم هرجع لمكانى اللى محدش بيسألنى فيه جاى ليه.
خرج رباح من المكتب،نظر ناصر الى النبوى قائلاً:بإستفسار متعجب:ماله رباح بيرد عليا كده ليه؟
رد النبوى:رباح متغير فى الفتره الاخيره مضايق إنى جمدت توقيعه هو وأخواته على سحب أموال من البنك.
جلس ناصر قائلاً:مش عارف إنت ايه هدفك من إكده.
رد النبوى:رباح هو السبب المباشر،إنت مشوفتش المبالغ الكبيره اللى كان بيسحبها، وعلشان كده جمدت توقيعم هما التلاته عشان ميقولش إشمعنا هو  بالذات. 
رد ناصر: ربنا يهديه.
آمن النبوى على حديث ناصر
بينما عاود ناصر الحديث:
الملف ده سلسبيل خلصته وبعتته معايا.
ضحك النبوى قائلاً:سلسبيل النسخه التانيه من الحجه هدايه كان حجك سمـ.ـيـ.ـتها هدايه،بدل سلسبيل...نفس الخصال،أهى خلاص كلها أيام وتولد وبرضك رغم إنها فى البيت بس كملت شغلها.
تبسم ناصر وقال: فعلاً  زيها جلبها حامى وحانى فى نفس الوجت.
تبسم النبوى وقال:ربنا  يقومها بالسلامه. 
رد ناصر: آمين دى نهله بقالها سبوع مش بتنام فى الليل ساعتين على بعض حامله هم ولادتها، بتجول إتحملت كتير وهى حامل مش سهله جواز قماح عليها، صحيح بتظهر إنها مش فارق معاها، بس دى بـ.ـنتى وعارفها كويس بتكبت فى نفسها كتير. 
تنهد النبوى وقال: فعلاً  قماح غلط فى سلسبيل  كتير وهى إستحملت، بس برضك هى مش ساهله دى مسوياه عالهادى، بتجاهلها له، صعبه عليه هو غلط بجوازه عليه ونـ.ـد.م،مش ساهله عليه برضك تبجى جدامه وبعيده عنيه. 
رد ناصر: يستاهل والله ده أقل رد منها، كان فين عقلهُ. 
رد النبوى: مش بدافع عن قماح إنت عارف إن بعز بناتك يمكن زى ولادى وأكتر كمان، بس قماح السنين اللى عاشها بعيد عننا  الله  أعلم عاشها إزاى وأكيد أثرت عليه.
رد ناصر:مش مبرر للى إنه يتجوز على سلسبيل،بس أنا سايب لـ سلسبيل القرار،ولو كانت طلبت الطـ.ـلا.ق مكنتش هعارضها،زى ما حصل ليلة ظهور براءة همس.
تنهد النبوى بسأم وقال:قماح خذلنا كلنا،كان نفسى يبجى زى كارم ويحدد طريقه بنفسه.
تبسم ناصر قائلاً:كارم كلمنى إمبـ.ـارح وقالى إن المطعم بتاعه مشاء الله شغال.
تبسم النبوى وقال:كارم النسخه التانيه منك يا ناصر فيه عنده قدره على إحتواء اللى معا. 
تبسم ناصر قائلاً بإختصار:ربنا يوفقه،وأسمع عنه الخير دايماً 
...  .  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. 
بجامعة، هدى 
بأحد المدرجات 
سمعت مديح الفتيات فى نظيم، سواء عن مهارته فى الشرح وإيصال المعلومه، وعن جاذبيته الشخصيه أيضاً. 
شعرت بضيق منهن، وسـ.ـخرت منهن قائله: يحق لك يتغر لما يسمع كلامكم ده عليه،أيه مشوفتوش مدرسين قبل كده،المفروض تركزوا فى دراستكم،مش شكل وهيئة الأستاذ،حتى هيئته متجذبش،المفروض دكتور جامعى ده حتى عمرى ما شوفته بجاكيت بدله فوق القميص.
ردت إحداهن قائله:وماله لبسه شبابى وإسبور،ولا هو عشان يعجبك لازم يكون لابس بدله ماركه عاليه،طبعاً إنتى بـ.ـنت العراب،والمظهر  الخارجى هو اللى بتلفت نظرك.
ردت هدى:أنا عمر المظهر ما لفت نظرى،بس فين الوقار بتاع دكتور الجامعه هو ده قصدى،المحاضره خلصت ومفيش محاضرات تانيه،بلاش أضيع وقتى فى تفاهات،عن إذنكم.
تركت هدى زميلاتها وخرجت المدرج تشعر بشعور غريب عليها،سأل عقلها:
ليه بتضايقى لما البنات بتتكلم بإعجاب عن نظيم.
ردت على نفسها:ولا بضايق ولا حاجه بس مش بحب هوس البنات.
أثناء سير هدى بالممر، رأت  نظيم يدخل الى مكتبه بالجامعه...
فكر عقلها بشئ وحسمت أمرها وذهبت الى مكتبه،ودخلت بعد أن آذن لها.
وجدته يُشمر ملابسهُ عن ساعديه،ويجلس أمامه حاسوب.
تبسم نظيم لها وقال بترحيب:أهلاً يا هدايه، خير.
ردت هدى التى تغتاظ حين ينطق بإسم هدايه تعتقد أنه يسخر من إسمها بينما الحقيقه عكس ذالك،هو يستسيغ الأسم كثيراً 
_ عندى إستفسار مهم وكنت عاوزه أعرف إجابته منك.
تبسم نظيم وقال:تمام أتفضلى أقعدى وقوليلى إستفسارك أيه
ردت هدى:مالوش لازمه أقعد هو سؤال خاص بإختراق الملفات على الابتوب،فى ملف مهم ومش عارفه أوصل ليه، حاولت أخترق الملف برضوا مفتحش معايا
رد نظيم: والملف ده بتاعك. 
ردت هدى: لأ ده ملف خاص بـ سلسبيل أختى خاص بشغلها وهى كانت عامله  له باسورد خاص ونسيته، ومش عارفه تدخل عالملف ده، وأنا خاولت إختراق الملف وفشلت. 
تبسم نظيم  وقال: مافيش  حاجه  إسمها فشلت فى مجال التكنولوجيا، لأن التكنولوجيا  بتطور بشكل مُذهل فى كل ثانيه، ممكن تجيبلى الابتوب بتاعها وأنا أحاول من عليه أخترق الملف ده، هيبقى أسهل من أنى أخترق الحساب بتاعها من جهاز تانى. 
تعلثمت هدى وقالت بكذب: هو الملف مبقاش على الابتوب بتاعها، لانها كانت عملت له فورمـ.ـا.ت، ويمكن هو ده سبب نسيانها لكلمة السر بتاعة الملف، ومش عارفه  تستعيده رغم أنه محفوظ على جهاز تانى خاص بالمقر. 
أيقن نظيم أن هدى تكذب بشئ، لكن قال لها: تمام سهل برضوا مش هنغلب، ممكن أروح لها المقر وأحاول على الجهاز التانى اللى محفوظ عليه الملف، وسهل أفتحه لها. 
ردت هدى: بصراحه كده، الملف مش على لابتوب سلسبيل ده على جهاز شخص تانى وأنا عاوزه أسترد الملف ده، لو فى طريقه أقدر افتح بها الملف ده من غير الشخص التانى ده ما يعرف قولى عليها.
إبتسم نظيم  بفهم وقال:بس ده يبقي شغل هاكر،بس هقولك على طريقه تبعتى بها فيرس للابتوب اللى عليه الملف ده،ووقتها الابتوب هيعطل تقدري وقتها تجبيه ليا وأنا بسهوله أفتحلك الملف. 
ردت هدى:تمام إتفضل قولى إزاى أبعت للابتوب ده فيرس.
تبسم نظيم وقال لها:إتفضلى أقعدى لأن ده لازمه شرح عملى على الابتوب.
إمتثلت هدى وجلست نهض نظيم من مكانه وجلس لـجوارها،ووضع حاسوبه الخاص أمامها وبدأ بشرح بعض الخطوات لها.
بعد أقل من ربع ساعه قال نظيم:
دى بعض الخطوات بإختصار فى عندى سى دى عليه الشرح بتوسع،محمد إبن عمك معزوم عندنا النهارده عيد ميلاد سميحه، هبعتلك السى دى معاه فى شرح وافى،وبسيط.
نهضت هدى قائله: كل سنه وهي  طيبه، هتصل عليها أنا وسلسبيل  نعايد عليها، وتمام،شكراً،وآسفه إن كنت عطلتك.
تبسم نظيم وقال:لأ أبداً،أى إستفسار أنا جاهز للرد عنه.
ردت هدى:أكيد فى الكورس الجاى هناخد كيفية إختراق الأجهزه الذكيه.
تبسم نظيم:آكيد بس لسه وقت على بداية الكورس ده،تقدرى تسألينى عن أى شئ يقف قدامك،يمكن نلاقى له حل سوا... إحنا خلاص نعتبر بقينا أهل، وبينا نسب. 
لا تعرف هدى تفسير لذالك الشعور الذى بدأ يتسرب لها ناحية ذالك الاحمق الذى يجذبها إليه رغم  معارضتها لتلك المشاعر. 
غادرت هدى المكتب وتركت نظيم الذى وقف ينظر فى أثرها يتنهد،هنالك شئ يجذبه لـ هدايه منذ أن رأها أول مره،لكن فجأه نهر نفسه قائلاً:
فوق يا إبن بهنسى متنساش نفسك فى النهايه إنت كنت فى يوم شغال عند باباها وبيعطف عليك بلاش تطلع لشئ مش هيحصل.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد وقت قليل 
بمنزل سميحه
تعجبت سميحه  حين فتحت باب منزلهم ورأت محمد يقف أمام الباب مبتسمًا،يرجع يديه خلف ظهره.
تبسم محمد وقال لها:مساء الخير يا لدوغتى.
ردت سميحه بتلقائيه:أيه اللى جابك النهارده،إنت إستحليتها ولا أيه كل يوم والتانى ألقاك جاى لينا البيت من غير إحم ولا دستور.
ضحك نظيم الذى أتى من خلفه وقال:هى دى مقابلة واحده لخطيبها تلطعه عالباب كده وتقوله أيه اللى جايبك.
ضحك محمد وقال:أهو عشان تشوف معاملتها الناشفه معايا.
ضحك نظيم وقال:سبق وقولتلك لك ربنا،إنت اللى إختارت من البدايه.
تبسم محمد وقال:ده أحسن إختيار.
ضحك نظيم قائلاً:ياريت تثبت على قولك ده بعد كده ومتتراجعيش.
نظرت سميحه لـ نظيم قائله:يتراجع عن أيه حاسه إنكم بتتريقوا عليا...هو اللى جاى بدون سابق إنذار،وعاوزنى أستقبله وإنت مش موجود فى البيت وماما طلعت عالسطح.
تحدث نظيم:إحثاثك(إحساسك) مش فى محله معقول أنا ومحمد هنتريق عليكى برضوا...بس ماما بتعمل أيه عالسطح،أنا أتصلت عليها وقولت لها إنى عازم محمد عالغدا.
ردت سميحه بتفكير:آه عشان كده لما رجعت من الجامعه لقيتها مجهزه آكل أشكال و أصناف قولت نوت تطبخ لينا طبيخ الأسبوع كله مره واحده،أتارى عشان العزومه،ومعرفش ماما طلعت ليه عالسطح،هى قالتلى كده.
تبسم نظيم وقال:طب وسعى من قدام الباب خلينا ندخل،عيب محمد مش غريب لما تلطعيه عالباب كده.
تجنبت سميحه 
دخل محمد خلفه نظيم الذى تركهم ودخل الى غرفته.
إقترب محمد من سميحه وبمفاجأه آتى من خلف ظهره بباقه جميله ومنوعه من الزهور،ومد يدهُ له بها قائلاً: كل سنه وأنتِ طيبه،يا سيدة خط الصعيد الأولى، والسنه الجاية  تكونى  فى بيتى وسيدة قلبى الأولى.
خجلت سميحه من حديث محمد،لكن دارت ذالك وقالت له:بوكيه الورد ده هديه عيد ميلادى.
رد محمد:مش قبل كده قولتى لى نفسك فى ورده هديه،أهو جيبتلك بوكيه ورد بحاله.
أخذت سميحه منه باقة الزهور قائله:بس مفيش مانع مع البوكيه،غويشه او سلسله أوخاتم إنشاله فضه،هو زى إستير ما قالتلى الاغنيه بيقوا بُخله،يلا الحمد لله إنك جبت لى بوكيه ورد.
تبسم محمد وقال بحيره:جبتلك موبايل حديث وغالى،قولتلى عاوزه ورده أجيبلك بوكيه ورد بحاله تقوليلي عاوزه غويشه فضه،وفى الآخر برضوا طلعت بخيل أعملك أيه جننتينى.
ضحك نظيم وقال له:لأ متتعبش نفسك،هى سميحه كده،قمة النتاقضات فيها،خلينا نتغدى وبعدها نبقى نتباحث فى أمر هدية تعجب ثميحه.
بعد قليل بعد ان تناولوا الغداء،
دخلت سميحه عليهم بصنيه عليها بعض المشروبات،لكن فى ذالك الأثناء رن جرس المنزل...
نهض نظيم قائلاً:خليكى وأنا اللى هفتح أشوف مين.
ما هى الأ لحظات وسمعوا صوت عالى يتحدث بتهجم،ودخل الى غرفه الضيوف.
نهضت سميحه واقفه تنظر،لتلك التى تقول بتهجم:
كويس إنك هنا با نظيم وأنتى يا فتحيه،بصوا بقى أنا مش داقه عصافير،بـ.ـنتك النصابه ضحكت عليا وأدتنى طقم فُخار مغشوش.
ضحكت فتحيه قائله:خدى نفسك يا إستير مالك بتنهجى كده ليه؟
ردت إستير:كله بسبب بـ.ـنتك النصابه باعت لى طقم فخار تلات قطع طواجن تدخل الفرن،وأقنعتنى أنها صحيه عن الصوانى الالمونيوم،أجى أحط الأكل فى الصوانى وأدخلها الفرن تسرسب الميه اللى عالطبيخ فى أرضية الفرن  تبوظه غير إن الاكل إتحرق.
ضحك الجميع،بينما قالت سميحه:أنا مدياكى طقم برفيكت تلاقى ده سوء إستخدام منك.
ردت إستير:الطقم معايا أهو،شوفوا بنفسكم التلات طواجن،مشرخين من الجوانب،عيب صناعه.
نظروا الى تلك الطواجن بالفعل كما قالت إستير...
تحدثت فتحيه:طب والشروخ دى مشوفتهاش قبل ما تاخدى منها الصوانى.
ردت إستير،شوفتها وضحكت عليا وقالتلى دى فتحات تهويه... أنا دلوقتي  رايحه البقاله عند نسيم، ساعه وعاوزه المـ.ـيـ.ـت جنيه بتاعتى. 
صُعق الجميع من الضحك،لكن سميحه تقف خجله.
بينما سارت إستير خطوتين  وكادت تنزلق قدmها بعدها لكن قبل أن تقع سندت بيديها على إطارى الباب،وقع منها تلك الاوانى الفخاريه وتهشمت. 
تحدثت سميحه:
مـ.ـيـ.ـت جنيه أيه اللى عاوزاها، عاوزه فلوسك تجيبلى بضاعتى سليمه،كده يبقى سوء إستخدام المنتح رسمى.
نظرت إستير،للاوانى التى تهشمت ولم تستوعب ما حدث بعد.
بينما ضحك الآخرون وقال محمد:فعلاً زى ما قالت سميحه،عاوزه فلوسك لازم تردى ليها بضاعتها سليمه زى ما أخدتيها منها.
نظرت إستير وقالت:أيه ده،محمد إنت هنا من أمتى؟
رد محمد:أنا هنا من اول ما دخلتى،بصراحه كان معاكى حق لحد ما وقع منك الطواجن وإتكـ.ـسرت كده الحق بقى لـ سميحه.
ردت أستير:إنت بدافع عنها دلوقتي،بس بكره...ولا أقولك ربنا يكون فى عونك أقعد أما نشرب العصير سوا،واحكيلك مش بتلاقى حد تنصب عليه غيرى وكل مره بقع فى فخها إزاى معرفش زى ما تكون بتسحرلى،تكونش سحرالك إنت كمان عشان تخطبها.
ضحك الجميع وجلسوا يتحدثوا بود فيما بينهم تحدثت إستير عن بعض مزايا سميحه البسيطه التى كانت دائماً تخفف من مطالبها على والداتها وأخيها،تعيش حسب مقدرتهم ولم تتطلع لشئ بيد أحد،حتى أنها حاولت مساعدتهم فى المعيشه،بعمل تلك الاوانى الفخاريه،رغم فشلها الدائم ،أيقن محمد أن ربنا مَن عليه بـ سميحه تلك البسيطه التى كان دائماً يريد إمرأه مثلها.     
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصًرا
بالمقر، إنهى قماح عملهُ وشعر بالضجر، تنهد بشوق 
لـ سلسبيل التى أصبحت لا تآتى للمقر منذ أيام يفتقد رؤيتها عبر شاشة حاسوبه،تذكر صباحً
حين كانت تجلس بغرفة المعيشه.
فلاش باك
دخل قماح الى الشقه سمع صوت التلفاز توجه الى غرفة المعيشه،وجد سلسبيل تجلس على إحدى الأرائك،كان وجهها يبدوا عليه بعض الآلم. 
جلس لجوارها قائلاً: منزلتيش تفطرى ليه؟ 
ردت سلسبيل: أبداً  مش جعانه ماليش نفس... وكده كده مش هروح المقر قولت لما أجوع ابقى آكل، وأكمل نوم. 
تبسم قماح وقال: طب ليه مش نايمه دلوقتى؟ 
ردت سلسبيل: بسبب ناصر بيه العراب، ما بيصدق أنى أحط ضهرى عالسرير ويبدأ وصلة رفص، زى ما يكون بيكره إنى أنام. 
قالت سلسبيل هذا وآنت بألم طفيف. 
إنخض قماح وأقترب قائلاً: مالك يا سلسبيل. 
تعجبت سلسبيل  من خضة قماح عليها،نظرت له كآنها ترى شخص آخر غير التى عاشرته فى بداية زواجهما الذى كان يستلذ بآلمها بين يديه. 
 لكن تحدث  قماح قائلاً: قومى إلبسى هدوم تانيه وخلينا نروح للدكتوره اللى متابعه معاها الحمل، ممكن تكون حركة البيبى الكتير ده مش كويسه علشانك. 
ردت سلسبيل  وهى تحاول التغلب على ذالك الآلم التى تشعر به من بداية ليلة أمس، يأتى ثم يذهب بعد وقت: 
لأ انا كويسه وسألت الدكتوره فى آخر متابعه  عن حركة البيبى وقالتلى عادي، وده كان مغصه كده وراحت وبقيت كويسه، متعطلش نفسك إنت وروح للمقر. 
رد قماح: بس ملامح وشك بتقول إنك لسه موجوعه 
ردت سلسبيل: لأ الو.جـ.ـع خلاص راح أنا كويسه، حتى حسيت بجوع هقوم أكل. 
رد قماح: خليكى  مستريحه وأنا هنزل أخلى أى شغاله من تحت تجيللك الفطور لحد هنا. 
تعجبت سلسبيل  لكن ذالك الآلم يعود، 
أخفت على قماح  وقالت له: إنت سبق وقولتلى ممنوع أى شغاله تدخل الشقه  هنا. 
رد قماح: سلسبيل  مش وقت الكلام  ده، أنا هنزل أقول لشغاله تجيبلك فطور، لو مش عندى شغل مهم فى المقر مكنتش هسيبك... 
قال قماح  هذه وإقترب من سلسبيل ووضع يدهُ فوق بطنها  يستشعر حركه الصغير ببطنها، ثم قبل وجنتيها، وأقتنص شفاها فى قبله شغوفه، ثم غادر الشقه. 
وضعت سلسبيل يدها فوق شفاها تستشعر تلك القبله تتسأل بتعجب، هذا ليس قماح  التى عاهدت قسوته دائماً، لابد أنها ترى تخاريف واوهام بسبب ذالك الآلم التى تشعر به يشتد لبعض الوقت ثم يهدأ.
عاد قماح وهو يبتسم ويتذكر تلك اللحظات التى وضع يده على بطن سلسبيل شعر بحركة ذالك الصغير بداخل رحِمها،ذالك الصغير الذى نبت من إحدى علاقته القاسيه الذى كان يستلذ بها أحياناً،هو لم يُقدm لـ سلسبيل أى شئ تحبه من أجله،حتى حين حاولت الإنتفاض عليه،ماذا فعل بلحظة غضب أزاد الفجوه بينهم بزواجه بأخرى،لديه إحساس أن سلسبيل بعد أن تلد بالتأكيد ستنتفض عليه مره أخرى
نهض قماح بشوق لرؤية سلسبيل،والإطمئنان عليها    
..................... 
بشقة سلسبيل 
كانت تجلس معها هدى تتحدث،لم تكن سلسبيل منتبه لها بسبب ذالك الألم،التى تحاول مقاومته منذ الصباح، ، لكن فجأه إنتهى تحملها،وآنت بآهه قويه.
نظرت لها هدى قائله:مالك يا سلسبيل.
كزت سلسبيل من قوة الآلم وقالت:مش قادره حاسه بو.جـ.ـع جـ.ـا.مد باين إنى هولد النهارده.
،أنهت سلسبيل قولها بآهه قويه.
إرتبكت هدى قليلاً،لكن سرعان ما قالت:جدتى،هنزل اقولها بسرعه.
لم تستطيع سلسبيل الرد عليها من شـ.ـدة الآلم 
بينما فى خلال ثوانى  
دخلت هدى الى غرفة جدتها تلهث قائله: 
جدتى إلحقى سلسبيل كنت قاعده معاها فى الشقه فجأه صرخت بآلم. 
نهضت هدايه سريعاً  تقول: ربنا ينتعها بالسلامه، إهدى يا بتى وخدى يدى لشجتها، 
قالت هدايه هذا ونادت على نهله التى آتت لها سريعاً، أخبرتها هدايه أن سلسبيل تلد 
إرتبكت نهله وإرتعشت قائله: 
بس ده لسه خمس ايام على الميعاد اللى قالت عليه الدكتوره، هروح أتصل عليها، نظرت لها هدايه قائله: مالوش لزوم، تعالى بس إنتى ساعدتنى. 
تنبهت نهله قائله: حاضر. 
صعدن الثلاث الى شقة سلسبيل وجدن سلسبيل تبكى من شـ.ـدة الآلم... نظرت لها هدايه قائله: ربنا يهون عليكِ يا بتى، وينتعك بخير يلا همى يا نهله ساعدينى، آنى ولدتك قبل إكده. 
إرتعشت نهله قائله: أعمل أيه جوليلى. 
نظرت لها هدايه قائله: إشحال لو مش والده تلات مرات وعارفه إن الولاده كيف شكة الدبوس، 
نظرت لها نهله بذهول تقول: شكة الدبوس! 
نظرت هدايه لـ نهله وغمزت لها، فهمت  نهله مغزى قول هدايه ووافقتها بالقول، كى تطمئن سلسبيل علها تنسى قوة الآلم قليلاً وتتحمله ببساطه 
لكن هيهات فهذا مخاض ليس جـ.ـر.ح بالإصبع، فاض الآلم  على سلسبيل وأصبحت تستنجد بهن كى يساعدنها 
أما بعد ذالك الحين بوقت قليل  دخل قماح الى المنزل، تقابل مع إحدى الخادmـ.ـا.ت سأل على جدته، أجابته أنها بشقة سلسبيل لأنها ربما  تلد. 
لم يتتظر قماح وصعد سريعاً  الى الأعلى ودخل الى الشقه منها الى الغرفه التى بها سلسبيل 
إنخض وهو يسمع ويرى تآلم سلسبيل. 
تحدث قائلاً: هطلب عربية إسعاف من أى مستشفى تجى بسرعه. 
ردت هدايه بهدوء:
جولت مالوش لازمه،هملنا إنت هبابه أنا مش أول مره أولد ست.
قالت هدايه هذا بهدوء ترسمه رغم خـ.ـو.فها فكما يقولون الولاده ليست آلم سهل، فهى سلخ روح من روح أخرى والإثنان أضعف من بعضهما فى تلك اللحظه. 
تردد قماح  فى قبول قول هدايه، بسبب رؤيته لتآلم سلسبيل  الملحوظ، وكاد يعارضها... لكن قالت هدايه له بآمر:
إطلع بره ومتخافيش، سلسبيل  هتبجى بخير هى وولدها. 
مازال قماح متردد فى الخروج من الغرفه، لكن صرخة سلسبيل، جعلت هدايه تقول له بحِده وآمر نافذ: 
جولتلك إطلع بره، إسمع  حديتى عاد. 
إمتثل قماح لآمر هدايه على مضض وخرج غـ.ـصـ.ـبً... 
وقف أمام الغرفه، يستمع الى آنين سلسبيل، يشعر بأن جسده هو من يتآلم، لدقائق تمر كالدهر طويله يعود لخيالهُ ذكرى أليمه مر بها سابقاً، يخشى أن يحدث مثلما حدث مع والداته بالماضى 
لكن
فجأه صمت آنين سلسبيل للحظات إرتجف قلبه أن يكون تحقق شئ من مخاوفهُ 
بنفس اللحظه سمع بُكاء طفل صغير إندفع الى داخل الغرفه سريعاً . 
..... ــــــــــــــــــــــــــــــ
فى نفس الوقت على الهاتف 
رد ناصر على هدى، التى قالت بتسرع وصوت يرتجف: 
بابا سلسبيل  تعبانه قوى، بتصرخ  من الآلم. 
فزع ناصر الذى كان جالسًا مع النبوى، ونهض قائلاً: أنا جاى مسافة السكه. 
نهض النبوى هو الآخر قائلاً  بفزع هو الآخر:خير فى أيه؟
رد ناصر:دى هدى بتقولى إن سلسبيل تعبانه وبتصرخ من الآلم شكلها هتولد النهارده...زى أمى ما كانت حاسبه لها.
تبسم النبوى رغم رجفة قلبه وقال بتطمين :طب إهدى هتبجى كويسه،طالما معاها الحجه هدايه.
تنهد ناصر وقال:يارب سهل لها.
......ـــــــــــــــ
بشقة زهرت.
ردت على هاتفها قائله:خير بتتصل عليا دلوقتي ليه يا نائل.
رد نائل:ليه مجتيش إستنيتك فى الشقه.
ردت زهرت بتلاعب:أبداً غيرت رأيى،وكمان أنا مش فى المود،قولت بلاش أجى النهارده.
رد نائل:وأيه اللى مزعل مودك،كنتى تعالى وانا أعدلك مودك بهديه كويسه.
ردت زهرت بدلع:وأيه الهديه دى بقى،الطقم الدهب اللى قولتلك عليه،قبل كده وقولتلى مفيش معاك تمنه دلوقتى.. وأستغليته عليا.
رد نائل:مفيش حاجه تغلى عليكى،إنتى عارفه معزتك عندى.
ردت زهرت بمياصه:بسمع كلام وبس.
أثناء حديث زهرت،سمعت صوت رساله،
فتحتها رأت صورة نائل وهو يُمسك ذالك الطقم الذهبى،نظرت له بفرحه وطمع،ثم أكملت حديثها معه بسفور ومجون تعدهُ أنها بالقريب ستذهب للقاؤه،فى ذالك الأثناء سمعت صرخه ليست قويه آتيه من شقة سلسبيل المقابله لها.
سمع نائل تلك الصرخه قائلاً: مين اللى بيصـ.ـر.خ عندكم كده،خير؟
ردت زهرت:الصرخه من شقة سلسبيل،يمكن هتولد وتخلصنا بقى من دلعها،يلا بالسلامه انت أما اروح أشوف سبب الصرخه دى أيه،يمكن تكون مـ.ـا.تت هى وإبنها.
أغلقت زهرت الهاتف وتوجهت الى شقة سلسبيل.
بينما أغلق نائل الهاتف ووضعه جواره على الفراش،كانت صرخة سلسبيل التى سمعها بالهاتف،شعر برجفه فى قلبه،تمنى أن تُرد دعوة زهرت لها وتمـ.ـو.ت هى وتحي سلسبيل،تحي!
سلسبيل بإنجابها من قماح إستحوز عليها كامله،إفترقت الطُرق،او لا ربما إقتربت الطُرق،سلسبيل بالتأكيد بعد إنجابها ستتمرد على قماح،وشخصية قماح العنجهيه لن تتحمل تمرد سلسبيل كثيرا
بشقة سلسبيل
دخل ناصر خلفه النبوى متلهفان
تقابلا مع هدى التى تبتسم تحدث الإثنان بلهفه بنفس اللحظه: 
سلسبيل؟ 
تبسمت هدى قائله: بخير الدكتوره  معاها جوه فى الأوضه والبيبى مع قماح فى الأوضه دى ومعاه دكتور أطفال. 
إحتار الإثنان الى أى غرفه يذهبان...حسم أمرهما الذوق الآن لا يصح الدخول الى الغرفه التى بها سلسبيل،ذهبا الإثنان الى الغرفه الموجود بها قماح مع طبيب الأطفال.
شعور لا يوصف روعته هذا أول حفيد لهما،يحمل دmائمها الإثنين،رغم جسارة قلوبهم لكن تدmعت أعينهم بمزيج من الفرحه والحنان 
وضع النبوى يدهُ على كتف قماح الواقف مع الطبيب قائلاً  بتهنئه: 
مبروك  ما جالك يتربى فى عِزك ويرزقك بره. 
تبسم قماح له، بينما ناصر هو الآخر رغم تحفظه فى الحديث مع قماح فى الفتره الآخيره فها شبه لا يتحدث  معه سوا بشآن العمل لكن قال له بواجب: 
مبروك ربنا يبـ.ـاركلكم فيه ويرزقكم برهُ.
تبسم قماح قائلاً:متشكر يا عمى.
أزاح الطبيب سماعته الطبيه وقال:البيبى الحمدالله صحته كويسه،بس ممكن بكره تاخدوه لأى مركز طبى يعمل له فحص شامل،بس الشكل العام بصحه جيده،مبروك يتربى فى عزكم ودلالكم.
تبسم ناصر قائلاً: متشكرين يا دكتور إنت وصلت للبيت قبلنا. 
تبسم الطبيب قائلاً: أنا زوج الدكتوره اللى كانت متابعه معاها المدام ولما أتصلوا عليها أنا اللى وصلتها وطلبت منى أكشف عن المولود إطمئنان على صحته. 
تبسم ناصر  كذالك النبوى الذى إنحنى يحمل المولود بحذر ثم همس له فى أذنه بالآذان والشهادتين، إقترب ناصر منه بسعاده ناوله النبوى المولود. 
نظر الإثنان لبعضهم، تبسم النبوى قائلاً!: أول مولود يجمع بين الأخوه، ربنا يبـ.ـارك لينا فيه ويزيد وعقبال المولود التانى قريب والتالت والعاشر. 
تبسم ناصر قائلاً  برحابه: آمين... الولد كله شبهك يا نبوى، يظهر سلسبيل بتحبك أكتر منى. 
وقف النبوى وناصر يمرحان فرحان بذالك الصغير، حتى أنهما نسيا سلسبيل
لكن قماح كانت عيناه عالقه على باب الغرفه التى بها سلسبيل ينتظر خروج الطبيبه كى تُطمئنه على صحتها،تذكر قبل قليل حين دخل الى الغرفه بعد أن سمع بكاء صغيره وصمت صوت سلسبيل،رأى سلسبيل المُجهده للغايه بالكاد تستطيع الهمس،شعر بآلم،ولكن فى نفس اللحظه نهرته هدايه،بسبب دخوله وطلبت منه الخروج من الغرفه بآمر وخرج من الغرفه مُرغم ،لكن حين آتت الطبيبه نادت هدايه عليه كى يآخذ المولود للطبيب الذى آتى مع الطبيبه لمعاينته والإطمئنان على صحته،نظر نظره خاطفه نحو سلسبيل،كانت لا تزال مُجهده لكن كان على وجهها بسمه خافته. 
بعد وقت قليل فتحت نهله باب الغرفه الموجوده  بها سلسبيل... دخل النبوى ومن خلفه ناصر الذى يحمل المولود نظر نحو سلسبيل  وتبسم 
دخل خلفهم قماح، الذى وقف قريب من سلسبيل يتآمل وجهها المجهد لكن أصبحت أفضل عن قبل دقائق حين نقلوها من الغرفه الأخرى الى هذه الغرفه، غرفة النوم الخاصه بهم، هنا بدأت  نبتة ذالك الصغير الذى كبر  برحمها،وها هو أتى للدنيا بصحه جيده...سلسبيل عادت لغرفة نومهم بسبب ذالك الصغير. 
بينما قال النبوى: خير طمنينا يا دكتوره على صحة سلسبيل.
ردت الطبيبه ببسمه: صحة سلسبيل زى الفل، هما شوية ضعف وإجهاد من الولاده وبالأدوية  والآكل الكويس هترجع أقوى بسرعه، بصراحه بعد اللى عملته الحجه هدايه، أنا مكنش ليا لازمه، وبصراحه أكتر أنا كنت خايفه من ولادة سلسبيل فى آخر متابعه ليها، كانت قالتلى إنها بتحس بآلم قوى،وكمان كان الحمل ساقط فى الحوض من نص الشهر التامن، وكمان زيادة حركة البيبى فى بطنها عن الحد المعتاد، بس ببركة الحجه هدايه ربنا سهل لها. 
نظرت نهله نحو سلسبيل  التى أخفضت وجهها، سلسبيل أخفت ذالك عن نهله عمدًا حتى لا تُقلقها.
تبسم ناصر قائلاً: إحنا عايشين ببركة الحجه هدايه،متشكرين يا دكتوره.
تبسمت الطبيبه:بتشكرنى على أيه أنا معملتش حاجه،ربنا يبـ.ـارك لكم فى المولود،حمدلله على سلامة سلسبيل.
بعد قليل جلس ناصر على الفراش جوار سلسبيل يُعطى لها المولود،ثم قبل جبينها قائلاً:ربنا يبـ.ـاركلك فيه ويجعله ذريه صالحه.
تبسمت سلسبيل وقالت:ربنا يخليك ليا يا بابا ويتربى على إيدك إنت وعمى وبتوجيه جدتى اللى أتولد على إيديها.
تبسمت هدايه قائله:ربنا يرزجنا الخير على جدومه ويقرب بين القلوب،ده أول نبته تحمل دm العراب صِرف...ربنا يعلى بيه إسم العراب.
قالت هدايه هذا ونظرت نحو قماح قائله:
واجف إكده ليه يا قماح قرب من سلسبيل شوف ولدكم.
نهض ناصر من مكانه، ليجلس قماح وضع يدهُ على رأس صغيرهُ التى تحملهُ سلسبيل  .. إنحنى وقبل رأسهُ،ثم رفع وجهه ينظر لـ سلسبيل،وتلك الفرحه التى بعينيها،ليست تلك التى كانت تتآلم قبل قليل،بلا وعى منه إقترب من رأسها وقبل جبينها،ود أن يضمها لحـ.ـضـ.ـنه هى وصغيره وينتهى الكون على ذالك.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
اليوم سبوع الحفيد الاول الذى جمع شمل الأخوه، لكن يبدوا أن هنالك شمل آخر 
بـ دبى 
صباحً
شعرت همس بتوعك قليل،لا تريد  النهوض من الفراش..تشعر بوخم.
دخل كارم الى الغرفه وتبسم حين رأها مازالت غارقه بالنوم،إنحنى وقبل وجنتها قائلاً:صباح الخير، يا همسة، بقيتى كسوله ملاحظ  بقالك يومين  كده مش عاوزه تفارقى السرير.
تمطئت همس بيديها ونظرت لكارم بعيون شبه ناعسه وقالت:ومين سمعك،أنا بقيت كسوله فعلاً،وعاوزه أنام تانى،رغم إنى عندى طلبيه تبع المشغل غير كمان المفروض النهارده عندى تدريب للبنات فى المشغل ،بس معنديش الحماس إنى أشتغلها، ولا حتى أروح المشغل هتصل على صاحبة المشغل أعتذر منها. 
تبسم كارم وقال: لأ ده الكسل واخد حقه قوى،فينك يا جدتى، كانت هتقول... جومى فزى إكده وطسى وشك بشوية مايه،وأتوضى وصلى وبعدها هتفوجى، متسلميش للكسل ده عاد،ده وزة شيطان. 
تبسمت همس بشوق قائله: تصدق جدتى وحشتنى أوى، من يوم ولادة سلسبيل وأنا مكلمتهاش،لا هى ولا عمى،يظهر مشغولين فى البيه الجديد لعيلة العراب. 
تبسم كارم قائلاً: فعلاً  بابا بيقولى أن ناصر الصغير هيبقى شقى زى همس، مغلب الجميع معاه مش بيسكت غير لما جدتى هى اللى تشيله. 
تبسمت همس بشوق قائله: النهارده السبوع، وأكيد هيعملوا عقيقه وهيبقى فى حفله، ياريتك قولت لعمى يبعت لينا صور للبيبى... نفسى أشوف إبن سلسبيل وقماح. 
تبسم كارم قائلاً: بابا  فعلاً  قالى هيبعت صور له بس جدتى رافضه أى حد يصوره بتقول ممكن نور الموبايل يضعف عنيه. 
قال كارم هذا وجذب همس من يدها قائلاً: يلا قومى بقى نفطر سوا. 
قالت همس بوخم وهى تشـ.ـد غطاء الفراش عليها: لأ مش عاوزه أفطر سيبنى أكمل نوم. 
تبسم كارم وقام بإزاحة الغطاء،ثم حمل همس قائلاً:مقدرش أفطر من غيرك،وطالما مستسلمه للكسل مفيش قدامى طريق تانى غير إنى أفوقك.
لفت همس يديها حول عنق كارم وضمت رأسها لصدره قائله بنُعاس: هتفوقنى إزاى.
تبسم كارم وقال: هفوقك كده، يا روحى،قال هذا وأنزلها على الأرض واقفه يحتضنها . 
فعل كارم هذا وشعرت بعدها همس بتساقط المياه عليهما. 
للحظه إنخضت ثم إرتجفت وزادت من حـ.ـضـ.ـن كارم قائله: المايه سقعه. 
تبسم كارم: عشان تفوقك يا روحى. 
فجأه شعرت همس بدوخه وكاد يختل توازنها لولا سندت على كارم... لاحظ كارم هذا،فإنخض.
قائلاً: مالك يا همس. 
لكن رغم أن همس  مازالت تشعر بدوار خفيف لكن قالت بتطمين: 
أبداً  أنا كويسه بس يمكن  كنت هتزحلق وسندت عليك.
رد كارم:همس وشك متغير عليا ومجهد ،أيه رأيك تكشفى.
تعجبت همس قائله:أكشف!
أكشف ليه هو عشان وشى مجهد،ومتغير عليك،ولا عشان كنت هتزحلق،بلاش تكبر الموضوع،بعدين أنا سقعت من المايه،ولوفضلت تحتها أكتر من كده هتعب فعلاً،يلا إطلع بره خلينى أخد دوش وطالما فوقت من الكسل هشتغل شويه فى الطلبيه بتاع المشغل.
تبسم كارم بمكر قائلاً:طب ما أساعدك تاخدى دوش،حتى أنا كمان هدومى بقت مبلوله.
ردت همس بحياء:كارم إطلع بره الحمام،وجهز لينا فطور،أهو إستغلال مش عندك مطعم أعتبرنى زبونه وطلبت منك خدmتها.
تبسم كارم وإحنى رأسه يقبلها ثم ترك شفاها قائلاً:
أحلى وأغلى هاميس.
ترك كارم  همس وخرج من الحمام،بقيت وحدها،تعجبت من ذالك الدوار،وأرجحت أنه بسبب قلة النوم والاجهادفى الفتره الماضيه بسبب كثرة العمل.
بعد قليل خرجت همس من الحمام وذهبت الى المطبخ،تبسمت وهى ترى سفره صغيره موضوع عليها بعض الاطباق،تبسم كارم لها،قام بشـ.ـد مقعد للخلف قائلاً:
سيدتى.
تبسمت همس وجلست على المقعد،جلس كارم هو الآخر،قائلاً:عاوزك تنسفى الفطور ده كله،شكلك خاسه ومجهده،أكيد من كترة الشغل الفتره اللى فاتت.
تبسمت همس:فعلاً أنا حاسه إنى مجهدة، الست صاحبة المشغل بعد ما شافت هدوم إبن سلسبيل بعد ما خلصتها عقلها طار،وطلبت منى أعملها زيها،مخصوص لمرات إبنها الحامل،بس مرات ابنها حامل فى بـ.ـنت وكمان غيرت التصاميم،هانت قربت أخلصها،وهاخد مبلغ محترم.
كان كارم سيقول لها  بتمنى،ليت قريباً تفعل مثل تلك الملابس الصغيره،لطفل يجمعهما لكن هنالك شئ غريب جعله يصمت،لكن فى نفس اللحظه،رن هاتفه برساله،
فتح الهاتف وتبسم.
نظرت همس لبسمته قائله:فيها أيه الرساله خلاك تبتسم كده.
وضع كارم الهاتف بوجه همس،التى تبسمت هى الاخرى قائله:
صورة إبن سلسبيل.
ضحك كارم قائلاً:أكيد بابا صوره سرقه من وراء جدتى.
أخذت همس الهاتف من يد كارم مبتسمه تتمعن فى الصوره قائله:  فيه شبه كبير  من عمو النبوى، البت سلسبيل طول عمرها كانت بتتمنى تتجوز  واحد زى عمو النبوى. 
تبسم  كارم  وقال: وأهى أتجوزت واحد من ولاد عمو النبوى وخلفت منه ولد شبه عمو النبوى. 
ضحكت همس وقالت: غريبه فعلاً، تعرف سلسبيل كنت أوقات بحس إنها بتحب  قماح، بس مش بتظهر ده، بس قماح غبى بجوازه من هند عليها. 
رد كارم: فعلاً  غبى، بس بابا قالى إنه نـ.ـد.م. 
ردت همس: وطالما نـ.ـد.مان ليه مستمر فى جوازه من هند...إستمرار جوازه من هند هيزيد الفجوه بينه وبين سلسبيل، يبقى غلطان  لو فكر إنها هتطلب منه يطـ.ـلقها، سلسبيل أختى وعارفاها هتفكر إنها لو طلبت من قماح  يطـ.ـلق  هند أنها بتخيره، وسلسبيل مبتحبش تحط نفسها فى أى إختيار يقلل من كرامتها. 
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب 
بشقة رباح. 
تحدثت  هند بسخريه وغِل وحقد دفين:
طبعاً إبن سلسبيل وقماح،لازمن يتعمل له إحتفاليه كبيره،طبعاً ما هما ولاد العراب،
رسمت هند دmعه كاذبه وأكملت حديثها:كان نفسى أكمل حملى،يمكن  إبنى ولا بـ.ـنتى كان زمانى فرحانه...بس تفتكر أنهم كانوا هيفرحوا بيه زى ما هما فرحانين كده،بإبن سلسبيل.
إقترب رباح من زهرت وضمها:ده نصيب يا حبيبتي واللى يهمنى هو إنتى،تبقى معايا،وربنا يرزقنا بطفل،لأ بـ.ـنت حلوه زى مامتها.
تدللت زهرت وهى تلف يديها حول عنقه مثل الحيه قائله:لأ نفسى فى ولد ويكون شبهك،بس من دلوقتي لازم نفكر نأمن مستقبلنا،أنا حاسه إن بعد ولادة سلسبيل،كل حاجه فى الدار هتتغير،مش شايف عمايلهم ولا هدياهم الفخمه لـ سلسبيل كآنها الوحيده اللى خلفت،طبعاً مش جابت الوريث...رباح إحنا لازم نأمن مستقبلنا.
نظر لها قائلاً بإستفسار:قصدك أيه؟
ردت زهرت:متأكده إن قريب جداً خالى النبوى،هيرجع إمضة قماح من تانى،على أرصدة البنك...طبعاً ومش بعيد يكون عملها نقوط،للبيه الصغير اللى سحب عقل كل اللى فى الدار.
تنبه رباح لقولها قائلاً:قصدك أيه معتقدش بابا يعمل كده.
ردت زهرت بوسوسه:مش عاوز تصدقنى إنت حر.
قالت هذا وإبتعدت بجسدها من بين يديه،بتلاعُب جيد منها...جعلهُ يذهب خلفها.
قائلاً:مش يمكن يرجع توقيعنا إحنا التلاته.
ردت زهرت تنفخ فى أذنيه لهب الحقد   :لأ هو إبن الأغريقيه له عنده معزه خاصه،حبيبي أنا عاوزه مصلحتك،وقلبى عليك وبراحتك خليك على عماك،لحد ما تلاقى قماح بقى هو الكل فى الكل وأنت تابع له،زى محمد كده.
رد رباح:مستحيل  ،أبقى تابع لابن الأغريقيه،قوليلى أعمل أيه؟
ردت زهرت  بخباثه: بسيطه، مش خالى جمد إمضتك على صرف الشيكات، أكيد العملاء اللى بتتعامل معاهم هما كمان بيتعاملوا بشيكات، والشيكات دى بتبقى بإسمك طبعاً. 
رد رباح بعدm فهم: أيوا بتبقى بأسمى، بس بعمل لها تظهير لموظف فى الحسابات  وهو بيصرفها ويضيفها لحسابنا فى البنك. 
ردت زهرت: يبقى بلاش بعد كده تظهرها للموظف ده وتصرفها إنت بنفسك من البنك.
رد رباح متعجبًا:قصدك....
قاطعته زهرت قائله:أيوا زى ما فهمت،الشيكات دى حقك،إنت اللى بتشتغل فى الشون بين العمال فى البضايع،إنما قماح،قاعد على مكتب مُكيف فى المقر،وفى الآخر مرتبك نفس مرتبه،على الأقل هو عنده إتنين نسوان أغنى من بعض،إنما أنا أنت عارف إنى مملكش حاجه،بعد كده الشيك اللى تصرفه،تحول مبلغه لحسابك الخاص فى البنك.
تفاجئ رباح بقولها ذالك صراحةً،وقال:بس ده يبقى سرقه.
إقتربت زهرت من رباح ووضعت يدها على أزرار قميصه تبُخ سُمها بعقلهُ:
دى مش سرقه ده حقك،وحق ولادنا فى المستقبل ولا عاوز ولادنا يبقوا ضل لولاد قماح،ويرضوا بالفتافيت اللى بتترمى لهم.
عقل رباح حديث زهرت الخبيث فى عقله وصدق على قولها قائلاً:
مستحيل طبعاً أوافق على كده.
تبسمت زهرت مثل الحيه التى إستسلمت فريستها دون مقاومه كبيره.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مظاهر سبوع حفيد آل العراب،مميزه،سواء عند الرجـ.ـال،
او فى داخل الدار نفسها 
كان هنالك سيدات يمرحن ويهنين بالمولود صاحب الحظ السعيد.
وهنالك الحاقدين أيضًا
وقفت عطيات بأحد أركان المكان وجوارها زهرت 
تحدثت قائله بهمس لها:
شايفه،ياريتك سمعتى حديتى من الأول،يمكن كنتى سبجتيها وولدك خد الخير ده كله،شايفه العقربه هدايه،جاعده كيف ومستربعه وواخده الواد على حجرها،ومداريه وشه..كانها خايفه حد يلمحه ليحسدهُ.
تهكمت زهرت قائله بحقد:شايفه العقربه،بس تفتكرى حتى لو أنا اللى كنت خلفت قبل سلسبيل كانت هتعامل اللى هخلفه كده،وليه عقربه وحيزبون وبوشين.
ردت عطيات:هى فعلاً كده،تبان إنها بتعمل خير وهى رايده من وراه سُلطه،بس ياريتك كنتى خلفتى قبل المحروقه سلسبيل،أهو كنتى حفظتى مكانك إهنه.
ردت زهرت:عمتى خلفت تلات ولاد حفظت مكانها،أهو شايفه اللى خلفت البنات هى اللى النهارده كأنها نسيت بـ.ـنتها ومـ.ـو.تتها كافره غير بخطيه.
ردت عطيات:عمتك يتفات من وشها بلاد، بالك لو بيدى كنت طردتها من دارى، بس هجول أيه عاد قدرى ياما غُلبت فى أبوكِ يشترى نصيبها من البيت كانى كنت حاسه أنه ده هيحصل، بلا ميجوزش عليه غير الرحمه، وأنتى إدعى ربنا تحبلى قريب، بجالك فتره من يوم ما بطلتى أخد الخبوب ومحبلتيش ليكون الحبوب  دى سببت ليكى ضرر، لازمن تشاورى دكتوره قريب.
ردت زهرت:لأ متخافيش انا أستشارت دكتوره وقالتلى مفيش مشكله بس هو الوقت وأكيد هحمل قريب،والله أعلم مش يمكن أكون حامل،ولسه مظهرش الاعراض عليا.
ردت عطيات بأمل:ياريت،وبكفايه حديت عاد لحد يتسمع علينا خلينا نقرب من العقربه وإرسمى بسمه على وشك.
.....
ليلاً بعد إنتهاء مظاهر السبوع.
صعدت سلسبيل بذالك الصغير الى شقتها ودخلت الى غرفة النوم الخاصه بها،وضعت الصغير على الفراش 
ونامت على جانبها تنظر له بحنان مُبتسمه... إنتبهت لدخول  قماح  هو الآخر الى الغرفه. 
تبسم قائلاً: أخيراً  اليوم خلص كان يوم مُهلك. 
ردت سلسبيل: فعلاً  كان مُلك بس كان لذيذ،ضحكت قائله: 
إنت مشوفتش جدتى طول الوقت كانت قاعده بـ ناصر 
فى حجرها ومغطيه وشه، لأ وهو زى ما يكون كان مبسوط وساكت. 
تبسم قماح ونام بجانبه هو الآخر على الفراش قائلاً: 
واضح إنه بيحس معاها بالحنان، ماما وأنا صغير كانت بتقولى إنى لما كنت بغلبها كانت جدتى  تاخدنى فى حـ.ـضـ.ـنها كنت بنام.
أنهى قماح قوله بقبله على يد صغيرهُ. 
تبسمت سلسبيل  ، قائله: بيتاوب شكله عاوز ينام. 
تبسم  قماح وأخرج علبه صغيره من جيب بنطاله  فتحها قائلاً: 
السلسله دى كانت لـ ماما كانت دايماً بتلبسها وبتتفائل بيها . 
نظرت سلسبيل   وأخذت السلسله من يد قماح ووضعتها حول عنق الصغير. 
ـــــــــــــــــــــــ
مرت الأيام 
بعد مرور أربعين يوم تقريباً.
ظهرًا
بأحد الشونات التابعه للـ العراب 
كان رباح يجلس مع أحد العملاء ومعه أحد موظفين الحسابات 
إنتهى رباح من معاملات ذالك العميل،الذى حرر له شيك بالمبلغ المطلوب منه،ثم خرج العميل 
تحدث  الموظف قائلاً: حضرتك  هاخد الشيك بكره الصبح  أصرفه من البنك وأحوله للحساب الخاص بالمجموعه وأجيب لحضرتك إيصال الإيداع. 
نظر رباح ليد الموظف الممدوده، فكر بحديث زهرت السابق له، بعد أن كاد يُعطى الشيك للموظف، قام بتطبيقه ووضعه بجيبه قائلاً: لأ أنا بكره عندى مشوار مهم للبنك هصرف انا الشيك وهحوله لحساب المجموعه، دلوقتي روح إنت شوف شغلك، إمتثل الموظف رغم تعجبه فهذا أول مره يفعل رباح ذالك،لكن هو بالنهايه موظف،ليس المسؤول الرئيسي عن تلك الشونه. 
...،ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ دبى
ليلاً 
نظرت همس لذالك الاختبـ.ـار الذى بيدها يؤكد أنها حامل كما توقعت قبل ذالك، لكن كانت تخشى التأكد من ذالك، لكن بسبب تكرار ذالك الدوار إضطرت لإجراء ذالك  الأختبـ.ـار، بداخلها خـ.ـو.ف لا تعرف سببه، تذكرت أنها فعلت ذالك الاختبـ.ـار سابقاً  وما حدث وقتها نهايةً بكذبة مـ.ـو.تها. 
أجل مـ.ـو.تها كذبه، فكر عقلها بحملها  هذا لابد أنه سيأتى يوم وتعود لدار العراب، وقتها بالتأكيد سيعلموا أنها مازالت تعيش، ماذا سيكون  رد فعلهم. 
لا تعلم لا تتوقع  شئ، لكن كل ما تريده الآن فقط هو معرفة رد فعل كارم حين يعلم بحملها. 
لم تنتظر كثيراً  
ها هو كارم دخل الى غرفة النوم متعجبًا، ونظر نحو جلوس همس على الفراش وذالك الشئ الذى بيدها، أقترب من الفراش وجلس جوارها قائلاً بلهفه: 
همس بنادى عليكى ليه مش بتردى خضيتنى عليكى، أنا من وقت ما رجعت للمطعم بعد الغدا وانا مشغول عليكى  بسبب الدوخه اللى بقت بتجيلك كتير دى،ورجعت بدرى عشان كده، من بكره هنروح أى مستشفى وتعملى فحص طبى. 
لم ترد همس عليه، لكن فتحت يدها، ومدتها له بذالك الأختبـ.ـار. 
أخذ كارم الأختبـ.ـار من يدها بإستفسار قائلاً: 
ده أيه؟ 
ردت همس  بخفوت: إختبـ.ـار حمل. 
ظن كارم أنه لم يسمع جيداً، وقال: قولتى إختبـ.ـار أيه؟ 
إبتلعت همس حلقها وقالت بتأكيد: إختبـ.ـار حمل. 
نظر كارم لها بلهفه وقال: طب ونتيجته أيه؟ 
بنفس الخفوت السابق ردت همس: نتيجته إيجابية. 
هذه المره سمع كارم  جوابها، وفجأه وقف قائلاً: قصدك أيه، يعنى أنتى  حامل. 
أمائت همس برأسها وهى تنظر لوقوف كارم... تترقب رد فعله... التى لا تتوقعه. 
مشاعر مختلطه، يشعر بها كارم، لكن أقوى شعور هو  الفرحه الشـ.ـديده،جذب كارم همس الجالسه وقام بحـ.ـضـ.ـنها قويًا بين يديه قائلاً:
من دلوقتي ممنوع تجهدى نفسك،أنا عاوز بنوته حلوه زيك كده.
تمسكت همس بـ كارم وحـ.ـضـ.ـنته بقوه غير قادره على الحديث،تشعر بلخبطه وخـ.ـو.ف،مزوجين مع شعور بالسعاده من رد فعل كارم السعيد بحملها،كيف فكر عقلها أن يكون لـ كارم رد فعل آخر غير هذا،فهو أحتوى وتفهم ألمها منذ البدايه. 
......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب 
بشقة سلسبيل 
خرجت من سلسبيل من الحمام تحمل ذالك الصغير المشاغب الملفوف بمنشفه 
وضعته على الفراش تضحك قائله: 
بتعيط ليه دلوقتى 
ها
ناصر بيه العراب الصغير بيحب المايه ومش عاوز يطلع منها، لأ يا حلو لو فضلت فى المايه أكتر من كده هتبوش 
يلا دلوقتي  أحنا إستحمينا نلبس بقى هدومنا وبعدها تخليك ذوق كده وتنام وتسيبنى أنام أنا كمان. 
هدأ بكاء الصغير وتبسم وهى تداعبه بيديها
تبسمت وهى تقوم بتنشيف جسده، ثم تركته على الفراش قائله: هجيبلك غيار خفيف،وكمان ليا ماهو مش معقول هفضل بالفوطه كده. 
ذهبت الى دولاب الملابس 
اخرجت بعض الملابس لها ولصغيرها... 
لم تنتبه لدخول قماح الى الغرفه، الأ حين إستدارت بالملابس فى يدها 
للحظه إنخضت، لكن شعرت بالخجل حين نظر قماح لها وتبسم 
إرتبكت من نظراته لها وهى أمامه بتلك المنشفه القصيره لحدً ما تُظهر  بعض من مفاتنها. 
بينما تبسم قماح مفتون بها وهى بهذا الشكل المُغرى. 
بتلقائيه وضعت بعض من تلك الملابس التى بيدها على كتفيها، وذهبت الى صغيرها وقامت بتلبيسبه بعض الملابس... 
شعرت بالتـ.ـو.تر حين إقترب قماح من الصغير وبدأ فى مداعبته، الى أن إنتهت من تلبيسهُ ثياب خفيفه. 
هـ.ـر.بت من ذالك التـ.ـو.تر قائله: 
نسيت حاجه فى الحمام هروح  أجيبها.
لم تنتظر وفرت هاربه من أمامه  
حتى أنها لم ترى بسمة قماح بإمأه وهو يحمل الصغير من على الفراش، وهو يعلم أن سلسبيل تتهرب من نظرات عيناه لها. 
تنهد بشوق وهو يُقبل وجنة صغيره وقال له: 
مامتك شكلها هتفضل تخجل منى طول العمر تعرف إنى بعشقها وبعشق خجلها ده بس هى عنيده بزياده. 
خرجت سلسبيل بعد قليل من الحمام ترتدى منامه ناعمه،بنصف كُم.
تحدث قماح لـ الصغير: بتعيط ليه دلوقتي  كنت ساكت من شويه، ولا حسيت بـ ماما وعاوز تروح لها قول كده من غير ما تعيط. 
تبسمت سلسبيل  وهى تأخذ الصغير من قماح.. 
تبسم قماح لذالك الصغير الذى مازال يبكى رغم أن سلسبيل تحملهُ وقال بتعجب:إنت مع ماما ليه بتبكى دلوقتي بقى.
ردت سلسبيل:أكيد جعان.
تبسم قماح وقال:يعنى هو بيبكى عشان كده بقى،طب رضعيه.
شعرت سلسبيل بالخزو.
تبسم قماح وهو يرى الخزو على وجه سلسبيل،فقال:
هروح أغير هدومى.
أمائت سلسبيل رأسها له.
صعدت سلسبيل بالصغير  على الفراش قائله:ترضع وتنام وبلاش تغلبنى...وتفضل صاحى للصبح زى كل ليله.
تبسم الصغير الذى كان يبكى حين رفقته لصدرها،يلتهم من حنانها ما يُشبعهُ،فى ذالك الوقت عاد قماح للغرفه ونظر لهما الأثنان ثم أقترب وصعد الى الفراش،خجلت سلسبيل للحظات،
لكن قال قماح:ده بينعس.
تبسمت سلسبيل قائله:كويس،ده غاوى سهر.
تبسم قماح ومد يدهُ على يُمسد على  شعر الصغير قائلاً:شعره زى شعرك يا سلسبيل.
ردت سلسبيل:لأ زى شعرك يا قماح ونفس اللون كمان...
قماح أنا أتفقت مع بابا،إنى أرجع أشتغل فى المقر تانى من أول الأسبوع الجاى.
نظر قماح لها قائلاً:طب وناصر مين اللى هيرعاه ده بيبى لسه مكملش شهر ونص.
ردت سلسبيل:متقلقش جدتى وماما هيراعوه فى غيابى
اللى مش هيحس بيه بسببهم، لأنه بيرتاح معاهم أكتر منى. 
فكر قماح فى الرفض، وكاد يتحدث برفض لكن سلسبيل  قالت بحسم: 
انا هعرف أوفق بين مسؤليتى كأم وبين شغلى فى المقر. 
تحدث قماح بمفاجأه: ومسؤليتك كزوجه فين؟ وأنا كزوج مش موافق إنك.... 
لم يسترسل قماح  حديثه حين قاطعته سلسبيل  قائله: 
سبق وقولت يوم جوازك بـ هند أن جوازنا  قائم عالورق فقط...مسؤليتى كزوجه سقطت بإختيارك يا قماح. 
بدأ الوقت يمضى 
بعد مرور شهرين تقريباً 
بعد منتصف الليل 
بشقة هند
النوم جافى عيون هند 
نيران الحقد تشتعل بقلبها، هى مهمشه فى حياة قماح لا وجود لها،  حتى  إن كان قماح يبيت أحياناً  معها بالشقه فهو يبقى بالغرفه الأخرى بعيد عنها، لكن رغم يقينها أن قماح بأى لحظه قد يُنهى زواجهُ الصورى منها لكن لامانع من محاوله حتى لو فاشله لن تخسر أكثر مما خسرت سابقًا والآن عليها ركن كرامتها جانبًا. 
فتحت باب غرفة قماح، رأتهُ غارق بالنوم ، كما تريد  تلاعب الشيطان برأسها هذه فرصتها، ربما تنال وقت لطيف مع قماح الليله ربما هذه الليله تتبدل معاملتهُ معها
وتأخذ حياتهم شكلها الطبيعى كزوج وزوجه...لمعت عينيها برغبه وهى تنظر الى قماح النائم شبه عارى فقط بسروال على خصره،لم تلمع عينيها فقط،بل زاد خفقان قلبها،هى عاشقه له وهذا ما جعلها تتحمل تهميشه لها الفتره الماضيه كل ما تريدهُ بالحياه أن تعيش بقُربه،لا يهمها إن كان قلبهُ وعقله مع أخرى تستحوز عليه بهجرها له،وبذالك الصغير الذى أنجبته  تجعله يلهث خلفها.
إقتربت من الفراش وصعدت عليه،وضعت يديها على ظهر قماح النائم على بطنه،تسير بها صعودًا وهبوطً بحركات تتفننها، فى زواجهما السابق كان لها أثر على قماح،وكان يسقط ببراثنها أو ربما كان يستجيب بإرادتهُ. 
بينما قماح شعر بيديها التى تسير على ظهره للحظات غرق بذالك الحلم الذى يراودهُ أن سلسبيل آتت إليه وهى من تُمسد بيديها على ظهره
إستدار نائمًا على ظهره ومازال مُغمض العينين لا يريد فتحهما ويعلم ان كل ما يشعر به ليس سوى حلم ،إستسلم لحظات لذالك الحلم الذى يتمناه،قُبلات هند المشتاقه 
شعر بيديها تسير على صدرهُ بتودد وحميميه،بين الغفوه والصحوه يتحدث عقله،تلك لمسات وقُبلات  حقيقيه،لكن عقله على يقين أنها ليست لمسات ولا قُبلات سلسبيل...
بدأ يعود للواقع ويترك ذالك الحلم وفتح عيناه،كما توقع 
تفاجئ بنصف جسد هند فوق جسده،تتود له بحميميه تعتقد أنه بدأ يتجاوب معها،لكن فجأه
أمسك بإحدى يديها،وإبتعد براسهُ عن شفاها هامسًا:
هند.
همست هند بآنين مُشتاق:قماح أنا بحبك خلينا نرجع زى قبل ما نطلق...أنا متأكده إنك بتحبنى سلسبيل وهم إنت عايش فيه،هى بتتلاعب بمشاعرك،عشان تجرى وراها.
ربما ما كان عليها ذكر سلسبيل، لكن أخطأت كالعاده حين تذكر سلسبيل بالوقت الخطأ،نفر قماح منها وأبعدها عنه للخلف،ونهض من على الفراش.
شعرت هند  بحسره كبيره فى قلبها وإزداد غلولها،من سلسبيل،وتدmعت عينيها تحاول أن تنال رضاء قماح... نزلت من على الفراش وأقتربت من مكان قماح، حاولت حـ.ـضـ.ـنه. 
قائله بتوسل:قماح أنا بحبك،حبيتك من أول مره شوفتك فيها عند بابا فى الشونه بتاعته،وبعدها فرحت لما النصيب جمعنا،وكنت بمـ.ـو.ت بعد ما طلقتنى كان عندى دايماً أمل أنك هترجعنى،وربنا حققلى أملى،قماح أنت رجعتنى لعصمتك عشان بتحبنى،سلسبيل عمرها ما هتحبك دى بتستلذ بهجرها لها،بتحاول دايماً تسيطر على عقلك،لكن قلبك عارف مين حبيبه،حبيبة قلبك هى أنا يا قماح بدليل إنك رجعتنى تانى لذمتك،أنا متأكده لو سلسبيل مكنتش حامل منك يمكن كنت طلقتها،قماح أنا معنديش مانع سلسبيل تفضل على ذمتك عشان إبنك،أنا لما أستسلمت  لطـ.ـلا.قنا،وقتها علشان كنت بتعالج عشان أخلف،بس الدكتور قالى إن علاجى صعب،بس مفيش حاجه مستحيله العلم كل ثانيه بيتقدm،وحتى لو مخلفتش عندك إبنك من سلسبيل.
تعجب قماح من هُراء هند،أجل هُراء،أى حب يحبه لها،حبيبة قلبه الوحيده هى سلسبيل من يشعر بنبضات قلبه وهى جواره أخطأ بحقها كثيراً أصبح يعلم ذالك،حين أقترب منها خسرها بغطرستة وغباؤه،أجل غباؤه،أين كان عقله حين كان يتعمد أذيتها سواء بالفعل أو القول بدل أن يحتويها كان يُجافيها، ليجنى الهجر بعد ذالك أمامه وبعيده عنه بإرادتها لولا ذالك الطفل الذى مازال يجمعهما لكانت أنهت كل ما يربطها به ولم يكن ليمنعها فرد من العائله.
عاد قماح للخلف خطوه بعيد عن هند قائلاً:هند بلاش تعيشى نفسك فى وهم أنتى متأكده أنه مش صحيح،أنا فعلاً بحب سلسبيل من قبل ما أتجوز المره الاولانيه حاولت أدفن حبها وأعيش مع غيرها مقدرتش،هند صدقيني أنا غلطت فى حقها من البدايه رجوعنا كان غلط منى فى لحظة غضب كان تسرع منى   ،هند أنا مش عاوز أزود فى جـ.ـر.حك إنتى كمان،بعترف إنى غلطت فى حقك لما رجعتك لذمتى تاني،هند اللى رابطنى بـ سلسبيل مش إبننا ولا إنها بـ.ـنت عمى،أنا بحب سلسبيل هى كمان  ومن زمان، أنا غلطت فى حقها كتير،هند إحنا لازم ننفصل ودلوقتي.
صدmه بل صاعقه فى قلبها قــ,تــلتها،عقلها لا يستوعب،قماح أكد حبهُ 
لـ سلسبيل مرتين بهذا الحديث،سالت دmـ.ـو.ع هند لو تذللت الآن لقماح لن يمنعه ذالك من التراجع عن الطـ.ـلا.ق بل قد يُصر عليه أكثر.
تحدثت بدmـ.ـو.ع خادعه ورسمت الأستصعاب بجداره:بس إنت لو طلقتنى هروح فين بابا غضبان عليا من يوم ما رجعتنى لذمتك تانى،هاجمنى إزاى إن أعمل كده من وراه،حتى لما كان مريـ.ـض وكنت بزوره كان بيرفض يقابلنى وماما ونائل حاولوا يحننوا قلبه عليا بس إنت عارف قسوته،حتى رفض إنى أرجع أشتغل معاه فى الشونه من تانى،حتى رصيدى فى البنك سحبه بالتوكيل اللى ما بيننا،أرجوك يا قماح بلاش تطلقني قبل ما أقدر أدبر حالى،أكيد مترضاش أنى أعيش فى الأوتيلات الرخيصه.
فكر قماح وسقط فى خداع هند،هو بالنهايه مُخطئ فى تلك الزيجه مثلها وأخطأ فى حق هند ولديه مسؤليه إتجاهها الآن،حديثها بالفعل صحيح...
تنهد قماح قائلاً:
تمام يا هند متقلقيش،اكيد ميرضنيش إنك تعيشى فى الأوتيلات،هحاول أتكلم مع باباكى وأقنعه بموضوع طـ.ـلا.قنا،ولو فضل معاند أوعدك أأمنلكِ شقه فى  مكان كويس تعيشى فيها،وشغل يناسبك.
تنهدت هند بدmـ.ـو.ع ليست خادعه،بل دmـ.ـو.ع حسره،ما بها سلسبيل حتى يُحبها قماح كل هذا الحب،لماذا لم يبادلها يومً نصف  هذا الحب،لكن غريب هو الحب لا قوانين له.
أمائت هند برأسها ولم تستطيع الوقوف على ساقيها،ذهبت الى الفراش وجلست عليه تستشعر خيبة أملها فى قضاء ليله تنعم بها بين حـ.ـضـ.ـن قماح.
قماح الواقف أمامها لم يهتم لضعفها بل زاد من من جحيم قلبها حين قال:أنا النوم راح من عينى، وكان عندى شوية ملفات عالابتوب بتاعى عاوزه مراجعه،والابتوب فوق فى شقة سلسبيل.تصبحى على خير.
قال قماح هذا وأخذ قميص له يرتديه فوق البنطال وتركها تجلس على الفراش بركان حقد يشتعل بقلبها،قماح لم يصعد لشقة سلسبيل من أجل العمل بل من أجلها هى،سلسبيل هى العائق بينها وبين قماح لو إختفت قماح سيبقى لها،هكذا صور لها عقلها اليآِس.
بينما بشقة سلسبيل قبل قليل
إستيقظت سلسبيل على صوت بكاء صغيرها النائم جوارها
فتحت عينيها قائله بنعاس:قولى أنت بتنام زى البشر الطبعين ليه،أنا يادوب لسه هنعس.
إزداد الصغير فى البكاء.
نهضت سلسبيل جالسه على الفراش وجذبت الصغير وحملته قائله:ناصر بيه يدلع براحته ويزعج زى ما هو عاوز،طبعاً مش دلوع الحجه هدايه.
هدأ الصغير قليلاً.
تبسمت له بحنان قائله:إسم الحجه هدايه هو طلسم السكوت بتاعك،عالعموم ترضع وزى الشاطر كده تنام تانى،وتسيبنى أنا كمان أنام والله أنا بشتغل ولازم أكون فايقه،عشان لو غلطت فى الحسابات جدك ناصر والنبوى ممكن يخصموا من مرتبى ويسحبوا العرببه من تحت إيدى،وأتبهدل فى المواصلات. 
تبسمت لصغيرها الذى إلتقم صدرها
بينما قماح صعد الى الشقه، تعجب حين سمع صوت سلسبيل، ذهب الى الغرفه،كان الباب مفتوح
دخل مباشرةً،تبسم وهو يرى سلسبيل تتحدث مع الصغير دخل يقول:
واضح إن ناصر غاوى سهر.
تبسمت سلسبيل له قائله:لأ غاوى تعب ليا مع ماما وجدتى طول اليوم مش بيتعبهم،لكن معايا مش بس غاوى سهر،لأ كمان عاوزنى أشيله وهو نايم ،بس ده كله بسبب دلع جدتى له طول ما هو معاها شيلاه على رجلها حتى وهو نايم ،إنما لو سابته ينام عالسرير هيتعود،ماما بتقولى كده.
تبسم قماح وأقترب من الفراش وجلس لجوارها،ينظر الى ذالك المشاغب الصغير،الذى شبع  يبدوا أنه للتو إستيقظ ويريد اللعب غير عابئ بتعب غيره.
مد قماح يديه يأخذه من سلسبيل قبل وجنتيه قائلاً:
إحنا بعد نص الليل مش ناوى تتعطف وتتلطف وتنام.
يبدوا أن الصغير لا يعجبه حديث قماح ويُصر على اللعب،قام بهبش وجه قماح بيديه الصغيره،تركت أظافره الرقيقه أثر ربما لا يُرى بالعين لكن ترك مكانه آلم طفيف.
تبسم قماح ويمسك يدي الصغير يتمعن فى أظافرهُ قائلاً:دى ضوافر ولا مخالب.
ببسمه ردت سلسبيل:دى ضوافر ناعمه بس زى  المخالب بتسيب مكانها ألم.
ظل قماح وسلسبيل لوقت يمرحان مع ذالك الصغير،الى أن تثائب هو وأراد النوم،وضعاه بينهم على الفراش فى المنتصف وغفيا جوارهُ... نسيا الإثنان خلافتهما قليلاً مستمتعان بلحظات عائليه.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوم 
بمنزل سميحه 
جلس محمد مع نظيم يستشيره ببعض أمور زفافه هو وسميحه التى دخلت عليهما بصنية صغيره وضعتها على طاوله بالغرفه قائله: 
لا أنا مش عاوزه الحنه تبقى فى قاعه كبيره،أنا عاوزاها هنا عالسطوح زى بقية بنات البلد،القاعه بتبقى كده تكتيفه وتدخل ناس منعرفهاش هنا الحنه وسط حبايبنا واهلنا.
تبسم نظيم بتوافق قائلاً:فعلا كنت لسه هقول كده،الحنه هنا فى البيت تبقى عالضيق لحبايبنا،إنما الزفاف هو اللى يبقى فى القاعه زى ما قولت.
فكر محمد قائلاً:تمام أنا بس كنت بقترح القاعه عشان تساع المعازيم  اللى هتيجى للحنه.
ردت سميحه:معازيم مين أنتى ناوى تعزم بنى سويف كلها عالحنه ولا أيه،إحنا نعزم أهلنا وحبايبنا القريبين مننا،والباقى يجوا القاعه يتعشوا  فى بوفيه الزفاف.
ضحك محمد ونظيم الأثنان معاً
بينما نظرت لهم سميحه بتهكم قائله:هو أنتم مفكرين المعازيم بيروحوا القاعات دى عشان  يتفرجوا عالعرايس والعرسان لأ عشان البوفيه.
ضحك محمد قائلاً:ما علينا خلينا نتكلم عن كتب الكتاب،أنا اتفقت مع المأذون نكتب الكتاب ليلة الحنه... وده كان سبب لأقتراح الحنه فى القاعه، بس طالما سميحه  عاوزه كده هى حره. 
رد نظيم: البيت مش ضيق أطمن نكتب الكتاب هنا فى الشقه،والحنه والمعازيم عالسطح زى ما سميحه عاوزه.
تبسم محمد وقال:تمام،نتكلم فى الشبكه والمهر والمؤخر وقايمة العفش.
رد نظيم:بص يا محمد،أنا يوم ما طلبت أيد سميحه وسألت عنك،عرفت إنك إبن ناس لهم سمعه طيبه وافقت عشان كده مش عشان غنى،المهر والمؤخر وقايمة العفش مش هما اللى هيجبروك تحترم أختى وتعاملها بما يرضى الله،إنما الشبكه مقدرش أتكلم فيها دى تقدير منك ليها وأهى عندك،أتفق معاها،وأن كان عليا هقولك شبكة الخطوبه تكفى وتوفى.
نظر محمد لـ سميحه رأى بعينيها أقتناع بحديث نظيم،حتى أنها أمائت رأسها بموافقه على قول نظيم.
تبسم محمد قائلاً:تمام الحنه وكتب الكتاب زى ما حددت مع المأذون بعد أسبوع من النهارده.
......ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع 
كانت حنه مميزه بطابع شعبى بسيط فوق سطح منزل سميحه.
كانت النساء فوق سطح المنزل تغنى الاغانى الشعبيه والرقص البسيط،
كانت هند وزهرت تشعران بالضجر وتنظران بالدونيه لتلك المظاهر التى من نظرهم بيئه،بينما 
كانت هدى وسلسبيل تجلسان تشعران بفرح،ربما هذه أول مره يشاهدان تلك المظاهر البسيطه،رغم أن زواج سلسبيل كان يشبه تلك الحنه،لكن لم تكن تشعر بفرحه فى قلبها وقتها،لكن اليوم بداخل قلبها فرحه وإزدادت وهى ترى جلوس جدتها وعلى ساقيها تضع صغيرها تمسك يديه تجعله يُصفق،وهو منسجم وسعيد وعيناه تراقب ما حوله ينفض جسدهُ بسعاده كأنه يشاركهم ويفهم ما يحدث.
بينما هدى شعرت بالعطش فجأه نظرت حولها لا يوجد مياه،الموجود بعض أكواب الشربات وهى تريد مياه...
همست لـ سلسبيل:
أنا عطشانه قوى.
نظرت سلسبيل حولها هى الاخرى وردت عليها:
مفيش مايه هنا خديلك كوباية شربات تروى عطشك.
ردت هدى:لأ أنا عاوزه مايه،مش شربات هنزل لتحت اشرب وأرجع بسرعه.
تبسمت سلسبيل وهى تومئ برأسها لها،
نزلت هدى الى أسفل،وقفت أمام باب الشقه رغم أنه مفتوح لكن خجلت من الدخول ووقفت متردده،حتى أنها طرقت على الباب  قبل أن تحسم أمرها وتدخل الى الشقه،وقفت بالردهه،تنظر حولها بأى إتجاه هو المطبخ كى تذهب إليه وتستقى المياه.
فى ذالك الوقت خرج نظيم من إحدى الغرف بيده الهاتف يرن،حين رأى هدى شعر بسعاده فى قلبه فهى منذ إمتحانات نهايه العام لم يراها،أغلق رنين الهاتف وذهب الى مكان وقوفها قائلاً:أهلاً يا هدايه أعتقد دى أول مره تشرفى بيتنا البسيط المتواضع.
ردت هدى:فعلاً أول مره.
إبتسم نظيم قائلاً:بس الحنه فوق عالسطح مش هنا.
ردت هدى:عارفه أنا كنت معاهم بس حسيت بعطش ومفيش غير شربات،وأنا عاوزه مايه قولت أنزل أشرب واطلع تانى بس أنا مش عارفه فين المطبخ.
إبتسم نظيم قائلاً:ثوانى هجيب ليك مايه من المطبخ.
وقفت هدى تنتظر عودة نظيم،بعد لحظات بزجاجة مياه،واعطاها لها قائلاً:
على فكره مايه معدنيه.
نظرت له هدى قائله:وأنا كنت سألتك معدنيه ولا لأ،عادى المهم أن الإزازه مايتها نضيفه.. أنا هاخد الازازه وأطلع بيها للحنه من تانى.
كادت هدى ان تغادر،لكن بسرعه أمسك نظيم يدها  قائلاً:
هدايه ممكن دقيقه لو سمحتي. 
تضايقت هدى ونفضت يده عن يدها، وكادت تتهجم عليه لولا أنه أعتذر منها قائلاً بذوق: آسف بس كنت عاوزه اسالك فتحتى الملف. 
تقبلت هدى آسفه وكانت تناست ذالك الملف  قائله بسؤال:ملف أيه؟
رد نظيم:الملف اللى كان علابتوب بتاع أختك.
ردت هدى بتذكُر:آه تصدق أنا كنت نسيته إتشغلت فى ولادة سلسبيل وبعدها جت فترة إمتحاناتى وبعدها قولت أفصل شويه،بس أكيد هرجع أحاول فتحه ولو معرفتش هفيرس الجهاز.
تبسم نظيم قائلاً:لو أحتاجتى مساعدتك انا جاهز فى أى وقت...ردت هدى ببسمتها قائله:تمام لو حاجه وقفت قدامي هطلب مساعدتك.
قالت هدى هذا وغادرت،بينما تنهد نظيم بشوق ولم يرى ناصر الذى رأى وقوف هدى مع نظيم وإمساكه ليدها،وتبسم حين نفضت هدى يدهُ عنها،كذالك لاحظ بسمة هدى لـ نظيم بنهاية حديثها معه،لولا أن لديه خلفيه بأخلاق نظيم ربما كان له رد فعل آخر معه، وهو لديه ثقه كبيره فى هدى،يعلم انها لا تسمح بأى تجاوز فى التعامل معها.    
مرت ليلة الحنه بهدوء وسعاده رغم بساطتها 
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى
بـ دار العراب 
عصرًا 
دخلت فتحيه الى غرفة هدايه مبتسمه تقول:أنا رتبت 
هدوم سميحه فى الدولاب،وكمان حطيت لهم العشا فى المطبخ.
تبسمت هدايه قائله:ربنا يهدى سرهم ويفرح قلوبهم ببعض 
تبسمت فتحيه وقالت لـ هدايه:سميحه والله مش عشان بتى،بقول إكده،هى بس مهفوفه شويه فى عقلها وأنتى كبيرة الدار توعيها.
تبسمت هدايه قائله:سميحه زينة البـ.ـنته واطمنى يا فتحيه هى دخلت جلبى من يوم ما دخلت دارك عشان أخطبها 
لـ محمد،وهى بجت كونها بكون حفيداتى،ونفس المعزه كمان 
تبسمت فتحيه قائله:ده العشم من الحجه هدايه،مفتاح الشجه أهو.
ردت هدايه قائله:خليه معاكى،وإبجى إديه لـ سميحه أنتى مش هاتجى مع بنك من الجاعه لأهنه تانى،خلاص إبجى أديه لها،ده مفتاح شجتها وهى حره فيه.
تبسمت فتحه تهمس لنفسها:والله ما أعرف سميحه بتى عملت طيب مـ.ـيـ.ـتى عشان توقع فى ست زى هدايه،طيبه وحنينه،لو أخرة غيرها ربما كانت حسستها بالدونيه حين قالت لها أنها وضعت الطعام البسيط التى آتت به من منزلها للعروس،كانت قالت لها أن المنزل ملئ بالخيرات،لكن هدايه لم تُعقب على الأمر،حتى لا تُشعر فتحيه أنها اقل مستوى منهم...
حقًا كما يقولون  فى النسب يُلغى المقام  أصبح الأثنان بمقام بعضهما،لا هذا عالى ولا هذا دانى،العشره الطيبه هى  أعلى مقامً.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
نزلت سلسبيل بذالك الصغير ودخلت الى غرفة هدايه 
تبسمت هدايه تفتح ذراعيها قائله بمداعبه:
حبيب جلبى،إتوحشتك من الصبح جاعد فوق مع سلسبيل.
تبسمت سلسبيل قائله:كنا أنا وهدى بنجهز عشان الزفاف،حتى هدى سبقتنى مع بابا وراحت للقاعه،وأنا هروح بعربيتى،وهسيب ناصر مع حضرتك،يارب ميغلبكيش
حملت هدايه الصغير وقبلت خدهُ قائله:لاه أطمنى على ناصر إمعاى ده هيسلينى أنا ست كبيره وماليش فى القاعات بتاع الأفراح دى،ظهرى مـ.ـيـ.ـتحملش أجعد المده دى كلها،من غير ما أفرده عالسرير،وناصر هادى.
نظرت سلسبيل نحو ناصر وتبسمت بتهكم قائله:ناصر هادى،قصدك ناصر تانى غير اللى معاكى ده،ده بيسهرنى معاه لنص الليل وينام ساعه وعاوز يصحى يكمل سهر.
ضحكت هدايه وهى تقبل الصغير قائله:هو فى أهدى من ناصر،تلاقيكى إنتى اللى عاوزه تسهرى وبتتحججى 
بـ ناصر.
ضحك قماح الذى دخل الى الغرفه قائلاً:فعلاً كلام سلسبيل صحيح يا جدتى،ناصر شقى وكمان ضوافره محتاجه قص بيخربش،ببشـ.ـد شعر سلسبيل.
ضحكت هدايه قائله:أنتم هطلعوا للواد سُمعه مش زينه ولا أيه،ناصر ده ملاك إصغير.
ضحكت سلسبيل قائله:الوقت خلاص زمان محمد خد عروسته للقاعه،أنا أتأخرت بسبب ناصر.
تبسمت هدايه قائله:طالما قماح لسه هنا بلاش تاخدى عربيتك وروحى إمعاه بعربيته.
ردت سلسبيل:بس يمكن قماح هياخد حد تانى معاه،هروح بعربيتى.
رد قماح:لأ محدش هيبقى معايا،وبقول كفايه كده خلينا نروح سوا القاعه.
كانت سلسبيل ستعترض،لكن قالت هدايه:فعلاً الكل مشى من بدرى،يلا روحى مع قماح وأطمنى على ناصر متحمليش همهُ.
وافقت سلسبيل حديث هدايه قائله:انا مش بحمل هم ناصر هو ببحبك أكتر منى.
تبسمت هدايه قائله:وناصر الصغير له معزه تانيه غير الكل عندى،كفايه إنه بيحمل دm العراب من الجهتين،وبلاها حديت كتير،يلا طريج السلامه.
سارت سلسبيل جوار قماح وتركوا هدايه تنظر فى أثرهما تدعى لهما بنيل السعاده والهناء مع بعضهما،كما يستحقان.
.....
بعد قليل 
بقاعة الزفاف
كانت سميحه متألقه بردائها الأبيض تُشبه تلك احوريات التى تُذكر فى حواديت الخيال،كذالك محمد أحد الأمراء 
أشار بيدهُ نحو سلسبيل، التى صعدت الى منصة العُرس أعطته  تلك العلبه المخمليه وعادت تجلس مكانها.
بينما أخذ محمد تلك العلبه وقام بفتحها وإخراج ما بها من محتويات قيمه 
نظرت سميحه الى تلك المحتويات ثم نظرت الى محمد نظرة عدm رضا.
قام محمد بتلبيس سميحه طقم من الذهب الأبيض المرصع ببعض فصوص الألماس هامسًا فى أذنها:ده هديه  العريس للعروثه،يا ثموحتى،خلاص بقيتى مراتى.
همست له سميحه قائله بتهكم: مراتك،مراتك وجايبلى هديه فالصوا،وبتلبسهالى قدام المعازيم كمان طب إنكسف.
إنصعق محمد قائلاً: إنكسغ، وفالصوا
ده دهب أبيض وفيه بعض فصوص الالماظ.
تهكمت سميحه قائله:وماله الدهب الأصفر كان إشتكالك،وايه ده
عقد وإنسيال وخاتم،وحلق حتى ملبستوش بسبب الحجاب،مالها الغوايش والسلاسل،حتى كنت أمشى أسمع صوت رنهم فى بعض كده لم أهز أيدى وصدرى.
رسم محمد بسمة مكر قائلاً:طب ما تسيبك من الطقم الفالصوا ده و تقومى نهز شويه عالمسرح نفك الفرح ده أنا حاسس إنى رجليا وقفت من القاعده هنا.
ردت سميحه:ومين سمعك بس أنا مش بعرف أهز،قوم هز إنت،أنى مش بحب چلع البـ.ـنته الماسخ ده.
إنصعق محمد قائلاً:هى جدتى جت لهنا القاعه ولا أيه،ولا روح الحجه هدايه لبستك.
نظرت له سميحه بسخط قائله:لاه بس مش بيجولوا من رقص نقص.
همس محمد لنفسه قائلاً: لأ انا اللى لو جادلتك الليله هينقص عمري. 
ثم نظر لها وقال: فعلاً  يا روحى  أنا هصقف، بس يا ترى التصقيف مش مش نقص برضوا.
ردت سميحه:لاه عاد صقف أنا هصقف أنا كمان بس عارف لو لمحتك بتبص للغازيه هخلع عنيك.
رد محمد:حبيبتى أحنا فى قاعه محترمه مين اللى قالك إن فى غازيه هنا فى القاعه.
نظرت سميحه لـ محمد قائله:حتى الغازيه إستخسرتها فيا،زى ما قالتلى إستر الأغنيه بُخله،جايبلى دهب فالصوا ومفيش غازيه كمان.
نهض محمد قائلاً:ومفيش عريس كمان خليكى قاعده لوحدك فى الكوشه وأنا هرقص لوحدى.
نظرت له سميحه قائله:ناقص.
بالقاعه 
كان قماح يجلس بالمقابل لـ سلسبيل
كان يشعر بالغيره وهو يرى ذالك الغبى نائل الذى لا يعلم من الذى دعاه،لحضور الزفاف،إستغل نهوض سلسبيل حين ذهبت لمحمد ثم عادت وذهب للجلوس بمقعد خالى  جوارها،يحاول تجاذب الحديث معها،لكن هى لا تُعطيه إهتمام... مع ذالك يشعر بالضيق منه، ود خلع عيناه 
حاول التحكم فى نفسه لكن فلت الأمر، منه غـ.ـصـ.ـبًا
نهض من مكانه وذهب الى خلف سلسبيل  وإنحنى عليها هامسًا: قومى معايا نطلع عالمسرح نبـ.ـارك لـ محمد وسميحه. 
ردت سلسبيل: لسه  الفرح فى نصه، وأنا لسه جايه من عنده على المسرح. 
رد قماح: قومى معايا  يا سلسبيل.
ردت سلسبيل:لو عاوز تبـ.ـاركله روح لوحدك أو خد هند معاك.
مسك قماح عضد سلسبيل قائلاً:قومى معايا يا سلسبيل وبلاش إعتراض،ولا عاجبك زفت نائل.
نهضت سلسبيل مع قماح رغم غـ.ـيظها من طريقة حديثه.
لكن جذبها قماح من يدها ولم يذهبا الى منصة العرس كما قال...لها،بل تفاجئت به يسحبها الى السير معه الى خارج القاعه...ويذهب الى الإستقبال الخاص بذالك الفندق الملحقه به قاعة العُرس
وقبل أن تسأل وجدته يأخد كارت ذكى خاص بفتح غرفه بالفندق.
تعجبت سلسبيل وهى تسير جوار قماخ الى أن ذهبوا الى مصعد كهربائى بالفندق،نفضت يد قماح قائله:إنت واخدنى ورايح فين،الفرح لسه مخلصش،خلينا نرجع للقاعه من تانى.
رد قماح:سلسبيل بلاش فضايح وأمشى معايا،ولا عاجبك نظرات نائل وكنتى بتضحكى على أيه قاله ليكى.
ردت سلسبيل:أوعى لكلامك،نظرات نائل مالها نظرات عاديه،وانا ببتسم إحنا فى فرح مش عزا...ولا هو الضحك حُرم.
صمت قماح بتوعد.
بينما قالت سلسبيل:خلينا نرجع للقاعه تانى.
صمت قماح،الى أن توقف المصعد،جذب سلسبيل من يدها قائلاً:إحنا مش هنرجع للقاعه تانى.
قال قماح هذا وجذب سلسبيل للسير معه الى أن وضع ذالك الكارت الذى بمكانه المخصص بباب أحد الغرف،وفتحه قائلاً:إدخلى يا سلسبيل.
وقفت سلسبيل بعناد ولم تدخل.
جذبها قماح بقوه ودخلا الى الغرفه،ثم أغلق خلفه الباب.
إستدارت سلسبيل تقول بحده:
قولى جبتنا هنا ليه،ليه سيبنا قاعة الفرح.
لم يرد قماح،مما عصب سلسبيل،التى قالت:
تمام طالما مش عارف ترد يبقي خلينا نرجع للقاعه 
قالت سلسبيل هذا وحاولت التوجه ناحيه باب الغرفه،لكن قماح جذبها بقوه لتلتحم بصدره،شعر بنبضات قلبها العاليه،وشفاها التى كادت تتحدث لولا أن قام بالتقامها
بين شفتيه يُقبلها بعشق جارف
تفاجئت سلسبيل من تلك القبلات فى البدايه،لكن     
قماح جعلها تمتثل له لبعض الوقت، تشعر بشوق وتوق هى الأخرة لتلك القبلات، لكن جاء الى خيالها فجأه رؤيه هند تمسك سكين عليها قطرات دmاء 
أغمضت سلسبيل عينيها وشعرت برجفه فى قلبها، 
لكن نفضت عن رأسها و سُرعان 
ما فاقت سلسبيل من سطوة تلك القُبلات قائله بلهاث: 
إبعد عنى يا قماح، كفايه. 
لم تقول هذا فقط، بل قامت بدفعه بيديها كى ينهض عنها. 
أما هو مسلوب المشاعر كل ما يريده الآن هى... هى فقط يريد أن يتنفس أنفاسهُا مختلطه مع أنفاسه.
لكن سلسبيل دفعته بقوه 
رفع رأسه ونظر لـ سلسبيل  ، التى تحيد بنظرها عنه
لا تريد أن تتلاقى عينيها مع عيناه، تعلم أنها ستضعف وقتها وتُسلم له. 
رفع قماح جسده عن سلسبيل... نهضت مُسرعه تُلملم ليس فقط ثيابها،بل تُلملم شتات نفسها. 
تحدثت بجمود أجادته: مالوش لازمه نفضل فى الأوتيل خلينا نرجع لـ دار العراب. 
رد قماح ببرود: مش هنمشى من هنا قبل ما نتكلم مع بعض يا سلسبيل. 
تهكمت سلسبيل  قائله: نتكلم فى أيه، ومن أمتى كان بينا كلام، كل اللى كان بينا أومرك اللى كان لازم تتنفذ حتى من قبل ما أبقى مراتك 
أنا سمعتك وإنت بتقول لـ بابا بلاش سلسبيل  تدخل كلية الفنون الجميله فى أسوان، أسوان بعيده عننا وأكيد هتسكن هناك وهتبقى بعيده عن عنيك وممكن حد يحاول يلفت نظرها لما يعرف هى بـ.ـنت مين... 
قولى أنا بـ.ـنت مين يا قماح، بـ.ـنت العراب.. إسم العراب مشفعليش عندك وعاملتنى أسوء معامله من أول ليله إتجوزتنى فيها طول الوقت كنت بتجنبك رغم إنى حاسه  بنظراتك ليا اللى كانت بتحسسنى إنى   واقفه عريانه قدامك،ساعات كان بيدخل لقلبى الفرحه لما بتبتسم ليا بالغلط،حتى دراستى إنت اللى إختارتها،رغم إنك عارف إنى مش بحب المحاسبه ولا الأرقام بس كنت متوقع إنى أفشل فى الجامعه،بس خيبت ظنك،حتى لما كنت بتتجوز واحده وراء التانيه كنت بقول أحسن ده الأفضل وكنت بتمنى لك السعاده،حتى لما حصل وأتجوزتنى،كنت بتستخسر ترد عليا كلمة صباح الخير،كنت بتحمل وأقول أكيد مع الوقت حياتنا هتتعدل ونبقى زى أى أتنين متجوزين مش هقول بينهم حب وكلام فارغ زى ما ده إعتقادك عن الجواز،كنت بتمنى بس  بينا تفاهم حتى لما كنت بطلب الطـ.ـلا.ق كان نفسى تضمنى فى حـ.ـضـ.ـنك وتعتذر عن قسوتك،كان نفسى تقولى أيه اللى واجعك،وبتحاول تخفيه خلف قسوتك دى، لكن إزاى قماح العراب يسيب العنجهيه لمين ،وبدل ما تعتذر عن غلطك فيا،وتحكمك الزايد والشك إنى باخد مانع حمل من وراك     ..و لاآخرة المتمه داخل عليا بضره قدام العيله كلها،حسيت أنا أتو.جـ.ـعت قد أيه...كفايه يا قماح إن كنت ساكته فده عشان إبنى بس أنا  مش عاوزاه يطلع معقد زيك،بسبب إنفصالنا اللى كان  هيبقى محتوم مع الوقت... قولت كده كده أنا جربت نصيبى، وإبنى يستحق أدوس على قلبى علشانه
وأبقى زوجه وهميه لك قدام الناس . 
كانت سلسبيل تتحدث تسيل دmـ.ـو.عها دون إراده منها  . 
ذُهل قماح من تلك الدmـ.ـو.ع التى سالت من عين سلسبيل  لأول مره تذرفها أمامهُ. 
بـ دبى 
كانت همس تجلس بحـ.ـضـ.ـن كارم على الفراش يشاهدان تلك المقاطع التى ترسل لهم على الهاتف من حفل زفاف محمد، كانا يبتسمان من بعض المظاهر المضحكه العفويه منها رقص محمد الغير مُتقن، كذالك رأت والداتها التى كانت تجلس كآنها تشاهد فقط ما يحدث أمامها ترسم بسمه طفيفه على شفتيها،لكن والداها يبدوا سعيدًا ويمرح 
مع هدى،غص قلب همس كم إشتاقت لهم لا تعرف سبب لذالك مؤخرًا،أصبحت تشتاق للمرح مع أختيها،ومناكفتهن لوالدتهن،ودلالهن على أبيهن،كانت تظن أنها حين تبتعد عنهم ستنسى ذالك الإشتياق لهم،لكن بُعد المسافات لم يقلل من ذالك الإشتياق بل زاده،تنهدت همس بشوق.
تبسم كارم قائلاً:أيه سبب التنهيده دى كلها،كان نفسك فى زفاف زى ده،بصراحه وأنا كمان،بس....
قاطعته همس قائله:بس أنا مكنتش عاوزه زفاف زى ده تعرف إنى كنت دايماً أنا وسلسبيل رأى واحد إننا لما نجى نتجوز مش هنعمل زفاف فى قاعه فخمه،كان نفسنا فى زفاف بسيط،ويظهر كانت أمنيتنا السما مفتوحه لها،سلسبيل إتجوزت قماح بحفله بسيطه،وأنا كمان نفس الشئ،الله أعلم هدى كمان نصيبها هيبقى أيه،بس الفيديوهات فين سلسبيل وقماح،أختفوا من الزفاف ولا أيه،أنا شايفه جميع عيلة العراب وكمان زهرت وهند،ده حتى محمد منسيش مرات عمى.
رد كارم:محمد كان قالى أنه طلب من ماما حضور زفافه،وهى مكنتش موافقه،بس أنا فوجئت بيها فى الفيديوهات اللى بابا بيبعتها،وبقول ربنا يستر.
تنهد كارم  بغصه بعدها، 
شعرت همس به قائله: نسيت أقولك أنى روحت للدكتور  اللى متابعه معاها الحمل النهارده. 
نظر كارم لها بخضه قائلاً: ليه ده مش ميعاد المتابعه، أوعى تكونى تعبانه ومخبيه عنى. 
تبسمت همس قائله: لأ إطمن أنا كنت قريبه من عيادة الدكتوره  قولت أروح أسلى وقتى، وكمان عندى فضول أعرف  نوع الجنين  وإنت المره اللى فاتت فى المتابعه لما جيت أسأل الدكتوره لغوشت عليا. 
إبتسم كارم قائلاً: وعرفتى نوع الجنين  أيه. 
ردت همس: للأسف لأ معرفناش، الجنين كان  لافف حوالين نفسه،بس الدكتوره طمنتنى عالنبض والمؤشرات الحيويه له.
تبسم كارم قائلاً:تعرفى المره اللى فاتت فى المتابعه لما الدكتوره سمعتنا نبض الجنين،بصراحه أتمنيت وقتها أنى أشيله بين إيديا فى نفس اللحظه.
إبتسمت همس قائله:وأنا كمان،بس لازم نستنى شوية وجت على رأى جدتى هدايه فى آخر مكالمه لها معايا.
تبسم كارم قائلاً:تعرفى إن جدتى بتقولى إنك حامل فى ولد هى حاسه بكده...بس أنا نفسى فى بنوته حلوه زى مامتها ومش هفرط فيها أبداً.
إبتسمت همس قائله:بس أنا نفسى أول خلفتى يكون ولد،وبعدها أخلف إنشاله عشر بنات.
تبسم كارم يقول:عشر بنات،طب ليه نفسك فى ولد.
نظرت همس لـ كارم،وتذكرت سماعها معايرة والداته لوالداتها لأكثر من مره بإنجابها الذكور وانهم  هم من سيحملون إسم العراب ويرثوا ليس فقط الإسم بل الأملاك،وهى ستتحكم بـ دار العراب وقتها،لكن رغم إنها أم البنين لن تحصل على ما أرادته ،لكن تبسمت لـ كارم قائله:
يمكن عشان كان نفسنا أنا وأخواتى يكون لينا آخ ولد كبير...كنا نعتمد عليه بدل بابا كنا بـ.ـنتعبه معانا فى مشاكلنا،لما كنا بنبقى عاملين غلط كنا بنخاف نقول 
لـ ماما هتلوم علينا،لكن بابا كان بيحل لينا المشكله من غير ما يلومنا،فاكره لما خرجنا بالعربيه ومكنتش سلسبيل تعرف الطرق،والعربيه الونش شالها،ولما روحنا القسم،ومكنش ولا واحده فينا معاها بطاقه مفيش غير رخصة القياده بتاع سلسبيل،والظابط وقتها قالنا دى مش ضامن ،إتصلنا على بابا جه ضمنا وأخد العربيه،وطبعاً  ماما قامت بالواجب بعدها نتفت شعرنا إحنا التلاته .
ضحك كارم قائلاً: غريبه مرات عمى، مع أنها حنينه جداً. 
تنهدت همس بشوق قائله: فعلاً  ماما حنينه، حتى ساعات كنا بنضايق منها ونقول لها ده مش حنيه ده ضعف. 
نظر لها كارم  يشعر بحسره فى قلبه كم تمنى أن تكون والداته مثل زوجة عمه،ربما لم يكن تزوج والده بإمرأه أخرى عليها،لكن والداته أعماها المنظره والطمع.
تثائب كارم...بتلقائيه تثائبت همس هى الأخرى 
ضحك كارم قائلاً:سهرنا كتير الليله.
تثائبت همس مره أخرى قائله:فعلاً كل ده بسبب فيديوهات عمى اللى بيبعتها لينا،وشكل لسه الزفاف مستمر،خلاص شطبت وعاوزه أنام  نبقى نشوف الفيديوهات دى بكره بقى. 
تبسم كارم وهو يضع الهاتف على طاوله جوار الفراش ثم تمدد على الفراش نائمًا يجذب همس تنام بين يديه 
سعيداً  بتلك القُبله الرقيقه التى قبلتها له على إحدى وجنتيه. 
بينما هو أراد قُبله أخرى من شفتيها... أخذها برحابه من همس. 
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة الفندق 
إستردت سلسبيل حديثها بإحتداد أكثر قائله: مخيبتش توقعى،إنك مش هطلقنى بس هتتجوز عليا،لأ ومين هند،
هند أكتر واحده بتكرهنى من يوم ما دخلت دار العراب لاول مره،ياريتك كنت إتجوزت غيرها يمكن كنت هقول نزوه ومع الوقت قماح بيزهق بسرعه ، بس إنت رجعتها عشان عندك مشاعر ليها،  من أول ليله فى جوازنا  كنت بتعرف أيه اللى بو.جـ.ـعنى وتعمله،أبسط شئ الضلمه لما قولتلك بخاف منها،محاولتش تاخدنى فى حـ.ـضـ.ـنك وتقولى متخافيش،عايرتنى بوجيعة همس بدل ما تحاول تداوى و.جـ.ـعى و تسلينى الحـ.ـز.ن على فراقها،حتى لما سيبت البيت أنا وبابا،ساومتنى على الرجوع،كان نفسى تقولى أرجعى مكانك جانبى،صدقنى كنت وقتها هنسى كل قسوتك وهرجع لـ دار العراب أنتظرك كل ليله زى أى زوجه ما بتستنى رجوع مش هقول حبيبها، جوزها 
حتى لما قولت أشتغل،لأ،طب ليه مزاجى كده، حتى عمى لما جمد توقيعك جيت تلومنى كأنى أنا السبب فى كده...
إبتلعت سلسبيل حلقها الجاف ثم أكملت: عاوزنى أقولك  أيه تانى، قماح جوازنا أنتهى وإنت اللى نهيته، كفايه مبقتش قادره أتحمل أكتر من كده، وأنا بفكر إنك مع هند كل ليله فى حـ.ـضـ.ـنك، وأنا بقيت بخاف أتحول الصورة اللى كانت عليها مرات عمى قدريه، وأغل وأحقد زيها، بحاول أتجاهل عشان أقدر أسيطر على مشاعرى، أنت عارف إنى سهل عليا أطلق منك، وطلبت الطـ.ـلا.ق أكتر من مره، بس كنت ببقى بينى وبين نفسى، نفسى إنك تتغير ونكمل سوا جواز هادى،بس للآسف فى الأول والآخر  إنت أبو إبنى وإبن عمى مش أكتر من كده. 
شعرت  سلسبيل بالإنهاك من تلك المواجهه، جلست على آحدى مقاعد الغرفه. 
بينما قماح ظل صامتً يسمع لها بذهول سلسبيل واجهته بكل أخطاؤه معاها،،لكن مهلاً هى تظن أنه يُحب هند،هذا غير صحيح، لكن مهما حاول الآن أن يعتذر لها ويقول أنه يحبها هى،لن تصدقه و لن تقبل إعتذاره...هكذا قال عقله
بينما الحقيقه عكس ذالك.
نظرت سلسبيل نحو قماح ربما كانت تود أن يجذبها لحـ.ـضـ.ـنه فقط دون حديث ووقتها ستسامحه لكن هو ذهب بعيدًا عنها بخطوات،وأتى بكوب مياه ومد يدهُ يعطيه لها.
رفعت سلسبيل وجهها ونظرت ليد قماح الممدوده،ثم لوجهه الذى يبدوا عليه لم يتآثر،خاب ظنها أن يجذبها بين يديه يحتويها بصمت... 
إستجمعت الباقى من قواها ونهضت، تمسح دmـ.ـو.ع عينيها بآناملها، ثم سارت قائله: زمانهم لاحظوا غيابنا فى الفرح، حتى زمان الفرح قرب يخلص، خلينا نرجع لـ دار العراب، جدتى مش بتحب السهر  ومعاها ناصر ممكن يغلبها. 
إمتثل قماح لقول سلسبيل، وسار خلفها الى أن وصلا الى جراچ الفندق، صعدت سلسبيل الى السياره كذالك قماح الذى تيقن أنه خسر سلسبيل لم يعُد هنالك البدايه جديده كان يتمنى أن تبدأ بينهم من الليله،لكن الليله بعد حديث سلسبيل قدmت للنهايه.
ظلا الإثنان بالسياره،كانت سلسبيل تنظر من خلف زجاج السياره على الطريق جوارها بهذا الوقت المتأخر  لم يكُن زحام،عكس رأسها المُزدحم،سواء بالآلم أو خيبة الأمل،ها هى تتحسر أكثر من صمت قماح ليته يقول أى شئ.
بينما قماح بداخله مراجـ.ـل مُشتعله،يخشى أن يقول كلمه وتفسرها سلسبيل علي هواها،كان هو الآخر ينظر الى الطريق الشبه خالى أمامه،يسترجع كل كلمه قالتها سلسبيل له ماذا توقع أن تفعل بعد كل هذا أتلهث خلفه،سلسبيل مختلفه جذريًا عن هند،هند التى بإشاره منه عادت له،وكانت  خطيئه فادحه منه هى كانت القشه الأخيره التى تطايرت من العُش الذى كان يجمعه مع سلسبيل.
....
بـ دار العراب 
حين وصلا نزلت سلسبيل سريعًا من السياره 
نزل خلفها قماح،لم تنتظر سلسبيل ودخلت الى المنزل منه الى غرفة جدتها مباشرةً 
فتحت باب الغرفه بهدوء، رغم الإنهاك التى تشعر به فى قلبها لكن تبسمت حين رأت صغيرها مستيقظ بهدوء جوار جدتها التى تضع كف يدها على صدره لكن غافيه،ذهبت بهدوء وإنحنت تسحب طفلها من تحت يد هدايه بهدوء حتى لا توقظها،لكن شعرت هدايه بذالك فأستيقظت بسرعه،ونظرت الى الصغير ثم الى سلسبيل التى حملت طفلها.
تحدثت هدايه: أنتوا رجعتوا، يظهر إن عينى غفلت شويه مش واخده عالسهر،هى الساعه كام دلوق.
ردت سلسبيل:الساعه قربت على واحده ونص يا جدتى.
إندهشت هدايه قائله:واحده ونص،أوعى تجوليلى إن إن محمد وعروسته دخلوا لشجتهم من غير ما أستجبلهم. 
ردت سلسبيل:لأ يا جدتى،محمد وعروسته لسه فى قاعة الزفاف،أنا جيت بدرى عشان ناصر قولت هيغلبك معاه
ردت هدايه:لاه مغلبنيش،بس چيتى لوحدك فى الوجت ده.
قبل أن ترد سلسبيل دخل قماح الى الغرفه،من ملامح وجه قماح  المتغيره أيقنت هدايه أن هنالك شئ حدث،نظرت لوجه سلسبيل هى الأخرى ملامحها تبدوا مُجهده وهنالك أثار واضحه لذالك بسبب ذالك الكحل السائح خارج جفنيها، يبدوان أن هنالك شئ يخفيانه بينهم.
لكن قبل أن تتسأل هدايه قالت سلسبيل:
أنا حاسه بشوية صداع بسبب دوشة قاعة الزفاف،هاخد ناصر وأطلع أنام تصبحى على خير يا جدتى. 
ردت هدايه:وأنتى من أهله يا بتى.
سارت سلسبيل بصغيرها،حين إقتربت من مكان وقوف قماح جوار باب الغرفه تجنب لها، يشعر بأن تلك الخطوه التى تفصل بينهم أصبحت آلاف الأميال.
نظرت هدايه لـ قماح بعد خروج سلسبيل من الغرفه قائله بإستفسار:
جولى حجيجة اللى حصل وياك إنت وسلسبيل وأنتم رايحين للفرح كنتم بخير،لكن دلوق ملامح وشكم أنتم الاتنين متتفسرش غير بسوء.
أحنى قماح رأسهُ بصمت.
تحدثت هدايه:سلسبيل طلبت منك الطـ.ـلا.ق.
أماء قماح رأسهُ،بـ لا
تنهدت هدايه براحه قليلاً قائله:طب كويس لسه فى أمل.
رد قماح بنـ.ـد.م:معتقدش،هى مسألة وقت وسلسبيل هتطلب الطـ.ـلا.ق،ووقتها أنا....
قطاعته هدايه قائله:وجتها أيه هطلجها.
رد قماح:لأ مش هطلقها،مستحيل،طـ.ـلا.قى من سلسبيل مش هيحصل أبداً.
تبسمت هدايه قائله:إنت اللى غلطت من البدايه إتحمل بجى،لسه عندى جولى،أنا مش هضغط عليها مره تانيه.
نظر قماح لـ هدايه يتنهد بنـ.ـد.م يعلم أنه يسير بطريق به أشواك عليه نزع تلك الأشواك وحده. 
بينما صعدت سلسبيل الى شقتها بصغيرها،دخلت الى غرفة نومها وضعت الصغير على الفراش،وجلست على مقدmه الفراش،تشعر بضيق فى قلبها من صمت قماح،سالت دmـ.ـو.عها مره أخرى لا تعلم سبب لتلك الدmـ.ـو.ع الآن هى أفضت ما بقلبها وكانت تظن أنها ستشعر بالراحه بعد ذالك،لكن مازال قلبها يآن...
فى ذالك الأثناء سمعت صغيرها يذوم ،نظرت خلفها على الفراش ونظرت له،شعرت ببعض السكينه وهى ترى ذوم ذالك الصغير،نهضت واقفه وتوجهت الى مكانه ونظرت له للحظات تبسمت رُغم عنها بسبب تذمر ذالك الصغير الذى يبدوا أنه يريدها أن تحمله،بالفعل حملته بين يديها
مد يدهُ الصغيره يشـ.ـد ذالك الحجاب من على رأسها،تبسمت له قائله:
مش عيب تعمل كده وتشـ.ـد الحجاب من على راسى،تقدر تعمل كده مع الحجه هدايه.
شاغبها الصغير وشـ.ـد الحجاب مره أخرى،تبسمت له بحنان وقبلت وجنته،وشعرت ببعض الراحه كآن لمسة يد ذالك الصغير كانت لها بلسم هدئ جـ.ـر.ح قلبها من أبيه. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لقاعة الزفاف
قبل قليل 
نظرت زهرت نحو نائل عينيها تتوعد لها، بعد رؤيته يتودد لـ سلسبيل  بالحديث 
بينما هو إدعى عدm الإنتباه لها،وإستأذن ونهض مُغادرًا الحفل...مما زاد غـ.ـيظ زهرت.
بينما هند حين نهض قماح وأخذ سلسبيل وخرج من القاعه،إشتعل قلبها بجمرات،فسر عقلها أن سلسبيل تعمدت إثارة غيرة قماح حين تحدثت مع نائل،تلك الحمقاء تُسيطر على عقل وقلب قماح بتلك الأفعال الوضيعه،سواء بهجرها له أو حتى إثارة غيرتهُ.
كانت هنالك أيضًا قدريه حاضره بالقاعه،عينيها لم تنزل من على النبوى الذى يبتسم طول الوقت،ويمسك هاتفه يُمررهُ على وشوش معينه،وأيضاً يثبته لاوقات على منصة العُرس،بينما النبوى حتى لم ينظر بإتجاهها، 
أو ربما يتجاهلها بإرادته بالفعل 
بينما محمد كان على منصة العرس بين أصدقاؤه يمرحون معه بالرقص البسيط، وتجلس سميحه فى مكانها لم تنهض منذ أن جلست على مقعدها تنظر فقط وتبتسم على ذالك المرح، 
لكن قبل نهاية العرس عاد محمد يجلس لجوارها، يلهث
قليلاً..نظرت له قائله:
أيه شبعت رقص،ولا نفسك إتقطع من المسخره دى.
ضحك محمد قائلاً بتلاعب:لأ نفسى يتقطع أيه،وفين المسخره دى، المسخره لسه هتبدأ أما نروح من هنا ويتقفل علينا عش واحد يا لدوغتى...هتشوفى قمة المسخره.
للحظات خجلت سميحه...تبسم محمد قائلاً بنبرة وقاحه وهو يغمز بعينيه:
لأ لا مكان للخجل بينا الليله،هنفتح كل الأبواب للقمره اللدغه اللى دخلت برجلها لـ عش العراب.
لاحظت فتحيه نظرات نظيم التى يختلسها أحيانًا
لـ  هدى التى تجلس جوار والداها،هى الاخرى أحياناً تختلس النظر نحو نظيم وحين تتلاقى عينيها مع عينيه تحيد بصرها بخجل،تنهدت فتحيه ببسمه.
إقترب حفل الزفاف على النهايه.
صعد النبوى ومعه ناصر الى منصة العرس وقاما بتهنئة محمد وإلتقاط بعض الصور معه هو وعروسه،نزل ناصر وترك النبوى مع محمد،لاحظت قدريه ذالك ربما تلك هى فرصتها،صعدت سريعاً وتوجهت الى محمد حـ.ـضـ.ـنته ثم نظرت نحو سميحه بتعالى لكن قامت بحـ.ـضـ.ـنها هى الأخرى برياء تريد أن تظهر أنها مُرحبه بها وتكسبها لطرفها ،أوأنها ربما تكون تعلمت الدرس وتغيرت للأفضل قليلاً،لكن أيضًا لم تلفت إنتباه النبوى،هى إنتهت من حياته،بثلاث طلقات لم تعد تحِل له.
شعر رباح بالضجر وأيضاً وو.جـ.ـع الرأس،إنحنى على زهرت قائلاً:هو الفرح ده مش هيخلص بقى،انا خلاص دmاغى هتتفرتك،ومش معايا الدوا بتاع الصداع،وحتى الدوا ده زى ما يكون مبقاش يجيب مفعول،عاوزك تسألى صحبتك اللى بتجيبى منها الدوا ده إن كان فى دوا تانى مفعوله أقوى.
ردت زهرت:أساساً الدوا ده مفعوله قوى،يعنى بدل ما بتاخد حبايه واحده  بعد كده خد إتنين.
رد رباح:ما انا بعمل كده،وأحياناً باخد تلات حبيات،بس مفعولها بقى بيخلص بسرعه... وبيرجع و.جـ.ـع الراس أقوى. 
ردت زهرت:هسالها،إن كان فى دوا مفعوله اقوى،بس طبعاً كله بتمنه،دى بقت إستغلاليه بتغلى عليا سعر الدوا،وأنا بوافقها بسبب إنك بتقول أن الدوا ده بريحك من الصداع.
رد رباح:ما أنا بديكى الفلوس اللى بتطلبيها منى.
ردت زهرت بإستهزاء:حاضر  خلاص قولتلك هسألها. 
كانت نهاية حفل الزفاف برقصة العروسين معًا والتى كانت شبه مُضحكه، بسبب خجل سميحه وأيضاً  عدm معرفتها لتلك الرقصه التى رأتها فى الأفلام والمسلسلات. 
...... ــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت 
بـ دار العراب 
كان فى إستقبال  العروس هدايه بنفسها وقفت أمام البيت الداخلى تستقبل تلك اللدغاء، التى إنحنت وقبلت يدها بموده ومحبه وقبول. 
وضعت هدايه يدها فوق رأسها  قائله: ربنا يرزقك الرضا يا بتى، ويجمع  بينكم فى خير ويرزقكم بالذريه الصالحه اللى تقر عينكم. 
آمنت فتحيه على دعاء هدايه قائله: سميحه  من الليله بجت زى حفيدتك يا حچه هدايه. 
تبسمت هدايه قائله:ربنا يعلم من أول مره شوفتها وهى دخلت جلبى وإطمنى على بتك يا فتحيه،هى فى ايد راجـ.ـل هيصونها.
تبسم نظيم من خلفهم على قول والداته،هى تحاول تأمين أبـ.ـنتها وهى تعلم كل خبايا سميحه المتناقضه دائماً،لكن بالنهايه سميحه عفويه وطيبة القلب وليست طامعه بشئ سوا الستر.
تحدثت هدايه:خد عروستك واطلع لشجتك يا محمد وأعمل حسابك لو زعلتها حتى بكلمه حسابى معايا حتى لو هى الغلطانه هجيب الحق عليك،وانتى يا فتحيه ويا بتك لحد ما تطلع شجتها وانتى معاهم يا نهله،إنما إنت يا نظيم تعالى إمعاى على فتحيه ما تنزل. 
دخل نظيم مع هدايه ومعهم النبوى وناصر جلسوا  لوقت صغير،ثم إنصرف نظيم مع والداته.
تحدث النبوى بإعجاب قائلاً:بصراحه نظيم ده شاب محترم  وأخلاقه عاليه، تصورى يا حجه هدايه مكنش عاوز يكتب قايمة عفش لأخته،وجال إن مش القايمه الكبيره اللى هتخلى محمد يصون سميحه. 
ردت هدايه: نظيم  واد أصول يا ولدى،وواد الأصول بيعرف إن الجيمه والمعزه مش بكُتر المال.
رد ناصر:فعلاً كلامك يا حجه هدايه:القيمه والمعزه مش
 بـ كتر المال،الموده والرحمه أغلى من أغلى كنز،لأنهم هما الباقين،ونظيم أنا عارفه من وهو صبى صغير كان مكافح ومستقيم،ربنا يرزقه على قد نيته الطيبه.
تبسمت هدايه له بنظره فهم مغزاها حين قالت:
يرزجهُ ببت الحلال اللى تبجي أمها داعيه ليها من جلبها فى ليلة القدر.
تبسم ناصر قائلاً:آمين يا أمى.
نهضت هدايه قائله:الفجر الاولانى أذن،هروح أتوضى وأجعد أسبح ربنا شويه لحد الفجر ما يأذن.  
تبسم النبوى قائلاً:وأدعى لينا.
ردت هدايه:هدعى ليكم يا ولدى بالصحه والستر وراحة الجلب. 
..... ـــــــــــ
بشقة محمد 
دخل الى غرفة النوم، وجد سميحه خلعت حجاب رأسها لكن مازالت تقف بفستان زفافها  تعجب قائلاً: أنتى لسه واقفه بفستان الزفاف. 
ردت سميحه: وإنت لحقت تقلع بدلة الفرح.
رد محمد ببساطه: عادى غيرت هدومى فى الحمام التانى،قولت أسيبك على راحتك هنا فى الأوضه،بس مغيرتيش الفستان ليه...
قال محمد هذا ثم نظر لها بمكر قائلاً:
ولا عاوزني أفتحلك السوسته، زى ما بيحصل فى الافلام كده.
خجلت سميحه وظلت صامته لثوانى،ثم قالت:
بصراحه إنكسفت أطلب من ماما تفتحلى السوسته بتاع الفستان قبل ما تنزل مع مرات عمى نهله،وحاولت أفتح السوسته زى ما تكون معلقه،وخـ.ـو.فت الفستان يتقطع فى النهايه هو مش بتاعى ولازم أرجعه لصاحبته سليم.
ضحك محمد قائلاً:ما قولتلك أشترى ليكِ فستان زفاف مخصوص عشانك أهو حتى لو كان إتقطع مكنتيش هتبقى حامله هم فتح الثوثته.
ردت سميحه:بتتريق عليا،وفستان أيه اللى كنت تشتريه أنت عارف تمن فستان الزفاف قد أيه،وبعدين أنا أستعرت الفستان بتاع زفاف سلسبيل لما شوفت صوره ليها بيه اتهوست عليه،بس سلسبيل أرفع منى شويه،بس الحمد لله الفستان كان فيه توسيعات.
ضحك محمد:طب أيه رأيك طالما خايفه على الفستان كده أفتحلك أنا السوسته.
خجلت سميحه قائله:مفيش قدامى حل تانى.
قالت سميحه هذا ورفعت سبابتها قائله بتحذير:بس بقولك اهو تفتح السوسته بأدب وبلاش تتـ.ـحـ.ـر.ش بيا.
ضحك محمد.
إغتاظت سميحه قائله:بقولك نكت ولا بزغزغك، مش  قادر تبطل ضحك.
ضحك محمد قائلاً:وفيها أيه لما أضحك مش بيقولوا الضحك بيطول العمر،يا لدوغه،بطلى رغى،وديرى خلينى أفتحلك السوسته، مش هنخلص الليله فى فتح السوسته خلاص الفجر قرب يآذن.
إستدارت سميحه بظهرها له 
تبسم محمد وهو يفتح لها سحاب الفستان،لكن تعامل بخباثه ووقف فتح السحاب بمنتصف ظهرها قائلاً:السوسته مش عاوزه تفتح أكتر من كده،ممكن تتقطع فى إيدى.
ردت سميحه:إنت فتحتها لحد فين؟ 
وضع محمد كف يده على ذالك الجزء العارى من ظهرها قائلاً: لحد هنا. 
شعرت سميحه بقشعريره وإبتعدت خطوه،لكن محمد ضم جسدها قوياً  وهو خلفها بين يديه،إرتعش جسدها بين يديه،تبسم محمد وأزاح جزء من فستان الزفاف عن كتفها،وقام بتقبيل كتفها أكثر من قُبله هامسًا:
أول مره شوفتك فى بقالة عم نسيم كنت قبلها مضايق وحاسس الدنيا مقفله فى وشى،وكنت نازل أشترى سجاير أطلع فيها غـ.ـيظى،بس لقيتنى بعد ما شوفتك نسيت كل اللى كان مضايقنى وبدل ما أشترى سجاير  إشتريت بونبونى،بقيت كل ما أكل بونبونايه أفتكر اللدغه اللى جننت البقال،بس بصراحه  حسيت بغيره بعدها وكنت مفكر نظيم خطيبك،لحد عم نسيم ما قالى أدخل البيت من بابه.
حاولت سميحه الابتعاد عنه لخطوه،لكن جذبها محمد من يديها 
نظرت له سميحه بخجل قائله بتتويه:أنت بتقول كده عشان أنسى أمر الطقم الفالصوا اللى لبسته ليا قدام المعازيم فى الفرح.
ضحك محمد قائلاً:تعرفى إن اللى أختارت الطقم ده سلسبيل،تعرفى  تمن الطقم الفالصو اللى مش عاجبك ده كام.
ردت سميحه:هو بصراحه الطقم ذوقه روعه،بس هيكون تمنه كام يعنى.
همس محمد فى أذنها برقم المبلغ.
وقفت سميحه مدهوشه.
ضحك محمد قائلاً:مالك مندهشه كده ليه.
هزت سميحه رأسها قائله:بجد الطقم الفالصو بالمبلغ ده ليه،كنا جبنا غوشتين وخاتمين بربع التمن ده ووفرنا الباقى،لازمته أيه إيدك السايبه دى.
تبسم محمد وأقترب يضم خصر سميحه وقبل وجنتها قائلاً:مفيش حاجه تغلى عليكى يا ثموحتى،بس أيه إحنا هنقضى الليله كلام وبس ولا أيه مش ناويه تقلعى الفستان ده بقى.
خجلت سميحه من نظرة عين محمد وقالت بهروب:
لأ هروح أكمل قلع الفستان فى الحمام،بصراحه إنت قليل الادب والربايه.
ضحك محمد عليها،وهى تهرب من أمامه قائلاً:
متنسيش تتوضى. 
إرتمى بجسده على الفراش يتنهد بشوق مبتسمًا لثوانى ثم نهض قائلاً:أما اروح اتوضى أنا كمان فى الحمام التانى.
بعد قليل  إنتهيا من الصلاه معًا، نظر محمد لوجه سميحه الذى إصطبع باللون الاحمر، تلك اللدغاء حين تخجل تصبخ مثل قطعة الحلوى الذى يشتهى تذوقها 
بالفعل إقترب منها وقبل شفاها قبله رقيقه، أذابتها بين يديه، جعلت مثل المسحور وهو يتمتم بأسمها  
قائلاً:أنا عشقت سيدة الصعيد الأولى اللى هتجننى بتناقضها.
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور حوالى شهر. 
بتلك الشقه التى تتقابل بها هند مع نائل.
إستقبلهت نائل بتلك القبلات الحاره الماجنه،تجاوبت معه،لكن فجأه دفعته عنها قائله بتهكم:
اللى يشوفك يقول إنى وحشتك.
إقترب منها قائلاً:وحشتينى جداً طبعًا،بقالنا مده متقبلناش.
تهكمت زهرت قائله:كـ.ـد.اب وعنيك اللى كانت هتطلع على سلسبيل يوم زفاف محمد...حتى مقدرتش تكمل الزفاف للأخر لما هى قامت مع قماح.
رد نائل:ظلمانى على فكره،أنا كنت بعمل كده أراضى هند أختى،هى قالتلى حاول تشغل سلسبيل فى الزفاف،عشان تحاول هى تقرب من قماح،بس لما حسيت إنك هتزعلى قولت مالوش لازمه أنتى عندى أهم يا روحى.
نظرت له زهرت غير مُصدقه لقوله.
إقترب نائل منها ووضع يده على خصرها قائلاً:مت عـ.ـر.فيش قد أيه أنا فرحت لما لاقيت رسالتك عالموبايل وبتأكدى إننا هنتقابل وكنت خايف يبقى زى كل مره تقولى جايه ومتجيش...بلاش تضيعى الوقت فى عتاب فارغ مالوش لازمه إنتى عارفه إن مفيش فى قلبى غيرك،انا وأنتى ستر وغطا على بعض يا روحى...سلسبيل ايه دى اللى تملى عينى مش أنا اللى أبص لواحده مفكره نفسها نجمه،وأنا معايا القمره بنفسها.
ختم نائل قوله بقبلات ماجنه هو يعرف كيف يفك شفرات زهرت كى تستجيب له وتسقط فى براثن الوحل معه لوقت تشعر فيه بالسعاده.
بعد وقت 
نامت زهرت على صدر نائل تتنهد قائله:أنا زهقت من الحياه دى بقى،أنا هطلب الطـ.ـلا.ق من رباح.
إنخض نائل قائلاً:بلاش تستعجلى الطـ.ـلا.ق،مش بتقولى رباح قالك إن النبوى ممكن يرجع لهم حق التوقيع فى أى وقت.
ردت زهرت:أيوا،بس انا زهقت،بصراحه خالى النبوى ده فاكر نفسه كبير العيله وهو لعبه فى إيد العقربه هدايه،ربنا ياخدها،متعرفش مضيقه عليا إزاى،لو خرجت من باب البيت عاوزه تقرير أنا رايحه فين،لأ والغـ.ـبـ.ـيه اللدغه مرات محمد أيه عامله لها زى الازقه ولعبه على عقلها قوى.
رد نائل:طب وعرفتى تخرجى إزاى النهارده:
ردت زهرت:إتسحبت زى الحـ.ـر.اميه.
ضحك نائل.
نظرت له زهرت بضيق وإبتعدت عنه قائله:بتضحك!  
جذبها نائل لجسدهُ قائلاً: أنتى اللى لما جتلك الفرصه إنك تاخدى مبلغ محترم من عيلة العراب، اللى ضيعتيها بأيدك. 
ردت زهرت: كان غباء منى فعلاً، يا ريتك كنت قولت لى عالفكره قبل ما أقطع الشيك. 
رد نائل: عالعموم إحنا لسه فيها حاولى تخلى رباح  يمضيلك على شيك تانى،وروحى أصرفيه من البنك وطبعاً مفيش رصيد،ببساكه  خدى رفض من البنك عالشيك اللى وبعد كده  قدmيه للنيابه أنه شيك بدون رصيد، غـ.ـصـ.ـب عنهم وقتها هيدفعوا ليكِ المبلغ، أهو تبقى طلعتى من جوازة رباح بمبلغ محترم. 
لمعت الفكره فى عقل زهرت، وبتلقائيه قبلت نائل
 كـ مكافأه منها له على تلك الفكره الشيطانيه، لتغوص معه فى بئر الخيانه والغدر 
بعد وقت إنتهت زهرت من إرتداء ملابسها وقبلت نائل النائم بالفراش مبتسمه. 
شاركها نائل تلك القبله رغم بُغضه لها، قائلاً: 
هستنى رسالتك تقوليلى عملتى أيه. 
تبسمت زهرت قائله: أطمن الموضوع ده سهل مش هياخد منى وقت طويل. 
خرجت زهرت من الشقه. 
نهض نائل من الفراش وفتح أحد إدراج  دولاب الغرفه وأخرج منه حاسوب خاص، وقام بفتحه والدخول  على أحد البرامج، ليظهر أمامه شريط فيديو كامل مُسجل للقاؤه قبل قليل مع زهرت،قام بفتح هاتفه وقام بإتصال قائلاً:
عندى لك فيديو جديد،تشتريه بكام،وعلى إتفاقنا قبل كده تعمل لغوشه على الوشوش مش عاوزها تظهر  معالمها.
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً 
بشقة سلسبيل 
بغرفة نومها كانت تسير بذالك الصغير تتحدث  معه قائله: تنام بالنهار وعاوز تسهر بالليل، راعى إنى مامتك  ومحتاجه أرتاح والله انا بشتغل فى المقر وهلكانه. 
تبسم الصغير، تبسمت له بحنان قائله: يا بـ.ـارد بتضحك  
ضحك الصغير وشـ.ـدها من خصلات شعرها، 
تألمت سلسبيل  وحاولت سلت شعرها من بين أصابعه قائله: صوابع دى ولا كـ.ـلـ.ـبشات، أنا والله هلكانه ونفسى أنام وحضرتك شكلك  عاوز  لسه تكمل سهر، أوعى تكون خايف  من أصوات الرعد  اللى بره دى،تصدق انا والله خايفه منها. 
ضحك الصغير. 
تبسمت  سلسبيل قائله: تعالى نشوف المطره من وراء الإزاز بتاع البلكونه. 
بالفعل أزاحت سلسبيل ستائر الشُرفه فى البدايه نظرت لاعلى ولهطول تلك الامطار وذالك السرج الذى شق نوره السماء... 
لكن حين أخفضت وجهها إنصدmت من ذالك الجالس أسفل ذالك المطر  الغزير
إنخلع قلبها، كيف له أن يجلس هكذا أسفل ذالك المطر فى هذا الطقس العاصف... ذهبت سريعًا ووضعت  صغيرها  على الفراش، وقامت بجلب شال ثقيل ووضعته على كتفيها، ثم أتت بشمسيه صغيره، خرجت من الشقه تنزل الى أسفل.
ببنما قماح يجلس أسفل المطر كانت هنالك من رأته تألمت من جلوسه هكذا وبررت ذالك  
بإن كانوا يقولون "كتر الآسيه يقطع عروق المحبه"
فالهجر يُذيب قلب العاشق، بالأخص إن كانت معشوقته أمامه على بُعد خطوه واحده، وفى نفس الوقت بعيده عنه آلاف الآميال.
تآلم قلب هدايه وهى ترى من قماح من خلف شباك غرفتها 
  بهذا الوقت المتأخر،وذالك الطقس السئ، يجلس  بفناء حديقة المنزل أسفل تلك الأمطار الرعدية،تعلم أن قلبه يآن من العشق لكن هو أخطأ،ليته لم ينال سلسبيل وظل عشقها حبيس قلبه وتركها تبتعد عنه،ربما كان مع الوقت خَف آلمه،لكن قربهما أضنى قلبهما الإثنين بعنجهيته..
دعت له من قلبها أن ينال الراحه التى حرم نفسه منها بيدهُ... 
كآن أبواب  السماء كانت مفتوحه لدُعائها، ها هى سلسبيل 
تقترب من مكان جلوسهُ.
فتحت  سلسبيل  تلك الشمسيه الجلديه وخرجت من المنزل توجهت الى مكان جلوس
حتى أقتربت منه وضعت يدها على كتفهُ قائله بلهفه: 
قماح إنت إتجننت قاعد فى الجنينه فى الجو ده مش حاسس بالبرد ولا بالمطره القويه، مش خايف تمرض قوم معايا . 
رفع قماح نظره ينظر لوجه  سلسبيل رأى بعينيها لهفه عليه، تعجب منها، سلسبيل  تتلهف عليه! تخشى عليه من المرض! 
نهض مثل المسلوب، وسار معها الى داخل المنزل... منه صعودًا الى شقتهما 
دخلا الى غرفة النوم 
آتت سلسبيل بمنشفه ووضعتها فوق رأسه تجفف بها تلك مياه المطر، ثم وضعت يدها على وجهه البـ.ـارد ثم مسكت يديه البـ.ـارده  قائله: وشك  وإيدك ساقعين أكيد بردان 
هروح أجيبلك غيار ناشف بسرعه لازم تغير هدومك المبلوله دى، لو فضلت عليك أكتر من كده ممكن يجيلك برد. 
ذهبت الى دولاب الملابس، وأكملت حديثها: 
على ما تغير هدومك أكون عملت له شوربه دافيه تشربها تدفيك شويه. 
إستدارت سلسبيل  بالملابس  سقطت الملابس من يديها وهى تنظر لـ قماح بذهول.
حين رأته يجلس جاثياً  على ركبتيه  
ليس من  هذا فقط بل و قوله الذى قاله بنـ.ـد.م: أنا عارف إنى أعتذارى مالوش أهميه عندك،بس  أنا آسف 
عارف أنى أذيتك كتير، كان نفسى تحسى بيا،سلسبيل أنا أتآلمت كتير فى غيابى عن هنا،كان سهل أضيع ونهايتى تكون على أيد أى بلطجى أو السـ.ـجـ.ـن او التحرُر اللى هناك كان ممكن بسهوله يسحبنى وأبقى خـ.ـا.ين فى سرير مرات خالى ،أنتِ كنتِ السبب فى نجاتى ورجوعى لهنا، أنا رجعت عشانك يا سلسبيل، قلبى عمره ما دق لـغيرك، بغير لما بلاقى حد يقرب منك، حاولت أدفن حبك فى قلبى وأعيش مع غيرك مقدرتش كنت بحس إنى ناقصنى أهم شئ فى حياتى هو أنتى، حتى لما أتجوزتك كنت بحاول أظهر أنى أنا المُتحكم فى حياتى معاكى، كنت بخاف من قوتك، وبحاول أكـ.ـسرها دايمًا بعُنفى معاكِ، بس والله  مكنتش ببقى سعيد بعدها كنت بحس بالنفور من نفسى... 
صدقينى  أنا بحبك يا سلسبيل ورجعت  لهنا تانى عشان مقدرش أعيش بعيد عنك،كفايه هجر، أرجوكِ سامحيني.
جثت سلسبيل على ساقيها أمام قماح ورفعت وجهه لا تعلم إن كان ما يسيل على وجهه دmـ.ـو.ع ام أنها بعض قطرات المطر التى كانت عالقه بخصلات شعره.. 
نظر قماح لعينيها وأعاد قوله، سامحينى يا سلسبيل، والله أنا بحبك  ولو عاوزانى أركع تحت رجلك وأطلب الغفران انا مستــــــــــ
لم يكمل قماح قوله وتفاجئ بحـ.ـضـ.ـن سلسبيل  له قائله: 
أنا مسمحاك يا قماح، أنا كانت أمنية حياتى أنك تقولى بحبك. 
ضمها  قماح قويًا يقول: والله بعشقك يا نبع الميه الصافى،ورجعت لهنا تانى علشانك. 
تبسمت سلسبيل  وضمت قماح  التى شعرت برعشة جسدهُ، عادت بوجهها للخلف تنهض و.جـ.ـعلت قماح ينهض معها قائله: إنت لازم تغير الهدوم المبلوله دى لو فضلت عليك أكتر من كده هتبرد وممكن تتعب. 
ضمها قماح قائلاً: إنتى اللى لو بعدتى عنى هبرد يا سلسبيل، خليكى فى حـ.ـضـ.ـنى. 
تبسمت سلسبيل  قائله: هفضل فى حـ.ـضـ.ـنك بس لازم تقلع الهدوم دى.
 قالت سلسبيل  هذا ولا تعرف كيف تجرأت وساعدت قماح فى خلع تلك الملابس المبتله، حتى أنها لم تشعر  بيديه التى ازالت عنها ملابسها وبدأ يتودد لها بالقبلات الدافئه التى أدفئت قلبيهما معاً، بليلة  عشق عصفت بآلام الماضى. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد كده هرجع  للمواعيد الثابته
الأحد والثلاثاء والجمعه بعد  الساعه واحده 
رغم برودة الطقس بالخارج لكن بقلبيها كانا يشعران الدفئ
شعر كليهما بالدفئ جذب قماح سلسبيل ليصبح رأسها فوق صدره، الذى شعر 
بأنفاس سلسبيل الدافئه القريبه من  عُنقه، بينما أمسكت سلسبيب يد قماح قائله: 
إيدك دفيت شويه،دى كانت تلج من شويه.
شـ.ـد قماح على يد سلسبيل وتنهد هامسًا: 
بس أنا حاسس إنى لسه بردان. 
قبل أن تستفهم سلسبيل كان قماح يستدير بها لتصبح هى على الفراش وهو فوقها...ينظر لعينيها السوداء الصافيه يرى إنعكاس وجهه فيهما،ثم نظر لشفاها التى تبسمت،لم يُفكر كثيراً وهو يُقبلها بشغف وتلهف ظمآن كان ومازال وسيظل  يشتهى الإرتواء من  ذالك النبع الصافى.
فاق الإثنان من سكرتهما على صوت بُكاء صغيرهم.
تنحى قماح عن سلسبيل،التى جذبت  طرف غطاء الفراش عليها قبل أن تنهض من على الفراش نهض قماح  قائلاً: 
خليكى وأنا هجيب ناصر لهنا. 
تبسمت سلسبيل وظلت بالفراش، بعد خروج  قماح رجعت بظهرها على الفراش تشعر براحه وسكينه فى قلبها، لم يُعد ذالك التشتت، هى تُحب قماح كانت تتمنى تلك الصوره التى كان بها معها قبل قليل، زوج عاشق حنون حتى لو لم يبوح بكلمة عشق لكن يكفيها أن تشعر بذالك وهى بين أحضانه. 
بعد لحظات 
دخل قماح بصغيرهم أعطاها لـ سلسبيل ثم إنضم لهما بالفراش ساحبً غطاء الفراش عليه تبسم لذالك الصغير الذى كان يبكى قبل لحظات كف عن البكاء حين أعطاه لـها
تحدثت سلسبيل قائله:معليشى يا ناصر بيه نسيت أنك كنت صاحى.
تبسم قماح قائلاً:واضح إن ناصر غاوى سهر زى مامته فاكره فى أول شهور الحمل كنتِ بتسهرى كتير وقتها. 
تبسمت سهر قائله: لأ ناصر بيه ده دmاغ لوحده، طول النهار مع جدتى هادى وينام، يجى بقى ليا وردية الليل مش عاوز ينام وإن حن عليا ونام مش أكتر من ساعتين ويصحى،على رأى جدتى الأمومه مش سهله. 
تبسم قماح قائلاً: تعرفى إنى كنت زى ناصر كده، ماما كانت تحكى لى إنى كنت بحب السهر... بس لما كبرت إتبدلت ومبقتش أحب السهر بس من يوم ما ولدتى ناصر لحد قبل ما أسافر لليونان المره الأخيره رجعت أسهر تانى. 
تعجبت سلسبيل قائله بإستفسار:  وأيه السبب؟ 
رد قماح وهو يُقبل يد صغيره الذى رفقته سلسبيل  لصدرها قائلاً: 
كنت بسهر أسمع حديثك مع ناصر، كنت بتمني  أدخل اتكلم معاكى وأنتِ  بتكلميه وتستعطفيه أنه  ينام.
ظهر التعجب على وجه سلسبيل. 
تبسم قماح قائلاً: سلسبيل أنا قليل لما كنت بنام فى شقة هند، حتى ملمستهاش من يوم رجعتها بعترف كان غلط منى ونـ.ـد.مت عليه، بس يمكن أتحكم فيا الغضب وقتها وكمان هجرك كان بيعصبنى أكتر.
ردت سلسبيل بسؤال مفاجئ:قماح أيه سبب العلامه اللى فى حاجبك وكمان أيه اللى حصلك فى السبع سنين اللى عشتهم فى اليونان.
نظر قماح لـ سلسبيل بصمت لدقائق،جعل سلسبيل تقول:طالما مش عاوز تحكى لى إنت حــــ...
قاطع قماح سلسبيل قائلاً:سبب العلامه كان إضهاد من أستاذ يونانى فى المدرسه مُتعصب شافنى مره بصلى  
قالى إن الإسلام دين عنف وإنتشر بالعنف، وإنى هكون عنيف وهحرض الطلاب عالعنف فى المدرسه ووقتها ضـ.ـر.بنى بالقلم كان لابس خاتم فى صباعه والخاتم عور حاجبى وقتها كان الجـ.ـر.ح يتخيط على الأقل تلات أربع غُرز بس طبعاً  انا كنت عايش مع عيله محدش فيهم بيسأل عن التانى  كمالة عدد، تعرفى إن ساعات كنت بسأل إزاى ماما كانت عايشه فى وسط العيله دى ومقدروش يدنسوها وقدرت تحافظ على برائتها لحد ما جت هنا لمصر سياحه وقتها كان عندها  تقريباً  تسعتاشر سنه، والصدفه تجمعها بـ بابا ويتجوزها، بابا حكالى أنه كان أول وآخر  راجـ.ـل فى حياة ماما، وأنها كانت عذراء وقت ما إتجوزها. 
ردت سلسبيل: قماح ربنا بيحط قدامنا إختيارات كتير فى حياتنا، والسعيد هو اللى بيختار طريق الصح ويمشى فيه ومامتك كانت محظوظه بعمى بصراحه. 
تبسم قماح قائلاً: قصدك أيه بإن ماما كانت محظوظه 
بـ بابا. 
ردت سلسبيل  بأعجاب واضح: بصراحه عمى هيبه وشخصيه بيجمع بين القوه والعاطفه فى نفس الوقت عنده إحتواء وتفهُم لكل اللى حواليه واللى بيتعامل معاه.
نظر لها قماح قائلاً بشبه غيره:
ليه بحس إن عندك إعجاب كبير بشخصية بابا. 
لعبت سلسبيل على وتر غيرة قماح  التى شعرت بها قائله: يمكن لو سألت أى بـ.ـنت مين مثال الرجوله فى دmاغك هتقولك باباها، أنا بصراحه كده معجبه جداً  بعمى من وأنا صغيره وهو مثل الرجوله فى دmاغى، راجـ.ـل شهم وعنده براعه فى التحكم فى غضبه كفايه إن فضل مستحمل جوازه من قدريه أكتر من خمسه وتلاتين سنه ولو مكنش غبائها كان هيفضل مستحملها بقية عمره عشان بس ميخسرش ولاده، بغض النظر عن رباح وتربيته السو اللى ورثها منها بس كارم ومحمد مكنوش زيه، بس عارف حاسه إن رباح هيقع فى مشكله  كبيره قريب وهتكون السبب أنه يفوق من غباؤه. 
رغم شعور  قماح بالغيره من إعجاب سلسبيل بشخصية أبيه لكن قال لها: وبالنسبه لـ رباح دهه إحساس ولا حلم شوفتيه. 
ضحكت سلسبيل قائله: بصراحه حلم شوفته، رباح فى  ماشى فى طُرق مفتوحه قدامه بش تايه يختار أى طريق بس فى إشاره فى آخر طريق منهم معرفش دى بقى إشارة رجوع ولا ضلال أكتر،زهرت إنت عارف إن جدتى مكنتش عاوزاها وحاولت تقنع رباح بس هو أصر حتى وقتها هدد أنه هيسيب البيت وعمى وقتها قالها ده إختياره وهو اللى هيتحمل نتيجته،زهرت أنانيه طول عمرها...ومتأكده إنها مش بتحب رباح بس عندها القدره تعرف إزاى تسيطر عليه.
تبسم قماح لـ سلسبيل بتوافق وتذكر أفعال زهرت سابقًا حين كانت تحاول إغواؤه و لفت نظرهُ لها ببعض الأساليب الفجه وبالأخص بعد طـ.ـلا.قهُ الأول كانت تحاول التقرب منه لكن هو كان يصدها وحين قابل هند تزوج بها كى يقطع عليها ذالك الطريق.
تبسم قماح وهو ينظر لصغيره قائلاً:واضح إن ناصر لسه عاوز يسهر.
نظرت سلسبيل الى صغيرها الذى شبع وترك صدرها ويبدوا كأنه إستيقظ لتوه من النوم تبسمت قائله:
واضح جداً هى عادته ولا هيشتريها وبعدين عرفت خلاص إنها وراثه بقى،تعرف وإنت فى اليونان الفتره اللى فاتت كان تعب شويه ومكنش بينام غير فى حجر جدتى.
تبسم قماح وهو يأخذ الصغير منها يُقبل خديه،لكن الصغير هبشه بأظافره الرقيقه الدبوسيه.
ضحك قماح وهو يضم الصغير لحـ.ـضـ.ـنه مبتسمًا،يتذكر آخر زياره له الى اليونان قبل أيام لا تُكمل شهر،ذهب الى ذالك المكان الذى عاش به سبع سنوات،كان سبب زيارته هى جدته لوالداته التى أرسلت له تستغيث به من نكسات الزمن فلقد جار عليها الزمن وأصبحت هزيله وحيده بعد أن هجرها إبنها الذى ذهب لاهثاً خلف شابه صغيره تقوم بأغواؤه كى يقوم بالإنفاق عليها،وزوجته هى الآخرى تسير خلف نزواتها لا يهمها إستمرار او إنهاء زواجها من خاله،فالحريه غير مُقيده،تفاجئ بجدته التى أصبحت مجرد صوره هارمه فلقد تركت ذالك المشروب المُسكر التى كانت تدmنه غـ.ـصـ.ـبًا بسبب ضيق حالها،وتعافت من إدmانه دون إرادتها،ضيق الحال وتراكم الديون عليها جعلها تترك المشروب،او ربما كان لطفًا من الله عليها أن تنتهى حياتها وهى تائبه عن تلك المعصيه،مـ.ـا.تت جدته بعد أيام من سفره،قام بإكرامها الى مثواها الآخير،ربما لم يشعر بالحـ.ـز.ن عليها لكن شعر بالشفقه...
سار بتلك الشوارع رأى بعض الشباب الذى مازال يتذكرهم جيداً منهم الذى أستقوى فى إفتراه وآخر اصبح تابع لذالك المفترى،وزار قبر صديقه المغدور تبسم وهو يدعو له،سكنت خياله سلسبيل وقتها وتبسم بإشتياق،لولا وجود سلسبيل ربما ما كان عاد الى موطنه وتبدلت حياته للأفضل،تيقن ان فعلاً الحياه تُعطى فُرص،والمحظوظ هو من يستغل تلك الفرص لصالحه،الحياه فى اليونان لم تكن تناسبه،هو أراد النبع الصافى فى موطنه الذى زرع بداخله قيم مختلفه عن تلك الذى رأها باليونان،عاد من أجلها مره اخرى لكن بتغيُر هو يريدها فقط، كان هجرها مؤلم للغايه يُعـ.ـذ.ب فؤاده،أخطأ كثيراً فى حقها،لكن تظل هى صاحبة نجاته وسبب عودته لهنا...
عاد قماح على مشاغبة صغيره وهو يريد الذهاب الى سلسبيل مره أخرى،بالفعل أعطاها لها    
لكن ذالك الصغير كان ماكيراً هو أراد الذهاب الى سلسبيل  من هدف برأسه وهو اللعب والمشاغبه. 
تبسم قماح وهو يرى صغيره يشـ.ـد فى شعر سلسبيل التى قالت له ببسمه: كنت عارفه إنك هتعمل كده، معرفش شعرى فيه أيه دايمًا تشـ.ـدنى منه، عارف فى يوم هقص شعرى ده بسببك. 
قالت هذا ونظرت لـ قماح قائله: أهو انت شايف عمايل إبنك وشـ.ـده فى شعرى اللى هيتسلت بين إيده، عشان لما أقصه متبقاش تقولى قصيتى شعرك ليه. 
ضحك قماح قائلاً: قولتلك قبل كده ممنوع تقصى سنتى واحد شعرك، إنما ناصر بيه بقى لازم نستحمله.
تبسمت سلسبيل قائله:مفيش قدامنا غير نستحمله طبعاً لا الحجه هدايه تغضب علينا
قماح عندى سؤال ولو مش عاوز تجاوب عليه براحتك.
تبسم قماح  يقول: إسألى؟ 
ردت سلسبيل  بإيجاز: هند. 
رد قماح بعدm فهم: مالها هند. 
ردت سلسبيل: هند إتصلت عليا وطلبت منى أنى أكلمك تتوسط لها فى شغل، وقالتلى إن باباها مش راضى يرجعها تشتغل تانى معاه وهى محتاجه لشغل تقدر تصرف على نفسها منه. 
تعجب قماح وهو يشعر بالنـ.ـد.م رجوعه لـ هند أخسرهما الأثنين، هند خسرت دعم والدها لكن  هو حين طلقها قبل سفره لليونان آتى لها بشقه خاصه وأعطى لها مبلغًا من المال كى تبدأ به مشروع صغير بها لما هاتفت سلسبيل الآن تطلب منها هذا الطلب الغريب وبالأخص من سلسبيل.
تحدثت سلسبيل قائله: أنا  كلمت نائل يحاول يصلح بين هند وباباه وهو قالى إن باباه معاند ومُصر على رأيه.
تهجم وجه قماح قائلاً بنبرة غيره: وانتى مالك بتدخلى في شئ ميخصكيش ليه،موضوع هند وباباها ده خاص بينهم ليه كلمتى نائل.
شعرت سلسبيل بتغير ملامح وجه قماح وقوله بتلك الطريقه الفظه بالنسبه لها لم تستطيع تمييز انها غِيره منه قائله: أنا آسفه فعلاً  أنا ماليش أدخل... ناصر شكله هينام هاخده وأروح الاوضه التانيه. 
كانت يد قماخ الأسرع حين جذبها من يدها قبل أن تنهض من الفراش قائلاً: سلسبيل  مش قصدى حاجه، بس بلاش تكلمى نائل ده تاني. 
ردت سلسبيل  قائله: نائل إتعاملت معاه قبل كده عمرهُ ما تخطى حدوده معايا، وأنا أساساً مش بسمح لا لـ نائل ولا 
لغيره تخطى حده معايا. 
تمدد  قماح على ظهره نائماً على الفراش وفرد يدهُ قائلاً:
نفسى أنام  وأنتى وناصر فى حـ.ـضـ.ـنى.
لمعت عين سلسبيل وتبسمت ووضعت الصغير بالمنتصف بينهم ونامت على يده،تُغمض عينيها براحه وشعور سعيد يختلج قلبها ليذهب الصغير للنوم خلفه سلسبيل . 
لكن ظل هو مُستيقظًا ينظر لتلك السعاده التى بين يديه  
أبتسم قماح وتذكر سؤاله لوالداته ذات مره بعد أن قصت عليه إحدى قصص الخيال عن الحوريات 
هل فعلاً يوجد حوريات بالواقع 
أجابته وقتها؛ أجل يوجد بالتأكيد حوريات وستأتى لك إحداهن يومً ما تخـ.ـطـ.ـف قلبك.. وقد كان آتت حوريه سمراء خـ.ـطـ.ـفت قلبه منذ أن فتحت عينيها للحياه. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة رباح
بغرفة النوم 
أعطت زهرت لـ رباح تلك علبة الدواء، الذى أخدها منها بتلهف، شبه خـ.ـطـ.ـفها من يدها، وسريعًا وضع إحدى الحبات بفمه.
تبسمت هند بإنتشاء قائله:خرجت مخصوص عشان أجيبلك الدوا ده لما الصيدلانيه اللى بجيبه منها طلبتنى وقالتلى إن الكميه محدوده،حتى إتسخبت زى الحـ.ـر.اميه من الدار،جدتك عامله زى عسكرى الدرك اللى بيقولوا عليه فى الافلام القديمه،وكمان مجنده الغـ.ـبـ.ـيه اللدغه أن نص لسان لها،تفتن لها على كل حاجه تشوفها فى الدار ووخداها تحت جناحها،طبعاً ما هى إختيارها لكن انا مش على قلبها.
لم ينتبه رباح لخديث زهرت المتهجم،هو بنشوة بعد أن اخذ تلك الحبه حتى انه ذهب بغفوه،لولا أن أيقظته زهرت بفجاجه قائله: رباح
إنت نمت ولا أيه؟
فتح رباح عنيه قليلاً وقال بشبه نُعاس:
سيبينى أنام حاسس إنى جـ.ـسمى همدان.
مصمصت هند شفتيها بسخريه قائله:جـ.ـسمك همدان شغال فى الشون زى التور فى الساقيه،وفى الآخر مفيش تقدير،غير لـ الست سلسبيل طبعاً،بـ.ـنت وعندها حق التوقيع لكن إنت لأ،عالعموم نام دلوقتي مزاجى مش رايق أساساً.
أغلق رباح عينيه يذهب بغفوه مُهلكه أكثر له 
بينما نهضت زهرت من جواره تُفكر فى حديث نائل السام،لابد أن تحصل على توقيع رباح فى أقرب فرصه،هى ملت من وجودها بمنزل العراب وتحكمـ.ـا.ت تلك الخرفاء هدايه...فكرت وفكرت،حتى وجدت ضالتها.   
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور بضع أيام 
فى نور يوم جديد، تلاشت الغيوم والمطر 
لكن ربما مازالت هنالك غيمـ.ـا.ت أخرى عاصفه
يوم التجمع العائلى 
صباحً 
بشقة ناصر 
دخلت سلسبيل الى غرفة هدى تحمل صغيرها قالت بمرح: 
شوف يا ناصر زى ما توقعت خالتك هدى قاعده علابتوب بتاعها، شكلها بدبر لجريمه. 
ضحكت هدى قائله: أيه خالتك دى، يا بـ.ـنتى بيقولوا أنطى 
أمال لو مكنتيش دارسه فى مدارس لغات بقى كنتِ هتبقى بيئه أكتر من كده أيه ، دى زهرت عندها تمدُن عنك.
ضحكت سلسبيل قائله:وأنا فين جنب زهرت دى أنوثه وجمال ودلال.
ضحكت هدى وقامت من على مقعدها ومدت يديها تأخذ الصغير من سلسبيل قائله:
فعلاً جمال ودلال بس شريره وقلبها حقود زى المرحومه قدريه مرات عمك.
ضحكت سلسبيل قائله:حـ.ـر.ام عليكى هتمـ.ـو.تى قدريه وهى لسه على قيد الحياة،تعرفى إن سميحه بتزورها وبتقول أنها بتعاملها أوقات بتعالى وأوقات بقبول،أنا معرفش ليه حاسه إنها إتغيرت.
تبسمت هدى قائله:يمكن بتخدعها،بس تعرفى سميحه قالتلى إن مرات كارم كلمتها مره فى أول جوازها وهنتها.
ردت سلسبيل:قالتلى أنا كمان،بس غريبه مرات كارم دى المفروض إنى سلفتها زى سميحه ومبتكلمنيش حتى لما ولدت ناصر مهنتنيش بيه،رغم إن كارم من فتره للتانيه بيكلمنى وكمان طلب منى أبعتله صور لـ ناصر وبعتها له،حتى لما لمحت إنى أكلم مـ.ـر.اته غير الموضوع.
ردت هدى بغصه:مش غريبه ولا حاجه،أنا وانتى عارفين أنه كان بيحب همس،ويمكن مفكر إننا ممكن نزعل انه أتجوز غيرها.
ردت سلسبيل:يمكن فعلاً كلامك صح،أنا لما عرفت أنه أتجوز بصراحه زعلت جداً ومكنتش متوقعه كارم ينسى همس بسرعه كده،بس زى جدتى ما قالت الحياه بتستمر ومبتوقفش عند حد، والوقت بيغيرنا،بس تعرفى هقولك على حاجه يمكن تقولى عليا مـ.ـجـ.ـنو.نه،أوقات كتير بحس إن همس لسه عايشه وأنها ممكن تدخل علينا فى أى وقت،حتى كذا مره جاتلى فى المنام مبسوطه،غير فى حاجه غريبه حصلتلى بعد عمى ما جاب لى كسوة السبوع بتاع ناصر حسيت بـروح همس وقتها إنها جنبى وبتبتسم وزى ما يكون بتقولى عجبتك الكسوه،حتى حسيت أنها هى اللى عملتها رغم إنى سألت عمى بعدها قالى أنه أتفق مع مشغل وطلب منهم مخصوص الحاجات دى بعد ما سأل جدتى، وكمان آخر مره جاتلى فى المنام من فتره قصيره وكانت بطنها منفوخه ولما سألتها قالتلى إنها حامل.
للحظات تعجبت هدى و غص قلبها،فـ همس مـ.ـيـ.ـته وهل المـ.ـو.تى يحمَلون، ربما تخاريف
تدmعت عين هدى لكن حاولت إخفاء ذالك حتى لا تُفسد تلك البسمه التى أصبحت تراها على وجه سلسبيل مؤخرًا قائله:فعلاً غريبه بس أكيد دى تخاريف وانتى نايمه أبقى أتغطى كويس وأنتى نايمه.
قالت هذا ثم غمزت عينيها قائله: ولا يمكن قماح بيشـ.ـد من عليكي الغطا وأنتى نايمه. 
ضحكت سلسبيل قائله:خلى عندك شوية حيا، وبلاش غمز. 
ضحكت  هدى 
بينما جذب الصغير شعرها تألمت قائله: يا هباش سيب لى  شعرلى مفكرني شعرى  زى مامتك أنا يادوب شعرى  الحمد لله مغطى راسى،ولا بدافع عن مامتك عالعموم روح لها قلعها الطرحه اللى على راسها وسلت شعرها براحتك. 
تبسمت سلسبيل لها وهى تأخذ الصغير منها وقالت لها: 
مش هتنزلى تحت دلوقتي  ولا أيه. 
ردت هدى: لأ شويه كده، بحاول لسه أخترق الابتوب بتاع الواد حماد، وشكلى كده خلاص هڤيرسه. 
ردت سلسبيل: تصدقى كنت نسيت حكاية الابتوب بتاع حماد ده، بس إنتى لسه لغاية دلوقتي  معرفتيش تهكريه كل دى محاولات فاشله. 
ردت هدى: لأ انا إنشغلت الفتره اللى فى فاتت جت ولادتك بعدها فرح محمد والدراسه، بس أنا فضيت له فى أجازة نص السنه أهو، انا مش هرتاح قبل ما أڤيرس له الابتوب ده، عندى فضول أشوف الملف المقفول ده. 
ردت سلسبيل: ومنين جالك انه ممكن يجيب ليكِ الابتوب بتاعه عشان تصلحيه، مش يمكن يوديه أى مركز متخصص أكتر،وبعدين مش انتى اللى صلحتيه له المره اللى فاتت انتى ودتيه مركز متخصص وضحكتى عليه وقولتى له انك انتى اللى صلحتيه. 
ردت هدى: ما هو عشان كده، هيثق فيا وهيجيب لى الابتوب وأنا بقى عندى شوية خبره، وكمان  نظيم ممكن يساعدنى هو متخصص  أكتر متى. 
تبسمت سلسبيل  بمكر وقالت: 
نظيم! 
ونظيم هيساعدك إزاى بقي، وبعدين مش ده نظيم الغلس اللى مكنتيش بطيقيه لا فى المركز التعليمى  ولا فى الجامعه. 
شعرت هدى بخجل وقامت بلم شعرها. 
تبسمت سلسبيل على خجل هدى وقالت: أعترفى أنا ستر وغطا عليكىِ
ضحكت هدى بخجل  قائله: أنتى ستر وغطا عليا، لكن ناصر فتان وممكن يفتن لجدتى. 
نظرت سلسبيل  لـ ناصر قائله: عيب يا ناصر تبقى خباص، لو فتنت على أنطى هدى لحد غيرى. 
ضحكت هدى قائله:ونعم التربيه،بس هقولك بصراحه 
فى الفتره الاخيره،معرفش ليه بقيت مش بضايق لما بشوفه زى الأول،او حتى يكلمنى،بس  تعرفى أكتر حاجه  بتغظنى من نظيم، لما بينادى  عليا بـ هدايه بحس أنه بتريق عليا   .
قالت هدى هذا وتنهدت ثم عاودت الحديث بلجلجه: وبحس.. بحس...بحس.
قاطعتها سلسبيل قائله:متلجلجه ليه،وفيها أيه لما ينادى ليكِ بـ هدايه، هو مش ده إسمك الحقيقى. 
ردت هدى: 
إسمى، بس بحس أنه زى ما يكون قاصد تريقه. 
ضحكت سلسبيل  قائله: بس أنا حاسه أن ده مش قصده وبعدين قولى من الآخر وبلاش مراوغه نظيم  بدأ يشغل مش بس عقلك لأ قلبك كمان،بصراحه أنا من أول مره شوفت نظيم هنا عندنا فى الدار أرتاحت له ومن حكي سميحه عنه أنه شال مسؤلية من وهو صغير وإنه قدر يبقي فى مكانه مرموقه وأستاذ فى الجامعه دى يبقى شخص محترم ويُعتمد عليه،وإستغربت من ضيقك منه وأنك بتستغلسي شخصيته،بس مع الوقت بدأت مشاعر تانيه تضغى عليكى ،بتحصل كتير على فكره.
تبسمت هدى قائله:فعلاً بتحصل كتير وأكبر دليل قدامى أهو أنتى وقماح،رغم من يوم ما وعيت عالدنيا كنت بشوفك بتبعدى عن أى مكان فيه قماح، ويشاء القدر يبقى من نصيبك وبعد كل اللى حصل السنه اللى فاتت 
رغم أنه بس من  كم يوم العلاقه بينك وبين قماح أتغيرت عينك بقى فيها لمعه سعيده. 
صمتت هدى لثوانى ثم قالت بسؤال: أمتى حبيتى قماح يا سلسبيل.
بسمه شقت شفتي سلسبيل وتنهدت قائله:هتصدقينى لو قولتلك معرفش أمتى،من كم يوم ولا من زمان حتى من قبل ما أشوفه لما كنت بحلم بيه،معرفشي،فجأه لقيتنى بنسى كل الأذى النفسى والبدنى اللى عشته بسببه الفتره اللى فاتت،يمكن كان سفرهُ الأخير لـ لليونان حسيت بخـ.ـو.ف لا ميرجعش لهنا تانى،بالذات أنه طلق هند قبل ما يسافر،قولت يمكن يطول هناك،حسيت بشئ ناقصنى،كنت بتمنى أنه ميطولش ويرجع بسرعه،وفعلاً مغابش كتير،  
لما شوفته داخل كان نفسى أجرى عليه وأحـ.ـضـ.ـنه، بس هو كان راجع متغير كتير سواء شكليًا أو حتى نفسيًا   معرفشى السبب، فى البدايه شكيت أنه يكون نـ.ـد.م إنه طلق هند وقولت هيرجعها تانى، بس..... 
توقفت سلسبيل عن الحديث تتذكر إنهيار قماح أمامها وإعترافهُ بحبها لها، تبسمت. 
تبسمت هدى قائله: بس طبعاً  طلع كل تفكيرك غلط، وإن قماح نـ.ـد.م بعد ما رجع هند وصحح الغلط ده، بس تعرفى أنا مبسوطه إنك عطيتى لـ قماح فرصه تانيه وشايفه قماح هو كمان عيونه بتلمع لما بيبص ليكِ، مش نفس النظره القديمه اللى كان بينظرها ليكِ كنت أوقات مبعرفش أميز نظرته ليكِ أوقات كنت بحس  أنه بيبصلك بتحذير، وأوقات بشغف، دلوقتى  بقت نظرته واضحه. 
تبسمت  سلسبيل وقالت بإستفسار: 
قصدك واضحه إزاى؟ 
تبسمت هدى  قائله: 
يعنى بقت نظرة عشق، قماح بيحبك يا سلسبيل زى ما كنتِ بتتمنى من زمان. 
تبسمت سلسبيل  توافق هدى وقالت: وأنتى كمان بتحبى نظيم، فكرى كويس، وبلاش العقل الإليكترونى بس هو اللى يتحكم فى مشاعرك... يلا هسيبك أنا وأخد ناصر وننزل لجدتى هدايه  هتقولى أيه آخرك فى النزول 
بـ ناصر... وكمان اليوم طويل وزمان حماد هيجى يقضيه هنا من أوله كالعاده... ويشوفنا فين ويلزق لينا، غبى مفكر إننا مش فاهمين حركاته المفقوسه، زمان كان بيعمل نفس الحركات دى ويشوف فين  همس دلوقتي نقل العطا عليكى، كويس  إنى مكنتش فى حسبته من الأول. 
تبسمت هدى قائله: مكنش يقدر بس يطلع فى وشك وقماح موجود. 
قالت هدى هذا بثقه وقبلت يد ناصر قائله بمرح: 
صح يا ناصور باباك لو المتسلق حماد كان نظر لمامتك كان خلع عنيه. 
ضحكت سلسبيل  قائله: بلاش ناصور قدام جدتى بتضايق لما بندلع ناصر بها، وتقول رجـ.ـال العراب مبيدلعوش، مع إن هى أكثر  واحده بدلع  ناصر. 
....... ــــــــــــــــــــــ
بشقة رباح 
بالحمام وقفت زهرت لدقائق تنتظر نتيجة ذالك  الإختبـ.ـار التى قامت بعمله كانت عديمة الصبر تريد النتيجه  بنفس اللحظه لكن إنتظرت تلك الدقائق غضبً ثم
نظرت لذالك الاختبـ.ـار الذى بيدها يعطى لها نتيجه إيجابيه 
وضعت يدها على بطنها وتبسمت بإنتشاء وظفر أخيراً  بعد تلك المده الماضيه التى منعت فيها أخذ موانع حمل ظنت أن حديث الطبيبه لها فى آخر معاينه لها قبل شهر ونصف أن الحمل قد يتأخر لوقت بسبب تناولها لذالك المانع لفتره طويله  سابقه، لكن خاب قول الطبيبه ها هو الإختبـ.ـار يُعطى نتيجه إيجابيه، هى بالفعل أصبحت  حاملًا برحمها جنين... 
للحظه فكرت فى هذا الجنين تُرى يكون  إبن من رباح أم نائل... بداخلها تمنت أن يكون إبن نائل، لكن هذه فرصتها لسحب أموال من عائلة العراب من أجل هذا الجنين حتى لو إنفصلت الآن عن رباح،ستظل تنعم بخيرات عائلة العراب بسبب ذالك الجنين التى ستخبر الجميع اليوم بوجوده فى رحمها. 
خرجت من الحمام وجدت رباح مُمدد على الفراش مُغمض العينين يضع إحدى يديه فوق رأسه...
تنهدت بسأم قائله:رباح إنت نمت تانى ولا أيه؟
فتح رباح عينيه بصعوبه يشعر بدوار قائلاً:
لأ صاحى،بس الصداع واجع راسى حتى بقيت مبعرفش أنام كويس بسببه،بفكر أعمل الفحص الطبى اللى بابا كل شويه يزن عليا عشان أعمله،الصداع زاد قوى،حتى الدوا اللى بتجبيه زى ما يكون مبقاش له مفعول،باخد حبايتين وتلاته وفى مفيش بيرجع الصداع تانى،يظهر الدوا ده بقى مغشوش.
إرتبكت زهرت قائله:قصدك ايه هتعمل الفحص الطبى اللى خالى بيزن عليك بيه،ومن أمتى صحتك فارقه مع خالى هو طول الوقت عنده قماح فوق الجميع كأنه مخلفش غيره،بلاش توهم نفسك ده صداع مش مُعضله كبيره ممكن فتره وهيروح أو زى ما قولت يمكن قللوا الماده الفعاله فى الدوا.
رد رباح:بفكر فعلاً فى الفحص ده يمكن يكشف سبب الصداع ده بقى فظيع. 
... ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد الغداء
كانت سلسبيل تحمل صغيرها تسير به فى فناء المنزل 
تبسمت له قائله: النهارده الشمس طالعه أهى خلينا نقعد شويه فى الجنينه نتشمس. 
بالفعل جلست على أحد  مقاعد بالحديقه، وهى تبتشم لصغيرها 
لكن كان هنالك متسلل أراد الحديث  معها، 
حين سحب  أحد المقاعد قائلاً:  تسمحيلى أقعد أتشمس معاكى إنتى وناصر.
قال هذا ومد يده  كى يأخذ الصغير منها، لكن كما يقولون قلوب الأطفال تنفُر من الخبثاء، لم يرضى الصغير وتشبث بأمه. 
تبسمت سلسبيل  على تشبث صغيرها بها قائله: معليشى يا حماد، هو ناصر كده مش بيرضى يروح لحد، إتفضل أقعد. 
جلس حماد قائلاً: وهو انا أى حد برضوا أنا زى خاله. 
تبسمت  سلسبيل  قائله بمجامله: طبعاً  خاله. 
تبسم حماد قائلاً: سلسبيل فى موضوع كنت عاوز أكلمه فيه وفيه مصلحه كبيره ليكِ. 
تعحبت سلسبيل  : وأيه هو الموضوع ده. 
رد حماد: التماثيل اللى بتصنعيها، أنا ليا صديق عندى مجموعة بازارات سياحيه خاصه بالانتيكات، وكنت قاعد معاه بالصدفه من كام يوم والكلام  جاب بعضه وفرجته الصور اللى كنت واخدها يوم ما كنا فى الاتلييه بتاعك وإنبهر بيها وقالى انه مستعد يشتريها منك بالتمن المناسب اللى تحدديه. 
تعجبت سلسبيل  قائله: بس أنا بصراحه عمرى ما فكرت انى أبيع تمثال منهم، أنا كنت بفكر اعمل معرض فنى بيهم  ، بس من بعد ما ولدت ناصر ووقتى كله  بقى مشغول بين شغلى فى حسابات المقر ورعاية ناصر حتى  بقيت نادر ان مكنتش قليل لما بدخل الاتلييه.
رد حماد يحاول إقناع سلسبيل:
مش هتكسبى من المعرض حاجه غير المكسب الادبى فقط ،فى مقابل انك لو بعتى التماثيل دى ممكن تنشهرى أكتر.
رد قماح الذى آتى وجلس الى جوارهم قائلاً بحسم:وسلسبيل مش محتاجه لا لـ شهره ولا لـمكسب مادى،وأنا فعلاً موافق سلسبيل إنها تعمل معرض فنى تعرض فيه التماثيل دى وكمان أعتقد ده موضوع ميخصكش،تتكلم فيه .
نظرت سلسبيل لـ قماح بسعاده ونظرة إمتنان،لما قاله.
بينما شعر حماد بالخزو من حديث قماح وقال بتبرير:
أنا كان قصدى المنفعه لـ سلسبيل مش أكتر.
رد قماح بنزك:تسلم نوياك الطيبه ياريت توفرها لنفسك.
نهض حماد يشعر بالغبطه والبُغض من حديث قماح ذالك العنجهي الذى تحدث له بطريقه فظه.
استأذن قائلاً بحرج:متأسف عن أذنكم.
غادر حماد يسب ويلعن قماح 
بينما نظر قماح لـ سلسبيل وتبسم على ذالك الصغير الذى يريد أن يذهب له.
حملهُ قماح وقبل وجنته،حاول الصغير هبش وجه قماح فعاد قماح بتلقاىيه بوجه للخلف   ضحكت سلسبيل قائله:  
متخافش انا قصيت له ضوافره وهو نايم، أنتهزتها فرصه دى مش ضوافر طفل دى مخالب قط، قصيتهم من وراء جدتى، هتقولى ضوافره طريه. 
تبسم قماح وهو يمسك يد صغيره الصغيره قائلاً: 
إنت اللى جبته لنفسك. 
تضايق الصغير كأنه يفهم شمت قماح به، وحاول هبشه لكن لم تكن أظافره لها أثراً، وكان قماح  وسلسبيل يضحكان عليه، مما أثار غـ.ـيظه وتذمر باكيًا، 
نهض قماح به قائلاً: أرضية الجنينه ناشفه، خلينا نلعب شويه. 
بالفعل جلس قماح على تلك العشب الاخضر الرقيق ووضع الصغير بين ساقيه  وبدأ فى اللعب بطابه مطاطيه صغيره أخرجها من جيبهُ إلتهى صغيرهُ باللعب ومحاولة  عض تلك الطابه اللينه، نهضت سلسبيل  جالسه لجوارهم وبدات تستمتع معهم بلحظات اسريه تحت شمس الشتاء الدافئه 
ـــــــــــــــــــــ.... 
بينما أثناء دخول حماد الى داخل المنزل رغم شعوره بالغيط، لكن تقابل من هدى، رسم بسمه ودوده قائلاً: 
هدى كنت بدور عليكى  كنت عاوز أتكلم معاكى فى موضوع خاص بيا. 
ردت هدى: وأيه هو الموضوع  ده؟ 
رد حماد: موضوع خاص خلينا نقعد فى أى مكان نتكلم شويه. 
رغم عدm قابلية هدى للحديث مع حماد لكن قالت له: خلينا نقعد فى البراندا الشمس النهارده حلوه اهو أدفى من أشعتها. 
تبسم حماد  لها، ومد يده لها لتسير أمامه  غير منتبه 
لـ نظيم الذى رأى  وقوف هدى مع حماد وحديثها معه بتلك الطريقه المرحبه او هكذا لاحظ... هو كان يبحث عنها للحديث  معها بأى شئ، لكن حين رأها واقفه مع حماد بأحد أركان  الدار يبدوان منسجمان ختى أنهما ذهبا للجلوس معا ً 
لام نفسه على ذالك الشعور الذى كان يعتقد انه متبادل من ناحية  هدى... كيف نسي من تكون  وهو من يكون، حتى لو أصبح أكثر شآنً بالنهايه  كان فى يوم من الايام عامل لدى والداها يعطف عليه. 
فى ذالك الاثناء شعر نظيم بيد تربت على كتفهُ 
نظر لتلك اليد الذى يبتسم صاحبها  له قائلاً  بتوريه: 
هدى مش بترتاح لـ حماد رغم كده هو اللى بيفرض نفسه عليها. 
تبسم نظيم له دون رد وهو ينظر ناحية جلوس حماد مع هدى، بالفعل تبدوا هدى متذمره. 
نظر نظيم ناحية  ناصر قائلاً: الشمس حلوه النهارده تسمحلى أروح استمتع بيها شويه وأقعد فى البراندا اللى هناك دى. 
تبسم ناصر قائلاً: 
وأنا كمان هاجى أقعد معاك. 
تبسم نظيم، بالفعل ذهب الاثنان وجلس على نفس الطاوله  
جلس نظيم بالمقعد المجاور لـ هدى التى تبسمت له، بسمتها كانت شعاع دافئ اقوى من شعاع شمس الشتاء. 
تبسم النبوى وهو يذهب الى مكان جلوس قماح  ينظر بفرحه وهو يرى إنسجام قماح وسلسبيل باللعب مع طفلهم الصغير وهم  يجلسون بأرض الحديقه 
جلس لجوارهم أرضاً يحمل ذالك الصغير الذى زحف ببطئ لمكان جلوسه  قائلاً بترحيب: ناصر حبيب قلبى الغالي. 
نظر له الصغير يلوح له بيديه،
قبل النبوى يديه 
بينما ضحكت  سلسبيل قائله: 
ده بيشتكي  لك يا عمى عشان قصيت ضوافره ومبقاش عارف  يخربش بهم. 
ضحك النبوى قائلاً: 
ملعيش ملهاش حق قول للحجه هدايه تقص لها ضوافرها زى ما قصت ضوافرك الرقيقه. 
تبسمت سلسبيل قائله: هو اللى شقى يا عمى والله وبيخربشنى وكمان بيشـ.ـد فى شعرى. 
تبسم النبوى قائلاً: ده وراثه بقى، قماح كان بيعمل كده  مع كارولين. 
نظرت سلسبيل  ناحية قماح  تبتسم. 
رد قماح لها البسمه. 
لاحظ النبوى  نظرات سلسبيل  وقماح لبعضهما سعد قلبه أخيراً  نال الأثنان السعاده الذى كان يتمناها لهما، شرد عقله بإمرأه قابلها صدفه سكنت قلبه عرفته أنه يوجد حب وعشق حقيقى قد لا يآتى سوا مره واحده بالعُمر. 
تذكر حديثه مع والداته قبل قليل 
حين قالت:
مبتفكرش تتچوز يا نبوى،هتجعد إكده من غير ست تبجى  ونس فى حياتك.
ضحك النبوى قائلاً:ونس فى حياتى ومع ست،ما أنا كنت مع قدريه عمرى ما حسيت بونس بالعكس كنت بحس بغُربه معاها،أنا محستش بالونس غير مع كارولين ولما مـ.ـا.تت خدت قلبى معاها كنت عايش ومستحمل قدريه بس عشان ولادى،والحمد لله كبروا وكل واحد فيهم شق طريقه،وأنا كمان كبرت ومش حاسس بوحده،كفايه بقى عندى حفيدى "ناصر"والله لما بنظر فى وشه وألقاه بيبتسم بحس بقلبى بيرفرف من السعاده،وكمان كارم وهمس ربنا يتمم لها حملها بخير وسلام،وبكره محمد كمان يرزقه الذريه الصالحه وولادهم يبقوا ونسى،وكمان رباح 
تبسمت هدايه قائله:ربنا ما يوحدك يا ولدى وتلاجى ولادك واحفادك عزوه حواليك،بس مهعرفش ليه جلبى متاخد من ناحية رباح،شكله متغير وشه شاحب دايماً،ولما بسأله بيجولى أنه زين...ياريته كان سمع حديتى وبلاش كان يتجوز من زهرت بس هجول أيه النصيب غلاب.
رد النبوى:فعلاً النصيب غلاب..
نهض النبوى ينظر من شباك الغرفه،وقع بصرهُ على ما يُشرح قلبه حين رأى قماح وسلسبيل يجلسون بأرضية الحديقه يلعبان مع طفلهم،تبسم قائلاً:
أنا مبسوط بحياتى كده يا أمى.
عاد النبوى من شروده على صوت تذمر ذالك الصغير  المشاغب الذى حاول شـ.ـد شعر قماح الذى يعانده بتلك اللهايه الذى يأخذها من فمه،مما جعله يتذمر .
تبسم النبوى، فربما أشياء بسيطه لها مفعول كبير تُشرح القلب. 
تبسم النبوى له بحنان مُقبلاً وجنتيه الرقيقه.   
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتلك الشُرفه التى يجلس بها ناصر وبرفقته نظيم وهدى وحماد، رن هاتف ناصر 
نظر لـ شاشة الهاتف، نظرت أيضاً  هدى بالصدفه، وقالت: 
كارم إبن عمى بيتصل عليك. 
رد ناصر: أيوا بيتصل عليا دايمًا...هقوم أرد عليه وراجع لكم تانى.
بالفعل نهض ناصر وتركهم
فى نفس اللحظه صدح هاتف حماد هو الآخر.
تبسم قائلاً:واضح إنها عدوى رن الموبايل،نظر حماد 
لشاشة هاتفه ثم نظر بإتجاه هدى قائلاً:ده عامل من عمال  الشونه هقوم أرد عن أذنكم.
نهض حماد هو الآخر... وظل نظيم مع هدى التى شعرت بحرج، ظل الأثنان صامتان لدقيقه، قطع نظيم الصمت قائلاً: أجازة نص السنه قربت تخلص، مستعده للتيرم التانى. 
ردت هدى: أيوا طبعاً  مستعده، بس ليا إستفسار عندك، عن محاولة ڤيرسه الابتوب اللى عليه الملف اللى مش عارفين ندخل عليه، هو مش ممكن لو ڤيرست الابتوب، يتلف كل الملفات اللى على الابتوب ده. 
رد نظيم: لأ ده مش فيرس بمعنى ڤيرس،الديسك اللى انا اديته ليكى بيشرح إزاى تقدرى تخلى جهاز يعطل بدون ما يتلف الهارد بتاع الجهاز،هفهمك أكتر،الڤيرس ده هيدخل على إعدادات الجهاز،فى الفقل والفتح  بس او فى تحميل بعض برامج الأوفيس على الابتوب،إنما مش هيضر الهارد بتاع الجهاز ولا هيتلف الملفات اللى عليه بالفعل.
تبسمت هدى براحه قائله:شكراً.
تبسم نظيم قائلاً:انا جاهز أساعدك فى أى شى يقف قصادك وممكن نحاول سوا نفتح الملف ده.
تبسمت هدى بحبور 
تلاقت عينيها مع عيني نظيم نظرات صامته لثوانى كانت نظرات إعجاب كل منها للآخر. 
قبل أن يعود ذالك السخيف حماد مره أخرى،إلتقطت عيناه نظرات نظيم وهدى لبعضهم،غبن وجهه وشعر بضيق ونفور من نظيم،حاول لفت إنتباه هدى له قائلاً:
على فكره يا هدى،الابتوب بتاعى مش عارف بقاله كام يوم بيهنج كده فى القفل والفتح،يبقى شغال وفجأه القاه قفل لوحده،كنت هوديه مركز صيانه متخصص بعدين أفتكرت إنك صلحتيه المره اللى فاتت.
إرتبكت هدى وشعرت بالتـ.ـو.تر،بالاخص زاد بعد نظرة نظيم لها الغير مفهومه،تلجلجت قائله:
إنت عارف إنى خلاص راجعه للدراسه تانى ومش هيبقى عندى وقت فاضى ،شوفلك أى مركز متخصص. 
عاود حماد الحديث بإقناع: مش هياخد منك وقت تصليحه، وبراحتك أنا كمان عندى نسخه تانيه من الملفات المهمه اللى عليه على سيديهات.
كادت هدى ترد بنهى،لكن سبقها نظيم قائلاً:أنا أستاذ هدايه فى الجامعه وعندى خبره أكتر منها تقدر تجيبلى الابتوب بتاعك وانا أشوفلك العُطل فين وبالطريقه دى مش هتعطل الانسه هدايه عن دراستها.
نظر له حماد بإشمئزاز لكن أخفاه قائلاً بود كاذب:تمام فى اقرب وقت هبقى اديه لـ هدى تديه لك... مش عاوز أعطل هدى عن دراستها. 
فى ذالك الحين عاد ناصر ووضع يدهُ على كتف هدى مبتسمًا. 
تبسمت له هدى هى الأخرى. 
جلس ناصر بينهم ونظر ناحية نظيم قائلاً: منور يا نظيم. 
تبسم نظيم 
بينما شعر حماد بالغـ.ـيظ والضيق من ترحيب ناصر الزائد ب، نظيم  وحاول الأ يُظهر ذالك.
نهضت هدى او بالأصح تود الهروب من أمام  عيني ذالك البغيض حماد قائله:هقوم  أساعد ماما شويه. 
أماء نظيم برأسه  هو كان يريد ذالك  لا يعلم لما يشعر دائماً بنفور من حماد، كذالك  حماد يبغضهُ يعتقد أنه دخيل على عائلة العراب فهو دائماً يحصل على إعجابهم
أنه العصامى الذى كافح بالحياه ليصل لمكانه مرموقه.
وإزداد ذالك  البُغض حين رأى تربيت ناصر له على فخذه ببسمه... أجزم  حماد أمرهُ لن يترك هذا البغيض أن يفوز
بما يُخطط له ويخـ.ـطـ.ـف هدى من أمامه ويفوز بمصاهرة وأموال عائلة العراب 
هـ.ـر.بت هدى و تحدث  ناصر قائلاً: منورين يا شباب ها يا حماد قولى أخبـ.ـار الشغل فى الشون أيه؟ 
نظر حماد نحو نظيم وأجابه ببعض التفاصيل، تعجب حين تحدث نظيم فى بعض التقاصيل الخاصه بالعمل فى الشون، تبسم ناصر له بموافقه على حديثه. 
بينما شعر حماد بضجر من وجود نظيم وحديثه، الذى ظن أنه يفتقر للخبره،والأفضل عليه الأيفتى بشئ لا يفقهه.
لكن تبسم ناصر قائلاً:تعرف يا حماد إن  نظيم كان بيشتغل فى الشونه؟
تعجب حماد ونظر نحو نظيم بتهكم قائلاً:ويا ترى كان بيشتغل أيه بأيديه الناعمين دول. 
ضحك نظيم قائلاً  بتفاخُر: 
كنت بشتغل شيال. 
تعجب حماد ساخرًا 
بينما تبسم ناصر على رد نظيم الجرئ المفتخر بحالهُ وزاد بنظره علو وإرتفاع شآن. 
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بعد تناول وجبة العشاء 
جلس الجميع بالغرفه 
تبسمت هدايه وهى ترى إنسجام قماح وهو يجلس يحمل طفله 
لكن حين نظرت ناحية رباح لاحظت وجهه الشاحب،قالت له:مالك يا رباح وشك مخـ.ـطـ.ـوف كده بقاله مده ومش عاجبنى حالك مع الوقت كمان بتخس  والسيچاره مبجتش تفارج يدك. 
اخذت زهرت الحديث من هدايه قائله بسهوكه خادعه: 
والله يا جدتى غُلبت معاه يبطل السجاير أو حتى يقلل شُربها شويه، وهى السبب فى شحوب وشه وأنه خاسس كمان، بتسد نفسه عن الأكل، حتى بقول له قدامكم أهم  بطل شُرب سجاير قدامى إن مكنتش خايف عليا خاف على الجنين اللى فى بطنى. 
إندهش رباح ونظر لـ زهرت غير مستوعب لما قالته، بينما زهرت رسمت بسمه قائله: 
أنا كنت هقولك الصبح بس قولت أعملها مفاجأه  وأقولك وإحنا مع العيله كلها، حابه العيله تفرح معانا. 
ظهرت السعاده على الجميع وقاموا بتهنئة زهرت حتى هدايه هنئتها بتحفُظ قائله: الف مبروك ربنا يتمملك حبلك المره دى  على خير تجومى بعوضك، بس ياريت تبطلى تنطيط بره الدار كتير، حتى عشان صحتك...وإنت يا رباح إسمع حديت مرتك وبطل شرب سجاير،بتسمع حديتها فى شئ إشمعنا دى عاد. 
صمتت زهرت تنظر لـ هدايه بغـ.ـيظ،لكن لا يهم الآن علم الجميع بحملها،وهذا ما كانت تريدهُ.
بينما نهض النبوى هو الآخر هنئ زهرت وإتجه ناحية رباح وقام بحـ.ـضـ.ـنه قائلاً:مبروك يا رباح هبقى مبسوط جوى لما أشيل ولادك.
نظر له رباح وإرتبك عقله من حـ.ـضـ.ـن و حديث والدهُ الذى تفاجئ بهما هو ظن أنه لا يفرق معه وجوده بحياته،كان دائماً يُميز قماح عليه،او هكذا كان يُخيل له،تبسم رباح له مُرحبًا بحـ.ـضـ.ـن النبوى له.
بينما هنئ قماح رباح بود،كذالك محمد.
فى ذالك الأثناء كانت سلسبيل وسميحه وهدى تدخلن تحملن بين إيديهن صوانى عليها بعض الأكواب.
تبسمت هدى قائله:خير،بتهنوا رباح على أيه.
ردت زهرت وهى تنظر نحو سميحه تقول بعناد:.بيهنونى أنا ورباح،أنا حامل.
تبسمت هدى قائله:مبروك 
كذالك سلسبيل قالت:مبروك.
بينما تحشرج صوت سميحه وهى تقول لـ زهرت:مبروك.
ردت زهرت بإغاظه:عقبالك كده مبقاش فى غيرك لسه مبقتش حامل.
ردت هدايه:بلاش طريقتك دى يا زهرت،سميحه معوقتش فى الحبل هى مجوزه بجالها قد أيه،بكره ربنا يجود عليها بالذريه الصالحه.
تبسمت سميحه لـ هدايه بإمتنان،هى تعلم ان زهرت تكرهها حتى قبل  ان تدخل عروس لدار العراب،لكن تفاجئت بعد زواجها ان زهرت لا تحب أحد سوا نفسها...كما أنه حدث أكثر من مشاده كلاميه بينها وبين زهرت وأحتدت زهرت عليها أكثر من مره،لكن سميحه لا تتوقف لها حتى لا تأتى بالمشاكل كما اوصتها هدايه منذ بداية زواجها .
تلقى رباح وزهرت التهانى،رغم بُغض زهرت لكن كانت ترسم البسمه لهم.
.....
بعد قليل 
نهضت عطيات قائله:مش يلا يا حماد الوجت إتأخر لازمن نرچع للدار عندك شغل بكره فى الشونه.. تعالى إمعاى لحد باب الدار يا زهرت.
نهض حماد الذى يشعر بالغـ.ـيظ والغضب.
نهضت زهرت هى الأخرى وذهبت مع عطيات خلف حماد.
حين خرجت عطيات من باب المنزل الداخلى،أمسكت يد زهرت وهى تتلفت حولها وجذبتها لركن بالمكان وقالت لها:
أوعاكِ متكونيش حِبله وبتكدبى،مش كل مره تسلم الچره،وبعد فتره تجولى لهم إنك سجطتى،مش هيصدجوكِ تانى.
ردت زهرت:لا إطمنى المره دى حامل بجد،عملت إختبـ.ـار عمل وظهرت نتيجته إيجابيه،وخدت ميعاد من الدكتوره بكره عشان أتأكد.
ردت عطيات:وأنتى مش متأكده من نتيجة الاختبـ.ـار اللى عملتيه،طب ليه سبقتى وجولتى إنك حِبله،كان لازمن تتوكدى الاول.
ردت زهرت بثقه:الأختبـ.ـار ده نتيجته مضمونه بنسبه كبيره،الدكتوره بس مجرد تأكيد مش اكتر من إستشاره.
ردت عطيات بفرحه: ربنا يكملك حبلك بخير،وتجيبى الواد اللى ينصرك على سلسبيل و يبجى إكده الروس إتساوت.
ردت زهرت:انا فى الدار دى راسى براس سلسبيل متفرقش عنى فى حاجه،لو مش بس دلع وميل هدايه ليها.
ردت عطيات:لاحظت إنك كنتى بتحاولى تغـ.ـيظى اللدغه أم نص لسان.
زفرت زهرت نفسها بضيق قائله:قصدك السوسه الدلدوله بتاع العقربه هدايه،بتنقل ليها كل همسه فى الدار،ولازقه ليها زى العَلقه،مش شايفه بتحامى عنها إزاى من يوم ما دخلت الدار وهى عارفه هدفها، والغتت أخوها كمان العقربه هدايه بنفسها لازمن كل جمعه تتصل عليه وتأكد عليه يجى يقضى اليوم هنا، رغم انها عامله يوم مخصوص لـ اللدغه تروح تقضيه مع مامتها فى دارها 
ردت عطيات: هدايه بحورها غويطه محدش يعرف لها قرار،بس  سيبك منها أنتى بحبلك ده،هتثبتى أجدامك بدار العراب،وهيبجى ليك مكانه اعلى واغلى  عند رباح،وده المهم دلوق .
سخرت زهرت قائله:هى دار يعنى كانت سرايا،ولا مملكه،والله دى تغور من وش  العقارب اللى فيها،وأولهم رباح نفسه.
ردت عطيات:بلاش بطر عالنعمه لا تزول منيكى،يلا أخوكِ مش مبطل كلاكسات، خلى بالك من نفسك واما ترجعى من عند الدكتوره أبجى طمنينى،انها أكدت إنك حِبله.
غادرت عطيات، عادت زعلانه زهرت مره أخرى للداخل، لكن قبل أن تدخل للغرفه  تقابلت مع نظيم الذى خرج من الغرفه وكان بصُحبته محمد، لكن نادت عليه سميحه التى خرجت خلفهم. 
نظرت  لهم زهرت بنفور، ومرت من جوارهم صامته. 
بينما قالت سميحه: مالها دى، بتتأنزح على أيه. 
تبسم نظيم وقال: وأنت مالك بها، يلا بلاش  تطلعى لبره الهوا ساقع، وانت كمان يا محمد، أنا مش غريب، سلاموا عليكم. 
قال نظيم هذا وقبل رأس سميحه التى تبسمت له 
رفع نظيم راسه لتتقابل عيناه مع هدى التى رأت ذالك الموقف صدفه، مس هذا الموقف قلبها مباشرةً، لا تعرف تمنت أن يفعل نظيم معها هذا ذات يوم. 
تبسم لها نظيم، ثم غادر دار العراب. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت 
بغرفة النوم 
وضعت سلسبيل صغيرها بذالك المهد الصغير الذى أتى به قماح من أجله. 
وقفت تنظر لصغيرها ببسمه ثم توجهت الى الفراش وخلعت ذالك المئزر من عليها ونحت غطاء الفراش قليلاً وصعدت الى الفراش قائله: أخيرًا، ناصر نام، مع إنه تقريبًا طول اليوم منامش بس أقول أيه چينات وراثيه على رأى عمى. 
تبسم قماح وهو يجذب سلسبيل لحـ.ـضـ.ـنه قائلاً بضحك: يظهر إن سلسال العراب كلهم مُتعبين. 
تبسمت سلسبيل قائله: عن تجربه أأكدلك فعلاً  مُتعبين. 
قالت سلسبيل  هذا وتثائبت قائله: أخيراً  يوم الجمعه خلص، اليوم ده بيقى مُتعب قوى، ما بصدق يخلص. 
تبسم قماح  قائلاً بمكر: بس لسه اليوم مخلصش، إحنا لسه فى أول الليل. 
نظرت له سلسبيل: قصدك أيه؟ بإننا لسه فى أول الليل. 
جذب قماح سلسبيل أكثر عليه وقام بتقبيلها
تبسم وهو يشعر بيد سلسبيل تسير على ظهره تضمه لها أكثر مُرحبه بتلك القُبلات الشغوفه، تنعم معه بوقت عشق كما كانت تتمنى دائماً. 
بعد وقت، جذبت سلسبيل  غطاء الفراش عليها، تبسم قماح من تلك التى مازالت خجوله، ضمها لصدره. 
تنهد قماح  قائلاً: أنا موافق إنك تعملى معرض فن تشكيلى تعرضى فيه التماثيل بتاعتك.
إبتعدت سلسبيل عن حـ.ـضـ.ـن قماح ونظرت له بإستغراب وتعحب.
تبسم قماح على ملامح سلسبيل المتعجبه قائلاً:
مالك بتبصيلى كده ليه؟
أغمضت سلسبيل عينيها تشعر أنها تتوهم ما سمعته من قماح قبل ثانيه.
تبسم قماح ونادى بإسم سلسبيل بنبرة لعوب:
سلسبيل.
ردت سلسبيل وهى مازالت مُغمضة العينين:أممممم
تبسم قماح قائلاً:هتردى عليا وأنتى مغمضه عنيكى كده أفتحى عيونك.
ردت سلسبيل:لأ مش هفتح عيونى.
ضحك قماح قائلاً:وليه مش عاوزه تفتحى عيونك.
ردت سلسبيل:عشان أنا فى حلم ولو فتحت عيونى هصحى منه.
ضحك قماح كثيرًا وقال:لأ متخافيش أفتحى عيونك إنتِ مش فى حلم.
فتحت سلسبيل عينيها تنظر لـ قماح بتعجب قائله:أمال أنا فى أيه،متأكد إن إنت قماح إبن عمى النبوى.
جذبها قماح لحـ.ـضـ.ـنهُ قائلاً:لأ أنا قماح جوزك مش إبن عمك وكمان أبو إبنك...مش دول الكلمتين اللى كنتى بتغظينى بهم دايمًا،إبن عمى وأبو أبنى،بس أنا أبقى جوزك كمان...مع نفسى أكون ليكي حاجه تانيه.
نظرت له سلسبيل بعدm فهم وسؤال:نفسك تكون لى أيه؟ 
رد قماح وهو ينظر لعين سلسبيل قائلاً  بنبرة  عاشق: 
نفسى أكون حبيبك.
أخفضت سلسبيل وجهها بخجل.
رفع قماح وجه سلسبيل بسبابته قائلاً برجاء: قوليها يا سلسبيل. 
خجلت سلسبيل حين تقابلت عينيها مع عين قماح وظلت صامته. 
كاد قماح أن يشعر  بخيبة أمل  قبل أن تقول سلسبيل بخفوت:أنت حبيبي.
رفع قماح وجه سلسبيل مره أخرى قائلاً بتأكد:قولتى أيه؟قوليها تانى بصوت أعلى.
خجلت سلسبيل
تبسم قماح قائلاً:حفيدة الحجه هدايه عندها خجل زايد حتى أنها تقول لجوزها أنه حبيبها.
رفعت سلسبيل وجهها ونظرت لـ قماح قائله:وهو عشان حفيدة الحجه هدايه،لازم ميكونش عندى خجل وأيه الرابط بين أنى أكون خجوله وبين إنى أكون حفيدة الحجه هدايه.
تبسم قماح قائلاً:تعرفى أكتر حاجه بحبها فيكِ أيه يا سلسبيل.
ردت سلسبيل:أيه هى؟
تبسم قماح قائلاً:خجلك،اللى كان دايماً بيبعدنى عنك،كنت بفكره دايمًا نفور منك ليا. 
تعجبت سلسبيل  قائله: نفور منك، بس أنا عمرى ما نفرت منك يا قماح، حتى فى عِز قسوتك وعنفك معايا مكنتش بنفُر منك كنت بتمنى تتغير وتعاملنى بشوية حنيه وتبطل عنجهيتك معايا. 
نظر قماح لها بنـ.ـد.م قائلاً: أنا رجعت  لهنا تانى عشانك يا سلسبيل، لما كنت بشوفك بتبعدى عن المكان اللى أنا ببقى موجود  فيه، كنت بحس بضيق فى قلبى، حاولت كتير أقــ,تــل حبك فى قلبى، قولت لنفسى أتجوز غيرها يمكن مع الوقت أقدر أتغلب على حبى ليكى،لكن مقدرتش،كنت بتخيلك معايا فى كل لحظه بعيشها،كنت بضايق لما بشوفك بتتعاملى  وتتكلمى مع أخواتى بطريقه  ودوده وبسيطه ولحد عندى كنتى بتهربى منى.
ردت سلسبيل بخجل: بس ده مكنش نفور منى يا قماح،أنا كنت بخاف لما تنظر ليا،كنت بحس إنى واقفه قدامك عريانه،بس ده ميمنعش إني كنت بكره تحكمك الزايد وبالذات لما كنت تستهزأ بيا لو أتكلمت قدامك على زمايلى سواء فى المدرسه أو الجامعه...وتقولى مفيش حاجه اسمها زماله ولا صداقه بين بـ.ـنت ولد مفيش غير حدود المصلحه.
تبسم قماح قائلاً:ولسه عند قولى،مفيش حاجه إسمها زماله ولا صداقه بينك وبين أى راجـ.ـل...مفيش غير حدود المصلحه،بس ده مش بإستهزاء منى،ده أمر.
تبسمت سلسبيل بدلال قائله بتلاعُب:مش فاهمه قصدك أيه بأمر؟
تبسم قماح قائلاً:أمر منى،أنا بغير،ومش بيقولوا غيرة الراجـ.ـل مراجـ.ـل.
تبسمت سلسبيل قائله:طب وبتغير عليا ليه؟
ضم قماح سلسبيل قويًا يقول: بغير عليكي  من النسمه يا نبع مـ.ـيـ.ـتى الصافى عشان بعشقك،ومتسألنيش  أمتى عشقتك. 
شـ.ـدت سلسبيل من حـ.ـضـ.ـن قماح مبتسمه قائله:
وأنا كمان بحبك يا قماح،كنت بهرب منك ومن جوايا نفسى تقربنى منك،وأسكن قلبك.  
قاطعها قماح وهو بحـ.ـضـ.ـنها قائلاً:متقوليش يا إبن عمى دى تانى.
تبسمت سلسبيل قائله بتلاعب:مش هقول يا إبن عمى،هقول يا جوزى وأبو إبنى.
نظر لها قماح بإنتظار.
تبسمت سلسبيل قائله:جوزى وأبو ابنى وحبيبى.
ضمها قماح  قويًا بين يديه، ثم عاد برأسه للخلف، ينظر لوجهها سُرعان ما إلتقط شفاها فى قُبلات عاشقه نسيان ألم الماضى الذى عثر له على الترياق.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــ........
بمنزل نظيم 
إنتصف الليل 
شعر بالضجر وهو يتذكر نظرات ذالك المدعو حماد نحو هدى قاوم  شعوره بالغيره منه، نهض من على فراشه واشعل ضوء الغرفه، يقوم بعمل بعض التمارين الرياضيه، علها تُذهب عنه ذالك الضجر والشعور بالغيره من حماد لما أرتبكت هدى حين طلب منها حماد إصلاح حاسوبه الخاص، هدى لما تريد معرفة محتوى ذالك الملف الذى تيقن أنه على حاسوب حماد، ماذا يعنى لها حماد من الاساس. 
رغم أداؤه لتلك التمارين الرياضيه لكن لم يذهب عنه لا الضجر ولا شعور الغيره، خرج من غرفته وتوجه الى المطبخ وقام بإشعال البوتجاز  يقوم بعمل قهوه له، لكن دون إنتباه منه سقطت الملعقه وأيضاً إخدى الاوانى المُعلقه، فإنحنى ياتى بها 
فى ذالك الاثناء خرجت فتحيه  من غرفتها حين سمعت ضجه بالمطبخ، جعلتها تصحو... وتذهب الى المطبخ مباشرةً. 
تعجبت حين رات نظيم الذى تبسم لها قائلاً بمرح:أكيد قولتى فار فى المطبخ.
تبسمت فتحيه قائله:هى الساعه كام دلوق.
رد نظيم:مش عارف بس تقريباً قربت من واحده.
تعجبت فتحيه قائله:واحده،وإنت لسه صاحي مش بعاده إنك تسهر،وكمان بتعمل قهوه،من امتى بتشرب قهوه متأخر أصلاً..ايه السبب.
رد نظيم:مفيش سبب،أنا النوم طار من عينى قولت أصحى أشتغل شويه علابتوب بتاعى.
ردت فتحيه:وأيه اللى مطير النوم من عينك، خلينا نجعد سوا وجولى،معرفش ليه جلبى حاسس إن اللى مطير النوم من عينك بـ.ـنت.
تبسم  نظيم وهو يصُب فنجان القهوه،ثم وضعه على تلك المنضده الصغيره بالمطبخ وجلس بالمقابل لـ  فتحيه التى تبسمت له قائله:
ها جولى مين بجى اللى مطيره النوم من عنيك...جولى وأنا من النجمه أكون فى دارها أخطبها لك.
تبسم نظيم قائلاً:
من النجمه،ومين اللى أكدلك كده  إن اللى مطير النوم من عينى هى بـ.ـنت،قولتلك شغل.
نظرت له فتحيه قائله:أنا مر عليا أيام كتير يا ولدى وكنت بحس بيك فى غيابك،كان جلبى بيجى جايد نار وعارفه إنك مريـ.ـض او مش بخير وانت فى الغربه لوحدك،كنت بصدق كلامك وتطمينك ليا عليك لما بكلمك على الموبايل.
أنا أمك با نظيم وبحس بيك مهما داريت عنى...
هدى هى البـ.ـنت اللى مطيره النوم من عينك.
نظر نظيم لوالداته بذهول.
تبسمت فتحيه قائله:
قولتلك بحس بيك،وكمان العين أوجات بتفضح يا ولدى.
تعجب نظيم قائلاً:قصدك أيه يا ماما،بالعين بتفضح.
ردت فتحيه:جصدى إنى شوفتك يوم كتب كتاب سميحه وإنت واجف مع هدى،لو رايدها يا ولدى نتوكل على الله أروح أطلبها لك من الحجه هدايه.
رد نظيم بتسرع:لأ يا ماما،مستحيل ده يحصل،أنا لما هفكر فى الجواز هفكر فى ناس من وئمى ومقامى.
تعجبت فتحيه قائله:جصدك ايه من وئمك ومجامك.
رد نظيم:يعنى مراتى تكون من نفس الطبقه اللى انا عشت فيها،مش بـ.ـنت ناس انا كنت فى يوم شغيل عندهم.
تعجبت فتحيه قائله:أصلك وجتك يا ولدى وإنت النهارده دكتور فى الجامعه ولك مجام عالى،وكمان مش الحجه هدايه اللى يفكروا فى حكايه المجام دى،بدليل أنها جت بنفسها وطلبت سميحه لواحد من أحفادها.
رد نظيم:البـ.ـنت غير الولد يا ماما،سميحه بـ.ـنت ومحمد هو اللى إبن العراب مش الشغيل اللى كان عندهم ،وشوفى كمان أخت هدى متجوزه مين،إبن عمها.
ردت فتحيه بإقناع:تفكيرك غلط يا ولدى،بلاش تضيع البنيه من يدك،وترجع تنـ.ـد.م وتعيش محروق القلب...مش هنخسر حاجه حتى لو رفضوا.
رد نظيم:لأ هنخسر يا ماما لو رفضوا أقل ما فيها سميحه هتزعل فى النهايه أنا أخوها برضوا وتحس بحرج.
ردت فتحيه:براحتك يا ولدى،بس صدجنى بلاش تجطع الأمل،ربنا يريح جلبك.    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ....... 
بعد مرور عشرون يوم، رغم إقتراب الربيع لكن
كان يوم غائم 
صباحً 
بشقة سميحه 
زفرت أنفاسها بسأم  وهى تخرج من الحمام وبيدها ذالك  الاختبـ.ـار تنظر له وهى تترقب ظهور نتيجته... كانت تتمتم ببعض الأدعيه 
نظر لها محمد بإستغراب فهى تتحدث مع نفسها بكلام غير مفهوم وقال بإستفسار : بتكلمى نفسك عالصبح  ليه وأيه اللى فى إيدك ده يا لدوغتى. 
وضعت سميحه الاختبـ.ـار على طاوله جوار الفراش، ثم جلست على الفراش. 
ونظرت لـ محمد قائله:مش فايقه لتريقتك عالصبح.
تعجب محمد من سأم وجه سميحه،وكذالك ردها ونبرة صوتها الحزينه...ذهب وجلس لجوارها قائلاً:
مالك أيه اللى مزعلك عالصبح كده وكمان أيه البتاع اللى حطتيه عالكمودينو ده.
ردت سميحه بزعل:ده كان إختبـ.ـار حمل،وطلعت نتيجته سلبيه.
رد محمد ببساطه وتقبُل:طب وايه يعنى نتيجته سلبيه هو ده اللى مزعلك قوى كده ومخليكى مكشره كده.
ردت سميحه:أيوا،أنا قربت على  تلات شهور متجوزه،ومحصلش حمل.
تعجب محمد قائلاً:تلات شهور،وزعلانه كده،أمال لو كان سنه مثلاً كنتى هتبقى إزاى.
ردت سميحه:سنه!
حـ.ـر.ام عليك... أنا متأخره جداً. 
تبسم محمد ووضع يدهُ حول كتف سميحه قائلاً:حبيبتى إنتى مكبره الموضوع كده ليه عادى جداً، الخلفه رزق من ربنا،وكل شئ بميعاد.
ردت سميحه:ونعم بالله،بس أنا نفسى فى بيبى بسرعه،بالذات بعد زهرت ما بقت حامل كل ما تشوف وشى تدلع وتتمرقع.
ضحك محمد.
إغتاظت سميحه وكادت تنهض من جوار محمد لكن جذبها لتبقى بجواره قائلاً:وحاطه زهرت فى دmاغك ليه،حبيبتى أنا عارف الفرق بينك وبين زهرت،زى الفرق بين الدهب والفالصو،إنتى بالنسبه ليا أغلى من الالماس الفالصو اللى معجبكيش،زهرت بتستغل حب رباح لها وتستنزفه ماديًا وعاطفيًا،إنما سيدة خط الصعيد الأولى بترضى بالقليل دايماً،بس قوليلى أيه أخبـ.ـار مشروع القُلل والفازات الفخار اللى كنتى ناويه تعمليه عشان تنصبى على الزباين زى إيستر كده. 
رغم  زعل سميحه لكن تبسمت قائله:إيستر خلاص بقت ناصحه مبقتش أعرف أضحك عليها،وبتقولى بقت بتطبخ فى بايركس صحى أكتر.
تبسم محمد قائلاً:أيه رأيك أنا هشترى منك الفخار اللى هتصنعيه بس بشرط،تحسنى الجوده شويه.
تبسمت سميحه أكثر قائله:أنا بحبك يا محمد،أكيد ربنا رزقك بيا لطيب عمى النبوى...إنما مامتك مقدرش اقول دعيالك لأن مستحيل ربنا يتقبل منها،دى مفيش مره إستقبلتنى بقبول وطول ما انا عندها تشخط وتنطر فيا كأنى جاريه عندها،والله ما برضى ارد عليها عشان وصية جدتى هدايه تقولى،تدعى ليكِ دعوه طيبه،مع ان معقتدش انها بتدعليى أصلاً،دى بتدعى عليا.
تبسم محمد وضم سميحه قائلاً:أنا فعلاً ربنا بيحبني عشان بعتلى لدغه قلبها زى إسمها دايما بيسامح ومش بيشيل الآسيه.
تبسمت سميحه قائله:مش مستاهله الواحد يشيل فى قلبه،بقولك ايه الكلام خدنا،النهارده اليوم اللى بروح اقعد فيه عند ماما،هقوم أغير هدومى وتاخدنى تودينى عندها.
تبسم محمد بمكر قائلاً:طب ما تروحى مع السواق.
ردت سميحه:وحضرتك فين مش جوزى وتوصلنى معاك فى سكتك.
رد محمد بتفكير:تدفعى أيه واوصلك معايا فى سكتى.
نهضت سميحه من جوار محمد وقالت:وحضرتك عاوزنى ادفعلك بأى صفه إن شاء الله،ناسى انك جوزى وانا ملزومه منك  والمفروض تجيبلى عربيه خاصه.
فكر محمد قائلا بمكر:وانتى بتعرفى تسوقى،عشان أجيبلك عربيه خاصه.
ردت سميحه:وفيها أيه بسيطه قدmلى فى مدرسة سواقه.
ضحك محمد قائلاً:
موافق بس لازم أخد رشوه قبل ما اقدmلك 
قال محمد هذا ولم يهمل سميحه الرد حين جذبها عليه لتبقى بجسدها فوق جسده،وقبل أن تفيق من الخضه كان يُقبلها بعشق،بادلته القبلات،ثم بعد قليل ترك شفاها قائلاً:
نفسى ربنا يرزقنى منك بسيدة الصعيد التانيه وتكون لدغه زى مامتها بس تاخد قلبها البسيط.
تبسمت سميحه قائله بتمنى: ده اللى بطلبه من ربنا وبقول يارب.  
... ــــــــــــــــــــــ
ليلاً
تبسمت سلسبيل لـ قماح وهو يضع الصغير فى مهده، بهدوء. 
قائله: ها نام. 
همس قماح  قائلاً: أخيراً  ، بعد كده مش هدخل معاكى فى تحدى بعترف إنى خسرت فعلاً  الامومه دى صعبه قوى مش عارف بتجيبى طولة البال دى منين. 
تبسمت سلسبيل قائله: وانت كمان واخده منى كان منعوس. 
تبسم قماح وهو يصعد لجوارها على الفراش يضمها بين يديه قائلاً: توبه أتحداكِ خلاص بعترف أنا خسران. 
ضحكت  سلسبيل قائله: المفروض تدفع غرامه إنك خسرت. 
نظر قماح لها قائلاً: وأيه هى الغرامه دى بقى؟ 
ردت سلسبيل: بكره بفكر آخد أجازه من شغلى فى المقر، وعاوزه أتفسح  فى النيل من زمان.
تبسم قماح قائلاً:بس أنا جدول أعمالى مشغول.
نظرت له سلسبيل بتمثيل قائله:يعنى خسران ومش عاوز تفسحنى أنا وناصر،خلاص هقوم أصحيه أقوله باباك مش قد كلمته.
قالت سلسبيل هذا وكادت تنهض من على الفراش.
لكن قماح كان الاسرع حين جذبها عليه قائلاً:
لأ هدفع الغرامه اللى تطلبيها بس بلاش تصحى ناصر أنا مصدقت أنه أخيراً نام علشان تفضيلى  يا نبع الميه.
تبسمت سلسبيل قائله بخجل:وعاوزنى أفضالك ليه.
تبسم قماح وهو يقترب من شفاه سلسبيل قائلاً:عشان نفكر سوا فى فُسحة النيل بكره،أصلى عطشان وعاوز أشرب  من النبع الصافى.
تبسمت سلسبيل له قائله:بسيطه أبقى أشرب من مية النيل بكره ودلوقتي بقى هقولك تصبح على خير يا أبو ناصر.
قالت سلسبيل هذا وتسطحت على الفراش مبتسمه،نظر لها قماح قائلاً:واللى عطشان دلوقتي يعمل أيه.
تبسمت سلسبيل قائله:والله المثل بيقول الميه متفوتش على عطشان،وطالما قدامك النبع تقدر تشرب منه تروى عطشك ليه تفضل عطشان لبكره. 
نظر قماح لها بشوق وأقترب منها هامساً بالعشق، يشعر بالارتواء من قبلاتها ولمساتها الشغوفه التى تحثهُ على إحتياج المزيد من الارتواء من نبعها العاشق.
بعد قليل غفت سلسبيل على صدر قماح وغفى هو الآخر. 
لكن أثناء نوم سلسبيل 
رأت نور الغرفه معتم،وهنالك من يقف أمام مهد صغيرها،وأنحنى واخذه من مهده،لكن فجأه إشتعل الضوء ونظرت ناحية مهد صغيرها ورأت سكين يوضع على رقبته،ذالك السكين عليه بعض قطرات الدmاء،لكن الغريب أن طفلها كان يبكى...كأنه يستغيث بها. 
فجأه... 
إستيقظت سلسبيل فزعه وإبتعدت عن صدر قماح ونظرت له قائله بلهفه: 
ناصر فين؟ 
تعجب قماح وإعتدل بالفراش جالسًا  يقول: ناصر فى سريره نايم. 
ازاحت سلسبيل الغطاء عنها ونهضت من على الفراش وذهبت الى ذالك الفراش الصغير النائم به طفلها. 
تنهدت براحه وهى ترى صغيرها نائم فى مهده  إنحنت تحمله ثم ذهبت الى الفراش ووضعته بالمنتصف بينها وبين قماح  المُستغرب، وقبل أن يتحدث قالت سلسبيل: 
أنا متعوده ناصر ينام جانبى عالسرير..ونس. 
تبسم قماح يقول: بس ده لما كنتى بتنامى لوحدك عالسرير 
دلوقتى، أنا بنام جانبك، وكمان بسيب نور خافت فى الأوضه، يعنى مش محتاجه لـ ناصر ينام جانبك ونس، ولا حـ.ـضـ.ـنى مش مونسك.
رغم شعور سلسبيل السئ لكن قالت له: خليه ينام بينا الليله. 
تبسم قماح  وهو ينام على الفراش قائلاً  بموافقه: 
تمام.
تبسمت سلسبيل وهى تضع الصغير فى المنتصف بينها وبين قماح 
وضع قماح يدهُ على وجنة سلسبيل قائلاً:
تصبحي على خير.
أغمضت سلسبيل عيناها ثم فتحتها ترسم بسمه:وأنت من أهله.
نعس قماح،بينما سلسبيل لم تنام ظلت تنظر لطفلها بعض الوقت،تفكر فى ذالك المنام السئ،هل هنالك من  يضمر لطفلها الشر.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى يوم جديد 
ظهرًا.
باحد الشقق الفارهه بمدينة بنى سويف 
دخلت زهرت ترسم بسمه صفراء قائله:
إزيك يا هند وحشانى.
ردت هند بخباثه:لو كنت وحشاك بصحيح كنتِ زورتينى من زمان.
ردت زهرت:ما انت عارفه العقربه هدايه،وتحكمـ.ـا.تها وانا مش عاوزه أو.جـ.ـع دmاغى فى المناهده معاها... وسألت  عليكى بالموبايل قبل كده، بس قماح متوصى بيكِ جابلك شقه فى منطقه  راقيه، وسمعت أنه كمان حولك مبلغ محترم  باسمك فى البنك. 
ردت هند:تفتكرى إن ممكن  الشقه والمبلغ اللى حوله ليا قماح تعويض ليا عن أذيته لقلبى،اللى أستهون بيه من بداية جوازنا أول مره.
تعحبت زهرت قائله:قصدك أيه؟
ردت هند:محتاجه مساعدتك.
ردت زهرت بإستخبـ.ـار:مساعدتى فى أيه،أنا مقدرش أساعدك فى أى حاجه،مبقتش زى الأول.
ردت هند:وأيه اللى  خلاكى مش زى الأول ومش هتقدرى تساعدينى.
ردت زهرت:انا حامل
ضحكت هند لثوانى قبل أن تقول لها بمفاجأه:
ويا ترى مين والد الجنين اللى فى بطنك 
رباح ولا نائل أخويا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ......
قبل وقت بـ دار العراب
بغرفة المندره 
تبسمت هدايه وهى تُعطى لـ سلسبيل ذالك الصغير قائله: 
هتوحشك طول النهار يا ناصر. 
تبسمت سلسبيل وهى تحمل الصغير تنظر له  قائله: وصيه عليا يا جدتى بلاش يتعبنى معاه طول النهار زى ما بيعمل معايا  طول الليل. 
قبلته هدايه  قائله: مفيش اهدى من ناصر أنتى عاوزه تطلعى عالواد سمعه ولا أيه. 
ضحك قماح الذى أتى خلف سلسبيل  قائلاً: 
بصراحه يا جدتى سلسبيل  معاها حق ناصر غاوى سهر ومُتعب. 
تبسمت هدايه  قائله: طلعوا بجى للواد سمعه مش زينه ده مفيش أهدى من ناصر، بيفكرنى بجده النبوى كان إكده من صغره طول عمره  هادى وعاقل. 
ضحكت سلسبيل  وكذالك قماح بينما قالت سلسبيل: طب يا ريته يورث من عمى النبوى عقله وحكمته وأحتوائه. 
تنهدت هدايه بغصه فى قلبها قائله: ربنا يديه الحظ السعيد... يلا بلاش تقوفوا إكده عشان تلحقوا ترجعوا قبل المسا.
تبسمت سلسبيل وغادرت الغرفه، بينما قماح إنحنى يُقبل يد هدايه قائلاً: 
إحنا هنبات الليله بره يا جدتى نشوفك بكره. 
تبسمت هدايه  قائله: ترجعوا بالسلامه خلى بالك من سلسبيل  وناصر. 
تبسم قماح  وهو يغادر هو الآخر يلحق بـ سلسبيل ، بينما تنهدت بسعاده وهى ترى السعاده أصبحت مرسومه على وجه قماح وكذالك سلسبيل، سلسبيل التى غفرت لأخطاء قماح بحقها حتى تنال معه السعاده هى وطفلها. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة هند. 
ردت زهرت بوقاحه وجباحه: أنا حامل من رباح جوزى،يظهر طـ.ـلا.قك من قماح جابلك جنان،لأ أكيد جابك   جنان بسبب اللى قولتيه دلوقتى، نائل أنا ماليش  أى علاقه بيه، غير أنه أخوكِ. 
ضحكت هند بهستريا ثم توقفت عن الضحك فجأه قائله بتأكيد: لأ متجننتش، وعندى إثبات كلامى ده، فاكره يوم ما عزمتينى عالغدا قبل رجوعى لـ قماح أنا شوفتك وأنتى نازله من عربية نائل، وكمان نظرات عينيكى لـ نائل يوم فرح محمد والغيره اللى كانت هتنط من عنينيكِ لما كان بيتكلم مع سلسبيل، ، غير من كام يوم شوفتك طالعه من عماره فى منطقه قريبه من هنا، وبعدها بشويه شوفت نائل طالع من نفس العماره، أكيد مش كل دى صدف، زهرت أنا ميهمنيش أنتى حامل من مين سواء كان رباح او حتى نائل... اللى يهمنى تساعدينى فى اللى عاوزه أوصله. 
ردت هند التى لم تهتز لتأكيد هند: 
هند  إنسى قماح  خلاص انتى اللى ضيعتى فرصتك معاه، لما عملتى نفسى ملاك قدامه وقبلتى أنه يطـ.ـلقك بسهوله قصاد شقه وحساب فى البنك... كان لازم تحاربى سلسبيل مش تهددينى بكلام فارغ مالوش  اى وجود. 
ردت هند بنرفزه: حاولت احارب سلسبيل، بس دى جبروت زى العقربه هدايه  بإشاره منها بتحرك قماح  ... 
قماح الغبى اللى بيوقع فى خداعها وسهوكته، أنها تظهر أنها ملاك، غير دلالها عليه بيخليه يتلهف عليها، بالك قماح  لو سلسبيل كانت أداته ريق حلو كان زمانه مل منها، بسهى كهينه زى العقربه هدايه  عرفت  تلعب على وتر شوق ولا دوق، واانوعية دى الي بتجذب عقلية قماح.
ضحكت زهرت قائله:ولما أنتى عارفه مفاتيح شخصية قماح ليه متعاملتيش معاه بنفس الطريقه،يمكن كان زمان سلسبيل ملهاش اى وجود فى حياة قماح،هند بلاش تضحكي على نفسك أنا خلاص مقدرش أساعدك قماح بيحب سلسبيل وده متأكده منه مش عاوزه أحرق قلبك أكتر وأقولك تعالى شوفى منظرهم الرومانسى من يوم ما رجع تانى من اليونان  ،بلاش تعيشى فى وهم وانسى قماح وأنهى الكدبه اللى عايشه فيها وأرجعى لـ باباكِ من تانى وبلاش كدبة انه غضبان عليكِ بسبب جوازك من قماح من وراه دى،مشفعتش ليكِ عند قماح والنهايه برضوا طلقك وخرجك من حياته.
ثار عقل هند وصاحت فى زهرت: قولتلك لو مش عاوزه حد يعرف بعلاقتك بـ نائل لازم تساعدنى،لآن مش بس ممكن أفضح علاقتك بـ نائل...ممكن أخسرك اللى بطنك،كده كده هو إبن حـ.ـر.ام . 
  للحظه خافت زهرت من ملامح وجه هند التى تنذر بالشر وإبتعدت عنها خطوات تضع يدها على بطنها. 
ضحكت هند قائله: مش معقول زهرت خايفه على إبن الحـ.ـر.ام. 
ردت زهرت بقوه : قولتلك بلاش  الجنان اللى بتقوليه،وخـ.ـو.فى على الجنين اللى فى بطنى يثبتلك انه أبن رباح،يعنى إبن حلال،ومعنديش مانع أساعدك مش عشان الكلام الفارغ اللى بتقولى عليه ده،بس عشان انا نفسى بكره سلسبيل ونفسى تختفى من الكون بحاله،قولى لى ايه اللى فى دmاغك عاوزه توصلى له.
ضحكت هند بظفر قائله: هقولك اللى فى دmاغى، لأنى مصدقاكِ أنه بتكرهى سلسبيل زيي، ويمكن أكتر بسبب نائل. 
زفرت زهرت نفسها بسأم قائله: برضو بتقولى نائل، قولتلك هساعدك خلاص. 
ردت هند: أنا بفكرك لأن أى حركة غدر ههد المعبد على كل اللى فيه، وزى ما أنا إطلقت من قماح، إنتى مش بعيد اما رباح يعرف بعلاقتك مع نائل يقــ,تــلك ويغسل عارهُ. 
قالت هند هذا ثم أخذت نفسها وأكملت من حديثها تُزيد من غلول زهرت قائله: ونائل وقتها مش هيرضى ولا هيقدر يحميكِ، غير إن
نائل بيحلم بس بلحظه يقضها مع سلسبيل لوحدهم. 
نظرت لها زهرت بغـ.ـيظ دفين ودت لو سفكت دmائها هى وسلسبيل ومعهن نائل ذالك الحقير، رغم أنها بداخلها تريد نُكران تلك الحقيقه التى عايرتها بها تلك الحمقاء هند. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. 
على متن يخت صغير بالنيل 
كانت رحله ممتعه بين تلك المياه العـ.ـذ.به، رغم أن الطقس ربيعى مُنسم ببعض الهواء البـ.ـارد، لكن ليست فقط آشعة  الشمس هى التى تُدفئ، هنالك دفئ فى القلوب وبسمـ.ـا.ت خاليه من الهموم، بين ضفتى النهر العـ.ـذ.ب كانت رحله هادئه فهُم تركوا كل شئ خلفهم على الأرض عائمان فوق عذوبة المياه التى تروى قلوبهم بعد ظمأ... 
بمداعبة ومشاغبة ذالك الصغير وهمسات عشق من قماح 
لـ سلسبيل التى  تسعد بها، تشعر بروح جديده،سعيده بتلك الرحله البسيطه كذالك تشعر بنشوه ودفئ وهى تتنسم رائحه عبير زهور  الربيع المختلطه مع نسائم الهواء كذالك تلك الطيور التى تُحلق قريبه منهم  تجعل عقل صغيرها الصغير يظن أنها تريد اللعب معه وهو يتحرك بين يديها يريد إمساك إحدى الحامامـ.ـا.ت لكن تطير وتبتعد وهو يريد ان يُحلق مثلها بيديه الصغيرتان. 
كذالك قماح الذى يشعر بدفئ العائله الذى فقده  وهو بعمر العاشره، إسترده الآن ليس فقط  بسبب ضحكات وتذمرات ومشاغبات ذالك الصغير،بل بنبع المياه الصافى التى كانت أمامه دائمًا،للحظات شرد فى الماضى القريب لام نفسه كيف كان يود أن يظل ظمأن وأمامه نبع قلبه كانت القريبه البعيده حتى أنه حين حصل عليها كاد أن يُضيعها بعنجهيته وغــــروروه وقسوته،لولا غفرانها لكان الى الآن مازال ظمآن تائه. 
آتى المساء 
تجنب قماح باليخت نحو أحد الجُزر بالنيل.
نزل من اليخت ثم مد يدهُ ل سلسبيل كى يأخذ منها الصغير،أعطته له سلسبيل ثم نزلت هى الأخرى،متعجبه تقول:
إحنا كده هنتأخر فى الرجوع  للدار،كنت رسيت باليخت على الشط التانى.
تبسم قماح قائلاً:إحنا مش هنرجع لدار العراب الليله هنقضى الليله هنا عالجزيره دى.
تعحبت سلسبيل وهى تنظر للجزيره هنالك منازل صغيره ومتوسطة الحجم تشبه الڤيلل الصغيره متراصه جوار بعضها،كذالك هنالك فندق متوسط يظهر بالجزيره ظنت أنهم سيذهبون إليه،لكن الحقيقه كانت عكس ذالك 
فبعد سيرها خلف قماح الذى يحمل طفلهم، لبضع خطوات دخل لحديقة ڤيلا متوسطه ثم وقف قماح أمام باب تلك الڤيلا.
تحدثت سلسبيل بإستخبـ.ـار:إحنا هنبات هنا فين.
إبتسم قماح وأخرج علاقة مفاتيح من جيبه وقام بفتح باب الڤيلا ودخل قائلاً:هنبات هنا فى الڤيلا دى.
دخلت خلفه سلسبيل تنظر حولها،ڤيلا راقيه بأثاث عصري،تبسمت قائله:والڤيلا دى بتاع مين؟
رد قماح:الڤيلا دى بتاعتى ومش لازم أسئله كتير،خلينا نطلع لأوضة النوم،ناصر بيتاوب شكله عاوز ينام يمكن هلك من الرحله طول اليوم منامش.
نظرت سلسبيل نحو ناصر الذى يتثائب قائله:ياريت تكون الرحله هلكته وينام من غير ما يتعبنى،رغم انى أشك فى كده.
تبسم قماح وأعطى لها ناصر قائلاً:اوضة النوم فى الدور التانى آخر أوضه على إيدك اليمين،وفيها حمام،أنا هتصل على بابا  عشان يطمنهم إننا هنبات هنا الليله
تبسمت سلسبيل قائله:تمام،هطلع أحمى ناصر،واغيرله هدومه،كويس أنى كنت عامله حسابى فى غيار تانى له.
أماء لها قماح برأسهُ مبتسماً. 
صعدت سلسبيل الى حيث وصف لها قماح،دخلت الى تلك الغرفه كانت غرفة نوم متوسطه باثاث عصري أيضًا ،نظرت الى ذالك الباب الثانى بالغرفه  ثم ذهبت الى الفراش ووضعت صغيرها عليه  قائله: خلينى أقلع هدومي اللى فوق دى عشان متتبلش وانا بحميك،عارفه إنك ما بتصدق تقرب من الميه وطرطش براحتك.
خلعت سلسبيل بعض ملابسها وبقيت ببعض الملابس الداخليه،كذالك خلعت بعض الملابس عن صغيرها،ثم توجهت الى داخل الحمام،ملئت ذالك الحوض،بالقليل من المياه ثم حررت صغيرها من باقى ملابسه ووضعته بالحوض بحرص منها،كما توقعت منه بدأ باللعب فى تلك المياه والخبط بيديه الصغيره يشعر بالمرح.
تبسمت له سلسبيل قائله:فوقت مش كنت بتنعوس من شويه،الميه فوقتك.
تبسم قماح الذى دخل عليهم قائلاً:ناصر قماح العراب شكله هيبقى سباح،وبيحب الميه.
تبسمت سلسبيل قائله:واضح كده فعلاً،بيحب اللعب فى الميه قوى.
تبسم قماح قائلاً:مش مامته النبع الصافى،يبقى لازم يحب الميه.
تبسمت سلسبيل قائله:واقف بعيد ليه قرب خدلك رشتين من ناصر.
إبتسم قماح قائلاً:وماله ثوانى هقلع هدومى بدل ما تتبل...بالفعل ما هى الإ ثوانى وكان قماح يآخذ حظه من طرطشات المياه على جسده الشبه عارى،وسط لعب ومرح ذالك الصغير الذى كان يود البقاء أكثر فى المياه وتذمر حين أخرجته سلسبيل من المياه وبكى.
تبسمت سلسبيل قائله:بتعيط ليه عشان طلعتك من الميه كفايه لعب بقى مشبعتش طول اليوم لعب،أنا هلكت ونفسى أنام.
تبسم قماح وهو يضع منشفه صغيره حول جسد ناصر قائلاً بمرح:مش أنتى اللى طلبتى رحله فى النيل،أفضل مكان لـ ناصر.
لفت سلسبيل المنشفه حول جسد ناصر قائله:يعنى الحق عليا،هتتجمع عليا إنت وإبنك بقى عشان انا اللى اختارت المكان،خلاص المره الجايه هسيبلك إقتراح المكان.
إبتسم قماح.
تحدثت سلسبيل:ناصر بيتاوب تفتكر هينام.
رد قماح ببسمه:أتمنى ذالك،ناصر بيدلع عليكِ،مفيش غير حل واحد يخليه يبطل دلع عليكِ.
تحدثت سلسبيل قائله:قولى ايه هو الحل ده بسرعه.
نظر قماح لجسد سلسبيل الشبه عارى قائلاً:أن يكون فى غيره.
ردت سلسبيل بعدm فهم قائله:قصدك أيه بأن يكون فى غيره.
تبسم قماح ووضع إحدى يديه حول خصر سلسبيل وأقترب من أذنها هامسًا بنبرة عشق:نجيب بيبى تانى له وقتها هينشغل فيه. 
شعرت سلسبيل بزلزله مشاعرها،وخجلت ولم تستطيع الرد على قماح وقالت بهروب:
هطلع ألبس ناصر هدومه.
تبسم قماح دون حديث وهو يرى خجل سلسبيل وهروبها من أمامه.
بعد قليل 
خرج قماح من الحمام، يرتدى معطف قطنى قصير، ونظر نحو الفراش رأى رفقة سلسبيل لـ ناصر على صدرها،تحدث:
إيه ده باينه هينعس.
قالت سلسبيل بهمس:إش بلاش صوت ليسمعك ويصحى يكمل سهر.
تبسم قماح صامتًا.
بعد قليل نعس الصغير،وضعته سلسبيل على الفراش قائله بهمس،هقوم أغير الهدوم دى مبلوله شويه هحطها فى المُجفف عالصبح تكون نشفت.
خرجت سلسبيل من الحمام بعد قليل ترتدى مئزر حمام نسائى قصير لحدٍا ما .    
رأت نظرات قماح لها التى خجلت منها،توجهت الى الناحيه الأخرى من الفراش،وتمددت بجسدها تشعر بصفو ذهن وهدوء نفسى،وشعرت بيد قماح الذى يضمها له،تبسمت،وإستدارت له قائله:
فين ناصر،كان فى النص بينا.
تبسم قماح ببسمه لعوب قائلاً:فرصه أنه نايم عشان  نجيب بيبى ياخد منه الدلع شويه. 
خجلت سلسبيل منه وأخفضت وجهها، تبسم قماح على خجلها ورفع وجهها ونظر لشفاها متلهفًا بالقُبلات المتشوقه،يقربها منه أكثر يديه تضمها لجسده ينتهل من بين شفتاها نبعًا صافيًا من العشق.
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 باليوم التالى 
فى الصباح الباكر،مع الخيوط الاولى لضوء الشمش 
فتحت سلسبيل عينيها نظرت لجوارها، وجدت ناصر بالمنتصف بينها وبين قماح ملاك نائم لاتعلم كيف ولا متى أصبح بالمنتصف بينهم، آخر ما تتذكره هو ضم قماح  لجسدها بين يديه، تنهدت بنشوه سعيده. 
لكن فجأه شعرت بنغزه فى قلبها أعقبها طيف أحمر مثل الدm، أغمضت عيناها سُرعان مافتحتها ونظرت نحو قماح النائم  ثم الى صغيرها المبتسم،نفضت تلك الغصه،ونحت غطاء الفراش عنها،وعدلته على صغيرها،ووضعت لجواره وساده مكانها،ثم نهضت من على الفراش توجهت الى الحمام،فتحت الصنبور ووقت أسفله تنعش جسدها بحمام دافئ لكن عاد نفس الطيف الأحمر ومعه صور مُبهمه لشخص ينزف وهى تحاول إنقاذه.
فتحت عينيها سريعاً،لما ذالك الطيف،يأتى لها  لما الآن بعد أن عثرت على سعادتها،لما ذالك الخـ.ـو.ف ينبش بقلبها ومن ماذا،ما تفسير تلك الاطياف...لابد أنها مجرد هلاوس،هكذا فسرها عقلها او هى أرادت ذالك التفسير.
إنتهت من الحمام وأرتدت ملابسها مره أخرى،خرجت من الحمام نظرت نحو الفراش،قماح وصغيرها مازلا نائمان،فكرت ان تخرج تستنشق بعض نسمـ.ـا.ت البدريه تُنعش روحها برائحة الربيع،بالفعل خرجت بهدوء 
غير مُنتبه لـ قماح الذى إستيقظ هو الآخر بعد خروجها من الغرفه مباشرةً... هو الآخر رغم أنه  لم يجد سلسبيل جواره على الفراش لكن تبسم وهو ينظر نحو ذالك  الملاك النائم بهدوء والذى وضعه فى المنتصف بيه وبين سلسبيل  بعد أن غفت بين يديه مُرهقه بعد جولات الغرام بينهم، تنهد قماح منتعش القلب والروح، نهض هو الآخر، ذهب نحو شُرفة الغرفه، كما توقع أن سلسبيل تكون بحديقة الشاليه
بحديقة ذالك  الشاليه المتوسط بجزيرة وسط النيل. 
وقفت سلسبيل بيدها كوبً من النعناع الأخضر، تنظر الى قُرص الشمس الذى يُبدد ظلام الليل الذى تلاشى تقريباً تتنفس من رائحة زهور الحديقه الربيعيه، وتلل الطيور التى تتناغم فوق مياه النيل، سارحه بهذا المنظر الربانى البديع وإن دل على شئ يدُل على الآمل فى سطوع نور من بعد ظلام ربيع من بعد شتاء،تتفتح به الزهور وتعود الطيور المهاجره  هكذا هى الحياه 
ربما ضره نافعه.... الحياه تتبدل بين لحظه وأخرى.. قد تعشق من كنت تكرهه. 
فاقت سلسبيل  من سرحانها عنـ.ـد.ما شعرت بشئ يوضع فوق جذعها العلوى. 
تبسمت بخضه خفيفه 
بينما وضع قماح على كتفيها شال ليس بالثقيل ولف يديه حولها يضمها لصدرهُ وقبل جانب عُنقها قائلاً: رغم إننا فى الربيع بس الجو لسه برد وكمان إحنا فى قلب جزيزه فى النيل والهوا جاي من كل ناحيه. 
إرتسم على وجهها  السعاده وضمت جسدها تأخذ الدفئ من جسده وأغمضت عينيها تستنشق ذالك الهواء الربيعى البـ.ـارد الممزوج برائحة الزهور وصوت هدير مياه النيل المحيطه بالشاليه. 
وقالت: 
أنا عاوزه أعيش هنا بقية حياتى فى الصفاء بين الطبيعه دى، أمتى إشتريت الشاليه ده. 
ضم قماح جسد سلسبيل بقوه له وقال: 
إشتريته من مده طويله عشان يفكرنى بيكى إنتى الوحيده اللى إتمنيت أجيبها لهنا... سلسبيل 
أنا رجعت  من اليونان  بس علشانك... فرحت جداً  لما رجعت وأنتى اللى فتحتى ليا الباب وقتها... فاكره قولتلك أيه وقتها. 
تنهدت سلسبيل ببسمه ماكره وقالت: لأ مش فاكره.... اللى فكراه كلمة جدتى وقتها.. لما قالت إبن الإغريقيه رچع لعِشهُ من تانى. 
تبسم قماح  وقبل جانب عُنق سلسبيل فعلاً  هنا كان عِشى مع بـ.ـنت العراب.
تبسمت سلسبيل وإستدارت لـ قماح تبتسم،تفاجئت بقماح يجذبها له يُقبلها بوله،ثم ترك شفاها يبتسم،ووضع يديه بين على خلف  رأسها يُمرر يدهُ بين خصلات شعرها الطويل الذى يتطاير بسبب نسمـ.ـا.ت الهواء...تبسمت له،مالت رأسه مره أخرى وكاد يُقبلها،لكن هنالك ما منع ذالك صوت بُكاء،تبسمت سلسبيل قائله:
ناصر بيه صحى.
تبسم قماح قائلاً:قصدك القلق صحى.
تبسمت سلسبيل قائله:خلينا نطلع له بسرعه.
تبسم قماح وهو يُشير لـ سلسبيل بيده،لتسير أمامه.
دخلت سلسبيل الى الغرفه وجدت ناصر يبكى،تبسمت قائله:خلاص أنا جيت أهو،قالت هذا وحملته بين يديها مبتسمه تُهدهدهُ...كذالك دخل قماح خلفها قائلاً:
فى أوتيل هنا عالجزيره هتصل عليه وأطلب منه فطور لينا.
تبسمت سلسبيل قائله:والشاليه هنا مفيش فيه أى أكل.
رد قماح:للأسف لأ لأنى من يوم ما أشتريته وفرشته مجتش له غير كم مره،وكانت بتبقى زيارات قصيره.
ردت سلسبيل تمام،بس ممكن بدل ما تطلب فطور،يبقى فطور وغدا مع بعض بصراحه أنا عجبنى الهدوء والسكينه اللى هنا وكنت هقولك نعيش هنا،بس مش هينفع وكمان الجو هنا عجب ناصر بيه ده نام طول الليل محستش بيه نكش، ممكن كمان نقضى النهار هنا فى الجزيره،ونرجع دار العراب آخر النهار عشان أضمن أنه آخر الليل ينام من غير ما يغلبنى.
تبسم قماح بتفكير قائلاً:
ناصر بيه وأمه  يؤمروا،وأنا أنفذ.   
،،،،، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب الظهر  
بشقة نائل. 
بمجرد أن دخلت زهرت وجدت نائل بستقبلها ببسمته البغيضة،
صفعه غِل قويه صفعتها زهرت له.
صفعه أقوى  تلتقتها زهرت التى نزفت من جانب شفاها أثر تلك الصفعه التى تفاجئت بها من نائل 
نظرت له بذهول وحاولت صفعه مره أخرى قائله بمقت:.إنت بتضـ.ـر.بنى يا حـ.ـيو.ان نسيت أنا مين.
رد نائل بعنفوان:لإ إنتى اللى نسيتى نفسك ومت عـ.ـر.فيش انا مين قبل إيدك ما تتمد وتصفعينى كان لازم تفكرى كويس أنا مين وأنتى مين؟
ردت زهرت بتهكم:وإنت مين إن شاء الله،كـ.ـلـ.ـب حقير.
رد نائل:إن كنت انتى ظلمتى الكـ.ـلـ.ـب لما شبهتينى بيه عالاقل الكـ.ـلـ.ـب مفيهوش طبع الخيانه،وإن كنت انا كـ.ـلـ.ـب،فأنتى مومس.
ذُهلت زهرت من نعت نائل لها بتلك الصفعه البشعه بالنسبه لها.
ضحك نائل ساخرًا يقول:أيه إتفاجئتى بحقيقتك القذره،بس مقولتليش أيه سبب إتصالك بيا وتطلبى نتقابب وبعدها تعملى الفيلم ده...أنا وانتى عارفين حقيقة بعضنا،مش بس أتعرت أجسامنا قدام بعض،لأ أتعرت حقيقتنا قبل أجسامنا.
نظرت زهرت ناحية نائل بمقت وكُره وغِل قائله:
وأيه هى حقيقتنا.
رد نائل ببرود مُثلج:إننا خـ.ـا.ينين.
تبدلت نظرة زهرت وقالت بإستعطاف:أنت عارف إنى بحبك.
ضحك نائل قائلاً:نكته طريفه،بتحبينى!
طب ورباح؟
ردت زهرت:أتجوزته غـ.ـصـ.ـب وانت عارف السبب،لو كان والدك وافق على جوازنا مكنتش بصيت له.
ضحك نائل قائلاً:كدب يا زهرت،انتى طماعه وده سبب جوازك من رباح،اموال عيلة العراب،تعرفى لو كنت بس حسيت أنك عندك مشاعر ناخيتى يمكن كنت قدرت اقنع بابا واتجوزك،لكن انتى بتحبى الشى السهل والاغلى،وكان رباح هو الأفضل بالنسبه ليكِ ماديًا،مهما كان غنى والدى،هيكون أيه نقطه فى بحر العراب اللى كنتِ ومازلتى بتغرفى منه.. تعرفى كان نفسى تقطعي علاقتى بيا بعد جوازك من رباح،يمكن وقتها كنت أقول كنت نزوه فى حياتك،لكن أنتى طابعك الخيانه،بتجرى فى دmك. 
إنهارت زهرت قائله:كان نفسك فى واحده خام زى  سلسبيل.
رد نائل بحسره:سلسبيل لو كانوا وافقوا انى اتجوزها كانت إتبدلت حياتى من الدنس اللى عايش فيه.
تهكمت زهرت قائله:أيه كنت هتوب على إيديها وتبطل تجارة مـ.ـخـ.ـد.رات مع باباك وأختك.
ذُهل نائل ينظر لها صامتًا للحظات قبل أن تسترد زهرت حديثها:
أيه مفكرنى هبله ومش عارفه إن الحبوب اللى كنت بتجيبها ليا لـ رباح إنى مش عارفه إن السيد المصون والداك تاجر مـ.ـخـ.ـد.رات بس متخفى فى تاجر حبوب وغلال.
إقترب نائل من زهرت بعيون شريره قائلاً:أيه التخاريف اللى بتقوليها دى،يظهر الحمل أثر على عقلك.
ردت زهرت: لأ مش الحمل اللى أثر على عقلى ناسى أنا بـ.ـنت مين،انا بـ.ـنت مجاهد حماد،كان غفير فى المركز ويعرف الشارده والوارده ومين تجار الممنوع هنا فى المنطقه.
فجأه وضع نائل يديه حول عُنق زهرت قائلاً:كدب،اللى بتقوليه.  
شعرت زهرت بيد ناىل التى بدات تضيق حول عُنقها،حاولت فك يديه بيديها لكن كان هو الاقوى وكاد يخـ.ـنـ.ـقها لولا رنين هاتفه الذى أفاقه.
تهاونت يديه،نفضت زهرت يديه عنها وإلتقطت نفسها،لكن سُرعان ما فرت هاربه من الشقه.   
....  . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ. دبى 
على أريكه بغرفة المعيشه 
كانت همس تجلس بحـ.ـضـ.ـن كارم سعيدان وهما يشاهدان تلك الصور الخاصه  بصغيرهما التى أعطتها لهما الطبيبه بعد خضوها لكشف بالاشعه اليوم. 
تحدثت همس: الصور بتأكد انى حامل فى ولد. 
ابتسم كارم قائلاً: مع أن  كان نفسى فى بنوته، بس المهم صحتكم انتم الاتنين. 
تبسمت همس قائله: إعترف إنك لما الدكتوره أكدت انى حامل  فى ولد كنت عاوز تقول لها اتأكدى. 
إبتسم  كارم قائلاً: خلاص بقى يا همس. 
إبتسمت همس، وبدأت تفر فى الصور بسعاده  بين يديها  لكن فجأه شعرت بمغص قوى فى بطنها  حتى انها صرخت منه.
بـ دار العراب 
دخلت زهرت وصعدت الى شقتها وقفت مذعوره وهى تضع يدها حول عنقها،ذهبت الى مرآه قريبه بالردهه وخلعت حجابها وقفت تنظر الى ذالك الخط الدامى الرفيع الظاهر بشفاها و علامـ.ـا.ت أصابع ذالك الوغد نائل سواء كانت على وجهها او عُنقها بسبب صفعها و محاولتة خـ.ـنـ.ـقه لها تُعيد حديثه فى راسها  بغلول يزداد حقًا كما قالت  تلك البلهاء هند أن نائل مُغرم بـ سلسبيل... 
هوس عقلها ودت تكسير كل شئ حولها لكن لجمت غضبها تهزى بغـ.ـيظ وهى تنظر فى المرآه: 
سلسبيل... سلسبيل  فيها أيه مميز  عنى، أنا أجمل منها عندى أنوثه مش عندها، أيه  الفرق، فلوس عيلة العراب... 
هنا إزداد الجشع فى قلبها، الفلوس... هى اللى بتعمل سعر للبنى آدmين، أنا مش أقل من سلسبيل رباح خلاص بقى لعبه فى إيدى، وكمان الجنين اللى فى بطنى مش بس  هيورث إسم هيورث فلوس العراب مش هيفرق عن إبن سلسبيل... دلوقتي  لازم أنسى أمر إنفصالى عن الغبى رباح بعد ما الوغد نائل ظهر وشه الحقيقى بس مش هسيبه هعرف إزاى نتقم منه وأنـ.ـد.مه على لعبُه بيا. 
....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ منزل أخو قدريه 
بالدور الأرضى 
دخلت سميحه الى أحدى الغرف تحمل بين يديها حقيبه كبيره خاصه بالخضروات والفاكهه قائله:
إتسوقت لك الخضار والفاكهه اللى قولتلى عليهم اهم فى الاكياس فى قلب الشنطه دى.
نهضت قدريه من مكانها وأقتربت من تلك الحقيبه وقامت بفتحها وإخراج تلك الاكياس تعاين تلك الخضراوات والفاكهه قائله بعدm رضا:
معرفش كان ايه هَفنى فى عقلى أجولك إتسوجى لى،أيه ده،الفاكهه والخضار معطوبين،طبعاً إسترخصتى وجبتتى حاجات مش نمره واحد،زى ما كنتى متعوده فى دار أهلك.
ردت سميحه بدmعه وهى تشعر أن قدريه تحاول الاستقلال من شأنها:
إحنا كنا فقره صحيح وكنا عايشين على قدنا  بس ماما عمرها ما أكلتنا حاجه معطوبه.
نظرت لها قدريه قائله بتأمير: وسعر الحاجات دى قد أيه بجى، ولا خايبه فى الشرا كمان. 
ردت سميحه: لأ مش خايبه فى الشرا وبعدين بتسألينى ليه أنا دفعت تمن الحاجات دى من معايا.
ردت قدريه بتهكم وأستقلال:دافعه تمن الحاجات دى من معاكِ،كأنك دفعاهم من خير أهلك إياك ما كله من خير أبنى  اللى معيشه فى نغنغه مكنتيش تحلم بها لدغه ناقصه زيك.
ردت سميحه بضيق تحاول ضبط نفسها حتى لا ترد على قدريه بطريقه تؤخذ عليها خطأ:
ناقصه أيه يا حمـ.ـا.تى،قصدك أيه،وفيها أيه أما أكون لدغه،ده ينقصنى فى عن غيرى فى أيه؟
ردت قدريه بضيق:هو فى أيه كل كلمه اجولعا تردى لى عليها بجمله،بتردى عليا لؤم بلؤم كده ليه،ولا عشان ربنا حوجنى للى ميسواش.
إبتلعت سميحه حديث قدريه الفج قائله: ربنا ما يحوجك يا حمـ.ـا.تى،والله محمد عالدوام بيوصينى عليكِ.
تهكمت قدريه ساخره:آه وأنتى بتعملى بالوصيه جوى،خدى الفاكهه والخضار دول للمطبخ وأغسلى لى شويه فاكهه فى طبق وهاتيهم.
حاولت سميحه ضبط نفسها قائله:حاضر.
ثم خرجت من الغرفه الى المطبخ.
بينما جلست قدريه تشعر بالزهو والغطرسه،لكن فى نفس الوقت شعرت بالغـ.ـيظ من تلك اللدغاء،التى تأتى إليها مره بالاسبوع كى  تطمئن عليها وتهتم بطلباتها .
همست قدريه بغِل: اللدغه أم نص لسان حاويطه فى الكلام كل ما أحاول أوقعها فى الكلام وأسألها عن أخبـ.ـار دار العراب بترد عليا بالقطاره، مبعرفش آخد منها خبر واحد. 
بينما سميحه توجهت الى المطبخ وضعت تلك الحقيبه وآتت بأحد الأطباق ووضعت به بعض الفواكه وقامت بغسلها، تُلجم غضبها من طريقة حديث قدريه الفظه، وحدثت نفسها: 
والله لو مش وصايه جدتى هدايه ليا أتحمل طابعك الغلس أنا ماكنت جيت لك بس انا بسمع كلام جدتى هدايه يمكن تدعى ليكِ دعوه حلوه وتقبل ما أنى أشك إن اللى زى حمـ.ـا.تى دى تدعى دعوه وتقبل دى لسانها بينقط سم. 
كادت سميحه تخرج من المطبخ لكن قبل ذالك بالصدفه 
تسمعت حديث حماد على الهاتف مع أحدهم 
كانت ستخرج بلا إهتمام لكن سمعت ذكره لإسم العراب، فتوقفت مكانها لتسمع ماذا يقول عن العراب 
سمعت تهكمه على عيلة العراب وأيضًا كان حديثه عن سلسبيل التى رفضت بيع تلك التماثيل،ساخرًا من غباء وتسلط قماح عليها.
همست سميحه لنفسها قائله:صحيح قليل الأصل بتاكل فى خير دار العراب وبتجيب سيرتهم بالسوء،بس واضح إنك زى أختك الخسيسه،يظهر انها وراثه عندكم، بس أنا هطلع قدامه إزاى مش بعيد يشك إنى سمعت لكلامه، ويلفته. 
وقفت سميحه حائره تخشى دخوله الى المطبخ، فهى تكره نظرات عيناه الثاقبه والفجه، رغم انه لم يتعرض لها سابقاً  لكن تشعر من نظرات عيناه أنه بلا أخلاق. 
أما  حماد أغلق الهاتف ووقف يزفر نفسه بغضب وحقد وكان سيدخل للمطبخ لكن للصدفه نادت عليه عطيات فذهب إليها.
تنهدت سميحه براحه وخرجت سريعاً من المطبخ وذهبت الى غرفة قدريه.
قدريه التى إستقبلتها بضيق وتهجم قائله:
ساعه على ما تغسلى الفاكهه،ولا توهتى فى الدار من وسعها.
صمتت سميحه تنظر لـ قدريه هامسه لنفسها:
والله الدار دى حاويه العقارب.
نظرت لها قدريه بشر قائله:مبترديش ليه يا أم نص لسان؟
ردت سميحه:الوقت قربنا عالعصر ولازم أرجع قبل محمد ما يرجع للدار عشان يتغدا،سلاموا عليكم.
قالت سميحه هذا ولم تنتظر رد قدريه وغادرت فورًا.
بينما تهجمت قدريه.
..........ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بـ منزل الجزيره
أغمضت سلسبيل  عينينها وتنهدت بنشوه وهى تجلس بالحديقة تشعر بإنتعاش روحها وهى تستنشق عبق تلك الزهور الممزوج مع نسمـ.ـا.ت الهواء كذالك تستمتع بدفئ شمس الربيع تشعر بالسلام فى قلبها. 
تبسمت وهى تشعر بيدي  صغيرها التى تسير على وجها ظنًا منه أنها نائمه يحاول إيقاظها، فتحت عينيها تنظر له ببسمه، وشعرت بيدي قماح التى وضعهما على كتفيها من الخلف،أدارت راسها تنظر له بإبتسامه. 
تبسم قماح وإنحنى يُقبل وجنتها ثم أخذ الصغير منها 
قائلاً: مش كفايه قاعده تحت الشمس؟
إبتسمت سلسبيل  قائله:
خلاص الوقت مر بسرعه بقينا العصر ولازم  نرجع لدارنا دار  العراب .
تبسم قماح  بعد أن أخذ الصغير من يدي سلسبيل ونظر له قائلاً  بمُزاح: 
ايه رأيك يا ناصر بيه نرجع دار العراب ولا نفضل هنا فى الجزيره كمان الليله. 
رد الصغير بحركات يديه الذى يحاول العبث بوجه قماح ليس هذا فقط بل قام بلعق أنف قماح الذى تبسم له. 
نهضت سلسبيل قائله: أنا عن نفسى معنديش،مانع  مستعده أعيش هنا طول عمرى  كفايه الصفاء والهدوء ده، بس برضوا  اللمه اللى فى دار العراب وحشتنى ولازم نرجع  لهم من تانى. 
تبسم قماح  وهو يلف يده حول خصر سلسبيل قائلاً: أوعدك من فتره للتانيه نجى نقضى هنا وقت جميل... بس المره الجايه  هنبقى لوحدنا أنا وأنتى وبس، عشان ميبقاش فى عازول بينا. 
ضحكت سلسبيل على رد ناصر الذى قام بهبش وجه قماح. 
وقالت: واضح إن ناصر مش عاجبه أنك تقول عليه عازول.
تبسم قماح وقبل يد صغيره ثم قبل وجنة سلسبيل يضم جسدها إليه،يشعر بدفئ العائله الذى إفتقدها يعود  الى قلبه. 
..... ــــــــــــــــــــــــــــ
فى دبى 
عدل كارم تلك الوسائد خلف ظهر همس الجالسه على الفراش وجلس لجوارها يضمها لصدره. 
تبسمت همس على ملامح وجه التى مازالت يظهر على الخـ.ـو.ف بوضوح  وقالت بمرح حتى تُزيل ذالك الخـ.ـو.ف عن كاهلهُ: 
إبنك شكله هيطلع شقى زيك على فاكر وإحنا صغيرين لما كنت بتكـ.ـسر لسلسبيل التماثيل اللى كانت بتتعب فى تشكيلها. 
رغم رجفة قلب كارم وتلك اللحظات الصعب الذى عاشها قبل قليل  لكن تبسم قائلاً  بتبرير: أنا كنت بعمل كده عشان ألفت نظرك ليا كنت بحب أشاغبك لانى عارف إنك إنتى اللى هتتهجمى عليا عشان كـ.ـسرت تمثال سلسبيل، سلسبيل مكنتش بتتكلم بس أنتى كنتى بتبقى زى المدفع،فاكر مره غرقتينى ميه بخرطوم الرى بتاع الجنينه وبعدها أنا أخدت دور برد وجدتى كانت بتسقينى مجموعة أعشاب عشان أخف بسرعه لان وقتها كنت فى إمتحانات نص السنه.
ضمت همس رأسها لصدر كارم قائله:أنا كنت أشقى تانى  واحده فى اخواتى،هدى شقيه،إنما سلسبيل واخده عقل جدتى هدايه اكتر،إنما هدى بقى دى الطايشه بتاعتنا.
تنهدت همس تشعر  بالحنين لأختيها الذى أصبح يراودها بشـ.ـده الشوق لهن وسهمت قليلاً.
شعر كارم من نبرة حديث همس أنها أصبحت تشتاق كثيراً لاختيها فقال بمفاجأه:
همس أيه رأيك ننزل مصر الفتره الجايه .
تفاجئت همس ونظرت لـ كارم قائله بإستوعاب:
قصدك أيه بننزل مصر،وشغل المطعم اللى هنا،عاوز ترجع  مصر بعد المطعم ما بدأ يشتغل كويس وبقى له زباين محترمين؟
رد كارم بتفسير: لأ طبعاً أنا مش قصدى إننا نزل مصر  ونرجع نستقر هناك أنا قصدى ننزل مصر  الفتره الجايه،أنا أرجع لهنا أتابع شُغل المطعم ،وأنتى تفضلى فى مصر لحد ما تخلصى بقية شهور الحمل وتولدى بالسلامه  وترجعى لهنا تانى بالبيبى.
ردت همس التى شعرت برجفه فى قلبها لكن حاولت المزاح:طب ليه لازمتها أيه الشحططه دى ما أفضل هنا واولد هنا،والولد ياخد الجنسيه الامارتيه،أنت عارف الجنسيه الامارتيه بقت زى المصباح السحرى للسفر لاى مكان دى بقت بتنافس جواز السفر الامريكانى،والشنجل الأروبى.
تبسم كارم قائلاً:مش قصدى عالجنسيه الامارتيه دى سهله،أنا قصدى هناك هتلاقى اللى يراعكى طول الوقت.
تبسمت همس قائله:هلاقى اللى يراعنى ليه أنا مالى أنا كويسه قدامك أهو،ولا علشان المغص اللى كان عندى من شويه،لأ إطمن اهو انت سمعت الدكتوره بنفسها طمنتنا البيبى بخير وان ده مغص عادى ومالوش أى خطوره عالحمل بيبقى يصيب الحوامل  من فتره للتانيه،وبعدين سبق وقولتلك إبنك وارث الشقاوه من الجهتين.
ضم كارم همس قائلاً:بصراحه أنا بعد ما شوفت و.جـ.ـعك بسبب المغص ده بقيت خايف المغص ده يرجع من تانى فى وقت أكون أنا مش فيه معاكِ وقتها هتعملى أيه؟
ردت همس: وليه تقدر البلا، الدكتوره قالت ده شئ عرضى مش لازم يرجع تانى...كارم بلاش تبالغ أنا بخير مكنش حته مغص اللى لسه مخـ.ـو.فك كده. 
رد كارم:همس أنا فعلاً خايف عليكِ،وفيها أيه لما تنزلى  مصر الفتره الجايه،لحد ما تولدى.
ردت همس:فيها إنك نسيت يا كارم،إنى فى نظر الجميع مـ.ـيـ.ـته.
تنهد كارم يبتلع تلك الغصه قائلاً: همس أظن الكدبه دى لازم تنتهى بقى وتظهر الحقيقه إنك لسه عايشه،والكل يعرف بكده.
إرتعشت همس وابتعدت عن حـ.ـضـ.ـن كارم بصمت.
شعر كارم برعشة همس وجذبها لحـ.ـضـ.ـنه مره أخرى قائلاً:همس أظن أنك اتعالجتى ولازم تقدرى تواجهى دلوقتي،آجلاً او عاجلاً مسيرنا هننزل مصر ووقتها هيكون حاتمى اللقاء بينك وبين أهلنا ولا هتتنكرى قدامهم،طب هقولك على حاجه بابا قالهالى بعد ما بعتنا كسوة سبوع ناصر ابن سلسبيل،إن سلسبيل شكت إنك عايشه.
لم تتعجب همس من ذالك وقالت:
كنت متأكده أن سلسبيل هتشك فى كده،ناسى إن سلسبيل هى اللى ظهرت برائتى...صدقنى يا كارم أنا مشتاقه أنى أرجع من تانى وأعيش وسط أخواتى ونفرح ونلعب تانى زى ما كنا،بس خايفه من الصدmه لما يعرفوا إنى لسه عايشه،وبالذات من الصدmه على ماما مش متوقعه رد فعلها،يمكن يخيب أملى وقتها.
رد كارم:ليه يا همس مرات عمى مفيش فى حنيتها وتواضعها.
تنهدت همس:بس الحنيه زياده عن اللزوم أوقات بتبقى ضعف، ماما اوقات كتير كنت بحس انها سلبيه.
تنهد كارم يقول:بالعكس أنا شايف مرات عمى أكتر واحده فى دار العراب إيجابيه،بابا قالى أنها ضـ.ـر.بت قماح بالقلم  عشان خاطر سلسبيل،لما أتجوز عليها.
تعجبت همس وقالت بعدm تصديق:ماما ضـ.ـر.بت قماح بالقلم،مستحيل،مش مصدقه.
رد كارم:
لأ صدقى يا همس،مرات عمى مش ضعيفه ولا سلبيه هى كل اللى عاوزاه أنها تعيش حياه هاديه،بدون مشاكل أو نزعات على أنها تستحوز على قيمه ومقام معين،زى.....
صمت كارم يشعر بغصه،قبل أن يعطى لها والداته  مثال على الأنانيه وحب الذات.
شعرت همس بصمت كارم وعلمت انه يقصد والداته،فقامت بتغير مجرى الحديث:
خلى أمر نزولى لمصر ده للوقت الله أعلم أيه الجاى لسه،أنا بعد اللى حصلى مكنتش مصدقه أنى أرجع طبيعيه تانى...والسبب فى رجوعى هو أنت يا كارم،صبرك ودعمك ليا خلانى قدرت أتخطى المحنه اللى كنت فيها،أنا بنـ.ـد.م على إنى فى وقت  كنت بضايق منك لما كنت بتحاول تقرب منى وأنا عايشه فى وهم كنت برسمه بغبائى،وكنت بحاول أتهرب منك،بس أنت كنت زى المغناطيس جذبتنى ليك،أنا بحبك يا كارم.
قالت همس ذالك وقامت بحـ.ـضـ.ـن كارم قويًا.
تبسم كارم وضمها أقوى حتى آنت من بطنها،وسمع ذالك الانين.
فك كارم عناقه لهمس بخضه قائلاً:
المغص رجع تانى.
تبسمت همس قائله:لأ بس أنت حـ.ـضـ.ـنتنى جـ.ـا.مد وناسى إنى زى البالونه المنفوخه وأنت زنقت على بطنى.
تبسم كارم يلتقط نفسه قائلاً:أنا بقول أقوم أعمل لينا شوية فشار ونشوف فيلم كويس نسمعه سوا،أهو نتسلى فيه،أنا بصراحه كان نفسى نتسلى فى حاجه تانيه بس خلاص الدكتوره منعت التسليه دى شويه وغـ.ـصـ.ـب عنى لازم أستحمل من أجل عيون هاميس.
تبسمت همس قائله:ليه مش هترجع للمطعم تباشر الشغل فيه؟
رد كارم:لأ قاعد معاكِ أنتى والأستاذ ناصر كارم اللى خضنا.
تبسمت همس بقبول تشعر بسعاده رغم أن بها جزء ناقص لكن بداخلها أصبحت تريد أن تسمع لقول كارم وتعود لكن مازال لديها بعض الرهبه من المواجهه مع والدايها وأختيها،وماذا سترد عليهم حين يعاتبوها لما أرادت الإبتعاد عنهم...لكن ربما اللقاء قريب ووقتها يحدث ما هو مُقدر.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب مع نهاية وقت العصر 
دخل قماح يحمل الصغير وخلفه سلسبيل توجهوا الى غرفة هدايه مباشرةً
دخل قماح.
تبسمت هدايه قائله:
ناصر حبيبى إتوحشتك جوى من إمبـ.ـارح غايب عن نضرى.
أعطى لها قماح ناصر أخذته منه مبتسمه ونهضت وفتحت أحد الادراج وأخرجت منه شئ...فى ذالك الوقت دخلت سلسبيل هى الأخرى تبتسم.
تحدثت هدايه وهى تنظر الى وجوهم السعيده قائله:
حمدلله عالسلامه،تعالى يا سلسبيل خدى ناصر شليه عشان أعرف اشبك له الحجاب ده فى هدومه.
إقتربت سلسبيل منها وأخذت ناصر وحملته مبتسمه وهى ترى شبك هدايه لذالك الحجاب البسيط بملابسه،قائله:
الحجاب ده دايماً تشبكيه فى هدوم ناصر اللى تحت،ده حجاب مبروك وهيحفظه.
تبسمت سلسبيل قائله:حاضر يا جدتى.
قبل أن يتحدث قماح،كان هنالك أصوات عاليه يأتى من الخارج،خرجوا سريعاً من الغرفه بإتجاه تلك الأصوات.
....
بينما قبل قليل 
بشقة زهرت،وقفت أمام المرآه تضع بعض مساحيق التجميل على وجهها تُخفى آثار الصفعه الظاهره على وجهها،بالفعل أخفت تلك العلامـ.ـا.ت،ربما لوقت،لكن ماذا بعد  ان تُزيل تلك المساحيق ستظهر تلك العلامـ.ـا.ت مره أخرة وربما يراها رباح ويسأل عن سببها 
وقفت تسب وتلعن فى ذالك الوغد نائل،ألقت ما بيدها على الأرض بعنفوان تزفر انفاسها الملتهبه بغضب،لثوانى،ثم نظرت الى ما كان بيدها و ألقتهُ على الارض،وبدأت فى الإنحناء وجَمعهُ مره أخرى،بالصدفه توجهت نحو زجاج الشُرفه تلتقط إحدى تلك الأشياء من على الارض،وإستقامت مره أخرى،وقع بصرها عبر زجاج الشرفه على سميحه التى  تسير بالشارع تكاد تقترب من الدخول الى الدار،نظرت بغـ.ـيظ وحقد كبير تلك اللدغاء تستحوز على قبول وترحيب الجميع بها منذ أن دخلت الى الدار
تملك منها شيطانها فى نفس اللحظه إنها فرصتها،ألقت تلك الأشياء التى كانت بيديها أرضًا مره أخرى وخرجت من الشقه ومنها الى الأسفل،وقفت فى مدخل الدار الداخلى تنتظر دخول تلك اللدغاء كى تنفذ مُخططها الشيطانى.
بالفعل دخلت سميحه الى الدار تعجبت من وقوف زهرت قائله:
واقفه كده ليه؟
ردت زهرت بتهكم وجر آنين:واقفه مستنيه أشوف جمال خطوتك كنتِ فين لدلوقتى قربنا عالمغرب.
ردت سميحه:أنا راجعه مش فايقه إبعدى عن طريقى.
قالت سميحه هذا وأكملت سير،لكن زهرت توقفت امامها قائله:
ومش فايقه لى ليه راجعه منين،يمكن من عند دكتورة النسا ولا حاجه...أيه خايفه تكونى عاقر،بقالك كم شهر متجوزه ومحبلتيش.
رد سميحه بغضب:أوعى لمعنى كلامك كويس منين عرفتى إنى عاقر،وأهو انتى قولتيها بقالى كم شهر،إنما انتى قربتى على سنتين متجوزه ويادوب لسه حامل جديد... أما أبقى يعدى عليا سنه من غير ما أبقى حامل وقتها أبقى أقلق، وسعى من سكتى أنا راجعه  مصدعه. 
تعصبت زهرت ولم تتجنب من أمام سميحه،بل و إدعت سقوطها أرضًا ومدت يدها تدعى أنها تستند على سميحه التى للحظه خشيت عليها،لكن ذُهلت حين صرخت زهرت وظلت ممسكه بيد سميحه وهى تجلس أرضًا تقول:
إبعدى عنى حـ.ـر.ام عليكي أنا حبله بتضـ.ـر.بينى  عاوزه تسقطينى.
آتت على صريخ زهرت نهله أولاً ثم قماح وخلفه سلسبيل وهدايه،وأيضاً بعض النساء العاملات بالمنزل،
كانت الصدmه لهم،زهرت شبه نائمه على الأرض وسميحه تمسك بيدها،
تملك الشيطان من زهرت أكثر تقول برجاء:
أبعدوها عنى،ضـ.ـر.بتنى بالقلم وزقتنى على الارض وكانت عاوزه ترفصنى فى بطنى تسقطنى،كل ده بسبب غيرتها منى.
تلجم عقل سميحه من تلك الخبيثه الكاذبه،وجال بصرها لوجوه الموجودين بالمكان تهز رأسها بنفى أن هذا لم يحدث.
ذهبت إحدى الخادmـ.ـا.ت الى زهرت وحاولت مساندتها حتى تقف،بدmـ.ـو.ع التماسيح سندت زهرت عليها...وإستقامت تعدل حجاب راسها تقول:
شوفى أثار إيديها معلمه على وشى،ورقابتى دى حاولت تُخـ.ـنـ.ـقنى،ليه وليه بقولها خفى رجلك من المرواح عند عمتى قدريه وبلاش تنقلى لها سر الدار هنا.
عقل سميحه لا يستوعب كل هذا لكن بلحظه تجمعت شجاعتها قائله:
كـ.ـد.ابه يا زهرت  منين جالك  إنى كنت عند عمتك قدريه، 
إنتى قولتى لى أنى كنت عند الدكتور علشان أعرف إن كنت عاقر أو لأ.
بجباحه ردت زهرت:أنا هقولك عاقر ليه،وعرفت إنك كنتى عند عمتى من ماما لسه قافله معايا الموبايل،قولت أحذرك،لكن أنتى إتهجمتى عليا... وعندى إستعداد أحلف عالمصحف بكده. 
ردت سميحه: وأنا كمان هحلف عالمصحف إنك كـ.ـد.ابه وإنى مقربتش منك وكل ده تمثيل. 
تهجمت زهرت قائله: أيه اللى تمثيل علامـ.ـا.ت صوابعك اللى على وشى ولا اللى على رقابتى... وظاهره أهى. 
قبل أن تدافع سميحه  عن نفسها  تحدثت هدايه بحزم للشغالات: 
كل واحده تروح تشوف  شغلها الرجـ.ـاله زمانهم على وصول٠
ثم نظرت لـ سميحه وزهرت 
_وأنتم الاتنين حصلونى عالمندره حالاً.
تحدثت سلسبيل: مش معقول كدب زهرت، أنا مصدقه سميحه 
ردت نهله: 
وأنا كمان مصدقه سميحه، زهرت خبيثه، اقولك ملكيش دعوه هما سلايف مع بعض والحجه هدايه هتحل المشكله. 
ردت سلسبيل: تمام، أنا هطلع أغير لـ ناصر. 
تبسمت لها نهله وهى تُقبل يد الصغير قائله: 
إتوحشتك كتير أوعى تكون نسيتنى . 
تبسم الصغير لها وألقى بنفسهُ عليها.
تبسم قماح وسلسبيل التى قالت بمرح:طب طالما بعتنى بسهوله كده خليك معاها بقى.
تبسمت نهله لها قائله:
ناصر ده روحى،إطلعى انتِ وقماح غيروا هدومكم وانزلوا  فى هنا غيارات لـ ناصر هغيرله أنا.
تبسمت سلسبيل وقماح بموافقه وصعدوا الى شقتهم.
دخلت سلسبيل وخلفها قماح...
وقفت سلسبيل تقول:معرفش غرض زهرت أيه من اللى عملته مع سميحه،سميحه رغم معرفتى  بها من مده مش طويله بس قلبها أبيض متعملش كده...إنما زهرت طول عمرها قلبها أسود وحقوده.
رد قماح:أهو أنتى قولتيها زهرت قلبها اسود وحقوده ويمكن إستفزت سميحه وخرجتها عن شعورها.
تعجبت سلسبيل قائله:قصدك أيه،يعنى انت مصدق إن سميحه تضـ.ـر.ب زهرت لأ وكمان كانت عاوزه تسقطها،عن تجارب سابقه مع زهرت مستحيل أصدق كدبتها دى.
إقترب قماح من سلسبيل ووضع يديه حول خصرها قائلاً:أنا لا مصدق زهرت ولا مكدب سميحه الموضوع مش فارق معايا من اساسه،أنا بقول طالما مرات عمى خدت ناصر معاها يبقى نستغل الفرصه دى.
أنهى قماح حديثه وهو يُقبل وجنتي سلسبيل ينزع الحجاب عن رأسها يُسدل  بيديه شعرها ثم قبل عُنقها.
تبسمت سلسبيل بترحيب ونظرت لعين قماح للحظات قبل أن تخفض عيناها خجلاً،ثم إبتعدت عن قماح وذهبت الى غرفة النوم،وخلفها قماح،ليعيش الاثنين لحظات عشق 
بعد قليل 
نامت سلسبيل بظهرها على الفراش تتنهد بقوه. 
إقترب قماح منها وجذبها لصدرهُ قائلاً:أيه سبب التنهيده دى؟ 
ضمت سلسبيل نفسها لصدر قماح وإقتربت براسها من عُنقه تستنشق  بأنفها عطرهُ قائله:
هتصدقنى يا قماح لو قولت لك معرفش سبب للتنهيده دى.
تبسم قماح قائلاً:بس أنا عارف سبب للتنهيده دى،أقولك بسبب ناصر مش هنا ومزعجناش وإحنا مع بعض زى ما بيعمل دايمًا،ما يصدق إنى أقرب منك زى ما يكون بيغير عليكى منى ومش عاوزنى أقرب منك خايف نجيب له أخ يستحوز معاه شويه عالدلع والأهتمام.
ضحكت سلسبيل قائله:يمكن برضوا بس أكيد لسه بدرى على ما يجى له أخ وهو لسه عمره يا دوب شهوووور. 
توقفت سلسبيل  تفكر ثم قالت: قماح أنا مش باخد أى مانع حمل إزاى فاتت عليا دى.
ضحك قماح قائلاً:واضح إن ناصر مش هيفضل وحيد لفتره طويله وهيجى له أخ أو أخت بسرعه.
تبسمت سلسبيل قائله:قماح انا ملاحظه إنك نفسك أخلف تانى بسرعه ليه؟
تبسم قماح قائلاً:أنا عاوز يبقى ليا عيله صغيره معاكِ يا سلسبيل،أنا  طول عمرى اللى فات كنت بحس إنى وحيد،ومتقوليش عندك تلات أخوات،آه أخواتى بس مش شُققه غير أنى عشت لفتره بعيد،ومش عاوز ناصر يحس بوحده زيي.
تبسمت سلسبيل وهى تضم قماح قائله:ودلوقتي لسه عندك إحساس إنك وحيد؟
ضم قماح سلسبيل قائلاً:لأ معاكى أنتِ وناصر اللى بيسهرك طول الليل  حسيت بالعيله اللى كنت بتمناها.
بعد قليل 
وقفت سلسبيل تعدل من هندامها أمام المرأه،نظرت لإنعكاس قماح قائله:زمان ماما قالت طلعوا فوق يغيروا هدومهم ونسيوا نفسهم.
تبسم قماح قائلاً:لأ أطمنى ناصر طول ما أنتى بعيده عنه بيبقى هادى. 
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حل المساء، بـ دار العراب 
بشقة زهرت 
قامت بجمع ملابسها ووضعت مصوغاتها الذهبيه كلها بها 
تفاجئ رباح الذى دخل الى الشقه من وقوف زهرت وخلفها تلك الحقيبه قائلاً:
رايحه فين بشنطة هدومك دى؟
ردت زهرت:انا ماشيه هسيب دار العراب،انا بعد اللى حصلى واللى جدتك عملته فيا مستحيل أفضل هنا فى الدار دى،يا أنا يا سميحه اللدغه.
رد رباح:مش فاهم أيه اللى حصل؟
ردت زهرت:أحكيلك اللى حصل.
سردت زهرت له كذبتها وما حدث من تهجم سميحه عليها بالضـ.ـر.ب،ومساندة هدايه لها عليها حين دخلن خلفها الى غرفتها 
فلاشـــــــ..باك
دخلت هدايه وجلست على مقعد بالغرفه،دخلت خلفها سميحه مباشرةً تبكى وتوجهت اليها وإنحنت تُقبل يديها قائله:
والله يا جدتى ما حصل وأتهجمت على زهرت بالكلام ولا مديت أيدى عليها،ولا حتى كمان بنقل أسرار الدار لحمـ.ـا.تى،انتى اللى بتؤمرينى اروح ازورها والله انا بتحمل وجودى عندها بالعافيه،دى بتعاملنى على إنى شحاته وشغاله عندها،بس بتحمل زى ما قولتي لى قبل كده،زهرت بتفترى عليا ونقرها من نقرى من يوم ما دخلت لـ دار العراب.
بكت زهرت هى الاخرى قائله:وانا هحط نقرى من نقرك ليه انا زيي زيك هنا، وهفترى عليكى ليه،يعنى هكون انا اللى ضـ.ـر.بت نفسى،ووقعت عالأرض.
ردت هدايه:بس مفيش واحده فيكم تتكلم قبل ما أجول لها..
قالت هدايه ونظرت لوجوه الاثنتين،أستشفت من مهن الصادقه ومن الكاذبه،وقالت:
زهرت أنتى بتقولى إن سميحه بتنقل اسرار دارنا لـ قدريه أيه دليلك على كده،نقلت لها أيه؟
إرتبكت زهرت قائله بتعلثم:معرفش،ماما هى اللى قالتلى أحذرها،عمتى قدريه محروقه بعد طـ.ـلا.قها ونفسها تتشفى فى عيلة العراب...وسميحه هى الوحيده اللى بتروح لها،أنا رغم انها عمتى،بس أنا اختارت أصون سر دار جوزى.
تهكمت هدايه قائله:وانت سيد من يصون السر،انا عندى ثقه فى سميحه وزى ما جالت أنا اللى بسمح لها تروح لقدريه،لكن إنتى خرجتى الصبح من الدار من غير أذنى،روحتى فين ورجعتى طلعتى على شجتك طوالى؟
إرتبكت زهرت قائله بدmـ.ـو.ع:انا كنت بزور قبر بابا،جالى فى الحلم بيعاتبنى،إنى مش بزور قبره واقراله الفاتحه ترحمه.
تهكمت هدايه قائله:تجدرى تقرى له الفاتحه وتوصله من أى مكان وليه مجتيش تاخدى إذن منى أنا مش قايله مفيش واحده تخرج من الدار بدون إذنى؟
ردت زهرت:طب ما سلسبيل بتخرج بمزاجها.
ردت هدايه بحزم: مقالكيش صالح بسلسبيل بتخرج لشغلها فى المقر بإذن جوزها،إنما أنتى بتخرجي بمزاجك بدون إذن حتى رباح...دلوق اللى حصل ينكفى عليه خبر،وايًا كان أنتى الصادقه أو سميحه،الموضوع خلص ولو إتكرر بعد إكده هيكون ردى عليه مش هيسرك يا زهرت.
شعرت سميحه بإنشراح فى قلبها وقبلت يد هدايه قائله:
والله أنا من يوم ما دخلت لدار العراب وحتى من قبل ما أتجوز محمد حبيت كل اللى فيها وعمرى ما فشيت سر حتى لماما نفسها،حتى هى مش بتسالنى أصلاً... وانتى شايفه معاملتى مع كل اللى فى الدار.
قاطعتها هدايه قائله:جولت كفايه عاد يلا كل واحده منيكم تطلع شجتها تغير خلجاتها رچالتكم زمانهم على وصول...واللى حصل ممنوع أى راچل يعرفه .
نظرت زهرت لهدايه بغل ولسميحه أيضاً وخرجت ببركان فى عقلها هدايه أنصفت سميحه عليها.
توقفت هند من سرد ما حدث لـ رباح بنحيب دmـ.ـو.عها الخادعه،قائله:أنا عارفه إن جدتك طول عمرها بتكرهنى ومكنتش موافقه على جوازنا،بس اللى حصل النهارده يأكدلى إنى ماليش مكان هنا،دى نصفت اللدغه عليا،أنا قبل ما أكون مرات حفيدها كنت بـ.ـنت...
توقفت زهرت لثوانى ثم قالت:طبعاً كانت هتحبنى وانا ابقى بـ.ـنت بـ.ـنت جوزها،اكيد ده سبب الحقد  جواها ليا...
أنا ماشيه علشان ترتاح.
أمسك رباح يدي زهرت قائلاً:لو فى واحده لازم تمشى من الدار فهى سميحه مش أنتى يا زهرت.
قال رباح هذا وترك الشقه متوجهاً لأسفل بزوبعه...
دخل الى غرفة المعيشه كانت هدايه تجلس مع النبوى ومحمد وناصر وكذالك قماح،كاد يتصادm مع دخول سميحه نظر لها بحقد قائلا بتهجم:
طبعاً مبسوطه إن جدتى نصفتك على زهرت بعد ما كنتى عاوزه تسقطيها،بترسمى دور البراءه وأنتى واحده حقيره ملهاش اصل  وإندست وسطنا.
إنصدmت سميحه من تهجم رباح عليها الذى كاد ان يمد يدهُ عليه لولا أن أمسك محمد يدهُ قائلاً:
أوعى تمد ايدك على مراتى،وكلامك الغبى ده هتغاضى عنه بس عشان خاطر إننا اخوات،مراتى مش حقيره ولا ملهاش أصل،متفرقش فى أصلها عن مراتك زهرت،بل هى عندها اللى يميزها و مش عند مراتك.
تهكم رباح قائلاً:وايه اللى يميزها عن مراتى؟
رد محمد:عندها حب وإحترام لكل اللى فى الدار،وقبل من كده  رضا فى قلبها،مش طماعه زى مراتك.
رد رباح:ومراتى بتكرهكم،ولا كانت إطمعت فى ايه؟
نهض النبوى قائلاً:حلو قوى وقوفكم قدامى زى الديوك كده،أيه النسوان هتوقع بين الاخوات.
رد رباح:مش النسوان اللى وقعت بين الاخوات إنت اللى وقعت بينهم من الأول لما كنت بتفضل واحد عالتانى فى المعامله.
ذُهل النبوى ودون إراده منه كانت صفعه قويه على وجه رباح.
نهض ناصر وقماح 
نظر رباح لـ النبوى قائلاً:أنا هاخد مراتى  ونسيب دار العراب.
إنصدm النبوى من قول رباح السفيه،وقال له بتوعد:
لو خرجت من الدار تنسى إنك من عيله العراب.
رد رباح بإستعجال:وأنا هتبرى من عيلة العراب كلها.  
ذهب ناصر وامسك يد رباح قبل ان يخرج قائلاً له:
وحد الله يا رباح اللى حصل شيطان.
رد رباح:الشيطان دخل من سنين لما راح اتجوز على أمى وجابلها ضره وفضل إبنها عليا،أنا ساكت بس خلاص إنتهى.
قال رباح هذا ونفض يد ناصر،ووجد زهرت امامه بحقيبة ملابسها،قال لها:
كويس إنى جبتى شنطة هدومك خلينا نمشى من هنا،بعد كده إنسى عيلة العراب.
بالفعل خرج رباح ومعه زهرت من الدار.
جلس النبوى يشعر بآلم فى صدرهُ نادmًا ربما ما كان عليه صفع رباح،لكن هذا ما حدث.
بكت سميحه التى تظن أن ما حدث بسببها،صعدت الى شقتها وخلفها محمد.
بينما حل الصمت والنظرات بين قماح وناصر،وهدايه التى قالت:
بـ.ـنت عطيات لعبت لعبتها وفكرت إنها كسبت تبجى غلطانه،وعلى رأى المثل خيرًا تعمل شرًا تلجى،بس الخير مش بيروح،ورباح هيرچع من تانى لإهنه ويعرف إن ولد العراب لازمن يرچع راچل جبلها مش حُرمه اللى تسمم أفكاره.
..........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة محمد وسميحه.
دخل محمد وجد سميحه تبكى بهستريا،وهى تضع ملابسها فى حقيبة ملابس. 
نظر لها محمد قائلاً:
بتعملى أيه يا سميحه؟
صمتت سميحه وهى مازالت تبكى وتضع ملابسها بالحقيبه.  
أمسك محمد يديها قائلاً بتعصب:
بقولك بتعملى أيه؟
ردت سميحه ببكاء:بلم هدومى عشان امشى من هنا انا اللى دخلت دار العراب فرقتها.
رد محمد:سميحه بلاش تعصبينى، أنتى مش السبب،السبب عقل رباح الغبى واللى زرعت فيه ده من الاول كانت ماما وجت زهرت كملت عليه،سميحه أنتى مش السبب إنتهينا.
ردت سميحه بدmـ.ـو.ع:والله يا محمد انا ما لمست زهرت ولا قربت منها،دى بتقولى يا عاقر.
تبسم محمد وهو يضم سميحه:أنا عارف معدنك من معدن زهرت يا سميحه،ومتأكد من نضافة قلبك،بلاش تخلى سواد قلب زهرت يدmر حياتنا،مكانك هنا غـ.ـصـ.ـب عن اى حد،ومش الخلفه هى اللى هتحدد مكانتك هنا،لان مكانتك عاليه عندى يا لدوغتى.
قال محمد هذا وضمها قوياً لصدره،كذالك سميحه ضمت محمد ومازالت تبكى.
بينما قال محمد بمزح:كفايه دmـ.ـو.ع على قميصى بقى،ولا اقولك انا هقلع القميص وأبكى عليه براحتك طالما .
تبسمت سميحه بصمت تحاول تجفيف دmـ.ـو.عها بيديها.
ضمها محمد قائلاً:بحبك يا لدغه.            
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل 
إبتعدت سلسبيل عن جسد قماح تنظر له قائله: 
قماح هسألك سؤال ولو مش عاوز تجاوب براحتك. 
نظر لها قماح ببسمه قائلاً: والسؤال ده مكنش ينفع تسأليه وأنتى فى حـ.ـضـ.ـنى. 
تبسمت سلسبيل بخجل قائله: 
إنت بتكره رباح؟ 
هز قماح رأسه بنفى  وهو مازال نائمًا على ظهره قائلاً: لأ عمرى ما كرهت رباح، بالعكس أنا بشفق عليه. 
نظرت سلسبيل  لـ قماح بذهول. 
بينما أسترد قماح حديثه: رباح كان عنده حظ ومميزات فى حياته  أكتر منى،بس هو اللى سلم دmاغه لغيره يسمع منه ويأثر عليه... وهو بيزرع الحقد فى قلبه واللى حصل النهارده كان آخر دليل على غباؤه اللى خسرهُ،بس متأكد بابا قادر يرجعه لعقله تانى،بس قبلها هيأدبه كويس. 
ردت سلسبيل بسؤال مختصر: زى أيه المميزات اللى كانت عند رباح مش عندك. 
رد قماح بغصه: كفايه كان عنده أُم، حتى لو كانت شخصيتها سيئه زى قدريه، كفايه آخر الليل كان بيلاقى أُم تدخل تطمن عليه، ولما كان بيوقع بيلاقى إيد تساعده يوقف و تطبطب عليه، أنا أتحرمت من أمى وبعدها محستش بأى حنان حتى لما رجعت تانى لـ هنا كنت بقيت شاب. 
ردت سلسبيل: وجدتى حنيتها مكنتش كافيه ليك. 
هز قماح رأسه بنفى قائلاً: جدتى فعلاً كانت بتحاول تعوضنى فقد أمى،بحنيتها بس محدش يقدر يعوض مكان الأُم يا سلسبيل... 
زى ناصر كده  رغم إنك طول اليوم بتبقى بعيده عنه وهو  مع جدتى بيبقى هادى معاها و وقت ما بترجعى  أنتى وتاخديه فى حـ.ـضـ.ـنك بيدلع عليكِ ويشاغب معاكِ عارف إنك هتتحملى دلعه ده وكمان بتبتسمى له جواه يقين أن حبك له مكانه خاصيه له لوحدهُ محدش بيشاركهُ فيه. 
تبسمت سلسبيل قائله: بس أنا أكيد مع الوقت هخلف غيره وهياخد فى قلبى نفس مكانته. 
تبسم قماح قائلاً: أهو قولتى نفس مكانته يعنى مش هيبقى فى تفرقه فى مشاعرك له وبين أخواته فا بالتالى
مش هيحس أنه ناقص عن غِيرهُ،الأم بتعرف توزع حنانها وأحتوائها بين أولادها بالتساوى. 
تبسمت سلسبيل وهى تنظر لـ قماح بصمت شعرت بذالك الفقد الذى شعر به قماح بعد أن فقد والداته عانى بسن صغير  من القسوه فأكتسبها كى يستطيع التكيُف مع المُحطين له.
تبسم قماح وفتح ذراعيه لـ سلسبيل 
التى فهمت أن قماح يريدها أن تعود تنام بحـ.ـضـ.ـنهُ مره أخرى.
إستجابت سلسبيل وعادت تنام فوق صدره تضمه بيديها،ردًا على ضم قماح لها بقوه بين يديه،ثم قبلت وجنته مبتسمه قائله:
أنا بحبك يا قماح. 
تبسم قماح وضمها أقوى بين يديه وهو يستدير بهم ينظر لشفاها وبلا إنتظار قبلها يستقى من شفاها نبع يروى قلبهُ بقُبلات عاشقه ولمسات شغوفه، ترحب بها سلسبيل بل وتريد المزيد منها تشعر بالتميُز وهى بين يديه. 
........ ــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوم. 
بتلك الشقه التى يقطن بها زهرت ورباح مؤقتًا
صداع يفتك برآس رباح، يبحث مثل المـ.ـجـ.ـنو.ن عن حبه من ذالك الدواء لكن ليس موجود،شعر بخيبه،ونظر الى زهرت التى دخلت عليه قائله بإستهجان:
فى ايه مالك زى المجانين كده.
رد رباح الذى يمسك راسه بيديه:علاج الصداع خلص.
ردت زهرت ببرود:وانا هعملك إيه؟
رد رباح:قولى لصاحبتك اللى كانت بتجيبه ليكى وهاتى منها.
ردت زهرت ببرود وسـ.ـخريه:وتمنه هدفعه لها منين،الفلوس اللى كانت معانا خلصت،لو كنت سمعت كلامى وصرفت الأشياك اللى كان النجار بيكتبوها باسمك كان زمان معاك فلوس تجيب دوا الصداع بتاعك،لكن أنت خـ.ـو.فت يقولوا عليك حـ.ـر.امى اهو فى الآخر طردوك من غير ولا مليم.
رد رباح: زهرت مش وقته دmاغى هتتفرتك،خدى اى حتة صيغه بيعها وهاتى الدوا وصرفى نفسك بيها دلوقتي.
ردت زهرت بسخريه:وبعد ما يخلص تمن حتة الصيغه أبيع غيرها لحد ما الصيغه كلها تخلص.
رد رباح بعصبيه:لأ قبل ما تمن حتة الصيغه يخلص هكون اتصرفت وبلاش كلام كتير.
ردت زهرت:
تمام هاخد طقم دهب من اللى عندى وهنزل ابيعه،لحد ما اشوف آخرتها.
قالت زهرت هذا وأخذت إحدى علب الذهب الخاصه بها وخرجت من المنزل.
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
بـ مخزن قديم يُشبه الوكر مُدنس 
دخل حماد 
تبسم له الآخر قائلاً بتهكم: 
من زمان مجتش لهنا قولت يمكن توهت عن المكان، أيه فكرك الليله بالمكان ده، ايه الشوق حدفك، بس من شكل ملامح وشك إنك مضايق عالآخر. 
رد حماد: مش فايق لتريقتك يا نائل، كفايه الغبى رباح  من يوم ما ساب دار العراب، وخالى ناصر أستلم الشغل مكانه ومبقتش عارف أشتغل، وأنسى انى اعرف ادسلك البضاعه بتاعتك فى البضاعه بتاعته، شوفلك طريقه  تعرف توصل بيها بضاعتك للزبون بتاعها. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر 
دخلت سلسبيل الى غرفة قماح سمعته يتحدث على الهاتف، لاحظت تـ.ـو.تره حين دخلت عليه فجأه كما انه اختصر فى الحديث مع من يتحدث اليه وانهى الإتصال. 
تحدثت  قائله: 
كنت بتكلم مين. 
رد قماح: ده واحد من  التُجار. 
ردت سلسبيل  : أنا خلصت شغلى، مش نرجع بقى الدار. 
رد قماح: لأ  أنا عندى لقاء مع تاجر اللى كنت بكلمه عالموبايل، أرجعى انتى مع السواق وانا هروح اقابل التاجر وارجع بعدها. 
تبسمت سلسبيل  قائله: ومين التاجر ده...ممكن اجى معاك وبعدها نرجع سوا للدار. 
رد قماح بتسرع:  لأ،إرجعى انتى للدار ده تاجر لسه هتفاوض معاه وممكن حديثنا ياخد وقت، إرجعى انتى مع السواق، وانا هخلص معاه وهحاول متأخرش. 
شعرت سلسبيل  بشئ غريب، وقالت: 
تمام اشوفك  فى الدار. 
نهض قماح وذهب بإتجاه وقوف سلسبيل وقام بتقيبل وجنتيها مبتسمًا. 
تبسمت سلسبيل وغادرت وهى تشعر بشئ فى صدرها. 
بعد قليل 
أمام أحد الكافيهات القريبه من المقر 
نزلت سلسبيل  من السياره ودخلت الى الكافيه 
إنصدmت وهى ترى قماح يجلس على أحد الطاولات، وبصحبته آخر من كانت تتوقع 
شعرت بنغزه قويه فى قلبها قائله: هند! 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعتذر عن التآخير، التآخير كان غـ.ـصـ.ـب عنى 
أنا والله بكتب وعنيا تقريباً  مش شايفه بها، انا تانى يوم روحت المعرض خالى توفى، وده مش بس خالى يعتبر عمى كمان لأن بابا وماما ولاد عم 
وكمان إندفن مع بابا فى نفس القبر...وكمان بيته جار بيتنا
قبل وقت. 
بأحد محلات الصاغه. 
وضعت زهرت ذالك السوار على تلك الطاوله أمام صاحب المحل الذى رحب بها بحفاوه هو على درايه بمن تكون... 
تبسم لها قائلاً: 
بصراحه أنا مش فاكر إسم حضرتك، بس أى حد من طرف الحجه هدايه صورته مش بتروح  من دmاغى، عندنا تشكيله أطقم دهب مودرن ومميزه متأكد هتعجب حضرتك،وكمان عندنا تشكيلات كلاسيكيه،متأكد أذواقنا هتعجب حضرتك.
تنحنحت زهرت ورسمت الحرج قائله:أنا فعلاً الحجه هدايه تبقى زى جدتى انا مرات رباح العراب حفيدها،بس انا مش جايه أشترى دهب،أنا جايه أبيع الأسوره دى.
تعجب الصائغ وقال:أنا تحت أمرك، ،الحجه هدايه مش زبونه مميزه،دى صاحبة مكان حتى شبكة أحفادها بتجى هنا تشتريها،يعنى الأسوره طالعه من عندى هنا من المحل.
ردت زهرت:عشان كده لما فكرت ابيعها جيت لهنا،ممكن تفصلى تمنها لو سمحت.
رد الصائغ:تحت امرك.
قال هذا ووضع الاسوره على ميزان الذهب ثم قال لها مقدارها بالجرام.
تحدثت زهرت:تمام تقدر تحسب تمنها.
رغم تعجب الصائغ لكن قال لها ثمنها.
قالت زهرت:تمام هاتلى الفلوس.
اعطى الصائغ المال لـ زهرت التى اخذته منه وذهبت من أمامه دون جدال معه كثير.
لكن تلاكعت قليلاً بالمحل،وتسمعت الصائغ وهو يتصل على هدايه يُخبرها ببيع زهرت لتلك الأسوره 
تبسمت بظفر،فهى أتت لذالك الصائغ تعلم أن له تعامل مباشر مع هدايه وبالتأكيد سيخبرها  
نجح الجزء من تخطيطها، بالتأكيد هدايه ستضعط على النبوى كى يُرجع رباح الى الدار والعمل مره أخرى. 
عادت زهرت للشقه بعد وقت 
لم تتفاجئ حين دخلت بـ رباح الذى أقبل عليها متلهفاً يقول: 
جبتى الدوا. 
ردت زهرت: 
لأ الاسوره اللى بعتها يادوب دفعت للبواب إيجار الشقه وجبت شوية خضار وفاكهه،والمبلغ اللى فاض يادوب يقضينا مصاريف كم يوم. 
تعصب رباح قائلاً: مش عاوز أتسمم، بقولك الصداع هيفرتك راسى،اقولك هاتى المبلغ اللى فاض معاكِ وانا انزل أى صيدليه أجيب الدوا ده.
إرتبكت زهرت قاىله:قولتلك إنه دوا مستورد وغالى وقليل الصيدليات اللى بيبقى موجود فيها،حتى صاحبتى سافرت  تتفسح كام يوم فى الغردقه.
تعصب رباح وبدأ يضـ.ـر.ب رأسه فى الحيط  قائلاً: حاسس إن نفوخى هيطير منى، شوفى حل إتصلى على صاحبتك  وقولى لها تبعتلك الدوا بأى تمن.
خشيت زهرت من حالة رباح وضـ.ـر.به لراسه بالحيط،فتحت حقيبتها وأخرجت منه علبه دواء قائله:
أنا دورت عالدوا فى كذا صيدليه،بس فى صيدليه.
قاطعها رباح وإستدار لها بلهفه قائلاً:لقيتى الدوا.
ردت زهرت:لأ،بس الصيدلى قالى إن ده دوا بديل للدوا التانى،بس الماده الفعاله فيه أقل،  ومش عارفه هيجيب معاك مفعول ولا لأ.
خـ.ـطـ.ـف رباح علبة الدواء من يد زهرت وتناول أكثر من قرص منه وأبتلعهم حتى من دون ماء...وظل لدقائق حتى شعر براحه قليلاً،هدأ الصداع لكن لم يزول...لكن إستطاع رباح التحكم فى نفسه وقال:
بس علبة الدوا دى مش كامله دول ميكملش عشر حبايات.
ردت زهرت:ما هو الصيدلى قالى إن الدوا ده بديل فانا قولت بلاش اجيب العلبه كامله قولت كفايه كم قرص،يهدوا الصداع لحد ما صاحبتى ترجع تانى...هو مش  الدوا ده هدى الصداع عندك.
رد رباح:الصداع هدى شويه صغيرين.
تنهدت زهرت براحه،وقالت:هروح أدخل الاكياس دى المطبخ واعملك كوباية قهوه،يكون الصداع راح عالآخر.
دخلت زهرت الى المطبخ ووضعت تلك الأكياس على طاوله المطبخ،ووقفت تزفر انفاسها،تلعن ذالك الحقير نائل فهى أتصلت عليه  ولم يرد عليها وبعثت له برساله وطلبت منه ذالك الدواء لكن رد عليها بالشراء بذالك الثمن المبالغ فيه أوالرفض...فذهبت الى منزل والداها ودخلت خِلسه الى غرفة أخيها دون أن يراها أحد وبحثت بين اغراضه ووجدت ذالك الدواء وأخذت منه القليل وآتت به لـ رباح ربما يكون له نفس التآثير عليه ويهدأ من آلم رأسه حتى لو قليلاً هى لديها تأكيد أن هدايه ستفعل أى شئ يُرضى رباح من أجل  أن تُعيده الى دار العراب مره أخرى،بأقرب وقت.  
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـــــــــــ دار العراب 
بغرفة هدايه كانت تجلس تحمل ناصر على ساقيها... دخلت عليها عطيات وألقت السلام. 
ردت هدايه عليها السلام ثم قالت لها: أقفلى باب المجعد وتعالى أجعدى چارى إهنه عالكنبه. 
شعرت عطيات بوجود خطبٍ ما،أغلقت باب الغرفه ثم ذهبت للجلوس جوار هدايه، ومدت يدها تشاغب الصغير التى تحمله هدايه، لكن الصغير كان بمزاج سئ وبكى. 
تحدثت عطيات: ماله ناصر شكله  مش مفرفش إكده. 
ردت هدايه: مفيش هو كان سخن شويه ونهله خدته للدكتور وهيبجى زين، وانا مش مشيعه ليكِ عشان إكده. 
ردت عطيات: لأ ألف  سلامة  لـ ناصر، ربنا يزيح عنه، خير لما شيعتى لى أنا سيبت اللى كان فى يدي و چيت طوالى.
نظرت لها هدايه قائله:مش خير يا عطيات،بتك مش هتچيبها البر.
إرتجفت عطيات قائله:
عملت أيه زهرت، أنا من يوم ما سابت الدار  حتى مش بكلمها  عالتلفون، وجولت لها حديتى إمعاكِ كوم ورجوعك لـ دار العراب كوم تانى،ومن يوميها مجاطعه الحديت وياها.
نظرت لها هدايه إستشفت كذبها قائله:كلمتين ورد غطاهم يا عطيات،زهرت هى اللى لعبت فى دmاغ رباح وكبرت فى دmاغه انه يسيب الدار،ودلوق  لازمن ترجع لأهنه هى ورباح.
ردت عطيات:والله أنا....
قاطعتها هدايه قائله بحسم وتوعد:تلات ايام لو رباح وزهرت مرجعوش لإهنه الدار أنا هعرف أرچع رباح إزاى،بس وجتها وزهرت مش هتخطى دار العراب تانى،غير مش هبجى عالسر الجديم وهفتشه.
إرتعشت عطيات قائله:جصدك أيه بالسر الجديم؟
ردت هدايه:السر اللى داريته حتى على چوزى وورط ابنى فى چوازه من قدريه عشان أتستر عليكِ وجتها...وكذبت الكذبه زمان وجولت إن حماد واد سبع شهور.
أرتعشت كل أوصال عطيات...وظلت صامته.
بينما بكى ناصر،نهضت هدايه به  قائله:دلوق لازمن زهرت ترچع لإهنه،هما تلات ليالى يا عطيات وبعد إكده....
صمتت هدايه وهى تحاول إسكات الصغير،لكن مازال مستمر فى البكاء مما جعلها تتجه ناحيه باب الغرفه
 وفتحته وقبل ان تنادى على نهله وجدت سلسبيل تتجه إليها بلهفه وأخذت منها ناصر تجث جبهته.
بينما نهضت عطيات التى ترتعش وحاولت  السير بأقدام واهيه، ثم أستأذنت للمغادره. 
نظرت لها هدايه قائله: فكرى فى حديتى زين يا عطيات. 
امائت لها عطيات برأسها وغادرت الدار تشعر ببروده فى جسدها. 
اما هدايه نظرت لوجه سلسبيل الذى يظهر عليه القلق  قائله:هيبجى زين.
ردت سلسبيل:ليه متصلتوش عليا من وقت ما تعب؟ انا سألت ماما عليه الضهر قالتلى انه كويس وهى كانت بيه وقتها عند الدكتور،وحالاً لما جيت بسألها عليه قالتلى أنه معاكى وأنه كان سخن شويه .
ردت هدايه:متجلجيش يا بـ.ـنتى جوى إكده،كيف الدكتور ما جال لـ نهله انه هيسنن هو كده طلوع أو سِنه. 
ردت سلسبيل: بس هيسنن بسرعه كده ده لسه مكملش اربع شهور ونص. 
ردت هدايه ببسمه: مستعجل يا بتى هتجولى أيه، بس فين قماح مجاش إمعاكى ولا أيه؟ 
ردت سلسبيل  بغصه: لأ عنده ميعاد مع تاجر وراح يقابله. 
ردت هدايه: يرجع بالسلامه ومتوفق. 
صمتت سلسبيل تنظر لطفلها لا تعلم سبب لتلك الغصه التى بقلبها أهى بسبب مفاجأتها بمرض طفلها ام بسبب ما رأته قبل قليل 
فلاااااشـــــــــ باك. 
أثناء عودة سلسبيل  بالسياره مع السائق، آتى لهاتفها رساله، أخرجته من الحقيبه وفتحت الرساله، وكانت عبـ.ـاره عن صوره لـ قماح يجلس وجواره هند باحد المطاعم، وأتت رساله أخرى بإسم الكافيه. 
للحظات شعرت سلسبيل بنغزه فى قلبها ثم قالت للسائق: 
لو سمحت غير الطريق للكافيتريا اللى على اول شارع المقر. 
فعل السائق كما أمرته وذهب بها الى ذالك الكافيه نزلت من السياره  ودخلت الى مدخل ذالك الكافيه
لكن
تلجمت ساقي سلسبيل على آخر لحظه قبل أن تدخل الى الكافيه، شعرت بحرقه فى قلبها لماذا أتى قماح للقاء هند ولما كذب حين قال لها أنه سيلتقى بأحد التجار. 
عادت سلسبيل ولم تدخل الى داخل الكافيه وفضلت العوده، ربما فسر لها قماح ذالك لاحقًا، لا داعى للإستعجال. 
عوده. 
عادت سلسبيل  من ذالك الشرود على بكاء صغيرها ويد الخلف  تأخذه منها.  
نظرت سلسبيل خلفها،ثم تركت الصغير. 
تحدثت هدايه قائله:قماح سلسبيل لسه واصله من شويه كانت بتجول إنك كنت مع تاچر،ربنا وفجك.
نظر قماح لـ سلسبيل وإبتسم وأماء برأسه،وقال:
ماله ناصر معكبس ليه؟
ردت هدايه:هو سخن شويه.
إنخض قماح قائلاً:طب وليه ماخدوهوش للدكتور.
ردت هدايه:نهله خدته،وجال لها أنه هيسنن،بلاش القلق اللى على وشوشكم ده. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بتلك الشقه 
إستقبلت زهرت على  والداتها قائله: 
أهلا يا ماما. 
ردت عطيات بنرفزه: لا أهلاً  ولا سهلاً  أنا مش جايه أضايف، أنا جايه لك فى كلمتين تسمعيهم وتنفذيهم من غير أى أعتراض، عشان مصلحتك. 
تهكمت زهرت قائله: وإيه هما الكلمتين المهمين قوى اللى خلوكِ تجى لهنا عشان تقوليهم. 
ردت عطيات  وهى تتلفت حولها قائله: فين رباح؟ 
ردت زهرت: رباح نايم، خير. 
ردت عطيات: وهيجى من الخير، قولتلك خروجك انتى ورباح بالطريقه دى دار العراب كان غلط من الاول كان فين عقلك، حتى لو رباح أتهور كان لازمن تهديه، العقربه هدايه شيعت لى وروحت  لها، وقالتلى، هما تلات أيام لو رباح  وزهرت مرجعوش لدار العراب، هترجع رباح  بس قبل منها هتخليه يطـ.ـلقك. 
تهكمت زهرت بغـ.ـيظ قائله: العقربه بتهددك وأنتى خـ.ـو.فتى منها، رباح مستحيل يسمع كلامها  ويطـ.ـلقني وبالذات وانا حامل فى إبنه.
ردت عطيات:بلاش تتغرى،هدايه مش سهله وسهل تنفذ حديتها وتخلى رباح يطلجك بالتلاته كيف قدريه إكده...
إتحدتى مع رباح وأقنعيه يرجع دار العراب حتى عشان مصلحة ولدك اللى فى حشاكِ.
ردت زهرت بعند:مش هرجع قبل ما تجى هدايه لهنا تعتذر منى.
تهكمت عطيات ساخره تقول:هدايه،،،تجى لهنا عشان تعتذر منك أنتى،يظهر الحبل أثر على عقلك،بلاش غــــرور،واستهدى بالله وارجعى انتِ ورباح،قبل تلات ليالى.
ردت زهرت بعناد:مستحيل،لازمن عالاقل خالى النبوى بجى لهنا وهو اللى يطلب مننا نرجع دار العراب. 
قبل ان تتحدث عطيات، تحدث رباح الذى أتى الى مكان وقوفهن: 
زى زهرت ما قالت، لازم بابا يجى لهنا ويطلب مننا نرجع لدار العراب، غير كده مستحيل  إرجع  لدار  العراب. 
نظرت له عطيات قائله: بلاش تركبوا راسكم، وتدوا فرصه للمخفيه سميحه وغيرها يوسوسوا فى دmاغ الحجه هدايه والنبوى أخويا 
النبوى اخويا أكتر حاجه  يكرها العناد معاه. 
رد رباح: قولت مستحيل نرجع قبل ما بابا يجى  بنفسه لهنا ويطلب أننا نرجع ومش بس كده، لا كمان يرجعلي صلاحية التوقيع من تانى.
تهكمت عطيات قائله:أنا هسيبكم تفكروا فى مصلحتكم،بس نصيحتى لكم،بلاش عند وطاطوا للموجه دى تعدى،النبوى والحجه هدايه مبيحبوش اللى يتحداهم...أنا ماشيه قبل الوجت ما يتاخر،فكروا  زين فى مصلحةولدكم اللى لسه فى علم الغيب...ومن قبل مصلحته مصلحتكم أنتم كمان.
أغلقت زهرت باب الشقه خلف والداتها تنظر لـ رباح وقالت بآستفزاز: 
لو رضخنا ورجعنا لدار العراب تانى من نفسنا وقتها هيبيعوا ويشتروا فينا، إحنا مش أقل من عمك ناصر إشمعنا لما خد مـ.ـر.اته وبناته وساب الدار  متأكده أن خالى النبوى هو اللى ضغط عليه وقتها وخلاه رجع تانى للدار، ولا عشان خاطر الست سلسبيل، هما أحسن مننا فى إيه. 
عاود الصداع يضـ.ـر.ب رأس رباح  مره أخرى  وقال بموافقه: 
خلاص قولت مش راجع قبل ما بابا بنفسه يجى  لهنا بنفسه  يطلب أننا نرجع معاه، هروح اخد  قرصين من الدوا، الصداع رجع اقوى تانى. 
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب
تقلب قماح فى الفراش مد يدهُ يجذب سلسبيل لحـ.ـضـ.ـنه لكن تفاجئ بعد وجودها بالفراش، إستيقظ ونظر بالغرفه على ضوء ذالك الضوء بالخافت 
سلسبيل ليست موجوده كما أن ناصر ليس بمهده، نهض من على الفراش وخرج  من الغرفه ذهب الى  غرفة المعيشه مباشرةً  بسبب ذااك الضوء المُنبعث منها، وجد سلسبيل تجلس بالصغير المستيقظ وبيدها جهاز تحكم التلفاز بيدها،تشاهد أحد قنوات الكارتون. 
تبسم قماح قائلاً: ناصر جاى على مزاجه يسهر قدام النلفزيون. 
لم تنتبه سلسبيل لحديث قماح  بسبب شرودها 
جلس قماح لجوارها ووضع يدهُ على كتفها قائلاً: سلسبيل . 
إنتبهت سلسبيل لـ قماح. 
تبسم قماح  قائلاً: أيه مركزه قوى كده مع الكارتون  ، لدرجة إنك مأخدتيش بالك إنى بكلمك. 
ردت سلسبيل: يمكن، بس أيه اللى صحاك دلوقتي، الساعه مقربه على أتنين بالليل. 
رد قماح وهو يلف يده حول كتف سلسبيل يضمها لجسده:
أنا كنت نايم بس بتقلب ملقتكيش جانبى عالسرير حسيت إنى بردت صحيت قولت أكيد ناصر مسهرك جانبه كالعاده بس أستغربت لما ملقتكيش فى الأوضه.
ردت سلسبيل:ناصر كان بيزوم قولت ليصحيك أخدته وجيت  قعدت بيه هنا وأهو  يظهرانشغل شويه مع الكارتون وهدي. 
نظر قماح لناصر وتبسم قائلاً  له بمرح: حتة سنه هتطلع لك مدوخ الكل معاك، حتى مامتك مسهره مش عارف إن عندها شغل بكره ولازم تكون فايقه له. 
نظرت سلسبيل  لناصر قائله: أنا مش هروح المقر بكره، هفضل هنا مع ناصر، قلبى مش هيكون مطمن عليه طول ما هو بعيد عنى. 
تبسم قماح وقبل يد صغيرهُ قائلاً: كنت هطلب منك  تفضلى هنا معاه، بس مرضتش قولت لا تفسرى طلبى بغرض تانى. 
نظرت سلسبيل لـ قماح قائله: وايه الغرض التانى اللى هفسره؟ 
رد قماح: انى بحاول أفرض عليكِ إرادتى وإنى مش عاوزك تشتغلى.
نظرت سلسبيل لقماح بإستغراب قائله:وإنت مش عاوزنى أشتغل،وأرجع اقعد فى الدار تانى؟
ضم قماح سلسبيل للحـ.ـضـ.ـنه وقام بتقبيل شفاها ثم ترك شفاها ينظر لعيناها قائلاً:.
بالعكس أنا عاوزك تشتغلى معايا فى المقر كفايه إنك بتبقى قدام عنيا معظم الوقت.
تبسمت سلسبيل لقماح قائله:بس انا مضطره أخد أجازه عشان ناصر بيه،ماما مش عارفه ليه حاسه انها تعبانه من فتره وبتحاول تدارى حتى إمبـ.ـارح كانت قاعده معايا أنا وهدى وجت توقف داخت وقعدت تانى واحنا إتخضينا عليها،بس هى قالت لينا انها كويسه،بس لما وقفت مره واحده حست بدوخه بسيطه،حتى هدى بعدها قالتلى أن الموضوع ده اتكرر مع ماما أكتر من مره قدامها وكل مره بتبرر أنها دوخه عاديه،حتى بابا قال لها تروح تعمل فحص طبى قالت له الأمر مش مستاهل،بس انا وهدى قلقانين عليها.
رد قماح:يمكن زى هى ما بتقول أمر عرضى لاى سبب بلاش تتوهمى.
تنهدت سلسبيل قائله:ياريت يكون وهم،وماما تكون بخير.
تبسم قماح:إن شاء الله،ناصر شكله هينام.
نظرت سلسبيل نحو ناصر قائله:أكيد هينام بسبب مفعول العلاج.
نهض قماح ومد يده لـ سلسبيل  يبتسم قائلاً:طب طالما ناصر هينام خلينا إحنا كمان نرجع لأوضة النوم.  
تبسمت سلسبيل  ووضعت يدها بيد قماح  ونهضت هى الأخرى  وتوجهوا نحو غرفة النوم. 
بعد قليل وضعت سلسبيل  ناصر بمهده ثم توجهت نحو الفراش، تبسمت لقماح الذى فتح لها  ذراعيه وبلا تفكير ألقت نفسها بين ذراعيه، تشعر بإنتشاء من قُبلاته ولمساته لها، ليغفوا قماح بعد ذالك  بينما سلسبيل  لم تغفوا 
ظلت تنظر له تشعر بحِيره. 
....... ـ.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاث أيام. 
صباحً
بـ دار العراب. 
تألمت سلسبيل بخفوت قائله: آه. 
نظر لها قماح قائلاً: فى أيه؟ 
تبسمت  سلسبيل  قائله: إبنك فرحان بالسِنه اللى طلعت له بعد غُلب وعضنى وانا برضعه. 
تبسم قماح وأخذ ناصر المبتسم منها قائلاً: فرحان إنك عضيت ماما، ده جزائها بعد سهرها معاك الايام اللى فاتت، طب عقـ.ـا.بًا لك بقى انا هاخد ماما معايا النهارده للمقر وهتسيبك هنا. 
كأن الصغير فهم حديثه وأقترب من وجه قماح وقام بمحاولة عضه من خده. 
تبسم قماح كذالك  سلسبيل  التى قالت: يظهر زى جدتى ما بتقول، سنته بتاكله  وفرحان بها. 
تبسم قماح وقال: هنزل بـ ناصر تحت على ما تغيرى هدومك ونفطر وبعدها نروح المقر سوا. 
تبسمت سلسبيل  له بموافقه. 
بعد قليل نزلت سلسبيل الى شقة والداها ودخلت الى غرفة هدى، تبسمت حين وجدتها تجلس على مكتبها تقوم بتدوين شئ ما 
تحدثت قائله: 
صباح الخير. 
رفعت هدى رأسها مبتسمه تقول: صباح النور، فين ناصر؟ 
ردت سلسبيل: مع باباه خده ونزل لتحت، بس انتى بتعملى ايه بدرى كده؟ 
ردت هدى: ده بحث طلبه دكتور الماده، ولازم أسلمه النهارده. 
تبسمت سلسبيل  بغمز قائله: ومين دكتور الماده دى بقى أوعى يكون  نظيم اللى كان هنا إمبـ.ـارح  كنتى طلبتى منه يساعدك... مش هيتأخر. 
تبسمت  هدى قائله: بلاش غمز عالصبح مش نظيم هو اللى طالب البحث ده دكتور تانى. 
تبسمت سلسبيل  لكن وقع بصرها على حاسوب آخر جوار حاسوب هدى، تحدثت بإستفسار: 
الابتوب التانى ده بتاع مين؟ 
ردت هدى: آه ما انتى مأخدتيش بالك غير من نظيم اللى كان هنا إمبـ.ـارح، كمان الغبى المتسلق حماد، وجاب الابتوب بتاعه بعد ما ڤيرسته له، بس إتلخمت فى البحث  ، أخلص بس البحث وأدعبس فى الابتوب بتاع حماد. 
تبسمت سلسبيل قائله: هتشوفى موزز حماد، يلا بلاش اعطلك هنزل أفطر وبعدها هروح المقر مع قماح، الحمد لله ناصر بقى بخير  والسِنه طلعت وكمان عضنى،كنت هقولك تنزلى معايا بس شكلك مش فاضيه يلا سلام بلاش أعطلك. 
تبسمت هدى قائله: عقبال بقية طقم السِنان. 
  تركت سلسبيل هدى ونزلت  لأسفل، 
ودخلت لغرفة السفره، والقت الصباح على الموجودين، ثم تناولت الفطور  مع العائله ثم تركت ناصر مع والداتها، لكن أثناء خروجها من المنزل بصُحبة قماح فى السياره فجأه شعرت بدوخه، أغمضت عيناها ورأت 
دmاء تسيل أمامها، وطفلها يد تأخذه عنوه وبعدها يختفى. 
فتحت عيناها ووضعت يدها على كتف قماح الذى إنخض قائلاً: 
سلسبيل مالك وشك مخـ.ـطـ.ـوف كده ليه؟ 
ردت سلسبيل تحاول نفض ذالك الشعور السئ عن قلبها: 
مفيش بس يمكن من سهرى مع ناصر الايام اللى فاتت حاسه بشوية إجهاد. 
رد قماح: خلاص خليكِ النهارده فى البيت أرتاحى. 
ردت سلسبيل: لأ خلاص  أنا بقيت كويسه، ومش مستاهله دى كانت دوخه بسيطه وخلاص راحت.
رد قماح: تمام بس بلاش تجهدى نفسك فى الشغل، وأى وقت تحسى بتعب أتصلى عليا،أو أرجعى للدار فوراً. 
تبسمت سلسبيل  بإيماءه، ثم قالت: 
طب سوق بقى خلينا نروح للمقر أهو لو حسيت بتعب وانا هناك فى أوضة نوم هناك أنام فيها براحتى، زى ليلة العاصفه لما الطريق أتقفل واتحبسنا هناك ونمت بهدومك. 
تبسم قماح بغمز قائلاً: فكره برضوا أحنا نِبات الليله فى المقر، وأهو أعرف أستفرد بيكِ بعيد عن الأزعاج اللى اسمه ناصر. 
تبسمت  سلسبيل قائله: وقتها أنا اللى هزعجك، المره اللى فاتت كان لسه جوايا، المره دى قلبى هيبقى متاخد  عليه.
تبسم قماح يقول:ناصر بقى إزعاج فى أى مكان. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الظهيره بقليل. 
أستيقظت زهرت على يدي رباح الذى يوقظها بقوه 
قائلاً: 
زهرت أصحى دmاغى هتتفرتك. 
إستيفظت زهرت بسأم وضجر قائله: وانا هعملك أيه، مش معاك الدوا اللى جبته لك من تلات ايام. 
رد رباح:  قصدك الكم قرص دول خلصوا، قومى اتصلى على صاحبتك  شوفيها يمكن رجعت من السفر. 
ازاحت زهرت غطاء الفراش قائله  بضيق: حاضر هقوم أتصل عليها، بس أعمل حسابك إن الفلوس اللى باقيه معايا  من بيع الاسوره، متكفيش حق علبة الدوا، لازم تتصرف بعد كده.
رد رباح:حاضر هتصرف،بس هاتيلى الدوا بسرعه راسى خلاص هتنفجر.
توجهت زهرت الى هاتفها،واخذته قائله:هنا مفيش شبكه هطلع اكلمها من البلكونه.
وقفت زهرت بالشرفه تنظر الى الشارع تفكر ماذا تفعل،أتذهب الى ذالك الوغد نائل وتطلب منه ذالك الدواء،جاوب عقلها: وليه لا  
هروح  له فى مكان شغله 
وبسهوله  أساومه، أن  أفضح أمره هو وابوه فى  تجارته فى المـ.ـخـ.ـد.رات ووقتها مش هيقدر يأذينى. 
بالفعل دخلت الى الغرفه  قائله: كلمت صاحبتى وهى رجعت من السفر، وقالتلى هتقابلنى بعد ساعه ونص. 
تنهد رباح قائلاً: 
طيب بسرعه البسى وروحى لها هاتى منها الدوا. 
ردت زهرت: حاضر هاخد دوش وبعدها هروح لها. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
بالفعل ذهبت زهرت الى مكان عمل نائل لكن قبل ان تنزل من سيارة الأجره رأت  خروج نائل بسيارته، 
أمرت سائق السياره بتتبع سيارته الى أن وقف أسفل إحدى العمارات الراقيه، ظلت تنتظر بسيارة الاجره. 
بينما نائل صعد الى شقة هند الموجوده  بتلك العماره. 
فتحت له هند قائله: بقالى ساعه متصله عليك إيه  اللى اخرك كده. 
رد نائل:كان فى بضاعه بندخلها للمخزن خير عاوزه أيه. 
ردت هند: عاوزاك تساعدنى ووقتها أنت هتستفاد. 
رد نائل  بسؤال: أساعدك فى ايه وهستفاد أيه؟ 
ردت هند: أنا فكرت فى خطه تخلى سلسبيل هى اللى تبعد عن قماح وميبقاش قدامها غيرك تلجأ له. 
تهكم نائل قائلاً: وده إزاى بقى، هتسحرى لها... ولا هتهدديها. 
ردت هند: زى ما قولت هتهددها. 
تهكم نائل  قائلاً: وههددها بأيه، عندك ليها سيديهات. 
ردت  هند: فعلاً  هتهددها بسيديهات، وقبل ما تتريق سيبنى اكمل  للآخر وبعدها أبقى أتكلم. 
رد نائل: كملى، اما اشوف اخرة هوسك بقماح. 
ردت هند: أنت مش كان نفسك تتجوز من سلسبيل، وقماح هو اللى خـ.ـطـ.ـفها من قدامك، لو سمعت كلامى ونفذت اللى قولتلك عليه بأكدلك سلسبيل  هتكون لك وبمحض إرادتها، او غـ.ـصـ.ـب عنها... 
بص يا نائل عشان مفيش وقت،سلسبيل على وصول  فى هنا فى الصاله كاميرة مراقبه مخفيه فى النجفه بتسجل صوره بس 
أنا  على سلسبيل وقولت لها انى وقعت فى الحمام  ورجلى  تقريباً  إنكـ.ـسرت وكمان زودت انى مجروحه فى أيدى وبتنزف  كمان وطلبت منها المساعده، بحجة إنى ماليش حد ألجأ له، وطبعاً  هى ساذجه وصدقت كلامى وهى تقريباً زمانها على وصول، أنا هخرج دلوقتى  من الشقه، وسلسبيل طبعاً  هتجى وانت اللى هتفتح  لها، هى هتتفاجئ بيك طبعاً  فأنت تقول لها إنى جوه  فى أوضة النوم، وأنت كنت جاى بالصدفه تزورني  أخوه يعنى، وتاخدها لاوضة النوم، وبعدها بقى أنت عارف هتعمل أيه، والكاميرا اللى هنا فى الصاله طبعاً  هتسجل دخول سلسبيل لاوضة النوم بإرادتها... يعنى لو أتكلمت هى اللى هتبقى خسرانه. 
نظر نائل لها بذهول من ذالك  المُخطط الشيطانى، لكن وافقها فكل ما يهمه هو ان يلوذ بـ سلسبيل. 
...... ـــــــــــــــــــــ
بالمقر. 
شعر قماح  بالقلق على سلسبيل بسبب دوختها صباحُ، فقام بالإتصال على هاتف مكتبها رد عليه احد زملائها، وقال له انها غادرت المكتب بعد ان آتى لها إتصال هاتفى... شعر بقلق أن يكون هذا الاتصال من الدار، فقام بالإتصال عليها لكن لم ترد عليه. 
تعجب قماح وشعر بالقلق، وأرسل لها رساله مُختصره: 
سلسبيل  إنتى فين؟ 
... 
فى نفس الوقت كانت سلسبيل بالسياره وسمعت رنين الهاتف، نظرت له وعلمت ان قماح  هو من يتصل عليها، وترددت فى الرد عليه الى أن إنتهى الاتصال، سمعت صوت رساله، فتحتها وقرأت محتواها، للحظه  فكرت أن ترد عليه وتقول له أنها ذاهبه الى شقة هند لمساعدتها بعد أن اتصلت عليها قبل قليل... ولم ترد عليها فأرسلت لها صوره ليدها وهى تنزف دmًا، وأيضاً  ساقها التى لا تقدر على الوقوف عليها، لكن خشيت ان يراها قماح  مصابه بهذا الشكل  ويشعر بالنـ.ـد.م والآسف عليها وانه هو السبب فى جفاء والداها عليها وتركها وحيده... فضلت عدm الرد. 
........ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـــــ دبى 
بمكتب الاداره الخاص بالمطعم لم ينتبه كارم الى أنه ترك باب المكتب موارباً. 
رد على من يطلبه بالهاتف وهو يعطى ظهره للباب : 
أخيراً  فضيت وإتصلت عليا، أنا قولت نستنى بقالى تلات أيام  بتتصل مش بترد عليا. 
رد عليه الآخر: مشاغل والله حتى انا بكلمك وانا فى العربيه قولى أحوالك  أيه. 
تبسم كارم قائلاً: أنا بخير. 
رد عليه الآخر: يارب دايماً، وقولى ايه أخبـ.ـار همس. 
رد كارم وهو لم ينتبه لدخول  همس الى المكتب: 
همس بخير يا عمى. 
تحدثت همس من خلفه قائله: 
بتكلم  مين يا كارم.  
إستدار كارم ونظر لـ همس بتفاجؤ وتلجم لسانه. 
بينما قال له الآخر: هكلمك تانى بعدين يا كارم. 
أغلق كارم  الهاتف وهو مازال ينظر الى ملامح همس المترقبه لجوابه. 
واعادت سؤالها: 
كنت بتقول لمين همس بخير يا عمى. 
للحظه  تردد  كارم، لكن حسم أمره قائلاً:  وهو انا ليا كم عم يا همس مفيش غير عمى ناصر. 
إرتجفت همس قائله: قصدك مين، بابا! 
رد كارم: أيوا  يا همس عمى ناصر يعرف إنك عايشه. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام تلك العماره الذى يقطن فيها رباح 
نزل ناصر من السياره، وصعد الى شقته 
قام برن الجرس، سُرعان ما فُتح الباب. 
وقف ناصر مصدومًا من ملامح رباح الواهنه حتى انه كان يربط رأسه بقطعة قماش، ليس مصدومً من هذا فقط، بل من لهفة رباح  حين قال له برجاء: 
عمى،أنا محتاج لفلوس ضرورى أرجوك يا عمى،أدينى فلوس ومستعد أعمل اى شئ أنت عاوزه حتى لو قولت لى أرجع خدام فى دار العراب. 
قال رباح هذا وانحنى يُقبل يد ناصر الذى فرت الدmعه من عينيه، وأخرج حافظة ماله، لم ينتظر رباح، بل خـ.ـطـ.ـفها من يدهُ ودخل الى داخل الشقه بغرفة النوم آتى بتلك العلبه الدوائيه، وخرج مُسرع وخلفه ناصر، الى أن دخل الى إحدى الصيدليات، وأعطى العلبه الدوائيه الى الصيدلى، يأتى له بمثلها، بالفعل أعطى له الصيدلي  مثيل لها، فتح  رباح العلبه سريعاً  وتناول بعض الاقراص، لكن لم يزول الصداع، صرخ رباح على الصيدلى وكاد يضـ.ـر.به قائلاً بتهجم : 
إنتى بتكذب  عليا الدوا ده مغشوش. 
تعجب الصيدلى من ذالك،وحاول الدفاع عن نفسه، لكن كان الاكثر تعجبًا هو ناصر
الذى علم الى ماذا وصل إبن أخيه وهو يحاول الفصل بينه وبين الصيدلى تأكد من ملامح وجهه وتآلم متيقنًا
رباح مدmن! 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت سلسبيل الى العنوان التى أملته عليها هند بالهاتف 
وقفت أمام  الشقه وكادت أن تضع يدها على جرس الباب لكن فوجئت ان باب الشقه موارب، أعتقدت ان ربما ه
بـ دبى
لم تقدر همس على الوقوف على ساقيها وكادت تسقط أرضًا، لكن تلهف كارم عليها سريعًا وقام بإسنادها الى أن جلست على أحد المقاعد، نظر لها بخـ.ـو.ف قائلاً: 
همس خلينى أخدك للدكتور. 
ردت همس بخفوت: لأ أنا كويسه بس هاتلى مايه ريقى ناشف.
إتجه كارم سريعاً الى ثلاجه صغيره بمكتبه وأتى بزجاجة مياه وكوب صغير ملأهُ من الزجاجه ووجه ناحية همس التى رفعت يدها كى تأخذهُ منه 
وضعت يدها على الكوب لكن لم تستطيع التحكم فى إمساك الكوب بسبب رعشة يدها  ظل كارم ممسك بالكوب وقربه من شفاه همس التى  إرتشفت منه القليل ثم  الى  عادت براسها للخلف رفعت عيناها تنظر لـ كارم قائله بخفوت تعيد سؤالها:
قولت إن بابا يعرف إنى لسه عايشه ومين تانى يعرف إنى عايشه،ماما تعرف؟ 
جلس كارم لجوارها يضمها لصدره: 
لأ مفيش غير عمى اللى يعرف بابا قاله قبل ما نكتب الكتاب،وهو شبه يوميًا بيكلمنى وبيسألنى عنك يا همس وبطمنه،حتى هو عارف أنك حامل وفرحان جداً. 
تعجبت همس لا تعرف أى شعور يضغى عليها، شعور الفرحه أن والداها يعلم أنها مازالت حيه أم شعور بالغبطه، ولماذا أخفى كارم عليها هذا، نظرت لكارم وقبل أن تتحدث جاوب كارم: 
عمى شافك قبل ما نسافر يا همس وقتها كنتِ نايمه بعد ما أنهارتى لما سمعتى صوت ماما فى الشقه، وبسبب الدكتوره حذرتنى إنى أقولك وقتكا، ويمكن لو مش الصدفه إنك سمعتينى وأنا  بكلم عمى مكنتش هقولك، همس أظن كفايه بقى نخبى إنك عايشه. 
نظرت همس له بدmـ.ـو.عها التى تسيل وجسدها المرتعش وقالت بتشوق: وبابا كان رد فعله أيه، أوصفلى رد فعله لما شافنى. 
تبسم كارم يسرد لـ همس ذالك اللقاء السابق 
فلاشــــــــ باك 
قبل  كتب كتاب همس بعدة ساعات 
صباحً
بدار العراب 
بغرفة هدايه. 
دخل النبوى وقف قليلاُ مع هدايه يتهامسان الى أن دخل ناصر،قائلاً:صباح الخير،واحده من الشغالين جالتلى إن الحجه هدايه عاوزانى فى مجعدها  خير يا أمى. 
 تبسمت هدايه قائله: خير يا ولدى  
أتأكد إن باب المجعد مجفول زين. 
ذهب ناصر نحو باب الغرفه وأغلقه جيدًا يقول: 
الباب مقفول زين، خير يا أمى؟ 
ردت هدايه: خير يا ولدى تعالى چارى إهنه. 
جلس ناصر جوار هدايه من ناحيه ومن الناحيه الأخرى جلس النبوى. 
نظرت هدايه الى النبوى ثم الى ناصر الذى لاحظ نظراتهم لبعض بترقُب و قال بإستفسار: 
خير يا أمى،بتبصوا لبعض إكده ليه؟
ردت هدايه:بص يا ولدى قبل أى شئ لازمن تعرف إن اللى حصل مكنش بإرادتنا أحنا عاملنا اللى شوفناه صالح.
تحير ناصر قائلاً:خير يا أمى جولى وبلاش مقدmـ.ـا.ت كتير.
تنهدت هدايه قائله:همس...
شعر ناصر بغصه قويه ودmعت عيناه.
شعر النبوى بغصة أخيه وقال:همس عايشه يا ناصر.
نظر ناصر نحو النبوى بدmعه يعتقد أن أخيه أخطأ فى الكلام،لكن رأى بسمة أخيه كذالك نظر ناحية هدايه رأى بسمه طفيفه على شفاها،
فقال بآسف كان نفسى همس تكون عايشه وتسمع برائتها وكان نفسى أجول لها إنى كنت واثق إن عمرها تكون خاطيه،دى بـ.ـنتى وأنا عارف أنا ربيتها إزاى؟
رد النبوى:تقدر تقول لها الحديت ده يا ناصر،همس لساتها عايشه،وقبل ما تستعجب هقولك السبب أن همس عايشه لحد دلوق هى الحجه هدايه.
نظر ناصر بذهول ناحيه هدايه ورأى تلك البسمه على شفاها وقالت بتأكيد:سامحنا يا ولدى إحنا عملنا اللى فيه الصالح لـ همس وجتها هحكيلك الحكايه من لحظه ما دخلت أغسل همس،كان لساتها فيها الروح بتنبض بس كان الأمل ضعيف خـ.ـو.فت أوهم جلبك بالكدب والنبوى هو اللى ساعدنى وخد همس للمستشفى وأكدوا نفس الشئ الامل فى نجاتها ضعيف لكن ربك كبير خلق لها عمر تانى تعيشه.
ذُهل عقل ناصر ونهض واقفًا يقول:أنا مش فاهم حاجه يا أمى،همس عايشه،طب لو صحيح عايشه هى فين،جوليلى وأنا أروح أچيبها.
تدmعت عين هدايه قائله:إجعد يا ولدى وبلاش تتهور عشان صالح همس هحكيلك حكاية اللى حُصل.
هدأ ناصر وجلس جوار هدايه مره،أخرى...
سردت له ما تمر به همس من رُهاب منذ أن عادت للحياه تخشى أن يقترب منها أحد،وأنها قالت لهم لو علم أحد أنها مازالت تعيش ستنهى حياتها هذه المره. 
بكى ناصر،لكن كان بكاؤه بفرحه يشعر كآن جزء من روحه كان مسلوب و عاد  إليه  ، نهض واقفًا خدنى لعندها يا نبوى متأكد همس لما تشوفنى مش هتخاف منى وأنا هقدر أرجعها لهنا تانى، أقولك قولى عنوانها فين وانا أروح لها. 
رد النبوى: بلاش الحماسه تاخدك يا ناصر، تفتكر أنا وأمى وحتى كارم محاولناش معها، همس كانت هنا فى فرح سلسبيل لو كانت عاوزه تفضل هنا كان سهل علينا، وجتها نكشف عنها. 
تعجب ناصر قائلاً: كارم عارف أن همس عايشه، وهمس كانت هنا فى الدار، وأنا ونهله وأخواتها إزاى منعرفش، سلسبيل كان قلبها حاسس بوجود همس حواليها يوم فرحها هى قالتلى إكده، غير إنها بتقول إن همس لما بتجى لها فى الاحلام بتبقى عايشه. 
تبسم النبوى قائلاً: أنا بطلب إيد همس منك يا ناصر، أنا مكنش ينفع أكتب كتابها النهارده من غير إنت ما تبقى عارف وتوافق على طلب كارم يتجوز همس...
همس وافقت على كارم هنكتب الكتاب النهارده وهيسافروا بكره دبى. 
تدmعت عين ناصر قائلاً  بو.جـ.ـع: بتجول ايه،هيسافروا؟
رد ناصر: أيوه،الدكتوره جالت إن سفر همس فى الفتره دى ممكن يساعدها تخف بسرعه، وكارم جهز كل شئ فى دبى. 
تنهد ناصر قائلاً بحسره: بـ.ـنتى عايشه وأنا آخر من يعلم، وكمان هتتجوز وتسافر وأنا آخر من يعلم وكل ده بسبب انها خايفه تشوفنى. 
وضعت هدايه يدها على كتف ناصر قائله: الدكتوره اللى بتعالجها جالت أنها مع الوجت هترجع تانى زى سابج عهدها، بلاش يا ولدى تحـ.ـز.ن إكده إدعى لها، وكارم طول عمره بيريدها وهو اللى جدر يجنعها أنه توافج عالچواز منيه، وهددها أنه هينتحر زيها. 
تبسم ناصر بدmعه قائلاً: يارب ترجع همس كيف الاول، بس أنا عاوز أشوفها حتى لو من بعيد. 
نظر النبوى لـ هدايه التى حاولت إقناع ناصر و قالت: 
بلاش يا ولدى جلبك ممكن يخـ.ـو.نك ووجتها مممكن تنتكس حالة همس دى بصعوبه على ما قربت من أخوك حتى كارم نفسيه. 
رد ناصر:متخافيش يا أمى مش هقرب منيها بس أشوفها.
رد النبوى:تمام يا ناصر،همس وكارم بعد كتب الكتاب هيسافروا للقاهره عشان طيارتهم بكره الصبح،شوفها من بعيد.
تبسم ناصر بإنشراح وتقبل أن يرى همس من بعيد 
وذهب الى تلك العماره التى أملى عليه النبوى عنوانها،ظل بالسياره ينتظر نزول همس ومعها كارم 
لكن ربما لحُسن الحظ،أثناء إنتظارهُ رأى قدريه تدخل الى العماره وخاول الاتصال على النبوى، لكن لم يرد عليه، فكر فى الصعود الى العماره، لكن  رأى خروج النبوى ومعه قدريه منها مع النبوى،شعر بالسوء ظل واقف لوقت قلبه حائر،أيصعد ويعلم ماذا حدث،أم يبقى فى إنتظار نزول كارم وهمس،لكن الوقت لا يمر حسم أمرهُ وصعد ليحدث ما يحدث،لن يترك همس تنفذ وعيدها هو قادر على إحتوائها،فتحت له المرافقه لـ همس وتعجبت كثيراً،لكن فى ذالك الوقت خرجت الطبيبه من احد الغرف وبرفقتها كارم،الذى تعجب كثيراً حين رأى عمه،من ملامح وجهه أيقن أن عمه علم بأن همس مازالت تعيش،وكان التأكيد حين إقترب ناصر من الطبيبه قائلاً برجفه:
همس مالها.
ردت الطبيبه:وحضرتك مين؟
رد كارم:ده عمى،ويبقى والد همس.
ردت الطبيبه:همس عندها شبه إنهيار عصبى سبق وحذرت بلاش نضغط عليها،أنا اديتها حقنه مهدئه هتنام لوقت طويل النوم هيساعدها أنها تتخطى الحاله دى،وزى ما قولت قبل كده بلاش ضغط على أعصابها،وأنا هتابع حالتها مع الدكتوره اللى فى دبى.
رد كارم وهو يوصل الطبيبه الى باب الشقه:تمام متشكر جدا يا دكتوره إنك جيتى بسرعه.
ردت الطبيبه بعمليه:ده واجبى،واتمنى حالة همس تتحسن فى أقرب وقت.
غادرت الطبيبه الشقه،عاد كارم لعمه الذى دخل مباشرةً الى الغرفه الموجوده بها همس،كم تآلم قلبه وهو يراها نائمه ملامح وجهها مسؤمه لكن فى نفس الوقت إنتعش قلبه،وأقترب منها على الفراش وقبل جبينها بدmعه.
تبسم كارم قائلاً: كنت متأكد أنا بابا هيقولك على كتب كتابى أنا وهمس. 
رد ناصر: همس طول عمرها كانت هشه كانت أضعف بناتى رغم شقاوتها بس كانت هشه سهل كـ.ـسرها، انا عرفت إنكم هتسافروا دبى. 
رد كارم: فعلاً  وللاسف هضطر أخد همس وهى نايمه ونسافر القاهره دلوقتي عشان نلحق الطياره بكره الصبح. 
نظر ناصر لـهمس وعاود تقبيل جبينها ثم نهض قائلاً: توصلوا بالسلامه، هبقى أتصل عليك أطمن على همس. 
تبسم كارم وهو يتجه الى الفراش يحمل همس بين يديه ثم خرج من الشقه ونزل الى تلك السياره التى كانت أسفل العماره، وضع همس بها، ثم وقف يبتسم لعمه الذى قال له برجاء: 
همس أمانتك يا كارم بلاش تخذلنى زى قماح ما خذلنى مع سلسبيل، همس مش هتستحمل بعد كل  ده. 
رد كارم: أنا مش زى قماح  ياعمى رغم انى عارف إن قماح من جواه نـ.ـد.مان... همس هى حياتى اللى رجعتلى من تانى ومستحيل أفكر انى أخذلها وأطمن. 
عودهـــــ،،، 
عاد كارم من سرده للماضى على دmـ.ـو.ع همس التى شعر بها على صدره.
رفع رأسها يقول:هاميس خلاص لازم تعود من تانى وسط عيلتها اللى كانت هى بسمتها.
أمائت همس رأسها بموافقه.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة هند 
وقفت سلسبيل مصدومه متصنمه مكانها لم تقترب من من جثة نائل المطعون لآكثر من طعنه بجسده ينزف بغزاره.
قافت من تلك الحاله على هند التى دخلت الى الشقه ورأت أخيها بهذه الحاله الدmويه،فصرخت قوياً،وأقتربت منه وحاولت الحديث إليه بإستجداء،لكن هو كان فارق الحياه،نهضت من جواره وأمسكت سلسبيل من يديها تصرخ عليها تتهمها بقــ,تــل أخيها ليس هذا فقط بل قامت بقول أنها على علاقه غير شرعيه بأخيها 
نفت سلسبيل برأسها ذالك الكذب،لكن فى ذالك الحين كان قد تجمع سُكان العماره عليهن ومنهم من قام بالاتصال بالشرطه التى آتت بعد وقت قصير،ووقفت تعاين موقع الجريمه،ثم قامت بالقبض على سلسبيل بعد إتهام هند لها.
....ــــــــــــــــــــــــــ.....
بتلك الصيدليه حاول ناصر التحكم فى هيستريا رباح  الذى يصـ.ـر.خ من رأسه تدخل بعض الموجودين وقاموا بمساعدته بتلجيم حركة رباح، وقام الصيدلى بإعطاؤه حقنه مهدئه جعلته يسترخى نائمًا ثم أخذه ناصر وتوجه الى أحد معامل التحليل الخاصه وقام بعمل تحاليل شامله له... وهو مازال نائم، ثم أخذه وتوجه الى دار العراب وهو لديه يقين أن رباح مدmن، وعليه بدأ العلاج فوراً، وهذا بالفعل ما سيفعله، لكن عليه الرجوع  بـ رباح الى الدار أولاً، من أجل ضمان عدm حصوله على تلك المواد المُخدره. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بـ مركز  الشرطه 
كانت سلسبيل بغرفة التحقيقات  يوجه لها تهمة قــ,تــل نائل بناءً على إتهام هند 
التزمت سلسبيل عدm الرد على الاتهام وطلبت أن تحدث أحدا عبر الهاتف... بالفعل  سمح لها الضابط بإجراء مكالمه هاتفيه... قامت بطلب والداها لكن لم يرد عليها، فطلبت طلب رقم آخر وقامت بالإتصال عليه ورد عليها
وتحدثت: 
عمى أنا سلسبيل  ، أنا محجوزه فى القسم؟ 
تعجب النبوى وهو ينهض سريعًا من على مكتبه قائلاً: 
خير، محجوزه فى قسم أيه، وأيه سبب حجزك. 
ردت سلسبيل  بإسم القسم المحجوزه فيه ثم قالت: نائل إتقــ,تــل وهند بتتهمنى إنى أنا اللى قــ,تــلته. 
تعجب النبوى  قائلاً: مش فاهم وأنتى مالك بـ نائل وهند ليه بتتهمك بقــ,تــله. 
فى نفس اللحظه تحدث الضابط لـ سلسبيل  قائلاً: 
كفايه كده يا مدام مسموحلك بمكالمه قصيره ممنوع تحكى كتير قصاد اللى بتكلميه. 
أمائت سلسبيل  للضابط ثم أكملت حديث لعمها قائله: بتصل على بابا مش بيرد عليا. من فضلك يا عمى ساعدنى،وبلاش تقول لـ قماح.
قالت سلسبيل هذا وأغلقت الخط 
بينما رد النبوى:ألو ألو سلسبيل.
فى ذالك الوقت كان يدخل قماح الى غرفة والده وسمع قوله لأسم سلسبيل.
نظر له النبوى صامتًا.
تحدث قماح:سلسبيل فين خرجت من المقر بطلبها عالموبايل مش بترد عليا،وحضرتك كنت بتقول ألو يا سلسبيل قولى هى فين؟وليه خرجت من المقر قبل ميعادها.
إرتبك النبوى وقال:يمكن خرجت لحاجه مهمه،وموبايلها فصل.
رد قماح وهو يستشف من وجه أبيه الكذب قائلاً:
بابا قولى فين سلسبيل،متأكد أنك عارف هى فين، هى كانت معاك عالتليفون. 
رد النبوى: مش وقته لازمن أمشى عندى مشوار مهم دلوق. 
وقف قماح امام النبوى قائلاً: فين سلسبيل يا بابا. 
نظر النبوى لملامح قماح للحظات  خشي أن يُخبر قماح  ما قالته له سلسبيل عله يُسئ الظن بها دون إستبيان لما حدث، وأيضاً بسبب طلب سلسبيل  التى قالته له.
فقال بتتويه:هى كانت بتكلمني والخط قطع يمكن فى مكان مفيش فيه شبكه،سيبنى ألحق مشواري،وحاول تتصل عليها يمكن ترد عليك.
قال النبوى هذا وترك قماح الذى لديه يقين أن والده خرج لأمر بشأن سلسبيل...فتعقب والده.
بينما خرج النبوى مُسرع وفتح هاتفه أجرى إتصالاً مختصر:عاوزك تقابلنى فوراً قدام القسم ده.
لم ينتبه النبوى لـ قماح الذى تعقبه بسيارته الى ان توقف أمام أحد أقسام الشرطه.
تفاجئ النبوى حين رأى نزول قماح من سيارته ثم أقترب من مكان النبوى الذى وقف أمام القسم ينظر الى مكان وقوف المحامى الذى قال له أنه كان قريب من قسم الشرطه،ذهب النبوى للمحامى،وخلفه قماح.
صافح النبوى المحامى وقال له:
سلسبيل بـ.ـنت أخويا محجوزه فى القسم بقضية قــ,تــل،ده كل اللى عرفته من إتصالها عليا.
تفاجئ قماح الذى سمع حديث والدهُ مع المحامى حين أصبح ثالثهم...تركهم ودخل فورًا الى القسم 
تفاجئ بخروج هند وعلى ملابسها دmاء حين رأته اقتربت منه بدmـ.ـو.ع قائله بكذب:
سلسبيل قــ,تــلت نائل،قــ,تــلته عشان ما يفتش العلاقه القذره اللى كانت بينهم.
ذُهل قماح قائلاً بدفاع عن سلسبيل:بلاش كذب يا هند،وخرجى سلسبيل من دmاغك سبق وقولتلك خلاص حكايتنا إنتهت وإن اللى بينا هو الشغل وبس.
تهكمت هند بدmـ.ـو.ع قائله:أنا مش بتهم سلسبيل بكذب تقدر تقولى أيه اللى وداها للشقه اللى إنت أشترتها ليا،وكمان نائل أتقــ,تــل فى الشقه دى؟
رد قماح بثقه:أنا واثق من سلسبيل أكيد فى حاجه غلط.
قال قماح هذا ونظر لدخول المحامى،فققال له:أنا عاوز تطلع النهارده  سلسبيل من القسم.
رد المحامى:أنا هدخل أشوف محضر التحقيقات وهشوف ابعاد القضيه.
استأذن المحامى ودخل الى غرفة التحقيقات،بينما هند كانت تبكى بهستريا،الى أن آتى والداها الذى ذهب اليها،يستمع الى كذبها وهى تؤكد أن سلسبيل هى من قــ,تــلت نائل.
ترك هند والداها وذهب الى مكان وقوف قماح والنبوى قائلاً بتوعد:بشرفى قبل ما أخد عزا إبنى هتكون سلسبيل سبقاه للقبر.
رد قماح بقوه:لما تثبت الجريمه على سلسبيل إبقى إحلف بشرفك،أنا واثق فى مراتى.
رغم شعور النبوى بالآسى على سلسبيل لكن دخل له شعور بالفرحه،قماح دافع عن سلسبيل.
بعد قليل خرج المحامى وذهب الى مكان وقوف قماح والنبوى قائلاً بسوء:
للآسف مدام سلسبيل المشتبه فيه الوحيد،والقضيه لبساها.
رد قماح قائلاً:قصدك أيه مستحيل متأكد أن سلسبيل بريئه.
رد المحامى:كل الادله ضد مدام سلسبيل،الحسنه الوحيده فى القضيه إن سلاح الجريمه مفقود،غير لسه تقرير البصمـ.ـا.ت موصلش للنيابه،ولما سألت مدام سلسبيل قالتلى أنها مقربتش من جثة القيل ،بس وجودها فى مكان الجريمه إدانه  قويه لها  وكمان فى إتهام مباشر من أخت القتيل لها بوجود علاقه بينها وبين القتيل.
رد قماح:قصدك أيه؟
تحدث النبوى قائلاً:أنا عاوز أشوف سلسبيل.
رد المحامى:أنا جبت لحضراتكم أذن أنكم تقابلوها إستثناء  فى أوضة التحقيقات والمقابله تكون قصيره.
رد النبوى: تمام أنا داخل لها وأنت يا قماح  مش هتدخل معايا. 
رد قماح: اسبقنى انت يا بابا هتفاهم مع المحامى يشوف طريقه  يخرج بها سلسبيل  على ذمة القضيه. 
ذهب النبوى وظل قماح مع المحامى  الذى قال له: شوف طريقه  تخرج سلسبيل  بها من هنا، اى كفاله أنا مستعد أدفعها حتى لو مليون جنيه، سلسبيل  مش لازم تبات هنا فى القسم. 
رد المحامى: خروج مدام سلسبيل  صعب  أنا عرضت الكفاله ووكيل النيابه رفض، كل اللى أقدر أعمله أنى أجيب لها إستثناء الليله وتبات فى أوضه هنا فى القسم قبل تحويلها بكره على السـ.ـجـ.ـن. 
إنصدm قماح قائلاً: قصدك أيه هى كده الجريمه لبست سلسبيل، فين دفاعك، قولى أنك مش قد القضيه، أنا على إستعداد دلوقتي  أجيب بدل المحامى عشره. 
رد المحامى: أنا عاذر حضرتك، بس زى ما قولتلك موقف مدام سلسبيل ضعيف، حتى أجوبتها عالأسئلة وكيل النيابه مش مُقنعه، حتى لما سألها عن وجودها  فى الشقه دى، جاوبت وقالت انه كان إتصال هاتفى بينها وبين مدام هند، ووكيل النيابه أمر بتتبع المكالمـ.ـا.ت، ونفس الوقت مدام هند قالت إن تليفونها كان مفقود وهى غيرت رقم تليفونها من مده  قصيره. 
ذُهل عقل قماح ما يقوله المحامى  صحيح هند غيرت رقم هاتفها وهذه ما جعلهُ رد عليها حين هاتفته قبل أيام لعدm معرفته بالرقم الجديد. 
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما فى غرفة التحقيقات 
دخل النبوى متلهفاً نحو سلسبيل التى أقتربت منه قائله: 
عمى... بابا فين أتصلت عليه مش بيرد عليا. 
حـ.ـضـ.ـن النبوى سلسبيل  قائلاً: أنا معاكى، منفعش مكانه. 
ردت سلسبيل:  مش قصدى يا عمى. 
رد النبوى: قوليلى أيه اللى حصل وأيه اللى وداكي لشقه دى. 
ردت سلسبيل: هند أتصلت عليا وطلبت مساعدتى. 
تعجب النبوى قائلاً: 
كده وضحت ممكن هند تكون هى اللى قــ,تــلت نائل، وطبعاً أستغلتك عشان تشيلى القضيه،كبش فدا. 
ردت سلسبيل بذهول: 
مش معقول يا عمى، قصدك إيه بإن  هند ممكن تكون هى اللى تكون قــ,تــلت نائل! مستحيل ده أخوها الوحيد. 
رد النبوى: مفيش حاجه  مستحيل يا سلسبيل، أنتِ غلطى كان فين عقلك إزاى توقعى فى فخ هند بالسذاجه دى...
...إحتمال القضيه تتحول لقضية شرف،بسبب إتهام هند ليكِ إنك كنت على علاقه بـ نائل.  
ذُهلت سلسبيل تشعر بخذو وظلت صامته لثوانى ثم قالت: وقماح صدق الكدبه دى؟ 
رد النبوى: مش قماح المهم دلوق المهم التحقيقات
المحامى واقف بره مع قماح يشوف طريقه إنك تخرجى بكفاله على ذمة القضيه، بس بيقول موقفك صعب جداً. 
تدmعت عين سلسبيل، وهى تنظر الى باب الغرفه الذى فُتح، ليدخل قماح التى  تدل ملامحه على الغضب الشـ.ـديد. 
بينما النبوى شعر برجفة سلسبيل  حين دخل الى الغرفه. 
بينما قال قماح: سيبنى مع سلسبيل يا بابا وأرجع  أنت  للدار، أكيد زمان الخبر إنتشر وهيوصل، ولازم حد يطمن اللى هناك عالمدام. 
من نبرة صوت قماح شعرت سلسبيل بأن قماح ربما يُصدق إتهام هند. 
بينما النبوى قال بسؤال: وإنت هتعمل أيه؟ 
رد قماح: أنا هفضل هنا مع المدام. 
نظر النبوى لملامح سلسبيل التى تشعر بالخيبه، ونظر الى ملامح قماح  الخائفه، لكن يُخفيها خلف نبرة صوته القاسيه... وهو على يقين أن قماح  لن يترك سلسبيل  
فقال: 
تمام هرجع للدار وهحاول أطمنهم وهكون معاك على إتصال. 
غادر النبوى الغرفه وترك قماح  وسلسبيل 
سلسبيل التى شعرت من نظرات قماح  أن ساقيها أصبحت هُلام، فجلست على أحد المقاعد. 
نظر لها قماح قائلاً: أيه اللى وداكِ الشقه دى؟ 
ردت سلسبيل: هند أتصلت  عليا حتى بعتت لى صور لها، أنا مكنتش هروح لها بس هى إستنجدت بيا، وأنا قولت إن باباها غضبان عليها و.... 
لم تُكمل سلسبيل  حديثها حين قاطعها قماح  قائلاً: هند هى وباباها أتصالحوا، عندى يقين إنهم حتى مكنوش متخاصمين من أساسهُ. 
تعحبت سلسبيل. 
تحدث قماح بتهكم: سلسبيل العراب اللى الكل بيشكر فى عقلها وحكمتها وقعت فى فخ زى العيال الساذجه. 
ردت سلسبيل: أنا مش ساذجه، أنا لو ساذجه كنت أتهمتك أنك عاوز ترجع هند بعد ما شوفتك معاها فى الكافيه اللى قريب من المقر من كم يوم، وقبلها لما كنا فى المكتب وقولتلى روحى  انتى مع السواق، وأنا هقابل عميل، وقبل ما أوصل للدار يجيلى  رساله من هند أنكم مع بعض فى الكافيه. 
تهكم قماح قائلاً: أنا فعلاً  قابلت هند فى الكافيه ده، بس بصفتها عميله هند رجعت تشتغل تانى مع باباها حتى سابت الشقه اللي  كنت جايبه  لها ورجعت لبيته تانى، وأنا طلبت منها بعد كده ياأتعامل مع باباها أو أخوها ياأما هنهى تعاملنا معاهم نهائى، وطبعًا وافقت إنى بعد كده أتعامل مع أخوها... اللى حضرتك متهمه بقــ,تــله لأ ومش بس كده كمان إنك كنتِ على علاقه بيه...ليه قبل ما تخرجى من المقر متصلتيش عليا تقوليلى على اتصال هند بيكِ. 
تحدثت سلسبيل  بخفوت: خـ.ـو.فت تحس  بالنـ.ـد.م إنك السبب فى بُعدها عن أهلها، وقولت.... 
قاطعها قماح قائلاً: قولتى أيه يا سلسبيل... قوليلى أعمل أيه القضيه لبساكِ، حتى لو هند فعلاً  كانت محتاجه مساعده كان بسهوله تتصل بأى مستشفى أو دكتور يجوا لها لحد الشقه، ليه... ليه... ليه...، قوليلى حل دلوقتي 
التهمه بسهوله ممكن تتحول  لقضية شرف. 
ردت سلسبيل بإستعلام: 
وأنت صدقت إنى ممكن أكون على علاقه بــــــ.... 
لم تُكمل سلسبيل  إسم نائل حين جذبها قماح من يدها لتقف ويقوم بحـ.ـضـ.ـنها قويًا يقول: 
سلسبيل  أنا عندى ثقه فيكِ لا متناهيه، لكن هند وقعتك فى فخ أثبتت إنك ساذجه ومتأكد ان معاها دليل برائتك وهتساوم بيه. 
ضمت سلسبيل  قماح قائله بإستفسار: قصدك أيه إن هند ممكن تطلب منك أن ترجعها لذمتك قصاد برائتى... ولا ممكن تطلب منك تطلقني؟ 
لم يرد قماح وضم سلسبيل  قويًا.
ضمته سلسبيل قائله:والله أنا دخلت الشقه فوجئت بـ نائل  بينزف حتى ملمستوش.
رد قماح وهو يحتضن سلسبيل:أنا متأكد من برائتك يا سلسبيل،وبتمنى تظهر الحقيقه بسرعه وتأكدى إن مش هسمح بدخولك السـ.ـجـ.ـن ساعه واحده. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب. 
الخبر  السئ لا ينتظر كثيراً 
دخول ناصر بـ رباح الذى يحمله إثنان من الحرس وخلفهم كان ناصر، رأتهم هدايه من شباك غرفتها فإنخلع قلبها، وخرجت مُسرعه تستقبلهم على الباب الداخلى.
قائله بلهفة قلب: ماله رباح؟ 
رد ناصر: هقولك بعدين يا أمى بس وسعى للرجـ.ـاله تدخله للدار فى أوضته القديمه. 
فسحت هدايه مكان لدخول الرجلان اللذان يحملان رباخ وأدخلوه الى الغرفه، ثم خرجا. 
نظرت هدايه لـ ناصر الذى قال لها: عندى شبه تأكيد رباح مدmن، هتصل على حداد يجى يركب لشباك الأوضه دى حديد قبل ما يفوق من تأثير المُخدر، والباب يتقفل عليه بالمفتاح  لحد ما نتيجة التحليل تطلع بكره، رغم أن فى دكتور أكدلى إدmانه وقالى على إسم مركز لعلاج الإدmان وكنت هاخده عليه مباشرةً بس قولت أستنى تأكيد التحاليل عشان أخدها بالمره معايا وأنا موديه لمركز علاج الادmان يبقى عندهم علم بعلاجه من الماده المدmن عليها. 
تعـ.ـذ.ب قلب هدايه قائله: كنت شاكه  بس كنت بكدب نفسى، رباح ضيع نفسه بجوازه من زهرت هى فين؟
رد ناصر:معرفش لما روحت له الشقه كان لوحده. 
كآن المصائب لا تآتى فرادى 
دخول النبوى بنفس الوقت، إقتراب نهله من مكان وقوف هدايه وناصر الذى سأل النبوى قائلاً: 
مالك جاى منين دلوق؟ 
رد النبوى: جاى من قسم الشرطه 
سلسبيل متهمه فى جضية جتل نائل إبن رجب السنهورى. 
كانت صدmه أهلكت قلب نهله الذى لم يتحمل حين سمعت قول النبوى، لتقع أرضًا لا تشعر بشئ سوا ضباب أسود يجذبها لتغلق عينيها تستلم لغيومه السوداء. 
قبل لحظه كان هاتف هدايه يعلن إتصال 
فتحت الخط ترد لكن قبل أن ترد على من يتصل كانت صرخة هدى التى آتت ورأت إنهيار والداتها بهذا الشكل  المُفجع. 
سمعت همس صرخة هدى فإرتجف قلبها وتحدثت: 
جدتى قوليلى فى أيه ردى عليا، لكن الهاتف كاد يسقط من يد هدايه لولا تلقفته سميحه وردت هى على همس قائله بدmـ.ـو.ع ودون وعى منها: 
مرات عمى نهله وقعت من طولها. 
إرتجفت همس قائله: ماما... مالها.. ردى عليا. 
تعجبت سميحه  من رد همس قبل أن ينقطع الأتصال. 
فى نفس الوقت بـ دبى قالت همس لـ كارم الواقف جوارها بلهفه: أنا لازم أنزل مصر دلوقتي سميحه بتقول إن ماما وقعت من طولها. 
بتلك الشقه 
دخلت زهرت وأغلقت الباب خلفها تلهث كآنها كانت تركض لآميال، دخلت مباشرةً الى الحمام، قامت بخلع ثيابها وفتحت صنبور المياه ووقفت أسفله لم تشعر إن كانت المياه بـ.ـارده أو  ساخنه كل ما تريده أن تغسل دmاء ذالك الحقير نائل من على يديها لكن كآن دmاؤه إلتصقت بها قامت بحك يديها ببعضهما قويًا لوقت كلما تنظر ليدها كانت ترى أن مازالت الدmاء عليها،أغلقت صنبور المياه وآتت بإحدى المناشف وقامت بتنشيف يديها،ثم نظرت لها،هنالك أثار دmويه عالقه بيدها هكذا هُيئ لها،شت عقلها وكادت تصرخ،لكن تلجم صوتها بداخلها، عاودت فتح صنبور المياه ووقفت أسفله مره أخرى تسيل المياه فوق رأسها كآنها تُمحى ما حدث قبل وقت حين تتبعت نائل الى تلك الشقه 
فلاشــــــــــــــــــ،، باك
بمجرد أن نزل نائل من سيارته علمت أنه آتى لـ هند 
فكرت وحسمت أمرها وقالت لنفسها: 
كويس أكيد جاى لهند أنا أطلع أعمل إنى كنت جايه أزورها صدفه، وأنتهز أى فرصه وأطلب منه إسم الدوا الحقيقى أو حتى آخد منه علبه أهى تهدى عقل رباح شويه. 
بالفعل نزلت من سيارة الأجره وأعطته حسابه، لكن قبل أن تتحرك من مكانها رأت هند تخرج من العماره تتوجه الى سياره كانت بإنتظارها وإنطلقت السياره سريعًا... 
للحظات فكرت زهرت بالعدول عن الصعود للشقه، لكن ساقها شيطانها لمعرفة لماذا غادرت هند وليس معها نائل، حسمت أمرها وصعدت الى  الشقه لكن قبلها وضعت على وجهها نقاب كان معها بالحقيبه، صعدت بالمصعد الكهربائى الذى توقف أمام الشقه، خرجت منه وتوجهت الى باب الشقه، قرعت جرس الباب، وللعجب فُتح الباب سريعًا، كآنه كان ينتظر خلف الباب
نظر نائل لـ زهرت بتفاجؤ وصدmه رغم أنها تضع نقاب على وجهها لكن تعرف عليها بسهوله مالمعتاد فى لقائتهم السابقه، لكن هذه المره لم يستقبلها بترحيب كما كان يفعل فى السابق، قال لها: 
زهرت أيه اللى جايبك هنا. 
تهكمت زهرت قائله: أكيد مش جايه عشانك وسع من قدام الباب خلينى أدخل  بدل من وقفتنا كده قدام الشقه قصاد سكان العماره يقولوا أيه؟ 
رد نائل: مقدرش أدخلك الشقه يا زهرت أمشى هند مش هنا، خرجت ومش هترجع دلوقتي. 
ردت زهرت بضحكه ساخره: أيه هند كانت هتبقى بينا مِحرم، وسع يا نائل خلينى أدخل، أنا مش خايفه منك  بسبب آخر مره لما حاولت تقــ,تــلنى، أنا عاوزاك فى كلمتين وبعد كده أنسى إنى أعرفك تانى، كل واحد فينا الأفضل له ميعرفش التانى لو قابله فى سكه. 
تنهد نائل  وتنحى لدخول زهرت حتى تقول ما عندها وتغادر سريعًا قبل أن تصل سلسبيل. 
دخلت زهرت وخلفها نائل بعد أن أغلق باب الشقه ونظر لمكان وقوف زهرت قائلاً: 
خير أيه الكلمتين اللى هتقوليهم، ياريت بسرعه مش فاضى. 
جالت عين زهرت بأرجاء المكان قائله: وراك أيه، ولا مستنى ضيوف مهمين. 
رد نائل بفروغ صبر: زهرت بلاش كلام كتير، أنا بصراحه مكنتش متوقع نتقابل تانى بعد آخر مره. 
ردت زهرت: بعد ما حاولت تقــ,تــلنى، عالعموم مش ده المهم عندى، أنا محتاجه علبة دوا من اللى كنت باخدهم منك قبل كده، أو قولى على أسمها ومكان آمن أجيبها منه. 
تهكم نائل قائلاً: والمقابل قصاد علبة الدوا أيه. 
ردت زهرت: مفيش مقابل أعتبرها هديه، او مكافأة. 
سخر نائل  ضاحكًا: مكافأة  نهايه الخدmه، لأ يا عزيزتى مفيش حاجه  ببلاش، أظن ده كان القانون السايد بينا من أول معرفتنا ببعض. 
أقتربت زهرت من نائل تسير بدلال فاجر: وماله التمن اللى عاوزه، بس محتاجه علبتين مش واحده وتقولى إسمه أيه. 
نظر نائل لسير زهرت بفجور أمامه، ولم يهتز قائلاً: مش وقته هنا خالص يا زهرت أنا  بقول أمشى دلوقتي  ونتقابل  فى الشقه القديمه بعد ساعتين حتى أكون جهزت ليكِ الدوا ، إنما دلوقتي أنا منتظر ضيف مهم،وزمانه على وصول. 
ردت زهرت: لأ أنسى الشقه القديمه دى خلاص، قولت إحنا اللى بينا إنتهى، وياترى مين الضيف المهم ده اللى بتوزعنى عشانه، ولا تكون ضيفه جديده بس مش دى شقة هند اللى قماح إشتراهالها تعويض عن طـ.ـلا.قها. 
فى تلك اللحظه كانت زهرت اصبخت مُلاصقه لجسد نائل تقوم بأغواؤه، ببعض القُبلات السافره على وجنتيه، تظن أن مكرها القديم سينفع معه... لكن نائل قام بدفعها بقوه وأبعدها عنه بكسحه قويه جعل زهرت ترتد للخلف، وخبطت يدها  بطبق فاكهه كان موضوع على إحدى الطاولات بالمكان به بعض الفاكهه  وسكين صغيره،لمعت السكين بعين زهرت...
لكن قالت لـ نائل:نائل متأكده إن الضيف اللى هتقابله دلوقتي هى ست.
رد نائل ببرود: ست.. راجـ.ـل مالكيش فيه قولتلك  عاوزه  الدوا قابلينى بعد ساعتين ودلوقتي  لازم تمشى قبل وصول الضيف. 
قال نائل هذا ومسك زهرت من عضد يدها قائلاً بنفاذ صبؤ: أمشى دلوقتي بقى.
فى تلك اللحظه مدت زهرت يدها على تلك السكين الصغيره،أخذتها،ونفضت يد نائل بقوه قائله:
إزاى تسحبنى بالطريقه دى ناسى إنى حامل.
رد نائل:زهرت بقولك إمشى دلوقتي،ولو عاوزه هبعتلك إسم الدوا عالموبايل أو قولى لى عنوان السكن وأنا هبعتلك علبه لهناك زى قبل ما كنت قبل  كده  ببعتلك فى دار العراب عن طريق المشتروات اللى كنتِ بتشتريها لك من  عالنت وأبعت شخص من عندى يوصلها على انه مسؤل توصيل للمنازل.
ردت هند:زاد عندى الفضول أعرف مين الضيف،ولا الضيفه دى لا تكون.....سلسبيل!
تعلثم نائل قائلاً:أيه الجنان ده،وسلسبيل أيه اللى هيجيبها لهنا،متنسيش زهرت كانت ضرتها.
دخل الى زهرت يقين أن نائل ينتظر سلسبيل...فقالت:
الله أعلم يمكن عاملين لها فخ إنت وهند،هند عقلها هيشت من يوم قماخ ما طلقها تانى،وعدوتها الاولى هى سلسبيل.
رد نائل:بلاش جنان وامشى يا زهرت دلوقتي بقولك،بدل ما أغير رأيى ومبعتش ليكِ علبة الدوا،وأسيب رباح اللى  ممكن فى نوبة جنان منه ينحج فى اللى فشلت أنا فيه ويقــ,تــلك.  
قال نائل هذا وأمسك زهرت من عضدها وسحبها قويًا هذه المره، لكن زهرت نفضت يده قائله: 
نفسى أعرف سلسبيل  عامله لكم أيه تفرق أيه عن غيرها قماح يبيع الدنيا عشان خاطرها، وأنت كنت هتقــ,تــلنى بسببها. 
رد نائل: سلسبيل  فيها اللى عمره ما كان عندك. 
ردت زهرت: قصدك الفلوس وإسم العراب. 
رد نائل: لأ مش الفلوس ولا إسم العراب، عارفه أيه اللى عندها مش عندك.... 
نظرت زهرت لـ نائل تنتظر جوابه
الذى قاله:
عندها الشرف اللى إنت متعرفهوش،من بداية علاقتى بيكِ كنتِ سهله ورخيصه بتجرى وراء هدف واحد بس،وقصادحصولك عليه كان كل شئ  مباح عندك حتى إنك تفرطى فى شرفك، وتتجوزى وتخونى جوزك برضو بسبب لهاثك وراء سطوة الفلوس...إنت أقذر ست شوفتها فى حياتى،كان فى إيدك فرصه تنضفى بعد جوازك من رباح اللى معرفش كذبتى عليه إزاى ومقدرش يكتشف إنه مش أول راجـ.ـل يلمسك، بس إنتى كنتى حابه تعيشى فى الوحل،دلوقتي أمشى مش عاوز أشوف وشك تانى،لآن المره الجايه أوعدك مش......
صمت نائل بعد شعورهُ بألم قوى بسبب إختراق سكين لجانبه  ،ترك عضد زهرت التى تملكها الشبطان جعلها فى غير وعيها،بينما نائل  وضع يده على جانبه متأثرًا بألم قوى يحاول كتم نـ.ـز.يف دmه،لكن زهرت باغتته بطعنه أخرى وأخرى وأخرى جعلته يجثو أرضًا بدmاؤه المتناثره
بينما هى تهزى وتسب قدرها الذى أوقعها فى براثن ذالك الوغد، وهى تطعنه طعنه خلف أخرى...فاقت بعد أن رأت جثو نائل بجسده أرضًا ممدًا ينزف،كانت السكين مازالت بيدها إنحنت تنظر له بتشفى قائله:
إنت كنت الشيطان اللى غاونى من الأول وضحك عليا بإسم الحب،تستاهل القــ,تــل...
قالت هذا وزفرت نفسها ثم عاوت الحديث بعدmا شعرت بفداحة ما فعلته ونهضت قائله:إنت متستاهلش أتهم فى قــ,تــلك،أنا لازم أمشى بسرعه.
كانت السكين مازالت بيد زهرت،وضعتها بحقيبة يدها وتوجهت ناحية باب الشقه وفتحته لكن لسوء الحظ رأت وقوف المصعد الكهربائى فى إنتظار فتح بابه،دخلت سريعاً لم تنتبه أنها لم تغلق باب الشقه جيدًا خلفها،توجهت الى المطبخ هى آتت الى تلك الشقه سابقًا ورأت وجود باب للمطبخ بالتآكيد يفتح على سلم آخر،بالفعل كما توقعت هو سُلم حديدى صغير،يصل للدور الأرضى على شارع آخر خلفى،خرجت زهرت من البنايه،وأشارت لسياره أجره وغادرت المكان،وعادت الى تلك الشقه. 
عوده......  
بعد قليل شعرت زهرت أنها هدأت قليلاً خرجت من أسفل  المياه وإرتدت مئزر الحمام وخرجت الى غرفة النوم وألقت بجسدها فوق الفراش تفصل عن الواقع بغفوه، حتى أنها لم تلاخظ عدm وجود  رباح. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب 
حمل ناصر نهله وتوجه سريعًا الى سيارته بالخارج ووضعها بها، صعدت معه كل من هدى الباكيه، وكذالك سميحه التى تبكى أيضًا، إنطلق ناصر سريعاً  بالسياره. 
بينما  حين حاول النبوى اللحاق بناصر أمسكت يدهُ هدايه قائله: 
خليك  إنت هنا عشان رباح قرب يفوق، وكمان أحكى لى سلسبيل مقبوض عليها ليه؟ 
تعجب النبوى قائلاً بلهفه: رباح إهنه هو فين، ماله يفوق من أيه!؟ 
ردت هدايه بغصه وسردت له ما أخبرها به ناصر. 
تآلم قلب النبوى. 
ربتت على كتفهُ هدايه قائله: وسلسبيل؟ 
سرد لها النبوى عن إتهامها بقضية قــ,تــل نائل؟ 
ردت هدايه بشفقه: جلب نهله مستحملش  يا كبدى، ربنا يرآف بيها. 
رد النبوى: يارب، ويرآف بينا كلنا  مش عارف أيه الشر ده كله  اللى حصل لـ دار العراب. 
رغم آلم هدايه لكن قالت بصبر:شر و  خير يا ولدى كله  هيمر.
.....ـ
دخل النبوى للغرفه الموجود بها رباح مع ذالك الحداد الذى يضع للشباك مجموعة حدائد تجعل من الصعب الخروج منه ثم غادر وترك النبوى ينظر لـ رباح النائم كآنه بملكوت آخر ولم يستيقظ على تلك الأصوات، تآلم كثيراً  الى ما وصل إليه رباح، جلس على أحد المقاعد، يتسأل مالذى جعله يذهب الى تلك المواد المُخدره... كيف سار بهذا الطريق الذى  يعلم أن نهايتهُ هى ليس فقط دmار العقل،بل دmار الحياه كلها. 
بعد وقت قليل، بدأ رباح يربش بعيناه يصحو الى أن أستيقظ يشعر بآلم برأسه، وضع يديه حول رأسهُ يُدلها بأصابعه، لكن سمع صوت النبوى متهكمًا: 
صح النوم أخيراً  صحيت؟ 
نظر رباح الى ناحية صوت  النبوى وقال بتفاجؤ: 
أنا فين، أزاى جيت لهنا آخر حاجة  فاكرها إنى كنت فى الصيدليه مع عمى و.... 
توقف رباح عن الحديث بسبب قول النبوى: قصدك كنت هتكـ.ـسر الصيدليه، من أمتى وأنت بتتعاطى مـ.ـخـ.ـد.رات. 
إنصدm رباح قائلاً: مـ.ـخـ.ـد.رات! 
أنا عمرى  ما تعاطيت مـ.ـخـ.ـد.رات. 
نهض النبوى من مكانه وتوجه الى الفراش وأمسك رباح من فكيه قائلاً:
كـ.ـد.اب،قولى من أمتى،وأيه اللى خلاك تتعاطى مـ.ـخـ.ـد.رات.
نظر رباح الذى بدأ يشتد و.جـ.ـع رأسهُ:قولتلك أنى مش بتعاطى مـ.ـخـ.ـد.رات ولا ده السبب الجديد اللى هتضـ.ـر.بنى عشانه.
تدmعت عين النبوى قائلاً بحده:ياريتنى كنت ضـ.ـر.بتك من زمان يمكن كنت فوقت من الأكاذيب اللى عشت فيها.
تلاقت عين رباح مع عين النبوى المدmعه وقال:أكاذيب...أيه الاكاذيب دى،إنت يا بابا اللى كان عندك تفرقه بينى وبين قماح من صغرنا... ودلوقتى أنا لازم أرجع للشقه زمان زهرت رجعت بالدوا. 
رد النبوى بسؤال:دوا أيه اللى ژهرت هترجع بيه؟إنت عارف إنت هنا بقالك كام ساعه زهرت حتى مسألتش عنك بإتصال على موبايلك،قولى دوا أيه؟
رد رباح:دوا باخده للصداع.
تنبه النبوى قائلاً:مش ده الدوا اللى كنت هتكـ.ـسر الصيدليه عشانه؟
رد رباح:الصيدلى هو اللى عطانى دوا غلط.
رد النبوى يشعر بحسره:الصيدلى مش غلطان،إنت اللى غلطان يا رباح،سلمت عقلك لأكاذيب من البدايه،وصلتلك إنك بقيت مدmن.
رد رباح بعدm تصديق:مدmن برضو،بقولك ده صداع عادى.
رد النبوى:مش صداع عادى يا رباح إنت كنت بتاخد نوع مـ.ـخـ.ـد.رات،معرفش إزاى وقعت فيه،لو واحد جاهل كنت هديك عذرك.
رد رباح:برضو مـ.ـخـ.ـد.رات مستحيل،ده دوا مستورد زهرت بشتريه ليا من صيدلانيه صاحبتها.
رد النبوى:زهرت كمان هى اللى بتشتريه لك،قولى إسم الدوا ده أيه،ومتقوليش الاسم اللى كان عالعلبه اللى كنت هتضـ.ـر.ب الصيدلى بسببها.
فكر رباح بتذكر لكن لم يتذكر شئ،وبدأ يشتد عليه الصداع...
نهض من على الفراش قائلاً:
لازم أرجع للشقه.
نهض النبوى وأمسك يدهُ قائلاً بحسم وحزم:مفيش خروج من الدار يا رباح.
نظر له رباح بصدmه قائلاً:هتحبسنى هنا،ليه محبستنيش قبل كده وسيبتنى أطلع من الدار أنا ومراتى حتى محاولتش تقولى بلاش و...
رد النبوى:مكنتش هتسمع كلامى،بس النهارده مش هتطلع من الدار قبل ما نتيجة التحاليل اللى شبه ظهرت تتأكد ووقتها هتدخل مصحه للعلاج من المـ.ـخـ.ـد.رات.
رد رباح:مصحة أيه،اللى أدخلها سيبنى يا بابا.
قال رباح هذا ونفض يد النبوى بقوه مما جعل النبوى كاد يختل توازنه لولا أن سند على الحائط لم يبالى رباح وذهب بإتجاه باب الغرفه وحاول فتحه لكن لم يستطيع فتحه حاول أكثر من مره،وبدأ يدخل فى حالة هيستريا...
نظر بإتجاه النبوى قائلاً برجاء:
أفتح الباب يا بابا،أرجوك خلينى أروح الشقه زهرت زمانها رجعت بالدوا،دmاغى هتتفرتك.
رد النبوى:لأ مش هسيبك تضيع نفسك أكتر من كده،زهرت ضعيتك يا رباح.
وضع رباح يديه حول رأسه قائلاً بآلم:زهرت هى أكتر واحده تهمها راحتى وبدور على اللى يريحنى.
رد النبوى:زهرت أكتر واحده أذتك يا ولدى عشان تسيطر على عقلك بكدبها.
ذهب رباح لمكان النبوى وجثى أمامه على ساقيه قائلاً:زهرت عمرها ما كدبت عليا،هى الوحيده اللى بتحبنى،أبوس رجلك يا بابا أفتح الباب لازم ارجع للشقه.
جثى النبوى جوار رباح يضع يديه فوق يديه التى على رأسهُ قائلاً:
سيبتك قبل أكده رجعت لى مدmن مستحيل هسيبك تانى يا رباح وهتتعالج غـ.ـصـ.ـب عنك،وأول شى لازم تتعالج منه هى زهرت.
رد رباح:زهرت لأ مقدرش أعيش من غير زهرت.
رد رباح:هتقدر تعيش من غيرها،كانت غلطتى من الأول مكنش لازمن أسيبك تتجوز بـ.ـنت عطيات،اللى ڛممت عقل بـ.ـنتها بطمعها وجشعها.
رد رباح برجاء،حاول مهاودة النبوى حتى يتركه يذهب:
طيب يا بابا،مش هروح لزهرت،بس أفتحلى الباب عشان أخرج من هنا أنا أتخـ.ـنـ.ـقت.
رد النبوى:لأ مش هتخرج يا رباح غير على جثتى.
نظر رباح لوالده ورأى التصميم بعينيه فقال بتحدى:
بلاش تفتح الباب،هخرج من الشباك.
قال هذا ونهض يفتح شيش الشباك،لكن تفاجئ بتلك الأسياخ الحديديه الموضوعه على الشباك،حاول كـ.ـسرها،لكن بدأت قواه تخور وعقله يشت من قوة الآلم
عاد الى النبوى،راكعاً أمامه يستجديه قائلاً:
أبوس رجلك يا بابا،أفتحلى الباب.
جثى النبوى لجواره وقام بضمه على صدرهُ قائلاً:
أنا وأنت مقفول علينا الباب من بره يا رباح أنا ممعيش المفتاح.
رفع رباح رأسه ونظر الى وجه النبوى رأى تلك الدmعه التى شقت عينه،تعجب منها وتعجب أكثر من حـ.ـضـ.ـن النبوى له هذه أول مره يشعر بحـ.ـضـ.ـن النبوى له...هدأ قليلاً يلهث 
ضمه النبوى مره ثانيه قائلاً:
مش هسيبك تضيع منى  يا رباح.
رد رباح:أنا مفرقش معاك يا بابا سيبنى أخرج.
ضمه النبوى بقوه قائلاً:مين اللى قالك إنك متفرقش معايا،إنت إبنى البكرى وأول فرحه دخلت قلبى لما شيلتك بين إيديا قولت سندى فى الحياه.
عاد رباح ينظر لـ النبوى متعجباً يقول:إنت عمرك ما حبتنى، طول عمرك بتحب قماح أكتر منى،كنت بتكرهنى زى ما كنت بتكره ماما.
رد النبوى بنفى:أنا عمرى ما كرهتك يا رباح،قدريه زرعت فى دmاغك كدبه،وجت زهرت كملتها،أنت فى قلبى زيك زى قماح وكارم ومحمد،مفيش واحد فيكم يزيد او ينقص فى محبته فى قلبى عن التانى،إبعد الكدبه دى عن راسك،أنتم الاربعه عندى واحد،ولادى وضهرى وسندى وعوضى فى الحياه،واللى هتدعولى وأنا فى قبرى.
رد رباح:بعيد الشر عنك يا بابا،أنا والله عمرى ما كرهتك وكان نفسى تحـ.ـضـ.ـنى،زى ما حـ.ـضـ.ـنت قماح يوم ما رجع لهنا تانى.
حـ.ـضـ.ـنه النبوى قائلاً:قماح أخوك يا رباح عمره ما حطك فى دmاغه،إنت اللى كنت مصور لنفسك أنه بيكرهك.
شعر رباح بدفئ فى قلبه لاول مره يشعر أن النبوى يحبه،لكن زاد آلم رأسه وقال:
سيبنى أخرج يا بابا واوعدك أرجع تانى بكره أنا وزهرت لهنا.
رد النبوى:مش هتخرج يا رباح.
شعر رباح بهياج لكن ضمه النبوى قائلاً بقوه:
مش هسيبك للضياع تانى يا رباح.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد المشافى الخاصه.
أمام غرفة العنايه المركزه.
وقف ناصر يحـ.ـضـ.ـن هدى الباكيه،يشعر بآلم قوى حائر من كل إتجاه 
لا يعرف شئ عن سلسبيل سوا انها محجوزه بالقسم على ذمة قضية قــ,تــل،وبين هدى التى بين يديه تبكى بشـ.ـده،ورفيقة دربه التى بدل ان يجدها تسانده ها هى تزيد من آلمه بمكوثها بين يدى الأطباء،أخرج هاتفه وقام بإتصال على قماح يستفهم منه 
رد عليه قماح وسرد له القصه من بدايتها وكيف  وقعت سلسبيل بفخ مُحكم، وقال له بالنهايه: 
المحامى جاب لـ سلسبيل إستثناء تبات فى أوضه فى القسم وأنا هفضل معاه لحد الصبح لحد ما تتعرض عالنيابه بكره وتأكد أنى مش هسمح سلسبيل تتسـ.ـجـ.ـن إطمن يا عمى.
شعر ناصر بهدوء قليلاً من ناحية سلسبيل وأغلق الهاتف،رأى خروج أحدى الممرضات،التى تلهفت هدى عليها سأله:
أرجوكِ طمنينى على ماما.
ردت الممرضه:أنا للآسف معرفش حالتها بالظبط،بس أطمنى وتفائلى خير،لازم أروح أجيب أدويه وأرجع بسرعه عشان المريـ.ـضه.
تركتها هدى وعادت لحـ.ـضـ.ـن ناصر تبكى.
تنهد ناصر قائلاً:نهله هتبقى بخير،نهله مش ضعيفه زى ما أنتم مفكرين عنها،هتقاوم وترجع لينا،بس قولى يارب وادعى لها.
تنهدت هدى قائله:يارب،سلسبيل؟
رد ناصر:قماح هيبات معاها فى القسم لحد الصبح وأدعى لها هى كمان.
تنهدت هدى باكيه تقول:أيه اللى حصل يا بابا فجأه بعد همس الدنيا أسودت فى عينى.
رد ناصر وهو يضم هدى:ده أختبـ.ـار من ربنا. 
ردت هدى:ده إختبـ.ـار صعب قوى يا بابا.
رد ناصر بمواساه: عارف إنه إختبـ.ـار صعب بس لازم نكون قده ونتغلب عليه. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دبى 
أغلق كارم هاتفه ونظر لـ همس قائلاً:. أتصلت على صديق ليا، ودبر لينا تذكرين  سفر لمصر فى طياره هتقلع بعد ساعتين، يعنى هنوصل مصر قبل الفجر. 
ردت همس: تمام هدخل أحضر لينا شنطه صغيره. 
رد كارم: لأ خليكِ مرتاحه وانا اللى هحضرها. 
ردت همس: مش هرتاح غير لما أطمن على ماما، إتصل على بابا. 
طاوع كارم همس وقام بالإتصال على ناصر، لكن لم يرد عليه الهاتف يعطى مشغول. 
أغلق كارم الهاتف قائلاً: أتصلت عالخطين بتوع  عمى بيدوا مشغول. 
تنهدت همس قائله: يارب أشفى ماما. 
........ ــــــــــــــــــــ
ب قسم الشرطه 
كانت سلسبيل نائمه على صدر قماح الجالس يسند ظهره على تلك الأريكه، سحبتها غفوه 
لترى 
صغيرها يد تمتد له وتأخذهُ عنوه من هدايه، حاولت هدايه التمسُك به بقوتها لكن كانت تلك اليد الأخرى أقوى منها وإختطفت الصغير من هدايه بعد أن قامت بإيذائها هى الأخرى. 
صحوت سلسبيل  فرعه وإنتفضت من على صدر قماح، الذى أعتدل فى جلسته قائلاً: 
مالك يا سلسبيل؟ 
ردت سلسبيل: ناصر إبنى معرفش ليه حاسه إن فى حاجه هتحصل وتبعدنى عنه، يمكن القضيه هتثبت عليا وأتسـ.ـجـ.ـن. 
رد قماح وهو يضم سلسبيل لصدره: قولتلك مش هسمح بسـ.ـجـ.ـنك ساعه واحده... ومتأكد أن برائتك مش هتاخد وقت وتظهر. 
ضمت سلسبيل  قماح قائله بتمنى: معتقدش هند قدرت توقعنى فى فخ مُحكم معرفش إزاى صدقت كدبتها عليا. 
تنهد قماح يشعر بالنـ.ـد.م هو السبب كان خطأ منه حين رد هند مره أخرى حين سار خلف غــــرورهُ، وبدأ يدفع ثمن ذالك الخطأ. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ....   
الجشع والطمع حين بتملكون من إنسان 
فرصه كبيره للثراء السريع حتى إن كان من الحـ.ـر.ام 
علم حماد بمقــ,تــل نائل وإنشغال والداه فى ذالك،ذهب الى ذالك المخزن الذى يعلمه جيدًا تسحب دون أن يراه أحد من العمال،ودخل الى غرفه،بها باب  سرداب صغير فتحه بتلك المفاتيح الذى قام بعمل نسخه عليها سهوا من نائل ذات مره أثناء إنسطالهم معًا، دخل إليه،إبتسم بنشوه وهو يرى تلك البضاعه موجوده به،بضاعه تسوى ملايين 
قام بحمل جزء منها وخرج كما دخل دون أن يراه أحد فى الجميع مشغول بمقــ,تــل نائل...لكن لم يتوقع أن هنالك كاميرا بالسرداب تسجل بإستمرار.
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنقضت تلك الليله الطويله وسطع نهار آخر  
بالنيابه 
بعد التحقيق  مع سلسبيل، مازالت كل حيثيات القضيه ضدها 
رفض النائب العام إخلاء سبيل سلسبيل والأمر بحبسها على ذمة القضيه لمدة أربع أيام والتجديد مره أخرى إذا إستدعى الأمر.
وقف قماح مع المحامى كاد ينهرهُ لكن قال المحامى:
متأسف لو حضرتك عندك شك فى مهارتى تقدر تستشير محامى تانى بس صدقنى مش هيقدر يعمل حاجه تانيه،مدام سلسبيل دلوقتي هتخرج من أوضة التحقيقات وتترحل على سـ.ـجـ.ـن المركز...هحاول مع معارفى إنى آمن لها....
قاطع المحامى هند التى آتت لمكان وقوفهم قائله:.إتأكدت من أخلاق سلسبيل اللى فضلتها عليا،أهى إتثبتت التهمه عليها،قـ.ـا.تله.
رد قماح على المحامى قائلاً:تمام إعمل الازم.
غادر المحامى بينما نظر قماح لـ هند قائلاً:
متاكد من براءة سلسبيل،قولى لى هتساومينى بأيه.
إرتبكت هند وقبل أن ترد آتى لـ قماح إتصال هاتفى،رد عليه  وسمع لحديث الآخر ثم قال بإختصار:
تمام أعمل اللى قولتلك عليه،ومش عاوز أى غلط.
أغلق قماح الهاتف ونظر الى هند،فى تلك اللحظه،كانت سلسبيل تخرج من داخل غرفة التحقيقات وبيدها أصفاد
نظرت لها هند بتشفى،بينما سلسبيل شعرت بغصه فى قلبها وشعور آخر لا تعرفه حين رأت هند جوار قماح
ببنما قماح تضايق بشـ.ـده من تلك الاصفاد التى بيد سلسبيل.
.......
بعد قليل على الطريق 
بسيارة الترحيلات الخاصه بالشرطه 
تحدث أحد الجالسين جوار السائق له:
وقف شوف أيه اللى عالطريق ده،هو فى تجديدات عالطريق ده،إحنا مش جاين من عليه الصبح كان عادى،فجأه كده قالوا يعدلوه،والله يبقى كويس الطريق ده على ما بنخلص من مطباته مببقاش حاسس بضهرى،ربنا يتوب علينا.
توقف السائق بالفعل 
نزل الجالس وذهب الى مكان تلك العمال،لكن تفاجئ أن العامل ملثم،وقبل ان ينبه السائق ان يعود،كان يرش على وجهه رذاذ جعله يغيب عن الوعى فوراً
كذالك حدث مع السائق 
أخذ أحدهم تلك المفاتيح الخاصه بصندوق سيارة الترحيلات الخلفى،وقام بفتح الباب وفاجئ الشرطى الجالس برش نفس الرذاذ عليه  ثم قال:.إنرلى يا مدام سلسبيل بسرعه.  
تعجبت سلسبيل  وظلت جالسه. 
لكن عاود ذالك  الملثم قائلاً: 
إنزلى يا مدام سلسبيل  مفيش وقت معانا، ظلت سلسبيل  جالسه، لكن صدح هاتف ذالك  الملثم، نظر لشاشته وأعطى الهاتف لـ سلسبيل  التى ردت عليه ثم نهضت ونزلت من سيارة الترحيلات لكن توقفت قليلاً الى أن فتخ لها الملثم تلك الأصفاد التى بيدها،بمفاتيخ الشرطى المرافق لها، ثم توجهت الى تلك السياره التى كانت تنتظرها على الطريق المقابل 
فتح لها الجالس بالسياره الباب،دخلت سلسبيل الى السياره تقول:
ليه هـ.ـر.بتنى يا قماح؟
شـ.ـدها قماح قوياً يحـ.ـضـ.ـنها قائلاً:.قولتلك مش هسمح بسـ.ـجـ.ـنك ساعه.
تبسمت سلسبيل،بينما إبتعد قماح عنها قائلاً:لازم نمشى من هنا،المـ.ـخـ.ـد.ر مدته دقايق قبل ما يفوق رجـ.ـال الشرطه.
ردت سلسبيل:هروبى مش هيضعف موقفى فى القضيه ويثبت عليا التهمه.
رد قماح:برائتك هتظهر بس وانتى بره السـ.ـجـ.ـن،مش جواه.
.........ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
بالمشفى 
خرج ناصر ومعه هدى من غرفة العنايه بعد أن قاموا بزيارة نهله الغائبه عن الوعى..
تحدث ناصر للطبيب المرافق لهم قائلاً:
هى هتفوق أمتى؟
رد الطبيب:الحمد لله الحاله إستقرت دى ذبحه فى القلب مش سهله بس ربنا ستر،مؤشراتها الحيويه بدأت تستجيب،ومتوقع  تفوق فى أى وقت.
تبسمت هدى كذالك ناصر بينما غادر الطبيب وجلس الاثنان أمام غرفة العنايه
لم تتفاجئ هدى بذالك الزائر الذى أقترب من مكان جلوسهم فهو منذ الفجر وهو معهم بالمشفى بعد أن أبلغته سميحه بالصدفه،هاتفيًا، مد يده لهما بصنيه عليها اكواب قائلاً:أنا جبت لينا قهوه معتقدش فى نفس للأكل. 
تبسم ناصر قائلاً:تسلم يا نظيم مش هنسى وقفتك دى معانا من قبل الفجر وأنت هنا.
رد نظيم:انا معملتش حاجه تستاهل وبتمنى ربنا يشفى مدام نهله فى أسرع وقت. 
آمن على قوله ناصر، وكذالك هدى التى بداخلها  شعور مميز من وجود  نظيم معهم بالمشفى. 
جلس ثلاثتهم بتناولون القهوه 
فى نفس الوقت دخلت همس الى الممر الموجود به غرفة العنايه 
وقع بصرها على والداها الجالس وجواره هدى بالمنتصف 
قائله بلهفه، ولوعه وترقُب: 
بابا!
فى نفس اللحظه 
نهض ناصر واقفًا يقول بلهفه وحنان: 
همس... حبيبتى بلاش تجرى يا روحى 
قطع ناصر هو تلك المسافه بينهم بثوانى كانت همس قابعه بين يديه يضمها قائلاً: 
كنت متأكد أن دعاء الحجه هدايه وهى ساجده بتصلى اللى سمعته بنفسى فى الشقه ليلة سفرك أنتِ وكارم ربنا هيستجاب ليه وهترجعلك  من تانى روح همس الجميله.
تبسمت همس قائله:
ماما؟
رد ناصر:هتبقى بخير.
نهضت هدى بذهول رغم أن همس مُنقبه لكن ذالك الصوت تعلمه جيداً، مستحيل أن يكون هذا حقيقى! 
جلست هدى مره أخرى تشعر بزلزلة ساقيها. 
لكن نهضت مره أخرى حين رفعت همس النقاب عن وجهها وتركت حـ.ـضـ.ـن ناصر وتوجهت  لـ هدى قائله: 
هاميس رجعت تانى للحياه يا هدى، أنا حقيقه مش حلم ولا خيال من بتوع  البت سلسبيل. 
بسرعه كانت هدى تحـ.ـضـ.ـن  همس بقوه قائله: 
مكنتش بصدق سلسبيل  لما كانت بتقولى إن عندها إحساس  إنك عايشه وإنك هتدخلى علينا فى أى وقت
مستحيل إنتِ إزاى لسه عايشه.
تبسمت همس 
بينما قالت هدى  بذهول وهى ترى كارم جاء خلف همس: 
كارم  كمان معاكِ! 
بالشقه التى بها زهرت
لم تدرى كم من الوقت ظلت نائمه  
إستقظت بسبب شعورها بالجوع،نهضت تفرك عينيها تشعر ببعض الخمول والآلم البسيط فى بطنها هو بالتأكيد من الجوع هكذا اعتقدت،فتحت هاتفهارأت الساعه تعجبت كيف نامت كل هذا الوقت،  تسألت اين رباح،ربما هو بأى مكان بالشقه ،لكن كيف إستطاع تركها كل هذا الوقت ناىمه دون إزعاجها،تركت عن رأسها ربما من الجيد أنه تركها تستريح ،ذهبت الى المطبخ مباشرةً وأحضرت لنفسها بعض الطعام وجلست تلتهم الأكل الى  أن شعرت بالشبع، نهضت تفض بقايا الطعام وبعض الاطباق الفارغه، تحير عقلها لابد أن رباح سيأتى الآن  يطلب منها ذالك الدواء ماذا ستقول له،جلست قليلاً فى المطبخ ثم ،خرجت  تتجول بالشقه كلها تنادى على رباح لكن لا رد  
و لم تجد رباح،تعجبت أين هو متى خرج.،فكرت أن تهاتفه،بالفعل قامت بإتصال على هاتفه،لكن العجب الاكبر سمعت رنين هاتفه قريب منها،تتبعت رنين الهاتف  الى أن وجدت مكانه تعجبت كثيراً  أين ذهب رباح وترك هاتفه بالشقه! 
أيكون تتبعها بعد أن خرجت، لا بالتأكيد، فكرت ماذا تفعل،زاد حجودها ، وقررت إنتظار بعض الوقت ربما يعود بعد قليل...لكن شعرت بهزة هاتفها الذى بين يدها علمت أنه إتصال..
قامت بالرد عليه:
صباح الخير يا ماما.
ردت عطيات قائله:وهيجى منين الخير مت عـ.ـر.فيش المصايب اللى حصلت،بطلبك عالموبايل ليه مكنتيش بتردى عليا. 
ردت زهرت: معليشى كنت عملاه صامت،ولو مكنش فى إيديا يمكن مكنتش رديت عليك،بس أيه المصايب اللى حصلت.
ردت عطيات:عرفت إن البوليس قبض على سلسبيل،ونهله متحملتش وطبت ساكته وخدوها المستشفى.
ذُهلت زهرت قائله:والبوليس قبض على سلسبيل ليه؟
ردت عطيات:معرفش لسه هقوم أروح دار العراب أعرف ليه،بس جولت أجولك الاول،أهى فرصه ترجعى إنتى ورباح للدار من تانى.
ردت زهرت:روحى إنتى أعرف ايه اللى حصل وأنا هجيلك دار بابا وبعدها ربنا يحلها.
ردت عطيات:ربنا حلها دى فرصه ترجعوا من تانى لدار العراب،عالعموم اما نتقابل نبقى نتكلم يلا سلام.
أغلقت زهرت الهاتف متعجبه،ما سبب القبض على سلسبيل،أتكون هى بالفعل من كان ينتظرها الوغد نائل وأتُهمت بقــ,تــله،ليت هذا يكون صحيح...
لكن ما سر غياب رباح بالخارج كل هذا الوقت أين هو.   
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب 
علمت قدريه عن القبض على سلسبيل بقضية قــ,تــل وأيضاً  مرض نهله، ساقها شيطانها للذهاب الى دار العراب، تدعى الخباثه أنها تتسأل عنهم بينما حقيقة  الامر هو التشفى والشمـ.ـا.ته
دخلت لـلـ دار تنظر بكل الأركان خاويه لكن هنالك صوت بكاء طفل صغير  يأتى  من غرفة هدايه  
دهبت الى غرفة هدايه على وجهها بسمه واسعه دخلت الى الغرفه وجدت هدايه واقفه تحاول إسكات هذا الصغير،شعرت بغِل فى قلبها من هذا الصغير لابد أنه إبن قماح  لاول مره تراه هو يمزج بين ملامح النبوى و إبن الاغريقيه التى سلبته منها يومًا.
رات هدايه دخول قدريه فقالت لها:خير يا قدريه أيه اللى جايبك إهنه دلوق.
ردت قدريه وهى تنظر للصغير بغلول ظاهر قائله:
هو مش كان فى بينا عشرة أكتر من خمسه وتلاتين سنه أنا سمعت اللى چرى جولت آجى أطمن.
رأت هدايه الشمت فى وجه قدريه وقالت لها:
إطمنى،وبلاش الشمت اللى باين على وشك ده.
ردت قدريه:
طول عمرك ظلمانى،مش چديده.
ردت هدايه التى تُهدد الصغير حتى يصمت:
إنتى اللى ظلمتى نفسك من البدايه يا قدريه بحجودك وشيطانك اللى زرع فى دmاغك الكبر والغطرسه.
ردت قدريه:بتهكم الكبر والغطرسه.
قالت قدريه وأظهرت حقيقة مجيئها اليوم  وضحكت  بتشفى قائله:
ربنا إنتقملى وبدأ يخلصلى حقى من عيلة العراب،وأول إنتقام ليا من إبن الاغريقيه اللى حبيبة جلبه هتشرف فى السـ.ـجـ.ـن كم سنه،ونهله صاحبة كلمة طيب وحاضر أهيه مرميه فى المستشفى بين الحياه والمـ.ـو.ت،ده غير الفـ.ـضـ.ـيحة الجديمه المداريه لهمــــــــــ
لم تُكمل قدريه قولها حين دخل النبوى وقال بحزم: قدريه. 
للحظه إرتبكت قدريه، لكن عاودت التشفى قائله: وأنت كمان ربنا إنتجملى منيك لما فقدت الاغريقيه اللى سلبتك منى، مـ.ـا.تت وسابتك من غير روح. 
رد النبوى: مين اللى جالك إنى عايش من غير روح  عندى بدل الروح أربعه وخمسه كمان  ولادى وحفيدى، أنتى اللى فقدتى روحك وسلمتيها للشيطانك وياريت كده بس سممت عقل إبنك بتخاريف واكاذيب هو أول واحد هيدفع تمنها. 
قال النبوى وأمسك يد قدريه وسحبها خلفه بقوه،حاولت ملص يدها من يده،لكن تمسك النبوى بها قوياً وقال:.تعالى معايا عشان تكملى شمت وتشفى بعد ما تشوفى نتيجة تربيتك.
توقف النبوى أمام باب أحد الغرف وترك يد قدريه وأخرج من جيبه مفتاح وفتح باب الغرفه،ثم أمسك يد قدريه قائلاً:
أظن عارفه دى اوضة مين،أدخلى وشوفى يمكن تريد شمـ.ـا.تك.
دخلت قدريه الى الغرفه،تفاجأت بـ رباح مربوط بالفراش يصرح إلى والدهُ بتضرع قائلاً:
أرجوك يا بابا فُكنى لازم أرجع الشقه زهرت زمانها رجعت بالدوا،الصداع هيفرتك دmاغى.
حتى إن كانت أقسى البشر بالنهايه هى أم 
ذهبت الى رباح بدmعه فى عينيها.
نظر لها رباح بتوسل قائلاً:فُكينى يا ماما لازم أخد الدوا بتاع الصداع دmاغى هتنفجر.
نظرت قدريه لـ النبوى قائله:
ماله رباح،ليه رابطه كده.
رد النبوى بآلم:رباح للآسف مدmن،شوفى الحقد والكُره اللى زرعتيهم فى قلبه وإنى مش بحبه وصله لأيه،أنتى زرعتى فى دmاغه أنه مكروه  وجت زهرت كملت وتممت على كلامك له،ولعبت بيه وخلته أدmن،شايفه الظرف اللى فى أيدى ده،ده فحص طبى عمله له ناصر إمبـ.ـارح ونتيجة الفحص بتأكد إن رباح مدmن ومحتاج لعلاج فورًا وأمتى يخف من الأدmان الله أعلم.
ذُهلت قدريه قائله بخفوف:مدmن!.
رد النبوى:ياما حاولت أجذب رباح ناحيتى لكن أنتى كنت بتبعديه عنى،إتبسطى لما  زهرت  لافت عليه وشجعتيه يتجوزها عشان عارفه أنها الوحيده اللى فيها نفس خصالك،بس زهرت فاقتك فى الشر عنك،وخلت إبنك مدmن،بيواجه المـ.ـو.ت وهو حي.
رد رباح:كذب زهرت هى الوحيده اللى بتحبنى،حتى أكتر من ماما،هى كانت حاسه بيا وبآلمى وكانت بتحاول تخفف الآلم عنى،أرجوكِ ياماما فُكينى لازم أرجع للشقه زمان زهرت رجعت بدوا الصداع.
نظر النبوى لـ قدريه يهز رأسه بـ لا تفعلى.
بالفعل إمتثلت قدريه لـ النبوى وأقتربت من رباح ووضعت يديها على وجنتيه تشعر بالنـ.ـد.م  قائله:لازم تتعالج يا رباح.
صرخ رباح عليها قائلاً:أنتى كمان هتسمعى كلام بابا وكدبه أنا مش مدmن كل اللى عندى شوية صداع،زهرت كان عندها حق،محدش فى الدنيا كلها بيحبنى قدها وبيخاف عليا...كلكم بتكرهونى وعاوزنى أتآلم.
هزت قدريه رأسها بـ لا تبكى بنـ.ـد.م.
تحدث النبوى بإصرار:هتتعالج غـ.ـصـ.ـب عنك ووهم زهرت ده هتخف منه،وهنبدأ العلاج من النهارده أنا بنفسى أتصلت على مصحة إدmان قريبه من هنا وهاخدك دلوق ونروحها.
رد رباح:لأ أنا مش مدmن مش هدخل مصحه.
نادى النبوى على إثنين من الرجـ.ـال أقوياء دخلوا الى الغرفه قام أحدهم بحقن رباح فى كتفه حُقنه جعلته يستسلم ويهدأ قليلاً ثم مع الوقت نام،قام أحدهم بفك رباح من ثم حملاه وخرجا من الغرفه نظر النبوى لـ قدريه 
قائلاً:
ياريت تكونى إتشفيتى وشمتى بالدرجه الكافيه يا قدريه.
قال النبوى هذا وذهب خلف رباح 
بينما شعرت قدريه بصاعقه فى صدرها.       
 ..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده للمشفى
دخلت همس لغرفة العنايه مع ناصر فقط 
تعـ.ـذ.ب قلبها وهى ترى والداتها راقده بهذا المنظر المو.جـ.ـع
لقلبها،دون درايه منها سالت دmـ.ـو.عها وهى تقترب من الفراش  تنظر لوالداتها الموصول بها عدة أنابيب طبيه وأيضاً أنبوب أوكسجين،تدmعت عين همس وإنحنت على يد نهله قبلتها قائله بدmـ.ـو.ع:
ماما،أرجوكِ قومى نفسى تاخدينى فى حـ.ـضـ.ـنك.
تدmعت عين ناصر وأقترب من همس وضمها من كتفيها الى حـ.ـضـ.ـنه قائلاً: متأكد نهله هتفوق يا همس وهترجع لينا.
تنهدت همس قائله:يارب.
آمن ناصر قائلاً:الدكتور قال بلاش إزعاج والزياره تكون قصيره،وانتي جايه من مطار القاهره لهنا مباشرةً والطريق طويل،ناسيه إنك حامل والسفر الطويل عليكِ مش كويس،يلا تعالى معايا نطلع ونشوف دكتوره هنا تطمنى عليكِ.
تبسمت همس قائله:أنا بخير يا بابا،أطمن.
رد ناصر:
برضوا لازم ترتاحى.
تبسمت همس بقبول وكادت تسير مع ناصر لكن شعرت بيد نهله تمسك بيدها بضعف.
نظرت همس الى والداتها بفرحه ظنت أنها فاقت،لكن خاب أملها،وقالت:
بابا أنا حسيت إن ماما مسكت إيدى.
تنهد ناصر بآلم وهو ينظر نحو نهله الغائبه عن الوجود.
لكن الحقيقه كانت عكس ذالك 
سمعت نهله صوت همس وسعرت بملمس يدها حين قبلت يدها  خشيت أن تفتح عيناها وتنصدm أن هذا الصوت ليس سوا  خيال ويكـ.ـسر قلبها مره أخرى فأختارت الغياب بالخيال والأستمتاع بذالك الحديث...لكن فجأه صمت الحديث.
فى ذالك الوقت خرج ناصر وهمس من الغرفه 
أقترب كارم من همس وقام بوضع يدهُ على كتفها قائلاً بتطمين:أكيد مرات عمى مش هتستسلم وهتقوم بالسلامه.
ردت همس ببسمه طفيفه قائله:يارب.
تحدث كارم:همس إنتِ حامل ولازمك راحه.
رد ناصر:فعلاً،أكيد هنا فى المستشفى دكاترة نسا.
ردت همس:أنا كويسه جداً بلاش قلق زايد هو بس إرهاق السفر.
رد ناصر:طب تمام، كارم خد همس وهدى كمان وروحوا دار العراب.
ردت هدى:لأ أنا هفضل هنا لحد ماما ما تفوق.
رد ناصر:مالوش لازمه وجودك هنا يا هدى،أنا موجود وأول ماما ما تفوق هتصل عليكم تجوا فورًا،سمعتى الدكتور بنفسك قال إنها كانت شبه جلطه والحمد لله قدر ولطف،وكمان عشان ناصر الصغير جدتك مش هتقدر ترعاه لوحدها.
تعجبت همس قائله:وحدتى ترهى ناصر ليه لوحدها هى مش سلسبيل معاها فى الدار.
نظرت هدى لـ ناصر ثم قالت:لأ ده مصيبه تانيه هى السبب 
فى اللى جرى لماما،خلينا نرجع للدار زى بابا ما قال عشان ناصر،وكمان عندى فضول أعرف إنك إزاى لسه عايشه لحد دلوقتي، أكيد جدتى هتتفاجئ لآن كلنا مفكرين إنك...
صمتت هدى 
بينما قالت همس:مش كلكم يا همس جدتى عارفة إنى لسه عايشه أو بمعنى أدق هى السبب إن لسه عايشه.
ردت هدى:تمام أحكيلى فى السكه.
ردت همس:الاول أعرف فين سلسبيل وليه هى السبب فى تعب ماما.
رد ناصر:خدهم يا كارم وعربيتى فى جراچ المستشفى المفاتيح أهى،لو فضلوا يسألوا بعض مش هيتحركوا من هنا،بناتى وأنا عارفهم.
تبسم كارم قائلاً:حاضر يا عمى،هوصلهم للدار وأرجعلك تانى.
رد ناصر:لأ إرتاح إنت كمان جاى من سفر على هنا،معايا نظيم.
رد كارم:أنا أتعرفت عليه وأنتم بالأوضه،واضح إن لك مَعَزه خاصه عنده.
تبسم نظيم قائلاً:عم ناصر له فضل كبير عليا،يمكن سبب رئيسى إن مستقبلى  يتبدل للأفضل.
نظرت هدى لـ نظيم بإعجاب 
لاحظت همس ذالك 
بينما قال كارم: تمام هاخد أنا البنات للدار مش يلا.
سارتن هدى وهمس ،امام كارم،لكن إلتفت همس لـ ناصر
قائله:أول ما ماما تفوق إتصل علينا يا بابا.
تبسم لها ناصر بإيماءه.
بعد دقائق 
بمكان جلوس ناصر ونظيم 
شعر حماد بالغـ.ـيظ بسبب مكوث نظيم معه قائلاً بلهفه مُصطنعه:
أنا يا دوب لسه عارف من ماما إن مرات خالى هنا فى المستشفى وكمان اللى حصل مع سلسبيل إحتارت اروح فين جيت لهنا أطمن على مرات خالى الأول وكمان هدى هى فين.
رد ناصر:هدى روحت مع كارم ومـ.ـر.اته من شويه صغيرين،ونهله هتبقى خير،وسلسبيل قماح معاها،مكنش له لازمه تسيب الشغل وتجى لهنا،محمد مش هيعرف يمشى الشغل كله لوحده.
رد حماد:ما انا هرجعله تانى،بس قولت لازم أطمن على مرات خالى وهدى...هو كارم رجع أمتى.
رد ناصر:لسه واصل من شويه،وبلاش أسئله كتير،أطمن ودلوقتي إرجع تانى للشغل مش عاوز أى عطله.
شعر حماد بالبغض ناحيه ناصر وهو يُظهر أنه لا أهميه لمجيئه الى المشفى،وزاد هذا البُغض حين رأى الإنسجام بين ناصر وذالك الدخيل نظيم،لكن مهلاً العبره بالنهايه
وبالنهايه هدى له هو . 
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل والد زهرت 
دخلت قدريه تجر أقدmها غـ.ـصـ.ـبًا 
ذهبت قبل قليل  الى دار العراب للتتشفى وتشمت بهم  عادت بحسره كبيره بعدmا رأت ولدها  بهذا المنظر المُفجع، ومن السبب فى هذا إبنة أخيها التى ساندته فى زواجه منها 
ليت تلك الحقيره  تظهر أمامها الآن ستُقطعها قطعاً
ألقت بجسدها على مقعد بردهة المنزل منظر صُراخ وهيستريا رباح كآنه مازال أمام عينيها.
فى تلك اللحظه سمعت صوت فتح باب المنزل،نظرت أمامها،كآنها رآت الشيطان،أجل هى الشيطان بحد ذاته.
نهضت قدريه على إبتسامة تلك الخبيثه التى دخلت ترسم البراءه قائله:
ربنا إنتقم لك يا عمتى من دار العراب،سمعت إن سلسبيل إتقبض عليها وأمها بين الحيا والمـ.ـو.ت.
إقتربت قدريه من زهرت وقالت بغضب شـ.ـديد:وأنت هينتقم منك إزاى يا فاجره.
قالت قدريه هذا وصفعت زهرت صفعه غِل قويه كاد أن يختل توازنها
صُدmت زهرت وقبل أن تتحدث،جذبتها قدريه من وشاح رأسها قوياً قائله:
عاوزه تمـ.ـو.تى رباح يا فاجره،خلتيه مدmن،ده آخرة أنه شفق عليكِ وأنتى متستهليش فى سوق النسوان.
صُدmت زهرت مره أخرى حاولت سلت رأسها من يد قدريه بالفعل نجحت فى ذالك وإنسلت وشاح رأسها فى يد قدريه،وإبتعدت عنها تقول بلهاث وبجاحه:
بتخرفى تقولى أيه،رباح أنا سيباه فى الشقه قبل ما أجى لهنا.
إقتربت قدريه منها مره أخرى وصفعتها قائله:
فاجره...رباح النبوى خده لمصحة علاج.
صُدmت زهرت وإرتعشت قائله:
كذب،انا...
لم تكمل زهرت حين شعرت بخدر فى صغدها بسبب صفعة قدريه 
صفعتها قدريه أكثر من صفعه قويه،مما جعل زهرت تدافع عن نفسها من صفعات قدريه،التى نست أن زهرت حامل 
خشيت زهرت على حملها ورفعت يدها تحاول مسك يد قدريه،لكن قدريه متملك منها الغِل،لم تقدر زهرت مسك يدها،فوضعت يديها حول عُنق قدريه التى بدأت قوتها تخور بسبب طبق يد زهرت على رقبتها،فقامت بوضع يديها فوق يدي زهرت التى فوق عنقها تحاول فكها،لكن زهرت أمامها الشيطان تظن أنها تدافع عن نفسها 
تهدئ من معافرت قدريه معها،
نفذ الأمر،قدريه إنتهت معافرتها،تركت زهرت يديها من حول عُنق قدريه،التى سقطت أرضًا فى الحال لا تُحرك ساكن 
فاقت زهرت وإنهار عقلها وجثت أرضًا تحاول إفاقة قدريه 
لكن لا جدوى،إرتابت زهرت  ونظرت حولها لا أحد بالمنزل،حسمت أمرها وخرجت سريعًا تغلق باب المنزل خلفها،تنظر بريبه وهى تسير بالشارع.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه خاصه 
وضعت سلسبيل رأسها على صدر قماح خانتها دmعة عيناها قائله: مكنش لازم تهربنى، كده ممكن يثبت عليا التهمه أنا خايفه برائتى متظهرش. 
ضم قماح  جسد سلسبيل بين يديه قويًا،
ضمته سلسبيل قويًا وثم إبتعد عنه ووضعت يدها على صدرها. 
إنخض قماح قائلاً: سلسبيل مالك، أنتى تعبانه. 
ردت سلسبيل: لأ أنا مش تعبانه أنا حاسه بشئ جاثم على قلبى، يمكن خـ.ـو.ف وكمان إنى أول مره أبعد عن ناصر الوقت ده كله، قماح لو برائتى مظهرتش ورجعت تاني للسـ.ـجـ.ـن... 
لم تكمل سلسبيل  الكلمه حين قاطعها قماح بقُبله عاشقه، ثم ترك شفاها قائلاً: 
مش هتدخلى السـ.ـجـ.ـن يا سلسبيل  ولو حكمت ههربك خارج مصر ونعيش هناك سوا. 
تبسمت سلسبيل قائله: وناصر إبنى. 
رد قماح: هتصل لك عالدار وهنكلمهم فيديو يا سلسبيل  عشان تطمنى،بس أرجوكِ كفايه دmـ.ـو.ع و خـ.ـو.ف،فين قوة حفيدة الحجه هدايه .
ردت سلسبيل:قوتى عملتلى أيه ورطتنى فى قضية قــ,تــل الله أعلم هخرج منها ولا...
وضع قماح يدهُ على فم سلسبيل وقال:بلاش تشاؤم 
خلينا نكلم جدتى فى الدار.
تعجبت سلسبيل قائله:ما نكلم ماما.
رد قماح بتتويه فهو علم عن مرض زوجة عمه منه حين إتصل عليه سابقًا،لو أخبر سلسبيل الآن سيزيد من سوء ما تشعر به:
مرات عمى زمانها مشغوله فى شغل البيت،وفيها أيه جدتى ولا مرات عمى أى واحده منهم تسد.
ردت سلسبيل:معرفش ليه قلقانه على ماما،بس خلينا نطمن على ناصر.
بالفعل إتصل قماح على هاتف جدته التى لم ترد عليه،مما زاد القلق لدى سلسبيل،
فعاود قماح الإتصال مره أخرى،هذه المره قامت جدته بالرد عليه.
تحدثت سلسبيل بلهفه:جدتى أفتحى كاميرا الموبايل،ليه مردتيش من اول مره؟
تماسكت هدايه قائله:ما أنتى عارفه يا بتى الموبايل ده مش بعرف أفتحه واتكلم فيه،ده واحده من الشغالات اللى فتحته ليا.
ردت سلسبيل:وماما فين؟مخلتهاش تفتحه ليه؟
ردت هدايه:نهله مش هنا،بعتها تشترى شوية طلبات للدار 
كانت قلقانه عليكِ جوى،جولت أشغل عقلها.
تبسمت سلسبيل قائله:وناصر عامل أيه؟
ردت هدايه:ناصر زين وكان نايم وصحى أهو على صوت الموبايل،أستنى هنادm على الشغاله تچى تفتح الكاميرا بتاعه الموبايل.
بالفعل رأت سلسبيل صغيرها نائم على الفراش يبكى،شعرت بسوء قائله:
بيعـ.ـيط قوى كده ليه؟
كذبت هدايه قائله:هو كان نايم ويظهر إنسرع من صوت الموبايل لما رن وانا كنت جاعده چارهُ عالسرير...أطمنى عليه يا بتى.
ردت سلسبيل:لو برائتى مظهرتش ناصر أمانتك أنتى وماما يا جدتى.
ردت هدايه:لاه متجوليش إكده،ربنا هيظهر الحق وهتعودى لولدك ربنا ما يحرمه من حـ.ـضـ.ـنك.
فى ذالك الوقت قال قماح:كفايه كده يا سلسبيل.
نظرت سلسبيل لكاميرا الهاتف تنظر لصغيرها بلوعه وهو يبكى بعيداً عنها قائله بتمنى:يارب يا جدتى إدعيلى وإنتى بتصلى،ربنا يظهر الحق.
أغلقت سلسبيل الهاتف واعطته لقماح الذى ضمها قائلاً:
أعرف سبب الدmـ.ـو.ع دى أيه أهو انتى أطمنتى على ناصر المشاكس،صحى من النوم ودلوقتي هيطلع عين جدتى .
ردت سلسبيل ببسمه رغم ذالك الشعور السئ الذى يختلج بصدرها وتقاومه.
.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...... 
بـ دار العراب
تحدثت هدايه للخادmه بعد أن أغلقت الهاتف قائله:
فين الراضعه اللى جولتلك حضريها لـ ناصر.
مدت الخادmه يدها بزجاجة حليب خاصه بالأطفال قائله:
أهى الراضعه يا حجه هدايه حضرتها بس لسه سخنه شويه على ما تبرد،ربنا يرجع الست نهله هى اللى كانت بتعرف تجهزها حسب طلبه.
آمنت هدايه قائله:آمين روحى أنتِ كملى شغلك...وانا هستنى شويه عالراضعه ما تبرد.
فى ذالك الوقت 
دخلت هدى الى غرفة هدايه التى قالت لها بلهفه:
نهله بجت زينه.
ردت هدى بحـ.ـز.ن:ماما لسه مفاقتش يا جدتى،بس أنا جيت عشان ناصر وكمان معايا....
نظرت هدايه لمن دخلت خلف هدى قائله:
مين...همس!
تبسمت همس وازالت النقاب عن وجهها.
بينما دخل  كارم خلفهن يقول :أيوا يا جدتى همس رجعت تانى دار العراب. 
اقتربت همس من جدتها التى جذبتها لحـ.ـضـ.ـنها قائله:. بإكده دار العراب هيرجع لها روحها من تانى.
ردت همس:يارب يا جدتى،ربنا يظهر براءة سلسبيل وكمان ماما ترجع بالسلامه.
تعجبت هدايه،لكن قال كارم لها:هدى حكت لينا عن إتهام سلسبيل بقــ,تــل نائل،وسبب رجوع همس هو مرات عمي،لما كانت همس  بتكلمك عالموبايل ردت عليها مرات محمد وقالت لها إن مرات عمى أغمى عليها فجأه.
نظرت هدايه لـ همس بعتاب قائله:.كان لازمن حد منينا يجراله حاجه مش زينه عشان ترجعى يا همس.
إنحنت همس تُقبل يد جدتها قائله بدmـ.ـو.ع:كان غـ.ـصـ.ـب عنى،بس خلاص يا جدتى أنا رجعت تانى لدارى. 
........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بغرفة كارم بشقة والده قبل زواجه وسفره 
وضع إحدى الوسائد خلف ظهر همس التى قالت:
تعرف إن دى أول مره أدخل أوضتك...حلوه صورتى اللى متعلقه عالحيطه دى أمتى صورتهالى.
تبسم كارم قائلاً: مش فاكر صورتهالك أمتى،وعارف إن دى أول مره تدخلى أوضتى،للآسف شقتنا هنا مش جاهزه  بسبب إننا جينا فجأة. 
ردت  همس: ماما كانت بتمنع أى واحده فينا تدخل أى أوضة واحد  من ولاد عمى،حتى أوقات مكنتش بتسمح لينا ندخل شقة عمى النبوى من اساسه ، كانت تقول لينا دول شباب وانتم بنات. 
تبسم كارم  يقول:مرات عمى كانت شـ.ـديده معاكم شويه، بس فى دى كان عندها حق. 
تبسمت همس بدmعه قائله: نفسى بابا يتصل يقول ماما فاقت. 
حاول  كارم  صرف القلق عن همس قائلاً: حتى لو عمى أتصل وقال مرات عمى فاقت، إنسى إنك تسيبى حـ.ـضـ.ـنى الليله. 
قال كارم هذا وحـ.ـضـ.ـن همس التى تبسمت قائله: 
عمى النبوى فين من وقت ما رجعنا  لحد دلوقتي  مشفتوش لا هو ولا رباح ولا زعرت على رأى سميحه 
سميحه دى طلعت لطيفه  قوى. 
رد كارم: أنا كمان مستغرب، بس الظروف منعتنى أسأل يا خبر  بفلوس، بقولك أيه أنتى لازم تنامى بقى كفايه  كده. 
ردت همس: ومنين يجى النوم أنا من وقت ما دخلت النهارده وأنا  حاسه إن دار العراب مفيهاش  روح، يمكن المره اللى فاتت لما دخلتها  يوم  زفاف سلسبيل حسيت فيها روح عن النهارده. 
رد كارم: هترجع الروح تانى لـ دار العراب زى ما رجعتلها
هاميس من تانى. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة محمد 
خلعت سميحه  ذالك المئزر من عليها وصعدت  جوار محمد على الفراش تقول بتعجب:. أنا لغاية دلوقتى مش مصدقه حكايه  همس بـ.ـنت عمك وإزاى إنها رجعت من المـ.ـو.ت. 
رد محمد: هتصدقينى لو قولتلك وأنا كمان، إتفاجئت إن همس لسه عايشه لأ والمفاجأه الأكبر  أنها تبقى مرات كارم اللى كنت كل ما أسأله عليها يتوه فى الكلام... حتى مكنتش بتكلمنى  خالص. 
ردت سميحه: بس كلمتنى  كذا مره وكانت بتسألني على هدى وسلسبيل، وأنا كنت بجاوب  عليها وأقول أنهم أهل جوزها وبتطمن عليهم، بس فى مره أتكلمت عنها قدام هدى قالتلى أنها  مش بتكلمها  لا هى ولا سلسبيل، بصراحه وقتها قولت يمكن مسألة راحة نفوس. 
تبسم محمد: وأنتى مين اللى نفثه مترتحش ليكى با ثموحتى، كفايه روحك الحلوه، ووقفتك جنب هدى فى المستشفى كآنك أختها، وكمان جدتى قالتلى إنك أهتمـ.ـيـ.ـتى على قد ما تقدرى بـ ناصر. 
تبسمت سميحه تقول: أنا بحس مع هدى وسلسبيل براحه أنهم زى أخواتى، حتى مرات  عمى نهله بحسها  من نوعية ماما عاوزه تعيش فى سلام مع اللى حواليها عكس... 
صمتت سميحه، بينما شعر محمد بغصه وهو يعلم أنها كادت تذكر والداته ومعاملتها السيئه لها،رغم ذالك تتحملها ولا تشتكى له منها 
  قائلاً بإستفسار: 
عكس مين، سكتى ليه؟ 
خاب ظن محمد من رد سميحه: عكس زهرت وكذبها واللى حصل لـ رباح  بسببها، تعرف يا محمد أنا بحس  إنى نحس على دار العراب،زى زعرت ما كانت بتقولى. 
رد محمد: لو فى نحس صاب دار العراب فهو زهرت نفسها بشرها اللى وصلت  له... أنتي  أحسن حاجه  دخلت دار العراب، كفايه رجوع  همس بـ.ـنت عمى، ومتأكد سلسبيل هتظهر برائتها ومرات عمى هترجع تانى وتفرح  برجوع همس. 
قال محمد هذا وصمت ينظر لـ سميحه  بمكر قائلاً:. وبعدين يا لدوغتى كفايه  رغى على غيرنا  خلينا فى نفسنا  أنا هلكان طول اليوم الشغل كله عليا لوحدى ومحتاج مساج وكنت بفكر أحجز فى أى جيم فى تدليك، سمعت عن چيم فاتح جديد بيقولوا فيه بنات روسيات بيعملوا مساج يفك العضم. 
نظرت سميحه  لـ محمد قائله: هما الروسيات دول هيحتلوا مصر ولا أيه مره رقصات، ودلوقتي بيعملوا مساچ كمان يفُك العضم، وإنت أيه اللى أعرفك  أوعى تكون جربت من ورايا... 
قالت سميحه هذا ونهضت ترتكز على ساقيها قائله: 
عارف يا محمد لو فى إيد ست غيرى لمست جـ.ـسمك أنا هقطعلها إيديها الإتنين  من عند رقابتها. 
تبسم محمد قائلاً: بغمز: ودى غيره بقى ولا أيه؟ 
شعرت سميحه  بالخجل وأمسكت خصلات شعرها تضعها خلف أذنيها قائله: مش غِيره  ولا حاجه  بس... 
بس..  
ضحك محمد يقول: بث، بث أيه يا لدوغتى إعترفى إنك غيرتى عليا. 
ردت سميحه بخجل: مش غيره عادى وبطل غمز بعنيك بقى. 
تبسم محمد  وجذب سميحه عليه قائلاً: انا فى لدغه دخلت حياتى شقلبتها من أول نظره ونفسى بلدغه تانيه منها تكمل فرحتى. 
تنهدت سميحه  بشوق قائله: وأنا كمان نفسى فى بيبى يكمل سعادتى معاك يا محمد.
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتلك الشقه  التى بها سلسبيل
نهضت سلسبيل من جوار قماح، وتسحبت بهدوء وأبدلت ثيابها وخرجت  من الغرفه  وكادت تخرج من الشقه، لولا سماعها لقول قماح: 
على فين  يا سلسبيل؟ 
إستدارت سلسبيل  له قائله: هروح أسلم نفسى للشرطه يا قماح، تهريبك ليا كان غلط وهيثبت عليا الجريمه. 
إقترب قماح من سلسبيل قائلاً: سلسبيل بلاش تعصبينى، عاوزه  تعرفى أيه اللى كان هيحصلك لو مكنتش هـ.ـر.بتك... مكنتيش هتباتى الليله عايشه، والد نائل كان مرتب فى سـ.ـجـ.ـن الترحيلات اللى يقــ,تــلوكِ...ورفض إستيلام جثة نائل وقالي مش هيدفنه قبل ما يدفن اللى كانت السبب فى مـ.ـو.ته.  
تعحبت سلسبيل  قائله: بس مش أنا اللى قــ,تــلته. 
رد قماح: بس أنتى المتهم الاول قدامه، سلسبيل  أنا متأكد إن هند معاها دليل برائتك، او عالأقل ممكن تكون  مشاركه فى قــ,تــل نائل. 
إنصدmت سلسبيل  قائله: مستحيل  أنت هتقول زى عمى. 
رد قماح: حتى لو مش مشتركه فى قــ,تــله بإخفائها أدله ممكن تفيد  فى كشف القـ.ـا.تل، فهى بكده بتوالس عالقـ.ـا.تل الحقيقى... أرجعى يا سلسبيل وبلاش عِند. 
وضعت سلسبيل  يدها على صدرها قائله: عندى إحساس سئ يا قماح معرفش ليه، حاسه  إن ناصر إبنى هيصيبه سوء وأنا بعيد عنه. 
ضمها قماح قائلاً: أكيد إحساس  غلط بسبب الظروف اللى أنت فيها  وإنك أول مره تبعدى الفتره دى عن ناصر، بلاش تسلمى للأوهام. 
ضمت سلسبيل  قماح قائله  بتمنى: ياريت تكون أوهام. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــ
سطع نور نهار جديد، ربما مع شروق الشمس تشرق براءه. 
بمنزل رجب السنهورى. 
تحدث رجب الى من يحدثه على الهاتف بغضب:. إزاى البضاعه اللى فى السرظاب أنسرق منها جزء، أقفل دلوق وأنا  هبجى أشوف الآمر ده بعدين  عنيدى الاهم دلوق. 
أغلق رجب الهاتف ونادى بعصبيه على هند التى آتت له 
وقال بغضب: عاوزك تفرغى كاميرات السرداب اللى فيه البضاعه، واحد من الرجـ.ـاله  بيقولى إن فى جزء ناقص. 
تعجبت  هند قائله: ومين الخـ.ـا.ين  اللى مستغني  عن حياتهُ. 
رد رجب: أكيد واحد من اللى بيشتغلوا فى المخزن ده إستغل قــ,تــل نائل. 
بنفس الوقت صدح هاتف رجب، فرد عليه، زاد فوران عقله  وألقى هاتفه بعصبيه شـ.ـديده  على الارض  ليتهشم الهاتف الى شظايا. 
قالت هند بإستفسار قائله: خير يا بابا. 
رد نائل: وهيجى منين الخير عالصبح، سلسبيل هـ.ـر.بت وهما بيرحلوها عالسـ.ـجـ.ـن إمبـ.ـارح. 
ذهلت هند قائله: إزاى عرفت تهرب. 
رد رجب: أكيد  قماح هو اللى  هربها. 
إرتبكت هند قائله: بس بهروب سلسبيل  كده  بثبت عليها القضيه، ده غباء من قماح. 
لاحظ رجب إرتباك هند وقال: لاه مش غباء من قماح، ده تحدى ومالك إرتبكتى كده ليه؟ولا تكون  سلسبيل زى ما بتقول إنها مش القـ.ـا.تله، وأنتى بسبب غيرتك  بتوالسى عالقـ.ـا.تل الحقيقي 
ردت هند بمحاولة ثبات :مش أرتبكت ولا حاجه يا بابا،وغلطان هبقى عارفه مين اللى قــ,تــل أخويا وأوالس عليه .
نظر لها رجب  قائلاً: تمام، روحى  المخزن شوفى الكاميرات بتاع السرداب وأعرفى مين اللى إتجرأ وسرق جزء منها. 
غادرت هند بسرعه إجتناباً لعصبية والداها، لكن فكرت 
قبل  الذهاب الى المخزن عليها  الذهاب الى مكان آخر الآن. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشقه الموجوده بها سلسبيل 
كانت تضع رأسها على صدر قماح  شارده بينما قماح كان ينظر لها بآلم 
فى ذالك الوقت صدح رنين هاتف قماح 
إنخضت سلسبيل  وإبتعدت عن صدر قماح، قائله: 
مين اللى ببتصل عليك،إنت إزاى سايب موبايلك مفتوح. 
رد قماح: مالك إتخضيتى كده ليه... وعادى هقفل موبايلى ليه. 
ردت سلسبيل: علشان بسهوله ممكن الشرطه  تتبع إشارة موبايلك وتعرف مكانى. 
رد قماح بمراوغه: وفيها  أيه أما الشرطه تعرف مكان هروبك مش من كام ساعه كنتى بتتسحبى وعاوزه تروحى تسلمى نفسك. 
نظرت له سلسبيل  صامته. 
ببنما قال قماح  بتلاعب: هرد عالموبايل وبعدها نتكلم، ومش كويس الموبايل يرن كتير كده ممكن يخلى الشرطه تعرف الاشاره أسرع. 
قال قماح هذا وهو يتبسم 
وقام بفتح الخط ليسمع: 
إرجع بمدام سلسبيل خلاص معايا دليل برائتها. 
تبسم قماح  وهو ينظر الى سلسبيل  قائلاً: قولتلك إنى واثق من براءة مدام سلسبيل. 
رد عليه  الآخر قائلاً: بس إعمل حسابك فى غرامه ماليه كبيره  قصاد تهريبك لمدام سلسبيل أنا مكنتش موافق. 
رد قماح: قولتلك جاهز لآى غرامه ماليه مهما كانت كبيره 
ساعه وأكون عندك فى النيابه بـ مدام سلسبيل. 
بـ مركز خاص لـ علاج الإدmان 
تعـ.ـذ.ب قلب النبوى الى و ما وصل إليه رباح الذى  يراه يصرُخ من خلف ذالك الزجاج الموضوع بالغرفه يضع يديه على رأسه  يتحدث
يتوسل أن يدخل إليه أحدًا يُعطيه اى مُسكن يُخدر آلم رأسهُ الذى يشعر أن راسه تكاد تنفجر  من شـ.ـدة الآلم كان يضـ.ـر.ب رأسهُ بحوائط الغرفه. 
تدmعت عين النبوى وهو ينظر للطبيب قائلاً: 
حاول تساعده بأى مُسكن. 
رد الطبيب: مقدرش أديه أى علاج بسكن الآلم ده، أبقى بكده بضره لازم مفعول الدوا يطلع  من جـ.ـسمه، هى نوبة هيجان ولما هيشعر بالإنهاك هيهدى بعدها.وخلاص نوبة الهيجان تقريباً خلصت  وجـ.ـسمه هيسترخى.
تدmعت عين النبوى لائمًا نفسه أين كان وإبنه يغرق فى ذالك الطوفان،لكن لم يفوت الوقت رباح سيتعالج ويعود أفضل،لن يتركُه مره أخرى لأحد غيره يُسمم أفكاره.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل والد زهرت.
إجتمع الناس على صريخ عطيات،ومنهم من كـ.ـسر باب المنزل ودخل مباشرةً الى  الغرفه التى يأتي منها الصريخ،دُهشوا حين وجدوا قدريه مُمده على الفراش عينيها حاجظتين،وعطيات تصرخ وتنوح،بتمثيل.
البعض منهم شك فى الأمر بسبب جحوظ عيني قدريه الواضح،والبعض حاول تهدئة عطيات التى إمتثلت لهن سريعاً وقالت  بصعبانيه:
دخلت عليها أصحيها لما أستغيبتها لقيتها متمدده كده جـ.ـسمى ساب منى.
البعض صدق الكذبه وقامت إحداهن بتلتيم جثمان قدريه ووضعت وشاح أبيض يُخفى جحوظ عينيها،وقالت إحداهن:
لازمن نبعت خبر لـ دار العراب لازم ولادها يعرفوا إن أمهم مـ.ـا.تت لوحدها لا حول ولاقوةالابالله. 
بالفعل وصل الخبر لـ دار العراب وأستقبلته سميحه التى بدورها أتصلت على محمد ولم تخبرهُ أن والداته قد تـ.ـو.فيت بل قالت له أنها مريـ.ـضه، ماهى الأ دقائق وكان محمد يدخل بطبيب معه. 
حين رأت عطيات  الطبيب مع محمد إرتعبت من الخـ.ـو.ف وقالت: مالوش لازمه الدكتور عمتى قدريه فى ذمة الله، ربنا يحسن ختامها. 
صُدm محمد قائلاً: مستحيل فين ماما، وسعى خلى الدكتور يدخل يكشف عليها. 
قال محمد هذا وأبعد عطيات عن الباب، ودخل ومعه الطبيب وخلفهم سميحه التى تبكي، ربما لم تعاملها يومً بمحبه، لكن طبيعة القلوب تتغلب على المشاعر فى هذا الوقت، 
صُدm محمد وهو يرى جسد والداته مربط بمجموعه أربطه كذالك عينيها، أيقن أن ما يقولونه صحيح والداته تـ.ـو.فيت، حتى الطبيب الذى أقترب منها ووضع يدهُ على عرقها النابض أكد ذالك لكن رأى علامة تلك الأصابع فقام بإزالة الوشاح عن عين قدريه قائلاً:
أنا مقدرش أطلع تصريح بالدفنه،أنا عندى شك كبير إن الوفاه مش طبيعيه،جحوظ العين وكمان فى علامـ.ـا.ت صوابع على رقابتها.
إرتعشت عطيات برجفه قائله:قصدك أيه يا دكتور حد قــ,تــلها.
رد الطبيب:وارد جدًا متأسف لازم أبلغ الطب الشرعى.
ذُهل محمد وسميحه وهما ينظران الى عطيات التى قالت بهستريا:والله ما لمستها أنا دخلت أصحيها  لما بقينا بعد الضهر. 
بينما عطيات ترتجف فهى تعلم انها كاذبه 
هى حين عادت بالامس ودخلت الى المنزل تفاجئت بـ قدريه ممده على الارض تنام وجهها مدفوس بالسجاده، ظنت أنها  ربما مرضت فجأه  فاسرعت إليها وقلبتها على وجهها لتفاجئ بعينيها الجاحظتين، كادت تصرخ لكن إنكتم صوتها خـ.ـو.فًا أن يتهمها الناس بقــ,تــلها، فالحال أتى إليها فكره، قامت بسحب قدريه الى أن أدخلتها الى غرفتها بعد عناء ثم وضعت على فراشها وقامت بتغطية جسدها، وذهبت الى الصاله وعدلت كل شئ وهى تفكر فيمن فعل ذالك بعطيات أتكون إنتحرت هكذا ظنت فى البدايه لكن تذكرت أن زهرت كانت ستأتى الى المنزل ربما تشاجرت  مع قدريه بالفعل هذا هو التفسير المنطقى وأكد ذالك فردة ذالك الحلق التى وجدتها  على الأرض... 
ماذا تفعل الآن، إهتدى عقلها لإفتعال تلك القصه أن قدريه مـ.ـا.تت وهى نائمه، لكن كما يقولون لا فرار من العقـ.ـا.ب. 
طاوع محمد الطبيب وأراد معرفة سبب مـ.ـو.ت والداته أهو قدر إم جنايه. 
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشقه الموجوده فيها سلسبيل. 
وقفت تنظر لـ قماح متعجبه وهو يُنهى حديثهُ على الهاتف
يبتسم هو الآخر وهو يضع هاتفه بجيبه ولم ينتظر كثيراً 
وقام بجذب سلسبيل من خصرها يضمها لصدره هامسًا جوار أذنها: 
برائتك ظهرت يا سلسبيل. 
عادت سلسبيل برأسها  للخلف تنظر لوجه قماح المبتسم وقبل أن تتسأل 
جاوب قماح: 
خلينا نروح النيابه وبلاش نتأخر وكيل النيابه فى إنتظرنا. 
ردت سلسبيل  بتعجب: أنا مش فاهمه حاجه  يا قماح! برائتى ظهرت إزاى، ووكيل النيابه إزاى بيكلمك بالبساطه دى! 
وضع قماح يديه حول وجه سلسبيل، قائلاً:بلاش أسئله كتير، ادخلى غيرى هدومك دى وخلينا نروح  النيابه وقتها هتلاقى الرد على أسئلتك كلها. 
قال قماح هذا ونظر لوجه سلسبيل المشـ.ـدوه وحاول المزح قائلاً: ولا عاوزانى أساعدك فى تغير هدومك.
نظرت له سلسبيل قائله:لأ هدخل أغير هدومى ونروح النيابه عندى فضول أعرف عملت أيه و إزاى برائتى ظهرت بالسرعه دى؟
جذبها قماح إليه بقوه وقام بتقبيل شفاها برويه ثم ترك شفاها هامسًا:أنا بقول تروحى تغيرى هدومك عالسريع قبل ما نلاقى النائب العام طابب علينا هنا لأن بسهوله ممكن يحدد العنوان من إشارة الموبايل. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
دخل الطبيب سريعًا الى داخل الغرفة الموجوده بها نهله  
نهض ناصر ونظيم بخضه ودخلا الى الغرفه خلف الطبيب
برجفه 
لكن تفاجئ الأثنان بـ نهله تفتح عينيها 
تبسم ناصر بلهفه وأقترب منها ينظر الى عينيها الواهنه سمع قولها الهامس: 
همس، سلسبيل هدى. 
تبسم لها بينما قال الطبيب ببسمه أهلاً  برجوعك مره تانيه يا مدام. 
لم ترد نهله على الطبيب عينيها مُنصبه تنتظر جواب ناصر أن يُخبرها عن سلسبيل ما يُشرح صدرها. 
بينما أكمل الطبيب حديثه: المدام هتتنقل لغرفه عاديه بس ممنوع الإزعاج، ياريت الزيارات تبقى خفيفه وبلاش يبقي فى زحام. فى الأوضه ومره تانيه حمدلله على السلامه يا مدام، سيد ناصر ممكن لو سمحت تجى  معايا مكتبى لدقايق على ما ينقلوا المدام لأوضه عاديه. 
بعد قليل
وقف نظيم  أمام أحد الغرف المُجهزه... بيدهُ الهاتف ينظر له حائر أيتصل على هدى يُبشرها أن والداتها قد فاقت،أم ينتظر أن يتصل عليها والدها ويُخبرها،ظل حائر. 
لكن
شعر بيد توضع على كتفه من الخلف...إستدار ليرى ناصر
يبتسم ناصر قائلاً:
أنا كنت فى مكتب الدكتور المتابع لحالة نهله و قالى إن حالة نهله الحمد لله شبه مُستقره وزمانهم خلصوا نقلها لغرفه عاديه...شكراً لـ وقفتك معايا يا نظيم. 
رد نظيم: الحمد لله، ربنا يتم شفاها على خير، وأنا مستحقش الشكر،أنا معملتش حاجه،جِميلك سابق عليا... وأنا من يوم سميحه أختى  ما أتجوزت من محمد أنا بعتبر أى فرد من عيلة العراب من أهلى وله حق عليا. 
تبسم ناصر  له قائلاً بحبور وإعجاب: 
أتصل على هدى يا نظيم  وبشرها إن نهله فاقت وقولها تجى وتجيب همس معاها.
لمعت عين نظيم وأومأ له برأسه قائلاً بربكه:حاضر هطلع أتصل عليها من الجنينه عشان الدكتور قال بلاش إزعاج،وكمان هكلم ماما أطمن عليها.  
  بينما فى نفس الوقت قبل أن يرد ناصر عليه  آتى إليه إتصال هاتفى نظر لشاشة الهاتف قائلاً: 
ده قماح  هرد عليه، وأنت أطلع للجنينه كلم هدى، وسلملى على مامتك. 
رد ناصر  على قماح وإستمع لما قاله له وإنشرح قلبه قائلاً: 
الحمد لله إن براءة سلسبيل ظهرت، ونهله كمان الحمد لله فاقت. 
بعد لحظات
بغرفه  خاصه  بالمشفى، خرجت الممرضه بعد أن أعطت لـ نهله بعض الأدويه، تبسم ناصر وهو يدخل الى الغرفه  وإقترب من فراش نهله. 
نظرت له نهله قائله: سلسبيل. 
رد ناصر ببسمه: أطمنى يا نهله لسه قافل الموبايل مع قماح وقالى إن سلسبيل برائتها ظهرت وهيعملوا إجراءات خروجها من النيابه. 
تنفست نهله  وتنهدت براحه قائله: الحمد لله. 
جلس ناصر على الفراش وإنحنى يُقبل يد نهله قائلاً  بعتب: 
كده يا نهله تخضينى عليكِ قلبى كان هيوقف لما شوفتك  وقعتى من طولك، مكنش لازم أسمع كلامك لما كنتِ بتقولى أنا كويسه كان لازم أسمع لكلام البنات لما كانوا بيقولولى ماما محتاجه فحص طبى... صعب عليا اشوفك راقده هنا و.... 
قطعت نهله حديثهُ قائله: طول عمرى ضعيفه مش جديده عليا يا ناصر. 
ضم ناصر يد نهله قائلاً: عمرك ما كنتِ فى نظرى ضعيفه يا نهله بالعكس أنا كنت بستمد قوتى منك. 
.... 
بـ دار العراب
لم تستطيع هدى النوم وهى تفكر فيما وصلت إليه حياتهم وشعرت بالسُهد من اول الليل وكاد يآخذها الفِكر الى توقع الأسوأ  فقررت العبث بحاسوب حماد ربما تستطيع الوصول الى فتح ذالك الملف... سطع النهار عليها  وهى جالسه على الفراش لم تدرى بالوقت 
تنهدت بنرفزه قائله: 
أيه هو الملف مش عاوز يفتح ليه الغبى حماد عامل عليه طلسم من الجان.... بكده مبقاش قدامى طريقه غير إنى أطلب مساعدة نظيم،أكيد هو عنده خبره أكتر،ممكن كُتر المحاولات تتلف محتوى الملف.  
فى ذالك الوقت صدح هاتفها برنين
للحظه  إنخضت وخشيت أن ترى من المُتصل عليها، إستجمعت قوتها وفتحت الهاتف، رأت إسم نظيم خفق قلبها بإحساسين، الإحساس الاول اللهفه، والإحساس  الثانى والأصعب، التوجس خائفه أن ترد عليه تسمع ما يزيد من قلقها على والداتها، لكن تملكت نفسها وقامت بالرد
لتسمع:  عمى ناصر قالى أتصل عليكِ أقولك إن مامتك فاقت من الغيبوبه وكمان قولى لـ همس وهاتيها معاكِ لهنا بسرعه. 
نهضت هدى من على الفراش قائله بفرحه عارمه: مسافة السكه، شكرًا يا نظيم.
نزلت هدى مُسرعه الى شقة عمها النبوى، وقامت برنين الجرس كثيرًا 
فتح لها كارم 
قالت له بتسرع وفرحه: فين همس،عاوزه أقولها إن ماما فاقت. 
تنهد كارم ببسمه: الحمد لله 
ردت همس من خلف كارم بسعاده بالغه: الحمد لله هدخل أغير هدومى ونروح لها سوا،وإنتِ كمان إطلعى غيرى هدومك ولا هتروحى المستشفى بيجامة السناجب دى . 
نظرت هدى لنفسها وشعرت بالخزو من كارم، هى حقًا منامه محتشمه لا تصف ولا تشف كما أنها تربط رأسها   بوشاح بطريقه عشوائيه  لكن يُخفى شعرها. 
هـ.ـر.بت سريعًا دون حديث. 
ضحكت همس، وكذالك كارم الذى قال: هنزل أخد المفاتيح من السواق عشان أنا اللى هوصلكم. 
تبسمت له همس وهى تشعر بريبه وترقُب فى رد فعل نهله حين تراها أمامها وقالت له:
تفتكر رد فعل ماما هيكون أيه لما تلاقيني قدامها لسه عايشه.
ضم كارم همس قائلاً:رد فعلها هتحس إن روحها رجعت لها من تانى وهتقول...ها قد عادت هاميس مرةً أخرى عند العصر.
تبسمت همس على طريقة حديث كارم المازحه 
فـ بأصعب الاوقات مزحه قد تُعطى أملاً.  
............. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بمبنى النيابه العامه 
جلست سلسبيل أمام وكيل النيابه ومعهم بالغرفه المحامى الخاص بـ سلسبيل 
تبسم وكيل النيابه قائلاً: مبروك يا مدام سلسبيل  برائتك ظهرت، دى أسرع براءه تظهر، بس طبعاً  هروبك هو اللى سهل علينا طريق الوصول للحقيقه، بس ميمنعش إن قماح بيه أخترق القانون لما هربك. 
أبتلعت سلسبيل  ريقها قائله: ممكن أعرف إزاى ظهرت برائتى؟ 
رد النائب: تمام هقولك مختصر. 
فلاشـــــــ باك. 
بعد أن أمر وكيل النيابه بتحويل سلسبيل  الى سـ.ـجـ.ـن على ذمة القضيه... طلب قماح الدخول اليه 
وافق وكيل النيابه على مقابلته. 
دخل قماح الى غرفة وكيل النيابه يصافحهُ مُعرفًا نفسه قائلاً  بشُكر:
أنا قماح العراب  
بشكر لُطفك إنك وافقت تقابلنى. 
صافحهُ وكيل النيابه بلُطف: 
مفيش داعى للشكر، أكيد مش طالب مقابلتى عشان تشكرنى إنى أمرت بحبس زوجتك كده ممكن أفهم غلط. 
رد  قماح: لأ أنا طلبت مقابلتك  عشان إنت الوحيد  اللى تقدر تساعدنى أثبت براءة مراتى من تهمه مدبره ليها، طبعاً  إنت عارف إن القتيل يبقى شقيق طليقتى والمتهمه هى زوجتى، وهى قالت فى التحقيقات إن طليقتى بعتت لها رسايل تستغيث بها تساعدها وده مثبوت فى التحقيقات غير أكيد  حصل تعقب لـ رسايل موبايلها وفعلاً  الرسايل أثبت إرسالها من طرف موبايل طليقتى، يعنى فعلاً  زوجتى كان  وجودها فى الشقه اللى إتقــ,تــل فيها شقيق طليقتى طبيعى أنها رايحه لمساعدتها. 
رد وكيل النيابه: للآسف مدام هند أنكرت أنها هى اللى أرسلت الرسايل دى لآن موبايلها كان ضاع منها حتى قدmت مستند  يثبت كده ده بلاغ منها مُحرر من كذا يوم إن موبايلها مفقود. 
تفاجئ قماح وهو يأخذ ذالك المحضر وقرأه بالفعل ذالك صحيح تيقن قماح انه كان هنالك فخ مُدبر... فقال بحنكه: 
طب بكده الرسايل دى ممكن تكون دليل براءة  زوجتى، إن اللى بعت الرسايل دى  ممكن هو نفسه الشخص اللى
قــ,تــل نائل. 
رد وكيل النيابه: فعلاً  فكرت فى كده، بس كمان وجود مدام سلسبيل فى نفس المكان دليل إدانه ليها... وكمان إصرار أخت القتيل وإتهامها لها دليل تانى. 
زفر قماح نفسه قائلاً: أنا بطلب منك مراقبة أخت القتيل  لآنى عندى يقين إن دليل براءة سلسبيل معاها،ومش بعيد تكون هى نفسها القـ.ـا.تله وحبت تلفق الجريمه لـ سلسبيل نكايه فيها. 
رد وكيل  النيابه: وارد جدًا مش بعيد،وأنا فعلاً أمرت بمراقبة كل أفراد عيلة القتيل ، بس أرجع وأقولك موقف  مدام سلسبيل  صعب للغايه لازم دليل قوى يبرهن إن اللى حصل كان فخ وإن القـ.ـا.تل شخص تانى، وعلى ما أعتقد إن الشخص ده قريب منكم. 
رد قماح: متأكد من كده، طب أنا عندى أقتراح ممكن يساهم فى ظهور براءة زوجتي. 
تسأل وكيل النيابه: أيه هو الأقتراح ده؟ 
رد قماح: إن سلسبيل تهرب. 
تفاجئ وكيل النيابه قائلاً: بتقول أيه!، مش فاهم قصدك! 
إنت عاوز تهرب المتهمه! 
رد قماح: هو ده الحل الوحيد لأنه هيربك القـ.ـا.تل الحقيقى، وكمان فى سبب تانى. 
رد وكيل النيابه بإستفسار:. وأيه هو السبب التانى كمان اللى عاوز تهرب المتهمه بسببه. 
رد قماح: الحفاظ على حياة زوجتى والد نائل بنفسه هددنى إنه مش هيدفن إبنه قبل ما يقــ,تــل سلسبيل وأظن النيابه بعتت له أنه يستلم جثة إبنه وهو رفض إستلامها، وده يأكد كلامى، ومتأكد أنه هيكون زارع فى السحن الاحتياطى حد من طرفه يتمم له المهمه.
رد وكيل النيابه:متآسف مقدرش اخالف القانون وأساعد فى تهريب المتهمه،كل اللى أقدر اعمله إنى ممكن آمن لها وجودها فى السـ.ـجـ.ـن الإحتياطى.
رد قماح: تفتكر فى آمان فى مكان فيه أسوء أنواع البشر؟.  
رد وكيل النيابه: مستحيل  أخالف القانون وأساهم فى شئ ضد مبادئِ. 
نهض قماح واقفًا يمد يده لمصافحة وكيل النيابه:. بشكرك مره تانيه  إنك سمحتلى من وقتك. 
تأكد وكيل النيابه أن قماح سيقوم بتهريب زوجته فقال:ممكن تدينى رقم موبايلك.
تبسم قماح وهو يفهم سبب طلب وكيل النيابه لـ رقم هاتفه قائلاً بمراوغه:أنا عندى كذا رقم على موبايلي بس ده الرقم اللى بديه للآشخاص المهمين.
قال قماح هذا واعطى رقم هاتفه الى وكيل النيابه وغادر وهو حاسم أمره بتهريب سلسبيل. 
بالفعل بعد وقت  كما توقع وكيل النيابه آتى إتصال هاتفى  يؤكد أن المتهمه قد هـ.ـر.بت... أغلق الهاتف مبتسمًا حدث مثلما توقع. 
أتصل وكيل النيابه  على هاتف قماح  الذى رد عليه: أكيد وصلك خبر هروب زوجتى؟ 
رد وكيل النيابه: رغم إن ده ضد مبادئ القانون بس أنا هستخدm روح القانون واتغافل عن هروب زوجتك فى حاله واحده إن برائتها تظهر، بس وقتها هتدفع غرامه كبيره جداً. 
تبسم قماح  قائلاً: هى براءة سلسبيل  تظهر وانا مستعد ادفع أى غرامه. 
أشاع وكيل النيابه خبر هروب سلسبيل  ليصل الخبر الى والد القتيل الذى بدوره نقل الخبر الى هند 
لم تشعر هند أنها  مُراقبه مما جعلها تخطئ
صباح اليوم
نزلت هند من سيارتها أمام السلم الخلفى للعماره التى قُتل أخيها بأحد شُققها، صعدت عبر ذالك السُلم الخلفى ووقفت امام الباب الخاص بالشقه قامت بإخراج ذالك المفتاح الخاص به وحاولت فتح الباب،لكن كان الباب صعب الفتح قليلا فقامت بكسعه بقوتها،فإنفتح الباب   ودخلت الى مطبخ الشقه، منه الى داخل الشقه، لكن تفاجئت بوجود وكيل النيابه ومعه بعض الخبراء الجنائين. 
إدعى وكيل  النيابه التعجب قائلاً: إزاى قدرتى تدخلى للشقه مع أنها متشمعه بالشمع الأحمر من يوم الحادثه. 
إرتبكت هند قائله: دخلت من باب المطبخ. 
رد وكيل النيابه  بسؤال: وياترى أيه السبب اللى خلاكِ تجى للشقه النهارده وتدخليها أكيد حضرتك عارفه إن ممنوع تدخلى للشفه بدون إذن من النيابه أنها تفك الشمع الأحمر من على أبواب الشقه. 
ردت بإرتباك:. البواب، البواب إتصل عليا وقالى إن فى ناس بيحاولوا يدخلوا للشقه، وأنا خـ.ـو.فت يكون المتهمه بعد ما هـ.ـر.بت هى  اللى بتحاول تدخل الشقه. 
رد وكيل النيابه: وعرفتى منين إن المتهمه هـ.ـر.بت وإنها هتحاول تدخل الشقه.
ردت هند:خبر هروب القـ.ـا.تله إنتشر.
تنهد وكيلالنيابه قائلاً: تمام، بس كان 
الاولى كنتِ تبلغى النيابه أو حتى الشرطه باللى قاله ليكِ البواب مش تجى بنفسك وتدخلى الشقه وتتعدى على قرار النيابه بغلق الشقه،وكمان داخله من باب الخدm مش الباب الرئيسى. 
تـ.ـو.ترت هند من كثرة أسئله وكيل النيابه وقالت بكذب، أنا يادوب حطيت المفتاح فى الباب الخلفى فتح مباشرةً اكيد مكنش متشمع بالشمع الأحمر، خـ.ـو.فت تكون القـ.ـا.تله هنا ولما تلاقينى دخلت من الباب الرئيسى تهرب من الباب الخلفى، بس حضرتك بتعملوا أيه هنا؟ 
رد وكيل النيابه بمراوغه انه صدق كذبها المفضوح: 
إحنا بنعاين مسرح الجريمه مره تانيه يمكن نلاقى دليل جديد  ... بس كويس  إنك جيتى أنا كنت هتصل عليكِ عشان إعادة تمثيل الجريمه، حضرتك قولتى فى التحقيق السابق إنك مكنتيش عايشه فى الفتره الاخيره هنا فى الشقه، وكان صدفه وجود أخوكي هنا فى الشقه عشان  يجيب ملف مهم كنتى نسياه   بالشقه قبل ما ترجعى لبيت والدك،وإنك جيتى لهنا لما لاقتيه أتاخر فى الرجوع  وأتفاجئتى بجريمة قــ,تــل أخوكِ .
ردت هند:أيوا هو ده اللى حصل بالظبط.
تسأل وكيل النيابه:طب لما دخلتى كانت المتهمه واقفه فين بالظبط؟
ردت هند بخطأ: كانت جنب جثة نائل. 
علم وكيل النيابه أن هند أخطأت بالرد عليه لكن قال بتسأول:بس مش غريب إن المتهمه ملهاش أى بصمـ.ـا.ت على جثة القتيل غير سلاح الجريمه المفقود،أكيد مكنتش لحقت تتخلص منه.
ردت هند بعصبيه:معرفش أنت بتسالينى الأسئله دى كلها ليه الاسئله دى المفروض تسألوها للمتهمه اللى هـ.ـر.بت. 
رد وكيل النيابه: تمام، تقدري تتفضلى والخبراء الجنائين هيعانوا  الشقه مره تانيه بتدقيق يمكن نلاقى سلاح الجريمه،ووقتها يبقى الدليل القاطع على إدانة المتهمه.
تـ.ـو.ترت هند قائله:تمام.
كادت هند أن تغادر لكن قال لها وكيل النيابه بمفاجأه:ممكن تفضلى معانا  أثناء المعاينه لأن بعد المعاينه المره دى  مش هيبقى فى سبب لتشميع الشقه وتقدري تستلميها وتبقى تحت تصرفك.
ردت هند بداخلها بعض من الترقُب:اوكيه.
تجول الخبراء بالشقه بحثًا عن سلاح الجريمه الى أن وصلوا الى الصاله مره أخرى 
راقب وكيل النيابه هند عن كثب لاحظ نظرها أكثر من مره الى سقف الصاله وبالأخص الى تلك النجفه 
فطلب من أحد الخبراء:
شوفلى النجفه دى ممكن يكون سلاح الجريمه محطوط على القرص المتعلقه منه.
ردت هند بسرعه:بس النجفه ملزوقه مباشرةً فى السقف.
رد وكيل النيابه:مش هنخسر حاجه لما نتأكد.
بالفعل صعد أحد الخبراء على سلم صغير وبدأ بفحص النجفه ليقول بتفاجؤ:
فى هنا كاميرة مراقبه.
تبسم وكيل النيابه بظفر قائلاً:غريبه إزاى دى فاتت على لجنه المعاينه الاولى،وكمان إزاى حضرتك أخفيتى علينا وجود كاميرا هنا فى الشقه...ده يعتبر طمس للأدله.
إرتبكت هند قائله:أنا أتفاجئت دلوقت، أول مره أعرف بوجود كاميرا هنا فى الصاله.
نظر وكيل النيابه الى الخبير الجنائى قائلاً: تمام هاتلى الكاميرا. 
ثم نظر لـ هند قائلاً 
وحضرتك مطلوبه لإعادة التحقيق فى النيابه  دلوقت. 
تفاجئت هند قائله: قصد سيادتك أيه؟ بمطلوبه للتحقيق. 
رد وكيل النيابه: هتعرفى فى النيابه. 
بالفعل بعد وقت بغرفة التحقيقات
فتح وكيل النيابه حاسوب خاص ووضع به قرص مدmج 
ثم  
وجه  حديثه لـ هند قائلاً:  متأسف إن هجـ.ـر.ح مشاعرك بس لازم تشوفى الفيديو ده. 
نظرت هند الى شاشة الحاسوب، بإرتعاش 
أن يكون سجل وجودها مع نائل قبل مغادرتها للشقه، لكن هى قالت لـ نائل أن يُشغل تسجيل الكاميرا بعد مغادرتها 
نظرت عينيها بإرتجاف أهدابها الذى لاحظه وكيل النيابه، حين بدأ تشغيل التسجيل 
كانت صدmه حين رأت فتح نائل لـ باب الشقه و دخول إمرأه ترتدى زيًا أسود بالكامل يُخفى حتى  ملامح وجهها بنقاب وهنالك قفازات سوداء على يديها،ظل بينهم حديث طويل وبعض المُشحنات العنيفه لوقت حتى أن نائل تطاول على تلك المراه بالضـ.ـر.ب مما جعلها تُمسك ذالك السكين الصغير وتطعنه حين كاد يقــ,تــلها ليبتعد عنها لكن هى قامت بطعنه أكثر من مره بانحاء متفرقه من جسده أردته قتيل،وحاولت الهرب من باب الشقه لكن عادت سريعًا ولم تُغلق باب الشقه جيداً تركته موارب،ثم توجهت نحو باب المطبخ وبعدها إختفت من التسجيل،ثم بأقل من دقيقتين كانت سلسبيل تدفع باب الشقه ووقفت مكانها مصدومه لم تقترب من نائل المُسجى أرضًا،الى أن دخلت هند بهوجاء حين رأت منظر أخيها..
أوقف وكيل النيابه التسجيل قائلاً:للآسف التسجيل من غير صوت كان من نبرة الصوت ممكن نحدد مين اللى كانت لابسه أسود فى أسود،التسجيل ده جزء من تسجيل الكاميرا دى إزاى الشقه بتاعتك ومت عـ.ـر.فيش إن فى فى النجفه كاميرا.
ردت هند:معرفش،أنا سايبه الشقه من فتره صغيره،بس كان فى نسخه من المفاتيح مع أخويا.
تعجب وكيل النيابه:قصدك إن أخوكِ ممكن يكون هو اللى مركب الكاميرا فى النجفه،طب ليه،طالما إنك سيبتى الشقه من فتره قصيره.
ردت هند بإدعاء:معرفش،معرفش،أنت بتحقق معايا ولا بتتهمنى مباشرةً.
رد وكيل النيابه:لأ لا بحقق معاكِ ولا بتهمك،بس الفيديو ده دليل براءة مدام سلسبيل اللى حضرتك اتهمتيها،وكمان عندى سؤال أخير:
تعرفى الست اللى كانت لابسه أسود دى؟
رد هند:وهعرفها إزاى وإيدها حتى مش ظاهره.
رد وكيل النيابه:تمام كده التحقيق خلص،تقدرى تتفضلى.
إبتلعت هند حلقها بمراره وقالت:
طب وموقف سلسبيل دلوقتي أيه؟
رد وكيل النيابه  : الإتهام سقط عن مدام سلسبيل  بسبب ظهور دليل جديد فى القضيه بيوضح بسهوله إنها مش القـ.ـا.تله. 
ردت هند بإستفسار: طب وهروبها. 
رد وكيل  النيابه: مدام  سلسبيل  هنا فى النيابه من مده قصيره سلمت نفسها مره تانيه، وبسهوله يفرج عنها بكفاله ماليه. 
إشتعل قلب هند بنيران هوجاء، سلسبيل  نفذت من الإتهام. 
خرجت هند من غرفة النائب تتراقص أمام عينيها فرحة قماح وسلسبيل ببرائتها، لن تبتعد عنه، بل هو من لهث خلف برائتها، شار عليها شيطانها بهدm تلك السعاده، وبداية الطريق بـ دار العراب. 
عوده..... 
سرد وكيل النيابه موجز ما حدث لـ سلسبيل  وتبسم قائلاً: 
مبروك البراءه يا مدام سلسبيل 
قال هذا وتخدث الى الكاتب الذى جواره قائلاً: 
أمرنا نحن وكيل النيابه، ببحفظ الإتهام  الموجه إليها  وإخلاء سبيل السيده.. سلسبيل ناصر العراب من سراى النيابه ودفع غرامه ماليه قدرها عشرة آلاف جنيه وذالك مالم تكن على سبيل قضية أخرى. 
قال وكيل النيابه  هذا وعاود القول: مبروك يا مدام سلسبيل، الفضل الكبير فى ظهور برائتك بالسرعه دى هو زوج حضرتك. 
تبسمت سلسبيل له، بينما نهض المحامى مُصافحًا وكيل  النيابه: بشكر سعة صدر سيادتك وإنك ساندت العدل. 
خرجت سلسبيل من غرفة التحقيقات مع المحامى  تلهف عليهم قماح بإستعلام. 
تبسمت له سلسبيل، زفر نفسه براحه 
بينما أكد المحامى  ذالك قائلاً: مدام سلسبيل  خرجت براءه، كلها ساعه بالكتير  هنعمل إجراءات الافراج عنها وندفع الغرامه. 
تبسم قماح له وقال:تمام. 
بعد أقل من ساعه، خرجت سلسبيل من أحد الغرف،كان فى ذالك الوقت قماح يهاتف عمهُ ناصر يُخبره بظهور براءة سلسبيل لم ينتبه بوجودها خلفه،حين سمعته يقول:
واخبـ.ـار مرات عمى أيه؟
رد عليه ناصر:فاقت واتنقلت لاوضه عاديه.
رد قماح:الحمد لله إنها فاقت ربنا يكمل شفاها بخير وتخرج بالسلامه.
آمن ناصر على قول قماح الذى اغلق الهاتف وإستدار ليرى سلسبيل بوجهه من نظرة عينيها علم أنها سمعت حديثه مع عمه،لم تنتظر كثيراً وقالت بخفوت:
ماما مالها؟
رد قماح:بخير.
ردت سلسبيل:بخير إزاى انا سمعتك يا قماح وانت بتكلم بابا قولى الحقيقه.
رد قماح:بصراحه مرات عمى إتعرضت لشبه جلطه فى القلب،بس الحمد لله فاقت وحالتها إستقرت.
تدmعت عين سلسبيل قائله:ودينى لماما المستشفى يا قماح مش هطمن غير لما أشوفها بعينى.
فى نفس اللحظه شعرت سلسبيل بدوخه أغمضت عينيها  ورأت صغيرها يبكى ويد تضعه بشئ أشبه بصندوق  وتغلقه عليه كى تكتم صوته،فى ذالك الوقت سندت سلسبيل على يد قماح.
سند قماح سلسبيل قائلاً بلهفه:سلسبيل مالك،عمى قالى إن مرات عمى فاقت وهتتأكدى بنفسك بعد شويه.
ردت سلسبيل التى تشعر بتوجس:انا بخير خلينا نروح نطمن على ماما،ولا أقولك نرجع دار العراب الأول.
رد قماح ببسمه:أيه المشاغب الصغير وحشك كنت بكلم جدتى من شويه ولاول مره أسمعها بتشتكى من شقاوته.
تبسمت سلسبيل بغصه قويه فى قلبها،وقالت:
أقولك خلينا نروح للمستشفى أطمن على ماما الاول،بعدها نرجع دار العراب للمشاغب الصغير.    
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
تنهدت نهله بحسره فى قلبها 
لاحظ ناصر الجالس معها بالغرفه  ذالك قائلاً: مالك يا نهله لو حاسه إنك تعبانه أتصل عالدكتور.
بينما نهض نظيم الجالس معهم  سريعاً يقول: هروح  للدكتور أقوله يجى هنا فورًا. 
رد نهله سريعًا: لأ أنا كويسه الحمدلله،كتر خيرك يا نظيم تسلم 
قالت نهله هذا ونظرت لـ ناصر: هقولك حاجه يا ناصر بس بلاش تقول عليا إتجننت، أنا عارفه إنها تخاريف وأنا فى الغيبوبه. 
تبسم ناصر وهو متوقع ماذا ستُخبرهُ قائلاً: خير. 
بينما شعر نظيم بالخجل قائلاً: هستأذن وأسيبكم.... 
ردت نهله التى تشعر  بآلم ليس آلم جسدى بل نفسى أكثر:
إنت مش غريب يا نظيم،ناصر قالى على وقفتك جنبه،كتر خيرك.
تبسم نظيم دون رد 
بينما عاودت نهله الحديث: أنا  
شوفت همس كآنها كانت واقفه قدامى وبتكلمنى، حتى حسيت بمسكتها لإيدي. 
تبسم ناصروهو ينظر لـ نظيم الذى إبتسم هو الآخر  دون أن يقولا  شئ  وهما ينظران الى باب الغرفه الذى فُتح  ودخلت فى البدايه هدى قائله بلهفه: ماما. 
نظرت لها نهله ترسم بسمه رغم وهنها الملحوظ لكن تهافتت هدى عليها وأقتربت منها وقبلت رأسها قائله: ماما. 
وضعت نهله يدها على كتف هدى قائله بفرحه: أنا بخير يا روحى. 
تبسمت هدى قائله: يارب دايماً ياماما
قالت هدى هذا ونظرت نحو والداها قائله: أنا بقول تطلب الدكتور يا بابا لأن مش متوقعه  رد فعل ماما لما تشوف المفاجأه اللى هتدخل حالاً. 
تبسم ناصر قائلاً: نهله مش ضعيفه قوى كده. 
نظرت نهله لـ هدى قائله: أيه المفاجاه سلسبيل؟ 
ردت همس التى دخلت تقول بإدعاء: 
هو مفيش مفاجأه غير سلسبيل ولا أيه.
نظرت نهله نحو صاحبة الصوت بذهول  غير مُصدقه هى تتوهم،أغمضت عينيها علها تكون بحلم ليتها لا تصحو منه.
لكن عاودت همس الحديث قائله بلهفه وهى تقترب من نهله ووضعت يدها فوق يدها:
ماما،إنت بخير.
فتحت نهله عينيها مُرغمه هذه المره ونظرت الى تلك اليد التى وضعت على يدها،تلك اليد ،ليست خيال،رفعت بصرها لترى همس ترفع عن وجهها النقاب تبتسم.
أغمضت نهله عينيها مره أخرى لكن سُرعان ما فتحتهما تقول بهمهمه وتقطُع:هـ مـ سـ.. إنتِ عـ ايـشه، ولا أنا لسه فى الغيبوبه، يارب مصحاش منها 
تبسمت همس بدmعه وقالت:أيوا يا ماما أنا لسه عايشه إنتى مش فى الغيبوبه.
حاولت نهله النهوض لكن بسبب تلك الانابيب الموصله بيدها وجهاز الأوكسچين الموضوع على انفها حال دون نهوضها،لكن جذبت همس لحـ.ـضـ.ـنها بقوتها الواهنه وقبلت رأسها قائله:حبيبتى كان نفسى أقولك إنى مكنتش مصدقه إنك تغلطى الغلطه دى.
تدmعت عين همس بإبتسامه.
لكن تحير عقل نهله قائله:بس إزاى إنت لسه عايشه! 
جالت عين نهله على من حولها ودخول كارم،نظرت له ثم إبتسمت قائله:لما عرفت إنك اتجوزت وسافرت مع مراتك منكرش قلبى إتحسر وقتها عشان كنت عارفه إنك بتحب همس،قولت إزاى نسيها بسرعه كده.
تبسم كارم قائلاً:مقدرش انسى هاميس اللى رجعت للحياه من تانى عشانى.
تبسمت نهله وضمت همس بقوتها مره اخرى،لكن آنت همس قليلاً،إنتبهت نهله لبطن همس المنفوخه،دmعه لا سبب لها،أكانت دmعة فرحه أم عتاب كيف أستطاعت همس ترك نهله تعيش لكل ذالك الوقت بقلب جريح ووهم مو.جـ.ـع أنها فقدت إبـ.ـنتها بوصمه بريئه منها...لكن السبب الاكبر شعور فى القلب يمحى الآلم يضع مكانه أمل جديد فى السعاده بعودة همس لحـ.ـضـ.ـنها الآن.
وضعت نهله يدها على بطن همس قائله:إنتِ فى الشهر الكام؟
ردت همس:قربت ادخل الشهر السادس،حامل فى ناصر كارم.
تبسمت نهله قائله:إنتى كمان هتجيبى ناصر تالت،مش كفايه ناصر أبن سلسبيل شقى قوى على فكره... سلسبيل كانت هاديه. 
تبسمت همس قائله: سلسبيل طول عمرها هاديه وبتتحمل فوق طاقتها كفايه أحلامها اللى بتتحقق.
تنهدت نهله قائله:احكى لى أيه اللى حصل وإنتى إزاى لسه عايشه،سلسبيل كانت دايما تقول لـ هدى  إنها بتشوفك عايشه لما كنت بسمعها كان قلبى بيتقطع .
تبسم كارم يقول: سلامة قلبك يا مرات عمي  الحكايه طويله رأيي بعدين ت عـ.ـر.فيها،المهم دلوقتي صحتك وإن هاميس رجعت لعيلتها عقبال سلسبيل ربنا يظهر برائتها.
قبل ان يرد ناصر أيضاً فتح باب الغرفه ودخلت سلسبيل بتلهف تقول:
ماما.
بنفس الوقت اعادت همس النقاب على وجهها تنتظر أن تفاجئ سلسبيل.
إقتربت سلسبيل من فراش نهله وجدتها تبتسم قائله:
تعالى يا أول فرحه إنتظرتها لسنين وربنا مَن عليا بالنبع الصافى.
تبسمت سلسبيل بدmعه وانحت تُقبل وجنه نهله قائله: ماما حبيبتى،كنت حاسه والله إنك مش بخير.
وضعت نهله يدها على كتف سلسبيل قائله بحنان:
أنا بقيت بخير لما شوفتكم إنتم التلاته قدامى بخير.
تحيرت سلسبيل قائله:تلاته مين؟
ردت همس عليها قائله بمزح:خليفة الحجه هدايه بقت سوابق ورد سجون،لأ وأيه قضية قــ,تــل كمان.
نظرت سلسبيل الى همس الجالسه بالناحيه الاخرى لفراش نهله بتعجب من صوت  تلك المُنقبه،يستحيل لابد أنه أحد أطيافها.
لكن 
رفعت همس النقاب عن وجهها قائله:
أنا حقيقه مش طيف ولا حلم من أحلامك اللى بتشوفيها.
شعرت سلسبيل بذهول ونهضت تتمعن فى همس بذهول قائله:  همس! 
نهضت همس هى الأخرى  قائله بتأكيد: 
همس، يا سلسبيل اللى كوابيسك ظهرت برائتها. 
تدmعت أعينهن  وتقابلا بالمنتصف يحـ.ـضـ.ـنان بعضهن بإشتياق أخوه، عادت سلسبيل براسها نتظر لوجه همس ببسمه، 
إقتربت منهن هدى قائله بمرح: خدونى فى وسطكم. 
تبسمن همس  وسلسبيل وهن يحـ.ـضـ.ـنان هدى، ليصبح الثلاث بحـ.ـضـ.ـن بعضهن  ، ردت همس بحنين: 
كنت غـ.ـبـ.ـيه لما أختارت أكون مـ.ـيـ.ـته فى نظركم وأسيب الحـ.ـضـ.ـن ده. 
حـ.ـضـ.ـنتهن سلسبيل  الأثنان قائله: كان قلبى حاسس واتأكدت لما عمى جابلى كسوة سبوع ناصر... 
تبسمت هدى قائله: فعلا قالتلى كده، وانا مصدقتهاش، وقولت بتتوهم. 
تبسمت لهن همس. 
بينما لاحظت سلسبيل  إنتفاخ بطن همس ووضعت  يدها عليها  تنظر لها بسؤال. 
ضحكت همس قائله: أيوا حامل فى ناصر كارم العراب، إبنك مش هيفضل الحفيد الوحيد لعمو النبوى. 
نظرت سلسبيل  نحو كارم الذى  تبسم لها، ثم نظرت نحو قماح، لكن تعجبت من عدm ظهور أى صدmه أو تعجب على ملامحه، فقالت: 
قماح إنت كنت عارف إن همس لسه عايشه، أكيد كارم اللى قالك، دلوقتي  عرفت ليه كارم مكنش بيخلى همس تكلمنا ووإتكلم سميحه.
تبسم كارم يقول:والله ما أنا همس قدامكم أهى إسأليها.
تبسمت همس،ونظرت لـ قماح قائله:إنت كمان كنت عارف إنى لسه عايشه؟
تبسم قماح يومئ برأسه فقط ثم نظر نحو سلسبيل التى تنتظر تفسير منه وقال:
أنا عرفت بالصدفه لما كنت منصاب بالرصاصه،سمعت بابا وجدتى وهما بيتهامسوا مفكرينى نايم،بس انا كنت شارد فى نبع الميه.
تبسمت همس وغمزت لـ سلسبيل وهمست بجوار أذنها قائله:عملتى أيه فى قماح يا نبع الميه، ده بقى بيتكلم... ولا أقولك قولى لينا إزاى طلعتى براءه. 
نظرت سلسبيل نحو قماح بإمتنان وقالت: قماح هو اللى ظهر برائتى.
تبسم نظيم قائلاً:ألف مبروك يا مدام سلسبيل.
تبسمت همس قائله بتكرار: مدام سلسبيل... ليه تكبرها قوى كده قول لها يا بيلا عادى ولا أقولك بلاش بيلا لـقماح 
يضايق، قول يا سلسبيل، إنت مش غريب يا نظيم. 
وضع ناصر يدهُ على كتف نظيم قائلاً بقبول: 
فعلاً  نظيم مش غريب، كفايه وقفته معايا اليومين اللى فاتوا مكنش بيروح لبيته ولا بيروح لجامعته. 
تبسم نظيم 
بينما سلسبيل  وهمس نظرن لـ هدى التى نظرت لـ نظيم بإعجاب وإحمرت وجنتيها، ثم نظرن لبعضهن بغمز، شعرت هدى بالخجل. 
بينما ناصر نظر لـ نهله التى رغم وجهها المسئوم من المرض لكن تبسمت له وهى تومئ براسها بتفهُم وتمنى أن يُصبح نظيم هو زوج صغيرتهم قريبًا، لتكتمل صورة العائله به. 
......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشقه الموجوده بها زهرت 
كانت تجلس على الفراش تضم ساقيها لصدرها، تهزى وهى تتذكر جحوظ عيني  قدريه، شعرت للحظه بالخـ.ـو.ف  ونهضت قائله: أكيد محدش شافنى وأنا طالعه من عندها، وبعدين كان دفاع عن النفس هى اللى بدأت وكانت بتحاول تقــ,تــلنى. 
جاوب شيطانها: 
هى كانت تستحق القــ,تــل، كانت غلاويه وعندها حقد لكل اللى حواليها. 
فى نفس الوقت رن هاتفها، إرتعبت من رنينه وذهبت الى مكان وجوده ورأت الشاشه عليها إسم حماد... 
خشيت أن ترد عليه وتركت  الهاتف يرن لمرات غير مباليه له، وذهبت الى الدولاب وأخرجت علبه خشبيه صغيره وفتحتها تنظر الى ما بها قائله: 
لازم أسيب الشقه دى وأشوفلى شقه تانيه، أختفى لفتره على ما الامور تهدى، رباح أكيد مش هيصدق إنى كنت بأذيه.
قالت زهرت هذا ووضعت يدها على بطنها قائله:لازم احافظ على اللى فى بطنى 
هو ده اللى هيرجعنى تانى لـ دار العراب غـ.ـصـ.ـب عنهم...فى النهايه هو إبن رباح العراب.
فى ذالك الوقت رن جرس باب الشقه. 
إرتجفت زهرت، وذهبت تقف خلف الباب خائفه تفتح، لكن سمعت صوت بكاء طفل صغير، ثم قول: 
أفتحى يا زهرت أنا.... هند. 
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان مُدنس
ارسل حماد صوره لاحدهم وبعدها رساله عاوزها عندى فى اقرب وقت فى المكان السابق.
اغلق حماد هاتفه يقول بشر وتوعد: المره دى مش هغلط نفس الغلطه،وهدايه بـ.ـنت العراب هتكون ليا غـ.ـصـ.ـب عنها. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب 
دخل كارم  وقماح 
ودخل خلفهن الثلاث فتيات ببسمتهن التى عادت ترن فى الارجاء لكن ليس كالسابق حين 
فوجئن بإحدى الخادmـ.ـا.ت تخرج من غرفة هدايه تصرخ بفزع قائله:
الحجه هدايه واقعه مرميه عالأرض وراسها بتنزف وبكلمها مش بترد عليا.
سريعًا كان قماح وكارم يدخلون الى الغرفه
صُدmن بالفعل هدايه رأسها تنزف بغزاره وغائبه عن الوعى...وجهها يشاحب المـ.ـو.تى.
دخلت خلفهم سلسبيل قائله:جدتى،ثم نظرت نحو الفراش ذُهلت وهى تراه فارغ من طفلها قائله:
فين ناصر،فين إبنى.
تسارع كارم وقماح نحو جدتهم الفاقده للوعى تنزف من رأسها بغزاره ،كذالك هدى وهمس حتى سلسبيل نفسها 
جثو جميعًا جوارها نهض قماح سريعًا وآتى بشال أبيض وقام بلفه حول رأس هدايه،
بينما سلسبيل فجأه إنهارت وهى جاثيه على ساقيها تقول:
دائماً اللى بخاف منه بيحصل،بحاول إنى مشغلش بالى بالأحلام والأطياف دى بس فى الآخر بتتحقق،أنا شوفت
إيد بتضـ.ـر.ب جدتى وبتخـ.ـطـ.ـف ابنى،بس لما قولتلى أنك كلمت جدتى قولت تهيؤات.
بنفس الوقت دخل النبوى راى تجمُعهم أرضًا قائلاً بذهول:
كارم، همس، ثم وقع بصره على هدايه الفاقده للوعى وكذالك الشال الذى بدأ يصتبغ لونه بلون دmاء هدايه،وقال برجفه:أمى!
جثى لجوارهم سريعًا يشعر بفزع وتقطع نياط قلبه لكن تماسك ونهض وحاول يحملها، لكن سبقهُ كارم قماخ الذى حملا هدايه وتوجها سريعًا للخارج،نهض النبوى وسار خلفهما سريعًا...الى أن وضعا هدايه بالسياره.
تحدث كارم:خليك إنت هنا يا قماح عشان سلسبيل وشوف الكاميرات اللى على  مداخل الدار. 
أماء له قماح براسه وهو يشعر بآلم جَم فى قلبهُ لديه  توقع عن من فعل  ذالك أو بالأخص من خـ.ـطـ.ـفت طفله وكادت تقــ,تــل جدته، بالتأكيد هى... هند التى فقدت عقلها وصرخت بوجهه فى النيابه هددته بصراحه لن تتركهُ يرى السعاده مع سلسبيل كما أراد، لكن لم يتوقع أن يصل بها الجبروت أن تخـ.ـطـ.ـف طفله من قلب دار العراب لكن كيف دخلت وخرجت بـ ناصر وذالك الحارس الذى على باب المنزل لم يوقفها 
ذهب قماح الى ذااك الحارس قائلاً: مين الغريب اللى دخل الدار. 
رد الحارس بخذو: محدش غريب دخل يا قماح بيه، الست هند اللى چت وجالت إنها هتاخد خلجات ليها كانت ناسياها، حتى لما جولت لها هتصل على قماح بيه  جالت لى مش لازمن حتى شيعت للحجه هدايه قبل ما أدخلها وهى سمحت لها بالدخول ، ومغابتش كتير وطلعت بصندوج إصغير مهعرفش كان فيه أيه،هو أيه اللى حُصل يا قماح بيه، الحجه هدايه مالها. 
أيقن  قماح توقعه يقول لنفسه:طيابة جدتى مع هند قابلتها بالاساءه ليها،بس مش اللوم على جدتى اللوم عليا أنا اللى أستحق...
ذهب قماح الى مكان تسجيل الكاميرات وعاود التسجيلات ليرى خروج هند بإحدى السيارات،أخرج هاتفه وقام بإتصال قائلاً:
العربيه اللى هبعتلك رقمها دلوقتي عاوز خط سيرها وكمان الشخص اللى موجود عند رجب السنهورى عاوزك تعرف منه إن كان له أى شقه أو مخزن غير اللى أحنا نعرفهم 
اغلق قماح الهاتف يفكر بالتأكيد هند لن تذهب بصغيره الى مكان معلوم لابد أنها ستختبئ به لكن أين؟
.شعر قماح بآلم فتاك فى صدره عليه مواجهة سلسبيل التى بالداخل أكيد مازالت مُنهاره
عاد قماح يسير بنـ.ـد.م 
ليعود الى غرفة هدايه     
كما توقع ها هن إبـ.ـنتي عمه  يجلسن جوار سلسبيل الباكيه تبكين مثلها أيضًا، عاودت سلسبيل لوم نفسها  قائله بهزيان: 
أنا ليه دايمًا بعاند نفسى وليه مش بمشى وراء الأحلام دى يمكن كنت اقدر أغير اللى هيحصل. 
ضمتا همس وهدى سلسبيل كل واحده من ناحيه  حاولن التخفيف عنها، وهن يريدن أيضاً من يُخفف عنهن ما يشعرن به.
أقترب قماح منهن،نظرن له هدى وهمس التى نظرت لـ قماح قائله:جدتى؟
رد قماح:بابا وكارم راحوا معاها للمستشفى.
تحدثت هدى:وناصر...مين اللى أتجرأ ودخل دار الهراب وضـ.ـر.ب جدتى وخـ.ـطـ.ـف طفل صغير هيستفاد من ده أيه؟
قبل أن يرد قماح ردت سلسبيل:هند هى اللى عملت كده هتستفاد قهرة قلبى اللى كانت دايمًا ببتمناها لى.
لم يتعجب قماح من معرفة سلسبيل بالتأكيد هند هددتها هى الأخرى أو ربما رأت ذالك بأحد كوابيسها كما قالت منذ قليل.
.........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة زهرت 
عاودت هند القول من خلف الباب:أفتحى يا زهرت عارفه إنك جوه الشقه.
فتحت زهرت باب الشقه 
دفعتها هند ودخلت الى الداخل وأغلقت خلفها الباب ثم وضعت ذالك الصندوق الخشبى على الارض وقامت بفتحه وأخرجت ذالك الصغير منه تحمله تحاول إسكاتهُ لكن الصغير لا يهدأ بُكاؤه.
نظرت هند بذهول قائله:إبن سلسبيل معاكي ليه؟
ردت هند ببرود:أنا خـ.ـطـ.ـفته لازم أحرق قلبها عليه زى ما حرقت قلبى وخـ.ـطـ.ـفت منى قماح بألاعيبها القديمه.
تعجبت هند قائله:خـ.ـطـ.ـفتى ناصر وجايه تستخبى بيه هنا أكيد عقلك جن،مفكره قماح هبسيبك تهربى بإبنه.. لأ أنا ماليش دعوه بيكِ شوفى لك مكان تانى أستخبى فيه . 
ردت هند بتهديد صريح:لو عاوزه حد من دار العراب يعرف إن الجنين اللى فى بطنك مش من صُلبهم،ومعايا البرهان،  معنديش مانع أمشى دلوقتي بس ههد المعبد عليا وعلى أعدائى. 
إرتبكت زهرت قائله بخباثه: هند بلاش تخاريف الجنين اللى فى بطنى إبن رباح، ده أولاً، ثانيًا أنا خايفه عليكِ اللى عملتيه بخـ.ـطـ.ـفك لابن سلسبيل جريمه، غير انهم بسهوله ممكن يفكروا  أنك هنا عندى فى الشقه ناسيه إن مكنش ليكِ حد بيحبك فى دار العراب غيرى فممكن يتوقعوا إنك هتجى لهنا وهما يعرفوا عنوان الشقه دى.
تـ.ـو.ترت هند تعقل حديث زهرت فى عقلها هى محقه،لكن قالت:
وجودى هنا حل مؤقت مسافة الليله من بكره هدور على على مكان تانى،لحد ما أرتب أمورى وأسافر خارج مصر.
تعجبت زهرت قائله:أنتى ناويه تسافرى بالولد لخارج مصر طب إزاى،أكيد هيبقى صعب.
ردت هند:عارفه أنه صعب بس انا ليا حبايب يتمنوا  يخدmونى وبلاش رغى كتير الولد مش مبطل عايط،أكيد جعان.
ردت زهرت:طب وهتعملى أيه فيه دلوقتى،أكيد محتاج لراضعه؟
ردت هند: أنا عملت حسابى أشتريت لبن صناعى  ومستلزمـ.ـا.ت له من صيدلي قريبه من هنا.
ردت زهرت:كويس طب هاتى الولد وأدخلى جهزى له الراضعه عشان يسكت شويه.
نظرت هند للصغير ثم لـ زهرت ولم تُآمن لها عليه وقالت:لأ تعالى نروح المطبخ سوا نحضر له الراضعه.
أمتثلت زهرت لـ هند مُرغمه تهاودها فقط لكن بداخلها أصبح لديها هدف آخر.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
خرج ناصر من غرفة نهله ليجد نظيم على وجهه علامـ.ـا.ت الحـ.ـز.ن،فقال له:خير يا نظيم قولت هتطلع ترد  على أتصال مامتك وغبت شويه. 
رد نظيم بحـ.ـز.ن: مش خير يا عمى،ماما قالتلى إن سميحه إتصلت عليها وقالت لها إن حمـ.ـا.تها توفت.
تعجب ناصر قائلاً:قدريه توفت!،البقاء والدوام لله.
رد نظيم:وأتصلت على سميحه قالتلى إن الدكتور حول جثمان حمـ.ـا.تها للطب الشرعى شاكين إن مـ.ـو.تتها مش طبيعيه،ومحمد لوحده،هستأذن من حضرتك و..
قاطعه ناصر قائلاً:روح لـ محمد وخليك جانبه يا نظيم تُشكر على وقفتك جانبى نهله خلاص الحمد لله حالتها إتحسنت كتير.
رد نظيم:سبق وقولت لحضرتك جِميلك سابق،هستأذن أنا عشان أقف جنب محمد.
رد ناصر وهو يربت على كتف نظيم قائلاً:تعرف يا نظيم انا عمرى ما فرق معايا اخلف ولد او بـ.ـنت وبحمد ربنا على أنه رزقنى ببناتى،بس كنت أتمنى ربنا يرزقنى بولد فيه نفس خصالك كده... وأتمنى ليه إنت فعلاً  إبنى. 
تبسم نظيم يقول: ليا الشرف طبعاً، هستأذن أنا. 
غادر نظيم وعاد ناصر للغرفه راى نهله مُستيقظه، تبسمت له قائله: كنت فين؟  صحيت ملقتكش  معايا فى الاوضه. 
تبسم ناصر قائلاً: كنت مع نظيم. 
تبسمت نهله قائله: 
وهو فين بصراحه نظيم كِبر قوى فى نظرى. 
تبسم ناصر قائلاً: فى نظرى انا كمان، أيه رأيك فيه. 
تبسمت نهله قائله: موافقه طبعاً. 
تبسم ناصر بمكر قائلاً: موافقه على أيه؟ 
ردت نهله ببسمه: موافق على اللى فى دmاغك يا ناصر أنا عشت معاك تلاتين سنه تفتكر معرفش بتفكر فى أيه، لأ وكمان هدى مياله له، دول بناتى وعارفاهم، رغم إنى ليا عتب عليك ليه خبيت عنى إن همس عايشه. 
رد ناصر بآسى: خـ.ـو.فت عليكي  من الصدmه لو كنتى شوفتيها وقت ما انا عرفت  قلبك مكنش هيتحمل، همس كانت لسه فى بداية علاجها. 
شعرت نهله بآسى قائله: همس طول عمرها كانت هشه مش زى سلسبيل ولا هدى، هى كانت أشقاهم بس شقاوتها كانت زى ستاره بتخفى وراها ضعفها أكتر واحده فى بناتى تشبه ضعفى هى همس،بس الحمد لله قدرت تتغلب على ضعفها بدرى ومستسلمتش له زيي.
جلس ناصر جوار نهله على الفراش وضم يديها بين يديه قائلاً:أوقات كتير بيكون للضعف قوه تسحر يا نهله.
أنهى ناصر حديثه بقُبله على يد نهله،التى فجأه شعرت بغصه فى قلبها وقالت لـ ناصر:
البنات أتصلوا بعد ما مشيوا من هنا.
تبسم ناصر قائلاً:لأ أكيد مصدقوا أطمنوا عليكِ أكيد الصبح هنلاقيهم هنا،سيبهم يرتاحوا.
رغم غصة قلب نهله وشعورها بحدوث شى سيئ لكن تبسمت لـ ناصر بقبول قائله: معرفش ليه جاى على بالى ناصر الصغير ونفسى أشوفه. 
تبسم ناصر قائلاً: وأنا كمان عندى نفس الاحساس هتصل  علي سلسبيل الصبح تجيبه  معاها. 
ردت نهله بسرعه: لأ بلاش لياخد عدوى من المستشفى  خليه فى الدار... همس كمان بلاش تجى هى حامل وجايه من سفر، والسفر اساساً  كان غلط عليها وهى حامل. 
تبسم ناصر قائلاً: أهما دول البنات اللى كنتِ دايماً  بتخافى عليهم وتقولي لى ضعاف، همس مهماش انها حامل و سلسبيل كمان خرجت من النيابه على هنا، حتى هدى كانت واقفه جانبى هنا فى المستشفى. 
تبسمت نهله قائله:  برضوا هقولك بنات وهفضل طول عمري أتمنى أنهم يبقوا مش زيي ضعاف، أنا عاوزهم  قواي أتقوى بيهم. 
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
بالعوده لـ دار العراب 
كانت سلسبيل جالسه شارده 
لم تتوقع أن جبروت هند سيدفعها الى خـ.ـطـ.ـف طفلها من قلب دار العراب، فاقت من شرودها على صوت رنين هاتف قماح الذى إبتعد عن المكان ولم يلاحظ نهوض سلسبيل وذهابها خلفهُ: رد سريعاً بعصبيه: 
يعنى أيه العربيه دى إختفت إزاى؟ 
رد الآخر عليه: آخر لقطه للعربيه عالردار كانت مُتجه للمنطقه سكنيه جديده قريبه من بنى سويف، وبعد  كده الردار ملقطتش حركة العربيه، ممكن تكون مشيت على طريق جانبى، أو ممكن تكون العربيه  فى أى  جراچ قريب من المكان ده.
رد قماح:دور فى كل الأماكن القريبه من المكان ده،سواء جراچات العامه او جراچات العمارات والفنادق وأكيد فى  كاميرات مراقبه .
اغلق قماح الهاتف يزفر أنفاسه بغضب شـ.ـديد،ثم إستدار ليتفاجئ بسلسبيل تقف خلفه 
نظر لعينيها رأى بهم نظرة لوم أنه هو السبب فى ذالك هو من أعاد هند الى حياتهم بخطأ أرتكبه نادmًا ها هو يدفع ثمن ذالك الخطأ فادح،أختفاء طفله الذى لا يعلم ماذا ستفعل به هند وهى بتلك الحاله الهيستريه المتملكه منها للإنتقام.
بينما سلسبيل لا تلوم قماح بل تلوم نفسها،لما دائماً تتجاهل تلك الاحلام والرؤى التى تراها،وتحدث لاحقًا لما خالفت إحساسها وذهبت الى المشفى أولاً ولم تعود لدار العراب،ربما ما كانت خـ.ـطـ.ـفت هند طفلها ولا قامت بإيذاء جدتها بكل هذا الضرر،لكن هى بداخلها دائماً تخاف من تلك الرؤى وتحاول أن لا تمتثل لها خـ.ـو.فًا أن تتحقق وبالنهايه تتحقق رُغمًا عن إرادتها تعيش نفس شعور الآلم مرتين. 
وضعت سلسبيل يدها على صدرها قائله: 
قلبى حاسس بـ ناصر هو جعان وبيبكى محتاج لى. 
أقترب قماح من سلسبيل وقام بحـ.ـضـ.ـنها  صامتًا. 
بينما عاودت سلسبيل  الحديث: جدتى عامله أيه دلوقتي. 
رد قماح: كارم اتصل عليا من شويه وقال إن الجـ.ـر.ح اللى فى رأسها  مش كبير قوى، وإنها عالصبح  هتفوق، كانت غايبه عن الوعى بسبب فقد دm كتير وكمان بحُكم سنها مقدرتش تتحمل النـ.ـز.يف. 
ردت سلسبيل بآلم: ربنا يشفيها. 
ضم سلسبيل  قماح بين يديه 
لكن فجأه  شعرت سلسبيل بدوخه أغمضت عينيها، رأت يد تمتد على صغيرها  تلف حول  عُنقهُ، فتحت عينيها سريعاً  وتشبثت يديها بـ قماح الذى لم يلاحظ ذالك  . 
ــــــــــــــــــــــــــ.........
بالمشفى 
دخل كارم على والده الجالس مع هدايه بنفس الغرفه كانت ملامحه حزينه ومتهجمه.
فقال له:فى أيه مال وشك قالب كده ليه؟
رد كارم بحـ.ـز.ن:محمد أتصل عليا وقالى إن ماما توفت.
برغم من أفعال قدريه السيئه لكن شعر النبوى بالحـ.ـز.ن عليها وقال:الدوام لله وحده،روح لأخوك وخليك جانبه.
أومأ كارم رأسه قائلاً:ورباح مش لازم يكون معانا.
شعر النبوى بحـ.ـز.ن قائلاً:لأ مش لازم،إنت ومحمد تسدوا فى العزا.
تسأل كارم:هو رباح فين يا بابا من وقت ما رجعت مشفتوش،لسه ماشى وراء زهرت ومش عاوز يرجع للدار،طب دى ماما ولازم ياخد عزاها.
رد النبوى:قولت إنت ومحمد تسدوا،رباح عنده ظروفه.
رد كارم بتسأل وتهكم:وأيه هى الظروف اللى تمنعه ياخد عزا ماما،ده كان أكتر واحد فينا قريب منها.
رد النبوى بعصبيه بداخله يشعر بالنـ.ـد.م على تركه قريب من قدريه التى أفسدت عقله بأوهام دفع ثمنها:.كارم أنا مش قادر عالمناهده،روح لـ محمد خدوا عزا قدريه.
رآف كارم بوالده وغادر،بينما عاد النبوى يجلس على مقعد جوار فراش هدايه،ووضع رأسه فوق إحدى يدها،لا يعرف عقله لما كل تلك المصائب آتت مره واحده،آخرها إختطاف حفيده من قلب دارهُ.
فاق النبوى على حركة يد هدايه،رفع رأسه سريعًا ونظر لوجهها وتبسم حين رأها تُربش بأهدابها.قائلاً:
أمى أنتى فوقتى،كنت عارف إن الحجه هدايه قويه.
ردت هدايه بهمس:
ناصر.
رد النبوى بآسى:هيرجع بخير.
تنهدت هدايه بآلم قائله بتمنى وحـ.ـز.ن:يارب،أول مره أحس إنى ضعيفه كان النهارده،وهند بتاخد ناصر منى غـ.ـصـ.ـب عنى،مقدرتش أحميه منها.
فلاشــ باك.
دخلت إحدى الخادmـ.ـا.ت على هدايه قائله:
الحارس اللى عالبوابه بيقولى أقول لحضرتك إن الست هند واجفه عيند البوابه اللى بره وبتجول إن ليها خلاحات إهنه وچايه عشان تاخدهم من الشجه اللى كانت عايشه فيها مع قماح بيه جبل الطلاج.
تعجبت هدايه قائله:خليه يدخلها،يا بتى دار العراب عمرها ما قفلت باباها فى وش حد،خليها تدخل بس تجي لهنا الاول  قبل ما تطلع عالشجه.
إمتثلت الخادmه لها 
بعد لحظات دخلت هند الى غرفة هدايه،وقع بصرها على هدايه وهى تضع ناصر النائم على الفراش وقامت بتغطيته...زاد الغـ.ـيظ فى قلب هند،لكن مثلت الملائكيه الخادعه...لكن لم تخدع هدايه التى قالت لها:
خير يا هند جايه لدار العراب ليه دلوق.
ردت هند بكذب:فى ليا فى الشقه شوية هدوم وصيغه دهب.
تهكمت هدايه قائله:كدبتك مفقوسه يا هند،بلاها حركات فارغه،جولى لى چايه ليه من الآخر،قماح أتصل عليا وجالى إن براءة سلسبيل ظهرت،أطلعى من حياة قماح يا هند مبقاش ليكِ مكان فيها إنتِ متأكده من البدايه إن مكنش ليكِ مكان فى قلب قماح.
إغتاظت هند أكثر قائله بتهكم:قلب قماح كان ليا،بس حركات حفيدتك ومساعدتك ليها وكرهك ليا هما اللى لفتوا نظروا عنى من أول يوم دخلت فيه لهنا مكنتيش قبلانى ونفسك قماح يطـ.ـلقني عشان تجوزيه لحفيدتك وتسيطرى عليه تحت جناحك زى ولادك الاتنين.
ردت هدايه بتعجب:
بلاش يا بتى تعيشى الوهم جدامك لسه العمر،عيشى حياتك وإبعدى عنينا بشرك بيكفي،قماح بيحب مـ.ـر.اته وولده.
ردت هند بشر:ولده...ولده هو اللى رابط بينه وبين سلسبيل.
تعجبت هدايه قائله:بلاها تخاريف واوهام يا بتى،عيشى حياتك وبكره  تجولى إنى كان عيندى حق لما تقابلى اللى يسعدك ويرزجك منه بالخلف الصالح.
تهكمت هند بمراره قائله:الخلف الصالح،قماح طلقنى اساساً عشان كده،أنا مستحيل أخلف أمال أنا بقولك قماح بيحبنى ليه،بس هو كان عاوز يخلف .
تفاجئت هدايه،لكن فى نفس الوقت بكى الصغير.
نظرت هند له يتراقص لها الشيطان بخيالات هذا الصغير هو ما سيجعل قماح يلهث خلفها ويترك تلك المُتسلقه سلسبيل التى تتلاعب على أوتار قلبه به.
بينما بُكاء الصغير جعل هدايه تترك هند وتذهب الى الفراش من أجل إسكاته،لكن قبل أن تصل له كانت تشعر بضـ.ـر.به قويه على رأسها،جعلتها تشعر بدوخه 
وإستدارت لهند رأت الشر بعينيها وهى تنظر للصغير،قاومت ذالك ومدت يدها تأخذ الصغير وتستنجد بأحد من المنزل،لكن كان المنزل شبه فارغ والخدm بعيد عن محيط غرفتها،قامت هند بجذب الصغير وحمله،لكن هدايه حاولت أخذه،شعرت هند بضيق وقامت بضـ.ـر.ب هدايه ضـ.ـر.به أقوى على راسها بتلك القطعه الاثريه التى كانت بيدها،تسطحت هدايه تنزف من رأسها تشعر بآلم وإنسحاب تحاول الصُراخ لكن كان صوتها لا يخرج،إستسلمت غضبًا لتلك الغيمه،بينما هند حملت الصغير ببسمه حنونه وحاولت إسكاته الى أن هدأ قليلاً فكرت لن تستطيع الخروج به من الدار،وجدت صندوق خشبى متوسط  بالغرفه أخرجت محتوياته ووضعت الصغير به وأخذت الصندوق وتركت هدايه الغائبه عن الوعى وغادرت دون شك من حارس البوابه.
عادت هدايه وهى تشعر بتلك الدmـ.ـو.ع على يدها.
فاقت شبه كليًا قائله بحنان:
بتبكى يا ولدى.
رد النبوى:خـ.ـو.فت أخسرك يا أمى.
ردت هدايه:إنت مبجتش صغير يا ولدى،بجيت چد وعنديك حفيد ربنا يرچعه لحـ.ـضـ.ـن أمه من تانى والتانى جاى عالطريج.
رد النبوى:لو بجى عيندى مـ.ـيـ.ـت سنه هفضل مجتاچ لك،ترشـ.ـدينى للطريق.
تنهدت هدايه بآلم قائله:طول عمرك كنت قد المسئوليه يا ولدى كنت بحملك أكتر من طاجتك عمرك ما خيبت أملى فيك،كنت بستجوى بيك وأجول عيندى راچل شايل المسئوليه،وبميل عليك بزياده يمكن حتى أكتر من ناصر.
رد النبوى:
مكنتش بحس إن المسئوليه تقيله عليا أول مره أحس إنى ضعيف هو النهارده وانا راجع من عند رباح وكنت جاى ليكِ أستقوى بيكِ لما لقيتك عالأرض حسيت بالفزع والخـ.ـو.ف لأول مره.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إختفى ظلام تلك الليله وبدأ يوم جديد  
بشقة زهرت 
نهضت من النوم،تفكر فى وجود هند معها بالشقه،بالتأكيد قماح سيشك بوجود هند عندها،لو صدق ظنها وأتى لهنا ووجدها ربما يتهمها بالمشاركه فى خـ.ـطـ.ـف طفله إنتقامًا هو يكرهها كذالك عدm وجود رباح سيضعف موقفها الآن 
فكرت وفكرت،لتهدى لفكره لما لا،فرصه ستبعد هند عنها.
ذهبت زهرت الى المطبخ،تفاجئت بهند تقف تُعد بعض طعام الاطفال.
تحدثت لها قائله:بتعملى أيه يا هند؟
ردت هند: أنتى شايفه أيه،بعمل فطور للولد.
ردت زهرت:هند عندى ليكِ أقتراح،أنا متوقعه أنهم يفكروا أنك معايا هنا فى الشقه،أنا معايا مفتاح شقه فى منطقه تانيه،كان رباح واخده لينا قبل دى،وكانت بعيده عن العمار،سيبناها عشان كده.
رحبت هند قائله:فين الشقه دى،أوعى تكون فى مكان مهجور.
ردت زهرت بتسرع:لأ هى فى منطقه جديده،مش بعيده قوى عن هنا،أنا أستريحت هنا اكتر،وهناك أهدى من هنا،وتقدرى تفضلى الوقت اللى عاوزاه براحتك قبل السفر.
تنهدت هند قائله:فين الشقه دى؟
ردت زهرت عليها بمكان الشقه.
تبسمت هند قائله:تمام هاتى مفاتيح الشقه دى.
ردت زهرت بفرحه:ثوانى هجيبهم ليكِ.
بعد قليل عادت زهرت بمفاتيح الشقه 
وجدت هند تحمل الصغير النائم 
أعطت لها المفاتيح أخذتهم هند قائله بتحذير:زهرت أكتر شئ بكرهه هو الخيانه عارفه لو خونتينى مش هيكفينى عمرك.
ردت زهرت:بلاش تهديد فارغ يا هند انا لو عاوزه أخونك واعرف دار العراب مكانك مكنتش هستنى للدلوقتى،انا كمان ليا تار عند دار العراب ونفسى احرق قلبهم كفايه انهم مدوروش عليا عامله أيه.
ردت هند:طب أنا محتاجه فلوس،أنا ممعيش يكمل حتى تمن علبة لبن للولد،ومقدرش أسحب فلوس من أى مكان ممكن يعرفوفوا مكانى من مكان سحب الفلوس  .
ردت زهرت:أنا كمان المبلغ اللى معايا صغير،بس هجيبه ليكِ وانا هتصرف
بعد قليل أعطت زهرت لهند ذالك المبلغ المالى واخذت الطفل وغادرت 
تنهدت زهرت براحه،لكن نهضت سريعاً ودخلت لغرفة النوم فتحت صندوق الصاغه الخاص بها وجذبت أحدى القطع قائله:
هاخد الكوليه ده أروح ابيعه وبتمنه أصرف على نفسى على ما أشوف إخرتها مع دار العراب اللى مطنشنى،بس أعرف فين رباح وبعدها هعرفهم أنا مين،رباح مش هيصدق الكدب اللى قالتلى عليه قدريه،وكمان أنا حامل فى اللى هيخليه يخصع ليا.
أخذت زهرت تلك القطعه الذهبيه وذهبت الى أحد محلات الصاغه،ودخلت بها الى البائع قائله:
لو سمحت ممكن تتمن ليا الكوليه ده.
أخذ الصائغ العقد وأخذ يتمعن ويتفحص به ثم مد يدهُ لها به قائله:
الكوليه ده ميجبش أى تمن ده فالصوا... تقليد معمول بإتقان. 
...........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
بـعد الظهر 
بالنيابه 
وجه وكيل النيابه تهمة قــ,تــل قدريه لـ عطيات بعد ثبات أن وفاتها حدثت بالخـ.ـنـ.ـق 
تحدثت  عطيات  ببكاء  قائله: والله ما لمستها أنا بريئه؟ 
تحدث وكيل النيابه: 
التقرير  اللى قدامى بيقول إن المغدوره إتقــ,تــلت بالخـ.ـنـ.ـق بالأيدين وعلامـ.ـا.ت الايدين  على رقابتها صحيح مفيش بصمـ.ـا.ت بس دى مش صعبه عليكِ تخفيها.
ردت عطيات:هخفيها أزاى،أنا وهى عايشين زى الاغراب مبشوفهاش لا وهى داخله ولا وهى خارجه غير مره واحده فى اليوم بشوفها عالفطور،بنفطر سوا بس ، أنا لما غابت دخلت الاوضه لقيتها نايمه عالسرير  ناديت عليها مردتش عليا فكرتها تكون عيانه ولا حاجه، روحت أصحيها لقيتها نايمه متشـ.ـدده. 
قرأ وكيل  النيابه تقرير التشريح وقال: 
وقت الجريمه كان بعد العصر مباشرةً... يعنى ملاحظتيش غيابها  غير تانى يوم.
تنهدت عطيات قائله:ايوه يا بيه وعشان تصدق إنى بريئه انا أمبـ.ـارح لحد قرب المغرب كنت فى دار العراب مع الحجه هدايه،فى الوجت اللى بتجول إن عمتى قدريه إتخـ.ـنـ.ـقت فيه. 
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصوان عزاء 
وقف محمد وكارم وجوارهم نظيم يتقبلون عزاء الرجـ.ـال فى والداتهم...
كذالك بين النساء كانت تجلس سميحه وهمس المُنقبه 
سخرية القدر من كانت دائماً لديها كِبر وغطرسه وتريد الحكم والسيطرة مـ.ـا.تت قتيله،ولا يُعلم من القـ.ـا.تل.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل وقت 
توقفت هند بسيارتها أسفل تلك البنايه التى دلتها عليها
زهرت،نزلت من السياره وتركت الصغير بها،  ذهبت الى أحد محلات البقاله أبتاعت بعض المواد الغذائيه، ثم ذهبت الى أحد  الصيدليات وأتت ببعض الطلبات الخاصه  بالصغير تنظر حولها  بترقب، ثم عادت للسياره وأخذت الصغير وصعدت الى تلك الشقه التى قالت لها زهرت عليها. 
فتحت  باب الشقه بترقب منها وحذر  
دخلت الى الشقه وضعت تلك الطلبات  أرضاً،ونظرت بالشقه قائله:الغـ.ـبـ.ـيه زهرت فكرت إنى صدقت كدبتها أنا سبق وقولت لها انى شوفتها هى ونائل قريبن من هنا،أميد دى شقة الخطيئه بس ميهمنيش كل اللى يهمنى مكان أختفى فيه كام يوم،أشحتف قلب قماح وقتها هيعرف إن أنا اللى أستحق أكون مـ.ـر.اته مش الحقيره سلسبيل. 
فى نفس الوقت بكى ناصر حاولت هند   إسكات لقليل لكن   عاود البكاء مره أخرى،  فقالت له بمهادنه: 
خلينا  نرتاح شويه وبعدها هعملك الراضعه،لم يصمت الصغير،نظرت له هند قائله:
خلاص بطل زن هشوف المطبخ فين،و أحضرلك الراضعه. 
........... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب 
كان قماح يجلس بداخله  يغلى، كلما نظر الى وجه  سلسبيل ينتظر إنفجارها بأى وقت فى وجهه وإيلامه أنه السبب فى خـ.ـطـ.ـف هند لطفلهم. 
بينما سلسبيل إتخذت  الصمت تكتوى بصدرها كلما أتى لخيالها صغيرها لديها إحساس سيئ
لكن فجأه صدح رنين هاتف قماح.
إنخضت سلسبيل. 
بينما نظر قماح الى الهاتف سريعًا رد عليه 
ليسمع: 
الردار لقط إشاره من العربيه، فى منطقه جديده قريبه من حضرتك. 
رد قماح: 
قولى إسم المنطقه.
علم قماح  إسم المنطقه وخرج سريعًا، كانت خلفه سلسبيل. 
توقف قماح أمام سيارته، قالت سلسبيل  برجاء: 
خدنى معاك يا قماح، قلبى  حاسس  إن ابنى محتاجنى. 
رد قماح: سلسبيل  أنا مش عارف هلاقيه ولا لأ؟ 
ردت سلسبيل: أرجوك  يا قماح، خدنى معاك. 
وافق قماح  بإيماءه برأسه. 
بعد قليل بذالك المكان الذى دله عليه بالهاتف، ترجل قماح  من سيارته، ليجد بعض الرجـ.ـال فى إنتظارهُ أقترب منه أحدهم قائلاً:
ده المكان اللى الردار لقط الأشاره منه،ممكن العربيه تكون فى أى جراچ
جالت عين قماح بالمكان لاحظ وجود كاميرا على تلك الصيدليه القريبه من الطريق،فقال للمحقق الذى يساعده:
سألت فى أى مكان هنا،الصيدليه دى فى كاميرات عالباب خلينا نسأل فيها.
ذهب قماح الى الصيدليه مع المُحقق،الذى أخرج هاويته للصيدلى وطلب منه المساعده،فوافق مباشرةً.
فى ذالك الأثناء أستغيبت سلسبيل المنتظره بالسياره عودة قماح مع المُحقق،فنزلت من السياره وسارت بعض الخطوات،لتدهش قدmها على شئ لين،زاحت قدmها ولم تنظر لما دهست عليه  لكن سمعت رنين هاتفها،التى تركته بالسياره،عادت مره أخرى دهست نفس الشئ اللين،هذه المره نظرت له،ليُذهل عقلها،أنحنت سريعاً تلتقط ذالك الشئ،فى نفس الوقت عاد قماح 
أقتربت سلسبيل من قماح قائله:
قماح إبنى هنا،ده الحجاب اللى جدتى عملته له أنا كنت دائماً بشبكه فى هدومه الداخليه. 
رد قماح: سلسبيل فعلاً  إحتمال كبير  نكون  وصلنا لمكان هند، هند كانت  فى الصيدليه  من شويه بتشترى مستلزمـ.ـا.ت  لطفل رضيع بس ناصر مكنش معاها.
للحظه أختل توازن سلسبيل وكادت تقع لولا أن أسندها قماح سريعاً،أغمضت عينيها،رأت هند تضع على رقبة صغيرها سكين،إرتجفت وعاودت فتح عينيها قائله:.هند هتأذى أبنى.
رد قماح:سلسبيل إهدى،مستحيل هند تأذى ناصر متأكد.
ردت سلسبيل التى تشعر بحرقة قلب:ياريت متأذهوش،بس المكان هنا كبير هنعرف هند فين؟
رد المحقق الذى آتى:
كاميرا السوبر ماركت رصدت دخول الخاطفه بعربيتها فى جراچ العماره دى...بس طبعاً منعرفش هى ساكنه فى أى شقه،خلونا نسأل البواب يمكن يدلنا على رقم الشقه.
بالفعل بعد قليل 
أمام الشقه التى بها هند 
وقف بواب العماره يرن جرس الشقه.
إرتبكت هند واتت بسكين من المطبخ ووقفت خلف باب الشقه،
تسمع لمن يقول:
أنا بواب العماره يا ست هانم،حضرتك وقع منك بعض الطلبات اللى كنتى چيباهم وأنا جيبتهم ليكِ أفتحى خديهم.
نظرت هند لتلك الأكياس الموضوعه خلف باب الشقه بالفعل هنالك كيس ناقص،فتحت الباب بمواربه ومدت يدها له قائله بحذر:
هات الكيس.
مد البواب يدهُ،لكن تفاجئت هند حين قام أحد بدفع الباب قويًا،لترتد للخلف ويُفتح الباب بأكمله.
صُعقت هند وهى ترى امامها قماح وخلفه سلسبيل ومعهم  آخر غير البواب، ذهبت سريعًا وحملت  ذالك الصغير الذى إنسرع بين يديها يبكى لم تهتم لذالك .
ووضعت السكين على عُنقه قائله بتهديد، خطوه واحده من أى حد هد.بـ.ـحه وأحسر قلبكم عليه، زى ما حسرتوا قلبى قبل كده وبالذات إنتى يا سلسبيل، قماح فضلك عليا بسببه، ونكر حبه ليا. 
تحدثت سلسبيل بتوسل: 
هند مش ناصر هو اللى السبب فى إن قماح ينكر حبه ليكِ، أنا السبب أنا اللى بتلاعب بمشاعر قماح فاكره لما قولتلى إنى بستمتع بلفت نظر قماح بسكوتى قدامه وتجنبى له،أنا فعلاً كنت بعمل ده عن قصد،أنا اللى بينك وبين قماح مش ناصر،أنا اللى لو أختفيت من قدام قماح،هيرجعلك...
أقــ,تــلينى أنا.
كانت سلسبيل تتحدث وهى تسير نحو هند 
التى تبسمت وهى تنظر لقماح قائله: 
أهو سمعت بنفسك سبق وقولت لك نفس الكلام  أهى بتعترف بنفسها. 
ردت سلسبيل: انا فعلاً  عمرى ما حبيت  قماح كنت بلعب  وواخداه تحدى عشان أخـ.ـطـ.ـفه منك.
نظر قماح لـ سلسبيل بتعجب.
بينما أقتربت سلسبيل من هند لم يعد سوا خطوه،لاحظت هند أقتراب سلسبيل منها ثبتت السكين على عنق الصغير قائله بتهديد:إرجعى يا سلسبيل بدل ما أقــ,تــله؟
ردت سلسبيل بتوسل وإقناع:
قولتلك مش ناصر اللى بينك وبين قماح،أدى ناصر لـ قماح واقــ,تــلينى انا وقتها مش هيبقى حد بينكم وهيرجعك له تانى.
نظرت هند نحو قماح الذى أقترب هو الآخر،تبسمت له فتبسم هو الآخر،بعدت هند السكين عن عنق الصغير ومدت يدها به نحو قماح،لكن سبقت سلسبيل وخـ.ـطـ.ـفت من يدها الصغير،لكن تسرعت هند وقامت بمحاولة طعن تلقاها قماح.
.............ــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام المشفى 
صعدت هدى الى السياره 
لم تنتبه لـ نظيم الذى خرج هو الأخر  من المشفى 
خلفها بعد مشاده كلاميه حدثت بينهم قبل قليل 
سار السائق بالسياره،سريعًا قبل أن يصل نظيم اليهم،قرر نظيم الصعود لسيارته وتعقب سياره هدى،حاسمًا أمرهُ اليوم سيضع كل النقاط بمكانها.
أثناء سير السياره بالطريق إتخذت طريق آخر جانبى لا يؤدى الى دار العراب،طريق ترابى ثم طريق غير ممهد 
تعجب نظيم من ذالك وسار خلف السياره التى لم ينتبه سائقها لم يتعقبهُ
ليفاجئ بالسياره توقفت أمام أحد الأماكن النائيه،ورأى ما ذهل عقله هدى تترجل من تلك السياره وتسير مع السائق تدخل الى ذالك المكان بإرادتها.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ محل الصاغه. 
صاحت هند قائله بعدm تصديق: 
إنت كـ.ـد.اب الكوليه ده دهب أصلى حتى مطعم بفصوص ألماظ. 
رد الصائغ: 
لو سمحتى يا مدام بلاش تعلى صوتك فى المحل عشان الزباين، قدامك محلات الصاغه كتير تقدرى تسألى فيها، بس متأكد إن الكوليه ده تقليد مُتقن والفصوص اللى فيه دى مش ألماظ دى أحجار صناعيه ملونه،زى الإزاز كده.
ذُهل عقل زهرت وغادرت محل الصائغ تحسم أمرها عليها أن تتأكد من بقية تلك المصوغات التى بحوزتها وآتى بها ذالك الحقير نائل ...
عادت الى الشقه آتت بذالك الصندوق وعادت لمحل الذهب
وضعت أمامه علبة الصيغه قائله:
عاوزاك تتأكد تانى،وشوفلى كمان اللى فى بقية العلبه دى.
تنهد الصائغ قائلاً:تحت أمرك 
فحص الصائغ المصوغات الموجوده فى العلبه،الى أن إنتهى من آخر قطعه قائلاً:
للآسف كل اللى فى العلبه دى مش دهب،ده  مشغولات فالصوا،زى ما قولت لحضرتك تقليد مُتقن.
ذُهل عقل زهرت قائله:بس الكوليه والمصوغات  اللى فى العلبه كمان  ، اللى أشتراها ليا كان بيشتريها  من محلكم حتى معايا العلب اللى كان بيجبها  فيها..
أخرجت زهرت إحدى العلب القطيفه ووضعتها أمام الصائغ،
فـ قال بود:
يا مدام عادى إحنا اوقات كتير بينطلب مننا علب دهب كنوع من الهدايا مع الشبكات او حتى كنوع من الدعايه لينا... 
وبعدين مين اللى كان بيشترى ليك الأطقم دى، زوج حضرتك . 
ردت زهرت: لأ. 
تنبه الصائغ قائلاً: أمال مين ده أكيد واحد نصاب بلغى عنه...
قال الصائغ هذا ونظر  لـ زهرت بدونيه وأتهمها:
ولا تكون دى لعبه وجايه تنصبى علينا هنا فى المحل،وتسوئ سمعة المحل،أنا ممكن أطلبلك البوليس فورًا. 
نظرت زهرت للصائغ برعـ.ـب ثم لمت تلك المضوعات المُزيفه ووضعتها بالعلبه قائله لنفسها: 
إزاى الحقير ده قدر يضحك عليا، كان يستحق القــ,تــل والتقطيع من جتتهُ. 
بينما تعجب الصائغ من جمعها لتلك المصوغات بعد ان علمت أنها مزيفه ولم ترد عليه وأخذت العلبه وغادرت  سريعًا، أيقن أنها ربما كاذبه وكانت تود النصب عليه.. 
بينما
غادرت زهرت المحل برجفه أن يطلب لها الصائغ البوليس كما قال لم تنتبه لذالك المُشرد الذى يتعقبها بعد أن زاغ بصره على ذالك الصندوق التى خرجت به ظنًا منه أنه كنز بالنسبه له.
بينما أجزمت زهرت  لو أن  أمامها نائل الآن لن يكفيها طعنهُ آلاف الطعنات، سارت بالشوارع دون شعور منها الى أن شعرت بالجوع،دخلت الى أحد محلات الطعام الصغيره،طلبت بعض الطعام، وضعت علبة المصوغات على طاوله وجلست تنظر لها بحسره كبيره، لكن لمع فى عقلها فكرة أن تذهب الى والداتها كى تُزكيها لدى هدايه وتطلب منها العوده لـ دار العراب، لكن سريعًا تذكرت خـ.ـنـ.ـقها لعمتها، وقول عمتها عن انها السبب بإدmان رباح
رباح! 
أين هو، هو الوحيد القادر على إنتشالها الآن من ذالك المأزق،
تحدثت زهرت لنفسها:لو بس أعرف هو فين متأكده أنه هيصدقنى، ويرجعنى تانى دار  العراب، حتى لو غـ.ـصـ.ـب عنهم زى قبل كده والمره دى هيبقى سهل أدخل  وسطهم بالجنين اللى فى بطنى لازم أحافظ عليه هو دلوقتي فرصتى إن أرجع غـ.ـصـ.ـب عنهم... بس أنا دلوقتي  محتاجه  مصاريف الغـ.ـبـ.ـيه هند خدت كل الفلوس اللى كانت فاضله معايا، كانت غلطتى إنى بدل ما كنت الفلوس أحطها بإسمى فى أى بنك كنت بقول الدهب أفضل، ضحك عليا الحقير نائل وكان بيجيلى  دهب مغشوش، مفيش قدامى  طريق غير ماما أهو أطلب منها  مبلغ أمشى بيه نفسى لحد ما رباح يظهر....
 قامت زهرت بالاتصال على هاتف والداتها لكن يعطى خارج التغطيه. 
زفرت زهرت نفسها بغضب وحاولت الاتصال على حماد، يعطى رنين لكن لا رد. 
تضايقت زهرت ووضعت الهاتف امامها على الطاوله تشعر ببؤس إزداد حين 
وضع النادل أمامها ذالك الطعام البسيط، نظرت له بإشمىزاز لكن هى جائعه وما معها من مال لا يكفى الأ لذالك الطعام، إمتثلت لنداء معدتها وإلتهمت ذالك الطعام  الذى لا طعم له فى حلقها لكن سد جوعها، كى تستطيع السير والعوده الى شقتها. 
......... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى 
إنتهى الطبيب من تضميد جـ.ـر.ح بعضد يد قماح، ثم ترك الممرضه تقوم بلف لصق طبى عليه، فى ذالك الأثناء 
قال الطبيب: 
ممنوع تقرب ميه من الجـ.ـر.ح، لآنه جـ.ـر.ح كبير موصل للعضمه... هكتبلك نوع مُسكن تأخده غير مضاد حيوى وتقدر تجى للمستشفى  كل يوم تغير عالجـ.ـر.ح مالوش لازمه وجودك هنا. 
أخذ قماح الورقة الذى دون بها  الطبيب العلاج  قائلاً: تمام متشكر يا دكتور.
خرج الطبيب خلفه الممرضه،بينما ظل قماح جالسًا،لا يشعر بآلم  بسبب بعض المُسكنات لكن يشعر بآلم بصدرهُ وهو يتذكر  قبل دقائق كان من السهل أن يخسر طفله أو  سلسبيل 
بـــــ[العوده بالزمن] 
حين مدت هند يدها بالصغير لـ قماح تغلب على سلسبيل شعور الأمومه خـ.ـطـ.ـفت ناصر سريعًا تضمه حتى لو لآخر مره بعمرها،لكن إرتبكت هند فى ذالك الوقت كانت عادت سلسبيل للخلف،توحشت عين هند وهى ترى سلسبيل هى من أخذت الطفل فأقتربت منها بالسكين تود طعن أحدهما،سلسبيل او حتى الطفل المهم ان تتشفى وتنال الانتقام من سلسبيل،لكن فى نفس اللحظه تدخل قماح وأخذ الطعنه بعضد يدهُ،إنهارت هند حين رأت قماح ينزف وألقت السكين قائله بلهفه: 
قماح  حبيبى مكنش قصدى. 
إبتعد قماح عن هند قائلاً: 
قصدك ولا مش قصدك إبعدى عن حياتى  يا هند سبق واعتذرت لك.
ردت هند بهستريا:لأ مقدرش أبعد عنك يا قماح ولا عن الولد،سلسبيل هى اللى لازم تبعد عن حياتنا نهائى.
قالت هند هذا وإنحنت تمسك السكين مره أخرى وحاولت التهجم على سلسبيل  لكن أسرع المُحقق  قيد يديها ووضعهم خلفها وقام بوضع الأصفاد فى يديها، ليُلقى القبض عليها وهى تهزى وتسب وتلعن فى سلسبيل. 
[عوده] 
عاد قماح من تلك الذكرى على صوت فتح باب الغرفه، نظر أمامه رأى سلسبيل تدخل تحمل صغيرهم سُرعان ما تبسمت له قائله: 
جدتى قالتلى لازم ترجعى ومعاكِ قماح مش هطمن عليه غير لما أشوفه بعنيا. 
نهض قماح  واقفًا ثم سار نحو  سلسبيل  التى أخفضت وجهها  بحرج حين أقترب منها وأصبح أمامها.
رفع قماح وجه سلسبيل قائلاً:طب ليه حاطه وشك فى الأرض...إرفعى عينكِ فى عينى وانتى بتتكلمى مش معقول حفيدة الحجه هدايه تحط وشها فى الأرض قدام جوزها...فين سلسبيل اللى كانت نِد ليا.
رفعت سلسبيل وجهها قائله:
أنا عمرى ما كنت نِد ليك يا قماح وإنت عارف إن سلمت لك من أول يوم إتقفل علينا باب واحد،بس بصراحه خـ.ـو.فت تصدق  الكلام اللى قولته،إنى كنت بتلاعب بيك.
ضحك قماح قائلاً بمكر:بصراحه صدقت.
نظرت سلسبيل لـ قماح قائله بتبرير:والله مش صحيح أنا كنت بقول كده بحاول أشغلها عشان متأذيش ناصر.
تلاعب قماح ببراءة سلسبيل قائلاً:وأيه يثبتلى إنك الكلام اللى قولتيه ده مش صح؟
ردت سلسبيل بسذاجه:قولى أيه اللى يثبتلك وأنا مستعده أعمله.
جذب قماح سلسبيل من خصرها عليه ونظر لشفاها قائلاً:
بوسينى  وأنا أصدق إن مكنش قصدك الكلام ده.
إحمر وجه سلسبيل قائله بتعلثم:قماح إحنا فى المستشفى  وممكن أى حد يفتح الباب يدخل علينا.
نظر قماح لخجل سلسبيل وقال:
طالما مش عاوزه تبوسينى أنتِ أبوسك أنا.
أنهى قماح قوله وجذب سلسبيل يلتقم شفاها فى قُبلات شغوفه،لم تستطيع سلسبيل الا الأستمتاع بتلك القُبلات،لكن قطع سيل تلك القُبلات،فتح باب الغرفه،إبتعدت سلسبيل عن قماح سريعاً ونظرت لصغيرها تُدارى خزوها،بينما شعر النبوى بالحرج لكن تبسم و قال:
الحجه هدايه قالتلى سلسبيل راحت وغابت جوم،ومترجعليش غير بـ قماح عاوزه أشوفه واطمن عليه...مش مصدقه سلسبيل لما قالت لها إنك بخير بس جـ.ـر.ح اللى فى إيدك.
إبتسم قماح قائلاً:تمام خلينا نروح لها أنا كمان عاوز أطمن عليها.
بعد دقائق:
دخل النبوى الى غرفة هدايه قائلاً:
جبتلك قماح أهو عشان تطمنى بنفسك عليه.
تبسم قماح وذهب الى الفراش وإنحنى على يد هدايه يُقبلها...تبسمت له هدايه بحنان قائله: 
تنك زين يا ولدى،مبـ.ـارك إن ربنا رد لكم ولدكم ربنا يبـ.ـاركلكم بحياتكم.
رد قماح:ويبـ.ـارك لينا فيكى يا جدتى.
تبسمت النبوى بحنان وهو يأخذ ناصر من يدي سلسبيل التى أشاحت بصرها عنه تشعر بخزو،أخذ ناصر وجلس على الفراش جوار هدايه قائلاً:وادى ناصر بيه العراب اللى رعـ.ـب قلوب الكل عليه...أنا بقول آن الآوان بقى إن سلسبيل تخاويه عشان ميبقاش دلوع أكتر من إكده.
تبسمت هدايه بإيماءه موافقه،بينما قال قماح:والله قولت كده قبلك يا بابا،حتى إسأل سلسبيل.
خجلت سلسبيل أن ترد،تبسم النبوى وهو يرى خجل سلسبيل،هذا الخجل الذى كاد أن يُفرق بينها وبين قماح حين كان يعتقد أن تجنبها له  كان نفورًا منه،سلسبيل ورثت قوة ورجاحة عقل هدايه لكن لديها خجل زائد مع الوقت فهمها قماح وتعامل مع ذالك الخجل.
صدح هاتف النبوى، نظر الى شاشته وقال: 
ده من كارم، هرد عليه. 
نظر النبوى ناخية هدايه قائلاً: الحجه هدايه الحمد لله، المهم وأخوك محمد عامل أيه؟ 
رد كارم: محمد مذهول، وانا كمان مش بس مذهول أنا متأثر جداً، بحمد ربنا إنى آخر مره كلمتها  من يومين  ردت عليا، صحيح كانت مكالمه مختصره بس سمعت صوتها أنا كنت ناوى أزورها النهارده...حتى همس هنا فى عزا الحريم. 
رد النبوى: كل شئ قدر البقاء لله، خليك  جنب أخوك لنهاية العزا. 
أغلق  النبوى الهاتف، نظرت له سلسبيل قائله: عزا مين يا عمى؟ 
رد النبوى  بتأثر بسيط: قدريه إتوفت. 
تعجبت سلسبيل قائله: إمتى؟ 
رد النبوى: النهارده، ومحمد وكارم بياخدوا عزاها، وهمس كمان لما عرفت راحت تاخد العزا مع سميحه. 
حـ.ـز.نت هدايه قائله: إنا لله وإنا إليه راجعون. 
تحدثت سلسبيل وهى تنظر الى قماح: البقاء لله، أنا كمان لازم أروح  أعزى، عشان خاطر ولاد عمى. 
أماء قماح قائلاً: خلينا نرجع دار العراب نغير هدومنا ونروخ نعزى سوا. 
أمائت سلسبيل  برأسها وذهبت لجدتها  وإنحنت تقبل يدها قائله: ربنا يخليكي لينا يا جدتى. 
مسدت هدايه على ظهر سلسبيل  وأمائت لها بمحبه وإمتنان. 
غادرت سلسبيل  ومعها قماح، نظرت هدايه  لـ النبوى قائله: 
سلسبيل غيرت قماح كتير فى فتره صغيره. 
رد النبوى: قماح فهم وعرف إن سلسبيل كانت خجوله مش كارهاه، والفضل يرجع ليكِ لما واجهتيه وقولتى له مفتاح شخصية سلسبيل وعرف الفرق بين الخجل والنفور  وأتعامل مع خجلها وعرف إنه مكنش نفور منها له. 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل 
بعزاء قدريه 
مد قماح يدهُ لـ كارم ثم محمد وقام بتعزيتهم، ثم وقف جوارهم يتلقى هو الآخر معهم عزاء والداتهم يشـ.ـد من أذرهم. 
بين النساء جلست سلسبيل  جوار سميحه وهمس التى كانت مُنقبه ليس خـ.ـو.فًا من أن يعرفها أحد لكن حفاظًا على  حُرمة مـ.ـو.ت  قدريه، فبدل أن تقوم النساء بالتعزيه سيريدون معرفة كيف أنها مازالت حيه. 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
قبل لحظات من ترك هدى للمشفى.
خرجت من غرفة والداتها،خرج خلفها نظيم نادى عليها 
وقفت له:
تحدث بود:هدايه أنا عارف الظروف اللى بتمروا بيها الايام دى، وأنك مش قادره تروحى الجامعه حتى السكاشن العملى مش بتحضريها  بعرض عليكِ أساعدك فى أى شئ مش فهماه.
فكرت هدى فى عرض نظيم قائله:
بصراحه مواد الجامعه مش صعبه عليا،بس فى مشكله فى الابتوب بتاع حماد بصراحه كنت مكسوفه أطلب منك تساعدنى فيها.
شعر نظيم بالغِيره قائلاً:أيه اللى على الابتوب بتاع حماد وعاوزه ت عـ.ـر.فيه،ليه شاغل بالك قوى كده.
ردت هدي:هيكون أيه ده ملف عادى،وانت اللى عرضت المساعده،بس تقدر تعتذر.
رد نظيم:هدى أنا ملاحظ إنك مهتمه زياده ليه بـ حماد،يمكن معجبه بيه والملف اللى عاوزه تفتحيه فيه أسراره الشخصيه.
ردت هدى بعصبيه:أنا غلطانه إنى طلبت مساعدتك بس إنت اللى عرضت فى البدايه،وأسرار حماد أيه الشخصيه اللى هيبقى عندى فضول أعرفها  أنت غلطان.
رد نظيم:وأيه الصح،حماد إبن عمتك وعالدوام بشوفه قريب منك وإنتِ بتبقى مبسوطه بنظرات الأعجاب اللى بتنط من عنيه.
تضايقت هدى قائله: وإنت مالك ببقى مبسوطه بنظرات أعجاب حماد أو لأ...تفرق معاك فى أيه  
رد نظيم بضيق: هدايه بلاش  تفهمينى غلط هتفرق معايا نظرات حماد  فى أيه، انا قصدى أحذرك لانك بالنسبه لى... 
توقف نظيم عن البوح 
بينما أرادت هدايه منه الاعتراف فقالت له:  بالنسبه لك أيه 
كمل كلامك. 
رد نظيم: أنتى بـ.ـنت عم جوز أختى،و بالنسبه  ليا زى سميحه أختى. 
نظرت هدى لـ نظيم بخيبة أمل قائله: 
بس أنا مش أختك  يا نظيم....ولا إنت بالنسبه ليا زى ولاد عمى،وبعد كده ياريت تلتزم بحدود معايا.   
قالت هدى هذا وتركت نظيم يقف نادmًا، يشعر بغصه فى قلبه لما لم يقول لها أنها تهمه لآن قلبه يدق لها، وأنه يشعر بغيره حين يرى ذالك الوغد يتودد لها... لكن لن يستلسم ليحدث ما يحدث بعد ذالك 
خرج سريعًا كى يلحق بهدى، لكن كانت قد سارت بالسياره... فقرر تعقبها والبوح لها ووضع النقاط معها على الأحرف، إن كان لديها القبول بالتخلى عن ثراء عائلة العراب والعيش معه بمنزل والداته وبناء حياتهم معاً لن يضيع وقت. 
بينما بالسياره تدmعت عين هدى، لما لم يشعر نظيم  بها، واتهمها بأنها معجبه بذالك الحقير الذى تكره فقط النظر اليه، تعلم نواياها الدنيئه يريد ثراء واسم عائله العراب، لا تفرق هى معه... ازالت هدى تلك الدmعه التى علقت بين اهدابها، 
تعجبت    حين شعرت بآكثر من مطب بالطريق، نظرت خارج زجاج السياره، تعجبت ليس هذا طريق المنزل 
فتحدثت للسائق بتنبيه : أيه الطريق ده، انت غلطت فى الطريق ولا أيه؟ 
رد السائق:لأ هو ده الطريق،يا حلوه.
تعجبت هدى من طريقة رد السائق وقبل أن تتحدث إستدار لها وقام برش رذاذ على وجهها جعلها تصمت،بينما هو نظر لها بظفر قائلاً:
أنتِ حلوه قوي يا موزه بصراحه الريس ذوقه حلو كل مره واحده أحلى من التانيه.
بعد قليل وصل السائق الى المكان المتفق عليه ترجل من السياره  ثم فتح الباب الآخر ومد يدهُ لـ هدى قائلاً  بغمزة وقاحه: 
يلا انزلى  يا حلوه وصلنا. 
طاوعته هدى ونزلت من السياره يسحبها من يدها تسير لجواره من يراها يتأكد أنها تسير بإرادتها معه لكن بالحقيقه عقلها يرفض وعينيها تتجول بكل مكان بحثًا عن مُنقذ
بالفعل ها هو المُنقذ
ترجل نظيم من السياره وجرى سريعًا قبل وصول ذالك السائق وهدى الى ذالك المخزن،نادى نظيم:
هدايه.
وتوقفت هدى وإلتفتت إليه  شعرت بنجده لها 
نظرت  لـ نظيم كأن عينيها تستغيث به،فهى تشعر  أنها تسير  مسلوبة الاراده. 
إقترب نظيم من مكان وقوف هدى سريعًا ينظر للسائق قائلاً:  أنت ماسك إيدها كده ليه،أنت مين؟ 
رد السائق ببجاحه: أنت اللى مين؟ 
رد نظيم ولم يعد يفصله عن هدى سوا خطوات:  أنا خطيب الأنسه اللى إنت ماسك إيدها... إبعد إيدك عنها...إنت كـ.ـد.اب أنا عارف كل السواقين اللى بيشتغلوا فى دار العراب. 
إرتعب السائق وترك يد هدى وكاد يهرب لولا أن لكمهُ نظيم بقوه ليسقط على الارض،حاول النهوض سريعًا لكن نظيم باغته بضـ.ـر.بات كثيره  وأفقده القدره على الهرب حتى أن بعض الماره بالمكان حاولوا الفصل بين نظيم والمجرم لكن قال نظيم لهم أنه سارق، فآتى أحد الماره بحبل وقيدوه بإحكام، ووضعوه بحقيبة سيارة نظيم. 
نظيم الذى عاد ينظر لـ هدى بإندهاش هى لا تُعطى أى ردة فعل، ظلت واقفه مكانها من البدايه للنهايه، حتى أنها لا تتحدث، عينيها تتحرك  فقط.
مد نظيم يدهُ لـ هدى نظرت ليدهُ الممدوده،لا تعرف كيف تحركت يدها ومدتها له،لتسير جوارهُ تشعر بالآمان.
بعد بقليل بأحد المخازن التابعه لـ عائلة العراب. 
نهض ناصر واقفًا ينظر الى هدى التى دخلت تسير جوار نظيم، تلهف سريعًا وقطع الخطوات وجذب هدى يحتضنها بقوه بين يديه ثم نظر لـ نظيم قائلاً  : متشكر يا نظيم إنت أنقذت بـ.ـنتى، جمايلك زادت عندى. 
رد نظيم: سبق وقولت لك مفيش بينا جمايل يا عم ناصر، المجرم فى شنطة العربيه، أنا رأيى  قبل ما تسلمه للشرطه  اعرف منه مين اللى سلطهُ، لأنه  بالتأكيد هينكر ويحاول يوالس على اللى أمرهُ  حضرتك لما أتصلت عليك وقولتلك إنى شوفت العربيه بتدخل طريق تانى جانبى غير الطريق اللى بيودى لـ دار العراب، بس حضرتك بعد شويه أتصلت عليا وقولتلى إن السواق جالك الأوضه وفكر إن حد تانى أخد العربيه،ففضلت وراها،وزى ما توقعت إن ده شخص حقير وله غرض دنيئ.
نظر ناصر لـ هدى التى جلست على أحد المقاعد لا تُعطى أى رد فعل،قائلاً:فعلاً كان له غرض دنيئ وربنا ستر،انا ليا حساب مع  الحـ.ـيو.ان ده.
بعد قليل،صرخ ذالك المجرم من قسوة الضـ.ـر.ب...فقال له ناصر:إعترف وريح نفسك لأنى مش ناوى أخلى الرجـ.ـاله يبطلوا فيك ضـ.ـر.ب،قولى مين اللى باعتك وكان غرضه أيه؟
صمت المجرم،لكن نظر ناصر لأحد الرجـ.ـال أن يعاود ضـ.ـر.به،فصرخ بترجى:هعترف...أنا كان كل مهمتى أخد الحلوه،
توقف المجرم حين شعر بصفعه قويه من نظيم 
يعقبها نظرة تحذير.
فقال:قصدى آخد  الابله المخزن لـ حماد بيه.
صاعقه قويه نزلت على ناصر كأنه لم يعد يسمع  بعدها فقد السمع للحظات، أو ربما أراد فقد السمع بالفعل فى هذه اللحظه. 
بينما نظيم توجه الى مكان جلوس هدى التى بدأت تعود لرُشـ.ـدها وتبكى، نظر لها قائلاً: 
هدايه... 
هزت رأسها 
تنهد نظيم براحه قائلاً: أخيراً. 
بينما ضم ناصر هدى بحنان، كم كان نظيم يود أن يحتضنها هو الآخر، وربما هى الأخرى كانت تريد ذالك لكن يكفيها الآن حـ.ـضـ.ـن ناصر الذى أعاد لها الآمان. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمخزن 
الجحود يصرُخ
صرخ حماد من قسوة ما يشعر به من آلم بعد أن قام بعض الرجـ.ـال بضـ.ـر.به بقوه وقاموا بتقيدهُ 
فبعد أن كان ينتظر أن يأتى له المجرم بـ هدى ويتنعم بها ،فوجئ بدخول بعض الرجـ.ـال الأشـ.ـداء عليه المخزن وقاموا بضـ.ـر.به وتقيدهُ دون سبب هكذا يظن وهو يتوسل لهم،الى أن دخل أحدًا عليهم يقول:
واضح الرجـ.ـاله قاموا معاك بالواجب يا خسيس.
نظر حماد بهلع قائلاً:الحاج رجب السنهورى.
صفعه قويه من  رجب لـ حماد تكاد أذنه تصم بعدها وهو يسمع رجب المتهجم: 
خـ.ـا.ين وخسيس،غبائك صورلك   إنى مش هعرف إن إنت اللى سرقت البضاعه من السرداب،بس الكاميرات كشفتك. 
رد حماد بهلع وكذب: 
والله ما كان غرضى السرقه يا حاج رجب، أنا خـ.ـو.فت إن حد من الرجـ.ـاله يطمع، وقولت أحتفظ بالبضاعه عندى فى مكان آمن لحد ما تعدى أزمة مـ.ـو.ت المرحوم نائل، إنت عارف إنى أنا ونائل كنا أصحاب، لأ أصحاب أيه كنا زى الأخوات وأنا كذا مره ساعدته وهـ.ـر.بت البضاعه فى قلب بضايع العراب.
صفعه رجب بقسوه قائلاً:عشان كده متأكد إنك خـ.ـا.ين يا حماد اللى يعض الايد اللى تتمد له يبقى خـ.ـا.ين،وعقـ.ـا.بك هتاخده... بس الاول هتقولى فين البضاعه اللى إنت سرقتها. 
بهلع  رد حماد: 
البضاعه هنا فى الهنجر ده، ده المكان اللى كنت أنا ونائل بـ.ـنتقابل فيه دايمًا بعيد عن العيون. 
نظر رجب الى المكان  قائلاً: شكلك كنت بتجهز لحاجه مهمه النهارده، بس متخافش رجـ.ـالتى هيقوموا معاك بالواجب 
أشار رجب للرجـ.ـال بمعاودة ضـ.ـر.به قائلاً:
عاوز أسمعه بيصـ.ـر.خ زى النسوان.
لكن لسوء الحظ 
سمعوا صوت خبط قوى على الهنجر ثم دخول مفاجئ للشرطه.
عنصر المفاجأة ألجم الجميع،مما سهل على الشرطه التعامل مع هؤلاء الاوغاد والقبض عليهم،وما كان سوا هذا بالنسبه لـ حماد سوا رحمه أرسلت له لا يستحقها.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بـ دار العراب 
بشقة محمد 
تسطح فوق الفراش يُغمض عيناه يشعر بآلم جَم بصدره وهو يعود لخيالهُ صورة والداته،وهى نائمه فوق الفراش،حين دخل عليها بالطبيب.
فتح عيناه حين شعر بيد سميحه تضعها على صدره ثم قولها:
محمد إنت هتنام بهدومك.
نظر محمد لـ سميحه كثيراً بصمت.
تعجبت سميحه قائله:بتبص لى كده ليه،زعلان منى عشان مقولتش لك عالموبايل  إن حمـ.ـا.تى مـ.ـا.تت والله خـ.ـو.فت عليك من الصدmه.
رغم حُزن قلب محمد لكن جذب سميحه لصدرهُ يضمها وقبل رأسها قائلاً:
مستحيل أزعل منك يا سميحه أنتى عملتى الصح،يمكن لو كنتي قولتيلي ان ماما مـ.ـا.تت مكنتش هجيب معايا الدكتور يكشف عليها ويكشف الجريمه اللى حصلت لها 
رغم تعجب سميحه لكن قالت:ومين اللى هيكون قــ,تــلها وجاله قلب إزاى يقــ,تــلها،أنا أما بد.بـ.ـح فرخه بزعل عليها وهى بتفرفر قدامى....بس عرفت إن عمتك طلعت براءه،مين اللى هيكون عمل كده.
رد محمد:مش عارف،حاسس إنى فى كابوس،ماما صحيح طول عمرها كانت مديه إهتمامها لـ رباح أكتر منى أنا وكارم،مستعجب كمان فين رباح وإزاى محضرش عزا ماما،قماح جه حضر العزا ووقف معانا رغم إن ماما عمرها ما قبلته.
ردت سميحه:غريبه فعلاً عدm حضور رباح لعزا مامتك،يمكن تكون زهرت السبب.
تنهد محمد قائلاً:زهرت وماما هما سبب قسوة رباح،خايف على رباح يدفع التمن زى ماما...لما عاشت بعيد عن دار العراب إتقــ,تــلت.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان قريب من الشقه التى تعيش فيها زهرت 
كانت تسير على قدmيها تحمل بين يديها علبة المصوغات المُقلده،تشعر بإنهاك من كثرة السير 
تسير غير منتبه لذالك المُتعقب لها الذى ينتظر فرصه ويقتنص منها تلك العلبه التى بين يديها يعتقد أنها صيد ثمين سيظفر به 
بالفعل بعطفة  مُظلمه له بالطريق كان هنالك فرصه سانحه له حين تهجم عليها مباغته وقام بدفعها بقوه كبيره نحو أحد الحوائط،خبطت فيها ثم إرتدت  تسقط على الأرض،أخذ ذالك الصندوق منها سريعًا وهرب تركها تصرخ،وهى  مُلقاه أرضًا تشعر بآلم كبير،وضعت يدها على بطنها وحاولت النهوض،حين إجتمع بعض الماره حولها منهم من رأى ذالك اللص وهو يدفعها ويسـ.ـر.قها ويهرب والإخر حاول مساعدتها على النهوض،الى أن نهضت فعلاً لكن شعرت بسيلان بين ساقيها،نظرت لهما وصرخت قائله بتوسل :
إبنى،أنقذونى،إبنى لازم يعيش.
إنصعق البعض وقال أحدهم:فى مستوصف طبى قريب من هنا،خلونا ناخد المدام له بسرعه.
بالفعل ما هى الا دقائق وكانت بالمستوصف تصرخ من قوة الآلم،ترفض تعامل أحد الاطباء معها حين أخبرها أنها تجهض،وعليهم التدخل لإيقاف النـ.ـز.يف من أجلها،كانت تصرخ عليهم وتسب وهى تنظر لدmائها ورغم الآلم لاتريد أن تعترف أنها فقدت ذالك الجنين، تريدهُ بشـ.ـده فهو طريقها للعوده الى دار العراب، خرج طبيب المستوصف،يزفر نفسه بغضب من رفضها له،وتركها على يقين انها لن تتحمل الآلم،وستطلب المساعده ،لكن بدأت تنسحب تدريجيًا،لكن قبلها همست لها إحدى النساء التى تسحبت الى  الغرفه:
هنا مش هيعرفوا يتعاملوا معاكي كويس وفى الأخر هيسقطوكى بالغـ.ـصـ.ـب،شكلك وحدانيه،عندى دكتور شاطر،عيادته قريبه من هنا وممكن ينقذ إبنك،لو عاوزه انا ممكن أساعدك توصلى لعيادته.
عادت لها القوه الواهنه و تحاملت على نفسها نهضت قائله بصعوبه: خدينى له بسرعه. 
قالت لها المرأه: أستنى بلاش نطلع من الباب ده فى باب جانبى للمستوصف قريب للعياده خلينا نطلع منه. 
بالفعل خرجت مع المرأه وبعدها من قسوة الآلم لم  تشعر بأى شئ حولها... الأ أنها موضوعه على طاوله طبيبه وحولها يلتف تلك المرأه ومعها طبيب آخر، وتركت بعدها كل شئ خلفها. 
نظر الطبيب للمراه قائلاً: 
متأكده إن محدش شافك وأنت طالعه معاها من المستوصف. 
ردت المرأه: أيوا يا دكتور، حتى وأحنا جاين على هنا  سألتها إن كانت عاوزه تكلم حد من قرايبها ينجدها قالت ملهاش حد.
تبسم الطبيب للمرأه بظفر.  
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ..... 
بـ دار العراب 
شعر قماح بآلم فى يده المصابه حين خبطت سلسبيل بها دون قصد، لاحظت سلسبيل ذالك فقالت بإعتذار: 
آسفه مخدتش بالى. 
تبسم قماح وضمها بيده السليمه قائلاً: سلسبيل أنا بعد اللى مرينا بيه الفتره الأخيره دى بفكر أخدك أنتى وناصر ونسافر  أجازه فى أى مكان نغير جو. 
ضمت سلسبيل  قماح قائله: موافقه، بابا قال إن الدكتور هيكتب لـ ماما بكره على خروج وكمان جدتى قالت إنها بتكره المستشفيات وخلت عمى طلب من الدكتور يكتب لها خروج هى كمان وهيرجعوا لهنا بكره، بس قولى هتاخدنا فين؟ 
قبل قماح خد سلسبيل  قائلاً: بصراحه أنا كان نفسى أخدك لوحدك ونسيب ناصر، بس الوضع ميسمحش بكده، بس قدامك الأختيار عاوزه نروح فين؟ 
فكرت سلسبيل  بضحك: طبعاً  مينفعش نسيب ناصر بيه مع اللى  هنا وهما فى الحاله دى،و لو عليا عاوزه اروح بيت الجزيره، بس بصراحه نفسى أروح مكان بعيد عن هنا شويه، ممكن نروح  الغردقه أو شرم الشيخ، أو أى مكان فيه بحر. 
تبسم قماح  قائلاً: تمام، بكره  نطمن على جدتى ومرات عمى أنهم رجعوا لدار العراب بخير والمسا نسافر، وأمرى لله ناخد ناصر معانا، لازم نستحمل رذالته. 
ضحكت سلسبيل، بينما قماح  ضمها قويًا ينظر لعينيها السوداء قائلاً: بحبك يا سلسبيل. 
أنهى قوله بقُبله سُرعان ما تجاوبت معه سلسبيل مرحبه. 
......... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشرقت شمس جديده تكشف حقائق
هنالك خائنه إنتهت حياتها بطريقه بشعه. 
بأحد المشافى الحكوميه 
بغرفه خاصه 
وقف الطبيب يقول: بلغت الشرطه عن الجثه دى. 
رد الآخر: أيوا يا دكتور المستشفى  بلغت الشرطه إن جالنا جثه متاخد منها أعضاء جـ.ـسمها الداخليه،وجدوها الاهالى من ساعتين مرميه فى وسط كوم للزباله. 
..   .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ........ 
بـ دار العراب 
ذهبت سلسبيل خلف  قماح تحمل صغيرها الى مكان وقوف سيارته  بحديقة المنزل. 
لكن رن هاتفه نظر للشاشه ثم لـ سلسبيل 
رد على الشرطى  وأستمع له ثم قال: تمام ساعه وأكون عندك فى القسم. 
أغلق قماح الهاتف ونظر لوجه سلسبيل وقبل أن تسأله قال: 
ده الظابط اللى قبض على هند، طالب منى أروحله القسم لآمر هام. 
تعجبت سلسبيل  قائله: وأيه هو الأمر الهام ده مش أخد أقوالنا إمبـ.ـارح. 
رد قماح: معرفش بصراحه هو قالى كده وخلاص، هروح القسم وبعدها هروح المقر، الشغل واقف، كان نفسى أخدك معايا، بس مين هيراعى ناصر بيه فى غيابك. 
تبسمت سلسبيل قائله: عمى أتصل من شويه عالشغاله وقالها تجهز أوضة جدتى هما على وصول، وماما كنت هروح لها المستشفى،قالتلى لأ خايفه على ناصر لا يلقط عدوه من المستشفى،حتى امبـ.ـارح زعقــ,تــلى لما شافته معايا هناك،بابا مكنش قالها على اللى حصل،ولما عرفت زعلت منه أنه خبى عليها.
تبسم قماح ونظر حوله لم يرى أحد، فقام بتقبيل وجنة سلسبيل  ثم وجنة ناصر قائلاً: يلا أنا همشى عشان متأخرش على ميعاد الظابط وبعدها هروح عالمقر، هبقى أتصل عليكِ. 
إبتسمت سلسبيل  قائله: إطمن علينا إحنا مش هنخرج من الدار هنقعد نتظر جدتى وماما. 
تبسم قماح  وصعد الى السياره وغادر. 
بينما سلسبيل  وقفت حائره فى طلب الشرطى من قماح الذهاب إليه، لماذا هل الموضوع مرتبط بـ هند. 
بـ منزل  نظيم
بعد محاولات قليله فتح ذالك الملف الموجود على حاسوب حماد ليفاجئ بمحتوى ذالك الملف، كيف لهذا الوغد أن يكون بكل هذا السوء ويعض اليد التى أمتدت له 
ما بهذا الملف كفيل بدmار عائلة العراب. 
ترك نظيم الحاسوب وفتح هاتفه وقام بالأتصال على ناصر الذى قام بالرد عليه سريعًا يستفسر: 
فتحت الملف اللى عالابتوب اللى هدى باعتته لك. 
رد نظيم: أيوا فتحته مخدش منى وقت طويل. 
رد ناصر بإستفسار: ها قولى محتوى الملف ده فيه حاجه تدين حماد؟ 
رد نظيم: تدين مش بس حماد تدين عيلة العراب كمان، ساعه بالكتير  وأكون عند حضرتك فى المستشفى  بالابتوب تشوف محتوى الملف بنفسك.
رد ناصر:تمام فى إنتظارك. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد أقسام الشرطه 
دخل قماح الى غرفة الظابط 
الذى نهض يصافحه، ثم جلس لكن قبل جلوسهُ أشار لـ قماح بالجلوس،جلس قماح يقول بإستعلام:
خير،أتصلت عليا وطلبت منى أجى لهنا للضروره. 
رد الضابط:  طبعًا عارف إن 
إحنا عملنا معاينه شامله للشقه اللى كانت خاطفه فيها السيده هند إبن حضرتك،وأكتشفنا إن الشقه متسجله بإسم المالك نائل رجب السنهورى،وكمان من بعض التحريات السريعه اللى مع البواب قالنا إن كان نائل بيتردد عالشقه من فتره للتانيه،غير كان فى ست كل فتره تجى له وتقعد فتره،و الست دى كانت بتبقى مُنقبه  
أحنا وجدنا خزنه صغيره وفتحناها وجدنا فيها مجموعة سيديهات غير جهاز لابتوب.
رد قماح:طب وأنا مالى باللى وجدتوه بالشقه،أنا كان بلاغى عن هند إنها خاطفه إبنى؟
رد الضابط:فى حاجه وجدنها فى الخزنه،كان فى صوره لزوجة حضرتك،وكمان إحنا شوفنا أكتر من سى دى من السيديهات دى،ومحتواها إباحى.
ذهل قماح قائلاً:مش فاهم قصدك،بوجود صوره لزوجتى والسديهات!.
فتح الضابط ملف امامه واخرج صوره ومد يدهُ بها لـ قماح 
قائلاً: أتفضل دى صورة زوجتك اللى كانت موجوده فى الخزنه .
أخذ قماح الصوره من يد الضابط ونظر لها  شعر بغيره لكن قال:
دى صوره عاديه حتى محجبه فيها،معرفش أزاى صورها نائل،أكيد صورها خلثه.
رد الضابط:أكيد طبعاً بس مش صورة المدام هى المهمه،السيديهات ومحتواها الفاحش.
قال قماح بترقُب:قصدك أيه،ياريت بلاش لف دوران.
رد الضابط:السيديهات دى مصوره نائل مع واحده،إحنا إستخرجنا لها صوره لوشها من أحد الفيديوهات،هجيبلك صورتها يمكن تتعرف عليها.
مد قماح يده يأخذ الصوره من يد الضابط بترقُب،ونظر لها قائلاً بذهول:
زهرت!   
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ قسم شرطه آخر 
دخل حماد الى تلك الغرفه 
فك الشرطى الاصفاد من يدهُ
نظر حماد الى ذالك الواقف يُعطيه ظهره، تنحنح حماد 
ليستدير له 
بمجرد أن وقع بصر حماد عليه أسرع إليه ألقى بنفسه بين يدي يقول بتوسل: خالى ناصر ساعدنى أنا مظلوم والله..... 
لم يُكمل حماد قوله حين دفعه ناصر بعيد عنه وقام بصفعه بقوه جعلته يرتد للخلف، أنفه نزف. 
تعجب حماد قائلاً: بتضـ.ـر.بنى ليه يا خالى؟ 
رد ناصر بغـ.ـيظ: لو بأيدى كنت ضـ.ـر.بتك بالرصاص، بعد ما ساعدناك وأمنا لك مستقبل عمرك ما كنت تحلم بيه عضيت الايد اللى أتمدت لك بالخير، إنت خسيس وجبان وخـ.ـا.ين كمان كنا بنآمن لك تدخل دارنا وتقعد وسطينا وأنت ألعن من الشيطان،الكـ.ـلـ.ـب اللى كنت آمره يخـ.ـطـ.ـف هدى ويجيبها لعندك أعترف عليك وهنا فى القسم،واضح من ملامح وشك  إنهم هنا فى القسم رحبوا بيك كويس لأ ولسه كمان الابتوب بتاعك والملف اللى كان عليه يثبت كل جرايمك القذره وصل بيك الخيانه إنك كنت بتنقل لـ رجب السنهورى المـ.ـخـ.ـد.رات وسط بضاعتنا،ولا صور المنحوتات بتاعة سلسبيل اللى كنت باعتها لتاجر أثار وعاوز تبيعها له على أنها أثريه وتورط سلسبيل كمان،  هدى ونظيم فتحوا الملف والابتوب قدmنا الملف للشرطه، ولا القذر اللى  كنت طالب منه يجيبلك هدى بعد ما يخدرها بنفس طريقة همس، قذارتك هتضمنلك بقية عمرك فى السـ.ـجـ.ـن،ده إن نفدت من أيد رجب اللى كان  هيشرف معاك كمان بعد ما خونته هو كمان وسرقت بضاعته،أستغليت إنشغاله فى مـ.ـو.ت  نائل شريكك فى القذاره،وفى الآخر شيلك قضيه مـ.ـخـ.ـد.رات  . 
عقل حماد غير مستوعب ما يقوله ناصر، حاول الحديث لكن صفعه ناصر قائلاً: أمى كانت دايمًا بتمد إيديها بالخير لكم،بس الخيانه كانت فى دmكم،سواء إنت ولا أختك،بس اللوم مش عليكم اللوم على اللى زرعت فى قلوبكم السواد والطمع من الأول،عطيات هى السبب بطمعها وجشعها،أنا كان سهل عليا أقــ,تــلك بس أنا مش هلوث أيدى بدmك ومش ضعف منى،ده قوه  هسيب القصاص لـ ربنا وهو عادل...والقانون هو اللى يخلص منك حقى. 
ظل ناصر الغرفه ينظر لملامح حماد  الذى يشعر بالهلع هو بين مطارق الحداد من ناحيه  كل تلك الجرائم المتهم فيها بالأدله ورجب الذى ليس بعقلهُ بعد مقــ,تــل نائل  ولن يتركه قبل أن ينتقم منه على سرقة بضاعته والقبض عليه معه، بالأمس لكن خرج رجب حين أعترف حماد مُرغمًا ان المـ.ـخـ.ـد.رات التى عثرت عليها الشرطه بالهنجر ملك له خـ.ـو.فُ، وأخلوا سبيل رجب. 
إرتعب حماد وهو يتوقع الأسوأ،لكن لم ينـ.ـد.م  وإنفجر وبرر لنفسه أمام ناصر قائلاً:
إنتم السبب  كنتم بتحسسونا إننا شحاتين  أنكم بتعطفوا علينا وكل ده كان حق أمى اللى لهفتوه.
نظر له ناصر قائلاً:مش متفاجئ من كلامك الغبى،بس أمك الطمع عماها،أمك أخدت حقها فى ميراثها من أبويا بالكامل ويزيد كمان، حسب الشرع وقسمة الحق،الحق إن أبويا مكنش يملك غير حتة أرض صغيره ودار العراب،القديمه اللى كانت صغيره،وبمجهودى انا وأخويا كبرنا كل شئ،إحنا اللى كونا  وعملنا إسم وأملاك العراب، بعرقنا فى الشرد والبرد كانت عطيات بتبقى نايمه متهنيه  وأنا وأخويا عالسكك بين الفلاحين  بنشترى منهم بالآجل أو عربون بسيط نربطهم بيه  على ما نبيع محصولهم وبعدها نسدد لهم  كل مستحقاتهم كنت أنا وأخويا بنشيل شكاير  القمح والدره والرز على كتافنا زينا زى العمال .
قال ناصر ذالك  ووقف يبتلع ريقه وقال بوعيد:
مبروك  عليك شوف خدت أيه من طمعك وخيانتك، قدامك قواضى تتسـ.ـجـ.ـن فيها بقية عمرك، أو رجب السنهورى يخلص عليك بسبب خيانتك له، أحب أطمنك، رجب كان محضر اللى يقــ,تــلوا سلسبيل فى سـ.ـجـ.ـن الترحيلات لو مش قماح هربها يمكن كان نجح فى مؤامرته، بس ربنا كان كريم بيها وظهرت برائتها إنما إنت كل التهم لابساك وبالدلائل والبرهان. 
قال ناصر هذا 
ثم غادر تاركًا حماد  يتحسر على ما وصل إليه حين أراد ما بيد غيره،وماذا فعل سابقًا كى يصل لمبتغاه . 
[فلاش باك] 
بذالك الهنجر اخذ السائق همس وغادر تاركًا نائل وحماد اللذان تحت تأثير المـ.ـخـ.ـد.رات يشعران بإنتشاء 
كآنهما يُحلقان فى السماء بعد أن أغتصبوا همس وصورها على هاتف حماد بعض الصور وهى عاريه. 
تحدث نائل المسطول: عارف نيتك يا معلم من الصور دى هتبتز همس بكده ضمنت موافقتها عليك بقولك المره الجايه أنا عايز سلسبيل بنفس الطريقه،بس إنت مش هسيبك تلمسها. 
رد حماد بدياثه وهو مسطول أيضًا: لأ سلسبيل مش على مزاجى ومعتقدش هتعرف تجيبها بنفس الطريقه، سلسبيل من يوم ما خلصت دراسه نادر لم بتخرج كله طبعًا من قماح أفندى، عامل حصار عليها، لا منو  بتجوزها ولا منه سايبها تشوف نصيبها،عيونه فضحاه،بس البت سلسبيل مش على بالها خالص دى مش بتقعد فى مكان هو فيه،عاوز سلسبيل مفيش قدامك غير الطريق المباشر وإنت وحظك،بس عارف مين اللى تساعدك وتسهل لك الطريق،هند أختك لو قماح ردها يبقى الطريق خِلى قدامك،بعدين هطير الدmاغ اللى عملتها بسيرة سلسبيل ليه.
رد نائل:أنا بستغرب إنت ليه عملت كده فى همس مدخلتش مباشر لـ دار العراب،دى بـ.ـنت خالك.
رد حماد وهو يزفر نفس تلك السيجاره بإنتشاء:
همس مُغرمه بـ قماح بيه،وهو مش شايفها،وكارم مُغرم بها وهى مش شيفاه.
ضحك حماد بسطله كآنه بعالم آخر يرسمهُ خياله أنه وصل الى مرادهُ...وقف قائلاً:
كفايه كده لازم أروح عشان عندى شغل بكره فى الشونه عشان أعرف أدس البضاعه بتاعتك وسط البضاعه اللى هتتسلم بكره،بقولك المره الحايه عمولتى هتزيد خمسين فى الميه.
رد نائل:بلاش طمع ولا مقاطعه،كفايه عشىرين فى الميه أنا عملت معاك الواجب النهارده،كنت هتجيب الموزه فين.
رد حماد وهو يتمطوح بجسده:تُشكر،يلا لو فضلنا نرغى الدmاغ اللى عاملها هتروح منى،سسســـ
لم يكمل حماد كلمته حين وقع هاتفه من يدهُ بالخطأ براكية النار التى كانت موضوعه فى المكان وإصتطدm بها بالخطأ،وبسبب إشتعال جمـ.ـر.اتها إحترق الهاتف،قبل أن يضع حماد يده ويحاول أخذه من بين الجمرات،أخذه ساخن ومحترق بعض الأجزاء،كآنه فاق من سطلته على صاعقه ضـ.ـر.بت رأسه،وقف يتحسر على الهاتف الذى شبه إحترق   
ضاعت فرصته فى إبتزاز همس بتلك الصور.
[عوده]
شـ.ـد حماد فى خصلات شعره بقوه هو خسر كل شئ.
تحدث بنـ.ـد.م ليس على  نية توبه بل قال:
.لو مكنش الموبايل إتحرق وقتها كنت ساومت همس بالصور لكن الغـ.ـبـ.ـيه كمان مستنتش وعملت فيها البريئه وخلصت عارها بإيدها وإنتحرت...عاود حديث ناصر برأسه هو الآن أمامه كل الطُرق مُغلقه نهايتها الظلام الذى إختارهُ بيده حين تطمع.  
،،، ــــــــــــــــ
بـ دار العراب 
بعد الظهر. 
دخل النبوى بـ هدايه التى إستقبلها جميع من بالدار بترحيب ومحبه كبيره صادقه... 
حتى سلسبيل التى إنحنت تُقبل يدها... وضعت هدايه يدها على رأس سلسبيل قائله: 
تسلمى يا بتى،. 
قبلت هدايه وجنة ذالك الصغير التى تحمله سلسبيل... تبسم الصغير لها كأنه هو الآخر يرحب بعودتها سالمه. 
دخلت هدايه الى غرفتها  مباشرةً  بعد ان قال النبوى: 
الحجه هدايه بخير أطمنوا كلكم بلاش الوقفه دى يلا  شوفوا أشغالكم.
دخلت سلسبيل خلف هدايه تساعدها فى التمدد على فراشها.
فى ذالك الوقت دخل قماح عليهم،فـ تعجبوا من عودته بهذا الوقت للدار.
بينما لاحظ قماح تعجبهم فقال:
جيت أطمن على جدتى وكمان فى شوية أوراق محتاج أمضتك يا بابا عليها. 
تبسم النبوى قائلاً: تمام تعالى بينا عالمكتب  أمضيلك عالأوراق اللى معاك دى. 
حين إقترب النبوى من سلسبيل مال يُقبل ناصر، لكن الصغير أراد منه أن يحمله. 
تبسم النبوى وأخذه من سلسبيل قائلاً بمزح: واضح إن الجينات الوراثيه غالبه على العراب الصغير، تعالى معانا المكتب أهو تاخد خبره بدرى وتريح جدك. 
تبسمت له سلسبيل قائله:
ربنا يديك الصحه يا عمى.
غادر النبوى ومعه قماح،بينما سلسبيل قالت لـ هدايه:
هاروح أعملك كوباية ينسون.
تبسمت هدايه لها بحنان قائله:كنت لسه هقولك إعملى لى كوباية ينسون تبل ريقى وتجرى الدm فى عروقى بدل المحاليل اللى زى المايه الماسخه.
تبسمت سلسبيل قائله:ربنا يديكِ الصحه يا جدتى،ثوانى وهرجعلك،قبل ما ناصر يغلب عمى والقاه جايبه وجاى.
تبسمت هدايه،ذهبت سلسبيل تنهدت هدايه تشعر بالراحه فلا يوجد مكان به راحه لها أكثر  من دار العراب.
بينما بغرفة المكتب دخل النبوى وخلفه قماح.
تحدث النبوى وهو يجلس على أحد المقاعد وعلى ساقه ناصر المشاغب:قولى الحقيقه أيه اللى فى الملف اللى معاك ده،أنا فوتت إنك جاى عشان أمضتى،بس أنا عارف إن فى موضوع تانى.
أغلق قماح باب المكتب ثم توجه الى النبوى بالملف قائلاً:إتفضل.
فتح الملف،وكان عبـ.ـاره عن بعض الصور،لـ زهرت و نائل وصوره لـ سلسبيل.
إندهش النبوى قائلاً:جايبلى ملف صور... قولى اللى عندك
رد قماح:الضابط اللى كان بيحقق فى قضية خـ.ـطـ.ـف هند لـ ناصر إتصل عليا وطلب أنى أروحله لآمر هام...
توقف قماح عن تكملة حديثه حين صدح هاتف النبوى،فأخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه ثم الى قماح أغلق الهاتف،ثم قال لـ قماح:إتصال مش مهم كمل كلامك.
سرد قماح ما قاله له الضابط عن تلك الفيديوهات الخاصه بـ زهرت ونائل.
غص قلب النبوى قائلاً بآلم:وخـ.ـا.ينه كمان،نفسى أعرف كان ناقصها أيه محدش فى الدنيا حبها قد رباح ليه أذته كل الاذيه دى.
تعجب قماح قائلاً:قصدك أيه يا بابا، هو رباح فين،أزاى محضرش عزا والداته  أنا سألت محمد وكارم قالوا مجاش العزا،شئ غريب مع أنه كان الأقرب لوالدته.
رد النبوى بتتويه:معرفش،المهم الكلام اللى قولتلى عليه دلوق ميطلعش لحد واصل،حتى مراتك سلسبيل.
تعجب قماح قائلاً:بس دى خـ.ـا.ينه والمفروض...
قاطع النبوى قماح قائلاً بحسم:
الموضوع ده ميخصش غير رباح،كل اللى مطلوب منك تسكت.
رغم تعجب قماح لكن قال بموافقه: متأكد إنك مدارى حاجه بخصوص إختفاء رباح، بس تمام زى ما تحب هسكت.
شعر النبوى بسأم قائلاً:تعالى خد ناصر وديه لـ سلسبيل،شكله هيبدأ يزوم.
أخذ قماح ناصر منه متعحبًا من ملامح وجهه،أيقن أن هنالك سر يُخفيه النبوى بخصوص رباح.
غادر قماح...
بينما النبوى وضع وجهه بين يديه يُزفر أنفاسه ببؤس كيف لـ رباح أن يواجه كل هذا،زوجه أرادت له السوء وأعطت له سُم المـ.ـخـ.ـد.رات كى تسيطر على عقله بالتوهان والإحتياج  لها دائماً،ليس هذا فقط بل زوجه خائنه خانته بجسدها،لو زهرت أمامه الآن لن يكفيه قــ,تــلها بل تعذيبها حتى المـ.ـو.ت،تذكر قبل قليل حين أغلق هاتفه ولم يرد علي من يتصل عليه،وما كان الإتصال الأ من الطبيب الخاص بعلاج رباح...فتح النبوى هاتفه وقام بطلب الطبيب،الذى رد عليه،وأعطى له نفس الجواب حين سأله عن حالة رباح،لم يتحسن العلاج مازال بالبدايه...
أغلق النبوى مع الطبيب وقام بإتصال على شخصً ما،جاوبه قائلاً:
الست زهرت مرجعتش من إمبـ.ـارح الصبح للشقه.
أغلق النبوى الهاتف يُزفر نفسه بغضب:أكيد بدور على وغد تانى تخون معاه،بس لازم تظهر عشان أعرف اللى فى بطنها دى إبن مين،رباح ولا نائل،لو إبن نائل يا ويلها.
....... 
ذهب قماح بـ ناصر الى سلسبيل وجدها بغرفة جدته،تبسمت هدايه حين رأته يدخل بـ ناصر قائله:
حبيب جلبى إتوحشتك يا نور عينى،هاته ليا يا قماح.
أعطى قماح ناصر لـ هدايه،التى قبلته بحفاوه.
بينما نظرت سلسبيل لـ قماح وقالت:فين عمى؟
رد قماح:بابا فى المكتب وأنا هرجع تانى للمقر،أشوفكم المسا.
ردت هدايه التى تداعب ناصر:تعود بالسلامه يا ولدى،روحى مع جوزك لحد العربيه يا سلسبيل...وسيبيلى ناصر أشبع منيه،لو أن النظر ميشبعش منه واصل.
تبسمت سلسبيل وذهبت مع قماح الى الخارج،بمكان وقوف السياره وقبل أن يصعد قماح الى السياره أمسكت يدهُ قائله:
مقولتليش الظابط كان عاوزك ليه؟
رد قماح بهدوء:أبدا كان شوية معلومـ.ـا.ت عشان يقفل القضيه.
تسألت سلسبيل:معلومـ.ـا.ت عن أيه مش أخد أقوالنا إمبـ.ـارح.
رد قماح:معلومـ.ـا.ت عاديه،وكمان قالى إنهم عندهم شك فى عقلية هند وهيحولها عالطب النفسى يشوف إن كانت بتدعى الهزيان او لأ،يلا لازم أرجع للمقر أشوفك المسا.
صعد قماح الى السياره وغادر لكن هنالك شك بعقل سلسبيل،بسبب عودة قماح فى هذا الوقت كما أنه حين غادر لم يكُن ذالك الملف معه.    
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بـ دار العراب
تجمع الثلاث فتيات فى شقة ناصر يرحبون بعودة والداتهن الى الدار،رغم عدm شفائها كليًا،لكن يكفى أنها عادت لهن،كُن الثلاث معها بالغرفه،الى أن دخل ناصر،يحمل حفيده قائلاً بمرح:
مش عارف الواد ده شقى كده ليه،خدى يا نهله حفيدك أهو.
تبسمت نهله وأخذت ناصر منه مبتسمه تقول:ناصر قماح شقى جداً فعلاً،الوحيده اللى بيبقى هادى معاها هى الحجه هدايه.
تبسمت همس وغمزت لـ سلسبيل قائله بمكر:أكيد شقى لباباه،مامته نبع المايه طول عمرها هاديه وكهينه ولئيمه زى الحجه هدايه.
تبسمت هدى قائله:انا دايماً بقولها كده، هقولكم سر البت سلسبيل وهى حامل فى ناصر  كانت بتتوحم على قماح.
نظرت لها سلسبيل ونغزتها فى كتفها قائله:بطلى سخافه شويه.
تبسمت هدى وغمزت لـ همس لتبقى معها على تواصل:
طب أنكرى بقى،فاكر يا بابا الليله اللى بيتناها فى الاوتيل،أنا كنت نايمه جنبها،وسمعتها بتقول بحبك يا قماح. 
تبسمت همس قائله: لأ هى بتحب قماح من زمان بس كانت مداريه والنتيجه قدامنا أهى، الواد ناصر فى كتير من ملامح قماح  حتى شعره نسخه من شعر قماح. 
ردت سلسبيل  عليها: طب بطلى كدب أنتى وهى بقى، ناصر نسخه من عمى النبوى مفيهوش من قماح  غير شعره، وبعدين قماح جوزى يعنى مش عيب لما أحبه. 
نظرن همس وهدى لـ سلسبيل بإندهاش قائلتان بنفس اللحظه: 
وشها إحمر. 
ضحك ناصر قائلاً: كفايه يا بنات بلاش تحرجوا أختكم مهما كان هى الكبيره، بس تصدقوا وشها فعلاً  إحمر. 
نظرت له سلسبيل  بعتب مرح قائله: حتى إنت يابابا هتتريق عليا زيهم. 
تبسم ناصر وضمهن بين يديه. 
تبسمن له، كذالك نهله شعرت بإنشراح فى قلبها 
فـ زهراتها الثلاث معها الآن مرسومه السعاده على وجوههن.
.......،،،،،، 
بعد قليل بـ شقة النبوى 
دخلت همس الى غرفة كارم وجدته  يُنهى إتصال هاتفى. 
تبسمت له قائله بتثاؤب: 
نفسى أنام أسبوع بحاله من وقت ما رجعنا لهنا وأنا مش بعرف أنام كويس. 
نظر لها كارم يقول: الحمد لله جدتى ومرات عمى رجعوا لدار العراب بخير. 
شعرت همس بنبرة حـ.ـز.ن بصوت كارم، ذهبت الى مكان وقوفه وضمت نفسها له قائله: أنا حاسه بيك يا كارم، وفاة مامتك مأثره عليك. 
ضمها كارم وحاول إخفاء تلك الدmعه قائلاً بتمنى: 
كان نفسى أقابلها قبل ما تتوفى بس الظروف والوقت كان ضيق، كان نفسى أبوس إيدها وأقول لها إنها كانت فاهمه غلط، والحقيقه إن بحبها رغم إنها كانت بتفضل علينا رباح دايمًا. 
ردت همس: إبكى يا كارم طول ما أنت حابس الدmعه فى عينك هتفضل حاسس بالو.جـ.ـع.
ضم كارم همس وغـ.ـصـ.ـب عنه ذرفت عيناه دmـ.ـو.ع فقد الأم.
بعد قليل شعر كارم براحه قليلاً 
وأبتعد عن حـ.ـضـ.ـن همس لكن مازالت بين يديه،نظر لوجهها مندهش،همس عينيها باكيه.
مد كارم أنامله يُجفف تلك الدmعه التى على وجنة همس،قائلاً:
بتبكى ليه؟
رسمت همس بسمه طفيفه قائله:معرفش،بس يمكن هرمونات حمل،بصراحه أنا الكلام خدنى وانا فى شقة بابا ونسيت أتعشى و.جـ.ـعانه أو مش أنا اللى جعانه أكيد إبنك.
رغم حـ.ـز.ن قلب كارم لكن قال:نسيتى تتعشى غريبه مع إنى شايف الشغاله نازله بصنية أكل من شقة عمى،ولما سألتها قالتلى إنك إنتى اللى كنتى طالبه منها الأكل ده...
أكيد أبنى هيطلع مفجوع.
تبسمت همس قائله:ده شئ مؤكد،وبعدين أنت مش عندك مطعم  أعتبرنى زبونه،ولا هما زباينك أحلى منى لأ أنت هتستخسر فيا أنا وأبنى من أولها لأ أنا عاوزه إبنى يبقى ملقبظ.
تبسم كارم وضم همس يعلم أنها تحاول إخراجه من حالة الحـ.ـز.ن المسيطر عليه.
لفت همس يديها حول كارم تضمه هى الأخرى قائله:
بحبك يا كارم...ولو رحع بيا الزمن كنت هحبك من أكتر.
ضمها كارم قويًا كلمه بسيطه تسمعها ممن تحب  قد تُزيل آلم بالقلب كبير. 
......،،،،، 
بـ شقة سلسبيل
دخلت تحمل ناصر النائم 
لكن تفاجئت بقماح بوجهها قبل أن تدخل الى غرفة النوم 
كاد قماح أن يتحدث، لكن أشارت سلسبيل  له بإصبعها  السبابه حين وضعته على فهمها تطلب منه الصمت.. أمتثل قماح للصمت... الى أن وضعت سلسبيل ناصر بمهدهُ الصغير. 
نظر قماح لـ سلسبيل بعتاب قائلاً: أيه كنتِ ناويه تكملى سهر للصبح فى شقة عمى، أكيد لو مش ناصر نام مكنتيش هتطلعى دلوقتي. 
تبسمت سلسبيل  قائله: لو مكنتش عاوزه أطلع كان بسهوله أنيم ناصر فى أى أوضه وأكمل سهر للصبح  فى شقة بابا... بس أنا طلعت علشانك. 
تبسم قماح وجذب سلسبيل عليه قائلاً  بعبث: 
طب وطلعتى عشانى ليه. 
تبسمت سلسبيل  وحاولت التخلى عن الخجل الزائد لديها قائله: 
طلعت عشان مبقتش أعرف أنام بعيد عن حـ.ـضـ.ـنك. 
نظر قماح لـ سلسبيل مندهش، بينما تبسمت سلسبيل وكادت تتحاشى ببصرها عنه، لكن جذبها قماح وقام بتقبيلها قُبلات عاشقه، بادلته سلسبيل القُبلات تذهب معه الى الينابيع الصافيه فى رحلة عشق تروى قلب كل منهما... 
بعد قليل وضعت سلسبيل رأسها على صدر قماح  تتنهد. 
تحدث قماح: أنا حجزت لينا أسبوع فى الغردقه، من بكره الصبح هنسافر. 
ردت سلسبيل: طب وزحمة الشغل متنساش إن عزا مرات عمى مخلصش،ومحمد مش هيكون موجود. 
رد قماح: بس بابا وعمى يسدوا أنا قولت لـ بابا قبل ما أحجز للسفر  وقالى إحنا مش فى موسم هجمة شغل وهيوالى هو وعمى الشغل.
ردت سلسبيل:طب طالما مش وقت زحمة شغل أيه الملف اللى كنت جايبه لعمى بعد الضهر...ومشيت من غيرهُ.
تذكر قماح قول والدهُ له الأ يخبر أحد بخيانة زهرت،فقال بتبرير آخر :ده ملف طلبيات جديده وسيبته لـ بابا يشوف المناسب لينا ويقرر هو نتعامل مع مين.
تعجبت سلسبيل من مخالفة قماح الرد عليها الآن والرد  الآخر ظهرًا 
بينما تثائب قماح يضم جسد سلسبيل  بين يديه ثم أغمض عينيه تركها حائره فى الأمر تشعر أن قماح يُخفى شيئا، تتمنى أن يكون شيئًا بعيد عن حياتهما معاً، نفضت سلسبيل  عن رأسها وذهبت هى الأخرى للنوم تستمتع بحـ.ـضـ.ـن زوجها، بل حبيبها التى لا تعلم متى عشقته... أقبل أن يعود أم متى، لا جواب للسؤال المهم أنها وقعت بعشقه. 
بينما بعد قليل فتح قماح عيناه، ينظر لـ سلسبيل على ذالك الضوء الخافت  التى أصبح يُضئ الغرفه، نظر 
لـ وجه سلسبيل تنهد بعشق لها، جائت الى خيالهُ زهرت تلك الخائنه، تذكر أنه كان من الممكن أن يكون مثلها لو ظل باليونان ولم يعود الى هنا مره أخرى، تبسم 
فـ سبب عودته كانت صاحبة  النبع الصافى التى كاد يُضيعها لولا أن غفرت له خطأوه بحقها كثيراً. 
............. ــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان 
صباحً
أتى الى مكتب النبوى  بالمقر زائرًا فقام بإستقباله، لكن تعجب حين عرف نفسه أنه أحد رجـ.ـال الشرطه. 
وسأل على رباح قائلاً:انا جاى مخصوص للسيد رباح العراب فى أمر خاص،كان ممكن أبعت له إستدعاء ويجى للنيابه بس أنا حبيت أجى بشكل شخصى بناءً على سمعة عيلة العراب الطيبه.
رد النبوى:متشكر لذوقك،بس خير أقدر أعرف سبب زيارتك الكريمه.
رد الزائر:فين السيد رباح،هو الشخص الي الأمر يخصهُ.
رد النبوى:رباح مسافر  من حوالى أسبوع وقدامه وقت على ما يرجع من السفر،أقدر أسد أنا مكانه وأعرف الأمر ده.
رد الزائر:مسافر فين؟لان لازم يثبت مكان تواجده وقت حدوث جريمة قــ,تــل زوجته السيده...زهرت مجاهد حماد.
ذُهل عقل النبوى قائلاً:بتقول زهرت أتقــ,تــلت أمتى وإزاى.
رد الزائر:مش غريبه تبقى مرات إبنك ومتعرفش عنها حاجه.
رد النبوى بتبرير:هى فعلاً مرات إبنى بس هى سايبه الدار من مده وكانت ساكنه فى شقه بعيد عننا وصلتنا بها كانت مقطوعه.
رد الزائر بتساؤل:يعنى تعرف طريق إبنك ومتعرفش حاجه عن مـ.ـر.اته.
رد النبوى بحرج:للآسف زى ما قولتلك هى اللى قطعت الصله عننا،وإبنى للآسف مريـ.ـض وبيتعالج وإنشغلت معاه ونسيت أسأل عن مـ.ـر.اته.
نهض الزائر قائلاً: لأ ألف سلامه  عليه،هقول لحضرتك المختصر،زوجة إبن حضرتك لقيوا جثتها من تلات أيام فى أحد اكوام الزباله والجثه منزوعة الأعضاء الداخليه،والمستشفى قدmت بلاغ،وأحنا قدرنا نوصل لهاويتها عن طريق البصمـ.ـا.ت الخاصه بها،يعنى لو صحيح إن أثبت وجود إبن حضرتك فى مكان بعيد عن هنا هيشيل عنه تهمه كان ممكن تنتسب إليه،لآن المرحومه زوجته وإزاى تختفى لمده ومقدmش بلاغ بالبحث عنها.
ود النبوى أن يخبره أنها هى من سببت الأذى الكبير لولده لكن قال: حضرتك زى ما قولت لك إبنى مريـ.ـض، وعندى إثباتات بكده. 
  رد الزائر: تمام عالعموم حضرتك لازم تجيب إبن حضرتك النهارده  ومعاه إثبات عن مرضه،وكمان عشان يستلم الجثه .
نهض النبوى قائلاً: تمام.
خرج الزائر وجلس النبوى مذهولاً مما عرفه،زهرت قُتلت وسُرقت أعضاء جسدها،جسدها التى خانت حُرمته.
.....
بنفس اليوم 
بمركز العلاج التأهيلى 
جلس النبوى مع طبيب رباح وأخبره عن وفاة زوجته وانه يريد تقرير إثبات وجود رباح بالمركز للعلاج وأيضاً يريد أخذه لأستيلام جثة زوجته.
رد الطبيب:أمر التقرير،سهل أكتبه لحضرتك،بس خروج رباح من هنا ممكن يحاول ميرجعش تانى لهنا،خصوصًا أنه لسه فى  أصعب مراحل بداية علاجه من الادmان.
رد النبوى:تأكد إنى هرجعه بنفسى.
رد الطبيب:تمام،أنا هبعت معاك إتنين مرافقين يعرفوا يتعاملوا مع الحالات اللى زى رباح تحسُبًا مش أكتر.
بعد وقت  بـ المشرحه 
وقف رباح الهزيل الجسد  جواره النبوى، ينتظران أن يفتح لهم المسؤول أحد توابيت المـ.ـو.تى، ليتعرف على جثة زهرت 
بالفعل فتح له الصندوق الخاص بها 
وقع بصر رباح عليها، للحظات خفق قلبه بآنين، أسببه فقدانها أم سببه مقت منها، بعد أن عرف أنها كانت السبب فيما يعانيه الآن من آلم فتاك بجسده بـسبب إنسحاب تلك المواد المـ.ـخـ.ـد.ره من دmاؤه، لو كان بوقت آخر سابق لكان إنهار وربما كان أقدm على الإنتحار خلفها، لكن الآن
حتى الشفقه لا يشعر بها عليها، أماء برأسه للمسؤول 
الذى قال: 
تقدروا تعملوا إجراءات إستيلام الجثه عشان الدفن. 
بعد قليل بمقابر عائلة والد زهرت 
،كان النبوى ورباح ومعهم شيخ الجامع  ومعهم الشخص المسؤل عن الدفن، فقط، يقمون بصلاة الجنازه  عليها ثم
وضعوا جثمان زهرت بإحدى المقابر، 
هذا ما أراده رباح 
كل ما أراده أن يضعها فى القبر ويرحل وينسى أن تكون مرت بحياته. 
بالفعل عاد النبوى بـ رباح الى مركز الأستشفاء  مره أخرى 
لكن فجأه قبل أن يتركه النبوى بمركز العلاج  إنهار رباح بين يدي النبوى باكيًا نادmًا، يشعر بصداع قـ.ـا.تل، لكن قال للـ النبوى بتحدى: أنا عاوز أخف يا بابا ساعدنى مش عايز أعيش متعـ.ـذ.ب،أرجوك خليك جانبى بلاش تتخلى عنى. 
ضمه النبوى قويا يقول:مستحيل أتخلى عنك إنت حته من روحى.
نـ.ـد.م رباح باكيًا يتأتى الى خياله ذكرى خلف أخرى 
ذكرى طفل يرى والداته تبكى وحين سألها عن السبب كان الجواب باباك بيكرهنا،وبيكرهك أنت أكتر،هو بيفضل مـ.ـر.اته التانيه وإبنها علينا،
ذكرى أخرى حين أراد الزواج من زهرت ورفض والده وجدته لها وتهديده لهم بترك الدار،وموافقتهم غـ.ـصـ.ـبً وتلاعب زهرت برأسه،
وذكرى أخرى،وأخرى تُكشف الحقائق أمامه هو كان يعيش بخداع من الآخرين أستغلوا إحتياجه بطريقه خطأ،بدل أن يعطوه ما كان ينقصه كانوا يزيدون فى قلبه الحوجه للشعور بأهمـ.ـيـ.ـته لديهن،لكن كان إهتمامهن خادع له جعله مسلوب منهن،
صداع يكاد يفرتك برأسه،نهص يضـ.ـر.ب برأسه ويديه فى حائط الغرفه، لكن حوائط الغرفه مجهزه بحوائط  مُبطنه حتى لا يستيطع المريـ.ـض أثناء نوبة ثورانه أن يتأذى منها.
هدأ بعد قليل من نوبة الهستريا يلهث يشعر بإنهاك ليذهب الى غفوه تفصل عقله عن ما يؤذيه.
بعد مرور أكثر من ثلاث أشهر. 
بـ دار العراب،،، صباحً
إستيقظ قماح من النوم 
تبسم وهو يرى سلسبيل تنام برأسها فوق صدرهُ
ضمها هامسًا: 
سلسبيل. 
ردت سلسبيل  بنُعاس: أممم
تبسم قماح قائلاً: 
سلسبيل  إصحى النهار طلع، عندى شغل كتير فى المقر. 
ضمت سلسبيل  نفسها لصدر قماح قائله بنُعاس: 
لأ أنا لسه مشبعتش نوم، أنا لسه عاوزه أنام كمان شويه،أنا هاخد أجازه من الشغل. 
تنهد قماح هامسًا بمكر وعبث: ومين اللى هيوافقلك على الأجازه دى بقى. 
فتحت سلسبيل عينيها نصف فاتحه قائله: أساسًا الأجازه أتوافق عليها من رئيس المقر نفسه. 
نظر لها قماح  بإستفسار قائلاً: 
مين رئيس المقر اللى وافقلك عالأجازه. 
ردت سلسبيل: عمى النبوى هو اللى وافق. 
تعجب قماح قائلاً: إزاى وافقلك عالأجازه بالسهوله دى؟ 
ردت سلسبيل ببساطه: 
ما أنا جبت له واسطه، ووافق بسببها عالأجازه. 
نظر لها قماح  قائلاً: وأيه الواسطه دى بقى، عشان أستغلها أنا كمان يمكن يرضى يدينى أجازه زيك كده، وأشبع نوم. 
ردت سلسبيل: الواسطه اللى عندى متنفعش معاك. 
إستغرب قماح قائلاً: ليه أيه هى الواسطه دى اللى تنفع معاكِ ومتنفعش معايا!
تنهدت سلسبيل ببسمه قائله بترقُب:
أنا قولت له هجيبلك النبوى فوافق عالأجازه وقالى براحتك وقت ما تحبى ترجعى للشغل مره تانيه.
للحظه تغافل قماح وكان سيتحدث،لكن أدار حديثها برأسه قائلاً بسؤال:
قصدك أيه بهتجيبى له النبوى! 
سلسبيل إنتِ حامل. 
ردت سلسبيل  بإيماءه برأسها فقط. 
إنشرح قلب قماح  قائلاً: وإزاى بابا يعرف قبل ما أنا أعرف. 
ردت سلسبيل: والله ما أنا اللى قولت له دى جدتى اللى سبقت وقالت له  حتى قالت له سلسبيل  حامل فى ولدين، بس أنا بتمنى أجيب ولد وبـ.ـنت وأخلص بقى من الحمل مره تالته. 
إستدار قماح  بها على الفراش ليصبح يعتليها قائلاً: 
وفيها أيه أما تحملى مره تالته. 
إبتسمت سلسبيل 
بينما قماح إنحنى يقبلها بهيام 
لكن هنالك صوت بكاء غـ.ـصـ.ـب على قماح قطع تلك القُبلات
قائلاً: القلق صحى، فكرينى قبل ما تولدى نجهز أوضه خاصه للعيال بعيد عننا عشان الأزعاج. 
ضحكت سلسبيل 
أنا موافقه جداً.
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل نظيم 
دخل ناصر الذى  إستقبله نظيم ووالداته بحفاوه كبيره. 
توجه ناصر ناحية غرفة الضيوف
بعد ضيافته  جلس ثلاثتهم 
تحدث ناصر: 
بصى يا ست فتحيه،أنا راجـ.ـل قضيت عمرى تاجر بعرف أتعامل إزاى مع الناس،والحمد لله عندى بصيره،وأنا بقالى فتره منتظر من نظيم يطلب منى أيد هدى بـ.ـنتى وهو معرفش ليه متردد،والمثل بيقول أخطب لبـ.ـنتك....
أكملت فتحيه القول:
أنا بخطب لابنى وبطلب  منك أيد هدى. 
نظر ناصر نحو نظيم  المذهول قائلاً  بمكر: مش نسمع رأى نظيم يمكن عنده إعتراــــــــــــ
نهض نظيم  سريعاّ يقبل يد ناصر قائلاً: أنا معنديش أى أعتراض وبوعدك هصون هدايه طول عمرى. 
تبسم ناصر  بحبور قائلاً: بلاش تنطق هدايه قدام  هدى  عشان بتحس أنك بتنطق الاسم قاصد تريقه إن الاسم قديم. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...... 
مساءً بدار العراب
بغرفة الضيوف 
كانت هدايه تجلس ومعها ناصر والنبو،وشباب العائله الأربع(رباح..قماح..كارم..محمد) 
كذالك نظيم ووالداته 
بعد أن رحبت بهم هدايه قالت:بص يا ولدى   
ناصر خد بشورتى له نظيم من أول مره شوفته جولت راچل وقد المسئوليه،دخل دارنا عمر عينه ما إترفعت على واحده من بناتنا، غير وجفتك چار ناصر واللى حكالى عنه بخصوص هدى كنت الحامى لها من مصير مچهول. 
ردت فتحيه: نظيم مش عشان ولدى، نظيم شال معايا المسئوليه وكان راجـ.ـل، والنهارده بقول لكم نظيم ولدكم يا حجه هدايه هو إتربى تحت إيد ناصر العراب... وهدى هتنور بيتى وهتكون ملكه... كيف ما عملتوا مع سميحه. 
تبسمت هدايه قائله: سميحه من يوم ما دخلت دارى وهي كيف النسمه كل اللى على لسانها نعم وحاضر ربنا يجود عليها بالذريه الصالحه،دلوق هنتبـ.ـارك بقراية الفاتحه  وآخر السبوع هنكتب الكتاب والچواز فى أجازة نص السنه. 
رفع الجميع  أيديهم يقرأون الفاتحه.
على جانب باب غرفة الضيوف كانت تقف همس تتسمع على الحديث الدائر،وقريب منها سميحه وسلسبيل وهدى 
نظرت همس لـ هدى قائله:بيقروا الفاتحه أزرغط ولا أستنا شويه بعد ما تدخلى بالشربات.
شعرت هدى بالخجل،بينما قالت سلسبيل لأ أوعى تزغرطى للنكشف إننا بـ.ـنتصنت.
ردت سميحه:والله ما هيكشفنا غير صوت ولدك اللى عمال يسقف ده،وبعجورة همس اللى قدامها خمسه متر زمانهم شايفنها من باب المندره، اقولكم  مبدهاش بقى، يلا 
قالت سميحه هذا ولم تنتظر أطلقت زرغوده قويه أعقبتها همس وسلسبيل بينما وقفت هدى خجله ليضحكن الثلاث عليها.
آتت الى مكان وقوفهن نهله بعد أن سمعت صوت الراغيط قائله بمرح:واقفين كده ليه مش كشفتوا انكم بتتصنتوا يلا تعالوا معايا خلونا نجهز العشا وأنت يا هدى خدى الصنيه دى دخليها للمندره.
نظرت هدى للصنيه قائله:وأنا هدخل الصنيه دى كلها إزاى.
مدت سميحه يديها لـ نهله وأخذت الصنيه ومدت يديها  بها 
لـ هدى قائله:
إكده تشيلى الصنيه بين إيديكى وتدخلى،تلفى على القاعدين،بالدور تديهم الشربات،بس هقولك بلاش تبدأى بنظيم لأحسن إيدك ترعش أكتر أبداى بجدتى وبعدها ماما وعمى ناصر وعمى النبوى وبعدها ولاد عمك وفى الآخر الكوبايه اللى تفضل من نصيب نظيم هو وحظه بقى أنا قولت لماما تجيب بنطلون تانى لـ نظيم معاها متقلقيش هنتصرف.
ضحكن جميعاً على حديث سميحه عدا هدى التى نظرت لضحكن قائله:أنتم بتتريقوا عليا طبعاً مفيش واحده فيكم إتحطت فى الموقف ده غيرى،بس أنا بقى هعرفكم إنى مش فارق معايا وهدخل بالشربات واول واحد هقدmه له هو نظيم وإيدى مش هترعش.
أشارن لها بأيديهن أن تتقدm بالدخول،فعلت مثلما قالت توجهت أولاً الى نظيم ومدت يدها بالصنيه لكن 
فى نفس اللحظه قامت سميحه وهمس بالزراعيط مما خض هدى واربكها وكادت تقوم بسكب محتويات الصنيه على نظيم لولا أنه أمسك الصنيه معها لكن لم يمنع من نيلهُ بعضًا من الشربات بسبب ميل إحدى الكاسات على ملابسه... 
وضعت هدى الصنيه على إحدى الطاولات وخرجت مُسرعه من المندره دون أن تقدm لأحد شئ. 
تبسمن عليها عليها وهى تخرج من المندره. 
ضحكت سميحه التى رأت ذالك وقالت:انا كنت قايله لماما على بنطلون وأنتى خلفتى توقعى دلوقتي هنعمل ايه أمرى لله أجيب له قميص من عند محمد.
نظرت له هدى بغـ.ـيظ قائله:بتتريقى عليا يا لدغه،ماشى هقولك بلاش تجيبى لاخوكِ قميص هاتيله ترننج سوت،هو بيحب يبقى إسبور...ثم نظرت لـ همس قائله:وأنتى أرحمى نفسك شويه لتولدى من كتر الضحك.  
ضحكت همس قائله:والله شكلى هولد فعلاً...مش الليله ماليش مزاج خلينا أستمتع شويه قبل ما أتفجر. 
...  
بعد  أن تناولوا العشاء فى جو من الألفه كعائله. 
ظلوا بغرفة السفره  يتحدثون ويمرحون معاً بود 
حتى رباح شاركهم الحديث والمرح بقبول منه
لكن
نظر النبوى لـ رباح شعر بغصه قويه فى قلبهُ،هو إستشفى من الإدmان وعاد شخص آخر أصبح ودود مع الجميع،شعر النبوى بآلمه هو على يقين أن رباح ربما يضحك  لكن بقلبه جـ.ـر.ح غائر لم يُشفى بعد، الأيام وحدها كفيلة بتضميد هذا الجـ.ـر.ح. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
فى الصباح الباكر. 
على صرخة آلم خافته
إستيقظ كارم مخضوض قائلاً:همس مالك.
ردت همس بتآلم:شكلى هولد يا كارم.
نهض كارم مرتبك يحاول حمل همس.
رغم آلم همس لكن قالت له:إنت بتعمل أيه.
رد كارم:هشيلك أوديكى المستشفى.
صرخت همس بدmعه قائله:ناديلى على ماما .
فى نفس الوقت إستيقظ النبوى بعد سماعه لصرخة همس،ذهب مُسرع وقام بالطرق على باب الغرفه قائلاً بلهفه:فى أيه يا كارم.
فتح كارم باب الغرفه قائلاً:همس بتولد يا بابا وبقولها أخدك للمستشفى،بتقولى نادي على ماما.
تبسم النبوى قائلاً:خليك معاها وانا هنادى على أمى وكمان نهله.
بالفعل بعد دقائق 
كان مع همس بالغرفه هدايه ونهله التى قالت:خضتينا عالفاضى زى كل يوم بقالك أسبوع كده.
ضحكت هدايه قائله:لاه خلاص بعد شويه هتولد.
بعد وقت تآلمت همس وصرخت 
دخلن سميحه وسلسبيل الى الغرفه.
تألمت همس تطلب المساعده من جدتها التى قالت:يا بتى إسألى سلسبيل ولدتها جبلك،الولاده سهله خالص،صُح يا سلسبيل.
نظرت سلسبيل لجدتها بتعجب وأماءت برأسها قائله:
صُح يا جدتى.
حتى  سميحه ساعدتنهن  رأت عـ.ـذ.اب همس وهى تلد. 
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل 
حمل النبوى الصغير وقام بنطق الشهادتين والتكبير له فى أذنه ثم مد يده به الى ناصر قائلاً: 
ناصر كارم العراب. 
تبسم ناصر وقبل الصغير، قائلاً: عقبال ما تشيل النبوى قريب. 
مد كارم يدهُ يأخذ صغيرهُ قائلاً: 
انتم عمالين تناولوا الولد لبعض ناسينى انا ابو الواد ده. 
ضحك النبوى  وناصر. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مر أسبوع اليوم هنالك مناسبتين بـ دار العراب
الأولى سبوع أصغر الأحفاد 
والثانيه عقد قران اصغر الفتيات.
بـ شقة محمد
وضعت سميحه ذالك الاختبـ.ـار تنتظر نتيجته 
التى ظهرت إيجابيه فأرتجفت تُحدث نفسها
بينما لاحظ محمد حديثها لنفسها فضحك قائلاً: 
بتكلمى نفسك عالصبح ليه؟ 
ردت سميحه: أنا خايفه أتو.جـ.ـع زى همس وهى بتولد.
ضحك محمد.
إغتاظت سميحه من ضحك محمد قائله:طبعًا ما أنت مشوفتهاش كانت بتتآلم قد أيه،بس الغريب على قد ما كانت بتتآلم أول ما جدتى ناولتها البيبى حسيت إنها واحده تانيه غير اللى كانت بتتآلم قدامى.
ضحك محمد يقول:أهو زى ما قولتى قد ما أتآلمت قد ما فرحت بإبنها فى إيديها.
ردت سميحه:بس مقدرش أتحمل الآلم ده،أنا هولد قيصرى  ،بس هيشقوا بطنى برضوا هتآلم.
ضحك محمد يقول:حبيبتي وقتها ربنا يحلها...الموضوع ده لسه عليه بدرى.
ردت سميحه:بدرى من عمرك،أجهز خلاص كلها كم شهر وتجى لينا بنوته حلوه زيي.
تعجب محمد قائلاً:قصدك أيه،إنتِ....
ردت سميحه:أيوا حامل،والاختبـ.ـار أهو بيأكد،غير كمان جدتى قالتلى إنتِ حامل فى بـ.ـنت يا سميحه...وهى بتصدق توقعاتها.
فرح محمد كثيراً يقول:أحلى خبر سمعته فى حياتى يا ثموحتى،انا اساساً نفسى فى بـ.ـنت لدغه،عشان ألغى حرف السين ده من كل الكلمـ.ـا.ت. 
  ..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان إحتفال مميز أمام الناس يليق بمكانة عائلة  العراب 
مساءً بعد نهاية الأحتفال
كان هنالك حفل  بسيط بين العائله  يسوده الفرح والمرح وبعض المناوشات المقبوله بينهم التى قربت بينهم أكثر،أختفت كل الاضغان مع من كانوا يزرعونها ظل الحب فقط .
بعد أن إنفض الجميع  ظل النبوى مع هدايه التى شعرت بحـ.ـز.نه قائله:مالك يا ولدى؟
زفر النبوى نفسه قائلاً:صعبان عليا رباح...من يوم ما رجع تانى بعد علاجهُ وانا حاسس بقلبه،بيرسم ضحكه وجواه مجروح...خايف يتعقد من اللى زهرت عملته معاه ويضيع شبابهُ. 
ردت هدايه: لأ إطمن رباح مش ضعيف،ومش هيضع شبابه فى التفكير فى واحده زى زهرت،هو بس محتاج وجت تعرف يا ولدى أنا عمري ما أتمنيت الشر لحد،بس أرتاحت لما عرفت  إن زهرت مـ.ـا.تت...مـ.ـو.تها فى المستفيد منه الأول رباح.
تعجب النبوى.
تبسمت هدايه على ملامح النبوى المتعجبه قائله:
مـ.ـو.ت زهرت فوق رباح من سحرها عليه،كان ممكن يرجع تانى ويوقع فى فخها ويصدق كدبها،او بعد ما يفوق كانت تحوله لقـ.ـا.تل لما ينتقم لشرفهُ بسبب خيانتها له  ويقــ,تــلها ويقضى بقية عمرهُ فى السـ.ـجـ.ـن، ربك أراد لرباح الخير وبداية طريق جديد بدون ما يحمل آثام غيرهُ. 
وافق النبوى هدايه،تبسمت له قائله:
أدعى له يا ولدى ربنا يرزقه ببـ.ـنت الحلال اللى تنسيه كل هموم الدنيا،وتكون له ونس.   
..      . ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت أكثر من خمس سنوات
بيوم ربيعى مميز، ليس اليوم  هو ليس التجمع العائلى المعتاد  لكن اليوم عيد مولد بُلبلة العائله الصغيره 
"نبيله" 
... 
بشقة سلسبيل 
صحوت تتمطئ بيديها وسحبت مئزرًا من جوار الفراش، لكن لم ترتديه حين جذبها قماح عليه. 
تبسمت قائله: أنت صاحى، صباح الخير. 
فتح قماح عينيه قائلاً:  صباح النور، أيوا صحيت لما بعدتى عن حـ.ـضـ.ـنى،بتتسحبى بدرى كده ليه؟
تبسمت سلسبيل:
مش بسحب بس محبتش أقلق منامك.
ضحك قماح يقول:تقلقى منامى،وبالنسبه للاصوات العاليه اللى سامعها دى مش قلق.
ضحكت سلسبيل قائله:النهارده عيد ميلاد بلبه(نبيله بـ.ـنت محمد)
وطبعًا عندنا إحتفال،والاولاد أكيد بيلعبوا فى الجنينه ودى أصواتهم.
تبسم قماح قائلاً:كويس إنهم بيلعبوا فى الجنينه بعيد عننا،عشان عاوزك فى أمر مهم.
نظرت سلسبيل لقماح بإستفهام وقبل ان تسأله كان قماح يستقى من نبع شفاها قُبلات تزداد شغف وهى ما عليها سوا ان تشرب معه من نفس النبع الصافى. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة كارم 
إستيقظ كارم ينظر الى همس النائمه فوق صدره،ضمها قويًا. 
شعرت به همس وأستيقظت قائله:الأجازه خلصت بسرعه وهنرجع تانى لـ دبى بكره.
تبسم كارم يقول:فعلاً خلصت بسرعه،بس النهارده يوم عيد ميلاد بُلبله وهيبقى فى تجمع عائلى،البـ.ـنت دى بالذات لها معزه خاصه...بتفكرنى ببنوته زمان كانت قلبوظه زيها كده،كنت بدور عليها فين وأروح أغلس عليها.
ضحكت همس قائله:فاكره الواد الغلس اللى كان بيرخم عليا،بس هقولك سر،أنا أوقات لما كنب بشوفه بيلعب مع بـ.ـنت غيرى كنت بغير منها.
إبتسم كارم وإستدار بهم على الفراش قائلاً:وكنتى بتغيرى ليه.
وضعت همس يديها حول عنق كارم قائله بدلال:
كنت بغير عليك معرفش السبب وقتها لكن عرفته دلوقتى،أنا كنت عايشه فى وهم برسمه لنفسى،بس الحادثه اللى حصلت لى فوقتنى من الوهم،وعرفت حقيقه واحده بعدها،إنك إنت اللي قلبى نبض من تانى له.
تبسم كارم ووضع يدهُ فوق موضع قلب همس قائلاً:
قصدك رجعتى  للحياه تانى علشانى.
ردت همس:قصدك أنت رجعتنى أحب الحياه من تانى،بحبك يا كارم يا حبيب عمرى الأولانى والتانى.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ منزل نظيم.
تقلبت هدى على الفراش ووضعت يدها على صدر نظيم تقول بـ نُعاس:
نظيم إصحى عشان تقوم توصل الولاد لـ دار العراب.
تقلب نظيم للناحيه الأخرى قائلاً:
خمس دقايق وهصحى.
وضعت هدى يدها على كتف نظيم قائله:
هتقول خمس دقاىق والنوم هيسحبك،قوم يلا بلاش كسل.
تقلب نظيم على الناحيه المُقابله لها وفتح عيناه ينظر لها قائلاً:
طالما مُصره كده إنى أصحى فى كلمتين كنت عاوز أقولهم لك من ليلة إمبـ.ـارح بس طلعت الشقه لقيتك نايمه.
فتحت هدى عينيها قائله بإستفسار: انا فعلا نمت مدرتش كله بسبب رسالة الماجستير أمتى اناقشها وأخلص، بس أيه الكلمتين دول؟
تبسم نظيم بمكر وقال لها:أيه رأيك نفسى فى بيبى تالت.
ردت هدى قائله:فكره غير وارده بالمره عندنا ولد وبـ.ـنت كده نعمه من ربنا.
رد نظيم:نعمه والحمد لله بس أما يبقوا تلاته مش هيجرى حاجه،حتى تبقى زى بقية بنات العراب
سلسبيل معاها تلات ولاد،همس ولدين وبـ.ـنت،حتى اللدغه أختى اللدغه معاها بـ.ـنت وولد وحامل جديد.
ردت هدى:بعد ما اناقش الماجستير هفكر إنما دلوقتى هدفى هو الماجستير،مش عاوزهم يقولوا خدت الاجِازه بسبب جوزها الدكتور فى الجامعه.
تبسم نظيم يقول:ومش هو ده فعلاً اللى حاصل أنا بساعدك فى الرساله،ولا هدايه العراب هتنكر.
نظرت له هدى قائله:لا مش بنكر بس سبق وألف مره بلاش تنادينى بـ هدايه، بحسك بتقولها بتريقه.
ضحك نظيم يقول:والله والالف مره قولتلك أنا بحس إسم هدايه راقى وأصيل عن هدى.
تبسمت هدى،بينما إنقض نظيم على شفاها هامسًا:على ما ماما تحضر الفطور أهو أصبر نفسى بأى حاجه لذيذه.
بعد قليل 
بالأسفل 
نظر نظيم فى شقة والداته قائلاً:أمال فين الولاد.
ردت فتحيه: الولاد أنا فطرتهم ولبستهم وناصر بعت عربيه تاخدهم لـ دار العراب.
نظر نظيم لـ هدى قائلاً:أهو عمى بعت السواق وأخد الولاد،مكنش هيجرى حاجه لو سيبتنى أكمل نوم...عالعموم إحنا لسه فيها انا معنديش غير محاضره فى المركز التعليمى بعد العصر،هطلع أكمل نوم وماما تبقى تصحينى...يلا هسيب الكنه والحمايا يتسلوا مع بعض...ولا كنة مين وحما مين،قصدى الام وبـ.ـنتها أنا بقيت بحس إن ماما بتحبك أكتر منى.
ضحكتا الأثنين وقالت فتحيه وهى تضم هدى: فعلاً  انا بحب هدى اكتر منك 
هدى دى روحي.
تبسمت هدى قائله بحب وإعتراف:ربنا يخليكي ليا يا ماما بصراحه إنتى شايله مسئولية ولادى الاتنين وسيبانى أركز فى الماجستير بتاعتى.
ردت فتحيه:ربنا يوفقك يارب.
رد نظيم:آمين،هسيبكم انا بقى بلاش أقطع وصلة المدح اللى مش هينوبنى منها حتى كلمة شكرًا.
.............ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد السجون.. 
صدح رنين إنذار إنتهاء مدة الزياه 
بكى حماد يقبل يد والداته قائلاً برجاء: الفلوس اللى بتسيبها ليا فى أمانات السـ.ـجـ.ـن مش بتقضينى أسبوع. 
ردت عليه: إنت عارف إن معاش المرحوم والدك مش كبير ده يا دوب بيقضينى علاج ومصاريف البيت. 
شعر حماد ببؤس قائلاً: وعيلة العراب مش كنتى بتقولى من فتره للتانيه بيبعتوا لك فلوس. 
ردت عطيات: آه ده بيبقى مبلغ صغير كتر خيرهم. 
رد حماد: طب ما تطلبى من الحجه هدايه تزودلك المبلغ شويه؟ 
ردت عطيات بعتب: كان زمان دلوق مقدرش أطلب منها، كان فين عقلك وأنت بضيع نفسك بسبب الزفت اللى كنت بتشربه، أهو أتحكم عليك مؤبد عمرك كله هيضيع فى السـ.ـجـ.ـن، يا حسرة قلبى، بتى إندفنت فى التراب بدرى غير الفضيحه اللى داروها دار العراب عنها كرامه لحُرمة المـ.ـو.ت، وولدى السـ.ـجـ.ـن هيضع الباقى من شبابه،تذكرت أيضًا أن هذا ربما عقـ.ـا.ب على خطيئتها القديمه حين سلمت جسدها لأحد اقاربها ليذهب بعدها الى الجيش ويستشهد وتحمل هى منه نُطفه،لولا ستر هدايه عليها وقتها لافتضحت بين الناس ولُقبت بـــــــ "الخاطيه".   . 
رد حماد بتذمر: خلاص  مش كل ما أطلب منك تزودى مبلغ الامانات تنصبى ليا المندبه دى. 
بعد قليل بالزنزانه 
عاد حماد يتكئ على  مضجعه يدخن إحدى السجائر الرخيصه،فوجئ بمياه تُسكب فوق رأسه وصوت حاد يقول:
واخد راحتك جوى،كانك على فرشتك فى داركم،جوم فز إمسحلى المركوب اللى فى رجلى.
رجف حماد  ونهض سريعًا  ينحنى على قدmه يفعل ما أمره به بمسح حذائه  قائلاً:حاضر يا معلم رجب.
رفصه رجب فى صدره  قائلاً: أنا إهنه فى السـ.ـجـ.ـن بسبب غبائك وسرقتك لبضاعتى كان لازم فى النيابه تعترف إن البضاعه مش بتاعتك، لو كنت كملت إعترافك، كنت هسامحك على سرقة البضاعه وكنت هنغنغك، بس قلة الأصل متوفره عندك. 
رد حماد  : هما اللى ضغطوا عليا يا معلم. 
رفصه رجب قائلاً: بسببك أتحكم عليا بخمستاشر سنه سـ.ـجـ.ـن، وإتصادرت أموالى مبقاش حيلتى حاجه  لو مكنتش مأمن مراتى وكاتب البيت والشونه بإسمها كان زمانى لاقف زيك مش لاجى تمن السيجاره... ولا بتى اللى. فقدت عقلها كمان،عايش ساكت خايف من الكبـ.ـار ليمحونى من على وش الدنيا.
فى نفس الوقت نادى أحد حراس السـ.ـجـ.ـن على حماد،الذى هرع إليه سريعًا.
تحدث الحارس له بحديه وأمر:غور نضف الحمامـ.ـا.ت،عاوزها بتبرق بلاها عادتك تنضف من على الوش بس عاوزها بتبرق.
ذهب حماد الى الحمامـ.ـا.ت وبدأ بتنظيفها يشعر بدونيه وبؤس فـ بعد ان كان يعيش فى رغد أصبح بائس بسبب هولاء الأوغاد  اللذين يعيش معهم فى السـ.ـجـ.ـن،هنا البقاء 
لـ شيئين لا ثالث لهم،أما أن تكون قويًا بالجسد،أو بالمال،وهو لا يملك أحدهما  
فبعض المساجين تكاتلوا عليه وقاموا بضـ.ـر.به 
أنهوا رجولته بعدها جعلوه مُسخه ومن وقتها
لم يعُد رجلاً، يعاملوه بدناءه يستحقها. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب 
بشُرفه بشقه قماح وقفت سلسبيل تبتسم وهى تراقب لعب الاطفال مع بعضهم، رأت  تذمر تلك الطفله  الصغيره من ناصر إبنها الذى ينهرها ويقول لها لا تلعب مع أحد الصبيه، ذكرها بنفسها وهى صغيره حين كان يفعل معها قماح ذالك..
بينما قماح حين نظر بالغرفه لم يجد سلسبيل نظر نحو الشُرفه،رأى شعرها الذى إستطال أكثر فهو أصبح يمنعها أن تقص منه حتى الاطراف،رأى تطاير شعرها بسبب هواء الربيع،أتى بوشاح ثم ذهب الى الشُرفه...
بسبب إنشعالها مع  مرح هؤلاء  الاطفال
 لم تشعر سلسبيل  بـ قماح الذى أتى من خلفها ووضع وشاح كبير على رأسها. 
إستدارت له مبتسمه تقول:  انا واقفه فى البلكونه  مين اللى هيبصلى، كمان انا لابسه إيشارب أهو على راسي متعصبه بيه، لازمتها أيه الطرحه الكبيره دى . 
رد قماح: الايشارب يادوب مغطى مقدmة شعرك والهوا بيطير الباقى اللى سيباه مفرود وراء ضهرك. 
تبسمت سلسبيل بقلة حيله قائله: هدخل  أخد دوش وأنزل بعدها أنا مش هروح المقر النهارده هتروح لوحدك من غيرى، النهارده عندنا حفله عشان عيد ميلاد بُلبله بـ.ـنت محمد، وجدتى قالت فرصه نتجمع يوم زياده. 
تبسم قماح  وجذب  سلسبيل للداخل وضمها لحـ.ـضـ.ـنه ثم قبلها هامسًا بعشق: لازم أشرب من النبع الصافى اللى هتحرم منه النهارده. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بشقة محمد 
أنهت سميحه تلبيس تلك الصغيره فستانها الصغير الذى جعلها تُشبه الفراشه. 
وقفت الصغيره أمام المرآه تدور حول نفسها تنظر لفستانها بإعجاب ثم قالت ببعض الاحرف الطائره: بسرعه سرحيلى شعرى يا ماما عاوزه أنزل أفرج ولاد عمى وأصحابى  فستانى اللى شبه الفراشه. 
تبسم محمد الذى دخل عليهن وجثى على ساقيه وفتح ذراعيه قائلاً: 
حلوه قوى فراشة بابا، اللى هتديله حـ.ـضـ.ـن كبير. 
هرولت الصغيره نحو محمد وحضتنه قائله بهمس: بابى أنا عاوزه شوكيلت.
تبسم محمد وضمها بين يديه ثم وقف قائلاً بنفس الهمس:مش قدام مامى،بعدين،يلا أنزلى خلى ماما تسرحلك شعرك.
بالفعل بعد لحظات نظرت الصغيره لتلك الفراشات الملونه التى وضعتها لها سميحه بين خصلات شعرها الطويل نسبيًا،ثم قالت بإعجاب:.فين تاجى يا ماما،عشان أبقى ملكة الفراشات.
قالت سميحه:بلاش التاج دلوقتي عشان مش يوقع من على راسك وممكن يتكـ.ـسر خليه لما نجى نطفى الشمع.
تبسمت لها الصغيره بإقتناع وقالت:هنزل لـ جدتى هدايه 
أفرجها الفراشات الملونه اللى فى شعرى.  
غادرت الصغيره 
بينما أقترب محمد من سميحه ووضع يده على خصر سميحه قائلاً  بعتب: هتفضلى قالبه وشك كده كتير فُكيها بقى النهارده عيد ميلاد بُلبله.
نفضت سميحه يدي محمد قائله:انا مش قالبه وشى ولا حاجه إن اللى موهوم.
تبسم محمد قائلاً:خلاص بقى يا سميحه كل ده عشان قولتلك إن مشروع الفُخار بتاعك ده فاشل،تكاليفه أكتر من أرباحهُ غير الوقت اللى بتضيعيه ولادنا أولى بيه.
ردت سميحه:لأ مش صحيح إنت اللى مش مؤمن بموهبتى،زى قماح ما آمن بموهبة سلسبيل وعمل لها معرض بالمنحوتات بتاعتها والصحافه ومواقع النت أتكلموا عنها.
تبسم محمد يقول:سلسبيل فعلاً موهوبه إنما أنتى يا روحى معندكيش خبره فى تشكيل الفُخار،قولتلك شوفى أى مركز تعليمى وخدى قرص يثقل إهتمامك،إنما أنتى شوفتى الفخار اللى صنعتيه متباعش وكله بسبب عيب صناعه.
نظرت سميحه لـ محمد بإقتناع ثم قالت:تمام أنا هشوف أى مركز تعليمى لصناعة الفخار وأنضم له.
ضحك محمد قائلاً:رأيي تأجلى الموضوع ده لبعد ما تولدى.
ردت سميحه:لأ بعد ما أولد هنشغل فى البيبي.
فكرمحمد لو أعترض سميحه ستتمسك أكثر 
فضحك  قائلاً: تمام براحتك، بس أفردى وشك بقى، عاوز اشوف إبتسامة اللدوغه. 
تبسمت سميحه قائله: كان فى موضوع عاوزه أكلمك فيه؟ 
رد محمد: وأيه الموضوع ده.؟ 
ردت سميحه: عمتك قدريه قابلتنى من كم يوم صدفه وأنا أتكلمت معاها، لمحتلى كده إن الحال ضيق معاها،ومهما حصل برضوا هى من عيلة العراب.
تنفس محمد قائلاً:بلاش يخدعك مسكنتها،بابا وعمى مخصصين ليها مرتب كل شهر بيوصلها يعيشيها ملكه،ودلوقتي ملناش دعوه بغيرنا. 
غير محمد مجرى الحديث قائلاً  بمكر: بقولك أيه إنتِ الحمل المره دى  زادك حلاوه.
وضعت سميحه يديها حول عنق محمد قائله بدلال أنثوى:أنا طول عمرى حلوه.
ضحك محمد يقول:بعترف إنتِ أحلى واحده شافتها عنيا هفضل فاكر أول مره شوفتك فيها  غيرتى مجرى حياتى
للأحلى.
انهى محمد حديثه بقُبله بطعم الحلوى التى أدmنها منذ أن تلاقى بلدوغته.
..........،،،،،،
ببهو دار العراب 
بين الاطفال 
وقفت تلك الصغيره بُلبله تدور حول نفسها تُظهر جمال فستانها وكذالك تلك الفراشات التى بشعرها 
تقول بطفوله:شوفوا فستانى وكمان فراشات شعرى.
كان الاطفال مثلها منبهرين بزيها الطفولى  الأنيق...
لكن كان بينهم من لم يعجبه ان يرى غيرهُ جمالها رغم طفولته لكن شعر بغيره وجذبها من يدها الى الداخل ووقف يوبخها بطفوله:واقفه ترقصى مش سبق وقولتلك متلعبيش مع الصبيان،لأ وكمان بتفرجيهم على الفستان.
ردت بُلبله بطفوله ثم تركته تشعر بضيق :وانت ومالك
هروح أقول لـ عمو رباح إن بضايقنى.
بالفعل ذهبت تشتكى الصغيره لـ رباح عن ضيقها من ذالك المتسلط الصغير الذى يُضيق عليها الحصار.
تبسم رباح حين رأها تأتى عليه يعلم سبب ضيق ملامح وجهها ففتح يديه لها قائلاً: 
بُلبله حبيبة عمو أيه اللى مضايقها. 
إرتمت  الصغيره بحـ.ـضـ.ـن رباح قائله بطفوله: ناصر، يا عمو كل ما يشوفنى يشخط فيا،ومش عاوزنى ألعب مع أى حد غيرهُ. 
تبسم رباح  يقول: ناصر مين فيهم. 
ردت الصغيره: رباح إبن عمو قماح وعمتو سلسبيل، هو ليه مش طيب زى عمو قماح. 
ضحك رباح قائلاً: عمو قماح طيب، ده ابنه نسخه مُصغره منه، نفس الحركات القديمه،دى سلسبيل هتدخل الجنه أنها متحملاه. 
ضحك النبوى التى آتى قائلاً: فعلاً  زى عمو رباح كده ما قالك. 
تبسم رباح للـ النبوى قائلاً: أهو سمعتى جدو النبوى أكد كلامى.. يلا تعالى نروح سوا نلعب مع البقيه وإن ناصر ضايقك أنا موجود. 
تبسم النبوى لهما وهما يذهبان 
رأت هدايه وقفة النبوى ينظر فى خطاهم فقالت: واجف إكده ليه يا نبوى تعالى عاوزاك. 
ذهب النبوى الى هدايه، التى قالت له:مالك وشك حزين إكده ليه؟
رد النبوى بحـ.ـز.ن:قلبى واجعنى على رباح وحاله.
ردت هدايه ببساطه:وجلبك واجعك ليه،ماله رباح زين الشباب،وعيندى ليك خبر هيفرح جلبك.
تنهد النبوى قائلاً:وأيه الخبر ده.
ردت هدايه:ناصر كان جالى من كم  إن رباح شاف بـ.ـنت بتشتغل فى الضرايب ولاغى معاها وشكلها عجباه،والنهارده بس  رباح كلمنى وجالى أروح أخطبها له.
فرح قلب النبوى قائلاً بلهفه:بجد يا أمى.
ضحكت هدايه قائله:بجد يا ولدى،أنا كنت جولت لـ ناصر يسأل عن البـ.ـنت دى وأهلها كان جلبى حاسس إن رباح ربنا هيعوضه باللى تصونه،وطلعت بـ.ـنت ناس طيبين أمها بتشتغل مدرسه وأبوها كمان كان مدير مدرسه وطلع معاش وبيشتغل فى مدرسه خاصه دلوق.
تنهد النبوى براحه قائلاً:ومستنيه أيه يا أمى أطلبيها له بسرعه.
تبسمت هدايه قائله: كله بالهداوه يا ولدى أنا كنت مستنيه رباح يكلمنى بنفسه  وأها مخيبش أملى. 
رد النبوى: ربنا يرزقه باللى تعوضهُ، يلا مالوش لازمه نفتح فى الماضى، خليه مدفون. 
.... 
ببهو الدار كان رباح يقف بين الاطفال يلعب ويمرح معهم، لاحظ تضيق ناصر قماح على نبيله فقال له: 
بلاش شغل باباك القديم ده، وسيب بُلبله تعلب مع أخواتها. 
رد الصغير: لأ دول مش أخواتها. 
رد رباح بتصميم: لأ أخواتها وانت كمان أخوها ولازم تسيبها تلعب معاهم، والأ انا هزعل منك. 
ردت نبيله: لأ يا عمو مش تزعل من ناصر. 
تبسم رباح قائلاً: تصدقى إنى غلطان أنى بدخل بينكم بس متجيش بعد شويه تشتكى منه بقى أنا هروح اكمب لعب مع الباقيه... 
ذهب رباح الذى التف حوله الاطفال بمرح، فقال لهم: 
أنا أبقى ليا فيكم اكتر من باباكم ومامتكم، أنا أبقى عمكم وخالك فى نفس الوقت. 
رد احد ابناء نظيم: بس إنت خالنا بس. 
رد نظيم الذى دخل بصُحبة هدى: وعمك كمان. 
تبسم رباح وقام بالترحيب بهم، لينضم نظيم يلعب هو الآخر مع الاطفال بمرح. 
فى المساء 
إجتمعت العائله التى كبرت  حول سفره واحده
من ثم قاموا بإحتفال بسيط لـ عيد ميلاد نبيله التى كبرت عام تمنوا لها الأمنيات وكذالك قدmوا لها بعض الهدايا 
حتى ناصر الصغير آتى لها بهديه 
تحدث رباح:أنا هفتح هدية ناصر دى بالذات عندى فضول أعرف جايب لها أيه.
فتح رباح الهديه وتبسم قائلاً: جايب لها بونبونى، يعنى تنكد عليها وبعد كده تجيب لها بونبونى تبلع بيه طلعت بتفهم مش زى ناس تانيه كانت بتنكد بس.
ضحك الجميع. 
نظر  قماح الى سلسبيل مُبتسمًا يفهم قول رباح أنه يقصدهما، حتى محمد تبسم وهو ينظر لـ سميحه  وتذكر اول لقاء لهما ذالك اللقاء بدل حياته. 
بعد الاحتفال 
دخل الجميع الى المندره يتحدثون  فيما بينهم بود وتآلف
نظرت هدايه لهم بسعاده فى قلبها 
نظرت نحو نظيم الذى لم يُخيب أملها فيه حين طلبت من ناصر أن يطلب منه أن يتزوج من هدى،ها هى مرت السنوات لم يذكر لمره واحده حتى لو مزح أن والداها هو من طلب منه الزواج بإبـ.ـنته بل صانها منه وصان هدى وساعدها كثيراً.
تشاغب الصغار فيما بينهم، يسألون من أكبر فرد فى العائله 
 نظرت سلسبيل نحو عمها النبوى قائله: 
أنا طول عمرى بقول عمو النبوى هو عراب عيلة العراب.
بينما نظر النبوى نحو هدايه قائلاً:أكبر فرد واللى مجمع دايماً العيله هو جدتكم هدايه،أدعوا ليها بطولة العمر وقولوا..... 
عاشت الحجه هدايه دايمًا تجمعنا فى عش العراب.
تمت بحمدلله

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات