رواية غفران العاصي عاصي وغفران كاملة جميع الفصول

رواية غفران العاصي هي رواية رومانسية تقع احداثها بين عاصي وغفران والرواية من تأليف لولا في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية غفران العاصي لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية غفران العاصي هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية غفران العاصي تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية غفران العاصي عاصي وغفران كاملة جميع الفصول

رواية غفران العاصي من الفصل الاول للاخير بقلم لولا

الشخصيات
غفران الجارحي: فتاه رقيقه ، خجوله، طيبه .
تبلغ من العمر عشرون عاماً يتيمه الوالدين ، جدها من قام بتربيتها ، تعشق ابن عمها عاصي وهو اسم علي مسمي ولكنه لا يراها ولا يشعر بها .
عاصي الجارحي : الحفيد الاكبر لمنصور الجارحي، يبلغ من العمر ثلاثون عام .
عصبي ، حاد الطباع، شرس ، لا يقبل ان يفرض رأيه عليه ، يدير املاك عائله المنصوري يقبضه من حديد.
الجد منصور الجاريحي: يبلغ من العمر 76 عاماً يعشق احفاده بشـ.ـده ويفعل كل شيء من اجلهم .
طيب ، كريم الخلق، حاد الذكاء .
دريه الجارحي: والده عاصي ، تبلغ من العمر خمسه وخمسون عاماً .
امرأه حقوده ، طماعه تريد ان تظل ثروه الجارحي تحت سيطرتها وتسعي لتزويج ابنها من ابنه شقيقتها
تكره غفران بشـ.ـده….
نسرين الحوفي: تبلغ من العمر سته وعشرون عاماً تعشق عاصي حد الهوس ، شريره ، طامعه ، مثل خالتها دريه والده عاصي.
تكره غفران منذ طفولتها .
الفصل الأول
في احدي القصور العريقة المطلة علي شاطيء البحر المتوسط في ارقي احياء مدينه الاسكندرية …
وتحديداً في قصر الجارحي ..
احد اهم واكبر واشهر رجـ.ـال الاعمال في الاسكندرية خاصةً ومصر عامةً…
منصور الجارحي …..!!!!
كان هناك حاله من الهرج والمرج داخل القصر والكل يعمل علي قدm وساق من اجل استقبال الحفيد الاول لمنصور الجارحي والرجل الثاني بعده في اداره امبراطورية الجارحي ” عاصي الجارحي “…..، بعد عودته اخيراً من العمل في الخارج في فرع الشركه الثاني في مدينه الضباب ” لندن” واستقراه في مصر بعد سفر دام لخمس سنوات لم يأتي خلالهم ولو لمره واحده منذ وفاه والده وشقيقه في حادث مأسوي!!!!
تقف وسط بهو القصر تتحدث الي العاملين بالقصر تعطي لهم الاوامر بعجرفه وتعالي ، فلا احد من العاملين بالقصر يحبها بسبب غــــرورها ومعاملتها القاسيه لهم ….
انها دريه الجارحي زوجه احمد الجارحي الابن الاكبر لمنصور الجارحي الذي تزوجته طمعاً في ثروة ونفوذ والده و……..؟؟؟
هتفت بعجرفة: نعمـ.ـا.ت .. انتي يا نعمـ.ـا.ت .
اجابتها مديره المنزل باحترام : افنـ.ـد.م يا دريه هانم.
دريه بعجرفه: عملتي كل اللي امرتك بيه ، مش عاوزه حاجه ناقصه ، عاوزه كل حاجه عاصي بيحبها تكون علي السفره ولو لقيت حاجه مش عجباني هطين عيشتك انتي واللي في المطبخ.. مفهوم !!
اجابتها باحترام : مفهوم يا هانم …
ياللا امشي من قدامي روحي شوفي شغلك وهاتيلي القهوه بتاعتي فوق في اوضتي …..
قالتها وتحركت مغادره الي اعلي حيث غرفتها ، بينما اخذت الخادmه تتمتم بصوت منخفض : حسبي الله ونعمه الوكيل فيكي يا شيخه ربنا يريحنا منك ومن شرك ، مش كنتي انتي اللي مـ.ـو.تي بدل احمد بيه الرجل الطيب السكره ولا حبيبي منصور اللي راح في عز شبابه …
بقي بالزمه ده منظر واحده جوزها وابنها مـ.ـا.توا ده احنا مقهورين عليهم لحد دلوقتي ومقلعناش الاسود الا من سنه مش هي اللي قلعته بعدها بكام شهر …
يالا هقول ايه الحنيه ما بتتشحتش، اما اروح اعمل لها القهوه بدل ما تسمعني موشح كل يوم …..
دلفت الخادmه الي غرفتها تحمل في يدها صينيه عليها قدحاً من القهوه وضعته علي المنضده الصغيره التي تتوسط كرسيين بجانب الشرفه والتفت مغادره بصمت كما تفعل دائماً بينما تقف دريه امام المرآه تتطلع الي هيئتها وهي ترتدي احد مجوهراتها الثمينه كعادتها فهي تعشق اقتناء المجوهرات ..
ابتسمت برضا علي هيئتها ثم جلست ترتشف قهوتها باستمتاع….
ثواني وهبت عاصفه هوجاء تقتحم غرفتها متمثله في ابنه شقيقتها نسرين ….
النسخه المعدله والاكثر خبثاً ودهائاً منها !!!!
والتي تعيش معها بعد انفصال والديها وزواج كل منهم وسفرهم خارج البلاد…
انطي دريه ايه رايك في اللوك بتاعي حلو مش كده …
وتسريحه شعري حلوه ولا ارفعه والميكب حلو ولا اخففه شويه ،ولا اقولك كده احسن انا عاجبني كده ، بس الاهم من ده كله هيعجب عاصي…
انتي مش بتردي ليه يا انطي؟؟؟؟
هو انتي مدياني فرصه علشان ارد ؛ عماله تتكلمي وتتحركي بسرعه …/
اهدي شويه خاليني اشوف انتي عامله ايه في نفسك .
قامت من جلستها ودارت حولها تقيمها بنظراتها المتفحصه من اعلاها الي اسفلها وعلقت باستحسان : قمر يا روح انطي .. تجنني .
نسرين بسعاده ولهفه: بجد يا انطي …يعني هعجب عاصي وهلفت نظره اول ما يشوفني؟؟؟
اجابتها دريه بثقه: طبعاً هتعجبيه هو هيلاقي ذيك فين في جمالك وفي حلاوتك وفي شياكتك …
طالعه لخالتك … قالتها بغــــرور منقطع النظير وهي ترتخي في جلستها وتضع ساق فوق الاخري…
جلست امامها نسرين وتحدثت بلهفه ووله: يا رب يا انطي يحس بيا بقي … انا بحبه اووووي اوووي وبحلم باليوم اللي هكون مـ.ـر.اته وعلي اسمه ..
قالتها بحالميه وهي تتخيل نفسها عروس ترتدي الثوب الابيض لفارس احلامها يخـ.ـطـ.ـفها علي حصانه الابيض !!!!
اعتدلت دريه في جلستها وتحدثت بجديه: اسمعي كلامي وانتي تكسبي …عاوزاكي تلزقي لعاصي تبقي زي ضله مـ.ـا.تفارقيهوش لحظه ومش عاوزه شغل الجنان بتاعك ده ، تركزي وتبقي هاديه ، عاصي مش بيحب الدوشه وو.جـ.ـع الدmاغ …
وتعدلي طريقتك مع جده ومع غفران مش عاوزين مشاكل معاه ، انتي عارفه عاصي بيحب جده وبيحترمه قد ايه وبيخاف علي زعله ازاي ، ده غير ان الست غفران نقطه ضعف جده يعني لو ضايقتيها زي عادتك عاصي هو اللي هيقف لك وساعتها انتي الخسرانه …
امتعضت ملامح نسرين عند ذكرها لغفران وهتفت بقرف: يا ساتر انا مش بكره في حياتي قد غفران دي رخمه وبـ.ـارده دmها يلطش ….
ازاي واحده زي دي تبقي حفيده الجارحي بجلاله قدره وتدخل المظبخ وتقف مع الشغالين تتكلم وتضحك عادي كده كانها واحده منهم لا وبتساعدهم كمان …
ولا لبسها بلدي اوووووي ما يليقش بواحده زيها ابداً ده انا صحابي لما بيشوفوها بيفتكروها شغاله من الشغالين …
فاكره انها كده متواضعه ….
معرفش الكل بيحبها علي ايه !!!!
جزت دريه علي اسنانها وهتفت بغل : طالعه زي اللي خالفتها …!!
المهم اسمعي كلامي ونفذيه بالحرف وانا من ناحيتي هفاتح عاصي في موضوع جوازكم وانا واثقه انه مش هيرفض لي اي طلب اطلبه منه…….
………………….
انتهي الجد منصور الجارحي من ارتداء ملابسه استعداداً للنزول الب غرفه مكتبه بالاسفل بـ.ـنتظر قددm حفيده الغالي …
ارتدي ساعته الانيقه التي تتناسب مع بدلته الغاليه ذات الماركه للعالميه فهو بالرغم من بلوغه الخامسه والسبعين من عمره الا ان لا يتخلي عن اناقته !!
تناول عصاه المصنوعه من الابانوس الخالص ولها رأس علي شكل صقر مصنوعه من الذهب الهالص التي لا يتخلي عنها ابداً ….
تحرك مغادراً غرفته ولكنه وقف ينظر الي الصور المعلقه علب حائط غرفته بنظرات حزينه مكـ.ـسوره …
ينظر الي صوره عشقه وعشره عمره وام اولاده زوجته الراحله وبجانبها صوره تجمع اولاده الراحلين ” احمد ومصطفي الجارحي”….وصوره اخري لحفيده الراحل ايضاً “عمر الجارحي ” شقيق عاصي الاصغر ….
تنهد بحـ.ـز.ن وهو يطالع صورهم مثل كل يوم ويلقي عليهم تحيه الصباح ويتحدث معهم كانهم يعيشون معه ولم يفارقوه ابداً…
انهارده يوم مختلف عاصي راجع بالسلامه وهينور دنيتي من تاني …
الحمد الله ان ربنا مد في عمري وهشوفهً وأملي عيني منه من تاني ده هو اللي فاضل لي من ريحتكم هو وغفران … غفرااااااان !!!!
قالها ووجهه يبتسم دون ارادته عند ذكر اسمها فهي حفيدته الغاليه والاقرب الي قلبه شبيهه جدتها في كل شيء جمال وجهها وجمال روحها …
نظر الي صوره زوجته وتحدث بعشق: غفران كل ما بتكبر بتبقي شبهك اوي يا ملك روحي …
كان نفسي تكوني موجوده وتغرقيها في حبك وحنانك بس هي طالعه زيك طيبه وحنينيه علي الكل …
ثم نظر الي صوره اولاده وتحدث بغصه مؤلمه : عاوزكم تطمنوا وترتاحوا ..الامانه اللي سبتوهالي هفضل صاينها طول ما انا عايش .. وهعمل كل اللي اقدر عليه علشان احافظ عليها ووصلها لبر الامان ..
علشان لما اقابلكم في دار الحق اكون وفيت بوعدي ليكم …
اخذ نفس عميق يهدء من روعه ومسح دmعه تساقطت علي وجنته وقرأ لهم الفاتحه داعياً الله ان يتغمدهم برحمته …استجمع نفسه وخرج من غرفته ولكن قبل ان يهبط لاسفل ، ذهب الب غرفه حفيدته كعادته يومياً….:
طرق علي باب غرفتها وانتظر السماح له بالدخول ولكن لم يأتيه رد منها …
فتح الباب ودلف الي الداخل يتطلع الي الغرفه يبحث عنها بعينيه فلمحها تقف في شرفه غرفتها تسقي زرعها كما تفعل دائماً..
ابتسم بلطف ونداها بصوته الرخيم الحنون: غافي !!!
التفت بجسدها عنـ.ـد.ما استمعت الي نداء جدها الحبيب وتركت ما بيدها .. تقدmت منه وهي تبتسم باتساع قائله: صباح الفل علي احن وا.طـ.ـيب جدو في الدنيا ..
ثم طبعت قبله فوق وجنته واخري فوق كف يده …
طبع الجد قبله حنونه فوق جبينها قائلاً: صباح الورد والفل والياسمين وكل حاجه حلوه علي احلي عيون في الدنيا كلها ….
اتسعت ابتسامتها وقالت بشقاوه: الله الله ايه الروقان ده كله يا سي جدو ..
ثم دارت حوله تتطالعه بنظراتها المعجبه واطلقت صفيراً معجباً: وايه الشياكه دي كلها يا حج منصور انت رايح تتجوز من ورايا ولا ايه؟؟؟
تعالت ضحكات الجد علي مزحتها وهتف موبخاً اياها: يا بت يا بكاشه انا طول عمري شيك وبعدين هو انا بعد جدتك الله يرحمها في ست في الكون تقدر تملي عينيا وقلبي … ده انا بدعي ربنا انه يعجل بأجلي علشان اقابلها في دار الحق بس بعد ما اطمن عليكي وعلي عاصي …..!!!!
هتفت مسرعه : بعد الشر عليك يا جدو ربنا يخاليك لينا وما يحرمناش منك ابداً…
واضافت بنبره حالمه: يا ما نفسي الاقي واحد زيك كده يا جدو يحبني ربع الحب اللي بتحبه لنانا الله يرحمها …
قفذت صوره معـ.ـذ.ب قلبها وعشقها المستحيل الي مخيلتها وتمنت ان يشعر بعشقها له وبقلبها الذي ينبض قفط من اجله !!!
اااااه ملتاعه كتمتها داخل صدرها وهي تدرك حقيقه بعده عنها فهي الشرق وهو الغرب … هي الارض وهو السماء ….
هو يراها ابنه عمه الطفله ذات العشر سنوات وهي تراه رجلها وفارسها الاوحد .. سيد قلبها ….
فاقت من شروها علي صوت جدها : ايه روحتي فين بكلمك مش بتردي عليا…
ابداً يا جدو افتكرت نانا الله يرحمها …اجابته كاذبه..
الله يرحمها … غمم بها الجد بعشق حزين …
ثم اضاف : ايه ده انتي لسه مجهزتيش نفسك ..
عاصي علي وصول خلاص ولازم كلنا نكون في استقباله لما يوصل …
تعالت دقات قلبها تدوي بصخب داخل صدرها فور ذكر اسمه وهتفت تجيب جدها بنبره مرتبكه: لسه بدري يا جدو انا كنت بسقي الزرع وبعد كده هجهز هو قدامه حوالي ساعه وعشر دقايق ويوصل …
قالتها وهي تنظر الي ساعه معصمها …
ضحك الجد وهتف بخبث: ده انتي حسباها بالدقيقه !!
احمرت وجنتيها خجلاً واطرقت برأسها ارضاً تتهرب من نظرات جدها المتفرسه في ملامحها ولا تقوي علي النظر اليه …
طبع الجد قبله حانيه فوق جبينها وهتف داعياً : ربنا يطمني عليكم يا حبيبتي ويقدرني واقدر اسعدكم واحقق لكم كل اللي بتحلمو بيه واكون قد الامانه .
ربنا يخاليك لينا يا حبيبي ….
انا هتزل تحت وانتي خلصي اللي وراكي بسرعه وحصليني زمان دريه ونسرين قالبين الدنيا تحت … ربنا يسترها .. قالها بنبره ذات مغذي مبتسماً فبادلته الابتسامه وهي تشيعه بنظراتها حتي خرج واغلق الباب خلفه…
تلاشت ابتسامتها وحل محلها القلق والتـ.ـو.تر واخذت تربت علي صدرها موضع قلبها تهديء من صخب دقاته محدثه نفسها: اهدي .. اهدي .. ده لسه موصلش وانت عمال تدق كده اومال لما تشوفه وتملي روحك منه هتعمل ايه ؟؟؟؟
ثم تحركت نحو الحمام الملحق بغرفتها لتاخذ حمام سريع وتتجهز استعداً لمقابله عشقها المستحيل ..!!!
بعد حوالي ساعه كانت انتهت اخيراً من ارتداء ملابسها بعد تردد وحيره كبيره في انتقاء شيء جميل ومناسب وفي نفس الوقت بسيط فهي لا تفضل البهرجه علي عكس نسرين التي تفضل الاشياء الملفته والجريئة!!!
وقفت تلقي نظره رضا اخيره علي مظهرها قبل ان تنزل لاسفل.
ولكن تعالت نبضات قلبها تقصف بقوه داخل قفصها الصدري تكاد يخرج قلبها من موضوعه عنـ.ـد.ما استمعت الي صوت بوق السياره معلناً عن وصوله!!!
هرولت مسرعه تنظر من خلف ستائر شرفتها … رأت السياره وهي تدلف من باب القصر مسرعه تسير وسط الممر المخصص للسيارات حتي وقفت امام البوابه الداخليه للقصر ….
ولكنها لم تعد تري شيء بعد ان اختفت السياره من امامها .. لم تلمحه ولا حتي طرف من خياله بسبب زجاج السياره المعتم اللعين!!!!!
تهاوت علي اقرب مقعد لها … جلست بجسد ينتفض فرحاً.. شوقاً.. وتـ.ـو.تراً…!!
اهدي .. اهدي حـ.ـر.ام عليك هتقف من كتر الدق!!!
ابتسامه عاشقه خجله ملئت وجهها عنـ.ـد.ما تيقينت من حقيقه عودته واصبح يفضل بينهم طابق واحد …
فقط بضعه درجات من السلم الرخامي وتكون معه …
تنظر اليه …تملي عينها منه .. تشبع شوقها اليه …
ترجل من السياره بعهدوء ووقار لا يليق الا به بعدmا فتح له السائق الباب الخلفي …مرتدياً حله سوداء واضعاً نظاره سوداء علي عينيه …
وقف يتطلع الي قصر جده العريق .. ذلك القصر الذي ولد وعاش فيه طفولته وصباه …كل شيء كما هو لم يتغيركما تركه اخر مره منذ خمس سنوات… ولكن هو الذي تغير كثيراً …. اصبح اكثر قوه وشراسه اصبح عاصي لكل ما تحمله الكلمه من معني!!!!
اغلق زر بدلته وتقدm الي داخل القصر بخطوات رزينه واثقه…
دلف الي داخل القصر وكانت والدته اول من رآه ..
تقدmت منه مسرعه فاتحه ذراعيها اليه تضمه داخل صدرها بعاطفه اموميه صادقه لطالما كان عاصي مميزاً ومفضلاً لديها في كل شيء…/
الف حمدالله علي سلامتك يا عاصي يا حبيبي نورت بيتك والدنيا كلها ….
الله يسلمك يا أمي ….قالها وهو يضمها الي صدره بشوق طابعاً قبله علي جبينها ….
عاااااصي…..!!!!
قالتها نسرين بفرحه وهي تهرول اليه … تزيح خالتها من داخل حـ.ـضـ.ـنه والتي افسحت لها المجال وهي تبتسم بسعاده …/
تعلقت نسرين بعنقه تضمه في عناق مشتاق ..
وحـ.ـشـ.ـتني اووووي يا عاصي اووووي … انا كنت هتجنن عليك ….
لم يبادلها عناقها …ازاح يديها من حول عنقه وربط علي كتفها باخوه مبتسماً بلباقه : الله يسلمك يا نسرين…
ثم التفت حوله باحثاً بنظراته عن جده والذي خرج بدوره من غرفه مكتبه عنـ.ـد.ما علم بوصوله …
اومال فين الحج منصور مش شايفه ؟؟؟
انا هنا اهو يا قلب جدك … قالها بابتسامه عريضه فاتحاً ذراعيه له ….
جدي …. قالها عاصي بشوق وهو يتقدm منه قاطعاً
الخطوات الفاصله بينه وبين جده وارتمي داخل احضانه يضمه بشوق كبير .. فهو يعشق جده بشكل كبير … فهو الذي قام بتربيته وتعليمه كل شيء في حياته …
شـ.ـدد الجد عليه داخل احضانه واخذ يربط علي ظهره بقوه : نورت بيتك يا قلب جدك وعكازه ….
انا كده خلاص اطمنت واقدر امـ.ـو.ت وانا مرتاح مدام انت رجعت لنا من تاني !!!
الف بعد الشر عليك يا جدي متقولش كده .. ربنا يخاليك لينا ويديمك فوق راسنا…
ثم انحني علي كف يده يقبلها بمحبه واحترام كبير…
تعالوا اقعدوا واقفين ليه … صدح صوت دريه من خلفهم وهي تشير اليهم للجلوس في غرفه الصالون الرئيسيه…
تقدmهم الجد وبعده دريه وخلفهم عاصي ونسرين التي تعلقت بذراعه كالعلكه!!!!
سحب عاصي ذراعه منها وخلع جاكيت بدلته ووضعه علي المقعد خلفه …
جلست نسرين بجانبه تتطلع الي جسده الرياضي المعضل وجزعه القوي بانبعار والذي ظهر بوضوح من قميصه الابيض الذي ابرز قوه جسده الرجولي الصلب…
عاوزاك تحكيلي علي كل حاجه عملتها وحصلت لك من ساعه لما سافرت وسبتنا لحد ما رجعت بالسلامه…
قالتها نسرين برقه ودلال اثار استغرابه …
علي مهلك عليه يا نسرين ده لسه واصل .. الايام جايه كتير والعمر لسه قدامكم يبقي يحكيلك علي مهله هو هيروح منك فين ولا وراه ايه غيرك …
مش كده يا عاصي .. قالتها دريه بنبره ذات مغذي !!!
ابتسم الجد بسخريه علي حديثها ولم يعلق فهو يعرف دريه جيداً ويعرف ما تخطط له …
اجابها عاصي ببرود: انا مش فاضي للرغي والكلام الفاضي ده انا ورايا شغل … شغل وبس !!!
اااه طبعاً … قالتها دريه بحرج من رده الجـ.ـا.مد بعدmا لاحظت تبدل حال نسرين من كلمـ.ـا.ته .. ثم تابعت تضيف بلؤم: ربنا يعينك ويقويك ماهو مفيش غيرك هيقدر يدير امبراطوريه الجارحي غيرك انت الوريث الوحيد بعد عمر طويل لعمي ربنا يديله الصحه والعمر …..
وغفران ؟؟؟ولا نستيها يا دريه …
قالها الجد بنبره صارمه وهو ينظر لها بقوه…!!!
هي فين صحيح انا ماشوفتهاش من ساعه ما وصلت .. هي مش هنا ولا ايه …
لا طبعاً موجوده وزمانها نازله حالاً.. اجابه الجد وعلامـ.ـا.ت السعاده باديه علي وجهه…
بصراحه وحشاني جداً .. يا تري لسه زعلانه مني علشان سافرت وسبتها …
انا فاكر يوم سفري كانت ممـ.ـو.ته نفسها من العـ.ـيا.ط وقعدت قبلها باسبوع مقطعاني علشان هسافر لدرجه اني كنت فاكر اني همشي من غير ما تسلم عليا بس ماهونتش عليها في الاخر وجت سلمت عليا وكانت عينيها وارمه ومناخيرها حمرا من كتر العـ.ـيا.ط ….
يا تري شكلها بقي عامل ازاي دلوقتي لسه قصيره وقليله زي ما هي ولا اتغيرت….
امتعضت ملامح دريه عند ذكر غفران ولم تعلق !!!
بينما احتقنت ملامح نسرين بالغل والحقد منها …
فهي لازالت مدللته كما كانت … فقد تغيرت ملامحه وانفرجت اساريه من مجرد الحديث عنها … اما هي فيتحدث معها هي ببرود وسماجه …
ردت عليه بغل: لسه زي ماهي drama queen.
جدحها الجد بنظره صارمه اخرستها و.جـ.ـعلتها تبتلع باقي حديثها …
ثم نظر الي عاصي وهتف مبتسماً: انت عارف غفران طول عمرها رقيقه وبريئه مش بتاعه لوع وحركات البنات بتوع اليومين دول علشان كده اقل كلمه بتأثر فيها …
بس لما تشوفها مش هتعرفها دلوقتي بقت عروسه زي القمر انا مش ملاحق علي العرسان اللي بيتقدmوا لها ….
عرساااان !!!! هتف عاصي مستنكراً .
هي كبرت لدرجه العرسان .. ده انا غبت كتير اوي وانا مش واخد بالي …..
مساء الخير …. صدح صوتها الرقيق من خلفهم …
استدار عاصي الي مصدر الصوت ….
قام من جلسته يطالع صاحبه الصوت ذو البحه الرقيقه بعينان مدهوشه !!!
ظل واقفاً متخشباً مكانه لا يظهر عليه اي رد فعل ….
فقط نظراته هي التي تتحدث .. يطالع الواقفه امامه بانبهار …
هل هذه هي غفران ؟؟؟ طفلته ومدللته … ابنه عمه الصغيره … من كان يلاعبها ويأتي لها بالحلوي ..
كبرت ونضجت واصبحت انثي !!!!
واي انثي … انها مزيج من البراءة والاغراء ..
لها هاله غريبه تحيط بها تجعلك لا تستطيع ان تذيح بنظراتك عنها …..
كانت ترتدي فستان محتشم من اللون الازرق اظهر بياض بشرتها الحليبيه ولكنه مجـ.ـسم بعض الشيء فاظهراغراء جسدها البض بطريقه غير مقصوده واطلقت العنان لشعرها الاسود الطويل الذي يضاهي في سوداه سواد الليل الحالك ….
واكتفت بوضع ملمع شفاه وردي ابرز جمال شفتيها الصغيره الرقيقه …
فكانت كتله من البراءه الممزوجه بالاثاره!!!!؟
اغتاظت نسرين من تخشبه امامها بتلك الطريقه ووقفت خلفه تنظر اليها بغل وكره !!!!
كانت غفران ترتجف بشـ.ـده وتفرك يديها بتـ.ـو.تر من نظراته المتفحصه لها …
يا آلهي !!! انه هنا … يقف امامها …
حبيبها وعشقها الاوحد …. لقد تغير كثيراً ….انه اكثر وسامه علي الحقيقه من الصور التي تجمعها له يومياً من علي مواقع التواصل الاجتماعي …
اصبح اكثر جاذبيه بلحيته التي استطالت عما قبل …اعتطته سحراً فوق سحره ….
هل عليه ان يكون وسيماً الي هذه الدرجه ؟؟!!!
هل عليها ان تعشقه عشقاً فوق عشقها له ….
غفرااااان !!!! قالها بصوته الرخيم ذو البحه المميزه.
هل هذا اسمها ام انه ازداد حلاوه عنـ.ـد.ما نطقه بهذه الطريقه ؟؟؟
ح حمدالله علي سلامتك …
قالتها بخجل وحرج من نظراته …
تقدm منها حتي وقف امامها ينظر لها بتلك الطريقه التي تذيب عظامها وتجعل صخب قلبها ودقاته يكاد يصل اليه …..
ايه الحلاوه دي … انا مش مصدق !!!!
ثم مد يده وجذب كف يدها يديرها امامه ليتاكد من حقيقه ما يراه !!!!
اوقفها ولازال قابضاً علي كف يدها الرقيقه بين قبضته القويه … موجهاً حديثه لجده يسأله باندهاش .: مين دي ؟؟؟؟
اجابه الجد مبتسماً بسعاده: مش قلت لك … ايه رايك؟
قمر!!!!! قالها باعجاب شـ.ـديد…
اطرقت راسها وتوردت وجنتيها بحمره الخجل من اطاراءه عليها … ارتجفت يدها بين يديه فقلبها الصغير لم يتحمل كل هذا ….
شعر برجفه يدها الصغيره بين يده فتركها بهدوء وهو ينظر لها مبتسماً بسعاده …
تبادلت نسرين النظرات الحانقه مع خالتها وحثتها علي التدخل لانهاء تلك المهزله فهي لم تعد تستطيع السيطره علي اعصابها اكثر من ذلك ….
فهمت دريه عليها وصدح صوتها منهياً ذلك المشهد السخيف بالنسبه لها : يالا يا جماعه السفره جاهزه ….
ترأس الجد طاوله الطعام الكبيره وجلس علي يمينه عاصي وغفران والتي اصر عاصي علي ان تجلس جانبه كما السابق ….
وعلي اليسار تجلس دريه ونسرين التي تستشيط غـ.ـيظاً من غفران وعاصي الذي احرجها عنـ.ـد.ما جاءت لتجلس بجانبه هاتفاً: ده مكان غفران هتقعد جنبي زي زمان !!!!!!
يالا يا عاصي يا حبيبي انا عاوزاك تاكل كويس .. انا آمرتهم يعملوا لك كل الاكل اللي بتحبه…
ربنا يخاليكي يا امي بس ده اكل يأكل قبيله بحالها …
الف هنا يا حبيبي ….
تسأل الجد مستفسراً: ناوي علي ايه في شغلك الفتره اللي جايه يا عاصي…
اجابه عاصي بهدوء: ان شاء الله ناوي ادmج شركتي مع مجموعه الجارحي انا خلاص عينت مدير ممتاز لفرع الشركه في لندن وهخالي الفرع الرئيسي هنا ولو الفرع هناك احتاجني هبقي اسافر يومين تلاته بالكتير ….
تمام .. خير ما عملت يا ابني ..
انا عاوزك كمان تتفرغ لاداره المجموعه هنا .. انا خلاص كبرت وتعبت وعاوزك تشيل عني شويه ..
ربنا يديك الصحه يا حج ويخاليك لينا…
ربنا يخاليك يا حبيبي .. انا قررت انك تبقي رئيس مجلس اداره المجموعه معاك كل الصلاحيات وانا رأيي هيبقي استشاري لكن انت ليك حق الاداره والتوقيع واتخاذ القرارات المهمه….
تهللت اسارير دريه وهتفت بفرحه واضحه: عين العقل يا عمي ..عاصي هو اللي لازم يشيل كل حاجه من بعدك….
اكيد يا دريه … اكيد …. بس كمان غفران هتنزل المجموعه وتدرب علشان هي هتبقي المدير التنفيذي للمجموعه …
غص حلق دريه بالطعام وسعلت بقوه … ناولتها نسرين كوب المياه لتشرب منه وهي تكاد عينيها تخرج من مقلتيها بسبب كلمـ.ـا.ته…
اهدي يا دريه بالراحه علي نفسك … قالها الحد بنبره ذات مغذي…
هتفت غفران تتسال في استغراب : بجد يا جدو هنزل اشتغل في المجموعه!!!
ايوه يا روح جدو بجد … انا هكتب المجموعه بالنص بينك وبين عاصي زي ما كانت بالنص بين عمك وابوكي الله يرحمهم وعاصي له حق الاداره وانا زي ما قلت مجرد رأي استشاري..!!!!!
الله يرحمهم .. هتف بها عاصي بنبره حزينه بوفاه متأثراً برحيل والده وعمه …
هتفت نسرين بحقد: وهي غفران تفهم حاجه في شغل المجموعه؟؟؟
رد عليها الجد بصرامه: وما تفهمش ليه يا نسرين ..
غفران دارسه اداره اعمال في الجامعه الامريكيه .. وبعدين دي فلوسها وورثها وهي اللي لازم تديرهم بنفسها …
وبعدين زي ما انتي اتعلمتي واشتغلتي في المجموعه هي كمان هتتعلم وتشتغل زيك بالظبط رغم انك مش خريجه جامعه امريكيه زيها ….
احتقنت معالم نسرين من شـ.ـده الغـ.ـيظ ولم تعد تستطيع ان تتفوه بحرف واحد بعد كلمـ.ـا.ت ذلك العجوز الداهيه الذي احرجها وقلل من شأنها امامهم وخصوصاً عاصي وغريمتها غفران!!!!!!
نظر لها عاصي بعدm رضا من اسلوبها الجاف وتدخلها فيما لا يعنيها …وتابع بلامبالاه وكأن الامر لا يعنيه: اللي حضرتك شايفه صح اعمله دي فلوسك وحضرتك حر فيها …
يبقي اتفقنا بعد الغدا المحامي هيجي علشان نمضي العقود ويوثقها في الشهر العقاري …
نظر عاصي الي غفران وهتف يسالها : انتي مش بتاكلي ليه …
اجابته بخجل شـ.ـديد وهي تنظر داخل صحنها : ب باكل اهو …
فين ده ؟؟؟ ثم حدثها بصوت منخفض : ولا عاوزاني آكلك بأيدي زي زمان …
رفعت نظراتها الخجله اليه تنظر اليه بعشق وحنان يفيض من عينيها وسالته: انت لسه فاكر ؟؟؟
طبعاً… اجابها بشكل قاطع وصريح .
تهللت اساريرها فرحاً من كلمته البسيطه … اذن هو يحبها مثلما تحبه … لازال يذكر ما كان يفعله معها ..
وضع بعض الطعام في صحنها وآمرها بأن تاكله واخذ يتحدث ويضحك معها وهي تتجاوب معه بسعاده تحت مراقبه ثلاث ازواج من العيون التي تطالعهم بنظرات حانيه راضيه واخري حاقده كارهه….
بعد الانتهاء من الطعام بفتره حضر المحامي وقاموا بتوقيع العقود واصبح عاصي وغفران اصحاب امبراطوريه الجارحي رسمياً….
بعد مغادره المحامي جلسوا ثلاثتهم في غرفه المكتب وسرعان ما ولجت دريه ومن خلفها نسرين التي كانت تجلس علي صفيح ساخن في الخارج تريد معرفه ماذا بحدث معهم….
جلست دريه ونسرين علي الاريكه الجلديه في احد اجناب الغرفه بينما كان عاصي وغفران يجلسون امام المكتب الذي يترأسه الجد بهيبته المعتاده….
تحدث الجد موجهاً حديثه لعاصي: انت تاخد لك يومين راحه علي ما العقود تكون اتوثقت وتبدأ بعدها الشغل .
عقب عاصي علي حديثه: لا راحه ايه انا مش بتاع راحه انا ان شاء الله بكره هنزل المجموعه مع حضرتك …
ثم وجهه نظراته نحو غفران واضاف: وانتي كمان يا غافي هتنزلي معانا من بكره .::
غفران بـ.ـارتباك وخجل : ان شاء الله …
صدح صوت الجد يقول باستحسان: علي بركه الله …
ودلوقتي اتفضلوا كلكم عاوز عاصي لوحدنا في موضوع مهم …
ركز عاصي انتباهه بالكامل لجده وساله بنبره يشوبها القلق: خير يا حج في ايه قلقتني…
اجابه الجد بابتسامه مطمئنه: كل خير ان شاء الله..
تبادلت نسرين ودريه النظرات فيما بينهم متوجسين من ذلك الاجتماع المغلق بينهم….
نهضت غفران من مقعدها واستاذنتهم بالانصراف وقبيل ان تصل الي باب الغرفه استوقفها صوته القوي: غافي !!!! يا ريت تستنيني في التراس ..انا ملحقتش اقعد معاكي …هخلص مع جدي واحصلك.
ابتسامه حجله ظهرت علي شفتيها الرقيقه وآماءت برأسها موافقه علي حديثه …اجابته بكلمه واحده تحوي في طياتها الكثير والكثير وهي تنظر اليه بعشق خالص: هستناك !!!
وانصرفت تجري من امامه وهي تحلق في الهواء تكاد تصل للسماء من سعادتها ….
فحبيبها يرغب بالجلوس معها ويطلب منها انتظاره وهي انتظرته عمراً مضي وعلي استعداد للانتظار عمراً اخر ويكون معها ولها في النهايه….\
كانت نسرين تزرع بهو القصر جيئتاً وذهاباً وهي تقضم اظافرها بتـ.ـو.تر وغل…/
هتفت بحقد وغيره: شايفه … شايفه ابنك وعمايله.
من ساعه ما وصل وهو مش شايفني وبيتعامل معايا بمنتهي البرود والسخافه ..:
لكن الهانم هي اللي علي الحجر .. واخده الاهتمام والدلع زي زمان ولا كان حاجه اتغيرت….
انا قلت لما بعد واتغير هيبقي كده مع الكل حتي هي !!
لكنه اتغير وبقي بـ.ـارد وسـ.ـخيف مع الكل الاهي ..!!
حتي انتي معاملته متغيره معاكي مش زي الاول…
انتي مش بتردي عليا ليه؟؟؟؟
استدارت بجسدها تنظر الي خالتها التي كانت تنطر الي باب غرفه المكتب المغلق بنظرات مبهمه والافكار تدور برأسها عن سر هذا الاجتماع المنفرد ؟!!
تُري ما الذي يفكر فيه هذا العجوز الداهيه ؟؟؟؟
انطي … انطي دريه!!!
بس .. بس كفايه زن ودوشه..
انتي بترغي في حواو تافهه وانا دmاغي مش فاضيه للهبل بتاعك ده….
انا عاوزه اعرف ايه اللي بيحصل عندهم جوه وانتب تقوليلي غفران وزفت!!!
انا قلت لك اسمعي كلامي تكسبي واهدي شويه علشان نعرف نظبط الدنيا والامور تفضل تحت سيطرتنا لكن بجنانك ده ما اوعدكيش ان في حاجه هتمشي زي ما احنا عاوزين…
يا انطي ماهو …..
بترت عبـ.ـاراتها عنـ.ـد.ما وجدت باب المكتب يفتح بقوه ويخرج منه عاصي بملامح وجه محتقنه وسرعان ما كان يعدو خارج باب القصر واستقل سيارته التي اصدرت اطارتها صوتاً قوياً دليل علي قيادته المتهوره والتي تدل علي انه في شـ.ـده غضبه…..
هو في ايه؟؟؟؟ سالت نسرين بفاه مفتوح!!!
بينما دريه زاغت نظراتها ولم تعد تعرف بعد ماذا حدث؟؟؟
اما غفران فكانت تنتظره كما طلب منها في حديقه القصر ولمحته وهي يخرج غاضباً من القصر ..
هرولت اليه تجري خلفه وهو يتحرك بالسياره مغادراً القصر ووقفت تناديه حتي تطمئن عليه واعرف ما به ولكنه اختفي من امامها ../
عاااااصي … عاااااصي…
واخر ما شاهده في مرآه السياره الداخليه وجهها الجميل ذو الملامح القلقه وهي تنادي عليه ../
واخذ يبعد بسيارته والمسافه بينهم تتسع وتتسع حتي اختفت صورتها من مرآته ..
يقف علي شاطيء البحر ينظر الي ثوران امواجه المتلاطمه والتي تشبه ثوران مشاعره بل ان غضبه اشـ.ـد قوه واعنف من المنظر امامه !!!!
فهو يكاد عقله ينفجر من شـ.ـده الضغط العصبي جراء ما سمعه من حديث جده الذي لا يمت للمنطق بصله!!
كيف يفكر ذلك العجوز ؟؟
هل يفكر في ليي ذراعه ؟؟؟
لا والف لا ….لن يكون عاصي الجارحي اذا رضخ لمطلبه …هو الذي عاش عمره كله صاحب قرارته ولم يسمح لاحد ان يتدخل بها حتي لو كان جده …
شرد امامه يتذكر حديثه معه وكيف استطاع ان يتحكم في غضبه امامه بكل ما يمتلك من قوه …….
*خير يا جدي … حضرتك قلقتني !!!
كل خير يا عاصي ما تقلاقش … انا بس عاوزك تسمعني للاخر من غير ما تقاطعني وبعد كده انا هسمع رأيك في اللي هقوله … بس لازم تعرف ان اي قرار انا بخده بيكون بعد تفكير طويل ومصلحتك ومصلحه العيله وبالخصوص مصلحه احفادي هي الاهم من اي حاجه عندي في الدنيا كلها ….
اخذ الجد نفس عميق ثم تابع حديثه بهدوء ورزانه…
انت عارف ان ابوك وعمك الله يرحمهم هما اللي كبروا امبراطوريه الجارحي وخالوها واحده من اهم الكيانات الاقتصاديه في البلد وانا كنت مجرد ممول مش اكثر علشان كده كتبتها باسمك انت وغفران بالتساوي وخرجت نفسي وامك منها رغم ان لينا حق فيها بحكم الشرع ..//
بس انا اتنازلت عن نصيبي في ورث ولادي ليكم لاني مش محتاج فلوس ولا محتاج حاجه من الدنيا …
انا خلاص اللي عدي من عمري مش قد اللي جاي ..
وامك انا قدرت نصيبها في الشركات وعملت لها وديعه باسمها في البنك …
تحدث عاصي بهدوء : كل ده انا عارفه .. فين المشكله؟؟
اجابه الجد : مفيش مشكله ولا حاجه …
بس علشان تقدر تستلم نصيبك اللي انت مضيت عليه لازم تنفذ الجزء التاني من الوصيه !!!!
وصيه!!! قالها عاصي متفاجأً…
ايوه يا عاصي وصيه ابوك الله يرحمه ورغبتي انا كمان…
ابوك الله يرحمه كان حاسس ان آجله قرب رغم انه كان زي الفل ومش بيشتكي من حاجه ..
بس لقيته قبل وفاته بكام يوم جاي لي وييديني ظرف وقالي الظرف ده مفتحوش الا لو حصل له حاجه ..
وانا احترمت رغبته ومفكرتش في كلامه لاني كنت مستبعد فكره اني ادفن ابوك بأيدي زي ما دفت عمك ومـ.ـر.اته الله يرحمهم ….
ابتلع الجد غصته واخرج الظرف من احد ادراج مكتبه ووضعه امامه …
الظرف ده وصيه ابوك .. بعد وفاته باسبوع وتحديداً يوم سفرك انا فتحته وعرفت اللي فيه …
ابوك كان كاتب كل فلوسه اللي في البنوك وحصته في المجموعه بالنص بينك وبين اخوك عمر الله يرحمه ومش كاتب لامك ولا مليم …واكد في وصيته ان امك ما تورثش ولا مليم من فلوسه !!!
وبما ان عمر اتـ.ـو.في مع ابوك في الحادثه فكده كل حاجه اتنقلت لك انتي …
الجزء التاني من الوصيه انك مش هتقدر تستلم ولا قرش من الثروه دي الا ……
الا ايه يا جدي… هتف عاصي بريبه.
صمت الجد قليلاً يتفرس في ملامح وجهه يحاول قرائتها وتابع يضيف برزانته المعتاده …
الا اذا اتجوزت غفران بـ.ـنت عمك … ولو رفضت الثروه كلها تكون من نصيب غفران….!!!!
هب عاصي من مقعده صارخاً باستنكار: نعععععم!!!
اتجووووزززز!!!
اتجوز غفران يا اما يحرمني من ثروتي !!! وكمان حرم امي من حقها في ورثه !!!!
ده جنان … اكيد حصلت له حاجه في مخه خلته عمل الهبل ده !!!
ولد!!!! انت اتجننت!!!
انت ازاي تتكلم علي ابوك الله يرحمه كده قدامي …
صاح عاصي معتذراً: انا اسف يا جدي مقصدش ..
بس اللي حضرتك بتقوله ده ما يدخلش دmاغ عيل صغير…
رمي الجد المظروف في وجهه صائحاً بغضب : اتفضل يا محترم وصيه ابوك اهيه اقراها .. هتلاقيها قبل وفاته بشهر ومتسجله في الشهر العقاري وعلي ايد محامي …
واظن انت كنت كبير وواعي لحاله ابوك قبل وفاته كلن عامل ازاي .. يعني لا كان مـ.ـجـ.ـنو.ن ولا فاقد للاهليه علشان تشكك فيه….
امسك عاصي المظروف يفتحه ويقراء ما به وملامح وجهه تزداد قتامه وعبوس….
القي عاصي المظروف علي المكتب واخذ يدور حول نفسه بغضب وجسده ينتفض من شـ.ـده العصبيه …
مش ممكن ده تخريف … ازاي فكر في حاجه زي كده …
انا وغفران … ازاي …
دي عيله صغيره … دي اختي اللي مربيها … دي زيها زي عمر الله يرحمه…
ازاي ممكن يفكر ان انا ممكن اتجوزها …
وايه المشكله ؟؟؟ هتف الجد ببرود مستفز .
غفران كبرت وبقت عروسه الف من يتمناها .. ثم انا موافق علي كده ومش هلاقي احسن منكم لبعض .. غفران هي اللي هتقدر تصونك وتصون اسمك وتكون ام ولادك ..
وانت الوحيد اللي هتقدر تحميها وتحمي فلوسها …
بدل ما تتجوز اي واحد يكون طمعان فيها وفي ثروتها ….
هدر عاصي بعنف: انت بتقول ايه يا جدي … ده لا يمكن يحصل ابداً..
هو انا عيل صغير هتجوزوه علي مزاجكم …
اولاً انا مش بفكر في الجواز دلوقتي خااااالص …
ثانياً اللي هتجوزها لازم اختارها بنفسي واكون بحبها وتكون مناسبه ليا في كل حاجه وفي بينا حاجات مشتركه…
طب ما انت بتحب غفران ؟؟؟قالها الجد بخبث ودهاء!
زي اختي !!! بحبها زي اختي مش مراتي !!
مش مهم … المهم انك بتحبها وبعد كده لما يتقفل عليكم باب واحد وتبقي مراتك كل حاجه هتتغير …
هتبقي مراتك وامك واختك وحبيبتك وكل حاجه…
مستحييييييل !!!!
اللي بتقوله ده مستحيل يحصل .. علي جثتي لو حصل ..
انا عاصي الجارحي اتجوز بالطريقه دي !!! ومن مين من اخر واحده ممكن افكر فيها انها تكون مراتي..
وبعدين انت بتتكلم بمنتهي الثقه اوي كده ليه.. افرض هي مش موافقه او بتحب حد ومرتبطه بيه وشيفاني اني اخوها زي ما انا شايفها اختي …
لا من الناحيه دي اطمن علي الاخر ..غفران مفيش حد في حياتها …
ثم تابع بمكر ودهاء: معني كلامك كده ان لو غفران موافقه عليك وبتحبك انت هتوافق..
سخر مستهزئا: بتحبني زي اخوها يا جدي اخوووها.
قال الجد بمراوغه :انا بقول لو …..
اجابه رافضاً بشكل قاطع: حتي لو هي بتحبني انا برضه مش موافق .. مش هتجوزها !!!
نظر اليه الجد مطولاً وتحدث منهياً النقاش الآن واعطاءه مساحه للتفكير فعاصي عنيد والعند معه والضغط عليه سيأتي بـ.ـنتيجه عكسيه…
عموماً انت عرفت كل حاجه وانا هديك فرصه تفكر في اللي قلناه وتعيد حساباتك علي راحتك وهستني منك الرد النهائي علشان لو رفضت تنفذ وصيه ابوك ورغبتي كل حاجه هتتنقل باسم غفران ..
تقدر تتفضل الكلام انتهي ….
خرج عاصي من المكتب مغادراً كالاعصار وكأن شياطين الارض تلاحقه ….!!!!
فاق من شروده علي زخات المطر الذي بدأ يتساقط فوق راسه … نظر في ساعه معصمه ووجد ان الليل قد انتصف فتحرك نحو سيارته عائداً الي القصر فييدو انه لم يشعر بالوقت فهو قضي وقت طويل جالساً امام البحر يصارع افكاره ولكنه لم ولن يستسلم فهو اخذ قراره ولن يحيد عنه …
……………
بعد اسبوع ……../
كانت نسرين تجلس في بهو القصر برفقه خالتها واعصابها تكاد تنهار من فرط العصبيه والتـ.ـو.تر …
فحاله عاصي اصبحت غريبه منذ حديثه الاخير مع جده ….!!!
تحدثت نسرين بعصبيه وهي تقضم اظافر يديها من فرط التـ.ـو.تر: برضه لسه معرفتيش يا انطي ايه اللي مشقلب حاله كده …
ده بينزل واحنا نايمين ويرجع برضه واحنا نايمين ولا بيكلم جده ولا بيقابله علي غدا او عشاء…
حتي الزفته غفران برضه ولا بيكلمها ولا بيشوفها …
اكيد في مصيبه حصلت علشان يتقلب القلبه دي…
وافقتها خالتها في الرأي: عندك حق يا نيسو ، الموضوع في آن !!!
انا مش عارفه اتلم عليه ولما بتصل بيه علشان اكلمه يقولي اقفلي عندي شغل مش فاضي …
حتي عمي لما سألته قالي مفيش حاجه وعاصي عنده شغل كثير هو اللي بيخاليه يخرج بدري ويرجع متأخر ..
بس انا واثقه ومتاكده من ان الرجل العجوز الداهيه ده بيدبر لحاجه ومش عاوز يقولي …
سالتها نسرين بتوجس : تقصدي ايه بكلامك ده؟؟؟
اجابتها بملامح غير مقروءه: ربنا يسترها ….
لمحت نسرين عاصي وهو يدلف من باب القصر بخطوات سريعه وبملامح وجه متجهمه متجهاً لاعلي دون حتي ان يلقي نظره واحده نحوهم …
هتفت نسرين باسمه تناديه بسعاده وهي تهرول ناحيته …
عاااصي …. اخيراً… اخيراً شوفتك وهعرف اتلم عليك شويه.. انت اكيد راجع بدري علشان كده صح .. علشان تشوفني وتقعد معايا مش كده !!!!
كانت تتحدث بسرعه ولهفه وهي تناظره بنظرات والهه…
نظر لها عاصي باستغراب وثم تابع صعوده الي اعلي ولم ينبث بحرف واحد ….
نظرت نسرين بحـ.ـز.ن الي خالتها التي رأت ما حدث ..
ربطت علي كتفها تواسيها ..نادت علي عاصي تستوقفه.: عاصي .. عاوزه اتكلم معاك …
اجابها بجمود: بعدين ، انا هغير هدومي وراجع المكتب علي طول …
انهي كلمـ.ـا.ته وصعد الدرجات الباقيه في خطوتين مسرعاً حتي لا يعطيها فرصه لاستكمال حديثها التي يعلم فحواه…..
اختفي من امامهم في لمح البصر … تحدثت نسرين الي خالتها بقهر : شايفه ابنك وعمايله مش معبرني خالص…
واستها خالتها بلطف: معلش يا روحي ولا تزعلي نفسك انا انهارده مش هسيبه غير لما اعرف ايه حكايته بالظبط….
……………
ولج الي جناحه بخطوات غاضبه … خلع معطفه تبعها بسترته بدلته ورابطه عنقه التي تضغط عليه وتشعره بالاختناق …
فتح زجاح شرفه غرفته يستنشق الهواء فهو بالفعل يكاد يختنق ويشعر بحاجته للهواء …. وقف ينظر الي حديقه القصر الواسعه امامه الممتلئه بمختلف انواع الاشجار واحجامها من كل صنف ولون …
ولكن معظمها قد زبل وتساقطت اوراقه بسبب طقس الشتاء السيء…
كانت السماء الرماديه ملبده بالغيوم والمطر علي وشك السقوط …
كان المشهد امامه كئيب لطالما كره الشتاء ووكره كل ما يتعلق به …
كاد ان يدلف الي الداخل ولكنه لمحها تقف امام احدي احواض الزهور تهتم بها بنفسها …تقوم بتنضيفها وسقيها بالمياه …
كان مظهرها شاذاً وسطاً الجو الكئيب المحيط بها …
كانت رقيقه ناعمه كزهره متفتحه في عز الربيع مزروعه وسط حديقه قاحله لا زرع بها ….
كانت تشع حياه وحيويه …!!!
نظر اليها مطولاً وعقله يكاد يجن وغير قادر علي استيعاب ما حدث !!!
هو وغفران !!!!! يا الهي كيف هذا؟؟؟؟
اغلق زجاج الشرفه بعنف وتوجه الي الحمام ياخذ حماماً بـ.ـارداً عله يطفيء من لهيب راسه الذي يكاد ينفجر من شـ.ـده الضغط والتفكير ……
رفعت غفران رأسها الي اعلي نحو شرفته عنـ.ـد.ما سمعت صوت اغلاقها بعنف …
لمحت ظهره وهو يدلف الي الداخل .. تهللت اساريرها فرحاً وعشقاً .. فها هي ستستطيع ان تراه وتتحدث اليه اخيراً …
فهي منذ طلب منها ان تنتظره في تراس القصر ذلك اليوم وخرج وعاد متاخراً ولم يقابلها ، وهي كل يوم لا تنفك عن انتظاره في نفس المكان ولكنه لم يأتي !!!!
اما اليوم فهو موجود وسوف تتحدث معه بأي طريقه مهما كانت …
القت ما بيدها واسرعت تجري الي داخل القصر ، صاعده الي غرفتها حتي تغتسل وتغير ملابسها سريعاً حتي تلحق به ….
بعد ربع ساعه كانت تقف امام مرآتها تصفف خصلاتها السوداء وتنثر عطرها المفضل لديها برائحه الزهور البريه…
سمعت صوت فتح واغلاق باب غرفته فهما بتفس الطابق .. فاسرعت تلقي ما بيدها لكي تلحق به قبل ان يرحل..::
كان يسير في اخر الرواق متوجهاً نحو الدرج وقبل ان يصل لاول الدرج سمع همستها الرقيقه باسمه تستوقفه : ع عااصي !!!
اغمض عينيه بنفاذ صبر فهو لا ينقصه ان يتحدث معها هي الاخري والآن وهو بتلك الحاله ….
فهي ارق من ان تتحمل نوبه من نوبات غضبه الذي يتحكم فيه بصعوبه ….
اخذ نفس عميق واجابها باقتضاب وهو موليها ظهره : افنـ.ـد.م !!!!
عضت علي شفتيها خجلاً من رده الجـ.ـا.مد عليها وسالته بنبره متـ.ـو.تره: هو انت زعلان مني ؟؟؟
زفر بحنق ورد بنفس الطريقه المقتضبه: لا …
اقتربت خطوتين منه وتحدثت بنبره خجله : اومال مالك متغير معايا ليه ..
قالتها وهي تمد يدها بتردد تضعها علي ذراعه تديره ليصبح في مواجهتها فهي تريد ان تشبع شوقها اليه فهو لايزال بعيد عنها … معها في نفس البيت ولكنه بعيد بعد السماء عن الارض …
اجفل عاصي من حركتها وتحدث بعصبيه وهو ينفض يدها من علي ذراعه بعنف: ايه في ايه لكل الدراما اللي انتي عملاها دي ….
عندي شغل ومش فاضي … ايه الجديد في ده ..
وبعدين ايه متغير معاكي دي .. اللي يسمعك كده يقول ان في بينا حاجه وانا متغير معاكي …
اغــــرورقت عينيها بالدmـ.ـو.ع من هجومه العنيف الغير مبرر وهتفت بلجلجه: ااا صصل … ككننت …!!
هدر بعنف : لا اصل ولا فصل … مفيش حاجه حصلت لكل ده بس انتي اللي حساسه زياده علي رأي نسرين drama queen!!!
قالها وفر هارباً من امامها فهو يعلم انه اخرج عصبيته وصب جام غضبه عليها وهي ليس لها يد فيما يحدث معه …
هي مثلها مثله في ذلك الامر !!!!!
وقفت مكانها تنظر في اثره بذهول .. لا تعرف بماذا اخطأت كي يعنفها ويصـ.ـر.خ عليها هكذا ….
وضعت كف يدها علي فمها تكتم شهقه بكاء تكاد تخرج من جوفها وهرولت مسرعه الي غرفتها تحتمي بجدرانها وتبكي فوق وسادتها كما تفعل دائماً تشكو اليها حـ.ـز.نها منه كما كانت تشكي شوقها اليه…..
ليييه … لييييه يا عاصي لييييه!!!!
……………
عاد عاصي الي القصر مع منتصف الليل ، فهو ظل يعمل في شركته لوقت متاخر حتي لا يدع لنفسه ولا ولعقله فرصه للتفكير …
صعد درجات السلم ببطء وارهاق فهو يكاد يغشي عليه من التعب ..
دلف الي حجرته واغلق الباب خلفه بهدوء واشعل النور في الغرفه ولكنه اجفل عنـ.ـد.ما وجد والدته تجلس علي احدي المقاعد امام الشرفه في انتظاره!!!!
سالها عاصي مستغرباً وجودها في غرفته في مثل هذا التوقيت: خير يا امي .. ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ومقعدك في اوضتي في الضلمه كده؟؟؟؟
قالها وهي يخلع عنه معطفه وجاكيت البدله ورابطه عنقه …
اجابته دريه بهدوء: مستنياك ..محتاجه اتكلم معاك في موضوع مهم …
تحدث عاصي بـ.ـارهاق وهي يخلع ساعه معصمه ويحلب ملابسه البيته لياخذ حمام مريح قبل خلوده للنوم: امي مش وقته .. انا راجع تعبان ومش شايف قدامي .. هاخذ شاور وانام .
بكره نبقي نتكلم زي ما انتي عاوزه ….
نهضت دريه من مقعدها ووقفت امامه عاقده فوق صدرها وهتفت باصرار: لا هنتكلم دلوقتي .. انا بقالي اسبوع مش عارفه اتلم عليك …
علي طول مش موجود ولا بشوفك علي اللاكل .. بتنزل واحنا نايمين وترجع برضه واحنا نايمين ..
انا عاوزه افهم ايه حكايتك بالظبط .؟؟ ايه اللي مشقلب حالك كده ؟؟؟
زفر عاصي بحنق كاتماً غضبه : ولا حكايه ولا روايه الموضوع كله اني مضغوط في الشغل مش اكتر علشان فرع الشركه اللي بأسسه هنا واخد كل وقتي مش اكتر ….
تحدثت بشك : هو ده بس اللي شاغل بالك ؟؟
ايوه يا امي هو ده اللي شاغل بالي .. اطمني .
اضافت وهي تجذبه من يده تجلسه علي المقعد الذي امامها : ماشي يا عاصي … تعالي بقي اقعد واسمع الكلام المهم اللي عاوزه اقولهولك …
كاد ان يقاطعها ويرفض الحديث فهو راسه تكاد تنفجر من شـ.ـده الصداع…..
ولكنها سبقته مقاطعه اياه: قبل ما تقاطعني وتقول اي حاجه … انا عاوزاك تسمعني ووعد مش هطول ..
اجابها مضطر : اتفضلي يا امي سامعك …
بللت دريه شفتيها وتحدثت بلطف : شوف يا حبيبي من غير لف ودوران .. انا عاوزه افرح بيك زي اي ام ما بتفرح بابنها الوحيد وتشوفه مرتاح ومتهني في بيته مع الست اللي تقدر تصونه وتحفظ اسمه وتخلف له الولاد اللي يتمناهم .. وبما اني امك واكتر حد يخاف عليك وعلي مصلحتك فانا مش هلاقي لك عروسه تناسبك وتناسب وضعك غير نسرين بـ.ـنت خالتك….. ها ايه رايك؟؟!
نظر لها عاصي قليلاً دون ان يظهر علي ملامح وجهه اي تعبير .. وما هي الا ثواني وانفجر ضاحكاً بشـ.ـده حتي ادmعت عيناه …
ضحك كأنه لم يضحك من قبل !!!!
ابتسمت دريه بسعاده وظنت انه يضحك سعيد باختيارها له ولكن تلاشت ضحكتها عنـ.ـد.ما سمعته يضيف بتهكم بعدmا هدئت ضحكته: ويا تري اختارتي لي اسامي ولادي زي ما اختارتي لي امهم ولا لاء!!!
هتفت باستنكار: انت بتتريق حضرتك؟؟
عقب مستهزئا ً: اترييييق … استغفر الله !!!
وده معقول برضه …
عااااصي … بطل طريقتك دي وخالينا نتناقش بالعقل ..
هب واقفاً وصرخ بها بغضب وشراسه: عققققل!!!!
هو انتوا خاليتوا فيا عقل وانتوا عمالين ترسموا وتخططوا لحياتي علي مزاجكم ولا كأن ليا اي وجود او رأي في حياتي …
قد كده انا صغير في نظركم لدرجه ان كل واحد فيكم عمال يرسم لي حياتي زي ما هو عايز ونسيتوا ان دي حياتي انا …. انا عاصي الجارحي اللي عمر ما في مخلوق خلقه ربنا قد يمشي رايه عليه في حاجه او يرغمه علي انه يعمل حاجه مش عاوزها حتي لو كانت الحاجه دي فبها روحه عمره ما هيعملها حتي لو اخر يوم في عمره ……
كان يتحدث بانفعال شـ.ـديد وجسده يتنفض من شـ.ـده العصبيه وصوت انفاسه الثائره كانت تطغي علي اي صوت اخر ….
سألته دريه بعدm فهم : تقصد ايه بكلامك ده … انتوا مين اللي بنخطط لحياتك …انا مش فاهمه حاجه ..
اجابها صارخاً : انتي وابويا والوصيه وجدي …
قالت بانتباه شـ.ـديد: وصيه وجدك !!!!
انت بتتكلم بالالغاز !!!ممكن تفهمني انت تقصد ايه بكلامك ده !!!؟
حاضر هفهمك…….!!!!!
في نفس الوقت ، كان منصور الجارحي مستيقظاً في غرفته بانتظار عوده حفيده الذي رفع رايه العصيان منذ محادثتهم الاخيره ولم يعد يراه او يتحدث معه …
لذلك قرر الجد انه سوف ينتظره اليوم ليحادثه ويضع معه النقاط علي الحروف ….
استمع الجد لهدير سيارته وهي تلج الي داخل القصر ، فعلم بعودته ولكنه فضل ان ينتظر قليلاً حتي يصعد الي غرفته ويبدل ثيابه ثم يذهب اليه …
وبالفعل بعد حوالي عشره دقائق ، استند الجد علي عصاه وتحرك خارجاً من غرفته قاصداً غرفه حفيده..
ولكن قبل وصوله الي غرفه حفيده ، استمع الي صوته العالي وهو يتحدث مع والدته …
علم من صوته العالي ما يحدث وما طلبت منه ، كما استمع له وهو يخبيرها عن الوصيه وما يتعلق بها ،
قرران يعود الي غرفته ويتحدث اليه في وقت اخر عوضاً عن اليوم خاصه وهو بتلك الحاله …
وما ان استدار حتي يعود الي غرفته حتي وقف مبهوتاً مما سمعه وظل يستمع اليهم وشعور الغدر والخيانه من اقرب الناس اليه ينحر قلبه بسكين بـ.ـارد !!!
وقفت دريه تلهث بملامح وجه يتقد حقداً وكرهاً وهتفت تهذي بكلام لم يدرك عاصي معناه بعدmا قص عليها كل شيء بالتفصيل ….
مش ممكن … مش معقول ….!!!
جميله … جميله … قهرتني وهي عايشه وعاوزه تقهرني تاني وهي مـ.ـيـ.ـته …
مش مكفيها عمري اللي سرقته وهي عايشه .. عاوزه كمان تسرق مني ابني … علي جثتي !!!
قطب عاصي جبينه وسالها بعدm فهم : انتي بتقولي ايه وطنط جميله الله يرحمها مالها ومال اللي قلتهولك ده ؟؟؟؟
استدارت تنظر اليه بملامح شيطانه ومدت يديها تجذبه من ياقه قميصه تهزه وهي تصيح : علي جثتي يا عاصي ان ده يحصل ….
مش هتتجوز غفران لو اطبقت السما علي الارض .. لو هي اخر واحده في الدنيا مش هسمح لها تاخدك مني وتعمل اللي امها عملته زمان ….
استغرب عاصي حاله والدته واطبق علي يديها فوق صدره وهتف بهدوء محاولاً تهدئتها : اهدي يا امي … اطمني انا مش هعمل كده …
غفران اختي الصغيره اللي مربيها علي ايديه ومش هتكون غير كده …
وعلشان كده انا راجع تاني لندن وطيارتي بكره باليل بس المره دي مفيهاش رجوع …
ومش عاوز حاجه انا مكتفي بشركتي وبس…
توسعت عينيها بعدm تصديق وصرخت به بجنون: انت اتجننت!!!!
انت ازاي تعمل حاجه زي كده … عاوز تسيب ورثك وفلوسك لبـ.ـنت جميله …عاوز تضيع شقي عمري واللي عشت عمري كله اخطط له جاي تضيعه انت علي الجاهز … علي جثتي ان ده يحصل …
انت هتاخد ورثك ومش هتتجوز غفران …. قالتها بعزم واصرار شـ.ـديد …
هتف عاصي ساخراً: وده ازاي بقي ان شاء الله ….
اذا كان الورث مشروط بالجواز؟؟؟؟
هتفت بغل وكره : قضيه حجر !!!!!
جحظت عيني عاصي وهتف بذهول : اااايييييه!!!
تابعت تضيف بجمود: اللي سمعته …
ترفع قضيه حجر علي جدك … جدك خلاص كبر وخرف وانت الوريث الوحيد له .. حته محامي بثلاث قروش يرفع لك القضيه وهتكسبها من اول جلسه وانا هشهد معاك بكده ….
نظر لها عاصي بعدm تصديق واضاف باستنكار شـ.ـديد: انتي بتقولي ايه … انتي اكيد مش في واعيك …
انا لا يمكن اعمل كده في جدي حتي لو هاخد مليارات الدنيا بحالها … لا يمكن ضميري يسمح لي اني اعمل كده وابهدل جدي في اخر ايامه واقف قدامه في المحاكم وعلشان ايه ….!!!!!
علشان شويه فلوس… شويه فلوس ممكن يروحوا في غمضه عين …
اقول علي جدي مختل او فاقد للاهليه وافضحه قدام الناس !!!!
ده لوكان هو كده فعلاً عمري ما اعملها ….
بقي هي دي نظرت ليا … عقلك صورلك اني ممكن اعمل كده في جدي …
طب مفكرتيش فيه هو ممكن يحصل ايه … مفكرتيش في سمعتي وسمعه عيله الجارحي هتبقي ايه في السوق … مفكرتيش فيا اني ممكن ولادي يعملوا فيا كده في يوم من الايام …
نظر لها بازدراء قائلاً : انا مش عارف اقولك ايه … بس اظاهر ان ابويا كان عنده حق لما حرمك من ورثك فيه اظاهر كان شايف وعارف حاجات محدش غيره يعرفها علشان كده عمل اللي عمله ….
هتفت بنبره منخفضه تحاول بها تبرير موقفها المخزي: ع عاصي .. اانت فهمتني غلط ااانا مش قصدي اللي انت فهمته .. اناااا
انفتح باب الغرفه علي فجأه وظهر الجد من خلفه وملامحه بادي عليها الحـ.ـز.ن الشـ.ـديد : اومال قصدك ايه يا بـ.ـنت اخويا؟؟؟؟؟
شحبت ملامح دريه وهـ.ـر.بت الدmاء من وجهها حتي اصبح في شحوب المـ.ـو.تي وتصنمت في وقفتها ولم تستطيع النطق بحرف واحد !!!
بينما هتف عاصي بذهول : جدي !!!!
نظر له الجد بنظره لم يفسرها عاصي وهتف وهو يتقدm لداخل الغرفه حتي اصبح امامهم : ايوه جدك …
جدك اللي الهانم ولدتك وبـ.ـنت اخويا عاوزاك ترفع عليا قضيه حجر وتتهمني فيها بالجنون علشان تاخد فلوسي وفلوس ولادي واحفادي ….
بـ.ـنت اخويا اللي ربتها مع اولادي وفي بيتي وعمري ما فرقت بينها وبينهم وكنت بعاملها احسن معامله …
اللي جوزتها ابني الكبير وكنت ابوها مش عمها …
حتي لما كان ابوك بيشتكي لي منها ومن طبعها الصعب كنت باجي عليه علشان خاطرها ….
اللي وقفت لابوك زمان وطردته من ببتي لما كان عاوز يطـ.ـلقها ….
كل ده وبرضه لسه زي ما هي حقوده وغلاويه ومش بتحب حد غير نفسها ومش بتفكر غير في الفلوس …
اوعي تكوني فكراني مش عارف انتي بتعملي كل ده ليه من يوم ما اتجوزتي احمد الله يرحمه …
انا كنت فاكر ان الايام هتغيرك ومعامله احمد وحبه ليكي هيغيروكي ويشيلوا الحقد والكره من قلبك الاسود ..
بس كنت غلطان السواد اللي معشش جوه قلبك كان بيزيد كل يوم اكتر من اللي قبله .. حتي لما ربنا عـ.ـا.قبك واخد منك ابنك الصغير قلت هتتغيري وت عـ.ـر.في ان الدنيا منفاته وملهاش امان لكن لا الكره والحقد والغل زادوا اكتر …
بس انا مش هسمح لك يا دريه تأذي احفادي زي ما اذيتي ولادي … مش هسمح لك تعملي مع غفران زي ما كنتي بتعملي مع امها الله يرحمها …
زمان مصطفي واحمد هما اللي كانوا بيقفوا لك وانا كنت ساكت ، لكن من اللحظه دي ومن بعد اللي سمعته انا اللي هقف لك وانتي عارفه منصور الجارحي يقدر يعمل ايه كويس اوي !!!!
هتفت بتلعثم : ع عمي ااانا …
صرخ هارداً بها جعلها تنتفض مكانها من شـ.ـده الفزع: اخرسي مش عاوز اسمع صوتك …
تغضنت ملامحه بالالم ووضع يده علي صدره موضع قلبه وهتف موجهاً حديثه لعاصي : وانت ؟؟؟
عاوز ترجع تسافر تاني ومش همك جدك ولا عيلتك وورثك وشغلك …
عاوز تهرب تاني …!!!!
طب المره اللي فاتت هـ.ـر.بت علشان احساسك بالذنب انك كنت المفروض تسافر مع ابوك بدل عمر اخوك الله يرحمهم وحملت نفسك ذنب مـ.ـو.ت اخوك وانك المفروض تكون بداله ، رغم ان ده مقدر ومكتوب .
بس انا قدرت حالتك وماوقفتش قصاد رغبتك وسبتك تسافر علشان ترتاح وتنسي …
رغم ان ساعتها كنت في أمس الحاجه ليك انك تكون جنبي تقف في ضهري وانا رجل كبير بيدفن ولاده واحد ورا التاني واخد عزاهم بدل ما هما اللي يدفنوني وياخدوا عزايا….
انما دلوقتي عذرك ايه ..؟؟؟؟ا
انطق ورد عليا …. عذرك ايه؟؟؟
اطرق عاصي راسه ارضاً ولم يرد عليه …
اقولك انا عذرك ايه …
عذرك اننا فرضنا عليك انك تتجوز… وان مش انت اللي اخترت…
عاصي وعندي طول عمرك .. لو عينك علي الحاجه وتفسك فيها بس مقولتش عليها واحنا اللي قولنالك عليها … ترفضها وما تقبلهاش وتحاربنا علشانها…
عموماً براحتك .. انا مش هفرض عليك حاجه .
عاوز تسافر مع السلامه الباب يفوت جمل بما حمل .
انا خلاص اتعودت ان مفيش حد يسندني غير ربنا سبحانه وتعالي …
ثم اعطاهم ظهره متحاملاً علي الألم الذي يفتك بصدره وتحرك مغادراً الغرفه بخطوات بطيئه وهو يردد: حسبي الله ونعمه الوكيل .. حسبي الله ونعمه الوكيل …
نظر عاصي في ظهره بحـ.ـز.ن شـ.ـديد ولم يعرف بماذا يجيبه ، فجده هو اعلم الناس به وبشخصيته العنيده .
فتح فمه واغلفه اكثر من مره محاولاً التحدث ولكنه لا يجد ما يقوله …
وقبل ان يصل الجد الي باب الغرفه شعر بالهواء بنسحب من رئتيه وقلبه يكاد يخرج من صدره من شـ.ـده الالم وما هي الا ثواني وسقط مغشياً عليه علي عتبه الغرفه….
صرخ عاصي برعـ.ـب وهرول الي جده ينقذه بقلب لهيف فهو لا يستطيع ان يتحمل خسارته هو الاخر ..
جدددددددي!!!!
بينما ارتسمت معالم الفرحه علي وجه دريه وهي تدعو بداخلها ان تكون هذه نهايه ذلك العجوز….
كانت تجلس بجانبه علي الفراش تطعمه بيدها ، فهي لم يغمض لها جفن ولم تشعر بالراحه طوال الاسبوع الماضي منذ ان استيقظت من نومها تلك الليله علي صراخ عاصي قلبها العالي منادياً باسمه ….
كفايه بقي يا غفران مش قادر شبعت .. هتف بها الجد بتعب…
يا جدو يا حبيبي انت مش بتاكل كويس ومش مهتم بصحتك والدكتور مشـ.ـدد علينا انك ترتاح كويس وما تعملش مجهود وتتغذي كويس وكمام تاخد ادويتك بانتظام ..
انا الحمد الله بقيت احسن بفضلك بعد ربنا ، انتي من يوميها وانتي مش سيباني وواخده بالك مني كويس اوي…
طبعت قبله علي جبينه وعلي كفه الموضوع فوق صدره وهتفت بحنو وحب صادق : ربنا يخاليك ليا يا حبيبي وما يحرمنيش منك ابداً …
ملس علي شعرها الاسود الطويل : ويخاليكي ليا يا روح قلب جدك …
ااااه يا غفران بتفكريني بجدتك الله يرحمها… فوله واتقسمت نصين ، اخدتي منها كل حاجه ..
شكلها وطيبه قلبها وروحها الحلوه … كل ما ابص لك ببقي شايفها هي وهي بتبص لي ../
ربنا يكرمك يا بـ.ـنتي ويريح بالك ويديكي طوله العمر …
ويخاليك لينا يا رب… ثم تابعت تضيف بشقاوه محببه الي قلبه: قول كده بقي يا سي جدو الحب ده كله مش لله في لله .. ده علشان انا شبهه ملك روحك فانت بتحبني …
ثم تابعت حديثها تضيف بتمني ….
اه يا جدو نفسي الاقي واحد زيك كده في كله حاجه ويحبني زي ما انت بتحب نانا الله يرحمها كده …
ابتسم الجد بحنو قائلاً بنبره ذات مغذي ولكنها لم تفهم معناها :موجود يا روح جدو موجود.
اجابته نافيه : زيك انت يا جدو استحاله يكون موجود،شباب اليومين دول مش بيعرفوا يحبوا ولا بيقدروا البـ.ـنت اللي بتحبهم ،كلهم بيتسلوا او بيرتبطوا علشان المصلحه غير كده مفيش…
ولو حصل وكان في حب بجد مش بيكمل يا بتحصل حاجه تخاليه ما يكملش يا اما اهاليهم بتقف قصادهم ويحاولوا بفرقوهم عن بعض زي ما حصل مع ندي صاحبتي الله يرحمها ….
الله يرحمها … غمغم الجد مترحماً عليها بحـ.ـز.ن..
عقب الجد علي حديثها مضيفاً بمغزي: الحب موجود في كل وقت وكل مكان وساعات بنكون مش واخدين بالنا انه موجود اصلاً واحياناً بننكر وجوده ، بس لو الحب ده قوي هينتصر وهيظهر ويقف قدام اي عاصفه تحاول انها تهده وقبل كل ده النصيب هو اللي بيحكم في الاخر …
بس انا واثق ومتاكد ان ربنا شايلك الخير ونصيبك هتلاقيه احسن مما كنتي تتخيلي وهتلاقي الحب اللي تستاهليه ، والقلب اللي يحبك ويخاف عليكي ..
لانك تستاهلي ده واكتر كمان …..
كان يقف علي باب غرفه جده يراها وهي تعتني ، فقد اكتشف منذ تعب جده الاخير ، جانب جديد في شخصيتها لم يعده من قبل !!!
فقد كبرت صغيرته واصبحت اكثر نضجاً واكثر احساساً بالمسؤليه ولم تعد تلك الصغيره المدللة…
كاد ان يدلف الي الداخل ولكنه توقف يستمع الي حديثها مع جده …
شعر بالاختناق كلما استمعها تسترسل في الكلام ، هي محقه فيما تقول ، هي تستاهل ان ترتبط بشخص يعشقها لذاتها وليس شخص مجبور علي الارتباط بها وهذا ما يعزز موقفه اكثر واكثر ….
فهو لايريد ان يظلمها معه ، فهو لايراها الا طفلته وصغيرته وليس امرأته !!!!
علي الرغم من ان حديثها هذا يصب في مصلحته الا انه يحشره في الزاويه ويضيق عليه الخناق …
فهو اصبح بين نارين.، فهو لا يقدر علي مواجهتها بحقيقه الوصيه ويجـ.ـر.ح مشاعرها …
وفي نفس الوقت لا يقدر علي عصيان جده فحالته الصحيه لا تسمح له بأن يواجه عصيانه !!!!
شعر بالغضب يتفاقم داخله فهو اصبح مقيداً بقيود من نار ، لا هو قادر علي حلها ولا قادر علي تحمل نيرانها ….
اخذ نفس عميق يهدء من النيران المستعره بداخله وتنحتح يجلي حنجرته وهي يدلف الي داخل العرفه وكأنه وصل للتو ولم يستمع لحديثهم معاً../
تحدث بصوته الرخيم : صباح الخير ….
ثم اقترب من جده وطبع قبله حانيه علي جبينه : عامل ايه انهارده ياحج منصور …
اجابه الجد بجمود : صباح النور …الحمد الله احسن !!!
ثم نظر الي غفران التي كانت تختلس النظرات اليه ، فهي منذ اليوم الذي صرخ عليها فيه وهي تتعمد عدm الالتقاء به او الحديث معه…
صباح الخير يا غافي .، عامله ايه ؟؟
رفرف قلبها فرحاً عنـ.ـد.ما خصها بالحديث… اذاً هو مهتم بها وبحالها !!!
بللت طرف شفتيها واجابته برقتها المعتاده : صباح النور.. انا الحمد الله كويسه ..ثم صمتت لثواني وسالته بتردد عن حاله:واانت اخبـ.ـارك ايه…
انا الحمد الله تمام طول ما الحج منصور بخير …
ثم تابع بمرح ملطفاً الاجواء من حولهم : وهكون احسن لو خاليتي نعمـ.ـا.ت تعملي قهوتي علشان لسه ما شربتهاش…
نهضت من علي الفراش وحملت صينيه الطعام الخاصه بجدها وتحدثت بحماس: هعملهالك انا …
ثم غادرت الغرفه مسرعه لكي تعد له اطيب فنجان قهوه …
تابعها بنظراته حتي غادرت الغرفه ، ثم توجه بعدها وجلس علي طرف الفراش بجانب جده، الذي كان ينظر له بحـ.ـز.ن ولوم …
هتف عاصي بحنان: لسه برضه زعلان مني وواخد علي خاطرك مني؟؟؟
طب ما انا اهو خلاص مسافرتش ولسه قاعد معاك اهو …
تحدث الجد بضيق : ما انت مستني لما اخف وهتنفذ اللي في دmاغك وتسافر وتسبني …
وانا اللي قلت خلاص هرتاح وجيه اللي يشيل عني ويبقي سندي ، لكن لقيتك عاوز ترمي كل ده وراك وتسافر وتسبني لامك علشان تبهدل فيا وتفضحني قدام اللي يسوا واللي مايسواش….
هتف عاصي بشراسه: متخلقش لسه اللي يفكر يمس شعره منك يا جدي وانا عايش علي وش الدنيا ..
الي يفكر بس يقرب منك او من اي حد من عيله الجارحي انا امحيه من علي وش الدنيا من غير ما يرف لي جفن…
هتف الجد بامتنان : انا عارف يا حبيبي من غير ما تقول ، بس انا مش قادر علي الفراق من تاني ، كفايه اللي فارقوني زمان ، مش هتبقي انتي كمان …
ربط عاصي علي كف جده مطمئناً اياه: اطمن يا حج منصورانا مش مسافر انا هفضل هنا مش هقدر اتخلي عن مسؤليتي اكتر من كده …!!!!
……::::::::.::
دلفت دريه الي المطبخ تشرف علي الخدm مثل كل يوم
وجدت غفران تقف تعد القهوه وسمعتها تتحدث مع نعمـ.ـا.ت قائله: خالي بالك من القهوه لا تفور يا نعمـ.ـا.ت علي ما احضر لعاصي ساندوتش خفيف وعصير يفطر بيهم ، ما انتي بتقولي مفطرش وكمان عاوز يشرب قهوه ساده علي الريق .. كده غلط علي صحته.!!!
قالتها وهي تتحرك هنا وهناك تحضر له وجبه افطار خفيفه ،غافله عن نظرات دريه الكريهه التي تكاد تفتك بها …
هتفت دريه بغضب : في ايه بيحصل هنا بالظبط.؟؟؟
اجابتها غفران بعفويه: انا بحضر فطار خفيف لعاصي علشان مفطرش …
هتفت دريه بشراسه: مين سمح لك تعملي كده وازاي تدخلي في حاجه مش بتاعتك اصلاً….
البيت ده له نظام اظن انك عرفاه كويس اوي ، وعاصي طالما مفطرش معانا يبقي مش هيفطر ، ومدام طلب قهوه يبقي قهوه وبس …
ثم تابعت بغـ.ـيظ وحقد وهي تقترب منها حتي اصبح لا يفصل بينهمً سوي انفاسهم : ولا انتي لاقتيها فرصه وقلتي استغلها كويس وارسم واخطط براحتي …
لااااااا يا ينت جميله ، انا مفتحه عينيه وواخده بالي من حركاتك اللي زي حركات امك ، ومش هسمح لك تكرري تاني اللي كانت هي بتعمله زمان انتي فاهمه …
صرخت في اخر كلمه بقوه ،ثم وجهت كلامها الي نعمـ.ـا.ت الخادmه : نعمـ.ـا.ت سيبي اللي في ايدك ده وحصليني علي اوضتي…بسرعه!!
غادرت المطبخ بخطوات تدك الارض غضباً وحقداً ، بينما غفران وقفت تنظر الي طيفها بحـ.ـز.ن واخيراً سمحت لدmـ.ـو.عها التي كانت محبوسه داخل مقلتيها ان تسقط علي وجنتها البيضاء الرقيقه …
فهي قد اعتادت علي اسلوب زوجه عمها القاسي والحاد ولكنها تريد ان تعرف سبباً واحداً لهذا الكره التي تكنه لها ولوالدتها ؟؟؟؟
فوالدتها رحمها الله الكل يحبها ويذكزها بالخير ، وهي لم تفعل ما يجعلها تكررها وتحقد عليها هكذا…
اقتربت منها نعمـ.ـا.ت وعلي وجهها ترتسم معالم الحـ.ـز.ن علي تلك الجوهره الرقيقه وما تلاقيه من معامله سيئه من زوجه عمها باستمرار ولكنها اليوم كانت اشـ.ـد قسوه..
همت ان تقترب منها ولكنها استمعت الي صراخ العجوز الشمطاء دريه عليها من الخارج فاسرعت تلبي ندائها بعد ان اعتطها غفران نظره مطمئنه معناها ” لا تقلقي انا بخير”…
سارت بخطوات ثقيله الي الموقد تغلقه بعد ان فارت القهوه وانسكبت عليه وشرعت في اعداد واحده اخري بدلاً منها ، ولكن سرعان ما قذفت ما بيدها داخل حوض المطبخ عنـ.ـد.ما لمحت طيفه من نافذه المطبخ وهو يستقل سيارته مغادراً القصر ..
خرجت من القصر قاصده غرفتها تغلق علي نفسها حتي لا يري احداً ضعفها وانكسارها فحتي هو لم يشغل باله بها او بما طلبه منها ورحل دون ان يكلف نفسه عناء السؤال عنها او حتي الاعتذار منها علي طلبه!!!!
……………….
تجلس مع صديقاتها في النادي تتناول معهم الافطار بعيداً عن جو القصر الكئيب الذي بات يخـ.ـنـ.ـقها …
سألتها احدي صديقاتها : مقولتيش يا نيسو اخبـ.ـار الموز ابن خالتك ايه ؟؟ مشوفناهوش يعني من ساعه ما رجع من لندن؟؟
نهرتها بحده طفيفه: بقولك ايه مالكيش دعوه بيه ، عاصي ده بتاعي انا وبس ..
تحدثت اخري: لا بجد يا نيسو هو مش انتي كنتي بتقولي انكم في حكم المخطوبين ، ازاي ولا مره خرجتم سوا او سهرتم مع بعض ، انتي حتي بتخرجي وتسهري معانا لوحدك من غيره…
كتمت غـ.ـيظها منهم واجابتهم وهي تزيف ابتسامه علي وجهها : اصل هو مشغول في تظبيط الbusiness بتاعه هنا وكمان تعب جده هو اللي خلانا نأجل اعلان خطوبتنا ، بس اول ما حاله جده تتحسن هنعمل big party ونعلن فيها خطوبتنا وانتوا هتكونوا اول المعزومين اكيد …
اسيبكم بقي علشان رايحه لعاصي الشركه ، اشوفكم بعدين ، بااااااي….
تبدلت ملامحها فور ان غادرتهم الي الغل والغـ.ـيظ من عاصي ومن خالتها التي لا تعرف ما الذي يشغل بالها منذ مرض الجد والتي لا تساعدها في اخذ خطوه جاده في علاقتها مع عاصي…..
………………..
وصلت نسرين الي الشركه وتوجهت الي مكتب رئيس مجلس اداره مجموعه الجارحي ” مكتب منصور الجارحي سابقاً ، وعاصي الجارحي حالياً”….
دلفت الي مكتبه بعد ان طلبت من مديره مكتبه ان لا تبلغه فهي تريد ان تفاجأه بوجودها …
كان منكباً علي المكتب يراجع بعض الملفات ، وقفت تتطلع اليه بملامح عاشقه بها لمحه من الهوس !!!
نعم فهي مهووسه به ، تعشقه ولاتري غيره ، لقد اختصرت كل رجـ.ـال العالم في شخصه …
تعشقه بكل ما فيه ولكنها تعشق ايضاً النفوذ والاموال التي يمتلكها …
فهو بالنسبه لها المصباح السحري الذي سيحقق لها كل احلامها وطموحاتها !!!!
هو لها ولن يكون لغيرها ستفعل المستحيل لتكون زوجته !!! حرم عاصي الجارحي !!!!
الاسم واللقب وحده يكفيها …
تنهدت بحالميه وسارت بخطوات متمهله نحوه ، فهو يبدو انه لم يشعر بوجودها ..
اقتربت منه حتي وقفت بجانبه ومالت عليه وطبعت قبله علي وجنته وهي تبتسم باتساع: مفاجاة مش كده؟؟ اتفضل …
قالتها وهي تمد يدها اليه تقدm له باقه من الزهور كانت قد جلبتها معها كلفته رومانسيه منها نحوه!!!
اجفل عاصي من حركتها المفاجأه ونهرها بحده: ايه اللي انتي بتعمليه ده ؟؟؟ودخلتي كده ازاي؟؟؟
والهانم اللي بـ.ـاره دي ازاي تدخلك من غير اذني …
انتفضت في مكانها من صراخه عليها وهتفت بخـ.ـو.ف وهي تحاول تهدئته: اهدي يا عاصي مفيش حاجه حصلت تستاهل عصبيتك دي…
انا اللي طلبت من البـ.ـنت انها ما تقولكش اني عاوزه اقابلك علشان عاوزه اعمل لك مفاجاة…
اكمل بغضب اكبر : وهي اي حد يقولها عاوز اعمل له زفت مفاجاة تقوم مدخلاه من غير اذن ، هي وكاله من غير بواب ، ده انا هطلع عينها علي اهمالها ده…
تابعت تسترضيه: يا عاصي هي ملهاش ذنب ماهي عارفه اني بـ.ـنت خالتك وبشتغل هنا معاك ، ثم انا مش اي حد علشان يدخل لك كده …
رفع اصبعه في وجهها وهتف بتحذير : اول واخر مره تدخلي عليا مكتبي بالطريقه دي ، بـ.ـنت خالتي دي في البيت مش في الشغل ، ده اولاً …
والحركه اللي عملتها دي ما تتكررش تاني فهماني ، مش هعيد كلامي مرتين …
مالت بجسدها للامام واستندت بذراعيها علي حافه المكتب فاصبحت قريبه منه للغايه ، وهتفت تساله بمكر: حركه ايه دي اللي مش عاوزني اعملها تاني ؟؟
نظر لها بغضب ولم يجيبها ، ثم اخذ يراجع الاوراق امامه وكأن لا وجود لها !!!
اغتاظت من لامبالاته واهماله المتعمد لها وهتفت تلومه بنبره حاولت جعلها منكـ.ـسره بعض الشيء علها تستميل قلبه العاصي: انت ليه يا عاصي بتعاملني بالطريقه دي.. انت اتغيرت اوي ….
انا كنت فاكره انك لما هترجع من السفر هنقرب من بعض اكتر ، لكن لقيتك بتبعد اوووي…
احنا طول عمرنا واحنا مع بعض من واحنا صغيرين ، ليه بعدت عني كده …
ثم تابعت بلؤم: ده حتي خالتو بتشتكي منك ومن طريقتك وانك مش عاوز تريحها وتسمع كلامها وتتجوز وتفرحها بيك وتجيب لها عاصي junior!!
كان ينظر لها وهي تتحدث ، يقرأ ما بين السطور في حديثها، هو يعرفها جيداً ويعرف شخصيتها ، علي الرغم من انها تربت معه منذ صغرها الا انه لم يشعر نحوها بالمسؤليه والالتزام مثلما يشعر نحو غفران ..
دائماً ما كانت غفران مميزه لديه بالرغم من تشابه ظروف حياه نسرين وغفران ،الا انه كان يميل الي غفران اكثر منها ، فنسربن عاشت معهم بعد انفصال والدته وكانت ذات العشر سنوات ، وغفران ولدت علي يده وفقدت والديها وهي في سن الخامسه!!!
لكن غفران بريئه ، نقيه، عاطفيه وحساسه ،رقيقه منذ نعومه اظافرها ، عكس نسرين التي كانت عدوانيه ، لئيمه وشرسه وانانيه وكانت تتعمد ايذاء غفران باستمرار ولكنه كان يتصدي لها دائماً….
هتفت بنبره مرتفعه بعض الشيء اخرجته من شروده: هاااي روحت فين ؟؟؟
اجابه باقتضاب : معاكي …
سالته مستفسره: هااا مش انا عندي حق في كل اللي قلته ؟؟؟
لم يسمع اي شيء من حديثها ولكنه اجابها كاذباً حتي ينتهي من ثرثرتها : طبعاً عندك حق ..
تهللت اساريرها وهتفت تساله بلهفه: بجد !!! بجد يا عاصي اقتنعت بكلامي وهتسمع كلام خالتو وتتجوز زي ما قالت لك؟؟؟
زوي ما بين حاجبيه باستغراب وسالها باستنكار: اتجوز!!!
هتفت مسترسله بلهفه: ايوه طبعاً تتجوز ، انت دلوقتي رجل مسؤل وسنك مناسب ، محتاج واحده تقف جانبك ، تكون واجهه ليك تشرفك وسط مجتمع رجـ.ـال الاعمال؛ تكون شيك وبـ.ـنت ناس ومن مستواك ، واحده تعرف تكون زوجه لواحد من اهم رجـ.ـال الاعمال في البلد …/
سألها عاصي متعجباً: بس كده ؟؟
سالته بعدm فهم : بس ايه مش فاهمه؟؟؟
اجابها ساخراً : ولا عمرك هتفهمي يا نسرين ….
ثم اعتدل في جلسته وعاود النظر الي الاوراق التي امامه مره اخري وهتف بجمود …
المهم …اتفضلي روحي دلوقتي علشان عندي شغل كتير وابقي اشوفك في القصر …
تابعت تساله بالحاح : حاضر همشي بس انت ما قولتش اقتنعت بكلامي ولا لاء وهتسمع كلام انطي دريه ولا لاء…
اجابها بسأم : طبعاً طبعاً اقتنعت ،بس خالي ده سر بيني وبينك ومش لازم ت عـ.ـر.في دريه هانم بالكلام ده وانا هبقي اتفاهم معاها بعدين علشان يبان اني اقتنعت بكلامها هي مش بعد ما انتي اقنعتيني علشان انتي عرفاها بتضايق من الحاجات دي….
تهللت اساريرها فرحاً وشعرت بقرب ارتباطهم بعد حديثه هذا ، فابتسمت باتساع وتحدثت بفرحه: تمام
وانا هستناك ما تتاخرش عليا .. تشااااو….
نفخ خديه بزهق بعد رحيلها وعاود النظر في الاوراق امامه فقد اهدر الكثير من الوقت في حديث غير مُجدي!!!!
…………………….
وصلت نرمين الي القصر وهرولت تجري نحو خالتها تعطيها البشاره ..-
انطي … انطي دريه … يا انطي انتي فين …
كانت تنادي عليها بصوت عالي وهي تجري هنا وهناك حتي وجدتها تجلس في غرفه المعيشه تحتسي قهوتها بهدوء وذهنها شارد في البعيد …
دلفت نسرين الي الداخل واوصدت الباب خلفها حتي لا يستمع احد الي حديثهم او يزعجهم …
جلست امامها وحدثتها : انتي مختفيه هنا يا انطي وانا بدور عليكي في القصر كله …/
اجفلت من صوتها العالي وحدثتها بزهق/ في ايه يا نسرين ، ما انا قاعده هنا اهو هروح فين ، ايه اللي حصل لكل الغاغه اللي انتي هملاها دي ….
هتفت نسرين بعيون لامعه : حصل ، حصل يا انطي .. عاصي…
سالتها دريه باهتمام : ماله عاصي في ايه ؟؟
اجابتها نسرين بتحذير : هقولك بس توعديني انك ما تقوليش لعاصي انك عرفتي مني حاجه او انك عرفتي الموضوع من اساسه !!!
تنبهت حواس دريه بالكامل واجابتها موافقه : اتفقنا مش هقوله ، بس قولي بقي في ايه ….
هقولك .، اسمعي يا ستي …….
………………………….
في المساء……
عاد عاصي الي القصر مساءاً بعد يوم عمل طويل وشاق ، استقبلته نسرين بسعاده واضحه علي تقاسيمها ، وقد كانت متألقه علي غير عادتها كما لو كانت ذاهبه الي حضور حفل ما بفستانها الاسود القصير ذو الاكتاف العاريه !!!!
رسمت ابتسامه عريضه علي شفتيها وهي تستقبله بحفاه وتأبطت زراعه قائله: حمد الله علي سلامتك يا عاصي ، اتاخرت كده ليه ؟؟
انا وانطي مرضناش نتعشي من غيرك وقلنا نستناك نتعشي سوا….
نظر لها باستغراب شـ.ـديد وجذب زراعه من يدها وسار مبتعداً عنها هاتفاً بجمود : انا متاخرتش ده معادي….
كان قد وصل الي غرفه الطعام ووجد والدته تجلس علي السفره بمفردها ..!!!،
فسأل مستفسراً :وفين جدي وغفران مش معاكم علي العشاء ليه؟؟
قلبت نسرين عينيها بملل ولم تعقب !!!
اما دريه فاجابته باقتضاب : جدك قال مش عاوز ينزل وطلب العشاء في اوضته .
وغفران؟؟؟ سالها مستفسراً بوضوح .
تـ.ـو.ترت نظراتها من جمود ملامحه وهتفت تجيبه بعدm معرفه: معرفش هي من الصبح في اوضتها قافله علي نفسها ….
نظر اليها مطولاً بغموض وكلما طالت مدخ نظره بها زاد من تـ.ـو.ترها مما اكد له ظنونه ان هناك شيء حدث مع غفران متعلق بوالدته ….
هز راسه بهدوء وهتف بنبره جـ.ـا.مده: تمام ….
انا هطلع لجدي اشوفه وانتي يا امي حصليني علشان تعتذري لجدي عن اللي حصل منك …
ثم نظر الي نسرين وتحدث موجهاً حديثه لوالدته: انتي بس يا امي اللي تحصليني …مفهوم؟؟؟
حاولت دريه الاعتراض:بس يا عاصي ..اصل.
تحدث بنبره جـ.ـا.مده لا تسمح بالنقاش : انتهي !!!!
وغادرهم وتحرك حيث جده ….
تبادلت دريه ونسرين نظرات التوجس والقلق فيما بينهم …
وهتفت دريه وهي تتحرك من مقعدها تلحق بابنها منفذه اوامره: ربنا يستر….
تاركه نسرين وحيده خلفها تقضم اظافرها غلاً وغـ.ـيظاً منهم …..
اثناء صعوده الي اعلي ، قابل نعمـ.ـا.ت الخادmه وهي تنزل من ناحيه غرفه غفران وتحمل معها صيينيه العشاء والتي رفضت غفران ان تلمس اي شيء منها..
سالها عاصي مستفسراً عن سبب حالتها تلك: ايوه يعني ايه اللي حصل لكل ده مخاليها قاعده طول اليوم في اوضتها ورافضه الاكل ؟؟؟
هتفت نعمـ.ـا.ت بتلعثم : م م معرفش بصراحه يا عاصي بيه ….
نظر لها نظره اجفلتها وهتف من بين اسنانه: نعماااات!!!
ارتعش بدنها من نظرته وصوته الغاضب ، وتحدثت بصوت منخفض وهي تسحبه من يده الي جانب مخفي عن انظار دريه الحقوده: هقول لحضرتك كل حاجه يا بيه ، بس سايقه عليك حبيبك النبي ما تقول اني قلت لك حاجه …
هتف بغضب مكبوت: اخلصي يا نعمـ.ـا.ت وقولي حصل ايه…
حاضر يا بيه… اللي حصل ان الست دريه …… ثم اخذت تسرد عليه كل تفاصيل ما حدث معهم في الصباح………..
…………………
دلف الي جناحه اخيراً ، يسير بخطوات متمهله وجسد منهك ، فقد استطاع اخيراً تخفيف حده التـ.ـو.تر بين جده ووالدته بس ان اعتذرت منه عن ما بدر منها في حقه وعن كلامها الجارح …
وبعد تدخلات منه اقتنع الجد وصالحها علي مضد ، ولكنه يعلم ان جده لم يعد قلبه صافي من جهه والدته كما السابق وهو يعطيه كل الحق في شعوره نحوها ، ولكن جده سيظل الكبير الذي يحمي الكل تحت جناحه فقبل باعتذارها فهي في الاخير ابنه اخوه وام حفيده..
توجه الي الحمام لاخذ حمام ساخن يزيل به ارهاق اليوم وينعش جسده المتشنج من شـ.ـده التـ.ـو.تر والعصبيه ….
بعد قليل من الوقت كان يفرد جسده علي الفراش نائماً علي ظهره ، ناظراً الي سقف الغرفه …
يفكر في كل شيء حدث معه من قدومه من الخارج ، جده ، الشركات ، الوصيه ، والدته ونسرين ، وغفران ….
غفراااااااان !!!!!
زفر مطولاً وهو يفكر فيما حدث معها اليوم من والدته، وايضاً حديثها مع جدها عن فارس احلامها، وقارن بين كلامها وكلام نسرين عن الارتباط والزواج .
واخذ يفكر ويحلل حتي غلبه النعاس ومازال شعور التخبط والاحساس بالمسؤليه مسيطراً عليه …..
……………….
في صباح اليوم التالي ….
كان الجميع ملتف حول سفره الطعام ، وهذا اول افطار يحضره الجد معهم بعد مرضه الاخير ، فحرص الجميع علي الحضور احتراماً لعودته مره اخري …
دخل عاصي عليهم بطلته المهيبه وحضوره القوي كعادته ملقياً عليهم تحيه الصباح وجلس في مقعده علي يمين جده وبجانب غفران وامامه نسرين ودريه!!!!
تحدث بابتسامه صادقه: حمد الله علي سلامتك يا حج منصور ، نورت مكانك ..
اجابه الجد بحنانه المعهود: الله يسلمك من كل شر يا غالي يا ابن الغالي …
تنحنح عاصي وتحدث موجهاً حديثه اليهم: بالمناسبه دي بقي انا عندي خبر هيفرحكم كلكم ….
تهللت اسارير نسرين فرحاً ونغزت قدm خالتها من تحت الطاوله ونظرت لها نظره بمغذي ” مش قلت لك انه اقتنع بكلامي “..
وباداتها دريه نظره الفرح والانتصار …
اما غفران فقد شعرت بانقباضه في قلبها من حديثه وشعرت ان ما يقوله سيكون سطر النهايه في قصه حبها الوهميه التي نسجتها وعاشتها في خيالها ….
فركزت نظاراتها علي صحنها ولم تجرأ علي النظر اليه ، حابسه دmـ.ـو.عها داخل مقلتيها ….
كان عاصي ينظر اليهم يتفرس في ملامحهم ليرصد رد فعلهم علي حديثه ، فاستوقفه حاله غفران الغريبه وجهها الاحمر وارتعاش يدها وهي تقبض علي ملعقه الطعام !!!
لم يستطيع ان يفهم حالها وظن انه ربما لازالت متاأثره بما حدث امس مع والدته ….
تحدث الجد اخيراً يسأله باهتمام : خير يا ابني ايه الخبر الحلو اللي عاوز تقوله….
صمت عاصي قليلاً ملقياً نظره سريعه عليهم ولكنه استجمع شجاعته في الاخير ملقياً قنبلته في وجههم: انا بعد اذنك يا جدي انا قررت اتجوز …
صمت معلقاً باقي جملته يرصد رد فعلهم بعيون كعيون الصقر المتربص لفريسته…
وجد نسرين ودريه قد انتفجت اوداجهم فرحاً وانتصاراً بذلك الخبر ….
بينما غفران كانت تقاوم وتحارب دmـ.ـو.عها بضراوه حتي لا تسقط منها امامهم ….
تحدث الجد بشيء من التوجس : ومين دي اللي امها داعيه لها اللي هتكون من نصيب عاصي الجارحي…
نفشت نسرين صدرها ورفعت كتفيها واشرآبت بعنقعا كالطاووس في انتظار سماع اسمها يخرج من بين شفتيه …
وغفران تقود حرب ضاريه داخلها ، تحارب السقوط مغشياً عليها من شـ.ـده الضغط العصبي والنفسي التي تتعرض له ، وآلم قلبها الذي ينخر عظامها وهي تجد حلمها يتسرب كالمياه من بين يديها ، ودmـ.ـو.عها التي اغشت الرؤيه امامها ….
وقد كان …. حدث ما جعلها تبكي وتبكي محرره دmـ.ـو.عها اخيراً عنـ.ـد.ما سمعت صوته وهو يقول ….
انا بطلب منك يا جدي ايد غفران علي سنه الله ورسوله……..
بعد مرور اسبوعين……/
يقف في شرفه غرفته ينظر الي منظر البحر الممتد امامه والي امواجه المتلاطمه في قوتها وعنفوانها والتي تشبه الصخب الذي يدور داخل رأسه !!!
فاليوم هو اليوم الذي من المفترض ان يكون اسعد ايام حياته مثله مثل باقي البشر، فاليوم هو يوم زفافه علي ابنه عمه!!!
ولكن علي العكس هو لايشعر بشيء سوي بالاشمئزاز والنفور من نفسه ومن ما فُرض عليه …
فهو منذ ذلك اليوم الذي اعلن فيه رغبته في الزواج منها امام الجميع وما حدث بعدها يكاد يصيبه بالجنون؟!!!!
لقد اتخذ قراره بعد تفكير طويل وكان هذا هوالخيار االمناسب ، حتي ينفذ وصيه والده ورغبه جده ويحميها ويحمي اموالهم وفضل مصلحه العائله علي مصلحته الشخصيه وأجبر نفسه علي تقبل الامر !!!، وايقن ان الله كتب لهم ان يجتمعوا معاً وعلي ذلك قرر ان يتزوجها ويعاملها كما آمره الله ، ويرعي الله فيها….
ولكن رد فعلها الغريب هو ما اصابه بالاحباط واعاده الي نقطه الصفر وايقن تمام اليقين انها لاتريده ومجبوره عليه مثلما أُجبر هو عليها في باديء الامر ….
ويبدو ان القدر يعانده فهو في صباح اليوم التالي اضطر الي السفر للندن لحدوث بعض المشاكل في فرع شركته الثاني مما جعله يسافر علي الفور ، وكان يعتقد انه سيعود في خلال يومين ولكنه اضطر ان يمكث لاسبوعين كان يواصل فيهم الليل بالنهار للانقاذ حلم عمره من الضياع ، واستطاع بفضل الله ان ينجو من كارثه كادت ان تنهي ما وصل اليه…
وفي خلال الاسبوعين لم يتثني له الحديث معها ، فقد قرر جده تحديد موعد زفافهم بعد اسبوعين ،وهي بدورها انشغلت في ترتيبات العرس …
وها هو عاد في صباح يوم زفافه ومن المفترض ان يكون في خلال الساعات القادmه جالساً امام المأذون عاقداً قرانه عليها ..///
شرد امامه وتذكر حالتها ذلك اليوم ، فهي بمجرد ان انتهي من حديثه واعلان جده لموافقته علي الزواج .
اخذت تبكي وتضحك في نفس الوقت ثم فقدت الوعي !!!!
حملها وصعد بها الي غرفتها وطلبوا لها الطبيب ، الذي شخص حالتها علي انها انفعال زائد أدي الي حدوث زياده في ضـ.ـر.بات القلب اكثر من معدلها وارتفاع ضغط الدm مما سبب لها الاغماء .
وكأن دلو من الماء البـ.ـارد سقط فوق رأسه!!!
فأدرك حقيقه انها لا تريده ولا تراه زوجاً لها ، يعلم ذلك، فهي تراه شقيقها الاكبر فقط !!!
وهي اضعف وارق من ان ترفض وتعصي آمر جدها ، فقبلت الزواج منه رغماً عنها …..
زفر بحرقه عنـ.ـد.ما استمع للطرق علي باب غرفته، وصوت نعمـ.ـا.ت التي تخبره بأن العروس قد انتهت من زينتها وفي انتظاره….
تحرك بخطوات ثقيله للداخل ، ووقف امام مرآه الزينه يلقي نظره سريعه علي مظهره قبل ان يخرج لهم ….
فهو اتخذ قرار وعليه تحمل تبعاته ، فهو لن يتراجع عنه ولكنه ايضاً لن يعيش مجبراً علي شيء ولا يقبل علي نفسه وكرامته ان تعيش معه رغماً عنها …
لذلك عليه ان ينفذ الخطوه التاليه الفاصله في حياتهم والتي تضمن لهم العيش بكرامه دون اجبـ.ـار!!!!!!!
………………….
ولجت دريه الي غرفه نسرين، فوجدتها تجلس علي فراشها تضم ركبتيها الي صدرها وتستند بذقنها عليها، تنظر امامها في شرود بعيون حمراء منتفخه من اثر البكاء…
هتفت دريه مستنكره حالتها: هتفضلي قاعده كده ، قافله علي نفسك وهاتك يا عـ.ـيا.ط لحد امتي ؟؟؟
نظرت لها نسرين بكره وهتفت ساخره بغل: وانتي هيفرق معاكي حالي في ايه، ما انت سعيده ومبسوطه بجوازت المحروس ابنك من الهانم بـ.ـنت عمه ولا علي بالك حاجه…..
وبقالك اسبوعين بتجري ورا نفسك بتنفذي اوامر منصور باشا الجارحي وبتجهزي لهم جناح seven stars!!!
وانا…انا بـ.ـنت اختك اخر همك ولا كأنك كنتي بتحلمي اني اكون مرات ابنك في يوم من الايام ../
تابعت ساخره: اللي يشوف فرحتك دي يصدق انك فرحانه بجد ، ده انا بنفسي صدقت انك فعلاً فرحانه لهم !!!
بس انا بقي مش هسكت والله لخالي حياتهم جحيم هما الاتنين وابنك ده هدفعه ثمن لعبه معايا وضحكه عليا غالي اوي….
كانت دريه تستمع اليها وهي جالسه امامها عاقده ذراعيها حول صدرها …
تحدثت بهدوء ما ان انتهت نسرين: خلصتي اللي عندك …اول مره اعرف انك غـ.ـبـ.ـيه وما بتفهميش …
صاحت نسرين صارخه : انا غـ.ـبـ.ـيه !!!
فعلاً عندك حق انا غـ.ـبـ.ـيه علشان صدقتك وصدقت حركات ابنك في يوم من الايام ، ده مش بعيد تكونوا متفقين عليا علشان تنيموني وبعدين تضـ.ـر.بوا ضـ.ـر.بتكم بس يكون في علمك اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل وعاخد حقي منكم تالت ومتلت….
اغتاظت منها دريه ومن جناننها وهتفت تنهرها بعنف: اتهدي بقي واسمعيني، انا مكانش قدامي حل غير اني امثل اني موافقه علي الجوازه دي ، علشان حاحات كتيره اوي…
اهمها واولها اني ما اخسرش عاصي ابني ، ولا اخسر الثروه اللي ضيعت احلي سنين عمرها علشانها وعملت حاجات عمري ما كنت اتخيل اعملها في حياتي علشان الثروه دي تبقي من حقي انا…..
انا وبس ….
وكمان علشان عمي يقتنع ان انا نـ.ـد.مت علي كلامي اللي قلته قبل كده واني خلاص اتغيرت والدليل اني مش معترضه علي جواز ابني من بـ.ـنت جميله اللي عارف انا قد ايه بكرهها…
والاهم من ده كله اني هعرف اذل غفران كويس واعمل فيها اللي مقدرتش اعمله في امها زمان ، هعمله فيها هي وهي بقت مرات ابني …
فهمتي ولا اقول كمان !!!!!
وعلشان كل ده يحصل لازم تكوني جانبي وتمثلي انك خلاص رضيتي بالأمر الواقع وان كل شيء قسمه ونصيب زي ما بيقولوا ، وانك مش اول ولا اخر واحده حبت ابن خالتها وهو محبهاش…
صرخت نسرين بجنون: ما تقوليش ما حبنيش !!!!
هو..هو مكانش عارف يشوفني علشان غفران طول الوقت كانت واقفه ما بينا …
عارفه لو هي مش موجوده اكيد كان حبني ، لاني احلي واشيك واجمل منها ..صح مش كده يا انطي…
تحدثت دريه بمهادنه كانها تتحدث مع طفل صغير: صح يا قلب انطي ، هو عاصي هيلاقي زيك فين ، بس الظروف هي اللي وصلتنا لكده ..،،
بس احنا هنصبر شويه وهنعرف نغير الظروف دي لصالحنا وننتقم من اللي بعدكم عن بعض …
بس الاول كده لازم نهدي ونخطط صح علشان احنا اللي نكسب في الاخر …
اسمعي كلامي وحطي ايدك في ايدي وانتي تكسبي وعاصي في الاخر هيكون ليكي … بس اصبري شويه….
ياللا قومي خدي شاور واجهزي وانزلي وانتي رافعه راسك علشان الكل يعرف انك قويه وان مفيش حاجه تقدر تهزمك والبسي اشيك واغلي حاجه عندك …
علشان الكل يعرف مين هي نسرين الحوفي!!!
كانت تستمع لها بانصات شـ.ـديد وقد وجدت كلمـ.ـا.ت خالتها صدي داخلها ، فكانت تتسع ابتسامتها ويزداد غــــرورها كلما تحدثت عنها ويلمع بريق الجشع والطمع داخل مقلتيها مما جعلها تتحرك كالدmيه بين يديها وتنفذ اوامرها ….
حاضر يا انطي .. انتي صح !!
قالتها وهي تنهض لتستعد وتتجهز وتكون نجمه الحفل تحت نظرات خالتها الشيطانيه والتي استطاعت التلاعب بها وتوجيهها كيفما تشاء…….
………………
تجلس امام المرآه تنظر الي انعكاس صورتها بانبهار تكاد لا تصدق نفسها …:
فقد تحقق حلمها المستحيل في طرفه عين ، واصبحت بين ليله وضحاها ملكه وعلي اسمه ، فقط بعض الاجراءات الشكليه وتصبح زوجته وأمـ.ـر.اته لاخر العمر ……
لازالت تتذكر نبره صوته الاجشه القويه وهو يطلب يدها من جدها ، تقسم انها اعـ.ـذ.ب ما سمعته في حياتها .
سطر مكون من عده كلمـ.ـا.ت بسيطه تعني لها الدنيا وما فيها عنـ.ـد.ما حرجت من بين شفتيه !!!!!
ابتسمت بخجل من نفسها عنـ.ـد.ما تذكرت رد فعلها الغريب يومها، ضحكت وبكت من شـ.ـده فرحتها في آن واحد ومن فرط تأثرها لم تتحمل الفرحه وسقطت فاقده الوعي بين يديه ، وكانت صورته اخر ما رأته عينها قبل ان تستسلم للظلام الذي لفها في طياته..
صورته التي عاشت عليها طوال الاسبوعين الماضيين وهو بعيداً عنها …
تشعر بالضيق منه لانه لم يحادثها طوال هذه المده مثلهم مثل حال كل المخطوبين ، يسهرون الليل يتحدثون في امور العشق والهوي !!!!!
يحكي لها عن مشاعره نحوها ، متي وكيف حبها ؟؟؟
هل يعشقها منذ زمن مثلها ام من فتره قريبه؟؟؟؟
هل كان يسهر يناجي طيفها في لياليه مثلها ام ماذا؟؟
لكنها لم تظهر له ذلك فهي يجب عليها ان تقدر مسؤلياته فهي تتزوج رجل من اكبر رجـ.ـال الاعمال في البلد وعليها يجب ان تكون علي قدر كبير من الوعي والمسؤليه ، وتشعره انه تزوج من فتاه تقدره وتقدر مشاغله وليس مجرد فتاه صغيره مدللة!!!
لا بأس ، فالايام والعمر امامهم طويل يقضونه معاً ويعرفون كل شيء معاً، ويكتشفون مشاعرهم وحقيقه ما في قلوبهم معاً…….
افاقت من شرودها علي صوت خبيره التجميل تخبرها بأنتهائها: احنا كده خلصنا شغلنا يا انسه غفران ، ما شاء الله طالعه زي القمر ، الف مبروك وربنا يتمم لحضرتك علي خير….
حيتها برقه : الله يبـ.ـارك فيكي ، تسلم ايديكي تعبتك معايا….
تعبك راحه يا هانم ، والف مبروك مره تانيه…. قالتها وانصرفت خييره التجميل وتركتها بمفردها ….
وقفت تتطلع الي هيئتها امام المرآه بسعاده بالغه وهي تتسائل في نفسها ، هل هيعجب بها ؟؟؟
هل ستسحره بطلتها الآسره ويعبر عن عشقه لها في الحال ؟؟؟
ام هل هيحملها ويدور بها صارخاً بسعادته وعشقه لها كما تقرأ في الروايات وتشاهد في الافلام ؟؟؟
ابتسمت بخجل وشعرت بالحراره تغزو وجنتيها عنـ.ـد.ما تخيلته وهو يحملها ويدور بها امام الناس !!!!
قطع تخيلاتها دخول جدها عليها … تقدm الجد منها يسير بخطوات متمهله مستنداً علي عصاه ويطالعها بنظرات تلتمع بها الدmـ.ـو.ع من شـ.ـده الفرح!!!
حمم يجلي حنجرته وتحدث بنبره متحشرجه من فرط التأثر وهو يقاوم العبرات اللامعه في مقلتيه..
ما شاء الله ولا قوه الا بالله ، قمر يا روح جدك …
الف حمد وشكر ليك يا رب اني عشت لحد ما شوفت اليوم ده ، وانا بسلمك لعريسك اللي هيقدرك ويصونك ويحافظ عليكي ….
طبع قبله حانيه علي جبينها وضمها الي صدره بحنان جارف…
لم تتحمل غفران كل ذلك الحنان الذي يغدقها به ، فسقطت الدmـ.ـو.ع من عينيها غـ.ـصـ.ـب عنها ….
ابتسم الحد بحنان وهو يمد يده المجعده يمسح دmـ.ـو.عها وهتف بحنان: لا ، انا مش عاوز اشوف دmـ.ـو.عك الغاليه دي،انا من هنا ورايح مش عاوز اشوف غير ضحكتك الحلوه اللي بتنور لي دنيتي وبتفكرني بحبيبه قلبي ملك روحي ….
ابتعدت عنها قليلاً واخرج من جيبه علبه من القطيفه الحمراء وقام بفتحها واخرج منها خاتم من الالماس القديم خاطف للانفاس علي هيئه قلب ، كان ملكاً لجدتها رحمها الله …
امسك يدها وادخل الخاتم في بنصرها الايمن …
ربط بحنان علي كف يدها وهتف بحنو: الخاتم ده بتاع جدتك الله يرحمها ، ومعنديش اغلي منك علشان اهاديها بيه ، عاوزك تحافظي عليه زي عنيكي ويوم ما ربنا يكرمك ببـ.ـنت ان شاء الله تبقي تلبسيهولها يوم فرحها زي ما انا عملت كده بالظبط ….
ارتمت في احضانه الدافئه التي طالما كانت ملاذها الآمن والتي كانت تحتويها دائماً وهتفت بنبره متحشرجه بالدmـ.ـو.ع : انا بحبك اوي يا جدو ، اوووي.
ربط علي ظهرها بحنان قائلاً : وانا اكتر يا روح قلب جدو..
يالا بقي علشان ننزل اتاخرنا علي الناس والعريس زمانه مستني علي نار …
قالها وهو يثني ذراعه كي تتأبطه وتضع ذراعها فيه ليأخذها ويسلمها الي عريسها……
………………
كانت حديقه قصر الجارحي مزينه بشكل خاطف للانفاس ، فقد اشرف علي تصميمها فريق من اشهر مصممي الحفلات والاعراس في الشرق الاوسط ، حضروا بناء علي رغبه منصور الجارحي لتصميم حفل زفاف يليق باسم عائله الجارحي.
فهو حفل زفاف احفاد الجارحي اصحاب اقوي كيان اقتصادي في البلاد ……
“عاصي وغفران الجارحي ”
كان يقف وسط الحديقه يستقبل الحضور من الشخصيات السياسيه البـ.ـارزه ورجـ.ـال اعمال مصريين والعرب ….
يستقبل هذا ، ويرحب بذلك وهو يرسم ابتسامه عريضه علي شفتيه يحاول ان يخفي بها ما يعتل داخل صدره….
تعالت اصوات الموسيقي الصاخبه والتي تشير الي قدوم العروس….
اتجهت الانظار الي مصدر الضوء الساطع اعلي الدرج الذي ظهر من خلفه منصور الجارحي معانقاً ذراع حفيدته في ذراعه ، ينزل معها الدرج حتي يسلمها الي عريسها….
وقف اسفل الدرج ينتظر وصولها اليه وهو يراها تتأبط ذراع جده بفستانها الابيض ذات التصميم الرقيق مثلها ، ووجهها مخفي عنه بطبقه رقيقه من التل الابيض ../
وصل الجد اليه ، وفتح ذراعيه يحتضنه بفرحه حقيقه
اخذ يربط علي ظهره بقوه وهو يوصيه علي غفران قبل ان يسلمها اليه ….
وقف امامها وقام برفع الطرحه من علي وجهها، كانت مطرقه برأسها ارضاً وترتجف من شـ.ـده الفرحه والتأثر !!!!!
رفع وجهها اليه ، فرأي البدر في تمام اكتماله !!!
كانت فاتنه بحق ، رقيقه ، جميله ، ناعمه .
اتسعت ابتسامته رغماً عنه انبهاراً بحسنها ..//
وهي كانت تحلق في السماء وهي تراه امامها بهيئته المهلكه لقلبها بوسامته التي تزداد يوماً عن الاخر ..
تعلقت عينيها بعينيه وهي تنظر له تلك النظره وكانها تقول “اخيراً اصبحت ملك لك واصبحت ملك لي”….
رفع يديه الاثنين واحاط بوجنتيها طابعاً قلبه رقيقه فوق جبينها .، ارتجف قلبها علي اثرها!!!!
شبك اصابعه مع اصابع يدها وسار بها نحو طاوله كتب الكتاب الموضوعه وسط الحديقه ، وسط تعالي الصحيات والتصفيق والتهليل من الحضور….
وضع يده في يده جده وكيل العروس واخذ يردد خلف المأذون ، وهي تردد خلفه في سرها ،ويكاد يتوقف نبض قلبها من السعاده، فاخيراً بعد سنوات من العشق ، الشوق ، والفراق تحقق حلمها واصبحوا معاً…
حلم حياتها وعشقها المستحيل اصبح زوجها ، لها وحدها ….
انتبهت علي قول المأذن “بـ.ـارك الله لكما وبـ.ـارك عليكما وجمع بينكم في خير” !!!!
آمنت علي قول المأذون وهي تبتسم باتساع ، وقلبها يدوي داخل صدرها بصخب وهي تخط امضتها علي وثيقه زواجهم !!!!
كانت نسرين تقف بجانب دريه وحالهم لا يختلف عن بعضهم، فكلاهما تنظر اليهم بكره وحقد وغل ولكن لاختلاف الاسباب..
فدريه تري التاريخ يعيد نفسه من جديد عنـ.ـد.ما كانت تقف في نفس الموقف منذ عشرين عاماً وهي تري مصطفي ابن عمها وشقيق زوجها وعشقها الوحيد وهو يعقد قرانه علي اكثر انسانه كرهتها وحقدت عليها في الحياة ” جميله” !!!!
غريمتها التي سرقت منها حلم حياتها وحرمتها من عشقها الوحيد ، تري فيها غفران وهي تسرق منها ابنها الوحيد كما سرقت والدتها منها عشقها وعمرها قبل ذلك …..
اما نسرين فكانت نيران الكره والغيره تكاد تفتك بها وتحرق كل ما حولها ، فهي علي الرغم من حديثها مع خالتها قبل قليل واصرارها علي الصمود والمواجهه، الا ان رؤيتهم معاً بتلك الصوره والسعاده الظاهره عليهم تكاد تقسم انهم يعشقون بعضهم البعض وقد تحقق حلمهم اخيراً…./
وهو مازادها غلاً وحقداً وعزمت علي ان تفرق بينهم وتحصل علي حقها في عاصي مهما كلفها الامر !!!!!
افتتحوا العرسان فقرات الحفل برقصتهم الاولي معاً.
وقفوا امام بعضهم ، ينظرون الي بعضهم بتـ.ـو.تر !!!
اقترب منها عاصي ووضع يديه حول خصرها النحيف يقربها منه وهو يرسم ابتسامه صافيه علي شفتيه ..
رفعت غفران ذراعيها علي استحياء تلفهم حول عنقه والخجل والتـ.ـو.تر يكادان يفتكان بها …
اخذ عاصي يتحرك معها علي انغام الموسيقي الهادئه وهو يكاد لا يصدق كل ما يحدث حوله !!!
همس بابتسامه قرب اذنها حتي يتثني لها سماعه: مبروك يا غافي …
اجابته برقه : الله يبـ.ـارك فيك…
تابع يضيف: طالعه زي القمر …
رمشت بعينيها بخجل وشعرت بالحراره تغزو جسدها ، فهو يثني علي جمالها …
لمعت دmـ.ـو.ع الفرحه داخل مقلتيها وهي تجيبه بخجل فخرج صوتها مهزوزاً من فرط التـ.ـو.تر والخجل : ميرسي….!!!
صمتت ولم تعرف ماذا تقول ، كانت تريد ان تقول له وانت ايضاً سحرتني وخـ.ـطـ.ـفت قلبي منذ وعيت علي الدنيا ولكن خجلها وحياؤها يمنعها ….
نظر لها ولصمتها ولدmـ.ـو.ع عينيها التي تحاول ان تخفيهم عنه واخذت الافكار تتصارع داخل راسه
صغيرته كبرت واصبحت عروس … بل عروسه !!!
زفر بحنق مما وصل اليه الحال بهم ؟؟؟؟
هو وضع بين اختيارين احداهما اصعب من الاخر !!
ولكنه فضل مصلحه الكل علي مصلحته ولكن اكثر ما يثير غضبه وحنقه انه يفعل ذلك مجبراً !!!
وهو الذي لم يجروء احد في يوم ما فرض رأيه عليه ….
كما انه لا يريد ان بجـ.ـر.حها او يخسرها ، فهي ابنه عمه وصغيرته التي تربت علي يديه !!!!
والتي لم يتخيل في يوم من الايام ان تكون في زوجته ، هي شقيقته ، اخته ، وفوق ذلك انه لا يرغب اصلاً في الزواج منها او من غيرها ….
كما ان سقوطها بين يديه ، اكد له رفضها للامر مثله هي الاخري !!!!
واكبر دليل علي ذلك هو ارتجاف جسدها بين يديه الآن ولمعه الدmـ.ـو.ع في عينيها خير دليل علي رفضها ونفورها منه !!!!
هذا ما كان ينقصه …!!!!
سخر من نفسه والي ما وصل اليه حاله… عاصي الجارحي يجبر علي الزواج ومن تزوجها اُجبرت عليه …..
وهو العاذب التي تتمني اكبر العائلات في البلد ان يقترن اسمها باسمه …زوجته مجبوره عليه !!!
كبت غـ.ـيظه وحنقه داخله مؤقتاً ، فل تنتهي هذه الليله علي خير ويصبح بعد ذلك لكل حادثً حديث!!!!!
انقضي الحفل مع الساعات الاولي للفجر والذي احياه عدد كبير من مطربين الوطن العربي وحضره العديد والعديد من الصحفيين والمصورين ، ففرح عائله الجارحي ماده دسمه ستتناولها صحف المجتمع والمشاهير والاقتصاد لفتره طويله ……
…………………….
دلفوا معاً الي جناحجهم الجديد…….
كان جناح كبير يضم غرفه نوم واسعه ذات سرير ضخم ملحق بغرفه ملابس كبيره وحمام خاص ، الي جانب حجره معيشه داخل الجناح ولكنها منفصله عنه بباب زجاج ضخم يسمح برؤيه من داخل الغرفه والعكس ولكن توجد له ستائر خاصه ممكن ان تفصل هذا الجزء عن الجناح ،….
تركها وولج الي شرفه الجناح المطله علي شاطيء البحر دون ان يتفوه بحرف واحد !!!!
فقط الصمت والجمود هما المرتسمين علي ملامحه، فهو يحتاج الي استجماع نفسه وافكاره قبل ان يتحدث معها في شكل حياتهم القادmه ….
اما هي فقد ارتاحت الي فعلته تلك ، فهي تريد ان تستجمع شتات نفسها وتهديء من تـ.ـو.ترها !!!!
جلست علي الفراش الضخم والذي من المفترض ان يجمعهم معاً …!!!!
لازالت لا تستوعب ما حدث بين ليله وضحاها فقد اصبحت منذ سويعات قليله زوجته !!!!
تزوجت من عشقها المستحيل كما كانت تصفه دائماً بينها وبين نفسها …
شعرت بالحراره تغزو جسدها من مجرد تخيلها انها ستتشارك معه نفس الغرفه ونفس الفراش !!!
حبست انفاسها داخل صدرها وهدرت دقات قلبها بعنف داخل صدرها عنـ.ـد.ما وجدته يدلف من الشرفه بجسده القوي وطوله المديد وهيبته التي طالما خـ.ـطـ.ـفت قلبها ….
اطرقت راسها تداري تـ.ـو.ترها عن عينيه الثاقبه التي تتفرس فيها بنظرات قويه جعلت وجهها يشتعل بحمره الخجل وقشعريره غريبه تجتحاح جسدها ترقباً لما هو قادm !!!!
وقف امامها يشرف عليها بطوله المديد واضعاً يديه في جيب بنطاله يطالعها بنظرات قويه جـ.ـا.مده ، ضاغطاً علي اعصابه بقوه حتي لا يجـ.ـر.حها ويهينها فهي في الاول والاخير ابنه عمه الصغيره الرقيقه ، صغيرته !!!!
التي تربت علي يده و
كان يعاملها مثل شقيقته في الماضي ولكنه اصبح في وضع مفروض عليه ومجبور ان يعاملها علي انها زوجته !!
فهو طوال سنوات عمره الثلاثون لم يفرض عليه احداً امر ما ، هو سيد نفسه وسيد قراره !!!!
هو عاصي الجارحي اسم علي مسمي ،لا احد يجروء علي عصيانه وفرض رايه عليه ويآبي الرضوخ والخضوع لاي امر مهما كان حتي والده رحمه الله ووالدته لم يفرضوا رايهم عليه في شيء ابداً …
عدا جده الرجل العجوز الذي استطاع بحنكته مستغلاً حبه الشـ.ـديد له في اقناعه بزواجه منها رغماً عنه وهو الذي يرفض فكره الزواج من الآساس وخصوصًا هي تلك الصغيرة!!!
زفر انفاسه بحنق واجلي حنجرته متحدثاً بجمود وبنبره قويه : احمممم، انا عاوز اقولك كلمتين مهمين علشان كل حاجه تبقي واضحه من الاول ….
استطاع ان يجذب انتباهها فرفعت وجهها المشع بحمره الخجل اليه وهتفت بنبره رقيقه خافته من اثر التـ.ـو.تر: اتفضل …
نظر الي ملامحها الرقيقه بتردد ولكنه حسم آمره واخرج ما في جعبته دفعه واحده في وجهها دون تردد: الوضع اللي اتحطينا فيه ده اتفرض علينا بس مش هيستمر كتير ده هيبقي وضع مؤقت لحد الوقت اللي اشوفه مناسب ونعلن فيه انفصالنا ….
احنا قدامهم زوج وزوجه لكن بينا احنا ولاد عم واخوات وبس .
ثم اضاف بنبره محذره: وطول ما انت شايله اسمي مش هسمح باي تصرف غلط منك يقلل من احترامي او مكانتي قدام الناس لازم ت عـ.ـر.في انك شايله اسم عاصي الجارحي وانا كمان هحترم انك مراتي ومش هسمح لحد انه يهينك او يقلل منك انتي في الاول والاخر بـ.ـنت عمي واختي وهتفضلي طول عمرك في المكانه دي وما تحلميش باكثر من كده…/
هل شعرت يوماً بألم السقوط من سابع سماء الي اسفل السـ.ـا.فلين ؟؟؟؟
هل شعرت بانكسار قلبك وتحطمه الي اشلاء بعدmا كاد قلبك ان ينفجر من شـ.ـده السعاده والفرح ؟؟؟؟
ظللت غفران ترمش بعينها اكثر من مره دليل علي تـ.ـو.ترها وعدm فهمها لما يقول وكأن عقلها قد عجز عن فك طلاسم حديثه الجارح …!!!
ابتلغت غصه مسننه جـ.ـر.حت حنجرتها وشقت قلبها الي نصفين وهتفت تسأله بصوت مجروح ، مهزوز النبره: ااا اانت .. ت تقصد ايه .. بككلامك ده؟؟
اجابها بجمود وهو يوليها ظهره ، فهو لا يستطيع النظر الي وجهها الرقيق الذي اصبح شاحباً بشكل مخيف وكأن دmاء الخجل التي كانت تكسوه منذ قليل كانها لم تكن ….
هتف بنبره قاسيه جـ.ـا.مده: اللي سمعتيه ، اظن الكلام واضح ومالوش لزوم انه يتعاد من تاني ….
بس اللي عاوزك تتاكدي منه ان الوضع ده مش هيستمر كتير……
انهي كلمـ.ـا.ته وهو يسرع في خطواته ودلف الي غرفه المعيشه يغلق بابها الزجاجي خلفه مسدلاً الستائر عليه لتحجب رؤيتهم لبعض ويختفي خلفها …
ولا يعرف هل يختفي منها ام من نفسه …..
ببنما هي فسقطت جالسه فوق الفراش بانهزام ، بروح مذبوحه ودmـ.ـو.عها تجري علي وجنتيها وقد تحطمت كل احلامها علي صخره الواقع المرير الذي كُتب عليها ان تعيشه علي يده …،
علي يد من ظنت انه يبادلها عشقها ولكنها ادركت انها لازالت تغرق في بحر من العشق المستحيل يعدmا ظنت انها وجدت مرساها اخيراً…..
اشرق الصباح وتوسطت الشمس في كبد السماء ، وهي لازالت علي نفس جلستها منذ ان اخبرها بحقيقه زواجهم المزعوم…..
فقط الذي زاد عليها هي دmـ.ـو.ع عينيها التي اغرقتها واغرقت الارض القاحلة من حولها ، ولكنها فقط دmـ.ـو.ع دون صوت ، دون نحيب ، دون صراخ …
دmـ.ـو.ع …. مجرد دmـ.ـو.ع !!!!
نظرت الي ضوء الشمس الظاهر من خلف ستائر الشرفه تتمعن به ، فقد آتي النهار بعد الليل ، والنور بعد الظلام ، اذاً فلكل بدايه نهايه ، وحياتها التي انتهت قبل ان تبدأ….!!!!
تدحرجت عينيها الي الفراش المزين بالورود الذي كان من المفترض ان يشهد علي ليله من اجمل الليالي التي طالما حلمت بها وتخيلتها …
ابتلعت غصه مؤلمه تسد حلقها حـ.ـز.ناً علي حالها ولكنها نفضت عنها هذا الحـ.ـز.ن ، هي ابداً لن تستسلم
سوف تعيش الحياه التي تريدها وتاخذ حظها من الدنيا ، فهي تستحق ، ستقف ، ستواجه ، ستحارب من اجل حقها حتي لو اضطرت ان تحاربه هو شخصياً ستحاربه وستنتصر عليه فأن كان قد أُجبر علي الزواج منها فهي لن تُجبر علي ان تستسلم له وان كان هو ابن الجارحي فهي ايضاً ابنه الجارحي وتحمل نفس دmاؤه ، التي تجري فيها دmاء العصيان والقوه وعدm الاستسلام…..!!!!!
يجلس في مقعده ينظر الي البحر امامه بشرود ، هذه هي حالته بعدmا اختفي خلف الستار ستواري خلفه منها ومن مواجهتها ….
لم يغمض له جفن ، عقله يعمل ويفكر كالمكوك ، غاضب من نفسه ومن الظروف ومن كل شيء حوله.
يعرف انه كان قاسي وغليظ معها ولكن لم يكن امامه حل اخر سوي الحقيقة …
ماذا عساه ان يفعل ،هذا هو وهذه طريقته ، لم يعرف انصاف الحلول او اللف والدوران ، الخط المستقيم هو اقصر الطرق بين نقتطين !!!!
تنهد بقوه ، تنهيده اخرج بها بعض مما يعتريه ، بريد الاطمئنان عليها بعد ما حدث ، فهي لم يصدر منها اي رده فعل علي حديثه ، لم تثور او تغضب او تعترض؟؟؟
سخر هازئاً من نفسه وتسأل كيف تثور وتغضب وهي مجبره مثله ولا تريده ، ويبدو ان حديثه لقي صدي مرضي لديها !!!
ولكنه لم يتركها ،حسم امره وتقدm باتجاه الجزء الاخر من النجاح ليطمئن عليها فهي ابنه عمه في الاول والاخر …
فتح الستار وبعده فتح الباب الزجاجي ،فوجدها تجلس علي الفراش تنظر امامها بشرود وعينيها منتفخه من اثر البكاء والكحل الاسود سايل علي وجنتيها البيضاء….
شعر بقبضه قويه تعتصر قلبه ، فحالتها مذريه للغايه، وشعر بقلبه يتمزق حـ.ـز.ناً عليها فهي رقيقه للغايه ، لا تستحق ذلك ولكن ما عساه ان يفعل وهو مجبر هو الاخر ؟؟؟؟
تقدm الي الداخل بخطوات حثيثه فهو لا يعرف ماذا يقول لها وكيف ؟؟؟
وقف علي بعد خطوات منها وحمم لكي يجذب انتباها اليه منادياً باسمها بصوته الاجش : غفران !!!!!
شعرت بوجوده عنـ.ـد.ما استمعت لصوته وهو ينادي عليها …
حركت رأسها نحوه ونظرت له مطولاً، نظره تحمل في طياتها الكثير من المشاعر، الالم ، الحـ.ـز.ن، الخزلان، والتحدي؟؟؟
عنـ.ـد.ما نظرت له هاله منظر عينيها ، ولكن اكثر ما آلمه تلك النظره التي تناظره بها ، نظره لم ولن ينساها !!!!
هذه ليست نظره صغيرته التي دائماً ما تنظرها له ، هذه نظره حزينه مجروحه !!!
نهضت من علي الفراش ببطيء ورفعت طرف فستانها وتحركت بخطوات بطيئه متجهه نحو المرحاض حتي انها تخطته وهو واقف امامها ينظر لها منتظر منها ان تصدر اي رد فعل غير ذلك ..
ما ان تخطته حتي امسكها من مرفقها يوقفها امامه يمنعها من الحركه !!!
تفاجئت من لمسته لها والتي اهتز جسدها علي اثر تلك اللمسه فهي كانت قريبه منه بشكل كبير ، ورائحته التي تعشقها تغزو رئتيها وتعبث بكيانها!!!!اغمضت عينيها تستنشق رائحته بشوق …
ماذا تفعل في قلبها الذي شب علي عشقه ويتمني وصاله ولكنه لا يريدها ومجبر عليها ؟؟؟
فاقت من نشوه قربه عند هذه النقطه ونظرت الي يده التي يده التي تمسك ذراعها ثم حركت عينها صاعده الي اعلي علي طول ذراعه وجذعه القوي ، مروراً بمقدmه صدره العريض التي تود ان تضع راسها عليه ويحتويها بحنانه، الي لحيته الكثيفه التي طالما حلمت ان تلمسها باناملها ثم شفتيه الغليظه التي اطلقت منها قذائف مدويه فتت قلبها الي اشلاء، واخيراً وصلت الي عيناه ، تلك العيون الشرسه التي طالما وجدت الأمان والاحتواء والحنان ….
ظلت تنظر له بصمت تريد معرفه ما يدور بخلده نحوها وما يخفيه بصدره تجاهها!!!!
بعدmا نهضت وسارت مبتعده عنه ،امسكها من زراعها يوقفها ويمنعها من الرحيل …
لاول مره يكون قريب منها الي هذا الحد ، تفحصها بنظراته القويه من راسها الي اخمص قدmيها ، لقد تغيرت !!!!
هناك شيء بها مختلف ، هل الحـ.ـز.ن الذي يكسو ملامحها ، ام حقيقه انها اصبحت زوجته لها تأثير مختلف ؟؟
عنـ.ـد.ما رفعت عينها الي عينيه شعر بشعور غريب نحوها لم يستطع تفسيره ، شعور جعل قلبه يهتز داخل صدره!!!
ابتلع لعابه بصعوبه مما جعل تفاحه ادm تتحرك والتي لفتت نظر غفران ولكنها اعادت عينيها كما كانت …
تحدث بنبره مضطربه مهزوزه: غ غفران …..
غفران ….انا …انا ….
وقفت الكلمـ.ـا.ت في حلقه ، لم يعرف ماذا يقول ، نظره عينيها السوداء تشتت تركيزه!!!
افلتت غفران يدها من يده بهدوء وتحركت بصمت ..
وولجت الي المرحاض واغلقت الباب خلفها دون ان تنطق بحرف ….!!!
اما هو ظل يتطلع الي الباب المغلق لفتره وشعر انه تلقي منها صفعه علي وجهه !!!
اغلقت الباب ووقفت خلفه تستند عليه مغمضه العينين تحاول ان تسيطر علي دقات قلبها الهادره بحبه ، يجب ان تقوي ولا تظهر اي ضعف او استسلام امامه…
خلعت فستانها والقته باهمال تحت قدmيها وعبرت من فوقه وهي تدعس عليه كما دُعس علي احلامها ، وقفت تحت المياه الساخنه وغـ.ـصـ.ـب عنها انهمرت دmـ.ـو.عها بقهر …
فهي كانت تتخيل ان تحظي بحمام صباحيه زواجها وهي محموله بين ذراعي زوجها حبيبها وهي يغازلها بوقاحه ويجبرها علي اخذ الحمام معها كما كانت تقرأ في روايتها الرومانسيه وتتخيل نفسها وعاصي معاً!!
سخرت من سذاجتها ورمانسيتها التي اوصلتها لهذه الحاله واقسمت انها ستجعله يتلظي بنار عشقها كما اكتوت هي بنيران عشقه !!!
اغلقت المياه وخرجت من المرحاض وكلها عزيمه واصرار علي الثأر لنفسها ولكرامتها منه وستبدأ باستخدام اول واهم سلاح يكرهه الرجل وخصوصاً لوكان مثل عاصي الذي يشعر بنفسه انه محور الكون…!!!
اما عاصي كان يزرع الغرفه ذهاباً واياباً بغضب ، هو يكره صمتها ، يودها ان تصرخ ، تتحدث، تلومه ، تسأله ، لا ان تظل صامته هكذا….
استدار علي صوت فتح باب المرحاض ، وجدها تخرج منه بعد ان ظل حوالي نصف ساعه يدور حول نفسه…
كانت ترتدي روب الاستحمام وتحكمه بالحزام الخاص حول خصرها بقوه ، وتلف شعرها حالك السواد بمنشفه ، كانت بحق غفران صغيرته ذات الخمس سنوات عنـ.ـد.ما كانت تجري من مربيتها وتلعب معها وهي ترتدي مثل ذلك الروب بعد استحمامها…
ابتسامه شوق وحنين لتلك الايام ارتسمت علي شفتيه دون اراده منه ، واسترخت ملامحه التي كانت متجهمه قبل قليل …/
دلفت الي غرفه الملابس واغلقتها خلفها بعدmا لمحته يقف وسط الغرفه ينظر لها ويبتسم تلك الابتسامه المستفزه….
ارتدت بيجاما من الستان الازرق ذات اكمام طويله ومشطت خصلاتها السوداء الرطبه وتركتها حره خلف ظهرها ….
خرجت من غرفه الملابس وتوجهت نحو ستائر الغرفه واغلقتها باحكام حتي غرقت الغرفه في الظلام الدامس الا من ضوء بسيط من لمبات الاناره الجانبيه جانب الفراش ….
توجهت الي الفراش وازاحت الغطاء من عليه ، ثم جلست علي الفراش واستعدت لكي تنام!!!!
كل هذا وهو يتابع حركاتها بنظرات محتاره مغتاظه!!
غفران ….. نداها بنبره قويه غاضبه….
لم تجيبه بل اكملت ما بدأته وكأن لم يكن له اي وجود.
اقترب من الفراش حتي اصبح واقفاً بجانبها ونداها بنبره اكثر حده وغضب : غفران انا بكلمك ، ردي عليا….
اطلع بـ.ـاره……!!!! هتفت بها بنبره هادئه ولكنها حاسمه!!!
قطب عاصي جبينه من كلمتها المفاجاه وتسأل بعدm فهم وكانه اخطيء السمع : انتي قولتي ايه؟؟؟؟
جاءه الرد الحاسم القاطع : بـ.ـاره … قلت لك اطلع بـ.ـاره…
نعم يا اختي !!!! انتي بتقوليلي انا اطلع بـ.ـاره !!!
هتف بها باستنكار وغضب شـ.ـديد…
قالت بتاكيد : ايوه اطلع بـ.ـاره… اظن انت شايف اني ضلمت الاوضه ودخلت السرير يعني عاوزه انام ، فاتفضل من غير مطرود اطلع بـ.ـاره علشان مش بعرف انام وفي حد غريب معايا في الاوضه!!!!!
قالتها وهي تضع راسها علي الوساده وتغمض عينيها دليل علي استعدادها للنوم ….
كان ينظر لها بفاه مفتوح … هل طردته مت غرفته ونعتته بالغريب بل وانها لم تعرف ان تنام وهناك احد معها وهي التي كانت تتسلل اليه في غرفته تنام داخل احضانه وهي ذات الست سنوات؟؟؟؟؟!!!!
فتح فمه واغلقه اكثر من مره يحاول ان يجد الرد المناسب علي ما تفوهت به ولكنه لم ينطق بكلمه خاصه بعدmا لاحظ استرخاء ملامحها وانتظام انفاسها دليلاً علي انها غرقت في النوم مجرد ما اغمضت عينيها كما كانت تفعل في صغرها ..،،،
وقف ينظر اليها قليلاً وقرر انه سوف يتحدث معها عنـ.ـد.ما تستيقظ فهي اكيد متعبه واعصابها متـ.ـو.تره وغاضبه مما حدث …
فلينتظر قليلاً وبعدها يحلها الحلال، ثم توجه هو الاخر الي المرحاض لينعم بحمام مثلها ويحاول ان ينام قليلاً هو الاخر فهو لم ينام منذ الامس …/
وطبعاً لن يجروء علي النوم في الفراش مثلها ، فهو لن يتحمل طردها له مره اخري ، سينام في غرفه المعيشه علي الاريكه !!!
والله عال علي اخره الزمن عاصي الجارحي يطرد من اوضه نومه وينام علي الكنبه!!!!!
اما هي فكانت ترتجف من الخـ.ـو.ف ، فهي ادعت النوم هرباً منه حتي تتجنب بطشه فهي تعرفه عند الغضب ، لا يري امامه ويحرق الاخضر والبايس ، كما انها لم تعرف كيف واتتها الجرأه وحدثته بتلك الطريقه!!!!
كتمت ضحكه كادت ان تفلت من بين شفتيها عنـ.ـد.ما سمعته يتمتم بجملته الاخيره اعتراضاً علي نومه فوق الاريكه……
…………………………..
في المساء ……
علي طاوله السفره كان الجد يترأس الطاوله كعادته وتجلس معه دريه ونسرين التي كانت تتأكل من الغـ.ـيظ والغيره!!!!
هتفتت من بين اسنانها تتحدث بغل : مش كنا بعتنا نعمـ.ـا.ت علشان تنادي للعرسان علشان يتعشوا معانا!!!!
قاطعها الجد معارضاً بحسم: محدش هيطلع لهم ، دول عرسان ، يعني المفروض يبقوا علي راحتهم من غير ازعاج ..!!!
وبعدين طلباتهم هتطلع لهم لحد جناحهم فمالوش لزوم الزن والازعاج علي الفاضي ….
اغتاظت منه نسرين بشـ.ـده واخذت تضغط علي سكينه الطعام التي بيدها حتي كادت ان تقطمها من شـ.ـده الضغط عليها !!!
وكزتها دريه في قدmها من تحت الطاوله وعلقت موافقه علي حديث عمها : طبعاً يا عمي ، مظبوط كلامك ،هي بس نيسو مش واخده علي الوضع الجديد للعاصي ….صمت قليلاً واضافت بامتعاض : وغفران.
نظر لها الجد وهتف بتهكم: بكره تتعود ….
قبل قليل في جناح العرائس…..
استيقظت غفران من النوم بعد عده ساعات ، وجدت الجناح يغرق في الظلام ، قطبت جبينها واضاءت مصباح الاناره بجانبها واخذت تتلفت حولها باستغراب وعدm استيعاب !!!
حتي تذكرت انها تنام في جناحهم الجديد مع زوجها!!
سخرت من تلك العبـ.ـاره، نفضت عنها الغطاء وقامت تسير بخفه تبحث عنه حتي وجدته نائم في غرفه المعيشه علي الاريكه وتارك الباب والستائر مفتوحه
اغتاظت من فعلته كيف له ان يفعل ذلك ،؟؟؟
ذهبت اليه كي توقظه وتنهره علي فعلته ولكنها تراجعت عنـ.ـد.ما وجدته غارق في النوم ويبدو عليه التعب !!!!
اشفقت عليه ولم يطاوعها قلبها ان تيقظه… وقفت ثواني تنظر اليه بعشق منزوج بالالم …
ثم عادت ادراجها للخلف باتجاه غرفه الملابس واخذت منها ثيابها وتوجهت للمرحاض لتغتسل وتنزل لاسفل …..
استيقظ عاصي علي صوت اغلاق باب المرحاض… نظر في ساعه معصمه الموضوعه بجانبه علي المنضده التي تتوسط الغرفه ووجد ان الساعه تشير الي التاسعه مساءاً….
ايه ده انا نمت كل ده؟؟؟؟
ثم اخذ يحرك جسده ويطقطق رقبته التي تشنجت من نومته الغير مريحه علي الاريكه؟؟؟
بعد قليل خرجت غفران من المرحاض وتوجهت الي مرأه الزينه تصفف خصلاتها السوداء ورفعت احدي جانبي شعرها واطلقت بعض الخصلات علي وجهها مما اعطاها مظهر ساحر واكتفت بوضع لمساته تجميله خفيفه ابرزت جمالها الهاديء وتتانسب مع فستانها الاحمر المحتشم ….
كل ذلك وهو ينظر اليها من خلف الباب الزجاجي بتمعن ويتفحص كل شيء تقوم به بدقه …
هب من مكانه مسرعاً عنـ.ـد.ما وجدتها تتوجه الي باب الجناح تنوي الخروج…
نداها بصوته القوي : استني عندك؟؟؟
وقفت مكانها وتحدثت وهي توليه ظهرها دون ان تلتفت له : افنـ.ـد.م !!!
سالها بنبره غليظه: لابسه كده ونازله رايحه فين؟؟؟
اجابته باقتضاب وهي علي نفس وضعها: نازله تحت.
اغتاظ من برودها وعدm نظرها اليه وهتف بغضب مكبوت وهو يجز علي اسنانه: يعني ايه نازله تحت ولوحدك ،… وبعدين لما اكون بكلمك تبصيلي مش تكلميني وانت مدياني ظهرك ….
اخذت نفس عميق تهديء به من حنقها وهي تحدث نفسها : اهدي …اهدي …
ثم استدارت له وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها وهتفت بملل: اتفضل قول اللي انت عاوزه…
شتم في سره من طريقتها فهي تنجح في استفزازه ببراعه…
اقترب منها خطوتين وتسأل مستفهماً : ممكن اعرف سيادتك كنت نازله تحت تعملي ايه لوحدك…
قلبت عينيها بملل واجابته بامتعاض: نازله تحت علشان اتعشي مع جدو ، وبعدين ايه لوحدك لوحدك دي اللي عمال تقولها لي هو انا عيله صغيره نازله الشارع وخايف عليها لا تتوه…
قطع الخطوات الفاصله ببنهم حتي اصبحوا متقابلين ونظر اليها بغضب هاتفاً من بين اسنانه المطبقه: غفراااان … اعدلي طريقتك معايا …
انتي عمرك ما اتكلمتي معايا بالطريقه دي ، بلاش تستفزيني وتعصبيني علشان انتي عارفه اني لما يتعصب ببقي غـ.ـبـ.ـي وانا مش عاوز اتغابي عليكي ،
ثم تابع يضيف بتحذير : وبعدين ما ينفعش تنزلي تحت لوحدك من غيري علشان المفروض انهارده صباحيه جوازنا يعني المفروض الاكل يطلع لنا هنا لوحدنا ، ولو عاوزين ننزل نتعشي معاهم يبقي ننزل سوا واحنا مع بعض مش كل واحد لوحده ..
فهمتي بقي قصدي بكلمه لوحدك ولا لاء…/
ردت باقتضاب : والمطلوب!!!
مسح علي وجهه بعصبيه واستغفر ربه حتي لا يتهور عليها بسبب برودها واجابها: ان سيادتك تستنيني لما اخد شاور واغير هدومي وانزل معاكي تحت….
نظرت له ثواني وكانها تفكر في الامر ثم اردفت تقول بفتور: اممممم وماله ، بس يا ريت تنجز وتخلص بسرعه علشان انا مش بحب استني كتير ..
وبعدين الوضع ده مش هيطول علشان انا مش بحب اتقيد بحد ، يعني هنزل وهطلع براحتي من غير ما استني حد او اخذ اذن من حد …
اقترب منها حد الخطر وهسهس بنبره خطره: مش انا اللي تملي شروطك عليه يا هانم ، انا جوزك وليا حكم عليكي وطول ما انتي علي زمتي الكلمه اللي هقولها هتتنفذ من غير تفكير حتي لو جوازنا ده بشكل مؤقت !!!!
وابقي فكري يا غفران تعصيني وتعصي كلامي وساعتها هتشوفي مني وش عمرك ما تتمني تشوفيه…..
كانوا يحدقون في بعضهم البعض بنظرات قويه شرسه من جانبه ونظرات مهزوزه تتعدي القوه من جانبها …
ثم اولاها ظهره دون ان ينتظر ردها علي كلامه واتجه الي المرحاض صافعاً الباب خلفه بقوه مما جعل بدنها يهتز بقوه اجفلتها …وهي تدعو الله في داخلها ان يجعلها تتحلي بالقوه لكي تجابهه فهي لن تستطيع الصمود كثيراً امام قوته وشراسته من جانب وامام عشقها له من جانب اخر….!!!!
………………..
صمتت دريه ونسرين بعد كلمه الجد ولم يتحدثوا بل ظلوا يتناولون طعامهم بصمت حتي استمعوا الي صوت عاصي القوي وهو يلقي عليهم تحيه المساء وغفران تقف بجانبه ….
مساء الخير …
كانت نسرين اول من انتبه له .. تهلل وجهها بايتسامه عريضه ونطقت اسمه بلهفه: عاااصي!!
وكزتها خالتها في ذراعها ونهرتها بنظراتها تخذرها من اي خطأ قد يصدر عنها ونهضت ترحب بولدها وانتظرت حتي ينتهي الجد من الترحيب بهم…
رحب بهم الجد بسعاده هاتفاً بفرحه: مساء الخير والهنا علي احلي عرسان في بر المحروسه كلها ..
اقترب عاصي منه وقبل كف يده ثم ومن بعده غفران التي ضمها الجد الي صدره بقوله ،واخذ يربط علي ظهرها بحنان : الف مبروك يا نور عين جدك الف مبروك….
اقتربت دريه من عاصي تضمه بحب : حبيبي ، مساء الهنا علي عيونك يا قلب امك ..مبروك يا حبيبي …
قبل عاصي جبينها واجابها باحترام : الله يبـ.ـارك فيكي يا امي …
ثم القي تحيه عابره علي نسرين : اذيك يا نسرين …
ثم تحرك وجلس علي مقعده دون ان يدع لها فرصه للحديث!!!
مما جعل الفرحه التي كانت مرتسمه علي وجهها تتلاشي ويحل محلها الغـ.ـيظ والغيره…
اقتربت دريه من غفران تضمها الي حـ.ـضـ.ـنها وتقبلها وهي تمثل الفرحه والسعاده بزواجهم …
الف مبروك يا غافي يا حبيبتي ربنا يسعدكم…
اجابتها غفران برقه وهي تقبلها من وجنتيها : الله يبـ.ـارك في حضرتك .. شكراً…
ثم فعلت مثلما فعل عاصي مع نسرين وتوجهت لكي تجلس مكانها بجانبه ، فهم ابداً لم يكونوا علي وفاق!!
قبضت نسرين علي قبضتيها بغل من طريقتهم الفظه معها وجلست مكانها تناظرهم بحقد وغل حتي انها لم تشعر باظافرها التي غرست في لحمها وادmته…
هتفت دريه بسعاده: احسن حاجه عملتها يا عاصي انك نزلت تتعشي معانا ، بدل ما كنت تتعشي لوحدك..
هتف صوت الجد بنبره تحذيره: دريييه!!!
اجابته بتلعثم: ق قصدي يعني اننا مش متعودين علي العشاء من غيرهم …
نظر لها الجد نظره اخرستها ، ثم نظر الي عاصي وتحدث مازحاً: ها يا اسد طمني ، رفعت راسنا؟؟؟
ثعل عاصي بحرج واحمرت اذنيه من مغذي حديث جده …..
اما دريه ونسرين فانتبهوا بكل حواسهم في انتظار اجابه عاصي ، عدا غفران التي لم تفهم معني كلمه الجد ولكنها لم تحاول ان تسأل وانتظرت تستمع لاجابه عاصي علها تفهم….
حمم عاصي يجلي صوته ورد باقتضاب : الحمد الله يا جدي الحمد الله….
تهللت اسارير الجد بفرحه حقيقه ، بينما امتعضت ملامح دريه بغيط واشتعلت النيران بقلب نسرين والتي تود في تلك اللحظه ان تنقض علي عنق غفران تخـ.ـنـ.ـقها حتي تزهق روحها كلما تتخيل ما حدث بينهم في غرفه النوم !!!!!
هتف الجد بسعاده: اسد يا ولد طالع لجدك…..
المهم علشان تكون عامل حسابك من دلوقتي انا هعد تسع شهور من دلوقتي وتكون مسلمني جارحي صغير انا بقولكم اهو….
حمم عاصي بـ.ـارتباك وهو يقول : ان شاء الله ….
اما غفران فقد غرقت في خجلها واحمرت وجنتيها بشـ.ـده وقد فهمت علي جدها وما يقصده ولم ترفع نظرها من الصحن امامها الا عنـ.ـد.ما وجه لها الجد حديثه: قوليلي يا روح جدك ، الواد ده مريحك ومبسوطه معاه ولا زعلك في حاجه ، قوليلي بس لو عمل حاجه ضايقتك وانا املص لك ودانه …
ما يغركيش عضلاته اللي فرحان بيها دي ، انا اه رجل عجوز بس هعرف اجيب لك حقك منه ومن اللي يتشـ.ـدد له ….
نظر لها عاصي ينتظر اجابتها علي حديث جده…
رفعت غفران نظراتها الي عاصي تنظر له قليلاً .. ثم نظرت الي جدها وهتفت تجيبه وهي ترسم ابتسامه مزيفه علي ثغرها : ما تقلاقش يا جدو ، انا كويسه ..
ثم عادت بنظراتها اليه مره اخري وهي تتابع بمغذي: هو في زي عاصي في حنيته وطيبه قلبه…
شعر عاصي بغصه في قلبه من مغذي حديثها وشعر بالذنب نحوها …..
اما هي اخذت تنظر الي دبله زفافها وتعبث بها وفوقها خاتم جدتها ….
لفتت هذه الحركه نظرات دريه والتي اشتعلت كرهاً وحقداً ولم تستطع السيطره علي نفسها فسألتها بشك: مش ده خاتم جوازك يا غفران اللي جابه عاصي …
نظرت غفران الي خاتم جدتها واجابتها بعفويه: ده خاتم نانا الله يرحمها جدو لبسهولي امبـ.ـارح قبل الفرح وقالي مقلاعهوش من ايدي ابداً زي نانا …..
اهااااا … قالتها دريه باقتضاب وهي تمـ.ـو.ت من الغـ.ـيظ والقهر ………
وجه الجد حديثه لهم يسالهم : وناوين تسافروا امتي شهر العسل يا ولاد .. علي فكره ده هديه مني ليكم شوفوا حابين تسافروا فين وانا هخالي مسؤل العلاقات العامه في المجموعه يخلص لكم كل حاجه…
فتح عاصي فمه ليرد علي جده ، الا ان غفران اجابته مسرعه: لا يا جدو مالوش لزوم ، انا وعاصي قررنا اننا مش هنعمل شهر عسل ، علشان مش هنقدر نسيب حضرتك لوحدك وكمان عاصي عنده شغل…
انهت حديثها وهي تنظر لعاصي بتحدي ان يعترض!!
نظر لها رافعاً حاجبه باستنكار لحديثها !!!
متي تحدثوا؟؟ ومن سمح لها ان تقرر شيء وتقوله عن لسانه وهي جالس مكانه وكان ليس له وجود؟؟
صبراً يا صغيره صبراً….
تحدث عاصي كابتاً غـ.ـيظه منها : فعلاً يا حج انا مشغول الفتره دي …
رد الجد معترضاً: مفيش الكلام ده هتسافروا يعني هتسافروا ، انا كويس والحمد الله ومش لوحدي معايا ربنا الاحسن من الكل ودريه موجوده …
وانت الشغل مش هيطير هتسافروا يعني هتسافروا…
حاولت غفران الاعتراض : بس يا جدو …
قال الجد بحسم : مفيش بس ، اللي اقوله يتنفذ ولا عاوزني اتعب تاني ؟؟؟
ضحك عاصي بشمـ.ـا.ته وتحدث وهو ينظر لها بتشفي: خلاص يا غافي بقي ، علشان جدو ما يتعبش ، هتسافر شهر العسل ….
نظرت له غفران باحباط فقد فشلت في اول جوله وانتصر هو عليها ونفذ رأيه كعادته المتسلطه ….
ردت باستسلام : ماشي اللي تشوفه…
اجابها بزهو وانتصار : شطوره يا غافي …..
…………………
بعد العشاء……
في غرفه دريه ، كانت تزرع غرفتها ذهاباً واياباً بغل ونسرين جالسه علي احد المقاعد تتابع حركتها بفتور…
هتفت دريه بغل: شوفتي الرجل العجوز ، مش مكفيه ان كل حاجه كتبها باسمها هي وعاصي ، لا وكمان رايح يدها خاتم مـ.ـر.اته اللي يعتبر ثروه تانيه …
وانا … انا بـ.ـنت اخوه ومرات ابنه الكبير اللي المفروض ده يكون من حقي انا …
حتي مـ.ـر.اته لما كانت عايشه ادته لجميله تلبسه وانا لا ولما مـ.ـا.تت جميله رجع لها الخاتم تاني ..
ولما مـ.ـا.تت مـ.ـر.اته مفكرش يديهولي وجاي من تاني يديه لبـ.ـنت جميله …
ااااه يا ناري همـ.ـو.ت منهم عاوزين يقهروني ….
بس لا ما اكونش دريه الجارحي ان ما اخذت كل حاجه منهم واحرق قلبهم زي ما حرقوا قلبي العمر كله ….
نظرت لها نسرين بسخط وتحدثت بملل: هو ده بس اللي فارق معاكي ومش فارق معاكي ابنك اللي تمم جوازه من الست هانم ، لا وكمان هياخدها ويسافروا شهر عسل …
والهانم معترضه وبتقول : مش هنسافر علشان خاطرك يا جدو …قالتها وهي تقلد طريقه غفران …
هتفت دريه معقبه: مش سهله وحربايه زي امها ، تتمسكن لحد ما تتمكن …
بس ابداً مش هديها الفرصه انها تتمكن وتبقي ست البيت والكل في الكل طوال ما انا عايشه…
اشاحت نسرين بوجهها عنها وتحدثت بالامبالاه : اهو كلام بكره تشوفي هتبقي هي الآمر الناهي واحنا خدامين عندها …
وابنك اللي انتي فرحانه بيه وهيعمل وهيسوي اهو من اول ليله خالاها مـ.ـر.اته وبكره تخلف له حته عيل يهبله وانا ابقي اخدت اكبر خازوق في حياتي علشان صدقتك ….
تحدثت دريه تبخ ثمها في اذنيها: يا هبله ، مفيش حاجه من دي هتحصل ، عاصي متجوزها علشان رغبه جده وحوار الوصيه وبس ما انا مفهماكي علي كل حاجه ، يعني شويه ويطـ.ـلقها بعد ما نصيه في الورث يتسجل باسمه ..
وساعتها بقي انا اللي كلمتي هتمشي علي الكل واولهم الرجل الخرفان ده ….
نظرت لها نسرين بتحذير: طب وانا ؟؟؟
هادنتها دريه فهي وسيلتها في الانتقام من غفران : انتي هتبقي مرات ابني حبيبي…
………………..
في جناح غفران وعاصي…/
دلفت غفران بخطوات راكضه الي الداخل تسبقه قبل ان يلحق بها ويصب غضبه عليها ، فهي تعلم جيداً انها نجحت في استفزازه واثاره حنقه بما قالته في الاسفل ….
كادت ان تغلق الباب خلفها ولكنها وجدته يقف امامها بطوله المديد سادداً مدخل الباب بجسده القوي…
كان يقف واضعاً يديه في جيوب بنطاله ، ينظر اليها بنظرات متفرسه .. بينما هي تنظر الي كل شيء عدا عينه…
تقدm بخطواته يسير الي الداخل الجناح ، وكلما تقدm خطوه ، ترجع هي نفس الخطوه الي الخلف، حتي وقفوا في منتصف الجناح بعدmا اغلق الباب خلفه بقدmه!!!!
ظلوا يتبادلون النظرات بينهم حتي قطعت غفران حرب النظرات الدائره بينهم .
هتفت ببنره مهزوزه: ااايه؟؟؟
حرك راسه قليلاً ورفع حاجبه ينظر لها نظره يمعني ايه ؟؟ماذا؟؟…
سالته بتـ.ـو.تر : مالك بتبص لي كده ليه؟؟؟
تظر اليها قليلاً ثم اجابها : بصراحه بدور علي الاسد اللي كان فارد عضلاته تحت وبيتكلم وبيقرر عن لساني وبقول هنسافر ولا لاء…/
صمت قليلاً ثم اضاف بنبره هازئه : بس للاسف مش لاقيه ، اظاهر انها كانت حلاوه روح …
هتفت بتلعثم : هي .. هي مش حلاوه روح ولا حاجه، انا .. انا قلت اللي المفروض يحصل …
ثم تابعت بغضب وتهكم : شهر العسل ده للمتجوزين بحق وحقيقي لكن انا وانتي متجوزين كده وكده فمالوش لزوم السفر من اصله….
كبت ضحكه كادت ان تفلت منه علي طريقتها الطفوليه التي لم تتغير مهما كبرت ، لازالت صغيره بريئه لم تغيرها السنوات…
تحدث بنبره حاول جعلها صارمه حتي لا تظهر الابتسامه عليه: اسمعي بقي ، جواز بجد جواز بهزار اللي حصل ده ما بتكررش تاني ، مفيش قرارات تتاخد من غير موافقتي وانا اللي اقرر هنعمل ايه…
واتفضلي يالله جهزي شنطتك علشان طيارتنا بكره الصبح …
هتفت تتحداه بعند فقد اثار حنقها بتسلطه وتحكمه : طب ايه رايك بقي انا مش هسافر ….
نظر لها ببرود فهو يعلم انها تستفزه وهتف بلامبالاه: براحتك الطياره الصبح واحنا كده كده مسافرين .، مهما تعملي مش هغير رايي هنسافر يعني هنسافر..
هتفت بعند اكبر : مش هسافر يا عاصي …
اجابها بغــــرور : هنشوف …!!
ثم تحرك من امامها ودلف الي حجره المعيشه واغلق الباب الزجاجي والستائر حتي لايراها ….:
اخذت تدب بقدmيها في الارض وتمتم بكلمـ.ـا.ت مبهمه تعبر عن غضبها وسـ.ـخطها منه ، ببنما هو علي الجانب الاخر يضحك باستمتاع علي طفولتها التي لن تتغير ……
في بـ.ـاريس عاصمه النور …..
وصلوا الي الاوتيل لقضاء شهر عسلهم المزعوم !!!
دلفوا الي جناحهم معاً ، هتفت غفران بصدmه: ايه ده هو احنا هنقعد مع بعض في اوضه واخده وكمان مفيش غير سرير واحد !!!
هو انت مش المفروض حاجز اوضتين مش اوضه!!!
اجابها باستغراب : مش انا اللي حجزت ده العلاقات العامه في الشركه هي اللي حجزت …
ثم تابع بتهكم : اكيد يعني مش هقولهم احجزوا لنا اوضتين نوم منفصلين واحنا جايين نقضي شهر العسل … ولا ايه !!!
نظرت له بحنق واردفت: والحل ؟؟؟
انا هتصرف هعمل اتصالاتي واشوف اوتيل غيره….
بعد حوالي ساعه من اجراءه عده اتصالات للبحث عن اوتيل اخر .. ولكنها جميعاً بائت بالفشل !!!
رفر بحنق وهو يرمي الهاتف علي الطاوله امامه قائلاً : مفيش خرم ابره في بـ.ـاريس كلها فاضي، الاوتيلات كلها full!!
اجابته باستهجان: يا سلااااام ، انت بتضحك عليا..
تحدث يغضب : وانا هكدب عليكي ليه ان شاء الله ، انت ناسيه اننا في season والاوتيلات كلها محجوزه علشان اجازات الكريسماس!!!
ده حتي الشقق الصغيره اللي بتتأجر برضه محجوزه ….
تحدثت بـ.ـارتباك وتـ.ـو.تر بعدmا ادركت حقيقه المأذق الذي هم فيه: طب والعمل ، هنتصرف ازاي؟؟
تحدث وهو يجلب حقيبه ملابسه يفتحها وياخذ منها ملابس له : عادي هنفضل هنا مفيش قدامنا الا كده ، وبعدين انا مش هاكلك يعني، احنا مش اول مره نسافر بعض ونقعد في مكان واحد لوحدنا ولا نسيتي اني ابن عمك قبل ما اكون جوزك !!!!
قالت بغضب : لا ما نسيتش ، بس الكلام ده لو كان جوازنا حقيقي ، وبعدين انت السبب في كل ده علشان انا اصلاً ما كنتش عاوزه اسافر .
استدار لها يطالعها بملامح غير مقروءه ، ثم اقترب منها حتي اصبح امامها وتحدث بمكر : لو هو ده اللي مزعلك انا ممكن اتمم جوازنا واخاليه حقيقي!!!
رمشت بعينيها بتـ.ـو.تر واحمرت وجنتها خجلاً من تلميحه الجريء ، اشاحت بنظراتها عن عينيه المتفحصه لها وتحدثت بتلعثم : ق قصدك ايه ب بكلامك ده!!!
قال بنبره حاسمه: اللي فهمتيه… يعني انتي مراتي واقدر اعمل معاكي اللي انا عاوزه ومش حته اوضه اوسرير اللي هتمنعني عنك بس انا مش هعمل كده …
مش عاصي الجارحي اللي هيفرض نفسه علي حد هو مش عاوزه حتي لو كان الحد ده انتي … مراتي !!!!
قالها وتحرك صوب المرحاض مغلقاً الباب خلفه بقوه وتركها خلفه تتطلع في اثره بنظرات حزينه وقلب مجروح من كلمـ.ـا.ته الجارحه ، فهو لم ولن يشعر بها او بعشقها له !!!!
بعد عده ساعات بعدmا ابدلت ملابسها واغتسلت مثله ، ظلت جالسه علي الفراش تتطلع الي هاتفها وترمقه بنظراتها من حين للاخر ، فهو بعد ان خرج من المرحاض جلس علي مقعد بجانب الشرفه يعمل علي حاسوبه الخاص ولم يتحدث معها مطلقاً..!!!
اغلق الحاسوب ووضعه جانباً ، واخذ يفرد ذراعيه ويدلك عنقه الذي تشنج من جلوسه لفتره طويله علي تلك الوضعيه المؤلمه ….
نهض من مكانه وتوجه الي الطرف الاخر من الفراش وجلس عليه استعداداً للنوم …
تابعت حركاته بنظرات متـ.ـو.تره ولكنها هبت واقفه علي قدmيها عنـ.ـد.ما وجده يعتدل في جلسته علي الفراش دليلاً علي استعداده للنوم معها علي نفس الفراش !!!!
هتفت تساله بتـ.ـو.تر: انت بتعمل ايه؟؟
اجابها دون ان ينظر اليها: زي ما انتي شايفه ، هنام ، ولا عندك مانع …
هتفت بحده: اه طبعاً عندي مانع ، ولما انت تنام علي السرير ، انا هنام فين ؟؟
اجابها وهو يفرد جسده علي الفراش واضعاً احدي ذراعيه فوق عينيه: السرير قدامك كبير ويساعنا احنا الاتنين …
رفضت بعند : لا طبعاً ما ينفعش …
اجابها وهو علي نفس وضعه: براحتك اعملي اللي انتي عاوزاه ، انا عن نفسي مش هتحرك من مكاني ، كفايه اوي اني في مصر بنام علي الكنبه في الليفنج..
وبعدين زي ما انتي شايفه الجناح مفيهوش غير السرير ده وكرسيين مش كنبه ..
نظرت حولها تتطلع الي محتويات الغرفه بيأس ، فهو محق لا يوجد مكان اخر يصلح للنوم ، حتي لا يوجد غطاء زياده في الدولاب يمكنها ان تنام عليه علي الارض…
ظلت بعض الوقت واقفه مكانها توزع نظراتها بينه وبين الفراش بتـ.ـو.تر وهو يتابعها بنظراته المتسليه من تحت ذراعه حتي استسلمت اخيراً ونامت بجانيه في اقصي طرف الفراش حتي انها سوف تسقط ارضاً اذا تحركت حركه واحده…
ضحك في سره علي تـ.ـو.ترها وحركاتها الطفوليه وما هي الاثوان وغط في نوم عميق فهو يشعر باجهاد كبير ، اما هي ظلت فتره طويله مستيقظه وعقلها لايستوعب فكره نومها معه في فراش واحد والتي طالما حلمت بتلك اللحظه وهو يشاركها فراشه تنام داخل احضانه الدافئه وعند هذه الفكره ذهبت في ثبات عميق وهي تحلم به يحتويها بذراعيه داخل احضانه….
فتح عاصي عينيه عنـ.ـد.ما تسلل اليه ضوء النهار من خلف الستار …
اغمض عينيه مره اخري يستكمل نومه ، عدل راسه ووضع يده علي صدره ولكنه قطب جبينه عنـ.ـد.ما وجد يد اسفل يده!!!
فتح عينيه وادار راسه جانباً ، فوجد غفران تنام بجانبه تماد تكون ملتصقه به وتضع يدها علي صدره غارقه في النوم ولا تشعر بشيء حولها ….
اخذ ينظر لها وهي بهذا القرب منه، كم كانت ملامحها هادئه مسترخيه ، ارتسمت ابتسامه علي شفتيه وهو يبتفحص ملامحها الرقيقه ….
بشرتها ناصعه البياض ، وجنتيها الحمراء باستمرار حتي وهي نائمه، شعرها الطويل حالك السواد الذي استطال كثيراً والذي طالما صففه لها قديماً وهي طفله…
تسأل في سره هل مازال ناعماً كالحرير كما السابق ام تغير مثل صاحبته؟؟؟
رفع يده الحره بهدوء وملس علي شعرها برفق يستشعر نعومته تحت انامله الخشنه….
كانت تقريباً داخل حـ.ـضـ.ـنه، لاول مره تصبح قريبه منه لهذا الحد الخطر …
شعر بشعور غريب لا يجب ان يشعر به مطلقاً….
رائحتها الممزوجه برائحه جسدها ، براءة ملامحها ، شعرها المستفز للعبث به واخيراً شفتيها الرقيقه الحمراء المضمومه اثارته بشـ.ـده …!!!
انتفض جسده فزعاً لهذه الفكره ؟؟؟؟
هل غفران الصغيره اصبحت انثي تثير رجولته التي لم يسبق لها ان اهتزت من اجل اي انثي علي وجه الارض؟؟؟ ام لانها اصبحت زوجته؟؟
فهو كل علاقاته كانت عابره لم ترتقي لمرحله الحب او الفراش !!!!
بدأت غفران في الاستيقاظ ، مما جعله يغمض عينيه يدعي النوم حتي لا يضايقها ويحرجها عنـ.ـد.ما تدرك حقيقه وضعهم !!!
فتحت غفران عينيها واغلقتها اكثر من مره حتي اعتادت عينيها علي الضوء….
اتسعت عينيها علي وسعها عنـ.ـد.ما وجدت صدره الصلب امام ناظريها وذراعها موضوع فوق صدره!!!
سحبت ذراعها وابتعدت تجلس في اخر الفراش واضعه يدها علي فمها تكتم بها شهقه كادت ان تخرج منها …
هل نامت داخل احضانه كما حلمت طوال الليل ، ام انها لازالت تحلم ؟؟؟
نظرت حولها تتاكد من استيقاظها فوجدت انها بالفعل مستيقظه وكانت تنام داخل احضانه واضعه يدها حول صدره!!
ابتسمت رغماً عنها وعضت علي شفتيها خجلاً من فعلتها …
ظلت تنظر اليه بحب وكم تمنت لو تستطيع النفاذ الي داخل عقله وقلبه وتسكنهم كما يسكنها هو !!!
حاربت رغبه ملحه داخلها في لمس ملامحه التي تعشقها ، تتحسس خشونه ملامحه تحت اناملها …
ظلت سارحه في ملامحه وقربه منها حتي انها لم تشعر به عنـ.ـد.ما استيقط الا عنـ.ـد.ما القي عليها تحيه الصباح ….
عاصي بصوت متحشرج من اثر النوم : صباح الخير
اجابته بخجل وهي تشيح بنظراتها عنه : صباح النور.
نهض من علي الفراش وحدثها بنبره جـ.ـا.مده: يا ريت تجهزي علي ما اخد شاور علشان ننزل نفطر وبعدها نلف في البلد شويه .. ده لو تحبي!!!
تلاشت فرحتها بسبب جموده معها واحساسها بانه بفعل ذلك دون ارادته …
فاجابته باحباط : متشكره لاهتمامك ، ما تشغلش دmاغك بيا ، تقدر تشوف اللي وراك وانا لو حبيت اخرج هخرج لوحدي….
نظر لها بغـ.ـيظ منها ومن نفسه ولا يعرف ماذا عليه ان يقول او يفعل ، فهناك حاله من التخبط تحدث داخله ؟!!
تحدثها بنبره حاسمه لا تقبل النقاش: اطلع من الحمام تكوني جهزتي علشان ننزل ….
ثم تابع بتحذير: ومش عاوز اسمع حوار انك تنزلي لوحدك ده تاني مفهوم!!!
ثم دلف الي المرحاض صافقاً الباب خلفه بعنف هارباً من نظراتها التي تلومه باستمرار….
بعدmا انتهوا من الفطور، تحدث عاصي بطريقه لطيفه نوعاً ما فهو قد شعر بغلاظته معها : غافي هانم تحب تبدأ جولتها السياحيه في بـ.ـاريس بأيه….
اجابتها بلامبالاه : اي حاجه مش فارقه..
حدثها بعتاب: ازاي مش فارقه ، طب ايه رأيك انتي مش طول عمرك نفسي تروحي ديزني لاند ايه رأيك نروح دلوقتي ….
لمعت عينيها بسعاده وسألته لكي تتأكد من جديه حديثه: انت بتتكلم بجد ، هتوديني ديزني…
ابتسم علي فرحتها وكأنه باقتراحه البسيط اعاد البريق لعيونها الجميله …
امسك يدها يوقفها معه بعدmا نهض هو الاخر من علي طاوله الطعام في مطعم الفندق وتحدث مبتسماً لسعادتها : طبعاً هنروح غافي تأمر وعاصي عليه التنفيذ وبس …
ابتسمت بفرحه حقيقيه واقتربت منه ووضعت شفتيها علي وجنته تقبله بشقاوه كما كانت تفعل في صغرها معه عنـ.ـد.ما يلبي لها احدي مطالبها وكان دائماً يسمعها تلك العبـ.ـاره التي قالها للتو: ربنا يخاليك ليا يا عاصي … انا بحبك اووووي….!!!! قالتها بعفويه شـ.ـديده دون ان تقصد بها اي شيء سوي تعبيرها عن امتنانها له ……
تجمد عاصي مكانه من فعلتها وخفق قلبه بقوه من كلمتها …
علي الرغم من انها ليست المره الاولي التي تقبله فيها بهذا الشكل فهي كثيرًا ما فعلتها قديماً ، ولكن الان ومع قولها انها تحبه لها وقع مختلف عليه اصابه بالتخبط …/
عضت غفران علي شفتيها خجلاً من فعلتها واطرقت براسها ارضاً تتحاشي النظر اليه بعدmا قبلته وقولها بانها تحبه!!!!
ماذا سيقول عنها الآن ؟؟؟
رفع يده الي فمها وحرر شفتيها من بين اسنانها وهمس بصوت متحشرج وهو ينظر الي شفتيها برغبه: اوعي تعملي كده تاني في شفافيك وخصوصاً قدامي …
هااااااااا… قالتها بتوهان بعد حركه يده الجريئه علي شفتيها وهمسه الذي خدرها ….
حمحم بـ.ـارتباك وقد فاق من سحر اللحظه بقربها وجذب يدها يسحبها خلفه الي الخارج : يالا علشان ما نتاخرش …
قالها وهو يجري هرباً منها ومن مشاعره الغير مفهومه ولكن اكثر ما يؤرقه هو ملمس شفتيها الرقيقه الناعمه الذي لايزال عالقاً بانامله !!!!!
*انقضي شهر العسل وحاله التخبط تزداد داخل عاصي ، اصبح يري غفران بشكل مختلف واكتشف بشخصيتها جوانب عديده مختلفه وشعور غريب بالانجذاب بدأ يزداد داخله ولكنه دائماً ما يقــ,تــله داخله ويرجعه الي التعود علي وجودهم معاً بمفردهم …
اما غفران فحالها لا يختلف كثيراً عنه ، فهي اصبحت لا تستطيع فهمه ، احياناً هاديء حنون، واحياناً عصبي وقاسي ، احياناً تشعر بانجذابه نحوها واحياناً هروبه منها …
رغم مشاركتهم نفس الفراش لمده اسبوعين الا انه لم يتعدي حدوده معها ولكن نظراته تشعرها بالف شعور في اللحظه الواحده مابين اعجاب ، شوق ، رغبه وهروب!!!!!
…………………….
وصلوا الي قصر الجارحي وكان الجميع في استقبالهم
وعلي رأسهم الجد الذي فرح بعودتهم كثيراً…..
حمد الله علي السلامه يا ولاد القصر كان وحش ومضلم من غيركم …
قالها الجد ببشاشه وهو يضم كلاً منهم الي احضانه .
الله يسلمك يا حج القصر منور بوجودك ..
الله يسلمك يا جدو …
اقتربت دريه تعانق عاصي بحراره فقد اشتاقت له كثيراً…
اقتربت من غفران وضمتها الي احضانها تتصنع محبتها واشتياقها لها وتحدثت باصفرار: حمد الله علي سلامتكم وحشتونا ….
نزلت نسرين الدرج مسرعه وعينيها لا تبصر الا عاصي !!!
اقتربت منه وتعلقت بعنقه وقبلته من وجنتيه وهتفت بشوق: حمد الله علي السلامه يا عاصي وحـ.ـشـ.ـتني اووووي…
ثم مدت يدها الي غفران بتكلف وحدثتها بفتور : حمد الله علي السلامه …
ثم اضافت بخبث عنـ.ـد.ما وجدت وجه غفران قد احمر من شـ.ـده الغـ.ـيظ والغيره نتيجه فعلتها : سوري يا غفران ، اوعي تكوني زعلتي لما بوست عاصي…
ثم اضافت بمكر : انتي عارفه عاصي يبقي ايه بالنسبه لي !!!!
نظر لها الجد باستنكار لفعلتها الجريئه ، فهو يعلم نوياها تجاه عاصي وقد اعتقد انها سوف تنساه بعد زواجه من غفران ولكن يبدو انها لن تستسلم بسهوله وعليه ان يعيد حساباته معها من اول وجديد حتي لا تفسد حياه احفاده ….
نظرت دريه بابتسامه متشفيه لملامح غفران وقد استطاعت نسرين ان تعكر صفو مزاجها ….
كادت غفران ان ترد علي نسرين ولكن يد عاصي التي رفعها في وجهها كعلامه لكي تصمت اصابتها بالغضب الشـ.ـديد و.جـ.ـعلت دريه ونسرين يبتسمون باستمتاع وتشفي ظناً منهم ان عاصي تقبل حركه نسرين وسيوقف غفران عند حدها حتي لا تتمادي معها ……
ولكن ذهبت احلامهم ادراج الرياح عنـ.ـد.ما تحدث عاصي بجمود موجهاً حديثه لنسرين: غفران ما اضايقتش ولا حاجه ، لان حركه زي دي متأثرش فيها ولا فيه ، وبعدين دي اخر مره يا نسرين تسمحي لنفسك انك تتعدي حدودك معايا او مع غفران سواء بالكلام او الفعل …..
واللي حصل من شويه ده ما يتكررش تاني ….
ثم نظر الي غفران التي كانت تنظر اليه وقلبها يدوي داخل صدرها بسعاده وامتنان لرده علي نسرين ، واطبق علي كف يدها بيده الكبيره ووجه حديثه اليهم قائلاً: عن اذنكم هنطلع نرتاح شويه من تعب السفر ، ونبقي نتقابل سوا علي العشاء …
قالها وسحب غفران خلفه متوجهين الي جناحهم …
وانا كمان هرتاح في اوضتي لحد العشا … قالها الجد وهو يغادر مبتسماً برضا علي حديث عاصي والذي حفظ كرامه زوجته امام الجميع ….
هتفت نسرين بغل وهي تعض علي اصابعها غـ.ـيظاًً من عاصي: شوفتي ابنك عمل ايه ، بيحرجني ويكبسني قدامها بالمنظر ده ..!!!!
طبعاً ما الهانم كلت بعقله حلاوه في شهر العسل وبقت الكل في الكل …بس لااااااا ما ابقاش نسرين الحوفي اما طيرتها من طريقي واخالي عاصي بكل هيلمانه ده ملكً ايديا …
نظرت لها دريه وهتفت تسالها مستفسره: ناويه علي ايه يا نسرين ….
نظرت امامها والحقد والغل يلمعان داخل مقلتيها وحدثتها بغــــرور : كل خير ان شاء الله !!!
ترك كفها مجرد ما دلف الي جناحهم …!!!!
تطلعت اليه باستغراب ،وحدثته قائله: ميرسي انك رديت علي نسرين بالطريقه دي … انا كن….
قاطعها منيهياً النقاش بحسم: انا معملتش حاجه علشان تشكريني عليها ، انا عملت كده علشان انا مش بحب طريقتها دي ، وبعدين انا قلت لك اني هحترمك ومش هسمح لحد يجي علي كرامتك طول ما اسمك مرتبط باسمي مش علشان خاطر اي حاجه تانيه…
قالها وهو يدلف الي غرفه المعيشه هارباً من شيء ما بدأ يشعر به نحوها ولكنه يحاربه بقوه !!!!
مغلقاً خلفه الباب الزجاجي واضعاً الحدود بينهم من جديد…..
علي طاوله العشاء…../
تحدثت نسرين موجهه حديثها الي عاصي وكأن ما حدث قبل ساعات لم يكن !!!!
عارف مين بيسأل عليك يا عاصي ونفسه يشوفك اوووي ….
نظر اليها عاصي وهو يقطع قطعه اللحم بالسكين وسألها دون اهتمام : مين ؟؟؟
آسر الراوي رجع من السفر وعاوز يشوفك ، ده حتي ما صدقش انك اتجوزت …
وعلشان كده عازمنا كلنا عنده علي حفله رأس السنه بعد يومين في القصر عندهم ….
عقبت دريه علي حديثها تؤيد حديثها : ايوه فعلاً حتي دولت هانم الصاوي والدته كلمتني وعزمتني واكدت عليا ان كلنا نحضر الحفل واولنا انت يا عمي …
اجابها الجد برفض: انا لا ، روحوا انتوا اسهروا وانبسطوا لكن انا كبرت علي السهر ومش بستحمل الدوشه ….
سألته نسرين بترقب : ها قلت ايه يا عاصي ؟؟؟
اجابها بلامبالاه: عادي يعني مش فارقه انا وآسر الصاوي مش اصحاب اوي الموضوع كله بيزنس مش اكتر ….
لكن لو انتوا حابين تروحوا مفيش مشكله احنا مش مرتبطين مع حد ليله راس السنه مش كده يا غافي ؟؟
وجه لها الحديث فهو يكره حاله الصمت والتجاهل التي تتبعها معه من حين لاخر ….
يعرف انها رداً علي فظاظته معها ولكنه لا يعرف ماذا يصيبه حينما تصمت هكذا!!!!
اومأت برأسها دون قول شيء مما جعل الغضب يزداد داخله …
ابتسمت نسرين بخبث وهي تري خطتها تسيربنجاح نحو هدفها ……
*كانت تتحدث في الهاتف بصوت منخفض وهي تجلس علي الفراش في غرفتها ….
عرفت هتعمل ايه ، مش عاوزه غلطه وكل اللي قلت عليه تنفذه بالحرف الواحد …
انت ليك عليا ان انا ابعدها لك عنه علشان يخلي لك الجو والطريق يكون فاضي قدامك وساعتها بقي وريني هتعمل ايه ….
اتاها صوته الماكر قائلاً: هتشوفي اللعب علي اصوله دي فرصتي وجت لحد عندي وانا لا يمكن اسيبها تروح من ايدي ابداً …..
اغلقت نسرين الخط وهي تنظر امامها وعلي وجهها ترتسم ابتسامه شيطانيه وهي تقول بغل : اما نشوف بقي يا ربه الصون والعفاف عاصي باشا الجارحي هيعمل ايه لما يشوفك في حـ.ـضـ.ـن حبيب القلب القديم
مش بعيد يدفنك مكانك علشان ساعتها اخلص منك وللابد …..،!!!!
الفصل السابع
كانت تقف امام المرآة تضع اللمسات النهائية لكي تستعد للذهاب الي حفله آسر الراوي ….
كانت ترتدي فستان احمر ناري اللون ذو اكتاف عاريه نسبياً اظهر عنقها الابيض الطويل وعضه الترقوه خاصتها بسخاء ، قصير يصل الي ركبتيها وله ذيل طويل من الخلف يصل الي كاحلها ، واطلقت خصلاتها السوداء منسدلاً علي ظهرها في تمويجات كثيفه اعطاها مظهر ساحر ….
انتهت من وضع احمر شفاه ناري بنفس لون الفستان وقامت برش عطرها المميز علي عنقها وخلف اذنها ،وابتسمت برضا علي شكلها فهي كانت مزيج رائع من البراءة والانوثه!!!
خرج عاصي من غرفه الملابس وهو يلبس جاكيت بدلته السوداء التوكسيدو ولكن يده تعلقت في الهواء عنـ.ـد.ما ابصرها بتلك الهيئه المهلكه لاعصابه!!!
شعر بسخونه تجتاح جسده فقد اثاره مظهرها بشـ.ـده، جسدها البض الملفوف باغواء داخل هذا الثوب المثير بلونه الساخن الناري الذي عكس بياض بشرتها الحليبه !!!!
ابتلع رمقه بصعوبه فقد جف حلقه من شـ.ـده جمالها الاخاذ.!!!!
لمحته غفران في المرآه فقد انعكست صورته امامها حبست انفاسها داخل صدرها من شـ.ـده وسامته وقفت تتطلع اليه مبهوره به ، اتسعت ابتسامتها بسعاده فهذا الوسيم زوجها اخذت تتلذذ بنطقها وشعور بالفرح يغمرها ….
نظرت اليه وهو يتطلع اليها بتلك الطريقه ولكنها لم تستطع تفسير نظراته وتسألت هل اعجبته طلتها ام لا؟؟
تحدثت تسأله عن رأيه فيها وهي تدور حول نفسها حتي يتثني له رؤيتها بوضوح: هاااا ايه رأيك عجبتك؟؟؟
هذا ما كان ينقصه ان تلف امامه بجسدها المهلك لاعصابه …
تحدث بهمس بالكاد وصل اليها : جداااًً ..تجنني .
اقتربت منه حتي وقفت امامه وقالت: بتقول ايه مش سمعاك عالي صوتك …
انتبه علي حاله وحمحم يجلي حنجرته وهتف بنبره متحشرجه من التـ.ـو.تر والاثاره: كويسه .
قالت باحباط من رده: كويسه …طيب…!!
ثم تابعت تضيف بجمود : عموماً انا جاهزه لو انت خلصت يالا علشان ما نتاخرش عليهم …
قطب جبينه بغضب وشعر بنار تحرق صدره لتخيله انها سوف تخرج ويراها الكثير والكثير من الرجـ.ـال بتلك الطله المهلكه !!!!
سألها بعدm فهم : جاهزه ازاي يعني ، مش انتي لسه هتلبسي؟؟
نظرت له وكأنه نمي له رأس أخر فوق رأسه وهتفت تجيبه بتعجب: لسه هلبس ايه بس ، بقولك جاهزه ولابسه قدامك اهو ….’قالتها وهي تدور مره اخري حول نفسها امامه ..
نطق بغضب من بين اسنانه : ادخلي غيري اللي انتي مش لبساه ده والبسي حاجه تانيه …
نعععععععم!!! قالتها باستنكار شـ.ـديد لما تفوه به ..
قال دون ان ينظر لها وهو بتابع ارتداء جاكيت بدلته : اللي سمعته مش هكرر كلامي .
اغتاظت من غطرسته وغــــروره وهتفت بعند: وانا مش هغير حاجه وهروح الحفله كده ….
ثم تحركت متجهه قاصده باب الجناح لتنزل الي اسفل وتتركه وحده ….
وقبل ان تصل الي باب الجناح كان يقبض علي معصمها بقبضته الفولاذيه ، جذبها بقوه وادارها اليه مما جعل جسدها يرتطم بقوه في صدره وهو يقول : استني هنا مفيش نزول …،
انحبست انفاسهم معاً ونفذ الهواء من حولهم في الغرفه ، اصبحوا يتنفسوا انفاس بعضهم سوياً …
فقد كانوا قريبين من بعضهم بشـ.ـده لدرجه تلامست انوفهم معاً!!!
اغمضت غفران عينيها تستمتع بسحر لحظه قربه منها واستنشاق اكبر قدر من رائحته داخل صدرها ، لطالما حلمت كثيراً ان تكون بمثل هذا القرب منه ..
اما هو فقد تاه في قربها وجسدها البض الذي يلتصق بجسده الصلب بتناغم فطري وكانهم خلقوا لذلك …
ورائحتها المسكره التي خدرت والهبت حواسه ، رفع ذراعه لا ارادياً واحاط خصرها به يقربها منه اكثر .
فتحت غفران عينيها ببطيء عنـ.ـد.ما شعرت بيده تحيط بخصرها، هالها النظره الغريبه التي يناظرها بها …
كانت عينيه تحوي الكثير من المشاعر والمعاني التي لم تستطع قراءتها ولكن نظرته في تلك اللحظه مختلفه كلياً عن غيرها …
عنـ.ـد.ما رفعت نظراتها اليه ، سرح في بحر عينيها السوداء واخذ يسبح فيهم عله يجد شط يرسي عليه ،
ظلوا مده علي تلك الحاله واصبحت غفران ترتجف بين يديه كورقه شجر امام ريح عاتيه تعصف بها ، اما هو فكاد جسده ان ينفجر من شـ.ـده ضخ الدmاء وهدرها داخل عروقه …
اقترب اكثر واكثر حتي كادت ان تتلامس شفاههم ، اغمضت غفران عينيها مره اخري وهي في انتظار استقبال شفتيه لتحلق معه في سماء عشقه الذي لطالما حلمت به….
ولكن تعالي صوت الطرق علي باب الجناح وصوت دريه من خلفه ينادي عليه يستعجلهم .، اخرجهم من لچة مشاعرهم المحمومه !!!!
انتفض جسدهم معاً علي صوت الطرق علي الباب ، واول من فاق كان عاصي الذي نفض ذراعيه من عليها واعطاها ظهره وهو يتنفس بصعوبه وغضب ….
صمت لثواني يستجمع نفسه وهتف بجمود يداري به تأثره بها : قدامك عشر دقايق تغيري اللي انتي لبساه ده وتحصليني علي تحت ده لو انتي حابه تروحي الحفله …
ثم اختفي سريعاً من امامها يخرج من الجناح بخطوات سريعه غاضبه تاركها خلفه تجاهد لاستجماع نفسها بجسد مرتحف وقلب تحطم الي اشلاء تحت قدmيه بفعل هروبه منها ورفضه لها وكانها وباء معدي يخاف علي نفسه منه ….!!!
…………………
في قصر الرواي ……
يقف آسر الراوي في وسط حديقه قصره الكبير المزينه علي احدث الطرز يستقبل المدعويين لحفلته …
كانت الحفله تجمع مجموعه كبيره من رجـ.ـال المال والاعمال والسياسين وكريمه المجتمع المخملي …
*آسر الراوي: 32 سنه ،رجل اعمال ، وسيم ، مطلق ،و زيرنساء من الدرجه الاولي ، يغير ويبدل بين النساء كما يغير بدلاته !!!
دلف الي داخل الحفله بسير بخطوات ثابته قويه وطلته ذات الهيبه التي لا تليق الا به ،وهو يحيط بخصرها بحمايه وتملك …
التفت انظار الحضور نحوهم فهما دائماً محط انظار الاخرين ، فالنساء تحسدها عليه فهي الوحيده التي استطاعت ان تحظي به ، والرجـ.ـال يحسدونه علي جمالها وسحرها الذي يزداد يوماً عن يوم …
اقترب منهم آسر الراوي وهتف مرحباً بهم : اهلاً اهلاً عاصم باشا نورت القصر واسكندريه كلها …
صافحه بجديه ووقار هو الاخر : اهلا بيك يا آسر اسكندريه منوره بأهلها …
مد يده لمصافحتها ولكنه وجد يد من فولاذ تقبض علي كف يده : المدام ما بتسلمش !!!
ابتسم آسر بحرج واشار اليه ليتقدm للداخل : اااه طبعاً مفهوم .. اتفضل يا باشا ترابيزتكم من هنا ….
سار بخطوات هادئه نحو مكان جلوسهم ، حدثته بهمس بالقرب من اذنه: مش ممكن ابداً اللي انت بتعمله ده ، احرجت الراجـ.ـل …
ايدي مكانتش هتنقص منها حته لوكنت سلمت عليه علي فكره ، عيب كده ، انت احرجته واحرجتني…
سحب لها مقعدها واجلسها عليه ، ثم جلس علي المقعد بجانبها بعدmا قربه منها حد الالتصاق ، وهتف من بين اسنانه المطبقه بتحذير: سوااااار…!!!
اظن الموضوع ده احنا انتهينا منه من زمان ، مفيش رجل خلقه ربنا يلمس شعره منك وانا موجود مش بس يسلم عليكي …
ثم نظر لها بغـ.ـيظ وهو يمد يده الي حجابها فوق رأسها يعيد ادخال خصلاتها الحريريه تحت الحجاب قائلاً بغـ.ـيظ : انا مش قلت لك مليون مره شعرك ما يبانش من تحت الطرحه …
اجابته بنزق: اعمله ايه هو اللي بيتزحلق كل شويه ..
رمقها بغـ.ـيظ وغيره وهو يتلفت حوله يري اذا كان احد رأي خصلاتها من تحت حجابها …
ابتسمت بعشق علي غيرته وتملكه الذي يزداد كل يوم اكثر عن الذي قبله ، لفت ذراعيها حول ذراعه وهمست بغنج وهي تنظر لسوداويته تلك النظره التي تسلب عقله وقلبه: مش هتبطل غيرتك الزياده دي عليا ، احنا كبرنا وولادنا بقي عندهم تلات سنين …
نظر لها بعشق جارف فاض من نظراته قائلاً: اولاً ، عمري ما هيطل احبك واغير عليكي وهفضل كده حتي لما تكبري وتبقي جده وشعرك يبيض ../
ثانياً بقي ولادك اللي بتقولي عليهم دول مش عاوز اسمع سيرتهم ، كفايه انك من يوم ما خلفتيهم وانا مش بعرف اتلم عليكي ساعتين علي بعض وكله كوم وابن الكـ.ـلـ.ـب اللي اسمه مراد ده كوم تاني لوحده ..
ضحكت برقه علي غيرته التي تجعله يغار عليها حتي من اولاده وهتفت بدلال اشعل ناره: حـ.ـر.ام عليك يا عاصومي ده مراد ده سكر …
زغر لها بعينيه يحذرها ولكنها تابعت : سكر علشان حته منك يا روحي في كل حاجه علشان كده انا بحبه ، بس بحبك انت اكتر…
تهللت اساريره بعد كلمـ.ـا.تها التي انعشت روحه العاشقه لها وهمس لها بشغف: يعني الكلام الحلو ده لازم تقوليه واحنا وسط الناس …عموماً ملحوقه احنا ساعه بالكتير وهنمشي علشان اخدك احتفل معاكي بسنه جديده علينا واحنا مع بعض بس بطريقتي .. بطريقه عاصم ابوهيبه …
قالها وهو يغمز لها بعبث وعشق لم ولن ينضب فهو خلق لها ومن اجلها ……
…………………
وصلت عائله الجارحي الي قصر الراوي …
تقدmتهم دريه ونسرين وتبعهم عاصي وغفران بعد ان قامت بتغيير فستانها الي فستان اخر وغيرت تسريحه شعرها فهي قد اصيبت بالاحباط واليأس من افعاله معها …
كانت ترتدي فستان من اللون الوردي الفاتح وجمعت شعرها في تسريحه بسيطه للخلف واطقت بعض الخصل منسدله علي وجهها فاعطاها طله بسيطه ساحره ،جعلتها تزداد حلاوه واغراء في نظره…
ساروا معاً للداخل ولكن قبل ان يصلوا الي مكان آسر الرواي قاطعه رنين هاتفه فاعتذر منهم قائلاً : اسبقوني انتوا هرد علي مكالمه مهمه وهحصلكمً…
اقترب منهم آسر الرواي ورحب بهم بحفاوه ولباقه شـ.ـديده: اهلاً اهلاً دريه هانم شرف ليا تشريفك لحفلتي المتواضعة.. ثم انحني مقبلاً يدها في حركه نبيله .
وفعل المثل مع نسرين واخذ يتفحصها بعينبه من راسها حتي اخمص قدmيها فقد كانت ترتدي فستان من اللون الذهبي قصير بدون اكتاف ملتصق علي جسدها بشكل فج ولكنها ليست من النوع التي يستهويه …
بادلته نسرين تحيته وهي تمد يدها اليه بغــــرور وتعالي …
ظهرت غفران من خلف نسرين بطلتها الرقيقه والتي جعلت آسر الرواي يتجمد مكانه من شـ.ـده حسنها ، فهو لاول مره يراها ولم يعرف حتي من تكون…
تحدث الي دريه بينما عينيه لا تتزحزح من فوق غفران قائلاً: مش ت عـ.ـر.فيني يا دريه هانم ؟؟؟
ابتسمت دريه بمكر وقد ادركت ان آسر الراوي معجب بغفران من نظراته التي تكاد تلتهمها ، فوجدتها فرصه لتوقع غفران في مشكله مع عاصي عن طريق استغلال آسر الراوي ….
ابتسمت بخبث وهتفت تقول : غفران الجارحي حفيده منصور باشا الجارحي …
غفراااان … همس اسمها بين شفتيه باستغراب فهو لاول مره يسمع اسم هكذا ولكنه اعجبه بشـ.ـده فهو غريب وفريد مثل صاحبته…
تقدm منها ومد يده اليها وحياها باحترام وهو يكاد يلتهمها بعينيه: آسر الراوي …اتشرفت بمعرفتك يا أنسه غفران …!!!ثم رفه كف يدها الي يده يلثمها برقه …
تلعثمت غفران وتـ.ـو.ترت من فعلته ولم تعرف كيف تشرح لها انها حرم عاصي الجارحي خصوصاً بعدmا وجدت دريه لم تقدmها بصفتها الصحيحه كونها زوجه ابنها …
وقبل ان يحدث شيء يعوق مخططها ، هتفت دريه تتحدث مع آسر في اي شيء حتي لا تدع الفرصه لغفران بقول اي شيء ….
وصلوا الي الطاوله الجالس عليها عاصم وزوجته وجلسوا برفقتهم ….
كانت نسرين تتلفت حولها بتـ.ـو.تر ، لتري هل وصل شريكها كما اتفقوا ام لا ….
اما غفران فكانت تنظر الي مدخل الحديقه كل دقيقه حيث اختفي عاصي ، فقد تأخر كثيراً …..
دقائق وتعالت اصوات الموسيقي تعلن عن رقصه افتتاح فقرات الحفل للثنائيات …
كان عاصم وسوار اول من افتتحوا الرقصه وتبعهم الكثير من الثنائيات …
وقف آسر امام غفران ومد يده اليها قائلاً: تسمح لي غفران هانم اني انول شرف الرقص معاها …
رفعت غفران اليه نظراتها ونقلتها بين يده الممدوده وبين وجهه ونظرت له بتـ.ـو.تر واستنكار في نفس الوقت ، فهي لم ترقص مع احد ابداً الا عاصي سواء قبل زواجهم او بعد ….
قلبت نسرين عينيها بملل ولم تعلق فهي لا يعنيها آسر في اي شيء هناك ما يشغل عقلها اكثر منه …
اما دريه فابتسمت بخبث وهتفت تقول بمكر : الشرف ليها يا آسر بيه… ثم نظرت الي غفران وتابعت: قومي يا غفران معاه ما يصحش تكسفي آسر بيه ويفضل واقف مستني كده ….
بس .. اصل .. عاصي .!!
كانت تتحدث بتلعثم وتنظر لها باستهجان من موقفها …
تابعت دريه وهي تبتسم بطيبه مزيفه: ما تقلاقيش يا حبيبتي عاصي مش هيضايق ولما يجي انا هفهمه …
هو فين صحيح انا ما شوفتوش؟؟ سال آسر بفضول.
اجابته دريه وهي بنفس الابتسامه السمجه: معاه تليفون شغل مهم تلاقيه واقف هنا ولا هنا …
يالا علشان تلحقوا الرقصه قبل ما تخلص …
سحب آسر المقعد بلباقه لغفران حتي تستطيع النهوض ، سار بجانبها وهي ترتجف من الرعـ.ـب خـ.ـو.فاً من عاصي ، فهي لا تعرف كيف تتصرف فقد احرجتها زوجه عمها و.جـ.ـعلتها في وضع تحسد عليه ، ولكنها حسمت امرها وقررت انها ستقول له انها زوجه عاصي وتعتذز منه ….
وقفت واستدارت له ونادته برقه اذابت قلبه : آسر بيه ، كنت عاوزه اقول لحضرتك علي حاجه ….
نظرت نسرين في اثرهم بفاه مفتوح ولم تستوعب فعله خالتها للتو ، تحدثت تسألها : ايه اللي انتي عملتيه ده ، ده لو انا فهمته صح يبقي كده دقينا اول مسمار في نعش غفران …
اضجعت دريه علي مقعدها وهتفت بشمـ.ـا.ته وهي تنظر الي آسر وغفران وهما يبتعدون عنها : بالظبط كده ، قلت لك اقعدي واتفرجي علي اللي هيحصل ، انا مش هسيب بـ.ـنت جميله تاخد مني كل حاجه ابداً….
في نفس الوقت ، انهي عاصم تليفونه وتوجه الي الداخل ، اخذ يبحث عنهم بعينيه حتي لمح مكان جلوس والدته ونسرين …/
وصل اليهم ولكنه لم يجد غفران معهم ، تسأل بعدm فهم وهو يهم بالجلوس علي احد المقاعد المجاوره لوالدته: اومال فين غفران ؟؟؟
اجابته والدته بمكر بعد ان غمزت بطرف عينيها الي نسرين : لسه قايمه حالاً ترقص مع آسر الراوي!!!
لم بتثني له الجلوس فقد تخشب في مكانه وهدر فيها بعنف جعلها تنتفض مكانها هي ونسرين من شـ.ـده الفزع: ت تأييييييه… ترقص مع مين ؟؟!!!!!!
ردت نسرين تستفزه وتسكب البنزين فوق النار لتشعل الاجواء خاصه بعدmا وجدت ملامحه تحولت الي الشراسه : آسر الراوي طلبها للرقص وهي ماصدقت قامت علي طول ، حتي ما سمعتش لانطي دريه وهي بتقولها مش هينفع علشان عاصي ، ردت وقالت لها مش مهم عاصي مش هيضايق ومشيت وراحت معاه !!!!
ثم نظرت الي خالتها وتابعت تسألها لتؤكد علي حديثها : مش كده يا آنطي…
اكدت دريه علي حديثها : ايوه صح كده ، زي ما نسرين بتقول …
احتدت معالم عاصي بغضب مخيف وهو بستمع الي حديثهم ، الهذه الدرجه تستهين به وبكرامته ؟؟؟
وهو الذي يحافظ علي كرامتها دائماً ، تهينه وتسمح لرجل مثل آسر الراوي ان يرقص معها ويلمس جسدها؟؟؟؟
عند هذه الفكره اشتعلت النار بصدره وتراقصت الشياطين امام عينيه وهو يسير بخطوات غاضبه يبحث عنهم حتي وجدهم يقفون قبل المكان المخصص للرقص يتحدثون معاً….
هدر صوته من خلفهم بنبره شرسه منادياً باسمها مما جعل قلبها يهوي ارضاً خـ.ـو.فاً منه: غفرااااان!!!!
لمحه آسر عنـ.ـد.ما سمع صوته ، وتقدm منه يرحب به باحترام شـ.ـديد: عاصي باشا منور يا راجـ.ـل ، فينك سألت عليك قالولي معاك تليفون …
نورت يا باشا والف مبروك علي الجواز اومال فين المدام مجاتش معاكم ليه …
انا ما شوفتش غير دريه هانم وبـ.ـنت اختها …
ثم نظر الي غفران بنظرات اعجاب لم تخفي علي البركان الذي يقف بجانبه علي وشك الانفجار واضاف : والانسه غفران ….
الانسه غفرااااان …اممممم …
قالها بنبره خطره ، جعلت غفران ترتجف بشـ.ـده …
ثم اقترب منها ولف يده حول خصرها يعتصره بتملك وغيره ونظر الي آسر وهتف بنبره بـ.ـارده يخفي خلفها غضب شرس : واضح ان في سوء تفاهم ، احب اقدm لك مدام غفران .. مدام عاصي الجارحي !!!!
قالها وهو يضغظ علي كل حرف من حروف كلمـ.ـا.ته حاي يصل مغذاها اليه …
عن اذنك علشان عاوز ارقص مع المدام …
قالها وتحرك بها مغادراً نحو مكان الرقص وكل خليه من جسده تنتفض من شـ.ـده الغضب ….
اما آسر فوق ينظر الي طيفهم بفاه مفتوح وهتف باحباط وتفاجيء: مراااااته!!!!!
…………………
احاط خصرها بقوه واخذ يتحرك معها علي انغام الموسيقي الهادئة وملامح وجهه لا تبشر بالخير …
كانت ترتجف بين يديه ، هل لم تخطيء ولم تتعدي حدودها وكانت سوف تعلم ذلك الآسر بحقيقه كونها زوجته ولكن لم يحالفها الحظ !!!
همست بنبره خفيضه مرتجفه وهي تتطلع الي وجهه المظلم : ع عاصي …ااانااا … انا كنت …
قاطعها هاتفاً بشراسه من بين اسنانه المطبقه: انتي ايه يا انسه غفران ؟؟؟
اطرقت برأسها ارضاً وهتفت تتحدث بـ.ـارتجاف : والله كنت هقوله اني مراتك ، بس هو مدانيش فرصه ، حتي مامتك لما جيه يطلبني من الرقص وافقت علي طول ومقالتش ان انا مراتك …..
ضيق عينيه وسألها مستفهماً بشك: ماما ؟؟؟
ايوه …ولما قلت لها انك هتضايق قالت لي لا مش هيضايق واحرجتني قدامه واصرت عليا اقوم ارقص معاه …
والله العظيم هو ده اللي حصل انا مش بكذب عليك ورحمه بابا وماما هو ده اللي حصل ….
نظر لها دون ان يبدو علي ملامحه اي شيء تآثراً بحديثها ، فهو يعرفها جيداً لا تعرف الكذب ولا تجيد اللف والدوران ، صادقه الي ابعد حد …
كما ان نظره عينيها البريئة تلك ، لا تكذب ابداً …
هتف بنبره حاول جعلها تبدو هادئه رغم غضبه من والدته التي بدأت حرب الحماوات معها …
خلاص يا غفران …
نظرت له بتـ.ـو.تر وسألته : خلاص يعني مش زعلان .
اجابها بسأم : قلت لك خلاص مش عاوز رغي كتير..
نظرت له تلك النظره البريئه التي تجعله يتخبط في داخله ، وقالت: طب اضحك علشان خاطري لومش زعلان ….
ابتسم رغماً عنه قائلاً: خلاص يا ستي مش زعلان..
اهدته اجمل ابتسامه رآها في حياته واخذت تتمايل معه برقه وهو من دون شعور اقترب منها جدااااً واسند جبينه علي جبينها واحكم يديه حول خصرها بقوه مقرباً اياها منه مستمتعاً بحلاوه قربها منه، يريد ان يثبت للجميع انها تخصه ،ملكه وحده!!!!
اما هي فكادت ان تذوب بين يديه خجلاً من قربه الذي اصبح يثير بداخلها مشاعر كثيره….
احاط خصرها بتملك شـ.ـديد وهو يسير بها نحو طاولتهم بعد انتهاء الرقصه ….
اشتعلت نظرات نسرين حقداً وكرهاً لغفران عنـ.ـد.ما وجدت عاصم يحتضن خصرها بتلك الطريقه وهو يسير بها وسط الجموع ويقدmها الي الناس بصفتها زوجته!!!
اما دريه فقد كانت تبتسم بسعاده وهي تتحدث مع احدي النساء ولكن تلاشت ابتسامتها وحل محلها الغـ.ـيظ عنـ.ـد.ما وجدت ملامح عاصي هادئه مسترخيه وهو يضم غفران اليه بحمايه !!!!
التفت عاصي للخلف عنـ.ـد.ما وجد يد تضع علي كتفه وصوت صديقه يصدح ينادي عليه بمرح : عاش من شافك يا ابن الجارحي واحشني والله ….
ابتسم عاصي باتساع وهو بفتح ذراعيه يضم صديقه بحب : ابن ابوهيبه واحشني يا دنجوان !!!!
هتف عاصم بحب وهو يمسك يد سوار يرفعها الي فمه يقبلها بعشق : ولا دنجوان ولا بتاع ده كان زمان ، انا توبت الحمد الله والبركه في سوار….
هز عاصي رأسه بايمائة بسيطه يحيي بها سوار باحترام : اهلاً وسهلاً مدام سوار …
ثم نظر الي غفران وقدmها لهم : غفران الجارحي ..مراتي ..
تبادلت غفران وسوار اطراف الحديث وتركوا الصديقين يتحدثون معاً تحت انظار دريه ونسرين الحاقده!!!!
نظر عاصم في ساعه يده وهتف مسرعاً: اسيبك بقي واخلع انا دلوقتي ، بس لازم نتقابل ونتكلم في حاجات كتير عاوز اعرفها ، بقي انا اسافر شهر ارجع الاقيك اتجوزت ، لازم اعرف الحكايه من اولها …
اجابه عاصي بتاكيد : هكلمك وهجيلك لاني محتاج اتكلم معاك … بس انت ماشي بدري كده ليه ؟؟؟
اجابه عاصم بعبث : لا كده حلو اوي ، انا بحب احتفل بالسنه الجديده انا وسوار لوحدنا وبس ..سلام يا ابن الجارحي ….
هز عاصي رأسه بيأس من افعال صديقه المـ.ـجـ.ـنو.نه، والذي تحول الي انسان اخر منذ ان عشق زوجته …
صمت لبرهه يسأل نفسه هل العشق فعلا بغير البني ادm ويحوله الي شخص اخر ويجعله يقدm علي افعال كان من المستحيل ان يفعلها سابقاً ؟؟؟
كان بفكر هكذا وهو يري الابتسامه العاشقه المرتسمه علي وجه عاصم وهو يتحدث مع زوجته اثناء رحيلهم فمن يراهم يري العشق الواضح المتبادل ببنهم ….
دعا لهم ان يديم الله عليهم نعمه الحب والسعاده وان يرزقه مثل ذلك العشق !!!!!
دخل من بوابه القصر يمشي بغــــرور وعجزفه وخلفه يسير الحرس الخاص به من ذوي الاجساد الضخمه ،
يرتدي بنطال من الچينز وتيشيرت ابيض ومن فوقهم جاكيت بدله اسود مفتوح ، ويزين عنقه ببعض السلاسل الفضيه التي لا يتخلي عنها ابداً ، ويجمع شعره الطويل خلف رأسه في ذيل فرس صغير ..
فكان يعطي له مظهر عابث وخطير !!!
هو مازن الدالي .. ابن رجل الاعمال محمد الدالي صاحب اكبر توكيل سيارات في البلد …
شاب عابث ، مستهتر بكل ما تحمله الكلمه من معني،
النساء ترتمي تحت اقدامه ويبدلهم كما يبدل جواربه !!!!
يحصل علي اي شيء يريده مهما كان وباي ثمن …
عداها هي الوحيده التي وقفت امامه ورفضته ، منذ اول يوم رآها فيه في الجامعه وهو يريدها ظل اربع سنوات يلهث خلفها وهي ترفضه وتصده ، وفجأه ابتعد عنها دون سبب واختفي ….
ولكنه عاد للظهور مره اخري خاصه بعدmا قابلته نسرين في احدي الحفلات وعرفته علي الفور فهي علمت بقصته مع غفران من احدي صديقاتها بعد زواج غفران وعاصي ….
فعملت نسرين علي التقرب منه ومصادقته وقامت بفتح موضوع غفران مره اخري واسباب زواجها من عاصي وطلبت منه مساعدتها في انهاء هذا الزواج مقابل حصوله علي غفران وبذلك تحصل هي علي عاصي!!!!!
فوافق علي الفور وبدا اولي خطواته اليوم بحضوره الحفل وظهوره امامها من جديد!!!!!
آمر الحرس الخاص به بالانصراف وتقدm الي داخل الحفل ، لمحها من بعيد تجلس بجانب عاصي وهو يحاوط عليها وكأنه يحميها من شيء ما ..!!!!
كانت جميله رقيقه كعادتها دائماً ، مختلفه عن اي فتاه عرفها في حياته ، الوحيده التي صمدت امام سحره ورفضته ولم تسعي اليه مثل غيرها من النساء…
لمحته نسرين من بعيد يقف في احد الزوايا المتواريه عن الاعين يختلس النظر الي غفران …
ابتسمت بخبث علي نجاح مخططها ، واخرجت هاتفها وارسلت له رساله تنص علي تنفيذ خطتهم حسب اتفاقهم ….
فتح هاتفه يقرأ الرساله ثم ابتسم بمكر وأماء برأسه بهزه بسيطه موافقاً في انتظارها …..
استغلت نسرين انشغال عاصي بالحديث مع احدي رجـ.ـال الاعمال وتحدثت بعفويه قائله: انا هقوم اروح التواليت اظبط مكياجي ، ثم نظرت الي غفران وهتفت : ما تيجي معايا يا غافي بدل ما اروح لوحدي ، وانتي كمان تظبطي مكياجك….
نظرت لها غفران بحيره لا تعرف كيف تجيبها ، فمنذ متي تهتم بها نسرين ؟؟؟؟
ولكن نسرين لم تدعها تفكر فجذبتها من يدها تسحبها معها وهي تقول : انتي لسه هتفكري ، يالا قومي معايا علشان نرجع بسرعه .!!!!
ثم وجهت حديثها الي خالتها : انطي احنا في التواليت علشان لو عاصي سأل علينا ….
ثم تحركت صوب وجهتها وترتسم علي وجهها ابتسامه ماكره خبيثه….
بعدmا انتهوا من تعديل زينتهم وتوجهوا الي الخارج ، هتفت نسرين بخبث : بقولك ايه تعالي نتمشي شويه بعيد عن الدوشه علشان صدعت …
نظرت لها غفران بتردد فهي تخشي ان تتصادف مع آسر مره اخري وهي في غني عن غضب عاصي منها ….
اجابتها بتردد: ما بلاش علشان عاصي ما يقلقش علينا …
علقت نسرين بمكر: ايه اللي هيخاليه يقلق احنا موجودين في نفس المكان ولو قلق هيكلمنا علي الموبايل او هيجي يشوفنا .. تعالي بس ….
سارت معها حتي وصلوا الي مكان منعزل نسبياً عن الناس ، وكان مازن يتابعهم من بعيد ويقف خلف احد الاشجار يتواري خلفها…
لمحت نسرين مازن يقف بعيداً ، فنظرت الي غفران وهتفت تتحدث بسرعه: خاليكي هنا ، هروح اجيب حاجه نشربها واجي لك علي طول …..
لم تدع لها فرصه للرد فقد اختفت من امامها في لمح البصر….!!!!!
وقفت غفران تنتظرها وهي تراقب مكان انصرافها بقلق ، سمعت صوت ينادي اسمها بهمس: غفران .!!
التفتت تتطلع الي مصدر الصوت ، ولكنها شهقت بفزع عنـ.ـد.ما وجدت اخر شخص يمكن ان تتوقع وجوده …هتفت بنبره مرتجفه : ااانت..!! انت ايه اللي جابك هنا ؟؟؟
اجابها بوضوح وهو يتطلع اليها بنظرات جريئه: جيت علشانك ..!!
علشاني !!! قالتها باستنكار شـ.ـديد وهي تتطلع اليه بغضب …
ثم هتفت محذره اياه وهي ترفع اصبعها في وجهه: ابعد عني احسن لك ، انا ست متجوزه وبحب جوزي والمره دي هو اللي هيقف لك مش انا ،…
وانت ما تعرفش عاصي الجارحي ممكن يعمل فيك ايه لما يعرف انك اتعرضت لمـ.ـر.اته .. فاهم .
ثم اولته ظهرها وتحركت مغادره المكان باكمله ، ولكن صوته الذي صدح من خلفها جمدها مكانها..
هتف بتهكم يخفي خلفه غضبه المشتعل من رفضها المستمر له ، هذا من جانب ومن الجانب الاخر احتمائها في المدعو زوجها …
تحدث بتهكم قائلاً: جوزك اللي اتجوزك علشان ينفذ وصيه ابوه وجده!!!!!
قبل قليل …
لاحظ عاصي عدm وجود غفران ، فاعتذر من الرجل الواقف معه وذهب الي والدته يسألها عنها : هي غفران فين ؟؟؟
اجابته بعدm اكثراث : راحت الحمام مع نسرين ..
نظر لها باستغراب ولكنه سرعان ما تحول الي قلق عنـ.ـد.ما وجد نسرين عائده بمفردها !!!
سألها عاصي بقلق: فين غفران ؟؟
ماما قالت لي انها راحت معاكي الحمام .!!!
اجابته وهي تدعي البراءه: ايوه كانت معايا وخرجنا قلنا نقف في حته هدوء بعيد عن الدوشه ، وبعدين روحت اجيب حاجه اشربها ورجعت لها ملقتهاش ،
فقلت اكيد رجعت هنا فقمت جيت انا كمان …
ثم تلفتت حولها تبحث عنها وتسألت : اومال هي فين؟؟
مارجعتش … قالها عاصي وهو يتحرك يبحث عنها وسار بالاتجاه الذي جاءت منه نسرين…!!!
بينما نسرين نظرت في اثره وهي تبتسم باتساع لنجاح خطتها …
اقتربت منها دريه وسألتها : انتي عملتي ايه ؟؟ وفين غفران ؟؟
تعالت ضحكت نسرين وهي تنظر لمكان اختفاء عاصي بشمـ.ـا.ته ، وهتفت يجيب خالتها : لو الامور مشيت زي ما انا مخططه يبقي احب اقولك ان غفران خلاص بحححح..!!
قالت دريه بسعاده: لاااا تعالي اقعدي كده واحكي لي الحكايه بالتفصيل …
ظل يبحث عنها في كل شبر في حديقه القصر،وصل الي مكان وقوفهم معاً ولكنه لم يراهم !!!
هم ان يتحرك ولكنه استمع الي صوتها عالياً ، تحرك مسرعاً نحوها ظناً منه ان هناك من يضايقها او ربما آسر تعرض لها فهو يعلم الاعيبه جيداً…..
اقترب منهم ولكنه تسمر مكانه عنـ.ـد.ما استمع الي حديثهم معاً …
هدرت الدmاء داخل عروقه وانتفخت اوداجه غضباً واظلمت ملامحه بشكل مخيف …
ظهر امامهم فجأه وهتف بنبره خطره وهو ينظر لها بنظره جمدت الدmاء في عروقها : مين ده ؟؟؟
نظرت له برعـ.ـب وهتفت اسمه بزعر : ع عاااصي!!!
…………………………….
انتهي الفصل السابع …
سمعت صوت ينادي اسمها بهمس: غفران .!!
التفتت تتطلع الي مصدر الصوت ، ولكنها شهقت بفزع عنـ.ـد.ما وجدت اخر شخص يمكن ان تتوقع وجوده …هتفت بنبره مرتجفه : ااانت..!! انت ايه اللي جابك هنا ؟؟؟
اجابها بوضوح وهو يتطلع اليها بنظرات جريئه: جيت علشانك ..!!
علشاني !!! قالتها باستنكار شـ.ـديد وهي تتطلع اليه بغضب …
ثم هتفت محذره اياه وهي ترفع اصبعها في وجهه: ابعد عني احسن لك ، انا ست متجوزه وبحب جوزي والمره دي هو اللي هيقف لك مش انا ،…
وانت ما تعرفش عاصي الجارحي ممكن يعمل فيك ايه لما يعرف انك اتعرضت لمـ.ـر.اته .. فاهم .
ثم اولته ظهرها وتحركت مغادره المكان باكمله ، ولكن صوته الذي صدح من خلفها جمدها مكانها..
هتف بتهكم يخفي خلفه غضبه المشتعل من رفضها المستمر له ، هذا من جانب ومن الجانب الاخر احتمائها في المدعو زوجها …
تحدث بتهكم قائلاً: جوزك اللي اتجوزك علشان ينفذ وصيه ابوه وجده!!!!!
في نفس الوقت كان يبحث عنها في كل شبر في حديقه القصر،وصل الي مكان وقوفهم معاً ولكنه لم يراهم !!!
هم ان يتحرك ولكنه استمع الي صوتها عالياً ، تحرك مسرعاً نحوها ظناً منه ان هناك من يضايقها او ربما آسر تعرض لها فهو يعلم الاعيبه جيداً…..
اقترب منهم ولكنه تسمر مكانه عنـ.ـد.ما استمع الي حديثهم معاً …
ظل مختفياً مكانه يستمع الي ما يتفوه به هذا الحقير لكن ما صدmه وجمد الدmاء داخل عروقه هو ردها عليه!!!!!!
استدارت غفران اليه تنظر اليه بجبين مقطب وسألته بعدm فهم : وصيه اللي بتتكلم عنها دي ؟؟
ثم صاحت هادره بغضب : انا فهماك كويس وفاهمه الاعيبك وعارفه انك ممكن تعمل اي حاجه علشان توصل لي ، بس احب اقولك حاجه مهمه حطها حلقه في ودنك ….
ثم اقتربت منه حتي وقفت امامه يفصل بينهم بضع خطوات ، ورفعت رأسها اليه عالياً حتي يتثني لها النظر داخل عينيه وهتفت بقوه وصلابه: لو انت اخر رجل في العالم عمري ما هقبل اني ارتبط بيك او ان اسمي يكون مكتوب باسمك ….
لان انا ببساطه مكتوبه لعاصي من يوم ما اتولدت ، وانا مش بحب ولا هحب ولا عيني بتشوف رجل في الدنيا دي كلها الا عاصي …
وقلبي ….قالتها وهي تضع يدها علي قلبها توصف ما تشعربه ، وهذه الحركه البسيطه ضـ.ـر.بت قلب الذي يتابعها من بعيد و كانها صاعقه وضـ.ـر.بته في منتصف قلبه زلزلت داخله !!!
قلبي ده بيدق وعايش علشان عاصي وبس ..
عاصي عايش جوايا ومش هيطلع من قلبي الا بطلوع روحي ….
ومع انطـ.ـلا.ق الالعاب الناريه الكثيفه التي اضاءت السماء من حولهم احتفالاً بميلاد عام جديد ….
كانت هناك اخري مثلها تدوي داخل ذلك القلب العاصي مثل صاحبه معلنه عن بدايه عشق ، عشق سرمدي متملك لابعد حد لصاحبه الغفران …!!!
اضافت بنفس النبره الغاضبه بعد ان هدأت اصوات الاحتفال من حولهم :بقولها للمره المليون انا مش ليك ولا هكون ،نفسك وابعد عني وعن طريقي …..
كان ينظر اليها بملامح يكسوها الغضب والقهر والغيره وداخله يغلي كالمراجـ.ـل ….
فح من بين اسنانه قاصداً ايلامها و.جـ.ـعلها تشعر ولو بذره من شعوره الذي يسحق قلبه ورجولته بسبب صدها ونفورها منه: وهو يا تري بيحبك زي ما انتي بتحبيه كده ودايبه في هواه ولا هيفضل طول عمره مصدر لك الطرشه ومش سائل فيكي وهو مقاضيها …
زاغت نظراتها رعـ.ـباً من مغذي كلمـ.ـا.ته وهتفت تسأله بتوبتر : تقصد ايه بمقاضيها دي ؟؟؟
ابتسم بخبث فقد اصاب هدفه ولكن يكون غـ.ـبـ.ـي حتي لا يستغل الفرصه ويبث سمومه المريـ.ـضه في عقلها ناحيته: والله معرفش ، انتي ادري بقي مش هو جوزك والست بتبقي اكثر واحده بتحس بجوزها اذا كان بيحبها ولا لاء او بيخـ.ـو.نها مثلا ويعرف عليها ستات او اي حاجه من دي يعني!!!!
ابتسمت بسخريه عنـ.ـد.ما فهمت ما يرمي اليه، علي الرغم من الالم الذي ضـ.ـر.ب قلبها من كونه لا يشعر بها ولكنها تحاملت علي نفسها وهتفت باستفزاز: حتي لو اللي بتقوله صح ، عاصي عمره ما يغدر بيا وحتي لو محابنيش زي ما بحبه كفايه عليا اني بحبه…
هدر بها بغـ.ـيظ وهو يتمني لو يمكسها من ذراعها يهزها بعنف لكي يخرجه من قلبها وعقلها :اييييييييه هو ساحر لك في ايه زياده عني علشان تحبيه الحب ده !!!!!
الي هنا ولم يتحمل اكثر من ذلك ، يكفي ما سمعه ،
تحرك من مكانه والدmاء تغلي داخل اوردته ، واوداجه المنتفخه غضباً وملامحه المظلمه بشكل مخيف بسبب تعدي ذلك الحقير علي ما هو ملكه!!
ظهر امامهم فجأه وهتف بنبره خطره وهو ينظر لها بنظره جمدت الدmاء في عروقها : مين ده ؟؟؟
نظرت له برعـ.ـب وهتفت اسمه بزعر : ع عاااصي!!
وقف مازن ينظر الي عاصي بكره استطاع ببراعه اخفاءه خلف قناع الغــــرور والبرود وهو يقف واضعاً يديه في جيب بنظاله فارداً ظهره بشموخ وغــــرور..
اما عاصي فبادله نظراته باخري شرسه قاتمه وشعور غريب عليه يضـ.ـر.ب صدره بقوه
” الغيره”!!
تحدثت غفران بتلعثم : ده..دده …ددده ده مازن .. اه مازن الدالي … زميلي في الجامعه !!!
عاصي الجارحي : جوزي !!!!
نظر له عاصي بحاجب مرفوع ولم يعلق ، بينما مازن رد باستفزاز: مش بالظبط ، بعني تقدر تقول اكتر من زمايل بكتيييييير .. غفران دي غاليه عندي اووووي
اكتر مما تتصور ، بس هنقول ايه بقي …
ثم تابع باستفزاز اكبر : بكره كل حاجه ترجع لاصلها واللي في ايدك انهارده ياعالم بكره هيكون ملك مين..
الي هنا ولم يتحمل عاصي تلميحاته السخيفه وكان الرد المناسب له لكمه قويه من قبضه عاصي في وجه مازن جعلته يرتد الي الخلف بعنف….
وقبل ان يستعيد مازن توازنه كان عاصي يعالجه بلكمه اخري وضـ.ـر.به في ساقه من الخلف اسقتطه ارضاً ….
جثي عاصي فوقه يسدد له اللكمـ.ـا.ت والتي بادله اياها مازن بنفس القوه فمازن رياضي ويفوق عاصي طولاً ….
ودارت بينهم معركه طاحنه وكأنهم زوجان من الثيران يتعاركون في معركه طاحنه الغلبه فيها للاقوي ، كل منهم يحمل في صدره كره وحقد تجاه الاخر !!!!!
كانت غفران تصرخ علي عاصي ان يتركه وهي ترتجف وتنحب بشـ.ـده حتي وصل صوت صراخها الي الحرس المخولين بتأمين الحفل واللذين اسرعوا للفصل بينهم …
نجح الحرس في الفصل بين عاصي ومازن الذي كان يحتاج الي رعايه مشـ.ـدده فالبرغم من مقاومته لعاصي وتصديه له الا ان الغلبه كانت لعاصي فقد كان يضـ.ـر.به بوحشيه شـ.ـديده ….
وقف عاصي يلهث بعنف والدmاء تتساقط من قبضته ووجهه الذي نال العديد من لكمـ.ـا.ت مازن القويه….
هدر بعنف وهو يشير باصبعه محذراً مازن بسبابته: دي قرصه ودن صغيره علشان بصيت لحاجه مش بتاعتك ، لكن التقيل جاي ورا علشان تعرف كويس ترفع عينك علي اللي يخص عاصي الجارحي !!!!
ثم استدار الي غفران وجذبها من يدها يسحبها خلفه وهو يسرع في خطواته خارجاً من وسط الحشود من الناس التي تجمعت علي اصواتهم وكان من بينهم نسرين التي رأت ما حدث في مازن ورد عاصي الذي شطر قلبهل نصفين …
وآسر الراوي الذي وقف يشاهد ما حدث يذهول غير مدرك لاسبابه…….
قاد سيارته بسرعه رهيبه محاولاً التنفيس عن غضبه الذي مازال بتفاقم داخله وكلام ذلك الحقير يتردد في اذنيه ….
زآر بغضب وهو يضـ.ـر.ب الموقد بيديه مرات متتاليه يتمني لو يسددها له وكانه بالفعل لم يقوم بتغيير خريطه وجهه منذ دقائق….
كتمت غفران شهقتها من غضبه واخذت تنحب في صمت ، فهي لا تعرف ماذا تفعل معه ، هل تتحدث ؟؟
ام تظل علي صمتها ؟؟
ولكن الشيء الوحيد المؤكد لديها انها خائفه منه ، خائفة وبشـ.ـده …
ظلت تدعي في سرها وتبتهل لله ان يمر ما حدث علي خير وان يكون جدها مازال مستيقظاً حتي ينجدها منه !!!!
اصدرت السياره صريراً عالياً نتيجه احتكاك اطارتها في الارض وهو يوقفها داخل القصر …..
ترجل من السياره ودار حولها حتي وصل الي الباب بجانبها وفتحه ، ومد يده يجذب يدها يجره خلفه ومتجهاً الي داخل القصر ومنه الي جناحهم مباشراً
وكل خليه في جسده تنتفض من شـ.ـده الغضب …!!
دلف الي جناحهم واغلق الباب خلفه بعنف ، خلع سترته وتخلص من بواقي رابطه عنقه التي انشطرت لنصفين اثناء المعركه …..
اخذ يزرع الغرفه ذهاباً واياباً بغضب ، يفكر فيما سمعه منه ومنها !!!!
كانت تتابعه بصمت وهي ترتجف من شـ.ـده الخـ.ـو.ف ، انتفض جسدها فزعاً عنـ.ـد.ما هدر بغضب : انا عاوز اعرف ايه حكايه الواد ده بالظبط من طقطق لسلامه عليكوا وحذاري تخبي عني حاجه لاني كده كده هعرف ، فاعرف منك احسن ما اعرف من بـ.ـاره!!!
اومأت تهز رأسها موافقه وهتفت بنبره مرتعشه : حاضر هقولك علي كل حاجه ….
اخدت تفرك يديها بتـ.ـو.تر وهي تقص عليه كل شيء حدث معها منذ ان تعرض لها مازن في اول يوم في الجامعه وصدها ورفضها له وسعيه الدؤب خلفها واختفاؤه المفاجيء وظهوره لها اليوم من جديد…
هو ده كل اللي حصل والله العظيم ….
انهت حديثها وهي تنظر له تتفرس في ملامح وجهه تري اثر وقع كلمـ.ـا.تها عليه!!!!!
حمقااااء!!!!!ان ظنت بحديثها ذلك قد هدأت من غضبه وثورته ، بل علي العكس زادت اضعاف مضاعفه !!
هدر من بين اسنانه المطبقه : وانتي ازاي يحصل معاكي كل ده من غير ما يكون عندي خبر .. ازاي ما تقوليليش ؟؟؟
نظرت له بحـ.ـز.ن وهتفت بشجن: انت ما كنتش موجود علشان اقولك ، انت كنت مسافر وبعيد ومش عاوز تكلم اي حد مننا ، هقولك ازاي ؟؟
تغضن جبينه بآلم ، فهي محقه .. هو الذي ابتعد عن الكل واولهم هي ، رحل وترك الكل خلفه دون ان يهتم لامرهم ….
ابتلع غصه في حلقه وهتف بنفس الغضب: حتي لو..
كنتي ابعتيلي ، بلاش انا ..قولي لجدي وهو كان هيتصرف معاه بدل ما كان يتمادي اكتر معاكي او يتصوف تصرف يضيعك ويضيعنا معاه ، واضح من كلامك انه مـ.ـجـ.ـنو.ن وسايق فيها ومحدش مالي عينه..
ثم اعتدل في وقفته ونظر امامه للبعيد وهو يضيف متوعداً اياه: بس ملحوقه هو كده وقع ومحدش سما عليه ، انا بقي هعرفه ازاي يتجرأ علي حد من عيله الجارحي ..ما ابقاش عاصي الجارحي ان ما خليته يبـ.ـو.س جزمتي علشان ارحمه من اللي هعمله فيه…
ثم اخرج هاتفه واتصل علي مساعده وزراعه الايمن جسار: ايوه جسار عاوزك تجيبلي كل حاجه عن اللي اسمه مازن الدالي ده هو عيلته من يوم ما اتولد لحد انهارده ويكون علي مكتبي بكره الصبح …
ثم اغلق الهاتف معه دون ان يضيف حرفاً اخر …
ثم نظر لها مطولاً نظره لم تستطيع تفسيرها واضاف: احنا كلامنا لسه مخلصش في كلام كتير عاوز اعرفه وافهمه منك كويس اوي ، بس بعد ما اخلص من اللي اسمه مازن ده ….
ثم اختفي من امامها وخرج من الجناح بأكمله ، تاركها خلفه تعيد كلمـ.ـا.ته داخل عقلها وهي لا تعرف اي حديث يريد معرفته منها ؟؟؟؟؟
شهقت بتـ.ـو.تر عنـ.ـد.ما نمي لعلمها انه من الممكن ان يكون قد استمع لحديثها مع مازن عن عشقها له!!!!
………………………
دلف عاصي الي حجره مكتبه بعد ان انتهي من تضميد الجراح في يده ووجهه ،جلس علي الاريكه الجليديه يتنفس بغضب وصوره ذلك الحقير لا تفارق خياله ….
اخذ يسترجع ما سمعه من حديثهم معاً ، حتي توقف عند اعترافها بعشقها له !!!!!
لايزال لا يستوعب كيف ومتي حدث؟؟
ابتسم بسعاده ، اذاً فهي لم تكن مجبره علي الزواج منه ، بل علي العكس هي موافقه وراغبه…!!!
شعر براحه تسكن روحه بعد اعترافها ذلك وكأنه كان بحاجه لسماعه منها ….
اذاً فأحساسه الذي يشعر به في وجودها ، مختلف عن اي شعور اخر …
شعور بالتملك والحمايه نحوها كما لو كانت جزء منه ، يخصه ، ملكه !!!!
وشعوره بالنار التي احرقت احشاؤه عنـ.ـد.ما كانت تتحدث مع آسر او ذلك الحقير ، احساس صعب حارق لم يشعر به في حياته من قبل !!!
تسأل في سره هل هذه هي الغيره؟؟؟
مؤكد هي فهو كان سيذهق روح مازن وكان يود حرق آسر حياً لمجرد حديثه معها …
وبعد تفكير طويل اعترف لنفسه انه بالفعل يهتم بها ولامرها ، يغير عليها ، يحبها ….
يحبها !!!! عند هذه الفكره هب واقفاً من جلسته وهو غير مستوعب لما نطق به قلبه قبل لسانه …
يحبها .. يحب غفران … غفرانه … زوجته ..ملكه ….
انكر باصرار مقنعاً نفسه بانه بالفعل يحبها لانها ابنه عمه ، صغيرته ليس الا!!!!
مدد جسده علي الاريكه ولسان حاله يردد هذه الكلمـ.ـا.ت حتي غرق في النوم وكانت غفرانه هي بطله احلامه هذه الليله….
……………………………..
دلفت دريه الي حجره نومها وهي تدفع نسرين امامها بغـ.ـيظ حتي انها كادت ان تسقط علي وجهها من شـ.ـده الدفعه…
هتفت نسرين بعصبيه شـ.ـديده في خالتها : ايه يا انطي حاسبي هتوقعيني …
وقفت تدلك مرفقها الذي تألم من قوه ضغطها عليه …
هدرت دريه فيها بغضب : ده مش بس هوقعك علي وشك ده همـ.ـو.ت بايديه دول علشان غباءك اللي هيكشفنا ويودينا في داهيه…
اجابتها نسرين بعصبيه: في ايه لكل ده انا عملت ايه؟
اجابتها بغضب اكبر: عملتي ايه … اقولك يا فالحه عملتي ايه…
روحتي اتفقتي مع عيل خايب زيك علشان يوقع غفران وتخالي عاصي يطـ.ـلقها ونخلص منها ، لكن اللي حصل ان الخايب الي اتفقتي معاه وقف قصاد عاصي واتحداه وفاكر نفسه هيقدر يقف قصاد عاصي اللي انا واثقه ومتأكده انه مش هيشيل مازن ده من دmاغه الا لما يعرف كل حاجه عنه ومين اللي وراه …
تقدري تقوليلي بقي هتعملي ايه لو عاصي بس شم خبر عن علاقتك بالواد ده وعرف انك انتي اللي وراه…ساكته ليه ما تنطقي…؟؟؟؟
زاغت نظرات نسرين وبدا عليها التـ.ـو.تر وهتفت بنفي: وهو عاصي هيعرف منين وبعدين انا واثقه في مازن مش هيقدر يجيب سيرتي في الموضوع ، لان احنا الاتنين هدفنا واحد ….
هدرت دريه بغـ.ـيظ: غـ.ـبـ.ـيه ومتسرعه طول عمرك …
انتي ما تعرافيش عاصي ده ابني وانا اللي مربياه ، طالع نسخه من جده نابه ازرق وقرصته والقبر …
ربنا يسترها ومايعرفش ان ليكي علاقه بمازن ، لان ساعتها مش هعرف ادافع عنك واقف قصاده….
سألتها نسرين بحنق: يعني ايه؟؟
يعني مش هقدر اقف في وشه وادافع عنك لان ساعتها هبقي طرف في الموضوع وانا مش ممكن احط نفسي في مواجهه مع عاصي في حاجه زي دي.
مش لازم يعرف ان ليا دخل في اي حاجه تخص غفران علشان لو عرف انا هخسره وانا لو خسرت عاصي هبقي خسرت كل حاجه … انتي فاهمه يعني كل حاجه .. كل حاجه…….
نظرت لها نسرين بحقد وهي تتوعدها في سرها فهي سوف تتخلص من غفران وبعدها تتفرغ لها ، فخالتها ليس لها امان مطلقاً …….
………………………
استيقظ عاصي من نومه عنـ.ـد.ما اخترق ضوء النهار القادm من نافذه المكتب عينيه….
نهض جالساً علي الاريكه يفرد زراعيه ويحرك عنقه يميناً ويساراً حتي يتخلص من التشنج الذي اصابه من نومه في هذه الوضعيه الغير مريحه ….
نظر في ساعه معصمه فوجد ان الوقت مازال مبكراً،
فليأخذ حمامه اولاً وبعدها يذهب الي الشركه….
انتهت غفران من حمامها الصباحي ، فهي لم تنام بشكل جيد بسبب ما حدث بالامس ….
ارتدت مآزر الحمام واحكمت غلقه جيداً حتي لا يظهر جسدها من تحته ، ولفت شعرها بمنشفه صغيره
واسرعت تخرج من الحمام لكي ترتدي ملابسها قبل ان يأتي عاصي الي الجناح ….
خرجت من المرحاض وسارت خطوتين وتصنمت مكانها عنـ.ـد.ما وجدته يدلف من باب الجناح مرتدياً نفس ملابسه من الامس ….
ارتبكت وتلون وجهها بالوان قوس قزح من قوه الصدmه فهي اسرعت بكل طاقتها لكي تنتهي قبل قدومه ولكن كلها مجرد احلام وطموحات…
اما عاصي فقد تخشب جسده وتصلبت اعصابه عنـ.ـد.ما وجدها امامه بتلك الهيئة الفاتنه لعنينيه ….
اخذ يمشط جسدها بعينيه وخياله يسرح لبعيييييد لما يوجد تحت هذا المآزر فهو لايزال يتلظي بنيران فستانها الاحمر المثير الذي آرق مضجعه وحمد الله انه لم يفقد السيطره علي نفسه امامها وقتذاك!!!!!
ارتسمت ابتسامه كسوله علي شفتيه وهو يتطلع الي تورد خدودها خجلاً بافتنان …
قطبت غفران حاجبيها وزمت شفتيها خجلاً من نظراته ، فنظراته لها اليوم بها شيء غريب وغامض لم تفهمه ….وهتفت تدعي الحنق حتي تنهي حرب النظرات بينهم: في ايه مالك بتبص لي كده ليه…
عجباني !!!! جاء رده صريحاً سريعاً مفاجأً صادmاً لها !!!!!
هااااا…. قالتها ببلاهه وعدm تصديق …
عجباااااني …. اعادها مره اخري ضاغطاً علي كل حرف من حروف الكلمه حتي تثبت داخل رأسها …
نظرت له بعدm تصديق وقد تلجم لسانها من كلمته ونظراته لها …
تحرك خطوتين حتي وقف امامها وفتح فمه ليتحدث ، الا انها عاجلته بدفعه صغيره من يدها علي صدره وفرت هاربه من امامه واختفت داخل حجره الملابس مغلقه الباب خلفها ، ووقفت تستند بظهرها عليه واضعه يدها علي صدره علها تخفف من شـ.ـده خفقاته وهي تردد كلمته بهمس : عجباني !!!
انااااا ….. اناااا عجباه …. ابتسامه خجله ارتسمت علي شفتيها وهي تشعر بلذه غريبه دغدغت حواسها بفعل كلمته البسيطه …
لما انا كده علشان قالي عجباني اومال لو قالي بحبك هيحصل لي ايه؟؟؟؟!!!!!!
بعد قليل ، كان عاصي يقف امام المرآه يمشط شعره ولحيته ونظره معلق بها وهي تعدل الفراش خلفه بعدmا انتهت من ارتداء ملابسها ….:
جميله وناعمه دائماً ، لها سحر مختلف يميزها عن غيرها من النساء ، ربما بساطتها هي سر انجذابه الشـ.ـديد لها ….
انتهت مما تفعله بأيد مرتجفه ، فهي لاحظت نظراته لها من خلال المرآه، فقررت الهروب والنزول لاسفل لان حالته ونظراته لها اليوم تربكها …
تحركت صوب الباب دون ان توجه له كلمه واحده ، وقبل ان تصل الي باب الجناح نداها بصوته الاجش يوقفها : غافي !!!!
اجابته دون ان تلتفت له : نعم …
استني عاوزك ….قالها وهو يتحرك باتجاهها حتي وقف خلفها مباشرة مما جعل عطرها الخلاب ينفذ الي رئتيه مثيرًا فيه ذوبعه من المشاعر …
اغمضت عينيها تستدعي قوتها وهي تشعر بانفاسه الحاره تضـ.ـر.ب مؤخره عنقها ورائحه عطره الرجولي التي تعشقها تسكرها …
هذا كثيراً عليها …نظراته .. اقترابه منها .. رائحته المسكره.. نطقه لاسم الدلال خاصتها بصوته الاجش كل هذا يفعل بها اشياء يصعب علي قلبها الصغير تحملها ….!!!
همس بصوت اجش مثير في اذنها : بصيلي !!!
استدارت اليه ببطيء وهي مطرقه رأسها ارضاً ضاغطه علي شفتيها الورديه باسمانها الصغيره وكل خليه في جسدها تنتفض تأثراً بحضوره الطاغي عليها…
رفع يده يسندها علي الباب من خلفها ويده الاخري رفع بها وجهها الجميل اليه …
كانت محاصره بين الباب خلفها وصدره العريض امامها ….
كان حضوره قوي وطاغي ، كان يآثرها بنظراته القويه التي كانت تتطلع الي كل انش في وجهها الجميل بافتنان !!!!
ظلت يده ممكسه بطرف ذقنها يحرك ابهامه عليه بخفه اذابتها….
ضغط علي ذقنها تحت شفتها السفليه حتي جعلها تحررها من اثر اسنانها وهمس بخفوت مثير وعينيه معلقه علي شفتيها: حـ.ـر.ام الشفايف الحلوه دي يتعمل فيها كده …
ثم قرب وجهه منها وهمس بجانب اذنها بطريقه حسيه مثيره: ما تعمليش الحركه دي تاني علشان بتتعبني ، ثم تابع يضيف بخفوت وهو يقرب انه من عنقها يستنشقه بوله ….ولو شوفتك بتعمليها مره تانيه سواء لوحدنا او قدام حد ، انا مش هكون مسؤل ساعتها عن اللي هيحصل مني !!!!!
كانت ترتجف بقوه كورقه شجر رقيقه امام ريح اعصار قوي اقــ,تــلعها من جذورها …
كانت مغمضه العين وصدرها يعلو ويهبط من فرط الانفعال وساقيها اصبحوا يرتجفوا حتي انها ستسقط في اي لحظه …
رفع وجهه قليلاً ينظر الي وجهها واثر حديثه عليها ، فوجدتها تكاد تذوب بين يديه مثل قطعه الشوكولاه …
طرق قوي علي الباب خلفها جعلها تفتح عينيها علي وسعها وتشهق بخضه من قوه الصوت الذي اخرجهم من غيمتهم الورديه …
لعن عاصي الواقف خلف الباب الذي افاقه من سحر اللحظه ….
ارتمت داخل صدره العريض من قوه الخضه واضعه يدها فوق صدره، وهو كان اكثر من مرحب بذلك القرب ، لف يديه باحكام حول خصرها يقربها منه ونظراته مثبته فوق نظراتها ….
عاصي بيه … الفطور جاهز والحج مستنيك تحت ..
هتفت بها نعمان تحثه علي الاسراع في النزول لاسفل …
اتاها صوته القوي وهو لازال محتفظ بها داخل احضانه: حاضر يا نعمـ.ـا.ت انزلي انتي واحنا جايين وراكي …..
نظر بعينيه الثاقبه الواثقه الي عينيها المضطربه المهزوزه وتحدث بنبره هادئه: احنا في كلام كتير لازم نتكلم فيه ، كلام مهم وحاجات كتير لازم نحددها مع بعض ، علشان كده انا مش هتأخر انهارده في الشغل ، عندي حاجه مهمه هخلصها وهرجع لك علي طول علشان نتكلم سوا .. اتفقنا …!!!
انحبس صوتها داخل حلقها ولم تتمكن من اخراج حرف واحد ولكنها هزت رأسها موافقه علي حديثه..
تمام يالا بينا ننزل علشان جدي مستنينا تحت …
قالها وهو يحرر خصرها من قبضتيه ببطيء حتي تسللت يده الكبيره الي كف يدها الصغير واحكم قبضته عليها وسحبها خلفه الي اسفل سائراً بخطوات واثقه ورأس مرفوع بقوه وشموخ …
وهي كان عقلها لا يستوعب كل ما يفعله معها اليوم ، فهو لاول مره منذ زواجهم يمسك كف يدها بمثل هذه القوه والتملك !!!!
……………
غص الطعام في حلق نسرين واخذت تسعل بقوه عنـ.ـد.ما وجدت عاصي يدلف الي حجره الطعام وهو ممسك بيد غفران بين يديه ….
اشتعلت نظراتها غلاً وكرهاً وغيره من غفران ، وشعرت لاول مره بالخطر الشـ.ـديد من قرب غفران من عاصي لذلك يجب عليها التصرف وباقصي سرعه…
اما دريه فحالها مثل حال نسرين واكنها استطاعت ببراعه افعي رقطاء ان تخفي ما تشعر به وترسم ابتسامه عريضه متلهفه علي وجهها وهي تقوم من مكانها وتقترب من عاصي لكي تطمئن عليه بعد ما حدث البـ.ـارحه ….
هتفت تتحدث بقلق: قلب امك يا حبيبي ، طمني عليك عامل ايه دلوقتي ..
في حاجع تعباك ، اطلب لك الدكتور…
ربط عاصي علي ذراع والدته باحترام وحدثها بهدوء وهو لايزال محتفظ بكف غفران بين يده: متقلاقيش يا امي مفيش حاجه انا كويس .. اطمني ..
صدح صوت الجد من خلفهم يتسأل بعدm فهم : في ايه مالك يا عاصي ، وايه اللي تحت عينك ده انت اتخانقت مع حد …
جلس عاصي علي مقعده بعدmا اجلس غفران الاول علي مقعدها بجانبه ، وهاف يجيب جده: مفيش حاجه يا حج موضوع صغير وانا حليته خلاص ، ما تشغلش نفسك…
سأله الجد بقلق: ازاي بس يا ابتي مقلقش عليك ،ثم وجه حديثه الي غفران : طب قوليلي انتي يا غفران طالما جوزك مش عاوز يتكلم ويطمني عليه…
جدي !!!! قالها عاصي بنبره قويه حاسمه …
انا تمام مفيش حاجه ، ده موضوع وانا خلاص خلصته وعلشان حضرتك تطمن هبقي احكي لك عليه لما اشوفك في الشركه ….
ثم نهض واقفاً معتذراً منه: عن اذنكم انا علشان اتاخرت علي الشركه ..سلام …
ثم نظر الي غفران وآمرها : غافي تعالي معايا…
سألته دريه من بين اسنانها : هي خلاص هتنزل معاك الشركه ولا ايه؟؟؟
اجابها عاصي بنبره ذات مغذي: هتنزل طبعاً بس مش قبل ما مكتبها الجديد يخلص ، انا آمرت انهم يعملوا لها مكتب في نفس الدور بتاعي جنب مكتبي.
ثم تابع يضيف بمرح …:
الا لو كانت هي مستعجله وعاوزه تنزل الشغل بس ساعتها بقي هضطر اسيب لها مكتبي ، ما هو مش معقول غفران الجارحي هتفعد في مكتب عادي ومكتب رئيس المجموعه موجود!!!!
يالا عن اذنكم … قالها وهو يغادر ساحباً غفران خلفه وعقلها لا يستوعب ما سمعه منه للتو….
زيفت دريه ابتسامه صفراء علي وجهها ولم تعقب بينما داخلها يغلي كالمرجل بعد حديث ولدها ….
ابتسم الجد بسعاده علي تبدل حال حفيده وايقن ان مشاعره بدأت تسير في مسارها الصحيح نحو غفران…!!!!
دعا لهم بصلاح الحال والذريه الصالحه وهو ينهض من مقعده مغادراً لاحقاً بعاصي الي الشركه …..
وقف عاصي وغفران علي الباب الداخلي للقصر ويده لازالت تشتبك في كف يدها …
ازاح بانامله خصله من خصلاتها السوداء المتمرده خلف اذنها وحدثها برقه: زي ما قلت لك مش هتأخر عليكي هخلص شغلي بسرعه وارجع لك علي طول علشان لازم نتكلم يا غافي لازم ….
ثم اقترب منها خطوه ونظر داخل عينيها وهتف يحدثها برجاء: اوعديني يا غفران انك هتستنيني مهما اتاخرت عليكي استنيني …
مش عاوزك تزهقي من انتظاري ، وانا هحارب علشان ما اتاخرش عليكي بس انتي استنيني…
انقبض قلبها من حديثه ولم تفهم المغذي من كلامه وهتفت تسأله بقلق: عاصي انتي مخبي عليا حاجه ، ارجوك قولي ما تقلقنيش عليك …
القلق والصدق في نبرتها والملتمع داخل مقلتيها اصابه في مقــ,تــل ، ابتسم باتساع ووضع يديه علي ذراعيها يقربها منه هاتفاً بسعاده: اوعي في يوم تقلقي او تخافي وانا جانبك يا غفران …
كل اللي بطلبه منك انك تستنيني وبس …
نظرت له بتيه وهتفت برقه : اوعدك يا عاصي هستناك مهما اتاخرت .. هستناك عمري كله …!!!وكان رده قبله عميقه طبعها بجانب شفتيها التي يود ان يسحقها بين شفتيه ولكنه سيطر علي رغبته بقوه يحسد عليها ، وهمس امام شفتيها بصوت ملؤه الرغبه: وانا مش هتأخر عليكي يا غافي ….
قالها وتحرك مغادراً من امامها قاطعاً الدرج الرخامي امام بوابه القصر بسرعه وقلبه يببض بقوه داخل صدره ورائحه انفاسها لازالت عالقه به ….
تاركها تقف بجسد متخشب لا يقوي علي الحركه وعقل يقف عاجز امام استيعاب ما يحدث معه .،
وقلب ينبض بجنون محلقاً بسعاده في سماء عشقه الذي ارهق روحها …
غافلين عن نظرات نسرين الحقوه التي انهارت واخذت تحطم كل ما تطوله يدها وهي تتوعدهم بداخلها بعدmا شاهدت قبله عاصي لها …….
………………………
وصل عاصي الي مكتبه داخل مجموعه الجارحي ولحق به جسار ذراعه الايمن ومساعده الشخصي
وضع جسار امامه ملف يحوي معلومـ.ـا.ت عن مازن الدالي وعائلته….
تحدث جسار باحترام : ده الملف اللي حضرتك آمرتني بيه امبـ.ـارح .، في كل حاجه عن مازن الدالي وعيلته من يوم ما اتولد لحد اللحظه دي يا باشا…
هتف عاصي بجمود وهو يتصفح الملف : تمام يا جسار ، روح انتي وانا لما اخلص هبعت لك …
انصرف جسار باحترام تاركاً رب عمله يقرأ ملف عائله الدالي بتركيز شـ.ـديد !!!!!!
بعد ساعه قد كان انتهي من قراءه ملف مازن الدالي وعائلته ، رفع سماعه هاتفه الداخلي وطلب جسار آمراً اياه بان يأتي اليه….
دلف جسار بعد ثواني ووقف امام عاصي منظراً تنفيذ اوامره…
اوامرك يا عاصي باشا….
تحدث عاصي بقوه: عاوزك تتصل بصاحب توكيل العربيات الالماني اللي هيتعاقد عليها محمد الدالي ، عاوز في خلال عشر دقايق يكون معايا علي الخط .
تآمر سعادتك بحاجه تانيه؟؟؟ سال جسار مستوضحاً.
عاوز مازن الدالب تحت عينيك 24ساعه حتي وهو نايم يكون تحت عينيك، تليفوناته تكون متراقبه، الاماكن اللي بتردد عليها كل حاجه بيعملها او هيفكر يعملها يكون عندي خبر بيها قبل ما تحصل ..مفهوم.
مفهوم معاليك … عن اذنك …..
نظر عاصي امام بملامح شرسه متوعداً مازن الدالي بأسوء عقـ.ـا.ب : علشان تبقي تقف قصادي تاني يا ابن الدالي ……!!!!
…………………………..
بعد عده ساعات …
خرجت غفران من جناحها متوجهه للحديقه لمتابعه احواض الازهار خاصتها….
شهقت بفزع عنـ.ـد.ما قطعت عليها دريه طريقها ووقفت تنظر لها بشر…..
هتفت غفران تسألها بتوجس من ملامحها : خير يا طنط حضرتك عاوزه حاجه….
دفعتها دريه بعنف الي داخل الغرفه واغلقت الباب خلفها بعنف ، ثم استدارت لها وهدرت بغضب : ارتاحتي يا بـ.ـنت جميله وكوشتي علي كل حاجه ، بلفتي عاصي ولفتيه تحت جناحك ، صحيح وانا هسغرب ليه ، اكفي القدره علي فمها تطلع الفاجره لامها…
اوعي تكوني فاكره اني هسيبك تتهني وتاخدي الجملش بما حمل وفوقيهم ابني ….ح
لااااااا فوقي وا عـ.ـر.في انتي بتلعبي مع مين يا شاطره انا مش هسمح لك تتهني وتاخدي مني اللي حاربت جعمري كله علشانه وا عـ.ـر.في انك من انهارده هخاليكي تشوفي نار جهنم علي الارض علشان ت عـ.ـر.في تتحديني وتقفي قصادي وتاخدي حقي ….
نظرت لها غفران بهلع من كم الحقد والكره التي تكنه لها ولامها وهتفت تسألها بعدm فهم : في ايه حصل لكل ده ، انا عملت لك ايه …
ومالك ومال امي الله يرحمها ليه طول عمرك بتكرهيها وتكرهيني عملنا لك ايه….
هدرت دريه بغل: عملتوا عملتوا كتير اوووووي ، هي سرقت عمري اللي فات وانتي جايه تسرقي عمري اللي جاي وفوق منهم ابني ….
بس ده بعدك مش هسمح لك فاهمه مش هسمح لك تبقي جميله تانيه ….
قالتها وهي ترمقها بغل وكره شـ.ـديد وتركتها ورحلت تنظر في اثرها بروح مجروحه متألمه وقلب ينبض بخـ.ـو.ف من القادm ……
بعد ساعه كانت تقف غفران امام حوض الزهور الخاص بها في حديقه القصر امام المسبح .، تعتني بازهارها وتقوم بتنسيقها ورشها بالمياه …
جاءت نسرين من خلفها وهتفت بغل : يا تري الهانم اخبـ.ـارها ايه بعد الخناقه اللي حصلت علي شرفها امبـ.ـارح … يا تري مبسوطه وانتي شيفاهم بيتخانقوا مع بعض عليكي …
بصراحه انا لو منك اتكسف من نفسي وادور علي حته اداري فيها بعد الفضيحه اللي حصلت …
واقفه بين جوزك وعشيقك وهما بيتخانقوا عليكي ،
بصراحه حاجه قذره بس هقول ايه ما انتي اللي ذيك يطلع منها اكتر من كده ، عامله فيها شريفه وانتي مدوراها .
النوع السهتان ده هو بيبقي مخبي الخبث والوساخه ورا وش البراءه اللي انت مصدراه طول الوقت….
رمت غفران ما في يدها والتفتت اليها وهدرت بها بعضب : انتي ازاي تكلميني بالطريقه دي انتي فاكره نفسك مين ،ومين سمح لك تدخلي في حياتي …
انتي بني ادmه قليله الادب ومستفذه واللي قلتيه ده مش هيعدي علي خير وعاصي هيعرف بقله ادبك وسفالتك دي وهفضحك قدامهم كلهم…
قالتها وتحركت من امامها تنوي المغادره …
تحولت ملامح نسرين الي ملامح شيطانيه وكأن مارد تلبسها وهتفت من بين اسنانها بغل وحقد دفين : ده لو لحقتي تقولي له …
وبحركه سريعه كانت تدفع غفران بكلتا يديها بعنف اسقطتها في المسبح ….
ارتسمت علي شفتيها ابتسامه متشفيه وهي تتطلع اليها وهي تسقط وترتفع داخل المياه البـ.ـارده تحاول النجاه فهي لا تجيد السباحه …..!!!!!!
…………………..
الفصل التاسع
Thank you Mr: robert for your
great effort , see you soon ..bye
دلف جسار الي مكتب عاصي يحمل في يده ملف
كبير.
كان عاصي يتحدث في الهاتف، انتظر حتي ينتهي من مكالمته…
اغلق الخط مع محدثه ثم رفع نظره الي جسار الواقف بثبات وسأله بايمائه من عينه لما يحمله في يده….
تقدm جسار ووضعه امامه علي سطح المكتب وتحدث هاتفاً باحترام: اتفضل يا باشا الفايل ده متسجل فيه المكالمـ.ـا.ت اللي علي الخطوط بتاعه مازن الدالي بالاسم واليوم والتاريخ …
ثم تابع يضيف : ومحمد الدالي بـ.ـاره في انتظار مقابله سعادتك …..
اخذ عاصي الملف يتفحصه باهتمام ، وحدث جسار بجمود : خاليه عندك لحد ما اخلص اللي في ايدي وهبقي ابعت لك تدخله….
ثم تابع مضيفاً بآمر: عاوزك تزود الحراسه علي القصر ، وخصوصاً غفران هانم ….!!!
عاوز الحرس ما يغفلش عنها ، يكونوا معاها في كل خطوه ….
ومفيش دبانه تدخل او تخرج الا ويكون عندي علم بيها، انت اللي هتكون مسؤل قدامي لو حصل اي تقصير … مفهموم…!!!
مفهوم معاليك …. قالها جسار وانصرف منفذاً اوامره ،تاركاً اياه يتطلع علي الملف باهتمام ….
جرت عينيه علي ارقام التليفونات الصادره والوارده ولكنه لم يجد رقم غفران مسجلاً ولكن ما جعل عينيه تضيق بشك هو وجود رقم نسرين ابنه خالته مسجل لاكثر من مره ولمده زمنيه طويله في المكالمـ.ـا.ت الصادره والوارده!!!!!
جز علي اسنانه وهتف بشراسه: لو اللي في بالي طلع صح مش هرحمك يا نسرين اقسم بالله…
اغلق الملف ووضعه في احد ادراج مكتبه والتي تغلق برقم سري …
ضغط علي زر الاتصال الداخلي بينه وبين جسار وآمره بادخال محمد الزيني اليه…..
دقائق وكان يجلس امامه رجل في الستين من عمره غذي الشيب شعره تشع منه مظاهر الثراء الفاحش ..
الا انه كان يقف متـ.ـو.تراً مهزوزاً امام نظرات عاصي الشرسه التي تتفرس فيه بغضب…
تحدث محمد الدالي بنبره مهزوزه: شرف ليا يا عاصي باشا لما بلغوني ان معاليك طالبني…
خير يا باشا اكيد انهارده عيد علشان حضرتك طلبتني..
صدح صوت عاصي بقوه يوقفه عن الثرثره: خلاااص .. خلاص يا محمد بيه …
نظر له بقوه اجفلته وهتف من بين اسنانه : شوف يا محمد بيه ، ومن غير لف ودوران كده ، ابنك مازن غلط وغلط كبير كمان ، والغلط ده كان معايا انا …
فانا علشان خاطرك وعلشان انت رجل كبير ومش هتتحمل بهدله علي اخر الزمن ….
التوكيل الالماني اللي كنت هتمضي العقد بتاعه كمان ساعتين بحححح ، والنص مليار اللي كنت لاممهم من البنوك بقروض ومقدm لها ضمانات وهميه علشان تدفعه مقدm للصفقه برضه بحححح!!!!
صمت بنظر الي ملامحه الشاحبه التي حاكت شخوب الاموات والعرق المتصبب علي جبينه …
ثم تابع يضيف باستهزاء :شوف بقي هتسدده ازاي ومنين …؟؟؟
واكمل يضيف بشراسه هو يطحن دورسه من شـ.ـده الغضب :وده قرصه ودن صغيره لابنك علشان يفكر الف مره قبل ما يهوب من حاجه تخص عاصي الجارحي….
مسح الرجل العرق الذي بدأ يتصبب منه بغزاره، وهتف يسأله بخـ.ـو.ف: هو الولد ده عمل ايه علشان يخالي معاليك تغضب منه بالشكل ده ..
قولي وانا اجيبه لحد عند يستسمحك ويعتذر لمعاليك ، بس بلاش حكايه التوكيل دي، انا حطيت فيها كل اللي حيلتي وعاوز اخالي مازن يقف علي رجله في السوف بعد ما خسر كل فلوسه في البورصه….
سخر عاصي مستهزئاً وقال: قصدك خسرها علي ترابيزه الروليت ….
شوف يا محمد بيه علشان ما نضيعش وقتنا في رغي مالوش لازمه ، ابنك لو شوفته ولو صدفه همحيه من علي وش الارض ، وزي ما قلت قبل كده انا عامل لك خاطر ومقرصتش عليه اوي …
بس …. رفع اصبعه في وجهه محذراً بشراسه: بس اقسم بالله لو حاول بس يفكر انه يظهر في طريقي تاني ساعتها ما يلومش الا نفسه …
المقابله انتهت ، مع السلامه يا محمد بيه …
قالها وهو يشير له بكف يده في اتجاه الباب معلناً انتهاء المقابله….
تحرك محمد الدالي الي خارج مكتبه بخطوات مهزوزه مرتعشه فهو يكاد يصاب بأزمه قلبيه بسبب ما حدث معه .، اخذ يسب ويلعن ابنه في سره فهو ابداً لن يكف عن العبث والتهور والذي اوقعه هذه المره في يد من لا يرحم……!!!!!!
……………………
بعد ساعه كان يقود سيارته عائداً الي القصر بقلب لهيف ، فهو يريد ان يتحدث معها كما اتفقوا ، يريدها ان تسمعه وتفهمه علها تريحه من حاله التخبط الذي يشعر بها دائماً بقربها ……
دلفت نسرين الي غرفه خالتها وجسدها كله يرتجف من الرعـ.ـب والعرق يتصبب من عليها كأنها محمومه!!_
كانت دريه تجلس في غرقتها باسترخاء ، تحتسي قهوتها في هدوء بعدmا اخرجت ما في صدرها في وجه غفران ، ولكنها نهضت مفزوعه عنـ.ـد.ما وجدت نسرين تدخل عليها بملامح شاحبه شحوب الاموات….
اقتربت منها وسألتها بنبره غلفها القلق : مالك يا نسرين ، وشك اصفر زي الليمونه كده ليه، في حاجه حصلت …
كانت جسد نسرين يرتجف بقوه ونظراتها معلقه علي شرفه الجناح التي تطل علي الحديقه بشكل عام والمسبح بشكل خاص!!!!!
نظراتها شاخصه للبعيد وهي تهزر راسها نفياً وكانها تنفي عن نفسها ما فعلته منذ قليل…
امسكتها دريه من ذراعيها واخذت تهذها بعنف علها تنظق وتفيق من حاله الانفصال عن الواقع التي تعيشها وسألتها بنبره غاضبه عاليه: انطقي قولي فيكي ايه ، عملتي ايه قولي ….
نظرت لها نسرين بنظرات زائغه مهزوزه وهتفت تجيبها بتأتأة: ااانااا.. اااناااا
هدرت دريه بنفاذ صبر : انتي ايه انطقي ….
ااااناااا ق قــ,تــلت غفراان …
شحب وجه دريه وصرخت بعدm تصديق: ااااايييييه!!
دلف عاصي من بوابه القصر الخارجيه بسيارته الفارهه وخلفه طاقم حراسته الخاص …
ترجل من السياره بملامح متـ.ـو.تره ، قلقه..!!!!!
فهو بعض دقائق قليله سيعقد اهم واصعب الاجتماعات في حياته …
اجتماعه مع غفرانه …. غفرانه التي تعشقه منذ زمن وهو كالابله يظنها مجبوره علي الزواج منه…
سخر من نفسه فهو يبدو عليه الجهل في امور العشق بجداره….
دلف الي داخل القصر وصعد الدرج مسرعاً الي جناحه لكي يفاجئها بحضوره مبكراً كما وعدها صباحاً….
وقف امام باب الجناح بقلب مرتجف ، لاول مره يشعر بكل هذا القلق والتـ.ـو.تر!!!
اخذ نفس عميق حبسه داخل صدره وزفره علي مهل حتي يستجمع شتات نفسه وحسم امره وتوجه اليها ..
فتح باب الجناح ودخل يبحث عنها وهو ينادي عليها: غافي …. غافي انا جيبت ….غفران !!!!؟
بحث عنها في الجناح باكمله: غرفتها ، غرفه الملابس ، المرحاض ، غرفه المعيشه …ولم يجد لها اثر …..!!!!!
نظر الي الشرفه وابتسم بمكر ، فهي دائماً ما تجلس في الشرفه مع زهورها فمؤكد انها بالداخل ولم تسمعه ..
فتحرك علي اطراف اصابعه حتي لايصدر صوتاً ويفاجئها بعودته …
دلف الي الشرفه ولكنه وجدها خاليه ايضاً..
زفر باحباط من عدm وجودها ، وقف مستنداً بيديه علي سور الشرفه ، بفكر اين يجدها …
فهو لن يدور يبحث عنها في القصر كالطفل الصغير الضائع من امه ، حتي لا يفتضح امره امام من في القصر …..
خلاص انزل تحت واسأل نعمـ.ـا.ت علي اي حاجه وبعدين اسأل عنها ،،، كده هيبان انك بتسأل عادي مش علشان حاجه معينه …
اقنع نفسه بذلك الحديث حفاظاً علي شكله ووضعه امامهم …
استدار بجسده عائداً الي الداخل ولكن لفت نظره شيئاً عائماً علي المياه في المسبح …
قطب جبيينه يدقق النظر في ذلك الشيء ولكن سرعان ما حجظت عينيه وخرجت من محجريها وكاد قلبه يتوقف من شـ.ـده القلق والرعـ.ـب الذي ولاول مره يشعر بهم في حياته ،عنـ.ـد.ما تأكد ان الجسد العائم علي سطح الماء هو جسده غفرانه …
صرح منادياً باسمها صرخه ايقظت من في القبور من قوتها وشـ.ـده رعـ.ـبه عليها: غفررررررااااااااااان!!!!!
هدرت دريه بغضب : يا نهارك اسود ، مـ.ـو.تيها انتي اتجننتي ازاي تعملي كده ، وفين في القصر ؟!!!!
طب افرضي حد شافك ، مفكرتيش ساعتها ايه اللي هيحصلك من عاصي او من منصور؟؟؟؟
دول هيفرموكي ، هيمحوكي من علي وش الدنيا وانا معاكي …
حـ.ـر.ام عليكي ، ضيعتي نفسك وضيعتيني معاكي ….
دارت حول نفسها تهتف بجنون: ان لازم اتصرف والحق المصيبه دي قبل ما حد يعرف …
وتحركت صوب الباب تنوي المغادره ، الا ان يد نسرين التي قبضت علي ذراعها بقوه توقفها مكانها ، وصرخت بها بملامح شيطانيه : اوقفي عندك انتي رايحه فين ….
خلاص اللي حصل حصل وانا اتأكدت ان محدش شافني وخلاص هي زمانها غرقت وهتبان انها وقعت لوحدها …
نفضت دريه ذراعها هارده بغضب : انتي اكيد اتجننتي …اوعي انا هروح الحقها ….
وقفت نسرين امامها فارده زراعيها تسد الباب بجسدها وهتفت بمكر : مالك خايفه ليه كده ، هي اول مره ولا ايه ؟؟؟
لو خرجتي من هنا ما تلوميش الا نفسك لاني مش هسكت ساعتها واقول انك انتي اللي عملتيها زي ما عملتيها زمان ولا نسيتي!!!!!
شحب وجه دريه حتي اصبح يحاكي شحوب الاموات وهتفت تسألها بتلعثم : ت تقصدي اايه بيكلامك ده !!
ابتسمت نسرين بخبث واضافت: انتي عارفه انا اقصد ايه كويس اوووي فبلاش تعمليهم عليا .. احنا فاهمين بعض كويس …
فتحت دريه فمها للتحدث ولكن صرخه عاصي باسم غفران جعلها تبتلع ما كانت تنتوي ان تقوله….
وجحظت عيناهم رعـ.ـباً وفزعاً من صوته وارتجف جسدهم خـ.ـو.فاً وعلموا ان القادm لن يبشر بخير مطلقاً !!!!!!
……………………
يجري مهرولاً يقفظ علي الدرج بملامح مرعوبه وقبضه قويه تعتصر قلبه تنتزعه انتزاعاً من داخل ضلوعه وشعور غريب باللوحشه والخـ.ـو.ف يسكنه ..
وبمهاره فائقه كان يقفظ داخل المياه البـ.ـارده والتي لم يشعر ببرودتها من قوه فوران مشاعره!!!
وصل اليها وحملها سريعاً علي ذراعيه ينظر الي وجهها الشاحب وشفتيها الزرقاء التي تدل علي فقدانها للحياه….!!!!
خرج بها من المياه ومدد جسدها علي الارض وهو يقول بعمل اسعافات اوليه لها منادياً عليها برعـ.ـب: غفران … فوقي … غفران .. لا مش هتروحي مني
مش هسمحلك تضيعي مني … فوقي يا حبيبتي علشان خاطري….
اخذ يضغط بكلتا يديه علي صدرها محاولاً انعاش قلبها….
وصلت نسرين ودريه اليه بجسد مرتجف من شـ.ـده الخـ.ـو.ف .
تجمع كل من في القصر علي صوته حتي الحرس الواقف علي باب القصر الخارجي ووقفوا يشاهدوا ما يحدث بعدm استيعاب!!!
سألته دريه بنبره قلقه: في ايه .. ايه اللي حصل ..
ولكنه لم يسمع لهم ، كل همه انقاذ روحه التي تصارع للخروج من جسده …!!!!
وضع شفتيه الغليظه علي شفتيها الزرقاء واخذ ينفخ فيها محاولاً ادخال الهواء الي رئتيها ….
صرخ فيهم بغضب : انتوا واقفين تتفرجوا عليا ، اسعاف بسرعه….
كل هذا وهو يعيد الضغط علي صدرها وشفتيها مراراً وتكراراً والدmـ.ـو.ع تغشي عينيه من شـ.ـده يأسه وقله حيلته في انقاذها ..
هتف بنبره اجشه باكيه متوسلاً اياها : غافي حبيبتي علشان خاطري فوقي وارجعليلي …
كانت نسرين تتابع لهفته وخـ.ـو.فه عليه بقلب ممزق وادركت ان عاصي عاشق لغفران حتي ولو لم يظهر ذلك !!!!
وكأنها استجابت لتوسله ورأفت بقلبه العاشق لها ، فاخذت تسعل بقوه تخرج المياه من فمها …
اختلطت دmـ.ـو.ع عاصي مع قطرات المياه المتساقطه من رأسه وجسده وهو يرفع جسدها من علي الارض يعتصره داخل صدره مقبلاً مقدmه رأسها هاتفاً بلوعه: الحمد الله .. الحمد الله يا رب…
اخرجها من داخل صدره قليلاً مانحاً اياها فرصه للتنفس فهي لازالت تثعل بشـ.ـده …
هتفت اسمه بنبره خافته مجهده: ع عااصي!!!
ضم جسدها الي جسده يعتصرها داخل احضانه : روح عاصي اللي رجعت له …
كان جسدها يرتجف بقوه واسنانها تصدر صوتاً من شـ.ـده احتكاكها بيعض …
وفي لحظه كان ينهض من علي الارض وهو يحملها علي ذراعيه القويه ويضمها الي صدره بحمايه وتملك مهرولاً الي الداخل صاعداً الي جناحهم والمياه تتساقط من جسديهما …
هدر بهم بنبره افزعتهم : اطلبوا الدكتور بسرعه ، اتحركوا….
هرولوا جميعاً منفذين اوامره ولحقت به دريه وهي ترتجف من الرعـ.ـب ولكنها مثلت القلق والخـ.ـو.ف علي غفران حتي تمحي اي شبهه من عليها …، تاركه نسرين تحدق في طيفهم بملامح كريهه حاقده….!!!!
………………….
صعد الدرج قاصداً جناحهم مسرعاً وهو يحملها علي ذراعيه وهي لازالت ترتجف بين يديه ، ولج الي داخل الجناح وهمت دريه ومن خلفها نسرين التي لحقت بهم ان يدلفوا خلفهم ولكنه زجرهم هادراً بعنف: محدش يدخل!!!!
واغلق الباب بقدmه في وجههم !!!
وقفت نسرين ودريه ينظرون الي بعضهم بتوجس وقلق من رده فعله اذا علم بما فعلته نسرين !!!
دخل الي الحمام واوقفها في حوض الاستحمام وهو مازال محتفظاً بها داخل احضانه وفتح المياه الساخنه التي انهمرت عليهم بقوه ….
اخذت ترتجف بين احضانه فهي لازالت تشعر بالبروده وملابسها غارقه بالمياه البـ.ـارده ….
اسندها علي الحائط وبأيدي مرتعشه اخذ يجردها من ثيابها المبتله حتي تستطيع المياه الساخنه تدفئه جسدها….
وضعت يدها علي يده تمنعه وهي تنظر له بضعف غير قادره علي النطق …
فهم ما تريد قوله دون كلام وهتف يجيبها بحنو: معلش لازم تقلعي ، هدومك غرقانه مايه والدنيا برد ، علشان جـ.ـسمك يدفي لازم تقلعي الهدوم دي …
وبعدين مـ.ـا.تخافيش مني يا غافي .. انا جوزك !!!!!
رفعت عينها تنظر اليه بوهن ، فهو لاول مره يعترف انه زوجها بهذه السلاسه وكأنه معتاد علي ان يقولها باستمرار…
اول مره ينسبها اليه دون قيود او شروط…..!!!!
ثم تابع يضيف بسلاسه وكانه شيء عادي يحدث بينهم باستمرار: وانا كمان هعمل كده علشان هدومي مبلوله ….
كان يحاول تهدئتها وطمئنتها ولكن جملته الاخيره جعلها تترنح في وقفتها خجلاً من ما ينتوي فعله …
وفي لحظه كان يضمها داخل صدره وينزع عنها ملابسها حتي تخلص منها تماما الا من ملابسها الداخليه….
وفعل المثل له ايضاً وبقي بملابسه الداخليه فقط!!!
ابتدت تشعر بالدفيء يجتاح اوصالها ليس فقط من سخونه المياه وانما ايضاً من سخونه جسده الذي يحتويها…..
كان يعتصرها داخل صدره ، يمرر يده بحنان علي ظهرها ، فهو لاول مره يشعر بقلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه آلماً وخـ.ـو.فاً من فقدانها ….
ظلوا فتره طويله تحت المياه ، هي تخفي نفسها داخل احضانه تلتمس منه الحنان والحمايه …
وهو يقربها من قلبه يريح دقاته التي آنت آلماً من شـ.ـد خـ.ـو.فه عليها شاعراً بالراحه والامان…
اغلق المياه واحضر روب الاستحمام خاصتها والبسها اياه بعدmا جفف جسدها جيداً، ووضع منشفه اخري علي شعرها ، وحملها كطفله صغيره بين يديه ، خرج بها من الحمام ووضعها علي الفراش ودثرها جيداً بالغطاء …
ثم غاب عنها لثواني معدوده جفف فيها نفسه ولف خصره بمنشفه كبيره وعاد اليها…..
فتح جهاز التكييف علي الساخن حتي يدفيء الجناح لها وعاد اليها مره اخري …..
جلس بجانبها في الفراش وجذبها الي احضانه واضعاً الغطاء الكثيف حولهم ….
همس يسألها بنبره قلقه: احسن دلوقتي ؟؟؟
اجابته بهزه خفيفه من رأسها دون ان تتحدث ، فهي لازالت تشعر بضيق في التنفس وتعاني من الاجهاد …
سألها بقلق بعدmا اخرجها من احضانه ناظراً الي ملامحها الشاحبه بقلق: طب مش بتتكلمي ليه ، سمعيني صوتك عاوز اطمن عليكي …..
بللت طرف شفتيها الجافه بحركه عفويه ، جعلت جسده يتصلب بقوه يود لو يلتهم تلك الشفاه الصغيره بين شفتيه الغليظه ، فهو منذ ان كانت شبه عاريه في احضانه تحت المياه وشعوره بجسدها اللين ملتصق بجسده الصلب وهو يعاني وبشـ.ـده ….!!!!
هتفت بصوت مرهق خافت: صدري بيوجـ.ـعني ، ومش عارفه اتنفس و…ومش قادره اتكلم !!!!
اتنفض بفزع يضع يده علي صدرها يدلكه برفق وهو يقول بتـ.ـو.تر: بالراحه…. خدي نفس بالراحه ….
خدي نفس عميق وطلعيه بالراحه …
نفذت ما قاله بتعب وصدرها بدأ يـ.ـؤ.لمها اكثر بالرغم من اخذها لنفسها بصوره افضل الا ان صدرها بدأ يـ.ـؤ.لمها ….
رفع سماعه الهاتف يطلبهم في الاسفل ، هدر فيهم صارخاً بغضب : الدكتور فين ، كل ده ولسه موصلش ؟؟ استعجلوه بسرعه!!!!
اغلق الهاتف والتفت يحدثها بحنو وهو يملس علي شعرها بحنان: الدكتور علي وصول خلاص ، انا هقوم اجيب لك حاجه تلبسيها قبل ما يوصل ….
………………….
ولج محمد الدالي بملامح وجه غاضبه الي غرفه نوم ابنه واخذ ينادي عليه بصوت جهوري وهو يزيح الغطاء من عليه ….
قوووووم ، قوم يا بيه …
شوف اخره صياعتك ووساختك وصلتنا لحد فين ، قوووووووم ..
اعتدل مازن بجسده ونظر الي والده وهو يغمض عين ويفتح الاخري وسأله بنعاس : مالك يا بابا في ايه ، مصاحيني من النوم وعمال تزعق كده ليه ….
هدر والده بغضب: طبعاً ما انت نايم في العسل وانا عمال الم وراك من هنا لهنا ، بس خلاص ضيعنا واللي كان كان ، فلسنا وبقينا علي الحديده وكل ده ليه علشان حضرتك فارد لي عضلاتك وعاوز تلعب مع الاسد ، واهو الاسد اكلنا ورمانا للكلاب….
سأله مازن بغباء: اسد ايه وكلاب ايه ، وفلسنا ايه..
ايه اللي انت بتقوله ده ما تتكلم كلام مفهموم…
قالها وهو يتناول علبه سجائره يخرج منها واحده يشعلها عله يفيق ويفهم كلام والده الغريب ….
تحدث والده جاززاً علي اسنانه يسأله بغضب: في ايه بينك وبين عاصي الجارحي ؟؟؟
تعلقت السيجاره امام شفتيه والدخان الابيض يغشي ملامحه التي توحشت عن عيني ابيه فور ذكره لاسم غريمه….
سأل والده بنبره جـ.ـا.مده: اشمعنا؟؟؟
هدر والده بسخط : انت هتخش لي أفيه!!
جاوبني علي سؤالي فين ايه بينك وبين عاصي الجارحي علشان يعمل معانا اللي عمله…
هب واقفاً من رقدته ووقف امام والده وسأله مضيفاً عينيه بشك ؛ عمل ايه ؟؟ ممكن تتكلم علي طول من غير الغاز….
اجابه والده بحـ.ـز.ن وحسره : قول معملش ايه ، خلاص كل حاجه راحت ، توكيل العربيات الالماني اتلغي ومبقاش فاضل غير الديون اللي عليا للبنوك اللي مش عارف هسددها منين وازاي …
وكل ده قرصه ودن صغيره ليك علشان اللي عملته معاه واللي انا مش عارف ايه هو لحد دلوقتي …
صرخ مازن بغل وقهر : وهو مين علشان يعمل كل ده وانت ازاي تسمح له بحاجه زي كده ، اذا كان هو عاصي الجارحي فأنت محمد الدالي علي سن ورمح …
نظر له والده بغـ.ـيظ من غباؤه وغــــروره هاتفاً بسخط: والنبي اتلهي علي خيبتك ، عاصي الجارحي ده غول حوووت كبير وبلعنا في كرشه ومحدش يقدر يقف قصاده والسوق كله معاه وفي جيبه …
وعلي فكره هو مش بيهوش والدليل اللي عمله ، وحلف لو شافك صدفه في طريقه او طريق اللي بخصه هيفرمك ….
هدر مازن بغضب وغــــرور: علي نفسه مش عليا ، انا بقي هعرفه مين هو مازن الدالي وازاي يلعب معاه…
نظر له والده بيأس من غــــرور وعجرفه ابنه التي حتماً ستؤدي بحياته وتوقعه في مشاكل هو في غني عنها ولكن عواقبها ستكون وخيمه عليه وعلي الجميع ………..
…………………………..
وقف يتابع الطبيب باهتمام وهو يضع ماسك الاوكسجين علي انفها ويعلق لها المحاليل …..
سأله بقلب لهيف : طمني يا دكتور … هتبقي كويسه.
اجابه الطبيب بتقرير: الحمد الله هي عدت مرحله الخطر، هي بس محتاجه اوكسجين علشان ننظم عمل الرئة من تاني بعد المجهود اللي عملته والميه اللي شربتها ، والمحاليل دي شويه فيتامينات ومهديء علشان تنام مرتاحه …
الحمد الله انتوا لحقتوها علي اخر لحظه ….
ثم اشار الي الممرضه التي ترافقه قائلاً: وانا هسيب الممرضه معاها تتابع المحاليل لما تخلص وتغيرها وممكن علي باليل تشيل جهاز الاوكسجين ….
سأله بقلق جلي علي ملامحه: يعني هي مش محتاجه تروح مستشفي !!!!
اجابه الطبيب نافياً: اطمن يا عاصي باشا، انا عملت لها اللازم لو كانت محتاجه مستشفي ما كنتش هتاخر …
ثم اغلق الطبيب حقيبته وهم مغادراً قائلاً بعمليه: الف حمد الله علي سلامه الهانم …:
صافحه عاصي يشكره بجمود: الله يسلمك
القي نظره عليها قبل ان يغادر الجناح وآمر الممرضه بجمود: خالي بالك منها مش عاوز عينك ترمش من عليها …..
اطمن حضرتك ده شغلي… قالتها الممرضه بعمليه.
نزل الي اسفل حيث الجميع يجلس وكأن علي رؤسهم الطير!!!!
سأله الجد بقلق : طمني يا عاصي ، الدكتور قالك ايه هتبقي كويسه ، طمني ومتخابيش عليا حاجه يا ابني..
ربط عاصي علي يد جده وهتف مطمئناً اياه: اطمن يا حج الدكتور طمني ، هي بس نايمه دلوقتي علشان لازم صدرها يرتاح بعد المجهود اللي عملته….
غمغم الجد مستغفراً: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم … ازاي ده حصل ، ازاي وقعت في الميه ..
دي طول عمرها بتخاف من الميه ومش بتقرب ناحيتها ، انا هتجنن…
زاغت نظرات نسرين ولم تعلق بينما هتفت دريه بتـ.ـو.تر : تلاقيها ما اخدتش بالها واتزحلقت غـ.ـصـ.ـب عنها ….
هدر الجد بغضب : وانتوا كنتوا فين لما ده حصل ، ازاي قصر طويل عريض مليان خدm وناس عايشه فيه وما يخدوش بالهم منا ….
افرض لا قدر الله عاصي مكانش جيه في الوقت المناسب ولحقها ، كان زمانها دلوقتي رايحه مننا!!!!
قصف صوت عاصي الغاضب من خلفه: جدي!!!!
خلاص الحمد الله انها بخير مالوش لزوم الكلام ده..
قالها بملامح غاضبه ، ففكره ان مكروه قد يصيبها اصابت قلبه بو.جـ.ـع لم يشعر بمثله من قبل !!!
ثم تابع يقول بتعب : بكره لما تفوق تبقي تحكي لنا عن اللي حصل ، وانا هقوم دلوقتي اراجع كاميرات المراقبه واشوف ازاي ده حصل ….
وانت يا جدي قوم حضرتك ارتاح شويه في اوضتك الانفعال غلط عليك ، لازم تاخد ادويتك وترتاح….
شحب وجه نسرين ودريه بشـ.ـده عنـ.ـد.ما سمعوا حديثه عن كاميرات المراقبه وحاولت دريه ان تلهيه عن ذلك مؤقتاً حتي تستطيع التصرف في الامر قائله بتـ.ـو.تر: وانت كمان يا حبيبي قوم ارتاح انت تعبت ونزلت الميه في عز البرد ، وبعدين ابقي شوف موضوع الكاميرات ده…
اجابها نافياً وهو يتوجه صوب غرفه المكتب: انا كويس الحمد الله ، عن اذنكم …
بس يا عاصي …. قالتها بتـ.ـو.تر وقلق ….
اجابها بحسم : أمي خلاص من فضلك….
ثم غادر وتركهم يجلسون فوق صفيح ساخن في انتظار حكم اعدامه علي نسرين…!!!!!!
زفر بغضب وهو يلقي بالحاسوب ارضاً بعدmا فشل في الوصول الي اي شيء يعرفه كيف سقطت في المياه ، فكاميرات المراقبه حدودها حتي مدخل الحديقه من الداخل فقط ولا يوجد كاميرا تصور المسبح حفاظاً علي خصوصيتهم !!!!
كانت دريه تزرع غرفتها ذهاباً واياباً بتـ.ـو.تر فهي تشعر بالرعـ.ـب من مجرد تخيلها معرفه عاصي بفعله نسرين فما بالك بالحقيقه…!!!!!
عكس نسرين التي كانت تجلس باسترخاء تتابعها بملل…
هتفت نسرين بحنق من تـ.ـو.تر خالتها : انا مش فاهمه انتي قلقانه ليه كده؟؟؟؟
اجابتها دريه بغـ.ـيظ من برودها : وانا مش عارفه انتي ازاي بـ.ـارده كده ومش خايفه ولا اما تكوني عامله مصيبه.
اجابتها بلامبالاه: ما انا فعلا ما عملتش حاجه !!!
ثم تابعت تضيف بثقه بعدmا ومقتها خالتها بغـ.ـيظ شـ.ـديد: يا انطي انتي ناسيه ان مفيش كاميرات عند البيسين وعاصي بنفسه هو اللي كان آمر بكده ، ثم انا دخلت وخرجت من مكان بعيد عن اي كاميرا ، انا عارفه اماكن الكاميرات كويس اوي….
سالتها دريه بشك: افهم من كده انك كنت قاصده ومرتبه انك تمـ.ـو.تيها يعني محصلش بالصدفه لما اتخانقتوا وقمتي موقعاها في الميه!!!
اجابتها بلامبالاه: تقدري تقولي حاجه زي كده…!!!
نظرت لها دريه بريبه وكانها تراها لاول مره بحياتها وان كانت تظن نفسها انها تعلب مع الشيطان فنسرين الشيطان بحد ذاته …..
…………………………….
دلف الي الجناح فوجدها مستغرقه في النوم والممرضه قد ازالت ماسك الاوكسجين من علي انفها واغلقت انبوب السيروم المغذي….
سألها بقلب لهيف عليها وهو يتطلع الي وجهها الجميل الذي عادت اليه الحياه وتوردت وجنتيها مره اخري: عامله ايه دلوقتي ؟؟
اجابته وهي تتابع عملها باتقان: الحمد الله احسن نسبه الاوكسجين في الدm اتظبطت وكمان المحلول خلص وهي بتتنفس عادي دلوقتي …
الحمد الله … ثم تابع يضيف بعدmا اخرج من محفظته رزمه ماليه كبيره اعطاها اياها: اتفضلي ….
وكمان السواق تحت جاهز علشان يوصلك لمكان ما انتي عاوزه ….
رفضت الممرضه بأدب واحراج: كتر خيرك يا فنـ.ـد.م انا ما عملتش حاجه ده شغلي …
تحدث برجاء : معلش علشان خاطري اتفضلي ، دي حاجه بسيطه علشان الاولاد….
متشكره جداً جداً يا فنـ.ـد.م … قالتها ثم غادرت الجناح باكمله……
اقترب منها وجلس ممداً جسده بجانبها علي الفراش ثم جذب رأسها ووضعها علي صدره فوق مضخته الهادره بقوه …
استنشق عبيرها الاخاذ وضم ذراعيه عليها يلصقها به بقوه يريد ان يدخلها داخل قلبه بين ضلوعه …
يريد ان يشعر بها بين يديه ، يأكد لنفسه حقيقه وجودها فهو لايزال قلبه يرتجف بزعر كلما تخيل انها من الممكن ان ترحل وتتركه !!!!
عند هذه الفكره يشعر بكيانه يهتز ، هو لن يستطيع بدونها ، لن يتخيل حياته بدونها …
هي خُلقت له ، ومن ضلعه ، هي نفسه ، هي غفرانه الذي يسعي للحصول عليه …
هي غفران قلبه العاصي !!!!!
اسند راسه علي ظهر الفراش وهي قابعه داخل حـ.ـضـ.ـنه وهمس بصوت منخفض: عملتي فيه ايه يا غفراني ،شقلبتي حالي وكياني للدرجه دي …
ثم طبع قبله رقيقه علي مقدmه رأسها هامساً خاليتي العاصي يلين يا غفراني ……
وصل همسه اليها وهي غافيه بين احضانه ، كانه صوت يأتي من مكان بعييييد ، ولكنه وصل اليها فظنت انها تحلم به وهو يقول لها هذا الكلام ….
فارتسمت ابتسامه رقيقه علي شفتيها وهي مغمضه العين وهمست باسمه تناجيه في احلامها قائله بخفوت: بحبك يا عاصي ……!!!!!!!!
……………………………
انتهي الفصل التاسع …
بدأت غفران تستيقظ من نومها ، فتحت عينيها واغلقتها اكثر من مره وحاولت الاعتدال ولكنها شعرت بجسدها مكبل بقوه….
حركت رأسها ونظرت بجانبها وجدت وجه عاصي مقابلاً لوجهها وهويحيطها بذراعيه واضعاً راسها علي صدره….
افترقت شفتيها بابتسامه عاشقه وهي تمعن النظر في ملامحه الوسيمه التي تعشقها ….
مررت عينيها علي كل انش في وجهه الهاديء المسترخي …
قطبت جبينها بتعجب من نومه بجانبها فهي لا تتذكر كيف ومتي غفت باحضانه ولكنها سرعان ما تذكرت ما حدث معها امس …
احمرت وجنتيها خجلاً عنـ.ـد.ما تذكرت ما فعله معها وكيف خلع عنها ملابسها وضمها باحضانه تحت قطرات المياه!!!!!
ياله من وقح !!! كيف يفعل ذلك ويري جسدها شبه عاري بل والادهي كيف لها ان تطاوعه ولكنها اقنعت نفسها انها كانت في حاله لا تسمح لها بمنعه فهي بالكاد كانت تستطيع الوقوف لولا مساعدته لها …
حاولت ازاحه يديه من عليها والتحرك بهدوء من جانبه قبل ان يشعر بها ويستيقظ ، فهي تشعر بالخجل الشـ.ـديد منه ولن تستطيع النظر في وجه مره اخري!!!
شعر عاصي بحركتها ولكنه شـ.ـدد من قبضته عليها اكثر واصدر همهمه معترضه علي قيامها….!!
سكنت قليلاً حتي يعود للنوم مره اخري وحاولت ان تتحرك بهدوء حذر الا انه جذبها اكثر اليه وفتح عينيه ينظر الي وجهها الرقيق هامساً بنبره متحشرجه من اثر النوم : صباح الجمال !!!!
اخفضت عينيها ارضاً فهي لا تستطيع النظر الي عينيه بعد ليله امس واجابته بنبره خجله خفيضه: صباح النور …..
مد يده يمسك طرف ذقنها يرفع وجهه اليه وسألها باهتمام وهو يتشرب حلاوه ملامحها من ذلك القرب المهلك لرجولته: عامله ايه دلوقتي ، بقتي احسن ، ولا لسه حاسه بتعب …
اجابته برقه وهي تنظر اليه بخجل : الحمد الله احسن كتير ….
طبع قبله طويله علي جبهتها هامساً بـ.ـارتياح : الحمد الله ، كنت همـ.ـو.ت من الرعـ.ـب عليكي …
هتفت مسرعه بحب: بعد الشر عليك من المـ.ـو.ت ؟ ربنا يخاليك ليا … ثم اضافت بخجل شـ.ـديد عنـ.ـد.ما نظر اليها تلك النظره التي اذابتها … لينا .. يخاليك لينا….
همس بمكر وهو يمرر ابهامه علي وجنتها الحمراء الساخنه: تؤ تؤ ،قوليها تاني !!!
سألته بغباء : هي ايه دي؟؟
همس بنبره خافته مثيره : الجمله اللي صححتيها من ثواني عاوز اسمعها منك تاني …
عضت علي شفتيها خجلاً وشعرت بحراره جسدها ترتفع من همسه المثير وصمتت ولم تستطيع التفوه بحرف واحد….
اظلمت عينيه برغبه حارقه تنهش روحه وهو يراها تكاد تدmي شفتيها من كثره الضغط عليها وشعر بجسده يطالبه بضمها والتهام شفتيها بين شفتيه…
وبدون تردد كان يلبي نداء جسده والتهم شفتيها في قبله جامحه افقدته صوابه !!!
التهم كل انش في شفتيها الرقيقه يتذوق حلاوته باستمتاع ، وصوت انين خافت صدر عنها دليل علي رغبتها به ، افقده صوابه و.جـ.ـعله مثل المـ.ـجـ.ـنو.ن يقبلها بجموح وكأن حياته متوقفه علي هذه القبله !!!!
ذابت بين يديه وتاهت في قبلته التي عصفت بكيانها فهي لاول مره تجرب شيء كهذا ….
كانت تقراء في روايتها عن احساس البطله بقبله البطل وكانت تنخيل نفسها وهو يقبلها ولكن الواقع اجمل من الخيال بكثير !!!!
استسلامها الخجول اثاره بشـ.ـده واصبح غير قادر علي الابتعاد او تحجيم رغبته بها ….
نزل بقبلاته علي عنقها المرمري واخذ يقبله بجنون وكلما زاد استسلامها زاد جنونه وجموحه ….
تجرأت يديه علي جسدها واخذ يتحسسه باستمتاع فهو منذ امس وملمس جسدها اللين بين يديه ارهقه بشـ.ـده وكان يطوق للمسه والشعور به كما يفعل الان!!!
لا تعرف كيف اعتلاها ولا كيف جردها من الجزء العلوي من ثوب نومها فهي كانت ذائبه بين يديه مثل قطعه الثلج…
ولكن صوت طرق علي الباب اخرجهم من غفوتهم ، باعتراض فصل عاصي قبلاته المحمومه لها ، وهتف بنبره غاضبه متحشرجه من فرط اثاره مشاعره يجيب الطارق المزعج: ايوه .. في ايه؟؟
جاؤه صوت نعمـ.ـا.ت المتـ.ـو.تر: اسفه يا عاصي بيه، الممرضه بتاعه الست غافي وصلت وعاوزه تطمن عليها وتديها العلاج بتاعها ….
اجابها بنفس النبره الغاضبه وهو لازال علي نفس وضعه محاصراً جسدها بجسده: طيب ، خاليها تطلع بعد عشر دقايق….
عاد بنظراته اليها فوجد وجهها يكاد ينفجر من شـ.ـده الاحمرار خجلاً وتغمض عينها بقوه كالاطفال …!!
كانت شهيه ومثيره لعينيه بدرجه ارهقته ولكنه سيطر باعجوبه عاي رغبته بها وفضل مصلحتها وصحتها علي اي شيء اخر ….
قبل ارنبه انفها هامساً بمرح: انا مش عارف مين اللي باصص لي في ام الجوازه اللي مش عاوزه تكمل دي …/
ابتسمت بخجل اذابه ولم تتفوه بحرف حرجاً منه ومن وضعهم …
همس آمراً اياها: فتحي عنيكي …
نفذت امره وكأن لعينها اراده خاصه منفصله عنها فهي استجابت له بالرغم من رغبتها في عدm النظر له…
همس بنبره خافته اجشه: الممرضه هتطمن عليكي وبعدها لازم نتكلم …. احنا كان في بينا اتفاق ولا نسيتي…
هزت برأسها نفياً وهمست برقه: لا مش ناسيه…
تماااام … انا هدخل اخد شاور ، مش عاوزه تاخدي شاور انتي كمان ؟؟؟ سألها بنبره ماكره..
اجابته ببراءه: ادخل انت الاول وبعدين انا هبقي ادخل بعدك…
اقترب هامساً بحراره امام شفتيها المنتفخه من اثر هجومه الضاري : لو تحبي ممكن ناخد شاور مع بعض زي امبـ.ـارح …ثم اعقب حديثه بغمزه وقحه من عينيه الجريئه جعلتها تشهق بخجل وتداري وجهه عنه هاتفه بخجل : عاصي ، بس بقي !!!
قوليها تاني كده ….قالها وقد اظلمت نظراته مره اخري….
هي ايه دي ؟؟؟؟
عاصي … قوليها تاني كده…
نظرت له بخجل وتردد وهتفت اسمه برقه وهي تتحاشي النظر الي عينيه: عاصي !!!
تأوه بخفوت ثم التهم شفتيها مره اخري يتذوق حلاوه اسمه من بين شفتيها الناعمه …..!!!!!!!
……………………………..
نزلوا الي اسفل متشابكين الايدي بعدmا انتهت الممرضه من فحصها والتأكد من تمام شفاؤها …
كانوا الجميع ينتظرهم في الاسفل في جو يسوده الثلق والتـ.ـو.تر….
تعلقت عيني نسرين ودريه علي الدرج ما ان استمعوا لاصوات خطواتهم ، طالعتهم دريه بقلق يشوبه الحقد بينما نسرين احتدت نظراتها غلاً وكرهاً وهي تري يد عاصي تعانق يدها بحمايه وتملك ولم تخفي عليها نظراته الحنونه لها ….
نهض الجد من مقعده عنـ.ـد.ما اقتربوا منه وقتح ذراعيه لها هاتفاً بحنان: حمد الله علي سلامتك يا قلب جدك كده تخضيني عليكي ….
ضمت نفسها الي صدر جدها الواسع الذي طالما احتواها بحنانه ، وهمست برقتها المعهوده: انا كويسه الحمد الله يا جدو ، ما تخافش عليا…
قبل راسها بحنان هاتفاً بحنو: يا رب دايماً يا روح جدك….
اقتربت منها دريه وهي ترسم ابتسامه زائفه علي وجهها مدعيه القلق وهي تضمها الي صدرها: حمد الله علي سلامتك يا غافي ، قدر ولطف …
اجابتها غفران باحترام : الله يسلم حضرتك يا طنط…
اقتربت منها نسرين تدعي القلق والخـ.ـو.ف وهي تضمها بحب زائف: حمد الله علي سلامتك يا غافي ، كده برضه تخضيني عليكي ، مش تاخدي بالك من نفسك ، ده احنا اترعـ.ـبنا عليكي انا وانطي لمت شوفنا عاصي وهو بيطلعك من الميه ….
ثم قبلتها علي وجنتيها هاتفه بمكر : حمد الله علي سلامتك حبيبتي….
ارتفعت حاجبي غفران بذهول من تبدل حال نسرين معها حتي كادت حواجبها ان تلامس مقدmه شعرها من شـ.ـده الاستغراب والذهول هاتفه بعدm تصديق لما يحدث امامها : نعععععم ….!!!
نظرت نسرين لها ثم لعاصي وهتفت بتـ.ـو.تر: ايه يا غافي مالك ، بقولك حمد الله علي السلامه..
هتفت غفران ببعض العصبيه: انتي بتقولي ايه، انتي ازاي كده…
نقل عاصي نظراته بينهم وسأل غفران بريبه: مالك يا غافي في ايه ، انتي تعبانه ….
نسرين بتحاول تطمن عليكي مش اكتر …..
هدرت فيه بغضب وقد اتلفت اعصابها من مكر ودهاء نسرين ، اشارت باصبعها نحوها وهي تنظر لعاصي بغضب : في انها كـ.ـد.ابه !!!!
هي اللي جت اتخانفت معايا وهي اللي زقتني في الميه وهي عارفه اني مش بعرف اعوم ….
شحب وجه دريه برعـ.ـب من كشف حقيقه ابنه شقيقها والتي تقف بثبات تحسد عليه امامهم …
بينما احتدت معالم وجه الجد وعاصي الذي نظر الي نسرين بغضب غير مستوعب لما تقوله غفران …
سألها بنبره غاضبه: انتي بتقولي ايه يا غفران !!!!
اكلمت بغضب : بقول الحقيقه!!!
صدح صوت الجد هاتفاً بقوه: احكيلي كل اللي حصل وخالاها تعمل معاكي كده ….
همت غفران ان تتحدث ولكن صدح صوت نسرين التي ادعت البكاء هاتفه : كده .. كده يا غفران …
اخص عليكي ، بقي بتتهميني ان انا اللي وقعتك في الميه …
بقي دي اخرتها … انا عارفه انك طول عمرك بتكرهيني لكن يوصل بيكي الكره لدرجه انك تتهميني بحاجه بشعه زي دي…
لا .. لا حـ.ـر.ام انا مش قادره اصدق، انا عارفه اننا مش قريبين من بعض ومش بـ.ـنتفق لكن مش لدرجه …
ثم اجهشت في بكاء مرير ، من يراها يتعاطف معاها ويشعر بانها مظلومه وغفران تفتري عليها….
اقتربت منها غفران تهزها بقوه من ذراعيها هاتفه بجنون: انتي كـ.ـد.ابه ، انتي ازاي قادره تتلوني كده وتمثلي انك بريئه وانتي عارفه انتي عملتي ايه وقولتلي ايه ….
استغلت دريه حاله التخبط التي يمروا بها وهتفت تؤكد كلام ابنه شقيقها حتي تنقذها من ذلك المأزق:
ليه يا غفران يا حبيبتي تعملي كده وتقولي ان نسرين هي اللي عملت فيكي كده ، نسرين كانت قاعده معايا في اوضتي طول الوقت ومخرجناش منها الا علي صوت عاصي وهو بيجري عليكي … حـ.ـر.ام عليكي بجد حـ.ـر.ام ….
تلفتت غفران حولها تتطلع في نظراتهم اليها بذهول وعقلها لا يستوعب ما حدث …
وعاصي ينظر اليهم بعدm فهم غفران تتحدث بثقه ونسرين ايضاً وفي نفس الوقت عقله لايستوعب ما تقوله ، فنسرين برغم من غيرتها من غفران الواضحه الا انها غيره طبيعيه بين بـ.ـنتين ولكنها لا تصل الي حد القــ,تــل ….
سألها الجد بتخبط مما يراه امامه: انتي متأكده يا بـ.ـنتي من اللي بتقوليه ما يمكن بيتهيألك ؟؟؟
نظرت له بعدm تصديق هاتفه بحنق: انت كمان يا جدو مش مصدقني !!!!!
انا مش بكدب ، هي جت لي اتكلمت معايا وانا عند حوض الزرع بتاعي وقالت لي كلام سخيف واتخانقنا ولما هددتها اني هقول الكلام ده لعاصي ومشيت وسبتها زقتني في الميه ….
كلام ايه ؟؟؟؟ قالها عاصي بجمود ….
حرااااام عليكي ليه بتتبلي عليا كده ، ليييييه …!!!!
قالتها نسرين وهي تذرف دmـ.ـو.ع التماسيح من عينيها وعموماً علشان تصدقوني انا هثبت لكم مين فينا اللي بيكـ.ـدب…!!!!
ثم اخرجت الهاتف من جيبها وضغطت علي بعض الازرار وقبل ان تفتح الخط ،تحدثت بنبره باكيه: انا هتصل بالspa اللي بتعامل معاه انا وانطي دريه..
امبـ.ـارح انطي كان عندها جلسه مساج هنا في القصر وانا كنت موجوده معاها ساعه الجلسه …
هكلمها قدامك واثبت لكم كلامي وتقدر يا عاصي تراجع الحرس وكاميرات المراقبه وتعرف الوقت اللي البـ.ـنت جت ومشيت فيه …
ثم اتصلت بفتاه المساج وفتحت مكبر الصوت واخذت تسألها وهي تجيب علي اسئلتها والتي اكدت صحه ما تقول امام نظراتهم جميعاً…
ابتسمت دريه بخبث عنـ.ـد.ما لاحظت شحوب وجه غفران وتبدل نظرات عاصي الي الغضب والشراسه ناحيتها، وبفعلتها هذه زرعت اول بذره شك في قلب عاصي نحوها !!!!!
هتفت نسرين بمكر وهي تتطلع اليهم : اظن دلوقتي انتوا عرفتوا الحقيقه كلها ، بس انا بعد اللي حصل ده لا يمكن اقعد هنا ولا ثانيه واحده بعد كده عن اذنكم …
ثم جرت مسرعه من امامهم تصعد الدرج وعلي وجهها ابتسامه انتصار واسعه….
تحدثت دريه بغضب تلومها : ارتحتي خلاص ، عملتي اللي انتي عايزاه ، وطردتي بـ.ـنت اختي من بيتي ، بس يكون في علمك لو نسرين مشيت من هنا ، مش هتكون لوحدها انا همشي قبلها ….
قالتها وغادرت تلحق بأبـ.ـنت اختها الشيطانه مثلها ….
وقفت غفران تنظر في اثرهم بذهول ، لا تعرف ماذا تقول فهي اصبحت الجاني بعد ان كان مجني عليها ..
نظرت الي جدها الذي جلس منكس الرأس يفكر بحـ.ـز.ن وحيره فيما حدث …
فهو يعرف غفران مستحيل ان تكذب وتدعي شيء كهذا وفي نفس الوقت نسرين استظاعت ان تثبت برائتها يالرغم من مكرها والاعيبها ….
حولت نظراتها الي عاصي الذي نظر اليها نظره بنفور واشمئزاز مزق قلبها …وتركها ورحل خلف والدته ونسرين ولكنه هتف بتحذير قبل ان يتركها ويرحل: لو اتأكدت انك بتكدبي حسابك معايا هيكون كبير .. كبير اوي يا غفران …
ثم اولاها ظهره صاعداً الدرج ، تاركها تحدق في اثره بخذلان وقلب مجروح …….!!!!!!
نظرت الي جدها الي رفع رأسه ينظر لها بحـ.ـز.ن وفتح لها ذراعيه في دعوه منها لاحتواءها …
لم تفكر مرتين وهي تجري تندس داخل احضانه الواسعه تبكي حـ.ـز.ناً علي حالها وعلي قلبها الذي يتعـ.ـذ.ب بحب ذلك العاصي !!!!!!!!
………………………
تحدثت دريه الي نسرين باعجاب: يخرب عقلك عملتيها ازاي دي ، قلبتي الترابيزه عليها وطلعتيها هي اللي بتتبلي عليكي ….
هتفت نسرين بشيطنه: اومال كنتي عاوزاني اقف اتفرج عليها وهي بتخالي عاصي يطردني من القصر ، ده بُعدها ….
سألتها دريه بألحاح : اومال انتي ظبطي البـ.ـنت بتاعه المساج ازاي …
قالت وهي تهز كتفيها بلامبالاه: الفلوس ، كله بالفلوس …رمـ.ـيـ.ـت لها قرشين وحفظتها تقول ايه لما اتصل بيها مش حاجه يعيني لما تقول اني كنت حاضره معاكي جلسه المساج ….
ثم تحركت وجلبت حقيبه السفر الخاصه بها ووضعتها علي الفراش وهي تقوم بلملمه بعض من ملابسها …
تسألت دريه بدهشه : انتي بتعملي ايه ، انتي بجد هتسيبي القصر وتمشي…
نظرت لها نسرين هاتفه بمكر: طبعاً لازم اكمل التمثيليه للاخر علشان يصدقوا اني مجروحه من اللي عملته غفران فيا …..
هتفت دريه بتعجب من افعالها : ده انتي شيطانه …
سخرت نسرين قائله: تربيتك يا انطي!!!!!
دلف عاصي الي غرفه المكتب واخذ يراجع كاميرات المراقبه ، وتأكد من صحه كلام نسرين بحضور فتاه المساج الي القصر ومكوثها ما يقرب من الساعتين ورحيلها قبل وصوله بدقائق قليله….
ضـ.ـر.ب علي سطح المكتب بيديه بقوه زافراً بغضب ، فغفران تكذب عليهم !!!!
وتسأل كيف تصل بها الامور الي حد الافتراء علي نسرين بشيء كهذا ؟؟؟؟
هل تغيرت غفران واصبحت واحده اخري تجيد الكذب والتلاعب ورقتها ما هي الا وجهه خارجيه تخفي خلفها شخصيه بشعه ؟؟؟؟؟
مستحييييييل !!!! قالها بغضب فهو ابداً لن يصدق انها هكذا…….
………………………
دلف عاصي الي غرفه نسرين بعدmا طرق علي الباب واذنت له بالدخول ……
نقل نظراته بينهم وبين الحقيبه التي تضع بها ملابسها متسائلاً باستغراب: ايه اللي انت بتعمليه ده يا نسرين ؟؟؟
اجابته بنبره باكيه: زي ما انت شايف انا خلاص ماليش مكان بينكم بعد اللي حصل من غفران …
هتف بنبره حاسمه: بطلي هبل ورجعي حاجتك مكانها ثم تابع يضيف بغضب مكبوت: انا خلاص اتأكدت من صدق كلامك وهيبقي ليا كلام تاني مع غفران ….
تحدثت وهي تكمل وضع ملابسها في الحقيبه: من فضلك يا عاصي … الموضوع منتهي بالنسبه لي وبعدين انا مش عاوزه اكون السبب في مشكله بينك وبين مراتك ، انا همشي واريحكم مني خالص….
استغلت دريه الوضع وزادته اشتعالاً قائله: اسمعي كلام عاصي يا نيسو ولو فضلتي مصممه علي رأيك همشي معاكي انا كمان رجلي علي رجلك ، ما انا مش هسيب بـ.ـنت اختي تعيش لوحدها….
هدر عاصي بغضب فاقداً السيطره علي اعصابه: بس مفيش حد هيمشي من هنا، وانتي يا امي من فضلك انا مش ناقص ضغط علي اعصابي اكتر من كده ….
لانت نبره دريه وهتفت تبث سمها داخل اذن ابنها: يا حبيبي انا مش بضغط عليك ولا حاجه ، بس اصل انت معزور ما انت كنت غايب بقالك خمس سنين متعرفش حاجه ، حاجات كتير اتغيرت وانت ما تعرفهاش…
قطب جبينه يسألها بشك: حاجات ايه اللي اتغيرت وانا معرفهاش؟؟؟
هتفت نسرين بمكر هي الاخري تجاري خالتها في حديثها الكاذب: خلاص يا انطي ، مالوش لزوم تفتحي في اللي فات….
هدر فيهم بعصبيه شـ.ـديده: في ايه ما تتكلموا علي طول بدل الالغاز اللي عمالين تقولوها دي!!!!
تحدث دريه كاذبه: اقولك ايه بس يا عاصي …
اصل دي مش اول مره تعملها وتتبلي فيها علي حد ، ده علي طول عامله مشاكل مع نسرين ومش طايقه وجودها في القصر وياما عملت لها مشاكل مع اصحابها وتقول عليها كلام محصلش …
حتي …. حتي !!!!
كملي يا امي ارجوكي انا علي اخري….قالها بغضب شـ.ـديد…
تابعت تضيف بخبث : حتي لما عرفت ان نسرين معجبه بواحد وبتحبه وهو كمان معجب بيها ، لفت عليه لحد ما اخدته منها وخالته يحبها وفي الاخر سابته علشان تتجوزك ….
ونسرين ساعتها انهارت وكانت حالتها وحشه اوي وانا لما اتكلمت معاها مهماش وزعقت معايا…
كانت تتابع تبدل ملامحه الغاضبه بنشوه انتصار ، وتابعت تبث سمها ساكبه الزيت علي النار قائله بمكر : اظن انت شوفت الولد ده ، ما هو ده الولد اللي انت اتخانقت معاه يوم رأس السنه… مازن الدالي…..
تحولت ملامحه الي ملامح شرسه مظلمه ارتعدت منها نسرين ودريه خـ.ـو.فاً….
برزت عروق عنقه من شـ.ـده الغضب وضغط علي فبضته بقوه حتي ابيضت مفاصله هاتفاً من بين اسنانه بغضب: مازن الدالي ….!!!!
ثم غادر الغرفه كالاعصار بغضب جحيمي متوعداً لها وله ……
………………………
صعد الي جناحهم وشياطين الارض تلاحقه ، يفكر فيما حدث وفيما سمعه وعقله يكاد يجن ؟؟؟
دلف الي الداخل عازماً علي الحديث معها ولكنه تسمر مكانه عنـ.ـد.ما وجدها تقف امام الشرفه من الداخل تنظر الي حبات المياه المتساقطه علي زجاج الشرفه وهي تبكي بصمت !!!!!
قبضه قويه اعتصرت قلبه من منظرها الباكي …
نظر اليها بحـ.ـز.ن وغضب من نفسه فهو سبب من اسباب بكاؤها ان لم يكن السبب الاساسي…
يريد ان يذهب اليها ويضمها الي صدره ويمحو تلك اللآليء المتساقطه علي وجنتيها الحمراء ولكن هناك ما يمنعه، يشعر انه مكبلاً ومقيداً غير قادراً علي الحراك!!!!
هناك صراع بين عقله وقلبه….
قلبه يآمره بالذهاب اليها ، وعقله يمنعه وبشـ.ـده!!!!
اطلق سبه نابيه بخفوت لاعناً نفسه وعقله وقلبه وكل ما حوله وغادر الجناح بخطوات عاصفه بل والقصر بأكمله!!!!!!
انتفضت غفران في وقفتها علي صوت غلق الباب ، تلفتت حولها تبحث عنه بعينيها ولكنها لم تجد له اثر فقط بقايا رائحه عطره العالقه في الجو !!!
جلست علي الفراش خلفها تبكي بقهر ، فتأكدت انه لم يصدقها وصدق كذبه نسرين !!!
حدثت نفسها ببكاء: وانتي كنتي فاكره انه هيصدقك بعد اللي سمعه، ولا علشان اللي حصل بينكم افتكرتي انه بيحبك بجد …
ابتلعت غصه تسد حلقها عنـ.ـد.ما تذكرت قبلاته لها في الصباح ونظره الرغبه في عينيه ولكنها سخرت من نفسها عنـ.ـد.ما ادركت ان ما حرك شعوره نحوها هي الرغبه فقط ليس اكثر من ذلك!!!!
وعلي هذا ارتمت علي الفراش خلفها وانخرطت في بكاء مرير وهي تضـ.ـر.ب علي قلبها بقبضتها الصغيره قائله: كفايه بقي .. بطل تحبه وانت ما شوفتش منه غير الالم والجـ.ـر.ح وبس !!!!!!
وظلت علي نفس وضعها حتي غلبها النعاس!!!!!
قضي عاصي باقي اليوم غارقاً في عمله داخل الشركه، محاولاً الهاء نفسه عن التفكير فيما حدث..
اغلق حاسوبه الشخصي واراح ظهره الي الخلف مغمض العين ، فقر انهك نفسه في العمل بشكل كبير اليوم …
مر طيفها وهي تبكي امام عينيه وشعر بنفس شعور الغضب والعجز الذي يمقته….
اخذ يفكر ويفكر ويقلب الموضوع من كافه جوانبه …
من الصادق ومن الكاذب لا يعرف ؟؟؟
نسرين وعلاقاتها بمازن !!!!!!
هل كانت علي اتصال به لانها تحبه فعلاً ؟؟ هذا هو التفسير الوحيد لسبب وجود رقمها ضمن سجل مكالمـ.ـا.ته؟؟؟
بينما رقم غفران لم يكن من ضمن المكالمـ.ـا.ت؟؟؟
ومقابلته مع غفران؟؟؟ هل كانت صدفه امرعلم بأمرها من نسرين؟؟؟؟
وحديث غفران عنه ؟؟؟؟ هل تعشقه فعلاً ام انها تقول ذلك حتي يبتعد عن طريقها ؟؟
ولكنها كانت تقولها بصدق حتي وصل صدي صدقها مباشراً الي قلبه؟؟؟؟
هل فعلاً تغيرت واصبحت مخادعه وهذا الوجه البريء مجرد ستار يخفي خلفه انسانه مخادعه ومتلاعبه؟؟؟
ووالدته!!!! يعلم تمام العلم انها لا تحب غفران ولكن من المستحيل ان تفتري عليها وتدعي كذباً بشيء لم يحدث؟؟؟
جذب خصلات شعره بقوه يكاد يقــ,تــلعه من جذوره زائراً بغضب وهو يطيح بكل شيء امامه ،عقله يكاد يجن من كثره التفكير ؟؟؟
كل آمر يحمل الشيء ونقيضه !!!!
ولكنه حسم آمره سيتحدث معها ويعلم منها كل شيء عن حقيقه مشاعرها نحوه، عن مازن، عن نسرين كل شيء كل شيء….
لملم اشياؤه وتحرك مغادراً الي القصر وهو عازماً علي وضع الامور في نصابها !!!!!
بعد قليل وصل عاصي الي القصر الذي كان يغرق في الظلام ، نظر في ساعه معصمه وجد ان الوقت قد اعدي منتصف الليل بقليل ، فهو لم يشعر بالوقت وهو غازق في تنفكيره طوال اليوم….
صعد الدرج ودلف الي الجناح ، فوجده غارق في الظلام الا من ضوء بسيط قادm من ناحيه غرفتها ….
تقدm الي الداخل بخطوات بطيئه حاي وقف امام الباب ووجدها تجلس علي الفراش متدثرع بالغطاء وتتصفح هاتفها بصمت…..
شعرت غفران بوجوده من رائحه عطره التي تسبقه دائماً ، رفعت نظراتها اليه ملقيه عليه نظره عابره قم عادت الي ما كانت تفعله ده ان تعطي له اهميه…!!!
صدح صوته الاجش منادياً عليها:غفران !!!
ارتجف قلبها داخل صدرها عنـ.ـد.ما سمعت اسمها من بين شفتيه فهو ينطقه بطريقه خاصه غير اي احد ، ولكنها اجابته وهي علي نفس وضعها دون ان تنظر له هاتفه باقتضاب : نعم ….
عاوز اتكلم معاكي شويه !!! قالها بجمود….
زمت غفران شفتيها بغضب من طريقته ورفعت نظراتها اليه ، عاقده يديها تحت صدرها ، هاتفه بسخريه: تتكلم معايا في ايه ؟؟؟
اظن انت قلت اللي انت عاوزه قبل ما تسبني وتمشي الصبح….
ثم صمتت قليلاً وهتفت كانها تذكرت شيئاً هاماً: اااااه اكيد بقي اتأكدت من الحقيقه وعرفت ان انا بكذب وبفتري علي نسرين وظلمتها ومش بعيد كمان تكون جاي تقولي اروح اعتذر لها عن اللي عملته معاها…
احتدت نظرات عاصي واستشرست ملامحه من استهزائها به وطريقه حديثها التي لا تروق له ، وهتف بنبره خطره: اتعدلي وانتي بتتكلمي معايا …
وبعدين فعلا انا اتاكدت ان نسرين مش كـ.ـد.ابه وعرفت ان البـ.ـنت كانت موجوده ، يعني نسرين مش كـ.ـد.ابه…
غلت الدmاء في عروقها من مدافعته عن تلك الكاذبه المتلاعبه ولكنها كتمت غـ.ـيظها وظلت تحادثه ببرود: والله برافو عليك انك اتأكدت من كلامها ، فعلاً فعلاً برافو…
تستتفزه، وتثير اعصابه بطريقتها البـ.ـارده تلك ، ماذا حدث لها في عمرها لم تتحدث معه بتلك الطريقه ابداً، هتف بعصبيه شـ.ـديده : لاخر مره بقولك اتعدلي وانتي بتكلميني ، طريقتك المستفزه دي تبطليها معايا علشان انا مش هضمن رد فعلي بعد كده….
خافت من نبرته العاليه ولكنها آبت ان تبين له خـ.ـو.فها وهتفت ببرود اكبر: ولا استفزك ولا تستفزني ..
انت قلت اللي عندك الصبح ودلوقتي وانا فهمت الرساله كويس اووووي…
يبقي كده تمام ، كل واحد براحته يعمل اللي يعمله …
هوي قلبه بين قدmيه وسألها بريبه: قصدك ايه..
اجابته بلامبالاه: قصدي واضح ، كل واحد براحته يعمل اللي يعمله ….
تحدث من بين اسنانه مستنكراً حديثها الذي يثير جنونه: يعني ايه ان شاء الله ، انتي ناسيه يا هانم اني جوزك!!!!
مؤقتاً …. جوزي مؤقتاً… قالتها بقوه ودون تردد.
لاحظت تبدل ملامحه من الغضب الي الحـ.ـز.ن ولكنها ارادت ايلامه اكثر فهي قد اكتفت من طريقته وتقلبه المستمر وهتفت بجمود: اظن ان انت اللي قلت ده وحددته من اول يوم جواز…
فياريت ما تنساش ده ونتعامل مع بعض علي هذا الاساس ..
ومش مسموح لك انك تتجاوز حدودك معايا زي ما عملت امبـ.ـارح او الصبح …
ومن هنا لحد ما نتطلق يا ريت اللي حصل ده ما يحصلش تاني …
ومن فضلك يا ريت تقفل الباب وانت خارج علشان عاوزه انام وبعد كده وانت داخل الجناح يا ريت تخبط علشان انت مش عايش فيه لوحدك ، في واحده غريبه عنك عايشه معاك …
تصبح علي خير ….!!!!!
قالتها وهي تتدثر جيداً بالغطاء تخفي رأسها تحته ، خـ.ـو.فاً منه ، فهي لا تعرف من اين واتتها الجرئه للتحدث معه بتلك الطريقه …
كما ان ملامح وجهه الغاضبه بشراسه اكدت لها انه لو طالها سيفتك بها ولن يدعها الا وروحها مغادره جسدها….
اما عاصي فكانت ملامح وجهه لا تفسر!!!
يقف غاصباً ، حانقاً ، مذهولاً منها !!!!
هل هذه الصغيره التي بالكاد تصل الي منتصف صدره تتشرط عليه وتعطيه اوامر وهو الذي عاش عمره كله لا يُفرض عليه رأي ، تأتي تلك الصغيره علي اخر الزمان وتملي شروطها عليه !!!!
وماذا قالت ايضاً ، هل تريد ان تتركه وترحل بعدmا تعلق قلبه بها ؟؟؟
جنت ، مؤكد لقد جنت ، فيبدو ان الماء الذي سقطت فيه قد آثر علي عقلها و.جـ.ـعلها تهذي بكلام غريب ..
ولكنه سوف يعيده الي مكان عليه ، فيبدو حقاً ان صغيرته تحتاج الي اعاده تربيه وهو سيكون اكتر من مرحب وهو يعيد تربيتها وترويضها علي يديه من جديد!!!!
دلف الي المرحاض لاخذ حمام دافيء يريح به جسده وعقله الذي ارهقه من كثره التفكير …
خرج بعد مده من الحمام مرتدياً بنظال للنوم عاري الصدر ، فهو بالرغم من بروده الجو الا ان حراره جسده عاليه من فرط العصبيه.، والمكيف في الجناح يعمل علي تدفئه الجو وهذا يشعره بالسخونه ايضاً.
كاد ان يتحرك الي غرفه المعيشه لكي ينام علي الاريكه مثل كل يوم ،ولكن تحديها له وكلمـ.ـا.تها المستفزه اثارت اعصابه اكثر واكثر …
وبدون سابق انذار ، كان يرتمي بجسده علي الجانب الاخر من الفراش مستعداً للنوم….
انتفضت غفران من نومها عنـ.ـد.ما شعرت بجسده يشاركها فراشها ، فهي بالاصل لم تستطع النوم ولكنها كانت تتصنعه حتي لا تتهرب منه …
ادارت راسها ونظرت اليه وهو نائماً بجانبها مغمض العين واضعاً يده تحت رأسه وهتفت بحنق : انت ايه اللي جايبك هنا ، من فضل قوم نام مكانك….!!!
عاصي .: لا رد …
هتفت بغـ.ـيظ من صمته: انا بكلمك علي فكره رد عليا..
وبعدين عيب كده علي فكره ، ما ينفعش تنام جانبي..
شهقت مزعوره عندها فاجئها بحركته المباغته، كان يعتليها مشرفاً عليها بصدره الضخم العاري محاصراً جسدها اللين تحته، قابضاً علي ذراعيها فوق رأسها بيد واحده…
هتف بشراسه وهو يتطلع الي عينيها المزعوره : اقسم بالله العظيم لو ما خرستي وحطيتي لسانك جوه بؤكك ، لا هسكتك بطريقتي …
انا علي اخري وتعبان وعاوز انام ، ويكون في علمك من هنا ورايح انا هنام علي السرير هنا ومش هنام علي الكنبه دي تاني وانتي كمان هتتخمدي هنا جنبي ….جنب جوزك اظن واضح …
كانت تنظر له بهلع فهي قطه امام ليث مفترس غاضب ، ولكنها هتفت تدعي القوه: مش هيحصل …
انا مش هنام جنبك مهما حصل …
واخذت تتحرك اسفله تقاومه حتي تفلت من قبضته القويه…
ولكنها لا تعلم ما تفعله تلك الصغيره بحركتها تلك …
شعر بتصلب جسده من اثر حركتها ، واظلمت عينه برغبه فهو لايزال طعم شفتيها عالق في شفتيه منذ الصباح ، تذكر استسلامها له وتجاوبها الخجل معه
واحساسه بلمس جسدها تحت يديه…
هتف بنبره مبحوحه من فرط الاثاره امام شفتيها وهو يوزع نظراته بين عينيها وشفتيها الورديه التي ترتجف باغواء تدعوه لالتهامها: ومالك خايفه كده ليه، خايفه اني اقرب لك ،ولا خايفه من نفسك وتجاوبك معايا !!!
ثم اضاف ساخراً : علي فكره انا اللي ماليش مزاج اقرب ،ثم اقترب منها حد الخطر ضاغطاً علي كل حرف ينطق به كتأكيد علي صدق حديثه: لكن لو عاوز اقرب لك لا انتي ولا اي مخلوق علي وش الارض يقدر يمنعني اني اقرب منك .. مفهوم!!!
عضت علي شفتيها خجلاً من حالها فهو يذكرها باستسلامها المخذي له صباحاً…
زاغت نظراتها واحمرت وجنتيها واخذت تعض علي شفتيها بقوه حتي كادت ان تدmيها ….
فهو لا يلعب معها بعدل ابداً ، قربه منها بهذا الشكل يسحق قوتها التي تدعيها …
فل يرأف بحالها فهي امرآه عاشقه له وكل ما فيه يجذبها وبشـ.ـده !!!!
مغريه ، ومهلكه له ولرجولته ، كل ما بها يغريه ، يريدها والآن ، يريد ان يسحق جسدها البض الذي لعب علي اوتار رجولته واثارها بشـ.ـده ..
ولكنه سيقاومها ، لن يدعها تنتصر عليه وتشعره انه من فرض نفسه عليها …
سيأخذها وهي محبه ، عاشقه والاهم راغبه !!!!
نظر لها مطولاً ثم خفف من ضغط قبضته علي يدها واعتدل من عليها ، نائماً علي ظهره بجانبها بعدmا تستطاع التحكم في جسده والسيطره علي رغبته بها بقوه جبـ.ـاره هاتفاً بغضب وهو يتنفس بقوه : نامي يا غفران ومش عاوز اسمع نفسك خالي الليله دي تعدي علي خير ….
اومأت براسها دون صوت واولته ظهرها واندست تحت الغطاء تخفي نفسه اسفله وكل انش في جسدها يرتجف رهبه واثاره من ما حدث…..
في الصباح ، خرج عاصي من غرفه الملابس بعدmا انتهي من ارتداء بدلته …
وجد غفران تقف تصفف خصلاتها السوداء وهي ترتدي ملابسها استعداداً
نظرت نسرين ودريه الي بعضهم بعدm فهم ، بينما الجد يتابع الكل بنظرات مبهمه…
تحدثت غفران ببرود : لا روح انت انا هاجي مع جدو في العربيه لحد ما استلم عربيتي…
تحدث من بين اسنانه: قلت يالا هتروحي معايا وهترجعي معايا….
كادت ان تعترض الا ان صوت الجد الحاسم اخرسها: غفران اسمعي كلام جوزك وقومي معاه….!!
نهضت علي مضدد تنفذ أوامر جدها وتتجنب النظر اليه ، فهي تشعر بطاقه الغضب المشعه من جسده المشـ.ـدود جانبها …..
وقبل ان تتحرك مغادره برفقته ، دلف اليهم من جعل ملامحها تنشق بابتسامه سعيده واسعه عنـ.ـد.ما رأته…
هتفت بعدm تصديق وهي تتقدm منه ترتمي داخل احضانه بسعاده غافله عن البركان الثائر الذي يقف خلفها والذي سينفجر في وجهها ووجه ذلك السمج …
هتفت غفران بفرحه حقيقيه: وحـ.ـشـ.ـتني … وحـ.ـشـ.ـتني اوي يا آدm …..!!!!!
الفصل الحادي عشر
حبايب قلبي متابعيني القمرات ….
وحشتوني جداً جداً….
اولاً احب اشكر كل حد بعت لي خاص او كتب تعليق علي بوست الاعتذار سواء هنا او علي الجروب….
انا مش عارفه اوصف لكم شعوري بكلامك وتشجيعكم ومساندتكم ودعمكم ليا وللروايه بأيه وعرفت قد ايه انا غاليه عندكم زي ما انتوا غاليين عليا واكتر والله…
ثانياً انا بعتتذر عن عدm نزول الفصل للناس المهتمه واللي زعلت مني وكانت متابعه ومستنيه فصل الروايه بفروغ صبر، حقكم عليا انتوا مالكوش ذنب .
ثالثاً وده المهم انا مش بعمل حركات علشان اعلق الناس بيا او اني علشان اتعرفت فبقيت اتنطط علي متابعيني وبتعامل بتعالي او بغــــرور ….
كل ما في الامر اني من حقي احس ان مجهودي مش بيروح علي الفاضي، الفوت او التعليق بتاع حضرتك ده بيرفع من نسبه مشاهده الروايه فبالتالي بتتعرف اكتر …
انا بكتب هوايه وبفضي نفسي علشانكم وعلشان اكون قد المسؤليه والتزم بمواعيدي معاكم واللي متابعني من الروايه اللي فاتت عارف اني ملتزمه جداً ولو حصل لي ظروف بعتذر مش بسيبكم تدورا عليا من غير ما اسأل في حد زي ناس كتير بتعمل كده .
انا تقريباً بقعد طول الاسبوع بكتب وببدأ في الفصل الجديد بعد ما بنزل الفصل علي طول مش بعرف اكروت واكتب الفصل في نص ساعه علشان احافظ علي المستوي اللي عودتكم عليه …
انتوا الفصل بتقروه في عشر دقايق وانا بكتب فيه بالايام فعلشان كده زعلت لما لقيت مفيش تفاعل والتصويت ضعيف للروايه رغم ان عدد المشاهدات عالي ونسبه التصويت قليله ….
فياريت فضلاً وليس امراً اللي حابب يتابع الروايه وهو بيقرا الفصل يا ريت يعمل فوت او لايك للفصل مش هتاخد منه ثانيه واحده …
اسفه اني طولت عليكم او زعلت حد مني بس اتمني تلتمسوا ليا العذر ….
اسيبكم مع الفصل الجديد …
دmتم دائماً سالمين وبالف خير 😍😍😍😍😍
………………………………………………..
*ايوه يا باشا ، لسه خارجين هما الاتنين دلوقتي من القصر وانا وراهم زي ما سعادتك آمرت…/
هتف بها متحدثاً بنبره غليظه تتناسب مع مظهره الضخم الي رب عمله في الهاتف….
مازن : عينك عليهم عاوزك وراهم زي ضلهم وتبلغتي بتحركاتهم اول بأول ….
اجابه الرجل بطاعه: عيني يا باشا ، متقلاقش كله تحت السيطره….
اغلق مازن معه الخط ،ناظراً للامام بشرود وهتف متوعداً عاصي: ان ما وريتك يا عاصي الكـ.ـلـ.ـب ما بقاش انا مازن الدالي وهاخذها منك يعني هاخدها ……..
ثم عاد الي التي تتنظره عاريه في فراشه يغرق معها في لذه محرمه كما اعتاد دائماً …..،،
كان يقود سيارته بسرعه جنونيه ، ويديه تضغط علي المقود بشـ.ـده، الدmاء تغلي كالبركان داخل اوردته ، شعور بنار حارقهً داخل صدره تكويه وتعـ.ـذ.به ، لاول مره يشعر بها في حياته لمجرد وجودها داخل احضان ذلك الآدm !!!
لا يعرف كيف تحكم بنفسه وتمالك اعصابه ولم يقــ,تــله ويقــ,تــلها …
كلما تذكر عناقهم امام نظراته كلما يتعاظم الشعور بالنار داخل صدره وتتولد لديه رغبه بربريه في القــ,تــل .!!!
فلاش بالك ……
آااااادm… قالتها وهي تجري عليه وترفع يديها تلفها حول عنقه تتعلق بها بشـ.ـده ….
والآخر يلف يديه حول خصرها يحـ.ـضـ.ـنها بقوه حتي انه رفع جسدها الصغير من علي الارض وآخد يدور بها وهي متعلقه بعنقه متحدثاً بفرحه وشوق : غافي
حشـ.ـتـ.ـيني و  حشـ.ـتـ.ـيني و  جداً جداً جداً…
هتفت تجيبه بنفس الفرحه ونفس الشوق: وانت اكتر يا آدm وحـ.ـشـ.ـتني اوي ….
الي هنا ولم يستطع السيطره علي النيران الموقده داخله والغضب الذي يشعر به ، تقدm نحو ادm الذي انزلها علي الارض بعد انتهاء فقرته البهلوانيه وبدون مقدmـ.ـا.ت كان يلكمه بقوه في وجه المبتسم لها ببلاهه مما جعل توازن آدm يختل ويسقط ارضاً من هول الصدmه والمفاجأه …..
اقترب بوجهه من وجه ادm المذهول هاتفاً من بين اسنانه : المره دي ضـ.ـر.بتك ، المره الجايه هيكونوا بياخدوا عزاك ، مفهوم …..
ودون انتظار رده كان يقبض علي معصمها يجرها خلفه خارجاً من القصر ولازالت نيران الغضب والغيره تشتعل في اوردته ، وسط صدmتها من فعلته وذهول وغيره نسرين ودريه ، وابتسامه الجد السعيده بغيره حفيده علي زوجته….!!!!!!!!
عاد الي ارض الواقع وهو يرمقها بطرف عينه وهي منكمشه علي نفسها بجانبه خائفه منه ومن عصبيته الشـ.ـديده…
اخرج سبه نابيه من بين اسنانه بصوت عالي وصل الي مسامعها لاعناً غضبه الذي جعلها تخاف منه ، هو ابداً لم يريد خـ.ـو.فها ونفورها منه ، هو يريد قربها وشعورها بالامان بجانبه ولكن ماذا يفعل في نفسه وهي سبب غضبه وعـ.ـذ.ابه وغيرته !!!
هتف من بين اسنانه وهو ينظرللطريق امامه بنبره حاول جعلها هادئه ولكن غـ.ـصـ.ـب عنه خرجت غاضبه ، عصبيه: شغل المسخره والدلع اللي حصل ده ما يتكررش تاني ، لان لو فكرتي مجرد تفكير انك تقربي من مكان فيه آدm انا ساعتها مش هبقي ضامن نفسي انا هعمل ايه فيكي وفيه…سمعاني …
هتفت بنبره غاضبه منه ومن تحكمـ.ـا.ته بها رغم ارتجافها من مظهره الشرس: انت فاكر نفسك ايه علشان تتحكم فيا،انا حره اعمل اللي انا عاوزاه وبعدين بصفتك ايه تمنعني عن آدm وانت عارف آدm بالنسبه لي ايه، ده هو الوحيد اللي فاضلي من ريحه ماما الله يرحمها ….
وانت عارف ان احنا متربيين مع بعض وهو ابن خالتي وزي اخويا….
اوقف سيارته بقوه مما جعل المكابح تصدر صريراً عالياً اثر احتكاكها في الارض ، ولولا ربطها لحزام الامان كانت رأسها ضـ.ـر.بت في زجاج السياره الامامي بسبب قوه ضغطه علي المكابح….
استدار لها بجسده وامسك زراعها يقبض عليه بقوه وهو ينظر لها بغضب ممـ.ـيـ.ـت هاتفاً بشراسه وقد اثارت جنونه بكلمـ.ـا.تها الخرقاء: بقي مش عارفه بأماره ايه بقولك تبعدي عنه، بأماره اني جوزك يا هانم ده لو مش واخده بالك…
وبعدين انا مش بقرون علشان اخالي مراتي تحـ.ـضـ.ـن وتبوس راجـ.ـل حتي لو كان اخوها او ابوها مش ابن خالتها ….
هتفت بغضب اكبر رغم آلم ذراعها الذي سحقه بقبضته القويه: جوزي علي الورق بس ….
ثم تابعت تضيف بحسره: اللي يشوفك كده يقول غيران عليا لكن انت خايف علي شكلك وبس قدام الناس ، لكن انا مش فارقه معاك ….
شعر بنغزه قويه تعتصر قلبه من حديثها وانها لم تشعر بمشاعره نحوها وجنونه بها وغيرته عليها
هتف بنبره مستنكره: انا … انا خايف علي شكلي قدام الناس…
هدرت بقوه تضيق الخناق عليه : مش هي دي الحقيقه؟؟؟
زاغت نظراته وقد حشرته في الزاويه ، تضغط عليه للاعتراف بمشاعره نحوها والتي يآبي الاعتراف بها …
خفف من قبضته علي ذراعها بعدmا لاحظ تغضن ملامحها بالالم ، ولكنه لا يعلم هل من آلم قلبها منه ام من قبضته علي ذراعها ….
اعتدل في جلسته وعاود النظر امامه مره اخري ، هاتفاً باضطراب: انا قلت اللي عندي ومش هرجع في ولا كلمه فيه وهتنفذيه وغـ.ـصـ.ـب عنك وانتي براحتك افهمي اللي انت عاوزاه ….
لمح بطرف عينه نظره الآلم والخذلان في عينها من حديثه ، مما جعله يشغل السياره وينطلق بها نحو شركته دون ان يعطي لها فرصه للحديث هارباً منها ومن مشاعره التي يتحكم بها غــــروره وقلبه العاصي..
اما هي فالجـ.ـر.ح في قلبها يزداد اكثر واكثر ، والحيره من تصرفاته تقــ,تــلها ، تكره عناده وعصيانه ولكنها لم تيأس ستكمل ما بدأته معه ولن تستسلم حتي يخر راكعهاً علي ركبتيه امامها معترفاً بعشقه لها ….
بعد قليل من الوقت ، كان يدلف الي مقر شركات الجارحي بطلته المهيبه كعادته ، معانقاً خصرها لافاً يده حول خصرها وسط نظرات العاملين المهتمه ، فالنساء تنظر لها ويحسدنها علي زواجهه من مديرهم الوسيم ، والرجـ.ـال يتظرون لها باعجاب…
كانت تسير معه مرتبكه وتشعر بالخجل الشـ.ـديد من تملكه الواضح لها امام نظراتهم الفضوليه…
ولجوا الي داخل المصعد قاصدين الطابق الاخير والذي يبعد عن الارض بحوالي عشرين طابق !!!!
كان لا يزال يعتقل خصرها بذراعه المفتوله ، وكلمت حاولت ازاحه يده من عليها ، يشـ.ـدد من قوه ضغطه علي خصرها ويقربها منه حتي كادت تكون ملتصقه بقوه داخل احضانه ….!!!!!
رأسها المنخفض قرب عنقه وانفاسها الرقيقه تلفح جلده تحرقه بنيرانبها وجسدها اللين المطبوع علي جسده تجعل خياله يتخيل اشياء لم يستطع عقلها الصغير تحملها ….!!!!
رائحه عطره الرجولي الآثره، جسده الصلب، صدره العربض الذي تريح رأسها فوقه ، انفاسه العطره التي تضـ.ـر.ب مقدmه رأسها …كل هذه العوامل لا تسعادها ابداً ، انه يلعب مع قلبها العاشق بغير عدل
اااااه ملتاعه حبستها في جوفها وهي تحرك رأسها بخفه علي صدره حتي لا يشعر بها ، تريد ان تظل قابعه داخل صدره المحتويها بتملك الي اخر عمرها …
تريد ان يكون مسكنها ليلاً ترتاح عليه وهي تحكي له عن يومها وعن ما يفعله معها اولادهم في غيابه مستقبلاً ….
ايتسمت بحالميه ما ان تخيلت انها يمكن ان يحمل رحمها قطعه منه وتكون تشبهه في كل شيء …
صوت صافره المصعد معلناً عن وصوله للطابق المنشود اخرجهم من لچه افكارهم …:
خرجوا من المصعد وساروا في الرواق الطويل الذي يضم تلاثه مكاتب رئيسيه كبيره وهي مكتب الجد منصور ومكتب عاصي ومكتب غفران الجديد .. الي جانب قاعه كبيره للاجتماعات ….
دلفوا الي داخل قاعه الاجتماعات والتي كان يوجد بها جميع مدراء الشركات من كل الفروع اللذين وقفوا فور دخوله المهيب احتراماً وتقديراً له…
دلف عاصي بهيبته الطاغيه وملامح وجهه الصارمه ومازال خصر غافي المسكين قابع تحت سيطرته الفولاذيه….
وقف علي رأس الطاوله الاجتماعات الطويله التي تحتل وسط القاعه وتحدث بصوته القوي الاجش قائلا : صباح الخير …
ثم اشار لهم بالجلوس بينما هو سحب المقعد الذي يجوار مقعده ليجلس عليه سوار في حركه نبيله منه اثارت خجلها وجلس هو مترأساً طاوله الاجتماعات متحدثاً بجديه: احنا انهارده مجتمعين علشان نرحب بمدام غفران الجارحي المدير التنفيذي للجارحي جروب …
رحب بها الجميع باحترام وحيتهم هي بأماءه خجله متـ.ـو.تره دون ان تتفوه بحرف ، فالامر برمته جديد عليها ….
تحدث عاصي بقوه وعمليه شـ.ـديده اثارت اعجابها فهي لاول مره تراه في عمله …
هتف بقوه وثقه: طبعاً كلكم عارفين ان مدام غفران مراتي وكمان هتكون المدير التنفيذي للشركه ، مش علشان هي مراتي او حفيده منصور الجارحي لا ، علشان هي شريك في المجموعه بنسبه 50%..
فهي هنا زيها زي بالظبط ، كل العقود والصفقات هتتعرض عليها الاول ويعدين هتتعرض عليا ..
وامضتها هتكون جنب امضتي ولو انا مش موجود لاي ظرف هي هتحل محلي كأني موجود بالظبط..
ودلوقتي نبدأ الاجتماع ….
بدأ المدراء في شرح خطه عمل كل مشروع مسؤل عنه عاصي يدير الاجتماع بحنكه وخبره لا يستهان بها وغفران انـ.ـد.مجت سريعاً معهم وهي تدون كل الملاحظات في دفترها حتي تذاكرها جيداً وتطبق عليها ما درسته تحت نظرات عاصي المختلسه لها من حين لاخر …..///
…………………………………………..
في القصر ////
يجلس ادm برفقه الجد ودريه ونسرين ، وهو يضع كيس من الثلج فوق عينه مكان لكمه عاصي الغاشمه والتي جعلت عينيه يتحول لونها الي الازرق الغامق من قوتها ….
تحدث الجد برزانته المعتاده: وانت ناوي علي ايه في شغلك يا ادm الفتره اللي جايه…
اجابه ادm وهو ينظر له بعينه السليمه: والله يا جدو انا بفكر افتح شركه مقاولات صغيره كده علي قدي وهحاول اخد مقاولات من الباطن من الشركات الكبيره وانفذها ، واهو واحده واحده لحد ما اتعرف في السوق….
رد الجد باستحسان: كويس جداً وناوي تفتح الشركه دي فين ، حاطت عينك علي مقر كويس…
ضحك آدm بألم: مقر مره واحده … ده هي يا دوب حته شقه صغيره هأجرها في اي مكان ومش هتكون علي البحر كمان ، انا لسه بقول يا هادي…
تابع الجد معترضاً: لا طبعاً ، انت لازم تختار مكان في حته كويسه علشان الشركات تعرف انك تقيل ومعاك وتقدر تنفذ المقاولات بتاعتهم انت داخل وسط حيتان والمجال كله معروف…
عموماً سيب الموضوع ده عليا ، انا هديك دور كامل عندنا في المجموعه ويبقي مستقل بشركتك …
اعتدل ادm في جلسته هاتفاً بامتنان لهذا الرجل الحنون: ربنا يخاليك يا جدو ، بس انا مش هقدر اقبل حاجه زي كده ، انا عاوز ابدء بفلوسي واشتغل علي قدي وربنا ان شاء الله هيكرمني…
قال الجد بحنكه رجل اعمال مخضرم:ومين قالك انك مش هنشتغل بفلوسك ، انا هدخل معاك شريك ، انا بالمكان وانت بشغلك ومجهودك وبعدين ابقي ظبط مع عاصي يديك كام مقاوله من عندنا وانت تنفذها من الباطن….
هتف أدm برفض: لاااااا عاصي لا ، ده بني ادm مش بيتفاهم غير يأيده ،ويعدين ده حلف انه هيمـ.ـو.تني لو شافني تاني وحضرتك عاوزني اشتغل معاه ، لا شكراً العمر مش بعزقه وانا لسه عاوز ادخل دنيا مش اخرج منها ، قال اشتغل مع عاصي ده هولاكو ارحم منه … قالها وهو يضغط كيس الثلج علي عينيه التي شعر انه فقد بها الرؤيه!!!!
ضحك الجد علي خفه ظله وخـ.ـو.فه من حفيده ، رامقاً بطرف عينه العقربتين الجالستين يتابعون ما يحدث والغل والحقد ينطق من نظراتهمم اخذاً عهد علي نفسه علي ان يحمي احفاده من مكرهم لاخر نفس في عمره……
دلفت نسرين وراء خالتها الي غرفتها وتحدثت معها بحقد : شايفه الرجل الخرفان بيعمل ايه ، عاوز يدي المحروس ابن خاله الهانم دور بحاله في الشركه علشان يفتح شركته ويشاركه كمان ،ده اكيد اتجنن…
ايدتها دريه في حديثها : هو كده طول عمره طالع السما بالست جميله واهلها ومش جديد عليه يعني اللي عمله ….
انا كل يوم كرهي ليه بيزيد اكثر من اللي قبله ، وكل يوم بمني نفسي اني هصحي الاقيه مـ.ـا.ت وغار في ستين داهيه ، لكن ده ماسك في الدنيا بأيديه وسنانه…
علي رأيك ده صحته احسن مني ومنك …
سيبك منه وخالينا في المهم ، شوفتي البيه ابنك واللي عمله مع آدm ، انا خايفه كل يوم بيعدي وهو بيقرب منها اكتر واللي عمله انهاده ده مالوش عي دليل واحد انه بيغير عليها يعني بيحبها .
وانا مش هستني لما الاقيه تم جوازه منها والهانم تخلف منه انا لازم اتصرف…
سالتها دريه مستفهمه: هتتصرفس ازاي يعني..؟؟
ثم اضافت تحذرها : انا مش عاوزه شغل الجنان بتاعك ده يحصل تاني كفايه اللي حصل اخر مره والحمد الله عدت علي خير من غير عاصي ما يكشفك لانه لو حصل وكشفك قولي علي نفسك يا رحمن يا رحيم!!!
تـ.ـو.ترت نظرات نسرين من حديثها فهي محقه ، عاصي لو كشفها ستكون نهايتها وتخسره وتخسر كل شيء ..
بلعت رمقها وهتفت تتحدث برزانه هي بعيده كل البعد عنها : متقلاقيش يا انطي ، هاخد بالي المره دي ومش هتحرك خطوه من غير ما اعرفك …
واول حاجه هنفذها اني ارجع انزل الشغل من تاني علشان عيني تكون عليهم في البيت والشغل ..
كفايه اني ماروحتش انهارده احضر التشريفه اللي عملها للهانم في اول يوم شغل ليها …..
قالتها بغيره وغل وصوره عاصي وهو يلكم آدm بشراسه في وجهه غيره علي غفران تحرق احشاؤها وتزيدها اصراراً علي ما تفعله …..
بعد قليل كانت تقف في غرفتها تضع الهاتف علي اذنها في انتظار اجابت محدثها عليها …..
علي الناحيه الثانيه ، اعتدل مازن يجلس علي الفراش مستنداً علي ظهره عاري الجسد الا من الشرشف الذي يغطي به نصفه السفلي …
تناول هاتفه يجاوب اللحوح الذي ازعجه باتصالاته المتكرره ، نظر الي شاشه هاتفه فوجدها نسرين .
اجابها وهو يشعل سيجاره ينفث دخانها بانتشاء وجاء صوته هاديء مرتاح : ايوه يا نسرين
اجابته بعصبيه شـ.ـديده من بروده: ايوه يا بني انت فين كل ده ، كلمتك مليون مره وانت مش بترد كنت فين كل ده…
رد بنفس البرود: عاوزه ايه؟؟
جزت علي اسنانها بغـ.ـيظ منه ولكنها اخذت نفس تهديء بها من عصبيتها وحدثته وهي تضغط علي اسنانها بغل: هكون عاوزه ايه ، عاوزه اعرف انت ناوي تعمل ايه في موضوعنا ، انت من يوم رأس السنه وانت ولا حس ولاخبر….
اخذ نفس عميق من سيجارته بينما تلك العاريه القابعه بجواره تقترب منه باغواء وتعبث باناملها في شعيرات صدره الضخم بحركات دائريه مثيره وهي تسترق السمع لما يقوله باهتمام …
جاءها صوته الواثق المغــــرور: ما تقلاقيش يا نسرين انا عارف انا بعمل ايه كويس وهما تحت عيني وعارف كل حاجه عنهم بدليل انهم خرجوا انهارده الصبح من القصر وراحوا علي الشركه وهما لسه هناك لحد دلوقتي …
بس هما بيعملوا ايه هناك مع بعض ده دورك انتي لاني مش هعرف ادخل قلعه الجارحي بسهوله ..
ثم تابع يضيف بغيره شـ.ـديده وهو يطحن دروسه : اصل ابن الجارحي حويط اوي وبيدقق ورا كل واحد يدخل شركته…
اجابته مؤكدته : لا من الناحيه دي ما تقلاقش انا من بكره هكون زي ضلهم في الشركه ، اصل الهانم بقت المدير التنفيذي للمجموعه وانهارده اول يوم ليها في الشركه…
مع اني مش عارفه واحده زيها تفهم ايه في شغل المجموعه علشان يمسكوها منصب زي ده ، بس هقول ايه حظوظ….
تنبهت حواس مازن لحديثها ولكنه زجرها بصوته الغاضب : احترمي نفسك وانتي بتتكلمي عليها ، وبعدين كفايه رغي انا مش فاضي لك وحسك عينك يا نسرين تتصرفي من غير ما ترجعي لي ولو عرفت انك اتسببتي بس في اي اذي لغفران ساعتها ما تلوميش غير نفسك اظن اني فهماني كويس…
ثم اغلق معها الخط دون ان ينتظر ردها ، ثم قام باجراء مكالمه هاتفيه للرجل الذي يراقب غفران وآمره بشيء ما واغلق معه وهو يفكر في غفران تللك الوحيده التي جعلته يركض وراءها دون كلل اول ملل وهي تصده بكل ما للكلمه من معني ….
فاق من شروده علي لمسات تلك العاريه والتي اخذت تزداد خطوره مما جعل جسده يتصلب بقوه …
سألته وهي تقبل شفتيه وعنقه نزولا الي صدره بأثاره: مين دي يا حبيبي اللي كنت بتكلمها ، ومين البـ.ـنت اللي كنت بتزعق لها علشانها ….
قلب الوضع واعتلاها بجسده الضخم وهو يجثو فوقها يقبلها قبلات حاره ملتهبه ورغبته بها تزيد …
هاتفاً بهمس مثير: مالكيش دعوه ، ركزي معايا انا وبس …
وانقض عليها ينهل منها ومن جسدها ما يشبع رغبته وهي تبادله جموحه بجموح اكبر منه عاقده العزم علي معرفه من تلك التي تشغل عقله بهذه الطريقه.!!
اغلقت نسرين الخط معه وهي تبلع رمقها بتوجس منه فهي لازالت تتذكر ملامح وجهه المرعـ.ـبه ويديه الضخمه التي اطبقت علي عنقها وكادت تزهق روحها عنـ.ـد.ما علم منها محاولاتها في اغراق غفران في مسبح القصر ، فكانت تجلس في النادي برفقه صديقاتها عنـ.ـد.ما لمحته يتجه ناحيه حمامـ.ـا.ت النادي لكي يبدل ملابسه بعدmا انتهي من تدريباته الرياضيه، فدلفت خلفه واخذت تتحدث معه وتقص عليه ما حدث وما ان استمع لها حتي احتجزها في حمام النادي مطبقاً علي عنقها بقوه حتي كادت ان تلفظ انفاسها لولا انه تركها في اخر لحظه وهو يزجرها بعنف بينما هي اخذت تسعل بقوه حتي تستعيد انفاسها الهاربه منها…
هتف محذراً اياها بشراسه: المره دي كان تحذير ، لكن المره اللي جايه مش هسيبك غير وانا واخد روحك في ايدي ……..
……………………………….
بعد انتهاء الاجتماع ، وقفت غفران تلملم اشياؤها فوجدت يد عاصي تعانق كف يدها بحنو وتحدث بهدوء وهو ينظر اليها بافتنان : تعالي معايا علشان تشوفي مكتبك …
ثم سحبها خلفه خارجاً من قاعه الاجتماعات متجهاً نحو غرفه مكتبها …
وقفوا امام باب مكتبها وتحدث عاصي قائلاً بهمس حاني : غمضي عنيكي !!!!
نظرت له غفران بتـ.ـو.تر ولكنها سرعان ما نفذت امره واغمضت عينيها تاركه له الحريه في توجيهها كيفما يشاء …
دلفوا الي داخل المكتب واغلق عاصي الباب خلفه ، ثم قادها الي منتصف الغرفه ، ثم وقف خلفها مباشره يكاد يلتصق بها ، ثم حاوط خصرها بذراعيه يلفهم حولها بتملك …
شعر بـ.ـارتجاف جسدها بين يديه مما جعله يبتسم برضا فهو يأثر بها وبقوه، قرب شفتيه من اذنها فاخترفت رائحتها النعامه مثلها رئتيه …
اغمض عينيه يشتم عبيرها بانتشاء ثم همس بجوار اذنها بخفوت مثير: فتحي عنيكي !!!!
كانت ترتجف بقوه ، مشاعرها مبعثره من قربه المهلك لقلبها ، احتواء جسده لجسدها يضعفها يجعلها مسلوبه الاراده …
فتحت عينيها ببطء ما ان طلب منها ذلك، شهقت بعدm تصديق وهي تنظر الي المكتب حولها …
كان اكثر من خيالي، كل شيء به رائع ، مصمم علي احدث الطرز الحديثه العصريه، عملي ومريح في نفس الوقت ، كان مزيج من اللون الابيض والاسود معاً فاعطاه مظهر رائع ….
استدارت اليه وهو لايزال يحتجزها داخل احضانه ، هاتفه بعدm تصديق: المكتب حلو اوي يا عاصي ، ذوقه يجنن ، بجد ميرسي ليك اوووي…
فرحتها وابتسامتها انعشت روحه ، نطقها لاسمه يتلك الرقه من بين شفتيها له مذاق خاص ً.. خاص جداً….
تحدث بنبره خافته وهو يأثر عينيها بنظراته : بجد ذوقي عجبك..
لمعت عينها بسعاده وهي تسأله متفاجئة: ده ذوقك انت .. انت عملت ده علشاني انا!!!!
اجابها بصدق وهو يعانقها بعينيه: دي حاجه قليله اوي عليكي يا غافي ، الدنيا بحالها قليله عليكي يا غفراني !!!!
رمشت بعينيها بعدm تصديق وسألته كي تتأكد مما سمعته منه: انت قلت ايه؟؟؟
ابتسم بجاذبيه مهلكه لها وهتف بنبره خافته امام شفتيها : قلت غفرااااني ….!!!!
كان يضغط علي كل حرف من حروف اسمها خاصه ياء الملكيه الاخيره حتي يؤكد لها حقيقه انها ملكه وحده ، تخصه هو فقط…
تاهت من قربه المهلك وهمسه الخافت وياء التملك التي الصقها باسمها جعلت عينيها الجميله يغشاها طبقه رقيقه من الدmـ.ـو.ع وهي لا تصدق ما سمعته منه وهتفت تسأله بشك: بجد يا عاصي ، انا غفرانك بجد …
اقترب اكثر واكثر وعينيه لا تحيد بنظراتها عن عينه ورد عليها رداً حاسماً وهو يقبل وجنتيها وتحدث من بين قبلاته: انتي ، مراتي ، انتي ،غفراني ، انتي غفران العاصي !!!
ثم صمت لثواني يقرأ تعابير وجهها المذهوله من اعترافه ، ثم هتف بما جعل قلبها يكاد يتوقف من كثره ضخ الدm بداخله….
هتف وهو ينظر الي عينيها بنظره خاصه لها وحدها : بحبك يا غفراني !!!!
شعرت بان قدmيها اصبحوا رخوتين كالهلام لم يستطيعوا حملها ولولا جسده الذي يحيط جسدها كانت سقطت ارضاً امام قدmيه …
ادmعت عينيها تأثراً باعترافه بحبه لها ، اخيراً نطق الحجر اعترف بحبه لها ..
مد يده يمسح بانامله دmـ.ـو.عها التي تساقطت علي وجنتيها وسألها بحنو: بتعيطي ليه دلوقتي !!!
استجمعت نفسها واجابته بصدق : مش مصدقه ، مش مصدقه ان اخيراً قلبك حس بيا وبقلبي ، قلبي اللي بيعشقك من يوم ما وعي علي الدنيا وعرف يعني ايه حب ..
انا بحبك يا عاصي ومن زمان اووووي كمان !!!!!
برقت عينيه سعاده وذهولاً باعترافها الذي اثلج روحه وربط علي قلبه الذي كان يشعر بالخـ.ـو.ف من عدm تقبلها له او الشعور به من الاساس …
وكان ابلغ رد علي اعترافها المذهل ، شفتيه التي عانقت شفتيها في قبله شغوفه متلهفه ، قابلتها هي بتلهف وشغف اكبر مما اثار جنونه بها و.جـ.ـعلته يتعمق اكثر واكثر في قبلته متذوقاً رحيق شفتيها ممتصاً لسانها مستكشفاً دواخل فمها بلسانه…..
كان يفصل قبلته لثواني يجعلها تلتقط انفاسها ويعود لالتهامها مره اخري ….
تجرأت يديه اكثر علي جـ.ـسمها ومفاتنها ، ابعدت شفتيها عن شفتيه بصعوبه عنـ.ـد.ما وجدت يديه تضع علي صدرها متحسساً نهدها بجرأه…
زمجر برفض عنـ.ـد.ما اخرجته من جنته التي كان يعيش فيها معها ، نظر اليها برفض فوجد وجهها يكاد ينفجر من شـ.ـده الاحمرار خجلاً منه ….
رفع وجهها يانامله فوجدها تتهرب من نظراته بخجل ، نظر بأثاره الي شفتيها المنتفخه بقوه والتي يظهر عليها اثر هجومه الكاسح عليها….
سألها بنبره مبحوحه من اثر الرغبه : مالك؟؟
اجابته وهي تنظر ارضاً لا تجرأ علي النظر اليه: احنا في المكتب ، حد بدخل علينا….
ابتسم بهدوء وهو يأخد نفس عميق يسحب به اكبر قدر من الهواء عله يطفيء من لهيب جسده المشتعل بسببها …..
اجابها بثقه: محدش يقدر يدخل من غير اذن ..
بس انتي عندك حق ، لينا جناح يلمنا ..!!!!
رفعت راسها تنظر له بوجه متلون بألوان الطيف من شـ.ـده الخجل وهتفت معترضه بتلعثم: لا قصدي يعني ، احنا اتفقنا ، انك ، اننا…..
وضع سبابته علي شفتيها يمنعها من الكلام وهمس بنبره والهه وهو بضغط علي خصرها المسكين المعتقل بين ذراعيه: شششششش!!!!
احنا ما اتفقناش علي حاجه، وانا قلت لك ان مفيش حاجه في الدنيا دي هتمنعني اني اقرب منك وبصراحه بقي انا همـ.ـو.ت واقرب مش قادر استحمل اكتر من كده….
ردت سريعاً بعفويه صادقه: بعد الشر عليك ،اوعي تقول كده تاني انا مقدرش اعيش من غيرك…
ضمها الي صدره وهو يغمض عينه شاعراً براحه كبيره تمليء روحه ، فهذه الصغيره القابعه داخل حـ.ـضـ.ـنه غيرته واظهرت مشاعر كان يجهل وجودها او كان ينكرها ، لكنها استطاعت ببرائتها ورقتها ازاحه الستار عنها وكشفها له ….
طبع قبله مطوله علي راسها ظلوا علي تلك الحاله لدقايق ولكنه سيطر علي مشاعره الثائره ببراعه فهو لا يريد ان يخيفها من قوه وثوران مشاعره نحوها ، يجب عليه التحلي بالصبر واخذها خطوه خطوه فهي لانزال صغيره وبريئه…
اخرجها من داخل احضانه ووضع يديه علي كتفيها وتحدث بمرح: يالا يا سياده الرئيس التنفيذي اتفضلي اقعدي علي مكتبك وشوفي شغلك مش هنقضيها دلع من اول يوم …
وانا مكتبي جنب مكتبك علي طول والباب ده بيفصل بينهم … قالها وهو يشير الي باب موجود في جانب الحائط الذي يفصل مكتبه عن مكتبها ….
ثم تابع يضيف : ولو احتاجتي لاي حاجه لو حاجه وقفت قدامك في الشغل انا موجود وتحت آمر معاليكي يا غفراني … ثم اتبع قوله بغمزه عابثه من عينيه .
تحدثت بابتسامه سعيده عاشقه: حاضر يا فنـ.ـد.م!!!
ظل واقفاً لدقائق قليله لا يريد الابتعاد عنها وتركها ، يريدها بجانبه وامام عينه لا يريد حواجز بينهم حتي لو كان ذلك الحاجز مجرد حائط …
تقدm منها وطبع قبله طويله علي وجنتها الحمراء الشهيه وغادر دون ان يتفوه بحرف واحد وهي تتابع ابتعاده عنها بقلب يخفق بجنون!!!!
فتح باب مكتبها عائداً الي مكتبه في نفس الوقت الذي كان عامل الامن يهم للطرق علي الباب …
نظر له عاصي متحدثاً بصرامه: ايه الي مسييك شغلك يا ابني انت وجاييك هنا …
ثم نظر الي باقه الورد الحمراء الكبيره التي يحملها العامل علي يديه وساله وهو يوزع نظراته بينه وبين باقه الورد: ايه اللي انت شايله في ايدك ده ومين اللي باعته…
اجابه العامل باحترام : ده ورد علشان غفران هانم واحد جابه تحت وقال انه للهانم وسابه ومشي…
اقتربت منه غفران حتي وقفت بجانبه وسالته: في ايه يا عاصي؟؟؟
ثم هتفت باعجاب وهي تنظر الي باقه الورد الخلابه من الورد الاحمر الجوري نوعها المفضل :الله مين تللي باعت الورد الحلو ده ؟؟
نظر لها بغيره من فرحتها البلهاء بذلك الورد السخيف من وجهه نظره ورمقها بنطره حانقه اخرستها …
مد يده ينزع الكارت المرفق مع الورد وفتحه يقراء ما به والذي جعل ملامح وجهه تتحول الي ملامح شرسه مظلمه وهو يقرأ كلمـ.ـا.ت ذلك الحقير: اجمل ورد لاجمل وارق ورده في الدنيا … الف مبروك علي المنصب الجديد ….مازن الدالي !!!!!!
اطبق كف يده علي الكارت وسحقه بقبضته القويه وهو يجز علي اسنانه متوعدا ذلك المازن الذي يبدو ان ما فعله معه لم يؤثر به …
هتف بنبره شرسه الي عامل الامن المسكين : ارمي الزباله دي بـ.ـاره …
قالها وهو يخرج من مكتب غفران يدك الارض بخطواته الغاضبه التي لا تبشر بالخير وهو يتوعد مازن ويسبه بابشع الالفاظ عازماً علي تلقينه درساً لن ينساه في عمره مهما حيا ……
اما غفران فظلت تنظر الي ظهره المشـ.ـدود بانفعال وهو يبتعد عنها والف سؤال يدور داخل رأسها حول مرسل الورود والذي بدل حاله واعاده الي غضبه مره اخري!!!
زفرت بسأم وهي تغلق باب المكتب عائده الي الداخل
تجلس خلف مكتبها هاتفه بحـ.ـز.ن: مش مكتوب لي افرح وارتاح معاه ابداً لازم تحصل حاجه تنكد علينا..
دلف الي مكتبه ودلف خلفه جسار زراعه الايمن الذي لاحظ حاله رب عمله فهو يعلمه جيداً وهيئته تلك لا تبشر بالخير مطلقاً…!!!!!
كان يزرع غرفه مكتبه ذهاباً واياباً بعصبيه شـ.ـديده وهو يفكر في الطريقه الاكثر إيلاماً والاشرس عنفاً للفتك بذلك المازن ….
نظر الي جسار الواقف جانبه بثبات منتظراً أوامره ، قائلاً : جسار!!!!
اجابه سريعاً باحترام : غي خدmتك يا باشا…
مازن الدالي … قالها بنبره قاتمه شـ.ـديده الخطوره…
اللي تآمر بيه معاليك هيتنفذ حالاً ….
هو فين دلوقتي ؟؟ ساله بجمود ناظراً للبعيد بشرود..
اجابه جسار سريعاً: في شقته اللي في زيزينيا معاه واحده من اياهم بايته معاه بقالها يومين….
قال له وهو يعطيه ظهره ناظراً للبحر من خلف شرفه مكتبه: البت دي عاوز كل حاجه عنها انهارده وتكون علي مكتبي بكره الصبح ….
اعتبره حصل معاليك … وبالنسبه لمازن الدالي اتعامل معاه ازاي سعادتك ….
كز علي نواخزه من الداخل بغضب اعمي وهتف من بين اسنانه بشراسه: عاوزه يتربي كويس علشان هو ناقص ربايه ومش عاوز طرطشه دm ، كله علي نضيف ….
اوامر معاليك يا باشا … حضرتك تأمرني بحاجه تانيه؟؟
اشار له بكف يده بالانصراف دون ان ينظر له ، وهتف بتوعد وهو ينظر الي البحر الهائج امامه كهيجان مشاعره الغاضبه : اما نشوف انا ولا انتي يا مازن الكـ.ـلـ.ـب ………..
…………………………………..
يجري مهرولاً في طرقات المشفي الخاص بما يسمح له سنه بعدmا علم من عامله الاستقبال ان ابنه في غرفه العمليات وارشـ.ـدته الي الطابق الذي توجد به غرفه العمليات دون ان تعطيه معلومـ.ـا.ت تريح قلبه المكلوم علي فلذه كبده…..!!!!
وصل امام غرفه العمليات ووجد فتاه في اوائل العشرينات من عمرها قصيره ترتدي فستان قصير مع جاكيت جلدي قصير تضمه علي صدرها بقبضتيها وتقف بجانب باب غرفه العمليات مستنده برأسها علي الحائط تبكي بصمت وعينيها منتفخه من اثر البكاء ….
سألها محمد الدالي بلهاث: لو سمحتي يا بـ.ـنتي ….
استدارت الي مصدر الصوت خلفها فوجدت رجل علي مشارف الستين تظهر عليه ملامح الثراء طويل غذا الشيب رأسه ، دققت النظر في ملامحه جيداً فلاحظت الشبه الكبير بينه وبين ابنه وحبيبها …
اجابته بنبره باكيه : اتفضل ، تحت امر حضرتك…
سألها متلهفاً للحصول علي معلومه تخص حاله ابنه: هو في اوضه عمليات غير دي في الدور هنا ، اصلهم قالولي في الاستقبال تحت ان ابني مازن في اوضه العمليات اللي في الدور ده ، وبعدين انا مش لاقي ولا دكتور ولا ممرضه هنا علشان اسأل عليه….
عنـ.ـد.ما نطق باسم حبييها تأكدت من حدثها بانه والده، اخذت نفس عميق ومسحت انفها المحمر بمنديلاً في يدها واجابته ببكاء: ايوه حضرتك ، م مازن لسه جوه في اوضه العمليات…وانهمرت دmـ.ـو.عها علي وجنتيها بغزاره تأثراً بحالته…
جاءها صوته الملهوف يقول : انتي ت عـ.ـر.في مازن ، طب عامل ايه ، وايه اللي حصل ، وكان فين وجبتيه هنا ليه ، ارجوكي يا بـ.ـنتي انا زي ابوكي طمنيني علي ابني …
اجابته من بين شهقاتها : انا اللي طلبت له الاسعاف وجبته علي هنا…
سألها بترقب : ليه ايه اللي حصل له..؟؟؟وانتوا كنتوا فين ؟؟؟
صمتت بتـ.ـو.تر وهي تتهرب من نظراته القلقه !!
كيف تجيب علي تساؤلاته ،؟؟
هل تقول له انها عشيقه ابنه؟؟؟وانها كانت تغتسل في المرحاض بعد ليله ماجنه بينهم وان ما حدث لابنه حدث امام عينيها عنـ.ـد.ما وقف تنظر من شق الباب لما يحدث له في الخارج..//
سألها بترقب عنـ.ـد.ما طال صمتها : ايه يا بـ.ـنتي ايه اللي حصل بالظبط مـ.ـا.تخابيش عليا ارجوكي…
ابتلعت ريقها الذي جف فجأه وشرحت له ما حدث باستثناء وجودها في حمام بيته: ااانا .. انا ك كنت رايحه لمازن ع علشان علشان كنت عاوزه اغير عربيتي وهو كان متفق معايا يفرجني علي كذا عربيه في المعرض عنده، وانا روحت له حسب اتفاقنا لقيت باب شفته مفتوح واربع رجـ.ـاله ضاخمين نازلين ضـ.ـر.ب فيه جـ.ـا.مد اوي وهو واقع في الارض ومش قادر يتحرك ….
سألها بغضب : مين دول ، شكلهم ايه ، لوشوفتي حد منهم ت عـ.ـر.في توصفي شكله …
اجابته مسرعه وهي تهز راسها : اه طبعاً عارفه شكلهم كويس وعارفه كمان مين اللي بعتهم…
نظر اليها متلهفاً وقال: مين هو ،وعرفتي ازاي ان الشخص ده هو اللي باعتهم…
قالت وهي تتذكر كلام احد الرجـ.ـال : واحد من الاربعه قبل ما يمشوا وطي علي مازن وقاله التحيه دي من عاصي باشا الجارحي وبيقولك المره الجايه هتخرج منها علي عمر مكرم …!!!!
شحبت ملامح محمد الدالي وترنح في وقفته ، اسرعت تسنده بقلق بعدmا كاد ان يفقد وعيه امامها واجلسته علي اقرب مقعد وهي تتطلع اليه بقلق: حضرتك تعبان ، حاسس بحاجه ، اطلب لك دكتور…
اجابها بـ.ـارهاق وهو يرجع راسه الي الخلف مستنداً علي الجدار خلفه: لا يا بـ.ـنتي انا كويس ، ثم هتف بنحيب : منك لله يا مازن هاتضيع نفسك وتضيعني معاك بغباءك وعندك ، قلت لك احنا مش قد عاصي الجارحي وانت مصمم علي اللي في دmاغك ، وده غول ما بيرحمش وانا عارف كلمته المره الجايه هتبقي فيها نهايتك لو ما رجعتش عن اللي بتعمله ده….
استغلت الفرصه وسألت والده عن الشيء الذي بين مازن وذلك العاصي الذي كاد يقــ,تــله: مين عاصي ده وعاوز ايه من مازن ، وليه عمل معاه كده؟؟؟
اجابها الاب بحسره : عاصي ده حوت كبير بيبلع اي حد يقف قصاده ، اما بقي عمل كده ليه مع مازن ، علشان ابني عاوز حاجه لو دفع عمره كله علشانها مش هيطولها ….
سألته بعدm فهم : حاجه ايه دي ؟؟
اجابها بكلمه واحده مقتضبه: مـ.ـر.اته!!!!!!
بعد قليل ، اسرعوا نحو باب غرفه العمليات عنـ.ـد.ما وجدوا الطبيب يخرج من الداخل ومعه الطاقم الطبي …
تحدث الاب يسأله بلهفه مستفسراً عن حاله ابنه: طمني يا دكتور ، مازن ابني اخبـ.ـاره ايه…
رد الطبيب بعمليه: الحمد الله هو كويس ، هو كلن عنده ارتجاج في المخ وكسور فس الايد اليمين والرجل الشمال ، ده غير كـ.ـسر في ضلعين من ناخيه اليمين ده غير الكدmـ.ـا.ت الكنيره اللي في وشه وجـ.ـسمه كله ، بس احنا عملنا اللي علينا وهو في الافاقه دلوقتي وبعدها هيطلع علي اوضه عاديه….
الف سلامه عليه …..
قالها الطبيب وهو ينصرف من امامهم لمباشره عمله وما هي الا دقائق وخرج مازن محمولاً علي السرير النقال ،ذراعه وقدmه قد تم تجبيسهم ووجهه لا يظهر بوضوح من كثره الضمادات الموضوعه عليه…!!!!!
…………………….
تململ عاصي في نومته ومد يده الي الكومود بجانبه يتناول ساعته ينظر فيها ليري كم الساعه، نظر فيها بنصف عين ووجد ان ميعاد استيقاظه قد مضي عليه ساعه ولم يستيقظ بعد !!!!
ادار رأسه ونظر لجانبه فوجد صغيرته تنام وجهها مقابل لوجهه وشعرها حالك السواد مفروش خلفها علي وسادته في مظهر الهب عواطفه ….
مد يده يعبث بخصلاتها الحريريه وقربها منه واضعاً قبلات متفرقه عليه ، لطالما كان يعشق خصلاتها منذ صغرها ….
شعرب غفران بسخونه انفاسه علي وجهها ، ففتحت عينيها تنطر له من بين جفونها المطبقه وهمست بنبره ناعسه : صباح الخير يا حبيبي….
طبع قبله رقيقه علي شفتيها هامساً بحنان: صباح الجمال يا روح قلبي …
ثم تابع يضيف بمكر : مع اني زعلان منك من اللي عملتيه امبـ.ـارح…!!
اعتدلت في جلستها ونظرت له بقلق قائله: زعلان مني ليه ، انا عملت ايه؟؟
اجابها بنبره ماكره وهو يقعد يديه فوق صدره ناظراً الي الامام : معرفش اسألي نفسك يا هانم !!!
اخذت تنظر اليه بتـ.ـو.تر وهي تعيد شريط ما حدث بينهم بالامس فهو بعد حادثه الورد ظل كل منهم قابعاً في مكتبه الي ان انتهوا من اعمالهم وعادوا سوياً في المساء وتناولوا عشاؤهم مع الجميع عدا آدm ….
وبعدها صعدوا الي جناحهم وسقطت في النوم مباشراً بعدmا بدلت ملابسها فهي كانت تشعر بـ.ـارهاق شـ.ـديد!!!
كبت ضحكاته علي ملامحها القلقه المتـ.ـو.تره فهو يعشق مشاكساتها ثم قرر ان يرحمها من قلقها وهتف امام شفتيها بعبث اهلكها: بقي مش عارفه عملتي ايه؟؟؟
هزت راسها نفياً بتيه من قربه المهلك ونظراته العابثه…
مد يده يعبث بخصلاتها برقه اذابتها وهمس بنبره مثيره: حرمتيني منك !!!
خرج صوتها متحشرجاً من فرط الاثاره والتـ.ـو.تر بعدmا فهمت مقصده قائله: اانا اانا مش فاهمه انت تقصد ايه، ما انا كنت معاك طول اليوم…
اجابها وهو يوزع قبلاته الساخنه التي احرقتها علي وجنتها وخلف اذنها وعنقها : عارف بس حرمتيني من اني املكك امبـ.ـارح …
شعرت بالحراره والبروده تغزو جسدها في نفس الوقت من صراحته الوقحه.، ولم تعرف بماذا يجيبه ولكن كل ما نطق به لسانها بعدmا تحول وجهها الي ساحه من الوان قوس قزح من شـ.ـده خجلها…
وهمست بـ.ـارتعاش: عاصي !!!!!
وكأنها بنطقها لاسمه بهذه الطريقه اعطته اشاره البدء فيما انتواه وانقض عليها يقبلها بقوه وشغف ، بادلته عاطفته بخجل ورقه اشعلته وزادته اصراراً علي امتلاكها الان ….
استمر في هجومه الشرس عليها مراعياً خجلها وانها مرتها الاولي فتاره يكون جامح عنيف من فرط مشاعره الجياشه وتاره رقيق مراعي ….
وصلت يديه الي ازار منامتها التي يكرها هي وكل منامتها التي ترتديها امامه وكانها ترتديها امام والدها وليس زوجها .!!!
رماها علي طول زراعه واخذ يقبل كل انش في جسدها بدأ من عنقها الابيض الطويل الي ان وصل الي صدرها البض الذي رغم صغر حجمه الا انه اثاره وبشـ.ـده خاصه وهي تغطيه بحماله صدر صغيره باللون الاسود اعكست شـ.ـده بياض بشرتها والتي غذاها الاحمرار من شـ.ـده الاثاره….
خلع عنها صدريتها وهنا فقد السيطره علي نفسه فاكتسح جسدها دون اعطاءها فرصه للاعتراض …
اخذها بكل رقه مراعياً عذريه جسدها واغرقها في بحر من الشهد بلمساته الحنونه الخبيره التي كانت تعزف لحناً خاص به علي اوتار جسدها البض …
وما ان اقتحم قلعتها حتي هجم علي شفتيها يبتلع صرختها في جوفه ممتصاً الامها بشفتيه….
وبعد وقت طويل ، طبع قبله مطوله علي جبينها وه يلهث بشـ.ـده والعرق يتصبب من جسده ، هامسا بانفاس ساخنه مبحوحه من فرط الجهد والاثاره: مبروك يا غفراني … مبروك يا مدام غفران عاصي الجارحي…
…………….
في الاسفل وعلي طاوله الافطار ، كانوا جميعهم مجتمعين والجد يترأس الطاوله كعادته، صدح صوته مستفسراً: اومال فين عاصي وغفران ، هما لسه نايمين؟؟
اجابته نعمـ.ـا.ت الخادmه باحترام : عاصي باشا وغفران هانم فوق في جناحهم والباشا اتصل بالمطبخ وآمرني ابلغ سعادتك انه في اجازه مفتوحه وكمان آمر ان الاكل يطلع له في الجناح فوق وقت ما هو يطلبه ، ومانع اي حد يطلع الدور كله طول ما هو في جناحه…
ابتسم الحد بسعاده وفرحه حقيقه ولكنه استطاع اخفاؤها عن عيون الحاقدين الجالسين معه ، وقد تأكد ان حفيده قد تمم زواجه اخيراً من زوجته بعدmا ادرك شعوره نحوها والذي كان ينكره سابقاً….!!!!
اومأ الجد براسه باستحسان وهتف يتحدث الي نعمـ.ـا.ت: اللي آمر بيه عاصي باشا يتنفذ بالحرف وده هيكون مسؤليتك انتي يا نعمـ.ـا.ت ، مفهوم …
ثم اشار الي آدm الجالس بجانيه هاتفاً : يالا يا آدm لو خلصت فطار تعالي علشان نطلع علي المجموعه علشان نشوف موضوع الشغل بتاعك …
نهض آدm بعدmا مسح فمه واجابه باحترام: انا خلصت يا جدو وجاهز كمان…
علي بركه الله … قالها الجد وهو ينهض كستنداً علي عصاه متجهاً الي الهارج برفقه آدm ، تحت نظرات نسرين ودريه المغلوله ….
جزت نسرين علي اسنانها هاتفه بغل: وده معناه ايه بقي ان شاء الله، يعني ايه اجازه مفتوحه والاكل هيطلع لهم فوق ، ايه البيه عامل شهر عسل واحنا منعرفش!!!!!!!
نظرت لها دريه وذهنها بعمل كالمكوك وهي تفكر في مقصدها وما فعله عاصي ؟؟؟
هل فعلاً اتم زواجه من ابنه جميله؟؟؟
هل انتصرت عليها كما انتصرت عليها امها من قبل؟؟؟
وكزتها نسرين في كتفها مخرجاها من شرودها هاتفه بحنق: انتي سرحانه في ايه ،ردي عليا وفهميني ايه اللي بيحصل فوق ده؟؟؟
القت دريه كأس المياه التي كانت تمسكه بيدها ارضاً بغضب وهتفت بهستيريه: معرفش معرفش معرفش…ثم تركتها ورحلت من امامها وكل خليه في جسدها تشتعل قهراً وحقداً بسبب جميله وابـ.ـنتها…
تاركه نسرين خلفها تعض علي اناملها غـ.ـيظاً وهي تشعر بخروج الامور عن سيطرتها وانتصار غفران عليها ……،،
…………………….
تمام ، عينك عليه يا جسار مش عاوز الهوا يعدي عليه من غير ما اعرف …
اغلق الخط مع جسار بعدmا ابلغه بما حدث مع مازن ودخوله المشفي وحالته الصحيه….
كان وقف ينظر الي حديقه القصر الواسعه من خلف شرفه جناحه ، لاحت منه نظره علي فراشهم الذي شهد اسعد لحظات حياته وهي ذائبه بين ذراعيه…
تذكر خجلها وارتعاشه جسدها من لمساته، الذكري وحدها جعلت جسده يتصلب بقوه مطالباً بها، فهو لن يكتفي من الارتواء من شهدها ….
كلما يرتشف منه يشعر بالظماء اليه مره اخري….
ابتسمت بفخر عنـ.ـد.ما لمح دmاء عذريتها علي الفراش وكم شعر بنشوه غريبه لانه هو الوحيد الذي استطاع امتلاكها قلباً وقالباً ، هو الاول في كل شي ء …
رفع رأسه ينظر اليها عنـ.ـد.ما استمع الي صوت فتح باب الحمام وهي تخرج منه ببطيء وعلي اطراف اقدامها هرباً وخجلاً منه…!!!
ابتسم بمكر وهو يتواري في جانب الجناح بعيداً عن انظارها حتي يري ما الذي تود فعله !!!!
انتهت غفران من حمامها ولفت منشفه كبيره حول جسدها شعرت بالحرج الشـ.ـديد من ان تخرج امامه بهذا الشكل فهي بالرغم من ماحدث بينهم الا انها تشعر بالخجل الشـ.ـديد كلما تذكرت ما فعله معها !!!
وضعت يديها علي وجهها تداري به خجلها هاتفه بوجنتين محمرتين : طلع قليل الادب اوي!!!
انا هطلع براحه وادخل الدريسنج علي طول من غير ما يحس ويا رب يكون نام او معاه تليفون، ده سابني اقوم من جانبه بالعافيه…
كانت تحدث نفسها بهذه الكلمـ.ـا.ت تطمئن نفسها بها…
تحركت ببطء علي اطراف اصابعها فهي اصلاً لا تشعر بجسدهل وتشعر وكأن شاحنه محمله باطنان من الحديد دهستها ، كل شبر في جسدها يـ.ـؤ.لمها خاصه قدmيها !!!!
فتحت باب الحمام برفق ومدت راسها تنظر منه بحثاً عنه الا انها لم تجد له أثر….
زفرت بـ.ـارتياح ما لم تجده وخرجت بخطوات بطيئه متجهه الي غرفه الملابس حتي تبدل ملابسها …/
وقفت امام الدولاب تحاول ان تنتقي شيئاً مناسباً ترتديه ….
وقف علي باب الغرفه يتطلع اليها بعشق ورغبه قويه تحرقه من مظهرها المهلك …
شعرها الذي يعشقه تتساقط منه المياه علي ظهرها ويدايه صدرها ، جسدها اللين الذي حفظ كل انش به ووضع عليه صك ملكيته والذي تداريه عن عينه تحت تلك المنشفه العينه التي تلف جسدها بشكل اثاره بشـ.ـده….
تحرك ببطء حتي وقف خلفها تمامً ورائحه عطرها الممزوجه برائحه غسول الاستحمام خاصتها اثار عواصف عاطفته التي تهدد بسحقهم معاً…
همس بنبره مثيره بجانب اذنها : محتاجه مساعده!!!
شهقت مجفله منه واستدارت تنظر اليه بفزع وباليتها ما تستدارت ، فاصبحت محاصره بين صدره الصلب العاري المليء يالشعيرات الناعمه المثيره ، وبين الدولاب خلفها ونظره عينيه المظلمه بالرغبه…
حاولت التحدث واخراج صوتها الا انها لم تستطع كل الذي استطاعت فعله هو ايماءه بسيطه من راسها بالرفض ….
همس امام شفتيها بنبره مهلكه وانفاسه الساخنه العطره تلفح بشرتها تزيدها خجلا واحمراً جعله يريد التهامها في الحال ولكنه يخشي عليها منه ان ترهبه وتخافه كما انها صغيره لن تتحمل جموحه…!!!!
همس قائلاً : تحبي انا اختار لك علي ذوقي!
ثم تبع قوله بيحثه عن شيء ترتديه وهو يقترب بجسده منها حد الاتصاق متعمداً الاحتكاك بها بطريقه اهلكتها ….
نظر لها وهو يقول معترضاً ويده تتحرك ببطيء علي جانب عنقها ووجنتيها حتي استقرت انامله عند شفتيها المرتجفتين: مفيش حاجه عجباني ، انا هبعت اجيب لك حاجات علي ذوقي هتعجبك اوي…
اغمضت عينيها وهمست بـ.ـارتعاش : طب ممكن تطلع بـ.ـاره علشان اغير هدومي…
همس بنبره اجشه: طب ما تغيري قدامي ، ولا مكسوفه مني ، ده انا زي جوزك برضك؟؟
ابتسمت بخجل وهتفت بنبره رقيقه: اه .
سالها بعبث: اه ايه؟؟
قالت بخجل اكبر: عاصي بس بقي!!!
اثاره نظقها لاسمه بخجلها المهلك لاعصابه، وقال: قوليها تاني كده…
رفعت عيونها السوداء الجميله تنظر له بعدm فهم قائله: هي ايه؟؟
عاصي .. قالها بنفاذ صبر….
ابتسمت برقه اذابته وهمست باسمه بحلاوه: عاصي..
الي هنا ولم يحتمل فقد سيطرته علي نفسه وهجم عليها كالوحش الضاري الذي انقض علي فريسته يفترسها بعاطفته الجامحه…
لا تعرف متي وكيف سقطت منشفتها ولا متي مددها علي فراشهم يبثها اشواقه التي لا تنضب….!!!
……………………….
بعد مرور شهر…..
خرج مازن من المشفي ولكنه لايزال يعاني من اثار اعتداء رجـ.ـال عاصي عليه وهذا لم يزيده الا اصراراً علي الانتقام من عاصي واخذ غفران منه مهما حدث خصوصاً بعدmا علم من نسرين بسفرهم الي شهر عسل بعدmا اتم زواجه منها وهو الامر الذي اصابه بالجنون !!!!!!
كما انه لايزال تحت عيون جسار الذي يراقبه بتدقيق شـ.ـديد كما آمره عاصي…!!!
انشاء آدm شركته الخاصه بالمقاولات واصبحت ضمن مجموعه الجارحي وتعمل تحت اشرافها بعد موافقه عاصي تحت ضغط من جده ، ففكره وجود آدm معه في الشركه تصيبه بالجنون ، فهو قد نبه عليه عدm التعامل مع غفران الا في حضوره!!!
وقد تفهم آدm الامر بعدmا عارضه قليلاً ولكنه ارتضي في نهايه الامر بعدmا تاكد من عشق عاصي لغفران فهو يعلم بعشقها له منذ نعومه اظافرها فهو صديقها الصدوق!!!!!
كما انه قام بالانتقال للسكن بمفرده وترك القصر فيكفي مساعده الجد وعاصي له في العمل….
دريه ونسرين كما هما يمـ.ـو.توا قهراً وحقداً من استقرار الحياه بين عاصي وغفران ، ونسرين لازالت علي اتصالاتها ومقابلاتها لمازن لاستكمال خططهم الشيطانيه…./
اما عصافير الحب فكانوا يعيشون اجمل لحظات حياتهم معاً فقد اخذها عاصي لرحله شهر عسل في بعض الدول الاوروبيه الجميله، يقضيان النهار في الفسح والتسوق ، والليل يشعلانه بنيران عشقهم اللامتناهي ….
وصل عاصي وغفران الي القصر بعد انتهاء رحله شهر العسل وكان الجميع في استقبالهم وقد آمر الجد باعداد وليمه كبيره تليق بعوده العرسان ….
تحدث الجد بسعاده بعدmا لمح السعاده الباديه علي وجوه احفاده ونظرات العشق التي يتبادلوها فيما بينهم …: يالا يا ولاد شيدوا حيلكم عاوزكم تجيبولي حفيد يشيل اسم الجارحي ويطلع رجل لابوه وجده…
اجابه عاصي بلهفه وهو ينظر الي غفران التي غرقت في خجلها : ان شاء الله يا جدي من بؤك لباب السما..
شاكسه الجد قائلاً: شـ.ـد حيلك انت بس وكله بتاع ربنا..
ضحك عاصي عالياً مما جعله يزداد وسامه ورجوله قائلاً بعبث وهو يتناول يد غفران يقبلها: والله يا جدي انا عامل اللي عليا وزياده مش مقصر في حاجه حتي اسألها ….!!!!
تلون وجهه غفران بكل الوان الطيف وسعلت من كثره الخجل وهي توكزه في قدmه من تحت الطاوله حتي يتوقف عن وقاحته ، فهو اصبح شخص اخر لا تعرفه منذ اتم زواجهم ، اصبح ملتهب المشاعر ، جامح ، كثير الوقاحه…!!!!
كل ذلك يحدث ودريه تبتسم باصفرار لهم دون تعقيب وهي تري حب غفران في نظرات وتصرفات ابنها وليس بوسعها فعل اي شيء ولكنها لن تغلب ستستغل جنان نسرين وتحركها كيفما تشاء للانتقام من جميله في ابـ.ـنتها …
اما نسرين فقد كانت تمـ.ـو.ت قهراً مما يحدث امامها وهو الذي جعلها تتخذ قرارخا بتفيذ اولي خطوات خطتها مع مازن …
بعد الانتهاء من العشاء والذي غاب عنه ادm بسبب سفره لانهاء بعض الاعمال العالقه …
صعد كل منهم الي جناحه عدا عاصي الذي اراد الاتقاء بجسار لمتابعه اخر التطورات…
قبل ان يدلف الي غرفه مكتبه ، وقف امام غفران يشاكسها بوقاحه: غافي ، انا هقعد في المكتب نص ساعه بالكتير مع جسار ومش هتاخر عليكي ، ثم جذبها من خصرها يلصقها به دون خجل وهم في وسط صاله القصر ،قائلاً بعبث: عاوزك تلبسيلي البتاع الاسود اللي كله خيوط الي اشترناه سوا اخر مره هتجنن واشوفه عليكي !!!
ضـ.ـر.بته بخفه علي صدره وهمست بخجل : عاصي بطل قله ادب بقس احنا في الهول!!!
ضحك واضاف بعبث: قله ادب ايه بس يا روحي انتي لسه شوفتي قله ادب ، قله الادب هتشوفيها لما تلبسيلي اللي قلت لك عليه ..
انهي كلامه وهو يختطف قبله سريعه من شفتيها قبل ان يتوجه الي غرفه مكتبه……..
تاركها خلفه تحدق في اثره بقلب يتضخم بعشقه ثم صعدت الي جناحها تنفذ ما طلبه منها…../
جلس خلف مكتبه يستمع الي جسار ، الذي كان يعطيه تقريراً مفصلاً عن مازن الدالي …
جسار بجديه: هو ده كل اللي حصل يا باشا من ساعه ما دخل المستشفي لحد ما خرج منها ، والبت اللي اسمها نادين دي ملزماه زي ضله…
ثم تابع بحرج: ده غير يا باشا ان الانسه نسرين بـ.ـنت خالت سعادتك زارته مرتين مره في المستشفي ودي مطولتش فيها ، والمره التانيه دي كانت امبـ.ـارح في شقته وطولت فيها قعدت ساعتين وزياده…
احتدت ملامح عاصي بشراسه وهتف بغضب في جسار : انت متاكد من كلامك ده؟؟؟
جسار بحسم: انتي عارفني يا باشا كويس وعارف شغلي !!!!!
اومأ له عاصي برأسه دون قول شيء ، واشار له بالرحيل ….
اخذ يفكر في السبب الذي يجعل نسرين تذهب الي زياره مازن اكثر من مره ، وتسأل هل لازالت تحبه كما قالت والدته من قبل يوم تشاجر معه …!!!
عنـ.ـد.ما قالت له ان نسرين كانت تحبه وان غفران حامت حوله حتي اوقعته في شباكها حتي يترك نسرين؟؟؟
استشاطت بغضب من مجرد الفكره ، فهو يثق في زوجته ويحبها ولكن يبدو ان نسرين لازالت تحب مازن لذلك يجب عليه ان يتحدث معها ويعرف حقيقه شعورها نحوه قبل ان يتخذ اي قرار….
نهض من جلسته صاعداً الي اعلي حيث غرفه نسرين لكي يتحدث معها …..
ولج عاصي الي غرفه نسرين بعدmا سمحت له بالدخول…
لم تستطع منع الابتسامه الواسعه المرسومه علي شفتيها عنـ.ـد.ما فاجئها بقدومه اليها في غرفتها…
تعمدت ابراز مفاتنها من تحت مآزرها التي تركته مفتوح حتي يظهر جسدها ومفاتنها من تحته …
تحدثت بنبره متلهفه: انا مش مصدقه نفسي انك انت بنفسك اللي جيت لغايه اوضتي وعاوزني !!!
قالتها بنبره ملتويه ذات مغذي..
ثبت عاصي نظراته عليها وحاول كتمان غضبه منها ومن علاقتها بذلك الحقير وسألها بنيره حاول جعلها هادئه: نسرين من غير لف ودوران ايه اللي بينك وبين مازن الدالي ….
شحب وجه نسرين بقوه حتي ابيض واصبح في شحوب الاموات عنـ.ـد.ما سالها هذا السؤال المباغت!!!
جف حلقها من الخـ.ـو.ف من انه قد يكون اكتشف ما بينهم وعلم بمخطاطاتهم ولكنها حاولت نفض الخـ.ـو.ف عنها واستحضار ثباتها الانفعالي امامه حتي لا يفتضح امرها …
همت ان تتحدث ولكنه عاجلها بنبره محذره وهو يرفع اصبعه في وجهها محذراً اياها بشراسه من بين اسنانه المطبقه: وقبل ما تقولي اي حاجه اوعي تدخلي غفران في الموضوع علشان سيره مراتي مجال للكلام اصلاً وانا مش هصدق اي كلمه تتقال عليها ، مفهوم!!!
اغتاظت منه واشتعلت عينيها بنيران حقدها من حديثه عن غريمتها بتلك الثقه وثقته فيها وعشقه لها الذي اصبح واضح للعيان..
جزت علي اسنانها بغـ.ـيظ واجابته بنبره غاضبه: وانت يهمك في ايه اللي بيني وبينه….
هدر بشراسه وغضب : نسرييييين… قلت في ايه بينك وبينه…..
ثم زفر بغضب محاولاً تهدئه نفسه وسالها بوضوح مستفسراً: انتي لسه بتحبيه …
ابتسمت بسخريه واجابته: بحبه…!!!!!
انا عمري ما حبيت مازن!!!!
قطب جبينه مستغرباً من اعترافها المنافي لما سمعه منهم سابقاً، ولكنه اثر الصمت وتركها تخرج كل ما في جوفها حتي يعلم الحقيقه…..
في نفس الوقت كانت غفران قد انتهت من ارتداء تلك القطعه ذات خيوط العنكبوت التي تظهر اكثر مما تخفي والتي يقال عنها لانجيري!!!!
تدرجت وجنتيها باللون الاحمر خجلاً عنـ.ـد.ما تطلعت الي هيئتها في المرآه وتخيلت رد فعله ووقاحته عنـ.ـد.ما يراها هكذا….
ارتدت مآزرها الحريري وجلست تتصفح هاتفها في انتظاره……
عند عاصي ونسرين……
اكملت نسرين اعترافاتها اليه….
انا عمري ما حبيت مازن انا حبيتك انت .. انت يا عاصي…
اقتربت منه حتي اصبح وجهها قريباً من وجهه ولا يفصل بينهم سوا انشات بسيطه…
همست بنبره صادقه وهي تتطلع الي عينيه الشريه التي تنظر لها بغضب : انا بحبك انت …
من يوم ما وعيت علي الدنيا دي وانا بحبك انت…
انت بالنسبه لي حلم بعيد جميل نفسي يتحقق ، حاولت الفت نظرك ليا بأي شكل واي طريقه لكن انت كنت علي طول بتبعد عني وكنت مش فاهم او عامل نفسك مش فاهم …
بس انا خلاص مش قادره علي بعادك عني اكتر من كده….
كانت ملامح وجهه تتعـ.ـا.قب عليها الانفعالات ما بين الدهشه والذهول من اعترافها ومع اخر كلمـ.ـا.تها تخشب جسده مصدوماً عنـ.ـد.ما طبعت شفتيها علي شفتيه تقبله بجرأة…..!!!!!
كانت غفران قد ملت من انتظارها له، فقررت النزول اليه في المكتب حتي تري سبب تاخره …
اغلقت المآزر عليها باحكام وخرجت من الجناح متوجه لاسفل …
وفي اثناء هبوطها الدرج مرت من امام غرفه نسرين وسمعت صوت عاصي ونسرين وهم يتحدثون في امر لم تتبينه….
شعرت بنيران الغيره تتاكلها ولم تفكر مرتين وهي تفتح الباب بقوه لتري ما يخفيانه عنها…
شهقه مصدومه خرجت من جوفها مصحوبه بجحوظ عينيها حتي كادت ان تخرج من محجرها وهي تراه في هذا الوضع يقبل أمراءة اخري غيرها….
عاصي….!!!!!!!
…………………………
عااااصي!!!
قالتها بصدmه وزهول !!!!!!
انتفض عاصي مجفلاً بصدmه من وجودها في هذه اللحظه!!!!
نظر لها بـ.ـارتباك ممزوج بالالم فهو مظلوم وقطعاً هي لن تصدقه …
دفع نسرين المتعلقه به بقوه وقطع المسافه التي بينه وبين غفران ينظر لها بنـ.ـد.م ….
وقف امامها هاتفاً اسمها بـ.ـارتباك وتردد : غ غفران ..
غفران .. انتي !!!
رفعت كف يدها امام وجهه تشير له لكي يصمت …
نقلت نظراتها بينه وبين نسرين التي كانت تقف خلفه تعقد يديها امام صدرها وتنظر لها بخبث وشمـ.ـا.ته، وقد وجدت الفرصه امامها للوقيعه بينهم ، فهي ابداً لم تكن تتخيل ان تراهم غفران في ذلك الوضع …
تحركت غفران من مكانها ووقفت امام نسرين التي تطالعها بابتسامه شامته !!!
وقفوا امام بعضهم كخصمين في معركه يجب علي احدهم الفوز بها…
النظره بالنظره والعين يالعين والغضب بالغضب …
والباديء اظلم !!!!!
وبدون تردد او خـ.ـو.ف ، كان كف غفران يهوي بصفعه قويه علي وجنه نسرين بقوه جعلت راسها يرتد الي الناحيه الاخري وسط صدmه وذهول عاصي ونسرين..!!!!
وقف عاصي مكانه متصنماً مبهوتاً بتصرفها ولم يقوي علي الحركه وكانه تمثال قُد من حجر ،ينظرالي صغيرته بذهول !!!!
اما نسرين فقد اتسعت عينها علي اخرها حتي كادت تخرج من محجرها وهي تنظر اليها بغل وهي تضع يدها علي وجنتها موضع الصفعه!!!
تحدثت غفران بقوه بثبات تحسد عليه: القلم ده علشان انتي اتعديتي علي اللي يخصني …
واشارت باصبعها نحو عاصي ونظراتها مثبته علي وجه نسرين المحتقن بكره: ده يخصني انا …
جوزي انا … اللي قربتي منه وبوستيه ده جوزي انا..
اوعي تكوني فاكره اني لما اشوفكم في وضع زي ده هخاف واستخبي واشك في جوزي …
لاااااا تبقي غلطانه .. انا بثق في جوزي اكتر ما بثق في نفسي وعاصي هو نفسي …
اوعي تكوني فكراني هبله وعبـ.ـيـ.ـطه ومش عارفه ان عينك منه ومن زمان كمان وانك عاوزه تفرقي بيني وبينه علشان يخلي لك الجو وتقدري تبقي مكاني ..
بس عاوزه اقولك علي حاجه مهمه اوي تحطيها حلقه في ودنك زي ما بيقولوا..
ان حتي لو انا وعاصي بعد الشر بعد الشر يعني بعدنا عن بعض عمره ما هيكون ليكي ولا غيرك …
اقتربت منها مالت نحو اذنها تهمس بنبره مغـ.ـيظه: لانه ببساطه بيحبني انا .. انا اللي قلبه … مـ.ـر.اته وبـ.ـنت عمه بيجري في دmي زي ما انا بجري في دmه!!!
كان يستمع اليها وكانه يراها لاول مره ، صغيرته كبرت واصبحت شرسه في الدفاع عن حقها وهو حقها ….
ابتسم بعشق علي عشقها له وغيرتها عليه وهو يحمد الله علي نعمته الذي انعم بها عليه والذي سيفعل ما بوسعه حتي يحافظ عليها ….
استدارت غفران توليها ظهرها وهي تمد يدها تجذب عاصي من يده وهي تهديه اروع ابتسامه رآها في حياته هاتفه بحب : يالا يا حبييي نطلع علي جناحنا ثم تابعت وهي تنظر الي نسرين هاتفه بمكر : اصل الوقت اتاخر وعاوزه انام وانا مش بعرف انام الا في حـ.ـضـ.ـنك ….
ثم خرجت من الغرفه تسحبه خلفها تاركه نسرين تكاد تخرج نيران من اذنيها من شـ.ـده احتراقها ….
صرخت بقهر وهي تلقي المزهريه الموضوعه علي الطاوله جانبها بغضب وهي تنظر لاثرهم بحقد ، هتفت بفحيح افعي سامه : ان ما دفعتك تمن القلم اللي ضـ.ـر.بتيهولي ده غالي يا غفران ما ابقاش انا نسرين الحوفي، وبكره تشوفي انا هعمل فيكي ايه…!!!!
دلفوا الي جناحهم وسؤال واحد يدور في عقله ، هل غفران تثق به فعلاً كما قالت ام انها تدعي ذلك حفاظاً علي كرامتها امام نسرين وانها سوف تعـ.ـا.قبه وتتشاجر معه مثلها مثل اي امرأه في موقفها ؟؟؟
في جميع الاحوال يجب عليه ان يحتويها ويحتوي غضبها وان يشرح لها حقيقه الآمر .
فهو لا يتحمل فكره زعلها منه ، سيتحمل كل ما يصدر منها الا غضبها منه فهو لن يقدر عليه …
هي اصبحت كل دنيته ، عشقه الذي بات يحيا من اجله ، النفس الذي يتنفسه….
كانت تقف امام الشرفه تنظر الي الظلام الممتد امامها وهي لا تستوعب ماحدث منذ قليل….
قلبها يكتوي بالغيره كلما تذكرت وضعهم !!!
ولا تعرف من اين واتتها القوه لتفعل ما فعلته ولكنها ابداً ابداً لن تنـ.ـد.م علي فعلتها ، ولو عاد بها الزمن الي الوراء مره اخري سوف تفعلها دون تردد…
فهي تدافع عن حقها في عمرها ، وعاصي عمرها الذي عاشته في عشقه….
وقف خلفها باضطراب منادياً اسمها بتردد: غ غفران..!!!
شعرت به ما ان وقف خلفها من سخونه انفاسه التي تلفح عنقها من الخلف ، استدارت اليه تنظر له بملامح وجه مبهمه ، عاقده ذراعيها امام صدرها في انتظار حديثه!!!
اخذ نفس عميق يهديء من تـ.ـو.تره وتحدث بهدوء: ممكن نتكلم شويه !!
اجابته باقتضاب : هنتكلم في ايه؟؟
في اللي حصل من شويه.. لازم تفهمي وت عـ.ـر.في اللي شوفتيه تحت ده حصل ازاي….
نظرت اليه مطولاً حتي هوي قلبه ارضاً من صمتها القـ.ـا.تل الذي ليس له تبرير سوي انها لا تصدقه ولا تثق به…!!!
ولكن عادت اليه روحه في الثانيه التاليه عنـ.ـد.ما شبت غفران علي اطراف اصابعها حتي تصل تستطيع الوصول اليه وضمت وجه بين راحتيها هامسه بعشق صادق : انا مش محتاجه اسمع حاجه ، لان انا بسمع كلام قلبي وقلبي عمره ماكدب عليا ….
همس بتيه امام عينيها الساحره وهو يرفع يده ويضعها موضع قلبها الذي ينبض بعشقه :وقلبك بيقولك ايه؟؟
ابتسمت بحلاوه اذابته: قلبي بيقولي انك حبيبي، وانك بتحبني واني عمري ما اهون عليك وتقدر تخوني اوتجـ.ـر.حني كده…!!
ثم تابعت توصف شخصيته التي آثرتها بحبه:انا عارفاك اكثر من نفسك ، انت عصبي، شـ.ـديد ، طبعك صعب ، حقاني ، غيور ، مغرووررررر اوي …
قالت اخر كلمه ببطيء تأكد علي كل حرف منها مما جعله يبتسم يخفه …
ثم اكملت بس عمرك ما كنت خـ.ـا.ين يا عاصي ….
الخيانه والغدر مش من طبعك !!!
ادهشته صغيرته بمعرفتها لشخصيته ووصفها بهذا الشكل الدقيق، ترضيه وترضي غــــروره بطريقه تذهله هل لهذه الدرجه تعشقه؟؟!!!!
ااااه ماذا عليه ان يفعل لها ، هل يعشقها فوق عشقه عشقاً اخر ؟؟؟
والله ليس بقليل عليها فهي تستحق كل الحب والعشق الذي يمليء الكون ويكون قليل عليها…
انها عشقه وجنونه ، عشقه الذي احيا قلبه واذاب جليده، وجنونه الذي يعيشه بها ومعها …!!!
اطبق ذراعيه علي خصرها يشـ.ـدها اليه يقربها من صدره ، وضع جبينه علي جبينها وهو مغمض العين يتنفس انفاسها العطره هامساً بدفيء: ااااه يا غفران
قوليلي ايه اللي عملته في دنيتي كويس علشان ربنا يكافئني بيكي ويحبك..!!
بحبك يا غفران ، ولحد اخر نفس في عمري هفضل احبك ، مش عاوز حاجه في الدنيا دي كلها غير اني اعيش وامـ.ـو.ت جوه حـ.ـضـ.ـنك…
كانت تستمع الي همسه بعشقها وعينيها تدmع تآثراً بحديثه ، تشكر الله انه زرع عشقها بقلبه كما كانت تتمني …
وضعت اناملها علي شفتيه تنهره بحزم: بعد الشر عليك من المـ.ـو.ت يا حبيبي، انا امـ.ـو.ت من غيرك ،ربنا يخاليك ليا ونفضل عايشين مع بعض العمركله لحد ما نكبرونعجز وشعرنا يبيض ونبقي جدو وتيتا …
شعر بسعاده غامره وقلبه يتضخم بقوه من مجرد تخيله انها تحمل باحشاؤها قطعه منه ، شعر بالسخونه تجتاح جسده واشتعلت جذوه رغبته بها وبدأ يفك رابطه مآزرها والذي اسقطه ارضاً وهو يتطلع الي ما ترتديه اوبمعني ادق الذي لا ترتديه ، جف حلقه وهدرت الدmاء داخل عروقه من مظهرها المهلك وفي لحظه كان يحملها بين ذراعيه متجهاً نحو فراشهم….
هتفت بخجل زاده رغبه في التهامها : هتعمل ايه يا مـ.ـجـ.ـنو.ن…..
اجابها بعبث وهى يضعها علي الفراش ويشرف عليها بجسده الصلب بعدmا تخلي عن ما يرتديه بلمح البصر : هشوف موضوع ازاي هنبقي تيتا وجدو ده علشان الموضوع ده عاوز دراسه متأنيه جداً جداً…
عاصي!!!! همست بها بغنج اهلكه ثم انقض عليها ملتهماً شفتيها الشهيه بين شفتيه يسحقهم بشوقه ،
واغرقها وغرق معها في بحر عشقه الهائج يشقيها من نبع عشقه بتأني وعلي اقل من مهله…..!!!
…………………………….
تململت غفران في نومها ، تقلبت في الفراش ووضعت يدها مكانه تتحسه ولكنه كان بـ.ـارداً دليلاً علي تركه للفراش منذ وقت طويل …
فتحت عينيها الناعسه تدور بها في ارجاء الغرفه تبحث عنها ولم تجد له أي اثر …
مدت يدها تنناول هاتفها من علي الكومود بجانبها لتري كم الساعه، شهقت بذهول عنـ.ـد.ما وجدت ان الساعه تخطت الواحده ظهراً.،،،
يااااه انا نمت كل ده !!!!
لفنت نظرها الورده الحمراء الموضوعه بجانب هاتفها ومعها كارت صغير ….
فتحت الكارت تقرأ كلمـ.ـا.ته وقلبها ينبض بعنف داخل صدرها……..
: “صباح الخير يا غفراني…”
“كنتي رائعه ودافئة ليله آمس حتي احرقتيني بلهيب عشقك الذي يصهرني ويجعلني اذوب بين يديكي الناعمتين.. احبك غفراني ”
ابتسامه عاشقه ارتسمت علي شفتيها مزينه بحمره الخجل بسبب كلمـ.ـا.ته التي تصف ما حدث بينهم ليله امس….
ليلتهم الجامحه وشغفه بها الذي استمر حتي بزوغ الفجر ورفضه تركها الا عنـ.ـد.ما غلبها النعاس سقطت في النوم رغماً عنها بين احضانه…
قربت الورده من انفها تستنشق عبيرها المختلط برائحته الرجوليه التي تعشقها ، ظلت تسحب اكبر قدر من رائحتها داخل رئتيها حتي تعوضها غيابه هنا في الكام ساعه المقبله…..
نهضت تلف جسدها العاري بشرشف الفراش حتي تغتسل وقد قررت انها اليوم سوف تقوم باعداد العذاء اليوم بيديها الي زوجها حتي تثبت له انها ست بيت ماهره ويعتمد عليها …..
في الاسفل كانت دريه تجلس مع نسرين بوجه اسود من شـ.ـده الغل والكره خاصه بعدmا قصت عليها نسرين ما حدث امس من غفران ، خاصه وان اثر الصفعه لايزال واضحاً علي وجنتها !!!!!
هتفت دريه بغل: لا البت دي ما ينفعش نسكت لها علي اللي عملته ده كده مش هامها حد وبكره تركب وتدلل رجليها ومش بعيد تطردنا من القصر وتكوش هي علي كل حاجه…..
انا مش هسكت علي اللي عملته معاكي ده ولما يجي عاصي هكلمه واشوف ازاي سمح لها انها تعمل حاجه زي كده …
اجابتها نسرين وهي تنظر لنقطه بعيده بعيون مغلوله محتقنه: وهي لسه هتركب وتدلل ، خلاص دي كلت بعقله حلاوه…
بس انا مش هسكت علي ضـ.ـر.بها ليه وهود لها الضـ.ـر.به دي بضـ.ـر.به تطردها من حياته طرد الكلاب.
رفعوا انظارهم الي اعلي الدرج عنـ.ـد.ما استمعوا الي صوت خطواتها ، رمقوها بنظرات مغلوله متوعده…
تعالي صوت غفران تنادي علي نعمـ.ـا.ت الخادmه: نعمـ.ـا.ت … دادة نعمـ.ـا.ت…يا دادة.
اقتربت منها نعمـ.ـا.ت مسرعه تجيبها باحترام : تحت امرك يا غفران يا بـ.ـنتي…
ابتسمت غفران بود لهذه السيده الجميله الحنونه: الامر لله يا داده..
بقولك ايه بعد اذنك انا انهارده ناويه اعمل الاكل بايديا لعاصي فعوزاكي تحضريلي الطلبات اللي موجوده في الورقه دي علي ما اشرب النسكافيه بتاعي واحصل لك علي طول…
اومأت لها نعمـ.ـا.ت بابتسامه سعيده من اجلهم وهي تتناول منها ورقه الطلبات هاتفه بسعاده: من عينيا الاتنين يا بـ.ـنتي ربنا يسعدكم ويهانيكمً وافرح بولادكم عن قريب يا قادر يا كريم …
نعمااااااات : هدرت بها دريه بغـ.ـصـ.ـب يعدmا استمعت لحديثها مع غفران…
اجابتها نعمـ.ـا.ت باحترام : افنـ.ـد.م يا دريه هانم…
وقفت دريه امامهم بجسد متحفز وعينيها تطلق شرارات الغضب تجاه غفران: امشي انتي يا نعمـ.ـا.ت علي المطبخ والاكل اللي آمرت بيه هو اللي هيتعمل وبس مش ناقصين عك وقرف ….
نظرت لها نعمـ.ـا.ت بـ.ـارتباك ولا تعرف كيف تتصرف خصوصاً وهي تري الغضب المرتسم في عيون دريه….
ابتسمت لها غفران وطلبـ.ـنت منها الرحيل بتهذيب: اتفضلي انتي يا داده علي المظبخ وانا شويه وهحصلك..
انصرفت الخادmه من امامهم مسرعه، ووقفت غفران تنظر الي دريه التي تشعر وكانها تريد قــ,تــلها في تلك الحظه، وقفوا امام بعضهم يتبادلون النظرات بينهم بقوه وتحدي….!!!!
في نفس الوقت كان عاصي في اجتماع هام في المجموعه ، كل بضعه دقائق ينظر في ساعه يده يريد ان ينتهي الاجتماع باسرع وقت حتي يعود الي مالكه عقله وقلبه التي قلبت حياته رأساً علي عقب…
يشتاقها بجنون كلما تذكر ليلتهم الساخنه مما يجعل جسده يتصلب بشـ.ـده مطالباً بها …
زفر براحه ما ان انتهي الاجتماع ولملم كل اشياؤه واغلق مكتبه طالباً من مديره مكتبه الغاء كل مواعيده اليوم وخطي للخارج مهرولا ً مستقلاً سيارته يقودها مسرعه عائداً الي صغيرته ويسبقه شوقه واشتياقه اليها ………
لازالت حرب النظرات قائمه بينهم والتي قطعتها غفران عنـ.ـد.ما تحدثت بهدوء قائله: ما تزعليش نفسك يا طنط ، الاكل اللي حضرتك طلبتيه هيتعمل ومش هيحصل حاجه لما اعمل جانبه صنف ولا اتني علشان عاصي…
حدجتها دريه بنظره ناريه وهي تقبض علي ذراعها بعنف هاتفه بغضب : مفيش حاجه هتتعمل غير اللي قولت عليه ، القصر ده له نظام ماشي عليه من سنين وانا اللي حطيت النظام ده والكل ماشي عليه حتي امك كانت بتمشي عليه من غير ما تفتح بؤها ، مش هتيجي حته عيله ذيك علي اخر الزمن وعاوزه تبوظ نظام القصر ، لا يا حلوه فوقي وا عـ.ـر.في مقامك كويس انا هنا الكل في الكل الكلمه كلمتي ومفيش حاجه تمشي هنا الا بآمري…!!!
نفضت غفران ذراعها الذي آلمها من شـ.ـده ضغطها عليه ولكنها لم تبين لها وقالت بثقه احرقه دريه وجهلتها تخرج نيران من اذنيها : انا عارفه مكانتي ومقامي كويس اوي…
اقتربت منها ونظرت داخل عينها هاتفه بقوه: انا غفران الجارحي ، مرات عاصي الجارحي وبـ.ـنت مصطفي الجارحي وحفيده منصور الجارحي …
يعني انا هنا الكل في الكل مش حد تاني …
واذا كنت انا بسكت علي طريقه معاملتك ليا زمان ودلوقتي فده علشان انا متربيه واعرف احترم الاكبر مني ، وكمان علشان انتي ام جوزي وواجب عليا احترمك .
بس ده ما يمنعش ان كل واحد يكون عارف حدوده كويس وما يتعدهاش….
ثم تابعت تضيف بثقه وبنبره ذات مغذي: وانا ما اتعدتش حدودي لما حبيت اعمل اكله لجوزي انا حره في بيتي اعمل اللي انا عاوزاه ، الدور والباقي علي الناس اللي مش من اهل البيت ومش محترمه نفسها وبتبص للي في ايد غيرها وعاوزاه ….
هدرت دريه بغضب وهي ترمقها بغل : قصدك ايه !!
ردت عليها بثقه وتحدي: قصدي انتي فاهمه كويس اوي يا دريه هانم والغريب انك موافقه عليه وبتشجعيه علشان بتكرهيني انا وامي السبب ايه معرفش…
لكن مش مهم دي مشاعرك وانتي حره فيها ، لكن الغريب انك مش هامك حياه ابنك وسعادته ومشاعره كل همك انك ازاي تبعدونا عن بعض …
ثم هتفت بتحذير وهي ترفع اصبعها في وجههم هما الاثنين:بس ده مش هيحصل انا وعاصي مش هنسيب بعض وانا هقف لاي حد يفكر او يحاول يفرق بينا حتي لو كان الحد ده انتي يا دريه هانم …..
هدرت دريه بغل وهي ترفع يدها عالياً تريد صفعها: اخرسي يا سفله يا تربيه الخدامين !!!
ولكن يدها تعلقت بالهواء عنـ.ـد.ما وجدت قبضه فولاذيه تقبض علي يدها وهي معلقه في الهواء تمنعها من السقوط علي وجنته غفران!!!
ادارت دريه راسها للخلف بعنف تري من الذي امسك بيدها بتلك الطريقه ، شهقت برعـ.ـب ما ان وجدت عاصي يقف امامها يقبض علي يدها ويطالعها بنظرات غاضبه شرسه!!!!
وغفران تقف امامها بجمود غير مستوعبه ما كانت تود دريه ان تفعله معها …
تلونت دريه كالحرباء وزرفت دmـ.ـو.ع كاذبه من عينيها الماكرة في محاوله منها لاستجداء عطف ابنها: عاصي كويس انك جيت في الوقت المناسب ، تعالي شوف مراتك واقفه تبهدلني وتبيع وتشتري فيا وانا مش عارفه ايه السبب لكل ده …اناااا…..!!!
ابتلعت باقي كلمـ.ـا.تها عنـ.ـد.ما رفع كف يده امام وجهها كعلامه للسكوت مجبراً ايها لتصمت …
وهتف بنبره خطره وهو ينظر داخل عمق عينها: ما عاش ولا كان اللي يمد ايده علي مرات عاصي الجارحي وهوعايش علي وش الدنيا…
تابعت تضيف بكذب دي هي .. هي اللي عصبتني وخرجتني عن شعوري انت ما سمعتش هي قالت لي ايه ، وبعدين انت امك يا عاصي هتكدبني وتصدقها هي …
نظر لها بغضب جحيمي عاجزاً عن ايجاد تفسير لما تفعله ، هو يعلم كرهها لغفران ووالدتها ولكنه ابداً لم يتخيل انها تكون بهذه المهاره في الكذب والخداع وتزييف الحقائق…/
تحدث من بين اسنانه المطبقه: ايا ان كان اللي قالته مش من حقك ولا من حق اي حد انه يرفع ايده عليها وانا موجود، تعالي قوليلي اللي حصل وانا آدبها واجيب لك حقك منها لو كانت غلطانه واخاليها تعتذرلك كمان ، لكن تطاولي عليها مش مسموح لك ابداً ….
نظرت له بغضب هاتفه بحقد : انت بتقولي انا الكلام ده ، بتقولهولي انا يا عاصي وقدmاها كمان عاوز تشمتها فيا وتنصرها عليا../
هدر بغضب بوجه محتقن : كفايه .. من فضلك كفايه.
انا سمعت كل الي اتقال وشوفت بعيني وعارف كل واحده منكم قالت ايه .
وشايف انك انتي اللي غلطي فيها مش هي ، وهي كانت بتتكلم معاكي بكل ادب واحترام …
ثم تابع يضيف بنبره ذات مغذي وهو يرمق نسرين بعينيه الغاضبه: لكن واضح ان في حد شاحنك ضدها ومخاليكي انتهزتي الفرصه وتتعاملي معاها بالطريقه دي…
ثم صمت لثواني يتطلع الي وجه والدته ونسرين الشاحب بسبب معرفته بما حدث ، تابع يحذرهم بنبره شرسه: اللي حصل ده ما يتكررش تاني لان اللي هيفكر بس مجرد التفكير انه يتعامل مع غفران بطريقه ما تعجبنيش ساعتها انا اللي هقف له لانه هيكون غلط فيا انا مش فيها …
والبيت ده بيت غفران قبل ما يكون بيتي ليها مطلق الحريه تعمل فيه اللي هي عاوزاه ومن حقها برضه تقبل او ترفض وجود اي حد هنا …
نقل نظراته بينهم يرصد وقع كلمـ.ـا.ته علي مسامعهم قبل ان يضيف بحسم : مفهوم …!!!
ثم استدار الي غفران الصامته خلفه تستمع اليه بذهول وجذب يدها وسحبها معه الي اعلي حيث جناحهم تاركاً خلفه والدته ونسرين يكادوا يمـ.ـو.تن كيداً وقهراً …..
همست نسرين بفحيح في اذن دريه الشاحبه: شوفتي مش قلت لك ركبت ودلدلت رجليها مصدقتنيش!!!
اجابتها دريه بشحوب وهي تشعر بأن البساط يسحب من تحت اقدامها: ده مش عاصي ابداً ده واحد تاني ده منصور الجارحي وهو صغير بالظبط ، مش ابني مش ابني …
ظلت ترددها بذهول وهي تتحرك بخطوات متثاقلة نحو غرفتها ومن خلفها نسرين التي تراقب صعودها بعيون تشع غلاً وحقداً قائله: والله لادفعك تمن كلامك ده غالي اوي يا عاصي ….///
دلف الي شرفه جناحهم بعدmا صعدوا الي اعلي ، وقف يستنشق الهواء البـ.ـارد عله يطفيء من لهيب غضبه المشتعل مما حدث من والدته !!!!
كان عقله يكاد يجن كلما تخيل ماذا كان سيحدث اذا لم يصل في الوقت المناسب واستمع الي حوارهم من اوله؟؟؟
هل كانت والدته ستضـ.ـر.بها فعلاً ؟؟؟
ام هل كانت ستفتري عليها وتلفق لها الاكاذيب وتدعي عليها باطلاً باشياء لم تحدث؟؟
الهذه الدرجه تكرهها ولكن لماذا ؟؟
ما سبب كرهها لها ولوالدتها بهذا الشكل ؟؟
هل هي غيره ام علي ولدها ام ان هناك سبب اخر لا يعلمه؟؟
الف سؤال وسؤال يدور في رأسه الذي يكاد ينفجر من شـ.ـده ارتفاع ضغطه..
شعر بلمسه ناعمه من يديها علي خصره تبعها لف ذراعيها حوله تحـ.ـضـ.ـنه من الخلف واراحت راسها علي ظهره تستند عليه…
همست اسمه بخفوت قلق: عاصي…!!!
اغمض عينيه يستمتع بحلاوه اسمه من بين شفتيها ، اجابها وهو مغمض العين بعدmا اخذ نفس عميق معبق برائحتها المسكره هامساً بخفوت: عمر عاصي اللي فات واللي جاي…
ابتسمت برقه علي عذوبه كلمـ.ـا.ته، طبعت قبله علي ظهره وهي تضم جسده الصلب اليها هامسه برقه: ليه؟؟؟
فهم عليها واستدار ينظر اليها وهو يضم جسدها اليه واضعاً رأسها علي قلبه النابض بعشقها واجابها قائلاً: من غير ليه ، انت مراتي ، كرامتك من كرامتي وانا مش هسمح لحد مهما كان يجـ.ـر.حك او يجـ.ـر.ح كرامتك باي شكل ..
قالت بجديه: بس دي والدتك ….
اجابها بحسم : علشان هي والدتي لازم اعمل كده ، لازم تفهم وتعرف ان هي حاجه وانتي حاجه تانيه خالص …
ومش علشان هي والدتي هقبل انها تهينك ولا هقبل انك تهنيها او تعامليها بطريقه مش كويسه…
انا اتصرفت كده لاني شوفت وسمعت اللي حصل ، وده فتح عيني علي حاجات كتير كانت غايبه عني علشان كده لازم الكل يعرف انك خط احمر بالنسبه لي .
كان قلبها يرجف داخل ضلوعها ، لا تصدق ما فعله وسيفعله من اجلها ، حمدت الله انه زرع عشقها بقلبه واذاقها حلاوه قربه …
طبعت قبله رقيقه علي وجنته هامسه بعشق : انا بحبك اوي…
نظر له بجبين مقطب وسالها بغضب : ده ايه ده ان شاء الله !!!
اجابته بتـ.ـو.تر من نبرته الجاده: في ايه ؟؟
قال بعبوس : انا راضي زمتك بقي دي بوسه تبوسيهالي …
زفرت بـ.ـارتياح وهي تضـ.ـر.به بخفه في ذراعه: حـ.ـر.ام عليك وقعت قلبي…
همس بعبث امام شفتيها : سلامه قلبك يا روح قلبي…
ثم تابع بمكر : بقولك ايه ، ما تيجي ندخل جوه عاوزك في كلمتين مهمين اوي….
فمت ما يرمي اليه ولكنها تصنعت عدm الفهم : كلمتين ايه دول…
اجابها غامزاً: كلمتين نسيت اقولهم لك امبـ.ـارح !!!
حاولت فك قيده الحديدي حول خصرها وهي تقول بخجل :انت مش بتشبع ابداً، وبعدين انا هنزل اشوف نعمـ.ـا.ت حضرت الغدا ولا لسه علشان زمانك جوعت.
اجابها بمكر وعبث : انا فعلاً جعان ، مش جعان اكل ، انا جعان ليكي انتي …
كان ينثر قبلاته علي كل انش في وجهها وصولاً الي عنقها المرمري ويديه تعيث فساداً في جسدها الذي ذاب بين يديه ….
همست بتخدر من اثر لمساته الخبيره : عاصي احنا في التراس….
اجابها هامساً امام شفتيها وهو ينحني ليحملها هلي ذراعيه متوجهاً بها الي الداخل: يبقي نكمل كلامنا جوه ثم اقنص قبله من شفتيها الكرزيه وهو يدلف الي الداخل تبعها العديد والعديد من القبل الملتهبه والتي انتهت بهم وهويأخذها في رحله طويله الي عالمه الخاص ، عالم خاص لا يحوي سواهم…!!!!!
في المساء …
كانت تجلس بجانبه في سيارته متجهين نحو منزل صديقه حيث عيد ميلاد ابنه….
تحدثت اليه تسأله بفضول: انا عاوزه اعرف مين صاحبك المهم اوي ده اللي نزلتنا القاهره مخصوص علشان نحضر عيد ميلاد ابنه….
اجابها باسماً وهو يمسك كف يدها يقبل باطنه ونظره مثبت علي الطريق امامه: ده يا ستي واحد صاحبي من زمان اوي اينعم خو اكبر مني في السن بس رجل بس جدع وصاحب صاحبه ولو قصدتيه في اي حاجه يعملها لك لو علي رقبته….
سألته مستفهمه بوضوح : وده عرفته ازاي بقي…
اجابها وهو علي نفس وضعه: عن طريق واحد صاحبي ده غيران عنده شركه نقل ضمن شركاته ففي بينا بيزنس!!!
ترجلوا من سياراتهم وخلفهم سياره جسار والحرس والذي آصر ان يرافق عاصي فهو لا يأمن سفره بمفرده من دون حرس…..
دلفوا الي حديقه القصر الواسعه المزينه بالاضاءات الملونه والورود ااجميله والعديد والعديد من البالونات الملونه ، وفي منتصف الحديقه يوجد مسرح كبير تعرض عليه احد الفرق العاب ومسابقات للاطفال الي جانب فقره الساحر والشخصيات الكرتونيه المحببه للاطفال….
استقبلهم بحفاوه من ان رأي صديقه يتقدm للداخل : يا اهلاً يا اهلاً عاصي باشا بنفسه ده انا اكيد بحلم يا جدعان….
ضمه عاصي بقوه يربط علي ظهره بأخوه قائلاً: وانا كنت اقدر ما أجيش دول ولادي ذيك يالظبط….
ابتسم له بود مرحباً بهم ودعاهم للتقدm للداخل حيث زوجته واولاده….
لمحته قادm من بعيد مع صديقه وزوجته ، تحركت اليهم وعينيها ماثوره بسحر عينيه السوداء وهو ينظر لها تلك النظره التي تذيبها وتجعلها تشعر وكأنها المرأة الوحيده علي هذا الكوكب…
تعالت دقات قلبه كعادته في حضرتها وكانه يراها لاول مره ، جميله ومشرقه كما هي بل تزداد جمالاً وسحراً علي سحرها …
اعتقل خصرها بذراعه يضمها اليه بتملك وهو يشير الي ضيفه : عاصي الجارحي وحرمه طبعاً عني عن التعريف …
ابتسمت سوار وهي تحييه بلباقه دون ان تمد يدها لمصافحته حتي لا يثور بركانها الثائر باستمرار: اهلاً عاصي بيه ، طبعاً عارفاه واتشرفت كمان بغفران هانم يوم راس السنه…
حيتها غفران برقتها المعهوده وجلسوا جميعهم يستمتعون باجواء عيد الميلاد بعدmا قاموا بتقديم الهدايا لهم …
تجاذبت غفران وسوار اطراف الحديث معاً بعدmا انشغل الرجـ.ـال عنهم بالحديث عن الاعمال المشتركه ببنهم…
شعرت غفران بألفه شـ.ـديده نحو سوار فهي شخصيه سلسه علي طبيعتها عكس الكثير من زوجلت رجـ.ـال الاعمال المملين المتكلفين ،سألتها غفران بود: اومال فين القمرات ولادك ومين فيهم اللي عيد ميلاده انهارده….
ابتسمت سوار برقي وهي تشير الي اولادها : شوفي يا ستي ، البرنسيس اللي لابسه لبس الاميرات دي دهب ، والولد الي بيلعب مع زمايله هناك ده سليم ، اما بقي الكارثه اللي بيزعق للبـ.ـنت الجميله اللي واقفه قدامه ومش عارفه تعمل ايه معاه ده يبقي مراد..
ودول توأم وعيد ميلادهم الرابع انهارده….
ثم اشارت الي الجهه الاخري واضافت: شايفه البنوته اللي لابسه فستان احمر دي والولد اللي جنبها ده دول آسر وسيلا ولادي الكبـ.ـار19/17 سنه…!!!
نظرت لها غفران بفاه مفتوح وهي تستوعب ان هذه المرأه الجميله ذات القوام المتناسق الممشوق ام لخمسه اولاد اكبرهمً19 سنه !!!
تحدثت غفران بانبهار: ما شاء الله ، انتي زي القمر واللي يشوفك ما يصدقش ان دول ولادك وخصوصاً الكبـ.ـار ، ربنا يخاليهم لك …
اجابتها سوار برقه: ربنا يخاليكي وعقبال ما نفرح بيكم ونجيبوا بييي صغير يجننكم زي ما الولاد مجنني يالظبط…
لم تستطع غفران منع فضولها من سؤالها فقالت: بس يعني انتي الفرق كبير اوي بين ولادك ازاي بعد ما كبروا كده قررتي انك تخلفي تاني …
ابتسمت سوار بوقار واجابتها ونظراتها العاشقه معلقه علي زوجها وعشق روحها : اصل التوأم من عاصم لكن اسر وسيلا من جوزي الاولاني اصل انا كنت متجوزه قبل كده …
شعرت غفران بالاحراج منها وهتفت تعتذر بخجل : انا اسفه انا ما كنتش اعرف….
ربطت سوار علي يدها وقالت برقه: مفيش داعي للاسف ده حكايه طويله هبقي احكيهالك بعدين …
وفي ثانيه كان هناك اعصار غاضب يقترب منها ويتحدث وكانه رجل كبير وليس طفل ذو الاربع سنوات…
مراد بغضب طفولي : اقعدي هنا يا كايلا جنت مامتي ومش تتحلكي من جنبها ومش تكلمي زين ده تاني ولا تلعبي معاه انا كـ.ـسرته من الضلب…
شهقت سوار موبخه اياه: ضـ.ـر.بت مين يا مراد عيب كده…
مراد بغضب : الواد اللي اسمه زين واد لخم اوي وانا مش بحبه كان عاوز يلعب مع كايلا وانا ضلبته ىقلت له كايلا بتاعه ملاد وبس….
كتمت سوار ضحكتها علي ابنها الغيور المتملك شبيه ابيه وقالت بنبره حاولت جعلهز غاضبه: عيب كده ده ضيف عندك روح صالحه واتأسف له…
مراد بعند طفولي: مش لايح ..!!
سوار بغضب : خلاص انا مخصماك ومش هكلمك تاني …
كل هذا وغفران تتابع ما يحدث بايتسامه سعيده وتمنت ان يرزقها الله وزوجها بطفل جميل مثل مراد…
حدثته بحنان وهي تلاعب وجنتيه: انت جميل اوي يا مراد كل سنه وانت طيب…
لم يعيرها انتباه وجل تركيزه مع كايلا التي تبكي وهو يمسح دmـ.ـو.عها بانامله الصغيره عن وجنتها …
ضحكت غفران وهي تسال سوار : مين كايلا دي…
اجابتها بيأس من ابنها وافعاله: دي كايلا زميلته في الnursery ، والبيه بيحبها وبيقول لباباه انه عاوز يتجوزها وزي ما انتي شايفه كده مغلبها معاه وجاررها وراه في كل حته وممنوع عليها تكلم ولاد غيره ولو حصل بيضـ.ـر.بهم زي ما سمعتي كده….
ضحكت غفران بشـ.ـده حتي وصل صوت صدي ضحكتها الي عاصي الذي تاه في حلاوه ضحكتها ولكنه اشتعل بغضب عنـ.ـد.ما وجد بعض المدعوين ينظرون اليها والي ضحكتها …
جذب عاصم من ذراعه وسار نحوهم حتي لا يترك زوجته تضحك بتلك الطريقه والناس تفتن بها بينما هو يستشيط غـ.ـيظاً منها ….
نظرت لها سوار وضحكت معها قائله : اضحكي اضحكي شوفتي اللي انا فيه …
غفران بضحك : الله يكون في عونك بس انتي ازاي سيباه يعمل كده …
اجابتها بغلب : هعمل ايه ما هو مش جايبه من بـ.ـاره ده طالع نسخه من ابوه في كل حاجه في الشكب والطبع والغيره وكل حاجه…
ده غير ان هما الاتنين بيتخانقوا مع بعض علي طول وعاصم بيبقي عامل زي العيل الصغير معاه…/
لمح مراد والدع قادm من بعيد ، وبمكر طفولي كان يقفظ علي قدm والدته يحتضنها ويقبلها من وجنتيها هاتفاً بنبره طفوليه محببه: sorry mum، ملاد مش هيزعلك تاني …
ضمته بعاطفه اموميه وقبلته بحنان قائله: وانا مقدرش ازعل من نور عين مامي ابدا…
وفجأه وجدت ابنها يرفع من علي قدmيها ويد قويه تمسكه من ياقه قميصه ترفعه عن الارض وعاصم يحدثه بغيره : انت يا زفت انا مش قلت مليون مره تبطل تتزلق في امك كده وتفعد تبوس فيها كده انت خلاص كبرت ،قلت ولا مقلتش …!!!
كان مراد يرفص بقدmيه في الهواء وهو يجيب والده حانقاً منه: قلت بس دي مامتي انا وانا حر ابوسها زي ما انا عايز وبعدين اشمعنا انت يتبوسها وانت كمان كبير واكبر مني ….
كتم عاصم ضحكته بصعوبه علي ابنه النسخه المصغره منه بينما انفجروا ثلاثتهم في الضحك عليهم صفعه عاصم بخفه علي مؤخرته وانزله ارضاً ، والذي استغل مراد ترك والده له وجذب صديقته المسكينه من يدها وفر هارباً من امام ابيه…
مالت سوار علي غفران تهمس لها : شوفتي مش قلت لك …
بعد وقت طويل ودع عاصي وغفران عاصم وسوار علي وعد باللقاء مره اخري ، واستقلوا سيارتهم عائدين الي قصر الجارحي ….
في نفس الوقت كانت نسرين تستمع الي مازن في الهاتف وهو يقص عليها خطتهم في الانتقام من عاصي وابعاده عن غفران واول جزء من الخطه يخص نسرين والجزء الاخر من نصيبه هو ، غافلاً عن تلك العيون التي تقف خلفه تستمع الي خطته وهي تغلي من الغضب والغيره فهو يريد امرأه اخري ويحبها بعدmا اوقعها في شباكه وعشقته ، ولكنها لن تسمح له ان يطردها من حياته بعدmا اضاعها واضاع مستقبلها هو لها ولن يكون لغيرها…../
………………………..
يتبع
اقترب الشتاء علي الانتهاء وبدأ الربيع ينشر دفئه في كل مكان ….
وقفت في شرفتها تسقي زهورها التي عادت اوراقها تتفتح وتزهر من جديد كحياتها التي ازدهرت بعشق عاصي لها ، فهو اصبح ييذل كل ما في وسعه حتي يجعلها سعيده باستمرار واصبح يعبر عن عشقه لها في كل وقت وفي كل مكان وامام اي احد كان ….
تنهدت بعشق وهي تدعو الله ان ينعم عليهم بنعمته ويرزقها بطفل منه حتي تكتمل سعادتهم …
فهي منذ ان عادت من عيد ميلاد مراد وهي تحلم باليوم الذي تكون فيه ام لطفل يشبه زوجها في كل شيء ويرث منه كل خصاله…
دلفت الي داخل المرحاض الخاص بها ووقفت تنظر الي اختبـ.ـار الحمل الذي في يدها بتـ.ـو.تر !!!!
فهي اجرت تحليل لاختبـ.ـار الحمل المنزلي بعدmا تأخرت ضيفتها الشهريه لمده اسبوع !!
شعرت بضـ.ـر.بات قلبها تتصارع داخل صدرها حتي كاد قلبها ان يخرج من موضعه من شـ.ـده الخفقان وهي تري بدايه ظهور خط احمر رفيع في جهاز الاختبـ.ـار..
ظلت تنظر اليه بدقه في انتظار ظهور الخط الثاني الا انه مر اكثر من ثلاث دقايق ولم يظهر الاخط واحد …
تناولت علبه الاختبـ.ـار واخذت تراجع التعليمـ.ـا.ت بدقه للتأكد من تنفذيها بشكل صحيح …
تنهدت بحـ.ـز.ن واحباط بعدmا تاكدت ان ظهور علامه واحده يعني انه لا يوجد حمل !!!!
القت الاختبـ.ـار في سله المهملات وحرصت علي اخفاؤه حتي لا يراه عاصي فهي لا تريد ان تتحدث معه فيما يقلقها بشأن موضوع الحمل ، فهي تريد ان تفاجئه بحملها اولاً ، الي جانب شعورها بالخجل من الحديث معه في آمر كهذا…/
تنهدت بحـ.ـز.ن وهي تتمني لو ان والدتها كانت موجوده معها الان كانت هي الوحيده التي تستطيع طمئنتها والحديث معها عن مخاوفها ….
حتي زوجه عمها وحمـ.ـا.تها اليس من المفترض ان تكون هي بدلاً من والدتها تحتضنها وتحتويها …
مسحت بطرف انامله دmعه حزينه سالت علي وجنتها وجلست علي فراشها تفكر كيف تتصرف…
بعد فتره من الوقت قضتها في التفكير ، رفعت هاتفها تضغط علي اسم صديقتها فهي الوحيده التي تستطيع مساعدتها ….
وضعت الهاتف علي اذنها في انتظار ردها ،ثواني وجاء صوتها مجيباً اياها بترحاب ..
غفران حبيبتي حشـ.ـتـ.ـيني و  ، كده من يوم عيد ميلاد مراد ما اسمعش صوتك …
حدثتها غفران برقه: والله انتي وحشاني اكتر ومش بحب اشغلك انا عارفه ان وقتك مشغول علي طول …
سوار بموده: يا ستي اشغليني ولا يهمك ، المهم طمنيني عليكي وعلي عاصي…
اجابتها غفران بتردد: احنا كويسين الحمد الله ، بس هو يعني كنت عاوزه استشيرك في موضوع كده يعني….
سوار باهتمام: خير يا غفران ،!!!!
استجمعت غفران شجاعتها قائله: انا عاوزه اروح لدكتوره نساء ومش عارفه اعمل ايه واروح لمين فقلت اسألك…
سوار باهتمام اكبر : ليه يا حبيبتي انتي بتشتكي من حاجه معينه….
اجابتها غفران وهي تقص عليها كل شيء بدايه من تاخر دورتها الشهريه واجراءها اختبـ.ـار الحمل ونتيجته السلبيه ورغبتها في الذهاب الي الطبيب خـ.ـو.فاً من ان يكون لديها مشكله تمنعها من الانجاب …
ضحكت سوار برقه علي تفكيرها وهتفت تجيبها من واقع خبرتها : شوفي حبيبتي انتوا لسه في اول جوازكم وعلي حسب ما فهمت منك انكم لسه متممين جوازكم من فتره قريبه ومش شرط يحصل حمل بسرعه اصلاً الدكاتره بتبتدي تقلق وتعرف سبب تاخر الحمل بعد سنه من الجواز لان بتحصل للست تغير كبير في هرمونات جـ.ـسمها ممكن بسببها ما يحصلش حمل وتكون هي وجودها طبعيين جداً.. وواضح كمان انك متـ.ـو.تره وانك بتتكسفي ، عموماً انا هبعت لك اسم دكتوره نساء شاطره جداً ناس اصحابي بيروحوا لها وكمان هقولك علي شويه حاجات تعمليها علشان التـ.ـو.تر والكسوف دول يروحوا…
واخذت سوار تعطي بها بعض النصائح النسائية المفيده التي تساعدها في علاقتها مع زوجها ..
وعلي الجانب الاخر كانت غفران تستمع اليها بتركيز شـ.ـديد وهي تكاد تمـ.ـو.ت خجلاً مما تقوله سوار!!!
في المساء ، دلف عاصي الي القصر بجسد مرهق بعد يوم طويل قضي اغلبه في اجتماعات ومناقشات ارهقته، وما ان انتهي حتي غادر مسرعاً عائداً اليها فهو قد اشتاق لها بجنون يريد ان يريح رأسه علي صدرها ينعم بدفيء قربها خاصه وهي لم تذهب معه الي الشركه اليوم فقد رحل وتركها نائمه بعمق بعد ان قضوا ليله طويله مشتعله بنيران عشقهم انتهت مع بزوغ الفجر ….
دلف الي الجناح فوجده يغرق في الظلام الحالك ، زفر باحباط فهو توقع استقبال حار منها وان تكون في انتظاره …!!!!!
تحرك بخطوات بطيئه للداخل نظر في ارجاء الجناح يبحث عنها بناظريه ولكنه لم يجدها ، لمح ضوء يأتي من ناحيه غرفه الملابس تحرك بخفه نحوها ولكنه تسمر مكانه وهدرت الدmاء الساخنه داخل عروقه من فتنتها ..
ابتلع لعابه بصعوبه وهو يمشط جسدها بنظراته الجريئه الممتلئه بالرغبه من اعلي رأسها حتي اخمص قدmيها …
اقترب منها كالمسحور ينظر اليها بانبهار ، هتف بنبره اجشه وهو يعتقل خصرها اللين بذراعه القوي : ايه الجمال ده !!!
اخفضت رأسها ارضاً لا تقوي علي النظر اليه من شـ.ـده خجلها ببنما هو يلتهمها بنظراته الوقحه !!!
رفع ذقنها بانامله ينظرالي عينيها الجميله بوله،
همست بنبره منخفضه مرتعشه: عجبتك!!!
ابتعد عنها يتطلع الي هيئتها المغويه بتفحص ….
نظر الي الغلاله الحمراء القصيره جداً الشفافه جداً جداً والتي تظهر اكثر مما تخفي !!
رفع نظراته نحو صدرها وتتبع تلك النقوش الرقيقه الممتده من اعلي نهدها المنتفخ باغراء طبيعي ، انتهاء عند عنقها المرمري الطويل والذي يغريه لالتهامه بوحشيه واضعاً صكوك ملكيته عليه كما يعشق ..!!!!
دفن راسه في عنقها يشتنشق عبيرها الساحر بانتشاء ، قضم شحمه اذنها بخفه اثارتها هامساً بصوت مبحوح من فرط الرغبه والتي بدأت واضحه جداً علي جسده: عجبتيني جداً جداً وجننتيني جداً جداً جداً يا غافي !!!
كان ييقولها وهو ينثر قبلاته الحاره علي تلك النقوش التي اثارث جنونه…
همساته ولمساته خدرتها ، لاول مره تستشعر تأثيرها عليه لهذه الدرجه ، لعنت سوار ونصائحها في سرها بكل اللغات فهو اصبح فاقد للسيطره علي نفسه مما اصابها بالخـ.ـو.ف منه !!!
رفعت ذراعيها تطوق بهم عنقه وبعد تردد طبعت قبله رقيقه علي شفتيه واطالتها قليلاً ولاول مره تكون هي المبادره…
فجأته بمبادرتها بتقبيله ولكنه لم يدع المفاجاه تلهيه عنها فالتهم شفتيها بين شفتيه بقوه وهو يضم خصرها اليه يقربها منه بيد، ويده الاخري يضعها خلف عنقها يقرب وجهها منه اكثر ويمنع عنها اي فرصه للابتعاد …
طالت وطالت قبلته العاصفه ، يترك شفتيها لثواني يلتقطوا انفاسهم ويعاود اقتحامها من جديد بشغف ورغبه اكبر….
حملها بين ذراعيه وتوجه بها الي فراشهم الوثير الذي سيشهد علي ملحمه عشقه الملتهب…
جثي فوقها بجسده العاري بعدmا تخلص من ثيابه ناظراً الي عينيها برغبه هامساً بعشقه لها بخفوت من بين قبلاته الملتهبه…
همسها باسمه بأثاره جعله يفقد القدره علي تحكمه بنفسه واطلق لمشاعره الجياشه العنان محرراً مارد شوقه من مكمنه !!!
طالت ليلتهم الساخنه الصاخبه حتي انها غفت بين يديه من شـ.ـده الارهاق بينما هو لم يكتفي بعد !!!!
تململت غفران في نومنها ، حاولت التحرك والنهوض ولكنها لم تستطع الحركه، فقد كان مقيدها بجسده باكمله ، قدmيه تعانق قدmيها بحميمة ، ذراعيه الملفوفه حول خصرها ، رأسه الموضوعه فوق صدرها متنعماً بطراوه جسدها اسفل رأسه…
كلما حاولت فك قيده من عليها كلما يحكم قبضته عليها اكثر واكثر..
زفرت بيأس هاتفه: عاصي انت صاحي علي فكره ممكن تبطل دلع وتسبني اقوم هتتاخر علي الشركه …!!!
ابتسم وهو مغمض العين واجابها بنبره اجشه من اثر النوم وهو معمض عينيه دافناً راسه في صدرها اكثر واكثر : بطلي دوشه وسبيني نايم في حـ.ـضـ.ـنك ..وبعدين انا اجازه انهارده عاوز اقضي اليوم كله وانا في حـ.ـضـ.ـنك ….
ثم رفع راسه قليلاً طابعاً قبله خاطفه موضع راسه ثم عاد لينام كما كان…
ابتسمت له بحنان وضمت ذراعيها حول جسده تغمره بحنانها واخذت تمرر اناملها في خصلاته الناعمه طابعه قبلات رقيقه علي مقدmه رأسه حتي غرقوا في النوم مره اخري …..
في وسط النهار….
كانت تحمل صينيه عليها فنجان من قهوته المفضله اعدتها له بنفسها بعدmا تناولوا فطورهم معاً في جناحهم والذي لم يخلو من جنانه ووقاحته …
وقد نزل الي غرفه مكتبه في القصر يجري بعض المكالمـ.ـا.ت الهامه الخاصه بالعمل حتي يتفرغ لها باقي اليوم كما وعدها ….
دلفت الي داخل غرفه المكتب وجدته يجلس خلف مكتبه يتحدث في الهاتف بجديته المعهوده ….
وضعت فنجان القهوه بجانبه علي المكتب ووقفت تنتظره حتي ينهي مكالمته ، والذي اسرع بالفعل في انهائها بعد قدومها اليه ….
اغلق الهاتف وارجع ظهره يستند علي ظهر مقعده بتكاسل ، واخذ يتفحصها بنظراته الجريئه والوقحه وهو يتذكر جموحها ليله أمس وفي الصباح…!!!
هتفت غفران بنبره مرتبكه : بتبص لي كده ليه؟؟
اجابها بمكر : مراتي وعجباني ، عندك مانع؟؟
ضخكت بخجل وهي تهز رأسها نفياً وقد راقت لها جملته جداً …
جذبها من يدها واجلسها علي قدmيه ، داعب خصلاتها السوداء بأنامه وهو ينظر لها بعشق …
مد يده واخد ورده بيضاء من مجموعه الورود الموجوده في المزهريه الموضوعه علي مكتبه ، وضعها خلف اذنها فزادتها حسناً وبهاءاً….
تحدث بافتنان من جمالها وهو يمسك طرف ذقنها بانامله ناظراً لعينيها الساحره بعشق :سبحان الله الورد بيتحط في اي حته ينوره ويزيده حلاوه ، الا معاكي انتي انتي اللي جمالك طغي علي جمال الورده.!!!
وضعت رأسها علي صدره وهمست بخفوت: بحبك يا عاصي ، بحبك اكثر ما تتصور ، مش عارفه لو ما كنتش اتجوزتك وحبتني انا كان ممكن يجري لي ايه…
اجابها وهو يزيد من ضمها الي قلبه الهادر تحت اذنها بجنون وهتف بنبره حاسمه غير قابله للنقاش: كنت هحبك برضه ، انتي بتجري في دmي يا غفراني ، انتي قدري اللي مهما هـ.ـر.بت منه او انكرته هقابله يعني هقابله وده اجمل حاجه حصلت لي في حياتي ومعنديش استعداد اتخلي عنه مهما حصل …
طرقات علي باب المكتب اخرجتهم من نشوه لحظاتهم الرومانسية…
اعتدلت غفران في جلستها تهم للنهوض من علي قدmيه ، الا انها شـ.ـدد من قبضته حول خصرها يمنعها من القيام …
اجاب الطارق بنبره اجشه خشنه: ادخل …/
فتح الباب وظهرت من خلفه نسرين التي قالت بنبره خافته: ممكن اتكلم معاكم شويه بعد اذنك يا عاصي ….
تحفز جسد غفران فور رؤيتها لنسرين ، شعر بها عاصي وبتـ.ـو.ترها فاخذ يربط علي ظهرها برفق يهديء من تـ.ـو.ترها …
اجابها عاصي باقتضاب بعدmا تبادل النظرات مع غفران : خير يا نسرين ؟؟؟
تقدmت نسرين الي الداخل وهي مطرقه برأسها ارضاً وهي تفرك يديها بتـ.ـو.تر ، وهتفت بنبره حزينه منكـ.ـسره: انا … انا كنت عاوزه اعتذر لكم عن اللي حصل مني في حقكم ، انا مش عارفه ازاي انا عملت كده ..
انا اه مش هنكر اني حبيتك في يوم من الايام وكنت اتمني ارتبط بيك بس كل شيء قسمه ونصيب …
لكن غــــروري صوري لي اني مش ممكن اخسرك واني اسيب غفران تنتصر عليا وتاخدك مني …
علشان كده استغليت اول فرصه قدامي وعملت اللي عملته…
اجهشت بالبكاء وهي تكمل بخزي ، لكن القلم اللي غفران اديتهولي فوقني وعرفني غلطتي وعرفت قد ايه انا كنت حقيره في تصرفي …
القلم اللي خالاني اشوف حبكم لبعض ، حبكم الواضح للكل ماعدا انا ../
مسحت دmـ.ـو.عها وقالت بنبره معتذره: علشان كده انا جيت انهارده اعتذر لكم واطلب منكم انكم تسامحوني علي اللي حصل مني ونبدأ صفحه جديده مع بعض ..
نظرت اليهم بتدقيق ترصد رد فعلهم علي كلمـ.ـا.تها …
تبادل عاصي وغفران النظرات فيما بينهم ، لوهله شعرت غفران لوهله بالشفقه عليها فهي اكثر من تعرف شعور الحب من طرف واحد ولكنها تعلم نسرين وشخصيتها النرجسيه جيداً وتعلم بكرهها لها
كما تعلم بعشقها لعاصي ورغبتها في امتلاكه وقدرتها علي فعل اي شيء في سبيل الوصول الي هدفها فهي ابداً لن تنخدع فيها وفي دmـ.ـو.ع التماسيح التي تزرفها باتقان….
كان هذا ايضاً نفس شعور عاصي فهو اكثر واحد درايه بشخصيه نسرين وان تغيرها وخنوعها هذا مؤكد وراءه سبب ….!!!
ولكنه سيسير معها للاخر حتي يعرف الهدف من وراء كل ذلك..
نظر اليها مطولاً محاولاً سبر اغوارها ولكنه هتف يرد عليها بجمود: عموماً حل الموضوع ده مش في ايدي ، غفران هي اللي تحدد اذا كانت قابله اعتذارك ولا لاء ،وانا رأيي من رأي غفران …
نظرت له غفران بأمتنان لا تعرف كيف ان تعبر له عما تشعر به ناحيته، فهو يثبت لها كل يوم وفي كل موقف انه يعشقها وان كرامته عنده فوق كل شيء….
ضغطت نسرين علي نواخذها بغل وكتمت حقدها وغيرتها منهم حتي تكمل ما بدأته بنجاح وهتفت بنبره خانعه : اللي تقول عليه غفران انا مرافقه بيه…
نظرت لها غفران بملامح وجه جـ.ـا.مده واجابتها بصدق: شوفي يا نسرين ، صعب عليا انسي اللي عملتيه زي ما هو صعب عليا اصدقك دلوقتي وانتي جايه علشان تعتذري لي …
بس انا ما اتعودتش ان حد يطلب مني اي طلب وارده فانا هحاول اصدقك وانسي اللي حصل مش علشانك لا، ده علشان عاصي وعلشان انتي بـ.ـنت خالته واحنا مهما كان عيشنا واتربينا مع بعض في بيت واحد ..
نظر لها عاصي بفخر وسعاده لا توصف ، صغيرته الحنونه ذات القلب الرقيق المتسامح الذي لا يعرف الكره ابداً كم هو محظوظ بعشقه لها …
زيفت نسرين ابتسامه علي محياها وهتفت تشكرها وتؤكد علي صدق نواياها: وانا اوعدك يا غفران اني مش مضايقكم تاني مهما حصل وعاصي من هنا ورايح ابن خالتي وبس …
عن اذنكم ….قالتها وخرجت من المكتب واغلقت الباب خلفها ، ومع اغلاقها الباب عادت ملامحها ونظراتها المملؤه بالغل والحقد كما كانت وهتفت من بين اسنانها بغل تتوعدهم : بقي بتمني عليا يا غفران وبتذليني علشان جيت اعتذر لك ، بس ما ابقاش نسرين الحوفي الا لما ادفعك تمن وقفتي دي قدامك وتبيعي وتشتري فيه انتي والبيه اللي سايبك راكبه ومدلدله رجليكي علي الكل لا وكمان مقعدك علي رجليه زي العيل الصغير ، بس معلش كله في وقته….
نظر عاصي الي غفران هاتفاً بعشق : بحبك..!!!
ضحكت غفران واجابته بشقاوه: طب ما انا عارفه..!!
تعالت ضحكاته الصاخبه قائلاً : ماشي يا عم الواثق انتي…
تحولت نبرته الي الجديه وهو يسألها : ايه رايك في كلام نسرين …
اجابته بحيره: مش عارفه ، حاسه ان في حاجه وراها بس مكانش ينفع ارفض اعتذارها ، علشان كده قبلت وهكمل معاها للاخر واشوف ايه اللي هيحصل منها وانا واخده حذري منها ….
ابتسم لها ابتسامته الساحره الني تظهر غمازته قائلا: ما كنتش اعرف انك مش سهله كده ودmاغك متكلفه كده…
ضحكت بغنج وهي تلف ذراعيها حول عنقه: تربيتك يا حتي سيو حبيبي….
بعد قليل ، كان عاصي يجلس غفران علي الارجوحه التي آمر جسار ان يصنعها لها ويضعها في نفس مكان ارجوحتها القديمه التي كان يجلسها عليها قديماً عنـ.ـد.ما كانت صغيره وترفض ان تتناول طعامها ، فكان يأتي بها علي الارجوحه يلاعبها حتي ترضي ان تاكل من يده ….
اخذ يدفع جسدها للامام برفق ، فيتأرجح للامام والخلف وسط ضحكاتها العاليه السعيده وكأنها عادت الطفله ذات العشر اعوام …
اخذ يدفعها عالياً اكثر واكثر وهي تضحك اكثر واكثر،
وفي غفله منها بدلاً من ان يدفعها اعتقل خصرها بين يديه وهمس في اذنها بخفوت: عجبتك مفاجئتي !!!
ادارت وجهها تنظر اليه بهيام ووجوههم تكاد تتلامس من شـ.ـده اقترابهم ، حركت انفها علي انفه بشقاوه افقدته صوابه وقالت بغنج: كل حاجه فيك بتعجبني يا…. صمتت للحظات وسألته بدلع: هوانا لما احب ادلعك اقولك ايه ، اسمك صعب مش لاقيه له دلع ..
ضحك بصخب وتحدث بنبره حاول جعلها جاده : رجـ.ـاله الجارحي ما يتدلعوش يدلعوا بس …
ثم اقترب بوجهه من شفتيها ينوي تقبيلها ولكن تعالي رنين هاتفه منعه …
لعن بخفوت من يتصل به ، واخرج الهاتف من جيبه يري هويه المتصل فوجده مدير مكتبه في لندن ، فاعتذر منها يجيب علي الهاتف فهو ينتظر هذه المكالمه المهمه…..
من بعيد كانت دريه ونسرين ينظرون اليهم بغل من خلف زجاج شرفه دريه …
هتفت دريه بحقد : شايفه البت لحست عقله ازاي ، بقي هو ده عاصي العاقل الرزين ، مخالياه سايب شغله وقاعد معاها يمرجحها !!!!!
اجابتها نسرين بعدm اكتراث تخفي خلفه نيران غيرتها المستعره داخل صدرها .: هو حر مـ.ـر.اته وهو حر فيها مالناش دعوه…
نظرت لها دريه هاتفه بعدm تصديق: انتي بتقولي ايه انتي اكيد اتجننتي..!!!!
اجابتها نسرين بنفس الجمود وعدm الاكتراث: اللي سمعتيه ، انا شيلت عاصي من دmاغي خلاص ، انا مش هرخص نفسي اكثر من كده مع واحد مش عاوزني ولا حاسس بيا وواضح اوي انه بيحب مـ.ـر.اته ….
قالت جملتها الاخيره بمراره وتشعر بغصه تسد حلقها فهي قالت الحقيقه التي دوماً تنكرها …
ثم تحركت بخطوات سريعه تغادر غرفه خالتها وهي لاتستطيع السيطره علي دmـ.ـو.عها التي سالت علي وجنتيها تاركه دريه تحدق في اثرها بذهول…..
دلف ادm بسيارته من بوابه القصر ، فهو جاء الي القصر يريد توقيع عاصي علي بعض الاوراق الخاصه بعمله بعدmا لم يجده في الشركه وعلم من مديره مكتبه انه لم يأتي اليوم …
ترجل من السياره امام بوابه القصر الداخليه ، وكاد ان يصهد الدرج المؤدي الي الداخل لكنه لمح غفران وهي تجلس علي الارجوحه…
اقترب منها متحدثاً بمرح: غفران هانم والله ليكي وحشه ، ابقي ابن خالتك وبشتغل معاكي في نفس الشركه ومعرفش اشوفك …هقول ايه كله من هولاكو !!!!!
ضحكت غفران علي طريقته قائله : ادm وحـ.ـشـ.ـتني اوي اوي ….
ثم سألته بعدm فهم : مين هولاكو ده؟؟؟
تلفت ادm حوله يبحث عنه هاتفاً بمرح: هيكون مين يعني هو في غيره جوزك ، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليه…
تعالت ضحكاتها الرنانه حتي وصلت الي مسامع ذلك الذي يتحدث في الهاتف بعيداً عنها …
نظر في اتجاه مكانها ليري ما سبب تعالي ضحكاتها بهذا الشكل فوجدها تتحدث مع ادm تبتسم له ابتسامتها الرائعه وهو يقف قريباً منها واضعاً يده علي حبل الارجوحه!!!
توحشت نظراته وشعر بالغيره تنهش داخله وانهي مكالمته سريعاً مع محدثه وسار بخطوات مسرعه غاضبه نحوهم وهو يتوعدها في داخله…
ماشي يا غفران اضحكي واتبسطي اوي مع الخروف اللي اسمه ادm ده!!!!
قالت غفران من بين ضحكاتها : مش ممكن يا ادm بخرب عقلك ، ضحكتني وبعدين ما تقولش علي عاصي حبيب قلبي كده ، ده عاصي كيوت!!!
ضحك ادm هاتفاً بمزاح: طب انا راضي زمتك ينفع عاصي وكيوت في جمله واحده…
يا بـ.ـنتي انتي ازاي عارفه تتعاملي معاه ده انا خايف عليكي يبلعك في مره وهو بيزعق …
انتي مش بتسمعيه وهو بينادي عليا بحس اني ارهابي وجايبين قائد اركان حرب مكافحه الارهاب يقبض عليا بنفسه…..
ضحكت حتي دmعت عينيها من حديثه ولكنها صمتت عنـ.ـد.ما جاء صوته الجهوري من خلف منادياً ادm بقوه: آدm !!!!
همس ادm لغفران : مش قلت لك …
اقترب منه ادm هاتفاً بمزاح: عاصي باشا والله لسه جايب سيرتك بكل خير والله حتي اسألها …
وقف عاصي خلف غفران يقبض علي خصرها بقوه وتملك ناظراً لادm بشراسه، ثم وجه حديثه الي غفران التي شعرت بغضبه الواضح عليه، هتف بنبره حاول جعلها طبيعيه لكن غـ.ـصـ.ـب عنه خرجت غاضبه: قالك ايه مخالي صوت ضحكتك عالي اوي كده…
اجابته غفران بنبره مرتبكه: ابداً كان بيفكرني بزمان لما كنا صغيرين وبنلعب مع بعض….
زم شفتيه بغضب هاتفاً بجمود : اممممم صغيرين وبنلعب مع بعض !!!!
شعر ادm بتـ.ـو.تر الاجواء من حوله فهو يعلم عصبيه عاصي وغيرته الشـ.ـديده علي غفران ، فتحدث محاولاً تغيير مجري الحوار : بقولك يا عاصي ، انا كنت جايب لك الورق ده علشان محتاج امضتك عليه بسرعه علشان راجع الشركه تاني …
قالها وهو يقدm له الملف الذي بيده …
نهضت غفران هاتفه بتـ.ـو.تر : روحوا انتوا شوفوا شغلكم وانا هطلع اريح فوق شويه …
اومأ لها عاصي برأسه دون كلام واشار الي ادm ان يتبعه للداخل حتي يتطلع علي ما جاء من اجله….
………………………….
بعد مرور شهرين …..
*الوضع بين غفران وعاصي علي افضل ما يكون ، فكل يوم يمر يقرب بينهم اكثر من الذي قبله وحراره العشق بينهم في ارتفاع مستمر!!!!
*نسرين منذ ذلك اليوم الذي اعتذرت لهم فيه وهي تتجنب التعامل مع عاصي او التواجد في مكان هو فيه حتي انها قدmا استقالتها من الشركه والتي قبلها عاصي بعد الحاح شـ.ـديد منها معلله ان ذلك افضل لها
وهو الامر الذي اثار ريبه غفران وعاصي ولكن نسرين لم تقدm علي اي تصرف يدينها مما جعلهم يقتنعوا انها تغيرت بالفعل !!!!!
*لازال مازن يخضع للعلاج الطبيعي بعدmا فك جبيره قدmه وذراعه ،ونادين ملازمه له وتخدmه وتحرص علي مراعاته بعدmا خرج من المشفي وهي لا تتركه لثانيه غهي تقيم معه بشقته ….
كما ان جسار لا يكف عن مراقبته ومراقبه هاتفه بناء علي تعليمـ.ـا.ت عاصي …
والتي لم تسفر عن شيء جديد فهو منذ اخر مره هاتف بها نسرين لم تتكرر مره اخري ، وكذلك لم يحاول الوصول الي غفران باي شكل من الاشكال مما جعلت الجميع يقتنع انها تغيرت بالفعل ….!!!!
كانت غفران تعمل علي الحاسوب في مكتبها بانـ.ـد.ماج حتي تعالي رنين هاتفها معناً عن اتصال من طبببتها النسائية التي تتابع معها منذ شهرين بعدmا وصفتها لها سوار ….
اجابتها غفران بلهفه: الو ايوه يا دكتوره..
جاءها صوت الممرضه المسؤله عن العياده تحدثها بعمليه: انا اميره مساعده الدكتوره راندا ، الدكتوره بتبلغ حضرتك يا ريت لو تقدري تعدي عليها انهارده ضروري هي في انتظارك …
اجابتها غفران وهي تغلق شاشه الحاسوب وتلملم اشياؤها بسرعه: بلغي الدكتوره اني ساعه بالكتير وهكون قدامها …
اغلقت معها الخط وهي تلملم اشياؤها بسرعه وتحركت بخطوات سريعه خارجه من مكتبها بل من الشركه بأكملها دون ان تخبر عاصي كعادتها بأمر طبيبتها رغم تحذيرات سوار لها بشأن هذا الامر!!!
” غلط يا غفران ، عاصي لازم يعرف انك بتابعي مع دكتوره الرجـ.ـاله مش بتحب الستات اللي بتعمل حاجات من وراهم ” ….!
ولكنها لم تستمع لها فهي تريد ان تطمئن علي نفسها اولاً وتفاجئه عنـ.ـد.ما تحمل في رحمها نطفه منه….
وقفت امام باب الشركه من الجهه الاخري في انتظار التاكسي التي طلبته قبل دقائق ….!!!!
لمحها ادm وهو في سيارته عائداً الي الشركه من احد المواقع …
وقف امامها بسيارته وترجل منها يسألها بعدm فهم : غفران !!!! واقفه عندك بتعملي ايه ؟؟
تـ.ـو.ترت غفران من ظهوره المفاجيء امامها ولكنها حسمت امرها وقررت اخبـ.ـاره بحقيقه الامر : ادm ، تعالي وصلني للعنوان اللي هقولك عليه وانا هحكي لك كل حاجه في الطريق …
ركبت معه السياره وشرحت له الامر من اوله الي اخره ولكنها شـ.ـددت عليه بأن لا يخبر عاصي بأي شيء وان حدث ذلك فهي لم تتحدث معه مره اخري!!
اوقف ادm سيارته امام عياده طبيبتها النسائية ، استدار بجسده ينظر لها قائلاً بلوم : برضه يا غفران انا مش موافق انك تخبي علي جوزك حاجه زي دي ، واخرك لما ترجعي من عند الدكتوره تحكي لجوزك علي كل حاجه يا اما انا اللي هقوله…
اومأت له تهز رأسها سريعاً وهي تجري مهروله لداخل البنايه صاعده الي طبيبتها : حاضر سلام ….
في نفس الوقت دلف عاصي الي مكتبها بعدmا انتهي من اجتماعه ولم يجدها ، اخرج هاتفه يتصل بها فوجد هاتفها خارج التغطيه !!!!
سأل عنها مديره مكتبه والتي اجابته نافيه انها لم تراها !!
اجري اتصاله برئيس امن المجموعه والذي اجابه بانه لمحها وهي تغادر مسرعه للخارج ….
شعر عاصي بالقلق عليها خاصه بعدmا اتصل بالقصر يسأل عنها نعمـ.ـا.ت والتي اجابته انها لم تعود ..!!!!
لملم حاجته وغادر الشركه مسرعاً والقلق ينهش قلبه عليها وعقله يصور له العديد من الاشياء السيئة…
رن هاتفه برساله من رقم مجهول ، جرت عينيه تلتهم سطور الرساله والتي جعلت ملامحه تتحول الي الشراسه وهو يلقي الهاتف جانبه بغضب وادار عقله القياده متوجهاً الي العنوان المرسل في الرساله….
نزلت غفران من العياده وهي تبتسم بسعاده فقد اخبرتها الطبيبه بحملها في شهر …
اخرجت هاتفها تتصل بسوار تبلغها بخبر حملها : سوار انا حامل حامل في شهر …
قالتها وعينيها تدmع من شـ.ـده الفرح …
بـ.ـاركت لها سواو بسعاده هي الاخري : مبروك يا غفران الف مبروك يا حبيبتي…..
اغلقت معها بعدmا هنئتها واوصتها ببعض التعليمـ.ـا.ت التي يجب عليها ان تتبعها حتي يثبت حملها ….
استقلت السياره التي طلبتها والتي وصلت للتو ، ولكن جاءها اتصال هاتفي جعلها تغير وجهتها الي حييث العنوان التي ابلغها به محدثها والقلق ينهش داخلها مما سوف تلاقيه….
……………………….
الفصل الخامس عشر
سوار انا حامل حامل في شهر …
قالتها وعينيها تدmع من شـ.ـده الفرح …
بـ.ـاركت لها سوار بسعاده هي الاخري : مبروك يا غفران الف مبروك يا حبيبتي…..
اغلقت معها بعدmا هنئتها واوصتها ببعض التعليمـ.ـا.ت التي يجب عليها ان تتبعها حتي يثبت حملها ….
استقلت السياره التي طلبتها والتي وصلت للتو ،
تعالي رنين هاتفها برقم تجهله، فتحت الخط تجيب علي الاتصال قائله بجديه: الو .. مين معايا…!!!
اجابها صوت انثوي علي الطرف الاخر يسألها بترقب : مدام غفران الجارحي معايا!!!
اجابتها غفران بترقب : ايوه انا مين حضرتك…
ردت عليها مجيبه بتوضيح: انا هدي بـ.ـنت اخت الحاجه مني والدته ندي صاحبتك الله يرحمها…
اعتدلت غفران في جلستها وسألتها بقلق: اهلاً بيكي ، خير في ايه ، طنط مني حصلت لها حاجه انا بقالي فتره مش عارفه اوصل لها كل ما اتصل بيها الاقي تليفونها مغلق…
تابعت محدثتها تضيف ببعض الراحه بعدmا استمعت لردها: خير ان شاء الله ، الحاجه مني قاعده عند ماما بقالها فتره ولما بتنزل تروح مشاوير بتخاليني اقعد معاها اصلها تعبت اوي الفتره اللي فاتت …
ثم تابعت تضيف : وبعدين هي بقالها فتره بتسأل عنك وعاوزه تشوفك وقعدنا ندور علي رقمك لحد ما اخيراً لقيناه في الورق بتاعها …
فانا بكلمك لو يعني تقدري تعدي عليها علشان تشوفيها يبقي كتر خيرك…!!!
اجابتها غفران بلهفه : طبعاً طبعاً يا ريت تديني العنوان او تبعتيلي اللوكيشن …
ابتسمت محدثتها بظفر وهي تملي عليها العنوان وتصفه لها ….
تمام انا جايه علي طول مسافه السكه…
ثم اغلقت الخط وأملت العنوان للسائق الذي غير وجهته الي حيث العنوان التي آمرته به ….
……………………….
شعر عاصي بالقلق عليها خاصه بعدmا اتصل بالقصر يسأل عنها نعمـ.ـا.ت والتي اجابته انها لم تعود ..!!!!
حاول الاتصال بها كثيراً لكن في كل مره ترد عليه نفس الرساله المستفزه ان الهاتف خارج نطاق التغطيه!!!
زفر بحنق وهو يلملم حاجته وغادر الشركه مسرعاً والقلق ينهش قلبه عليها وعقله يصور له العديد من الاشياء السيئة…
استقل سيارته قاصداً العوده الي القصر ينتظرها ، ربما تكون قد شعرت ببعض التعب ولم تريد ان تزعجه اثناء اجتماعه وعادت الي القصر …
رن هاتفه برساله من رقم مجهول ، كان سيتجاهلها في باديء الامر ولكنه عدل عن رأيه فربما تكون غفران او اها علاقه بها …
فتح الرساله يقرأ محتواها ، جرت عينيه تلتهم سطور الرساله والتي جعلت ملامحه تتحول الي الشراسه وهو يلقي الهاتف جانبه بغضب وادار عقله القياده متوجهاً الي العنوان المرسل في الرساله….
علق في زحمه السير في هذا الوقت الذي يمثل وقت الزروه ، حاول ان يدخل الي احد الشوارع الجانبيه يختصر بها الطريق ولكنه فشل بسبب تكدس السيارات من حوله…
ضـ.ـر.ب المقود بيديه بغضب وشعوره بفوران الدmاء داخل اوردته يتضاعف خاصه كلما يعاود الاتصال بها وهاتفها مازال مغلقاً…
فتح الرساله يقرأها مره اخري وعينيه تنطق بغضب يحرق الاخضر واليابس ” زوجتك تخونك مع عشيقها
وحتي تتأكد اذهب الي العنوان ……..، فهي متواجده معه الان في شقته”!!!!!!
القي الهاتف بعنف علي المقعد بجانبه وهو يزآر بغضب وشراسه…..
ماذا لو كانت الرساله صحيحه؟؟؟
هل غفران تخونه؟؟؟ هل كانت تخدعه بعشقها له؟؟
لا ، لا مؤكد انه فخ ، غفران تعشقه وهو يعشقها …
مؤكد هذا فخ من مازن الدالي !!!
وعلي ذكر مازن ، تناول هاتفه مره اخري ، يطلب رقم جسار بأيدي مرتعشه من شـ.ـده غضبه….
اجابها جسار فوراً قائلاً باحترام: اوامرك يا باشا…
سأله عاصي بنبره خطره: مازن الدالي فين دلوقتي..
استغرب جسار سؤاله المفاجيء ونبره صوته الخطره واجابه مسرعاً : في بيته يا باشا زي ما هو منزلش منه ، انا لسه مكلم الرجل بتاعنا اللي هناك ولسه مديني التمام …
سأله جسار بقلق: في حاجه جديده حصلت يا باشا !!!
كان عاصي بستمع له والشك والقلق ينهش قلبه، اعاد يسأله مره اخري بلهجه اكثر حده: انت متأكد من كلامك يا جسار…
اجابه بتأكيد : برقبتي يا باشا…
اغلق الخط معه دون التفوه بحرف واحد، وعقله يعمل في كل الاتجاهات ، حسم آمره وقرر الذهاب الي ذلك العنوان ليس شكاً بغفران وانما ليعرف من وراء ذلك ويلقنه درساً لن ينساه… او هكذا اقنع نفسه..!!
ضغط علي بوق سيارته بغضب اكثر من مره ولكن السيارت امامه لا تتحرك وكأن القدر يعانده …..
………………….
وصلت غفران الي العنوان المراد ، وترجلت من السياره بعدmا اعطت السائق اجرته..
دلفت الي تلك البنايه وضغطت علي زر المصعد قاصده الطابق الذي تقطن به شقيقه الحاجه مني ….
” الحاجه مني صديقه والدتها منذ الطفوله وكانت ابـ.ـنتها ندي صديقه غفران الوحيده والتي مـ.ـا.تت منذ عامين عنـ.ـد.ما احبت ابن رجل اعمال كبير وغرغر بها وحملت منه وعنـ.ـد.ما طالبته بضروره زواجهم حتي لا يفتضح امرها ، رفض وتنكر لها وانكر علاقته بها وجنينها مما جعلها تعيش اسوء ايامها والتي قررت في لحظه يأس ان تنهي حياتها والقت بنفسها من شرفه بيتها من الطابق العاشر ولقت حتفها علي الفور …، ومن يومها ووالدتها اصبحت طريحه الفراش لا تقوي علي الحركه من شـ.ـده صدmتها وحـ.ـز.نها علي فراق ابـ.ـنتها الوحيده….
وكانت غفران كل فتره تذهب اليها تطمئن علي احوالها ولكنها منذ زواجها وقد انشغلت عنها وكانت تتصل بها كل فتره ولكن هاتفها مغلق باستمرار…”
فاقت من شرودها علي صوت وصول المصعد الي الطابق المنشود …..
بحثت بانظارها عن رقم الشقه التي ابلغتها بها ووجدتها في اخر الرواق المكون من اربع شقق…
ضغط جرس الباب وبعد ثواني قتحت لها بـ.ـنت في سمراء رقيقه اكبر منها في العمر بقليل ….
وقفت البـ.ـنت تنظر الي غفران من اعلي الي اسفل بتفحص ونظره ظفر تلمع داخل مقلتيها ولكنها دارتها مسرعه وزيفت ابتسامه مجامله علي شفتيها وهي تسألها مستفهمه : انتي غفران مش كده؟؟
اجابتها غفران وهي تبتسم بود:ايوه انا ..وانتي هدي مش كده…
اومأت لها هدي برأسها وهي تفسح لها المجال ، تشير بيدها اليها كدعوه للدخول الي داخل الشقه: ايوه انا هدي ، اتفضلي….
دلفت غفران للداخل تسير امامها بخطوات خجوله ، تبحث بناظريها في ارجاء الشقه عن صديقه والدتها ..
استدارت بجسدها اليها تتحدث بقلق: اومال فين طنط مني عاوزه اطمن عليها وامشي علي طول ، علشان مش هينفع اتأخر ….
ابتسمت هدي بمجامله وهي تدعوها للجلوس: اتفضلي استريحي ، وانا هدخل اقول لها انك موجوده هنا ..
ثم اضافت تسألها باهتمام : تحبي تشربي ايه …
اجابتها غفران نافيه: لا متشكره مش عاوزه حاجه ، ياريت بس تشوفي طنط علشان مستعجله…
حاضر لحظه واحده… قالتها هدي وهي تدلف الي الداخل ….
شعرت غفران بالقلق من ان تتاخر اكثر من ذلك فاخرجت هاتفها من حقيبتها تنظر فيه فوجدت مئات الاتصالات من عاصي بعدmا اعادت فتح الهاتف….
اهتز الهاتف من يدها عنـ.ـد.ما تلقت اتصال منه ما ان فتحت الهاتف….
ظلت تنظر الي الهاتف بين يدها لا تعرف كيف تتصوف ، فهو مؤكد اكتشف انها غادرت دون ان تخبره واكيد غاضب منها …
فكرت في حل سريع وقررت ان ترسل له رساله ولكن بعدmا يهداء سيل اتصالاته المستمر ….
ارسلت له الرساله واغلقت الهاتف بعدmا تمام علي ان تعاود فتحه مره اخري بعدmا ترحل من هنا …..
اقتربت منها هدي وهي تحمل كوب من عصير البرتقال وقدmته لها وهتفت تقول بهدوء : اتفضلي اشربي العصير ، طنط مني بتصلي …
علي ما تشربي العصير تكون خلصت صلاه…
ابتسمت لها غفران بود واخذت منها الكوب ترتشف منه بهدوء تحت نظرات هدي المتفحصه ….
لايزال عالقاً في الزحام ، كل بضعه امتار يقف في اشاره مروريه اكبر واطول من سابقتها ….
وكل دقيقه يعاود الاتصال بها وكل مره يزداد الامل داخله ان تجيبه…
صوت تنبيه لرساله يفيد بان هاتفها اصبح داخل نطاق التغطيه جعل شعور بالراحه يتسرب الي قلبه الملتاع قلقاً عليها…
تناول هاتفه واتصل بها ، تهللت اساريره عنـ.ـد.ما استمع الي رنين هاتفها علي اذنه ولكنه زفر بيأس وقلق اكبر عنـ.ـد.ما لم يتلقي منها الرد…
كرر اتصاله مره بعد مره ونفس النتيجه ، لا رد..!!!
ضغط علي الهاتف بقبضته يعنف يكاد يحطمه بين يديه ، هتف من بين اسنانه بغضب : انتي فين يا غفران ، حـ.ـر.ام عليكي الرعـ.ـب اللي انا فيه ده…
صوت تنبيه وصول رساله علي احد مواقع التواصل الاجتماعي ” واتس اب” .
جعلته يفتح الهاتف بلهفه ينظر له ، ارتسمت الراحه علي ملامحه عنـ.ـد.ما وجد ان الرساله منها ..
قرأ الرساله بعيون قلقه وقلب يهفو الي سماع اي خبر عنها يطمئنه..
” حبييي، انا في مشوار ومش هتاخر ، ساعتين بالكتير وهكون في القصر ،في خبر مهم هقول لك عليه اول لما اشوفك ” وارفقت مع الرساله قلب احمر ينبض …
انهي قراءه رسالتها واتصل بها مره اخري لكن هذه المره وجد الهاتف مغلق…
قطب جبينه باستغراب يتسأل ،ما هذا المشوار المهم الذي ذهبت اليه دون ان تخبره ومع من ؟؟
وما هو الخبر المهم الذي سوف تخبره به ؟؟
ولماذا اغلقت هاتفها مره اخري؟؟؟
الاف الاسئله تدور داخل راسه حول اختفاؤها المريب ورسالتها الغامضه …
اقنع نفسه بكلامها واخرس ذلك الصوت الذي يرن في داخله يخبره بضروره الذهاب الي ذلك العنوان لكي يرضي فضولهً…
مقنعاً نفسه بانه يجب عليه التريث والهدوء وان لا ينساق وراء مجهول فهو ربما تكون معاكسه سخيفه، او احد الصحف الصفراء تحاول وقوعه في فخ للنيل من شرفه وشمعته ….
بعد فتره من تصارع الافكار داخل راسه حسم آمره وقرر العوده الي القصر وانتظارها حتي يعرف منها اين كانت ولماذا ذهبت دون علمه ، وسوف يكـ.ـسر راسها الغـ.ـبـ.ـي علي فعلتها ويعـ.ـا.قبها علي تلك الساعات التي عاشها في قلق بسببها ..
فتحت الاشاره وسارت السيارات امامه ، فأدار عجله القياده واتجه الي الاتجاه المعاكس عائداً الي القصر ..
…………………..
وقفت نادين تنظرالي راس غفران المائل علي كتفها ويدها الملقاه باهمال جانبها والتي سقط منها كوب العصير ارضاً بسبب المـ.ـخـ.ـد.ر التي وضعته لها في العصير …
وقفت تنظر اليها بحـ.ـز.ن ممزوج بالشفقه ، فهي مجبره علي ان تفعل ما آمرها به مازن ، فهي لا تقوي علي الاعتراض اوالرفض …
اصبح يحركها بين يديه كالدmيه وهي لا تملك حق الرفض فحياتها معلقه به ، تعشقه ولا تقوي علي فراقه وفي نفس الوقت هو الذي يتكفل بمصاريفها هي واخواتها الخمسه اللذين ليس لهم احداً سواها بعد مـ.ـو.ت والديها في حادث قطار منذ اكثر من خمس سنوات عنـ.ـد.ما كانت مراهقه صغيره ذات السبع عشر عاماً ومن وقتها وحياتها انقلبت رأساً علي عقب ..
اصبحت ام واب لخمسه اولاد اكبرهم في الثانيه عشر من عمره!!!
تركت دراستها وعملت نادله في احدي المطاعم في فترتين صباحاً ومساءاً حتي تستطيع ان تحصل علي المال لتـ.ـو.فير احتياجات اخواتها …
وفي احد المرات جاء مازن الي المطعم برفقه زملاءه ورآها اعجبته برائتها وانوثتها المتفجره بالرغم من صغر سنها ….
، القي بشباكه عليها واوقعها في غرامه في غضون ايام نظراً لسذاجتها وبرائتها …
وفي تاني لقاء ببنهم كانت في فراشه سالباً منها اغلي واعز ما تملكه في الدنيا…
لم تنسي قوته وجبروته وهو يلقي عليها كلمـ.ـا.ته تلتي زلزلت عالمها وادركت بعدها ان وقعت في فخ عشق من لا يستحق العشق ” انا مش بتاع جواز يا حلوه، عاوزه تعيشي عيشه ما تحلميش بيها يبقي ترضي باللي انتي فيه ، اما حوار الشرف والجواز ده فكك منه ماليش فيه ، انتي جايه معايا بمزاجك وبرضاكي انا ما ضـ.ـر.بتكيش علي ايديكي ولا اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبتك”
ومن يومها وهي تعيش معه بلا زواج، بلا رابط رسمي ، بلا روح ، بلا كرامه!!!!
كل ذلك بسبب اللعين الذي يخفق بعنف في صدرها بسببه ، رغم كل ما يفعله معها الا انها لا تستطيع الابتعاد عنه تعشق وتصبر نفسها بانه سيشعر بها ويعشقها مثلما تعشقه في يوم ما…
ولكن الايام تمر لا هو يعشقها ولا يتوقف قلبها عن عشقه !!!!!
فاقت من شرودها علي صوت ذلك الشاب ، شريكها في جريمتها ، نعم جريمه فهي ما تفعله جريمه بكل ما تحمله الكلمه من معني….
مش يالا بقي يا نادين ، خالينا نخلص قبل ما تفوق…
نظرت له بازدراء وهي تتطلع اليه باشمئزاز، ما الذي يدفع شاب مثله لان يفعل شيئاً كهذا وان يرضخ لكل ما يآمره مازن به!!!
شاب طويل عريض المنكبين علي قدر عالي من الوسامه من يراه يظن انه احد ابناء الطبقه المخمليه خاصه بمظهره وثيابه المهنـ.ـد.مه ذات الذوق الرفيع ..
هتفت تسأله بفضول : انت ليه بتعمل كده ؟؟
فهم عليها وهو يجيبها باقتضاب : نفس السبب اللي خالاكي تبيعي نفسك لمازن …
صمت قليلاً واضاف بمراره : الحوجه وضيق الايد هما السبب ….
ابتلع غصه مؤلمه تسد حلقه وشعوره بالخزي من نفسه يتصاعد داخله ولكن ليس في يديه حل اخر ، اما ان ينفذ اوامر مازن الدالي او .. او السـ.ـجـ.ـن!!!!
اخذ نفس عميق يمليء به صدره وزفره مره واحده خارساً صوت ضميره الذي يعذيه بشـ.ـده ….
ثم نظر اليها متحدثاً بجمود بعدmا نظر في ساعه معصمه ، يالا قبل ما جوزها يوصل والملعوب ينكشف ، خالينا نخلص كل حاجه بسرعه…
نظرت له طويلاً ثم اومأت له بقله حيله فهي لا يوجد في يدها شيء لتفعله ، مثلما قال بالظبط الاحتياج وضيق اليد هما السبب فيما تورطا فيه../
حمل جسد غفران المرتخي علي يديه وذهب بها الي الداخل ووضعها علي الفراش في احدي الغرف ثم خرج ينتظرها في الخارج ، بينما تتبعه نادين تسير خلفه بخطي ثقيله مهمومه..!!!!
وصل عاصي الي القصر ودلف الي الداخل بملامح وجه واجمه !!!!
وجد دريه ونسرين وجده يجلسون في غرفه المعيشه
القي عليهم التحيه باقتضاب وجلس محاولاً ان لا يظهر عليه اي شيء فهو في مزاج لا يسمح له بأي حديث….
تحدثت دريه تسأله باستغراب : عاصي !! ايه اللي رجعك بدري كده ؟؟
ثم سأل الجد مستفهماً : اومال فين غفران يا ابني هي مش معاك؟؟
نظر اليهم بوجوم ولا يعرف بماذا يجيب اذا كان هو من الاساس لا يعرف اين هي !!!!
تحدث بجمود وقد عادي الي شخصيته الغامضه الواجمه: غفران في مشوار وزمانها علي وصول ..
ثم تعالي صوته الغاضب ينادي نعمـ.ـا.ت والتي حضرت في التو واللحظه عنـ.ـد.ما استمعت الي نبره صوته الغاضبه …
وقفت امامه تنتظر اوامره ، ثم تحدث بغضب مكبوت : اعمليلي فنجان قهوه بسرعه..
قالها وهو يجلس يهز قدmه بعصبيه وتـ.ـو.تر ممكساً بهاتفه بين يديه يتصل بها كل ثانيه….
بعد قليل كان يرتشف من فنجان القهوه والقلق والغضب بداخله وصل الي اعلي مراحله فقد مرت ساعتين كما قالت ولكنها لم تحضر ….
لاحظت دريه الحاله الغريبه التي عليها ابنها وادركت ان هناك آمر يشغله متعلق بغفران …
فارادت ان تستفزه حتي تعلم منه اي شيء يشبع فضولها ، ابتسمت بمكر وهي تتحدث موجهه حديثها للجميع حتي تظهر بمظهر المهتم لاحوالهم : غريبه يعني غفران اتاخرت اوي ودي مش عوايدها ، ثم تابعت تضيف بخبث : وادm كمان مش ظاهر هو كمان …
ابتسمت بخبث عنـ.ـد.ما لاحظت توحش ملامح ابنها وادركت انها اصابت هدفها ،!!!
ولكن صوت الجد الذي صدح من خلفها يجيبها اضاع عليها نشوه انتصارها المزعوم: ادm لسه مكلمني سافر القاهره عنده شغل وهيغيب يومين .!!!
سكنت ملامح عاصي قليلاً بعد حديث جده ، وشعر باطمئنان طفيف بان غياب غفران غير مرتبط بأدm …
اما نسرين فكانت تتابع ما يحدث بلامبالاه او هكذا ادعت امامهم …!!!
صوت تنبيه بوصول رساله علي هاتفه ، جعلت قلبه يرتجف برعـ.ـب خاصه عنـ.ـد.ما فتح الهاتف وكانت الرساله من نفس الرقم المجهول ….
قبضه قويه اعتصرت قلبه وشعر انه يذبح حياً عنـ.ـد.ما فتح الرساله وشاهد ما تحتويه…
دارت الارض من حوله وشعر بنفاذ الهواء من رئتيه عنـ.ـد.ما وجد صوره زوجته ، حبيبته ، صغيرته ، وعشقه ……
ياآلهي ما هذا؟؟؟؟
زوجته عاريه في فراش غير فراشه!!!!!!
هدرت الدmاء داخل عروقه وشعر بقلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه من شـ.ـده الالم حتي انه وضع يده علي موضع قلبه يدلكه من شـ.ـده الالم …
القي فنجان القهوه من يده وهب واقفاً بعنف حتي سقط المقعد خلفه من شـ.ـده غضبه وتحرك صوب مكتبه بخطوات غاضبه لا تبشر بخير وسط زهول وصدmه جده ووالدته وهدوء نسرين!!!!
فتح خزينه مكتبه واخرج سلاحه الخاص وتأكد من وجود الرصاص بداخله وانطلق يخرج من المكتب كالاعصار ….
لم يشتمع للشهقه المرتعبه التي خرجت من جوف والدته عنـ.ـد.ما رأته يحمل سلاحه الخاص ، ولا صوت جده الذي ينادي عليه برعـ.ـب من هيئته ولا خطوات والدته المهروله خلفه تناديه برعـ.ـب …
كل ما كان يراه امامه في هذه اللحظه هي صوره من خدعته وهي عاريه في فراش غير فراشه …
وكلمه واحده تترد في اذنيه ” زوجتك تخونك”!!!!
وفي لحظه كان يدعس علي دواسه البنزين منطلقاً بسيارته بسرعه رهيبه عابراً بوابه الفصر متجهاً الي العنوان الذي توجد به زوجته الخائنه!!!!
عند غفران ….
بعدmا حملها نادر بين يديه والقاها علي الفراش ، آمرته نادين ان يخرج من الغرفه حتي تكمل باقي خطتهم …
نزعت عن غفران ملابسها وبعثرتها في ارجاء الغرفه حتي تظهر وانها خلعتها بحميميه من فرط الاثاره!!!
غطت جسدها العاري بشرشف ابيض واخذت تصورها في اوضاع مختلفه مظهره عنقها ومقده صدرها وزراعيها العاريين ….
كانت غفران مـ.ـخـ.ـد.ره ، جسدها مـ.ـخـ.ـد.ر لا تشعر به ، تشعر كانها بين النوم واليقظه ، تشعر بيد تجردها من ثيابها ولكنها لم تستطع منعها ..
تسمع صوت همهمـ.ـا.ت بجانبها ولكنها لم تفهم شيئاً منها ، عينيها شبه مغلقه ولكنها تري خيالات لاشخاص امامها …
آنت بخفوت وهي ترفع يدها تدلك راسها الذي يـ.ـؤ.لمها باطراف اناملها وهمست تنادي اسمه بخفوت قبل ان تغلق عينيها مره اخري :عاصي …!!!!!
رفعت نادين نظراتها اليها تطالعها بحـ.ـز.ن ونـ.ـد.م ، ابتلعت غصه مؤلمه تخـ.ـنـ.ـقها هامسه بدmـ.ـو.ع : اسفه ، غـ.ـصـ.ـب عني والله غـ.ـصـ.ـب عني ..!!!
ثم خرجت مسرعه من الغرفه تاركه غفران عارقه في هذيانها ولا تعلم ما يدور حولها ….
خرجت الي نادر الذي كان يقف مرتجفاً امامها ولكنه حاول رسم الجمود والامبالاه علي ملامحه..
تحدث الي نادين قائلاً بنبره متألمه: خلصتي !!
اومأت له برأسها ولم تجيب ، فتابع يقول وهو يتحاشي النظر اليها حتي لا يري قبح فعلتهم في عينيها الدامعه: حسان لسه مكلمني وقالي ان الرجل اللي مراقب جوزها قاله انه اتحرك وفي طريقه لهنا وزمانه علي وصول …
صمت قليلاً واكمل يضيف: امشي انتي من هنا واعملي زي ما قالك سيبي الباب مفتوح شويه صغيرين ما تقفليهوش علي الاخر ….
رفعت اليه نظراتها الجـ.ـا.مده التي تلتمع بها الدmـ.ـو.ع وسالته بقلق: طب وانت هتعرف تهرب منه…
اجابها ساخراً والالم يعتصر قلبه: اطمني ولو ما هـ.ـر.بتش منه يا ريت يقــ,تــلني ويريحني من اللي انا فيه …
نظرت له بمراره ولم تعقب ، ثم تابع يآمرها ببعض الحزم : يالا امشي مفيش وقت قدامنا….
تحركت بخطوات ثقيله تجري اقدامها تخرج من الشقه وتركت الباب خلفها كما قال ، نزلت درجات السلم مسرعه بقلب يرتجف رعـ.ـباً مما سوف يحدث بعد قليل ….
خرجت من باب البنايه في نفس الوقت الذي اوقف فيه عاصي سيارته بقوه مصدره صوت صرير عالي من اطارتها نتيجه احتكاكها القوي في الارض الاسفلتيه نتيجه لشـ.ـده غضبه !!!!!
توارت خلف احد الاعمده في احد اركان المدخل حتي لا يلمحها عاصي الذي مر من امامها كالاعصار …
ارتجف بدنها من هيئته الغاضبه وانهمرت الدmـ.ـو.ع من عينيها تجري كالجمر علي وجنتيها تحرقها بنارها .. وفي لحظه شجاعه تحركت تنوي الصعود خلف عاصي تبلغه الحقيقه …
عاصي الذي لم ينتظر وصول المصعد واخذ يصعد الدرجات يلتهما بخطواته الغاضبه…
كادت ان تتحرك من مكانها خطوه واحده ولكنها شهقت برعـ.ـب عنـ.ـد.ما وجدت كف حسان الغليظه تقبض علي معصمها وهو يطالعها بنظراته الغاضبه المحذره ، ودون ان يتفوه بحرف سحبها خلفه خارجاً من البنايه واجلسها في سياره سوداء وآمر سائقها بالانطـ.ـلا.ق وهي معه بينما هو ظل في مكانه كما كان يراقب تنفيذ الخطه كما آمره سيده…!!!!
بدأت غفران تفيق من غفوتها ، تشعر بصداع يكاد يشق رأسها لنصفين ، جسدها في حاله خمول شـ.ـديد حركت راسها للجانبين وهي تغمض عينيها من شـ.ـده الالم الذي يعصف برأسها ..
فتحت عينيها تدريجياً حتي ابتدت الرؤيه تتضح امامها رويداً رويداً ، قطبت جبينها وهي تنظر حولها بريبه وتسألت اين هي؟؟
نهضت من رقدتها بعنف تتلفت حولها بزعر عنـ.ـد.ما وجدت نفسها تنام في فراش غير فراشها ….
شهقت بفزع عنـ.ـد.ما وجدت جسدها عاري لا يستره سوي تلك الملاءة البيضاء ….
لطـ.ـمـ.ـت خديها وانهمرت الدmـ.ـو.ع من عينيها عنـ.ـد.ما ادركت حقيقه وضعها ، بأيدي مرتجفه رفعت الملاءة مره اخري تنظر الي جسدها العاري وما اذا كان هناك اثار لاي شيء يدل علي فقدانها جنينها !!!
كتمت شهقاتها الملتاعه بكف يدها ودmـ.ـو.عها تجري كالانهار علي وجنتيها لا تعرف ماذا حدث لها ولجنينها ومن الذي فعل ذلك بها ؟؟؟
تذكرت تلك الفتاه التي تدعي هدي قريبه الحاجه مني هي من هاتفتها واستطاعت ان تخدعها وتاتي بها الي هنا ولكن لماذا تفعل بها ذلك!!!!
اخذت تلطم علي وجنتيها وهي تصرخ بصوت مكتوم : ليه .. ليه .. ليييييه!!!!!
وقف عاصي امام الشقه الملعونه التي يتواري خلف بابها من ذبحته وطعنته في منتصف قلبه بسكين الغدر والخيانه…
وقف ينظر الي باب الشقه وهو يلهث بعنف ، صدره يعلو ويهبط بجنون ، ودقات قلبه الهادره تدوي كالمدافع داخل صدره من شـ.ـده الغضب والالم !!!
كان يشعر بالخـ.ـو.ف بالرغم من شعور الغضب الذي يطغي علي اي شعور اخر داخله…
شعور بالخـ.ـو.ف مما سوف يشاهده في الداخل !!!
ابتلع غصه مره بطعم العلقم تسد حلقه الجاف كجفاف روحه من فعلتها الغادره …
تحفز جسده وشحن طاقه غضبه وبحركه واحده ضـ.ـر.ب الباب بكتفه فانفتح علي الفور بسهوله فهو كان موارباً من الاساس….
دلف الي الداخل بخطوات رغم قوتها ضعيفه، رغم غضبها خائفه ، رغم شراستها متخاذله …
وقف في صاله المنزل يمسح المكان بنطراته الشرسه الغاضبه ، حتي لمح الرواق المؤدي الي الغرف علي يمينه …
تحرك بخطوات سريعه نحو الداخل ، وعلي الرغم من قصر المسافه بين الصاله والرواق الا انه يشعر انها تبعد عنه اميال واميال …
دلف الي اول حجره وجدها حجره معيشه فارغه لا يوجد بها سوي اريكتين وتلفاز….
خرج منها وتوجه الي الغرفه الثانيه ، بأيدي مرتعشه فتح بابها بعد استمع الي صوت همهمـ.ـا.ت ضعيفه تاتي من الداخل ….
دلف الي داخل الغرفه والتي كان بوجد بها ممر ضيق صغير يجب ان يعبره اولاً حتي يصل الي داخل الغرفه ، قطع ذلك الممر في خطوتين حتي اصبح في الداخل …..
دعست اقدامه علي قطعه ملابس داخليه نسائيه تخص زوجته !!!!
شعر بأن الارض تميد من تحته حتي ان جسده ترنح بصوره طفيفه تكاد لا تري، الا انه استعاد سيطرته علي نفسه سريعاً وهو ينحني يلتقطها بيده ينظر اليها بألم ومراره….
رفع راسه ينظر حوله حتي وجدها علي الفراش امامه تلف جسدها العاري بملاءه بيضاء..
كانت غفران تبكي وتلطم خديها بشكل هستيري وقد تنبهت حواسها كلها واصبحت في كامل وعيها .!!!!
لملت الملاءة حول جسدها وحاولت النهوض وهي لا تعرف كيفيه التصرف !!!!
عاصي !!! هتفت بها بعدmا استجمعت نفسها فهو الوحيد القادر علي انقاذها من هنا ومعرفه من الذي غدر بها هكذا ….
بحثت بنظراتها عن حقيبتها فلم تجدها ، تذكرت انها كانت معها عنـ.ـد.ما كانت تجلس في الصاله مع هدي…
حاولت النهوض من علي الفراش لترتدي ملابسها وتبحث عن هاتفها حتي تتصل به …
وما كادت ان تتحرك من مكانها حتي سمعت صوت حفيف اقدام تدلف الي داخل الغرفه…
انكمشت علي نفسها بذعر وهي تحكم لف الغطاء حول جسدها العاري المرتجف فزعاً !!!!
سلطت انظارها علي مدخل الغرفه وهي تكاد تمـ.ـو.ت من فرط الرعـ.ـب ، ماذا لو كان الشخص الذي خـ.ـطـ.ـفها ؟؟
هل سيغتصبها ؟؟هل سيقــ,تــلها؟؟
انهمرت دmـ.ـو.عها اكثر واكثر وهي تدعو الله ان ينقذها وينجيها مما هي فيه..!!
ابتسمت من وسط دmـ.ـو.عها عنـ.ـد.ما وجدته هو منقذها وحاميها من يقف امامها …
فقد استجاب الله لدعائها وارسله لها في الوقت المناسب …
نهضت من علي الفراش بفرحه تريد ان تجري عليه وترتمي داخل احضانه الواسعه تحتمي بها من شرور الدنيا والناس….
غافله عن نظراته الحارقه المتألمه التي يطالعها بها ، وغفلت عن معرفه لمكانها او السبب الذي جعله يأتي الي هنا وهو لا يعرف مكانها من الاساس ..
فقط احساسها بالامان لرؤيته ووجوده حولها انساها كل شيء عدا وجوده هنا …
هتفت اسمه بلوعه وهي تتحرك صوبه: عاصي!!!!
ينظر اليها يكاد لا يصدق عينيه ، صغيرته ، صغيرته طعنته بخنجر مسموم ورشقته داخل قلبه وتركته ينزف متلذذه بعـ.ـذ.ابه وهي تخونه بمنتهي الفجور والسفور …
لو قــ,تــلها لن يلومه احد ، فهو يدافع عن عرضه وشرفه…
شرفه الذي مرمغته في الوحل تلك الخاطيه…
سمع اسمه من بين شفتيه تهمس به بمنتهي البجاحه ، لاول مره يكره اسمه من بين شفتيها وهو الذي كان يعشق سماعه منها بل ويطلب منها ان تهمس به في اكثر اوقاتهم حميميه وهي ذائبه بين يديه يبثها شوقه وعشقه لها …..
تحركت خطوتين نحوه ، واصبح لا يفصل يينهم سوي خطوتين حيث باب المرحاض الخاص بالغرقه والذي فتح للتو وخرج منه نادر وهو عاري الصدر يرتدي بنطلون من الجينز تاركاً ازراه مفتوحه بفجور ، ويجفف شعره بمنشفه تداري وجهه عنهم …
هتف نادر بنبره حميمه بالرغم من الزعر والارتجاف الذي يشعر به داخله: ايه يا غافي يا حبيبتي انتي لسه نايمه ، قومي بقي كفايه كسل …
شهقت غفران بفزع وارتدت الي الخلف خطوتين عنـ.ـد.ما وجدت ذلك الغريب الذي لا تتبين ملامحه بعد يتحدث معها بتلك الاريحية!!!
ادركت الان الفخ الذي نصب لها ، وعلمت لماذا حضر عاصي الي هنا في ذلك الوقت تحديداً…
تراجعت للخلف تلتصق بالحائط خلفها تريد ان تختفي بداخله وهي تقبض بكف يدها علي الملاءه تداري جسدها وهي تهز راسها نفياً ودmـ.ـو.ع الظلم والالم تغرق وجهها ….
صوته الذي صدح في الاجواء ينادي عليها باسم الدلال الخاص بها ، هو كان فتيل القنبله الموقوته التي انتزعه بغباؤه…
انفجر فيه عاصي مخرجاً فيه كل المشاعر الغاضبه والاحاسيس المؤلمه التي شعر بها خلال الساعات القليله السابقه…
دارت معركه طاحنه بين عاصي ونادر وكان الغلبه فيها لعاصي الذي كان يضـ.ـر.به بعنف وشراسه مخرجاً كل ما يتعتل داخل صدره فيه…
وغفران تراقب ما يحدث من مكانها وهي علي تفس وضعها وقلبها ينفطر من الرعـ.ـب عليه …
كان نادر يتلقي الضـ.ـر.بات من عاصي دون اي مقاومه تذكر وكانه يريد ان ينتقم لنفسه منه ، ظل عاصي يضـ.ـر.ب ويلكم ويركل بغضب اعمي وعنـ.ـد.ما اخرج عاصي سلاحه من جيبه يصوبه في اتجاه راس نادر حتي استجمع نادر كل طاقته وركل عاصي الذي بشرف عليه بطوله من علو ، ركله بين قدmيه في المنطقه المحذوره حتي يشتت انتباهه ويلهييه عنه، وكان له ما اراد عنـ.ـد.ما انحني عاصي للامام بألم يضغط مكان الو.جـ.ـع ….
مما ساعد نادر علي ان ينهض ويجري لخارج الغرفه مغلقاً عليهم الباب بالمفتاح حتي يتثني له الهروب دون ان يلحق به عاصي…!!!
تحركت غفران نحوه ما ان رأته يقف متألماً من فعل الضـ.ـر.به ، ولكنه شعر بتقدmها نحوه فرفع كف يده يوقفها مكانها هادراً فيها بغضب: مكانك !!!!
ثم اعتدل واقفاً فارداً هامته متطلعاً امامه بغضب جحيمي مقاوماً شعوره بالالم والمراره ، هاتفاً بجمود : البسي هدومك وحصليني….
ثم توجه صوب الباب مغادراً الغرفه لكنه وجد الباب مغلق من الخارج ، فمد يده يجذب سلاحه يصوبه ناحيه قفل الباب واطلق عليه طلقه اصابت هدفها وانفتح الباب …..
تاركاً غفران تبكي بانهيار وهي تري انهيار حياتها معه قبل إن تبدأ وايقنت ان ما حدث هو السطر الاخير في قصه عشقهم ….!!!!
بعد دقائق كان عاصي يقود سيارته عائداً الي القصر وهي معه…
تجلس علي المقعد بجانبه تبكي بانهيار ، تختلس النظرات اليه تحاول ان تتحدث معه ، ان تشرح له حقيقه الفخ الذي وقعوا فيه !!!
ولكن ملامحه المتجهمه ، نظراته المحتده بشراسه وعروق يديه البـ.ـارزه وهي تضغط علي المقود بشـ.ـده
الي جانب طاقه الغضب التي تشع من جسده بجوارها تجعلها تنكمش علي نفسها اكثر واكثر غير قادره عن التفوه بحرف واحد …!!!
يقود وهناك مراجـ.ـل من النيران تنهش روحه ، قلبه المحطم المغدور يـ.ـؤ.لمه بشـ.ـده ، يريد ان يبكي ويصـ.ـر.خ من شـ.ـده الالم والو.جـ.ـع حتي يبح صوته،ولكنه ابداً لن يفعلها سيجعلهم يدفعون ثمن خيانتهم له غالياً ، سواء هي او ذلك الحقير الذي هرب منه…
سوف يبحث عنه ويجده وساعتها لن يرحمه سيذيقه العـ.ـذ.اب الوان والوان….
اوقف السياره بعنف امام الباب الداخلي للقصر ، ترجل من السياره ودار حولها حتي وقف امام بابها وفتحه بعنف ، ثم جذبها من يدها يجرها خلفه كالشاه التي تساق الي ذبحها ….
وهي تسير خلفه مستسلمه لكل ما يفعله بها …
دلف الي الداخل ووقف في بهو الفيلا امام جده الذي يكاد يمـ.ـو.ت من شـ.ـده قلقه عليه عنـ.ـد.ما خرج بتلك الحاله التي كان عليها…
ولم يختلف حال دريه عنه كثيراً فهي ايضاً كانت مرتعبه عليه خاصه عنـ.ـد.ما وجدته يحمل سلاحه…
ونسرين بلامبالاتها كعادتها في الاونه الاخيره…/
سحب عاصي جسد غفران ودفعها بقوه امام جده الجالس ينظر اليهم بقلق…
هتف عاصي قائلاً بجمود يخفي خلفه الم قلبه المنشطر لنصفين : دي الامانه اللي انت سلمتهالي يا جدي اهيه عندك مانلزمنيش ..
صمت قليلاً ينظر اليها بقلب مكـ.ـسور وكرامه مهدوره، قائلاً بمراره: انتي طالق يا غفران ….
قالها ورحل تاركاً خلفه قلب مغدور مظلوم مطعون بالغدر …
وقبل ان يصل الي باب القصر سمع صرخه جده الذي رجت جدران القصر منادياً اسمها بقلب ملتاع عنـ.ـد.ما سقطت امامه ورده حياته مغشياً عليها امام اقدامه..
غفراااااااان…….
يجلس الجد في بهو القصرممسكاً بعصاه بيديه سانداً راسه عليها مهموم حزين ، مفطور القلب علي حفيدته الغاليه الراقده في غرفتها يتفحصها الطبيب بعدmا سقطت مغشياً عليها تحت قدmيه !!!!!
رفع راسه ينظر الي حفيده الذي يتحرك امامه ذهاباً واياباً بعصبيه شـ.ـديده كالليث الحبيس !!!
حانت منه التفافه نحو دريه ونسرين الجالسات باسترخاء وكان ما حدث قد لاقي قبولاً واستحساناً لديهم ….
تنهد الجد بثقل مستغفراً الله في سره ، ثم تحدث بجديه الي حفيده العاصي قائلاً : ممكن تفهمني يا بيه ايه اللي انت عملته ده وازاي تطلق مراتك كده ؟؟
هتف عاصي بجمود وهو يوليه ظهره : هي عندك ابقي اطلع اسالها لما الدكتور يمشي …
ضـ.ـر.ب الجد عصاه في الارض بغضب وهتف بنبره عصبيه شـ.ـديده من بروده : انا بسالك انتي يا استاذ يا محترم… وبعدين بص لي وانا بكلمك …
ايه مفيش احترام ليا خلاص ، هتكبر عليا يا عاصي…
كز عاصي علي اسنانه بغضب واستدار اليه يقف امامه ، هاتفاً باعتذار حقيقي: انا اسف يا جدي مقصدش ، ثم تابع بغضب شـ.ـديد: بس انا مش عاوز اتكلم دلوقتي علشان مش عاوز اغلط….
هتف الجد ساخراً: ليه هو انت لسه مغلطش يا استاذ بعد اللي عملته ، ثم تابع يلومه : هي دي الامانه اللي انا آمنتك عليها ، اذا كنت بتعمل معاها كده وانا لسه عايش علي وش الدنيا ، هتعمل معاها ايه لما امـ.ـو.ت…
نظر له عاصي بعيون يملؤها الغضب وقلب جريح مغدور ، هدر عاصي عالياً: يا جدي انت مش فاهم حاجه ، مش فاهم …
صرخ بصوت جهوري في اخر كلمه ثم اطاح بيده مزهريه كريستاليه كانت جانبه علي الارض فاصدرت صوتاً مدوياً وهي تتفتت الي شظايا صغيره مثل قلبه المجروح مخرجاً بها جزء من غضبه…
اجفلت دريه من فعلته وقامت علي الفور تتجه نحو ابنها تربط علي كتفه تواسيه ثم وجهت حديثها الي الجد : معلش يا عمي سيبه دلوقتي انت مش شايفه مضايق ازاي ، سيبه يهدي وبعدين تبقوا تنكلموا…
نهرها الجد بغلطه: درييييه!!؟ اطلعي انتي منها وما تدخاليش في اللي مالكيش فيه ، ولا ما هو علشان الموضوع جاي علي هواكي خلاص هتقعدي تعيدي وتزيدي في كلام مالوش لازمه…
احتقن وجه دريه بالغـ.ـيظ من ذلك العجوز وهتفت بغل : يا عمي بس …
رفع الجد يده في وجهها يمنعها من الاسترسال في الحديث هاتفاً بنبره حاسمه اخرستها: ولا كلمه زياده .
ثم نظر الي عاصي هاتفاً بأمر : وانت، هتتكلم دلوقتي وتحكي لي ايه اللي حصل بالظبط ووصل غفران للحاله اللي هي فيها دي …..
سحب عاصي نفس عميق كتمه داخل صدره وهز راسه موافقاً فهو يجب عليه انهاء النقاش في هذا الامر لانه سوف يحدث سواء الان ام بعدها …
فليحدث الان ويغلق تلك الصفحه من حياته الي الابد…
هتف بنبره مستسلمه: حاضر يا جدي ، تحت امرك في اللي انت عاوزه…
بس يا ريت نتكلم في اوضه المكتب علشان القصر مليان خدm واللي هقوله ما ينفعش حد يسمعه….
شعر الجد بالقلق من طريقته وادرك ان ما يسمعه ليس بالامر الهين فحاله عاصي وغفران تدل علي ان هناك كارثه حقيقه قد حدثت …
قام الجد من جلسته متجهاً نحو غرفه المكتب ولكن نزول الطبيب من غرفه غفران مع نعمـ.ـا.ت الخادmه جعلهم ينتظروا حتي يطمئنوا علي حاله غفران….!!
اقترب الجد مسرعاً نحو الطبيب يساله بقلب لهيف علي حال غاليته : طمني يا دكتور غفران عامله ايه دلوقتي…
تحدث الطبيب يجيبه ببشاشه: الحمد الله مدام غفران كويسه…
تنهد الجد براحه شاكراً لله علي سلامتها ، ثم ساله مستفسراً بوضوح عن حالتها : اومال اغمي عليها ليه ؟؟
اجابه الطبيب مضيفاً بعمليه : هي محتاجه للراحه والغذاء الكويس لانها ضعيفه وضغطها وا.طـ.ـي وهو ده سبب الاغماء ده غير ان التـ.ـو.تر والانفعال غلط عليها الفتره دي..:
كان يستمع الي كلام الطبيب باهتمام راسماً علي وجهه الجمود واللامبالاه يخفي خلفهم قله وخـ.ـو.فه عليها رغماً عنه رغم كل ما حدث فهي متربعه علي عرش قلبه ….
انفلت السؤال من بين شفتيه دون ارادته وكأن لسانه له اراده اخري منفصله عنه ، عنـ.ـد.ما استمع الي كلام الطبيب الاخير : غلط عليها ليه يا دكتور مالها ؟؟
تنحنح الطبيب بحرج وقد تدارك نفسه مسرعاً فقد كان علي وشك ان يخلف وعده مع غفران !!!!
شرد قليلاً يتذكر حديثه معها قبل قليل…./
انتهي الطبيب من الكشف عليها وتدوين بعض الملاحظات عن حالتها في الاجنده الخاصه به….
رفع راسه اليها كي يحدثها ، ولكن قبل ان يتفوه بحرف واحد ، اسرعت غفران تطلب من نعمـ.ـا.ت الواقفه بجانب الطبيب : نعمـ.ـا.ت ممكن تجيبي لي كوبايه ميه بعد اذنك…
حاضر يا بـ.ـنتي.. قالتها نعمـ.ـا.ت وهي تتحرك بخطوات مسرعه نحو الثلاجه الصغيره الموجوده في غرفه المعيشه الملحقه بالجناح تحضر لها الماء وتركتهم بمفردهم….
تابعتها غفران بنظراتها حتي غابت عنها ثم عاودت النظر الي الطبيب وحدثته بصوت منخفض حتي لا تسمعهم نعمـ.ـا.ت : من فضلك يا دكتور عاوزه اطلب من حضرتك طلب…
اجابها الدكتورباهتمام : تحت امرك يا مدام غفران .
تحدثت اليه بلطف: طبعاً حضرتك عرفت اني حامل لما كشفت عليا..
وانا كمان لسه عامله تحليل انهارده واتاكدت اني حامل …
سالها الطبيب بعدm فهم: تمام وبعدين؟؟
زيفت ابتسامه مرحه علي شفتيها وهي تقول برجاء: ممكن حضرتك ما تعرفش حد اني حامل…
اصل … اصل انا عاوزه اعملها لعاصي مفاجأه…
قالتها وصمتت تبتلع غصه مره كالعلقم تسد حلقها فهي تعيش اسوء يوم في حياتها علي الاطـ.ـلا.ق…
يوم لن تنساه ولن تنسي احداثه مهما حيت …
اليوم الذي من المفترض ان يكون اسعد ايام حياتها فقد عرفت اليوم انها تحمل داخل احشاؤها ثمره عشقها من حبيب روحها …
هو نفس اليوم الذي كتب فيه معشوقها شهاده وفاتها ونهايه حياتهم معاً بعدmا طلقها ….
يا دكتور !!!!
قالها عاصي بنبره صوت مرتفعه نسبياً ، مما جعل الطبيب يعتذر منه بحرج : اسف يا عاصي باشا ، سرحت شويه!!
مفيش مشكله بس عاوز اعرف كنت بتقول الانفعال غلط عليها ليه مالها ؟؟
اجابه الطبيب مصححاً: اقصد ان الانفعال وحش علشان الضغط، ثم مد يده يقدm له روشته الادويه ..
انا كتبت لها علي مقويات وفيتامينات لازم تاخدها بانتظام مع الاهتمام بالغذاء السليم والراحه…
الف سلامه عليها عن اذنكم …
وجه عاصي حديثه الي نعمـ.ـا.ت : مع الدكتور وصليه للباب ، وخدي الروشته وابعتي حد من الحرس يشتري الادويه اللي فيها…/
تحدث الجد آمراً موجهاً حديثه الي عاصي: تعالي ورايا علي المكتب…
قالها وهو يتوجه الي غرفه المكتب يتبعه عاصي الذي سار خلفه دون ان ينبث بحرف واحد ،يليهم دريه التي سحبت نسرين من يدها تجرها معها حتي يعرفوا حقيقه الامر ….
جلس الجد خلف مكتبه المهيب يتطلع الي حفيده الجالس امامه بوجه محتقن من شـ.ـده الغضب …
ضـ.ـر.ب الجد بقبضه يده بقوه علي سطح المكتب عنـ.ـد.ما وجد دريه ونسرين تدلفان الي الداخل ../
انا مش قلت عاوز عاصي بس ، جايه ليه دريه وجاره بـ.ـنت اختك وراكي ولا هي جنازه وعاوزين تشبعوا فيها لطم!!!!
اجابته دريه بنبره خفيضه تخفي خلفها كرهها وحقدها منه: ده ابني يا عمي وعاوزه اطمن عليه واعرف ايه اللي شقلب حاله كده ، ده من حقي انا امه مش حد غريب …
ونسرين مش غريبه دي بـ.ـنت خالته ومتربيه معاه زيها زي غفران بالظبط .. ولا ايه؟؟؟
كز الجد علي اسنانه بضيق : دررررريه!!!
عاندته اكثر هاتفه: اعذرني يا عمي ده ابني الوحيد …
قالتهل وهي تجلس علي الاريكه الجليديه الموضوعه في جنب الغرفه وتجذب نسرين من يدها تجلسها جانبها بقوه دون خجل ….
هتفت نسرين بنبره حاولت جعلها منكـ.ـسره حزينه: معلش يا انطي بلاش انا ،خاليكم انتوا علي راحتكم انا هطلع اوضتي ولما تخلصوا ابقي احصلكم ….
هتفت دريه بعصبيه: قلت اقعدي…
هدر الجد بنفاذ صبر : خلصنا ….
تقعدي ولا تقومي يا نسرين خلاص مش فارقه ما هي خالتك كده كده هتحكي لك هي بتخبي حاجه عنك….
كزت نسرين علي دروسها تطحنها بغل من ذلك العجوز الداهيه الذي تكرهه بشـ.ـده …..
واحتقن وجه دريه بشـ.ـده من فظاظته معها ولم ترد ….
اما عاصي فكان شاخص البصر ناظراً للبعيد وصورتها وهي عاريه في فراش غيره لا تبـ.ـارح خياله تجلده بسياط حديدية تكوي قلبه وتحرق روحه ….
كان يضغط علي قبضه يديه بقوه حتي كادت ان تتهشم من شـ.ـده ضغطه عليها، ويهز قدmه اليسري بحركه عصبيه رتيبه وصوت ذلك الوغد يتردد داخل عقله وهو يناديها باسم التدليل الخاص بها…
نيران شعواء تندلع داخل صدره لو اطلقها لاحرقت الارض ومن عليها ولكن لن يهدء له بال الا عنـ.ـد.ما يجد ذلك الحقير ويقتص منه لكرامته المهدوره وقلبه المطعون …
كان الجد يتابع تبدل ملامح وجهه ويرصد كل خلجه تصدرمنه حتي نداه بصوت عالي حتي ينتبه له ويخرجه من شروده فهو يكاد يفقد وعيه بسبب ما يعيشه بسببهم…
عاصي … عاصي …!!
اخرجه صوت جده من شروده واجابه بعدmا صمت لثواني يستجمع فيها نفسه: ايوه يا جدي…
سأله الجد مباشره وبوضوح: عاوز اعرف ايه اللي حصل بالظبط…./
توحشت ملامح عاصي واربدت بغضب اسود وهو يسترجع احداث السويعات السابقه التي لا تنفك ان تذهب من عقله ….
ابتلع غصه مره كالعلقم تسد حلقه وبدأ يسرد علي جده كل ما حدث في هذا الصباح المشؤم!!!!
في الاعلي عند غفران …./
كانت تبكي بانهيار واحداث اليوم تمر امام اعينها كشريط سنيمائي ، بدايه من سعادتها بخبر حملها وانتهاءه بطـ.ـلا.قها من عاصيها !!!!
اااااه حارقه خرجت من جوفها وصدي الكلمه يتردد علي مسامعها ….
كيف طاوعه قبله قبل لسانه ان ينطق بها؟؟
الهذه الدرجه هي لا تمثل له شيئاً؟؟
هل كل ما عاشوه لم يكن حقيقياً ؟؟
لماذا اصدر حكمه عليها دون ان يستمع لها؟؟
تعذره ولكن !!!
اين ثقته فيها ؟؟ اين عشقه لها؟؟
كيف له ان يكون القاضي والجلاد في نفس الوقت؟؟؟
عقلها يكا يجن ، الف سؤال وسؤال يدور داخل رأسها ولكنها لن تستسلم له ولقراره المجحف في حقها وحق حياتهم ….
نهضت من علي الفراش وقررت النزول الي اسفل وعزمت علي ان تواجهه وتتحدث معه حتي لو دون ارادته…
ستفعل كل ما عليها للاخر حتي لو كان الطـ.ـلا.ق هو الحل الوحيد ستقبل به ولكن وهي مرفوعه الرأس مدافعه عن نفسها وليس متهمه خاطيه في نظره…
نزلت الي اسفل تبحث عنه ولكن صوته العالي من غرفه المكتب وصل اليها …
ارتعدت اوصالها من نبره صوته الجهوريه الصارخه، نفضت عنها الخـ.ـو.ف وتوجهت الي غرفه المكتب فلا سبيل امامها سوي المواجهه والحقيقه وليكن ما يكون…..
وقف عاصي بجسد متشنج من قوه غضبه امام جده يحكي له ما حدث ،….
نظر له الجد بقوه هاتفاً بصرامه : وانت صدقتها !!!
انت ممكن تصدق كده علي اي حد الا غفران ، فاهم يا عاصي الا غفران….
ثم تابع يضيف بنبره اقل حده: انا عازرك وعارف انك اتحطيت في موقف صعب علي اي رجل انه يمر بيه وخصوصاً انت..!!
لكن اللي مش قادر افهمه انت ازاي صدقت،لو هي مش مراتك وانت واثق فيها وفي اخلاقها ، دي بـ.ـنت عمك اللي اتربت قدام عينيك وعلي ايدك وعاجنها وخابزها زي ما بيقولوا …
انت ….
قاطعته دريه تبخ سمها في اذن ابنها بعدmا لاحظت بدايه تاثير كلمـ.ـا.ت جده عليه: يا ما تحت الساهي دواهي ، اللي كنا فاكرينها قطه مغمضه طلعت قطه شوارع و….
درررررريه!!!! قصف صوت الجد بقوه من خلفها…
مش عاوز اسمع صوتك انتي فاهمه ولا لاء ، اللي بتتكلمي عنها دي حفيدتي ومش هسمح لاي مهما يكون ان يغلط فيها او في شرفها لان ساعتها انا اللي هقف له وانتي عارفه كويس اوي يعني ايه منصور الجارحي لما يقف في وش حد بيمحه من علي وش الدنيا….
شحب وجه دريه بشـ.ـده وهتفت بتلعثم: اانا .. انا يا عمي…
قاطعها مره اخري هادراً بغضب : بلا عمي بلازفت قلت مش عاوز اسمع صوتك …
ثم وجه كلامك الي حفيده العاصي : وانت يا بيه شايف انك كده اتصرفت صح ، طـ.ـلا.قك منها هو الحل…
هدر عاصي غاضباً بانفعال وهو ينتفض واقفاً امام جده : بقولك خانتي يا جدي، خانتي..!!!
انا عمري ما اخونك يا عاصي ..!!!
جاء صوتها من خلفه عنـ.ـد.ما فتحت باب المكتب ودلفت للداخل بعدmا استمعت الي صراخهم من الخارج…
اقتربت منه حتي وقفت علي بُعد خطوات منه تنظر الي ظهره المتشنج من قوه غضبه…
هتفت بنبره ضعيفه رغماً عنها : والله ما خنتك يا عاصي …
تحدث من بين اسنانه المطبقه وهو مازال معطيها ظهره لا يريد ان ينظر اليها ، فهو كلما نظر اليها لم يستطع محو صورتها وهي عاريه في فراش غيره من عينيه..!!!
اخرسي مش عاوز اسمع صوتك !!!
هتفت من خلفه بعند :لا هتسمعني …
هتسمعني علشان انا ما غلطش ، انا اضحك عليا زي ما اضحك عليك…
مد يدها تلمس زراعه هاتفه برجاء: علشان خاطري يا عاصي…
نفض زراعه من يدها بغضب واستدار اليها يطالعها بنظراته الشرسه وقد سيطر عليه غضبه بشكل كبير، هتف بشراسه : مالكيش خاطر عندي ، الست اللي تضحك علي جوزها وتستغفله وتروح في مكان من غير ما يعرف طريقها وتقفل تليفونها ما تلزمنيش…
اعتصر الالم قلبها من شراسته وهجومه عليها ولكن ذلك لم يمنعها من مواجهته…
اقتربت منه ونظرت داخل عينيه وهتفت بقوه: لا هتسمع غـ.ـصـ.ـب عنك زي ما انا سمعتك قبل كده …
بس علي الاقل انا سمعتك بعد ما اشوفتك وانت في اوضه الهانم بعد نص الليل وهي واقفه قدامك بقميص نوم عريان وبتبوسك ولا نسيت!!!!
قالتها وهي تشير علي نسرين الجالسه بجوار خالتها والتي شعرت بان دلو من الماء البـ.ـارد سقط فوق راسها عنـ.ـد.ما تصوبت انظار الجد ودريه عليها …
هتف الجد بعدm فهم : تقصدي ايه يا بـ.ـنتي بكلامك ده؟
اجابته ومازالت حرب النظرات دائره بينهم : اللي سمعته يا جدو ، من فتره عاصي راح اوضه نسرين وكان بيتكلم معاها وانا معديه بالصدفه سمعتها وهي بتتكلم معاه وبتعبر له عن حبها وفدخلتي عليهم لقيتها بتبوسه من شفايفه…
نظر الجد باشمئزاز الي نسرين التي تنظر الي غفران بغل وكره شـ.ـديد ….
شهقت دريه بصوت عالي وهي تلعن نسرين في سرها فقد قلبت الطاوله عليها …
زاغت نظرات نسرين وهتفت بصراخ : انت كـ.ـد.ابه محصلش…
لم يلتفت اليها اي منهم بل تابعت غفران تضيف:
عارف عملت ايه ساعتها يا جدو ضـ.ـر.بتها بالقلم وقلت لها تبعد عن جوزي، جوزي اللي استغرب ازاي اني اصدقه حتي من غير ما ينطق ولا يتكلم لاني واثقه فيه وفي حبه ليا…
انهت كلامها وهي تنظر اليه نظره الم وخزلان ….
تـ.ـو.ترت نظرات عاصي من نظراتها وكلامها وعقد مقارنه سريعه داخل راسه بين موقفهم …
هي صدقت ووثقت ، وهي كذب وشك!!!
تابعت دريه تبخ سمها حتي تزيد من سكب البنزين علي النار:هو رجل ما يعبهوش حاجه لكن انتي ست.
تفاقم غضب الجد من دريه ومن لسانها السليط، فهدر بها بعنف: هو انتي غـ.ـبـ.ـيه ما بتفهميش ، مش قلت لك ما تدخليش في اللي مالكيش فيه..
وبعدين الكلام ده تقوليه للهانم اللي جنبك اللي بتعرض نفسها علي رجل متجوز ومش عامله احترام لحد ولا للبيت اللي هي عايشه فيه …
بس هقول ايه ما هي تربيتك وطلعاك وبتعمل زي ما كنتي بتعملي زمان ولا نسيتي////
شحب وجه دريه من مغذي كلام عمها وهتفت تساله بتلعثم : ت تقصد ااايه بكلامك ده يا عمي…
نظر لها الجد نظره ذات مغذي واجابها بغموض: بعدين يا دريه مش وقته الكلام ده دلوقتي…
تحدث عاصي بعدm فهم : قصدك ايه يا جدي!!!
اجابه الجد بحسم: قلت بعدين ، خالينا في موضوعك دلوقتي …
ثم نظر الي غفران التي لم تتزحزح عينيها من علي عاصيها وسالها : ايه اللي حصل بالظبط يا غفران ؟؟
ابتلعت غصه مره تسد حلقها وقالت بنبره حزينه: هقولك كل حاجه يا جدو…
ثم بدأت تقص عليه كل ما حدث معها منذ نزلوها من الشركه حتي مجيء عاصي لها في ذلك المنزل دون ان تذكر ذهابها الي الطبيب وخبر حملها …
فهي قررت الا تفصح عن خبر حملها مؤقتاً حتي تري موقف عاصي منها وحتي لا يظن انها تخدعه او تستخدm الحمل كحجه حتي لا يطـ.ـلقها ….
هو ده كل اللي حصل والله العظيم … قالتها وهي تمسح دmـ.ـو.عها المنهمره علي وجنتيها الحمراء الملتهبه….
هتفت دريه بغل : يا سلام عيال صغيره احنا علشان نصدق الحدوته الخايبه اللي انتي بتحكيها دي ، ده ما تدخلش علي عقل عيل صغير…
كان الغضب هذه المره من نصيب عاصي عنـ.ـد.ما هدر بها بنبره غاضبه اجفلتها من شـ.ـدتها : من فضلك يا امي مش عاوز حد منكم يدخل …
الموضوع ده بيني وبين غفران ….
يعني ايه ؟؟؟ قالتها بغل شـ.ـديد وهي ترمق غفران بكره.
هدر بها عاضباً: يعني اللي سمعتيه..!!!
ثم نظر الي غفران وهتف بنبره اقل حده: فين الرقم اللي اتصل بيكي …
اخرجت هاتفها المحمول من جيب سترتها وعبثت به حتي عثرت علي الرقم الذي هاتفها واعطته له…
اخذ منها الهاتف ودون الرقم الذي اتصل يها في ورقه …
ثم سالها بنفس الجمود : عنوان الحاجه مني ايه …
املت عليه عنوانها وقام بتدوينه في نفس الورقه…
اخرج هاتفه واتصل بجسار رئيس الحرس الخاص به ..
استاذن جسار قبل ان يدلف الي غرفه المكتب متحدثاً باحترام شـ.ـديد: اوامرك يا باشا…
حدثه عاصي بأمر: عاوز اعرف كل حاجه عن المعلومـ.ـا.ت اللي في الورقه دي …
معاك ساعه واحده وتكون كل المعلومـ.ـا.ت دي عندي..
اجابه جسار بحسم: تحت امرك يا باشا…
نظر عاصي الي غفران وهتف بنبره خطره: ساعه واحده والحقيقه هتبان وياويلك مني لو كنتي بتكذبي عليا ساعتهل هتشوفي مني اللي عمرك ما شوفتيه.
…………………..
الفصل السابع عشر
الوقت يمضي ثقيل وبطيء ، والجميع في حاله انتظار وترقب لما هو آتٍ!!!
الجد جالس خلف مكتبه يسبح الله علي مسبحته ويدعو ان تنزاح الغمه وتظهر الحقيقه….
وامامه غفران جالسه بوجه شاحب وعيون ذابله من كثره البكاء وتدعو الله ان يظهر برائتها ، حتي تنعم بحياه هادئه مع عاصيها وطفلها !!!
مسدت ببدها علي بطنها المسطحه وكانها تطمئن طفلها انها هنا ، معه وجانبه وتوعده ان كل شيء سوف يكون علي مايرام ، طفلها الذي ينمو داخل احشاؤها دون علم ابيه ….
ابيه ذو الرأس الصلب والملامح المتجهمه ، الواقف امامها معطيها ظهره ينظر من شرفه المكتب ونظره معلق علي مدخل القصر منتظراً وصول جسار بالخبر اليقين .، وعلي غير عادته لم يستطيع اخفاء ما يدور في خلده فكانت ملامح وجهه العابسه المتجهمه خير دليل علي الحرب الشعواء التي تدور داخله…!!!
اما العقربتان السمـ.ـا.تان كانتا جالستان تتبادلان النظرات فيما بينهم يرصدن كل رد فعل يصدر عن اي منهم في انتظار كتابه كلمه النهايه علي حياه عاصي وغفرانه!!!!!
بعد مضي نصف ساعه وصل جسار الي القصر ، دلف مباشراً الي غرفه المكتب !!!
تأهب الجميع وتعالي وجيب قلب عاصي وغفران بصخب كبير في انتظار معرفه ما في جعبه جسار!!!
وقف عاصي امام جسار محاولاً التحكم في انفعالاته والسيطره علي رجفه جسده امامه…
تنحنح يجلي حنجرته هاتفاً بصوته الرخيم: ايه الاخبـ.ـار يا جسار …
تحدث جسار بخشونه: بعد اذن سعادتك يا باشا ممكن نتكلم بره !!!
هوي قلب عاصي ارضاً واستراب من طلب جسار ولكنه ظل محافظاً علي جموده واومأ له موافقاً وتحرك امامه مغادراً للخارج وتبعه جسار..!!!!
شعرت غفران بالتـ.ـو.تر الشـ.ـديد بعد طلب جسار واستدارت تنظر الي جدها بملامح قلقه مضطربه ونادته بنبره مستعطفه تطلب منه العون والحمايه: جدو!!!!
ابتسم لها الجد مطمئناً اياها هاتفاً برفق: خير يا حبيبتي ان شاء الله….
في بهو القصر كان يقف عاصي بجسد مشـ.ـدود واعصاب تالفه وهو يستمع الي المعلومـ.ـا.ت التي تحصل عليها ذراعه الايمن جسار…
تحدث جسار بتقرير: رقم التليفون طلع مش متسجل واللي اتكلم منه رماه بعد ما اتصل منه….
وبالنسبه لكاميرات الشارع اللي فيه العماره اللي راحت لها الهانم انا كلمت حبايبنا في الداخليه وفي خلال 24 ساعه هتكون الكاميرات اتفرغت وعندنا تقرير بالصور عن الشارع والعماره انهارده وامبـ.ـارح …
ثم مد يده اليه بملف صغير واضاف: وده تسجيل كاميرات المجموعه بمعاد خروج الهانم من شهر.
اما عنوان الست اللي اسمها الحاجه مني فالعنوان مظبوط وفعلاً الحاجه مني دي ساكنه هناك وكان عندها بـ.ـنت اسمها ندي ومـ.ـا.تت …
صمت قليلاً ثم اضاف بتردد: بس … بس…!!!
هتف عاصي بنفاذ صبر : انت هتبسبس لي ما تنطق تقول في ايه …..!!!!
هقول لحضرتك ……..
في المكتب ، كانت نظرات غفران معلقه علي باب المكتب والقلق ينهش داخلها وهي تدعي الله في سرها ان ينور بصيره زوجها ومعرفته بالحقيقه …
استدارت براسها تنظر الي دريه عنـ.ـد.ما تحدثت بكيد: واضح ان الموضوع كده ما يطمنش مدام عاصي غاب اوي كده مع جسار ….
رمقها الجد بغـ.ـيظ وكاد ان يعنفها علي طريقتها الفظه، الا انه صمت عنـ.ـد.ما وجد غفران تقف لها وتسمعها ما تستحقه…..
انا مش عارفه انتي ازاي ام … لا بجد فهميني انتي ازاي ام…
اول مره اشوف ام بتسعي بكل جهدها علشان تهد حياه ابنها …
انا عارفه انك عمرك ما حبتيني ولا كنتي راضيه عن جوازنا علشان عاوزه ابنك يتجوز من بـ.ـنت اختك…
ثم اقتربت منها حتي وقفت امامها ونظرت اليها هاتفه بقوه وتصميم : بس احب اطمنك ان واثقه من نفسي كويس اوي وعارفه ان ربنا هينصفني ويظهر الحق سواء دلوقتي او بعدين واللي عاوزاكي تتاكدي منه ان مهما حصل بيني وبينه عمري ما هسيبه ولا هو هيبعد عني …
لان في رابط قوي اوي بيني وبينه…!!
هتفت دريه بغـ.ـيظ وحقد : انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقه دي، ايه الجبروت اللي انتي فيه ده اومال لو مكانش جايبك من سرير رجل تاني كنتي عملتي ايه ؟؟؟
اممممميييي!!!!!
هدر بها عاصي عنـ.ـد.ما دلف الي داخل المكتب بعدmا استمع الي كلمـ.ـا.ت غفران مع والدته وردها عليها…
انتفضت دريه علي نبره صوته القويه ومعها نسرين التي كانت تتابع ما يحدث بشمـ.ـا.ته وانتصار فهي تعلم ان قدm غفران قد غُرست في الوحل وليس هناك سبيل للنجاه ، لذلك التزمت الصمت واخذت مقعد المشاهد ،تشاهد ما يحدث باستمتاع شاعره بلذه الانتصار…!!!!
وقف عاصي امام والدته هاتفاً بحده: الكلام اللي قلتيه ده مش مسموح لك لا انتي ولا غيرك انه يتكلم فيه…
مش معني انكم قعدتوا وسمعتوا اللي حصل ، ان خلاص الموضوع بقي عادي تتكلموا فيه علي راحتكم ..
انا مقدر انك امي ويهمك امري بس الغلط مش عليكي الغلط عليا انا علشان اتكلمت في الموضوع ده قدامكم بس اللي حصل حصل ، والموضوع ده مش هيتفتح تاني ومفيش حد هينطق بحرف واحد من اللي اتقال هنا بعد ما نخرج كلنا من اوضه المكتب…
وقف ينظر اليهم جميعاً ثم اضاف بنبره آمره: مفهوم كلامي ….
شعرت نسرين بالقلق والتـ.ـو.تر من ان يكون عاصي قد اكتشف حقيقه الامر، فهو يتحدث بهدوء وثبات لا يشبه ثورته قبل قليل ؟؟؟؟
جاء صوت الجد من خلفه يسأله مستفهماً عما حدث: اطمنت خلاص يا عاصي .. مش خير ان شاء الله.
استدار له عاصي هاتفاً بجديه: اطمنت يا جدي ، اطمنت علي الاخر…
ثم اقترب من غفران التي ترتجف من القلق ولكنها حاولت اظهار القوه والثبات امامهم …
وقف امامها واخذ ينظر اليها مطولاً بنظرات غير مقرؤه مما جعلهم ينظرون اليه باستغراب من حالته، حتي هي عجزت عن فهم نظراته اليها ..!!!
تحدث اخيراً بصوت ثابت رغم غصه الالم التي حاول جاهداً مدارتها خلف جموده: انا اسف يا غفران …
صمت قليلاً بعدها يرصد رد فعلها علي اعتذاره …
تهلل وجه الجد فرحاً بعد سماع اعتذاره ، بينما اخذت دريه ونسرين يعضون علي اناملهم غـ.ـيظاً وقهراً وشعرت نسرين بالخطر لان عاصي سينتقم منها اشـ.ـد الانتقام….!!!
ابتسمت غفران بسعاده لسماع اعتذاره ودmعت عينيها فرحاً لظهور الحقيقه وهتفت بنبره فرحه: مسمحاك يا عاصي ، مسمحاك .. انا عذراك ومقدره موقفك .. بس الحمد الله انك اتاكدت بنفسك وعرفت الحقيقه …
اجابها عاصي مؤكداً علي حديثها: فعلاً اتاكدت وعرفت الحقيقه…
ثم تابع مضيفاً بقسوه جعلت ابتسامتها تتلاشي ويحل محلها الشعور بالظلم والمهانه: فعلاً اتاكدت وعرفت اني طول الوقت كنتي بتكدبي عليا وتخدعيني وانا كنت مغفل ومصدق انك فعلاً بتعشقيني….
هتفت غفران تساله مستنكره كلامه: قصدك ايه…
هدر عاصي بغضب اعمي : اقصد انك كنتي مقرطساني وبستغفليني وانتي ماشيه علي حل شعرك قالها وهو يجذبها من خصلات شعرها بقوه كادت ان تخلع شعرها من مكانه….
شهقت دريه ونسرين متفاجئين من رد فعله العنيف فهم لاول مره يروا عاصي هكذا!!!!
هب الجد واقفاً من جلسته هادراً فيه بغضب جحيمي وهو ينزع يده من علي حفيدته ويضمها الي صدره بحمايه: انت انجننت يا ولد ، بتمد ايدك عليها قدامي وانا لسه عايش مامـ.ـو.تش!!!!
هدر عاصي غاضباً: ايوه اتجننت ، اتجننت علشان مراتي والانسانه الوحيده اللي حبتها طلعت بتخوني…
والله ما خونتك ،حـ.ـر.ام عليك .. قالتها غفران وهي تبكي بانهيار في احضان جدها…
هتف فيها بوحشيه وعروق عنقه تكاد تنفجر من شـ.ـده الغضب : انتي لسه هتحلفي يا بجاحتك يا شيخه،ده انا ما شوفتش في وساختك..
زأر الجد بعصبيه: ما تفهمني يا ابني بدا ما انت بتتكلم بالالغاز كده…
اجابه بنفس الغضب : حاضر يا منصور بيه هفهمك، الهانم المحترمه كانت بتستغفلني زي ما قلت لك ،بقالها اكتر من شهرين بتخرج من المجموعه في مواعيد مختلفه ولما راجعت الايام اللي كانت بتخرج بيها اكتشفت انها في كل مره كانت بتتحجج بحجه شكل ، مره الكوافير ، مره الspa، ومره تانيه لبيت الازياء اللي بتتعامل معاه وكلها اماكن انا كرجل مش هينفع اروح معاها فيها ….
انتحبت بصمت ولم تقدر ان تجيبه وتقول انها كانت تذهب الي الطبيبه النسائية…!!!
تحدث الجد بجهل : طب وفيها ايه لما تروح يا ابني ما هي ست زي كل الستات بيعملوا الحاجات دي…
اجابه يغل وغضب : ما انا كنت بقول عادي من حقها ، بس لما اعرف بخيانتها واربط الاحداث ببعضها هعرف انها كانت بتخوني والدليل علي كده ، نمره التليفون اللي قالت انها اتصلت بيها طلعت مش موجوده في الخدmه ولا متسجله ..
ومع ذلك قلت مش مشكله ما هو اللي عاوز يوقعها في مصيبه زي دي مش هيسيب اثر وراه….
لكن اللي اكد لي انها خـ.ـا.ينه وكـ.ـد.ابه ، الست ام ندي صاحبتها ، الحاجه مني طلعت مـ.ـيـ.ـته !!!!
جحظت عيون الجميع بعدmا استمعوا لدوي القنبله التي القاها للتو علي مسامعهم!!!
انت بتقول ايه يا ابني … انت متاكد ؟؟
قالها الجد مستنكراً غير مصدق لما يسمعه….
اجابه لاهثاً بانفعال : ايوه متاكد واتفضل اهيه صوره من شهاده وفاتها بتقول انها متـ.ـو.فيه بقالها ست شهور ولو بصيت في تاريخ الوفاه كويس هتلاقيه قبل جوازنا بيومين،،،،!!!!
اعطي لجده الوثيقه وهو يلهث بانفعال وصدره يرتفع وينخفض بجنون من فرط العصبيه!!!!
اخذ الجد يقرأ ما اعطاه له ، وهتف يسال غفران عن مدي علمها بهذا الخبر: شهاده الوفاه مظبوطه،انتي ازاي يا بـ.ـنتي ما ت عـ.ـر.فيش…
اجابته وهي تبكي بانهيار: والله ما اعرف انها مـ.ـا.تت ، انا اخر مره زورتها كانت فبل جوازي من عاصي بحوالي اسبوع او عشر ايام . وبعد كده ما كانش في وقت اروح …
ثم اضافت وهي تتشنج من كثره البكاء: بس انا كنت بتصل بيها علي طول والتليفون كان خارج الخدmه ، بس قلت علشان الشبكه عندهم وحشه او هي يتنسي تشحنه ، لحد ما جالي التليفون انهارده والبـ.ـنت اللي كلمتني وقالت انها قريبتها …
بس ده كل اللي حصل والله العظيم ..
زأر فيها بغضب اهوج: اخرسي ما تحلفيش ، الانجاس اللي ذيك اسم ربنا ما يتنطقش علي لسانهم…
ثم اقترب منها حتي اصبح امامها مباشره وعينيه تطلق لهيب حارق نحوها ، مما جعلها تنكمش داخل حـ.ـضـ.ـن جدها الذي تابع يضيف بعقلانيه: اهدي يا عاصي علشان نعرف نتفاهم ونحل الموضوع ، في حاجه غلط بتحصل…
اجابه نافياً بحسم قاطع: لا خلاص الموضوع انتهي ، انا علشان خاطرك انتي يا جدي وعلشان قلبك اللي اتحرق علي ولادك الاتنين قبل كده انا مش هاجي ناحيتها ، مع ان مـ.ـو.تها بايديه هو الحاجه الوحيده اللي هيشفي غليلي …
انا علشان خاطرك يا جدي هسيبها تعيش ، بس مش هنا مش في القصر ولا في اسكندريه بحالها …
هتف الجد بريبه وقد بدأ يشعر بألمً يجتاح صدره فهو علي مشارف الاصابه بنوبه قلبيه : يعني ايه ، تقصد ايه بكلامك ده؟؟؟
رد بحسمً: اللي سمعته هي مش من حقها بعد اللي عملته انها تعيش في وسطينا او تفضل شايله اسم الجارحي .
انهي كلامه وهو يزآر بصوته منادياً علي جسار : جسار … جسار ..
دلف جسار مسرعاً الي الداخل هاتفاً باحترام : اوامرك يا باشا…
هتف عاصي بجمود : نفذ اللي قلت لك عليه..
اومأ له جسار وتحرك صوب غفران ثم مد يده يجذبها من ذراعها يجرها الي الخارج منفذاً اوامر رب عمله وسط دهشه وفرحه دريه وشمـ.ـا.ته وانتصار نسرين…
صرخت غفران بانهيار وهي تتشبث بجسد جدها :لا حـ.ـر.ام عليكم … والله ما خونتك .. جدو ما تخاليهوش ياخدني منك يا جدو …
تشبث بها الجد بقوه واهنه حسب ما ساعدته قدرته البدنيه خاصاً مع زياده الالم في صدره …
هتف بنبره واهنه: منخافيش يا غفران ، م محدش ،
هـ هيقدر ياخدك مني …
انتزغها جسار ببعض القوه من حـ.ـضـ.ـن جدها واخذ يسحبها الي الخارج وهي تتلوي ببن ذراعيه مثبته قدmيها في الارض وتنظر الي جدها تستنجد به ..
ثم حانت منها نظره الي عاصيها ذو القلب المتحجر قبل ان تصل الي خارج الغرفه …
كان يستمع الي انهيارها بقلب محطم ورح مهشمه ، قلبه ينزف دmاً علي خيانتها له ، يعلم الله انه كان يتمني ان يصدقها ولكنها كذبت عليه …
كان يشعر بالنيران تحرق صدره وجسار يجذيها من ذراعها ، يريد ان يلكمه في وجهه ويهشم ذراعيه التي تجذباها ، يريد ان ياخذها في احضانه ، فياليت كل ما نتمناه نستطيع ان نحققه.
فهو يعيش في صراع خطير بين قلبه الذي يهفو لمسمحاتها وعقله الذي ينهره ويجبره علي طردها من حياته…!!
غفرراااااان … اخر كلمه نطق بها الجد قبل ان يسقط ارضاً فاقداً للوعي تحت اقدام دريه ونسرين بعدmا حاول اللحاق بحفيدته الغاليه ….!!!!
………………………….
بعد ساعتين كان رجل الاعمال المصري الشهير منصور الجارحي يرقد في احد اكبر مستشفيات الاسكندريه والتي تعتبر من ضمن مجموعه شركات الجارحي …
وهو الخبر الذي انتشر مثل الدخان في الهشيم وسرعان ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي مما جعل التليفونات والرسائل تنهال علي كل افراد الاسره محاولين الاطمئنان عليه من اكبر واهم الشخصيات في الدوله…
وهو الامر الذي جعل عاصي يغلق هاتفه ويأمر الجميع بأعلاق هواتفهم!!!!
……………
في المساء،…..
دلفت سوار الي غرفه مكتب زوجها هاتفه بتزمر: برضه مش عارفه اوصل لغفران تليفونها علي طول مقفول ، حاول انت تتصل بعاصي وتكلمه عاوزه اطمن عليها …
اجابه عاصم وهو يتناول هاتفه محاولاً الانصال بصديقه: وانا كمان كلمته تليفونه مقفول …
ثم اضاف غازماً بطرف عينه بعبث : تلاقيه بيحتفل ومش فاضي !!!
نظرت له بامتعاض: هو انت فاكر كل الناس قليله الادب ذيك كده….
تعالي صوت ضحكته الرجوليه الآثره هاتفا ً بمرح عابث: وهي في احلي من قله الادب يا قلب عاصم..
كتمت ابتسامه عاشقه كادت ان تظهر علي شفتيها
ثم هتفت بنبره آمره: عاااااصم …اتفضل اتصل بيه
امتثل لامرها وتناول هاتفه يجري اتصال بصديقه ولكن وصول اشعار من احد المواقع الاخبـ.ـاريه تحت عنوان” امبراطور الاقتصاد الاول في مصر منصور الحارجي يرقد في العنايه المركزه باحد المستشفيات”
جعلت عاصم يهب من جلسته هاتفاً بجزع: يا نهار ابيض … معقول ده … حصل ازاي…
قالها وهو يتصل سريعاً بصديقه ولكن جاءه نفس الرد ان الهاتف مغلق!!!!!
في ايه يا عاصم .. ايه اللي حصل ؟؟؟
قالتها سوار بقلق بعدmا تبدل حال زوجها وحل الوجوم علي ملامحه…
اجابها عاصم بحـ.ـز.ن: الحج منصور الجارحي فس العنايه المركزه ، كل المواقع الاخبـ.ـاريه نشرت الخبر..
قالها وهو يتصفح المواقع الاخبـ.ـاريه ليتاكد من صحه الخير!!!!!
هتفت سوار بحـ.ـز.ن: لا حول ولا قوه الا بالله ، ربنا يقومه بالسلامه.
ثم تابعت تضيف: يا تري حاله غفران ايه دلوقتي ، زمانها ممـ.ـو.ته نفسها عليه ، دي بتحب جدها جداً ومرتبطه بيه اوي وكمان مع حملها ، الله يكون في عونها…
ثم اضافت تطلب منه برجاء: عاصم احنا لازم نسافر اسكندريه علشان نطمن علي الحج منصور وغفران..
اجابها عاصم مؤكداً: طبعاً دي مش محتاجه كلام الصبح بدري ان شاء الله هنكون في اسكندريه…
…………………………………
كان عاصي يزرع الممر امام غرفه العنايه المركزه الراقد فيها جده، ذهاباً واياباً والقلق ينهشه علي صحه جده ، فهو خائف عليه بشـ.ـده ، كما انه غير مستعد لخسارته هو الاخر لا قدر الله !!!
كانت دريه ونسرين يجلسن علي المقاعد المخصصه للزوار في اخر الرواق في انتظار سماع خبر وفاه منصور الجارحي حتي تتحقق كل امانيهم واحلامهم وبذلك يكونوا ضـ.ـر.بوا عصفورين بحجر واحد ،طـ.ـلا.ق غفران ورحيلها من القصر ومـ.ـو.ت منصور الجارحي!!!
قامت نسرين وتوجهت نحو عاصي حتي اقتربت منه وهتفت تتحدث بنبره حاولت جعلها حزينه من اجل مرض جده: عاصي … من فضلك اقعد ارتاح شويه انتي من ساعه ما وصلنا المستشفي بقالنا اكتر من 3 ساعات وانت واقف علي رجليك وقبلها اللي حصل في القصر ، انت لازم ترتاح احنا ملناش غيرك دلوقتي بعد جدو منصور ربنا يقومه بالسلامه…
اجابها عاصي بتقرير: هيقوم ان شاء الله ، جدي قوي وهيقوم منها علي خير…
ابتسمت بتصنع قائله: اكيد ان شاء الله ….
ثم تابعت مضيفه باهتمام : طب ممكن تيجي معايا الكافيتريا علشان تاكل اي ساندوتش انت ما اكلتش من الصبح…
حدثها بنفاذ صبر : نسرين من فضلك انا مش ناقص زن ، انا علي اخري …
يا تروحي تقعدي جنب ماما يا اما تاخديها وترجعوا القصر قعدتكم هنا ملهاش لازمه . وانا هبقي اطمنكم لما جدي يفوق….
كزت علي اسنانها وكتمت غـ.ـيظها من طريقته الجافه معها ولكنها لا تريد ان تثير غضبه عليها ولا تريد ان تظهر بانها تستغل فرصه طـ.ـلا.قه من غفران ، فهي عمدت علي تغيير خطتها معه بالكامل ….
استدارت حتي تعود الي خالتها ولكنها لمحت غفران وهي تاتي من اول الرواق ….
ابتسمت بخبث ثم اقتربت من عاصي ووقفت امامه حتي كادت ان تلتصق به ، ثم مدت يدييها واحتضنت كف يده بين يديها تضغط عليه تواسيه ، لكن من يراهم من بعيد يعتقد انهما حبيبان بسبب اقترابهم الشـ.ـديد وايديهم المتشابكه : ان شاء الله كله هيبقي كويس .. اطمن احنا كلنا جنبك…
قالتها وانصرفت وهي تسير بخيلاء مبتسمه بسعاده بعدmا تاكدت من رؤيه غفران لهمً….
طعنه غادره نفذت داخل قلب غفران عنـ.ـد.ما شاهدتهم علي هذا الوضع ، كتمت آلمها وحسرتها داخل قلبها ، فهي في هذه اللحظه لا تريد سوي الاطمئنان علي جدها ، هو اهم شخص في حياتها حتي اهم من عاصيها…!!!!
اخذت نفس عميق تهديء به من تـ.ـو.ترها وسارت بخطوات ثابته نحو غرفه العنايه المشـ.ـدده.
استدار عاصي بجسده المتشنج بعدmا سمع وقع خطوات تقترب منه ، توحشت نظراته عنـ.ـد.ما وجدتها تتقدm نحوه ، قطع الخطوات الفاصله بينهم في خطوه واحده ووقف مقابلها ويطـ.ـلق لهيب حارق من عينيه .
هتف من بين اسنانه المطبقه بنبره شرسه: ايه اللي جابك هنا ، انا مش قلت لك مش عاوز اشوف وشك تاني!!!!!
رفعت نظراتها اليه هاتفه بحده: وانت مالك !!!
انا جايه اطمن علي جدي ولا كمان ده ممنوع …
رمقها بغل من تحديها له وهتف بغضب مكبوت: اه ممنوع انتي من اللحظه دي مالكيش اي صله بينا …
اغتاظت من غطرسته وهتفت تتحداه اكثر: انا فعلاً معادش ليا اي صله بيك، بس انا لحد ما امـ.ـو.ت هفضل غفران الجارحي بـ.ـنت مصطفي الجارحي واللي راقد جوه ده جدي سواء عجبك ولا لاء…
ثم تابعت بنبره مجروحه: واحب اطمنك انك مش هتشوف وشي تاني ، بس اطمن علي جدي الاول ويعدها همشي ومش هتشوف وشي تاني…
رد عليها بجبروت: للاسف ان واحده زيك تكون من عيله الجارحي ..
ثم رفع اصبعه في وجهها هاتفاً بتحذير : بس وعد مني يا غفران طول ما انا عايش علي وش الدنيا هدفعك تمن اللي عملتيه فيه غالي اوي…
انشطر قلبها الي نصفين من اصراره علي حرجها وعدm تصديقه لها ولكنها عمدت علي اخفاء نظره الانكسار في عينيها وهتفت بتحدي: مش عارفه مين فينا اللي هيعيش عمره ينـ.ـد.م ويدفع تمن اللي عمله غالي يا … يا ابن عمي ….
صمت واخذ يطالعها بنظرات مبهمه لا يعلم ماهيه الشعور الذي اصابه جراء كلمـ.ـا.تها وقد لمست جزء صغير داخله….
التفت الاثنان معاً علي صوت فتح باب غرفه العنايه وخروج الطبيب المعالج لمنصور الجارحي …
تقدm منه عاصي يساله بملامح قلقه: طمني يا دكتور جدي عامل ايه؟؟
اجابه الطبيب بعمليه بعدmا نزع عنه الماسك الطبي : الحمد الله يا عاصي باشا ، الحج منصور بخير كانت اشتباه في زبحه بس الحمد الله لحقناها في اولها .
بس هو هيفضل في العنايه وبكره الصبح يطلع اوضه عاديه ان شاء الله..
تمتم عاصي حامداً الله علي سلامه جده وكذلك غفران التي صدح صوتها من خلف عاصي تسال الطبيب: بعد اذنك يا دكتور هو انا ممكن اشوفه؟؟
اجابها عاصي بدلاً عن الطبيب دون ان يلتفت لها موجهاً حديثه الي الطبيب حتي يرفض طلبها: اظن الدكتور قال انه لسه هيقعد في الرعايه يعني ممنوع واكيد الكلام غلط عليه وممكن يتعبه…
اغتاظت منه ولم تعطيه اي اهميه ونظرت الي الطبيب موجهه الكلام اليه مره اخري متبعه نفس اسلوبه الفظ: اظن انت مش هتعرف اكتر من الدكتور!!!!
ثم هتفت تسال الطبيب مره اخري: هما خمس دقايق بس يا دكتور مش اكتر…
ابتسم الطبيب ببشاشه واجابها بهدوء مما جعل عاصي تنتفخ اوداجه انتصاراً عليها: هو فعلاً ممنوع حد يدخل الرعايه وزي ما عاصي باشا قال الكلام غلط عليه…
ارتسمت تعابير يأسه علي ملامحها الرقيقه من رفض الطبيب ولكنه تابع يضيف بما جعلها تبتسم باتساع : بس للاسف انا مضطر اخالف القواعد لان منصور بيه طالب يقابل حضرتك …
ثم تابع مؤكداً عليها: بس هما خمس دقائق مش اكتر علشان حالته ما تتعبش ..
اجابته بفرحه: حاضر والله مش هتاخر هطمن عليه وهخرج علي طول..
اتفضلي معايا… عند اذنك يا عاصي باشا…
قالها الطبيب وهو يتقدmها الي غرفه العنايه الراقد بها الجد منصور تاركين خلفهم عاصي يكاد يخرج دخان من اذنيه من شـ.ـده الغضب…/
صوت طنين الاجهزه وجسده الموصول بالاجهزه قبض قلبها واصاب جسدها برجفه مرعـ.ـبه جعلت الدmـ.ـو.ع تتدفق الي عينيها وتتساقط علي وجنتيها كلما تقدmت خطوه منه ، تخشي ان تفقده فهو كل ما لديها هو الضهر والسند ، هو الامان والاحتواء…
اقتربت منه ومدت يدها تلمس كف يده المغروس فيه ابره السيروم ، انحنت وطبعت عليه قبله رقيقه جعلته يفتح عينيه منادياً اسمها بوهن: غفرااان!!!
رفعت راسها وابتسمت من بين دmـ.ـو.عها هاتفه بنبره غلب عليها البكاء: حمد الله علي سلامتك يا جدو …
انا اسفه !!! قالتها وانخرطت في البكاء فلم تستطع حبس دmـ.ـو.عها اكثر من ذلك…
ربط علي كف يدها بحنو وتحدث بـ.ـارهاق : ما تعيطيش يا حبيبتي طول ما انا موجود ما تعيطيش…
انا جنبك وهفضل وراكي لحد ما اجيب لك حقك من الكلاب اللي عملوا فيكي كده…
مسحت دmـ.ـو.عها وسألته بأمل : انت مصدقني يا جدو مش كده…
شبح ابتسامه لاح علي ملامحه المرهقه واجابها بما لا يدع مجال للشك: انتي حفيده منصور الجارحي وتربيته….
ابتسمت من وسط بكاؤها هاتفه بشجن: ربنا يخاليك ليا يا جدو ..انا ماليش حد غيرك …
تحدث بوهن : المهم انا عاوزك تسمع الكلمتين اللي هقولك عليهم دول وتنفذيهم بالحرف الواحد علشان اقدر اساعدك وارجع لك حقك واعيد تربيه عاصي من اول وجديد….
تحدثت بنبره حزينه منكـ.ـسره: خلاص يا جدو ،تربيه ولا لاء مش هيفرق كل واحد مننا راح لحاله خلاص..
تحدث بنبره قاطعه رغم وهنها: طول ما انا فيا نفس مش هسمح بده ابداً …
جاء صوت الممرضه من خلفهم تستعجل خروجها : من فضلك يا مدام كفايه كده …
حاضر دقيقه بس…
تحدث الجد بنبره جاده: اسمعي اللي هقولك عليه علشان مفيش وقت …
ثم اخذ يخبرها بما يجب عليها ان تفعله وهي كانت تنصت له باهتمام ….
دقائق وخرجت من غرفه العنايه فوجدته يقف امامها بطوله المديد مما جعلها ترتد خطوتين للخلف من ظهوره المفاجيء امامها!!!
هتف فيها بغـ.ـيظ من تاخيرها بالداخل: جدي اخبـ.ـاره ايه…
اجابته ببرود: عندك جوه ابقي ادخل اطمن عليه بنفسك….
تصاعد غضبه منها اكثر واكثر من طريقتها المستفزه لاعصابه وهتف متحدثاً بقسوه: فعلاً هدخل اطمن عليه بس بعد ما اتاكد انك مشيتي من هنا ومش هترجعي هنا تاني….
اقتربت منه بوجهها حتي كادت انوفهم ان تتلامس وهتفت بنبره قاطعه متحديه اياه: انا همشي دلوقتي يا ابن عمي بس مسيري هرجع تاني ، بس مش هرجع غير علشان حاجه واحده بس ..
سالها بغطرسته المعتاده وهو يضع يديه داخل بنظاله بخيلاء: وايه هي الحاجه دي ان شاء الله…
اجابته وهي علي نفس وضعها: اني انـ.ـد.مك علي كل اللي عملته معايا….
قالتها وتحركت مغادره من امامه دون ان تعطيه فرصه للرد عليها….
ولكن جاء صوته عالي نسبياً من خلفها يرد عليها بغــــرور وغطرسه: ابقي قابليني يا .. يا بـ.ـنت عمي….
…………………………
في ظهر اليوم التالي….
كان الجميع ملتفون حول الحج منصور الجارحي في غرفته بالمشفي بعدmا استقرت حالته وغادر العنايه المشـ.ـدده….
كان عاصي يجلس علي طرف الفراش بجانب جده يحاول اطعامه ، الا ان الجد كان يرفض كل محاولاته معه فهو غاضب عليه وبشـ.ـده….!!!!
وهو الامر الذي احـ.ـز.ن عاصي كثيراً فهو يستطيع تحمل اي شيء الا غضب جده عليه….
هتف عاصي بنبره حانيه مخاطباً جده: انا عارف انك زعلان مني بس علشان خاطر صحتك لازم تاكل ..
الا ان الجد اصر علي عناده وغضبه واغلق عينيه مدعي النوم حتي ييأس عاصي ويتركه….
في نفس الوقت ، دلف آدm الي من باب الجناح يلهث بشـ.ـده ، فقد قطع سفرته بعدmا علم باخبـ.ـار الوكيه الصحيه التي آلمت بكبير عائله الجارحي …
وما زاد قلقه اكثر عدm رد اي من عاصي او غفران علي اتصالاته المتكرره!!!!
هتف آدm بمرحه المعتاد بعدmا وصل امام فراش الجد: كده برضه يا جارحي يا كبير تخضنا كده عليك، ما انت زي الفل اهو وعال العال مش ناقصك غير موزه صغيره كده تدلعك….
قالها وهو ينحني ويطبع قبله علي جبينه واخري علي ظهر يده احتراماً وتقديراً لهذا الرجل الطيب…
اجابه الجد ببشاشه: بس يا اونطجي .. انت مش هتبطل جنانك ده ابداً…
ضحك آدm بمرح واجابه: يا جدي ده احلي حاجه الجنان وخفه الدm …. ثم اقترب منه وهمس بصوت منخفض حتي لا يصل الي عاصي : مش زي ناس ..
قالها قاصداً عاصي وهو الامر الذي جعل الجد يضحك علي مزحته…
علي عكس عاصي الذي تكدرت ملامحه بالغضب اكثر من ذي قبل عنـ.ـد.ما رأي آدm ….
هتف آدm بتساؤل : اومال فين غفران ، هي مش موجوده ولا ايه ؟؟
انا بتصل بيها من امبـ.ـارح تليفونها مقفول …
ساله عاصي بحده وغيره: وانت بتتصل بيها ليه؟؟؟
آدm بيأس من غيرته عليها فهو لا يعلم اي شيء ممت حدث ويظن انه لازال يشعر بالغيره منه: هكون بتصل بيها ليه علشان اطمن علي جدي ، ما انا غلبت اتصل بيك وبيها وانتوا الاتنين تليفوناتكم مقفوله….
صمت عاصي ولم يعقب بعدmا رمقه بنظره حارقه….
اعاد آدm سؤاله مره اخري: ايوه فين غفران بقي؟؟
في الاسفل ، استقل عاصم وسوار المصعد قاصدين جناح الحج منصور الجارحي للاطمئنان عليه …
وصلوا الي الطابق المنشود وصاروا في الرواق المؤدي الي الجناح ، كانت سوار تحمل في يديها باقه رقيقه من الزهور وعاصم يحمل علبه كبيره من افخم انواع الشيكولاتة ….
طرق عاصم علي باب الجناح ودلفوا الي الداخل ، استقبلهم عاصي بحفاوه وجلسوا في الجزء المخصص للزوار في ركن من اركان الجناح بعدmا اطمئنوا علي صحه الحج منصور….
تحدث عاصي يشكر عاصم علي واجبه وقدومه اليه خصيصاً رغم انشغاله : تعبت نفسك يا عاصم انت والمدام ، كان كفايه تليفون بدل ما تيجي المشوار ده كله وانت وراك مسؤليات وكمان الولاد سبتوهم لوحدهم…
ربط عاصم علي فخد عاصي برجوله واجابه مؤنباً اياه: عيب عليك تقول كده الحج منصور غلاوته عندي في غلاوه الحج سليم بالظبط…
وبعدين لو كنت حضرتك بترد علي تليفونك كنت عرفت اني اتصلت بيك مليون مره…
ده حتي سواو غلبت تتصل بمدام غفران برضه تليفونها مقفول….
هتفت سوار تساله عنها : صحيح اومال فين غفران انا ما شوفتهاش من ساعه ما جيت؟؟
تـ.ـو.ترت ملامح عاصي ونظر الي والدته التي نظرت له بامتعاض وادارت وجهها الي الجهه الاخري…
وكذلك آدm الذي نظر له في انتظار اجابته علي سؤاله فهو سال عنها اكثر من مره ولم يجيبه بشيء!!!
حمحم عاصي يجلي حنجرته واجابهم بجمود: هي .. هي في القصر روحت علشان تعبت شويه كانت سهرانه طول الليل لحد علشان تطمن علي الحج….
هتفت سوار بتفهم : اه طبعاً اكيد كانت قلقانه عليه ، انا عارفه هي بتحب الحج ازاي ومرتبطه بيه اوي، ربنا يخاليه ليكم ويديله الصحه …
ثم هتفت مضيفه تنصحه باهتمام : وكمان هي لازم ترتاح وما تعملش مجهود الفتره دي علشان الحمل يثبت…!!!!!
جحظت عين دريه ونسرين بعد سماعهم لحديث سوار ونظروا الي بعضهم البعض بعدm تصديق وكأن القدر يعاندهم ويسدد كل طريق يسلكوه عليه من اجل التفريق بينهم….
اما عاصي فقد اصابه الذهول وعدm الاستيعاب ، رمش بعينه بعدm فهم فاخذ يسالها مره اخري: معلش بس ثانيه واحده، حضرتك قلتي ايه… حمل ايه ومين دي اللي حامل…!!!
اجابته سوار بتاكيد: غفران .. غفران مراتك حامل يا عاصي بيه ،..
الصدmه والذهول كانت مرتسمه علي اوجه الجميع ، وعاصي بالرغم من صدmته الا انه كان في واديً اخر كان يسترجع حديثها معه اليوم وتذكر توعدها له وجمله واحده تترد في ذهنه
“مش عارفه مين فينا اللي هيعيش عمره ينـ.ـد.م ويدفع التمن غالي يا .. يا ابن عمي “…
وهنا ادرك العاصي ان رحله بحثه عن الحصول علي الغفران قد بدأت للتو…….!!!!!!!
……………………..
انتهي الفصل السابع عشر ….
بخطي ثقيله محمله بالألم والهموم ، دلفت الي جناحهم تجر قدmيها جراً …..
روحها متعبه، قلبها جريح ، كرامتها مهدوره، جسدها منهك….
وقفت علي باب الجناح تجوبه بنظراتها تتطلع الي كل ركن فيه بحـ.ـز.ن وحسره….
قبل عده ساعات كانت تعيش بين جنابات هذا الجناح اسعد لحظات حياتها … هنا غازلها .. وهنا داعبها ..
وهناك اغرقها داخل احضانه في بحر عشقه الجارف…
نزلت دmـ.ـو.عها تجري علي وجنتيها وهي تتذكر كل لحظه مرت عليها معه…
وضعت يدها تمسد بها علي رحمها وهي تتخيل رده فعله التي رسمتها في مخيلتها عنـ.ـد.ما يعلم بحملها…
اجهشت بالبكاء بعدmا تحطمت امنياتها علي صخره الواقع الكاذب التي تعيشه ، فهي وقعت في فخ نصب لهم باحكام ولا تعرف طريق للخروج منه..::
بعدmا ظنت ان الدنيا ابتسمت لها واعطتها ما ارادت وحققت لها حلمها المستحيل ، فلم يكن هذا الا حلم جميل واستيقظت منه علي واقع مرير لا خلاص منه…
مسحت دmـ.ـو.عها بانامل مرتجفه وهي تتحرك بخطوات أليه تلملم بعضاً من اشياؤها واوراقها الخاصه وتنفذ ما آمرها به جدها ….
جمعت كل ما تحتاج اليه في حقيبه صغيره وقبل ان تغلقها ، لفت نظرها قميصه الذي كان يرتديه بالامس ملقي باهمال علي طرف الفراش …
مدت يدها اخذته وضمته داخل صدرها وغمرت وجهها فيه تستنشق رائحته العالقه فيه المختلطه برائحه جسده…
سحبت اكبر قدر من رائحته داخل صدرها حتي تحتفظ بها داخل رئتيها ….
بعد لحظات من التفكير حسمت آمرها وقامت بوضعه معها في حقيبتها هو وزجاجه العطر الخاص به التي تعشق رائحتها حتي يكونوا رفقاءها في لياليها الطويله القادmه من دونه ،…
انتهت من اعداد حقيبتها وتاكدت من اغلاقها جيداً ، ثم جلست علي طرف الفراش وتناولت هاتفها المحمول وقامت بالاتصال بالشخص الذي سوف يساعدها كما قال لها جدها…
وضعت الهاتف علي اذنها في انتظار رده، حتي جاءها صوته الخشن ذو البحه الرجوليه المميزه : آلو ….
حمحمت غفران بـ.ـارتباك وهتفت بنبره متـ.ـو.تره: آلو .. ثم صمتت ثواني وهتفت بعدها : انا غفران الجارحي…
اجابها الطرف الاخر باندهاش: غفران الجارحي ، حرم عاصي الجارحي ؟؟؟
ابتلعت غصه مؤلمه تسد حلقها واجابته بجمود: لا !!
غفران الجارحي حفيده منصور الجارحي …
ثم اضافت بنبره قويه: منصور الجارحي بيبلغك انه آن الاوان علشان ترد له الدين اللي في رقبتك ….!!
………………………..
اما عاصي فقد اصابه الذهول وعدm الاستيعاب ، رمش بعينه بعدm فهم فاخذ يسالها مره اخري: معلش بس ثانيه واحده، حضرتك قلتي ايه… حمل ايه ومين دي اللي حامل…!!!
اجابته سوار بتاكيد: غفران .. غفران مراتك حامل يا عاصي بيه ،..
الصدmه والذهول كانت مرتسمه علي اوجه الجميع ،
اعتدل عاصي في جلسته وتحدث موجهاً حديثه لسوار وجسده ينتفض من شـ.ـده الانفعال : حضرتك متاكده من اللي بتقوليه .. قصدي يعني عرفتي منين الكلام ده…
اجابته سوار بتاكيد: ايوه طبعاً متاكده ، وغفران هي اللي قايلالي بعد لما نزلت من عند الدكتوره واكدت لها انها حامل ، حتي كانت مبسوطه اوي لما عرفت انها حامل وقالت لي انها هتعملها لك مفاجاة وتقولك …
صمتت قليلاً واضافت بخجل واحراج : بس اظاهر كده ان انا عكيت الدنيا وحرقت المفاجاه ….
كان يستمع اليها وكل خليه من جسده تنتفض من شـ.ـده الغضب ، وعقله يكاد يجن مما يسمعه!!!
هل غفران حامل ؟؟ هل كانت تذهب الي الطبيب وهو لا يعلم ؟؟ منذ متي وهي تذهب ؟؟ وهو اين كان وقتها؟؟
عشرات من الاسئله تدور داخل رأسه وهو يكاد يصاب يالجنون فهو لا يعلم اين الحقيقه وسط كل ما يسمعه ؟؟
مسح وجهه بكف يده بعنف ، ثم نظر الي سوار هاتفاً بنبره خطره: مدام سوار من فضلك انا عاوز حضرتك تحكي لي كل حاجه ت عـ.ـر.فيها عن موضوع حمل غفران ده بالتفصيل….
نظرت سوار الي زوجها تطلب منه العون ، فنظر لها نظره بمعني لا بأس تحدثي بصراحه فهو يعلم من زوجته ان غفران كانت تذهب الي الطبيبه من دون علم زوجها والذي من الواضح انه لت يعلم شيء عن ما يدور حوله!!!!!
نظرت له سوار وهتفت تجيبه: الموضوع كله بدأ بعد عيد ميلاد ولادي اللي حضرتوه.، بعدها لقيت غفران بتتصل بيا وبتسالني اذا كنت اعرف دكتوره نساء وتوليد كويسه علشان عاوزه تروح تكشف عندها علشان تطمن اذا كانت بتخلف ولا لاء لانها بنفسها تخلف منك وخايفه يكون عندها مانع للخلفه …
ولما عرفت منها انها مش عاوزه تقولك علشان مش عاوزه تعشمك بحاجه لحد ما تتطمن علي نفسها وبعد كده هتقولك علي كل حاجه ../
وبعد كده جبت لها اسم دكتوره مشهوره عندكم هنا في اسكندريه وتابعت معاها بقالها حوالي شهرين والحمد الله طلعت كويسه وحصل حمل …
ولقيتها بتتصل بيا امبـ.ـارح بتقولي انها حامل وهي كانت لسه خارجه من عند الدكتوره وقفلت معايا علشان تلحق تروح وتعمل لها لك مفاجاة وتقولك ..
هو ده كل اللي اعرفهً،،،،!!!
صدح صوت ادm من خلفهم مؤكداً علي حديثها قائلاً: ايوه وانا اللي وصلتها عند الدكتوره اليوم ده !!!
ادار عاصي راسه اليه يطالعه بنظراته الشرسه هادراً فيه بغضب وهو يقف امامه: وانت كمان كنت عارف وانا اخر من يعلم ؟؟
فهم آدm عليه فهو آدري الناس بجنونه وغيرته عليها
فهتف مضيفاً بتوضيح: مش زي ما انت فاهم ، كل الحكايه اني كنت راجع المجموعه لقيته واقفه مستنيه أوبر علشان يوصلها، فانا صممت اني اوصلها وساعتها هي حكت لي واحنا في الطريق وانا لومتها انها مخبيه عليك وقلت لها انك هتزعل منها لو عرفت امها خبت عليك ، بس ساعتها غالباً ماكانتش تعرف انها حامل …..!!!
كان عاصي يستمع اليهم وهو يكاد يخرج نيران من اذنيه وفتحه انفه من شـ.ـده الغضب والغـ.ـيظ منها ، فالكل يعلم بحملها وهو اخر من يعلم …
ولكنه لن يمررها لها ابداً ، سيعـ.ـا.قبها اشـ.ـد العقـ.ـا.ب علي كل ما فعلته ولكن الاهم هو ان يلحق بها قبل ان ترحل وتاخد ابنه معها ….
تحدث عاصي بغضب مكبوت موجهاً حديثه لعاصم صديقه: عاصم انت مش غريب ، انا بعتذر منك مش هقدر اقعد معاك اكتر من كده ، انا لازم انزل الحق غفران بسرعه….
اجابه عاصم بتفهم وهو ينهض واقفاً جاذباً يد زوجته استعداداً للمغادره: ولا يهمك يا عاصي ، انا كدهً كده كنت قايم وان شاء الله هبقي اكلمك علشان اطمن علي صحه الحج …سلاموا عليكم …
تحرك عاصم وسوار ومن خلفهم عاصي ولكن صوت دريه الغاضب المحتقن بالغـ.ـيظ جعلهم يقفون يطالعونها باستنكار شـ.ـديد: انت نازل رايح فين ، وغفران ايه اللي رايح تدور عليها دي …
الموضوع خلاص انتهي انت طلقتها وسواء طلعت حامل ولا لاء ده مش هيغير حاجه في الموضوع….
شهقت سوار بصوت مسموع استنكاراً لما سمعته من فم هذه السيده ونظرت الي زوجها الذي بادلها النظر بعدm فهم !!!!
بينما ادm هتف بنبره عصبيه موجهاً حديثه لعاصي : انت طلقت غفران ؟؟؟ ليه ؟؟ وازاي تعمل كده؟؟
اجابته دريه بتشفي وهي تعقد يديها حول صدرها: ايوه طلقها بـ.ـنت خالتك خلاص ما تلزمناش بعد اللي عملته ووسـ.ـخت اسمه واسم عيلتها في الوحل وحطت راسنا في الطين….
درررررريه!!!!!! …….. أمممممممييييي!!!!!
صدح صوت الجد منصور وعاصي معاً في نفس الوقت بغضب ناطقين باسمها بنبره غاضبه استنكاراً لما تتفوه به من اسرار خطيره لا يجب التحدث فيها امام احد….
انكمشت دريه علي نفسها وابتلعت لعابها خـ.ـو.فاً من بطش ابنها وجده ، وعادت تجلس مكانها كما كانت كانها لم تفعل شيئاً….
نقل ادm نظراته بين دريه وعاصي ناطقاً بغضب وهو يتقدm بخطواته من عاصي ….
صاح هادراً بغضب وهو يشير بيده نحو دريه : معناه ايه الكلام اللي قالته ده !!!!
صمت خيم علي الجميع ولم يتفوه اي منهم بشيء ، مما جعل آدm يكرر كلمـ.ـا.ته مره اخري بصوت اعلي وهو يمسك عاصي من تلابيبه صائحاً بغضب : معناه ايه الكلام ده ، انطق قولي عملت ايه في اختي ، عملت فيها ايه وديتها فين…!!!
نظر له عاصي بضياع ممزوج بالغضب ولم يقدر علي التفوه بحرفاً واحداً ،فهو يشعر ان عقله قد توقف عن العمل …
كلمه واحده هي كل ما استطاع التفوه به قالها بصعوبه واحساسه بمرارتها تحرق قلبه: مشيت !!!
وكأن هذه الكلمه كانت بمثيل انتزاع فتيل القنبله الموقوته المتمثله في آدm ، فقد انفجر فيه صارخاً يسبه بابشع الالفاظ مسدداً له اللكمـ.ـا.ت غير عابئاً بالموجودين حولهم ولا كونهم في مشفي او في غرفه مريـ.ـض …!!
بادله عاصي اللكمـ.ـا.ت والسباب مخرجاً كل غضبه وعصبيته فيه ….
تدخل عاصم سريعاً للفصل بينهم بعدmا تأزم الموقف بينهم ووقف في المنتصف مكبلاً آدm من خصره بعدmا ابعده عن عاصي الذي كان ينتفض من شـ.ـده الغضب …
هدر عاصم فيهم بغضب : انتوا اتجننتوا هتتخانقوا مع بعض ، وفين في المستشفي والحج راقد تعبان !!
مسح عاصي الدmاء من علي طرف شفتيه هادراً بتوعد لآدm : ورحمه ابويا ما هسيبك وهدفعك تمن اللي عملته ده غالي اوي….
تحدثت آدm لاهثاً بغضب : وانا ورحمه ابويا لهخليك تسف التراب علي اللي عملته فيها ، علي قد حبها ليك علي قد ما هوريك الويل يا عاصي وابقي وريني هتعمل ايه …..
كانت دريه ونسرين منكمشين علي نفسهم في طرف الغرفه يتابعون ما يحدث ،اما سوار فقد كانت تقف بجانب الجد تحاول مساعدته واستدعاء الممرضه بعدmا لاحظت شحوب وجهه وعدm قدرته علي التقاط انفاسه…
تعالي صوتها تنادي زوجها بجزع: عاصم الحقني…
التفت لها عاصم علي الفور ناظراً اليها بجزع هاتفاً بقلق وهو يتقدm منها بخطوات متلهفه ظناً منه ان بها شيئاً ما: مالك يا حبيبتي فيكي ايه ، حاسه بحاجه؟؟
نفت سوار براسها وهي تجيبه: لا بس الحج منصور تعبان ومش قادر يا خد نفسه!!!
التفت اليه عاصم علي الفور فوجده يحاول ان يلتقط انفاسه بصعوبه ، تحرك صوب الباب مسرعاً حتي يستدعي الطبيب والتمريـ.ـض لانقاذه..!!
اقترب كلاً من عاصي وآدm علي الفور من جدهم وعلامـ.ـا.ت القلق والخـ.ـو.ف مرتسمه فوق وجوههم …
حضر الطبيب مسرعاً بعدmا استدعاه عاصم وصاح فيهم بلهجه حازمه: من فضلكم يا جماعه اتفضلوا بـ.ـاره ، دي مش اوضه مريـ.ـض ابداً ، بعد اذنكم عاوز اشوف شغلي،،…
امام غرفه الجد ، جذب عاصم صديقه من ذراعه وقف في احد الاركان متحدثاً بنبره جاده: انا عاوز اعرف ايه اللي حصل بالظبط وخلاك تطلق مراتك ..
تهرب عاصي بنظراته منه واجابه باقتضاب : مفيش حاجع حصلت كل شيء قسمه ونصيب …
نظر له عاصم بقوه محاولاً سبر اغواره وهتف متحدثاً بعدm اقتناع: براحتك مش هضغط عليك وهعتبر نفسي مصدقك.
بس لوحبيت تتكلم انا موجود … وخالي بالك ان مدام غفران كانت قريبه من سوار الفتره اللي فاتت دي ،يعني لو حبييت تسألها علي اي حاجه في اي وقت ، احنا تحت امرك …
نظر في ساعه معصمه ثم هتف بعدها: انا همشي دلوقتي علشان لازم ارجع القاهره انهارده ، وزي ما قلت لك لو احتاجتني في اي وقت انا موجود.. سلام.
تحرك عاصي مسرعاً بعد رحيل عاصم عنـ.ـد.ما لمح خروج الطبيب من غرفه جده ، ساله بنبره قلقه: طمني يا دكتور جدي عامل ايه.؟؟؟
اجابه الطبيب بهدوء: الحمد الله هو بقي احسن ، بس الانفعال خطر عليه من فضلكم مش لازم يتعرض لاي انفعال او عصبيه كده خطر عليه وعلي قلبه…
ساله ادm برجاء: طب ممكن ندخل نطمن عليه؟؟
اجابه الطبيب بعمليه : دقيقه مش اكتر …
هتف آدm بلهفه: هي نص دقيقه نطمن عليه ونخرج .. متشكر يا دكتور…
اجابه الطبيب معلقاً: لا شكر علي واجب .. حمد الله علي سلامه الحجً.. عن اذنكم عندي مرور علي المرضي…..
دلفوا جميعاً الي داخل الغرفه والتفوا حول فراشه ، تحدث عاصي بنبره قلقه وهو يربط علي كف يده: عامل ايه دلوقتي يا جدي…
سحب الجد يده من تحت يد عاصي ببعض القوه، وبيده الاخري نزع ماسك الاكسجين من علي انفه ، هاتفاً فيه بغضب بالرغم من ضعف نبرته بسبب مرضه: امشي … امشي مش عاوز اشوفك غير لما ترجع لي حفيدتي …
مش .. مش عاوز اشوف حد منكم هنا .. امشوا ..
هتف عاصي يترجاه بلطف: اهدي يا جدي علشان خاطري الانفعال غلط عليك ..
تحدث الجد باصرار: قلت لك امشي .. مش عاوز اشوف وشك غير وغفران معاك .//
وخد امك وبـ.ـنت اختها مشيهم من هنا مش عاوز اشوفهم …
نظرت نسرين ودريه الي بعضهم بغـ.ـيظ من ذلك العجوز الذي بالرغم من مرضه الا انه لا يمنعه من ان يسمعهم ما لا يرضيهم !!!
اجابه عاصي مهانداً: حاضر يا جدي اللي تأمر بيه..
نظر الجد الي آدm متحدثاً بوهن: خاليك معايا انت يا ادm …
اشتاطت نظرات عاصي وهو يرمق ادm بنظرات حارقه بادله اياها ادm بشمـ.ـا.ته وانتصار ….
هب عاصي ناهضاً وهتف يأمر والدته وابنه خالته بالرحيل: اجهزوا علشان نمشي .،
ونظر الي جده هاتفاً بتصميم: هرجعلك يا جدي وغفران معايا .. اطمن !!
قالها وغادر ومن خلفه والدته ونسرين التي تكاد تجن مما بحدث وهي تفكر في طريقه تخلصهم من الورطه التي اوقعهم القدر فيها…..
بعد انصرافهم ، تحدث الجد الي آدm بهدوء: انا عاوزك تفتح لي مخك وتسمعني كويس وتنفذ اللي هقولك عليه علشان نجيب حق غفران وعاصي !!!
اجابه ادm باهتمام : وانا تحت امرك يا جدي….
………………………….
دلفت نسرين الي حجرتها في القصر بعدmا اوصلهم عاصي وغادر مسرعاً كالاعصار يبحث عن غفران عنـ.ـد.ما لم يجدها في القصر وتاكد من رحيلها خاصه عنـ.ـد.ما لم يجد اوراقها الخاصه وبعضاً من ملابسها ..
اخرجت هاتفها واتصلت بمازن تبلغه باخر التطورات،
اجابها مازن بلهفه: ها ايه الاخبـ.ـار طمنيني!
هتفت نسرين بغل وهي تدور حول نفسها بجنون: مصيبه .. مصييبه وحطت علي دmاغنا يا مازن..
تحدث مازن برعـ.ـب : ايه اللي حصل … اتكشفنا.. عاصي عرف حاجه..؟؟
اجابته نافيه بغـ.ـيظ: اطمن معرفش حاجه…
تنهد مازن بـ.ـارتياح بعدmا تاكد من عدm انكشاف خطتهم ، وسالها مجدداً باهتمام : اومال ايه اللي حصل ومصيبه ايه اللي وقعت علي دmاغنا دي..
تحدثت نسرين بقهر وغل: غفران حامل !!!
هدر مازن بغضب : نعم يا اختيييي !!! مين دي اللي حامل ان شاء الله ، انتي هتستعـ.ـبـ.ـطي عليا يا نسرين ..
لا اقعدي عوج واتكلمي عدل ، مازن الدالي مش بيحب الهزار السخيف ده…
استشاطت نسرين غـ.ـيظاً منه ومن غباؤه وتحدثت بغل: وانا ههزر في حاجه زي دي ليه يا بني ادm انت ، بقولك دي مصيبه وحلت علينا وانت تقولي بهزر،،..
وبعدين انا ايه مصلحتي انها تطلع حامل علشان تبوظ لي كل اللي عملته ….
تحدث مازن بهدوء محاولاً التركيز بعدmا تجرع كأس المشروب الذي بيده دفعه واحده : بالراحه كده وقولي لي كل حاجه بالتفصيل…
بدأت نسرين تقص عليه ما حدث وهو يستمع اليها بتركيز شـ.ـديد …
هتف يسألها باستفهام : طب تفتكري عاصي صدق .//
اجابته نسرين بحيره: مش عارفه .. مش باين عليه حاجه .. هو اتجنن لما ملقهاش في القصر لما رجعنا وخرج بعدها زي المـ.ـجـ.ـنو.ن مش عارفه راح علي فين…
صمت مازن فليلاً يقلب الكلام داخل راسه ثم هتف : احنا دلوقتي مفيش قدامنا الا حاجه واحده بس لو اتنفذت صح هتضمن لنا نجاح خطتنا .
سالته نسرين بلهفه وقد عاد اليها الامل من جديد: ايه هي الحاجه دي؟؟
اجابها مازن بشيطنه: لازم عاصي يقتنع ان الحمل ده مش منه !!
نسرين وقد لمعت عيينها بخبث: تقصد ….
قاطعها مازن مؤكداً: ايوه اللي فهمتيه ده، عاصي دلوقتي عامل زي اللي مضروب علي دmاغه ومش عارف يفكر ، هو طلقها وسابها تمشي ، لكن فكره حملها بابنه لغبطت له حسباته وخاليته ينسي انها خـ.ـا.ينه…
فاحنا بقي دورنا اننا ناكد له انها ست خـ.ـا.ينه وان في احتمال كبير ان اللي في بطنها يكون مش منه وان هي عاوزه تلزقه ليه…
صمتت نسرين تفكر في حديثه ،ثم سالته بقلق: طب افرض هو لقاها واخدها للدكتوره بتاعتها وعملوا تحاليل واتاكد ان البيبي منه ، هنتصرف ازاي احنا بقي ؟؟؟
اجابها مازن بتاكيد: مش هيلاقيها ، غفران مشيت علشان هو مصدقهاش ، تفتكري هيلاقيها كده بسهوله ، وبعدين انا هقلب اسكندريه ومصر كلها عليها علشان اوصل لها قبله وان شاء الله اوصل لها قبله واخدها ونسافر من هنا ….
بس المهم دلوقتي انك تنفذي اللي انا قلت لك عليه علشان نلحق الموضوع قبل ما يوصلها ويتاكد، لان ده لو حصل هيكون فيه نهايتنا كلنا ، انا عارف عاصي لو جاب ارار الموضوع هينسفنا…..
………………………….
دلفت نسرين الي غرفه خالتها كالاعصار مما جعل دريه تجفل بشـ.ـده بعدmا كانت تستعد للخلود الي النوم …
هتفت دريه مجفله: في ايه يا ينتي ، حد يدخل علي حد كده خضتني…
قالت نسرين وهي تقترب منها وتجذبها من يدها الي اخر الجناح متحدثه بصوت منخفض حتي لا يسمعها احد : مش وقت خضه دلوقتي ، اسمعيني كويس ، انتي لازم تساعديني علشان نبعد غفران عن عاصي والا كل اللي خطط له هيروح علي الفاضي …
نظرت لها دريه هاتفه بسخط: خطه ايه اللي هتروح علي الفاضي ، ما خلاص عاصي طلقها وخلصنا….
ثم استدارت لها تنظر اليها بدهشه بعدmا فهمت مغزي كلامها: انتي قصدك انك انتي اللي عملتي كل ده…
يعني غفران مظلومه وماخانتش عاصي..!!!!
هتفت نسرين موبخه اياها: هشششش … وطي صوتك هتفضحينا….
ثم تابعت تضيف بغــــرور وزهو: طبعاً انا اللي عملت كل ده ومستعده اعمل قده مليون مره بس عاصي يكون ليا في الاخر ../
ولا انتي فاكره ان الست غفران ممكن تعمل حاجه زي دي ، دي ما بتعملش حاجه في حياتها غير انها تسبل لعاصي وبس ، يبقي هتخونه ازاي !!!!
هتفت دريه مقره بحقيقه ابنه اختها : انتي شيطانه…
ثم سالتها مستفهمه: انتي عملتي كده ازاي ومين اللي ساعدك في الموضوع ده وواثقه فيه ولا هيكشفك …
اجابتها نسرين بسخريه: طلعالك يا انطي ….
هبقي احكي لك كل حاجه بالتفصيل بعدين ….
المهم دلوقتي ، لازم تقنعي عاصي ان اللي في بطن غفران ده مش ابنه ،واكيد ده حصل بسبب خيانتها ليه …
هتفت دريه بجزع وقد شعرت بوخزه ضمير نادراً ما تشعر بها: بس .. بس ازاي ده ابن عاصي ، وحفيدي.
نسرين بغل: وده وقت حفيدك دلوقتي ،وبعدين ما تنسيش انه ابن غفران بـ.ـنت جميله …
ثم تابعت تضيف بعد تبدل ملامح وجه دريه الي الكره بسبب سيره غريمتها جميله: ولو علي الحفيد يا ستي ان شاء الله لما اتجوز انا وعاصي هبقي اخلف لك دسته عيال مش عيل واحد ……..
…………………………………………….
بعد يومين …..
دلف عاصي الي القصر مساءاً بجسد منهك وعقل يكاد يصاب بالجنون ، فهو طوال اليومين المنصرمين لم يكف عن البحث عنها في كل شبر في اسكندريه وخارجها ولكن لا وجود لها وكانها تبخرت في الهواء…
القي عليهم التحيه وهو يجلس بانهاك علي احد المقاعد مرجعاً راسه الي الخلف..: مساء الخير..
ساله الجد بلهفه : ها يا ابني وصلت لحاجه ، عرفت هي فين…
اجابه عاصي متنهداً بتعب : مالهاش اي اثر ، كأن الارض انشقت وبلعتها …
مفيش مكان مسالتش فيه ، المطارات ، المواني ، محطات القطر ، المستشفيات والاقسام ، كله نفس الاجابه مفيش!!!!
حتي قرايب والدتها اللي لسه عايشين في البلد محدش يعرف عنها حاجه..
انا هتجنن مش عارف اختفت فين….
ثم نظر اليه هاتفاً بشك: انت يا جدي اخر واحد شوفتها لما دخلت لك الرعايه وبعدها خرجت من عندك واختفت ، ما قالتش لك علي اي حاجه ؟؟
اجابه الجد نافياً: مقالتش اي حاجه ، كل اللي قالته انها مظلومه وما عمالتش اي حاجه وطلبت مني اني اصدقها ، وانا قلت لها اني مصدقها وطلبت منها انها تقعد في القصر ما تتحركش منه لحد ما اخرج من المستشفي …
حتي مقالتليش انها حامل ،انا عرفت من مرات صاحبك في المستشفي…
هدر عاصي بجنون: اومال راحت فين بس ، انا هتجنن…
قصف صوت دريه تبخ سمها كالافعي في اذنيه: اهدي يا حبيبي صحتك ، انا مش عارف انت عامل في نفسك كده ليه ، واحده وانت طلقتها علشان طلعت خـ.ـا.ينه ، ممـ.ـو.ت نفسك عليها كده ليه؟؟؟
اجابها عاصي مسرعاً دون تفكير : علشان مراتي وام ابني….
هتفت معارضه له بحقد وكره: اسمها طليقتك مش مراتك ، وبعدين تضمن منين ان الي في بطنها ده ابنك وانت بنفسك جايبها من سرير رجل غيرك!!!!
نظر لها عاصي بغضب ممزوج بالالم ولم يستطع النطق بشيء ….
وكانه قد محي مؤقتاً من ذاكرته صورتها وهي عاريه في فراش غير فراشه ، وكل ما يعمله ويسيطر علي فكره ، هو حملها لابنه في احشاؤها ، نبته عشقهم ، نطفه من روحه وروحها تنمو وتزدهر داخل رحمها…
صوت صفعه قويه تبعها تعالي صوت الشهقات العاليه غير مصدقين ما حدث امامهم للتو اخرجته من حاله التشتت التي يعيشها ….
وضعت دريه يدها علي وجنتها مكان الصفعه تناظر عمها بغل هاتفه بحقد: انت بتضـ.ـر.بني يا عمي !!!!
هتف الجد بغضب : واقطع خبرك وادفنك مكانك طالما بتجيبي سيره حفيدتي بالباطل …
لاخر مره هقولها لك يا دريه ، مالكيش دعوه باحفادي وابعدي عنهم ، يا الا والله ليكون اخر يوم ليكي هنا في البيت ده ، والكلام ده للكل …
اي حد هيجيب سيره غفران بالباطل هيشوف مني اللي عمره ما شافه…!!!
صمتت دريه تبتلع اهانتها منه امام الجميع خاصه ادm الذي اخذ يطالعها بنظرات محتقره ، وهي تتوعد له هو وحفيدته كما انها لن تمرر لها فعلته هذه مهما حييت…
جلست نسرين بجانبها تربط علي كتفها تواسيها وهي ترتجف من الخـ.ـو.ف من منظر الجد ، فهي لاول مره تراه غاضب هكذا او يقدm علي فعل مثل ذلك !!!!
فهو دائماً مثال للهدوء والصبر والحكمه ، نادر الانفعال ..
ولكن يبدو ان مقوله اتقي شر الحليم اذا غضب صحيحه !!!
هم عاصي للتحدث معاتباً جده : جدي !!!!
هدر الجد صائحاً بغضب : بلا جدك بلا زفت ، انا سايبك من ساعه اللي حصل وانت طايح ومحدش عارف يوقفك ، واقول معذور ، ده برضه رجل ودmه حامي ومش سهل علي الرجل انه يتحط في موقف زي ده ، لكن لحد هنا وكفايه مش هسمح لك…
نظر له عاصي قاطباً حاجبيه متحدثاً بعدm فهم: قصدك ايه يا جدي …
تحدث الجد مجيبه بثبات: اقصد ان انتي دلوقتي قدامك اختيارين مالهمش تالت ..//
:يا اما تروح تدور علي مراتك وترجعها وانت مقتنع انها مظلومه وبريئه وتحاول تصلح اللي انت عملته وتعرف انكم وقعتوا ضحيه ناس معدومه الضمير عاوزه تفرق بينكم وتدور عليهم علشان تاخد حقك منهم وساعتها هتكون ابن الجارحي علي حق …
يا اما لو انت عندك ذره شك واحده فيها ،وانها خانتك يبقي توفر تعبك وترتاح وتنسي غفران العمر كله ..
ومحدش يقدر يلومك ” لا يكلف الله نفساً الا وسعها”.
صمت قليلاً ينظر اليه يترصد رد فعله علي حديثه وتاثيره عليه ، ثم تابع يضيف بخبث وبمكر رجل عجوز اخذت منه الدنيا ما اخذت وبخبرته التي لا يستهان بها : انت طلقتها خلاص وهي بقت حره ، وان شاء الله لما ترجع وتولد بالسلامه ساعتها انا هجوزها للرجل اللي يستاهلها ويعرف قيمتها كويس …” قالها الجد وهو ينظر الي ادm بعينيه”
وفي جميع الحالات انتوا الاتنين احفادي وده مش هيغير من غلاوتكم عندي….!!
توحشت نظرات عاصي نحو ادm عنـ.ـد.ما فهم مغذي كلمـ.ـا.ت جده ، وهدر بغيره مـ.ـجـ.ـنو.نه: تجوز مين ، غفران مش هتتجوز حد غيري ، حتي لو ما رجعتهاش هتعيش تربي ابني وبس ….
ابتسم الجد بمكر وقد نجح في اثاره غيرته وجنون عشقه الذي يحاول دائماً ان يخفيه وهتف مستنكراً حديثه: ليه ان شاء الله هتعيش راهبه ولا ايه ، غفران صغيره وحلوه والف مين يتمناها ….
ثم هتف بنبره ذات مغذي: معني كلامك ده ، ان انت مصدق انها مظلومه ، مش كده ولا ايه؟؟؟
تعالي رنين هاتفه برقم جسار ، فاجابه مسرعاً متلهفاً لوصول اي خبر عنها : ايوه يا جسار في جديد؟؟
صمت يستمع الي ما يخبره به جسار ونظراته تزداد قتامه وشراسه ، حتي ان عروق غنقه كادت ان تنفجر من شـ.ـده الغضب …
اغلق معه الهاتف بعدmا املي عليه اوامره وهو ينظر الي جده الذي هتف يساله بقلق: خير يا عاصي جسار عرف مكانها…
اجابه عاصي بنبره خطره: لا معرفش ، بس قدر يوصل للكلاب اللي عملوا كده في غفران …
تأهبت حواس نسرين وازدرت ريقها بخـ.ـو.ف وهي تستمع لما يقوله..؟؟
سال آدm والجد معاً: مين دول…
عاصي وهو يضم قبضه يده بغضب هاتفاً بشر من بين اسنانه المطبقه: جسار بعد ما فرغ كاميرات الشارع اللي فيه العماره اللي طلعتها غفران ،
الكاميرات سجلت لحظه دخولي العماره وبعدها بثواني خرجت منها بـ.ـنت ومعاها رجل ماسكها من ذراعها وركبها عربيه سودا مشيت بيها ورجع هو العماره تاني …
وبعد حوالي نص ساعه نفس الرجل ده خرج مع واحد لابس بنطلون جينز وصدره عريان بس واضح عليه انه كان مضروب وركبوا في عربيه سودا ومشيوا…
ساله ادm محللاً حديثه: قصدك ان الاتنين دول مع بعض والرجل ده هو اللي مشغلهم…
طب الرجل ده مين وايه علاقته بيك انت وغفران؟؟
اجابه عاصي بتوضيح: الرجل ده واحد من رجـ.ـاله مازن الدالي والعربيات كمان عربياته ، جسار اتاكد من ارقامهم !!!!
شحب وجه نسرين بقوه حتي بات يحاكي شحوب الاموات وقد تاكدت ان نهايتهم اصبحت وشيكه!!!
تحدث الجد متسائلا ً: مازن الدالي ده يقرب لمحمد الدالي بتاع العربيات؟؟
اومأ عاصي مؤكداً: ابنه!!!
سال الجد مستوضحاً: وانت في ايه بينك وبين ابن الدالي علشان يعمل حاجه زي كده؟؟
تحدث عاصي مجيبه بغضب : ده موضوع طويل هبقي احكيهولك بعدين ،بس المهم عندي دلوقتي اني اصفي حسابي مع الكلاب دول واجيب منهم حق مراتي وابني ..!!!!
قالها عاصي وهو يخرج من القصر بخطوات تنهب الارض من قوتها وشـ.ـده غضبها متوعداً لهؤلاء الخونه بالجحيم …..
………………………………
اسرعت نسرين ترسل رساله الي مازن تحذره من عاصي والذي اكتشف حقيقه الامر…
” مازن عاصي عرف انك انتي اللي ورا اللي حصل لغفران جساو قدر يوصل لكاميرات المراقبه اللي كانت موجوده قدام العماره وشاف رجـ.ـالتك وهما بيهربوا الولد والبـ.ـنت واتاكد من ارقام العربيات انها بتاعتك…
الحق آمن نفسك وانفد بجلدك عاصي خرج وهو زي المـ.ـجـ.ـنو.ن وزمانه جاي لك وكمان جسار عرف مكان البـ.ـنت وزمانه وصل لها”….
انتفض مازن من جلسته بعدmا قرأ رساله نسرين ، اخد يدور حول نفسه كالمـ.ـجـ.ـنو.ن وهو يبحث عن جواز سفره الامريكي ، فهو يحمل الجنسيه الامريكيه ،
اخرج جواز سفره وبعض العملات الاجنبيه وسلاحه الخاص ، ثم اتصل باحدي شركات الطيران الخاصه لاستئجار طائرة خاصه تطير به خارج حدود البلاد…
دلف عليه نادر حاملاً كأس المشروب الذي اعده لمازن كما آمره هاتفاً باحترام : كاسك يا مازن بيه…
نظر له مازن مطولاً قبل ان يخرج سلاحه من خلف ظهره ويطـ.ـلق النار عليه دون تردد يصيبه في جبهته في مقــ,تــل ، فيخر جسد نادر ارضاً مدرجاً في دmاؤه مغدوراً بيد من فعل كل شيء من اجله ولكنه تخلص منه بسهوله دون تردد وهذا جزاء له علي ما فعله وانساق خلف شيطان مثل مازن مرتكباً جريمه ينهي عنها الولي عز وچل في كتابه الكريم وهي رمي المحصنات والتفريق بين المرء وزوجه…!!!
اتصل مازن بحسان ذراعه الايمن : حسان ، تعالي خد جثه مازن وادفنها في اي حته ونضف الشاليه كويس ، عاصي عرف الحقيقه علشان سعادتك مش مأمن نفسك كويس واتكشفنا …
انا حجزت طياره خاصه وهطلع علي امريكا ومش راجع دلوقتي ، خلص اللي طلبته منك وعاوزك تختفي انت والرجـ.ـاله لحد ما ابعت لكم واقولكم تتصرفوا ازاي، انا هسيب لك فلوس هنا لما توصل خدها ليك….
اغلق الخط معه واتصل بنادين ، التي اجابته علي الفور : ايوه يا حبيبي انا خلاص علي الباب واوبر مستنيني تحت ، نص ساعه بالكتير وهكون عندك …
قاطعها مازن بنفاذ صبر : اسكتي واسمعيني كويس ،
انتي لازم تختفي اليومين دول ، ابن الجارحي كشف الحوار كله وزمانه هو ورجـ.ـالته بيدوروا علينا ، انا مسافر دلوقتي بـ.ـاره مصر ، هسيب لك فلوس مع حسان هو هيبقي يتصل بيكي ويرتب معاكي هيقابلك ازاي ، اهم حاجه تختفي دلوقتي وبسرعه .. سلام.
شحب وجه نادين واخذت تنتفض برعـ.ـب ، فحياتها اصبحت علي المحك ، فها هو مازن يتخلي عنها كعادته بالرغم من كل ما فعلته من اجله ، يرحل ويتركها تدفع ثمن اخطاؤه ….
تحركت بخطوات مسرعه تلملم كل ما تطاله يديها وتضعه في حقيبه سفر صغيره وترحل عن عنها قبل ان يصل اليها رجـ.ـال عاصي ….
فتحت باب الشقه ولكنها شهقت بزعر وارتدت الي الخلف عنـ.ـد.ما وجدت باب اخر يقف في وجهها ، يهتف فيها بغلظه: تعالي معانا من غير شوشره احسن لك..
هتفت نسرين مدعيه الشجاعه: انت مين وعاوز مني ايه،.. ؟؟
بنفس النبره الخشنه اجابها: تعالي وانتي هت عـ.ـر.في بنفسك…
قالها وهو يقبض علي ذراعها بغلظه يسحبها معه الي احد مخازن مجموعه الجارحي كما آمره جسار..
هتفت نادين بصراخ محاوله الهروب منهم : الحقوني …الح…
وقبل ان تكمل كلمتها كمم فمها بمنديل مـ.ـخـ.ـد.ر جعل جسدها يتراخي علي الفور ثم حملها ورحل في صمت كما جاء في صمت…!!!!
…………………………..
في نفس الوقت ،كان عاصي يقود سيارته بسرعه عاليه ينهب الطريق نهباً متجهاً نحو الفيلا الخاصه بمازن باحدي قري الساحل الشمالي والتي تبعد مسافه ساعه او اكثر عن الاسكندريه ومن خلفه جسار ومعه بعض رجـ.ـالهم في سياره اخري ، رغم رفض عاصي لمرافقتهم له ، الا ان جسار رفض ان يتركه بمفرده في مواجهه ذلك الحقير ….
بعد ساعه من القياده المتهوره وصل عاصي اخيراً الي بيت مازن..،
اخرج سلاحه وشـ.ـد اجزاؤه ثم ترجل بعدها من السياره متوجهاً لداخل الفيلا بخطوات عاضبه ونظرات تطلق لهيب حارق كفيل بحرق الدنيا وما عليها …..
هدر في جسار الذي آتي من خلفه يتبعه كظله :، مش عاوز حد معايا ، انا هصفي حسابي معاه لوحدي .
اعترض جسار عليه: بس يا باشا..
هدر عاصي : بحسم من غير بس ، انتهي…!!!
اخرج عاصي سلاحه وصوبه نحو قفل باب الفيلا ففتحه ودلف الي الداخل يبحث عنه في كل شبر فيها ، في الطابق الارضي والعلوي، في الحديقه الاماميه والخلفيه وحمام السباحه ولكن لا اثر له !!!!
زآر مزمجراً بغضب وهو يركل الارض بقدmيه عنـ.ـد.ما تأكد من هروب ذلك الوغد من بين يديه،،
هتف بوحشيه وشراسه: ورحمه ابويا ما هرحمك يا مازن الكـ.ـلـ.ـب…
ثم غادر متوجهاً نحو جسار الذي كان ينتظره في الخارج…
هتف آمراً اياه بحسم: الوسـ.ـخ ده هرب مش موجود جوه، عاوزك تقلب الدنيا عليه لحد ما تعرف هو واح فين وتجيبه انشالله يكون في جهنم …
اوماً جسار بطاعه: اوامرك يا باشا…
بس الرجـ.ـاله كلموني دلوقتي وهما وصلوا للبـ.ـنت اللي اسمها نادين وهي معاهم دلوقتي في المخزن زي سعادتك ما آمرت ….
تحدث عاصي وهو يتحرك نحو سيارته: تمام يالا علي المخزن …
ثم تحرك عائداً نحو مخزنه المحتجزه فيه نادين والتي تحمل في جعبتها اسرار ذلك اليوم المشؤم …..
في نفس الوقت كان مازن يجلس داخل الطائره الخاصه التي استاجرها يعد الثواني القليله المتبقيه علي اقلاعها …
وبعد عده دقائق كان مازن يبتلع رمقه بـ.ـارتياح بعدmا حلقت الطائره في سماء الاسكندريه مغادره نحو النصف الثاني من الكره الارضيه تاركاً جرائمه وأثامه خلفه …..
وفي نفس السماء كانت هناك طائره اخري محلقه تحمل علي متنها قلباً جريحاً رحل مجبراً تاركاً حياته وروحه وبرائته خلفه ، ولكنه يحمل بداخله نطفه صغيره يحميها ويفديها بروحه فهذه النطفه هي كل ما تبقي لديه في الحياه وسوف يعيش لها ومن اجلها فقط.، وسيعود مره اخري من اجلها ………
………………………………………
اصعب شعور يمر علي الانسان هو شعوره بالضياع والتوهان …
ان لا يكون لك براً ترسو عليه وترتاح بعد عناء ….
هذا هو ما كان يشعر به ذلك القلب العاصي بعد معرفته الحقيقه كامله ، وكيف اُحيكت من حولهم الشباك بطريقه قذره وهو بكل غباء سقط فيها منكفأً علي وجه دون ان يحسب حسابها جيداً ….!!!!!
كان يقود سيارته بسرعه عاليه تنهب الارض تحت عجلاتها من شـ.ـده سرعتها تشق سكون الليل من حولها…
عروق يده بـ.ـارزه بشـ.ـده من قوه صغطه علي المقود ، ملامحه مظلمه ، عينيه حمراء بشـ.ـده ينظر الي الطريق امامه وصورتها وهي تبكي بانهيار ترجوه ان يصدقها تذبحه بنصل سكين بـ.ـارد …
كيف كذبها ولم يصدقها وهي تصدقه قبل ان يتحدث حتي وان كان كاذب ؟؟
كيف استطاع فعلها ونطقها بلسانه واعطاها حريتها وهي التي اسرته وقيدته بقيود عشقها وسلبت حريه قلبه منه؟؟؟
كيف استطاع ان يطردها من حياته وهو من دونها كالمشرد الهائم علي وجهه في الطرقات الذي لا ملجأ ولا مأوي له ؟؟؟
اوقف السياره في مكان بعيد امام الشاطيء وترجل من السياره وسار حتي وصل الي شط البحر …
وقف ينظر الي البحر الهائج المظلم وموجه الهارد كهدير قلبه الصارخ آلماً وحـ.ـز.ناً وجـ.ـر.حاً ….
لم يعد يتحمل اكثر من ذلك ، فخر راكعاً علي ركبتيه وبكي !!!!
اخيراً سمح لعبراته المحتجزه داخل مقلتيه ان تتحرر من محبسها وبكي ….!!!
بكي كما لم يبكي من قبل … حتي يوم وفاه ابيه وشقيقه لم يبكي .. بل حبس آلمه وحـ.ـز.نه داخله وارتدي قناع الجمود وخبيء حـ.ـز.نه بداخله حتي لا ينهار جده ووالدته ….
ولكن معها لم يستطع ان لا يبكيها وهو السبب والمسؤل الاول والوحيد عن ما وصولوا اليه؟؟؟
هو الذي لم يحميها ويحمي بيتهم من غدر الحقير مازن… مازن الذي استطاع في غفله منه ان ياخذها من بين يديه وهو الذي ساعده علي ذلك عنـ.ـد.ما صدق افتراءه عليها وطلقها …
لم يستطع حمايتها وحمايه طفله …
اخذ يجلد نفسه بالسوط حتي ادmي قلبه …
كلما تذكر ما حدث وما قصته عليه تلك الساقطه نادين شريكه مازن في ذلك الفخ…
Flash back ………..
هدر عاصي بغضب وهو يضغط علي عنقها بقبضتيه الفولاذيه بغـ.ـيظ شـ.ـديد بعدmا حكت له كل شيء وان مازن هو من خطط ودبر لكل شيء وزوجته بريئه مجني عليها ، لم تخونه ولم يمسها رجلاً غيره…
يا ولاد الكـ.ـلـ.ـب يا انجاس، والله العظيم ما هرحمكم ، همـ.ـو.تكم بايديه ، هخاليكم تتمنوا المـ.ـو.ت ومش هاتطولوه …
انا تعملوا فيه كده وفي مراتي يا ولاد الكـ.ـلـ.ـب .. يا ولاد الكـ.ـلـ.ـب …
اقتحم جسار المخزن ودلف الي الداخل بعدmا استمع الي صوت عاصي العالي وصوت صرخات نادين التي بدأت في التلاشي بسبب قوه صغظه علي عنقها حتي بدأت تصدر صوتاً كالخوار من حنجرتها واستحال وجهها الي اللون الازرق بسبب انعدام وصول الهواء الي جنحرتها ….
حمل جسار عاصي من خصره ودفعه الي خارج المخزن رغم مقاومته الشرسه له ، بعدmا استطاع فك قيده من حول عنقها فاخذت نادين تشهق بقوه تاخد اكبر قدر من الهواء تدخله الي رئتيها حتي تستطيع التنفس مره اخري …
هدر عاصي بغضب في جسار ودفعه في صدره بقوه بعدmا افلته بمجرد جروجهم من المخزن…
سيبني يا جسار عليها ، همـ.ـو.تها بـ.ـنت الكـ.ـلـ.ـب ، لازم اشفي غليلي منها …
وقف جسار في مواجهته هاتفاً بصوت عالي : ولما تمـ.ـو.تها هتستفيد ايه، انت هتتسـ.ـجـ.ـن وبضيع مستقبلك ومستقبل عيلتك ومراتك وابنك…
صرخ بانفاس متقطعه من شـ.ـده الضغط الذي يسحق قلبه وروحه هاتفاً بألم: مراتي وابني …!!!
مراتي وابني انا ضيعتهم بغيائي لما صدقت لعبتهم الوسـ.ـخه اللي لعبوها عليا …
ثم اضاف بنبره مظلمه وعينيه تلمع بوميض شرس: بس ورحمه ابويا ما هرحمهم ، هسففهم التراب علي اللي عملوه ، وحق مراتي وابني هاخده منهم تالت ومتلت…
عاجله جسار هاتفاً يدعمه باخوه: وانا معاك وكتفي في كتفك بس بالعقل من غير ما تضيع نفسك علشان شويه اوساخ تدوس عليهم بجزمتك …
والبت اللي جوه مش هي اللي هتشفي غليلك ، اننا نوصل لمازن وننهيه هو ده اللي هيشفي غليلك بحق ويرجع لك حقك وكرامتك وكرامه مراتك …
End of flashback…..
عاد عاصي من شروده علي سقوط دmعه اخيره انسدلت علي وجنته واختفت بين شعيرات ذقنه الطويله الناعمة…
وقف علي قدmيه ومسح وجهه فارداً ظهره بقوه وشموخ وكأن تلبسه شخص اخر غير الذي كان يبكي بانهيار منذ ثواني …
التمعت في مقلتيه بنظره مليئه بالتصميم والقوه علي الاخذ بثأره من اعداؤه واعاده زوجته الي احضانه مره اخري عاقداً العزم علي السعي الي نيل غفرانها من جديد حتي لو افني المتبقي من عمره طلباً لغفرانها ….
…………………………………..
بعد شهر….
كان عاصي في مكتبه في مجموعه الجارحي يدور حول نفسه كالمـ.ـجـ.ـنو.ن وجسده ينتفض من شـ.ـده العصبيه والغضب !!!!!
صرخ هادراً في جسار الماثل امامه مطأطأ الرأس شاعراً بالحرج من رب عمله الذي يوبخه بحده علي تقصيره في البحث عن زوجته المختفيه ، ولكن يشهد الله انه لم يقصر في عمله قط، فهو يواصل الليل بالنهار ويعمل تحت يده الاف من الرجـ.ـال للبحث عنها ولكنهم لم يستطيعوا التوصل الي اي اثر لها وكانها تبخرت في الهواء!!!!
صرخ عاصي بعنف وهي يضـ.ـر.ب بقبضه يديه علي سطح المكتب : يعني ايه مش لاقيها ، ايييييييه انشقت الارض وبلعتها !!!
مش كفايه ان الوسـ.ـخ اللي اسمه مازن فلت من رجـ.ـالتك وسافر بـ.ـاره …/
انت شكلك مش عارف تشوف شغلك كويس يا جسار.
هتف جسار مبرراً: يا باشا والله ما قصرت في حاجه لانا ولا الرجـ.ـاله ، احنا تقريباً مش بنام مواصلين الليل بالنهار…
هدر عاصي بجنون : مش لازم تناموا، محدش فيكم يغمض له جفن لحد ما تلاقوها ، وزود الرجـ.ـاله اللي معاك ومعاك ميزانيه مفتوحه تصرف منها زي ما انت عاوز ، بس مش عاوز اشوف وشك غير لما تقولي انك عرفت مكانها ..، مفهوم!!!!
اومأ جسار براسه هاتفاً بطاعه قبل ان يغادر ويتركه: اوامرك يا باشا …
زمجر بجنون وهو يلقي بالمنفضه الكريستالية الموضوعه امامه علي المكتب ارضاً مخرحاً فيها غضبه ..!!!
وقف ينظر من شرفه مكتبه الي زرقه البحر امامه هاتفاً بيأس : انتي فين يا غفران!!!!
بعد ساعه، كان يصف سيارته امام القصر ، ودلف الي الداخل كالاعصار قاصداً جناح جده ../
ولج الي جناح جده دون استئذان ينهب الارض بخطوات غاضبه حتي وقف امامه هاتفاً بنبره غاضبه لم يتمكن من السيطره عليها : انا عاوز اعرف انت مخبي غفران فين؟؟
اغلق الجد المصحف بعدmا انتهي من قراءه ما تيسر من القرآن الكريم ووضعه علي الكومود بجانبه ، ثم رفع نظراته الي حفيده الغاضب واخذ يتفرس في ملامح وجهه لكي يتبين حقيقه معرفته بانه يعلم بمكان غفران !!!
هتف الجد مراوغاً : وانا لو اعرف مكانها هخبي عليك ليه….
اجابه عاصي مسرعاً : لانك اخر واحد شوفتها قبل ما تختفي لما دخلت لك الرعايه ، انا عاوز اعرف انت قلت لها ايه …
ثم تابع يضيف بشك: ما هو مش معقول الهدوء اللي انت فيه ده وانت مش عارف مكانها ، وكلنا عارفين غفران بالنسبه لك ايه…!!!
اخذ الجد يسبح علي مسبحته العاجيه وهو يطالعه بنظراته الثاقبه وصمت لفتره احترقت فيها اعصاب حفيده ثم اجابه نافياً : اول حاجه انا معرفش مكانها فين ، وحتي لو اعرف ومش عاوز اقولك فانا مش هقولك لاني مش هخاف منك ….
توحشت نظرات عاصي بجنون وهو يستمع الي حديث جده الذي يتلذذ بتعذيبه …
اضاف الجد موضحاً : وبعدين لما جت لي المستشفي انا قلت لها تستناني في القصر لحد ما اخرج من المستشفي ومـ.ـا.تروحش في اي حته…
ثم تابع مضيفاً بكلمـ.ـا.ت تشعره بتانيب الضمير : شوف بقي قابلت مين او اتكلمت مع مين بعد ما مشيت من عندي وقالها ايه خالاها تصمم انها تختفي كده…
شرد عاصي بنظراته يتذكر حديثه معها بعدmا خرجت من عند جدها ونظرات عينها الحزينه تكاد تذبحه…
اشفق الجد علي حال حفيده واراد طمئنه قلبه الملتاع عليها قائلاً: بس انا متفائل خير ان شاء الله ، انت عارف ان جدك طول عمره قلبه دليله وانا قلبي مطمن وبيقولي ان غفران بخير ، هي بس تلاقيها حبت تبعد علشان اكيد مجروحه من اللي حصل وخصوصاً منك انت علشان ما صدقتهاش….
جلس عاصي علي طرف الفراش بجانب جده باكتاف محنيه هاتفاً بحشرجه: غـ.ـصـ.ـب عني يا جدي، ما استحملتش، الموقف كان اصعب من قدرتي علي اني اتحمله….
استرسل في الكلام مخرجاً ما يجيش في صدره من آلام تجثو فوق قلبه منذ ما حدث متخلياً عن هيبته وجموده: مفيش رجل يقدر يتحمل يشوف مـ.ـر.اته عريانه في سرير غير سريره ويسكت ، وخصوصاً لو مـ.ـر.اته دي غفران …!!!
غفران البريئه ،الرقيقه ، اللي اتربت علي ايديه ..
مقدرتش استوعب ، الصدmه كانت كبيره اوي علي عقلي ….
رد الجد معقباً يلومه علي ما تفوه به: طب ما تقول لنفسك منين بتقول عليها انك مربيها علي ايدك ومنين شكيت فيها وما صدقتهاش وقمت مطلقها من غير ما تسمعها!!!!
صرخ عاصي بنبره متألمه: علشان بحبها مستحملتش اشوفها كده…..علشان بعشقها غيرتي عليها عمتني …
لما لقيت رجل غيري بيناديها باسم دلعها انجننت …
ماكنتش شايف ولا سامع حاجه غير اني اتجـ.ـر.حت واتخانت من اكتر انسانه بحبها ….
صمت لثواني يبتلع غصته وادار وجهه للجهه الاخري يمسح دmعه كادت ان تفر من عينيه : ولما اتكلمت وقالت انها كانت عند الحاجه مني ، حسيت بأمل وانها اكيد مش خـ.ـا.ينه لكن لما الست طلعت متـ.ـو.فيه من مده ، اتد.بـ.ـحت اكتر ….
واتد.بـ.ـحت اكتر واكتر لما عرفت الحقيقه وعرفت اني ضحيت بيها وبحياتي معاها بسبب واحد وسـ.ـخ بيجري وراها زي الكـ.ـلـ.ـب .. كل همه اننا نبعد عن بعض…
ربط الجد علي كتفه حزيناً علي حاله مقدراً لموقفه :
انا مقدر حالتك وحاسس بيك ، بس انت اتسرعت في موقفك وكان لازم تحكم عقلك وتفكر بهدوء …
بس خلاص اللي حصل حصل وكله مقدر ومكتوب مش هنقعد نقول يا ريت….
نظر له عاصي بضياع ومتسائلا: طب والعمل يا جدي؟؟
ثم اضاف بقلب حزين ملتاع قلقاً عليها مشتاقاً لها:
انا هتجنن عليها … ترجع بس وانا هعمل لها اللي هي عاوزاه ، انا خايف عليها خصوصاً وهي حامل ..
غفران بريئه اوووي وسهل يضحك عليها ..
ساله الجد مراوغاً بمكر : انت عايزها هي ولا عاوز اللي في بطنها؟؟
اجابه مسرعاً دون الحاجه للتفكير: اللي في بطنها ده انا معرفوش ، لكن انا معرفش غيرها ومش عاوز غيرها ، واذا كنت عاوز اللي في بطنها فانا عاوزه علشان منها هي مش اكتر ….
ابتسم الجد برضا بعدmا تاكد من عشق حفيده لزوجته واعترافه بخطأه وتسرعه فيما حدث…
فقرر انه لا بد وان يعيد الامور الي نصابها الصحيح في اقرب وقت…../
……………………………………….
بعد مرور شهر اخر ……
في احدي مقاطعات الريف الاوروبي الساحره وتحديداً في مدينه سويسرا الرائعه وامام احدي البيوت الكبيره التي تقع في وسط الخضره الساحره وجداول المياه الزرقاء والمحاطه بالجبال من الخلف كدرع واقً يحميها في مشهد يسلب العقول والقلوب….
كان يترجل من سيارته يسير بخطوات حاول قد استطاعته ان يخفف من هرولتها حتي لا تظهر لهفته للقاؤها ….
استقبلته مديره المنزل الشقراء ذات الاصول الانجليزيه بابتسامه مرحبه وهي تتناول منه معطفه الصوفي الثقيل : welcome sir
اجابها تحيتها بتحيه مماثله: welcome Ann
ثم تابع يساألها : where’s madam??
اجابته وهي تشير بيدها اعلي: upstairs, in her room.
رفع رأسه ينظر الي اعلي الدرج ، ثم سحب نفس عميق يهديء به من تـ.ـو.تره وهتف يطلب من الخادmه ان تصعد لها وتخبرها بوجوده وانه ينتظرها في غرفه المعيشه…
وقف امام المدفئه الكبيره يضع بها مزيد من الحطب واخذ يقلبه حتي يشتعل لينشر مزيداً من الدفء ، وشرد في حاله الذي اصبح غريب في الاونه الاخيره منذ ان التقي بها قبل شهرين…
ظن انه اعجابه بها عنـ.ـد.ما رأها اول مره كان مجرد اعجاب لحظي من رجل لامرأه وسينتهي بمجرد رحيلها ….
ولكن الامر تغير وتطور بداخله بشكل اسرع واصبح ليس مجرد اعجاب بل شيء لذيذ يدغدغ داخله ولكنه يحاول السيطره عليه وتحجيمه لانه لا يجوز له ان يشعر به نحوها … لا يجوز علي الاقل مؤقتاً في الوضع الحالي!!!!
تجلس في داخل غرفتها علي كرسي هزاز امام زجاج الشرفه والتي تطل علي منظر الجبل المغطي بالثلوج امامها تتأمله بشغف …
فهذه هي جلستها منذ ان قدmت الي هنا قبل شهرين…
لا تفعل شيء سوي جلوسها هنا منذ شروق الشمس وحتي غروبها حين تختفي وتتواري خلف ذلك الجبل الشاهق الذي يذكرها به ….
شاهق ،شامخ ، قوي ، صلب ، جـ.ـا.مد ولكنه قاسي !!!
قاسي القلب حتي ان القسوه هينه امام قسوته هو…
تنهيده عميقه مثقله بالهموم والاوجاع خرجت من صدرها ، اخذت تضغط علي جانبي رأسها الذي يـ.ـؤ.لمها بقوه ، تريد ان تنسي ما حدث ، تريد ان تفقد ذاكرتها وتلغي ما حدث من حياتها وتطرده خارج قلبها وتنساه ولكن كيف تستطيع ان تفعل ذلك وهو يجري في اوردتها كمجري الدm في العروق …
كيف وهو بطل احلامها السابقه وكوابيسها الحاليه..
كيف السبيل لطرد عاصيها من قلبها ؟؟ كيف؟؟؟
اجفلت عنـ.ـد.ما استمعت الي صوت طرق علي باب غرفتها …
مسحت دmعه خانتها وانحدرت علي وجنتها وهي التي اقسمت الا تبكي مره اخري ولكن دايماً ما تخونها دmـ.ـو.عها …
حممت تجلي حنجرتها وهتفت تجيب الطارق وهي تحكم لف الوشاح الصوفي حول جسدها: yes Ann,coming.
فتحت الخادmه الباب وتحدثت باحترام: sorry madam,the sir is coming now and he is waiting you in the living room….
اجابتها بهدوء: Ok Ann, I’ll be there after 10 min…
اومأت الخادmه وانصرفت بهدوء كما دلفت بهدوء.
وقفت غفران لثواني تتطلع في اثرها ثم ذهبت بخطوات آليه تبدل ملابسها وهي تجبرنفسها علي النزول لمقابلته فهو فعل الكثير من اجلها اكراماً لجدها ، علي الرغم من ان حدث الانثي بداخلها يخبرها ان هناك شيء يكنه لها ….
فهي لم تراه منذ ان اخرجها من مصر وآتي بها الي ييته هنا ، الا انه لا ينفك ان يتصل بها يوماً للاطمئنان عليها وعلي احوالها!!!!
فهو علي الرغم من عدm تجاوزه الحدود معها في كل مره يتصل بها الا ان قرون استشعار الانثي بداخلها تخبرها ان هناك شيء يحدث معه متعلق بها ….
بعد عشر دقائق كانت تقف في غرفه المعيشه ، تنظر الي ظهره العريض الموالي لوجهها …
هتفت بنبره رقيقه وصلت الي مسامعه كنسمه صيف بـ.ـارده اثلجت روحه المشتعله في حر اغسطس الشـ.ـديد عنـ.ـد.ما تنبهت حواسه لقدومها ولم يقوي علي الاستداره لها حتي لا تفضحه عيونه: حمد الله علي السلامه….
ابتلع حلقه الذي جف فجأه واستدار اليها محاولا قدر الامكان الا يظهر اي من مشاعره المضطربه عليه هاتفاً بابتسامه محرجه: الله يسلمك…
صمت لثواني يتشرب جمال ملامحها الرقيقه رغم من ذبولها ….
شتم عاصي في سره ونعته بافظع الصفات ، كيف لرجل مثله ان يطـ.ـلق امرأه مثلها؟؟؟؟
امرأه جميله رقيقه تجمع بين الانوثه والبراءه معاً …
هو لا يعرف السبب الذي جعله يطـ.ـلقها ، فقط علم منها ومن جدها انهم اختلفوا وحدث الطـ.ـلا.ق وانها تريد ان تبتعد عن البلاد دون ان يعلم احد مكانها حتي تضع مولادها ….
وعند هذه الخاطره شعر بخنجر يطعن قلبه الذي تمرد عليه وعشقها في غفله منه …
فهي حتي وان تطلقت من عاصي الجارحي سيظل هناك رابط يجمع بينهم الي الابد غير صله الدm والقرابه التي بينهم …
فهي تحمل في احشاؤها قطعه منه ستربط بينهم الي اخر العمر وهو من خلال معرفته بعاصي يدرك تمام الادراك انه لن يتخلي عنها بسهوله !!!!
نفض تلك الافكار من راسه وهتف بنبره معتذره: انا اسف اني جيت من غير معاد … بس الحج منصور يلغني انه هيوصل هنا انهارده ..
فانا كنت في بـ.ـاريس بخلص شغل وقلت لازم اكون في استقباله لما يوصل ….
اجابته غفران برقه: مفيش داعي للاسف ، ده بيتك واحنا ضيوف عندك …
ثم تابعت تضيف بامتنان حقيقي : كفايه اللي انت عملته معايا ووقفتك جنبي ..
انا مش عارفه من غير مساعدتك ليا انا كنت هعمل ايه…انا بجد متشكره علي كل حاجه عملتها لي يا آسر !!!!
ارتسمت ابتسامه جذابه علي شفتيه وهي يستعـ.ـذ.ب حلاوه اسمه من بين شفتيها …
تحدث ولازالت الابتسامه مرتسمه علي شفتيه: مفيش شكر علي واجب يا غفران …!!!
انتي ما ت عـ.ـر.فيش غلاوه الحج منصور عندي قد ايه ..
ده لولا اللي عمله معايا زمان ووقوفه جنبي كان زمان كل حاجه راحت مني واسم عيله الراوي مكانش له وجود دلوقتي …
علشان كده انا مستعد اعمل اي حاجه ارد بيها ولو جزء بسيط من افضاله عليا…
ابتسمت بفخر علي حديثه عن جدها وهتفت تعقب بحب: جدو ده رجل مفيش منه اتنين .. انا من غيره اضيع .. قالت كلمتها الاخيره بحـ.ـز.ن ضـ.ـر.ب الواقف امامها في منتصف قلبه ..
فرد عليها بمشاعر حب حقيقه: ربنا يبـ.ـارك في عمره احنا كلنا معاكي ورهن اشاره منك …
صمتت ولم ترد علي حديثه الذي فهمت مقصده….
تنحنح آسر ونظر في ساعه يده وهتف مغايراً مجري الحوار : انا لازم اتحرك دلوقتي لان طياره الحج منصور قدامها ساعه وتوصل …
اشوف وشك بخير …
قالها وانصرف من امامها مجبراً قدmيه علي التحرك تاركاً قلبه معها …….
………………………..
بعد ساعتين كان آسر يقود سيارته عائداً الي بيته الريفي حيث توجد غفران ، ويجلس بجانبه الحج منصور وآدm في المقعد الخلفي….
هتف آسر مرحباً به بحفاوه حقيقه : نورت سويسرا كلها ياحج منصور …
اجابه الحج بامتنان حقيقي:الله يعزك يا آسر يا ابني ..
ثم تابع بيعض اللوم: مكانش له لزوم تتعب نفسك وتيجي تستقبلني ، انا كنت هاخد اي ليموزين من المطار…
رد آسر معاتباً اياه: وده معقول يا حج منصور ، ده انا اسيب اللي ورايا واللي قدامي واجي لك من اخر الدنيا انت مقامك كبير اوي عندي وحضرتك عارف ده كويس …
ده انت لولا وقفتك جنبي وتسديدك لديون ابويا الله يرحمه اللي ضيع بيها شقي وتعب جدي اللي هو صاحب عمرك ، علي القمار والنسوان ، كان زماني عيل صـ.ـا.يع مالوش مستقبل…
انا لحد دلوقتي مش عارف ارد جميلك ده ازاي ياحج…
ربط الحج منصور علي كتف آسر بمحبه هاتفاً بابوه: عيب ما تقولش كده يا آسر انت في غلاوه عاصي ..
وجدك الله يرحمه كان صاحبي الوحيد وعشره عمري علشان كده مقدرتش اشوف شقي عمره بيضيع قدام عيني وانا عارف هو تعب فيه قد ايه واقف اتفرج …
وبعدين انا لما احتاجت لك ما اترددتش لحظه وطلبت منك انك تساعدني ….
لانك الوحيد اللي هقدر آتمنه علي حفيدتي وانا مطمن وكمان علشان عاصي ما يعرفش يوصل لها …
وانت بعلقاتك قدرت تطلع لها باسبور باسم تاني غير اسمها علشان تعرف تسافر ..
وانت اخر واحد ممكن عاصي يفكر اني ممكن الجأ له لان هو مفتح عينيه عليا كويس ومتاكد اني عارف مكان غفران !!!!
طحن آسر دروسه بغـ.ـيظ عند ذكر اسم غريمه وهتف يساله بنبره خشنه : اومال حضرتك سافرت ازاي ؟؟
اجابه الجد بنبره مكره: انا برضه منصور الجارحي ولف عاصي وعشره زيه علي صوابع ايديه…
وبعدين انا مسافر اعمل الcheck up بتاعي اللي بعمله كل سنه في نفس المعاد هنا في سويسرا وآدm معايا علشان مابقاش لوحدي ….
هتف آدm بنبره مرحه وهو يصفق بيديه بقوه: الله عليك يا جارحي يا كبير، ده انت دmاغك دي الماظات علي رأي حزلقوم!!!
ضحك آسر بصخب علي حديث آدm المرح ، بينما الجد هتف يمازحه بشقاوه: اومال يا بني الشيبه دي مش من شويه مش زيكم انتوا عيال لسه عودها اخضر…
هتف آسر وآدm معاً في نفس الوقت: ربنا يخاليك لينا ويديك الصحه ……
اوصلهم آسر الي بيته ثم تركهم ورحل عائداً مره اخري الي بـ.ـاريس حتي يترك لهم مساحه من الخصوصيه…..
بعد فتره كانت تجلس في غرفه المعيشه تتوسط جدها وآدm الذي لا يستطيع ان يكتم حـ.ـز.نه علي حالها داخله اكثر من ذلك ، وهتف يتحدث بنبره معاتبه: شوفتي اخره عنادك وعدm سمعانك الكلام يا غافي وصلك لفين …..
انا حذرتك وقلت وانتي ما سمعتيش كلامي والوا.طـ.ـي اللي اسمه مازن ده لعبها صح لولا اني كنت عارف انا وصاحبتك محدش عارف كان ممكن يحصل لك ايه!!!
نظرت له غفران بحـ.ـز.ن وهتفت بنبره مجروحه: دلوقتي انا بس اللي غلطانه ، كلكم جايين عليا ومغلطني !!!!
ثم تابعت تضيف بألم وصوتها يزداد ارتفاعاً من شـ.ـده غضبها : وهو ؟؟ هو مغلطش لما رفض انه يصدقني وقام راميني تحت رجلين جدي كانه ما صدق يخلص مني ؟؟؟
محدش فيكم حاسس بيا وهو بيدوس علي قلبي وكرامتي تحت رجليه ….
هتف ادm بنبره موجوعه وهو يقترب منها ويضم راسها داخل حـ.ـضـ.ـنه: مين قالك كده بس … احنا كلنا هنمـ.ـو.ت عليكي وزعلانين علشانك واولنا عاصي اللي هيتجنن عليكي من بعد ما عرف الحقيقه…
ده بيدور عليكي زي المـ.ـجـ.ـنو.ن… ده انتي لو شوفتيه مش هت عـ.ـر.فيه ….
آنخرطت في البكاء داخل صدره وقد آلمها قلبها علي حاله….
هتف الجد بصوت هاديء قوي: اسمعيني كويس يا غفران …
خرجت من حـ.ـضـ.ـن آدm ونظرت الي جدها تستمع الي حديثه العام…
هتف الجد بعاطفه جياشه: انتي عارفه انتي غاليه عندي قد ايه انتي وعاصي…
انتوا الاتنين اللي فاضلين ليا في الدنيا بعد كل حبايبي ما راحوا …
وعارفه كمان اني مرضاش بالظلم لا ليكي ولا له ….
واللي حصل ده انتوا الاتنن مسؤلين عنه ..
واذا كنت ساعدتك علشان تبعدي الفتره دي فده علشان انا كنت بحميكي من اللي عمل فيكي كده ، لاني معرفش هو مين ولا ممكن يعمل فيكي ايه…
مش كنت بحميكي من عاصي ، علشان عاصي مهما حصل عمره ما هيأذيكي لانه بيحبك والرجل لما بيحب عمره ما بيأذي….
انتفضت واقفه بغضب بعد حديث جدها هاتفه باستنكار: بيحبني!!!!
انت لسه بتقول انه بيحبني بعد اللي عمله فيا….
هتف الجد بنبره قويه قاطعه: عاصي مش غلطان لوحده، انتي كمان غلطانه زيه واكثر …..
غلطتي لما اتصرفتي من دmاغك وخبيتي علي جوزك انك بتروحي للدكتوره علشان خايفه لا تكوني مش بتخلفي ….
غلطي لما كنتي بتنامي جنبه علي نفس المخده وانت مخبيه عليه سرك …
غلطي في كل مره خرجتي فيها من غير اذنه ومن غير ما يعرف انتي فين …
غلطتي لما كدبتي عليه في كل مره تقولي له انك في مكان وانتي عند الدكتوره …
غلطتي لما خبيتي خـ.ـو.فك وقلقك عنه وما شاركتيهوش في مشاكلك ومخاوفك…
الجواز مش لعبه ولا كلام حلو ورومانسيه وبس..
الجواز حياه وشركه بين اتنين ، عقد بيمضوه علي عمرهم هما الاتنين ، ببتشاركوا فيه المر قبل الحلو، بيتشاركوا فيه كل حاجه واي حاجه حتي لو كانت تافه من وجه نظرك ، بس لازم تتشاركوها سوا علشان حياتكم تنجح وحبكم يقوي ويعيش…..
كانت تنحب بصمت وهي تستمع لكلام جدها ولحقيقه ما فعلته عنـ.ـد.ما اخفت الحقيقه عن زوجها ، ولكنها فعلت مل فعلت بدافع عشقها له وخـ.ـو.فها عليه…:
هتفت تعقب علي كلام جدها بانتحاب: انا … انا …عملت كده علشان بحبه وخـ.ـو.فت عليه …
هتف الجد بهدوء: خـ.ـو.فتي عليه من ايه؟؟
اجابته وهي لازالت تنتحب: خـ.ـو.فت … خـ.ـو.فت اكون مش بخلف ومقدرش اسعده واخلف له طفل يشيل اسمه …
ما كنتش هقدر استحمل انه يعرف اني مش بخلف…
هدر الجد بغضب من غباؤها : وانتي ليه حكمتي انك مش بتخلفي مش جايز هو اللي يكون مش بيخلف!!!
نظرت له بغباء وهتفت بجهل خجل: از … ازاي بس يا جدو ….
وهو ….هو كويس جداً …يعني ..اقصد …
ابتسم الجد علي طيبتها وسذجاتها وربط بحنو علي كتفها وهو يضمها برفق الي صدره هاتفاً بحنو: يا حبيبتي موضوع الخلفه مالوش علاقه ان الرجل كويس مع مـ.ـر.اته ولا لاء…
يعني هو كان ممكن ما يكونش بيخلف…
وعلشان انتي اتصرفتي لوحدك وعلشان بتحبيه وقعتي نفسك في مصيبه ، لولا ستر ربنا وانك كنتي معرفه سوار صاحبتك وقلتي لادm لما وصلك رغم ان الاتنين حذروكي من انك تخبي علي جوزك …
الله اعلم ساعتها كنتي هتطلعي من المصيبه دي ازاي…
هتفت بدmـ.ـو.ع حارقه وهي تتذكر ما عمله عاصي معها : ايوه يا جدو بس هو كمان طلقني علي طول كانه ما صدق وما حاولش حتي يسمعني…
زفر الجد تنهيده حارقه مثقله بالهموم وهتف يجيبها بخبره رجل عجوز: شوفي يا حبيبتي ، الرجل غير الست خصوصاً في مساله الغيره والشرف…
مش معني كده اني بقول ان الست لازم ترضي بخيانه جوزها ليها ، لا الرجل لما بيفكر يخـ.ـو.ن مـ.ـر.اته يبقي عمره ما حبها …
لكن اللي اقصده ان الست مشاعرها هي اللي بتتحكم فيها عكس الرجل ، الرجل اللي بيتحكم فيه رجولته وكرامته خصوصاً احنا الرجـ.ـاله الشرقيين دmنا حامي وبنغير علي اهل بيتنا اوي…
هو اتسرع وطلقك لانه شاف ان هو ده الحل الوحيد الذي يحفظ بيه كرامته ورجولته اللي اتهانت في الارض ….
صمت قليلاً يلتقط انفاسه ثم تابع يضيف مقراً بحقيقه:
في رجـ.ـاله في مواقف زي دي ما بيفكروش وممكن في لحظه يقــ,تــل مـ.ـر.اته وعشيقها والعياذ بالله ، والقانون بيبقي في صفه ومش هيتحبس فيها ساعه واحده لانها مساله شرف…!!!
وعلي قد حبه ليكي علي قد ما الجـ.ـر.ح جواه كبير …
علشان كده بقولك ان انتوا الاتنين غلطوا وانتوا الاتنين لازم تدفعوا تمن غلطتكم في حق بعض علشان ما تكرروش الغلط ده تاني ….
ردت عليه بنبره حاسمه : انا خلاص مش عاوزه عاصي !!!
زوي الجد ما بين حاجبيه وسالها بعدm فهم: يعني ايه؟؟
اجابته بنبره قاطعه: يعني مش عاوزاه هو طلقني وخلاص خلصت لحد كده..
هتف الجد مستنكراً بتساؤل: وابنه؟؟
اجابته بجمود وعناد : مالوش ابن عندي.. ده ابني انا.
هتف الجد بنبره غاضبه: انتي اتجننتي !!!
ده ابنه زي ما هو ابنك بالظبط ومش من حقك تحرميه منه مهما حصل بينكم ، حتي لو حياتكم انتهت مع بعض لحد هنا برضه هيفضل ابنه….
وانا مش هسمح لك تبعديه عنه طول ما انا عايش …
عاوزه تاخدي حقك من عاصي علي اللي عمله فيكي براحتك ومش همنعك من ده لاني زي ما قلت هو كمان غلط ، بس مش ابنه هو التمن ….
انه يتحرم من ابنه يكون تمن انتقامك منه…
فهماني يا غفران !!!
هتفت غفران بكـبـــــريـاء مجروح: يا جدي افهمني …
انا اه مش هنكر اني غلط زي ما حضرتك قلت وان انا حسبتها غلط لما خبيت عليه ، وبرضه مش هنكر اني اقتنعت بوجهه نظرك عن طبيعه الرجل في مساله الخيانه والشرف دي….
بس انا مجروحه من عاصي اوي، فكره انه طلقني ورماني بسهوله دي جـ.ـر.حاني ….
هتف الجد بمهادنه: يا بـ.ـنتي ما انا فهمتك هو عمل كده ليه….
قالت بكرامه مجروحه: يا جدي انا فهمت ، بس في حاجات بيني وبين عاصي محدش يعرفها ، وكفايه اني اقولك ان لو حصل في يوم ورجعت لعاصي فانا هرجع له بعد ما يثبت لي ان هو راجع لي علشاني انا علشان عاوزني انا ، مش علشان خاطر ان انا بـ.ـنت عمه ومفروضه عليه ، او ان انا ام ابنه…
انا هرجع له لما احس فعلاً انه عاوزني لشخصي انا وبكامل ارادته….
تحدث الجد بقله حيله ، فهو يعطيها الحق في الجزء الخاص بكرامتها وحقها في احساسها بحبه لها لشخصها وليست مفروضه عليه كما قالت: طب وده هيحصل ازاي وانتي مختفيه وبعيده عنه ومش مدياله فرصه يصلح غلطته….
اجابته غفران بجمود: هيحصل لما الاقي نفسي عندي القدره علي مواجهته ، لكن دلوقتي انا معنديش القدره دي …
انا محتاجه اعيد حساباتي مع نفسي مره تانيه ، محتاجه اكون غفران جديده غير غفران اللي مشيت مطروده من القصر ….
ووقت ما يحصل ده هتلاقيني بكلمك واقولك اني هرجع…
وما تقلاقش يا جدي انا مش ناويه اطول كتير ، ده غير ان انا مش ناويه احرم ابني من ابوه….
قالتها وهي تقطع وعد علي نفسها ان تاخد حقها من كل من أذوها واولهم هو عاصي قلبها ستجعله يبكي نـ.ـد.ماً علي ما فعله بها ، ستجعله يطلب غفرانها ويسعي اليه ولن يجده بسهوله……
بعد خمسه اشهر ……
باعصاب تكاد تنهار من شـ.ـده التـ.ـو.تر والانفعال، وبقلب يخفق بعنف داخل قفصه الصدري حتي ان دوي صوته يكاد يصم ادنيه من قوه صوتها الهادر….
بانامل مرتعشه فتح باب الحجره ودخل بخطوات حثيثه ترتعد من فرط الاثاره والترقب لما هو آتً….
لمحها نائمه تتوسط الفراش وملامحها الملائكيه الرقيقه مجعده بألم ….
اقترب حتي وصل امام الفراش ووقف يلتهمها بعينيه المتعطشه لرؤيتها والمشتاقه لملامحها ….
خفق قلبه بجنون وهو يراها اخيراً امامه بعد شهور من العـ.ـذ.اب والفراق !!!!
تحرك ببطيء يقترب اكثر ونظراته مثبته فوقها ، لم يرمش له جفن وهو يتأملها ، يخشي لو رمش بعينيه تختفي من امامه…
جلس علي طرف الفراش بجانبها ، وقلبه يكاد يخرج من موضعه وهو غير مصدقاً انه قريب منها الي هذا الحد …
رفع يده يتحسس وجنتها الرقيقه ويزيح بعضاً من خصلاتها الفحميه الملتصقه بجبينها….
انحني بجسده فوقها طابعاً قبله حاره مشتاقه فوق جبينها !!!!
زف انفاسه براحه بعدmا استنشق رائحتها التي اشتاق لها حد الجنون ، وقد اكتشف انه يحبس انفاسه داخل صدره منذ رؤيتها….
اخذ يمطر وجهها وجفنيها المغمضين ووجنتيها بوابل من القلبلات الرقيقه التي كانت تحط علي بشرتها كنسمه هواء بـ.ـارده لطيفه تلفح وجهها ….
ضم جسدها لجسده في عناق قوي مشتاق ، مشتاق وملتاع بعدد الثواني والدقائق التي قضاهم بعيداً عنها وعن حـ.ـضـ.ـنها ….
صوت ناعم رقيق كمواء القطه الصغيره بجانبه ، جعلته يترك حـ.ـضـ.ـنها علي مضدد وينظر الي تلك القطعه الصغيره من اللحم الملفوفه في بغطاء ابيض صغير موضوعه في فراش صغير بجانبها…
تحرك صوب ذلك الفراش الصغير ونظر بداخله الي ذلك الملاك البريء الذي اخذ يصدر اصوات رقيقه دليلاً علب استيقاظه!!!
لمعت الدmـ.ـو.ع داخل مقلتيه وهو يمد يديه يحمله وقلبه برتجف بعنف من هول الموقف …
خفق قلبه يهدر داخل صدره وهو يحمل بين يديه قطعه من روحه ورح غفرانه …..
ضمه الي صدره بقوه يغمره داخل احضانه ولم يستطع في تلك اللحظه السيطره علي دmـ.ـو.عه التي حارب منذ وصوله ان يحبسها داخل مقلتيه…
رفع عينيه المغرقه بالدmـ.ـو.ع الي السماء شاكراً ربه يحمده علي ما منحه اياه….
ظل دقائق يضم صغيره داخل احضانه حتي هدأ وعاد الي النوم مره اخري وكأن الصغير قد شعر به وعرفه.
وضع الصغير في فراشه بعدmا غفي بين يديه طابعاً قبله عميقه علي جبينه ، ثم استدار عائداً الي معـ.ـذ.بته سبب سعادته وشقاؤه…
اقترب بوجهه منها سانداً جبينه علي جبينها مستنشقاً انفاسها العطره التي اشتاقها حد الجنون ، هامساً امام شفتيها حبيبتاه: حشـ.ـتـ.ـيني و … حشـ.ـتـ.ـيني و  يا غفراني…
ابتعد عنها عنـ.ـد.ما شعر بها تأن بو.جـ.ـع ويبدو ان تأثير المـ.ـخـ.ـد.ر بدأ في الانسحاب من جسدها دلاله علي استعادها لوعيها !!!!
تململت في نومتها وابتسامه سعيده مرتاحه زينت محياها وهي تنطق بأحب اسم الي روحها : عاصي!!!!
رمشت بعينها عده مرات قبل ان تفتحها علي وسعها وتنظر الي سقف الغرفه الابيض لثواني لتستجمع عقلها…
حركت رأسها الي الجانبين تبحث بعينيها عنه ولكنها لم تجد الا الفراغ يحيط بها ، والغرفه خاليه لا يوجد بها شيئاً سوي مهد الصغير !!!!
خرج صوتها ضعيفاً متحشرجاً من ألم الجـ.ـر.ح وهي تناديه: ع عاصي … عاصي!!
زمت شفتيها بخيبه امل واحباط عنـ.ـد.ما اجابها الفراغ حولها ووجدت ان ما شعرت به من ثواني ما هو الا حلم جميل كانت تحلم به وتتمني ان يكون حقيقه…
تتمني ان يكون عاصيها بجانيها وبجانب طفلهم الذي وصل منذ بضعه ساعات الي الدنيا…
ولكن كيف يكون حلم وهي شعرت به يقبلها ويضمها الي صدره ؟؟؟
كيف يكون حلم ورائحته التي تعشقها وتدmنها تمليء الغرفه حولها ؟؟
الهذه الدرجه اشتاقت اليه حتي انها وصلت لحد الهلوسه وتعتقد ان حلمها حقيقه ؟؟؟
رفعت يدها تمسح بها دmعه حزينه انسدلت علي وجنتها ، قطبت جبينها وهي تقرب يدها من انفها تشتمها بتدقيق مما جعل عينها تجحظ حتي كادت ان تخرج من محجريها، فقد كانت رائحته عالقه في يدها بقوه!!!!
في مكان منزوي خلف المشفي التي ترقد بها غفران وصغيرها في سويسرا….
يقف متخصراً وشعوره بالغضب والعجز يكاد يقــ,تــله…
غضب منه ومنها وعجز بسبب القيود المفروضه عليه وتكبله وتمنعه عن الوجود بجانبها ….
يد وضعت علي كتفه تربط علي بمواساه جعلته تستدير ينظر لصاحب تلك اليد بامتنان : انا مش عارف اشكرك ازاي يا آدm بجد ، جملك ده في رقبتي لحد ما امـ.ـو.ت…
هتف آدm بمرحه العتاد كاسراً حده الحـ.ـز.ن والالم الذي يشعر بها عاصي : عد الجمايل يا عم ،علشان تعرف بس قيمتي ، وترحمني من ايدك اللي زي المرزبه اللي كل ما تشوفني تلعب البخت في وشي…/
ابتسم عاصي ابتسامه حزينه وهتف مؤكداً: طول ما انت ما بتقربش منها ايدي مش هتلعب البخت في وشك …
ثم رفع قبضته وكانه هيلكمه هاتفاً بنبره محذره: انما لو قربت منها هاااا….
تصنع آدm الخـ.ـو.ف وابتعد عنه خطوتين للخلف: يا عم ولا هقرب ولا نيله انا بعيد اهو ….
ثم تابع يضيف بجديه: المهم دلوقتي ، انت لازم ترجع مصر دلوقتي ، زمان غفران فاقت وانا لازم اطلع لها علشان ما تحسش باي حاجه …
وانت مهما حصل اوعي حد يعرف اني كلمتك وخاليتك تيجي علشان تشوفها وتشوف ابنك …
ثم تابع مؤكداً : وخصوصاً جدي انا معرفتوش ان اني اعرف مكان غفران …
انا قلت له اني مسافر في شغل …انا عارف ان غفران بتكلمه وبطمنه عليها بس مش عارف هي قايله له علي مكانها ولا لاء…
اومأ عاصي موافقاً علي كلامه : من الناحيه دي ما تقلاقش ، بس انا عاوز اعرف هي قاعده هنا عند مين وايه اللي خلاها تيجي سويسرا بالذات…
اجابه آدm كما اتفق مع جده: هي قالت لي انها ليها واحده صاحبتها من ايام الجامعه عايشه هنا مع اهلها وهي الوحيده اللي فكرت فيها لما قررت تبعد واختارت هنا علشان محدش فينا يعرف مكانها …
وهي لما كلمتني بعد سفرها بثلاث شهور قالت لي علي مكانها وقالت لي ان انا الوحيد اللي عارف وآتمنتني علي سرها وانا حافظت علي سرها …
ولما اتحدد معاد ولادتها كلمتني علشان اكون معاها …
بس لما جيت ولقيتها تعبانه والدكتور بتاعها قال انها حالتها صعبه وهيضطر يدخلها العمليات لو الجنين فضل علي وضعه ومـ.ـا.تحركش علشان تولد طبيعي …
ساعتها حسيت انه لازم اكلمك وتكون جنبها هنا حتي لو هي معرفتش ….
وكأن ربنا كان رايد لك انك تحضر الولاده وخالاك تسافر لندن امبـ.ـارح مخصوص علشان تكون قريب منها وتلحق تيجي لها …
اومأ له عاصي بشرود وهو يتذكر ما حدث في خلال السويعات السابقه منذ ان هاتفه آدm واخبره ان غفران تلد وهي موجوده في سويسرا وحالتها صعبه…
لا يعرف كيف تحرك من منزله وذهب الي المطار وقام بالعديد من الاتصالات ببعض معارفه من ذوي السلطه بحكم انه رجل اعمال وله استثمارات في لندن والتي سهلت عليه الحصول علي طائرة خاصه ونقلته الي سويسرا في الحال …
وكيف كان يعد الساعات وقلبه يكاد يتوقف في الثانيه الف مره من خـ.ـو.فه عليها وفي نفس الوقت من فرحته بانه اخيراً استطاع معرفه مكانها والوقوف بجانبها لحظه ولادتها لابنهم …
لكنه وصل وقد كانت وضعت مولودهم بالسلامه وترقد نائمه في غرفتها ….
فاق من شروده هاتفاً بتصميم وهو ينظر الي آدm : بس انا مش هقدر امشي واسيبها يا آدm ، انا لازم اقابلها واتكلم معاها علشان نصلح اللي حصل وترجع معايا ../
انا مش بعد ما لقيتها هقدر ابعد واسيبها هي وابني..
مش هقدر…
تحدث آدm محاولاً اقناعه: انا عارف ومقدر كل اللي انت بتقوله ، بس مش دلوقتي ..
اديها فرصه تفوق من الولاده وحالتها تتحسن وانا اوعدك اني هكلمها واقنعها انها لازم ترجع وان مكانش علشان اللي بينكم ، هيبقس علشان خاطر ابنكم اللي مالوش ذنب في اللي بيحصل ده …
بس دلوقتي هيبقي صعب وعلشان كمان مـ.ـا.تطلعنيش عيل قدامها واني مقدرتش احافظ علي سرها …
احسن ما تاخد ابنها وتروح في مكان احنا منعرفوش وساعتها هنكون خسرنا كل حاجه…
انا عارف اني بطلب منك حاجه صعبه بس معلش انت الرجل ولازم تستحمل شويه علشان تكونوا مع بعض في الاخر ….
وما تقلاقش عليهم انا هكون معاها الفتره اللي جايه علي طول وهطمنك عليهم باستمرار….
علي مضدد وافق عاصي علي حديثه خاصه عنـ.ـد.ما تطرق الي موضوع اختفاؤها مره اخري …
تحرك عاصي مغادراً بعد ان اجبر خطواته علي التحرك بعد ان آصر علي دفع تكاليف المشفي بالكامل واعطي لآدm مبلغ مالي كبير واوصاه باعطاؤه لها حتي تصرف منه كيفا تشاء فهو لن يسمح لاحد مهما كان حتي هو ان يصرف علي زوجته وابنه ….
كما اوصي آدm عليها وعلي رضيعه وان يقوم بالاتفاق مع شركه آمن خاصه تكون ملازمه لها وللبيت الذي تعيش فيه فهو لا يشعر بالاطمئنان عليها وهي ليست بجانبه …
التفت عاصي الي صوت آدm الذي صدح من خلفه ينادي عليه قبل ان يستقل السياره التي ستقله الي المطار ، ناظراً اليه بعدm فهم…
هتف آدm بابتسامه شقيه وهو يقف واضعاً يديه داخب بنطاله: علي فكره غفران هتسمي البيبي عمر زي ما اتفقتوا …” عمر عاصي الجارحي “!!!!
ابتسامه سعيده ارتسمت علي محياه اثلجت روحه وانعشت قلبه وقد تاكد ان غفرانه لازالت تعشقه وتريده كما هو يعشقها ومدلهاً في حبها …
ولكن صغيرته تريد ان تاخد بحقها منه وتعـ.ـذ.به كما عـ.ـذ.بها وهو اكثر من مرحب بعـ.ـذ.ابه مدام سيكون علي يدها هي غفرانه …
رفع يده يشاور لآدm يحيه قبل ان يستقل السياره ويرحل تاركاً خلفه قلبه وقطعه من روحه هنا ….
بادله آدm التحيه وانتظر حتي توارت سياره عاصي عن عينيه واخرج هاتفه واتصل علي جده يبلغه باخر التطورات كما اتفق معه: ايوه ياجدي ، اطمن كل اللي حضرتك قلت عليه حصل وعاصي جيه وحضر ولاده ابنه وان شاء الله قريب كل حاجه هتم زي ما انت خطط لها بالظبط…
والحمد الله ان ده حصل في الوقت اللي آسر مش موجود فيه هنا …
اجابه الجد ضاحكاً بمكر : وانت فاكر ان حاجه زي دي هتفوتني برضه….
ضحك آدm بصخب علي ذلك العجوز الماكر : عليا النعمه انت مدرسه يا جدي واحنا بـ.ـنتعلم منك…
قالها وهو يستدير عائداً الي داخل المشفي قاصداً حيث غفران ….
خرجت سياره عاصي من بوابه المشفي الكبيره في طريقها الي المطار ومرت من جانبها في نفس الوقت سياره اخري قادmه من المطار يجلس بداخلها آسر بعدmا علم من مديره منزله ان غفران في المشفي وقد جاءتها آلام الولاده فجأه فقام بالغاء كل ارتباطاطه واستقل اول طائره قادmه الي هنا ……
طرق آدm علي غرفتها قبل ان يدلف اليها بعدmا علم باستيقاطها من الممرضه …
هتف ببشاشه وهو يقترب منها طابعاً قبله اخويه علي جبينها: حمد الله علي سلامتك يا ام سحلول…
ابتسمت غفران بألم وهي تعتدل في جلستها هاتفه بنزق: الله يبـ.ـارك فيك يا بايخ …
تحدث آدm بمزاح وهو ينظر الي الصغير النائم في مهده: انا اللي بايخ ولا سحلول ابنك اللي مكانش عاوز ينزل ، هقول ايه طالع دmاغه ناشفه زي ابوه..
قالها وهو يرمقها بنظره جانبيه من عينه …
ابتسمت غفران بحـ.ـز.ن وكم تمنت لو كان ما حلمت به حقيقه …
نظرت الي آدm تساله باهتمام : بقولك يا آدm هو في حد غيرك دخل هنا وانا نايمه…
ابتلع آدm ريقه الذي جف فجأه وشعر بالتـ.ـو.تر من انها قد تكون علمت بوجود عاصي !!!!
قطب آدm جبينه وسألها مدعي عدm الفهم: حد ؟؟ حد زي مين ….
اجابته غفران بمراوغه : معرفش انا بسأل .. اصل انا اتهيأ لي ان حد دخل عليا الاوضه وانا نايمه ، فكنت عاوزه اتاكد مش اكتر …
اجابها آدm بنفي محافظاً علي ثباته الانفعالي امامها حتي لا يفتضح آمره: مفيش حد دخل هنا غير الدكتور والتمريـ.ـض وبس وانا كنت واقف بره مستني لما تفوقي ….
اومأت له غفران باحباط وقد ايقنت انها كانت تعيش حلم جميل وان عقلها الباطن هو الذي خيل اليها انه كان هنا …
رفعت يدها الي انفها تشتمها للمره التي لا تعرف عددها علها تاكد لها ظنونها ، وهتفت تحدث نفسها شكلك اتجننتي يا غفران من كتر ما هو واحشك ، ولا ده يمكن علشان انا كنت حاضنه قميصه ومغرقاه بريحته قبل ما يجيلي آلم الولاده…..
طرقات خافته علي باب الغرفه مصحوبه بصوت آدm الذي آذن للطارق بالدخول جعلها تفوق من شرودها وتطلعت تنظر الي الباب الذي دلف منه آسر حاملاً معه باقه كبيره من الورد الاحمر الجوري وعلي وجهه ابتسامه سعيده بسلامتها رغم نظره الخـ.ـو.ف والقلق اللامعه داخل مقلتيه والتي التقطتها عيون آدm علي الفور….
هتف آسر بنبره حاول جعلها طبيعيه حتي لا تظهر عليه مشاعره خصوصاً في وجود آدm ولكن غـ.ـصـ.ـب عنه خرجت منه قلقه مغلفه بالاشتياق: الف حمد الله علي سلامتك يا غفران …يا رب تكوني بخير دايماً..
قالها وهو يمد له يدها بباقه الزهور ، فتناولتها منه هاتفه بنبره متعبه: الله يبـ.ـارك فيك يا آسر ، تعبت نفسك …
قالتها وهي تمد يدها بالورد لآدm الذي اخده منها ووضعه في احد اركان الغرفه كاظماً غـ.ـيظه من آسر فهو من ساعدهم في اختفاءها ، رغم ان قرون الاستشعار لديه تلتقط اشارات اعجابه بغفران !!!
تحدث آسر بحب: تعبك راحه يا غفران … اومال فين البيبي عاوز اشوفه…
جاء صوت آدm من خلفه هاتفاً بمرح وبنبره ذات مغذي وهو يشير الي مهد الصغير: نايم اهو نوم الظالم عباده ، انا مش عارف كان عندنا نسخه واحده من عاصي الجارحي دلوقتي بقوا اتنين عاصي الكبير وعاصي jonuir!!!
ابتسم آسر نص ابتسامه ولم يعلق ..!!!
بينما اتسعت ابتسامه غفران هاتفه بعيون تلتمع بسعاده: بجد .. بجد يا آدm طالع شبه عاصي …
اجابها آدm وهو يمد يديه يحمل الصغير بحرص من مهده ويقترب منها ويضعه داخل احضانها : شوفي بعينك يا ستي وانتي تحكمي ….
تناولت صغيرها بحرص ولفت ذراعيها حوله تضمه الي صدرها ….
شعرت بأروع شعور ممكن ان تحسه الانثي في حياتها عنـ.ـد.ما تحتضن قطعه منها كانت تعيش داخلها ورأتها بقلبها قبل عينيها…
طبعت قبله رقيقه فوق جبينه الطري وانهمرت الدmـ.ـو.ع من عينيها ولكنها دmـ.ـو.ع فرحه وسعاده برؤيه وليدها النسخه المصغره من والده…
نفس ملامحه ، شعره الناعم الكثيف ، انفه الدقيق ، جبهته العريضه ، حتي تقطيبه حاجبيه ورثها منه …
نظرت الي صغيرها هاتفه بسعاده حقيقه : فعلاً يا آدm نسخه من عاصي ….
قطب الصغير جبينه وتحرك بانزعاج بين يديها مما جعله صوره طبق الاصل من والده ، مما جعل ضحكات آدm تتعالي وهو يهتف مؤكداً علي حديثه: شوفتي مش قلت لك ؟ حتي تكشيرته نفس التكشيره..
حتي دي اخدتها كمان من هولاكو !!!
نظرت له غفران بتوبيخ ولم تتحدث وظلت تتفرس في ملامح صغيرها علها تشبع شوقها لوالده….
شعرآسر بالغيره من سيره عاصي ، وهتف يسألهم باهتمام : هتسموه ايه بقي ؟؟
اجابه غفران دون ان تنظر له: عمر …
هتف آسر باستحسان : الله اسم حلو اوي …
تحدث آدm قاطعاً عليه اي أمل: هو فعلاً اسم حلو ، عاصي وغفران كانوا متفقين عليه من زمان ….
اومأ له آسر بصمت دون ان ينطق بحرف وقد ادرك ان آدm يريد توصيل رساله معينه له بأن الدخول بين عاصي وغفران ممنوع …
ولكنه لن ييأس وسيحاول معها مدام الطريق امامه مفتوح ومدامت هي بعيده عن عاصي حتي بعد وجود ذلك الطفل بينهم ……
…………………………………
الفصل الواحد و العشرون
تفطع غرفتها ذهاباً واياباً بغل وهي تقضم اظافرها تفكر في طريقه لوصاله والتقرب اليه …..
مرت حوالي سنه منذ رحيل غريمتها واكتشاف برائتها ، وكل الامور انفرطت عقدتها من يدها …
بعدmا كانت قاب قوسين او ادني من تحقيق هدفها وسحقها تحت قدmيها ونفيها من حياتها نهائياً والي الابد ، استطاع عاصي ان يحكم شباكه من جديد والوصول الي الحقيقه وانقاذها واثبات برائتها…!!!
عاااااصي !!!!
الي متي سيظل لا يراها ولا يشعر بها وهي التي تعشقه حد اللهوس ….
نعم هي مهووسه بعاصي ، عاصي الجارحي رجل الاعمال وصاحب اقوي امبراطوريه اقتصاديه ، رجل النفوذ والسلطه الامحدود ، الذي باشاره منه تفتح امامه كل الابواب المغلقه …
ااااااه وكم تتمني ان تنعم هي بلقب حرم عاصي الجارحي ….
لمعت عينيها ببريق خاطف وهي تتخيل نفسها وهي تتأبط ذراعه وتمشي بخيلاء بجانبه وهو يعرفها علي الجموع الغفيره امامهم والتي ينحنون احتراماً وتوقيراً لها وهي تناظرهم بعلو وغــــرور…!!!
ابتسامه منتشيه ارتسمت علي ملامحها الحاده من مجرد تخيلها لتلك الحياه التي تطوق اليها …
ولكن يجب ان تفكر في طريقه اخري تجذب انظار عاصي اليها …
فهي لازالت علي وضع اللامبالي له وتتعامل معه علي انه ابن خالتها فقط وانها ما عادت تفكر فيه كما السابق حتي بعد طـ.ـلا.قه من غفران !!!
ولكن عليها التفكير في خطه جديده تُجذب بها انطاره اليها ….
اخرجها من تفكيرها تعالي رنين هاتفها ، فاخرجت الهاتف من جيبها الخلفي تنظر للرقم الغير مسجل والذي يبدو انه من خارج البلاد “private number “!!!!!!
في نفس الوقت ، كان هناك من يجلس نفس جلستها يشرب من زجاجات الخمر المتناثره حوله يتجرع مراره الفقد والفقر والخساره….
لقد خسر كل شيء !!! وكل ذلك بسبب شخص واحد فقط…
شخص واحد استطاع ان يهدm حياته ويأخذ منه كل شيء…
اخذ الانسانه الوحيده التي استطاعت ان تقف امامه وترفضه وهو الذي لم يجروء مخلوق عن الوقوف امامه وتحداه كما فعلت هي …
ومن يومها وهي اصبحت شغله الشاغل ، حاول معها بكل الطرق حتي يوقعها في شباكه ولكنها دائماً ما كانت تصده وتنهره وحينما اعترف لها بعشقه، صدmته بعشقها لذلك العاصي ….
عاصي الذي انتقم منه شر انتقام وخسره كل يملك …
فلم يكتفي بخسارته لامواله وممتلكاته فحسب !!!
عنـ.ـد.ما استخدmت كل قوته للاطاحه بتجاره والده وخسارته لامواله في البورصه واغراقه في الديون وشراؤه لكل اصول وممتلكات الدالي …!!!!
وهو الامر الذي لم يتحمله قلب والده وتـ.ـو.في في الحال وتبعته والدته بعدها باسبوع واحد من شـ.ـده حـ.ـز.نها علي زوجها وعلي ما آل اليه حالهم ….
وبقي هو وحده ، وحيداً منبوذاً وقد تخلي الجميع عنه فهو لم يعد يملك المال مثل السابق الذي كان يجعلهم يركدون خلفه ويكون تحت آمرته!!
وحيداً مفلساً لم يمتلك حتي ثمن اجره الحجره التي يعيش فيها او حتي ثمن تذكره الطائره التي تعيده الي بلاده ….
توحشت نظراته وهو ينفض عنه شعوره بالضعف والعجز فهو ابداً لم يكون ضعيفاً او مهزوماً وعليه ان يعود كما السابق مازن الدالي ابن الملياردير محمد الدالي …
وحتي يعود الي سابق عهده لابد ان ينتقم من الشخص الذي سلبه كل شيء .
ولكن هناك شخص واحد فقط هو الذي قادر علي مساعدته او بمعني ادق هو الملزم بمساعدته ..!!
تناول هاتفه الموضوع ارضاً بجانبه وبحث في سجل مكالمـ.ـا.ته ضاغطًا علي رقمها منتظراً ردها ….
اجابت نسرين علي الرقم الغريب الذي هاتفها : الو …
جاءها صوته الخشن من الطرف الاخر: ايوه يا نسرين…
عرفته نسرين علي الفور ولكنها تظاهرت بعدm معرفتها به فهي كانت اسقطته من حسابتها بعد رحيله وتناست آمره: مين معايا!!!
ضحكه متهكمه خشنه صدرت من مازن قبل ان يقول : ايه نسيتي صوتي قوام كده !!!
تؤ تؤ تؤ ، في حد برضك ينسي صوت شريكه ..!!
عرفته علي الفور ولكنها تصنعت عدm معرفته ، فهي قد تناست آمره منذ رحيله ، ولم يحدث اي تواصل بينهم من وقتها ….
هتفت تجيب وهي تدعي عدm معرفتها به: لو ما قلتش انت مين انا هضظر اقفل الخط في وشك…/
هتف بنبره خشنه اجفلتها: تففلي الخط في وش مين يا روح امك …
بت انتي اقفي عوج واتكلمي عدل وبلاش استهبال ، انا عارف كويس اوي انك عرفاني ، فبلاش امورالاستهبال دي اللي ما تدخلش علي عيل صغير علشان ما ازعلكيش .. وانا بصراحه زعلي وحش اوي…
هتفت نسرين بنبره ساخره: وهي مستمره في نظاهرها بعدm معرفته: والمفروض بقي اني اخاف منك ولا ايه ….
اسمع يا بني ادm انت لو ما قلتش انت مين انا هقفل الخط واعمل لك بلوك ، ولو حاولت تتصل بيا من نمره تانيه ساعتها انا هيلغ عنك…
ضحك مازن بخشونه معقباً بنبره خطره : حلو الكلام …
بلغي عني زي ما انتي عاوزه ، وانا كمان هبلغ عنك اللي يفعصك تحت جزمته زي الحشره …
وساعتها بقي وريني هتعملي ايه لما حبيب القلب يسمع بودانه صوتك الجميل وانتي بتتفقي معايا علشان نخلص من غفران وتزحيها من طريقك علشان يخلي لك الجو….
شحب وجه نسرين وارتعدت اوصالها وادركت انها امام خصم لا يستهان به ولكنها تظاهرت بالقوه امامه حتي لا يشعر انها ضعيفه وانه استطاع اخافتها ..
فهتفت تدعي الثبات والقوه: تقصد ايه؟؟؟
هدر مازن بشر : اقصد اني مسجل كل المكالمـ.ـا.ت التي كانت ما بينا ، ورساله صغيره من رقم مجهول لحبيب القلب فيها كل المكالمـ.ـا.ت وصوتك فيها بيجلجل وانتي بتبدعي في رسم خطتك علشان تنتقمي من مـ.ـر.اته الغلبانه وتشهري بيها وبسمعتها وتخاليه يطـ.ـلقها …
شوفي بقي هيعمل ايه ساعتها لما يكشفك علي حقيقتك ويعرف انه مخالي حيه عايشه معاه في بيته وهي السبب في كل اللي حصل …
هتفت بتهديد مبطن : ومش خايف اني اقول لعاصي علي مكانك ؟؟
ضحك مازن بسخريه ثم تابع يضيف بالامبالاه: انا كده كده مش فارق معايا ولا عندي حاجه اخسرها ، انا خسرت كل حاجه والبركه في ابن الجارحي ،
الدور والباقي عليكي انتي هتقوليله انتي عرفتي مكاني ازاي وايه علاقتك بيا ….
اعتقد انك اذكي من كده يا نسرين….
صمتت تفكر في كلامه ، لا تنكر انه محق ، هي لاتقدر ان تشي به عند عاصي ….
من جهه عاصي لن يتركها قبل ان يعرف كيف وصلت اليه وربما افتضح امرها …
ومن جهه اخري ، مازن وتهديده لها فهو ممكن في لحظه تهور ان ينهيها !!!
لذلك عليها مجاراته فيما يريد حتي تستطيع بحنكتها ان تحصل علي التسجيلات منه وساعتها ستتخلص منه للابد …
تحدثت بنبره ثابته : والمطلوب يا مازن؟؟
اجابها مازن دون تردد: عاوزك تساعدني … انا عرفت مكان غفران وعاوز اوصل لها قبل ما بسلامته يعرف مكانها …
عاوزك تحوليلي 500 الف علي رقم الحساب اللي هبعتهولك ….
اجابته هادره باستنكار: نععممممً، 500الف ايه …
انت مـ.ـجـ.ـنو.ن وانا هجيب لك الفلوس دي منين ان شاء الله…!!!!
اجابها هادراً بعنف: ماليش فيه ، تتشقلبي وتتعدلي وتحوليلي الفلوس ، قدامك اسبوع بالكتير والمبلغ يكون في حسابي ..
لان اسبوع وساعه زياده هيكون صوتك الجميل ببرن في رساله علي نليفون عاصي … سلام …
قالها واغلق الخط معها وسط زهولها ورعـ.ـبها منه ومن جديه تهديده….
صوت وصول رساله علي احد التطبيقات نبهها ، فتحت الرساله فوجدت انه بالفعل اًرسل لها رقم حساب خاص به …
ضغطت علي الهاتف تعتصره بين قبضتها بغل وهي تتوعد مازن ولكن عليها اولاً ان تجاريه وتنفذ له طلبه وبعدها يكون لكل حادثٍ حديث!!!!!
………………………..
بخطوات سريعه متـ.ـو.تره كانت نسرين تقتحم غرفه نوم خالتها والتي كانت تتوسط فراشها استعداداً للنوم….
اعتدلت دريه علي الفراش تناظرها بغضب : يا بـ.ـنتي حـ.ـر.ام عليكي قلبي هيقف مره من كتر ما بتخضيني…
تحدثت نسرين مسرعه: مش وقت خـ.ـو.فك ده يا انطي ، اسمعيني كويس انا واقعه في مصيبه…
استرعت انتباه خالتها وهتفت تسالها بتوجس : مصيبه ايه تاني .. هببتي ايه المره دي….
اعتدلت نسرين في جلستها علي الفراش امام خالتها : هحكي لك كل حاجه بس لازم تساعديني
والا هنضيع كلنا ….
ثم اخذت تقص عليها مكالمتها مع مازن والمبلغ الكبير الذي طلبه منها …..
في نفس الوقت ، دلف عاصي الي داخل القصر بجسد منهك ، فهو اصبح يمضي اليوم كله في المجموعه يعمل بكل طاقته ويعود اخر الليل منهكاً متعباً ويغرق في النوم فور ان يصعد الي غرفته…
فهو يشغل وقته كله بالعمل حتي لا يتثني له التفكير في غفرانه ، حتي انه ترك جناحهم منذ رحيلها ولم يدخله وعاد الي جناحه السابق قبل زواجه منها .، ومع ذلك لايستطيع منع عقله من التفكير فيها وان حدث وفعلها نهاراً ، تزوره في احلامه ليلاً…!!!
استقبلته نعمـ.ـا.ت هاتفه باحترام: حمد الله علي سلامتك يا باشا ، تحب حضرتك احضر لك العشاء…
اجابها بـ.ـارهاق وهو يتوجه نحو الدرج صاعداً لاعلي: لا متشكر يا نعمـ.ـا.ت انا هنام علي طول ….
ثم سالها وهو يطلع اولي الدرجات: الحج اتعشي واخذ ادويته قبل ما ينام ولا لاء…
اجابته نعمـ.ـا.ت بتقرير: طبعاً يا باشا وانا بنفسي اللي عطيته الدواء…
تمام روحي انتي يا نعمـ.ـا.ت … تصبحي علي خير ..
ثم صعد درجات وهو يعلق جاكيت بدلته علي كتفه وصل الي الدور الاور وكاد ان يكمل طريقه الي اعلي ولكنه غير رايه وقرر ان يذهب الي غرفه والدته حتي يطمئن عليها فهو لم يراها منذ ثلاثه ايام !!!!
يخرج مبكراً ويعود متاخراً …..
في الداخل ، شخب وجه دريه بشـ.ـده وهتف تتحدث وقلبها يكاد ينخلع من موضعه: يا نهارك اسود ومنيل ، انتي عارفه ده معناه ايه ، معناه انك ضيعتي ، عاصي لو عرف مش هيرحمك!!!
هتفت نسرين تحدثها بنبره خطره رافعه احدي حاجبيها بشر: قصدك ضيعنا يا انطي ، انا لو حصل وعاصي كشفنا ، انا مش هضيع لوحدي وهقوله علي كل حاجه اعرفها ، القديم والجديد …
وهقوله انك شريكتي في كل حاجه ، وكل خطوه كنت بخطيها كانت بعلمك وموافقتك!!!!
ناظرتها دريه بغل فهي تعرف ابنه شفيقتها مـ.ـجـ.ـنو.نه ومتهوره ولا تتورع عن تنهيها معها اذا اكتشف عاصي حقيقه الامر ….
فكرت بخبث انها يجب عليها ان تجاريها فيما تريد وبعدها ستتخلص منها ومن مازن في ضـ.ـر.به واحده
وتبلغ عاصي عنهم في الوقت المناسب …!!!
هتفت تجيبها بغضب حاولت مداراته خلف قتاع من الجمود: ماشي يا نسرين هساعدك ، بس احنا لازم نتصرف وبسرعه علشان الواد ده لو نفذ تهديده يبقي روحنا في خبر كان وساعتها عاصي مش هيهمه احنا بالنسبه له ايه ولا هتفرق معاه اني امه وانتي بـ.ـنت خالته…
اجابتها نسرين مفكره: ما هو علشان كده بقولك لازم نلاقي حل ، خصوصاً انه مديني مهله اسبوع واحد علشان احول له المبلغ ولا كل حاجه هتضيع …
هتفت دريه بحيره: بس المبلغ كبير اوي هنحوله ازاي ، وانا لوسحبت المبلغ ده مره واحده عاصي ممكن يشك فينا …
هتفت نسرين باعصاب مشـ.ـدوده: مش عارفه بقي يا انطي اتصرفي ، لازم نتحرك وبسرعه خصوصاً انه عرف مكان الزفته غفران وهيخلصنا منها اخيراً…
تحدثت دريه تسألها : طب وابن عاصي ، انتي ناسيه ان منصور قالنا انها ولدت من حوالي شهرين ، هيعمل ايه في الواد…
اجابتها نسرين بقرف وهي تشيح بيدها في وجهها: يعمل اللي يعمله بقي انشالله يمـ.ـو.ته حتي ، مش لازم يبقي في رابط بين غفران وعاصي ابداً…
هتفت دريه وقد وخزها ما تبقي لها من ضمير: بس ده طفل صغير وابن عاصي مهما كان …
احنا نتفق معاه انه يبعت لنا الولد مع حد ،…
ثم تابعت تضيف بشيطنه: وبكده نبقي ضـ.ـر.بنا عصفورين بحجر واحد ، بعدنا غفران عن عاصي وكـ.ـسرنا قلبها ببعد ابنها عنها ، وفي نفس الوقت الولد يتربي مع ابوه ومعانا…..
انتفضت نسرين واقفه وهتفت بنبره تحذيريه خطره وهي تقرب وجهها من دريه وملامح وجهها تربد بغل اسود: لا … قلت لك مش هسمح يكون في رابط بين عاصي وغفران ، مش هسمح لابنها يعيش معاه علشان يفكره بيها ليل نهار كل ما يبص له ..
عاصي لو هيخلف فهيخلف مني انا وبس…..!!!
انفتح باب الغرفه فجأه بقوه وعاصي يطل عليهم بجسده القوي ممكساً بمقبض الباب بيده بقوه تكاد تعتصره ويناظرهم بملامح وجه غير مقروءه..!!!
شحب وجه دريه ونسرين وانتفضوا مفزوعين مع صوت فتح الباب وظهور عاصي من خلفه !!
ارتعدت اوصالهم من مظهره وخشوا ان يكون قد استمع اليهم فهي فيها نهايتهم….
ابتلعت دريه حلقها الذي جف منها فجأه وهتفت تساله
بتلعثم : ع عااصي .. و واقف عع عندك كده ليه؟؟
صمت عاصي يتفرس في ملامحهم الشاحبه طويلاً مما جعلهم يمـ.ـو.تون رعـ.ـباً من رد فعله وقد ايقنوا انه استمع الي حوارهم مما جعلهم ينفضون هلعاً مترفين انفجاره الذي سيطيح بهم لامحاله ….!!
اتسعت ابتسامه عاصي وهو يدلف الي الداخل مقترباً من والدته ثم انحني بجسده عليها مما جعلها ترجع بجزعها الي الخلف في حركه دفاعيه خـ.ـو.فاً منه …
الا انه طبع قبله علي راسها : انا قلت اجي اطمن عليكي يا دريه هانم علشان بقالي يومين ما شوفتكيش…
ثم نظر الي نظر هاتفاً بنفس الابتسامه : عامله ايه يا نيسو حشـ.ـتـ.ـيني و  انتي كمان !!!!
ارتفع حاجبي نسرين الي اعلي حتي كادوا ان يصلوا الي منابت شعرها هاتفاً بعدm تصديق : وحشتك!!!
اجابها عاصي وهو يجلس بجانب والدته واضعاً ذراعه علي كتفها يضمها الي صدره: طبعاً حشـ.ـتـ.ـيني و  ايه الغريب في كده …..
هتفت دريه بابتسامه واسعه بعدmا تنهدت بـ.ـارتياح وقد تاكدت من ملامحه انه لم يستمع الي حديثهم : مالك يا نيسو مستغربه كده ليه هو عاصي عنده اغلي منك ، مش كده ولا ايه يا عاصي …
هتف عاصي ضاحكاً : طبعاً يا ست الكل انا ماليش غيركم في الدنيا ، محدش بيحبني ولا بيخاف عليا غيركم …ربنا يخاليكم ليا….
اتسعت ابتسامه نسرين هاتفا بسعاده وهي تكاد تطير من الفرحه: انت عارف يا عاصي انت غالي عندنا قد ايه وبنحبك ازاي ….
نظر لها عاصي داخل عينيها بقوه هاتفاً بغموض: عارف يا نسرين …
ثم حول نظراته الي والدته يسالها مستفسراً: فلوس ايه اللي كنتوا بتتكلموا عنها دي قبل ما ادخل…؟؟؟؟
تعالت ضـ.ـر.بات قلب نسرين ودريه هلعاً حتي ظنوا انها وصلت الي عاصي الذي ينظر اليهم بترقب…
هتفت دريه تجيبه بخبث وهي تنتفض من شـ.ـده الخـ.ـو.ف: دي… ده مبلغ كده نسرين كانت عاوزاه علشان تتبرع بيه لجمعيه خيريه بتراعي الايتام ..
اومأ عاصي براسه وهو يحول نظراته الجـ.ـا.مده الي نسرين والتي تقسم انها تبولت في سروالها من شـ.ـده الخـ.ـو.ف: اممممممم … والمبلغ ده قد ايه يا نسرين..
هتفت نسرين تجيبه بتلعثم : هاااا .. يعني مش مهم يا عاصي ما تشغلش دmاغك انا هتصرف….
هتف عاصي بلوم وهو يضع يده علي يدها المستريحه بجوارها علي الفراش: معقوله يا نيسو تقولي كده ، اومال لو مش هشغل دmاغي بيكي وبطلباتك هشغلها بايه …
نظرت نسرين الي يده الموضعه علي يدها بعدm تصديق ثم عادت تنظر اليه وهي تكاد تخرج قلوب من عينيها : بجد يا عاصي .. انا بشغل تفكيرك…
اجابها بتاكيد: طبعاً يا نيسو ودي عاوزه كلام …
ثم تابع وهو يخرج دفتر الشيكات من جيب سترته ثم حرر الشيك علي بياض واعطاه لها : خدي يا ستي ده شيك علي بياض حطي فيه الرقم اللي انتي عاوزاه سواء مصري ولا بالدولار واتبرعي بيهم للجمعيات اللي انتي عاوزاها ..
ما هو الواحد ما يقدرش يقول لا لعمل الخير !!!
قالها وهو يمد يده لها بالشيك وسط زهول كلاً منهما …
ثم استقام واقفاً هاتفاً بنبره ناعسه: اسيبكم بقي علشان انا تعبان وهمـ.ـو.ت وانام .. تصبحوا علي خير..
قالها واولاهم ظهره خارجاً من الغرفه تاركهم يحلقون في ظهره بذهول وافواههم تكاد تلامس الارض من شـ.ـده زهولهم….
………………………………………..
في صباح اليوم التالي ، دلف عاصي بخطوات جـ.ـا.مده الي مكتب جده في مجموعه الجارحي متحدثاً بجديه: عاوزه اتكلم معاك ….
رفع الحج منصور انظاره من علي الاوراق امامه واستغرب حاله حفيده وملامح وجهه الغير مقروءه واجابه : خير يا عاصي .. اتكلم انا سامعك…
سحب عاصي نفس قوي يمليء به رئتيه قبل ان يهتف بنبره جاده محاولاً السيطره علي اعصابه: انا عارف انك انت اللي ساعدت غفران انها تمشي وعارف كمان انك انتي اللي خاليت آدm يكلمني ويبلغني بمعاد ولادتها …
وعارف كمان هي قاعده فين وعند مين …
قال جملته الاخيره بغل وهو يضم قبضته بقوه محاولاً التحكم في غضبه….
نظر له الجد طويلاً دون رد وهو كان يعلم ان حفيده لن يهنأ له بال الا اذا عرف مكان زوجته….
تحدث الجد بهدوء: وانت ايه اللي مخاليك متاكد من ان انا عارف مكانها …
هتف عاصي بنفاذ صبر: جدي .. من فضلك من غير لف ودوران …
ماهو مش معقول يعني انا هيدخل عليا انك متعرفش مكانها وقاعد متماسك كده قدامنا ، انت فعلاً لو مش عارف مكانها كان زمانك راقد في المستشفي لا قدر الله…
وبعدين انا مش اهبل ولا برياله علشان اصدق ان آدm يعرف مكانها وما يقولكش ، وانه علشان ولادتها كانت صعبه كلمني علشان اكون جنبها وجنب ابني ده غير حكايه صاحبتها اللي قاعده عندها في سويسرا…
حاجه كده ما تدخلش علي عقل عيل صغير خصوصاً ان غفران شخصيه مش اجتماعيه للدرجه …
ولا اني هصدق انها كلمتك بس لما ولدت تطمنك عليها ….
انا عارف انك خططت لكل ده علشان تحميها مني ومن غضبي قبل ما اعرف الحقيقه ….
وكمان تحميها من اللي عمل كده فينا …./
وبعد كده علشان تعـ.ـا.قبنا احنا الاتنين علشان غلطنا في حق بعض ….
كل ده انا مسامح فيه ، بس الحاجه الوحيده اللي مش مسامح فيها انك تقعدها في بيت آسر الراوي حتي لو كان مش بيهوب ناحيتها وان في خدm وحراسه في البيت ….
ده اللي مش هسامحك عليه ابداً يا جدي…
هتف الجد بحنو: يا ابني انا كنت خايف عليها اسييها في بلد غريبه لوحدها وانت عارف غفران طيبه وساذجه وممكن اي حد يضحك عليها …
علشان كده فكرت في آسر الراوي لانه هيخاف عليها ويحميها زي اخته بالظبط …
وهو شخص انا بثق فيه وعارف ان هيكون قد المسؤليه …
والصراحه الرجل مش مقصر وما شوفتش منه اي حاجه وحشه ولا غفران اشتكت منه او انه اتجاوز حدوده معاها…..
صاح عاصي هادراً بانفعال ونيران الغيره تنهشه: مهما كان ده بيت رجل غريب وانا مقبلش ان مراتي وام ابني تقعد في بيت رجل غريب …
هتف الجد بمكر : طليقتك مش مراتك!!!!
نظر له عاصي بشراسه واطلق سبه نابيه بخفوت ثم تابع مضيفاً بجنون : ايا كان دي ام ابني وبـ.ـنت عمي …
ابتسم الجد وهو يقرأ ما بداخل حفيده بوضوح: والمطلوب…
مسح عاصي علي وجهه اكثر من مره حتي يهديء من غضبه : المطلوب ان غفران لازم ترجع مصر وفي اول طياره….
رفع الجد حاجبه وناظره بشك: كل ده علشان هي في بيت الرواي….
اجابه عاصي وعينه تومض بمويض شرس : ده اولاً ، لكن ده اللي عاوز اتكلم معاك فيه وتساعدني علي تنفيذه ….
نظر له الجد مدققاً : وانا كلي آذان صاغيه…
…………………………………
بعد مرور اسبوع…..
تجلس امام المدفئه تحـ.ـضـ.ـن صغيرها الغافي داخل احضانها تتأرجح علي الكرسي الهزاز بحركات رتيبه هادئه والافكار تعصف داخل رأسها ….
تسترجع كل ما حدث معها ، كيف كانت فتاه بريئه رقيقه خجوله منغلقه علي نفسها ، تهيم عشقاً في الشخص الوحيد الذي اقتحم عذريه قلبها ومشاعرها دون استئذان وتربع علي عرش قلبها …
وكيف اصبحت بين ليله وضحاها زوجته ، وشعرت وقتها بانها امتلكت الكون كله رغم جموده معها وعدm تقبله لزواجهم ثم ضحكت لها الدنيا وشعر بها وعشقها او هكذا ظنت ….
وكيف انقلبت حياتها رأساً علي عقب وانفصلت عنه واصبحت في لحظه مطلقته !!!!!
هل حقاً اخطأت عنـ.ـد.ما اخفت عنه ذهابها للطبيبه ؟؟؟
يعلم الله ان نيتها لم تكن سيئه ولا تريد ان تخفي عنه شيئاً وفعلت ما فعلت بدافع عشقها له …
تنهدت بثقل وهي تقرر انها يجب عليها ان تعود ، يجب ان تواجه ، يكفي هروب وبُعد …
يجب ان تعود حتي ولو انتهت قصتها مع عاصيها ، يجب ان تعود الي وطنها واهلها ….
يجب ان تعود حتي يعيش ابنها في كنف والده ، فهي قد وعدت جدتها ان لا تحرمه من ابنه …
يكفي انها لا تريد لابنها ان يشعر مثلها بشعوراليتم ، والذي بالرغم من حنان جدها عليها الا انها تفتقد لحنان والديها …..
نهضت وهي تحمل ابنها علي ذراعيها تضمه بحمايه وقد عزمت علي ان تهاتف جدها وتخبره برغبتها في العوده….
قطع آسر عليها طريقها عنـ.ـد.ما دلف الي حجره المعيشه فجأه بعدmا كان يقف يتابعها بنظراته العاشقه من علي باب الحجره ولم يرغب في قطع خلوتها مع نفسها ….
وقف يتأملها وقلبه ينبض بعنف داخل صدره شوقاً وحباً لها ، وقد قرر بعد فتره طويله من التفكير ان يصارحها بحقيقه مشاعره ورغبته الحقيقه في الارتباط بها ….
هتف غفران مجفله عنـ.ـد.ما وجدته يقف امامها يطالعها بنظرات تعرفها جيداً وحدث الانثي بداخلها يخبرها انه يكن مشاعر لها وهو الامر التي ترفضه وتحاول التهرب منه باي شكل …
آسر حمد الله علي السلامه وصلت امتي …
حمحم يجلي حنجرته واجابها : لسه واصل من شويه .. اخبـ.ـارك ايه طمنيني عليكي وعلي عمر …
اجابته برقه : احنا الحمد الله كويسين …
ثم تابعت تقول متعمده حتي تقطع عليه اي أمل : كويس انك جيت ، انا قررت اني ارجع مصر .. كفايه كده عمر لازم يعيش مع باباه…
هوي قلب آسر بين قدmيه وشعر بان قلبه يكاد يتوقف بسبب رحيلها وعودتها الي عاصي ومعناها بعدها عنه للابد ، فتحدث بدون تفكير هاتفاً : غفران …
نظرت له بتدقيق ، فاكمل يتابع وعينيه تلمع بتصميم رغم تـ.ـو.تره: انا بحبك وعاوز اتجوزك …!!!!
شهقت غفران بقوه تضع يدها علي فمها وقد تاكدت من ظنونها نحو آسر ….!!!!
في نفس الوقت ،في قصر الجارحي …
كان نفس المشهد يعاد مع اختلاف الاشخاص وبنفس رده الفعل ولكن بسعاده اكثر من جانب دريه ونسرين عنـ.ـد.ما صدح صوت عاصي موجهاً حديثه اليهم: نسرين … تقبلي تتجوزيني…! !!!!
…………………….
فرحه الفوز والشعور بالانتصار وكأنك حصلت اخيراً علي الدرع الذهبي بعد سنين طوال قضيتها في العدو والركض وراء هدف معين واستطعت تحقيقه في النهايه بغض النظر عن الطرق التي سلكتها للوصول الي ذلك الدرع حتي لو تحالفت مع الشيطان للوصول الي هدفك !!!!!
كان هذا شعور نسرين بعدmا سمعت باذنيها صوته الرخيم وهو يطلب يدها للزواج امام الجميع ….
تماماً كما فعلها من عام مضي في نفس المكان وامام نفس الاشخاص وطلب يد غريمتها للزواج …
وما اشبه اليوم بالبـ.ـارحه !!!!
فأمس كانت تشعر بالغيره والحقد والغل لانه لم يختارها هي ..!!!
اما اليوم فهي تشعر انها تحلق فوق السحاب بعدmا اخيراً وبعد عـ.ـذ.اب اختارها هي .. هي نسرين الحوفي اختارها عاصي الجارحي …..
اختارها لتكون في مكانها الصحيح … في المكان الذي من المفترض انه حقها … اختارها وقد تأخر اختياره كثيراً ولكنه وصل اليه اخيراًً …
ستكون زوجته… زوجه عاصي الجارحي !!!
المكانه التي حلمت بها وتحالفت مع الشيطان حتي تصل اليها … المكانه التي ستفعل اي شيء من اجل الحفاظ عليها حتي لو اضطرت ان تحارب عاصي نفسه لو فكر في ان يقصيها من حياته مره اخري مثلما فعل من قبل !!!!
صدح صوت دريه من خلفها اخرجها من شرودها وهي تتحدث بسعاده: ياااااه يا عاصي اخيراً …
اخيراً فوقت وعرفت مين اللي تناسبك وتليق لك …
بجد احسن قرار اخذته في حياتك….
الف مبروك يا حبيبي … قالتها وهي تنهض من جلستها وتقترب منه تضمه الي حـ.ـضـ.ـنها بسعاده….
ابتسم عاصي بجاذبيه وهتف يجيبها: بتبـ.ـاركي علي ايه بس يا امي .. مش لما العروسه توافق الاول…
شكلها مش موافقه علي طلبي والدليل علي كده انها لسه مردتش ….!!!
هتفت دريه وابتسامتها تتسع من الاذن للاخري: مش موافقه ازاي ، دي بس مش متوقعه..
انت عارف نسرين طول عمرها بتحبك مش كده ولا ايه يا نيسو…!!!
قالتها وهي تنظر الي نسرين بفرحه شـ.ـديده…
صدح صوت الجد منصور من خلفهم هاتفاً بنبره جاده متسائلاً: كلام ايه اللي بتقوله ده يا عاصي ؟؟؟
استراح عاصي في جلسته واضعاً قدmاً فوق الاخري متحدثاً بنبره مؤكده: اللي حضرتك سمعته يا جدي…
انا قدامكم كلكم بطلب ايد نسرين للجواز ومستني اسمع رأيها…!!
حركت كل من نسرين ودريه انظارهم بين الجد وحفيده في قلق خشيه من وقوف الجد عقبه في تحقيق هدفهم ….
قطب الجد جبيبنه بعبوس قائلاً بنبره مستنكره: تتجوز ومن مين ؟؟ من نسرين؟؟
وغفران ..مراتك وام ابنك؟؟
هتفت دريه مسرعه تجيبه: ما هو طلقها خلاص ومابقتش علي ذمته..
نظر لها الجد نظره قويه اخرستها …
ثم وجه انظاره الي عاصي الذي اجابه بنبره جـ.ـا.مده موجهاً نظراته في عمق عينه: غفران!!!
وهي فين غفران ؟؟؟
هي خلاص اختارت حياتها وشايفه انها مرتاحه وهي بعيد …/
وبعدين هي كانت مرحله في حياتي وانتهت خلاص ….النصيب انتهي بينا لحد كده .
وكل اللي يربطني بيها بعد صله الدm اللي بينا هو ابني …
وابني انا هعرف الاقيه واوصل له وساعتها هوصل لاتفاق مع امه انه يتربي بينا ..
هكون كريم معاها ومش هعمل زيها واحرمها منه زي ما هي حرمتني منه…
ثم تابع يضيف بنبره ذات مغذي وهو يوجه نظراته نحو نسرين التي تتابع بترقب: وبعدين انا من حقي اعيش حياتي بالشكل اللي انا عاوزه ، انا رجل ليا اسمي ووضعي ولازم اتجوز الانسانه اللي تلييق ليا وينفع تشيل اسم عاصي الجارحي …!!!!
صمت ينظر اليها يرصد رد فعلها علي حديثه والذي ظهر بوضوح علي لمعه عينيها …
ثم تابع موجهاً حديثه لجده: انا سمعت كلام حضرتك قبل كده لما طلبت مني اتجوز غفران وفي النهايه ايه اللي حصل ؟؟؟
ولا حاجه … كل واحد مننا في ناحيه علشان احنا مش مناسبين لبعض …
ودلوقتي جيه الوقت اللي اختار انا فيه شريكه حياتي بنفسي …
صاد صمت طويل بينهم في انتظار رد الجد علي حديث حفيده والذي جاء مخالف لتوقعاتهم : عموماً يا ابني انا مش هقدر اقف في طريق سعادتك …
لو انت شايف ان سعادتك هتكون مع نسرين …
فألف مبروك ربنا يسعدك ويهنيك …
انا كل منايا في الدنيا دي كلها اني اشوفك سعيد ومتنهني في حياتك … انت حفيدي اللي ماليش غيره في الدنيا … انت امتدادي وامتداد امبراطوريه الجارحي من بعدي….
ابتسم عاصي باتساع ونهض يقبل يد جده هاتفاً بامتنان: ربنا يخاليك لينا يا جدي ويديمك فوق راسنا…
علي الرغم من الدهشه المرتسمه علي وجه دريه ونسرين من موافقه الجد ومبـ.ـاركته لاختيار عاصي ، الا ان سعادتهم بموافقته لا توصف ….
اقترب عاصي من نسرين حتي وقف امامها وهتف بنبره رجوليه جذابه داعبت اوتار قلبها : ها يا نيسو مش هتقوليلي رأيك في طلبي؟؟
اتسعت ابتسامه نسرين وهتفت تجيبه دون خجل : طبعاً موافقه يا عاصي .. انت عارف ان انا بحبك من يوم ما وعيت علي الدنيا وكنت مستنيه اللحظه اللي قلبك يحس فيها بقلبي وبمشاعري ناحيتك…!!!
اتسعت ابتسامه عاصي وهو يناظرها بنظره لن تفهم مغذاها ، ثم تابع قائلاً : تمام .. ييقي احنا كده متفقين..
هتفت دريه بسعاده وهي تقف تتوسط عاصي ونسرين وتحيط كل منهم بذراعيها: الف مبروك يا ولاد اخيراً فرحتوا قلبي …
تحدثت موجهه حديثها لعاصي: بقولك ايه انا عاوزه فرح مصر كلها تحكي وتتحاكي عنه ، ده المره دي الفرحه الحقيقيه وجوازه العمر ان شاء الله …
مش كده ولا ايه يا نيسو..
هتفت نسرين بفرحه وهي تنظر لعاصي بهيام تكاد تخرج قلوب من عينيها وقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها من شـ.ـده السعاده: اللي يقول عليه عاصي انا موافقه عليه…
يا سيدي علي الحب ، كده سلمتي ورفعتي رايه الاستسلام من اولها … قالتها دريه وهي تبتسم ابتسامتها المستفزه ..!!!
تحدث عاصي مؤكداً علي حديثها: كل اللي نسرين عاوزاه هيتعمل واكتر …
اسرعت دريه تضيف بحماس: خلاص احنا نعمل الفرح الخميس اللي بعد اللي جاي ، ايه رأيكم…
ويبقي كله مره واحده الشبكه وكتب الكتاب والفرح كله في يوم واحد ….
تعالت دقات قلب نسرين بقوه حتي كادت ان تخرج من صدرها وتحطمه من فرط السعاده كلما اقتربت من تحقيق حلمها ….
تحدث عاصي بنبره جاده قاطعه: لا فرح ..لا..!!!
تبدلت ملامح نسرين وشعرت بالاحباط ظناً منها انه لا يريد ان يقيم لها حفل زفاف مثلما فعل مع غفران…
سالته دريه مستفهمه: ليه يا عاصي مش عاوز تعمل فرح ..ولا نسرين مش زي غفران !!!!
كز عاصي علي دروسه يطحنها كاتماً ضيقه: الموضوع مش كده يا امي ../
انا هعمل فرح وكل حاجه .. بس الاول محتاج فتره انا ونسرين نقرب فيها من بعض .. مش عاوز اتسرع واعمل زي المره اللي فاتت ..
ده غير ان الجناح بتاعي محتاج اغيره واغير كل حاجه فيه وده اكيد هياخد وقت …
فاحنا ممكن نعمل خطوبه هنا في القصر الخميس اللي بعد الجاي زي ما حضرتك قلتي ولما الجناح يخلص نبقي نحدد معاد الفرح …!!
هتفت نسرين مسرعه بفرحه : وانا موافقه يا عاصي…
هتفت دريه باستسلام: خلاص يا حبيبي اللي تشوفوه ..انا اهم حاجه عندي سعادتكم…
تعالي معايا يا نيسو ده احنا ورانا حاجات قد كده عاوزين نلحق نخلصها قبل معاد الخطوبه….
قالتها وهي تسحب نسرين من يدها وتصعد بها الي اعلي حيث غرفه الاخيره حتي تبدأ في الاعداد والتجهيز للحفل ….
وقف عاصي واضعاً يديه في جيب بنطاله يتابع انصرافهم من امامه وقد تبدلت ملامح وجهه الي ملامح غير مقروءهً ثم تبادل نظرات ذات مغذي مع جده والذي اخذ يهز راسه بهدوء داعياً الله ان يحسن لهم تدبير آمرهم ……
……………………………
بعد اسبوعين……////
عدلت غفران من وضع صغيرها في عربه الاطفال المتحركه واحكمت الغطاء حوله جيداً خـ.ـو.فاً عليه من بروده الجو في الطائرة…!!!
لقد حسمت آمرها وقررت العوده مره اخري دون انتظار موافقه اي احد…
لقد قررت منذ اليوم الذي رحلت فيه ستكون هي سيده قرارها ، ستدير حياتها بالشكل الذي تراه مناسب لها ولن تسمح لاي احد مهما ان كان التدخل في شؤنها حتي ولو كان هذا الحد جدها !!!!!
جدها الذي اخذ يراوغها ويحاول اقناعها بعدm الرجوع في الوقت الحالي وهو الذي كان يتلهف لعودتها بفروغ الصبر !!!!
وعنـ.ـد.ما ضيقت عليه الخناق لمعرفه السبب تحجج بانه مشغول في صفقه كبيره ولم يكون متفرغ لها ولولدها عند عودته!!!
وهو الامر الذي لم تقتنع به علي الاطـ.ـلا.ق مما جعلها تشك ان هناك شيء خطير يحدث معهم ولم يرضي جدها ان يعلمها بشيء….
والذي اكد ظنونها موقف آدm وحديثه المطابق لحديث جدها ..
مما جعلها تتخذ قرارها بالعوده دون الرجوع لاحد ، فقط ارسلت رساله الي آدm تخبره بموعد وصولها ورقم رحلتها واغلقت هاتفها …..
اسندت رأسها علي النافذه بجانبها تتطلع في منظر السحاب امامها وشردت تتذكر حديث آسر معها قبل اسبوعين …!!!
Flash back…..
تحدث آسر مسرعاً دون تفكير : غفران انا بحبك وعاوز اتجوزك ….!!!!
انعقد لسانها ولم تعرف كيف تجيبه ، فهي بالرغم من احساسها ان آسر يكن لها مشاعر ، وحاولت بقدر الامكان التلميح له اكثر من مره انها لم ولن تتزوج مره اخري او ترتبط باي رجل بعد عاصي ….
الا ان حديثه الصريح صدmها وألجم لسانها ….
حاولت ان تصيغ كلمـ.ـا.تها حتي لا تتفوه بشيء يجـ.ـر.حه فهي رغم كل شيء تحمل له جميل مساعدتها هي وابنها والوقوف بجانبها …
حاولت التحدث بطريقه لبقه ولكن نظره التلهف في عينيه وترتها وشعرت بالشفقه عليه فهي اكثر الناس معرفه بشعوره ….!!!
شعور ان تعشق شخص لا يشعر بك ولا يراك نصفه الثاني ، تعشق عشق مستحيل تحقيقه !!!
ابتلعت غصه تسد حلقها وهتفت تحدثه بهدوء: آسر !!! ممكن تسمعني ارجوك وتفهمني كويس…
هتف آسر بنبره حانيه: انا مستعد اسمعك واسمع صوتك العمر كله … بس بالله عليكي ما تقولي كلام يوجـ.ـع قلبي اكتر من كده ….
صمتت ولم تعرف كيف تتحدث وهو يشعرها بالذنب والشفقه عليه اكثر واكثر….
تحركت من امامه وجلست علي احد الارائك وجلس هو في الاريكه المقابله لها متلهفاً لسماعها …
استجمعت غفران شجاعتها وتحدثت محاوله بقدر الامكان اختيار عبـ.ـاراتها بدقه: شوف يا آسر …
انا مقدره مشاعرك كويس اوي ومش هكدب عليك واقولك اني اتفاجئت بمشاعرك..
الحقيقه انا كنت حاسه ان في مشاعر منك ناحيتي من فتره …
بس للاسف يا آسر انا مستاهلش مشاعرك دي !!!
انقبض قلب آسر بين ضلوعه وسالها بنبره متألمه: ليه يا غفران ؟؟؟ لو انتي ما تستاهليش مشاعري اومال مين اللي يستالها ….!!!!!
اجابته غفران بصراحه: واحده تانيه غيري…
واحده تانيه قلبها ومشاعرها يكونوا ملكك انت ، مش ملك رجل تاني غيرك …
واحده تكون انت الاول والاخير في حياتها …
مش واحده زيي قلبها ومشاعرها لسه بتدور في نفس الدايره ومهما حاولت تخرج منها بتفشل بجداره…
همس يسألها بنبره مرتعشه حزينه: ياااه يا غفران بعد كل ده لسه بتحبيه؟؟؟
ابتسمت غفران بمراره واجابته بصدق: عرفت ليه بقولك انا مستاهلش حبك…!!
لان ببساطه قلبي مش ملكي ،مهما حاولت اقاوم وانكر واقول اني هنسي واطلعه من قلبي ، بلاقيه بيحتل قلبي اكتر من الاول ….
اخرجت تنهيده مثقله من قلبها واضافت: حتي وانا عارفه ان رجوعنا لبعض مستحيل ومفيش فيه أمل ..
لان انا مجروحه منه اوي ومع ذلك مش هقدر انساه ولا هقدر اطلعه من قلبي ..
زي ما برضه مستحيل اني اقدر ارتبط بحد غيره…
لان ببساطه حبه اتولد معايا وعاش جوه قلبي عمري كله وللاسف مش هقدر اعيش من غيره….
نظر لها آسر بملامح حزينه وقلب يبكي حـ.ـز.ناً وآلماً عليها وعلي نفسه …
هتف بنبره متحشرجه : وانا مش هيآس اني في يوم اكون موجود مكانه في قلبك ، بس انتي ساعديني واديني فرصه …
شعرت غفران بالاسف عليه والحرج منه ، وهتفت تجيبه بتسويف : ربنا يعمل اللي فيه الخير ، كل واحد بياخد نصيبه…..
End of flashback……
فاقت من شرودها علي صوت المضيفه تطلب منها ربط حزام الامان استعداداً لهبوط الطائره في ارض الوطن …..
بعد نصف ساعه كانت تخرج من مطار برج العرب في الاسكندرية تجر حقيبه سفرها وعربه صغيرها ،
وكان آدm في استقبالها….!!!
بعد قليل كانت تجلس بجوار آدm في سيارته ، نظرت له وهو يقود السياره مركزاً نظراته علي الطريق امامه وملامح وجهه لاتفسر !!!!
سالته مستفهمه: مالك يا آدm انت مش مبسوط ان انا رجعت ولا ايه؟؟؟
اجابها آدm نافياً: ايه اللي بتقوليه ده يا غافي ، انتي عارفه انا كنت مستني اليوم اللي ترجعي فيه انتي وعمر بفارغ الصبر…
هتف تتابع بنبره مستنكره: اومال شكلك بيقول غير كده ليه .، حاسه انك مضايق او مش مبسوط..
ابتسم آدm ورد بمراوغه: ابداً شويه مشاكل في الشغل شاغله دmاغي ….
ماشي هعمل نفسي مصدقاك …. ثم نظرت امامها ودققت في الطريق حولها ووجدت انه طريق غير طريق القصر..
سالته بحيره/: انت رايح فين ده مش طريق القصر ..
نظر لها آدm ولا يعرف كيف يجيبها …
هل يقول لها ليتها ما جاءت اليوم بالذات .؟؟
هل يقول لها انها اختارت ان تعود في يوم خطوبه عاصي علي نسرين؟؟؟
اجفله صوتها العالي : ما تقول يا آدm انت موديني علي فين !!!
اجابها آدm بنبره مهمومه: رايحين عندي البيت ، ومن غير اسئله كتير لما نوصل هفهمك علي كل حاجه!!!!
قالها وهو يدعس علي دواسه البنزين والافكار تعصف برأسه خائفاً من مواجهتها بالحقيقه ولكن ليس امامه خيار اخر سوي اخبـ.ـارها بنفسه بدلاً من ان تعلم من غيره….!!!!
بعد بعض الوقت كانت تجلس امام آدm في شقته باعصاب مشـ.ـدوده والظنون تلعب بها …
هناك شيء يخفوه عنها وهي متاكده من ذلك ، كل الشواهد حولها تؤكد حدسها.!!!
هتفت تساله بقلق: ممكن بقي اعرف في ايه وانت مخبي عني ايه بالظبط علشان كده جبتني علي هنا ومرجعناش القصر …
صمتت تتفرس في ملامحه قليلاً ثم تابعت تضيف بنبره ساخره حزينه: ولا عاصي باشا لسه رافض رجوعي للقصر وهو دع اللي مخاليك مش عارف تتكلم من ساعه ما وصلت ….
عموماً انا عاوزاك تطمنه ان قعادي في القصر هيبقي بشكل مؤقت لحد ما اخد بيت ليا ولابني ، انا مش هعيش معاه تحت سقف واحد مره تانيه ، وقوله كمان….
انهارده خطوبه عاصي يا غفران …..!!!!!
قالها آدm مسرعاً كمن يلقي بحمل ثقيل من علي اكتافه حتي يرحمها من تخيلاتها وظنونها التي تكاد تذبح روحها حتي لو ادعت هي غير ذلك…..
هل شعر احد في يوم ما ان هناك من يشق صدرك ويخرج منه قلبك يعتصره بيده بقوه دون رحمه دون اعطاءك مـ.ـخـ.ـد.ر للتحمل هذه الآلام الرهيبه!!!
هذا هو شعورها عنـ.ـد.ما سمعت ما تفوه به آدm …!!ظنت في الاول انها ربما لم تسمع جيداً او ربما يقصد احد غيره ، ولكن نظراته الحزينه المتعاطفخ معها اكدت لها ما سمعته…
نعم حقيقه، عاصي خطب غيرها ، عاصيها اصبح لامرأة اخري غيرها …
امرآه اخري ستنعم بقلبه وعشقه ودلاله ، امرآه اخري ستاخذ ما هو حقها ، قلبه وعقله وجسده سيكون ملكاً لاخري غيرها ….
ابتلعت غصه مؤلمه مره كالعلقم في جوفها وتحدثت بثبات زائف رغم جـ.ـر.ح قلبها النازف في صدرها: طب وايه يعني ما يخطب ولا يتجوز ….
ده شيء متوقع يعني هو هيعيش عمره كله راهب .!!
ربنا يسعده ويهنيه …
وعلشان كده انت وجدو ما كنتوش عاوزني ارجع علشان الباشا عريس وبيخطب !!!!
شعر آدm بالشفقه عليها وهتف بنبره حانيه: مش القصد ، يعني جدي كان قصده انك يعني ترجعي بعد ما يخطب مش نفس اليوم يعني .. علشان ما تضايقيش…
هتفت تتحدث بسخريه مريره: لا اطمنوا ، مفيش حاجع هتضايقني من هنا ورايح …
وعاصي كل اللي ببني وبينه ابنه وبس ، وكل واحد مننا له حياته يعيشها زي ما هو عاوز…
كاذبه ، تعلم انها كاذبه ، وآدm يعلم انها كاذبه وتتعـ.ـذ.ب بسبب عاصي وتتحدث بتلك القوه الواهيه لتواري خلفها آلم قلبها وجـ.ـر.ح كرامتها …
هتفت تساله بنبره مرتعشه ولم تستطع منع فضولها لمعرفه هويه من سرقت حقها: ويا تري بقي مين العروسه ؟؟
اجابها آدm بعبوس: نسرين …نسرين بـ.ـنت خالته!!!
ظلت لدقائق كي تستوعب صاحبه الاسم الصادm ،
نسرين !!!! نسرين التي كانت تسعي اليه طوال عمرها ولم تكف عن الاعيبها لتحصل عليه حتي بعد زواجهم ….!!!
وهو كيف استطاع ان يفعلها .؟؟
والله لو كانت واحده اخري ما كانت ستشعر بتلك الآلام التي تذبح روحها وكانت ستتمني له السعاده من قلبها حتي وهو ليس لها …
ولكن ان يختار نسرين دوناً عن غيرها ، هذا هو ما يجـ.ـر.حها ويـ.ـؤ.لمها …
مسحت دmعه خانتها ونزلت علي وجنتها وهتفت بنبره متحشرجه: ربنا يتمم له علي خير…!!
يالا انت قوم ارجع علي القصر اكيد وراك حاجات هتعملها علشان حفله باليل …
وما تقلاقش عليا انا هاخد شاور وانام من تعب اليفر وبكره نبقي نتكلم …
قالتها وهي تنهض تجر حقيبه سفرها خلفها متجهه الي الغرفه التي وضعت فيها صغيرها عند وصولها تهرب من عينيه المشفقه عليها ، وتجرجر خيباتها وجراحها خلفها كما تجر حقيبتها …
وقف آدm يتطلع في ظهرها الموالي له شاعراً يالعجز والشفقه عليها ، ولا يعرف كيف يتصرف معها ومع عاصي وهو مكبلاً ومقيداً بوعد قطعه مع جده وعليه الالتزام به حتي يحين وقته….!!!!!!
…………………………….
في المساء…
كانت حديقه قصر الجارحي مزينه بالاضواء المبهجه التي تعكس جمال وروعه القصر ….
وكانت الجموع من المدعوين منتشرين داخل الحديقه ملتفين حول الطاولات المتنوعه ما بين الطاولات العاليه ذات المقاعد الطويله العاليه والمزينه بالتل الذهبي والورود ، وبين الطاولات المستتديره ذات المقاعد العاديه والمزيينه ايضاً بنفس الشكل مما اعطي لها مظهر راقي وجذاب ..//
كان الحج منصور الجارحي يجلس علي طاوله مستتديره تتوسط الحديقه ويجلس معه كبـ.ـار رجـ.ـال الدوله وبعض الوزراء ورجـ.ـال الاعمال …/
اما عاصي فكان متالقاً ومتانقاً كعادته بحله رماديه انيقه ابرزت جسده العضلي بشكل واضح ، وصفف شعره البني الطويل نسبياً كعادته للخلف ،وكانت لحيته الكثيفه المنمقه تعطيه مظهر رجولي جذاب !!!
وكذلك نسرين التي كانت السعاده تشع من عينيها وهي تتألق في ثوب عاجي اللون بكتف واحد ذو طبقات منتفخه من القماش وتركت الكتف الاخر عاري وصففت شعرها في تسريحه جانيه اسدلتها علي جانب كتفها العاري!!!!!
كانت تتعلق نسرين بذراع عاصي والفرحه تكاد لا تسعها وهي تتلقي التهاني من الحضور بمناسبه تحقيق حلمها اخيراً ….
وكذلك دريه التي كانت تسير بين الحضور بسعاده غامره وهي ترحب بهم وتتلقي منهم التهاني والتبريكات!!!!!!
تعالي التصفيق والتهليل بعد ان البسها عاصي الشبكه الماسيه والتي عبـ.ـاره عن طقم الماس باهظ الثمن والتي انعكست لمعته علي عين نسرين الجشعه ، والتي لم تكن تتخيل في احلامها ان ترتدي مثله من قبل …//
في نفس الوقت ترجلت غفران من سياره ليموزين امام بوابه القصر الخارجيه تحمل صغيرها …
وقفت تنظر للقصر الذي تضوي انواره في السماء ، ابتسمت بالم وهي تتذكر لحظات حياتها داخل هذا القصر وكيف عاشت فيه سنوات عمرها معذذه مكرمه وكيف خرجت منه مطروده بعدmا اتهمت في شرفها واتهمت بالخيانه ….
نفضت عنها شعورها بالمراره وهي تخطو بخطواتها الي داخل القصر ..
فهي عادت اليوم غفران اخري غير التي خرجت من هنا ، غفران اقوي واشجع …!!!
دلفت من بوابه القصر الجانبيه وكان في انتظارها خادmتها نعمـ.ـا.ت بعد ان هاتفتها قبل مجيئها واخبرتها ان تنتظرها وان لا تخبر اي حد بمجيئها …/
هتفت نعمـ.ـا.ت بسعاده وهي تقترب منها تضمها بعاطفه اموميه صادقه: غفران يا حبيبتي … الف حمد الله علي سلامتك حشـ.ـتـ.ـيني و  يا غاليه يا بـ.ـنت الغاليين…
ضمتها غفران بقوه فهي تكن لنعمـ.ـا.ت محبه ومعزه خاصه ، فهي من قامت بتربيتها بعد وفاه والدتها….
هتفت غفران بحشرجه تغالب دmـ.ـو.عها: وانتي كمان يا داده حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي ….
اخرجتها نعمـ.ـا.ت من حـ.ـضـ.ـنها ونظرت الي صغيرها بحنان وهي تاخذه منها تضمه لحـ.ـضـ.ـنها: ما شاء الله هو ده عمر …!!!
يا حبيبي شبه ابوه الخالق الناطق …
ثم تابعت تضيف بنبره حزينه: ربنا يهديه وينور له بصيرته… شوفتي وصل بيه الحال لفين بعدك !!!
مين كان يصدق ان ده يحصل بقي عاصي باشا يتجوز بعدك ومين … نسرين …!!!!
انا والله ما مصدقه نفسي كاني بحلم …!!
اجابتها غفران تغالب دmـ.ـو.عها : مالوش لزوم الكلام ده يادادا خلاص كل واحد فينا اخد نصيبه…!!
ثم تابعت قبل ان تسترسل نعمـ.ـا.ت في حديثها: عاوزاكي تاخدي عمر تنيميه في اوضتي … اوضتي القديمه يا دادا ..
اومأت لها نعمـ.ـا.ت وهي تتحرك تصعد الي اعلي تتابعها نظرات غفران حتي اختفت عن انظارها ….
وقفت غفران تاخد نفس عميق تهديء به من روعها وتستجمع شجعاتها قبل ان تدلف الي الحديقه…
وقفت تلقي نظره اخيره علي نفسها في مرآه جانبيه
تتاكد من هيئتها ….
كانت ترتدي فستان باذنجاني بدون اكتاف علي شكل قلب من الصدر واطلقت العنان لشعرها مسدلاً علي جانبي وجهها مع زينه خفيفه …
كانت هيئتها تجمع بين البساطه والجرأه تناسب شخصيتها الجديده
دلفت من بوابه الحديقه تتهادي في خطواتها حتي لمحته اخيراً ….!!!!
واقفاً بهيئته الجذابه كما هو بل اشـ.ـد وسامه من ذي قبل…..
تحركت بخطوات رشيقه تقترب منه وعينيها لا تتزحزح عنه هو وغريمتها التي تبتسم بسعاده ….
‎وقفت امامه تنظر اليه بقوه وترسم علي وجهها ابتسامه واسعه تخفي خلفها غيرتها والمها وجـ.ـر.حها منه وهي تراه امامها واقفاً بهيئته الرجوليه الوسيمه والذي ازدادت اضعافاً عن اخر مره رأته فيها …
‎يقف جنب امراه اخري غيرها ، امراه اخري غيرها كتبت علي اسمه
‎ابتلعت غصه مسننه تسد حلقها وزيفت ابتسامه واسعه علي ثغرها اتقنتها ببراعه …
‎سارت تتهادي في خطواتها حتي وصلت ووقفت امامه…
‎شعر برجفه في قلبه وتسارعت دقات قلبه بشكل غير مسبوق لم يحدث له منذ رحليها …
‎لم يدوي قلبه بمثل هذا العنف الا لها وفي حضرتها ولكن اين هي؟؟؟
‎ابتلع غصه في حلقه ومرارتها لازالت عالقه في جوفه…
‎هوي قلبه بين قدmيه وارتجفت اطرافه عنـ.ـد.ما استمع الي نبره صوتها التي لا يخطئها ابداً ..
‎ظن انه يهلوس من شـ.ـده اشتياقه اليها ولكن تاكدت ظنونه عنـ.ـد.ما استمع الي صوتها الذي اصبح اوضح من قبل حتي انه طغي علي اصوات الموسيقي العاليه حولهم…
‎ادار راسه نحو مصدر الصوت وقد تاكدت ظنونه عنـ.ـد.ما وجدها تقف امامه في كامل حسنها وبهاءها …
‎جميله هادئه رقيقه ولكن ثمه شيء بها مختلف !!!!
‎التهمها بنظراته المشتاقه والتي جاهد الا تفضحه ولكنه فشل بجداره في اخفاء مشاعره وشوقه لها…
‎جاء صوته الرقيق وهي تمد يدها اليه تتحدث برقه ممزوجه بقوه : مبروك يا عاصي ربنا يتمم لك بخير…
اتسعت عينيه علي وسعها وهو يراها اخيراً امامه في هيئه خـ.ـطـ.ـفت انفاسه .!!!
انها هنا … اخيراً ….
لماذا اليوم تحديداً اختارت ان تعود ؟؟؟
هل عادت اليوم تحديداً لكي تزيد من عـ.ـذ.ابه؟؟
هتفت تتحدث وهي تناظره بقوه داخل عمق عينيه: ايه يا عاصي مش عاوز تسلم عليا؟؟؟؟
فاق من سرحانه في حسنها البهي ونظر الي يدها الممدوده اليهً، ثم مد اليها يد مرتعشه يضع يده في يدها ، وهتف بنبره اجشه يخفي خلفها اشتياقه اليها: الله يبـ.ـارك فيكي….
حولت نظراتها الي نسرين التي ترمقها بغل والجنون يلمع داخل مقلتيها بعدmا وجدتها امامها …
رمقتها غفران بنظره متعاليه وهي تنظر لها من اعلي الي اسفل ثم هتفت دون ان تمد يدها اليها: مبروك يا نسرين .. اتمني تكوني حققتي اللي كنتي طول عمرك بتسعي له …
ثم رمقتهم هما الاثنين معاً بنظره ممتعضه: لايقين علي بعض اوي….
قالتها وتحركت مغادره توليهم ظهرها وعلي وجهها ترتسم ابتسامه ساخره…….
………………………….
لايقين علي بعض اوووي!!!!!
قالتها وهي تتحرك وتوليهم ظهرها وترتسم ابتسامه ساخره علي ملامحها الرقيقه بعدmا رمقتهم معاً بنظره مستنكره !!!!
اقتربت من جدها الذي لمحها منذ دخولها وظل يتابعها بعينيه ، وقد تأكد حدثه ان غفران حفيدته الرقيقه قد تغيرت ، فهو شعر في اخر كام محادثه بينهم قبل وصولها انها ليست هي ، يوجد بها لمحه من التمرد والجرآه !!!!
وما حدث امامه منذ دقائق خير دليل ….
وقفت امامه تتطلع اليه في شوق وثواني وكانت ترتمي داخل احضانه الواسعه التي اغلقها عليها يضمها بحمايه واحتواء ….
اغمضت عينيها وهي تضم نفسها بقوه لاحضانه تنعم بدفئها ، وحمدت الله ان هذا المكان الدافيء لازال مكانها كما كان من قبل ولم يتم سلبه منها هو الاخر يكفي حـ.ـضـ.ـن واحد سُلب منها !!!!
قاومت رغبه ملحه في البكاء وخرجت من حـ.ـضـ.ـن جدها تنظر له وهي ترسم ابتسامه امتنان علي شفتيها الرقيقه بادلها الجد باخري حانيه وهو يربط يكف يده المجعده علي وجنتها الرقيقه هاتفاً بحنان : عرفتي بقي كنت رافض رجوعك ليه اليومين دول بالذات!!!!
ابتسمت بمرح تداري و.جـ.ـع روحها: عادي يا جدو مش فارقه كتير … هتفرق ايه امبـ.ـارح من انهارده من بكره … كده كده كان هيحصل ….
وبعدين ما انا قدامك اهو كويسه وزي الفل ولا انت نظرك ضعف يا رجل يا عجوز ؟؟؟
قالتها بمرح هي بعيده كل البُعد عنه تخفي به نـ.ـز.يف قلبها ولكن و.جـ.ـعها هذا لا يخفي علي جدها الذي يعلم ما تمر به حفيدته من آلم رهيب يدmي قلبها ولكن كل ما يطمئنه انها مسأله وقت وستزول كل جراحها ، والاهم من ذلك انها اصبحت هنا معه وتحت حمايته وهذا اهم من اي شيء اخر …
واخد يدعو الله ان يحفظها هي وعاصي وابنهم وييعد عنهم كل من يحاول ان يأذيه فيهم وان تمر الايام القادmه الصعبه علي خير…
هتف الجد بحنان:يا رب اشوفك علي طول كويسه وزي الفل يا حبيبت جدك انتي …
ثم تابع يسالها مستتفهماً: اومال عمر فين ، انتي ما جبتيهوش معاكي ولا ايه؟؟
اجابته بسعاده وقد تحولت ملامحها الي ملامح مشرقه عند ذكر صغيرها: فوق في اوضتي مع نعمـ.ـا.ت ..
هتف الجد بعاطفه صادقه: هتجنن واشوفه .. بيوحشني اوي!!!
ابتسمت غفران بحب ووضعت راسها علي صدر جدها : اطمن يا جدو مش هيبعد عنك تاني ابداً وهيعيش في حـ.ـضـ.ـنك وتغرقه في حنانك زي ما طول عمرك بتعمل معايا…
حبيبت جدك انتي: قالها وهو يضمها طابعاً قبله حانيه علي مقدmه رأسها وشعور يالراحه والامان بتسرب الي قلبيهما …
كل ذلك تحت نظرات عاصي الذي يتمني لو كان هو مكان جده يضمها في عناق قوي يسحق فيه عظامها يروي شوقه اليها وبعدها يعطيها علقه ساخنه تفتت عظامها معـ.ـا.قباً اياها علي ما فعلته فيه وفيها ….
اما نسرين المتشبسه بذراع عاصي ، لو كانت النظرات تقــ,تــل لكانت غفران مفترشه الارض غارقه في دmاؤها يخرجون الرصاصات من جميع انحاء جسدها …!!!
فنسرين كانت تغلي وتتفتت من الغضب منذ رؤيتها وكذلك دريه التي غالباً ارتفع ضغطها الي اقصي درجاته من شـ.ـده كبتها لغـ.ـيظها وحقدها علي غفرانً..!!!
همست نسرين في اذن عاصي بحقد وغيره لم تعد تستطع السيطره علي نفسها : هي ايه اللي رجعها تاني مش كنا خلصنا منها ومن قرفها ، ليها عين ترجع بعد كل اللي عملته فيك .. صحيح قادره وفاجره!!!!
التفت لها عاصي يرمقها بنظرات شرسه مشتعله وهسهس بفحيح مرعـ.ـب جعلها تبتلع في رعـ.ـب: نسرييين !!! الموضوع ده انتهينا منه ، ومش عاوزه يتفتح تاني حتي لو بينك وبين نفسك …..
غفران خط احمر !!!!
اذا كانت الاول بـ.ـنت عمي ومراتي ، هي دلوقتي كمان ام ابني … فاهمه يعني ايه ام ابني …
يعني اللي يفكر مجرد تفكير انه يمس شعره واحده منها انا امحيه من علي وش الدنيا وانتي عارفه كده كويس ….!!!!
صمت لثواني يهديء من روعه ثم تابع يضيف بنبره حانيه خدرتها : انا عارف يا نيسو انك غيرانه عليا ، بس انا مش عاوزك تقلقي من حاجه ، المهم دلوقتي انا مع مين…. انا معاكي انتي … خطيبتي … وكلها كان شهر ونتجوز وتبقي حرم عاصي الجارحي بجلاله قدره …مش كده ولا ايه؟؟!!!
اتسعت ابتسامه نسرين حتي كادت ان تتلامس اذنيها وهمست بنبره عاشقه: كده طبعاً يا حبيبي ، انا غـ.ـصـ.ـب عني يا عاصي .. انا بحبك بجنون ..ولما شوفتها تاني اتجننت وخايفه انها تشغلك وتاخدك مني بحجه ابنها…
ابتسم عاصي ساخراً وهو يربط علي كف يدها المتعلق بذراعه: مـ.ـا.تخافيش من اي حاجه .. انا عاوزك تطمني علي الاخر …..!!
اقترب منها وجلس بجانبها يرمقها بنظرات معاتبه قائلاً: جيتي ليه يا غافي يا حبيبتي ؟؟
نظرت له وهي ترتشف من كأس العصير امامها ، ثم اجابته بنبره جاده: وايه اللي يخاليني ماجيش؟؟
نظر لها هاتفاً بنبره ذات مغذي: انتي عارفه انا اقصد ايه كويس ….
اجابته بنفس الهدوء: اطمن انا كويسه ، وكده كده كنت هاجي وهواجه ، فمش فارقه كتير دلوقتي او بعدين النتيجه واحده …
ثم تابعت تنهي النقاش: عن اذنك ، في ناس اعرفهم هقوم اسلم عليهم …
قالتها وتحركت تنهض من جانيه دون ان تعطي له فرصه للتحدث بأكثر من ذلك…!!
في نفس الوقت ، اقتربت دريه من نسرين وهمست بالقرب من اذنها بغل: شايفه اللي انا شيفاه!!!!
هي ايه اللي رجعها ، احنا مش كنا خلصنا منها ..
جايه ليه تاني ؟؟؟
اجابتها نسرين من بين اسنانها: معرفش .. معرفش
انا خايفه يا انطي لا تشغل عاصي بحجه ابنها ويسبني تاني وانا ما صدقت اخيراً اننا بقينا لبعض..
ابتسمت دريه بمجامله في اوجه الحضور المسلطه عليهم وهتفت بنيره قويه : متخافيش مش هتقدر تعمل حاجه ..
ولو فكرت تعمل شغل المسكنه والسهوكه بتاع امها ده انا بقي اللي هقف لها المره دي بـ.ـنت جميله ومحدش هيقدر يلومني ساعتها …..
كانت غفران تتحرك في الحفل بحريه وانطـ.ـلا.ق وهي تخفي و.جـ.ـعها خلف قناع الابتسام والانـ.ـد.ماج مع الاخرين وهو الامر الذي تعجب له معظم الحضور ، فكانت تتحدث مع هذا وذاك ، وتضحك مع هذه وتلك …!!!
والكل متعجب ومصدوم من حضورها حفل خطوبه طليقها …!!!!
فغالبيه الحضور قد علم بانفصالهم عن بعض خاصه بعد اعلان عاصي لخطوبته من نسرين الراوي…
ابنه خالته ..والبعض فسر حالتها علي انها تمثل وتدعي القوه لمحاوله جذب نظرات طليقها لها مره اخري..
والبعض الاخر فسر ذلك علي انها فعلاً قد تخطته وما عاد يمثل لها اي شيء، …
انـ.ـد.مجت وسط الحضور بشكل كبير دون ان تلتفت اليه مره اخري وكانه غير موجود بالمكان …
علي عكسه فهو كان يتابع كل حركه تصدر عنها والنيران تشتعل بداخله ، نيران اشتياقه اليها الذي تعدي كل الحدود خاصه وهو يراها امامه كالفاكهة المحرمه التي يعجز عن الاقتراب منها ..!!!
ونيران غيرته عليها التي تحرق قلبه وتغلي كالحمم في شراينه خاصه وهو يري نظرات الرجـ.ـال لها وهي ترتدي ذلك الثوب الفاضح الذي يكشف عن ذراعيها ونحرها ، وساقيها الجميله الممشوقه ويلف جسدها الرشيق والذي ازداد وزنه بشكل مغري مما جعلها اكثر انوثه واغراء …!!!!
شتم في سره فهو يقف عاجزاً مقيداً ، يريد ان يذهب اليها يسحبها من شعرها الغجري الطليق الذي كلما حركته بيدها تبعده عن عينيها تتحرك معه دقات قلبه ، ثم يخفيها داخل ضلوعه يحجبها عن عيون الناس ..!!!!
لا لن يتحمل سيصاب بنوبه قلبيه بسببها ، لذلك استغل انشغال نسرين بالرقص مع صديقاتها وذهب خلفها عنـ.ـد.ما وجدها تقف في ركن بعيد نسبياً عن صخب الحفل…
كانت تقف تعطيه ظهرها تنظر الي البحر حالك السواد امامها وقد اشتاقت لمنظره ورائحته الجميله التي تنعش روحها …
اخدت نفس عميق تمليء رئتيها بيود البحر ولكنه اختلط برائحه عطره التي تحفظها عن ظهر قلب …
خفق قلبها بقوه وقد استشعرت وجوده حولها من رائحته التي تسبقه ومن صوت حفيف خطواته فوق الحشيش الاخضر ،ولكنها كانت اجبن من ان تلتفت له …
خافت ان يفـ.ـضـ.ـحها الشوق وتغلبها نظرات عينيها المشتاقه اليه ، فظلت كما هي تعطيه ظهرها وتحـ.ـضـ.ـن نفسها بذراعيها تداري بهم ارتجاف جسدها ….
اقترب منها حتي اصبح خلفها ودقات قلبه الهادره تقرع داخل صدره كطبول الحرب، جسده ينتفض رهبه وشوقاً اليها …
داعبت انفه رائحه عطرها الجديد ذات المذاق الحار القوي عكس رائحه عطرها الهاديء القديم …
ولكنه اعجبه بشـ.ـده واثاره خاصه وهو مختلط برائحه جسدها التي اشتاق لها حد الجنون …/
منع نفسه بقوه يحسد عليها من ان يضمها داخل احضانه في عناق قوي مشتاق متطلب يسحق عظامها .!!!
حمم يجلي صوته المتحشرج من زخم المشاعر المختلطه داخله وهمس يناديها بصوته الاجش ذو البحه الرجوليه الجذابه : غفران !!!!
صعقه كهربائيه اصابت قلبها وانتقلت شحناتها الي جسدها جعلته يرتجف بقوه فور سماعها لاسمها منطوق بهذه الطريقه من بين شفتيه …
تلك الطريقه التي طالما نداها بها ، نفس الدفء، نفس النطق وكانهم لم يفترقوا منذ عام واكثر …
صمتت … صمتت ولم تستطع الرد ، صوتها هرب منها واحبالها الصوتيه تعاندها …
نداها مره اخري بنفس الطريقه ولكنها اشـ.ـد حراره واقوي ، مما جعل جسدها يرضخ لاراده قلبها واستدارت ببطء تنظر له ….
واخيراً استدارت …..!!!!!
ُحبست الانفاس ، وارتجفت الاجساد ، ودقات القلوب تهدر بعنفوان ، والعيون بينهما حوار غير منطوق ،
اشتياق ،لوم ، عتاب ، اشتياق ، اسف ، نـ.ـد.م ، اشتياق ، اشتياق ، اشتياق!!!
قطعت هي حوار النظرات بينهم عنـ.ـد.ما هتفت تحدثه بسخريه وهي ترتدي قناع الجمود مره اخري: ايه يا عريس ، في حد يسيب عروسته برضك في وسط الحفله كده …مش معقول تكون زهقت بالسرعه دي..
اجابها وهو يقف واضعاً يديه في جيب بنطاله مائلاً بجزعه الي الخلف دون ان يحيد بنظراته عن وجهها الجميل: صدعت من الدوشه قلت اشم هوا شويه ويعدين شوفتك فقلت اتكلم معاكي شويه..
مطت شفتيها الصغيره بامتعاض مما جعل نظراته تنحدر طلقائياً نحو شفتيها يطالعها بجوع وهو يحارب وحوشه بقوه حتي لا ينقض عليها يشبعها تقببلاً حتي يزهق روحها …
هتفت تتحدث بزقن مرفوع: وعاوز تتكلم معايا في ايه؟؟ اظن ان احنا خلاص مفيش بينا اي حاجه ممكن تتقال … خلاص …بح …!!!
اجابه بنبره قاطعه وهو لايزال علي نفس وضعه: احنا اللي ببنا عمره ما انتهي ولا هينتهي يا غفران ….
رفعت حاجب جميل وتحدثت بكـبـــــريـاء: يمكن بالنسبه لك انت ، لكن بالنسبه لي انا مفيش …!!!
ضحك ضحكه صغيره وهو يمسد علي طرف لحيته المشذبه الانيقه: اتغيرتي !!!
ابتسمت بحلاوه قائله بنبره ذات مغذي :البركه فيك …!!!
نظر لها مطولاً يشبع عينه من حسنها البهي ، ثم هتف مغيراً الحديث: عمر فين ؟؟
اجابته بمراوغه: بتسال ليه؟؟
اجابها بنبره مستنكره: علي حد علمي اني ابوه!!
هتفت تجيبه بنبره ساخره : امممم عندك حق ، فاتتني دي ، عموماً اطمن عمر نايم فوق في اوضتي القديمه…
تحدث مسرعاً بلهفه مشتاقاً لقطعه منه: عاوز اشوفه.
نظرت في ساعه يدها ثم تحدثت بصدق: الوقت متاخر زمانه نايم ، الصبح ان شاء الله تقدر تشوفه …
ثم تابعت بسخريه: ومش معقول هتسيب عروستك وحفله خطوبتك علشان عاوز تشوف ابنك ..!!!
نظر لها بصمت ولم يرد ، غيرتها عليه التي تحاول ان تداريها خلف قناع الجمود والسخريه ، تنعش قلبه وتناغش رجولته …
شعرت بلسعه برد من هواء البحر ، فمسدت علي زراعيها بحركه سريعه لتدفئتهمً…
خلع ستره بدلته بدون تردد وفي لحظه باغتها ولفها حول كتفيها وظلت يديه معلقه علي طرفي الستره ، واصبحت اسيره احضانه دون ان يلمسها ، يحاصرها بانفاسه الساخنه ونظراته الملتهبه داخل عرينه!!!!
تلاقت عيناهم من جديد وسكنت كل الاصوات حًولهم فقط اصوات انفاسهم الهادره هي المسموعه ونسمـ.ـا.ت هواء الصيف العليل ورائحه البحر وهدير امواجه تحت ضوء القمر تحيط بهم وكانهم انعزلوا عن العالم حولهم في كبسوله سحريه !!!
انفاسه الساخنه تلفح بشرتها تحرقها ، ورائحه عطره الاخاذ تطيح بثباتها ، وقوه جسده المحيطه بها تفقدها توازنها ….
هدرت فيه بعصبيه تخرج نفسها من هاله سيطرته وهيمنته عليها : اوعي ايدك ، انت بتعمل ايه؟؟
هتف بحشرجه وهو يلتهمها بنظراته: بدفيكي!!!
تلوت بين ذراعيه تحاول ابعادهم وازاحه الستره من فوق كتفيها هاتفه بغضب : شكراً مش عاوزه ، انا مش بردانه…
هدر فيها بنبره قويه اجفلتها: بطلي عند ، الدنيا ساقعه وانتي مش بتستحملي البرد …
ثم تابع يضيف بغيره ونظرات الرجـ.ـال لجسدها تتراقص داخل عيناه:وبعدين كل ده بسبب الزفت اللي لبساه ، من امتي وانتي بتلبسي عريان كده يا هانم…
صوته العالي ونبره التحكم فيه اغضبتها ، فهدرت فيه بتحدي: وانت مالك انا حره اعمل اللي انا عاوزاه محدش له حاجه عندي …
تراقص الجنون داخل عينيه وهتف بنبره شرسه: لا انتي مش حره ، اولاً انت ام ابني وتخصيني ، ثانياً انتي بـ.ـنت الجارحي يعني لازم تخالي بالك من تصرفاتك كويس اوي وتحترمي نفسك قبل ما تحترمي اسم عيلتك..
هدرت بغضب وقد انفك عقال جمودها ومحاصرته لها بجسده ورغبته في التحكم فيها كما كان يفعل من قبل جننتها : انا محترمه غـ.ـصـ.ـب عنك وانا ما اخصكش في حاجه وابعد عني والزم حدودك وانت بتتعامل معايا.
هتف من بين اسنانه وقد نجحت في اثاره جنونه: الزم حدودي !!!!!
طب امشي انجري قدامي علي اوضتك وقسماً بالله العظيم يا غفران لو ما سمعتي الكلام واتعدلتي لاكون مطلع جناني عليكي وشايلك علي كتفي زي الشوال قدام الكل وانتي عارفه انا مـ.ـجـ.ـنو.ن واعملها ….
وقفت تتفتت من الغضب امامه وهي تعلم انه قادر علي تنفيذ تهديده لها ، فقررت رغماً عنها تنفيذ اوامره…
نفضت ذراعيه واسقطت سترته ارضاً وتحركت تغادر تدب الارض بقدmيها الصغيره بغـ.ـيظ ، وبعد ان خطت خطوين بعيده عنه ، جاءها صوته الهادر من خلفها يآمرها بغضب : استني !!!!
وقفت متكتفه تهز ساقها اليسري بغـ.ـيظ دون ان ترد عليه …
اقترب منها وهو يحبس ابتسامه متسليه تريد الظهور علي وجهه مستمتعاً باستفزازها فهي تبدو شهيه وهي غاضبه..
مد يديه يحيط كتفيها بسترته وهو يرسل لها نظره محذره من ان تخلعها ….
نظرت له بامتعاض دون رد ، فتابع يضيف بعناد وغــــرور: اتفضلي معايا علي فوق علشان هشوف عمر دلوقتي مش هستني للصبح …!
قالها وهو يسبقها بخطواته يدلف الي داخل القصر من احد الابواب الجانيه البعيده عن الحفل الصاخب ، وسط ذهولها وغـ.ـيظها منه ومن نفسها ….!!!!!
…………………….
بعد دقائق كانت غفران تفف تستند بظهرها علي باب غرفتها تتطلع في ملامح عاصيها الذي يحمل طفلهم بين ذراعيه يهدهده ويمطره بوابل من القبل المشتاقه …
صغيرها الذي استيقظ فور ان حمله والده وكأنه كان في انتظاره ويشتاق اليه هو ايضاً…/
انفجرت دقات قلبها تهدر داخل صدرها وهي تري حنانه علي صغيرها ، اغمضت عينيها تحبس صورته داخل مقلتيها وهي تتمني لو يتوقف بهم الزمان عند هذه اللحظه ، وهما ثلاثتهم معاً ، اسرتها الصغيره التي طالما حلمت بها !!!
نظر اليها عاصي بمقلتين تلتمع فيهم الدmـ.ـو.ع وهمس بنيره متحشرجه من فرط تأثره: عمر ابني .. ابننا!!!
اومأت له غفران بصمت وهي تمنع دmـ.ـو.عها من الانهمار بقوه…
تحدثت بنبره حانيه تحوي كل مشاعر عشقها له: شبهك .. نسخه منك…!
ضم الصغير الي احضانه مخرجاً تأوهاً ملتاعاً حزيناً ، نادmاً علي تهوره وعصيبته والتي تسببت في بعده عنهم وحرمانه من الشعور به وتواجده معهم في فتره حملها وحتي بعد ولادتها …
كان يتمني ان يسجل كل لحظه وكل حركه وكل صوت يصدر عنه ، ولكن الله كان رحيماً به عنـ.ـد.ما حمله بين ذراعيه لحظه ولادته وكان معها حتي ولو لم تكن تعلم…
ولكنه اقسم ان يعوضهم عن كل آلم شعروا به وكل لحظه كانوا فيها بعيداً عنه…
توحشت نظراته بشراسه وهو يتوعد بالحجيم لمن تسبب في كل ما عاشوه وعانوه بسببهمً…
عليهم ان يتحملوا ثلاثتهم قليلاً ، فهو قد قارب من الوصول الي هدفه وبعدها يكون لكل حادث حديث…
نظر الي صغيره الذي غفي بين ذراعيه ، فوضعه برفق في فراشه طابعاً قبله حانيه فوق جبينه بعد ان دثره جيداً بالغطاء….
اعتدل في وقفته واستدار ببطء يتطلع فيها بنظراته التي تكاد تلتهمها …
تكتفت غفران وشمخت بذقنها تتحداه بنظراتها …
تحرك بخطوات كسوله حتي وقف امامها دون ان يحيد بنظراته عنها….
هتفت غفران بنبره قويه متحديه حتي تخرج من مجال سيطرته عليها : ياريت تتفضل من غير مطرود، واللي حصل ده ما يتكررش تاني …
مالكش دعوه بيا اوبأي حاجه تخصني ، والاوضه دي ممنوع تدخلها مره تانيه ولا حتي علشان ابنك ..مفهموم !!!
اقترب بوجه منها حتي لفحت انفاسه الساخنه وجهها وشعرت انه علي وشك تقببلها بسبب نظراته الملتهبه المسلطه علي شفتيها وهتف بنبره هامسه بجانب اذنها: انا اعمل اللي انا عاوزه في الوقت اللي انا عاوزه ومفبش قوه في الكون هتمنعني عن ابني …
“وعنك” همس بها في داخله وتمني ان ينطق بها ولكنه اجلها حتي لا تفسد مخطاطاه ..
فالعبه القط والفاأر بينهم تعجبه وتساعده علي تنفيذ خطته بشكل صحيح..!!!
تصبحي علي خير يا … يا بـ.ـنت عمي …!!!!
قالها وخرج من غرفتها مسرعاً قبل ان بضعف امامها اكثر من ذلك وهو يحارب وحوشه التي تنهش داخله من التهامها كلها خاصه وهي امامه بتلك الهيئه المهلكه لاعصابه ورجولته….
تنفست غفران اخيراً وقد اكتشفت انها كانت تحبس انفاسها داخل صدره طوال وجوده معها هنا …
سارت بخطوات مرتعشه حتي رقدت بجوار رضيعها تاخده في احضانها تتلمس دفيء لمساته فوق جسد صغيرها …
الا هنا ولم تستطع الصمود اكثر من ذلك ، فقدت قدرتها علي المقاومه وتمثيل دور اللامباليه وانهارت تبكي كما لم تبكي من قبل ، فهي لم تتوقع ان يكون الامر صعباً وشاقاً عليها الي هذه الدرجه …..
بكت حتي انهكها البكاء وغفت في احضان صغيرها والدmـ.ـو.ع تغرق وجهها الجميل…./
دلفت نسرين الي داخل القصر بملامح متجهمه تبحث عن عاصي الذي إختفي فجأة من الحفل ، وجدته ينزل الدرج بذهن شارد فاقتربت منه مسرعه وهي تتطلع حولها تبحث عن غفران والتي اختفت هي الاخري ..
سالته بنبره مغلوله: كنت فين ؟؟
نظر لها عاصي وبوادر الغضب يلمع داخل مقلتيه من طريقه حديثها التي لم تعجبه، هاتفاً بنبره غاضبه: وطي صوتك !!!!
رمشت نسرين بعينها بـ.ـارتباك وحجمت انفعالاتها وهمست برقه مصطنعه: مش قصدي يا بيبي ، اصل انت اختفيت فجأة من غير ما تقولي والناس اخدت بالها …!!!
تحدث بعضب وهو يطحن دروسه : ما تولع الناس ، وبعدين هو انا هستأذن منك قبل ما اتحرك ولا ايه؟؟
تابعت برقه وهي تمسد علي دزاعه بطريقه حسيه: اسفه يا حبيبي مقصدش انا بس قلقت عليك….
اجابها بسخط: متقلاقيش ، انا كويس …
انا بس صدعت من الدوشه ودخلت علشان اخد مسكن …
هتفت بلهفه: الف سلامه عليك يا حبيبي…خلاص لو كده انا هقول لانطي تقفل الحفله وتعتذرللناس ، اصلاً في ناس كتير مشيت…
اومأ لها براسه براحه: يا ريت لاني تعبان وعاوز اطلع نام ..
هتفت بنبره مستنكره: تنام !!!!
اجابها ببرود: وايه الغريبه في كده ، هو المفروض منامش ولا ايه!!
هتفت بدلع واغراءوهي تتحسس صدره الظاهر من فتحه قميصه بعد ان تحرر من رابطه عنقه: لا مش القصد، انا اصلي كنت محضره لنا العشا فوق في اوضتي علشان نسهر لوحدنا شويه انا وانت نحتفل بخطوبتنا سوا…!!!!
نظر الي يدها القابعه علي صدره وتشنجت عضلاته بنفور من لمساتها وقد فهم ما ترمي اليه ، فانتابته موجه من القرف والنفور منها ولكنه اخفي مشاعره خلف وجه جـ.ـا.مد بلاستيكي : مره تانيه يا نيسو ، الايام جايه كتير ، بس انا تعبان وعاوز انام … تصبحي علي خير
قالها وهو ينزع يدها من علي صدره ببعض الخشونه…
ثم استدار يعطيها ظهره يصعد الدرج تشيعه نظراتها المحبطه …
ولكنه توقف في منتصف الدرج واستدار لها يناظرها من علو وسألها وهو ينظر له بنظره غامضه: نسرين!!!
تهللت اساريها وظنت انه غير رايه وقرر تمضيه الليله معها ويبدو انه لم يقاوم تأثير لمساتها الجريئه له.: نعم يا حبيبي!!!
سالها عاصي بجمود: فين الايصال استلام التبرع اللي دفعتيه لدار الايتام اللي قلتي لي عليه؟؟؟
سالته نسرين بغباء : ايصال ايه ودار ايتام ايه؟؟
ابتسم ساخراً وهتف يسالها بنبره ذات مغذي: دار الايتام اللي قلتي لي عاوزه تتبرعي له وانت اديت لك شيك علشانه…!!
شحب وجه نسرين وقد تذكرت امر المبلغ الذي سحبته من رصيده وحولته الي حساب مازن خارج البلاد…
هتفت بلجلجه: ااااه افتكرت….
هو .. هو انا لازم اخد منهم ايصال..
اجابها بنبره مؤكده: طبعاً…
هتفت كاذبه: اصل انا وزعت الفلوس علي اكتر من مكان ومركزتش اني لازم اخد منهم ايصال..!!
هو انت بتسأل ليه ؟؟
اجابها متسائلاً :هو مش من حقي اسال ولا ايه؟؟
هتفت تنفي مسرعه: لا لا طبعاً مقصدش، انا بس عاوزه افهم …
جاوبها بثبات يحسد عليه: بسأل علشان اشوف اضحك عليكي ولا لاء، وبعدين علشان عاوز الايصال علشان كل جنيه بيطلع من حسباتي لازم يدخل في حسابات الضرائب ، شكليات كده يعني ما تشغليش بالك بيها …
ثم اضاف بنبره قاطعه: الايصالات تكون عندي في خلال يومين …
ولو محرجه تروحي تجبيهم ، قوليلي اسماءهم وعناوينهم وانا هخالي جسار يتصرف معاهم…
هتغت مسرعه تنفي برعـ.ـب: لا لا جسار لا… انا يومين كده وهروح اجيب لك الايصالات اللي انت عاوزهم بنفسي…
نظر لها نظره اربكتها وزعزعت ثباتها هاتفاً بجمود: وانا مستني …
تصبحي علي خير يا … يا نيسو …!!!
قالها واستدار صاعداً لغرفته وقد ارتسم تعبير شرس علي وجهه وهو يتوعد لها بالجحيم …
اما نسرين فرفعت اناملها المرتعشه ككل جسدها تمسد بها جبهتها المتعرقه من شـ.ـده الخـ.ـو.ف والرعـ.ـب وعقلها يعمل كالمكوك لايجاد حل سريع للورطه التي اوقعها فيها عاصي ، وهي لا تعرف من اين تأتي اليه بهذه الوصولات التي يريدها ….
اخذت تلعن مازن وغباؤها والذي جعلها تتورط معه وتصبح في مواجهه عاصي …!!!
عاصي الذي لو علم انها لها يد فيما حصل لغفران سيمحوها من علي وجه الدنيا دون ان يرف له جفن …!!!
……………………………..
مع شروق شمس يوم جديد، فتحت غفران عينيها تتطلع حولها لثواني حتي ادركت اين هي…
انها هنا في غرفتها القديمه التي تركتها قبل عام ونصف …
اعتدلت تتطلع في الغرفه حولها والتي كان بها كل شيء كما تركته ، ولكن شتان بين غفران التي تركت هذه الغرفه من قبل وبين غفران التي عادت اليها من جديد…!!!!
نظرت الي نفسها فوجدت انها لازالت بفستانها ، تذكرت ما حدث ببنها وبين عاصي وتذكرت انهيارها امس حتي سقطت نائمه من كثره البكاء…
نهضت بتكاسل ودلفت الي حمام غرفتها الخاص ، تاخد حماماً دافئ تستعيد به نشاطها…
بعد قليل ، كانت تحمل صغيرها الذي استيقظ هو الاخر فحممته وبدلت له ملابسه باخري نظيفه وخرجت من غرفتها قاصده جناح جدها ، فهي تعلم انه يستيقظ مبكراً لصلاه الفجر وبعدها يظل جالساً يقرأ في مصحفه حتي موعد الافطار …
طرقت علي باب الجناح ودلفت بعدmا سمعت صوته يأذن لها بالدخول…
ابتسمت باشراق وهي تراه يقرأ في مصحفه كعادته هاتفه بمحبه: صباح الخير يا جدو …
اغلق الجد مصحفه واشرفت ملامحه المجهده بابتسامه فرحه لرؤيته حفيدته الغاليه وصغيرها الغالي :صباح الفل والورد والياسمين علي حبايب قلب جدو من جوه ..قالها وهو يقبلها علي وجنتيها ثم حمل منها الرضيع يهدهده بحنان …
ابتسم الجد بسعاده : الحمد الله ان ربنا طول في عمري لحد ما شيلت ولادك يا غافي …
بادلته الابتسامه هاتفه بحنو: ربنا يخاليك لينا يا حبيبي وتعيش لحد ما تجوزه ان شاء الله…
ضحك الجد بخفه قائلاً : اجوزه كمان .. ربنا يبـ.ـارك في عمر ابوه هو بقي اللي يجوزه …
اومأت غفران برأسها دون رد …
سألها الجد وهو يتفرس في ملامح وجهها الصبوح: ايه اللي مصحيكي بدري كده ، ولا الواد الشقي ده هو اللي صحاكي ، ما تلاقيه طالع عصبي ومزعج زي ابوه….
هتفت غفران وهي تداعب وجنه صغيرها : حـ.ـر.ام عليك يا جدو ده حبيب قلبي ما تقولش عليه كده…
سألها الجد بمكر : مين فيهم هو ولا ابوه؟؟
نظرت له غفران واجابته بنبره قاطعه وهي تعتدل في جلستها: ابني طبعاً .. انا ماليش غيره وعايشه علشانه وبس …
نظر لها الجد مطولاً عله ينفذ الي داخل عقلها ويقرأ افكارها ، ثم سألها بوضوح دون مراوغه: وعاصي؟؟
احتدت ملامحها وقد فهمت المغذي من سؤال جدها واجابته بجمود: ماله عاصي …
ثم تابعت تضيف وهي تؤكد علي كل حرف تنطق به:
عاصي ابن عمي وابوابني وبس …
ضغط عليها الجد اكثر بسؤاله: ولما هو كده .. ايه اللي خالاكي ترجعي القصر امبـ.ـارح وانتي عارفه ان خطوبته كانت امبـ.ـارح علي نسرين ، وآدm اكد عليكي انك مـ.ـا.تجيش!!!
اجابته ببعض الحده وقد بدأت تفقد هدؤها: انا مش فاهمه يعني اصراركم علي عدm رجوعي يوم خطوبته ولا جوازه حتي …/
كده كده ده بقي امر واقع ، هو اتخطي اللي حصل وشاف حياته وهيكملها بالطريقه اللي تريحه …
وانا كمان هعمل زيه واعيش حياتي بالطريقه اللي انا عاوزاها فمش فارقه ارجع قبل خطوبته ولا بعدها …
صمتت لثواني تستجمع نفسها وقد لاحظت ارتفاع صوتها واكملت تضيف بنبره اقل حده: وبعدين لو حضرتك وهو هتبقوا مش مرتاحين لوجودي هنا خصوصاً انه هيتجوز هنا في القصر ويعيش فيه ، فانا احب اطمنكم اني وجودي هنا في القصر هيكون وضع مؤقت مش اكتر…
زوي الجد بين حاجبيه وسالها بنبره حاده: يعني ايه وضع مؤقت مش فاهم …
اجابته غفران بتصميم: يعني انا هفضل هنا في القصر لحد ما الاقي بيت جديد ليا ولابني نعيش فيه براحتنا بعيد عن القصر ، ده غير ان انا من انهارده هرجع انزل المجموعه من تاني واشوف شغلي ، ده بعد اذنك طبعاً …
هتف الجد بنبره غاضبه: وليه بعد اذني ، ما انتي مقرره ومرتبه كل حاجه وجايه تديني خبر…
شعرت غفران بالحرج فقد تمادت كثيراً في الانفعال ، فهتفت تعتذر بنبره هادئه: انا اسفه يا جدو مقصدش.
هتف الجد بنبره حاسمه: اسمعي يا غفران …
موضوع شغلك انا معنديش مشكله فيه ،ومكانك في المجموعه زي ما هو ، اما بقي موضوع انك تسيبي القصر وتعيشي في بيت تاني لوحدك فده موضوع مرفوض وغير قابل للنقاش اصلاً ….
انتي هتفضلي عايشه هنا انتي وابنك معززه مكرمه ده بيتك وبيت ابوكي وبيت ابنك من بعدك …
ولاد الجارحي كلهم اتولدوا في القصر ده واتربوا فيه وعاشوا فيه ، ومش هسمح لاي حد مهما كان انه يغير نظامه اللي عيشنا فيه سنين طويله حتي لو الحد ده كان انتي يا غافي…
………………………….
بعد مده ، دلفت غفران تتهادي في خطواتها الي غرفه الطعام تحمل صغيرها علي ذراعها …
تعلقت انظار عاصي بها فور دخولها والتي لمعت باعجاب شـ.ـديد لهيئتها الجديده…
فقد كانت ترتدي بدله انيقه مكونه من بنطال وستره باللون البيچ تركتها مفتوحه وتظهر من تحتها قميص ابيض ذو حمالات عريضه واسع من ناحيه الصدر مما اظهر عنقها وبدايه نحرها بسخاء….
وجمعت شعرها في تسريحه عصريه للخلف مما اعطاها مظهر انثوي انيق وعملي في نفس الوقت…
ضغط علي اسنانه بقوه يطحن دروسه بغيره شـ.ـديده عليها ولكنه اثر الصمت مقنعاً نفسه بانها في المنزل ولا يوجد احد غيرهم سوف يراها بهذا المنظر …
بينما طالعتها نسرين بكره شـ.ـديد ، اما دريه فلم تكلف نفسها عناء النظر لوجهها الذي تمقته بشـ.ـده…
ابتسم عاصي بحنو وهو ينظر الي صغيره الذي يصدر اصوات مناغاه ويلعب ببديه في شعر والدته …
نهض من كرسيه وتقدm منها يحمله هاتفاً بسعاده: صباح الجمال يا عمر باشا…. كل ده نوم !!
ثم طبع سيل من القبلات علي وجنتيه الحمراء الممتلئه…
هتف الجد بسعاده: لا الباشا صاحي من بدري وجيه صبح علي جدو وقعد يلعب معاه …
صاح عاصي متذمراً وهو يقبله مره اخري: بقي كده يا باشا تصبح علي جدك وابوك لا…
ماشي هعديها المره دي علشان خاطر جدك ..
يالا تعالي يا باشا علشان تفطر معايا….
قالها وهو يعود يجلس علي مقعده مره اخري واضعاً صغيره علي قدmيه..
كانت ابتسامه غفران تتسع غـ.ـصـ.ـباً عنها وهي تري صغيرها يناغي والده ويتلمس لحيته الكثيفه بانامله الصغيره ، وعاصيها يبتسم باتساع والسعاده واضحه علي وجهه الحبيب …
اجفلت عنـ.ـد.ما وجدت دريه تنهض من علي كرسيها بقوه هاتفه بنبره ممتعضه: الحمد الله شبعت عن اذنكم ..
رفع عاصي نظراته اليها شاعراً بالالم من تصرفاتها ، وما احـ.ـز.نه اكثر انها لم تلتفت لصغيره وكانه ليس موجود ، فهي تراه لاول مره ولم تتلهف عليه كأي جده تتلهف لرؤيه احفادها….
صدح صوت الجد يحدثها بنبره جـ.ـا.مده ذات مغذي: ايه يا دريه مش هتسلمي علي حفيدك ابن ابنك الوحيد..
هتفت بتلعثم وهي تتحاشي النظر الي عاصي الذي يناظرها بجمود: اصل .. انا حاسه اني داخل عليا دور برد وخايفه اعديه…
ابتسمت غفران بسخريه لحجتها الواهيه واخذت تقلب في هاتفها دون ان تعطيها اي اهتمام ..
بينما هتف الجد بسخريه: لا الف سلامه !!!
هتف نسرين بمحبه زائفه وهي تلاعب وجنه الصغير : الله ده جميل اوي .. هات اشيله يا بيبي شويه..
هتفت غفران بنبره حاده قاطعه وهي تتوجه ناحيه عاصي تلتقظ منه صغيرها قبل ان تصل اليه يد نسرين: لا معلش ، اصل عمر مش بيحب حد غريب يشيله…
كتم عاصي ابتسامته بصعوبه علي رد فعلها الشرس مع نسرين ، ببنما نسرين وقفت متكتفه تهز قدmيها بعصبيه وهي تطالع غفران بغل …
هتفت بدلال ماسخ وهي تتعلق بذراع عاصي : شايف يا بيبي مش عاوزاني اشيل عمر ازاي ..
رمقته غفران بنظره متحديه وغـ.ـصـ.ـب عنها انحدرت نظراتها نحو ذراعه المتعلقه بها نسرين ، فاشاحت بنظراتها سريعاً قبل ان يلمحها …
اجابها عاصي وهو يسحب ذراعه من بين يديها بعدmا لاحظ نظرات غفران : معلش يا نسرين قالت لك الولد مش بيحب حد غريب يشيله…
جحظت عين نسرين من رده وهتف باستنكار وهي تشير علي نفسها باصبعها: هو انا حد غريب …
رنين هاتفه انقذه من الاجابه عليها ، ففتح الخط يجيب عليه وهو يبتعد بخطواته بعيداًعنهم …
تحدثت غفران موجهه الحديث الي جدها : انا همشي بقي يا جدو عاوز حاجه …
اجابها الجد بحنانه المعتاد: لا يا قلب جدك ، خالي بالك من نفسك …
ثم تابعت تكمل حديثها : انا خاليت السواق يطلع عربيتي من الجراج علشان اتحرك بيها …
تحدث الجد بحنو: ماشي يا حبيبتي اعملي اللي يريحك بس علي مهلك وطمنيني عليكي لما توصلي الشركه …
قبلته علي وجنته قبل ان تغادر : اطمن يا حبيبي ….
سلام ….
تبادلت نسرين ودريه النظرات بعدm فهم ولكنهم استعادوا هدؤهم بعد رحيلها…
بعد قليل كانت تجلس خلف المقود تقود سيارتها بثقه متجهه نحو مقر شركات الجارحي وفي الخلف يجلس صغيرها برفقه نعمـ.ـا.ت والتي حرصت علي اصطحابه معها فهي لا تأمن ان تتركه وحده في القصر بدونها…
عاد عاصي بعد ان انتهي من مكالمته فلم يجد غفران،
جلس في مقعده مره اخري وهو يسأل عن صغيره بدلاً ان يسأل عنها حتي لا تظهر لهفته عليها وحتي لا يثير شك نسرين ووالدته: اومال عمر باشا طلع ينام ولا ايه؟؟
نطقت دريه تجيبه بملامح ممتعضه وهي تشير بيدها بقرف : الهانم خدته ومشيت ، مش عاوزاه يقعد معانا.
هوي قلب عاصي بين قدmيه وقد ظن انها رحلت وتركته مره اخري ، فهتف متسائلاً بملامح شاخبه: مشيت !!! مشيت ازاي وراحت فين ؟؟
هتفت نسرين من خلفه بغيره شـ.ـديده: وانت مالك مهتم بيها اوي كده ليه ، ما تمشي ولا تروح في اي حته وانت مالك…
ضـ.ـر.ب عاصي بقبضته بقوه علي الطاوله امامه مما جعل نسرين ودريه ينتفضون بفزع وهدر بصوت عالي : نسرييييين … ما تدخليش في اللي مالكيش فيه ….
ثم نظر الي جده يسأله بنبره قلقه: غفران اخدت عمر وراحت فين يا جدي./
نظر له الجد نظره لائمه لعدm قدرته التحكم في انفعالاته التي تفضح مشاعره ناحيه غفران واجابه بنبره هادئه: اهدي يا عاصي .. عمر مع امه في الشركه..
زوي عاصي بين حاجبيه يساله بعدm فهم: شركه !! شركه ايه؟؟
تابع الجد بنفس النبره الهادئه: غفران رجعت لشغلها من تاني في المجموعه واخدت معاها عمر ونعمـ.ـا.ت علشان عمر مش هتقدر تسيبه لوحده لحد ما تلاقي له مربيه كويسه ….
غلت الدmاء في عروقه وهتف من بين اسنانه المطبقه: وانت ازاي تسمح لها بكده يا جدي… ده تهريج…
هدرت دريه بغل لم تستطع السيطره عليه: طبعاً الهانم راجعه علشان تضمن حقها وتكوش علي كل حاجه هي وابنها ….
نظر لها عاصي بسخط والجنون يتراقص داخل عينيه ..:!!!
ولم ينفعل الجد عليها ولكن تحدث بنبره بـ.ـارده كادت ان تصيبها بجلطه ثلاثيه الابعاد: اديكي قلتيها يا دريه بعضمه لسانك حقها هي وابنها ، وابنها ده اللي هو حفيدك هو اللي هيقش كل حاجه في الاخر لانه هيبقي معاه نصيب امه وابوه بعد عمر طويل .!!!!
قالها الجد ونهض مغادراً يستند علي عصاه بعدmا رمقها بنظره مذدريه قبل ان يصعد لجناحه ….
اما عاصي فاسرع يلتقط هاتفه ومفاتيحه مغادراً يخطوات مسرعه ذاهباً خلف المـ.ـجـ.ـنو.نه التي يعشقها والتي سوف تصيبه بالجنون بسبب تحديها له …
اسرعت نسرين تهرول خلفه مناديه عليه بصوت عالي : عاصي… استني انت رايح فين … عاصي.
ولكنه لم يلتفت اليها بل انه لم يسمعها من الاساس وسؤال واحد يشغل باله : هل غفران بدلت ثيابها قبل ذهابها للشركه ام ذهبت بتلك البدله التي ترسم قدها المياس بشكل مذهل اشعل صدره بنيران الغيره؟؟
وقف جسار يفتح له باب السياره فعاجله عاصي هاتفاً بنبره مستفهمه خاصه بعدmا وجد السائق موجود: السواق ده هنا بيعمل ايه ، هو مش المفروض يكون مع غفران هانم؟؟؟
اجابه جسار بقلق من رده فعله علي ما سيقوله: احم ، الهانم خرجت لوحدها يا ياشا…
سأله عاصي بغباء:لوحدها ازاي يعني …!!
تحدث جسار موضحاً : الهانم خرجت بعربيتها ياباشا…
جحظت عين عاصي حتي كادت ان تخرج من محجرها هاتفاً بجنون وهو يقبض عليه من تلابيبه: وانت ازاي ما تقوليش، ازاي تسيبها تخرج لوحدها لا وكمان هي اللي سايقه!!!
تحدث جسار يطمئنه: اطمن يا باشا ، في عربيه حرس طلعت وراها وماشيه وراها زي ضلها وهما لسه مديني التمام ان الهانم والباشا الصغير وصلوا المجموعه بالسلامه…
دفعه عاصي في صدره بخشونه ،واستقل سيارته يدعس علي دواسه البنزين يقود مسرعاً ذاهباً التي تلك العنيده المـ.ـجـ.ـنو.نه التي سوف تقضي عليه لامحاله.: هتجننيني يا غفران اكتر ما انا مـ.ـجـ.ـنو.ن بيكي ….
اما نسرين فوقفت تتفتت من الغضب وهي تشاهد عاصي يخرج بسيارته مسرعاً ومن خلفه سياره جسار ، فاسرعت تقفذ داخل سيارتها وقادتها مسرعه لتلحق به وهي تهتف بغل ونظراتها تزداد غلاً وكرهاً لغفران: مش مكفيكي البيت كمان رايحه وراه علي الشركه ، بس انا بقي مش هسيبك تنحجي في اللي
بتخططي له يا بـ.ـنت جميله ويا انا يا انتي …
………………………..
وصلت غفران الي مقر شكركات مجموعه الجارحي ، شعرت ببعض الرهبه والارتباك في باديء الامر ولكنها شحذت همتها مقويه نفسها عازمه علي الا تستسلم او تضغف …!!!
سحبت نفس عميق تستجمع به نفسها وتحركت بخطوات واثقه تدلف الي داخل الشركه…
استقبلها العالمين باحترام ممزوج بالدهشه لظهورها المفاجيء امامهم خاصه عنـ.ـد.ما لمحوا الخادmه التي تحمل طفل صغير علي يدها خمنوا انه ابنها هي وعاصي ، فالجميع يعلم انها طليقته وام ابنه الوحيد..
علي باب المصعد ، استقبلتها مديره مكتبها ترحب بها بلباقه : حمد الله علي سلامه خصرك يا غفران هانم ، الحج منصور بلغني بوصول حضرتك وكل حاجه زي ما حضرتك آمرتي ….
اومأت له غفران بابتسامه مجامله وهي تدلف الي داخل المصعد: الله يسلمك .. شكراً …
بعد دقائق كانت تقف وسط مكتبها تطلع اليه ، فوجدته كما هو كما تركته ولكن يزيد عليه ، ذلك الركن الصغير البعيد نوعاً ما في اخر الغرفه والذي خصصه الجد لحفيده الصغير ، فوضع له كل ما يمكن ان يحتاجه طفلها !!!!
ابتسمت بحنان ممتنه ان الله منحها جد مثله..
ثم تحركت تجلس خلف مكتبها وتفتح حاسوبها وهي لم تعرف من اين تبدأ ولكنها ستبدأ!!!!!؟
بعد قليل كان يدلف من باب المجموعه كالاعصار وعلامـ.ـا.ت الغضب واضحه علي وجهه وجسده المتشنج مما جعل الجميع يناظرون بعضهم بقلق داعيين الله ان يمر اليوم علي خير وان يجنبهم شر جنون عضبه!!!!
نهضت مديره مكتب غفران احتراماً له فور دخوله مكتبها ولكنه تحدث بنبره مقتضبه دون ان ينظر لها وهو يهم بدخول مكتب غفران: مفيش مخلوق يدخل علينا المكتب ..!!!
رفعت غفران نظراتها من علي الاوراق امامها مجفله عنـ.ـد.ما انفتح باب مكتبها بقوه …
تـ.ـو.ترت من ملامحه الغاضبه فكان يقف امامها كالمارد بجسده الضخم المتشنج وفكه العريض الذي يطحنه بقوه وما زاد رهبتها منه تلك الحله السوداء ذات القميص الاسود الذي يرتديه فاعطي له مظهر شرس .. مخيف … ووسيم ..وسيم جداً!!!!
نفضت راسها بقوه تقاوم تأثره به وطالعته بنظرات متحديه ، بادلها اياها بنظرات تشتعل بجنون…
هتف بين اسنانه المطبقه دون ان يزيح بنظراته عنها: نعمـ.ـا.ت خدي عمر واستني في مكتب السكرتيره بـ.ـاره …
اومأت نعمـ.ـا.ت براسها موافقه واسرعت تخرج وهي تحمل الصغير بين يديها وهي تدعو الله ان تمر الامور ببنهم علي خير!!!!
ظلت حرب النظرات دائره بينهم حتي هتف عاصي بنبره غاضبه: ممكن اعرف ايه اللي انتي عملتيه ده؟؟
اجابته غفران بعدm فهم : عملت ايه بالظبط !!!
تحدث بنفس النبره الغاضبه: ايه اللي خالاكي تسوقي العربيه لوحدك ومن غير ما يكون معاكي السواق لا وكمان معاكي عمر وانتي لسه مش بتسوقي كويس…
اجابته بنبره بـ.ـارده: ومين قالك اني مش بعرف اسوق!!
وبعدين اكيد يعني انا مش هخاطر بحياتي وحياه عمر اللي هو بالمناسبه ابني انا ، واتهور واسوق العربيه وانا مش واثقه مليون في الميه اني بعرف اسوق…
اغتاظ من ردها البـ.ـارد الذي اشعل غضبه اكثر واكثر :ولما انتي عاوزه تيجي الشركه مقولتيش ليه وانا كنت جبتك معايا في عربيتي…
سخرت تجيبه باستخفاف: واقولك ليه !!!
هو انا محتاجه اخد منك الاذن علشان اجي شركتي !!!
وبعدين اركب معاك ليه وانا عندي عربيتي …
ثم انت مالك بتدخل في حاجه ما تخصكش ايه اصلاً…
اروح الشركه ، اسوق عربيتي ، انت ماااالك ، دي حياتي وانا حره فيها ، ومالكش الحق انك تدخل في حياتي زي ما انا مش بدخل في حياتك ..!!!!!
جن جنونه من ردودها المستفزه وود لو يطبق علي شفتيها الرقيقه التي تتفوه بكلمـ.ـا.ت غـ.ـبـ.ـيه تثير جنونه
يقبلها بوحشيه حتي يدmيها ويقضم لسانها الطويل الذي يستفزه حتي تحرم اثاره جنونه…
وقف يتنفس بانفعال شـ.ـديد والدmاء تغلي داخل اوردته وهدر بنبره قاطعه لا تقبل مجال للشك: قلت لك قبل انك تخصيني…
احتدت نظراتها المغتاظه من غــــروره وثقته بنفسه وهدرت فيه بغضب : اسمع يا عاصي ، مش علشان انت ابن عمي وابو ابني ده يديك الحق انك تتدخل في حياتي وتتحكم فيا…
الكلام ده كان زمان لما كنت عيله هبله كل هدفها في الحياه انها تفضل جنبك ، لكن دلوقتي كل حاجه اتغيرت ….
ومن غير دخول في تفاصيل مش هتقدm ولا هتاخر ، احنا اللي بيربط بنا هو عمر وبس !!!
ولازم كل واحد فينا يلزم حدوده مع التاني ويحترمه علشان خاطر عمر يتربي بطريقه سليمه وتفسيته ما تتاثرش باللي بيحصل …
وزي ما انت اختارت الطريقه اللي تكمل بيها حياتك ، انا كمان من حقي اختار الطريقه اللي تناسبني واكمل بيها حياتي بعيد عن دايره عاصي باشا الجارحي!!!
انهت كلامها وهي تنهت بانفعال وصدرها يعلو ويهبط بجنون وهو يقف امامها لا يقل عنها انفعالاً بل ان غضبها لا مثل ذره من الغضب الذي يموج بداخله..!!
في نفس الوقت كانت نسرين تدلف الي داخل تقتحم مكتب سكرتيره غفران وهي تهتف فيها بغضب بعدmا علمت ان عاصي في مكتب غفران: يعني ايه مش هدخل ..انت مش عارفه انا مين ولا ايه ..
انا نسرين هانم الخـ.ـو.في خطيبه عاصي باشا الجارحي اللي مشغلك هنا…تقوليلي مش هدخل !!!
تحدثت السكرتيره باحترام وهي تقف امامها تمنعها من الدخول: اسفه يا هانم بس اوامر عاصي باشا بنفسه…!!
اشتعلت نظرات نسرين بغل ولم تعرف كيف ترد عليها وازداد جنونها عنـ.ـد.ما لمحت نعمـ.ـا.ت ترمقها بنظره متشفيه مما جعلها تود ان تقــ,تــلها ….
فخرجت مسرعه من امامهم كما دلفت مسرعه..!!
نظر لها عاصي بجنون ولا يعرف كيف يتصرف معها ، هل يخبرها بكل شيء الآن حتي تعلم انه يحميها ويخاف عليها وانها لازالت ملكه وتخصه؟؟؟
وحتي لو تحدث، هل ستسمعه؟؟ هل ستصدقه؟؟
خاصه مع عنادها وتحديها له فهي لن تعطي له فرصه للتحدث مطلقاً …
زفر انفاسه بغضب وهتف بحدثها بنبره اقل حده محاولاً اقناعها بهدوء: شوفي يا غفران ..
في حاجات كتيره اوي انتي ما ت عـ.ـر.فيهاش..
ولسه مجاش وقتها علشان اقولهالك .. بس كل اللي اقدر اقولهولك ، اني مش بتحكم فيكي او عاوز اتدخل في حياتك …
لانت نبرته وهو يقول بصدق: انا بعمل كده من خـ.ـو.في عليكي ، انا بخاف عليكي بجنون …
انا عارف اني عصبي ومـ.ـجـ.ـنو.ن ومش بعرف اتحكم في عصبيتي بس ده غـ.ـصـ.ـب عني ، انا كده …
وانتي اكتر واحده عارفاني وفهماني كويس!!!
شعرت بنغزه قويه تؤلم قلبها ولكنها غالبتها وهتفت بكـبـــــريـاء : وفر خـ.ـو.فك لنفسك ، انا مش محتاجه حد يخاف عليا…
نظر اليها مهموماً بيأس معقود اللسان ، ومن الواضح انه سيعاني كثيراً من اجل الحصول علي غفرانها ..!!!
طرقت السكرتيره علي باب الغرفه بخفه ثم دلفت بعدmا سمحت لها غفران بالدخول : غفران هانم .. الاجتماع هيكون جاهز في خلال عشر دقايق …
اومأت لها غفران دون رد ، فانصرفت السكرتيره بهدوء…
نظر لها عاصي مستفهماً: اجتماع ايه ده؟؟
اجابته غفران بجديه: اجتماع لمديرين شركات المجموعه ….
قطب حاجبيه الكثيفين يعتصر ذهنه يبحث عن وجود اجتماعات اليوم ، ولكنه متاكد انه لا يوجد وهو لم يطلب منهم الاجتماع …!!
هتف يسالها بعدm فهم : اجتماع ايه ومين اللي حدده.
اجابته بنظره متحديه : انا !!!
سالها بعدm فهم وهو يقف امامها متخصراً : انتي … ليه ان شاء الله
اجابته بنفس النبره المتحديه وهي تقف نفس وقفته المتخصره : علشان عاوزه اعرف كل حاجه عن الشغل في الفتره اللي غبت فيها عن المجموعه….
وبعدين ده من اختصاصي بحكم اني المدير التنفيذي للمجموعه يا بشمهندس ولا نسيت!!
كانت شهيه حد الجنون وهي تقف امامه متخصره تتحداه بنظراتها وملامحها البهيه ، كان يلتهمها بنظراته ويود ان يخفيها داخل ضلوعه حتي يحجبها عن عيون الناس ولا يري حسنها وفتنتها احداً سواه…
رمقها بنظره ذكوريه خالصه يمشط جسدها الممتلئ باغراء في اماكنه الصحيحه يعانق جسدها بنظرات مشتاقه حد الو.جـ.ـع ….
اظلمت نظراته واشتعلت بها نيران غيرته عنـ.ـد.ما التفت لما ترتديه ، طحن دروسه بغـ.ـيظ فجميع من بالشركه قد رأوها بهذا المنظر ، ولا يكفيها هذا بل تريد اجتماع مع كل مدراء المجموعه بل وتجلس معهم بهيئتها تلك وجميعهم من الرجـ.ـال وهي المرأه الوحيده بينهم !!! هل جنت !!
والله لن يكون ابن الجارحي اذا تركها تجلس معهم بهذا الشكل السافر .. الساحر .. والمثير!!!!
هدر صوته بغضب مكبوت: وحضرتك ان شاء الله ناويه تحضري الاجتماع بالشكل ده!!
لم تفهم مقصده وسالته مستفهمه: ماله شكلي..
اشار بحركه من راسه علي جسدها وخاصه صدرها الظاهر امامه بسخاء بسبب تلك الستره المفتوحه علي مصراعيها: انتي مش شايفه البدله ضيقه ازاي ومحدده شكل جـ.ـسمك ، ده غير صدرك اللي كله باين.
غمغمت بوجنتين محمرتين خجلاً من حديثه ومن نظراته الجريئة لجسدها وهي تضم طرفي الستره تداري جسدها : احترم نفسك .. وبعدين دي الموضه وجـ.ـسمي مش ياين ولا حاجه …
مسح علي وجهه عده مرات مستغفراً مهداً من جنونه بدلاً من ان يدق عنقها الجميل الذي يغويه لتقبيله ووضع صك ملكيته عليه…
تحدث بنبره اقل حده ولكنها حاسمه لا تقبل للنقاش: شوفي يا غفران ، قدامك حلين مالهمش تالت…
يا تغيري الزفته اللي انتي لبساها دي او تعملي اي حاجه تقفليها بيها تداري بيها جـ.ـسمك ، يالا مفيش اجتماعات وهتروحي علي القصر علي طول…
كادت ان تنطق وتتحداه كعادتها ، الا انه رمقها بنظره خطره ارعـ.ـبتها قائلاً بتحذير: وده اخر كلام عندي ، ولو ما اتسمعش ما تلوميش الا نفسك …
انا ماسك نفسي بالعافيه ….
رمقته بنظرات مشتعله وتحركت من امامه تدب الارض بخطوات غاضبه وهي تدلف الي داخل الحمام الملحق بمكتبها وهي تتمتم بكلمـ.ـا.ت غاضبه…
استدارت له ترمقه بغـ.ـيظ هاتفه من بين اسنانها : مستبد !!!! ثم اغلقت الباب في وجهه بقوه…
انارت الابتسامه وجه اخيراً وهو يضحك علي جنونها وطفولتها فهي مهما اظهرت له من عند وتحدي ستظل بداخلها تلك الطفله الجميله البريئه…!!
بعد دقائق كانوا يسيروا في الرواق المؤدي الي غرفه الاجتماعات وهي ترمقه بنظرات مغتاظه حانقه ، بينما هو يسير بجانبها بخيلاء مبتسماً بزهو ، بعدmا عدلت من ستره بدلتها واغلقتها بالكامل.!!!!
اعترضت نسرين طريقهم تهتف بغيره لم تستطع التحكم بها وهي تراهم يسيرون معاً بعدmا امضوا ما يقرب من ساعه في مكتبها بمفردهم: رايحين فين.
اجابها عاصي الذي تفاجيء من وجودها: عندنا اجتماع مهم …
هتفت مسرعه وهي ترمق غفران بنظرات كارهه: تمام هحضر معاكم ..!!
نظرت لها غفران تحادثها بحاجب مرفوع: تحضري فين …. ده اجتماع خاص بمديرين المجموعه كلهم
ومش مسموح للموظفين العاديين الحضور .
متهيأ لي ان مديرك هيحضر الاجتماع …
ثم وجهت حديثها الي عاصي الذي يكبت ابتسامه سعيده بقوتها وشخصيتها الجديده: يالا علشان ما نتاخرش عليهم اكتر من كده../
قالتها وهي تتخطاها تكمل سيرها يتبعها عاصي دون ان يتفوه بحرف تاركين نسرين خلفهم تتفتت من الغـ.ـيظ والقهر ….
دلفت نسرين الي مكتبها وهي تشعر برغبه قويه في خـ.ـنـ.ـق غفران والضغظ علي عنقها بشذه حتي تخرج روحها في يدها….
ظلت تزرع الغرفه ذهاباً واياباً بعصبيه ، ثم اخرجت هاتفها تتصل بمازن الذي اختفي منذ ان حولت له الاموال ….
وضعت الهاتف تنتظر رده عليها ولكنها هدرت فيه بجنون اول ما فتح الخط: انت فين يا بني ادm انت ؟؟
اجاءها رده ساخراً كعادته: اهلاً اهلاً بعروستنا الحلوه.. مبروك عرفت انك اخيراً وصلتي للي انتي عاوزاه …عقبالي انا كمان لما اوصل للي عاوزه….
صرخت به وقد فقدت السيطره علي اعصابها: توصل لايه وزفت ايه وانت قاعد عندك تسكر وبس..
هو البيه يعرف ان الكونتيسه غفران رجعت مصر يوم فرحي ولا لاء…
وراجعه نافشه ريشها وراكله الجو هي وابنها وعلي طول لزقت لعاصي ونزلت الشركه من اول يوم علشان تفضل ملحقاه في البيت والشغل../
هتف مازن بغضب : انتي بتقولي ايه!!!
مين دي اللي في مصر … ده انا في المطار وطالع علي سويسرا…
وانتي ازاي ما تبلغنيش اول ما هي وصلت.\
اصدرت ضحكه متهكمه قائله : سويسرا!!!!
وبعدين هو انا لحقت اتنفس ، دي طبت علينا زي القضا المستعجل ومن ساعتها وانا مش عارفه اتلم علي عاصي ، ماشي في ديلها زي العيل الصغير…
وقف مازن يشـ.ـد شعره بجنون وهو يشعر بالعجز : والعمل ، انا لازم اتصرف وارجع مصر بأي شكل ..
بس الباشا بتاعتك رجـ.ـالته في كل مكان هيوصل لي اول ما اوصل…
هتفت نسرين بحزم : اتصرف يا مازن ، لازم ترجع كده كل اللي عملناه هيروح علي الفاضي .، انا ما صدقت اني وصلت لعاصي في النهايه ومعنديش استعداد اني اخسر اللي وصلت له ده مهما حصل .
اجابها مازن وهو يفكر في طريقه تمكنه من العوده الي مصر : اطمني انا هلاقي طريقه ارجع بيها ، علشان عاصي حسابه تقل اوي معايا ….!!!!
اغلقت نسرين معه وهي تتوعد للغفران : اما نـ.ـد.متك يا غفران علي تحديكي ليا مابقاش انا نسرين…
غافله عن جسار الذي استمع الي كل مكالمتها وسجلها لها بعدmا قام بربط جهازها بجهازه عن طريق تطبيق مشترك بينهم يمكنه من سماع مكالمتها
وتسجليها ، بعدmا قام عاصي بألهائها في احد المرات حتي يسهل له الحصول علي هانفها.!!!!!
……………………………..
الجنه……!!!!
شعر وكانه في الجنه وهو يستمتع بمذاق شفتيها الرقيقه وهو يسحقها سحقاً بين شفتيه الجائعه !!!
لم يصدق نفسه انه اخيراً بعد عـ.ـذ.اب استطاع ان يقتنص شفتيها مرتشفاً منها اكسير الحياه الذي اعاد له روحه ونبض قلبه بعد شهور طويله كان فيها جسد بلاروح وكأنه روحه وسبب بقاؤه حياً متوقفاً علي قبلتها ، الآن فقط اكتشف انه كان مـ.ـيـ.ـتاً وردت اليه روحه بعدmا قبلها ….
اجفلت غفران من هجومه الشرس علي شفتيها ، ولم تشعر بشيء بعدها ، خدرتها قبلته وانفاسه الساخنه الملتهبه بعاطفته ويده القويه التي تعتصر خصرها النحيل والاخري التي خلف راسها تثبت وجهها تقربه منه ، وانامله الخشنه التي تداعب منابت شعرها من الخلف اججت بداخلها براكين شوقها الخامده اليه ….
لثواني تناست الزمان والمكان وما حدث معها طوال الشهور الماضيه ، ولم تعد تتذكر شيءً سوا شفتيه واحضانه التي تنعم بهما في تلك اللحظه وكأنها تعبش احدي احلامها التي كانت ملازمه لها منذ انفصالهم مما دفعها لحظات للاستسلام ومبادلته قبلته علي استحياء كعادتها معه دائماً …
شعوره بها وهي تبادله قبلته علي استحياء فجر براكين الرغبه والاثاره داخله ورغبته في اخذها الي جنه عشقهم الآن جعلته يعمق من قبلته اكثر واكثر واخذت يديه تتحسس جسدها البض الذي هو ملكه من الاساس بطريقه حثيه جريئه افقدته صوابه!!!
وهنا رن جرس الانذار داخل عقلها و.جـ.ـعلها تفيق من تلك الغيمه الورديه التي غرقت فيها لثواني وادركت انها لم تكن تحلم كما كانت تعتقد بل انها حقيقه واضحه وضوح الشمس…،!!!!
شحذت قوتها الهاربه منها ودفعته في صدره بما استطاعت من قوه ولكنه لم يتحرك في باديء الامر فقد كان مهيمناً ومسيطراً بجسده القوي علي جسدها الرقيق مطبقاً عليه بقوه ….
ولكنها دفعته مره اخري بقوه اكبر جعلته يزمجر بغضب شـ.ـديد وهو يحرر شفتيها من شفتيه وهو مازال معتقلاً خصرها بساعده القوي ووجوههم تكاد تكون ملتصقه …./،
تطلع اليها بنظرات بالرغم من الانزعاج الواضح بها ، الا ان الرغبه بداخلها كان اشـ.ـد واقوي…
وبانفاسها المقطوعه ونظراتها الزائغه رفعت كفها المرتعش وحطته علي وجنته في صفعه رغم ضعفها الا انها كانت قويه التأثير بهم ….!!
حل الصمت بينهم لثواني وهم يتبادلون فيها النظرات بتحدي مخلوط بعدm التصديق والصدmه من جانبه والعجز والنـ.ـد.م من جانبها .. ورغم ذلك لم يحررها من داخل احضانه …
حتي استطاعت هي السيطره علي ارتجاف جسدها وقطعت ذلك الصمت وحرب النظرات بينهم ودفعته في صدره مره اخري ارتدت علي اثرها خطوتين للخلف بالكاد مكنوها من الخروج من دائره حصاره لها واطلقت ساقيها للريح تهرول بخطوات مرتجفه صوب الباب تفتحه وتخرج مسرعه هاربه منه ومن نفسها الي غرفتها ….
فتحت باب غرفتها واغلقته خلفها بالمفتاح وارتمت علي فراشها تبكي بحرقه وتلعن قلبها المدله بحبه وجسدها اللعين المشتاق اليه وللمساته واللذان خانوها وكادوا يستسلموا اليه …..
نظرت الي كف يدها الذي صفعته به وانهمرت دmـ.ـو.عها بغذاره علي وجنتيها وهي تطبق كف يدها بألم فهي لم تصدق انها فعلتها وصفعته …
فمهما حدث بينهم سيظل هو قوي شامخ كالجبل امامها وهناك مليون طريقه لتنهره بها وتلومه الا ان تهينه وتصفعه…
انتحبت بشـ.ـده وهي تناجي ربها ان يعينها علي ماهي فيه ويلهمها الصواب وان ينزع حبه من قلبها …
وقف عاصي ينظر في اثرها ضامماً فبضتيه بجانبه يضغط عليهم بقوه…
زفر بيأس وعجز وهو يجذب خصلات شعره بجنون،
مسح علي وجهه بكفيه اكثر من مره مستغفراً …
غـ.ـبـ.ـي .. غـ.ـبـ.ـي !!! هكذا نعت نفسه وهو يدور حول نفسه في غرفته كالليث الحبيس…
لقد تسرع ولم يستطع السيطره علي نفسه امامها ، كان يجب عليه ان يفهمها حقيقه وضعهم اولاً قبل ان يقترب منها …
هي محقه في صفعه فهو يستاهلها ويستاهل اكثر من ذلك ،كيف ستفسر الامر الآن وكيف ستراه ؟؟
ستراه انسان حقير شهواني يقترب منها ويقبلها وهي طليقته وهو في نفس الوقت مقترن بواحده غيرها..!!
ركل الطاوله الصغيره التي امامه بقدmه منفساً فيها عن غضبه ….
بداخله شعوران متناقضان ، شعوره بالسعاده لتاكده من انها لازالت تعشقه كما يعشقها والدليل علي ذلك ذوابنها بين ذراعيه قبل قليل بل ولم يشعر للحظه بنفورها منه بل علي العكس شعر بلهفتها ورغبتها فيه مثله واكثر …
والشعور الثاني هو غـ.ـيظه من تسرعه وعدm سيطرته علي مشاعره نحوها والذي ادي الي تلك الكارثه فهو علي يقين انها تراه انسان وضيع ومستغل مما سيصعب الامور بينهم ويعقدها اكثر واكثر ..
لذلك اتخذ قراره ، وقرر ان يتحدث معها ويشرح لها كل شيء وعن خطته لايقاع مازن ونسرين …
سيحكي لها عن كل شيء والآن فهو لن يستطيع ان ينتظر حتي تهدأ ، سيحدثها الآن حتي لا يتركها فريسه لافكارها …
وفي ثواني كان يقف امام بابها يطرق عليه ، طرق مره واثنان ولم يصله منها سوي صوت نهنهتها الخافته ..
لعن نفسه ولعن غباؤه الذي اوصلها لتلك الحاله، تحدث بنبره خافته حنونه : غافي ممكن تفتحي الباب محتاج اتكلم معاكي شويه ….
صمت يستمع اليها ثم جاء صوتها الحزين يجيبه: من فضلك امشي من هنا مش عاوزه اسمعك ….
هتف عاصي بالحاح : علشان خاطري يا غافي في حاجات كتير انتي ما ت عـ.ـر.فيهاش ، علشان خاطري افتحي الباب لازم نتكلم ،لازم تفهمي كل حاجه ووعد مني بعد ما تسمعي اللي عاوز اقوله مش هضايق تاني …
صرخت به غفران : مش عاوزه اتكلم ، حـ.ـر.ام عليك ابعد عني انت لعنه انا اتلعنت بيها ومش عارفه اشفي منها ، ابعد بقي وارحمني وسبني في حالي ….
آلمه قلبه عليها وود لو باستطاعته ان يحطم الباب ويدخل اليها يضمها داخل احضانه ويهدئها ويمتص الامها ويحتوي ضعفها ويخبرها ان اللعنه قد اصابته هو بعشقها الذي يجري مجري الدm داخل اوردته وانه هالك في عشقها لا محاله …
هالك بقربه منها وهالك في بعده عنها …./
تنهد بصوت مسموع وهتف ببنره خافته حزينه وهو يسند جبهته علي باب غرفتها : خلاص يا غافي ، اهدي وانا هعمل لك كل اللي انت عاوزاه بس بلاش تعملي في نفسك وفيا كده علشزن خاطري…
صمت وصمتت هي الاخري وكل منهم يناجي الاخر بقلبه من خلف الابواب المغلقه …..
مر عليهم بعض الوقت وهم علي نفس حالتهم ، وما ان هم عاصي ان يبتعد بعدmا فقد الامل في ان تستمع له ، حتي استوقفه رنين هاتفها المتواصل ولكنه تجاهل الامر وقرر تركها حتي تهدأ …
ولكن الاسم الذي نطقت به اخترق طبله اذنه وجمده مكانه مما جعله يلصق اذنه بالباب يستمع الي محادثتها وهو يتفتت من الغضب …!!!!!
مسحت غفران دmـ.ـو.عها وتناولت هاتفها الذي لم ينقطع رنينه ، زفرت بنفاذ صبر عنـ.ـد.ما تعرفت علي هويه المتصل …
فتحت الخط وتحدثت بنبره متحشرجه من اثر البكاء: الو … ايوه يا آسر ….
جاءها صوته القلق الملهوف : ايوه يا غفران ، طمنيني عليكي عامله ايه، الحـ.ـيو.ان ده آذاكي ، عملك حاجه من فضلك ردي عليا وطمنيني انا همـ.ـو.ت من القلق عليكي …
تحدثت غفران بتعب فهي تعاني من صداع شـ.ـديد بسبب انفعالاتها وبكاؤها: اطمن يا آسر انا كويسه ، مفيش حاجه حصلت …
تابع يسألها بنفس القلق: بجد يا غفران ، يعني انتي مش بتضحكي عليا …
تنهدت غفران بنفاذ صبر وهي تجيبه ببعض الحده فيكيفيها ضغط علي اعصابها: كويسه يا آسر ، قلت لك كويسه ، انا بس مجهده ومحتاجه ارتاح …
هتف آسر بنبره متفهمه: تمام .. تمام انا بس كنت قلقان عليكي وعاوز اطمن مش اكتر ، عموماً انا هسيبك دلوقتي وهبقي اكلمك بعدين لما تكوني هديتي وارتاحتي ….
اغلقت معه الخط واغلقت هاتفها هو الاخر فهي لاتريد ان تري احد او تتحدث مع احد …
وبخطوات متثاقله تحركت صوب حمام غرفتها لكي تأخد حمام دافيء يهديء من اعصابها وتشنج عضلاتها ….
اما عاصي فبمجرد ما انهت مكالمتها مع ذلك الوغد، وهو انطلق كالعاصفه الهوجاء من القصر قاصداً وجهه محدده وهو تلقين ذلك الوغد درساً لن ينساه فهو ليس بغر سادج تخفي عليه نظرات العشق والهيام التي يرمق بها غفرانه..!!!!
……………………………..
في الاسفل، خرج الجد من غرفه مكتبه يبحث عن عاصي بعدmا وصلت اليه الاخبـ.ـار من الشركه عن ما حدث بين عاصي وآسر …
لمح الجد عاصي يسير بخطوات غاضبه نحو الخارج،
فهتف منادياً عليه بصوته الاجش : عاصي !!
تعالي عاوزك …
اجابه عاصي معتذراً دون ان ينظر اليه وهو متابعاً طريقه: معلش يا جدي مش فاضي دلوقتي لما ارجع نبقي نتكلم براحتنا…/
ضـ.ـر.ب الجد بعصاه الابنوس علي الارض الرخاميه بقوه هاتفاً في حفيده العاصي اسماً وفعلاً بغضب: اقف عندك هنا وكلمني زي ما بكلمك ولا انت خلاص بقيت طايح ومش لاقي حد يقف قصادك!!!
طحن عاصي دروسه ووقف مكانه مرغماً وتحدث من بين اسنانه المطبقه: اسف يا جدي مش قصدي بس انا مستعجل جداً ولازم امشي دلوقتي ورايا مشوار مهم هخلصه وارجع لحضرتك علي طول…
تفرس الجد في ملامح حفيده التي تربد بغضب اسود وبفطنه رجل عجوز يملك من الحكمه الكثير ، ادرك ان حفيده بصدد ارتكاب جريمه تتعلق بغفران وآسر خاصه بعدmا عرف ما حدث اليوم في الشركه …
لذلك لجأ الجد الي استخدام دهاؤه في الهاء حفيده عن ما نوي ، هتف الجد متحدثاً بمكر : مفيش مشاوير اهم من ابنك!!!!
نظر عاصي لجده متحدثاً بقلق: عمر !!! ماله يا جدي
حصل له حاجه، الولد كويس…
تحدث الجد بنبره حزينه مصطنعه: الولد بقاله كام يوم مش عاجبني ، علي طول عـ.ـيا.ط ومش بياكل كويس وده كله اكيد علشان سعادتك والست الهانم امه مشغولين بشغل الشركه وسايبين الولد للمربيه ، يادوب بتشوفوه انتوا الاتنين نص ساعه في اليوم كله واكيد ده مقصر علي نفسيه الولد ، حتي لو كان لسه صغير بس ده طفل محتاج يحس بحنان ابوه وامه ووجودهم دايماً حواليه …،
شعر عاصي بالذنب تجاه ابنه ، فجده محق ، هو لم يعطي ابنه حقه ولم يتفرغ له كما ينبغي ، مشاكله تزحم راسه وتشغل تفكيره !!!!!
زفر بصوت مسموع متنهداً بهم : عندك حق يا جدي،
انا فعلاً مقصر في حق عمر جداً …
ابتسم الجد لنجاح خطته وهتف بنبره حنونه وهو يتكأ علي ذراع حفيده يقوده الي الداخل قاصدين حجره الصغير: ملحوقه ، كويس انك رجهت انهارده بدري انت وغفران علشان تقضوا اليوم معاه وتعوضوه عن غيابكم عنه الفتره اللي فاتت…
دلفوا معاً الي غرفه الصغير الذي اخذ يرفرف بذراعيه ويصدر اصواتاً رقيقه كزقزقه العصافير عنـ.ـد.ما رأي والده ،الذي انحني اليه يحمله بين ذراعيه ويمطره بوابل من القبلات علي وجنتيه الحمراء الممتلئه ، وقد ذهب كل غضبه وعصبيته بمجرد رؤيته لابنه….
…………………………………….
كانت نسرين تقود سيارتها في طريق عودتها الي القصر ومعها دريه خالتها بعدmا مضت عقد ايجار الشقه التي استأجرتها لمازن !!!
ابتسمت بمكر بعدmا نجحت في جعلت دريه هي التي تمضي علي عقد الايجار في خانه المستأجر بدلاً منها عنـ.ـد.ما تحججت بنسيانها لبطاقتها الشخصيه وبالتالي لم تستطع امضاء العقد ، واقترحت علي خالتها ان تمضيه بدلاً عنها حتي لا تضيع الشقه من بين ايديهم كما انها لا تريد ان يلاحظ عاصي غيابها المتكرر عن الشركه والقصر …!!!
فاضطرت دريه لتوقيع العقد بدلاً منها ، ويذلك تكون نسرين قد آمنت نفسها في حال انكشاف الامر ستكون دريه هي المسؤله امام عاصي ، هذا الي جانب تحويل النقود الي مازن من حسابها الخاص !!!!!
صدح رنين هاتفها برقم اميمه عامله النظافه في الشركه والتي جندتها لاخبـ.ـارها بكل اخبـ.ـار عاصي وغفران في الشركه في حال عدm وجودها …/
هتفت تجيبها بنبره مهتمه: ايوه يا اميمه في جديد؟؟
توحشت ملامحها والتمع خضار عينيها بغل وحقد وهي تستمع الي كلام اميمه مما جعلها تصف السياره علي جانب الطريق غير قادره علي متابعه القياده من شـ.ـده غضبها وعصبيتها !!!
القت الهاتف امامها بعدmا انتهت من مكالمتها ، واستدارت تنظر الي خالتها التي تطالعها برييه بسبب تبدل حالها …
هدرت نسرين بغل وهي تشـ.ـد شعرها من جذوره تكاد تقــ,تــلعه في يدها: شوفتي ، شوفتي البيه ابنك عمل ايه …
تسالت دريه بعدm فهم: ماله عاصي عمل ايه؟؟
تابعت نسرين وهي تحترق من الغل والغيره: البيه بقي بلطجي علشان خاطر الست الهانم ، الشركه كلها ملهاش سيره غير عن اللي عمله البيه ابنك مع آسر الراوي انهارده …
اتخانق معاه وضـ.ـر.بوا بعض في مكتب الهانم والبيه ابنك خرج من الشركه وهو ساحب الهانم في ايده وصوته مجلجل في الشركه كلها وهو بيقول لاسر الراوي ان الهانم خط احمر بالنسبه له!!!
انا هتجنن هتجنن ، هي ساحره له ، عملاله عمل ولا ايه حكايتها يالظبط … قالتها وهي تضـ.ـر.ب يايديها علي مقود القياده بغضب وجنون…
هتفت دريه محاوله تهدئتها: اهدي يا نسرين مش كده ، اكيد في حاجه حصلت من اللي اسمه آسر ده هو اللي خالا عاصي يعمل كده معاه ، ما تنسيش ان الزفته دي بـ.ـنت عمه وام ابنه وعاصي دmه حامي ومش بيقبل بالغلط علشان كده اتخانق معاه ….
ده غير انك خطيبته وكلها شهر وتتجوزوا وانتي شايفه هو بيعمل علشانك ايه…؟؟
هدرت فيها نسرين بغل: بيعمل ايه علشاني ان شاء الله ، ده مش بيبص في وشي دقيقتين علي بعض ، واحد غيره جرب الجواز كان يبقي هيمـ.ـو.ت ويقرب مني حتي لو علشان رغبته حتي مش علشاني …
انما ابنك ولا في دmاغه ، ده حتي عمره ما مسك ايدي ولا قالي بحبك ..!!!!!
صمتت لثواني تلتقط انفاسها وتشرد بنظراتها للبعيد هاتفه بنبره متوعده: اقسم بالله لو كان بيلعب بيا ولا بيضحك عليا ، لهخاليه بشوف مني اللي عمره ما شافه ولا تخيله ….
شحب وجه دريه من تهديها فهي آدري الناس بجنونها وهي اكيده من انها لديها القدره علي تنفيذ تهديها وآذيه عاصي ان كان يلاعبها دون ان يرف لها جفن ….
ابتلعت ريقها الجاف وهتفت بنبره مهدئه: بيضحك عليكي ازاي بس ، اذا كان هو اللي جيه لوحده وقال عاوز اتجوزك ، وكمان كان قبل ما غفران ترجع …
ده غير الشبكه الكبيره اللي جابهالك والجناح اللي بيتوضب علي ايد اكبر مهندس ديكور في البلد ، ده غير الشيك اللي علي بياض اللي اديهولكً لما قلتي له انك عاوزه تتبرعي بيه للجمعيات الخيريه…
كل ده وتقولي انه بيلعب بيكي ….
صمتت دريه تتطلع في وجهها تري رد فعلها علي حديثها والذي يبدو انه آتي بثماره معها عنـ.ـد.ما هتفت بنبره اقل حده: طب هو ليه مش عاوز يقرب مني زي اي اتنين مخطوبين..
ضحكت دريه وهتفت بنبره لعوبه: مش جايز يكون محرج منك ولا حاجه، انتي وشطارتك بقي لو عرفتي تغريه وتقربيه منك وتخاليه مش طايق يبعد عنك ، هو انا اللي هعلمك يا نسرين ولا ايه…
ثم ختمت حديثها بضحكه مائعه لا تناسب سنها بادلتها اياها نسرين وعينيها تلمع بتصميم علي تنفيذ ما اشارت له خالتها بحديثها …
انهت دريه حديثها معها تنصحها : بقولك يا نيسو ، نصيحه من انطي ما تجبيش سيره لعاصي علي انك عرفتي اللي حصل انهارده في الشركه علشان ما يحصلش ببنكم مشكله بسببه وليكي عليا اعرف لك منه هو ايه اصل الموضوع بالظبط….
…………………………………
ليلاً في قصر الجارحي…//
دلف عاصي بخطوات مثقله الي جناحه بعد ان امضي غالبيه وقته برفقه صغيره …
خلع عنه قميصه وحذاؤه رارتمي بظهره علي الفراش بشكل عكسي عاري الصدر ينظر للسقف بشرور…..
يفكر في غفران وصغيره ، شعور قوي بالضيق والعجز يتملكه كما يفكر في عدm الاستقرار الذي يعيش فيه هو واسرته الصغيره….
لماذا يجب عليه الا يعيش حياه هادئه مستقره مع زوجه تعشقه ويعشقها برفقه صغيرهم ؟؟؟
لماذا يجب عليه ان يعيش في صراعات ويحارب في اقصي من جبهه الا تكفيه مشاكل العمل وحروبها حتي يجارب حرب اقوي واقذر مما يتخيله بشر ؟؟؟
يكفي …يكفي !!!!
لقد تعب … حقاً تعب و يريد استراحه ، يريد ان يلتقط انفاسه ، يريد ان ينعم يدفء جسدها بين ذراعيه ، اغمض عينيه يستعيد لحظات قبلته اليوم معها ومذاق شفتيها الرقيقه الذي مازال عالقاً في شفتيه ….
اااااه كم كانت شهيه وهي ذائبه بين ذراعيه كقطعه مارشميلو ذائبه في الشوكولاته …
حمد الله انها اوقفته عند حده لانه كان قاب قوسين اوادني من اخذها وحينها لو اجتمع اهل الارض مع اهل السماء لن يستطيعوا ان يحرروها من بين يديه…!!!
ارتسمت ابتسامه حالمه علي وجهه وهو يتذكر كل خلجاتها ويعيد لحظاتهم معاً مراراً وتكراراً مما اشعل جسده من مجرد الذكري…./
شعر بلمسه ناعمه تتحسس صدره باغراء تشنجت عضلات صدره بسببها…
هتف محدثاً نفسه بسخريه: والله عال اخرتها عاصي الجارحي يعيش علي التخيلات … ربنا يسامحك يا غفران علي اللي بتعمليه فيه..!!!
ازدادت جرأت اللمسات علي جسده بطريقه ساخنه ، تجمد مكانه …لا لا هو لم يتخيل ، هذه اللمسات حقيقه ، !!!!
هل خياله اصبح حقيقه وغفرانه شعرت بما يشعر به وآتت اليه بنفسها !!!!
رقص قلبه فرحاً لهذه الخاطره ، ولكنه في الثانيه التاليه انقبض قلبه بقوه عنـ.ـد.ما وصلت اليه رائحه عطر نفاذه وقويه لطالما اصابته بالاشمئزاز..😕
فتح عينيه سريعاً علي وسعها في اللحظه التي قبض فيها علي تلك الانامل علي صدره !!!!!
جحظت عيناه وارتفعت حواجبه حتي كادت ان تصل الي منابت شعره عنـ.ـد.ما وجد نسرين بجانبه علي الفراش وتشرف علي جسده من علو والمكر والرغبه تلمعان في مقلتيها ….
انحدرت عيناه لاسفل قليلاً يطالع ما ترتديه والذي اصابه بصدmه شلت تفكيره لثواني !!!!
فقد كانت نسرين ترتدي قميص نوم قصير من قماش الشيفون باللون الكحلي ومعه مآزره من نفس الخامه ولكنه يظهر من جسدهز اكثر مما يخفي !!!!
هتف عاصي مصدوماً من هيئتها: نسرين !!!
ايه اللي جابك هنا في وقت زي ده وبالبس ده؟؟؟
هتف نسرين باغواء وهو تقرب وجهها من وجهه متعمده احتكاك جسدها بجسده بطريقه حسيه : وحـ.ـشـ.ـتني…وحـ.ـشـ.ـتني اوي يا عاصي …!!
ادرك عاصي نوياها جيداً ، لذلك يجب عليه ان يتصرف بحنكه دون ان يتسبب في فضيحه له او اكتشاف خطته فنسرين داهيه وما تفعله الان ليس له غير تفسير واحد وهو التأكد من رغبته بها كأنثي يرغبها ويريد الزواج منها ..!!!!
ابتسم عاصي بجاذبيه مهلكه ورفع يده علي جانب وجهها المشرف عليه وتحسسه بانامله بحنو وهو يهمس كاذباً بنبره اجشه مثيره: وانتي كمان حشـ.ـتـ.ـيني و  اوي يا نيسو!!!
تهللت اسارير نسرين بسعاده حقيقه : بجد وحشتك يا عاصي ؟؟
اجابها وهو علي نفس وضعه مثبتاً نظراته علي عينيها: طبعاً يا نيسو وانتي عندك شك في كده…
تابع حديثه وهو يحرك انامله علي وجنتيها وخلف اذنها بطريقه حميمية خدرتها: انا عارف اني مقصر معاكي ومش بهتم بيكي الفتره دي ، بس حقك عليا انتي عارفه اننا عندنا شغل كتير اليومين دول اوي .
وانا عاوز اخلصه قبل فرحنا علشان اخد اجازه شهر عسل براحتي من غير ما حد يزعجنا …
تبع حديثه بغمزه ماكره متلاعبه ، ابتسمت هي بسببها بخجل مصطنع …
علشان كده انا بطلب منك انك تستحمليني شويه الفتره دي ، وعموماً خلاص هانت اللي فاضل مش كتير وهخلص من كل الحاجات اللي شغلاني وساعتها مش هيكون ورايا غيرك انتي ، ما تستعجليش علي رزقك …!!!!
قالها بنبره ذات معدذي لم تدركه نسرين ، فهي لو تدرك ما يضمره لها في نفسه لمـ.ـا.تت رعـ.ـباً !!!
اقتربت منه نسرين بانفاث مثقله تود تقبيله هتفت بجرأه حد الوقاحه جعلت عاصي يتحكم في نفسه بصعوبه من قــ,تــلها ودفنها مكانها بعد ان يتقيء في وجهها : بحبك .. بحبك يا عاصي ومش قادره استحمل بعدك عني اكتر من كده ، انا محتاجه لك دلوقتي اووووي ، عايزاااك…!!!
ثم هبطت بشفتيها تنوي تقبيله علي شفتيه الا ان عاصي حرك رأسه للجانب بسرعه فحطت شفتيها علي عنقه طابعه قبله مطوله عليها تاركه اثر احمر شفتيها عليه!!!!!
دفعها عاصي بحزم وبعض القوه وهب واقفاً علي قدmيه هاتفاً بنبره حاده:نسرين ، اللي انت يتعمليه ده ما ينفعش .!!!
كانت تجلس امامه علي السرير مائله للخلف ترتكز علي زراعيها واضعه قدmاً علي الاخري بطريقه مثيره مما تتيح له رؤيه جسدها بشكل يغوي الناسك!!!
تحدث عاصي مغيراً دفه الحوار : وبعدين انتي ازاي يا هانم تخرجي من اوضتك بالشكل ده ، افرضي حد من الشغالين شافك يقول علينا ايه ؟؟؟
هتفت بلامبالاه وهي نفس وضعها : هيقولوا ايه يعني ولا يقدروا يفتحوا بؤهم بحاجه…
اغتاظ عاصي من بجاحتها وهتف فيها بحنق: لا طبعاً هيتكلموا خصوصاً واحنا مش كاتبين الكتاب ….
ثم تابع مضيفاً بلؤم: وانا محبش حد يشوفك بالمنظر ده ولا يتكلم عليكي كلمه مش كويسه.. انا رجل حر وبغير علي اللي يخصني !!!
قفزت نسرين مسرعه تقف امامه تتعلق بعنقه: بجد يا بيبي يعني انت بتغير عليا….
ابتسم عاصي بسماجه وهو يجيبها كاذباً : طبعا ً يا حبيبي اومال ودي عاوزه كلام ..!!
ثم تابع بنبره جاده حتي ينهي حديثه: اتفضلي دلوقتي بقي علي اوضتك علشان انا تعبان وعاوز انام ../
نسرين وهي تعض علي شفتيها بحركه مثيره اججت شعوره بالنفور منها : طب ما انا ممكن اريحك !!!
كز عاصي علي اسنانه بغـ.ـيظ من وقاحتها وارتدي قناع العبث يخفي خلفه قرفه ونفوره منها: ده شيء انا متاكد منه ، بس زي ما قلت لك ما تستعجليش علي رزقك …
ثم مرر نظراته علي جسدها بنفور فسرته هي علي انه اثاره ورغبه فيها هاتفاً بنبره ذات لعوبه: وبعدبن بصراحهً الموضوع ده لازم اكون مستعد له علشان اقدر اسد معاك يا وحش !!!
تهللت اساريرها فرحاً وقد صور لها غباؤها انها ثؤثر به ويرغبها كرجل …
هتفت بنبره سعيده وهي تطبع قبله يجانب شفتيه: امرك يا حبيبي …
ثم ابتعدت عنه تسير ببطء مثير حتي تتيح له الفرصه للتمتع بالنظر الي جسدها الفاتن وقبل ان تخرج من عرفته استدارت بجسدها ترسل له قبله في الهواء وتختفي بعدها من امام نظراته مغلقه الباب خلفها متوجهه نحو غرفتها وهي تكاد تطير من شـ.ـده الفرحه ….
في نفس الوقت كانت غفران تحمل صغيرها علي زراعيها تهدهده وتحاول جعله ينام بعدmا فشلت هي والمربيه في اسكاته …
هتفت غفران بيأس منه: مالك بس يا موري يا حبيبي في ايه انهارده مش عاوز تنام ليه ؟؟؟
هتفت المربيه تتحدث بقله حيله: مش عارفه والله يا هانم ماله في ايه ، ده لا سخن ولا تعبان وواكل وكل حاجه …
صمتت لثواني ثم هتفت مسرعه: يمكن يكون عاوز الباشا باباه ، اصله كان قاعد معاه طول اليوم انهارده ، واما حضرتك بعتيلي علشان انيمه قعد يعـ.ـيط ومكانش راضي يسيب الباشا….
نظرت لها غفران بشك : تفتكري ؟؟؟
اجابتها المربيه مؤكده: اكيد هو ده السبب، عنك انتي يا هانم انا هوديه للباشا…
هزت غفران راسها نافيه: لا سبيه انتي انا هواديه علي بال ما توضبي انتي الاوضه وتشيلي اللعب بتاعته…
هكذا اقنعت غفران نفسها انها سوف تذهب اليه من اجل طفلها ، ليس من اجل اي سبب اخر ، فهي لم تشتاق اليه ولم تريد ان تطمئن علي جـ.ـر.ح راسه الذي تسبب فيه شجاره مع آسر !!!!
بصق عاصي علي الارض وتبدلت معالم وجهه الفور الي النفور والاشمئزاز بعد رحيلها واخذ ينعتها بابشع االالفاظ !!!!
كيف كان اعمي عن حقيقتها وقذارتها الي هذا الحد …
كز علي اسنانه بغـ.ـيظ عنـ.ـد.ما استمع الي صوت طرق علي باب غرفته ، يبدو انها لن تمرر هذا الليله علي خير …
فتح الباب سريعاً بملامح وجه متجهمه ، وقف سادداً مدخل الباب بجسده العريض …
انفرجت ملامحه وشقت ابتسامه سعيده شفتيه عند وجدها تقف امامه تحمل صغيرهم مطرقه الرأس والخجل والحمره تكسو ملامحها المحببه الي قلبه…
هتف بنبره عاشقه وهو يقبل كل انش فيها بعينيه: غفراااان !!!!
ابتلعت غفران حلقها الذي جف فجاه ورفعت نظراتها اليه وهي تحدثه ، ولكنها شعررت بالحراره تغزوها وهي تراه امامها بتلك الهيئه الجذابه المهلكه …
هتفت بنبره متلعثمه: اصل انا كنت جايه ، اصل عمر كان عاوز ….
ولكنها سرعان ما شعرت بخنجر حاد مسموم بغرس داخل قلبها يشطره الي نصفين عنـ.ـد.ما زكمت انفها رائحه عطر نفاذه تعرفه وتعرف صاحبته تفوح منه ، نقلت نظراتها علي ملامحه حتي وقفت امام شفتيه وعنقه المزين باحمر شفاه !!!!
، شفاه انثي اخري غيرها اصبح لها الحق فيه بدلاً منها ويبدو انه سعيد وراضي بهذا الحق …
كاذب ومخادع ، يمثل عليها الحب والغيره وهو غارق حتي اذنيه في احضان امرأه اخري…!!!!
استغرب عاصي صمتها ونظراتها التي تطالعه بها وهتف يسالها مستفهماً: مالك يا غفران ، سكتي ليه كملي ، ماله عمر …
قاومت غفران دmـ.ـو.عها بقوه وابتلعت غصه مسننه تسد حلقها وهتفت تجيبه وهي تتحاشي النظر اليه : مفيش حاجه ، اسفه اني ازعجتك واضح ان انا جيت في وقت غير مناسب ..:
ثم تحركت مسرعه من امامه تركض نحو غرفتها وصوت بكاء طفلها الذي كان يريد والده تغطي علي صوت شهقاتها ….!!!!
اما عاصي وقف ينظر في اثرها بعدm فهم ثم دلف الي داخل غرفته واغلق الباب خلفه وهو يضـ.ـر.ب كف بكف: لا حول ولا قوه الا بالله مالها دي ازعاج ايه وقت مش مناسب ايه .،،،
احسن حاجه ادخل اخد شاور سخن علشان عاوز انام…
دلف عاصي الي الحمام الملحق بغرفته ووقف امام مرآه الحمام يتطلع الي ذقنه الطويله الكثيفه ../
وفجأه تجمدت انامله علي ذقنه عنـ.ـد.ما فهم اخيراً مغذي كلمـ.ـا.تها وتبدل حالتها ، عنـ.ـد.ما راي اثار شفاه تلك الحقيره علي جسده ….
زأر بغضب وهو يلقي ماكينه الحلاقه الكهربائيه من يده ضارباً بها المرأه منفساً فيها عن غضبه وقهره والتي تفتت الي مئات القطع تماماً مثل قلبه الذي تفتت من الهم والحـ.ـز.ن علي محبوبته ..!!!!
توحشت ملامحه واربد وجهه بغضب اسود وهو يهتف بنبره متوعده: والله لهدفعكم الثمن كلكم غالي اوي ……..
………………………….
بعد اسبوع ….
وتحديداً يوم الجمعه عصراً في ميناء الاسكندريه البحري ….
وقف مازن امام البحر يستنشق هواءه العليل الذي افتقده في سفرته ، معبأ صدره برائحته المنعشه…
تنهد بـ.ـارتياح بعدmا استطاع اخيراً الرجوع الي البلاد متخفياً في احدي سفن الشحن كالجرذان بأسم مزور..
هتف بابتسامه ساخره متوعده : وقت الحساب قرب يا ابن الجارحي !!!!
ثم خرج من الميناء واستقل احدي السيارات الاخره التي تقله الي عنوان شقته الجديده ، غافلاً عن رجـ.ـال عاصي وجسار المنتشرين حوله في كل مكان يتتبعونه كظله.!!!!!
……………………………
في نفس الوقت في قصر الجارحي ….
كان الجميع مجتمعين في حديقه القصر كطقس عائلي حرص الجد عليه منذ زمن ، فهو يوم العطله التي تتجمع فيه افراد عائلته ….
الجد الذي يتابع بنظراته حال احفاده الغير مستقر والذي يؤكد له حدثه ان هناك شيء يخفونه عنه ، حتي انه حاول ان يتحدث مع كلاً منهم بمفرده ليفعم مت يحدث معهم والاثنين لا يتحدثون بشيء ….
ودريه المنشغله بحديث جانبي مع نسرين التي كانت قبل قليل ملتصقه بعاصي كالعلكه كحالها طوال الاسبوع المنصرم ….
وعاصي الذي يقف بعيداً في احد الاركان مع جسار يستمع الي اخر التطورات الخاصه بوصول مازن ، دون ان يحيد يعينيه عن غفران التي تلاعب صغيرهم وتطعمه ، مبتعده عن الجميع وكانهم لايعنونها في شيء…!!!
غفران التي تتجنبه منذ اسبوع وان حدث وصادف ان تحدث معها تعامله بجفاء غير مسبوق …
حاول كثيراً التحدث اليها وشرح الامر لها ولكنها كانت تصده بحزم دون ان تعطي له الفرصه..!!!
هتف جسار بنبره منخفضه وهو يفتح شاشه هاتفه المحمول علي احدي التطبيقات المتصله بكاميرات المراقبه في شقه مازن…
وصل معاليك الشقه اهو….!!!
توحشت نظرات عاصي بكره وغلت الدmاء في عروقه عنـ.ـد.مل شاهده اخيراً امامه وبين قبضتيه….
دلف مازن الي الشقه واخذ يدور فيها ويتفحص كل ركن فيها ، ثم جلس علي احدي المقاعد في الصاله بعدmا جلب احدي زجاجات الخمر الموضوعه علي احدي الطاولات الجانبيه يرتشف منها بنهم …
اخرج هاتفه واتصل بنسرين ، التي ما ان رأت اسمه بنير شاشاه هاتفها حتي شحب وجهها وارتعد جسدهل خـ.ـو.فاً ورعـ.ـباً من ان يكتشف امرها …
ولكنها تحكمت في اعصابها وبثبات انفعالي تحسد عليه استاذنت منهم ووقفت في احد اركان الحديقه تجيب اتصاله …..
هتفت نسرين بنبره خافته حانقه: الو …
انت ايه الي خالاك تتصل بيا وانت عارف ان انهارده اجازه وكلهم موجودين حواليا…
جاءها صوته الساخر: بقي دي حمد الله علي السلامه اللي بتقوليها لي …
علي العموم انا كنت بتصل علشان اقولك ان زوقك مش بطال والشقه كويسه ماشي حالها …
اغتاظت نسرين من نبرته الساخره وهتفت بغـ.ـيظ تسخر منه : اومال لو كنت دافع فيها كنت عملت ايه ، علي كل حال الشقه مناسبه ليك ولوضعك دلوقتي …!!!!
هدر فيها مازن بغل: بت انتي اتعدلي واظبطي بدل ما اظبطك ….
وبعدين انا مش عاوز رغي كتير ، قدامك ساعه بالكتير وتكوني هنا والا لو ما نفذتيش مـ.ـا.تلوميش الا نفسك … سلام !!!!
قالها واغلق الخط دون انتظار ردها …
وقفت نسرين تنظر للهاتف بغل وهي تتمتم بغـ.ـيظ : الله يخربيتك ويخرب بيت اليوم اللي شوفتك فيه يا مازن الكـ.ـلـ.ـب …/
وقفت تقضم اظافرها : هاتصرف ازاي انا دلوقتي ، واقول لهم رايحه فين …؟؟؟؟
ثم تحركت عائده الي حيث يجلسون وذهنها مشغول تفكر في الحجه التي تستطيع بها الخروج دون ان تثير شكوكهم ….
غافله عن انظار عاصي التي تتابعها بحنق وقد استمع وشاهد كل ما حدث بينهم بالصوت والصوره.!!!!!
نظر عاصي الي جسار الذي طالعه بنظرات اسفه علي حاله ، تحدث عاصي اليه بجمود ينافي ثوران بركانه الداخلي : جسار انت عارف هتعمل ايه كويس ، عاوز يكون عندي علم بالنفس اللي هيتنفسوه …
اومأ جسار يجيبه مؤكداً : اطمن يا باشا ، كله هيتم زي ما سعادتك عاوز بالظبط ….
………………………..
عاد عاصي يجلس معهم بملامح متجهمه يخفيها تحت نظارته الشمسيه خاصه بعدmا انضم اليهم آدm والذي عاد من القاهره بعد سفره قصيره ينهي بها بعض اعماله ….
تحدث آدm بمرحه المعتاد وهو يأكل بعض قطع الفاكهه: هو احنا مش هنتغدي انهارده ولا ايه ، انا بقيت عامل زي القرد من كتر اكل الموز …
تحدث الجد بحنانه المعتاد : احسن اكل بجهز علشان خاطرك يا آدm يا ابني ، زمان نعمـ.ـا.ت بتحضر السفره …
هتف آدm بحبور: تسلم يا جدي ربنا يخاليك لينا ..
ثم تابع مضيفاً : وبالمناسبه دي انا عاوز اخد رايك في حاجه كده …
هتف الجد وهو يوليه كل اهتمامه: اتفضل يا سيدي انا تحت امرك ../
تحدث آدm ببعض الخجل : بصراحه كده انا نويت والنيه لله اني اتجوز …
تحفز عاصي في جلسته في انتظار سماع باقي حديثه ، بينما هتف الجد بسعاده : الف مبروك يا ابني مين سعيده الحظ دي …
حك آدm مؤخره راسه هاتفاً بسعاده: بـ.ـنت بتشتغل مهندسه في الشركه اللي بتعامل معاها في القاهره .
اهلها ناس كويسين وهي اخلاقها عاليه ، سألت عليهم ولقيتهم ناس محترمين وكمان فاتحتها في الموضوع وهي موافقه ، فاضل بس اننا نروح نتقدm رسمي …
ارتخت ملامح عاصي وبـ.ـارك له بسعاده وكذلك الجد الذي ضمه بحنان مرتباً علي كتفه : ربنا يتم لك علي خير يا آدm يا ابني وما تشيلش هم حاجه ابداً انا في ضهرك ومعاك انت بس حدد المعاد المناسب ليهم واحنا نروح لهم علي طول …
شكره آدm بامتنان وهو يقبل يده وكتفه: ربنا يخاليك لينا يا جدي خيرك سابق ….
ثم انتفض فجاه عنـ.ـد.ما قفزت عليه غفران تطوق عنه وتحـ.ـضـ.ـنه هاتفه بسعاده : مبررووووك يا دومه يا حبيبي ربنا يسعدك ….
هتف آدm بتـ.ـو.تر وهو يخرجها من احضانه خـ.ـو.فاً من بطش عاصي الذي يقسم انه يختار الآن في عقله ابشع طريقه لقــ,تــله والتمثيل بجثته..!!!!
قطع افكاره صوت آسر الذي صدح فجأه من خلفهم ملقياً التحيه عليهم بهدوء : مساء الخير عليكم ..
هب عاصي من جلسته مزمجراً وهو يقف مستعرضاً صدره الضخم في وجهه: انت ازاي تتجرأ وتيجي هنا. انت ايه محرمتش من اخر مره …!!!
هدر صوت الجد معنفاً حفيده: عاصي !!!
عيب اللي انت بتعمله ده ، آسر ضيفنا وفي بيتنا ما ينفعش تتعامل معاه بالطريقه دي….
جدي !!! هدر بها عاصي بغضب جحيمي مستنكراً رد جده عليه !!!
ثم وجه الجد نظراته الي آسر موجهاً الحديث اليه: اهلاً بيك يا آسر يا ابني شرفتنا.. اتفضل اقعد….
رمق آسر عاصي بنظرات متحديه جالساً معهم بلامبالاه..
بينما عاصي جلس وهو يتفتت من الغضب يقسم انه سيقــ,تــله لا محاله…!!!
هتف آسر موجهاً حديثه للجد : الشرف ليا يا حج منصور طول عمرك صاحب واجب …
الله يحفظك يا ابني ده من زوقك …خير يا آسر ..
يا تري ايه سبب الزياره الغاليه دي.. هتف بها الجد متسائلاً عن سبب زيارته؟؟
صمت آسر يتفرس في ملامحهم قبل ان يتفوه بما جعل عاصي ينقض عليه : انا جاي انهارده يا حج علشان اطلب منك ايد غفران علي سنه الله ورسوله…
انتفض عاصي من جلسته ينقض عليه وهو يجزبه من تلابيبه هادراً فيه بنبره خطره: بتقول ايه يا روح امك تتجوز مين !!!!
وقبل ان تصل قبضه عاصي الي وجه آسر تلكمه بعنف وتشوه ملامحه ، جاء صوتها من خلفه بنبره متحديه جمدت الدmاء في عروقه : وانا موافقه اتجوز آسر يا جدي …!!!!!
………………………….
يا تري ايه سبب الزياره الغاليه دي..
هتف بها الجد متسائلاً بحبور عن سبب زيارته المفاجئة ؟؟؟
صمت آسر يتفرس في ملامحهم قبل ان يتفوه بثبات يُحسد عليه مما جعل عاصي ينقض عليه : انا جاي انهارده يا حج علشان اطلب منك ايد غفران علي سنه الله ورسوله…
انتفض عاصي من جلسته ينقض عليه وهو يجذبه من تلابيبه هادراً فيه بنبره خطره: بتقول ايه يا روح امك تتجوز مين !!!!
وقبل ان تصل قبضه عاصي الي وجه آسر تلكمه بعنف وتشوه ملامحه ، جاء صوتها من خلفه بنبره متحديه جمدت الدmاء في عروقه : وانا موافقه اتجوز آسر يا جدي …!!!!!
لثواني تجمد عاصي في مكانه رافعاً يده ضامماً قبضته في الهواء ، ينظر في عينيي آسر بشراشه وعدm تصديق ، بادله آسر اياها بنظرات شامته متحديه!!!!
استدار عاصي ببطيء ينظر لها وهو لازال محتفظ بتلابيب آسر بين قبضته الفولاذيه ، متسأئلاً بنبره خطره تنذر بما هو اخطر : قولتي ايه؟؟؟
سمعيني كده تاني قولتي ايه؟؟؟
وقفت غفران تتطلع اليه بذقن مرفوع وهي تعقد ذراعيها حول صدرها تتظر اليه بتحدي هاتفه بتبره متحديه ضاغظه علي كل كلمه تنطق بها: قولت انا موافقه اتجوز آسر !!!!
رمقها عاصي بنظره شرسه فتاكه ارتعدت علي اثرها اوصالها ولكنها لم تعد تعبأ به بعد الآن ….
ارتدت رأس عاصي مره اخري جهه آسر عنـ.ـد.ما صدح صوته موجهاً حديثه الي الجد : اظن كده مش فاضل غير موافقتك علي الجواز يا حج …
ثم رمق عاصي بطرف عينيه قائله بشمـ.ـا.ته: خصوصاً وان العروسه موافقه..!!!!
جنوووووووون!!!!!
كل ما يشعر به الآن هو الجنون ، وهذا الآسر اللعين مصمم علي ان يخرج اسوأ ما فيه ، وتلك النظره الشامته التي تلمع داخل مقلتيه تثير فيه غريزه القــ,تــل البربريه ببشاعه ….
ولكنه لن يكون عاصي الجارحي اذا اعطي له الفرصه للانتصار عليه او الشمـ.ـا.ته فيه …
بل سيرد له الصاع صاعيين وسيجعله يبكي نـ.ـد.ماً وقهراً لمجرد تفكيره في تحديه او تجرأه علي اي شيء يخصه ../
وهي ليست بشيء عادي فهي روحه وعمره ومحبوبته وزوجته وام ابنه باختصار هي كل نساء الارض في عينيه وحدها ، هي غفرانه…!!!!!
تلك الصغيره العنيده المـ.ـجـ.ـنو.نه بلوه حياته ، سيتفنن في عقـ.ـا.بها علي عنادها وتحديها له ولكن علي طريقته الخاصه !!!
الخاصه جداً .. طريقه عاصي الجارحي!!!
فلتنتظري مني عقـ.ـا.بك علي عصياني يا غفراني !!!!!
وحان دوري الآن كي الاعبك بنفس طريقتك ،….
دفعه عاصي بقوه في صدره فجأه ، وعاد الي جلسته مره اخري واضعاً قدm فوق الاخري ينظر لهم ببرود وكانه شخص اخر غير المـ.ـجـ.ـنو.ن الذي كان يتحدث منذ قليل ….
تـ.ـو.ترت الاجواء من حولهم خاصه بعد تبدل حال عاصي الغريب ../
والجد اصبح في موقف يُحسد عليه ولا يعرف بما يجيب طلب آسر خاصه بعد اعلان غفران لموافقتها امام الجميع !!!!
كما انه لا يريد ان يظلم حفيده خاصه وهو يعرف بخطته لاننتفام من مازن ونسرين ، الي جانب عشقه لغفران !!!
تحدث الجد بهدوء ورزانه : والله يا آسر يا ابني انت فاجئتني بطلبك ده …
هتف آسر بنبره جاده: انا عارف يا حج اني طلبت الطلب ده فجأه من حضرتك واني كان لازم افاتح حضرتك الاول في الموضوع ده …
وانا اسف اذا كنت اتسرعت في طلبي او طلبته منك بطريقه غريبه بس انا فعلاً جاد في طلبي ومعنديش استعداد اني اخسر غفران خصوصاً ان هي كمان موافقه علي الجواز مني واظن حضرتك سمعت موافقتها بنفسك…
كانت دmاء عاصي تغلي كالمراجـ.ـل في اوردته ولكنه تحكم في اعصابه وثورته بأراده من حديد منتظراً اللحظه الحاسمه لتفجير قنبلته الموقوته التي ستطيح بغــــرور ذلك الابله الي الابد….
صدح صوت دريه الماكر من خلفهم بسعاده لن تستطيع مداراتها وهي تقطع ذلك الصمت المشحون : وافق يا حج ،آسر بيه الراوي شاب مفيش زيه وكل عائلات البلد تتمناه لبـ.ـنت من بناتهم .، ده غير ان غفران معتقدش انها هتلاقي فرصه احسن من كده خصوصاً يعني لواحده في وضعها وظروفها ../
اقصد يعني مطلقه ومعاها طفل وآسر بيه شاب اعـ.ـذ.ب مسابقش له الجواز قبل كده ….!!
اكدت نسرين علي حديثها : عندك حق والله يا انطي…
رمقهما كل من آسر وغفران وآدm بكره واستهجان لحديثهما السخيف ..
ببنما التزم عاصي الصمت راسماً الجمود والبرود علي وجهه منافياً لثورانه الداخلي ..
وهو الآمر الذي اثار حـ.ـز.ن غفران بشـ.ـده وتأكدت انها بالفعل لا تمثل شئياً له …
نظر الجد الي حفيده محاولاً فهم ما يدور بخلده او مساعدته في الرد علي آسر ولكن عاصي بادله النظر بنظرات جليديه غير مقروءه…
تحدث آدm بدبلوماسيه منقذاً الموقف: يا ريت يا آسر بيه تدي الحج فرصه يتشاور مع غفران براحتهم وان شاء الله يوصل لك الرد في اقرب وقت ..!!!
شعر الجد بالامتنان الشـ.ـديد لآدm الذي انقذه من الاحراج امام آسر الذي تحدث موافقاً علي حديث آدm: طبعاً يا آدm عندك حق ..
ثم تابع يضيف وهو يوجه حديثه الي الجد : انا في انتظار ردك يا حج في اقرب وقت ، وبعد ادن حضرتك لو وافقت علي جوازنا ، انا ان شاء الله عاوز اكتب الكتاب علي طول وهو شهر بالكتير ونتجوز علي ما الفيلا عندي تكون خلصت ….
واخيراً خرج عاصي عن صمته وتحدث بثقه وغــــرور لا يليق الا به وهو علي نفس جلسته المغتره واضعاً ساق فوق الاخري وهو ينظر لآسر ببرود هاتفاً بما صدm الجميع وجمد الدmاء في عروق غفران : انا مش عارف يا آسر انت جايب البجاحه والجرأه دي منين علشان تيجي لغايه بيتي وتطلب انك تتجوز مراتي !!!!
هتف آسر يرد عليه بنبره ساخره: قصدك اللي كانت مراتك ، هي دلوقتي طليقتك ولا نسيت…!!
تعالت ضحكات عاصي بصخب في حديقه القصر ، حقاً يضحك ويضحك بقوه ولكن دون مرح ، يضحك حتي يخفي حـ.ـز.نه وقهره وغضبه!!!!
لم تعير غفران اي اهتمام لما يقوله ظناً منها انه يتحدث عن وضعهم السابق وان غــــروره صور له انه يستطيع التدخل في شؤنها كما كان يفعل من قبل !!!
ببنما نسرين ودريه احتدت نظراتهم وهوي قلبهم ارضاً بعد حديثه وضحكته الغريبه رافضين تصديقه …
اما الجد فقد تاكد ان عاصي قد اعاد غفران الي عصمته دون ان يخبر احد بذلك حتي هو ….
تـ.ـو.تر آسر من ضحكه عاصي المستفزه ولكنه آبي ان يظهر ذلك علي ملامحه !!!!
أنتهي عاصي من نوبه ضحكته الجنونيه هاتفاً بنبره جاده : يظهر انك مش بتركز في الكلام اللي بيتقالك كويس …
انا قلتها لك مرتين وانت برضه مصمم علي عنادك وغباءك../
قلتها مره في المكتب من يومين والمره التانيه دلوقتي …
غفران الجارحي مراتي علي سنه الله ورسوله !!
غفران الجارحي خط احمر ..،،!!!!
ثم عاجله بضـ.ـر.به قويه من جبهته ارتد علي اثرها آسر الي الخلف ولحقها بلكمه قويه من قبضته الفولاذيه جعلت الدmاء تنبثق من انفه وفمه بغزاره ….
انتفضت نسرين مفزوعه من جلستها كمن لدغتها حيه تهتف فيه بجنون وهي تجذبه من زراعه حتي ينظر لها : انت بتقول ايه يا عاصي ، ايه التخريف ده ، غفران مين اللي مراتك ، وانا …انا ….
انا ابقي ايه؟؟
لم يجيبها عاصي او حتي كلف نفسه عناء النظر اليها بل كان نظره منصباً فوق غفرانه المصدومه!!!
انتبهت غفران من ذهولها علي ضـ.ـر.به الوحشي لآسر تبعها صرخه نسرين ويبدو ان ما سمعته حقيقه وانه لا يكذب ، لكن كيف وهو طلقها امام الجميع ، كيف تكون زوجته الي الان …
تقدm آسر من عاصي يهدر فيه بغل وعدm تصديق وهو يمسح بطرف يده الدmاء التي تسيل من شفتيه: انت كـ.ـد.اب ، غــــرورك وانانيتك هما اللي مش مخالينك تعترف بالحقيقه ورافض تصدقها ، فوق يا عاصي من اللي انت فيه واعترف انك بتكدب علشان تبعدني عنها ….
وقف عاصي امامه بزهو واضعاً يديه في جيب بنطاله وهم ان يتحدث قبل ان يفاجيء بغفران تقف بينهم وهي تنظر له بتحدي هاتفه بغضب: انت ايه اللي انت بتقوله ده انا مراتك ازاي ، انت نسيت انك طلقتني ورمـ.ـيـ.ـت عليا اليمين قدامهم كلهم ابقي مراتك ازاي بقي ، ولا انت بتعمل كده علشان افضل دايره في محرابك ومـ.ـا.تكونش ليا حياه من بعدك …
لكن لا فوق من وهمك وغــــرورك يا عاصي ، انا هعيش حياتي براحتي واتجوز الانسان اللي اختارته بـ.ـارادتي ، الانسان الوحيد اللي صدقني ووثق فيا ووقف جنبي من غير ما ينتظر مني المقابل …
صمتت تلهث بصوت عالي وصدرها يعلو ويهبط بجنون دون ان تحيد بنظراتها عنه ….
كانت نظرات عاصي لها في تلك اللحظه تحكي الف حكايه وحكايه عن الحـ.ـز.ن والأسف والخزلان !!
وهو يقف امامها بقوه وشموخ يداري خلفهم انهياره وجـ.ـر.ح قلبه النازف من كلمـ.ـا.تها التي القتها في وجهه وهي تطعنه بكل قوتها ، بالرغم من صدق حديثها وجـ.ـر.حه لها الا انها جـ.ـر.حته حتي ادmت قلبه…
هتف بنبره بـ.ـارده ساخره : انا مش فاهم انتوا ليه مش عاوزين تصدقوا، انا بقول الحقيقه، وانتوا اللي بتنكروها ش انا …!!
هسألك سؤال يؤكد لك حقيقه كلامي …تقدري تقوليلي فين قسيمه طـ.ـلا.قك ؟؟؟
ولا انتي ناويه تتجوزي من غيرها !!!!
انعقد لسانها ولم تستطع الرد فهي قد تناست امرها بل لم تخطر علي بالها من الاساس..!!!
اجابه آسر بدلاً عنها رافضاً تصديقه: سهله اوي ممكن نطلعها بمنتهي السهوله ..
هتف بسخريه : مش بقولك غـ.ـبـ.ـي!!!
صدح صوت الجد يساله بجديه: ممكن تفهمنا انت رجعتها تاني لعصمتك امتي وازاي وليه مقولتش؟؟؟
اخذ عاصي نفس عميق قبل ان يجيبه وهو ينظر داخل عينها بنظره تحمل الكثير من الاعتذار والنـ.ـد.م: انا بعد ما طلقتك وعرفت الحقيقه من مرات عاصم ابوهيبه واللي اكد عليه كلام آدm واتاكدت منه بنفسي …
شرد بنظراته للبعيد وذكري ما حدث تتعاد امام ناظريه كشريط سنيمائي يزيد من عـ.ـذ.ابه ويعاظم رغبته في الثآر منهم بأبشع الطرق …
تابع مضيفاً:، ده غير البـ.ـنت اللي مازن زقها عليكي واللي كلمتك في التليفون علشان تروحي الشقه اللي لقيتك فيها ،
قدرت اوصل لها وجبتها واعترفت لي بكل حاجه وان مازن هو السبب في كل حاجه وعمل كده علشان يفرق بينا وساعتها يقدر يوصل لك من تاني …
ساعتها رجعت جري علي القصر ادور عليكي علشان اعتذر منك واقولك اننا اتخدعنا وكنا ضحيه لشويه ناس وسـ.ـخه مليانه غل وكره هدفها تفرقنا عن بعض ….
ابتلع غصه تسد حلقه وتابع يضيف بمراره: ساعتها ملقتكيش في القصر وعرفت انك مشيتي وسبتيني..
قلبت الدنيا عليكي ، دورت عليكي في كل مكان وانت فص ملح وداب …
ساعتها فكره واحده بس هي اللي سيطرت علي تفكيري اني ارجعك تاني لعصمتي علشان لما الاقيكي اثبت لك اني كنت غلطان ونـ.ـد.مان والدليل علي ده اني رديتك بعد طـ.ـلا.قك ب48 ساعه …
فنزلت علي القاهره وروحت لدار الافتاء وحكيت لهم اللي حصل كله واكدوا لي ان انا ممكن اردك ليا لانك لسه في العده واني اطلع كفاره لليمين الي رمـ.ـيـ.ـته عليكي …
عملت كده ورديتك ليا علي طول ،ده كل اللي حصل .
اقترب منها اكثر ناظراً داخل عمق عينيها بنظره تؤكد معني حديثه: يعني انتي لسه مراتي وانا لسه جوزك.
اقشعر بدنها من نبره صوته ونظره عينه التي دغدغت الانثي بداخلها ….
وانهمرت دmـ.ـو.عها تجري علي وجنتيها ولم تعد تحدد سببها ، هل بسبب سعادتها انه عرف الحقيقه وصدقها ؟؟؟
ام انها لازالت زوجته وعلي اسمه؟؟
ام حـ.ـز.ناً وقهراً علي تحكمه بها وبحياتها وتحريكها كيفما يشاء وحسب هواه؟؟؟
وضعت يدها علي راسها تقاوم الدوار الذي اصابها ، تنظر اليه بتوهان ، تشعر يالضياع ولا تعرف ماذا عليها ان تفعل والي اي احساس تميل …!!!
تنهد الجد بـ.ـارتياح لحقيقه ما سمعه شاكراً الله علي استجابه لدعواته في الجمع بين احفاده …
بينما آدm ابتسم بسعاده علي جنون عاصي فهو عاشق لغفران حد النخاع يغض النظر عن الطريقه التي يسلكها في عشقه !!!!
اما آسر فلملم المتبقي له من كرامته خارجاً من القصر دون ان يشعر به احد حاملاً مشاعره التي تحركت نحو أمرآة من المستحيل ان تكون له في يوم من الايام فهي لم ولن تعشق غير هذا المـ.ـجـ.ـنو.ن المغــــرور ..
حقيقه بالرغم من وضوحها الا انه كان دائماً ما ينكرها ، خرج من القصر بسيارته مقرراً طي صفحه غفران من حياته الي الابد …!!!!
صوت تكسير زجاج متبوع بصوت صرخه نسرين جعلها تشهق مفزوعه بخضه ولاشعورياً ضمت نفسها داخل صدره تحتمي به من جنون نسرين …
تضخم قلبه بعشقها وشقت الابتسامه شفتيه سعيداً بتصرفها العفوي الذي ربط علي قلبه …
وتحركت يديه دون ارادته تضمها الي صدره بحمايه وكل خليه في جسده تنتفض شوقاً وعشقاً لها …
صرخت نسرين بجنون وقد انفعلت زمام تحكمها في اعصابها من عقاله : كنت بتضحك عليا يا عاصي ، بتخطبني وتوعدني بالجوازوانت علي زمتك واحده تانيه ومن غير حتي ما تعرفني ..
كلمـ.ـا.ت نسرين اخرجتها من نشوه دفيء احضانه ،
وحقيقيه ارتباطه بها وصورته وشفتيه وعنقه ملونين باحمر شفاها اخرجها عن صمتها ، فدفعته بعنف وهي تركض مسرعه الي اعلي واحساسها بالضياع يتضاعف اكثر بداخلها ….
كز عاصي علي اسنانه بحنق لاعناً نسرين في سره وقد تناسي امرها في لچه شعوره بها في احضانه..
هتف بنبره هادئه مخاطباً اياها محاولاً تهدئتها وامتصاص غضبها حتي لا تفسد مخططه الذي اصبح قاب قوسين او ادني من تحقيقه.: اهدي يا نسرين وتعالي نتفاهم بالعقل …
صرخت نسرين بجنون وهيستيريه والدmاء تتساقط من يدها بعدmا انكـ.ـسر كأس المياه في يدها من شـ.ـده ضغطها عليه: ما تقوليش اهدي وتحلول تضحك عليا
ولو كنت فاكر اني هسييك ليها زي ما سيبتك زمان تبقي غلطان ، انت من حقي انا ، ملكي انا وبس انت فاهم ….
صدح صوت الجد بقوه من خلفهم : دريه خديها علي جوه وخاليها تهدي وبعدين نبقي نقعد ونتكلم …
امتثلت دريه لاوامره وهي تسحب نسرين التي تصرخ بجنون هاتفه فيها بتوبيخ: اهدي يا غـ.ـبـ.ـيه هتضيعي نفسك وتضيعينا معاكي بجنانك ده ، بدل ما نقعد ونشوف هنتصرف ازاي في المصيبه دي عماله تصرخي زي المجانين …
قالتها وهي تسحبها معها الي الداخل حتي اختفوا عن انظارهم…..
هتف الجد فور دخولهم متحدثاً الي حفيده بنبره متسائله : ممكن تفهمني انت ليه مقولتليش من الاول انك رجعت غفران لعصمتك ؟؟
زفر عاصي هواء ساخن من رئتيه متقلاً بالهموم ، قبل ان يجيبه: علشان ماكنتش عاوز حد يعرف قبلها وكمان ما كنتش عاوزها تعرف مت حد غيري…
ده غير انك ضعيف يا جدي من ناحيتها وكنت ممكن تقولها …
والاهم من ده كله انا كنت عاوزها ترجع لي وهي راضيه مش مجبره بعد ما تكون شفت غليلها مني وانتقمت لكرامتها زي ما هي عاوزه ..
بس للاسف اللي عمله الحلوف اللي اسمه آسر ده لغبط الدنيا وعكها علي الاخر .
من ناحيه غفران اللي ومن ناحيه نسرين اللي مش ضامن رد فعلها هيكون ايه وخصوصاً لما تروح للوسـ.ـخ التاني تحكي له اللي حصل …
هتف آدm متسائلاً بجديه :وانت ناوي تعمل ايه؟؟
تنهد بهم متابعاً بقلق وهو يمسح علي وجهه : مش عارف ، ربنا يسترها ويعدي الايام اللي جايه دي علي خير …..
انا هطلع لغفران علشان لازم نتكلم مع بعض وتفهم كل حاجه ….
اومأ الجد برأسه موافقاً: قوم يا بني ربنا يهدي سركم ويعينك علي اللي انت فيه….
……………………………….
تلوت نسرين بعصبيه وانتزعت ذراعها بقوه من بين يدي دريه التي تحاول تهدئتها هادره فيها بصراخ : ابعدي عني وسبيني ، مش عاوزه اسمع حاجه …
وبلغي الباشا ابنك انه لو ما تتمش جوازي منه زي ما احنا متفقين ، قسماً بالله لهخاليه ينـ.ـد.م علي اليوم اللي فكر يكـ.ـدب عليا فيه ، والمره دي حياته هو هتكون التمن ….
قالتها قبل ان تغادر القصر كالعاصفه الهوجاء تاركه خلفها دريه بوجه شاحب تشعر بالرعـ.ـب علي ابنها من تهديد تلك المـ.ـجـ.ـنو.نه التي لا تتورع عن اذيته …
هتفت دريه بغل وهي تنظر الي اعلي نحو غرفه غفران : كله منك يا بـ.ـنت جميله .،،،!!!
صعدت الدرج بخطوات تدك الارض من غضبها ، وبدون استئذان اقتحمت باب غرفه غفران بقوه ووقفت تطالعها بنظارات حاقده كريهه…
كانت غفران منذ صعودها وهي تزرع غرفتها طهاياً واياباً بعصبيه وغضب شـ.ـديدين ..
وافكارها المتصارعه تحارب بضراوه داخل راسها الذي يكاد ينفجر من شـ.ـده التفكير ….
استدارت فجأه بجسدها مجفله عنـ.ـد.ما فتح باب غرفتها بقوه ، ظنت في باديء الامر انه عاصي ولكنها اصطدmت بوجود اكثر حد لا تريد رؤيته الآن فهي ليس لديها القدره علي تحمل سخافتها !!!!
قلبت غفران عينيها بملل وهتفت تتحدث بملامح ممتعضه وهي تقف في وسط غرفتها عاقده زراعيها امام صدرها : خير !!!
هتفت دريه بكره وحقد دفين وشبح جميله يظهر امام عينيها من جديد: انتي ايه لعنه وصابت ابني … انتي لعنه زي امك صابت البيت ده من زمان ومش عارفين نخلص منها ، كل ما نخلص من واحده تطلع التانيه .
اقتربت منها وضغطت علي ذراعها تعتصر لحمها بين قبضتها هاتفه بحقد شـ.ـديد: اوعي تفتكري اني مصدقه اللي حصل تحت ده تبقي غلطانه ..!!!!
انا عارفه ان اللي حصل ده مجرد تمثيله ومثلتوها علينا بس انا مش هكون مغفله واسمح لك تهدي اللي طول عمري ببني فيه ، عاصي هيتجوز نسرين وهيحلف منها بدل العيل عشره والثروه دي كلها هتكون لينا احنا وانتي وابنك هتخرجوا بـ.ـاره حياتنا ومش هتطولوا منها ولا مليم …
وده اخر انذار ليكي ، يا تاخدي ابنك وتمشي من سكات يا أما ما تلوميش الا نفسك…!!!
انتزعت غفران زراعها منها بقوه وهتفت بها بشراسه لما تعدها في نفسها وهي تدفعها في كتفها بحركه مهينه: انتي مين انتي علشان تتكلمي معايا وتتشرطي عليا بالطريقه دي وتقوليلي اعمل ايه ومعملش ايه…
انتي اظاهر نسيتي نفسك انتي حياله ارمله عمي الله يرحمه ، يعني بمعني اصح مالكيش صفه هنا سواء انتي او بـ.ـنت اختك السـ.ـا.فله الوا.طـ.ـيه بتاعه الحركات الوسـ.ـخه اللي زيها …
لكن انا حفيده منصور الجارحي ومرات عاصي الجارحي وام ابنه والثروه اللي بتتكلمي عنها دي بتاعتي انا وعاصي وابننا بالشرع وبالقانون يعني انتي مالكيش فيها ….
ثم تابعت مضيفه باستفزاز : واحب اطمنك انا مش ناويه اطلق من جوزي وابو ابني ، وان شاء الله قريب هيجي اخ او اخت لعمر …..
صمتت تتطلع في ملامحها التي تربد بغضب اسود وتابعت تضيف قاصده اهانتها : واذا كان جدي سايبك قاعده هنا او بيصرف عليكي بعد وفاه عمي الله يرحمه فده علشان هو بيراعي ربنا وبيفهم في الاصول مش اكتر ، يعني تقدري تقولي شفقه واحسانً ….
والبيت ده اذا كان في حد لازم يمشي منه فهو انتي وبـ.ـنت اخوكي ، مش انا !!!
هدرت دريه بجنون وقد اثارت غفران غضبها بجنون بعدmا تفوهت به ، ورفعت ذراعها عاليا تريد صفعها : اخرسي يا سـ.ـا.فله ما انتي حيه زي امك!!!
تجمدت يد دريه في الهواء بعد ان اوقفتها قبضه عاصي الفولاذيه الذي استمع الي حديثهم من اوله !!!
التفت دريه بوجه شاحب تنظر اللي عاصي والذي لأول مره تلمح تلك النظره في عينيه ؟!!
نظره خيبه وخزلان وليست نظره احترام كما اعتادات منه ….
هتفت دريه بنبره خائفه متلعثمه: عاااصي …. اااناااا
دددي … دي هي اللللي …!!!
كان عاصي ينظر لها وكانه يراها علي حقيقتها للمره الاولي ، هذه التي امامه ليست امه التي انجبته وربته ، هذه أمرأة غريبه عنه لا يعرفها ….
هتف عاصي بنبره جليديه وهو لازال محتفظاً بيدها : هي ايه يا دريه هانم ؟؟؟
هي اللي رفعت ايدها عليكي ولا هي اللي هددتك لو ماسبتيش البيت ومشيتي متلوميش الا نفسك …
ولا برضه هي اللي هددتك وقالت لك انك مالكيش حق لا انتي ولا ابنك في الثروه دي!!!!
كانت صوت ضـ.ـر.بات قلب دريه يصم اذنيها من قوته حتي انها شكت انهم قد سمعوه من شـ.ـدته ، فهي تاكدت ان عاصي استمع الي حديثهم من اوله ….
اخفضت نظراتها ارضاً بخزي ولم تتفوه بحرف واحد ..
ترك عاصي معصمها اخيراً هاتفاً بنبره شرسه: ما عاش ولا كان اللي يفكر بس مجرد تفكير انه يمد ايده علي مرات عاصي الجارحي طول ما انا عايش علي وش الدنيا …ولولا انك للاسف امي انا كنت اتصرفت معاكي التصرف اللي يليق بعملتك دي …
ودلوقتي ياريت تطلعي بـ.ـاره علشان عاوز اقعد براحتي مع مراتي ….
قالها بنبره حاسمه لا تقبل الجدال مؤكداً علي كل حرف ينطق به ، سواء معها او مع تلك التي تقف خلفه تناظره بتحدي …،
اومأت دريه صاغره تخرج من الغرفه تجر اقدامها بانهاك وقد ايقنت انها اقامت حاجز كبير بينها وبين ابنها بسبب تلك الملعونه غفران …..
بعد خروجها ، وقف عاصي يتطلع الي غفران باعجاب ، معجب جداً بقوتها وشراسه شخصيتها الجديده ، تروقه وتستفزه فهو لاطالما احب اللعب مع القطط الشرسه!!!!
تحدثت غفران بنبره هادئه : sorry علي الكلام اللي قلت له لوالدتك بس هي اللي استفزتني علشان كده قلت لها الكلام اللي انت سمعتنه …
ثم تابعت بنبره مستحفه: وعلي فكره مالوش لازمه ال show اللي انت عملته ده علشان تبين اني اهمك وانك مش هتسمح لحد انه يتعدي حدوده معايا لاني ببساطه انا اقدر اعمل كده لوحدي من غير مساعده حد…./
ابتسم عاصي بجاذبيه مهلكه وهويقف واضعاً يديه في جيب بنطاله يطالعها بتلك النظره التي تذيب مفاصلها: علي فكره انتي مش محتاجه تتاسفي علي اللي قلتيه هي تستحق ده لانها غلطت فيكي ..
وبعدين انا مش بعمل show علي ابين لك اني مهتم بيكي ، لان فعلاً دي الحقيقه …
ده غير ان مفيش حد يقدر يمس شعره منك طول ما انا فيا نفس لانك ببساطه انتي بالنسبه لي خط احمر اللي يفكر يعديه يبقي حكم علي نفسه بالمـ.ـو.ت…
رفرفت غفران باهدابها غير مصدقه لما تفوه به وسالته بعدm تصديق:يعني انت مش مضايق علشان اتكلمت كده مع والدتك ….
اجابها وهو علي نفس وضعه برد قاطع: لا …
ثم تابع يضيف بجديه: غفران .. في حاجات كتير اوي حصلت انتي ما ن عـ.ـر.فيهاش علشان كده المره دي انا مش هخرج من هنا غير لما نقعد ونتكلم وتسمعي اللي عاوز اقوله للاخر وبعدها كل اللي انتي عاوزاه هنفذهولك ….
كان يتحدث بنبره جاده لا تقبل النقاش مما جعلها ترضخ له وتستمع اليه فهي تحتاج لفهم كثير من الامور …..
…………………….
علي سطح زجاج الطاوله التي تتوسط غرفه المعيشه، اخذ يساوي ذلك المسحوق الابيض في سطرين رفيعين متساووين ثم تناول ورقه فئه ال100 دولار ملفوفه علي شكل اسطواني صغير !!!
وضع انفه علي طرف الورقه واستنشق المسحوق الابيض بانتشاء….
وكرر نفس الفعله مره اخري حتي استنشق المسحوق كله مرجعاً راسه للخلف سامحاً للمسحوق بالتوغل داخل انفه ورئتيه بانتشاء رهيب!!!
ارتخي جسد مازن والخدر يسري في كل جسده جراء جرعه المـ.ـخـ.ـد.ر الذي تناولها …
وفجأه وجد باب الشقه ينفتح بقوه وتدلف منه نسرين كالعاصفه الهوجاء …
نظر لها من بين جفونه الشبه مغلقه متحدثاً بلسان ثقيل : ايه داخله بوليس الاداب دي…
وبعدين مفتاح شقتي بيعمل ايه معاكي ، ثم تابع مضيف بسخريه: انا راجـ.ـل عايش لوحدي واخاف علي سمعتي …
هدرت فيه نسرين بغضب وهي تتناول سيجاره من علبته ، تشعلها وتنفث دخانها بعضب : فوق لي كده وقوم شوف المصيبه اللي وقعت علي راسنا ، احنا اتلعب ببنا الكوره وعاصي غفلنا كلنا ….
بنفس اللسان الثقيل سالها وهو يتجرع من كأس الخمر الذي بين يديه: مالي الباشا الكبييييير اوي …
عمل ايه تاني …
تابعت نسرين بغل: بقولك فوق وصحصح علشان نشوف هنتصرف ازاي في اللي حصل …/
هز راسها موافقاً والخمر والمـ.ـخـ.ـد.ر يلعبون براسه هاتفاً بتوهان: ارغي …
التمعت عينيها ببريق حارق وهي تنطق بغل من بين اسنانها المطبقه: هقولك …!!!!
……………………………
انتهي عاصي من سرد لها كل ما حدث واكتشافه للفخ الذي وقعوا فيه واكتشافه تورط امه ونسرين مع مازن ومساعدتهم له ، وخطته الذي خطط لها بمعرفه جده للايقاع بمازن …
حكي لها كل شيء وكيف عاش ضائع من بعدها ، واعتذر منها طالباً صفحها وغفرانها ….
كانت تستمع اليه ودmـ.ـو.عها تجري كالانهار علي وجنتيها ، لا تصدق ما تسمعه منه …
هل هناك اناس بكل هذا الشر في الدنيا؟؟؟
ولماذا يفعلون معها كل ذلك وهي ابداً لم تأذيهم بسوء ؟؟؟
وقفت تهز راسها نفياً لما سمعته هاتفه ببكاء : مش صحيح ، انت بتضحك عليا …
انت عاوز تطلع مبرر للي عملته معايا …
تحدث عاصي بهدوء وهو يقترب منها محاولاً احتواءها فهو مدرك حاله التخبط والانكار التي تعيشها الآن فهي ارق وانقي من ان تستوعب كل ذلك الحقد : اهدي يا غافي ، انا مقدر انك مش قادره تستوعبي اللي حصل ، بس انا والله مش بضحك عليكي انا بحبك ، بحبك اوي واملي انك تسامحيني ونبدأ حياتنا من جديد مع ابننا ….
هدرت صارخه فيه بعضب وهي تدفعه بقبضه يديها الصغيره في صدره المعضل القوي والذي ازداد قوه ًصلابه عن ذي قبل….
انت ايييييييه!!!!!
انت اكتر انسان اناني انا شوفته في حياتي …
عاوز كل حاجه تمشي علي هواك وزي ما انت عايز …..
ثم تابعت تضيف بقهر : انا عيشت معاك ست شهور شوفت فيهم اللي عمري ما شوفته وانا بخيبتي كنت بستحمل واعدي علشان كنت بحبك!!!!
في الاول اتجوزتني غـ.ـصـ.ـب عنك وجـ.ـر.حتني وهينت كرامتي يوم فرحي في اليوم اللي كل بـ.ـنت بتستناه علشان تجتمع فيه مع الانسان الوحيد اللي حبيته..
وانا سكت واستحملت وعديت…!!
وانت عجبتك حكايه البت الهبله الصغيره اللي كل نظره من عنيها بتقولك انك الرجل الوحيد اللي في الكون وده كان بيرضي غــــرورك ورجولتك…
وبعدين قلت ماشي وفيها ايه يعني اما اقرب منها واتم جوازي منها ما انت رجل ولك رغبات ودي مراتي وفي الحلال يبقي ليه لاء…!!!
والدنيا مشيت زي الفل وقدرت تخدعني انك بتحبني وبتمـ.ـو.ت فيا، وعند اول اختبـ.ـار مرينا بيه اكتشفت ان جوازنا وحبنا وبيتنا مالوش اساس قوي عامل زي ببت الرمل مع اول موجه اتمسح ومبقالوش وجود.
مع ان نفس الموقف حصل منك وانا صدقتك ودافعت عنك وعن حبي ….
صمتت واقتربت منه تتطلع في عينه تضيف بقوه: علشان انا كنت بحبك ، لكن انت عمرك ما حبيتني!!!
انا بالنسبه لك شيء امتلكته زي ما بتمتلك اي حاجه في الدنيا بتتعامل معاها بتملك وانانيه…
وبرضه انانيتك هي اللي خلتك تطلقني وانانيتك هي اللي خاليتكً ترجعني لعصمتك غـ.ـصـ.ـب عني…
بس انا بقي بقولها لك ، نجوم السما اقرب لك مني يا عاصي ، والعيله الصغيره اللي كانت متعلقه في ايدك كبرت وبتقولك لا مش عاوزاك…
هي خلاص خرجتك بـ.ـاره حياتها من زمان اوي ومابقاش لك وجود في حياتها…/
هدر هو الاخر بغضب ويأس وقد اكتفي من كل الصراعات والحروب التي يخوضها من اجلها ، يريد ان يرتاح ان يأخذ استراحه محارب ، يريد ان تكون هي الشط الذي يرسو عنده يلقي بكل همومه وتعبه فقد اكتفي حقاً من غباؤها ومحدوديه تفكيرها ورؤيتها للموقف من زاويتها هي فقط!!!!
هتف بغـ.ـيظ وقهر : انتي بتتهميني اني اناني ومش بحبك ، طب وانتي اللي عملتيه من الاول وكان السبب اللي وصلنا للي احنا فيه ده مش انانيه وغباء منك…
لما صاحبتك وابن خالتك قالوا لك غلط تخبي علي جوزك ولازم يعرف كل حاجه انتي بتعمليها ، ده مكانش غلط وغباء انا محاسبتكيش عليه لحد دلوقتي…
وبسبب غباءك وقله خبرتك وطيبتك الزياده جريني روحتي علي عنوان مت عـ.ـر.فيهوش لمجرد ان واحده اتصلت بيكي تقولك علي مكان مامت صاحبتك ، تفومي تجري تروحي من غير ما تستاذني من الحمار اللي انت متجوزاه ولا ت عـ.ـر.فيه مكانك فين ….
صمت يتنفس بصوت مسموع وشريط ما حدث يعاد امام ناظريه مره اخري: عمرك فكرتي في احساسي كرجل بيحب مـ.ـر.اته بجنون وبغير عليها من الهدوم اللي عليها ، لما يجيلي رسايل تقولي مراتك بتخونك وبعدها صورك وانتي عريانه ….
عمرك فكرتي فيا وانا جاي لك في الطريق مـ.ـيـ.ـت من الرعـ.ـب وانا بدعي انه يكون كدب وانه مش انتي اللي مقصوده …
عمرك ما هت عـ.ـر.في احساس رجل ، دخل لقي مـ.ـر.اته ملفوفه بملايه ملط في سرير غير سريره وواحد وسـ.ـخ بينادي عليكي باسم دلعك وهو ملط هو كمان …
كنتي مستنيه مني ايه اخدك في حـ.ـضـ.ـني واطبطب عليكي واقولك البسي هدومك يا حبيبتي علشان نرجع بيتنا ….
تابع بغيره مـ.ـجـ.ـنو.نه كلما لاحت تلك الذكري الكريهه امام عينيه: انا لولا ان لسه جوايا ذره عقل كنت قــ,تــلتك وقــ,تــلته في لحظتها ومحدش يقدر يلوم عليا..
مفيش رجل دmه حر في موقف زي ده بيفكر بعقل وهدوء …
وطـ.ـلا.قي ليكي كان رد فعل طبيعي رغم اني كنت كارهه وفي نفس الوقت كنت خايف عليكي مني ، لاني لو ما كنتش طلقتك كنت هوريكي العـ.ـذ.اب الوان كنت همـ.ـو.تك بالبطيء….
ولو بتقارني بين موقفي وموقفك لما شوفتي نسرين وهي بتحاول تبوسني وضـ.ـر.بك ليها بالقلم ، ده علشان انتي عارفه نسرين وفاهمه غرضها ايه من اللي هي بتعمله وانها من زمان وهي عاوز تتجوزني، قبل ما يكون ثقه فيا …
لكن اول ما عرفت الحقيقه ما ترددتش لحظه اني اردك وادور علي الوسـ.ـخ اللي عمل فينا كده علشان ادفعه تمن اللي عمله …
كنت عامل زي المـ.ـجـ.ـنو.ن بدور عليكي ليل نهار وانت فص ملح وداب وكل ده وجدي عارف مكانك وسايبتي بمـ.ـو.ت من قلقي ونـ.ـد.مي وخـ.ـو.في عليكي ….
اختنق صوته بغصه مؤلمه : استحملت بعدك عني انتي حامل، اتحرمت من فرحتي بحملك في ابني ، اتحرمت اني اعيش معاكي ومعاه كل لحظه وهو بيكبر جواكي !!!!
ولما رجعتي كل ما احاول اكلمك او اقرب منك علشان افهمك تصديني وما تدنيش فرصه ، بتستفزيني وتعامليني كاني غريب عنك ..واقول معلش حقها ، زعلانه ، كرامتها و.جـ.ـعاها وانا غلطت وحقها تعـ.ـا.قبني زي ما هي عاوزه ، انت الرجل ولازم تستحمل …
وفي الاخر وبعد كل ده وتقولي عليا اناني …!!!
اقعدي مع نفسك كده وفكري بعقل واوزني الامور ساعتها هت عـ.ـر.في مين فينا الاناني ….
وكمان هت عـ.ـر.في ان كل اللي حصل مني كان رد فعل علي تصرفاتك !!!!!
جلست تبكي بصمت ، تعلم انه محق وتعلم انها اخطأت…
وانها السبب الرئيسي فيما حدث لو لم تكن اخفت عليه موضوع الطبيبه….
شعرت بغصه تعتصر قلبها وهي تستمع الي قهره وهو يصف لها الموقف من وجهه نظره كرجل ..
اشفقت عليه والتمست له العذر …
ولكن هناك جـ.ـر.حاً لازال عالقاً داخل قلبها ، هناك فجوه حدثت بينهم عاجزه عن تخطيها …
تعشقه وتريده ولن تقدر علي العيش بدونه وفس نفس الوقت لا تريد الرجوع اليه قبل ان تشفي جراحها ، وكيف تشفي وهو الداء والدواء …..
اعتصر الآلم قلبه بسبب بكاؤها ، لا يريدها ان تبكي وان يكون هو سبب بكاؤها …
يعلم ما تشعر به وما تمر به من تخبط ، فقط يريدها ان تعطيه فرصه لتضميض جراحها ومساعدتها علي تخطي العثره التي تعوق استكمال حياتهم ../
جذبها من يدها برفق حتي تقف امامه مقترباً منها حد الالتصاق ، ومد يده يمسح بانامله دmـ.ـو.عها هاتفاً بنبره حنونه: غافي ..!!
رغم الالم والحـ.ـز.ن والانكسار الذي عاشه في بعدها عنه ، الا ان كلمتها انها كانت تحبه اكثر ما او.جـ.ـع قلبه ،فهو يعطيها كل الحق في كل فعل وتصرف يصدر منها وعلي اتم الاستعداد لتحمل كل غضبها وعصبيتها ، الا كرهها له وبعدها عنه ….
فهو قد اكتفي من البعد ، لا يريد بعد اخر بينهم ، تفعل ما تفعل وهي بجانبه يملي عينه وقلبه من قربها…
همس بنبره حنونه امام شفتيها وهى يتشرب حلاوه ملامحها التي اشتاق لها حد الجنون: اعملي اللي انتي عايزاه وانتقمي مني براحتك وعلي اقل اقل من مهمك وانا مستعد اتحمل كل حاجه منك ،بس وانتي في بيتي وفي حـ.ـضـ.ـني …
ادينا فرصه يا غافي ، احنا الاتنن غلطنا وعـ.ـا.قبنا بعض بما فيه الكفايه …
ادينا فرصه نصلح غلطنا ونعيش حياتنا اللي اتحرمنا منها مع عمر ابننا ….
ثم همس بجانب اذنها بنبره مثيره خطره بها لمحه من الجنون والتملك: لاني مش هسيبك او ابعد عنك الا بمـ.ـو.تي يا غافي، انتي بتاعتي انا وبس…
انتي غفراني … انتي غفران العاصي….!!!!!
وفي اللحظه التاليه انقض علي شفتيها الحمراء المرتعشه باغراء بسبب بكاؤها يقتنصها داخل شفتيه في قبله مشتاقه عاصفه معبراً فبها عن كل ما يختلج داخل صدره من مشاعر كلها تدور في مدارها هي ..
غفرانه .،!!!!
وبعد لحظات كانت تصارع قلبها وعقلها ، قلبها الذي يخبرها ان تعطيه فرصه اخري فهم يستحقوا فرصه اخري …وعقلها الذي يحثها علي الرفض والثأر لكرامتها منه ….
ولكن قلبها اللعين انتصر علي عقلها وتركت نفسها تنعم بدفيء احضانه وقبلته التي اذهبت عقلها ، مقرره ان تعـ.ـا.قبه فيما بعد بطريقتها الخاصه ….
………………………
في صباح اليوم التالي ….
يفف عاصي امام المرآة يرتدي ملابسه وابتسامه سعيده مرتاحه تزين محياه …
لعق شفتيه مستشعراً حلاوه مذاق شفتيها العالق في شفتيه متذ الامس ..
فهو بعدmا استطاع بقوه خارقه السيطره علي الوحوش الجائعه التي تصرخ بداخله تريد التهامها ومنع نفسه عنها بأعجوبه ، بعدmا قبلها كما لم يقبلها من قبل ، قبله اودع فيها كل شوقه وعشقه واعتذاره لها وحاجته اليها ، قبله كانت عبـ.ـاره عن مزيج من المشاعر الكثيره التي تموج داخل صدره والتي استقبلتها منه بصدرٍ رحبٍ!!!
اجبر نفسه عن الابتعاد حتي لا يفرض عليها شيئًا تحت تأثير فوره مشاعرهم في تلك اللحظه .!!!
منع نفسه عنها وفضل ان يحترق بنيران شوقه واحتاجه لقربها ، عوضاً عن اخذها لجنته دون ارادتها او رغبتها …!!
يريدها ان تكون معه بـ.ـارادتها ورغبتها فيه ، لا ان تكون مجبره او تحت تأثير اوضغط !!
يريدها متلهفه لوصاله ، راغبه في قربه ، مشتاقه للغرق في بحور عشقه مثله واكثر ….
تلاشت الابتسامه من علي وجهه وحل محلها العبوس والضيق وفاق من سحر اللحظه علي صوت دريه التي دلفت الي حجرته دون ان تطرق علي الباب !!!
وقفت ترمقه بنظرات مغلوله وجسدها يرتج من شـ.ـده الغضب ، تحدثت بنبره متسأله بحنق بالغ: اقدر افهم ايه اللي سيادتك عملته امبـ.ـارح ده بالظبط؟؟
وازاي تاخد قرار زي ده من غير ما ترجع لي وتقولي لا وكمان مخبي عليا؟؟؟
لم يكلف نفسه عناء النظر اليها بل بقيت انظاره منصبه علي المرآة لضبط رابطه عنقه ، وظلت ملامحه علي جمودها بخفي خلفها غضب جحيمي لو اطلق له العنان لاطاح بالاخضر واليابس !!!
ظل عاصي صامتاً حتي انتهي من ارتداء بدلته ، ثم وقف يطالعها بنظرات غامضه لم تستطع دريه تفسيرها مما اشعرها ان عاصي به شيء غريب لا تعرفه!!!
تحدث عاصي يسألها بجمود: كنتي بتقولي ايه ؟؟
اجابته دريه بنبره اقل حده واكثر ليناً : كنت بقول يعني يا حبييي انك مقلتش ليه انك رجعت غفران تاني لعصمتك !!!
اجابها عاصي رافعاً حاجبه متحدثاً بنبره هادئه ولكنها خطره في نفس الوقت ٤اظن دي حياتي وانا حر فيها !!!
ابتسمت دريه باصفرار هاتفه بزيف: طبعاً يا حبيبي انت حر محدش قال حاجه …
انا بس كنت بسأل يعني علشان خاطر نسرين ، دي مهما كان بـ.ـنت اختي وامها سايباها امانه عندي ولازم اطمن عليها ، وانا مرضاش لها انك تظلمها…:
اظلمها !!!!
قالها عاصي بنبره غريبه جعلت احشاء دريه تتلوي من القلق!!!
تابع عاصي حديثه: انا مش بظلم حد ، وانا عند كلمتي جوازي من نسرين مالوش علاقه برجوعي لغفران …
الجوازه هتم وكل حاجه ماشيه زي ماهي الا لو نسرين غيرت رايها ومش عاوزه تتجوز ، يبقي براحتها انا مش هقدر اجبرها علي حاجه …
ارتفع حاجبي دريه وهتفت تحدثه باندهاش: انت بتتكلم جد ، انت هتتجوزهم هما الاتنين ؟؟ ازاي!!
ومين هيسمح لك بكده؟؟
اجابها عاصي بلامبالاة : اه هتجوزهم الاتين فيها ايه دي …
ثم تابع مضيفاً بغطرسه وغــــرور منهياً الحوار: والله ده اللي عندي اللي مش عاجبه يضـ.ـر.ب دmاغه في اتخن حيطه !!!
وانصرف من امامها دون ان يضيف كلمه اخري تاركها خلفه تتطلع في اثره بفاه مفتوح …
………………………………..
كانت غفران مستلقيه باسترخاء في حوض الاستحمام
مغمضه العين ، مبتسمه الوجه …/
ارتسمت ابتسامه خجله علي شفتيها وهي تتذكر قبلته المحمومه ليله امس !!!
لقبلته مذاق خاص يعصف بكيانها ويزلزل ثباتها …
كانت لا تريد لقبلته ان تنتهي ، تريده ان يظل يقبلها حتي تزهق انفاسها …
تعشقه وتعشق كل مافيه وخاصه قبلته !!!
قبلته تاخذها للنعيم ، تجعلها تحلق في السماء من دون جناحات …
وكيف يكون لها جناحات وشفتيه هي الجناحات التي ترفعها تحملها الي جنات النعيم !!!!
عضت علي شفتيها خجلاً من افكارها المنحرفه والتي ازدادت معها في الاونه الاخيره بسبب شوقها اليه..
نفضت راسها تنفض عنها هذه الافكار واسرعت تنتهي من استحمامها وتستعد لاول لقاء بينها وبين عاصيها بعدmا وافقت علي منحه ومنح حياتهم فرصه اخري جديده …
فهي ظلت طوال الليله الماضيه تفكر في كل ما حدث بينهم ، اقتنعت تمام الاقتناع ان الخطأ كان مشترك بينهم وان الجزء الاكبر كان يقع عليها بسبب اخفاءها الامر عليه من البدايه …
وهو الذي جعلها تنظر للامر من جانب اخر ، بل وقررت علي ان تقف بجانبه وتساعده وتدعمه في خطته حتي تقتص من هؤلاء الاوغاء اللذين ارادوا تدmير حياتهم وتشتيت شملهم لولا ستر الله واكتشاف عاصي للحقيقه مبكراً ….!!!
………………
ولج عاصي الي غرفه صغيره الذي صاح مهللاً باصواته الطفوليه فرحاً لرؤيه والده …
انحني عاصي بجزعه يحمله بين ذراعيه يضمه لصدره ويقبله بحنان: عمر باشاااا…!!!
صباح الخير يا وحش ، عامل ايه انهارده ؟؟؟
ثم نظر الي مربيته يسالها باهتمام بالغ عنه: طمنيني اخبـ.ـاره ايه ؟؟
اجابته المربيه باشراق والنجوم تلمع داخل مقلتيها هاتفه بنبره رقيقه والهه فهي لم تستطع منع نفسها من الانجذاب الي كتله الوسامه والرجوله الماثله امامها : اطمن حضرتك ، هو لسه مخلص فطاره واخد شاور والمفروض دلوقتي هننزل نقعد شويه في الشمس في الجنينه تحت …
ثم تابعت بنبره اكثر رقه وهي تمسك خصله من شعرها تلفها حول اصبعها وهي تتخيل نفسها تجلس معه بمفردها تتحدث معه بحريه: ممكن حضرتك لو عندك وقت تقعد معانا شويه تلعب معاه ، اصل احنا مش بنشوفك كتير …!!
انتبهت علي نفسها عنـ.ـد.ما لمحت نظرته الخطره التي رمقها بها واضافت بتلعثم: اقصد عمر مش بيشوف حضرتك كتير…
اومأ لها عاصي براسه هاتفاً بنبره خطره ذات مغذي بعدmا قرأ ما في عينيها بوضوح: عندك حق انا كنت مقرر انهارده اني اقضي اليوم مع عمر و …
ترك جملته معلقه وهو ينظر اليها بتدقيق راصداً رد فعلها ، وهي لم تخيب ظنه عنـ.ـد.ما لمعت مقلتيها بسعاده ولكنه قــ,تــل فرحتها بباقي جملته : ومامته …!!
ثم نظر الي عمر الذي لا يفقه شيءٍ مما يدور حوله ، ويلعب في لحيه والده الكثيفه: يالا يا باشا تعالي نروح نشوف مامي صحيت ولا لسه ….
قالها وغادر تحت انظار المربيه الوالهه: يا لهوي … ايه ده !!!! هو في حلاوه ورجوله كده ….
هيبييييح…. يا بختك يا غفران هانم ، اوعدنا يا رب!!!!
………….
القت غفران نظره رضا اخيره علي شكلها في المرآه وتناولت زجاجه عطرها الذي يعشقه عاصي ونثرته بسخاء علي جسدها وشعرها وعنقها …
كانت ترتدي فستان من قماش الشيفون الاسود الناعم مزين بورود حمراء مقفول من الصدر ذو اكمام طويله ولكنه قصير يصل الي ركبتيها ، وزينت وجههت يزينه وجه رقيقه وملمع شفاه رقيق ابرز جمال شفتيها ، واطلقت العنان لشعرها كما تحب دائما.
سارت نحو باب غرفتها تنوي الخروج ، وما ان وضعت يدها علي مقبض الباب كي تفتحه ،حتي وجدته يفتح ويظهر من خلفه عاصي بطلته الآثره يحمل ابنهم نسخه ابيه المصغره علي ذراعه …
ابتسم عاصي بجاذبيه وهو يطالع حلاوه محياها بنظراته العاشقه ….
مشط جسدها بنظراته الجريئة من رأسها حتي اخمص قدmيها ، مما جعل وجنتيها تحمر خجلاً منه…
اقترب منها عاصي متحدثاً بنبره خافته :صباح الجمال !!!
ثم قدm لها ورده حمراء جوريه كانت بحوزته حتي يوفي بوعده لها ..: الوردة يا وردتي !!!
ثم تبعها بقبله رقيقه طويله علي جانب شفتيها …
ضـ.ـر.ب قلبها داخل صدرها بعنف ، وشعرت بالحراره تغذو جسدها ، واقدامها اصبحت رخوه لا تقدر علي حملها …!!!
اطرقت برأسها خجلاً وهي تأخذ منه الورده هاتفه بتلعثم: ص ..صباح النو..ور.
هتف يسألها بنبره عابثه قاصداً ارباكها اكثر مستمتعاً بخجلها : نمتي كويس امبـ.ـارح ؟؟
اجابته وهي تتهرب من نظراته المتفحصه لها: آه الحمد الله ….
هتف بنبره ماكره: يا بختك .. اومال انا معرفتش انام ليه؟؟
رفعت نظراتها اليه وسألته بنبره قلقه ملهوفه :ليه .. مالك ..تعبان .. حاسس بحاجه.
تضخم قلبه بعشقها اكثر واكثر لاستشعاره قلقها وخـ.ـو.فها عليه، ولكنه تابع يضيف بعبث وهو يقترب منها حد الالتصاق: بصراحه تعبااااااان اوي اوووي.
تابعت تضيف بنفس النبره البريئة وهي تضع يديها علي جبينه تتحسس حرارته: سلامتك .. بس انت كويس مش سخن ولا حاجه ..
اجابها بهمس عابث مثير: ازاي بس ده انا مولع ناااار…بس انتي مش حاسه بيا..!!
ادركت اخيراً المغذي من كلمـ.ـا.ته الوقحه ، فرمقته بنظره موبخه وهي تتصنع العبوس تخفي خلفه ابتسامتها ، هاتفه بهمس:قليل الادب …!!
ثم مدت يدها تاخذ منه طفلها والذي رفض ان يذهب اليها : كده برضه يا موري مش عاوز تيجي لمامي حبيبتك..
اتسعت ابتسامه عاصي وهتف مخاطباً صغيره: رجل يا عمر .. قول لمامتك انك رجل وابن رجل واسمك عمر مش موري والكلام المايع ده …
رمقته غفران بنظره حانقه هاتفه بنبره ساخطه: يا سلام … علي فكره ده ابني انا كمان وانا حره فيه وادلعه زي ما انا عاوزه …
اجابها نافياً بحسم : لا يا روحي الولاد انا اللي هربيهم بطريقتي علشان يطلعوا رجـ.ـاله قد المسؤليه يطلعوا ولاد الجارحي علي حق ، لكن البنات هسيبك انتي تربيهم بطريقتك بس برضه تحت اشرافي .
نظرت له باندهاش واضافت: ماشاء الله ،وهما فين الولاد والبنات دول ان شاء الله..
اجابها بمكر عابث : جايين يا روحي ، همتك معايا بس وان شاء الله اسلمك عيل كل تسع شهور .
وعلشان تتاكدي اني بتكلم جد ، انا هبدأ تنفيذ من انهارده !!!
تلون وجهها بالوان الطيف وشعرت بالسخونه والبرورده تغزو جسدها في نفس الوقت وهتفت بنبره متلعثمه: انت .. انت بتقول ايه ؟؟
احاط خصرها النحيل بذراعه القوي ضامماً جسدها الي جسده هاتفاً بنبره خافته: هو احنا يا روحي مش اتفقنا امبـ.ـارح اننا ناخد فرصه تانيه مع بعض ونبدأ من جديد..
انعقد لسانها وقربه منها ورائحه عطره القويه التي تعشقها تلهب حواسها ونظره عينيه القويه التي تأثرها وتنفذ الي داخل روحها ، فلم تستطع ان تنطق وانما اومأت برأسها موافقه دون رد …
فتابع عاصي مضيفاً بنبره اكثر عبثاً : وكمان مضينا علي الاتفاق .. قالها ونظراته مثبته فوق شفتيها يذكرها بقبلته المحمومه لها امس…
فأومأت براسها مره اخري والحمره تزين وجنتيها..
فتابع بنبره اكثر حراره : يبقي انهارده هنفذ العقد ، وهناقش بنوده بند بند ،….
عضت علي شفتيها خجلاً من تلميحاته ونظراته الجريئة ، مما جعل جسده يشتعل والدmاء تهدر داخل اوردته مطالباً بضمها اليه ولكنه سيطر علي نفسه بصعوبه حتي لا يفسد ما يخطط له: يالا ننزل نفطر تحت مع جدي علشان نتحرك بعدها علي طول../
استطاعت ان تنطق اخيراً وسالته بنبره خافته: هنروح فين؟؟
اجابها وهو يميل علي اذنها هامساً بخفوت: مفاجاة.
ثم طبع قبله عميقه علي وجنتها قبل ان يتحركوا معاً الي اسفل …..
……………………………
في الاسفل ……
دلفوا معاً الي غرفه الطعام متعانقي القلوب والايدي ، والابتسامه السعيده المشرقه تزين محياهم ، وصوت مناغاه الصغير تضيف لمسه من البهجه تكمل صوره اسرتهم الصغيره التي ابتدت تكتمل وتحصل علي سعادتها ..
اشرق وجه الجد بابتسامه سعيده مرتاحه بالرغم من القلق الذي يعتريه ولكنه سعيد من اجل سعادتهم …
علي عكس دريه التي اظلمت ملامحها بشـ.ـده لرؤيتهم بتلك الحاله والسعاده تحيط بهم ، وشعرت بالحقد والغل يشتعل بداخلها اكثر واكثر مهما حاولت ان تخفيه…
جلسوا جميعهم حول مائده الطعام ، وتحدث عاصي موجهاً حديثه الي جده وهو يرمق والدته بنظرات جانبيه يرصد رد فعلها علي حديثه : بقولك يا حج، انا وغفران انهارده اجازه مش هنروح الشركه ..
ابتسم الجد ببشاشه هاتفاً بحبور: وماله يا حبيبي ، براحتكم . بس خير مش كده..
اجابه عاصي بغموض: خير ان شاء الله يا حج اطمن ، شويه مشاوير كده هنخلصها وهنرجع علي طول .
لم تستطع دريه السكوت اكثر من ذلك وهتفت بنبره حاده : والبيه مش ناوي يسأل علي خطيبته ويعرف هي فين ولا مش همك حاجه بعد ما عملت اللي انت عاوزه ،!!!!
نسرين مش بايته في القصر من امبـ.ـارح !!!
رمقها عاصي بنظرات ساخطه وهتفت بجمود مستفز بعد صمت طويل: معلش هي اكيد اعصابها تعبانه بعد اللي حصل واكيد زمانها شويه وراجعه …
ثم وجه حديثه الي غفران : يالا يا غافي علشان نلحق وقتنا …
قالها وسحب غفران من يدها وحمل صغيره علي يذه الاخري وخرج مغادراً القصر باكمله …
………………………….
دلفت دريه الي غرفتها تدور حول نفسها بجنون ونيران الحقد والغل تشتعل داخل صدرها ، وصوره جميله لا تبـ.ـارح خيالها وهي تنظر اليها بانتصار وصوتها وكلمـ.ـا.تها تتردد داخل اذنيها: مهما عملتي يا دريه عمرك ما هترضي ولا هترتاحي !!!!
صرخت بجنون وهي تضع يديها علي اذنيها ترفض سماعها : بس… كفايه .. كفايه…
ثم تناولت هاتفها واتصلت علي نسرين اكثر من مره والتي لم ترد عليها ،: انتي فين انتي كمان ../
غـ.ـبـ.ـيه هتضيع كل حاجه بغباءها ….
………………….
تململت نسرين في نومها بانزعاج بسبب رنين الهاتف المتواصل ….
اعتدلت نسرين في الفراش واحكمت الغطاء حول جسدها العاري ، تناولت سيجاره من علبه التبغ الموضوعه بجانبها واشعلتها تاخذ منها نفس عميق زفرته علي مهل واستمتاع…
تناولت هاتفها ونظرت الي رقم خالتها المتصل بها اكثر من مره ثم القته بجانبها بدون اكتراث…
خرج مازن من الحمام عاري الصدر يلف خصره بمنشفه صغيره والماء يتساقط علي صدره من شعره الطويل المبلل فاعطاه مظهر عابث مثير لمعت عين نسرين بنظره اعجاب تأثراً به، ادركها مازن علي الفور ….
تحدث مازن وهو يشعل سيجاره هو الاخر قبل ان يجلس بجانبها علي الفراش: تليفونك رن كتير كنت سامعه وانا في الحمام …
اجابته نسرين بلامبالاة وهي تدخن سيجارتها باستمتاع: دي انطي دريه .. تلاقيها بتتصل تشوفني بايته فين …
سالها مازن بمكر : ورديتي عليها ؟؟
اصدرت صوت من حنجرتها نافيه: تؤ تؤ مش عاوزه و.جـ.ـع دmاغ علي الصبح ..
تابع مازن مضيفاً: لا لازم تردي عليها علشان نعرف ايه اللي بيحصل في القصر ،..
علشان انا في فكره كده في دmاغي لو ظبطت كل حاجه هتخلص من غير ما حد يحس بينا وثروه الجارحي دي هتكون في ايدينا في ثانيه….
اعتدلت نسرين ونظرت اليه باهتمام هاتفه بلهفه: فكره ايه دي؟؟
اجابها مازن بمراوغه : كلمي بس خالتك الاول وبعدين هقولك…/
ودون تفكير كانت تتصل بخالتها علي الفور والتي جاء صوتها صارخاً غاضباً: انتي فين يا نسرين من امبـ.ـارح ومش بتردي علي تليفونك ليه ، كلمتك اكتر من مره!!!!!
قلبت نسرين عينيها بملل وهتفت بلامبالاة: اهدي يا انطي براحه ، في ايه حصل لكل ده…
صرخت دريه بجنون: ايه البرود اللي انتي فيه ده ،
انتي فين قوليلي علي مكانك وانا هاجي لك ، انا مش طايقه القصر وعاوزه اخرج منه مش قادره اقعد فيه .
اجابتها نسرين بتلعثم: انا فين … وتيجي ازاي..
قصدي يعني …
اشار لها مازن بمعني ان تدعوها الي هنا فهو يريد ان يقابلها …
تحدثت نسرين مرغمه بامتعاض: بقولك يا انطي ، انا عند مازن في الشقه ، تعالي علي هناك…
هتفت دريه باستنكار: انتي بايته عند مازن ، انتي اتجننتي…!!!!
تحدثت نسرين بمراوغه: وانا كنت هبات فين يعني ، تعالي بس وانا هفهمك كل حاجه لما تيجي …
اغلقت معها ونظرت الي مازن الذي يرمق جسدها العاري بنظرات جريئة وقحه: برافو عليكي يا نيسو تعالي بقي نصطبح قبل ما خالتك تيجي…
وضحكه نسرين العاليه كانت الاجابه علي دعوته الصريحه للمارسه الفجور والرذيله ،غافلين عن الكاميرات التي تلقط وتصور ما يحدث بالصوت والصورة….
بعد ساعه وصل عاصي وغفران الي احدي القري السياحيه الخاصه في الساحل الشمالي والتي تمتلكها مجموعه الجارحي ….
توقفت سياره عاصي الخاصه وخلفها سياره الحرس الخاص به امام مارينا اليخوت ….
تطلعا غفران من نافذه السياره تنظر الي مرسي اليخوت الذي يضم عدد كبير من اليخوت الفارهه ادارت رأسها اليه وهتفت تسأله بعدm فهم : احنا جايبنا هنا ليه ؟؟
اجابها عاصي مراوغاً : اصبري علي رزقك وانت هت عـ.ـر.في كل حاجه …
ثم همس بخفوت وهو يقترب بوجهه منها حتي اختلطت انفاسهم: سبيلي نفسك علي الاخر واوعدك مش هتنـ.ـد.مي …
همست برقه وهي تضغ خصله شارده خلف اذنها :انا واثقه فيك ….
سحب عاصي نفساً طويلاً معبقاً برائحتها الساحره المختلطه بيود البحر ،شاعراً براحه كبيره لاعترافها بثقتها فيه ….
رفع كف يدها يقبل باطنه هامساً بعشق: وانا بمـ.ـو.ت فيكي يا روح عاصي ../ يالا بينا …
قالها وترجلوا معاً من سيارته ومعهم الصغير ومربيته التي كانت تسير فاغره الفاه وهي تتطلع حولها بانبهار!!!
ساروا معاً علي الممر الحجري الذي يقع وسط المياه وتحيط بيه اليخوت العملاقه من الجانبين ، حتي وقفوا امام اكبر وافخم يخت موجود في المارينا كلها.
هتفت غفران متسأله وهو ترفع راسها تنظر اليه وهي تضع كف يدها الصغير فوق عينها لتحجب بها اشعه الشمس عن عينها : احنا وقفنا ليه؟؟
اجابها عاصي وهو يناظرها بنظراته العاشقه: وقفنا علشان وصلنا ..!!!
تلفتت حولها ثم سألته : وصلنا فين ؟؟
احاط خصرها النحيل بذراعه القوي بحميميه واشار بيده الحره الي يخت فاره عملاق يبهج النظر والنفس مجيبها بكلمه واحده مقتضبه اذهلتها : بيتك!!!
رمشت بعينيها عده مرات تستوعب ما قاله وهي تنظر الي حيث اشار بذهول ، ثم اعادت نظراتها اليه تنظر اليه بعدm تصديق!!!
ولكنه ابتسامته الجذابه الاثره وايماءه من رأسه كانت هي اجابته عليها …
شهقت غفران واضعه كفيها علي فمها وعينيها مفتوحه علي وسعها لا تصدق ما تسمعه اوتراه: انت بتتكلم جد ، ده بيتنا!!!!
اجابه نافياً: تؤ تؤ انا قلت بيتك انتي ، مش بيتنا !!!
مش انتي طول عمرك نفسك يكون عندك يخت كبير بتاعك انتي غير بتاع العيله …
اهو يا ستي بقي عندك اليخت اللي بتحلمي بيه وملكك لوحدك …
ثم تابع بنبره مشاكسه : ولو يعني ممكن تبقي تستضفني عندك يبقي كرم اخلاق منك …
قفزت غفران عليه تعانقه بقوه وقلبها يتضحم في صدرها من السعاده ؟ هاتقفه بنبره عاشقه ولم تستطع ان تمنع دmـ.ـو.عها من النزول تأثراً بما يفعله من اجلها: انا بحبك اوي يا عاصي .. وعمري ما نـ.ـد.مت علي عشقي ليك في يوم من الايام .. ربنا يخاليك ليا يا حبيبي….
ضمها عاصي الي جسده معانقاً اياها بقوه رافعاً جسدها عن الارض ، دفن راسه في عنقها يستنشق عبيرها الاخاذ بافتنان هاتفاً بنبره عاشقه اذابتها: انا اللي بنـ.ـد.م علي كل لحظه في عمري عدت عليا من غير ما اكون جنبك وبقاوم فيها حبك …لو بأيدي ارجع سنين عمري لورا علشان اعشقك من اول يوم اتولدتي فيه علي ايديا هعمل كده علشان اعشقك اكتر وادوب فيكي اكتر واكتر…
طبع قبله عميقه علي عنقها المرمري ارتجف جسدها علي اثرها ، همست بصوت خافت خجل في اذنه : عاصي …الحرس!!
صمت لثواني يستوعب كلمـ.ـا.تها ، اخرجها من احضانه برفق دون ان يحرر جسدها من بين ذراعيه ، ثم رمق الحرس والمربيه بنظره شرسه من عينيه جعلتهم يبلتعوا السنتهم ويشيحون بنظراتهم عنهم بخـ.ـو.ف..
ثم تحرك متجهاً لداخل اليخت وهمس بجانب اذنها بمشاكسه : اعمل لك ايه حـ.ـضـ.ـنك نساني نفسي !!!
توردت وجنتيها خجلا ولم ترد ، ثم قبض علي كف يدها يصعد بها درجات السلم المعدني الذي يربط بين اليخت وبين وصيف المرسي ….
كان اليخت عبـ.ـاره عن تحفه فنيه تشع ترائاً ورفاهيه ، كان عبـ.ـاره عن منزل عصري فخم عائم في المياه ،
مكون من ثلاثه طوابق ..
الطابق الاول: يضم صاله جلوس واسعه ومطبخ كلير عصري به كل الامكانيات الي جانب عدد من الغرف الخاصه بالخدm …
والطابق الثاني : هو الطابق يضم الصالون الرئيسي وقاعه الطعام وغرفه المعيشه …
اما الطابق الارضي فكان مخصص لغرف النوم .::
والسطح كان حكايه اخري ، فيوجد به حمام سباحه كبير وجلسات دائريه كبيره علي جانبي السور ، الي جانب مخرج مزود به مركب صيد صغير وعدد من الدرجات المائيه …
كانت غفران تدور حول نفسها غير مصدقه ما تراه امامها وعاصي يقف واضعاً يديه في جيب بنظاله مبتسماً بسعاده لسعادتها ….
لم تستطع غفران منع نفسها من الارتماء في حـ.ـضـ.ـنه مطوقه عنقه بذراعيها طابعاً شفتيها علي شفتيه تقبله قبله شغوفه تدع فيها كل عشقها وشعورها بالسعاده والامتنان له ، ولاول مره تكون في المبادره…
فوجيء عاصي بهجومها المباغت ولكن سرعان ما فاق من دهشته وطوق خصرها بذراعيه يضم جسدها اللين الي جسده الصلب بقوه حتي ارتفعت اقدامها عن الارض وتولي هو زمام الامور مقتحماً شفتيها الرقيقه بشفتيه الغليظه ساحقاً اياها بقبله عنيفه والدmاء الساخنه تهدر بقوه داخل اوردته وجسده يتصلب بشـ.ـده مطالباً وصالها بجنون !!!!
فصل قبلتهم اخيراً وهما يلهثان بشـ.ـده دون ان يحررها من احضانه …
همس بحراره امام شفتيها : انتي عارفه نتيجه اللي انتي بتعمليه ده ايه؟؟؟
اجابته بهزه خفيفه من راسها موافقه وهي لازالت تلهث بشـ.ـده.،،،
تابع بنفس النبره الهامسه متسائلاً بعبث: وهتقدري تستحملي نتيجه عمايلك دي …
ضحكت بغنج وهتفت بنبره متحديه بشقاوه الهبته:انا عن نفسي هستحمل المهم انت الي تقدر تسد ياباشا.. ثم اتبعت قولها بغمزه عابثه شقيه بعينها الساحره..
اظلمت عينيه برغبه جامحه في امتلاكها الآن واشتعل جسده بنيران عشقها التي يتأجج داخل صدره بقوه،
ارتسمت ابتسامه ماكره علي زاويه شفتيه ورمقها بتلك النظره التي تشعرها انها الانثي الاجمل في الكون…
خلع جاكيت بدلته ورابطه عنقه ثم رفع اكمام قميصه لاعلي تحت نظراتها الذاهله : بتعمل ايه يا مـ.ـجـ.ـنو.ن؟؟
انحني يجزعه قليلاً وحملها علي كتفه كجوال البطاطا المقلوب هاتفاً بعبث: استعنا علس الشقي بالله…
رايح انافش بنود العقد ….
ثم هرول مسرعاً ينزل الدرج متجهاً الي الطابق السفلي حيث غرف نومهم وضحكات غفران تصدح في اليخت بسعاده …..
دخلوا الي غرفتهم وعاصي لايزال يحملها علي كتفه واستدار مغلقا ً الباب خلفه بالمفتاح !!!!
انزلها من علي كتفه في وسط الغرفه دون ان يفلتها من بين ذراعيه …
ازاح بعضاً من خصلاتها الحريريه المنسابه بنعومه علي جانبي وجهها وهو ينظر داخل عمق عينيها بنظرات تلتهمها عشقاً وشغفاً …
زفر تنهيده مرتاحه اخيراً من ببن جنبات صدره هامساً بحراره امام نظراتها المحبه : ياااااااه … !!!
اخيراً يا غافي هرتاح وارسي علي شطك بعد ما قعدت اعافر وسط الموج وكنت خلاص فقدت الامل في النجاه واني هغرق وامـ.ـو.ت …بس جيتي انتي في الاخر ومديتي ايدك ليا وشـ.ـدتيني وانقذتيني من الغرق .
ايدك هي كانت صك الغفران اللي كنت بسعي ان اوصله في وسط الموج العالي .. والحمد الله وصلت له …
ثم اقترب منها ختي تلامست شفاهم وهمس بانفاس ساخنه ملتهبه: خلاص يا غافي ، غفرتي وسامحتي العاصي ؟؟
اجابته بنفس الهمس والدmـ.ـو.ع تترقرق داخل عينيها الجميله وهي تحيط وجنتيه الخشنه كثيفه الشعر بيديها الصغيره الناعمه: العاصي مش محتاج الغفران في حاجه لانه وصله من زمااااان اوي…
لانه ما ينفعش يكون في عاصي من غير غفران ….
ولا غفران من غير عاصي …
احنا غفران العاصي !!!!!
ضمها الي صدره بقوه يريد ان يسـ.ـجـ.ـنها داخل احضانه وبين ضلوعه بجانب قلبه …
شـ.ـددت غفران من ضم نفسها اليه تنعم بدفء احضانه مكانها وامانها مهما طال البُعد بينهم الا ان مكانها داخل صدره وفوق قلبه !!!
اخرجها عاصي من احضانه هامساً بخفوت: غمضي عنيكي …
استجابت لطلبه واغمضت عينها ، تناول جهاز التحكم من بُعد وضغط عليه فانفتحت الستائر الالتكرونيه التي كانت تغطي جانب من جوانب الغرفه تخفي خلفها حائط كامل من الزجاج يكشف عن قاع البحر من الخارج في منظر بديع يخـ.ـطـ.ـف الانفاس!!!!!
تحدث بهمس حار وهو يطبع قبله رقيقه بجانب شفتيها وانفاسه الساخنه تلفح بشرتها: فتحي عنيكي.
فتحت غفران عينيها والتي سرعان ما اتسعت علي وسعها انبهاراً واندهاشاً مما تراه: الله … ايه الجمال والروعه دي مش ممكن دي تجنن ، حلوه اوي اوووي.
ابتسم عاصي سعيداً لسعادتها وسألها : عجبتك.؟؟؟
اجابته باعجاب جلي ظهر علي قسمـ.ـا.تها: تخبل ، تجنن …انتي عملت كل ده علشاني!!!
اجابها بنبره عاشقه صادقه لاتقبل الشك: عمري كله قليل عليكي يا غافي …
ثم تابع بنبره عابثه: وبعدين كفايه تضييع وقت انا عاوز اناقش بنود العقد معاكي ، انا رجل اعمال وبقدر الوقت جداً ومش بجب اضيع وقتي في كلام وبس …
ثم اقترب منها مقبلاً شفتيها قبل رقيقه متقطعه هامشاً من بين قبلاته :انا.. بموووت ..في العقود.. ومناقشه.. العقود .. وبنود .. العقود .. بند … بند..
تخدرت من قبلاته ولمساته الساخنه ، حتي وصلت يديه الي سحاب فستانها ففتحها برقه اذابت عظامها
مسقطاً الفستان من علي كتفيها بنعومه../
حملها عاصي برقه بين ذراعيه ووضعها علي الفراش بحنو واشرف عليها بجسده القوي الصلب هامساً بلهيب محترق: بعشقك يا غفراني ..!!!
احاطت عنقه بذراعيها وقربت وجهه من وجهها هامسه بنفس الحراره: وانا معرفتش معني العشق الا لما عشقت يا عاصي قلبي…
ثم طبعت شفتيها الناعمه الرقيقه علي شفتيه تقبلها برقه سرعان ما تحولت الرقه الي هجوم ضاري عنيف علي كل انش في جسدها يقوده عاصي في رحله عاشقه صاخبه بين الامواج العاليه التي تنافسها قوه وعنفوان الامواج الثائره التي تموج بين جنبات صدره….!!!!!
…………………………………..
اسند مازن ظهره الي ظهر الفراش خلفه والعرق يتصبب من جسده بغزاره جراء المجهود العنيف الذي بذله منذ قليل !!!!
اشعل سيجاره واخذ يسحب منها انفاساً عميقه تساعده علي الاسترخاء …
جلست نسرين بجانبه نفس جلسته واشعلت سيجاره مثله ، بدو لوهله مطابقين لبعضهم البعض بشكل غريب مجسدين صوره حيه للحقاره والدناءة!!!
ظلوا صامتين لبضع دقائق دون حوار فقط صوت انفاسهم هي المسموعه في الغرفه وسط سحابه ضبابيه كثيفه تلتف حولهم مضيفه لمحه من الظلام تماثل الظلام والسواد القابع داخل نفوسهم !!!!
ضحكت نسرين بخفوت ثم ابتدت اصوات ضحكاتها في التعالي اكثر واكثر بهيستريه حتي دmعت عيناها من شـ.ـده الضحك..!!!
نظر لها مازن متفاجئ منها وشيئاً فشيئاً شقت الابتسامة شفتيه هو الاخر وسرعان ما شاركها الضحك بصخب، هتف من بين ضحكاته: انتي بتضحكي علي ايه؟؟
هدأت ضحكاتها واجابته: بتضحك علي الدنيا ..!!!!
سكنت ضحكاتها تماماً وارتسمت القسوه والغل علي قسمـ.ـا.تها وتابعت: الدنيا اللي عماله تلطش فيا من يوم ما وعيت علي الدنيا…
طفله عندها ست سنين ابوها وامها اطلقوا ورموها عند خالتها ، خالتها اللي كانت السبب في طـ.ـلا.ق ابوها وامها ….
خالتها اللي مش بتحب تشوف اي اتنين بيحبوا بعض يكونوا مرتاحين وسعداء مع بعض ، علشان هي فشلت تتجوز الانسان الوحيد اللي حبته علشان ببساطه هو محبهاش وكان بيحب واحده غيرها ومستنيها تخلص دراستها وتكبر علشان يتجوزها !!!
تابعت تضيف بكره: تقوم تخـ.ـطـ.ـف من امي الرجل الوحيد اللي حبته وتفرق بينهم وتتجوزه ، وامي تتجوز رجل ما بتحبوش ولا هو بيحبها وتنتهي حياتهم بالطـ.ـلا.ق وادفع انا التمن…
ومش بس كده اعيش مع خالتي اللي ساقتني الكره والغل بالمعلقه …
“صدح صوت خالتها في ذاكرتها وهي تعنفها : قلت لك مليون مره متكالميش جميله دي ولا تقربي منها ، دي ست وحشه عاوزه تمـ.ـو.تك ومش بتحبك لو شفتك بتكلميها تاني هضـ.ـر.بك وهحبسك في الضلمه”…
ومره اخري :” انا مش قلت لك لعب مع غفران لا، غفران وحشه زي مامتها ، بيكرهوكي وعاوزين بمشوكي من القصر ابعدي عنهم .””
اشعلت سيجاره اخري وشريط حياتها يعاد امامها: وكبرت وكرهي لجميله وغفران بيكبر معايا ، بس كرهي الاكتر كان لدريه علشان هي السبب في بعدي عن امي وابويا ، علي قد ما كرهتهم علشان رموني عندها وكل واحد فيهم عاوز يخلص مني ، علي قد ما كرهتها هي اكتر…
شقت ابتسامه خفيفه شفتيها وهي تتابع : هو الوحيد اللي حبيته ، هو الوحيد اللي كان حنين عليا وعمره ما عاملني بطريقه وحشه ، عاصي الوحيد اللي حبيته…
ابتسم مازن بسخريه قاطعاً استرسالها واضعاً حقيقتها صوب اعينها: حب ايه يا نيسو اللي بتتكلمي عنه ده ، انتي عمرك ما حبيتي عاصي ، انتي بتحبي نفسك وبس …
صرخت فيه نسرين بجنون تنفي ما يقوله: لا بحبه وعمري ما حبيت حد غيره .
هتف مازن مستهزئاً: واللي بيحصل بينا ده ايه ؟؟
ولا ده مالوش علاقه بحبك ليه!!!
اهتزت نظرات نسرين وتحدثت بتلعثم وهي تشيح بنظراتها عنه : اانت … انت السبب ، انتي اللي ضحكت عليا ووقعتني في شباكك لما كنت بمر بفتره صعبه بعد سفر عاصي !!!
تابع مازن يقر بحقيقتها يواجهها بها رافضاً القاء اللوم عليه : انا مضـ.ـر.بتكيش علي ايدك يا حبيبتي ، كله كان بمزاجك وبموافقتك ، انتي مش عيله صغيره علشان يتضحك عليكي واطلع انا الشرير اللي غرر بيكي وسقاكي حاجه صفره واعتدي عليكي ….
هدر متابعاً بنبره غاضبه ارعـ.ـبتها: فوقي من الوهم اللي انتي عايشه فيه ده ، دور المظلومه دي مش لايق عليكي…
انتي عمرك ما حبيتي عاصي ، انتي حبيتي فلوسه والامان اللي موفرهولك في بيت اهله …
انا وانتي زي بعض مش بتوع حب احنا بتوع مصلحتنا وبس …
لكن لو جينا للحق غفران هي اللي حبت عاصي وعشقته من كل قلبها واخلصت له من غير حتي ما كان يعرف انها بتحبه او يرتبط بيها …
غفران اللي انت خالتيني ارمي شباكي حواليها واطاردها في كل مكان علشان اوقعها فيا …:
غفران اللي حركت فيا روح العند والتحدي لما رفضتني بكل الطرق وحلفت اني لازم اوقعها واجيب مناخيرها الارض وبرضه معرفتش ….
الست اللي تصمد قدام رجل زيي زير نساء بيعرف يعامل الست بالطريقه اللي ترضي غــــرورها وانوثتها وما تاخدش في ايده غلوه خصوصاً لو واحده خام وبريئه زي غفران ، ده بخلاف اخلاقها فهي واحده بتعشق بجد ومش شايفه في الدنيا دي كلها غير الرجل اللي بتعشقه ….
اشعل سيجاره اخري غير التي احترقت دون ان يمسها متابعاً بقهر فهو يتمني انثي مثل غفران تعشقه وتخلص له ويكون الرجل الاوحد في حياتها: والدليل علي كده انه حتي بعد ما طلقها حافظت علي ابنه اللي في بطنها ومنزلتهوش زي ستات كتير بتجهض نفسها لما بتطلق من جوزها علشان يبقي مفيش حاجع تربطها بيه …
ورجعت له بابنه ومحرمتهوش منه ، علي الرغم من انها مش محتاجه له وعندها ملايين تقدر تعيشها عمرها كله مرتاحه ومش محتاجه لحد ….
علشان كده هي تستاهل ان عاصي يعشقها هو كمان وما يفرطش فيها بسهوله لان اللي زيها بقوا عمله نادره اوي اليومين دول…
صرخت فيه نسرين بجنون رافضه لما يقوله : كدب كل ده كدب عاصي هيتجوزني انا هو قالي كده …
وبعدين لما انت عارف انها بتحبه اوي كده ليه مكمل في خطتنا وعاوز تاخدها منه ؟؟؟
توحشت نظرات مازن هاتفاً بكره: علشان احرق قلبه عليها ، غفران بالنسبه لي هي المصباح السحري ..
هي اللي هقدرعن طريقها انتقم من عاصي واحرق قلبه عليها واشفي غليلي منه واضيع منه كل حاجه زي ما ضيع مني كل حاجه وخسرني ابويا وامي وكل ثروتي …
وغفران مش هتاخد في ايدي غلوه ، تمضي لي تنازل عن كل ثروتها في مقابل ان اسيبها عايشه هي وابنها ولو اني عارف انها مش هتعيش لحظه بعد مـ.ـو.ت عاصي !!!!
هتفت نسرين تسأله بتوجس : انت هتقــ,تــله؟؟
شعر مازن انه باح بكثير مما ينتوي فعله ، فاجابها مراوغاً: قصدي انها مش هتستحمل من اللي هعمله فيه ، المـ.ـو.ت بالنسبه له هيبقي راحه وانا مش عاوزه يعيش يوم مرتاح …
تنهدت نسرين هاتفه براحه : ايوه يا مازن اوعي تقــ,تــله انت عارف لو عاصي حصل له حاجه انا هبقي في الشارع ده غير ان مفيش حد هيرضي يتجوزني وانا مش بخلف!!!!!
هو ابن خالتي مهما كان ومش هيرضي لي البهدله../
ضحك مازن ضحكه ساخره هازئه: غريبه !!!
يعني انتي عارفه انه مش هيفرط فيكي ولا يبهدلك ومع ذلك قاعده بترسمي وتخططي ازاي تنتقمي منه.
اجابته نسرين بغل ونظراتها تلتمع بمس مـ.ـجـ.ـنو.ن: انا بقرص ودنه علشان سابني وفضل عليا غفران .!
…………………………….
بعد ساعه…
في صالون شقه مازن ….
صدح صوت نسرين هاتفه بغل : يعني ايه ما ت عـ.ـر.فيش خرجوا راحوا فين وكمان معاهم الولد والمربيه كمان.
اجابتها دريه بعصبيه شـ.ـديده: مش عارفه يا نسرين مش عارفه هتجنن ، كده خلاص كل حاجه رجعت زي ما كانت وجميله وبـ.ـنتها هما اللي كسبوا وانا اللي خسرت كل حاجه ، خسرت كل حاجه…
هتفت نسرين باصرار: متخافيش يا انطي مفيش حاجه هتحصل غير اللي احنا عاوزينه وكل حاجه هتم زي ما خططنا لها بالظبط…
يا رب يا نسرين يارب….!!!!!
كان مازن يتابع حديثهم جالساً باسترخاء وجسده في حاله انتشاء بعد تناوله جرعه من المـ.ـخـ.ـد.ر ….
تحدث مازن بهدوء موجهاً حديثه الي دريه يسألها باهتمام: الا قوليلي يا دريه هانم ، هو ايه السبب اللي مخاليكي كارهه غفران اوي كده وعاوزه تخلصي منها بأي شكل …
نظرت دريه اليه هاتفه بحده: وانت مالكً، يخصك في ايه ، انت تنفذ اللي اقولك عليه وبس …
ثم تابعت تضيف بغــــرور وتعالي : واظن انا بدفع لك كل اللي بتقول عليه ييقي تنفذ وبس ….
ضـ.ـر.ب مازن بقوه علي المنضده الرخاميه التي امامه بقوه افزعتهم في مكانهم هادراً بوحشيه: بقولك ايه يا وليه انتي اتعدلي وانتي بتتكلمي معايا، انا مش شغال عندك علشان تتنططي عليا …
احنا شركاء مع بعض ، وكلنا في الهوا سوا ..
رفع اصبعه يشير عليهم واكمل : انتوا من غيري ولا حاجه ومش هتعرفوا تعملوا حاجه ، يبقي تسمعوا كل اللي اقول عليه من غير نقاش …مفهوم ….!!!
نظق كلمته الاخيره صارخاً فيهم مما جعلهم يهزون راسهم بطاعه وخنوع …..
استرخي في جلسته كما كان واشعل سيجاره جديده وهتف يتحدث بنبره فظه: ودلوقتي انا سألت سؤال ومستني اسمع اجابته…/
حمحمت دريه تجلي حنجرتها وتحدثت ونظراتها شارده للبعيد : ابويا اسماعيل الجارحي مخلفش غيري انا ودولت اختي وكان رجل هلاس صرف كل فلوسه علي نزواته لحد ما ضيع كل ورثه وعمي منصور هو الي كان بيساعدنا في المصاريف …
انا الصغيره ودولت هي الكبيره وابويا كان عاوزنا نتجوز احمد ومصطفي ولاد عمي منصور …
وفعلاً دولت كانت بتحب احمد وهو كمان كان بيحبها وكان مستني يخلص الجيش بتاعه ويتقدm لها …
وانا كنت بحب مصطفي عشقته بجنون ، بس هو مكانش شايفني ولا عمره حس بيا ولا بمشاعري.
تنهدت بحسره والنيران تتقد داخل صدرها من جديد:
كنت بحبه من اول ما كبرت وعرفت يعني ايه حب كان عندي ١٦ سنه فضلت احبه بيني وبين نفس وعملت كل حاجه علشان الفت نظره ليا وبرضه وهو مش هنا ،لحد ما في يوم قررت اني اصارحه بحبي طالما هو مش واخد باله مني …
روحت اعترفت له بحبي …. صمتت تسترجع كلامه ونظراته لها في ذلك اليوم : بس للاسف قالي انه مش بيحبني وانه معتبرني اخته وان هو بيحب واحده تانيه زميلته معاه في الجامعه هي في سنه اولي وهو في اخر سنه ومستني يتخرج ويتقدm لها ويتجوزها بعد ما يخلص الجيش بتاعه….
ساعتها النار قادت فيه ، مشيت من غير ما انطق باي حاجه وهو فسر سكوتي اني خلاص رضيت بالنصيب…
روحت البيت جالي انهيار وقعدت اكتر من ٣ شهور مش بخرج من الببت وهو انشغل في امتحاناته وبعدها عمي جيه البيت واتفق مع ابويا علي خطوبه دولت واحمد في نفس يوم خطوبه مصطفي وجميله…
وحصل واتخطبوا حاولت بكل الطرق افرق بينهم معرفتش ، لدرجه اني روحت قلت لجميله انه غلط معايا واني حامل منه برضه مصدقتهوش وساعتها هو لما عرف ضـ.ـر.بني بالقلم وده كان اول قلم اضـ.ـر.به في عمري ….
ساعتها حلفت لادفعه تمن القلم ده غالي اوي …
واني هدخل قصر منصور الجارحي عروسه زيي زي جميله بالظبط وهكون احسن منها ….
استغليت ان احمد ودولت كانوا متخانقين مع بعض وبينهم مشكله وبدأت العب في دmاغ احمد واقنعه ان دولت مش بتحبه وانها عاوزه تتجوزه علشان فلوسه وبس …
وعلي راي المثل الزن علي الودان آمر من السحر …
مره علي مره ابتدي يقتنع والمشاكل تزيد بينهم وابتديت اقنعه اني بحبه…
ضحكت بسخريه وتابعت: اصل احمد كان طيب اوي وعلي نياته مش زي مصطفي ، وهو ابتدي ينجذب ليا وبعدها دولت شكت ان في حاجه بينا وواجهتني وانا ما انكرتش وقلت لها اننا بنحب بعض …
زعلت مني وقاطعتني وانا مافرقش معايا وبعد شهر كنا متجوزين انا واحمد …..
وبعد الجواز بشهر حملت في عاصي والدنيا بينا كانت كويسه لحد اليوم اللي اتجوز فيه مصطفي وغفران…
حياتي كلها اتقلبت ، ماكنتش بقدر اشوفهم مع بعض وهما مبسوطين وفرحانين وبيحبوا بعض وانا عايشه مع رجل بكرهه وعمري ما حبيته ….
لما جميله كان عندها مشاكل منعت انها تخلف وقعدت تتعالج منها ، ساعتها فرحت وقلت هيطـ.ـلقها …
لكنه مطلقهاش فضل معاها وجنبها وحبهم بيكبر كل يوم عن اللي قبله ….
صمتت تلتقط انفاسها وتتابع بقهر وحسره: تسع سنين فضل يعالج فيها لحد ما حملت في غفران ..
تسع سنين وانا كل يوم قلبي بيتحرق اكتر من الاول والنار جوايا يتزيد مش بتقل ….
وساعتها قررت اني احمل تاني رغم اني كنت مقرره اكتفي بعاصي بس ، بس عاندت وحملت وخلفت عمر…
غص حلقها واختنقت بالدmـ.ـو.ع: عمر كان قد غفران بالظبط الفرق بينهم شهور …
وهما عندهم خمس سنين سافر مصطفي وجميله الحج وهما راجعين غرقت بيهم المركب اللي كانوا مسافرين بيها ومـ.ـا.توا ….
علي قد ما قلبي اتحرق علي مـ.ـو.ت مصطفي علي قد ما انتقهرت انها معاه حتي في المـ.ـو.ت ….
وكرهي ليها كله حولته لغفران ، كرهتها زي ما كرهت امها واكثر خصوصاً مع اهتمام الكل بيها ….
صمتت والذكري تلوح اكتر في مخيلتها : وعدت السنين وعمر بقي عنده 15 سنه وعاصي عنده25
كنت بكلم دولت في التليفون واتخانقنا مع بعض وكنا بـ.ـنتكلم علي مصطفي وقعدت ازعق معاها وقلت لها اني لسه بحبه حتي بعد ما مـ.ـا.ت وعمري ما حبيت احمد …
وماكنتش واخده بالي ان احمد واقف وبيسمعني ، وبعد ما قفلت معاها احمد ضـ.ـر.بني نفس القلم اللي مصطفي ضـ.ـر.بهولي …
وقالي انه بيكرهني وبيحتقرني وانه نـ.ـد.مان علي جوازه مني وانه كان اعمي وغـ.ـبـ.ـي لما صدقني وساب دولت علشاني ، انه لازم ادفع تمن اللي عملته فيهم .
بس هو علشان خاطر الولاد مش هيفـ.ـضـ.ـحني ولا هيتكلم عن اللي سمعه ، هيطـ.ـلقني ومش هيديلي حقوقي بس لما يرجع من سفريه شغله في القاهره…
ابتلعت غصه مسننه تسد حلقها وتابعت: ساعتها شيطاني عماني ووسوس لي اني لازم اتخلص من احمد ، ما هو مش بعد العمر ده كله هيطـ.ـلقني ويرميني من غير ولا مليم ، وعمري اللي ضاع وانا مـ.ـر.اته مش هيروح علي الفاضي …
نزلت الجراج باليل والكل نايم وقطعت فرامل العربيه وطلعت نمت من غير ما حد يحس بيا ، اصل هو ساب لي الاوضه بعد اللي حصل …
وعلشان محدش بشك فيا اخدت منوم كنت بستخدmه لما بيجيلي آرق ،علشان لما اصحي واسمع الخبر اتفاجيء بخبر مـ.ـو.ته …
وحصل واتفاجئت بخبر مـ.ـو.ته بس مكانش لوحده ، عمر كان معاه ، عمر مـ.ـا.ت معاه …
قالتها وانخرطت في بكاء هيستيري …..
نظر لها مازن جاحظ العين هاتفاً بصدmه : قــ,تــلتي ابنك!!
رفعت راسها المنكس تهتف فيه بجنون وشراسه : مش انا اللي قــ,تــله جميله هي اللي قــ,تــله ، جميله هي السبب ، هي السبب في كل حاجه وحشه حصلت لي وعلشان كده لازم بـ.ـنتها تدفع تمن اللي عملته امها …
ظلت تبكي وتزرف دmـ.ـو.عاً كثيره تجري انهاراً علي وجنتيها وقلبها ينزف حـ.ـز.ناً علي مـ.ـو.ت ابنها ، ولكن دmـ.ـو.عها حتي وان كانت صادقه وحقيقه ، الا انها لم تأثر في اي منهم بمثقال ذره …./
هدرت دريه بعنف وهي تمسح دmـ.ـو.عها مخاطبه مازن بشراسه: اديك عرفت كل حاجه اهو ممكن تقولي انت ناوي علي ايه ولا هو سحب فلوس وخلاص…
نظر لها مازن بنفور وملامح مزدريه من خلف غمامه دخان سيجارته الكثيف ، اعتدل في جلسته مستنداً بمرفقيه علي ساقيه مشبكاً اصابعه معاً ثم تحدث بملامح شيطانيه مفصحاً عن خطته للانتقام من عاصي: فتحوا لي مخكم كده وركزوا في اللي هقوله علشان كل واحد مننا له دور معين هيقوم بيه علشان نخلص من ام الحوار ده ونفضها سيره وكل واحد ياخد حقه ومع السلامه …
ثم بدا في سرد خطته وتفاصيلها عليهم دون ان يفصح عن اهم جزء في خطته !!!!!
هتف بنبره متفاخره وهو يتعتدل في جلسته مشعلاً سيجاره اخري: ها ايه رأيكم !!
تبادلت دريه ونسرين النظرات معاً برعـ.ـب وهتفت دريه متحدثه بنبره متوجسه : انت متأكد من انك هتقدر تنفذ اللي قلت عليه ده !!!
القصر في جيش ييحرسه ازاي هتقدر تفلت منهم وتدخل القصر انت والرجـ.ـاله اللي معاك ؟؟؟
تحدث مازن بنبره واثقه: لا من جهه هقدر فاهقدر ، اطمني ،،،بس الاهم من كده انكم تنفذوا دوركم كويس .
نسرين تعطل كاميرات المراقبه بتاعه القصر من بـ.ـاره ومن جوه ،….
وانتي تتاكدي بنفسك انك حطيتي المنوم في الاكل بتاع الحرس والاكل بتاع غفران وعاصي ومنصور الجارحي ….
وساعتها انا ادخل اضـ.ـر.ب ضـ.ـر.بتي واخد غفران وامشي …
وعلي بال ما عاصي باشا يفوق هو والحرس بتاعه يفوقوا اكون انا وغفران في وسط البحر طالعين علي اليونان ومن اليونان علي امريكا ..
ثم همس داخل نفسه: بس مش همشي قبل ما اخلص عليكم كلكم واحد واحد واولكم عاصي الجارحي ، وساعتها كل الي يملكه عاصي هيكون ملكي انا ..
ملك مازن الدالي …/!!!
…………………………..
بوجنتين مخصبتين بحمره الخجل وقفت غفران تتطلع الي انعكاس صورتها في مرآه الحمام وهي تري اثار هجومه الكاسح علي جانبي عنقها ومقدmه صدرها المزينين ببيقع حمراء داكنه !!!!
عضت علي شفتيها خجلاً والحراره تغزو جسدها من جديد وهي تتذكر لقاءهم الساخن الملتهب منذ قليل وكيف واتتها الجرآه للتحرر من كل قيودها وخجلها معه مطلقه العنان لمشاعر الانثي بداخلها لاسعاده وتعويضه عن شهور من الحرمان ، استقبلها هو منها بعاطفه اكثر جرآه واكثر سخونه !!!
تأكدت من احكام المنشفه جيداً حول جسدها العاري ثم سحبت نفس عميق وزفرته مره واحده لكي تستجمع شجاعتها قبل ان تخرج من المرحاض وتواجه عينه الثاقبه الماكره !!!!
كان عاصي جالساً علي الفراش مستنداً بظهره الي ظهر الفراش خلفه واضعاً ذراعه خلف راسه بانتشاء كأسد كسول التهم فريسته للتو شاعراً بالامتلاء والاكتفاء ولكنه ابداً لم ولن يكتفي منها ..
اتسعت ابتسامته العابثه عنـ.ـد.ما وجدها تخرج من الحمام محمره الوجنتين تعض علي شفتيها خجلاً ، من يري خجلها الآن كطفله صغيره لن يصدق انها كانت منذ قليل بين يديه امرآه جامحه ، متطلبة ، معطاءة بسخاء .،!!!!
مشط جسدها بنظراته الجريئة وتوقف عند عنقها المرمري المزين بعلمـ.ـا.ته ، انتفخ صدره بفخر ذكوري وذكري اللقاء المتوهج تشعل النار في جسده المشتعل من الاساس فتزيد من لهيبه…
وضعت يدها تقبض علي مقدmه المنشفه حتي لا تسقط ارضاً وهرولت بخطوات مسرعه تدلف الي غرفه الملابس تختفي بداخلها هاربه من نظراته العابثه التي تلتهمها…
باصابع مرتجفه كانت تبحث بين الملابس التي احضرها لها ، همست بصوت خفيض : هما كلهم قمصان نوم ومايوهات مفيش حاجه تنفع تتلبس بـ.ـاره اوضه النوم!!!!’
لا مفيش… همس بها عاصي بخفوت واثاره في اذنها من الخلف بعدmا طبع قبله حسيه علي عنقها وانفاثه الساخنه تضـ.ـر.ب مؤخره عنقها من الخلف ويديه تلتفزحول خصرها تتحسس جسدها ومفاتنها بجرآه لم تعدها به من قبل !!!!
همست بتقطع ولهيب صدره العاري يحرق ظهرها : ع .. عا ..صي !!!
اجابها من وسط قبلاته الملتهبه التي يوزعها علي جسدها الذي يعتصره بين ذراعيه: عيون .. عاصي .. قلب …عاصي .. عمر .. عاصي..!!!
هتفت بانفاس مسـ.ـر.وقه : ابعد !!!
تابع مجيبها بنفس الهمس: امـ.ـو.ت لو بعدت عنك…
وادار جسدها في لحظه مطبقا شفتيه الجائعه علي شفتيها الرقيقه ملتهمها في قبله جائعه متطلبه سلبت انفاسهم !!!
حملها ولف ساقيها حول خصره دون ان يفصل قبلته ، لم يصبر حتي يذهب الي فراشهم، بل توجه نحو طاوله الزينه وازاح ما عليها وواجلس غفران عليها منفرجه الساقين وحاشراً جسده بين ساقيها !!!!
فصلت غفران قبلته هاتفه بلهاث: انت بتعمل ايه يا مـ.ـجـ.ـنو.ن؟؟؟
بجسد مشتعل منتصب الاعصاب اجابها وهو ينزع عن جسدها المنشفه التي تحجب عنه ممتلكاته وفعل المثل مع نفسه هامساً بجوع امام شفتيها : في بند في العقد محتاج اراجعه قبل ما امضي عليه …
قالها والتهم شفتيها بقبله عنيفه سحق فيها شفتيها،
وكانت تلك القبله هي شراره البدايه للغرق بها وفيها في رحله غرام وعشق ملتهب في بحر عشقه المـ.ـجـ.ـنو.ن صاخب الامواج حتي رسي اخيراً علي شاطئها ، مرتاح البال ، قرير العين!!!!!
………………………………..
في مساء اليوم التالي ….
كان عاصي يقف امام المرآه يمشط شعره الكثيف ناظراً الي انعكاس صوره زوجته التي تلاعب صغيرهم في المرآه والسعاده تكسو ملامحهم ….
اقترب منهم وانحي بجسده طابعاً قبله حنونه فوق جبين كلاً منهم هاتفاً بحب : انا مش هتاخر عليكم ، هطلع اشوف جسار عاوز ايه وهرجع لكم علي طول .
ثم تابع مشـ.ـدداً بحسم : ومش عاوز المح طرفك بـ.ـاره الجناح طول ما جسار موجود هنا في اليخت ….
ابتسمت غفران بحلاوه واومأت برأسها موافقه ثم هتفت بشقاوه وهي تغمز له بطرف عينها: يسلم لي الشرس!!!
………………………………………….
توحشت نظرات عاصي واشتعلت براكين غضبه الاسود داخل صدره وهو يري ويسمع اعتراف امه بقــ,تــل والده وشقيقه …!!!!
قبض علي الهاتف في يده بقوه حتي كاد ان يحطمه ،
وصوتها المقيت وصورتها الكريهه امام عينيه وهو يراها تزرف دmـ.ـو.ع التماسيح مدعيه الحـ.ـز.ن !!!
لقد كرهها !!!
حقاً ما يشعر به الآن نحوها هو الكره !!!
حتي وان كانت امه التي انجبته الا انه كرهها كما لم يكره انساناً من قبل …
قــ,تــلت والده وشقيقه عن عمد ، عرت زوجته وانتهكت شرفه عن قصد ، اتفقت مع رجل خسيس وحقير مع العاهره ابنه شقيقها علي خـ.ـطـ.ـف زوجته وسرقه امواله قاصده متعمده!!!
هل هذه هي امه ؟؟؟؟ هل يطـ.ـلق عليها لقب ام من الاساس؟؟؟
لا …!!! لم ولن تكون ام في يوم ما ، فالاصل في الام الحنان ، الاحتواء ، العطاء ، التضحيه ..
وكلها صفات بعيده كل البُعد عنها ولا تمت لها بصله!!!
فاق من تحديقه في الهاتف علي يد جسار التي وضعت علي كتفه اجفلته ، وصوت جسار متحدثاً بنبره مشفقه حزينه: انا اسف يا باشا ، بس مفيش قدامي حل غير ان حضرتك تعرف …
ابتلع عاصي غصه مسننه تسد حلقه وهز راسه موافقاً علي حديثه دون رد ….
تابع جسار متسائلاً بنبره قلقه: هنعمل ايه دلوقت؟؟
سحب عاصي نفس عميق من هواء البحر النقي داخب صدره محاولاً ترتيب افكاره : جهز نفسك وجهز رجـ.ـالتك وانا هقولك هنتحرك امتي ….
اوامر معاليك يا باشا … قالها جسار باحترام وتحرك مغادراً دون اضافه كلمه اخري تاركاً عاصي خلفه سارحاً في سواد البحر امامه والذي يماثل سواد قلبه في تلك اللحظه والحجيم مستعر داخل عينيه الشرسه الغاضبه!!!!!
مر وقت طويل وهو جالس نفس جلسته محدقاً في الظلام المحيط والافكار الانتقاميه البشعه تسيطر علي تفكيره تجعله يختار منها الابشع والافظع …
حتي نخر الهواء البـ.ـارد عظامه مما جعله يقوم يتحرك بخطوات متثاقله مهمومه ذاهباً اليها …
الي ملجأه ومأواه …الي غفرانه …!!!!
دلف الي الجناح الغارق في الظلام الا من ضوء خافت من المصباح بجانب الفراش منعكساً علي وجهها الملائكي البريء منيراً عتمه الغرفه مثلما تنير هي عتمه حياته …
تحرر من ملابسه واندس تحت الغطاء جانبها ، مقرباً جسدها من جسده مطبقاً ذراعيه حول خصرها متشبثاً بها بقوه …!!!
شعرت بيديه حول خصرها فاصدرت صوتاً مستمتعاً كمواء القطه وهي تندس داخب احضانه اكثر واكتر ولكن لسعتها سخونه جسده العاري الذي ضـ.ـر.ب ظهرها من شـ.ـده حرارته مما جعلها تفتح عينيها علي وسعها وهي تستدير بجسدها ناظره اليه هاتفه بقلق: عاصي انت كويس ، جـ.ـسمك مولع كده ليه انت تعبان ؟؟؟
لم يرفع عينه الي عينيها وكانه يخشي ان تري بهم ضعفه وانكساره …!!
فدفن رأسه داخل صدرها مزيداً من ضم جسدها الي جسده هامساً بنبره تقطر و.جـ.ـعاً : تعبان يا غفران ..
تعبان اوي ….
ضمته الي صدرها بقوه واخذت تربط علي ظهره وتشـ.ـدد من ضمه اليها وكانه صغيرها التي تخشي عليه وتحميه من الخطر المحدق به..: مالك بس يا حبيبي ، جسار قلك حاجه ضايقتك؟؟
شعرت بتشنج عضلاته تحت ذراعيها وهتف بنبره مو.جـ.ـعه مترجيه مقاوماً رغبه ملحه في الصراخ : احـ.ـضـ.ـنيني يا غفران … احـ.ـضـ.ـنيني اوي …
لم يحتاج الي تكرار حديثه مره اخري فزادت من ضم جسده داخل احضانها واخدت تعبث في خصلاته وتمشطها بحنان حتي شعرت باسترخاء عضلاته تحت يديها …!!!!
شعرت بهزه خفيفه في اليخت دليلاً علي حركته ، فسالت عاصي بنبره مجفله: هو اليخت اتحرك ولا انا بيتهيألي؟؟؟
اجابها عاصي بخفوت : ايوه اتحرك …
تابعت تسال باستفهام: هنروح فين ؟؟
تنهد تتهيده طويله متعبه: بعيد …. عاوز ابعد علي قد ما اقدر …
صمتت تستوعب مغذي كلمـ.ـا.ته وهي تدرك تمام الادراك انه يقصد بها شيئاً اخر غير بُعد المكان …./
طال بهم الصمت حتي ظنت انه ذهب في ثبات عميق بسبب هدوء انفاسه ، الا انه تحدث فجأه بعبـ.ـاره جمدت الدmاء في عروقها وشلت اطرافها لبرهه: دريه قــ,تــلت ابويا واخويا مع سبق الاصرار والترصد!!!!
جحظت عينها مما سمعته وظنت انه يهزي بسبب سخونه جسده ولكن باقي حديثه ادركت منه انه يعي كل كلمه وكل حرف ينطق به…
فكت فرامل العربيه علشان تقــ,تــله وتتخلص منه قبل ما يطـ.ـلقها ويحرمها من فلوسه بعد ما عرف سرها وكشفها ….
ابتلع غضه مسننه تسد حلقه وتابع بنبره باكيه: بس ربنا اراد انه يعاقيها وحرمها من ابنها …
عمر سافر مع ابويا ومـ.ـا.ت معاه ، مع ان انا اللي المفروض كنت اسافر بداله …
يعني ربنا كان عاوز يحرق قلبها علي اي حد من ولادها ، بس اخد منها عمر الطيب ، الحنين…
ثم توحشت نظراته بشكل مخيف يرعـ.ـب من يراه وهتف من ببن اسنانه بشراسه: بس ساب لها اللي هيواريها النجوم في عز الظهر ، اللي هيخاليها تتمني المـ.ـو.ت علشان تترحم من اللي هيعمله فيها ومش هتطولهً….
استطاعت غفران اخيراً التحدث وهتف بنبره مرتعشه: ممكن تفهمني بالراحه علشان انا مش فاهمه حاجه ….
قص عليها عاصي كل ما سمعه في التسجيل من اعترافات دريه وعلاقه نسرين ومازن الاثمه!!!
انخرطت غفران في بكاء مرير حـ.ـز.ناً علي فقدان عمها وشقيقها الروحي عمر ابن عمها !!!!
هتفت بنبره باكيه: ليه .. ليه ذنبهم ايه يمـ.ـو.توا بالشكل البشع ده ، عملوا ايه علشان يحصل لهم كده …
ضمها عاصي الي صدره يربط علي ظهرها بحنو يخالف الشراسه المنبثقه من مقلتيه ونبرات صوته: عمرهم وقدرهم يا حبيبتي…بس وحياه غلاوتهم في قلبي لهنـ.ـد.مهم كلهم علي اللحظه اللي فكروا فيها يعملوا كده !!!
خرجت غفران من احضانه ناظره اليه بمقلتين محمرتين من اثر البكاء: يعني ايه يا عاصي الكلام ده…. انت عاوز تضيع نفسك ومستقبلك علشان تنتقم منهم ….
هدر عاصي بنبره شرسه محتده: اومال عاوزاني البس طرحه واقعد اعيط جنبك زي النسوان ….
ده لا عشت ولا كنت يوم ما اقبل بحاجه زي كده ، طار ابويا واخويا هاخده يعني هاخده والموضوع ده منتهي ومش عاوز فيه اي نقاش!!!!
صرخت فيه غفران هادره بغضب : هتاخد تار ابوك من امك!!!
اجفل عاصي من كلمـ.ـا.تها ولكنه اسكت اي صوت للعقل او المنطق الآن فهو لا يري امامه الا منظر جثه والده وشقيقه في المشرحه وقت استلامه لجثثهم!!!
تابعت غفران تتحدث بصوت العقل والمنطق: عاصي يا حبيبي ، انا مقدره شعورك وحاسه بيك …وكمان معاك حق تنتقم منهم بابشع الطرق ..
بس هرجع واقولك قبل اي حاجه، هتضيع مستقبلك وحياتك في سبيل انتقامك منهم ؟!!
طب بلاش مستقبلك ، مفكرتش فيا انا هعمل ايه من غيرك..، بلاش انا عمر ابنك اللي لسه مفرحتش بيه ولا شبعت منه عاوز تحرمه منك وتحرم نفسك منه .
وجدو .. جدو حمل مصايب تاني ، مش كفايه لما يعرف الحقيقه كمان عاوزه يتحمل فكره بُعدك عنه وضياع مستقبلك …
صمتت تلتقط انفاسها وهي تلمح صدي تأثير حديثها داخل مقلتيه ، ثم تابعت تضيف: اللي حصل حصل وده عمرهم وقدرهم ونصيبهم وربنا كاتب لهم المـ.ـو.ت في اليوم ده والساعه دي …..
هدر عاصي بنبره باكيه وبقلب مجروح وهو يدور في الغرفه حول نفسه بجنون: ونعمه بالله بس مش مقـ.ـتـ.ـو.لين … وعلي ايد مين مـ.ـر.اته وام ابنه اللي مـ.ـا.ت من غير ذنب !!!!
هتفت غفران بقوه مماثله وهي تمسح دmـ.ـو.عها : وامك انتي كمان …
اللي عاوز تنتقم منها دي امك ، امك اللي ربنا آمر انك تطيعها في كل حاجه ماعدا الشرك بالله …
امك اللي الرسول عليه الصلاه والسلام وصانا بيها ثلاث مرات وبعدين قال ابوك!!!
صمت عاصي بعجز وهو غير قادر علي اتخاذ القرار السليم فهي محقه في كل حرف تنطق به !!!
تابعت غفران بنبره مترجيه: بص هقولك حاجه،انت تقدm التسجيلات دي للبوليس وهو هيقبض عليهم ده اعتراف بالصوت والصوره وساعتها هياخدوا العقـ.ـا.ب اللي يستحقوه …
بس من غير ما انت توسـ.ـخ ايديك بدmهم ، او ترتكب ذنب يفضل في رقبتك العمر كله وربنا يغضب عليك بسببه …
اقتربت منه ووضعت راسها علي صدره تربط علي موضع قلبه الهادر بجنون تحت يدها: سامح يا حبيبي واغفر ، علشان تقدر تعيش مرتاح …
فوض امرك لربنا وهو هيجيب لنا حقنا منهم في الدنيا والاخره!!!!
استسلم عاصي لاحضانها وكانها القت تعويذه سحريه عليه فجعلته يهديء ويستكين بين ذراعيها مؤجلاً التفكير في ثأره منهم مؤقتاً فهو ويريد ان يرتاح ويبتعد عن اي ضغوط هارباً من كل شيء بين احضانها ….!!!!
……………………………………
بعد اسبوعين …/
صرخ مازن بجنون وهو يركل الطاوله الزجاجيه بقدmه مطيحاً بها ارضاً فتهشمت وتناثر زجاجها في المكان حوله مما جعل نسرين ودريه يرتجفون بزعر من مظهره المخيف: انا عاوز اعرف هما اختفوا فين بالظبط…
اسبوعين مش معروف مكانهم فين وكأن الارض انشقت وبلعتهم!!!
هتفت نسرين بغل وهي تنفس دخان سيجارتها : عنددك حق ده حتي المجموعه مرحهاش وبيبعت لهم الشغل علي الميل ومحدش عارف مكانه .!!!
تحدثت دريه بنبره متوجسه: انا مش مطمنه عاصي اختفاءه ده مش بسهوله ده عمره ما عملها …
انا خايفه يكون عرف حاجه ويكون بيدينا الامان علشان يضـ.ـر.ب ضـ.ـر.بته علي غفله ، ابني وانا عرفاه حوت طالع لجده منصور ….
هـ.ـر.بت الدmاء من وجه نسرين وشعرت بالرعـ.ـب من انكشاف امرها ولكن حديث مازن جعلها تنفض عنها شعورها بالرعـ.ـب…..
مازن بنبره مغــــروره غاضبه: هيعرف منين انا كل حاجه ممشيها علي الشعره والحكومه نفسها مكشفتنيش ابنك بقي هيكشفني !!!
بلاش تخريف وكلام مالوش لازمه ، انا حاسبب حسباتي كويس وانا اللي هضـ.ـر.ب عاصي علي غفله ومن غير ما يحس.!!!!!!
………………………………………
مضي شهر عليهم وكل منهم يبذل ما في وسعه لاحتواء الاخر وتعويضه عما فات ….
كانت له الام والزوجه والصديقه والعاشقه ، باختصار كانت له السكن …!!!
وكان هو الاب والزوج والصديق والعاشق المدله في حبها باختصار كان هو الأمان !!!!
في سيارته وهما في طريق عودتهم الي قصر الجارحي بعد شهر مر عليهم سريعاً …
تحدث عاصي بنبره هادئه وهو يضغط علي كف يدها الرقيق بين يديه: زي ما اتفقنا يا غافي ، كل حاجه هتم زي ما احنا عاوزين ومش عاوزك تحتكي بيهم خالص علي قد ما تقدري .
وانا من ناحيتي مش هخالي حد منهم يقرب منك ولا هسمح لهم يضايقوكي بكلمه … اتفقنا !!!
اجابته غفران وهي تدعي الله بداخلها علي ان تمر تلك الايام علي خير فهي تشعر بالقلق والخـ.ـو.ف من القادm ، هتفت بنبره قلقه: اتفقنا …..
دلفوا من باب القصر محيطاً خصر غفران بذراعه بتملك وحمايه ، وبالذراع الاخر يحمل صغيرهم ..،
مرسلاً اليهم رساله واضحه ان اسرته خط احمر!!!!
استقبلهم الجد بالترحاب الشـ.ـديد وحمل الصغير يمطره بوابل من القبلات الحاره فقد اشتاق اليه كثيراً..
ببنما تبادلت دريه ونسرين النظرات الغاضبه فيما بينهم ..!!!!
هتفت دريه متحدثه بنبره غاضبه: حمد الله علي سلامتك يا بيه، ايه نسيت ان لك ام المفروض تكلمها وتطمنها عليك وتعرفها مكانك فين بدل ما هي هتمـ.ـو.ت من قلقها وخـ.ـو.فها عليك !!!!
ثم تابعت بنبره باكيه وهي تمسح دmـ.ـو.ع وهميه من علي وجنتيها: ما انت عارف اني ماليش غيرك بعد مـ.ـو.ت ابوك واخوك الله يرحمهم !!!
ضغطت دون قصداً منها علي جـ.ـر.حه النازف بشـ.ـده ، ضغط عاصي علي ضروسه يطحنها بقوه وهو يحاول السيطره علي المارد المتوحش الذي بعربد بداخله يدفعه دفعاً الي ازهاق روحها !!!
هتف بنبره غامضه : الله يرحمهم ويحسن اليهم ، اتقــ,تــلوا غدر !!!
شحب وجه دريه حتي ابيض واصبح في شحوب المـ.ـو.تي وكلمته تضـ.ـر.بها في مقــ,تــل …
هتفت دريه بنبره متلعثمه: تقصد ايه باتقــ,تــلوا دي؟؟؟
رمقها عاصي بنظره مبهمه لم تفهمها ، ثم تحدث وهو يأخد صغيره من جده: انا طالع ارتاح فوق ومش عاوز ازعاج !!!!
وقالها وتحرك ساحباً غفران من يدها صاعداً الدرج الي اعلي …
استدار بجسده موجهاً حديثه الي نسرين متحدثاً بنبره حاسمه: نسرين … اعملي حسابك جوازنا هيكون اخر الاسبوع …
يوم الخميس بعد العشاء المأذون هيجي وهنكتب الكتاب والدخله في نفس اليوم !!!
اجفلت نسرين من كلمـ.ـا.ته وهتفت تسأله بنبره متـ.ـو.تره: الخميس !!! كتب كتاب ودخله !!
تحدث عاصي متسائلًا بنبره ساخره: ايه ،.. المعاد مش مناسب ليكي ولا في حاجه تمنعك من الجواز؟؟؟
تلعثمت نسرين وهي تجيبه: لا مفيش حاجه تمنع ، بس .. اصل يعني مش هلحق في يومين اجهز نفسي ده الخميس ده بعد يومين!!!
هتف عاصي بنبره ذات مغذي: لا متقلاقيش من حاجه ، انتي لما ت عـ.ـر.في اللي انا محضرهولك هتتبسطي اوي ….
ومن دون ان ينتظر ردها اولاها ظهره صاعداً الي جناحه ومعه اسرته الصغيره ولكن ملامح وجهه تنذر بغضب اهوج سيطيح بهم ويلقيهم بجحيمه!!!!
……………………………………
يوم الخميس … اليوم المنتظر !!!!
كانت نسرين تدور حول نفسها في غرفتها بجنون وهي تتصل بمازن الذي لا يجيب اتصالاتها منذ اكثر من اسبوع !!
فقط يراسها برسائل قصيره ويختفي ، ولكنه اتفق معها علي اليوم لتنفيذ خطته بعد كتب كتابها علي عاصي …!!!
فهي تشعر بالرعـ.ـب كلما تتخيل ان مازن لا يتمكن من تنفيذ خطتهم اليوم ….
فكيف ستتصرف مع عاصي اذا اغلق عليهم باب واحد وطالبها بحقوقه الزوجيه!!!
فهي طوال اليومين الماضيين كان جسار يلازمها كظلها في كل خطواتها بأمر من عاصي ، مما لم يمكنها من ذهابها للطبيبه النسائية لاجراء عمليتها!!
القت الهاتف من يدها صارخه بغل !!!
سالتها دريه هاتفه بقلق: ايه برضه ما بيردش؟؟
اجابتها نسرين يغـ.ـيظ: مش بيرد هتجنن واعرف مش بيرد عليا ليه ، طالما بيبعت رسايل مش بيرد علي مكالمـ.ـا.تي ليه؟؟؟
هتفت دريه تطمنها وتطمن نفسها : متقلاقيش ، طالما ييرد عليكي يبقي الدنيا تمام ، تلاقيه بس مش فاضي علشان ينفذ انهارده!!!
المهم انا قبل ما اطلع لك رشيت حطيت المنوم في الاكل زي ما مازن قال ..
اضافت نسرين بتـ.ـو.تر: وانا كمان عطلت كل الكاميرات .
ربنا يسترها….
يالا بس تعالي اجهزي علشان المأذون زمانه علي وصول….
……………………/../
بخطوات متهاديه دلفت نسرين الي غرفه الصالون تتهادي في ثوب ذهبي اللون عاري الاكتاف ضيق ملتصق بجسدها ، قصير من الامام وله ذيل طويل من الخلف …تتبعها دريه بملامح سعيده تخفي خلفها قلقاً وتـ.ـو.تراً كبيراً …
نظرت الي الجالسين في الداخل بنظرات مغتره سعيده خاصه غفران التي رمقتها بنظره شامته !!!
ولكن ما ان استدارت حتي تري عاصي حتي شحب وجهها عنـ.ـد.ما ابصرت اخر شخص تود رؤيته في حياتها …
رجل كبير مهيب له طله وهيبه كبيره ، يهابه الكبير قبل الصغير ، رجل حاد صارم لطالما سمعت عن قسوته وجبروته ….
انه هو كما عهدته دائماً عمها ” سليمان الحوفي”
الرجل الصعيدي الصارم قاسي الوجه والطبع …
فاقت من تحديقها فيه علي صوت عاصي الساخر : ايه مش هتسلمي علي عمك ولا ايه نسرين؟؟؟
ابتلعت نسرين حلقها الجاف وتقدmت بخطوات مرتعشه تقف امامه مطرقه الرأس هاتفه بنبره خافته: اذيك يا عمي .. !!!
رمقها الرجل المهيب بنظره غاضبه رغم جمود ملامحه: اذيك يا بت اخوي ….
ايه مالك وشك مصفر اكده ليه اول ما وعيتي لي ، كنت عاوزه تتجوزي من غير ما اعرف يا نسرين ، ايه عدmتي ناسك ولا ايه؟؟؟؟
ياكش بس عريسك رجل علي حق وولد اصول اتصل بيا وشـ.ـدد عليا لازمن احضر علشان احط يدي في يده واكون وكيلك !!!!
نظرت الي عاصي فرمقها بنظره غامضه لم تستطع تفسيرها ولكنها تشعر برعـ.ـب كبير من نظراته المصوبه نحوها بغموض!!!!
هتف عاصي بنبره مرحبه: وجودك وسطينا شرف لينا يا حج سليمان …
اقترب جسار من عاصي يحدثه بهمس في اذنه ،: تمام … تمام ..
اتفضلوا يا جماعه استريحوا ، المأذون علي وصول .
بس قبل ما المأذون يجي حابب افرجكم علي حاجه هتعجبكم اوي ، حاجه لا يمكن لعقل انه يتصورها او يتخيلها او تخطر علي عقل بشر!!!!
سالته دريه بعدm فهم وهي تجلس بغطرسه واضعه قدmاً فوق الاخري : حاجه ايه دي يا عاصي ، هو ده وقت فرجه علي افلام برضك!!!
رمقها عاصي بنظره غامضه هاتفاً بغموض: يا ريت كان فيلم لكن للاسف ده واقع …
ثم تناول جهاز التحكم عن بُعد ضاغطاً علي زر التشغيل ، فعرض علي الشاشه الكبيره خلفه ما جعل العيون تجحظ والقلب يُدmي والعين تدmع حـ.ـز.ناً وقهراً علي اشخاص انتزعت من قلوبهم الرحمه وتركوا انفسهم لشيطانهم يسيرهم كيفما يشاء!!!!
شحبت ملامح نسرين ودريه وجحظت عيونهم حتي كادت ان تسقط من وجوههم !!!
صرخت نسرين يهيستريا :كدب .. محصلش .. محصلش ..
نهضت تجري تحاول الخروج من غرفه الصالون ولكنها وجدت يد من فولاذ تقبض علي خصلاتها تشـ.ـدها بعنف ويد اخري اشـ.ـد واقوي تحط علي وجنتها بصفعه اصابت وجهها بالشلل…
هدر الحج سليمان بغضب اسود : كدب يا خاطيه ، يا زانيه يا بـ.ـنت الكـ.ـلـ.ـب.!!! وصفعه اخري….!!!
محصلش وانتي نايمه عريانه في سرير رجل غريب مايحلش ليكي …. وصفعه اخري!!!!
بتتفجي معاه ومع المحروجه خالتك علي جتل وخراب بيوت يا واكله ناسك… وصفعه اخري واخري واخري حتي اختفت معالم وجهها!!!!
سقطت ارضاً تحت اقدام عمها وعنـ.ـد.ما حاولت التحدث او النهوض عاجلها بضـ.ـر.به قويه من قدmه في معدتها جعلتها تبثق الدmاء من فمها …: اخرسي يا خاطيه.
ثم نظر الي عاصي هادراً بغضب : وينه المحروج التاني …،
وقبل ان ينهي كلمـ.ـا.ته انفتح الباب وظهر من خلفه شبح رجل يقال انه في يوم من الايام كان يدعي مازن الدالي!!!!
ملامحه مطمسه ، جسده ينذف بالكامل ، اصابعه مقطعه، راسه حليق، مكـ.ـسور الزراعين والقدmين، احدي عينيه مفقوعه من شـ.ـده الضـ.ـر.ب.، منتهك الرجوله بكل ما تحمله الكلمه من معني!!!
شهقت غفران مفزوعه من مظهره تخفي عينها في صدر عاصي الذي ضمها اليه بقوه رابطاً علي ظهرها بحنان…
عاجله الحج سليمان بركله قويه من قدmه في مقدmه صدره اسقتطه ارضاً فاقداً احساسه بالألم منذ اليوم الذي قبض عليه رجـ.ـال عاصي!!!!!
هتف الجد بنبره عاتبه مخاطباً عاصي : اكده يا عاصي باشا تخلص عليه قبل ما اشفي غليلي منيه؟؟
اجابه عاصي وهو يرمق جثه مازن بنظره محتقره: حقي وكنت ياخذه يا حج…
ولولا احداث ان ليك تار معاه انا كنت خلصت عليه بأيديه .
ربنا يعزك يا ولدي ، رجل من ضهر رجل صوح.
ثم ارتفع صوته منادياً بصوت عالي علي رجله وزراعه اليمين: مناع ..!!!
انفتح باب الصالون وظهر من خلفه رجل ضخم الجثه عريض المنكبين له شارب اسود كثيف معقود الحاجبين ….
تحدث الرجل بنبره غليظه :اوامرك يا كبير …
تحدث سليمان بنبره قويه: جاهز يا مناع …القبر انفتح وجاهز علشان يستقبل العرسان .!!!!
احابه مناع بطاعه: جاهز يا كبير ..!!
طب ازعق علي الرجـ.ـاله خاليهم يجوا يشيلوا الوساخه دي من اهنيه خاليها الدنيا تنضف….
اوامرك يا كبير … قالها مناع وهرول الي الخارج منفذاً اوامر سيده!!!
نظرت غفران الي عاصي بهلع وهتفت تساله بجزع: قبر !!!! قبر ايه اللي بيقول عليه الرجل ده يا عاصي .
قصف صوت سليمان من خلفهم يجيبها بنبره شرسه غاضبه: ده عرفنا يا بتي … الخاطيه اللي كيف الوسـ.ـخه دي ملهاش ديه ولازمن تنقــ,تــل …
وانا مش هوسـ.ـخ يدي بدmها الزفر ، انا هدفنها بالحياه علشان تعرف ان الجزاء من جنس العمل …
دقايق وكان يخرج من قصر الجارحي ومعه رجـ.ـاله يحملون جوالين فيهم نسرين ومازن يعد ان قاموا بتقيدهم وتكميم افواهمم منطلقين الي حيث مثواهم الاخير…
كان الجد جالساً منكساً راسه بحـ.ـز.ن ، يسبح علي مسبحته مستغفرا ً ربه وقلبه منشطر علي ولده وحفيده وكانه يتلقي خبر مـ.ـو.تهم من جديد …
لله الامر من قبل ومن بعد .. لله الامر من قبل ومن بعد..
نظر عاصي الي جده بحـ.ـز.ن واسف واقترت منه هاتفاً بنبره اسفه : انا اسف يا جدي ، حقك عليا ..
ربط الجد هلي يد حفيده هاتفاً بقلب مكـ.ـسور: الله يقويك ويعينك يا ابني علي اللي انت فيه….
طبع عاصي قبله علي راس جده ، ثم استقام بظهر مشـ.ـدود ناظراً الي والدته بنظرات محتقره…
كانت دريه جالسه بجسدها فقط معهم ولكن عقلها كان يعيد الاحداث امام ناظريها من جديد…
زوجها ومعرفته الحقيقه… تطليقه لها … حبها لابن عمها … كرهها لجميله …مـ.ـو.ت ابنها …
عاصي …اكتشاف عاصي لحقيقتها المخزيه…!!!
رفعت راسها تنظر الي عاصي بنظرات زائغه عنـ.ـد.ما سمعت صوته القوي ذو النبره المذدريه: للاسف انا صدmتي فيكي مش زي صدmه اي حد …
للاسف الانسانه اللي المفروض اركع تحت رجلها علشان اطلب منها السماح ، هي الانسانه اللي نفسي اقــ,تــلها واشرب من دmها علي اللي عملته فيا وفي مراتي ومن قبلهم ابويا واخويا…
انتي لا يمكن تكوني انسان ابداً ، انتي شيطان في هيئة بشر!!!!
كل اللي اقدر اقولهولك اني كرهتك اكتر من اي حاجه في الدنيا دي كلها ….
كرهتك ومش عاوز اشوف وشك لاخر يوم في عمري.
انتي هتمشي من القصر ده نهائي ، القصر اللي عملتي كل ده علشان ما تطعيش منه ، انا بقي اللي هرميكي بـ.ـاره منه ومش هتدخليه تاني طول ما انا عايش علي وش الدنيا …
ومن اللحظه دي تنسي اسمي وتنسي ان ليكي ابن اسمه عاصي لان انا ما بشرفنيش انك تكوني للاسف امي …..
امتدت يده تجذبها من زراعها بعنف يلقي بها خارج القصر ولكن ما ان نهضت واقفه حتي نزفت الدmاء من انفها وسقطت ارضاً تحت قدmيه !!!
بعد قليل ، خرج الطبيب المعالج من غرفتها في المشفي الذي نقلت اليه متحدثاً الي عاصي بنبره اسفه : للاسف يا عاصي باشا ، الهانم ضغطها ارتتفع جداً عمل لها نـ.ـز.يف في المخ وجلطه اثرت علي مراكز الحركه والكلام …
للاسف الهانم اصيبت بشلل رباعي تام …
ساله عاصي بوجوم: طيب مفيش امل في العلاج.
اجابه الطبيب بنبره اسفه: لااسف الامل معدوم ، ربنا يعفو عنها …عن اذنك ..!!!
……………………………….
الخاتمة
بعد مرور عام …..
كانت حديقه قصر الجارحي مزينه بالانوار البراقه والبالونات الهيليوم ذات الرسوم الكرتونيه الجميله احتفالاً بعيد الميلاد الثاني للحفيد الغالي لعائله الجارحي ..”عمر عاصي الجارجي “!!!!!
وايضاً الاحتفال بعقيقه اصغر افراد عائله الجارحي واحدثهم “عشق عاصي الجارجي”….
اقام عاصي احتفالاً ضخماً للاحتفال باولاده حضرته الاسكندريه كلها !!!!
وقف وسط الحديقه محيطاً خصر زوجته بعشق وتملك وهو يشرد بذاكرته متذكراً شهور حملها!!
حاول ان يعوض غفران ولو بجزء بسيط عن بُعده عنها في فتره حملها في عمر !!!!
فهو منذ ان علم بخبر حملها والذي جاء يربط علي قلبه وروحه بعد فتره عصيبه عاشوها جميعاً ..
اصبح يبذل ما في وسعه لتعويضها ومشاركتها ادق تفاصيل حملها …
من يصدق ان عاصي الجارحي صاحب امبراطويه الجارحي الاكبر والاشهر في مجال المال والاعمال ، يذهب الي الطبيبه النسائية يتابع حمل زوجته من اليوم الاول ويحفظ جدول مواعيد متابعتها ، ويذهب معها الي الاسواق التجاريه يختار معها ملابس طفلته بعد رفض غفرانه لشراءها من اشهر بيوت الازياء العالميه المتخصصه في ملابس الاطفال وحديثي الولاده ” انا عاوزه اشتري حاجان بـ.ـنتي بنفسي واخرج انا وانت نشتريهم مع بعض “!!!!
وتذكر ايضاً لحظه ولادتها واصراره علي دخول غرفه العمليات معها ممكساً بيدها يدعمها ويشـ.ـدد من آذرها
وما ان شقت الطبيبه بطنها واخرجت منها طفلتهم واعطتها له ، طفرت الدmـ.ـو.ع من عينه وخفق قلبه بعنف وشعر بشعور غريب لم يشعر به من قبل بالرغم من وجود صغيره عمر ؟!!!
الا ان هذه الصغيره شبيهه والدتها خـ.ـطـ.ـفت قلبه وعقله !!
طبع قبله علي جبينها وفعل المثل مع زوجته هامساً بنبره اجشه باكيه: عشق !!!!
رددت غفران الاسم من خلفه : عشق!!!
اجابها مؤكداً من وسط دmـ.ـو.عه: ايوه عشق !!!
عشق عاصي لغفران … عشق عاصي الجارحي !!!
اخرجه من شروده صوت آدm المرح من خلفه ومعه زوجته ذات البطن المنتفخ : ايه يا عم عاصي ، هو مفيش اكل انهارده ولا ايه ، انا جعان وعاوز أكل .!!!
ضحكت غفران برقه هاتفه بمرح: انت علي طول همك علي بطنك كده يا دومي !!!
اااااه … صرخت متألمه عنـ.ـد.ما قرصها عاصي بغلظه في خصرها رامقاً اياها بنظره مشتعله بنيران غيرته ناطقاً بنبره محذره ضاغطاً علي كل حرف ينطقه: آدm … اسمه آدm مش دومي !!!
اتسعت ابتسامتها بحلاوه وهتفت باغواء اصبحت تجيده جيداً وهي تضع يديها فوق مضخته الثائره بعشقها : لسه بتغير منه؟؟؟
اجابها بنبره حاسمه بغطرسه: اسمها بغير عليكي منه مش بغير منه، متـ.ـخـ.ـلفش لسه اللي يغير منه عاصي الجارحي !!
اقتربت بوجهها من وجهه حتي اختلطت انفاسهم وهمست بشقاوه امام شفتيه: يسلم لي عاصي قلبي الغيور!!!!
همس بحراره في اذنها: بطلي دلعك ده بدل ما اخدك دلوقتي ونطلع فوق ومش هتحضري حفله ولادك !!
ضحكت بغنج وهي تضع راسها فوق صدره ويحاوطهت هو بذراعه بتملك وعشق طابعاً قبله عميقه فوق راسها شاكراً الله علي وجودها في حياته.
صوت صراخ وبكاء عمر صغيرهم جعلهم يهرعون بقلق الي مكانه ….
غفران وعاصي … ادm وزوجته… عاصم وسوار!!
حمله عاصي علي ذراعيه يتفحصه بلهفه وسأل جده منصور بنبره قلقه: ماله يا حج ايه اللي حصل…
تحدث الجد من ببن ضحكاته العاليه : مفيش حاجه يا عاصي اطمن …
ثم اشار بيده الي ذلك الصغير الغاضب المتحفز قاطب الجبين المتمسك يقوه بعربه الصغيره الغافيه: الواد السكر ابن عاصم صاحبك زعق له لما لقاه عاوز يأكلها شوكولاته في بؤها ….
ضـ.ـر.ب عاصم ابنه المشاغب علي راسه من الخلف هاتفاً بنبره غاضبه: انت ازاي يا ولد انت تمد ايدك عليه ، اتفضل اتأسف له حالاً.
تحدث مراد بنبره طفوليه غاضبه: ملاد مس هيتاسف
هو اللي خلطان ، دي بيبي مس تنفع تاكل سوكولا ، مامي قالت لي كده!!!
تابع عاصم بنبره ساخطه: وانت مالك انتي يا رخم ده اخوها ….
اجابه مراد بعناد: لا مس اخو حد ، دي تاعتي انا …
دي عسق تاعه ملاد !!
جذبته سوار من ذراعه هاتفه في اذنه بتوبيخ: عاصم!! بالراحه عليه انت كده هتخرجه قدام الناس..
رد عليها عاصم بغـ.ـيظ: هو ابنك ده بيحوق فيه حاجه ، ده جبله ورافع لي الضغط علي طول بعمايله السودا معاكي !!!
نظرت له سوار بحنق ولم ترد فهو كما هو ولن يتغير يغير من صغيره ويضغر عقله معه وكأنه طفل في مثل عمره!!!!
ضمه الجد الي صدره بحنان مقبلاً خدوده المكتنزه هاتفاً بمرح: ولا تزعل نفسك يا مراد ياشا ، خلاص عشق بتاعتك وانا هجوزها لك لما تكبر …
هلل مراد بطفوليه: بجد يا جدو ، عسق تاعه ملاد…
اجابه الجد ضاحكاً : عشق بتاعه مراد …
ثم نظر الي حفيده الغالي وصديقه هاتفاً بنيره آمره: اعملوا حسابكم علي كده مراد هيتجوز عشق!!!!
وانا لو ربنا مد في عمري هجوزهم ، ولو ربنا استرد امانته هتبقي دي وصيتي ليكم …!!!
هتفت غفران بحب وهي تقبل يده: بعد الشر عنك يا جدو ربنا يخاليك لينا …
تبعها عاصي : ربنا يبـ.ـارك لنا في عمرك يا حج …
تبعه عاصم: ربنا يخاليك يا حج منصور انت الخير والبركه !!!
هتف الجد بنبره ممتنه: ما تاخدونيش في دوكه ، اللي قلت عليه يتنفذ ، والا انتوا حورين!!!
نظر عاصي وعاصم الي بعضهم يبتسمون بمحبه واخوه مرحبين بحديث الجد بل ويتمنوا تحقيقه في المستقبل فهم نعمه الاصدقاء بحق !!!
هتف عاصي موافقاً وهو يقبل راس جده: اوامرك سيف علي رقابينا يا حجً…
ثم نظر الي عاصم بحاجب مرفوع هاتفاً بمزاح : ولا انت عندك اعتراض يا ابن ابوهيبه…
اجابه عاصم ممازحاً هو الاخر : هعمل ايه مضطر اوافق بس علشان خاطر الحج منصور كبيرنا ، وكمان علشان مكـ.ـسرش بخاطر الواد مراد ابن الكـ.ـلـ.ـب ده ، اهو يحل عني شويه!!!!!
قالها وانفجر الجميع في الضحك فهم يعرفون ما يفعله مراد في والده !!!
ثم التفوا جميعهم حول الجد بلتقطون صوره تذكاريه جميله يتوسطهم الجد منصور مبتسماً بسعاده والجميع ملتفون حوله يضحكون بسعاده ، غفران وعاصي يحمل عمر صغيره علي ذراعه…
آدm وزوجته الحامل …
عاصم وسوار ومن حولهم اولادهم الاربعه ….
ومراد ممسكاً بعربه الصغيره بتملك ناظراً اليها بفرحه عارمه…..
…………………………………………..
تمت بحمد الله …..

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات