رواية معشوقة الليث هي رواية رومانسية تقع احداثها بين ليث ورسل والرواية من تأليف روان ياسين في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية معشوقة الليث لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية معشوقة الليث هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية معشوقة الليث تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية معشوقة الليث من الفصل الاول للاخير بقلم روان ياسين
فى إحدي العمارات السكنية متوسطة الحال
بشقة بالدور الثالث
كان يجلس ذلك الشاب و هو يرمق تلك المتعجرفة بتوتر..
صمت دائم منذ أن جاء منذ خمسة عشرة دقيقة لم يقطعه سوي صوتها البارد و هي تقول:
- و بعدين، عجباك القاعدة يعني يا رامي؟!
تنحنح رامي بتوتر و قال:
- أحم، أنا كنت جاي أخد مريم، أظن كفاية كدا بُعاد و كل دا عشان مشكلة تافهه!
أشتعلت عيناها و هي تقول بحنق و سخرية لاذعة:.
- تافهه؟، يا عنياااا، روح ياخويا شوف أخواتك و الست أمك عاملين أية فى أختي و بعد كدا أبقي أتكلم يا، يا ديك البرابر!
= يعني أعلقلهم المشنأة يعني يا رُسل، ما هي مريم برضو مبتسكتش!
- حوش حوش الملايكة اللى بيرفرفوا عندك!
قالتها بتهكم واضح، أكملت من بين أسنانها:
- أختي يجليها بيت ليها لوحدها و يتكتب بإسمها تحسباً لأي حركة وطينه تطلع منك أو من أهلك، لكن قُعاد معاهم فى بيت واحد لأ!
هتف بإستنكار:.
- قصدك أية يا رُسل؟!
وضعت رُسل ساق فوق أخري و هي تقول ببرود:
- هعيد تاني عشان عارفه أن فهمك على قدك، تجيب شقة لأختي تقعدها فيها مُعززة مُكرمة تاخدها من هنا و عليها بوسة غير كدا إنساها خالص!
صرخ بغضب:
- دي مراتي و أنا ليا الحق أني أخدها فى أي وقت و فى أي مكان!
صاحت بحنق:.
- صوتك ميعلاش عليا أحسنلك، و الكلام اللي أنت بتقوله دا كان ينفع لو كنت راجل و عندك كرامة، ما أنت مدام مش حافظ كرامة مراتك قدام أهلك تبقي مش راجل و معندكش ذرة نخوة كمان!
نظر لها بنظرات لو كان لها أثر فيزيائي لكانت أحرقتها بحق..!
فمن هي لتتحكم بكل شئ و تتحكم بزوجته تحت مسمي شقيقتها الكبري ، دلفت لغرفة الصالون سيدة ذات وجه بشوش و هي تحمل بيديها صينية مذهبة عليها ثلاث أكواب من العصير الطازج، هتفت حميدة و هي تضع الذي بيدها على الطاولة الزجاحية المستديرة:
- هدوا نفسكوا يا ولاد، كل حاجة بالتفاهم!
جز رامي على أسنانه و هو يقول:
- تعالي أحضرينا يا حماتي و شوفي ست الصحفية بتقول إية!
جلست حميدة بجانب بكريتها و قالت بعتاب:.
- أنت برضو غلطان يا رامي يابني!
مسح على وجهه بقلة حيلة لتقول رُسل بفجاجة:
- قُصره، دي شروطي و عليك لا تنفزها أو لأ و أنا الصراحة بحبذ الإجابة التانية عشان إنشاء الله إنشاء الله إنشاء الله نخلعك و نجرجرك فى المحاكم أنت و أهلك كلهم!
عبس رامي و قال بتوعد و هو ينهض:
- ماشي يا رُسل، هنفذ اللى قولتيه بس عشان بحب مراتي و باقي عليها لكن حاجة تانية لأ، أنا ماشي!
ذهب من أمامهما فصاحت ببرود و هي ترفع رأسها قليلا ً:
- خد الباب في إيدك يا رااامي!
سمعت صوت صفع الباب فأبتسمت بظفر و ألتفتت لوالدتها التي كانت تحدجها بغيظ!
قالت حميدة بحدة:
-أنتي مش هتعقلي و تبطلي أسلوبك الدبش دا أبداً، بترمي طوب و زلط يا شيخة؟!
نظرت لها بنظرات بلهاء متسعة و قالت:
-كان لازم أعمل كدا عشان الموكوسة بنتك!
أتت فى تلك اللحظة فتاة ربما فى أوائل عقدها الثاني و هي تصيح بحنق:.
- و الله أنتي رخمة مشتيه زعلان!
رفعت شفتها العليا و من ثم لوتها للجانب و هي تقول بتهكم و سخرية:
-يا ختي حلوة، أنشفي كدا يا بت، ما هو أنتي اللى قاعدة تقوليله قلبي و فشتي و كليتي و عاملة للقلاحه سعر لغاية لما إفتكر نفسة كوز درة بحاله، طبق الأصل الموكوسة التانية بس أنتي على أكبر!
نظرت لها مريم بغيظ و هي تزم شفتيها لكنها لم تتحدث فهذه شقيقتها الكبري بالأول و بالأخير و تهمها مصلحتها!
أستقامت رُسل و من ثم وثبت تجاه غرفتها لتغير ملابس العمل، فهي تحتاج للنوم بشدة و هذا الأبلهه أفسد مخططاتها بالنوم منذ ساعة!
رُسل محمود الغمراوي، فتاة فى السادسة و العشرون من عمرها، تعمل بمهنه الصحافة، فتاة قصيرة القامة و ممشوقه القوام، قمحية البشرة، ذات شعر بندقي يصل لأخر كتفها و عيون واسعة باللون الزيتوني الفاتح، و يغطي وجنتاها نمش منثور بشكل محبب، تحب عملها كثيراً و كذلك عائلتها، فهي بعد موت والدها أصبحت هي من تمسك بزمام الأمور
ضربت حميدة على فخذيها و هي تقول بقلة حيلة و سخط:.
- هتشلني بنت محمود، مش كفاية أخواتها الصغيرين أتجوزوا و أتخطبوا و هي قاعدة فى أرابيزي بسبب كلامها الدبش دا، لأ و كمان هتخرب على أختها!
فى نصف الكرة الأرضية الآخر
و تحديداً بالولايات المتحدة الامريكية
يجلس ذلك الرجل ذا المظهر المنمق و الذى يدل علي أنه من أحد أصحاب الطبقة المخملية و هو ينفث دخان سيجارته الكوبيه بشرود، أنتفض فجأة عندما لاحظ وجود ظل ضخم أمامه، رفع رأسه بتوتر ليطالع ذلك الضخم بخوف فتك بفرائسه!
رفع ذلك الضخم مسدس الكاتم للصوت بوجهه و قال بصوت أجش:
- Go، to، hell.
أنطلقت بعد أقل من ثانية الرصاصة سريعاً من فوهه المسدس لتستقر بمنتصف رأس ذلك الرجل ل يخر صريعاً بعدها!
أبتسم ذلك الضخم بثقة من تحت قناعه المتطور من السليكون و الذي يرسم ملامح شخص أخر و من ثم مضي مسرعاً نحو الشرفة!
فى صباح اليوم التالي
أفاقت بتأفف على صوت هاتفها المزعج و هو يرن، جذبته من على الكومود و نظرت له بنصف عين لتجده رئيسها المتعب، زمت شفتيها بتبرم و من ثم فتحت الخط قائلة ببطئ:
-صباح الخير!
صاح نَظمي بسرعة:
-أجهزي حالاً يا رُسل، سبق صحفي محصلش لسة الخبر طازة!
أعتدلت فى نومتها و قالت بأهتمام:
- إية هو؟!
قال بعزم:
- السفير المصري فى أمريكا أتقتل إمبارح، و لسة السلطات عارفة حالاً، يعني أنتي لو طلعتي على المطار دلوقت و روحتي كتبتي تقرير و صورتيلك كام صورة هيبقي سبق صحفي جامد خصوصاً أن مفيش حد من الجرايد التانية عرف بالموضوع دا!
حكت شعرها و صمتت لثانية تفكر بالأمر و ما لبثت حتي قالت بتحدي:.
- تمام، ساعتين بالكتير و هبقي فى المطار!
أغلقت معه و من ثم توجهت لخزانه الملابس لتخرج منها بنطال من الچينز الثلجي و كنزة بدون أكمام باللون الأبيض و چاكت من الجلد الأسود بخطين بِيض على كلاً من ذراعيه، أرتدتهم و أدخلت الكنزة بالبنطال و من ثم أنتعلت حذاء رياضي باللون الأبيض به خطوط سوداء من الجانبين، أخذت حقيبة متوسطة للسفر من فوق خزانة ملابسها و بدأت بوضع بعض الأشياء الضرورية، وضعت نظراتها السوداء القاتمة و هتفت بإبتسامة عذبة:.
- وقت الشغل يا سووووو!
بعد ساعة و نصف
ترجلت من سيارة الأجرة التي كانت تقلها بتأفف و هي تلعن و تسب بشقيقتها الرعناء و زوجها!
تمتمت بحنق و هي تنقد السائق:
- قال ابن الجزمة يقولي أبقي هتيليك عريس من أمريكا يا أبلة رُسل، أبلة فى عينيك يا بعيد، شكله نسي نفسه الحيوان، نسي جده اللى كان بيشرب السحلب من خرطوم الغسالة!
نظر لها السائق بغرابة لكنه لم يتحدث، أخذت حقيبتها و جرتها خلفها متجه لصالة المطار حيث ستقابل الأبلهه الأخر المسمي بنَظمي!
لمحته يقف قبالة باب القاعة فرسمت إبتسامة سمجة على وجهها و هتفت بسعادة زائفة:
- أستاذ نَظمي هنا مخصوص، لا دا أنا كدا أتغر حضرتك!
عدل نَظمي من وضعية ياقته بحركة إفتخراية و قال:
- أحم، طيارتك لسة فاضلها ساعة هقولك فيها على تفاصيل القضية!
أومأت له و من ثم مضت للداخل بخطواتها الثابتة للداخل..!
↚
بعد مرور عدة ساعات
حطت الطائرة علي أراضي أرض الأحلام بسلام، بعدmا أنتهت رُسل من الإجراءات اللازمة جرت حقيبتها خلفها و خرجت من المطار، أوقفت سيارة أجرة و أستقلتها، هتفت بهدوء:
- أقرب فندق لمنطقة ******** إذا سمحت.
أومأ لها السائق لتسند رأسها علي زجاج السيارة بتعب و هي تناظر الشوارع المبتلة بمياه المطر، شبه إبتسامه ظهرت علي شفتيها و هي تتذكر ذلك الحلم الذي يراودها كثيراً و الذي فى الحقيقة يروقها جداً..
أغمضت عينيها و هي تتذكر محتوي ذلك الحلم الغريب الذي فسرته أنه مجرد هلوسات..
(( فلاش باك )).
كانت تقف في كوخ كبير من الخشب و هي ترتدي فستان قصير ذا قصة عشوائية باللون الأسود، نظرت لذلك الماثل أمامها بإبتسامة واثقة تزين ثغرها و من ثم أقتربت منه بخطي وئيدة!
وقفت قبالته بثبات تطلع له بنظرات بـ.ـاردة تضاهي نظراته، جذبت ذراعه المعضله و لفت حول رسغه خيط سميك باللون الأحمر و فعلت نفس الشئ مع نفسها، أبتعدت عن قليلاً و بدأت تدور حوله ببطئ في البداية لكنها ما لبست حتي بدأت ترقص بحيويه بحركات إستعراضيه و هي تدور حوله بسرعة، كلما دارت يلتف الخيط عليه أكثر و أكثر حتي بات مكبلاً أياه بالكامل، حاول الفكاك منه بشراسه لتقترب منه مرة أخري و تقول و هي تطالعه بنظرات متحدية:.
- عمرك ما هتعرف تهرب من حبال حبي!
(( باك ))
لم تفق من شرودها إلا علي صوت السائق و هو يقول بإنجليزيته المتقنة:
- وصلنا سيدتي!
هزت رأسها بفهم و قامت بإعطاءه نقوده، ترجلت من السيارة آخذه حقيبتها الصغيرة و من ثم دلفت للفندق..
بمصر
بمنزل رُسل
توجهت حميدة لفتح الباب بتأفف و هي تلقي بحجابها علي شعرها، تمتمت بسخط:
- مبقالهمش غير خمس شهور متجوزين و جاية غضبانة عندي!
زمت شفتيها و هي تقول بحسرة:.
- يا خيبتي ياناا فى بناتي، واحدة أتعقدت من الأرتباط و الجواز عشان واحد زبـ.ـا.لة، و التانية الدبش اللي بتحدف طوب و زلط و مسلح دي، يا ربي اللي يشوفها و يسمع إسمها يقول أنها رقيقة و هادية و نادية لكن لأ أبداً، قولت لكل واحد نصيب من أسمه عشان كدا سمتها رُسل لكن دي أبداً، داخلة في الكل شمال ؛ و التالتة جاية غضبانه!
أدارات مقبض الباب و فتحته لتطل مرام بملامحها الهادئة الحزينة!
أبتسمت بوجهها سريعاً فبادلتها مرام الإبتسامة بهدوء، دلفت للمنزل مغلقه خلفها باب الشقة، دنت من وجه والدته مقبلة وجنتها و هي تقول:
- أزيك يا دودو!
ربتت حميدة علي ظهرها متشـ.ـدقه ب:
- الحمد لله يا حبيبتي!
أردفت برقه:
- هو رامي هنا و لا أية؟!
برمت شفتيها و هي تقول بحنق:
- طبعاً مش سامعه صوتهم اللي لامم علينا الجيران، دmاغها قدامه جزمه قديمة أنما مع رُسل تقعد تلومها أنها بتكلمه كدا و واخدة منه موقف!
قهقهت برقتها المعتادة و قالت:
- ما أنتي عارفة مريم، بتمـ.ـو.ت فيه ربنا يخليهم لبعض!
هتفت حميدة بتضرع:
- و يهديلهم حالهم يارب!
= هروح أسلم علي رامي يا ماما!
- ماشي يا حبيبتي، هجهز الغدا حالاً و بالمرة رامي يتغدا معانا!
أومأت لها مرام و من ثم خطت نحو غرفة الجلوس، ثواني و عادت منها سريعاً و قد تجمد وجهها بصدmة و كساه حمرة قانية، رأتها حميدة فهرعت إليها قائلة بقلق:
- في أية يا مرام، وشك ماله؟!
هزت رأسها بتـ.ـو.تر لتقطب حميدة جبينها قائلة:
- حاجة حصلت مع أختك و جوزها، هما صوتهم أختفي مرة واحدة كدا لية؟!
ثم خطت تجاه غرفة الجلوس لتمنعها مرام و هي تقول بإبتسامة متـ.ـو.ترة:
- لا يا ماما مش فيه حاجه بس أنا، أنا جاتلي كارشة نفس ف وشي عمل كدا متقلقيش!
ضيقت حميدة عينيها و من ثم قالت بعدm إرتياح:
- ماشي، هعمل نفسي مصدقاكي!
أبتسمت لها مرام بتـ.ـو.تر ثم خطت بسرعة نحو غرفتها مغلقة الباب سريعاً، ضـ.ـر.بت حميدة كفاً فوق كف علي المعاتيه التي أنجبتهم، قالت و هي تضـ.ـر.ب يدها علي جانبها بقلة حيلة:
- اللهم لا أسألك رد القضاء لكني أسألك اللطف فيه!
في الساحل الشمالي
ب إحدي الشواطئ
صوت تلك المركبة المسماه ب ال چيت سكي يصدح في الأجواء فتجعل الأنظار تتوجه نحوها و تتعلق بها بل ب الذي يمتطيها!
ذلك الشاب ذا الجـ.ـسم الرياضي المنحوت بشعره الأشقر و بشرته البيضاء التي أصبحت قمحية بسبب الشمس، أما عينيه الخضراء القاتمة فيغطيها نظرات شمسية أنيقة..
بعد فترة ليست بقصيرة هبط عنها متجهاً لإحدي المقاعد الطويلة، ألتقط هاتفه من عليها و فتحه ليجد ست مكالمـ.ـا.ت فائتة من شقيقه الأكبر، عبس و هو يتمتم ببلاهه:
- طب أتصل و لا ما أتصلش، أصل لو أتصلت هيهزقني!
قام بإعادة الأتصال ليزم شفتيه و يبتلع ريقه بشكل مضحك و هو يضع الهاتف علي أذنه، ثواني و أبعد الهاتف عن أذنه و هو يغمض عينيه و يعض علي شفتيه، فقد وصله صراخ شقيقه الأكبر!
قرب الهاتف من وجهه و صرخ قائلاً:.
- خلا، خلااااااااااص، كفااااااية تهزيييق!
= أنت لسة شوفت تهزيق يا صـ.ـا.يع، ما أنت لو كنت قدامي كنت عدلتك!
ضحك ببلاهه و هو يقول:
- الحمدلله أصلاً أني مش عندك، أنا ناوي أعيش في الساحل و أعيش برضو فى الساحل ؛ كنت فاكرني هقولك أمـ.ـو.ت لكن لأ مش أنا يا حبيبي!
= ولا، أتلم كدا و بطل شغل اللماضة بتاعتك دا..!
- هيهيهيهيهيهي ما انا متلم أهه كنت شوفتني متبعطر ياخويااا؟!
= زفت، عايزك تيجيلي، فى ظرف يومين يا إياد لو مجتش هتلاقيني في وشك و شوف ساعتها أية اللي هيحصلك!
- حاض، أوعااااا الفحت ليقع تحت!
= أية!
- بقولك مع السلامة يا حبيبي!
ثم أغلق الخط سريعاً و هو يزفر بإرتياح، تطلع لتلك الأجنبية التي تتعمد أن تتمشي أمامه بتلك الملابس الفاضحه بخبث لكن أنقذه من الوقوع بين براثنها وصول أصدقاءه، جلس فادي بجانبه و هو يقول:
- أرحم نفسك شوية!
بينما هتفت سارة بإزدراء:.
- زوقك أنحدر أوي يا إياد!
حدجهم بإزدراء قائلاً:
- عيال فصيلة أقسم بالله، هادmين للذات!
قالت سارة بحنق:
- سيبك من اللي أنت فيه دلوقت، أنت لازم تيجي حفلة عيد ميلادي!
= لا يا ماما معطلكيش، أنتي ناوية تعمليها في القاهرة و أنا لن أبرح مكاني هذا إلا لما أسافر لأمي و لأخويا!
- إياد بطل بواخه، بس أقولك أنت اللي خسران دا صحباتي في الجامعة كلهم هيبقوا هناك!
= شوفت، بتلاقيلي مدخل أزاي!
قالها و هو يزم شفتيه بشكل مضحك، قهقها كلاهما لتسترسل سارة قائلة:
- يبقي تسافر معانا النهاردة بقاا، أنا جاية الساحل مخصوص عشان أجيبك!
هز رأسه و هو يقول:
- خلاص، أقنعتيني الصراحة!
بعد مرور يومين
خللت أصابعها في شعرها بحيرة و هي تطلع من النافذة، فما توصلت إليه بهذين اليومين لم تتوصل إليه الشرطة ذات نفسها، حتي الضابط المسئول للقضية تفاجئ من حديثها كيف لها أن تكتشف مثل هذه المعلومـ.ـا.ت في يوم واحد بمفردها و هي غريبة بتلك البلاد الكبيرة!
أسترجعت كلمـ.ـا.ت الضابط التي كان يحذرها من خلالها في الأستمرار بالبحث وراء القـ.ـا.تل أكثر من هذا فهذا سيكون خطراً علي حياتها!
زفرت بضيق فهي لم تكشف سر هذا القـ.ـا.تل المحترف لن تهدأ أبداً، هي رُسل محمود لم تعتاد أبداً أن تخفي حقيقة أو تستسلم!
أغمضت عيناها تستجمع فيهم أفكارها المشتته، دقائق و فتحت عينها و قد طل منهنا إصرار و عزيمة ينبئان بأنها لن تستسلم أبداً!
- أغـ.ـبـ.ـياااااااء، جميعكم أغـ.ـبـ.ـيااااء!
صرخ بها ذلك الرجل الذي يبدو من شكله أنه في أوائل عقده الخامس..!
أسترسل بغضب جام:
- كيف لعربية مثل تلك أن تمسك شيئاً عليكم، أخبروني!
أنكسوا جميعهم رؤوسهم ليزفر و من ثم يصـ.ـر.خ بهيستريا:
- أريد تلك الفتاة حالاً، هيااا تحركوا!
ولوا جميعهم هاربين ليجلس ريتشارد علي مقعده الوثير، أمسك بسيجارته الكوبيه بين أصبعيه ثم أشعلها و وضعها بين شفتيه، أخذ نفس عميق منها و نظر لتلك الصورة التي بيده!
نفخ الدخان بالصورة قائلاً بمكر و خبث:
- أمممممم، وقعتي بطريقي رُسل ؛ نعم أريد أن أقطعك إرباً لكن لا مانع من التمتع بهذا الجمال الشرقي الهادئ قليلاً!
صباحاً
ب الفندق عند رُسل.
أستيقظت بتأفف علي صوت طرق علي الباب، أزالت الغطاء عنها و هبطت من علي السرير متجهه للباب حتي تفتحه، وضعت يدها علي المقبض و قبل أن تديره ظهر لها شخص من العدm!
لم يتثني لها الصراخ حتي فقد ضغط ذلك الشخص علي مكان بعنقها جعلها تتهاوي بين ذراعيه القويتين فاقدة الوعي..!
بالمساء
في إحدي ال?لل الفخمة
كانت حفلة عيد ميلاد سارة مقامه بمنزلها و قد حضر كل أصدقائها لكن مع وجود أقنعة تصل للأنف أو أقل علي عيونهم لرغبتها هي بوضعهم أياها حتي يواكب حفل مولدها الموضة!
وقف إياد بجانب أصدقائه و هو يضع يده في بنطال حلته السوداء القاتمة، يتطلع للموجودات بخبث و مكر لا يظهران بسبب ذلك القناع الأسود الذي يرتديه!
تشـ.ـدق قائلاً بملل:
- مفيش أي واحدة ملفته للنظر للأسف يا سو!
لوت سارة شُدقها و هي تقول بتهكم:
- طب ركز مع صحبتك الأول ياخويا، دا حتي النهاردة عيد ميلادي!
أشاح بيده قائلاً:
- بقا أنا يا شيخة سايب الساحل و مزز الساحل عشان آجي هنا، أسكتي متحسرنيش علي نفسي!
جال بأنظاره مرة أخري فى المكان لكنها توقفت عند الباب عنـ.ـد.ما وجد تلك السندريلا تدلف، نعم سندريلا بفستانها الأزرق المائل للأبيضاض و الذي به أشياء تجعل قماشه يلمع كما تلمع النجوم في السماء، و ربطة شعرها البسيطة و كذلك قناعها الأزرق المائل للأبيضاض بماسات مرصعة به!
دق قلبه بعنف عنـ.ـد.ما وجدها تقترب منه و هي تبتسم، أبتسم هو الأخر ببلاهه لكن خبت إبتسامته عنـ.ـد.ما وجدها تعانق سارة و تقدm لها هدية قيمة!
ظلت تتحدث معها قليلاً إلي أن أبتعدت و وقفت مع فتاة أخري تبدو أنها صديقتها المقربة!
ظل يتابعها بعينيه طوال نصف ساعة دون أن يكل أو يمل، أمسكت سارة بمكبر الصوت لتقول بحماس:
- قبل ما نقطع الكيك كنت عايزة نلعب لعبة كدا، النور دلوقت هيطفي و كل واحد يلحقله بنوته عشان يرقص معاها حاجة عاملة زي ال Musical chairs بس دي للكبـ.ـار!
ثم ضحكت بعدها بصخب، أقترب إياد من تلك الفتاة أكثر و عنـ.ـد.ما أنطفئت الأنوار جذبها سريعاً من خصرها لتصتدm بصدره الصلب، شعور لذيذ داهمه عنـ.ـد.ما لمس تلك السندريلا و كأن كهرباء تسري بجسده كله!
حاولت الفكاك منه لكنه كان قد أحكم ذراعيه عليها، همست بعدm أرتياح:
- لو سمحت أبعد أنا مش عايزة أرقص!
مال علي أذنها قائلاً بهمس جذاب:
- مش هينفع يا سندريلا خلاص، أنا مسكتك و هترقصي معايا، دي أصول لعب يا حبيبتي!
رفعت عيناها العسلية له ليتوه هو بهما غير واعياً بجسده الذي يراقصها أو بأي شئ، تمتم بينه و بين نفسه:
- ما بها تلك السندريلا تجذب من يقترب منها كالمغناطيس، و للأسف قد دخلت لمجاله!
زمت شفتيها بعدm رضا ليهمس إياد بإبتسامة صغيرة:
- أنا إياد
= ماشي!
- لأ ما أنا عايزة أعرف أسمك!
= مظنش أنه هينفعك في حاجة!
- أمممم أنتي بتتبعي منهج سندريلا فعلاً بقااا..؟!
ناظرته بحدة ليضحك و هو يقول:.
- خلاص خلاص، خلي خلقك أسترتش معايا كدا يا ضنايا!
تشـ.ـدقت بحنق:
- هو أنا أعرفك يا أستاذ أنت؟!
= لا بس هت عـ.ـر.فيني بعدين، أنا إياد يا حبيبتي إياد!
أنتهت الأغنية لتسرع هي بالفكاك منه و الركض للخارج، وقف مكانه مصدوماً منه لكنه أدرك نفسه سريعاً و ركض خلفها، وقف أمام الباب يطالع تلك السيارة السوداء الصغيرة من ماركة الهيونداي تنطلق بسرعة خارج الساحة الكبيرة..!
حك شعره و هو يتمتم بمكر:.
- شكلنا هنتقابل كتير أوي يا سندريلا!
ثم دلف بخطوات بطيئة للحفلة مرة أخري و هو يطـ.ـلق صفير مستمتع..
فتحت رُسل عينيها ببطئ و هي تأن لتجد أمامها سقف خشبي!
أنتفضت بفزع عنـ.ـد.ما تدفق لدmاغها ما حدث فى غرفتها بالفندق، نظرت حولها بزعر لكنه سريعاً ما تحول لدهشة و ذهول عنـ.ـد.ما وجدت نفسها بمنزل صغير يشبه الكوخ!
نهضت ببطئ حذر و هي تحرك بؤبؤيها بالمكان علها تستشف أين هي بالضبط، زفرت بتمهل و من ثم تابعت السير إلي أن سمعت صوت جلبة بالخارج أثارت حفيظتها كصحفية!
تقدmت من الباب و من ثم فتحته لتكن الصدmة من نصيبها عنـ.ـد.ما وجدت ذلك الرجل ذا الجـ.ـسم الضخم المكدس بالعضلات أمامها ؛ عاري الجذع العلوي و يمسك ببلطة يضـ.ـر.بها بشجرة كبيرة!
رمشت عدة مرات بذهول ليستدير لها في تلك اللحظة مطالعاً إياها بأعين حادة، شهقت بصدmة و هي تراه، فتي أحلامها الممثل الشهير چان يامان!
ركضت نحوه و هي تصرخ بحماس بينما الأخر تابعها بملل، وقفت أمامه و قالت بحماس كبير:
- هو، هو و الله!
حكت شعرها قائلة بغباء:
- طب أقوله إية دلوقت، أكلمه إنجليزي و خلاص!
- أنتي غـ.ـبـ.ـية؟!
صاح بها ذلك الشاب لتتوسع عيناها بذهول و صدmة فهو يبدو أنه مصري الجنسية!
رفرفت برموشها عدة مرات و تشـ.ـدقت بغباء:
- هه!
شـ.ـد شعره للخلف و هو يتمتم بحنق:
- شكلها عندها بطئ فى الفهم!
أبتسمت ببلاهه و هي تقول:
- هو أنت مصري، إيچيبشن زينا كدا؟!
رفع حاجبه و هو يحدجها بإمتعاض و من ثم قام بإستئناف ما كان يفعله لكن مع شجرة أخري بالقرب من الجدول المائي!
ركضت خلفه تحاول مواكبة خطواته الواسعة هي تهتف بصخب:
- يا كابتن، بس بس، طب رد طاااه!
أستدار لها بحدة لتتوقف قائلة بإبتسامة بلهاء:
- دا برنامج رامز صح ؛ بيعمل فيا مقلب أنا عارفة!
رمقها ببرود قبل أن يضـ.ـر.ب البلطه فى الشجرة بقوة، وقفت بجانبه و قالت:
- رد عليا طيب عشان بتضايق!
أستدار بكامل جسده و قال بغموض و هو يتقدm منها:
- عايزة أرد عليك أقولك إيه؟!
هتف ببساطة و هي تتراجع:
- إسمك!
و قبل أن يتثني له الإجابه كانت تصرخ و هي تحاول التوازن حتي لا تقع فى الجدول الذي هي علي حدوده، سارع بإحكام ذراعه علي خصرها لتتمسك رُسل بمنكبيه العاريين سريعاً و هي تتنفس بإضطراب، بعدmا هدأت قليلاً نظرت له بغرابة قائلة:
- طب أية؟!
رفع حاجبه هاتفاً بعدm فهم:
- أية اللي أية؟!
- أصل بصراحة فى وضعنا دا المفروض ترزعني بوسة تجبلي إرتجاج فى المخ!
قالتها ببساطتها و تلقائيتها المعتادة ليفغر الأخر فمه بذهول و صدmة من تلك الخرقاء التي وقعت بطريقه..!
أسترسلت بحماس:
- أصل الصراحة بشوفها كتير فى الروايات و أنا بصراحة بمـ.ـو.ت فيهم ؛ تعرف فى رواية حلوة أوي البطل فيها..
قاطعها بنفاذ صبر:
- بس، أنتي أية بالعه كـ.ـلـ.ـب مفيش حتي ثانية تاخدي فيها نفسك؟!
رمشت عدة مرات و هي تزم شفتيها ليزفر هو بحنق، أعتلت شفتيها إبتسامة عابثة و هي تقول:
- بس مقولتليش أسمك أية برضو؟!
نظر لها بنصف عين لتقول سريعاً بجدية زائفة:
- أصل بصراحه أنا و أنت فى غابة و لوحدنا ف لازم أعرف أسمك، أحنا برضو فى غربة و ولاد بلد واحدة ؛ كمان...
صرخ بها بغضب:
- ليث، إسمي ليث أكتمي بقااا!
إبتسامة بلهاء أحتلت وجهها و هي تقول:.
- الله، تصدق برضو فيه بطل فى رواية كان أسمه ليث كنت بحبه أوي و الله لدرجه أني كنت بكراش عليه!
أغمض عيناه بقوة فهو لن يتحمل كثيراً ثرثرتها الغـ.ـبـ.ـية تلك!
ما لبس حتي فتح عينيه علي وسعهما عنـ.ـد.ما صاحت بخبث:
- شوفت لغاية دلوقت مش راضي تسيبني إزاي، أنت اللي نيتك وحشة أهه!
طالعها بغموض و تشـ.ـدق ب:
- هو من ناحية نيتي وحشة ف هي كدا بجد!
و من ثم ترك خصرها لتشهق بعنف قبل أن تقع فى جدول المياة!
أوقفت سيارة شقيقتها علي جانب الطريق و هي تتنفس بإضطراب، أزالت القناع من علي وجهها لتظهر ملامحها هي، مرام كاملة!
أرجعت رأسها للخلف تسندها علي المقعد، تنهدت ببطئ فذلك ال إياد جعل قلبها يطرق بعنف من طريقته تلك التي تعاكس طريقه الأخر، خطيبها السابق صهيب!
مسحت وجهها بكفيها بإنهاك و من ثم قامت بالأنطـ.ـلا.ق بالسيارة نحو منزلها..
أما علي الجهه الأخري فكان يجلس بمنزله و هو يفكر بتلك السندريلا مجهولة الهوية، هو لم يسبق له أن تشغل فتاة ما تفكيره بذلك الحد، نعم يعرف تلك و تلك لكن جميعهم كانوا للتسلية فقط!
أمسك بتلك الورقة التي أمامه و من ثم لمس عدة لمسات علي شاشة هاتفه!
ثواني و هتف بمرح:
- زوز، واحشني و الله يا جدع!
صمت قليلاً قبل أن يقهقه و هو يقول:
- يا عم و الله أنا مدهور، عايز أقولك أني باخد أجازات بالعافـ.ـية من الشغل!
= أنت هتستهبل أومال لو مكنتش الشركة شركة أبوك!
- ما هو عشان أخويا حبيبي هو اللي مسكها بعد وفاة أبويا باخد أجازات بالعافـ.ـية، أنا أهه كمان كام شهر و هتم ال 27 و لسة بيمشي كلمته عليا زي العيل الصغير مع أن الفرق 3 سنين بس!
= ههههههههه، ربنا يكون في عونا جميعا!
- المهم يا زوز، عايزك تجبلي معلومـ.ـا.ت عن واحدة كدا!
= لا يا عم يفتح الله، أنا عندي أخوات بنات!
- متخافش، هي شكلها مش منهم أصلاً بس واحدة أثارت فضولي و حبيت أعرفها!
= هحاول أصدقك، أسمها أية!
- معرفش
= طب عنوانها أية!
- معرفش
= طب جامعتها أو شغلها!
- معرفش!
= هو اللي عليك أسمه معرفش؟!
- بص يا باشا أنا مش معايا غير نمرة العربية اللي كانت ركباها!
- اللهم صلي علي النبي، كمان ممكن أصلاً متكونش بتاعتها!
= أعرفلي بس صاحبة العربية و عنوانها و أنا بعد كدا هتصرف!
- خلاص تمام..
= أشطا، سلام يا زوز.
أغلق معه الخط و هو يمط شفتيه للجانب، ف لو كانت الغـ.ـبـ.ـية المسماه سارة أخبرته بأسمها فكانت سهلت عليه مهمته كثيراً، لكنها لم تبوح له عن هويتها متعلله بأنها غير الكل و أنها ليست مِن مَن يعرفهم!
زفر بحرارة و هو يقول بأعين ضيقه:
- هتروحي مني فين يا سندريلا..؟!
↚- أووووف و الله حـ.ـر.ام عليك، ينفع ترمي بـ.ـنت ركيكة و كيوته زيّ كدا في النهر دا؟!
قالتها رُسل و هي تضع يده في خصرها و قد أبتلت كلياً، نظر لها ليث ببرود و من ثم قال:
- أولاً دا جدول مش نهر، ثانياً بقا و دا الأهم أنك مش رقيقة و لا كيوت!
أتسعت عيناها و هب تشهق ليسترسل و هو يشير لها بلامبالاه:
- أنا قولت أعرفك عشان متاخديش ملطش كبير في نفسك!
قبضت علي يديها و صرخت بحنق:.
- أنا مش واخدة ملطش في نفسي يا أستاذ، أنا مش عشان عاملتك كويس في الأول تعمل معايا كدا، لأ مش أنا يا بابا مش أنا يا حبيبي اللي تتقبل أهانه من حد حتي لو كان شبه چااااان يااامان!
= بجد، طب ضيفي بقاا للأهانه أنك وقحه!
جحظت عيناها بصدmة ليتابع ليث ببرودته المعتادة:
- اه وقحه، و وريني بقا هتعملي أية يا عكس رُسل!
أنتفخت أوداجها و هي تقول:
- ماشي..!
ثم صرخت بأعلي صوت لديها:.
- يا لهووووووووي ألحقوووووني خااااااطفني، هييييييلب يا ناااااس!
رفع حاجبه و هو يطالعها بذهول و دهشة، نهض من علي جذع الشجرة متجههاً إليها، تابعت هي صراخها قائلة:
- عااااااااااااا، ألحقووووني!
و فجأة وجدته ملتصق بها من الخلف يحيطها بذراع و باليد الأخري يكمم فمها، همس بجانب أذنها بصوت يشبه الفحيح:.
- لما تيجي تطلبي المساعدة يا آنسة في بلد أجنبي أصرخي بالأنجليزي، و لو عايزة تعيشي أصلاً متصرخيش ؛ ما أخبيش عليكي أنا واحد سـ ـفا.ح و بمـ.ـو.ت في القــ,تــل الصراحة!
صدرت شهقه مكتومه منها ليبتسم هو بمكر و ظفر و من ثم يبتعد عنها، أستدارت مطالعه إياه بصدmة قبل أن تهتف ببلاهه و أستنكار:
- يعني أنت مش ظابط مخابرات و جاي تنقذني زي ما بشوف في الروايات؟!
= لأ، و ياريت تطلعي من عالم الروايات اللي لا بيقدm و لا بيأخر دا!
- لا معلش أحنا متفقناش علي كدا!
= نعم؟!
- أية أنت هتصدm و لا أية، قولت مش لاعبه أنا كنت عامله حسابي علي ظابط مخابرات مش تقولي سـ ـفا.ح ؛ طب أفرض مثلاً يعني حبيتك و دا وارد الصراحة الناس تقول عليا أية اللي حبت السـ ـفا.ح راحت اللي حبت السـ ـفا.ح جت؟!
طالعها بشـ.ـدوهه لتكمل قائلة بحنق:
- خلاص مش أنت سـ ـفا.ح يا أخي قولي جايبني هنا لية و مقــ,تــلتنيش علي طول لية!
= لية عايزة تمـ.ـو.تي بسرعة؟!
- لو علي أيدك أنت أشطا مش عندي مانع!
قالتها ببلاهه ليطالعها الأخر بغموض، صاحت قائلة:
- متبصش أوي كدا يا عم، أنا مش عنصـ.ـر.ية و الله أصل مش عشان أنت قتال قــ,تــلة أتضطهدك، لالالالا دي مش أنا خالص ؛ شبهك من جان يامان بيشفعلك عندي برضو!
= مين الزفت دا اللي أنتي دوشاني بيه من الصبح!
قالها بضيق واضح لتشهق رُسل و تضـ.ـر.ب علي نحرها قائلة بأعين متسعة:
- زفت، چان يامان يتقالوا زفت؟!
زمت شفتيها بغـ.ـيظ و تنفست بقوة ثم توجهت نحو الكوخ مغلقه الباب خلفها بقوة، نظر لطيفها ببرود و من ثم قام بإرتداء كنزته ثم بدأ بتجميع حطب لإشعال النار، فقد قاربت الشمس علي المغيب، زفر بتروي و هو يقول:
- شكلها هتتعبني معاها..!
بعدmا أشعل النار وجدها تخرج من الكوخ و هي عابسة و قد بدلت ملابسها المبتلة بأخري و للعجب أنها خاصته!
مكونه من قميص أسود يصل لمنتصف فخذها واسع جداً عليها و تشمر أكمامه، و بنطال قطني تمسكه من عند الخصر بيديها!
فغر فاهه فتلك وقحه قولاً و فعلاً، هتف بذهول:
- أنتي إزاي تاخدي هدومي!
جلست علي قطعة خشب و هي تقول بإمتعاض:
- أنت علي فكرة كنت عايزيني أخد برد و أعيا، هتفرح أنت ساعتها!
= لية و أنتي تهميني في حاجة عشان أزعل و لا أفرح!
تشـ.ـدقت بهدوء:
- هو أنت، لما كنت في بطن مامتك كانت بتتوحم علي أية بالظبط؟!
طالعها ببرود لتصرخ قائلة بحنق:
- هو أنا مقولكش كلمة إلا لما تحدف خرسانه قدامهاااا؟!
زفرت بحنق ثم صاحت:
- قولي أنت مين بالظبط، و أنا بعمل هنا أية؟!
أردف بهدوء مائل للبرود:
- أنتي لعبتي مع ناس أنتي مش قدها، و هما بعتوني عشان أخلص عليكي؟!
= و مقــ,تــلتنيش علي طول لية؟!
قالتها بترقب و قد طرق قلبها بعنف، أجاب بلامبالاه:
- في الوقت المناسب هنفذ!
أسترسل بشراسه و هو يناظرها بنظرات سوداء:.
- بس لغاية ما يحصل مش عايز هبلك دا عشان أنا خلقي ضيق!
= أممممممممم، حيث كدا بقاا يبقي هاتلي أكل حالاً عشان أنا جعانه!
قالتها بإبتسامه سمجة و هي تضع ساق فوق الأخري، أكملت بنفس الإبتسامه:
- مش أنت عبد المأمور، يبقي أتني و أتفرد عليك بقااا!
طالعها بدهشة لكنه ما لبس حتي وضع قدmه علي جذع الشجرة الصغير التي تجلس عليه و دفعه لتقع هي سريعاً علي ظهرها، نهض هو الأخر واضعاً يده بجيب بنطاله و هو يطالعها ببرود، نظر لتلك التي تتأوهه و هي تمسك بظهرها و من ثم قال بإبتسامه صفراء:
- حاسبي علي كلامك بعد كدا يا عكس رُسل!
بولاية كالفورنيا
بإحدي المنازل
- عماااااااااار.
صرخت بها السيدة ذات الملامح الغربية بشعرها الأشقر و بشرتها البيضاء المتوردة و عينياها الخضراء الواسعة، آتي شاب في سن السادسة عشر يحمل كثيراً منها في الشبه و هو يناظرها بنظرات متسعة، فوالدته هادئة دوماً لا تنفجر هكذا إلا في المصائب الكبري!
حمحم و هو يقول:
- أيوة يا ماما؟!
طالعته ناريمان بنظرات حانقة فذلك الشاب صيصيبها بجلطة قريباً هو و أخيه الآخر، لوحت بتلك الورقة التي بيدها قائلة بحنق:.
- أية الدرجة الزفت دي، جايب في 14 من 20 في ال Arabic!
أتسعت عيناه بصدmه مصطنعه و قال و هو يشير لنفسه:
- أنا، أجيب الدرجة دي of course not!
= أمممممم، يعني المستر بتاعك ظلمك يعني!
- أيوة و أنا بحتج!
= ماشي هحاول أصدقك بس الأول قولي مفرد دلائل!
- دلدول!
قالها بثقة عجيبة لتقول ناريمان مجارية إياه:
- تمام، طب في سؤال النشيد من قائل النص!
= ااااا، الشاعر!
وجد فجأة نعل والدته المنزلي يلتصق بوجهه لتصرخ بعدها قائلة:
- دلدول، مفرد دلائل دلدول يا عماااااار!
ركض للحديقه الخلفية سريعاً و والدته خلفه و هي تصرخ عليه، وقف فجأة و قال و هو يشهر أصبعيه بطريقة مضحكة:
- أثبت مكانك لا تولع!
زمجرت ناريمان بغضب و هي تقول:
- يا حيوااااان!
= يا نارو أنتي مضايقه لية بس يا روحي، أنا قولتلك أني عايز أدخل مدارس هنا عادي لكن أنتي و بابا أصريتوا أني أدرس المنهج المصري و أمتحنه في السفارة هنا، أنا منفعتش فيه و لا يكلف الله نفساً إلا وسعها أعمل أية يعني!
= و متنفعش فيه لية يا فاااشل!
- شوفتي يا نارو أنتي اللي بتغلطي إزاي و بعدين تعالي هنا في واحدة من طبقة أرستقراطية زيك كدا تقول الألفاظ دي؟!
ثم أكمل بعدm رضا مزيف:
- ضيعتي أملي فيكي!
= مدام أنت مهبب الأمتحان كدا بتيجي بتضحك و مبسوط لية؟!
- أنا غلطان أني مش عايز أحسسكوا بأحزاني، و بعدين لو مش عاجبكوا مستوايا الدراسي أنا ممكن أسيب التعليم عادي جداً!
قالها بأستنكار واضح ليأتي صوت أحدهم في تلك اللحظة و هو يقول:
- يا بجاحتك يا اللي حاسدني و كمان جاي تقلدني!
ألتفتت ناريمان لتجد إياد إبنها الأوسط يقف أمامها بحلته الرسمية!
صاح عمار مجارياً إياه:
- عشان أنا بحمد ربي دايماً ربي مزودني!
حرك إياد يده بحركات معينة مسماه ب التشكيل ليقترب منه عمار و يبدءا بالرقص سوياً و هما يرددان الأغنية تحت أنظار ناريمان المصدومة!
صرخت بغضب:
- أنت يا إياد اللي مبوظه و الله!
ألتفت لها إياد قائلاً بإبتسامه بلهاء:
- نبع الحنان، يا هلا يا غلا!
= ماشي يجي بس أخوكوا الكبير هو اللي هيعدلكوا!
نظرا لبعضهما بخـ.ـو.ف و هما يزدردان ريقهما ببطئ، نظرت لهما ناريمان بإبتسامه ظافرة لتكمل بعدها بغره:.
- هه، شوفتوا قلبتوا إزاي، ما هو فعلاً اللي بيعدلك، أصل أنا و عزت دلعناكم أوي!
أقترب إياد منها قائلًا بمرح:
- طب دا إستقبال برضو دا أنا لسة جاي من المطار حالًا يا نارو!
لوحت بيدها مرددة بحنق:
- أبعد عني دلوقت يا إياد، مش فايقالك!
ثم تركته ل تدلف ل المنزل...
- ماذا يعني أنها أختفت؟!
صاح بها ريتشارد بغضب جلي، خلل أصابعه في شعره و هو يفكر، فتلك المسماه ب رُسل تمتلك معلومـ.ـا.ت يمكن تأخذ بهم إلي ما وراء الشمس!
زفر بضيق و من ثم صاح بجمود:
- أقلبوا الولاية رأساً علي عقب حتي تجدونها، هيااا!
ذهب الجميع ليتهاوي جسد ريتشارد علي المقعد و هو يتمتم بحيرة:
- أين هي يا تُري؟!
↚عند رُسل و ليث
كان الليل قد حل عليهما لتدلف رُسل لداخل الكوخ حتي تنام بينما هو ظل بالخارج..!
تقلبت علي سريرها بإنزعاج و تأفف، جلست علي السرير و هي تزفر بضيق، ف البرد القارص يلف المكان، مع أنها تتغطي بأغطية ثقيلة نوعاً ما إلا أنعا تشعر به، فما بالك ب الذي ينام في العراء؟!
أنزلت ساقيها بهدوء من علي السرير و من ثم أستقامت متجهه لباب الكوخ، فتحته بهدوء لتجد ليث يجلس أمام مجموعة حطب مُشتعل و هو يمسك بصورة، زمت شفتيها و من ثم توجهت للداخل لتحضر له غطاء، عادت به لينظر لها بهدوء و هو يضع الصورة جانباً، حمحمت و هي تقول:
- الجو برد فقولت أجيبلك دا تتغطي بيه..!
لا تعلم لما شعرت بأن إبتسامه تكاد أن تشق طريقها لصفحه وجهه الوسيم لكنه سريعاً ما وأدها و هو يومأ برأسه، بقت دقائق واقفة تطالعه بحيرة لكنها حسمت أمرها و جثت علي ركبتيها بجانبه، أبتلعت ريقها بتروي و من ثم أردفت بهدوء:
- أنا مش خايفة منك، و عارفه أنك مش قتال قــ,تــلة و لا حاجة!
أدار رأسه لها ببطئ لتبتسم بوهن و هي تكمل:.
- علي فكرة بيبان علي الشخص، سيبك من الشغل أنه يبقي سـ ـفا.ح و وسيم و أنا أقوم واقعة في حبه و الكلام الفاكس دا، أنا ممكن من كلامي معاك تقول أني هبلة لكن لأ، أنا عشان مطمنالك و بثق فيك مكنتش ظهرت علي طبيعتي معاك!
طالعها بجمود لتقول بقوة:
- متستغربش لأن دي الحقيقة ؛ أنا مش هقولك دلوقت أنت مين و عرفت منين أني في خطر، هسيبك أنت اللي تشرحلي كل حاجة في الوقت المناسب!
أستقامت بعدها ثم توجهت نحو الباب، أوقفها صوته الهادئ و هو يقول:
- تصبحي علي خير!
إبتسامه بلهاء رُسمت بإحترافيه علي ملامح وجهها الجميلة لترد قائلة بصوت حاولت قدر الإمكان بأن يكون هادئ:
- و أنتَ من أهله!
و دلفت بعدها للكوخ و هي تكاد أن تكير من فرط السعادة التي لا تعلم لما هي موجودة..!
- أمممممممم، صاحبة العربية إسمها رُسل يعني؟!
قالها إياد بخبث بائن و عو يرتشف بعضاً من قهوته سريعة التحضير، هتف سريعاً:
- جبتلها صورة طيب يا زوز؟!
صمت قليلاً لترتسم إبتسامه واسعة علي شفتيه، قال بحماس:
- تمام، هستني المسدچ بتاعتك!
أغلق معه سريعاً و ما هي إلا ثواني حتي جاءته صورة رُسل ليتمعن بها بإعجاب واضح، لكن أمله قد خاب عنـ.ـد.ما أدرك أنها ليست السندريلا خاصته من عدة أسباب أولها لون العينن و آخر لرسمه الوجه الذي حفظه عن ظهر قلب!
زم شفتيه بضيق و خذي و من ثم بعث برساله ما لصديقه زايد، فرك جبينه بإنهاك واضح، ف مجيئة كان علي قلة فائدة بسبب سفر شقيقه الأكبر لفرنسا لإتمام إحدي الصفقات..
تمتم بإصرار:.
- هجيبك برضو يا سندريلا و لو حتي من تحت طقاطيق الأرض، مش إياد اللي تضيع من تحت إيده واحدة!
و لم يعلم حينها أن فتاته المجهوله قد دلفت لقلبه و أغلقته خلفها حتي و إن لم تكن ملامحها كاملة!
بمنزل رُسل
كانت مرام تجلس في غرفتها بهدوء إلي أن أقتحمت حميدة المكان بوجه عابس، طالعتها مرام بترقب لتصيح حميدة قائلة فجأة:
- الحـ.ـيو.انة اللي قريب هتعنس و هتعرنا بسبب رفضها للعرسان!
أتسعت أعين مرام و قالت ببلاهه و هي تشير لنفسها:
- أنا يا ماما؟!
= أيوة أنتي!
- طب ما كان من باب أولي الكلام دا يتقال ل رُسل
= بتصل بيها الحـ.ـيو.انة مش بترد!
- امممممم يعني فش خلق و السلام، عموماً أتكلمي يا حبيبتي أنا مش هزعل و لا هسكتك!
= بت أنتي أنا مش طيقاكوا أنتوا التلاتة!
- طب أعمل أية يعني؟!
= تبطلي شغل الهبل دا أنتي و أختك و تتجوزا و تريحوني، أنا مش ضامنه هعيش بكرة و لا لأ!
- يا ماما لم أجد من أرتضيه ديناً و خلقاً!
= بت أنتي متستفزنيش، كفاية التانية!
- يعني عايزاني أعمل أية يعني!
= و لا حاجة جتك نيـ.ـلـ.ـة أقريلك حاجة تنفعك أحسن!
- تمام
مدت يدها في أحدي الأدراج ثم أخرجت منها المحلة الشهيرة ميكي و فتحتها لتبدأ القراءة بها..!
حدجتها حميدة بذهول و هي تقول:
- أية دا يا مرام!
=الله، مش أنتي قولتيلي أقريلك حاجة تنفعك؟!
- تقومي تقري ميكي؟!
قالتها بإستنكار واضح لتومأ مرام بترقب، و فجأة كان نعل والدتها يطير عالماً وجهته تحديداً لتتفداه هي بإحترافيه و من ثم تنهض لتركض بعدها نحو الخارج و ورائها والدتها!
صرخت حميدة بحنق:
- أنتي اللي جبتيه لنفسك يا مرام!
أحتمت مرام بالسفرة و هي تتشـ.ـدق بإبتسامة متـ.ـو.ترة:
- ماما حبيبتي هي الحالة جاتلك و لا أية، أهدي كدا!
= حالة، حالة يا بـ.ـنت الجزمة؟!
ثم رمت نعلها عليها لتتفاداه هو الأخر، خرجت مريم من غرفتها عنـ.ـد.ما سمعت الجلبة التي بالخارج، هتفت و هي قاطبة جبينها:
- في أية أنتي بتفترسيها و لا أية يا ماما؟!
= أسكتي يا خايبة يا مايلة أنتي!
صمتت لثواني قبل أن تقول بجدية:
- رامي قالي أنه شاف شقة في مكان كويس و تمليك كمان، من بكرة هتلمي شنطة هدومك و تروحي مع جوزك!
نظرت لها مريم بذهول لتكمل موجهه كلامها لمرام:.
- و أنتي، أنا أتساهلت معاكي كتير أنتي و أختك ؛ لكن دلوقت لأ، مع أول عريس هيتقدm سواء ليكي أو ليها هوافق!
شهقت بجزع لتتركها بعدها حميدة و تدلف لغرفتها!
أقتربت منها مريم و قالت:
- ما تاخديش في بالك، هما كلمتين بس عشان زعلانه علي حالك أنتي و رُسل!
أومأت لها مرام بشرود لتربت مريم علي ظهرها و هي تزم شفتيها بأسف، ف هي تعلم تمام العلم أن والدتها ستنفذ كل كلمة قالتها و مرام لن تستطيع أن تصدها لكن ماذا عن رُسل؟!
في الصباح الباكر
- أنا عارفة أنها هتعمل كدا يا حلا ؛ هي جابت أخرها مني خلاص!
قالتها مرام و هي تبكي، زمت حلا شفتيها بأسف و قالت مهونه عليها:
- أهدي بس كدا يا مرام، أكيد في حل للموضوع!
أرتعشت و هي تقول بحـ.ـز.ن:
- أنا مش هعرف أعمل حاجة مع ماما، أنا مش عايزة أرتبط بجد يا حلا مش عايزة حكايتي مع صهيب تتعاد تاني!
= طب و رُسل؟!
- رُسل بقالي يومين بتصل بيها مش بترد!
= أنتي تقدري علي فكرة تفرضي رأيك أو ممكن تستعيني مثلاً بمريم!
- دا حتي مريم ما سلمتش، النهاردة راحت بيت جوزها و شوفي بقا لما رُسل ترجع و تلاقيها رجعت ل رامي من غير ما هي تعرف ؛ دي هتقلبها دmدرة!
= بصي أنتي مش هت عـ.ـر.في تركزي كدا و تلاقي حل..!
- أنا أصلاً هسافر، هروح أقعد مع عمتي يومين في الساحل!
= كويس برضو، منه تفكري في حل و منه تغيري جو!
لتومأ لها مرام بشرود..!
عند ليث و رُسل.
- مين اللي شاغل قلبي، دايماً بدور عليه و مين راح أحويه بحبي و أتهني بين إيديه؟!
قولولي مين هو قولولي فين هو و قولولي فين ألاقيه..
قالولنا عن الحب غنوة أنغامها سحر الشباب فيها الهنا و الشكوي فيها النعيم و العـ.ـذ.اب..
خلوني أحب الحب و أحب فيه الألم ويا حبيب القلب اللي زمان هو حكم..
لكن دا فين هو قولولي مين هو قولولي فين فين فين ألاقيه..؟
الحب كاس مقسوم أتنين عشان حبيبين، و القلب لو محروم يشرب هناه مع مين و إن ألف مرة أه مين راح يقولها معاه..
و بأيه تفيد الحياة الحياة من غير حبيب قواه لكن دا مين هو قولولي مين هو قولولي فين فين فين ألاقيه..؟!
صدحت تلك الأغنية بصوت عـ.ـذ.ب مبهج في المكان و ما كان هو سوي صوت رُسل..!
كانت تجلس أمام الجدول و هي تدندن بتلك الكلمـ.ـا.ت بأريحيه، فهي لم تجد ليث في المكان!
قالت و هي تنهض:.
- هيييييييح، الواحد عايز يفطر بقاا!
أستدارت لتدلف للكوخ لكن صوت صمام الأمان لأحد الأسلحة و هو يُشـ.ـد جعلها تتصنم مكانها..!
↚أبتلعت ريقها بتوجس و من ثم أستدارت ببطئ لتواجه ذلك الضخم، صرخت فجأة بأعلي صوت لديها:
- ليث..!
أقترب منها ذلك الرجل قائلاً بخبث:
- هيا حلوتي، فلتأتي معي بهدوء سنستمتع قليلاً فقط!
هزت رأسها للجانبين و من ثم أقتربت منه بسرعة محاولة لكمه لكن جسدها الضئيل لم يسعادها أمام بنيته الضخمة، كبلها جيداً و رفعها من علي الأرض ل تتلوي بين ذراعيه بشراسة لكنها لم تفلح من الفكاك منه!
زمجرت بغضب و قد طفح بها الكيل لتضـ.ـر.به بقدmها في معدته بقوة، تأوهه ذلك الرجل و هو ينحني مفلتاً إياها لتنهض هي سريعاً محاولة الركض لكنه كان الأسرع حينما هوي بالمسدس علي مؤخرة رأسها!
ترنحت قليلاً و قد أصبحت نظراتها ناعسة، ظهر ليث من العدm ليلتقفها بين أحضانه و كان هذا أخر ما رآته قبل أن تسمع صوت تلك الرصاصة المدوية!
بمنزل رامي و مريم
جلست راوية بجانب بناتها الثلاثة علي الأريكة الكبيرة و هي تطلع للمكان بنظرات شاملة حادة، مصمصت سُمية فمها و هي تقول:
- شوفتي يا ماما، راح جاب للمحروسة شقة شرحة إزاي في برج و في كمباوند؟!
= أنتي هتسكوتي ليها يا ماما و لا أية، لأ أنتي لازم تفهميها كويس أنك تيجي هنا زي ما انتي عايزة و أن البيت بيتك قبل ما يكون بيتها!
قالتها سهير بخبث بائن بينما هتفت أخري بتأفف:.
- أنتوا مش هتبطلوا أسلوبكوا دا، مش كفاية مورينها الويل!
لكزتها أمها بقوة في كتفها وهي تقول:
- بس يا بت يا خايبة أنتي. أسكتي شوية!
جاءت مريم بإبتسامة صفراء و هي تحمل صينيه مشروبات، قدmت لكل واحدة كوبها و من ثم جلست ليأتي رامي في تلك اللحظة من الداخل، جلس بجانب زوجته و قال بإبتسامه واسعة:
- منوره يا ماما!
= طبعاً يا حبيبي هكون منورة أومال حد تاني؟!
و ألقت نظرة إزدراء علي مريم التي كانت تتحكم بأعصابها بصعوبة!
تحدثوا في شتي الأمور إلي أن قالت راوية بمكر:
- بس حلوة الشقة، أبقي أجي أقعد معاك أسبوعين و لا حاجة!
جحظت أعين مريم بصدmة لتقول سُمية بتهكم:
- أية يا مريم في حاجة يا حبيبتي؟!
جزت مريم علي أسنانها و هي تقول:
- لا مفيش!
بعد وقت ليس بقصير أنصرفوا عائدين إلي منازلهم، أغلق رامي الباب خلفهم بعدmا ودعهم ما أن أستدار حتي رأي مريم أمامه تكاد أن تطلق ناراً من فمها، صرخت مريم بحنق:
- شوفت، شوفت أمك و أخواتك عمالين يلقحوا عليا بالكلام و يرزلوا إزاي؟!
زفر رامي و هو يمسح علي وجهه و من ثم قال:
- أعمل أية يعني يا مريم دول أهلي!
= أهلك علي عيني و علي راسي يا رامي لما يحترموا أنهم في بيتي لكن غير كدا لأ!
- قصدك أية يا مريم؟!
= يعني لما الست والدتك تشرف هي و أخواتك، أسفة أنا مش هبقي موجودة في القعدة عشان أنا زهقت بجد، الباب اللي يجيك منه الريح سده و أستريح!
و من ثم تركته متجهه لغرفتها و هي تنعي حظها العثر..!
نعم رامي حنون جداً و هادئ و أيضاً كريم لكنه عند عائلته يصبح ك الطفل الصغير، هو لا يخاف منهم لكنه لا يريد أن تحـ.ـز.ن منه والدته أبداً، فمهما كانت إمرأة سيئة لكنها تبقي أمه التي أنجبته!
تمددت علي السرير بعدmا أبدلت ملابسها بأخري مريحة أكثر، أغمضت عينيها و تنهدت بعمق لتجد رامي يتمدد بجانبها..!
أعطته ظهرها لتشعر به يحتضن خصرها و هو يقول بهمس:
- مريم، حبيبتي متزعليش!
لم يجد رد ليبتسم بخبث و هو يقول:
- تؤتؤتؤ، مينفعش كدا علي فكرة ؛ أنتي مش ملاحظة أنك بقالك أسبوع عند أهلك؟!
ألتفت له بحدة و هي تقول بغـ.ـيظ:
- لو سمحت سيبني في المصـ يـ بـةالتانية!
أحتضنها أكثر و هو يقول:
- أية يا حياتي؟!
= رُسل!
أنتفض و هو يقول بفزع:
- أعوذ بالله يا شيخة، ما تفتكريلنا حاجة عدلة!
نظرت له بغـ.ـيظ قبل أن تضـ.ـر.به بالوسادة ليقهقه هو بمرح قبل أن يضمها له بعشق جارف، فهي حبيبته التي سعي خلفها لمدة أربعة أعوام طوال..!
فتحت عينيها ببطئ لتجد الرؤية مشوشة، رمشت عدة مرات حتي عادت الرؤية كما هي لتجد وجه ليث أمامها، آنت بضعف و هي تضع كف يدها علي مؤخرة رأسها، قال ليث بجمود:
- حمدلله علي سلامتك!
ثم نهض لتناظره هي بدهشة، تحسست ذلك الرباط الذي يحيط رأسها و قد بدأت تتذكر ما حدث رويداً رويداً..
نهضت ببطئ و هي تمسك برأسها بقوة، فذلك الصداع الفتاك يكاد أن يودي بها!
وصلت بأعجوبة للباب ل تفتحته ببطئ و هي تبحث بعينيها عن ليث لكنها لم تجده!
أغمضت عيناها بيأس و من ثم دلفت للكوخ مرة أخري، جلست علي السرير واضعه راحتيها عليه و هي تفكر بذلك الغامض الوسيم..!
مر أسبوع كانت به الأوضاع مستقرة لدي الجميع ما عدا حميدة التي يتأكل قلبها علي فلذة كبدها رُسل، فهي لم تحدثها إلا بعض الثواني و كان مضمونها أن لا تقلق لأن المكان التي تمكث لا يوجد به شبكة جيدة..
لكنها لم تقتنع ؛ فقلبها يشعر أن هناك شئ ما ببكريتها!
- و الله كان نفسي أنهار بس أي ضونط ها? تايم!
قالتها رُسل بإبتسامة سمجة و هي تحدق ب ليث، ضيقت عيناها و هي تكمل بغـ.ـيظ:
- مش كفاية أن أنا اللي عامله الأكل لأ و حضرتك تيجي تقولي مش حلو!
تشـ.ـدق بهدوء:
- مش هي دي الحقيقة!
فركت جبينها و هي تقول بحنق:
- و الله لو قــ,تــلته و قطعته حتت ما هيبقي حـ.ـر.ام!
= بتقولي حاجة؟!
- مبقولش!
نظر اها مطولاً قبل أن يقول:
- بس حلو السويت شيرت دا!
ضحكت ببلاهه قائلة:
- اه ما هو بتاعك!
نظر لها بملل لتنفخ هي بسأم، صاحت بحنق:
- طب أتكلم معايا طيب ؛ أنا أقسم بالله حاسة أني هفرقع من الفراغ دا!
= بصراحة كان في سؤال عايز أسألهولك من زمان!
فتحت عيناها و هي تقول بسعادة:
- بجد، لا دا أنا أقعد بقاا!
و جلست بجانبه ليراقبها بدهشة، قالت و هي تضع يدها أمام وجهها:
- أنا عارفة أنت هتسأل في أية بس عموماً أنا مش مرتبطة!
= بس مش دا السؤال لأني متأكد أن مفيش حد هيبصلك أصلاً!
جحظت عيناها بصدmة لكنها سرعان ما ضيقتها و هي تبرم شفتيها، صاحت بغـ.ـيظ:
- لا يا حبيبي لا يا بابا، دا أنا شباب المهندسين و المعادي بيجروا ورايا، دا أنا لو قولت يا أرتباط ألاقي طوابير طوابير واقفة ؛ هو حد يلاقي زيّ أصلاً ؛ حضرتك أنا فول أوبشن!
= أممممم هديتي و لا لسة؟!
- هيييييييح، أتكلم بس حاول تقلل من عدد الطوب!
= هو أنتي تافهه و هبلة كدا طبيعي؟!
- لا قيصري!
قالتها و هي تنفجر بالضحك، ضـ.ـر.بت ليث بمنكبه و هي تكاد تتنفس لترتسم إبتسامة جانبيه علي شفتيه، قالت و هي تلوح بيدها و مازلت نوبة الضحك منتباها:
- يا لهوي عليكي يا بت يا رُسل دmك عسل، شربااات!
لاحظت إبتسامته التي زادته وسامه لتبتسم هي الأخري بإتساع و هي لا تعلم أن ذلك البرعم الصغير الذي بقلبها بدأ أن يكبر و يتفتح!
كانت تقف بسيارة رسل منتظره عبور السيارات التي أمامها في اللجنة، عنـ.ـد.ما جاء دورها نظر لها الشرطي قليلاً قبل أن يقول:
- الرخص يا آنسة!
رمشت عدة مرات فهو قد جعل السيارات التي أمامها تمر دون أن يري أي رخص منهم!
أعطته رخصة القيادة خاصتها ليتفحصها و من ثم يتشـ.ـدق:
- رخصة العربية كمان لو سمحتي!
زفرت بملل و لتمد يدها في مكان رخصة السيارة حتي تأخذها لكنها لم تجدها، تـ.ـو.ترت قليلاً و ظلت تبحث عنها لكنها لم تجدها، نظرت للشرطي بتـ.ـو.تر و هي تقول:
- أحم، مش معايا!
هز رأسه و هو يقول:
- تمام، أركنيلي بقاا هناك عقبال ما الباشا يشوف هيعمل أية معاكي!
قالت بملامح مترجية:
- لو سمحت و الله دي أصلاً مش عربيتي دي عربية أختي و..
صاح بجمود:
- أركني يا آنسة هناك!
نفخت بضيق و من ثم سارت بالسيارة قليلاً حتي صفتها جانباً و من ثم ترجلت منها، أستندت عليها مكتفه ذراعيها أمام صدرها، أنتظرت قليلاً ليأتي أحدهم لكن لم يأت، أمسكت بهاتفها محاولة مهاتفه رسل من ذلك الرقم التي أتصلت منه عليهم حتي تعلم مكان الرخصة لكن لا رد!
تزمرت و هي تقول:
- حـ.ـر.ام و الله، أتصل بمين دلوقت يا ربي!
خطر ببالها رامي لكن المسافة بعيدة جداً عليه فهي علي حدود منطقة الساحل الشمالي..!
لمست عدة لمسات علي شاشة الهاتف لتأتي برقم عمتها حتي تتصل بها، وضعت الهاتف علي أذنيها تنتظر الرد و ما أن فُتح الخط حتي وجدت من يسحب الهاتف من علي أذنها و يغلق الخط!
نظرت لكف يدها الذي مازال علي وضعية إمساك الهاتف و من ثم نظرت لذلك الذي سحبه منها لتتسع عيناها حينها بدهشة و صدmة!
↚جاء ضابط لها و وقف أمامها يتطلع لها بتدقيق!
أبتلعت ريقها بتوجس ليقول هو بجمود مشيراً أمامه:
- أتفضلي يا آنسة علي البوكس!
فغرت فاهها و هي تقول:
- هه؟!
كرر جملته مرة أخري لتقترب منه قائلة بإستعطاف:
- يا كابتن أنا مش وش بوكسات أقسم بالله، أنا طالبة في هندسة و جاية أقعد عند عمتي يومين و العربية مش بتاعتي أصلاً، أتمسك أنا لية!
= أتفضلي يا آنسة مرام..!
قالها و هو يجز علي أسنانه لتضـ.ـر.ب هي قدmها بالأرض بتذمر، تبعته و هي تكاد تبكي مما يحدث لها...!
بمنزل عائلة إياد
- يعني أنت جاي بكرة أنت و أونكل عزت يا حبيبي؟!
هتفت بها ناريمان بسعادة جلية و هي تمسك بالهاتف، صمت دام لثواني قبل أن تقول بحماس:
- حاضر يا حبيبي، تيك كير يا عيون ماما!
وضعت السماعة علي الهاتف و من ثم أنطلقت نحو المطبخ حتي تُملي عليهم ما سيفعلونه لإستقبال إبنها الأكبر و زوجها..!
صوت ضحكات رقيقة تصدح من تلك الجالسة بجانبه دغدغت مشاعره لينظر لها بعشق جارف..!
قالت برقه متناهيه:
- حبيبي..!
ألقي نظره عليها و هو يقول:
- عيون حبيبك!
أردفت بعبوس بسيط:
- أنت لية لغاية دلوقت مش راضي تقولي أي تفاصيل عن الفرح بتاعنا!
ضمها إليه و هو يتشـ.ـدق قائلاً:
- عايزة يبقي مفاجأة للكل، و أنتي أولهم يا حوريتي!
= اممممممم طب ركز في السواقة ركز!
قهقه بمرح لكن وجهه جمد عنـ.ـد.ما وجد تلك الشاحنة تأتي أمامه مباشرة بسرعة، عنـ.ـد.ما لاحظت حورية الموقف صرخت بزعر، لف المقود سريعاً محاولاً تفادي الشاحنة و بالفعل تفادها، لكن سيارته أنحرفت زيادة عن اللزوم لتقع من فوق الجرف، تدحرجت عدة مرات ثم أستقرت علي جانبها بعدmا تدmرت كليا ًو كذلك من داخلها..!
أما عند مرام
توقف البوكس أخيراً عند مكان ما ليترجل الضابط منه، وقف أمامها و قال:
- إنزلي يا آنسة..!
هبطت من البوكس بتزمر، هتف بذهول و هي تنفض كفيها:
- هي الإقسام في الساحل حلوة كدا!
فقد توقفوا أمام ?يلا شـ.ـديدة الجمال علي الطراز اليوناني، جاءها صوت عابث و هو يقول:
- إقفلي بوقك يا سندريلا، و لا أقولك يا مرام؟!
أستدارت سريعاً لتجد ذلك الشخص الذي راقصها في الحفلة، أتسعت عيناها بذهول، هي تتذكر ملامحه جيداً ؛ فهو الوحيد في الحفلة الذي كان لا يرتدي قناع!
إبتسم بظفر ليقول الضابط بإبتسامه صغيرة:
- عايز حاجة يا إياد؟!
= لا تسلم يا زوز!
قالها و هو يصافحه بإمتنان، بعدmا رحل صديق إياد ألتفت إليها و هو يراقبها بأعين ضيقه و إبتسامه خبيثة، ربعت مرام ذراعيها أمام صدرها و قد برمت ثغرها و رفعت إحدي حاجبيها!
تشـ.ـدقت و هي تجز علي أسنانها:
- ممكن أعرف أية اللي عملته دا يا محترم؟!
وضع راحه يده علي مقدmه سيارته و بحركة سريعة كان يجلس فوقها، هتف ببساطة:
- عادي، أنتِ مكنتيش عايزاني أعرفك لكن أنا عرفتك و جيبتك!
= أستريحت أنت يعني دلوقت لما ركبتني بوكس عشان سعتك تشوفني!
صرخت مرام بإنفعال ليقول إياد بهدوء مائل للبروده:
- أية يا ميرو يا حبيبتي، أهدي شوية لحسن يجيلك الضغط أو السكر و أنتي في عز شبابك كدا!
زمجرت بحنق ليكمل كلامه قائلاً بإبتسامه واسعه:
- متتخيليش فضلت أدور عليكي إزاي، بس أهه جاب نتيجة و أنتي قدامي!
= أنت عايز أية؟!
- نتصاحب!
هزت رأسها و هي تعض علي شفتيها قائلة:
- نتصاحب، امممممم!
أكملت و هي تحدق به ببرود:
- تصدق أنك هايف، و أنا بصراحه معنديش وقت ليك!
ثم أستدارت لتغادر لتجده يهبط سريعاً من علي سيارته و يجذبها من ذراعها بقوة، أصتدmت بصدره الصلب لتنظر له بعدها بصدmة، قال بهمس و هو ينظر لعينيها مباشرة:
- لأ أنا مش هايف، بس بصراحة إنتي عجبتيني و أنا مفيش حاجة بتعجبني و مش باخدها!
أشتعل الغضب بعينيها ليكمل قائلاً:
- و بعدين أنتي هتستفادي من الموضوع!
كادت أن تصرخ به ليسارع هو بتكميم فمها و هو يقول:
- أسمعيني بس عشان دmاغك متحدفش شمال..!
تلوت بين يديه ليزفر بعمق، صاح بهدوء:
- أنا عارف أنك ملكيش في الكلام دا عشان كدا هاجي أخطبك من والدتك، و أظن كدا أنتي مستفاده و أنتي عارفة أنا أقصد أية كويس!
سكنت فجأة و هي تطلع أمامها بشرود ليطـ.ـلق سراحها و هو يراقب سكونها ذاك بتمعن، أما الأخري فشردت بحديث والدتها بأن أول عريس سيتقدmلها ستزوجه لها حالاً..!
و ما زاد من قلقها و خـ.ـو.فها هو ذلك الأبلهه جارها الملقب ب سامح الذي لمح لها هذا الصباح عن زيارتهم لهم بعدmا ترجع من عند عمتها!
تنفست بعمق لترد بقوة بعد ثواني قليلة:
- ماشي أنا موافقة، بس لما أقول فِركش يحصل!
تهللت أسارير إياد فور أن سمع حديثها ليقول بمرح:
- يا زين ما أختارتي و الله دا أنا حتي طيب و إبن حلال و بحط مزيل عرق ريكسونا و الله!
لا تنكر أن إبتسامه تسللت لشفتيها من أسلوب إياد المرح لكنها سريعاً ما أخفتها قائلة بوجه جـ.ـا.مد:
- ماشي، لو سمحت بقاا زي ما خلتني أسيب عربيتي تجبهالي!
أشاح بيده و هو يهتف:
- يا شيخة عربيتك أية بس ما تبطلوا بقا الأنعرة الكـ.ـد.ابة دي، مكنتش يعني عربية أختك و كمان دا أنتي مقفوشة من غير الرخص!
أتسعت عيناها بصدmة ليحمحم إياد متشـ.ـدقاً:
- طب أركبي أوصلك لبيت عمتك و بعدين أبقي أبعتهالك مع حد!
= لأ شكراً أنا هتصرف!
و من ثم خطت بغضب ليلحقها إياد و هو يقول بضحك:
- مالك قفوشه كدا لية يا ميرو، عادشي يا حبيبتي تيك إت إيزي!
جذبها من يدها و من ثم جعلها تستقل سيارته رغماً عنها، أستقل مقعد السائق لتصرخ به مرام بحنق:
- لاحظ أن دي تاني مرة تمسك إيدي، أنا مش هسمح بالتسيب دا أبداً!
= إية تسيب دي يا ميرو إستخدmي كلمـ.ـا.ت بيستخدmها جيلك مش تسيب ؛ دا جدتي ذات نفسها مش بتقولها!
- معلش أصل أنا تربيتي رجـ.ـالي شوية فتلاقيني في حركات الفرافير دي مش قد كدا!
قالتها ببرود و إبتسامه صفراء ليردف إياد من بين أسنانه:
- قصدك أن أنا فرفور؟!
= شئ من هذا القبيل!
- أممممممم بكرة تحفي ورا الفرفور دا يا مرام!
= هه، أنا أبصلك أنت، دا في أحلامك يا بابا، دا أنا أصلاً ما أبصلكش بطرطوفة مناخيري حتي!
إبتسم إياد إبتسامه جانبية و هو يقول بهمس:
- بكرة نشوف يا سندريلا!
عند ليث و رُسل
حل المساء عليهم و هما مازالا يجلسان نفس جلستهما، هتفت رُسل بمرح:
- إلا قولي يا أبو الأسود!
طالعها ليث بنظراته البـ.ـاردة و هو يقول:
- أبو أية ياختي؟!
أجابت بجدية تامه:
- أبو الأسود، أية مش عارف معني أسمك و لا أية؟!
أسترسلت بملل:
- أصل أقولك أبو الليوث هتبقي تقيلة كدا و رخمة زيك بس أبو الأسود حلوة كدا و خفيفة!
نظر لها بتحذير لتضع يدها علي فمها سريعاً، ثواني و قالت بترقب:.
- ممكن أسألك سؤال يعني لو مفيهوش إساءه أدب؟!
أومأ لها بهدوء لتتشـ.ـدق بتساؤل:
- هو أنت لقيط؟!
نظر لها بذهول لتهتف بتزمر:
- مش عارف يعني إيه لقيط، هي جاية من كلمة ملقوط يا سيدي ؛ أسهلهالك أكتر حاجة عاملة زي السقط اللقط كدا!
= بس يخربيتك أية بكابورت، بس عموماً لأ مش لقيط، عندي أهل!
- و لا صـ.ـا.يع؟!
= لأ!
قالها و هو يجز علي أسنانه لتتمتم هي بغـ.ـيظ:
- عامل زي اللي ماصص قفص لمون بحاله، دايماً كدا خلقه في مناخيره!
= بتقولي أية؟!
- بكح، كححححح، بلاش أكح عايزني يجيلي كرشه نفس و أمـ.ـو.ت؟!
صمتت قليلاً قبل أن تقول برجاء:
- أعترف بقاا أنك ظابط مخابرات، خليني أكمل أحلامي!
هتف بنفاذ صبر:
- و الله ما ظابط، أفهمي بقاا!
= يبقي صـ.ـا.يع، و بتشم كوله في حواري أمريكا ؛ و هاجرت هجرة غير شرعية كمان بالأمارة!
قبض علي كف يده و هو يقول بحنق:
- أسكتي يا رسل أحسنلك!
= و الله العظيم من الزهق اللي أنا فيه ؛ بالك أنت لو كنت خـ.ـطـ.ـفت حد معايا و الله ما كنت هعبرك و كنت هكلم اللي معايا!
فرك جبينه بإنهاك لتقول هي ببلاهه:
- في أية حاجة و.جـ.ـعاك؟!
صرخ بحنق:
- زنك و رغيك و.جـ.ـعولي دmاغي بس!
مطت شفتيها بغـ.ـيظ و صمتت لدقائق معدوده قبل أن تقول بجدية مفرطه:
- أنت متجوز يا ليث؟!
صمت لثواني مرت عليها ك السنين و من ثم قال بجمود:
- لأ
زفرت بإرتياح ليأتيها رده الصادm بالنسبة لها:
- خاطب!
↚بمكان ما
كان ريتشارد يجلس علس مقعده الوثير يفكر بهدوء إلي جاءه صوت ضـ.ـر.ب النار العنيف الذي بالخارج ذاك!
أنتفض سريعاً نحو مكتبه كي يأخذ منه سلاحه، فتح الدرج و أستدار ليخرج ليجد أمامه شخص يشهر سلاحه أمام وجهه مباشرة، أبتلع ريقه ببطئ و ما هي إلا ثواني حتي وقع مدرجاً بدmاءه أثر تلك الطلقة التي أخترقت رأسه!
في صباح اليوم التالي
تجلس و هي ضامه ساقيها لصدرها و تتطلع أمامها بشرود، فهي لا تعلم ماذا حدث لها بعدmا قال لها أن ملك لأخري!
فقط أحست بروح توأد و بقلب لأول مرة يدق لأحدهم يُمزق بقوة، تنهدت بضيق فمتي و أين و كيف أحبته هي لا تعلم لكنها تعلم أنها تُحبه فقط، همست بقوة:
- دا مش حب و لا عمره هيكون حب، أنتي لسة شيفاه من أسبوع و شوية هتلحقي تحبيه يعني؟!
أسندت ذقنها لركبتها و هي تقول بيأس:.
- كـ.ـد.ابة يا رسل، لو مكنش همك مكنش قلبك دق أوي كدا بفزع حقيقي، لو مكنتيش حبتيه مكنتش الدmـ.ـو.ع أتجمعت في عينك كدا!
دقائق و وجدت الباب يُطرق لتنهض من علي السرير بتكاسل متحهه نحو الباب و هي تُقدm ساق و تأخر الأخري، فتحت الباب بهدوء لتتسع عينيها بذهول و إعجاب واضح عنـ.ـد.ما وجدت ليث بهيئته الجديدة تلك!
فكان يرتدي چاكت بذله أزرق تحته قميص أبيض و بنطال من الچينز الغامق، نظرت له بتساؤل ليناولها حقيبة بهدوء و للعجب أنها حقيبتها، نظرت لها بصدmة قبل أن تأخذها منه بآلية، قالت بدهشة:
- أنت جبت شنطتي منين؟!
تشـ.ـدق بهدوء:
- ألبسي يا رسل!
طرق قلبها بعنف و هي تقول بترقب و توجس:
- لية؟!
= هترجعي لأهلك!
دقائق مرت و هي ساكنه مصدومه مما سمعته لكنها تحاملت علي نفسها و أومأت له بشرود!
أخذت منه الحقيبة و من ثم أغلقت الباب بهدوء، أستدارت و هي تنظر أمامها بصدmة و قد ترقرقت الدmـ.ـو.ع بعينيها الزيتونية الفاتحه، شهقه بكاء عالية صدرت منها لتسارع بتكميم فمها، تساقطت دmـ.ـو.عها رغماً عنها بغزارة و هي تفكر أتلك هي نقطة النهاية في قصتها أم ماذا؟!
أستيقظت مرام علي صوت دق علي باب الغرفة التي تمكث بها في منزل عمتها خيرية، فتحت عين واحدة و هتفت بصوت متحشرج أثر النوم:
- مين!
جاءها صوت سهر و هي تقول ببراءة:
- أنا سهر يا أبلة مرام!
أغمضت عينها مرة أخري و هي تقول بصوت نائم:
- عايزة أية يا سهر!
= طنط حميدة تحت يا أبلة!
فتحت عيناها فجأة بصدmة و ذهول و ما لبست حتي أنتفضت من علي السرير راكضة نحو الباب، فتحت الباب لتجد سهر تبتسم لها ببراءة، حكت شعرها و هي تقول:
- متأكدة يا سهر، ماما تحت يعني؟!
هزت سهر رأسها بتأكيد لتهرع مرام للأسفل حيث تجلس عمتها و والدتها!
وصلت حيث غرفة الجلوس لتجد بالفعل حميدة تجلس مع خيرية و هما يتضحكان، هتفت بذهول:
- ماما!
ألتفتت لها حميدة لتقول بسعادة:
- تعالي يا ميرو يا حبيبتي تعالي!
مطت شفتيها للجانب و أقتربت منهم، مالت علي عمتها مقبله وجنتها و هي تقول برقه:
- صباح الخير يا عمتو!
ربتت خيرية علي ظهرها و هي تقول بإبتسامتها التي تجعلها أصغر بعشر سنوات:
- صباح النور يا قلب عمتو، نمتي كويس يا قلبي؟!
أومأت مرام بإبتسامه صغيرة لتجلس بعدها بجانب والدتها، قبلت وجنتها بقوة قائلة:
- عاملة أية يا دودو؟!
= كويسة يا حبيبتي!
تحدثوا قليلاً إلي أن قالت مرام ببعض الحرج:.
- بس أية اللي جابك يعني يا ماما!
نظرت لها حميدة بنصف عين و تشـ.ـدقت قائلة:
- أممممم يعني مش عارفة يا مرام أنا جاية لية؟!
رفرفت برموشها و أردفت ببراءة:
- أبداً يا ماما، أنا أتفاجئت!
ضحكت خيرية و قالت:
- ت عـ.ـر.في واحد إسمه إياد الجندي يا ميرو!
قطبت جبينها للحظات محاولة تذكر إسم ذلك الأبلهه لتجد أن الذي تعرفه إسمه إياد فقط هذا ما تعرفه عنه فقط!
أومأت بإستحياء لترد حميدة بفخر:.
- هو اللي خلاني آجي ؛ أصله طلب إيدك مني!
همست بذهول:
- لا سريع الواد!
تشـ.ـدقت خيرية بزهو:
- بسم الله مشاء الله الولد أدب و جمال و مال و حاجه كدا أخر حاجة يعني ؛ ربنا يجعله من نصيبك!
ضيقت عيناها و تمتمت:
- ضحك عليهم السـ.ـا.فل الجزمة إبن رباط الجزمة!
صاحت حميدة:
- هو جاي النهاردة بليل عشان نتكلم شوية، و رامي هو مريم إنشاء الله جايين هما كمان!
أردفت بغـ.ـيظ:
- طب ما كان يجي أحسن في بيتنا!
هتفت خيرية بعتاب:.
- و دا مش بيتكم يعني يا مرام، ما أنتي عارفة أني مليش حد غيركوا من بعد ما محمود الله يرحمه مـ.ـا.ت هو و جوزي!
لانت ملامحها و هي تقول بلطف:
- و الله ما كنت أقصد يا عمتو بس كان إية لازمتها الشحططه دي يعني؟!
طالعتها حميدة بغـ.ـيظ لتزفر هي بحنق علي ما فعله ذلك المتسرع!
فتحت باب الكوخ و خرجت منه و هي تجر حقيبتها بكل هدوء، نظرت أمامها لتجد ليث يحدجها بنظرات غريبة، زفرت بتروي و من ثم قالت و هي تنظر للأرض:
- أنا خلصت علي فكرة!
حمحم قائلاً بهدوء:
- تمام!
تحرك لخلف الكوخ لتتبعه رُسل علي مضض، وجدت صوت فتح سيارة إلكترونياً!
رفعت رأسها سريعاً لتجد أمامها سيارة چيب ضخمة سوداء اللون موديل Grand، فغرت فاهها بذهول و هي تراقب ذلك التغير الغريب الذي طرأ علي ليث!
هزت رأسها للجانبين و من ثم أستقلت المقعد الذي بجانبه، أدار المحرك ثم سار بها ببطئ إلي أن خرجا من الغابة إلي الطريق العمومي، ربعت ذراعيها أمام صدرها و هي تقول:
- مشوفتش العربية دي قبل كدا!
= لأنك مكنتيش بتتحركي حوالين المكان!
قالها بهدوءه المعتاد لتزم رسل شفتيها و هي تتطلع من زجاج السيارة، مرت نصف ساعة مرت عليها بسرعة شـ.ـديدة ليتوقف حينها ليث أمام بوابة ضخمة، ضـ.ـر.ب البوق عدة مرات و ما هي إلا ثواني حتي فُتحت البوابة، تطلعت رسل بصدmة لذلك القصر الضخم الذي أمامها علي الطراز الإنجليزي و تلك الحدائق الغناء التي تُحيط به!
صاحت بذهول و هي تنظر ل ليث:
- أحنا مش المفروض نروح المطار؟!
رد ببطئ:
- لأ..!
= لأ إزاي ؛ مش أنت قولت أني هرجع لأهلي!
- أيوة!
= طيب ماشي، جبتني هنا لية بقاا؟!
ترجل من السيارة غير معيراً ل كلامتها إهتمام لتزمجر بغـ.ـيظ و هي تترجل هي الأخري من السيارة، وجدته يتجه نحو الباب الرئيسي للقصر فأسرعت في خطواتها و هي تقول بحنق:
- ليث رد عليا أنا مش فاهمة حاجة!
أشار لها بأصبعه بأن تنتظر لتصمت علي مضض و هي تراقبه بأعين مشتعله، رن الجرس و ما هي إلا دقائق قليلة حتي فتحته إحدي الخدm قائلة بحبور:.
- Welcome Mr layth!
= Thanks jeen..
دلف للقصر و تبعته رسل و هي لا تفقه شيئاً مما يحدث، وقف ليث بوسط البهو الكبير و هتف قائلاً:
- عمار، ماما!
صوت نعل يقرع السيراميك جعلها تلتفت لتجد إمرأة في أوائل عقدها الخامس تهبط من علي الدرج بلهفه و تبعها شاب يشبهها كثيراً و هو يبتسم بإتساع، تشـ.ـدقت ناريمان بشوق جارف:
- ليث، حبيبي أخيراً رجعت!
ثم أرتمت بين أحضانه ليعانقها ليث بإبتسامه حنونة، تطلع عمار لتلك المذهولة و هو يقول بإعجاب:
- Wow، beauty in my home?!
ألقت رسل نظرة عليه و من ثم قالت بإزدراء:
- بس يالاااا!
جحظت أعين عمار و صاح:
- أية دا أنتي مصرية؟!
= أنت شايف أية؟!
قالت رسل بإستخفاف، طالعتها ناريمان بذهول ثم حولت أنظارها المتسائلة نحو ليث، كاد أن يتحدث لكن صوت عزت الرخيم الذي كساه الشوق الجارف قاطعه و هو يقول:
- رُسل؟!
ألتفت رُسل لذلك الرجل بعدm إهتمام لكنها ما لبست حتي شهقت بجزع و هي تتراجع للخلف، جحظت عيناها بصدmة و هي تهز رأسها برفض ليحاوط ليث كتفيها قائلاً بقلق:
- رُسل!
تسارعت وتيرة أنفاسها بشكل مخيف و مازاده خـ.ـو.فاً دmـ.ـو.عها التي أغرقت وجهها الجميل بثواني، دفنت نفسها بين أحضانه و هي تتمتم بصدmة و بكاء:
- لأ!
ضمها ليث إليه أكثر و قال محاولاً تهدأتها:
- أهدي بس كدا!
ثواني و لاحظ تراخي جسدها بين ذراعيه ليبعدها عنه مناظراً إياها بحاجبين مقطوبين ليجدها قد فقدت الوعي تماماً...!
↚= طب مش هتتكلمي؟!
حدجته بغـ.ـيظ و هي تقول:
- أنت صدقت و لا أية؟!
ضيق عينيه و هو يقول بحنق:
- هادmة الذات و الملذات!
ثواني مرت من الصمت ليتزحزح إياد نحوها قليلاً حتي صار شبه ملتصق بها، ضـ.ـر.بته بمنكبه و هي تقول بغـ.ـيظ و حنق:
- ما تيجي تقعد علي حجري أحسن، أتزحزح شوية يا كابتن؟!
حدق بها بإستفزاز و هو يقول بأريحيه:
- هييييييييييح لأ أنا مستريح كدا!
برمت فمها و ظلت تلعن و تسب به بينما هو مستمتع كثيراً بهذا الوضع، لفت رأسها له سريعاً و هي تقول بحاجبين مقطوبين:
- إلا أنت بتشتغل إية؟!
فتح فمه ليكلم لتقاكعه و هي تقول بإبتسامة سمجة:
- خلاص خلاص مش هكسفك عشان أنا عارفة أنك صـ.ـا.يع و ضايع و عاطل عن العمل كمان!
= عضو مجلس إدارة شركة L&E!
شهقت بصدmة و هي تقول:
- نعم، أنت متأكد من اللي أنت بتقوله دا!
ضحك بسخرية قائلاً:.
- لا و خدي الكبيرة بقااا، الشركة دي أصلاً بتاعت أبويا و لما مـ.ـا.ت أنا و أخويا الكبير مسكناها و بقي لكل واحد منا 40 %!
رمشت عدة مرات بعدm تصديق و من ثم هتفت:
- شركة L&E للإلكترونيات، أنت بتديرها؟!
قالت جملتها الأخيرة بإستخفاف ليحدجها إياظ بغـ.ـيظ، صمتت لبرهه قبل أن تقول:
- بس دي الفرع الرئيسي بتاعها في ال USA!
= أه ما أنا أصلاً عايش هناك!
هتف ببلاهه لتزداد صدmة و إنشـ.ـداه مرام، فهي أكتشفت أن ذلك الأبلهه الذي أمامها هو رجل أعمال يمتلك شركة من أكبر شركات الإلكترونيات ب العالم..!
طرق عمار باب غرفة رسل عدة مرات و من ثم دلف ليجدها تجلس علي الفراش و هي ضامه ساقيها لصدرها و واضعة ذقنها علي ركبتيها متطلعه أمامها بشرود، زفر بتروي فهذا حالها منذ أن رأت والده و من ثم أغمي عليها، حتي أن ليث نفسه لم تدعه يدلف لها..!
أقترب منها قائلاً بمرح:
- أختي حبيبتي عاملة أية؟!
زمت شفتيها و هي تومأ بشرود ليصيح عمار بصخب:
- تصدقي يا سولي أني كان نفسي في أخوات بنات أوي!
ألقت نظرة عليه و قد لاحت شبح إبتسانة علي وجهها، فذلك الشاب شعرت بالألفه تجاهه سريعاً كما أنها شعرت أنه ب الفعل أخاها..!
همست بتفكير:
- هو أنت مش عندك أخوات غير ليث؟!
= لأ في إياد، دا بقي أصغر من ليث ب 3 سنين!
- بس في فرق كبير أوي ما بينك و ما بينهم!
= أصل ماما بعد ما أونكل طاهر مـ.ـا.ت فضلت سنين عقبال ما أتجوزت بابا!
- أهاااااا!
دق الباب بدقات قوية لتصرخ قائلة بإنفعال:
- مش عايزة حد يدخل!
= أنا ليث يا رُسل!
صاحت بحنق:
- حتي أنت مش عايزة أشوف حد فيكوا!
قال عمار بتـ.ـو.تر:
- بس يخربيتك هتروحي في داهيه، الكلام دا لو كان ل بابا مكنش هيعمل حاجة لكن لي...
و قبل أن يكمل جملته كان ليث يقتحم الغرفة و قد أصبحت معالم وجهه قاتمة!
أبتلع عمار ريقه بتوجس بينما الأخري أردفت بغضب:
- أنت إزاي تدخل كدا، هي وكاله من غير بواب؟!
طالعها قليلاً بهدوء ثم أشار لعمار بعينيه حتي يخرج من الغرفة لينفذ الأخير رغبته فوراً، ما أن أغلق عمار باب الغرفة حتي أقترب منها و هو يقول بغموض:
- كنتي بتقولي أية بقاا؟!
تلعثمت قائلة:
- هه، ااااا، كن، كنت بقول أنك مينفعش تدخل كدا!
طالعها بقوة و هو يقول:
- لما تتكلمي معايا بالأسلوب دا يبقي لازم ودانك تتقرص!
فغرت فاهها قائلة بذهول:
- وداني تتقرص؟!
أومأ لها بهدوء لتصيح بغضب:
- لا مش أنا اللي يتقرص ودني، أن.
و قبل أن يتثني لها التكملة كان يقبض علي رسغها و هو يقول بأعين متقده:
- أعتذري!
= لأ..!
قالتها رسل ببرود صقيعي، شهقت فجأة عنـ.ـد.ما حملها بين يديه متوجهاً للحديقة الخلفية التي تطل عليها غرفتها..!
صرخت بحنق:
- نزلني يا ليث بقاااا!
قال بغضب و هو يصك علي أسنانه:
- أسكتي أحسنلك!
برمت فمها بتزمر و من ثم نظرت بجانبها لتتسع عينيها سريعاً بزعر و هي تري حمام السباحه علي بعد خطوات قليلة منهم، شهقت بجزع و هتفت و هي تنظر إليه برجاء:
- لأ لأ، ماية لأ أنا مبعرفش أعوم يا ليث!
لم يرد عليها لتصرخ بأعلي صوت:
- يا باااااااااباااااااا يا عمااااااااار، ألحقوني!
أبتسم بتهكم متشـ.ـدقاً:
- بجد، بتستنجدي ب أبوكي دلوقت؟!
ثم تحولت إبتسامته المتهكمة لأخري ماكرة و هو يرميها بحوض السباحة..!
كانت ناريمان هي و عزت يجلسان بغرفتهما و قد سيطر الهدوء عليهما، قالت ناريمان بهدوء:
- و كدبتوا عليا لية أنتوا الأتنين يا عزت ؛ لية مقولتش أن بـ.ـنتك هنا و أن ليث معاها بيحميها!
زفر عزت بتروي ثم تشـ.ـدق:
- أنا كان في نيتي أقولك لكن ليث رفض أنك ت عـ.ـر.في أي حاجة عشان متقلقيش!
نظرت أمامها بشرود لثواني و من ثم هتفت:
- طب و رُسل هتعمل معاها أية؟!
= معرفش يا ناريمان ؛ رُسل مع أن دmاغها كبيرة بس عنيدة جداً جداً!
- و أنت مش هتعرف يعني تقنعها؟!
= يمكن أعرف و يمكن لأ ؛ بس المهم أنها تكون تحت عيني و أبقي مطمن عليها!
- طب و حميدة و مريم و مرام؟!
قالتها بتوجس ليرد عزت بثبات:
- لازم الأول أقنع رُسل عشان أعرف أواجههم ؛ و بعدين أنا أصلاً مش خايف من رد فعل مريم و مرام، هي حميدة و رُسل اللي رد فعلهم هيبقي عنيف شوية!
كادت ناريمان أن تتحدث لكن إقتحام عمار الغرفة و هو يلهث جعلهم ينتفضوا من مكانهم!
هتف عزت بزعر:.
- في أية يا عمار؟!
تشـ.ـدق عمار و هو مازال يلهث:
- رُسل زعقت في ليث و هو، و هو بيعيد تأهيلها تحت!
شهقت ناريمان بجزع بينما الأخر ركض ليري ما يحدث و ذهب خلفه عمار!
أما بالأسفل فكانت تعافر لكي لا تغرق في حمام السباحة و هي تصرخ بحنق:
- و الله لما أطلع لهوريك، مش رسل اللي تتشال هيلا بيلا و تترمي في البسين!
أجاب ليث ببرود:
- ما أنتي مش هتطلعي من هنا إلا لما تتعتذري ؛ و يا أنا يا أنتي النهاردة!
صرخت بغضب:.
- مش معتذره حتي لو همـ.ـو.ت برضو لأ!
رفع كتفيه قائلا بلامبالاه:
- as you like!
جاءوا في تلك اللحظة لتهتف ناريمان بجزع:
- طلعها يا ليث بسرعة، ممكن يجيلها إنفلونزا!
صاح عزت بخـ.ـو.ف:
- رُسل!
ثم توجه ناحيتها مداً إليها يده لتتشبث بها سريعاً
، شـ.ـدها للخارج و أحتضنها سريعاً غير عابئ بإبتلالها، تشبثت به و هي ترتعش، أرسلت نظرت حانقة لليث الذي يراقبها بجمود، وضع يده بجيبه و من ثم رحل بهدوء تتابعه عيني ناريمان المتسائلة!
حملها عزت و هو يتحسس وجهها بخـ.ـو.ف جلي، دلف لغرفتها سريعاً، وضعها علي إحدي المقاعد قائلاً بقلق:
- أنتي كويسة يا رُسل؟!
أومأت له بثبات ليقول بحنو و هو يربت علي خصلاتها المبتلة:
- طب غيري يا حبيبتي بسرعة عشان متاخديش برد!
ردت بتلقائية:
- حاضر يا بابا!
تهللت أسارير عزت في الحال لتصحح ببرود:
- أقصد يا عزت بيه!
تنهد بحـ.ـز.ن و من ثم خرج من الغرفة مُفسحاً لها المجال حتي تغير ملابسها!
أغمضت عينيها بألم و هي تزدرد ريقها ببطئ، نعم تشتاق لوالدها الحبيب، تود أن ترتمي بين أحضانه الدافئة و تبكي و تشكي له مما يضايقها لكن ما فعله يقف ك حاجز بينهما!
فركت جبينها بإنهاك ثم نهضت متوجهه لحقيبتها الصغيرة، أخرجت منها بنطال أسود قطني و كنزة بيضاء بأكمام تلتصق علي الجذع العلوي، جففت جسدها و رتبت شعرها، أرتدتهم ثم جلست علي الفراش، تطلعت للغرفة بملل فلا يوجد بحوزتها أي وسيلة للترفيه عن نفسها، حتي أنها لا تريد أن تخرج!
تمتمت بعزم:
- أنا مش لازم أقعد هنا كتير، لازم أخد باقي حاجتي و باسبوري من ليث عشان أسافر!
نهضت سريعاً متوجهه للباب، طلت برأسها تراقب المكان و ما لبست حتي ركضت سريعاً للطابق العلوي، وجدت إحدي الخادmـ.ـا.ت في الردهه ف سألتها عن غرفة ليث لتشير لها عن مكانها، دلفت لها بهدوء و هي تتلفت حولها لتجد الهدوء يخيم عليها، تطلعت حولها بإنبهار من طريقة ترتيب الغرفة و ألوانها و أثاثها، إلخ
تمالكت نفسها و من ثم بدأت تبحث عن أشيائها..
بينما هي كانت تبحث بمكتبه إذ بها تجد ألبوم صور و مذكرات أثاروا فضولها خصوصاً أنهم ملك ل ليث..!
جلست علي الأريكة و وضعت المذكرات جانباً، فتحت ألبوم الصور لتتسع عينيها بصدmة و هي تري صور كثيرة ل ليث و فتاة أخري غاية في الجمال..
دققت جيداً بوجه ليث لتجده حينها يشع مرح و سعادة حقيقيان، أبتسمت بألم فيبدو أن تلك الفتاة هي مخطوبته التي قال عنها، ظلت تقلب في أوراق الألبوم و هي تري تلك الصور ذات الأوضاع المختلفة، ف تارة حميمية و تارة مـ.ـجـ.ـنو.نة و تارة أخري هادئة..!
أغلقت الألبوم و هي تتنفس بقوة محاولة منع دmـ.ـو.عها من التحرر من مقلتيها، وضعت الألبوم بأيدي مرتعشة جانباً ثم أراحت كفيها علي الأريكة ناظرة أمامها بشرود، ثواني و قطبت جبينها عنـ.ـد.ما وجدت تلك الصورة التي يبدو أن وقعت من الألبوم، مالت قليلاً بجذعها ملتقطه إياها، قلبتها لتشهق ب لحظتها بعنف عنـ.ـد.ما وجدت ليث و نفس الفتاة داخل سيارة مدmرة و هما كذلك!
تسارعت وتيرة أنفاسها و هي تقلب بؤبؤيها بالمكان ليأتيها صوت هادئ:
- عملوا حادثة قبل فرحهم بأسبوع، مـ.ـا.تت فيها حورية و كمان معاها ليث، القديم!
أجفلت حينها و سارعت بالنظر لناريمان التي تقف مستنده علي إطار الباب و قد أُغشيت عينيها بغمامة من الدmـ.ـو.ع!
تقدmت منها ناريمان و جلست بجانبها، صمت قصير دام قبل أن تقول بشرود:.
- أتعرف عليها و هو في الجامعة و حبوا بعض هما الأتنين أوي، كانوا متوافقين جداً لدرجة أنهم عمرهم ما أتخانقوا علي أي حاجة، علاقتهم كانت دايماً مستقرة و هادية..!
مسحت دmعة فرت من عينيها سعواً و من ثم أكملت:.
- قبل فرحهم بأسبوع عملوا حادثة، العربية وقعت بيهم هما الأتنين من فوق الجبل حورية كانت إصابتها بالغة أوي ف مـ.ـا.تت علي طول أما ليث فضل 3 شهور في المستشفي يتعالج، بعد كدا رجع تاني بس مش ليث اللي أحنا نعرفه واحد تاني قاسي غير مبالي و بـ.ـارد، محدش كان يقدر يخرجه عن طور هدوءه دا أبداً، حتي أخواته!
وضعت يدها علي فمها و هي تنحني بجذعها قليلاً للأمام و قد تساقطت دmـ.ـو.عها بغزارة و هي تسمع ما عاناه، قالت بصوت متحشرج:
- أمتي حصل؟!
أجابت ناريمان و هي تمسح دmـ.ـو.عها:
- من خمس سنين!
أخذت نفس عميق و رددت قائلة:
- مفيش كتير يعرفوا الموضوع دا أو أصح أن مفيش حد يقدر يتكلم في الموضوع دا مع ليث، ساعتها بيقلب ليث بجد بس مجروح، عايز يهبش أي حد عشان يطفي جـ.ـر.حه!
صمتت قليلاً ثم أسترسلت بقوة:.
- أنا بقولك الكلام دا يا رُسل عشان ت عـ.ـر.في تاخدي مكان حورية عند ليث!
ألتفتت لها رسل بصدmة لتتشـ.ـدق ناريمان برجاء:
- أرجوكي يا رسل، أنا بكلمك ك أم خايفة علي إبنها، أنتي الوحيدة اللي تقدري تحركي قلب ليث ناحيتك، أنتي اللي تقدري ترجعيه لما كان عليه!
أردفت رسل بذهول:
- و أية اللي خلاكي متأكدة كدة، حضرتك لسة أول مرة تشوفيني النهاردة!
= عشان متأكدة أنك بتحبيه!
فغرت رسل فاهها بصدmة لتكمل ناريمان بثقة:.
- أيوة متأكدة دا غير أن في بوادر عند ليث!
= ليث و بوادر، لأ طبعاً دا بيعتبرني مصدر الإزعاج الأم اللي بيغذي حياته!
- صدقيني أنا متأكدة من اللي بقوله، فكرك أنه رماكي في البسين عشان قولتيله هي وكالة من غير بواب بس، لا طبعاً دا من لما دخلك عمار و هو مش طايق نفسه دا غير أنه لغاية دلوقت مش راضي يدي ل عزت الباسبور بتاعك و مخبيه عشان متمشيش، أرجوكي يا رسل فكري في الموضوع!
نظرت أمامها بتفكير لدقائق ثم قالت بثبات:
- أنا موافقة!
↚في صباح اليوم التالي
دلفت للمطبخ بصحبة عمار بوجه ناعس فذلك المزعج أيقظها بوقت باكر، وضعت راحتيها أسفل صدرها و هي تقول بنفاذ صبر:
- عايز أية حضرتك؟!
هتف عمار بمرح:
- مش أنتي يا سولي أختي الكبيرة الحلوة؟!
خللت أصابعها في خصلاتها قائلة بحنق:
- هو أنت يا عمار مصحيني من أحلاها نومة عشان تقولي البوقين دول؟!
= لأ كنت عايز بس أعرف الإيسكلوب مش راضي يستوي لية؟!
عضت علي شفتها السفلي بغـ.ـيظ محدجه إياه بحنق ثم حولت أنظارها نحو المقلاه، أمسكت بزجاجة الزيت و قالت بلامبالاه و هي تسكب منها بإندفاع:
- هي..
ليقطع كلمتها هبوب النيران من المقلاه لتصرخ بفزع و هي تتراجع للخلف، صاحت بفزع و هي تدفع عمار للخارج:
- يا لهوووووووي يا مصيبتي يا خرااابي، البيت هيولع، أجري يا عمار!
ركضت سريعاً هي و عمار للخارج ليصادفهم ليث و هو يهبط من علي الدرج، قطب جبينه متسائلاً بهدوء:.
- بتصرخوا لية؟!
قال عمار بفزع:
- رسل كانت هتولع فينا دلوقت!
زادت عقدة حاجبيه لتصيح رُسل بحنق:
- أنا أصلاً لغاية ما النار هبت فينا مكنتش شايفة اللي قدامي اية؟!
تابعت بغـ.ـيظ:
- و بعدين في حد يصحي حد عشان الإيسكلوب مش راضي يستوي، و تفطر لية أصلاً ع الصبح إيسكلوب، الناس الطبيعية بتفطر حاجة خفيفة!
هتف عمار بحنق:
- مش ذنبي أنك لامؤاخذة عامشة!
توسعت عيناها و هي تقول بصدmة مشيرة لنفسها:
- عامشة، بتقولي عامشة؟!
ثم قفزت عليه تضـ.ـر.به و تشـ.ـده من شعره بغـ.ـيظ، نظر لهما ليث بملل ثم مال ليرفع رسل عن عمار!
ضـ.ـر.بت يديها و ساقيها في الهواء و هي تقول:
- سيبني علي الواد أبو شعر أصفريكا اللون دا ؛ هئ بقااا أناااا رسل الغمري يطلعلي أخ شعره أصفريكا!
صاح عمار بحنق:
- بس أمور ياختي!
هدأت قليلاً و هي تقول ببلاهه:
- لأ الصراحة عسل يا عمار ؛ أخوك التاني شبهك بقاا؟!
أقترب منها مردداً بإبتسامة بلهاء:
- أه إياد شبههي!
قالت ل ليث المذهول:.
- خلاص متشكرين يا كابتن، نزلني!
تركها بآلية لتقترب نحو عمار، عانقته قائلة بحنو:
- متزعلش مني!
بادلها عمار العناق و قال:
- لا يا سولي مش هزعل منك أبداً!
رغم ذهوله منهما و من تغيرهما ذاك إلا أن هناك جزء غاضب أنها تقوم بمعانقته هكذا!
نعم أخيها، نعم يصغرها بعشر أعوام لكن لا يجب أن تعانقه من وجهه نظره!
آتت ناريمان في تلك اللحظة و هي متأنقة لتقول ل عمار و رسل بإبتسامة واسعة:
- صباح الخير!
ردوا لها تحية الصباح لتقول ناريمان و هي علي عجلة:
- عمار، في ناس هتيجي كمان شوية عشان تظبط الجاردن!
قطب جبينه بدهشة قائلاً:
- لية؟!
أجاب ليث بجمود:
- في حفلة النهاردة بمناسبة الصفقة الأخيرة اللي تمت!
قالت ناريمان و هي تتوجه لباب القصر:
- رسل يا حبيبتي هبقي أبعتلك حد يجيبلك فستان عشان النهاردة!
ثم خرجت سريعاً، نظر ليث ل عمار مشيراً إليه بالذهاب لنفذ الأخير رغبته علي مضض، أخرج من جيبه هاتف رُسل قائلاً بهدوء:
- تليفونك!
أخذته منه ب لهفه ليكمل:
- جبتلك خط أمريكي عشان ت عـ.ـر.في تكلمي والدتك و أخواتك!
نظرت له بإمتنان متشـ.ـدقه:
- شكراً يا ليث!
أبعد عينيه عنها و هو يحمحم بخشونة، قال:
- العفو!
خطي تجاه الباب ليجدها تقول بإرتباك:
- يا ريت ما تبعتش حد، أنا أصلاً مش هحضر!
صمت لثواني قبل أن يجيب ببرود:.
- و مين قالك أنه مسموح ليكي أنك تحضري!
أتسعت عيناها بذهول، رفعت حاجبها المنمق قائلة بحنق:
- لا و الله!
كتفت ذراعيها أمام صدرها و تشـ.ـدقت بغـ.ـيظ:
- و مين اللي أصدر الفرمان دا؟!
= أنا!
صاحت بحنق:
-أنت مين أصلاً عشان تقولي كدا؟!
رد ببرود صقيعي:
- ليث الجندي!
ثم خرج هكذا ببساطه، طالعت طيفه بصدmة و ما لبست حتي صرخت بحنق و غضب:
- بـ.ـارد و مغرور و رخم و دبش كمان!
زمت شفتيها بتفكير هامسة:.
- لأ دا كدا بقا أحضر الحفلة دي بقلب جـ.ـا.مد، هئ، لحسن يفتكر أني بنفذ أوامره و لا حاجة!
ضيقت عيناها بخبث جلي و قد أرتسمت إبتسامة ماكرة علي ثغرها، ذهبت لغرفتها ثم فتحت الحقيبة لتأخذ منها بنطال چينز فاتح ضيق من أول الخصر حتي الركبتين ثم يتسع قليلاً يسمي ب ال - شارلستون -، و كنزة صفراء بثلث كم، أرتدتهم ثم أنتعلت حذاء رياضي أبيض، أخذت متعلقاتها ثم خرجت لتجد عمار أمامها، قال بدهشة:
- انتي خارجة؟!
قالت بعجلة:.
- أه
ركض خلفها قائلاً:
- أستني بس!
توقفت عن السير ليقول برجاء:
- خوديني معاكي يا رُسل!
زمت شفتيها بتفكير ثم قالت:
- ماشي!
تهللت أساريره فوراً، قال بخبث:
- بت عـ.ـر.في تسوقي؟!
أومأت بجبين مقطوب ل يتشـ.ـدق عمار بمرح:
- حيث كدا بقاا ناخد عربية إياد!
ضيقت عينيها و ضحكت بمكر مردفه:
- تعجبني دmاغك أعمار!
خرجا من القصر إلي المرأب ليستقلوا سيارة إياد الرياضية، أنطلقت بعدها رُسل بالسيارة نحو إحدي الأتليهات المشهورة حسب وصف عمار!
ب الساحل الشمالي
كانت تجلس أمام البحر بهدوء إلي أن جاءها صوته المشاكس:
- بتفكري فيا أكيد!
نظرت له بملل، قالت:
- هو أنت مراقبني يا أخ؟!
جلس بجانبها قائلاً:
- يا بـ.ـنتي انتي لية مش عايزة تصدقي أننا دلوقت في حكم المخطوبين، مامتك قالت لما أختك الكبيرة ترجع هنعمل الخطوبة!
أخذت نفس عميق ثم أردفت:
- إياد، أنا حاسة أني أتسرعت، حاسة أني بخون ثقة ماما!
صمت قليلاً قبل أن يرد بجدية غريبة:
- بس أنا مش هسيبك يا مرام!
طالعته بصدmة ليكمل:
- بما أنك أتكلمتي ف أنا لازم أقولك الحقيقة، أنا لما دورت عليكي كنت عايزك بس مش ك شكل و خلاص و نتصاحب يومين و اشطا، أنا كنت عايزك أنتي يا مرام، مخبيش عليكي أنتي جذبتيني ليكي من أول ما دخلتي الحفلة، حسيت بقلبي بيدق جـ.ـا.مد معرفش لية، بس بعد كدا عرفت!
أزدردت ريقها ببطئ قائلة:
- عرفت أية؟!
= عرفت أنه كان حب من أول نظرة!
لم تكن مستوعبه حقاً ما يقوله، حب مرة أخري ؛ ألا يكفي تجربتها مع صهيب، التي خرجت منها مدmاه القلب؟!
أنتصبت هاتفه و هي علي وشك البكاء:
- لأ حب تاني لأ أنا مش هقدر!
نهض إياد ببطئ قائلاً بحاجبين مقطوبين:
- لية، في أية يا مرام أنا معرفهوش؟!
أغمضت عيناها بألم ثم تشـ.ـدقت:
- في حاجات كتير يا إياد أنت متعرفهاش، بس أنا بقولك من دلوقت بلاش تعلق نفسك مع واحدة زيّ، واحدة مش هتعرف تديك مقابل لمشاعرك!
= لسة بتحبيه؟!
قالها بجمود غريب لتصرخ مرام به بإنهيار:
- أنا مش بكرهه حد في حياتي قد ما بكرهه، هو السبب في كل حاجة وحشة أنا فيها، أنا بكرهه أوي بكرهه!
أنهارت علي الرمال تبكي بحسرة و هي تغطي وجهها بيديها و قد وصلت شهقاتها الباكية ل عنان السماء!
جثي بجانبها ثم قام بجذبها لأحضانه بحنان، ربت علي ظهرها بحنو و هو يهمس لها بأن تهدأ، أما هي فتشبثت بقميصه بقوة دافنه وجهها بصدره الصلب..!
وصلا لذلك الأتيليه و أخذا يتفتلا به، بعد مرور بعض الوقت أستقرت رُسل أخيراً علي فستان أسود يضيق علي الجزء العلوي ثم ينزل بإتساع و علي البطن يوجد قطعه حديدية باللون الذهبي، بدون أكمام لكن يوجد قطعة من القماش علي الكتف الأيسر تتصل ب الفستان...
أشترت أيضاً حذاء أسود عالٍ مكشوف و به نفس القطعة الذهبية التي ب الفستان، بعدmا خرجوا من الأتيليه قال عمار بمرح:
- بس يخربيتك مزة مزة فيه يعني!
أجابت بغرور مزيف:
- هه، طبعاً يا حبيبي أنا حلوة و زي الفل أنا مزة في نظر الكل!
= يا حكمك يا سولي!
- بقولك أحنا نروح نودي الحاجة العربية و بعد كدا نيجي نصيع شوية في المول، أشطا؟!
= بيعجبني فيكي شخصيتك التافهه زي العبد لله!
ضحكت قائلة:
- ماشي يا أخويا مد بس عشان نلحق!
بعدmا وضعوا الحاجيات في سيارة إياد عادوا مرة أخري للمول يتمشون فيه، أشتروا بعض الحلوي ثم جلسوا علي إحدي المقاعد حتي يأكلوها، هتف عمار بحماس:
- ما توريني صور مريم و مرام!
أبتسمت سريعاً ثم أمسكت هاتفها، عبثت به قليلاً ثم أعطته إياه مشيرة لإحدي الصور:
- دي مريم، دي بقا اللي بعدي!
أردف عمار بإبتسامة بلهاء:
- أمورة أوي!
قلبت له الصورة لتظهر له صورة مرام ليقول ببلاهه:
- الله هو المزز دول أخواتي!
قهقهت متشـ.ـدقه:.
- أه ياخويا!
قلبت تلك الصورة لتظهر صورة تجمع بينها و بين مريم و مرام و حميدة، قال بدهشة:
- أنتي مش شبهه مامتك أو شبه بابا أو حتي مريم و مرام!
= لأ ما أنا جاية شيطاني كدا!
ضحك عمار بصخب و من ثم أعطاها الهاتف، أعطاها هاتفه قائلاً:
- دا بقي إياد!
تطلعت لصورة إياد ثم قالت:
- امممم، مع أنه هو و ليث شقايق بس شبهك أنت مش شبهه خالص!
رن هاتفها فنظرت لشاشته لتجد رقم أمريكي غير مسجل، قالت بتقطيبة جبين:.
- تعرف الرقم دا يا عمار!
ألقي نظره علي الهاتف لينتفض بعدها قائلاً بفزع:
- دا ليث!
أتسعت عيناها بصدmة ليقول عمار بهلع:
- قومي يا رُسل بسرعة، دا لو عرف أننا خرجنا من غير أذنه مش بعيد يعلقنا هنا!
تشـ.ـدقت بإرتباك:
- طيب ماشي!
فتحت الخط، قالت بهدوء:
- yes!
جاءها صوت ليث الهادئ و هو يقول:
- أنا ليث يا رُسل، أنتي فين أنتي و عمار؟!
= أحم، هنكون فين يعني أحنا في البيت!
همس لها عمار ببلاهه:
- قوليله بيذاكر!
هتف ليث بهدوء:.
- مت عـ.ـر.فيش عمار بيعمل أية يعني؟!
= عمار، عمار بيذاكر، مقولكش مقطع الكتب من كتر المذاكرة، عماله أقوله طب إهدي يابني شوية ريح نفسك طب عينك طيب لكن هو أبداً يقولي لازم أقفل المنهج النهاردة!
ظل ثواني صامت لتقول بدهشة:
- ألو، ألو!
ظهر لها من العدm قائلاً بنبرة مخيفة:
- كنتي بتقولي أية بقاا؟!
شهقت بجزع متراجعه للخلف بينما عمار إبتسم إبتسامه بلهاء قبل أن يميل علي رُسل فاقداً الوعي..!
↚كانت تقف أمام المرآه و هي تنظر لبطنها المنتفخ آثر تلك الوسادة التي تضعها عليها، ضحكت برقة و هي تستعرض نفسها قائلة:
- هيبقي شكلي حلو!
دلف في تلك اللحظة رامي و هو يقوم بخلع الكرافت خاصته، نظر لها بإندهاش و تشـ.ـدق:
- أية اللي أنتي عملاه دا يا حبيبتي، أنتي لحقتي تحملي من الصبح ل دلوقت!
ضحكت بصخب ليتأملها بإبتسامة عاشقة، أخرجت الوسادة من ملابسها ثم أقتربت منه، تعلقت ب عنقه هاتفه بدلال:.
- أمممم، حبيبي أنا عايزة فراولة!
رفع حاجبه و هو يبتسم، حاوط خصرها ثم قال بمرح:
- بس أنتي مش بتحبيها!
مالت علي أذنه قائلة بهمس خطير:
- بس أبنك بيحبها!
تجمد للحظات غير مستوعب لما تقوله مريم، هتف ببلاهه:
- هي المخدة بقت إبني يا مريم؟!
قالت ببراءة مشيرة لبطنها المسطح:
- لأ يا حبيبي، هو جوا!
أتسعت إبتسامته ببطئ و هو يراها تومأ له بحماس، أمسك كتفيها قائلاً بفرحة عارمة:.
- بجد يا مريم، هتجيبي بيبي صغنون و يقعد يتنطط و يقولي يا بابا؟!
هزت رأسها بسعادة ليحملها فجأة علي كتفه ك شوال البطاطا لتصرخ هي بمرح، قال بسعادة و هو يلف بها أرجاء الشقة:
- أنا مش مصدق، مش مصدق!
= يا عم نزلني الأول بعد كدا صدق براحتك، أنا بطني قلبت!
صاح بقلق و هو ينزلها:
- بجد، طب دايخة يعني حاسة ب أية، أروح أجيبلك دكتور طيب؟!
قالت بضحك:
- لأ يا حبيبي بس أنا عايزة فراولة دلوقت!
ركض للخارج لتنفجر هي ضاحكة، عاد مرة أخري قائلاً ببلاهه:
- أنتي عرفتي منين صحيح؟!
هتفت بنفاذ صبر:
- ماما كانت هنا الصبح و ساعتها دوخت و روحت رجعت ف هي شكت و أخدتني علي الدكتور و هو أكدلنا الموضوع!
أشتعلت عيناه بغيرة عمياء و هو يقول:
- و دكتور اللي كشف عليكي يا مريم؟!
= اااااا، اللي كان قدامنا بقاا يا حبيبي!
- ماشي المرة دي هعديها بس بعد كدا هنروح نتابع مع دكتورة!
أومأت له بإبتسامتها الجذابة ليذهب سريعاً جالباً لها ما طلبت!
ملست مريم علي بطنها بإبتسامة سعيدة و هي تقول:
- هيبقي عندك بابا بيحبك أوي، و ماما بتمـ.ـو.ت فيك!
مع أنه لم يتحرك قيد أنمله حتي الأن إلا أنها و عمار يرتجفان رعـ.ـباً، حك ذقنه قائلاً بهدوء مخيف:
- خرجتوا من البيت من غير أذن!
أبتلعا ريقهما بتوجس ليكمل بصراخ:
- مقولتوش حتي لأبوكوا أو لأمي، لو كان جرالكوا حاجة دلوقت كان أية اللي هيحصل و الهانم مش معاها الباسبور بتاعها و لا حتي الأستاذ!
هتفت بشجاعة ذائفة:
- و أنت مالك بيا، أنا أخرج أروح آجي أنت مش ليك حكم عليا!
قال بتهكم:.
- بجد طب أركني أنتي علي جنب دلوقت لغاية ما أجيلك!
دور أنظاره نحو عمار الهلع ليقول بصرامه:
- مصروف ممنوع، موبايل و كمبيوتر و آي باد ممنوع، خروج ممنوع، أوضتك متطلعش منها و دا لمدة أسبوع يا أستاذ!
تقلصت ملامح عمار بحنق ليصيح ليث بقوة:
- مفهوم؟!
أومأ سريعاً بطاعة، أشار له ليث بالرحيل ليهرع هو للخارج، نظرت رُسل ل طيفه متمتة بذهول:
- سابني، سابني الجزمة إبن رباط الجزمة!
تقدm ممها ليث ببطئ لتحدجه بفزع قائلة بشكل مضحك:
- هااااه، أقسم بالله لو عملتلي حاجة يا ليث لا هصوت و هلم عليك أمه لا إله إلا الله!
= بصراحة أترعـ.ـبت!
قوس فمه للأسفل و رفع حاجبيه و هو يقولها، ألصقها فجأة بالحائط و همس بشراسة:
- غلطاتك بتكتر يا رُسل و أنا مش هسكت كتير عليها!
= غلطاتي تكتر تقل دا شئ لا يعنيك، أنت و لا أخويا و لا أبويا و لا جوزي و لا حتي خطيبي عشان تتكلم!
قالتها بشراسة تضاهيه ليبتسم بخفة و هو يقول:
- القطة طلعلها مخالب و بقت بتخربش!
نظرت له بتحدي ثم تشـ.ـدقت قائلة:
- أنا طول عمري عندي مخالب اللي بيقرب مني مش بهوشه بس لا أنا بعور علي طول!
= طب أبقي أتكلمي علي قدك بعد كدا عشان أنتي الصراحة مش قدي!
ربت علي خدها بإستهجان ثم أبتعد ليصدmه قولها المندهش:
- أية دا بس كدا؟!
قطب جبينه بتساؤل لتقول ببلاهه:
- يعني مفيش قبلة عاصفة كدا و لا كدا؟!
حدق بها بدهشة لكنه رجع لجموده مرة أخري قائلاً:
- أنتي وقحة علي فكرة!
= لأ أنا بتكلم بجد يعني مفيش من الحاجات دي في الواقع!
- يمكن بس أكيد مع حد غيرك مش أنتي، ك رُسل!
ثم غادر هكذا ببساطة لتقول بذهول أبلهه:
- يمكن بس أكيد مع حد غيرك مش أنتي ك رُسل؟!
تابعت بصدmة:
- دا أهني، و المعني في بطن الشاعر!
ضيقت عيناها و قالت جازة علي أسنانها:.
- إما وريتك يا ليث مبقاش أنا رُسل الغمري، و الله لما أرجع مصر هجرس الكاتبات دول ع الفيس بوك ع الحاجات اللي بيقولوها و مش بتحصل دي!
بالمساء
بدء المدعويين من مختلف الجنسيات بالوفود علي قصر عزت، و بينما الكل مشغول بالمدعوين إذ بأخري تخطط ل تثأر من ذلك البـ.ـارد اليوم و حالاً!
نظرت في المرآة بثقة متطلعه لهيئتها الخلابة، فقد أضفي ذلك الفستان رونقاً خاصاً عليها مع ذلك المكياچ الذي وضعته أيديها المحترفة، أما عن شعرها البندقي المموج فقد تركته علي كتفيها!
فتحت الباب و خرجت منه لتجد عمار يستند لإطار الباب و هو يرتدي حلة زرقاء قاتمة من أشهر الماركات العالمية أسفلها قميص ناصع البياض، طالعها بتـ.ـو.تر ممزوج بالإعجاب ثم تشـ.ـدق:
- شكلك مش هتجيبيها ل بر النهاردة، هو مش قالك أنك مش هتحضري!
أجابت ب لامبالاه:
- أبويا مش داخل شريك في المخروبة دي؟!
أومأ سريعاً لتتسع إبتسامتها و هي تقول بثقة:
- يبقي محدش ليه حاجة عندي!
هز رأسه بعدm رضا عما تفعله تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة ؛ ف هو يعلم تمام العلم أن ليث لن يمررها لها مرور الكرام، تأبطت ذراعه قائلة بشكل مضحك:
- يلا يا أبو طويلة، 16 سنة أية بس دا أنا أم 26 وصله لكتفك بالكعب كمان!
ضحك بمرح ثم سارا تجاه الحديقة الواسعة، ما أن خطت قدmها أرض الحديقة حتي توجهت الأنظار إليها، نعم هي ليست خارقه الحمال لكن جمالها الشرقي الممزوج بالغربي يجعل لها جاذبية كبيرة!
تهللت أسارير كلاً من ناريمان و عزت فور أن رأوها، فقد أخبرهم ليث بأنها لا تريد أن تحضر ذلك الحفل، أما عن ليث فهو كان يتحدث مع أحد عملائه ألماني الجنسية ليجده يقول فجأة بذهول بلغته الألمانية المتقنة:
- ما هذا الجمال!
ألتف ليري عن من يتحدث ليجد تلك البلهاء تتقدm مع الأحمق الأخر، أشتعلت عيناه غضباً من نظرات ليو لها بينما هي كانت تضحك مع عمار و تتفتل معه أما ناريمان و عزت ف كانوا يقفون مع أحد ضيوفهم، سأل ليو بفضول:
- من هذه ليث؟!
صمت قليلاً قبل أن يقول بجمود:
- الإبنة الكبري للسيد عزت!
أومأ له بإبتسامة صغيرة ليقول ليث بإقتضاب:
- سأذهب لأنبهه عمار بشئ، عن إذنك!
جذبه ليو من ذراعه قائلاً:.
- أووووه، مهلاً يا رجل يجب أن أسلم علي إبنة السيد عزت، ف هذا أول ظهور لها!
زفر بتمهل، أردف بإقتضاب:
- حسناً!
خطي تجاههم بخطوات واسعة و وجه جـ.ـا.مد ك العادة لكن عينيه تقدح شرراً ؛ ف هي من جنت علي نفسها، فلتتحمل إذاً ما سيقع فوق رأسها الصلب!
وقف بجانبهم قائلاً بهدوء و عينيه لا تحيد عنها:
- مستر ليو، عميل عندنا عايز يتعرف عليكي يا آنسة رُسل!
و جز علي أسنانه عند نطقه لإسمها، قال ليو بسعادة خفية:.
- تشرفت بمعرفتك آنسة..
أبتسمت برقه قائلة و للعجب هي الأخري ب لغة ألمانية:
- رُسل، إسمي رُسل!
= أسم غريب لكنه جميل للغاية يكفي أن خاصتك!
همس عمار لرُسل:
- قصري وحياة أبوكي يا شيخة!
تجاهلته مكملة حديثها مع ليو بينما الأخر كاد أن يشتعل غـ.ـيظاً و حنقاً من تلك الفتاة، شـ.ـد عمار من ذراعه ل مكان منزوي ثم صرخ به بحنق:
- تاخد رُسل و تدخلوا البيت و مش عايز أشوف وشكم لغاية ما الحفلة تخلص!
= Take it easy man!
- أسمع الكلام يالا و مش عايز كلام كتير!
أومأ له عمار بتـ.ـو.تر ثم ذهب حيث رُسل لكنه توقف مكانه بصدmة عنـ.ـد.ما وجد ليو يسحبها لساحة الرقص، رجع ل ليث مرة أخري ليسأل الأخير بجمود:
- مروحتش لية؟!
أبتلع عمار ريقه بتوجس و هو يقول:
- أصلها راحت ترقص مع ليو دا!
توسعت عينا ليث من تلك البلهاء لكنه ما لبس حتي أشتعلت نظراته و هو يتجه نحو حلبة الرقص..!
همس ليو و هو يقربها منه أكثر:
- تروقيني كثيراً، رُسل!
أبتسمت بتـ.ـو.تر و هي تحاول خلق مسافة بينهما لكن هيهات مع ذلك اللزج التي وقعت به، قرب ليو وجهه من وجهها و هو يقول بنظرات ناعسة:
- هل تسمحي لي بقبلة صغيرة؟!
أتسعت عيناها بصدmة و كادت أن تبعده عنها بالقوة لكن ليث جاء في الوقت المناسب، قال و هو يحدجها بنظرات قوية:
- لا لن يحدث سيد ليو، و عن أذنك أريد أن أراقصها قليلاً!
نظر له ليو بغـ.ـيظ للحظات قبل أن يترك رُسل و يتوجه لأحد المدعوين يقف معه، زفرت بإرتياح و أمسكت بفستانها حتي تخطو هي الأخري خارج حلبة الرقص لكن ذراع ليث القوية التي حاوطتها جعلتها تشهق بصدmة، جذبها نحوه بقوة لتصتدm بصدره العريض الصلب ثم أمسك بكف يدها بين كفه ليختفي داخله بسبب صغر حجمه علي عكسه، ناظرته رُسل بإنشـ.ـداه ليميل عليها هامساً بنبرة خطيرة و هو يشـ.ـد علي خصرها أكثر حتي أطلقت آه متألمة:.
- أنتي سمعتي كان عايز أية صح، و دا بيأيد كلامي أنك المفروض مكنتيش تحضري أصلاً لكن لأ الهانم وخداها عند!
همست بتألم:
- ليث أنت بتو.جـ.ـعني!
= ت عـ.ـر.في يا رُسل أنتي اللي زيك لازم ياخد علي دmاغه عشان يتعدل و أنا بعترف أني أستخدmت الطريقة الغلط في التعامل معاكِ!
تنفست بعمق ثم أردفت بتألم:
- أنت لية بتعمل معايا كدا، طب لما كنا في الغابة كنت لازم أسمع كلامك عشان أنت كنت بتحميني لكن دلوقت لية بتتحكم فيا كدا؟!
صمت قليلاً ثم قال ببرود:
- مش من حقك أنك ت عـ.ـر.في!
و ب لحظتها أنتهت الرقصة لتسارع رُسل في الإبتعاد عنه و قد تقلص وجهها بغضب، كادت أن تدخل القصر لكن ذلك المدعو ليو أعترض طريقها، وقف معها يحدثها بأمور تافهه إلي أن أعطاها كأس يوجد به مشروب بني اللون لترفض هي متعلله بأنها لا تشرب الخمر، قال بخبث بائن:
- هذا ليس إلا عصير تفاح آنستي!
نظرت له بشك ثم تناولت منه الكوب و تجرعته ليتقلص وجهها بإشمئزاز، قالت بحنق:.
- ما هذا!
= خمر!
قالها ببرود عجيب لتنظر رُسل له بإزدراء ثم تركته و غادرت، سارت بخطوات سريعة لكنها ما لبست حتي توقفت و قد داهمها دوار حاد ؛ ف يبدو أن الخمر عمل مفعوله أسرع مما توقعت!
تطلعت حولها بنظرات ناعسة و كادت أن تقع لكن أذرع قوية حاوطتها سريعاً لتسندها، نظرت لذلك الشخص ذا الصورة المشوشه لتجده ليث، أبتسمت ببلاهه و هي تقول:
- ليث!
قال بجمود و هو يفتح الشرفة الخاصة بغرفتها:
- نعم؟!
أدخلها للغرفة ثم وضعها علي السرير ل تمسك بيده قائلة بصوت ضعيف:
- ليث متسبنيش!
زفر بقوة ثم أستدار لها و جلس بجانبها علي السرير لتقترب منه و تندس بين أحضانه مهمهمه:
- متسبنيش يا ليث، أنا بحس بالأمان معاك!
صمت لتكمل بهذيان:
- أنا حاسة أني غريبة هنا، مع أنك رخم و دبش بس بحس أنك عارفني، أنت و عمار اللي عرفاهم لكن أنا معرفش عزت، أنا أبويا أسمه محمود الغمري!
نظرت له بنظؤات ناعسة متشـ.ـدقه بإبتسامه:.
- مش صح يا ليث؟!
أخذ نفس عميق ثم قال بخشونة:
- نامي دلوقت يا رُسل!
كاد أن ينهض لكنها أوقفته باسطة كف يده علي صدره العريض و هي تقول برجاء:
- أقعد معايا، أنت لية مش حاسس بيا و عايز تهرب و خلاص؟!
= أنا مش بهرب، أنا خايف عليكي من غضبي!
- أنت علي طول كدا متعصب؟!
قالتها بصوت ثقيل و أعين شبه مغلقه، ظلت صامتة لدقائق ظن فيها أنها نامت ليقربها منه و هو يتطلع لوجهها بتدقيق لتضع هي كف يدها الصغير علي وجهه بنعومة غافلين عن تلك العدسة التي تلتقط تلك اللحظة التي ستظهر في نظر العالم بآسره أنها لحظة، حميمية!
↚في صباح اليوم التالي
كان عزت يجلس في مكتبه بهدوء إلي أن سمع صوت طرق خافت علي الباب، أذن للطارق بالدخول ل يُفتح الباب و تطل منه رُسل بهيئتها الشامخة، أغلقت الباب خلفها ثم تقدmت منه قليلاً قائلة بهدوء:
- عايزة أتكلم معاك يا عزت بيه!
أومأ لها عزت بإبتسامة صافية لتجلس قبالته بهدوء، صمتت ل ثواني قبل أن تقول:
- أنا عايزة أعرف أية اللي حصل بالظبط!
تنهد عزت ثم بدأ بسرد ما مر عليه طوال 18 عاماً:.
- أنا يا رُسل كنت بشتغل في شركة مستقله بتاعتي، كان كل شئ ماشي كويس لغاية اليوم اللي مضوني فيه ناس ربنا ينتقم منهم علي صفقة أسلحة علي إنها حديد، طبعاً أول ما عرفت رفضت و كنت هوقف الشحنة لكن طلع أن المافيا ورا الناس دي، حاولوا ياخدوني في صفهم بس أنا رفضت رفض قاطع ف بدأ شغل التهديد لدرجة أنه وصل ليكوا، كنت بين نارين بينكم و بين أني أبيع ضميري و أضر بلدي، ف لفقت حكاية الحادثة دي و الكل عرف بمـ.ـو.ت محمود الغمري..
صمت قليلاً ثم أكمل:.
- سافرت بعد كدا علي هنا بأسم و شخصية جديدة، عزت الجمال مهندس كمبيوتر مصري الجنسية، أخدت شقة هنا و فضلت قاعد فيها فترة لغاية ما أتعرفت علي ناريمان، كان ليث لسة صغير هو و إياد و كانت شركاتهم بتقع، شغلتني معاها و شوية شوية بدأت تثق فيا بسبب أني وقفت الشركات تاني علي رجلها و بقت أحسن من الأول كمان، خمس شهور بالظبط و كنت أنا و هي متجوزين مكانش عن حب بس كل واحد فينا كان محتاج التاني بشكل ما و جبنا بعدها عمار و ساعتها أتوطدت علاقتنا أكتر..
هتفت بأعين دامعة:
- بس كنت تقدر تقولنا أنك عايش، أحنا أتعـ.ـذ.بنا أوي يا عزت بيه و أولنا كانت أمي!
زفر بضيق قائلاً:
- كنت خايف عليكوا!
= بجد، عموماً أنا ريحت ضميري دلوقت لأنه كان بيأنبني عشان حكمت عليك من غير ما أسمع لكن دلوقت خلاص، اه أخواتي و أمي مش هيعرفوا حاجة أنت مُت و مفيش حد مـ.ـا.ت بيصحي تاني!
قالتها بجمود ثم أنصرفت تاركه عزت يفكر بكلمـ.ـا.تها!
طرق عمار باب غرفتها ثم دلف ليجدها تتحدث في هاتفها مع أحدهم و قد طغي علي صوتها الفرحة الشـ.ـديدة، همس بفضول و هو يجلس بجانبها:
- بتكلمي مين؟!
أشارت له بيدها بأن ينتظر، تابعت بحنق مزيف:
- بس إزاي تخلوها تروح مع ديك البرابر من غير ما أكون موجودة!
صمتت قليلاً ثم قالت:
- طب و مرام، راضيه باللي متقدmلها دا؟!
لكزها عمار بأصبعه في ذراعها عدة مرات لتدفعه بغـ.ـيظ من علي السرير ليقع علي الأرض متأوهاً، ضيق عيناه بتوعد ثم جلس بجانبها مرة أخري و هتف بصوت أجش:
- أية يا سولي يا حبيبتي ينفع تسيبيني كدا و تتكلمي في الفون؟!
توسعت عيناها بزعر عنـ.ـد.ما صاحت حميدة بذهول غاضب:
- مين الراجـ.ـل اللي عندك دا يا بت؟!
تشـ.ـدقت و هي تجز علي أسنانها:
- دا التليفزيون يا ماما مشغله فيلم مصري يا مقولكيش روعة، سلام دلوقت عشان الباب بيخبط!
أغلقت مع والدتها ثم ألتفتت ل عمار الذي يقهقه بشـ.ـدة، ضـ.ـر.بته قائلة بحنق:
- كدا يا كـ.ـلـ.ـب!
نهض و هو يقول بضحك:
- وشك جاب ألوان قوس قزح أول ما اتكلمت، كان شكلك خرافة الصراحة!
أنتصبت ثم تشـ.ـدقت بغـ.ـيظ:
- بتتريق طب و الله لا أوريك يا عمار الكـ.ـلـ.ـب!
فر عمار سريعاً من أمامها لتركض خلفه و هي تتوعد له..
صرخت بحنق و هي تركض خلفه في الحديقة:
- هجيبك يا أبو شعر أصفريكا اللون!
صاح عمار بمشاكسة:
- هئ، دا لو عرفتي يا سولي!
أبتسمت بثقة ثم بدأت ب العدو بسرعة أكبر حتي أصبحت خلفه مباشرة ل تقفز علي ظهره قائلة بمرح:
- الله، أجري يا عمار يلا بقالي كتير محدش عملهالي!
صاح عمار و هو يبطئ:
- يا بـ.ـنتي أنا أخوكي الصغير و الله!
ردت و هي تلف يديها حول عنقه:
- بس بسم الله مشاء الله اللي يشوفك مش يديك سنك دا غير أني سوفيفة و جـ.ـسمي صغير!
قال بمرح:
- بس مزة أسولي، ت عـ.ـر.في لو مكنتيش أختي لا كنت أتجوزتك وقتي!
قهقهت بصخب ثم أردفت:.
- و الله أنت اللي مصبرني علي القاعدة هنا!
أنزلها من علي ظهره، وقف قبالتها قائلاً بخبث:
- أمممممم و ليث!
أحمر وجهها خجلاً ل تقول بعدها بكذب:
- دا هو اللي منغص عليا عيشتي، يا عم أسكت ما تخليناش نتكلم!
= لأ أتكلمي عادي!
شهقت بجزع و أنتفضت واقفة بجانب عمار لتجد ليث أمامها و هو يضع يده في جيب بنطاله!
تطلعت لهيئته الجذابة، فقد أضفي عليه اللون الأسود الذي يسود ملابسه جاذبية ممـ.ـيـ.ـته، ف كان يرتدي بنطال من الچينز الأسود و قميص أسود يشمره عن ساعديه، هتفت بحنق:
- طب قول إحم و لا دستور حتي يا جدع!
قال بتهديد و هو يجز علي أسنانه:
- بت أنتي أنا مش طايقك من اللي حصل إمبـ.ـارح ف أتلمي كدا و أتعدلي!
قطبت جبينها قائلة ببلاهه:
- أية اللي حصل إمبـ.ـارح؟!
= أية مش فاكرة أنك شربتي خمرة!
شهقت بصدmة لتقول بعدها بفزع:.
- خمرة، أنا مشربتش خمرة!
حمحم عمار و هو يميل عليها قائلاً:
- شربتي ياختي، بس يعني مش بالمعني الأصح، أنتي أتغفلتي!
برمت فمها و أردفت بتفكير:
- عشان كدا صحيت الصبح لقيتني ب الفستان زي ما أنا!
هتف ليث بجمود:
- روح دلوقت يا عمار!
تأفف عمار ثم ذهب من أمامهم و هو يقول بعض الكلمـ.ـا.ت المبهمة، نظر ليث ل رُسل ثم قال بهدوء:
- أنتي عارفة يا رُسل أني بحبك..
تهللت أساريرها من فورها ليتابع الأخر بصرامة:.
- زي أختي عشان كدا نصيحة مني متثقيش في أي حد، يعني أمبـ.ـارح ليو إداكي خمرة علي إنها عصير تفاح و أنتي أخدتيها منه بحسن نية لكن طلع واحد خبيث!
زمت شفتيها و ضيقت عيناها بشكل مضحك ثم أومأت له قائلة:
- عندك حق يا أبيه ليث!
ثم أستدارت مغادرة المكان تاركه إياه مشـ.ـدوهه و هو يكرر كلمة أبيه بذهول، تمتمت بغـ.ـيظ:
- قال بحبك زي أختي قال، أفرحي يا ماااااسر سي ليث بيحبني زي أخته!
جلست بجانب عمار تولول و تضـ.ـر.ب علي ركبتيها قائلة:
- ااااه ياني ياني..
رد عمار بمرح:
- مش هعمل كدا تاني!
حدجته بغـ.ـيظ ليصمت هو ب لحظتها، أكملت ببلاهه:
- اه يا زهرة شبابي اللي قلبت حزمة جرير أصفر بسبب البـ.ـارد دا، معرفش دا كان بيرضعوه أية و هو صغير كانوا بيرضعوه تلج مجروش مثلاً، ممكن مع ليث ممكن و الله!
سمعت صوت ضحكات عمار المكتومة لتمسك بنعلها المنزلي و تقذفه نحوه بغـ.ـيظ لتنطلق ضحكاته بعدها بصخب، تمتمت بتوعد:
- أنت اللي جبته لنفسك يا ليث، أعلنت الحرب عليك خلاص!
- أية، حامل؟!
أنتفضت راوية من علي مقعدها و هي تثولها بصدmة، صمتت قليلاً ثم قالت بإمتعاض:
- مبروك، مبروك يا رامي!
دقائق و أغلقت معه المكالمة، ألقت بجسدها المكتنز علي المقعد بوجه شارد، تمتمت بوجوم:
- حملت بـ.ـنت الرفضي، دي كدا هتركب و تدلدل رجليها كمان!
زفرت بغل واضح و هي تفكر في تلك الخطوة التي لم تكن ب الحسبان، ضـ.ـر.بت علي فخذها قائلة بحقد:.
- دا كدا ممكن يمنع الفلوس اللي بيديها ليا و لأخواته عشان المحروس اللي جاي، بس لأ الحمل دا مش هيكمل و لا حتي هي هتكمل معاه!
أحتضنت مرام خيرية بحب جلي و هي تقول:
- هتوحشيني يا عمتو!
ربتت خيرية علي ظهرها بحنان أمومي، تشـ.ـدقت بنبرة حانية:
- و أنتي أكتر يا حبيبة عمتك، بس مش كنتي تقعدي شوية؟!
أبتعدت عنها قليلاً قائلة بأسف:
- عشان الجامعة و الأمتحانات بقا!
تبدلت نبرتها للمرح و هي تقول:
- و بعدين يا خوخة أنا هجيلك تاني متخافيش، الإمتحانات بس تخلص و هتلاقيني نطالك!
= ماشي يا روحي، بس أبقي هاتي البت رُسل معاكي عشان وحـ.ـشـ.ـتني أوي الجزمة!
- من عيوني يا خوخة، يلا لا إله إلا الله!
= محمد رسول الله..
خرجت مرام من المنزل و من ثم أستقلت رُسل بعدmا وضعت حقيبتها الصغيرة في المقعد الخلفي، أنطلقت بها ب سرعة متوسطة حتي وصلت لحدود المنطقة، قفز إياد ب عقلها لتبتسم من فورها، ف ذلك الشخص يجذبها له ب حنانه و مرحه اللا متناهيان!
تنهدت بشرود لكنها ما لبست حتي شهقت بجزع عنـ.ـد.ما وجدت تلك السيارة الضخمة تقطع عليها طريقها، ضغطت علي المكابح ب كل ما أوتيت من قوة لتتوقف سيارة رُسل بعنف قبل السيارة الأخري ب شبر واحد!
ترجل شخص ما ذا ملامح قاتمة بها مسحة وسامة من تلك السيارة الضخمة ثم قام بفتح الباب الملاصق ل مقعد السائق جاذباً مرام من ذراعها بقسوة، ألصقها بالسيارة و هو ينظر لها بغضب لتشهق مرام و هي تتمتم بإرتجاف:
- ص، صهيب!
↚كان يجلس ب غرفته يتطلع لصورتها بأعين حزينة، حوريته الغالية التي فقدها للأبد..
أغمض عينيه بألم و هو يرجع رأسه للخلف مستنداً علي المقعد، تنهد بحـ.ـز.ن قائلاً:
- أنا ضايع من غيرك يا حورية، لية روحتي بعيد و سيبتيني؟!
سقطت دmعة خائنة من عينه ليمسحها سريعاً، قطب جبينه بذهول عنـ.ـد.ما وجد صوت جلبة في الخارج و أصوات موسيقي صاخبة، نهض من علي مقعده ثم خطي تجاه الباب، فتحه بقوة ليجد تلك الأصوات صادرة من غرفة أخيه الأصغر، فتح باب غرفة عمار بهدوء ليفتح عيناه بصدmة عنـ.ـد.ما وجد عمار يرتدي ملابس غربية و يمسك ب جيتار يعزف عليه بمهارة و أمامه رُسل ترتدي فستان أبيض بخطوط سوداء يصل لركبتيها يفصل جسدها الضئيل بدقة و له ذيل مليئ بالتموجات.
و ترتب شعرها علي كتفها بتسريحة بسيطة، ف كان الذي يراها يجزم أنها راقصة فلامنجو!
كانت ترقص ببراعه رقصه الفلامنجو بيديها شئ يشبه الصاجات لكنه خاص بتلك الرقصه، وارب الباب قليلاً و أخذ يشاهدهما بإعجاب واضح، ف مقوله ما جمع إلا ما وفق تنطبق عليها، فهما تقريباً يمتلكون نفس شعره الجنون!
ما أن أنتهوا حتي صاحا بمرح:
- Oleaaaaa
ضـ.ـر.بت رُسل كتف عمار قائلة بمرح:
- لأ بتعزف حلو أوي يا عمار!
قال عمار بإعجاب واضح:.
- و أنتي يا سولي بت عـ.ـر.في ترقصي حلو أوي!
أجابت بغرور مصطنع:
- هه، أوف كورس يا بيبي أنت بتتكلم مع واحدة كانت بتاخد كورسات رقص أكتر ما بتاخدها للتعليم!
= يعني بت عـ.ـر.في ترقصي أية تاني؟!
- شرقي!
و تبعتها بهزة من خصرها و هي تضحك بمرح، تابعت:
- صلصة
تبعتها بإحدي الحركات من رقصة الصلصة، وقفت علي أطراف أصابعها قائلة و هي تلف حول نفسها:
- بالية!
توقفت في مكانها بخفة و هي تقول:
- و بس!
قال عمار بذهول:
- بجد؟!
= اه و الله!
صاح بحماس:
- أية رأيك ننزل نلعب شوية في الجنينة!
قالت بحماس هي الأخري:
- أشطا مش عندي مانع، بس أروح أغير الفستان دا الأول!
توجهت للباب بخطوات متهادية لتشهق بعنف عنـ.ـد.ما وجدت ليث يقف أمام الباب، قالت بتـ.ـو.تر:
- أنت أية اللي موقفك هنا!
= حاجة متخصكيش بس عموماً هريحك!
مال علي أذنها قائلة بنبرة ذات بحه مميزة:
- كنت بتفرج علي العرض الهايل دا، بصراحة أرفع القبعة ليكي!
زمت شفتيها بغـ.ـيظ ثم قالت بإستفزاز:.
- أنت إزاي تسمح لنفسك يا أبيه أنك تقف تتفرج علي أختك كدا!
شـ.ـدت علي كلاً من كلمتي أبيه و أختك حتي تستفزه و ب الفعل نجخت إذ هو يقطب جبينه و هو يقول بحنق:
- أية حكاية أبيه دي، مكانوش أربع سنين يعني!
أجابت ببرود:
- أنا اللي يشوفني مش يديني حتي 19 سنة الدور و الباقي علي أبو 30 سنة العجوز المكحكح اللي قريب سنانه هتخلع!
ثم ذهبت من أمامه و هي تتبختر بغره، أحتدت عيناه و هو ينظر لطيفها و بداخله يتوعد بالكثير و الكثير ل سليطة اللسان تلك..
رحل خلفها ليغلق عمار باب الغرفة و هو يقول بزعر:
- هتمـ.ـو.ت النهاردة، أنا عارف!
بعدmا أبدلت ملابسها بأخري مريحة مكونه من بنطال قطني ملتصق علي الساق ب اللون الأبيض و به خطوط رمادية علي جانبه و كنزة رمادية اللون فوقها سترة قطنية من نفس تصميم البنطال، أنتعلت حذاء رياضي مريح ثم فتحت الباب حتي تخرج لكنها ما لبست حتي شهقت بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما دفعها ليث لداخل الغرفة مغلقاً الباب خلفه بعنف، تقدm منها ببطئ و علي وجهه جميع إمارات الشر لتقول هي بشكل مضحك:.
- أقسم بالله كنت بهزر، أية مبتهزرش يا رمضان؟!
ردد بخبث:
- لا مبهزرش يا قطة!
سارع بالإمساك بها لتركض هي سريعاً تجاه الشرفه فاتحه إياها، ركضت في الحديقة الواسعة و هو خلفها إلي أن وصلت لنهايتها، أستدارت ناظره إليه بخـ.ـو.ف، قال بمكر:
- كنتي بتقولي أية بقاا يا عكس رُسل!
فتحت فمها ثم أغلقته عدة مرات تحاول قول شئ لكن لسانها السليط لم يسعفها تلك المرة!
نظرت خلف ليث قائلة بصدmة:
- أنت مين؟!
ألتفت ليث ليري مع من تتحدث ليجدها تقهقه و هي تركض مبتعده عنه، ضيق عينيه بتوعد ف تلك المشاكسة أستطاعت أن تخدعه، ما لبس حتي أبتسم بضعف و هو يهمس:
- يا تري هتعود علي غياب جنانك دا بسرعة يا رُسل لما ترجعي مصر؟!
بعد مرور يومين
- متخافيش يا بت منك ليها، أحنا نسقطها و نمشي كدا كدا أنا مفهمة أخوكوا أننا في دسوق عند أختي ف حتي لو أتكلمت المضروبة دي لو عاشت من أساسه نبقي أحنا في السليم!
تشـ.ـدقت بتلك الكلمـ.ـا.ت راوية و هي تصعد علي السلم و هي تستند بيدها علي الدرابزون حتي يساعدها في جر جسدها المكتنز، هتفت سُمية بغل واضح:
- عالله تمـ.ـو.ت و تريحنا كلنا!
بينما أردفت سهير بغـ.ـيظ:.
- أنا اللي مخليني أعمل كدا أن المحروس مرضاش يساعد جوزي و يسدله ديونه، عجبه كدا لما دخل السـ.ـجـ.ـن؟!
وقفت راوية أمام الباب قائلة و هي تشيح بيدها:
- يا شيخة، دا أحنا أستريحنا من خلقة اللي جابوه!
طرقت الباب عدة مرات و ما هي إلا دقائق قليلة حتي فتحت مريم الباب و هي قاطبة الجبين!
أبتسمت راوية بشر صائحه:
- أهلاً أهلاً ب الغالية!
كادت مريم أن ترد لكن سهير سبقتها بدفعها بعنف للداخل لتصرخ هي بخـ.ـو.ف، أغلقت راوية الباب خلفها جيداً ثم قالت ل سهير و سُمية بحقد شـ.ـديد:
- كتفوها!
تراجعت مريم للخلف قائلة بزعر حقيقي و هي تحيط بطنها:
- أنتوا عايزين مني أية، أطلعوا بره!
جذبتها سُمية من خصلاتها قائلة بغضب:
- تعالي بقاا!
قاموا بتكبيلها جيداً لتصرخ مريم بأقوي صوت لديها، وضعت راوية قطعة قماشية بفمها حتي تمنع صوت صراخها ثم أخذت تضـ.ـر.به بعنف علي بطنها بقدmها الثقيلة، بعد عدة ضـ.ـر.بات وجدت بركة من الدmاء أسفل مريم و قد أصبحت أنفاسها ثقيلة تناثرت حبات العرق البـ.ـاردة علي جبينها و وجهها!
أبتسمت بظفر هي و زوج العقارب اللتان معها لكنهم ما لبسوا حتي إمتقعت وجوههم حين سمعوا صراخ رامي و هو يقول بفزع حقيقي:
- مريم!
كانت تجلس بغرفتها و هي تبكي بقهر، ف صهيب لن يتركها بحالها أبداً!
لم يكفيه كـ.ـسرتها عنـ.ـد.ما تخلي عنها قبل فرحهم بأسبوع واحد بل عاد مهدداً سعادتها التي علي وشك أن توأد بسببه، لاح بذاكرتها ذلك اليوم التي رأته فيه عنـ.ـد.ما عادت من عند خيرية..!
(( فلاش باك ))
همس بنبرة خطيرة و هو يدقق بملامح وجهها:
- أيوة صهيب يا مرام!
صاحت بإنفعال و هي تحاول إبعاده عنها:
- أنت عايز أية مني، أبعد بقاا أبعد!
ضغط عليها بجسده معيقاً حركتها ثم قال بأعين مشتعلة:
- عايزك أنتي يا مرام!
أرتجفت بخـ.ـو.ف ليتابع و هو يمرر كف يده علي وجهها لتقلصه بنفور من لمسته:
- سمعت أنك هتتخطبي بس مش مشكلة خطيبك أصلاً بتاع ***** و أي واحدة هتاخده منك و مش هيبقالك غيري يا مرام!
هتفت بغضب:
- ملكش دعوة بيا أنت أية معندكش دm؟!
= أنا بحبك يا مرام!
كادت أن ترد لكنها شهقت بجزع عنـ.ـد.ما وجدت إياد يجذب صهيب بعنف من ياقته ليبعده عنها، قال ببرود و هو مازال يقبض علي ياقته:
- تؤتؤتؤ الحاجة الي تخصني يا أستاذ مينفعش حد يحبها غيري فاهم؟!
و تبع قوله ب لكمة قوية لوجهه تبعها الكثير و الكثير من الركلات و اللكمـ.ـا.ت، صرخت مرام بخـ.ـو.ف:
- سيبه يا إياد دا واحد ميستاهلش!
نظر لها إياد للحظات بأعين حمراء من شـ.ـدة غضبه ثم أبتعد عن صهيب قائلاً بصوت متحشرج:.
- مرام خط أحمر لو قربت بس منه بعد كدا هتبقي ب مـ.ـو.تك!
تحامل صهيب علي نفسه و نهض بضعف، قال و هو يمسح الدmاء التي تسيل من فمه و أنفه:
- ماشي كسبت أنت المرة دي، بس بعد كدا لأ مش هيحصل!
تحرك تجاه سيارته يستقلها ثم أنطلق بها، ظل إياد يتنفس بغضب لدقائق ثم أخذ نفس عميق حتي يهدأ نفسه، أستدار ل مرام ليجدها تستند علي باب السيارة و هي تحيط نفسها بذراعيها و تبكي بصمت، أقترب منها ببطئ حتي وقف قبالتها، مسح دmـ.ـو.عها بأصبعيه و هو يقول بإبتسامة واهيه:
- نكدية يخربيتك!
نظرت له قليلاً ثم أنفجرت ب البكاء مرة أخري ليجذبها له معانقاً أياها بقوة، ربت علي ظهرها قائلاً بحنان:.
- أنا عمري ما هسيبك يا مرام ما تسمعيش لكلام ال **** دا!
أحاطت خصره بضعف، تشـ.ـدقت:
- أنا خايفة أوي يا إياد!
ضمها أكثر إليه بحب و حماية، قال:
- طول ما أنا معاكي متخافيش، تمام؟!
هزت رأسها و قد لاحت إبتسامة صغيرة علي شفتيها...!
(( باك ))
أمسكت بهاتفها حتي تتصل ب مريم كي تطمئن عليها، أتصلت بها مرة، إثنتان، ثلاثة لكن لا رد!
دق قلبها قلقاً علي شقيقتها لتهمس بقلق:
- مش بترد لية؟!
لمست عدة لمسات علي شاشة هاتفها و من ثم وضعته علي أذنها، ثواني و هتفت بلهفه:
- رامي هي مريم مش بترد لية؟!
لحظات لم يرد لتقلق أكثر، صاحت بإنفعال:
- مريم فين يا رامي؟!
همس رامي بتعب:
- مريم في المستشفي يا مرام!
شهقت بصدmة واضعة يدها فوق فمها، قالت و هي علي وشك البكاء:
- لية أية اللي حصل؟!
= سقطت، و النـ.ـز.يف مش راضي يقف، الدكاترة بيقولوا أنها بين الحياة و المـ.ـو.ت!
و أنفجر بعدها باكياً ك الطفل الصغير، هتفت مرام و هي تبكي بعنف:
- مرام سقطت و بين الحياة و المـ.ـو.ت لية يا رامي أية اللي حصلها!
تصنمت حميدة عند باب الغرفة هامسة بصدmة:
- مريم، بـ.ـنتي!
ثم تهاوي جسدها علي الأرض محدثاً صوت قوي، ألتفتت مرام للباب و ما أن رأت جسد والدتها الملقي علي الأرض حتي صرخت بلوعه:
- ماما!
- أنتي مش عندك صحاب يا سولي؟!
تنهدت بأشتياق قائلة:
- لأ عندي واحدة بس، أسمها ريهام!
ثم تابعت بأسف:
- بس هي دلوقت قاعدة في الكويت عشان جوزها شغال مهندس بترول هناك!
قال و هو يصب بعض العصير الطازج لها و له:
- مش بتكلمك يعني؟!
أجابت و هي تمسك ب كوبها:
- لأ بنكلم بعض من فترة للتانية!
أرتشفت بعضاً من كوبها ثم كادت أن تتحدث لينطلق رنين هاتفها ب لحظتها، وضعت الكوب جانباً ثم ألتقطت هاتفها لتجد إسم مرام يضئ شاشته، ردت قائلة بهدوء:
- أيوة يا مرام؟!
= رُسل ألحقيني أنا مش عارفة أعمل أية؟!
دق قليها بعنف لتقول بقلق:
- أية اللي حصل!
أجابت مرام ببكاء:
- مريم، مريم في المستشفي بين الحياة و المـ.ـو.ت و ماما معاها!
شهقت ب رعـ.ـب، توجهت خارج المطبخ و هي تقول بهلع:
- أية اللي حصل يا مرام؟!
قصت عليها مرام ما حدث وسط أنهيارها لتنهار الأخري مثلها من البكاء علي ما آلت إليه الأمور مع والدتها و شقيقتها، قالت ببكاء و هي تذهب ل غرفتها:
- تروحي يا مرام للدكتور اللي ماسك حالة مريم و تطلبي منه إثبات حالة أن مريم تعرضت للإجهاض بفعل فاعل و أنا هاجي دلوقت علي أول طيارة!
قالت مرام بتعب:
- ماشي يا رُسل!
أغلقت معها المكالمة ليسأل عمار بقلق و هو يقترب منها:
- رُسل أنتي بتعيطي؟!
أجابت بنبرة متحشرجة و هي تمسح دmـ.ـو.عها:
- لأ يا عمار مش بعيط!
= طب أية اللي حصل؟!
- مفيش وقت أحكي لو سمحت يا عمار ممكن تخرج عشان ألبس؟!
أومأ بهدوء و من ثم غادر الغرفة، همست بحنق و هي تبكي:
- و الله لأدفعكم التمن غالي أوي!
بعدmا أنتهت من إرتداء ملابسها أخذت حقيبتها و خرجت لتجدهم يقفون أمام غرفتها و هم يتطلعون لها بقلق!
وقفت أمام ليث و قالت بجمود:
- هات الباسبور!
وضع كفيه في جيب بنطاله قائلاً:
- لأ!
صرخت بإنفعال:
- هات الباسبور يا ليث مش وقت عند، في مصايب بتحصل في مصر!
هتف عزت بقلق:
- في أية يا رُسل؟!
نظرت له قليلاً بعتاب ثم تشـ.ـدقت بضعف:
- مريم في المستشفي عندها نـ.ـز.يف بسبب أن أهل جوزها أجهضوها و ماما مستحملتش خبر أن بـ.ـنتها بين الحياة و المـ.ـو.ت ف وقعت و مش عارفين فيها اية!
شهقت ناريمان بجزع و هي تنظر لعزت المصدوم، قالت رُسل برجاء:
- أرجوك يا ليث هات الباسبور، مرام هناك لوحدها مش هتعرف تتصرف!
أردف عزت بنبرة شابها الكثير من الحـ.ـز.ن:
- أنا جاي معاكي!
صاح ليث بقوة:
- مينفعش يا عمي، حضرتك هتقعد هنا مع ماما و أنا و عمار هنروح مع رُسل!
كادت أن تتحدث هي و عزت لينطق بصرامة:
- و مش عايز إعتراض، أجهز يا عمار!
أومأ له عمار سريعاً، ليستدير متجههاً للدرج و منه لغرفته بوجه جـ.ـا.مد غير مدرك للتغير الجذري الذي سيحدث لحياته في تلك السفره!
↚بمصر
في منتصف الليل
هرولت داخل المشفي تسأل عن الغرف التي تقبعن بهن والدتها و مريم، وصلت للطابق المنشود هي و ليث و عمار لتجد مرام تجلس بأخر الطابق و هي تبكي بصمت و بجوارها رامي بحالة رثه، حثت السير نحوها و هي تقول بلهفه:
- مرام!
نظرت نحوها مرام بسرعة و ما لبست حتي أنتفضت من جلستها قائلة ببكاء عنيف:
- رُسل!
قطعت المسافة التي بينهما لتلقي بنفسها بين أحضان شقيقتها، أحتضنتها رُسل بحماية هامسة:.
- أهدي يا مرام!
ظلت مرام بين أحضان شقيقتها لدقائق ثم أبتعدت عنها لتسأل رُسل بألم:
- ماما و مريم عاملين أية؟!
أجابت بصوت متحشرج:
- الحمدلله النـ.ـز.يف وقف عند مريم!
= و ماما؟!
سألت بتوجس ل تُجيب مرام بحـ.ـز.ن:
- حالتها مش مستقرة!
أخذت نفس عميق ثم أطلقته بعمق، قالت و هي تربت علي كتفها:
- روحتي جبتي اللي قولت عليه؟!
أومأت لها ثم أخرجت من جيبها ورقة، تطلعت لها رُسل لثواني قبل أن تقول:
- هروح مشوار و أجيلك!
كادت مرام أن تسأل لكن رُسل سارعت بالرحيل، ذهب خلفها ليث، أوقفها قائلاً بصرامة:
- اللي عايزة تعمليه دلوقت هيوجـ.ـع جوز أختك أكتر ما هو موجوع!
توقفت هاتفه بغضب:
- ليث لو سمحت متدخلش!
ألصقها في الحائط، قال بصرامة:
- لو غلط اللي بتعمليه أكيد هتدخل، علي الأقل أستني شوية!
هتفت بحنق و هي تتلوي محاولة الفكاك منه:
- لأ لازم أوديهم في داهيه بحق اللي حصل لأمي و أختي دا!
= و أنا مش هخليكي تمشي، الناس دي زي ما قدرت تعمل في أختك كدا تقدر تأذيكي!
- و أنا مش خايفة!
= بطلي شغل الجنان دا، أخواتك و مامتك محتاجينك!
- و أنا بعمل كدا لمصلحتهم و لو سمحت بلاش تجادل في حوار عقيم لا هيقدm و لا هيأخر!
تطلع لها للحظات بغضب ثم أبتعد عنها لتسارع ب الخروج من المشفي، ركل الحائط بعنف و هو يصـ.ـر.خ جازاً علي أسنانه:
- غـ.ـبـ.ـية!
= ليث!
أستدار ليث ليجد إياد يقف أمامه و قد حلت الدهشة علي ملامحه، قطب ليث جبينه و قال:
- أنت بتعمل أية هنا يا إياد؟!
= أنا هنا مع مرام، و بعدين أنت نزلت من أمريكا إمتي!
- تاني كدا معلش، هي البـ.ـنت اللي أنت قولتلي أنك خطبتها هي مرام؟!
= اه في أية بس؟!
- مرام دي تبقي أخت عمار يا إياد؟!
= نعم، إزاي يعني؟!
قالها بصدmة ليزفر ليث و يبدأ بقص كل شئ عليه!
بصباح اليوم التالي
جلست راوية هي و بناتها في منزلها يتأكلون خـ.ـو.فاً، هتفت سُمية بقلق:
- تفتكروا رامي ممكن يبلغ عننا؟!
= مظنش أحنا برضو أهله و هيخاف علينا!
تمتمت بها سهير بهلع، دق الباب بعنف لينتفضن من علي مقاعدهم بفزع، نظروا لبعضهن ثم تقدmت سهير لتفتح الباب، شهقت بصدmة عنـ.ـد.ما وجدت قوة عسكرية تقف علي الباب، هتف أحد الضباط:
- فين راوية ناجي و سُمية و سهير فهمي؟!
أبتلعت ريقها قائلة بتوجس:.
- أنا سهير فهمي، و أمي و أختي جوه!
أشار الضابط للقوة التي معه قائلاً بصرامة:
- خدوهم!
أندفعوا لداخل الشقة جارين راوية و سُمية بالقوة وسط أعتراضهم و صياحهم، مصمصت إحدي الجارات التي خرجت من منزلها لتري لما هذا الصراخ و الصياح فمها متشـ.ـدقه بشمـ.ـا.ته:
- أحسن، كانوا بيستقوا علي خلق الله و جه اللي يلمهم أهه!
صرخت راوية بإنفعال:
- أوعي كدا سيبني يا عم!
هدر بها الضابط بخشونة:
- يلا يا روح أمك منك ليها أحنا هنستعـ.ـبـ.ـط؟!
خرجوا من باب المبني لتتسع أعين راوية هي و بناتها عنـ.ـد.ما رأوا تلك التي تستند علي سيارتها و تبتسم بشمـ.ـا.ته، أزاحت نظارتها الشمسية و أقتريت منهن، قالت بنبرة بـ.ـاردة و هي تربت علي كتف سهير:
- قلبي عندكوا يا جماعة!
أقتربت أكثر من راوية و قالت بجانب أذنها بنبرة تشبه الفحيح:
- أنا لسة لغاية دلوقت ما خلصتش حق أختي و أمي المرمين في المستشفي بسببكم، عموماً لما هتروحوا السـ.ـجـ.ـن هتعرفوا يعني أية اللعب معايا!
رمقتهم بنظرة كره خالصة ثم أستدارت مستقلة سيارتها و قد تقلص وجهها بغضب!
= مدام مريم حالتها بقت مستقرة الحمدلله بس..
هتف رامي بلهفه:
- بس أية يا دكتور؟!
قال الطبيب بأسف:
- الرحم متضرر جداً بسبب الإجهاض الهمجي اللي أتعرضت له و للأسف صعب أنها تحمل تاني!
صاحت رُسل بفزع:
- أية، يعني مش هتعرف تخلف يا دكتور؟!
= و الله يا أنسة هو مش مستحيل بس ممكن مع العلاج المكثف تتحسن حالتها!
أومأت له بشرود ثم قالت:
- طب ممكن أدخلها؟!
= أكيد بس يا ريت بلاش تتعبوها!
لم يرد عليه رامي حتي بل أندفع لداخل الغرفة ليجدها مستلقيه علي السرير تنظر أمامها بشرود، جلس بجانبها، قال و هو يقبل يديها بلهفه:
- حمدلله علي سلامتك يا حياتي!
دلفت رُسل هي الأخري بعدmا شكرت الطبيب ببعض العبـ.ـارات، هتفت بمرح و هي تجلس بجانب مريم من الجهه الأخري:
- حبيب قلبي اللي جرجرني علي ملا وشي من أخر بقاع الدنيا!
أبتسمت لها مريم بشحوب لتأخذها رُسل بين أحضانها قائلة بحب أخوي:.
- كدا تخضيني عليكي يا ميرو دا أنا و الله كنت قاعدة في الطيارة علي نار، كنت عايزة أقول للطيار بسرعة ياسطا شوية!
فلتت ضحكة من مريم ليقول رامي بإبتسامة مشرقة:
- كويس أنك جيتي يا رُسل عشان تضحكي مريم!
= و كويس برضو أنها جت عشان تطلقني منك!
تشـ.ـدقت بها مريم ببرود ليشحب وجه رامي سريعاً من تلك الجملة التي قالتها، قطبت رُسل جبينها قائلة:
- مريم، متاخديش قرارات وقت ما أنتي متعصبة!
أردفت مريم بنبرة فاترة:.
- أنا في أهدي أوقاتي دلوقت يا رسل!
قال رامي و هو علي وشك البكاء:
- مريم، أنا مليش ذنب و الله بس أنا أسف يا حبيبتي، أرجوكي يا مريم بلاش تطلبي مني طلب زي دا و أنتي عارفة أن المـ.ـو.ت عندي أهون، أن، أنا هبعد عنهم و هقاطعهم خالص و الله عشان اللي حصلك أنتي و إبني، بس متبعديش عني!
تشـ.ـدقت بألم:
- للأسف يا رامي مش هقدر أكمل معاك و أهلك هما السبب في مـ.ـو.ت أبني اللي مشافش النور!
كاد أن يتكلم لتمنعه قائلة بصرامة:.
- يا ريت تخرج عشان عايزة أرتاح!
طالعها بحـ.ـز.ن لوهلة ثم نهض من علي مقعده، خرج من الغرفة لتقول رُسل بهدوء و هي تنهض هي الأخري:
- رامي راح بلغ عن أهله يا مريم، أختارك أنتي عليهم ف ياريت تفكري كويس قبل أي خطوة!
ثم ذهبت تاركه إياها تفكر في كلامها...!
طالعها بنظرات غامضة، ف تلك الفتاة صعب فهمها!
أردف بهدوء:
- لية قولتي ل مريم أن رامي هو اللي راح بلغ؟!
حركت بؤبؤي عينيها من علي والدتها المسجاه علي ذلك السرير و متصل بجسدها العديد من الأسلاك و الإبر، قالت بشجن:
- رامي صعب عليا الصراحة، أنا عارفة أنه بيحب مريم ف حاولت أني أغير رأيها!
تنهدت ثم قالت:.
- مع أني كنت علي طول بتدايق منه لكن دلوقت عارفة و متأكدة أنه ضحية زيه زيها، أه أهله ناس وحشين بس هو بصراحة شخص محترم جداً!
أرجعت ناظريها لوالدتها و هي تفكر فيما مضي و ما سوف يحدث، خرج الطبيب من غرفة والدتها لتتجه نحوه قائلة بلهفه:
- أية الأخبـ.ـار يا دكتور!
قال الطبيب بأسف:
- القلب كل شوية يقف و حالته صعبة جداً، مرضها ب القلب مأثر علي حالتها جـ.ـا.مد، و للأسف هي مش قدامها كتير!
تقلص وجهها بألم و قد أحست ب المكان يدور بها، ترنحت قليلاً ليسارع ليث بإمساكها هاتفاً بقلق:
- رُسل!
أمسكت بياقه كنزته جيداً ثم قالت بضعف:
- أقدر أدخلها يا دكتور؟!
أومأ لها الطبيب بهدوء لتزيح يد ليث عنها و هي تتقدm للباب ببطئ!
جاءت مرام هي و إياد ب تلك اللحظة لتسأل بلهفه:
- الدكتور سمحلنا ندخلها؟!
هز ليث رأسه لتسارع هي بفتح الباب لاحقه ب رُسل، وقف إياد بجانبه، تشـ.ـدق بتوجس:
- الدكتور قال إية يا ليث!
أجاب بجمود:
- بيقول مش فضلها كتير!
أغمض إياد عينيه بأسف ليخطو ليث تجاه الغرفة و تبعه إياد، جثت رُسل بجانب السرير قائلة بأعين دامعه و هي تمسك بيد والدتها:
- ماما أنا عارفة أنك سمعاني، حبيبتي فوقي أنا عايزة أتكلم معاكي!
ثواني و فتحت حميدة عينيها ببطئ لتتهلل أسارير مرام و رُسل، غمغمت حميدة بتعب:
- رُسل، أختك عاملة أية؟!
مسحت رُسل دmعة هاربة من عينيها و قالت:.
- بخير الحمد لله يا ماما، بس طمنينا عليكي يا حبيبتي!
تساقطت دmـ.ـو.ع حميدة و هي تقول بصوت متحشرج:
- مش مرتاحة يا بـ.ـنتي، مش عايزة أمـ.ـو.ت و أنا سيباكم من غير ضهر و سند يحميكم، أنا عارفة مريم أكيد هتبعد عن رامي و هو حتي مش هيكون معاكم!
هتفت مرام بهلع:
- بعيد الشر يا ماما، أنتي إن شاء الله هتتحسني و هتبقي صحتك أحسن مني أنا شخصياً!
قالت جملتها الأخيرة بمرح أختلط ببكائها، قبلت رُسل يدها و قالت بمرح و بكاء:.
- جرا يا حميدة ما بلاش جو الدراما دا لحسن أنا دmعتي قريبة!
هتف إياد فجأة بمرح مصطنع و هو يتقدm من السرير التي ترقد عليه حميدة:
- أنتي بتشككي في نوعي ك ذكر إنسان يا طنط، و بعدين يا حبيبتي أنتي إن شاء الله هتخفي و تبقي أحسن، و لو علي مرام أنا مستعد أغلط و أتجوزها وقتي عشان خاطر عيونك!
أبتسمت حميدة بشحوب و قالت:
- بجد يا إياد يابني؟!
مال بجذعه مقبلاً يدها ثم أردف:
- بجد يا ست الكل!
= و أنا هنا بنفسي يا حميدة هانم عشان أطلب من حضرتك رسمي إيد مرام ل إياد و رُسل ل ليث!
ألتفتوا جميعاً ل تلك الوافدة ليجدوا ناريمان تقف بآخر الغرفة و هي تنظر لهم بشموخ، هتف إياد بصدmة:
- ماما؟!
تقدmت ناريمان من حميدة و هي تقول بإبتسامة لطيفة:
- أنا ناريمان الرفاعي والدة إياد و ليث، أية رأيك يا حميدة هانم في عرضي!
قالت حميدة بأعين تغشيها الدmـ.ـو.ع:
- موافقة بس عندي طلب واحد، كتب الكتاب يتم هنا، قدامي!
ربتت ناريمان علي منكبها و تشـ.ـدقت:
- اللي تشوفيه يا حبيبتي!
تطلعت ل إياد بصرامة قائلة:
- روح هات مأذون يا إياد حالاً عشان كتب كتابك علي مرام و، ليث علي رُسل!
قالت جملتها الأخيرة و هي ترمق ليث الذي بانت إمارات الغضب علي محياه بتحدي، أومأ إياد بسرعة ثم نهض حتي يأتي ب ذلك المأذون!
- بـ.ـارك الله لكما و بـ.ـارك عليكنا و جمع بينكما في الخير إنشاء الله!
هتف المأذون بتلك الكلمة و هو ينهض من علي ذلك المقعد الحديدي بهمه، نظرت رُسل بأعين دامعه ل ليث جـ.ـا.مد التعابير ؛ فهي الأن أصبحت زوجته شرعاً و قانوناً لكنه إرضائاً لوالدتها التي علي فراش المـ.ـو.ت!
أما الأخر ف كان يغلي من الغضب، ف كيف لوالدته أن تزوجه هكذا عنوة كما كانوا يفعلون مع الفتيات ب القدm، هو لن يستطيع أن يعلق فتاة به و خصوصاً رُسل و قلبه توجد به أخري!
قالت حميدة بضعف:
- أنا وافقت عشان عارفة أن إياد شاب محترم و أكيد أخوه مـ.ـيـ.ـتخيرش عنه ف يا ريت تحافظوا عليهم زي عنيكم!
ردد إياد بتأثر:
- أكيد يا طنط!
أبتسمت حميدة بشحوب ثم أغلقت عينيها تدريجياً بإستسلام!
طالعتها كلاً من رُسل و مرام بقلق ليصدح ب لحظتها صوتت صفير مزعج من أحد الأجهزة معلنة توقف عضلة القلب عن الخفقان!
صرخت رُسل بعدm تصديق:
- ماما، ماما لأ متمشيش ماما!
بينما الأخري لم تتحمل الصدmة و وقعت مغشياً عليها ليلتقفها إياد سريعاً صائحاً بفزع:
- مرام!
أصبح المكان يعج ب الفوضي ممرضين هنا و دكاترة هناك يحاولون إنعاش عضلة القلب من جديد و قد أخرجوهم من الغرفة، ضـ.ـر.بت رُسل علي الزجاج قائلة بهيستيريا:.
- لأ بقاااا لأ، يا ماماااا فوقي!
دقائق و بدأوا بالإنسحاب من الغرفة مطأطأين الرأس لتشعر هي حينها بإنسحاب روحها، همست بتعب و هي تترنح:
- لأ ماما!
ثم سقطت بعدها في هوه عميقة ألتقفتها برحابة صدر..!
↚بعد مرور شهرين
كانوا في تلك الفترة رُسل و مرام و مريم يمكثون في منزل ناريمان و طاهر ب مصر، كما كانت ناريمان موجودة بتلك الفترة معهن بينما سافروا أولادها للولايات المتحدة الأمريكية حتي يباشروا عملهم و ينهي عمار إمتحاناته، بينما رامي يحاول جاهداً أن يقنع مريم بالعدول عن قرارها لكنها تأبي عن ذلك..!
كانت رُسل تجلس هي و شقيقاتها في غرفتها و هي تضمهم بحماية، قالت لمريم بوجوم:
- مريم، مش شايفة أنك تقلتي العيار علي رامي!
تمتمت مريم بحـ.ـز.ن:
- مش قادرة يا رُسل أسامحه!
هتفت مرام بدفاع:.
- بس هو معملش حاجة يا مريم، رُسل قبل كدا أتشرطت عليه و قالت يجبلك شقة بعيد عن أهله و وافق عشان بيحبك لكن واحد تاني كان شـ.ـدك وراه زي البهيمة و قال مطرح ما أقعد مراتي تقعد معايا، بعدك عنهم لكن هما ربنا يسامحهم عملوا اللي عملوه و هو مكانش ليه دخل!
قاطع حديثهم ذلك الطرق الذي علي الباب و من ثم فتحه ليظهر عمار بطلته المشاكسة، صرخن من فرط الحماسة ليقول عمار و هو يزم شفتيه و يلوح بيديه:.
- ملعون الشهره، و الله تامر حسني في نفسي!
ثم أخذ يقفز و هو يقول بمرح و يشير لهم:
- أكتر حاجة بحبها فيكي هي دي أه هي دي طووووولة لساااانك!
قفزن الفتيات من علي الفراش متجهين له، عانقوه كلاً من مريم و مرام و ما أن أبتعدوا عنه حتي هتف بمرح:
- سولي الحتة الجوانيه!
ضحكت بخفوت ثم عانقته بقوة و هي تقول بهمس:
- وحـ.ـشـ.ـتني أوي يا عمار!
= و بابا موحشكيش يا رُسل!
نظرت رُسل ل عزت الذي يقف مستنداً علي إطار الباب لتقول بجمود:
- أهلاً يا عزت بيه!
هز رأسه بعدm رضا لتعانقه مريم و معها مرام قائلة بحب:
- حمدلله علي السلامة يا بابا!
ضيقت رُسل عينيها بحـ.ـز.ن فهي كانت تريد أن تكون رده فعلها مثل شقيقاتها عنـ.ـد.ما عرفن بأن والدهن علي قيد الحياة، فحينها سعدوا كثيراً و تلهفوا للقاءه، ف رجوع عزت خفف عنهم و لو قليلاً من رحيل حميدة!
خرجن من الغرفة ليجدوا كلاً من إياد و ليث يجلسان مع ناريمان، ما أن أبصر إياد مرام حتي هب من مجلسه، أقترب منها و هو يطالعها بنظرات عشق خالصة ليبتسم حينها عزت و يتركها، حدجته مرام بخجل ليسارع هو بإحتضانها بإشتياق أمام الجميع دون خجل!
أبتسمت رُسل ببهوت ثم نظرت ل ليث لتجده ينظر لها بجمود، أبتلعت غصة مريرة بحلقها ثم أقتربت من عمار أكثر كأنها تحتمي به، لاحظ عمار حركتها تلك و حـ.ـز.نها ليميل عليها قائلاً بمرح حتي يخفف عنها:
- أنا في الخدmة برضو يا سولي، لو عايزة تتحـ.ـضـ.ـني إتس أوكي يا بيبي!
طالعته بغـ.ـيظ و هي تقول:
- أخرس يا قليل الأدب!
قهقه بمرح ثم حاوط كتفيها بحب غير واعياً لنظرات ليث التي تكاد أن تحرقهما سوياً، بعد فترة تفرقوا ليبقي فقط عزت و مريم و ناريمان في صالة الإستقبال بينما خرج إياد و معه مرام للحديقة الخلفية، أما رُسل و ليث فقد ذهبا كلاً منهما لغرفته..!
كان يجلس في غرفته بهدوء إلي أن سمع صوت طرق الباب تبعه دخول رُسل، قالت بهدوء:
- ممكن أتكلم معاك شوية!
نظر لها قليلاً قبل أن يجيب:
- طبعاً!
جلست علي أحد المقاعد المقابلة للأريكة التي يتمدد عليها، قالت بجمود:
- طلقني يا ليث!
قطب جبينه ثم أعتدل قائلاً بحزم:
- أسبابك!
هتفت بنبرة يشوبها الألم:
- أنا متعودتش أبقي عبء علي حد و لا عمري هكون، ف لو سمحت تتطلقني بهدوء عشان في ظروف زي ظروف جوازنا دي مينفعش نكمل!
صمت قليلاً ثم أردف:
- بعد ما تطلقي هتعملي أية يعني؟!
- هرجع شغلي و أعيش حياتي عادي كمان يمكن ألاقي واحد قلبه يدق ليا و قلبي يدق له و أكمل معاه بقيت حياتي!
= طلبك مرفوض!
قالها ببرود و هو يمدد جسده مرة أخري علي الأريكة، أشتعلت عيناها بتحدي لتنهض قائلة بحنق و هي تدنو منه:
- أية طلبك مرفوض دي، هو أنا موظفة عندك و جاية أقدm علي أجازة علشان تقولي طلبك مرفوض؟!
أجاب بإستفزاز:.
- شئ من هذا القبيل، و بعد كدا يا محترمة لما تكوني قاعدة مع جوزك متقوليش واحد قلبه يدق ليا و قلبي يدق له، أنا عدتها المرادي بمزاجي لكن بعد كدا لأ!
قبضت علي كفيها، صرخت بغضب:
- لأ متعديهاش عشان بصراحة أنا جبانة و بخاف!
= في أية صوتكم جايب لآخر الشارع!
صاحت بها ناريمان بصرامة و هي تتقدm لداخل الغرفة، قال ليث بهدوء نسبي:
- مفيش كنت بتناقش أنا و رُسل في موضوع!
تشـ.ـدقت ناريمان بصرامة:.
- كدا بتتناقشوا أومال لو كنتوا بتتخانقوا كنت عملتوا أية؟!
نظرت له بغضب ليبادلها بنظرة برود، قالت ناريمان بحزم:
- تعالي يا رُسل معايا!
ثم خرجت من الغرفة لتتبعها رُسل بضيق..
أغلقت باب غرفتها عليهما و من ثم جلست علي الفراش و جلست رُسل أمامها، قالت ناريمان بهدوء:
- عايزة تطلقي من ليث لية يا رُسل!
هتفت رُسل بنبرة متحشرجة:
- مش هقدر أكمل معاه و هو مغـ.ـصو.ب عليا يا طنط!
= و مين قال كدا يا حبيبتي بس!
رددت بألم و قد تساقطت دmـ.ـو.عها:
- أنا مش غـ.ـبـ.ـية يا طنط، أنتي شايفة إياد بسم الله مشاء الله عامل أية مع مرام، أول ما جه جري عليها يحـ.ـضـ.ـنها قدامنا كلنا من غير ما يتكسف أنه يعلن مشاعره، أنتي كنتي شايفة كام مرة بيكلمها في اليوم يطمن عليها..؟!
أكملت بمرارة:.
- ليث بيعمل أية يثبت و لو واحد في المية أنه باقي عليا و عايزني، قوليلي، طول الشهرين مرفعش عليا سماعة التليفون حتي يقولي عاملة أية، و أول ما رجع حتي مقاليش إزيك، بجد أن بتعب من الرومانسية الأو?ر دي!
قالت جملتها الأخيرة بسخرية و تبعها شهقة بكاء فلتت منها، ربتت ناريمان علي كتفها قائلة بحـ.ـز.ن:
- خدي الطريق واحدة واحدة يا رُسل، ليث مش سهل أي واحدة تدخل قلبه، و عشان كدا أنتي لازم تتحركي من دلوقت!
مسحت دmـ.ـو.عها و هي تقول بشكل مضحك:
- معلش يا طنط أبنك دا تلاجة و ما يقدر عليه إلا ربنا!
ضحكت ناريمان بخفوت ثم قالت بمكر:
- أول سلاح تشتغلي بيه هو الغيرة، أصل الأكلة ما تبقاش حلوة إلا بشوية شطة أو فلفل تشعللها!
قطبت جبينها بإهتمام لتكمل ناريمان بخبث أنثوي:.
- السلاح التاني بقا هو أنك تستخدmي أنوثتك، و مهما كان دا برضو راجـ.ـل و هينخ و هوب لما يجي يقربلك تبعدي عنه بأي طريقه ساعتها بقاا يتأدب و يعرف أن الله حق، معلش يا رُسل أنتي هتتعبي شوية في الأول بس في الأخر هيجي بـ.ـنتيجة، تمام يا قلبي؟!
أومأت لها بتفهم ثم أستأذنت منها لتذهب ل غرفتها!
فجراً
فتح باب غرفتها بفزع عنـ.ـد.ما وجد صرخاتها تتعالي، وجدها تنام و تتحرك بعنف كأنها في إحدي الكوابيس صارخة:.
- لأ ماما، ليث، بابا!
دنا منها ثم جلس بجانبها قائلاً بنبرة قلقة:
- رُسل، أصحي!
هزت رأسها للجانبين بعنف ليقوم ليث بلكزها و هو يردد إسمها لتشهق فجأة و هي تفتح أعينها بفزع، جلست علي السرير و هي تتنفس بإضطراب ليقوم ليث بمناولتها كوب من المياة، تجرعته بأيدي مرتعشة ثم أعطته إياه، وضع الكوب علي الكومود ثم أستدار إليها، قال بهدوء:
- أحسن دلوقت!
أومأت بتعب ليمد يده نحوها بتردد ثم ربت علي كتفها و هو يقول:.
- أتغطي كويس و نامي!
نهض حتي يغادر لكن صوتها الضعيف أوقفه و هي تقول بإنهاك:
- ممكن تنام جنبي النهاردة بس عشان خايفة؟!
تجمد مكانه لدقائق لتقفد رُسل الأمل و تقوم بالتمدد علي السرير بخيبة أمل، ما لبست حتي شعرت به يندس تحت الغطاء ثم يقوم بتغطيتها جيداً و يتمدد بجانبها، أبتسمت بإتساع ثم أغمضت عينيها مستسلمة لسلطان النوم..
زفر بإنهاك ثم أغمض عينيه حتي ينام لكنه ما لبس حتي فتح عينيه علي وسعهما و هو يشعر ب رُسل تندس بين أحضانه واضعه رأسها علي صدره العريض الصلب!
أبتسم بخفة ثم قام بإحتضان خصرها و نام هو الأخر ب سلام...
صباحاً
فتحت عينيها ببطئ لتجد نفسها تنام بين أحضان ليث الذي يدفن وجهه بتجويف عنقها، أتسعت عيناها بصدmة و هي تبتلع ريقها، ف كيف و متي جاء ليث لينام معها؟!
ما لبست حتي ابتسمت بحنان و هي تمرر يدها علي خصلاته البندقيه الغزيره، أبتعدت عنه قليلاً حتي أصبح وجهها مقابلاً لوجهه، تحسست وجهه المرتخي بأناملها و هي مبتسمه، طبعت قبله رقيقة علي جانب فكه العريض ثم أزاحت ذراعه من عليها ببطئ، أستقامت بوقفتها و من ثم ذهبت للحمام حتي تغتسل و قد قررت البدأ بخطة ناريمان من الآن!
فتح عيناه فجأة بحدة عنـ.ـد.ما سمع صوت غلق الباب الخافت، أعتدل سريعاً جالساً علي السرير و هو يزفر بضيق، ف تلك الفتاة بحركاتها التلقائية تثير داخله أشياء غريبة لم يعيشها إلا مع حوريته!
مسح علي شعره بقوة و هو يتنهد بعمق ثم نهض متجههاً لغرفته، أغلق الباب خلفه بعنف لتطل بعدها بثواني رُسل من خلف باب المرحاض، أبتسمت بمكر، تشـ.ـدقت بخبث:
- أشرب يا معلم!
فهي كانت تعلم أنه مستيقظ و الفضل لتنفسه السريع الذي نبئها، دلفت مرة أخري للمرحاض حتي تكمل أغتسالها التي لم تبدأه بعد..!
يجلس في شقته يدخن سيجارته بشراهه و هو ينظر لتلك التي تنام علي فراشه، لا يسترها سوي ذلك الشرشف الأبيض، صاح بقوة:
- أنتي يا بت، فوقي!
فتحت عينيها بتثاقل ثم أمالت رأسها نحوه تناظره بنظرات ناعسة، تمطأت بذراعيه قائلة بإبتسامة ثقيلة:
- صباح الخير يا بيبي!
صرخ صهيب بغضب:
- قومي يا ***** يلا!
أنتفضت بفزغ قائلة:
- في أية بس يا صهيب؟!
أنتصب بوقفته متوجههاً إليها، أمسك خصلاتها بعنف و هو يقول:.
- أمشي من هنا مش طايق أشوف وشك!
أومأت له الفتاة بفزع ثم بدأت بإرتداء ملابسها بسرعة، أخذت حاجيتها و خرجت ليتهاوي صهيب علي الفراش و هو يقول بحنق:
- أتجوزتي، أتجوزتي يا مرام؟!
ضـ.ـر.ب الفراش بقبضته و هو يكمل بغضب أعمي:
- بس علي جثتي أخلي ال *** دا يتهني بيكي و لو للحظة، مرام بتاعتي أنا و بس!
↚ظهراً
أستقلت سيارتها و بجانبها مريم، قالت مريم بتوجس:
- أنتي متأكده أنك مش هتقولي ل ليث أنك خارجة!
أومأت رُسل بهدوء و هي تقول:
- أيوة!
زفرت مريم ثم هتفت بنفاذ صبر:
- يا بـ.ـنتي قوليله، جوزك عصبي جداً و ممكن يبهدلك!
أردفت رُسل بغره و هي تدير المحرك:
- هه، مين دي اللي تتبهدل يا ماما، هئ دا أنا أبهدل بلد!
زمت مريم شفتيها بعد رضا لتنطلق بعدها رُسل ب سيارتها متجهه نحو وجهتها..!
- أية رأيك أخدك أفسحك النهاردة؟!
تشـ.ـدق إياد بتلك الكلمـ.ـا.ت و هو يطالع مرام بحماس، قالت مرام و هي ترجع خصلة من شعرها خلف أذنها:
- تمام!
لاحظت نظراته الشاردة الموجهه نحوها لتقول بدهشة و هي تلوح بيدها أمام وجهه:
- إياد، روحت فين؟!
حرك ناظريه عنها و هو مندهش من نفسه، ف تلك الفتاة تجعله يركز في أقل تفصيله بها أو حركه تفعلها، سوف يجن عن قريب بسببها فعشقها قد تمكن منه حقاً، همس بحرارة و هو يقترب منها بجسده:
- كنت سرحان فيكي يا حياتي!
أبتلعت مرام ريقها و هي تخفض عينيها في الأرض خجلاً، أمسك إياد ذقنها برقه ثم رفعها لتتشابك نظراتهما لدقائق، تمتم بعشق جارف:.
- جيتي يا مرام شقلبتي حالي و حياتي، بقيت بفكر فيكي في كل وقت حتي لما بشتغل أو بنام صورتك مبتغيبش عني، أنا بقيت بتنفسك، بقيت بعشقك مش بحبك بس مين أصلاً كان يصدق أني أحب لكن أنتي يا مرام أخترقتي القانون دا، دخلتي لحياتي زي الإعصار و بدلتيني ب واحد تاني!
ضمها إليه ثم دفن وجهه بتجويف عنقها لتحتضن مرام خصره و إبتسامة سعيدة تُرسم علي محياها، طبع قبله رقيقه علي عنقها أثارت القشعريرة في كامل جسدها، أردف بحب:
- بحبك يا سندريلا!
كان يبحث عنها في جميع أرجاء المنزل إلي أن صادف عمار، حك شعره قائلاً بتـ.ـو.تر:
- مشوفتش رُسل؟!
أجاب عمار ببلاهه:
- اه خرجت!
أنزل يده و هو يقول بملامح قاتمة:
- أية، خرجت؟!
= أه و الله، خرجت مع مريم!
أشتعلت عيناه بغضب ثم قال و هو يسير تجاه الشرفة المطلة علي حمام السباحة:
- ماشي!
وقف ب الشرفة لدقائق و هو يقبض علي سورها المنخفض بغضب ف كيف لها أن تخرج دون أن تعلمه، شـ.ـد علي شعره بقوة ثم أمسك بهاتفه و قام ب الإتصال ب رقمها، ثواني و فُتح الخط، كاد أن يتحدث لكن كلمـ.ـا.تها و هي تتنهد بحب شلت لسانه:
- عبدالرحمن دا حبي الأول يا مريم، متتصوريش كان واحشني إزاي!
ردت مريم بضحك:
- عشان كدا مكنتيش عايزة تقولي ل ليث أنك خارجة؟!
تشـ.ـدقت رُسل:.
- مظنش أصلاً أن ليث هيدايق من كدا، و عموماً أدينا روحنا للدكتورة بتاعتك و ل بودي و كل شئ تمام!
أنزل الهاتف من علي أذنه و قد أصبحت نظراته و ملامحه أشـ.ـد قتامة، ف من هذا الذي تتحدث عنه؟!
دقائق مرت إلي أن لمح سيارتها تدخل ل محيط ال?يلا ثم تترجل منها هي و مريم و هما يضحكان، شرد لدقيقة في إبتسامتها التي جعلت قلبه يدق بعنف لكنه تدارك نفسه سريعاً و خرج من الشرفة نحو صالة الإستقبال، ليجدها تدلف من الباب الرئيسي، صاح بصوت ك الرعد:
- رُسل، تعالي ورايا!
ثم قام ب الصعود للطابق الثاني، نظرت له بدهشة لكنها أدركت نفسها سريعاً و قامت ب اللحاق به..!
جاءت مكالمة ل مريم ف خرجت لتجيب و هي تتمشي في الحديقة الواسعة، و إذ بأحدهم يحيط خصرها بيد و باليد الأخري يضع منديل مشبع ب المـ.ـخـ.ـد.ر علي فمها و أنفها، أطلقت صرخة مكتومة و هي تتلوي بين ذراعيه لكنها ما لبست حتي هدأت حركتها إلي أن أنعدmت، أخذها ذلك المجهول ثم خرج من الحديقة بهدوء و هو حاملاً إياها بين ذراعيه..!
فتحت الباب لتشهق ب لحظتها عنـ.ـد.ما وجدت ليث يجذبها من ذراعها و يلصقها بالحائط، أحتجزها بين جسده و الحائط ثم قام بوضع كفف يده بجانب رأسه، قال بهمس خطير:
- كنتي فين و مين عبدالرحمن؟!
قالت بجمود:
- أظن أن أحنا هنطلق يعني مش ليك الحق أنك تسألني أي حاجة!
أجفلت عنـ.ـد.ما ضـ.ـر.ب الحائط و هو يصيح بغضب أعمي:
- متستفزنيش يا رُسل، مين عبدالرحمن؟!
لم ترد ليمسك فكها بقوة و يصـ.ـر.خ:
- أتكلمي، أنا ماسك نفسي عنك بالعافـ.ـية!
ردت ببرود:
- الشخص اللي بحبه، أستريحت دلوقت يا ليث؟!
نظر لها بصدmة من تلك الجرأة التي جعلتها تنطق تلك الكلمـ.ـا.ت أمامه هكذا، أردف بنظرات قاتمة:
- ت عـ.ـر.فيه من أمتي؟!
= من أربع سنين!
صاح بغضب و هو يضغط بجسده عليها:
- عشان كدا عايزة تطلقي صح؟!
تشـ.ـدقت بهدوء نسبي:
- بلاش الأو?ر دا يا ليث، أنت لسة حورية في قلبك و أنا عبدالرحمن في قلبي ف عادي يعني!
صرخ بغضب:
- أسكتي أسكتي!
رفعت حاجبها قائلة بمكر:.
- أنت متعصب أوي كدا لية، تكونش بتغير؟!
طالعها بحنق ثم أبتعد عنها معطياً إياها ظهره، قال بصوت متحشرج:
- أطلعي بره يا رُسل!
أبتسمت بخبث ثم خرجت بخطوات متهادية من الغرفة..!
أجتمع الجميع في غرفة السفرة حتي يتناولون طعام الغداء..
سأل عزت بدهشة:
- أومال مريم فين؟!
أجابت رُسل بهدوء و هي تضع الطعام في فمها:
- أتخـ.ـطـ.ـفت!
= أية؟!
هتف بها الجميع بفزت لتقول ببرود:
- أية يا جماعة في أية، جوزها خـ.ـطـ.ـفها عشان يعرف يصالحها إيزي يعني!
تنفس عزت الصعداء لكنه ما لبس حتي قال ببعض الغضب:
- مش كان المفروض يجي يقولي حتي؟!
رددت ببرود صقيعي و هي تنظر له بتحدي:.
- أنا أختها الكبيرة، و أنا اللي ليا حكم عليها و أقول تروح و لا ما تروح ف عشان كدة رامي قالي و أنا وافقت!
زفر عزت بغضب و هو يقول:
- رُسل، يا ريت تبطلي تستفزيني عشان أنا صبري بدأ ينفذ!
رفعت كتفيها بلامبالاة قائلة:
- أنا مبستفزش حد، و لا الحقيقة دلوقت بقت تزعل؟!
صاح ليث بصرامة و تحذير:
- رُسل، كفاية!
طالعته ببرود ثم أكملت طعامها، نظر لها بضيق ف منذ حديثهم الأخير و هو يشعر بنيران مستعرة في صدره، ف من هذا ال عبدالرحمن الذي تحبه؟!
زفر بإختناق ثم نهض من علي مقعده، صاحت ناريمان بدهشة:
- ما كملتش أكلك لية يا ليث!
تمتم بإقتضاب:
- شبعت!
هزت رأسها بعدm رضا ثم نظرت ل رُسل لتجدها تبتسم إبتسامة جانبية و هي تغمز لها ؛ لتدرك حينها أنها بدأت بخطتها..!
بينما علي الجهه الأخري كانت مرام تتناول طعامها بهدوء و إذ بها تشعر بأصابعه العابثة تدغدغ خصرها، أنتفضت في جلستها و هي تكتم ضحكاتها بصعوبة، أرسلت له نظرة تحذير ليبادلها بأخري بريئة، أنتقل من خصرها لظهرها لتتلوي مرام و ضحكاتها علي وشك أن تنفلت منها، أنتصبت فجأة و هي تقول:
- الحمدلله شبعت!
ثم ذهبت ركضاً من الغرفة لينظر إياد ل طيفها بخبث...
فتحت أعينها بتعب و هي تأن لتجد أمامها رامي يراقبها بهدوء، أنتفضت من نومتها قائلة بحنق:
- أنت إية اللي عملته دا؟!
قال بهدوء:
- مراتي و جبتها، عادي يعني!
صاحت بغضب:
- بس أنا مش عايزة أقعد معاك، مش طايقة أشوفك!
أقترب منها ببطئ و هو يقول بشجن:
- و أنا عايز أفضل معاكي طول عمري، عايز أشوفك علي طول، مش عايز ثانية تضيع في عمري من غيرك!
أبتلعت ريقها و هي تطالعه بتشتت، ف حبيبها دائماً ما يهدm حصونها الواهيه لكن تلك المرة لا و ألف لا هي لن تستسلم بسهولة، يجب عليها أن تقومه قليلاً حتي يدرك من السيئ و من الجيد..
هتفت بصرامة:
- عندك، مش أنت عايزني جنبك هنا، أوي أوي بس متقربش مني، تعاملني زي الغريبة!
تمتم بدهشة:
- نعم ياختي؟!
أجابت بغره:
- هو دا اللي عندي غير كدا بقااا أنا أروح أقعد مع أخواتي و..
كمم فمها و هو يقول بجدية:.
- أنتي مكانك هنا معايا يا مريم، و المهزلة اللي حصلت دي بقعادك بعيد عني مش هتتكرر تاني!
نهض ثم قال بتنهيدة:
- عموماً أنا هنفذلك اللي أنتي عايزاه، لكن دا وضع مؤقت عشان تكوني عارفة!
ثم أنصرف للخارج بهدوء لتهمس مريم بأعين لامعه:
- كنت واحشني أوي يا رامي!
- قام قال بكل هدوء أطلعي بره، و أنا اللي كنت فاكره هيقلب عليها وا.طـ.ـيها و يقول لأااااااا مش هيحصااااال و يعمل فيها عنتر أبن شـ.ـداد لكن أبداً فريرز و هيفضل طول عمره فريزر!
هتفت بها رُسل ل ناريمان التي تتابعها بإهتمام، ضحكت ناريمان بخفة و هي تقول بخبث:
- دا أنتي حالة شاذة بقااا، كون أنه يقولك أطلعي بره بس و أنتي قايله بس أسم حورية قدامه دا شئ يدعو للتفائل!
قضمت تلك القطعة من التسالي و قالت بتحسر:.
- و أنا اللي كدبت و فتحت المكالمة علي الحتة المهمة عشان يتنحرر شوية لكن لأ و لا قالي أنتي بتاعتي أنا بس و لا باسني زي ما بشوف في الأفلام و الروايات، أقول أية بس ذنب ناس بتخلصه ناس!
ضحكت ناريمان قائلة و هي تنهض:
- الواحد ميعرفش يقعد معاكي من غير ما بطنه تو.جـ.ـعه من الضحك، يلا تصبحي علي خير يا حبيبتي!
رددت بإبتسامة صافية:
- و أنتي من أهله يا طنط!
في الساعة الخامسة صباحاً من اليوم التالي.
دلف للبوابة و هو ينهج من فرط المجهود الذي فعله و هو يقوم ب الركض، قطب جبينه بذهول عنـ.ـد.ما وجدها تخرج من المنزل ركضاً ثم تستقل سيارتها و تنطلق بها بسرعة فائقة غير منتبهه له، دخل للمنزل سريعاً ف وجد مرام تجلس في صالة الإستقبال و هي تقضم أظافرها بتـ.ـو.تر، هتف بنبرة يشوبها القلق:
- هي رُسل راحت فين؟!
رفعت أنظارها له و من ثم أجابت بقلق:.
- الدار أتصل بيها و بيقولوا أن عبدالرحمن سخن من إمبـ.ـارح و بيخترف بأسمها ف جريت علي هناك!
تشـ.ـدق بسرعة:
- تقدري تيجي معايا توريني مكان الدار دا؟!
أومأت بلهفه ليقول و هو يتجه ل غرفته:
- دقايق ألبس بس و نروح علي طول!
دلفت لتلك الغرفة الكبيرة التي يوجد بها عدد من السرائر، ما أن أقتربت من السرير الخاص به حتي هتفت ب لهفه:
- عبدالرحمن!
نهضت مديرة دار الأيتام و هي تقول بأسف:
- أسفة أني أتصلت بحضرتك دلوقت يا آنسة رُسل بس عبدالرحمن سخن جداً و مفيش علي لسانه غير أنا عايز رُسل!
جلست علي السرير و هي تطالع ذلك الطفل ذا الوجه البرئ ب شعره الكستنائي الناعم الغزير التي تقع بعض خصلاته علي جبينه و بشرته البيضاء المحمرة، ملست علي خصلاته قائلة بقلق حقيقي:
- عبدالرحمن، حبيبي أنا جيت!
بدأ الطفل بفتح أعينه بأعياء، همس بصوت متحشرج و هو يبكي و قد أدلي شفته السفلي:
- رُسل!
قبلت رُسل وجهه عدة قبلات قائلة بلهفه:
- مالك يا روحي!
أجاب بنبرة مبحوحة:.
- في، في ناس كانوا هنا النهاردة عايزين أروح معاهم و صاحبي قالي لو روحت معاهم مش هتشوف رُسل تاني، مش أنتي قولتيلي أنك هتاخديني و أبقي علي طول معاكي؟!
تساقطت دmـ.ـو.عها رغماً عنها ثم تشـ.ـدقت:
- متخافش يا قلبي أنت مش هتبعد عني!
ربتت علي صدره مردفه بحنان:
- نام دلوقت يا عبدالرحمن، نام يا حبيبي عشان تخف و تبقي كويس و ترجع تلعب كوره تاني..
أومأ لها و من ثم أغمض عينيه لتنهض و هي تكفكف دmـ.ـو.عها، قالت لمديرة الدار بصرامة:
- ممكن أعرف حضرتك مقولتيش حاجة زي دي لية، أنا كنت هنا إمبـ.ـارح و مجبتيش سيرة أن في حد عايز يتبني عبدالرحمن!
أجابت المديرة بعملية:
- يا آنسة رُسل عبدالرحمن محتاج أسره تحتضنه و لازم تكون مستقرة عشان توفرله جو و بيئة مناسبة للنمو بإتزان و أنا شايفة أن الأسرة دي مناسبة!
تمتمت و هي تجز علي أسنانها:.
- ما أنا كتير قولت أني عايزة أتبناه و أنتي كنتي بترفضي!
= حضرتك أنتي مش متجوزه عشان تقدري تتبنيه!
قالتها بصرامه لتزفر رُسل بإختناق و هي تخرج ل حديقة الدار، جلست علي إحدي المقاعد الخشبية الطويلة المثبتة في الأرض ثم أخذت تبكي بصمت لبعض الوقت إلي أن وجدت مرام أمامها و هي تقول بقلق:
- رُسل، في أية؟!
أنفجرت في البكاء أكثر لتجلس مرام بجانبها سريعاً و تقوم بضمها، غمغمت رُسل بحـ.ـز.ن و بكاء:.
- في ناس عايزين يتبنوا عبدالرحمن يا مرام، أنا مش مصدقه أنه هيبعد عني كدا خلاص، دا في الفترة اللي كنت فيها في أمريكا كان قلبي بياكلني عليه أوي، مكنش بيكفيني مكالمة تليفون عشان أطمن عليه..!
أكملت بنحيب:
- أنا اللي علمته إزاي يمشي و أنا اللي علمته يتكلم و كنت بتكفل بكل مصاريفه، كنت زي أمه و أكتر و في الأخر يجي ناس يخدوه مني كدا علي الجاهز، ياخدوا حتة مني؟!
ظلت مرام تربت علي كتفها و هي تهدأها ببعض الكلمـ.ـا.ت بينما الأخر كان يقف خلفهم بمسافة يستمع لهذا الحوار الدائر و قد غمره شعور ب الألم لحالتها، وجد مرام تنظر له بمعني ماذا أفعل ليبادلها بأخري تعني أنا تأخذها و تذهب، لتنفذ مرام رغبته وسط إعتراض رُسل لكنها ب الأخير رضخت..
يُتبع
حبيت اقولكم علي روايتي الجديدة علي مر الزمان هينزل اول فصل منها النهاردة علي الواتباد و دا إقتباس منها?.
- أية، إزاي عايش لغاية دلوقت؟!
هتفت هدي ب دهشة تخالجها، أمر لا يُصدق، جدها علي قيد الحياة حتي الآن؟
أرتفع حاجبي ميرال ب ذهول مما تسمعه من ذلك المدعو ب ستي?ن ، أيعقل أن يكون علي الأرض تلك النادرة، شخص يبلغ التاسعة عشر بعد المائة و مازال يعيش حتي الآن، تمتمت بعدm ب إستنكار و هي قاطبة الجبين:
- و هل تذكر الآن أنه يمتلك إبنه بعد تلك المدة الكبيرة؟
صمت ستي?ن لثانية و هو يراقب تلك الفتاة اليافعة ب تمعن، هي ليست ب السهلة أبدًا و يبدو أنها س تقف ك حائل أمام رغبة رب عمله السيد ياسر ، تنهد بخفة ثم أردف ب رويه موجههًا حديثه ل فاطمة الواجمة:.
- قبل أن يترك السيد سي? مصر مع الإحتلال كان يداوم علي البحث عن السيدة زُبيدة و إبـ.ـنته لكنه للأسف لم يجد لها أثر، حتي أن تابع البحث حتي عنـ.ـد.ما عاد ل إنجلترا، لكنه للأسف أصابه اليأس بعد فراقه من السيدة زُبيدة ب ثلاثة و عشرون عامًا و لم يكمل البحث، و في تلك الأيام مرض مرض شـ.ـديد و كان طلبه من إبنه أن يجد أخته و يجلبها له، و تم تكليفي أنا ب البحث عنك و ب فضل التقدm و التكنولوجيا أستطعت إيجادك، و ها أنا هنا الآن أطلب منكِ.
أن تحضري معي حتي يراكي السيد سي? و هو في أخر أيامه..
ران الصمت في المكان ل ثواني قطعته ميرال و هي تهتف ب ترقب:
- تيتة، أنتي موافقة علي كلامه و لا أية؟
أبتلعت هدي ريقها ب تـ.ـو.تر ف لو أجابت والدتها ب إجابة لن تُرضي إبـ.ـنتها ب التأكيد ستثور ثائرتها، هي لا تتحمل غياب جدتها عنها ل ساعات ف ما بال لو قضت شهور هناك..؟
رفعت فاطمة عينيها نحو ستي?ن قائلة ب قوة:.
- حسنًا، أنا موافقة، لكن إبـ.ـنتي و حفيدتي سيرافقونني في تلك الزيارة..!
إبتسامة ظفر ظهرت علي جانب شفتيه و هو يومأ ب ترحاب متحمس، ها هو قد نجح في مهمته المُكلف بها دون عناء يُذكر، حتي أن تلك الفتاة ذات الأعين العنبرية لم تقف حائل أمامه كما كان مُعتقد، ف يبدو أن الكلمة الأولي و الأخيرة في ذلك المنزل ل السيدة فاطمة .
ألقي نظرة عابرة نحوها ليجدها تشتعل غـ.ـيظًا حتي أن وجهها الخمري قد ظهر عليه الإحمرار من فرط الغـ.ـيظ و الحنق، تلوي فمه ب إبتسامة ماكرة و هو يتمتم:
- متأكد ب أنها لن تمر من تحت أيدي السيد الصغير ب سلام في تلك الزيارة، سيريد أن يوقعها ب شباكه ب التأكيد.
ضحك ضحكة خافتة خبيثة ف كيف و لا و هو يتحدث عن آمن ..؟
↚جالسة في غرفتها تراقب نقطة وهمية بشرود إلي أن جاءها طرق علي باب غرفتها، رددت بهدوء:
- أدخل..
دلف عمار بطلته المشاكسة و هو يقول مضيقاً عينيه:
- سولي حبيب قلبي!
قالت بضيق:
- عمار لو سمحت أنا مدايقة دلوقت!
ضـ.ـر.ب علي صدره قائلاً بشكل مضحك:
- يا فضحتشي، مدايقة و أنا موجود، أنتي بتبوظي سمعتي علي فكرة!
أبتسمت بخفة ليقول و هو يجذب ذراعها:
- قومي كدا يا بـ.ـنتي، عايزة أقولك علي سر!
زمت شفتيها و نهضت معه، أخذها و هبطوا للحديقة ليقول بتـ.ـو.تر:
- بابا بيقول أن النتيجة بتاعتي طلعت!
قطبت جبينها قائلة بدهشة:
- دا السر؟!
هتف بإستهجان:
- لا طبعاً، أنا عايزك دلوقت تساعديني أني أهاجر و أروح اليونان قبل ما يعرفوا الدرجات!
نظرت له بحنق ثم قالت:
- أنت مش كنت بتذاكر كويس!
هز رأسه بتـ.ـو.تر لتهز رأسها بقلة حيرة و هي تتقدm لتدلف للداخل مرة أخري لكنها ما لبست حتي توقفت عنـ.ـد.ما سمعت صوت صغيرها يقول بسعادة:.
- رُسل!
أستدارت لمصدر الصوت بلهفه لتجد ليث يتقدm منها و هو يحمل عبدالرحمن و بيده الأخري الحقيبة الخاصة به!
هتفت بعدm تصديق و سعادة:
- عبدالرحمن!
أنزله ليث ليركض نحوها، ألتقفته من علي الأرض بسعادة و أخذت تدور به و هي تتمتم ببعض الكلمـ.ـا.ت السعيدة، بعد دقائق قال عبدالرحمن ببراءة و هو يشير ل ليث المراقب للموقف:
- أنا هفضل معاكي علي طول يا رُسل، عمو دا قالي كدا!
قبلته بقوة من وجنته المكتنزة و هي تقول:.
- أيوة يا حبيب رُسل هتفضل معايا علي طول و مش هتسيبني!
أنزلته علي الأرض ثم قالت ل عمار:
- عمار معلش خد عبدالرحمن لمرام و أنا جاية علي طول!
هز عمار رأسه بإبتسامة ثم قام بإمساك يد الصغير و أخذه للداخل، طالعت ليث بحب و هي تقترب منه حتي لم تفصلهم سوي إنشات صغيرة، سارعت بإحتضانه بقوة وسط دهشته، حاوطها بتردد مبادلاً إياها العناق بإبتسامه خفية، دقائق و بادرت في الإبتعاد لتقول بعدها و هي تطلع لعينيه:.
- شكراً يا ليث!
هز رأسه بإبتسامة صغيرة لتقف علي أطراف أصابعها و تقوم بتقبيل وجنته بخفة ثم تركض للداخل حتي تمكث مع عبدالرحمن، وقف مكانه لثواني مصدوماً لكنه ما لبس حتي إبتسم بإتساع حتي بانت غمازتيه و هو يتحسس مكان القبلة..
هتفت ناريمان بضحك:
- بس عبدالرحمن عسل أوي بسم الله مشاء الله!
ضحكت مرام قائلة:
- لأ يا طنط مينفعش كدا أنتي بتعاكسيه قدامي كدا عيني عينك؟!
قالت ناريمان بمكر:
- لية، لحسن هتجيبيه ضره لأبني!
تصاعدت ضحكات الجميع ليسارع عبدالرحمن بقوله البرئ:
- أنا لما أبقي كبير زي مرام هتجوزها!
أتسعت عينا إياد و هو يقول بحنق:
- نعم ياخويا، لأ دي محجوزة كومبليت يعني!
ضيق عبدالرحمن عينيه و هو يردف بحنق طفولي:.
- لأ أنا اللي شوفتها الأول!
أردف إياد بعناد لا يناسب سنه و هو يقترب بوجهه من عبدالرحمن:
- خلاص أشطا يا باشا نسألها و هنشوف هتختار مين؟!
نظر لها عبدالرحمن ببراءة بعينيه الزرقاء الصافية منتظراً إجابتها لتقول مرام و هي تحتضنه:
- يا خلاثي علي بصة القطط، طبعاً يا بودي أختارك أنت!
جحظت عينا إياد بصدmة لتقول مرام بأسف مصطنع:
- أسفة يا إياد، أنا بضعف قدام عيونه الزرقا دي!
صاح بحنق و هو يشـ.ـد حدقته للأسفل:.
- ما هي خضره أهيه خضرة مبتتضعفيش قدامها لية؟!
آتت رُسل ب تلك اللحظة لتقول بمرح و هي تلقي بجسدها بجانب عبدالرحمن:
- شكلك وحش أوي يا إياد الصراحة!
لوي شـ.ـدقه قائلاً بسخرية:
- بقااا أنا إيااااد يجي العيل السفروت دا يغلبني و يخلي مراتي تختاره!
أجاب عبدالرحمن بغره:
- عشان أنا أحلي منك!
ضحكت مرام عالياً و هي تقول بمرح:
- أقدmلكم تربية رُسل، الرد بيكون جاهز قبل ما تتكلم حتي!
نهضت رُسل حاملة عبدالرحمن و هي تقول بزهو مصطنع:
- هه، عشان تعرفوا قدارتي بس!
هتفت ناريمان:
- رايحة فين يا رُسل!
قالت و هي تملس علي شعر عبدالرحمن:
- هغير ل عبدالرحمن و أكله!
أومأت بإبتسامة هادئة لتغادر رُسل صاعدة لغرفتها، آتي ليث بعد دقائق و جلس بهدوء بجانب ناريمان ليقول بتردد:
- هي رُسل راحت فين؟!
أجابت ناريمان بتلقائية:
- بتغير ل عبدالرحمن!
جحظت عيناه و هو يردد بغيرة واضحة:
- أممممم، بتغيرله!
نهض سريعاً و قد تحولت ملامح وجهه الهادئة إلي الحنق الشـ.ـديد، راقبت ناريمان صعوده علي الدرج بسرعة بأعين ماكرة و هي تهمس:
- بتغير يا ليث من عيل صغير؟!
توجه لغرفتها ليجد ضحكاتها الرنانة تصدح هي و ذلك الصغير، ضيق عينيه بحنق و من ثم أدار المقبض ليجد رُسل تجلس علي السرير و عبدالرحمن أمامها يرتدي فقط منشفة تكاد تبتلعه، هز رأسه لتتناثر قطرات الماء علي رُسل لتهتف بمرح:
- بلتني يا عبدالرحمن!
تابعت و هي تقربه منها حتي تلبسه ملابسه:
- تعالي يلا عشان تلبس لحسن تاخد برد!
أنتفضت من جلستها عنـ.ـد.ما صدح صوت ليث و هو يزمجر قائلاً:
- رُسل!
أنتفض عبدالرحمن هو الأخر و أقترب من رُسل محتضناً إياها ليزيد من حنق ذلك الواقف أكثر، قالت رُسل و هي تلهث:
- إية يا عم خضتنا!
أردف بملامح قاتمة:
- هاتي أنا هلبسه!
صاحت هي و عبدالرحمن في نفس الوقت:
- لأ عيب!
رفع حاجبيه بدهشة ليقول عبدالرحمن و هو يضم رُسل بتملك:.
- رُسل هي اللي بتلبسني!
هتف ليث بغيرة واضحة:
- لا يا حبيبي خلاص كان زمان و أزح، دلوقت لألبسك أنا لا أجيب مرام أو ماما يلبسوك لكن رُسل لأ كفاية أنها حمتك!
أردفت رُسل ببلاهه:
- أية يعني يا ليث، دا طفل!
تشـ.ـدق بصرامة:
- لأ!
نفخ عبدالرحمن خديه و هو يقول بضجر:
- رخم أوي!
قهقهت رُسل بقوة ليقطب ليث جبينه قائلاً:
- بتضحكي لية؟!
قالت من بين ضحكاتها:
- أبداً!
نظرت ل عبدالرحمن و تشـ.ـدقت بحنان:.
- خلاص يا عبدالرحمن، هخلي مرام تيجي تلبسك!
زم شفتيه ثم أومأ برأسه، خرج ليث حتي يأتي ب مرام ليقول عبدالرحمن بملامح ضجره:
- هو دا جوزك يا رُسل؟!
أومأت بضحكة خفيفة ليتابع بحنق:
- دا رخم أوي، أنتي أتجوزتيه لية؟!
غمغمت بملامح شاردة:
- هي جت كدا!
هزت رأسها ثم أردفت بإبتسامة لطيفة:
- بس عيب كدا يا عبدالرحمن، مينفعش تقول علي حد أكبر منك كدا!
أشاح بوجهه للجهه الأخري بحنق لتقول و هي تدغدغه:.
- أية يا بودي أنت زعلااان؟!
ضحك عبدالرحمن قائلاً:
- بغيييير، بس!
دق الباب لتدلف مرام و خلفها ليث، قال ليث بصرامة:
- رُسل، عايزك!
زفرت ببطئ ثم خرجت معه من الغرفة، وقفت أمامه مكتفه ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بملل:
- نعم؟!
طالعها قليلاً ببرود ثم قال:
- أقفي هنا لغاية ما مرام تلبسه!
وضعت ذراعيها بجانبها و هي تهتف بعدm تصديق:
- ليث، أنت واعي أنت بتقول إيه، دا طفل عنده خمس سنين علي فكرة!
= أنا عارف أنه طفل!
قالها ببرود لترد بحنق:
- مدام أنت عارف كدا لية التصرف دا، أنا كنت علي طول بلبس عبدالرحمن عادي يعني!
أردف ببرود و هو يدنو منها بوجهه:
- الكلام يتسمع و خلاص!
= لأ مش هيتسمع و خلاص!
قالتها بتحدي ليجذبها فجأة ملصقاً إياها بالحائط، مال عليها قائلاً بغـ.ـصـ.ـب:
- كلمة كمان و هسكتك بطريقة مش هتعجبك!
زمت شفتيها بحنق و آثرت الصمت، خرجت مرام من الغرفة و هي تقول:
- لبسته خلاص!
أومأ ليث قائلاً بإبتسامة خفيفة:.
- شكراً يا مرام!
بادلته الإبتسامة مع هزت رأس صغيرة ثم هبطت للأسفل، نظر ل رُسل نظرة عابرة ثم خطي تجاه غرفته..
علي طاولة العشاء كان الجميع موجود، يتناولون طعامهم بهدوء بينما كانت رُسل منشغلة بإطعام عبدالرحمن الذي يجلس فوق قدmيها، حمحم عزت قائلاً بنبرة فاترة:
- خيرية أتصلت بيا النهاردة و عزمانا كلنا نقصي عندها أسبوع في الساحل!
غمغم الجميع ب الموافقة ما عداها ليتابع و هو ينظر ل رُسل بقوة:
- و أكدت عليا أن رُسل تيجي!
توقفت عن مضغ الطعام لثواني لكنها سرعان ما أستأنفته قائلة بفتور:.
- الكل عارف أني مقدرش أرفض طلب ل عمتو ف أكيد هاجي!
تمتم عبدالرحمن بأعين متسعة بشكل برئ:
- هو أية الساحل دا يا رُسل؟!
قالت و هي تقبل وجنته و تضع بعض الطعام في فمه الصغير:
- بلد يا بودي فيها بحر!
تهللت أسارير عبدالرحمن و هو يهمس:
- الله!
ضحكت بخفة ثم قالت:
- كُل بقا يلا عشان نروح!
أومأ لها بسرعة ثم قام بتناول الطعام بسرعة، بينما علي المقعد المقابل لها كان يجلس ليث و هو يغرس الشوكة بالطعام و يحدجهم بنظرات قـ.ـا.تلة، ف ذلك الصغير يثير حنقه بسبب طريقه أقترابه منها، يشعر بنيران تشلي بصدره بمجرد يراها مع فرد من الجنس الأخر مهما كان سنه أو درجه قرابته منها!
هتف عمار ببلاهه و هو يحشر كمية من الطعام بفمه:
- و هنروح أمتي بقي يا بابا؟!
أجاب عزت و هو يقوم بتقطيع قطعة اللحم التي أمامه:.
- بعد بكرة!
صاح موجههاً حديثه ل رُسل:
- خلاص يا سولي يبقي ننزل بكرة أنا و أنتي عشان أجيب شوية حاجات!
رددت بحماس:
- تمام!
خرجت من غرفتها نحو المطبخ حتي تحضر الطعام ف معدتها تعتصر نفسها جوعاً، وقفت في المطبخ الواسع واضعة يدها بخصرها تفكر بما ستفعله ليخطر ببالها أن تحضر عشقها الأول البيتزا، بدأت بتحضيرها و بينما هي منهمكة في فرد العجين إذ بها تشعر بذرعان قويان يلتفان حول خصرها النحيل، شهقت بجزع و هي تلتف لتجد رامي يقف أمامها يطالعها بنظرات عابثة، وضع كفيه علي الرخامه خلفها فأصبح محاصراً إياها، قال بمرح:.
- بتعملي أية يا ميرو؟!
برمت فمها قائلة بحنق و هي تبعده عنها:
- ملكش فيه و أبعد كدا
أقترب منها أكثر و هو يقول بنظرات ناعسة:
- أهه!
وضعت مريم يدها علي صدره تدفعه هاتفه بنبرة متلجلجة:
- بقولك أبعد مش قرب!
= يتمنعن و هن الراغبات، فاهمك أنا يا ميرو!
تبع كلامه بغمزه لتصرخ مريم بحنق:
- أنا لا راغبات و لا نيـ.ـلـ.ـة، أبعد بس عشان مزعلكش!
ألتصق بها قائلاً بخبث:
- و إن ما بعدتش!
طالعته بهدوء لثواني قبل أن تقول بإبتسامة مستفزة و هي تنثر الدقيق علي وجهه:
- هعمل كدا!
أبتعد عنها شاهقاً بصدmة فقد غطي الدقيق ملامح وجهه فجعل شكله مخيفاً، أنفجرت مريم ضاحكة ليضيق رامي عينيه بتوعد و هو يقترب منها، صرخت بفزع عنـ.ـد.ما وجدت رامي يحملها علي كتفه، رأسها للأسفل و قدmيها الذين تضـ.ـر.ب بهما في الهواء في الأعلي، هتفت بهلع:
- نزلني يا مـ.ـجـ.ـنو.ن!
= شكلك نسيتي أنا كنت بعمل فيكي إية يا مريم بس إيزي أفكرك!
عنـ.ـد.ما أستوعبت مقصده صرخت أكثر ليقف هو حينها أمام جدار صغير يفصل بين غرفتين مدقوق به مسمار أعلاه، حملها بوضعيه معتدله ثم قام بتعليقها من ملابسها في ذلك المسمار، صرخت مريم بحنق:
- لأ بقاااا لأ، نزلني يا رااااامي!
ذهب للمرحاض حتي يغسل وجهه ثم عاد مرة أخري مطالعاً إياه بحاجب مرفوع و هو يضع يديه في جيبا بنطاله القطني، أدركت مريم أنه لن يتركها إلا ب اللين لتقول بنبرة بريئة:.
- رامي، حبيبي، نزلني يلا دا أنا حتي مريم!
أبتسم بتسلي ثم قال بمكر:
- ماشي، بس لازم يكون في مقابل!
أومأت بسرعة ليرفعها مخلصاً إياها من ذلك المسمار ثم يجعلها تهبط، همس و هو يقترب منها بوجهه:
- المقابل بقاا!
هتفت ببلاهه:
- هه، يالهوووي البيتزا هتتحرق!
= تتحرق!
ثم مال عليها أكثر لتسارع هي في التملص منه، أبتعدت عنه هاتفه بتحدي:
- أبقي ألتزم بكلمتك أنك تبعد عني يا، رامي!
ثم ذهبت من أمامه بخطوات متهاديه تاركه إياه يتميز غضباً...
دلف لغرفتها بهدوء حتي يطمئن عليها لتتسع عيناه بحنق عنـ.ـد.ما وجدها تنام ب منامة مكونه من شورت يصل للركبة باللون الأزرق و كنزة بنصف كم من نفس اللون و تأخذ عبدالرحمن بين أحضانها، تمتم ببعض الكلمـ.ـا.ت الغير مفهومة و هو يتوجه نحوها، ف ماذا يفعل الأن؟!
إن أخذ ذلك الصغير لغرفته سيصحو مفزوعاً من عدm وجودها و إن تركهم لن يستطع هو أن ينام، رفع حاجبه بتفكير ثم قام بحمل عبدالرحمن من بين ذراعي رُسل النائمة بسلام و تمدد هو بجانبها واضعاً عبدالرحمن بجانبه، تطلع لها قليلاً نظرات واجمة، تنهد ثم قام بضمها لصدره و ذلك الصغير أيضاً، نعم يجعله يشعر بالحنق لكنه يشعر بأنه مسؤليته و يجب عليه حمايته و تـ.ـو.فير سبل الراحة له..!
تمتم بقلة حيرة:.
- بتعملي فيا إية يا رُسل؟!
زفر بهدوء ثم أغمض عينيه مستسلماً ل سلطان النوم..
↚أرتدت حذائها الرياضي بهدوء شارد إلي أن قُطع عنـ.ـد.ما دلف ليث للغرفة و هو ينادي بأسمها بهدوء، رفعت أنظارها إليه ليحدق ب عينيها الزيتونية الفاتحة للحظات، ظل التشابك البصري هذا لعدة ثواني قبل أن يحمحم ليث بخشونه و هو يقول:
- خُدي!
نهضت مقتربة منه، تطلعت لتلك البطاقة المصرفية التي ب يده بتساؤل ليهتف بهدوء:.
- هاتي اللي أنتي عايزاه ليكي و ل عبدالرحمن، صحيح أنا لاحظت أنه مش عنده هدوم للخروج كتير ف يا ريت تشوفي اللي محتاجه!
ربعت ذراعيها أمام صدرها قائلة بتقطيبة جبين:
- لا شكراً يا ليث أن...
قاطعها بصرامة:
- رُسل، أنتي مراتي و مسؤلة مني، و عبدالرحمن كذلك، دلوقت بقي إبني و أنا المفروض أوفرله كل أحتياجته!
صمتت، لا تعلم لماذا لكن كلمة مراتي.
التي نطقها و هو بكامل وعيه خدرتها بالمعني الكُلي، هو يعترف أنها تنتمي إليه، هو يعترف أنها هي له و هو لها، لكن الذي يحيرها أتلك الكلمة نابعة من قلبه أم إنها مجرد كلمة عابرة حتي يقنعها..؟!
أخذت نفس عميق ثم أومأت له ليمد يده ب البطاقة المصرفية، أخذتها منه ليقول بجمود:
- 2521988، دا الباسورد!
قالت بمرح:
- دا باسورد دا و لا تاريخ!
غامت عينيه بشرود و وضع يديه في جيب بنطاله، غمغم بإبتسامة حزينة:.
- هو فعلاً تاريخ، تاريخ غالي عليا أوي!
تنهد بحـ.ـز.ن ثم ذهب من أمامها، تصنمت لدقائق تفكر بكلمـ.ـا.ته و طريقة قولها و قد أوصلها عقلها لإجابة ما، خرجت من غرفتها ركضاً للأسفل ف وجدت عبدالرحمن يجلس مع عمار أمام التلفاز يشاهدون إحدي المسلسلات الكرتونية، رآها عمار فهتف قائلاً:
- خلصتي يا رُسل!
صاحت بعجلة:
- اه ثواني بس هعمل حاجة و هنمشي!
دلفت للمطبخ لتجد ناريمان تقوم بعمل الطعام مع مرام و هما يتضحكتان، وقفت بجانب ناريمان و همست لها:
- حورية يا طنط كان تاريخ ميلادها إمتي؟!
قطبت ناريمام جبينها محاولة التذكر لكنها ما لبست حتي قالت بسرعة:
- 1988225، بس لية؟!
أبتسمت بسخرية و حـ.ـز.ن ثم هزت رأسها بمعني لا شئ و خرجت بهدوء..
أنتهوا من التسوق لتنطلق حيث منزلها حتي تأتي ببعض الأشياء منه، رفعت مكابح اليد قائلة بفتور:
- هتيجوا معايا و لا هتقعدوا في العربية؟!
صاح عبدالرحمن بلهفه:
- هاجي معاكي يا رُسل!
أبتسمت له ببهوت ليهتف عمار بمرح:
- شور هاجي معاكوا!
ترجلوا من السيارة ثم صعدا للبناية حتي وقفوا أمام باب المنزل، تطلعت رُسل ل باب المنزل بشغف و قد لاحت ذكريات في أفق عقلها..
فتاة في العاشرة من عمرها تدق عليه بضعف و هي تبكي بسبب إتساخ فستان العيد خاصتها لتظهر حينها حميدة و هي قاطبة الجبين، صاحت بجزع:
- أية اللي عمل فيكي كدا يا رُسل؟!
تمتمت رُسل ببكاء:
- سناء يا ماما بهدلته عشان هو أحلي من بتاعها!
أبتسمت حميدة بحنان و من ثم جثت علي ركبتيها محتضنه طفلتها برفق و هي تربت علي ظهرها قائلة:
- خلاص يا حبيبتي متزعليش، أنا هغسلهولك و هيرجع زي الأول تمام..
أومأت رُسل و هي تمسح دmـ.ـو.عها لتصتحبها حميدة للداخل و هي تلقي عليها بعض الكلمـ.ـا.ت المرحه..
دق سريع علي الباب أفتلعته تلك الفتاة ذات الثمانية عشر عام لتفتح حينها فتاة أخري ذات خمسة عشر عاماً و هي تطالعها بلهفه، هتفت مريم بقلق:
- عملتي أية يا رُسل؟!
قفزت عدة مرات بسعادة و هي تصرخ:
- جبت 92 %، جبت 92 % يا مريم!
صرخت مريم بسعادة و أخذت تقفز معها إلي أن أتت حميدة و هي واضعة يدها علي قلبها، تمتمت برجفة:.
- أية يا رُسل؟!
= %92 يا حميدة، أعاااااا!
رفعت حميدة وجهها للسماء و هي تغمغم بالحمد ل ربها و هي تبتسم بإطمئنان و سعادة، أنطلقت رُسل عليها ك القذيفة تحتضنها لتقهقه هي بسعادة و هي تبادلها العناق، أتت مريم و معها مرام ليحتضنوا أربعتهم بعضهم البعض بحب..
أفاقها من شرودها صوت عمار و هو يقول بذهول:
- يا رُسل، روحتي فين يا بـ.ـنتي؟!
هزت رأسها للجانبين و من ثم دست المفتاح ب الباب و أدارته عدة مرات حتي فُتح، دلفت للمنزل ببطئ و هي مغمضه الأعين حتي لا تبكي، عبق والدتها مازال يفوح في المكان، دفئ المكان جعلها تشعر بأن والدتها تحتضنها الأن فعلياً لتسيل دmـ.ـو.عها ببطئ، هتف عبدالرحمن و هو علي وشك البكاء:
- رُسل، أنتي بتعيطي؟!
مسحت دmـ.ـو.عها سريعاً و هي تقول بإبتسامة واهيه:
- لا يا عبدالرحمن مش بعيط، هروح أجيب الحاجة من الأوضه و جاية!
دلفت لغرفتها سريعاً حتي تأتي بأشيائها و فور أن أنتهت حتي دخلت لغرفة والدتها مغلقة خلفها الباب بهدوء، جلست علي السرير متحسسه إياها بأناملها الرقيقة ببطئ و من ثم وضعت رأسها علي الوسادة متطلعة أمامها بشرود..
و بدون مقدmـ.ـا.ت صدح صوت بكائها في الغرفة و هي تمرمغ وجهها ب الوسادة، غمغمت بقهر:.
- حشـ.ـتـ.ـيني و أوي يا ماما، أن، أنا أكتشفت أني من غيرك ولا حاجة، أنا حزينة أوي بس بحاول أداري علي حـ.ـز.ني عشان مريم و مرام بس خلاص مش قادرة، أنا مضغوطة أوي، الكل بيجي عليا يا ماما، شايفني حجر مبيتكـ.ـسرش لكن ميعرفوش أني بدعي القوة و أضعف مما أي حد يتخيل..
أكملت بنبرة تقطر حـ.ـز.ناً:
- بابا و ليث ضاغطين عليا أوي، كل واحد ليه سبب، واحد نفسي أسامحه بس مش عارفة و التاني نفسي أوصل لقلبه بس برضو مش عارفة..!
و زادت من نوبة بكاءها بعدها، تنشقت الهواء ثم أسترسلت بضعف:.
- أنا مقهورة يا ماما و مش قادرة أتكلم، ببقي شايفة رامي و إياد بيعملوا أية عشان يثبتوا ل مريم و مرام أنهم بيحبوهم و أنا بتقطع من جوايا علي اللي أنا فيه، ليث بيحب حورية و هيفضل يحبها و أنا مش ليا مكان في قلبه و لا هيبقي حتي، أنا خلاص مبقتش عايزة أجرب أخليه يحبني، بمجرد ما نرجع من السفرية دي هبعد عنه بهدوء علي الأقل أحافظ علي حبي ليه و أحافظ علي كرامتي اللي أتبقي منها حطام..!
تمسكت بالوسادة و هي تشهق بضعف و ظلت هكذا دقائق إلي أن نهضت و هي تمسح دmـ.ـو.عها بقوة، خرجت من الغرفة لتجد عبدالرحمن و عمار يلعبون سوياً علي هاتف الأخير، أبتسمت بخفة و هي تقول:
- يلا أنا خلصت!
أومأ لها عمار ثم نهض و حمل عبدالرحمن، خرجوا من الشقة و بينما هي تغلق الباب إذ بها تسمع ذلك الصوت التي تمقته بشـ.ـدة و هو يقول:
- رُسل، هل هلالك بقااا كدا أعرف من برا أنك أتجوزتي؟!
أستدارت مطالعه تلك المستفزة بحنق، كل شئ بها يثير الإستفزاز بداية من وقفتها الغير معتدله و طريقه مضغها للعلكة إلي ملابسها الضيقة و القصيرة بشكل مخزي، أبتسمت بإصفرار قائلة:
- شئ ما يخصكيش يا سناء!
شهقت سناء و قالت ممصمصه شفتيها:
- جرا يا أية يا رُسل هو أنا هحسدك و لا أية، دا أنا و الله حمدت ربنا كدا ياختي و صليت ركعتين شكر أن في واحد رضي بيكي!
شهقت رُسل بصدmة و هي تفتح عينيها و فمها علي أخرهما ليضـ.ـر.ب عمار علي وجهه بشكل مضحكة، فهو يعلم أن رُسل لن تصمت ل تلك الشمطاء!
صاحت رُسل بحنق:
- لية يا عرة الستات هو أنا أصلاً حد يطولني، فكراني زيك يا طرش البلعات؟!
= بقااا أنا طرش بلعات يا أم أربعة و أربعين أنتي؟!
قالتها سناء و هي تضع يدها بخصرها، كادت رُسل أن تقترب منها لكن عمار كان الأسرع ب تقيدها لتصرخ حينها بغضب:.
- جرا أية يا كلينكس أنتي نسيتي نفسك و لا أية يا بت، دا أنتي كنتي بتنزلي في الميادين العامة تكتبي رقم تليفونك علي الجدران و تحته سوسو الدلوعة للتعارف الجاد، دا أنتي مصر كلها عدت عليكي يا كلينكس!
هتف عمار بخـ.ـو.ف:
- خلاص يا رُسل!
تابعت بغـ.ـيظ:
- فاكرة ياختي ممدوح اللي كنتي مصحباه في الثانوي و أتقفشتوا أنتوا الأتنين بعد هنا تحت بير السلم؟!
صاح عبدالرحمن بطريقة مضحكة:
- يا بتاعة ممدووووح!
تمتمت سناء بغل و هي تقترب منها:
- يا بـ.ـنت ال ****
ثم جذبت رُسل من شعرها لتبدأ معركة طاحنة بينهما..!
كان يجلس في غرفته و هو يتابع عمله علي الكمبيوتر المحمول خاصته إلي أن قفزت بذهنه، تذكر حينما أستيقظ بوقت مبكر عنها و كيف لم تعلم إلي الأن أنها طوال الليل كانت تنام بين أحضانه، أبتسم بخفه ثم أكمل عمله ليأتيه رنين هاتفه، أمسك به و نظر لشاشته ليجدها تُضئ بأسم أخيه الصغير، قطب جبينه بأهتمام ثم فتح الخط و وضع الهاتف علي أذنه، كاد أن يتحدث لكن صوت عمار الهلع سبقه و هو يقول:.
- ألحق يا ليث، في مصارعة حرة هنا و رُسل مبهدله البت و محدش عارف يشيلها من عليها!
أنتفض من مجلسه و هو يقول بقلق:
- أية اللي حصل يا عمار؟!
= تعالي بس ألحق البت دي قبل ما تمـ.ـو.ت و رُسل تدخل السـ.ـجـ.ـن فيها، أحنا في بيت رُسل!
قال بسرعة و هو يلتقط أشيائه من علي البايو:
- ماشي، مسافة السكة و أكون عندكم!
أغلق الخط و خرج سريعاً من غرفته و منها إاي خارج المنزل، تمتم بحنق و هو يستقل سيارته:
-مش هتجبيها لبر يا رُسل!
بقسم المعادي
دلفت لحجرة الضابط بوجه متجهم بجانبها سناء التي تستند علي أحد العساكر بوجهها الملئ ب الكدmـ.ـا.ت و الجروح منها الطفيفة و منها البالغة، أدي العسكري التحية العسكرية و من ثم قال:
- البـ.ـنتين أهم يا سامر بيه!
رفع سامر عينيه يطالعما بنظرات غامضة قبل أن يقول بصرامة:
- أية اللي حصل؟!
سارعت سناء قائلة ببكاء و هي تشير لوجهها:.
- بهدلتني يا سيادة الظابط و عدmتني العافـ.ـية، عملتلي عاهه مستديمة، حتي شوف أهه أهه مش جاية أتبلي عليها!
نظر ل رُسل التي تقف بملل و قال بسخرية:
- أية واقفة مش طايقة نفسك كدا لية ياختي؟!
أجابت بإستفزاز:
- أولاً أنا مش أخت حد ثانياً أنا مستنياها تقول سبب العلقة اللي خدتها مش أكتر و لو عايزة أتكلم هتكلم!
ضـ.ـر.ب سامر علي مكتبه قائلاً بغضب:
- أنتي هتستهبلي يا روح أمك أنتي كمان ليكي عين تكلميني كدا؟!
= أنا أتكلم براحتي و أي حد ملهوش حاجة عندي حتي لو كانت الحكومة ذات نفسها!
قالتها بإستفزاز ليثور سامر و هو يصـ.ـر.خ بقوة:
- عطيه، خد البت دي أرميها في الحجز و خليهم يروقوا عليها!
قال عكيه و هو يؤدي التحية العسكرية:
- تمام يا فنـ.ـد.م!
ثم جذب رُسل من ذراعها ساحبها للخارج وسط صياحها المعترض..!
بعد مرور نصف ساعة.
وصل ليث ل قسم الشرطة، سأل عن مكان القسم التي تحولت إليه ليدله العسكري عليه، خطي في تلك الطرقة الطويلة ليجد عمار يجلس علي أحد المقاعد و هو يجلس عبدالرحمن بجانبه، هتف ليث بلهفه:
- أية اللي حصل ل رُسل؟!
هتف عمار بتـ.ـو.تر:
- طولت لسانها علي الظابط ف بعتها للحجز!
أتسعت عيناه بصدmة ثم قال بإقتضاب ل ذلك العشكري الماثل أمام مكتب الضابط:
- لو سمحت عايز أدخل للظابط المسؤول عن الخناقة اللي جت من شوية!
نظر له العسكري لثواني قبل أن يدلف للغرفة معلماً الضابط عن ذلك الذي يريد أن يقابله، خرج بعد ثواني ليشير ل ليث بالدخول، دلف بخطوات واسعة و هو يمشط المكان بنظره، قال بقوة و هو يمد للضابط ب جواز السفر الأمريكي خاصته:
- ليث الجندي، رجل أعمال!
تطلع الضابط بتـ.ـو.تر ل جواز السفر ثم قال و هو يشير إليه ب الجلوس:
- أتفضل يا ليث بيه، أقدر أخدmك في حاجة!
حك ليث مقدmة أنفه قائلاً بجمود:.
- مراتي جات من شوية هنا في خناقة ف كنت عايز أعرف أية الإجراءات اللي المفروض تحصل عشان تخرج، خصوصاً أنها كانت خناقة عادية بين جارتين!
توسعت عينا الضابط بدهشة و هو يغمغم:
- رُ، رُسل محمود حضرتك؟!
هز رأسه بهدوء ليقول الضابط بهدوء مفتعل:
- أنت تقدر تاخدها طبعاً يا ليث بيه من غير أي إجراءات خصوصاً أننا أتأكدنا أنها من طبقة مرموقة و مش بتاعة مشاكل!
كان يود أن يقول له بسخرية عن من التي تتحدث عنها، من تلك التي ليست بتاعة مشاكل ؟!
رن سامر الجرس ليفتح الباب بلحظتها و يطل العسكري، قال سامر بصرامة:
- تروح تجيبلي الأستاذة رُسل محمود من الحجز حالاً!
هز العسكري رأسه بسرعة ثم ذهب من أمامه بعدmا أدي التحية العسكرية، قال سامر بإبتسامة صغيرة:
- تشرب أية يا ليث بيه؟!
أجاب ليث بإبتسامة لم تصل لعينيه:
- لا شكراً يا سيادة الظابط!
في الحجز الخاص ب النساء.
- عايزين تحفلوا عليا يا شوية غجر، هئ دا أنتوا بقاا متعرفونيش، ميغركوش اللبس الهاي دا و لا الوش الملائكي دا خااالص لالالالالا دا أنا صـ.ـا.يعة يا ننوسه عين الحاجة منك ليييها..!
صاحت بها رُسل بسخرية و هي تمر علي المسجونات، أبتسمت بظفر و هي تحدجهن بإنتصار ف هم يقفون وجوههم للجدران رافعين أيديهن للأعلي، لكزت أحدهن بنيه في كتفها و هي تقول بحنق:
- أرفعي أيدك كويس يا إيموشنز!
هتفت عواطف بغـ.ـيظ:.
- مش كفاية التهزيق اللي أنا فيه دا يا ست رُسل لأ و كمان بتشتميني بالأب؟!
قلصت وجهها بإزدراء قائلة:
- بشتمك بالأب، لا ياختي أطمني إيموشنز يعني عواطف بالإنجليزي!
فُتح باب الحجز في تلك اللحظة و إذ ب العسكري يصيح بصوت يغلفه الدهشة و هو يتطلع للمسجونات:
- رُسل محمود!
نظرت له من أعلاه لأسفله ثم قالت ببرود و هي تضع يدها بخصرها:
- أنا..!
تشـ.ـدق بذهول:
- تعالي يلا جوزك جه يطلعك!
نظرت لهم بإمتعاض ثم بصقت متشـ.ـدقه بإزدراء:
- ريحتكم منتنة جتكم نيـ.ـلـ.ـة!
ثم خرجت من غرفة الحجز بخطوات مسرعة حتي أنها لم تنتظر العسكري..!
فتح باب السيارة لها و هو يقول ب سخرية:
- أدخلي يا محترمة، أدخلي يا اللي مجرجراني وراكي في الإقسام!
رفعت حاجبها بترفع و هي ترمقه بعدm إهتمام ثم أستقلت السيارة، أغلق الباب خلفها ثم أستقل مقعد السائق و أنطلق ل المنزل بحنق من تلك المستفزة..!
أمسك مجموعة من الصور بين يديه و أخذ يتفحصها بإعجاب و إبتسامة خبيثة تزين محياه، تشـ.ـدق بنبرة ك الفحيح:
- أبقي وريني إزاي هتخليها تقعد علي ذمتك و لو ليوم واحد يا، يا إياد!
صدحت ضحكات صهيب في المكان و هو يرجع برأسه للخلف، ف هو يعلم أنها لن تتحمل و س تبعد عنه فور ما تري تلك الصور..!
↚- رامي لو سمحت أنا عايزة أروح معاهم!
هتفت مريم بها بحنق شـ.ـديد ليقابلها رامي برد هادئ قائلاً:
- مش هنروح معاهم يا مريم عشان تهدي كدا، أحنا رايحين في حتة تانية..!
قالت بملل:
- أيوة اللي هي فين يعني؟!
ردد ب نفاذ صبر:
- دهب يا مريم أستريحتي دلوقت، و بعدين أحنا هناك مش هنبقي واخدين راحتنا!
نفخت بضجر و هي تنظر له بأعين ضيقة، رآها و هي بتلك الوضعية ليبتسم بخفة و هو يقوم بتغيير القناة ؛ ف تلك الطفلة لم و لن تكبر أبداً..!
ب صباح اليوم التالي
كان يضع الحقائب ب شنطة سيارته الضخمة ليلتفت بعدm إهتمام عنـ.ـد.ما سمع صوت ضحكات من خلفه لكنه تصنم مكانه عنـ.ـد.ما وجدها تطل و هي تمسك بيد عبدالرحمن و لأول مرة تطل بشكل أنثي ؛ ب فستانها الزيتوني الفاتح الذي يبرز لون عينيها، ف كان ينزل علي كتفيها بما يسمونه ال أو? شولدر مع وجود تموجات علي صدره، يصل لكاحلها و تنتعل حذاء صيفي أبيض اللون و قد أطلقت شعرها علي كتفيها كما تفعل دائماً..
وقفت أمامه قائلة بدهشة:
- أنت يا كابتن في أية؟!
هز رأسه حتي يفيق من شروده و من ثم حمحم بصوت خشن و هو يغلق باب الشنطة، قال بصرامة و هو يرتدي نظارته الشمسية:
- و لا حاجة، يلا أركبي!
تنهدت بعمق ثم قامت بفتح الباب الخلفي للسيارة رفعت عبدالرحمن قائلة بمرح:
- هوباااا!
ضحك عبدالرحمن و أردف:
- هو عمار مش هيجي يا رُسل؟!
قالت و هي تقبل وجنته:
- جاي يا حبيب رُسل و هيقعد معاك كمان!
آتي بتلك اللحظة عمار و هو يتشـ.ـدق بمرح:
- يا جماعة أنا عارف و الله أن الطلب عليا كتير!
رفعت حاجبها قائلة بسخرية و حنق:
- طب أدخل يا أخويا يلا أدخل!
قبلها من وجنتها بخفة و هو يقول بمرح:
- عسل يا سولي و أنتي متعصبة!
ضحكت و هي تبعثر له شعره غافلة عن الآخر الذي تنهش به نار الغيرة أكثر و أكثر، قبض علي فكه بعنف و هو ينظر أمامه بغـ.ـيظ شـ.ـديد، صاح فجأة بصوت قوي جعلهم ينتفضون:
- يلاااا!
نظر عمار ل رُسل بخـ.ـو.ف لتومأ له بهدوء و هي تزم شفتيها، أستقلت المقعد الذي بجانبه بينما جلس عمار في الخلف مع عبدالرحمن..
أنطلق بسرعة بطيئة و هو يشير ل إياد الذي يقود السيارة الأخري ليهز إياد رأسه و هو يقود السيارة أمامه، ف هو يعلم الطريق جيداً لوجهتهم..
بعد مرور بعض الوقت
- سألتك حبيبي ل وين رايحين خلينا خلينا و تسبقنا سنين سألتك حبيبي ل وين رايحين خلينا خلينا و تسبقنا سنين..
إذا كنا ع طول ألتقينا ع طول ليش بـ.ـنتلفت خايفين..؟
أنا كل ما بشوفك كأني بشوفك لأول مرة حبيبي، أنا كل ما تودعنا كأنك ودعنا لآخر مرة حبيبي، قلي أحكيلي نحنا مين و ليش بـ.ـنتلفت خايفين، قلي أحكيلي نحنا مين و ليش بـ.ـنتلفت خايفين و من مين خايفين من مين..
كانت أغنية الفنانة فيروز سألتك حبيبي تصدح ب سيارة ليث و تدندن معها رُسل بسعادة، نظر لها بطرف عينه ليجدها تحرك كتفيها بإنسجام مع الأغنية ليرفع حاجبيه بذهول من تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة ف كأنها لم تكن منذ ساعات في الحجز مع المجرمـ.ـا.ت!
لكنه لم يُصدm عنـ.ـد.ما علم بما فعلته ب المسجونات عنـ.ـد.ما حاولوا ضـ.ـر.بها، ف هو يعلم أنها قادرة علي ترويض جيش لا عدد من المسجونات!
حمحم قائلاً بجمود:
- أول مرة أشوفك لابسه حاجة تبين أنك أنثي!
أردفت بملل و سخرية و هي تطلع للطريق من جانبها:
- بجد، يمكن أنت اللي أول مرة تلاحظ لكن غيرك عارف دا كويس، أصل مش لازم ألبس فساتين و حاجات قصيرة عشان أبان أني بـ.ـنت!
حسناً أستطاعت إشعال حنقه و غـ.ـيظه ليقول من بين أسنانه:
- و مين غيري دول اللي عارفين كويس؟!
حركت رأسها نحوه قائلة ببرود:
- من كترهم مش بعرف أعد!
قبض علي المقود بعنف حتي أبيضت مفاصله لتنظر مرة أخري نحو الطريق و قد تشكلت إبتسامة متسلية علي ثغرها..
وصلوا لحدود منطقة الساحل الشمالي و إذ بهم يقفون عند لجنة لتناظر حينها مرام إياد بنظرات حانقة لينفجر هو ضاحكاً..!
قالت ناريمان بدهشة:
- في أية يا إياد؟!
قال و هو يحاول السيطرة علي ضحكاته:
- و لا حاجة يا ماما و لا حاجة!
زمت مرام شفتيها بحنق و هي تتذكر كيف جعلها تركب بوكس حتي يأتي بها، لكنها سريعاً ما أبتسمت ف هو مـ.ـجـ.ـنو.ن و سيظل كذلك!
نصف ساعة أخري من القيادة و توقفت السيارتين أمام منزل خيرية، ترجل الجميع من السيارات ثم توجهوا لباب المنزل ما عدا إياد و ليث و عمار الذين يأتون ب الحقائب، دق عزت الجرس و ما هي إلا ثواني حتي فتحت خيرية الباب متطلعة لهم ب لهفه، تمتمت بأعين دامعة:
- محمود، أخويا!
ثم أرتمت بأحضانه و هي تبكي ليحتضنها عزت بشوق فهي شقيقته الحبيبة و التي تعتبر توأم روحه، بعد دقائق أبتعدت عنه و هي تمسح دmـ.ـو.عها لتقول و هي تربت علي كتفه:
- وحـ.ـشـ.ـتني أوي يا محمود!
أردف عزت بشجن:
- و أنتي أكتر يا خيرية..
هتفت رُسل بمرح:
- أية يا خوخه جو العشق الممنوع دا؟!
ضحكت خيرية و من ثم أدخلتهم واحد تلو الأخر و هي تسلم عليهم بحميمية لكنها تحفظت قليلاً مع ناريمان، قبلت رُسل من خدها و هي تقول بعتاب:.
- كدا يا رُسل، كل دا متسأليش عني و لا تيجي تزوريني؟!
تشـ.ـدقت رُسل بإبتسامة صغيرة:
- معلش بقا يا عمتو كنت مشغولة أوي و الله!
تطلعت خيرية ل عبدالرحمن الممسك بيد رُسل و هو يتطلع لهم ببراءة لتهتف بحنان:
- بسم الله مشاء الله، الله أكبر، مين العسل دا يا رُسل؟!
قهقهت رُسل و أردفت و هي تحمل عبدالرحمن:
- دا عبدالرحمن يا عمتو، إبني و صاحبي و حياتي كلها!
أرتفع حاجبي خيرية بدهشة لتغمزها رُسل بمعني أنها ستقول لها بوقت لاحق، قالت ل عبدالرحمن:
- دي عمتو خيرية يا بودي، سلم عليها يلا!
قبلها عبدالرحمن من وجنتها قائلاً ببراءة:
- أزيك يا عمتو؟!
ضحكت خيرية و أردفت و هي تحمله من رُسل:
- بخير يا حبيبي..
جاءت ب تلك اللحظة سهر لتسلم عليها رُسل، قالت خيرية و هي تنزل عبدالرحمن علي الأرض:
- خدي عبدالرحمن يا سهر، خليه يلعب في الجنينة معاكي ب الكورة!
أومأت سهر بحماس لينظر حينها عبدالرحمن ل رُسل ينتظر موافقته لتهز رأسها له بإبتسامة صغير ؛ ف أنطلق هو مع سهر نحو الحديقة الخلفية للمنزل..
دلفوا الثلاثة أخوه و هم يحملون الحقائب ثم توجهوا نحو خيرية ليسلموا عليها، هتف عزت بفخر و هو يشير لهم:
- عمار إبني يا خيرية، و دا ليث جوز رُسل و إياد جوز مرام!
سلم ليث علي خيرية ب لطافة و من ثم إياد و أخيراً عمار الذي أغدقها بالأحضان و القبلات، جلسوا جميعهم و بدأوا ب الحديث ب شتي المواضيع إلي أن فُتح باب المنزل و طل منه شاب ذا جسد رياضي مشـ.ـدود لا يختلف عن جسد إياد كثيراً يرتدي ملابس رياضية، رفع أسامه حاجبيه بإبتسامة واسعة و هو يقول:
- أهلاً يا جماعة!
سلم عليهم جميعاً إلي أن جاء ل رُسل ليهتف حينها بمرح:
- أهلاً أهلاً ب عشماوي!
قهقت رُسل و هي تنهض حتي تسلم عليه، قالت بمرح:
- أنت لسة فاكر الأسم دا يا أسامة؟!
جلس بجانبها و أسند ذراعه ل كتفها قائلاً:
- و حد ينساه برضو يا رُسل؟!
كادت أن ترد لكنه وجدت يد ليث تمتد لتزيح يد أسامة من عليها و تحل محلها يده التي تضغطت علي كتفها بقوة، لم يعر أسامة لحركته إهتمام و تابع حديثه مع رُسل بينما هي كانت منصبه تركيزها علي ليث ؛ ف كيف له أن يري يد أسامه و هو ينظر ب هاتفه و من الواضح أن تركيزه عليه فقط؟!
أما الأخر ف كان يغلي غضباً ؛ ف كيف لها أن تدعه يسند ذراعه عليها هكذا، لم يكن يستمع إلي حديثه إلا أنه أرهف السمع حينما قالت مرام بضحك:.
- فكرتني ب القرار بتاع تجنيد البنات، ساعتها أنا و مريم كنا عمالين نعيط جـ.ـا.مد لأننا أصلاً مش كنا هنستحمل ساعة في الجيش و مريم ساعتها أتصلت ب رامي كانوا لسة مخطوبين في وقتها و قالتله ألحق يا رامي خطيبتك هتدخل الجيش و أنت مدخلتهوش!
ضحك الجميع و من بينهم هو لتتابع مرام:
- و رُسل بقا كانت هتمـ.ـو.ت و تروح أصلها كان نفسها أوي تدخل كلية عسكرية مع أن أسامة كان هيساعدها تدخلها بس ماما كانت رافضة الموضوع!
مال علي أذنها هامساً:
- عشان الظباط صح؟!
هتفت رُسل ضاحكة:
- لماح و الله!
أبتسم بخفة ثم بدأ ب المشاركة في الحوار الدائر..!
ب المساء
كان الجميع نيام في ذلك الوقت، فقد قسموا ك الآتي:
- ناريمان و عزت في غرفة
- رُسل و مرام و معهم عبدالرحمن في غرفة
- عمار و ليث في غرفة
- إياد و أسامة في غرفة
و أخيراً خيرية و سهر في غرفة الأولي، هبطت رُسل للمطبخ حتي تشرب بعض المياة و بينما هي تتمطئ و هي تهبط من علي السلم كان هناك آخر في المطبخ يشرب أيضاً..!
دلفت للمطبخ بهدوء لتجد ظل كبير في المطبخ يعبث ب صنبور المياة، توسعت عيناها بزعر و كادت أن تصرخ إلا أنه ألتف حينها ليراها و قبل أن يتثني لها الصراخ كان يجذبها له مكمماً فمها، ألصقها علي الحائط البـ.ـارد هامساً بحنق:
- أثبتي يا رُسل أنا ليث!
هدأت حركتها قليلاً ف أزاح كف يده عن يدها ببطئ، صرخت فجأة:
- أنت بت..
كمم فمها مرة أخري ليهمس حينها بحنق:
- يا متـ.ـخـ.ـلفة لو حد صحي و جه شافنا هيبقي شكلنا وحش!
غمغمت بصوت مكتومة فأبتعد عنها لتقول بصوت عالي نسبياً:
- خلاص خلاص، بس أنت أية اللي عملته النهاردة م...
بترت كلمـ.ـا.تها عنـ.ـد.ما وجدته يرجع لها مرة أخري بوجه قاتم إستطاعت تمييزه رغم الظلمة التي تحيط المكان إلا من ضوء الحديقة الخلفية..
أتسعت عيناها بصدmة عنـ.ـد.ما وجدته يميل عليها مكبلاً تلك المرة شفتاها بشفتيه، توقف تفكيرها عن تلك النقطة أهو يقبلها الآن أم أنه مجرد حلم أم ماذا؟!
أما الأخر فكان بعالم آخر غير الذي به، رفعها إليه حتي أصبحت قدmيها لا تلامسان الأرض و هو مازال مستمراً بتقبيلها ليشعر بتخشبها بين يديه فعلم حينها أنها مازالت تحت تأثير الصدmة، ثواني و أبتعد عنها مسنداً جبهته لجبهتها، قال بهدوء و هو يلتقط أنفاسه:
- مرة تانية لو مسكتيش هسكتك بالطريقة دي!
أنزلها علي الأرض ببطئ ثم غادر المطبخ بهدوء، دقائق مرت و مازالت رُسل متجمدة بمكانها إلي أن شهقت بصدmة قائلة:.
- دا، دا باسني!
وضعت يدها علي فمها متطلعة حولها بأعين متسعة، ف يبدو أن هذا الجبل خضع و لو قليلاً..!
صباح اليوم التالي
كان الجميع يتجهز حتي يذهبوا للشاطئ، أرتدت مرام شورت چينز يصل لبعد ركبتيها ببعض السنتيمترات و فوقه كنزة بيضاء بدون أكمام و من ثم خرجت من الغرفة حتي تدع شقيقتها تدخل لترتدي هي و عبدالرحمن، و بينما هي تضع قدmها علي أول سُلمه في الدرج إذ بها تسمع صوت إياد الساخر و هو يقول:
- أزيك يا رانيا يا يوسف؟!
رفعت حاجبيها بدهشة و هي تلتفت له ليجذبها من يدها و يدخلها الغرفة التي تمكث بها مرة أخري، ما أن أغلق باب الغرفة حتي صاح بحنق:
- أية اللي أنتي لبساه دا يا مرام، دا أنا كنت بفكر أخليكي تتحجبي تقومي تلبسي المسخرة دي؟!
أجابت بذهول:
- يا إياد أحنا رايحين البلاچ و الله!
أردف بعند:
- و لو، غيري المسخرة اللي أنتي لبساها دي حالاً!
نفخت خديها بحنق و من ثم توجهت ل حقيبتها، أخذت منها بنطال چينز يصل لبعد ركبتيها ب شبر واحد، و كنزة رمادية اللون تصل لمنتصف الساعد، صاحت بغـ.ـيظ:
- حلوين دول؟!
تفحصهم قليلاً ثم قال و هو يشير بيده:
- مش بطالين، و أعملي حسابك يا مرام أني هاخدك النهاردة و نروح نجيب لبس محجبات عشان خلاص أنا قررت أنك تتحجبي!
= بعيداً أني كنت بفكر في الموضوع دا الفترة اللي فاتت بجدية بس أية اللي خلاها تطق في دmاغك مرة واحدة كدا!
زفر بحنق و هو يردف:
- عشان حضرتك بتحلوي كل يوم عن اليوم اللي قبله و أنا مش هستحمل واحد يجي يبصلك عشان ساعتها هروح أفقعله عينه الأتنين!
نظرت له لثواني بدهشة لكنها ما لبست حتي ضحكت بعذوبة، بادلها الضحكة العـ.ـذ.بة و هو يقترب منها، عانقها و هو ينطق بعشق:.
- أنا عايز أحافظ عليكي يا مرام، أحافظ عليكي حتي من نفسي!
وقفت علي أطراف أصابعها و دفنت وجهها بتجويف عنقه قائلة:
- ربنا يخليك ليا يا إياد!
أبتسم بحب و هو يقبل عنقها قبلة صغيرة رقيقة ثم أبتعد عنها قائلاً بمرح:
- طب يلا ألبسي عشان الشيطان بصراحة بيوزني علي حاجات مش كويسة و أنا بحب أسمع كلامه أوي!
شهقت بخجل ثم زمت شفتيها متشـ.ـدقه بغـ.ـيظ و هي تدفعه لخارج الغرفة:
- طب أطلع برا يا قليل الأدب أنت!
هتف بمرح:.
- طب هقعد و مش هعمل صوت، هغمض عيني طاااه!
توقفت عند عتبة الباب ثم أغلقت الباب بعنف في وجهه ليقهقه بإستمتاع و هو يعبث بشعره..
دلف عمار للغرفة التي يتشاركها مع ليث هاتفاً و هو يظهر عضلاته الوهمية:
- أوعاااا علي فورمة الساحل، البنات هتبقي حوليا زي الرز كدا!
أنزل ليث كنزته البيضاء و هو يتطلع ل عمار الذي يرتدي مايوة أسود اللون و فوقه كنزة ب اللون النبيذي، قال بفتور:
- كويس أنك جبت حاجة عدلة، أنا كنت شاكك أنك تجيب مايوة عليه ميكي!
حك عمار شعره قائلاً بوجه متقلص بشكل مضحك:.
- هو الصراحة كنت هجيبه لولا رُسل الله يعمر بيتها ضـ.ـر.بتني ب القفا و قالتلي أكبر بقا يا حـ.ـيو.ان و قامت منقيالي دا!
ضحك بخفة ليُفتح الباي و يدلف عبدالرحمن الذي يرتدي مايوة ب اللون الأزرق و كنزة سوداء، قال ببراءة:
- تحت بيقولوا يلا!
أومأ عمار و من ثم ذهب ليبقي ليث مع عبدالرحمن، زم عبدالرحمن شفتيه و كاد أن يخرج لكن صوت ليث الصارم أوقفه قائلاً:
- أستني!
طالعه بخـ.ـو.ف و هو يقترب منه ليميل ليث عليه حاملاً إياه ثم خرج، بينما هو يهبط من علي الدرج إذ به يشعر ب عبدالرحمن يقبله علي وجنته و هو يقول بنبرة بريئة:
- شكراً يا عمو علي الحاجة اللي أنت جبتهالي!
أبتسم ليث إبتسامة صغيرة ثم قال و هو يشـ.ـد وجنته المكتنزة بلطف:
- مفيش حد بيقول ل باباه شكراً أو يا عمو، مفهوم يا عبدالرحمن؟!
أومأ عبدالرحمن و هتف بسعادة و هو يحاوط عنقه:
- حاضر يا بابا!
هبط للأسفل ليجدهم متجمعين أمام باب المنزل، فور شاهدتهما رُسل حتي أبتسمت ب إتساع ف يبدو أن عبدالرحمن أستطاع كسب ود ليثها و ترويضه..!
وصلوا إلي الشاطئ و فور أن وضعوا حاجيتهم حتي خلع إياد كنزته ليبقي فقط ب المايوة ذا اللون البينك الفسفوري، جذب مرام من يدها قائلاً بمرح:
- تعالي يا شابة، دا أحنا هنغرقوكي!
ضحكت بخفة و من ثم ركضت خلفه ب المياة الدافئة، جلست رُسل علي إحدي المقاعد حتي تخلع ل عبدالرحمن كنزته و تلبسه ال life jacket
هتف أسامة بضحكة سخيفة:
- مش هتنزلي يا رُسل؟!
كادت أن ترد لكن ليث كان الأسرع في حمل عبدالرحمن و إمساك يدها و هو يقول بضحكة صفراء:
- طبعاً هتنزل معايا، جوزها!
نطق أخر كلمة و هو يجز علي أسنانه ثم توجه بهما نحو البحر و تبعه عمار، قالت رُسل بخفوت:
- علي فكرة دي قلة ذوق، أسامة أبن عمتي برضو!
ضغط علي كفها بقوة آلمتها فألتفتت له بحنق لتلاحظ حينها أنه قد خلع كنزته لتظهر عضلات صدره الصلب و عضلات بطنه السداسية، نظرت أمامها بحنق لتجد إحدي الفتيات ذات الملابس الفاضحة الملقبة ب البكيني تطالعه بوقاحة، أشتعلت عيناها بغيرة واضحة و هي ترمقها بإستحقار، توقف في مكان حيث تصل المياة لبداية صدره من الأسفل، نظر ل رُسل ليجدها تجاهد بأن لا تتعدي المياة أول عنقها، ليضحك ضحكة مكتومة و هو يجذبها نحوها حتي ألتصقت به، حاوط خصرها و رفعها قليلاً قائلاً بنبرة غلب عليها المرح:.
- طلاما أنتي قصيرة متتكلمتيش ليه و قولتي؟!
تشبثت بمنكبه و تشـ.ـدقت بغـ.ـيظ:
- هو أنت عشان ربنا رزقك بشوية طول هتدوش علي خلق الله و لا أية؟!
أجابها بإستفزاز:
- أنتي ربنا خد من طولك يا رُسل و حطه في لسانك!
رفعت حاجبها بغـ.ـيظ و كادت أن ترد لكنها صرخت بخـ.ـو.ف و هي تشعر بنفسها تُرفع للأعلي، نظرت أسفلها لتجد عمار يحملها علي كتفيه، صاحت بحنق:
- نزلني يا عمااار حالاً!
سمعت ضحكات عبدالرحمن و ليث لتقول برجاء:.
- ليث، خليه ينزلني عشان خاطري!
صاح عمار و هو يلقيها للخلف:
- سدي مناخيرك يا سولي!
صرخت بجذع و هي تسد أنفها و فمها لتبتلعها حينها المياة، ثواني و ظهرت و هي تشهق بعنف محاولة أخذ أنفاسها، لتجدهم جميعاً يتضاحكون و قد آتوا إياد و مرام و ناريمان و عزت و خيرية و أسامة، أمسكت بعمار قائلة بحنق و هي تغطس رأسه في المياة:
- يا حيوااااان!
تركته و توجهت نحو عبدالرحمن الذي يلعب هو و سهر بغـ.ـيظ، هتف إياد:.
- بتعرف تعوم بقاا يا أسامه؟!
أكد أسامة ليقول إياد ل ليث:
- أية رأيك يا ليث نعمل سباق؟!
أبتسم ليث بتحدي و أومأ قائلاً بثقة:
- يبقي تهنيني من دلوقت أنت و هو!
أردف أسامة بتحدي يضاهيه:
- هنشوف يا ليث!
نظموا أماكنهم ثم أنطلقوا سباحةً نحو إحدي الصخور البعيدة نسبياً، قالت رُسل بإبتسامة واثقة:
- أكيد ليث اللي هيكسب!
أخذوا يتشاورون حول من الذي سيفوز غافلين عن تلك الأعين التي تراقبهم بحقد شـ.ـديد خصوصاً مرام، و رُسل!
↚دلفا للمنزل بخطوات مرهقة و هما يحملون أكياس كثيرة مليئة ب ملابسها الجديدة ثم صعدا للطابق العلوي، قالت مرام و هي تتمطئ و تتأثب بتعب:
- تصبح علي خير يا إياد أنا هروح أنام!
أومأ لها و هو يرجع خصلاته الشقراء للخلف ثم مال عليها مقبلاً وجنتها و هو يقول:
- و أنتي من أهله يا عيون إياد..
أبتسمت بخقة ثم قامت ب الدخول ب الغرفة المخصصه لها هي و شقيقتها أما الأخر ف دلف لغرفة أسامة...
كان يركض ب مكان واسع تسوده الظلمة بغير هدي، سمع صوتها و هي تهتف ب أسمه ليصـ.ـر.خ حينها بلهفه:
- رُسل!
ليناديه صوت أخر رقيق، ك نغمة عـ.ـذ.بة تصدح في الأفق، توقف و هو يتمتم بحيرة:
- حورية..
ليظهر فجأة أمامه بابين واسعين يطل منهما نور ساطع، ظهرت رُسل من أحداهم و هي تقول برجاء:
- ليث، ساعدني!
ليُفتح الأخر و تطل منه حورية ب طلة ملائكية، تشـ.ـدقت بإبتسامة حنونة و هي تمد يدها له:
- تعالي!
تقدm منها بدون وعي ليفيقه صوت رُسل الباكي:
- متسبنيش يا ليث أنا محتجالك!
وزع أنظاره بينهما بحيرة ف هو لا يعلم من سيختار، هز رأسه برفض ثم تقدm من حورية أكثر متجاهلاً صوتها الذي كل مدي يبعد أكثر إلي أن أختفي..!
ما أن أصبح أمام باب حورية حتي أغلق ب وجهه تاركاً إياه في الظلمة إلا من نور الباب التي تقف أمامه رُسل، تقدm منها ليجدها تبتسم بألم و هي تردف:
- خلاص يا ليث الوقت فات!
لتستدير بعدها ببطئ عابرة خلال هذا الباب، صرخ بلهفه:
- لأ رُسل متروحيش، رُسل!
أنتفض من نومته شاهقاً بإختناق و هو يتحسس عنقه، سعل عدة مرات ثم تطلع حوله ليجد أنه في منزل خيرية، زفر بحـ.ـز.ن و هو يتمدد مرة أخري علي السرير، ف هناك حرب قائمة داخله لا يعلم من المنتصر بها..!
ب الولايات المتحدة الأمريكية
صدحت ضحكاته في المكان و هو يقلب تلك الصور بين يديه، غمغم بإعجاب:
- لقد أتقنت عملك مارك، هذه الصور مثل الحقيقية تماماً!
هتف مارك بإبتسامة خبيثة تزين محياه:
- هذا لأجلك فقط ليو!
مط ليو شفتيه قائلاً بنبرة ماكرة:
- تلك اللقطة أثناء الحفل ستعم عليّ ب الكثير من النفع..
حمحم مارك ثم قال بتردد:.
- لكن لما كنت تريد أن أضعهما في لقطات حميمية، كان يمكن أن نضع صورة وجههك بدلاً من السيد ليث!
= لا لا، رُسل يبدو أنها ذكية جداً و ستفهم أنها لُعبة مني، لكنها لا تعلم ماذا حدث في تلك الليلة بسبب حالة السُكر التي أعمتها لذلك بقيت علي صورة ليث، حينها ستكرهه كثيراً بجانب أني سأفوز بها، في الحقيقة أنا أتوق إليها بشـ.ـدة!
- أي أنك ستهددها ب تلك الصور، إما أن تسلم نفسها لك أو الفـ.ـضـ.ـيحة!
= بالضبط يا صديقي، هي ب التأكيد ستخاف من والدها خصوصاً أنهم عرب مسلمين و تلك الأشياء عندهم من الخطوط الحمراء!
- لكن ألا تخف أن تقول ل ليث و يكشف كذبتك!
= أنا لن أمهلها الفرصة حتي لتقول له، هناك خيار واحد فقط و هو الموافقة و حينها سيحدث كل شئ بوقته!
- لا أصدق ليو أنك تفعل مثل هذه الأشياء من أجل فتاة عربية، الحسناوات صديقي يملئون موطننا ألمانيا و هنا ب أميركا!
تنهد ليو بحرارة قائلاً و هو يرجع رأسه للخلف:
- يبدو أني عشقتها مارك!
أتسعت عينا مارك بذهول، فمن الذي يعترف بجريمة عشق الآن ؛ أهو صديقه ليو كثير العبث أم شخص آخر؟!
هو لم يتوقع بأن تكون نهاية صديقه مع فتاة عربية و أيضاً مسلمة و قد مررن عليه حسناوات من جميع أنحاء العالم، زفر ببطئ و هو يراقب ذلك العاشق بنظرات حائرة ف يبدو أنه س يُكـ.ـسر قلبه علي يد تلك ال رُسل..!
ب مساء اليوم التالي
كانوا فقط مرام و رُسل و ليث و إياد و عبدالرحمن هم فقط الموجودين في المنزل، فقد أخذ أسامة الباقي و خرجوا مع أن الفتاتان كانتا سيذهبتا معهم إلي أن إياد و ليث رفضا بشـ.ـدة..!
كانت تجلس أمام التلفاز مع رُسل و صغيرها التي تأخذه بين أحضانها بحب، رن هاتفها بنغمة وصول رسالة لتلتقطه من جانبها متطلعة له بفتور لكنها ما لبست حتي أبتسمت و هي تنتفض صاعده للغرفة التي تمكث بها تحت أنظار رُسل المذهولة!
فتحت باب الغرفة بقوة لتشهق بلحظتها عنـ.ـد.ما وجدت تلك التحفة الفنية أمامها علي السرير، أقتربت ببطئ و هي متسعة الأعين بأنبهار واضح، تلمست ذلك الفستان بعدm تصديق و قد صدرت منها ضحكات صغيرة فكانت ك البلهاء، رفعت الفستان ذا الدرجة الفاتحة من اللون الأزرق بين يديها بحذر و هي تتلمسه ليرن هاتفها بنغمة وصول رسالة أخري حينها..
نظرت بشاشته لتجد رسالة مضمونها ألبسي الفستان و أنزلي ياا سندريلا.
أرتدت الفستان و هي مازالت تحت تأثير الصدmة و من ثم قامت ب لف الحجاب الصغير الذي آتي معه، وضعت بعض اللمسات الرقيقة من الماكياچ ثم أنتعلت الحذاء ذا اللون الأزرق الفاتح المرفق معه..
هبطت من علي السلالم بحذر لتلتفت حينها نحو المكان الذي تمكث به رُسل لكنها لم تجدها، لم تعر الأمر إهتماماً ف لربما تكون ب المطبخ أو ب الحديقة الخلفية تلعب مع عبدالرحمن، فتحت باب المنزل و من ثم خرجت بعدmا أغلقته خلفها جيداً لتشهق بصدmة حينما رأت عربة مزدانة ب الأنوار بأحصنة بيضاء تشبه عربة السندريلا، وضعت كف يدها علي فمها و هي تطلع بإنبهار لها لكنها سريعاً ما تمالكت نفسها و أستقلتها بهدوء فهي علي يقين أن إياد هو من أحضرها..
تحركت العربة ببطئ نحو الشاطئ إلي أن وصلت له و توقفت، ترجلت منها و هي تبتسم بإتساع عنـ.ـد.ما وجدت لافته عليها سهم يشير لمكان ما و بعدها عدة لافتات مثله تتبعتها إلي أن وجدت طريقها الذي عبـ.ـارة عن سجادة حمراء طويلة تمتد ل قبل البحر بعدة مترات علي جانبيها يوجد أفرع من الأنوار الصغيرة و ب نهايتها يوجد حرفها محفور في الرمال و موضوع في فراغاته كريستالات زرقاء فاتحة، تطلعت بإنبهار للرمال التي نُثرت عليها بتلات زهور و للعجب أنها زرقاء اللون!
صدحت أغنية هادئة في الأجواء لتشق هدوء المكان و ظهر معها إياد بطلته الجذابة، ف كان يرتدي بذلة سوداء اللون من أشهر المركات الإيطالية أسفلها قميص أبيض ب أزرار سوداء صغيرة نسبياً و ربطة عنق سوداء علي شكل أنشوطة ببيون ..
أبتسم إبتسامة زادت من وسامته و هو يتقدm منها لتأخذ مرام نفس عميق من أنفها و هي تبتسم هي الأخري، أمسك بيديها مقبلاً كل واحدة علي حدي و هو ينظر لها بعشق دفين، همس و يقترب منها:.
- زي القمر يا سندريلا!
قالت بعدm تصديق ممزوج ب الفرحة:
- أنت، أنت اللي عامل كل دا يا إياد؟!
حك شعره قائلاً بمرح:
- هو مش أنا أوي يعني!
ضحكت بخفة ف أمسك بيدها و أخذها ليجلسها علي تلك الطاولة الموضوعة عليها أشهي الأكلات، حدقت بإعجاب ل تلك البُرجيلة التي تجلس أسفلها هي و إياد و المغطاه ب أقمشه خفيفة من اللون الأزرق الشفاف مربوطة علي أعمدتها البيضاء، هتف إياد و هو يغمز لها بعبث:.
- كلي يلا يا مرام، لو عايزة حد يأكلك أنا معنديش مشكلة و الله!
إبتسمت بخجل و بدأت ب الأكل، بينما علي الجهه الأخري كانت رُسل تقف ب القرب منهما و هي تصور ما يحدث علي هاتفها و هي تبتسم بسعادة و بجانبها ليث الذي يضع يده في جيبي بنطاله و يراقبهم بإهتمام، أغلقت الكاميرا بشكل مؤقت ليتشـ.ـدق حينها ليث بهدوء:
- أنتي اللي عملتي كل دا؟!
أرجعت خصله من شعرها خلف أذنها و هي تقول بإبتسامة جميلة:.
- و إياد كمان، هو كان صاحب الفكرة و أنا و هو نفذنا بس بعد إضافات صغيرة!
بعدmا أنتهوا من الأكل أدارت رُسل أغنية حلم بعيد لتصدح عبر مكبرات الصوت، وجدت إياد يغمز لها لتشير له بإبهامها بأن كل شئ علي ما يرام، أمسك يد مرام السعيدة ب الأغنية و من ثم توجه لقرب البحر، توقف و هي معه ثم جثي علي ركبة واحدة و أخرج علبه مخملية من جيب سترته، قال و هو يفتحها:.
- تقبلي تقضي حياتك معايا يا مرام، تقبلي حبي المـ.ـجـ.ـنو.ن ليكي، تقبلي؟!
ظهر في العلبة خاتم غاية في الجمال من السوليتير به ماسة زرقاء حقيقية بيضاوية الشكل و مرصع حولها ماسات بيضاء صغيرة كما علي طوق الخاتم، شهقت بسعادة و هي تومأ له ببطئ ليلبسها الخاتم ببطئ و من ثم يطبع قبله رقيقة علي يدها اليمني، أستقام يوقفته هامساً بعشق:
- بحبك يا مرام!
فرق بأصابعه لتنطلق ألعاب نارية تضئ السماء بمختلف الألوان حول عبـ.ـارة Love you maram
وضعت يدها علي رأسها غير مصدقه لما يحدث ف هي لم يكن بأحلامها حتي أن يحدث كل هذا، ألفتت ل إياد و قالت بأعين دامعة:
- و أنا بمـ.ـو.ت فيك يا إياد!
ضحك بسعادة ثم حملها بخفة و أخذ يدور بها وصت صرخاتها الممزوجة ب السعادة و صياحه بأعلي صوت لديه:
- بحبك!
صفرت رُسل بحماس حينها ثم توقفت و هي تضحك و تبكي في آن واحد، عقد ليث جبينه قائلاً بدهشة:
- أنتي بتضحكي و لا بتعيطي بالظبط؟!
ردت و هي تنظر ل مرام و إياد بسعادة:
- دي دmـ.ـو.ع الفرحة، فرحانة لأن أخيراً مرام لقت حد يحبها!
أخذ نفس عميق ثم نظر لهما مرة أخري و هو يضع يديه في جيبي بنطاله، تمتم بعمق:
- أطمني يا رُسل، إياد بيحب مرام بجد و مدام بيحبها بجد هيعمل أي شئ يسعدها حتي لو كان علي حساب سعادته هو..!
حدجته بطرف عينها بآسي، ف هي تتمني فقط أن ينطقها و يقولها لها ؛ لكنه لا يبالي، لا يشعر بنظرات العشق التي تطل من عينيها، لا يشعر بتلك الرعشة و القشعريرة التي تنتاب عمودها الفقري إذا لمسها حتي و لو لمسه بريئة ؛ لا يري تلك اللمعة التي تضئ بعينيها فور أن تراه أو تسمع صوته أو حتي أسمه، فقط لا يسمع لا يري لا يتحدث..!
قلب جـ.ـا.مد ك الحديد مغلق ب قفل صلب لا يستطيع أحد أختراقه، تنهدت بقلة حيلة و قد عزمت علي شئ ما، تعلم أنه سيدmي قلبها المسكين لكن لا مفر، ف كل الطرق تؤدي إلي جواب واحد مهما فعلت أو حاولت..!
في فجر اليوم التالي.
تسللت من المنزل حتي تذهب للشاطئ كما تفعل منذ أن جاءت لمنزل عمتها حتي تشاهد شروق الشمس، ف هي لا تريد أن توقظ أحداً، كانت مرتديه ليجن ب اللون الأسود و تيشيرت بيچ و أنتعلت حذاء رياضي أسود اللون، وصلت للشاطئ ثم وقفت قليلاً تستنشق نسيم الصبح المحمل برائحة البحر، أبتسمت بخفة و هي تجلس علي الرمال بهدوء لتشاهد شروق الشمس، دقائق و وجدت شخص يجلس بجانبها لتلتفت حينها بفزع لكنها هدأت فور أن قال بهدوء:.
- متخافيش يا رُسل دا أنا، ليث!
أومأت بإبتسامة صغيرة ليردف ليث و هو ينظر للبحر:
- من ساعة ما جينا هنا و أنتي بتخرجي في الوقت دا!
تشـ.ـدقت بعمق:
- بحب أشوف البحر الصبح و الشمس بتعكس ضوئها عليه، دا غير أني بحب أتكلم معاه، أقوله اللي مش بقوله لحد!
أبتسم حتي بانت غمازتيه و هو يقول بمرح:
- بجد زي أية يعني؟!
ألتفت له بكامل جسدها ثم هتفت بغموض:
- زي أني بحبك مثلاً..!
↚الصدmة ألجمت لسانه حقاً ؛ هي تعترف بحبها له أم أنها مجرد تخيلات؟!
صمت دام لدقائق كان يفكر بهم إلي أن قال ببرود يُحسد عليه:
- و أية المشكلة أنك تحبيني؟!
معالم الصدmة و الألم باتت واضحة علي وجهها الجميل، عقدت حاجبيها بألم ثم همست بإستنكار و قد تجمعت الدmـ.ـو.ع بمقلتيها:
- أية المشكلة أني بحبك؟!
تساقطت دmـ.ـو.عها بغزارة و هي تصرخ بألم:
- المشكلة أنك مش بتحبني يا ليث!
نهضا في نفس الوقت ليقول حينها ليث بصرامة خفيفة:
- رُسل...
قاطعته قائلة بضحك ممتزج ب البكاء و هي تشيح بيدها و تبتعد عنه:
- رُسل أية بس، رُسل بتمـ.ـو.ت في اليوم ألف مرة بسببك أنت، رُسل طول عمرها محافظة علي نفسها و محافظة علي قلبها عشانك، رُسل للأسف ساعة لما جت حبت حبتك أنت!
قالت جملتها الأخيرة بصراخ منهار و هي تهز رأسها ؛ أكملت بنحيب:.
- أنت لية بتعمل فيا كدا، أنا عملتلك أية وحش عشان تكـ.ـسرني و تكـ.ـسر قلبي و كرامتي كدا، بس تعرف العيب مش عليك أنت العيب عليا أني حبيت واحد زيك مش عايش معانا، عايش في الماضي..
أخذت نفس ثم قالت بضعف و بكاء أشـ.ـد:.
- كنت فاكرة أني ممكن أخليك تحبني، أني ممكن أحرك الصخرة اللي بيسموها قلبك دي، لكن معرفتش، أن، أنا عارفة أنك متجوزني عشان أمي الله يرحمها و يمكن كمان غـ.ـصـ.ـب عشان طنط ناريمان حطتك قدام الأمر الواقع لكن صدقني أنا مليش ذنب، أنا أه لساني طويل مبيسبش حد لكن أنا بـ.ـنت، بـ.ـنت نفسها تحب و تتحب، نفسها في واحد يدلعها، يهتم يحب لكن كنت محافظة علي نفسي عشان جوزي، مكنتش عايزة أستنزف مشاعري و أديها لشخص ملهوش تلاتين لازمه عشانه هو، و للأسف يا ليث أتجوزتك و حبيتك بس بدون مقابل!
أردف بضياع:
- و مدام عارفة أني متعلق بواحدة تانية حبتيني لية يا رُسل؟!
صرخت ببكاء:
- مليش سلطان علي قلبي يا أخي غلطت و أنا بعترف أني غلطت عشان حبيتك يا ليث!
زفر بأختناق و هو ينظر للبحر لتقبض الأخري علي كفي يديها و هي تقول بصوت ضعيف:
- طلقني يا ليث!
ألتفت لها مطالعاً إياه بحدة و صدmة، يريد أن ينطق، يريد أن يقول لها أنه لن يستطيع العيش دونها، دون جنونها و مرحها و حركتها، يريد أن يقول أنه كلما أقترب منها شخص من الجنس الأخر تأكل به الغيرة بل تحرقه، لكن شئ يقيده، شئ يعقد لسانه..!
دقائق من الصمت لم يقطعها شوي شهقاتها الباكية تلاها قول ليث الصارم:
- ماشي يا رُسل، أول ما نرجع القاهرة هنطلق!
أومأت له بضعف ثم أرجعت شعرها للخلف و هي تقول:
- تمام!
تحركت بعيداً عنه و هي تزرف دmـ.ـو.عها بسخاء، حركت بؤبؤيها حولها و هي تضم شفتيها لبعضهما حتي لا تنفجر في البكاء أكثر ؛ حينها لن تستطيع الصمود و ستنهار..!
حسناً هو سخر من حبها، لم يقدره، سخر بأنه قلبها من طين ينبض و يحب بينما هو قلبه من حديد، لكنه لا يعلم أنها ستمطر و سيزهر قلبها و سيصدأ قلبه هو..
قالتها رُسل في نفسها و قد طغي علي عينيها الحـ.ـز.ن، ف هي قد دخلت بقصة حب حُكم عليها منذ البداية ب الفشل..!
أستيقظت مرام علي صوت رنين هاتفها المزعج بتأفف، فتحت الخط دون النظر للرقم حتي قائلة بصوت نائم:
- ألو..
= وحشني أوي يا مرام أني أسمع صوتك أول ما تصحي!
أنتفضت من نومتها شاهقة بفزع و هي تردد:
- ص، صهيب؟!
= كويس أنك لسة فاكرة صوتي مرام!
- عايز أية يا صهيب أنت عايز تتضـ.ـر.ب و يتمسح بيك الأسفلت تاني و لا أية؟!
= مقبولة منك يا مرام، بس عايز أقولك أنك لو منزلتيش دلوقت هاجي عندك و هعمل فـ.ـضـ.ـيحة في البيت كله، دا غير أني ممكن أحط التاتش بتاعي علي شوية حاجات و أحكيها للسيد الوالد!
قالها بخبث بائن ثم أغلق الخط لتزمجر الأخرى بغضب و هي ترمي هاتفها بعنف علي السرير، نفخت بضيق و هي تنهض حتي ترتدي ملابسها بعجلة، بعدmا أنتهت أنتعلت حذائها و لفت حجابها بطريقة أنيقة و محتشمة حول وجهها ثم هبطت بسرعة للأسفل خارجة من البيت، حمدت ربها بأن الجميع مازالوا نيام بسبب سهرهم لوقت متأخر البـ.ـارحة لكنها ما لبست حتي شهقت عنـ.ـد.ما وجدت أحدهم يكمم فمها و يسحبها لزقاق بين منزلين، أزال ذلك الشخص يده من علي فمها لتلتفت مرام له بغضب و إذ بها تري صهيب يبتسم لها تلك الإبتسامة التي كامت تعشقها لكن الأن أصبحت تمقتها و بشـ.ـدة..!
ربعت ذراعيها أمام صدرها و صاحت بحاجب مرفوع:
- نعم يا صهيب، عايز أية؟!
قال بغموض:
- عايز أقولك علي الحقيقة اللي جوزك و أختك الكبيرة عامينك عنها!
قطبت جبينها بتوجس ليتايع بغموض:
- أنا يا مرام بعدت عنك تحت تهديد رُسل، قالتلي يا تسيبها يا أما هلفقلك قضية تلبسك في مؤبد أو إعدام، قعدت أترجاها كتير لكن رفضت و ساعتها أستسلمت عشان أمي ست كبيرة و محتجالي و نفذت اللي قالتلي عليه أني أسيبك و أقولك أني مش عايزك!
صُدmت بالفعل كما توقع لتقول بضياع:
- و، و رُسل تعمل كدا لية؟!
تابع باخاً سمومه بأذنها:
- عشان كانت بتغير منك يا مرام، زي ما كانت بتغير من مريم و بتحاول تبعدها عن رامي!
أتسعت عيناها بصدmة و هي تردف بحنق:
- أنت واحد كـ.ـد.اب و أنا عمري ما هصدقك!
أمسك بهاتفه و لمس عليه عدة لمسات و هو يغمفم:
- دلوقت تصدقيني يا مرام!
ليصدح صوت رُسل حينها و هي تقول بنبرة تقطر كره و إزدراء:.
- هتبعد عنها يا صهيب يعني هتبعد عنها، مرام متستحقش ترتبط بواحد بيك..
جاء صوت صهيب و هو يقول بلهفه:
- لأ مرام لأ يا رُسل!
= شوف يا حيلتها، يا تسيب مرام و تمشي يا هتقضي بقية شبابك و عمرك في سـ.ـجـ.ـن طره لأني ببساطة جداً ممكن ألبسك قضية تخليك تنتن في السـ.ـجـ.ـن!
أنتهي التسجيل بينما مرام تقف متسعة الأعين بذهول و صدmة، أعطاها بعض الصور قائلاً بجمود:
- و بخصوص جوزك ف الصور دي هتوفر كلام كتير!
أمسكت منه الصور بأيدي مرتعشة لتشهق بلحظتها عنـ.ـد.ما وجدت ب تلك الصور أوضاع غير لائقة بين إياد و بعض الفتيات!
أفلتت الصور من بين يديها لتقع علي الأرض، أرتعشت عضلات وجهها و شفتيها و هي تبكي بصمت ليقترب منها صهيب حتي يمسح دmـ.ـو.عها قائلاً بنبرة حنونة:
- صدقيني يا مرام أنا بس اللي بقيلك، و لا جوزك و لا أختك أهلين للثقة!
ربت علي كتفها و هو يتابع بإبتسامة صغيرة:.
- هسيبك تفكري في كلامي يا مرام، و لو عوزتي تكلميني، كلميني علي نفس النمرة اللي أنا كلمتك منها من شوية!
ثم سار مبتعداً عنها هكذا ببساطة تاركاً إياها وسط دوامة من الأفكار التي تعصف بها..!
دلفت للغرفة المخصصة لها بهدوء ثم أرتمت علي السرير بضعف، ثواني و أنفجرت ببكاء مرير تشهق بعنف شهقات متلاحقة و هي تزرف دmـ.ـو.ع مقهورة حزينة، دقائق و وجدت الباب يُفتح و يطل منه عمار بوجه قلق، أغلق الباب خلفه ثم توجه لها، جلس بجانبها علي السرير قائلاً بقلق و هو يملس علي شعرها:
- رُسل، مالك؟!
لم ترد عليه و ظلت تبكي ليأخذها بين أحضانه مربتاً علي ظهرها حتي تهدأ، تشبثت به بقوة و هي تبكي بعنف و تهمس:.
- أنا موجوعة أوي يا عمار، موجوعة أوي!
ظل يربت علي ظهرها و يملس علي شعرها لفترة من الوقت حتي هدأت أخيراً و نامت، مع أنها أستيقظت منذ وقت قصير إلا أن ألمها النفسي و حـ.ـز.نها غلبها فقررت الهروب من الواقع ب النوم..!
- معرفتش، معرفتش أتكلم أو أعمل أي حاجة!
صاح بها ليث و هو يزرع الغرفة ذهاب و جيئة و هو يشـ.ـد علي شعره بقوة، راقبه إياد بتمعن ثم قال بتركيز:
- أنت بتحبها يا ليث!
توقف عن الحركة للحظة و هو ينظر أمامه بشرود، همس بضياع و هو يهز رأسه:
- معرفش، معرفش يا إياد!
= ما هو يا أه يا لأ!
قالها إياد بنفاذ صبر ليصيح ليث بغضب:
- أه يا إياد بحبها أه و دي مشكلة في حد ذاتها!
صمت دام لثواني قبل أن يقول إياد بصدmة:.
- نعم، حبك ليها مشكلة، دي مراتك يا عم!
زفر بأختناق و هو يقول بحـ.ـز.ن:
- كل ما أحاول أعترف لنفسي أني بحبها حورية تتجسد قدامي فبعدل عن القرار دا و أقنع نفسي أني بحب حورية و هفضل أحبها حتي لو كانت مش في العالم بتاعي!
نهض إياد من علي السرير ثم توجه ل ليث، وقف قبالته و حدق في عينيه بقوة قائلاً:.
- أنت إحساسك ب الذنب هو اللي محركك يا ليث، كون أنها مـ.ـا.تت في الحادثة اللي أنت عملتها و اللي برضو أن قانع نفسك أنها كانت بسبب قلة تركيزك دا عاملك مشكلة، دا كان قضاء و قدر و دا كان عمرها..!
صمت ليث يفكر بكلمـ.ـا.ته ليسترسل بحكمة:.
- فكر يا ليث، رُسل لو ضاعت منك مش هتلاقي زيها، كفاية أوي تجريح فيها و في كرامتها عشان رُسل ممكن تظهر ضعفها في لحظة و اللحظة التانية تلاقيها أقوي من الأول و ساعتها مش هتفرق معاها بنكلة!
لاحظ وجومه ليتركه و يخرج من الغرفة حتي يختلي بنفسه قليلاً، إلا أن قطب جبينه عنـ.ـد.ما وجد صوت صراخ في غرفة رُسل و مرام و الجميع مجتمع أمام الباب، توجه لهم قائلاً بتوجس:
- في أية يا جماعة؟!
هتف عزت بقلق:.
- معرفش رُسل و مرام بيزعقوا لية، دول مبهدلين بعضهم جوا!
توسعت عيناه بصدmة، ف هو يعلم أن مرام لا تتجرأ أن ترفع صوتها علي شقيقتها الكبري و من الواضح من الصوت أن هناك مشاجرة كلامية في الداخل، حاول عزت فتح الباب بقوة لكنه كان مغلق جيداً ب المفتاح..!
قالت ناريمان بتركيز و هي تشير لهم ب السكوت:
- أهدوا شوية!
صمت الجميع ليظهر صوتهما واضحاً حينها..
أما في الداخل..
صرخت رُسل بغضب و هي تشير لمرام:.
- أنتي واحدة هوائية أصلاً ملكيش رأي، بعد كل اللي عملته معاكي و اللي عمله إياد معاكي جايه تسمعي كلام القذر دا؟!
صاحت مرام بصوت باكي:
- أنا دلوقت بسألك سؤال و ياريت تردي عليه، أية علاقتك ب أن صهيب يسبني!
تنشقت رُسل الهواء بقوة و هي تجز علي أسنانها لكنها لم تتحدث لتصرخ مرام بأنهيار:
- يبقي زي ما قال يا رُسل أنك كنتي غيرانة مني أنا و مريم و عشان كدا كنتي بتخربي ما بينا كلنا عارفة لية عشان أنتي حقودة و...
قاطعها صفعة قوية هبطت علي وجهها من رُسل، وضعت يدها علي خدها و هي تتأوه ببكاء لتسمع صراخ رُسل و هي تقول بغضب و بكاء:
- أنا كنت غيرانة منكم يا مرام أنا؟، بعد كل اللي عملته عشانك و تقوليلي حقودة و غيرانة مني، طب أسمعي بقااا، أه أنا اللي خليت صهيب يبعد عنك عارفة لية يا محترمة يا بـ.ـنت الناس؟!
لم تنتظر إجابتها إنما أسترسلت و هي تشير لنقطة وهمية:.
- البيه كان ديلر و دا اللي أكتشفته بالصدفة، كنتي بتحبي و هتتجوزي واحد بيتاجر في حياة الشباب يا محترمة يا اللي جاية تهيني أختك اللي بعدتك عن شئ خطر و كانت هي معرضة ليه بدالك، و بخصوص بقاا الصور اللي أدهالك دي باين أوي أنها فيك، و لو مش مصدقة روحي لأي فتوجرافر و هو هيقولك..!
صُدmت بمعني الكلمة لتحدجها رُسل بإزدراء و هي تتوجه للباب حتي تفتحه، لتجدهم نتجمهرين أمامه و قد بانت معالم الصدmة علي وجههم، وجدت عبدالرحمن ينظر لها بأعين دامعة كأنه يقول لها أنا خائف فأبتسمت بوداعة و هي تنحني لتحمله، ملست علي خصلاته الكستنائية قائلة بحنان:
- متخفش يا عبدالرحمن!
أومأ اها ببطئ و هو يحتضن عنقها لتناظرهم بجمود و هي تقول:.
- أنا همشي النهاردة أروح لبيت ماما الله يرحمها و معايا عبدالرحمن و مش عايزة أي أعتراض أو كلمة من حد عشان ميزعلش مني بجد!
ثم أستدارت لتدلف للغرفة، قالت لمرام بإحتقار:
- أطلعي بره!
حدجتها مرام بحـ.ـز.ن ثم خرجت منكسة الرأس لتغلق الباب خلفها بعنف، أسندت ظهرها للباب و هي تنظر أمامها بحـ.ـز.ن، تساقطت دmـ.ـو.عها بسرعة لتضع يدها علي فمها تمنع شهقاتها من الصعود، فها هو بنفس اليوم تلقت صدmتين جعلتها تكره نفسها...!
بعد مرور يومين
تجهزت لمشنقتها بروح بـ.ـاردة خاوية ؛ فهذا هو اليوم الذي حددته ليتم به إجراءات الطـ.ـلا.ق..
ألقت نظرة خاوية علي نفسها في المرآة، فرغم حـ.ـز.نها البادي إلي أن تلك الملابس العملية المكونة من تنورة ملتصقة علي جسدها تصل لركبتيها باللون النبيذي و كنزة باللون الأسود ذات أكمام طويلة جعلتها تشع جاذبية، وجدت الباب يدق فأرتدت نظارتها السوداء القاتمة و أخذت حاجيتها ثم خرجت، فتحت الباب لتجد عمار يبتسم لها بإتساع لتبادله بأخري باهته، قالت و هي تشير له بالدخول:.
- خلي بالك من عبدالرحمن يا عمار، أنا كدا كدا مش هتأخر!
أومأ لها بتفهم لتخرج هي سريعاً من المنزل، هبطت من علي الدرج بسرعة لكنها توقفت فجأة عنـ.ـد.ما وجدته يقف مستنداً علي سيارته أمام البيت، تطلعت له بشوق جارف، تملي عينها منه قبل الفراق..
سريعاً ما أستفاقت من حالتها تلك ثم خطت بعدها تجاهه، قال بإبتسامه متردده:
- أزيك يا رُسل؟!
أجابت بنبرة حاولت صبغها ب البرود:
- الحمدلله!
حمحم بخشونه ثم أعتدل بوقفته مشيراً لها بأن تستقل السيارة، أستقلت المقعد المجاور له ثم فعل المثل لينطلق بعدها بسيارته نحو مكتب أقرب مأذون..
كان الصمت يسود السيارة إلي أن قطعه صوته القوي و هو يقول:
- فكرتي كويس يا رُسل!
أجابت و هي مركزة نظرها علي الطريق أمامها:
- فكرت يا ليث، و كويس أوي كمان!
= متأكدة أنك عايزة كدا؟!
- أيوة، متخافش مش هتقل عليك أصلي مش بحب أفرض نفسي علي حد!
قالتها ببرود ليزفر الأخر بحنق، دقائق و قال بجمود:
- نسيت أجيب الباسبور، هنروح ال?يلا عشان أجيبه!
أشارت برأسها نحو التابلوه و هي تقول بجبين معقود:
- ما أهه!
ردد بسخرية:
- دا الأمريكي، أنا أتجوزتك ب الباسبور المصري و دا اللي أفتكرته حالاً!
تنهدت بضيق ثم نظرت بجانبها للطريق غافلة عن نظرات الأخر المسـ.ـر.وقة نحوها..
كانت تجلس بغرفتها و قد غطي وجهها معالم الحـ.ـز.ن بجانبها مريم التي تردد بلوم و عتاب:
- ليها حق تزعل منك و متكلمكيش كمان، بقا تروحي يا مرام تسمعي كلام صهيب و تبهدلي رُسل كدا، دي رُسل بتخاف علينا أكتر ما بتخاف علي نفسها!
قالت مرام ببكاء:
- أنا معرفش أنا قولت كدا إزاي يا مريم معرفش و الله، الصدmة كانت مغيباني خصوصاً صور إياد!
= مشكلتك أنك بتصدقي أي كلمة يا مرام و أديها رُسل مبقتش تكلمك و زعلت منك و إياد كمان!
جال بخاطر مرام جملته التي قالها بغضب الدنيا كلها عنـ.ـد.ما علم السبب الرئيسي للشجار بينها و بين رُسل:
- كنتي بتشكي فيا يا مرام، أنا أه كنت ممكن أعرف بنات و أصاحب لكن معملش الزفت اللي كان في الصور دا، بس خلاص مدام أنتي صدقتي واحد *** زي دا يبقي هعرف ستات و هعمل ***** من اللي كان في الصور دا!
هزت رأسها بضعف فمنذ أن عادوا من عند خيرية و هي لم تري وجهه البته حتي و بو مصادفه، ذهبت لتقف بالشرفة قليلاً علها تزيح ذلك الثقل الجاثم علي صدرها، تنشقت الهواء بقوة و هي تقبض علي سور الشرفة، فهي منذ مكالمتها الأخيرة مع صهيب و هي تشعر بشعور سئ للغاية فسرته علي أنه خـ.ـو.ف..
(( فلاش باك ))
- أزيك يا مرام!
صرخت بحنق:
- عايز أية، مش كفاية اللي عملته فيا؟!
أجاب ببراءة مزيفة:
- أنا يا مرام، هو أنا عملت حاجة!
هتفت بإزدراء:
- الشغل دا مش هيخيل عليا عشان أنا متأكدة أنك مخطط لكل دا!
ضحك قائلاً بإستفزاز:
- برا?و يا مرام، دلوقتي يا حبيبتي عرفتي بقاا أنك ملكيش غيري!
= أنت زبـ.ـا.لة!
- هتغاضي عن الشتيمة حالياً و دلوقت يا حبي أستعدي عشان تيجي معايا!
= ميشرفنيش أصلاً أني أتكلم ما واحد زيك ما بالك أروح معاك!
قالتها بإزدراء واضح ليتحول صوت صهيب للقتامة و هو يقول:
- ما هو يا أنا يا المـ.ـو.ت يا مرام مفيش أختيار تالت!
ردت بقوة:.
- يبقي المـ.ـو.ت يا صهيب!
ثم أغلقت الخط بوجهه و هي تقبض علي الهاتف بقوة..!
(( باك ))
أتت مريم لتقف بجانبها بهدوء لتلمح مرام سيارة ليث و هي تُصف علي بعد أمتار من باب ال?يلا، دققت بها جيداً لتجد رُسل تمكث بها و ليث يترجل بوجه جـ.ـا.مد منها، تهللت أساريرها بسعادة لتدلف سريعاً لغرفتها و تلف حجاب حول وجهها، قالت مريم بذهول:
- في أية يا مرام؟!
قالت بلهفه و هي ترتدي چاكت من الچينز:
- رُسل تحت!
ثم أنطلقت بعدها للأسفل ك القذيفة...
بينما علي الجانب الأخر كانت تجلس رُسل بالسيارة بشرود إلي أن شعرت بيد تطرق علي الزجاج الذي بجانبها، نظرت سريعاً لتجد مرام تطالعها بلهفه، بادلتها بنظرات بـ.ـاردة و هي تشيح بوجهها بعيداً عنها ليزيد طرق مرام، فتحت الباب بنفاذ صبر و هي تترجل من السيارة، قالت بقسوة و هي تخلع نظارتها الشمسية بقوة:
- عايزة أية؟!
رددت مرام و هي علي وشك البكاء:.
- رُسل سامحيني أنا عارفة أني غلطت بس و الله معرفش أنا قولتلك كدا إزاي!
تشـ.ـدقت و هي تجز علي أسنانها:
- أتفضلي أمشي عشان ممسحش بكرامتك الأرض حالاً!
هتفت مرام و هي تبكي:
- و الله ما هعمل كدا تاني يا رُسل بس عشان خاطري سمحيني!
= أنتي أصلاً معنكديش خاطر عندي، و أمشي يلاااا!
قالتها بصراخ لتنكس مرام رأسها و تلتفت ببطئ حتي تذهب لبوابة ال?يلا، راقبتها رُسل بنظرات حادة ثم ألتفتت لتستقل السيارة مرة أخري لكنها تجمدت عنـ.ـد.ما وجدت أحدهم يُشهر سلاحه نحو شقيقتها...!
تسارعت دقات قلبها بشـ.ـدة و هي تنظر لمرام التي تسير ببطئ نحو بوابة ال?يلا، خرجت صرخة منها بأسمها تزامناً مع بداية ركضها نحوها، ألتفتت مرام لها ببطئ لتنطلق بلحظتها رصاصة من فوهه المسدس تزامنت مع خروج ليث من بوابة ال?يلا لتخترق جسدها بكل سلاسة..
تقلص وجهها بألم و هي تأن بضعف و قد تراخي جسدها لتصرخ مرام بفزع و هي تسند جسد شقيقتها المرتخي:
- رُسل!
سقطتا علي الأرض لتشعر حينها رُسل بثقل شـ.ـديد في رأسها، أغلقت عينيها ببطئ و هس تجاهد لتأخذ أنفاسها لتصرخ حينها مرام بفزع شـ.ـديد و هي تبكي بعنف:
- لأ رُسل متغمضيش عينك لأ يا رُسل!
صرخة رجولية صدحت بالمكان و هي تنادي بإسمها و كان هذا آخر شئ سمعته قبل أن تغمض عينيها بضعف..
↚الجميع يجلس في ذلك الرواق و هم يتمتمون ببعض الآيات القرآنية، راجين أن تنجو تلك الماكثة بغرفة العمليات لأكثر من ثلاث ساعات، منهم من يبكي بأنهيار و منهم من هو صامد لكن هو يجلس علي إحدي المقاعد الحديدة البعيدة يدفن رأسه بين كفيه و هو ضائع لأبعد حد..
لن ينسي تلك اللحظة التي مرت عليه ك السنوات، لحظة كانت بين يديه بدmائها المراقه و جسدها المرتخي كلياً، حينها فقط أدرك معني فقدها و مرارته ؛ أدرك أن الحياة لا تستحق أن نعيشها بألم و أعمارنا بها ليست محددة ؛ قد يخـ.ـطـ.ـفنا المـ.ـو.ت بلحظة من بين أحبائنا و عائلتنا و نحن لا نعلم قيمة بعضنا..
سقطت دmعة من عينيه فمسحها سريعاً حتي لا يلاحظ أحدهم، فهو لم و لن يظهر ضعفه أمام أحد، سيبقي صامد لأجلها ؛ ف هو قد أقسم أنها فور أن تعود مرة أخري سيخبئها بين أحضانه و لن يتركها أبداً، سيأخذها و يبتعد، يبتعد عن أي شئ يعكر صفو حياتهم...
مرت نصف ساعة و هو علي هذا الحال إلي أن أفاقه صوت فتح باب غرفة العمليات لينتفض حينها متوجههاً نحو ذلك الطبيب الذي خرج و هو يخلع الكمامة من علي وجهه، سأله بلهفه:.
- رُسل، رُسل عاملة أية؟!
أجاب الطبيب بعملية:
- الرصاصة كانت موجودة في منطقة خطر يدوب كانوا 2 مللي بينها و بين القلب، و للأسف وقف أثناء العملية بس نشطناه تاني، هي دلوقت هتروح علي العناية المركزة عشان نتابع حالتها..
صاحت مريم بصوت باكي:
- يعني، يعني هي هتكون كويسة؟!
قال ببرود رهيب:
- مكدبش عليكي يا مدام حالتها مطمنش، لو ال 48 ساعة الجاية عدوا علي خير هتفوق لكن أنا مضمنش الموضوع دا!
تفاجأ ب ليث الذي سحبه من ياقته قائلاً بنبرة شرسة:
- رُسل لو حصلها حاجة مقولكش علي اللي هيحصل فيك يا دكتور النحس، هدفنك في مكانك حي، فاااااهم؟!
أومأ الطبيب بخـ.ـو.ف ليفلته ليث بعصبية مفرطة فهرع الأول بعيداً عن ذلك المـ.ـجـ.ـنو.ن أو العاشق..
أما مرام فكانت تجلس علي إحدي المقاعد و هي تحدق بنقطة ما بشرود، تمتمت بتغيب:
- أنا السبب، أنا السبب!
ليتعالي صوتها بصراخ و عويل و هي تضـ.ـر.ب علي ساقيها و قد أنهارت كلياً باكية بعنف، أقترب منها إياد و هو ينظر لها بقلق ؛ ف رغم أنه كان حزين منها و من تصرفها الأرعن إلا أن قلبه غلب عقله الذي يأمره ب القسوة، أحتضنها قائلاً بحنان و هو يحاول السيطرة علي إنفعالتها:
- شششششش، خلاص يا مرام دا قضاء و قدر!
رددت بنحيب:
- أنا اللي المفروض كنت أتصاب مش هي، هي تضحت بحياتها عشاني مع أني واحدة حقيرة و مستاهلش!
ثم فقدت بعدها الوعي ليصـ.ـر.خ إياد بإسمها بفزع..
مر يومين و لم تستفق رُسل بعد، كان حينها ليث ملازماً لها لا يتحرك من المشفي حتي و لو ليقوم بتغيير ملابسه، بينما الأخرون كانوا يتناوبون في المكوث ب المشفي...
الجميع يقف بتـ.ـو.تر أمام غرفة العناية الفائقة كأنهم علي رؤوسهم الطير ؛ ينتظرون خروج الطبيب حتي يعلمهم عن ما هي حالتها بالضبط و بالفعل خرج مناظراً ليث بتـ.ـو.تر، تجمعوا حوله يمطروه بوابل من الأسئلة لكنه وقف بمكانه يطالعه بشك ليهتف الطبيب بسرعة:
- المريـ.ـضة دخلت يا جماعة في غيبوبة!
شهقات عالية صدرت منهم ليقول عزت بفزع:
- لية، مش المفروض كانت تفوق؟!
زفر الطبيب قائلاً بنفاذ صبر:.
- يا جماعة مفيش أي مشكلة عضوية عندها، هي دخلت الغيبوبة دي بإرادتها!
صدmة شلت الجميع و هم ينظرون لبعضهم بنظرات مبهمة، ليهتف حينها ليث أخيراً بصوت أجش:
- اللي هو إزاي يعني؟!
أرجع الطبيب نظارته الطبية للخلف و هو يردف بعملية:.
- ممكن تكون أتعرضت لصدmة أو ل زعل كبير قبل الحادثة بتاعتها و في الحالات دي المخ بيستغل المشكلة العضوية اللي حصلتلها و يبتدي شوية شوية يسحبها لغيبوبة، و ساعتها الحالة بتكون مرحبه بشئ زي دا ك نوع من التغيب عن الواقع..!
تشـ.ـدقت ناريمان بقلق:
- يعني الغيبوبة دي بتستمر قد أية يا دكتور؟!
= ممكن أيام، أسابيع، شهور و أحياناً بتكون سنين!
شهقت بجزع هي و مريم ليسارع الطبيب ب الفرار قبل أن يتحدث أي منهم...
بينما ليث كان ينظر أمامه بنظرات لا تنبئ عن خير أبداً و هو يقبض علي كفيه بعنف حتي أبيضت مفاصلها و برزت عروقها...
مساءاً
سحب المقعد جالساً بجانب السرير ب الضبط، أمسك بيدها الموصولة بها المحاليل بأبر طبية و ملس عليها بحنان و هو يتطلع لحالتها المزرية تلك، وجه شاحب عليه قناع أكسچين، جسد موصول به أسلكة عدة لقياس الأنشطة الحيوية لأعضاءه و أخيراً روح معـ.ـذ.بة في اللاوعي..
ثواني و فرت دmعة من عينيه تلتها الكثير و الكثير و قد أنهار بالمعني الحرفي، يبكي ك طفل فقد أمه وسط الزحام، مال عليها بجذعه محتضناً خصرها و هو يضمها إليه، وضع رأسه علي صدرها و هو يقول بنبرة معـ.ـذ.بة:.
- أنا جيت عليكي كتير يا رُسل أنا عارف، بس برضو عارف أنك هتسامحيني و مش هتعـ.ـا.قبيني ببعادك عني، أنا مش هقدر أعيش من غيرك، مش هقدر أعيش من غيرك جنانك و لا لسانك الطويل و لا شخصيتك اللي بتجبر أي حد يحبها بدون مقدmـ.ـا.ت...
شهق كالأطفال بوسط كلامه و هو يكمل:.
- فوقي يا رُسل عشاني و عشان أخواتك و عشان عبدالرحمن، مش هزعلك تاني خالص و و الله هعملك اللي أنتي عايزاه بس متبعديش عني أنا بحبك يا رُسل و مقدرش أستغني عنك، أنتي روحي لو بعدتي أمـ.ـو.ت...
سمع صوت صفير مزعج من جهاز القلب لينتفض سريعاً من علي المقعد مناظراً إياها بصدmة ليلمح حينها دmعة تهبط ببطئ من عينيها المغمضة، ركض للخارج بسرعة و هو يصـ.ـر.خ بعنف:
- دكتور بسرعة!
دقائق و أمتلأت غرفة العناية الفائقة ب الأطباء و الممرضين حتي ينعشوا القلب مرة أخري بينما الأخر كان يقف بالخارج و قلبه يكاد يهوي بين قدmيه و هو يشاهد جسدها يرتفع و يهبط مرة أخري مع كل صدmة كهربائية تتعرض لها..
وضع كف يده علي الزجاج و هو يقول بتألم:
- يا رب، يا رب نجيها!
دقائق أخري و عاد النبض كما كان لينفس حينها ليث الصعداء، خرج الدكتور المشرف علي حالتها ليتقدm من ليث قبل أن يتحدث حتي قائلاً ببرود:.
- ربنا ستر المرة دي، كون أن القلب يقف مرتين دي في حد ذاتها كارثة و لو المرة التالتة حصلت للأسف ساعتها مش هنعرف نتصرف..!
حدجه ليث بنظرات مشتعلة بالغضب ليحمحم حينها الطبيب ثم هرع من أمام ذلك الليث البري، فهو لن ينسي ما فعله عنـ.ـد.ما جاء بها للمشفي ؛ ف ليث كان علي وشك أن يقــ,تــله بسبب بروده المستفز للأعصاب..!
بعد مرور ثلاث أسابيع
دلف للغرفة العادية التي نُقلت لها منذ أسبوعان ثم قام بالجلوس بجانب سريرها، أمسك بكفها بحنان و أخذ يقص عليها كل ما يحدث بغيابها و ما أن أنتهي حتي مال عليها هامساً بجانب أذنها بنبرة معـ.ـذ.به:
- مش هتفوقي بقا يا رُسل، شهر إلا مبسمعش فيه صوتك، مبتخانقش معاكي، ما بمنعكيش تتخانقي مع حد، مش بتستفزيني..
أكمل بإختناق و هو يدفن وجهه بعنقها:
- وحـ.ـشـ.ـتني روحك أوي يا رُسل!
ظل هكذا لدقائق إلي أن أنتفض فجأة عنـ.ـد.ما شعر بها تضغط بيدها علي كف يده و هي تأن بضعف، نهض من علي المقعد بسرعة فائقة و أخذ يتطلع لها بلهفه و هي تقوم بفتح عينيها و غلقها مرة أخري بسبب الضوء المسلط عليها، هتف بسعادة جلية و هو يقبل كل إنش بوجهها:
- رُسل، أخيراً يا حبيبتي صحيتي، الحمدلله الحمدلله..!
وجدها تدفعه ببعض القوة و هي تقول بصوت متحشرج لكنه بنفس الوقت شرس:.
- أبعد يا حـ.ـيو.ان أنت، أنت فاكرها كوسه و لا أية؟!
أبتعد عنها قليلاً و قد تشكلت إبتسامة واسعة علي محياه و هو يقول:
- لسانك طويل حتي و أنتي عيانه!
أعتدلت قليلاً في نومتها قائلة بحاجبين معقودين و حنق:
- أنت شكلك أهبل و لا أية، مين أنت عشان تقولي كدا، أنا معرفكش أصلاً!
خبت الإبتسامة من علي وجهه رويداً رويداً و هو يقول بعدm تصديق:
- أية؟!
سعلت قليلاً قبل أن تقول بحنق:.
- جتك أوه، و أطلع بره لحسن و الله أبلغ عنك البوليس!
ثم أخذت تصيح بأعلي صوت لديها:
- يا ماما يا مرام يا مريم!
ثواني قليلة و فُتح الباب لتطل منه كلاً من مريم و مرام و هم يتطلعون إليها بلهفه، ركضتا نحوها لتقول بغضب:
- أنا أية اللي جابني هنا، و فين ماما؟!
الصدmة ألجمت ألسنتهم لتدير مريم رأسها ببطئ نحو ليث الواجم، جلست مرام بجانبها ثم تشـ.ـدقت بصوت مرتجف:
- رُسل، أنتي أنتي واعية للي أنتي بتقوليه؟!
= أيوة طبعاً، أنا اللي مش فهماه أية اللي جابني المستشفي و مين المتـ.ـخـ.ـلف اللي هناك دا!
ألتفتت مرام نحو ليث لتجده غير موجود فأخذت بتهدأه رُسل قليلاً ؛ ف رغم تعبها إلا أن عصبيتها متمكنه منها جداً...
دقائق و آتي الطبيب ليأمرهم ب الخروج من الغرفة حتي يباشر بعمله فأمتثلوا لأمره و خرجوا ليجدوا ليث يقف خارجاً و هو يتحدث في الهاتف...
همست مريم بخـ.ـو.ف:.
- أنا مش مطمنه، معقولة رُسل مش فاكرة ليث و كمان مش فاكرة أن ماما الله يرحمها؟!
رددت مرام بهلع:
- في حاجة مش مظبوطة!
وضعت مريم يدها علي حجابها قائلة بتعب:
- يا رب ميكونش اللي في بالي صح!
- أية يعني رُسل فقدت الذاكرة؟!
هتف بها عمار بجزع بينما كان السكون يخيم علي الجميع ليقول الطبيب بهدوء:
- فقدان رجعي، يعني هي آخر حاجة فكراها من تقريباً خمس سنين أيام ما كانت لسة في الجامعة!
تمتمت ناريمان بفهم و هي تهز رأسها:
- يعني و لا هتفتكر ليث و لا عزت و لا عمار و لا أنا و إياد!
أضافت مريم بتـ.ـو.تر:
- و لا حتي رامي و مـ.ـو.ت ماما!
هتف الطبيب بعملية:.
- يا جماعة متقلقوش ب العلاج كل شئ هيتحل و الذاكرة هترجعلها تاني بس أرجوكم بلاش تقولوا أي حاجة تزعلها أو تعصبها عشان ممكن تحصلها إنتكاسه و بنسبة 70 % ممكن تدخل في غيبوبة تاني، عن أذنكم!
ثم رحل بهدوء تاركاً أياهم وسط صمتهم، قطع ذلك الصمت صوت مريم و هي تقول بتعقل:.
- رُسل مينفعش تعرف أنها متجوزه أو حتي مرام و أن ماما مـ.ـا.تت و بابا لسة عايش لأنها ساعتها هتقوم الدنيا و هتقعدها و ممكن يحصل زي ما الدكتور قال أنها تدخل في غيبوبة تاني
!
قال إياد و هو يهز رأسه:
- فعلاً هي مش لازم متعرفش كل المواضيع دي!
أتفق الجميع علي كل شئ لتلتفت ناريمان ل ليث قائلة بترقب:
- تمام يا ليث؟!
وضع كفيه في جيبي بنطاله ثم قال بهدوء بـ.ـارد:
- رُسل هتيجي معايا أمريكا!
كادوا أن يتحدثوا لكنه أشار لهم بالسكوت ؛ تابع بصرامة:
- بس مش بصفتي جوزها، بصفتي رئيسها في الشغل و بكدا مش هتبعد عن عيني دا غير أنها هتروح تتعالج في أمريكا و هناك في دكاترة أحسن أكيد!
هتف عزت بحيرة:
- طب و مريم و مرام، و هتقولها أية علي حميدة؟!
أجاب بهدوء مفتعل:
- مريم و مرام هيجوا معانا أما بقاا والدتها الله يرحمها فهنقول أنها مثلاً بتحج و لما تخلص هتيجي علي هناك!
صمت الجميع لتقول ناريمان بتنهيده:.
- أعمل اللي أنت شايفه صح يا ليث!
أومأ بوجه جـ.ـا.مد ثم ذهب من أمامهم حتي يبدأ بتنفيذ خطته..!
ب مكان ما علي أطراف المدينة
ألتف طلبه هو و رجـ.ـاله حول ذلك الجسد الملقي علي الأرضية القذرة و الذي ب الكاد يتنفس، هتف أحد رجـ.ـال طلبه بصوت خشن:
- بس دا جبته منين يا معلم، دا كان مدوخنا وراه السبع دوخات..!
رد طلبه بهدوء:
- واحد جابهولي لغاية عندي و كان مروقه علي الأخر تقريباً كان عنده تار بايت معاه!
جاء أحدهم بدلو من الماء البـ.ـارد ثم قام بشكبه فوقه ليشهق حينها صهيب بضعف و هو يقوم بفتح عينيه، أبتسم طلبه ب لزوجه و هو يقول:
- صباحك زفت يا أحسن خـ.ـا.ين في مصر!
أتسعت عينا صهيب بفزع ليكمل طلبه و هو يضـ.ـر.ب فكه بعكازه بخفة:
- بقا ياض تاخد البضاعة و تهج بيها، هي دي تربيتي، بس أقول أية ال*** بيفضل طول عمره ***!
أشار ل رجـ.ـاله قائلاً بإزدراء:.
- أتسلوا عليه شوية يا رجـ.ـا.لة و بعدين أخلصوا من جتته مش عايز أثر لأبن ال***** دا خالص!
صرخ صهيب بفزع:
- لأ لااااااااااااااا
لتختفي صرخاته تدريجياً مع مرور الدقائق بينما طلبه يبتسم بشر و هو يفوت خرزات سبحته كأنه يسبح ؛ يسبح الخالق و هو يقــ,تــل روحاً نعم ليست بريئة لكنها بالأخير روح..!
فتحت عيناها ببطئ و من ثم نهضت و هي تتلفت حولها لتجد نفسها بغرفة غريبة، زفرت بنفاذ صبر و هي تحك شعرها ثم نهضت من علي السرير متوجهه للباب، فتحته بهدوء لتجد شقيقتيها تجلسان في ذلك البهو الكبير، هتفت بصوت قوي:
- مرام، مريم!
ألتفتتا لها بإبتسامه بلهاء لتضيق عينيها بعدm إرتياح لهما، تقدmت منهما ثم جلست قبالتهم علي الأريكه، قالت بأعين حادة:
- عايزة أعرف أية اللي بيحصل بالظبط!
حمحمت مرام و هي تقوم بنكز مريم لتطالعها الأخيرة بنظرات مغتاظه، أخذت مريم نفس عميق و هي تقول بتسرع:
- أنتي عندك فقدان ذاكرة رجعي يا رُسل!
صاحت بصدmة و هي تنهض:
- نعم؟!
أومأت لها بخـ.ـو.ف لتصرخ رُسل بعصبية مفرطة:
- دا إزاي يعني؟!
تشـ.ـدقت مرام بتـ.ـو.تر:
- بصي هو أنتي حصلتلك حادثة و فضلتي تلت أسابيع في غيبوبة و بعد كدا صحيتي فاقدة الذاكرة!
= هئ و المفروض أني أصدق الهبل دا؟!
- هو المفروض أه، حتى بدليل أننا مش في مصر!
أتسعت عيناها بصدmة و بقت متجمدة لثواني قبل أن تهرول للشرفة المفتوحة، نظرت للشارع بدهشة ف هو نظيف للغاية بالإضافة إلي اللافتات المكتوب عليها ب اللغة الإنجليزية، مالت قليلاً علي سور الشرفة محدقه ب لوحة إحدي السيارات ليأتيها صوت هادئ و هو يقول:
- بدل ما تتشعـ.ـبـ.ـطي يا شاطرة في البلكونات روحي ألبسي عشان شغلك!
أستقامت بوقفتها ملتفته لمصدر الصوت لتجده ذلك الأبلهه الذي كان يقبلها في المشفي يقف في شرفه القصر الملتصق ب ذلك المبني التي تمكث به و التي لا تعلم أن ليث قام بشراءه حتي تعيش به هي و شقيقتيها لحين أن تعود لها ذاكرتها و هو يرتدي حله ب اللون الأزرق الداكن و أسفلها قميص ناصع البياض، يضع يد في جيبه و اليد الأخري تمسك بفنجان القهوه، هتفت من بين أسنانها:
- أنت!
أومأ له بأبتسامة صغيرة رائعة لكنها كامت ب النسبة لها قمة في السماجه، قال و هو يرتشف من فنجان القهوة خاصته:
- ربع ساعة يا رُسل تكوني جاهزة فيها عشان الشغل!
ثم تركها و ذهب هكذا ببساطه تاركاً إياها متصنمة مكانها و هي فاغره فاهها بصدmة، فمن هذا الأبلهه ليأمرها؟!
ركلت الأرض بقدmها ثم دلفت مره أخري للبهو الكبير، صرخت بحنق:
- مين الكائن اللزج دا و أحنا فين دلوقت؟!
أجابت مريم و هي تقضم قطعه من الكيك و تتهرب بعينيها بعيداً عنها:
- دا ليث الجندي رئيسك في الشغل و أحنا، أحنا في أمريكا!
شهقت قائلة بدهشة:
- نعم ياختي أمريكا، يادوب نمت شوية و أتنقلت من مصر لأمريكا؟!
همست مريم بضحك لمرام:
- غـ.ـبـ.ـية أوي أختك دي، مش فاكرة أنهم أدوها حقنة نيمتها 3 أيام عشان نعرف ننقلها هنا!
= مريم!
ألتفتت لها بإبتسامه بلهاء لتقول رُسل بحنق:
- فين ماما؟!
= بتحج يا رُسل!
قالتها مرام بتـ.ـو.تر لتزفر رُسل بحنق و هي تضع يديها بخصرها و تطرق الأرض بقدmها، قالت مريم بتوجس:
- أنتي مش هتروحي الشغل؟!
طالعتها رُسل بوجه خالٍ من التعابير ثم مالت قليلاً ملتقفه نعلها المنزلي من قدmها، أستقامت مرة أخري ثم قدفته نحوها و هي تقول بحنق:
- شغل أية يا متـ.ـخـ.ـلفه أنتي و اللزج التاني دا اللي بيأمرني دا؟!
أسترسلت بغره:.
- هه أناااا رُسل الغمري اللي أخر واحد دايقني أتعمله محضر إختفاء يجي واحد زي دا يقولي كدا كأني شغاله عند اللي خلفوه؟!
قالت مرام بتـ.ـو.تر:
- يا بـ.ـنتي دا رئيسك في الشغل!
طالعتها بملل ثم قالت:
- أحنا في سنة كام صحيح؟!
هتفت مريم:
- داخلين علي 2019!
عدت علي أصابعها ثم صرخت بفزع:
- يعني أنا عندي 26 سنة، يا سواد الحلل يا سعاد دا أنا كنت زهرة عندي 21 نطيت خمس سنين لييييية؟!
= رُسل!
أنتفضت بفزع في وقفتها ثم ألتفتت لتجد ليث يقف خلفها و هو يطالعها بجمود، صرخت به بحنق:
- طب قول أحم و لا دستور حتي، و بعدين أنت إزاي تتجرأ و تدخل هنا أهلك معلمكش أنت البيت لية حرمة و لا أية؟!
قال بهدوء:
- هعد من واحد ل تلاتة لو مروحتيش و لبستي مش هيحصلك طيب يا رُسل!
كادت أن تتحدث لكنه زمجر بقوة:
- واحد، أتنين..
ضـ.ـر.بت الأرض بقدmها ثم دلفت لغرفتها حتي ترتدي ملابسها ؛ فهي لا تعلم ما يمكن أن يفعله ذلك الغريب بها لكنها توعدت له ب الكثير و الكثير..!
↚خرجت من الغرفة و هي تلعن ب ذلك المتعجرف بكل ما تحفظ من الشتائم حتي النابية منها، وقفت أمام باب الغرفة قائلة بتعجرف:
- يلا يا أخينا أنت، أتنيلت لبست أهه بس عشان يكون في علمك أنا هاجي معاك عشان بس أخواتي قالوا أني للأسف كنت بشتغل معاك لكن غير كدا مكنتش عبرتك أصلاً!
= تصدقي و تؤمني بالله لولا أنك عيانه لكان هيكون ليا رد فعل زبـ.ـا.لة معاكي، يلااااا!
طالعته بثبات رغم تلك الأرتعاشه التي أصابتها ثم تقدmت منه ليخرج من المنزل بخطوات واسعة و هو يتمتم:
- دا علي كدا البت دي عقلت دلوقت، و الله لو كنت شوفتها في المرحلة العمرية اللي هي فيها دي لا كنت قــ,تــلتها و مثلت بجثتها في مصر كلها علي الأقل الناس كانت هتترحم منها!
أستقل سيارته بحنق لتلحقه هي بعد ثواني، طالعها بنظرة تقيميه ينظر لملابسها المكونه من فستان أسود ملتصق علي الجسد يصل لبعد ركبتيها بعده سنتيمترات و فوقه قميص من الچينز الفاتح، و تنتعل حذاء رياضي أبيض، زفر بحنق ثم أدار محرك السيارة منطلقاً بها نحو شركته..
بعد دقائق من الصمت هتفت بصرامة:
- أنا بشتغل أية بالظبط بقا؟!
أجاب ببرود:
- المساعدة بتاعتي!
مطت شفتيها للأمام و هي تهز رأسها ثم سألت:.
- و في شركة أية بقاا و أنت شغال فيها أية؟!
= شركة إلكترونيات عالمية أكون أنا صاحبها حضرتك!
قالها بملل لتمصمص رُسل شفتيها و هي تغمغم:
- عشان كدا شايف نفسه علي خلق الله، معرفش إزاي أصلاً قبلت أشتغل مع كائن البطاطا دا، أينعم هو مز و كل حاجة بس تنك أوي أوي يعني!
أبتسم بخفة و هو يسمع غمغمتها الخافتة، فهي رُسل و ستظل رُسل..
بعدmا ذهبت رُسل مع ليث أنطلقت الفتاتان ل منزل والدهن..
جلست مرام في الحديقة علي الأرجوحة و بين ذراعيها عبدالرحمن، قالت مرام بحنان:
- متزعلش يا بودي، رُسل تعبانة دلوقت و مش هتشوفها كل يوم!
أجاب عبدالرحمن بنبرة حزينة:
- بس أنا مش شوفتها بقالي كتير يا مرام، هي مش بقت تحبني؟!
ضحكت مرام بخفة و هي تقول:.
- لا من الناحية دي أطمن رُسل بتحبك أكتر من أي حد في العالم دا، ليك عليا يا سيدي أول ما ترجع هي و ليث هخليها تيجي تقعد معاك، أتفقنا؟!
أومأ لها قائلاً بإبتسامة مشرقة:
- أتفقنا!
ضمته إليها بحنان و هي تهز الأرجوحه ببطئ و قد شرد عقلها ل عند معـ.ـذ.بها، منذ أنهيارها ب المشفي و لم يتحدث معها إلا للضرورة القصوى فقط و هذا ما يزيد من تلك النيران المتأججه بصدرها، نعم أخطأت لكنها تشعر أنهم كانوا ينتظرون خطأها بفارغ الصبر حتي يقاطعوها..!
تنهدت بخفة ثم نهضت حاملة عبدالرحمن، تشـ.ـدقت بمرح:
- أية رأيك يا بودي نروح نعمل تشوكليت كاب كيك؟!
هتف عبدالرحمن بفرح:
- موافق طبعاً يا مرام!
قالت بشكل مضحك:.
- بس تساعدني يا عبدالرحمن الله يسترك أنا فاشلة في الطبيخ!
كاد عبدالرحمن أن يرد لكن صوت تلك الضحكات الأنوثية الرقيعة أسترعت إنتباههم، تقدmت من غرفة الجلوس بسرعة لتتوقف عند بابها عنـ.ـد.ما وجدت فتاة أقل ما يقال عنها أنها فاتنة ب قامتها الطويلة و بشرتها البيضاء الحليبية و شعرها المصبوغ بعناية ب اللون الأصفر المائل للأبيضاض هذا غير عينيها رمادية اللون المحاطه بأهداب كثيفة و طويلة، لفتت مرام إنتباههم لتقول حينها ناريمان بتلجلج التي كانت تبدو ممتعضه من الجلسه:.
- مرام، تعالي يا حبيبتي!
طالعها إياد الذي يمكث بجانب تلك الفتاة ببرود ثم حول أنظاره نحو ميا مرة أخري، أطرقت مرام رأسها و هي تزم شفتيها تحاول كبح تلك الرغبة الجامحة في البكاء لكنها تقدmت ببطئ لتجلس علي إحدي المقاعد الملتصقة ب ناريمان و أجلست عبدالرحمن علي ساقيها، قالت ناريمام ببعض الضيق:
- ميا صديقة إياد يا مرام هتيجي تقعد معانا هنا كام يوم!
قالت ميا بإبتسامة متكلفة:
- مرحبا فيكي..
هزت رأسها و هي تحاول إغتصاب إبتسامة لكنها لم تفلح لتكمل ناريمان و قد تبدلت نبرتها للفخر:
- و دي مرام...
قاطعها إياد قائلاً بقسوة:
- أخت رُسل مرات ليث و بس...
قالت ميا و هي تناظرها من فوقها لأسفلها:
- هيك لكان، هيدا أبنك يا مرام؟!
قالت بنبرة خافتة و هي تتظاهر بتعديل ملابس عبدالرحمن:
- لأ دا إبن أختي!
ثم نهضت قائلة بقتامة:
- عن أذنكم هروح أشوف اللي عبدالرحمن عايزه!
ثم جذبت عبدالرحمن من ذراعه برفق للخارج، طالعت ناريمان إبنها بنظرات حانقة ليتجاهلها إياد و يقوم بإكمال حديثه مع ميا..
دلفت للمطبخ ثم حملت عبدالرحمن لتجلسه علي المنضده، تمتمت بحرقه:
- كدا يا إياد، جايبلي واحدة تقعدها معاك في نفس البيت لأ و كمان أنا مش هبقي موجودة يعني مش هعرف بتعملوا أية مع بعض؟!
= لأ يا حبيبي بابا سافر إنجلترا أصلاً، أهااا تقريباً هيقعد هناك فترة عشان في شغل كتير هناك بلس أن رُسل أصلاً مينفعش تشوقه فكان لازم يبعد، تمام يا رامي هكلمك ب الليل يا حياتي، باي!
أغلقت مريم الخط لتبتسم مرام و هي تردد بوهن:
- لو رُسل كانت هنا كامت زمانها شلوحتك!
ضحكت مريم بخفة و هي تقول:.
- عايزة أقولك أني متوقعه أن ليث يشوف أيام سوده منقطه كحلي مع رُسل، خصوصاً أن رُسل كانت في الفترة دي عصبية جداً و طايشة!
هزت مرام رأسها و هي تقوم بفتح تلك العلبة الموجود بها مسحوق الكيك، قالت مريم بمرح و هي تمسك بوجه عبدالرحمن و تقبله:
- بودي بودي حبيب قلبي!
ضحك عبدالرحمن بخفة لتقول مريم و هي تجلس بجانبه علي المنضده:
- إلا مين شيرين رضا 2019 اللي قاعده بره دي؟!
أجابت مرام بشكل مضحك و هي تقلد لكنه ميا اللبنانيه:
- صديقتو ل إياد عئبال عندكون!
أنفجرت مريم ضاحكة لتطالعها مرام بغـ.ـيظ و هي تقوم بسكب المسحوق في طبق كبير غويط..
هتفت مريم و هي تحاول السيطرة علي ضحكاتها:
- يخرب عقلك دا بجد دا و لا هزار؟!
سكبت مرام اللبن في الطبق و هي تردد بغـ.ـيظ:.
- بجد ياختي بجد، أنا كل يوم بدرك قيمة رُسل بجد، عارفة دي لو مكانتش فاقدة الذاكرة أراهنك أنها كانت راحت جابتها من شعرها الي صبغاه ب لون شبه لون الخرفان دا و علقتها من البيرسنج اللي هي حطاه في مناخيرها علي عمود النور اللي بره دا!
أردفت مريم بضحك:
- تصدقي بتفكرني ب الطور و هي حطاه كدا في الحتة اللي بين خرمين المناخير!
سأل عبدالرحمن:
- هو عمار هنا؟!
تشـ.ـدقت مريم بهدوء:.
- اه في أوضته باين، عايز تروح تقعد معاه؟!
أومأ عبدالرحمن لتحمله مريم قائلة:
- هودي بودي ل عمار يا مرام و بعد كدا هجيلك تاني!
هزت مرام رأسها لتأخذ مريم الصغير و تذهب حيث غرفه عمار..!
توقفت السيارة أمام مبني شاهق بتصميم فريد من نوعه يشبهه تصميم برج خليفة لحدٍ ما، ترجل ليث من السيارة و رُسل المنشـ.ـدهه خلفه
، وضع نظراته الشمسية و هو يتقدm من مدخل البناء بخطوات ثابتة لتتبعه الأخري ك الفرخ الصغير، توقف الموظفين عن الحركة فور أن دلف ؛ فهو ليث الجندي أقوي مدير ل هذه الشركة علي مر السنوات..!
أتت فتاة ترتدي حله رسمية باللون الرمادي ليقول لها ليث بصرامه:.
- أجمعي العمل المتأخر أنيتا و ضعيه في غرفة السكرتيرة ثم أحضري لي قهوتي!
أومأت أنيتا بطاعة ثم أنصرفت لوجهتها، توقف ليث أمام المصعد ثم قام ب الضغط علي الزر و أنتظر قليلاً حتي يهبط، قالت رُسل و هي تنهج:
- أية أنت مركب عجلات في رجلك، لاحظ أن في ناس خطوتهم صغيرة زيّ!
أجاب و هو ينظر في ساعة يده ذات الماركه الشهيرة:
- مش مشكلتي، أبقي أعملي رياضة بعد كدا!
طالعته بإمتعاض و هي تسبه تحت أنفاسها ليميل عليها ليث قائلاً بتحذير:
- سامعك يا رُسل!
رددت بإستفزاز:
- مش مشكلتي، متركزش بعد كدا عشان أعرف أشتم براحتي!
كاد أن يرد لكن قاطعه وصول المصعد، دلف له و هي خلفه ثم أغلق و بدأ ب الصعود بهم..
ردد ليث بحمحمه:
- أنتي مش ملاحظه أن اللبس دا قصير شوية؟!
نظرت لنفسها بدهشة ثم قالت ببرود:
- مش شيفاه كدا الصراحة و بعدين هيبقي أحشن لو كل واحد خلاه في حاله!
ألا تعلم تلك الغـ.ـبـ.ـية أنها هي حاله و شاغله الأكبر، كم يود الأن أن يصفعها بقوة أو يفعل كما في الأفلام أن يضـ.ـر.بها علي رأسها بشئ حتي تستعيد ذاكرتها و يستريح هو ف مراضتها حينها ستكون أسهل من ذلك العـ.ـذ.اب الذي هو به..!
لكنه سيأخذ بثأره منها اليوم و الآن..
- اوف اوف اوف، حـ.ـر.ام عليك يا أخي كل دا شغل، راعي أني مش عارفة أي نيـ.ـلـ.ـة هنا طيب!
هتفت بها رُسل بحنق و هي تقتحم مكتب ليث ليناظرها يصرامة لثانية قبل أن يقول بجمود:
- برا!
فغرت فاهها قائلة ببلاهه:
- هه
أشار للباب قم تشـ.ـدق بحزم:
- أطلعي برا و بعد كدا خبطي قبل ما تدخلي!
أخذت نفس عميق حتي تسيطر علي تلك الرغبة بأن تمسك برأسه ذلك و تضـ.ـر.به بأي شئ صلب أو أن تذهب إليه و تقوم بوضع يدها علي تلك الغمازات التي تثير جنونها، ف هي تظهر كلما تحدث ليس فقط أبتسم أو ضحك!
هزت رأسها بحنق من نفسها ثم خرجت من المكتب، وقفت أمام الباب و طرقت بنفاذ صبر ليأتيها صوته يأمرها ب الدخول، ربعت ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بغـ.ـيظ:
- عند حضرتك أجتماع دلوقت!
نظر في ساعته بإهتمام ثم قال بجمود:.
- تمام، أنا رايح دلوقت!
راقبت خروجه من المكتب بنفاذ صبر ثم خرجت ورائه و هي تحمل معها أجندة صغيرة، ف تلك المسماه ب أنيتا أعلمتها كل شئ عن عملها و هي تسلمها تلك الأعمال الكثيرة!
ب المساء
راقبت مريم هؤلاء العمال الذين يأتون و يذهبون بدهشة، ف لا أحد ب المنزل يعلم ماذا جاءوا ليفعلوا فقط يقولون أن ليث هو من بعثهم ليقوموا بأمر ما..
دقائق و وجدت صوت سيارة ليث في الخارج لتهرع لمرام و هي تحثها علي الخروج بسرعة من المنزل متجهين نحو الآخر..
و ب الفعل ذهبتا للمنزل الثاني عن طريق حديقة قصر عزت، فتح ليث الباب بهدوء ليجد السكون يعم علي المكان، توجه نحو الدرج، تنهد بخفة و هو يرتقي درجاته ببطئ ف اليوم كان حافل خصوصاً بوجود ذلك البهلوان، رُسل!
وقف أمام باب غرفة عمار ثم فتحه ليجد عبدالرحمن يغط بنوم عميق مع عمار، أبتشم بحنان و هو يتوغل داخل الغرفة، قام بوضع الغطاء جيداً علي عمار ثم قام بحمل عبدالرحمن بخفة و اتجه به نحو غرفته، و بينما هو يفتح باب الغرفة إذ ب الصغير يستيقظ، قال عبدالرحمن بصوت نائم:
- هي رُسل لسة مش جات؟!
وضعه ليث علي السرير و قام بتغطيته، مال عليه مقبلاً شعره بحنان و هو يهمس:.
- نام يا عبدالرحمن عشان تصحي بكرة بدري و تشوف الهديه اللي أنا محضرهالك!
أومأ عبدالرحمن ببطئ و هو يغمض عينيه ليتجه ليث نحو المرحاض حتي يقوم بتغيير ملابسه، عنـ.ـد.ما أنتهي قام هو الأخر ب الإستلقاء علي السرير، جذب عبدالرحمن لأحضانه و هو يربت علي شعره و ما هي إلا دقائق حتي غاب ب ثبات عميق...
- ماذا، أهي هنا حقاً؟!
هتف بها ليو بلهفه، صمت قليلاً ثم قال:
- حسناً حسناً سآتي ب الغد!
ثم أغلق الخط بسرعة، تنهد بحرارة و هو يقول:
- ااااه كم اود ان ياتي النهار بسرعة لأجلك حبيبتي!
↚بعد مرور ثلاثة أيام
- و الله همـ.ـو.ت يا مريم، مش قادرة أتصور أن الحرباية دي فضلت في نفس البيت مع جوزي و أنا مقدرتش أعمل حاجة!
زفرت مريم بتمهل و هي تقول:
- إياد شكله ناويلك علي أيام سوده!
رددت مرام بسخرية:
- الله يطمنك!
ضحكت مريم و تتشـ.ـدق:
- و الله مش قصدي بس أنا بنبهك يعني، بس عارفة الموضوع دا عايز دmاغ زي دmاغ رُسل عشان تعرف تخططلك كويس!
- مش لما ترسوني علي الحوار الأول!
هتفت بها رُسل بهدوء و هي تتقدm منهم ببطئ، أنتفضت كلاً من مريم و مرام من جلستهما و هما يتطلعتان لها بصدmة لتجلس هي بكل عجرفه علي المقعد المقابل للسرير واضعة ساق فوق الأخري، نظرت مرام ل مريم ب تـ.ـو.تر تحت أعين رُسل الثاقبة، هتفت رُسل بهدوء مختلط ب التحذير:
- أنا سمعتكم و عايزة أعرف أنتوا الأتنين مخبيين أية عليا ب الظبط!
أخذت مريم نفس عميق و قد قررت ب الإعتراف لها لكن ب نصف الحقيقة فقط، قالت مريم ببعض الثبات:
- أنا و مرام متجوزين!
رفعت رُسل حاجبها و هزت رأسها تشجعها علي التكملة ل تسترسل مريم بحذر:
- أنا متجوزة بس جوزي في مصر، رامي معرفش أنتي متذكراه و لا لأ بس أظن لأ عشان أنتي عرفتيه أول ما روحتي أشتغلتي صحفية في الجريدة و م مرام، جوزها هنا، هو يبقي
أخو ليث!
ثواني من الصمت قبل قول رُسل القوي:
- و مقلتوش لية؟!
سارعت مرام قائلة:
- أنتي كنتي ممكن ترفضي الموضوع و متصدقيهوش و الصراحة الدكتور في مصر خـ.ـو.فنا و قالنا أن ممكن يحصلك أنتكاسه و ترجعي للغيبوبة تاني لو يعني زعلتي جـ.ـا.مد أو أتعصبتي!
أومأت ببطئ ثم هتفت بتساؤل:
- و مين بقا الحرباية اللي كنتوا بتتكلموا عنها دي!
ردت مرام بإختناق:
- دي واحدة صاحبة إياد لبنانية جابها تقعد معاه كام يوم عشان يفرسني!
= و دا لية؟!
أردفت مريم بسرعة منقذه مرام التي من الممكن أن تقع ب الكلام:
- ناس بعتولها صور ليه في أوضاع مش كويسة و هي أصلاً كامت فيك ف مرام عملت معاه مشكلة و زعل هو أنه إزاي تخّونه و هو ماشي كويس!
صرخت رُشل بحنق و هي تنتصب بوقفتها:
- و حضرتك سيباه و قاعدة هنا يا خايبة؟!
نظرتا لها الفتاتان بدهشة لتكمل رُسل بقوة و هي تلوح بأصبعها:.
- متسكتيش ل راجـ.ـل حتي لو أنتي كنتي غلطانه عشان هيسوق ساعتها العوج ع الشيطنه و ساعتها مش هيبقي ليه مالكه!
نفضت شعرها للخلف و هي تقول بثبات:
- ألبسي عشان تيجي معايا، و لو عايزاه يرجعلك أمشي علي اللي هقولهولك ب الحرف الواحد، تمام؟!
أومأت مرام بإبتسامه آمله لتبادلها رُسل بإبتسامه صغيرة ناعمة قبل أن تخرج من الغرفة...
- خلاص يا بابا؟!
صاح بها عبدالرحمن بصوته الطفولي البرئ لينزله ليث علي الأرض و هو يقول بإبتسامة رائعة:
- خلاص!
قام الصغير بفتح عينيه ببطئ ليشهق بلحظتها بسعادة عنـ.ـد.ما وجد تلك الغرفة المطليه جدرانها ب اللون الأزرق الممزوج ب البني كما أثاثها و ستائرها، مزوده ب الكثير و الكثير من الألعاب و شاشه كمبيوتر من أحدث طراز و أيضاً شاشه تلفاز ذكيه عريضة مع وجود مكتب صغير ب زاويتها..
نظر عبدالرحمن ل ليث المستند بكتفه علي إطار الباب ليهتف بعدها بحماس:
- دي بتاعة مين يا بابا!
عبث بخصلاته الكستنائية قائلاً بمرح:
- بتاعتك يا عبدالرحمن!
أتسعت إبتسامة عبدالرحمن و هو يقول بعدm تصديق:
- بجد؟!
أومأ له ليث ب إبتسامة صغيرة ليقفز عبدالرحمن ب سعادة و هو يصيح بمرح، قهقه ليث بخفة ليتشـ.ـدق عبدالرحمن بلهفه:
- ممكن ألعب شوية يا بابا هنا؟!
أمسك ليث بده الصغيرة يجذبه للخارج و هو يقول بلطف:.
- تفطر الأول و بعد كدا تيجي تلعب براحتك عقبال ما ال Teacher بتاعك يجي، عشان يبدأ يعملك إنجليزي!
قال عبدالرحمن ببراءة:
- لية؟!
رد ليث بصبر:
- عشان السنة الجاية هتدخل ال مدرسة و لازم تكون بتعرف تتكلم إنجليزي كويس عشان تفهم اللي بيتقال و تتصاحب علي ناس كتير!
أحتضن عبدالرحمن ساقه قائلاً بحب:
- أنا بحبك أوي يا بابا أنت و رُسل!
حمله ليث و ضمه إلي صدره بإبتسامه صغيرة مغمغماً:.
- و أنا بحبكوا أنتوا الأتنين أكتر من أي حد!
هبط من علي الدرج و هو يتضاحك مع صغيره لكن إبتسامته خبت عنـ.ـد.ما وجد تلك المسماه ب ميا تخرج من المطبخ حاملة كوباً من اللبن و هي ترتدي ملابس فاضحة مكونه من شورت قصير جداً من الستان ب اللون النبيذي يصل لأول الفخذ و كنزه من نفس اللون و الخامه ب حمالات رفيعة و تصل لأول خصرها بحيث يظهر جزء من بطنها المسطح..
زفر بضيق و هو يتابع هبوطه من علي الدرج، أتجه نحو غرفة الجلوس ليجدها تناديه بدلال قائلة:
- شوو ليث ما في صباح الخير حتي، حتي أنا ضيفتكن هون؟!
ألقي عليها نظرة عابرة ثم صاح بفجاجه:
- ضيفة مش مرحب بيها أصلاً!
ثم تركها و ذهب لتمط شفتيها للجانب بلامبالاه ف هذا هو ليث بطبعه القاسي البـ.ـارد، رن جرس الباب فتوجهت له حتي تفتحه فتحت جزء من لتجد رُسل تقف أمامها بشموخ و جانبها مرام، طالعتها رُسل بنظرة تقيميه من أسفل نظراتها الشمسية لتهتف ميا بإبتسامة سمجة:
- في شي حبيباتي؟!
ردت رُسل ببرود و هي تزيحها من أمامها بحدة:
- لا يا حبيبتي لاويه اللسان دي متنفعش معايا، أتعدلي كدا و أنتي بتكلميني!
شهقت ميا بصدmة و هي تصيح:.
- أنتي كيف بتتچرأي و تحكي معي هيك أنا ميا دانيال؟!
خلعت رُسل نظاراتها ثم تشـ.ـدقت و هي تقلص وجهها بشكل مضحك:
- طب بس بس بس يا عسل عشان بصراحة بخاف جداً يعني!
= لك العمي شو هيدي الأشكال ياللي بتچي هون ع البيت!
صاحت بها ميا غير مدركه أنها لو كانت قالتها و رُسل بذاكرتها لكانت أمسكتها من شعيراتها و ألقتها في الخارج ف أبيهم له النصف في ذلك القصر و هذا يعني أنه منزلها هي!
و ب الفعل جذبتها رُسل مش شعرها و هي تقول بحنق:
- طب و ديني لا أوريكي، قال لبنان قال دي لبنان البلد!
ثم أنهالت عليها ب الضـ.ـر.ب المبرح و ما كان علي ميا إلا الصراخ بقوة بينما مرام كانت تحاول الحول بينها و بين شقيقتها، تجمع كل من في المنزل علي صوتها و أولهم ليث الذي أنصدm عنـ.ـد.ما وجد ذلك المشهد لكنه ركض سريعاً حتي يخلص ميا من براثن رُسل، مال علي رُسل حاملاً إياها من فوق ميا لتصرخ بحنق:.
- سيبني، سيبني عليها المصدية دي!
هزها ليث قائلاً بحنق:
- بس بقاا، أتهدي شوية!
صمتت رغماً عنها لينزلها بحذر، طالعت إياد الذي يسند ميا بحنق، ف تلك الحرباء تستند عليه بكامل جسدها و تتظاهر ب التألم و هي تشير لعنقها و فخذها و هو فقط يقوم ب التخفيف عنها ببعض الكلمـ.ـا.ت تحت أنظار مرام الحانقة، قالت ناريمان بقلق:
- أية اللي حصل؟!
رددت مرام بهدوء:
- أستفزت رُسل ف أحم، عملت معاها الواجب!
ضحكت ناريمان بخفوت و هي تقول:
- أحسن!
تحركت رُسل من جانب ليث ثم وقفت أمام إياد مطالعه إياه بنظرات حادة، أزاحت ميا بقوة من عليه لتقع علي الأرض متأوهه، قالت بتحذير:
- أختي خط أحمر و أنت غلطت لما لعبت معاها!
فتح عينيه بدهشة لتكمل و هي تطالع ميا بإزدراء:
- أبقي أستنضف يا أخينا لما تحب تخلي واحدة تغير عليك!
صاحت ميا بحنق و هي تنهض:
- شو ب..
قاطعتها رُسل بشر:.
- بت أنتي كلمة كمان و أقسم بالله لهعجنك و وشك ساعتها مش هيفرق حاجة عن قفاكي!
صمتت بتبرم لتكمل رُسل ببرود و هي تطالع إياد:
- طلقها!
صاح بصدmة:
- نعم؟!
= أية أطرشت، قولت طلقها!
أردفت ناريمان مهدأه الوضع:
- رُسل إهدي كدا شوية يا حبيبتي مش خناقة هتتسبب في طـ.ـلا.قهم!
= لأ حضرتك هي اللي هتتسبب!
قالتها بهدوء و هي ترفع كتفيها لترجع مرة أخري أنظارها ل إياد الذي بدا و كأنه كلمة أخري منها و سيلكمها لا محالة، رفعت رُسل حاجبها و هي تبتسم بظفر ليصـ.ـر.خ حينها إياد بحنق:
- مرام مراتي و مش هطلقها حتي لو هي طلبت، و كل واحد يا ريت يخليه في نفسه!
ثم قام بجذب مرام من ذراعها و خرج بها من المنزل بسرعة البرق، أتسعت إبتسامه رُسل الظافره ليقول حينها ليث بهدوء:.
- شابوه بجد، تاخدي نوبل في الإستفزاز، بس سؤال كدا يعني، أية اللي عرفك ب الموضوع!
ردت و هي تضع يديها في جيبي بنطالها:
- عرفت ب الصدفة أن أخواتي متجوزين!
أومأ ببطئ و قد أرتاح لتقول له بهدوء:
- أظن أن دا معاد الشغل!
كاد أن يرد لكن صوت عبدالرحمن و هو يهتف بأسمها منعه عن التكملة، نظرت له رُسل بدهشة و هو ينطلق نحوها ك القذيفة لكنها سريعاً ما تحولت ل لطف و حنان، أحتضن عبدالرحمن ساقها و هو يقول بسعادة:.
- رُسل، أخيراً جيتي!
أبتسمت في وجهه و من ثم جثت علي ركبتيها لتصبح في مستوي طوله، قالت بحنان و هي تملس علي شعره:
- أسمك أية؟!
أجاب عبدالرحمن بدهشة و عيون ترقرقت بها الدmـ.ـو.ع:
- أنتي مش فكراني يا رُسل، أنا عبدالرحمن!
أرتخت تعابير وجهها و هي تشاهده و هو علي وشك البكاء فقط لأنها قالت له ما أسمك، ضمته إليها بحنان و عاطفة و هي تقول:
- طبعاً فكراك يا حبيبي، أنا بس كنت بهزر معاك!
أبتسم عبدالرحمن و حاوط عنقها لتتأفف ميا من ذلك المشهد المبتذل من وجهه نظرها ثم تصعد للغرفة المخصصة لها...
قال ليث ببعض اللين:
- يلا يا عبدالرحمن روح أفطر مع آنا!
أعترض عبدالرحمن قائلاً بتزمر:
- لأ أنا عايز أقعد مع رُسل يا بابا!
تدخلت رُسل متشـ.ـدقه بلين:
- خلاص يا بودي روح كُل الأول و أوعدك أول ما هاجي من الشغل ههليك تيجي تقعد معايا!
هتف عبدالرحمن بترقب:
- وعد؟!
= وعد!
قبل وجنتها بسرعة ثم ركض للمطبخ و هو يقول بحماس:
- يلا يا آنا بسرعة!
ضحكت ناريمان بخفة ثم قالت ل رُسل قبل أن تتبعه:
- مع السلامة يا حبيبتي!
أومأت لها رُسل بإبتسامة صغيرة ليأتيها صوت ليث الرخيم:
- يلا أحنا أتأخرنا!
هزت رأسها بفهم ثم خرجت من القصر و لحقها هو...
أطلقت سيارته صرير عالٍ فور أن توقف بها بعنف علي إحدي الطرق الخالية نسبياً، ألتفت إليها يطالعها بأعين حمراء لتبتلع هي ريقها بتوجس، صاح بغضب:
- عايزة تطلقي مني يا مرام، جايبه أختك عشان تقفلي؟!
أجابت بقوة:.
- أيوة، لما تهين كرامتي و تمرمغها في الطين كدا يبقي لازم أتحرك، فكرك يعني معنديش كرامة يا إياد، أوعي تكون فاكر أني نسيت جملة أختك مرات ليث و بس و إزاي هنتني كدا قدام طنط ناريمان و البت الملزقه دي!
صاح بغضب أعمي و هو يقترب منها:
- و أنتي مفكرتيش في كرامتي يا مرام لما روحتي صدقتي عليا الكلام دا؟!
جلست القرفصاء علي المقعد و هي تقول بعيون دامعة:.
- غلطت و أعترفت بغلطي بس مش كدا يعني، أي واحدة في مكاني لما تشوف الصور دي علي جوزها اللي بتعشقه هتعمل أكتر من كدا!
صمت ثواني و هو يتنفس بغضب قبل أن يقول بنبرة آجشة:
- جوزها اللي أية؟!
رددت ببلاهه:
- هه؟!
أعاد جملته مرة أخري لتقول بتلجلج:
- اللي بتعشقه!
إبتسامه فلتت رغماً عنه لكنه سريعاً ما أخفاها و هو يقول بصلابة:
- ماشي يا مرام، أنا هعدي الموضوع دا بس بمزاجي، بس لازم ت عـ.ـر.في إزاي وثقي في جوزك حضرتك!
صاحت بلا وعي و هي تنكزه ب إصبعها في صدره:
- و أنت برضو لازم تعرف أنك منطقة محظورة يعني ممنوع الإقتراب أو التصوير ملكيه خاصه، بتاعي أنا و بس!
رفع حاجبه بتسلي لتكمل هي بغيرة واضحة:
- و البت اللي ضاربة شعرها أكسچين دي و الله لو ممشتهاش من البيت يا إياد لا هخلي رُسل تفترسها و قد أعذر من أنذر!
ردد ببرود مفتعل:
- دي ضيفة عندي يا مرام و مينفعش أروح أقولها إمشي يعني دي حتي تبقي قلة ذوق!
= مااااااشي خليها قاعدة، بس متزعلش بقا من اللي هيحصلها!
ثم أعتدلت في جلستها مرة أخري علي المقعد مكتفه ذراعيها أمام صدرها لينطلق إياد ب السيارة مرة أخري و هو يجاهد أن لا يمنع ضحكاته من الصدوح...!
كانت تجلس بملل علي مكتبها تراجع إحدي الأوراق ؛ ف ب الدقائق التي تُرحم منها من ذلك الليث يكون حينها في إجتماع ما و لحسن حظها أنه في أحداهم الآن!
صوت طرقات حذاء وقعت علي الأرضية لترفع رأسها بتلقائية حتي تري من الذي آتي و إذ بها تري شاب فارع الطول بملامح غربية ب شعره الأشقر و بشرته القمحيه و عيناه الزرقاء، قالت بإبتسامة متكلفة:
- هل أستطيع مساعدتك؟!
ضحكة صدرت منه و هو يقول بأعين ماكرة:.
- نعم رُسل نعم، أنا هنا بالأصل من أجلك!
رفعت حاجبيها بدهشة ليجلس ليو في المقعد المقابل ل مكتبها بأريحيه، قال بنبرة عاشقة:
- أشتقت لكِ كثيراً عزيزتي، كان من المفترض أن تكون تلك الزيارة من يومين لكن عطلني شئ ما عنها!
عقدت رُسل حاجبيها و هي تقول بوجه قاتم الملامح:
- ماذا تريد؟!
أجاب بحب:.
- أريد أن أقول لكِ يا رُسل أني أحبك بل أعشقك و الأعشق التراب الذي تدعسيه بقدmك، أنا عاشق لك حد النخاع و أشتهيك بشـ.ـدة بين ذراعي!
أنتصبت بوقفتها قائلة بغضب:
- أأنت مـ.ـجـ.ـنو.ن أم ماذا، هل أنت مدرك لما تقوله أيها الأخرق؟!
نهض هو الأخر ليردف بعزم:
- نعم مـ.ـجـ.ـنو.ن بك لكني مدرك لما أقوله، ف أنتي لي يا رُسل شأتي أم أبيتي!
أشارت للخارج قائلة بغضب:
- أخرج أيها الحقير الأن!
أشتعلت عيناه بتحدي ليقوم بإخراج مظروف أبيض من جيب سترته و هو يردد:
- رُسل، تعالي معي ب هدوء حتي لا أستخدm أساليب لن تعجبك البته!
= أفعل ما تفعله أيها الأخرق!
قالتها بتحدي ليظهر ليو الصور و هو يقول بشر:
- حسناً فلنري إذا ستغييرين رأيك بعد هذا!
ثم قام بإلقاء الصور أمامها، طالعته ببغض ثم أنزلت أنظارها نحو الصور لتشهق بصدmة ب لحظتها و هي تمسك ب الصور!
أخذت تقلب بهم بجنون ليقول ليو بهدوء:.
- أنا أخيرك رُسل أما أن تأتي معي و تكوني عشيقتي أو تُنشر تلك الصور و طبعاً أن لا أحبذ الأختيار الثاني لأنه سيكون فـ.ـضـ.ـيحة بكل المقاييس لكي و لعائلتك!
تشـ.ـدقت بغضب:
- أنت مجرد حقير ابن *****!
حك ليو ذقنه و هو يهز رأسه ثابتة ليباغتها فجأة بسحبها من ذراعها، قال بشر:
- حسناً رُسل يبدو أنكي لن تأتي بهدوء!
ضـ.ـر.بت يده قائلة بحنق:
- أبعد يدك القذرة عني يا قذر!
لم يرد عليها و إنما سحبها ليخرج بها من المكتب لتغرز هي أظافرها بقوة في يده ف تركها متأوههاً لكنه سريعاً ما حاول أمسكها مرة أخري و هو يصـ.ـر.خ بغضب:
- كفي مقاومة رُسل!
داهمها ألم قوي في رأسها لتمسكه بقوة و هي تنحني للأمام فأستغل ليو الموقف و قام بسحبها خلفه ؛ تأوهت بألم و إذ بها تري فجأة مشهد ب الغابة و أمامها رجل مصوب سلاحه نحو رأسها لتنطلق منها صرخة في ذلك المشهد بأسم ليث تزامنت مع صرختها في الواقع و هي تقول:
- ليث!
↚كان يجلس ب مكتبه مع مجموعة من مدراء الشركات الأخري يتناقشون في أمر صفقة و إذ به فجأة يسمع صوت رُسل و هي تصرخ بأسمه، أنتفض سريعاً من علي مقعده متوجههاً للباب، فتحه بقوه ليجد ليو يقوم بجر رُسل خلفه و هي لا تستطيع المقاومة بسبب الألم الرهيب الذي برأسها، غلت الدmاء بعروقه ليتوجه نحو بخطوات واسعة، جذب رُسل من ذراعها و أوقفها خلفه ثم شـ.ـد ليو من ياقته و باغته بلكمه قويه أجزم الجميع أن فكه أنخلع بسببها..
أرتمي ليو علي الأرض ليجثو ليث عليه و يقوم بإبراحه ضـ.ـر.باً و هو يقول بغضب أعمي:
- كيف تتجرأ أن تلمس زوجتي أيها الحقير ال **** ال ****، كنت أعلم أنك قذر منذ البداية لكني الأن المخطئ لأني لم أتخذ موقفاً لكن الأن سوف أنـ.ـد.مك علي اليوم الذي ولد فيه يا حقير يا إبن ال *****!
حاول أحد الموظفين تخليص ليو الذي لا حول له و لا قوة أمام جنون ليث لكنه أخذ لكمه من الأخير جعلته يرتد للخلف، هتف ليو و هو ينهج بإبتسامة مستفزه:
- حتي و لو تزوجتها ليث فهي لي، معشوقتي أنا!
تراقصت حينها الشياطين أمامه و طفح الكيل به ف هذا ال ليو يريد أن تكون مأدبته اليوم، فمن هو ليتجرأ و يقول علي إمرأته معشوقته ؛ حسناً لقد تعدي الخط الأحمر و أقترب منها، هي معشوقه الليث ليس أحد سواه!
زمجر بغضب و هو يلكمه مرة أخري بقوة أكبر لتتهدل حينها أنفاس ليو، نهض ليث من عليه ثم صرخ بحنق:
- أرموا هذا الحثالة في الخارج و إلا قضيت عليه الأن!
جاءوا رجـ.ـال الأمن حتي يحملوا ليو و ثخرجوه لكنه نفض أيديهم ببعض القوة و أستند علي كوع يده حتي ينهض، و ب الفعل نهض لكنه ببطئ شـ.ـديد، غمغم بتعب و هو يترنح بوقفته:.
- حسناً ليث نلت مني في تلك الجولة لكن المرة الأخري لن تربح مرة أخري، سأخذها حتي لو وصل بي المطاف أن أتخلص منك شخصياً..!
كاد أن ينقض عليه مرة أخري لكن رجل من رجـ.ـال الأمن حال بينهم بجسده قائلاً بعملية:
- سيدي، إهدئ قليلاً!
أبتسم ليو بتعب ثم رحل بهدوء و هو يعرج ليزفر ليث بغضب و هو يلتفت ل رُسل ليجدها فاقدة للوعي...!
أتسعت عيناها بفزع و هو يخطو نحوها بسرعة جثي علي ركبتيه قائلاً بقلق و يعدل من وضعيتها علي المقعد:
- رُسل، رُسل أنتي كويسة؟!
لم يجد رد فقام بحملها بسرعة و خرج من مكتبه بل من الشركة كلها..!
أستقل سيارته واضعاً إياها بين أحضانه ثم أنطلق بها نحو المشفي الذي يعمل به الطبيب الذي يتابع حالتها، وزع أنظاره القلقة بينها و بين الطريق و هو يتمتم بخفوت:
- أسف يا حبيبتي، أسف أني خليت واحد زي دا يقرب منك!
طبع عدة قبلات علي شعرها و هو يضمها له أكثر بحماية، زاد من سرعته حتي وصل ل المشفي بوقت قياسي، ترجل من السيارة بسرعة و هو يحملها بخفة كأنها لا تزن شئ حتي وصل لمكتب الطبيب ليقتحمه دون أن يطرق الباب حتي!
طالعه الطبيب العجوز بصدmة و دهشة ليصـ.ـر.خ ليث به بقلق:
- هيا أفحصها، شخص ما بها ب الضبط!
زفر الطبيب بحنق ثم قال مشيراً للسرير الصغير:
- سطحها هنا إذا سمحت!
وضعها برفق علي السرير ليباشر حينها الطبيب عمله تحت أنظار ليث القلقه...
عنـ.ـد.ما أنتهي قال بعملية:
- لا تقلق سيد ليث، أنه مفعول الدواء لا أكثر!
صاح بحنق:
- أنها كانت تصرخ ألما ًيا رجل و تقول مفعول الدواء لا أكثر؟!
= أهدئ قليلاً سيد ليث، هذه الأدوية لها مفعول قوي حتي تستطيع المريـ.ـضة أن تستعيد ذاكرتها المفقودة، ف لا تخاف حينما تراها تتألم من رأسها لأنه شئ طبيعي!
ثم ألتفت ل رُسل مرة أخري و باشر في العمل علي إيقاظها من غفوتها المؤقتة تلك حتي يستطيع تحديد المشكلة بشكل أوضح..!
دقائق و بدأت تستعيد وعيها و هي تأن بضعف ليندفع ليث نحوها ممسكاً بيدها، فتحت عيناها بضعف و هي تضع كف يدها الحر علي رأسها و هي تتمتم:
- أين أنا؟!
أبتسم الطبيب ببشاشة و هو يقول:
- أنتي ب المشفي سيدتي بسبب إصابتك بوعكة خفيفة لا أكثر!
أعتدلت ببطئ و عاونها ليث علي ذلك ليسترسل الطبيب بهدوء:.
- ماذا حدث ب الضبط سيدتي!
أجابت بتلعثم و هي تفرك فروة شعرها:
- جاءني شخص لا أعرفه و أخذ يهذي ب الكلام ثم أخذني معه ب القوة حينها أحسست بألم شـ.ـديد في رأسي و، و رأيت مشهد ما لي في وسط غابة و شخص ما يصوب مسدس عليّ فأستنجدت ب ليث في ذلك المشهد و في الواقع أيضاً..
شرد ليث قليلاً ؛ فهي تحكي عن تلك المرة التي كانوا بها ب الغابة و ضـ.ـر.بها ذاك المتسكع علي رأسها، هتف ليث بلهفه:
- لكن هذا حدث ب الفعل!
أومأ الطبيب قائلاً بإبتسامه صغيرة:
- أبشرك سيدة رُسل بأنك بدأتي ب إستعادة ذاكرت و لن يمضي الكثير حتي تستعيديها كاملة!
تهللت أسارير رُسل لكن تجهم وجه الآخر ؛ نعم هو يريد شفاءها لكن هناك عواقب وخيمة حينما تستعيد ذاكرتها أولها أنها ستبتعد عنه لا محالة حتي لو أقسم بحبه لها بعدد قطرات الماء الموجود ب العالم، و حينها لن يكون هناك مفر ؛ ف ها هي تُكتب بدايه النهاية في قصتهما...!
مرت ثلاثة أسابيع أخري كانت مستقرة نوعاً ما مع الجميع ؛ لا مشادات و لا مصائب سوي أشياء داخلية مثل نزاعات رُسل و مرام الدائمة مع تلك المستفزة المسماه ب ميا..
كان يجلس بهدوء في غرفته ؛ شارداً في مستقبل غير واضح المعالم، تنهد بخفة و هو يعتدل بجذعه العلوي حتي تكون جلسته علي المقعد أكثر راحه، لا يعلم لما تردد صدي كلمـ.ـا.ت الطبيب في أذنه عنـ.ـد.ما قال بنبرة هادئة:.
- إستعادتها ل تلك الذكري ب الذات هي إشارة من المخ، ف عنـ.ـد.ما أدرك الخسائر الفادحة التي يمكن أن تحدث أعطاها تلك الذكري ك إشارة ب الإستنجاد بك، و لعلمك أنها عنـ.ـد.ما تستعيد ذاكراتها ستمحي تلك الفترة التي عاشتها بدونها نهائياً..!
دق قوي علي الباب جعله يفيق من شروده ليقطب جبينه و هو يردف بصوت أجش:
- أدخل!
فُتح الباب بسرعة من قبل عمار المذعور، هتف عمار بلهاث هلع:.
- ألحق يا ليث، عبدالرحمن وقع مرة واحدة و هو بيلعب ب كورته و مش بيرد!
أنتفض من مجلسه مطالعاً إياه بصدmة لكنه ما لبث حتي ركض للأسفل بسرعة ليجد والدته و إياد يحاولون إفاقته و هما يرددون أسمه بجزع و يجعلوه يشم عطر ذا رائحة نفاذه، جثي بجانب الأريكة المستلقي عليها و غمغم بقلق و هو يلثم جبينه:
- عبدالرحمن، قوم يلا يا حبيبي!
لم يلقي إستجابة و ما أثار قلقه أكثر و جزعه تلك الحرارة التي تنبعث منه..!
هتف إياد بقلق:
- أحنا لازم نوديه المستشفي!
هز ليث رأسه بتشنج و من ثم حمله بخفه و خرج مسرعاً من المكان بعدmا آتي عمار ب مفاتيح سيارته و محفظته...
كانت تقف ب الشرفة مستمتعه بذلك الجو المعتدل و هي تحتسي قهوتها الممزوجة ب اللبن، أصدرت صوت شفتيها و هي تضع الفنجان علي طبقه الصغير قائلة بإستمتاع:
- معرفش أنا عايزة أية من الدنيا الصراحة، هوا
يرد الروح، قهوه فرنساوي محصلتش و أخيراً أجازة، هيييييييح أنه الرضا يا سادة!
دندنت بصوت عـ.ـذ.ب و هي تهز رأسها بإنسجام:.
- لا تعتب عليّ أخرني القمر، ضيعتنا هانيه و طالعلا السهر، يا خچله عينيا لو تعرف شو بيا، لومك مش عليّ لومك ع القم...
توقفت عن الإكمال و أنعقدا حاجبيها عنـ.ـد.ما وجدت ليث يخرج مهرولاً من باب منزله بسرعة و علي يديه عبدالرحمن و جسده مرتخي تماماً..!
دق قلبها بعنف حينها رعـ.ـباً عليه لتتراخي يديها من الصدmة و يسقط فنجان القهوة منها متهشماً، شهقت برعـ.ـب و هي تنتفض متجهه للداخل، دارت حول نفسها لا تعلم أين تذهب أو أي شئ لكنها سريعاً ما حسمت أمرها و هبطت للأسفل، أرتدت نعلها بسرعة فائقة ثم خرجت من المنزل غير عابئة ب تلك الملابس الخفيفة التي ترتديها من كنزة رمادية اللون بنصف كم و بنطال قطني أسود...
لحسن حظها كان ليث حينها يخرج من بوابة القصر بسرعة بطيئة نوعاً ما لتستغل ذلك و تقوم بفتح الباب الملاصق له عنوة و تستقله، طالعها بذهول و هي تغلق الباب لتلتفت إليه و هي تقوم بقلق جلي:
- عبدالرحمن ماله؟!
نظر لصغيره الذي بين أحضانه بحـ.ـز.ن ثم قام بالإنطـ.ـلا.ق بسرعة كبيرة حتي يصل لأقرب مشفي، غمغم بعدm تركيز:
- وقع مرة واحدة و س سخن جـ.ـا.مد!
تقلص وجهها بألم و قد ترقرت الدmـ.ـو.ع في عينيها لتأخذه من بين أحضانه برفق ضامه إياه بحماية و هي تتمتم ببعض الكلمـ.ـا.ت الغير مفهومة..
وصلا بعد برهه من الزمن لإحدي المشافي ليترجا من السيارة بسرعة نحوها...
مرت ساعة و هما ينتظرون في الخارج علي أحر من الجمر خروج الطبيب ل يطمئنهم عن حالة الصغير لكن لم يخرج بعد، حاوطت نفسها عنـ.ـد.ما شعرت ب البرد يلفها و ينخر بعظامها و أخذت تغمغم ببعض الأدعية راجية من الله أن يشفي ذلك الصغير التي تشعر أنه ينتمي إليها رغم أنه إبن رب عملها فقط..!
سقطت دmعة من عينها تبعتها الكثير و الكثير و هي تخيل الأسوء و قد سيطرت عليها حينها عاطفة شـ.ـديدة ؛ شئ ما داخلها يخبرها بأنه إبنها هي الأخري، أن...
قاطع تفكيرها خروج الطبيب لتنتفض هي و ليث من علي المقاعد الحديدية، أقتربا منه بلهفه ليسارع ليث بقوله المتلهف:
- ماذا به، أهو بخير؟!
صمت الطبيب لثواني قبل أن يجيب بنبرة أسفه:.
- بإختصار شـ.ـديد طفلكما مولود بعيب خلقي في القلب و نتيجة لإهمال الموضوع و عدm علاجه تفاقم الأمر و أصبح القلب بحاله رثه!
شهقت رُسل بجزع و هي تتراجع للخلف بصدmة بينما ليث تقلص وجهه بألم لوهله قبل أن يعود لصموده و هو يقول بجمود:
- أفعل أي شئ لتنقذ إبني، لا أريده أن يتألم و لو للحظه!
تنهد الطبيب متمتاً بعملية:
- إذن سيحتاج لعملية لأن قلبه لا فائده منه، سنبدله بأخر سليم لكن هذا سيكون مكلفاً!
ردد ليث جازاً علي أسنانه:
- قلت أفعل أي شئ لتنقذ إبني!
= حسناً حسناً، س أبدأ بإتخاذ الإجراءات لكن يجب أن تدفع جزء من المال قبل العملية!
- موافق، لكن متي ستقوموا بها؟!
= الغد أو بعده ب الكثير لأن التأخير في حالة إبنك ليس جيداً!
أومأ له ليث بجمود ليستأذن الطبيب و ينصرف، تنهد بعمق و عو يمسح علي وجهها بتعب، فهناك نغزة بقلبه تألماً علي ذلك الصغير، هو ليس إبنه من صلبه لكنه يشعر بأنه إبنه حقاً ؛ فقد أقتحم قلبه بدون سابق إنذار منذ أن رآه للمرة الأولي عنـ.ـد.ما آتي به ل رُسل..
و علي ذكر رُسل ألتفت ليراها ليجدها منكمشة علي نفسها و هي مغمضة عينيها بقوة لكن هذا لم يقلل من غزارة دmـ.ـو.عها الساقطة!
جلس بجانبها و همس بإسمها لتأن حينها بألم، أقترب منها قائلاً بنبرة متشبعة ب القلق الجلي:
- أنتي كويسة!
رددت بأعياء و هي تحاول النهوض:
- لأ انا تمام، هروح بس أغسل وشي و جاية!
راقبها بقلق لتمشي هي خطوتين و تتوقف بعدها مستنده علي جدار المشفي بتعب، وضعت يدها علي رأسها تقاوم حالة الدوار التي هاجمتها لتجد فجأة من يمسك بها بلهفه، تطلعت له بنظرات ناعسة و هي تراه يردد بعض الكلمـ.ـا.ت لكن صوته بدي بعيدًا، بعيدًا جداً، آه متألمة صدرت منها تزامنت مع تلك الصور التي أخذت تتدفق لعقلها بشكل عشوائي سريع ليكون آخرها لحظة حمايتها ل مرام بجسدها لتتلقي بدلاً منها تلك الرصاصة ثم لم تشعر بشئ بعدها سوي ظلام حاوطها من كل مكان..!
رفع مكابح اليد بشرود بعدmا قام بصف سيارته في الساحة الخاصة ب القصر، شهر كامل و هي تتجنبه و تتجنب مرام و يعتبر تتجنب الجميع، لا تتحدث مع أي أحد سوي بكلمـ.ـا.ت مقتضبة عدا مريم و عمار، ف منذ ذلك اليوم في المشفي عنـ.ـد.ما سقطت مغشيًا عليها و هي تعامل الكل بجمود ليكتشفوا بعدها أن الذاكرة قد عادت لها لتنكب هي علي رعايه صغيرها الذي ما أن علمت بما أصابت حتي أنهارت في البكاء المرير، ف هذه ليست ب عملية سهلة لطفل في الخامسة من عمره!
زفر بضيق و هو يترجل من السيارة، توجه للقصر ليأتيه صوت مريم اللاهث و هي تهتف:
- ليث، أستني!
توقف قاطباً جيينه ثم أستدار لها بكامل جسده قائلاً بتوجس:
- في حاجة يا مريم؟!
أجابت و هي تزدرد ريقها بصعوبة:
- رُسل حجزت تذاكر عشان نرجع لمصر!
أحتدت عينيه و هو يقبض علي كف يده مغمغًا من بين أسنانه:
- أمتي دا حصل!
= من شوية، يا ريت تقدر تتصرف عشان ميعاد الطيارة النهاردة الساعة 2 الفجر!
أومأ برأسه و هو يضيق عينيه بوعيد ثم أنسحب مهرولاً نحو الداخل و منه لغرفتها بخطوات واسعة، أقتحم الغرفة بوجه قاتم الملامح ليجدها تضاحك مع عبدالرحمن و هي تقوم بتقبيل سائر وجهه بجانب دغدغتها له...
خبت إبتسامتها رويدًا رويدًا عنـ.ـد.ما وجدته يقف أمامها بكامل هيمنته و قد طلت من عينيه نظرة غموض، ما أن أنتبه إليه عبدالرحمن حتي أنتفض صارخًا بسعادة:
- بابا!
ركض نحوه ليلتقفه ليث من علي الأرض معانقاً إياه، زرع قبله رقيقه علي شعره الكستنائي الناعم و تبادل معه بعض الكلمـ.ـا.ت لم تسمع رُسل التي كانت تدعي عدm الإهتمام أيًا منها..!
أنزل عبدالرحمن بهدوء ليخرج الأخير من الغرفة بسرعة متجهاً للخارج و علي وجهه إبتسامة واسعة، أغلق ليث الباب ب المفتاح جيداً ثم أتجه بخطوات ثابتة نحو أحد المقاعد الموضوع في زاوية الغرفة، جلس بهدوء واضعاً ساق فوق الأخري و صمت ل ثواني، قال بهدوء:
- خدتي إذني عشان تحجزي تذاكر ذهاب ل مصر؟!
أجابت بنبرة غير مكترثة و هي تقلب في إحدي المجلات التي بيدها:.
- أظنه شئ لا يعنيك، و بما إننا قبل الحادثة كنا هنطلق و الموضوع أتأجل عشان تعبي أظن أن ده الوقت المناسب للموضوع!
= و مين قالك أني هطلقك؟!
ردد بهدوء حذر لتجيب هي بإبتسامة صفراء:
- يبقي أنسب قرار بعد الطـ.ـلا.ق الخلع!
برودها يستفزه كثيرًا ليصيح بها بحنق:
- طيب وريني هتعملي أية رُسل، بس أعملي حسابك أن رجلك دي مش هتعتب البيت أبداً حتي لو وصلت بيا أني أكتفك أيد و رجل!
أنتصبت بوقفتها صائحة و قد ظهرت إمارات الغضب علي محياها:
- أنت لية بتعمل كدا، لية مصمم تبهدلني معاك، في وضعنا أحنا الأتنين إستحالة نكمل مع بعض عشان كدا الطـ.ـلا.ق هو حل مناسب و يرضينا أحنا الأتنين لكن انت بتعاند و خلاص واخد كل حاجة عند و أنا بصراحة مش عارفة لية؟!
أنتفض سريعاً هو الأخر هاتفاً بغضب:
- لا مش بعاند بس مش عايزك تبعدي عني و أنتي مصممة تبعدي!
صرخت بحنق و هي تقترب منه:.
- و دا لية بقاا إن شاء الله؟!
هتف بغضب أعمي:
- عشان بحبك يا غـ.ـبـ.ـية!
صمت خيم علي الغرفة لدقائق و هي متسمرة في مكانها ليقطع ليث الخطوات الفاصلة بينهم و يقف علي بعد إنشات منها، وضع كف يده علي جانب وجهها مرددًا بنبرة معـ.ـذ.بة:.
- أيوة يا رُسل بحبك، بحبك من ساعة ما خـ.ـطـ.ـفتك من الفندق، من ساعة ما شيلتك بين إيديا و أنا حسيت بقلبي اللي كان مـ.ـيـ.ـت رجع يدق تاني بقوة لكن مدتهوش إهتمام، كنت بحب أشوفك بتجري و بتضحكي و مبسوطة ساعتها كان قلبي بيدق جـ.ـا.مد عايز يقولي أنها هي دي، هي دي اللي رجعتني للحياة، لما كنت بشوفك واقفة مع عمار أو مع أي راجـ.ـل حتي مع عبدالرحمن بحس أن دmي بيغلي بيفور مش عايز حد يقرب منك غيري أنا لأنك ملكية خاصة، بتاعتي أنا و بس، ملكي أنا و بس و ساعة لما كنت باخدك في حـ.ـضـ.ـني كنت بحس بإحساس غريب مزيج من السعادة الخـ.ـو.ف، كنت سعيد أنك بتبقي بين أحضاني بس كنت ببقي خايف لحسن في يوم تبعدي عني و تسيبيني، بس عارفه أنا اللي غلطان عشان متأخر أوي عرفت أنا بعشقك أد أية يا رُسل، عارف أني جـ.ـر.حتك و سببتلك شرخ ممكن متسامحنيش عليه بس أنا متأكد أنك مش هتسيبيني..
ترقرقت الدmـ.ـو.ع في مقلتيها و هي مازالت متجمدة مكانها بينما الأخر صمت ينتظر ردها علي كلمـ.ـا.ته، ينتظر أن ترتمي بين أحضانه و تبكي ليحتويها لكن حدث العكس تمامًا عنـ.ـد.ما رددت بقوة و تلكئ و هي تقبض علي كفيها و دmـ.ـو.عها مازالت متحجرة بعينيها:
- و أنا يا ليث بقولك و أنا في كامل قوايا العقلية، أنا برفض حبك، مشاعرك ملهاش أي قيمة عندي!
كلمـ.ـا.تها القاسية أصابته في مقــ,تــل خصوصاً الأخيرة، أهانت كرامته و رجولته ليردد بعدm إستيعاب:
- أنتي واعية للي بتقوليه دا يا رُسل؟!
أمسكت بكف يده لتنزله من علي جانب وجهها و هي تومأ ببطئ قـ.ـا.تل و قد أنهمرت دmعة خائنة من عينيها، بقي لثواني متجمدًا بمكانه لتهتف بهدوء و هي تخرج من الغرفة:
- أتمنالك حياة سعيدة بعيد عني!
فتحت الباب ثم خرجت منه مسرعة و أغلقته خلفها، بقت لثواني مكانها مستنده علي الباب و إذ بها فجأة تسمع صرخة متألمة حانقة تخرج منه تلاها صوت تكسير حاد ب الداخل، أغمضت عينيها تبكي بقهر و هي تشهق بعنف بجانب إنتفاضه و إرتعاشه جسدها..
كتمت فمها بيدها بسرعة ثم صعدت لغرفة أخيها حتي لا يُفتضح أمرها...
فتحت غرفة عمار بسرعة ف لم تجده داخلها لتحمد ربها حينها، دلفت للشرفة حتي تستنشق بعض الهواء النقي مما يساعدها علي التوقف عن البكاء لكنه آتي ب العكس عنـ.ـد.ما وجدته يخرج يستقل سيارته بعصبية و يخرج بها بسرعة من المكان حتي أحدثت عجلاتها صريرًا مزعجًا...
دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و لم يعد بعد لتستغل هي الفرصة و تأخذ شقيقتها و صغيرها و ترحل لكن قبل أن تبلغ باب القصر الكبير إذ بها تسمع صوت عزت الحازم و هو يقول:
- رايحه علي فين يا رُسل أنتي و أختك!
أستدارت مطالعة إياه بجمود لتجد الجميع يقف منتظرين ردها، أجابت بنبرة خاوية:
- راجعة من مكان ما جيت!
شهقت مرام بجزع قائلة:
- هترجعي مصر و هتسيبيني يا رُسل؟!
أجابت بقسوة:.
- اللي يهموني خدتهم معايا غير كدا لأ!
رددت ناريمان بعتاب:
- يعني أحنا مش هامينك يا رُسل؟!
إبتسمت بشحوب قائلة و هي تتقدm منها:
- لا طبعاً يا طنط مش قاصدي أنتي أو عمار أو إياد، عمار أخويا و إياد كذلك و حضرتك زي ماما الله يرحمها!
عانقتها بهدوء و هي تتمتم:
- متزعليش مني يا طنط، بس أنا بجد مش هقدر أتحمل!
ربتت ناريمان علي ظهرها متشـ.ـدقه بأسف و حـ.ـز.ن شـ.ـديد:
- أهم حاجة راحتك يا حبيبتي!
هزت رأسها بهدوء ثم أنتقلت لعمار و وقفت أمامه قليلاً لتتبين بوضوح تلك الدmـ.ـو.ع المتجمعة بمقلتيه، همس بصوت شبه باكي:
- هتسيبيني يا رُسل؟!
أنهمرت دmـ.ـو.عها و هي تقول بإنهيار:
- هتوحشني أوي يا عمار!
ثم أحتضنته بقوة ليبكي هو الأخر معها، نعم هي لم تعلم إلا من فترة قصيرة أنه أخاها لكنها أحبته كثيراً و بالمثل هو ؛ ف هو لم يكن متقرب أو متعلق ب مرام و مريم حتي ليث و إياد مثلما رُسل..!
أبتعدت عنه بعد دقائق لتهمس بإبتسامة صغيرة و بصوت حاولت صبغه ببعض المرح:
- أنشف كدا ياض معندناش رجـ.ـا.لة بتعيط و بعدين هو أنا هسيبك، أنت كل أجازة هتيجي تقعد معايا اه أنا مش هسيبك تضيع لحسن تروح تشم كوله و لا حاجة!
ضحك من وسط دmـ.ـو.عه لتربت علي كتفه بإبتسامة واهيه، سلمت علي إياد ثم أستدارت خارجة من المنزل بسرعة آخذه حقيبتها و حقيبه عبدالرحمن، نظرا كلاً من مرام و عزت لطيفها بحـ.ـز.ن لتزم مريم شفتيها بعدm رضا، سلمت عليهم جميعاً ثم خرجت هي و عبدالرحمن بعدmا ودعه الجميع و معها إياد الذي أضر علي إيصالهم للمطار...
كانت تجلس علي المقعد و هي تطلع أمامها بذهن شارد، تمطأ عبدالرحمن قائلاً بنبرة ناعسة:
- رُسل أنا عايز أنام!
أفاقت من شرودها تزامنًا مع نداء الموظفة ل المسافرين ل مصر حتي يذهبوا للطائرة، أجابت بهدوء و هي تنهض:
- هنركب بس الطيارة يا عبدالرحمن و بعد أبقي نام براحتك!
أمسكت يده الصغيرة ثم وثبت بخطوات ثابتة نحو البوابة الإلكترونية الذين سيعبرون من خلالها حيث الطائرة و بجانبها مريم، توقفت فجأة عنـ.ـد.ما سمعت رنين هاتفها، قطبت جبينها بدهشة ثم أخذته من جيب بنطالها لتكون صدmتها عنـ.ـد.ما وجدت أسم ليث هو من يضئ الشاشة..!
تنفست بعمق ثم فتحت الخط قائلة بهدوء:
- ألو!
جاءها صوت غريب قائلاً:
- سيدة رُسل؟!
طرق قلبها بعنف عنـ.ـد.ما أستمعت لتلك الجملة لتقول بلهفه:
- نعم!
= ااااا، سيدتي، سيد ليث هنا و قد بلغ السُكر مداه معه، يريد أن يذهب و أخاف أن يفتعل حادث، ف هو لا يري أمامه تقريباً فقط يهذي بأسمك لهذا أتصلت بكِ!
ردت بفزع:
- أملني العنوان حالاً!
أملاها العنوان لتغلق هي معه بعدها، تحدثت الموظفة مرة أخري معلنة عن النداء الأخير للطائرة المتجهه لمصر، أردفت مريم بذهول:
- يلا يا رُسل!
زمت شفتيها و هي تنظر لهاتفها ثم حولت بصرها للبوابة الإلكترونية، برقت عينيها بعزم و هي تقبض علي هاتفها لتستدير بعدها راكضة نحو بوابة الخروج من المطار..
↚= نفذ عنـ.ـد.ما يخرج من الحانة، أتفهم؟!
- حسناً سيدي لا تقلق كل شئ سيتم كما تريد!
أغلق ليو الخط معه ذلك الرجل و هو يبتسم بشر، قبض علي هاتفه قائلاً بمكر:
- ألم أقل أني سأصل لها حتي و لو إنتهي بي المطاف لأتخلص منك ليث؟!
ثم صدحت ضحكاته في المكان لتدق حينها نواقيس الخطر...
ترجلت من سيارة الأجرة بسرعة بعدmا نقدت السائق حقه، دخلت للحانة بخطوات واسعة لتقف علي عتبة المدخل تلف المكان بعينيها متحاشية تلك المناظر الغير أخلقيه التي تحدث ب المكان، لمحته يجلس علي أحد المقاعد الملاصقة للبـ.ـار لتتقدm منه بسرعة، وقفت أمامه لتجده في حالة من اللا وعي يتجرع فقط الخمر، أمسكت ذراعه قائلة بجمود:
- يلا يا ليث!
ألتفت لها مناظرًا إياها بنظرات ناعسة ليبتسم ببطئ و هو يتشـ.ـدق:
- رُسل!
منعت نفسها من البكاء بصعوبة و الأرتماء بين أحضانه تشتكيه لنفسه، صمتت و لم تتحدث فقط ساعدته علي النهوض حتي تخرج به من ذلك المكان القذر، خرجت أخيراً من المكان بعد عناء بسبب ثقل جـ.ـسم ليث الذي يرميه علي جسدها الضئيل، لمحت سيارته المصفوفة علي الجانب الأخر للطريق لتتنهد بسخط و هي تقوم ب الذهاب إليه بخطوات شبه سريعة، أسندت ليث علي السيارة ثم بحثت عن مفاتيح السيارة بجيوبه لتجدها أخيراً، فتحتها بواسطة القفل الإلكتروني و من ثم حاولت إدخاله ب المقاعد الملاصق لمقعد السائق، هتف حينها ليث بصوت ثقيل و هو ينظر لها:.
- متسبينيش يا رُسل!
أرتعش فكها للحظة و رفعت أنظارها له لتجده ينظر لها برجاء، أخذت نفس عميق ثم قالت:
- بلاش نتكلم دلوقت يا ليث، أنت مش واعي!
صاح بغضب غير مبرر:
- لأ واعي للي أنا بقوله يا رُسل، أنتي لية مش عايزة تصدقي أني بحبك بجد، لية كـ.ـسرتيني؟!
صرخت به بلا وعي:
- زي ما أنت كـ.ـسرتني ب بالظبط يا ليث، بالظبط!
أبدل الوضع لتكون هي محتجزة بين السيارة و جسده الشامخ رغم حالة السُكر التي هو بها، مال عليها قائلاً بأعين أغشتها الدmـ.ـو.ع:
- أنتي لية بتعملي فيا كدا، أنا همـ.ـو.ت لو بعدتي عني يا رُسل!
هبطت دmعة من عينيها ليمسحها هو سريعاً، همس و هو يسند جبينه لجبينها:
- كفاية نتعـ.ـذ.ب أكتر من كدا أحنا الأتنين يا رُسل!
أغمضت عينيها بحـ.ـز.ن ثم همست:
- يا ريت أقدر أمنع العـ.ـذ.اب دا، يا ريت!
طالعها بحـ.ـز.ن جلي لتفتح هي عينيها فجأة و قد أختفت لمعة الضعف و الحـ.ـز.ن التي كانت بعينيها، قالت بجمود:
- أركب يلا يا ليث!
لم تنتظر حتي رده و إنما دفعته ليستقل السيارة بهدوء و هو لم يقاوم بالعكس كان مستسلم كورقة شجر جافة في مهب الريح...
أستقلت السيارة ثم أنطلقت بها بسرعة متوسطة، ران الصمت لدقائق عديدة بسبب غفوة ليث اللا إرادية حتي صعدوا ل كوبري طويل من أسفله نهر..
و إذ فجأة ب شاحنة ضخمة تصتدm بهم بضراوة لتطيح ب السيارة لجانب الكوبري حتي السياج، صرخت رُسل بجزع عنـ.ـد.ما رأت السيارة ترجع للخلف حتي تعاود الإصتدام بهم لتقوم بهز ليث بهيستريا قائلة بهلع:
- أصحي يا ليث بسرع.
و قبل أن تكمل كانت الصدmة الثانية تأتي من جانبها لتدmر السيارة من الجانب الأيمن، أرتجت بعنف لكنها سرعان ما بدلت مكانها لتجلس علي ساقي ليث ؛ ف الضـ.ـر.بة القادmة لن تتسب بإرتجاج عنيف لها لا بل ستقــ,تــلها حتمًا..
بكت بلا توقف و هي تحاول إيقاظ ليث بشتي الطرق لتأتيهم الصدmة الثالثة و هنا تفكك السياج الحديدي الذي علي جانب الكوبري لتقع السيارة ب النهر محدثه دوي عنيف صدح في الأجواء...
في الساعة الخامسة فجرًا
كان الجميع يجلس و كأن علي رؤوسهم الطير، فقد عادت مريم و معها عبدالرحمن و قد تمكن القلق منها عنـ.ـد.ما خرجت رُسل من المطار ركضًا دون أن تنبت ببـ.ـنت شفه، خمن الجميع أن الأمر له علاقة ب ليث فتفاقم قلقهم أكثر ف حتي الأن لم يتصل أي منهم، صاحت ناريمان بقلق ينهش بقلبها:
- و بعدين هنفضل قاعدين كدا محلك سر؟!
ردد عزت بخـ.ـو.ف:
- أكيد حد فيهم هيتصل!
و ما أن أنهي جملته حتي صدح صوت رنين الهاتف الأرضي ليركضوا نحوه، أجاب عزت بلهفه:
- ألو..!
هتف الطرف الأخر ببعض الكلمـ.ـا.ت ليرد عزت بلهفه:
- نعم هو!
دقائق من الصمت لاحظ فيهم الجميع شحوب وجه عزت و تجمد أنظاره علي نقطة ما، ثواني أخري و وضع السماعة علي الهاتف بجمود لتصيح ناريمان بلهفه:
- أية اللي حصل يا عزت!
صمت لثواني قبل أني يجيب بخواء:
- لقوا عربية ليث عاملة حادثة و واقعة في البحر!
شهقات عنيفة خرجت من الفتيات لتضـ.ـر.ب ناريمان علي صدرها قائلة بصدmة:
- ليث، إبني!
ثم تهاوت مغشيًا عليها ليتلقفها إياد بسرعة و هو يهتف بأسمها بفزع!
- أيها الغـ.ـبـ.ـي، أضعتها مني أيها الحقير!
صرخ ليو بتلك الكلمـ.ـا.ت و هو يقوم ب ركل و لكم ذلك الرجل و دmـ.ـو.عه تهبط بلا توقف، رفعه من ياقته صارخًا بنبرة مذبوحة:
- لمَ لمْ تقل لي أنها معه، لمَ!
لم يجد رد بسبب إغماء الرجل من كثرة الضـ.ـر.ب به لينفضه عنه بعنف و إزدراء، جلس علي الأرض واضعًا كفيه علي جانب رأسه و بكي بعنف و إنهيار، صرخ بإنفعال و قهره:
- لمااااا أبتعدتي عني رُسل و أنا لم أنعم بقربك بعد لماااا؟!
فتحت عينيها بصعوبة لتجد ضوء قوي مسلط عليها لتسارع بإغلاقها، رفرفت برموشها عدة مرات حتي تعتاد عينيها علي الإضاءة لتشعر بأصوات أجهزة رتيبة حولها، أصدرت أنين خفت مكتوم بسبب قناع الأكسچين الذي علي وجهها ثم حاولت الإعتدال و لو قليلًا..
قفز بذاكرتها مع حدث معها هي و ليث لتفتح عينيها علي وسعهما بفزع، أزالت قناع الأكسچين هو و بعض الأسلاك الموصولة بجسدها ببطئ و أنفاس لاهثة، ف كل أجزاء جسدها تألمها بألم حارق..
أدلت قدmيها العاريتين لتلامس أرضية الغرفة البـ.ـاردة و من ثم خطت تجاه الباب خارجة من الغرفة غير عابئة بملابس المشفي القصيرة للغاية التي ترتديها، سارت في الرواق تتلفت حولها ك المـ.ـجـ.ـنو.نة، تنظر في كل غرفة عن طريق الزجاج العريض بحثًا عنه إلي أن وجدته أخيراً مسجي علي الفراش لا حول له و لا قوة، شعره مبعثر علي جبينه يخفي ذلك الرباط الطبي الذي يلتف حول رأسه، يرتدي ملابس تشبهها و موصل بجسده العديد من الأسلاك، فتحت الباب بلهفه لتدلف له ثم أغلقته خلفها، خطت نحوه بخطوات عارجه و دmـ.ـو.عها تأخذ مجراها علي وجهها المشوهه ببعض الجروح الطفيفة، سحبت المقعد المجاور لسريره ثم جلست عليه، ملست بأنامل مرتعشة علي جبينه نزولاً لذراعه المجبرة لتنفجر بعدها ب البكاء و هي تضع رأسها علي صدره العريض، تمتم ببكاء عنيف:.
- أنا أسفة، معرفتش أحميك و أنت مش في وعيك زي ما كنت أنت بتحميني!
ظلت هكذا لدقائق إلي أن شعرت بحركة غريبة في الممر و بعدها بثواني دلفت ممرضة، تنفست الممرضة الصعداء ثم قالت بصوت عالٍ نسبيًا:
- أنها هنا يا رفاق!
تقدmت منها قائلة بنبرة وجلة:
- لماذا تحركتي من علي السرير سيدتي، أنتي تحتاجين للراحة هيا معي!
هزت رأسها بعناد قائلة:
- لا لن أترك زوجي حتي يفيق!
زفرت الممرضة بصبر ثم رسمت إبتسامة صغيرة علي وجهها متشـ.ـدقه:
- هو لن يفيق الأن سيدتي، فلتذهبي لغرفتك و تستريحي قليلاً حتي يفيق هو!
بعد محاولات مستمـ.ـيـ.ـته من الممرضة أقنعتها أخيرًا ب الذهاب لغرفتها حتي تأخذ قسطًا من الراحة، ألقت نظرة أخيرة عليه ثم ذهبت لغرفتها بمساعدة الممرضة..
أنامتها علي السرير و ما هي إلا دقائق و كانت تغط في ثبات عميق بسبب الألم الذي ينخر في جسدها بلا هواده...!
أستيقظت علي صوت همهمـ.ـا.ت بجانبها لتجد من يحتضن كفها بدفئ بين راحتي يديه، رمشت عدة مرات حتي تراه بوضوح و إذ بها تري ليث يضع رأسه علي وسادتها نائمًا و يديه متمسكه بيدها، شبح إبتسامة ظهر علي محياه و هي تمد يدها الحرة حتي ترجع تلك الخصلات المتمردة للخلف لتجده يفتح عينيه فجأة، أتسعت عيناها بصدmة و حرج ليبتسم هو بخفة و هو يعتدل بجذعه العلوي، هتف بصوت متحشرج قليلًا:
- حمدلله علي سلامتك!
أومأت قائلة بخفوت و هي تهرب بعينيها بعيدًا عنه:
- الله يسلمك!
كاد أن يتحدث لكن صوت فتح الباب فجأه جعلهما ينصبون تركيزهم عليه، و إذ بكل أفراد عائلتهما يندفعون للغرفة وسط إعتراضات الأطباء و الممرضين، ركضت ناريمان نحو إبنها الأكبر بلهفه، أمسكت وجهه بين يديها و هي تقول بلهفه و هلع:
- أنت كويس يا ليث، كويس يا حبيبي محصلش لك حاجة؟!
أومأ بهدوء لتبكي و هي تقوم بتقبيل كامل وجهه بتأثر متمتمة:.
- الحمدلله، كنت همـ.ـو.ت لو كان بعد الشر جرالك حاجة يا حبيبي!
أبتسم بشحوب و هو يحتوبها بين أحضانه مهدأ إياها ببعض الكلمـ.ـا.ت، بينما الأخري أنقضوا عليها شقيقتيها و عمار ب القبل و الأحضان و هم يبكون، هدأتهم رُسل قائلة بنبرة هادئة:
- يا جماعة حصل خير و الحمدلله أحنا كويسين!
أجاب عمار بضحك و هو يمسح دmـ.ـو.عه المنهمرة:
- كويسين أية بس، أقعدي علي جنب ياختي دا أنتوا متخرشمين أنتي و هو علي الأخر!
فلتت ضحكة منها ليتقدm عزت منها متمتماً:
- حمدلله علي سلامتك يا رُسل!
= شكرًا!
قالتها ببرود و هي تحول أنظارها للناحية الأخري، دقائق تحدثوا فيها قليلاً إلي أن قالت رُسل بتساؤل:
- بس هما إزاي جابونا هنا؟!
رددت مريم بإبتسامة صغيرة:
- كان في دورية شرطة معدية من مكان الحادثة و بالصدفة شافت العربية و هي بتقع في الماية فعملوا الواجب و جابوكوا هنا!
أومأت بتفهم ليأتي صوت ليث و هو يقول:
- أمال فين عبدالرحمن!
أجابت ناريمان و هي تمسح علي ظهره:
- متخافش يا حبيبي هو في البيت مع الناني بتاعته، مرضناش نجيبه عشان ميخافش!
أومأ بهدوء ثم ألقي نظرن واجمة علي تلك القابعة بجانبه...
بعد مرور أسبوع
- يا بـ.ـنتي أنتي مبتتهديش، قولت لأ يعني لأ، و بعدين أنتي لسة تعبانة!
صاح بها ليق بحنق لتلك الماثلة أمامه لترد ببرود:
- أنا حاسة أني أتحسنت ف لية التأخير بقاا؟
مسح علي وجهه بيده السليمة ثم قال بحنق:
- أنتي لية مصرة تنرفزيني؟!
= أنا مبنرفزش حد!
قالتها بلامبالاه ليصـ.ـر.خ بها بحنق أدي لتجمع من ب المنزل:
- دا أنتي واخدة نوبل في أنك تنرفزي اللي قدامك!
صاحت بحنق:
- لو سمحت متزعقش كدا!
جاءت مرام لتقول لها ببعض الخـ.ـو.ف و هي تجذبها من ذراعها:
- خلاص يا رُسل!
نفضتها رُسل عنها قائلة بشراسة:
- أبعدي عني متلمسنيش!
أبتعدت عنها بصدmة ليزفر إياد قائلًا بنبرة هادئة نوعًا ما:
- خلاص بقااا يا رُسل، سامحي!
تقلص وجهها بإستنكار و هي تردد بمرارة:
- أسامح؟!
هدوء خيم علي المكان لثواني تبعه صراخها المهتاج:
- أسامح مين و لا مين حضرتك؟!
تقدmت من عزت و وقفت أمامه مطالعه إياه بنظرات قوية رغم دmـ.ـو.عها المنسابة:.
- أسامح الأستاذ المبجل اللي سابني أنا و أمي و أخواتي البنات 18 سنة بحالهم و أوهمنا أنه مـ.ـيـ.ـت و بعد كدا جاي يقول أنا أبوكي و أنا عايش ما مـ.ـو.تش، لأ و المفروض أنا بقاا أفرح و أترمي في حـ.ـضـ.ـنه و أقول له وحـ.ـشـ.ـتني يا بابا، 18 سنة شحططة و ذل من نظرة الناس ليا ك يتيمة أنا و أخواتي و المفروض أسامح، 18 سنة أمي فيهم الله يرحمها خدت دور الأب و الأم و أتبهدلت معانا لغاية ما كبرت أنا شوية و المفروض أسامح، القرف و الو.جـ.ـع اللي كنا بنشوفه عشان معندناش ضهر في زمن كله بينهش في كله و المفروض برضو أسامح، لأ و أية أحنا كنا في الطين دا و حضرته قاعدلي هنا في أمريكا بيربي في عيال غيره و رامي لحمه و عرضه!
أقتربت منه أكثر بوجهها قائلة بشراسه و قهر:.
- عجبته القاعدة أول ما جاب الولد و أستقر و عوض شغله بدل اللي راح في الوبا، طبعًا ما هي جوازته من حميدة مكانتش لده عليه من الأول دا غير خلفتها للبنات صح و لا غلط، بس عارف أنا أه كنت صغيرة بس كنت بشوف و بفهم اللي بيحصل حواليا، كنتوا تتخانقوا علي خلفة الولاد و تقول أنك محتاج سند ليك و لما تشوفني واقفة بتابع الموضوع تقول مش مهم ما هي طفلة مش فاهمة حاجة، الطفلة دي مش هبلة، الطفلة دي كانت فاهمة كل حاجة بتدور حواليها بس كانت بتسكت..!
أكملت بصوت يضعف تدريجيًا:.
- البـ.ـنت دي اللي مكانتش عاجبه كبرت و كانت هي بمقام الراجـ.ـل في البيت، كنت أنا اللي بدافع و أنا اللي بتصدر في المشاكل و أنا اللي بحمي و و و و، أجدعها شنب مكانش يقدر يعمل اللي البـ.ـنت عملته، فكرك لما مريم سقطت بسبب أهل جوزها كنت هتعمل حاجة، و لا أي حاجة بس البـ.ـنت اللي مهمتها في الحياة تتجوز و تحمل زي الأرنبة راحت حبستهم و خلتهم يسفوا التراب في السـ.ـجـ.ـن، و أنت قاعد هنا محلك سر، عارف لية، لأنك ملكش تلاتين لازمة في حياتنا!
أسبل عزت جفنيه بخذي لتتحرك هي تجاه مرام المنهارة في البكاء، ضحكت بسخرية و هي تهتف:.
- أختي حبيبتي الصغيرة اللي كنت بحبها أكتر من نفسي و أقول لأ هي الصغيرة هي الرقيقة هي اللي لو حد نفخ فيها تقع مش هتستحمل غدر حد، اللي روحت خلصتها من ديلر الله أعلم كان هيعمل فيها أية لو أتجوزها و يالسخرية القدر أنها نفسها اللي راحت صدقت كلام الزبـ.ـا.لة دا عليا و أن أنا بعدته عنها عشان قال أية بغير، بغير عشان أخواتي الأتنين أتخطبوا و أنا الكبيرة لسة مع أنها عارفة أن أي واحد كان بيجي يتقدmلي كنت برفضه ب مبرر و من غير مبرر و نفس برضو المسامحة تنطبق عليها و أن لااا دي صغيرة مش فاهمة حاجة و المفروض أطبطب عليها و أقول لها خلاص يا بيبي سامحتك و متعمليش كدا تاني!
تحركت مسافة خطوتان ثم صدحت ضحكة مجلجلة منها و هي تهتف بسخرية:
- نيجي بقاااا لجوزي حبيبي اللي مدلعني و اللي مهنني، و اللي كـ.ـسرني و اللي خلاني أكره نفسي!
و صرخت في أخر جملة بأنهيار و قهر، أقتربت منه بخطوات سريعة لتقف أمامه مباشرًا، حدقت به بجنون و هي تلكزه بقلبه متشـ.ـدقه بتشفي:
- دا أتكـ.ـسر صح، رجولتك و كرمتك و.جـ.ـعوك لما رفضتك صح؟!
طالعها بجمود لترجع للخلف خطوتين و هي تقول ببكاء يمزق نياط القلب:.
- عشان تعرف معني الكـ.ـسرة اللي كـ.ـسرتهالي ساعة لما قولتلك أني بحبك و قولتلي ساعتها بكل برود و أية المشكلة أنك تحبيني، مكانش جرم ساعتها أن واحدة فضلت محافظة علي نفسها طول عمرها لا تصاحب دا و لا تكلم دا و لا تمشي مع دا زي ما اللي كانوا في سنها بيعملوا تقول لجوزها بحبك، أجرمت أنا ساعتها من وجهه نظرك صح، أه أصل البيه عايش علي ذكري حبيبته و مـ.ـر.اته تولع بجاز ***، ما هي كائن معندهوش قلب ما بيحسش، جبله، فول أوبشن حاجة تليق ب ليث بيه يعني، يعاملها ببرود ماشي وقت ما يحب يقرب يقرب و لما يبعد يبعد ماشي يجـ.ـر.ح فيها و في مشاعرها بدون أي رحمة ماشي ما هي خلاص أتعودت علي كدا، بس عارف الغلط عليا أنا من الأول عشان لما جيت حبيت، حبيت واحد زيك عنده عقده ذنب، مش عارف يتصالح مع نفسه الأول عشان يعرف يحب و يتحب، كان المفروض لما كنت أعرف أنك عايش علي ذكري واحدة مـ.ـيـ.ـتة كنت أجيب قلبي ده و أفعصه تحت جزمتي عشان ميزلنيش لحد، عشان أنا أتعودت طول عمري أعيش راسي مرفوعة لفوق و كرامتي فوقيها كمان، لكن أنا واحدة غـ.ـبـ.ـية عشان راحت بكل سذاجة تقولك عن مشاعرها اللي بتكنها ليك..
وقفت بمنتصف البهو تطالع وجوههم جميعًا بنظرات منكـ.ـسرة، تشـ.ـدقت بضعف و بكاء مرير:
- أنا طول عمري بدي و مبستناش أني أخد، طول عمري بضحي عشان غيري يكون أحسن، شوفت المـ.ـو.ت بعنيا كذا مرة عشان مخسرش اللي بحبهم أو اللي كنت بحبهم، لكن خلاص تعبت، مبقاش عندي حاجة أديها و لا حتي بقا عندي القدرة أني آخد و لو لمرة في حياتي!
صمتت لدقائق بكت فيهم بحرقة تحت أنظارهم، بكي الجميع تأثرًا بما عانته حتي الرجـ.ـال لتفاجئ الجميع برفع رأسها ب أباء، مسحت آثار دmـ.ـو.عها ثم قالت بجمود:
- أنا مش هعرف أسامح حد ف يا ريت بهدوء كدا و من غير شوشرة تخلوني أبعد عنكم عشان بجد مبقاش فيا طاقة!
أكملت من بين أسنانها و هي تنظر ل ليث بقوة:
- طلقتي يا ليث!
رفع أنظاره المتلهفه لها ليجد نوع جديد من رُسل أمامه، ليست تلك المحبة للبسمه و للحياة، نوع آخر كئيب فقد لمعة الحياة بعينيه..
دقائق من الصمت و التفكير أنقضت ليأخذ نفس عميق ثم يقوم بإطـ.ـلا.ق رصاصة الرحمة لكلاهما قائلاً بقتامة:
- أنتي طالق يا رُسل!
أبتسمت بشحوب و هي تستنشق الهواء من أنفها ثم أستدارت ببطئ خارجة من ذلك المنزل ب روح تحمل الكثير من الجروح...
لكنها ستنـ.ـد.مل يومًا ما و ستبدأ من جديد حتي تستعيد رُسل القديمة...
↚بعد مرور ثلاثة أشهر
تخطو بخطوات واثقة محدثه صوت رتيب بكعب حذائها و هي تلف المكان بعينيها بنظرات جـ.ـا.مدة واثقة ك صاحبتها، توقفت أمام باب مكتب مكتوب عليه رئيس التحرير لتأخذ نفس عميق و هي تغمض عينيها بملل، طرقت الباب بخفة ثم فتحته لتدلف بهدوء، وقفت أمام مكتب جلال قائلة بهدوء مفتعل:
- قالولي أنك عايزيني يا ريس!
أشار لها جلال ب الجلوس لتلبي هي رغبته بسرعة، تشـ.ـدق جلال بهدوء ما يسبق العاصفة:.
- نشرتي برضو الموضوع!
أبتسمت بثقة من زاوية ثغرها لتضع ساق فوق الأخري و هي تقول بحاجب مرفوع:
- أنت عارفني مبخفش من حد!
صاح جلال بنفاذ صبر مغلف ب الحنق:
- يا بـ.ـنتي أنتي لية عايزة تقعدينا كلنا في بيوتنا، قلتلك الموضوع دا يمس ناس كبـ.ـار و ممكن يأذوكي و يأذوا كل اللي في الجريدة!
ضـ.ـر.بت علي المكتب بكفها صائحة بحنق:.
- و جرايم الخـ.ـطـ.ـف اللي بتحصل كل ساعة دي أية و اللي بيظهر بعديها بكام سنة أن الأطفال دي لا خدوا أعضائهم لا سرحوهم في الشوارع أسبها كدا، ما هو لو اللي كانوا بيتخـ.ـطـ.ـفوا حد فيهم من عيالك مكنتش سكت كدا!
مسح جلال علي وجهه و هو يتمتم بسخط:
- ما هي جريدة نظمي مخربتش من شوية!
أنفرجت أساريرها في إبتسامة صغيرة تبعها قولها المتعجرف:
- هه، دا بس عشان سبتها مش أكتر، عشان تعرف يا أستاذ جلال أنك معاك كنز مـ.ـيـ.ـتفرطش فيه!
ضـ.ـر.ب جلال كفي يديه ببعضهما ثم أبعدهما قائلاً بحنق:
- كنز، كنز أية دا يا رُسل دا أنا معايا مش صندوق متفجرات بس لأ دا مغااارة ملغمة دينامـ.ـيـ.ـت!
أرتفع حاجبيها للأعلي بدهشة ليكمل هو بنزق:
- أعملي حسابك أنتي لو أستمريتي علي الوضع دا مش بعيد أشيلك من مكانك دا و أديكي عمود طبخة اليوم!
شهقت مرددة بجزع و إستنكار تام و هي تشيح بيدها:.
- طبخة اليوم، أناااااا رُسل الغمري علي سن و رمح آخد عمود طبخة اليوم، لية جايبين الشيف نجلاء الشرشابي هنا؟!
وضع جلال كفه علي وجهه بنفاذ صبر من تلك صاحبة الرأس المتيبس، فهي لم تكد تقضي ثلاثة أشهر معهم ب الجريدة لكنها أخذت وضعها ب المكان و جعلت لنفسها وضع يهابه من حولها!
أشار بيده لها و هو يقول:
- قومي يا رُسل، قومي رفعتيلي الضغط منك لله!
مطت شفتيها للجانب بعدm رضا ثم خرجت من المكتب متجهه لمكتبها هي التي تتشاركه مع زميليها، فهي الوحيدة من الفتيات في ذلك القسم لهذا كل زملائها من الرجـ.ـال..
حدقت مريم ب الطبيبة بعدm تصديق، تمتمت بإبتسامة بدأت بإنارة وجهها:
- يعني، يعني أنا حامل يا دكتور؟!
أبتسمت الطبيبة ببشاشة و هي تقول:
- أيوة يا مدام مريم، ربنا جزا صبرك خير و أتحسنتي في مدة أقصر من اللي كنت محدداها كمان، دا شئ عظيم أن في 8 شهور بس أتحسن فيهم الرحم و رجع قابل أن يحمل طفل تاني!
وضعت كف يدها علي بطنها المسطح تتلمسه برقة و إبتسامتها تزداد إتساعًا، تشـ.ـدقت الطبيبة بعملية و هي تدون بعض أسماء الأدوية في الروشتة:
- نخلي بالنا من نفسنا بقااا و منتحركش كتير و تنغذي كويس عشان البيبي ينزل وزنه كويس و يكون بصحة كويسة إنشاء الله!
أومأت مريم بحماس و من ثم هتفت بلهفه:
- طب هو ولد و لا بـ.ـنت؟!
مطت الطبيبة شفتيها قائلة بتقرير:.
- حاليًا مش هنعرف نتابع غير النمو بتاع الجنين، لكن حكاية بـ.ـنت و لا ولد دي لسة شوية عليها، خصوصًا أن حضرتك لسة في أول شهر!
هزت مريم رأسها و قد تجمعت الدmـ.ـو.ع في مقلتيها، فهي لم تكن تتخيل أن تشفي مما هي فيه بهذه السرعة، فكان بمخيلتها أنها يمكن أن تظل سنين بدون أن تحمل مرة أخري لكن وسعت رحمة الله كل شئ و خالف ظنها ليرزقها بذلك الجنين مخيبًا ظنونها..
بعد دقائق خرجت من الغرفة و الفىحة لا تكاد تسعها مما سمعت لتجد رامي يجلس منتظرًا إياها، فور أن رآها أشرق وجهه بإبتسامة صافية لينهض مقتربًا منها، تشـ.ـدق بأعين تفيض حنانًا:
- أية الأخبـ.ـار يا مريم؟!
رددت بصوت متقطع و دmـ.ـو.عها تنهمر بغزارة:
- أنا، أنا حامل يا رامي، حامل!
تجمدت تعابيره لوهلة غير مصدقًا لما تقول ليتمتم بصوت مرتجف:
- بجد يا مريم؟!
أومأت له ليضحك بإتساع و قد هبطت دmـ.ـو.عه، أحتضنها بقوة و أخذا يبكيان مع بعضهما غير عابئين تلك العيون التي حولهم تناظرهم من هم بدهشة و من هم بسعادة، فعنـ.ـد.ما ينقطع الأمل و يرجع و لو بعد مدة مرة أخري تكون هناك سعادة لا توصف تجعلنا نتصرف كأننا وحدنا من بهذا الكون، فقط!
توقفت سيارتها أمام تلك المدرسة الخاصة لتهبط منها بهدوء، أستندت عليها منتظرة خروج طفلها الحبيب ل تُفتح البوابة الكبيرة و يخرج كل فصل في صف منتظم، ظهر عبدالرحمن و هو يخرج مع صفه لتبتسم حينها بإتساع و هي تفتح ذراعيها له ليركض نحوها بسعادة، ألتقفته من علي الأرض لتقول و هي تقبل وجنته:
- حبيب قلب رُسل وحـ.ـشـ.ـتني أوي!
أحاط عنقها بذراعيه و تشـ.ـدق ببراءة:
- و أنتي حشـ.ـتـ.ـيني و يا رُسل!
فتحت باب السيارة و من ثم أجلسته في المقعد المجاور لمقعد السائق، أستقلت هي الأخري مقعدها ثم أنطلقت ب السيارة مر بعض الوقت كانت تتناجي فيه مع عبدالرحمن إلي أن هتف بحماس:
- صحيح يا رُسل عندنا حفلة كبيييرة في ال School و ال Kids grade هيشارك فيها و أنا هغني كمان!
رفعت رُسل حاجبها بإعجاب قائلة:
- واو، لأ كمان و هتغني!
أومأ عبدالرحمن بحماس ثم أكمل:.
- آه و قالوا أن لازم مامتكم و باباكم يجوا يحضروا الحفلة، هتكلمي بابا عشان يجي صح؟!
غامت عينيها بحـ.ـز.ن دفين ليسترسل عبدالرحمن ببعض الحـ.ـز.ن:
- أصله وحشني أوي يا رُسل، مش المفروض أنتي و هو تبقوا علي طول معايا، مش أنتي مامتي و هو بابايا؟!
أبتسمت رُسل بشحوب و هي تردف:
- طبعًا يا حبيبي، بس هو ليث عنده شغل كتير عشان كدا مش بيجي و لا بيتكلم!
= لأ ما هو بيكلمني لما مريم بتكون عندنا!
هتف بكل براءة لتضغط رُسل علي المكابح فجأة مما جعلهما يرتدا للأمام بشكل طفيف بسبب وجود أحزمة الأمان حولهما، تمتمت بصدmة:
- ليث بيكلمك؟!
أومأ بإبتسامة بلهاء لتغرق الأخري في أفكارها، فهذا يعني أنه لم ينسي عبدالرحمن و دائمًا ما يطمئن عليه، و هناك إحتمال بأن مريم توصل لهم جميع أخبرها..
ضيقت عينيها بحنق ثم تابعت طريقها بهدوء خطر...
بعدmا أبدلت ملابسها بأخري مريحة مكونة من بنطال قطني أسود اللون و كنزة رمادية، رفعت شعرها للأعلي بدبوس ثم دلفت للمطبخ ثم بدأت بإعداد وجبة الغداء، و بينما هي تضع المعكرونة في القدر الملئ ب الماء إذ بالباب يُدق بعنف، قطبت جبينها بدهشة ثم خرجت من المطبخ متجهه للباب، فتحته بهدوء و ما لبثت حتي إتسعت عيناها بصدmة، أفاقت سريعًا من حالتها تلك لتقفز قائلة بفرح و حماس:
- عمااااار!
أبتسم عمار بإتساع عنـ.ـد.ما وجدها تنطلق نحوه محتضنه إياه بقوة، أحتضنها هو الأخر و رفعها قليلًا لتقول رُسل بعدm تصديق و قد أدmعت عينيها:
- وحـ.ـشـ.ـتني أوي يا كـ.ـلـ.ـب!
قهقه عمار بمرح و تشـ.ـدق:
- مينفعش تقولي جملة من غير ما تشتمي!
ضحكت هي الأخري لينزلها عمار بشرعة قائلًا بشكل مضحك و هو يمسك بظهره:
- تخنتي أنتي يا رُسل!
طالعته شزرًا ليضحك مغمغمًا:
- بهزر معاكي، أية مبتهزرش يا رمضان؟!
أبتسمت بخفة ثم أدخلته، وضع حقيبته إلي جانب الباب ليلتفت حوله قائلًا بدهشة:
- أمال عبدالرحمن فين؟!
تقدmت منه قائلة بأبتسامة صغيرة:
- جوه بيعمل ال Homework بتاعه!
ثم نادت عليه بحماس، ألتفتت له ثم قالت بشك:
- إلا أنت جيت مصر إزاي؟!
أرتبك لوهلة قبل أن يجيب بإبتسامة بلهاء:
- دا إياد كان عنده شغل هنا في مصر ف أول ما عرفت شبطت فيه و قولت أجي أقعد معاكي شوية عشان حشـ.ـتـ.ـيني و !
لا تعلم لماذا شعرت ببعض الشك حيال الأمر لكنها تجاهلت الموضوت برمته و أنصبت تركيزها فقط علي أخيها الحبيب الغائب عن عينيها لمدة طويلة..
دلفت للجريدة بإبتسامة مرحة تتشكل علي ثغرها، ف منذ ذلك الخبر التي تلقته البـ.ـارحة من مريم و هي تكاد تطير فرحًا، وضعت يديها في جيبي سروالها البيچ و أخذت تطلق صفيرًا مرحًا لكنها توقفت فجأة عنـ.ـد.ما وجدت ذلك التجمهر الذي ب المكان، قطبت جبينها بدهشة و تقدmت منهم أكثر لتجد فتاة تقول للأخري بفزع:
- هو للدرجادي وضع الجريدة صعب عشان يدخلوا شريك فيها ب النص!
أرتفع حاجبيها بدهشة فور أن سمعت تلك الهمهمـ.ـا.ت ليصيح جلال حينها مهدئًا إياهم:
- يا جماعة متخافوش، وضع الجريدة كويس الحمدلله و دخول الشريك دا هيعم بفايدة علينا، ف بلاش الفزع اللي أنتوا فيه دا!
هدأت الهمهمـ.ـا.ت قليلًا ليكمل بهدوء:
- دلوقتي عايز نظام، الكل يدخل في أوضه الإجتماعات بس بنظام يا جماعة مش عايزين الراجـ.ـل ياخد عنا فكرة وحشة!
و ب الفعل دلفوا واحدًا تلو الأخر لتقترب هي من جلال متشـ.ـدقة بدهشة:.
- و الشريك دا طلع في البخت و لا أية يا أستاذ جلال!
ردد جلال بتحذير:
- طلع زي ما طلع يا رُسل، و لما يجي بقاا مش عايز أي تعليق سخيف منك عشان أنا عارفك ما هتصدقي تمسكي في فروه حد تقطعيها!
أشارت لنفسها قائلة ببراءة تنعطف للمكر:.
- أنا يا أستاذ جلال، لالالالا، دا احنا الثقة بينا بقت زيرو خاالص عشان تقولي كلام زي دا، أية أنت مش عارفني و لا أية، دا يعتبر ضيف هنا و وعد مني يا سيدي أول ما يدخل هقوم أنا و الزملا الأفاضل نقوله ميم علي ره، حاه علي به مرحب مرحب مرحب بك!
زم شفتيه و هو يغمغم:
- أستغفر الله و أتوب إليك يا رب، عديها علي خير يا رُسل الله يهديكي!
هزت رأسها ببراءة تتنافي مع نظرات عينيها الماكرة و من ثم دلفت هي الأخر لقاعة الإجتماعات تبعها جلال و هو يدعو الله بسره أن تمر تلك المقابلة بسلام..
أستقرت علي مقعد جلدي وثير ثم أمسكت بهاتفها و أخذت تعبث به قليلًا وسط همهمـ.ـا.ت الأخرين، أمسكت بكوب الماء الذي أمامها و أرتشفت منه القليل ل يران الصمت فجأة حتي أنها أستطاعت تمييز صوت قرع الحذاء الرتيب علي الأرضية الرخامية، رفعت أنظارها ل تري ذلك الشريك المنتظر لكنها ما لبثت حتي أتسعت عينيها و بصقت الماء الذي كان في فمها علي شكل رذاذ!
صرخة أستنكار صدرت من التي تجلس أمامها لكنها لم تعيرها إهتمام فكان منصب علي الذي يضع يديه في جيبا بنطاله و يبتسم له بإبتسامة واثقة و بالتأكيد تلك النظرة الخبيثة تحتل عينيه المغطاه بنظاراته الشمسية ذات الماركة العالمية!
صاح جلال بحماس:
- أقدmلكم ليث بيه الجندي، الشريك الجديد في الجريدة!
تعالي التصفيق من الفتيات بدون سبب، ف كلٌ منهن تريد أن تلفت نظر ذلك الليث البري بينما الأخري كان فقط فاغره الفاه و تحدق به ببلاهه طوال العشر دقائق التي قال فيهم ليث خطاب منمق للجالسين ليتعالي التصفيق مرة أخري لكن من الجنسين، أبتسم إبتسامة صغيرة و هو يقول:
- تقدروا دلوقت تتفضلوا علي شغلكم!
أدركت لحظتها ما فعله ذلك الأحمق لتشتعل عينيها بتحدي و عزم، خرج الجميع و لم يتبقي سواهم لتسرع هي نحوه ك القذيفة، صاحت بحنق:
- أنت أية اللي جابك؟!
مط شفتيه للأمام قائلًا ببراءة مزيفة:
- زهقت بصراحة من شغل الكمبيوتر و البرمجيات فقولت أتجه لمجال تاني فملاقتش غير الصحافة اللي فتحالي دراعتها و بتقولي please come!
زمجرت بغضب و هي تردد:.
- و ملاقتش غير الجريدة اللي أنا بشتغل فيها، و بعدين تعالي هنا، أشمعني مصر يعني ما أمريكا وكلات الأخبـ.ـار مرطرطة فيها!
غمز لها قائلًا بمرح:
- أصل أنا بصراحة بمـ.ـو.ت في مصر بعشقها كدا فقولت و مالو أشجع صناعة بلدي!
أقتربت منه قائلة بتحذير و هي تشهر إصبعها في وجهه:
- بص ما هي مش هتشيلنا أحنا الأتنين كدا هتخرب فمن سكات كدا ترجع من مطرح ما جيت و عائد الأرباح هيوصلك علي داير المليم!
قهقه بصخب ثم تابع:.
- لا ما أنا سلمت الشغل ل إياد و عمي عزت و فاضيلك بقااا يعني هبقي عملك الأسود يا رُسل!
أغمضت عينيها تعد في سرها من واحد ل ثلاثة حتي لا يسيطر شيطانها عليها و تفعل ما لا يحمد عقـ.ـا.به لكنها فجأة وجدت من يجذبها من خصرها بقوة لتشهق حينها بجزع، فتحت عينيها و رفعت رأسها قليلًا لتجده يتطلع لها بحب دفين لن ينبض حتي و لو مر مائة عام عليه، أبتلعت ريقها بتوجس ثم حاولت الإبتعاد عنه متمتمة بنزق:.
- أبعد كدا، أنا مش مراتك لسة عشان تعمل اللي بتعمله دا!
أمسك بوجهها بكف يده و أداره نحوه لتتصل عيونه البنية القاتمة بأشجار الزيتون خاصتها، همس بحرارة:
- حشـ.ـتـ.ـيني و يا رُسل!
تنفست بإضطراب بسبب تلك المواقف التي لم تختبرها قبل و لا حتي مشاعرها، حاولت التملص منه لكن جسدها كأنه شُل لا تستطيع تحريكه، أرجع خصله تمردت و وقعت علي جبينها خلف أذنها ثم تابع بخفوت:.
- مت عـ.ـر.فيش ال 3 شهور دول كنت عايشهم إزاي و أنتي بعيد عني، كنت بتعـ.ـذ.ب فيهم بمعني الكلمة، لكن دلوقت جتلك و مش هبعد عنك تاني، أنا سيبتك براحتك عشان تداوي نفسك و ترجعيلي رُسل بتاعة زمان أم لسان طويل اللي بتتخانق مع دبان وشها!
طالعته بنظرة تحدي و هي تتشـ.ـدق بقوة:
- يبقي تستعد يا ليث عشان لو ممشتش هطلع طوله لساني وخـ.ـنـ.ـقاتي علي جتتك!
أستطاعت التملص منه أخيرًا و خرجت بخطوات واسعة من قاعة الإجتماعات ليبتسم الآخر بتسلي و هو يرفع حاجببه قائلًا بنظرة إعجاب تتبعها:
- و مالو، و أنا بقااا نفسي طويل يا رُسل، هخليكي تقولي حقي برقابتي!
دلفت لمكتبها بوجه متشنج و هي تسب و تلعن ب ليث، أرتمت علي مقعدها و هي تقول بحنق:
- ماشي يا ليث، و رحمة أمي لمورياك أنت و الكـ.ـلـ.ـب عمار، عشان يعرف يكـ.ـدب عليا كويس..
قاطع تمتمتها مع نفسها صوت أحد زملائها و هو يقول:
- أستاذ جلال عايزك و بيقولك هاتي التحقيق معاكي!
أومأت له بجبين معقود و هي ترتب بعض الأوراق، أنتصبت و هي تضع الأوراق في حافظة أوراق سوداء اللون ك الأيام التي تتزعم أنها س تريها ل ذلك الليث البري ثم توجهت لمكتب جلال بخطوات واثقة..
دقت بخفة علي المكتب ثم دلفت بتسرع، تصنمت مكانها عنـ.ـد.ما رأت ليث يجلس علي أحد مقاعد طاولة الإجتماعات الصغيرة نسبيًا و جلال بجانبه، أحتدت عيناها بحنق و برمت شفتيها ليلمحها جلال، أبتلع ريقه قائلًا بتوجس:
- تعالي يا رُسل!
تقدmت منهم و نظراتها مسلطة علي ليث الذي يبتسم لها بتسلي ثم جلست قبالة جلال، هتف جلال ببعض المرح:
- أقدmلك رُسل الغمري، أكفأ صحفية معانا!
هز رأس مغمغمًا بضحكة يحاول كبحها من هيئتها المشتعلة من الحنق:
- تشرفنا!
إبتسمت بإصفرار ليقول جلال بإرتباك:
- ليث بيه كان عايز يشوف مستوي الصحفي..
أندفعت قائلة بسخرية لاذعة ك القذيفة:.
- هو الأستاذ ميعرفش مستوي الجريدة و لا أية، و بعدين أنا أعرف أن الكلام دا كان المفروض يتعمل قبل ما يدخل شريك هنا، و لا أنت بقاا يا أستاذ ليث بتصتاد في الماية العكرة؟!
رفعت حاجبها في جملتها الأخيرة و هي تطالعه بتحدي، ردد ليث ببرود و هو يطرق بقلمه الثمين علي زجاج الطاولة:
- أنا بشوف مستوي ناس معينين اللي ممكن يعملوا حاجة تأثر علي الجريدة مش أكتر!
هبت فجأة صائحة بحنق:.
- لا لغاية هنا و أستوب مش علي أخر الزمن واحد مش من المجال أصلًا يجي يعدل عليا، دي إهانة لن أسكت عنها!
نظرت لجلال بغضب و تشـ.ـدقت ب:
- التحقيق عندك أهه يا أستاذ جلال بس أشم بس أنه أتعدل ساعتها هيكون ليا كلام تاني!
ثم رمت حافظة الأوراق علي الطاولة و خرجت بخطوات حانقة..!
تطلعت ل ذلك المنظر البديع الخاطف للأنفاس بشغف غريب، منظر الشمس و هي تغرب لتعكس أشعتها علي المياة فتحولها للون البرتقالي، تنفست بهدوء ليقترب إياد منها واقفًا بجانبها، تنهد بخفة متشـ.ـدقًا:
- بتفكري في الموضوع إياه برضو؟!
أومأت ببعض الألم ليحاوط كتفيها قائلًا بأسف:
- متحمليش نفسك فوق طاقتك، كل حاجة هتبقي كويسة!
تمتمت بألم:.
- أية اللي هيبقي كويس يا إياد، أختي هترجع معايا زي الأول، و لا مع بابا، ال اللي في آخر أيامه؟!
أغمض إياد عينيه بحـ.ـز.ن، ف عزت يعتبر أباه الثاني، هو من رباه، هو من علمه الصح من الخطأ، هو من جعله رجل يُعتمد عليه، و الآن هو علي شفة حفرة من المـ.ـو.ت، ف منذ فترة قصيرة علموا بأنه لديه ورم سرطاني في المخ و أيضًا في مرحلة متأخرة، و الأدهي بأنه يرفض أن يقوموا بإستئصاله، شعوره بالذنب تجاه رُسل يدفعه إلي حب المـ.ـو.ت..!
سالت الدmـ.ـو.ع علي وجنتي مرام الورديتان و هي تبكي بحـ.ـز.ن جلي، أحتضنها إياد بقوة فهو يعلم مدي تأثرها ب الموقف، ف منذ فترة قريبة علمت أن والدها مازال علي قيد الحياة و الأن يتسرب من بين أيديها و من ناحية أخري شقيقاتها ليستا بجانبها حتي يتقاسمن حـ.ـز.نهن مع بعضهن، يهونن علي بعضهن تلك المحنة!
تمتم إياد بعزم و هو يملس علي حجابها:
- عمي عزت هيبقي كويس يا مرام، و رُسل هتسامحك و تسامحه و هترجعوا زي الأول و أحسن!
- خلااااااص حرمت!
هتف بها عمار بهتاف مزعج لترمي رُسل نعلها عليه و هي تقول بحنق:
- بتكدب عليا يا جزمة يا ابن رباط الجزمة، بتقولي جاي مع إياد و أنت جاي مع سي ليث؟!
توقف قائلة بإبتسامة بلهاء:
- رباط الجزمة دي أمي صح؟!
زمجرت بحنق و قذفت عليه النعل الأخر ليفر هارب للصالة الخارجية، ركضت خلفه و كادت أن تمسكه لكن الباب دق، توجهت نحو الباب و هي تقول بلهاث:.
- هتروح مني فين يا عمار، دا الشقة كلها تلات أوض و صالة!
فتحت الباب و هي تضع يدها في خصرها و ما لبست حتي فتحت فمها بصدmة عنـ.ـد.ما وجدت ذلك الواقف و بيده تلك الحقيبة الخاصة ب السفر الضخمة، دفعها قليلًا للداخل حتي يدلف هو، تطلع للشقة بنظرات شمولية من أسفل نظاراته القاتمة ثم وضع حقيبته جانبًا، التفت خلفه ليجدها مازالت متصنمة مكانها، هتف بهدوء:
- أقفلي بوقك!
أفاقت من صدmتها علي صوته لتلتف له و عينيها تطلق شررًا، صرخت بحنق:
- أنت أية اللي جابك، و أية الشنطة دي!
قال ببلاهه:
- هو أنا مقولتلكيش؟!
أجابت بسخرية:
- لا ياخويا مقولتليش!
ردد ببراءة:
- الكهربا بايظة في البيت و بصراحة عايزة وقت تتصلح فقولت بدل ما أروح أتشحطط في الفنادق آجي أقعد مع مراتي حبيبتي!
صاحت بحنق:
- مراتك مين و الناس نايمين، أحنا أطلقنا يا بابا!
رمي بثقل جسده علي الأريكة و هو يقول ببراءة مزيفة:.
- خلاص بس هقعد معاكي، إبني موجود هنا و أخوكي موجود يعني في محرم!
أبتسمت ببلاهه و هتفت و هي تصقف بيديها:
- و تسقيه المر لية أسقيله كركدية!
ثم أطلقت زغرودة بعدها و مازالت تلك الابتسامة البلهاء مرتسمة علي وجهها..!
↚ب اليوم التالي
كانت تقف ب المطبخ و هي تقطع البطاطس، تشـ.ـدقت بنبرة منتشية:
- هااااااح أخيرًا يوم الأجازة!
قامت بغسل أصابع البطاطس و وضعتها في الزيت الساخن، ساوتها في المقلاة ثم قامت بغسل يدها و خرجت من المطبخ متجهه لغرفتها حتي تقوم بإيقاظ صغيرها، فتحت باب الغرفة و توجهت للسرير لكن للعجب أنها لم تجد عبدالرحمن، قطبت جبينها بدهشة ثم خرجت من الغرفة متوجهه للغرفة التي خُصصت لعمار و ليث و أيضًا لم تجد أيًا منهما، حكت جبينها بحيرة فيبدو أن ثلاثتهم ذهبوا ل مكان ما هي لا تعلمه، نفضت الموضوع عن رأسها، ف هي مطمئنة علي صغيرها و أخيها ما دام ليث معهما!
دلفت للمطبخ مرة أخري لتنتشل البطاطس من المقلاة و تضعها في الصحن، أستندت بيديها علي رخامة المطبخ و قد شردت عينيها للبعيد، ف إصرار ليث علي ملاحقتها في كل ما سيجعلها تحن له و هي لا تريد هذا علي الأقل الآن، تنهدت بخفة و هي تضع ذراعيها إلي جانبيها ثم خرجت من المطبخ، فقد خطرت لها فكرة بإستغلال غيابهم في تنظيف المنزل..
بعد مرور ساعة
- يا بتاع النعنع يا منعنع يا منعنع يا منعنع هات هدية للمدلع إدلع إدلع..
يا بتاع النعنع يا منعنع يا منعنع يا منعنع هات هدية للمدلع إدلع إدلع..
اللي سايب قلبي يولع و بعـ.ـذ.اب قلبي بيتمتع و أما آجي أقوله أقابلك يتمنع يتمنع..
يا بتاع النعنع يا منعنع أنت يا منعنع..
نور عيني قلبي من جوه مين غيره و غيره مين هو دا تاعبني و برضو عاجبني و لا حول ليا و لا قوة..
يا بتاع السكر يا مسكر يا مسكر يا مسكر ليل نهار في حبيبي بفكر يا مسكر يا مسكر..
كانت تلك الأغنية تصدح في المكان و رُسل تقوم بمسح الأرضية تارة و ترقص و هي تردد ورائها، أمسكت عصا المسح و أخذت ترقص بها بمرح ثم أخذت دلو المياة و توجهت به لباب الشقة، فتحت باب الشقة ثم بدأت بالمسح أمامه، توقفت عن المسح عنـ.ـد.ما سمعت ذلك الصوت المقيت و هو يقول:
- رُسل، عاش من شافك!
ضيقت عيناها بتوعد ثم رفعت رأسها لتطالع تلك المتغنجة بحنق، تشـ.ـدقت من بين أسنانها:
- أهلًا ب اللي ناقصلها منقار و تقلب بومة!
شهقت سناء بصدmة ثم رفعت حاجبها الرفيع قائلة و هي تضع يدها في خصرها:
- ربنا يسامحك، أنا مش هرد عليكي عشان أنا محترمة بس!
أطلقت رُسل ضحكة ساخرة ثم قالت:
- لا أنتي مش هتردي عشان متاخديش العلقة اللي آخر مرة خدتيها يا حيلتها!
زمجرت سناء بحنق ثم ألتفتت لتهبط من علي الدرج لكنها توقفت عنـ.ـد.ما وجدت ذلك الشاب الوسيم يصعد و هو معه طفل صغير و شاب صغير السن، تلوي فمها بإبتسامة ماكرة ثم رسمت ملامح الأعياء و التعب علي وجهها، وضعت يدها علي رأسها و ترنحت قليلًا مردفة بأعياء و هي تغمض عينيها:
- اااااه، مش قادرة!
و بالفعل لفتت نظر ليث و قبل أن يحاول مساعدتها كانت رُسل تندفع ك القذيفة أمامه لتحول بينه و بين سناء، صرخت سناء بفزع عنـ.ـد.ما وجدت نفسها تسقط في الهواء بدلًا من أحضان ذلك الوسيم كما خططت لتسقط علي وجهها آخذه الدرج كله حتي الدور الذي تحتهم..
أطلقت عدة صرخات متألمة لتأتي رُسل ب دلو المياة و تسكبه عليها، أستندت بيديها علي الدرابزون و هي تهتف بإبتسامة ساخرة:
- عشان تبقي تتعلمي الأدب يا محترمة!
دلف للغرفة ليجد مريم جالسة علي السرير و تحدق بهاتفها بقوة، رفع حاجبيه بدهشة ثم أتجه نحوها، جلس بجانبها علي السرير ثم حاوط كتفيها قائلًا بحنان:
- بتتفرجي علي أية يا حبيبتي؟!
أبتسمت بولهه و هي تردف:
- بتفرج علي مهند!
أتسعت عيناه بذهول من طريقة نطقها ل تلك الكلمـ.ـا.ت ثم قال ب نبرة تفوح منها رائحة الغيرة:
- و دا تتفرجي عليه لية؟!
مطت شفتيها قائلة ببراءة:.
- بيقولوا أن لما أقعد أبص لحد كتير البيبي بيطلع شبهه و أنا الصراحة عايزة البيبي يطلع شبه مهند!
وضع يده علي قلبه ثم قال بدراما:
- ردت في صدري قــ,تــلتني، عايزة إبني يطلع شبه مهند يا مريم؟!
هزت رأسها بإبتسامة بلهاء ليضـ.ـر.ب رامي علي فخذيه قائلًا بتحسر مثير للضحك:
- أخص عليه أخص عليه، بتشوفي مهند لية هو أنا وحش و لا أية؟!
تجلس أمام التلفاز و هي تأكل في البطاطس بغل، ف كلما فكرت بأن أي أنثي تنظر له تغلي دmاؤها داخل أوردتها، ف أبسط مثال كانت سناء و كيف كانت تخطط حتي تقترب منه!
وجدت من يلقي بجسده بجانبها، ألتفتت لتجده ليث فقامت بإدارة وجهها و مثلت أنها تتابع التلفاز، بينما هو كان يتمعن بها، بأقل تفصيله بها، يعلم أن ما فعلتها تلك كانت بدافع غيرتها عليه لكنها تحاول إنكار ذلك، تنهد بخفة و هو يبتسم، حتي لو تتجنب الحديث معه فيكفيه فقط قربها منه، جاء عبدالرحمن و وقف أمامهما ثم هتف بحماس و هو يلوح ب ورقة ما:
- بابا ممكن تحفظني الأغنية اللي هغنيها بكرة في حفلة المدرسة؟!
أبتسم بخفة و قال و هو يرفع عبدالرحمن و يجلسه علي ساقه:
- وريني كدا يا سيدي!
أعطاه عبدالرحمن الورقة لينظر فيها ليث، ثواني و تقلص وجهه بشكل مضحك ليقول ببلاهه:
- دا إنجليزي دا و لا فرنساوي؟!
هتف عبدالرحمن بحماس:
- لا تركي يا بابا!
قطب جبينه مرددًا بدهشة:
- و أنت بتاخد تركي أصلًا؟!
= لا بس أحنا هنغني ب لغات مختلفة و الميس بتاعتنا أدتني الأغنية التركي.
قوس شفتيه للأسفل و هو يومأ برأسه و من ثم بدأ بقراءة الورقة بتقطع و أيضًا نصف الكلمـ.ـا.ت بنطق خطأ، قطبت رُسل جبينها مستمعة لما يقوله ليث بذهول لتصرخ بعد ثواني بهلع:
- بس بس بس، أية التلوث اللي أنا بسمعه دا، أنت عايز تضيع مستقبل الواد؟!
رفع ليث حاجبيه بدهشة ف هي أخيرًا تكرمت و تكلمت معه، هتف بسخرية:
- و أية الصح بقاا يا قاموس اللغة التركية؟!
أختطفت الورقة منه قائلة بأنفه و ترفع:.
- هه، أتعلم بس يا اللي عامل فيها عارف كل حاجة!
نظرت في الورقة لثواني ثم قامت بقراءتها بسلاسة، جعلت عبدالرحمن يرددها خلفها حتي حفظها و من ثم ذهب ليخلد إلي النوم، أستقامت بوقفتها حتي تذهب لتنام هي الأخري، خطت بضعة خطوات تجاه غرفتها لكنها توقفت عنـ.ـد.ما وجدته يناديها، وقف أمامها و أخذ يطالعها قليلًا ثم مال عليها مقبلًا جبينها بعمق، قال بحنان و هو يملس علي خصلاتها البنية:
- تصبحي علي خير!
قالت بصوت مبحوح و بلا وعي منها:
- و أنت من أهله..
أبتسم بخفة ثم ذهب لغرفته تاركًا إياها تتصارع مع تلك المشاعر المتضاربة..
ب صباح اليوم التالي.
دلفت للجريدة بتعجل، ف هي تريد أن تستأذن من جلال حتي لا تتخلف عن حفلة عبدالرحمن، دلفت لمكتبها حتي تحضر بعض الأوراق لكنها لم تجد أحد به، رفعت كتفيها ب لامبالاة لكن توقفت فجأة عنـ.ـد.ما وجدت تلك الباقة الرائعة من ورود الچوري ب اللونين البنفسجي و الأبيض، أبتسمت بخفة و هي تتقدm من الباقة لتحملها بين يديها، لفت نظرها تلك البطاقة المنمقة أعلي الزهور، فتحتها لتجدها مخطوط عليها بضع كلمـ.ـا.ت بخط منمق، رددت بخفوت و إبتسامتها تتسع شيئًا ف شئ:.
- يا من هواه أعزه و أذلني، كيف السبيل إلي وصالك دُلني
seni çok seviyorum، A?k?m
( أحبك كثيرًا، معشوقتي )
عضت علي شفتها السفلي و هي تحتضن الباقة بحب لكنها ما لبست حتي أبعدته و هي تردف بحنق من نفسها:
- أي كلمة كدا بيثبتك بيهم يا هبلة؟!
نفخت بحنق ثم ذهبت ل مكتب جلال حتي تعطيه ما هو مطلوب منها..
طرقت علي الباب عدة طرقات ثم دخلت عنـ.ـد.ما أتاها صوت جلال الآذن ب الدخول، جلست قبالته و هي تقول بتعجل:.
- الورق اللي حضرتك عايزة أهه يا أستاذ جلال، و كنت عايزة أستأذن عشان ضروري أني أمشي دلوقتي!
قال بهدوء و هو يشير إليها بيده:
- خدي بس نفسك الأول، معنديش مانع أنك تمشي بس لازم ت عـ.ـر.في أننا هنروح رحلة؟!
قطبت جبينها قائلة بسخرية:
- رحلة، لية هو أحنا في مدرسة السعدية الإبتدائية؟!
فرك جبينه بنفاذ صبر لتحمحم و هي تقول بهدوء:
- امممم و يا تري علي فين العزم؟!
= هنروح رحلة سفاري!
- تمام يبقي أنا مش رايحة.
قالتها بلامبالاة و هي تنهض ليهتف جلال بنفاذ صبر:
- بس دا إجبـ.ـاري!
تشـ.ـدقت ببعض الحدة:
- بس أنا مينفعش أروح و أسيب أخويا و عبدالرحمن لوحدهم في البيت!
= ينفع تاخدي مرافق واحد علي فكرة!
حكت شعرها بحيرة لكنها ما لبست حتي قالت بتعجل:
- ماشي يا أستاذ جلال ألحق أمشي أنا بقاا!
أومأ لها لتخرج هي مسرعة من المكان بعدmا أخذت الورود و هناك فكرة واحدة تجوب برأسها أن ليث هو من وراء ذلك الموضوع..
↚- كدا تمام..!
هتفت رُسل بها و هي تملس علي خصلاتها البنية، تطلعت بتمعن ل إنعكاس صورتها في المرآة، ثم أبتسمت ب رضا، ألتقطت حقيبتها الصغيرة السوداء ثم خرجت من الغرفة، تزامن خروجهما من الغرف مع بعضهما ليتسمرا الأثنين معًا، تطلع لها ليث بشغف من رأسها لأخمص قدmيها، ف هي كانت تبدو ك الحورية بحق ب فستانها الزيتوني القاتم من الچينز الخفيف، يصل لبعد ركبتيها ب بعض الإنشات ل يبين جزء من ساقيها المصبوبتان، مجـ.ـسم من علي جذعها العلوي ثم ينسدل بعدها علي جسدها معطيًا بعض الوسع و يطوق خصرها حذام رفيع أسود كما أزرار الفستان في النصف العلوي..
أنتعلت حذاء مقفول ب اللون الأسود من الشمواه و صففت شعرها بطريقة جذابة مع وضع القليل من مساحيق التجميل علي وجهها..
أما هي ف كانت تناظره ب بلاهه ف هي لا تصدق أن كتلة الرجولة تلك يكون زوجها، عذرًا كان زوجها، لكنه يظل حبيبها حتي لو كابرت..
تطلعت ل ملابسه الشبابية التي تبين سنه ب شكل جذاب، ف كان يرتدي بنطال رمادي قاتم من القماش يضيق قليلًا علي الساق و فوقه قميص ب اللون الأسود يعلوه بليزر رمادي قاتم اللون، و يصفف شعره بطريقه رائعة مرجعًا إياه للخلف لكن تمردت بعض الخصلات لتسقط علي جبينه!
كانت هي أول من أفاق من تلك ال، ، لا تعلم ماذا تسميها لكن تلك اللحظات التي شردا بها في بعض كانت من أجمل اللحظات حقًا، حمحمت بنعومة و هي تقول:
- مش يلا؟!
أبتسم بإتساع و أومأ لها بخفة، تقدmا من الباب لتقول بتساؤل:
- هو عمار مش هيجي؟!
= دا غرقان في سابع نومة، أصله فضل سهران لغاية العصر و بعد كدا نام!
هزت رأسها بتفهم ثم فتحت الباب و هبطا هما الأثنين، أستقلت السيارة معه ثم أنطلق بها نحو مدرسة عبدالرحمن، دقائق دامت من الصمت قطعها بقوله الهادئ الشغف:
- ت عـ.ـر.في أنك حلوة أوي؟!
أبتلعت ريقها بتـ.ـو.تر و هي تنظر من خلال زجاج نافذتها، ف ذلك الوسيم بحاول اللعب علي أوتار قلبها، ربعت زراعيها أمام صدرها و هي تقول ب إيجاز:
- شكرًا!
حك ليث شعره ب حيرة ف أنت و يفتقر ل كلمـ.ـا.ت الغزل التي كان يمطرها علي حورية، الأن كأنه لم يغازل فتاة قط، يهذي فقط بكلامـ.ـا.ت لا معني لها من وجهه نظره!
غمغم بتحسر:.
- طب أقولها أية، أبو شكلك يا رُسل كان مالي و مالك، الواحد مش عارف ينطق بحرف معاكي، و أنا اللي حبست عمار في البيت عشان نبقي لوحدنا و في الأخر كل دا راح في الهوا!
تشـ.ـدقت فجأة بإهتمام:
- هو أنت راجع أمريكا أمتي؟!
قلص وجهه بإستهجان قائلًا:
- أية السؤال الرخم دا؟!
رفعت كتفيها هاتفه بلامبالاه مصطنعة:
- عادي يعني، أصل أنا أعرف مثل بيقول يا بخت من زار و خف!
حسنًا لم تصدmه كثيرًا لأنه يعلم أنها تفتقر للذوق و أن لسانها قد أعتاد علي الدبش
قال بإبتسامة سمجة:
- متخافيش يا رُسل هفضل طابق علي نفسك!
تنهدت بخفة و هي تتدعي الضيق لكن داخلها يتراقص فرحًا من كلمـ.ـا.ته..
ترجلا من السيارة ثم خطا تجاه بوابة المدرسة، و قبل أن يدلفا منها كان يحاوط خصرها بذراعه و يضمها له بخفة، شهقت بجزع من حركته المباغتة ليقول من بين أسنانه:
- أتعدلي كدا و أركزي مش عايزين فضايح!
تمتمت بغـ.ـيظ:
- مستغل حقير!
إبتسم بإصفرار و هو يردف:
- لينا شقة تلمنا يا رُسل!
تأففت بحنق ثم أستأنفا تقدmهما، وصلا ل مسرح المدرسة ثم أتخذا مقعدين في الصفوف الأولي، لكنه لم يفلتها بل أبدل مكان ذراعه فقط، فقد حاوط كتفيها و هو يضع ساق فوق الأخري يراقب ما يحدث حوله ب عيون ثاقبة، غمغمت بحنق و هي تتململ في جلستها:
- يا عم أنت لو في تار ما بينا أو خدت منك فلوس و مرجعتهاش قولي و أحنا نتصافي لكن الإحراج دا ما ينفعش!
نظر لها بطرف عينه ثم قال بجمود:
- استحملي عشان أنتي حـ.ـر.امية!
تشـ.ـدقت بذهول و هي تشير لنفسها:
- أنا، و يا تري سرقت أية حضرتك؟!
أبتسم بإتساع لتظهر غمازتيه ثم قال بدراما و هو يضع يده علي موضع قلبه:
- سرقتي قلبي يا حـ.ـر.امية القلوب!
زمت شفتيها و هي تطالعه بغـ.ـيظ، كادت أن ترد لكن صوت المديرة و هي تفتتح الحفلة جعلها تصمت و تنصب تركيزها عليها..
ظلت المديرة ذات المظهر المنمق تتحدث ل دقائق ثم قالت بإبتسامة هادئة:
- و هنفتتح الحفلة ب أداء kids grade 1
kg 1.
هبطت المديرة من علي المسرح و ما هي إلا ثواني حتي فُتح الستار ليظهر عبد الرحمن و بعض الأطفال الآخرين، تعالي التصفيق من الحاضرين و كان أكثرهم ليث الذي تخلي عن ثباته و أخذ يصفق بحماس و قوة ل صغيره و معه رُسل الذي أخذت تصفر هي الأخري مما لفت الأنظار لهما..!
أشار لهم عبدالرحمن بيده بإشارة ترحيبية و هو يبتسم بإتساع لتبعثله رُسل قبلة في الهواء، بدأت موسيقي هادئة و طفولية ب آلة الإكسليفون، دامت لثواني ثم بدأ عبدالرحمن ب الغناء بصوت طفولي جميل..
أما رُسل فكادت أن تطير فرحًا بصغيرها الجميل ذا العيون الزرقاء، ف كم هي فخورة الأن به و هي تري يقف أمام العشرات و يغني أمامهم بكل ثقة..
أنتهت الأغنية ليمسك عبدالرحمن الميكرفون و يقول بصوت متقطع يقطر براءة:.
- seni çok seviyorum Annem
( أحبك كثيرًا أمي )
ضحكت بسعادة جلية و قد أدmعت عيناها بعبـ.ـارات الفرحة ل يغمز عبدالرحمن خفية ل ليث الذي بادله الغمزه بمرح!
تعالي التصفيق مرة أخري ليغلق الستار و يفتح بعد دقائق ليطل منه أطفال آخرون لكن من صف آخر، خرج عبدالرحمن من باب جانبي يوصل لخشبة المسرح منطلقًا نحو رُسل و ليث ك القذيفة، نهض ليث و معه رُسل ليستقبلا الصغير ليلتقفه ليث بين أحضانه رافعًا إياه، ردد عبدالرحمن بحماس:
- كنت كويس يا بابا؟!
غمز له ليث قائلًا بمرح:
- أبن ليث الجندي لازم يكون جـ.ـا.مد مش كويس بس!
ضحك عبدالرحمن بخفة لتأخذه رُسل لأحضانها، قبلت كل إنش بوجهه و هي تقول:
- يا خلاثي علي العسل و القمر بتاعي دا!
جلسا علي مقعدهما و عبدالرحمن علي ساق رُسل، مر بعض الوقت حتي قاربت الحفلة علي الإنتهاء ليهمس لهما ليث بمكر:
- أية رأيكم نسيبنا من آخر الحفلة و نخرج أحنا التلاتة؟!
تمتم عبدالرحمن بحماس:
- أيوة أيوة!
أنتظر رد رُسل لتقول بمرح:
- لو في أكل أنا أشطا جاية!
هز رأسه بإبتسامة بسيطة ثم نهض و نهضت رُسل خلفه و هي تحمل عبدالرحمن..
- بابا لو سمحت..
قاطعها عزت بصرامة حاول أن يغطي بها نبرة التعب التي بصوته:
- خلصنا يا مرام، مفيش عمليات هتتعمل و دا آخر كلام عندي!
هتفت ناريمان بإستعطاف:
- يا عزت بلاش تاخد الموضوع عند، أحنا كلنا محتاجينك، أنا و مرام و مريم و إياد و ليث و عمار، مفكرتش في عمار يا عزت، دا لسة صغير و مش هيستحمل لو بعد الشر جرالك حاجة!
شرد لوهلة يفكر بحديثها لكن مرام كانت تعلم أنه حتي و إن فكر سيأخذ وقت طويل و ب حالته تلك كل ثانية تُشكل فارقًا معهم، تنهدت بخفة و هي تقول:
- أنا طالعة أشم شوية هوا!
لم تنتظر رد أحد و إنما خرجت من غرفة أبيها متجهه للشرفة الواسعة التي بآخر الرواق، وقفت بها تطالع الزرع الأخضر بشرود، تفكر ب حل ل تلك المعضلة، ظلت دقائق علي نفس الوضع إلي أن قالت بتصميم و هي تقبض علي هاتفها:
- مبدهاش، هي لازم تعرف!
فركت جبينها ب تعب ف من أين تأتي ب تلك الجرأة التي ستتلبسها حتي تتصل ب رُسل و تبلغها ب ذلك الخبر..
دلفوا للمنزل و هم يضحكون بمرح ليقابلهم عمار الضاحك ببلاهه، تمتمت رُسل:
- شكل في مصيبة!
هتف عمار ببلاهه و هو يقترب من رُسل:
- مبروك يا رُسل، عشت و شوفت اليوم دا!
أرتفع حاجبيها بدهشة ليقول ليث بتقطيبة:
- في أية؟!
هتف عمار ببلاهه و هو يربت علي كتف رُسل:
- رُسل جالها عريس عقبال عندك؟!
صرخة مستنكرة صدرت من كلاهما، ليصـ.ـر.خ ليث بإنفعال:
- نعم ياخويا عريس أية دااا؟!
قال عمار ببراءة:.
- واحد جه خبط و سأل عن رُسل ف قولتله أنها مش موجودة سألني أنا مين فقولتله أخوها و..
صرخ ليث بإنفعال:
- أخلص!
أنتفض بفزع من نبرة صوته ليكمل بإرتجاف:
- دخلته و قالي الكلمتين بتوع يسعدني و يشرفني أني أطلب أيد أختك و كدا فقولتله معنديش مانع و قرينا الفتحة!
وضع ليث يده علي قلبه قائلًا بوجه متقلص:
- اه، هتشليني يا إبن ناريمان، قريت فاتحة مراتي يا حيوااااااان، أنت أهبل يلا أنت و عريس الغفلة داااااا!
أما رُسل ف كانت غارقة بنوبة من الضحك علي طريقة نطق عمار للكلمـ.ـا.ت و علي أفعال ليث، مرت دقائق أستطاعت فيها تمالك نفسها لتقول و هي تسبل جفنيها بخجل مصطنع:
- كدا يا عمار تكسفني قدام أبيه ليث، طب كنا قولناله بعد الخطوبة!
ألتفت لها ليث بحدة مطالعًا إياها بصدmة، ف بما تهذي تلك الخرقاء، هتف عبدالرحمن ببراءة:
- يعني هيبقي عندنا فرح؟!
جينها حقًا كاد أن يصاب بسكتة قلبية من ثلاثتهم ليصـ.ـر.خ بغضب و هو يخلع حذائه:.
- يلا يا ولاد الجزم من هنا!
هرع الجميع من أمامه ليرمي بثقل جسده علي الأريكة مفكرًا في ذلك الشخص المسمي ب عريس الغفلة!
رمت بجسدها علي السرير بعدmا أبدلت ملابسها و جمعت شعرها علي شكل كعكه، ضحكت بخفة علي ذلك الموقف و كيف كان ليث علي وشك أنه ينفث نارًا من فمه من فرط غضبه، هزت رأسها بإبتسامة صغيرة، ف اليوم كان من أحلي الأيام التي قضتها بصحبته..
وضعت رأسها علي الوسادة و هي تبتسم ب حالمية ف هي تتمني أن يظل ليثها الحبيب هكذا طوال الدهر، ظلت تفكر و تنسج أحلامها أن غلبها سلطان النوم ل تسقط خاضعة له...
في صباح اليوم التالي
هبطت من علي الدرج بسرعة و شعرها يتحرك معها ب حرية، ما أن وصلت ل بوابة العمارة السكنية حتي وجدت من يقفز أمامها من العدm و علي وجهه إبتسامة مستفزة، قطبت جبينها قائلة بذهول:
- سامح؟!
= ياااااه مش قادر أصدق أن فتحتنا أتقرت يا رُسل!
رفعت حاجبيها بدهشة كبيرة ف ذلك السمج كان يلمح من قبل لخطبة شقيقتها الصغري مرام، و الأن هو يقول لها هذا الكلام؟!
عنـ.ـد.ما فهمت أنه هو من كان يتحدث عنه عنار أومأت قائلة بسخرية:
- اااااه هو أنت بقااا اللي عمار قال عليه؟!
أومأ بفخر و هو يعدل من ياقه قميصه لتصيح رُسل بحنق:
- بقااا يا مبقع يا أبن المبقعة رايح تخطبني من أخويا اللي لسة مكملش ال 17 سنة و تطبخ العملة من غير ما أعرف، أنت فاكر أني هرضي بيك يا شمام يا عدmان يا ناقص يا اللي العشرة منك في سوق الرجـ.ـا.لة ب تلاتة تعريفة؟!
فغر سامح فمه بصدmة لكنه أقترب منها قائلًا بإستعطاف:
- أنا بحبك يا رُسل ان...
و قبل أن يُكمل كلمتة كانت قبضة فولاذية تسدد لوجهه لتطرحه أرضًا تراجعت رُسل للخلف بصدmة و هي تناظر ليث الذي أنقلب حالة مائة و ثمانون درجة بذهول، قبض علي ياقة سامح ثم رفعه إليه صارخًا به بغضب:
- أفتكر انك انت اللي جنيت علي نفسك!
ثم أنهال عليه ب الضـ.ـر.ب المبرح و هو يسبه بحنق، ف من هو ل يقول ل معشوقته، أحبك؟!
نظرت له بطرف عينها علها تستشف ما ينتوي فعله لكن ملامحه كانت غامضة لم تفهم منها شيئًا، غمغمت ب تلجلج:
- اااااا هو...
قاطعها قائلًا بغضب مكتوم:
- ششششششش، سيبيني دلوقت!
زمت شفتيها بحنق و ىبعت ذراعيها أمام صدرها، دقائق مرت من الصمت ل تصيح بنفاذ صبر:
- ما أنا مش ليا ذنب الصراحة عشان تتلوي و تتأمص!
ضغط علي المكابح بقوة ثم ألتفت لها يطالعها بنظرات حانقة، أقترب منها بوجهه مردفًا بنبرة قوية:.
- أعملي حسابك، الرحلة كمان يومين بعد ما نرجع منها هنرروح للمأذون نكتب كتابنا تاني، لأن بصراحة الموضوع بوخ أوي!
طااعته بتحدي و أنفه و هي تقول:
- و مين قالك أني موافقة!
إبتسم من جانب ثغره ب ثقة و هو يقول:
- هتوافقي يا رُسل و يا أنا يا أنتي..!
ثم أنطلق بعد ذلك ب السيارة مستأنفًا طريقة نحو مقر الجريدة..!
مر يومين و لم يحدث بهما أي شئ يذكر، إلي أن جاء يوم الرحلة...
في الخامسة صباحًا
كان جميع من يعملون في الجريدة متجمهرين أمام الثلاث أتوبيسات يتهامسون بإهتمام عن الرحلة، ف هذا موقف نادر أن يحدث، توقفت سيارة ليث علي جانب الطريق ليترجل منها ب خطوات واثقة مما لفت الأنظار إليه، همست إحدي الفتيات بوله:
- أووووف، چنتل أوي!
رددت أخري و هي تأكله بعينيها:.
- آدي الرجـ.ـا.لة و لا بلاش مش أبو حفيظة اللي عندي في البيت!
ضحكن بخفوت ثم صعدا للأتوبيس، تطلع ليث ل المكان من تحت نظاراته القاتمة يبحث عن تلك المشاكسة التي خرجت هي و عمار و عبدالرحمن دون أن يعلم، زفر بتروي و هو يكمل بحثه ل يلمح عمار يجلس بجانب إحدي النوافذ، ضيق عيناه بتوعد ثم ذهب بخطوات شبه راكضة للأتوبيس، صعد له و أخذ يتقدm داخله حتي وصل ل موضعهم، أتسعت عيناه بصدmة عنـ.ـد.ما رأي تلك الخرقاء و ما ترتديه، تطلع لها بإنشـ.ـداه مما ترتديه من أول تلك الكنزة البيضاء الفاضحة التي تبين ذراعيها كاملتين و جزء من ظهرها و صدرها فيما تسمي ب الكات ذات الحملات العريضة ، إلي تلك البرمودة الجيشية التي تصل لركبتيها!
أمسك بذراعها معتصرًا إياه بين قبضة يده ليردف من بين أسنانه:
- قومي يا محترمة!
شهقت بفزع عنـ.ـد.ما وجدت من يمسكها من ذراعها و يغرز أظافره به، تطلعت له بنظرات مهزوزة ليكرر جملته مرة أخري، هنا و أستعادت نفسها لتقول ببرود و هي تنفض بده عنها بقوة:
- يا ريت تلزم حدودك معايا و بعدين أنا قاعدة هنا و مش هقوم!
أشتعلت عيناه ب غضب ك الجحيم بسبب عنادها هذا غير نظرات الرجـ.ـال التي تكاد أن تخترقها، تمتم بغموض:.
- ماشي أنتي اللي جبتيه ل نفسك!
ثم مال قليلًا ليحملها علي كتفه ك شوال البطاطا صرخت بفزع و هي تقول:
- سيبني يا راجعي يا بربري بقولك سيبني!
أشار ل عمار بأن يأخذ عبدالرحمن و يتبعه ليومأ له الأخر ب طاعة، هبط من الأتوبيس تحت نظرات الدهشة و الحقد و الغيرة ثم توجه ل سيارته، فتح الباب الأمامي ثم قذفها علي المقعد بقوة لتتأوه هي بألم، أدخل عمار و عبدالرحمن ثم أستقل مقعد السائق، صرخت رُسل بإهتياج:.
- أنت إزاي تعمل كدا شكلي هيبقي أية قدامهم دلوقت، أنت مش مدرك هما ممكن يقولوا أية عليا بسببك تسرعك و عنادك اللي ملهوش أي ستين لازمة!
صرخ بوجهها بغضب جام:
- أنا عنادي اللي ملهوش لازمة و لا أنتي يا محترمة يا اللي رايحة تعري لحمك للي يسوي و اللي ميسواش، دا أنتي ما بتقعديش ب الهدوم دي في بيتك يا قادرة!
صاحت بحنق:
- أنت ملكش دعوة بيا، أنت فاهم؟!
أمسكها من خصلاتها و أخذ يحركها قائلًا بغـ.ـيظ:.
- متستفزنيش يا بت أنت، و بعدين أمسحي أم الروچ دا أنتي أية رايحة فرح خالتك؟!
أتسعت عيناها بغـ.ـيظ ل يسارع هو بمسح الروچ من علي شفتيه بيده، صرخت بحنق ليأخذ هو الچاكت التي تربطه علي خصرها و يرميه في وجهها قائلة بحنق:
- خدي ألبسي دا، جايباه أنتي معاكي عيائه!
ثم أنطلق ب السيارة بسرعة متوسطة حتي يلحق ب الأتوبيسات التي أنطلقت أثناء شجارهم، تمتمت رُسل بعبـ.ـارات ساخطة ليقول الأخر بخفوت:.
- جتك نيـ.ـلـ.ـة في حلاوتك يا شيخة!
↚بعد مرور عدة ساعات
توقفت الأتوبيسات و معها سيارة ليث في طريق يشق صحراء جرداء، سأل عمار بدهشة:
- هو أحنا وقفنا لية؟!
أجاب ليث بإيجاز و هو يرفع مكابح اليد:
- مينفعش نكمل في الصحرا ب العربيات!
ألتفت ل رُسل ليجدها منـ.ـد.مجة مع الأغنية التي تنبعث من سماعات الرأس التي تضعها علي أذنيها، غنت ببلاهه و هي تشير بذراعها:.
- و أد أية مانيش سعيدة مانيش سعيدة و إن النجوم النجوم بعيدة و تقيلة خطوة الزمن تقيلة خطوة الزمن تقيلة ضحكة الساعات، ساعات ساعات...
عض علي شفتيه بغـ.ـيظ من تلك البلهاء ثم قال بنفاذ صبر:
- يلا يا رُسل!
لم ترد عليه و إنما أكملت غنائها ب أغنية أخري قائلة بإبتسامة واسعة:
- أنا ليك مشتاقة، إمتي هنتلاقي، محتاجة وجودك، و عنيك وحشاني، عيشني ثواني!
رفع حاجبيه بدهشة و ما لبث حتي تحولت ملامحه للغـ.ـيظ، ألصق كف يده بمؤخرة عنقها بقوة لتنتفض ك الملسوعة، صاحت بحنق و هي تخلع سماعات الرأس:
- أية يا عم أنت، في أية؟!
ردد بغـ.ـيظ و هو يبتسم بإصفرار:
- مين يا اللي أنتِ لية مشتاقة يا ست الحسن و الجمال؟!
رفعت حاجبها قائلة بغـ.ـيظ:
- دا أنت رخم أوي صحيح، واحدة و بتغني ل حبيبها يا سيدي أنت أيش حشرك!
كور قبضته ب حنق من تلك المستفزة التي تريد أن يُفتك بها الآن، زفر بحنق و هو يردف بخشونة:
- أنزلي يا بت أنتي بدل ما أتهور عليها!
نفخت خديها بغـ.ـيظ ثم ترجلت من السيارة، أرتدت حقيبة ظهرها و نظاراتها الشمسية ثم فتحت الباب الخلفي لتأخذ صغيرها، ساروا قليلًا مع الأفواج حتي وصلوا لمنطقة توجد بها العديد من الآلات المسماة ب البيتش باجي ، طبعًا لم تغب عن رُسل نظارات الجميع الموجهه لها بإتهام و تساؤل لكنها تجاهلت الموضوع ب رمته، قال منظم الرحلة ب صوت جهوري:.
- دلوقتي يا جماعة كل أتنين هيركبوا البيتش باجي و يمشوا ورايا لحد ما نوصل لمكان المخيم!
مطت رُسل شفتيها للجانب و هي تقول بتذمر:
- أية الغباء دا، طب أنا واحدة مبعرفش أسوق البتاع دا أعمل أية يعني؟!
أتسعت إبتسامة ماكرة علي وجه ليث و هو يضيق عينيه ب خبث ليهتف حينها عمار ب بلاهه:
- أنا بعرف أسوقه يا رُسل، أركبي أنتي ورايا و ليث ياخد عبدالرحمن!
أستقل الجميع الآلات و ب الفعل ركبت رُسل مع عمار بينما ليث أخذ عبدالرحمن، لا يعلم ليث كم مرة أخذ يسب ب ذلك الأبلهه المسمي ب عمار الذي ضيع عليه فرصه ذهبية حتي يشاكسها قليلًا، هتف عبدالرحمن بمرح و شعره يتطاير للخلف من أثر الرياح:
- حلوة أوي يا بابا!
أبتسم بحب و هو يقبل أعلي رأسه، ف كم يعشق ذلك الصغير ذا الأعين الزرقاء...
- عجبك كدا أهو أنت ضيعتنا يا فالح في الصحرا!
صرخت بها رُسل بحنق هجومًا علي ليث، لينظر لها بحنق قائلًا:
- ما خلاص يا حاجة ع أساس أنك ملاك ما أنتي السبب، وقعتي النضارة بتاعتك يا نوغة و أضطرينا نقف عشان الزفتة بتاعة حضرتك!
نفخت بحنق ليردف عمار بإرتباك:
- طب هنعمل أية دلوقت!
قال ليث بنفاذ صبر:
- هنقعد هنا، أحنا لو أتحركنا من المكان ممكن نتوه أكتر!
توجه ل البيتش باجي بخطوات حانقة ثم أخذ حقيبته الضخمة من عليها، جثي علي ركبتيه حتي يخرج محتويات الحقيبة بينما الأخري كانت تتدعي التأفف لكن من داخلها كانت تشعر ب الذنب، ف من الممكن أن يعلقوا ب الصحراء طوال الليل ب سببها، ف لولا نظاراتها التي وقعت و توقف عمار و ليث للبحث عنها ل كانوا أكملوا طريقهم و ذهبوا مع الآخرين..
بعد مدة أنسدلت ستائر الليل علي المكان تزامنًا مع إنتهاء ليث من نصب الخيمة متوسطة الحجم التي كانت معه، قال بهدوء:
- أقعدوا أنتوا في الخيمة و أنا هقعد هنا يمكن حد يعدي!
أومؤا له ليدخل كلا من عمار و رُسل و عبدالرحمن للخيمة، جلس عبدالرحمن بين أحضان رُسل يناشـ.ـد النوم و الدفئ، أرتجف مرددًا و هو بين النوم و اليقظة:
- رُسل أنا بردان!
زمت رُسل شفتيها ب أسف و نـ.ـد.م، وضعته علي الأرضية ثم خلعت سترتها و ألبست إياها، وضعته بجانب عمار الذي يستعد للنوم ثم قالت بخفوت:
- خليه في حـ.ـضـ.ـنك يا عمار!
هز عمار رأسه ب موافقة لتتنهد بخفة و هي تذحف حتي تخرج من الخيمة، ما أن خرجت حتي أنتصبت ب وقفتها تطالع المكان ب نظرات شمولية، أرتجفت عنـ.ـد.ما داهمها تيار الرياح القوي لتنظر حينها ل ليث الذي يجلس بجانب الخيمة ممسكًا ب هاتفه يحاول مهاتفه أحدهم حتي ينقذوهم لكن للأسف لا يوجد أي شبكة في المكان، رفع ليث عينيه لها فجأة ليجد عينيها يلوح بها إحساس الذنب كما أنه لاحظ تلك الرجفة التي تنتابها كل فنية و الأخري، أبتسامة صغيرة شقت وجهه و هو يفتح يديه لها لتبادله بأخري حزينة و هي تقترب منه، جعلها تجلس بجانبه بل ب المعني الأدق بين أحضانه، حاوطها ب طرفي الچاكت الخاص به ثم قال بإبتسامة مشاكسة:.
- إلا هو في وضعنا دا المفروض إية اللي يحصل يا رُسل؟!
ضحكت بخفة و قد لمعت عينيها عنـ.ـد.ما تذكرت أول لقاء لهما، قالت بإبتسامة ناعمة و هي تضع رأسها علي صدره:
- المفروض ترزعني بوسة تجيبلي إرتجاج في المخ يا ليث!
نظر لعينيها و هو يقول ب خبث:
- بصراحة أنا نفس..
لكزته بكوعها في خاصرته ليتأوه هو بإصطناع، رددت بصوت هادئ:
- أنا آسفة يا ليث، أنا السبب في اللي حصل دا!
ضمها له أكثر و هو يقول بإبتسامة واسعة:.
- دا أنا المفروض أشكرك، هو لولا الموقف كان زمانك قاعدة في حـ.ـضـ.ـني كدا!
= أية قاعدة في حـ.ـضـ.ـنك دي ما تحسن ملافظك يا جدع!
قالتها بفجاجة و هي ترفع رأسها عن صدره ليضع يده علي رأسها مرجعًا إياها بقوة ل صدره، قال بحنق:
- فصيلة أوي يا بت أنتي!
ساد الصمت ل دقائق ليقول ليث بهدوء:
- مش كفاية بقي يا رُسل، مش جه الوقت أننا نعيش حياة مستقرة و نتجوز زي الناس؟!
= أنا مشوفتش منك قليل يا ليث، فاكر نكرانك ل مشاعرك ناحيتي دا هين و لا أنك تكـ.ـسرني دا هين، لا ب العكس دا أكتر حاجة ممكن تقلب حب الواحدة ل الراجـ.ـل ل كره..
- بس أنتي عارفة أنا كنت في أية، كنت مربوط ب ماضي مشوهه، عشان كدا مكنتش راضي أتقبل أي حاجة في حياتي الحاضرة، دخولك ل حياتي زي الإعصار هو اللي أنتشلني من اللي كنت فيه يا رُسل، عارفة أنا لغاية دلوقت حاسس أن عمي عزت زقنا علي بعض معرفش لية، بس أحلي زقة دي و لا أي؟!
تبع جملته الأخيرة بغمزة عابثة لترفع وجهها له قائلة بتساؤل:
- بمناسبة الموضوع دا، صحيح اللي عرفكوا أن في ناس ماشية ورايا!
زم شفتيه قائلًا ببساطة:.
- كل حاجة حصلت صدفة، يعني مثلًا عمي عزت كان في مرة في إجتماع مع شركة و ب الصدفة و هو خارج من الإجتماع سمع واحد بيقول أسمك تقريبًا كان تبعهم ف عمي عزت فضل يدعبس ورا الموضوع لغاية ما عرف أن بـ.ـنته هي المقصودة و أنهم عايزين يخلصوا عليكي قبل ما توديهم في داهية، ساعتها قعد معايا و قالي علي الموضوع و طلب مني أن أخبيكي شوية عن عيونهم لغاية ما يزهقوا من التدوير عنك و بعد كدا أنقلك ل البيت..
شردت عينيها ل لحظة تسترجع تلك الذكريات الطريفة عليها، قال ليث بمشاكسة:
- بما أن الجميل شكله لان شوية ف...
نظرت له بتساؤل و ما لبثت حتي أنتفضت بفزع عنـ.ـد.ما وجدتها يحاوطها بذراعيه و يقوم ب تقبيلها ل المرة الثانية، لكن تلك المرة كانت من عاشق متفجر المشاعر لا يخجل منها و لا يكبتها..!
في اليوم التالي
نظرت له بغـ.ـيظ كبير و هي تراه يشاهد التلفاز مصطنع البراءة غير عابئ بما تسبب ب فعله الأمس من إحراج كبير لها، ف قد لعب القدر لعبته معهما ليأتي أحدهم منقذًا إياهم في ذلك الوضع المخجل، يبدو أنهم ينتقون الأوقات الغير صحيحة لكن العيب علي ذلك الوقح عديم الأخلاق الذي يجلس أمامها!
هكذا رددت في نفسها و هي مازالت تطالعه بغـ.ـيظ، سمعت رنين هاتفها من غرفتها ل تنهض متجهه نحوها، أمسكت ب الهاتف مناظرة شاشته ب دهشة و صدmة عنـ.ـد.ما وجدت إسم مرام يضئ الشاشة، تجهم وجهها لثانية لكنها حسمت أمرها و ردت عليها قائلة بصوت فاتر:
- ألو..
جاءها صوت مرام المرتبك و هي تقول:
- أزيك يا رُسل؟!
شبح إبتسامة تشكل علي وجهها، ف مرام مهما فعلت ف هي مدللتها الصغيرة و لهذا قررت مسامحتها أو بالأحري سامحتها لكنها كانت تنتظر أن تبدأ ب الصلح، ردت بصوت ثابت:
- كويسة و الحمدلله..
صمت دام لثواني لم يقطعه سوي صوت بكاء و نحيب مرام من علي الجهه الأخري، غمغمت رُسل ب قلق:
- مرام أنتي كويسة؟!
= لأ يا رُسل مش كويسة، أنا محتجاكي أوي!
- طب، طب قولي مالك أنا سمعاكي!
= ب، بابا عنده كانسر في المخ و في مرحلة متأخرة!
و كأن دلو ماء مُثلج أنسكب عليها للتو ما أن نطقت شقيقتها ب تلك الكلمـ.ـا.ت، لا تعلم لما أتاها ذلك الشعور ب الضياع، نعم أنها تراه مذنب لا يستحق حتي أن تنظر في وجهه، لكن هو أباها...!
تمتمت بصوت فقد الحياة:
- إمتي، و لية محدش قالي؟!
رددت مرام ببكاء أعنف:
- بابا مكانش راضي نقولك و أنا و الله كنت هتصل بيكي لكن كنت خايفة و الله لحسن متكلمنيش و تفضلي زعلانة؟!
صرخت بحنق و قد أدmعت عيناها:.
- أنتي غـ.ـبـ.ـية يا مرام، غـ.ـبـ.ـية إزاي متقوليش حاجة زي دي؟!
= مش مهم دلوقت يا رُسل بس دلوقت بابا رافض يعمل العملية دي و مفيش حد غيرك هيقدر يقنعه!
صمتت لثانية تحرك بؤبؤيها في المكان بضياع، و دون أن أدني حرف كانت تغلق مع مرام، أمسكت ب الهاتف بين كفيها تبحث بسرعة عن رقم ناريمان و ما أن وجدته حتي سارعت ب الإتصال به، مرت بعض الثواني لترد ناريمان ب حبور:
- رُسل؟!
= لو سمحتي يا طنط إديني بابا بسرعة!
- حاضر يا حبيبتي، حاضر!
دقائق و جاءها صوته الواهن و هو يقول:
- ألو؟!
صرخت به بلا هوادة و قد أخذت دmـ.ـو.عها مجراها علي وجهها:
- يعني أية مش راضي تعمل العملية هاه، أنت علي طول كدا هتفضل أناني بتتهرب من المسؤولية، مش مدرك أن في ناس محتاجالك؟!
لاقت الصمت من الجهه الأخري ل تقول بصوت متهدج:
- أرجوك كفاية كدا، أنا مش عايزة أتيتم للمرة التالتة!
بكي حينها عزت و هو يقول بنـ.ـد.م:
- أنا آسف يا بـ.ـنتي، آسف!
= عشان خاطري بلاش تتخلي عننا للمرة التانية!
قالتها بحـ.ـز.ن كبير و من ثم أغلقت الخط، أرتمت علي السرير تبكي بقهر و هي ترجع خصلاتها للخلف لتجد من يجلس بجانبها و يزرعها بين أحضانه، ربت ليث علي ظهرها بحنان لتحتضنه بقوة و هي تبكي بقهر مرددة:
- أنا زهقت يا ليث، كفاية و.جـ.ـع بقا و قهر أنا مش هستحمل تاني!
قبل أعلي رأسها و هو يردد بتصميم:
- خلاص يا رُسل مش هيبقي في و.جـ.ـع و قهر تاني، خالص!
بعد مرور أسبوعين
خرجت من العمارة بخطوات واسعة تحاول لحاق موعد عملها، تمتمت بحنق:
- منك لله يا عمار الكـ.ـلـ.ـب زي ما انت اخرتني كدا!
فتحت سيارتها ب القفل الإلكتروني، كادت أن تستقلها ل تجد فجأة من يسحبها من يدها و يضع منديل قماشي علي فمها و أنفها قوي الرائحة، قاومت بشراسة لكنها فجأة وجدت جسدها يتراخي شيئًا ف شيئًا و الدوار يداهمها بشراسة، ترنحت قليلًا و لم تر بعدها شئ سوي السواد يحف المكان!
↚
أصوات و ضجيج حولها لم تستطع تميزه فقط تسمع صوت مشوش و متداخل، آنت بصوت ضعيف و هي تفتح عينيها ببطئ، وجدت الرؤية مشوشة ف أغمضت عينيها و فتحتها مرة أخري، أبتسمت مريم ب إتساع عنـ.ـد.ما وجدتها تفيق ل تهتف بحماس ل البقية:
- فاقت يا جماعة!
قطبت جبينها بدهشة و هي تعتدل ببطئ لتباغتها مريم بعناق قوي و هي تردد بحماس:
- اخيرااااا يا رُسل!
تمتمت بدهشة:
- في أية، و أية اللي حصل؟!
لفت نظرها تلك الملابس التي ترتديها ب اللون الأبيض لترفع حاجبيها بصدmة و هي تبعد مريم عنها، تفقدت نفسها بصدmة و ما لبثت حتي صرخت بفزع:
- أنا مُت و لا أية، أية الأبيض اللي أنا لبساه دااا!
= لا يا سووو دا فستان فرحك!
هتفت مرام ب غمزة و هي تقترب منها، فتحت فاهها ك البلهاء و هي تجد شقيقتها تقترب منها و هي ترتدي فستان سوارية محتشم و حجاب ب اللون الكشمير، هنا و أدركت أن مريم هي الأخري ترتدي نفس الفستان و بنفس اللون اكن واسع عنها قليلًا ليبرز ذلك الإنتفاخ الطفيف في بطنها..
أنتصبت ب وقفتها ثم صرخت بحنق:
- فرح أية يا ست كوخه أنتي، مش أنتي يا بت كنتي هناك مع جوزك؟!
أردفت ببساطة:
- و رجعت عشان أحضر فرحك، أسيب أختي يعني؟!
فركت جبينها بإنهاك و هي تقول بنفاذ صبر:
- هتقولي فرحك تاني!
نظرت لها مردده بغـ.ـيظ:
- يا بـ.ـنتي انا كنت نازلة رايحة الشغل و فجأة لقيت اللي بيشـ.ـدني و بعد كدا مش فاكرة اية اللي حصل ب الظبط، و دلوقتي ملبسنيّ فستان و تقوليلي فرحك؟!
فُتح باب الغرفة ل تطل ناريمان و هي تقول بأسارير متهلله:
- المأذون جه!
أنطلقتا شقيقاتها في أرجاء الغرفة التي خمنت أنها فندقية يأتون ب حاجيتهم و ما هي إلا ثواني و دلف شخص بعمه و جلباب أبيض يعلوه رداء رمادي اللون تبعه ليث الذي فغرت فاهها من هيئته الجذابة، ف كان يرتدي حلة رسمية سوداء اللون و قميص ناصع البياض بأزرار سوداء صغيرة تحتها، و بيبيون سوداء..
يرجع خصلاته اللامعة للخلف بتسريحة رائعة كما أنه قام بحلاقه ذفنة التي كانت قد نمت قليلًا، طالعها بإبتسامة و نظرات خبيثة لتتيقن حينها أنه هو من كان وراء ما حدث لها، طالعته بغـ.ـيظ و حنق كبير، كادت أن تقذفه ب أي شئ أمانها لكنه صدmت عنـ.ـد.ما وجدت عزت يدلف للمكان و هو يمشي ب وهن مستندًا علي ناريمان و تيعه عمار و إياد و عبدالرحمن اللذين كانوا متأنقين في حلات متشابهات ب اللون الأزرق القاتم، طالعها عزت بنـ.ـد.م و هو يبتسم ب وهن ل تزم شفتيها بتفكير و هي تسرح بعينيها للبعيد، تنهد بخفة و هي تتقدm منه، وقفت أمامه و أخذت تتفرس في ملامحه ب نظرات قوية، شبح إبتسامة لاحت علي وجهها و هي تقول بخفوت:.
- حمدلله علي سلامتك يا، بابا!
فرت دmعة من عين عزت ل تتـ.ـو.تر إبتسامتها و هي تقترب من أكثر مقبلة وجنته اليسري، حينها عانقها عزت بقوة رغم وهنه بسبب العملية التي أجراها الأسبوع الماضي، بادلته رُسل العناق بتردد، سريعًا ما أبتسمت ب حب عنـ.ـد.ما أدركت انها كانت تحتاج ذلك العناق بشـ.ـدة، ذلك العناق الحنون المؤاز الذي يمنحه الأب لإبنه كانت محرومة منه لما يقارب ال ثمانية عشر عامًا، كان الجميع يطالعهم بنظرات دامعة سعيدة لكن كان هناك من ينظر لها ب فخر، ف حبيبته الصغيرة تعلمت المسامحة و قيمتها..!
دقائق و أبتعدا عن بعضهما و هما يمسحان دmـ.ـو.عهما، هتف ليث بمرح حتي يخفف أجواء الحـ.ـز.ن المنتشرة:
- يلا يا مولانا أجهز!
برمت فمها و هي ترفع حاجبها بمكر، رددت بملل و برود و هي تتوغل في الغرفة:
- سوري، البطاقة مش معايا!
هتف ليث بإبتسامة صفراء:
- معايا أنا!
حينها صاحت بحنق:
- يبقي مش موافقة يا سيدي، هو مش يا شيخناا لازم الموافقة من الطرفين!
قال المأذون بجدية:
- أجل يا إبـ.ـنتي!
هتفت حينها و هي تصفق ب يدها:.
- يبقي خلاص يا مولانا أتكل علي الله مفيش كتب كتاب!
كور قبضته بغـ.ـيظ من تلك البلهاء ثم تقدm منها، جذبها من يدها ل مكان منزوي في الغرفة، غمغمت بحنق:
- في أية؟!
لوح ب شئ ما أخذه من جيب سرواله و هو يقول بغموض:
- عارفة دا أية يا رُسل؟!
هزت رأسها بملل بمعني لا ليردد بقسوة تشع من عينيه:
- داا ريمـ.ـو.ت كنترول بيوصل لقنبلة ذرعتها في الأوضة!
أتسعت عيناها بذعر ليكمل بإبتسامة شيطانية:.
- و دلوقتي لو ما وافقتيش بهدوء كدا علي جوازنا هدوس علي الزرار الأخضر الحلو دا و هفجر المكان ب اللي فيه!
أزدردت ريقها بتـ.ـو.تر و هي تطالع الريمـ.ـو.ت ب نظرات مهزوزة، نقلت نظراتها له لتجده يترقب إجابتها، لتقول بخفوت و هي تُطرق:
- موافقة!
كادت ضحكة مجلجلة أن تفلت منه لكنه تدارك نفسه بصعوبة، و ب الفعل تم كل شئ بسرعة ل تتعالي بعدها الزغاريد في الغرفة، تلقت التعاني من الموجودين بإبتسامة صغيرة و رد مقتضب بينما الأخر كانت هناك إبتسامة بلهاء واسعة مرسومة علي محياه، ذهب المأذون ثم أستعد الجميع للهبوط ل القاعة، جعلها تتأبط ذراعه رغمًا عنها، ساروا قليلًا في الرواق ثم هبطوا من علي الدرج لتنصدm حينها رُسل من فخامة الحفل و رُقيه، هي لم تتخيل ب حياتها أن يكون عرسها ك هذا!
أدmعت عيناها بفرحة و قد أتسعت إبتسامتها شيئًا ف شئ، لثم ليث كف يدها بعمق و هو يقول بحب:
- مبروك يا حبي!
أبتسمت له إبتسامة صغيرة ليواصلوا تقدmهم في القاعة وسط تصفيق الموجودين في الحفل بحماس، مرت بضع دقائق لتصدح حينها أغنية هادئة في الأجواء، أمسك ب كف يدها ساحبًا إياها ل ساحة الرقص، أحاط خصرها بيد و ب اليد الأخري أحتضن كفها الصغير و أخذ يتحرك معها علي أنغام الموسيقي بهدوء، تحاشت هي النظر إليه و هما يتراقصان ليقول ليث بنبرة حانية:
- رُسل بُصيلي!
أخذت نفس عميق ثم نظرت له ليقول ب نبرة حـ.ـز.ن مصطنع:.
- أنتي زعلانة يا رُسل؟!
= ما هو مينفعش سلق البيض دا الصراحة، مش المفروض كنت قعدت تتخايل شوية عليا و تجري ورايا؟!
ضحك من قلبه علي كلمـ.ـا.تها ثم قالت بعدmا هدأ قليلًا و هو يشـ.ـد وجنتها ك الأطفال:
- عشان أنتي عندية و لازم تاخدي الحاجة خبط لزق عشان ترضي بيها يا نمرودة!
زمت شفتيها و هي تقول بحنق:
- و بعدين تعالي هنا أية حماية القنبلة دي؟!
رفع كتفيه و هو يصطنع البراءة قائلًا:.
- بصراحة دا كان ريمـ.ـو.ت عربية عبدالرحمن ف قولت أشتغلك بيه في حالة أنك عندتي!
فتحت فاهها بصدmة، ف هو نجح في خداعها و هي ك البلهاء صدقت بسبب تعابير وجهه الجدية و نظراته القاسية، حقًا ممثل بـ.ـارع يستحق الأوسكار!
تلوي فمه بإبتسامة متسلية من مظهرها لتنتهي حينها الأغنية، تركها و ذهب ل يتناول مكبر الصوت من منظم الحفل، قال بنبرة هادئة و هو ينظر ناحية المدعوين:.
- أنا دلوقت قدامكوا كلكوا يا جماعة بعترف أني بحب رُسل لأ مش بحبها بس أنا بعشقها كمان، أينعم عـ.ـذ.بتها معايا كتير مش شوية بس أنا بوعدك أني هبقي عايش بعد كدا عشان أسعدك بس و أعوضك عن أي حاجة شوفتيها وحشة سواء مني أو من غيري، يا ريت تسامحيني عن اللي فات، ممكن؟!
فرت دmعة من عنيها و هي تقول بخفوت:
- ممكن!
أبتسم إبتسامته الخلابة التي تبين غمازاتيه و هو يقترب منها، أمسك ب رأسها بين كفيه ثم قبل جبينها بعمق و هو يهمس:
- بحبك!
= و أنا كمان بحبك..
أبتسم ليث بإتساع ثم قام ب حملها و الدوران بها وسط صرخاتها الضاحكة، ليتعالي عندها التصفيق في جميع الأرجاء فرحين ب ذلك الثنائي الرائع، أدmعت كلًا من ناريمان و عزت، ف الأولي أخيرًا رأت أن إبنها الخبب إستعاد نفسه و أخذ يخطو علي درب السعادة مع تلك الفتاة المشاغبة خفيفة الظل، بينما الأخر كان سعيد ب أن إبـ.ـنته بعد صبر علي ما عاشته في حياتها وجدت من تحبه و يحبها، وجدت من يطلب رضاها السامي و من يريد أن يعيش حياته المليئة ب الحب و المودة معها..
حاوط رامي مريم مدmعه الأعين من الخلف، قبل عنقها و هو يقول بمرح:
- بطلي نكد يا بقا شيخة، أنتي كدا هتخليني أضطر أبص برا!
ألتفتت له قائلة ب حدة و هي تشير له بإصبعها:
- أبقي جرب كدا يا رامي عشان أد.بـ.ـحك و أقطعك حتت حتت!
أنفجر ضاحكًا علي تعبيراتها ليضمها بعد ذلك قائلًا ب عشق دفين:
- و أنا أقدر برضو دا أنتي اللي في القلب يا مريومة!
لكزته ب كوعها قائلة بتعجرف:
- أيوة كدا أتعدل!
أبتسم رامي بخفة و هو يزيد من ضمها له ف هي حبيبته و س تظل حبيبته و لن يأخذ أحد مكانها!
بينما علي الجهه الأخري، كانت مرام واقفة و هي ضامة كفيها لبعضهما تشاهد شقيقتها و زوجها ب سعادة و حماس كبير، لكزها إياد في كتفها قائلًا بحنق:
- أفرحي ياختي أفرحي و سيباني أنا قريب و هخلل جنبك!
قالت بضحك و هي تلتفت له:
- طب أنا أعمل أية يعني؟!
= ما هو أنا مش هستحمل أكتر من كدا أنا شبابي بيضيع ياختي، الشهر الجاي هنعمل فرحنا و أبقي أسمع كلمة أعتراض من سيادتك!
ضحكت بخفة و هي تقول:
- معنديش إعتراض سيادتك!
- قال السنجلة چنتلة قال، كل واحد ساحب المزة بتاعته و أنا قاعد هنا زي البت البايرة، عجبك حالي دا يا عبدالرحمن؟!
هتف عمار ب تلك الكلمـ.ـا.ت ب تحسر ل يرد عبدالرحمن ب براءة:
- طب هتلك مزة يا عمار عشان تمشي معاها!
ضـ.ـر.ب كفيه بتحسر مردفًا:
- منين يا حسرة دا الفرح كله كبـ.ـار مفيش أندر إيدج خااالص!
ربت عبدالرحمن علي كتفه قائلًا بتعاطف:
- معلش يا عمار، أنت هتكبر و يبقي ليك المزة بتاعتك متخافش!
ردد بتمني:.
- يا ريت ياخويا يا ريت!
بعد مرور عام
في إحدي المشافي
- عااااااااااااا يا حقييييير يا وضيييييع يا إبن الجزمااااااة، أنا كان مالي و مال الجواز أنا كنت قاعدة ملكة زماني، أعاااااااا منك لله يا طنط ناريمان أنتي اللي زقتيني عليه ااااااه!
صرخت رُسل المستلقية علي السرير النقال ب ملابس المشفي الزرقاء بغضب و ألم، تمتم ليث بقلق و هو يملس علي رأسها المغطاه ب كيس طبي:
- أستحملي يا حبيبتي شوية كله هيبقي تمام!
صرخت ب حنق و هي تغرز أظافرها في لحم يده:
- تعالي أنت مكاني و هنشوف هتستحمل و لا لأ، ااااااه منك لله أنا أول ما أطلع من اللي أنا فيه دا هتطلقني أنت فاهم؟!
تعالت صرخاتها المتألمة بعدها، ركلت الطبيب في بطنه قائلة ب شراسة:
- ما تتصرف يا عم أنت هو أنت سمكري و لا دكتور ب الظبط اااااااااه؟!
حاول ليث كبح تلك الضحكة التي قاربت أن تخرج منه، ف حتي و هي علي وشك الولادة و الذي يعتبر ثاني أكبر ألم في العالم، لم تتخلي عن لسانها الطويل، تشـ.ـدق ب روية:
- خلاص يا رُسل معلش أتحملي شوية، عشان تشوفي ولادك!
وصلوا حينها ل غرفة العمليات لتقول الممرضة لليث ب صرامة:
- لو سمحت يا فنـ.ـد.م مينفعش تدخل!
أجاب بجمود و هو يزيحها من أمامه:
- أبعدي كدا أحسنلك!
= حضرتك مينفعش كدا، أحنا هنا في مستشفي محترم!
- ما هو لو مسبتنيش أدخلها دلوقت مش هيبقي محترم خالص و أنا أضمنلك الموضوع دا لأنها هتقلب خرابة!
قاطع تراشقهما اللفظي دخول كبير الأطباء في المشفي و هو يقول بهدوء:
- في أية؟!
ردد ليث ب حنق:
- مراتي بتتو.جـ.ـع جوا و البتاعة دي أيًا يكن هي مين مش راضية تدخلني عشان أهديها!
زفر كبير الأطباء بتروي عنـ.ـد.ما وصلته صرخات رُسل من داخل غرفة العمليات ثم قال بأمر و هو يشير للممرضة:
- خدي الأستاذ ل غرفة التعقيم!
أومأت له و قد بدي علي وجهها علامـ.ـا.ت السخط ليبتسم حينها ليث بظفر...
أرتدي ملابس المشفي المعقمة و كيس الشعر و القفازات الطبية و من ثم دلف ل غرفة العمليات ل يجدها ب حالة صعبة للغاية، هرع نحوها ممسكًا يدها، قال بحنان و هو يملس علي رأسها:
- ششششش، كفاية عـ.ـيا.ط، أنتي قوية يا رُسل و هتتحملي عشان تشوفي ولادك، أسمعي بس كلام الدكتور و هتبقي كويسة!
أومأت له و هي تعض علي شفتيها ب ألم و تفعل كما أمرها الطبيب، بعد مرور عدة دقائق صدح صوت بكاء طفل في الغرفة ل تتهلل أسارير ليث بفرح و هو يري أسده الصغير يخرج للنور، تبعه صوت بكاء طفل آخر لينبئ عن وجوده في تلك الغرفة، نظر ليث ل رُسل التي ظهرت علي ملامحها الأعياء ب سعادة ثم مال عليها مقبلًا جبينها المتعرق، تمتم بأعين دامعة:
- ولادنا خلاص طلعوا للدنيا يا رُسل!
لم تكن قادرة علي الرد وقتها و إنما أكتفت ب إبتسامة تعبة رسمتها ب صعوبة..
بعد مرور عدة ساعات.
هرولت مرام في الرواق تبحث عن رقم غرفة شقيقتها بتلهف غير عابئة ببطنها المتكور أمامها، سبت ليث ب سرها ف هو لم يخبر أحدًا بأنها تلد صغيريها إلا بعدmا أنتهت العملية بسويعات قليلة، وجدت أخيرًا الغرفة المنشوظة ل تفتحها ب لهفة، لتجد رُسل تنام ب تعب علي السرير و ليث بجانبها علي شبه جالس علي المقعد، أبتسمت ب خفة عنـ.ـد.ما وجدته ينام ممسكًا ب كف شقيقتها، لم ترد أن تفيقه لكن دخول مريم العاصف و هي تحمل صغيرتها لانا جعله ينتفض فزعًا، هتفت مريم بلهفه:.
- رُسل كويسة، و الولاد كويسين؟!
مسح ليث علي وجهه ب تعب و هو يومأ ببطئ لتغتح حينها رُسل أعينها و هي تأن بتعب، أنتفض ك الملسوع فور أن أفاقت ل يقترب منها قائلًا بلهفه:
- في خاجة بتو.جـ.ـعك يا حبيبتي؟!
ردت بتعب:
- هاتلي ولادي يا ليث!
هز رأسه بسرعة ثم هرول للخارج ل تضحك كلا من مريم و مرام علي ذلك الليث الذي كان في يوم من الأيام رزين عاقل..!
دقائق و دلف ليث و خلفه ممرضة يدفعان سريرين للأطفال، إبتسمت رُسل ب حب و هي تحاول الإعتدال قليلًا رغم ألمها لتسارع مريم بقولها:
- لا لا خليكي كدا متتعدليش!
حمل ليث الصغيرين ب رفق ثم ناولهما لها لتحمل كل واحد علي ذراع، تطلعت لهم بسعادة جلية و تتفرس في ملامحهما الصغيرة، هنا و تنبه عقلها ل تسأل مرام ب لهفه:
- هو عبدالرحمن فين، أحنا سيبناه بليل أكيد لما صحي أتفزع!
ردت مرام بإبتسامة صغيرة:.
- يا بـ.ـنتي أنتي خايفة لية ما أنا و إياد و كلنا كنا في البيت!
هتفت مريم بحماس و هي تهدهد صغيرتها:
- بسم الله مشاء الله الولدين زي القمر، هاا هتسموهم أية بقاا؟!
نظرت رُسل ل ليث و هي تبتسم ل يتكلما ب نفس الوقت قائلين:
- ريان و زيد!
ليضحك الجميع في نفس الوقت متمنين أن يكون ل ذلك الثنائي الجديد سعادة أبدية...
بعد مرور ثلاث سنوات
ب منزل عائلة الجندي ب القاهرة
- رُسل!
صرخ ليث بغضب و هو يتفقد محتويات دولابه ل تأتي رُسل قائلة ببرود و هي تقضم قطعة من التفاحة:
- نعم؟!
أخذ نفس عميق حتي يهدأ من نفسه قليلًا ثم قال من بين أسنانه:
- فين القميص الاسود بتاعي؟!
ضحكت بخفة و هي تقول بمرح:
- سلامة الشوف يا عنيا ما أنا لابساه أهه!
تدلي فكه بصدmة من ذلك الكائن الغريب الذي يمشي في المنزل و يعيش حتي يرتدي ثيابه!
قبض علي ياقة القميص من الخلف و هو يقول بحنق:
- أنتي يا بت مصتأصداني، كل هدومي كدا ب تلبسيها لغاية ما بقيت أحس أني متحوز واحد صحبي!
أزاحت يده و هي تقول بشكل مضحك:
- و لية يا أبو الأسود متقولش أني بحبك أحتفظ بعبقك ف عشان كدا بلبس هدومك؟!
ضحك بسخرية و هو يردف:
- لا مش كدا ياختي، قولي بقا أنك مليتي و تخنتي و مبقتيش عود فرنساوي زي زمان و الهدوم داقت عليكي ف عشان كدا بتلبسي هدومي!
رفعت حاجبيها بصدmة ثم قالت و هي تشير ل نفسها:
- أنا تخنت!
أومأ له ببطئ ل تصيح فيه قائلة بحنق:
- ماشي يا ليث ما تبقاش تزعل بقا من اللي هيحصل!
ثم تركته و خرجت ك الإعصار لينفجر بعدها ضاحكًا علي تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة التي تصدق أي شئ يُقال..
ب المساء تزينت حديقة المنزل الواسعة ب الأنوار و الزينة علي أكمل وجه، تأنق جميع من في البيت كما أن المدعوين من رجـ.ـال الأعمال و الأقارب أخذوا يتوافدون علي المنزل ب إبتسامة دبلوماسية، ف في السنوات الأربع الأخيرة قرر ليث أن ينشئ صرح إلكتروني كبير في مصر حتي يكون ب مثابة فرع ل شركة العائلة في مصر و هكذا إستطاعوا الإستقرار في موطنهم الأصلي..
هرول إياد حيث مرام قائلًا بتعجل و هو يناولها صغيره ليث صاحب العام و النصف و الذي سماه علي إسم شقيقه الكبير ليث بسبب حبه له:
- خدي يا مرام، عيط مني فجأة معرفش لية؟!
أخذت طفلها الصغير ذا الأعين الخضراء الواسعة ك أبيه و أخذته تهدهده إلي أن هدأ بل و أطلق ضحكاته البريئة أيضًا، قال إياد بسخرية:
- أضحك يا إبن أمك أضحك، ما هو أنا ليا العـ.ـيا.ط بس إنما مرام تفتح بوقك علي وسعه!
لكزته في ذراعه قائلة بغـ.ـيظ:.
- مش كفاية واخد ملامحك كلها و مش واخد مني حاجة!
وضع إياد كفيه في جيب بنطال الأسود قائلًا بغره:
- هه، بكره البنات تجري ورا و يبقوا حواليه زي الرز عشان هو شبهي بس!
قبلت وجنة ليث المكتنزة و قالت:
- لأ إبني حبيبي هيكون مؤدب و عسول مش سـ.ـا.فل و قليل الأدب زي ما كنت!
عض علي شفتيه بغـ.ـيظ مكورًا قبضته لتهرول هي من أمامه قائلة بشكل مضحك:
- تارا، تعالي هنا متلعبيش هناك!
هز رأسه و هو يضحك بخفوت علي السندريلا خاصته التي وهبته السعادة..
= يا بني بس أنت و هو، كان يوم أسود يوم لما فكرت أربي دقن!
صاح عمار بحنق ليضحك كلًا من زيد و ريان بمرح، قال ريان و هو يتحسس ذقنه:
- حلوة أوي آمار!
ليسارع توأمه ب الإعتراض قائلًا:
- لا وحشة، إقطعها آمار!
ردد عمار ب بلاهه:
- أقطع دقني، أنت هتجنني يا إبن المـ.ـجـ.ـنو.نة؟!
ضحكا كلًا من عزت و ناريمان لتقول:
- هاتهم يا عمار، أنت لاسع اوحدك مش محتاج حد يزود اللي عندك!
أعطاها ريان الذي هتف بمرح:
- آناااااا.
قالت ناريمان بحب و هي تقبل كل إنش بوجهه:
- حبيب قلب آنااا!
جاء عبدالرحمن في تلك اللحظة ليقول بلهفه:
- هي لانا جت يا آنا؟!
أومأت ناريمان ب النفي قائلة ب لطف:
- لسة يا حبيبي!
هز رأسه بتفهم ل يتلتفت ل عمار هاتفًا:
- صحيح بابا عايزك يا عمار!
ضـ.ـر.ب عمار علي وجهه متمتمًا بتحسر:
- أنا أية اللي خلاني أدخل حاسبات، من ساعتها و هو ماسك قاصيدي إبن ناريمان!
أنزل زيد ثم أتجه حيث ليث الذي يقف مع أحد رجـ.ـال الأعمال، كاد زيد أن يجلس علي ساق جده لكن أتت تلك الساحرة الشريرة من وجهه نظره، إبنه عنه تارا، لتجلس علي ساق جدها، أدلت له لسانها بإستفزاز، ليستشيط الصغير غـ.ـيظًا، هتف زيد بحنق:
- دا جدو بتاعي، مش بتاعك أنتي، قومي!
نظرت ل عزت نظرة الحمل الوديع و هي تقول:
- أقوم؟!
أبتسم عزت بحنان و هو يرفع زيد ليجلسه علي الساق الأخري، قال برزانه:.
- أنتوا الأتنين هتقعدوا عشان أنتوا أحفادي الحلوين!
تمتم زيد بسخط:
- تارا مش حلوة يا جدو!
= رخم!
قالتها تارا بحنق، ليرد زيد بتشفي:
- أنتي!
اللي هو بمعني أهو أنتي يعني.
آتي رامي ب تلك اللحظة و معه مريم و إبـ.ـنته الوحيدة لانا، سلم عليه كلًا من ناريمان و عزت بحبور و ما هي إلا دقائق و جاءته مكالمة هاتفية ف خرج من المكان حتي يستطيع الرد بعيدًا عن الضجيج، أنطلقت لانا تبحث عن صديقها عبدالرحمن بينما مريم ف جلست بجانب والدها، سألت بتعجب:
- أمال فين رُسل مش باينة!
= موجودة!
صاحت رُسل ب ثقة ليلتفتوا إليه، طالعوها بتعجب من رأسها لأخمص قدmيها، ف كانت تبدو فاتنة ب حق ب فستانها الزيتوني الفاتح من قماش الستان، ب ذيل من التل، يصل ل كاحلها و ترتدي حجاب زيتوني ب لون أغمق عليه، ف هي منذ ما يقارب الثلاث سنوات و النصف ترتديه، تنتعل حذاء أسود ب كعب مرتفع و تضع بعض اللمسات الهادئة من المكياچ، هتفت مريم بإبتسامة واسعة:
- أية الجمال دا يا سووو؟!
أجابت بغرور مصطنع:
- دا أقل حاجة عندي!
وقفت معهم ل دقائق ثم نهض الحميع حتي يقوموا بإطفاء الشمع، تجمعت العائلة حول الطاولة الكبيرة كل منهم حامل ل أولاده، وقفت رُسل بجانب زوجها ليميل عليها هامسًا برقة:
- مكنتش أعرف أن حبيبة قلبي جميلة أوي كدا!
دهست قدmه بكعبها قائلة بغـ.ـيظ:
- أنا بوريك أنا أية ب الظبط عشان تبقي تقولي تخنتي تاني، أنا الحمدلله لسة محتفظة بجمالي و جـ.ـسمي الدور و الباقي علي العجوز اللي جنبي!
ردد بدهشة:
- أنا عجوز؟!
تشـ.ـدقت بشكل مضحك:.
- متحاولش تغير الحقيقة يا ليث أرضي بالأمر الواقع!
زم شفتيه بغـ.ـيظ و ألتهي بعدها في الغناء مع الجميع ل عبدالرحمن أغنية عيد الميلاد الشهيرة، بعدmا أنتهوا قام عبدالرحمن بإطفاء الشموع، هتف أحدهم:
- ممكن نضم علي بعض يا جماعة عشان نتصور؟!
ضم ليث كتف رُسل له و ب المثل فعل رامي مع مريم بينما إياد كان رافعًا تارا بين أحضانه و مرام كذلك مع ليث الصغير، عمار يقف بجانب واادته و بجانبهم عزت لتُلتقط حينها صورة و الجميع مبتسم بسعادة، ما عدا أثنين كانوا يدلون لسانهم لبعض و ما هما إلا زيد و تارا..!
تمت بحمدلله
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇