رواية وكر الافاعي هي رواية رومانسية تقع احداثها بين شاهين وسيلين والرواية من تأليف اماني جلال في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية وكر الافاعي لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية وكر الافاعي هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية وكر الافاعي تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية وكر الافاعي من الفصل الاول للاخير بقلم اماني جلال
ليلا، في إحدى المناطق العشوائية البعيدة عن الأنظار والتي أغلب سكانها خارجين عن القانون ومسجلين خطر، في وكر خفي تحت الأرض كان هناك حوار حاد يدور
- عايز أتوب. قالها ماهر بجدية تامة وهو ينظر إلى صاحبه سلطان الذي رفع حاجبه بترقب وهو يقول
- يعني إيه؟
لياتيه رد ماهر على الفور ودون تردد فهو قد حسم أمره: يعني أنا عايز أبعد عن المستنقع ده وأعيش زي الناس وأربي بـ.ـنتي وإبني اللي جاي بالسكه وآخد ولاد أخويا سامر الله يرحمه شاهين وياسين قبل مايضيعوا زي ما أبوهم ضاع.
- ياحلاوة ياولاد بس كده دي بسيطة، قالها بإستهزاء واضح ثم إقتمت ملامحه وهو يكمل بغضب. في إيه مـ.ـا.تفوق لنفسك هو إنت مفكر إن دخول الحمام زي خروجه، دي فيها رقاب هتطير ياصاحبي، وأولهم إنت، بقولك إيه مـ.ـا.تعقل كده وتوزن كلامك ده قبل مايوديك في داهية
- بس أنا عايز أنظف كفاية أوي اللي حصل لسامر.
مـ.ـو.ته ده كـ.ـسر ظهري و كان زي القلم ليا وخلاني أفوء، وبعدين أنا لو فضلت معاكم أكتر من كده مش بعيد ولادي كمان يكون مصيرهم زيى يعيشوا ويندفنوا بالخرابة دي
سلطان بإنفعال
- ومن إمتى إحنا لينا فالنضيف، ما إنت عارف البير وغطاه وقوانينا اللي عايشين عليها مافيش خروج من هنا إلا ع القبر فعشان كده إنسى اللي بتفكر فيه لأن مالكش فيه
- من يوم ماشفتها بقا ليه فالنضيف
أخذ سلطان يربت على منكبه وهو يقول.
- فاكر لما قولتلك لو بتحبها إبعدها عن وكرنا عشان مـ.ـا.تتلدغش مننا. لأن الكبير لو عرف إنك مستغفله ومتجوز واحدة من برة منطقتنا بقالك خمس سنين ولاء كمان مخلف منها يبقا هيكتب نهايتك ونهايتها أكيد
ليقول ماهر بتـ.ـو.تر فهو يعلم صحة كلام الآخر
- وأنا قولتلك هحميها
نظر له سلطان بتهكم
- مش لما تحمي نفسك الأول
- شكلك نسيت مين هو ماهر الداغ ويقدر يعمل إيه
- ده كان زمان. قبل مايبقى ليك نقطة ضعف يقدر الكل يضـ.ـر.بك بسببها.
- اللي هي؟ ما إن قالها ماهر بحذر حتى همس الآخر
- سعاد الجندي حبيبة قلبك بـ.ـنت الحسب والنسب
وبـ.ـنتك الأمورة الصغيرة، ايه مش خايف عليها، فوووق لنفسك هو إنت فكرت إننا ممكن نسمحلك تتسلخ مننا وتروح تعيش مع ست الحسن والجمال والكبير هيقعد يتفرج عليك وخصوصا لما يكون المنسحب من بينا ده وخالف قوانينا هو نفسه دراعه اليمين وكاتم أسراره
- بس انت عارف والكبير كمان عارف إني ماليش فالغدر.
وأنا قلت اللي عندي كله، مافضلش حاجة عندي أقدmهالكم أكتر من اللي قدmته
- تصدق صح إنت مالكش فالغدر، بس شكلك كده نسيت إن إحنا لينا فيه، قالها سلطان وهو يزرع خنجر سام في منتصف ظهره بغل ما إن التفت الآخر ليذهب.
أخذ ينظر له سلطان بخبث ما إن وقف أمام الآخر وهو لايزال يمسك بالخنجر ولكن ما إن حاول ماهر إن يرفع يده ويخـ.ـنـ.ـقه حتى إحتضنه سلطان بقوة ليكرر غرز ذلك السلاح الأبيض مرة أخرى بظهره عدت مرات متتالية ولكن بشكل أكبر عنفا وما إن أتم مهمته المكلف بها حتى إبتعد عنه ليبتسم بحقارة وهو يرى الآخر يسقط على الأرض جثة هامدة.
أخذ يرفسه بقدmه بخفة بين الحينة والأخرى وهو يدور حوله ونظره معلق به ليجلس أمامه وهو يقول بفحيح سام.
- عجبك كده، ماقولتلك بلاش، بس هنعمل إيه بدmاغك الناشفة دي، صمت قليلا ثم أكمل بترجي خبيث، ماهر أوعى تزعل مني باللي عملته، إنت أخويا وحبيبي وانا عارفك مـ.ـا.تقدرش تعيش من غير مراتك فعشان كده هبعتهالك ياسيدي. والليلة هتكون عندك إتبسط ياعم، وولادك وولاد أخوك هيكونو فالحفظ والصون، مـ.ـا.تخافش عليهم هربيهم ليك مـ.ـا.تشيلش هم...
إعتدل بجسده وهو يضحك بخبث ويقول، لاااا لااا أوعى تشكرني ياصاحبي ده أقل واجب يتعمل مع أي حد يفكر بس إنه يسيب الوكر ويغدر بينا
إلتفت إلى أحد رجـ.ـاله وقال بأمر
- خدوه وإرموه قصاد بيته عشان يكون عبرة لكل واحد تطاوعه نفسه إنه يفكر بس يخالف القوانين.
علي الجانب الآخر بالتحديد في شقة ماهر الداغ كانت تجلس على الأريكة وهي تمسد على بطنها المنتفخة بشـ.ـدة بقلق لا تعرف ماسببه، قلبها مقبوض منذ أيام وكأنه كان يريد أن يحذرها عن خطر قادm...
إبتسمت بخفه ما ان شعرت بيد صغيرتها ميرال التي تبلغ من العمر أربع سنين تتحسس بطنها وهي تقول بتذمر
- أختي هتيجي إمتى بقى أنا زهقت من كتر ماستنيتها.
- إنت ايه اللي صحاكي بس وبعدين أنا كام مرة قولتلك يامرمر إن الدكتورة قالت إن البيبي ولد، يعني هيبقى عندك أخ مش أخت
لوت ميرال شفتها السفلية بزعل وهي تقول بتذمر
- بس أنا عايزة أخت
أخذت سعاد تداعب شعر الناعم وهي تقول بحب
- كل اللي ربنا يبعته حلو يامرمر، ودلوقتي يالا قومي كملي نومك عشان أحبك ولا إنت عايزاني أزعل منك
ميرال بنفي.
- لاء يامامي مش عايزة تزعلي مني، أنا هروح أنام، تصبحي على خير، قالت الأخيرة وهي تقبل وجنة والدتها لتسحبها سعاد الى أحضانها وأخذت تستنشق عبيرها بقوة وهي تقول بشوق غريب وكأنها شعرت بأن هذه أخر مرة تراها فيها.
- وإنت من أهله ياقلب أمك، أبعدتها عنها لتحاوط وجهها الصغير وأخذت تقبلها بكل إنش بوجهها ثم نظرت إلى عينيها وقالت بشكل عفوي إستغربته هي قبل الاخرى، إسمعيني كويس ياميرال خدي بالك من نفسك ومن أختك ماشي. إنتم مالكوش غير بعض
نظرت لها ميرال بإستفهام وحيرة
- أختي! هو إنت مش قولتي إن البيبي ولد
إبتعدت عنها وهي تقول بتـ.ـو.تر: هااا، معرفش. معرفش هي خرجت مني كده، يالا روحي نامي الوقت إتاخر أوي.
بعدها تنهدت بإرهاق وهي تنظر إلى أثر إبـ.ـنتها التي إختفت داخل غرفتها، أخذت تمسح دmـ.ـو.عها التي لاتعرف ماسببها ثم نهضت بصعوبة بسبب حملها الثقيل وأخذت تمشي داخل الشقة هنا وهناك وهي تأكل أضافرها فالقلق ينهش روحها دون رحمو
يالله لاتعرف ماذا يحصل لها أو بما تشعر الان...
إحساسها لايوصف، أخذت هاتفها من على الطاولة وأخذت تتصل مرارا وتكرارا على زوجها الذي تأخر جدا وفي كل مرة النتيجة كانت واحدة وهو، مغلق أو خارج نطاق التغطية
رمت هاتفها بنهاية المطاف بضيق على الأريكة لتسحب شعرها إلى الخلف بتعب نفسي وجسدي ثم أخذت تمسد على عنقها وكأن ضاقت عليها الأرض بما رحبت...
بعد مرور ساعة من الزمن المليئ بالقلق والتـ.ـو.تر المفرط.
فزعت ما إن إرتفع صوت جرس الباب ليبتسم ثغرها بأمل وهي تذهب نحو الباب لتفتحه وهي تقول بلهفة
- إخص عليك يا ماهر إتأخرت كده!، قطعت كلامها بخيبة أمل وهي ترى شقيقها الوحيد امامها
- هو ماهر لسه مارجعش، قالها سعد بتساؤل وهو يدخل ويغلق الباب خلفه لتتنهد الأخرى بتعب حقيقي وهي تقول
- لسة،!
سعد بترقب
- ومالك بتقوليها بزعل كده ليه...
نظرت له وقالت بصوت مخـ.ـنـ.ـوق
- خايفة!
- من إيه؟
نزلت دmـ.ـو.عها بغزارة لتحرق خديها وهي تقول بغصة
- مش عارفة، بس حاسة إن روحي إتسحبت مني وأنا لسه عايشة
- إيه الكلام الكبير ده، كل ده عشان سي ماهر إتأخر عليك شوية
لتقول سعاد وهي تنظر لأخيها بأعصاب متعبة
- أنا همـ.ـو.ت لو حصله حاجة
- بعد الشر إيه الكلام ده، قالها وهو يبادلها نظراتها بعتاب
إقتربت منه ومسكت يديه وهي تقول
- صدقني همـ.ـو.ت وراه، بس ده لو حصل بناتي أمانه عندك
سحب يده منه وهو يقول بإنفعال.
- ايه الهبل ده أنا هلاقيها منك ولا من جوزك في الليلة اللي مش هتعدي دي، أصحى على رسالة منه بيقول فيها. إن لو حصله حاجة إنت و الولاد أمانة عندي
أجي على ملا وشي عشان أشوف في إيه ألاقيكي بتخرفي وااء
قطعت كلامه ما ان وجدها تجلس على الأرض وهي تضـ.ـر.ب على وجنتيها وتبكي بطريقة تمزق نياط القلوب
جلس الى جانبها بسرعة وهو لا يعرف ماذا هناك
- في إيه يابـ.ـنتي انتم عايزين تجننوني معاكم.
- ماهر راح مني أنا حاسة بكده، أكيد راحلهم أكيد
سعد بعدm فهم
- راح لمين؟
اخذت تضـ.ـر.ب على فخذيها وهي تقول بحرقة
- هو قالي هيروح يصفي شغله وبعدها هنسافر ونعيش برا، قولتله بلاش والله العظيم قولتله بلاش خليني عايشة بالظلمه معاك أنا راضية المهم إنت بخير بس هو مسمعش الكلام، راح لهم لحد الوكر برجليه وهو عارف النتيجة هتكون إيه
سعد بعدm تصديق
- وكر إيه؟
- وكر الأفاعي اللي هو عاش وكبر فيه، ما إن قالتها حتى إرتفع جرس الباب لتنهض بهمة وتركض نحو الباب
غير آبهة بحملها ولا بوضعها فهي في حالة إنهيار تام
ولكن ما ان فتحته حتى إرتدت إلى الخلف بعدmا خرج من حنجرتها شهقة حرقت فؤادها به.
لاتصدق مـ.ـا.ترى امامها الأن، معشوق روحها غارق بدmائه مقـ.ـتـ.ـو.ل غدرا، أخذت ترجف بمكانها بصورة مخيفه مما جعل سعد الذي كان لايقل صدmة عنها يعجز عن التصرف ولكن ما جعله يفوق من صدmته هذا هو صراخ ميرال المرتعب من ما تراه الآن
إنحنى وحمل تلك الصغيرة على ذراعه لتدفن وجهها بسرعة داخل أحضان خالها الذي كانت نظرته مازالت معلق على زوج أخته المقـ.ـتـ.ـو.ل...
لايعرف ماذا حدث أو كيف حدث، في غمضة عين تجمهر الناس حولهم بسبب صراخ أخته وبكائها الذي أخذ يمزقه إربا ولكن مازاد الأمر سوء عنـ.ـد.ما وجدها تنزف بشكل مخيف أصبح حالها لايقل عن حال زوجها الراحل ولكن الفرق بينهم هي مـ.ـا.تت ومازالت على قيد الحياة. منظرها المخيف هذا جعله يفوق من دوامته.
لينزل ميرال بسرعة وذهب نحو أخته وحملها بين ذراعيه وما إن كاد أن يخرج حتى صرخ ب ميرال ان تأتي معه، لتتمسك تلك الصغيرة ببنطاله وهي تصرخ بخـ.ـو.ف بأن لا يتركها هنا ويذهب وما زاد رعـ.ـبها أضعاف هو رؤية والدتها بهذا الشكل لتقول بصوت مليئ بالبكاء المفرط: مااامي مـ.ـا.تسبنيش أنا خايفة! بابي كله دm، دmمممم
بعد مرور بعض الوقت في إحدى المستشفيات الحكومية، كان سعد الجندي يقف أمام صالة الولادة.
و صوت صراخ أخته يرج الجدران ويرج كيانه هو أيضا كانت تقاوم المـ.ـو.ت بتجرعها أشـ.ـد أنواع العـ.ـذ.اب لتطلق جنينها لهذه الحياة ولكنها بدأت تضعف قواها بالتدريج ولم يعد لديها القدرة بأن تكمل صراعها هذا، وضعفت دقات قلبها حتى توقف عن العمل وهذا تزامنا مع إنتفاض جسدها بعنف لترفع راية إستسلامها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل أن ترى ماذا أنجبت حتى.
وما إن سكن جسدها بعد إنتفاضته الأخيرة حتى إرتفع الهرج بينهم وأصبحت صالة الولادة كخلية النحل الكل يعمل بجد، قسم منهم يعمل على إنقاذ الأم وإسعافها والقسم الآخر كان يحاول أن يكمل الولادة بأن يسحب الجنين منها قبل أن يفقدوه هو أيضا
وبعد جهد لايستهان به من الكادر الطبي إرتفع صوت صرخ الطفل يعلن عن دخوله لهذه الحياة بقوة، أعجوبه، نعم ولادته كانت أشبه بالأعجوبة، كما قال تعالى (( يخرج الحي من المـ.ـيـ.ـت )).
أما في الخارج كان سعد يأخذ ممر المستشفى ذهابا وإيابا وهو يحمل ميرال على كتفه ليلتفت نحو باب الذي يفصل بينهم ما إن سمع صراخ الصغير، لترفع ميرال وجهها الشاحب من عنق خالها وهي تقول بصوت يرجف
- ده صوت بيبي صح ياخالو،!
- صح ياحبيبتي صح، قالها سعد وهو يملس على شعرها الأشعث ونظره معلق على باب الصالة ينتظر خروج أحدهم يطمئنه، أنزل ميرال بسرعة وذهب متوجها نحو تلك الممرضة التي خرجت لتوها وهو ينظر لها بلهفة إلى ما تحمل ليبتسم بحـ.ـز.ن ما إن قالت له
- ألف مبروك جتلك بنوته زي القمر، تتربى بعزك، قالت الأخيرة وهي تعطيها له لتنزل دmعة منه وهو لايصدق كل ماحدث معهم، إبتلع لعابه بصعوبه ثم قال بتعب.
- طب طمنيني الأول على سعاد عاملة ايه
- قصدك أم البنوته تعيش إنت، شـ.ـد حيلك، قالتها الممرضة بمنتهى البرود وبدون تمهيد للموضوع. وكأن هذه المهنة جردت قلبها من الإنسانية
تجمد جسده أمامها من هول الصاعقة التي حلت عليه
نظر إلى مابين يديه بتمعن ثم إنتقل نظره إلى ميرال التي كانت بدورها تنظر له بإستفسار فهي لم تعي ماقالته الأخرى...
بعد مرور 24 سنة.
↚
الوقت، قريب من منتصف الليل في إحدى واحات الصحراء الغربية التي تقع على الحدود المصرية، كان يصدح منها صوت الطبل والمزمار البلدي
لتقترب كاميرتنا بالتدريج من هذا المكان الغريب لنرى هناك مجموعة من الرجـ.ـال السكارى يحتسون الشراب بشراهة وهم يلتهمون بأعينهم تلك الفاتنة الغجرية التي تتمايل أمامهم بإغراء متعمد لتزيدهم إثارة، لا تستغربوا ياسادة فهذه هي وظيفتها هنا وهذا مـ.ـا.تكسب المال منه.
ولكنها محتالة كانت ترمي شباكها على أعلاهم شأنا وقدرا من بين الحضور، أما بطلنا فقد كان يجلس بتكبر ونظراته المتعالية على من حوله مليئة بالغرور والغطرسة ولما لا يغتر فهو يحيى اللداغ الشقيق الروحي لشاهين وياسين اللداغ...
مع بعضهم منذ الصغر و علاقتهم قوية وعميقة لدرجة بأن الجميع أخذ يناديه بكنيتهم لأن كل من يراهم يظنهم أخوة من دm واحد.
ولكن رغم هذا الصخب كانت الأجواء متـ.ـو.ترة بين يحيى وشخص يدعى رامي لايعرف من هو ولكن في الأيام الأخيرة أصبح يتردد على كل مكان يذهب له اللداغ على مايبدو بأنه عضو جديد دخل الوكر ولايعلم مع من يلعب
أخذ ينظر له يحيى بتحدي وكأنه يدعوه للعراك ليبادله الآخر بتحدي لا يقل عنه، أحمق وساذج أخذه تهوره لنقطة لا رجوع فيها، لا يعرف بماذا تورط وبأن إنسانةبريئة ستدفع ثمن تورطه هذا،؟!
قطع نظراتهم المتحاربة هذه ما إن وجد تلك الغجرية الفاتنة تجلس إلى جانبه أو بالأصح جلست داخل أحضانه لتسحب سجارته من أنامله لتضعها بين شفاهها المصبوغة باللون الأحمر بحركة مدللة لتسحب منها نفس بإستمتاع وهي تنظر إلى ذلك الوسيم الذي أمامها بتمني أن تحصل عليه ليبادلها الآخر بإبتسامة وغمزة سريعة بمعنى لا مانع لديه لما تريد فإنه لا يقل عنها شوقا لخوض هذه التجربة.
ضحكت بمياعة ما إن فهمت نظراته لترفع رأسها إلى الأعلى وأخذت تزفر الدخان ببطئ بالهواء ثم عادت تنظر له بتمعن ليرفع يده بإشارة معناها أخرجوا وبالفعل
ماهي سوى ثواني معدودة واصبح المكان خالي إلا من رامي الذي لم يعير لطلبه اي إهتمام
إلتفت له يحيى ببرود بعدmا أبعد الغجرية من أحضانه و وقف أمام الاخر ثم قال بإستصغار.
- هو إنت ليه مصر تخليني أحطك في دmاغي وأفعصك تحت جزمتي مـ.ـا.تخليك ماشي جنب الحيط وتتقي شري أحسلك عشان تقدر تاكل عيش
نهض رامي بإنفعال وقال
- وإنت ليه شايف نفسك أعلى مننا مع إني احسن منك
ضحك بسخرية وقال بإستفزاز وهو يشير عليه بسبابته وكأنه نكرة لا شئ
- إنت أحسن مني أنا، بإيه؟
نطق رامي بكلام مندفع لم يكن يعرف بأن كلمـ.ـا.ته هذه سيدفع بها الثمن غالي جدا في الحاضر و المستقبل.
- عايز تعرف أنا أحسن منك بإيه، على الأقل أمي وأبويا معروفين مين، بس الدور على اللي عايش بجلباب مش جلبابه ده حتى صحابه عطفو عليه وسموه على اسم عيلتهم وهو إبن، حـ.ـر.ام!
عم الصمت الخطير على المكان وأخذت عضلات جسده تتقلص وتنبسط من غضبه الذي يحاول أن يسيطر عليه لينظر إلى تلك الراقصة واشار لها برأسه بأن تخرج وما إن نفذت ما أمرها به حتى اخذ يرفع اكمام قميصه بهدوء إلى المرفق وهو يقول بهدوء ماقبل العاصفة.
- غلطان،! ولعبت بالنار، أنا إتسمـ.ـيـ.ـت بيحيى اللداغ عشان انا لدغتي غير الكل، أنا مبعرفش ألف وادور زي غيري، أنا بجيب أخرك على طول
قال الأخيرة وهو يسحبه نحوه من طرف التيشريت بطريقة مهانة ليعاجله بضـ.ـر.بة من مقدmة رأسه على جسر أنفه الذي بالتأكيد إنكـ.ـسر دون شك ثم أخذ ينهال عليه باللكمـ.ـا.ت المتتالية ليليها الركلات العنيفة التي تعرف هدفها جيدا كان مع كل ضـ.ـر.بة هناك صوت كـ.ـسر أو خلع...
كان يضـ.ـر.ب بوحشية تامة تخلى عن إنسانيته تماما مع هذا المتهور الذي تلاعب مع الكوبرا وإستفزها بأسوء الكلمـ.ـا.ت ولم يتركه حتى فقد الوعي برغم دخول الرجـ.ـال بينهم لتفريقهم إلا إنه كان في عالم آخر...
نبذه من بين يده بعدmا أصبح لا ينفع لشئ وخرج من المكان وما إن وصل إلى سيارته إنطلق بها حتى اتاه اتصال هام من شاهين يأمره بالعودة إلى الوكر بأسرع وقت ممكن،.
بعد وقت طويل جدا وصل إلى المنطقة المطلوبة مع شروق الشمس ليذهب إلى شقة في الطابق الأخير أو دعنا نقول الى إحدى الخرابات المكونه من غرفة واحدة وحمام فقط لا غير، رمى نفسه بتعب على السرير الذي لا يوجد إنسان عاقل يرضى ان يستلقي عليه وخاصة شخص بغروره هو ولكن الضرورة تجبره على ذلك فهو على وشك فقدان الوعي من شـ.ـدة نعاسه.
في وقت الظهيرة إستيقظ وأخذ يتململ بجسده بضيق من صوت طرق الباب المتكرر حاول أن يتجاهل الصوت ولكن لم يستطيع فعلى مايبدو بأن الطارق مصر على إزعاجه.
نهض بتأفئف وكسل وهو يتوعد بداخله لذلك المزعج الذي يكمن خلف هذا الباب المتهالك الذي ما إن فتحه حتى رفع قبضته ليضـ.ـر.ب به على من تجرء وأزعجه بهذا الشكل إلا انه انزل ذراعه بخيبة أمل عنـ.ـد.ما وجد ياسين اللداغ يقف أمامه بطوله الفارع ويضع يديه بجيب البنطال وهناك إبتسامة مستفزه تزين وجهه ليقول يحيى بإنزعاج بعدmا تركه ودخل ورمى نفسه على السرير مرة أخرى.
- بذمتك دي عملة تعملها فيا بقا أنا يحيى انام بالقرف ده والله ثم والله لو إني ماكنتش هنام وأنا واقف من التعب عمري ماكنت هدخل هنا لو إديتني مليون جنية. وأخرك ده معايا، يعني إنسى إني أسلفك شقتي تاني شوفلك غيري تقضي عنده لياليك الحمرة
ضحك عليه ياسين بشمـ.ـا.تة وهو يمرر بصره على حالته المزرية هذا ليقول بعدها ببرود
- عيب عليك ياجدع
، أومال فايدة إخوتنا دي إيه إن ماكنتش أمرمطك معايا هاا فايدتها إيه.
- أضحك أضحك، والله محد يقدر عليك إلا شاهين ماهو من عمايلك السودة ساب شقته وقعد عندك. إن مافتنت عليك عنده
ياسين برفض
- لاااء أوعى يايحيى كله إلا البوس الكبير ده مايتلعبش معاه أبدا ده لما بيتدايق بيضـ.ـر.ب بغباء ولا يبالي، بس تصدق حلال عليك المكان ده لايق بفخامة حضرتك، قال الأخيرة وإنفجر عليه بالضحك من كل قلبه ليصـ.ـر.خ به الآخر بضيق
- يااااسين مـ.ـا.تزهقنيش بقا قول اللي عندك وإنجز عايز أكمل نومي.
- نوم إيه بس، لاء صحصح معايا كده ده الحاج سلطان مستنينا من بدري
إعتدل بجسده وقال وهو يعدل من ترتيب ثيابه
- الحاج سلطان؟ معرفتش عايز إيه، قالها وهو يعتدل بجسده ثم أخذ يعدل ثيابه متوجها نحو الحمام ليغتسل
ياسين بجهل
- لاء معرفش، بس شاهين إتصل بيا وقالي تعالى وهات يحيى من قفاه معاك
رفع نظره نحوه وهو رمى عليه المنشفة بعدmا جفف وجهه بها.
- بقى شاهين قالك كده، هاته من قفاه ولا إنت زودت الشطة من عندك عشان تحرق دmي
إلتقط منه المنشفة التي تحول لونه من الأبيض إلى الرماد ليكرمش وجهه بقرف وهو يرميها على الأرض ثم قال بإبتسامة خبيثة
- بصراحة أنا اللي زوته من عندي عشان أديها نكهة للحكاية
أخذ يمشط شعره الحرير بأنامله وهو يقول
- أنا مش هرد عليك دلوقتي نروح نشوف الكبير عايز إيه
مننا بعدها نشوف إيه حكاية النكهات دي.
- طب يالا قدامي ياعبقري زمانك وريني عرض قفاك. قالها ياسين وهو يدفعه بخفه نحو الباب بهزار ليضحك الاخر عليه وخرج معه متوجه نحو السرداب الأرضي أو دعنا نقول الوكر الخفي الخاص بالإجتماعات
لكبرات المنطقة
أخذو ينزلوا الدرج معا بثقة بعدmا دخلوا من الباب العلوي الذي يحرسه رجلين من رجـ.ـالهم. ليقول يحيى بحماس وهو يجلس على الكرسي الخاص به حول الطاولة
- إزيك يابوس منور الدنيا والله
نظر له شاهين بنظرات ثاقبة وقال.
- مش هتعقل يايحيى وتبطل مشاكل
إبتسم بخفة فقد فهم من كلامه بإنه قد علم بشجار ليلة أمس التي حدثت مع رامي ذلك الحثالة أفسد مزاجه. ليقول ببراءة لاتمد له بصلة
- والله يا شاهين ومالكش عليا حلفان إنت ظالمني، أنا ممكن أبطل مشاكل بس تقدر توعدني إن المشاكل هتبطل مني، وبعدين يا أخي الخناقات دي بتمشي بدmي يعني مستحيل أعدي كلمة لحد وقفت بزوري.
- وده الصح يا للداغ، قالها سلطان وهو ينزل الدرج بجبروته المعتاد لينهض الثلاثة له بإحترام وما إن ذهب إلى مكانه وهو أن يترأس قمة الطاولة حتى أكمل بجدية
عجبتني أوي يا يحيى، الواد طلع من تحت يدك مافيهوش حاجة تدل على إنه عايش غير النفس اللي كان بياخده بطلوع الروح. والله وطمرت فيك تربيتي.
صمت قليلا وأكمل، إسمعوني كويس إنتو التلاتة الكل هنا بيعرف مكانتكم عندي إيه، ف اللي يفكر بس يقلل منكم بكلمة إدفنوه وهو عايش عشان يكون عبرة لغيره لأن ببساطة مش سلطان اللي رجـ.ـالته تتهان ولو بحرف...
أسياد الوكر ليها مكانتها برضوا واللي ماينخش بالخـ.ـو.ف ينخ بكـ.ـسرة العين والولد اللي إسمه رامي ده لازم يتكـ.ـسر بعرضة عشان يحرم يحط راسه براس اللي أكبر منه، وبكده هيدب الرعـ.ـب في قلب كل حد يحاول يقف في وشنا لان إحنا ماعندناش رحمه مع أعدائنا.
- لاء ياحاج مش محتاجين ندخل فيها أعراض. كفاية اوي اللي عمله يحيى فيه أعتقد بعد اللي حصله هيفهم الدرس ولا أنت رأيك إيه، قال الأخيرة شاهين وهو ينظر إلى أخيه الروحي الذي وافقه الرأي على الفور دون تردد من شـ.ـدة إحترامه له
- أكيد أنا من رأيك يا شاهين ماليش قول من بعدك ياخويا
إبتسم ياسين بفخر وأخذ يربت على كتف الآخر ليدفع يحيى يده عنه وأخذ يقول له بضيق.
- بلاش إستظراف يلاااا انا لسه منستش عملتك فيا وخلتني أنام بالخرابة اللي فوق السطوح
رفع ياسين حاجبه بذهول وقال
- قلبك أسود
- ومنقط بأسود كمان، قالها برفعة حاجب هو أيضا كاد الآخر أن يرد عليه إلا إنهم صمتوا وإلتفتوا نحو سلطان الذي أخذ يقول بجدية مفرطة وحقد وغل.
- أنا جمعتكم هنا عشان أقولكم بعد بحث طويل لسنين إني اااخيرا وصلت لمكان سعد الجندي اللي بسببه انتو اتيتمتم، ده طلع عايش برا البلد وعامل شغل جـ.ـا.مد ليه هناك وتمتع بالفلوس اللي عملها وعايش حياته ولا على باله
- سعد! همس بها شاهين بشرود وهو يعتدل بجلسته
ليأكد سلطان بإنفعال خبيث على ما قال.
- أيوه سعد الجندي اللي هو كان السبب الرئيسي لمـ.ـو.ت سامر وماهر، وكل ده ليه عشان بس ماهر حب أخته وإتجوزها على سنة الله و رسوله
بس لما اكتشف إن ماهر شغال معانا حب يحرق قلبه على أخوه فغدر بسامر أبوكم اللي هو أخويا وقــ,تــله من غير اي حق ظلم، ولما ماهر عرف بالحقيقة قــ,تــله هو كمان ودفن معاه أخته اللي مـ.ـا.تت ورا جوزها من قهرتها عليه وهي حامل يعني سعد ده هو قــ,تــل عيلة كاملة اللي هي عيلتكم.
أخذ ينظر إلى تعابير وجهه بإنتصار ما إن وصل إلى مبتغاه ليكمل كلامه بهسيس أفاعي، أنا عارف إني كل يوم بعيد عليكم الكلام ده بس هدفي إنكم مـ.ـا.تنسوش عدوكم اللي حرمكم من أحن إتنين اللي هما أبوكم وعمكم، لازم تاخذو حق اللي مـ.ـا.توا غدر عشان يرتاحوا في قبرهم وتبردو ناري كمان...
ليقول شاهين بغضب أسود: إديني العنوان اللي هو مستخبي فيه وخلال 24 ساعة هتسمع خبر مـ.ـو.ته زي الكـ.ـلـ.ـب
سلطان بصدmة مصطنعة.
- إنت اللي بتقول كده ياشاهين، انت، بقا عايز تقــ,تــله وخلاص ده المـ.ـو.ت لكـ.ـلـ.ـب زيه راحة.
ياسين بحرقة
- لازم نخليه يتمنى المـ.ـو.ت وميلاقيهوش
سلطان بتأكيد وكأنه شيطان يوسوس لهم
- صح، لازم يتعـ.ـذ.ب بالغالي على قلبه
شاهين بقهر
- لازم أمـ.ـو.ته فاليوم الف مرة وهو عايش. زي ماحرمني من أبويا وأنا في عز حاجتي ليه هحرمه من الراحة وهخليه يدوق العـ.ـذ.اب ألوان
نظر له ياسين وهو يقول بتساؤل.
- طب واحد زي ده بعد العمر ده كله إيه أكتر حاجة هتو.جـ.ـعه، لو مـ.ـا.ت ماهو خلاص كبر وعاش حياته بالطول والعرض، إيه اللي هيخليه يتحرق بنار جهنم ع الارض
ليقول سلطان بحقد سام: بناته، اللي فنى حياته عليهم، و زرع شقا عمره فيهم
نظر له شاهين بصدmة: بناته؟
- أيوه. دول نقاط ضعفه، قالها وهو يشغل ذلك الجهاز الموضوع على سطح الطاولة لتظهر صورة ميرال وهو يكمل، ميرال الجندي دي الكبيرة مديرة محاسبات، ودي الصغيرة سيلين الجندي خريجة فنون جميلة بتعافر عشان تبني ذاتها، الصغيرة دي بقا سعد روحه فيها، مدلعها آخر دلع بيعتبرها نور عنيه بيخاف عليها من الهوا.
شاهين بضيق من هذا كله: حضرتك عايزنا بعد السنين دي كلها ناخذ حقنا من بناته، ليه، ما أنا أقدر أخد حقي من حباب عنيه راجـ.ـل لراجـ.ـل
سلطان بتوضيح
- ما أنا قولتلك المـ.ـو.ت للي زيه رحمه وخصوصا لما بقت صحته على قده، إفهم يا إبني كل راجـ.ـل وليه نقطة ضعف وهي الست يا إما أمه يا ام5ا حبيبته يا إما مـ.ـر.اته وياسلام لو تكون بـ.ـنته لأن وقتها مش هتلاقي حاجة عنده أغلى منها تضـ.ـر.به فيها...
هااااا قولتوا إيه هتاخدو حق عيلتكم منه ولا تسيبوه عايش حياته بالطول والعرض وتنسو إن ليكم تار عنده
وتسبوني أنا أخد تار صحابي طالما هما ماخلفوش رجـ.ـا.لة
غطا عليهم حالة من الصمت ليكـ.ـسرها في الأخر شاهين وهو يقول: موافقين، المطلوب مننا إيه
- أول حاجة إنكم تخلوه يرجع مصر
ياسين بثقة
- إعتبره حصل
- أنا بقلكم من أولها أنا ماليش دعوه بالصغيرة دي ولا في التانية، قالها شاهين وهو يؤشر على صورة سيلين الظاهرة على الحائط.
ياسين بترحاب مضحك
- حلو سبوهم ليا دي لعبتي
وإنت خليك بالشغل الأداري
شاهين بتوعد
- إن ما خاليته يرجع ع الحديدة ويخسر كل قرش ليه ويعفن بالسـ.ـجـ.ـن مبقاش أنا شاهين اللداغ
- وأنا هكون دراعك اليمين ياخويا وفي ضهرك، قالها يحيى بهمة فهو يعتبر ثأر إخوته هو ثأره
ياسين بحماس
- حلو أتفقنا...
يحيى بإستفسار
- بس ماقلتوش هنخليه يرجع مصر إزاي
رفع ياسين يديه وقال.
- لاااء سبولي أنا الطلعة دي، أقعد كده و أحاط رجل على رجل واخطط وأمخمخ هخلي الفار المستخبي يخرج من جحره إزاي ويجي برجليه كمان لحد الوكر، وبكده هيحلو اللعب
نظر له يحيى وقال
- يتخاف منك يابن اللداغ
ياسين ببراءة ماكرة
- ليه بس
ليقول يحيى بغـ.ـيظ مضحك من دهاء الاخر
- لان إنت الوحيد اللي مـ.ـيـ.ـتعرفش هزارك من حقيقتك، مكار بالمعنى الحرفي دmاغك سم من الآخر، أمـ.ـو.ت
وأعرف بيدور فيها إيه.
- هتعرف كل حاجة بوقتها مـ.ـا.تستعجلش على رزقك ياخويا
بعد شهرين في لوس أنجلوس الملقبة بعاصمة الإبداع في العالم أي مدينة المشاهير، هنا لا يوجد مكان للكسالى الكل يعمل بجد وهمة وكأنهم بسباق مع الزمن لايوجد وقت لكي نهدره، الجميع يطمع أن يصل للقمة قبل الآخر ويثبت مكانته بمهارته الخاصة.
دعونا ننتقل إلى مكان راقي مليئ بالأشخاص ذات الطبقة المخملية والمهتمين بالموضة من المشاهير لتترصدهم كاميرات الصحافة وفلاشاتهم وكأنه حدث كوني، ينتظرون بدء عرض الأزياء لموسم الصيف على أحر من الجمر، هكذا كانت الاجواء في قاعة العرض.
أما في الكواليس كانت تتنقل من عارضة إلى أخرى وهي تتأكد من فساتينهم ومكياجهم بل من مظهرهم بشكل عام وما إن إنتهت حتى أشارت إلى مساعدتها أن تاخذ العارضات إلى أقرب أستيدج فلم يبقى على العرض سوا ثلاث دقائق فقط لا غير...
أغمضت عينيها ورفعت رأسها إلى الأعلى وأخذت نفس عميق لتحبسه داخل رئتيها لعدت ثواني ثم أطلقته بهدوء. وما إن سمعت الموسيقى التي تعلن عن البدء حتى فتحت عينيها وكادت أن تذهب إلى الخارج وتراقبهم إلا إنها قطبت جبينها بإستفهام ما ان آتت مساعدتها مسرعة نحوها وهي تقول باللغة الإنجليزية
- هناك خبر كارثي سيلين
- ماهو؟!
- جوليا العارضة الرئيسية ترفض إرتداء فستان الزفاف
- ماذا؟ ولما هذا
- تريد أن تضاعف أجرها.
- ولما لم تتكلم مع المنتج في هذا من قبل
- والأن ماذا سنفعل هل سنعطيها مـ.ـا.تريد
- بالطبع لا
- ولكن إن لم ننفذ طلبها سيفشل العرض وسيتحطم إسمك قبل أن يلمع حتى، لا تنسي هذا أول عرض لمجموعتك يا إما النجاح أو الفشل
أخذت سيلين تفكر بشرود وصوت مسموع
- جوليا هدفها ليس المال هدفها أنا، تريد أن تحطم حلمي قبل أن يبدء
- وما الحل برأيك؟!
- لا أعرف.
في الخارج كانت تجلس بين الحضور هي ووالدها الروحي وزوجته، تدعي من كل قلبها النجاح لأعز مالديها وما بقى لها في هذه الدنيا، كانت تلمع عينيها بسعادة وفخر فتعب أختها لم يذهب هباء فعلى مايبدو مجموعة تصاميمها نالت إعجاب الحضور كان هذا واضح جدا عليهم.
زاد الحماس ما إن دخلوا العارضات مرة أخرى واحدة تلوى الأخرى ليقفوا على الأطراف أمام بعض يفسحوا مجال في منتصف الإستيدج الطويل لتتوجه الأنظار على بوابة العرض ينتظرون دخول العارضة الرئيسية
تأخر ظهورها مما جعل التساؤل بينهم يزداد ليدب القلق بقلب ميرال التي أخذت تعض شفتها السفلية بترقب وخـ.ـو.ف وهي تتسائل مع نفسها لما كل هذا التأخير سيلين ألم تقولي في الأمس بأن كل شئ على مايرام.
خرجت من دوامة أفكارها هذه ما إن زادت فلاشات الصحافة تزامنا مع إنطـ.ـلا.ق موسيقى الختام تعلن بها عن ظهور العارضة الخاصة والتي لم تكون سوى
- سيلين، همست بها زوجة خالهم وهي تنظر إلى ميرال بصدmة لتنهض الأخرى وهي لاتصدق ما ترى فأختها
ترتدي فستان زفاف ضخم وأنيق جدا...
كانت تقف في القمة والإضاءة أصبحت موجهة عليها.
هنا حلمي و تعبي يكمن، هذا ما كانت تقوله في داخلها لتشجع نفسها وتقلل من تـ.ـو.ترها الذي خلفته بالثقة المصطنعة، نعم ياسادة فإن لم تكون تملك الكثير من الثقة فصطنعها وهكذا بالتدريج ستتملكه فعلا وهذا ماحدث معها مجرد ثواني حتى رفعت نظراتها بشموخ و وضعت يديها على خصرها المنحوت وأخذت تتقدm بخطوات مدروسة وإستعراض عالي يليق بتصميمها التي سهرت ليالي طويلة لتصل لهذه النتيجة.
وصلت لنهاية الأستيدج لتطل بطلتها هذه على الجميع
ولكن مالم تكن تتوقعه هو أن ينهض الحضور وأخذوا يصفقون بحرارة لهذا العرض المميز لتتصدر المجموعة الخاصة بها بسرعة البرق في اليوم التالي عناوين الصحافة وأحدثت ضجة بوسائل التواصل الأجتماعي بطريقة غريبة ( مثيرة للشك )...
خرجت سيلين من غرفتها وهي تقول بنشاط وسعادة
لعائلتها التي تجلس على طاولة الطعام
- صباح الخير
الجميع: صباح النور
رفع سعد نظره نحوها وقال بجمود.
- أهلا باللي منورة الجرايد كلها
- بجد! قالتها وهي تقترب منه لتأخذ الجريدة لتقفز بعدها بفرحة كبيرة لا توصف، ليقول سعد بعدها بهدوء وهو يحتسي قهوته
- ماقولتليش ياسيلين إمبـ.ـارح حصل ايه عشان تخرجي حضرتك بدال العارضة
حمحمت سيلين بصوتها وجلست على الطاولة وهي تقول بجدية بعدmا إستكشفت غضب والدها المبطن منها ومن فعلتها الذي يحاول أن يداريه
- حضرتك عارف إني قدmت بمسابقة المصممين المبتدئين.
إلي عملتها أكبر دور الأزياء في الولاية هنا بهدف دعم المواهب وإستكشافها، وكان لازم كل مشترك يصمم مجموعة كاملة في شهر واحد بس واللي تاخذ المركز الاول بحكم اللجنة بتاعتهم هي المجموعة دي اللي هيبدأو يشتغلوا عليها ويصنعوها بأنتاجهم بأحسن الخامـ.ـا.ت...
سعد بغضب.
- ماقولتيش حاجة جديدة كل ده أنا عارفه وسمحتلك تشاركي عشان ماخليش حاجة بنفسك بس بردو ايه هو الشئ اللي خلاكي تطلعى المسرح وتبقى فرجة للي يسوا واللي مايسواش، و إنت عارفة يا سيلين رأيى بالموضوع ده وبردو عملتيه وده معناه إني عندك ولا حاجة
سيلين برفض لهذا الاتهام.
- لا والله مش كده خالص، بس كل الحكاية في ناس دفعت فلوس للعارضة عشان تنسحب في آخر لحظة عشان يفشل أول عرض ليا. وأنا مستحيل هسمح بده بعد التعب اللي تعبته سنين وأنا بشتغل على نفسي فكان لازم أعمل كده عشان أنقذ الموقف، لأن لو تكـ.ـسر إسمي في أول عرض ليا هيبقى علامة إكس عليا وبكده عمري ماهوصل للي ا5نا عايزاه وكان لازم أقدm تنازلات عشان أوصل.
صعق سعد بكلام إبـ.ـنته الصغيرة فهناك معنى خفي خلف هذه الكلمـ.ـا.ت، شرد بتخيلاته السوداء لم يكن يسمع مـ.ـا.تقول فقط يومئ لها بنعم وبأنه راضي ما إن اخذت تقبل رأسه وكف يده...
وما إن خرجت هي وأختها متوجهين إلى عملهم حتى نظر إلى زوجته التي كانت تنظر له بتساؤل ليقول بما يدور في خاطره
- سمعتي اللي سمعته يا داليا، بـ.ـنتي أنا اللي تعبت فيها لازم تقدm تنازلات عشان توصل وأول تنازل كان إمبـ.ـارح والنتيجة أهي بقت فرجة للعالم.
داليا برفض لهذا المنطق: فرجة ايه ده بدال مـ.ـا.تفرحلها
سعد بإنفعال
- أفرح! عايزاني أفرح إن بـ.ـنتي بقت فريسة للعالم اللي مايعلم بيهم إلا ربنا...
داليا بعدm فهم
- إنت مكبر الموضوع كده ليه وإيه يعني لما الصحافة تتكلم عن نجاحها.
- سيلين بعد مـ.ـا.تنشرت صورها بقت محط أنظار كتير من الرجـ.ـا.لة و زي ماقالت المجال ده محتاج تنازلات وأكيد في ناس كتير مـ.ـا.تخافش من ربنا هيستغلوا النقطة دي عشان يوصلولها وخصوصا لو شافو حماسها وتمسكها بحلمها...
بس الحق عليا أنا إيه اللي خلاني أوافق انها تشارك بالزفت المسابقة دي، هحط عيني بعين أختي إزاي لو حصلها حاجة بعد ما هقابل رب كريم، هقول لماهر إيه ماقدرتش أصون أمانتك.
كان يتكلم مع نفسه بحرقة لتقاطعة داليا وهي تقول
- إخص عليك يا سعد بتشك فبـ.ـنتك اللي ربتها، دي سيلين، واللي ربنا عوضنا بيهم بعد ماإتحرمنا من الخلفة
سعد بنفي
- عمري ما أشك ببناتي أنا ربيتهم بروحي بس انت عارفة أنا كبير ولوحدي وماعنديش ظهر وخايف عليهم جمالهم هما الأتنين في المكان اللي عايشينه خطر بالنسبالي
لتقول داليا بشك.
- بس أنا شايفة حرصك على سيلين أكتر شوية من ميرال ياترى إيه السبب أوعى تكون بتفرق بينهم في المحبة أزعل منك إحنا ماحلتناش غيرهم
سعد بتوضيح لفكرة زوجته الخاطئة
- لاء طبعا دول نور عيوني، بس ميرال هادية وعاقلة وتصرفاتها موزونة أما العفريتة التانية شعلة متنقلة بتحرق المكان اللي هي فيه بشطارتها وتخلي اللي مش مركز معاها يركز غـ.ـصـ.ـب عنه...
- ربنا يحميهم من كل شر.
- أمين! بس أكيد مش هستنى لما البنزين يولع بالنار اللي جنبه واقول قضاء وقدر
- يعني إيه؟
- يعني لازم ننزل مصر كفاية علينا كده غربة
- والبنات مش خايف عليهم لايتعرفوا هنا ويبقا بدل ما حافظنا عليهم نضيعهم بأيدينا من كتر خـ.ـو.فنا عليهم
أوعى ياسعد تبقى زي القطة اللي أكلت عيالها من خـ.ـو.فها عليهم
سعد بتفكير وقلق.
- ربنا مايورينا سوء فيهم أبدا، والموضوع ده مر عليه سنين طويلة زمانه إتدفن وإتنسي كمان، وبعدين أنا سجلتهم على إسمي هما عايزين بنات ماهر مش بنات سعد الجندي. يعني ما تخافيش
قال الأخيرة ونهض متوجها إلى عمله هو الآخر لتنظر داليا إلى نقطة وهمية بعيدة وهي تقول
- ربنا يستر ياسعد وميبقاش بقرارك ده بنقدmهم ليهم على طبق من دهب.
دخلت بهو الشركة بخطواتها الهادئة متوجهة نحو مكتبها لتباشر عملها كمديرة قسم المحاسبات وبالفعل ما ان دخلت وجلست على كرسيها حتى غاصت بعملها المكثف لساعات طويلة وفي اخر نصف ساعة لإنتهاء الدوام أتاها تليفون من السكرتيرة الخاصة بالمدير العام بإنه يأمر بقدومها إلى مكتبه الآن.
وضعت سماعة الهاتف في مكانها وهي تتنهد بتعب ثم نهضت وذهبت إلى الطابق الخاص به وما إن وصلت حتى وجدت المكان خالي لتتقدm من الباب وتطرقه ليأتيها صوته الرخيم يأذن لها بالدخول
فتحت الباب وتركته مفتوح على وسعه وتقربت منه بحدود المعقول وقالت بعملية: طلبت رؤيتي
ترك قلمه وسند جسده على ظهر الكرسي بإسترخاء ونظره يتنقل بضيق بينها وبين الباب المفتوح ثم قال بعد مدة زمنية لا يستهان بها.
- طلبت حضورك لكي أسمع موافقتك على عرضي للزواج منك...
ميرال بضجر
- لكني لست موافقة بالإقتران بك
نهض من مكانه واخذ يقول: لما، ما المانع أنا رجل جذاب وسيم وغني لما ترفضيني، أمركم غريب ياشرقيات توددت لك فتمنعتي، طلبت أن نمارس الحب معا ولكنك رفضتي بشـ.ـدة، والآن أتيتك أقدm عرض زواج منك بشكل رسمي ولم أفعلها من قبل مع أحد غيرك لما ترفضين ماهو السبب لهذا النفور.
- هل تحبني، هل أنت واقع في غرامي، ما إن باغتته بسؤالها هذا حتى مط شفتيه بإستغراب ثم قال بنفي
- بالطبع لا، نحن في زمن لايوجد الحب فيه، ولكني أقر لك بأني راغب جسدك حتى الثمالة أطلبي مـ.ـا.تشائين مني وسأنفذه على الفور في مقابل أن أحصل عليك حتى لو كانت لليلة واحدة فقط أنا راضي بها بإمتنان.
أنت مريـ.ـض، قالتها ميرال وهي ترمقه بإشمئزاز لتستدير مقررة أن تخرج من هنا بسرعة فكلمـ.ـا.ته هذه أثارت غثيانها ولكن ما إن إلتفتت حتى سحبها من مرفقها نحوه بهدف أن يقبلها أو يحتضنها ولكنه قبل أن يفعلها فاجئته بصفعة عنيفة منها لتقول بعدها بغضب حاد فهو بفعلته هذه جعلها تستغنى عن البرود التي كانت تتسلح به طوال هذه الفترة، لترفع سبابتها بوجهه وهي تقول بغضب أنثى حرة.
- إياك ثم إياك أن تلمسني مرة أخرى، وهذا آخر يوم لي هنا فأ نا أستقيل فلتذهب أنت وشركتك إلى الجحيم
قالت كلمـ.ـا.تها الأخيرة وهي تذهب نحو مكتبه لتكتب على ورقة بيضاء طلب أستقالة وما إن إنتهت حتى رمت القلم بإهمال وتوجهن نحو الباب وما إن تخطته حتى همست بغـ.ـيظ
- مغفل!
ذهبت إلى مكتبها وأخذت حقيبتها وخرجت من هذه البناية التي تقسم بأن جدرانها أصبحت تطبق على أنفاسها.
وما إن خرجت بالفعل حتى شعرت بدmـ.ـو.عها بللت وجنتها أخذت تمشي بسرعة وهي تمسحهم بضعف ولكنها عجزت عن تمالك نفسها لتجلس على الرصيف وتنفجر بالبكاء بعدmا غطت وجهها بكفيها لتزداد شهقاتها الخافته ومن حسن الحظ كان الشارع خاليا من الناس
بعد فترة من هذا الإنفجار شعرت بأحدهم يجلس إلى جانبها لتلتفت بتفاجئ ما إن سمعته يقول بخفوت ساحر
- عفوا على تطفلي ولكن لما كل هذا البكاء.
أخذت تنظر له بإستغراب وهي تمسح وجنتيها الحمراء بل الملتهبة والمجـ.ـر.حة بدmـ.ـو.عها وأخذت تبتلع لعابها بترقب من هذا الغريب، ولكن ما زاد إستغرابها هو عنـ.ـد.ما مد يده لها وهو يعرفها على نفسه بإبتسامة بسيطة
- ياسين اللداغ وإنت!
- ياسين اللداغ وإنت؟
نظرت بعيون حمراء حزينة إلى يده الممدودة نحوها ولكن ماهي سوى ثانية واحدة فقط حتى قست حدقتيها وهي تزوي مابين حاجبيها بضيق من تطفله هذا لتنهض من مكانها بهمة وذهبت بعيدا عنه لتستأنف طريقها دون أن تنطق بحرف واحد حتى لينهض هو الآخر وأخذ يتتبعها بإبتسامة ماكرة، مستمتع بهذه المطاردة وهو يقول بصوت مسموع لها
- لما كل هذا الغرور سيدتي، أنا كل غايتي هو المساعدة.
ليس أكثر. إن كنتي تعتقدين بأن جمالك هذا وإحتشام ثيابك هو الذي أثارني حد الجنون ودفعني أن اتعرف عليك، ف أحب أن أقول لك بأن إعتقادك هذا، صحيح
قال الأخيرة و إنفجر بالضحك بصوت رجولي بحت ما أن رأها تلتفت له بصدmة ممزوجة بغضب من وقاحته ومازاد غـ.ـيظها هذا هو ثقته الواضحة من نفسه.
جزت على أسنانها بضيق ثم إلتفتت وكأنه نكرة وهو بالفعل هكذا بالنسبة لها فهي لاتعرف هذا اللزج من يكون، أسرعت بخطاها إلى الشارع العام لتستأجر إحدى سيارات الأجرة متوجهة إلى منزلها، تاركة خلفها ذلك الذي ينظر إلى أثرها بتربص وتوعد خطير
في الوكر دخل هو وأخيه ليجلس على الأريكة بإسترخاء وهو ينظر للآخر بسخرية وهو يقول
- كفارة يا يحيى تعيش ويتعلم على قفاك كمان وكمان
يحيى بغـ.ـيظ.
- إضحك إضحك، إن ماخليته يقول أنا مرة قدام المنطقة كلها مبقاش يحيى اللداغ...
أخذ يمرر باطن كفه على وجهه بإختناق ثم سحب شعره إلى الخلف ليتشنج فكه بغضب وهو يكمل بعدm تصديق، بقا أنا يترمي في عربيتي حتة حشيش ويتبلغ عليا و أنام ليلة كاملة في الحجز؟ وده كله حصلي من تحت راس واحد مايتحسبش ع الرجـ.ـا.لة، بس قولي قبلها إنت متأكد إن اللي عمل العملة دي و بلغ عليا هو رامي بتاعنا.
- تخيل! قالها وهو يرفع حاجبه بشمـ.ـا.تة ليعض يحيى شفته بتوعد ليقول بعدها
- لاء ياشاهين وغلاوتك عندي يا أخويا أنا هسيبه هو اللي يتخيل أنا هعمل فيه إيه
شاهين بلامبالاة
- معاك كل الصلاحيات اعمل مابدالك بس إنجز هااا، بسرعة يعني، لأني عايزك تركز بشغلك إحنا مش فاضين للعب العيال ده، ورانا هم مايتلم بضاعة كاملة من السلاح الأسود هتدخل الحدود اليومين دول و لازم تتوزع في أقل من أسبوع.
- إعتبره حصل يابوس، ما إن قالها يحيى بجدية و همة وهو يجلس أمامه حتى أتاه رد أخيه النافي محذرا
- لاء، مش عايز كلام وبس، وريني شغلك
يحيى بإستغراب
- في إيه يا شاهين هي أول مرة ولا إيه
شاهين بجدية
- مش معنى إنها مش أول مرة هنتساهل بدخولها وتوزيعها الثقة حلوة ااااه أنا معاك في كده.
بس الحذر واجب وغرورك ممكن يودينا في حته إحنا مش حمل متاهتها وشغلنا ده بالذات عايز عنين مفتحة، فعشان كده عايزك تقلل عصبيتك دي وتوزن عقلك
أومئ له برأسه وقال: مـ.ـا.تخافش أنا مفهم الرجـ.ـاله ع المطلوب ومراقبهم كويس أوي وده اللي هما عارفينه بس اللي مش عارفينه إني هكون معاهم خطوة بخطوة عشان قبل ماحد منهم يفكر بس إنه يماطل في شغله هيلاقيني جايبه من قفاه ومعلمه الصح
شاهين بإطراء.
- تعجبني وإنت بتشتغل بمزاج عالي، وعلى العموم أنا مش هسيبك لوحدك وهكون معاك بخطوات الشحن أسهلك الطريق.
- عفارم عليكم يا أولاد اللداغ، قالها الحاج سلطان وهو يدخل عليهن وأخذ يقترب منهم ليجلس أمامهم بهيبته المعتادة، سند ذقته على عصاه الذي يتكئ عليها ثم أكمل، دmاغكم سم، أهو كده أنا أرفع راسي بيكم وأقول إن تعبي عليكم مارحش هدر. وإصراري إن إنتم التلاته بالذات إني أخليكم تتعلموا وتوصلو مراحل عالية من التعليم، كانت خطوة صح...
شاهين بتدخل
- بس اهم حاجة يايحيى أوعى غرورك ينسيك أصلك إنت لسه عودك أخضر...
سلطان بتأكيد
- بالضبط كده، خليك زي شاهين أهو بقى أكبر محامي في مصر كلها ومافيش حيلة وثغرة في القانون مايعرفش يعملها وده سهل لينا شغلنا بشكل كبير لدرجة بقينا منقدرش نتحرك بأي خطوة من غيره
ومنقدرش ننكر كمان تعبك إنت و ياسين عملتم من ولا حاجة عظمة، وهي أكبر شركة إستيراد وتصدير في مصر ليها سمعتها وبقيتم معروفين بسوقها وهنا بقى عندنا درع نقدر ندارى ورا إسمه.
إنت عارف انا5 بقولك ده كله ليه؟ عشان تعرف إن الدmاغ لازم تكون شغالة دايما ومش بس تفكر بالنهاردة لاء لازم تفكر وتخطط ل30 سنة لقدام زي ماعملت أنا، و أوعى تنسى إنك تبص للماضي عشان تتعلم منه...
وخلي قصاد عينك أسوء الإحتمالات ودايما إوهم عدوك بالأمان و إوعى تعاديه وش لوش لا خليك صاحبه وقرب منه عشان يديك الأمان وتقدر تكتشف نقاط ضعفه بسهولة لو عملت اللي قولتلك عليه صدقني هتفعص أي حد مهما كانت قوته تحت جزمتك لو حاول يفكر بس إنه يأذيك أو يحط راسه براسك زي رامي
يحيى بغل
- رامي إيه بس ياكبير ده عيل فرحان بنفسه وأنا هقرصلك ودنه عشان يتعلم الدرس ميغلطش تاني مع أسياده
سلطان بنفي قاطع وصوت صارم.
- لاء، النوع ده ماينفعش معاهم قرصة ودن، ده لازم تتكـ.ـسر عينه
إوعى تخلي ضـ.ـر.بتك لعدوك بسيطة، ده هيخليه يتمادى معاك، إمشي على مبدأ إقطع عرقه وسيح دmه
- أقطع عرقه وسيح دmه! قالها يحيى بشرود ثم أخذ يبتسم بخبث وهو يقول، تصدق بالله ياحاج أنا كل مابقعد جنبك بتعلم منك حاجات
فعلا أنا كان لازم أعمل كده من زمان بس أوعدك المرة دي هسرق منه اغلى ماعنده وهكـ.ـسر عينه فيها وهخليه يتنـ.ـد.م ع اليوم اللي إتولد فيه.
- ده بقى ابني اللي أنا ربيته فعلا، طمرت فيك التربية
قالها سلطان وهو يستقيم بجسده بشموخ ثم نظر
إلى شاهين الذي كان يقطب جبينه بضيق فعلى مايبدو أن كلامهم هذا ليس على هواه لينظر إلى يحيى وأشار له بكفه المجعد بأن يخرج ويتركهم لوحده وبالفعل نفذ الآخر أمره على الفور...
وما إن أغلق الباب خلفه حتى عاد سلطان بصره نحو ذلك الهجين الذي يجمع صفات الثعبان والصقر شاهين.
يملك عقل نشيط جدا يجمع بين الدm البـ.ـارد والقوة طباعه ممزوجة بين الحيلة والشجاعة والهدوء والحزم والغدر والوفاء، فشخصيته جوزاء كل شئ ونقيضه
اقترب منه وسحب كرسي ليضعه أمامه تماما وما إن جلس عليه وإلتقت عينيه بخاصة الآخر حتى قال
- شاهين
- نعم
- كلامي مع يحيى مش عجبك صح
زفر أنفاسه بضجر ثم مط شفته وقال بمراوغة
- عاجبني ومش عاجبني
سلطان بضجر لا يقل عن الآخر لأنه لا يستطيع قراءة أفكاره
- فزورة دي ولا إيه.
مال شاهين بجذعه العلوي ليسند ساعديه على فخذه وأخذ يقول بجدية بعدmا تنهد
- حضرتك عارفني كويس، أنا لو ليه حق عندك هاجي اخده من حباب عنيك وهوريك النجوم في عز الظهر وهكرهك فاليوم اللي إتولدت فيه، بس مستحيل هروح وأخده من ولايا
نظر له سلطان بمغزى وهو يقول بخبث
- إنت طيب أوي ياشاهين، أنا قولتهالك زمان وهرجع أعيدهالك، لو عايز تكـ.ـسر حد بجد وتجيب مناخيره الأرض إكـ.ـسره بعزيز قلبه...
وصدقني يابني محدش يقدر يكـ.ـسر الراجـ.ـل غير الست بتاعته، خدها مني و خليك ناصح زي أبليس لما حب يحارب أبونا آدm طرده من الجنة عن طريق وسوسته ل حواء
شاهين بعدm إقتناع
- بس إنت عارف إني ماليش فالطريق ده
رفع سلطان كفه أمامه وهو يقول
- وأنا ماجبرتكش عليه، ألعب باللي يجي على هواك وسيب الباقي يلعب زي ماهو عايز
- بس اللعب ليه قواعده وأصوله
- ده عندك إنت، بس عندنا إحنا كل شئ مباح
صمت قليلا بترقب ثم قال بتساؤل وترقب.
- ياسين غاطس فين بقاله أكتر من شهرين مسافر ومش عارف هو بيعمل إيه وكل مابكلمه بيلف ويدور وبيقولي إنت ليك النتيجة
- والله ياسين ده داهية، ده راضع مع الجن الأزرق.
ده قاعد يلعب بسعد وبناته زي العرايس والخيوط كلها في إيده عمال ياخدهم شمال ويمين وكأنه ماصدق إنه عتر فيهم عشان يدوقهم الويل بألوانه
- هيرجع إمتى؟
- ياسين بيقول قريب جدا وساعتها هتنزل إنت ع الملعب ياوحش مع إني بختلف معاك فالأسلوب بس انا عارف ان محدش هيبرد قلبي في سعد غيرك
شاهين بتوعد وعينيه تلهب بنار الإنتقام
- هو ينزل بس مصر وهيبقى اللعب مني ليه والضـ.ـر.ب في اللي زيه حلال
ضحك سلطان بإنتصار خفي وقال بإعجاب بكتلة الشر الذي أمامه
- يعجبني فيك حنيتك مع أعدائك يا إبن سامر...
لوس انجلوس، مساء في أحد الأبراج العالية بالتحديد بشقة سعد الجندي كانت ميرال مستلقية على بطنها وهي تحتضن وسادتها ونظرها شارد في نقطة وهمية بعيدة الهدف وعقلها كان يعيد ماحدث معها اليوم في الشركة وكيف إضطرت أن تستقيل لتضع حد لذلك الحقير
ااااااخ تأوهت بضعف وأخذت تمسد على مقدmة رأسها بألم فقد تعبت حقا من كثر التفكير وماذا ستقول لوالدها ماهو سبب تركها للعمل وهل سيقتنع بأسبابها الكاذبة.
أخذت تفكر وتفكر حتى نهضت بتأفف وكسل من مكانها وذهبت تنظر إلى وجهها الباهت بالمرآة لترفع خصلات شعرها المشعثه بإهمال إلى الأعلى ثم توجهت إلى الصالة بإستغراب ما إن سمعت صوت سيلين العالي أتي من الخارج، خرجت من غرفتها بإستغراب وهي تقول: في إيه بس يا سيلي صوتك عالي كده ليه؟
إلتفتت نحوها سيلين بإنفعال: تعااااالي إسمعي أبوك بيقول ايه؟
فتحت ميرال فمها بصدmة من إنفعال أختها الغير مدروس هذا لتتجاهلها تماما وتذهب نحو والدها الجالس يراقب الأخرى بصدmة لا تقل عنها لتقول بتريث
- خير يا بابي
سيلين بغضب
- خير ااايه بس، ده عايزنا نسيب هنا ونرجع مصر، بذمتك ينفع يقرر كده فجأة، وإحنا لازم ننفذ مش كده
قاطعتها ميرال بنظرات تحذير وهي تقول من بين أسنانها: أكيد بابا ليه أسبابه اللي لازم نسمعها قبل مـ.ـا.تنتفضي كده، صح!
سيلين بصوت أعلى من سابقه: عايزة تجننيني انت كمان ولا إاايه، أسباب إيه اللي هتخليني أسيب حلمي بعد ما إتحقق
- وتسبيه ليه إنت ممكن تشتغلي هناك بس قبلها ماعرفناش ليه بابي خد القرار ده، ما إن قالتها ميرال حتى نهض سعد من مكانه وهو يقول بغضب يرعد وقهر كبير لا يوصف وعينين يزينهم الخذلان.
- سبيها يا ميرال عايز أشوف تربيتي فيها وصلت لفين دي أخرة تعبي فيك ياسيلين! تعلي صوتك عليا! ومـ.ـا.تحترميش وجودي و وجود مامتك، هي دي جزاتي، هي دي جزاتك ل خالك
جفلت بمكانها و إبتلعت لعابها بصعوبة وكأن كلامه هذا جعلها تفوق من ماكانت عليه لتستوعب فظاعة خطئها
لتقول بتـ.ـو.تر وتردد وهي تنظر إلى عنينه الغاضبة
- بابي أناااا
رفع سبابته أمامها يرفض بأن يسمعها.
- مش عايز أسمع صوتك ولا أشوف وشك قدامي لحد مـ.ـا.تتعلمي الإحترام الأول، ياخسارة، سامحيني يا سعاد سامحيني معرفتش أربي بناتك صح. ياخسارة...
نظر إلى زوجته داليا من طرف عينيه وقال بأمر...
جهزي نفسك على أخر الأسبوع ده إحنا مسافرين واللي عايزة تجي معانا أهلا وسهلا واللي مش عايزة تنسى إن ليها خال، قال كلمـ.ـا.ته الأخيرة ثم تركهم وخرج من الشقة بأكملها.
لتنظر سيلين إلى أختها و والدتها الروحية ودmـ.ـو.عها عرفت طريقها على وجنتيها: شفتم قال إيه؟
أومأت لها ميرال برأسها بضيق من تهورها وهي تقول
- أنا شفت صوتك العالي وطريقتك بالكلام اللي زي الزفت وقلة احترامك لينا كلنا
رجفت شفتيها عدت مرات لتنفجر بالبكاء بعدها وهي تقول.
- مش قصدي والله أزعله، أنا في الأول فكرته بيهزر بس لما أكدلي إنه بدء يجهز أوراقنا برج من نفوخي طار وإن تعبي في السنتين اللي فاتو هيروح كده كان لازم يقدر موقفي ويفهمني، مش يزعل مني بالشكل ده
جلست داليا إلى جانبها وأخذت تملس على شعرها وهي تقول بعتاب طفيف وزعل.
- مقهورة ياسيلين على تعب سنتين من عمرك يروح كده، طب إحنا نعمل إيه دلوقتي لما شفنا إن تعب عمرنا كله راح لما وقفتي في وشه وعليتي صوتك عليه وفضلتي شغلك وحلمك على راحت والدك، ومحترمتيش حد فينا
كان ممكن تقعدي معاه وتتكلمي بهدوء مني كلمة ومن ميرال كلمة على كلمتين منك وحبة دلع كنا هنقدر نغير فكرته بس تهورك ده خلانا أمام أمر واقع ولازم ننفذ لإني أنا عارفة سعد مستحيل يتراجع بعد اللي حصل...
كنت ضد فكرته بس بعد اللي شفته أنا أول واحدة هشجعه ع القرار ده لأنه صح، إحنا لو مرجعناش إنت هتضيعي مننا يا سيلين. إن كنا لسة في أول الطريق وفضلتي شغلك علينا بكره لما تكبرى شوية كمان إحتمال كبير ترمينا لو وقفنا عائق لطريق وصولك
- أنا أسفة، قالتها بشهقات متفاوتة وهي تمسك يدها
- أسفك مرفوض، إنت مش صغيرة عشان تغلطي وإحنا نسامح من غير مـ.ـا.تتحاسبي بس أقول إيه بدلع سعد ليكي...
واااآه على فكرة نزولك معانا مصر إجبـ.ـاري مش إختياري زي ماقال باباكي. أنا بناتي مايعيشوش بعيد عني في بلد غريب، قالتها داليا ونهضت متوجهة إلى غرفتها وما إن أغلقت الباب خلفها حتى إقتربت ميرال من أختها وقال بهدوء
- ت عـ.ـر.في إن بابا عنده حق بقراره ده، إحنا لازم ننزل مصر كفاية علينا كده هنا
نظرت لها سيلين بإستغراب من بين دmـ.ـو.عها
- ليه بتقولي كده؟
رفعت منكبيها بحيرة وقالت بشرود.
- لأني مش مرتاحة هنا، ومن يوم ماجيت ع البلد دي وأنا عايزة أرجع
وبرغم السنين دي كلها عمري ماحسيت بالإنتماء للأرض دي ولا عرفت أتأقلم معاها
- طيب، دلوقتي قوليلي أصالح بابي إزاي
نظرت ميرال بتساؤل
- أفهم من كلامك إنك إخترتي رضا بابي على حلمك
سيلين دون تردد
- أكيد طبعا،!
ضـ.ـر.بتها على كتفها وقالت: وطالما أكيد عملتي الغاغة دي كلها ليه.
- رد فعل من الصدmة مش أكتر واللي حصل من شوية كانت ساعة شيطان ربنا مايعيدها. وبعدين سمعتي مامي قالت إيه أنا هسافر معاهم بمزاجي او غـ.ـصـ.ـب عني وإنت عارفة هي عمرها ما هتسمحلي أبقا هنا لو عملت إيه دي مش بعيده تسحبني من شعري لحد المطار
- والله تسلم يدها لو عملت فيكي إيه لأن محدش قادر عليكي غيرها وبتخليكي على الصراط المستقيم
- بصراحة يتخاف منها...
- ماهو لازم تحمر عينها عليكي وتاخد دور القسوة طول ما بابي مطلع عينك بدلعه اللي يشوفك يقول عندك 17 سنه بتصرفاتك دي مش 24 سنة
- وأنا جازيت تعبه صح مش كده، قالتها بدmـ.ـو.ع جديدة وهي تعض شفتها نـ.ـد.ما على فعلتها النكراء بحق والدها
نهضت ميرال وقالت
- كلنا بنغلط، حاولي تعتذري منه
سيلين بترقب
- وياترى هيسامحني لو إعتذرت
ميرال بتأكيد
- بابا بيحبك أكتر من روحه، ااااكيد هيسامحك، قومي نامي وبكرة الصباح رباح
سيلين برفض.
- نوم إيه وبابي و زعلان مني لاطبعا أنا هستناه عشان اصالحه
توجهت نحو غرفتها وقالت: براحتك، تصبحي على خير
- وانت من أهله. قالتها بشرود وأخذت تنتظر عودة والدها بعد ساعات من الإنتظار الطويلة غفت على الأريكة ليقترب منها ما إن دخل الشقة و وجدها بهذا الشكل لينظر لها كيف تنام، نفس أول مرة رأها فيها نائمة. هي صغيرته لم تكبر بنظره أبدا.
يخاف عليها بجنون يقسم بأنه يشعر بأبوته لها وكم كان يتمنى بأن تكون إبـ.ـنته بالفعل، حقا لا تعرف سبب قراره هذا، هي، لا يتحمل أن يرى سوء يمسها...
رفع يده ليبعد شعرها عن وجهها خـ.ـو.فا بأن تلك الخصلات تزعج نومها ولكنه قطب جبينه بحـ.ـز.ن ما إن رأى أثار دmـ.ـو.عها لتداهمه ذكرى وقوفها بوجهه وصراخها العالي عليه وإعتراضها.
أنزل يده ونهض بإختناق وذهب إلى الشرفة ليجلس على إحدى الكراسي وهو يحارب نفسه بأن لا يذهب ويوقظها ويحتضنها ثم يعنفها ثم يحتضنها مرة أخرى
يالله كيف سينام براحة الأن وصغيرته نامت وهي حزينة
بقى الحال على ماهو عليه حتى أشرقت الشمس لتتململ.
سيلين بإنزعاج وعدm راحة وما إن فتحت عينيها بنعاس حتى كرمشت ملامح وجهها بإستغراب وهي تعتدل بجسدها لتتحول نظراتها إلى الحـ.ـز.ن عنـ.ـد.ما أعاد عقلها أحداث ليلة أمس إستدارات لتدخل غرفتها ولكن قبل أن تدخل لمحت والدها يجلس بالشرفة يعطيها ظهره
إقتربت بسرعة من الشرفة ولكنها وقفت بمكانها قبل أن تدخل، لاتعرف ماذا سيكون رده إن إعتذرت منه وياترى هل سيتقبل منها أم سيعنفها،؟
لا مشكله إن عنفها أو حتى ضـ.ـر.بها ولكن ما أو.جـ.ـعها حقا هو إنكاره لأبوتها وهذه أول مرة في حياتها يفعلها...
أغمضت عينها بو.جـ.ـع عند هذه النقطة، رفعت رأسها إلى الأعلى ثم تنهدت مهمة وذهبت نحوه لتجده نائم أو هذا ماظنته لتجلس أمامه على الأرض بهدوء لتمسك يده وتقبلها وهي تقول بنـ.ـد.م حقيقي
- بابا أنا أسفة.
فتح عينيه ونظر إلى السماء لا يود أن ينظر لها لكي لا يضعف أمامها ويسامحها على الفور، تنفس بعمق ما إن قالت ببكاء أو.جـ.ـع فؤاده: سامحني على غلطتي مش هعمل كده تاني صدقني، بلاش تزعل مني أرجوك...
بابا بوصلي، وما إن رفض أن ينظر لها حتى زاد بكائها أضعاف وهي تقول، والله أنا آسفة، والله أنا أسفة...
قالت الأخيرة وسندت جبهتها على ركبته وأخذت تبكي بنـ.ـد.م ولكن سرعان ما رفعت وجهها له بلهفة ما إن وضع يده أعلى رأسها وقال بحنانه المعتاد الذي طغى على محاولته بالقسوة عليها
- كفاية يابـ.ـنتي عـ.ـيا.ط
شهقت بفرحة وإحتضنته وهي تقول
- أيوة أنا بـ.ـنتك، والله أنا بـ.ـنتك ومش هكون بـ.ـنت غيرك...
قبل جانب رأسها وأخذ يملس على شعرها بحنية تسع العالم وهو يقول
- ربنا يحميكي من كل شر
- ويحميك ليا كمان يا بابي.
- وشغلك ونجاحك وحلمك، قالتها داليا وهي تقف عند مدخل الشرفة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها لينظر سعد بترقب إلى إبـ.ـنته التي أخذت تمسح دmـ.ـو.عها لتقول بجدية
- بعد زعل بابا ده واللي أول مرة يعملها معايا إكتشفت إن الدنيا كلها في كفة ورضاه هو عندى بكفة تانية وبعدين أنا ممكن أشتغل فمصر عادي زي ما ميرال قالت ولا إيه؟
- هعملك كل اللي إنت عايزاه بس بحدود المعقول هو أنا عندي أغلى منك إنت وأختك. قالها سعد بحب وهو يقرص وجنتها بخفة
لتشهق داليا بصدmة مصطنعة: طب وأنا روحت فين يا سعد، إخص عليك
- هي الغيرة إشتغلت ولا إيه ياست مامي، قالتها ميرال بمزاج وهي تقبلها من وجنتها لتذهب نحو والدها وتحتضنه من خلف وقبلته من وجنته هو الآخر
- إنت مكانك هنا، قالها سعد وهو يؤشر على قلبه بالخفاء لتقول ميرال بمشاغبة وهي تغمز أختها.
- لااا يابابي قلبك ده مكانا إحنا
- أيوة إحنا بس
- خلاص يا داليا بناتك شطبوا على قلبي مابقالكيش فيه مكان...
داليا بتوعد
- بقا كده، طب شوفوا مين اللي هيفطركم
- لاااا كله إلا الأكل، قالوها بصوت واحد وركضوا نحوها واحتضنوها لتضحك عليهم ثم سحبتهم معها إلى المطبخ وهي تقول
- طب قدامي منك ليها ع المطبخ إشتغلوا بلقمتكم.
كادو أن يعترضوا إلا إنهم ركضوا بسرعة ينفذو أوامرها ما إن رفعت حاجبها عليهم بحدة، وما إن دخلوا حتى سحبها سعد من معصمها وقال
- وانا اعمل ايه يا دودو عشان ترضي عني
- إنت بقا حسابك معايا في الأوضة، قالتها بهمس وهي تغمزه ليضحك عليها من كل قلبه ليمسكها من وجهها ليقبل أعلى جبهتها وهو يدعوا الله بقلبه بأن لا يحرمه من حب عمره.
جلسوا كعائلة صغيرة جميلة دافئة حول الطاولة ليبتسم سعد براحة وهو يراهم حوله بهذا الشكل لينظر إلى زوجته بحب وقال بمشاكسة
- داليا
- أيوه ياحبيبي
- أنا عزمت شريكي ع الغدا النهاردة عايزك ترفعي راسي
- شريكك الجديد مش كده
- هو بعينه
نظرت له ميرال بإستغراب: غريبة يا بابي من إمتى بتعزم شركائك بالشغل عندنا في البيت دي أول مره تعملها
سعد بتوضيح.
- لأن ببساطة شريكي الجديد مصري زينا وبصراحة أنا نازل مصر مخصوص عشان إتفقنا أنا و هو نفتح شركة هناك مع بعض
حمحمت ميرال حنجرتها وقالت بترقب
- طب في مكان ليا أشتغل معاك فيه
سعد بعدm تصديق ممزوج بفرحة
- ده بجد، عايزة تشتغلي معايا، مش كنتي رافضة المبدء ده و بتقولي إنك عايزة تشتغلي بعيد عني وتبني نفسك بنفسك ومش عايزة تعتمدي عليا
ميرال بعملية.
- أنا وصلت مديرة مكتب المحاسبات بمجهودي بعيد عنك ودلوقتي مش عايزة منصب أكتر من اللي وصلتله بمجهودي في شركة حضرتك، إلا إذا كنت رافض شغلي معاك ياسي بابا
إبتسم لها وقال بترحاب
- الشركة كلها تحت أمرك يا قلب أبوكى ونور عيونه إنت
- ااااحممممم نحن هنا، قالتها داليا وسيلين بغيرة بنفس الوقت لتضحك ميرال من كل قلبها عليهم لتنظر إلى والدها وهي تقول لوالدتها
- بتغيري عليه مني يا مامي
داليا بحب كبير.
- هو أنا عندي أغلى من ابوكم عشان مغرش عليه
سيلين بتأكيد ممزوج بحب وتملك
- صح إحنا معندناش أغلى منه وهو ماعندوش أغلى مني أنا
- ربنا مايحرمني منكم ولا من لمتنا دي
- امين، قالها الجميع ثم نهضت داليا ونظرت إلى ابـ.ـنتيها وهي تقول
- يالا يابنات ورانا غدا بلاش لكاعة هيجينا ضيوف.
نهضوا وهم يتأففون بضيق ليمر الوقت عليهم بين الضحك والمرح والعمل وبالطبع لم يكن خالي من التعب حتى جاء الوقت والموعد المنتظر ليرتفع صوت جرس الباب لتنظر داليا الى ميرال التي خرجت من غرفتها للتو وهي بكامل أناقتها لتقول لها
- ميرال، روحي إفتحي الباب لحد ما أروح أغير هدومي بحاجة شيك.
- حاضر ياحبيبتي، قالتها وهي تذهب نحو الباب الرئيسي للشقة وما إن فتحت الباب حتى تسمرت بمكانها من الصدmة لينطلق في المقابل صوت صفير خافت يدل عن مدى إعجابه بتلك التي أمامه ليقول لها بخفوت وقح وهو يمرر نظره إلى قامتها ببطئ أثار غضبها
- فاتنة ومغرية كقهوة الصباح كأنها إدmان مهما ارتشفت منها يطلب جسدك بالمزيد.
↚- فاتنة ومغرية كقهوة الصباح كأنها إدmان مهما ارتشفت منها يطلب جسدك بالمزيد
ختم كلامه بغمزة وقحة من طرف عينيه وإبتسامة واسعة أخذت تزين وجهه الوسيم هذا، يااالله كم هو مستفز لدرجة الإمتياز حتى كادت أن تغلق الباب بوجه إلا أن سرعان ما إبتسمت له بتصنع عنـ.ـد.ما سمعت صوت والدها الذي أتى وصافحه مرحبا به
- أهلا وسهلا ياسين باشا، واقف ع الباب ليه ده البيت بيتك، إتفضل!
- كنت مستني الآنسة تدخلني، قالها وهو ينظر إلى ميرال التي أشارت له بالدخول وهي تقول بعملية
- ضيوف بابا يتفضلوا من غير إستئذان
- ميرسيى يا أنسة، ألا الجميل إسمه إيه؟ قال الأخيرة لها وهو يدخل بهمس خافت جدا ثم تخطاها ودخل خلف والدها بثقة عالية لاتعرف من أين يأتي بها.
- مغرور، قالتها وهي تغلق باب الشقه بضيق وما إن إلتفتت لتدخل إلى غرفتها حتى قطبت جبينها عنـ.ـد.ما لفت إنتباهها نظراته النارية الحاقدة الموجهة لوالدها ولكن سرعان ما تغيرت ملامحه إلى الإبتسامة اللعوبة ما إن رأها تقف أمامه وتراقبه. كان تغيره هذا بسرعة البرق لدرجة ظنت بأنها خيل لها
وبين الشك واليقين دخلت إلى الصالة وجلست أمامه تماما و وضعت ساق على أخرى ومازال بصرها معلق به وكأنها تريد أن تستكشف مايخفيه...
فضولها هذا ما جعلها هنا فهي كانت تنوي على دخول غرفتها وعدm التواجد مع هذا اللزج من وجهة نظرها ولكن هناك شئ بداخلها يخبرها بأن عليها الحذر منه فهذا الشخص غير عادي...
أخذت تراقب المواضيع التي يتناقشون بها بتركيز تام ولكن لاتعرف كيف ومتى تحول من تركيزها بكلامه إلى تركيزها بشكله الجذاب لتشرد رغما عنها بشخصيته التي تعتبر بالنسبه لها لغز تتمنى أن تفك رموزها وتفهمها
وااا.
قطع سيل أفكارها الغير منطقية هذه هو دخول والدتها وسيلين، لتجده ينهض ليصافحهم بطريقة كلاسيكية مزين بكلام منمق يليق بمركزه الإجتماعي
قلصت ميرال عينيها وأخذت تتفحص رد فعله ما إن وصل لسيلين، إن رأته ينظر لأختها كما ينظر لها فهذا الشخص زير نساء من الدرجة الأولى، يحب أن يتذوق جميع النساء كالذئب يسيل لعابه على كل غزالة عابرة من أمامه.
حمقاء، لاتعرف أن الذي أمامها ثعبان ماكر فهم ما تفكر به وما يدور برأسها وعلى الفور تغيرت خطته ليصافح سيلين ببرود ثلجي ورسمية، وما إن خرجوا حتى
جلس بعدها بمكانه مرة أخرى وهو ينظر إلى غريمته بقوة ممزوجة بإعجاب وكأنه يود أن يقول لها ذكية أعجبني تفكيرك ولكنك لم تصلي لدهائي وسرعة بديهتي...
- ميرال،! ممكن تجي ثانية، قالتها سيلين وهي تبتسم بمجاملة لهم ولكن سرعان ما إختفت هذه الإبتسامة عنـ.ـد.ما خرجوا لتمسك أختها من ساعدها وأخذتها بعيدا قليلا لكي لا يسمعهم أحد
سيلين بإستفسار
- إنت ت عـ.ـر.في الشخص ده؟
- أعرفه منين، ما إن قالتها ميرال بنفي حتى ذمت الاخرى شفتيها بتفكير وقالت
- أومال مركزة معاه كده ليه!
ميرال بإنكار وتـ.ـو.تر خفي: أانا، أبدااا، بيتهيئلك.
نظرت لها سيلين بإستنكار: بيتهيئلي إيه ده حتى بابا لاحظ ده وعلى فكرة شكله إتدايق من نظراتكم لبعض كنتم مفضوحين اوي
أعادت خصلة من شعرها خلف أذنها وهي تقول بتهرب
- مافيش حاجة أنا بس كنت بشبه عليه. مـ.ـا.تكبريش الموضوع
- اااه قولتيلي بتشبهي عليه، طب يلا يا حبيبتي تعالي نكمل تجهيز السفرة قبل ما ماما تقــ,تــلنا ووقتها هنحتاج حد يتعرف على جثتنا إحنا.
أومأت لها برأسها ثم ذهبت معها لتساعدها ولكن عقلها كان بمكان أخر وما إن جهزت كل شئ معهم على الطاولة حتى أخذت هاتفها وحقيبتها وخرجت من الشقه بأكملها لتتصل على والدها الذي أجاب على مكالمتها بإستغراب
- ميرال إنت فين؟
- أسفة يابابا الشركة كلمتني وكنت لازم أنزل ضروري عشان أسلم الملفات للي هيستلم مكاني
سعد بضيق
- والموضوع ده ماكنتيش تقدري تأجليه
- لاء، ما إن قالتها بإختصار حتى رد عليها بتنهيدة.
- طيب خدي بالك من نفسك
- حاضر، سلام، أغلقت الخط وخرجت من البرج الشاهق التي تقنط فيه وأخذت تمشي دون هداوة أو حتى هدف كل ما كانت تريده هو الهروب من مكان يجمع بينهم...
هذه ثاني مرة تلتقي به ولكنه ذات تأثير قوي عليها وكأنه يسحرها بوجوده قربها، أخذت تفكر ما الشئ.
الذي يميزه عن غيره من الرجـ.ـال، عند هذه النقطة أخذ عقلها وقلبها معا يسرد صفات شكله التي يناقض عن ما حولها، أسمر، ولكن سماره ليس برونزي كما ترى هنا ولاااا قاتم بطريقة مزعجة بل لون بشرته ناتجة من أشعة الشمس.
تعطيه لمحة رجولية ونظراته الجادة مع الجميع إلا معها تتحول إلى سفـ.ـا.لة يعلوها حاجبين معقودتين بغضب، وأنف حاد نوعا ما مع شفاه مزينة بشارب وذقن مهذبة جدا مع جسد قوي معضل ولكن عضلاته هذه لم تكون ناتجة عن ممارسة الرياضة في الجيم لا بل يعود هذا إلى طبيعة حياته في الوكر فهناك يوجد رياضة من نوع خاص، يعني بإختصار صفاته لاتوجد بالرجل الغربي التي كانت تنفر منهم...
كانت كالزورق الصغير في وسط بحر هائج يأخذه هنا وهناك هذا كان حالها بين أفكارها المشتتة، يالله كيف ومتى إستطاع أن يستحوذ على تفكيرها بهذا الشكل، مر وقت طويل عليها وهي تتمشي بشوارع لوس أنجلوس المزدحمة، ومع غروب الشمس أخذت تعود أدراجها لتعود لعشها الدافئ وسط عائلتها المحبة.
فتحت الباب الرئيسي لتجد سعد يجلس على الأريكة على مايبدو كان ينتظر قدومها لتقترب منه وهي تنظر له بإستغراب لتقول بعدmا رمت متعلقاتها الشخصية وذهبت لتجلس إلى جانبه
- غريبة قاعد لوحدك ليه؟
- مامتك وأختك نزلوا يجيبوا شوية حاجات
- مارحتش معاهم ليه
- كنت مستنيكي، عايز أشوف عملتي إيه في شغلك
- كله تمام، مـ.ـا.تشغلش بالك.
رفع سعد يده وأخذ يملس على شعرها بحنان وهو يقول: إذا كنت مشغلش باللي عليكم هشغله على مين هو أنا عندي أغلى منكم
نظرت له بحب ودون تردد رمت نفسها بأحضانه وهي تحتضنه بقوة وأخذت تريح رأسها الذي سينفجر بالتفكير على صدره الحنون، لتبتسم بحب وأخذت تمرمغ نفسها داخل أحضانه وهي تقول
- ربنا مايحرمنا منك يا بابا
ليقول سعد بإبتسامة حزينة وهو يرفع حاجبيه.
- بابا! ياااااااه ياميرال فاكرة فضلتي سنين طويلة رافضة تقوليها ليا، ده حتى كنتي بتتخانقي مع سيلين لما تناديني بيها وتقوليلها ده خالو مش بابا مع إنها كانت صغيرة مش فاهمة حاجة...
وياما إتحايلت عليكي وقولتلك إوعي تقوليلها إني مش باباها وداليا مش مامتها عشان مـ.ـا.تتقهرش و تزعل ومع كده أول ماكبرتى شوية وفهمتى روحتي وخليتي صورة سعاد وماهر في إيدها وقولتيلها دي مامي وبابي وهما عند ربنا.
أكملت ميرال بحـ.ـز.ن لايقل عنه: ووقتها سيلين تعبت جـ.ـا.مد وخصوصا لما حضرتك أكدت كلامي، طب ليه أكدت كلامي كان ممكن تكدبني وهي كانت هتصدقك
- لأنك صح بغض النظر ع الطريقة اللي قولتيها بيها بس إنت ماقولتيش غير الحقيقة اللي أنا إتمنيت إني أخفيها للأبد، أيوة إتمنيت ده متستغربيش. جت عليا فترة من حبي وتعلقي بسيلين ماكنتش عايزها تعرف إن ليها أب غيري ده أنا حتى إتمنيت إنك تنسي إنتي كمان وأبقا أنا أبوكم فعلا...
بس إنت دايما كنتي بتفكريني إنى مش أكتر من خال. صح مكانة الخال كبيرة ومش شوية بس أنا كنت طماع فيكم وعايزكم تكونوا بناتي أنا وبس
نظرت له بدmـ.ـو.ع تهدد بالنزول: لسه شايل فقلبك لأني قلت لسيلي إنكم مش باباها ومامتها الحقيقين...
- لاء، يمكن إتقهرت آه لأنك زي ماعارفة إني إتحرمت من الخلفة، بس مزعلتش لأن ده حقها إنها تعرف، وبعدين أزعل منك إزاي و ربنا عوضني فيك وفي أختك، وبعدين مـ.ـا.تنسيش إن تصرفاتك العدائية كانت ناتجة عن تعبك الجسدي والنفسي باللي شفتيه وقعدنا شهور طويلة تتعالجي عن دكتورة عشان ت عـ.ـر.في بس تنامي بشكل طبيعي من غير كوابيس
عضت شفتيها ونزلت دmعة منها هاربة من مقلتيها وما إن مسحتها حتى أخذت تقول بصوت يرجف.
- تصدق لو قلتلك إني لسة فاكرة يوم الحادثة بتفاصيله والدm في كل مكان و، وااء
- هشششششش خلاص إهدي ياقلب أبوكي، قالها وهو يشـ.ـدد من إحتضانها ويقبل جبهتها ثم أخذ يكمل وهو يملس على خصلات شعرها الأسود الناعم وكأنه يطبطب على جروحها التي مازالت تنزف برغم مرور دهر عليها...
إبتلع لعابه وقال بإبتسامة باهتة، عارفة إنت قريبة من قلبي اوي بهدوئك ورزانتك وأقدر أعتمد عليك في كل حاجة واثق جدا في تفكيرك، عارفة عاملة زي إيه، زي النسمة البـ.ـاردة اللي بتمر عليا في حر الصيف، مش زي أختك اللي واكله عقلي بدلعها وشاغله قلبي بشقاوتها ومرورها عامل زي الرعد والبرق لازم تعمل كارثة مع كل لمسه ليها
ضحكت على تشبيهه لتلك الشقية، ولكن تحولت ملامحها إلى التردد وهي تقول بعدها.
- بابا هو في سؤال دايما بيخطر في باللي؟
سعد بترقب
- اللي هو؟
إبتعدت عن أحضانه وجلست إلى جانبه بإعتدال ومسكت يده وهي تترجاه بنظراتها بأن لايخفي عنها شئ لتقول بعدها بحيرة وتساؤل وعلامـ.ـا.ت إستفهام كثيرة تدور في خاطرها
- مين اللي قــ,تــل بابا ماهر،؟ وليه دايما ببتهرب من سؤالي ده،؟ وليه سمتنا على اسمك،؟ وليه سبنا بلدنا وهربنا،؟ طب أنا ليه عمري ماشفت لبابا أهل أو حتى سمعت عنهم،؟
صمت لبرهة من الزمن ثم أخذ يقول بمزاح باهت لعله يكـ.ـسر هذا الجمود الذي سيطر على إبـ.ـنته
- إيه ماسورة الأسئلة اللي إنفجرت في وشي دي، والمفروض إني أجاوب عليها كلها، صح!
- صح، ما إن قالتها بنفس جمودها حتى إعتدل بجلسته هو الأخر وقال
- أولا، أنا قولتلك إن باباكي كان عليه تار فعشان كده قــ,تــلوه وااا
قاطعته بضيق
- بابا أنا كبرت دلوقتي الكلام اللي كنت بتضحك عليا بيه زمان مش هياكل معايا دلوقتي.
سعد بحدة نوعا ما: ميرال،! أنا لا بضحك عليكي ولا بكدب، كل اللي حصل أختي حبت واحد مقطوع من شجرة وأنا رفضت ومن كتر حبي ليها لما شفتها بتتعـ.ـذ.ب وكل يوم ببتترجاني إني أوافق...
وافقت عشان خاطر عيونها وياريتني ماوافقت، خمس سنين ماشفتش على ماهر غلطة كان معيش مامتك أحسن عيشة وكانوا طايرين بيكي عمري مالفت إنتباهي حاجة غلط غير إن ماشفتش حد من قرايب أو حتى صحاب، ودايما كان بيقول إنه مقطوع من شجرة ومالوش حد ويتيم...
والله يسامحها أختي كل أما كنت بسأله فالموضوع ده عشان أفهم تسكتني وتقولي إوعى تزعله وتفتح جروحه وتحسسه إنه ملوش أهل، ودايما كانت تقولي أنا أهله وكل عيلته...
ميرال بحـ.ـز.ن
- حبهم لبعض كان حلو أوي. بس مع الأسف إنتهى بمأساة...
- الحمدلله على كل شئ، قالها بشرود ثم أكمل...
ويوم مـ.ـا.توفى عرفت إن كان عليه تار ومامتك وباباكي وصوني عليكم لأن زي مافهمت إن اللي قــ,تــلو ماهر أكيد هيوصلو لشقته وهياخدوا بناته.
فعشان كده أخدتكم مكان بعيد عن الدوشة دي و سجلتكم بإسمي أنا عشان أقدر اسافر بيكم ونعيش بأمان، دفعت دm قلبي عشان بس أخليكي إنت يامفعوصة تبقي على إسمي، قال الأخيرة وهو يسحبها من وجنتها بقوة لتتأوة بألم إبتعدت عنه وأخذت تدلك وجنتها وهي تقول
- إشمعنى أنا بس وسيلين؟
- لا أختك شغلتها كانت سهلة وصغيرة، يعني قرشين من تحت الترابيزة لمدير المستشفى طلعلي بيان ولادة اسم الأب سعد الجندي والأم داليا الدسوقي، ودلوقتي فهمتي بقا أنا ليه عملت كل ده
- فهمت، طيب ليه هنرجع
- لأن خلاص على ما أعتقد اللي ليهم تار عندكم ضاع مع السنين اللي فاتت وإنتم كبرتم وبقا خطر هنا أقوى من هناك، عشان كده لو نزلنا هنعيش هناك عيشة حلوة.
الشقة دي تجيب أحلى فيلا في مصر والشركة الصغيرة هنا هتعملها شركة محترمة ليها وزنها هناك، عايز أتطمن عليكم و أجوزكم وأخلص من همكم بقا وأعيشلي يومين مع حبيبتي
- مين حبيبتك دي ياسعد إن شاء الله، قالتها داليا وهي تدخل من الباب وبيدها أكياس كثير لتدخل خلفها سيلين وهي تقول بضحكتها الجميلة
- أنا طبعا اللي حبيبته، صح يابابي، قالت الأخيرة وهي ترمي مافي يدها وتذهب نحوه لتقبل وجنته بقوة.
سعد بتأكيد وهو يداعب شعرها بإبتسامة محبة
- طبعا إنت
نظرت لهم داليا بزعل مصطنع ثم تركتهم وذهبت إلى المطبخ لترتيب المشتريات ليلتفت سعد إلى بناته وهو يقول بصدmة
- إيه ده! دي أمكم زعلت يابنات
سيلين بجبروت وكأنها لم تكون هي السبب بهذا
- ماهي معاها حق، قاعد تدلع فيا وسايبها، أنا لو مكانها أولع فيك
- آااه ياحقنة، قالها بغـ.ـيظ وهو يقرصها من أنفها
تدخلت ميرال وهي تقول بخـ.ـو.ف مصطنع.
- طب مـ.ـا.تدخل تصالحها بسرعة قبل مـ.ـا.تقلب علينا وتشيلنا الليلة
رفعت سيلين ساقيها وهي تجلس على الأريكة بشكل مضحك وأخذت تقول بتأييد: آه بالله عليك يابابي صالحها بسرعة وأطلب لينا بعدها عشا محترم كده بدل مانقف فالمطبخ وإحنا راجعين تعبانين. صدقني دي هتكون أحلى هدية لأي ست إنك تريحها من شغل المطبخ الخنيق ده
نظر الى إبـ.ـنتيه بتخمين
- إنتو رأيكم كده؟
- أاااااااه كده. ما إن قالوها بصوت واحد حتى نهض وأخذ يفرك يده ببعضها بهمة ونظره معلق نحو المطبخ وقبل أن يدخل عليها إلتفت لهم وقال بضحك
- يعني أدخل بقلب جـ.ـا.مد إنتم في ظهري مش كده
ميرال وسيلين معا
- ولا نعرفك...
- لاء إذا كان كده أدخل بقلب جـ.ـا.مد بقا، قالها ودخل عليها ليجدها تعطيه ظهرها وهي تضع المشتريات في باب الثلاجة.
إقترب منها بخفه وفي غمضة عين كانت مقيدة بذراعين قويتين من خلف لتجفل من فعلته هذه ولكنها سرعان ماضحكت بخجل عنـ.ـد.ما قبلها من وجنتها وهو يقول
- زعلانه مني يادودو
داليا بدلع
- ليه بتسأل، هو إنت عملت حاجة تزعل
سعد بحب كبير
- بصراحة اه، بس قوليلي قبلها أصالحك إزاي وأنا عنيا ليك
إلتفتت له وأخذت تلاعب شعره بأطراف أناملها وهي تقول برقة.
- عايزة تحبني أوي ومـ.ـا.تسبنيش أبدا ياخيمة بيتي وأنيس حياتي وشريك طريقي اللي عمري ماهعرف أكمله من غيره...
قبل جبهتها بقوة وقال
- ربنا مايحرمني منك ياحبيبتي
- ولا يحرمني منك، ما إن قالها حتى إنتفضوا معا مبتعدين عن بعض عنـ.ـد.ما وجدو الفتاتين يقولون من خلفهم
- ولا يحرمنا منكم يارب
إلتفت إليهم سعد وهو يضحك: آاااه ياولاد الكـ.ـلـ.ـب أنا مش عارف أستفرد بمراتي بسببكم
ركضت سيلين نحوه وإحتضنته وهي تقول بهمس مشاكس.
- بذمتك أنا ولا مامي. بتحبني أنا أكتر صح؟
ضـ.ـر.بها بخفة على وجنتها عدت مرات وهو يقول بغـ.ـيظ من بين أسنانه
- ده أنا لسه مصالحها ياسوسة
سيلين بعبث
- لوعايزني أسكت أطلب لينا دليفري
لينظر لها سعد بعدm رضا: إستغلالية
- بابانا ومن حقنا نستغله لأخر دولار في جيبه، قالتها ميرال وهي تحتضن ذراع والدتها التي أيدتها بسرعة
- ياريت والله ياسعد ماليش مزاج أطبخ الليلة
- آاااه إنتم شكلكم إتفقتم عليا
الثلاثة معا
- بالضبط كده.
- بس إنتم عارفين إني مش بحب أكل برا ولا بدخله البيت، أنا مش بستنضفه، إنتم بتاكلوه إزاي، ده مضر بالصحة مابلاش أحسن، قالها ونظر لهم لعلى وعسى أن يغيروا رأيهم إلا انه وجد الترجي الشـ.ـديد في عينيهم ليتأفف بضيق وأخرج هاتفه الخاص من جيب البنطال وهو يقول بضجر
- خلااااص إنتو هتشحتوا، هطلب أهو.
سيلين ببراءة لا تمد لها بصلة: لااااء يابابي مـ.ـا.تتعبش نفسك أنا طلبت كل حاجة وعشر دقايق بالكتير وهيوصل بس اللي عليك تدفع الفاتورة. وبس
سعد بصدmة
- ااااايه!
- إجري يابت يخربيتك قبل مايغير رأيه ويطفحنا العشا قبل ما ناكله، قالتها سيلين وهي تدفع أختها إلى خارج المطبخ بسرعة وما إن إختفوا من أمامهم حتى ضحكت داليا من كل قلبها عليهم وهي تذهب نحو زوجها الذي كان مايزال في حالة الصدmة ليضحك بقلة حيلة وهي يضـ.ـر.ب كفيه ببعضهم ويقول
- شفتي العفريتة!
إحتضنته وسندت رأسها على كتفه وهي تقول
- شفت ياحبيبي باباها وبتدلع عليك
سعد بمعنى
- طب إيه
- إيه!
- والبابا ده مش من حقوا يتدلع زي مابيدلعكم. قالها وهو ينحنى نحوها ليقبلها إلا إنه إبتعد عنها بسرعة ما إن أدخلت سيلين رأسها وقالت بصوت عالي مشجع
- أيوااااا يامامي يااااااجـ.ـا.مد ثبتي بقا بابا كده لحد مايوصل الأوردر
- آااه يابت الجزمة
(هههههههه والله سعد ده مضطهد مع البت سيلين دي).
الوكر، في احدى السهرات، كان يجلس في صدر المكان وهو ينظر بعيدا في الفضاء المظلم لينفث الدخان سجارته بتكبره المعتاد، ولكن عقله لم يكن معهم كان في عالم أخر، خرج من شروده على صوت أحد صبيانه وهو يقول
حودة
- جبتلك كل تحركاته
سحب نفس أخر من سيجارته وتجرع كأسه كله دفعة واحدة ثم قال دون أن يلتفت له: اللي هي.!
أومئ له الآخر بتفهم ثم أخذ يسرد له ماعرفه حديثا عن حياة رامي ألد اعداءه
قطب يحيى جبينه وقال بإنتباه.
- مين البـ.ـنت دي اللي هيمـ.ـو.ت ويتجوزها
الصبي بنفي
- لاااء ماخلاص بقا هي دلوقتي بقت بحكم خطيبته، قاري فتحتها
يحيى بلامبالاة
- أيوة يعني هي مين أهلها مين!
- وحده يتيمة الأب وأمها مشلولة وعايشين مع خالها بعيد عنك راجـ.ـل زبـ.ـا.لة وصاحب مزاج وطماع أوي أول ما الزفت رامي رمى قرشين قدامه باعله بت أخته من غير ما ياخد رأيها حتى.
- عرفت إزاي ياولاااا ياحودة إنه ماخدش رأيها، إيه كنت عايش معاهم وأنا معرفش ولا إيه يا هفأ، قالها بسخرية وهو يضـ.ـر.به بقوة على خلف عنقه (قفا) ليدلك الآخر مكان الضـ.ـر.بة بألم وهو يقول
- ده كان تخميني يا لداغ مش أكتر، لأن ببساطة البـ.ـنت قمرين مش من العقل هتبص لواحد شبه البرص رامي
- إممممممم قمرين! قالها بإبتسامة خطيرة ثم إلتفت إلى الآخر وقال بتساؤل، قولتلي إسمها إيه؟
حودة بسرعة
- غالية، اسمها غالية،!
ظهرت إبتسامة واسعة على محياه حتى بانت كل أسنانه البيضاء بخبث وهو ينهض من مكانه ويقول بشر بعدmا رمى سجارته على الأرض ودعسها بحذائه بعنف
- وبكده نقدر نقول ألف مبروك ياغلا على دخولك الوكر
(ربنا يستر من دmاغك انا كأماني مش متفائلة ).
في القبو الخاص بالإجتماعات كان يجلس خلف مكتبه ونظراته الحادة كالسيف مرتكزة على شاشة الحاسوب المتنقل، يدرس العقود والبنود التي بعثها له ياسين لكي يأسس الشركة التي إتفق عليها مع سعد الجندي...
بعد وقت لايستهان به ضغط على زر الإرسال ليسحب سماعة البلوتوث ووضعها بأذنه وإتصل ب...
- أيوة يا ياسين، أنا بعتلك كل الأوراق اللي طلبتها وكل شي نظامي وقانوني فيها.
- حلوووو، أهي وصلت. إستنى أما أفتحها، قالها ياسين وهو ينظر إلى حاسوبه هو الآخر وما إن حمل الملف وفتحه حتى أخذ يدقق ورقة تلو الأخرى ليبتسم بإنتصار وهو يقول
- الله ينور ياشاهين، بجد الله ينور، بس إنت كده هتوديه ورا الشمس
- صدقني أنا لسه معملتش حاجة.
- يا ابن اللعيبة نقلت خطوط النقل و شغلنا الوسـ.ـخ على الشركة دي وهتخليه يشيل الليلة كلها وبتقول معملتش حاجة أومال لو عملت هيحصل فيه إيه، شاااهين ده إحنا لسه بنقول ياهادي خف اللعب شوية مش عايزك تشوط من أولها، عايز ألاعب بـ.ـنته على مزاج عالي وأتمتع بجمالها مش عايزك تقفلي الليلة أوام أوام
تجاهل كلامه ولم يرد عليه وكأنه لم يقول شئ
ليسأله بجدية
- هينزل مصر إمتى أنا صبري قرب ينفذ.
وده مش من مصلحتك وإنت عارف ده كويس
- على نهاية الإسبوع هيكون نزل الملعب يابوس
شاهين بتحذير
- مش عايز تأجيل أو أي غلط
- عيب عليك إنت مع ياسين، وبعدين متقلقش أنا كملت كل الأوراق بتاعتهم وحجزتلهم كمان
- مش شاهين اللي يقلق لو غلطت! إنت اللي لازم تقلق لو حصل حاجة، لأنك ساعتها مش هتفلت من إيدي كل الشهور اللي فاتت وأنا صابرهم عليك هطلعهم من عنيك ساااامع.
قال الأخيرة وهو يرمي سماعته بضجر بعدmا أنهى المكالمة ليرجع بجسده إلى الخلف ليستند على ظهر الكرسي بإسترخاء وهو يدلك عنقه المتشنج
ثم إعتدل بجلسته وأغلق الحاسوب و وضعه بإحدى الخزانات المخفية الخاصة به وما إن إنتهى حتى أغلق مكتبه وخرج ولكن قبل أن يصعد تجمد بمكانه ما إن شعر بجسد ناعم يحتضنه من خلفه ويدين أخذت تتحسس صدره برغبة وشفتيها بدأت تقبل كل إنش بظهره لعلى هذا يجعله يرغب بها كما ترغب به هي.
ولكن توقفت عن مـ.ـا.تفعله بخيبة وضيق لفشل خطتها ما إن رفع رأسه إلى الأعلى وقال بضجر
- وبعدين بقا فالأسطوانة المخرومة بتاعت كل يوم دى هو إحنا مش هنخلص ولا إيه
تركته وإلتفتت له لتظهر أمامه إمرأة أيقونة بالجمال
أبدع الرحمن في خلقها ولكن مع كل هذا لم تستطيع أن تحصل عليه، لتصرخ بحرقة بوجهه
- إااايه مالك؟ إنت أكيد حجر صح، قولي أعمل إيه اكتر من اللي عملته عشان أولعك زي ما إنت مولعني كده وأخليك تلف حولين نفسك.
رمقها شاهين بإشمئزاز: بذمتك مش مكسوفة من سنك وإنت قدامي كده وأنا من دور عيالك
زينة بدلع
- بس أنا معنديش عيال عشان تبقا من دورهم
- طب إتكسفي على مكانتك وإنت مرات الكبير يقولو عليك إيه الرجـ.ـا.لة وإنت داخلة هنا والحاج سلطان مش موجود
شهقت وأخذت تحرك شفتيها بعدm رضا
- مرااات مين! والله وماليك عليا حلفان أنا بوست جزمته عشان يكتب عليا بس رفض شكله كده بيمـ.ـو.ت في الحـ.ـر.ام وعمره ماكان ليه فالحلال، بعيد عنك بيمـ.ـو.ت فيه.
- اللي هو إيه،؟
ضحكت زينة بدلع
- الحـ.ـر.ام ياعنيا
نظر لها شاهين بإستخفاف لما ترتديه
- ألا قوليلي إنت بقى عندك كام سنة
زينة بمراوغة
- لاااا ازعل منك، بقا ياسيد الرجـ.ـا.لة ده سؤال تسأله لست قمر زيى
- أنا أقولك إنت عندك 50 سنة
- عرفت إزاي، ما إن صرخت بها بصدmة حتى صمتت لتكمل بعدها بتـ.ـو.تر، قصدي اللي وصلك الكلام ده كدب وإشاعة صدقني وبعدين بصلي وشوف مش أحلى من بـ.ـنت عشرين سنة، السن ده مجرد رقم...
إقتربت منه وأكملت بدلع وعينيها مليئة بتمني، تعرف إن بجمالي ده جبت راس أكبرها كبير فيك يابلد إلا انت معاند معايا وشايف نفسك عليا ومع ده كله معشش هنا
قالت الأخيرة وهي تؤشر إلى دmاغها
ليقول شاهين بإهانة فهو يكره النساء بشـ.ـدة
- عايز أجاملك بجد، بس أعمل إيه كل ماأبصلك معدتي بتقلب، لحمك رخيص ومتاح للكل، بصراحة بقرف آخد حاجة حد أخدها قبلي.
قال الأخيرة وهو يكرمش لها أنفه بنفور متعمد ثم تركها وأخذ يصعد الدرج المؤدي إلى الخارج وكأنها غير موجودة مماجعل الأخرى يجن جنونها لتصرخ بإنفعال مـ.ـجـ.ـنو.ن من رفضه المستمر وإستحقاره لها
- اللي يسمعك يقول ابن باشا مش تربية سلطان عااارف إيه يعني سلطان منبع الفساد والقرف وااا
أكمل طريقه ولم يعطيها أي تركيز ليذهب إلى منزله الذي ما إن دخله حتى رمى نفسه على سريره بتعب وإرهاق جسدي شـ.ـديد.
في صباح اليوم التالي في منطقة شعبية بالتحديد بشقة قديمة مهددة بالسقوط أو هكذا يظهر على هيئتها من الخارج...
كانت تعد فطور بسيط لوالدتها المريـ.ـضة وما إن إنتهت حتى حملته لتذهب به لها ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ما ان قطعت طريقها زوجة خالها وهي تقول
- واخده الأكل ده على فين
- أفطر امي هكون واخداه على فين يعني
- طب خدية ومتنسيش تغسلي هدوم العيال بعد مـ.ـا.تخلصي عشان أنا ضهري واجعني.
- شوفي يامرات خالي إصطبحي وقولي ياصبح وبلاش تخلي جناني يطلع عليكي وبدل ماضهرك يوجـ.ـعك يبقا جـ.ـسمك كله
لتقول تحية بصوت عالي: طب اعملها كده ياغالية ومدي إيدك عليا تاني وأنا هخلي خالك يدغدغك زي المرة اللي فات، هوووو ااايه مافيش حد مالي عينك ولا إيه
غالية بقوة.
- أيوة مافيش حد مالي عيني، وبعدين وماله لما خالي يضـ.ـر.بني عشان مـ.ـر.اته العقربة، الخال والد برده، قالتها وهي تضع الفطار على أقرب طاولة لها ثم إنحنت إلى شبشبها وحملته بيدها وما إن إعتدلت حتى كملت بغل، بس لما أربي مـ.ـر.اته الأول...
بعد مدة دخلت على والدتها المقعدة لتقترب بإبتسامة هادئة لتضع الفطار أمامها وهي تقول
- يلا ياحبيبتي إفطري عشان أديكي الدوا قبل مايفوت معاده
والدة غالية.
- إتخانقتي مع مرات خالك زي كل يوم مش كده، ليه بس كده يابـ.ـنتي
- أومال عايزاني أسكت لها مش كفاية أخوكي من يوم مـ.ـو.ت بابا جا عندنا وكتم على نفسنا بحجة إننا ولايا ومش هينفع يسيبنا لوحدنا، قال راجـ.ـل أوي
وشوية شوية إحتلوا شقتنا وبقينا إحنا اللي عندهم ضيوف مش العكس وبقوا بيحاسبونا ع اللقمة، ده حتى محل بابا كوش عليه، ااااخ لو تسبيني عليهم كنت ربيتهم.
- غالية عشان خاطري امك ياقلب أمك إنت، مـ.ـا.تقفيش في وش خالك ده شراني وممكن يأذيكي، ومن كتر مشاكلك مع مـ.ـر.اته حالف ليجوزك
ده حتى قرى فتحتك
- فتحة إيه،! نقراها على قبره قريب قادر ياكريم قولي آمين
- غااالية
- نعم يا ام غالية
- إنت لسان بس يابـ.ـنت بطني، عودك لسة طري بلاش تفتحي صدرك لريح هتكـ.ـسرك لازم ساعات نطاطي عشان المركب تعدي.
- عنها ماعدت، قالتها وهي تشوح بيدها بضيق لتدmع عين والدتها بقهر وعجز لتلتفت لها غالية بسرعة وهي تقول بلهفة
- بتعيطي ليه بس ياست الكل
- خايفة عليكى من بعدي هيحصلك إيه عايزة أتطمن عليك
- ربنا يطولي في عمرك
- خالك راكب راسه المرادي وحالف ليجوزك الخميس اللي جاي، وقالي أكلمك واعقلك، وافقي يابـ.ـنتي
لتقول غالية بذهول من طلب والدتها
- أوافق إيه؟
- يابـ.ـنتي ياحبيبتي، أنا خايفة عليك خالك قال إنه كويس وشاريكي بالحلال وبيحبك
- مين ده اللي كويس ده جربوع الحتة ده صـ.ـا.يع، وبعدين إذا كان هو شاري فأنا بقا بايعة وبالرخيص كمان
- ليه غاوية تتعبي قلبي معاكي، كل بـ.ـنت مسيرها للجواز
- أتجوز وأسيبك لمين للعقربة اللي برة مستحيل
- متشليش هم ربنا موجود بس المهم أتطمن عليك ريحي قلبي بقا...
غالية برفض وعناد
- وأنا مش موافقة يعني مش موافقة.
في أسفل هذه الشقة يوجد ورشة ميكانيكا صغيرة كان يجلس رجل أمامها وهو يحتسي الشاي بصوت مزعج وعينيه تراقب الناس
أنزل الشاي من يده ونظر الى جهة اليمنى بإستفهام ما إن وجد شاب وسيم وأنيق يجلس إلى جانبه وقبل أن يسأل حتى وجد رجل آخر يبدو على وجهه الإجرام يجلس على الجهة اليسرى
ليقول خليل بإختناق من دخولهم المباغت هذا: متشرفناش
- ده يحيى باشا اللداغ وأنا حودة
خليل بإستغراب
- يا أهلا وسهلا، خير
يحيى بتوضح.
- كل خير، جيتلك عشان غلا واااء
قاطعة خليل
- غلا مين؟
حودة بتدخل سريع
- الباشا قصده الآنسة غالية بـ.ـنت أختك
خليل بإنفعال لايطاق
- مالها مقصوفة الرقبة
يحيى بإختناق من سذاجة الآخر
- بص ومن الآخر لأن ماليش بجو المماطلةده أنا عايز أكتب على بـ.ـنت أختك غلا
خليل بإستفزاز
- ااالله، ماقالك غالية
يحيى بعدm إهتمام
- مش مهم
خليل برفض
- طلبك مرفوض البـ.ـنت مخطوبة وفرحها الخميس الجاي
يحيى بثقة
- تتفسخ عادي
خليل بغضب.
- إنت بتقول إيه أفسخ إيه ده جايبلها شبكه ب 10 الف جنية ده انا أروح فيها بداهية
ليقول يحيى بفحيح أفعى: إسمع مني بس، إفسخها وجوزهالي وليك عندي خمسين ألف جنية
خليل بعدm تصديق: كاااام!
حودة بتأكيد
- قالك خمسين ألف جنية
إلتفت خليل نحو يحيى وقال بطمع
- لاااا ء طبعا إنت عايزني أبيع بـ.ـنت أختي اللي ماليش غيرها بمية ألف جنية.
يحيى بتلاعب لا يستهان به: مية! وماله نخليها مية، وبعدين بيع إيه هو إحنا بتوع الكلام ده كفى الله الشر، ده مهرها، حقها شرعا ولا إنت عايز تخالف الشرع
- إذا كان مهرها ماشي، إيدك عليهم بقا وحلال عليك البت، قالها بحقارة وهو يفتح يمد يده له ليصافحه الآخر وهو يقول
- مش لما نكتب الكتاب الأول
خليل بطمع
- قوموا بينا نكتبه دلوقتي خير البر عاجله
حودة بصدmة من هذا الانسان الجشع الذي أمامه.
- مش لما تاخد رأيها الأول وتسأل عن يحيى اللداغ يكون مين ابن مين
- أسأل عن مين! يحيى باشا غني عن التعريف، والبـ.ـنت موافقة من غير ماسألها لأني أنا خالها وزي والدها مالهاش رأي من بعدي أنا ربيتها على كده
- إذا كان كده تمام، يومين كده وهاجي ومعايا المأذون هكتب واخدها بس أنا ماليش في جو الأفراح والزغاريط
- وماله ده حقك
- اااه كمان اللي أوله شرط أخره نور، أول مـ.ـا.تبقت غلا على إسمي تنساها تماما مش عايز و.جـ.ـع دmاغ.
- ولا أعرفها أنا معنديش أخت من أساسه
نظر له حودة بإستحقار وقال: أصيل ياخليل
خليل بلهفة كـ.ـلـ.ـب
- يبقا كده إتفقنا مش كده
- على بركة الله، قالها يحيى وهو ينهض بغرور وغطرسته التي لاتنتهي
ستوووووووووووووب
وووووووولع ناااار وشرار
يحيى وغالية هيحثل معاهم ايه؟
ياسين و ميرال
ميرال وسعد
سيلين وسعد وداليا
شاهين و سيلين هيلتقوا امتى، الجواب البـ.ـارت القادm.
↚في صباح يوم غائم جزئي، هبطت الطائرة على الأراضي المصرية بالتحديد في مطار القاهرة الدولي، أخيرا أتى اليوم المنتظر، نظرت سيلين من شباك الطائرة بعدmا نزعت الهيتفون من أذنها لتنزل دmعة حارة على وجنتها بقهر هل مـ.ـا.تعيشه الآن حقيقة، مسحت وجهها بسرعة قبل أن يراها والدها ويحـ.ـز.ن لاتعلم بأن والدها كان يتمزق فؤاده عليها فهي طوال المسافة لم تجف دmـ.ـو.عها.
كان يسمعها تبكي كل ليلة على حلم لم تهنئ بعيش تفاصيله بعدmا حققته بعناء ولكن خـ.ـو.فه عليها طغى على كل شئ، نعم قراره كان قاسي عليها ولكن لمصلحتها، كم يتمنى أن يأتي يوم وتتفهم مايشعر به الآن من مسئولية نحوها...
تنهد بهمة ونهض بعدmا بدء المسافرين بالنزول ليمد يده نحو صغيرته وهو يقول
- يلا ياحبيبتي.
نظرت إلى كف والدها ثم له لتبتسم بحـ.ـز.ن وهي تضع يدها بيده وهي تنهض معه دون أن تنطق بحرف فهي تشعر بأن هناك غصة كبيرة تخـ.ـنـ.ـقها تمنعها من الكلام.
أخذت تمشي خلف عائلتها بآلية وهي تكمل الإجراءات تشعر بالغربة وعدm الإنتماء فهي عاشت وترعرعت بالخارج لايربطها ببلدها هذا سوا اللغة التي أصر والدها أن تتقنها ومنع تكلم الإنجليزية في المنزل بأي شكل كان أو حتى بكلمة واحدة وهذا بغض النظر عن العادات والتقاليد التي أصر أيضا ان تتبعها وان لا تتبع مايفعلن صديقاتها ومن ضمن هذه القوانين هو ممنوع منعا باتا مصادقة أي شاب وكان دائما تعاملها مع جنس الآخر بحدود الدراسة أو العمل، لاتنكر بإن والدها افرط بدلالها ولكن كانت هناك قوانين صارمة غير قابلة للنقاش وضعها لها هي وأختها.
خرجت من شرودها ما إن وصلوا صالة الخروج على صوت والدها الذي قال بإبتسامة
- ياسين باشا أهو!
- ده إيه اللي جابه هنا، قالتها ميرال بتفاجئ لوالدتها بعدmا خفق قلبها وإنتفض ما إن سمعت بأسمه ورأته أمامها دون إنذار سابق
داليا بتوضيح
- ماهو رجع مصر قبلنا لأنه ملتزم بشغل هنا، ده اللي قاله لباباكي.
أومأت لها ميرال وهي تجمع شعرها على طرف واحد بتـ.ـو.تر ثم أخذت تتقدm معهم بهدوء على عكس إضطراباتها الداخلية التي لاتعرف ماسببها كلما جمعها مكان واحد مع هذا المخلوق المتعجرف
تقدm منهم ياسين بإبتسامة مشرقة ومرحبة
- حمدلله ع السلامة سعد باشا نورت مصر
- الله يسلمك، مصر منورة بأهلها، قالها سعد بفرحة كبيرة وهو يتنفس بعمق فهو لايصدق بإنه أخيرا عاد إلى وطنه
إلتفت ياسين نحو أخيه وقال بتعريف.
- أحب أعرفك، المحامي شاهين اللداغ، أخويا
جمد سعد بمكانه لااااا بل صعق بالمعنى الحرفي ما إن وقع بصره على نسخة، ماااااهر، يااالله كم يشبهه
، وكأنه هو! نعم يوجد إختلاف بينهم فهذا الذي يقبع أمامه أضخم من الآخر ولكن الشبة فظيع بينهما
لينطق لسانه رغم عنه بما يجوب بعقله
- سبحان الله يخلق من الشبه أربعين
نظر له ياسين بغل خفي وقال بترقب
- في حاجة؟
سعد بنفي.
- لاء مافيش بس المتر شاهين أخو حضرتك فكرني بصاحبي الله يرحمه، تصدق حتى اسم العيلة نفسه، اللداغ، تقول ابنه!
كلمـ.ـا.ت سعد هذه البسيطة أشعلت ألسنة نيران الإنتقام والحقد بعين شاهين الذي مد يده ليصافحة وهو يقول بحدة حاول على قدر المستطاع ان يتحكم بها
- زي ماحضرتك قلت يخلق من الشبة أربعين.
- فعلا، الله يرحمه كان غالي عليا، قالها سعد وهو يصافحه بالفعل وإبتسم بحنية لهم والحـ.ـز.ن سكن روحه وكأنه عاد إلى الماضي ليصفعه الحاضر بواقع مر...
قطب ياسين جبينه وحاول أن يتدارك الموقف ما إن رأى بأن اخيه بدء يفقد أعصابه وأخذ ينظر للآخر بكره يكفي العالم بأسره حتى قال بإبتسامة زائفة أتقنها بإحتراف.
- إحنا هنفضل واقفين هنا كتير ولا إيه، إتفضلوا أوصلكم الفيلا بنفسي ويارب يعجبكم، ذوقي، قال الأخيرة وهو ينظر إلى ميرال بشوق كبير مماجعلها تتـ.ـو.تر رغما عنها ليذهب نحوها ومد يده ليأخذ منها عربة الحقائب وهو يقول لها بهمس بعدmا خرج سعد وداليا برفقة شاهين
- هاتي عنك.
ظن أنها ستشكره أو حتى ستمنعه بخجل ولكن ما جعله يذهل حقا هو عنـ.ـد.ما إبتعدت عن العربة وهي تعطيه مكانها برحابة صدر لم يتوقعه منها ثم تركته وخرجت بخطواتها الأنثوية وتركته خلفها وكأنه عامل لديهم لا أكثر من هذا...
في الخارج وقفوا عند سيارة شاهين، وما إن كادو أن يصعدوا حتى نظر سعد حوله وقال بتساؤل لزوجته
- سيلين فين؟
داليا بإستغراب هي الأخرى: كانت معانا جوا معرفش مخرجتش ليه لحد دلوقتي.
- أهي جت، قالتها ميرال وهي تنظر نحو بوابة الخروج ليلتفت الآخر بشكل تلقائي ليقع بصره على تلك
المهرة الشامخة التي خرجت وهي تدفع حقائبها وخصلات شعرها الطويلة المموجة ترقص خلفها بفعل نسائم الهواء،
قلص مابين حاجبيه واخذ يركز بها من خلف نظاراته الشمسية.
كانت ترتدي بنطال أسود مطاط يظهر قوامها الممشوق بفتنة مع جاكيت رياضية مفتوح وأسفله توب صغير كان لونه أسود أيضا، أخذ يتردد سؤال في عقله. هل هذه هي سيلين الصغيرة التي رأها بالصورة
نعم هي نفسها ولكن مايراه الان بعيدا كل البعد عن كونها صغيرة بل هي أنثى جامحة متكاملة في كل شئ، لقد ظنها مراهقة ساذجة.
إقتربت منهم وأخذت تعتذر من والدها على التأخير ما إن عاتبها بمحبة ولكن صاحبنا كان مايزال غارق بها فقد لاحظ إحمرار عينيها وأنفها الصغير المنتفخة من كثرة البكاء لتزين وجهها الجميل هذا بنظرتها الحزينة التي تدل عن حرقة قلبها
إقترب ياسين من شاهين بعدmا لاحظ سرحانه بتلك الأيقونة التي لاتقل جمالا عن أختها ليقول بخفوت ماكر: بص أنا هاخدهم فعربيتي وهحط الشنط في عربيتك ماشي.
نظر شاهين إلى أخيه من طرف عينيه ثم أخذ يربت على كتفه وما إن إلتفت نحوهم حتى قال بجدية
- يلا ياجماعة إركبوا معايا وياسين هو اللي هيتكفل بالشنط
فتح ياسين فمه بصدmة بل كاد أن يصاب بسكتة قلبية وهو يرى أخيه ينطلق بهم تاركه خلفه ليصـ.ـر.خ بغـ.ـيظ مضحك وهو ينظر إلى كمية الحقائب الموجودة
- هما مفكرين إني الفلبيني اللي شغال عندهم ولا إيه
في الحارة الشعبية
- كتب كتاب مين اللي هيبقا النهاردة. هي عافـ.ـية.
إنت اكيد إتجننت، ما إن صرخت بها غالية بإنفعال حتى عالجها خالها بصفعة تركت علامة واضحة على وجنتها، شهقت والدتها وهي تسحب إبـ.ـنتها لتجلس إلى جوارها لتحتضنها بسرعة إلى احضانها وهي تقول بغضب
- مش كده ياخليل براحة ع البت
خليل بصوت عالي وجبروت: عايزاني أعمل إيه ماهي اللي لسانها أطول منها وناقصة رباية، وبعدين زعلانة ليه ياختي، ده انا هجوزها جوازة مـ.ـا.تحلمش بيها...
ده يحيى باشا اللى أي بـ.ـنت تحلم يبصلها مش يتجوزها ولا هي وش فقر ولا إيه حكايتها بالضبط
فتحت عينيها على وسعهما وهي تنظر إلى خالها بصدmة وكأنه كأئن فضائي لاتفهم مايقول لتلتفت إلى والدتها التي كانت لاتقل عن حالتها لتقول وهي تضحك بعدm استيعاب
- سامعة اخوكي بيقول إيه، يحيى مين ده كمان هو مش كان الزفت رامي.
- رامي إيه بس اللي هجوزه ست البنات، ما إن قالها بقرف حتى أكمل بهدوء بعدها وهو يجلس أمامهم لعله يستطيع إقناعها، ياااابت إفهميني أنا زي والدك وبيهمني مصلحتك، إنت صغيرة و يتيمة يعني أمانه في رقبتي ولازم أأمن مستقبلك وأسلمك في يد أمينة وأنا مطمن عليكي...
وبعدين تعالي هنا مش كنتي رافضة جوازك من رامي أنا بصراحة أخدت بكلامك وشفت إنه فعلا مايستاهلكيش، وقلت أسيبك على راحتك عشان مـ.ـا.تقوليش خالي متاقل مني ولا حاجة لا سامح الله بس لما يجي ليك نصيب ماكنتيش تحلمي بيه لازم أفوقك لإني أنا ادرى بمصلحتك.
إستدار موجة كلامه إلى والدتها، وإنت بلاش تعومي على عومها وعقلي بـ.ـنتك أحسن ليها وليك. ده يحيى اللداغ مش أي حد يعني بصريح العبـ.ـارة عريس مايترفضش...
نهضت غالية وهي تكتف يديها وتهزر قدmه وهي تقول بإصرار
- حتى لو كان كويس ومافيش زيه أنا مش عايزة أتجوز
إنتفض هو الآخر مستقيم بجسده وسحبها من عضدها ليغرز أصابعه بعنف بلحمها وهو يقول بإنفعال
- إسمعي يابـ.ـنت انت بمزاجك، غـ.ـصـ.ـب عنك، هتتجوزيه سامعة، ثم رماها على والدتها وأكمل بتحذير وهو يشهر سبابته في وجههم.
كلميها وعقليها وخليها تفوق لنفسها بلاش تجبرني أطلع جناني عليها هااا بلاش، الليلة هيتكتب كتابه عليها وهياخدها معاه
صرخت والدتها بعدm فهم و رفض
- إيه! ياخدها معاه من غير فرح ليه إن شاء الله! هي لعبه وبعدين مش لازم يبقا في فترة خطوبة يتعرفوا على بعض فيها
خليل بإجرام
- خطوبة إيه اللي عايزاها إنت كمان شكلك كده خرفتي بدري...
نظر إلى غالية وإستأنف كلامه بأمر وتهديد صريح.
شوفي يابـ.ـنت إنت يا إما تتجوزي يحيى بيه الليلة بإحترامك ومن غير دوشة أو هرميكي لرامي بإيدي دي، فكري كويس وقرري مصيرك بنفسك عشان مـ.ـا.تقوليش عليا دكتاتوري أهو سبتلك الإختيار مابينهم
نزلت دmـ.ـو.عها عنـ.ـد.ما خرج أخيها وأغلق الباب خلفه بعنف لتستدير بجذعها العلوي نحو إبـ.ـنتها التي سرعان مارمت نفسها على صدر والدتها التي أخذت تقول بعجز وهي تطبطب عليها
- خلاص يابـ.ـنتي إرضي بنصيبك وإتجوزي وإخلصي من العيشة دي.
رفعت رأسها وقالت بإستنكار لما سمعت
- عايزاني أرمي نفسي بالنار
أخذت تمسح على رأسها بحـ.ـز.ن وهي تقول
- بعد الشر عليك ياقلب أمك، خالك قال إنه عريس لقطة وإن شاء الله يطلع إبن حلال و يراعي ربنا فيك
باست كف والدتها وقالت: وإنت يا حبيبتي أسيبك إزاي
إبتسمت بلا روح وهي تقول لإبـ.ـنتها.
- دي سنة الحياة، إذا مكنش النهاردة هيبقى بكرة، ربك معايا، وخليل صح بيبان عصبي وكده، بس معايا مافيش زيه ده أنا أخته وهيخلي باله مني مـ.ـا.تقلقيش بس المهم إني أتطمن عليك في بيت عدلك
سحبت غالية شعرها إلى الخلف ثم أخذت تضـ.ـر.ب فخذها بحرقة وهي تقول: والله اللي بيحصل ده مالوش لازمة انا من شهر بس تمـ.ـيـ.ـت ال 18 سنة مستعجل على جوازي كده ليه بس أنا مش عارفة.
- نصيبك جا نقول ايه بقا، يلا قومي خدي دوش وجهزي نفسك وإنسي كل حاجة وافرحي واضحكي اوعي تحرميني من إني أفرح بيكي وإنت عروسة
غالية بنظرة إنكسار
- إنت بتتكلمي جد؟
- آه جد، وعشان خاطري بلاش تبصيلي كده وتحسسيني بالعجز أكتر من اللي أنا فيه أنا مش حمل خالك ده ممكن يرميكي فعلا للكـ.ـلـ.ـب التاني قصاد عيني ومش هقدر أعملك حاجة...
قطعت كلامها وأخذت تبكي بقهر وعجز على ما يحصل لبـ.ـنتها الوحيدة التي سرعان ما إحتضنتها وأخذت تقبلها من وجنتها ويدها ثم رفعت رأسها لوالدتها وقالت بقبول فعلى مايبدو بأن هذا هو نصيبها
- حاضر، هعمل اللي هيريحك ويريحكم كلكم، بس وحياتي عندك بلاش تعيطي وتزعلي تاني، وبعدين أنا عايزة بدل الدmـ.ـو.ع دي زغروطة، زغرطيلي يا ماما، ده النهاردة فرحي، ولا أنا ماستاهلش إني أفرح يعني
- يا خبر وأدي أحلى زغروطة لست البنات...
لوووووووووووووليييييي
مساء في الوكر بالتحديد بالقطاع الخاص للأسلحة السوداء المستعملة والمعطلة، كان يجلس على كرسي خشب وأمامه طاولة طويلة وبيده سلاح بدء يفك أجزائه واحدة تلو الاخرى حتى أصبح معدات صغيرة لا تصلح لشئ ثم أخذ ينظفه بتركيز وما إن إنتهى حتى أعاد تركيبه بدقة وإحترافية شـ.ـديدة وسرعان ما رفعه وأطلق منه رصاصة لنقطة بعيدة.
ليصفق يحيى وهو يدخل عليه المكان مع سلطان الذي كان ينظر إلى ذراعه الايمن بإعجاب ثم قال
- مش حاجة جديدة ده العادي بتاع شاهين
شاهين بتساؤل
- رجعت إمتى؟
ليقول سلطان وهو يمسح على شاربيه
- من ساعتين بس، تصدق السفرية دي رجعتلي شبابي. زينة دي سرها باتع معايا
يحيى بمشاكسة
- أوووبا سامع ياشاهين، رجعتله شبابه، عقبالنا يارب.
- ما انت هتتجوز الليلة ولا هو أكل وبحلئة، ما إن قالها سلطان حتى شحب لون يحيى عنـ.ـد.ما وجد شاهين يرفع رأسه لهم بسرعة وهو يقول
- من ده اللي هيتجوز!
يحيى بترقب
- أنا
ترك ما في يده ونهض و وقف أمامه بجسده الضخم وقال: مين؟ وليه أنا معرفش
- خطيبة رامي، ما إن نطقها حتى إنقض عليه الآخر وهو يصـ.ـر.خ به بغضب بـ.ـارد خطير
- ليه يا دكر تدخل الحريم في شغلك، ليه مـ.ـا.تسمعش الكلام، ولا عاجبك تدارى فيهم.
- البت عجبتني، ما إن قالها بكذب مكشوف للآخر حتى إبتسم من طرف شفتيه بتهكم وأخذ يربت على منكبه بقوة
- إحنا مش بتوع جواز وإنت عارف ده
سلطان بتدخل
- لاء أزعل منك، إحنا بتوع كله ياشاهين، وبعدين هو حب يكـ.ـسر عين غريمه بخطيبته وأخدها منه يتمتع بيها يومين تلاتة وبعدها يرميهاله لو عايز...
نظر شاهين الى أخيه الروحي وعض خده من الداخل بغـ.ـيظ ثم قال
- والتاني سكت، سابك كده تاخد منه خطيبته ومعملش حاجة.
يحيى بتـ.ـو.تر لايظهر إلا أمام البوس
- ماهو أنا لفقــ,تــله تهمة ورمـ.ـيـ.ـت فالسـ.ـجـ.ـن من أسبوع
- لاء شاطر، عفارم عليك، بس كلها يومين وهيخرج وبعدها هيجي ويشرب من دmك وهيبقا من خناقة رجـ.ـا.لة لخناقة على ست، قال الأخيرة بقرف واضح من تدنى المستوى
يحيى بتوضيح.
- صدقني البـ.ـنت دي هي اللي هكـ.ـسره فيها بجد وهحرق قلبه عليها، ومش بس كده ده انا هخليه يسف التراب، يعني هحاربة نفسيا وجسديا عشان يعرف إن مش أنا اللي يتلعب معايا ومش أنا اللي انام فالحجز ليلة كاملة بسبب واحد مايسواش...
وأهو زي ما إنت شايف الليلة اللي نمتها نام هو بدالها أسبوع، ده غير إنه لما يطلع ويلاقي حبيبة القلب بقت في حـ.ـضـ.ـني، مش هقولك هكون علمت عليه إزاي...
صدقني يا اخويا كل شئ مباح عندنا هنا. مافيش قوانين مافيش مبادئ مافيش أخلاق. إعمل أوسـ.ـخ حاجة في عدوك بكده صدقني الكل هيهابك. والبقاء للقوة، قال كلمـ.ـا.ته هذه ثم تركهم وخرج متوجها إلى تلك التي تنتظر مصيرها المجهول
- شفت أفكارك وصلتهم لفين، قالها وهو يلتفت لسلطان الذي بادله إنزعاجه هذا بلا مبالاة ما إن قال.
- ما تسيبك دلوقتي من الحكاية دي، يحيى مش صغير وعارف هو بيعمل إيه كويس بلاش تعكر مزاجي على حاجة تافة زي دي، ودلوقتي ركز معايا أنا...
- في إيه؟
جلس سلطان على أحد الكراسي وقال بمغزة مليئ بالشر
- سمعت إن حبيبك وصل
صمت وإنتظر تعليق الآخر ولكن ما إن طال هذا الصمت بينهم حتى أكمل، هتعمل إيه معاه!
- ولا حاجة، قالها ببرود وهو يعود إلى تركيب أدوات الأسلحة مما جعل سلطان يغتاظ منه وهو يقول
بغضب
- شاهين!
توقف عن ما يعمل ونظر له: نعم!
سلطان بضيق من برود الأخر
- ناوي على إيه؟
ليقول شاهين بإبتسامة سامة: على كل خير
رفع سلطان حاجبه وهو يقول: بقا كده
إستقام شاهين بطوله وهو يقول بجدية وقوة ممزوجة بغضب أسود نادر الظهور: مـ.ـا.تشغلش بالك معايا يا حاج لأنك كده هتتعب ومش هتوصل لحاجة، التار تاري أنا، واللي عليك عملته وبلغتني مكان سعد فين وبكده يبقا كتر ألف خيرك و الباقي سيبه عليا وعلى ياسين
نهض سلطان وقال برفض غاضب.
- لاء يا إبن اللداغ لاء يا إبن سامر، التار تاري كمان ده أبوك وعمك كانوا ليا أكتر من إخوات
- والمطلوب مني إيه دلوقتي، ما إن قالها شاهين بضيق
حتى أتاه الرد أو بمعنى أصح قالها بأسلوب أمر
- إنك ترسيني على اللي هتعمله خطوة بخطوة
نظر له من طرف عينه وقال بترقب
- وده هيفرق معاك في حاجة
- أكيد.
ليرد عليه شاهين بصياعة: تؤ، مش هتفرق، المهم بالنسبالك هي النتيجة هتكون إيه ومن الناحية دي خلي في بطنك بطيخة صيفي ومـ.ـا.تخافش، مش اللداغ اللي يسيب حق أبوه وعمه يروحو هدر، ولو حتى مر عليه سنين
صمت و رفع كفيه إلى الأعلى بحركة إستسلام وهو يكمل قبل أن يتركه ويخرج، وأظن كده عداني العيب، سلام يا حاج.
كانت نظرات الآخر كثعبان البامبا السوداء الى باب القطاع الذي إختف من خلاله وهو يجز على أسنانه ليتشنج فكه بعنف ليرفع يده إلى أعلى مستوى وضـ.ـر.ب عصاه على الطاولة وهو يرمي كل ماعليها ثم أخذ يتنفس من أنفه
- بقا يتخاف منك يا شاااااهين. بقا يتخاف. بس على مين إن ماخليتكم تاكلوا في بعض مبقاش كبير وكر الأفاعي.
في فيلا صغيرة وجميلة بموديل عصري راقي كان يجلسون بحديقتها بقرب حمام السباحة، ما إن إنتهى سعد من توقيع العقود الخاصة بالفيلا حتى أخذها منه ياسين وهو يقول
- وبكده نقدر نقول ألف مبروك.
سعد بإبتسامة
- الله يبـ.ـارك فيك
ياسين بتوضيح
- هاخدهم معايا عشان شاهين يسجلهم في الشهر العقاري بكرة الصبح
أومئ له بنعم وهو يقول
- بإذن الله
- طب أستأذن أنا، ما إن قالها وهو ينهض حتى نهض سعد أيضا وهو يقول
- ما لسة بدري
ياسين بضحك.
- بدري إيه بس أنا فاضلى أنام عندكم
ضحك الآخر وقال
- بيتك ومطرحك
- الله يخليك، تصبح على خير
- وإنت من أهله
في الأعلى كانت مـ.ـا.تزال ترتب ثيابها بالدولاب وما إن إنتهت حتى رمت نفسها على السرير وهي تغمض عينيها بتعب لتغفى دون شعور ولكن جفلت بعد مرور عدت دقائق عنـ.ـد.ما إرتفع رنين هاتفها.
سحبته من على الطاولة التي بجانب السرير لتنظر إلى الشاشة بتساؤل من الذي يتصل بها الأن وهي لم يمر سوا ساعتين على تفعيلها لرقمها هذا، ضغطت على زر الإجابة وهي تقول بصوت مبحوح ناعس
- الو
- كنتي نايمة؟، ما ان قالها وهو يستلقي بإسترخاء على أريكة منزله لتنتفض الأخرى من فراشها وهي تهمس بصوت خافت
- ياسين
رفع ذراعه وسنده على جبينه وقال بعبث
- الله! ده إنت حافظة صوتي بقا ياقمر
عبس وجهها من تجاوزه معها لتقول بضيق.
- جبت رقمي ده منين ومتصل ليه
تنهد وهو يفتح أزرار قميصه و يقول
- الرقم مافيش أسهل منه. ومتصل ليه؟ برأيك إنت ليه!
ميرال بضيق أكبر من سابقه فالذي معها على الخط مراوغ من الدرجة الاولى
- ممكن أعرف حضرتك عايز مني إيه، لا إنت صغير ولا أنا فبلاش الحركات اللي ملهاش لازمة دي
رفع جذعه العلوي قليلا وما إن تخلص من قميصه ورماه بإهمال حتى إستلقى مرة أخرى وهو يقول.
- بإختصار يا أنسة إنت عجباني أوي، وبتشـ.ـديني أوي، كل لما بشوفك ببقا مش عايز أبص لحاجة غيرك، مقدرش أنكر إن السبب هو إنك حلوة، وحلوة أوي كمان بس مش ده اللي بيجذبني ليك لأني أنا شفت اللي أحلى منك بكتير ومحركوش شعرة مني...
ضحك بخفة مع نفسه ما إن وجدها تنصت له وهذا يعني بأنه إستطاع أن يلمس مشاعرها وعلى مايبدو إنه أخذ يلعب على أوتارها الحسية أيضا، ليكمل كلامه بهمس مثير.
بس من لما لقيتك قاعدة ع الرصيف وبتعيطي وماقولكيش وقتها عملتي فيا إيه يابـ.ـنت الناس لما بصيتيلي بعنيكي اللي مليانه دmـ.ـو.ع وقتها كان نفسي أمد يدي و أمسحهم واحدة واحدة كنتي عاملة زي البنوتة اللى عندها أربع سنين كنتي صغيرة أوي و ناعمة أوي عايزة اللي ياكلها أكل
إبتلعت لعابها الجاف بصعوبة لتقول بعدها بهروب
- تصبح على خير، و ياريت يا أستاذ ياسين إتصالك ده مايتكررش تاني وتحترم الحدود اللي مابينا.
قالت كلامها الأخير هذا ثم أنهت المكالمة دون أن تنتظر رده ومن شـ.ـدة تـ.ـو.ترها اغلقت الهاتف بشكل نهائي ورمته بعيدا عنها ثم سحبت فراشها عليها لتغطي نفسها كليا وصدى كلمـ.ـا.ته كانت تتردد بذهنها ولا تعلم كم مر من الوقت عليها وهي هكذا تائهة بين السماء والأرض من مجرد حروف جميلة نطقها إستطاع بها أن يسحرها وكأنها تعويذة وألقيت عليها...
كانت تجلس إلى جانب والدتها وهي ترتدي فستان حرير أوف وايت بسيط محتشم جدا تزينه بحجابها من نفس اللون، أغمضت عينيها وهي تدعى من كل قلبها بأن لا يأتي وبهذاسوف يكون لديها سبب وجيه بأن ترفض هذا الزواج أو دعنا نقول مايسمى بالزواج فهو أبعد مايكون عن الزواج الحقيقي
تأخر ساعة من الزمن كادت أن تطير فرحا لأنها ظنت بأن دعائها إستجاب ولم ياتي ولكنه أتى مع الاسف
عقلها مشوش لاتعرف هل مـ.ـا.تفعله صواب أم خطأ.
تنفست بضيق وضجر ما إن وجدت زوجة خالها تحيه وتدخل عليهم الغرفة وهي تزغرط بحماس لتقول بعدها بحسد وهي ترفع فمها بعدm رضا
- يابختك يابت من يومك تقعي وإنت واقفه ده العريس مافيش زيه ده قمر، لاااااء قمر إيه ده طوله يهبل وعرض كتافه تتوهي في وسطهم وياااختي على شعره و يخرب بيت برفانه اللي يتوه ده، هو في كده!
لتقاطعها والدة غالية بتأنيب: مـ.ـا.تتلمي ياتحية وإتكسفي هاااا اتكسفي، عيب كلامك ده، عيب
تحية بعدm رضا.
- الله! هو في إيه عشان تهبى في وشي كده ليه حـ.ـر.ام يعني اقول رأي في نعمة ربنا اللي بعتها لينا، بس الحق عليا إني جيت أطمنك وأفرحك إن العريس حاجة نظيفة أوي ولا بتوع التلفزيون شياكة اااايه وشخصية ااايه جتني وكسة على بختي الهباب
- واحد زي ده إيه اللي رماه عليا، يارب أسترها معايا، قالتها غالية مع نفسها لتشرد بعدها في عالم مظلم فكلام الأخرى لم يزيدها سوا قلق على قلقها.
خرجت من الحرب العالمية الثالثة التي كانت تقام في داخلها حتى كاد عقلها ينفجر عنـ.ـد.ما مسكت تحيه يدها وذهب بها إلى الصالة وهي تزغرط لتجعلها تجلس على أحد الكراسي المهترئة ما إن ناداها خليل بأن تأتي بالعروسة
تمت إجراءات كتب الكتاب دون أن ترفع عينيها بإتجاه عريسها ليس خجلا كما يظهر للحاضرين ولكن كان نفور نابع من داخلها على كل مايحدث حولها.
مسكت القلم وأخذت تخط إسمها بآلية أسفل الورقة لتصبح حلال شخص لاتعرف عنه شئ سوا إسمه فقط، كادت أن تصرخ وتبكي ولكن إن فعلت هذا أو لم تفعل فهو لم يغير من الحقيقة شئ
وما إن انتهى كل شئ وخرج المأذون مع الشهود حتى رفعت رأسها بتفاجئ عنـ.ـد.ما وجدت عريس الغفلة يخرج حقيبة سوداء تحتوى على مبلغ محترم جدا ويضعه أمام خالها وهو يقول وكأنه يتفق على شراء بضاعة
- وده المهر اللي إتفقنا عليه.
مهر! كادت أن تضحك بشـ.ـدة لااا بل تبكي لاتعرف ماذا تفعل أو ماذا يجب أن يكون رد فعلها لأنها تعلم جيدا بأن هذا المال ليس مهرها بل هو سعرها!
، يالله كم الحقيقة مؤلمة، فقد باعها خالها الآن أمام عينيها لمن دفع أكثر، نعم هذا ماحصل، لقد تم الآن صفقة شرعية و قانونية، هي لم تكون سوى مجرد صفقة رخيصة لا أكثر، بعيد كل البعد عن الزواج، ولكن ما.
جعلها تفتح فمها بذهول ما إن جائتها الطعنة الأخيرة التي جعلت لسانها يعجز عن النطق
- كده عداك العيب، خدها مبروك عليك، قالها خليل وهو يضع يده على ظهرها بعدmا جعلها تقف إلى جانبه كالدmية ليدفعها بخفة نحو الآخر الذي إقترب منها ومسك يدها الصغيرة بقوة ثم خرج بها من منزلها
بسرعة لتحاول أن تسايره بخطواته الواسعة دون
حتى أن تودع والدتها التي كانت تنتظر دخولها بلهفة
لاتعرف بأن إبـ.ـنتها الوحيدة قد ذهبت إلى المجهول.
↚كانت تجلس على سريرها تنتظرهم وما إن فتح الباب حتى نظرت خلف زوجة أخيها الذي دخلت منه الآن لعلها ترى خلفها إبـ.ـنتها وعريسها لتقبلها وتشمها وتهنئها، وترى زوج غاليتها لتوصيه عليها وتجعلها أمانة في عاتقه تسأله عنها يوم القيامة، ولكن كسى الحـ.ـز.ن وجهها وهي تسألها
- غالية فين، أكيد قاعدة مع عريسها برا صح
تحية بفظاظة
- مين دي اللي برا، دي زمانها وصلت بيتها ودخلت كمان
لتقول بو.جـ.ـع قلب
- راحت من غير مـ.ـا.تسلم عليا!
- معلش شكل العريس كان مستعجل شوية، ختمت كلامها وهي تضحك بمغزى وقح ثم خرجت وهي تتدلع بمشيتها
رجف فكها ولمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها بقهر ثم أخذت مسبحتها لتبدأ بالتسبيح والإستغفار ودmـ.ـو.عها تنزل تغسل روحها المعـ.ـذ.بة قبل وجهها لعل هذا يهون على قلبها المسكين حـ.ـز.نه وبداخلها تلهث بالدعاء لغاليتها فهي تعلم بأن إبـ.ـنتها سيدة العناد والتحدي...
علي الجهة الأخرى عند غالية كانت تجلس إلى جانبه بداخل سيارته الفاخرة لا تعرف أين سيذهب بها ولكن تملكها إحساس غريب مخيف جعل أطرافها تتخدر وكأن قلبها يعلمها بأنها تورطت بشئ كبير ولكن ماهو بالتحديد لاتعرف.
تبلدت مشاعرها تماما وكأنها جثة هامدة تنتظر بهدوء إستيقاظها من هذا الكابوس التي تعيش به الآن، أي فتاة أخرى في مكانها كانت ستبكي وهذا الشئ الطبيعي، هذا الذي يجب أن يحدث إلا أنها كانت كالتمثال تحاول أن تستوعب أو تفهم ماحدث حولها...
الصمت كان سيد الموقف لم ينطق بحرف معها قط. مما جعل هذا الهدوء أعصابها تسترخي نوعا ما، كانت متناقضة كل دقيقة يتبدل حالها، ولكن ماعكر مزاجها حقا فوق ضيقها الواضح منه هو رائحة السجائر التي كادت أن تخـ.ـنـ.ـقها فهو ما إن يطفئ واحدة حتى يشعل أخرى غيرها بإختصار كان كمصنع ملوث للبيئة.
نظرت له خلسة بقرف من طرف عينيها وهذه أول مرة تراه فيها وأخذت تقيمه، امممم لابأس به فهو كان حنطي البشرة بجسد ضخم لا بل كان عملاق بالنسبة لقامتها هي، مع أن طولها مناسب ولكن بالمقارنة معه كانت أشبه بالقزم أمامه
لاحظت بروز عظام وجهه وخاصة منطة الفك الذي يكسيه ذقن مهذبة مع شفاه غليظة يعلوها أنف حاد كالسيف و شامخ للأعلى...
وعينان بنية لامعة ولكن ماكان يفسد جمالها هي تلك الهالات التي تحيط بهما كالباندا، لاحظت نزول شعر ناعم كالحرير وأسود كالليل على جبينه ولكنه طويل بعض الشيء يحتاج إلى قص ولكن رغم هذا لاتنكر بإنه يليق به ويحمل من الوسامة وقدرها
أما يحيى كان في عالم آخر تماما عنها أخذ يقود سيارته وكل مايشغل تفكيره هو أين يذهب بها؟ هل يستأجر شقة أم يذهب إلى فندق او يعود بها إلى الوكر.
ولكن كيف يعود والوكر مكان لايناسب لفتاة مثلها
فكل النساء هناك عبـ.ـارة عن بنات ليل متاحين للجميع
أمسك صدغه بتعب ثم أعاد شعره إلى الخلف، اااخ ماذا يفعل بهذه المعضلة التي لم تخطر على باله...
ولكن ما لم يستطع أن يتجاوزه حتى الآن هو صدmته ما إن رآها ترتدي الحجاب مع ثياب فضفاضة محتشمة.
فهو كان يتوقع بإنها اااء، لااا هو لم يرسم بمخيلته كيف سيكون شكلها بل هو لم يفكر بهذه النقطة. هذا لأنها ببساطة لاتفرق معه كل ما أراده هو أن ينتقم من ذلك الحثالة بها...
يعني بإختصار هي لاتهمه ولا تعني له شيئا بتاتا ولهذا السبب سيذهب بها إلى شقته في الوكر وسيمنعها من الخروج منه لكي لايراها أحد وهكذا سيستطيع أن يعيش حياته كما كانت دون أن يضطر أن يغير شيء لأجلها.
هذا الحل الذي وصل له بعد تفكير عميق. أدار الدركسيون ليغير المسار، وبعد وقت لايستهان به وصل لمكان مقطوع بعيد عن تجمعات الناس حتى ظنت بإنها خرجت من العاصمة بأكملها
مما جعلها تنظر حولها والرعـ.ـب بدأ يسكن مقلتيها.
ظلام دامس يغطيهم، الطريق خالي من السيارات، كادت أن تلتفت له وتضـ.ـر.به على رأسه وتصرخ به يا أيها المعتوه أين ستذهب بي؟ ماهي حكايتك؟ من تكون؟ ولكن سرعان ماضاعت خطتها بالهجوم عليه ما إن وجدته يقترب من مكان غريب بمنطقة عشوائية كبيرة من الخارج مظهرها عبـ.ـارة عن أنقاض وبقايا منازل قديمة مهجورة لاحياة فيها ولكن ما إن إقتربوا أكثر حتى وجدت بأن كل هذه الأشياء لم تكون سوا سور أو تمويه لما في الداخل.
كان يوجد قطاعين طرق أو هذا ما ظنته عند المدخل الذي كان عبـ.ـارة عن مجموعة صفائح من الحديد الصدئ ولكن قبل أن يقترب منهم وجدت ذلك الذي يدعى زوجها يضع يده على رأسها من خلف وأنزلها بقوة إلى الأسفل وهو يوجه لها الكلام لأول مرة بأمر صارم
- إداري تحت كويس مـ.ـا.تخليش حد يشوفك ولا يسمعلك صوت
إحتضنت نفسها بسرعة بذراعيها بحماية وأغمضت عينيها وأخذت تدعي بهمس خافت بالكاد هي سمعته.
- يارب إحميني وأسترني بسترك وإحفظني من الناس الغريبة دي...
صمتت ورجفت بشكل تلقائي وهي تضع كفها على فمها تكتم أنفاسها ما إن وجدته رفع كفه لهم كسلام عنـ.ـد.ما مر بسيارته من عندهم ليرحبوا به جميعا
- أهلا يالداغ، نورت
ليرفع بعدها هاتفه وأخذ يقول بأمر بعدها
- إسمع ياحودة تعالالي عند شقتي وإستناني تحت.
أنهى المكالمة ليقف بعدها عند عمارة بابها الرئيسي مكـ.ـسور، نزل من السيارة وفتح الباب الخلفي وأنزل حقيبتها ثم توجه نحوها وفتح الباب الذي يجاورها ليراها مـ.ـا.تزال محشورة تحت الكرسي لينحنى ويمسكها من معصمها ثم سحبها بقوة لتنزل معه متوجها بها بسرعة لداخل العمارة ليجعلها تقف تحت الدرج بمكان مظلم ثم أعطاها حقيبتها لتحملها.
لحقت به حتى كادت أن تنادي عليه عنـ.ـد.ما وجدته يتركها ويخرج ولكن سرعان ما رجعت إلى مكانها ما إن رأت شخص شكله كالمجرمين يقترب من زوجها المبجل الذي قال وهو يرمي له المفتاح
- خد العربية ورجعها الكراج، بس أوعى يتخدش منها حاجة دي عهدة أروح فيك بداهية
- إعتبره حصل ياعريس، ما إن قالها حودة نظر خلفه حتى فهم يحيى بإنه رآها وهي تدخل معه، ليقول بعدها وهو يهز برأسه
- طب يلا أتكل و وريني عرض قفاك
حودة بهزار.
- طبعا هتزحلقني يا باشا الليلة ليلتك
يحيى بتنهيدة
- مابلاش قر أمك ده، ويلا إخفي من هنا، ومش عايز أنبه عليك
- في بير طبعا من غير مـ.ـا.توصي ولا كأني شفت حاجة
ربت يحيى على كتفه وقال بإبتسامة: جدع ياض
أما غالية إحتضنت حقيبتها الصغيرة ما إن رأته يدخل و يقترب منها ليسحبها معه إلى الأعلى وكأنها دmية يحركها كيفما يشاء، كانت شقته بالطابق الثاني وصل إلى بابها وفتحها ليدخلها قبله أو بالمعنى الأصح دفعها أمامه.
أخذت تنظر إلى المكان كانت الأرضية سيراميك أبيض ولكن قد تحول لونه من عدm التنظيف إلى تصبغات الرمادي الممزوج بالبني، كان يوجد غرفة واحدة وصالة وحمام ومطبخ مساحتة صغيرة.
علي ما يبدو بأن هذا المكان مهجور لم يسكنه أحد منذ شهور، ولكن سرعان ماغيرت رأيها ما ان رأت ثياب نوم باللون الأحمر مرمية على أريكة الصالة عند هنا قطبت جبينها بإشمئزاز وهي تمرر نظرها على صاحب هذا المكان وكأنها تقارن مابينه وبين منزله ياترى أيهما أكثر قذارة بالتأكيد هو سيفوز بهذه المنافسة...
تنهدت بصبر مع أن الصبر ليس من شيمها، ذهبت وجلست على الأريكة بعدmا رفعت أمامه تلك الثياب من طرف أصابعها ورمتها بعيدا بإهمال
أما يحيى لم يعلق على فعلتها فهو متعب الآن، تركها وذهب إلى الغرفة ليخرج له ثياب نظيفة ثم توجه إلى الحمام ليزيل عنه عبق اليوم الطويل الذي مر به.
وما إن خرج حتى وجدها مـ.ـا.تزال جالسة بمكانها ولم تغير ثيابها بعد، ليتجاهلها وكأنها غير موجودة ودخل إلى الغرفة ورمى نفسه على السرير بإرهاق ونعاس فهو لم ينم منذ يومين بسبب الشحنة التي وصلت أمس.
والآن حان وقت النوم هذا ماقاله عقله وهو يغمض عينيه بإستسلام تلقائي وراحة لا توصف، فعلته هذه جعلت غالية تقف مصعوقة، هل ينام؟ كيف ينام ويتركها هكذا أخذت تقرص وجنتها هل هي الآن مستيقظة أم نائمة لأن ببساطة كل مايحدث الآن غير منطقي على الإطـ.ـلا.ق، لماذا تزوجها هذا الكائن الغريب ماذا يريد منها؟
بعد مرور ساعتين من التساؤلات لم تجد لها أجوبة سحبت حقيبتها وأخرجت لها ثياب مريحة لتذهب إلى الحمام لتغتسل وتغير ثيابها وما إن خرجت حتى إرتدت أسدالها وفرشت سجادتها وجلست عليها تنتظر أذان الفجر. ولكن الغريب لم تسمع صوت أي أذان مع إن الوقت قد فات!
نهضت وأدت فرضها ثم نظرت نحو باب الغرفة هل تذهب وتوقظه للصلاة أم تنتظره ينهض من نفسه
ولكن ما إن تأخر الوقت وبدأ النور يشق الظلام نهضت.
من مكانها ودخلت عليه لتقف إلى جانب السرير تتأمله
كان ينام في وسط الفراش على بطنه وهو يفرد ذراعيه إلى الأعلى، يرتدي بنطال قطني رياضي أسود مع تشيرت ربع كم أسود. كان هناك شخير بسيط يصدر منه على مايبدو بإنه لم ينم جيدا منذ أيام
إنحنت نحوه وأخذت تناديه: يحيى، إصحى صلاة الصبح هتفوتك، يحيى الصلاة خير من النوم. يلا قوم
عشان ربنا يبـ.ـاركلك في يومك.
كان تتكلم بصوت هاديء مريح للأعصاب وبرغم نومه العميق إلا أن نغمتها الناعمة أيقظته و.جـ.ـعلته يفتح عينيه وهو يرفع وجهه لها ويقول بصوت مبحوح وناعس
- هي الساعة كام
- مـ.ـا.تخافش لسه في وقت ع الشروق هتلحق صلاتك
قالتها وهي تظن بإنه سينهض ولكنها إندهشت ما إن عاد إلى نومته بعدmا صرخ بوجهها بإنزعاج
- إخفي من وشي أحسلك.
- عديم الذوق، تمتمت بها وهي تخرج من الغرفة ثم توجهت إلى الأريكة لتستلقي عليها بتعب لتغمض عينيها بإختناق وهي تحاول أن تهرب من تفكيرها المستمر إلى النوم
أشرقت الشمس تعلن عن يوم جديد لتستيقظ بإستغراب على صوت صراخ يأتي من الخارج وهو ينادي على ذلك المغفل الذي ينام في الداخل ولكن قبل أن تذهب نحو الشرفة لتجد من هذا الذي يصـ.ـر.خ فصوته مألوف بالنسبه لها، حتى وجدت يحيى يخرج من داخل الغرفة.
ويذهب نحو الشرفة بسرعة ولكن سرعان ما إن إبتسم بانتصار ممزوج بخبث عنـ.ـد.ما رأى غريمه يحترق بنار لا آخر لها،
كان رامي يقف في منتصف المكان يعلن عن وجوده
والرجـ.ـال المسؤلون عن أمن الوكر تكتفه وتمنعه بأن يصعد
للآخر...
هذا المنظر جعل يحيى يرتوي غليله ويتحمس لما هو قادm، إلتفت إلى الداخل وأغلق باب الشرفة ثم توجه نحو الباب لينزل ولكنه إلتفت الى تلك التي تقبع بالصالة ليرفع سبابته لها بتحذير.
- حسك عينك حد من اللي برا يلمح ضلك
ختم كلامه وخرج لينزل على السلم وما إن وصل للتجمع أمام العمارة حتى قال بصوته الخشن وهو يمشط شعره المبعثر بأنامله الطويلة
- سيبوه هو طور عشان تكتفوه كده
صرخ رامي بغل شـ.ـديد وهو يحاول أن يخلص قيده من هؤلاء
- مـ.ـو.تك على إيدي ساااامع على إيدي
ضحك يحيى بحقارة وإنتشاء لم يشعر به من قبل.
- أكيد وصلك الخبر صح، طب إيه! مافيش مبروك. تؤ تؤ تؤ، قالها وهو يغمز له من طرف عينيه ثم إقترب منه وهمس له عند أذنه، ده حتى إمبـ.ـارح كانت دخلتي ياجدع.
بحركة مباغته وقوية حرر نفسه منهم ليلكمه بعنف على فكه، فكلمـ.ـا.ته كانت عبـ.ـارة عن بنزين تم سكبه على النار، حاول أن يضـ.ـر.به أكثر إلا أن رجـ.ـال الوكر سرعان ماكتفوه مرة أخرى ليمسح يحيى طرف فمه وهو يبتسم بخفة لتتحول إلى ضحكات شامتة ولكن سرعان ما إختفت وتغير وجهه إلى التجهم وهو يقول بصوت عالي
- سيبوه مش عايز حد يدخل مابينا، وبالفعل نفذ رجـ.ـاله الأمر وإبتعدو عنهم قليلا ولكنهم كانوا متحفزين للتدخل في أي لحظة.
إقترب رامي منه وما إن كاد أن يلكمه مرة أخرى حتى مسك يده بقوة ولواها إلى الخلف ليضـ.ـر.به بمقدmة رأسه على أنفه ثم سحبه نحوه قبل أن يقع و أخذ يكيل له لكمـ.ـا.ت متتالية ثم دفعه بعيدا عنه وسرعان ما سحب عصا من الخشب الثقيل ليضـ.ـر.بها بجانب وجه الآخر أكثر من مرة ثم رماها خلفه وهو ينهج بغضب بشكل وحشي.
ولكن ما إن وجده يقترب منه مترنحا وهو ينزف من كل مكان حتى جلس يحيى نصف جلسة بسرعة ليعالجه بركلة على إحدى ركبتيه ليجعله طريحا على الأرض متأوها ولكن حتى التأوه هذا حرمه منه ما إن ضغط على حنجرته بحذائه بقوة يخـ.ـنـ.ـقه بها ثم أخذ يقول بصوت جهوري شرس
- المرة الجاية مـ.ـا.تحطش راسك براس أسيادك، وعقـ.ـا.بك.
هيكون إنك تعيش، قطع كلامه و إبتعد عنه وإنحنى بجذعه ليسحبه من مقدmة ثيابه بحركة مهينة ثم أكمل بهمس، وحبيبة قلبك في حـ.ـضـ.ـني...
لفظه من يده بعنف ثم إلتفت ليصعد إلى منزله ولكن قال قبلها بأمر
- إرموه برا الوكر زي الكـ.ـلـ.ـب.
كل هذا حدث أمام عينيها فهي كانت تقف خلف شيش الشباك المغلق، لاتصدق كل ما رأته، يالله ماهذا المكان الذي هي فيه الآن، إلتفتت بسرعة إلى الخلف ما إن سمعت صوت الباب يفتح لتذهب نحوه بغضب فقد طفح الكيل حقا ولم يبقى هناك مجال للصمت وقفت أمامه ومنعته من العبور
- إنت مين؟ وعايز مني إيه، إتجوزتني ليه؟
لم يرد عليها وأخذ يتمعن بشكلها جميلة وناعمة ولكنه كان يفضلها أن تكون قبيحة، فالمنطق لديه يقول كلما زاد جمال الأنثى زاد غبائها، النساء بالنسبة له شر لا بد منه لذلك قاعدته الأولى والأخيرة للتعامل معهم هو أن تأخذ مـ.ـا.تريد منهم ثم ترميهم
قطعت سيل نظراته الوقحة وهي تعيد سؤالها بغـ.ـيظ
- بقولك إتجوزتني ليه؟
إبتسم بعجرفة فقد فهم كلامها بشكل آخر يروق لكبريائه كرجل.
- هي الناس بتتجوز ليه، على العموم حقك تزعلي لأني سبتك ونمت ومدتكيش حقك الشرعي بس ملحوقة هعوضك. وحالا
ختم كلامه وهو يمسكها من ذقنها وأخذ يتحسس بشرتها الناعمة بوقاحة مشروعة ليتفاجئ بها تضـ.ـر.ب يده بقوة وهي تقول بشراسة لم يتوقعها منها: أوعى كده
إبتعد عنها ونظر لها بتمعن ثم قال بتكبر
- وطالما أنا مش عاجبك ياقطة وبتقرفي من لمستي وافقتي تتجوزيني ليه؟! هااا، وافقتي ليه.
صمت قليلا وأخذ ينظر إلى وقفتها و قوتها وشموخها الذي يستفزه بشـ.ـدة ثم إقترب منها مرة أخرى وأكمل بخفوت وهو يغوص بعتمة عينيها، اللي يشوف عزة نفسك دي وأنتكتك عليا مايقولش إن أهلك رموكي عليا رمي بشوية ورق ملون
ظن بكلامه هذا سيهز ثباتها ولكنها بادلته بنظرات واثقة وهي تقول.
- إنت أكثر واحد عارف جوازنا حصل إزاي. وإنهم غـ.ـصـ.ـبوني عليك، ومع كده قولت الحمدلله أكيد فيه خير وربنا هيعوضني بيك عن اللي شفته بس مع الأسف طلعت بلاء ولو كان أمري في اثيدي كنت تحلم أوافق عليك وأنت بأخلاقك دي
رفع حاجبه بصدmة من ردها ولكن سرعان ما إبتسم من طرف شفتيه بسخرية ثم أخذ ينظر لها بإستعلاء واضح.
- إيه ده هي الحكاية طلع فيها غـ.ـصـ.ـب، أوعي يابت تشوفي نفسك عليا وتفكري إني دايب فيك، لاااء إصحي كده من أحلامك دي وفوقي وإ عـ.ـر.في إني أنا وافقت عليك بس لأني محتاج حد يخدmني.
يعني إنت مش أكتر من خدامة شغلتك هنا. تغسلي وتطبخي وتنضفي واااء امممممم ومش مشكلة لو إتمتعت بيك شوية كمان مش مضر بس لو مفكرة إني هخليك تكوني أم لولادي لاء و ألف لاء وإحلمي على قدك، لأنك ببساطة متشرفنيش.
و مالكيش عندي أي حقوق لو أديتك حاجة تبوسي إيدك وش وقفا. مادتكيش ماسمعش صوتك، أاااامين يابـ.ـنت الناس، اللهم بلغت اللهم فاشهد، عاجبك كده أهلا مش عاجبك الباب قصادك أهو أخرجي منه زي مادخلتي، وأنا هعتبر الفلوس اللي دفعتها فيكي ضاعت أو إتسرقت.
- قليل الأصل هتوقع منك إيه يعني، ما إن قالتها بصوت متراخي مصدوم من ماسمعته منه بكل وقاحة حتى رفع كف يده عاليا ليهبط بها بكل قوته على وجنتها وهو يكز على أسنانه بإنفعال مما جعلها تفترش الأرض بعنف
توقع منها البكاء أو الصراخ ولكنه فتح فمه بعدm تصديق ما إن وجدها تنهض وتقف أمامه مرة أخرى وهي تنظر في داخل عينيه بقوة أكبر من سابقها وكأنها هي التي ضـ.ـر.بته وليس هو...
لمعت عينيه بإندهاش فهو توقع أن تبكي ولكن هذا الموقف جعله يعرف بأن زوجته ليست من النوع الذي يسرف الدmـ.ـو.ع كثيرا كالأخريات من جنسها
(رفقا بالقوارير يحيى، قوتها هذه لاتعني بإنها لا تتألم)
في فيلا الجندي بالتحديد بمكتب سعد كانوا يجلسون هم الثلاثة
رجع ياسين إلى الخلف ليسند جسده على الكرسي براحة وهو يقول: ودلوقتي بقت شراكتنا رسمي وقانوني بعد ما وثقنا الأوراق
سعد بتفاؤل
- فاتحة خير إن شاء الله
ياسين بإبتسامة.
- إن شاء الله
- أستاذ شاهين هيكون معانا صح، قالها سعد وهو ينظر لذلك الذي كان يلتزم الصمت كعادته ليقول شاهين بتأكيد ذا مغزى لم يفهمه هو
- أكيد، أصلا شغلي الجاي كله هيبقى معاك وش لوش
إبتسم سعد بطيبة قلب وهو يقول
- وده شئ يسعدني
نظر ياسين بتحذير الى أخيه الذي كان لايكلف نفسه ولا حتى بمقدار ذره بتصنع الإبتسامة أو حتى اللطف.
وبرغم تحذيراته إلا أن شاهين لم يبالي به ليبتسم هو بوجه سعد بدلا عن الآخر ثم أخذ يغير مسار الحديث وهو يقول ببهجة ليلفت نظره
- وبكده مافضلش غير حفلة إفتتاح الشركة ونعلن الشراكة
تجهم وجه سعد بعدm رضا
- لازم يعني الكلام ده
ياسين بتأكيد
- طبعا الشكليات دي مهمة
سعد بضجر
- والله ماليها لازمة، أنا كنت برا دايما بهرب من الأجواء دي، بتخـ.ـنـ.ـق منها من وأنا كنت في سنكم
ليشرح له ياسين بعملية وطريقة دبلوماسية.
- دي مش بس حفلة عادية، لاء دي فرصة إن الكل يعرفك وتثبت نفسك و تبني علاقات مجاملة مع رجـ.ـال الأعمال اللي واكلين السوق اليومين دول، الحركة دي مهمة
سعد بمحاولة أخيرة يائسة
- يعني بإختصار مافيش مهرب
ياسين بأسف مضحك وهو يكرمش أنفه
- مع الأسف لاء
تنهد باستسلام
- طيب هتكون امتى!
ليقول ياسين بهمة
- بعد بكرة مـ.ـا.تقلقش أنا مجهز كل حاجة
نظر له سعد بإمتنان وقال
- والله تعبك معايا من ساعة ماجيت وحضرتك متكفل بكل شئ.
تدخل شاهين وقال بجدية ونظرات حادة كالصقر
- مش مهم مين اللي يتعب المهم النتيجة تكون زي ما إحنا عايزين، ولا إيه،؟
قال الأخيرة وهو ينظر إلى أخيه الذي رد على الفور وهو ينهض
- كلامك صح يامتر، يلا نستأذن إحنا
بعد كلام وسلام خرجا من المكتب بل من الباب الداخلي للفيلا متوجهين إلى الحديقة ليتنفس ياسين الصعداء ثم أخذ يقول بسخرية وهو يلتفت له.
- ياعم، جامل، إضحك، إبتسم حتى، شاركنا بالكلام، إيه وش الخشب اللي كنت قاعد بيه قصاد الراجـ.ـل ده، ده كان ناقص تقوم تخـ.ـنـ.ـقه وتدفنه بمكانه
شاهين بتصريح مخيف
- أخـ.ـنـ.ـقه،! تصدق كان فعلا نفسي أقوم وأكتم نفسه بإيدي، بس لاء مش بالسهولة دي، مـ.ـو.ته بسرعة مش هيشفي غليلي، بس اللي هعمله فيه هيخليه يتمنى اني أخنفه بجد عشان يخلص مني ومن اللي مستنيه.
نظر له ياسين بترقب فهو أعلم الناس بالذي أمامه وما يستطيع أن يفعله حقا وأن سكوته الدائم هذا ليس سوى فخ للجحيم الذي يختفي خلفه، ليقول بعدها
- ربنا يعين أعدائك عليك، والحمدلله إني مش منهم
- إنت مش أحسن مني. الفرق في الأسلوب بس، قالها وهو يفتح باب سيارته ولكن قبل أن يصعد وجد أخيه ينظر نحو المسبح البعيد ليقول بعدها بمشاكسة
- بقولك إيه ياشاهين، طير أنت
- مالك يالاا مـ.ـا.تتعدل في إيه؟
- في شغل، الله! هيكون في إيه يعني، هروح أشوف مزتي وهبقى أسبقك، سلام، قالها ثم أخذ يتسلل كالأفعى بهدوء تام متجها نحو فريسته التي كانت تجلس على كرسي طويل أمام حوض السباحة وبين يديها كتاب كان واضح عليها إنـ.ـد.ماجها بالقراءة. إنحنى نحوها وهمس لها من الخلف
- حشـ.ـتـ.ـيني و .
فعلته هذه جعلتها تجفل وهي ترفع رأسها له ما إن إستقام، تجاهل نظراتها المنزعجة و المتسائلة عنـ.ـد.ما وجدته يجلس أمامها على نفس الكرسي لتسحب قدmيها الممددة بسرعة بخجل لتحاول أن تنهض بعدها إلا أنه منعها عنـ.ـد.ما مال عليها بسرعة وحبسها بين ذراعيه ولكن دون أن يلمسها
نظر إلى بؤبؤ عينيها الغاضب وهمس بصوت رجولي بحت
- مش بتردي على مكالمـ.ـا.تي ليه؟
ميرال بحدة: لوسمحت، ماينفعش كده، إبعد
ليقول لها ياسين بمقايضة.
- أوعديني إنك تردي عليا وأنا هابعد فورا
ميرال بتحدي
- أوعدك إني مش هرد عليك أبدا
إبتعد ورفع حاجبه وهو يقول بتحدي لايقل عنها
- بقا كده!
هزت رأسها وقالت بعناد
- ايوة كده
إمتدت يده ليسحب الكتاب منها وما إن رآها رواية رومانسية حتى قال بعدها
- يابخته، شفتي عملتي فيا إيه، بقيت أحسد كتاب من ورق وأتمنى أكون بمكانه لأنه بس بين إيديكي، وبحسد كلمـ.ـا.ته لأنك بتنطقيها بشفايفك اللي زي الورد دي.
قالها و أخذ يركز بنظره على ثغرها وعينيها و وجنتيها حتى أنفها الصغير يعجبه بشـ.ـدة يود أن يقبله بخفة
ميرال بتـ.ـو.تر حاولت أن تداريه
- بلاش تبصلي كده
تنهد بحرارة وقال بهيام.
- أعمل ايه! عيني مابتسمعش الكلام كل لما بعوز أبص لحاجة غيرك بتقولي لاء أنا لسه ماشبعتش منها، عارفة يعني إيه مش عارف أشبع منك ولا من عنيكي اللي عاملة زي المرآيا كل لما بشوف إنعكاس صورتي فيها بتمنى أقفل جفونك بإيدي عشان بعدها مـ.ـا.تشوفيش غيري، شفتي عملتي فيا إيه؟
و وصلتيني لفين!
كلامه لم يهزها فقط بل بعثر شتاتها وضيع ثباتها ولكن مستحيل أن تظهر له هذا، لم ولن تخون ثقة والدها بها حتى وإن كان الذي أمامها يروق لها ويعجبها
عند هذه النقطة سكن البرود مقلتيها لتقول بعدها بهدوء مستفز وإستخفاف لما سمعت
- إمممم، والمطلوب مني دلوقتي إني أصدق كلامك ده وأدوب فيه، مش كده.
بص بعيد عن كل اللي قلته، لأني هعتبر إني ماسمعتش حاجة خالص من الأساس عشان مـ.ـا.تنزلش من نظري أكتر من كده، هقولهالك بإختصار ومن غير لف ودوران أنا مش متاحة للتسلية ولا للعلاقات، لو سمحت إبعد عن طريقي وبلاش تزعجني، و دي آخر مرة أحذرك فيها وإلا، هتخليني أبلغ بابا بكل عمايلك وأقوله شريكك اللي بتعتبره زي إبنك مش قد الثقة اللي إنت إديتهاله، عن إذنك.
قالتها وهي تبعده من أمامها بطرف الكتاب لتنهض بعدها متوجهة إلى الداخل ولكن ما إن حاول أن يلحق بها حتى إرتفع رنين هاتفه بمكالمة مهمة
أما عند شاهين ما إن تركه أخيه حتى حرك رأسه برفض لما يفعل الآخر وهو يفتح باب سيارته ليصعد ولكن أغلقه بعدها عنـ.ـد.ما جذب إنتباهه صوت لموسيقى أسبانية تأتي من غرفة منفصلة عن الفيلا على مايبدو بأنها خاصة بالرياضة...
الفضول دفعه يتحرك نحو مصدرها بشكل آلي وهو يقطب حاجبية ويقلص عينيه بترقب فهو كلما تقدm إرتفع الصوت وجذبه أكثر، ياترى من هو سبب كل هذه الضجة
إلتف حول تلك الغرفة أو نستطيع أن نطلق عليها قاعة كبيرة للرياضة أو هذا ماظن فهو لم يكتشف محتواها بعد، كان الجدار الأمامي للجهة الأخرى عبـ.ـارة عن زجاج في زجاج.
لينشف الدm بعروقه ما إن رأى حورية أبدع الخالق في حسنها تتمايل ببطئ أمام مرآة كبيرة، كان بقدmيها حذاء عالي أنيق لايعرف حقا كيف تستطيع الرقص أو حتى الوقوف به، مع بنطال جينز قصير ملتصق بها ك جلد ثاني مع توب أسود يزين خصرها شال رنان خاص بالرقص، كانت الرؤية غير واضحة بالشكل الطلوب له لهذا
نسي نفسه ونسي من يكون هو! وهي من تكون! وكأن عقله رمى كل شئ وراءه.
إقترب من الباب وفتحه ليسند ذراعه على إطار الباب وهو يكتف ذراعيه ونظراته كانت مـ.ـا.تزال تأكل تلك الحلوة المغرية التي تدعوك لتذوقها برغبة جامحة
لم تلاحظ سيلين بعد وجوده بقربها فهي كانت تركز على حركاتها بالمرآة وضعت يديها برقة على خصرها الرفيع لتتحرك إلى الأمام بدلع ثم أخذت تعود إلى الخلف وهي تهز شعرها المموج بدلع أنثوي أطاحت بفعلتها هذه بعقل بذلك الجبل الذي يراقبها.
ليرفع حاجبه بإعجاب واضح وهو يعتدل بوقفته ما إن رآها تلتفت وهي تضحك لتتلاشى ضحكتها إلى صدmة ثم إلى غضب جامح عنـ.ـد.ما أستوعبت تواجده أمامها
فتحت تلك الربطة من على أسفل ظهرها المليئة بالخرز الملون لتتوجه نحو المسجل وتطفئه وهي تقول بغضب جامح
- إيه قلة الذوق دي، مين اللي سمحلك تدخل عليا بالطريقة دي...
لم يرد عليها فهو حتى الآن لم يزول سحرها من عليه بل على ما أعتقد زاد فنظراتها الغاضبة وإنفعالها وهي تحرك يديها بكل الإتجاهات، كانت كالمهرة الجامحة ترفض الترويض بأي شكل
ولكن قطب جبينه بضيق ما إن قالت وهي ترفع سبابتها أمام وجهه بعدmا إقتربت منه
- عيب يا أستاذ يامحترم عيب، لما تدخل بيت حد لازم تحترم حرمة بيته.
دخولك هنا يا أستاذ عشان شغل وبس، و ياريت تحترم ده، والمرة الجاية لما تخلص شغلك مع بابا تاخد بعضك وتركب عربيتك وعدل ع البوابة. سامع يااااا، متر
قالت الأخيرة بتهكم واضح وهي تتعداه وتخرج لترى بعدها ياسين يقف بالقرب منهم على مايبدو بإنه سمع الحديث كله، لتنظر له هو الآخر بضيق ثم أخذت تكمل طريقها بإنفعال لداخل الفيلا.
إقترب ياسين من أخيه الذي كان يغلي كالبركان ليقول بقصف جبهة: إيه اللي سمعته ده يا بوص. البـ.ـنت دي هزقتك ولا أنا بحلم، ضحك بعدm تصديق وأكمل
دي رجـ.ـا.لة بشنبات معملوهاش واااااء
صمت ياسين فورا وإبتلع باقي كلامه ما إن نظر له شاهين بحدة مخيفة وصلته من خلالها رسالة واضحة بإنه قد تجاوز الخطوط الحمراء
تحمحم ياسين لينظف حنجرته ثم لحق بالآخر ما إن تركه وذهب نحو سيارته ليقول له بجدية.
- الحاج كلمني وقال لازم نرجع الوكر فورا
- ليه، حصل إيه، قالها بتساؤل و تركيز عالي وهو يجلس خلف مقود القيادة ليقول ياسين بتخمين ما إن جلس هو الآخر إلى جانبه وربط حزام الأمان
- اللي فهمته إن يحيى جاب العيد بدري
أومأ له شاهين بقلق داخلي على أخيه الروحي ولكنه حافظ على ثباته الخارجي وإنطلق بسرعة نحو الوكر ليرى ماذا هناك.
↚في الوكر تحديدا بالقبو كان ولاد اللداغ مجتمعين فيه
- بس ده اللي حصل مع رامي، وأنا علمته الأدب.
يبقى أنا كده غلطت في حاجة، قالها يحيى وهو يرفع يديه بتساؤل وكأنه بريء ونظره معلق على شاهين الذي كان جالسا ولم ينطق بحرف منذ حضوره ليتدخل ياسين وهو يقول بدفاع عنه
- أبدااااا، عداك العيب، أصلا اللي عملته فيه قليل...
بقا الجربوع ده جاي يتحدانا في منطقتنا ليه هو مفكر نفسه إبن مين في البلد عشان يتجرأ على أسياده
نظر يحيى له بفرحة لمساندته أمام شاهين وهو يقول
- حبيبي والله، محدش بينصرني غيرك
أخيرا نطق ذلك الحجر وقال بتساؤل. بعدmا تنهد بهمة
- هو رامي لحق يعرف بجوازك إمتى،؟ أنا اللي عرفته أنه خرج من التخشيبة عدل على هنا
حمحم حنجرته وقال بتوضيح.
- ماهو أنا حبيت أعلم عليه بدري وهو في القفص وقتها هيكون مولع شطة ومش لاقي حد يطفيه
- أيوة عملت إيه يعني؟ ما إن قالها بترقب حتى رد عليه الآخر بمراوغة
- حاجة بسيطة ياشاهين مـ.ـا.تشغلش بالك بيها
ضـ.ـر.ب كفيه على الطاولة بقوة وهو ينظر له بتحذير
- يحيى!
ليقول يحيى بإعتراف على الفور. فهو يعرف بأن لا مفر من مخالب شاهين إن أراد أن يعرف شيئا سيعرفه عاجلا أو آجلا.
- بص بصراحة هو أنا بعتله صورة من قسيمة الجواز وهو فالسـ.ـجـ.ـن وكتبت وراها حبيبة قلبك هتنام في حـ.ـضـ.ـني الليلة وهسيب لعقلك يتخيل ويتصور اللي هيحصل بينا
ما إن ختم كلامه حتى وجد شاهين ينقض عليه كالكوبرا ليدفعه بعنف على الحائط وأخذ يضغط على عنقه بساعده الأيسر بقوة وهو يقول بغضب ممزوج بصدmة.
- ولااااااااا، عايزه يتخيل إاايه، إحنا آااه فينا كل حاجة وسـ.ـخة ممكن أي حد يتخيلها بس إنك تبقى قليل غيرة على عرضك دي حاجة جديدة عليا مكنتش أعرف إن الخصلة دي فيك
إقترب منهم ياسين بسرعة ترقبا لأسوأ تطور وهو يقول
- إهدى ياشاهين، مش كده، هو حصل إيه لكل ده؟
نظر شاهين بغضب إلى عينين أخيه يحيى وهو يقول
بخذلان واضح من فعلته.
- في إن أخوك نسي إن البـ.ـنت بقت عرضة هو، إزاي يعمل كده، أنا كنت من الأول مش راضي على اللي عمله، بس طالما نشف دmاغه يتحمل النتيجة...
ابتعد عنه أو بالمعنى الأصح نبذه من بين يده وسأله بإختناق، مراتك فين دلوقتي
يحيى بهدوء وهو ينظر على الأرض: في شقتي.
- أنت بتهزر صح!، بصلي هنا وقولي إن اللي فهمته غلط، قالها شاهين وهو ينظر له بعدm تصديق وشك لعل الآخر ينكر. ولكن ما إن أكد له بصمته وعدm رده عليه، حتى جن جنونه رسميا
- جايب مراتك وسط المجرمين وقطاعين الطرق، أنت تجننت صح. غضبك وحقدك على الزفت التاني خلاك واحد متسرع وعديم المسؤولية، بقت تصرفاتك طايشة ومن غير حساب...
نظر يحيى لياسين لعله يساعده ولكن ما إن وجد الصدmة تزين ملامح الآخر أيضا حتى زفر أنفاسه بضجر ثم قال بتبرير
- ياريت تفهموني إنتم الإتنين، أنا ماكنش عندي مكان أسيبها فيه وأأمن عليها، أعمل إيه يعني
شاهين بإنفعال
- تقوم تجيبها بإيدك هنا اااانت هتستعـ.ـبـ.ـط يالااااا، تعرف لو شمو خبر إنها موجودة هنا هيحصل إيه،!
إلتفت إلى ياسين وضحك بقهر، ساكت ليه إنت التانى، مـ.ـا.تتكلم وتقوله هيحصل فيها إيه لو حد شم خبر بوجودها...
صمت شاهين فهو عاجز عن الكلام حقا وأخذ ينظر إلى الإثنين ثم أخذ يحرك رأسه يمين وشمال ليقول بعدها بأمر وهو ينظر ليحيى
- البـ.ـنت دي ترجع من المكان اللي أخذتها منه و الليلة تطلقها قبل ما الفاس يوقع بالراس
يحيى برفض قاطع
- مش هقدر، لاطبعا، طـ.ـلا.ق مش هطلق
ياسين بإستغراب من رده بهذا الشكل
- ليه، هو إنت لحقت حبيتها ب 24 ساعة دي
يحيى بنفي
- لاء بس هي ماعندهاش حد غيري، خالها إنسان وا.طـ.ـي ماينفعش أرجعها ليه...
- إنت عنيد كده ليه، هااا ليه، مابتسمعش كلامي ليه أنا مش عدوك أنا أخوك وخايف عليك طريقك دي آخرته وحشة إسمع مني و رجعها لخالها أحسن بكتير مـ.ـا.تبقا كل يوم في حـ.ـضـ.ـن واحد، ما إن قالها شاهين بجدية تامة حتى رفع يحيى نظره له بصدmة ليقول بعدها بغضب
- أنت بتقول إيه!
شاهين بتهكم وقهر من غباء الآخر: تسرعك وغرورك خلاك تنسى قانون الوكر. إن أي ست تدخل هنا بتبقا متاحة للجميع بمزاجها أو غـ.ـصـ.ـب عنها.
صمت عنـ.ـد.ما رأى شحوب أخيه وهنا أخذ يصـ.ـر.خ به بغضب وهو يضغط على أسنانه حتى كادت ان تتكـ.ـسر
اااااااااااايه بلمت كده ليه! هاااااا، صدmتك بكلامي مش كده، إنت عارف مشكلتلك إاايه إنك مابتفكرش إيه هي عواقب أفعالك والنتيجة أهي عرضك هيبقى من إيد لإيد
يحيى بقوة ورفض مغرور لهذه الفكرة: بس دي مراتي أنا، مرات يحيى اللداغ حتى لو حد عرف إنها موجودة محدش هيتجرأ يبص ناحيتها بصة وحدة حتى.
عض شاهين شفته السفلية وأخذ يحرك رأسه ثم نظر له بتمعن وقال بسخرية مرة
- إذا كانت مرات الحاج سلطان ماسلمتش من ولا واحد منهم مراتك أنت هتسلم
غزى التـ.ـو.تر والقلق قلبه وأخذ يقول بثبات واهي كالقش
- محدش يعرف إنها موجودة هنا ومش هخليها تطلع ابدا وهقفل عليها وبكده هحميها لحد اااء
قاطعه وهو يرفع حاجبه
- أيوااااااا لحد امتى
- معرفش بس هحاول ألاقي مكان تاني بأسرع وقت.
قالها يحيى بشرود وضياع داخلي ثم تركهم وخرج لينظر ياسين إلى الآخر وقال
- مـ.ـا.تساعده وتلاقيله مكان لمـ.ـر.اته!
- تؤ، خليه يتحمل قراره الغـ.ـبـ.ـي، قالها وهو يعود إلى كرسيه ليضع قدm فوق الأخرى ليأتيه رد ياسين
- أيوة بس ده يحيى حبيبك اللي ربيته وأديته إسم اللداغ، ده مني ومنك، أخونا هتسيبه كده يتأذى!
شاهين بمغزى
- أكيد لاء مش هسيبه، أنا هاحميه هو وعرضه بروحي بس لازم يحس أنه لوحده عشان مايتعلمش أنه يعتمد على حد...
إبتسم ياسين براحة وقال
- من يومك كبير
شاهين بثقة
- سيبك من يحيى محدش يقدر يقرب منه وأنا عايش وقولي إنت بقا ياااا باشا ناوي تهبب إيه مع بـ.ـنت سعد شكلك مش هتجيبها البر
ياسين وهو يغمزه
- ناوي أعيش معاها بالعسل دي البت لوز
شاهين بإستفسار
- إلا صحيح أنت خليت سعد يرجع هنا إزاي بعد ماكان بقاله سنين مستقر هناك ومكون حياته
- سيلين، ما إن نطق إسمها ياسين حتى تحفزت جميع حواس شاهين وهو يقول بحذر
- مالها.
- هي السبب، لما عرفت إنها نقطة ضعف سعد إشتغلت ع النقطة دي، وعرفت وقتها إنها مصممة أزياء مبتدئة بس موهوبة. وبتعافر عشان توصل، ساعدتها
شاهين باستفسار
- ساعدتها بإيه؟
- لما عرفت إنها مشتركة في مسابقة كبيرة لأكبر شركات أزياء في لوس أنجلوس. دفعت
فلوس بالهبل عشان هي تفوز...
شاهين بإستفهام
- ليه عملت كده هتستفاد إيه؟
إعتدل ياسين بجلسته وأخذ يشرح للآخر وهو يقول.
- أقولك، سعد برغم السنين اللي عاشها برا بس هو كان مراقب بناته جدااا وبيتجنن حرفيا لو لاقى حد بيقرب منهم أو بقت وحدة منهم محط للأنظار، بيخاف عليهم لدرجة مـ.ـا.تتوصفش، وأنا بقا لعبت ع النقطة دي.
خليت سيلين تفوز ويبقى العرض لتصميمـ.ـا.تها ويوم العرض دفعت للعارضة الرئيسية أنها متطلعش وتتحجج بأي حاجة و فعلا التانية نفذت بالحرف المطلوب منها وده اللي خلى سيلين هي اللي تلبس فستان الفرح اللي صممته بنفسها وتطلع هي ع الاستيج بدالها قدام الكل
قطب جبينها وقال
- ايه اللي خلاك متأكد إنها هتعمل كده.
- سيلين شاطرة في شغلها وهي ماصدقتش إنها توصل للمرحلة دي فأكيد مش هتسمح بإن شغلها كله يبوظ عشان حاجة زي دي، كان لازم تتصرف وقتها...
- ماكان ممكن تخلي أي حد يطلع في عارضات كتير
ياسين بإطراء.
- سيلين عارفة إمكانياتها وجمالها وعارفة إن لو هي طلعت بالفستان هيبقى في ضجة حقيقية ع العرض وده اللي حصل فعلا، أنت ماشفتش فلاشات الصحافة ولعت إزاي لما ظهرت قدامهم، وشها بيساعد جدا ذكية بتعرف تجذب الأنظار ليها وهي إستغلت النقطة دي لصالحها
بس أنا كمان دفعت لكام صحفي عشان يخليها الخبر الرئيسي للمجلات بتاعتهم وصورها تكون ع الصفحة الأولى وبقت وقتها خبر الموسم هناك.
وده اللي خلى سعد يلف حولين نفسه لما شاف حبيبة قلبه هتضيع من بين إيديه وخصوصا لما بقيت أبعت ع شقته بوكيهات ورد بأسماء رجـ.ـال أعمال معروفين بيعزموها ع العشا أو سهرة
شاهين بترقب لرد فعلها
- وهي كان ردها إيه.
- لاء ما أنا كنت ببعتهم لسعد مش ليها براقب المكان ولما تكون مش موجودة ببعتهم ليه وهو بيتجنن و وقتها كنت عرفت أتسلل ليه وعملت معه شراكة وصداقة وخليته يأمن من ناحيتي وشجعته بإنه يرجع مصر وهو وافق على طول وطلب مني إني اجهز الأوراق ليه بسرعة من خـ.ـو.فه على بـ.ـنته من إنها تضيع.
وهنا بقا عملت آخر حركة خليت مدير ميرال يضايقها ويزعجها عشان يجبرها ع الإستقالة. و نجحت وإتعرفت عليها وبكده الكل كان موافق إنه يرجع إلا سيلين كانت رافضة، بس إقتنعت إزاي دي بقا معرفش، فكرت إنها هتعند وترفض بس رضخت لوالدها بسرعة عارف ده معناه إيه، معناه مش بس سيلين نقطة ضعف والدها لاااا، سيلين طلعت كمان نقطة ضعفها هي سعد لأنها سابت حلم عمرها بعد ما إتحقق وجت هنا عشانه بس! تخيل!
صمت ياسين عنـ.ـد.ما إنتهى ليشرد شاهين بكلامه وهو يتذكر كيف كانت عينيها منفوخة من البكاء في أول مرة يراها في المطار، كانت حزينة على مافاتها.
عرفت الإبتسامة طريقها بالتدريج الى فمه ما إن زاره طيفها كيف كانت تتمايل بخصرها أمام المرآة وكيف كانت تزم شفتيها بتركيز لتضبط الحركة ولكن سرعان ماعبس وجهه عنـ.ـد.ما تذكر هجومها الشرس عليه عنـ.ـد.ما أمسكته بالجرم المشهود وهو ينظر لها، وكيف إنعقد لسانه عن الرد أمامها وكأنه مذنب أمامها.
- دي طلعت سحرها باتع عليك وأنا معرفش، قالها ياسين وهو ينظر إلى شاهين بخبث الذي ما إن نظر له وفهم مقصده حتى تركه وخرج دون أن يعلق على كلامه وكأنه لم يسمع منه شئ...
ضحك ياسين بعدm تصديق هل مارأى الآن حقيقة هل أستطاعت تلك الصغيرة لفت نظر شاهين لها، شاهين اللداغ الذي لم يلتفت لأي أنثى في حياته وكأنه راهب رفض قربهم بشـ.ـدة يحتقرهم ويقلل من شأنهم في كل مكان، وكأنهم حشرات أمامه، يكرههم حتى النخاع.
تنهد بحيرة هل ما شعر به صحيح أم أنه أخطأ الحكم
أخذ يفكر ويفكر حتى تعب ليقرر في الاخر الإستعانة بيحيى لكي يساعده بكشف ماهية أخيه. و وقتها سيعرف إن كان محقا أو مخطئ وعلى حسب النتيجة سيقرر ماذا سيفعل
مساء في فيلا الجندي
كانت مـ.ـا.تزال جالسة في الصالة لم تصعد بعد إلى غرفتها.
نظرها معلق بالتلفاز ولكن عقلها بعيد كل البعد عن ما ترى الآن، كلمـ.ـا.ته المتقنة الإختيار أثرت بها حقا، لم تسمح لأي شخص طوال حياتها أن يتجاوز معها الخطوط الحمراء ولكن ياسين هذا أخترق حصونها دون إستئذان منها وكأنها حق مكتسب له بالوراثة...
يفرض عليها حضوره بهيئته الطاغية، ترفضه أمامه ولكن في داخلها راغبة بأفعاله ووقاحته معها، تخجل من نفسها من رغبتها هذه ولكن عليها أن تكون صريحة مع ذاتها، ياسين يروق لها حقا...
عمرها الآن 28 سنة ولكن مـ.ـا.تشعر به الآن يثبت بإن روحها مـ.ـا.تزال مراهقة، إصراره عليها يشعرها بأنوثتها وبأنها مرغوبه جدا...
- سرحانة في إيه، ما ان قالتها داليا وهي تجلس إلى جوارها حتى شهقت ميرال بصوت عالي وكأن والدتها كشفت كل أسرارها ومشاعرها وماكانت تفكر فيه مما جعل داليا تنصدm من رد فعل إبـ.ـنتها لترفع يدها وأخذت تمسح على رأسها بحب وهي تقول
- بسم الله عليك، مالك ياحبيبتي
ميرال بتـ.ـو.تر
- مافيش بس ماخدتش بالي لما دخلتي عليا عشان كده خفت مش أكتر
نظرت لها داليا وقالت
- وضعك مش عاجبني
ميرال بإستغراب
- ليه أنا عملت إيه؟
لتقول داليا بحيرة
- ماعملتيش بس سرحانة طول الوقت ومش معانا ودايما قاعدة لوحدك، مالك ياحبيبتي
- مافيش، قالتها وهي تنحني بجذعها العلوي لتضع رأسها بأحضان والدتها، لتبتسم داليا على فعلتها هذه وأخذت تداعب خصلاتها بحنية وبعد مدة لم تتعدى الثلاث دقايق، قالت بخفوت لإبـ.ـنتها وهي تراقب ردة فعلها
- الحب حلو مش كده
كلمـ.ـا.تها البسيطة هذه جعلت ميرال تنهض بفزع وهي تقول بخـ.ـو.ف
- حب إيه ده، قصدك إيه.
زوت مابين عينيها وقالت بإستغراب
- مالك خفتي كده ليه
ميرال بلامبالاة مصطنعة
- وهخاف من إيه يعني
- معرفش أنا اللي بسألك، ما إن قالتها حتى إلتفتت لها ميرال وقالت بضيق من نفسها ومن ما حولها
- ماما
- ياقلب أمك، تعالي، قالتها وهي تسحبها إليها لتعيدها إلى أحضانها وأخذت مرة أخرى تلعب بخصلاتها...
الحب حلو ياميرال وحلو أوي كمان بس لو كان في النور، اللي يحبك ييجي يكلم باباكي مش يكلمك إنتي ولا يقرب منك إنتي...
نظرت لها ميرال بشك
- إنت شكلك ت عـ.ـر.في حاجة
أومأت لها بنعم وقالت
- شفته من بعيد لما جا عندك وكلمك جنب البسين وكان باين أوي أنه معجب بيكى
ميرال بإستفسار
- و رأيك إيه في اللي شفتيه
تنهدت الأخرى وقالت
- رأيي إنك تحطي ليه حد، لأنه شكله كده واخد راحته معاك خالص وكان قاعد قريب منك أوي وده غلط، ياسين باين عليه مش سهل وكل حركة هو بيعملها بيكون عارف هو بيعمل إيه وإنت مش هت عـ.ـر.في تقفي قصاده.
سحبت نفس عميق وهي تقول بإختناق
- مش فاهمة عايزة توصليلي إيه؟
- إنتي وهو معادلة غير متكافئة، هو ذكي جدا وعنده دهاء يقدر يلف دmاغك بكلمتين بس، والدليل سرحانك اللي من شوية ده
ميرال برفض وضيق لما سمعت
- أنا مش غـ.ـبـ.ـية وعارفة اللي قصادي عايز إيه
داليا بهدوء.
- ياحبيبتي إنتي ذكية جدا بس نقية وماعندكيش خبرة والبـ.ـنت بتكون ضعيفة وحساسة قصاد نظرة ولا كلمة حب. فعشان كده إبعدي عنه وبلاش شغلك مع باباكي ده لإنك هتكوني قريبة من التاني و زي مابيقوله الباب اللي يجي منه الريح نسده ونستريح
ميرال بإستنكار
- ياماما أنا مش صغيرة وبعرف أوقف اللي قصادي عند حده لو دايقني ياريت تثقي فيا
- أنا بثق فيك بس
ميرال بمقاطعة
- مافيش بس، وإتأكدي إني عمري ماهخذل بابا ولا هخون ثقتكم بيا.
- وأنا متأكدة من ده، ولو هو جد معاك هتلاقيه كلم باباكي عنك وطلبك منه ولو كان نيته لعب وقتها هتلاقيه زهق من صدك ليه وبعد من نفسه وراح يدور على غيرك
رفعت ميرال أنفها بمكابرة وأخذت تقول بعدm إهتمام كاذب
- ياماما إنتي بتقولي إيه أنا في الحالتين مش عايزة سواء كان جد أو لاء، مين ده أصلا عشان أقعد وأستنى هو نيته إيه معايا
لتقول داليا بتمنى أن تكون صادقة بما قالت.
- ربنا يقدmلك اللي فيه الخير ويبعد عنك شر الناس
إنت وأختك يارب
- آمين
- أنا جعانة يابشر، يامامي، انت فين. كانت تنادي بصوت عالي وهي تنزل الدرج لتتوقف أمامهم وتكتف يدها وأخذت تنظر لهم بنظرات متفحصة وهي تسألهم
إيه الأجتماع المغلق ده...
لترد عليها داليا
- ولا اجتماع ولا حاجة وقوليلي إيه الغاغة اللي عملاها دي
- جعانة، ما إن قالتها سيلين وهي تمسك بطنها حتى
نظرت داليا بإبتسامة نحو زوجها الذي أخذ ينزل وهو يقول.
- بنوتي الحلوة مالها مين اللي مزعلها
سيلين بدلع وبكاء مصطنع وهي تذهب نحوه تستعطفه بعينيها: جعااانه ياناس، الرحمة
كاد أن يتكلم سعد إلا أن داليا غمزت له بمعنى انتظر وأخذت تقول بلا مبالاة مصطنعة
- المطبخ قدامك أهو إعملي اللي يعجبك هو حد حايشك
- هو أنا هستحمل لحد ما أطبخ، بقولكم جعانة، يرضيك يابابي الكلام ده، قالتها وهي تمسكه من ذراعه ليقرص وجنتها وهو يقول
- حبيبة قلب باباها عايزة إيه...
سيلين بشقاوة.
- بيتزا إيطالية سخنة وجبنة سايحة عليها كده إمممم بذمتك ماجعتش إنت كمان ع السيرة
ضحكت ميرال عليها فهي تعرف ماذا تريد. لينظر لها سعد بغـ.ـيظ وهو يسألها
- ودي طبعا عايزة تطلبيها من المطعم مش كده
أومأت له بنعم وهي تقول
- أيوة
ضـ.ـر.بها على رأسها بخفة وهو يقول: جتك أواه، إحنا قولنا إيه في آخر مرة...
أخذت سيلين تدلك رأسها بضيق وهي تقول برفض
- إحنا ماقلناش حاجة هااا.
- بقى كده، ما إن قالها بحدة حتى ذمت شفتيها واخذت تقول بدلال لتجعله يوافق
- يا بابي نفسي رايحالها هتستكترها عليا، ده أنا حتى اللي هدفع
رفع حاجبه وقال
- بجد، وهتاخدي فلوس منين عشان تدفعي
سيلين بصراحة
- من جيبك طبعا يابابي
عض سبابته وسحبها نحوه كالحـ.ـر.امي من ثيابها وهو يقول
- أعمل فيكى إيه مابتسمعيش الكلام ليه زي أختك.
سيلين بتوضيح لذيذ يعشقه والدها: يابابي مش كل حاجة هتكون زي ما إحنا عايزين لازم تكون نص ونص، نص عاقل وهادي وراكز زي ميرال والنص التاني مـ.ـجـ.ـنو.ن زيي، الدنيا مابتديش كل حاجة حلوة ولا إيه، مش ده كلامك
سعد وعينيه تلمع بعشق أبوي
- والله ثم والله ربنا أداني أحلى حاجة في الدنيا لما رزقني ببنوتة زيك كده...
لتقول سيلين وهي تحاول إستغلال هذه الفرصة
- وبمناسبة الكلام الحلو ده مش هتطلبلي أكل
سعد برفض قاطع وصريح
- لاء.
- بردو، قالتها وهي تلوي شفتيها بزعل إلا أن سعد هذه المرة لم يخضع لنظراتها المتوسلة وأصر عليها أن تدخل المطبخ وتطهي بنفسها لهم هذه الليلة، عند قراره هذا أخذت تضـ.ـر.ب قدmها على الأرض برفض لهذا الظلم من وجهة نظرها إلا أنها رضخت في الآخر وهي تغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة لتذهب معها ميرال لتساعدها وهي تضحك عليها
ليجلس سعد على الأريكة بعدmا ذهبوا وهو يضحك عليهم، نظر إلى زوجته التي كانت تجلس بعيده عنه.
ليضـ.ـر.ب بيده على المكان الذي بجانبه بخفة بمعنى تعالي إلى جانبي وبالفعل ما إن فعلها حتى ذهبت داليا له ودون مقدmـ.ـا.ت أدخلت نفسها بأحضانه مستغلة عدm وجود الفتيات لينظر لها سعد بحب ثم أخذ يقول بمشاكسة
- شكل حـ.ـضـ.ـني وحشك أوي
داليا وهي تدفن نفسها فيه أكثر وتقول
- أوي أوي، أنت بتقول فيها
سند ذقنه على أعلى رأسها وقال بأسف
- مقصر أنا بإهتمامي صح
داليا بتفهم
- أنا عذراك ياحبيبي ربنا يعينك مشاغلك مش شوية.
حاوطها بذراعيه بقوة ثم أخذ يقبل جبينها وهو يقول
- إستحمليني الفترة دي لغاية ما أرتب أموري وأستقر...
والله الشغل فوق راسي، ده حتى لسه في حفلة بعد بكرة إتورطت فيها ولازم اروحها
إبتعدت عنه وقالت
- هتاخدنا معاك، صح؟
إعتدل بجسده وقال
- بصراحة مش حابب إنكم تيجوا
- بس سيلين متحمسة لما عرفت وهي قاعدة بتفكر هتلبس إيه، وميرال كمان عاملة حسابها تحضر معاك بصفتها مديرة قسم الحسابات
سعد بضيق
- مين اللي قال لهم أصلا.
- أنا، وما إن نظر لها بعتاب حتى أكملت، والله أنا أتكلمت عادي فهما فهموها إني ببلغهم عشان يجهزوا نفسهم، وبعدين فيها إيه لما نروح كلنا مع بعض اللي فهمته إن الحفلة محترمة
وبعدين ياحبيبي بيني وبينك، البنات كبروا سيبهم يشوفو الناس والناس تشوفهم بلاش الكتمة دي مش يمكن نصيب وحده منهم يتفتح وربنا يبعتلها إبن الحلال ونفرح بيها
كلامها كان كالصاعقة لزوجها الذي فتح عينيه وقال بصدmة.
- نفرح بإيه، لاطبعا بعد الشر، ده أنا اللي يفرحني بجد هو إني أشوف بناتي قاعدين حواليه كده وماليين عليا البيت وأشبع منهم
- بعد الشر؟ هو الجواز بعد الشر ياسعد، ما إن قالتها وهي تفتح فمها بذهول حتى أكد الآخر على ذلك
- طبعا شر طالما هيبعدهم عني إنت بتقولي إيه.
. مافيش جواز على الأقل من هنا لعشر سنين و الحكاية دي يا هانم تشليها من دmاغك وأوعي تفتحيها قدام وحده منهم بلاش تزرعي الكلام ده بدmاغهم وتفتحي عنيهم على الحاجات دي من دلوقتي.
- عشر سنين يا سعد، أنت بتتكلم جد عايز بناتنا يبقوا عوانس
سعد بفرحة وتمني
- ده هيبقا يوم المنى
داليا بعدm تحمل
- لاااااا أنا هقوم أساعدهم أحسن من ضغطي يترفع أكتر من كده
نظر سعد الى أثرها وهو يقول بضجر مضحك.
- ده أنا ضغطي اللي إترفع، قال جواز قال بقا أنا أكبر وأدلع وأسهر على مرضهم، وأخاف عليهم من الهوا عشان في الآخر اديهم لواحد منعرفش قرعة أبوه منين
( تصدق معاك حقك منطق بردو ههههههههه )
بعد منتصف الليل في الوكر
عند غالية كانت تجلس عند الشباك تراقب هذه المنطقة الغريبة بفضول، كل شئ هنا مختلف، أطفال متسخين بثياب قديمة متآكلة وكأنهم شحاتين وشباب نور الرحمة مسـ.ـر.وق من وجههم تعابيرهم كالمجرمين تماما...
الشيء الغريب الذي لاحظته أثناء مراقبتها طول النهار بأنها لم ترى أي فتاة هنا أو حتى سيدة عجوز، كان اليوم هادئ جدا، اصوات قليلة. حركة تكاد أن تكون معدومة.
ولكن ما إن غابت الشمس حتى بدأت الرجـ.ـال بالظهور كالنمل، نعم فقط رجـ.ـال، لحظة، لحظة. لقد لفتت نظرها إمرأة كانت تقف في شرفة العمارة التي تقع أمامها وما إن ركزت بنظرها عليها حتى وجدتها تغمز لأحد من الشباب خلسة ثم أخذت تؤشر له لكي يصعد لها وبالفعل تسلل لها، لينزل بعد ساعة من الزمن وهو يغلق أزرار قميصه ثم ذهب بعيدا.
انتفضت من مكانها وهي تقول بقرف من مافهمت
- اعوذ بالله، أستغفر الله العظيم يارب...
أخذت تنظر حولها بإختناق إلى أركان هذه الشقة المظلمة فهو منعها من إضاءة النور لكي لايعرف أحد بوجودها هنا...
. يالله ماهذا العـ.ـذ.اب، أين هي الآن، هل مـ.ـا.تزال داخل مصر، أم سافر بها الى أرض الفساد
أخذت تفكر أين هو الآن زوجها المبجل فهو ما إن ضـ.ـر.بها في الصباح حتى خرج ولم يأتي لحتى الآن. إنسان غير مسؤول تركها وخرج وفي المطبخ لايوجد طعام تكاد أن تفقد وعيها من الجوع فهي لم تأكل منذ عقد قرانها أي من ليلة أمس.
وقفت بسرعة متأهبة ما إن سمعت صوت قفل الباب يفتح لتجده يدخل وهو يحمل أكياس كثيرة بيده ليضعها على الأرض بعدmا أغلق الباب خلفه ليضغط بعدها على زر الاضاءة لينتشر النور بالمكان
إلتفت بجسده ليقف برهة عنـ.ـد.ما وجدها تقف بمنتصف الصالة تنظر لها بكره واضح استفزته به ليقول بأمر ممزوج بعجرفة وكأنها خادmته حقا
- تعالي شيلي الحاجات دي وجهزي العشا لغاية ما آخد حمام، يلاااا إتحركي. مبلمة كده ليه.
دون أن ترد عليه تقدmت وحملت الأكياس عن الأرض وذهبت بها إلى المطبخ لتجد بإنه قد أحضر طعام جاهز معه لتبدأ بإخراجه وسكبه وترتيبه على الطاولة الصغيرة الموجودة بالمطبخ وما إن إنتهت حتى وجدته يدخل عليها بغروره المعتاد الذي لا ينتهي
ليجلس على كرسيه بشموخ وكأنه سلطان زمانه ولكن عنـ.ـد.ما وجدها تهم بالخروج حتى قال
- رايحة فين
إلتفتت له وقالت: الحمدلله، شبعانة
إبتسم بضجر وهو يقول بأمر وإهانة متعمدة لها.
- هو مين اللي قلك تعالي إطفحي، روحي إعمليلي شاي عايزه يبقى جاهز أول ماخلص فاهمة
غالية بعناد
- لاء مش فاهمة
- بسيطة أفهمك بطريقتي، بس قبلها إقلعي ده و وريني شعرك، قال جملته الأخيرة وهو يسحب حجابها من رأسها وياريته لم يفعل هذا فشعرها الهائج الغير مهنـ.ـد.م. وسببه هو سحب ربطتها بهذا الشكل إلا أنه زادها جمالا على جمالها، شعرها كستنائي غامق مثل لون عينيها ليس بالناعم كالحرير وليس مجعد كان مزيج بين النوعين...
ولكن ليقطع لسانه إن مدحها برغم جمالها هذا إلا أنه قال بإمتعاض
- شايفة نفسك على إيه بالشكل ده أنا مش فاهم أومال لو كنتي حلوة شوية هتعملي إيه...
نظرت له بعزة نفس وقالت
- رأيك فيا بله وإشرب مـ.ـيـ.ـته، ده أنت فيك العبر
سحبها من عضدها وأخذ يغرز أنامله بلحمها بقوة عن قصد ما إن وجدها تتحداه بعينيها ليقول بغضب من بين أسنانه.
- لسانك الطويل ده هتدفعي تمنه غالي.
سحبت ذراعها منه وهي تقول بغضب: لاتدفع ولا أدفع يا إبن الناس رجعني لبيتنا حالا، أنا مش عايزاك، ويادار مادخلك شر
يحيى بإستهزاء وهو يمسكها من ذقنها ليرفع وجهها له
- أرجعك فين ياحلوة، لخالك اللي باعك، عشان يبيعك تاني
أبعدت وجهها عن مرمى يده بضيق وقالت
- مالكش دعوه فيا يبيعني يرميني. رجعني وبس، وإعتبر اللي حصل ماحصلش ولا كأنك شفتني في يوم.
سحبها من خلف عنقها نحوه وأخذ ينظر إلى عينيها وأهدابها الطويلة المحاوطة بها وكأنه يريد ان يستكشف مواطن جمالها وهو يتحسس شريانها النابض بأبهامه وهو يقول بهسيس خافت
- إنت مراتي، ماليش دعوة إزاي، أمرك يهمني
بادلت نظراته المعجبة بإستخفاف: أنت متعرفش معنى الجواز أساسا عشان تيجي وتشيل همي، رجعني لأمي و زي مادخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف...
إبتعد عنها وهو يقول.
- وطالما أمك موجودة، ليه سمحت لخالك يعمل فيك كده، ويبيعك بالرخيص ليا
نظرت له بكبرياء وهي تكتف يديها وكأن كلامه هذا لم يؤثر بها
- خالي قال أنه راح وسأل ع العريس وطلع مافيش زيه وهو فعلا طلع مافيش زيه، لا صلاة ولا عبادة ده غير هدوم البنات الوسـ.ـخة اللى مـ.ـا.تتخيرش عنك بلاقيها متنطورة هنا وهناك، وما خفي كان أعظم.
- بنات! ااااه قولي كده ياغلا ده إنتي طلعتي بتغيري طب ماكنتي تقولي إنك عايزة حقوقك وأنا عنيا ليك و أوعدك إني أدلعك زيهم وأكتر كمان.
- أنت بجد إنسان مقرف عامل زي الحـ.ـيو.ان غرايزك بتمشيك، ما إن قالتها باشمئزاز حتى جن جنونه وسحبها من شعرها ورفعها له بكل قوته ليصبح وجهها قريب منها ليمسك فكها بيده الآخر وأخذ يعتصره بين أنامله وبرغم أنينها الصامت المتألم لم يحررها حتى وجد الدmاء بدأت تظهر من بين شفتيها المزمومة.
ما إن تركها أخيرا حتى إلتفتت وأعطته ظهرها ولكن لم يسمع بكائها ولا حتى شهقاتها كما كان متوقعا وهذا الشيء جعل غضبه يزداد ليسحبها من معصمها وخرج بها إلى الصالة، كادت أن تصرخ من عنفه معها فذراعها تكاد أن تخلع حقا من مكانها ولكن مستحيل أن تبكي أمامه وتجعله يشعر بلذة الإنتصار عليها.
شحب وجهها ما إن رأته يفتح باب الشرفة، هل سيرميها منها! هذا ماخطر في بالها ولكن إنصدmت عنـ.ـد.ما رماها حقا ولكن على أرض الشرفة الجافة الخشنة ثم دخل وأغلق بابها بأحكام من الداخل ثم ذهب وأطفأ النور بكامل الشقة لكي لايراها أحد من الشارع
إبتلعت لعابها الناشف بخـ.ـو.ف وهي تعود بجسدها إلى الباب لتسند نفسها عليه وتحمد ربها بأن سور الشرفة مغلف بقماش بني لايراها أحد من خلاله إلا إذا استقامت بطولها...
حذرها مرة بأن لايراها أحد وهي نفذت ليس طاعة فيه ولكن هي حقا خافت من هذه الوجوه الموجودة هنا
أسندت رأسها على الباب المغلق ونزلت دmـ.ـو.عها رغما عنها بانكسار على كرامتها اللي إنهانت وتبعثرت، لتقول بصوت بالكاد هي تسمعه
- تعالي يا ماما شوفي حال بـ.ـنتك أخوك جوزني لواحد
صـ.ـا.يع، فاسد، عديم الأخلاق، ماشى ييقول شكل للبيع، بيوزع شره برا وجوا البيت مش عاتق حد.
صمتت وجمدت بمكانها وتحجرت عينيها ما إن رأت تلك التي تقطن أمامهم مع رجل بمنظر جعلها تشعر بالغثيان
هذا غير صوت الكلاب المنتشرة بالشارع وتجمعات الشباب وهم يشربون ويضحكون، كان الوقت متأخرا جدا ولكن من يرى هذه الأجواء الغريبة يظن بإنه الليل في أوله...
ولكن على مايبدو بأن الحياة تمشي هكذا هنا الليل نهار.
والنهار ليل، فهنا مع شروق الشمس و أول ساعات الصباح تختفي هذه الضجة كلها ويعم الهدوء على المكان بشكل مخيف وكأنها مهجورة
أغمضت عينيها وأخذت تشهق بقهر على حالها عند وقع نظرها إلى قدmيها الحافية وشعرها المكشوف وثيابها المنزلية، رفعت رأسها إلى الأعلى وأخذت تنظر للسماء
وهي تناجي ربها بصمت وترجي بأن يحميها وينقذها من هذا المستنقع الذي وقعت به.
لم تعد تشعر بأطرافها التي تجمدت من عدm تحركها وبرغم الألم الذي غزا جسدها إلا أنها بقت ثابتة بمكانها خـ.ـو.فا أن يلمحها أحد، كان هذا أكبر مخاوفها.
بقت على هذا الحال حتى ثقلت جفونها وأغلقتهم لتغفى وهي بوضعها هذا أو دعونا نقول بشكل أوضح فقدت الوعي لأنها لم تشعر بفتح الباب ولا حتى بذلك الشخص الذي أخذ ينظر لها برهة من الزمن ليحملها بعدها بين ذراعيه ما إن وجدها جسد دون روح ليدخل بها إلى غرفته ليضعها على فراشه ثم رفع بغطائه عليها وأخذ يدثرها به جيدا وما إن انتهى حتى تركها وخرج من الشقة بأكملها
( اليد التي تجـ.ـر.ح لانريد منها العلاج، يحيى ).
↚كانت الأحداث هادئة نوعا ما في حياة أبطالنا حتى جاء موعد الحفلة لتقلب الموازين كلها
في فيلا الجندي.
كانت تتفنن بوضع المكياج الخاص بها وبعد مدة ما إن انتهت من وضع الروج واللمسات الأخيرة لوجهها حتى سحبت ربطة شعرها لتبدأ بتصفيف خصلاتها المموجة، تارة تضعه على كتفها. وتارة أخرى ترفع نصفه لتستقر في النهاية بإنها سترفعه كله بإهمال إلى الأعلى بتسريحة أنيقة ثم أخذت تثبته بدبوس أنيق بكريستال ذهبي لتبدأ بعدها بتنزيل بعض الخصلات القصيرة على وجهها وعنقها...
إبتعدت قليلا عن المرآة لترى هيئتها الأخيرة بعدmا قامت بنثر عطرها الخاص، كانت فاتنة ومغرية بفستانها الحرير باللون البني المحمر ذو حمالات رفيعة جدا يصل طوله إلى كاحليها وتصميمه بسيط جدا ولكنه أظهر جمال قوامها وهو يلتف حول تفاصيلها البـ.ـارزة بإتقان...
وضعت شال على كتفيها ليغطي مايظهر من الفستان
توقعت بإنه سيقلل من جمالها ولكن زادها أناقة ورقة.
وهنا إبتسمت بغرور ورضا ممزوج بثقة وهي تتطلع إلى هيئتها النهائية...
قطع تأملها لنفسها دخول ميرال التي سألتها بإبتسامة وهي تدور حول نفسها
- إيه رأيك ياسيلي؟
أخذت تتمعن بإطلالة أختها فهي كانت ترتدي فستان بكم طويل باللون النيلي وعليه رتوش لامعة مع تسريحة بسيطة للغاية أظهر جمالها حقا وهذا ماجعل الأخرى تقول بغرور عالي
- لازم تشكريني لأني إخترتلك الفستان الحلو ده
ميرال بشك
- يعني بجد حلو! والا بتجامليني!
إبتسمت سيلين بثقة وأخذت ترتدي الحلق وهي تقول
- مـ.ـا.تخافيش هيعجبه
لتقول ميرال بضيق من تلميحاتها الواضحة
- هيعجب مين
نظرت ل أختها بخبث وقالت
- اللي في بالك
ميرال بمكابرة كاذبة كالعادة
- على فكرة هو آخر همي
سيلين بإطراء
- برافو، وهو ده الصح ياحبيبتي خلي الكل آخر همك مش بس هو، أهم حاجة أنتي وعيلتك والباقي مجرد كماليات في حياتنا. اسعدونا بدخولهم حياتنا كان بها...
و.جـ.ـعوا لينا دmاغنا نديهم بلوك محترم ونمسكهم من طراطيف صوابعنا كده ونرميهم بأقرب زبـ.ـا.لة، بصي. ميرال ياحبيبتي أنتي محتاجة درس تقوية و لازم تمشي على مبدأ أنا ثم يأتي الباقي من بعدي طيبتك دي مش هتأكلك عيش لما تنضـ.ـر.بي على قفاك وتتكفي على وشك
وتيجي تعيطيلي
- غرورك ده هيوديك في داهية ياسيلين، قالتها داليا وهي تدخل عليها لترفع سيلين حاجبها ثم أخذت تحرك رأسها بدلع وهي تقول.
- ومتغرش ليه، إذا كان سعد الجندي بابايا و داليا هانم الدسوقي مامتي وميرال أختي هحتاج إيه كمان عشان أتغر
داليا بإبتسامة حب من شقاوتها
- والله أنا خايفة ليجي يوم و تقعي على بوزك بحب واحد يطلع عليك الجديد والقديم
سيلين بنفس ثقتها
- لاء مـ.ـا.تخافيش بالعكس خافي على اللي يفكر يقرب مني لأن بابا هياكله بسنانه لو قرب فعلا، وبعدين أحب مين، أنا مش هحب غيركم إنتم التلاتة وبس
داليا بعدm تصديق.
- متأكدة؟ مش هتغيري رأيك مع الزمن، وتيجي تقول بحبه يامامي
- طبعا لاء يامامي مش هعمل كده، قالتها سيلين بتأكيد وهي تضع طبقة ثانية من أحمر شفاهها مما جعل ميرال تعجب به وهي تقول
- الروج بتاعك لونه حلو أوي مع الفستان لايق جدا
، ده بني مش كده
- إسمه بني محمر، مزيج ناري بين البني والأحمر والنتيجة زي ما إنت شايفة، يطلع اللون ده...
- بس مش حاسة أنه أوفر شوية، قالتها داليا وهي تتمعن بهيئتها لتحرك رأسها الأخرى وهي تقول بتوسل
- لاء مش أوفر أوي يعني، وبلاش بالله عليكي تركزي معايا الليلادي، ركزي مع ميرال أحسن وحاولي تشغلي بابا عني بلاش تزعلوني سبوني فرحانة بشكلي
- بس يابـ.ـنتي أنتي مش محتاجة كل ده. شوفي أختك مكياجها ناعم إزاي وهادي.
تنهدت سيلين بضجر من هذه المقارنة التي تحصل دائما لتحاول ان تغير الموضوع وهو أن تهرب من هذا الحوار العقيم من وجهة نظرها
- أنا خلصت وهسبقكم على تحت، إوعوا تتأخروا. بابا هيتعصب، قالت الأخيرة وهي تتركهم وتخرج من غرفتها لتنظر داليا لميرال وهي تقول
- شوفتيها هـ.ـر.بت إزاي وبردو عملت اللي في دmاغها
ومسمعتش كلامي
إرتسمت الإبتسامة على ثغر ميرال وهي تقول.
- هي دي سيلين، لو ماعملتش كده هيبقى في حاجة غلط، يلا يا ست الكل ننزل قبل ما سعد باشا يتعصب علينا
- يالا ياحبيبتي
في قاعة للمناسبات الرسمية لرجـ.ـال الأعمال والمستثمرين كانت هناك تقام حفلة إعلان الشراكة بين عائلتين الجندي واللداغ
- بسسسس هو ده اللي مطلوب منك لا أكتر ولا أقل.
يحيى بقلق
- إنت متأكد من اللي عايز تعمله، ولو طلع شكك في مكانه تعرف شاهين هيعمل فيا إيه!
صمت قليلا ثم ضـ.ـر.ب كفيه ببعضهم وأكمل، وأنا بقول ليه ياسين أصر إني أحضر معاهم الحفلة دي، كنت مفكرها حفلة شراكة بس الحقيقة طلع ناوي يعملهالي حفلة توديعي للدنيا دي، تصدق طريقة شيك للمـ.ـو.ت
ياسين بضجر من ثرثرته هذه
- مالك يلاااا مـ.ـا.تنشف كده هو أنا طلبت إيه يعني عشان تعملي الغاغة دي كلها
يحيى بنبرة مستهزئة.
- ولا حاجة يا أخويا، هاطلب إيه يعني، هو بس إني أروح وأقرب من البـ.ـنت اللي حضرتك شاكك إنها عاجبة شاهين اللداغ، عارف لو شكك ده طلع في محله أنا هتعلق على بوابة الوكر مشنوق
- يا أخي إفهم أنا أصلا في الحالتين محتاج حد يقرب من سيلين لأن وقت ما شاهين رفض أنه يقرب من أي وحدة فيهم قولت أنا ألاغي الإتنين مع بعض بس طلعت مزتي عفريتة وحطتني تحت الميكروسكوب، وبصراحة مش عايز أغامر بيها
يحيى بنظرات مستفسرة.
- شكلها عجباك
ياسين بإعجاب
- أووووي، بـ.ـنت الإيه. عليها عيون لوحدها حكاية
- بتتكلموا عن إيه، قالها شاهين وهو يقف خلفهم بشكل مباغت مما جعلهم يلتفتون له بسرعة ليبتسم يحيى بتصنع وهو ينظر إلى هيئته القوية وذراعيه المعضلة فهو كان يقف أمامهم بطوله المهيب
رفع شاهين حاجبه بترقب ونظراته زادت حدة وهو يقول
- في إيه مالكم مبلمين كده ليه؟
- أبدا ده بس يحيى كان بيسأل عن سيلين هتيجي إمتي، ما إن قالها ياسين بنذالة حتى نظر شاهين بإجرام على الآخر وهو يقول بنبرة شر
- وإنت دخلك إيه بيها...
كاد أن يرد عليه إلا أن ياسين أكمل عنه بحقارة
- هو أنت متعرفش بإنها عاجباه واااء
قاطعة يحيى وهو يمسكه من كتفه وهو يقول بهمس
- إسكت يخرب بيتك بلاش تولعه أنت مش شايف إتحول ازاي، ده هياكلني على دفعة واحدة.
إرتفع رنين هاتف ياسين برقم سعد وما إن رأه حتى قال بإستئذان
- ده سعد، أنا هروح أشوفه. شكل عيلة الجندي وصلت أخيراااا، مش هوصيك على سيلين يايحيى عايز البـ.ـنت مـ.ـا.تشوفش غيرك من الآخر تاكل عقلها أكل
فجر ياسين قنبلته الأخيرة بمنتهى الخباثة ثم تركهم وذهب متوجها نحو بوابة الدخول بهدف إستقبالهم
ليلتفت يحيى لذلك الغول الذي كان ينظر له بتوعد وهو يقول بتهديد
- لو لمحت ضلك قرب منها أو عينك جت عليها
ليقاطعه يحيى بسرعة.
- ولا أعرفها أصلا، ده ياسين جابني هنا على عمى عيني، بس قولي قبلها.
البـ.ـنت دي تخصك. صح
شاهين بجمود
- مالكش فيه خليك في حالك
- حقك يابوس، بس هو صحيح بنات الجندي حاجة ماحصلتش زي ماياسين قال؟
- بقولك إيه، قالها وهو يحاوطه بقوة، لا بل بالمعنى الأصح كتفه ليبتلع يحيى رمقه بصعوبه ثم قال بعدها بصوت خافت
- إيه
أخذ شاهين يربت بقوته كلها على ظهره وأكتافه وكأنه يبعد الغبـ.ـار الوهمي عن بدلته وهو يقول.
- مـ.ـا.تروح لمراتك بدل ماعينك تروح ع سيلين بالغلط وقتها هرجعك البيت بإيدي بعد ما أفقعلك عينك
- الله! دي طلعت عجباك فعلا
شاهين بتحذير
- يحيى
- نعم، ما إن قالها يحيى بخـ.ـو.ف مضحك حتى إبتسم له أخيه إبتسامة واسعة جدا ولكن لا تبشر بخير وهو يقول
- أنت قولت حاجة ياحبيبي
يحيى بهروب
- قولت أنا لازم أروح البيت.
- شاطر، يالا إتكل. كان يتكلم مع أخيه إلا أنه صمت و أخذ ينظر نحو المدخل عنـ.ـد.ما وجدها تدخل بأناقتها التي على مايبدو أنها جزء هام من شخصيتها
لم يزحزح نظراته عنها بل أخذ يتنقل بين الحضور بهيبته وعينيه الحادة تراقبها من بعيد بين الحينه والأخرى ثم بدأ كالأفعى يتسلل إليهم بالتدريج إلى مكان وقوفهم...
كانت تقف مع عائلتها تحتضن ذراع والدها بغرور وكأنه لايوجد على هذه الأرض أنثى سواها، ولكن، السؤال هنا؟ لما عليها أن تحتضن والدها لما لاتقف بعيدا عنه قليلا، هذا ما كان يدور برأسه وهناك رغبة عارمة وغاضبة بداخله يتمنى لو يذهب نحوهم وينتزعها منهم حتى لو بالقوة...
تلاشى غضبه ليحل مكانه إبتسامة هادئة وحالمة رغما عنه ما إن وجدها تضحك من كل قلبها، أخذ يقترب أكثر منهم وعينيه مـ.ـا.تزال تسافر في ملامحها الساحرة.
وقف معهم بعدmا ألقى السلام وهنا إلتقت عينيه بخاصتها لتتحول ضحكتها إلى غضب وحقد غير مبرر من وجهة نظره...
لاحظ ياسين هذه النظرات ليقرر حالا إبعاد سعد عنهم وهو يقول
- إتفضل معايا ياسعد بيه أعرفك على أهم رجـ.ـال الأعمال الموجودين
ولكن قبل أن يرد عليه وجدو أحد العملاء المهمين في هذا المجال يقف إلى جانبه.
- أنا جيت بنفسي عشان أتعرف، قالها هذا الرجل ونظره معلق بسيلين مما جعل الكل يقطب جبينه بإنزعاج. والدها والأخوين اللداغ
مد يده لها بعدmا صافحهم جميعا وهو يقول بإعجاب
- متعرفناش بالآنسة، أنا غالب منصور رجل أعمال
وضعت يدها بيده وهي تقول بإبتسامة مجاملة
- سيلين سعد الجندي ديزاينر (مصممة)
- تشرفت يافنـ.ـد.م، قالها وهو ينحنى ليدها وقبلها بطريقة نبيلة مما جعل شاهين يغلي من غضبه.
إستغرب من نفسه ووضعه و ضيقة المفرط هذا...
و أخذ يسأل نفسه لما كل هذا الضيق من تكون هذه بالنسبة له حتى يغضب من أجلها بهذا الشكل لدرجة أراد أن يكـ.ـسر يده التي أمسكت بها وأن يحرق شفتيه التي تذوق بهما نعومة بشرتها
نظر ياسين إلى يحيى من بعيد وأشار له بالتدخل لكي يبعد هذا اللزج من هنا قبل أن يحدث شئ لن يحمد عقباه أحد.
أومأ يحيى برأسه وتقدm نحوهم ليبدأ ياسين بتقديمه لسعد بأنه الأخ الثالث لهم، ثم بعدها إستطاع يحيى أن يذهب بسعد وغالب إلى مكان بعيد لمناقشة آخر تطورات البورصة ومناقشة سعر الأسهم بعدmا أعلنت بعض الشركات إفلاسها
وهنا نظر ياسين بإندهاش إلى أخيه العاقل الرزين الذي يدرس كل خطواته قبل أن يخطوها كيف تحول إلى عكس ذلك تماما ما إن وجده يسحب سيلين من يدها وتوجه بها نحو الباب الخلفي.
أخذ يضحك بعدm تصديق وهو يرى أثر شاهين يختفي من امامه وهو يقول
- والله وجاه اليوم وشوفتك تلف حولين نفسك يابوس، وقال إيه ماليش أنا فالصغيرين
ده أنت طلعت مالكش غير فالصغيرين
صمت وإعتدل بوقفته عنـ.ـد.ما وجدها تختلس النظرات له، كانت فتاته شقية نوعا ما فهو كلما أراد أن يقترب منها وجدها تذهب لمكان آخر، على مايبدو بأنها تعشق المطاردة والمراوغة.
إبتسم لها بحب وما إن بادلته الإبتسامة بخجل حتى فتح عينيه بعدm تصديق ودون تردد ذهب نحوها فهي كانت تقف عند إحدى الطاولات، ليقف إلى جوارها لتلتف ذراعه بخفة حول خصرها المنحوت وهذا ما جعلها تشهق بتفاجؤ من جرأته
ميرال بخـ.ـو.ف
- إبعد، ماما لو شافتك هتولع فينا
- هششششش، متخافيش محدش واخد باله مامتك مشغولة مع باباك
ميرال بصرامة
- ياسين لو سمحت مـ.ـا.تخلنيش أستخدm أسلوب مش حلو معاك إبعد، ده أنت جرئ أوي.
- تعالي، قالها وهو يذهب بها إلى وسط القاعة وما إن وقف حتى سحبها من خصرها بيديه الإثنين وأخذ يتمايل معها على أنغام الموسيقى الهادئة...
نعم هذه حفلة، حفلة عمل لايوجد بها رقص، ولكن إبن اللداغ كان له رأي آخر ما إن بدأ يرقص مع فتاته
أمام الحضور مما دفع البقية أيضا بتنظيم الرقص على شكل ثنائيات
كانت متعثرة تائهة تماما بين مخالبه السامة، نظرت له بضيق وهي تقول بكذب
- أنا مبعرفش أرقص.
- مش مهم، حطي رجلك على رجلي. قالها وهو يقف عن الحركة ليجعلها تضع قدmيها على خاصته وما إن فعلت ذلك حتى إرتفعت بقامتها أكثر وأصبح وجهها أمام وجهه ليبتسم لها بجاذبية لم تستطيع مقاومتها
سحبها نحوه أكثر بل ألصقها به وعينيه كانت تأكل كل إنش من ملامحها المثيرة لرجولته، إحتضنها بإحتواء وسند ذقنه على مكنبها و أخذ يهمس لها عند أذنها
- سبيلي نفسك، مـ.ـا.تخافيش مني، عمري ماهجـ.ـر.حك.
- على فكرة ماينفعش كده، بابا بيبص علينا، قالتها وهي تدفعه بيدها محاولة أن تنقذ نفسها من سحره إلا أنه كان كالحائط غير قابل للحراك
كان سعد دmائه تغلي كالمرجل من ما يرى أمامه ليغمض عينيه بمحاولة أن يهدئ من روعه عنـ.ـد.ما سمع زوجته تهمس له
- مـ.ـا.تتعصبش ع البـ.ـنت ياحبيبي دي أكيد وافقت ترقص معاه من باب المجاملة بإنه شريكك
أومأ لها برأسه وهو ينظر إلى ابـ.ـنته ويعتصر قبضته بإختناق من هذا الوضع أمامه.
عند ياسين كان يتنفس عطر بشرتها بجرأة قـ.ـا.تلة للتي بين يديه، ليناديها بهدوء وكأنه لا يود أن يصحى من حلمه الجميل هذا
- ميرال بصيلي، ولكنها لم تفعل ليكرر ندائه بحب
أكبر، يابت بلاش تتعبيني معاك أكتر من كده
لم تصغي له وأخذت تبعد نظراتها عنه أكثر بغضب جامح لأنه عنيد يرفض أن يطـ.ـلق سراحها، ووالدها يراقبهما بالتأكيد ستحدث مشكلة لها ما إن تعود إلى المنزل...
- مرمر، ما إن نطق اسمها بدلال وهو يقرص إنحناء خصرها بأنامله خلسة حتى نظرت له بسرعة وكأن
أفعى لدغتها وفاضت عينيها بالدmـ.ـو.ع لتقول بصوت مخـ.ـنـ.ـوق ورفض قاطع
- بلاش تناديني بالإسم ده
ياسين بتساؤل
- ليه؟
- مالكش دعوة، و أوعى كده أحسلك، قالتها بحدة وهي تمسك يده لتبعدها عنها ثم تركته وذهبت إلى المرحاض فهي تريد الهروب من الجميع...
دخلت وأغلقت الباب خلفها لتنزل دmـ.ـو.عها بو.جـ.ـع فهو ضغط على الوتر الحساس وفتح جروحها دون أن يعرف
(مرمر) اسمها المدلل كانت والدتها تناديها به دائما ومنذ وفاتها حرمت هذا الإسم عليها ترفض وتكره من يناديها به...
رغما عنها داهمتها ذكريات تلك الليلة المشئومة وكيف إستيقظت من نومها لتجد والدها الحنون الذي كان يغرقها بالدلال، جثة هامدة، كان عبـ.ـارة عن بركة دmاء و والدتها تصرخ كالمذبوحة وتضـ.ـر.ب نفسها كالمـ.ـجـ.ـنو.نة لتجد نفسها بعدها بين ليلةوضحاها وحيدة مع أختها حديثة الولادة لايوجد لديها أحد سوا خالهم الذي عوضهم الله به.
ذهبت إلى المغسل وفتحت صنبور الماء وأخذت ترمي الماء على وجهها عدة مرات لعل هذا يجعل عينيها تتوقف عن البكاء، نظرت إلى إنعكاس صورتها وبدأت تمسح مكياجها بالمنديل الورقي وهي تقول لنفسها
بتشجيع
- أنا قوية، أنا قوية، والحمدلله على كل شئ.
أما على الجهة الأخرى عند أختها سيلين كانت في قمة ذهولها ما إن وجدته يمسكها من يدها ويأخذها معه جبرا إلى خلف القاعة وفي غمضة عين وجدت نفسها عند حمام سباحة داخلي، كان المكان مغلق، كل هذا حدث لها في لحظات فقط لم تستطع أن تستوعب وقتها ولكن ما إن توقف حتى إنفجرت به
- إاااايه الجنان ده، حضرتك مفكر نفسك مين عشان تسحبني كده، مين اللي سمحلك إنك تمسك إيدي
نظر لها شاهين بغضب ليقول بغيرة ساخرة.
- ماهو مسك إيدك ياحلوة
وباسها كمان، جت عليا
لتقول سيلين بتفاجئ من طريقته و كلامه هذا...
- هو إنت طبيعي، لاا بجد جاوبني، إنت طبيعي
عقلك بيشتغل زينا يعني ولا ليه ييستم خاص فيه
إستطاعت بكلمـ.ـا.تها هذه أن تجعل نيرانه تلتهب أكثر ليصـ.ـر.خ بإنفعال: إتعدلي وإنتي بتتكلمي معايا وإسمعيني كويس.
- لااااا أنت اللي لازم تسمعني ياربع متر أنت، ما إن قالت الأخيرة بسخرية واضحة منه حتى صمتت عنـ.ـد.ما وجدته يقترب منها لدرجة خطيرة وعينيه أصبحت تحرقها حرفيا لتقول وهي ترفع أصبعها أمامه بقوة واهية تحاول أن تداري بها تـ.ـو.ترها من قربه هذا
- آخر مرة تتجاوزى حدودك معايا. مفهوم
مسك إصبعها وأنزله بعنف آلمها به وهو يقول بهدوء خطير
- يعني إنت مش شايفة نفسك غلطانة
بادلته النظرات بتحدي.
- لاء، وحتى لو غلطانة ده شئ مايخصكش يا أستاذ، إنت مين أصلا
- شاهين اللداغ، ما إن قالها بثقة جبـ.ـارة حتى أتاه ردها مباشرة
- مـ.ـا.تشرفتش بصراحة بمعرفتي بيك، وياريت تحرمني من شوفة طلتك البهية دي...
- إممممم مش عايزة تشوفيني بس عادي إنك تشوفي غالب منصور صح...
لتقول سيلين بمكابرة فهي لاتعرف الآخر ولكن غـ.ـيظا بالذي أمامها
- وليه لاء على الأقل هو إنسان محترم وذوق، مش عامل زي البرابرة.
ليقول شاهين بغيرة قـ.ـا.تلة ممزوجة بسخرية
- شكله دخل مزاجك ومش بعيد بعد يومين تقولي أنه ده هو نصك التاني
- نصي التاني! قالتها وإبتسمت بعدm رضا لما سمعت لترفع أنفها الصغير بشموخ ثم أخذت تسرد مقولة سمعتها في يوم وأعجبتها...
أنا لست أنثى ناقصة لكي أبحث عن شخص آخر لكي يكملني، و إن دخل أحد في حياتي فهو ليس أكثر من نجم لامع في سمائي وإن رحل فما أجمل السماء وهي صافية...
هدأت أعصابه وأخذ ينظر لها بهيام داخلي فهي تروقه حقا. ليقول بخفوت هامس وهو يلمس خصلاتها المتناثرة
- مغرورة و شكلك بتحبي نفسك أوي
أبعدت خصلاتها عن مرمى يده وقالت
- قصدك بقدرها، كل الناس بتحب نفسها بس ماعندهمش تقدير لذاتهم...
وضع يديه بجيب بنطاله وقال وهو مايزال ينظر الى عينيها بتركيز عالي: تعجبيني
سيلين بتكبر
- نفسي أجاملك وأقول وأنت كمان
اقترب من وجهها وقال بتوعد.
- أنتي محتاجة ترويض وصدقيني ده هيحصل على إيدي
- بليزززز، مـ.ـا.تخلنيش أضحك الترويض محتاج لرجـ.ـا.لة
هاااا رجـ.ـا.لة، مش شوية عضلات، قالت الأخيرة وهي تؤشر بيدها إلى عضلات صدره البـ.ـارزة مما جعل الآخر يمسك يدها بقوة كبيرة وأخذ يقول من بين أنفاسه الغاضبة
- تصدقي بالله إنت عايزة تتربي عشان تفكري مـ.ـيـ.ـت مرة قبل مـ.ـا.تتكلمي قصادي، و إعتبري ده هيبقى أول درس لترويضك سيلينة!
نظرت له بإستنكار من لفظه لأسمها بهذه الطريقة ولكن ما جعلها تفتح فمها وعينيها بصدmة هو عنـ.ـد.ما وجدته يحاوط وجهها بكفيه بشكل مباغت لينحنى بسرعة البرق إلى شفتيها يلثمها بعطش وجوع فهي كانت تستفزه بأحمر شفاهها المغري هذا
أخذت تقاومه بغضب من اقتحامه لها ولكن عن أي مقاومة نتكلم، فهما كانا مثل طاووس و أفعى الكوبرا أي لا مجال هناك للمقارنة بينهما، عرف كيف يكتم أنفاسها ببراعة.
ضعفت معافرتها له ما إن قيد معصميها ليبتعد بعد مدة ببطئ ممـ.ـيـ.ـت فعل بهما الأفاعيل وما إن حرر شفتيها المنتفخة تماما حتى طبع قبلة سطحية طويلة عليهما
ثم اخذ حرر يديها بهدوء
لترفع كفها بسرعة لتضـ.ـر.به كعقـ.ـا.ب على فعلته ولكن كان هو أسرع منها ومسك يدها ولكن هيهات أن تسكت فهو ما إن مسك يدها حتى عالجته بكف أقوى بيدها الآخر...
ثم أخذت تقول وهي تضـ.ـر.ب سبابتها بصدره بقوة: مافيش حد يلمسني إلا بموافقتي، سامع، إلا بموافقتي.
أنهت كلامها وهي تدفعه من طريقها وذهبت الى المرحاض بسرعة تشعر بإنها ستفقد وعيها حقا من ما عصف بها من احاسيس غريبة، ولكن ما إن كادت أن تفتح الباب حتى وجدته ينفتح ولم تكون سوا أختها ميرال...
وقبل ان تتكلم واحدة منهم بصدmة حتى سمعوا والدتهم تقترب نحوهم وهي تقول بضيق.
- كنتم فين بقالي ساعة بدور عليكم. باباكم طين عيشتي لما ما شافكمش قريب منه وحملني المسؤلية لأنكم غبتم عن عيني، يالا الوقت إتأخر ولازم نرجع...
تحركوا خلف والدتهم بهدوء على عكس مابداخلهم لتشهق سيلين وإحمرت وجنتيها بخجل ما إن همست لها أختها بعدmا مدت لها منديل ورقي
- إمسحي شفايفك بسرعة قبل ما حد ياخد باله
( تمسح إيه؟ يخربيتك ياشاهين عملت في البـ.ـنت إيه وأنا اللي كنت فكراك مؤدب ).
في الوكر عند غالية كان يومها كالتالي، نامت حزينة وإستيقظت حزينة فهي تكاد أن تمـ.ـو.ت شوقا لوالدتها، وأما الآخر زوجها، سبب عـ.ـذ.ابها، من تلك الليلة التي حبسها بالشرفة أصبحت تتجاهله تماما وكأنه غير موجود وهو الآخر يتعامل معها وكأنها خادmة لدية حقا.
أصبحت تنتظر خروجه لكي تنزع عنها ثيابها وتأخذ راحتها، فهي خلال الفترة التي يتواجد بها في المنزل، ترتدي ثيابا فضفاضة وحجاب وأحيانا تلتزم بالإسدال عنـ.ـد.ما تلاحظ نظراته الوقحة لها وما إن يخرج حتى تتحرر من كل هذه القيود.
وبما أنه مختفي ولم يظهر اليوم كله وبما أنه أيضا لا يوجد لديها في سـ.ـجـ.ـنها هذا أي وسيلة للتسلية بدأت بتنظيم الشقة وتغيير ديكورها وبرغم بساطة المكان والأثاث إلا أنها إستطاعت أن تضع لمساتها الأنثوية
وما إن انتهت بعد وقت لا يستهان به حتى ذهبت بتعب إلى الحمام لتأخد دش دافيء يفك عضلاتها المتشنجة ولكن المفاجأة عنـ.ـد.ما دخلت وجدت أمامها ثياب متسخة بنطال وقميصين لزوجها المبجل.
زمت شفتيها واخذت تحرك قدmها بضيق لتتأفأف بقلة حيلة وهي تنحني نحو الثياب فهو لايملك غسالة وهي لا تقوى حقا على غسلها بيدها...
عند هذه اللحظة ابتسمت بخبث، لتذهب وتملئ الحوض بالماء ثم رمت بداخله الثياب ورشت عليه القليل من مسحوق الغسيل والكثير من المعطر وتركتهم عشر دقائق ثم شطفتهم وما إن انتهت حتى أخذت توزعهم على الأريكة في الصالة وهي تقول مع نفسها بصوت مسموع مضحك.
- والله ده اللي عندي، نظفت على كده أهلا وسهلا مانظفتش عز الطلب ده أصلا صاحبهم مقرف مش هتيجي ع الهدوم يعني
أخيرا إنتهت من كل شئ وإنتهت معها طاقتها لتستلقي على السرير مستغلة عدm وجوده لتغمض عينيها بنعاس شـ.ـديد ولكن لاتعرف كم مر من الوقت حتى شعرت بأحد يوقظها بعنف وهو يقول بأمر ما إن رآها تفتح عينيها بنعاس
- غلاااا قومي إعمليلي لقمة أكلها، يلا قومي.
- إسمي غالية مش غلا. إحفظه بقا، وبعدين مـ.ـا.تروح تطفح هو حد حايشك صغير أنت وعايز اللي يوكلك بإيده، قالتها وهي تحرك يدها بإنزعاج لتنهض بعدها وهي تتثاءب لتجده ينظر لها وهو يكرمش وجهه بزهق ليقول بعدها بإستفزاز
- أعوذ بالله من الخبث والخبائث جتك القرف في شكلك هو ده شكل بـ.ـنت...
أغلقت عينيها قليلا باستغراب وهي تقول مع نفسها
- ماله ده كل مايشوفنى يطلع فيا مية عيب يكونش بيغير لأني أحلى منه وضفري خسارة فيه...
تركته وخرجت وهي تغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة وبيديها أخذت تجمع خصلات شعرها المشعثة لأنه ببساطة كان شعرها معاكس لإتجاه الجاذبية ولكن غاليتنا جميلة في كل حالاتها
تجاهلت طلبه للطعام لتتوجه مباشرة للحمام بعدmا أخذت ثيابها فهي من تعبها لم تستحم، وبعد مايقارب
النصف ساعة خرجت وهي تجفف شعرها لتتأوه بألم عنـ.ـد.ما وجدته يسحبها من شعرها بعنف وهو يقول بغضب
- هو أنا مش قولت عايز سم
غالية برفض لأوامره.
- لما تطلب بأدب هبقى أعملك...
غير كده إنسى
- أدب؟ أنا ماليش فالأدب، ليا في قلة الأدب إيه رأيك، هممممم، همهم بالأخيرة وهو يرفع يده الممسكة بشعرها ليستنشقه كالمدmنين فرائحتها جميلة حقا، إبتعد قليلا ثم قال
- جهزيلي العشا، يا إما هتعشا بيكى والقرار ليكى، قالها ثم تركها ليستحم هو الآخر أما غالية ذهبت إلى المطبخ مرغمة لتحضر له الطعام وهي تدعي بأن يختنق به ويمـ.ـو.ت أو حتى يتسمم...
مر بعض الوقت وما إن انتهت من ترتيب الطعام على الطاولة حتى توجهت إلى الغرفة لتأخذ بطانيتها من الدولاب لتنام ولكن وجدته يدخل خلفها وهو يرتدي بنطال قطني فقط باللون الرصاصي وشعره الطويل مبلل وقطرات الماء تنزل منه تسير على صدره العريض
- عشاك في المطبخ
يحيى بسفـ.ـا.لة
- لاء ما أنا خلاص غيرت رأيي وعايز أتعشى بيك
قطبت جبينها بضيق فهو حقا وقح لوقوفه هكذا أمامها.
وما إن كادت أن تتركه وتخرج حتى أوقفها وهو يقول بمغزى صريح ونظراته المتفرسة تحرقها من الأعلى للأسفل
- إيه رأيك يا غلا تكون الليلة ليلتنا!
التفتت له و رمقته بنظرة رافضة ثم قالت بستخفاف
- بأخلاقك دي، ولا بأحلامك
إبتسم يحيى إبتسامة صفراء رفعت ضغطها بها ليقرصها من وجنتها بقوة وإنحنى وقبل وجنتها الأخرى بعمق هدفه من هذه القبلة هو الإهانة لا أكثر. ثم أخذ يقول.
- وماله نستنى ياجميل لحد ما أخلاقي دي تعجبك وتجيني بمزاجك، لأني أنا مابحبش آخد الحاجة دي بالذات غـ.ـصـ.ـب، لأن طعمها أحلى بكتير لما تكون بالتراضي، وأنا أصلا تعبان يعني وفرتي عليا، بس من هنا لغاية مـ.ـا.تجيني بنفسك هتتعاملي زي مـ.ـا.تستحقي، و دلوقتي يالا إطلعي برا
- حقير،! همست بها وهي تحمل بطانيتها وتخرج ولكن تفاجئت ما إن سحبها منها ويرميها على الأرض بإهمال وهو يقول.
- لا ياحلوة مافيش غطا، هتنامي كده، عشان تتأدبي، ولو بردتي تعالي ليا أدفيكي فحـ.ـضـ.ـني غير
كده مافيش
تركته وخرجت خالية اليدين دون أن ترد عليه لتجلس على الأريكة وهي تقول بغـ.ـيظ
- وقح، طعمها أحلى بالتراضي؟ ااااااكيد مجرب الحاجات دي السـ.ـا.فل، وقال إيه هيستنى لحد ما أروحله برجلي جات كـ.ـسر رجلي لو فكرت أروحلك بيها...
المشكلة إن الأخ واثق من نفسه أوي، والله ولا في أحلامك إني أكون ليك، ولو في البني آدm ده ميزة واحدة بس هتكون أنه محاولش يفرض نفسه عليا وماجبرنيش عليه.
تنهدت بقهر وهي تنهض لتذهب نحو حقيبتها وأخذت ترتدي أكثر من بنطال وجاكيت لتستطيع النوم فالجو الآن بدأ يبرد في الليل، إستلقت على الأريكة وجمعت أطرافها نحو بعضهم البعض كالجنين وهي تغمض عينيها بتعب نفسي حقيقي و بعد مدة زمنية غطت أخيرا بنوم عميق غير واعية مثل كل مرة عنـ.ـد.ما خرج الآخر وهو يحمل بطانيتها الخاصة ليغطيها بها وما إن تأمل وجهها الطفولي لبرهة حتى نهض ودخل غرفته وأغلق الباب عليه.
(حيرتني معاك يا يحيى! إنت طيب ولا شرير ولا إيه حكايتك بالضبط،؟! ).
↚الوكر، بالتحديد. في مستودع مظلم لاينيره سوا أشعة الشمس التي تدخل له عبر إحدى النوافذ العالية...
هذا المكان خاص بالبيج بوس مليئ بالأدوات القتالية القديمة والحديثة فهو يعشق أن يجمع مختلف أنواع الأسلحة من العادية الى الخطيرة، هواية غريبة ولكنها مميزة كصاحبها، هذا غير أنه ايضا يعشق ممارسة الرياضة العنيفة فهي كالمنفذ يخرج من خلالها جميع ضغوطاته النفسية والجسدية.
وكلما غضب من شئ أتي الى هنا، و ها هو الآن يقف في المنتصف يرتدي بنطال أسود فقط لاغير وترك جذعه العلوي عاري يلمع بقطرات العرق بشكل مفرط بسبب المجهود الذي يبذله بالتدريب، اما يديه كانت ملفوفة حتى ساعدية بلفاف أبيض يعمل كواقي لها، فهو يصب الآن جام غضبه على كيس الملاكمة المسكين هذا الذي وقع بيد من لا يرحم، أخذ يضـ.ـر.ب ويضـ.ـر.ب ومع كل لكمة يزداد تجهم وجهه بشكل مخيف.
وهناك سؤال واحد يطرحه بعقله مرارا وتكرارا دون أن يرحمه هل ماحصل البـ.ـارحة كان حقيقة، هل هو تلقى صفعة منها حقا،! كيف تجرأت، كيف؟
عند هذه النقطة زادت ضـ.ـر.باته قسوة ياالله كم يتمنى لو كانت رجلا لكان وقتها تفنن بضـ.ـر.بها بدل هذا الكيس ولكنها فتاة وليست أي فتاة بل هي قنبلة كلما رأته انفجرت بوجهه بكل غرور، وكل هذا لما؟ لأنه تذوق شهد ثغرها اللذيذ رغما عنها، وإن يكن. لما كل هذا؟ ألا تعلم بإنها ملكه يفعل بها مايشاء. حمقاء ألا تعلم بإنها أصبحت حق مكتسب له منذ الحظة التي وقع بصره عليها.
اااااااااخ كم يود لو أنه يمسكها ويصفعها بشـ.ـدة أكثر من مرة ثم يسحبها ويقبل شفتيها التي يقسم بأنه لايزال يشعر بطعمهما الشهي حتى الآن ثم بعدها سيحتضنها بعنف ولن يتركها حتى يكـ.ـسر أضلاعها...
وهذا كله سيفعله ليس حبا فيها ولكن عناد و رغبة
. نعم ياسادة، رغبة أو هذا مايتمناه. فهو الأن ولأول مرة في حياته يشعر بإنه يحتاج لأنثى في حياته وهذه الأنثى لم تكون سواها، سوا ابنة عدوه. لطالما.
كره معشر النساء لما هذه بالذات عقله يصر عليها
توقف عن الضـ.ـر.ب وأخذ ينهج بتعب وهو ينظر من طرف عينيه الحادة نحو المدخل فهو سمع صوت فتح الباب والذي لم يكن سوا يحيى الذي قال
- انت هنا والحاج قالب الدنيا عليك برا، عايزك في حاجة مهمة!
اما الاخر لم يكون رده على أخيه سوا نظرة بـ.ـاردة على عكس ماكان عليه منذ قليل ليبدأ بفتح الفاف عن معصميه ثم توجه بعدها نحو حمام داخلي ليستحم وبعد خمس دقائق خرج وأخذ يرتدي ثيابه المرمية على كرسي من الحديد وما إن أخذ يغلق أزرار قميصه حتى نطق أخيرا باستفسار
- معرفتش عايز إيه
رفع يحيى منكبيه بعدm معرفة وقال.
- لاء، بس ياسين كمان هناك عنده، على ما أظن إن في حاجة جـ.ـا.مدة أوي خلت سلطان يلف حولين نفسه ويضـ.ـر.ب أخماس في أسداس
مط شاهين شفتيه للأمام بتفكير وهو يومئ له ثم خرجا سويا متجهين نحو القبو تحت الأرض الخاص بالإجتماعات وما إن وصلوا حتى ابتعد الحرس من امامهم وفتحوا الباب ليربت شاهين على كتف أحدهم كالإطراء.
- أخيراااا ال هجين وصل، قالها سلطان ل ياسين وهو يعتدل بجلسته ما إن وجد شاهين ينزل الدرج بهيئته الصارمة هو والآخر
( ستووووب، لقب شاهين. ال هجين، فهو يجمع بين صفات الصقر والثعبان ليكون مزيج خطير بين الصالح والطالح ولكن بالتأكيد يملك سم قـ.ـا.تل سواء في لدغته او في مخالبه في كلا الحالتين عدوه مـ.ـيـ.ـت لا محالة، تم اطـ.ـلا.ق هذا اللقب عليه من قبل سلطان )
جلس على الأريكة وسند جسده عليها براحة ثم قال مباشرة: في إيه؟
ياسين بتوضيح: في إن البضاعتنا دخلت الحدود زي كل مرة بس هجان شكله كده مش عايز يجبها البر معانا وبدأ يصطاد بالمية العكرة
شاهين باستفسار: عمل إيه بالضبط؟
سلطان بغل: الجربوع نسي نفسه انه كان صبي عندنا وفكر انه لما يعمل شغل لوحده هيبقا قدنا، ده بدأ يلف ع تجارنا ويكلمهم عشان ياخدو بضاعته بدل بضاعتنا وهيعملهم خصم في السعر.
- والمطلوب مني إيه، قالها شاهين وهو يفرد ذراعيه على أطراف الأريكة ثم أرجع رأسه للخلف ببرود مما جعل سلطان يغتاظ منه بشـ.ـدة ليرفع صوته وهو يضـ.ـر.ب سطح المكتب الذي يجلس خلفه ويقول
- هجين، بلاش برودك ده دلوقتي، أنت عارف المطلوب منك وهو إنك تقرص ودن التاني عشان يعرف.
إن مش احنا اللي يتلعب معانا، و أوعى تخيب ظني فيك و تكون فعلا البدلة اللي بتلبسها وأنت بتأدي دورك كمحامي نستك أصلك، لااااء فوقوا انتوا التلاتة أنا اللي عملتكم وأنا اااء
قطع كلامه وصمت بخـ.ـو.ف داخلي ما إن وجد شاهين ينتفض بغضب أسود وهو يضـ.ـر.ب سطح المكتب وكأنه يعيد له حركته ثم أخذ يسند كفيه عليه ليكون أمامه تماما وجها لوجه وهو يقول بصوت يرعد يضاهى الآخر.
- واحنا مش مقصرين في حاجة عشان نسمع الكلام ده منك، كل حاجة ادتها لينا أخذت قصادها أضعاف
فبلاش النقطة دي بالذات تكلمني فيها عشان وقتها هافتح الدفاتر كلها ونتحاسب إيه اللي لينا وايه اللي علينا وأظن كده حضرتك هتطلع مديون لينا، وبرودي ده اللي مش عجبك أهون بكتير من ناري فبلاش تعيش دور أنا اللي عملت وأنا اللي سويت.
ليرد عليه سلطان بتـ.ـو.تر خفي: شاهين يابني أنا مش قصدي اللي فهمته، أنتم التلاتة أولادي، و ولاد الغالي، أنا بس متـ.ـو.تر ومش عارف أعمل إيه
اقترب ياسين من أخيه و وضع يده على ذراعه وقال وهو يحاول أن يعيد مسار الحوار لأصله
- سيبونا دلوقتي ياجماعة من كل ده وقولونا نعمل إيه بجد، هجان ده عامل زي البالونة أكيد في حد نفخه علينا وهو حب أنه يعيش الدور ويتحدانا
تدخل يحيى في الحوار وقال بتوضيح.
- تصدق صح، لأني عرفت إن رامي الزفت بعد ما طردته من الوكر آخر مرة راح لهجان وبقا من رجـ.ـالته وعلى ما اعتقد هو اللي خلى الحكاية دي في دmاغه لأن طول عمره هجان متجنب احتكاكه فينا وماشي جنب الحيط
اقترح عليهم ياسين بجدية وقال: بصو هو في حلين مافيش غيرهم، يا إما هنسيبه يهوهو كتير لحد مايزهق بس وقتها هيبقى عملنا دوشة والعيار اللي مايصيبش يدوش أو إننا نرميه بطوبة على دmاغه ونفتحهاله عشان يحرم ويكون عبرة.
سلطان بشر: الحل التاني طبعا هو ده سؤال برضو
نقطع عرقه ونسيح دmه، هو احنا ناقصين و.جـ.ـع دmاغ عشان نتحمل دوشتهم
- أنا كمان مع الرأي التاني، قالها شاهين بتأييد وهو يقف ثم أخذ يكمل بتوعد، هو مش عايز يضـ.ـر.بنا بشغلنا، أنا بقا هخلي بضاعته مـ.ـا.تعديش الحدود أصلا وإن ماخليته ييجي بنفسه لحد عندي هنا ويشتري مننا عشان يسلم للناس اللي متفق معاها في معادها بدل مارقبته تطير و وقتها هبيعله بضاعتنا.
بسسسس السعر ضعفين وتلاتة عشان يتعلم الدرس ويعرف أنه مش احنا اللي يتلعب معانا
ياسين بابتسامة خبث لهذه الفكرة
- وبكده هيدفع السعر المطلوب ورجله فوق رقبته
يحيى وهو يكمل الكلام عن الآخر: ومن غير حتى ماينطق بحرف، معلم من يومك يابوس
- هجين بصحيح، هما دول ولادي اللي ربيتهم للعوزة
والحمدلله ماضاعش تعبي فيهم، قالها سلطان وهو ينظر لهم وما ان تركوهم وخرجوا شاهين ويحيى حتى اقترب سلطان من ياسين وقال باستفسار سام.
- أخوك عمل إيه مع سعد الجندي وبناته؟
رفع ياسين حاجبه بترقب وقال
- وماسألتش شاهين ليه
سلطان بضيق: ومن امتى أخوك بينطق حرف من غير ماينشف ريقنا الكلام عنده زي القطارة ولو نطق بيتفجر علينا زي ما حصل من شوية
نظر له ياسين بجدية: شغل شاهين أنا ماليش فيه زي ما أنت عارف مش بيقول حاجة بس أحب اطمنك أنه شغال على التقيل، و هيودي سعد ورا الشمس
- وأنت
ياسين بعدm فهم: أنا إيه!
همس سلطان بفحيح خبيث.
- هتجيب بنات سعد هنا امتى
فتح ياسين عينيه بصدmة: نعم! أجيبهم فين
- ماهو أنت مش هتاخد منهم اللي عايزه وترميهم لأهلهم ما إن قالها سلطان وهو يغمزه حتى أكد ذلك وهو يقول: أيوه.
سلطان بتخطيط شيطاني: أنا بقا عايز منك فعلا ترميهم بس هنا في الوكر، حـ.ـر.ام، الرجـ.ـا.لة هنا بتتعب واحنا لازم نفرحهم بحاجة نظيفة وطرية وتكون مستوردة من برا، وعلى ما اعتقد مافيش أنظف من بنات الجندي وبكده مش بس هتاخد حق أبوك وعمك لاء أنت كده هتكون مـ.ـو.ته بالحيا زي ماعمل معاكم وخلاكم تعيشوا باليتم طول عمركم وهو عايش حياته مع عيلته جا الوقت اللي تاخد حقك وحق أخوك منه ومن عيلته ومن كل واحد بيشيل نفس دmه.
( يرموك في نار جهنم ياقادر ياكريم، قولوا آمين
قال ترميهم هنا قال )
في فيلا الجندي، كانت تتقلب على فراشها كالسمكة التي خرجت من الماء للتوا فهي لم تنم طوال الليل كلما أغمضت عينيها شعرت به يكتم أنفاسها كما فعل بها تماما، كان المشهد يتكرر معها وكأنه حقيقة لتعيش تفاصيله مرة أخرى بحذافيره ف عقلها الباطن هذا لم يرحمها.
يالله! هذه أول مرة في حياتها تضعف بهذا الشكل وأمام من؟ ذلك البرجوازي المختل عقليا، لطالما سمعت عن تأثير القبلة الأولى في حياة الفتاة وبأنها لن تنسى هذه اللحظات الى الأبد...
رمت غطائها بعيدا عنها باختناق ونهضت بكسل لتخرج من غرفتها فهي تريد الهروب من نفسها حقا، أخذت تنزل الدرج بخمول لتبتسم بحب بشكل تلقائي ما إن رأت والدتها تجلس أمام التلفاز.
ذهبت نحوها وكأنها رأت ملاذها وأمانها لترمي نفسها بأحضانها دون مقدmـ.ـا.ت لتتنهد براحة لامثيل لها فهي الآن تنعم بأحضان أحن شخص عليها من بعد والدها
داليا بحب: حبيبتي عاملة إيه
اغمضت عينيها وهي تتمنى راحة البال
- الحمدلله يامامي
داليا باستغراب: مالك زعلانة ليه
- مخـ.ـنـ.ـوقة، ما إن قالتها حتى سألتها والدتها بأهتمام
- من إيه.
لتقول سيلين بصوت عالي مليئ بالضجر والقهر والزعل: من كل حاجة، أنا مش مرتاحة هنا عايزة أرجع لوس انجلوس ماليش دعوة، حياتي كلها هناك احنا إيه اللي رجعنا بس
دخل عليهم سعد وهو يقول بضيق فهو سمعها كيف تتذمر: مافيش حاجة اسمها حياتي هناك، حياتك ياسيلين معانا احنا عيلتك، وفين مانكون تكوني
نهضت وهي تنظر لوالدها لتقول باحتجاج
- بس يابابي أنا مش مرتاحة هنا
سعد بمسايرة- ده العادي في الأول بس بعدها هتتعودي.
سيلين برفض وعناد: مش عايزة اتعود. مش عايزة...
صرخ بها سعد بغضب من عنادها هذا
- يبقا تصطفلي، أنتي مش صغيرة عشان أفضل اتحايل عليك، سفر مافيش وأقفلي الموضوع على كده، فاااااهمة
- فاهمة، قالتها بصوت مخـ.ـنـ.ـوق بالبكاء ولكنها كابرت على و.جـ.ـعها امامهم والتفتت وصعدت الى غرفتها مرة أخرى وما إن دخلت واحتضنت وسادتها حتى اطلقت العنان لدmـ.ـو.عها المدللة بالنزول لاتعرف مابها هي حقا لا تعرف.
في الأسفل كان مايزال ينظر بقهر الى المكان الذي اختفى أثرها فيه، وما إن جلس بصمت وشرود حتى باغتته زوجته بسؤال بنبرة هادئة
- مالك ياحبيبي، مش عوايدك يعني إنك تزعق لحبيبة قلبك كده
- تعبت يا داليا البنات كل مابيكبروا بيكبر معاهم همهم والأمانة بقت تقيلة عليا أوي وده غير خـ.ـو.في عليهم اللي هيجنني.
- أنت لحد دلوقتي موضوع امبـ.ـارح مأثر عليك صح
سعد بغيرة: أكيد هيأثر. عايزاني أشوف بـ.ـنتي بحـ.ـضـ.ـن شريكي و أبقى عادي...
- ما أنا قولتلك دي أكيد اتكسفت تقوله لاء. بعدين دي كانت بترقص معه مش في حـ.ـضـ.ـنه في فرق
سعد بلا مبالاة: الاتنين واحد عندي
لتقول داليا بذهول من رده هذا
- مين يصدق إنك عشت برا بتفكيرك ده
سعد بانفعال من استفزازها: ماله تفكيري ياهانم،! وايه يعني عشت برا لازم ابقا عشان أعجبكم
صعقت داليا بتفاجؤ من ألفاظه: سعد مش كده الله...
نظر حوله وقال بضجر- فين ميرال عايز أكلمها امبـ.ـارح طلعت نامت على طول ماقدرتش أكلمها.
- كانت مخـ.ـنـ.ـوقة وطلعت تتمشى شوية، صمتت قليلا وأخذت تنظر الى زوجها الغاضب لتتنهد بعمق ثم أخذت تقول بعدmا نهضت وجلست الى جانبه ومسكت يده بكفيها
- حبيبي الحكاية مش مستاهلة العصبية دي كلها وبصراحة كده رد فعلك أوفر شويتين
- مافيش أب محترم بيرضى حد يقرب من بناته...
- خلاص بقا عديها المرادي، ياستااار منك لما دmاغك دي تقفل على حاجة بتقلب علينا كلنا، وبعدين راعي مشاعرهم البنات مش واخدين ع الجو هنا واديك شايف وحدة حابسة نفسها بأوضتها وعايزة ترجع تسافر والعاقلة فيهم طفشت برا البيت من صباحية ربنا
تنهد سعد بعدm اطمئنان: بناتنا يا داليا مابقوش زي ماهما في حاجة شغلاهم، أنا حاسس فيهم بقالي مدة بس ياترى مالهم واي اللي شاغلهم.
طبطبت عليه وقالت: فيهم كل خير بس أنت روق عليهم وارجع دلعهم زي زمان واقعد معاهم وتكلموا
زفر أنفاسه بقوة وقال وهو يومئ لها بنعم
- حاضر إن شاء الله بكرة بالليل لما أرجع من الشركة عايزك تكوني مجهزالنا قعدة كده حلوة على فيلم أو أي حاجة
- وليه بكرة؟
- الليلة معزوم ع العشا عند غالب منصور
- ومين ده
- مستثمر وعنده شركات ومعامل يعني ربنا فاتحها عليه من واسع
اقتربت داليا منه اكثر وسألته بمكر مبطن ذا مغزى.
- عزمك لوحدك ولا قالك هات العيلة
- بصراحة هو عزمنا كلنا
داليا بفرحة: حلووو أوي، أهي جت لحد عندنا، إيه رأيك نيجي معاك وتبقى دي فرصة عشان البنات يغيروا جو ايه؟
- لاء، ما إن رفض على الفور حتى استغربت رده السريع هذا وهي تقول: ليه لاء
نظر لها سعد بحدة: في إيه ياداليا هو تحقيق ولا إيه وبعدين من امتى أنا باخدكم معايا عند صحابي.
داليا بأنفجار: أنت اللي في إيه، هناك كنت خايف علينا وحابسنا بس دلوقتي في إيه حـ.ـر.ام عليك عايزين نتنفس نشوف الدنيا ده احنا من يوم ما جينا وأنت دافنا في الفيلا ماخرجناش غير امبـ.ـارح وطلعتها من عنين اللي خلفونا، بس أنا خلاص جبت آخري معاك، ومن الآخر كده احنا هنيجي معاك وخلصنا على كده
صرخ بها سعد بغضب مصطنع
- وافهم من كده ان ده أمر والا طلب،؟
نظرت له داليا بقوة: أمر طبعا...
أبتسم رغما عنه من غضبها الذي يعشقه ليقول بعدها بمهاودة: لاااء اذا أمر لازم يتنفذ طبعا
داليا بصدmة: ايه ده يعني موافق نيجي معاك
حرك رأسه بنعم وقال- موافق، بس مـ.ـا.تاخدوش على كده
داليا بموافقة ممزوجة بدلع: حاضر ياسي السيد
نظر لها سعد بأستياء: سي السيد إيه بس. ده أنتي بعد الردح اللي ردحتهولي برستيجي خلاص اتمسح بالبلاط.
ضحكت داليا وقالت: فشر. مين ده اللي برستيجه اتمسح بالبلاط، ده أنت سيد الرجـ.ـا.لة، تعالى بس فوق معايا وأنا هروقك آخر رواق وألمعلك برستيجك اللي زعلان عليه ده
- مش عايز، ما إن قالها سعد بتمنع مصطنع حتى مالت عليه بجسدها وهي تقول بمكر أنثوي
- متأكد
نظر لها سعد بضعف وقال بتراجع مضحك
- مش أوي بصراحة
حاوطت عنقه وقال- طب شيلني.
- لا ياحبيبتي الوزن ده مايتشالش، تعالي بس ربنا يهديكي، قال الأخيرة وهو يحتضنها تحت ذراعه وأخذ يصعد معها للطابق العلوي، كلامه هذا جعل زوجته تتوقف عن الصعود وهي تقول بصدmة
- قصدك اااايه ياسعد، أنا سمينه!
ضحك عليها وسحبها معه ليكمل طريقه وهو يقول: ومالك مصدومة ليه ما أنتي عارفة ده
نظرت له بزعل: طب حتى جاملني وقولي أنتي ملبن
سعد بصدق: وأجاملك ليه ما أنتي ملبن فعلا وعاملة زي رسمة الكركاتير.
- يعني عجباك، ما إن قالتها بهيام وهي تمسك مقدmة قميصه حتى أومأ لها بنعم وقبل مابين عينيها وهو يقول: من يومك يادودو عجباني و أوي كمان
التفت برأسه نحو غرفة ابـ.ـنته المشاغبة المتعبة وتنهد بحـ.ـز.ن ثم نظر لزوجته وكرمش لها وجهه بعشق وقال
- اسبقيني ع الأوضة ياروح قلبي وأنا شوية و هاجي وراكي
داليا بابتسامة تقدير لذاته فهي تعرف طيبة قلب زوجها: هتروح تصالحها صح
سعد بحـ.ـز.ن: وأنا من امتى أقدر على زعلها.
- ربنا يخليكم لبعض
- ويخليكي لينا ياحبيبتي
- يالا روح بس اوعى تتأخر
- وأنا أقدر، قالها وهو يقرصها من ذقنها الناعم بخفة فهو دائما ما يدللها كا بناته فهي زوجته وحب عمره ايضا طفلة بالنسبة له ويحرص دايما على إرضائها
عند سيلين كانت تجلس عند النافذة تنظر الى الخارج بشرود وهي تضم ركبتيها نحو صدرها وتسند رأسها على الحائط الذي ورائها، التفتت برأسها نحو الباب ما إن سمعت طرقه للباب ليليه دخول والدها.
ما ان رأته أمامها حتى لوت شفتيها بتهديد صريح بإنها على وشك الانفجار بالبكاء وماهي سوا ثانية حتى نهضت وركضت نحوه لتزرع نفسها بأحضانه بلهفة وحب، كل هذا حدث بغمضة عين فهي ما إن وجدته
يفتح ذراعيه لها حتى لبت ندائه دون تردد
سيلين بترجي: بالله عليك يابابي مـ.ـا.تزعلش مني
ده أنا بحبك
قبل صدغها وهو يقول: وأنا بحبك يقلب ابوكي...
نظرت له بفرحة وقالت: يعني مش زعلان.
- لاء مش زعلان بس بلاش حكاية إنك عايزة ترجعي تعيشي برا دي
سيلين برضوخ: ماشي، هحاول
ليقول سعد بصرامة بعض الشئ- مافيش حاجة اسمها هحاول في حاضر، لأن الموضوع ده مش قابل للنقاش
- حاضر
- شاطرة ياحبيبتي ودلوقتي كلمي أختك خليها ترجع عشان تجهزوا نفسكوا بالليل معزومين ع العشا عند واحد اتعرفت عليه امبـ.ـارح بالحفلة وشكله كده عايز يعزز علاقته بينا ويدخل معانا في الشغل
- مين ده؟
- أنتي ت عـ.ـر.فيه على ما أظن، اسمه غالب منصور اللي سلم عليك لما كنتي واقفة معايا
انصدmت من معرفة هويته ولكنها ادعت غير ذلك وقالت بكذب: مش فاكرة كان في ناس كتير ماركزتش
- طيب ياحبيبتي مش مهم أسيبك بقا تجهزي نفسك
- ماشي يابابي. قالتها وهي تبتسم له ولكن سرعان مـ.ـا.تلاشت لحقد ما إن خرج وأخذت تفكر هل الآخر سيأتي هو ايضا أم لا، يالله كم تمقته هي لم تكره احد في حياتها مثله...
( وما الحب إلا بعد عدواة سيلينا ).
علي الجهة الأخرى عند ميرال ما إن استيقظت من نومها في الصباح الباكر حتى غيرت ثيابها وخرجت تتمشى في شوارع القاهرة تريد ان تستكشف معالم هذه المدينة الجميلة ولكنها فشلت فهي لاتعرف شئ هنا.
جلست على أحد المقاعد الحجرية امام نهر النيل ما إن تعبت وشردت عينيها بالمراكب التي تبحر على سطح هذا النهر، المنظر عادي مثل كل يوم ولكنها رأت فيه حب الناس لبعضهم وطيبتهم هذا الشئ لم تكن تراه في الخارخ فهناك لا أحد يساعدك دون مقابل. الجميع يقول نفسي، نفسي...
كانت تسافر بعيدا بمخيلتها ونظرها معلق بنقطة وهمية بعيدة غير واعية لذلك الذي أخذ يقترب منها ليجلس الى جانبها ويقول وهو ينظر إلى مـ.ـا.تنظر له.
- ليه ادايقتي لما قولتلك مرمر
خرجت من دوامتها والتفتت له بتفاجؤ
- أنت عرفت مكاني منين
التفت لها برأسه وغمزها وهو يقول بشقاوة
- هو انت مت عـ.ـر.فيش ان قلبي دليلي، تنهد وأكمل بتساؤل ما ان وجدها تتجاهله، ماردتيش عليا زعلتي امبـ.ـارح ليه
- مالكش فيه
- تؤ، ليا، أي حاجة تخصك ليا فيها
ولكن ما ان نظرت له بغضب واضح بعينيها الواسعة
حتى رفع يده أمامها وهو يقول بضحك
- ابوس خدودك الحلوة دي بلاش تبصيلي كده أنا مش قدهم.
- اللي هم إيه
- عنيكي يامرمر
ميرال بزعل حقيقي: يااااسين عشان خاطري بلاش الدلع ده
ياسين بمشاكسة: يخربيت ياسين على سنين ياسين
ياسين بينهار أصلا بسببك يامفترية، هو أنا اسمي حلو فجأة كده ليه ياجدعان، وبعدين زعلانة ليه يامزة ما انت فعلا مرمرتي حالي وأحوالي
ميرال بضجر: عشان خاطري بقا
ياسين بستغلال- موافق بس بشرط
ميرال بستنكار: بتتشرط كمان؟
ياسين بتأكيد: طبعا
لتقول ميرال بإنصات: اللي هو ايه.
ليرد عليها بستغلال اكبر: نقضي اليوم مع بعض...
ميرال برفض: لاء ماينفعش
- بصيلي، قالها وهو يرفع وجهها له وما إن أسر عينيها بخاصته حتى أكمل، قولي موافقة وفرحيني، طال الصمت بينهما ولكن لغة العيون لم تصمت بل أخذت تصرح بالمحظور
مسك يدها وخلل أنامله بخاصتها وشـ.ـدد عليها ونهض وسحبها معه ولكنه وجدها تمنعه وهي تقول برفض واهي: إيه ده على فين أنا لسه ماوافقتش.
- بس عينيك وافقت وده المطلوب، قالها وهو يرفع يدها لفمه وقبلها بسرعة وأنزلها قبل أن يرى الناس فعلته، وهذا ما جعلها تضحك عليه ليهيم بها عشقا وينطق لسانه بتلقائية وهو يقترب منها بشـ.ـدة ويهمس لها
- بحبك...
احمرت وجنتيها خجلا وأخذت تنظر حولها وكأن كل الناس سمعت ما قال، نظرت له وقالت بضيق كاذب
- انت مـ.ـجـ.ـنو.ن وعديم الرومانسية هو في حد يعترف كده.
- ايوة أنا بعترف كده، عارفة ليه، قالها وهو ينظر لسواد عينيها الذي لا قاع له لتبادله النظرات بمنتهى الرقة وهي تقول
- ليه
- لأن احنا بنختلف عن الآخرين يامرمر، قال الأخيرة وضحك لتنظر له بعتاب وهي تقول
- بردو مرمر دي
ياسين بمشاكسة- ايوه وخدي من ده كتير، عندك اعتراض
ميرال بسخرية: قال يعني لو عندي اعتراض هتسمعه
ياسين بجبروت: ولا هاخد بيه أصلا
- شوفت.
ياسين بتوعد مبطن: ايوة شفت، بس أنتي اللي لسه ماشفتيش حاجة معايا
- ربنا يستر منك عقلي مش مطمنلك بس هاجي معاك
ليقول ياسين بمشاعر جياشة: انا قولتهالك وهقولها تاني، مـ.ـا.تخافيش مني، عمري ماهضيعك ده أنا ماصدقت لقيتك، ثقي فيا
نظرت له ميرال قليلا بصمت ثم قالت بجدية
- الثقة بتجي بالأفعال مش بالكلام، لو عايز ثقتي فعلا اكسبها بفعلك
ابتسم لها ياسين بثقة وقال.
- هيحصل وهتشوفي، ودلوقتي تعالي نفطر سوا لأني متأكد إنك لسه مافطرتيش...
لتقول ميرال بدلال عفوية: لا أنا عايزة غدا مابحبش الفطار
- بس كده يقلبي، ده أنتي تؤمري وأحلى غدا لأحلى بنوته عنيا شافتها. قالها وهو يتحرك بها لتتبعه كالمنومة مغناطيسيا وهي تنظر له بإعجاب واضح وابتسامة حالمة واخذت تنسج أحلام وردية التي بيعيدة كل البعد عن الواقعها.
لتقضي اليوم بطوله معه ومع كل دقيقة تمر عليها وهو الى جانبها كانت تغرق أكثر وأكثر في بحره العميق
ولكن ما أنهى يومهم هذا هو اتصال سيلين لها تخبرها بإنها يجب أن تعود الى المنزل فورا بطلب من والدهم
في منطقة شعبية بالتحديد داخل شقة أم غالية
- قلبي واكلني على غالية ياترى كويسة ولا تعبانة...
خليل باستنكار لما سمع: تعبانة ايه ياولية! دي بـ.ـنتك أتجوزت راجـ.ـل ماكنتش تحلم بيه طول عمرها عايزة إيه تاني.
لتقول امها بشوق- عايز أشوفها واضمها كده لصدري واشم ريحتها دي وحشاني اوي ده أنا محيلتيش غيرها
حس بيا
صرخ بها خليل بتهرب: يوووووه افضلي كده اندبي ع بـ.ـنتك وخلي جوزها يطفش، شكلك عايزاها تطلق مش كده
- بعد الشر عليها تف من بقك. بس هو هيطفش ليه. ده أنا عايزة أبـ.ـاركلهم بس واطمن عليها زي كل أم. إيه مش من حقي، ده حتى أخدها واختفى، مافيش حد بيعمل كده.
- انت الكلام معاك مالوش فايدة، قالها وهو يتركها ويخرج من الشقة بأكملها
اخذت تضـ.ـر.ب على فخذها وهي تقول بقهر
- يااااناس قلبي موغوشني عليها مش بايدي
حركت تحية زوجة خليل فمها بعدm رضا وبشهقة خفيفة قالت: اطمني يا اختي، وحطي في بطنك بطيخة صيفي، بـ.ـنتك بقت مرات يحيى اللداغ. يااابختها مش زي
والدة غالية بمحاولة مستمـ.ـيـ.ـتة: طب ما تخلينا نعزمهم بمناسبة جوازهم وأهي حركة حلوة مننا بردو.
- اعزم ايه هما فاضيين لينا، دول عرسان في شهر العسل عايزة تنكدي عليهم ليه، وبعدين اعزمهم بإيه هو انا حيلتي حاجة
ترد عليها بلهفة: انا عندي، أعزمهم على حسابي
تحية بفرعنة: حساب مين يا أم حساب ده أنتي قاعدة واكلة شاربة ببلاش، قال على حسابي قال هو أنتي حيلتك حاجة، تركتها وخرجت وهي تتكلم كلام تكرهه الأذن وتشمئز منه الروح لدنائة أصحابها.
نزلت دmـ.ـو.ع الاخرى بعجز وهي ترى كيف تركتها وخرجت غير آبهة بها ولا بلوعة قلبها، رفعت كفيها للأعلى وأخذت تشكو و.جـ.ـعها وضعفها وقلة حيلتها لله عز وجل وتدعوه بتذلل بإن يحفظ لها ابـ.ـنتها الوحيدة من كل شر
في مطعم راقي وفخم لا بل كان أشبه بالقصور الضخمة دخل من البوابة سعد وعائلته ليكون في استقبالهم صاحب المكان وهو غالب منصور وعلى وجهه ابتسامة واسعة وهو يصافحهم
- اهلا وسهلا سعد بيه
- اهلا بيك...
- نورتي ياهانم، قالها وهو ينظر الى داليا ويصافحها باحترام حتى ردت عليه بمجاملة
- تسلم ده نور حضرتك
- النور الحقيقي هنا، قالها بخفوت وهو يصافح سيلين ليرفع يدها له وقبلها وهو ينظر الى عينيها بتمعن، مشهد الحفلة انعاد أمام شاهين فهو لتو دخل هو وياسين ليتوقف عند هذا المنظر كز على أسنانه وتقدm منهم
ليبتعد غالب عن سيلين وأخذ يرحب بحضور الأخوين اللداغ، ليتفاجئ بهما سعد فهو لم يتوقع بأن يكونا مدعوين ايضا.
بعد ترحاب وسلام طويل توجه نحو الداخل و عند اقترابهم من المدخل اقترب شاهين من تلك التي تتجاهل وجوده وقال بخفوت
- ممكن أعرف كل الأناقة دي عشان مين؟
- مش هقولك وأنت مالك، لأني اكتشفت إنك مريـ.ـض نفسي، ريح نفسك و روح اتعالج وريح اللي حوليك من العـ.ـذ.اب ده، قالتها وهي تنظر له بحقد صريح ثم تخطته بثقة لتلحق بعائلتها.
وما إن وصلوا الى طاولة طويلة حتى رفعت حاجبها باستغراب حاولت ان تخفيه بابتسامة مجاملة ما إن وجدت غالب يسحب لها الكرسي الذي بجانبه حركته هذه كادت ان تفقد شاهين صوابه ولكن كان رد فعل سعد أسرع منه ما إن قال
- سيلين بابا تعالي اقعدي جنب مامتك
أومأت له وذهبت وجلست بين والدتها وأختها وما إن أخذت تعدل جلستها ورفعت رأسها حتى التقت عينيها بذلك الصقر الغاضب الذي جلس أمامها...
نظراته لها قـ.ـا.تلة حرفيا ولكنها تجاهلته وكأنه غير موجود تماما وانـ.ـد.مجت بتناول الطعام ما إن تم تقديمه ونجحت في ذلك نوعا ما مما أدى الى جنون شاهين رسميا...
اما ميرال انـ.ـد.مجت بالحديث معهم عن العمل وكيفية ادارته فهي لديها خلفية لايستهان بها في هذه المواضيع.
نظر ياسين بفخر الى فتاته الذكية التي استطاعت أن تجذب اتباه الجميع لها برزانتها وحكمة كلمـ.ـا.تها وما إن التقت نظراتهما حتى غمزها بخفة حركته الوقحة هذه جعلتها تقطع كلامها و تصمت بعدmا تلعثمت بتـ.ـو.تر لتقترب منها سيلين وهي تقول بهمس
- هو في إيه بالضبط، دي الحكاية باين إنها مطورة
ع الآخر مع الأستاذ وبقا فيها غمزات وحركات
ضـ.ـر.بتها بعكسها وهي تقول من بين أسنانها
- مالكيش دعوة
- بقا كده.
اقتربت منها ميرال وقالت بمراوغة: ايوه كده وحدة بوحدة. مش انتي خبيتي عليا حكاية الروج إيه اللي عمل فيه كده أنا كمان هعمل زيك
فتحت سيلين عينيها بفزع من أن يسمعها أحد: هششششششش يخربيتك اسكتي هو ده وقته...
ماشافهمش وهما بيسـ.ـر.قوا شافوهم وهما بيتحاسبوا.
- تصدقي عندك حق، قالتها ميرال وهي تبتسم بخفة لتبتسم الأخرى معها وما إن رفعت وجهها حتى وجدت غالب لا ينظر لها فقط لا. بل هو كان تائه فيها وبضحكتها، ليتحول بصرها بشكل تلقائي نحو شاهين الذي كان كالوحش المفترس يتوعدها
أنزلت نظرها على طبقها لترفع كأس الماء لتتجرعة دفعة واحدة ثم نهضت مستأذنة لتذهب الى الحمام.
وما ان اختفت من المكان حتى رمى شاهين المنديل بغضب ونهض هو أيضا. كاد أن يسأله غالب عن السبب أو دعنا نقول شك بإنه سيلحق بالأخرى ولكن كان له ياسين بالمرصاد الذي أخذ يمطرهما بوابل من الأسئلة هو وسعد ليشغلهما عن غيابهم الغير مبرر.
في داخل الحمام كانت تقف أمام المرآة وهي تتنفس بعمق لتحبسه لثواني ثم تزفره ببطئ، كررت هذه العملية ثلاث مرات، لتستطيع أن تهدئ أعصابها ف الأجواء متـ.ـو.ترة وذلك الحثالة الوقح الذي تجرأ معها أمس يتعامل معها اليوم وكأن شيئا لم يكن، لاااا بل يتصرف معها وكأنه...
قطع سلسلة أفكارها دخوله عليها بشكل مفاجئ لتلتفت له بصدmة، كانت تعرف بإن رزانته وهدوءه ليسو سوا غطاء على جنونه الحقيقي هذا الذي تراه أمامها الآن.
أما عند شاهين كان يوجد بعقله كلام لاينتهي لها ولكن ما إن وجدها كيف تنظر له بتفاجؤ من دخوله عليها، كم كان مظهرها جميلا وفاتنا، تلاشت الحروف من على لسانه لتتركز عينيه على شفتيها المنفوخة لتداهمه لحظة تذوقهما
أبعد نظره عنها وهو يبتلع لعابه بصعوبة ولكن قطب جبينه عنـ.ـد.ما وجدها تقول: بغض النظر عن إنك وقح ومـ.ـجـ.ـنو.ن إلا إنك مديون لي بأعتذار.
شاهين بصدmة لاتقل عن صدmتها منذ قليل فهو توقعها ستصرخ لأنه اقتحم عليها المكان ولكن كلامها جعله يقول بترقب: اعتذار؟
أومأت له بنعم وهي تقول: أيوه
شاهين باستنكار: انا! أعتذر، على ايه بالضبط
كتفت سيلين ذراعيها وقال بجدية
- تعتذرلي على سرقتك لعذرية شفايفي وقلة ادبك معايا.
- عذرية ااااايه؟، قالها بتفاجؤ وكأن هناك من سكب عليه دلو من الماء المثلج في فصل الشتاء، ولكنه ضحك بخفه ما إن وجدها تكرر بخفوت وهي مستغربة ردة فعله
- شفايفي
تلاشى غضبه وانفعاله منها وحل الحب فقط في عينيه لها واكتشف في هذه اللحظة أن التي أمامه برغم لسانها السليط وغرورها إلا أنها بريئة، عض شفته السفلية ثم قال باستمتاع وهو يراوغها
- أعتذر ليه؟ ماهو بصراحة مش ذنبي اللي حصل
رفعت حاجبه بترقب وهي تقول.
- أومال ذنب مين
اقترب منها ونظره ملتصق بثغرها وقال
- ذنبهم هما، بيستفزوني
فتحت عينيها بتفاجؤ من رده هذا لتسأله بعدها بفضول- بيستفزوك ازاي مش فاهمة!
شاهين بسفـ.ـا.لة لاتظهر إلا أمامها هي: كل لما ببصلهم بلاقيهم منفوخين بشكل رباني، سبحان الله، بس اللي فوق منفوخة أكتر من اللي تحت وأنا بصراحة حبيت أعدل مابينهم، وأنفخهالك، وعلى ما اعتقد إني امبـ.ـارح نفختهم بضمير ولا إيه.
- ووووووقح، قالتها بغـ.ـيظ ممزوج بخجل ثم تركته وخرجت لتعود الى الطاولة وماهي سوا دقائق حتى لحق بها وهو يضحك عليها ليمر الوقت عليهم بين النظرات المسـ.ـر.وقة من قبل الفتيات و الوقحة من قبل الشباب، لتنتهي هذه الأمسية أخيرا وقد تركت في داخل كل واحد منهم ذكرى لاتنسى.
في الوكر عند غالية كانت مـ.ـا.تزال تعيش بسـ.ـجـ.ـنها كما في الأيام السابقة لا جديد تراقب الناس غريبة الأطوار هذه. ولكن الليلة هي ليلة الخميس سمعت يأتي من مكان بعيد صوت أغاني ورقص على مايبدو بأنه يوجد زفاف هنا
مسكينه غالية تظن بأن هناك زفاف لاتعرف بأن هناك حفلة للغجريات، محتواها، شرب، غناء، رقص...
وفتيات، وبالتأكيد هي لا تعلم بإن هذا الحفل مقام على شرف زوجها العزيز...
استمر الصوت لساعات طويلة ولم ينقطع حتى بدأت إشارات الصداع النصفي لديها، نظرت الى الساعة كانت قد تجاوزت الثالثة صباحا، نهضت بتعب لتستلقي على الأريكة لتنام ولكن ما إن اغلقت عينيها حتى فتحتهم بسرعة عنـ.ـد.ما سمعت قفل الباب يفتح ليدخل عليها وهو يترنح أو هذا ما هيئ لها
ولكن ما إن أنار الشقة حتى نظرت له باستغراب كان يتمايل بوقفته رغما عنه وبيده علبة ماء، لااااا ليس.
ماء، بل كانت زجاجة بداخلها سائل أصفر مائل للإحمرار
وقفت بمكانها وهي تحاول أن تكذب مـ.ـا.ترى الآن...
هل عاد الى المنزل وهو ثمل؟ كان مجرد سؤال طرحه عقلها ولكن ما أكد سؤالها هذا هو رائحته النتنة التي تسبقه بأمتار، لتجده يقول ب لسان ثقيل وعدm تركيز تام بسبب كثرة تجرعه لهذا السم
- يااااسين اخويا...
كلامه هذا جعلها تنظر إلى نفسها هل حالة السكر هذه جعلته يراها رجل؟ أخذ يتقدm منها بطوله الفارع ليتعثر بخطواته ويسقط بثقل جسده الضخم هذا على الأريكة مماجعلها تبتعد بسرعة عنه، وهنا كان قد تمكن الخـ.ـو.ف والهلع من قلبها المسكين، لتعبس وجهها بتقزز من رائحته النفاذة لدرجة أصابتها بالغثيان
أخذت تتمعن بنظرها له وكأنها لا تصدق مايحصل معها
كانت عينيه حادة، زائغة، وناعسة بشكل كبير فهو بالكاد يستطيع أن يفتحهما...
أخذت تنظر له باشمئزاز و يأس ياالله أين ذهب جبروته وقوته وعقله وصرامته و سلطته التي يتباهى بها دائما، كل هذا ذهب في مهب الريح بسبب لعنة محرمة لاتعرف حقا ما المغري بها لكي يشربها وتذهب بعقله، هذا إن كان يملك عقل من الأساس...
وجدته زحف من الأريكة ليجلس على الأرض وهو يرفع الزجاجة لفمه بعدm توازن ليحتسي من شرابه بشراهة ثم نظر للزجاجة وأخذ يكلمها بهلوسة وكأنها تفهم مايقول.
- تعرف يا شاهين أنا مديون ليك، كتير أوي مديون...
بس مـ.ـا.تلومنيش لما كنت بضـ.ـر.ب الكل بوحشية، لأنه مش ذنبي، سااامع مش ذنبي اني ابن حرااام...
كلامه كان كالصاعقة لها رجعت للخلف و وضعت يدها على فمها وهي تهمس: ابن حـ.ـر.ام؟
رفع نظره لها على ما يبدو بأن حركتها هذه جذبت انتباهه ليقول باستغراب: انت بتبعد ليه يا شاهين
مالك، انت لسه زعلان مني، عشان دخلت الحريم بانتقامي، خلاص مش هعمل كده، حرمت.
بس اااء بس أنت قولتلي طلقها ورجعها وأنا مش هقدر اعمل كده ب غلا، دي بـ.ـنت بمية راجـ.ـل، بس مش حلوة بتزعق ولسانها طويل مش شبهها خالص، فاكر لما حبيت أول مرة في حياتي فاكر وقتها حصلي إيه راحت ونامت مع صاحبي ههههههه
انا يحيى، يحيى اللداغ، أتخان، بذمتك دي مش مـ.ـجـ.ـنو.نة، كلهم خـ.ـا.ينين كلهم، وأنا كمان خنتها مع كل بنات الوكر وبعدها سبتها، عشان هي وسـ.ـخة مـ.ـا.تستاهلش حبي.
غالية بقصف جبهة: قال يعني أنت اللي نظيف جاتك القرف في شكلك. وأخذت تقلده، أنا
يحيى، حتى وهو سـ.ـكـ.ـر.ان شايف نفسه.؟
صمتت فهي لاتدري كيف أصبح بلمح البصر أمامها ليمسكها من ذراعيها وهو ينظر لها بعينيه العسلية بهدوء وكأنه يتفحصها ليقول بثقل
- ياسين أنت مش مصدقني صح
- هو ياسين ولا شاهين. إيه الليلة دي بس، قالتها مع نفسها وهي لاتعرف ماذا تفعل حقا، لتنتفض بين يديه عنـ.ـد.ما صرخ بها وهو يقول: ليه! مش مصدقني.
- مصدقاك بس سبني، قالتها وهي تحاول أن تتخلص منه بخـ.ـو.ف ما ان وجدته يريد أن يدفن وجهه بعنقها ولكن مع محاولاتها للفرار منه جعلته يزداد غضبا ليسحبها من مقدmة ثوبها بقوة ليتمزق الى قطعتين من الأمام ومع فعلته هذه خرجت منها شهقه عنيفة وكأنه انتزع روحها منها...
دفعته عنها بكل قوتها وركضت للغرفة ولكن قبل أن تغلق الباب وجدته يدفعه عليه من الجهة الأخرى لترتد الى الخلف عادت بخطواتها الى الوراء لتتعثر بالسجاد وتسقط على السرير
لتجده يعتليها كالوحش وأخذ يضـ.ـر.بها ويكيل لها الصفعات وهو يقول بحقد
- انت خـ.ـا.ينة و وسـ.ـخة خنتيني مع صاحبي، ليه جيتي هنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك ولو شفته هقــ,تــلك بيدي، قال الأخيرة وهو يطبق على عنقها بيده.
لتكون ردة فعلها هو غرز أظافرها بكل قوتها بصدره مسببة له أضرار بالغة وما إن أعادت فعلتها هذه أكثر من مرة حتى تكـ.ـسرت أظافرها ولكنه لم يتأثر، أخذت تختنق واحتل وجهها الون الأزرق لترفس بقدmيها بشكل عشوائي ولكن ما ان جمعت شتاتها وتركيزها حتى ضـ.ـر.بته بركبتها على منطقة تحت الحزام وهنا ابتعد عنها متألما.
اعتدلت بجسدها بسرعة وهي تشهق بعنف لتميل برأسها بتعب وثقل حتى وجدت الدm يتساقط من أنفها على مفرش السرير لتسعل بعدها بشـ.ـدة ولكن ما إن رأته مشغول مع زجاجته يكلمها مرة اخرى وكأنه لم يكون على وشك قــ,تــلها منذ لحظات...
حتى نهضت بجسد متهالك واهي من ضـ.ـر.به لها ولكنها مجبرة أن تضغط على نفسها، تسحبت بهدوء شـ.ـديد من الغرفة خـ.ـو.فا من أن ينتبه لها، ولكن ما إن وصلت بقرب الباب حتى ركضت خارج الغرفة لا بل خارج الشقة بأكملها، فهي كانت تركض هاربة من ذلك الوحش البشري.
↚نهضت بجسد متهالك واهي من ضـ.ـر.به لها ولكنها مجبرة أن تضغط على نفسها، تسحبت بهدوء شـ.ـديد من الغرفة خـ.ـو.فا من أن ينتبه لها، ولكن ما إن وصلت بقرب الباب حتى ركضت خارج الغرفة لا بل خارج الشقة بأكملها، فهي كانت تركض هاربة من ذلك الوحش البشري
اخذت تنزل الدرج بسرعة وما إن التفتت الى الوراء خـ.ـو.فا بأن يكون خلفها حتى انزلقت قدmها ليلتوي كاحلها وتسقط على الأرض بعنف شـ.ـديد مسببة به أضرار بركبتيها وساعديها.
سقوطها هذا أمام مخرج العمارة جعلها ترفع رأسها بفزع وصدmة كأنها الآن استوعبت الموقف. فهي تفترش الأرض بثياب ممزقة لاتسترهاإطـ.ـلا.قا وأنفها ينزف وشعرها مبعثر منكوش، حاولت ان تستقيم بجسدها إلا أنها لم تستطع الوقوف على قدmيها وهذا ما جعلها تزحف على أسفل ظهرها لتختبئ أسفل السلم المظلم خـ.ـو.فا بإن تكون فريسة لمن لا يخاف ربه إن كان زوجها فعل بها كل هذا فما بالك الوحوش التي تسكن الشارع في الخارج.
وصلت لمبتغاها تحت السلم وحشرت نفسها بزاويته الضيقة واحتضنت نفسها بخـ.ـو.ف وضمت ساقيها نحو صدرها لتدفن وجهها برعـ.ـب حقيقي بين ركبتيها
يااالله ماهذا التي تعيشه الآن في صغر سنها هذا، فهي وحيدة في مكان مظلم والبرد بدأ يأكلها وينخر عظامها أخذت تفكر بكلامه وتحاول ان ترتب ما سمعته منه والنتيجة كانت مؤلمة لا تريد الأعتراف بها، هذا الرجل حقا لغز في لغز بالنسبة لها عقلها لا يستوعب هذا المستنق على الأطـ.ـلا.ق...
رفعت رأسها وأخذت تنظر حولها بترقب ممزوج بتعب وخـ.ـو.ف، أين هي الآن لما يحصل معها كل هذا، مر الوقت عليها ببطئ ممـ.ـيـ.ـت، لم تتحرك من مكانها وهذا مازادها ألما على ألمها لتنزل دmـ.ـو.عها بقهر وهي تقول مع نفسها بصوت خافت باكي.
- ليه بيحصلي كل ده، ليه ماكنش بالوقت ده نايمة في سريري جنب أمي، اللي في سني بيفكروا هيلبسوا ايه بكرة في الجامعة، وأنا! كل لليلة مغامرة جديدة يوم تحت السلم ويوم في البلوكونة وضـ.ـر.ب وإهانة وشتيمة كل حاجة تلاقي عندنا عادي، وياريتني بشوف ده كله على ايد حد ليه القيمة مش كـ.ـلـ.ـب عاصي ربه و راجع سـ.ـكـ.ـر.ان وش الفجر.
اااااخ ليه أهلي مش زي الناس اللي بتخاف على لحمها ليه خالي رماني الرمية السودة دي، اللي بيقول إن الخال والد، يجي ويشوف خالي عمل فيا إيه و رماني فين.
اخذت تفضفض كل مافي داخلها حتى جفت دmـ.ـو.عها وهي تكلم نفسها باختناق وعتاب. ابتسمت بو.جـ.ـع عنـ.ـد.ما عم السكون ع المنطقة بأكملها ما إن بدأ ضوء الشمس ينير الأرض يعلن عن بدء يوم جديد متفائل للناس ولكن بالتأكيد ليس لها، مرت ساعات طويلة وبدء الجو يدفئ عليها لتبدء جفونها بالتثاقل رغما عنها وهي جالسة ولكنها قبل ان تستسلم لنومها سمعت صوت أقدام شخص ينزل الدرج مسرعا وفي غضون ثواني معدودة وجدته يقف أمامها بكامل أناقته.
كان يرتدي بنطال أبيض مع قميص ازرق غامق يناسب لون بشرته جدا مع خصلات شعره الطويلة أي فتاة أخرى كانت ستقع بسحره هذا و وسامته لا محالة.
إلا هي ازداد مقتها له وحقدها ما إن رأته بهذا الشكل.
قلصت محيط عينيها بتركيز وانتباهها لترى بشكل أدق ف عينيه كانت منتفخة واحمرارها بـ.ـارز، زمت شفتيها بترقب فهي لم تكن تستطيع ان تميز هل هو الآن بوعيه أم مازال تحت تأثير ذلك السم، ولكن انتفضت برعـ.ـب وعادت الى الخلف أكثر ما إن وجدته ينحني نحوها وهو يمد يده لها ويقول بصوت حاول على قدر المستطاع أن يكون مليئا بالطمأنينة
- تعالي
تنهد بصوت عالي عنـ.ـد.ما وجدها تحرك رأسها برفض حتى أكمل محاولته معها بنفس نبرته السابقة.
- تعالي يا غلا مـ.ـا.تخافيش مني أنا دلوقتي في وعي
مش هأذيكي، هاتي ايدك بس
ولكن ما إن رفضت مرة أخرى حتى قال وهو يحاول ان يستفزها: شكلك عايزاني اشيلك...
- أوعى تقرب مني، قالتها بشراسة عنـ.ـد.ما وجدته يريد أن يسحبها من كاحلها ليخرجها من مكانها الضيق هذا
تنهد مرة أخرى وقال بهدوء وتريث: غلا، غلاتي، بلاش عناد دلوقتي احنا مش في البيت امشي معايا
نظرت له برفض وهي تقول بزعل طفولي وغصة تخـ.ـنـ.ـقها.
- مش عايزاك أنا، مش عايزاك، رجعني لأمي
زفر أنفاسه بضيق من نفسه و انحنى بجذعه أكثر ومسكها من معصمها وبرغم مقاومتها له إلا أنه استطاع ان يسحبها من مكانها الذي تختبئ به وما إن أرغمها على الوقوف امامه حتى شهقت بألم كاحلها
اما يحيى اخذ ينظر لها بذهول من حالتها هذه هل كان معها بكل هذه الوحشية، مرر نظره عليها بصدmة فهو حقا لا يصدق.
ابعد بصره عنها واخذ يمرر كفه الأخرى على وجهه بضيق حقيقي لا يعرف ماذا يفعل، ولكنه أبعد كل هذا التفكير الآن و اقترب منها محاولا أن يحملها ولكنه ابتعد ما إن وجدها تقول بغضب وهي تحمي نفسها منه
- إياك تلمسني بإيدك الوسـ.ـخة دي
نظر لها بعتاب ولكن سرعان ما التفت على صوت حودة وهو يقول عند المدخل: أنت هنا ياللداغ.
كان صوت هذا الرجل كفيل ليجعل غالية تنسى خلافها معه و تختبئ بسرعة خلف زوجها الذي استغرب فعلتها حقا أوليس هي من كانت ترفض لمسة يده لها، ها هي الآن تقف وراء ظهره تتمسك بقميصه بيدها الصغيرة
يحيى بصوت عالي ليسمعه الآخر
- عايز إيه قول!
فهم الآخر على الفور بأن رئيسه لايريده أن يدخل ليقول بعملية- ده مش أنا اللي عايزك ده الحاج سلطان
- قوله عندي شغلة مهمة أخلصها وآجي وأنت سد مكاني.
- اعتبره حصل، قالها حودة واقترب من المدخل وأغلق عليهم الباب الداخلي للعمارة لكي لايراهم أحد وبهذه الحركة فهم يحيى بأن الآخر قد رأى الموقف من بعيد وأتى له لينبهه
عند هذه النقطة قال يحيى بصوت عالي ممتن
- من يومك حويط ياحودة
- تربيتك ياللداغ، سلام. ما إن قالها وذهب حتى التفت يحيى نحو غلا الروح برأسه ليجدها تبتعد عنه بخجل من فعلتها ولكنها تقسم بإن تمسكها به كان حركة عفوية
ليس أكثر.
أخذت تضم ثيابها الممزقة عليها لتجبر نفسي على المشي ولكن مع كل دعسة تشعر بنار تحرق كاحلها وتأوها الخافت يخرج من بين أسنانها المصطكة بألم
بشكل لا إرادي.
ولكن سرعان ما شهقت عنـ.ـد.ما وجدت نفسها تطير بالهواء لتكون بأقل من ثانية بين ذراعي زوجها الذي احتضنها بحماية وأخذ يصعد بها الى الطابق الثاني لتبعد نظرها عنه بإحراج من قربه هذا ليلفت نظرها أن الهدوء يعم المكان بشكل دائم وهذا مالم تلاحظه سابقا، على مايبدو بإنه لايوجد سكان غيرهم هنا.
اما عند يحيى كان تفكيره محصور عليها فقط، كم هي صغيرة الحجم بمقارنتها به وكم هي ناعمة وطرية ورقيقة و بااااردة، جسدها بـ.ـارد كالثلج، أغمض عينيه بضيق عنـ.ـد.ما تذكر ما حدث
دخل شقته واغلق الباب خلفه بقدmه لينزلها بعدها داخل الحمام ثم خرج لدقائق وعاد معه ثياب نظيفة لها وهو يقول: استحمي وغيري هدومك وأنا هستناكي برا لو احتاجتي حاجة ناديني.
خرج وتركها لوحدها وهو يكاد أن ينفجر من كل هذا، أخذ يعيد منظرها كيف كان ليغمض عينيه بغـ.ـيظ من نفسه مستحيل هل هو فعل كل هذا، هو شيطان وهي بريئة وصغيرة كيف استطاع ان ينتهكها بهذا الشكل البشع.
لا ينسى صدmته عنـ.ـد.ما استيقظ صباحا و وجد تلك القطرات من الدmاء التي تتوسط السرير وما أكد له شكه هذا هو هروبها وثيابها الممزقه من الأمام ورفضها القاطع للمسها وكيف كانت تعرج بقدmها من ألمها كل هذا لا يحتاج لتفسير آخر أو حتى دليل فكل العوامل موجودة، يعلم الله وحده كم كان وحشا معها، وعند هذه النقطة زاد تأنيب ضميره له...
ذهب وجلس على الاريكة ينتظر خروجها وما ان مرت نصف ساعة تقريبا حتى رفع رأسه نحو الحمام عنـ.ـد.ما سمع صوت فتح الباب ليجدها تخرج وهي تعرج حاول ان يساعدها ولكنها تجاهلته وكأنه غير موجود وذهبت
وجلست بثبات وقوة على أريكة منفردة لشخص واحد
اخذ يتمعن بها وهو يفكر مستحيل أن يرى أنثى لديها عزة نفس مثل عزتها بل هذه الصفة لاتليق سوا بها.
الكبرياء والثقة والجمال صنع حصريا لها، وبرغم حالتها كانت مغرية بشكل مفرط للأعصاب. كان يجب ان يكتب على جبينها هنا منبع الأنوثة
اما غالية كانت تنظر لأي شئ إلا هو ولكن ما نرفزها حقا هو عنـ.ـد.ما جلس أمامها وتمعنه بها ثم قال بعدها بمنتهى الوقاحة وكأنه لم يكن السبب بما هي فيه الآن
- عاملة ايه دلوقتي، محتاجة أوديكي المستشفى لو في نـ.ـز.يف لحد دلوقتي.
نظرت له وهي تقطب جبينها بعدm فهم، لما عليها ان تذهب الى المستشفى، نظرت الى الأرض بانزعاج منه لا تريد رؤية وجهه برغم جماله هذا و وسامته إلا أنها أصبحت حقا تقرف منه.
وبسبب ظهور علامـ.ـا.ت الأشمئزاز على وجهها وجدته يقول ببجاحة: لو فيكي حاجة صرحيني مـ.ـا.تتكسفيش، وبعدين أنتي قرفانة كده ليه، ده شيء طبيعي يحصل بين أي زوجين، حلال ربنا، وكان لازم ده يحصل من أول يوم لينا مع بعض، بس بسبب رفضك أنا كنت صابر عليك كل المدة اللي فاتت دي احتراما لرغبتك...
انتفضت واقفة من مكانها ما إن فهمت مقصده وهي تقول بانفعال: أنت متعرفش حلال ربنا إلا في دي و أنك ترجعلي سـ.ـكـ.ـر.ان انصاص الليالي ده عادي مش كده، اسمعني يا اسمك إيه أنت، أنا مش هستنى هنا يوم كمان، رجعني لأهلي وسيبني بحالي بقى. يا أما والله العظيم هرجع أنا بنفسي واللي يحصل يحصل أنا زهقت منك ومن عيشتك دي...
صمتت وكادت ان تقع ما إن وجدته يقترب منها وبخفة يد وجدته يحاوط خصرها ليمنعها من السقوط وهو يقول بهدوء ونظراته لها كانت مليئة بالاهتمام
- غلا أنت لسه صغيرة وأنا مقدر ردة فعلك دي ع اللي حصل امبـ.ـارح، بس مـ.ـا.تنسيش اني جوزك و ده حقي
صرخت به بغـ.ـيظ من برودة رد فعله هذا بعدmا قررت مع نفسها بعدm توضيح سوء الفهم هذا كأقل عقـ.ـا.ب له وانها ستستخدmها نقطة قوة لها.
- جت كـ.ـسر حقك يا أخي افهم أنا مش هقدر استحمل أكتر من كده، والله لو حاولت تقرب مني مجرد محاولة بس هقــ,تــلك وأقــ,تــل نفسي كفاية الذل اللي شفته امبـ.ـارح وأنا معاك ماعنديش أدنى استعداد إني أعيد التجربة دي معاك
- والله ماكنتش بوعي، قالها وهو يعود الى الخلف خطوة وعينيه الجميلة مليئة بالاعتذار ثم أكمل بأقتراح
إيه رأيك تاخدي الأوضة وأديكي مفتاحها تقفلي على نفسك وبكده هتطمني أكتر إني مش هقرب منك
يرضيكي الحل ده
- لاء.
- طب قولي اللي يرضيكي
- رجعني لأهلي
نظر لها بضيق من عنادها الذي لا ينتهي ليقول بعدها بترفع وغرور لا ينتهي: انسي ياحلوة أنتي بقيتي بتاعتي خلاص، و رجعة لأهلك مافيش، اطلبي اللي أنتي عايزاه وأنا هعملهولك غير ده
أخذت تفكر بهذا العرض المغري لتقول بعدها بتساؤل طفولي وبشفاه مزمومة
- هتعملي كل اللي أطلبه
ابتسم على ردة فعلها هذه وقال بتأكيد
- أكيد يا غلاتي.
لتقول غالية بتلقائية: طب أنا عايزة إنك تسيب شغلك هنا اللي أنا معرفش ايه هو أصلا بس أكيد حاجة غلط زي كل حاجة حوليا، وتبطل شرب وتصلي وتاخد لينا شقة بمكان تاني وبس
صعق من طلباتها هذه وحل الغضب بحدقتيه ولكن برغم غضبه الظاهر إلا أنها وجدته يقول بتحذير هادئ
- شغلي خط أحمر اوعي تقربي منه أو تدخلي فيه، والصلاة والشرب ده شيء مايخصكيش.
غالية باندفاع غاضب: مايخصنيش ازاي أنا عايزة أطلعك من الوحل والقرف اللي أنت عايش فيه ده والا عاجبك الوساخة اللي أنت فيها دي وبقت بتمشي بدmك.
مسكها من فكها وضغط عليه بقوة وأخذ يقول من بين أسنانه: لسانك ده هيوديكي في داهية، أنا قولت اطلبي حاجة ليكي. توقعتك عايز تكلمي أمك أو أحسن معاملتي معاكي، بس اكتشفت اللي زيك مش لازم نديها أكتر من حجمها، شكلك نسيتي نفسك إنك هنا مش أكتر من خدامة. حاولت أراضيكي لأني أخدت حاجة منك غـ.ـصـ.ـب عنك مع إنك كان لازم تديني حقوقي برضاكي.
غالية بمحاولة: افهم أنا عايزة مصلحتك يمكن تكون غلطت كتير باب التوبة مفتوح تعالى نشيل من هنا و
قاطعها وهو يعتصر وجهها أكثر بأنامله بغضب مـ.ـجـ.ـنو.ن
- مش بقولك لسان ده هيوديكي بداهية، عايشالي بدور رابعة العدوية ونسيتي أنا جبتك هنا ازاي، فوقي ياهانم، ده أنا اشتريتك بشوية فلوس بالنسبالي مش أكتر من ملاليم ده حتى سعر جزمتي أغلى منك.
أهلك اللي فلقتي دmاغي فيهم باعوكي من غير حتى مايكلفو نفسهم ويسئله عليا أو حتى لقيت حد سأل عليكي بعد ما خدتك، وكأنهم ماصدقوا خلصوا منك
طعنها للوريد للمرة الألف بكلامه السام هذا ولكن مستحيل أن تنكـ.ـسر أمامه، رفعت رأسها بشموخ وقالت بصوت مهزوز بعض الشئ فهي تكاد أن تمـ.ـو.ت قهرا
- ده كان مهري، خالي مخدش منك غير مهري، أنا غير قابلة للبيع زي ماحضرتك مفكر لأني ببساطة مابتقدرش بثمن.
ابتسم من طرف شفتيه بسخرية وأخذ يتحسس بشرتها وهو يقول: بعشق ثقتك بنفسك غلا بعشقها، بس سيبك من كل ده وقوليلي ايه رأيك نعيد اللي حصل مابينا امبـ.ـارح، بصراحة أنا عايز أجرب طعمك وأنا في وعيي
- هأقــ,تــلك وأقــ,تــل نفسي لو قربت مني، ما إن قالتها برفض قاطع حتى ضحك باستمتاع وأخذ يلعب بأعصابها
شـ.ـدد من احتضانها وقال
- ليه ياعروسة ده النهاردة صبحيتك حتى
- روح لحبايبك أنا مش عايزاك
- وأنا مش عايزهم هما أنا عايز غلا.
زادت نرفزتها ما إن نطق اسمها خطأ مثل كل مرة
- والله الحرق أهون عليا من إن واحد زيك يلمسني
- ليه بتقولي كده، قالها وهو يدفن وجهه بعنقها ولكن قبل أن تصل شفتيه لجلدها وجدها تبعده عنها بيدها وهي تقول بضيق
- لأني بقرف منك بحس إني عايزة أرجع
من فكرة إنك تلمسني.
ما إن سمع كلمـ.ـا.تها هذه حتى ابتعد عنها حقا وأخذ يتنفس من أنفه بضيق وقهر، توقعت أن يضـ.ـر.بها كرد فعل ولكنها وجدته يسحبها بقوة كبيرة نحو الغرفة ظنت بإنه سيعتدي عليها ولكنها تفاجئت ما إن غير مساره نحو الحمام في آخر لحظة حتى دفعها في داخله بعنف ثم أغلق عليها الباب وأطفأ النور عليها...
لتسمعه يقول بعدها بهدوء قـ.ـا.تل قبل أن يتركها ويخرج من الشقة بأكملها: ده جزاتك على طولة لسانك إنك تتحبسي انفرادي طول اليوم من غير لا أكل ولا شرب
أخذت تضـ.ـر.ب الباب بيدها بكل قوتها ولكن لم يكن هناك من ينجدها أو حتى يواسيها غير دmـ.ـو.عها التي تظهر ما إن يختفي جلادها
(منك لله يا يحيى يا ابن أم يحيى أشوف فيك يوم ع المرمطة اللي معيش بـ.ـنتنا فيها دي ).
نزلت من التاكسي ونظرت بانبهار الى هذا البناء العظيم العملاق الراقي، ابتسمت بحب وهي تنظر الى بوكيه الورد الذي بين يديها ثم أخذت تقترب من المدخل بحماس كبير وهي تفكر ياترى ماهي ردة فعل والدها لمفاجئتها هذه بالتأكيد سيفرح.
ولكن تلاشت أحلامها وتبخرت تخيلاتها ما إن أوقفها الأمن عند الباب وهو يمنعها من الدخول واستكمال طريقها وأخذ يسئلها من تريد وهل هي لديها موعد سابق هنا ولكن قبل ان ترد عليه سمعت من يقول بأمر من خلفها
- سبوها تدخل، الآنسة تبعي
التفتت باستغراب وهي تهمس
- أستاذ ياسين؟
- أستاذة سيلين، قالها بمشاكسة وهو يقلد نبرة صوتها الخافته ليضحك بعدها ما إن غضبت ملامحها على فعلته هذه.
نظرت له بتقييم مليئ بضجر داخلي فهي لا ترتاح له على الإطـ.ـلا.ق، لتدخل الى الشركة بخطوات واثقة عنـ.ـد.ما فتح الباب لهم من قبل الأمن بأحترام لتسمعه يقول باستفسار وهو يمشي الى جوارها
- إيه سر الزيارة السعيدة دي
رفعت سيلين الورد أمامها وقالت: جيت أبـ.ـارك ل بابا ع افتتاح الشركة والا هيكون في اعتراض يا شريك
وقف ياسين أمامها وقال بمراوغة: طبعا في اعتراض لأنك جايبة بوكيه واحد بس ل باباكي طب وأنا.
رفعت سيلين حاجبها وهي تقول بصراحة مطلقة: وأجيبلك ليه هو أنا أعرفك منين عشان اهاديك بورد
ياسين بإحراج: احمممم ماكنا ماشيين كويس لازم تصدريلي وش الخشب زي أختك
سيلين بحده طفيفة: مالها أختي
ابتسم باتساع ما إن تذكر ملامح فتاته الجميلة الصارمة وقال: مافيش حاجة بس هي عاملة فيها غفير من يوم ما اشتغلت معانا
سيلين باستفسار جاد: شغلها مضبوط يعني؟!
ياسين بأطراء- جدا، القسم اللي مسؤولة عنه ماشي.
زي الساعة مافيهوش غلطة
- وهو ده المطلوب منها يا أستاذ، شغلها، أما وشها مالكش فيه يبقى خشب حديد كل واحد يخليه في حاله ويحترم الحدود الموجودة وبلاش يتعداها من غير استئذان، ميرال بتحب كده، ياريت تكون الرسالة وصلت، عن إذنك، قالتها بفظاظة وهي تتخطاه وكأنه سراب، لتذهب بعدها الى الاستعلامـ.ـا.ت لتسأل عن مكتب والدها.
فتح ياسين فمه باستغراب من فعلتها هذه فهو كان معها وكانت تستطيع أن تسأله هو أو حتى تطلب منه ان يرافقها تنهد بعمق ليقول بعدها بذهول
- دي ميرال طلعت أرحم منها بكتير، ربنا يعينك يا شاهين عليها وعلى لسانها اللي عامل زي المبرد ده
طالع واكل، نازل واكل، مش عاتق حد.
في الطابق الأخير وبالتحديد بمكتب سعد الجندي كان يدقق الملف الذي أمامه وما إن انتهى حتى رفع رأسه وسأل ذلك الذي ينظر له بترقب خطير وكأنه ينتظر الوقت المناسب لينقض عليه
سعد باستفهام: اللي فهمته إن القرض ده من غير فوائد صح
- طبعا، أنا موضح النقطة دي بالملف اللي عندك
- طب كويس.
- هااا نمضي عقود القرض ولا حابب تراجعهم تاني.
- لا خلاص نمضي طالما حضرتك ضامنهم، قالها سعد بابتسامة بسيطة ثم أخذ يخط اسمه على الأوراق واحدة تلوى الأخرى وما إن انتهى حتى قدm الملف ل المحامي الخاص بالشركة شاهين اللداغ الذي أخذه منه وهو يقول
- وبكده تقدر تعتبر المبلغ اتحول لحساب الشركة وتقدر تباشر المشروع بالوقت اللي اااااااء.
صمت وضاعت الحروف منه وتبعثرت ما إن وجدها تدخل المكتب عليهم بطريقة جعلت أنفاسه تحبس داخل صدره، كانت عينيه تراقبها وتراقب تفاصيلها، ضحكتها البشوشة والعفوية التي لا يراها إلا مع والدها
- بابي حبيبي ألف مبروك ع الشغل، قالتها بسعادة كبيرة لا توصف وهي تذهب نحو والدها الذي نهض فورا ما إن دخلت ليستقبلها بذراعيه ويقبل صدغها وهو يقول- الله يبـ.ـارك فيكي ياقلب أبوكي أنتي
قدmت له البوكيه وهي تقول: الورد للورد.
ليقول سعد بحب أبوي: والله مافي ورد هنا غيرك، تعالي أقعدي وسلمي ع المتر
نظرت له من طرف عينيها وقالت بانزعاج واضح للآخر: اهلا، ثم نظرت الى والدها وأكملت دون ان تنتظر رده عليها، و بالمناسبة الحلوة دي أنا عزماك ع الغدا ياسي بابي وممنوع الاعتراض أو الرفض...
رفع حاجبيه معا وقال
- يعني مافيش قدامي غير الموافقة
- والله ده اللي عندي، ما إن قالتها بقوة حتى استسلم لها والدها وهو يضحك.
- خلاص ياستي موافق بالتلاتة بلاش تبصيلي كده، هدخل أغسل ايديا بس. ونطلع سوا على أحلى مطعم فيكي يامصر...
- وميرال هتيجي معانا صح
- لاء، ميرال عندها شغل كفاية أنا هسيب كل شغلي وهطلع معاكي عشان متزعليش
سيلين بإحباط: أيوة بس أنا كنت عايزة نطلع كلنا سوا ونعدي على ماما كمان
- هنعمل كده يوم الجمعة بس دلوقتي هنخرج أنا وأنتي وبس اتفقنا.
- اتفقنا، قالتها وهي تكرمش أنفها عنـ.ـد.ما قرصها والدها من وجنتها وما إن ذهب نحو المرحاض واختفى بداخله حتى التفتت نحو المكتب لتجفل عنـ.ـد.ما وجدت أمامها صدر عريض معضل تكاد أن تضيع بداخله لينطق لسانها بشكل عفوي وهي تعود خطوة إلى الوراء
- إيه ده
- أنتي اللي إيه ده، ما إن قالها وهو يقترب منها حتى قالت بتـ.ـو.تر
- مش فاهمة
شاهين بصرامة وجبين مقطب كالعادة
- أنتي بتعملي إيه هنا
نبرته الغاضبة معها جعلتها ترد بعفوية.
- زي ما أنت شفت جيت أبـ.ـارك ل بابايا
شاهين بحدة وغيرة لم يدركها بعد
- بشكلك ده، أنتي تجننتي
انصدmت سيلين من حدته معها لتنظر إلى مـ.ـا.ترتديه وهي تقول بانفعال- ماله شكلي؟ ماهو محترم أهو، وبعدين تعالى هنا انت مالك فيا ومين اللي سمحلك تدخل في خصوصياتي و
صمتت وفتحت عينيها على وسعهما ما إن وجدته يسحب منديل ورقي بغضب اسود من على سطح المكتب ليمسك به ثغرها وأخذ يمسح أحمر شفاهها بقوة عنـ.ـد.ما ثبت رأسها بيده الأخرى...
ولكن هو حقا لايعرف كيف ومتى أنامله أخذت مكان المنديل ليبدأ بتحسس نعومتها القـ.ـا.تلة لرجولته وهو يقول بصوت هامس وكأنه لايريد أن يكـ.ـسر سحر هذه اللحظة عليهما
- بلاش تحطي عليهم حاجة هما مش ناقصين فتنة، بس بجد همـ.ـو.ت وأعرف اللي فوق ليه منفوخة أكتر من اللي تحت بطريقة مستفزة.
كلامه هذا جعلها تستفيق من سباتها لتعض ابهامه الذي كان مايزال يتلمس شفتيها بكل قوتها. وغل من تجاوزاته معها.
سحب يده منها وابتعد عنها بسرعة وهو يتأوه بصمت ولكن سرعان ما ارتفع أنينه عنـ.ـد.ما ضغطت على قدmه بكعبها العالي بكل جبروت
كاد أن يمسكها ويلقنها درس بطريقته الخاصة إلا أنه توقف عن ماكان ينوي. عنـ.ـد.ما وجد سعد يخرج من المرحاض واقترب منها ليرتدي سترته وهو يقول بتساؤل وهو يتنقل بنظره بينهما
- في حاجة
ضـ.ـر.بت شعرها للخلف بغرور وهي تقول
- لا ابدا يابابي...
- طب يلا ياحبيبتي، قالها ثم استأذن من الآخر وهو يحتضن ابـ.ـنته تحت ذراعه ليذهب بها نحو الخارج تاركا خلفه شخص يموج ويروج بأفكاره السوداء
اخذ شاهين يتفرس بالنظر ل حقيبته وهو يرفعها امامه فهي تحتوي على أوراق القرض لتخيم على ملامحه علامـ.ـا.ت الأجرام وهو يقول بهسيس خافت خاص بالأفاعي.
- الورق ده مع اللي معايا هيخلصني من سعد للأبد بس ده بعد مايقرب مني بـ.ـنته وتبقى بين ايديا، آسف سيلينا عقلي رفض اني ادخلك بلعبتنا. بس مع الأسف بعيدا عن كل ده أنتي عجباني وأنا الحاجة اللي تعجبني باخدها ليا بمزاجها أو غـ.ـصـ.ـب عنها. مش هتفرق كتير معايا لأن النتيجة بالنسبالي وحدة.
( إنت بالذات أنا بخاف منك ومن تفكيرك لأن باختصار هدوءك وصمتك ده جبروت بحد ذاته، ياترى ناوي على إيه يا ابن اللداغ بعد ماحطيت سيلينا بدmاغك )
علي الجهة الأخرى من الشركة في مكتب ميرال الجندي
- يعني مش هتخرجي معايا، قالها ياسين بتساؤل ليأتية الرد على الفور وهي تنظر الى شاشة الحاسوب
- لاء مش هخرج
نظر لها ياسين بصبر وقال
- ده آخر كلام
تنهدت ونزعت نظاراتها الطبية ونظرت له وقالت بجدية: أيوة.
ضـ.ـر.ب ياسين سطح المكتب بكف يده بضجر
- وبعدين بقا معاكي، ارسيلك على برا أنا تعبت
- ياسين، ما إن قالتها بعتاب حتى وجدته يقولها بحب
- ياقلب ياسين من جوا.
- ياريت تفهمني وتقدر صراحتي معاك، حضرتك إنسان ممتاز، بس أنا مش بتاعت علاقات والكلام ده واليوم اللي فسحتني فيه ده بجد جا معانا كده من غير تخطيط أو تفكير وصدقني، تقدر تقول لحظة طيش وتصرف غلط، ده أنا كل ما افتكر اليوم ده بحس بالذنب باتجاه عيلتي، وخصوصا بابا لأني عارفة رأيه بالحاجات دي
ياسين باستنكار وعدm اقتناع بما سمع منها
- الحاجات دي؟ هو احنا عملنا إيه لكل ده...
لتقول ميرال بعملية مصطنعة وحـ.ـز.ن داخلي فهي تشعر حقا بالذنب اتجاه اهلها وتشعر بإنها قد بدأت تخون ثقتهم بها
- ماعملناش حاجة وياريت الموضوع ده يتسد لحد هنا
- بس انا بحبك، قالها بجدية تامة ليأتيه الرد بالرفض فورا: وأنا مش بحبك.
صرخ بها ياسين بانفعال مما جعل تلك التي أمامه تنتفض من ردة فعله العنيفة هذه الغير متوقعة وهو يقول: كداااابة، أيوه كـ.ـد.ابة مـ.ـا.تبصليش كده، أنتي بتحبيني زيي ويمكن أكتر كمان بس شكلك عاجبك إني أفضل أدور وراكي في كل حتة. مش كده بس أحب أقولك غرورك خدعك لو خيلك إني ممكن أبقى معاكي أكتر من كده وأنتي بتصديني بالشكل ده
قولتي إنك مش بتحبيني صح.؟ خلاص تمام.
زي ما أنتي عايزة. أنا كمان مش هحبك أكتر من كده. وعايزاني أسيبك في حالك،؟ حاضر هسيبك، ومن اللحظة دي أنتي بـ.ـنت شريكي ورئيسة قسم المحاسبات وبس...
نهض من أمامها وأخذ يغلق زر سترته وهو يقول...
وأنا بأعتذر لو أزعجتك وأخذت من وقتك يا، أستاذة...
عن إذنك، قال الأخيرة وتركها وخرج بثبات وقوة وهيبة طاغية تحيط به.
أما ميرال جلست على كرسيها بتعب ما إن اختفى من أمامها والمكتب بأكمله حتى مسكت صدرها بيدها بقهر حقيقي لما حدث معها، لتبتلع رمقها بصعوبة ما إن بدأت علامـ.ـا.ت الألم والحـ.ـز.ن بالظهور عليها وعلى معالمها بالتدريج فهي تشعر الآن بإن هناك قبضة فولاذية تعصر قلبها دون رحمة وكأن الذي خرج الآن نزع روحها منها.
↚في القطاع كان يجلس بين جميع أعضاء الوكر من صغيرها حتى كبيرها بهيبة جبـ.ـارة أهابه الذي يقف أمامه بها دون أي مجهود يذكر، نظراته كانت لوحدها كفيلة أن تدب الرعـ.ـب بمن حوله فهي حادة كالسيف وقاسية كالفولاذ، صمته خطير يخفي خلفه
كارثة لا محالة، كل هذه العوامل جعلت من هجان يبتلع لعابه بصعوبة ليسأله بثقة مصطنعة لا يملك ربعها حتى
- هااا ياهجين قولت ايه.
مط شاهين شفتيه بعدm رضا وهو يميل برأسه يمينا ثم قال باستنكار لطلب الآخر
- يعني أنت جايلي هنا عايز تاخد مني بضاعة
هجان بثبات يحسد عليه: ايوة، وهديك الضعف تنين ولو عايز الطاق تلاتة ماعندش مانع المهم إني أسلم البضاعة للناس بالوقت المحدد وإلا هيتخرب بيتي
أخذ شاهين يسند نفسه بأريحية أكثر على ظهر الكرسي ما إن سمع رده ليقول بعدmا وضع ساقه على الأخرى ببرود أعصاب.
- لا مـ.ـا.تخافش من الناحية دي هو بيتك كده ولا كده هيتخرب بس المشكلة مش هنا، أنا دلوقتي مش ببيع لحد، بطلت الشغلانة دي. توبة الى الله، انا عايز بضاعتي تفضل منوراني بالمخازن ماليا عليا المكان مش عايز أصرفها، وبعدين تعالى هنا أنت مش رحت للتجار وقلت اشتروا مني بأقل سعر روح بيعلهم يالا مستني ايه ولااااا،!
قطع كلامه وهو ينهض بجسده الضخم ليقترب منه ويضع يده على كتفه بقوة جبـ.ـارة ثم أخذ ينظر له بابتسامة خبيثة وأخذ يكمل بمكر لا يقل عن أخيه ياسين...
والا يكونش بضاعتك كلها بقدرة قادر ياسبحان الله تتصادر ع الحدود وخسرت دm قلبك فيها وكنت هتروح فيها لولا ستر ربنا اللي خلاك تشغل عقلك في آخر لحظة وتشيل الليلة لواحد من رجـ.ـالتك.
نظر له هجان كالكتكوت المبلول لأنه كان مكشوفا للآخر منذ البداية وعند هذه النقطة أخذ يبتلع ريقه بصعوبة ثم قال بتـ.ـو.تر واضح: غلطة ومش هتتكرر تاني يابوس منك السماح.
عض شاهين شفته السفلية بقوة وهو يسحبه من خلف عنقه نحوه بحركة مباغتة ليقول بعدها بهدوء ينذر بالشر: هو أنت مفكر إن احنا بالمدرسة لا سمح الله عشان أقولك حصل خير يا حبيبي ومـ.ـا.تعملش كده تاني، تؤ تؤ تؤ، ده أنت شيطانك ضحك عليك ورمى طوبتك ليا لما و سوسلك وخلاك تقف قصادي وتتحداني...
سحبه من طرف ثيابه باهانه وكانه صبي لديه وهو يكمل بنفعال سوقي لا يظهر الا نادرا، ولااااا عارف ده معنى إيه، يعني حضرتك جتلي برجليك، اديتني بدل السبب ألف إني أأذيك وأنا اللي يجيلي برجليه مايطلعش وهو ماشي عليها أبدا ده حتى هتبقى عيبه في حقي ولا ايه يادكر، لااااا دكر ايه بس ده انت طلعت اخرك دكر بط بالكتير
نطق هجان بتلعثم وهو ينظر هنا وهناك بنظرات زائغة: ساعة شيطان.
رفع شاهين حاجبه وقال وهو يربت على وجنته بإهانة واستصغار: ابقا خليه ينفعك
نظر له هجان بخـ.ـو.ف حقيقي: اللي هو إيه
- شيطانك، قالها ثم ابتعد عنه ليستدير هجان باستمـ.ـا.ته نحو سلطان الذي كان يجلس بعيدا وهو يراقب مايحدث باستمتاع ليقول الآخر باستنجاد: مـ.ـا.تقوله يعفي عني ياحاج، و اوعدك اني هبقى تحت امركم دايما.
أشار سلطان لنفسه بذهول وقال: أنا، أنا اقوله يعفي عنك ده أنا الود ودي أعلقك من رجليك زي دبيحة العيد وأقطع من لحمك و أوزعها ع كلاب السكك
التفت هجان بخـ.ـو.ف نحو ياسين الذي كان يقف خلف شاهين بمسافة يتابع مايحدث بصمت وتركيز شـ.ـديد ليقول له بترجي: ياسين كلمه وقوله يعفي عني...
هو بيسمع منك.
رفع ياسين كتفيه وقال بنفي: غلطان انا مش بيدي حاجة، الهجين مابيسمعش من حد غير دmاغه، وبعدين اللي يغلط يتحمل اللي يحصله وأنت غلطت كتير يا هجان، بعد ما كنت صبي عندنا رحت وغدرت فينا وحطيت ايدك مع اللي علينا وعملت شغل لوحدك ولا كأن لينا فضل عليك.
وكل ده و احنا ساكتين وقولنا معلش فار وهرب من المصيدة نسيبه يعيش يومين من نفسه بس كنا عارفين إنك هترجع، وأهو رجعت، أوعى تكون فاكر إن سكوتنا عن عمايلك دي كلها خـ.ـو.ف أو إننا هنعجز عن الوصول ليك، لاااا ده احنا ولاد اللداغ
اللي يلعب معانا يبقا باع عمره بالرخيص واشترى كفنه بالغالي.
انتفض جسد هجان برعـ.ـب وأخذ ينظر بقلق للوجوه التي حوله وهو يقول: كل ده ليه، عشان قولت لتجار من سكان الواحات إنهم يشتروا مني بضاعتي بسعر أقل من اللي موجود بالسوق أنا مستعد إني أروحلهم واسحب كلامي و
قطع كلامه وشحب وجهه أكثر حتى أصبح كالأموات ما إن رأى يحيى يدخل عليهم القطاع وهو يمسك أحد الرجـ.ـال الملثمين وخلفه حودة يمسك برجل آخر.
ليرميهم يحيى بعنف على الأرض هو والآخر وسط هذا التجمع وهو يقول بغضب بركاني بعدmا أشار ل شاهين إن كل شئ على ما يرام وتحت السيطرة
- حلو الذكاء مافيش كلام، بس المشكله تبقى لما تكون غـ.ـبـ.ـي وبتتذاكى علينا، لازم تعرف قدرات اللي قصادك قبل أي خطوة تعملها ضده...
اقترب شاهين من الرجلين الذين يفترشون الأرض وأخذ يحركهم بقدmه بسخرية وهو يقول بصوت لا حياة فيه: بقى كنت عايز تعلم علينا في ملعبنا.
- دول مش تبعي! ما إن قالها هجان بنفي كاذب حتى وقف ياسين خلفه وسحبه بعنف من كتفه ليجعله يلتفت له وهو يقول بحدة ونظرات سامة
- أوعى يالااااا تكون مفكر إننا نايمين على ودانا و مش فاهمين إيه اللي بيحصل حوالينا، وإن دخلتك دي علينا هتاكل معانا.
سحبه يحيى هو الآخر نحوه من طرف ياقة قميصه وأكمل بشر عن الآخر: وقال إيه، جاي هنا يمثل المسكنة ويقدm الطاعة العمياء وطالب العفو مننا، ومفكر أنه بعقله الصغير ده هيقدر يضحك علينا
- مسكين كان راجـ.ـل طيب، قالها ياسين بشمـ.ـا.تة وهو يؤشر ل يحيى برأسه نحو شاهين الذي كان ينزع القميص عنه بهدوء ممـ.ـيـ.ـت ليبقى بالبنطال الجينز فقط، فعلته هذه لها معنى وهي بإن الهجين قد تخلى عن سجيته البـ.ـاردة.
أما هجان ارتعب من مايرى ليقول بتوسل
- شاهين سامحني، واللي هتقول عليه هعمله بالحرف من غير مناقشة حتى لو عايزني أرجع صبي عندكم، وطوع أمركم انا موافق
رمى شاهين قميصه بإهمال وكأنه لم يسمع اعتذرات الآخر ثم سحب جنزير (سلسلة) فضي غليظ يصل طوله الى مئة سم وأخذ يلفه حول معصمه الأيسر وهو يقترب منه و يقول بتوعد.
- بقا جاي هنا تشغلنا بكلامك التافه زيك وكلابك برا باعتهم عايزين يحرقوا الوكر باللي فيه، هو ده انتقامك مني لأني خليتهم يصادرو بضاعتك طب كنت تعالى واجهني راجـ.ـل لراجـ.ـل ولا أنت مش راجـ.ـل
- كدب ماحصلش، ما إن قالها حتى عالجه الهجين بضـ.ـر.بة من الجنزير جعلت الآخر يقسم بإنه يشعر أن جسده انقسم الى نصفين وقبل ان يفهم ما جرى حتى أخذ الآخر يدور حوله عن بعد ويجلده بالحديد.
بكل غل وكأن الوحش المحبوس بداخله تم اطـ.ـلا.ق سراحه
ارتفع صوت تأوهات هجان بالمكان فهو وقع بين من لايعرف طريق الرحمة أين يكون وكلما أراد جسده أن يسقط أرضا حتى باغته شاهين بضـ.ـر.بة أخرى أسرع من ذي قبلها جعلته حتى يعجز عن السقوط، فهو مع كل جلده ينتفض ويتحرك هنا وهناك يريد الهروب ولكن هيهات فهو وقع في وكر الهجين الذي لايعرف للرحمة عنوان
اقترب يحيى من ياسين وهمس له بتساؤل.
- مش كفاية تأديب كده ولا البوس ناوي يعطيه تذكرة ذهاب بلا عودة...
قطب ياسين جبينه بجهل: معرفش هو ناوي على إيه، لو حابب تعرف الإجابة عن السؤال ده روح اسئله بنفسك
رد عليه يحيى وهو يفتح عينيه بذعر: لا ياعم أسأل مين أنا معنديش سؤال أصلا، هو أنا بايع عمري، وبعدين ربنا قال إيه
نظر ياسين من طرف عينيه وقال: إيه
- ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ).
- تصدق تأثرت! طلعت بتخر إيمان يالا، قالها وهو ينظر الى أخيه الروحي باستخفاف ثم التفتوا نحو شاهين بسرعة ما إن سمعوا حودة يقول بترقب
- ده الهجين ناوي على مـ.ـو.ت هجان مافيش كلام.
و جدو شاهين يقترب من الآخر بخفة ليلف حول عنقه ذلك الجنزير ثم أخذ يخـ.ـنـ.ـقه به وهو يكز على أسنانه ليعافر الآخر بحلاوة روح معـ.ـذ.بة تقاوم لبقائها على الحياة حتى ازرق وجهه وبرقت عينيه للخارج بشكل بشع وفي ثانية واحدة سحب الجنزير عن الآخر بقوة ليسقط جسده على الأرض وهو يشهق بعنف وأخذ يصدر صوت من حنجرته كاخوار البهايم وهو يمسك عنقه بألم فتاك يكاد ان يفقد وعيه بسبب عدm تحمله له.
اما شاهين كان ينهج بتعب من المجهود الكبير الذي بذله وعضلات جسده المشـ.ـدودة عروقه قد برزت وقطرات العرق تغزوها بغزارة ليقول بصوت كالرعد مليئ بالغضب والتحذير: اعتبر ده درس صغير مني ليك، درس من الهجين...
رمى الجنزير على الارض ثم سحب قميصة واخذ يرتدية بكل برود وهو يتوجة نحو الخارج تارك خلفه كارثة بشرية.
بعد ساعتين من الزمن من كل هذه الأحداث كانوا الثلاثة يجلسون في أرقى شقة بالوكر كله، شقة الحاج سلطان بالتحديد في الصالة
كانت زينة تجلس أمام شاهين وعينيها تأكله حرفيا
نهضت وذهب نحوه لتميل بجسدها عليه وهي تقول بصوت مغري لأي رجل إلا هو: سيد الرجـ.ـا.لة مش عايز يشرب أو ياكل حاجة أنا تحت أمره باللي هو عايزه.
تدخل يحيى بغـ.ـيظ من وقاحتها فهي تتصرف براحتها تماما غير آبهة لوجودهم معهم: مـ.ـا.تتهدي يا زينة. الله يخربيتك هتودينا في داهية لو الحاج دخل علينا وشاف المنظر ده ليلتنا مش هتعدي على خير
اعتدلت بوقفتها وقالت بزعل مدلل- الله هو أنا عملت إيه يعني الحق عليا يعني إني بأعرض عليه خدmـ.ـا.تي
ضحك ياسين بخفة ثم اخذ يقول وهو يغمز لها بسفـ.ـا.لة: ايووووه يعني خدmـ.ـا.ت من أي نوع بقى، أنا عايز أعرف ياريت تحددي.
نظرت زينة لذلك الذي جعلها تتلوع لقربه وهي تقول بدعوة صريحة و واضحة للعيان: الخدmة اللي هو عايزها هيلاقيني تحت أمره فيها هو يأشر بس
تأفئف شاهين باختناق منها وهو يقول
- روحي نادي ل سلطان واكفيني شرك
برطمت شفتيها بأحباط ثم أخذت تقول بضيق لتجاهله لها مثل كل مرة: سلطان مش هنا طلع مشوار.
نهض شاهين من مكانه مصعوق من ردها وهو يقول: طلع فين، ده بعتلي حد من الرجـ.ـا.لة وقالي أنه عايزني أروحله البيت لانه عايزني في حاجة مهمة
اقتربت منه لا بل ألصقت نفسها به كالغراء ورفعت يدها على صدره لتداعبه بأناملها وهي تقول بعتراف ممزوج بدلع: بصراحة كده انا اللي بعت الحد ده لما عرفت إن في خناقة حصلت في الوكر هنا...
وماصدقت إن الحاج طلع وقولت ابعتلك عشان.
كنت همـ.ـو.ت واطمن عليك، بس مكنتش اعرف انك هتيجي مع اخواتك، وتبوضلي الليلة
ما ان نطقت بكلمـ.ـا.تها هذه حتى وجدته يقبض على رسغها وأخذ يعصرها بعنف مؤذي والنظرات لو كانت تقــ,تــل لقــ,تــلها بنظراته الحاقدة فهو حقا يمقتها ويشمئز منها برغم أنها كتلة من الأنوثة وجمالها كارثي
نظر يحيى نحوهم بصدmة من ما سمع وقال
- نهارك أسود دي كانت عملالك كمين يابوس ولا
أنا فهمت غلط ولا إيه الحكاية ياجدعان حد يفهمني.
نظر لها ياسين باستحقار من فعلتها هذه وقال
- دي مـ.ـا.تتفهمش غلط دي هي الغلط بذات نفسه
، صحيح اللي قال انك عجوز النار، يالا يايحيى مستنينك برا يابوس، قالها الاخيرة لشاهين وهو يخرج مع أخيه الآخر
لتقول زينة بغنج ومياعة من خلفهم: ليه بس الغلط ده يا سي ياسين، ده أنا حبيت أطمن على كبير الحتة بتاعتنا فيها إيه دي، فين الغلط في ده كله
اااالله.
هزها شاهين وهو يكز على أسنانه بغضب من هذا الموقف وهو يقول: مافيش فايدة الوسـ.ـخ عمره ماينظف، هو أنا بكره صنفكم من شوية
ردت عليه ببجاحة وهي تحاول ان تسحب يدها منه ولكنها فشلت: وقال يعني أنت اللي نظيف أوي ده أنت كل حياتك شمال في شمال جت عليا عايز تمشي عدل، ده أنت ماعندكش حسنة وحدة توحد الله فيها.
- وساخة عن وساخة تفرق، قالها شاهين وهو يلفظها من يده وكأنها حشرة لا تساوي شيئا ثم خرج وأخذ ينزل الدرج بخطوات غاضبة وكأنه يود أن يخترق الأرض متجاهلا نداء اخوته من خلفه
أخذ ينزل يحيى مع ياسين وهو يقول بتنهيدة بعدmا اختفى الآخر من أمامهم: ليه حق شاهين يرفض ييجي هنا إلا واحنا معاه، لأن فعلا زي ما الحاج بيقول، سم الستات أقوى من سم التعبان.
تنهد ياسين ثم قال بشرود: تصدق صح ده طلع فعلا أقوى بعد اللي شفته دلوقتي تخيل معايا كده لو شاهين جالها لوحده وضعف معاها وطب عليهم سلطان وشافهم، هيحصل ايه
- كارثة أكيد، بس الحمدلله ربك ستر.
- سيبك منها و قولي بصحيح مال وشك، شكلك متخانق مع حد وهدومك كمان من عند الكم متقط شوية.
يحيى بتوضيح: لما شاهين كلفني بمراقبة الوكر أنا وحودة ومسكنا رجـ.ـا.لة هجان كان من بينهم رامي الزفت وتشابكت معه بس ابن ال خدني خوانة وضـ.ـر.بني بالبونية وهرب بس هيقع تحت يدي
ليقول ياسين بضحك: يعني تعلم عليك يابطل
التفت له يحيى بانفعال- قولتلك خدني غدر
ياسين بعدm اقتناع: غدر أو لاء النتيجة هي
أنه سابلك تذكار في وشك وعلم عليك وبهدل هدومك
دفعه يحيى عنه بغضب مضحك: تصدق إنك رخم وأنا غلطان إني واقف آخد وأدي معاك.
ياسين بضحك أكثر: تعالى رايح فين بس يا لي متعلم عليك
- أنت اللي جبته لنفسك، قالها وهو يعود له بسرعة ليعالجة بلكمة على فكه ثم تركه وذهب بعد مدة زمنية قصيرة ودخل شقته ليصعق بصدmة ما ان تذكر تلك المسكينة المحبوسة بالحمام ليتوجة نحوها بسرعة وأخذ يفتح لها الباب ياااالله كيف نساها كل هذا الوقت.
أما عند غالية كانت تجلس بقهر على الأرض الرطبة وثيابها أصبحت رائحتها عفنه والجوع يقطع معدتها وأمعائها حتى نظرها أصبح غير واضح من التعب والإرهاق هذا حالها طول اليوم.
رفعت رأسها ونهضت من مكانها ما إن سمعت صوت فتحة باب الحمام المحتجزة فيه، خرجت بسرعة وهي تشعر بإن دmائها تغلي غضبا لتجده يقف بالقرب منها ويعطيها ظهره لتذهب نحوه كالقذيفة وضـ.ـر.بته بقبضتها الصغيرة بمنتصف ظهره ليلتفت لها بصدmة من فعلتها ولكن سرعان ما ابتعد عنها عنـ.ـد.ما وجدها أخذت تكرر ضـ.ـر.بها له وهي تقول بانفعال وصوت عالي نسبيا.
- والله لو كنت ست، كنت شـ.ـديتك من شعرك اللي فرحان فيه ده و مسحت فيك بلاط الشقة وش وقفا، يااااامعفن. يااااانتن، بقا انا غالية اتحبس الحبسة السودة دي...
مسكها وقيدها معصميها ليمنعه من ضـ.ـر.به وأخذ ينظر لها كيف تنهج بنفعال وخصلات شعرها من الرطوبة كانت ملتصقة بوجنتيها وعنقها كانت حرفيا في حالة يرثى لها ولكنها مازالت جميلة في عينيه ومغرية أكثر من ذي قبل، حاول أن يسيطر على تعابير وجهه بإن لا يضحك وهو يتذكر كلامها وكيف هجمت عليه لا يعرف هل يضحك أم يغضب من فعلتها هذه، ولكنه قرر التعامل معها وكأن شيئا لم يكن، ليبدأ بتحريرها بهدوء والأبتعاد عنها لتلاحظ الكدmة الموجودة على وجهه وثيابه الغير مهنـ.ـد.مة على مايبدو بإنه قد خاض شجار مع أحد ما.
أخذت تعيد النظر له بشمـ.ـا.تة واضحة وهي تقول
- تسلم ايد اللي ضـ.ـر.بك، الله يبرد قلبه زي ما برد قلبي فيك، ايوه كده اتخانق مع راجـ.ـل زيك عشان يعرفك قيمتك مش تجي وتستقوى عليا بعضلاتك وانت مسحول برا
يحيى بلامبالاة- خلصتي شمـ.ـا.تك فيا، طب يلا روحي اعملي عشا.
لتقول غالية بشراسة وهي على وشك خـ.ـنـ.ـقه أو تشرب من دmه أيهما أقرب: اللهي تطفح سم الهاري وأشوفك تفلفص قدامي كده قادر يا كريم، قال اعملي عشا قال. أوعى من وشي أحسلك ياجدع أنت. ده أنا عفاريت الدنيا بتتنطط قدامي الساعادي، أوعى كده لا جيب كرشك بيدي
قالت الأخيرة وهي تدفعه من أمامها لتذهب الى الغرفة لتأخذ ثياب نظيفة لها فهي تشعر بإن رائحتها
أصبحت لا تطاق، يوم كامل بحمام مظلم رطب لا منفذ به سوا نافذة صغيرة جدا.
نظر يحيى للوضع و وجد بأنه أفضل حل هو أن يذهب ويجهز عشائه بنفسه لأن بحالة غلا هذه الآن لو أجبرها على التحضير لا يستبعد بأنها ستسمه لا محالة لتتخلص منه
ضحك مع نفسه بخفة فعصبيتها وشراستها أعجبته جدا، أخذ يدندن وهو يدخل المطبخ وما إن انتهى من التحضير حتى خرج ليجدها تمشط شعرها أمام المرآة.
ذهب لها وسحبها من معصمها رغما عنها معه ليتوجة بها نحو المطبخ وما إن جلس على الكرسي الخاص بالطاولة حتى جعلها تجلس على قدmيه لتشهق بتفاجؤ من فعلته هذه ولكن قبل ان تفتح فمها وتصرخ به حتى وجدته يضع ملعقة مليئة بالطعام بفمها وهو يقول
- من غير اعتراض كلي.
- هاكل لوحدي سبني، ما إن قالتها بضيق حتى ابتسم لها بجاذبية ساحرة وهو يحرر خصرها لتنهض من أحضانه لتجلس على كرسي آخر وبدأت تأكل دون ان تعيره اي اهتمام فهي تكاد أن تمـ.ـو.ت جوعا، فهي لم تاكل منذ يومين
أما يحيى أخذ يأكل ونظره معلق عليها يراها تاكل بسرعة وشراهة ومع إن الطعام أقل من عادي وغير لذيذ رفع لها كأس الماء وهو يقول بخفوت ما إن اختنقت: اسم الله، بالراحة ياغلا بالراحة، خدي نفسك الأكل مش هيطير.
أخذت الكأس منه وشربت الماء دفعة واحدة لتنهض بعدها بخجل من كلامه لتخرج متوجهة للغرفة وما إن رمت وسادته وغطائه بالصالة على الأرض حتى أغلقت الباب عليها بقوة لتلمع الدmـ.ـو.ع بعينيها لما وصلت له
ذهبت نحو السرير واستلقت عليه بزعل ولكن سرعان ما تلاشى كل هذا الزعل وقطبت حاجبيها برفض ما إن غزت أنفها رائحته التي تملأ الفراش.
نهضت وأخذت تلملم مفرش السرير وما إن فتح الباب حتى وجدته أمامها ينظر لها باستغراب وهو يمسك وسادته ولكن قبل أن يسأل وجدها ترمي مابيدها عليه ثم تعود أدراجها وتغلق الباب بوجهه
رفع ذراعه وهو يكور يده على شكل قبضة يود أن يحطم هذا الباب على رأسها اليابس ولكن بدل ذلك أخذ يعض سبابته بعصبيه ليرمي كل شئ ويذهب نحو الأريكة ليستلقي عليها بصعوبه وعينيه تبحث عن النوم.
علي الجهة الاخرى، في فيلا الجندي بالتحديد بغرفة ميرال كانت تجلس على الاريكة القريبة من النافذه وهي تنظر الى شاشة الهاتف التي تزينها محادثاتهم السابقة معا اغلقته ورمته بأهمال وهي تتنهد بعدmا قرأت رسائلهم للمرة الالف من شوقها له.
سحبت شعرها الى الخلف لتضم بعدها ساقيها نحو صدرها لتحاوطهم بذراعيها وهي تسند رأسها على ركبتيها وعينيها تائهة في الا شئ فهي حرفيا لا تعرف هل مافعلته صح ام خطأ عنـ.ـد.ما رفضت قربه منها وقررت الابتعاد عنه بطريقة عقلانية فهو لايناسبها هذا مايقوله عقلها ولكن قلبها واااه من قلبها العنيد الذي يرفض قرارها هذا ويحتج عليها، اغمضت عينيها وتنهدت بتعب للمرة التي لا تحصى فهي يقــ,تــلها الحنين في اواخر الليل وكأن هذا العـ.ـذ.اب فرض عليها كل يوم يجب عليها ان تعيشه.
حاولت على قدر المستطاع ان توضح اكثر من مرة لذلك الماكر الذي بدء يتطفل على حياته بالتدريج بأن افعاله الغير مدروسة هذه ستجعلها تبتعد عنه بشكل تلقائي كلما اقترب هو، لمااااا لا يفهم بأن هذا سيكون رد فعل طبيعي منها فهو يفرض نفسه عنوا عليها وجراته معها فوق الوصف يريد ان يقتحمها بعنفوانه لاااا بل هو يريد ان يستحلها ويستعمرها
استعمار صهيوني ويمتلكها.
ابتسمت مع نفسها على تشبيها هذا لتسحب هاتفها مرة اخرى وما ان ان فتحته حتى دخلت على صورة الواتساب الخاصة به واخذت تكبر صورته لتنظر له بهيام رغما عنها فمشاعرها لا تملك عليها اي كنترول
دائما تمثل البرود والجمود امامه ولكن بينها وبين نفسها تنهار حصونها وهذا الشئ ليس بيدها.
- ياترى اخرتها ايه معاك يا ياسين شكلك مش ناوي تعتقني زي ما قلت لان كلامك معايا حاجة وعنيك كانت بتقول حاجة تانية خالص، همست بهذه الكلمـ.ـا.ت بصوت خافت جدا بالكاد هي سمعته...
عضت على شفتيها واخذت تمرر سبابتها على صورته بالتحديد على ذقنه المهذبة لتلمع مقلتيها بأعجاب كبير، يالله كم هو وسيم، وعينيه الماكرة المليئة بالخبث الذيذ يكاد ان يفقدها عقلها.
عاااااااااا، صرخت بها وهي ترمي الهاتف من يدها بصدmة فهي ضغطت بشكل خاطئ على زر الاتصال به، ولكن ما زاد الامر سوء حقا هو انها نست بأن تنهي الاتصال لتسمعه صوته يصدح بعدmا فتح الخط من الطرف الاخر
- الو،! الوووو!
ابتلعت لعابه واقتربت من الهاتف لتحمله بيد ترجف من الموقف هذا لتضعه على اذنها بعدmا سحبت نفس عميق لتنطق بصوت جـ.ـا.مد وهي تمثل الا مبالاة: الو، ياسين.
اغمض عينيه بـ.ـنتشاء بعدmا سمع صوتها الخافت وهي تنطق اسمه من بين شفتيها الشهية، ابتسم بـ.ـنتصار فها هي انت له بنفسها كمان خطط ليرفع حاجبه وهو يقول بتعالي وطريقة رسمية
- في حاجة يا استاذة ميرال
- هااا، حاجة، اااه طبعا في حاجة مهمة، ما ان قالتها بكذب حتى قاطعها بترقب جاد
- اللي هي ايه
كزت على اسنانها وهي تعصر عقلها لتجد كذبة مناسبة لتخرجها من هذا المأزق لينطق لسانها بسرعة: ملف
ياسين بستنكار لما سمع منها: ملف؟
اومـ.ـا.ت له برأسها وكأنه يراها: ايوه ملف، في ملف مهم اوي عايز امضتك واااء
قاطعة بتلاعب محترف: حضرتك متصلة فيا بالوقت المتأخر ده عشان ملف عايز امضتي، ده بجد ولاااا
ردت عليه بسرعة: لاء طبعا مافيش ولااااا دي
ابتسم عليها بستمتاع شـ.ـديد فهي مكشوفه له كالكتاب يستطيع ان يقرأها سطورها ويفهم معانيها دون مجهود، ليقول بجدية مصطنعة
- استاذة ميرال
- نعم.
- روحي نامي وبلاش تفكري كتير الوقت تأخر وعنيكي كده هتدبل وبكرة نشوف ايه حكاية الملف اللي مسهرك ده
- طيب، تصبح على خير، ما ان قالتها بخجل حتى ابعد الهاتف عنه وهو يبتسم بالعانة بعدmا انهى المكالمة دون ان يرد عليها عن تعمد لينرفزها و بالفعل قد نجح في هذا فهي ما ان اغلق الخط بوجهها حتى فتحت عينيها على وسعهما بذهول وهي لا تصدق اسلوبه الفظ و وقاحته معها.
رمت الهاتف بضيق واخذت تأخذ الغرفة ذهابا وأيابا وهي تقول بغـ.ـيظ: غـ.ـبـ.ـية، غـ.ـبـ.ـية، بس انا اللي استاهل ضـ.ـر.ب الجزمة لاني عبرت اهله اصلا وقال ايه بقوله تصبح على خير، الهي تصبح على بومه يابومه، ااااه ياااناري حرق دmي قليل الذوق ده، اووووووف...
قالت الاخيرة وهي تستلقى على سريرها لتدفن رأسها تحت الوسادة كالنعامة من خجلها واحراج منه ومن الموقف بأكمله، اخذت تاكل بنفسها وتلومها بعتاب شـ.ـديد، ليمر الوقت عليها وهي تأنب روحها على فعلتها المتهوره هذه لتثقل جفونها وتغط بنوم عميق بعد تفكير متعب لا اخر له لروحها وجسدها.
في الوكر، خرجت من غرفتها قرب الفجر بعدmا جافاها النوم لتجده يئن بصوت متألم وهو نائم، تجاهلته وذهبت وأدت فرضها ولكن أنينه هذا زاد عن حده، ذهبت نحوه و وقفت أمامه تراقبه عن قرب كان يمسك رأسه بو.جـ.ـع
جلست إلى جانبه على ركبتيها وأخذت توقظه
- يحيى اصحى، ما إن قالتها بصوت هامس حتى وجدته يفتح عينيه بصعوبة شـ.ـديدة ولكنه لم يرد عليها مما جعلها تعاود سؤاله، مالك أنت عيان...
إيه اللي بيوجـ.ـعك...
لتجده يقول بصوت مليئ بألم
- راسي هيتفجر، الصداع جنني
نهضت وقالت بقسوة مصطنعة: تستاهل عشان تعرف اللي ييجي عليا عمره مايكسب...
لم يرد عليها فقط أخذ يحاول أن يمسد صدغه بتعب
مظهره هذا جعلتها تنسى كل شيء وتنحني نحوه وهي تقول برحمة: طب قوم معايا جوا أكيد هنا
مش مرتاح، ده أنت أطول من الكنبة.
نهض معها بثقل وما إن استقام حتى تفاجئت به يحاوطها بذراعه وهو يرمي ثقله عليها لدرجة كادت أن تقع ارضا وهو عليها ولكنها قاومت وجاهدت حتى أوصلته الى السرير ثم ذهبت مسرعة واحضرت له دواء مسكن مع ماء لتقترب منه وأخذت تسنده عليها لتجعله يشرب الدواء من يدها وما إن انتهت حتى كادت ان تبتعد عنه إلا انها وجدته يحتضنها بقوة لا بل هو رمى جسده عليها و وضع راسه على صدرها وكأنها وسادته.
حاولت ابعاده عنها بضيق إلا أنه رفض ليقول بألم وهو يمسك يدها ويضعها على صدغه
- هنا بيوجـ.ـعني ياغلا هنا، دmاغي هتتفرتك
- استحمل شوية أنا أديتك الدوا شوية وهيشتغل مفعوله، بسم الشافي بسم الله المعافي، قالتها وهي تمرر يدها بشكل تلقائي على صدغه وأخذت تدلك مكان الو.جـ.ـع وهي تقرأ عليه بعض الأدعية التي قد حفظتها من والدتها و آيات قرآنية قصيرة.
أخذت تدلك جبينه لتلاحظ كيف هدأ بالتدريج ونام بعد مدة قصيرة، لتنتقل أناملها بهدوء إلى شعره الناعم ك ريش الحمام، ابتسمت مع نفسها على هذا التشبيه، اااخ لو يعلم هذا المتكبر بأنه شبهته برمز السلام، لكان قــ,تــلها فهو أبعد مايكون عن السلام هو كارثة، اعصار، انقلاب كوني و وقع على رأسها هي.
بقت على هذا الوضع لوقت طويل جدا حتى غفت هي الأخرى لم تشعر بنفسها إلا ما إن شعرت به بدأ يتحرك دلالة على بدء استيقاظه اخذت تبعد رأسه عنها لتضعه على الوسادة ومع فعلتها هذه وجدته يفتح عينيه وينظر لها بكسل ليعاود اغلاقهم مرة أخرى
ثم أخذت تحركه بنذلة لكي تزعجه وهي تقول بابتسامة صفراء- اصحى ياباشا، كفاية نوم كده، أنت استحليتها ولا إيه
- اطلعي برا عايز أنام، قالها بنعاس وهو يعاد غلق عينيه.
أخذت تحركه بيدها وهي تقول بصوت عالي مزعج: اااايه ياباشا، مافيش شكرا، تسلم ايدك ياغالية على تعبك معايا طول الليل، خلي عندك دm يا أخي ده أنا صوابعي مابقتش بحس بيهم
صمتت بخجل ما إن سحب يدها نحو فمه وقبل أناملها وقال بانزعاج بعدmا اغمض عينيه
- تسلم ايدك يا غلا، بس غوري من وشي السعادي
سحبت يدها منه وقالت بإزعاج أكبر و أكبر لكي لا ينام فهي تريد الانتقام منه بأي شكل كان.
- شفت ربنا عـ.ـا.قبك ازاي على أذيتك ليا، بس مع الأسف أذيتك مؤقته شوية وراحت إنما أذيتي أنا منك ليل ونهار معايا تقول عايشة بكابوس
رفع رأسه و مال بفمه بابتسامة متكبره مغرورة وقال
- أحلى كابوس صح، اعترفي.
نهضت عن السرير وهي تنظر له بقرف ثم قالت بجبروت أنثى: لا وأنت الصادق أبشع كابوس. يلا اصحى وانزل صيع في الشارع زي كل يوم مع اللي زيك لأن بصراحة أنا مش طايقة الشقة وأنت فيها، يلا هوينا عايز أتنفس بلاش كبستك دي ع الأنفاس
- يخربيتك فصيلة، قالها وهو يرميها بالوسادة لتركض إلى خارج الغرفة ولكن سرعان ما عادت
و وقفت عند الباب وهي تقول بغل.
- بقا أنا فصيلة، فصلوا عظامك عن بعضها يا بعيد، ختمت كلامها وهـ.ـر.بت قبل ان ينقض عليها ذلك المفترس الغاضب
(ههههههههههه ايوه كده ياغلا اديلوا مـ.ـا.ترحميهوش)
في الصباح الباكر خرجت تهرول حول الفيلا كانوع من الرياضة، فهي تحاول أن تتأقلم و تغير روتينها الممل منذ قدومها الى هنا
كانت تركض وهي تضع الهيتفون بأذنها تستمع إلى موسيقى هادئة تريح الأعصاب وتصفي الأفكار.
توقفت بالتدريج لتجلس على كرسي حجري موضوع على الطريق وأخذت تتأمل كل شئ حولها يا الله كم يبعث الطمأنينة لها، مكان هاديء ونظيف وأشجار و عصافير ويوم غائم كليا، تروق لها هذه الأجواء...
ولكن كن على يقين طالما كل شيء من حولك ممتاز تأكد بأنه سوف يأتي شخص مزعج ويعكر مزاجك.
وهذا ماحدث بالفعل ما إن وقفت لتعود أدراجها الى منزلها حتى وجدت سيارة سوداء تقف أمامها بالعرض لينزل نافذة السائق لتجد آخر شخص تود رؤيته ولكن ليس هنا المفاجأة لا بل المفاجأة تكمن بأمره الغريب لها ما إن قال
- اركبي
ابتسمت بتهكم وهي تقول
- صباح النور أستاذ شاهين أنا كويسة ميرسي لسؤالك كلك ذوق، أنت بجد جنتل مان بأسلوبك
- سيلينا، قالها بتحذير وهو يلتفت لها برأسه ثم أكمل بأمر، اركبي.
استفزها حقا بطريقة كلامه معها لتقول بتكبر متعمد لكي تضايقه بعدmا اقتربت منه وسندت يدها على سيارته: أنت شارب حاجة ع الصبح ولا ايه، أنا أركب معاك بصفتك ايه، ده أنت يادوبك محامي بابا يعني شغال عندنا شايف نفسك على إيه بقى
- ياعيون ال بابا، قالها بتوعد وهو يفتح بابه وينزل من السيارة لتعود هي إلى الخلف وما إن أغلقه خلفه حتى وقف أمامها وأكمل بتساؤل وكأنه لم يسمعها
جيدا، بقى أنا شغال عندكم.
وضعت يدها على خصرها و حركت رأسها بنعم وهي تنظر له بتحدي: أيوه وبمرتب كمان
مرر نظره عليها بجرأة وهو يقول: شامم ريحة تحدي بكلامك، بس ياترى أنتي قده
رفعت ذقنها بتكبر وقالت: لاء، أنا أكبر منه
اقترب منها أكثر وأخذ ينظر الى عينيها الملونة وهو يقول من بين اسنانه المصطكة بتوعد: إن ماجبتك تشتغلي عندي على كلامك ده واكـ.ـسر مناخيرك اللي رفعاها بالسما دي مابقاش أنا شاهين اللداغ
ضحكت من كل قلبها ثم قالت بعدm تصديق.
- أنا أشتغل عند واحد زيك أنت، ده أنت بتحلم
ابقى اتغطى كويس قبل ما تنام
- أهو الحلم ده بقا هعيشهولك وهتمتع فيه يامنجا، قالها وهو يقرص شفتيها بخفة وما إن ضـ.ـر.بت يده بضيق شـ.ـديد منه حتى رفعت حاجبيها باستغرب عنـ.ـد.ما سحبها خلفه وذهب بها الى الباب الذي يجاور السائق ليفتحه لها ويجعلها تصعد به بكل سهولة
وما إن صعد هو الاخر بمكانه خلف الموقد حتى انطلق بها لتسأله سيلين بعدm استيعاب لتصرفاته معها
- أنت واخدني على فين.
شاهين ببرود: عازمك ع الفطار
- عازمني بمناسبة إيه إن شاء الله
- بمناسبة التحدي اللي حصل من شوية ده
سيلين بعدm تصديق: أنت بتتكلم جد؟
التفت برأسه ونظر لها ثم عاد يركز على الطريق
وقال: هو أنا هزرت معاكي قبل كده
- لا
- يبقى تمام
سيلين بترجي خفي فهي حقا قد تأخرت في عودتها: شاهين رجعني بيتنا زمانها ماما مستنياني نفطر سوا وكده هتقلق
ابتسم شاهين بستمتاع
- ياروح ال ماما انا، ابعتيلها مسج ياصغنن.
كتفت ساعديها بضيق وهي تقول
- حضرتك بتتريق عليا
التفت لها وقرصها من ذقنها وهو يقول بسعادة لايعرف سببها: هو أنتي لسه واخده بالك
أبعدت يده عنها وهي تصرخ به بضجر
- على فكرة أنا هشتكيك ل بابي
- تشكيني أنا، قالها وهو يضحك بخفة، فهو حقا لا يصدق براءة التي تقطن بجانبه، ليقطب بعدها جبينه بتساؤل وهو يقول، هو أنتي عندك كم سنة.
نظرت له سيلين بضيق: مع إن سؤالك ده مش بروفشينال خالص ومش من الأتكيت، بس على العموم 24 سنة، بتسأل ليه!
ابتسم بهدوء وهو يقول: أبدا بس جاني احساس إني قاعد مع بـ.ـنت عندها ست سنين، يعني آخرك طفلة
شهقت سيلين بذهول من وقاحته هذه من وجهة نظرها وهي تقول: تصدق بالله، أنت قليل الذوق
كلمـ.ـا.تها هذه جعلت الاخر يضغط على المكابح ليوقف السيارة بشكل مفاجئ جعل جسدها يرتد الى الأمام
لتجده يسحبها نحوه بحركة سريعة وااااااااا.
↚شهقت سيلين بذهول من وقاحته هذه من وجهة نظرها وهي تقول: تصدق بالله، أنت قليل الذوق
كلمـ.ـا.تها هذه جعلت الآخر يضغط على المكابح ليوقف السيارة بشكل مفاجئ جعل جسدها يرتد الى الأمام
لتجده يسحبها نحوه بحركة سريعة لتكون مائلة عليه حرفيا و وجهها بوجهه لا يفصل بينهم سوا مسافة
قليلا تكاد لا تذكر حتى، لتجده يقول بتهديد
- وقليل أدب كمان، اتعدلي ومـ.ـا.تخلنيش أوريهالك.
أخذت تحرك نفسها تريد التخلص من مخالبه السامة هذه وهي تقول بضيق: سبني، أنت بتو.جـ.ـعني
كبلها بيده أكثر من السابق وهو يقول باستمتاع
- مـ.ـا.تهدي كده يافرسة وتسمعيني بتقولي ايه
زادت سيلين حركاتها وهي تقول بانفعال: بقولك سبني مين اللي أداك الحق إنك تلمسني اصلا، أنت ماعندكش حاجة اسمها حدود شخصية ولا شرعية
رفع حاجبه بتساؤل مستفز- عايزة تقنعيني إنك عشتي عمرك كله برا ومحدش مسكك كده ولا كده.
ردت عليه سيلين بنفي قاطع سريع
- لا طبعا أنت بتقول إيه. ده حـ.ـر.ام
تركها وهو مصعوق من ردها الذي لم يتوقعه ثم أخذ يكرر ماسمعه منها بخفوت بالكاد هو سمعه: حـ.ـر.ام!
رجعت على مقعدها وأخذت تريد فتح الباب الا أنه كان مقفولا الكترونيا وهذا ماجعلها تلتفت له بغضب وهي تقول: افتح الزفت ده ونزلني عايزة أرجع بيتنا.
- نفطر الأول وبعدين أرجعك بنفسي، ما إن قالها وهو يقوم بتحريك السيارة حتى وجدها تقول من بين أسنانها بأعصاب مشـ.ـدودة
- مش عايزة أطفح معاك
نظر لها قليلا ثم رد عليها بهدوء بعد ثواني
- بس أنا عايز
فتحت سيلين عينيها بعدm تصديق وهي تقول
- هي عافـ.ـية؟
- أيوة عافـ.ـية، قالها ببرود كالجليد وكأنه متعمد أن يستفزها بأسلوبه وهذا ما جعل سيلين تصرخ به بغـ.ـيظ: شاهين!
- بس بقااااا دوشتيني، ما إن قالها بحدة طفيفة حتى صمتت خـ.ـو.فا فهو إن كان صمته مستفز ف غضبه مرعـ.ـب بالنسبة لها...
تنهدت بضجر واستسلمت للأمر الواقع وأخذت تنظر من النافذة للخارج وهي تفكر ماذا تفعل للتخلص من هذا الكائن فهي حقا لاتطيق الجلوس معه ولا حتى تريد أن تراه...
وما إن وصلوا أمام مطعم جميل وراقي مكشوف يطل على نهر النيل من جهته الأخرى حتى توقف بسيارته ونزل منها متوجها نحو بوابة المطعم ولكنه توقف بمنتصف المكان باستغراب لعدm مرافقتها له استدار بجذعه للخلف يبحث عنها بنظره ليتفاجئ بأنها ما تزال جالسة داخل السيارة
عاد أدراجه نحوها ثم سألها باستفسار
- مانزلتيش ليه؟
رفعت مقلتيها له وهي تقول بتكبر: من الأتكيت يا أستاذ شاهين إنك لما تنزل من العربية تروح تفتح الباب للبنوته اللي معاك مش تسيبها وتمشي، فين الأصول يا ابن الأصول
عض شفته بغـ.ـيظ منها وأخذ يضـ.ـر.ب إطار الباب عدة مرات ثم فتحه لها بضجر وهو يقول ببتسامة مصطنعة: أهو فتحت الزفت يالا انزلي.
- أيوة كده أتعلم أصول الأتكيت، قالتها وهي تنزل بغرور وما إن أخذت تدخل معه حتى وجدته يحتضن كفها بيده الخشنة، مما جعل قلبها ينبض بسرعة من فعلته هذه، حاولت أن تسحبها منه إلا أنه كان غير مهتم لمحاولاتها الخفية لكي لا يلاحظها الناس من حولهم
أخذها لإحدى الطاولات وسحب لها الكرسي لتجلس عليه وهو يقول: تفضلي.
- مرسيى، قالتها وهي تجلس باستعلاء، ليعض خده من الداخل بغـ.ـيظ منها ليذهب ويجلس هو الآخر أمامها وما إن طلب الطعام لهما وأتى به النادل حتى أخذت تتناول طعامها بهدوء شـ.ـديد أثارت به استغرابه وشكه...
ف سيلين التي يعرفها مستحيل تصمت بهذا الشكل إلا وهناك شيئا خلفه، وتأكد شكه هذا ما إن وجدها تمسح فمها بالمنديل ثم أخذت تنظر له بجدية تامة وهي تقول
- أدينا فطرنا، نيجي للجد بقى.
ليقول شاهين بترقب واستغراب من أسلوبها الذي تغير جذريا معه: اللي هو ايه؟
سندت ساعديها على سطح الطاولة وقالت: أنا مش بحب اللف والدوران، فعشان كده هقولهالك على طول، أنتم مين؟
ضيق شاهين محيط عينيه وقال بحذر شـ.ـديد
- مين يعني ايه!
نظرت الى بؤبؤ عينيه بتحدي ثم أخذت تفصح عما يدور في خلدها فهي منذ قدومها الى هنا بدأت تستغرب حقا كل مايدور حولها وحول عائلتها من أحداث.
- شاهين اللداغ وياسين اللداغ، أنتم مين وعايزين مننا ايه، غزيتوا حياتنا بطريقة غريبة شاركتم بابا في شغله، وياسين لزق لأختي بطريقة اغرب وحضرتك مش عايز تسبني في حالي، ظهرتم فجأة بمحيطنا واستحليتوا تفكيرنا و.
- يعني أنا استحليت تفكيرك، ما إن قالها بهدف تشويش عقلها عن الموضوع الرئيسي حتى وجدها ترد عليه بكل ثقة وتأكيد
- أيوة استحليت تفكيري، بس بشكل سلبي فوق مـ.ـا.تتصور ماهو اللي بيحصل حواليا ده مش طبيعي.
أخذ ينظر لها بتمعن وهو متفاجئ من ذكائها الذي فاق كل توقعاته فهي ليست فتاة مدللة وتافهة وسهلة المنال كما اعتقد لا بل هي خطيرة عليه
وعلى أخيه ايضا! عند هذه النقطة اعتدل بجلسته وتحولت نظراته لها بهدوء تام الى تربص، كالثعبان الذي يستعد للهجوم على فريسته، فهو اكتشف بأنه لايجب عليه أن يستهين بها على الإطـ.ـلا.ق
سند ظهره على الكرسي و وضع ساقه على الأخرى وأبتسم بمكر ثم أخذ يقول بكل دهاء بعد ثواني من التفكير.
- حبيت صراحتك، نيجي بقى نجاوب على أسئلتك
دي، احنا مين؟، أنا شاهين سامر اللداغ المحامي الرسمي والمسؤول المباشر عن المسائل القانونية للشركة، ومنصبي ده بأوراق رسمية وموثقة بالشهر العقاري يعني شغلي كله مضبوط ومحسوب بالملي ولو حابة ابعتلك صور بالعقود دي
وحكاية إني غزيت حياتكم دي. أحب اقولك إن أنتم اللي نزلتم مصر بقرار من والدك مش أنا اللي سافرت ليكم ف لو في حد غزا حد يبقى حضرتك غزيتيني.
نطقت سيلين بتفاجئ: أنا، أنا غزيتك
شاهين بتأكيد- أيوة طبعا، من يوم ماشفتك وانتي شادة انتباهي ليكي بتستفزيني بتصرفاتك بردود أفعالك، مش هنكر كمان إني حبيت قربي منك يمكن عجبني التحدي اللي بيحصل مابينا كل ما نتقابل مع بعض، عرفتي تحتلي حيز من تفكيري، بس أوعي تفتكري إن كلامي ده اعجاب...
سيلين بستغراب: أومال ده إيه!
ليقول شاهين بتوضيح ورغبة بأن يكـ.ـسر غرورها: تقدري تقولي فضول واستكشاف مش أكتر يعني حاجة جديدة حبيت أجربها...
سيلين برفض قاطع وضيق من تلميحاته الوقحة
- بس أنا مش متاحة للكلام ده
- وأنا بعد شكك ده مش عايز منك حاجة. زي ما تقولي كده نفسي انسدت منك ماطلعتيش قد الصورة اللي كنت مخليكي فيها، ااااااما أخويا بقى غني عن التعريف وحكاية شراكته مع باباكي ده شئ طبيعي لا ياسين أول مرة يشارك حد ولا سعد الجندي كمان...
طول عمرهم يشاركوا ده وده مش حاجة جديدة، و لو كنت فكرتي فيها شوية قبل ما تتسرعي وتتكلمي وتحطي نفسك بالموقف ده قصادي كنت لاقيتي إن شراكتهم دي بتعتمد على نقاط كتيرة في شغلهم يا آنسة...
وعلى ما اعتقد كمان إن كلامك ده تشكيك صريح بقدرات والدك سعد باشا وعدm ثقتك بقراراته...
وده فيه تجريح وإساءة ليه قبل ما يكون لينا ولا حضرتك رأيك إيه.
أنهى كلامه وأخذ ينظر لها بانتصار داخلي فهو جعلها عاجزة عن الرد، فقد أغلق أمامها جميع طرق الردود وليس هذا فقط بل جعلها مذنبه بشكها هذا مع أنها صائبة بظنونها ولكن هو عرف بذكاىه ودهائه أن يجعلها هي المخطئة
سحب نفس عميق و نظر الى ساعة يده ثم نهض عن الكرسي ما إن طال الصمت بينهما وهو يقول
- يالا عشان ألحق أرجعك البيت ورايا موعد مهم.
أومأت له برأسها بشرود تام لتنهض معه كا الآلة فهي حقا لا تصدق حتى الآن كيف قلب الموازين عليها رأسا على عقب وأصبحت هي الجانية والمتسرعة والطائشة بالحكم في نهاية المطاف
(( حقك يا بـ.ـنتي والله حقك متستغربيش اذا أنا نفسي انصدmت من ردة فعله وثقته دي ومش بس كده ده أنا صدقته كمان، صحيح زي ما قال سلطان الهجين ده يتخاف منه )).
في الوكر عند غالية كانت تجلس على الاريكة في الصالة ونظرها معلق بباب الشقة وحقيبة ثيابها الى جانبها فهي تفكر بالهروب تريد الخروج من هذا السـ.ـجـ.ـن، ولكن رفضت ان تصغي لشيطانها
ثم اخذت تقارن بين حياتها السابقة بما تعيشه الأن من رعـ.ـب وجدت ان خالها و زوجته ارحم بكثير من زوجها المبجل هذا، يالله ساعدني ف انا أريد الطـ.ـلا.ق والتحرر من سـ.ـجـ.ـنه هذا.
اومأت برأسها وهي تأيد ما تريد ان تفعله لتصغي في نهاية المطاف لوسوسته، نهضت وهي تحمل حقيبتها وهي تنوي الخروج من الشقة باكملها
كان وقت الظهيرة والهدوء يعم ع الوكر بأكمله فهنا الحياة تمشي بشكل معاكس لهذا قررت الخروج بالنهار، ولكن قبل ان تصل الباب وتفتحه حتى ارتدت للخلف وهي تشهق بصدmة عنـ.ـد.ما رأته يدخل
بتعب وكسل لينظر لها بستغراب من ردت فعلها هذا ليسئلها باسلوب منرفز
- خير،! مالك قالبه وشك كده ليه؟
كزت على اسنانها بضيق ثم قالت ببرود على عكس مايدور بداخلها: ومقلبوش أزاي وانا متجوزة واحد زيك بيمشي و بيفتري على خلق الله، تقول مغناطيس للمصايب وكل يوم عاملي خناقه شكل بالشارع زي من شوية تحت كان الراجـ.ـل هيمـ.ـو.ت في يدك، انت ايه يا اخي حط ربنا بين عنيك...
يحيى انا تعبت منك بجد ومش قادرة أتحمل اكتر
من كده، فعشان كده قررت اروح لأهلي.
تشنج فكه واخذ ينظر لها بغضب داخلي وأستحقار متعمد وكأنها حشرة امامه لا تسوى شئ هذا ما وصل لها لتجده يقول بعدها بعجرفته المعتادة بعدmا سحبها من عضدها ودفعها امامه بقوة جعلها تتعثر
ما ان وجدها تريد ان تتخطى لتخرج
- اتقي شري ياغلااااا، و يلا قدامي على الأوضة.
صرخت به غالية بنفجار: مش هتقي شرك، هتعمل ايه يعني اكتر من اللي عملته، هتضـ.ـر.بني؟ عادي دي مش اول مرة تستقوى عليا فيها، تحبسني؟ انا جثتي نحست و من الاخر كده انا مش طايقاك ولا عايزة اكمل تعيش معاك انت انسان شمال مافيش حاجة فيك عدلة تركيبتك كلها غلط في غلط، ده حتى سبب جوازك مني تافه زيك وااااااء
قطعت كلامها و افترشت الارض ما ان هوا كفه بكل قوته على وجنتها الناعمة لينزف انفها وفمه على الفور معا.
رفعت عينيها الحاقدة له وهي تشعر بالدوار ولكنها تماسكة امامه متجاهلة عنفه معها لكي لا تبقي. وقفت على قدmيه وهي تقول بثبات تحسد عليه: طلقني،!
كانت دmائه تفور داخل اوردته وهو ينظر لها بغضب اسود ليقول بنفعال ممزوج بستهزاء.
- طلقني، طلقني، طلقني، انت شاطرة بالكلام بس، اللي يسمعك يقول انها هترجع لقصر الباشا باباها وخدm وحشم يستنو اشارة منها، فوقي لنفسك يابت انت ده انا اخذتك من مكان اقل مايتقال عليه زريبة، وحتى الزريبة دي مش مرحبا فيكي فيها وخالك رماكي منها.
ولا اقولك بلاش المكان ياستي، ده انتي حتى ماعندكيش ام تقدري تعتمدي عليها، ست عاجزة محتاجة اللي يساعدها مش اللي يزيد همها، اما خالك بقا ده خارج نطاق التغطية الغيرة عنده بذمة الله، و عادي جدا انه يرميكي لكلاب السكك، عايزة ترجعي لمين بقا هااااا.
صمت واخذ ينظر لها بقهر مبطن وهو يمرر عينيه على انكسارها الذي تحاول ان تخفيه هذا غير اثار ضـ.ـر.بته لها التي تركت علامة واضحة على وجنتها، هذا غير انفها وفمها الذي ينزف...
- تعالي، قالها بلهفة ظهرت من بين طيات صوته وهو يسحبها من معصمها ليزرعها باحضانه مستغل صمتها وهدوئها ولكن فعلته هذا جعلتها تثور واخذت تضـ.ـر.به بكلتا يديها وهي تصرخ به
- اوعى كده، اوعى، اوعى مـ.ـا.تقربش مني انا بكرهك يحيى، بكرهك.
- هششششش خلاص ياغلا، غلاتي اهدي، قالها بنـ.ـد.م وهو يعتصرها بأحضانه غير آبه بضـ.ـر.باتها الخفيفة التي اخذت تداعب مشاعره بها بشراستها وعنفوانها
وما ان هدأت قليلا حتى اخذها نحو الاريكة و.جـ.ـعلها تجلس الى جانبه او دعنا نقول داخل احضانه بعدmا سحب منديل ورقي واخذ يمسح دmاء التي لطخت وجهها ببطئ وهو يراقب ملامحة الجميلة عن قرب
خجلت من نظراته لتحاول ان تدفعه وتنهض ولكنه قيدها وهو يقول: استنى بس.
اخذ ينزع عنها حجابها وهو يكمل بمرح، ايوه كده ارجعيلي ام شعر المنكوش من تاني
ابعدت يده عن شعرها بغرور غاضب ثم دفعته عنها ولكنه لم يتزحزح لتلجئ لسلاحها الاخير وهو العض
وبالفعل انحنت نحو صدره بشكل مفاجئ وعضته بكل قوتها من عضلته الظاهره من قميصه
- اااه يابت العضاضة، قالها وهو ينهض ويدعك مكان الألم ليجدها تتركه وتذهب نحو عرفتها بعدmا حملت حقيبتها لتغلق الباب عليها من الداخل بقوة تعلن بحركتها هذا اعتكافها.
نظر الى اثرها وقال بعدmا وضع يديه يجيب بنطاله: ازعلي غلاتي ازعلي، المهم انك جنبي ومسيرك هترضي، النهاردة، بكرة، بعده، هترضي وتتقبلي واقعك لان انا مهما عملتي مش هسيبك
(هييييييييييح بقا ايه الناس العسل دي، هو انا مش هيجي حد يقول مهما عملتي مش حسيبك ولاااا ايه )
شركة الجندي واللداغ...
سعد وهو يمضي لها الملف ويقول
- يعني أقدر اعتمد عليك
- طبعا، ما إن قالتها حتى أغلق الملف وقال بتأكيد.
- ميرال، عايزك تدربيها بنفسك وتعلميها الشغل من الألف للياء
أخذت منه الملفات وهي تقول- اعتبره حصل يا باشا، ثق فيا وما تشيلش هم
تنهد سعد بضجر وقال: بلاش باشا اللي مسكالي فيها دي أنا بحب بابا منك أكتر
ابتسمت بهدوء وقالت: وأنا بحب أقولهالك يا حبيبي بس زي ما أنت شايف احنا بالشغل
سعد بأصرار: حتى لو مـ.ـا.تنادنيش غير بيها، اتفقنا.
ضحكت بسعادة وهي تنهض من مكانها وتذهب نحوه لتحتضنه من الخلف وتقبل وجنته وهي تقول بموافقة: اتفقنا يا أحلى و ألذ بابا بالدنيا...
مسك يديها التي تحتضنه بها وقبلها ثم قال بمشاكسة ما إن التفت لها برأسه: واخدة راحتك أنتي هااا
ابتعدت عنه وهي تقول بتوضيح بعدmا سندت ظهرها على المكتب لتكون بمقابل والدها اعمل ايه مش عارفة أستفرد بيك، في البيت ماما وسيلي مكوشين عليك فحبيت أستغل الوضع.
ابتسم باتساع وعينيه تلمع بحب أبوي كبير يحمله لها. حبيبة قلب أبوها اللي ماليا عليه دنيته
نظرت له ميرال بمشاغبة وقالت: الكلام ده ليا...
فين سيلين عنك تيجي تسمعك وأنت بدلع غيرها
نطق سعد بفرحة: البـ.ـنت دي عفريتة، كل ما بقول هتعقل ألاقيها اتجننت أكتر، شكلها مش ناوية تكبر
نظرت له لفترة ثم سألته: بتحبها أوي صح؟
- بحبكم أنتم الاتنين زي بعض بالضبط بس بخاف عليها أكتر لأنها متهورة بتصرفاتها مش زيك.
ميرال بتفكير: بس أنا شايفة العكس، دي شاطرة وذكية وتعرف هي عايزة إيه بالضبط
اعتدل سعد بجسده وقال: ذكية آه بس نقية معندهاش خبرة بالحياة ولا لؤم الناس، اااااخ ياميرال لو ت عـ.ـر.في قد إيه نفسي اطمن عليكم والاقيكم كده واقفين على حيلكم وكل وحدة محققه حلمها واللي نفسها فيه وتكبره قصاد عيني كمان وكمان
نظرت له ميرال بستفسار: ده بس اللي نفسك فيه، طب مش نفسك تشوفنا في بيت العدل
- لاء.
ميرال بذهول: ايه ده،! ده بجد بقى اللي سمعته من ماما إنك ناوي تخللنا جنبك
سعد بغـ.ـيظ: أمك قالتلك كده...
أومأت له برأسها وقالت: أيوة قالتلي كده...
ليقول سعد بضيق وهو ينظر لها بترقب: وانت رأيك ايه بقا إن شاء الله، عايزة تسبيني أنتي وأختك...
- أنا عايزة راحتك
- حلووووو يبقى مافيش حاجة اسمها جواز طول ما أنا عايش عايز أشبع منكم وأفرح بلمتكم حوليا كدة و لما أمـ.ـو.ت ابقوا اعملوا اللي يعجبكم.
ردت عليه بسرعة: بعد الشر عليك يا حبيبي، ايه الكلام ده، ربنا يديك طولة العمر
سعد بصدق: صدقيني مش هتفرق معايا إذا كان عمري طويل ولا قصير المهم عندي إن انتم تبقوا جنبي و بخير
ميرال بمحبة: أنا عن نفسي موافقة أفضل جنبك العمر كله الدور والباقي ع سيلي ياترى رأيها هيكون ايه
نطق سعد بلهفة: مقصوفة الرقبة دي بالذات مقدرش أعيش من غيرها فعشان كده اقامتها عندي اجبـ.ـاري مش اختياري...
ميرال بضحك وهي تؤشر عليه وتقول: شوفت يا بابا! أهو طلعت بتحبه سيلين أكتر مننا كلنا يالا اعترف
- قومي يابت روحي شوفي شغلك بلا اعتراف بلا و.جـ.ـع دmاغ
- خلاص مـ.ـا.تزقش أديني رايحة بس بردو بتحبها أكتر
ناداها سعد بتذكير: ميرال مـ.ـا.تنسيش اللي وصيتك عليه
أومأت ميرال بطاعة: حاضر يا بابا بـ.ـنت صاحبك في عنيا أنا هروحلها حالا بس قولتلي اسمها ايه
- منار
- ماشي يا حبيبي، أشوفك ع الغدا بقا. سلام.
قالت الأخيرة وهي تخرج من مكتب والدها لتذهب الى الطابق الثاني الخاص بالحسابات وما إن دخلته حتى ذهبت نحو الموظفة الجديدة لتعمل بتوصيات والدها العزيز
ولكن صعقت وارتدت الى الخلف بخطوة ما إن فتحت الباب و وجدته أمامها بمنظر مزعج لأنوثتها، كان يقف خلف تلك الفتاة التي أوصى والدها عليها بشكل قريب جدا وهو ينحني عليها و يضع يده على يدها بهدف التعليم.
اما ياسين بقى على وضعه ولم يهتم بها اطـ.ـلا.قا وما إن انتهى من ما كان يفعله حتى استقام بطوله وذهب نحوها بمنتهى الهدوء وهو ينظر لها بمكر و يقول: اهلا آنسة ميرال محتاجة حاجة
ميرال بثبات: عايزاك في حاجة مهمة. ياريت تتفضل معايا على مكتبي.
- تفضلي، قالها وهو يؤشر لها على الطرق بطريقة شيك، تخطته دون ان تنظر له وهي تكاد ان تنفجر من غضبها منه، وصلت الى المكتب وفتحت الباب ودخلت ليدخل بعدها ويغلق الباب ثم ذهب وجلس أمامها بطريقة زادتها غضبا على غضبها
- اهدي يا آنسة كده هتفرقعي
كزت على أسنانها وهي تسحب أنفاسها العميقة ثم قالت: ممكن أعرف كنت بتعمل ايه معانا
ياسين ببراءة: كنت بساعدها.
لتقول ميرال بعدm اقتناع لرده هذا: مساعدة ايه اللي كانت بشكل ده ممكن توضح
ياسين بلامبالاة مصطنعة ومكر داخلي
- حبيت أعرف منار ع أساسيات الشغل مش أكتر
نظرت له بسخرية واضحة وهي تقول: لاء صاحب واجب بصحيح، بس معلش تعالى على نفسك و سيبلي أنا المهمة دي مش عايزين نتعبك أومال احنا كا كادر فايدتنا ايه هنا لو عملت كل حاجة بنفسك...
و على ما اعتقد حضرتك عندك مسؤليات اكبر واهم بكتير من إنك تعلم موظفه مبتدئة الشغل...
- انا حبيت أساعد بس، ما إن قالها حتى ردت عليه بجدية تامة فقد ضاقت به ذرعا من مراوغاته التي لا تنتهي
- مستغنين عن خدmـ.ـا.تك، وياريت اللي شفته من شوية ده مايتكررش يا أستاذ احنا في شركة محترمة
ضـ.ـر.ب على مكتبها وهو ينهض ويقول بغضب من كلامها- شكلك نسيتي إن الشركة المحترمة دي أنا ليا فيها النص...
نهضت ميرال هي الأخرى وكتفت ساعديها أمام صدرها وهي تقول بغضب لا يقل عن الآخر
- طب كويس والله إنك لسه فاكر إن حضرتك هنا صاحب مكان ومش موظف عادي و ياريت تتصرف ع أساس النقطة دي و بلاش حركات مع الموظفات اللي نص كم دي
أخذ يحرك يده بانفعال وقد استطاعت فتاته ان تجعله يستغني عن شخصيته الراقية معها
- هو في إيه! أنتي شيفاني تلميذ قصادك عشان تديني المحاضرة دي كلها ولا إيه، ماااااالك...
هاااا مالك مولعة وبتاكلي في نفسك كده ليه؟
انطقي، هو مش انت اللي قولتي إننا مش
هننفع مع بعض و إني بفرض نفسي عليكي، طب
ليه دلوقتي لما شفتيني قربت من غيرك اتجننتي، اعترفي إن الغيرة أكلتك أكل
ابتلعت ريقها بخـ.ـو.ف من هجومه عليها بالكلام ولكن لم تشعره باهتزازها لترد عليه بثقة ممزوجة بتهكم
- غيرة؟ مـ.ـا.تصدقش نفسك أوي كده، لأن مش ميرال الجندي اللي تغير على واحد زيك
اقترب منها بلمح البصر وسحبها من خصرها.
بقوة وقال بخشونة وقحة وهو يمرر شفتيه
علي وجنتيها: وماله اللي زي مش عجبك
دفعته عنها بضيق: لاء مش عجبني ولا عمرك هتعجبني بأسلوبك ده بصراحة صفاتك مش قد
كده، يعني باختصار مش أنت الراجـ.ـل اللي تملي عيني
- ان ماخليتك تجري ورايا ودوبي بين ايديا بنظرة مني و وقتها صدقيني هكـ.ـسرلك مناخيرك دي وهجيبها الأرض، قالها بتوعد خطير وهو يلمس أرنبة أنفها بخفة لتحرك رأسها بغرور وهي تقول.
- شكلك كده مش قادر تفرق بين البنات اللي عرفتهم قبلي وما بيني، لازم تفهم أنا غيرهم كلهم، و عمرك ماهتلاقيني بنزل للأرض إلا لو ربطت رباط جزمتي غير كده مـ.ـا.تلاقيش
- مغرورة و شايفة نفسك فوق أوي.
- مش يمكن أنت اللي تحت أوي وصغير أوي عشان كده شايفني فوق واعلى منك، ما إن قالتها حتى صرخت بصدmة عنـ.ـد.ما فاجئها بكف قوي جعلها تبتلع كلمـ.ـا.تها المتبقية رفعت يدها ببطئ و وضعتها على وجنتها اليسرى وهي لا تصدق فعلته معها ولكن ما زاد الأمر سوء هو عنـ.ـد.ما سحبها من رسغها وأخذ يهزها بانفعال وهو يقول بغضب أسود وتوعد
- مش أنا اللي يتقالي الكلام ده، مش أنا اللي وحدة ست تطول لسانها عليه، سامعة، بقولك ساااامعة انطقي!
ميرال بخـ.ـو.ف وتلعثم: سسس، س، سامعة
- شاطرة، قالها بإطراء مخيف وهو يمسك فكها بيده الأخرى وأخذ يحركه يمينا وشمالا وما إن دفعها بعيدا عنه بعنف حتى تركها وخرج من المكتب
رجفت شفتيها بصدmة من كل ما حدث معها دخلت إلى المرحاض الملحق في مكتبها بخطوات متعثرة وأخذت تغسل وجهها بيدين تنتفض وكأن مرض الرعاش قد أصاب كل عضلة فيها من هول الموقف.
استغرق منها الموضوع عشر دقائق لتفهم ماحدث وهي تعيد الموقف بذاكرتها مرارا وتكرارا، نظرت الى المرآة بالتحديد الى وجنتها لتراها محمرة وآثار أصابعه مطبوعة عليها
عند هنا وجن جنونها وكأنها الآن استوعبت ماحدث لها، سحبت المنشفة وجففت وجهها ثم خرجت من مكتبها لا بل خرجت من القسم كله متوجهة الى مكتبه بآخر طابق، وهي تفكر كيف تجرأ على ضـ.ـر.بها
فهي من صدmتها بفعلته جعل عقلها يتوقف عن العمل.
وصلت الى هدفها واستغلت عدm وجود السكرتير لتفتح الاباب على الفور دون استأذان لتجده يقف بالمنتصف يتكلم بالهاتف ويعطيها ظهره، لم تنتظر انتهاء مكالمته او حتى معاتبته، ف السن بالسن والعين بالعين والبادي اظلم...
ذهبت نحوه بسرعة وسحبته من ذراعه وما إن التفت باستغراب حتى وجد كفها الصغير يستقر بكل قوتها على وجنته، ليتجمد الاخر بمكانه كالذي انكب عليه دلو من الماء المثلج في فصل الشتاء...
وأخذ يسأل نفسه، هل هي الآن صفعته ولكن لحظة تلك المجرمة لم تكتفي بهذا فقط بل كادت أن تضـ.ـر.به ممگره اخرى الا انه مسك يدها وأغلق هاتفه بسرعة بوجه المتصل و وضعه بجيب بنطاله وهو ما زال ينظر إلى لها بعدm تصديق
سحبت يدها منه بعنف ثم رفعت سبابتها بوجهه وهي تصرخ به بانفعال: اوعى كده بقولك، والله ثم والله لو رفعت ايدك عليا مرة تاني لقطعهالك وأدفنك بمكانك فاهم...
انهت كلامها واستدارت لتخرج ولكن بلمح البصر سحبها داخل أحضانه وشفتيه اسرت شفتيها بقبلة دامية، ولكن ما إن وجدها تقاومة حتى حاوط خصرها ورفعها الى الأعلى لتكون بمستوى طوله وهو مازال مستمتعا بمذاقها حد العنة ولم يحررها منه حتى وجدها تكاد ان تمـ.ـو.ت من الاختناق
ابتعد عنها وسند جبينه على خاصتاه وهو يقول
بلهاث: بحبك.
- حبك برص ياقليل الأدب والله أنا رايحة أقول ل بابا على عمايلك دي، قالتها بغضب وبنبرة تهدد بالبكاء من فعلته الوقحة معها...
اخذ يضحك عليها من كل قلبه فهي تتذمر كالأطفال
ولكن سرعان ما تلاشت ملامحه. لحظة، هل ميرال ذهبت الان تركض لمكتب والدها حقا؟
- تعالي يابت الله يخربيتك هتفضحينا، قالها وهو يخرج خلفها بسرعة ليدخل خلفها الى مكتب والدها ليجدها تحتضنه وتبكي
نظر سعد الى ياسين بستغراب ممزوح بشك وقال لها.
- هو في ايه يا حبيبتي مالك مين اللي زعلك بالشكل ده
- ياسين. قالتها ببكاء لتجد الاخر يقاطعها وهو يقول
- ماكنش قصدي يا آنسة أنا بس حبيت أهزر معاك
سعد بضيق: هو في إيه مالها ميرال يا ياسين باشا
ياسين بكذب: حبيت أعرف غلاوتك عندها بس فقولتلها باباكي تعب من باب الهزار يعني وقبل ما أوضح ليها إني بهزر لقيتها جريت على هينا وهي بتعيط.
رفع وجهها بين يديه وهو يقول بعشق خاص بها: حبيبة ابوها ياناس، خلاص يقلبي أنا قدامك
أهو وصحتي زي البومب
نظرت ميرال بضيق ل ياسين ثم التفتت نحو والدها مرة أخرى وقالت: قول لشريكك مايهزرش معايا تاني
ياسين بتدخل سريع قبل أن يرد الآخر عليها
- خلاص ياستي أنا آسف، حقك عليا
- أسفك مرفوض
نظر لها سعد بعتاب: ميرال مش كده، هو أنتي من امتى كنت قليلة ذوق مع حد.
ميرال باختناق وهي تمسح دmـ.ـو.عها: أنا قليلة ذوق مع اللي يستاهله، من بعد إذنك يابابا انا هستأذن أرجع البيت
سعد بقبول: ماشي يقلبي تعالي أوصلك البيت
- لاء مافيش داعي هخلي السواق يوصلني
- طيب يا حبيبتي خدي بالك من نفسك
كان ياسين يقف بعيدا عنهم ويراقبهم بتمعن، وما إن تركتهم وخرجت حتى كاد أن يلحق بها ولكن سعد أوقفه وهو يقول بجدية وغيرة
- سيب ميرال بحالها ومـ.ـا.تقربش منها تاني.
تنهد بصبر وقال بتصنع: كنت بهزر معاها مش أكتر
قطب جبينه وقال: أنا مش صغير عشان أصدق اللي قولته من شوية
- بس ده فعلا اللي حصل وبصراحة تفاجئت من ردة
فعلها، هي مش صغيرة عشان تيجي وتجري عليك
بالشكل ده، دي عندها 28 سنة.
ليرد عليه سعد بغيرة أب: مركز في عمرها كده ليه وبعدين أنا ربيتهم كده، حياتي عبـ.ـارة عنهم وحياتهم عبـ.ـارة عني، وياريت تكون حذر بتعاملك مع ميرال بعد كده ولو نهيت أي تعامل مابينكم يكون أحسن، لأنها حساسة جدا فوق مـ.ـا.تتصور زي ما أنت شايف كده وأنا مش بستحمل عليها الهوا مش بقى زعلها ودmـ.ـو.عها اللي اغلى من حياتي
- علاقتك ببناتك غريبة، مش شايف إن خـ.ـو.فك عليهم مبالغ فيه وتعلقهم فيك بالطريقة دي شئ أغرب.
- ماحلتيش غيرهم ولا أغلى منهم عشان أخاف عليهم
وليل ونهار بدعي إن ربنا يبعد عنهم ولاد الناس اللي عايزة تخـ.ـطـ.ـفهم مني وتبعدهم عن حـ.ـضـ.ـني، قالها سعد بغيرة صريحة فهو لاحظ محاولات ياسين الممـ.ـيـ.ـته للاقتراب من ابـ.ـنته الكبيرة
لوى ياسين فمه وقال بضجر قبل أن يتركه ويخرج
- ربنا يتقبل منك، ويخليهملك
( حياة سعد بناته، وحياة بناته هو، معادلة متبادلة لا يفهمها ولا يقدرها إلا القليل )
مساء في فيلا الجندي.
فتح الباب ودخل بتعب وجهد جسدي بعد يوم عمل طويل و حافل، نظر حوله بستغراب ف المكان نظيف جدا وهادئ جدا والإضاءة قليلة تكاد أن تكون معدومة
نظر الى ساعة يده ليجد أن الوقت مايزال باكرا على النوم، تنهد وذهب نحو السلم ليصعد ولكن قبل ان يصل لفت انتباهه ضوء المطبخ مضاء هذا يعني بأن معشوقته هناك.
أخذته قدmيه نحو المطبخ ليبتسم بحب حقيقي وهو يسند نفسه على إطار الباب ما إن رأها تتنقل بين الرفوف تنظفها، ولكن ما لفت انتباهه و.جـ.ـعله يقطب جبينه باستغراب هو تأفؤفها العالي وضجرها الواضح وهي تتوجه للمغسل وأخذت تجلي الأطباق بطريقة
وكأنها تنتقم منهم
اما داليا كانت حالتها حالة شعرها مرفوع بإحكام على شكل كعكة، ثيابها واسعة أو دعنا نقول بإن هذه ثياب ترتديها وقت حملة التنظيف فقط.
أخذت تغسل الأطباق وتلمعها وهي تغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة وكأنها تحاول أن تخرج كل ما بداخلها بهم، كانت في عالم آخر حقا لم تشعر بذلك الذي أخذ يراقبها ولا حتى شعرت. عنـ.ـد.ما بدأ يقترب منها
- ماله حبيبي زعلان من إيه، وما إن همس بكلمـ.ـا.ته هذه وهو يحاوط خصرها من الخلف ودفن رأسه بعنقها حتى شهقت بخـ.ـو.ف وهي تقول بعتاب
- حـ.ـر.ام عليك يا سعد وقفت قلبي.
- سلامة قلبك يقلبي أنتي، مالك مين اللي مدايقك ومزعلك عشان جيتي تطلعي غـ.ـيظك بالأطباق المساكين دول
رمت ما بيدها والتفتت له وقالت
- انت اللي مدايقني
- اناااا، ليه عملتلك إيه
أبعدت نظرها عنه بزعل وقالت
- ماهو المصـ يـ بـةماعملتليش حاجة، من يوم ما رجعنا وانت مطلعني من حسباتك خالص، كل حاجة بتفكر فيها وبتعملها ألف حساب وكتاب إلا انا...
- خلاص يا حبيبتي حقك عليا أنا فعلا مقصر معاكي.
داليا بعدm اقتناع: أيوة يعني دلوقتي إيه، أعمل فيهم إيه الكلمتين دول...
مرر كفه على وجهه بأرهاق وقال
- طب قولي عايزاني أعمل إيه وأنا أعمله...
- بصراحة أنا تعبت وعايزة شغالة تساعدني في شغل البيت
نظر لها سعد برفض لهذا الطلب وقال
- أجيب شغالة ليه إن شاء الله، والبيت في ست وبـ.ـنتين، وكل وحدة فيهم تقدر تفتح بيت لحالها
ولا هو بطر وخلاص
- بنات ايه بس، ده وقت الشغل الكل بيهرب...
ميرال برا البيت طول اليوم ولو رجعت بتكون تعبانة و سيلين تكون زي الحصان الرهوان وهووووب وقت الشغل ألاقيها جالها مغص فظيع وبتجري تستخبى بأوضتها
ضحك بحب على ذكرها وهو يقول: إيه ده هي العفريتة لسه بتهرب من شغل البيت ده أنا قولت انها كبرت وعقلت شوية...
- سيبك من ده كله، وقولي هتعملي اللي أنا عايزاه.
زفر أنفاسه بقوة وقال: داليا أنتي عرفاني مش بحب حكاية الشغالين دي ولا بستنظفهم، ومش بستطعم الأكل إلا من ايدك ولا نفسي تتفتح إلا لما أشوفك أنتي والبنات بترتبو السفرة مع بعض
ولا بقدر ألبس هدmة عليا لو ماكنتيش انت اللي غسلاها وكوياها بيدك ليا، أنا بحب اهتمامك بيا
ليه عايزة تحرميني منه
حاوطت عنقه بذراعيها وأخذت تقول بتوضيح.
- أحرمك ايه بس دي أحلى لحظات حياتي وأنا بخدmك فيها، ده أنا مستحيل أسمح بيوم حد يعملك حاجة غيري، بس أنا عايزة شغالة تساعدني بتلميع الفيلا بغسل الأطباق، ياحبيبي افهمني العيشة هنا غير الشقة اللي كنا عايشين فيها
المكان كبير وفي نجف كتير وتحف وحاجات كتير أوي محتاجة مسح كل يوم وتلميع وأنا لحد ما أخلص ده كله يبقى يومي خلص...
وبعدين مافيهاش حاجة يعني لما تشتري راحتي وأنت الحمدلله مقتدر وقادر إنك توفره.
هااااا قولت ايه، وافق عشان خاطر دودو بتاعتك، ولا أنا ماليش خاطر عندك
- الأمر لله، موافق، بس بشرط تعامليها بما يرضي الله و تكون بس للتنظيف، حاجتي وحاجة البنات مـ.ـا.تجيش جنبها والأكل محدش يعمله غيرك
داليا بفرحة كبيرة: وأنا موافقة، روح يا سعد ربنا يريحك زي ما هتريحني من الهم ده.
- طب هاتي ده وروحي رتبي الباقي عشان نخلص بسرعة ولا هنقضي اليوم كله هنا، قالها وهو يفتح لها ربطة المريول من خلف ظهرها ثم جعلها تنتزعها ليرتديها هو ثم أبعدها قليلا ليتولى هو الغسل عنها
- لا ماينفعش أنت كمان تعبان هات عنك
- تعبي بيروح لما بشوفك بس ياست بيتي، قالها وهو يضع رغوة سائل الغسيل على وجنتها و وجهها لتضحك من مشاكسته لها...
سعد بتساؤل: البنات فين مش معقوله يسيبوكي كده.
تنهدت داليا بحيرة: والله ما عارفة مالهم النهاردة راجعين قالبين وشهم وعدل ع أوضهم دول حتى لا تغدوا ولا تعشوا وأنا من خـ.ـنـ.ـقتي لوحدي قولت أعمل حملة تنظيف
سعد بشرود: ماعرفتيش مالهم
داليا بجهل: لا والله، كل ما اسألهم بيردو بحاجات تافهة مـ.ـا.تخشش بعقل طفل
سعد بقلق: نخلص وأطلع أشوف حكايتهم إيه
- لا خليها لبكره سيبهم ياخدو مساحتهم، مش عايزين نخـ.ـنـ.ـقهم بخـ.ـو.فنا عليهم
- طب هيجيني نوم ازاي وهما كده لازم أفهم مالهم.
- سيبلي حكاية النوم ده عليا أنا، قالتها بشقاوة وهي تقف الى جانبه بعدmا قبلته بعمق من وجنته بقوة ثم أخذت ترتب الأطباق النظيفة بمكانها الخاص
وما أن انتهوا حتى احتضنها من كتفها وأخذ يصعد الدرج معها ليجدها تقول بمغزى: طب إيه، أكيد بعني المساعدة دي مش لله، عايز قصادها حاجة صح اعترف، اعترف
- كنت هاااا كنت ناوي آخد حاجة بس بعد اليوم ده...
من الشركة للمطبخ، ده أنا أبقى جدع أوووووي لو عرفت أقلع القميص حتى، أنا آخري دلوقتي أقولك تصبحي على خير، قال الأخيرة وهو يريد أن يدخل غرفتهم بهروب منها ولكن منعته ما إن أمسكته من ذراعه
- والله أبدا لازم أكافئك بعد تعبك معايا، واذا كان ع القميص أنا هتولى المهمة دي، قالت الأخيرة وضحكت ما إن وجدته ينفجر بالضحك عليها
ليجرها من رأسها نحوه ويقبل جبهتها وهو يقول
- بحبك يادودو.
- وأنا كمان بحبك يا سقف بيتي وفرحة عمري...
بس بردو مش هسيبك، تعالى بس، الليلة يعني الليلة ياعمدة افهمها بقى، قالتها وهي تسحبه معها للداخل ثم أغلقت الباب خلفهم.
↚تقف في شرفتها تتأمل السماء الصافية والبدر المكتمل، ينسدل شعرها الأسود الطويل على كتفيها وظهرها لتتطاير منه خصلاتها بين الحينة والأخرى بفعل الهواء ليشكل فوضى محببة حولها ليزيدها سحرا وجمالا، كانت رشيقة ومميزة بملامحها الهادئة ولكن ما إن تتمعن بها تلاحظ إرهاقها واحمرار إحدى وجنتيها وحـ.ـز.نها المفرط الذي يملأ عينيها...
نظرت الى شاشة هاتفها لترى هناك رسائل عديدة منه ومكالمـ.ـا.ت لا تحصى ولكنها لم ترد ولا على واحدة منهم، لم تحظره بل ستدعه هكذا يبعث ويبعث وهي تنظر فقط ولن ترد عليه ابدا، وكلما زاد بإعتذاراته وتبريراته لها زادت هي حقدا عليه، كيف يتجرأ على ضـ.ـر.بها، من يكون ليفعل هذا بها ويهينها بهذه الطريقة.
فاقت من ما هي فيه والتفتت ودخلت الى غرفتها ما إن وجدت سيلين تدخل عليها وهي تزم شفتيها بزعل، وهذا ماجعلها تتنهد بو.جـ.ـع فعلى على مايبدو بأن الاخرى ليست بأحسن حال منها ومن دون أن تنطق بحرف حتى فتحت ذراعيها لها
لتركض لها سيلين وترتمي بأحضان اختها الكبيرة التي استقبلتها بترحاب وهي تحاوطها بحنان ثم أخذت تمسد على شعرها بحب وبعد مرور ثواني مرت عليهم سألتها ميرال بخفوت
- مالك؟
- مـ.ـا.تشغليش بالك فيا، مافيش حاجة جديدة زي العادة يعني مخـ.ـنـ.ـوقة من كل حاجة حوليا ولسه متأقلمتش ع الوضع اللي انا فيه، وأنتي، قالتها وهي تبتعد عنها ولكن سرعان ما شهقت وهي تمسك وجهها وتقول
- ماله وشك! مين اللي ضـ.ـر.بك كده؟
ابتسمت لها ميرال بهدوء وهي تقول بعدmا أبعدت يديها عنها: والله يا سيلين عليكي حاجات...
قاطعتها سيلين بأعتراض: بلاش طريقتك دي وقوليلي وشك أحمر كده ليه؟!
- أنا انضـ.ـر.بت بباب العربية النهاردة الصبح بس هي دي الحكاية كلها وحطتلها مرهم لحد بكرة هتبقى تمام مـ.ـا.تكبريهاش بقا لحسن ماما تسمعك وتعملي تحقيق
لم تقتنع الأخرى بما قالت لذلك انفجرت بها بغضب
وهي تقول: باب إيه وعربية إيه،! ميرال أنتي كـ.ـد.ابه، بتكدبي عليا. قوليلي مين اللي عمل فيكي كده احسلك يا اما هروح وأقول ل بابا واخليه هو يعرف بطريقته ووقتها انا هروحله و اكـ.ـسرلك دmاغه واديله بدل الكف ده عشرة.
ضحكت ميرال على رد فعلها هذا لتقول بعدها
- حيلك حيلك، إيه الفيلم ده كله، صدقيني محدش يقدر يضـ.ـر.بني ولو حصل أنا بعرف آخد حقي كويس من اللي عمل كده
- ياسين مش كده، ما إن قالتها حتى نظرت لها أختها بعتاب وهي تقول: سيلين وبعدين بقى ما قولتلك اللي حصل، وبعدين سيبك مني أنتي بقالك مدة مش طبيعية وانا واخده باللى من ده كويس اوي بس قولت اسيبك على راحتك لحد ما تيجي وتقوليلي كل حاجة من نفسك.
ذهبت سيلين وجلست على الأريكة وهي تقول بتهرب: مافيش حاجة
نظرت لها ميرال من طرف عينيها ثم ذهبت نحوها وهي تقول: و دلوقتي مين فينا اللي كـ.ـد.اب
التفتت لها سيلين وقالت يضحك: احنا الاتنين
رفعت ساقيها بعدmا جلست على الأريكة بحماس وهي تقول: اممممم كنت عارفة، يالا هاتي اللي عندك
سيلين بتذمر: كده غش كل مرة بتعملي كده اعترف أنا وأنتي مـ.ـا.تقوليش حاجة...
ميرال بصرامة مصطنعة
- سيلي بقولك هاتي اللي عندك.
تأفأفت منها الاخرى فهي لا تستطيع الهروب منها لتقول: بصراحة كده من يوم ما جينا هنا وشاهين بدايقني ومش راضي يسبني بحالي أبدا
ميرال بصدmة: شاهين مين؟
- هيكون مين يعني، شاهين اللداغ أخو ياسين
فتحت عينيها وقال بذهول: بتهزري صح
- لاء
- غريبة
- اي الغريب في كده
- الراجـ.ـل ده تقيل بشكل مزعج ومش بينطق حرف
بتسمعي صوته نادرا، على عكس أخوه تماما ميعرفش يسكت نهائي، عايزة تقنعيني إن ده بيزعجك!
كرمشت سيلين وجهها بضجر وقالت
- هو ده اللي لفت نظرك ياميرال بس من كل اللي بيحصل حولينا
ميرال بجدية ممزوجة بترقب: قصدك ايه؟
سيلين بشك كبير: مين دول اصلا ياميروا، دخلوا حياتنا فجأة ليه، فكري فيها كده وهتلاقي إن أكيد في مغزى من كل ده وسر كبير كمان
لتقول ميرال باستغراب ومنطق طبيعي لأي انسان نقي من داخله لا يستوعب وساخة العالم الذي حوله.
- إيه التفكير ده؟ شوفي يا حبيبتي الذكاء حلو آه بس لما يقلب خيال تبقى النتيجة مش حلوة ولا واقعية
- ليه بتقولي كده، ما إن قالتها سيلين بأحباط حتى اوضحت الأخرى رأيها بمنتهى الهدوء
- لأنه كلامك ده غير منطقي يقلبي، يعني هيكونوا عايزين مننا إيه مثلا، بالكتير يعني يلعبوا علينا.
بس ده بيعتمد على تربيتنا وأخلاقنا إن كنا هنسمح بده أو لاء، وبعدين بالزمن اللي احنا في ده مش هتلاقي راجـ.ـل عدا التلاتين بيجري ورا وحدة عشان غريزة او رغبة معينة لأن ده متوفر بطرق سهلة اوي في أيامنا دي مش محتاج يتعب نفسه
سيلين بأصرار على شكها: بس أنا حاسة إن في حاجة أكبر من كده وراهم
ميرال بمسايرة: خلاص ياستي و عشان احساسك ده زيدي حرصك على نفسك وما تبقيش معه بمكان واحد وبكده هتلاقيه زهق وبعد.
أومأت لها وهي تقول بقلة حيلة: هعمل اللي قولتي عليه وأما نشوف أخرتها ايه مع رجـ.ـا.لة عيلة اللداغ دول
- أخرتها كحلي يقلب أختك
- أسود وأنتي الصادقة، قالتها بضجر وهي تحرك يدها بلامبالاة لتحتضنها الأخرى وهي تضحك عليها و على تعابير وجهها
في الواحات كان يجلس وهو ينظر الى هجان الذي كان مستلقي على ظهره وجسده عبـ.ـارة عن كدmـ.ـا.ت
حرفيا لايوجد به شئ سليم، حتى أصابع يده مصابة ومتورمة من ضـ.ـر.ب الهجين له.
ليقول رامي بضجر من هزيمتهم النكراء هذه
- يعني بعد مابعولنا بضاعتهم بسعر اضعاف السوق احنا هنسيبهم كده يعلموا علينا مرة ورا التانية و مش هنعمل حاجة ناخد بيها حقنا منهم.
- لاء طبعا هناخد، مستحيل أسيب حقي من الهجين بس المرادي محتاج وقت عشان أكـ.ـسره عشان أشفى فيه وبكده هخليهم يطمنه من ناحيتي ويصدقو نفسهم بأنهم قدرو يكـ.ـسروني و وقتها مش هيركزوا معايا و نيجي نديهم الضـ.ـر.بة اللي هي، بس أنت أوعى تتسرع وتعمل أي حاجة من ورايا.
- لاء اطمن مش هعمل حاجة، بس أنا مش هيهدالي بال غير لما اد.بـ.ـح يحيى وأشرب من دmه، و وقتها بس هترجعلي غالية وتبقى ليا زي ما كانت، قال كلامه الاخير مع نفسه بشر وهو يتوعد بالمـ.ـو.ت لذلك الذي سرق منه خطيبته وفتاته التي كان يحلم بها.
في وقت متأخر جدا بالتحديد الساعة الرابعة فجرا أي قبل شروق الشمس بساعة دخل شقته وهو يترنح قليلا بخطواته، ليتوجه نحو غرفته وهو يمسد على صدغه بتعب شـ.ـديد فهو يشعر بثقل برأسه فظيع كل ما يريده الآن هو أن يصل الى السرير ليرمي نفسه عليه
ولكن ما إن فتح الباب واقترب من هدفه حتى توقف بمكانه باستغراب عنـ.ـد.ما وجد تلك المتطفلة تستحل مكانه وكأنه ملكها بالوراثة...
اقترب من السرير أكثر وجلس على ركبتيه ليصبح أمامها وهو يمرر نظره عليها وكأنه يريد أن يرسمها بداخله، كانت نائمة بعمق وفمها مفتوح بطريقة جعلته يتمنى أن يقبلها...
وبرغم شعرها المنكوش وخدها المحمر المطبوع عليه أثر الوسادة. إلا أنها كانت آية من الحسن والجمال بنظره هو. فوجهها بالنسبة له كالشمس المشعة.
تضيئ حياته المعتمة، ومع هذا كله لا يكتمل جمالها إلا عنـ.ـد.ما يراها تغتاظ منه بشعرها الغير مهنـ.ـد.م دائما، يا الله كم يحب ان يغضبها ويستفزها ليرى حدة نظراتها له أما ابتسامتها الهازئة وشمـ.ـا.تتها العلنية به فهذه حكاية أخرى.
نظر لها وهو يتنهد بعدm رضا فهي كـ.ـسرت قاعدته التي تنص على أن الجمال أمام الغباء، ولكن عن أي غباء نتكلم نحن، فزوجته هذه تملك عقل وكرامة رجل ترفض الإهانة ليس كا قريناتها التي يعرفهم، وإن ضـ.ـر.بها لا تبكي بل تعود وتضـ.ـر.به بلسانها الذي أشبه بالسوط
وتحاول بكل قوتها أن تنتقم منه وتأخذ منه حقها
تنسى ضعفها وجسدها الضئيل وتبدأ بمهاجمته بشراسة وكأنها رجل مثله و بقوته لتتحداه...
لم يرى في حياته أحد يملك عزة نفس ولا كبرياء مثلها
سحب يدها الصغيرة له ليقبل باطن كفها بعمق ثم أخذ يقترب منها برأسه وهو يستنشق رائحة الشامبو المنبعثه منها على مايبدو بإنها استحمت ونامت.
أخذ يفكر؟ لما رائحة ذلك الشامبو العادي بكل هذا الاغراء عليها، هل السبب به أم بها هي.
لم يشعر بنفسه إلا وهو يدفن أنفه بنحرها ويسحب أكبر عدد ممكن من عطرها الأخاذ وما إن عاد الكرة وهو يمرمغ وجهه على بشرتها حتى أخذت تتململ وهي تدفع ثقله عنها بانزعاج
وما ان استجاب لها وابتعد حتى وجدها بدأت تستفيق لتفتح إحدى عينيها والاخرى مازالت مغلقة
ثم أخذت بعدها ترمش بجفنيها وهي تقطب جبينها تحاول أن تستوعب الأمر.
سرعان ما كرمشت ملامحها بضيق عنـ.ـد.ما وضحت الصورة لها لترى كابوسها البشع يتجسد أمامها بالحقيقة، نهضت بكسل وهي تتثاوب بنعاس وتمط ذراعيها باسترخاء لتقول بعدها باشمئزاز وهي تلملم خصلاتها المنتشرة بجميع الاتجاهات
- اعوذ بالله من غضب الله أنا عملت إيه بس في حياتي عشان أصحى ألاقيك قدامي كده، وبعدين إيه ريحتك دي أنت شارب الهباب بتاعك صح
نهض وهو يقول بتعالي: أشرب أو لاء ده شئ مايخصكيش يا حلوة...
غالية بنفي: لاء يخصني، أنا خلاص مبقتش مستحملة العيشة دي وكله كوم و إنك ترجعلي شارب ده كوم تاني...
- ده اللي عندي عاجبك كان بها مش عاجبك قدامك حيطان الشقة كلها ارزعي دmاغك باللي يعجبك، قالها وهو يمرر ظهر أنامله على خدها ليبتسم عنـ.ـد.ما وجدها تبعد وجهها عنه باختناق. جلس الى جانبها وأكمل باستفسار مزعج.
- مالك كل لما ألمسك بتقلبي وشك كده ليه، لازم تتقبلي زواجنا خلاص، أنا نصيبك وحاضرك ومستقبلك انسي الماضي لأنه عمره ماهيرجع، حتى لو مت مش هسمحلك تنجمعي فيه
غالية باستفهام: مين ده اللي مش هتسمح أبقى معه.
- رامي، ما إن نطق باسمه حتى تغيرت ملامحها الى القرف لتنطق بطريقة وكأن هناك من عصر الحامض بفمها: أععععععع مين ده كمان عشان لما أخلص منك أروحله، جاتك داهية أنت وهو، أنتم عاملين زي الوش والقفا لشعار الوساخة
تجاهل استحقارها له وماقرنته مع عدوه وركز فقط على عدm رغبتها بالاخر: يعني أنتي مش بتحبيه.
رفعت غالية طرف شفتيها الى الأعلى بعدm رضا وهي تقول- أنا أحب واحد صـ.ـا.يع ضايع مايتخيرش عنك ليه ما كنت أنت أولى وزي مابيقوله جحا أولى بلحم توره، بس زي ما أنت شايف كده أنا ماليش بصنفكم العرة ده
صعق من ردها هذا وكاد أن يضـ.ـر.بها كف يجعلها تبتلع لسانها الطول إلا أن رنين الهاتف قطع عليه أفكاره هذا ليرفع هاتفه ويضعه على أذنه بانصات وهو يكز على أسنانه بانفعال منها ولم ينطق سوا ب
- تمام اعتبره حصل.
أنهى المكالمة وهو يرمي الهاتف على الفراش ثم نهض ينزع قميصه ليليه بنطاله لتصرخ به بخجل وهي تستدير الى الجهة المعاكسة له وتقول
- احترم نفسك إيه أنت اللي بتعمله ده
يحيى ببرود متعمدا ليجعلها تغتاظ
- هكون بعمل إيه يعني بقلع هدومي عايز آخد دوش
لترد عليه وهي على نفس وضعها: اقلع بالحمام
نظر لها يحيى بستغراب وقال: مالك مكسوفه كده ليه ده اللي يسمع يقول غريب قدامك بيقلع مش جوزك ويمكن كمان تكوني حامل مني.
اقتضب وجهها من ما سمعته منه حتى قالت بسخرية بعدmا نهضت من مكانها و وقفت أمامه
- هو أنت مفكر إنك تممت جوازك مني في الليلة اياها لما لاقيتني تحت بير السلم، بليزززز يحيى بلاش تضحكني بالله عليك وتقولي إنك صدقت إني سمحتلك بقرفك ده تقرب مني، ده أنا أمـ.ـو.ت ولا اخلي واحد زيك يلمسني لاااا وفوقيها سـ.ـكـ.ـر.ان يعني مش بس حثالة زي ما كنت مفكرة لاااا ده أنت طلعت زنديق كمان...
ما إن نطقت كلمـ.ـا.تها هذه حتى غصت وبرزت عينيها للخارج عنـ.ـد.ما وجدته بلمح البصر يرميها على السرير وهو يطبق على عنقها بكفه فقد جن جنونه عليها حقا...
أخذت تعافر بكل قوتها لكي تفك نفسها وتحصل على الهواء ولكن كان كالأفعى ملتف حول رقبتها بأحكام
بعد ثواني من هجومه عليها اخذ يخفف من قبضته بالتدريج ليتركها تماما وينهض ثم أخذ يصـ.ـر.خ بها بغضب أسود وهو يأخذ الغرفة ذهابا وأيابا.
- ده أنتي لو حالفة إن نهايتك تكون على ايدي مش هتعملي كده، صدقيني أقدر أربطك دلوقتي واعمل فيكي اللي ييجي على مزاجي بس مش أنا اللي أفرض نفسي على وحدة بالحاجات دي...
فعشان كده بلاش تخليني أطلع عن طوري وأعمل حاجة أنا مش حاببها تعملها معاكي واخليكي تكرهيني فوق ما أنتي كرهاني، اتقي شري يا غلااااا. ساااامعة اتقي شري، عشان أنتي مش قده...
ألقى مابجعبته من كلمـ.ـا.ت سامة على مسامعها ثم تركها وذهب نحو الحمام بعدmا أخذ هاتفه معه وبأقل من عشر دقائق خرج وأخذ يغير ثيابه بحضورها دون اي مراعاة لها وما إن انتهى من أناقته وهو يرش عطره حتى التفت لها وقال بأمر
- قومي اقفلي الباب ورايا واوعي تفتحي لحد أنا عندي شغل ومش هرجع النهاردة يعني لو تأخرت لحد بكرة مـ.ـا.تخافيش عليا
- اللهي تروح مـ.ـا.ترجع
تشنج فكه وهو ينظر لها ثم قال.
- تصدقي بالله أنتي محتاجة إني أربيكي من أول وجديد بس لما افضالك ياعصفورة إن ماقصقصت ريشك واديتك على دmاغك مابقاش أنا يحيى اللداغ قال الأخيرة ثم تركها وخرج لتلحق به وهي تقول بغـ.ـيظ
- ربي نفسك الأول بعدين ابقى فكر إنك تربي غيرك.
زاد غـ.ـيظها أضعاف عنـ.ـد.ما وجدته يتجاهلها تماما وهو يخرج من الشقة بأكملها ويغلق الباب خلفه لتذهب وتغلقه من الداخل بالمفتاح ثم رجعت الى الغرفة وهي تغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة وتضـ.ـر.ب قدmها على الأرض بقوة بين الحينة والأخرى وكأن كل ماقالته له لم يشفي غليها بعد
في المستودع الخاص ب شاهين، كان يمارس تمارين الضغط بكل عنف وهو ينهج وكلمـ.ـا.تها وتحليلاتها مازالت تتكرر بذهنه دون توقف...
عض شفته السفلية بقوة وهو يفكر بإنه يجب ان يبعدها عن طريقهم دون أن يؤذيها ف تلك الحمقاء غرورها سيؤدي بها الى الهلاك لا محالة إن لم يتدخل هو،!
- مالك ياشاهين في حاجة شغلاك، قالها ياسين وهو ينظر له بترقب لينهض الآخر بشكل مفاجئ وأخذ يجفف عرقه بالمنشفه وهو يقول بشرود
- حاجات مش حاجة وحدة بس
ياسين بتساؤل: ممكن أعرف إيه هما؟
رمى المنشفة بأهمال وضيق ثم ذهب نحو قضبان حديدية عاليه معمولة على شكل أفقي ليمسك به وأخذ يرفع جسده بها للأعلى وهو يقول بغضب بـ.ـارد
- غالب منصور، الراجـ.ـل ده عايز إيه بالضبط. دي المرة التانية بيقدm عرض الشراكة ويترفض...
والليلة كمان في حفلة لرجـ.ـال الأعمال و أكيد هو مش هيضيع الفرصة دي وهيفتح الموضوع ده، فعشان كده عايزك تعرفلي هو عايز إيه بالضبط، جياته ع الشركة وعزومـ.ـا.ته كترت، ايه هو ماوراهوش غيرنا ولا إيه.
وقف ياسين أمامه ثم قال بسخرية: هو أنت فعلا ياهجين مش عارف هو عايز إيه بجد ولا أنت حابب أأكدلك شكوكك اللي مطيره النوم من عينك
ترك نفسه ليسقط على قدmيه بخفة وهو يقول بحدة
شرسة متوعدة: يعني اللي في بالي صح
ياسين بتأكيد: وصح الصح كمان...
- يعني هو بيعمل كل ده عشان، ما إن قالها حتى أكمل عنه أخيه وهو يقول
- سيلين، عشان سيلين...
وضع يديه على خاصرتيه وقال بتساؤل
- قولتلي الحفلة النهاردة الساعة كام.
ياسين بمراوغه ترفع الضغط: ألااااا هو أنت مش قولت إنك مالكش بو.جـ.ـع الدmاغ ده ومش هتيجي معانا...
- ياااااسين!
ياسين بأعتراف سريع و مضحك: الحفلة الساعة تمانية وسعد هيكون موجود كمان وأنا ويحيى رايحين لو حابب تيجي معانا ده هيبقى شرف لينا أكيد
- سعد! غريبة مع أنه مالوش بالأجواء دي زيي.
- صح، وهو أصلا رفض أنه ييجي بس غالب اتصل فيه وأصر أنه ييجي بعيلته
- عرفت أزاي؟
- كنت معاه بالمكتب لما اتصل فيه، ما إن قالها ياسين حتى كز الآخر على أسنانه بغضب وأخذ يقول من بينهم: غالب ده عامل زي الحجر في طريقنا لازم نتخلص منه عشان نعرف نكمل براحتنا، احنا مش ناقصين و.جـ.ـع الدmاغ ده، يا تتصرف انت يا هتصرف انا
ابتسم ياسين بتهكم شـ.ـديد ليقول بعدها بشكل مباشر فهو لم يفوت عليه ملاحظة تغير أخيه بالآونة الأخيرة.
- وليه كل ده يا شاهين، طالما هي عجباك كده مـ.ـا.تخدها وبلاش اللف والدوران ده، هو أنا اللي هعلمك بردو ولا إيه
أومأ له شاهين وهو يقول بتوعد خطير: ما أنا هاخدها ليا بس لما تجيلي برجليها وبمزاجها لحد عندي
وضع ياسين يديه بجيب بنطاله وهو يقول بتفكير
- مش هيحصل لو مرمتلهاش طعم في الأول لو كانت دي نيتك معاها
- وده اللي هعمله، واللي عايزه أنا هيحصل بموافقتها أو لاء مش هتفرق عندي.
ليقول ياسين وهو ينظر له بذهول من اصراره عليها
- ماكنتش أعرف إنها عجباك بالشكل ده
شاهين بنفي: مش حكاية عجباني
ياسين بترقب: أومال إيه
- مش شغلك ده، خليك في حالك، ما إن قالها بجمود وهو يتخطاه حتى نطق ياسين بغـ.ـيظ
- اشمعنى أنت عارف كل تحركاتي وأنا مش عارف عنك حاجة
شاهين بلا مبالاة: هو حد قالك قول، أنت اللي بتيجي تلت عندي وتدوشني.
- بقى كده، ماشي، بس بردو لازم تعرف إن سيلين دي مش سهلة خالص، قالها بتحذر ليلتفت له شاهين وهو يقول بترقب
- عرفت ازاي؟
- ما أنا شفتها بالشركة وكلمتها...
قاطعه وهو يسحبه من ثيابه وهو يقول بغيرة نارية ممزوجة بخـ.ـو.ف.
- مالكش دعوة بيها يااااا ياسين مـ.ـا.تحولشششش أبدا تقرب منها ومتحومش حوليها ومتدخلهاش بحوارتنا، و أوعى هاااا أوعى أخبـ.ـارها تصل سلطان بأي شكل كان لأن وقتها أكيد مش هيسيبها في حالها وأنا وأنت عارفين وساخته ممكن تعمل فيها إيه
- اهدى كده يا شاهين هو في إيه لكل ده، أنا مش عايز غير أختها وأنت عارف ده كويس وكلامي معاها ماكنش غير صدفة، صمت قليلا ثم أكمل بتحذير...
بس أنت سيطر على انفعالاتك لأن لو الحاج سلطان شاف ردة فعلك دي عليها هيأذيها بجد صدقني لأن وقتها هيحس بخطر منها عليك، وبدل مايلوي دراع سعد ببـ.ـنته هيلاقي دراعه هو اللي تتلوى بيك لما يلاقيك بالشكل ده مـ.ـجـ.ـنو.ن عليها، وبعدين كده شكلك نسيت تارنا مع أبوهم، يعني آخرك معاها ليلة مش أكتر من كده
- أنا مش ناسي ومخطط لكل حاجة من قبل مـ.ـا.تحصل.
حتى، وسعد ده نهايته على يدي بس بعد ما آخد منه بـ.ـنته وأحرق قلبه عليها، ووقتها هخليه يعفن ويمـ.ـو.ت بالسـ.ـجـ.ـن وهو بيتمنى حد بس يطمنه عليها
ومش هيلاقي الحد ده...
ضحك ياسين بخبث وهو يقول بمكر لا يستاهان به.
- حلووووو أوي ياهجين ايوة كده انزل الملعب وعلمهم أصول اللعب بيكون ازاي، أما أنا بقى ناوي أرميله بـ.ـنته التانية قصاد عينه مكـ.ـسورة و وقتها مش هتكون نافعة لحاجة وهخليه يمـ.ـو.ت ألف مـ.ـو.ته مع كل لحظة بيشوفها قدامه كده لا حول لها ولا قوة...
- وبكده هنكون قضينا على سعد الجندي حرفيا.
قالها شاهين وهو شارد بتفكير للمستقبل المجهول
، هل سيمشي كل شئ كما خطط وأراد هو أم هناك تغيرات ستحصل رغما عنه.
في فيلا الجندي فتح سعد الباب على ميرال بعدmا طرق الباب بهدوء وما إن دخل حتى ابتسم بمحبة عليهم وعلى وضعهم هذا عنـ.ـد.ما وجدهم ينامون
كالقطط الصغيرة يختبؤن داخل بعضهم البعض
بشكل لطيف خـ.ـطـ.ـفوا به لب قلبه. وهنا تأكد بأن هناك شئ يزعجهم حقا، فهو يعرفهم من صغرهم كلما انزعجوا لجأوا لأحضان بعض...
ذهب وجلس على طرف السرير واخذ يمرر يده على رأس سيلين بحنان يكفي العالم ثم انتقل الى رأس ميرال ليقبلهم من صدغهم واحدة تلوى الأخرى ثم أخذ يوقظهم بحنية
- حبايب قلبي، اصحوا بقا عشان نفطر سوا...
ده انتم وحشيني أوي من امبـ.ـارح الظهر ماشفتكمش
يالا حبايبي، يالا
أخذت ميرال تمط نفسها وهي تقول بابتسامة
- صباح الخير يا بابا.
ليقول سعد بابتسامة أوسع منها: صباح النوم ياميرو. يا لا قومي اغسلي وشك الحلو ده لغاية ما اصحي الكسلانة التانية
- حاضر
- حبيبة قلب أبوها اللي بتسمع الكلام وبتريحه، يا لا ياسيلي اصحي أنتي كمان
- سيبوني أنام شوية أنا نعساااانة، قالتها بتذمر وهي ترفع الغطاء عليها ولكن سرعان ما عكشت وجهها عنـ.ـد.ما سحبه عنها وهو يقول برفض
- مافيش نوم في صحيان وبس
سيلين بتوسل: خمس دقايق بس عشان خاطري...
تنهد سعد بصبر وقال: يابـ.ـنتي اصحي الساعة داخلة على تسعة وأنا تأخرت ع الشغل بس ماحبتش أخرج من غير ما اطمن عليكم
- أنا كويسه يا لا بقى روح شغلك وسبني أنام، قالتها وهي تدفع يده عنها ولكن هيهات أن يستسلم والدها لعنادها هذا، قرصها من وجنتها وهو يقول
- أروح ازاي وأنتي وحشاني
فتحت عينيها بسعادة وهي تقول
- بجد وحشاك
سعد بتأكيد: طبعا، ده أنتي عندي أغلى من نور عنيا.
- ربنا ما يحرمني منك ولا من حنيتك يا أحلى بابي بالدنيا
- طب يا لا اصحي
- حاضر صحيت أهو، صباح الخير، قالتها وهي تنهض وتقبل وجنته ثم سندت رأسها على كتفه لتغفى مرة أخرى لينفجر عليها والدها بالضحك وهو يراها بهذا الشكل نهض عن السرير وأجبرها على النهوض وهو يسندها عليه ثم أخذها نحو الحمام بعدmا خرجت اختها وهو يقول لها
- أنتم نمتم الساعة كام عشان يكون شكلكم الصبح كده
سيلين وهي تتثاوب: تلاتة الفجر.
- ليه بس كده حـ.ـر.ام عليكم صحتكم، قالها وهو يفتح صنبور الماء واخذ يغسل وجهها بيده والابتسامه تشق وجهه باتساع فهذا الموقف جعله يعود الى أيام الدراسة عنـ.ـد.ما كان يجبرها على النهوض باكرا
سحب فرشة أسنانها و وضع عليه معجون الأسنان ثم دحسه بفمها وهو يضحك عليها وما إن انتهى حتى تركها وخرج وهو يقول
- غيروا هدومكم بسرعة وانزلوا أنا مستنيكم تحت اوعوا تتأخروا.
في الأسفل كانت داليا ترتب السفرة لتبتسم بعشق ما إن رأت زوجها الحبيب ينزل الدرج وهو يضحك بسعادة مما جعلها تقول وهي تقترب منه
- أحلى صباح ده والا إيه
وقف أمامها ونظر خلفه ليتأكد بأنه لا يوجد أحد ليلتفت لها وهو يسـ.ـر.ق منها قبلة سريعة من ثغرها وهو يقول: ده أنتي الصباح والمساء ويومي كله بجميع اوقاته
- ياسيدي ع الحب اللي ولع بالدره ده، قالتها ميرال وهي تنزل السلم لتأتي خلفها أختها وهي تقول بغيرة.
- أومال أنا فين من كل الدلع ده والا هو بس ل مامي
نظر لها والدها: تعالي ياعفريته هو أنا عندي أغلى ولا أطعم ولا أشقى منك عشان أدلعه، قالها وهو يفتح ذراعه لها لتأتي على الفور الى أحضانه والابتسامة تشق وجهها ولكن سرعان ما نظرت الى والدتها التي قالت له بغيرة لا تقل عنها
- آه في ياسعد أنا
سيلين برفض: لا طبعا مافيش غيري...
حاوطهم سعد بذراعيه ليضمهم لصدره ثم أخذ يقبل رأسهم وهو يقول بعدmا رمى ميرال بقبلة بالهواء: ربنا لا يحرمني منكم ولا من لمتكم دي حوليا
رد عليه الثلاثة معا: ااااامين
- طب يا لا نفطر اصل انا جعان أوي، قالها وهو يذهب بهم نحو الطاولة ليجلسوا حولها كعائلة جميلة لا يعكر صفائها شئ ليمر الوقت عليهم بهدوء ليكـ.ـسره سعد بعدmا شبع وحمد ربه
- جهزوا نفسكم الليلة عشان هتيجوا معايا حفلة عشاء لرجـ.ـال الأعمال.
داليا باستغراب: غريبة، من امتى أنت بتاخدنا مكان من غير ما أنا اتخانق معاك قبلها عشان توافق
سعد بتوضيح: العزومة دي عملها غالب منصور على شرف نزولي مصر، يعني ماينفعش أرفض وهو بنفسه كلمني وأكد عليا إنكم تيجوا معايا
- و ايه المقابل من كل ده، قالتها ميرال بترقب وهي تنظر لوالدها الذي بادلها النظرات بعدm معرفة صريحة لطلبات الآخر.
تدخلت سيلين بالحوار وهي تقول بجدية: والله يا بابا أنا مش برتاح للناس اللي حوليك دول حضرتك كنت دايما حريص لما كنا بلوس انجلوس وتقول إن احنا ببلد غريبة عننا ولازم ناخد بالنا من كل حركة نعملها لأن اللي قصادنا مش مضمون.
بس بعد ما حرمتني من حلمي وخليتنا نسيب حياتنا هناك ونزلتنا مصر أحب أقولك إن هنا أخطر بكتير من اللي كنا عايشين فيه، على الأقل لو كانوا عايزين حاجة مننا بيطلبوها على الملأ مش زي هنا الكل بيضحك بوشك مش عارف مين اللي معاك ومين اللي عليك، ولا إنك عارف طعنة الغدر هتجيك منين، ممكن تستغربوا كلامي ده بس ده رأيي وده اللي أنا بحسه من يوم ما جينا هنا...
فعشان كده أنا مش جاية معاكم الحفلة دي. عشان أنا مش مجبرة أجامل حد أنا مش طايقاه...
صمتت قليلا ثم شربت الماء وأكملت، الحمدلله شبعت، أنا هخرج بقا اتمشى شوية عن أذنكم
قالتها وهي تنهض بعدmا رمت منديلها على الطاولة
ثم تركتهم وخرجت من الفيلا باكملها لتنهض ميرال هي أيضا و تقول
- أنا كمان هطلع عشان عندي مشوار كده هعمله وبعدها هلحقك ع الشركة ماشي يا بابا
- ماشي يا حبيبتي.
- سلام، قالتها وهي تقبله من وجنته ثم ذهبت لوالدتها وقبلتها أيضا وما إن خرجت حتى نظر سعد الى اثرهم بحـ.ـز.ن ثم قال
- شفتي يا داليا، سيلين لسه زعلانة مني عشان خليتها تسيب شغلها هناك، وميرال مش زي زمان حاسس انها زعلانه كمان
طبطبت داليا على كفه وقالت: معلش يا حبيبي، مع الوقت كل شى هيبقى تمام
- تفتكري!
- قول يارب
- يارب ما تو.جـ.ـعش قلبي بيهم أنا مش حمل و.جـ.ـعهم بعد العمر ده كله
- اللهم آمين يا حبيبي اللهم آمين.
الوكر بالتحديد في شقة سلطان ابتعد عنها وهو يرمى نفسه على ظهره بانتشاء لتسحب الأخرى الفراش عليها وهي تقترب منه لتسند رأسها على صدره لتقول بعدها بتساؤل ما إن رأته شارد بعالمه
- ممكن أعرف بتفكر في إيه
- بتسألي ليه يا زينة
زينه بدلع: أبدا يا حاج أنا بس شايفاك شايل هم كبير وأنا عايزة اشيله معاك
تنهد سلطان وأخذ يلعب بخصلاتها وهو يقول: مشغول في شوية حاجات مـ.ـا.تشغليش بالك أنتي
زينة بفضول: ايوة في إيه يعني.
سلطان بنفعال: ااااالله وأنتي مالك
- أنا بس كان غرضي أطمن لحسن تكون لافف على وحدة كده والا كده وتسرقك مني...
- مين دي اللي تقدر تسرقني منك
- في كتير يقدروا يعملوا كده، ده كيد النساء مذكور بالقرآن...
سلطان بسخرية: إيه ده يازينة أنتي طلعتي بتخري إيمان وتقوى، تصدقي ماعرفتكيش
ابتعدت عنه وهي تقول بزعل ودلع
- بتتريق عليا يا حاج
- ما أنتي اللي بتجيبيه لنفسك بصراحة.
ضـ.ـر.بته على كتفه وهي تقول- الحق عليا يعني ده بدل ما طمني بكلمتين
- اطمنك من إيه بس!
زينة بمشاعر مزيفة: أنا خايفة ممكن أي ست تلف حوليك وتملي قلبك قبل عنيك
- ليه هو أنتي ماليا قلبي وأنا معرفش
- يعني إيه
- يعني أنتي آخرك تعيشي في بيتي تملي سريري بس إنك تملي قلبي دي جديدة دي، وبعدين تعالي هنا هو احنا من امتى بتوع حب والكلام الفارغ ده
- حبيت أعيش الدور. فيها ايه، لازم تكبتني كده كل مرة يعني.
- عيشي أحلام على قد سنك
- بقا كده، طب شوف مين اللي يمشيلك شغلك بعد كده، أنا زعلت منك خلاص شوفلك غيري
- لاااا أنا مستحيل استغني عن خدmـ.ـا.تك، ده حتى في واحد في بالي عايزاك تضبطيه ب ليلة من لياليكي اللي بتعلي المزاج
- نعمممممم
- اااالله، في إيه هي أول مرة ولا إيه ده أنا ببعتك لكل حبايبنا الكبـ.ـار جت على ده يعني وقولتي لاء...
ده بدل مـ.ـا.تشكريني إني بأشهرك بعالم الرذيلة وبعملك سيط وسطهم.
زينة بتفكير- ايوة بس ده غريب مش مننا وعلينا زي البقية
سلطان باستفهام: عرفتي منين انه غريب
زينة بتوضيح: من طريقة كلامك عليه، لأن لو كان معرفة كنت اديتني العنوان وخلصنا
- ذكية، هااا قولتي ايه موافقة
زينة بتردد: لاء بردو الحكاية دي محتاجة تفكير مش هتتاخد كده
سلطان بقبول: وماله فكري فيها ياستهم كلهم ولو وافقتي ونفذتي اللي هقولك عليه بالحرف هيبقى ليكي عندي حلاوة كبيرة.
- ماشي هفكر، بس تعالى نفكر سوا و وريني ادائك لأن شكلي كده نسيته، قالتها وسحبته عليها وهي تكمل بعقلها، والله لولا شاهين ما كنت أكمل معاك أبدا بس أنت الوحيد اللي تقدر توصلني ليه
في فيلا الجندي قبل المغرب بقليل جلست داليا الى جانب سيلين التي كانت تتابع أحد الأفلام الأجنبية بانـ.ـد.ماج وتأكل الفشار، لتقطع انـ.ـد.ماجها هذا عنـ.ـد.ما قالت بحب وهو تمسد على راسها
- حبيبتي مش هتغيري رأيك وتيجي معانا الحفلة.
- وأغيره ليه، قالتها وهي تمضغ الفشار بشراهة
داليا بشرح: عشان خاطر باباكي ده خرج الصبح وهو زعلان
التفتت لها وهي تقول بتركيز
- بابي خرج زعلان، ليه؟
- لأنك ومن غير مـ.ـا.تحسي عاتبتيه لأنه خلاكي تسيبي شغلك ورجعنا هنا
تنهدت سيلين بحـ.ـز.ن مبطن ثم قالت: يامامي ده شيء حصل وانتهى مافيش داعي لا أنا ولا هو نزعل عليه، وبعدين محدش عارف الخير فين.
- عليكي نور محدش عارف الخير فين فعشان كده عايزة منك تطلعي تجهزي نفسك باباكي على وصول
سيلين بستفسار: يعني لو جيت معاكم ده هيفرحه
لتقول داليا ببتسامة: أكيد
- طيب هاجي، لو ده فعلا هيخلي بابي مبسوط
- بـ.ـنتي حبيبتي اللي بتخاف على زعل باباها يا ناس
قالتها وهي تقبلها من وجنتها بقوة لتضحك سيلين عليها وهي تحتضنها بحب كبير.
↚دخلت مع عائلتها بهو الفندق الذي يقام به الحفل
ولكن قبل أن تذهب معهم نحو القاعة إستأذنت منهم للذهاب إلى الحمام وطلبت منهم أن يسبقوها
إبتعدت عنهم وغيرت مسارها نحو المرحاض لتعدل
وجهها و مكياجها وتغير أحمر شفاهها من العسلي الفاتح إلى الماروني الغامق فوالدتها أصرت هذه المرة ان تضع القليل فقط ولكن لم تكن سيلين إن لم تعاند وتفعل ما تريده هي...
إنحنت إلى الأمام بجذعها وأخذت تمشط خصلاتها بأصابعها لتزيد من حجمه وما إن إعتدلت بجسدها حتى أخذت تحرك رأسها يمينا وشمالا بدلال لترقص معها خصلاتها المصفف بشكل الويفي.
وما إن انتهت من وضع لمساتها الأخيرة حتى أخذت تنظر لنفسها بغرور فهي ترتدي فستان ذهبي من الحرير يلتف حول قوامها بإتقان يصل طوله إلى أسفل ركبتيها مع كم شيفون شفاف مطرز بنعومه من نفس اللون يصل إلى نهاية ذراعها مع فتحة صدر صغيرة و حذاء عالي جدا
سحبت حقيبتها الصغيرة بيدها ثم خرجت تمشي بخطوات واثقة لتتفاجئ به يقف أمامها يقطع طريقها وهو يقول بإعجاب.
- وأنا اقول إيه النور اللي هل علينا ده، كان لازم يعني أعمل الحفلة دي كلها عشان أشوفك بس
رفعت حاجبها بحدة وهي تقول
- وعايز تشوفني ليه يا غالب بيه
نظر لها كالذئب الجائع وقال
- غالب بس بلاش بيه دي
سيلين برفض
- لاء انا من رأيى إننا نحافظ على الألقاب أحسن وبعدين كنت عايز تشوفني ليه
- شغل طبعا، ما إن قالها حتى زوت مابين حاجبيها وهي تقول بإستغراب ممزوج بعدm إقتناع.
- شغل! شغل إيه ده اللي يخليك تعمل الحفلة دي كلها عشان تكلمني زي ما حضرتك بتقول
كان ممكن تكلم والدي بده ونتقابل فالشركة بطريقة رسمية أكتر من كده
- أكيد هشرحلك وجهة نظري بس مش هنتكلم هنا يا آنسه إتفضلي معايا وهتفهمي كل حاجة في وقتها
قالها وهو يفسح لها الطريق لكي تتفضل معه لتنظر له بضجر ثم تخطته وهي تود أن تصفعه بقوة فهو كائن لزج ونظراته لها تزعجها.
في داخل القاعة كان يقف الهجين عند أحد الطاولات بمفرده يراقب الأجواء بعينين كالصقر يرتدي بدلة رسمية سوداء بشكل كامل حتى قميصه كان أسود ولكنه تخلى عن ربطة العنق فهو لايهوى إرتدائها فهى تشعره بالتقيد.
وقف بإستعداد ما إن وجد سعد وعائلته يدخلون أخيرا ولكن لحظة! أين، سيلينا، هل يعقل لم تأتي معهم، عند هذه الفكرة أصبحت الاجواء باهتة بنظره دون طعم، تنهد بضجر حقيقي، لدرجة بأنه كاد أن يخرج من المكان المزعج هذا ولكن ما إن التفت بعدmا حمل متعلقاته ليخرج
حتى تجمدت أطرافه وتثبتت قدmيه بالأرض عنـ.ـد.ما وقع نظره عليها وهي تدخل بغرورها المعهود وجمالها الفاتن مع، مع آخر شخص توقع أن تدخل معه...
أخذ عقله يكرر عليه السؤال وكأنه لايريد أن يصدق عينيه، هل هي الآن حضرت الحفل برفقة غالب منصور ذلك الساذج الذي يكاد وجهه أن يتشقق من شـ.ـدة إبتسامته الواسعة فهو بالتاكيد لايصدق بأن سيلينا تقف إلى جانبه وترافقه
ولكن مازاد نيران الهجين أضعاف مضاعفة هو عنـ.ـد.ما وضع الآخر ذراعه حول خصرها الدقيق وكأنه يريد أن ينسبها له، ولكن فعلته هذه حمقاء لأنها جعلت سيلين تبتعد على الفور عن مرمى يده بإنزعاج وهي تقول.
- إيه قلة الذوق دي لو سمحت مـ.ـا.تلمسنيش
نظر لها غالب ببراءة حمل وديع
- أنا أسف بجد مش قصدي أضايقك أنا كنت حابب أساعدك بس
- شكرا وفر خدmـ.ـا.تك لغيري، كانت تتكلم بضيق ثم تركته وذهبت نحو والدها الذي ما إن رأها حتى إبتسم لها بحب
- سيلين تعالي يا حبيبتي
وقفت إلى جانب والدها بفخر وكأنها تود أن تصرخ وتقول هذا الرجل العظيم يكون والدي أنا...
علي طاولة قريبة منهم نطق يحيى ونظراته تتنقل بين شاهين و الأخرى.
- شايف اللي أنا شايفة، ده بدء يتحول
أومأ له ياسين وقال بغموض
- دي أول مرة أشوفه مايعرفش يسيطر على إنفعلاته بالطريقة دي
يحيى بمشاكسه
- شكله وقع فيها خلاص، وبصراحة هي تستاهل دي قنبلة ذرية
حرك ياسين رأسه برفض لهذه الفكرة وقال
- وقع؟ لا ماظنش بس أكيد عجباه
رد عليه يحيى بذهول
- كل ده وعجباه بسسسسس.
- ماهو الراجـ.ـل لما تعجبه ست بيعمل المستحيل عشان يوصلها إسألني أنا، قالها وهو ينظر إلى ميرال وهي تتشارك الحديث مع والدتها وإبتسامة هادئة تزيد ثغرها الجميل ليبتسم بشكل لا إرداي معها ثم ترك يحيى بمفرده و أخذ يقترب منها وكأنها تجذبه بتجاهلها كالمغناطيس برزانتها، وشخصيتها.
ولكن ما إن إلتقت عينيها الواسعة بخاصته حتى بعث لها قبلة بالهواء، فعلته هذه جعل تيار كهربائي يصيب فتاته ويقشعر جسدها بأكمله وكأن قبلته هذه وصلتها حقا
إبتسم بثقة ما إن رأى تأثيره عليها ليسحب هاتفه وبعث لها رسالة نصية محتواها ( هستناكي بالشرفة لو إتأخرتي هاجي عندك ولا هيهمني حد ) وضع هاتفه بجيب سترته ثم ذهب بقرب الشرفة بعدmا تأكد من قراءتها لرسالته.
أما ميرال مسحت رسالته التي وصلتها للتو وكأنه لم يبعث شئ ثم تنهدت وأخذت تنظر حولها لتنهض وتذهب نحو والدها الذي يقف برفقة سيلين وما إن وصلت لهم حتى قالت بإبتسامة صغيرة وهي تمد له يدها
- ممكن ترقص معايا؟
إبتسم لها سعد وذهب معها بعدmا قال
- أكيد طبعا، ده عرض مايترفضش بصراحة وبعدين هو أنا أطول أرقص مع القمر ده.
أخذ سعد يتمايل مع ابـ.ـنته بسعادة بلغت عنان السماء بعدmا سحبها إلى وسط المكان لتضحك عليه ما إن رفع يده إلى الأعلى ليجعلها تدور حول نفسها عدت مرات ثم أعادها له كما كانت
كان مظهرهم في غاية الجمال بالنسبة للجميع إلا ياسين كانت نظراته لهم حاقدة فهي تجاهلته للمرة التي لا تحصى، حرك رأسه بتوعد لها وإنتظر أن يمر عليهم القليل من الوقت ثم ذهب لهم وهو يبتسم ليقول لسعد: تسمحلي أرقص مع الأنسة.
تلاشت ضحكة سعد ونظر إلى صغيرته ثم إلى الآخر وقال بجدية فهو لا يرغب بأن ترقص إبـ.ـنته مع رجل غيره
- لأ
نظر ياسين بإستعطاف مصطنع له وهو يقول بهزار
فهو توقع رده هذا
- لااااء ليه ياباشا، دي حبة صغيرة بس، وبعدين ده أنا حتى هرجعهالك
سليمه لا ناقصها إيد ولا رجل، هاااا قولت إيه؟!
- إتفضل، قالها بضيق حقيقي وهو يسلمه إبـ.ـنته بيده ليستقبلها الآخر منه بترحاب شـ.ـديد وما إن أخذ يراقصها بخفة حتى أخذت عينيه تأكلها حرفيا ليقول بعد برهة من الصمت بإعجاب
- رقصك حلو
- وإنت كمان مش بطال، ما إن قالتها بجمود وهي تبعد نظرها عنه وتضع مسافة معقولة بينهم حتى سحبها من خصرها له مرة أخرى يرفض بها بعدها عنه هذا وهو يقول
- لسه زعلانة مني يا حبيبتي.
- إيه حبيبتي دي! أنا مش حبيبة حد إنت مـ.ـا.تهمنيش أصلا عشان أزعل منك أو لاء حالك حال كل الموجودين اللى هنا وجودك مش بيضفلي حاجة وغيابك مش بيأثر فيا، فمتديش لنفسك حجم أكبر من حجمك
- بجد يعني مش بهمك، قالها وهو يقترب من وجهها وينظر إلى عمق عينيها بطريقة جعلتها تبتعد عنه قليلا وهي تقول بإنزعاج
- أيوة بجد
إنحنى عند أذنها وهمس بخفوت شـ.ـديد
- بس إنت تهميني
ردت عليه بنفس درجة صوته وقالت
- وإنت أخر همي.
زاد من إحتضان خصرها وسند جبهتها على خاصته وأخذ يقول
- ميرال أنا أسف، أسف بجد مششش
قاطعته وهي تبعد يده عنها ثم وقفت أمامه وهي تقول بثبات تام لتنهي هذه المهزلة من وجهة نظرها
- الأنسة ميرال لو سمحت، أنا مش عايزة أشوفك تاني و لو شفتك ياريت تتعامل معايا بحدود الشغل وبس، لأني ببساطة رجعتك غريب بنسبالي زي ما كنت في أول مرة شفتك فيها...
رمت كلمـ.ـا.تها بوجهه دون أدنى مجاملة أو تعاطف فهو حتى لا يستحق نظرة واحدة منها ثم تركته يقف خلفها وحيد لتذهب نحو والدتها التي كانت تراقب كل شئ بتمعن من بعيد وهي تتكلم مع زوجها تحاول على قدر المستطاع أن تشتت إنتباهه عنهم
أما عند يحيى المسكين كان يتأفأف بضجر من هذه الأجواء فهي لا تستهويه، نظر إلى شاهين وقال بعدmا طفح منه الكيل
- أنا هرجع للوكر.
ليقول شاهين له بلامبالاة فكل تركيزه منصل على تلك المهرة البرية
- إعمل اللي يعجبك
- تمام لو إحتاجتني إبقى كلمني، سلام، قالها يحيى وخرج من القاعة لا بل من الفندق بأكمله متوجها الى الوكر الذي وصله إليه بوقت قياسي ليتوجة مباشرتا نحو شقته بتعب وضجر من يومه الممل هذا.
أما عند غاليه ما إن اخبرها يحيى في الصباح بأنه لن يعود اليوم و سيتأخر حتى الغد، كان هذا الخبر بالنسبة لها كالعيد، قامت بتنظيف المنزل بهمة ونشاط ثم إغتسلت وغيرت ثيابها لأخرى مريحة وجميلة فهي قد سأمت حقا من الثياب الفضفاضة والطويلة والغير المهنـ.ـد.مة...
وما إن أنهت كل أعمالها وعنايتها الخاصة بنفسها وبجسدها حتى ذهبت وجلست عند النافذة كعادتها تراقب هولاء الناس غريبى الأطوار طول الليلة والنهار فهذه تسليتها الوحيدة، في سـ.ـجـ.ـنها هذا
ولكن مالفت نظرها هو دخول شاحنة نقل كبيرة إلى هذا القطاع لينزلون منها الحمل الذي كان عبـ.ـارة عن صناديق حديدية مستطيلة الشكل وبالتأكيد كانت ثقيلة لأنها وجدت كل أربعة اشخاص يحملون صندوق واحد...
وكان من ضمن الموجودين بهذا التجمع. زوجها المبجل الذي كان من المشرفين ع هذا النقل مع شخصين آخرين ذات هيبة مخيفة أخذت تقارنهم بعلتها وكابوسها! وجدت ان يحيى اهون بحدته من الآخرين الذين يحيطون به، بل هو بمقارنته بهم ذو قلب رحيم وعطوف
ولكن ما إن تم كل شى على مايرام وبدء المساء يحل والظلام يعم المكان بالتدريج حتى إختفى الجميع من الشارع.
لتبدء بعدها ضجة كل ليلة بروتينهم المعتاد مرت الساعات عليها وهي شاردة بذهنها بعيدا تفكر بوالدتها القعيدة، تقسم بأنها تكاد أن تمـ.ـو.ت من شـ.ـدة شوقها لها، ياااالله كم تتمنى أن تحتضنها بين ذراعيها وتشم رائحة الجنة منها، نعم الجنة ياسادة، فهي تعتبر والدتها هذه هي جنتها على الأرض.
نزلت دmـ.ـو.عها ببطئ على وجنتيها بقهر لتزداد هطول الأمطار من مقلتيها وغصة كبيرة بدأت تخـ.ـنـ.ـقها وهي تفكر بكل ما حدث لها في الأوان الاخيرة...
أخذت تضـ.ـر.ب على فخذيها بإختناق أكبر ولكن ما إن زاد أنينها حتى دفنت وجهها بين ركبتيها وأخذت تبكي بحرقة قلب مزقت به نياطها دون شك بعدmا إحتضنت نفسها بخـ.ـو.ف فطري.
بعد مدة هدأت نوعا ما ونهضت نحو الحمام لتغسل وجهها بالماء البـ.ـارد وما إن انتهت وخرجت حتى شهقت بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما لمحت شخص يدخل من الباب ويضئ النور بشكل مفاجئ وهذا ما جعلها تغمض عينيها وتفتحها من سطوع الإضاءة عدة مرات فهي قضت وقت طويل بالظلام وما إن نظرت له مجددا حتى وجدته يقف أمامها وهو يضع يديه بجيب البنطال كان شكله في غاية الأناقة و الوسامة ببدلته الرسمي هذه.
زمت شفتيها بحسد عنـ.ـد.ما وقع نظرها على بشرته التي تلمع بإشراق على عكسها تماما كان لونها باهت
وبرغم حقدها عليه لم تستطيع أن تمنع عينيها من النظر له بإعجاب فهو دائما وأبدا مايكون أنيق ونظيف بصورة مستفزة لها...
يا خسارة شكلك ده بكل المعاصي اللي بتعملها
قالتها مع نفسها ولكن ماجعلها تفوق من شرودها به هو نظراته الوقحة التي كانت تسافر على كل تفاصيل جسدها وكأنه بدء يعريها من سترها.
إعتدلت بوقفتها وإرتدت قناع البرود بعدmا قررت أن تذهب إلى الغرفة وتغلقها عليها دون أن تتكلم معه فهي متعبة حقا ومزاجها لا يسمح لها بجدال.
أما عند يحيى ما ان دخل شقته وأضاء النور حتى وجدها أمامه بهيئتها الجديدة والتي لم يراها عليها من قبل كانت ترتدي فستان منزلي قطني باللون الأسود يصل طوله لركبتيها مع ربع كم اي يعني ملابسها كانت تظهر يديها و ساقيها بسخاء له، أما فتحة العنق كانت كارثية فهي واسعة تظهر من خلالهما عظام الترقوة بشكل مغري بالله كم يود أن يلثمها بحب، وما زاد زينتها هذه فتنة هو شعرها المنكوش الذي لطالما كان يذمها به ولكن لماذا الآن أصبح يغريه.
اخذ يبتلع لعابه بصعوبة وكاد أن يقترب منها ليتذوق ما لذ وطاب من رحيقها الطبيعي إلا انه فاق من سكرته بها ما إن وجدها تتخطاه لتحبس نفسها داخل تلك الغرفة اللعينة لتحرمه منها ومن رؤية جمالها هذا.
عند هذه الفكرة تحرك جسده مباشرتا ووقف أمامها ليمنعها من الدخول وهو يقول بإستفزاز سـ.ـا.فل مثل صاحبه
- طالما عندك حاجات حلوة كده ياغلاتي حرماني منها ليه، مـ.ـا.تمتعيني بيها،؟
الله مالك كده إهدي ياغلا انت خايفة كده ليه مني ده أنا حتى جوزك
قال الأخيرة عنـ.ـد.ما وجدها تبتعد من أمامه بخـ.ـو.ف من مغزى كلامه هذا ولكن ما إن نطق بكلمة جوزك حتى تبخر خـ.ـو.فها كله ولوت شفتيها بضجر من هذه الحقيقة المرة التي لطالما يرميها بوجهها
إبتعدت من أمامه لتتخطاه وتدخل الغرفة إلا أن كلامه أوقفها ما إن سمعته يقول بصوت شاعري مليئ بنبرة الإغواء وكأنه على وشك أن يقدm لها العرض الذهبي.
- أكيد في صفقة هترضينا إحنا الإتنين
. يعني هات وخد فاهماني انت صح، هدلعك وأعيشك ملكة متوجة وفي حاجات كتير أوي هتتغير، فكري فيها وهتلاقي ان ده أنسب حل ليك، لأن مافيش داعي آخد حاجة بالغـ.ـصـ.ـب طالما ممكن إنها تتوفر ليا بالتراضي.
إنصدmت غالية منه حقا فهو كان يتكلم بثقة يحسد عليها حقا وكأنه متأكد من ردها وبأنها ستطير فرحا وهي تصرخ بالموافقة من عرضه هذا الذي لا يرفض وما زاد صدmتها حقا هو ما إن أنهى كلامه حتى ذهب وجلس على الأريكة وهو يضع قدmه على الأخرى ونظره معلق عليها وأخذ يخرج هاتفه أمامه ينتظر خضوعها.
إبتسمت له بسخرية بمعنى إنك تحلم بالتأكيد، ثم إلتفتت لتدخل وتغلق الباب بوجهه كرد الطبيعي على طلبه السـ.ـا.فل هذا إلا أنها توقفت ما إن ذكرها هاتفه الخاص بشئ ما، عند هذه اللحظة إلتفتت له وهي تقول بلهفة
- عايزة أكلم ماما، إنت عندك رقمها صح
حرك رأسه بنعم وإبتسم بإنتصار ثم قال
- صح، بس ياترى هتديني إيه في المقابل
غالية بتذمر.
- مقابل ايه بس، ده أنا بغسل هدومك وبنظف البيت وبعملك سم هاري تطفحه، عايز إيه أكتر من كده
رفع يحيى رأسه بكبرياء وقال بغطرسة
- الغسيل والتنضيف ده مقابل إقامتك هنا ياهانم والاكل انتى كمان بتطفحي منه زيى، ده غير إنه
علي حسابي
عضت على شفتيها بتفكير سريع لتخرج من هذا المأزق، وبالفعل ماهي سوى ثواني حتى أبتسمت بمكر لا يستهان به وهي ترفع إحدى حاجبيها و تقول.
- طب ردا للجميل إني لحد دلوقتي مابلغتش عنك إنك حابسني هنا
قطب جبينه بترقب وإعتدل بجلسته وقال بإستفهام
- تبلغي عني ازاي؟
غالية بتوضيح مضحك لاتستطيع ان تقنع به طفل صغير ولكن هذا ماخطر على بالها
- من تلفونك هو صح في رمز سري ماقدرش أفتحه بس بقدر اتصل على مكالمة الطوارئ وأبلغهم إني محبوسة عندك ووقتها هتروح بخبر كان وتعفن فالسـ.ـجـ.ـن أكتر ما إنت معفن
نظر لها بصدmة وكأنها كان فضائي وقال.
- إيه الهبل ده،؟ بس خليني ماشي معاكي للأخر لو كنتي بلغتي فعلا ياحلوة ماكنش حدش هيروح فيها بخبر كان غيرك، مافيش حد يقدر يخرج من المكان ده سليم إلا بامر مني أنا، يعني ماكنش حد هيتأذى بجد من ده كله غيرك...
تأفأفت غالية وهي تقول
- يعني بردو عايز مقابل
- بالضبط كده
نظرت له غالية بمكابرة
- طيب أطلب حاجة معقولة بس تكون مؤدبة
- ماليش أنا فالأدب بس عشان خاطرك هطلب منك أكتر حاجة مؤدبة فقاموسي وهي بوسة من...
قطع كلامه وهو يرتكز بنظراته الذابلة على شفتيها الوردية بتمني
طلبه هذا جعل أمعائها تمتعض بإشمئزاز شـ.ـديد وكأنها تود أن تتقيئ بوجهه من مجرد التخيل فقط، نعم هو وسيم للغاية لا تنكر هذا ولكن فكرة إنه يدخن ويشرب الكحول هذه النقطة فقط تجعلها ترفض الفكرة من جذورها...
- مشيها بوسة من الجبين او الخد حتى، ما إن قالتها وهي على وشك البكاء حتى رد عليه بمنتهى البرود.
- تؤ، مش عايز غير من اةةةةةة، قطع كلامه واخذ ينظر لها بوقاحته المعهودة
أخذت تحرك ساقها بإنفعال وما هي سوا دقيقة حتى صرخت به بغيض بنهاية المطاف فشوقها لوالدتها غلبها
- مااااشي موافقة
ليسألها يحيى بتأكيد وكأنه لا يصدق ما سمعه منها
- موافقة، موافقة على إيه بالظبط؟ قوليها عشان أتأكد من موافقتك
- إنك، أووووف بقى، موافقة إنك تبوسني هااا.
ما إن قالتها وهي على وشك البكاء حتى وقف بطوله المهيب على الفور وذهب نحوها ومسك يدها ليقبل باطن كفها وهو ينظر إلى عينيها بلهفة ولكن ما إن لمح نظرتها الخجولة والإحمرار الذي طغى على وجنتيها بشكل لذيذ حتى حب أن يشاكسها قليلا فقال بتكبر وهو يتحسس ذقنها ووجنتها بأمله
- لاااا يا حلوة فهمتيني غلط عايزك إنت اللي تقربي مني و تبوسيني ولو ما عجبتنيش هخليكي تعديها.
- إاااايه أنااااا، باستك عقربة يا بعيد أوعى كده مش عايزة منك حاجة...
قالتها بغضب وهي تنفض يده عنها لتهم بالإلتفات إلا إنه منعها من الإبتعاد ما إن سحبها من رسغها نحوه وهو ينحنى بسرعة البرق لها ليقبل شفتيها ويكتم أنفاسها بإحترافية جبـ.ـارة مما جعلها تذوب كمكعب الثلج بين ذراعيه من وقاحة أفعاله معها...
صدmها برقته وحنانه معها ليجعلها بأقل من ثانية واحدة تائهة بين أضلاعه، كان ما تشعر به.
إحساس غريب! وخطير يطوف بها ليغزوا رئتيها بعطره الرجولي الممزوج برائحة السجائر...
بعد ثواني طويلة مرت عليها إستطاعت بصعوبة شـ.ـديدة أن تلملم شتاتها المبعثر لتضع يدها الصغيرة بخمول على كتفيه وأبعدته عنها وهي تقاومه بضعف ليستجيب لها ما إن بدء يبتعد عن ثغرها ببطئ وعينيه تلمع بالمكر والمتعة ولكن لم تخلوا أيضا من الحنية عليها، إستغربت نظراته لها هل هذه عينين يحيى أم إن فعلته هذه جعلتها تتخيل.
ولكن وضعها لم يكن يسمح بالإستنتاج فهي تشعر بأن هناك دوار برأسها وقدmيها لا تقوى على حملها
وهذا مالاحظه الآخر الذي ما إن رأها بهذا الحال حتى ضحك بإستمتاع شقي ليتركها ويذهب نحو الأريكة ليجلسها عليه وهو يخرج هاتفه وأخذ يتصل
كانت غالية في المقابل متسمرة بمكانها وقلبها يدق بعنف ونبضاتها العالية غير منتظمة رفعت يدها ولمست شفتيها الرطبة لتمسحها بقرف متأخر وهي تنظر له.
بإستغراب ممزوج بإنزعاج فهو يتصرف بشكل طبيعي، هل هو أيضا تأثر أم هي فقط، بالتأكيد هي فقط، فالآخر محترف بعمله ولم تكن هذه المرة الأولى له مثلها
خرجت من حربها النفسية هذه ما إن مد لها يده بالهاتف وهو يقول
- خدي بيرن كلميها وطمنيها عليكى
بس اوعي تلفتي نظرها أو تحسسيها بحاجة.
أخذته منه بيدين ترتجف لتبتلع رمقها الناشف للمرة الالف الليلة وهي تضعه على أذنها وما إن وصلها صوت والدتها النائم حتى نست كل شئ وأخذت تصرخ بفرحة ممزوجة بشوق حقيقي
- مامااااا حبيبتي
- غالية،! ما إن نطقتها والدتها بدmـ.ـو.ع حتى ردت عليها بلهفة
- أيوة أنا غالية ياقلبها وعمرها كله، عاملة إيه با حبيبتي.
سحبها يحيى من رسخها لتجلس إلى جانبه أخذ ينظر لها بتمعن وهو يزيد من قربه منها ليرى كيف تتحدث معها بلهفة واضحة وإشتياق لا يوصف ولكن ما إن زاد بتركيزه بها و بكل حرف تنطقه حتى
وجدها تكرمش معالمها بإنزعاج عنـ.ـد.ما طبع قبلة عميقة على وجنتها بإستمتاع وتلذذ قـ.ـا.تل مما جعلها تبعده عنها وهي تتأفأف بقلة حيلة منه...
قضت ساعة كاملة مع والدتها على الخط وهي تحاول على قدر المستطاع أن تقنعها بأعذار واهية بعدmا كذبت عليها وأخبرتها بسفرها لمحافظة أخرى ومدى سعادتها المطلقة مع زوجها الحبيب
لتغلق الهاتف أخيرا وهي تودع والدتها بدmـ.ـو.ع القهر
لتصمت قليلا ولكن صمتها هذا لم يدm طويلا ما إن إلتفتت له وهي تنفجر به غاضبة.
- إنت لازق فيا كده ليه، ما تبعد شوية، هي ناقصة قرف أوعى كده، قالتها وهي تبعده عنها وتذهب إلى غرفتها وأغلقت الباب عليها من الداخل
لينظر إلى أثرها بقليل من الصمت ثم قال بإستنكار مضحك
- صحيح خيرا تعمل شرا تلقى، البـ.ـنت دي زي القطط بتاكل وتنكر وخداني لحم ورمياني عضم ومن يومي مظلوم معاها...
في القاعة ما إن أشرفت الحفلة على الإنتهاء حتى اخذ شاهين يقترب منها و نظره معلق بها وهو لايعرف من أين اتى بكل هذا الثبات وضبط النفس هذه الليلة وإكتفى بمراقبتها فقط من بعيد فهي كانت مـ.ـا.تزال تقف مع ذلك الرجل المتطفل عليه وعليها وتتناقش معه بجدية ولكن الآخر كانت نظراته لها إعجاب ممزوجة برغبة واضحة، فهو رجل ويعرف نظرات الرجـ.ـال على ماذا تحتوي.
إقترب منهم بشكل يسمح له بسماع حوارهما ما إن رأى غالب يلتفت للأخرى ويقول لها بعملية
- نتكلم فالجد بقا
نظرت له سيلين بإهتمام وقالت بقبول
- نتكلم
- أنا عندى مصنع خياطة ممتاز وهفتح بوتيك كبير ليه عدة أفرع هتكون متوزعة على أهم مراكز التسوق في القاهرة ده في الأول بس وبعد ما ننجح إن شاء الله هيبقى متوزع على محافظات مصر وشوية شوية مع بعض ممكن نوصل العالمية
سيلين بإستفهام.
- العالمية،؟! كلامك حلو بس بردو مش فاهمة المطلوب مني إيه
- تدخلي معايا شريكة، ما إن قالها بثقة حتى نظرت له بإستغراب: شريكة؟
- أيوة، تدخلي شريكة بإسمك، تصممي مجموعتك الخاصة، والمصنع ينفذ كل شئ انت عايزاه
والبوتيك يعرض شغلك، وبكده هتبقى ليكى ماركتك الخاصة، الإدارة ليكي والدعم المالي مني
لتقول سيلين بتهكم خفي فهي لم يخفى عليها
طريقته المغوية هذه
- وفايدتك إيه من الليلة ده كلها.
إقترب غالب منها أكثر بوقفته ليعتصر قبضته بعنف ذلك الذي يراقبهم من قريب بغيرة نارية وخصوصا ما إن سمعه يقول لها بمغزى خفي فهمه هو.
- بغض النظر بأن فايدتي كبيرة أوي وأكبر مما تتصوري، إلا إني رجل أعمال يعني مستحيل أفكر بأي خطوة من غير ما أكون عامل حسابي عليها ودارس فايدتها ليا وعائدها المالي هيكون قد إيه، يعني كل ده بزنس از بزنس وده غير إنه سيطك سمع بلوس أنجلوس من عرض واحد بس وإختفائك بعدها خلى الكل يستغرب حركتك دي
فأكيد ظهورك بعدها هيخلي الكل يلتفت لعرضك.
اللي هتقدmيه وهتبقي نقطة مهمة تتسلط عليها الاضواء بعالم الموضة بالوطن العربي
، هاا قولتي إيه؟
ردت عليه سيلين بعملية
- قولت هفكر و هدرس إقتراحك ده وأستشير عيلتي لأن قرار مهم زي ده مش هقدر أخده من حوار واحد بينا
- حقك وتأكدي إني بـ.ـنتظر ردك ده على أحر من الجمر، صمت قليلا ثم أكمل، بعيد عن الشغل ت عـ.ـر.في إنك طالعة حلوة أوي الليلة وأنا محظوظ
اوي إني واقف معاكي
إبتسمت له بمجاملة وقالت
- ميرسيى.
- هستنى موافقتك اليومين دول وكوني متأكدة انه يسعدني إني أشتغل مع ايقونة زيك
قال الأخيرة وهو يمسك يدها ليقبلها برغبة خفية لم يفهمها سوى الاخر...
حركته هذه جعلت شاهين يغلي كالبركان من شـ.ـدة غضبه ليطفح الكيل معه وكأن فعلته هذه أنهت صبره ليتحرك نحوهم بخطوات تأكل الأرض ليسحب يدها منه بشكل مفاجئ مما جعل سيلين تشهق.
وقبل أن يتكلم الآخر بإستفسار بماذا هناك حتى عالجه بسرعة البرق بلكمة بكل قوته على إحدى عينيه جعلته طريح الأرض ثم خرج من القاعة وجرها معه بطريقة خفية خلفه لكي لا يلفت النظر لهم أكثر من هذا ويراهم والدها
وقف أمام المصعد وهو مايزال يمسكها من معصمها وأخذ ينتظر وصوله بأعصاب مشـ.ـدودة بعدmا ضغط على زر الخاص...
اما سيلين المسكينة كانت تقف إلى جانبه وهي تنظر له دون أن تنطق بحرف فهي مصدومة حقا من فعلته معها، وصمته هذا بالتاكيد لا يبشر بخير وبالفعل حدسها كان محق ما إن إنفتح الباب حتى وجدته يدفعها بعنف داخل المصعد حتى كادت أن تقع ولكنها استطاعت ان تتوازن بآخر لحظة
إلتفتت له بغضب لتصرخ بوجهه برفض لما يفعله معها ولكنها صعقت عنـ.ـد.ما وجدته يغلق الباب عليهم من الداخل ونظراته الإجرامية تتوعد لها بالهلاك.
إبتلعت لعابها بصعوبة وقطعت أنفاسها برعـ.ـب حتى كادت أن تختنق عنـ.ـد.ما سمعته يقول بطريقة هادئة مثيرة للرعـ.ـب
- إيه اللي كان موقفك مع الزفت ده
إبتعدت عنه قليلا ثم رفعت نظرها له بشجاعة مزيفة وهي تقول
- وانت مالك، حاشر نفسك باللي مالكش فيه ليه
- لما أسألك تردي وبلاش طولت لسانك، فاااهمة.
قالها وهو يقرصها من عضدها بقوة فتاكة مما جعلها تصرخ بألم وعينيها تلمع بالدmـ.ـو.ع ولكن قطع صوتها ما إن اغلق فمها بكف يده الأخرى ودفعها على الحائط وحاصرها بذراعيه وهو يقول بحدة مخيفة
- هشششششششش صوتك ما يعلاش لأدفنك بمكانك
أبعدت يده عنها وأخذت تقول بعدm تصديق لما يحصل
- إيه اللي بتعمله ده، إنت إتجننت رسمي ولا إيه
إستدار برأسه لجهة اليمين وهو يقول بغضب.
- ومـ.ـا.تجننش ليه هااا وانت جايالي بالشكل ده بتعرضي جمالك للي رايح واللي جاي، عجباكي نظراتهم ليكي مش كده
كلامه هذا جـ.ـر.حها ولكنها أصرت أن تردها له الصاع صاعين ما إن أومأت له بتأكيد لتزيد نيرانه أكثر بفعلتها هذه ما إن قالت وهي ترفع ذقنها إلى الأعلى بغرور.
- اه عجباني بصاتهم ليا وأوي كمان بس إنت إيه اللي حارق دmك بالشكل ده أنا معرفش. أوعى تكون بتغير عليا، تؤتؤتؤ أزعل منك ده الراجـ.ـل بيتربط من كلمته، هو مش حضرتك قولت إن نفسك إنسدت مني وانى طلعت مش قد كده في آخر مقابلة ولا أنا فهمت غلط ولا إيه الحكاية بالظبط، ولا هو كلام إمبـ.ـارح إتمحي بأستيكا يامتر مـ.ـا.تسبتلك على رأي.
أخذت تنظر له بتحدي ولكن سرعان ما تحول لإستغراب ما إن طال صمته فهي توقعت سيثور عليها بعد كلامها هذا ولكن كان هو في عالم آخر يراقب ملامحها بتمعن فقربه منها اعطته مساحة واسعة لإكتشاف تفاصيلها ولكن بدلا أن يهدء من وجودها بين يديه وأمامه حتى وجدت بأن غضبه إزداد ما إن أخذ يستنشق عطرها بقوة بعدmا دفن وجهه بعنقها بهدوء لتجده يقول بغيرة قـ.ـا.تلة
- كنتي واقفة جنبه أكيد شم ريحتك زي كده صح.
إرتعشت شفتيها من أفعاله لتقول بصوت حاد ترفض قربه منه وهي تدفعه عنها
- شاهين عيب كده، ااابعد
صرخ بها شاهين بجنون على عكس هدوئه منذ ثواني
- ليه أبعد، اااااه صح قولتيلي لأن حـ.ـر.ام، ليا حـ.ـر.ام ولغيري حلال، و إنك تبيني ده كله عادي مش كده.
قال كلامه الأخير بإنفعال مـ.ـجـ.ـنو.ن أكبر من ذي قبل وهو يتلمس جسدها بجرأة جعلتها تدفعه عنها بكل قوتها وما إن رفعت يدها لتضـ.ـر.به حتى مسكها من رسخها وأخذ ينزل يدها وهو يعتصرها مما جعلها تغمض عينيها بو.جـ.ـع وهي تكز على أسنانها ولكن سرعان ما فتحتهم بصعقة ممزوجة بذهول ما إن.
وجدته يقبض على خصلاتها بقوة من خلف ليرفع وجهها له وأخذ يبتسم بشر وهو ينظر إلى حدقتيها بإستمتاع ليقترب بوجهه منها ليلمس أنفه أرنبة أنفها ليرجف جسدها بين ذراعيه وقشعر جلدها رغما عنها ما إن شعرت بأنفاسه الحارة تضـ.ـر.بها وتمتزج بخاصتها
لتتنفس أنفاسه والعكس صحيح أيضا
- مالك؟ قالها بخبث وهو يشـ.ـدد من قبضة على خصلاتها المموجة ليرفع وجهها ويقربها منه أكثر ليزداد إلتصاقه بها.
- شاهين، سسسس، سبني، قالتها وهي تحاول أن تحرر نفسها ولكن كيف وهو قيد يديها بيده بكل أحكام كالغلال ويده الآخرى يثبت بها رأسها أمامه تماما...
أخذ يمرر انفه على وجنتها وهو يستنشقها ببطئ قـ.ـا.تل ليقترب من أذنها وأخذ يهمس لها بتملك مليئ بفحيح الأفاعي
- عارفة وقفتك دي مع غالب هتدفعي تمنها غالي اوي لأنك ملكي أنا
أبعدت رأسها على الجهة الأخرى وقالت برفض
- أنا مش ملك حد، وبعدين بأي حق بتحاسبني، إنت مالكش حكم عليا.
مسك فكها وضغط عليه دون رحمة وهو يقول
- هيبقى ليا كل الحق فيكي سيلينا، صدقيني هيبقى وهتشوفي، وبكرة هتجيلي برجليكي لحد عندي
نظرت له بحقد لا آخر له ثم أخذت تقول بصعوبة من بين شفاهها المزمومة
- إنت مريـ.ـض
ترك فكها وقال بتأكيد مخيف- صح، أنا مريـ.ـض وهطلع مرضي كله عليكي إن ماسمعتيش الكلام
حركت رأسها برفض لتترقص خصلاتها معها بغرور وهي تقول بعناد لا آخر له.
- مش هسمع الكلام وهشتغل مع غالب، أكيد سمعت حوارنا وده أكيد اللي جننك، كنت هرفض بس عند فيك هوافق
- عناد! قالها وهو يبتعد عنها وأخذ ينظر إلى الأرض ويضحك بتوعد ثم رقع نظره لها وأكمل، انت اللي لعبتي بالنار وغرورك وعنادك ده هما اللي ساعدوني
سيلين بترقب
- ساعدوك بأيه؟
- إنك تبقي ليا وملكي، بسسسسسس مش حبا فيكي إوعي تفكري إن ده كله بعمله عشان معجب ولاحاجة بس إنتي إتحدتيني وانا اللي يتحداني بكـ.ـسره.
لتقول سيلين بصوت غاضب مليئ بالكبرياء
- لا عاش ولا كان اللي يكـ.ـسر سيلين سعد الجندي يا إبن اللداغ
نظر لها شاهين بترقب
- شكلك بتحبي باباكي اوي
سيلين بصدق وفخر
- اكتر مما تتخيل
شاهين بإنتصار
- طالما كده، أنا إتطمنت أنك فعلا هتجيلي بنفسك
قطبت حاجبيها وقالت بجهل
- مش فاهمة كلامك
- حلوة اوي وذكية أوي أوي بس غرورك وقلة خبرتك في الحياة هما اللي وقعوكي معايا، وأه صحيح بكرة هتلاقيني فمكتبي لو عوزتينى فحاجة.
- مش هعوز منك حاجة
- هتعوزي وهتفتكري كلامي ده، ما إن قالها بثقة حتى ردت عليه بتعمد
- لو عوزت حاجة هكلم غالب يجي يساعدني
رفع حاجبه وقال
- هي بقت كده
- أيوة كده وأعلى ما بخيلك إركبوا و وريني أخرك
- ما أنا هوريكي بس بعد ماهوري التاني، قالها وهو يضغط على زر التشغيل ليفتح الباب على الطابق الأرضي ليخرج منه ويتركها وحدها.
رمت قناع القوة وسندت نفسها على الحائط وهي ترجف ما إن خرجت هي أيضا بعده، أخذت تنظر حولها بضياع وهي لاتصدق كل ماعاشته الآن، يا لله هذا الانسان ماذا يريد منها، هذا ما كان يدور برأسها
فاقت من دوامتها على صوت والدتها الغاضب
- سيلين كنتى فين بقالي ساعة بدور عليكي مـ.ـيـ.ـت مرة قولتلك بلاش تختفي بالشكل ده باباكي ممكن يطين عيشتي
نطقت بتـ.ـو.تر خفي
- كنت فالأسانسير
داليا بعدm اقتناع
- كل الوقت ده فالاسانسير بتعملي إيه،؟
- هاااا، ما ان قالها بتردد وشرود حتى نظرت لها بشك وقالت بترقب
- هااا ايه وبعدين انت مالك وشك أصفر كده ليه إنت عيانة
- لاء أنا تمام
داليا بعدm إطمئنان
- تمام؟ مش باين يا لا قدامي باباكي وميرال فالعربية مستنين حضرتك تنزلي، وبعدين ابقا اشوف الهانم مالها!
أومأت لوالدتها بنعم وأخذت تتبعها وهي تعدل شعرها وفستانها لكي لا يلاحظ والدها عليها شئ.
أما الهجين ما إن تركها وخرج من المكان بأكمله وإستقل سيارته بخفه حتى أنطلق بها بسرعة و
أخذ يتصل على إحدى رجـ.ـاله وهو يقول بعدmا فتح الآخر الخط
- إسمعني كويس، عايز غالب منصور في خلال ساعة واحدة بس يكون متعلق بالمستودع بتاعي، سامع...
سااااعة واحدة لو إتاخرت عن كده هعلقك إنت مكانه.
أنهى المكالمة ورمى الهاتف ع الكرسي الذي بجواره ثم أخذ يزيد من سرعته أكثر وهو يعصر الدركسيون بأنامله بقوة و بتوعد لا يبشر بخير بتاتا
بعد إنتهاء الحفل وعودة الجميع لمنازلهم
في وقت متأخر في فيلا الجندي كانت تقف في المطبخ تعد لها كوب من الشوكولاته الساخنة بعدmا جافاها النوم، كانت ترتدي بجامة حريرية من اللون الرصاصي مع خف منزلي برأس أرنب رصاصي أيضا.
إبتسمت بسعادة وأعجاب ما إن إنتهت من إعداده ورفعته لفمها وتذوقته بإستمتاع، خرجت متوجهة إلى الأعلى وما إن وصلت إلى هدفها وفتحت باب غرفتهاوكادت أن تذهب إلى سريرها لتتابع أحد الأفلام عبر حاسوبها المتنقل إلا إنها إنتفضت بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما وجدت نور غرفتها يطفئ
كتمت أنفاسها برعـ.ـب و رجفت أطرافها وتجمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها عنـ.ـد.ما وجدت نفسها تقف بوسط الظلام وهناك شخص يحتضنها من خلف ولكن ما ان نطق ب.
- صدقيني ماقدرتش أنام وإنت زعلانة مني
شهقت بصدmة كبيرة حتى كادت ان تصيبها سكتة قلبية وهي تلتفت له لينسكب كوب الشوكولاته الساخنة بعفوية على صدره ليبتعد عنها بسرعة وهو يتأوه بألم شـ.ـديد
تركته ميرال وذهبت نحو زر الإضاءة وما إن إنتشر النور بغرفتها حتى إلتفت له بغضب وصرامة لتوبخه ولكنها صعقت عنـ.ـد.ما وجدته ينزع قميصه عنه ورماه على الأرض وذهب نحو الحمام الخاص بها
- الله يخربيتك يا ياااسين إنت بتعمل إيه هنا،!
قالتها وهي تذهب خلفه لتصمت بذهول أكبر من ما كانت عليه عنـ.ـد.ما رأته يفتح الصنبور ليرمي بعض الماء البـ.ـارد على صدره
كانت تقف عند الباب تنظر له بعدm تصديق ثم تنظر للساعة التي قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل...
شحب وجهها برعـ.ـب ماذا سيحدث لو دخل والديها عليها الان ووجدوه عندها بهذا الوقت المتاخر.
- واقفة كده ليه روحي هاتيلي تلج، قالها بو.جـ.ـع ما إن راها تقف كالبلهاء أمامه دون حراك، ولكن كلامه هذه جعلها ترفع حاجبه لتقول بإستفسار بعدmا عقدت ساعديها أمام صدرها
- ممكن أعرف انت دخلت هنا ازاي؟ و عديت البوابة والحرس اللي عليها إزاي؟
إبتسم ياسين بسخرية وقال بمكر وهو يلعب بخصلاتها الناعمة.
- أنا لو حبيت أوصلك ألف حرس مش هيقدر يبعدني عنك، و دلوقتي ممكن شوية تلج عشان أعالج اللي بوظتيه حضرتك ولا انى عايزة تشوفيني مولع كده وأكيد زمانك بتقولي إن ربنا خد حقي منه
أخذت تنظر له بعمق بقربه هذا منها لتتنقل من عين إلى الاخرى بتـ.ـو.تر خفي ثم نزلت بمقلتيها إلى صدره العاري لترى عليه بقعة متوسطة الحجم شـ.ـديدة الاحمرار.
عند هنا أومأت له برأسها وذهبت نحو الحمام واخ5رجت منه صندوق صغير خاص بالأسعافات الاولية لتخرج لاصقة خاصة بالحروق ورمته عليه وهي تقول بضيق
- خد عالج نفسك
- تعالي صلحي اللي عملتيه وحطيلي المرهم ع الحرق
ما إن قالها وهو يغمز لها حتى صرخت به بصوت خافت
- ياااسين بلاش أسلوبك ده معايا ولم ليلتك دي يا إما والله هصرخ وألم عليك البيت كله فبلاش تجنني وتخليني آخد الخطوة دي فعلا.
- خلااااااص يا أم قلب اسود هحطه أنا، قالها بضجر مصطنع منها ولكن ما إن وضع القليل من هذا الدواء على الحرق حتى تأوه بصوت عالي متعمد وكأنه يصـ.ـر.خ وهذا ما جعلها تركض له وتضع يدها على فمه بسرعة واخذت تنظر نحو الباب وهي تقول بخـ.ـو.ف
- مـ.ـا.تعليش صوتك، هتفضحنا...
صمتت وأبعدت يدها عنه ما إن وجدته بكل سفـ.ـا.لة يقبل يدها التي تغطي بها شفتيه ثم قال بتلاعب اعصاب.
- اااالله، مش كنتي عايزة تصوتي، قولت أوفر عليكي وأصوت أنا، وبعدين وماله لما نتفضح، دي هتبقى أحلى لحظات حياتي عشان وقتها هكتب عليكي عشان نداري ع الفـ.ـضـ.ـيحة وتبقي وقتها ملكي أنا وبس
نظرت له ميرال بعدm رضا وقالت بإستنكار
- وهو ده الحب بوجهة نظرك
- أيوة.
- لاء دي أذية ليا ولسمعتي، والحب والأذية مايجتمعوش بقلب واحد لشخص معين، هات ده، قالتها وهي تأخذ منه المرهم ودفعته ع الأريكة وجلست هي أمامه على الطاولة وأخذت توزع المرهم بالتساوي وهدوء على موضع الإصابة دون أن تنظر له
ولكن ما إن تقلصت العضلات أسفل سبابتها بألم حتى إقتربت بوجهها منه وأخذت تنفخ عليه، لا تعرف بأن فعلتها هذه خـ.ـطـ.ـفت قلبه منه.
- مرمر إنت حلوة أوي، ما إن قالها بتلقائية حتى رفعت رأسها له ونظرت لعينيه بحدة وكأنها تطلب منه أن يصمت و لكنه لم يصغي لها وأكمل بإبتسامة
مش قصدى على شكلك أنا كان قصدي روحك ونقائك، بذكاءك البرئ ده اللي ممكن يوصل لدرجة السذاجة، وهدؤك الساحر اللي سحرني من أول ما شفتك، أنا عمري ما شفت واحدة زيك كده بخليطك المتجانس ده...
كانت تسمع كلامه بقلبها قبل أذنيها ولكن تصنعت اللامبالاة وأكملت عملها وكأنه لا يقول شئ وما إن إنتهت حتى نهضت وقالت بجمود
- أنا خلصت ممكن تمشي بقا قبل ما حد يحس بوجودك هنا وتعملي مشاكل
- حاضر، همشي عشان خاطر عيونك الحلوة دي بس، قالها وهو يمسك رأسها بشكل مفاجئ بين يده ليقربها منه وأخذ يقبل عينيها بشفتيه المتلهفة.
وبفعل مقاومتها كاد أن يتركها إلا إنه سحبها مرة أخرى وقبل جبينها بعمق شـ.ـديد ثم نزل بشفتيه وقبل أنفها بخفه وهو يضحك بخفة عليها ما إن وجد بشرتها تقشعر تحت لمساته وأنفاسه الحارة لها
- إبقي ردي ع إتصالاتي، ماشي ياقلبي، قالها بهمس شاعري أسرها وبرغم هذا لم تستسلم له وحركة رأسها بنفي وهي تقول بغضب وهي تبعده عنها
- جت ضـ.ـر.بة بقلبك تجيب أجلك وتخلصني منك.
- وماله، من حقك تدلعي عليا كمان وكمان، بس مسيرك تليني يا مرمرتي...
ختم كلامه وهو يقبل وجنتها ثم إبتعد عنها وذهب من باب غرفتها عادي وكأنه من أصحاب هذا المنزل ولكن ما جعلها تفتح عينيها بصدmة هو عنـ.ـد.ما رات قميصه مرمي على الأرض، هذا يعني إنه خرج من الفيلا عاري الصدر.
خرجت خلفه تبحث عنه وبيدها قميصه ولكنها لم تجده وكأنه إختفى أو تبخر، عادت أدراجها إلى غرفتها وذهبت نحو هاتفه وإتصلت به وما إن فتح الخط حتى وجدته يقول
- معقولة وحشتك بالسرعة دي، قولي أيوة وفرحيني
- نسيت القميص، تعالى خده، قالتها بصوت مهزوز من كل ما حدث معها الليلة وهذا ما جعله يبتسم وهو يقول
- خليهولك، ده تذكار، تذكار من مـ.ـجـ.ـنو.نك.
ختم مكالمته بهذه الكلمـ.ـا.ت البسيط التي بالتأكيد لامست قلبها وجدرانه المتينه التي بدأت تلين
رغما عنها.
↚في الوكر، دخل الهجين من باب الحديد للمستودع الخاص به وأخذ ينزع سترته ببطئ وعينيه تترقب فريسته المعلقة أمامه بحدة، ورجـ.ـاله حوله كالكلاب الجائعة تسيل لعابها على عدوهم هذا، ينتظرون فقط أمر معلمهم لينقضوا عليه وينهشوا لحمه بأنيابهم الحادة.
ابتعدو قليلا ما إن وجدوه يأمرهم بهذا بأشارة منه ولكن ما جعلهم يبتسمون باستمتاع عنـ.ـد.ما وجدو الهجين يعالجه بركلة على صدره دون أي مقدmـ.ـا.ت ليسقط الآخر على الأرض وهو يتأوه بعنف.
ذهب و وقف أمامه وهو يضع يده على خاصرته وأخذ يميل برأسه الى اليمين ثم الى اليسار ببطئ ومعالم الإجرام تزين ملامحه المخيفة كل من يراه الآن يقسم بأنه غير طبيعي، قلص مابين حاجبيه باستنكار عنـ.ـد.ما سمعه يقول بصعوبة وخفوت بعدmا بصق الدmاء من فمه
- عاااايز مني ايه يا شاهين، هو احنا مش هنخلص من زمان ولا ايه
شاهين بنفي: تؤ مش هنخلص، طول ما أنت وسـ.ـخ مش هتخلص مني، هكون كابوسك اللي مش تعرف تخلص منه.
مسك غالب صدره وأخذ يسعل عدة مرات ليقول بعدها بو.جـ.ـع واضح: هو أنا عملت ايه، أوعى تقولي ان كل ده عشانها هي، عشان بـ.ـنت الجندي
عض شاهين شفته السفلية وهو يبتسم باستهزاء ثم عاد الى جموده بلمح البصر وأخذ يرفع أكمام قميصه الى المرفقين وهو يحرك رأسه بتوعد...
ليقترب منه أكثر بخطواته الثقيلة و الواثقة لينحني بجذعه له وهو يقول بهمس أقرب ما يكون للجنون.
- آه عشانها. عشان سيلينتي أنا ممنوع حد يقرب منها، فاهم ممنوع إنك تفكر فيها حتى، قال الأخيرة وهو يركله مره أخرى ولكن هذه المرة على فمه ما إن تذكر عنـ.ـد.ما قبل يدها
نزف أنفه و أخذ يسعل الدmاء بغزارة أكثر على مايبدو أن أسنانه قد انكـ.ـسرت
رفع غالب رأسه المغطى باللون الأحمر بتعب، كان منظره حقا مرعـ.ـب وكأنه مشرف على المـ.ـو.ت، ليتنفس بصعوبة وهو يعصر عينيه بألم جبـ.ـار وما
إن فتحهم حتى أخذ يصـ.ـر.خ به بو.جـ.ـع.
- ليه كل ده ياهجين أنا عملت ايه هو احنا مش أعلنا السلام مابينا من سنين ايه اللي خلاك تكـ.ـسر الاتفاق دلوقتي
جلس أمامه على إحدى ركبتيه وقال: كـ.ـسرت الاتفاق لما شفتك زي ديل الكـ.ـلـ.ـب مـ.ـا.تعدلتش قربت منها برغم تحذيري ليك...
- ما كنتش أعرف إنها تخصك، من امتى أنت ليك بالستات أصلا، ولما حذرتني فكرت أنه بسبب الشغل عايز تبعدني عنها، فقولت طالما نيتي خير ليه لاء أكيد أنت مش هتمانع لما آخذها تشتغل معايا.
يعني كل الحكاية بزنس از بزنس ومافيهاش حاجة لو استمتعت معاها شوية
- تستمتع!
غالب بإنكار كاذب ونفي سريع ما إن رأى المـ.ـو.ت يطوف فوقه من نظرات الآخر له: لاااء قصدي، ااااء قصدي، إني كنت عايز اتجوزها يعني نيتي حلال
صمت بخـ.ـو.ف ما إن وجد الآخر يتمعن به وما هي سوا ثواني قليلا حتى انفجر شاهين بالضحك عليه وكلما سكت عاد يضحك مرة أخرى ولكن فجأة
. هدأ وقال بجدية.
- حلال مين يابتاع الحلال أنت ده باين إنها اسطوانة جديدة نزلت السوق الكل يستخدmها الأيام دي، ده احنا دفنينه سوا يا غالب يامنصور...
- احنا ياما اتنافسنا ايه الجديد في ده دلوقتي؟ طول عمرك ساكت مالكش في حد بسسسسس ماكنتش اعرف إنك هتعمل كل الليلة دي عشان قربت منها وأنت عايزها، من امتى الهجين بتهمه ست عشان يتحرق دmه عليها بالشكل ده.
- تؤ، كل الليلة دي عملتها عشان أعلمك الأدب وتعرف مقامك كويس اللي شكلك كده نسيته وعشان كمان متدخلش في اللي مالكش فيه.
وعنيك دي هطلعها بيدي لو شفتك تبص على خيالها بس، ده أنا لسه ملفاتك عندي، وممكن بتلفون واحد بس أخليك تلبس اساور توصلك للبدلة الحمرا وحبل المشنقة بس ايه ماقولكش عليه حرير كده يستاهل يتلف حولين رقبتك ويقطمها ليك لأنك رفعتها وبصيت لأسيادك.
ابتلع غالب لعابه باختناق ورجفت أطرافه بشكل تلقائي من كلامه ف الآخر لا يمزح معه بل يعني كل حرف ينطقه وعلى مايبدو بأنه على استعداد تام لتنفيذه بكل ممنونية
ليقول بصوت متألم لاهث ممزوج بتعب
- عايز ايه دلوقتي بالضبط؟!
- روحك، عايز روحك، قالها بمنتهى البرود المستفز وهو يخرج سلاحه ويضعه على إحدى عيني الآخر وأكمل بغيرة قـ.ـا.تلة، كـ.ـسرت بقك لأنك بس بوست يدها ولفظت اسمها، فاضل ايه بقا.
لينطق غالب برعـ.ـب وهو يفتح عينيه على وسعهما ما إن وجد فوهة المسدس أمام نظره بهذا الشكل المخيف: ايه!
- لااااء فكر معايا وبلاش غباء، فاضل عينك ياحيلتها اللي أكلتها فيها وايدك اللي لمست وسطها
- لااا لااا بلاش تعمل كده، خلاص التوبة يا شاهين مش هقرب منها تاني.
- هو مافيش تاني أصلا عشان تفكر تعمله، بس المرادي هكون حنين معاك عشان خاطر المعرفة اللي مابينا، قالها وهو ينهض ويضع السلاح خلف ظهره ليمسك يده من الرسغ بعدها وضع قدmه على عضده يثبته على الأرض ليحرك ساعده بقوة الى الجهة المعاكسة مما ادى اللي كـ.ـسر وخلع عظم المرفق من المفصل وهذا ما جعل ذلك الاخر يتلوى بقوة كالسمكة التي خرجت من الماء للتو هذا غير صراخه الذي ملأ المستودع.
- المرة دي رحمتك وسبتلك عينك اللي بصتلها فيها شفت انا رحيم فيك قد ايه! بس أوعى تستغل طيبتي دي وأتعلم من الدرس البسيط ده لأن أنت لسه ماشفتش وشي التاني، ونصيحة مني بلاش تشوفه لأنك مش قده فعشان كده خلينا حبايب أحسن، هااا هتسمع الكلام ولااا
صرخ غالب وهو يحتض يده لصدره بألم جبـ.ـار: خلاص! مافيش ولااااا، اللي أنت عايزه هيكون
- هنشوف، رجعوه بيته ولو شيطانه وسوس ليه عشان يعمل حركة كده ولا كده. خلصوا عليه.
قال الأخيرة بأمر لرجـ.ـاله وهو يسحب سترته ليتركهم ويخرج بهيبة وجبروت خطير ومخيف
تارك خلفه إحدى ضحاياه
بدأت الأصوات في الخارج تنقشع قليلا تعلن عن نهاية الليل، اي الثلث الاخير منه، ليذهب كلا منهم الى وكره بالتدريج.
في شقة يحيى كان لايزال جالس على الاريكة ونظره معلق على ذلك الباب المغلق اللعين الذي يمنعه ان ينظر الى غلا روحه، تنهد بنشوة واستمتاع غريب وكأنه قادر الآن على الطيران، هذا الشعور لايشعر به سوا عنـ.ـد.ما يكون بحالات السكر المفرطة التي يغيب بها عقله ولكن الغريب الآن كيف يشعر بكل هذا وهو لم يشرب قطرة حتى.
لم يشرب نعم! ولكنه تذوقها، تذوق ذلك الطعم الرهيب الذي سرق عقله منه و.جـ.ـعله عاجز عن وصف حالته، ارتسمت شبه ابتسامة على فمه وهو في حيرة حتى الآن لايصدق بأن صاحبة السان السليط فعلت به كل هذا من مجرد قبلة عابرة...
لااااا لم تكون عابرة، لأنها كانت معها هي، مع غلاته، لا ينسى تعابير وجهها المشمئزة منه وكأنه أمامها لا يمثل أكثر من حشرة مقرفة...
غريب هذا اليوم في أوله متعب وآخره ممل ولكن كان ختامها مسك معها هي، سند جسده على ظهر الأريكة وفرد ذراعيه عليه وهو يرجع رأسه الى الخلف باسترخاء وما هي فترة قصيرة حتى نام بعمق ما إن استلقى على ظهره براحة.
اما عند غالية ما إن تأكدت بأنه قد غط بنوم عميق حتى فتحت الباب بهدوء وخرجت وهي تحمل ثيابه كلها بين ذراعيها وذهبت نحو الحمام لتضعهم بالحوض ثم سحبت مسحوق الكلور وافرغته عليهم وهي تكز على أسنانها وتقول بصوت بالكاد تسمعه هي
- قال ايه عايز بوسة، باستك عقربة، آه ياناري يا ما نفسي يكون هو بدل الهدوم دي.
رمت العلبة بعدmا أفرغت محتواها تماما وأخذت تنتظر النتيجة لتبتسم بانتصار وتشفي عنـ.ـد.ما وجدت ألوان ثيابه بدأت تتلف تدريجيا بشكل مريح لأعصابها وما إن تأكدت من أن كل شئ كما تريد هي حتى عادت بأدراجها الى غرفتها لتتوسط فراشه بنعاس شـ.ـديد، تـ.ـو.ترها واستعجالها جعلها تنسى إغلاق الباب
ولكن هذا الهدوء كله لم يدm عليها ما إن ارتفع رنين الهاتف مما جعل الآخر يستفيق بانزعاج، اعتدل بجسده وسحب هاتفه من الطاولة أمامه.
يحيى بصوت مبحوح ناعس
- أيوه ياحودة عايز ايه
حودة بعملية- أنت فين ياباشا احنا جاهزين من بدري
ضغط يحيى على جسر أنفه وهو يقول بعدm تركيز بعدmا عكش وجهه: ليه، في إيه يازفت ما تتكلم عدل
قطب حودة حاجبيه باستغراب وابتعد عن من حوله ليقول بتوضيح على مايبدو بأن الآخر قد نسى موعدهم.
- احنا دلوقتي بالمخزن مستنينك عشان نتحرك ونصرف البضاعة اللي وصلت النهاردة الصبح ما أنت عارف أوامر الحاج سلطان مافيش بضاعة تبات بالمخازن لازم تتوزع بنفس اليوم
ما إن أنهى كلامه هذا حتى استقام يحيى بطوله على الفور وأخذ يحمل متعلقاته الشخصية وهو يقول بجدية
- أنا جاي حالا، رتب كل حاجة لغاية ما أوصل.
أنهى المكالمة دون أن ينتظر الرد من الآخر وهو يسب نفسه كيف نسى موعد عمله، توجه نحو باب الشقة ولكن قبل أن يخرج وجد نفسه مايزال يرتدي البدلة الرسمية التي ذهب بها على الحفلة، ذهب نحو الغرفة وفتحها ليرفع حاجبيه بتفاجؤ بأنه فتح معه بالفعل. شيئ عجيب بالنسبة له وهو أنها لم تقفل عليها من الداخل.
نسي تـ.ـو.تره واستعجاله وابتسم بهدوء ما إن وجدها تنام على السرير بالعرض بشكل مضحك منكوش شعرها ولعابها يسيل من بين شفتيها المفتوحة قليلا
كان منظرها كارثي حقا...
أبعد نظره عنها بصعوبة فهي تغوي بكل حالاتها...
أخذ ينزع سترته بسرعة ليفتح الدولاب بعدها بهدف تغيير ثيابه بأخرى مريحة ولكن وقف متسمرا بمكانه عنـ.ـد.ما وجده خالي تماما لا يوجد به حتى قطعة واحدة...
أخذ يفتح جميع أبواب الدولاب وهو مصعوق حرفيا أين اختفت ثيابه؟ وما هي سوى جزء من الثانية حتى التفت لتلك المجرمة ليحركها من كتفها بقوة وهو يقول باستعجال
- غلا اصحي، غلاااااا
دفعت يده عنها بضيق مليئ بالنعاس وهي تقول: عايز ايه
- هدومي فين؟
- هتلاقيهم كلهم بالحمام، قالتها وهي تتثاوب لتنقلب على الجهة الاخرى ولكن سرعان ما استفاقت وفتحت عينيها بفزع وهي ترفع رأسها عنـ.ـد.ما وجدته يتركها ويذهب نحو الحمام وماهي سوا لحظات معدودة حتى صرخ بأسمها بانفعال مخيف و غاضب
جعلها.
تنهض عن السرير بسرعة لتغلق الباب بالمفتاح من الداخل وما أن كادت أن تدفع طاولة الزينة خلفه لكي لا يستطيع ان يصل لها ولكن قبل تنفذ فكرتها الثانية هذه وجدته يضـ.ـر.ب الباب بقدmة بقوة وهو يصـ.ـر.خ
- افتحي الباب يا غلا لا حسن أكـ.ـسره فوق دmاغك
غالية برفض: مش هفتح
صرخ يحيى وهو يغلي كالماء الساخن: افتحي و واجهيني بلاش تستخبي زي الفار مني خليكي قد أفعالك.
غالية باستفزاز: كل العصبية دي عشان بس حبيت أغير استايلك وأكسب فيك ثواب
صرخ بها يحيى بانفعال: ده أنا هخـ.ـنـ.ـقك بايدي دي وأدفنك بنفسي وأكسب في الناس كلها ثواب
غالية بمكابرة: لكل فعل رد فعل أقوى، مش كنت عايز مقابل لمكالمتي لأمي وعاملي فيها يا ما هنا و يا ما هناك واستغليت شوقي ليها، اشرب بقا
رجفت أوصالها رغما عنها عنـ.ـد.ما سمعته يقول بتوعد ولكن بصوت بـ.ـارد عكس ماكان عليه منذ قليل.
- فعلا لكل فعل ردة فعل أقوى، فاستحملي بقا للي هيحصلك، أنا هروح دلوقتي عشان عندي شغل
بس لما هرجع عايزك تكوني مجهزالي نفسك ياعروسة هااا ياعروسة، بمزاجك غـ.ـصـ.ـب عنك هتمم جوازنا وابقى احلمي إنك تشوفي أمك أو تكلميها تاني
- لااااا استنى إلا أمي، قالتها بنفي مفزوعة مما سمعت أخذت تفتح الباب بسرعة ولكنه قد فات الأوان. خرج بالفعل وتركها لوحدها تتلاطم بين أمواج افكارها التي لا ترحم.
صباحا في فيلا الجندي كان يصدح صوت موسيقى محفزة من غرفة ميرال التي كانت تقف أمام المرآة تمشط خصلاتها الرطبة بنشاط وعقلها لا يتوقف عن إعادة شريط ماحدث معها في الليلة الماضية ف ياسين الخاص بها لا يتوقف عن مفاجئتها، لقد خاطر بكل شئ وجاءها هنا ليراضيها فقط...
ابتسمت بفرحة وهي تحمل قميصه بين يديها وأخذت تستنشق منه عطره. يا الله لما لا تشبع منه هل هي أدmنته أم ماذا، فقد نامت وهي تحتضنه بهيام...
تنهدت وذهبت لتخبئ قميص ذلك المـ.ـجـ.ـنو.ن ثم أخذت تفتح رباط مئزر الحمام لترتدي بنطال من قماش الكتان الأسود مع سترة من نفس النوع واللون تحته قميص ابيض أنيق، تعشق هذا الستايل الكلاسيكي فهو يلائم شخصيتها جدا
أطفأت الموسيقى وسحبت هاتفها و حقيبتها ونزلت الى الأسفل بخطواتها الرزينة المدروسة اقتربت من طاولة الطعام.
- صباح الخير، قالتها وهي تقبل والدها من وجنته ثم ذهبت نحو والدتها وفعلت نفس الشيء أما أختها اكتفت بأن تبعث لها قبلة في الهواء وهي تضحك
سعد بابتسامة: شكلك فرحانة
- جدا، ومفرحش ليه وأنا عندي أب زيك
داليا بعتاب: بس أب ياميرو
ميرال بنفي سريع: لاء طبعا وأحلى أم كمان مـ.ـا.تزعليش يادودو.
انمحت ابتسامتها ونظرت باستغراب الى سيلين التي كان شكلها متجهم وبالها مشغول بتهديد الآخر لها فهي لم تنسى ما قاله، ولكن قبل ان تسألها مابها أو تستفسر منها حتى
ارتفع صوت جرس الباب الداخلي مما جعل سعد ينهض ليرى من الطارق الذي أتى صباحا دون موعد سابق، ولكنه
لم يكن يعرف بأن المصائب تأتي دون استئذان
فتح الباب ليرى أمامه رجلا مدنيا يسأله بعملية
- حضرتك سعد الجندي
نظر له سعد باستغراب وقال: أيوة أنا...
- امضيلي هنا
- امضي على ايه؟
- استلامك للانذار
- انذار ايه؟
- انذار الدفعة الأولى من قرض البنك اللي واخده حضرتك
ليقول سعد بصدmة: دفعة ايه دي، لسه فاضل سنة بحالها عليها
- معرفش أنا عبد مأمور اتفضل امضيلي هنا وابقى شوف الحكاية دي مع المحامي بتاعك
كلامه الأخير جعل سيلين تفتح عينيها على وسعهما
وهي تهمس مع نفسها: المحامي بتاعك!
اقتربت من والدها الذي أخذ الظرف وفتحه ليصعق بالفعل مما يرى، أمر محكمة بدفع القسط الأول
داليا باستفسار: في ايه ياسعد
سعد باستدراك الموقف لكي لا يجعلها تقلق: مافيش يقلبي في لخبطة أكيد أنا هتصل ب شاهين اللداغ ونشوف ايه الحكاية...
قالها وهو يخرج هاتفه وأخذ يتصل عليه ولكن هاتفه مغلق أو خارج نطاق التغطية، أخذ يكرر اتصاله كثيرا ولكن النتيجة واحدة، مش بيرد!
- أنا هتصل ب ياسين هشوفه فين، ما إن قالتها ميرال بعفوية وهي تخرج هاتفها لتتصل به حتى نظر لها والدها بتمعن جعلها تتـ.ـو.تر لتعدل كلامها على الفور، اااااء قصدي ياسين بيه
- هاتي أنا هكلمه، قالها وهو يسحب منها هاتفها وبالفعل أخذ يتصل عليه وهو يراقب تعابير ابـ.ـنته التي فضحتها، ف ميرال بريئة جدا وشفافة جدا
لا تستطيع أن تخفي مشاعرها.
خرج من تفكيره بأبـ.ـنته عنـ.ـد.ما جاء صوته المتلهف على الطرف الآخر: صباح الخير يا حبيبتي
فتح سعد عينه بغضب على ابـ.ـنته وهو يقول من بين أسنانه المصطكة: صباح النور يا ياسين بيه
انتفض ياسين واخذ يعتدل بجلسته و يحمحم بحنجرته وهو يقول بثبات بعدmا مرر باطن يده على وجهه من هذا الموقف: سعد باشا!
سعد بجمود: حضرتك فين؟
- أنا قربت أصل الشركة، في حاجة؟
- كنت عايز أوصل للمتر شاهين وبكلمه تلفونه مقفول.
ياسين باستغراب: شاهين واخد اجازة النهاردة
بس قولي قبلها هو في حاجة
- في حاجات مش حاجة وحدة بس
- حاجات،؟ لاء طالما كده مش هينفع نتكلم بالتلفون احنا لازم نتقابل، أنا وصلت الشركة أهو
- وأنا ربع ساعة وهكون عندك، سلام، قالها سعد وهو ينهي المكالمة وأخذ ينظر الى ابـ.ـنته التي تقف أمامه بإحراج...
- يالااااا ياميرال و رانا شغل، قالها وهو يتركهم ويخرج من بهو الفيلا لتلحقه الأخرى بتـ.ـو.تر واحراج من هذا الموقف السخيف.
أما سيلين ما إن خرج والدها حتى جاءتها رسالة من رقم مجهول. كان محتواها
( يا اما تختاري كبريائك أو باباكي، مستنيكي تجيني برجليكي لحد عندي على عنوان مكتبي في )
تحركت لتخرج من الفيلا إلا أن والدتها أوقفتها وهي تسألها: رايحة فين أنتي كمان
التفتت ونظرت الى والدتها وقالت بتـ.ـو.تر
- عندي مشوار مهم لازم أعمله
- مشوار ايه ده
- لما أرجع هبقا أقولك، يا لا سلام، قالتها بسرعة وهي تخرج قبل ان تباغتها بسؤال آخر.
علي الجهة الأخرى كان يقف أمام الجدار الزجاجي المطل على الشارع العام ينتظر وصولها بثقة متناهية
لترتسم ابتسامة خفيفة على وجهه ما إن لمحها تنزل من تاكسي و تدخل الى البناية
استدار وذهب الى الكرسي خلف المكتب ونظره معلق بالباب ينتظر ظهورها منه بشوق وأخذ يعد ببطئ وترقب لوصولها، ارتفع صوت طرق الباب ليليه دخول السكرتير الخاص وهو يقول بجدية
- في وحدة برا عايزة تقابلك اسمها.
- سيلين الجندي، قالتها بدلا عنه وهي تتخطى لتذهب نحو ذلك المتغطرس لتضـ.ـر.ب يدها على سطح المكتب بقوة وهي تسأله بانفعال...
- أنت عايز مننا ايه؟
نظر شاهين الى السكرتير وقالت بهدوء
- اتفضل أنت اليوم أجازة
أومأ له وخرج لينظر شاهين لتلك الكتلة من الأنوثة المشتعلة أمامه وهو يقول باستمتاع وقح يريد أن يلعب بأعصابها
- عايزك.
- عايزني تعمل فيا ايه، قالتها وهي تستقيم بوقفتها وتفتح فمها بغباء فهي لم تفهم مقصده مما جعل الآخر ينفجر عليها بالضحك لتشرد هي بمنظره فهي لأول مرة تراه يضحك من قلبه
وما إن هدأ حتى نهض من مكانه وذهب نحوها وسحبها من ذراعيها نحوه وقال بعدm تصديق
- انت ايه بالضبط، غـ.ـبـ.ـية ولا ذكية، كبيرة ولا صغيرة هتجننيني معاكي أكتر ما أنا مـ.ـجـ.ـنو.ن بيكي. صمت وأخذ يمرر نظره على ملامحها.
الجميلة ثم انحنى نحو أذنها وأكمل بهمس. عايز
أعمل فيكي كل حاجة تخطر في بالك ياعسل أنتي
دفعته عنها ما إن فهمت مبتغاه منها وهي تفتح عينيها عليه بغضب ليضحك مرة أخرى عليها وما إن عم الهدوء بينهما حتى وجدته يقول بجدية
- شوفي عايزك تشتغلي عندي
سيلين بذهول: أشتغل ايه عندك؟
- ترتبي شقتي تهتمي بأكلي تنظمي مواعيدي يعني مديرة بيتي واااء
قاطعته بصدmة: انت بتهزر صح
ليرد عليها شاهين بجدية لا نقاش فيها: لاء...
اقتربت منه ونظرت الى عينيه بغضب أنثوي مغري له وهي تقول: عايزني أشتغل خدامة عندك
بادلها النظرات ببرود وقال- وليه تفكري فيها كده...
رفعت سبابتها له وهي تقول
- أنت عايز تذلني صح ده الهدف الرئيسي
- سيلينا سيبك من كل ده وفكري إن مصير سعد بايدك أنتي...
- بابا مش صغير وهيعرف يخرج من الحكاية دي كلها بنفسه من غير ماحد يساعده
شاهين بخبث: هيخرج منها آه بس ده لو أنا كنت عايز كده. الخيوط كلها بايدي.
سيلين باختناق وحقد: ليه كل الأذى ده بابا عملك ايه، بتكرهه ليه
شاهين بعصبية: بلاش نفتح بالسيرة دي أحسن ليكي ولعيلتك واستغلي العرض اللي قدامك
سيلين باستحقار: أنا كنت صح، أنت وأخوك في حاجة وراكم
ليقول شاهين من بين أسنانه بغيرة خفية
- سيبك من أخويا وركزي معايا أنا
- اللي فهمته أنا هو إني لو اشتغلت معاك يعني لو وافقت على عرضك ده، هتأجل قرض البنك وتسيب بابا في حاله ومش هتتعرضله
رفع حاجبه قليلا وقال: طبعا.
- هفكر بعرضك
رفع حاجبه بتكبر: ليه هو أنتي عندك خيار تاني، لو ماقررتيش النهاردة اعتبري العرض ده ملغي وأنا مش مسؤول ع اللي هيحصل بعدها
نظرت على الأرض وهي تكز على أسنانها بضيق وما إن رفعت بصرها له حتى قالت: ماحبتش أسلوبك معايا، بلاش تكلمني بالطريقة دي تاني لأن مهما كان موقفي ضعيف مش هسمحلك تقلل مني
تجاهل كلامها هذا وقال: لازم ت عـ.ـر.في إنك لو وافقتي في شرط لازم تنفذيه في الأول.
لتقول سيلين بذهول كبير: كمان بتتشرط عليا
شاهين بمكر: الشرط ده ليكي مش ليا
- اللي هو؟
- نكتب ورقتين عـ.ـر.في عشان تكوني معايا براحتك
سيلين برفض قاطع: أنت بتقول ايه، ايه العرض الرخيص ده، أنت مفكرني إيه، لاء طبعا أنا مش موافقة
- براحتك، وطالما انت رافضة اتفضلي عشان ورايا شغل، قالها ببرود وهو يذهب خلف المكتب ليرتدي نظاراته الطبية وأخذ يفتح احد الملفات ولكن ما إن طال وقوفها أمامه حتى نظر لها وقال بعملية.
- اتفضلي
رفعت ذقتها بغرور تداري به عن اضطراباتها الداخلية لتتركه وتخرج وهي تحاول أن تستوعب كل شيء قاله لها منذ قليل...
اما شاهين ما إن خرجت حتى سحب هاتفه واتصل بأحد رجـ.ـاله ليملي عليه الأوامر التي يريد تنفيذها
رمى الهاتف على سطح المكتب بأهمال وهو يقول
- هتوافقي يعني هتوافقي ماعندكيش حل غيره
، مابقاش أنا شاهين لو ماسجلتك على اسمي.
في الشركة بالتحديد بمكتب سعد الذي كان يدقق عقود القرض امام ياسين وهو لا يصدق مايرى
- أنا مستحيل أمضي على قرض ضخم بالشكل ده والمدة تكون شهر واحد بس عارف ده معناه ايه، إن تعب سنين عمري هيطير، ده غير الخساير ده المشروع لسه في الأول خالص، أكيد فيه غلط
أخذ ياسين يتفقد العقود بعدm رضا وهو يقول: غلط إيه، ما العقود أهي، ودي امضتك، ما أنا قولتلك بلاش القرض ده وحضرتك اللي أصريت وقولت على مسئوليتي.
- ايوة دي امضتي بس المدة كانت سنة عشان ندفع القسط الأول مش كل شهر دفعة أنتم عايزين تجننوني
اقتربت منه ميرال وأمسكت ذراعه وهي تقول
- اهدى يابابا أكيد في غلط بالبنود والمتر شاهين هيحلها
سعد بانفعال: هو شاهين فين؟ انا مش عارف أوصله
ياسين بكذب: أنا راسلته ع الجيميل بتاع الشغل هو مسافر عنده حاجة مهمة هيقضيها وبكره هيكون هنا بإذن الله
لتقول ميرال بمحاولة أن تجعل والدها يطمئن.
- خلاص طالما هيوصل بكرة يبقى تمام هو يشوف إيه الحكاية ويحلها
جلس سعد بتعب اعصابه وهو يقول: لازم تتحل وإلا هتكون نهايتي لو البنك حجز ع الشركة والفيلا
ميرال بحـ.ـز.ن على والدها: مـ.ـا.تقولش كده ياحبيبي كل حاجة هتتحل صدقني
حرك رأسه وأخذ يفكر ويفكر، ثم قال لشريكه الذي أمامه- بص أنا لقيت حل مؤقت...
ياسين بترقب كالأفعى: حل ايه؟
- النهاردة هتوصل شحنة الأسمنت والحديد لو قدرنا نتصرف فيهم بسرعة مع اللي عندنا هنقدر ندفع القسط الأول ده لو مالقيناش حل بديل يعني، صح هنخسر فيها شوية بس أهو خسارة عن خسارة تفرق
أخذ ينظر له ياسين بانزعاج داخلي فعلى مايبدو أن هذا العجوز الذي أمامه ليس بالسهل ان يتم القضاء عليه من حركة واحدة.
نظر له ياسين بخبث وقال: إن شاء الله هتتحل، أهم حاجة أي خطوة عايز تعملها بلغني فيها قبلها لأننا احنا الاتنين في مركب واحدة
نهض سعد وقال: أكيد طبعا، و أنا دلوقتي هروح أشرف بنفسي ع فرع التشحين عشان أتأكد من موعد وصول الحمولة
ياسين باقتراح: هاجي معاك
سعد برفض: لاء خليك هنا، أنا اللي هتابع وهبلغك بكل جديد
أومأ له ياسين بموافقة: ماشي اتفقنا
نهض ياسين واقترب من فتاته ما إن خرج والدها.
من المكتب: القمر لسه زعلانة مني؟
- نعم، قالتها باستفهام
ياسين بحب وهو يقرص وجنتها
- بقولك لسه زعلانة مني يامرمر
ميرال بانزعاج: أنت بتتكلم بجد احنا في إيه ولا إيه خلينا في المهم
- وهو في أهم منك، قالها وهو يتحسس خدها الناعم لتنظر له بحـ.ـز.ن، أيوة بابا أهم
- ده بالنسبالك أنتي إنما أنا مافيش أهم منك
- ياسين، ما إن نطقت اسمه بتذمر من كلمـ.ـا.ته هذا حتى وجدته يقول بمشاعر جياشة.
- يااااا عمر ياسين أنتي ونور عيونه، اااااخ ياميرال ااااخ، أنا تعبت وعجزت بالتعامل معاكي ارحميني بقى، عايز أوصلك بأي طريقة ومش عارف، توهتيني معاك ولففتيني حوالين نفسي
ميرال بذهول من كلامه هذا
- أنا خليتك تلف حوالين نفسك، أنا!
- أيوة أنتي يامفترية، جيت لحد عندك وأنا رافعلك رايتي وقولتلك إني بحبك وسلمتلك قلبي في ايدك من غير مقابل عايزاني أعملك ايه تاني، ده غير مكالمـ.ـا.تي اللي مش بتردي عليا فيها، أنا لو قعدت أعدد عمايلك معايا مش هخلص، شكلك بتتبسطي لما تلاقيني بجري وراكي مش كده
ميرال بنفي: لا والله مش كده، بس أنا قولتلك إني ماليش بالجو والكلام ده من الأول
- وأنا مش عايز غير موافقتك بس
- أوافق على ايه؟
- تتجوزيني، عايزك تكوني مراتي ولازم توافقي مافيش حل تاني لأني مش هسيبك مهما عملتي
. ااااايه ساكته ليه...
ياااجبروتك ياشيخة ده الحجر هيلين على حالتي دي وأنتي لسه معنده، وااااه اوعي تقولي إنك مالكيش في دي كمان أنا ممكن أروح فيكي بداهية، فاهمة أنتي بتاعتي، بتاعتي أنا، يخربيت امك على جمالك ده
قال كلامه الأخير وهو يحتضن وجهها وأخذ يقبل وجنتها بعمق مما جعلها تبعده عنها وهي تبتسم رغما عنها بخجل وتقول.
- أوعى كده أنت ماصدقت ولا ايه، سبني بقى
ياسين بترجي جميل: قولي موافقة يامرمر إنك تكوني ليا وأنا أسيبك
- لو قولتها هتسيبني
- طبعا هسيبك
- طيب أنا موافقة أكون ليك وعلى اسمك، يا لا سبني بقى ورايا شغل
ابتسم باتساع لسماعه موافقتها ليقول بمكر وخداع
- حاضر هسيبك بس بعد ما، قطع كلامه وهو يرفع وجهه لها ليحتضن شفتيها بخاصته بعمق
ابتعد عنها وسند جبهته على جبهتها وهو ينهج بعنف و يقول بسعادة: بحبك ياميرال بحبك أوي.
رفعت يدها لوجنته واخذت تتحسس شعر ذقنه وهي تقول بحالمية: وأنا كمان بحبك
ابتعد عنها وأخذ ينظر لها بتفاجؤ، هل هي الآن اعترفت له؟ اخذ يتلفت حوله بعدm تصديق
ليبتلع رمقه ثم قال بتساؤل
- اللي سمعته ده بجد؟
اقتربت منه قليلا وهي تهمس بشقاوة طفيفة
- ايوة بحبك...
كادت ان تتركه وتركض خارج المكتب إلا أن يده كانت أسرع لها ما إن سحبها له واحتضنها من خصرها ليدفن وجهه بتجويف عنقها لتتجمد بين ذراعيه ما ان سمعته يهمس لها بانفاس حار
- قوليها تاني، قولي بحبك ياسين
ميرال بخجل: ياسين بطل بقى الله
ياسين بإصرار عاشق: قوليها وأنا أسيبك
ميرال بتذمر: أنت بتضحك عليا مش كده
ياسين باعتراف مضحك: أيوة
- رخم، قالتها وهي تضـ.ـر.به على صدره بقبضتها الصغيرة.
ضحك بحب وأخذ يقبل قبضتها ويقول: اعمل ايه يعني ما أنتي اللي طعمك حلو أوي أوي أوي، ختم كلامه وهو يقبل مابين عينيها بسعادة لا توصف ثم ابتعد عنها وهو يقول، يا لا امشي من هنا لا حسن اكلك
التفتت لتفتح الباب ولكن ما إن أدارت مقبض الباب حتى احتضنها من الخلف وهو يقول بتمني: قوليها تاني قبل ما تمشي عشان خاطري
استدارت بوجهها له وأخذت تنظر الى عينيه وهي تقول بسعادة وكأنها طفلة لاتصدق مايحدث معها الآن: أنا بحبك.
ابتعد عنها وقال بابتسامة: ياااا لا روحي بسرعة قبل ما أغير رأيي
خرجت مسرعة وهي تهرول بسعادة لتسلك طريق الدرج استغنت اليوم عن المصعد فهي تشعر بأنها تملك طاقة لا آخر لها
أما عند ياسين ذهب الى مكتبه بملامح متجهمة ليتصل على أخيه بالرقم الخاص الذي بينهما وما إن أتاه الرد حتى قال بضيق
- ممكن أعرف ازاي تبدأ باللعب من غير ما تقولي
- اهدى
ياسين بانفعال: أهدى ازاي وأنت خربتها هنا
- لاء لسه الخراب مابدأش.
رفع طرف شفتيه بسخرية وهو يقول: وعلى ما اعتقد أنه مش هيبدأ لأن سعد لقى حل
- حل إيه؟
- هيتصرف بحمولة الحديد و الأسمنت، ما إن قالها ياسين حتى جاءه الرد على الفور
- هيتصادر على الحدود أنا بلغت عنه من الصبح أصلا
ياسين بصدmة من سرعة أفعال أخيه: هو أنت لحقت تعمل كل ده امتي أنا كنت معاك امبـ.ـارح في الحفلة وكل حاجة كانت تمام ايه اللي خلاك تقلب بالسرعة دي
- مالكش في...
- هدي اللعب شوية وبلاش تدخل بالحامي كده.
- لاء حامي ايه بس ده أنا لسه بسخن
ياسين بتفكير: شوف أنت اديني شهر بس أكون أنا كمان خلصت كل اللي في بالي واعمل اللي يعجبك
- تؤ شهر كتير، ما إن قالها برفض حتى صرح بانزعاج
- شاهين بلاش تبوظلي شغلي باستعجالك
- ما أنت اللي بـ.ـارد ومش عارف تلين دmاغها أعملك ايه يعني
تأفأف وقال: لانت خلاص بس أديني وقت بلاش تقلبها عليهم و عليا
- هبقى أشوف
- أنا قولت ل سعد إنك مسافر و بكرة هتيجي وتحلها.
- تمام، قالها الهجين وهو ينهي الخط مع أخيه ثم نهض متوجه نحو الوكر
علي الجانب الاخر بالتحديد في وقت الظهيرة أخذ رامي يتسلل هو ورجل آخر بهدوء الى داخل الوكر مستغلا هذا الوقت بالتحديد لعلمه بأن يحيى ورجـ.ـال الأمن غير موجودين هنا لا يوجد سوى عددا قليلا. استطاع أن يتجاوزهم بتخفي
وما إن صل الى العمارة التي تقطن بها غالية حتى أخذ يضحك بشر وهو يخرج هاتفه ويتصل بعدوه اللدود لينتقم منه ويجعله يشعر بالعجز.
في مكان آخر أي في أحد المخازن الصحراوية الخاصة بسلطان كان يقف يحيى يشرف على العمل وما إن انتهى كل شيء على مايرام حتى نظر الى الرجـ.ـال الذين معه وقال بأطراء
- الله ينور عليكم، شغل أبيض مية مية
اخذ يضحك معهم ثم توجه الى سيارته ولكن قبل أن يصعد أتاه اتصال من آخر شخص توقع أنه سيتصل به وهو رامي، ضغط على زر الإجابة وقبل ان ينطق بحرف سمع الآخر يقول.
- ايه رأيك أعملك بث مباشر وأخليك تشوف بعينك ازاي هاخدها منك و أو.جـ.ـع قلبك عليها زي ما و.جـ.ـعت قلبي
- تاخد ايه؟
- غالية، ما إن نطق اسمها حتى رد عليه بشر
- لو مستغنى عن عمرك انطق اسمها تاني
ليقول رامي بحقارة: ده أنا مش بس هنطق اسمها ده أنا هلمس كل حتة فيها كمان.
- اخررررررس يا، صرخ بها وهو يصعد بسيارته ليجد الباب الذي بجانبه يفتح أيضا ليصعد معه حودة ولكنه لم يعيره اي انتباه وانطلق باقصى سرعته ولكن ما جعله يضـ.ـر.ب الدركسيون بجنون عنـ.ـد.ما سمعه يقول وهو يفتح مكالمة فيديو
- طب شوف كده و وريني هتعمل ايه لما تشوفها في حـ.ـضـ.ـني...
نشفت الدmاء بعروقه وجف فمه وعجز عن النطق ما ان رأى بأن ذلك الكـ.ـلـ.ـب يصور له كيف يدخل الى داخل العمارة وبدأ يصعد الدرج ببطئ وكأنه بافعاله هذه يرمي الكاز على نيرانه، وما ان وصل الى باب الشقة الخارجي حتى اخذ
يصـ.ـر.خ بأعلى صوته: اووووعى تاذيها او تلمسها حتى أنا بقولك أهو، هقــ,تــلك يارامي هقــ,تــلك، موووووتك هيكووووون على يدي ساااااامع على يدي.
↚
نشفت الدmاء بعروقه وجف فمه وعجز عن النطق ما إن رأى بأن ذلك الكـ.ـلـ.ـب يصور له كيف يدخل الى داخل العمارة وبدأ يصعد الدرج ببطئ وكأنه بأفعاله هذه يرمي الكاز على النيران، وما أن وصل الى باب الشقة الخارجي حتى أخذ
يصـ.ـر.خ بأعلى صوته: اووووعى تأذيها أو تلمسها حتى أنا بقولك أهو، هقــ,تــلك يارامي هقــ,تــلك، موووووتك هيكووووون على إيدي ساااااامع على إيدي.
كتم الصوت من عنده و سحب هاتف حودة منه بيد ترتجف وأخذ يتصل على شاهين وياسين بمكالمة جماعية و ما إن أتاه الرد من شاهين أولا ليليه الآخر، حتى صرخ باستنجاد
- أنتم فين؟
شاهين بترقب وصدmة: يحيى! في إيه مالك؟
- مالك يا لااااا مـ.ـا.تنطق، ما إن قالها ياسين وهو ينهض من مكتبه حتى سمع أخيه يقول بخـ.ـو.ف ظهر رغما عنه بنبرة صوته
- رامي الكـ.ـلـ.ـب رايح لغالية مراتي في شقتي اللي في الوكر وأنا في مخازن الواحات مش هقدر ألحقها.
حد فيكم يتصرف بسرعة لو لمس منها شعره أنا هروح فيها
- حذرتك قبل كده وقولتلك طلعها من المستنقع ده ماسمعتش الكلام اشرب بقى، واتحمل نتيجة أخطاءك...
ما إن قالها شاهين بغضب وانفعال داخلي وبرود ظاهري حتى أغلق الخط بوجهه ليكون درس له ليتعلم منه فأخيه دائما ما يكون طائش بقراراته وتصرفاته ولا يسمع لأحد...
وهذا ما جعل يحيى يجن جنونه حرفيا و أخذ يضـ.ـر.ب الدركسيون بيده بعدmا رمى هاتف حودة من النافذة ما إن رأى ذلك الكـ.ـلـ.ـب من خلال هاتفه هو بأنه بدأ يفتح باب الشقة بسلاح أبيض
في شقة أم غالية كانت جالسة على كرسي الصلاة وهي تسبح ربها بعدmا أدت فرضها وهي شاردة بنظرها في البعيد، وضعت يدها على قلبها المقبوض بو.جـ.ـع لا تعرف ما سببه.
نزلت دmـ.ـو.عها بعجز ونظرت إلى الأعلى وهي تلهث بالدعاء بتضرع: يارب يا كريم، اكرمني واحميلي بـ.ـنتي من كل شر بعينك التي لا تنام...
ياااالله مـ.ـا.تمتحنش صبري فيها أنا محيلتيش غيرها.
أنا قلبي واجعني عليها، اللهم إني أقسم عليك باسمك الأعظم أن ترجع لي بـ.ـنتي لحـ.ـضـ.ـني سليمة من كل شر
خرجت مماهي به على صوت زوجة أخيها وهي تفتح عليها الباب لتقف أمامها لتضع يدها على خصرها لتحرك شفتها بعدm رضا وهي تقول بقرف.
- وبعدها لك بقا، هو أنتي كل يوم هتقعدي القعدة دي تندبي حظك، لاااا أنا الحال ده مايمشيش معايا...
أم غالية باستغراب: أنا عملت ايه بس ما أنا قاعدة أهو كافية خيري شري...
شهقت تحية بعدm رضا وهي تقول: خيري إيه يا أم خير أنتي، خليل لازم ييجي يلاقيلي تصريفة معاك أنا مش هأقدر أستحمل أكتر من كده
لتقول أم غالية بضيق من ما سمعت: ده بيتي أنا بيت جوزي الله يرحمه، لو مش طيقاني تقدري تشوفيلك مكان تاني.
- نعمممممم يادلعادي، بيتك، ده أنتي شكلك كبرتي وخرفتي البيت ده بيتي أنا، سامعة بيتي أنا وبإسمي أنا، خليل كتبه بأسمي لما عملتي ليه توكيل عام عشان يمشي معاملة الدكان اللي بردو سجله بإسمي يعني كل حاجة ليكي بقت ليا أنا، وقعادك معانا هنا دلوقتي ده كرم أخلاق مني...
نظرت لها أم غالية بشهقة خرجت من أعماق فؤادها وأخذت ترتجف بصدmة ليشحب وجهها كالأموات تضامنا مع ضيق تنفسها الملحوظ لتبدأ شفتها أن تميل الى اليمين ويدها اليسرى التوت لتسقط بنهاية المطاف على الأرض بجسد خاوي
لتتذمر تحية ما إن رأتها هكذا وهي تقول: يووووه
هو ده وقتك، أما أروح اتصل بسبع البرمبة ييجي يشوف يعمل فيها إيه دي، ما أنا مايجيليش منهم غير و.جـ.ـع القلب
في الوكر بالتحديد بشقة يحيى.
كانت غالية تقف أمام الموقد تعد لها الغداء ولكن ما جعلها تقطب جبينها وتطفيء النار تحت القدر ما إن سمعت صوت ضحك خافت ولكنه مليئ بالشمـ.ـا.تة يأتي من الخارج وكان هذا الشخص يتكلم على الهاتف.
أخذت تقترب من الباب بترقب تريد أن تسمعه جيدا فصوته مألوف بالنسبة لها ولكن ما جعلها تكتم شهقتها بكف يدها وأخذت ترجع الى الخلف بخطوات متعثرة وهي تفتح عينيها بخـ.ـو.ف فطري ما إن رأت ظل شخصين يحاولان أن يفتحا الباب من الخارج بهدوء وهما يهمسان فيما بينهما لكي لا يشعر بهم من بالداخل
ابتلعت لعابها برعـ.ـب وأخذت تنظر حولها بضياع...
ذهبت إلى أسدالها المرمي على الأريكة.
لترتديه بسرعة ثم ركضت نحو المطبخ وأخذت سكين كبير نصله حاد...
خرجت لتتوجه الى الغرفة ولكنها ركضت نحو الباب الرئيسي وأغلقته بقفل آخر من الداخل ولكن فعلتها هذه جعلت رامي يكز على أسنانه بضيق وأخذ يدفع الباب بقوة وهو يصـ.ـر.خ بصوت خافت
- افتحي ياغالية، بقولك افتحي.
- رامي، نطقت اسمه بشفاه يابسة ونبرة صوت هامسة لم تسمعها هي حتى، انتفض جسدها وركضت الى غرفتها وأغلقتها من الداخل وأخذت تدفع مرآة الزينةخلفه بصعوبة، وذهبت بعدها لتختبئ بالزاوية التي بجانب السرير بعدmا سحبت القرآن من الطاولة واحتضنته على صدرها بيد وبيدها الأخرى رفعت أمامها السكين وهي تقول بمحاولة أن تشجع نفسها
- مـ.ـا.تخافيش ياغالية ده قدامهم بابين عشان يوصلولك ده غير إن ربنا معاك ومش هيسيبك تتأذي.
قطعت كلامها وصرخت بخـ.ـو.ف وهي على وشك البكاء ما إن سمعت صوت كـ.ـسر باب الشقة الخارجي وصوت أقدامهم تتنقل هنا وهناك لتنتفض كل عضلة فيها وأخذ قلبها يخفق بشـ.ـدة ونزلت دmـ.ـو.عها تغطي وجنتها بغزارة وبخـ.ـو.ف وانكسار ما إن وجدت أكرة الباب بدأت تتحرك بقوة ليليه ضـ.ـر.ب قوي عليه وهو يصـ.ـر.خ بها
- مهما عملتي مش هت عـ.ـر.في تخلصي مني، بقى تسبيني أنا وتروحي لعدوي، إن ماكـ.ـسرت عينه فيكي
احتضنت نفسها بقوة وهي تناجي ربها بأن ينقذها.
وصوت أنينها ملأ المكان، نهضت بترقب ورفعت السكين بيدها وحشرت نفسها بالزاوية أكثر وأكثر ما إن فتح الباب أو بمعنى أصح كـ.ـسره
ليمنع رامي صاحبه من الدخول معه وتركه بالخارج يراقب الأجواء الهادئة بشكل مريب، وأخذ يقترب منها وهو يضحك بدون صوت بخبث تام وهو يتأمل هيئتها ويصورها بهاتفه وهو يقول بسخرية ما إن رآها تحمي نفسها ب سكين
- لازم أخاف أنا كده صح...
أما على الجهة الأخرى نزلت دmـ.ـو.ع يحيى وهو يزيد من سرعة السيارة أكثر وأكثر وأخذ يصـ.ـر.خ بحرقة وعجز تام ما إن رآها وجدها بشاشة الهاتف كيف تقف أمامه وعلامـ.ـا.ت الرعـ.ـب تزين ملامحها هذا غير
أن دmـ.ـو.عها وااااه من دmـ.ـو.عها التي لأول مرة يراها
اعتصر الدركسيون بيده وأخذ يقول بجنون
- لااااااااا لاااااااااااا اوعى تعملها، غلااااااااا
هذه كانت ردة فعله ما إن وجد رامي أخذ يفتح أزرار قميصه ببطئ وهو يقترب منها ويكمل بحقارة.
- سلام بقى يا يحيى عايز أعيش اللحظة معاها بلاش تكون عزول يا أخي
اغلق الكاميرا ورمى الهاتف بإهمال على السرير وهو يقترب منها ويقول
- أنا لو كنت زمان عايزك طاق ياحلوة دلوقتي بقا عايزك طاقين وتلاتة...
رفعت يدها بوجهه وهي تقول برجفة
- هقــ,تــلك لو قربت
- ياريت وهو في أحلى من كده إنه يكون مـ.ـو.تي على إيدك أنتي بس قبلها لازم أدوقك...
قالها وهو يقترب منها بشـ.ـدة محاولا أن ياخذ منها السكين ولكنه نسى بأن قوة الأنثى تتضاعف ما إن تشعر بالخطر لتعالجه بحركة سريعة بضـ.ـر.بة بداخل تجويف كتفه جعل الآخر يضـ.ـر.بها بكف قوي على وجنتها كرد فعله منه ليرتد بعدها الى الخلف وهو يسبها بألم
سحب النصل من أعلى كتفه ورماها على الأرض بعنف وما إن كاد أن يقترب منها ليأخذها بحـ.ـضـ.ـنه حتى وجدها تحتضن القرآن إلى صدرها بقوة وهي.
تجلس على الأرض كالطفل الذي بلاحول ولا قوة وهي تصرخ بأعلى درجات صوتها ب
- يحيى!
- يحيى ياااايحيى تعال وشوف مراتك، بس وهي في حـ.ـضـ.ـني، قالها وهو يضحك عليه بحقارة، مد يده ليلمسها ولكن قبل أنا يصل لها،!
برزت عينيه بشـ.ـدة للخارج باختناق وأخذ يحاول ان ينقذ نفسه ما إن وجد سلسلة من الجنزير الفضي يلتف حول رقبته بسرعة البرق من الخلف.
أخذ يحرك جسده بمقاومة يريد أن يرى من هذا الشخص إلا أنه فشل بهذا ليسحبه الآخر بقوة مما جعله يسقط على الأرض الصلبة ليبدأ بعدها بسحله إلى الخارج باستحقار وكأنه يسحب كـ.ـلـ.ـب مربوط من رقبته وهذا ما جعل رامي يرى المـ.ـو.ت بعينيه من شـ.ـدة الالم الذي داهمه
مسك رامي الجنزير الذي يحاوط حنجرته وهو يحاول أن يقلل من الضغط عليه ولكن ما زاد الأمر سوءا و.جـ.ـعله يصـ.ـر.خ مكتوب ما إن بدأ الآخر يسحله على الدرج بدون أدنى رأفة به.
وما إن خرج من العمارة حتى أكمل جره على الأسفلت ليتجـ.ـر.ح وينسلخ جلد ظهره من حرارة الارض وخشونتها وما إن وصل نحو القطاع المفتوح
حتى رماه بمنتصف المكان وهو ينفضه من جنزيره وكأنه كيس قمامة قذر ثم أخذ يلف السلسلة على رسغ يده بتوعد.
أما رامي ما إن تم تحرير رقبته حتى أخذ يشهق بقوة وهو يسحب أكبر كمية ممكنة من الأوكسجين ليبدأ بالسعال بعنف ولكنه تجمد بمكانه وصعق برعـ.ـب عنـ.ـد.ما رفع رأسه الى الأعلى ليرى يحيى أو هذا ما ظنه هو ولكن الضـ.ـر.بة القاضية كانت بالنسبة له وعرف بأنه هالك لا محالة هو عنـ.ـد.ما رأى ال
هجين يقف أمامه بكل جبروت
أخذ ينظر رامي حوله بصدmة ما إن وجد بثانية واحدة جميع أعضاء الوكر يقفون حوله بثياب سود.
يا الله! متى ظهر كل هذا الحشـ.ـد؟ ألم يقولوا بأن الوكر بهذا الوقت خالي من أي حراسة كيف حدث هذا و وقع بفخهم
حاول أن يقف بأقدام خاوية عنـ.ـد.ما رأى موكب من الدرجات النارية يقترب منه لتبدأ بالدوران حوله
وهم يرفعون فوهة سلاحهم عليه وهم يضحكون بشر واستمتاع للقضاء على هذه الحشرة بالنسبة لهم.
- هشششششش ده بتاعي أنا، قالها الهجين وهو يرفع ذراعيه لهم بأن يبتعدو وبالفعل نفذو الأمر ما إن صدر من رئيسهم وابتعدو قليلا ولكنهم ما زالو على استعداد للانقضاض عليه...
أخذ يقترب منه والآخر يعود الى الخلف بتعثر وخطوات خاوية لا روح فيهم مما جعله يسقط على الأرض وهو يتوسل له بأن يعفو عنه ويقسم بجميع الأديان السماوية أن فعلته هذه لن تتكرر، ولكنه لم يعلم بأن توسله هذا يجعل الهجين يشعر باستمتاع أكثر و يحفزه للقضاء عليه أكثر.
وقف بشموخ و أخذ ينظر باستخفاف لذلك الذي نهض من الأرض وركض هاربا ولكنه تفاجأ بركلة من أحد أعضاء الوكر جعلته يتدحرج ليعود مرة أخرى الى مكانه السابق عند قدmي شاهين اللداغ الذي ما إن أصبح أمامه حتى ضغط بقدmه عليه وهو يقول
- بقا أنت عايز تعلم علينا...
أخذ رامي يحرك رأسه بنفي فهو لا يقوى على الكلام ف الآخر أخذ يضغط على حنجرته بحذائه لينحني ويسحبه من ياقة قميصه الملطخ بالدmاء وما إن أجبره على الوقوف حتى أخذ يكيل له اللكمـ.ـا.ت
القوية بشكل سريع وكأن الذي أمامه كيس ملاكمة وليس بشر من لحم ودm...
سحبه من مقدmة شعره بعنف الى الأسفل وما إن مال بجذعه حتى ضـ.ـر.به على أنفه بركبته مما جعل الآخر يفقد حواسه الخمسة ويسقط على الأرض بقوة
والدm يسيل منه بغزارة.
وصل ياسين إلى مدخل العمارة ولكن قبل أن يدخلها وجد سيارة يحيى تتوقف أمامه بشكل سريع ومفاجئ مما جعلها تصدر صوت عالي من المحرك لينزل منها دون أن يعير أخيه أي انتباه وأخذ يصعد الدرج بسرعة يريد أن يصل إليها بأي ثمن.
فتح باب شقته المكـ.ـسور لينظر للمكان المبعثر بصدmة وترقب، دخل إلى غرفتها وهو ينادي بأسمها كالمـ.ـجـ.ـنو.ن وهذا ما جعل تلك المسكينة تنهض من مكانها بخـ.ـو.ف ولكن ما إن رأت يحيى يقف عند باب الغرفة حتى نزلت دmـ.ـو.عها بعتاب
لا تعرف أهي التي ذهبت له أم العكس حصل ولكن كل ما تعرفه هي ما إن رأته امامها حتى انزرعت داخل أحضانه وأخذ يعتصرها بذراعيه ويقبل رأسها بلهفة ليبعدها عنه قليلا وهو يقول بخـ.ـو.ف بعدmا احتضن وجهها بكلتا يديه.
- حبيبتي أنتي كويسة. صح
أومأت له بنعم وهي تعود لتدفن نفسها بصدره ليحاوطها بحماية بذراعيه وهو يقول
- خلاااص مـ.ـا.تخافيش، أنا جيت أهو
نظر الى ياسين الذي كان ينظر الى زوجة أخيه باستغراب فهو توقع بأنها سافرة ومن أشكال بنات الوكر لأنها كانت خطيبة رامي سابقا ولكن مايرى الآن أبعد ما يكون عن تخيله خرج من ذهوله على صوت حودة الذي دخل عليهم وهو يقول
- الهجين خاربها بالقطاع ورامي هيمـ.ـو.ت على يده أكيد.
نظر ياسين بقوة الى يحيى الذي بادله النظرات بنفس
قوتها وتوعدها...
- ياسين هات مفاتيح شقتك، ما إن طلبها يحيى منه حتى رماها له ليعطيها بعدها ل حودة وهو يقول، خد غالية برا الوكر بسرعة طول ما الكل
مشغول ومحدش واخد باله
- يحيى، قالتها غالية وهي تتمسك بمقدmة قميصه
وتحرك رأسها بنفي فهي ترفض هذه الفكرة تريده أن يكون معها لتطمئن...
حاوط وجنتيها و قبل جبهتها وهو يقول باطمئنان: قولتلك مـ.ـا.تخافيش، طول ما أنا عايش يا قلب يحيى أنتي...
احتضنها بحماية وهو يستنشقها بقوة ثم أخذ ينزل معاها للأسفل ليجعلها تصعد بسيارته بالخلف وما إن استقر حودة خلف الدركسيون حتى نظر له يحيى وهو يقول بتحذير
- مش عايز أوصيك
- بالحفظ والصون يا باشا، رقبتي قصاد خدش منها
قالها حودة بجدية تامة ثم أنطلق بعدها الى خارج الوكر...
وما إن اختفى من أمامهم حتى أخذ يحيى يركض نحو القطاع وهو ينزع التيشيرت مستعدا بشكل تام للقضاء على الآخر وخلفه ياسين، يا الله يريد أن يصل لذلك الحثالة ويشرب من دmائه لعل هذا يقلل من نيرانه المندلعة داخل صدره، وما إن وصل الى التجمع هناك و أراد أن يتخطاهم حتى.
- شاااهين، صرخ بها يحيى وهو يحاول أن يحرر نفسه من الرجل الذي كتفه بقوة فهذه أوامر الهجين بأن يمنعوا أي شخص كان من التدخل وما إن نظر له شاهين بغضب وعينين من الجمر حتى صرخ يحيى بانفعال
- سيبه ياشاهين مـ.ـو.ت الكـ.ـلـ.ـب ده على إيدي أنا
حرك الهجين رأسه برفض لما قال الآخر لينحني نحو فريسته ليربط عنقه بالجنزير الخاص به و أخذ يجره خلفه نحو البوابة أي مدخل الوكر الرئيسي غير آبه بمقاومته التي لا تذكر.
وما إن وصل إلى هدفه حتى علقه هناك كالذبيحة من عنقه ليرتفع صوت اختناقه وبرزت شرايينه وهو ينتفض بعنف ليبدأ خروج لسانه بشكل مخيف من فمه وما هي سوا دقائق من العـ.ـذ.اب مرت عليه حتى سكن جسده بهدوء معلنا عن مغادرة الروح منه
أخذ شاهين يتنفس بعنف من أنفه كالتنين الغاضب
لينزل من مكانه وذهب نحو أخيه الذي كان ينظر له بقهر ليسحبه من خلف عنقه نحوه ليقبل رأسه ثم وضع مقدmة رأسه بخاصة الآخر وهو يكمل بعصبية.
- لاااااااااا عاش، ولاااااا كان، اللي يفكر بس أنه يكـ.ـسر عين يحيى اللداغ اللي طول ما أنا فيا نفس هكون بظهره وسند ليه
ابتعد عنه يحيى وهو يبتسم بتأثر من كلمـ.ـا.ته هذه ليحتضنه بقوة وهو يربت على كتفه
خرج سلطان من بين حشود الموجودين واقترب من جثة رامي وما إن تمعن بالنظر به حتى أخذ يحرك رأسه برضا ثم أشار إلى رجـ.ـاله وهو يقول بأمر وصوت خشن.
- ارموه برا الوكر لكلاب السكك تنهش لحمه الخـ.ـا.ين ده عشان يكون عبرة للي تسوله نفسه أنه يلعب معانا
بعد ساعة زمن من هذه الأحداث في القبو الخاص بتجمعاتهم كان يجلس هو وياسين على الأريكة يورث سيجارته بهدوء ليسحب منها نفس عميق وما إن عاد بظهره للخلف حتى زفر الدخان باسترخاء ليبتسم بسخرية من طرف شفتيه عنـ.ـد.ما سمع سلطان يقول له بإطراء.
- أيوة كده ياهجين هو ده الشغل التمام، خلي الكل يسمع إنك لسه مسيطر و كمان أكتر من زمان
شاهين بضجر: من غير لوك كتير جامعنا هنا ليه، هات من الآخر
ليقول سلطان بشر: ماااشي هجيب من الآخر...
بنات سعد
نظر له شاهين بحذر: ما لهم؟
- عايزهم، ما إن قالها سلطان حتى رد عليه الآخر باستهزاء
- ابقى اتغطى كويس قبل ما تنام
سلطان بعصبية: أنا بأتكلم جد
- تؤ، أنت بتهزر، عشان أنا لو أخدت كلامك ده جد.
هعلقك مكان رامي بإيديا دول، قالها بتهديد صريح لما يريد أن يفعل ليصـ.ـر.خ الآخر به
- شاااااهين أنت نسيت نفسك
- اللي عندي قولته، ما إن قالها وهو يهم بالنهوض إلا أن سلطان منعه وهو يدفعه من صدره ليعود الى مكانه وهو يقول بغضب: استنى أنا لسه ماخلصتش كلامي
- اللي أنت عايزه زي عشم ابليس بالجنة، عمره ماهيحصل...
- أنت بتتحداني
- اعتبره اللي ييجي على هواك بس بردو مش هيحصل.
ما إن نطق شاهين هذه الكلمـ.ـا.ت بغطرسة حتى أخذ يتبادل النظرات القـ.ـا.تلة الممزوجة بالتحدي مع الآخر ولكن سرعان ما تحولت ملامحه الى الاشمئزاز عنـ.ـد.ما جاءه صوتها الناعم وهي تنزل درج القبو
- لاء لاء، ده شيطان ودخل ما بينكم أكيد، اهدى كده يا حاج ده شاهين حبيب القلب اااء قصدي حبيبك، قالتها زينة وهي تقترب من سلطان وأخذت تطبطب عليه بدلع بعدmا وضعت صينية
الأكل على الطاولة أمامهم.
تأفأف شاهين بضجر ليلتفت وهو ينوي الخروج إلا أنه توقف ما إن وجدها تتعلق بذراعه وهي تقول بمياعة مثيرة لأي رجل إلا هو
- استنى بس رايح فين تعالى تغدا أنت أكيد على
لحم بطنك من الصبح
أبعد يدها عنه بضجر: مش عايز
زينة بهيام: عشان خاطري ولا أنا ماليش خاطر عندك
رفع حاجبه باستنكار وقال
- مالكيش طبعا ايه العشم ده!
ضحكت بدلال وهي تضـ.ـر.به بخفة
- جاتك إيه يا شاهين، مـ.ـا.تقول حاجة ياحاج اااالله أنت هتسيبه يمشي كده زعلان.
- أقعد ياشاهين دي ماكنتش كلمة قولتها قلبت حالك بالشكل ده، يا لا يا ياسين قرب أنت كمان وسمي باسم الله
- من غير مـ.ـا.تقول هاسمي أنا همـ.ـو.ت من الجوع، قالها ياسين وهو يجلس بالقرب من الطعام وأخذ يتناوله بشراهة غير آبه بالحوار الدائر حوله
تنهد شاهين بضجر عنـ.ـد.ما همست له الأخرى بخفوت
- تعالى دوق أكلي ده أنا عملته بإيديا دول عشانك
- كلامك ده كفيل أنه يسد نفسي من هنا لشهر قدام.
أوعي كده، قالها و يتركها ويذهب لم يلبي نداء سلطان عليه مما جعل زينة تلحق به بلهفة حاولت ان تداريها أمام سلطان الذي أخذ يضـ.ـر.ب كفيه ببعضها وهو يقول بضيق
- عنيد ومحدش قادر عليه وشوره من دmاغه
- و ايه الجديد في كده شاهين طول عمره كده، قالها ياسين وهو يلتهم الحمام المحشي الساخن بحماس لينظر له سلطان بتمعن ثم سأله بخبث
- سيبك منه وقولي وصلت لفين مع بـ.ـنت سعد الكبيرة
شرب الماء بعدmا قال بلا مبالاة: هانت.
- هانت؟ أوعى يا ياسين تكون عاجبتك بجد
أخذ يمسح يده وهو يقول بشرود
- و إيه يعني لو حصل ده،؟
سلطان بانفعال: لااااء ده يعني كتير أوي، مـ.ـا.تنساش نفسك أنت مش رايح تحب وتعشق
ياسين بضيق: حب إيه بس هي عجباني و عايزها مش أكتر من كده.
- وماله، خدها واتمتع بيها، بس أكتر من كده لاء أوعى هاااا أوعى تنسى نفسك معاها إن أنت ابن سامر اللداغ وهي بـ.ـنت سعد قـ.ـا.تل أبوك وعمك، أنا كبرتكم وتعبت عليكم عشان ناخد تارهم، البـ.ـنتين دول لازم تجيبهم هنا صدقني يا ياسين دي مش بس هنرد فيها تارنا دي هتبرد ناري أنا شخصيا
قطب ياسين حاجبيه وهو يقول بتساؤل
- ليه، أنا عايز أعرف ليه كل الحقد ده لسعد الجندي
كنت تقدر تقــ,تــله من زمان وتنهي كل ده ليه سبته السنين دي كلها.
- اليوم اللي مـ.ـا.ت فيه ماهر اختفى سعد مع البنات قلبت مصر عليه ومالقتوش
ياسين بشك: طيب، ليه كل همك إنك تجيب بناته هنا ليه مش بتكتفي بسـ.ـجـ.ـنه. أو قــ,تــله بس ايه كمية الحقد ده كله
سلطان باعتراف خفي لم يفهم عليه الآخر: البـ.ـنتين دول بنات عدوي، وأنا وعدته إني هربيهم بنفسي بس سعد هرب بيهم وعرف يحميهم مني بس بمساعدتك أنت وشاهين هعرف أرجعهم لأصلهم.
لأني من غيركم مش هاقدر، هرجعهم غوازي هنا، هيكونه سلعة للمتعة للي رايح واللي جاي...
ومابقاش سلطان لو مانفذتش ده حتى لو كان آخر حاجة أعملها قبل ما أمـ.ـو.ت
قال الاخيرة وهو يتركه ويخرج من القبو تاركا خلفه ذلك الذي أخذ يفكر باستغراب وهو يقول
- غريب حقدك ده، ده أنا نفسي مش حاقد عليهم زيك مع إن التار ده تاري واللي مـ.ـا.ت ده أبويا وعمي...
بس أكيد في سر ورا ده كله...
مساء في فيلا الجندي.
ما إن أوقف سيارته أمام المدخل الداخلي حتى نزل بتعب نفسي قبل أن يكون جسدي ليرفع حاجبه باستغراب ما إن وجدها تقف أمام حوض السباحة تعطيه ظهرها تتحدث بالهاتف بانـ.ـد.ماج شـ.ـديد لدرجة
أنها لم تشعر به وهو يقترب منها ليسمعها تضحك بخجل وهي تقول
- لاء مش هينفع أخرج دلوقتي، ياااسين بطل بقا.
عيب كده، هههههههه وأنا كمان، حاضر هكلمك بعد العشا، ماشي وهنسهر كمان يا لا سلام بقا لحسن ماما تقفشني و وقتها ليلتي هتبقا كحلي هههههه
ضحكت وهي تنهي المكالمة معه بسعادة كبيرة ولكن ما إن التفتت حتى ذبلت ملامحها لتنظر الى الأسفل بخجل شـ.ـديد وأحراج ممزوج بصدmة عنـ.ـد.ما رأت والدها ينظر له بعتب
- نزلتي راسك ليه؟ هاااا ليه؟
لتقول ميرال باختناق من الموقف بأكمله
- بابا أنا.
سعد بتحدى: أنتي غلطانة لدرجة مش قادره تحطي عينك بعيني، صمت قليلا وهو يتأمل منظهرها هذا الذي لم يتوقع أنه سيراها يوما به ابدا
اقتربت منهما كلا من داليا وسيلين وهما تنظران لهما بتساؤل وفضول ماذا هناك، ولكن ما زاد استغرابهما أضعاف ما إن أكمل سعد كلامه بضيق غاضب
- أنا مش هقولك ليه، ولا هعاتبك، بس كل اللي هقوله انسي إني ممكن أديكي ليه، لو كان آخر راجـ.ـل بالعالم مش هتتجوزيه ياميرال.
نظرت له ميرال بدmـ.ـو.ع وهي تقول
- ليه؟
- هو إيه اللي بيحصل، في ايه، قالتها داليا وهي تنظر إلى ميرال ثم تنظر الى زوجها الذي احمر وجهه من انفعاله
تجاهل سعد سؤال زوجته واقترب من ابـ.ـنته وقال بغضب: اللي عندي قولته...
- أيوة بس أنا بحبه، ما إن نطقتها حتى صمتت بسرعة مصدومة وشهقت سيلين بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما وجدت كف والدها نزل بكل قوته ليرتطم بوجنة ميرال وهو يصـ.ـر.خ بها بانفعال.
- بتقوليها في وشي هي دي أخرتها، الظاهر انا معرفتش أربي كويس، اطلعي على اوضتك ومـ.ـا.تورنيش وشك
- بابا أنا آسفة مش قصدي والله، قالتها وهي تحاول أن تقترب منه إلا أنه ابتعد عنها ورفض اقترابها هذا وهو يقول بو.جـ.ـع
- كـ.ـسرتي ثقتي فيكي ياميرال كـ.ـسرتيهااااا و عشان مين؟ هاااا، والله ما هخليه يشوف ظفرك...
تنسيه وتشيليه من عقلك غـ.ـصـ.ـب عنك فاهمة
صرخت ميرال بانفعال: لاء مش هنساه.
- ميرال انت تجننتي، قالتها داليا بحدة وغضب فهي بدأت تتجاوز بكلامها دون أن تشعر بذلك
فضل سعد متجمد بمكانه وهو لا يصدق بأن التي أمامه ميرال ابـ.ـنته الرزينة الهادئة المطيعة لا يرى الآن سوا تمردها وتعلقها الشـ.ـديد بالآخر لدرجة بأن تقف بوجهه وترفض نسيانه
تحركت تفاحة آدm في عنقه بحركة فاشلة ليبتلع ريقه الجاف، رفع يده التي ترتجف من تشنج اعصابه ليخرج هاتفه من داخل سترته ما إن ارتفع رنينه.
ضغط على زر الإجابة و وضعه على أذنه دون أن يرى من المتصل ونظره ما زال معلق بتلك التي خيبت ظنونه بها، ولكن قبل ان ينطق بحرف حتى اتاه الخبر الكارثة الذي جعله يركض نحو السيارة بسرعة دون ان يرد على تساؤلات داليا
أما سيلين ما إن رأت والدها يتركهم ويذهب حتى لحقت به وصعدت الى جانبه دون أن تسئله ماذا هناك فهو بحالة لا تسمح لها بمناقشته...
أخذت تنظر للطريق المظلم تارةوتارة أخرى الى والدها بخـ.ـو.ف، تشعر بأن والدها سيفقد وعيه فعلى ما يبدو ضغطه ارتفع
لفت انتباهها بأنهم يقتربون من تجمع ناس وسيارة إطفاء تحاول أن تطفيء المخازن الخاصة بشركتهم
وبالفعل صدق حدسها عنـ.ـد.ما وجدت والدها ينزل بسرعة وترك الباب مفتوح وما إن رأى بأن النار أكلت كل شئ وما تزال ملتهبة بشكل مريع
حتى سقط على الأرض الرملية ولمعت عينيه بقهر.
أمام عينيه محصول تعب السنين كله يحترق، جميع المخازن تتحول لرماد أمامه ولا يستطيع أن يفعل شيء...
أغمض عينيه بأسى عنـ.ـد.ما وجد صغيرته تحتضنه من الخلف وهي تدفن وجهها بكتفه وتقول
- بابا، حبيبي، أوعى تزعل نفسك عشان خاطري
كل شيء يتصلح أهم حاجة احنا نكون مع بعض صح مش ده كلامك
- تعبي كله راح هباء يا سيلين...
- فداك فلوس الدنيا كلها، بابا، أنت أهم من ده كله.
نهض بتعب وأخذ ينظر الى ياسين الذي كان يتكلم بانفعال مع أحد الضباط وما إن انتهى حتى اقترب منه و وجهه ملطخ باللون الأسود بسبب الدخان
ياسين بقهر: لازم نروح ع المركز نشوف اللي حصل ده بفعل فاعل ولا ماس كهربائي
أومأ له سعد ثم نظر الى ابـ.ـنته وهو يقول
- يا لا بينا أرجعك عشان ألحق أشوف ايه الحكاية
سيلين بترجي- بس أنا عايزة آجي معاك...
صرخ بها سعد بأرهاق: تجي فين بلاش تجننيني.
هو أنا ناقص هم عشان تزيديها عليا أنتي كمان
نزلت دmـ.ـو.عها بحـ.ـز.ن على هيئة والدها وهي تحرك رأسها له بنعم، ثم تحركت أمامه متوجهة الى السيارة وماهي سوا مسألة وقت حتى أوصلها الى الفيلا وذهب ليحل تلك الكارثة التي وقعت عليه لتنظر بو.جـ.ـع قلب الى أثر غبـ.ـار سيارته الذي تركه خلفه
التفتت لتدخل ولكن رنين هاتفها جعلها تتوقف لترفع حاجبيها بترقب عنـ.ـد.ما رأت رقمه ينير الشاشة ما إن أجابته حتى سمعته يقول بشكل مباشر وثقة مخيفة.
- قرارك إيه
ردت عليه سيلين بخفوت وكأنها ترفض أن تصدق مايحدث معهم: أنت السبب بالحريق اللي حصل صح
ضحك بشر ثم قال ما إن صمت بجدية
- بحب ذكائك، ما أنا قولتهالك، اختاري يا كبريائك يا باباكي، والقرار ليكي
- أنت أحقر إنسان شفته بحياتي كلها ولو تفضل آخر حد في العالم مش موافقة إني ارتبط بواحد زيك لو مهما عملت ساااااااامع لو مهما عملت.
- هنشوف، قالها ثم أنهى الاتصال مما جعلها تجلس على الأرض تبكي لتصرخ بعدها بانفعال وحقد العالم تجمع لديها وهي تقول
- بكرهك ياااااا شاهين! بكرهك!
↚نائمة بوسط سرير وثير مريح ولكن هذه الراحة كانت أبعد ما يكون عنها، قطبت جبينها بضيق وأخذت تحرك رأسها بالأتجاهين بانزعاج من الكابوس الذي تراه الآن فعقلها الباطن كان يكرر ماحدث معها كله بالصوت والصورة ليتعرق جسدها بقلق وتـ.ـو.تر و مشاعر الخـ.ـو.ف سيطرت عليها مرة أخرى لدرجة بدأ نفسها يضيق وصدرها يـ.ـؤ.لمها وكأن هناك ثقل عليه
لتعجر حتى عن الحراك...
توالت عليها ذكرياتها وكأن شريط حياتها كلها أخذ يمر أمام نظرها منذ صغرها حتى وصلت للوقت الحالي لتخرج منها شهقة عنيفة جعلتها تنتفض من رقدتها هذه الى الجلوس وهي تفتح عينيها الى أقصى حد هذا غير صوت تنفسها العالي الذي ملأ الغرفة
كرمشت وجهها وهي تضع يدها على صدرها بو.جـ.ـع
ليقع نظرها على الساعة المعلقة على الجدار لتجد ان الوقت قد تجاوز الواحدة بعد منتصف الليل...
رمت عنها الغطاء لتضع قدmيها على الرخام الفاخر والبـ.ـارد لتتوجه بعدها نحو الستارة وما إن ازاحتها و فتحت زجاج النافذة حتى أغمضت عينيها واحتضنت نفسها بخمول عنـ.ـد.ما مر بها تيار هواء منعش...
أخرجت رأسها منه وأخذت تنظر لهذا المكان الراقي التي هي به الآن، لتسحب الأكسجين النقي بكل قوتها لتنتعش رئتيها وهي لا تصدق حتى الآن بأنها أخيرا قد تخلصت من ذلك المكان القذر المليئ بالمعاصي...
في الصالة انفتح الباب الرئيسي ليدخل الى شقة أخيه ياسين وهو يحمل حقيبة ثيابها وأخذ يبحث عنها بعينيه بلهفة وكأنه يريد أن يحتضنها ببصره قبل ذراعيه.
تنهد بعمق بعدmا رمى الحقيبة على الارض وهو يرى الهدوء يعم الأرجاء فهي بعادتها تكون بوسط المكان تعلن عن حضورها بكل إعتزاز و دائما مـ.ـا.ترمقه بتعالي وكأنه لا يساوي شيء أمامها، أبتسم باتساع وهو يتذكر تفاصيلها العنفوانية ولكن سرعان ما خيم الضيق عليه وأخذ يتأفأف بحيرة وهو يفكر بما هو مقبلا عليه هل هذا بداية جديدة أم نقطة تحول لا تبشر بالخير.
وبعد تردد كبير وأفكار كثيرة لم توصله لأي استنتاج بدأ يحرك ساقيه بتثاقل نحو الداخل ليمسك أوكرة الباب ويفتحه بهدوء، ليجدها تقف أمامه بشموخها المعتاد الذي يعشقه عليها، كان ضوء الغرفة منطفئ ولكن إضاءة الشارع العام الذي يضـ.ـر.ب على وجهها من خلال النافذة التي تقف الى جانبها كانت تعطيها سحر لا يعرف كيف يصفه.
يااااالله، الكبرياء وعزة النفس خلقت لها فقط، أنثى متمردة متعالية بتمردها عليه لتتوج ملكة على قلبه المسكين بشعرها الأسود المنكوش الذي دائما مايراه يقف بعكس اتجاه مساره الصحيح.
أخذ يقترب منها ببطئ وهو يمرر نظره على قامتها الهشة، ترتدي بيجامة قطنية واسعة تظهر من خلالها مدى نحافة جسدها الصغير، كان من المفترض أن يكتب عليه هنا مصنع الأنوثة ومنتهى الجمال، فهي حقا مصدر الجاذبية والفتنة، لايظن بأن هناك امرأة في العالم تظاهيها فهي أخذت كل الحسن لها حصريا
توقف قليلا ما إن لمح بمقلتيها نظرة، عتاب؟
لم يتوقع هذا منها كان على استعداد أن يتقبل منها.
الكره، الحقد، بغض، نفور، خـ.ـو.ف، رعـ.ـب، كان على أتم الاستعداد لكل هذا إلااااااا أن يرى العتاب منها ممزوج بألم وخيبة ظن...
أكمل طريقه لها ما إن رجف ذلك النابض بين أضلاعه عنـ.ـد.ما وجدها تبعد عينيها عنه بضيق...
كان قد قرر مع نفسه قبل أن يدخل لها بأنه لن يقترب منها بشكل مباشر الآن لكي لا تنفر منه فهي بالتأكيد مـ.ـا.تزال متأثرة بما حدث لها، أراد أن يعطيها مساحة لتستوعب كل ماحدث معها حتى الآن...
ولكنه ضـ.ـر.ب كل هذه القرارات بعرض الحائط عنـ.ـد.ما وجدها أمامه بكل هذا الإغراء
لاحظ بأن ملامحها تمتعض بضيق كلما تقدm منها وصلت الى درجة وجدها ترفع كف يدها أمامه
لتمنعه من الاقتراب أكثر وهي تقول باختناق
- خليك بعيد مـ.ـا.تقربش مني
احتقارها له بهذه الكلمـ.ـا.ت كانت بالنسبة له أحلى من العسل فهو لا يصدق حتى الآن بأن ذلك الحثالة لم يؤذيها، كان فاقدا للأمل، يقسم بأنه وصل إلى حافة الجنون بسببها هي.
تجاهل رفضها من الاقتراب منها ليطبق عليها بجسده الضخم وهو يحتجزها بينه وبين الحائط وما إن دفن وجهه بعنقها حتى تذوق بشرتها الناعمة بقبلة مباغتة عميقة جعلت روحه ترتد له ما إن رسم ملكيته عليها باحتراف ثم أخذ يتحسس شريانها النابض بشفتيه الحارة وهو يهمس لها بهوس بعدmا كتفها من معصميها بسبب مقاومتها الشرسة له.
- للحظة كان عندي استعداد أني أخـ.ـنـ.ـقك بإيدي وأدفنك بنفسي ولا غيري يضمك لحـ.ـضـ.ـنه ويشم ريحتك دي زي كده، مـ.ـو.تك أهون عليا من إنك تكوني لغيري
ابتعد عنها قليلا ما إن لاحظ إلتواء رقبتها بمحاولة بائسة منها لتبعد نفسها عنه وهي تقول بصوت يرتجف متذبذب ولكن مليئ بالضيق منه ومن تصرفاته الطائشة: أنت مريـ.ـض، تقــ,تــل القتيل وتمشي بجنازته، وهو كان مين السبب بكل اللي حصلي ده، مش انت.
حرر معصميها بهدوء وأخذ يبعد خصلاتها الهائشة عن وجهها الذي يضاهي القمر جمالا بنظره هو، أحتضن وجنتيها واقترب من جبهتها ليقبلها بقبلة طويلة مليئة بالحنان ليرجف جسدها بشكل تلقائي من ذلك الشعور الغريب الذي غزاها بشكل مفاجئ.
ابتعد عنها بعدmا طال الصمت بينهم ليسحبها خلفه الى الصالة الخارجية بعدmا غلف يدها الناعمة بكفه بحب واضح ولكن هذا لم يدوم كثيرا عنـ.ـد.ما وجدها تسحبها منه لتذهب وتجلس على أريكة منفردة لتميل بجذعها العلوي لتسند مرفقيها على ركبتيها وضمت كفيها بقبضة فوق شفتيها لتشرد نظراتها للبعيد
منظرها هذا جعله يرتعب هل هي الآن تفكر بأن تتركه؟ وبالفعل صدق حدسه ما إن نطقت بجدية متغلفة بالبرود.
- أظن إن اللعبة أنتهت لحد كده، صح،! يعني أنا دوري انتهى، وأنت اللي كسبت على رامي وقدرت إنك تسرقني منه زي ما كنت مخطط...
سببك كان تافه زيك.
صمتت قليلا وأخذت تبتلع لعابها ثم أكملت بنفس برودها. على العموم أاانا لا هلومك ولا هعاتبك وأقولك ذنبي ايه إنك دخلتني بدوامة مالهاش آخر عشان تثبت انتصارك على خصمك لأن باختصار كل اللي حصل معايا بالشهرين اللي عشتهم معاك خلوني أكبر يجي عشر سنين على عمري و أكبر دmاغي من كل اللي بيحصل حوليا، فعشان كده أنا عايزة منك حاجة وحدة، وحدة بس
يحيى بترقب: اللي هي؟
رفعت نظرها له وقالت بحرقة ظهرت من خلال نبرتها الجادة: أحلفك بالله وبالعشرة اللي مابينا إنك تعتقني لوجه الله، طلقني يايحيى
شحب وجهه من ما سمعه ليقول بترجي طفيف
- اديني فرصة تانية ياغالية وخليني اوريكي خيري زي ما وريتك شري...
ابتسمت بألم فهي لأول مرة تسمعه يلفظ اسمها صحيح، لتنطق بجدية بعدmا حسمت أمرها.
- أنا بعد اللي شفته منك مابقتش عايزة منك أي حاجة أنت إنسان شهواني بتمشي ورا ملذاتك خمر وبنات وفي منكر ومش عامله لدرجة خلتني أغرق معاك بعالم عمري ما كنت متصورة إني هشوفه غير بالأفلام...
حرك رأسه بقبول وقال باعتراف: شوفي كلامك كله ده صح واللي حصلك مني مش قليل بس مستحيل أقبل إنك تمشي، غـ.ـصـ.ـب عنك هتفضلي معايا لأن معنديش أدنى استعداد أسيبك
غالية بضيق: إيه غـ.ـصـ.ـب عنك دي، أنت تاني هتجبرني عليك
يحيى ببرود: ايوة.
- يعني مش هترحمني وتخلصني منك بقى، ما إن قالتها باختناق حتى أتاها رده المباشر
- لاء
غالية بانفعال: يحيى! بلاااااش تستفزني بطريقتك دي، أنا خلاص قرفت منك ومن عيشتك ومن وجودك حوليا، ارحمني بقا والله تعبت اعتبر نفسك ماشفتنيش بحياتك، اعتبرني مت باللي حصل يا أخي وعيش من غيري واكسب فيا ثواب.
يحيى بحب غريب لم يفهمه هو ايضا- بس أنتي ما مـ.ـو.تيش وأيوه العيشة معايا غـ.ـصـ.ـب مش هيفصلك عني غير المـ.ـو.ت، يابمـ.ـو.تي يابمـ.ـو.تك، يا بـ.ـنت الناس افهمي بقا أنتي بقيتي عندي أغلى من الروح بذات نفسها ولو مش مصدقاني أنا ممكن أحلفلك ع المصحف واااء.
قطع كلامه بصدmة ممزوجة بو.جـ.ـع ما إن وجد دmعتها تنزل من مقلتها بهدوء تام كشاهد على حـ.ـز.نها، حاول أن يمسحها إلا أنها أبعدت نفسها عنه لتنزل دmعة أخرى لتليها بالثالثة وما هي سوا جزء من الثانية حتى غطت وجهها بكفيها لتجهش ببكاء مرير كالأطفال وكأن صبرها انتهى لحد هنا.
وهذا ما جعل يحيى يجن جنونه وتقطعت أوتار قلبه عليها، وهو لا يصدق هل غلاته تبكي الآن، ليجلس بسرعة على الأرض عند قدmيها حاول أن يبعد كفيها عنها ولكنه أبت ذلك ليسحبها من ساعدها الى الأسفل أي نحوه ليجبرها أن تنزل له وتجلس الى جانبه لاااا ليس الى جانبه بل جعلها داخل أحضانه وهو يحاوطها بذراعيه وكلما ارتفع صوت شهقاتها المعـ.ـذ.بة زاد هو من احتضانها ودفنها بصدره أكثر وأكثر.
وهذا ما جعلها تضـ.ـر.به على منكبيه بقوة بقبضتها الصغيرة وهي تقول بانفعال
- سبني، أوعى كده مش طيقاك
ابعد رأسها من صدره قليلا بعدmا قبله ثم أخذ يمسح عينيها الكحيلة الدامعة وهو يقول بهمس ونظرات الإعجاب الصادره منه على استعداد تام لأكلها نية
- أعمل إيه وترضي عني، هاااا قولي، قولي ياغلاتي يرضيكي إيه عشان تبقي جنبي وأنا أعمله أدفعلك عمري، والله روحي تهون ليك.
- مش بدmاغي حاجة دلوقتي، قالتها بتـ.ـو.تر من قربه ولكن سرعان ما كشت روحها منه بقرف وهي تكمل برفض، وبعدين مش هفضل معاك مهما عملت، شيل إيدك دي عني وما تلمسنيش تاني بها أبدا
- ما أوعدكيش بده، قالها وهو ينظر لها كيف تبتعد عنه متوجهة لتلك الغرفة التي استيقظت بها متجاهلة كلامه هذا ولكن ما جعلها تلتفت له بصدmة من جرأته ما إن أكمل، ماهو اللي يدوق طعمك و حلاوة قربك يدmنك وما يقدرش يبعد عنك تاني.
- بالراحة ع الباب يا غلا دي مش شقتي، قالها بمشاكسة ما إن وجدها تغلق الباب بوجهه بكل قوتها، ليبتسم بعدها بسعادة فهو لاحظ احمرار وجنتيها خجلا منه هذا يعني أنه استطاع ان يأخذ منها استجابة
نهض عن الأرض واستلقى على الأريكة باسترخاء
ونعاس ولكن عكر مزاجه رنين الهاتف المزعج ليخرجه بتأفأف من جيب بنطاله
- أيوة ياحودة عايز ايه.
- كنت عايزني أبلغك بأخبـ.ـار بيت خليل أول بأول عشان تكون على اطلاع دايما باللي بيحصل معاهم
- أنت هتشرحلي ولا ايه، ادخل بالمفيد ياحودة هو أنا ناقص و.جـ.ـع دmاغ
- أم الست غالية
- مالها؟
- نقلوها للمستشفى الظهر، ما إن قالها حتى اعتدل بجسده بسرعة وقال- ليه فيها ايه؟
- سكتة قلبية، بس حالتها مستقرة نوعا ما.
يحيى بأمر: انقلها مستشفى خاص وخلي عينك عليها والفواتير مهما كانت تندفع فورا، ما تستخسرش فيها أي حاجة عايز كل حاجة تبقا تمام، مش عايز أوصيك
- اعتبره حصل بالحرف يا باشا، بس هو! صمت حودة بتردد ليقول الاخر بحسرة وهو ينظر الى باب غرفتها
- فهمتك، عايز تقولي مش هتجبها تشوف أمها
- بالضبط كده
- بصراحة لاء
- ليه
- مالكش في، اتكل على الله وبلغني بكل جديد
- تمام سلام.
- سلام، أنهى المكالمة وأخذ يقول مع نفسه وكأنه يريد أن يخدر ضميره هذا إن كان يملكه أساسا
- مالي اتخـ.ـنـ.ـقت ليه، أنا عملت كده عشان لو أخدتها تشوفها مش هترجع معايا وهتشبط بمامتها وأنا ده مش هقدر، اووووف خلاص هاخدها بس مش دلوقتي هستنى كم يوم كده يمكن أعرف أميل دmاغها عشان اضمن وجودها معايا، ايوه أنا كده صح، هما كم يوم بس مش أكتر
الوقت: قريب الفجر
المكان: الصحراء الغربية بالتحديد بالواحة البحرية.
كان يصدح صوت هجان الغاضب بالأرجاء بعدmا سمع بمـ.ـو.ت رامي
- غـ.ـبـ.ـي، غـ.ـبـ.ـي، قولت ليه مـ.ـا.تتصرفش من دmاغك بلاش تهور. أهو راح بشربة مية، و عشان ايه
عشااااااان ست، ومش بعيد أكون أنا المرحوم التاني لو متصرفتش صح المرادي، لازم اهدى كده وأفكر بتأني واللي هيساعدني بده أنت
قال الأخيرة وهو ينظر الى ذلك الشخص الذي يجلس أمامه بتكبر وهو يريح ساقه على الأخرى ولكن كلمـ.ـا.ته هذه جعلته يستقيم بطوله وهو يقول.
غالب بصدmة واستنكار- أنا، أساعدك، أنت نسيت نفسك ولا ايه
هجان بضيق: الله الله، وليه الغلط بس، ماهو المنطق بيقول عدو عدوي صاحبي، واهو احنا الاتنين أتعلم علينا من الهجين اللي بقا طايح في الكل وماعتقش حد، لا ابن حتته اللي هو أنا ولا صاحب البدلة والمركز اللي هو أنت عرف يخلص من لدغته، يعني احنا في الهوا سوا ومافيش حد احسن من حد
غالب بقلق: أيوة بس احنا مش قده.
هجان بضجر: اتكلم عن نفسك، لو أنت طري وخايف تاخد حقك وقررت تطاطي ليه أنا لااااا وألف لاااا
غالب بغضب: مـ.ـا.تحترم نفسك ياجدع أنت وتحسن ملافظك
- متأسفين يابتوع المدارس والكلام المتزوق
- ناوي على ايه مع شاهين باشا، ما إن قالها باستفسار حتى رد عليه الآخر بقرف
- باشا عليك مش عليا...
- مش وقت الكلام ده قولي ناوي على إيه خلصني
ليقول هجان بفحيح: يحيى اللداغ
غالب بترقب- ماله
- نلاعب شاهين ع النقطة دي.
- وليه يحيى ما نلاعبوا ب ياسين على الاقل ده أخوه
صرخ به هجان برعـ.ـب: اااااايه ياسين، أنت تجننت، عايزنا نلاعبه على ياسين،! ده ياسين يبلعنا قبل ما نقرب منه حتى، أوعى يغرك شكله وتقول أنه فريسة سهلة ده لو نفع أصلا إننا نقول عليه فريسة ده فك مفترس
ياسين مابيقلش خطورة عن شاهين، بقا احنا عايزين نخلص من شاهين نقوم نلفت نظر ياسين لينا.
عشان نروح بخبر كان صح، ولو جثة رامي جات لحد هنا ده كرم أخلاق من الهجين، احنا بقا لو لعبنا تاني مش هيبقا لينا جثة من الأساس هيبخرنا ابن اللداغ...
- أنت أوفر أوي...
هجان بعدm فهم
- ااايه، أنت بتقول إيه، إيه لوفر دي
- اوفر، يعني انت بتبالغ بوصفك.
- لاء ياخويا ماببالغش أنا، شاهين عنده مبادئ بيلعب عليها وفي حاجة نظيفة جواه، مش زي التاني اللي راضع مع ابليس بذات نفسه، ومابيعترفش بأي حاجة غير اللي بدmاغه، عايز تمـ.ـو.ت مـ.ـو.ته وسـ.ـخة عادي ياسين
- يعني أفهم منك ياسين أخطر من شاهين
- الأخوة دول أنقح من بعض مايتحزروش، بس اللي أنا متاكد منه هو إن الاتنين بيدوك تذكرة ذهاب بلا عودة للعالم التاني، فعشان كده لازم نتغدا فيهم قبل مايتعشوا فينا.
فتح غالب عينيه برعـ.ـب: اااايه فيهم دي، أنت بتجمعهم ليه، هو احنا قادرين على واحد عشان نيجي جنب التاني
هجان بسذاجة: تصدق صح أنا شكلي كده تحمست ودmجتهم بحسابنا، بس خلينا بالمهم واللي هو يحيى اللداغ
- ماله ده بقا
- أضعفهم، بس ابن اللعيبة شايل شغل الوكر كله على أكتافه، نقدر نضـ.ـر.ب شاهين عن طريقه هو
غالب برفض- أنت اتجننت، هو أنت ماشفتش هو عمل ايه برامي لما فكر يقرب منه.
- ما التاني غـ.ـبـ.ـي، ودخل يلعب بغباوة، هو في حد عاقل يدخل وكر الافاعي برجليه وعايز يطلع منه صاغ سليم من غير ما يدفن بمكانه
- طب هنعمل ايه
- هو من ناحية هنعمل احنا هنعمل بس ايه بالضبط دي بقى عايزلها تخطيط وتركيز لأن الغلطة بطلقة
يا ريس
غالب باشمئزاز وتكبر
- إيه ريس دي اسمي غالب باشا منصور
سحبه هجان من سترة بدلته وهو يقول بضيق منه.
- لااا بقولك اااااايه عايز تحط إيدك في إيدي بلاش أنتكتك دي عليا وعيش عيشة أهلك، هتقرفني
من أولها هديك بالجزمة على وشك أنا بقولها لك اهوووووو
في الصباح بعدmا أشرقت الشمس لتنير الأرض بعد ظلمـ.ـا.ت الليل الموحشة، في فيلا الجندي دخلت داليا الى غرفة ميرال بعدmا طرقت الباب بهدوء لتبتسم بتعب ما إن رأتها جالسه على الأرض تحتضن ساقيها نحو صدرها وعينيها منفوخة من أثر البكاء المستمر.
اقتربت منها وجلست أمامها وهي تقول
- مانمتيش صح
- هو من امتى حد فينا يعرف يدوق النوم وبابا لسه ما رجعش، وحياتي يا ماما كلميه وطمنيني عليه
تنهدت داليا وقالت: أنا كلمته من شوية وقال إن ساعة زمن وجاي، والله انا مش عارفة إيه المصايب اللي بترف علينا من كل حتة دي بس
نقول إيه الحمدلله على كل شئ
ميرال بتساؤل: معرفوش إيه سبب الحريق
- ماس كهربائي ده اللي باين لحد دلوقتي بس التقرير الرسمي لسه ماظهرش.
صمتت قليلا ثم قالت بجدية حادة ولكن فيها من الليونة نوعا ما: ميرال، اللي حصل امبـ.ـارح مش عايزه يتكرر، أنا سبتك طول الليل كله تقعدي مع نفسك و تفكري وتشوفي إن تصرفك كان صح والا غلط، أنا عايزك تحكمي على نفسك بنفسك
باباكي تعبان وبلاش تزيدي تعبه...
- أنا آسفة
- ليه هو أنتي غلطي بحقي عشان تتأسفيلي؟
- ماما، ما ان نطقتها بغصة حتى دفنت وجهها بين ركبتيها تبكي بقهر وهذا ما جعل داليا تحتضنها بحنان رغما عنها حاولت أن تقسى عليها ولكنها لم تستطع، قبلت رأسها ثم أخذت تملس على شعرها الناعم وهي تقول
- ليه حابة تو.جـ.ـعي قلبنا عليكي ياميروا
نظرت الى والدتها بدmـ.ـو.ع وقالت
- هو أنا مش من حقي أحب
- من حقك بس ليه ماصارحتنيش، ليه خبيتي عليا، كم مرة قعدت معاكي وقولتيلي مافيش حاجة فجأة كده ألاقيكي غرقانه لشوشتك.
ميرال بتلقائية: ماهو ماكنش في حاجة أقولك غير أنه خطبني وأنا وافقت
لتقول داليا بعصبية- لا والله واحنا فين من كل ده
ميرال ببراءة: لاء اسمعيني، هو جاني وقالي أنه عايز يخطبني وكده، فكان عايز يشوف رأيي إيه في الأول، وأنا لما وافقت كان هييجي يتقدm بس أنتي شايفة الظروف اللي بنمر فيها اليومين دول...
- طب قومي دلوقتي واغسلي وشك وانزلي شوفي أختك اللي قاعدة بالجنينه من امبـ.ـارح دي ومش راضية تدخل قبل ما ييجي باباها، أنا مش عارفة الاقيها منك ولا منها ولا من أبوكم اللي كل ما أكلمه يزعقلي ويطلع حرقة قلبه فيا، ونبقى نشوف إيه حكاية سي ياسين بتاعك ده مع إني مش مرتاااحه ليه
نظرت لها ميرال بحـ.ـز.ن وهي تقول: ليه بس
- حساه كده ملعب ومش سهل خالص وياخدك البحر
ويرجعك عطشانة.
ميرال بعدm قبول لما سمعت عنه- حـ.ـر.ام عليكي ياماما والله ياسين مافيش منه
- أنا قولت هبلة محدش صدقني، قومي يالا قدامي ننزل ده أكيد عاملك غسيل مخ، واحنا مهما قولنا وزدنا مش هتشوفيه غير زي ماهو عايزك تشوفيه
ميرال باستفسار- يعني هتساعديني وتكلمي بابا ولا لاء.
- ربك يسهلها من عنده، بنات آخر زمن مافيش خشى، قالت الأخيرة وهي تضـ.ـر.بها على رأسها بخفه مما جعل الأخرى تضحك وهي تقترب منها وأخذت تقبل وجنتيها بشقاوة نادرا ما تظهر عليها ثم تركتها وذهبت الى الأسفل.
في الحديقة الأمامية كانت تمشي حافية القدmين على العشب الرطب. تنظر بين الحين والآخر الى البوابة الرئيسية تنتظر رجوع والدها وهي تفكر بضياع بما يجب أن تقرر، ذهبت نحو الأرجوحة الكبيرة وجلست عليها بتعب وهي لا تزال تائهة بكل ما يحدث، لأول مرة تشعر بأنها عاجزة عن الفهم مايدور حولها ياترى ماهو هدفهم الرئيسي من كل هذا.
ولكنها لم تصل لشئ سوا أن الأخوة اللداغ كالفيروس أصابها هي وعائلتها وبالتأكيد سيكون هناك خسائر فادحة لهم، خرجت من أفكارها و تحليلاتها هذه على صوت أختها وهي تدفع الأرجوحة بخفة وتقول بحب
- صباح الخير ياسيلي
صمتت وانتظرت ردها ولكن كان السكون سيد الموقف وهذا ما جعل ميرال تذهب وتجلس الى جانبها داخل الأرجوحة وهي تقول بعدmا تنهدت
- حتى أنتي زعلانة مني، ليه مافيش حد بيفهمني.
رفعت سبابتها بوجه أختها وأخذت تقول بعصبية
ناتجة عن خـ.ـو.فها عليها: انا كل مرة اجي وأقولك خدي بالك من دول، أنا مش مطمنه ليهم، ده باين إن وراهم مصيبة، وبعد تحذير ليكي اجي الاقيكي بتحبي سي زفت ومش بس كده، لااااا تقفي قصاد بابا كمان عشانه أنتي اتجننتي
ختمت كلامها ومسكتها من رسخها قبل ان تنهض وتتركها لتقول بعدها: خلااااص أنا آسفه لأني زعقــ,تــلك بس ياميرو احنا عيلتك وبنحبك أكتر من.
أي حد والله كل اللي بنعمله ده من خـ.ـو.فنا عليكي
- أنتي عمرك حبيتي يا سيلي، ما إن قالتها ميرال حتى أشاحت لها سيلين بذراعها وهي ترد عليها وتقول: لاء ومش عايزة اتزفت على عيني
ابتسمت ميرال ورفعت منكبيها وقالت
- يبقى ببساطة مش هتفهميني
نظرت لها سيلين بعدm تصديق: أنا اللي عايزة أفهمه حاجة وحدة بس فين ميرال أختي العادية الراسية
اللي تصرفاتها رزينة وخطواتها محسوبة
- أنت ليه محسساني إني ارتكبت جريمة لما حبيت.
- وأنتى يوم ما تزفتي مـ.ـا.تلاقيش غير ده
- وماله ده، ياسين إيه عيبه إنسان مكافح شهم عرف يبني نفسه من الصفر، واللي أهم من ده كله بابا بيحبه وبيثق في وبيعتمد عليه بكل صغيرة وكبيرة
نهضت سيلين وقالت بأعصاب مشـ.ـدودة
- وأهي الثقة دي احنا بندفع تمنها دلوقتي كل شي بيضيع مننا شوية شوية، الفلوس طارت ع القرض. المخازن احترقت، وياعالم هيحصل ايه بعد ده كله.
بس كل الخساير دي تهون قصادك، احنا مش هنستحمل خسارتك ياميرال، بابا مش هيستحملها
لو مفكرة أنه بيحيني أكتر منك تبقي غلطانه، دايما بشوف نظرة الفخر بعينه لما بيبصلك بلاش تخلي النظرة دي مكـ.ـسورة، أبعدي عنه اسمعي مني ااااااابعدي عنه لأن كل المصايب اللي بتحصلنا دلوقتي بسببه هو وأخوه
ميرال بتفاجؤ من هجوم اختها بهذا الشكل عليه
- سيلين! بلاش كرهك ليهم يوصلك لده، كل اللي خسرناه لحد دلوقتي هما كمان خسروا زيه...
ومـ.ـا.تنسيش إن بابا وياسين هما الاتنين مع بعض بمركب وحدة وزي ما شايفة الاتنين بالمركز دلوقتي
فبلاش كرهك ليه يخليكي تعلقي عليه كل اللي بيحصل، ف لو أنتي شفتي حاجة غلط على أخوه مـ.ـا.تحاسبيش ياسين عليها، كل إنسان وليه طبعه.
قالت الأخيرة وكادت أن تدخل إلا أنها التفتت لها مرة أخرى وقالت، وااااه ياسين اللي مش عاجبك كلمني وطمني على بابا وقال إن كل شيء تمام وأنه هيحل كل حاجة بنفسه، كلمني لأنه عارف غلاوة بابا عندي قد ايه فمستحيل يأذيه فبلاش تخلي الأفلام اللي بتشوفيها تأثر عليكي
اقتربت سيلين منها وقالت بحـ.ـز.ن عليها
- ياااااه لدرجاتي بتثقي فيه
- جداااااا
ابتعلت لعابها وقالت: طب بتثقي فيا
- أاااكيد.
- عشان خاطري، ابعدي عنه لو بتثقي فيا ابعدي
ما إن قالتها سيلين حتى قابلتها الأخرى بنظرة عتاب ممزوجة بو.جـ.ـع، فالجميع يريدونها أن تبتعد
عن حب عمرها لما لا أحد يفهمها، ولكن قبل أن تنطق برفض حتى التفتتا معا نحو البوابة التي فتحت بشكل الكتروني ودخلت من خلالها سيارتين معا.
- بابااااا، صرخوا بها وهم يركضون نحوه كالأطفال بسعادة ولهفة ما إن وجدوه ينزل من سيارته ليتلقاهم بذراعين مفتوحة ليضمهم نحو صدره بحماية وأمان وأخذ يقبل رأس كل واحدة منهن وهو يقول
- ياروحي أنتم.
رفعت ميرال نظرها لذلك المكار الذي ينظر لها من بعيد وما إن التقت نظراتهما حتى بعث لها قبلة بالهواء بمشاكسة جعلها تخبيء وجهها بسرعة مرة أخرى بكتف والدها بخجل، أما أختها كانت تنظر بحقد واضح الى عدوها الذي كان يقف بشموخ ليبادلها بنظرات واثقة وكأنه يريد ان يوصل لها رسالته وهي بأن كل ما أريده سأحصل عليه.
ابعدهم سعد من حـ.ـضـ.ـنه ما إن دخلوا ليذهبوا نحو المطبخ بعدmا نادتهم والدتهم، استدار سعد لأولاد اللداغ وقال بجدية: تفضلوا
جلس شاهين بهيبته المعتادة وقال: بقى كل ده يحصل بيوم واحد أغيبه...
سعد باستفسار: سيبك من كل ده وقولي القرض هنعمل في إيه
شاهين بعتاب- أنا نبهتك و قولتلك ان المدة قصيرة جدا بس حضرتك قولت أنه تمام وموافق عليه مش ده كان كلامك ولا أنا غلطان.
- أيوة بس كانت المدة سنة مش شهر، أكيد في حاجة غلط أنا مستحيل أمضي ع المدة دي
شاهين بخبث وهو يخرج الملف من حقيبة عمله
- سنة ايه؟ المدة كانت شهر والعقود الأصلية أهي قصادك وامضتك عليها، أديتك أسبوع تدرس البنود
قبل مانمضي ونبهتك ع النقطة دي وأكيد حضرتك فاكر إني ما كنتش راضي عليها بس موافقتك خلتني أسكت وقولتلي أنا المسؤول لأن المشروع فكرتك ف ليه دلوقتي مستغرب
سعد بإصرار: لاء أنا متأكد إن المدة كانت سنة.
أخذ ياسين الملف وأخذ يدقق به بتمعن ثم قال: السنة دي هي مدة اتمام المشروع يمكن كنت مش مركز لما درسته فعشان كده فكرت إن السنة دي مدة دفعت أول قرض
سحب سعد الملف منه وأخذ يدققه هو أيضا ليشحب وجهه وهو يقول بعدmا رماه على الطاولة أمامه
- أنا مستحيل أغلط الغلطة دي...
نظر له شاهين ببرود: والله ده اللي حصل ده اللي باين عندي على العموم أنا هكلم مدراء البنك عشان الموضوع ده وتحاول إن الدفعه التانية تكون بعد سنة.
- والأولى هنعمل فيها ايه، قالها ياسين باستفسار ليرد عليه أخيه: لاء دي خلاص لازم تندفع مش بيدنا حاجة نعملها بالنقطة دي
سعد بحيرة: أنا كنت مستني وصول حمولة الأسمنت والحديد عشان أتصرف فيه وأدفع القسط الأول بس معرفش ايه اللي حصل وخلى الحمولة يتأخر أسبوعين كمان
- أنا سألت عن الحكاية دي وعرفت إن حرس الحدود متشـ.ـددين اليومين دول أوي فعشان كده
- خير، بإذن الله خير...
- نستأذن احنا بقا، ما إن قالها شاهين حتى نهض ياسين ايضا معه وخرجوا لينظر سعد الى أثرهم بتعب ثم نهض وذهب الى المطبخ ليجد زوجته فقط
- فين ميرال؟
التفتت له داليا بتـ.ـو.تر وهي تقول بكذب
- طلعت تغير هدومها...
أومأ لها بشرود ثم تركها وأخذ يصعد الدرج بتثاقل شـ.ـديد وكأن حمل العالم كله على ظهره
في الخارج، كانت تقف عند أحد الأشجار البعيدة عن الأنظار بيدها زهرة ملونة مابين الأصفر والبرتقالي.
تأفأفت بضجر فقد تأخر عليها فهو بعث لها رسالة يطلب أن يراها قبل ان يذهب...
- الحلو زعلان ليه، قالها وهو يقترب منها لتهمس اسمه بفرحة
- ياااسين
- ياحب ياااسين، قالها وهو يقلد نبرة صوتها الناعمة مما جعلها تضحك عليه وهي تضـ.ـر.به على صدره بدلال
- أدفع عمري كله قصاد الضحكة دي
ابتسمت بسعادة شـ.ـديد وهي تقول
- كنت عايزني في ايه بقا
اقترب منه بشـ.ـدة وقال: حشـ.ـتـ.ـيني و
تنهدت بحـ.ـز.ن وقال: وأنت كمان بس مش هينفع أكلمك تاني.
- نعممممم، هو لعب عيال والا إيه، قالها بحدة وضيق ولكن سرعان ما تدارك نفسه، ليه بس كده ياحبيبتي
- مش كده بس بابا عرف ورفض الحكاية من الأساس
ياسين بمسايرة: مالكيش دعوة بحد
- ازاي بس
أخذ يقرص وجنتها وهو يقول: هحل كل حاجة بلاش تو.جـ.ـعي دmاغك أنا هحارب الكل عشان آخدك منهم
رفعت حاجبيها بتفاجؤ وقالت: بتحبني قد كده
ياسين بمراوغة: أنتي شايفة ايه، عنيا بتقول ايه.
عضت ميرال طرف شفتيها ثم قالت بعدmا تمعن بالنظر إليها: عنيك بتقول أنا بحبك وبمـ.ـو.ت فيكي ومش هسيبك ابدا ابدا
- صدقيها بقا واوعي تشكي فيها، بس اللي عايزه منك إنك تحطي ايدك في إيدي كده ومـ.ـا.تسبنيش أبدا
ميرال بصدق: عمري ماهسيبك.
ياسين بحماس: ايووووه هو ده الكلام، هاتي بقا بوسة حلوة كده من الشفايف اللي بتسمع الكلام دي، ختم كلامه وهو يدفعها أكثر على الشجرة ليسندها عليها وهو يقتحم ثغرها بتلذذ ممزوج بحب و رومانسية جعلتها تذوب بين ذراعيه من حرارة قبلاته، يالله كم هي محظوظة به وبحبه لها وهيامه بها
ابتعد عنها وهو ينهج ليقبل جبهتها وهو يقول
- بحبك
- وأنا كمان بحبك
- مبسوطة معايا
- أيوة
- أيوة ايه.
- مبسوطة معاك، بحبك يا ياسين بحبك أوي، قالتها بصدق مشاعر نقية وهي تخبيء نفسها داخل أحضانه الدافئة بخجل ف الآخر أخذ يضحك عليها وما إن كاد يقبلها مرة أخرى حتى هـ.ـر.بت منه بأعجوبة لتركض نحو الداخل وهذا ما جعله يضحك عليها أكثر وهو يقول بصوت عالي لتسمعه
- ياااااجبانة.
عند شاهين كان يقف عند باب سيارته ينتظر أخيه نظر الى ساعة يده بضجر واستعجال فهو لديه أعمال كثيرة يجب أن ينجزها اليوم ولكن على مايبدو بأنه سيتاخر بسبب ذلك المزعج
لفت انتباهه تلك المهرة التي خرجت بعنفوانها وأخذت تقترب منه بخطوات سريعة وما إن وصلته حتى كادت أن تدفعه من صدره بغضب إلا أنه كبل يديها بسرعة وسحبها نحوه بعدmا جعلها تستدير وبدلا أن تضـ.ـر.به هي احتضنها هو بقوة بين ذراعيه المفتولتين بالعضلات...
كان ظهرها ملتصق بصدره العريض التي ضاعت بداخله، أخذت تحرك نفسها بقوة لا تذكر وهي تقول
- سبني
همس لها عند أذنها من الخلف: عاجبني تفضلي كده
التفتت له بوجهها وهي تقول: شاهين
نظر الى لون عينيها الملون وقال بهدوء
- نعم
سيلين بأمر: ابعدوا عننا وسبونا في حالنا
زوا مابين حاجبيه بجدية وقال بنفس هدوءه
- مش هيحصل الا اذا، وافقتي على عرضي.
تعمقت سيلين بالنظر الى حدقتيه وكأنها تريد أن تستكشف بما يفكر فيه، لتقول بعدها باستفزاز
- اللي يشوف اصرارك ده عليا يقول يابختها قد إيه بيحبها
ابتعد عنها وحررها وهو يقول بإنكار
- تؤ حب إيه بس، أنا عايزك رغبة مش أكتر
سيلين باستفزاز أكبر: ااااه قولتلي غريزة، حـ.ـيو.ان يعني مش أكتر
مال برأسه على اليمين وهو يقول: أنا مكنتش عامل حسابك ولا مفكر فيكي بس طولة لسانك دي هي اللي لفتت نظري ليكي...
اقتربت منه وأخذت تضـ.ـر.ب سبابتها على صدره وهي تقول باستمتاع فهي أخذت تلعب بأعصابه
- أنت مكسوف تقول إنك وقعت فيا، وإنك مش قادر تتنفس من غيري، أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن فيا، مـ.ـجـ.ـنو.ن بسيلين سعد الجندي مش كده، قالتها وهي تحرك شعرها بغرور متناهي متعمدة به ثم أكملت بتكبر.
قول قول عادي حصلت كتير مع غيرك يعني مش أنت أول ضحية ليا، بس اللي يكسف بجد هو إنك تيجي بهدف إنك تدmر بابا لسبب ماااا أنا معرفوش لحد دلوقتي بس اااااكيد بالمستقبل هعرفه، يعني تيجي عشان تنتقم منه تلاقي نفسك هووووب بدل ما توصل هدفك تلاقي نفسك ضايع بغرام بـ.ـنته...
اقتربت منه وأكملت بجدية تامة...
أنت مش بس بتحب بـ.ـنت عدوك لاء أنت بتعشقها لدرجة مش عارف تعمل إيه والا إيه عشان توصلها، وأنا بقولك أهو إنك عمرك ماهتوصلها نجوم السما أقربلك منها، احلم على قدك مش أنا اللي أنزل من نفسي وابص لواحد زيك
تشنج فك شاهين وهو يطبق على شفتيه بقسوة ثم قال بتوعد حقيقي: أسبوعين بس، أسبوعين وهطربقها على دmاغك ودmاغ اللي خلفك...
رفعت أنفها بشموخ وتحدي وهي تقول
- هو مش كان يوم واحد ايه اللي خلاه يبقى أسبوعين.
مـ.ـا.تخليك قد كلمتك يامتر. وبعدين اللي عنده حاجة مع بابا يا يجي يطالب فيها منه وش لوش بلاش تدخلوا عليه من بناته، بلاش اللف والدوران ده بقى، لأنه عيب، هااا عيب يا أستاذ، هو أنا اللي هعلمكم أصول اللعب ولا إيه
نظرت لها بقسوة وأخذ يقول بنبرة قاسية.
- حلوة أوي ومغرورة أوي أوي اوووي لدرجة عايز أكـ.ـسر غرورك ده معايا، هتجيلي، هتجيلي برجلك لحد عندي عشان أتجوزك، و وقتها هقدر أنفخلك دول بذمة عشان يبقوا زي اللي فوق ياشفايف البطة أنتي، قال الأخيرة بوقاحة وهو يتحسس شفتها السفليه ويكز على أسنانه بتمني استطعامهما
دفعته عنها وهي تقول بتـ.ـو.تر ورجفة غريبة سرت بأوصالها: أنت أااانت
صمتت بتـ.ـو.تر أكبر ما إن غمزها بخفه لتضـ.ـر.ب قدmها بالأرض وهي تقول بضجر طفولي لذيذ.
- مش هيحصل عمري ماهبقى ليك سااامع، عمري
ولكن ما جعل غضبها يتزايد منه أضعاف عنـ.ـد.ما وجدته يقابل كلامها هذا بالضحك باستمتاع شـ.ـديد على حالتها هذه فهو صاحب تأثير قوي عليها بنظرة ولمسة بسيطة يحرجها ويجعلها تبتلع لسانها الطويل هذا...
تلاشت ضحكته الى ابتسامة هادئة ما إن اختفت من أمامه وذهبت نحو الداخل ليصعد سيارته وانطلق بها الى الخارج تاركا خلفه أخيه الذي ما إن اتصل عليه ليسأله أين هو حتى قال.
- ارجع على رجليك ياحيلتها مش شاهين اللداغ اللي يتلطع كده يابقف أنت...
أنهى كلامه وأغلق الخط بوجهه دون أن يستمع الى رده ليتوجه بعدها للوكر وفي عقله ألف حساب وحساب ولكن أكبرها و أهمها هي سيلينا
علي الجهة الأخرى، في الوكر
نزل من الدرج القبو بخفة ليقترب من ذاك الذي يشرب الشيشة وما إن جلس أمامه حتى قال باستغراب: طلبتني يا حاج؟
- أيوة
- خير، هو في حاجة غلط بالشغل لا سمح الله.
- لاء أنت شغلك مية مية مافيش حد يقدر يعدل عليه
حتى لو كنت أنا
- حلووووو الكلااام، نيجي للجد بقى، كنت عايزني بأيه
سلطان بمغزى: عايزك ترجع تنام في الوكر من تاني بس بعد مـ.ـا.تتخلص من كل بلاويك
ليقول يحيى بحذر: يعني ايه؟
- غالية خطيبة الواد اللي فطس هنا ده
- قصدك مراتي أنا، ما إن قالها بغيرة حتى رد عليه سلطان برفض
- لاء ماينفعش كده، لازم تبقى كانت مراتي، طلقها.
وارميها من مكان ماخدتها، ولاااا أقلك هاتها هنا نطري على رجـ.ـالتنا فيها ولو عجبتني ممكن أدوقها أنا كمان ااااااكيد مش هتستخسرها فيا يعني ولا ايه...
↚- قصدك مراتي أنا، ما إن قالها بغيرة حتى رد عليه سلطان برفض
- لاء ماينفعش كده، لازم تبقى كانت مراتي، طلقها
وارميها من مكان ماخدتها، ولاااا أقلك هاتها هنا نطري على رجـ.ـالتنا فيها ولو عجبتني ممكن أدوقها أنا كمان ااااااكيد مش هتستخسرها فيا يعني ولا إيه...
قال الأخيرة بمغزى حقير وما هي سوا ثانية واحدة فقط وكان سلطان مستلقي على الأرض مخـ.ـنـ.ـوق.
من قبل ذلك المتوحش الذي على مايبدو فقد حرفيا كل ذرة عقل لديه وهو يصـ.ـر.خ به بأعلى درجات صوته ويضغط بكلتا يديه على عنقه وكأنه يصر على إزهاق روحه
- دي مراااتي، ساااامع مرااااتي هي حصلت إنك توصل للوساخة دي عايزني اجبهالك بإيدي
ليه! أنت مفكرني اااااااايه...
حاول سلطان إنقاذ نفسه من ذلك الذي يجثو فوق صدره إلا أنه فشل وبجدارة، ليس هناك مجال للمقارنة بينهما، نعم سلطان ضخم ولكن أمام يحيى
ليس أكثر من ذبابة مزعجة.
دخل الحرس الى القبو مسرعين على أثر الصوت و صراخه العالي وما إن سحبوه عنه حتى أخذ يقاومهم بشراسة وهو ينظر بغضب مهلك لذلك الذي أخذ يسعل بشـ.ـدة ويمسح لعابه عن فمه ليبتسم بعدها بحقارة لا توصف وهذا ما جعل يحيى يشيط وتتفجر حمم براكينه أكثر وأكثر ليصـ.ـر.خ بانفعال على الحرس الذين يقيدونه وهو يقاومهم.
- اوعوا كده، سبوووووني، ثم وجه كلامه لسلطان بانفعال متوعد، ده أنا هخليك تدوق المـ.ـو.ت قبل ما تفكر تحطها في بالك حتى...
- والله وطلعلك صوت يايحيى، بس انا صح
شكي طلع بمحله، ما إن قالها سلطان وهو ينهض عن الأرض لينظر له الآخر بترقب وهو ينهج...
أخذ يقترب منه بخطوات شيطانية مدروسة بعدmا أعطى إشارة لرجـ.ـاله أن يتركوه ويخرجوا وبالفعل نفذو الأمر بالحرف وانسحبوا من المكان كله.
التفت لهم يحيى ثم عاد بنظره على ذلك المسخ الذي أمامه وقبل ان ينطق هو وجده يباغته بسؤال لم يتوقعه: حبيتها مش كده، أوعى تنكر والاااا ماكنتش عملت كل ده عشانها
يحيى بجدية: هي على اسمي سواء بحبها أو لاء هي عرضي أنا واللي يحاول يمسه أدفنه بمكانه
ليقول سلطان برفض قاطع لما سمع: تؤ تؤ تؤ.
يحيى اهدى كده وبعدين أحنا دافنينه سوا، أنت أخدتها عشان تكـ.ـسر رامي وأنا شجعتك على ده، وأيدتك كمان قصاد الكل، غير كده مافيش، انسى إنها على اسمك زي مابتقول و مراتي والكلام الفاضي ده وبلاش تعيش الدور ده بالذات مش لايق عليك
- عايز توصل لأيه، نطقها يحيى بحذر وترقب فهو يريد أن يعرف بما يفكر الآخر.
تغير وجه سلطان للشر وقال بنبرة اجرامية لا تبشر بالخير بتاتا: يعني ومن الآخر كده، أنت دخلتها الوكر بإيدك، واستغفلتني شهرين، وأنا عملت نفسي من بنها و مش واخد بالي باللي بيحصل حواليا
كانت جوا الوكر ومش بعيد عرفت كل صغيرة وكبيرة بتحصل فيه، ودلوقتي عايزني أسيبها كده بسهولة، ليه هو دخول الحمام زي خروجه.
اعتصر قبضته بقوة وكز على أسنانه وقال بأعصاب متشنجة: كنت حابسها بالشقة لا شافت حد ولا حد شافها ولا تعرف طبيعة شغلنا ايه...
- هاجي معاك وهعمل نفسي مصدقك وماله، بس بردو مافيش غير حلين قصادك، قالها وهو يرفع السبابة والوسطى امامه ليقول الآخر باستفهام
- اللي هما
سلطان بجبروت قذر: ياترميها مع بنات الوكر
ياااا إمااااا تطلقها طالما إنها متعرفش حقيقتك ايه زي ما قولت، اختار، غير كده ماعنديش حلول.
يحيى برفض: لاء في، وهو إني أسيب الجمل بما حمل، وأخدها وأمشي...
أخذ يربت سلطان بقوة على منكبه وهو يقول
- بلاش تعمل فيها غشيم، ما أنت عارف القوانين هنا مافيش جواز يتم من برا بنات الوكر إلا لمصلحة مؤقته، بس أنت شكلك عايز تغلط غلطة أبوك
فتح عينيه وقال باندهاش ممزوجة بلهفة
- أبويا! أنت تعرف أبويا مين
سلطان بمراوغة مستفزة: وعلى سيرة أبوك ياترى ست الحسن والجمال اللي وقف بوشي عشانها عارفة إنك ابن، حـ.ـر.ام...
انقض يحيى على الآخر يمسكه من مقدmة ثيابه وهو يقول بأعصاب: رد عليا أبويا مين
- وأنا اش عرفني روح اسأل أمك ده لو كنت تعرف هي مين، ما إن قالها سلطان حتى ضـ.ـر.ب يحيى يده على الطاولة الزجاجية لتنكـ.ـسر على الفور محدثه خلفها جـ.ـر.ح عميق بساعده لتمتلئ يده بالدmاء.
ابعد يحيى ذراعه الى الخلف ما إن كاد سلطان أن يتفحصها ليرفع سبابة يده الأخرى أمام وجهه وقال بغضب أسود: أنا من اللحظة دي برا اللعبة، برا وكر الأفاعي، وغالية لو قربت منها بس مش هيكفيني أني أولع فيك بكاز وسـ.ـخ، و أكيد ده هيكون رد فعل بسيط مني و ماخفى كان أعظم
تركه وأخذ يصعد الدرج متوجها خارج القبو تاركا خلفه ذلك الذي ينظر له بشر واضح ليقول بعدmا نظر الى الفوضى التي تعم حوله.
- غـ.ـبـ.ـي زي أبوك، و أكيد نهايتك هتكون زيه والسبب ست، ما أنا دائما بقول عايز تنهي راجـ.ـل خلي في طريقه ست تجيب أجله، صمت قليلا ثم أكمل بشرود، وهو في حاجة حرقت قلبي غير الست، سنين طويلة مرت ونارها مش راضية تنطفي جوايا
آااااخ يابـ.ـنت حوا علمتي جوايا جـ.ـا.مد
علي الجانب الثاني، في فيلا الجندي بالتحديد غرفة ميرال التي كانت تجلس أمام والدتها تمسك يدها وهي تقول بتوسل: عشان خاطري يا ماما روحي كلمي بابا وخليه يوافق.
طبطبت داليا على ظهر كفها بحنان وقالت بتفهم: سيبي باباكي ياحبيبتي يهدى يومين كده وأنا أوعدك إني هكلمه على رواق وإن شاء الله هيوافق
ميرال بنفي سريع: لاء يومين إيه بس ياماما ده ياسين كلمني وقالي أبلغكم أنه هييجي بكرة بالليل يخطبني
نظرت لها داليا بذهول: أنتي بتهزري صح
- لاء...
داليا بتنهيدة- مش دلوقتي وقت الكلام ده ياميرال.
ميرال بتوضيح: والله قولتله كده بس هو أصر وقال طالما باباكي عرف بعلاقتنا لازم يبقى كل شئ رسمي احتراما ليه
لتقول والدتها بحيرة- والله مش عارفة أقولك إيه، بس حاضر هقوم وأكلمه وأمري لله
- حبيبتي ياماما، قالتها وهي تقبل وجنتيها بفرحة لتتنهد داليا بشحوب فهي تعرف رأي زوجها بهذا الموضوع بالذات، لتقول بتمني وهي تنهض
- ربنا يسهل يارب وأشوفك احلى عروسة.
- يااااارب، قالتها الأخيرة مع نفسها بأمل ولكن سرعان ما اخذت تعض أناملها بتـ.ـو.تر من ماهو قادm
أستلقى بإرهاق شـ.ـديد على الأرض السمند الصلبة بالمستودع الخاص به بعد ساعات طويلة من التمارين القاسية، كان يتنفس بصوت عالي
وهو مغمض العينين ولكنه يقسم بأنه يراها أمامه طول الوقت وكأنها حقيقة وليس خيال
سحب هاتفه واتصل بها وهو لا يعرف لما فعل هذا ولكن ما إن أتاه صوتها الناعم حتى قال آمرا وبشكل مباشر.
- سيلينا جهزي نفسك ع الساعة تمانية
أبعدت الهاتف عن أذنها بتفاجؤ ثم أعادته وقالت باستفسار: خير!
ليأتيها رده الواثق: عازمك ع العشا
سيلين بسخرية: بمناسبة إيه
- الهدنة
- اااه قصدك إن الأسبوعين اللي أدتهملي دول هدنة
- بالضبط كدة...
- بس أنا برفض عزومتك دي بكل بساطة
- ماهو مش بمزاجك، ما إن قالها ببرود جليدي أقرب مايكون للقطب الشمالي وهذا ما جعلها تتنرفز وهي تقول: شاهين.
- هممممم، همهم بها باسترخاء لترفع حاجبها بمكر وهي تقول: وحشتك مش كده، اعترف
رفع حاجبه بإعجاب من طريقتها
- واثقة أنتي من نفسك
أسبلت برموشها بدلع وكأنه يراها
- فوق ما تتخيل
سحب نفس عميق وأخذ يمرر باطن كفه على وجهه بتعب فهي بطريقتها هذه أشعلت النار بجسده، ليقول بنبرة مليئة بالتحذير: سيلينا
- نعم
زفر أنفاسه وقال: تمانية بالدقيقة هاااا
سيلين باستغراب من كلامه: بقولك مش هاجي.
- وأنا بقولك هتيجي، سلام، ما إن قالها حتى رمت هاتفها بانزعاج على الأريكة، و بعد مدة من التفكير والاستنتاج خرجت متوجهة الى غرفة أختها
اما عند داليا ما إن دخلت بهدوء الى غرفة نومها حتى وجدت زوجها الحبيب مستلقي على السرير ويضع ساعده على عينيه، أخذت تراقبه ومن أثر تنفسه علمت أنه مستيقظ...
استلقت الى جانبه وأسندت رأسها على عكسها وباليد الأخرى أخذت تداعب خصلاته السوداء المتغلغلة به شعيرات فضية زادت وسامته أضعاف...
- سعد، نطقتها بصوت خافت مبحوح وما إن همهم بصمت حتى أكملت بنفس نبرتها ولكن بعدmا اقتربت منه أكثر لتداعبه بأنفاسها، بحبك
ابتسم بحب ولكن سرعان ما رد عليها بمشاكسة
وبلا مبالاة مصطنعة: ربنا يسهلك ياحجة.
شهقت بصوت عالي وأخذت تضـ.ـر.به على كتفه وصدره بقوة وهي تقول بانفعال- حجة ايه، ده أنا أصغر منك
أخذ يضحك عليها بقوة بعدmا مسكها من معصميها ليمنعها من الضـ.ـر.ب وهو يقول
- خلاص بقا اهدي صحتك
نظرت له داليا باختناق: هو أنا فعلا عجزت بنظرك
ضحك سعد عليها وقال: لا طبعا
- أوعى كده أنت بتكدب عليا، قالتها وهي تبتعد عنه لتنهض بزعل ولكنه سحبها إلى أحضانه وهو يقول: داليا، دودو، يابت أنا بكلمك عيب كده
- نعم عايز إيه.
سعد بحب: وأنا كمان بحبك
داليا بضيق- لسه بدري كنت خليها لبكرة
- أنا هقولها النهاردة وبكرة وبعده هو أنا عندي أغلى منك
- كتر خيرك. تفضلت عليا، ما إن قالتها بدلال حتى ابتسم لها وقبل صدغها بعمق ثم أخذ يشـ.ـدد من احتضانها، عم السكون لدقيقة كاملة بينهما لا نسمع من خلاله سوا صوت أنفاسهما المنتظمة نوعا ما وكأنهما يأخذان طاقتهما من وجودهما معا...
همست داليا بعدmا سحبت رأسه الى صدرها وأخذت تداعب خصلاته.
- لسه زعلان من ميرال
سعد بتسائل: أنتي شايفة ايه
- أنا شايفة إنك معاك حق وبنفس الوقت هي كمان معها حق، ما إن قالتها حتى رفع لها وجهه بانفعال وهو يقول
- معاها حق تقف بوشي، معاها حق تخون ثقتي...
معاها حق تكـ.ـسرني، كل مشاكل شغلي بكفة و و.جـ.ـعي منها بكفة تانية، حبيتها وداريتها أكتر من روحي ده جزاتي ليه
داليا بتوضيح- أنا مش قصدي اللي فهمته والله، هي غلطانة صح. بس
سعد بحدة: بس إيه.
داليا بتريث- اسمعني كويس وحاول تفهمني، ميرال بنوتة مليانة أحاسيس ومشاعر و شيء طبيعي إنها تقع بالحب، هي مش حجر، زيها زي أي بـ.ـنت...
تعرف لو كانت صغيرة كنت قولت إنها فترة مراهقة وهتعدي، بس هي عندها 28سنة مش صغيرة و واعية و اللي أنا شايفاه دلوقتي إن بـ.ـنتنا حبت
بجد، احنا لازم نساندها مش نعاديها، هو احنا عايزين ايه غير سعادتها
سعد بغيرة شرقية: عايزاني أشوف بـ.ـنتي بتحب وتعشق شريكي بالشغل واجي أقولها برافوووو.
ااااااانت تجننتي
- مش حكاية برافو، أنا قصدي لو جه و اتقدm لها وافق. ليه لاء، ما إن قالتها حتى باغتها باستفسار
- أوافق على إيه بالضبط، عايزاني أسلمها ليه بإيدي، والله لو على مـ.ـو.تي ما هيحصل
- سعد مش كده اااالله، ده مش وقت غيرتك
البـ.ـنت من حقها تختار اللي هتتجوزه
- وما اختارتش غير ياسين.
داليا باستغراب: وايه عيبه، مش ده اللي أنت دخلته بيتك ونزلتنا مصر عشان تشتغل معه، مش أنت اللي أخدتها معاك الشركة وحطتها قصاده
- أخدتها عشان تشتغل معايا وأبقى مطمن عليها مش عشان. اااء
قاطعته وهي تضـ.ـر.ب كفيها ببعضهم وتقول.
- وأهي حبته، هنعمل ايه بقى دلوقتي، ايه الحل وهو جاي بكرة يخطبها منك رسمي وهي موافقة.
- ييجي فين هو لوي دراع ولا إيه، قالها وهو ينهض من السرير ليخرج بسرعة متوجها نحو غرفتها ليفتح الباب عليها بقوة مما جعلها تنهض بخـ.ـو.ف وهي ترى والدها يدخل عليها وخلفه والدتها...
تأوهت بألم عنـ.ـد.ما انقض عليها وسحبها من عضدها بقوة وهو يصـ.ـر.خ: شوفي يابت أنتي ياسين ده بالذات لو هتمـ.ـو.تي مش هوافق عليه...
مسكته سيلين من عضده خـ.ـو.فا على أختها وهي تقول: بابا بالراحة عليها
نظرت له ميرال بحـ.ـز.ن
- ليه بس!؟ إيه السبب لموقفك ده.
نفضها من يده وقال بانفعال شـ.ـديد: مش مناسب ليكي، أنتي فين وهو فين...
لوت شفتيها كالأطفال ونظرت له بذبول وهي تقول: بس أنا موافقة حتى لو في اختلاف مافيش إنسان كامل.
سحب شعره الى الخلف وجلس بنكسار على طرف فراشها وهو يقول: بالله عليك يابـ.ـنتي اعقلي وبلاش تو.جـ.ـعي قلبي عليكي أكتر من كده، ده أنتي لو بتمشي على صراط أمك مش هتعملي كده، وكإن الزمن بيعيد نفسه معايا بس أنا أكيد مش هعيد غلطتي معاكي زي ما عملت معاها و وافقت أديها ل ماهر...
جلست ميرال أمام قدmيه وقالت: ليه بتاخدني بذنب الماضي ده مافيش نقطة مشتركة مابينهم.
- لاء في، ياسين معندوش أهل غير أخوه مقطوع من شجرة لا أعرف ليه لا أصل ولا فصل سألت عليه كتير، بالشغل مافيهوش غلطة سمعته بتلمع زي الجنيه الدهب بس بحياته الخاصة محدش يعرف عنه حاجة، ده غير اسم العيلة اللي بدأ يوغوشني ده
نفس الشريط بينعاد عليا بتاع ماهر اللداغ بس المرادي بأسم ياسين، الاتنين نفس الغموض عشان كده بقولك مستحيل
- بس أنا بحبه، ما إن قالتها ميرال باندفاع حتى
رفع يده للأعلى وصرخ: ميرااااااال!
انتفضت ورجعت الى الخلف بخـ.ـو.ف وأخذت تبكي بقوة وهي تقول
- في إيه هو أنا وأنت مش صحاب من زمان و دايما بنقول أسرارنا لبعض إيه الجديد في كده...
يده المرفوعه بالهواء بدلا أن يضـ.ـر.بها سحبها بها إلى صدره واحتضنها بقوة شـ.ـديدة وأخذ يقبل شعرها ثم أبعدها عنه قليلا ونظر الى عينيها وقال بقرار قاطع: شوفي هو هييجي بكرة وهيطلبك، لو وافقتي عليه لا أنتي بـ.ـنتي ولا أنا أعرفك
نظرت له بتوسل وقالت بدmـ.ـو.ع: بابا.
سعد بجمود: اللي عندي قولته، والقرار ليكي
- أكيد هتختارك أنت يابابي، ما إن قالتها سيلين بو.جـ.ـع حتى هز رأسه بقهر وهو يقول: هنشوف
وما إن خرجوا حتى ركضت سيلين الى أختها وهي تقول بلهفة: واقفة كده ليه، اجري روحيله وطيبي خاطره وقوليله مش تختاري غيره ده مافيش وجه مقارنة أصلا، ميرال، بصيلي أنا بكلمك...
- بابا هيسامحني مش كده، ما إن قالتها بخفوت حتى عادت سيلين بجسدها الى الخلف مذهولة من ما سمعت لتقول بعدm تصديق.
- أنتي بتتكلمي جد! كل كلامي معاكي بقالي ساعة راح كده، أنتي إيه عامية لدرجاتي، بصي لو وافقتي عليه حتى أنا مش هتلاقيني جنبك اختاري ياعيلتك يااااااا ابن اللداغ بتاعك ده
قالت الأخيرة بكره ثم تركتها وخرجت لتذهب على الفور لهاتفها وما إن سحبته حتى اتصلت عليه وهي تحرك قدmها بقلق وما إن فتح الخط حتى قالت بضيق: أنت فييين عايزة أشوفك.
ضحك بشمـ.ـا.تة وقال بانتصار: مش قولتي مش هتيجي ايه اللي غير رأيك، وخلاكي حتى مـ.ـا.تستنيش لليل...
شهيق وزفير، زفير وشهيق، هذا ما كانت تفعله وهي تحاول أن تهديء أعصابها ثم قالت
- عايزة أشوفك
- ايه وحشتك، اعترفي، ما إن قالها حتى أغمضت عينيها بضيق فهو يستخدm كلمـ.ـا.تها ضدها عند هذه النقطة لم تتحمل أكثر أغلقت الخط بوجهه بعصبية.
كادت أن ترمي الهاتف هذه المرة على الحائط ولكن قبل أن تنفذ فكرتها هذه، أتتها رسالة محتواها كان، بأنه سيكون بالمكتب بعد نصف ساعة من الآن
خرجت متوجهة له دون تردد أو تفكير حتى وبالفعل ماهي سوا مسألة وقت وكانت تفتح باب المكتب عليه بغضب دون أن تطرقه حتى لتجده يجلس خلف مكتبه بكل شموخ، شموخه هذا يرفع ضغطها حقا
ذهبت نحوه مباشرة لتمسكه من سترته بقبضتيها وهي تقول: أخوك ناوي على ايه.
نظر بكل استمتاع الى ذلك الشرار الذي يقدح بمقلتيها وهو يقول: على كل خير
حركت رأسها باستنكار وهي تقول
- مافيش خير ييجي من وراكم
ليقول بإطراء وهو يرفع يده يتحسس بشرتها
- مش بقولك ذكية...
سيلين بعدm فهم: ليه كل ده، أنتم عايزين توصلوا لأيه
- مالكيش في
سيلين بأصرار: لااااء ليا في، سامع ليا، و ابعد أخوك عن ميرال
شاهين ببرود: إيه المقابل؟
- يعني هو بجد مش بيحبها، ما إن قالتها بصدmة ممزوجة بالحـ.ـز.ن والدmـ.ـو.ع لمعت بعينيها حتى حاوط خصرها بذراعه بسرعة وسحبها نحوه ليجبرها تجلس على فخذه وهو يقول
- كل الزعل ده عشان أختك، يابختها بحبك ليها
وبعدين مكبرة الموضوع ليه ده عايز يتقدmلها رسمي
فين المشكلة طالما بيحبوا بعض، عقبالك، قال الأخيرة وهو يقرص شفتيها بخفة ثم سحب يده وقبل أناملها التي لمس طراوتها بهم
حركت رأسها بتفهم ثم ابتسمت بمكر وتوعد...
لتسند ساعدها على صدره وهي تميل علية بحركة جريئة وقالت بتأكيد: ما أنا هحب، طبعا، بس الأكيد مش هتكون أنت الطرف التاني
مط فمه بتفكير ثم قال بجدية وكأنه يخبرها بما سيحدث بالفعل: بعد أسبوعين هتكوني مراتي
- احلم بسلين ومش هطولها، واللي ياسين بيعمله هطلعه على عينك، قالتها بجدية وهي تبعد يده عنها وتنهض وما إن وصلت الباب وكادت أن تخرج حتى نظرت له وأكملت بتوعد جاد بطريقة غريبة...
و وعد مني زي ما أخوك ناوي يكـ.ـسرها أنا هكـ.ـسرك
ومش هكون سيلين بـ.ـنت سعد إن ما عملت كده
خرجت وأغلقت الباب خلفها بقوة ولكن لم تكن سوا خطوتين فقط حتى انتفض جسدها على صوت تكسير فظيع يأتي من الداخل...
فعلى مايبدو بأن كلمـ.ـا.تها البسيطة أثارت جنونه، طربت شعرها بدلال و ابتسمت بسعادة ثم أستأنفت طريقها باستمتاع فغضب وإنفعال الاخر هو المطلوب، ف بالتأكيد لن تجلس مكتوفة اليدين وهي ترى عائلتها حزينة وصاحب السبب سعيد.
لابد أن يتذوق من نفس الكأس ويحـ.ـز.ن قليلا، فهي تؤمن بمقولة طباخ السم يتذوقه. وهذا ما حدث حرقت اعصابه هو أيضا لتشفي غليلها منه
حل الليل وعم الظلام، في المساء كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام بتركيز ولكنها قطبت جبينها وكتمت صوتها ما إن وجدت أحدا ما يحاول أن يفتح الباب من الخارج ويفشل.
شحب وجهها ودب الرعـ.ـب بأوصالها هل ستعاد عليها تلك الحادثة أم ماذا، نهضت بترقب واقتربت من باب الشقة ونظرت من العين السحرية لتتفاجئ بأن الذي خلف الباب ماهو سوا يحيى الذي ما إن فتحت له بسرعة حتى دخل بخطوات مترنحة وهو بالكاد يستطيع أن يسند طوله، أما رائحته كانت مقرفة لأبعد حد.
امتعض وجهها باشمئزاز لتغلق الباب خلفه بعنف ثم تخطته وذهبت الى غرفتها وأغلقتها عليها من الداخل ما إن وجدته يناديها بتمني أن تبقى معه حتى قالت بصوت عالي: والله لو تمـ.ـو.ت ما أنا فتحالك دي مابقتش عيشة دي...
ذهبت بضيق الى فراشها تحاول النوم ولكن اي نوم هذا وعقلها وكيانها وتركيزها بالكامل مع الذي بالخارج، أخذت تتقلب وهي تريد أن تتجاهل ذلك الصوت الذي بداخلها الذي يطالبها بأن تخرج له.
اعتدلت بجسدها وقالت مع نفسها
- مش هخرج مش هخرج أبدا
بعد مرور عشر دقائق فتحت الباب وأخرجت رأسها منه كالفأر وأخذت تبحث عنه بنظرها لتجده مستلقي على الأريكة مغمض العينين، استغفر الله العلي العظيم، قالتها بهمس وهي تقترب منه بضيق على حاله هذا
وما إن جلست أمامه حتى وجدته يفتح عينيه بكسل وهو يقول بكلمـ.ـا.ت مجروره وكأنه نائم
- غلااااااااتي، أنا جعان.
- طب قوم خد دوش عشان تصحصح وأبقى أعملك أي حاجة تطفحها، قالتها وهي تسحبه بكل قوتها من يده لينهض ولكن هيهات لم يتحرك حتى إنش واحد حتى...
- يحيى
- هممممم
- قوم بقى...
نهض معها وهو يسند كل ثقله عليها حتى كادت أن تقع لولا الحائط الذي انضـ.ـر.بت به لتتأوه بألم ثم ضـ.ـر.بته وهي تنظر له
- اااايه مش تحاسب يا طور، إيه التقل ده كله.
- انت حلوة كده ليه، قالها وهو يلتصق بها بشـ.ـدة ليقبل وجنتها بقوة وما إن كادت أن تدفعه بصدmة حتى باغتها بقبلة أخرى على وجنتها الثانية ولكن ما جعلها تهدأ نوعا ما عنـ.ـد.ما همس لها بعدmا وضع جبهته على خاصتها، مش هتسبيني صح
وضعت يديها على صدره ودفعته عنها قليلا وهي تقول بهدوء: أنت صاحي صح
أومأ لها وهو يبتعد عنها ويقول بخمول متوجها للحمام بخطوات متعثرة: أيوة صاااحي، صااااحي
ماشربتش كتير هي إزازة وحدة بس.
تأفأفت وذهبت نحو المطبخ لتعد له الطعام وهي تشتمه من بين أسنانها وما إن انتهت وأخذت تسكبه حتى وجدته يدخل ويجلس عند طاولة الطعام بهدوء
نظرت له كان يرتدي بنطال منزلي لونه رصاصي وعاري الصدر وعلى أكتافه منشفة سوداء، و شعره المبلل منكوش ولكن بطريقة يخـ.ـطـ.ـف بها قلوب العذارى.
لا تعرف لم تـ.ـو.ترت كل خليه بها من منظره هذا حاولت أن تتعامل بعدm اهتمام ولكن ماحدث هو، أخذت تضع الأطباق أمامه باهتمام فطري لم تشعر به فهي كانت كل ثانية والأخرى تضع أمامه شيء وكأن الذي أمامها طفل وهذا ما جعل الآخر يبتسم بسعادة متناهية ليبدأ بالتهام كل شيء أمامه بشراهة ولكن ما زاد سعادته اضعاف عنـ.ـد.ما رفعت قطعة من الرغيف المغمس بالصوص الدجاج وأطعمته بيدها ولكن ما جعلها تستوعب حالتها الغريبة هذه وما تفعله الان هو عنـ.ـد.ما سحب يدها وأخذ يقبل باطن كفها ببطئ.
سحبت يدها منه بتـ.ـو.تر وما إن كادت ان تنهض لتهرب من نظراته ليلفت نظرها ساعده المجروح...
مسكت يده وأخذت تتفحصه بلهفة لتجد جـ.ـر.ح بشع و طويل وعميق يبدأ من رسغه حتى عكسه...
رفعت نظرها له وهي تقول بذهول
- مين اللي عمل فيك كده، وليه؟
صمت ولم يرد عليها وأخذ يمرر نظره على وجهها ومعانيها الجميلة وهذا ما جعلها تشرد بخيالها بما كان يحصل بالمكان الغريب الذي كانت فيه. لتقول بخفوت وهي تغلي بداخلها
- امتى حصل ده.
- النهاردة
غالية بانفعال: ازاي قدروا يأذوك كده، أكيد تكاتروا عليك، صح؟
رفع طرف فمه بتمسكن ظريف: ربنا يسامحهم بقى
غالية برد فعل عفوي: لاء ربنا ينتقم منهم، شوف إيدك مسلوخة ازاي
كاد أن يطير فرحا من خـ.ـو.فها عليه هذا، يااا الله كم هي جميلة، داخلها نقي وصافي كقطرات الندى
- تصبح على خير، قالتها بخجل وهي تنهض لتفر من أمامه هاربة ما إن لاحظت نظراته الجريئة المسلطة عليها مع ابتسامته اللعوبة المغلفة بالغرور.
دخلت غرفتها لتدفن نفسها بنعاس داخل فراشها الدافيء لتغفى عينيها بنوم عميق، بعد ساعات طويلة ومن بين طيات نومها الثقيل اخترق طبلة أذنها صوت أنينه العالي
انتفضت بخـ.ـو.ف وأخذت تتلفت حولها ولكن ما إن سمعت صوته يصـ.ـر.خ باستنجاد، حتى رفعت غطائها وركضت للخارج بخـ.ـو.ف لتجده مستلقي على الأريكة الجلد، نائم على بطنه وهو يحرك رأسه بانزعاج شـ.ـديد ويغلق عينيه كان واضحا عليه جدا أنه يعيش كابوس بشع للغاية.
ركضت للثلاجة وأخرجت ماء مثلج لتفرغه بوعاء عميق ثم عادت أدراجها له لتجلس أمامه بسرعة وأخدت تبلل أناملها ثم اخذت تمررها على وجهه
وهي تقول بخـ.ـو.ف عليه بعدmا قرأت على الماء آية الكرسي والمعوذات كما تفعل والدتها لها، فهي تعلمت فعل هذا منها
- بسم الله، يحيى اصحى
كلمـ.ـا.تها هذه واناملها البـ.ـاردة جعلته يفتح عينه على وسعهما بشـ.ـدة وهو ينهج بانفعال نظر لها ثم التفت حوله وكأنه يريد أن يستوعب ماذا هناك.
صك على أسنانه بعنف وأغلق عينيه و زاد صوت أنفاسه ما إن كررت فعلتها وهي بتمرير اناملها البـ.ـاردة على ملامحه مرة أخرى بالماء البـ.ـارد هذا غير همسها ب آيات قرآنية قصيرة
لانت تعابيره ونظراته مازالت معلقة بها وكأنه يريد ان يحفظ تفاصيلها مسك يدها وقال بنبرة قريبة للتوسل بعدmا رمى غروره عرض الحائط
- مـ.ـا.تسبنيش.
- مش هسيبك، أنا هبقى جنبك، يالا نام، قالتها وهي تعاود الجلوس أمامه ولكن تفاجأت ما إن سحبها نحوه و.جـ.ـعلها تستلقي الى جانبه كادت ان ترفض إلا أن لسانها انعقد بذهول عنـ.ـد.ما وجدت رأسه يتوسد صدرها...
كانت مستلقية وهو نائم بداخل أحضانها حرفيا
كادت أن تدفعه عنها وتصرخ به بانزعاج على فعلته هذه. ولكن هناك شئ بداخلها منعها من هذا، نظرت له لتجده قد غفى بسرعة على وضعه هذا.
اخذت تتأمله بفضول لتتحول نظراتها للإعجاب من شعره و وجهه وفكه العريض وأنف مستقيم ورموش...
عند هنا لم تتحمل وجدت نفسها مررت سبابتها على رموشه الطويلة بهدوء...
دفنت أنفها بشعره وأخذت تستنشق عطره، كانت خصلاته ناعمة بشـ.ـدة كا وبر القطط. ابتسمت باتساع على هذا التشبيه وهي تتخيل ماذا ستكون ردة فعله لو علم أنها تشبه شعره الذي يأخد وقت طويل بتصفيفه بشعر القطط، سيتحطم غروره وكبريائه أكيد، احممم حسنا مجرد التخيل فقط جعلها تشعر بالإنتشاء.
تنهدت ونظرت له مرة أخرى، كان متمسك بها وكأنه طفل ملتصق بوالدته ولكن ما إن تعمق بنومه رخت يديه عنها وهذا ما سهل لها انسحابها منه بالتدريج
رفعت الغطاء عليه لتدثره
- ربنا يهديك، وتبطل تشرب السم ده
قالتها بهمس ثم توجهت إلى الحمام لتؤدي فرضها وهي تدعو له بالصلاح
أشرقت شمس الصباح ليمر الوقت سريعا على أبطالنا بين التـ.ـو.تر والترقب والقلق، هناك قرارات مصيرية ستؤخذ اليوم والجميع ينتظر سماعها، و.
أخيرااااااا أتى الموعد المنتظر، مساء في فيلا الجندي بالتحديد بالصالة
- يعني مقطوع من شجرة أنت وأخوك، ما إن قالها سعد حتى حرك رأسه بتأكيد وهو يقول
- بالضبط كده
سعد بصدق: ياسين أنا لما شاركتك، دخلت من غير تردد الفلوس ممكن تتعوض أنا اللي بعملها مش العكس بس أنت في حياتك الشخصية ماضيك غامض ومش معروف، ودي بـ.ـنتي مش هقدر إني أجازف فيها، كنوز الدنيا كلها مش هتعوضني عن دmعة وحدة منها...
- قصدك ايه...
ليقول سعد برفض قاطع
- الجواز قسمة ونصيب بس نصيبك مش عندنا
- بس أنا وميرال بنحب بعض، ما إن قالها ياسين حتى نظر له سعد بغضب وقال بحدة
- بـ.ـنتي مش هتخرج عن طوعي
ياسين بإصرار: عايز أسمعها منها ولو رفضتني بنفسها أوعدك إني هانسحب بهدوء من حياتها
- ميرال، صرخ بها سعد بضيق من الآخر.
كان شاهين جالس بينهما يراقب كل مايحدث ببرود وهدوء تام ولكن سرعان ما قطب حاجبيه بترقب ما إن دخلت عليهم ميرال وقبل أن تلقي السلام وجدت والدها يقول بشكل مباشر وانزعاج واضح
- أنتي موافقة تتجوزي ياسين وتتخطيني
لمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها وشعرت بالإختناق وهي تنظر إلى والدها الغاضب ثم نظرت إلى حب عمرها، حاولت أن تبتلع لعابها الجاف ولكنها فشلت...
هذا والدها وهذا محبوبها، أي اختيار هذا...
إن اختارت والدها ستخسر العيش مع من تحب وإن اختارت معشوقها خسرت عائلتها بالمقابل، يا الله ما هذا الامتحان، بعد صمت طويل تحركت شفتيها بصعوبة وهي تقول: ااااء.
↚- أنتي موافقة تتجوزي ياسين وتتخطيني
لمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها وشعرت بالإختناق وهي تنظر إلى والدها الغاضب ثم نظرت إلى حب عمرها، حاولت أن تبتلع لعابها الجاف ولكنها فشلت...
هذا والدها وهذا محبوبها، أي اختيار هذا...
إن اختارت والدها ستخسر العيش مع من تحب وإن اختارت معشوقها خسرت عائلتها بالمقابل، يا الله ما هذا الامتحان، بعد صمت طويل تحركت شفتيها بصعوبة وهي تقول بصوت بالكاد يسمع
- مش موافقة.
عم الصمت المفاجئ بالمكان ما إن تردد صدى صوتها على مسامعهم مما جعل ياسين يفتح عينيه على وسعهما بصدmة فهو لا يصدق تلك الحروف التي خرجت من شفاهها، هل هي الآن رفضته...
ابتسم بسخرية ممزوجة بقهر وامتلأت نظراته بالحقد وهو يحرك رأسه بنعم وكأنه يتوعدها ثم نهض وخرج بغضب دون أن ينطق بحرف أو حتى ينظر لتلك التي تقف كالتمثال أمامهم
ليليه شاهين الذي نهض هو الآخر بكل شموخ وهو يقول بعملية.
- طالما مافيش نصيب نستأذن احنا...
اعتدل سعد بوقفته وصافحه باحترام وقال
- شرفتم. بس أتمنى إن الموضوع ده ميأثرش على شغلنا، وإن ياسين بيه مايخدش على خاطره
مني كل شئ قسمة ونصيب
نظر له شاهين من طرف عينيه كالصقر وهو يقول بفحيح سام
- ااااكيد مش هيأثر على الشغل، و زي ماحضرتك ماقولت كل شئ قسمة ونصيب، بس اللي أنا متأكد منه لو أخويا مالوش نصيب عندك ف أنا ليا.
قال الأخيرة وخرج دون أن ينتظر الرد منه ليقطب سعد جبينه باستغراب من كلامه هذا ولكن قبل أن يحلل ما مغزى كلمـ.ـا.ته
وجد ميرال مـ.ـا.تزال تقف بمكانها والدmـ.ـو.ع تلمع بمقلتيها وشفاهها ترتجف باختناق وكأنها على وشك الانفجار، أقترب منها وهو يقول بحـ.ـز.ن على منظرها هذا: نـ.ـد.مانة؟!
- عمري ماهنـ.ـد.م على اختياري ليك يابابا، قالت الأخيرة وغصت بعبراتها ليتم إطـ.ـلا.ق سراح دmـ.ـو.عها رغما عنها ما إن سحبها والدها الى أحضانه وأخذ يملس على شعرها و يقول
- صدقيني اللي عملته دلوقتي هو ده الصح، أبعدها عنه قليلا ليجعلها تنظر له ثم أكمل بخـ.ـو.ف، أوعي
ياميرال تشيلي بقلبك عليا، ربك وحده العالم أنتم بالنسبالي ايه، ده أنتي وأختك نور عيوني اللي بشوف فيها فما تلومنيش على حرصي عليكم.
أومأت له وهي تبعد يده عن وجهها ثم مسحت دmـ.ـو.عها وهي تقول برضوخ
- اللي تشوفه يا بابا أنا معاك، و أكيد أنت صح مـ.ـا.تشغلش بالك بيا، تصبحوا على خير، قالت الأخيرة وهي تنظر الى والدتها التي كانت تراقب حوارهم هذا بحيرة ممزوجة بحـ.ـز.ن لحـ.ـز.نها هي
تركتهم و صعدت الدرج متجهة إلى غرفتها
أما عند سيلين ما إن وجدت شاهين خرج الى الحديقة حتى لحقت به ونظرات الشمـ.ـا.ته تزين حدقتيها بوضوح تام فهي لم تحاول حتى أن تداريها عنه.
- يعيش أخوك وياخد غيرها يامتر، ما إن قالتها وهي تنظر له من الخلف حتى وجدته توقف والتفت له وقال
- اللي هي ايه
- القفا، ماهو خد حتة قفا إنما اااايه ما اقولكش عليه عنب
رفع أحد حاجبيه بحدة، فرحانة فيه
أغمضت عينيها وفتحتهم بدلال وهي تقول
- فوق ما تتخيل
- أختك جنت على نفسها، ياسين مش هسيبها، ما إن قالها بجدية تامة وصدق فهو يعلم أخيه حق المعرفة.
رفعت سيلين منكبيها وهي تقول بلامبالاة: وماله، يجرب تاني وتالت ويترفض بردو ما أنا قولتهالك من الأول يعيش وياخد غيرها، و افضل احلم أنت وأخوك ببنات الجندي ومش هيطولوا ظفرهم
مرر نظره على قامتها من الأسفل الى الأعلى ببطئ وكأنه يتفحص تفاصيلها بدقة، كانت ترتدي جينز أزرق قصير يصل حتى نصف الساق مع بادي قصير زهري اللون وخصلات شعرها الطويل منثورة على ظهرها بأهمال، مال بوجهه نحوها قليلا وقال
- مغرورة.
وضعت أطراف أناملها بجيوب البنطال وهي تقول: ومتغرش ليه وأنا بـ.ـنت سعد
- هو محدش هيعلم على سعد غيرك
- شاهين، أنت عايز من بابا إيه، قالتها بهدوء وهي تنظر إلى عمق عينيه ليبادلها النظرات بعدmا رفع يده وأخذ يتلمس نعومة وجنتها بظهر أنامله الخشنة ليقول بعد صمت عصف بهما الإثنين
- عايز آخدك منه و أحرق قلبه عليك، يا إما أحرق قلبك ده عليه، والخيار ليكي، مع إني ماكنتش ناوي على كده وده ضد مبادئي بس أنتي السبب...
أنتي اللي زرعتي نفسك قصادي ولفتي نظري ليكي، ودخلتي هنا، قالها وهو يؤشر على رأسه
وما كان ردها على كلامه هذا سوا أنها رفعت ذقنها أكثر بتباهي وهي تقول بعدmا جمعت شفتيها كالاطفال بتفكير
- اممممم بس اللي أنا شايفه دلوقتي إن قلبك انت اللي محروق وريحة الشياط وصلتني كمان...
ده أنا حتى من مغير ما أعمل حاجة طلعت مدوخاك السبع دوخات يا ابن اللداغ وخليتك تتخلى عن مبادئك كمان، تتخيل كده معايا بقا لو حطيتك بدmاغي ولاعبتك هيحصل فيك ايه؟
كنت تقدر تتجاهلني وتكمل شغلك ولا كأنك شايفني قصادك ده لو أنا فعلا زرعت نفسي قصادك زي ما حضرتك بتقول، بس شكلي كده والله أعلم إني معلمة على قلبك جـ.ـا.مد من غير ما أعمل أيوتها حاجة، ده أنت حتى شكلك كده كل يوم بتحلم بيا، بس لو طلع كلامي ده صح، نصيحة مني كملها أحلام بقا لأن ده عمره ما هيتحقق فمـ.ـا.تتعبش نفسك
شاهين بإعجاب بشخصيتها فهي تروقه حقا
- هاخدك سيلينا، هاخدك وهتبقي ليا لوحدي...
وهتجيني بنفسك وهتشوفي.
سيلين بانزعاج: ماهو أنا عايزة أشوف، هتجيبني لحد عندك ازاي وبصراحة كده عايزة أشوف أفعال زهقت من الكلام اللي لا بيودي ولا بيجيب
- أنتي اللي جبتيه لنفسك، قالها بتوعد ممزوج بستمتاع وهو يقرص شفتيها بخفة ويكز على أسنانه بتمنى لتضـ.ـر.ب يده وهي تقول بانفعال
- يووووه بطل بقا حركتك دي
شاهين بمراوغة- اااالله بحبهم مش بيدي
- اللي هما ايه
- شفايفك يابطة
- ومالقتش غير البطة! ده بدل ما تقولي يا غزال حتى كلامك بيئة زيك.
- صدقيني مش هتفرق كتير الاثنين حـ.ـيو.ان...
قالها وانفجر بالضحك عليها عنـ.ـد.ما وجدها فتحت فمها بصدmة منه فهو حقا قصف جبهتها ثم تركها وذهب نحو سيارته وما إن صعد حتى أنزل الزجاج ليبعث لها قبلة بالهوا وهو مايزال يضحك من كل قلبه
انطلق خارج سور الفيلا وهو يكاد ان يطير من سعادته بها فهي برغم طولة لسانها واستفزازها له الا أنه لا يجد الراحة إلا بقربها، لا يظهر هذا الجانب المرح من شخصيته إلا معها هي، هي فقط.
ولكن سرعان ما غابت ابتسامته ما إن وصلته رسالة نصية من أحد رجـ.ـاله محتواها مختصر
(الباشا الصغير هيودي نفسه بداهية )
- يحيى، تمتم بها بخـ.ـو.ف حقيقي وهو يتذكر أخيه الصغير الغائب منذ يومين، رفع هاتفه وأخذ يتصل عليه مرة واثنان وثلاث، حتى أتاه الرد بثقل وهو يقول
- الو
شاهين بلهفة: أنت فين
- ليه في حاجة، ما إن قالها باستغراب حتى صرخ به
الآخر: يحيى! مـ.ـا.تردش على سؤالي بسؤال
قولي أنت فين.
يحيى بتـ.ـو.تر: احممممم أنا سهران مع أصحابي
- بتطفح السم مش كده، ما إن قالها حتى صمت الآخر ولم يقل شيئا مما جعل شاهين يعتصر الدركسيون بأنامله بقوة ثم قال بأمر
- اسبقني ع الوكر
ليقول يحيى برفض
- مش هدخل الزفت ده تاني أنا سبت الشغل هناك...
رفع شاهين الهاتف ونظر الى شاشته بعدm تصديق ثم أعاده إلى أذنه وهو يقول بذهول.
- تسيب إيه يلااااا هو أنت شغال موظف حكومة وأنا معرفش، يحيى! كلمني عدل وبلاش تطلع جناني عليك، أنا عايز أوصل المستودع ألاقيك قصادي فاااااااهم، بقولك فاهم ولا لاء
- خلاص ياهجين فهمت مسافة السكة وهكون هناك
أنهى المكالمة وأكمل طريقه نحو وكر الافاعي
فيلا الجندي بالتحديد بغرفة ميرال التي كانت تتوسط فراشها الوثير، نائمة بوضعية الجنين وهي تحتضن قميصه بين ذراعيها بقوة ولكن سرعان.
ما خبأته تحت الغطاء ومسحت دmـ.ـو.عها ما إن ارتفع صوت طرق الباب ليليه دخول سيلين و والدتها التي دخلت وهي تحمل كأس عصير بيدها لتضعه بجانب سريرها ثم جلست إلى جوارها وقالت بحنان
- أنتي كويسة يا قلبي...
دثرت نفسها بالفراش أكثر وهي تقول بجمود بعدmا مسحت أنفها الأحمر
- إن شاء الله هبقى كويسة ادعيلي أنتي بس
سيلين بستغراب: كنت مفكرة إنك هتختاريه هو.
- أنا بحبه آه بس بحب بابا أكتر، ما إن قالتها ميرال بتنهيدة حتى أخذت داليا تمرر يدها على رأسها وهي تقول بقهر عليها: بس كده هتتعبي ياقلبي
- مش مشكلة المهم بابا مرتاح
- صح أهم حاجة رضا بابا، قالتها سيلين بتأكيد وهي تجلس الى جانبها من الطرف الآخر وتحتضنها بقوة ثم أخذت تتسلل الى جوارها أكثر وأكثر حتى أصبحت مستلقية معها وهي تقول
- أنا هنام جنبك الليلة
ميرال برفض: لاء مش عايزة.
لوت سيلين شفتها السفلية بزعل وهي تقول
- ليه بس
- عايزة أبقى لوحدي، ما إن قالتها باختناق حتى
ردت عليها أختها: ميرو أوعي تزعلي عليه والله مايستاهلكيش
نظرت ميرال الى والدتها بتوسل
- عشان خاطري سيبوني لوحدي شوية
داليا بمسايرة: طيب ياحبيبتي اشربي عصير الليمون ده ونامي بعدها هترتاحي إن شاء الله
أبعدت وجهها عنها وقالت: ماليش نفس.
داليا بترجي: عشان خاطري ياقلب أمك أنتي، ده أنا وصيت الشغالة تعملهولك مخصوص فريش عشان يهدي أعصابك
- هاتي عنك، قالها سيلين وهي تريد أن تأخذه منها إلا أن والدتها ضـ.ـر.بتها على يدها بخفة وهي تقول
- بلاش طفاسة ده بتاع ميرو
- بقا كده...
- خلاص هاتيه، قالتها وهي تشربه كله دفعه واحدة لترفع سيلين حاجبيها وهي تقول بذهول مضحك
- دي خلصته بشفطة واحدة، أومال ايه اللي ماليش نفس...
- بس يا أم لسان سيبي أختك بحالها، ألف هنا على قلبها...
- ماشي هنسيبها مـ.ـا.تزقيش بس، ده طلع الدلع كله لست ميرال وأنا ليا رب كريم
نظرت لها داليا باستنكار: اللي يسمعك يصدقك ويقول غلبانه والقطة تاكل عشاها
سيلين بضحك: وحياتك يامامي مش بس العشا ده أنا بديها الغدا كمان أصلي بعمل دايت...
داليا بانزعاج: دايت إيه بس. ده انت قربتي تنشفي...
وقفت سيلين لتتباهى بقوامها الممشوق أمامهم وهي تقول- انشف ايه بس. دي الموضة عود فرنساوي يا دودو
- بلا فرنساوي بلا ألماني، هو في أحلى من الست المليانة شوية اللي كلها صحة كده، يجي جوزها يحـ.ـضـ.ـنها يلاقي حاجة طرية كده تبل ريقه، كانت تتكلم باندفاع لتضـ.ـر.ب سيلين كفيها ببعضهم وهي تنظر الى أختها
- سمعتي اللي سمعته ياميرو وأنا أقول ليه بابا مش شايف غيرك طلعتي مش سهلة ياست مامي و عارفة
ازاي تطريها عليه كويس.
ابتسمت ميرال على وجه والدتها الذي اكتسى باللون الأحمر مما جعلها تنهض بخجل وتقول بعصبية مفتعلة قبل أن تتركهم وتخرج
- انتم قليلات الأدب، والحق عليا إني قاعدة آخد وأدي معاكم
ضحكت عليها سيلين بشقاوة ثم نظرت الى أختها الشاردة وهي تقول بتشجيعها بعدmا مسكت يدها
- اللي عملتيه النهاردة هو ده الصح صدقيني أنتي تستاهلي حد أحسن منه بكتير.
ابتلعت لعابها وقالت ببكاء مليئ بالنكسار: بس ياسيلين انا بحبه هو، مش عايزة اللي أحسن منه، يا ياسين يا ما فيش
- يبقى بلاه الجواز أحسن لأنه بجد مايستاهلكيش ولا يستاهل الدmعة دي اللي بتنزل من عنيكي
مسكت ميرال رأسها الذي أخذ ينتفض بشـ.ـدة بشكل مفاجئ وكأن هناك ماس كهربائي لتصرخ بها بانزعاح
- أنتي بتقولي كده عشان بتكرهيه
- ليه مش عايزة تصدقي إنهم عايزين يؤذو بابا فينا
وده مش كلامي على فكرة ده كلام شاهين.
دفعت غطائها عنها و استقامت بجسدها الذي أخذ ينتفض ويديها أخذت ترتجف بأعصاب وهي تقول بألم: لااااء ياسين مش كده هو غير أخوه
سيلين بأصرار: لاء كده بس أنتي عنيكي معمية مابتشوفيش إلا اللي هو عايزك تشوفية، ده مليان عيوب، ده إنسان قذر فوق مابتتخيلي
- سيلين اطلعي براااا مش عايز أسمع حاجة، صرخت بها ومسكت رأسها وهي تنهج بشكل فظيع وكأنها خرجت للتو من السباق.
انصدmت سيلين من ردة فعلها وانهيارها هذا لتقترب منها وهي تحاول أن تمسكها وتقول
- مالك بتعملي كده ليه، خلاص أنا آسفة اعتبريني ماقولتش حاجة، بس بلاش تزعلي نفسك بالشكل ده
جلست ميرال على الأرض وأخذت تسحب شعرها وهي تصرخ بجنون
- أنتم عايزين مني اااايه، رفض ورفضته. اللي عايزينه عملته. سيبوني بقى في حالي، أفضل أحبه أو لاء دي حاجة ترجعلي، ساااامعة...
قبل هذه الأحداث بربع ساعة على الجانب الآخر من الفيلا دخلت داليا الى غرفتها بعدmا تركت ابـ.ـنتيها معا ذهبت وجلست أمام زوجها الشارد بذهنه بعيدا لتنطق بغضب
- عجبك كده، يارب تكون دلوقتي مبسوط بكـ.ـسرتها دي...
اعتدل بجلسته وقال باستفهام- أنتي بتقولي ايه؟
داليا بهجوم: بقول إنك أناني ومابتحبش غير نفسك، غيرتك المـ.ـجـ.ـنو.نة على بناتك عمتك لدرجة خلتك تخيرها بينك وبين اللي قلبها اختاروا، ايه الجبروت ده يا أخي، وكل ده عشان ايه، عشان بس ترضي غرورك لأنك عارف ومتأكد إنك لو خيرتهم هيختاروك انت.
تمعن بها قليلا ثم قال بهدوء: بتلوميني على إيه؟ لو خـ.ـو.في وغيرتي على عرضي ولحمي أنانية ف نظرك يبقى أيوة أنا أناني، مرة ضعفت وسلمت أمهم للمجهول ونـ.ـد.مت نـ.ـد.م عمري فمستحيل أعيد الغلط ده تاني مع بـ.ـنتها...
ليه مش عايزة تفهمي إن لو حصلهم حاجة أنا ممكن أروح فيها، إلا بناتي يا داليا دول خط أحمر و عمري ماهستهين فيهم، مش هسلمهم لأي حد وخلاص لااااا ده لازم يكون حريص عليهم زيي وأكتر كمان وقتها بس أفكر اني أوافق عليه.
داليا بعدm رضا لما قال- بس كده هيعنسوا على يدك كل ماحد يدق بابك عليهم بتكرشو
أشاح بيده أمامها وقال: والله ده اللي عندي وبعدين ياريت يعنسوا أنا أصلا مش عايز أجوزهم هي عافـ.ـية
أخذت تنظر حولها بانفعال فهو يستفزها تماما بردوده هذه لترفع سبابتها أمامه وتعضها بقوة ثم قالت بعصبية
- برافوو ياسعد برافو، خليك كده لحد مـ.ـا.تخسرهم بجد ماهو من كتر تمسكك فيهم هيطيروا من إيدك و زي مابيقولوا كتر الخـ.ـنـ.ـقة بطفش...
- رايحة فين؟ قالها بلهفة ما إن رآها التفتت نحو الباب وفتحته ليجدها تقول وهي تعطيه ظهرها
- هبات عند ميرال أكيد دلوقتي محتاجاني
وضع يده على خاصرته ورفع رأسه للسقف بعدmا تنهد بصوت عالي، ثم أخذ يمشط أرضية غرفته ذهابا وأيابا وهو يفتح أزرار قميصه ولكن سرعان ما ركض نحو الخارج ما إن سمع صراخ ميرال العالي ثم يليه صوت تكسير.
دخل الى غرفتها بسرعة ليرتد جسده خطوة الى الخلف من منظرها المنهار هذا فهي كانت تكـ.ـسر كل ما يقع تحت يدها، ذهب نحوها وقيدها بحذر بين ذراعيه خـ.ـو.فا عليها من أن تؤذي نفسها ولكن ما إن احتضنها حتى أخذت.
تتنفس بقوة وهي تنتفض بشكل مخيف، رفعت رأسها الى الأعلى وأخذت تشهق بقوة تريد أن تستنشق الأكسجين ولكن كلما شهقت لا يدخل لها سوا القليل مما أدى الى ازرقاق وجهها دلالة على اختناقها وماهي سوا ثواني حتى اصبحت كالجثة الهامدة بين يدي والدها
نزل من سيارته و دخل الى المستودع ليجد الظلام يعم بالمكان لا يضيئه سوا إنارة خافتة بالمنتصف ليلفت نظره جسد ياسين المسترخي على كرسي هزار قديم.
نزع سترته ثم أخذ يرفع أكمام قميصه الى المرفق وهو يقول بسخرية واضحة منه
- البـ.ـنت استسلمت خلاص ياشاهين، مش قادرة تتنفس من غيري ياشاهين، ده أنا عملتلها غسيل دmاغ ياشاهين، أديك أخذت على دmاغك يا أخو شاهين وكسفتنا الله يكسفك، فين لسانك مـ.ـا.ترد
ياسين بضيق: بتتريق عليا حضرتك...
شاهين بتشفي: أنت شايف ايه يا دنجوان زمانك
- بكرة، هتكون ليا، ما إن قالها بمغزى حتى رد عليه بلامبالاة.
- تكون إيه، بلاش أوهام البـ.ـنت رفضتك رسمي يعني حلقــ,تــلك من الآخر، خلاص اعترف إنك فشلت
- مش ياسين اللي يترفض ويسكت، قالها وهو مايزال مغمض العينين مسترخي وبراحة غريبة لم يطمئن لها الآخر فهو اعتقد بأنه سيراه ثائرا من ما حدث ولكن هدوءه هذا يعني هناك كارثة ستحدث...
- هتعمل ايه يعني، هتخـ.ـطـ.ـفها مثلا؟
- واخـ.ـطـ.ـفها ليه وأتعب نفسي أنا هقعد كده زي الباشا
حاطط رجل على رجل و أبوها بنفسه هيسلمها ليا.
شاهين بترقب- أزاي ده هيحصل أنت ناوي على إيه
ابتسم من طرف شفتيه وقال بشر
- انا نويت ونفذت كمان ومستني النتيجة
- عملت إيه
- عملت كل خير
- ياسين،!
- عملت كده، قالها وهو يرمي على الطاولة الحديدية كيس صغير شفاف يوجد به عدة حبوب
غريبة الشكل والمحتوى على مايبدو أنها تركيب يدوي.
اقترب شاهين ورفع الكيس بين يديه يدقق النظر بها ليقول الآخر بتوضيح حقير: ده كوكتيل مجموعة عقارات في واحد، مكس غريب، الحباية منها بدmرلك أعصابك وتخليك تنهار وتشـ.ـد شعرك، أنا بقى عشان قلبي طيب بعتلها نص وحدة بس
صعق شاهين بمكانه وهو يقول
- أوعى تقول إنك عايز تديها منها
- انا أديتها خلاص وهي شربته بالعصير وبالهنا والشفا على قلبها و أديك زي ما شايف قاعد ومستني أشوف ابن الجندي مولع قدامي عليها.
- ازاي عملت كده وامتى لحقت تفكر وتخطط ومين اللي نفذ...
- أنا ياسين والا نسيت مافيش حاجة بتصعب عليا
لو حطتها بدmاغي همحيها
- أنت عايز تقــ,تــلها، ما إن قالها حتى نفي بمنتهى البرود: لاء
- أومال ده اسمه إيه
- قرصة ودن ليها و لأبوها
- والله عرفت إنك مش هتعدي اللي حصل على خير
نهض عن الكرسي و أخذ يمط ذراعيه بكسل وهو يقول: سيبك منهم يستاهلو اللي هيجرالهم وقولي إيه اللي جابك هنا بالوقت ده، ومين قالك إني هنا.
- انا مجتش عشانك...
- يبقى عشان يحيى صح، قالها وهو يذهب نحو الحمام وأخذ يغسل وجهه وما إن خرج حتى سأله باستفسار
- شكلك عارف هو مهبب ايه
سحب المنشفة وأخذ يمسح وجهه ويقول
- أيوة عارف سمعت من حرس القبو أنه متهجم
علي سلطان وكان عايز يقــ,تــله
قطب شاهين حاجبية بتفكير
- غريبة؟ وماعرفتش ليه عمل كده
- لاء ما عرفتش بس أكيد ليه أسبابه واااء، أهو جا أهو، اسأله بقى و شوف ماله، قال الأخيرة وهو يؤشر على يحيى الذي دخل عليهم.
شاهين بترحاب غاضب من مظهره هذا الذي اتى به: اهلا بالباشا، مالك قالب وشك ليه، أزعجنا مزاج حضرتك مش كدة
جلس يحيى بتعب من أثر الشرب وهو يقول بخمول: مافيش، كنت عايزني بأيه
- كنت عايز أعرف ايه اللي أنا سمعته و إيه حكاية إنك سبت الشغل هنا
ما إن نطقها شاهين حتى ضحك ياسين عليه وهو يقول: حلوة دي، قال سبت الشغل قال، هو الشرب أثر على دmاغك ولا إيه يا يحيى
- سيبك منه و قولي ليه ضـ.ـر.بت سلطان.
- عشان وسـ.ـخ، ما إن قالها يحيى بصوت عالي حتى سحبه شاهين من طرف التشيرت نحو الحمام ليضع رأسه تحت صنبور الماء برغم مقاومة الآخر إلا أنه لم يستطيع الخلاص من مخالب الهجين
وما إن تأكد من أنه استفاق حتى أخرجه ورماه على الأرض بانزعاج وكتف يديه أمام صدره وأخذ ينظر له بضيق ويقول- ليه بتقول عليه وسـ.ـخ...
تدخل ياسين وهو يمط شفتيه ويقول
- و إيه الجديد في كده مين اللي فينا نظيف يعني...
سحب يحيى شعره المبلل إلى الخلف وهو يقول: أيوة وسـ.ـخين بس مش لدرجة عايزني أسلم ليه مراتي
- وردك كان ايه، قالها شاهين بترقب وهو ينحني إلى مستواه ولكن سرعان ما ابتسم بفخر عنـ.ـد.ما وجده يقول بانفعال
- رديت عليه بيدي وسبتله كام علامة حلوة بوشه تفكره فيا عشان يحرم يجيب سيرتها تاني
نهض شاهين وهو يقول بتأفئف: أنا من الأول قولتلك بلاش تورط بـ.ـنت الناس معاك.
ياسين بجدية: طلقها يا يحيى أحسن ليك وليها، جوازك منها كان بسبب معين وأديك خلاص عملت اللي عايزه سايبها على ذمتك ليه بقا، لو مش عايز تجيبها هنا ارميها عند أهلها واخلص من و.جـ.ـع الدmاغ ده...
يحيى برفض عاشق- والله ما أنا سايبها لو على مـ.ـو.تي
- بتحبها؟ ما ان قالها حتى رد عليه الآخر بصدق
- أكتر من روحي
نظر ياسين الى أخويه وقال وهو يرفع حاجبه
- أنتم بتهببوا ايه ده ضد القوانين.
يحيى ببلطجة: وأنا من امتى بمشي بالقوانين طول عمري بكـ.ـسرها ولا بيهمني حد
ياسين بتحذير: سلطان مش هيسيبك
- وأنا مش هسيبها، ما إن قالها يحيى بعناد حتى صرخ ياسين بقلق على أخيه فهو يعلم أن سلطان لن يمرر ما حدث مرور الكرام
- أنت ايه اللي ورطك بس ما كنت عايش طول بعرض طير حر عايش لمزاجك وبس
- والله كل اللي عشتوا هنا مش بأبدله بنظرة وحدة منها أنا معرفتش إيه معنى الحياة غير معها هي.
- عنادك ده هيوديك بداهية يا يحيى، قالها سلطان بصوت عاليا نسبيا وهو يدخل المستودع بجبروته المعتاد
وقف شاهين أمام يحيى كالدرع المتين وهو يقول بحدة: ومين اللي يقدر يمس شعره منه وأنا عايش
- قصدك و احنا عايشين، قالها ياسين بجدية وهو يقف إلى جانب أخيه أمام سلطان الذي ما إن رأى اعتراض ياسين ايضا حتى هدأت نبرته وتحولت إلى المكر وقال بتريث شـ.ـديد فهو لا يريد أن يخسره.
- عاجبكم اللي بيعمله، يسيب شغل الوكر كله متعطل يومين بحالهم، دي مصالح ناس وفيها خسارة تقطم الظهر، وقال إيه أنه عايز يسيب الشغل هنا، هي وكالة من غير بواب ولا ايه...
خرج يحيى من خلفهم وقال: لو كل اللي هامك الشغل أنا مستعد أرجع وامسكه من تاني و أحسن من الأول كمان بس بشرط غلاتي محدش يقرب منها
سلطان بقبول كاذب
- وأنا موافق بس تضمن ليا سكوتها.
- أنا سبق وقولتلك إنها متعرفش حاجة عشان تقولها أصلا، بس ماشي هي على ضمانتي
سلطان بمغزى خفي: طب خلاص هاتها وارجع ع الوكر وعيش حياتك محدش هيجي جنبك
- لاء، قالها شاهين برفض قاطع ممزوج بغضب أسود فهذا الذي أمامه شيطان لااا بل هو ابليس بنفسه يريد ان يعاود ما حصل بوالدته في الماضي بزوجة اخيه.
اعتصر قبضته بقوة شـ.ـديدة وأكمل من بين أسنانه المصطكة: ابعد عنه وعن مـ.ـر.اته، وأنت يا يحيى هقطم رقبتك بيدي لو دخلتها المستنقع ده تاني
رفع سلطان يده باستسلام وقال وهو يداري ابتسامته الخبيثة عنه فهو على مايبدو قد لمس الوتر الحساس
- خلاص بسحب كلمتي أنا مش قد غضب الهجين.
نظر له يحيى باستغراب على موافقته السريعة هذه الغير متوقعة ليتنهد بحيرة ثم استأذن منه وخرج ليستقل سيارته وانطلق بها وهو في حالة سيئة ومزاجه معكر للغاية، لكنه يعرف مسكن جيد للآلام ومحسن للنفسية. عبـ.ـارة عن شخص عنيد متسلط بلسان طويل لاذع اسمه غلا، غلا الروح...
وصل بعد مدة زمنية ليست بالقليلة الى شقة أخيه التي أصبح يقطن بها مؤخرا، فتح الباب ليجد السكون يعم المكان، رمى المفاتيح على الطاولة القريبة منه ثم توجه نحو الغرفة مباشرة فهو يكاد أن يمـ.ـو.ت شوقا لها
ليجدها نائمة بهدوء جسدها عليه فهو يحترق عليها وهي لا تشعر بذلك، يااااالله ما الحل مع تلك العنيدة.
جلس على الكرسي الموجودة و مدد قدmية على الطاولة التي امامه ثم سحب سجارة واشعلها ببطئ ونظره مايزال معلق بها منذ دخولها...
اخذ يراقبها وهو يدخن واحدة تلوى الأخرى حتى مرت ساعات طويلة لم يكل ولم يمل ضحك بخفه من طرف شفتيه فهي تنام بطريقة غريبة حقا وكأنها تصارع احدا ما في منامها.
حركاتها اللا ارادية هذه تجعله متيم بها بل تدفعه على النهوض الآن ليشاركها الفراش ويقيدها بين ذراعيه ولكن يعلم إن فعل هذا ستقلب المنزل رأسا على عقب حرفيا، شرسة جدا وقوية برغم ضعفها الظاهر هذا.
أما غالية بعد نوم عميق، أخذت تحرك رأسها بنزعاج وهي تكرمش ملامحها باختناق من رائحة الدخان الذي ملأت رئتيها وبالتأكيد مصدر هذا الازعاج معروف، فهو مصنع كامل لتلوث البيئة يسمى ب، يحيى، وهل يخفى القمر. ومن غيره يتفنن بإزعاجها فهو كل يوم يبتكر طريقة جديدة يفاجئها بها
فتحت عينيها ونظرت له لتجده يجلس أمامها بجسده الضخم يدخن بشراهة، وكأنه قطار بخاري
ينفث الدخان من فمه و أنفه بإحترافية شـ.ـديدة.
أبعدت الغطاء عنها و نهضت بغضب من سريرها متوجهة نحو النافذة وفتحتها على مصراعيها لتقلل من هذه الكتمة ثم ذهبت و وقفت أمامه بكل ثقة فهي لم تهتم لشعرها المنكوش ولا لثيابها الغير مهنـ.ـد.مة ولا حتى لوجهها المحمر من أثر النوم
كادت أن تنفجر به إلا اناهإ اخذت تمرر يدها على وجهها عدة مرات لتقلل غضبها ولكنها لم تنجح بهذا لتجد نفسها تقول بانزعاج واضح
- عايزة أفهم حاجة وحدة بس أنت بتعمل ايه هنا.
، عايزة تشرب سجاير وتسمم نفسك دي حاجة ترجعلك أنا ذنبي ايه عشان أصحى ألاقي نفسي نايمة بوسط المدخنة دي
رفع يحيى نظره لها باستهزاء أو هذا ما ضنته فهو كان هائما بها لدرجة اصبح عاجز على النطق امامها، أبعد نظره عنها واستقام برشاقة ما إن ضـ.ـر.بته بقبضتها على متنه وهي تقول بنرفزة
- أنا بكلمك
- أنتي عايزة ايه بالضبط.
- تطلع تدخن برا، ما ان قالتها وهي تؤشر له نحو الباب حتى رفع حاجبه ونفث الدخان بوجهها بخبث مما جعلها تسعل ثم قال وهو يتخطاها ويرمي نفسه على السرير
- بس مش عايز أطلع عاجبني أنام هنا، لو أنتي مخـ.ـنـ.ـوقة اطلعي هو حد حايشك الشقة واسعة قدامك
ضـ.ـر.بت قدmها على الأرض بغـ.ـيظ ثم التفتت لتخرج
ولكن ما إن استدارت حتى سحبها بسرعة من رسغها نحوه لتسقط عليه وفي لمح البصر كانت تتوسد داخل أحضانه وهي مقيدة حرفيا من قبله.
ولكن قبل أن تتكلم وجدته يقول بجدية غريبة وهو يدقق النظر بشعرها: في حاجة اسمها فرشة شعر شايفاها صح،؟ اااكيد شيفاها ما أنا بستعملها كتير، بس السؤال مش هنا، السؤال اللي شاغل بالي فعلا هو إنك مش بتستخدmيها ليه...
ضـ.ـر.بته بقوة بمقدmة رأسها وهي تقول
- أنت بتتريق عليا
أعاد لها الضـ.ـر.به ولكن بخفة وهو يقول
- والله أنتي اللي جبتيه لنفسك
ذمت شفتيها بزعل وأخذت تدفعه عنها وتقول.
- اوعى كده سبني وبعدين دي طبيعة شعري إن كان عجبك وحتى لو مش عجبك، مش مهم محدش طلب رأيك فيه كفاية إني واثقة من نفسي
قرصها من وجنتها بقوة كبيرة المتها وهو يقول بعشق: يابت عجبني والله عجبني، بس بحب انرفزك واناغشك، بمـ.ـو.ت بطولة لسانك
- ناس بتحب قلة القيمة بصحيح
- اااااخ منك ااااخ، قالها وهو يرمي ثقل جسده كله عليها ليضيق تنفسها من حجمه الضخم وهي تقول
باستغراب: أنت واخد راحتك كده ليه.
أخذ يتشرب شكلها ببطئ ويقول
- مراتي ومحدش ليه عندي حاجة
- بس هطلقني، أنا مستحيل أكمل معاك، ما إن قالتها حتى جمدت تعابيره لينظر إلى سجارته بتمعن ثم أخذ يقرب رأسها المضيئ المشتعل من شفاهها
وبرغم انها بدأت تشعر بحرارتها القريبة منها إلا أنها لم تزحزح عينيها من عينيه لتسمعه يهمس بعنف
من بين أسنانه
- آخر مرة تجيبي سيرة الطـ.ـلا.ق على لسانك...
لو كررتي كلامك ده تاني هخلي السيجارة دي تبوس
شفايفك الحلوين دول.
ختم كلامه وهو يلتفت ليطفئها بمكانها الخاص لتتنفس هي الصعداء ظنا منها بأنه سينهض ويطـ.ـلق سراحها ولكن سرعان ما شهقت بتفاجؤ عنـ.ـد.ما وجدته يعود لها بقوة ليحتضن ثغرها بشفاهه الغليظة بشكل مباغت جعلها لا تعرف ماذا تفعل لم تجد أمامها سوا الاستسلام التام لهجومة هذا، أما هو كتم أنفاسها بقبلة عميقة متطلبة لدرجة كادت ان تمـ.ـو.ت بها خـ.ـنـ.ـقا...
حرر شفاهها الدامية وهو يعتليها أكثر ليسند جبهته على خاصتها وقال بسعادة.
- البوسة مـ.ـا.تتسماش بوسة لو ماقطعتش نفسك فيها
ابتلعت لعابها ونظرت له بعينين ذابلة ناعسة فهي تشعر الآن بأن الغرفة تدور بها...
كاد ان يقبل أرنبة أنفها إلا أنه خرج من ما هم به الآن وابتعد عنها ما إن ارتفع رنين هاتفه والذي لم يكون سوا حودة الذي سمعه يقول بشكل مباشر ما إن فتح الخط
- باشا أم الست غالية تعبانة جدا، قولت أبلغك عشان تجيبها تشوفها لأن ده حقها والا أنت ايه رأيك.
صمت يحيى ونظر الى غالية بحيرة تامة ماذا يقول وماذا يفعل فهو خائف، لو جعلها ترى والدتها الآن لا تعود معه ابدا ستتركه، نعم ستتركه، فهي منذ دقائق فقط طلبت الطـ.ـلا.ق هذا يعني أنها على استعداد تام لفراقه، لاااا لا يستطيع ان يجازف بها لينطق لسانه عن رفض قلبه بالإستغناء عنها
- رأيي زي ما هو ياحودة مـ.ـا.تغيرش...
ليقول حودة بضيق من أفعال رئيسه الخاطئة
- يعني مش هتخليها تشوفها.
- لااااااااا، صرخ بها ثم أنهى المكالمة ثم أخذ يحمل متعلقاته الشخصية وتركها وخرج من الشقة بأكملها دون أن ينطق بحرف واحد حتى...
مما جعلها تغرق بموجة غضب ونـ.ـد.م على استسلامها المخزي له لماااا لم تقاومه او حتى تصفعه لماااااا
هي حزينة الآن ما إن تركها وخرج، لما هي أصبحت حساسة جدااا ضد تصرفاتها، اسئلة كثيرة بداخلها
لا تعرف جواب لها سوا أن يحيى لعنة سامة تتغلغل بروحها قبل جسدها
في إحدى المستشفيات الخاصة.
كانت عائلة الجندي تقف أمام باب الغرفة والرعـ.ـب مرسوم على معالمهم بدقة، ركضوا نحو الطبيب ما ان خرج من داخل غرفة العناية
سعد بلهفة أب-: ميرال مالها يا دكتور
أنزل الطبيب كمامته وقال بتنهيدة: مع الأسف حصلها أنهيار عصبي حاد أدى الى ارتفاع ضغطها بشكل غريب ولولا انها أغمى عليها كان هتصيبها ذبحة صدرية.
- يالهوووووي ذبحة، صرخت بها داليا وهي تضـ.ـر.ب على صدرها بصدmة وتنظر الى زوجها الذي كان لا يستوعب ما يقول الاخر، ليقترب منه أكثر
وهو يقول
- ليه كل ده حصلها هي صحتها كانت زي الفل.
الطبيب بعملية: لسه الفحوصات ماطلعتش عشان نعرف السبب الرئيسي لده بس على الأغلب الضغوطات النفسية أو أنها تعرضة لصدmة كبيرة ماقدرتش تستحملها، على العموم احنا عملنا اللازم وأديناها حقنة تنيمها لبكرة بس أهم حاجة إنها تبعد عن الزعل عشان مايتكررش ده معها تاني. وألف سلامة عليها
قال الأخيرة وذهب لتلتفت داليا نحوه وهي تقول بعتاب جعلت نيرانه تزداد.
- شفت عملت فيها ايه، خليتها تكتم بقلبها عشان ترضيك، و آدي النتيجة قصادك أهي مرمية بالمستشفى، ليلة وحدة ماقدرتش تتحمل من قهرتها، اتقي ربنا فيهم ياسعد وبلاش تظلمهم وتستغل حبهم ليك، اتقي ربنا بقى
سيلين بضيق: مش وقته الكلام ده يا ماما وبعدين مـ.ـا.تلوميش بابا لأنه ماغلطش و فعلا الزفت التاني مش مناسب ليها و أكيد هو عارف مصلحتها فين.
- اخرسي أنتي التانية أنا أول مرة أشوفك واقفة ضدها، دي أختك يا سيلين اللي مرمية جوه دي، ااااختك، ازاي هانت عليك بالشكل ده
وقبل أن ترد عليها الأخرى تركهم سعد ودخل ببطئ إلى تلك الغرفة البـ.ـاردة التي لا حياة فيها ليتقدm نحوها ما إن وقع نظره عليها، لتتركهم الممرضة وتخرج بعدmا أوصته على عدm التأخير هنا...
أومأ لها برأسه وهو لا يعي ما تقول فنظره معلق بتلك الشاحبه كشحوب الثلج لا يزين لون بشرتها سوا تلك الهلات السوداء اسفل عينيها مع لون شفتيها المائلة للأزرق الغامق
جلس على إحدى ركبتيه أمامها ونزلت دmعة حارة من عينيه وهو يقول بقهر
- كـ.ـسرتي ظهري يا ميرال، كـ.ـسرتي ظهري ياقلب أبوكي برقدتك دي، و.جـ.ـعتيلي قلبي، ياريتني مت ولا كنت السبب بأذيتك بالشكل ده، اصحي أنتي بس وأنا هعملك كل اللي نفسك فيه...
زادت دmـ.ـو.عه وهو يمرر نظره على جسدها الساكن بشكل يمزق روحه، أخذ يمرر باطن كفه على وجهها وهو يقول بو.جـ.ـع
- يااااه بقا كل ده يحصلك عشان خليتك ترفضيه، قد كده طلعتي بتحبيه...
نهض من مكانه واقترب منها أكثر ليقبل أعلى جبهتها بعمق ثم تركها وخرج بعدmا مسح وجهه بعنف ليرفع هاتفه واتصل على رقم معين وما إن اتاه الرد حتى قال بجمود ظاهري و و.جـ.ـع داخلي
- أنا موافق.
↚
صباحا في المستشفى بالتحديد بغرفة العناية
كان يقف أمامها وهو يضع يده داخل جيوب بنطاله وأخذت عينيه تتشرب ملامحها بتمعن فهي كانت نائمة بعمق على هذا السرير الأبيض اللعين، معانيها مخيفة وجسدها الضئيل ساكن بشكل غريب وكأنها مـ.ـيـ.ـتة لا روح فيها، وجهها أصفر وشفاهها بياض كالسحاب الثلج.
اقترب منها وجلس الى جوارها لتتسلل يده بشكل تلقائي ليحتضن يدها البـ.ـاردة، انحنى قليلا بجذعه العلوي ليكون جسده شبه مائل عليها ليخرج من جيب سترته ورده حمراء ذو غصن أخضر طويل.
أخذ يمررها على وجهها وجفونها ببطئ شـ.ـديد وكأنه يملك الوقت كله لفعل هذا فقط، ابتسم باستمتاع رهيب واقترب منها أكثر وعينيه زاد تركيزها عنـ.ـد.ما بدأ يمرر أوراقها الناعمة على جسر أنفها وصولا الى شفتيها ثم أكمل طريقه بشكل مستقيم نحو عنقها وجيدها وااااء.
هنا توقف وهو مغمض العينين بخمول وكأنه أصبح يكمل طريقه هذا بخياله الوقح معها، عض طرف شفتيه بخفة ليفتح عينيه بعدها بانتشاء ما إن سمع أنينها الخافت دلالة على بدء استفاقتها
دفن وجهه بتجويف عنقها ليقبل ما وصل له شفتيه برقة ثم أخذ يمرر ذقنه المهذبة على وجنتيها بعدmا استنشق عطر بشرتها ليهمس لها بفحيح خافت عند أذنها
- ده آخرة اللي يلعب معايا يا مرمر.
أما تلك التي أمامه كانت في حالة اللا استيعاب أخذت تحرك رأسها بتعب لتبعد وجهها بنزعاج عن تلك النغزات وهي تأن بألم، ليسمعها تقول بصوت مبحوح بالكاد خرج منها
- بابا!
- مافيش بابا في ياسين ينفع، قالها وهو يداعب أرنبة أنفها بسبابته
فتحت عينيها بنعاس من أثر الدواء ثم أغلقتها بإرهاق
ولكن أجبرت نفسها على الاستفاقة ما إن شعرت بقبلات خفيفة بدأت تمطر على وجهها وهو يقول بخبث.
- يابت اااااالايه حتى وأنتي عيانة مطيرة عقلي
رفعت يدها وأخذت تتلمس بشرته وهي تقول بعدm تصديق لما ترى: ياسين أنت هنا بجد!
- أيوه هنا ياحبيبته أنتي، قالها وهو يقبل باطن يدها التي كانت تستكشفه لتنزل دmـ.ـو.عها وهي تقول بألم من أثر العقار الذي دmر كل خلية بجسدها
- قلبي بيوجـ.ـعني
ابتعد عنها قليلا وقال بمرواغة: و.جـ.ـعك لأنك و.جـ.ـعتيني لما وقفتي قصادي و رفضتيني...
سحبت يدها منه و وضعتها على صدرها بالجهة اليسرى وهي تقول بصوت مبحوح من أثر الصراخ: بس أنا بتكلم جد...
- ومين قال إني بهزر، الحب يعمل أكتر من كده يامرمر
وقلبك ده أنا ليا فيه أكتر ما أنتي ليك، عشان كده ماستحملش بعدي عنه وكان هيقف من غيري
رفع نفسه قليلا ليقبل ما بين عينيها ثم سند جبهته على خاصته وأكمل بهمس سحري أذابها به...
بحبك ياميرال بحبك أووووي و بصراحة ماكنتش أعرف إنك بتحبيني بالشكل ده.
- بابا فين عايزة أشوفه، قالتها بتعب وهي تبعده عنها بضعف فهي لا تملك أي طاقة الآن، ابتعد عنها كمان تريد وقطب جبينه بنزعاج من تصرفها هذا ليقول بعدها بجمود
- راح يسأل الدكتور على حالتك...
لوت شفتيها وهي على وشك البكاء
- بابي زعلان مني مش كده...
نهض من جانبها واخذ يعدل سترته وهو يقول بلامبالاة- مش مهم اللي يزعل النهاردة بكرة يرضى.
ما تشغليش بالك أنتي بكل ده ياحبيبتي. اصحي يلا عشان نكتب الكتاب بسرعة، قبل ما باباكي يغير رأيه ولو ده حصل أروح فيكي بداهية
نظرت له بصدmة ثم أخذت تمسح دmـ.ـو.عها بظهر كفيها وهي تقول بتحفز: كتب كتاب مين؟
- كتب كتابنا، هما مش بيقولوا رب ضارة نافعة
ده اللي حصل معانا بالضبط، و وقعتك دي خلت سعد يرضخ و يوافق على جوازنا شفتي ربك كريم ازاي جبر بخاطرنا بسرعة.
- بجد! طب احلف إن بابا وافق ااااه، تأوهت وهي تحاول أن تنهض لتعود إلى وضعها السابق بإرهاق ليقترب منه ويحاصرها بذراعيه وهو يقول
- وحياة عنيكي الحلوين دول اللي بمـ.ـو.ت فيهم وافق
أخذ وردته وقبلها ثم أعطاها لها لتبتسم بخجل جميل وهي تحتضنها نحو صدرها لتتبعه بنظرها
ما إن وجدته يعود بخطواته إلى الخلف حتى انفتح الباب ليدخل من خلاله والدتها وسيلين التي تلاشت ابتسامتها بذهول عنـ.ـد.ما رأته عند أختها.
تجاهل ياسين نظراتها له واستأذن من والدتها وخرج وماهي سوا ثواني حتى لحقت به الاخرى الى الممر الخارجي ولكن قبل ان يدخل الى المصعد نادته بغضب
- ياسين استنى
استدار وهو ينظر لها بترقب: نعم
- ياريت تبعد عن ميرال وكفاية أوي اللي حصلها بسببك، ما إن قالتها بجدية تامة حتى أخذ يبتسم بسخرية وهو يقول
- وأنا دلوقتي لازم أنفذ كلامك وأبعد صح
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت بتكبر
- والله ده اللي لازم يحصل.
نظر لها ياسين باستصغار وقال
- روحي العبي بعيد ياشاطرة
- مش هطولها، ما إن قالتها بغضب حتى ضحك بحقارة ثم قال هو
- بجد!
ردت عليه بنبرة تهديد واضحة: لو مابعتش عنها أنا هروح وأبلغها بكل وساختك وإن كل اللي بيحصلنا بسببك أنت واخوك وابقى قابلي لو تفت بوشك بعد كده.
نظر الى الأرض وهو يمط شفتيه ثم سرعان ما سحبها من مقدmة ثيابها بقبضته وهو ينظر الى داخل عينيها المندهشة من جرأة فعلته هذه ثم بلهجة سامة همجية يظهر بها على الوجه الحقيقي
- روحي قوليلها عشان أبعتلك راس سعد ببوكس هدية، أنا لا شاهين ولا يحيى سامعة أنا ياسين اللداغ...
اللعب معايا يدفعك عمرك على عمر حبايبك
قاطعته وهي تنزل بكف يدها على وجنته بكل قوتها
بعدmا دفعته عنها وهي تقول بانفعال: حقير.
تشنجت عضلات وجهه من شـ.ـدة الصك على أسنانه وبرزت شرايين رقبته وهو ينظر لها بطريقة جعلتها ترتد إلى الخلف بخـ.ـو.ف كتمته بداخلها ما إن قال
- لولا شاهين منبهني ماجيش جنبك كنت دفنتك بمكانك هنا على عملتك دي بس ملحوقة إن ما خليت أختك هي اللي هتحاسب ع المشاريب...
سيلين بثبات تحسد عليه. قولتلك مش هيحصل
- أنا مش عايز افاجئك وأقولك إن سعد باشا كلمني وقالي أنه موافق على ارتباطنا.
تخدرت أطرافها من صدmتها وهي تقول بعدm تصديق: كـ.ـد.اب بابا مستحيل يعمل كده ويوافق على واحد زيك لا أصل ولا فصل، واحد مالوش جذور مانعرفش طلعلنا من أي مستنقع
ليقول ياسين ببرود ماكر رفع ضغطها به فهو بدأ يلعب بأعصابها ليحاربها نفسيا
- صدقتي أو لاء دي مشكلتك مش مشكلتي وبعدين انتي شايفة الكاميرات الحلوة الموجودة حولينا دي.
أنا ممكن استخدmها ضدك لما أوريها لأختك وأقولها بتغريني عشان أسيبك وأصلها كانت عايزاني من الأول و بتغير منك لأني فضلتك عليها فعشان كده بدأت تألف عليا حكاوي من بتوع ألف ليلة وليلة...
- ميرال هتصدقني أنا، وحتى لو ماسمعتش مني
مش مهم بابا أكيد هيصدقني وده كفيل أنه يلغي كل شئ وابقى قابلني لو لمحت ظلها بعد ده كله
نظر ياسين بغضب الى تلك التي تقف أمامه فهي لا يستهان بها وهو يقول.
- لو بايعة عمر أبوكي بصحيح وعايزة تدفنيه تحت التراب وتلبسي عليه أسود بدري اعمليها، وااااه أنا مش بهدد لا سمح الله، بس كل الحكاية إني ببلغك باللي هعمله مع إن ده مش طبعي لأني بحب أقطع العرق وأسيح دmه من غير ما أذيع أنا هعمل ايه لأني بحب أعمل للي يتحداني سبرايز بس لأنك أخت حبيبة القلب ده استثناء ليك وياريت تبقي ذكية وتعملي فيه، أنا بقى كده عملت اللي عليا وعداني العيب ومافضلش عليا عتب، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
أنهى كلامه وكاد ان يلتفت ولكنه عاد بنظره لها وأكمل
بسخرية، وبعدين تعالي هنا شاغلة بالك با أختك وباباكي وعملالي فيها أم العريف و ناسيه نفسك...
قلصت حدقة عينيها بتركيز ما إن سمعته يقول
أنت وضعك مش أحسن من ميرال، الهجين مش هيسيبك، بس هو شكله كده حابب يلاعبك شوية قبل ما يحبسك عنده مؤبد، عارفة يعني إيه مؤبد
يعني لا خلاص منه...
قالها وهو يضغط على زر المصعد وما إن دخل والتفت لها حتى صرخت به باستنكار من ما يحدث حولها فعقلها بدأ لا يستوعب كل هذه المؤامرات
- هو انتم مفكرين إن بنات الناس لعبة بإيديكم
- لا مش مفكرين، ااااحنا متأكدين، تشاووو
قال الأخيرة باستفزاز وهو يرفع لها كفه يودعها وما إن انغلق باب المصعد وبدأ بالنزول حتى تأفأف وهو يفتح زر قميصه العلوي ثم قال.
- ياستار، إيه البـ.ـنت دي، دي ميرال ملاك بجناحات عنها، ربنا يكون بعونك ياشاهين دي قادرة
أما عند سيلين ذهبت نحو غرفة أختها تقول بانفعال
ممزوج بقهر ما إن دخلت: أنا مش عارفة أنتي حبيتي الكائن ده ازاي، غشك وخدعك ازاي. بس استغرب ليه وهو أصلا شيطان بزي إنسان...
داليا بعتاب: سيلين! صوتك مايعلاش احنا مش في البيت وبعدين سيبي أختك تعبانة مالك هبيتي في وشنا كدة ليه مرة وحدة، أنا ألاقيها منك ولا من أبوكي اللي ناوي على مـ.ـو.تي ده
- يعني أسيبها تغرق بالوحل قصاد عيني وأسكت
قالتها ثم نظرت الى الأخرى وذهبت لتجلس أمامها وهي تكمل بهدوء لعلها تفهم عليها.
ميرال، أختي حبيبتي، اسمعيني، اللي أنا عرفته ان شاهين وياسين عايزين يكـ.ـسروا بابا فينا فبلاش تديهم الفرصة دي بطبق من دهب، ده حتى القرض والحريق كل ده حصل هما اللي وراه
- إيه الكلام ده يا سيلين، ما إن قالتها داليا بصدmة من ما سمعت حتى اعتدلت ميرال بجلستها بعدmا كانت مستلقية وقالت بجدية ممزوجة بحدة طفيفة
- بغض النظر عن اللي بيني وبين ياسين، أحب اصححلك معلومـ.ـا.تك، القرض ده اللي بتقولي عليه.
أنه بسببهم حصل كده، لاء غلط مش بسببهم، ياسين ياما حذر بابا منه وأنا كنت شاهدة على ده وبابا أصر عليه...
ومع كده ياسين تحمل الخسارة وشاهين اللي دايما مش عاجبك هو اللي كلم البنك عشان يدونا مهلة
وبسبب معارفه الكتير وعلاقاته والمصالح اللي مابينهم وافقوا أنه يأجله الدفعة الأولى سنة كاملة
وحريق المخازن ضيع تعب الاتنين، يعني هما وبابا.
بنفس المركب، أنا اللي اشتغلت معاهم وأنا اللي شفت هما تعبوا قد ايه فيه، فما تجيش دلوقتي تنكري كل ده لمجرد شكوك وهمية
وبعدين لو جينا وفكرنا ياسين هيكـ.ـسرني ازاي،؟
حب وحبني وخطوبة وخطبني رسمي على سنة الله ورسوله، عايزة من الراجـ.ـل يعمل ايه أكتر عشان يبين حسن نيته مع اللي بيحبها غير أنه يدق بابها بالحلال
نظرت لها بحـ.ـز.ن فهي لا تملك دليل على كلامها هذا لتقول بعجز: ميرال أنا معنديش غيرك.
- حبيبتي انا مقدرة خـ.ـو.فك عليا بس أنا بحبه
- ربنا يخيب ظني وتطلعي أنتي الصح، قالتها وخرجت تمشي بممرات المستشفى لتجد نفسها تجلس بالحديقة الخاصة بها متى أتت الى هنا وكيف وصلت لا تعرف فبالها مشغول لا بل مصدوم لاااااا
بل تكاد أن تجن...
في هذه اللحظة سحبت هاتفها من جيب البنطال الخلفي وأخذت تتصل على معـ.ـذ.بها فهي تريد أن تخرج حرقة قلبها به.
في الوكر بالتحديد بالمستودع كان يرتدي بنطال جينز أسود مع فانيلا كات من نفس اللون
وما إن توجه للخروج لعمله حتى تفاجئ بها تدخل من البوابة الحديدية وأغلقته خلفها بسرعة ليجدها تقول بعدmا التصقت به كالغراء ويدها تتلمس عضلات ذراعه البـ.ـارزة
- مش هتحن بقى وترحمني
شاهين ببرود: أحن على إيه، عايزاني أحن على الزبـ.ـا.لة...
ابتعدت عنه وهي تصرخ: بقى بعد ما ربيتك وكبرت قصاد عيني وأنا بتمناك تروح لغيري أنا ممكن امـ.ـو.ت فيها، شاهين دي أخرتها تقول عليا زبـ.ـا.لة
ليقول باشمئزاز واضح وتحقير صريح: والله ده اللي أنا شايفه قصادي، وحدة عدت الخمسين وبتلاحق واحد من دور ولادها ومش بس كدة، ده غير عمايلك معايا المقرفة وأنا مراهق اللي مش ناسيها لحد دلوقتي بحجة إنك هتاخدي بالك مني، قال ربيتك. قال. تربية وسـ.ـخة، ده يسمى ايه غير قرف و زبـ.ـا.لة...
أنتي عاملة زي المداس اللي رايح واللي جاي معدي عليه
زينة بانفعال: فشررررر أنا مش أي حد يقدر يطولني والكل بيبـ.ـو.س جزمتي إلا أنت منشف ريقي عليك...
أنا عمري ما شفت جبروت كده، لا وأنت مراهق رضيت ترضخ ليا، ولا لما كبرت رضيت، مع إن مافيش وحدة بجمالي بالوكر له
صمت قليلا وهو يتأملها ثم قال
- زينة عارفة أنتي بالنسبالي إيه
اقتربت منه بسرعة وهي تتأمل به بشغف وتقول
- إيه يا حبيبي
- أنتي عاملة زي عملي الأسود.
- لاء أنا كدة أزعل منك ياسيد الرجـ.ـا.لة، قالتها بدلع مفرط ليرفع حاجبه وهو يدفعها بعيدا عنه ليرد عليه بضجر
- مـ.ـا.تتفلقي أعملك إيه يعني، وسعي كده عندي شغل، قال الأخيرة وهو يسحبها من طرف جلابيتها بإهانة من امامه ثم خرج ليتفاجئ بسلطان يقف أمامه وهو ينظر له باستغراب ولكن ما زاد الطين بلة هو عنـ.ـد.ما خرجت خلفه تلك اللعينة وهي تقول بكيد النساء ما إن رأت سلطان أمامها هي الأخرى.
- شفت ياحاج. شاهين وعمايله. بقى يرضيك آجي لحد عنده أسأل عنه ويكرشني، كبر ونسي اللي ربته
- أنتي تسألي عنه ليه و إيه اللي جابك هنا أصلا
عوجت فمها بعدm رضا وقالت: الله. الحق عليا قولت آجي أطمن على فتوتنا ليكون محتاج حاجة كده والا كده
- زينة، ع الشقة عدل وحسابي معاكي لما أرجع.
- يووووه يعني أنا دلوقتي طلعت غلطانة، لأن قلبي حنين وقلت أسأل ده جزاتي، يالا مش غريبة يعني أنا من يومي وعظمي مرمي للغرب، كانت تغمغم بهذه الكلمـ.ـا.ت بصوت عالي مسموع وهي تعود أدراجها الى شقتها
لينظر سلطان بشك الى شاهين الذي امامه وقال
- زينة كانت معاك جوة بتعمل ايه
التفت برأسه له وقال بنظرات حادة كالسيف.
- قصدك ايه، كلامك مش عاجبني، الست زينة جت تعمل الواجب مش أكتر وبعدين يعتبر هي اللي ربتني لأنها من وأنا صغير وهي اللي بتاخد بالها مني
وبعدين أنت عارف كويس إني ماليش لا بالرخص ولا بالرمرمة...
ضحك سلطان بتهكم: أومال بتعمل إيه وأنت لا بترمرم ولا متجوز ااايه عايش راهب.
- مـ.ـا.تخافش عليا من الناحية دي، قالها ثم التفت يعطي أوامره بكل جدية وتركيز ل الرجـ.ـال حوله ما إن دخلت سيارة شحن كبيرة بالقطاع ليقف كل من الهجين و يحيى يشرفون على استلام الحمل الذي وصل الآن...
بعد مرور مدة زمنية التفت شاهين الى أخيه الصغير وقال بأمر
- يحيى غير خط سير الشحن المعتاد لما تروح توزعهم...
ليقول باستفهام
- ليه ما أنا كل مرة بعتمد ع الخريطة دي.
- شامم ريحة غدر، هجان ساكت بقاله فترة وده مش من صالحنا لازم نفتح عنينا كويس
- ايوه بس مافيش وقت عشان نأمن طريق تاني
البضاعة لازم تتصرف الليلة، ودي مجازفة
- اتصرف
- أنت خـ.ـو.فك من الحكومة ولا من حبايبنا الكتير
- الاتنين
- غريبة ما كنتش اتوقع ردك ده، الهجين يخاف
- عليك خايف عليك
- مـ.ـا.تخافش أخوك ينام وهو مفتح عينيه وبعدين محدش بياخد الروح غير اللي خلقها
- ايمانك ده بيأثر فيا لاااء وعايش الدور كمان...
قالها بهزار وهو يضـ.ـر.به على عنقه من الخلف جعله يتلوى بين يديه من الو.جـ.ـع ثم سحبه له وهو يكمل بجدية بعدmا وضع يده على كتفه
والله اللي يمس شعرة منك يايحيى يبقى بايع عمره هو وعيلته كلها بس بردو الحذر واجب...
قطع حديثهم هذا ارتفاع رنين هاتفه والتي لم تكون سوا تلك المغرورة: خد بالك من الحمل وركز لغاية ما أرجع، هاااا ركز بلاش تصيع هنا والا هنا.
قالها بتحذير و انسحب من بين هذا الحشـ.ـد وما إن ابتعد عن الضجيج ودخل الى المستودع مرة أخرى حتى ضغط على الإجابة ليأتيه صوتها الراعد
- شااااهين انااااا بكرهك وبكره اليوم اللي شفتك فيه
ارتسمت ابتسامة على وجهه من جنونها هذا ليقول باستمتاع: طيب
- وبقولك إيه أنا مش عايزة أشوفك تاني
- ماوعدكيش، ما إن قالها ببروده المعتاد حتى نادته
بغـ.ـيظ- شااااهين
- نعم
- عايزة أشوفك.
- أما عجايب بصحيح من شوية تقولي مش عايزة أشوفك ودلوقتي بتطلبي العكس اااايه وحشتك اعترفي
- وحش أما يلهفك، ساعة زمن وألاقيك بالمكتب لو تأخرت هتيجي تلاقيه مدغدغ مافيهوس حتة سليمة
- ياريت والله و وقتها هطلب تعويض منك
- مش مهم هديلك الفلوس ع الجزمة
- الجزمة دي اللي هضـ.ـر.بك فيها على دmاغك، بت أنتي تعدلي أحسلك
- بت أما تبتك، لما تعدل تصرفاتك يبقى وقتها أنا أعدل لساني...
- لو المكتب انكـ.ـسرت حاجة فيه هتدفعي تمنها غالي.
- مش مهم الفلوس المهم أحرق قلبك، يلا اجري كلم الأمن عشان يمنعوني
- ومين قال إني همنعهم ومين قال إني عايز فلوس، أنا هاخد قصاد كل كـ.ـسر بوسة من شفايفك يابطة تخيلي بقا كدة معايا لما تدغدغي المكتب كله وآجي أحاسبك عليه حتة حتة مش بعيد أدخل عليكي مرتين لغاية مانقفل الحساب.
- أنت قليل الأدب، قالتها بصدmة من وقاحته ثم أغلقت الخط بوجهه لينفجر بالضحك عليها وهو يرمي نفسه على الكرسي، يااا الله كم هذه الفتاة لذيذة بتصرفاتها
دخل يحيى مع ياسين الذي وصل لتوه وهو يقول: الله الله ده شكل الهجين رايق...
- فوق ما تتصور، قالها وهو ينهض ليغير ثيابه ويذهب للقاء تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة
ياسين بتساؤل- رايح فين؟
- عندي شغل
- والشغل ده عبـ.ـارة عن بـ.ـنت سعد
- بالضبط كده.
ليقول ياسين بتلقائية: أنا مش عارف أنت طايقها ازاي دي.
هي صحيح حلوة بغباء بس لسانها ااايه مبرد وقوية ومابتخافش اااااء
قطع كلامه وأخذ يتأوه ما إن عالجه شاهين بلكمة على فكه ليجعله طريح الأرض وهو يصـ.ـر.خ به بغيرة
- عرفت إن لسانها مبرد منيييين
نطق ياسين بغباء- ما أنا كنت معاها
- وبتقولها في وشي، قالها وهو يسحبه من سترته لينهض أمامه وقبل ان يبرر الآخر تلقى ضـ.ـر.بة على أنفه جعلته يرى الذي أمامه اثنين وثلاثة.
- الله يخرب بيتك هتبوظلي وشي، افهم يا أخي...
- أفهم ايه جاي تقولي، حلوة وقوية وكلمتها وكلمتني وكنت معاها ده أنت لو عايزني أدفنك بإيدي مش هتعمل كده
ياسين بتوضيح سريع قبل أن ينضـ.ـر.ب مرة أخرى: افهم، هي جت وتخانقت معايا عشان أسيب ميرال، بس على مين والله ما أنا سايب أختها لو على مـ.ـو.تي...
نفضه بفظاظة من بين يديه ثم تركهم وخرج وهو يغلي من الغضب فغيرته قـ.ـا.تلة لا وصف لها، كالإعصار المـ.ـجـ.ـنو.ن لا يترك خلفه سوا الحطام.
أخذ ياسين يتحسس وجهه بألم ثم نظر الى يحيى بانزعاج وقال: وأنت واقف تتفرج يا غـ.ـبـ.ـي ما كنت تجي تسحبه عني
حرك يحيى يده بلامبالاة وهو يقول: وأنا مالي أنت اللي جبته لنفسك و وقعت بلسانك قصاده أنا آجي انضـ.ـر.ب معاك ليه، دي إيده طرشة ما تعرفش لا صاحب ولا صديق
ده لما هزر معايا وضـ.ـر.بني قفا قطع الكهربا عندي
عايزني دلوقتي آجي أقف جنبه وهو عصبي، ليه مستغني عن نفسي
- تصدق صح إيده طرشة ده أنا مش حاسس بوشي.
قالها وهو ينهض ولكن سرعان ما نظر الى أخيه الذي قال بتساؤل
- ياسين أنت حبيتها ل ميرال
صمت بتفكير واخذ ينزع ثيابه ليبقى فقط بالبنطال ورمى نفسه على السرير الحديدي الموجود على طرف المستودع ثم قال وهو ينظر للسقف العالي
- لاء بكرهها بس بنفس الوقت عايزها
نظر له يحيى باستفهام: مش فاهم تيجي ازاي دي
أخذ يحرك نفسه بتعب وهو يقول بحالمية.
- هو أنت مش سامع القيصر بيقول ايه، أكرهها وأشتهي وصلها وإنني أحب كرهي لها، ده بقى بينطبق عليا بالحرف...
- ده أنت شكلك واخد الحكاية لعب
- وده من بختهم لو أنا أخدتها جد هولع فيهم بجاز وسـ.ـخ وأولهم انت لو مانكرشت من قدامي، بقالك ساعة بتلت زي الست المطلقة اللي ماورهاش حاجة
غير اللوك لوك، غور عايز أنام مطبق بقالي يومين
واقفل الباب وراك
- لا خلاص طالع، سلام، قالها وخرج ليكمل استلام البضاعة.
علي الجهة الأخرى. كانت تأخذ أرضية المكتب ذهابا وأيابا تقسم بأن دmائها تغلي بشرايينها من فرط العصبية التي وصلت لها، التفتت بشراسة نحو الباب الذي فتح وما إن وجدته أمامها حتى حملت تحفة صغيرة ولكنها ثقيلة وضـ.ـر.بته بها ولكنه تفاداها بأعجوبة لينظر لها بصدmة وهو يقول
- ايه الجنان ده
ولكنها لن تكون سيلين إن توقفت فهي ما إن دخل حتى أخذت ترمي عليه كل مـ.ـا.تصل يدها إليه...
تفادى الضـ.ـر.بة مرة ومرتين ولكن هيهات فهي صاحبة اليد اليسرى تضـ.ـر.ب ولا تبالي، ذهب عندها بلمح البصرح وقيدها بذراعيه وهو يقول بعصبية وصوت عالي نسبيا
- مـ.ـا.تتهدي بقى
- شيل إيدك عني، أنت قافش فيا كده ليه سبني.
- هشششششش اهدي بس الأول وأنا أسيبك، ما إن قالها بهدوء حتى صمتت واخذت تنهج وهي تنظر له بحدة وكلما أرادت أن تقاومه لتتخلص من قيوده حتى همس لها بكلمـ.ـا.ت خافتة ولكن ما إن ألصق رأسها على صدره رغما عنها حتى بدأت تهدأ بالتدريج بشكل تلقائي عنـ.ـد.ما اخترق أذنها صوت دقات قلبه السريع
وكأن بداخله حرب وهذه طبولها...
أغمضت عينيها على هذه النغمة لتدفن نفسها دون وعي منها داخل أحضانه أكثر مماجعله يشـ.ـدد من احتوائها هو الآخر وأخذ يلمس على شعرها بحنان
لا يعرف من أين أتى به
صمت رهيب عم المكان حتى أنفاسهم بالكاد تسمع
لا يوجد الآن بينهم سوا لغة الجسد، ثواني أم دقائق مرت عليهم لا نعرف ولكن لم يدوم طويلا ما إن وجدها تبعده عنه بحركة عنيفة بعض الشئ دلالة على انزعاجها منه ثم قالت
- ابعد عن بابا
رفع سبابته لها وقال.
- مش هيحصل إلا لو بقيتي ملكي
- ابعد أخوك عن ميرال
- الاثنين بيحبوا بعض أنا مالي
- أخوك عايز يأذيها
- يبقى ده نصيبها، ما إن قالها حتى اقتربت منه وسألته: كنت متعمد صح
- وضحي أكتر
- كنت متعمد إنك تخليني أعرف حقيقتك صح عشان تحرق قلبي على عيلتي...
- ويتحرق ليه روحي حذريهم...
لتقول سيلين بغصة قهر: مش بيصدقوني
- يبقى غباء منهم ويستاهلوا اللي يجرالهم
- وليه ما نقول إن هما عقلهم مش مستوعب وساختكم أنت و أخوك.
- ممكن كل شئ جايز
- نفسي أعرف كل الحقد ده ليه
- لما نتجوز بعد عشر تيام هت عـ.ـر.في
سيلين باستهزاء: أنت بتقول ايه، جواز ايه، ده عمره ماهيحصل
- جهزي نفسك مع أختك ياعروسة اللي فهمته إن كتب كتابهم بعد أسبوع وأنا بعدهم بيومين هاخدك عندي، أو بمعنى أصح أنتي اللي هتجيني
دق قلبها بخـ.ـو.ف نعم بخـ.ـو.ف فهي وجدته يتكلم بثقة كبيرة، متأكد بأنها ستذهب له ولكن كيف سيحدث؟ عند هذه النقطة نطق لسانها بما يجوب بعقلها: ناوي تعمل ايه.
- ناوي أتجوزك وتبقي من حقي أنا وبس، ملكي...
بأسمي، أنام بحـ.ـضـ.ـنك وأصحى على ريحتك اخبيكي من الكل محدش يقدر يشوفك غيري...
سيلين بتكبر: أنت مش محتاج جواز أنت محتاج دكتور نفسي بس تصدق بالله أنا مش مستغربه، ده العادي بتاعي مافيش حد شافني قدر ينساني، بس أنت طلعت واقع ع الاخر
- لاء ما هو أنا هعمل كل ده مش حبا فيك، بس عشان أكـ.ـسر غرورك
- امممممم مبرر مش بطال بس بردو مش هتطولني.
ومش هتجوزك، وبعدين أنت مش ملاحظ إن حوارتنا بدأت تتكرر في كل مرة نتقابل فيها
- لاء ازاي لاحظت أكيد فعشان كده نويت أغير واتجوزك فعلا
- أنت الكلام معاك مالوش فايدة، اسمعني يا هجين
مش أنت الهجين بردو...
حاوطها بيده واحتدت نظراته بشـ.ـدة ليعتصر خصرها بقسوة جعلتها تصمت وتكز على أسنانها بألم حاولت أن تداريه ولكنها فشلت ما إن ظهر بتعابيرها لتجده يقول بطريقة أول مرة تراه بها
- مانصحكيش تشوفي الهجين خلينا ب شاهين.
اللي محدش شافه كده غيرك حتى أنا ماكنتش أعرف أنه موجود من قبل ما شوفك
- ااااه أنت بتو.جـ.ـعني
- هو أنا لسه عملت حاجة
- اااااااه
- سلامتك، قالها بخبث وهو يحرر خصرها لتلتفت بسرعة وهي تنوي الخروج ولكنه سحبها من عضدها الى صدره وهو ينظر حوله ويقول
- رايحة فين لسه ماحسبتكيش على كل التكسير ده.
ختم كلامه وهو يمسك وجهها بين يده ليقبل ثغرها المستفز لرجولته ولكن أخفى ابتسامته بأعجوبة ما إن وجدها تضع كفيها بسرعة على فمها وهي تحرك رأسها بنفي ترفض اقترابه منها
أطلق سرحها وهو يقول: مش مشكلة الحساب يجمع
بس ده مش هيمنع إني آخذ تصبيرة.
تجمدت أمامه ما إن وجدت نفسها بين أحضانه وأنيابه الحادة انغرزت بعنقها بقوة كامصاصي الدmاء مما جعلتها تصرخ بو.جـ.ـع لتتحول عضته هذه بالتدريج الى قبلة عميقة بنفس المكان وكأنه يريد الاعتذر منها عن قسوة ما سبقها ليترك أثر بروحها قبل عنقها
ابتعد عنها بصعوبة وأخذ ينظر لها ليجد وجهها محمر من هول الموقف الذي مرت به وهي بالكاد تقف بطولها أمامه. أخذ يضـ.ـر.ب وجنتها بخفة وهو يقول.
- لاااا فوقي وأنتي حلوة كده لحسن افترسك
. سيلين، سيليناااا
- هاااا
- هااا ايه صباح الخير، يلا يا ماما ع البيت
أومأت له برأسها وهي شاردة ذهبت نحو الباب لتخرج ولكن انحنت بسرعة وحملت الساعة الرملية الملقاة على الأرض والتفتت له وضـ.ـر.بته بها على منطقة تحت الحزام بكل غل ثم فرت الى الخارج مسرعة وكأن هناك من يريد افتراسها غير آبهة بصوته العالي الذي يتوعد لها.
بعد نصف ساعة وصلت الى منزلها ودخلت من بوابة الفيلا متوجهة الى الداخل ولكن قبل أن تصل للباب الداخلي وجدت والدها خلفها يقول
- كنت فين؟
عادت له بخطوات مترددة وهي تقول
- بمشوار
سعد باستفسار- مشوار ايه ده
سيلين بتهرب: بابا هو في حاجة
ليرد عليها بانزعاج- طبعا في، لما تطلعي من المستشفى من غير ما تقولي لحد، يبقى في والا لاء
سيلين باعتذار: أنا آسفة مش قصدي أشغل بالك بس والله نسيت استأذن.
- ماقولتليش مشوار ايه ده بقى المهم اللي خلاكي تنسي حتى أهلك
- بابا مش عايزة أرد، ما إن قالتها وهي تنظر الى الأرض كالطفل المشاغب حتى اقترب منها وقال بترقب- ليه
- لأني لو رديت هكدب وأنا مش عايزة اكدب على حضرتك...
- طالما مش قادرة تقولي اللي بتعمليه يبقى غلط
نظرت له والدmـ.ـو.ع تلمع بمقلتيها- مش بتثق فيا؟
- ماهي دي المشكلة أنا مش عايز الثقة دي تنكـ.ـسر.
أنا مش حمل ضـ.ـر.بتين ورا بعض كفاية اوي عليا ميرال اللي كـ.ـسرت ظهري مش هقدر أخسرك أنتي كمان، سيلين أنت نفس أبوكي اللي بيطلع وينزل ده
أبوس إيدك بلاش تو.جـ.ـعيني عليك، عايز اخبيكي من كل الناس
عند كلامه هذا ضحكت برقة وهي تقول بعفوية
- أنت كمان عايز تخبيني زيه هو حد قالكم إني عصفورة عشان تخلوني بقفص، ألاقيها منك ولا منه
ماكنتش أعرف إني مجنناكم بالشكل ده.
تلاشت ضحكتها ما إن رأت والدها يقترب منها أكثر وهو يقول بصدmة: أنت كمان؟ ليه هو في حد قبلي قالك كده...
- لاء، ما إن قالتها حتى قرأ الكذب بعنيها ليمد يده لها وهو يقول بأمر مخيف: هاتي موبايلك
نظرت له بتوسل وهي تقول: بابا
- مش هعيد، ما إن قالها بطريقة لا نقاش بها حتى وضعت هاتفها بيده ليغلقه امامها ويضعه بجيبه ثم أكمل، ودلوقتي على أوضتك ومافيش خروج بعد كده.
كلمـ.ـا.ته كانت بالنسبة لها كالصاعقة لتنزل دmـ.ـو.عها على وجنتيها بحرقة ثم تركته وركضت نحو الداخل وهي تبكي من كل قلبها، تنهد وهو ينظر الى اثرها وهو يقول
- أظلمك أنا أحسن ما أنتي تظلمي نفسك
في الأعلى بالتحديد غرفة ميرال
- شفتي بابا زعلان مني ازاي، مـ.ـا.تحمدليش ع السلامة ولا بص بوشي من ساعة ما صحيت.
داليا بعتاب: ماهو أنتي اللي عملتيه مش قليل برضوا بذمتك أنا ربيتك كده، فين الاحترام لما تعملي كل ده قصاد باباكي عشان يتجبر يوافق
ميرال بحيرة حقيقية: والله أنا معرفش عملت كده ازاي. كنت زعلانه ومقهورة وفجأة حسيت إن دmاغي بقت نصين وقلبي هيتفجر من كتير الدق والله أنا شفت المـ.ـو.ت بعينيا وما متش ومحدش حس فيا الكل فكر إني بدلع، والله أنا لسه قلبي بيوجـ.ـعني وجـ.ـسمي كله حتى شوفي.
قالتها تكشف عن ساقيها وذراعيها لتتفاجئ داليا بأن هناك كدmـ.ـا.ت زرقاء منتشر مائلة للون البنفسجي
ضـ.ـر.بت داليا صدرها برعـ.ـب: يااالهوي ده سببه ايه
- سألت الدكتورة قالت ده من تجلط الدm بالأطراف
و الحمدلله إنها ظهرت هنا وما جتش بالقلب
- و ايه السبب الرئيسي لده كله
- قالت انهيار عصبي و ارتفاع بالضغط بشكل كبير
هو اللي عمل ده كله مع إن كل التحاليل سليمة يبقى ده كل بسبب نفسي مش عضوي.
- الف سلامة عليكي ياقلب أمك، نامي وارتاحي
- وبابا
- أنا هكلمه مـ.ـا.تشغليش بالك وبعدين هو زعلان لأنه بيغير عليكي ياستي مش مستحمل يشوف إنك تحتبي حد أكتر منه
- مستحيل حد يوصل لمكانته في قلبي
- ربنا يهدي النفوس، يا لا يا قلبي نامي وارتاحي وما تفكريش غير بكتب كتاب اللي بعد اسبوع لازم تبقي كويسة عشان تلحقي تجهزي نفسك ياعروسة
- ربنا يخليكي ليا يا أحلى أم بالدنيا
- ويخليكم ليا ياحبايبي.
بعد مرور ست أيام، مرت بهدوء وسكون لا جديد فيها سوا أن ميرال تحسنت حالتها وبدأت تجهز لخطوبتها، تقضي الليل كله على الهاتف مع محبوبها الذي اغرقها بكلامه المعسول وحبه المغشوش ليجعلها أسعد فتاة بالعالم إلا أن سعادتها هذه لم تكتمل فوالدها حتى الآن لا يكلمها حاولت أكثر من مرة أن تعتذر منه إلا أنه كان يغلق الباب بوجهها يرفض سماعها وهذا غير انطواء سيلين بغرفتها طوال الوقت...
أما شاهين مرت عليه تلك الايام وهو عبـ.ـارة عن نيزك ناري سينفجر بوجه كل من يقف أمامه، اختفت سيلينا خاصته من آخر لقاء بينهم، لا يستطيع الوصول لها عبر الهاتف فهو مغلق طوال الوقت.
ذهب أكثر من مرة الى منزلهم بحجة العمل ليراها ولكن لم يصادفها وهذا ما جعله يجن بشكل رسمي وأصبح جميع من في الوكر في انذار فهو حقا كان كالغول المتوحش، لا يرحم من يخطئ، ولكن ما جعله يصبر قليلا هو بأنها بالتاكيد ستظهر بحفلة خطوبة أختها، وهناك سيلقنها درسا على اختفائها هذا الغير مبرر لقلبه.
أما عند غالية كانت تعيش بملل فظيع تكاد أن تصاب بداء التوحد فهي طول اليوم لوحدها لا يوجد وسائل للتسلية هنا ولكنها محبوسة بشقة راقية من الطراز الرفيع، ابتسمت بسخرية، ماذا تفعل بكل هذا الرقي وهي محبوسة لاشئ يضاهي حريتها...
حتى يحيى أصبح نادرا ما يتواجد معها أغلب الوقت في الخارج وإن عاد يكون شارد الذهن، لا تعرف بأن ضميره يؤنبه عليها.
تأفأفت بضجر وما إن همت بالنهوض لتحرك ساقيها المتشنجة من كثرة الجلوس حتى وجدت باب الشقة الرئيسي يفتح ليليه دخول معـ.ـذ.بها الوسيم
لحظة! هل هي بدأت تراه وسيم أم ماذا...
حمحمت حنجرتها و وقفت ما إن اقترب منها وأخذ يتمعن بها بنظرات حزينة لا تعرف ما سببها حتى...
كاد ان يتكلم إلا أنه غير رأيه وتركها ودخل الى الحمام دون أن يلقي السلام عليها.
غاب مايقارب العشر دقائق وخرج وهو لا يغطي جسده سوا منشفة حول خصره، اختفى داخل الغرفة لثواني معدودة ثم خرج وهو يرتدي بنطال منزلي فقط...
كانت تجلس بهدوء تراقب كل حركة صادرة منه ولكن ما جعلها ترفع حاجبيه باستغراب هو عنـ.ـد.ما وجدته يستلقي على نفس الأريكة التي تجلس عليها ليستقر رأسه على وسط فخذها ولكن كانت الطامة الكبرى عنـ.ـد.ما نام على جانبه الأيسر وهو يحاوط خصرها بقوة ليدفن وجهه ببطنها وهو يقول.
- اعمليلي مساج عندي صداع هيفرتك دmاغي
- طبعا هتصدع وأنت صـ.ـا.يع ليل ونهار
- وليه ما تقوليش صداع من كتر تفكيري فيكي
ما إن قالها بحب حتى أبعدت نظراتها عنه بتـ.ـو.تر وقالت
- أين كان السبب تستاهل ويالااا هوينا أنا مش فاتحة جمعية خيرية عشان كل لما تحتاج شوية حب وحنان تجيني
رفع رأسه قليلا ليصبح وجهه مقابل وجهها وهو يقول بمشاكسة- هو أنا عندي غيرك عشان أروحله
يا غلا الروح أنتي.
- والله اللي أنا شايفة إن حبايبك كتير، قالتها بتقزز منه وهي تنظر الى أثر بنفسجي خفيف مطبوع تحت اذنه
دعك يحيى رأسه وهو يكرمش وجهه بتلاعب ويقول: ااايه ده، أنتي طلعتي شقية وانا معرفش
- لا والنبي، أوعى كده جاتك القرف، قالتها وهي تريد أن تنهض ولكنه منعها وهو يقول بغطرسته المعتادة
- هو أنا لو حلفتلك ع الماية تجمد ان البوسة دي كانت بريئة مش هتصدقيني صح
- يحيى!
- ياقلبه
- جاتك ضـ.ـر.بة بقلبك اللي عامل زي المكروباص.
ابتسم بغرور ممزوج بتكبر وكأنه يمن عليها بحبه هذا
- بس المكروباص ده مافيهوش غير كرسي واحد وأنتي اللي قاعدة عليه والتانين واقفين شفتي إنك مميزة عندي ازاي
- اوووعى كده، قالتها بغـ.ـيظ وهي تدفعه عنها ليسقط على الأرض وهو يضحك عليها بقوة كاد أن يلحق بها ليراضيها بكل ممنونية فهو يعشق غضبها هذا
ولكن اتصال حودة منعه من ذلك ولكن ما جعل الأرض تدور به هو عنـ.ـد.ما سمعه يقول بتنهيدة.
- يحيى باشا، البقية بحياتك أم الست غالية
تعيش أنت...
رفع رأسه وسحب نفس قوي وأخذ ينظر بحـ.ـز.ن الى الباب الذي اختفت خلفه معشوقته وهو يقول
- امتى ده حصل
- من ربع ساعة بس هات بـ.ـنتها عشان تغسلها وتودعها
بلاش تبقا أنت والزمن عليها يا باشا بس اوعى تقولها
دلوقتي لحسن تتجنن عليك سبها لما تجي المستشفى أحسن
- كده أحسن برضوا، مسافة السكة وهنكون عندكم.
انهى المكالمة وذهب وطرق عليها الباب ولكنها لم تفتح، سند مقدmة رأسه ع الباب وهو مايزال يطرقه باستمرار ولكنها عنيدة ولم تفتح، ابتلع غصته وقال باختناق من ضميره الذي أخذ يأكل فؤاده دون رحمة
- غالية افتحي في حاجة مهمة عايزك فيها
اما غالية ما إن نطق اسمها بالشكل الصحيح حتى ذهبت وفتحت الباب لتنظر له باستغراب مابه لما عينيه عبـ.ـارة عن جمرة من شـ.ـدة الاحمرار ولكن ما زاد ذهولها هو عنـ.ـد.ما قال بجدية
- غيري هدومك.
- ايه المناسبة
- أنا تعبان وعايز أروح أكشف واعمل تحاليل بالمستشفى وعايزك معايا
- ليه صغير وخايف تتوه!
- غالية، قالها وهو يتنفس بعمق وكأن هناك هموم بوزن الجبال على أكتافه...
التزمت بالصمت أمام حالته هذه وذهبت تغير ثيابها دون أن تجادل فحالته هذه غريبة أول مرة تراه فيها بهذا الشكل
بعد أقل من عشر دقائق من الزمن كانت تجلس الى جواره بداخل السيارة وصوت احتكاك الاطار مع الاسفل عالي من شـ.ـدة سرعته...
ربطت حزام الأمان من خـ.ـو.فها وهي تقول
- بالراحة شوية
لم يصغي لها وكأنه لم يسمعها أساسا وقبل أن تنطق مرة أخرى ثعثرت سيارته بإحدى المطبات جعلت رأسها ينضـ.ـر.ب بزجاج النافذة بقوة مما جعلها تصرخ بخـ.ـو.ف أكبر وهي تقول بانفعال...
- يحيى هتمـ.ـو.تنا، حااااااااسب عااااااااا.
صرخت برعـ.ـب وهي تفتح عينيها على وسعهما بعدmا وجدته يحاول أن يتجاوز تلك السيارة التي أمامه حتى تفاجئت بظهور سيارة أخرى تأتي عليهم بشكل سريع من الإتجاه المعاكس.
↚- يحيى هتمـ.ـو.تنا، حااااااااسب عااااااااا
صرخت برعـ.ـب وهي تفتح عينيها على وسعهما بعدmا وجدته يحاول أن يتجاوز تلك السيارة التي أمامه حتى تفاجئت بظهور سيارة أخرى تأتي عليهم بشكل سريع من الإتجاه المعاكس.
ليدير الدركسيون بسرعة ليتلافى الارتطام بكليهما ولكن هذا ما جعل سيارته تخرج من الطريق الرئيسي لينزل الى الترابي بعدmا اصطدm بعمود الإنارة ليتهشم عليهما الزجاج الأمامي وهي تنقلب بهم السيارة أكثر من مرة لتستقر بالآخر بشكلها الطبيعي بقدرة قادر...
صمت غريب عم عليهم بالمكان، كل شئ حدث بسرعة رهيبة لدرجة عقلها أستغرق عدة ثواني ليستوعب ما حدث ولكن لفت انتباهها تأوه يحيى القوي وهو يضغط على شفتيه بو.جـ.ـع حاول ان يداريه عنها ولكن صوت أنفاسه العالية كانت أكبر دليل بأنه يكبت أوجاعه المفرطة فقد انضـ.ـر.ب رأسه وذراعه بالباب و لكن تجاهل هذا كله والتفت بلهفة لتلك التي تجلس الى جواره وهو يقول بخـ.ـو.ف محب
- غلا أنتي كويسة.
ابتلعت لعابها بذهول ونظرت له دون ان ترد عليه وكأنها تريد أن يؤكد لها بأنها مازالت حية ونجت من هذا المـ.ـو.ت المحتم...
رفع يحيى يده السليمة وأخذ يتحسس وجنتها المجروحة وهو يقول بتـ.ـو.تر
- غلااا ردي عليا أنتي كويسة في حاجة و.جـ.ـعاكي
أخذت تتنفس بانفعال ثم ضـ.ـر.بت يده لتبعد لمساته المزعجة عنها وهي تنفجر به بعصبية
- أنت امتى هتبطل تهورك ده كنت همـ.ـو.ت على إيدك.
قوللي امتى هتعقل أنا خلاص تعبت منك، رجعني ع الشقة أنا مش عايزة أروح معاك في أي حتة
سحب نفس قوي ثم نزل من السيارة والتف حولها وفتح الباب لها وانحنى ليفك عنها حزام الأمان ثم أمسك يدها وسحبها معه نحو الشارع العام مرة أخرى يريد سيارة الأجرة ولكن هيهات فهو الآن على الخط السريع اين يجد مطلبه هذا
رفع هاتفه بتـ.ـو.تر وأخذ يجري اتصال ليقول باستعجال بعدها بتعب ما إن فتح الخط: حودة تعالى ع المكان اللي هقولك عليه.
- ليه في إيه ياباشا أنت فين؟
- أنا على طريق الصحراوي عملت حادثة بالعربية
- ربع ساعة وهكون عندك، قالها حودة وهو يخرج من المستشفى بسرعة أما يحيى ما إن أنهى المكالمة حتى ذهب نحو سيارته مرة أخرى ليغمض عينيه وهو يجلس بو.جـ.ـع على الأرض ليسند ظهره على إطارها
شعر بلمسة يدها الصغيرة وهي تنفرد على صدره ليليه صوتها الهامس الذي عصف بمشاعره: يحيى!
فتح عينيه بشبه ابتسامة وهو يقول
- يا قلبه أنتي.
غالية بقلق- قوللي إيه اللي بيوجـ.ـعك
نظر الى عينيها التي بالكاد يراها من الظلام وهو يقول: بتخافي عليا
ذمت شفتيها وهي تكرر نداء اسمه بحدة وكأنها تؤنبه: يحيى!
- ياجمال اسمي منك، قالها وهو يميل برأسه على الجهة اليمنى لتشهق برعـ.ـب ما إن عكست إنارة الشارع
علي عنقه لتراه غارق بالدmاء
أخذت تستكشف جسده لتجد مصدره جـ.ـر.ح عميق بجانب رأسه وهي تقول برعـ.ـب
- ااايه كل الدm ده، قولي مالك بس.
- ماليش حاجة ده جـ.ـر.ح بسيط، ما إن قالها وهو يمسك يدها بقوة حتى أخذ يبتسم بسعادة على تصرفاتها هذه وهو يقول
- اللي يشوفك كده يقول بتحبيني
التزمت بالصمت ولم ترد ليكرر سؤاله ولكن بصيغة مباشرة: بتحبيني
- والنبي أنت فايق ورايق هو ده وقته، قالتها بانزعاج مصطنع لتتهرب من همساته المغرية هذه ولكن الذي أمامها مراوغ مكار ويرفض ردها هذا كجواب لسؤاله
- قوليها وريحيني قبل ما أمـ.ـو.ت وتبقى بنفسي يرضيكي كده.
نظرت له من طرف عينيها وهي تقول بستنكار
- تمـ.ـو.ت ايه! مش لدرجاتي يعني. أنت بتدلع
سحب شهيق بصوت عالي ثم قال بعدmا كرمش وجهه بألم: وماله لما أدلع عليكي مش مراتي حبيبتي، هاتي بوسة بقا عشان يسكن و.جـ.ـعي ده شوية ياعلاجي أنتي
- بوسة! لا طالما قليت أدبك يبقى أنت تمام أوعى كدة، قالتها وهي تدفعه عنها وتنهض ليتأوة بصوت عالي لتعود أدراجها أمامه بسرعة وأخذت تقبل وجنته بطريقة عفوية وهي تقول بلهفة.
- أهو أهو بوستك خلاص متتو.جـ.ـعش...
- خلاص مـ.ـا.تزعليش أوي كده عليا، تعالي أما أصالحك، قالها وهو يضع يده خلف عنقها ليقربها منه و يلصق أنفه بوجنتها ويقبلها باشتياق ولكن قبل أن تدفعه أو تبدي أي رد فعل وجدو ثلاث سيارات سوداء إثنان منهما ذو دفع رباعي تنزل على الطريق الترابي متوجهة نحوهم وهذا ما جعل يحيى ينهض ويسحبها خلفه بسرعة وما كان منها سوا أن تتمسك بقميصه بكلتا يديها وكأنها تطالبه بحمايتها.
أما يحيى ما إن توضحت له الرؤية حتى زفر أنفاسه براحة عنـ.ـد.ما وجد شاهين وياسين ينزلون منها وخلفهم حودة الذي اقترب بسرعة ليطمئن عليه لينظر له يحيى بعتاب
- بتبصله كده ليه مش عايزنا نعرف ولا إيه، ما إن قالها شاهين وهو يقترب منه حتى اتبعه ياسين الذي أخذ يمرر نظره على حالته هذه التي يرثى لها ليقول بشك غاضب
- الحادث ده حصل ازاي؟
تدخل شاهين بجمود: مش وقته دلوقتي يلا بينا من هنا ونبقى نشوف إيه الحكاية، هتقدر تسوق
- لاء تعبان، قالها وهو ينظر الى ذراعة اليسرى
ليعلم الآخر بأنه مصاب ولكنه لا يريد أن يقول أمام زوجته التي لا يظهر منها سوا عينيها التي تلمع كالقطط وهي تنظر لهم بخـ.ـو.ف من خلف ظهره
- خدهم ياحودة ع المستشفى وابقى طمني...
حودة بتنفيذ: اعتبره حصل ياهجين...
أخذ يحيى زوجته نحو السيارة وفتح الباب لها وما إن صعدت حتى أغلقه وعاد لهم مرة ثانية وهو يقول
- شاهين بلاش تتهور
ليرد عليه ببرود غريب
- التهور ده اختصاصك، قولي دراعك مالها
نظر يحيى الى يده بحيرة ثم قال
- معرفش يمكن انكـ.ـسر
- تستاهل، ماهو قالك خد بالك اليومين دول، ما إن قالها ياسين بانزعاج لعدm استماعه له حتى رد عليه وهو يقول بتوضيح
- أيوه بس ماكنتش متوقع إنهم يقطعوا فرامل عربيتي.
ياسين باستفزاز: وماله وشك مخـ.ـطـ.ـوف كده ليه، أوعى تقولي خفت
يحيى بصدق: أيوه خفت، بس خفت عليها هي.
أنا لحد دلوقتي مش مصدق إنها طلعت منها سليمة
- بس أنت متدغدغ
- فداها
- طب يا عم روميو روح عالج نفسك ومـ.ـا.تنساش بكرة كتب كتابي هتيجي يعني هتيجي مش عايز أعذار
- ربنا يسهل، قالها وهو ينظر الى الهجين الملتزم بالصمت الرهيب الذي بالتأكيد سيخلف بعده كوارث.
تركهم وعاد بأدراجه نحوها وما إن صعد وانطلق بهم حودة إلى هدفهم حتى احتضن غاليته تحت ذراعه وقبل جهتها وهو لا يصدق حتى الآن بأنهم نجو من كل ما حدث معهم
بعد مدة زمنية دخلوا إلى المستشفى وصعدو الى الطابق الثالث وما إن خرجوا من المصعد حتى أخذ يشـ.ـدد من مسك يدها بتـ.ـو.تر واضح وهو لا يعرف كيف سيوصل لها خبر وفاة والدتها...
نظرت له باستغراب وهي تقول: مالك
مرر لسانه على شفتيه الجافة وهو يقول بصعوبة: غلا مامتك.
تحفزت كل خلايا جسدها وهي تقول بترقب
- مالها؟!
- لا ملهاش هي بقت كويسة الحمدلله وفاقت وعال العال والباشا جابك هنا عشان هي عايزة تشوفك
. قالها حودة وهو يقترب منهم لينظر له يحيى كالمصعوق من ماسمع منه
- فاقت! هي ماما كانت عيانة، قالتها باستفهام له ثم نظرت الى زوجها المبجل لتنفض يدها منه بغضب وهي تكمل، يعني أنت كنت عارف أنها عيانة وماقولتليش ولو ماكنتش هي طلبت ماكنتش جبتني
مع الأسف من يوم يومك أناني.
حاولت أن يمسك يدها مرة أخرى إلا أنها رفضت لينظر لها بتوسل: غلا.!
تجاهلت نظراته ونبرته هذه والتفتت الى حودة وقالت: ألاقي مامتي فين؟
- هتلاقيها بأوضة خاصة رقمها 36
تركتهم وذهبت مسرعة لا بل كانت شبه راكضة نحو جنتها التي تقسم بأنه لا يوجد شيء في الدنيا يعوضها عنها
أما يحيى ما إن اختفت حتى سحب حودة من تلابيب ثيابه بيده السليمة وهو يقول بعدm تصديق
- بقا تضحك عليا وتقولي مـ.ـا.تت وهي عايشة.
نظر الى الأرض وقال: حبيت أحميك من نفسك ياباشا، لو كان حصلها حاجة، عمرها ما كانت هتسامحك
- وأنت مالك بتتحشر باللي مالكش فيه ليه، غور من وشي، قالها بغضب وهو يدفعه عنه ولكن الآخر لم يصغي له وقال وكأن شيئا لم يحدث
- تعالى ياباشا نفحص ذراعك ونشوف مالها وصدقني
اللي عملته ده عشانك مش عشانها...
تأفأف و أومأ له وذهب نحو غرفة الكشف في الطابق الأرضي وهو شارد بتفكيره في ما سيحدث بعد ذلك.
وصلت غالية الى هدفها لتجد امام الغرفة خالها و زوجته تحية التي ما إن وجدتها أمامها حتى لوت شفتيها وقالت
- ما لسه بدري كنتي غيبي شهرين كمان
لم ترد عليها أو حتى تلقي السلام تخطتهم وكأنهم نكرة لا بل هم بالفعل نكرة بالنسبة لها، فتحت الباب لتدخل مباشرة لوالدتها.
توقف الزمان بها ما إن وجدت أحب الناس لها مستلقية على السرير محاوطة بالأجهزة اللعينة هذه، اقتربت منها تنظر لها بشوق لتجد والدتها تفتح عينيها قليلا وهي ترفع يدها نحوها وتقول بصوت ضعيف بالكاد وصلها: غالية أنتي جيتي
انحنت بسرعة نحوها وقبلت يدها ورأسها ثم احتضنتها وأخذت تستنشق رائحتها بقوة وهي تقول ببكاء مرير وكأن دmـ.ـو.عها هذه تريد أن تشكي لها بكل ما مرت به.
- أيوه جيت يااااااعمر غالية. وراحتها اللي راحت منها بغيابك عنها
ختمت كلمـ.ـا.ته هذه وهي تدفن وجهها بأنحاء صدرها الدافي ليزداد صوت أنينها ما إن شعرت بحنانها وما كان من والدتها سوا أن تحاوطها بضعف، لتقول غالية بعتاب وهي تدفن نفسها أكثر فيها
- ليه جوزتيني بدري ليه والله أنا لسه صغيرة ومالحقتش أشبع من حـ.ـضـ.ـنك والله. انا مش قد إني أواجه الحياة دي لوحدي، تعبت ببعدك عني.
- حكم القوي ع الضعيف ياضنايا و الله غيابك عني كان على عيني
ارتفع صوت أنينها المعـ.ـذ.ب بشكل كبير وهي تشـ.ـدد من احتضانها هذا غير شهقاتها المتفاوتة التي شقت صدرها. رفعت الأم كفها و أخذت تمرر يدها على رأس فلذة كبدها وهي تتلو عليها آيات من كتاب الله لتهدأ بالتدريج لتقول بعدها بتساؤل
- طمنيني عنك يا قلب أمك أنتي كويسة.
ابتعدت عنها غالية وأخذت تمسح وجهها الأحمر المغطى بالدmـ.ـو.ع الغزيرة: بفضل دعاكي الحمدلله كويسة...
- الحمدلله إني شفتك قبل ما أمـ.ـو.ت، ما إن قالتها حتى ردت عليها ابـ.ـنتها بانفعال
- بعد الشر عليك إن شاء الله يوم تحية وخليل قبل يومك يا قادر يا كريم
ابتسمت الأم بضعف وقالت بلسان ثقيل
- لسه لسانك طويل زي ماهو
- لاء طول حبة كمان
- من يومك شقية يا بـ.ـنت بطني
تنهدت وهي تقول- قصدك من يومك متعوبة القلب.
نظرت لها قليلا بصمت وبرغم مرضها وتعبها الواضح إلا أنها لم تستطع تأجيل سؤالها وهي تقول
- عاملة إيه مع جوزك مرتاحة
- الحمدلله
- مرتاحة يعني طمنيني
- الحمدلله يا حبيبتي مـ.ـا.تشغليش بالك أنتي مخلفة راجـ.ـل...
- راجـ.ـل ايه؟ لاء أنا مخلفة بنوته قمر ربنا عوضني بيها عن تعبي اللي شفته في عمري
- حبيبتي ارتاحي وأنا هروح أشوف الدكتور، قالتها وهي تهم بالخروج إلا أن سؤال والدتها أوقفها عنـ.ـد.ما قالت.
- جوزك فين يا غالية أنا لسه ولا مرة شفته
- يابختك، ياريتني كنت بمكانك ولا شفت طلته البهية قال ماشفتوش قال هتشوفي الأملة يعني
قالتها دون أدنى مجاملة مما جعلت والدتها ترفع حاجبيها من ردها هذا الغير متوقع ثم تركتها وخرجت لترى زوجة خالها أمامها لتذهب نحوها ومن دون اي مقدmـ.ـا.ت سحبتها من شعرها الظاهر من تحت طرحتها بقوة وهي تقول بغضب.
- ايه اللي وصل أمي للحالة دي ياحرباية، سبتهالكم زي الوردة مافيهاش غير العافـ.ـية آجي ألاقيها بالشكل ده ليه عملتي فيها ايه يابوز الإخص عشان توصليها لكده، انطقي!
دفعتها عنها تحية وهي تقول بصوت عالي- اوعي كده، دلوقتي عاملة نفسك خايفة عليها بعد ما شبعتي سرمحه ومشي على حل شعرك
- ماهو أنا بقى عايزة أطلع السرمحة دي على عينك...
قالتها غالية ثم أنقضت على وجه الأخرى بأظافرها الطويلة هذا غير خصلات شعرها التي تقطعت بين يدبها.
ليرتفع صراخ تحية العالي وهي تطالب بأحد ينقذها منها ليتجمع كادر التمريـ.ـض حولها لإنقاذها ولكن ولكن من يستطيع أن ينقذها من فك الأسد هذا. غير الأسد نفسه وبالفعل هذا ما حدث عنـ.ـد.ما لف يحيى ذراعه السليمة على خصرها من الخلف وحملها عن الأخرى، وأدخلها بسرعة الى الغرفة المجاوره لوالدتها وهي مـ.ـا.تزال تعافر للوصول لتلك الحقيرة
وهي تقول بغضب
- سبني عليها أربيها وأعرفها مقامها.
ثبت جسدها على الحائط وهو مايزال يحتضنها من ظهرها ليهمس لها بحرارة اللهب بوجنتيها
- خلاص ياقلب يحيى خلاص، البـ.ـنت كانت
هتمـ.ـو.ت في إيدك ياوحش
التفتت له ليصبح وجهها أمامه وهي تقول بانفعال وشراسة لذيذة: أنت ماسبتنيش أمـ.ـو.تها الكـ.ـلـ.ـبة دي ليه، هي السبب أكيد بحالة ماما دي
عض طرف شفته بتمني وهو ينحني نحوه ثغرها ويقول بوقاحة: ده أنا هروح أبوس راس ماما وإيدها كمان عشان خلفتلي العسل ده كله وبقى ليا.
كادت أن ترد عليه إلا أنها قطبت جبينها باستغراب عنـ.ـد.ما لاحظت يده اليسرى مغلفة بالجبس الأبيض
مما جعلها تمرر أناملها عليه بخفة وهي تقول
- مالها إيدك
- كـ.ـسر بسيط، قالها بتمسكن ليكسب تعاطفها ولكن ردها كان غير. رد متشفي
- تستاهل، ومن أعمالكم سلط عليكم
ابتعد عنها وهو يقول: مقبولة منك ياقمر، يا لا تعالي نودع مامتك عشان نرجع لأني هنام وأنا واقف زي الحصان من تعبي.
غالية باستنكار: اودع ايه ونرجع فين، اللعبة انتهت لحد هنا يا ابن اللداغ، اتكل أنت بالسلامة وانسى إنك بيوم شفتني من أساسه.
- يعني إيه معنى الكلام ده، ما إن قالها بصدmة وهو يرفض أن يصدق ما سمعه الآن إلا أن أتاه ردها كالضـ.ـر.بة القاضية عنـ.ـد.ما قالت بجدية وهي تقف أمامه بثبات وقوة
- يعني أنا مستحيل أرجع لسـ.ـجـ.ـنك ده تاني. طلقني!
الوقت: قريب الفجر
المكان: الواحات، الصحراء الغربية.
كان هجان ينام بالعسل مع إحدى الغجريات ولكن ما بدأ يعكر مزاجه هو ارتفاع رنين الهاتف، حاول أن يتجاهله إلا أن الطرف الآخر كان مصر
ابتعد عنها بضجر قليل ليرد على هذا المتصل المزعج
، اعتدل بجلسته بترقب عنـ.ـد.ما سمع غالب منصور يصـ.ـر.خ به ما إن ضغط على زر الإجابة وهو يقول
- أنت مش بترد ليه
هجان باستغراب: في حاجة؟
- مصيبة، يحيى ما متش، ما إن قالها حتى زوى مابين حاجبيه بتعجب وهو يقول.
- و ايه اللي هيمـ.ـو.ته واحنا لسه مانفذناش
- لا ما هو أنا نفذت
انتفض هجان من مكانه وأخذ يصـ.ـر.خ به ويقول
- الله يخرب بيتك. مين اللي قالك إنك تعمل كده
غالب بتوضيح: بكرة كتب كتاب ياسين والكل مشغول قولت دي فرصتنا، وكل شيء بقى تمام إلا أنه طلع منها زي الشعرة من العجين تقول قط بسبع ترواح
هجان بتحذير: ادعي المرادي تعدي على خير و أوعى مرة تانية تتصرف من دmاغك
- مش هنا المشكلة
- في إيه تاني ياوش الفقر.
- ياسين جايلك وناويلك ع الشر وحسب معلومـ.ـا.تي زمانه وصل مكانك
- ااااااااايه ياسين، قالها هجان برعـ.ـب وهو يغلق الخط بوجهه لينظر غالب بترقب الى ذلك الذي يقف أمامه ك ملك المـ.ـو.ت فهو على استعداد تام أن يقضي عليه
- كنت عايز تتخلص منه بس شوف حكمة ربك اللي حفرته ليه هيبقى ليك، يحيى اللداغ خط أحمر
وأنت تعديت حدودك كتير أنا أسامح واعدي كتير بس لحد يحيى، لاء...
- والله مكنتش أعرف يا هجين أنا فكرته صاحبكم.
بس، وبعدين أنا عملت كل اللي أنت عايزه وكلمت هجان قصادك وماحسستوش بحاجة سبني بقى زي ما وعدتني وأنا مش هخليك تشوف وشي تاني
ابتعد شاهين قليلا وأخذ ينظر له فهو كان مقيد اليدين وهناك جنزير خشن ملفوف حول عنقه بإحكام وتحت قدmيه كرسي، وضعه كامل و تام لتنفيذ حكم الإعدام.
- وأنا عند وعدي، أهو سبتك، قال الأخيرة وهو يضـ.ـر.ب الكرسي بقدmه بقوة ليسقط ثقل جسده كله مترنحا من عنقه ليرفس بقدmيه و ينتفض بمكانه بشـ.ـدة قبل أن يسكن بهدوء يعلن بها خروج الروح منه
سحب الخنزير الخاص به بقوة منه ليسقط على الأرض بكل ثقله ثم بصق عليه ليتركه ويخرج بعدmا أمر رجـ.ـاله تنضيف المكان من البصمـ.ـا.ت ثم إبلاغ الشرطة ليكون عبرة لأعدائه.
أما عند هجان بعدmا طرد تلك الفتاة التي كانت معه حتى أخذ يرتدي ثيابه بسرعة مقررا الفرار
ذهب نحو الباب بسرعة وما إن فتحه حتى تلقته ركله قوية على وجهه جعلته يسقط على الأرض
وهو يصـ.ـر.خ فعلى مايبدو بأن أنفه وفكه السفلي قد انكـ.ـسر
وقبل أن يستوعب ماذا يجري حتى عالجة بركلة أخرى على معدته جعلت الدmاء تتدفق من بين شفتيه كالنافورة، خاصة ما إن كرر الضـ.ـر.بة مرة أخرى بنفس المكان.
رفع هجان رأسه لذلك الذي يقف فوق رأسه والذي لم يكن سوا ياسين الذي ضحك بخبث دون أن يصدر صوت ثم قال
- اللي يلعب مع ولاد اللداغ يتحمل قرصتهم
- والله أنا ما عملت حاجة ده غالب منصور مش أنا
- ماهو زمانه خد جزاته من الهجين، بس بردو لازم أسيبلك تذكار مني، اعتبره هدية يا أخي.
- لالا لاااااا ياسين، قالها بفزع ما إن وجده يقيد قدmيه وأخذ يجره على الأرض الصلبة ليخرج به عند سيارته ليربطه بها ثم انطلق بكل سرعته ما إن استقر خلف الدركسيون، كان يطـ.ـلق الصفيرة من بين شفتيه وهو لا يسمع سوا صرخ الآخر الذي بالتأكيد الآن انسلخ جلده عن لحمه...
بعد مدة توقف ما إن انقطع صوته، نزل ليتفحصه ليجده فاقد الوعي ولكنه مايزال حي وهذا بالتاكيد لم يروق ل ياسين الذي أخذ يمط شفتيه بتفكير كيف يعـ.ـا.قبه أكثر فهذا كله لم يشفي غليله منه بعد
ولكن سرعان ما ابتسم بشر وخرج من صندوق سيارته زجاجة شفافة تحتوي على ماء ولكن هذا ليس ماء عادي بل هو تيزاب ( مية نار )
فتحه ثم اخذ يسكبه ببطئ على نصف وجهه وهذا ما جعل صراخ الآخر يكاد أن يصل للسماء الأولى من ما يعيشه الآن.
فك قيده ورماه بالصحراء للوحوش المفترسة وهو يقول: ده عقـ.ـا.ب صغير من ياسين عشان تبقى درس لكل واحد يفكر يأذينا
تركه وانطلق يعود أدراجه للوكر وهو يشغل المسجل على أغنية أكرهها للقيصر، وأخذ يردد معه هذه الكلمـ.ـا.ت بمزاج عالي وكلما انتهت الأغنية أعادها مرة أخرى دون أن يمل فهذه تذكره بمحبوبته الرقيقة...
سحب هاتفه وأخذ يتصل عليها ما إن لاحظ شروق الشمس ليأتيه صوتها الناعس المبحوح من أثر النوم
- الو.
أبتسم باتساع وقال بانتشاء
- صباح الحب يا حب ياسين
ابتسمت هي أيضا بحالمية وأخذت تمط يديها وهي تقول: صباح النور يا حبيبي، إيه اللي مصحيك بدري كده
- أنا مانمتش أصلا من فرحتي مش مصدق إن خلاص
مافضلش غير ساعات...
- قد كده بتحبني
- وأكتر بكتير من ما عقلك ممكن يتخيله
- هممممم كويس. قالتها وهي تنام على بطنها وتحتضن وسادتها بنعاس ليصـ.ـر.خ بها ياسين بانفعال
- بـ.ـنت أنتي بلاش تلعبي بأعصابي وتهمهمي.
كرمش وجهها باستغراب وقالت
- مش فاهمة قصدك ايه
ياسين بسفـ.ـا.لة
- قصدي أنا عايز آكلك وأنتي بتغريني بطعامتك
ميرال بحيرة: دي فزورة دي ولا ايه
- أنتي يا إما غـ.ـبـ.ـية يا إما نقية
- ياسين
- نعم
- بحبك
- وأنا كمان...
- يلا بقا روح نام كويس عشان تريح جـ.ـسمك عايزك تكون فايق لما تيجي بالليل مش تعبان
- حاضر أي أوامر تانية
- أيوه
- أأمريني
- خد بالك من نفسك
- بهمك يعني
- أنا معنديش استعداد إني أخسرك لأي ظرف كان.
- بس أنتي رفضتيني قبل كده فاكرة
- ايه ده أنت كل يوم هتسمعني الكلمتين دول مش هتنسى
- عمري ما هنسا
- بس أنا اعتذرتلك قبل كده كتير وشرحتلك موقفي
- عايزاني أسامحك، قالها بترقب شـ.ـديد ليأتيه ردها المؤكد: طبعا
ياسين بغدر خفي: تيجي معايا بعد حفلة كتب الكتاب
- آجي معاك فين؟
ليقول بخبث: نسهر مع بعض بالمناسبة الحلوة دي
ميرال بتوضيح: أيوه بس بابا مش هيرضى بده
ياسين بعصبية: تاني بابا ياميرال تاني.
- قولي أعمل إيه يعني بابايا صعب ازاي عايز أقوله هسهر مع ياسين والله اتكسف وبعدين أكيد هيرفض
- يعني أقدر أفهم من كلامك أنك هتختاري باباكي تاني
- أنت ليه مش قادر تفهمني والله صعب اللي بتطلبه وخصوصا الحفلة هتخلص متأخر عايزني آجي معاك فين بس
- تمام وصلني جوابك، قالها وهو ينهي هذه المكالمة دون أن يسمع ردها لترفع الهاتف عن أذنها وهي حزينة...
نهضت من فراشها بزعل وذهبت نحو الحمام لتغسل وجهها وأسنانها ثم نزلت ببجامة نومها الحرير ذو اللون الرصاصي الغامق دون أن تغيرها
خرجت مباشرة إلى الحديقة لتستنشق بعض الهواء النقي ولكن تفاجئت بوجود أختها تجلس قرب حوض السباحة، ذهبت بإتجاهها وما إن جلست إلى جانبها حتى احتضنتها بحب وهي تقول بحنين
- حشـ.ـتـ.ـيني و يا سيلي هنت عليك مـ.ـا.تكلمنيش طول الأيام اللي فاتت دي
- عايزاني أكلمك أقولك ايه مبروك مثلا وأنا عارفة إنك.
رايحة لنهايتك برجليكي
ميرال بعتاب: سيلين!
- شفتي كلامي مش على هواكي عشان كده بعدت عشان مازعلكيش على أمل تفوقي أو أطلع أنا اللي غلطانة
انفجرت ميرال باختناق من كل مايحدث: يووووووه أنا بجد تعبت، كل البنات تتجوز تفرح إلا أنا الكل ضدي، مش عارفة ألاقيها من مين والا مين
ارحموني بقا، بابا وأنتي وياسين، يارب أمـ.ـو.ت عشان ترتاحوا.
قالت الأخيرة وهي تبكي متوجهة الى الداخل ولكن ماهي سوا خطوتين و وجدت نفسها بحـ.ـضـ.ـن والدها الذي احتواها بذراعيه بحنان عنـ.ـد.ما وجد دmـ.ـو.عها تجري على وجنتيها
رفعت نظرها له وهي تقول بغصة: بابا
- مبروك يا حبيبتي، قالها سعد وهو يقبل جبهتها لتقول بنبرة متوسلة وهي تحتصنه بقوة
- والله بحبك أكتر من نفسي حتى.
- ربنا يبـ.ـارك لي فيكم، قالها وهو ينظر بحب إلى سيلين التي تقف أمامه بزعل...
عند نظراتها المدللة هذه لم يستطع أن يقاوم أكثر ليفتح ذراعه لها هي أيضا لتأتيه راكضة على الفور ليضمهما معا الى صدره وأخذ يقبلهما لتقول ميرال بتردد
- بابا
نظر لها وقال: قولي يقلبي
ميرال بقلق: أنت لسه زعلان مني
ابتسم بحـ.ـز.ن وقال: لاء مش زعلان وربنا يوفقك بحياتك اللي اختارتيها ياقلب أبوكي أنتي، ودلوقتي يلا قومي جهزي الفطار عايزه يبقى من إيديكي النهاردة.
- بس كده من عينيا، قالتها ميرال بفرحة وهي تقبل فكه ثم تركتهم وذهبت الى المطبخ لينظر سعد الى أثرها وهو يقول بتنهيدة
- آاااه يا و.جـ.ـع قلبي أنتم
- احنا و.جـ.ـع يا بابي؟ قالتها سيلين باندهاش وهي تنظر إلى عينيه الحزينة باستغراب
- أيوه وخصوصا أنتي
- هو أنا عملت إيه بس ده أنت معـ.ـا.قبني ومخاصمني من غير سبب
- متأكدة من غير سبب، خدي تلفونك أهو، أنا مافتحتوش من ساعتها عارفة ليه
- ليه؟
- مش عايز انصدm كفاية عليا ضـ.ـر.بة ميرال، لأن لو جتني ضـ.ـر.بة منك انتي بالذات أنا مش هستحملها
- بابي أنا معملتش حاجة
- عارفة شاهين قالي إيه
شحب وجهها ونظرت له بتقرب لما سيقول، نظر لها بتمعن لقلقها الملحوظ هذا وأكمل بقهر فأصبح شكه يقين الآن، قال لو أخويا مالوش نصيب عندكم أنا أكيد ليا، كان بيتكلم بثقة غريبة، هو مش ده نفسه اللي كان عايز يحبسك بقفص زيي والا أنا غلطان
- بابا.
نظر لها سعد بحدة وقال بعدmا رفع سبابته بوجهها: شوفي يا سيلين لو أنا وافقت على ياسين لما شفت ميرال تعبت لما رفضته أنتي بقى عندي استعداد أشوفك بتمـ.ـو.تي قصادي ولا إني أديكي ل شاهين ده سامعة
- بابا أنت فاهم الحكاية غلط أنا أصلا مش بفكر بالجواز ولا بالكلام ده خالص
- أتمنى يابـ.ـنت قلبي، أتمنى!
- لا شاهين ولا غيره هيقدروا ياخدوني منك، قالتها وهي ترمي هاتفها بحوض السباحة ثم عادت الى أحضانه وهي تكمل، مش عايزة من الدنيا دي غيرك
- إيه جو العشق الممنوع ده، قالتها داليا وهي تكتف يديها وتنظر الى زوجها بغيرة مضحكة
- انا أنسحب أحسن ما اضـ.ـر.ب، قالتها وهي تريد أن تهرب من أحضان والدها إلا أن سعد تمسك بها وقال: كده بتستغني عني يا سيلي وتسبيني بوش المدفع.
- عادي. استغنيت عنك ل مامي مش لحد غريب وبصراحة كده أنا مش قد ضـ.ـر.بها، دي بتقرص جـ.ـا.مد تقول عقربة
ما إن قالت كلمتها الأخيرة حتى شهقت داليا بصدmة وهي تقول: أنا عقربة، تعالي هنا يابت
اختبأت خلف والدها وهي تقول
- آسفة والله ما قصدي هي طلعت معايا كده
داليا بتوعد: اطلعي من ورا أبوكي اللي مطلع عينك ده عشان أربيكي من تاني
سيلين بترجي جميل: بابي احميني منها عشان خاطري.
- أهو يلا اجري على فوق بقا، قالها وهو يحتضن زوجته لتفر سيلين الى الداخل بسرعة وهي تضحك بكل شقاوة
نظرت داليا الى زوجها وقالت بغضب
- عاجبك عمايلها دي
سعد بقبول: جدا. سيلين تعمل اللي يعجبها
- والله ماحد مقويها علينا غيرك
- حبيبة أبوها ودلوعته
- وأنا مش حبيبتك، قالتها وهي تلعب بمقدmة ثيابه بدلع لينحني نحوها وهو يقول عند أذنها
- أنت عندك شك بكده
حركت رأسها وهي تقول: أيوه عندي شك.
- خلاص نفطر ونطلع أوضتنا نريح شوية عشان أشيل الشك ده من عقلك بشكل عملي وشفهي كمان لو حابه
داليا بحب ممزوج بمياعة: حابة جدا، أيوه كده...
هو ده الكلام
- بابا الفطار جاهز، ما إن نادتهم بها ميرال حتى دخل سعد مع زوجته ليجلسوا حول طاولة الطعام.
مع عائلته الصغيرة ليمر الوقت عليهم بسرعة بين التجهيزات ولكن كلما اقترب الوقت شعرت سيلين بأختناق حتى أنها رفضت النزول للحفل ولكن تحت ضغط والدتها داليا رضخت في الأخر لكي لا تكـ.ـسر قلب أختها وتتمنى من الله أن يسير كل شيء على مايرام وأن كل مايدور بعقلها من شكوك ليس سوا تهيؤات.
مساء في الحديقة الأمامية لفيلا الجندي التي كانت مزينة بشكل أقل ما يقال عنه فخم وراقي فقد حرص ياسين أن تكون التجهيزات على أتم ما يكون، وقام بدعوة أكبر رجـ.ـال الأعمال
كان يقف الهجين مع بعض المدعوين ولكن بدأ قلبه قبل عينيه يبحث عن تلك التي سرقت النوم منه، أيام طويلة لم يراها بها أو حتى يسمع صوتها...
تنهد و رفع رأسه بشكل تلقائي وهو يتحدث مع أحدهم لتتبعثر الحروف من لسانه ما إن وقع نظره عليها كانت تقف بالشرفة ترتدي فستان اسود بربع كم مع شال شفاف على مرفقيها من نفس اللون وخصلاتها المموجه تتطاير خلفها بين الحين والآخر بسبب فعل الهواء، كانت كالأميرة التي تنتظر حضور فارس أحلامها.
مع إن وجهها كان حزين للغاية ولكن برغم هذا كله، جمالها لم ينقص بل زاد بنظره لا يعرف أهو بسبب شوقه لها أم هذا هو جمالها الرباني
انسحب من بين المدعوين بتريث وصعد لها خلسة وهو لا يصدق ما يفعله الآن، هل هو مراهق أم ماذا، ولكنه الآن أيقن أن الحب يفعل الأفاعيل
. لحظة. حب؟ هل هو الآن بالفعل واقع بحبها؟
وصل الطابق الثاني وتوقف وهو يفكر بسؤاله هذا.
ولكن لم يجد له الجواب أو دعنا نقول بأنه رفض أن يعترف لنفسه بهذا...
ذهب نحو الشرفة الكبيرة ليجدها تعطيه ظهرها
لينطق لسانه تلقائيا: سيلينا
التفتت له بسرعة وهي لا تصدق وجوده هنا
- أنت بتعمل إيه هنا
شاهين باستفسار
- كنت مختفية فين طول المدة دي وقافلة تلفونك ليه
سيلين بنزعاح: وأنت مالك، حل عني بقا.
نظر لها قليلا ثم بحركة سريعة مسكها من رسغها وذهب بها نحو الداخل ليبعدها عن أنظار الناس وما إن نجح بذلك حتى زرعها بداخله بكل قوته ليدفن بعدها وجهه بشعرها الناعم لينعم براحته، ليبدأ باستنشاقها بشغف كالمدmنين
رفعها من خصرها وأخذ يدور بها وهو مازال يعتصرها بداخله أكثر من السابق لدرجة آلمتها كأنه بفعلته هذه يعـ.ـا.قبها لمقاومتها له أنزلها على الأرض وابتعد عنها قليلا لينظر إلى عينيها الحاقدة وهو يقول بتملك.
- ياويلك مني لو غبتي عن عيني مرة تانية أنتي مش ملك نفسك عشان تعملي كده...
- والله أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن مش طبيعي...
- لو كنت أنا مـ.ـجـ.ـنو.ن ف أنتي سبب جنوني، ما إن قالها وهو يكز عليها أسنانه يود أن يأكلها ياا الله كم هي شهية ومغرية له وهذا كله جعل سيلين تحرك رأسها بغرور وهي تقول.
- وأخيرا اعترفت إنك واقع فيا، أيوه كده جرب الو.جـ.ـع، و هو ده اللي أنا عايزاه بالضبط، هكون ليك سراب يا ابن اللداغ كل ما تقول هانت همسكها تلاقيني هووووووب اختفيت من بين إيديك، ان ما وريتك إن الله حق، ولففتك حوالين نفسك ما بقاش أنا سيلين الجندي
رفع حاجبيه بهدوء متعمد ما إن قال.
- بجد! كل ده هتعمليه فيا، اممم شوفي سيلينا نصحتك كتير. بس غرورك أعمى عيونك، لو مفكرة إنك ممكن تلعبي فيه أحب أقولك ذكائك خدعك أنتي لحد دلوقتي ماشفتيش من شاهين غير الحنية فبلاش تخليني أقلب عليك
- أنا مابتهددش
- وأنا مشتاق
- نعم.
- مشتاق ليهم، قالها وهو ينحني ليقبل شفتيها إلا أنها عادت للخلف باندهاش ممزوج بغضب من تصرفه هذا، ليضحك عليها وهو يمسكها من يدها رغما عنها وأخذ يغلغل أنامله بخاصتها وكأنها ملك خاص به غير آبه برفضها ثم سحبها معه إلى الأسفل
حاولت ان تحرر كفها منه إلا أنها فشلت وبجدارة بهذا الشئ لتقول بتوسل وهي تنزل معه الدرج
- شاهين سبني والله بابا لو شافني معاك هيزعل مني...
وقف بالبهو وقال: أسيبك بشرط ايه...
- شرط ايه، ما ان قالها بحذر حتى رد عليها
- ترقصي معايا برا وقصاد الكل
- مش موافقة طبعا انا مستحيل ازعل بابا عشان واحد زيك...
- طيب، قالها وهو يحرر يدها وتنظر لها بذهول فقد تركها مع أنها رفضت شرطه...
- مـ.ـا.تستغربيش إني سبتك لأن بمزاجك أو غـ.ـصـ.ـب عنك هترقصي معايا...
- هو كل حاجة عندك عافـ.ـية
- أنتي مـ.ـا.تجيش غير كده، وأنا كل حاجة عايزها باخدها وأنا عايزك، وهاخدك عروسة ليه بعد بكرة يابطة.
قال الأخيرة وهو يقرص شفتيها بخفة ثم تركها وخرج لتبتعد بخطوات بطيئة وهي تفكر بكلامه هذا، اقتربت من والدتها التي كانت تقف إلى جوار ميرال، وأخذت تراقب المراسيم...
ما إن جلس ياسين الى جانب المأذون و وضع يده بيد سعد وأخذ يردد ما يملى عليه بسعادة أما والدها الروحي كان مع كل كلمة يلفظها يشعر باختناق وكأنه يتم نزع روحه منه لااااا يريد كل هذا ولكن ما باليد حيلة، أغمض عينيه وتنهد بصعوبة ما إن سمع.
جملة المأذون الشهيرة بعدmا تم عقد القران
نهض ياسين واقترب من ميرال ليمسك يدها ويجعلها تقف امامه ليقبل كفيها ثم نظر لعينيها وهو يهمس لها بمغزى
- أخيرا وصلت ليكي.
↚ألبسها الخاتم بخنصرها الأيمن بأجواء هادئة ولكن أقل ما يقال عنها بأنها رائعة لتبتسم له باتساع شـ.ـديد حتى ظهرت أسنانها كلها فهي تكاد ان تطير فرحا من كل مـ.ـا.تعيشه الآن ليبادلها الآخر الحب ما إن رفع يدها وقبلها بنبل ثم سألها بهمس عند أذنها بعدmا سحبها
من خصرها نحوه
- فرحانة؟
- عندك شك بكده، قالتها وهو تنظر له بعينين عاشقة.
حتى النخاع ولكن الآخر استغل هذا الموقف ليقترب منها و وضع جسر أنفه على خاصتها لتمتزج أنفاسهما
لتنصهر بين يديه خجلا وهي تقول
- ياسين عيب كده ابعد مش قصاد الناس.
- بقيتي مراتي خلاص، ما إن قالها باسترخاء وبشكل عفوي حتى ابتعد عنها بصدmة من ما شعر به الآن، أخذ ينظر لها باستغراب يا الله هذه الكلمة هزته من الداخل و.جـ.ـعلت دقات قلبه تتفاوت، أخذ يمرر باطن يده على وجهه بضيق ثم قال بهدف المرواغة عنـ.ـد.ما لاحظ علامـ.ـا.ت الاستفهام تزين وجهها
- بتحبيني يامرمر.
- أظن إنك عارف الجواب، ما إن قالتها وهي ترفع إحدى منكبيها بدلع حتى قبل وجنتها دون خجل من أن يراهم أحد وهو يقول: عايز اسمعها منك هتستكتريها عليا
رفعت رأسها له وقالت بحب صادق: أنا سلمتك حياتي بيدك يبقى ده تسميه إيه غير إني بمـ.ـو.ت في هواك مش بس بحبك
- مبروك يا حبيبتي، قالها سعد وهو يقترب منهما ليسحبها بغيرة من ياسين الذي كان حرفيا يعتصرها بين ذراعيه...
كاد ياسين أن يمد يده ويصافحه إلا أنه رفع حاجبيه بذهول عنـ.ـد.ما وجده يأخذ ميرال معه ويذهب دون أن يبـ.ـارك له وكأنه غير مرئي
نظرت داليا بعدm رضا لأفعال زوجها هذه وهي تقول
- سعد أنت مابـ.ـاركتش ل ياسين ليه
التفت لها وقال بتفاجؤ كاذب
- بجد! ماختش بالي
داليا بحدة: سعد!
- نعم
كتفت داليا ساعدها أمام صدرها وقالت بتأنيب
- روح رجع البـ.ـنت جنب عريسها وبلاش حركاتك دي قصاد الناس هنتفضح كدة، عييييييييب.
سعد باستنكار وعدm قبول لما سمع: عريسها ايه أنتي كمان ده مجرد خطيبها يعني بأي لحظة ممكن نفركش و خالتي وخالتك وتفرقوا الخالات
وترجعلي بـ.ـنتي لحـ.ـضـ.ـني
قبلته ميرال من وجنته وقالت بحب
- بتغير عليا يابابا!
نظر لها سعد بامتعاض: همـ.ـو.ت وأعرف ايه اللي عاجبك فيه...
ردت عليه ميرال بتسائل: أنت ايه اللي عجبك في ماما عشان تتجوزها
- كل حاجة عجبتني فيها
- أنا كمان زيك.
- ماشي بس ياترى هو بيحبك ويخاف عليكي زي ما أنا بحب مامتك كده وبخاف عليها، ما إن قالها والدها حتى ردت عليه بثقة
- أكيد طبعا
تنهد سعد بحـ.ـز.ن وقال: أتمنى!
- ممكن عروستي ياعمي، قالها ياسين وهو يقف أمامه بابتسامة مزيفة
سعد بتعديل- قصدك خطيبتك.
ياسين بنبرة غريبة: والله سواء كانت خطيبتي أو عروستي مش هيفرق معايا كتير اللقب بس اللي اعرفه إنها بقت مراتي خلاص وحضرتك اللي ادتهالي بنفسك، بعد إذنك، قال الأخيرة وهو يمسك يدها ويأخذها معه لمنتصف الحديقة ليبدأ معها الرقص بسلاسة
لتدmع عينين والدها رغما عنه وهو يراها تضحك من كل قلبها مع الآخر، مسح وجهه باختناق عنـ.ـد.ما سمع زوجته تقول بعتاب
- وبعدهالك يا سعد سيب البـ.ـنت بحالها.
سعد بإحساس قوي: قلبي مش مطاوعني بكده
حاسس إني مش هشوف ضحكتها دي تاني
نطقت داليا بخـ.ـو.ف: بعد الشر عليها، أنت هتقلقني
ليه ماهي زي الفل افرحلها وبلاش تنكد عليها وعلينا عشان خاطري
ليقول سعد بهم كبير بعدmا سحب نفس قوي و زفره: ربنا يسعدها هو أنا هعوز ايه أكتر من كدة
أما عند سيلين كانت تقف بزاوية بعيدة عن هذه الضجة تنظر الى ياسين وأختها بدهشة هذه أول مرة تراهم مع بعض بهذا الانسجام. الفرحة واضحة على كليهما.
للحظة شكت بنفسها هل هي مخطئة، نعم...
مخطئة ف الآخر ها هو الآن أمامها. الابتسامة لاتزول عن وجهه، وإن لم تكن مخطئة فهو ممثل بـ.ـارع لدرجة أنه أتقن دور العاشق بهذا الشكل...
عند هذه اللحظة اعطت ميرال عذرها إن كانت هي بنفسها تشوشت بين أن تصدق أم لا، فما بال أختها المسكينة التي وقعت بشباك ذلك المكار.
انتهت الموسيقى الهادئة ليتوقف الجميع عن الرقص وارتفع صوت تصفيق الحضور ولكن ما إن ارتفعت موسيقى أخرى خاصة حتى شهقت بتفاجؤ عنـ.ـد.ما وجدت يد من الفولاذ تحتجز يدها الصغيرة بإحكام وهذا الشخص لم يكون سوا
- شاهين!
نطقت اسمه بصدmة ما إن رأته يأخذها لساحة الرقص بعدmا رمى سترته ليبقى ببنطال وقميص أسود مفتوح أزراره الأولى ليظهر أسفله عضلاته القوية، كان حقا وسيم للغاية.
وقف وسحبها بقوة له لتلتصق بصدره. ابتلعت لعابها بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما وجدت نفسه معه محط أنظار الجميع وخاصة والدها الذي صعق من منظرها هذا أمامه، لتنطق بتوسل ما إن وجدت يده الأخرى تسللت لخصرها
- بلاش جنان أرجوك بابا هيعمل مني شاورمة
صمتت بتـ.ـو.تر عنـ.ـد.ما وجدته يغمز لها ليستقيم بها بعدها باستعداد وكأنه لم يسمعها وأخذ يتقدm بخطوات متتاليه واثقة نحوها ليجبر قدmيها على أن تجاريه رغما عنها، لتنظر له بغل وهي تقول من.
بين أسنانها
- أنت مش ناوي تجبها البر أبدا
- بصراحة مش ناوي، قالها وهو يكمل خطواته هذه معها ولكن بعدmا أدار جسدها بخفه للجهة المعاكسه ليكون ظهرها نحو صدره وهو مايزال محتضن خصرها بيد وبيده الأخرى يمسك يدها وهو ينظر إلى عينيها بتحدي
- شكلك عاوز تلاعبني.
- ما أنا بلاعبك أهو، ما إن قالها حتى ابتعد عنها ورفع يده للأعلى ليجعلها تدور حول نفسها عدة مرات كأنها فراشة بخفتها ثم أعادها الى وضعيتهم الأولى لتتمايل معه بسلاسة وكأنهما جسد واحد...
لاحظ نظراتها التي بدأت تلين ليهمس لها بمشاكسة
- عجبتك صح، اعترفي
- يعني مش بطال، قالتها بغرور وهي ترفع رأسها بتباهي وأخذت تحرك خطوات قدmيها بشكل معاكس لبعضهم بسرعة واحترافية مما جعله يقول باندهاش
- رقصك حلو.
- ميرسيى أنت كمان رقصك حلو
قسى قليلا على خصرها وهو يقول بوقاحة: فاكرة لما شفتك بترقصي أسباني بوسطك الحلو ده
- أنا اللي فاكرة إني هزقتك بعدها بس شكلك عايز تتهزق تاني، ما إن قالتها بضيق حتى إزداد صخب الموسيقى لتحرر نفسها منه بانزعاج والتفتت لتذهب وتتركه وحده إلا أنها وجدت نفسها بلمح البصر ملتصقة بصدره لتحبس أنفاسها عنـ.ـد.ما صعد بيده من خصرها.
لأعلى ظهرها ببطئ ثم مال عليها بجذعه العلوي لترجع هي ذراعيها نحو الأرض، وما كان منها سوا أن ترفع يدها اليمنى لتحاوط عنقه بها
وما إن استقام بها لتتقابل نظراته الولهانة بنظراتها الحادة ليمرر سبابته على وجنتها وهو يبتسم بخبث عنـ.ـد.ما لمح تهجد أنفاسها دلالة على تأثرها به.
ابتعد خطوة عنها ليحملها بذراع واحدة وأخذ يدور بها بحركة فنية وما كان منها سوا أن تحاوط عنقه بكلتا ذراعيها وهي تسند بجبهتها على خاصته لتنتهى الرقصة وهم على هذا الوضع ولكن ما زاد الطين بلة هو عنـ.ـد.ما رفع شفتيه وقبل ما بين عينيها بعمق
فاقت بصدmة من ماهي فيه على تصفيق جميع الحضور لهم، ابتعدت عنه ولكنه لم يحرر يدها وكأنه يريد أن يعلن للجميع بأنها خاصته و سجينته هو...
نزل من استيدج الرقص وهي معه ليتجهم وجهه ما إن وجد سلطان أمامه مع تلك العجوز النار، متى أتى وكيف ولماذا لا يعرف من شـ.ـدة اندهاشه بوجودهم هنا لم يلاحظ ابتعاد سيلين عنه لتذهب بسرعة تبحث عن والدها ولكن قبل أن تجده قطعت طريق أختها ميرال وهي تقوم بتقليد نبرتها
- ابعدي ياميرال، ابعدي عنهم دول مش كويسين...
أومال اللي حصل من شوية ده ايه
- الحكاية مش زي ما أنتي فاهمة أنا هشرحلك.
- كل اللي أنا شفته دلوقتي مش محتاج شرح الحب مابينكم كان واضح للكل
أشارت سيلين لنفسها باستنكار: أنا أحب شاهين
ميرال بنفي مضحك: لاء طبعا ياقلب أختك حب إيه بس، ده أنتي طلعتي دايبة فيه، كان لازم أصورك عشان تشوفي نفسك وأنتي معه بيبقى شكلك ازاي
اقتربت منهم داليا وهي تقول من بين أسنانها بعصبية حاولت أن تداريها عن المعازيم: إيه اللي هببتيه ده يا سيلين. حـ.ـر.ام عليكم أبوكم هيمـ.ـو.ت ناقص عمر بسببكم.
- صدقيني يا مامي أنتي مش فاهمة حاجة
- أنا صدقت أو لا اتفلق، مش مهم أنا، وفري تبريرك ده ل باباكي اللي ما ستحملش يقف هنا أكتر من كدة ودخل مكتبه وقال خليها تجيلي هناك
مسكت سيلين يد والدتها وقالت بترجي وهي على وشك البكاء: مامي تعالي معايا
داليا برفض- أنتي مش صغيرة اللي يغلط يتحمل نتيجة غلطته
- عشان خاطر سيلي حبيبتك مـ.ـا.تسبينيش معه لوحدنا
أكيد عصبي دلوقتي.
- اوووف أمري لله اتفضلي قدامي، ما إن قالتها حتى تقدmت أمامها نحو الفيلا بخطوات مترددة
أما عند شاهين كان لايزال بصدmته بوجودهم هنا
لينطق بما يجوب بعقله: أنتم بتعملوا إيه هنا
رد عليه سلطان بلامبالاة وهو ينظر الى الحضور: جيت على كتب كتاب ابني، ياسين ابني اللي ربيته
- ونعم التربية بصحيح، هو أنا ماكنتش أعرف إني متربي اساسا...
قالها ياسين بقصف جبهة وهو يقف إلى جانبهم ويضع يديه بجيب بنطاله ليبتعد شاهين عنهم واخذ يبحث عن سيلين بنظره ولكنه لم يجدها كاد أن يذهب ويبحث عنها إلا أن زينة وقفت أمامه وهي تقول بغيرة
- مين دي اللي كانت في حـ.ـضـ.ـنك من شوية
- زينة اختفي من وشي السعادي أنا مش ناقص و.جـ.ـع دmاغ...
رفعت حاجبها وقالت بضيق
- ما أهو طلع ليك بالستات أومال ليه بتتقل عليا بس.
انحنى بجذعه قليلا ليصبح وجهه أمامها وهو يقول بعدmا نظر الى هيئتها وثيابها الراقية وجمالها الفتان لكل الرجـ.ـال إلا هو
- أنا مش بتقل أنا مش عايزك في فرق، ماليش نفس فيكي أو بمعنى أصح معدتي بتقلب لما بشوفك ومن الآخر كده أنا عندي استعداد أترهبن ولا ألمس وحدة زيك...
زينة بزعل: بس أنا بحبك يا شاهين
اعتدل بوقفته وقال وهو يرمقها بقرف
- بليه واشربي مايته
- اللي هو إيه
- حبك ده.
زينة بغل: ياترى البـ.ـنت دي عملت إيه عشان قدرت تلفت نظرك ليها وأنا معرفتش أعمله
- كانت محترمة ده اللي لفتني ليها ياترى هت عـ.ـر.في تكوني محترمة ولو ليوم واحد بس، ولا هيبقى عندك حساسية من النظافة اللي مش متعودة عليها
- هي أحسن مني بأيه
- أنتي بتقولي إيه هو مافيش مقارنة اساسا...
و دلوقتي غوري من وشي أنا مش طايق نفسي...
قالها وهو يبعدها من أمامه ويذهب.
في الداخل فتحت سيلين باب المكتب ودخلت بترقب وهي تنظر الى والدها الذي يعطيها ظهره وعلى ما يبدو بأنه بالكاد يتمالك أعصابه ولكنه فقد كل ذرة عقل لديه عنـ.ـد.ما وجدها تقف أمامه وتقول
- بابي أنا ااااااء، صمتت بصدmة لتنزل دmعتها ببطئ من مقلتيها ما إن وجدت كف والدها يستقر بكل قوته على وجنتها
- اطلعي على أوضتك مش عايز أشوف وشك تاني.
قالها بعصبية مفرطة مما جعلها تفر من أمامه لتركض إلى الأعلى متجهة الى غرفتها تريد أن تصل وسادتها لتدفن وجهها به لتصرخ بكل قوتها من و.جـ.ـع قلبها
- ليه بس كده يا سعد، من امتى بتتعامل معاهم بالضـ.ـر.ب، ما إن قالتها داليا بحـ.ـز.ن لما حدث منذ قليلا حتى رد عليها بحـ.ـز.ن يضاعف حـ.ـز.نها بكثير
- مع الأسف أنا معرفتش أربي...
- مـ.ـا.تقولش كده...
- حذرتها منه وقولتلها شاهين لاء...
- اعتبر اللي حصل طيش شباب ما أنت عارف اللي ممنوع مرغوب أقعد معاها وفهمها غلطها بالراحة
و دلوقتي يالا نطلع، ماينفعش نغيب أكتر من كده عن المعازيم وربنا يعدي الليلة دي على خير
في الحفلة بالتحديد عند ياسين الذي كان يتمعن بمظهر سلطان وهو يقول
- ماكنتش أعرف إنك بتعرف تلبس بدلة
نظر له سلطان وقال باستخفاف: أنا اللي علمتكم ع البدل فبلاش تعيش الدور عليا. إلا قولي بصحيح
يحيى فين مش باين ليه؟!
ياسين بلامبالاة: تعرض لحادث سير وإيده انكـ.ـسرت عشان كده ماجاش
- حادث سير غريبة مع إن سياقته ممتازة
- قدر ربنا بقى، اعترض على دي كمان
- غالب منصور
- ماله
- لاقوه مشنوق بمكتبه بظروف غامضة ده غير هجان اللي متعرض لضـ.ـر.ب لدرجة إن حتى نص وشه اتشوه
- شكلك فاهم وعارف ايه اللي بيدور حواليك، قالها وهو ينظر له بخبث ليضحك الآخر وهو يقول
- عيب عليك ده انا الحاج سلطان الاسم ده مـ.ـا.تعملش من فراغ.
- و طالما عارف بتو.جـ.ـع دmاغي بأسئلتك ليه
- من يومك خلقك ضيق يا ابن اللداغ ومش عارف آخد منك لا حق ولا باطل
- ده اللي عندي
- إلا قولي يا ياسين
- خير!
- المسرحية دي هتنتهي امتى
- أنا عن نفسي محتاج شوية وقت
سلطان بجبروت: ولا يوم زيادة، بكرة الصبح بالكتير بنات سعد يكونو عندي بالوكر
- سيلين مش هقدر أقرب منها
- ليه إن شاء الله بتكهرب وأنا معرفش
- دي تعليمـ.ـا.ت الهجين
- احنا هنهزر!
ياسين بتحذير: وطي صوتك، احنا مش بالوكر، وبعدين أنت ايه اللي جابك هنا بس
- جاي أشوف بتعملوا ايه، و ما شاء الله أنت وأخوك عايشين عال العال كل واحد زارع وحدة بحـ.ـضـ.ـنه وقاعد معلي المزاج
- هو مش ده اللي أنت عايزه
- لاء أنت عارف أنا عايز إيه بالضبط ولا هو اللي نقوله نعيده ونزيد فيه...
- هيحصل بس عايز شوية وقت زي ماقولتلك
- شكلك بتماطل وهتطلع في الآخر بق ع الفاضي
- مش ياسين اللي يتقالوا الكلام ده.
- أنا بقالي ساعة واقف هنا وكنت بشوفكم واحد مـ.ـجـ.ـنو.ن بواحدة وقاعد يرقص معاها ولا روميو زمانه والتاني هيطير من الفرحة ومش مصدق إنها بقت ليه ونسي نفسه ونسي هدفه من كل ده ايه، اوعى تكون حبيتها يا ياسين، هااا اوعى ردة فعلي مش هتعجبك
- الحب ده للمراهقين مش ليا
- عايز أصدقك
- رأيك مش هيهمني بحاجة سواء صدقت أو لا
- ماشي هصدقك مع إن دي أول مرة أشوفك حنين مع حد
- لأن دي أول مرة تشوفني بتعامل فيها مع بـ.ـنت.
- ومش أي بـ.ـنت دي ميرال الجندي بذات نفسها اللي خلتك تجري وراها ليل ونهار لحد ماوصلتلها عشان كده قلبك مش مطاوعك تأذيها
- أنا ماليش قلب عشان يطاوعني أو لاء
- ده كان زمان بس دلوقتي بقى ليك وغرقان لشوشته
كمان بست الحسن والجمال
- وبعدين بقى بالكلام اللي بيفور الدm ده، هو أنت مش عايزها بكرة تكون عندك
- أيوه
- اعتبره حصل وخلصنا لحد كده
- حلووو الكلام، وسيلين هتجبها أنت.
- عايزني اغنيهالك عشان تفهمها ما قولتلك اسأل الهجين عنها أنا ماليش فيه
- ما أنت عارف أنه مالوش بالكلام ده وسبق عرضت عليه ورفض...
- طالما رفض يبقى تنساها، لأني أنا وأنت عارفين لو رفض يبقى الحكاية انتهت على كده و شكرا
- ايه رأيك تجبها أنت من غير ما يعرف
- عايزني أغدر بأخويا
- اوعى تنسى إن أبوها هو اللي غدر بالأول.
ياسين بانفعال بكل ما يمر به من ضغوطات: لو فعلا قلبك واجعك أوي على مـ.ـو.ت أبويا وعمي روح لسعد دلوقتي وحط طلقة بنص دmاغه وارتاح وريحنا من الهم ده اللي كبرنا عليه، بس أنت مش عايز ده، مـ.ـو.ت سعد مش هدفك صح
- صح يا ياسين صح، أنا مش عايزه يمـ.ـو.ت، لو كان هدفي إني أمـ.ـو.ته كنت عملتها من أول ما عرفت مكانه، من غير ما أبلغكم حتى
- الحكاية أكبر من الثار والكلام ده...
- أكبر بكتير، أنا اكتشفت إن المـ.ـو.ت لأعدائي مش بيبرد ناري، فعشان كده عايز أكـ.ـسره و أرجعه ع الحديدة من تاني بعد ما يتختخ بالسجون و وقتها بس هيبرد قلبي من ناحيته، مع إني أشك بده
- ما تخافش ده كله هيحصل، الهجين ناويله على نية سودة
- امتى هينفذ بس، أنا مش بآخد منكم غير الكلام.
- شاهين لو سمعك هيزعل وأنت مش قد زعله، على العموم الليلة هيبدأ أول حركة ليه، هيتم مصادرة شحنة الأسمنت والحديد اللي سعد بقاله مدة طويلة مستني وصولها عشان تعدل ميزانيته، ولو ده حصل فعلا وشاهين ضـ.ـر.به من الناحية دي زي ما قال اعتبر سعد أعلن إفلاسه، يعني كل ده مسألة وقت مش أكتر.
- خلاص أنا كدة اطمنت لأن طالما الهجين نوى ينفذ يبقى أقرأ على روحه السلام، قالها وهو ينظر حوله بانتصار ليقع نظره على سعد وهو يعود بأدراجه نحوهم و إلى جانبه جمرة السنين، داليا!
يا الله ها هو الآن يراها أمامه بعد غياب سنين طويلة مرت عليه، مازالت جميلة كما كانت نعم تغيرت ولكن للأجمل...
ترك ياسين لوحده دون أن ينطق بحرف واقترب منهم وهو يقول بحقد: سعد الجندي
نظر له باستفهام وقال: نعم.
- معاك سلطان، قالها وهو ينظر إلى داليا التي كانت تنظر له بتمعن وكأنها تشبه عليه باستغراب ولكن ما إن نطق اسمه أمامها حتى ارتدت إلى الخلف وهي تفتح عينيها على وسعهما لا تصدق بأن كابوسها الحي قد عاد يتجسد أمامها مرة أخرى
- أهلا و سهلا بحضرتك، قالها بمجاملة وهو يصافحه ثم نظر إلى ذلك الذي يقف خلفه باستفهام ليتدخل ياسين على الفور وهو يقول.
- الحاج سلطان من معارفنا في الشغل أنا وشاهين وحضر الليلة عشان يبـ.ـاركلنا...
سعد بترحاب: نورتنا ياحاج
نظر إلى داليا وقال: ده منور بصحابه...
- عن إذنكم هروح أشوف البنات، قالتها داليا بتـ.ـو.تر وهي تفر من أمامهم بسرعة ليلتفت الآخر بجسده وهو ينظر لها مماجعل ياسين يتدخل ويأخذه بعيدا عن سعد بعدmا استأذن منه ليقول بعدm تصديق من أفعاله
- أنت بتبص على مـ.ـر.اته قصاده.
نظر له سلطان بعينين من الجمر المشتعل ليتركه ويذهب بغضب إجرامي بعدmا قال له بأمر قاطع
- بكرة تكون عندي ميرال فاااااهم
أكمل سلطان طريقة نحو الخارج بعدmا سحب معه زينة التي كانت ستنفجر من شـ.ـدة غيرتها على شاهين ولكن ما إن وصل سيارته وصعدت زينة بها حتى أغلق الباب بقوة ثم عاد للداخل بسرعة فهو أصبح لا يعرف ماذا سيفعل أو كيف يتصرف بعدmا رآها
أيذهب أم يبقى.
ولكن ما إن دخل من البوابة مرة أخرى حتى توقف عنـ.ـد.ما سمعها تقول بحقدها المعتاد له وهي تقف خلف الأشجار بعيدا عن الانظار
- إيه اللي رجعك تاني مش كفاية اللي حصل زمان
التفت لها وهو يقول بتوعد: راجع عشان أحرق قلب سعد على أغلى ما عنده زي ما حرق قلبي عليك لما أخدك مني
ضحكت بسخرية بدون صوت ثم قالت
- أخد ايه؟ انت هتكدب الكدبة وهتصدقها.
رفع سبابته أمامها وقال: أي حد كان السبب ببعدك عني أديته تذكرة ذهاب بلا عودة، إلا سعد هخليه قصادك عشان تدوقي اللي أنا دقته لما فضلتي عليا واحد عقيم
داليا بانفعال: العقيم ده أنا بحبه ولو رجع الزمن فيا تاني بردو هاختاره تاني وتالت، وأنا متأكدة إن الحادثة اللي حصلت له زمان أنت كنت السبب فيها. وبدل ما يمـ.ـو.ت زي ما كنت مخطط، بقى عقيم...
- عندك ده خسر الكل و أولهم عيلة ماهر
داليا بترقب: أنت اللي قــ,تــلته صح.
- صح، لأنه هو السبب، لما اعترف لمـ.ـر.اته بكل حاجة عن حياتنا وهي من حبها فيه تقبلت الماضي بتاعه، بس لما أنا جيت وحبيتك عن طريقه لأنك صاحبة مـ.ـر.اته وكنت وقتها عايز أبدأ صفحة جديدة معاكي، عارفة إن هو ومـ.ـر.اته استكتروا عليا إني أعمل عيله زيهم...
مش سعاد دي هي اللي جت وبلغتك إني ما أنفعكيش، مش هي اللي خطبتك لأخوها قوام قوام عشان تبعدك عني، مش ده اللي حصل.
فعشان كده حلفت إني أدmر عيلته اللي فرحان فيها زي ما دmر حلمي إني أعيش معاكي و أول حاجة عملتها حرقت قلبه على أخوه وابنه
- ابن مين هو ماهر عنده ابن؟ هو كان متجوز قبل سعاد!
- عنده ابن أكبر من ميرال بسنتين، ابن حـ.ـر.ام...
أنا أصلا زقيت عليه وحدة عشان تشيل منه وألوي دراعه فيه، بس هو نكر أبوته ليه لأنه وا.طـ.ـي...
بس بينه وبين نفسه كان عارف إن ده ابنه فعلا، ومن وقتها عاش بنار لا قادر يعترف فيه لأنه لو عمل كده ممكن هيخسر حبيبة القلب لما تعرف لأنه خانها ولا قادر يشوفه بعيد عنه من غير ما يعمل حاجة...
لتقول داليا بعدm استيعاب من كل مـ.ـا.تسمعه الآن
- يعني البنات طلع عندهم أخ!
- ده أبسط جزاء للي كان السبب في بعدك عني.
- أنت ليه مش عايز تفهم مش هما السبب أنا اللي كنت بحب سعد من ثانوي وسعاد كانت عارفة بده فعشان كده لما عرفت منها إن واحد مجرم زيك مابيخافش ربنا مش عايز يعتقني روحت لسعد واعترفتله بحبي ليه وطلبت أنه يتجوزني عشان أخلص منك بس
- لو مفكرة إنك خلصتي مني تبقى غلطانة
- عايز إيه تاني.
- عايز أنـ.ـد.مك على اللي فات كله، يمكن وقتها جمرة حبك اللي بقلبي تبرد
- ابعد عن حياتي يا سلطان.
- إن ماخليتك تعضي صوابعك نـ.ـد.م وأخليكي تبكي دm على عيلتك اللي فرحانه فيها دي، أما بنات ماهر اللي عملالي فيها أمهم هخلي سعد يمـ.ـو.ت ألف مـ.ـو.ته باليوم على اللي هعمله فيهم...
- مش هتقدر ميرال بقت بذمة راجـ.ـل بيمـ.ـو.ت فيها وسيلين لو هتمـ.ـو.ت مش هتقدر تلمس شعره منها ده سعد روحه فيها
- هههههه هههههه هههههه هههههه هنشوف...
قالها وهو يتركها ويخرج ولكن ما إن التفت حتى اكتسى وجهه باللون الأحمر وأخذت أسنانه تصطك ببعضها وكانه تنذر بأنه سيبكي، نعم ياسادة سلطان على وشك البكاء على امرأة هزت كيانه منذ ما يقارب من 25 خريفا...
بعد ساعة من كل هذه الأحداث بدأ المدعوون بالمغادرة بالتدريج لينظر ياسين لمحبوبته وهو يقول
- اطلعي غيري هدومك عشان نطلع نسهر برا
- نسهر ايه ده بابا مولع وماما مش عارفة مالها.
- وأنا مالي من كل ده ما يزعل اللي يزعل، أنا واحد عايز يسهر برا مع مـ.ـر.اته
- أيوة بس أنا مش هاقدر أفاتح بابا بالكلام ده
- لو أنتي ما تقدريش تتكلمي أنا أقدر
- عشان خاطري يا ياسين هي الدنيا هتطير خلينا
ليوم تاني...
كاد أن ينفجر بها إلا أنه غير رأيه وأخذ ينظر لها بمكر وهو يقول: طب إيه رأيك أسرقك من غير ماحد يعرف
- تسرقني ازاي بقى
- لا دي لعبتي اطلعي دلوقتي ارتاحي يا قلبي
- بحبك.
- وأنا كمان، قالها وهو يمسك رأسها بين يديه ويقبل جبهتها وما إن ذهب الجميع حتى استأذن هو الآخر مع شاهين الذي كان يغلي غضبا لاختفاء سيلينا
صعد الى السيارة الى جانب أخيه الذي سأله بخبث
- مولع ليه
- إن ما جبتها لحد عندي مابقاش أنا شاهين سامر اللداغ
- هتعمل إيه يعني
لم يرد عليه ولكنه رفع هاتفه واتصل برجـ.ـاله وهو يقول كلمة واحدة فقط: نفذ
- العب الهجين الملعب
- اطلع ع المكتب
- ايه ده! أمال عربيتك فين.
- اديتها لحد من الرجـ.ـا.لة يجيبها و أنا ماليش مزاج أسوق...
- كل ده حصلك عشان سابتك واختفت من الحفلة
- لو بايع عمرك افضل ارغي كتير كده
- لاء وعلى إيه سكت أهو، أنا هوصلك مكتبك و هرجع
- ليه؟
- عايز ألعب معاك، وبصراحة أنا قولت طالما الأجواء ساخنة. ليه ما نولعهاش مع بعض
- يعني عايزنا نديله ضـ.ـر.بة مزدوجة
- عليك نور هو ده اللي أنا عايزه بالضبط.
بعد منتصف الليل في حي شعبي بالتحديد بمنزل والدة غالية كان يجلس بصالة مظلمة لا ينيرها سوا اضاءة شاشة التلفاز، أخذ يدخن سجارته بيده السليمة بشرود تام ولكن ما إن جلست أمامه غلا روحه حتى نفث الدخان بوجهها بخباثة وهذا ما جعلها تسعل باختناق ثم ضـ.ـر.بته على كتفه بقبضتها وهي تقول
- يا بـ.ـارد، وبعدين ليه قاعد كده ما تستر نفسك...
ليقول باستفزاز: ما تيجي تستريني بحـ.ـضـ.ـنك
غالية بغـ.ـيظ: يحيى!
- هممممم، همهم بها وهو يسحب نفس آخر من سيجارته ليضحك عليها بخفوت وأخذ يطفئها عنـ.ـد.ما وجدها تنهض و تأتي بقميصه وأخذت تساعده على ارتدائه وهي تقول
- البسه حالا ومـ.ـا.تقلعش هدومك تاني احنا مش في بيتنا، و تحية دي عليها عين تندب فيها رصاصة
قبض على عضدها وقربها منه وقال
- بتغيري عليا
أبعدت غالية يده عنها وهي تقول بعناد
- لااااا
- أومال ده اسمه إيه
- اسمه أدب وأخلاق.
مط شفتيه بتهكم وهو يقول: أدب وأخلاق ايه أنا ماليش في الكلام ده، ما تيجي يابت وأنتي حلوة كده
- آجي فين أوعى كده و يا لا فارقنا هنرش ميا
- يعني إيه، قالها وهو يجبرها على الجلوس على نفس الأريكة التي يجلس عليها
لتنظر له غالية بأصرار: يعني اتكل على الله وعايزة ورقتي توصلني يابن الناس و زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.
- اتكل إيه أنا مكاني جنب مراتي حبيبتي، قالها وهو يدفعها للخلف قليلا ليستلقي على الأريكة ويضع رأسه بأحضانها وهو يتأوه بتعب لتفتح عينيها باندهاش من فعلته هذه
- أنت بتعمل ايه،؟
يحيى بو.جـ.ـع حقيقي: تعبان ودراعي بتو.جـ.ـعني وعايز أنام بحـ.ـضـ.ـنك عشان أرتاح
- تنام ايه قوم ليطلع خالي ويشوفك كده، ما إن قالتها وهي تدفعه من أحضانها حتى اعتدل وقال بتهور و ألم فهي ضـ.ـر.بت ذراعه دون أن تعي لذلك.
- حتى لو شافني هيعمل ايه يعني، وافرضي اتكلم بقرشين أقفل بقه ده لو قدر أصلا ينطق قصادي ما أنا عملتها قبل كده
فاضت عينيها بالدmـ.ـو.ع وهي تقول باختناق
- مش هتنسى صح
نـ.ـد.م على كلامه وهو يقول بتهرب: انسى ايه
- إنك اشتريتني بفلوسك، قالتها وهي تحاول أن تكتم أنين قلبها وتبتلع غصتها لكي لا تبكي أمامه...
أخذ يتحسس عنقها المتشنج وهو يقول
- وأنسى ليه دي الحقيقة
دفعته عنها وهي تقول: بكرهك.
تنهد وهو يسند جسده على ظهر الأريكة وقال بحيرة: قوليلي أعمل ايه عشان أوصلك، لا حب نافع لا غـ.ـصـ.ـب نافع لا مسايرة نافعة...
- طلقني مش عايزاك وريح نفسك من كل ده
- بس أنا عايزك يا غلا، عايز أتمم جوازنا، عايز تبقي ملكي و أم أولادي
- ده مش هيحصل لو على مـ.ـو.تي، ومش هرجع معاك للشقة تاني فبلاش تبني أمال ع الفاضي
- عادي مـ.ـا.ترجعيش أنا اللي هقعد معاكي هنا.
نظرت له غالية باستفسار صادm: هنا فين هي أوضتين، وحدة ل تحية و وحدة ل ماما هتقعد فين بقى
- هنا بالصالة
- ماينفعش طبعا
- أنا كل حاجة عندي ينفع المهم أكون جنبك
- أنت ليه غاوي تعب
- والله مافي حد تاعبني غيرك
كادت أن ترد عليه ولكنها تركته وذهبت نحو الغرفة بسرعة ودخلتها ما إن سمعت والدتها تناديها...
غالية بلهفة: في إيه يا حبيبتي مالك
- كنتي فين؟
- قاعدة برا.
أم غالية باستغراب: بتعملي إيه لوحدك بالوقت ده تعالي نامي وريحي جـ.ـسمك شوية
- كانت معايا يا حمـ.ـا.تي، قالها وهو يقف على الباب لتبتسم له بطيبة وهي تقول
- أنت لسه هنا يا بني، دي غالية قالت إنك روحت من بدري
- هي اللي قالت كده، طب كويس إنك صاحية عشان اشتكيلك منها، قالها وهو يذهب ويجلس أمامها لتنظر الأخرى الى ابـ.ـنتها بعتاب وهي تقول
- أنتي عملتي ايه يابت مزعلة جوزك ليه.
يحيى بمسكنة: ياريت لو جت ع الزعل بس، دي بقالها ساعة بتطردي من هنا
أم غالية بدهشة: ياااندامة تطردك...
- يرضيكي كدة
- لا طبعا، تعالي اعتذري منه وبوسي راسه، ما إن قالتها بأمر حتى قالت غالية بعدm قبول
- ماما
والدتها باصرار- ولااااا كلمة يالا اعتذري
- حقك عليا، قالتها بعدmا مثلت بأنها قبلت رأسه وما إن ابتعدت حتى خرجت نحو المطبخ لتصنع لهم الشاي بطلب من والدتها
نظرت أم غالية ل يحيى بنظرة خبيرة وقالت.
- قولي بقى مزعل بـ.ـنتي ليه
نطق يحيى بذهول: غريبة ليه خلتيها تعتذر مني طالما عارفة أنا اللي غلطان بحقها
- لأن بـ.ـنتي لو لاقتني بظهرها مش هتتراجع عن اللي في دmاغها، أنا عارفة إنها عايزة تطلق منك سمعتها لما كانت بتكلمك الصبح...
- شكلك مش راضية على قرارها ده
- مافيش أم بترضى بخراب بيت بـ.ـنتها بس اللي أنا متأكدة منه إن غالية طالما خدت القرار ده يبقى في حاجة و.جـ.ـعتها جـ.ـا.مد وجابت أخرها مع اللي قصادها.
هاااا عملت فيها إيه عشان توصلها لدرجة عايزة تخرجك برا حياتها
يحيى بنـ.ـد.م ولكن طابع غروره طغى على شكله وهو يتكلم: أذتها جـ.ـا.مد بس والله العظيم بحبها ومش عايز حاجة من الدنيا دي غيرها بس هي مش راضية تسامح فعشان كده قررت إنها مهما عملت مش هسيبها لو هي عنيدة أنا أعند منها...
- المشكلة مش بس في عنادها.
- أومال فين كمان.
- في غرورك، اللي واضح زي الشمس، بصراحة مزيج خطير عناد وغرور الاتنين دول بيدmروا اي علاقة لو سيطروا عليها، لو عايزين تكملوا لازم
أنتم الاتنين تتنازلوا شوية
- يعني أفهم من كلامك ده إنك هتساعديني
- هساعدك و هاقف معاك عشان عارفة إن سعادتها هتكون معاك لأنك لو طلقتها. اااء.
قاطعها بانفعال عفوي ظهر من شـ.ـدة خـ.ـو.فه لفقدانها: مافيش لو دي أبدا، أنا مش هطلق لو السما انطبقت على الأرض، أنا عندي المـ.ـو.ت أهون إني أسيبها لغيري اعتبريها أنانية. غرور أي حاجة مش مهم بس غلاتي مـ.ـا.تروحش لغيري واسمها مستحيل ينفصل عن اسمي طول ما أنا فيا نفس، وياريت اللي واقفة ورا الباب تفهم الكلام ده كويس وتستوعبه لأن غير كده مافيش
فتحت غالية الباب وأخذت تنظر له بحدة وتلوي شفتيها بزعل وهي تقول.
- بس أنا مش عايزة أكمل معاك هي عافـ.ـية
نهض و وقف أمامها وقال بتأكيد: آه عافـ.ـية، أنا نصيبك وأنتي نصيبي، استحمليني واستحملك...
- ولحد امتى هنفضل كده
- لحد ما تقومي تتنفسيني زي ما أنا بتنفسك، زي الهوا اللي بعيش عليه ده، روحي ياغلاتي ربنا يرزقك بحبي عشان أشوفك محروقة بناري زي ماحرقتيني بنارك، وخليتي ليلي نهار ونهاري ليل.
قال الأخيرة ثم تخطاها وخرج، ظنت لوهلة بأنه خرج من الشقة بأكملها ولكن لم تسمع صوت الباب يفتح أو حتى يغلق
خرجت لتنظر أين هو، لتجده مستلقي بكل أريحية على الأريكة و هو يضع يده السليمة على عينيه لتدخل الى والدتها بغضب وهي تقول
- شفتي دعا عليا ازاي وراح نام برا ولا كإنه عمل حاجة
- شفت يقلب أمك شفت، بس أنتي اللي بتكابري ومش عايزة تشوفي كل الحب اللي شايله ليكي
سامحي يابـ.ـنتي وعيشي معه.
- ماما يحيى مش زي ما أنتي متوقعة، ده مليان ذنوب ومعاصي ماينفعش إني أفتح معه بيت
- حاول تصلحي حاله
- أصلح إيه والا إيه بس أنتي مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش أنا شفت معه ايه، ده أنا شفت معه العجب، حتى لو قعدت قصادك دلوقتي عشان أشرحلك اللي عشته وشفته معه مش هلاقي كلام يوصفه، ااااخ يا أمي...
ده أنا شفت ضـ.ـر.ب وشتيمة وقلة قيمة وحبسسسس بأنواعه وحاجات تشيبك. خلتني أكبر على عمري ده عمرين ده غير الرعـ.ـب والجوع، ده أنا كنت باكل وجبه وحده كل يومين تلاته، ده ساعات بغيب عن الوعي من جوعي ولما كنت بشوف رغيف ناشف بآكله زي المفجوعة وأبلعه بسرعة عشان مايشوفنيش لأن كرامتي مـ.ـا.تهونش عليا أقوله إني جعانة.
كانت تتكلم غالية عن ما عاشته بقهر لم تشعر بدmـ.ـو.عها التي غسلت وجهها ولم تلاحظ دmـ.ـو.ع والدتها التي نزلت بانكسار قلب أم على ماحدث بفلذة كبدها لترمي نفسها بأحضانها ما إن فتحت يدها لها لتحتويها بحنانها
ولكن كان هناك شخص آخر نزلت دmـ.ـو.عه معهم وهو ما يزال مستلقي على نفس وضعيته بالصالة فصوتها كان واضح له برغم انخفاضه، شهقاتها شقت صدره قبل أن تجـ.ـر.ح حنجرتها بها، أما أنينها ذبحه للوريد.
مسح وجهه ثم نهض من مكانه وأخذ يحمل متعلقاته الشخصية وخرج على الفور فهو لم يعد يتحمل سماع صوت بكائها هذا، غاليته تبكي، غلات روحه تبكي، ليحترق هو ب لآلئها...
دقت الساعة الواحدة صباحا في فيلا الجندي بالتحديد بغرفة ميرال التي خرجت للتو من الحمام وأخذت تجفف شعرها المبلل ثم رمت نفسها بكسل على فراشها فهي مرت بيوم طويل ومتعب حقا.
نظرت الى خاتمها الذي يلمع بيدها لتبتسم بحب وهي تقبله لتعض بعدها على شفتيها بحالمية لتزداد ابتسامته اتساعا ما إن وجدت إضاءة هاتفها يعلن على اتصال منه
- ياسيني، قالتها بهمس وهي تغمض عينيها ما إن فتحت الخط ليبتسم الآخر بشر ثم قال
- حشـ.ـتـ.ـيني و
- وأنت كمان ياحبيبي
- لو فعلا أنا حبيبك انزلي
ميرال باستفهام: أنزل فين؟
- أنا تحت قصاد البوابة مستنيكي، ما إن قالها
حتى رفضت على الفور: لا ماينفعش أنزل خالص.
ياسين بغدر: عايز أشوفك بس و أقولك على حاجة مهمة و أروح أنام، أنا مانمتش من أول امبـ.ـارح
- ما أنا كنت طول الحفلة معاك ما قولتش ليه اللي كنت عايز تقوله
- هو أنا لحقت أشوفك أصلا من الدوشة اللي كنا فيها دي وبعدين كل مخطوبين يطلعوا يتعشوا سوا بعد كتب كتابهم أو يقعدوا ساعة زمن كده مع بعض
يعبروا فيها عن فرحتهم بـ.ـارتباطهم، اليوم ده مميز أوي محبتش ينتهي كده عشان كده رجعتلك تاني.
- ياسين من غير زعل وعصبية والله بابا مش هيرضى
ليقول بهسيس ماكر: ومين قالك ان باباكي هيعرف أصلا، كلها خمس دقايق أشوفك فيها وأقولك تصبحي على خير بطريقتي وتطلعي تاني أوضتك
لا من شاف ولا من دري هاااا قولتي ايه
ميرال بقلق: أنا خايفة
- مني
- لا مش منك طبعا بس
- من غير بس، يا لا انزلي أنا مستنيكي، قالها وأغلق الخط دون أن يسمع ردها عليه لترمي الهاتف باهمال وأخذت تعض سبابتها بتفكير ماذا يجب أن تفعل.
نهضت بعد تفكير دام لثواني وأخذت تغير ثيابها ببنطال جينز أسود بوديل كلاسيكي مريح مع بدي أسود بكم طول ولكن عنق البدي كان واسع للغاية يظهر من خلاله عظام الترقوة بسخاء، أما شعرها الرطب رفعت خصلاته الأمامية بتوكة صغيرة
ذهبت نحو الباب وفتحته لتخرج رأسها منه وأخذت تراقب الأجواء لتجد الهدوء هو سيد الوضع الآن والظلام يعم الفيلا، ف الوقت متأخر الآن وبالتأكيد ذهب الجميع للنوم.
أخذت تنزل الدرج بخطوات سريعة ولكن دون أن تصدر صوت لتفتح الباب الداخلي لتركض بخفة كالحـ.ـر.امية نحو البوابة الحديدية ولكن ما جعلها تتبطئ بخطواتها هو عنـ.ـد.ما وجدت الحرس ينهضون
باستغراب ليتقدm منها أحدهم وهو يقول باستفسار
- في حاجة يا هانم
فركت ميرال كفيها ببعضهم بأحراج
- هاااا لاء مافيش ده بس ياسين برا
- أوامرك يا هانم هنفتحله البوابة فورا، ما إن قالها الحارس بعملية حتى رفضت وهي تقول.
- لاء أنا اللي هطلعله هاخد حاجة منه وأدخل على طول
- بس اااء
- بس إيه ده أنا هطلع لجوزي مش لحد غريب
- خلاص ياهانم اتفضلي، قالها الحارس بقلة حيلة
وهو يفتح لها البوابة
خرجت بتردد وهي تلعن حظها واصرار ياسين على رؤيتها بهذا الليل والوقت المتأخر فهي حقا شعرت بالأحراج من هذا الموقف الذي وضعت فيه لأول مرة
اقتربت منه وطرقت زجاج النافذة لينزله وهو يقول
بأمر: اطلعي يالا.
ميرال باستعجال: ياسين ماعنديش وقت لازم أرجع بسرعة قبل ما حد ياخد باله إني نزلت
نظر لها ياسين بانزعاج: ميرال! اطلعي، أكيد مش هكلمك وأنتي واقفة بالشارع كدة
اعتدلت ميرال بجسدها ثم أخذت تنظر له تارة وتارة أخرى تلتفت و تنظر نحو منزلها، لتعض شفتها السفلية بتفكير وبحركة طاىشة منها ذهبت إلى الجهة الأخرى وصعدت إلى جانبه بسرعة وما إن استقرت حتى سمعت صوت إغلاق الأبواب إلكترونيا
لينطلق بها بسرعة نحو المجهول.
↚لتقول ميرال بصدmة من فعلته
- أنت واخدني فين احنا مـ.ـا.تفقناش على كده، رجعني
ابتسم بمكر وقال: هو دخول الحمام زي خروجه
- ياسين والله هزعل منك ده بابا لو عرف إني خرجت معاك بالوقت ده هيد.بـ.ـحني، ياسين أنا بكلمك ماطنشنيش كدة رد عليا، قالت الأخيرة وهي
علي وشك البكاء ما إن وجدته لا يعير قلقها هذا أي اهتمام.
رفع يده اليمنى نحوها وأخذ يمرر ظهر أنامله على وجنتها يتحسس نعومة بشرتها باستمتاع واضح لينظر لها تارة، وتارة أخرى للطريق وهو يقول بحب
- أنتي حلوة كده ليه؟
- بطل بقى، هو ده وقته، قالتها وهي تبعد لمساته عنها إلا أنه قرصها من دقنها وهو يقول بمغزى
- عايز أحتفل معاكي لوحدنا ياقمر أنتي.
ميرال برفض: أيوه بس أنا قولتلك قبل كدة أنه مش هينفع، يا لا رجعني قبل ما الحرس يبلغوا بابا
- انسي
- رجعني أنا بتكلم جد.
- ولا أنا بهزر، يالا فكيها وبلاش تعقدي حواجبك كده وتكشري، مع إنك حلوة بكل حالاتك بس أنا بحب ضحكتك أكتر
لتقول ميرال بنـ.ـد.م: الحق عليا أنا، ازاي سمعت كلامك ونزلت بالوقت ده بس...
ياسين بترقب: نـ.ـد.مانة عشان نزلتيلي
- بصراحة آه
- طب وحياتك إن ماخليت نـ.ـد.مك ده يبقى نـ.ـد.م العمر ما بقاش أنا ياسين، قالها بصوت خافت بالكاد خرج من بين أسنانه المصطكة
نظرت له بعدm فهم وهي تقول
- ماسمعتش قولت إيه.
- مافيش يا حبيبتي، ما إن قالها حتى فتحت فمها لتتكلم إلا أنه وضع سبابته على فمها وهو يكمل
هشششششش بلاش تو.جـ.ـعي دmاغي لأنك مهما قولتي وعملتي اللي أنا عاوزه هيكون
دفعت يده عنها بغـ.ـيظ من عناده هذا لتكتف يدها أمام صدرها والتفتت نحو النافذة تنظر للخارج بزعل من الآخر ولكن سرعان ما تـ.ـو.ترت ما إن مر بخيالها
رد فعل عائلتها على فعلتها المتهورة هذه مما جعلها تعض أناملها نـ.ـد.م.
خرجت من دوامة تأنيب نفسها وجلد ذاتها على صوت المسجل ليصدح صوت القيصر بالأغنية التي يعشقها الآخر وهي، أكرهها...
نظرت له باستغراب لتجده منطلق يغنيها باستمتاع
لتقول بابتسامة صغيرة: ماكنتش أعرف إن ذوقك عالي بالشكل ده وبتسمع للقيصر
- كان لازم ت عـ.ـر.في بأن ذوقي عالي من يوم ما اخترتك وبعدين أنا بحب الأغنية دي لأنها بتفكرني فيكي
- بس الأغنية دي فيها تناقض غريب
- ماهو ده حالي معاكي من يوم ماشفتك...
يا لا وصلنا، انزلي...
نظرت حولها ثم قالت باستفهام
- أنزل فين دي لوكاندة
- حبيبتي اسمعي الكلام، قالها وهو يبعث لها قبلة بالهواء ثم تركها ونزل ليلتفت نحوها وفتح الباب لها ليجعلها تنزل بعدmا سحبها من يدها وتوجه نحو الداخل...
اخذت ميرال تتمعن بهذا المكان بخـ.ـو.ف فأجوائه غريبة وليس راقي، بل هو أقل من الشعبي حتى...
وبنائه قديم وأجوائه غريبة.
صعدت معه للطابق العلوي بخطوات متعثرة ولكن ما إن وصلت عند باب إحدى الغرف حتى توقفت عن مسايرته وهي مصدومة من كل مايحدث هنا ف الآخر غريب الأطوار معها هذه الليلة. لتجفل عنـ.ـد.ما وجدته يعتصر يدها بقوة كبيرة جعلها تتأوه بخفوت ليقول بعدها بترقب حاد
- مالك!
نظرت له وهي تقول بصدق: خايفة
- مني!
- هااا لاء بس، قالتها ثم صمتت وهي تبتلع لعابه ليكمل الآخر عنها باستفسار جاد.
- بس إيه ياميرال، قولي إنك مش واثقة فيا وده الواضح
- ياسين!
- يا لا نرجع، ما إن قالها واستدار لينزل إلا أنها أوقفته وهي تقول
- استنى
رد عليها بانفعال: أستنى ايه أكتر من كده، مش كفاية عليا نظراتك ليا، اللي يشوفك يقول اللي جنبك ده وحش عايز يفترسك مش حبيبك وحارب الدنيا كلها وأولهم أنتي عشان تبقي على اسمه...
ذهب وفتح الباب ليدفعها للداخل وهو يكمل بانزعاج...
شوفي بنفسك كنت مجهزلك إيه، ماهنش عليا أسيبك وأنام بأحلى يوم في عمري كنت مش مصدق إنك خلاص بقيتي ليا فعشان كده كنت عايز الليلة دي تبقى مميزة لينا، حبيت أهرب بيكي و أعيش معاكي حاجة خاصة، و ياترى إيه كان المقابل منك لكل ده، الشك، وعدm الثقة...
كانت تقف تنظر بانبهار وهي تنظر لتجهيزاته الجميلة أرضية الغرفة مليئة بالورد الأبيض مع الكثير والكثير من الشموع والبلالين البيضاء.
التفتت نحوه بخجل من شكها به وهي تقول
- مش كده والله بس أنا خفت لأن تصرفاتك غريبة وساكت مابتردش على أسئلتي
- سكت لأني كنت عايز أعملها مفاجأة
- خلاص أنا آسفة، قالتها وهي تنظر له بعشق ليرد عليها بضيق مصطنع مدروس
- بعد إيه. يا لا بينا أرجعك لبيتك
- لا استنى أنا عايزة أبقى معاك الليلة
- وأنا مش عايز، قالها برفض وهو يبعد نظره عنها لتقترب منه وهي تقول بخفوت مدلل
- وأهون عليك
ياسين بتأكيد: جدا.
ضـ.ـر.بته على كتفه وقالت- لاء أنا كده هازعل منك
ليقول بمكر: طب صالحيني ببوسة
- حقك عليا، قالتها وهي ترفع نفسها على رؤوس أصابع قدmيها لتقبل وجنته بهدوء مما جعل الآخر يغمض عينيه باسترجاء فلمساتها البسيطة هذه تطيح بعقله...
كز على أسنانه وتشنج فكه ما إن عادت الكرة على الجهة الأخرى ثم ابتعدت عنه وأخذت تنظر حولها بسعادة وأخذت تضـ.ـر.ب البلالين المعلقة بيدها وكأنها بفعلتها هذه جعلت الزمن يعود بها للطفلة ذات الست أعوام ليس أكثر
- مبسوطة، قالها وهو يحاوط خصرها من الخلف لتحرك رأسها بنعم عدة مرات وهي تقول بعفوية
- كتيررررررررر
- عملت كل حاجة هنا أبيض عشان تليق بعروستي.
اللي جت ولابسالي أسود، ما إن قالها بعتاب حتى ضحكت من كل قلبها وهي تبرر فعلتها
- ههههههههههه وأنا كنت أعرف منين بس إنك عاملي مفاجأة حلوة زيك كده...
ذهب نحو بوكس مخملي كبير أسود وهو يقول
- تعالي خدي ده والبسيه
- ايه ده، ما إن قالتها وهي تأخذ منه هذا البوكس حتى وجدته يدفعها نحو الحمام وهو يقول
- خمس دقايق وألاقيكي قدامي، بسسسس
لو تأخرتي
رفعت حاجبها وقالت: هااااا هتعمل إيه.
ليرد عليها بسفـ.ـا.لة: هدخل أساعدك طبعا. هيكون
ايه يعني شفتي أنا طيب ازاي...
- أنت هتقولي على طيبتك، أنت بالحاجات دي ماعندكش يما ارحميني...
- طبعا عايزة تشوفي، قالها بجرأة وهو يرفع البدي الذي ترتديه الى الأعلى قليلا لتهرب بسرعة عن مرمى يده الوقحة ودخلت إلى الحمام وأغلقت الباب عليها من الداخل
عضت شفتيها وهي تتنهد بحب عنـ.ـد.ما سمعت صوت ضحكته الرنانة التي زلزلت نياط قلبها الصغير...
نظر الى البوكس بحماس وما إن فتحته حتى رفعت ما بداخله فستان رائع ومعه جميع مستلزمـ.ـا.ته لم ينسى شيء حتى الحذاء كان معه
بعد عشر دقائق من كل هذه الأحداث كانت تقف أمام مرآة الحمام وهي تنظر الى هيئتها بذهول كانت ترتدي فستان طويل أبيض ممزوج بخيوط فضية مع أكمام طويلة من الشيفون مليء بالكريستال الناعم جدا ولكن ما جعل وجنتيها تحمر وترتفع حرارتها.
هو عنـ.ـد.ما وجدت ظهرها عاري بشكل كامل هذا غير أن قماشه شفاف يظهر ما يخفي تحته بسخاء للناظرين
كادت أن تنزعه بضجر فهو غير مناسب، إلا أنه طرق الباب عليها وقال: أوعي تقلعيه يا مرمر
ميرال بذهول: انت عرفت منين إني عايزة أقلعه.
- حافظك أكتر من نفسك يا لا اطلعي همـ.ـو.ت وأشوفك فيه.
- لاء مش هينفع، ما إن قالتها وهي تضع شعرها على كتف واحد لتنزعه حتى شهقت بصدmة عنـ.ـد.ما وجدت باب الحمام يفتح من الخارج لتجده يدخل عليها ليسحبها من معصمها معه وما إن وقف
حتى أخذ ينظر لها بإعجاب وهو يقول بعدmا رفع يدها للأعلى ليجعلها تدور حول نفسها ليمتع نظره أكثر بها: طلع عليكي أحلى بكتير مما تخيلت
ركضت نحوه واغلقت عينيه بيدها بمنتهى البراءة وهي تقول بإحراج: غمض عينيك عيب كده...
احتضنها لا بل جعلها تلتصق به وهو يقول بحرارة: بحبك
ميرال بتـ.ـو.تر: وأنا كمان بس أبعد شوية ماينفعش كده
- لاااا بلاش كسوف أنا عايز الليلة نشيل كل الحواجز اللي ما بينا وتكوني ملكي، قالها وهو يدفن وجهه بعنقها ليوزع بعض القبلات عليها لتبعده عنها وهي تقول
- ملكك ايه؟! لاء ماينفعش طبعا
- ليه لاء ما أنتي مراتي شرعا وقانونا
- أيوه بس ماينفعش
- ماينفعش عشان لسه ماعملناش الفرح. صح
- صح.
ياسين بخبث سام: ايه رأيك نكـ.ـسر المألوف ونخلي فرحنا الليلة، فرح مافيهوش غير أنا وأنتي، من غير و.جـ.ـع دmاغ و دوشة ناس، قالها وهو يتلمس ظهرها العاري لتتلوى بانزعاج وهي تقول برفض وضيق من تصرفاته معها
- لااا استنى كدة أنت بتتكلم جد
نظر لها ياسين بإصرار: وجد الجد كمان، دي حاجة مابينا طالما مش بنعمل غلط ولا حـ.ـر.ام يبقى هنخاف ليه إننا نستمتع مع بعض بالوقت اللي يعجبنا. أنا عايزك وأنتي عايزاني فين المشكلة بقى...
أخذت تقاومه وعينيها لمعت بالدmـ.ـو.ع
- ااااابعد كده بلاش جنان احنا لسه مخطوبين...
- وأهو ياستي بقيتي مراتي، قالها وهو يمسك يدها اليمنى لينزع منها الخاتم ليضعه بخنصرها بيدها اليسرى ثم رفعه وقبل كفها الناعم بعمق ثم دفن وجهه بحنايا عنقها مرة أخرى وأخذ يلثمها بثمالة فهو لم يعد يصبر عليها أكثر من هذا.
أخذت تصرخ به وهي تحاول أن تدفعه عنها ولكن هيهات ما إن وجدها زادت في مقاومتها حتى أحكم من احتضانها بين ذراعيه واخذ يتقدm بها نحو السرير المليئ بأوراق الورد الأبيض وما إن دفعها عليه حتى نهضت بسرعة و كادت أن تفر هاربة منه فهي لا تصدق أفعاله المـ.ـجـ.ـنو.نة هذه إلا أنه منعها من الفرار واعتقلها بأحضانه وهو يعتليها بجسده الضخم بعدmا رمى قميصه بعيدا عنه بإهمال
في فيلا الجندي.
كانت سيلين تجلس على السلم وهي تنظر الى والدها الذي على وشك أن يفقد عقله ما إن أخبره الحرس بخروج اختها دون علمه
- اهدى يا سعد بلاش تنفعل إن شاء الله خير ما إن قالتها داليا حتى نظر لها وقال بعصبية
- خير إيه، هااااااااا، بقى أنا أعرف من الحرس إن بـ.ـنتي طلعت بنصاص الليالي مع خطيبها من غير علمنا ليه هي وكالة من غير بواب ولا ايه، هي ترجع بالسلامة بس وأنا أعرف اتصرف معاها كويس.
داليا بو.جـ.ـع قلب على ابـ.ـنتها الغائبة: بإذن ربنا هترجع بالسلامة، وهتلاقي إن قلقك ده مالوش لازمة، ميرال عاقلة وياسين بيحبها و أكيد مش هيئذيها
يمكن هما حابين يقعدو مع بعض شوية و عارفين إنهم لو طلبوا ده منك مش هترضى يعني الغلط منك أنت كمان خانقهم بزيادة لدرجة خلتها تطلع من غير علمنا، يا ما قولتلك إن خـ.ـنـ.ـقتك دي هي اللي هطيرهم.
- أنتي تخرسي خالص بلاش تخليني أطلع كل حرقة قلبي فيكي، وبعدين مين دي اللي عاقلة ميرال؟ ده كان زمان تقولي ياسين عملها غسيل مخ، بصي الساعة كام ياهانم، دي عدت أربعة الفجر وهي لسه مظهرتش حتى تلفونها فوق مش معاها وبأكلم ياسين مقفول، قوليلي أعمل ايه بس
في وحدة محترمة تعمل عملتها دي.
داليا بترجي ف الذي أمامها يغلي: عشان خاطري ياسعد هدي أعصابك مش كده، و لو جت بالله عليك اتفاهم معاها بالراحة بلاش تمد إيدك عليها دي حبيبتك بردو و أكيد مش هتهون عليك
ليقول سعد بقهر رجل ونبرة حزينة: امد إيدي إيه بس! هي تيجي بالسلامة ومش عايز حاجة تانية من ربنا...
في الفندق...
ما إن ابتعد عنها بعدmا قبل جبهتها حتى استلقى على ظهره بانتشاء و أخذ يتنهد براحة لا توصف فهو أخيرا امتلكها حرفيا كاد أن يلتفت لها ويأخذها الى أحضانه لكي يغط بنوم عميق فهو لم ينم منذ يومين، إلا أن رنين هاتفه الخاص بالعمل كان له رأي آخر
نظر الى المتصل بكسل ظن للحظة بأنه أخيه ولكن سرعان ما نهض وهو يقطب جبينه بانزعاج شـ.ـديد وكأنه الآن فاق من سكرته هذه ونعيم ما كان به منذ قليل.
ذهب نحو الحمام وما إن أغلق الباب عليه حتى ضغط على زر الإجابة ليأتي صوت الآخر له وهو يقول
- صباحية مبـ.ـاركة ياعريس...
ياسين بجمود: عايز إيه
- سلامتك هكون عايز إيه يعني غير إنك تجبهالي هنا ولااااا يكونش حبيتها و قلبك مش مطاوعك على ده
- سبق و قولتلك يا حاج إني ماليش قلب
سلطان بانتصار: طب هاتها و اثبتلي إن ياسين اللداغ لسه زي ماهو وأنه ماوقعش بحب بـ.ـنت سعد.
- بلاش رغي كتير أنت عارف مش أنا اللي أقع، ساعتين زمن كده وهتكون عندك...
قالها وهو يغلق الخط بضيق كبير ليطبق على شفتيه بقوة ثم التف وعاد أدراجه نحوها لتتسمر قدmيه ما إن وجدها تحت الغطاء تدفن وجهها بالوسادة لتكتم صوت بكائها المرير، فقط جسدها ينتفض من شـ.ـدة شهقاتها المجروحة.
تركها وذهب نحو الحمام مرة أخرى دون أن ينطق بحرف واحد ليقف تحت الدوش وهو مغمض العينين يحاول ان يطرد من رأسه طيفها الفتنان، سحرته بمتلاكها ظن بأنه ان امتلكها سيرتاح وسيقل اعجابه بها ولكنه الان اصبح يريدها اكثر من ذي قبل تنهد بختناق عنـ.ـد.ما داهمته كلمـ.ـا.ت سلطان السامة، ميرال مش اكتر من رغبة بالنسبة له، هذا كان اخر قرار اصدره عقله ثم اغلق الماء المتتدفق عليه وكان بفعلته هذه يمنع نفسه من التفكير اكثر، وبالفعل لم يمر سوا دقائق معدودة حتى خرج وهو قد حسم امره ليبدء يرتدي ثيابه.
ليجدها ترفع رأسها بحقد نحوه ليرى وجهها الأحمر المغطى بالدmـ.ـو.ع الحارة لتتساقط خصلاتها السوداء على وجهها وهي تقول بانكسار ممزوج ببكاء
- ليه عملت فيا كده
- ليه عملت فيكي كده؟ قالها وهو ينحني ليلتقط قميصه من الأرض وأخذ يرتديه وهو يكرر جملته هذه ولكن ما إن بدأ يغلق أزراره حتى توقف ونظر لها قليلا ثم قال بمنتهى الاحتقار
- لأنك وحدة رخيصة.
اختفى صوتها وتجمدت نظراتها عليه وهي لا تصدق ما قال ولكنه لم يهتم لصدmتها هذه وأكمل ببرود
- عملت كدة عشان حبيت أعرفك مقامك، صدقتي نفسك و إني أنا ياسين اللداغ ممكن يتجوزك أنتي، لا يا ماما فوقي أنتي آخرك ساعة أتمتع فيكي بسريري و شكرا...
عارفة أنا دفعت فيكي قد إيه، ولا حاجة...
ضحكت عليكي بفستان أبيض وشوية بلالين مع كم شمعة حلوين، ياترى في أرخص من كده.
رفعت كفها لفمها لتكتم حسرتها التي تكاد أن تقــ,تــلها وهي لا تصدق ما تسمع منه الآن ولكن ما جعلها تفتح فمها وهي لا تعرف أتضحك أم تبكي ما إن وجدته يمسك يدها وسحب الخاتم من إصبعها بقوة آلمتها وهو يقول باستحقار
- هاتي ده مش لايق عليكي هو أغلى منك، و يا لا قومي البسي هدومك عشان أرجعك للمكان اللي تستحقيه، ولا أنتي عايزة نعمل جولة تانية الصبحية لو حابة أنا تحت أمرك بصراحة أنتي اغرائك لا يقاوم.
كرمشت وجهها باشمئزاز منه ومن نفسها ومن كل شيء حولها، سحبت الغطاء عليها أكثر لتحاوط نفسها به ونهضت من السرير بانكسار وذهبت إلى الحمام لترتدي ثيابها التي أتت بها وما إن خرجت حتى أخذت تنظر لبقايا تجهيزات ليلة أمس رجفت شفتيها باختناق تزامنا مع نزول دmعتها بانكسار عنـ.ـد.ما وقع نظرها
علي ذلك الفراش الغير مهنـ.ـد.م.
اقترب منها الآخر وسحبها من معصمه خلفه لتتمسك بيده بكلتا يديها وهي تقول بصوت مخـ.ـنـ.ـوق بالكاد يخرج من حنجرتها المجروحة من كثرة البكاء
- قولي أنت بتهزر معايا، ولا أقولك قولي إن كل ده مجرد حلم وهاصحى منه و هلاقي نفسي بأوضتي
زاد بكائها عنـ.ـد.ما سحبها معه بعنف ولم يرد عليها بأي شيء لينزل بها من الطابق العلوي وهي تمشي خلفه لا بل تهرول لتجاري خطواته الواسعة جعلتها تعثرت أكثر من مرة.
حتى أن فردة حذائها سقطت من قدmيها على أول الدرج كادت أن تعود لترتديها ولكنه لم يسمح بهذا وجرها بشكل أقوى حتى كاد ذراعها أن ينخلع من مكانه لتنزع الفردة الأخرى لتستطيع المشي لأنه ذو كعب عالي
وصل بها نحو سيارته ليفتح الباب لها ويدفعها بعنف بداخلها وما إن التف واستقر خلف المقود حتى انطلق بها باتجاه معاكس للمنطقة التي تسكن بها
ميرال بمحاولة بائسة
- ياسين قولي ده مقلب اللي بتعمله فيا...
نظر لها باستنكار وقال: عايزاني أكدب يعني
صرخت به ببكاء: أيوة اكدب لو كدبك ده هيبرد ناري، أيوه اكدب عليا أبوس إيدك...
ياسين ببرود أقرب ما يكون للزمهرير
- تؤ، الكدب حـ.ـر.ام
- واللي عملته فيا ده مش حـ.ـر.ام
- حـ.ـر.ام ليه حقي الشرعي وأخدته...
- تاخده من غير فرح واشهار قصاد الناس أنت كده حكمت عليا بالإعدام.
- أعملك ايه ما أنتي اللي سهلة، في وحدة محترمة تعمل اللي عملتيه ده، على العموم أنا ربنا كشفلي حقيقتك قبل ما تقع الفاس بالراس واتورط فيكي
- يعني ايه!
- يعني انتي بعد اللي حصل ده كله مابقتيش تنفعيني ولا تنفعي غيري، هتفضلي كده زي الأباجورة شكل بس إلا لو عجبتك الشغلانه وحبيتي تكملي نشاطك الليلي ده، و أنا معنديش مانع وقت مـ.ـا.تحبي كلميني.
- أنت واحد وسـ.ـخ وحقيرررررر وندل اااااااه، صرخت بألم ما إن ضـ.ـر.بها بظهر يده على وجهها لطولة لسانها لتسيل الدmاء من طرف شفتيها مما جعلها تنفجر بالبكاء مرة أخرى وهي ترفع قدmيها نحو صدرها لتحتضنهم وتدفن وجهها بين ركبتيها كالأطفال
نظر لها من طرف عينيها على وضعها هذا ليشعر بالو.جـ.ـع عليها، أخذ يضـ.ـر.ب الدركسيون براحة يده بضجر ثم أعاد شعره للخلف وهو يتنفس بضيق
مرت أكثر من نصف ساعة وهي مـ.ـا.تزال تحتضن.
نفسها باحتواء ولا يسمع منها سوا شهقاتها وأنينها المذبوحة...
رفعت رأسها باستغراب عنـ.ـد.ما وجدت نفسها تأخرت للوصول الى منزلها لتنصدm أنهم على الطريق الصحراوي أي انهم أصبحا خارج المدينة لتهمس بخـ.ـو.ف
- احنا فين...
لم يرد عليها برغم أنها كررت سؤالها هذا كثيرا ولكن ما إن وجدت بأنهم على وشك الدخول الى مكان لا تعرف ماهو أو أين يقع بالضبط، منطقة عشوائية مهجورة مكونة من بقايا من حجارة كبيرة وكأن هناك زلزال مر من هنا مع حدايد قديمة متراكمة فوق بعض...
كل ما تعرفه الآن أن خـ.ـو.فها تحول الى رعـ.ـب عنـ.ـد.ما تعمق بالدخول ليصل الى بوابة غريبة الشكل عبـ.ـارة عن سيارات محروقة فوق بعضها وحافلات لرفع الأوزان والأحجار الثقيلة، وعليها الكثير من الأمن ذو الملابس والأشكال التي تدب بأوصالك الرعـ.ـب ما إن يقع نظرك عليهم، ذهلت عنـ.ـد.ما وجدته يعبر من خلالها بكل سهولة وكأنه صاحب المكان ليفتحوا له الطريق بسرعة ودون أن يسأل حتى من هو
- ياسين أنت واخدني على فين؟!
قالتها برعـ.ـب بعدmا هدأت شهقاتها بالتدريج وجفت دmـ.ـو.عها على وجنتيها ما إن نظرت من نافذة السيارة بذهول لمعالم هذا المكان الغريب فهو يختلف كليا عن ما كان يظهر منه بالخارج، تنطوي على نفسها أكثر عنـ.ـد.ما وجدت نفسها محطة بأنظار الجميع...
ولكن ما جعلها تلتفت لذلك الذي يجلس الى جانبها بصدmة هو عنـ.ـد.ما سمعته يقول بصوت حاد بعدmا أوقف السيارة والتفت لها
- اهلا وسهلا فيكي بوكر الافاعي
فتحت عينيها على وسعهما وهي تقول.
- افاعي ايه،!
نزل من سيارته وذهب نحوها وهو يقول
- انزلي
دفعت يده عنها وهي تقول برعـ.ـب فهي لديها فوبيا من الافاعي: لالا لاء أنا بخاف منهم رجعني بيتنا...
والله ماهقول ل بابا على اللي عملته فيا، ياسين
بلاش الله يخليك بلاش، أخذت تتوسل به عنـ.ـد.ما أجبرها على النزول حافية ليفتح له الحرس على الفور باب القبو وهم بقمة ذهولهم من ما يرون الآن
نزل بها الدرج ودفعها بقوة نحو ذلك الذي يجلس خلف مكتبه لتسقط عند قدmيه...
صمتت بصدmة وهي تضع كفيها على الأرض الصلبة لترفع جذعها العلوي قليلا مع رفع وجهها المغطى كليا بشعرها الطويل، لتسمع ذلك الشخص يقول بأسف مصطنع وهو يريد ان يبعد شعرها عن عينيها
- تؤتؤتؤ، بالراحة عليها النعمة ما تترميش كده...
ضـ.ـر.بت يده بعنف قبل أن تصلها وأخذت تزحف الى الخلف وهي ترتجف ما إن وجدته ينهض من كرسيه وهو يكمل بأعجاب
- شرسة، بس حلوة أوي وهتنفعنا، عفارم عليك هو ده ياسين ابني اللي تمرت فيه تربيتي...
قال الأخيرة وهو يذهب نحو ذلك الوقف كالتمثال لا روح فيه ليربت على كتفه بأطراء ثم نادى على رجـ.ـاله وهو يكمل
- خدوها للمخزن واللي يلاقي نفسه راحت لها مش خسارة فيه أنه يدوقها، مش هتغلى عليكم بالهنا والشفا
كلامه هذا كان كالسهم المسموم الذي أصاب به قلب ياسين، نعم كان يعلم هذا ما سيحدث معها هنا ولكن الفعل ليس كالكلام، لما يشعر بأن نيران الأرض اندلعت بفؤاده، أو ليس هذا ما كان يريد
ألم يكـ.ـسرها لأجل هذا...
أفاق من صدmته هذه على صراخها بأسمه وهي تختبئ وراء ظهره بسرعة لتتمسك بثيابه من الخلف لتقول ببكاء هستيري وهي تقفز بمكانها وترتجف بشكل كبير وكأنها أصيبت بحالة هلع ما إن وجدتهم يريدون أن يمسكوها
- يااااااااااااااسين، ياااااسين، احميني منهم
مـ.ـا.تخلهومش ياخدوني والنبي، والنبي...
دفنت وجهها بظهره وكشت على نفسها كالأطفال.
ما إن وجدت يد أحد الحراس تمتد لها ليأخذها معه ولكن قبل أن يلمسها تأوه بألم قوي ف الآخر قبض على يده بعنف ليلويها بكل قوته وهو يسحب السلاح منه ليضـ.ـر.ب به على أسفل رأسه بحركة سريعة جعله يفترش الأرض فاقدا للوعي
توقف جميع الحراس المطلوب منهم اخذها بخـ.ـو.ف من رد فعل ياسين الغير متوقع هذا ليفتح سلطان عينيه باستغراب لتتحول نظراته للغضب وهو يقول.
- ياسين أنت اااتجننت، خدوها ورموها بالمخزن أنتم مستنيين إيه يابهايم، قال الأخيرة بأمر لرجـ.ـاله ولكن سرعان ما رفع ياسين فوهة المسدس بوجههم عنـ.ـد.ما وجدهم يتقدmون نحوه ليأخذوها منه
ليرتدوا الى الخلف مرة أخرى وهم بحيرة من أمرهم، أخذوا ينظرون لسلطان تارة وللآخر تارة، لا يستطيعون ان يتجرؤا على ياسين ولا يستطيعون أن يكـ.ـسروا أوامر سلطان...
التفت لتلك التي تكاد أن تمـ.ـو.ت من فرط خـ.ـو.فها سحبها نحو صدره لتتعلق بعنقه برعـ.ـب حقيقي
ليحاوطها بذراعه باحتواء جاء متأخر منه ولكن ما جعله يرمي سلاحه وأحاط خصرها بفزع هو عنـ.ـد.ما وجدها تنزلق من بين أحضانه فاقدة للوعي...
أخذ يضـ.ـر.ب وجنتها بخفة وهو يردد اسمها ولكن لا حياة لمن تنادي، حملها بين ذراعيه كالجثة الهامدة وأخذ يصعد الدرج بها ليخرج من القبوا وهو يصـ.ـر.خ بهم لفتح الباب له كاد أن يمنعه سلطان من الخروج إلا أنه عجز عن ذلك ما إن وجد جميع الحرس تنفذ أوامره بطاعة واحترام...
مما جعله يرفع هاتفه ويتصل بالرجـ.ـال المسؤولين عن أمن الوكر ويأمرهم على غلق جميع مخارج ومداخل المكان ومنع ياسين من الخروج.
أما عند الآخر، خرج من القبو وهو يحملها ليضعها على الفور بسيارته بالكرسي الخلفي و ذهب الى مكانه ليتحرك بها نحو البوابة التي ما إن وصلها
حتى وجدها مغلقة ليأتيه رئيس الامن على الفور وهو يقول بتردد
- ياسين باشا ياريت تقدر وضعنا الحاج سلطان منعنا إنناااااااااء
قطع كلامه وهو يسحبه من مقدmة ثيابه بعنف جعله يختنق وهو يقول بفحيح لا يستهان فيه
- لو بايع عمرك وعايز تمـ.ـو.ت مـ.ـو.ته وسـ.ـخة بجد
امنعني واقف بوشي.
- العفوا يا باشااا
- افتح،! صرخ بها وهو يدفعه عنه ليرتد الى الوراء عدة خطوات ثم أشار للباقي أن يسمحوا له بالعبور فهم يعلمون من هو ياسين اللداغ وماذا يمكن أن يفعل بهم إن تجرؤا عليه
تم فتح الطريق له ليخرج بسلام من وكر الافاعي بأعجوبة، فتح أزرار قميصه الأولى وهو يتنفس بصوت عالي ثم نظر بغضب من خلال المرآة لتلك التي ترقد بالخلف لا حول لها ولا قوة ليصـ.ـر.خ بغضب
وكأنها واعية وستسمعه...
- انتي عايزة مني ااااايه، ازاي بحركة وحدة منك بس خلتيني أهد كل حاجة كنت مخططلها من شهور
ازاي ضعفت قصاد ضعفك...
بس ملحوقه إن ماهديت سعد فيكي وخليته يبكي دm عليكي مابقاش أنا ابن سامر اللداغ اللي أبوكي قــ,تــله وخلانا نضيع من بعده
علي الجهة الأخرى في فيلا الجندي...
بعد ساعات من الانتظار ولم تظهر ابـ.ـنته حتى الآن جلس سعد على الاريكة بتعب بعدmا كان يأخذ الصالة ذهابا وايابا ليضع رأسه بين يديه بعجز وهو يقول لزوجته التي أصبح حالها لا يقل عنه
- قوليلي أعمل إيه أروح فين اجي منين، اسأل مين عنها، طب لو بلغت الشرطة على اختفائها أقولهم ااااايه بـ.ـنتي كـ.ـسرت نفسها قبل ما تكـ.ـسرني...
جلست سيلين الى جانبه وبيدها قدح من الماء مع علاج الضغط لترفعه له وهي تقول بخـ.ـو.ف عليه من حالته هذه.
- خد اشرب الدوا ده لحسن تتعب
- مش عايز زفت، قالها بعصبية وهو يدفع يدها التي بها دوائه من أمامه لتلوي الأخرى شفتيها وهي تقول
- بابي حبيبي بلاش تقلقني عليك بالشكل ده
ضـ.ـر.ب كفيه ببعضهم وهو يقول بانفعال: هو مافيش حد هيجيب أخرتي غيركم، مـ.ـو.تي على إيديكم يا بنات ماهر
سيلين بزعل مدلل: لاء احنا بنات سعد وبس
- روحي من وشي يا سيلين مش عايز أشوفك أنا لسه مانستش اللي عملتيه امبـ.ـارح بالحفلة.
داليا بتدخل: سعد هدي أعصابك أنت كده هتروح من إيدي
كاد ان يرد عليها إلا أن هاتفه رن بهذا اليوم فوق الخمسين مرة وهو ما إن يرى اتصال عمل يفصله ولكن مع تكرار الاتصالات بشكل ملحوظ، أجبر على فتح الخط على مكالمة مدير خط الشحن وهو يقول
- في ايه بتزن ليه
- شحنة الحديد والأسمنت اللي كنا مستنينها
- مالها
- اتحجزت بالجمارك ودخلنا كلنا في سين وجيم
انتفض من مكانه: ااااايه ليه، إيه السبب.
- محدش عارف، بس أول ما وصلت الميناء اتقلبت
- اقفل وأنا هشوف ايه الحكاية، قالها وهو يغلق الخط بوجهه ثم أخذ يتصل بشاهين الذي كان أيضا مثل أخيه هاتفه مغلق...
كاد ان يصـ.ـر.خ ولكن سرعان ما أتته مكالمة أخرى ليسمع خبر آخر كالصاعقة نزل عليه وهو بأن جميع المخازن أصبحت رماد حتى مقر الشركة الرئيسي تم حرقه بالكامل ليصبح بنائه عبـ.ـارة عن فحم أسود لا أكثر ليجلس بمكانها مرة أخرى بعدm تحمل لكل هذا.
- مالك ياسعد فيك ايه، قالتها داليا وهي تركض له مع سيلين التي اخذت تبكي عليه بقهر ما إن سمعته يهمس بضعف
- بيتي اتخرب يا داليا، تعب عمري كله راح بثانية، والمرادي مش زي المرة اللي فاتت
- فداك كنوز الدنيا دي كلها يا بابا، ما إن قالتها بدmـ.ـو.ع حتى التفت لها والدها ومسح دmـ.ـو.عها هي و والدتها ليقول مع نفسه وهو يتمعن النظر بهم
- آخ لو تعرفوا إن كل اللي خسرته دلوقتي ماو.جـ.ـعنيش قد غياب ميرال عن عيني.
ابتعد عنهم بعدmا تنهد وأخذ يحمل متعلقاته وهو يقول: هروح أشوف ايه اللي حصل عشان كل حاجة
تتهد كده في يوم وليلة واااء
صمت بترقب عنـ.ـد.ما وجد صوت سيارة تقف أمام
الباب الداخلي للفيلا و الذي كان مفتوحا على مصراعيه ليلتفتوا بصدmة نحو ذلك الذي دخل
عليهم وهو يحمل، ميرال...
ولكن ما جعل سيلين تشهق بصدmة هي و والدتها وأخذت تركض نحوها هي عنـ.ـد.ما وجدته يلقي بها من بين ذراعيه على الرخام الصلب وكأنه يرمي وسادة غير آبه بها ولا بألمها وهو يقول لسعد الذي نشفت الدmاء بعروقه حرفيا
- خد بـ.ـنتك مابقتش تلزمني.
- أنت عملت فيها ااااايه، قالها وهو ينقض عليه يمسكه من تلابيب ثيابه ليعالجه بلكمة على فكه عدة مرات مما جعل ذلك الذي يقف أمامه دون أدنى مقاومة يسقط على الأرض ليضحك بحقارة وهو يمسح الدmاء من حاجبه ومن طرف فمه
ثم نهض بكسل وخمول واقترب منه بعدmا أخرج منديل صغير من جيب بنطاله ليضعه بجيب بنطال سعد وهو يهمس بحقارة بعدmا غمز له بإحدى عينيه
- شرف بـ.ـنتك أهو، ابتعد عنه وقال بصوت مسموع.
وبحركة متهورة منه، ميرال بـ.ـنت سعد طالق مني...
كلامه هذا جعل سيلين تنتفض من مكانها واقفة لتذهب نحوه بسرعة ورفع يدها للأعلى لتصفعه ولكن قبل أن تنزل إلى وجنته مسكها واخذ ينظر لها بغضب لترفع سبابة يدها الأخرى أمام وجهه بتحدي وهي تقول بصراخ
- لو حصلها حاجة هقــ,تــلك بإيدي
- مش هرد عليكي لأن بجد صعبانة عليا على الهجين هيعمله فيكي...
- مايصعبش عليك غالي، قالتها وبحركة سريعة كالوميض سحبت تلك الزهرية الموجودة على الطاولة التي بجانبهم لتضـ.ـر.به بها على رأسه بكل قوتها لتتهشم عليه مما جعله يعود إلى الوراء وهو يغلق عينيه ويفتحهما عدة مرات ليسيل خط رفيع حار خلف اذنه نزولا الى رقبته لتتلطخ ياقة قميصه بالدmاء، اخذ يحرك رأسه وكأ نه يريد أن يستوعب ماحدث معه الان ولكن ماهي سوا ثانية او أقل و وجدت فكها يكاد أن ينكـ.ـسر من قبضته عليها وهو يقول.
- بختك ب شاهين والا كنت دفنتك بمكانك على عملتك دي، قال الأخيرة وهو يدفعها بعيدا عنه ثم التفت وخرج من الفيلا بأكملها كادت ان تمنعه ولكنها نست كل شئ وركضت نحو والدها الذي كان بالكاد يسند نفسه على طرف الأريكة وهو يحاول أن يتنفس بصعوبة وكأن هناك صخرة مستقرة على صدره
فتحت أزرار قميصه الأولى وأخذت تمسح على صدره بالجهة اليسرى وهي تصرخ بوالدتها لتساعدها.
ولكن قبل أن تأتي نحوها أو تستوعب كل ما يجري الآن حولها وجدت والدها يضع يده على موضع قلبه يسقط على ركبتيه وهو يصـ.ـر.خ بألم
- آااااااااااااااااااااااااه.
↚مساء في إحدى المستشفيات الأهلية
- عنده ذبحة صدرية حادة غير مستقرة والنوع ده الآلام اللي فيه مابيختفيش مع الراحة عند المريـ.ـض عشان كده استخدmنا النوم السريري. و عشان نقدر كمان نحسن من تدفق الدm ونسيطر ع الحالة و نحد من إحساس المريـ.ـض بالو.جـ.ـع و التعب سواء كان التعب ده جسدي أو نفسي...
شحب وجهها بطريقة مخيفة مما سمعت لتقول بصوت مهزوز متردد، خائفة من اجابته على سؤالها الذي ستنطقه الآن.
- هو في خطورة على حياته
نظر لها الطبيب من تحت نظارته الطبية بتمعن ثم قال بعملية: حاليا لاء، صغط الدm مستقر بس زي ماقولت من شوية الراحة النفسية عامل كبير للعلاج
- أقدر أشوفه
رفع قلمه بوجهها وقال وهو يبحر بنظره على ملامحها: من برا بس ممنوع تدخلي عليه
- طب وأختي وأمي حالتهم ايه، ما إن قالتها وهي تتوسله بعينيها أن يطمئنها حتى رد عليها بأسف على وضعها فهي بجمالها هذا لم تخلق للحـ.ـز.ن.
- أختك عندها صدmة عصبية والست الوالدة غيبوبة سكر بس مـ.ـا.تقلقيش هما كويسين دلوقتي
نهضت من مكانها وهي تقول بحـ.ـز.ن
- شكرا
- العفو، بس خدي بالك من نفسك شفايفك لونها أبيض لحسن تقعي أنتي كمان يا أنسة هو اسم حضرتك ايه
فتحت الباب وهي تقول: سيلين
- اسم رقيق زي صاحبته.
خرجت من المكتب الخاص به دون أن ترد عليه وكأنها لم تسمعه، أخذت صدى كلمـ.ـا.ته وتشخيصه لوالدها يتردد بذهنها بصورة متعبة، أخذتها قدmيها بخطوات مترنحة نحو العناية المركزة لتتوقف أمام النافذة الزجاجية ما إن وصلت هدفها لترى والدها من خلالها يرقد بين الأجهزة بجسد خاوي لا روح فيه...
نزلت دmـ.ـو.عها الحارة من بين أجفانها المتورمة لتسند مقدmة رأسها على الزجاج البـ.ـارد وهي تفرد كفيها ببطئ عليه ليرتفع صوت أنين قلبها بو.جـ.ـع...
لا تصدق حتى الآن ماحصل معهم، كل شئ من حولها أصبح رماد حرفيا.
انزلقت بجسدها للأسفل ببطئ بقلة حيلة لتجلس على الأرض وهي تحتضن نفسها وتبكي بمرارة كالطفلة اليتيمة، لم تشعر كم مر عليها من وقت ولم تفوق من ضياعها هذا إلا عنـ.ـد.ما شعرت بأحد يقف فوق رأسها لتفتح عينيها لترى أمامها حذاء أسود لامع و راقي
رفعت نظرها للأعلى لترى كابوسها متجسد أمامها، والذي ما إن التقت نظراتهم ببعضها حتى انحنى لمستواها بنصف جلسة وهو يقول بعدmا رفع يده وأخذ يمسح دmـ.ـو.عها بإبهامه
- ليه كل ده!
لوت شفتيها باختناق وهي تقول بحرقة: أختي نايمة بالدور اللي تحت عندها صدmة عصبية وأمي نايمة جنبها وقعت من طولها لأنها ماستحملتش اللي بيحصلنا...
أخذت تمسح عينيها بقوة وهي تكمل، مبسوط دلوقتي صح، أكيد مبسوط لما خليت عيلتي تدmر قصاد عيني ماهو ده كان هدفك من الأول.
قبضت على تلابيب سترته بقوة وهي تقول من بين أسنانها بحقد وانهيار، قولي أعمل فيك إيه عشان يبرد قلبي من ناحيتك، كل ده حصل بسببك أنت وأخوك، كان يوم أسود يوم مادخلتم حياتنا وبوضتوها
أبعد يديها عنه ونهض وهو يقول ببرود بعدmا عدل ثيابه: البادي أظلم وسعد هو اللي بدأ
- بابا صح ظلم بس ظلم نفسه لم أمن ليكم وحط إيده في إيديكم، ودلوقت بعد ما وصلتم للي عايزينه
مش عايزة أشوفكم تاني واااء.
قاطعها شاهين برفض: لاااا ياحلوة، ياسين عمل واكتفى باللي عمله وده شيء راجع ليه، بس أنا لسه ماعملتش حاجة
- كل ده ومعملتش حاجة، بابا هيعلن افلاسه بسببكم
شاهين بتوعد: ولسه ياما هيشوف مني...
أنا عايزه يخسر كل حاجة مش بس فلوسه وتعب عمره اللي ضاع قصاد عينه...
لتقول سيلين بضعف فهي لا تملك الطاقة للكلام حتى: عايز منه إيه أكتر من كده فهمني، ده حتى صحته راحت، إيه الغل اللي جواك ليه، غلك ده هيقــ,تــلك في يوم، كرهك ده هيسممك
- كل اللي عشناه بسبب أبوكي، قــ,تــل أبويا وحرمني من عمي اللي كان ناوي يطلعنا من الوحل اللي احنا عايشين فيه دلوقتي، فعشان كده لازم يخسر كل حاجة
والإختيار ليكي، يا أنه يخسر عمره اللي فاضل يا
إما أنتي.
جفت دmـ.ـو.عها على وجنتيها من ما سمعت ثم نظرت له بتشويش وهي تقول بعدm استيعاب
- مش فاهمة، قــ,تــل. حرمان! باباك عمك!
انت بتقول ايه،؟
- لاء اصحي معايا، قالها وهو ينحنى نحوها ويسحبها من معصمها ليجعلها تنهض رغما عنها لتقف أمامه بصعوبة وهي تشعر بدوار شـ.ـديد يحيط بها ثم وجدته يكمل بجدية.
- اللي حصل أكبر من إنك تفهميه بس اللي أقدر أوضحه ليكي هو إن بكرة الصبح هيتم اطـ.ـلا.ق قرار من النيابة بضبط وإحضار سعد الجندي بتهمة تجارة أسلحة...
مااااااهو أنا نسيت أقولك إن الشحنة اللي تصادرت بالميناء لقوا فيها هم ما يتلم وبلاوي مالهاش آخر.
و ده غير إن قرار البنك طلع بالحجز ع الفيلا اللي مرهونة بقيمة القرض و ده كمان غير تجميد كل حساباته اللي بالبنوك يعني باباكي رجع ع الحديدة، ده حتى الحديدة أنا سحبتها منه، بسسسسس
- بس ايه، ما إن قالتها بتوهان حتى اقترب منها وهو يتلمس وجهها ويقول بخبث
- بس ممكن تنقذي والدك من أنه يعيش آخر أيامه بالسـ.ـجـ.ـن مع المجرمين قطاعين الطرق بإنك
أكملت بدلا عنه وقالت: اتجوزك.
- شاطرة يابطتي، قالها وهو يقترب منها بجسده لدرجة الالتصاق ليعود الى الخلف باستمتاع ما إن وجدها تدفعه عنها بغضب
- أااانت بتعمل كل ده عشان تكـ.ـسر بابا فيا وأنا مش هديك الفرصة دي، بابا عنده السـ.ـجـ.ـن أهون من إني أكون ليك
مط شفتيه بتفكير وقال
- يمكن سعد هيفضل السـ.ـجـ.ـن، بس ياترى هتقدري تشوفيه بيتعـ.ـذ.ب كده وأنتي بإيدك الحل، ماظنش.
أنا هسيبك دلوقتي تفكري براحتك عندك الليل كله وأنا عارف ومتأكد من قرارك بأنك هتوافقي، لأن بالفترة اللي فاتت اكتشفت إن مش بس أنتي نقطة ضعف سعد، لا هو كمان نقطة ضعفك، و أكبر دليل على كلامي ده هو شكلك اللي واقفة فيه قصادي ده...
علي العموم بكرة الصبح هكون هنا عشان لما ياخدوا سعد أكون جنبك، شفتي أنا شهم و حنين عليكي ازاي. وبكلمة منك وامضاء بسيطة على ورقة هطلعلك باباكي من كل الدوشة دي، فكري كويس وشوفي اللي يناسبك واعمليه
قال الأخيرة وتركها وذهب لتنظر الى أثره و هو يبتعد عنها وما إن اختفى حتى التفتت وفتحت باب غرفة العناية الخاصة لتدخل لوالدها وبرغم منع الطبيب ذلك إلا أنها كـ.ـسرت كل التعليمـ.ـا.ت الطبية والارشادات.
ودون أدنى مقدmـ.ـا.ت استلقت الى جانبه واحتضنت بطنه ما إن وضعت رأسها على صدره لتنزل دmـ.ـو.عها بغزارة عنـ.ـد.ما شعرت بدفئ أحضانه لتقول بصوت يرتجف من شـ.ـدة البكاء
- في يوم قولتلي أنتي لو لفيتي العالم كله مش هتلاقي حـ.ـضـ.ـن يضمك ويحتويكي زي حـ.ـضـ.ـني...
باباااااااا، عايزين يحرمونا من بعض وأنا والله، والله. والله ما أقدرش أعيش من غيرك...
ختمت كلامـ.ـا.تها هذه وهي تدفن وجهها فيه لتزداد آهاتها المجروحة، مر عليها وقت طويل وهي ترفض ان تبعد نظرها عنه وكأن قلبها أعلمها بأن هذه آخر ليلة تراه فيها ولكن لا تعرف كيف غدرتها أجفانها وانغلقت باستسلام للنعاس
بأول ساعات الفجر وما أقساه من فجر سيمر عليها، أخذت تقطب جبينها بانزعاج وهي تفتح عينيها ما إن سمعت ندائه الخافت.
- س سسس سيلين، قالها سعد بتعب ولسان ثقيل وهو يضع يده على رأسها ويضغط عليه بضعف وكأنه يريد أن يضمها له أكثر
رفعت نفسها بسرعة وأخذت تنظرله بلهفة لتقول بعدmا قبلت وجنته
- بابا حبيبي
نظر لها وقال بصوت هامس: ميرال فين
- مافيهاش حاجة مـ.ـا.تشغلش بالك فيها، طمني عنك أنت كويس، قالتها وهي تراقب تعابيره الشاحبة بخـ.ـو.ف ليغلق عينيه ويفتحها بخمول وهو يقول
- مـ.ـا.تخافيش كويس.
- أنا هروح أنادي الدكتور واجي من تاني، قالتها وهي تنهض بنشاط غريب وكأن صحتها عادت لها ما إن فاق، ذهبت نحو الباب لتخرج ولكن استدارت له وأكملت وهي ترفع سبابتها له بتحذير، بس أوعى ترجع تنام من تاني نومتك دي بتو.جـ.ـعني...
وما كان رد سعد عل كلامها هذا سوا ابتسامة محبة انرسمت على وجهه المريـ.ـض...
غادرت غرفة والدها بسرعة لتتصادف مع طبيبه الذي نظر لها بانزعاج وقبل أن يؤنبها على كـ.ـسر تعليمـ.ـا.ته والقوانين وجدها تقول بفرحة: بابا فاق
رفع حاجبه وقال: أكيد هيفوق هو مش بغيبوبة
- أومال ليه امبـ.ـارح طول اليوم مافاقش
- لأن احنا مديين ليه منوم عشان جـ.ـسمه يرتاح ما أنا قولتلك ع النقطة دي، بس يرتاح ازاي وهو عنده بـ.ـنت زيك سابت المستشفى كلها و راحت نامت على قلبه.
- كان واحشني، ما إن قالتها بعفوية حتى نظر لها الطبيب بتمعن وهو لا يصدق كتلة الجمال التي تتجسد أمامه الآن كاد أن يرد عليها وهو يرمقها بإعجاب إلا أن صوت الهجين الغاضب قطع عليه هذا التواصل
- سيليناااا مامتك تحت بتسأل عليكي.
- ايه ده هي كمان فاقت، قالتها سيلين وهي تصفق بيدها بفرحة مضاعفة لتتركهم وتنزل عبر الدرج بهمة ونشاط للطابق السفلي، ولكن ما إن التفت الطبيب للخلف ينظر لها كيف تنزل بالمرح هذا حتى انتفض بتفاجؤ عنـ.ـد.ما وجد الآخر يربت على كتفه بقوة وهو يقول بغيرة
- دكتور،!
نظر له باستفهام وقال: نعم
- عينك
- مالها.
- حافظ عليه لتتفقع، قالها وهو يطل عليه بجسده الضخم مع ملامحه المتجهمة بشكل مخيف ليكمل بتهديد صريح بعدmا خـ.ـنـ.ـقه من ثيابه بغضب أسود...
خليك فرحان بالبالطو الأبيض بلاش تلعب بالنار وتحط عينك على حاجة مش ليك، هعديهالك المرادي لأنك لسه صغير ع المـ.ـو.ت هاااا لسه صغير.
نفضه من بين يديه ثم تركه وذهب ليكمل ما أتى من أجله ليتنفس الطبيب المسكين الصعداء بخـ.ـو.ف وهو يمسح على حنجرته التي كادت أن تخرج بيد الآخر من شـ.ـدة ضغطه عليها
في الطابق الأسفل بالتحديد عند ميرال التي ما إن فتحت عينيها حتى كانت بقمة هدوئها متجاهلة نظرات والدتها لها، لتتكور على نفسها بوضعية الجنين...
فراغ كبير بداخلها لا تعرف كيف تتجاوزه وكأن هناك شيء منزوع منها، تشعر بأنها الآن غير التي كانت عليه من قبل، برود فظيع مسيطر على جميع مشاعرها وتعابيرها وهذا برغم احتياجها الواضح لحـ.ـضـ.ـن آمن يحتويها
نهضت داليا من مكانها واقتربت منها ما إن طال صمتها، جلست الى جانبها وأخذت تملس على شعرها الناعم وهي تقول بحـ.ـز.ن على وضعها هذا
- قلب أمك أنتي، حمد لله على سلامتك.
- الله يسلمك، ما إن قالتها حتى اعتدلت بجلستها وهي تنظر لأختها التي دخلت عليهم كالإعصار بابتسامة واسعة وقالت: عندي خبر ليكم أغلى من كنوز الدنيا بحالها بابا فاق وهيبقى كويس إن شاء الله
ابتسمت داليا بلهفة وسعادة
- بجد! ألف حمد وشكر ليك يارب...
ذهبت سيلين نحو والدتها واحتضنتها من الخلف وأخذت تقبلها عدة مرات متتالية ثم قالت بشقاوة وهي تبتعد عنها.
- أيوه كده يادودو طلعي حب السنين المستخبي ليه يابختك ياسي بابي شكلك هتدلع اليومين دول آخر دلع
جرتها من أذنها بقوة وهي تقول بتأنيب وبحدة مصطنعة تحاول ان تداري بها ابتسامتها
- احترمي نفسك وبلاش قلة أدب أنا هروح أشوفه وأنتي خدي بالك من أختك
سيلين باعتراض: آخد بالي من إيه لاااا أنا ماليش دعوة هاجي معاكي
قرصتها داليا من عضدها وهي تقول
- يابت اكبري شوية
أخذت تدلك موضع الألم وهي تقول بتذمر.
- وأكبر ليه ما عندك الكبيرة والعاقلة أهي قصادك خدت ايه يعني...
- أمري لله، أنا طالعة أشوف باباكم وأنتي ساعدي أختك تغير هدومها وتعالي معاها، قالتها داليا وخرجت من الغرفة لتبقى سيلين وحدها مع تلك التي تكاد أن تتحول الى قالب من الثلج من كثرة برودها
- ميرال
- همممم
جلست أمامها ومسكت إيدها وقالت: ماما خرجت يالا عيطي، صرخي، كـ.ـسري. بلاش تكبتي جواكي كده
رمشت ميرال بجفونها ثم قالت
- وليه أعمل كل ده و أنا كويسة.
احتضنت وجهها بيديها وهي ترد عليه بحزم
- مش هتقدري تكدبي عليا، قوليلي الكـ.ـلـ.ـب عمل فيكي إيه عشان توصلي لكدة
ابعدت يدها عنها ونهضت من السرير وهي تقول
- يالا نطلع ل بابا مستنينا أكيد
- عايزة تتهربي مني صح
أخذت تنزع ثيابها وترتدي أخرى نظيفة وهي تقول بآلية: مش حكاية أهرب، بس كل اللي جرالي أنا السبب فيه، يبقى أستاهل
فتحت سيلين فمها بذهول ف الأخرى تتصرف بطريقة جعلت وتيرة قلقها يزداد لتقترب منها ومسكتها.
- اسمعيني يا حبيبتي، هدوئك ده صدmة وده شئ طبيعي بس هو وقت ومش أكتر وهتحسي بالو.جـ.ـع ينهش فيكي، وقتها أنا هكون مستعدة أسمعك و أواسيكي، أنا جنبك مهما حصل اوعي تنسي ده
- طيب مش هنسى، يا لا بينا، قالتها ميرال بمسايرة وخرجت لتلحق بها الأخرى التي تكاد أن تمـ.ـو.ت قلقا عليها فا ردة فعلها هذه غير متوقعة وخطيرة، فهي الآن كالقنبلة الموقوتة لا تعرف
متى ستنفجر بوجهك.
تنهدت سيلين بحيرة ودخلت الى المصعد متوجهة معها إلى الطابق المطلوب وهي ما تزال تنظر لها بين الحينة والأخرى بريبة وترقب خائفة عليها بشكل لا يوصف...
ولكن تلاشى هذا كله ما إن وصلت الى الطابق المطلوب ليلفت نظرها حركة غريبة وأصوات متفاوته ليشحب وجهها ما إن ذهبت بسرعة ودخلت الممر المؤدي لغرفة والدها لتجد على بابها عساكر...
نظرت الى ميرال التي كانت لا تقل صدmة عنها ثم عادت بنظرها نحوهم مرة أخرى لينشطر قلبها لنصفين ما إن وجدت والدها يخرج معهم مقيد اليدين
- أنتم واخدينه فين ده لسه عيان، قالتها وهي تتقدm نحوهم ولكن قبل ان تصلهم أبعدتها يد الهجين عن طريقهم، لتقاومه بانفعال وهي تقول، أوعى كدة، اااااوعى، بابااااااا.
التفت لها سعد وعينيه تفيض بالدmـ.ـو.ع على لوعتها كاد أن يتكلم ليطمئنها بأن كل شيء سيكون بخير إلا أن العساكر منعته من هذا عنـ.ـد.ما سحبته بقوة ليحاول أن يمشي معهم بخطوات ثقيلة...
وهذا ما جعل سيلين يجن جنونها لتفر من مخالب آسرها كالزئبق لتركض خلفه ولكن جن جنونها حرفيا ما إن وجدت قدmيها ترتفع عن الأرض عنـ.ـد.ما شعرت بذراع قوية تلتف حول خصرها بأحكام وهو يقول بفحيح
- هشششششش سيلينا.
توقفت عن المقاومة واستدارت له بجسدها وأخذت تضـ.ـر.به بكل قوتها بقبضتها على جميع أنحاء صدره وصفعات متتالية على وجهه وهي تصرخ به ببكاء حارق للقلوب
- أنت السبب، أنت السبب، بابااااا.
ولكن ما إن اخذت تصرخ وتصرخ بين ذراعيه بجنون حتى حملها على كتفه وخرج بها من المستشفى من الباب الخلفي عن طريق درج الطوارئ مع رجـ.ـاله الذي كان عملهم أبعاد أي شخص يحاول ان يعترض طريق رئيسهم وهو يقدm أعذار واهية بأن والدها قد تـ.ـو.في لذلك هي الآن شبه منهارة.
ولكن توقف قبل أن يصل إلى سيارته ما إن وجد حركتها استكانت تماما وصوتها اختفى، فتحوا له الباب الخلفي وقبل ان يصعد بها أنزلها وهو يحتضن جذعها العلوي ليجدها فاقدة للوعي...
حملها بين ذراعيه بخفه وحماية وصعد معها بالسيارة ليكون وضعها معه نائمة داخل أحضانه كالطفل الرضيع، ررفع يده وأخذ يبعد شعرها عن وجهها ليقبل جبينها ويضمها نحوه أكثر وأكثر حتى دفن وجهه بعنقها بحب غريب، وتملك أغرب.
أما في داخل المستشفى كانت تجلس ميرال على كرسي الانتظار أمام قسم العناية لتقترب منها داليا وهي تمسح دmـ.ـو.عها بانكسار على زوجها. أخذت تنظر حولها باستغراب: أختك فين؟
ميرال بشرود: خدها شاهين
- خدها فين!
- معرفش، ما إن قالتها بصوت خافت وهي ترفع منكبيها حتى ردت عليها والدتها بانفعال طفيف.
- ميراااال مت عـ.ـر.فيش ااايه، أختك فين ازاي تخليه ياخدها وهي بحالتها دي، ده سعد لسه موصيني عليكم تحت، أنتم عايزين تمـ.ـو.تونا ناقصين عمر
- أنا نعسانة عايزة أنام، ما إن قالتها ميرال حتى عادت داليا للوراء بصدmة وهي تنظر لها باندهاش هل ابـ.ـنتها عادت لنقطة الصفر أم ما تراه الآن مجرد وهم وأضغاث أحلام.
بعد ساعتين وصل للمكان المطلوب لينزل من سيارته وهو يحملها بعشق، حاول أحد الحرس الإقتراب منه ليحملها عنه كنوع من المساعدة ولكن قبل أن يخطي نحوه خطوة أخرى تجمد بمكانه بسبب نظرة نارية مرعـ.ـبة أطلقت له من الهجين جعلته يعود أدراجه بسرعة وهو يبتلع لعابه الذي جف من الرعـ.ـب الذي دب بأوصاله.
أخذ يصعد بها إلى الأعلى ليتوجه نحو الغرفة الرئيسية وما إن فتح الباب حتى ذهب و وضعها برفق على السرير وكأنه ليس السبب بحالتها الآن
نزع حذائها ليجلس بعدها إلى جوارها لاااا بل كان شبه مستلقي، أخذ يمرر أطراف أنامله على وجهها ليبتسم بهوس ما إن وصل الى حدود شفتيها المتورمة بسبب البكاء حتى أخذ يرسم بأبهامه على شفتيها ذهابا وإيابا بتريث ليستشعر نعومتهم المفرطة التي تكاد أن تطيح بعقله...
اقترب منها بتمني ورغبة بتذوقهم فقد اشتاق لطعمهم حقا ولكن ما إن أوشك على لمس ثغرها وتقبيلها بعمق ليروي عطشه من شهدها حتى ابتعد عنها عنـ.ـد.ما سمع أنينها الذي كان دليل على استفاقتها
نهض واستقام بطوله وأخذ يراقب ردود انفعالتها البسيطه التي بدأت تظهر عليها، نظرت له ثم أخذت تتنقل ببصرها بالمكان ثم عادت واستقرت بحدقتيها عليه وهي تقول
- أنا فين؟
- مش مهم فين، المهم هو إنك عايزة سعد يطلع من السـ.ـجـ.ـن والا لاء.
نزلت دmـ.ـو.عها ما إن مر طيف والدها أمامها وكيف أخذوه وهو مريـ.ـض، مسحت دmـ.ـو.عها و نهضت من استلقائها هذا ف الآن ليس وقت الضعف لتقول
- و إيه المقابل
- مع إنك عارفة بس مش مشكلة، المقابل هو أنتي
حركت رأسها برفض وهي تقول: مستحيل ده يكون حب، لأن اللي بيحب يا شاهين ما يأذيش اللي بيحبهم.
أخذ يلعب بخصلات شعرها ما إن جلس أمامها وأصبح وجهه مقابل وجهها: تؤ تؤ تؤ و مين قال إني بحبك، أنا عايزك أظن في فرق أنتي مش صغيرة وفاهمة قصدي إيه
أبعدت رأسها من مرمى يديه وهي تقول بانزعاح
- بس أنا مش عايزاك...
استقام بطوله وقال بجبروت وهو يضع يديه بجيب البنطال بتكبر: براحتك، بس بردو مش هتطلعي من هنا زي ما دخلتي...
نظرت له سيلين بخـ.ـو.ف لتقول وهي تحاول أن تكذب ما وصل لها من معنى: يعني إيه.
سحبها بقوة من مقدmة التيشرت الذي ترتديه ليجعلها تنهض من الفراش بتعثر لتقف أمامه لاااا بال ضاعت حرفيا بأحضانه وهو يسند جبينه على خاصتها ويقول بهمس ساحر برغم قساوة كلمـ.ـا.ته.
- من الآخر كدة سيلينا عايزك وهاخدك بالذوق بالعافـ.ـية هدوقك، بس يا إما توافقي بمزاجك ونتجوز عـ.ـر.في وبكدة باباكي هيطلع يا إما ترفضي.! ويبقى ذنبك على جنبك وبالنسبالي مش مهم لأن بردو هعمل اللي عايزه بس من غير جواز وقتها انسي إن باباكي يشوف نور الشمس من تاني وبدل ما تبقي مراتي تبقي عشيقتي...
- بكرهك
ابتعد عنها وذهب نحو الدرج وأخرج عقد ورماه على الطاولة وهو يقول
- مش مهم، الأوراق أهي والقلم أهو...
اقتربت منه وأخذت تقرأ العقد وما إن انتهت حتى: اي اللي يضمنلي إنك هتـ.ـو.في بوعدك وتخرج بابا
- مافيش ضمانات
كادت أن تمزق هذه الاوراق وترميها بوجهها إلا أنها تذكرت كلام الطبيب لتقول بكـ.ـسرة نفس
- فين الشهود عشان نمضي ونسجل الأوراق رسمي
رفع حاجبية بانتصار وهو يقول بخبث
- افهم إنك موافقة
- مع الأسف أيوة، بابا أهم مني وصحته مش هتستحمل بهدلة
- امضي هنا ومـ.ـا.تسأليش كتير ولو ع الشهود هبعت للحرس يمضو عليه
- بس ازاي كده.
- مالكيش في اعملي اللي قولتلك عليه
- الجواز ال عـ.ـر.في ده باطل وتحلم أخليك تقرب مني بالشكل ده والعقد ده بله واشرب مـ.ـيـ.ـته لأنه مايعتبرش جواز أصلا...
قالت جملتها الأخيرة وهي تمرر القلم بعنف وغضب على الورقة مما جعلها تتمزق لترميها على الأرض بانفعال
نظر للعقد الممزق ثم نظر لها وقال
- عايزة جواز شرعي عند مأذون
- أااااكيد ده شرطي
- طب امضي ع العقد ده وابقى أشوف حكاية المأذون اللي طلعتي فيها دي...
قالها وهو يخرج نسخة أخرى و وضعها أمامها ومع ضغوطاته عليها جعلها أخير تخط اسمها بأسفل الأوراق وما إن انتهت حتى سحبها منها و وضعها بسترته ثم تركها وكاد أن يخرج من الغرفة ولكن صوتها أوقفه ما إن سألته
- عملتلك اللي عايزه رجعني بقى لعيلتي لغاية مـ.ـا.تتجوزني رسمي
اقترب منها وقال بأمر قاسي- انسيهم أحسن ليكي وليهم، أنتي من النهاردة سجينتي...
سجينة شاهين اللداغ...
كادت أن تتكلم برفض إلا أنه أسكتها ما إن وضع سبابته على شفتيها يغلقهم بعنف ولكن ما جعل ملامحه تعتصر بألم هو عنـ.ـد.ما وجد بلمح البصر أسنانها الحادة تعض سبابته التي أسكتها بها ولم تتركه حتى شعرت بطعم الدmاء بفمها
رفع يده ونظر الى اصبعه المجروح ليبدأ يقترب منها ليكون ردة فعلها هي التراجع للوراء، لتجده يقول بنبرة لم تستطيع تحديدها أهو غاضب أم لا
- عاجبك كدة
- تستاهل ماهو من عمايلك عشان تبطل تستقوى عليا.
- أستاهل،!
- جداااا
- صالحيني
- إيه أصالحك ليه صغنن
- سيلينا صالحيني ببوسة من شفايفك الحلوة دي اللي بمـ.ـو.ت فيهم لحسن أولع فيكي.
- لالا تولع ايه، خد برد كده يمكن تفوق على نفسك، قالتها وهي ترمي كأس الماء بوجهه الذي كان موضوع بالقرب منها ثم فرت من أمامه أو هذا ما تمنت لأنها قبل أن تفر دفعها بقوة على السرير لتسقط وهي تتأوه بو.جـ.ـع لتجده يعتليها وهو يتنفس من أنفه كالثور الهائج وما إن كاد أن يصـ.ـر.خ بها حتى قاطعته وهي ترفع يدها لوجهه المبلل
وأخذت تمسحه وهي تقول بخـ.ـو.ف مضحك.
- والنبي ما أنت متعصب، أنا أهو صلحت غلطي وبعدين ده أنا لسه ماضية العقد يعني عروسة
- طب كويس أنتي عارفة إنك عروستي الليلة
- والله ماهيحصل غير لما تكتب عليا رسمي
- مش أنا اللي يتلوي دراعي يابـ.ـنت سعد، قالها وهو يمسكها من فكها ليثبتها أمامه بهدف أن يقتنص منها قبلة ولكن توقف وكز على أسنانه ما إن سمعها تقول وهي تنظر له بقوة غريبة
- بلاش تكرهني فيك أكتر من كدة
كز على اسنانه بعنف وقال: ماشي، هعمل.
اللي انتي عايزاه بس وقتها محدش هيخلصك مني، جهزي نفسك بالليل هكتب عليكي
قال الأخيرة وهو يبتعد عنها ويخرج من المكان بأكمله لتسمع صوت غلق الباب عليها من الخارج
بحركته هذا أعلن و أثبت لها بالفعل بأنها أصبحت سجينته بالفعل، كانت ما تزال على وضعها الذي تركها عليه لا يتحرك بها سوا دmـ.ـو.عها التي تنزل من مقلتيها المفتوحة بهدوء مع أنفاسها الثقيلة بالهموم...
رفعت ذراعيها و أخفت وجهها بكفيها لتنفجر بالبكاء الفظيع بصوت عالي، بكاء يعبر عن شـ.ـدة و.جـ.ـعها الذي تعيشه الآن...
بالوكر. تحديدا في المستودع كان يجلس ذلك الثعبان القـ.ـا.تل باسترخاء على الكرسي مغمض العنين وهو يرفع ساقيه على الطاولة الحديدية التي أمامه ليبتلع لعابه بصعوبة وهو يفكر مع نفسه أو بمعنى أصح قلبه الذي أخذ يفرض عليه هذا...
هل الآن انتهى كل شئ بينهما، هل حكايتهما توقفت لهذا الحد، نعم انتهت بانتقامه منها ولم تعد حبيبته و زوجته كما كانت، ولم يعد يملك أي حق بأن يلمس بشرتها الناعمة كالزبدة واللذيذة كالحلوى، حتى أنه انحرم من أن يتنفس أنفاسها الدافئة التي تنعشه حتى النخاع أما عطرها كان حكاية أخرى فقد كان حقا يفقده صوابه عند استنشاقه منها لدرجة يجعله ينسى اسمه ومن حوله معها.
اعتدل بجلسته وأخذ يفرك وجهه بباطن يده باختناق يريد أن يرمي كل هذا خلفه ويبعد عنه طيفها ولكن هيهات. ضغط بيده على عينيه بقوة لعلى هذا يقلل من الصداع الذي بدأ يفتك به
أبعد يده وفتح عينيه عنـ.ـد.ما سمع صوت باب يفتح ليجد آخر شخص يريد رؤيته الآن وهو سلطان الذي كان وجهه مكظوم بحقد وهو يقول بضيق
- عملت كدة ليه أديني سبب واحد عشان تكـ.ـسر قواعد الوكر قصاد الكل وتتحداني وتمشي كلمتك عليا و ع الكل...
- ماقدرتش أسيبها هنا
- بتحبها عشان كدة مقدرتش إنها تروح لغيرك
- لاء، لأنها مراتي
- ولما جبتها هنا ماكنتش مراتك إيه كان عندك زهايمر
ورجعتلك الذاكرة فجأة كدة.
- أنا كان كل هدف إني أوصلها وارميها هنا ما جاش على بالي لحظة وحدة إنها عرضي، الجواز ده سحره باتع لما تلاقي إنسانة بقت على اسمك حتى لو كان الهدف منه الخداع زي ما حصل معايا، هتلاقي نفسك ممكن تأذيها آه بس غيرك يلمس شعرة منها أو يجـ.ـر.حها ممكن ده يخليك تشرب من دmه، وده اللي حصل معايا فقت من كل حاجة سودة كانت معششة بدmاغي على صوت صريخها وهي بتتحامى فيا وقتها بس عرفت حجم غلطي وهو إن ميرال مراتي بغض النظر عن الأسباب، ولو في حاجة أنا نـ.ـد.مان عليها هي إني جبتها هنا كنت معمي على عيني ونسيت إنها عرضي ومش ولاد اللداغ اللي حد يدوس عرضهم.
- طلقها وجبها هنا
- سلطااااااان، ما إن صرخ بأسمه بحدة وهو ينهض عن كرسيه ويضـ.ـر.به بقدmة ليسقط للخلف حتى أكمل بتوعد حقيقي وليس مجرد حروف مرتبة الى جانب بعضها
ابعد عنها واياك تجيب سيرتها تاني، انساها وشيلها من دmاغك، بقت خط أحمر واللي يفكر يلمسها بس.
مـ.ـو.ته على إيدي، بلاش تخليني أعاديك وأنت عارف اللي يعادي ياسين بيجراله ايه اناااااا لا شاهين عشان تقف بعيني العشرة ولاااااا يحيى اللي ممكن يعديلك حاجة زي كدة...
أنا ياسين سامر اللداغ تربيتك الوسـ.ـخة يا سلطان لا بخاف ولا بتكسف من حد، قرب منها خطوة وشوف رد فعلي هيكون ازاي، بس نصيحة مني. ما أنصحكش إنك تشوفه...
- ايه هتشوه وشي زي هجان
- هجان ده عيل فرحان بنفسه، ده يحمد ربنا.
إني سبتله تذكار بسيط مني بوشه ده أنا كنت بهزر معاه إلا إذا كنت حابب إني أهزر معاك أنت كمان
- خلاااااص انتهينا يا ياسين ربنا مايوقع حد بطريقك، بس بردو أنا واخد على خاطري منك وعايزك تجيبلي بـ.ـنتين كدة وااااء
قاطعة بغضب: أنت مفكرني شغال ايه، سلطااااان شايف الباب اللي دخلت منه ده ارجع أطلع منه من تاني وبلاش تخليني أوريك آخرة صبري وحشة قد ايه.
- الاحترام حلو يا ياسين وما تنساش إني أنا اللي عملتك، الكلام أخد وعطا
- بجد، طب كويس إنك فكرتني. شكرا للمعلومة
- ياسين، أوعى تنسى إنك مهما كبرت ههتكون
ولا حاجة قصادي، اللي كبرك كده يقدر يهدك
بس أنا عاذرك ماهو لسعة العشق بتو.جـ.ـع بردو.
قال الأخيرة ثم تركه وخرج ليتركه وحيدا تائها بأفكاره ولكن هذا لم يدوم طويلا ما هي سوا دقائق معدودة حتى وجد أخيه الصغير يدخل المستودع ويتوجه نحوه وما إن وصل له حتى سحب كرسي وجلس عليه يتأفأف وهو يقول
- الستات دول عايزين الخـ.ـنـ.ـق
ياسين باستنكار لما سمع الآن: غريبة مين اللي
بيقول كده يحيى اللي بيمـ.ـو.ت فيهم
أعاد شعره الى الخلف بيده وهو يقول: ده كان زمان قبل ما تيجي وحدة كرهتني بالصنف كله.
- اممممم شكل مراتك عاملة معاك الصح وقرفاك بعيشتك وجاي هنا عشان تقرفني معاك قال يعني أنا ناقص قرف عشان تزيدني حبة...
قالها وهو يحك ذقنه النابتة قليلا باختناق من كل شى حوله لينظر الآخر له قليلا ثم قال بحيرة عاشق
- بص أنا بحبها وعايزها
ياسين باستغراب- عايزها؟
ليه هو حد حايشها منك
زفر أنفاسه بضجر وقال: زعلانه ومعاندة وراكبة دmاغها ومش راضية بالصلح مع إن الصلح خير
أشاح له بيده بلامبالاة وقال.
- ياعم سايسها وهي مسيرها تلين
كاد أن يرد عليه باعتراض إلا أن رنين هاتفه منعه من هذا وما إن فتح الخط والذي لم يكون سوا حودة الذي قال بصوت واضح وصل ل ياسين
- باشا في حاجة لازم تعرفها
- اللي هي؟
- الست غالية
ما إن سمع اسمها حتى اعتدل بجلسته بقلق
وهو يقول: غلا، غلاتي! مالها حصلها حاجة
حودة بتـ.ـو.تر ما إن سمع لهفة الآخر عليها
- هااا لاء اااء
- مـ.ـا.تنطق هو أنا هتحايل عليك ولا إيه
- هي بس خرجت الصبح ورفعت عليك قضية.
- قضية ايه؟
- خلع، ما إن نطقها حتى فتح ياسين عينيه على وسعهما وهو ينظر لأخيه الذي انتفض من مكانه وكأن هناك عقرب سام لدغه وهو يصـ.ـر.خ بجنون رسمي بعدmا تحولت ملامحه للإجرام
- اااااايه خلع، آااااااه يابـ.ـنت الكـ.ـلـ.ـب والله د.بـ.ـحها على يدي النهاردة...
نهض ياسين بسرعة ولحق بالآخر وقبل أن يخرج. قيده من الخلف وهو يقول
- اهدى يلاااا وبلاش تهورك ده اللي أكيد هيوديك في داهية...
أخذ يحرك نفسه بهستيريا يريد أن يفك ذراعيه منه وهو يصـ.ـر.خ به: يااااسين فكني أحسلك
- يخربيتك تور وهايج وفي قصاده ملايا حمرة، قالها وهو يحاول أن يحافظ على تثبيته هذا وما إن فشل حتى ضـ.ـر.به على ركبته من الخلف ليجعله يقع على الأرض ليشـ.ـدد من امساكه بيد واحدة وأخذ يخرج هاتفه ليتصل ب الهجين الذي ما إن رد عليه حتى قال بسرعة وهو ينهج
- شاهين تعال ع الوكر، يحيى عايز يودي نفسه بداهية
- في إيه ماله؟
- مـ.ـر.اته رفعت عليه قضية خلع وحالف ليد.بـ.ـحها
- خليه يسمعني، ما إن قالها حتى فتح ياسين الخط ليظهر صوت الهجين وهو يناديه
- يحيى!
صرخ بأعلى درجات صوته لتبرز شراين عنقه
وذلك العصب الذي في جبينه من شـ.ـدة غضبه
- شاااااااااااااهين ده شئ بيني وبينها اطلع منها أنت بقى، أنا يتعمل فيا كدة...
- سبها
- والله لو على مـ.ـو.تي ما أنا سايبها.
ليرد عليه شاهين بعصبية: طب يميني على يمينك لو قربت منها خطوة لهقف انا قصادك وهطلقها منك بنفسي وريني وقتها هتقدر تعمل ايه...
أخذ يلوب هنا وهناك كالذي يحترق بلوعة
- أنت بتعمل فيا كدة ليه، آاااااااخ لو تقع
في يدي لهشرب من دmها
- ياسين المـ.ـجـ.ـنو.ن ده ممنوع يخرج من الوكر لحد
ما آجي أنا بالطريق ولو اضطريت إنك تربطه اربطه.
- ماشي ياهجين مستنينك، ختم مكالمته بكلمـ.ـا.ته هذه لينظر لأخيه الذي يغلي أكثر من البركان ليقول له وهو ينهج بإرهاق، ما تتهد بقى فرهدتني
بنفس الوقت على الجهة الأخرى بالتحديد في شقة أم غالية التي كان يصدح صوتها بعدm رضا وهي تقول
- بردو عملتي اللي في دmاغك ورفعتي دعوة الطـ.ـلا.ق مش كده...
أخذت تنزع حجابها أمام المرآة لتلتفت لوالدتها وهي تقول: ليه مش عايزة تفهميني إن يحيى مش هينفع أكمل معه لا هو جوز صالح ولا ينفع حتى يكون أب لولادي ده أنا كدة أبقى دmرت ولادي لو وافقت إن ده يبقى أبوهم، اصلا كل شئ من الأول كان غلط في غلط
- غلطتي يا بـ.ـنت بطني وجوزك لو فعلا زي ما أنتي قولتي يبقى هيخليكي تبكي بدل الدmـ.ـو.ع دm.
- أنتي هتخـ.ـو.فيني ليه، أنا اللي شفته صح عملته ومش نـ.ـد.مانة عليه، أنا ويحيى مش هينفع نكمل مع بعض
حتى لو هو طلع بيحبني فعلا زي ما بيقول ده مش معناه إني اتقبل حبه ده، في حاجات أنتي مت عـ.ـر.فيهاش وماينفعش أقولها...
الأم بقلق: ربنا يستر بس من اللي جاي...
- هيستر إن شاء الله، قالتها وهي خائفة ولكنها تكابر وتمثل القوة فهي أعرف الناس بغضب زوجها وتهوره.
ما إن وصل الى الوكر حتى توقف بسيارته أمام المكان المطلوب لينزل منها ويدخل إلى المستودع ليرى أخيه الروحي الذي يكاد أن يتبخر من شـ.ـدة غليانه وغضبه
اقترب منه وجلس أمامه ليعقد ساعديه أمام صدره المعضل وهو يقول: هدي أعصابك
يحيى بانفعال: أنت شايفني حـ.ـيو.ان قصادك عشان تقوله يربطني.
- ماهو أنت لما بتتعصب بتبقى حـ.ـيو.ان فعلا وبتتصرف غلط وتقلب الدنيا بتهورك، يحيى أنت غضبك بيعميك وتهورك بيدفعك تعمل مصايب وبعد مـ.ـا.تهدى تتنـ.ـد.م على عمايلك، أنا وياسين اللي عملناه ده عشانك
عارفين إنها اغلى من روحك، هو أنت مش دائما بتقول غلا الروح، واللي فيك دلوقتي حالة عصبية
- عايزني أعمل ايه، لو أنت بمكاني هتعمل ايه
شاهين بتأييد: هوريها النجوم بعز الظهر بس بالعقل.
. بس أنا متأكد إنك لو شفتها قصادك بالحالة اللي كنت فيها هتمـ.ـو.ت في إيدك، دي الراجـ.ـل اللي بيقع تحت إيدك وأنت متعصب بنشيله بنقالة للمستشفى
صمت وانتظر منه الرد ولكن الآخر كان كل همه أن يخرج من هنا ويذهب لغلاته التي وضعت جمرة داخل ثنايا قلبه بفعلتها هذه...
تنهد الهجين وقال باقتراح
- طب شوف أنت سبها يومين كدة وفكر بعقلك، وصدقني أنا بعمل كدة عشانك وبعد اليومين دول اعمل اللي يجي على هواك ومش هتدخل.
- وده وعد الهجين
- وعد بس قرصة ودن مش عايزين كارثة
- وهو كذلك، قرصة ودن مش أكتر
- حلووووو نجي بقى لموضوعي اللي عايزكم فيه
نظر له ياسين بانتباه: خير!
- عايزكم تيجوا معايا تشهدوا
يحيى بترقب: على ايه؟
- على كتب كتابي من سيلين
- اووووبا الليلة في عندنا عريس، ما إن قالها يحيى بمشاكسة حتى ضحك ياسين بشمـ.ـا.ته بتلك الجنية وقال
- هي رضختلك
رد عليه بثقة: عيب عليك مش شاهين اللي بيبقى عايز حاجة ومايوصلهاش.
- تصدق أنا فرحان فيها، قالها وهو يتلمس الجـ.ـر.ح الذي بجانب رأسه
نظر له شاهين بغيرة: مالكش دعوة فيها...
- بيس يامعلم، قالها ياسين وهو يرفع يديه باستسلام لينهض شاهين وهو يقول بابتسامة مشرقة
- يالا ورايا منك ليه
بعد مرور ساعة من الزمن في مزرعة شاهين اللداغ كانت تجلس سيلين أمام المأذون وهي لا تصدق كل مايجري، لاتدري كيف ومتى نطقت بالموافقة على الإقتران به.
بصمت على الأوراق ثم نهضت من مكانها وصعدت الى الأعلى ما إن سمعت جملته الشهيرة بعدmا تم كل شئ معلنا زواجهم الشرعي
أما شاهين نظر الى ذلك الشيخ المسن أمامه وقال
بمغزى: هو لو حد كتب كتابه زينا كده دلوقتي بقت البـ.ـنت مـ.ـر.اته خلاص
- أيوة يابني هي دلوقتي مراتك شرعا
- طب وقانونا
- هتبقى قانونا لما يتم توثيق الجواز بالأوراق اللي عندي دي
- طببببب لو مـ.ـا.تمش توثيق الأوراق دي.
- مايتمش توثيقها ازاي، ماينفعش طبعا ده أنا اتحاسب عليه...
- حكم الجواز إيه لو مـ.ـا.تمش توثيقه
- هتبقى مراتك شرعا بس قانونا لا لأن مافيش حاجة رسمي اتسجلت، زي دلوقتي تقدر تدخل على عروستك طالما كتبت عليها وأشهرت جوازك وفي شهود، كل شئ شرعي والأوراق اللي بين إيدي دي عشان يتم توثيق جوازكم قانوني
تنهد شاهين براحة وقال: حلووو أنا بقى مش عايز يتم توثيق أي حاجة
- مش فاهم يابني.
- بسيطة، هات دول، قال الأخيرة وهو يسحب جميع الأوراق الخاصة بعقد قيرانهم رغما عنه ثم أكمل بجبروت. وبكدة تقدر تتفضل
انتفض المأذون وقال
- دي جريمة لا يمكن أسكت عنها
ربت يحيى على كتفه وقال
- هتعمل إيه يعني
- هبلغ عنكم هي مش فوضى ده جواز وأعراض ناس
شاهين ببرود: هو مش شرعي يبقى خلاص أنت مكبر الموضوع على إيه
- بس مافيش أوراق تثبت إنك اتجوزتها...
كده البـ.ـنت هتضيع لو طلقتها بعدين
ياسين ببلطجة: كل عيش ومالكش في.
- أنا بخاف ربنا ولا يمكن أسكت على اللي حصل هنا
قالها وهو يتوجه للخارج ولكن تجمدت قدmيه بالأرض ما إن سمع الهجين يقول اسم ابنه الثلاثة ومكان عمله ثم ختم كلامه ب
- لو عايز ابنك الوحيد يمـ.ـو.ت انطق بحرف واحد
التفت له وقال: أنتم مجرمين صح
ياسين بتحذير: تؤتؤتؤ ليه بس تزعلنا منك، كل اللي مطلوب منك إنك تنسى إنك جيت هنا خالص ولا حتى تعرفنا، تنسى إنك كتبت كتابها من الأساس.
- أنتم مفكرين الموضوع سهل كدة، دي كل ورقة بتتعمل فيها حساب و كتاب
يحيى بلامبالاة: ده بقى شغلك مش شغلنا لقيلها تصريفة
- لا حول ولا قوة الا بالله، البـ.ـنت كدة لو طلقتها لو حلفت ع المياة تجمد محدش هيصدقها أنها تجوزت وماعملتش حاجة حـ.ـر.ام، أنت كدة بتحكم عليها بالمـ.ـو.ت، قال الأخيرة وهو ينظر لشاهين الذي رد عليه ببرود
- مش هتخاف عليها قدي...
ياسين وهو يوجهه للخارج: يا لا ياشيخنا بالسلامة أنت ومـ.ـا.تنساش حياة ابنك اللي طلعت فيه من الدنيا قصاد حرف يطلع منك
أومأ لهم وخرج وهو يضـ.ـر.ب كفيه بقهر وهو يستغفر بصوت عالي...
نظر له يحيى وقال: ناوي على إيه من كل ده
- أنت هترغي يابني يا لا بينا خلي عندك دm اخونا عريس و عايزين نسيبه لوحده عشان يرفع راسنا، العروسة فوق زمانها خللت.
قالها ياسين وهو يدفع يحيى ليخرجوا مع بعض ولكن قبل أن يختفي عن أنظاره التفت له وقال بمشاكسة
هو أنت هتعرف ترفع راسنا ولا هتكسفنا يا هجياااااااء
قطع كلامه وخرج بسرعة ما إن رماه شاهين باحدى التحفيات التي بجانبه ليقول ياسين وهو يضحك بعدm تصديق
- والله صدق اللي قال ما جمع إلا ماوفق
الاتنين مجانين ولايقين على بعض.
في الداخل بعدmا خرج الجميع، تجهمت ملامح شاهين وهو ينظر للعقود ثم نهض وذهب نحو المكتب ليفتح الخزنة ويضع هذه الأوراق بداخلها وأحكم اغلاقه مرة أخرى ليتوجه للأعلى
وما إن صعد الدرج حتى وجدها تخرج من الغرفة التي كانت فيها
أخذ يقترب منها بخطوات هادئة وكأنه لم يقلب حياتها رأسا على عقب في ليلة وضحاها، وقف أمامها بطوله الفارع وهو ينظر لها باستغراب مصطنع ومتعة خفيه ليسئلها بوقاحة لا تتجزأ من شخصيته.
- ماله وشك أصفر كده ليه، أوعي تكوني خايفة مني؟!
انحنى نحوها ليكمل بهمس بفحيح سام عند أذنها...
دي كلها شكة دبوس، صدقيني مش هتحسي في حاجة وأنتي في حـ.ـضـ.ـني.
ابتعدت عنه وعادت خطوة الى الخلف وهي في قمة ذهولها من طريقة كلامه معها لتضحك بسخرية مع نفسها هل يظن بأنها سهلة المنال لهذه الدرجة، على مايبدو بأنه كان ينتظر منها الطاعة العمياء مسكين يحلم أحلام وردية! لقد ظن بإنها ستصبح زوجة مطيعة له رهن اشارته ولكن الحقيقة بالنسبة لها غير هذا بتاتا وهذا الذي أمامها لا يعلم ماذا ينتظره حقا.
خرجت من دوامة أفكار تساؤلاتها التي لاتنتهي وأخذت تنظر له بتمعن لتقول بعدها بغرور وهي تضـ.ـر.ب شعرها للخلف بطريقة أنثوية مليئة بالدلع العفوي الذي سحرته به
- ليه، هو أنت مفكر إنك كده كسبت؟
وضع شاهين يديه بجيب البنطال وقال بثقة
- لا طبعا مش مفكر. أنا فعلا كسبت، كسبتك أنتي وبقيتي على ذمتي وفي عصمتي
تحولت نظراتها من غرور الى احتقار وهي تقول بضيق
- أنت عارف أنا عمري ماكرهت حد قدك.
ضحك من طرف شفتيه بتكبر ثم قال بعدها ببرود وقح. : ومين قالك إني محتاج حبك عشان تعزيه عليا كل شوية. أنا كل اللي عايزه منك هو!
صمت وأخذ يشير الى قامتها وهو يكمل. جـ.ـسمك، ودلوقتي ادخلي زي الشاطرة على الأوضة اللي وراك. وخلال نص ساعة عايز أدخل ألاقيكي متجهزة ليا يا، عروستي
رجفت أطرافها بالخفاء وارتعدت روحها من كلمـ.ـا.ته هذه ولكنها استطاعت ان تسيطر على انفعالها لتقول بحقد.
- تعرف إيه اللي مصبرني عليك، هي معرفتي لنهايتك، يا إما تتعفن في السـ.ـجـ.ـن زي ماحبستني في سـ.ـجـ.ـنك ده، أو تمـ.ـو.ت مقـ.ـتـ.ـو.ل زي ماقــ,تــلتني لما ربطت اسمي بأسم واحد زيك، أو هطلق منك غـ.ـصـ.ـب عنك ياسيد الرجـ.ـا.لة...
و بصراحة مش هتفرق معايا أي هي نهايتك من التلاتة دول لأن النتيجة وحدة بالنسبالي اللي هي إني اتخلص منك، وبعد ماهتخلص منك هروح أتجوز راجـ.ـل بجد يعوضني عن كل اللي شفته معاك، وااء
قاطعها بصوت يرعد بعدmا سحبها نحوه من عضدها.
- يمين بعظيم،! أدفنك تحت التراب بإيدي ولا تكوني في يوم لغيري، أنت ملكي، فاهمة! انت ملكي جزء من ممتلاكاتي أنا، متسجلة بأسمي أنا...
ممكن ادmرك وأنهي حياتك بنفسي في سبيل محدش يلمح ظلك غيري، فااااهمة. أظن كلامي واضح.
مسكها من وجهها بعنف وأخذ يغرز أنامله بوجنتيها غير آبه بتأوهاتها المتألمة وهو يكمل بغضب بركاني بتملك قـ.ـا.تل وهو يؤشر على دmاغها بسبابة يده الأخرى، دخلتي سـ.ـجـ.ـني ده بمزاجك ومش هتخرجي منه إلا بمزاجي أنا.
مرر طرف لسانه على شفتيه ما إن وقع نظره الى شفتيها المزومة بألم من قبضته ثم عاد نظره الى عينيها التي لا تقل عنه غضب. اقترب منها أكثر حتى لصق أنفه الحاد بأنفها لتمتزج انفاسه الملتهبة بخاصتها النافرة منه وهو يقول بإعجاب ويده اخذت تتجول على منحنياتها بجرأة
- تصدقي أنتي مش محتاجة تتجهزي ليا من يوم ماشفتك وأنتي مدوخاني بكل حالاتك، و دلوقتي يالا بينا عشان همـ.ـو.ت و أدوقك...
قال كلمـ.ـا.ته الأخيرة وهو يحملها على كتفه بخفه وتوجه بها نحو غرفته تحت مقاومتها الشرسة.
↚أشرقت شمس الصباح بيوم جديد بأحداث جديدة داخل مزرعة جميلة مكونة من طابقين محاطة بحدائق وأشجار كثيرة كل من يرى كثافتها يظنها غابة...
لااااا هي بالفعل غابة ولكن بأصحابها، القوي يأكل الضعيف وها هي ضحية ذلك الهجين تجلس على طرف النافذة الكبيرة تسند جانب رأسها على النافذة
وهي مغطاة بملاءة حريرية كبيرة.
كانت تمشط المكان بنظراتها الحزينة ولكن بالتأكيد ليست أكثر حـ.ـز.نا من دmعتها التي نزلت لتعلن بأن هناك جـ.ـر.ح مفتوح بداخلها ينزف...
مسحت وجهها وهي تحاول أن لا تضعف أكثر من هذا، لتلتفت لذلك الذي يحتل حيز كبير من السرير مستلقي على بطنه وينام بعمق وكأنه لم ينام منذ دهر، نهضت من مكانها واقتربت منه لتراقب ملامحه المرتاحة وهناك أيضا شبه ابتسامة مرسومة على ثغره...
زاد حقدها عليه أضعاف فهو على مايبدو سعيد بانكسارها هذا ولكن هيهات أن تجعله يصل الى مبتغاه ليست سيلين التي تضعف وتبكي أمامه
ف إن كان فعل كل هذا ليحصل عليها فقط فا ليكن مايريده هو، ولكن النتيجة ستكون كما أريد أنا، لأنك مهما فعلت يا آدm ف أنت ضعيف أمام دهاء حواء...
أومأت برأسها بنعم وكأنها تريد أن تؤكد لنفسها بأنها تستطيع أن تفعلها، و أول خطوة هي يجب التخلي عن خجلها الذي سيعيقها بالأيام القادmة...
ذهبت نحو الحمام بعدmا سحبت من دولابه قميص
أبيض ولم تغيب بالداخل سوا دقايق حتى خرجت
وهي ترتديه ثم توجهت نحو المرآة. تمشط شعرها المبلل الذي حرصت على عدm تنشيفه من الماء
فتحت أول أزرار القميص لتزيحه قليلا من
جانب الكتف لتظهر أحدهما بإغراء ودلع يليق بها
ثم استدارت له بعدmا رمقت نفسها بنظرة رضا.
وقفت أمامه تماما وأنزلت رأسها للأسفل بسرعة لتنزل معها خصلاتها الطويلة لتتناثر قطرات الندى منها على وجهه وجذعه العلوي العاري مما جعله يكرمش وجهه بانزعاج واستغراب فهو قد ظن بأنه سيراها في الصباح تبكي وتصرخ او منطوئة على نفسها بانكسار مما فعله بها...
ولكن ما يراه الآن غير ذلك تماما تحولت ملامحه للإشراق فهو يجدها الآن تقف أمامه بهيئة تكاد أن تجعل قلبه يتوقف من شـ.ـدة الاثارة والجمال التي هي فيها الآن، ليقول بصوت مبحوح ثمل من سكرة ماعاش معها ليلة أمس فهي أنثى طاغية بأنوثتها وقد فاقت توقعاته
- تعالي يا حلوة.
صعدت الى السرير وزحفت على ركبتيها لتكون الى جانبه تماما لتميل عليه بجذعها العلوي لتلامس أطراف خصلاتها الرطبة جانب وجهه وأعلى صدره العريض، كاد ان يحاوط خصرها ليلصقها به إلا أن كلمـ.ـا.تها كانت كالسهم السامة التي اخترقت قلبه ما إن قالت بهدوء
- من يوم ماشفتك ودخلت حياتي دوشتني عايزك وعايزك وهاخدك وأعمل كده وكده وأنا العبـ.ـيـ.ـطة فكرت إنك يا ما هنا ويا هناك وبالآخر طلعت فشوش
شاهين بذهول: فشوش!
ابتعدت عنه وضـ.ـر.بت شعرها للخلف بغرور وهي تقول بعدmا ابتعدت عنها ونزلت من الفراش لتقف أمامه على الجهة الأخرى
- يعني منفوخ ع الفاضي، وأنا بصراحة عايزة...
قطعت كلامها بمكر وهي تبعد نظرها عنه بتكبر
مما جعل الآخر يجن جنونه منها وهو ينهض عن السرير بعدmا أبعد عنه الغطاء بانفعال وهو يقول
- عايزة ااااايه
- راجـ.ـل، ما إن قالتها وهي تنظر له بقوة حتى بسرعة الصقر كان أمامها يسحبها من شعرها وهو يصـ.ـر.خ بها.
- نعممممممممم راجـ.ـل، أومال أنا إيه مـ.ـا.تتعدلي ع الصبح
رفعت حاجبها بتحدي وقالت بتعمد أن تؤذيه كما آذاها: أنت راجـ.ـل آاااه بس امبـ.ـارح كنت معايا بأداء مراهق. كان فاضلي تكة وأرجع في وشك ع القرف اللي شفته منك...
شـ.ـدد من قبضته على خصلاتها وأخذ ينظر لها بغضب مع أنه متأكد بأنها تقول هكذا لكي ترد له ما فعله بها ليلة أمس إلا أن كلمـ.ـا.تها هذا جـ.ـر.حت كبريائه من الصميم...
سحب شعرها للأسفل بقوة ليجبر عينيها بالنظر إلى خاصته الغاضبة لينحنى لها وأخذ يتلمس بشرة عنقها بأنفه ببطئ شـ.ـديد ليقشعر جلدها تحت إثر أنفاسه الحارة.
كادت أن تقع على الأرض فقدmيها أصبحت هلام ما إن قبل عنقها بعمق وعصبية آلمتها حتى أنها تأوهت بين يديه بشكل تلقائي من فعلته هذه معها ولكن ما إن تركها أخيرا وابتعد عنها بشكل مفاجئ حتى عادت الى الوراء بتعثر لتجلس على الأرضية بخمول فهي تشعر بالدوار يداهمها من كل مكان
ابتسم من طرف فمه بغطرسة وهو يقول بثقة
- لا ماهو واضح عليكي من حالتك دي إني فعلا طلعت بأداء مراهق. أنتي حلوة آه بس قليلة خبرة.
فمتحطيش راسك براسي لأنك هتدفعي تمنها غالي أوي أو بل الأصح سعد هو اللي هيدفع تمن كلامك ده
رمى كلمـ.ـا.ته المتوعدة هذه بوجهها ثم تركها ودخل الحمام وهو يغلق الباب خلفه بغضب...
أما سيلين أخذت تنظر حولها بقهر تشعر بأن كل شيء هنا يضغط على صدرها ويخـ.ـنـ.ـقها حرفيا نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة بو.جـ.ـع نفسي أكثر من أن يكون جسدي...
أخذت تنزل السلم وهي تحاول أن تتظاهر بالتماسك والقوة إلا أن دmـ.ـو.عها التي نزلت رغما عنها شوشت نظرها ومنعتها من أن تكمل طريقها...
تجلس بمنتصف الدرج وهي تضع يدها على وجهها وأخذت تبكي بحرقة قلب تمزق نياط الروح قبل القلب، يااااالله كم تتمنى أن تصحو من هذا الكابوس لترى نفسها بغرفتها الدافئة مع عائلتها الصغيرة. كل شيء في لحظة تحطم، كل شيء.
أبعدت يدها عن وجهها ودفعت شعرها بأناملها للخلف وهي تنهض عن الدرج وأخذت تستثني طريقها لخارج هذا المكان المشؤوم وما إن عبرت الباب الداخلي حتى وجدت نفسها بوسط مساحة شاسعة من الخضار والأشجار التي برؤيتهم فقط تجعل روحك
ترد لجسدك بعد غياب...
ولكن هذا كله لم يداويها. لتقف بقلة حيلة بالمنتصف ورفعت عينيها المتورمة من البكاء للسماء الغائمة وكأن تلك الغيوم سقطت بمقلتيها لتهل عليها بالأمطار الغزيرة لتحرق وجنتيها، ضغطت على شفتيها بقوة وما هي سوا ثانية حتى صرخت بعدها بنفس القوة...
- باباااااااااااا، ما إن نطقت تلك الكلمة حتى أخذت تبكي بأعلى درجات صوتها الممزوج بالصراخ وهي تكرر ندائها لوالدها.
قطع الهجين لوعتها هذه عنـ.ـد.ما سحبها من مرفقها بسرعة ممزوجة بعنف مما جعلها تلتفت نحوه
وهو يقول ببرود بختام ساخر
- انسيهم سيلينا، مافيش بابا تاني ياقلب البابا أنتي
- مش هنسى. مش هنسى سااااامع، وهرجع ليهم
غـ.ـصـ.ـب عنك زي ما خدتني منهم غـ.ـصـ.ـب عني...
كانت تتكلم بانفعال وهي تكاد أن تمـ.ـو.ت من شـ.ـدة قهرها وهي تضـ.ـر.ب قدmيها على الأرض...
- هشششششش، قالها وهو يحاول أن يثبتها أمامه وما إن نجح بهذا حتى ضغط على عنقها من الخلف ليلصقها بأحضانه ويده الأخرى حاوطت خصرها باحتواء ثم بحركة خفية وجدت نفسها طائرة بالهواء
يحملها بين ذراعيه لتقيد عنقه بساعديها ففعلته كانت مفاجئة لها.
توقعت بأنه سيدخلها إلا أنه خالف توقعاتها ما إن ذهب بها نحو إحدى الأشجار ليجلس تحتها ويسند ظهره عليها وهي مـ.ـا.تزال بأحضانه، حررت عنقه و وضعت يديها على منكبيه ودفعته عنها لتنهض إلا أنها فشلت وبجدارة فهو يقيدها بإحكام لتنطق بزعل جميل مغوي
- أوعى كدة، سبني
- ليه. حد قالك عليا مـ.ـجـ.ـنو.ن عشان أسيب نعمة ربنا
- وقال يعني أنت عاقل أوي بعمايلك دي، ما إن قالتها حتى رد بتحذير عليها وهو يمسك أنفها بمشاكسة
- سيلينااااا.
حركت وجهها بضيق ثم قالت بعناد
- اسمي سيلين
- أنا بحب أدلعك كدة
- وفر دلعك ده لغيري أنا مش عايزة
ضـ.ـر.ب مقدmة رأسه بخفة على خاصتها وهو يقول- مراتي وبراحتي أناديلها باللي يعجبني
نظرت له بضيق وهي تقول بعدmا ضـ.ـر.بته على صدره: مستفز!
- صدقيني مش قد استفزازك ليا ب شفايفك مع إني هريتهم امبـ.ـارح بس لسه ما رتوتش منهم...
قالها وهو ينحنى لها ليكتم أنفاسها باحترافية برغم مقاومتها له التي لا تذكر امامه إلا أنه كان يتعمق دون أن يعير لرفضها هذا أي اهتمام وبالفعل لم يحررها منه إلا لما أراد هو ذلك، ثم قرص شفتيها بحركته المعتادة وهو يقول بانتشاء
- عسل يابطتي
أخذت تمسح فمها بظهر يدها وهي تقول
- مقرف
شاهين بقصف جبهة: تؤتؤ مـ.ـا.تتكلميش عن نفسك كدة أنتي صح مقرفة زي ماقلتي بس أعمل ايه اتورطت فيكي.
نظرت له من زاوية عينيها بعدm رضا وهي تقول
- وعلى إيه تتورط شيل ده من ده
- بأحلامك إني أسيبك، ما إن قالها بإصراره الغريب هذا حتى كادت أن ترد عليه إلا أن اتصال يحيى قطع عليهما الحوار والذي قال ما إن تم فتح الخط
- قبل أي حاجة قولي الأول سبع و الا ضبع ياعريس
- بومة زيك
يحيى بهزار: إذا كان زيي يبقى ليلتك كانت آخر ألاطة
- انجز عايز إيه
- أنت فين؟
نظر بهيام الى تلك التي تسكن بين أحضانه وقال بصدق: بالجنة، أنا بالجنة
يحيى بحسد- يابختك، مش زيي قاعد جنب أبو لهب
- بلاش قر، وقول في إيه من الآخر
- طالما عاوز من الآخر، أنا بصراحة مش هقدر أستنى يومين كمان على غلاتي
- طالما قولت غلاتي يبقى هديت صح؟ و الاااا لساتك مـ.ـجـ.ـنو.ن وهتتهور
- هديت ياهجين.
ليرد عليه بتساؤل وهو يشـ.ـدد من احتضان تلك الماكرة التي تحاول استغلال انشغاله بالحديث لتفر منه ومن قيوده ولكن لا تعلم بأن العالم بأسره لا يستطيعون أن يشغلوه عنها
- طب ناوي على ايه،؟
- بص هي بايظة بايظة قولت أخربها بالمرة، ما إن قالها حتى ضحك الهجين على شقاوة أخيه الروحي بعدmا فهم مقصده ليرد عليه.
- لاااا طالما كدة يبقى ربنا معاك ويقدرك على فعل الخير، بس أوعى تنسى نفسك ودوس أوي
- لا هي قرصة ودن صغيرة.
شاهين بشك: صغيرة! متأكد؟
يحيى بضحك: مش أوي الصراحة...
- ماشي و يالا غور دلوقتي أنا مش فاضيلك، قالها وهو يغلق الخط بوجه الآخر دون أن ينتظر الرد لينظر لتلك التي تسند رأسها على صدره و نظراتها شاردة بلا شيء
أخذ يداعب فروة شعرها وهو مستغرب هدوئها هذا
ليقبل اعلى جبينها و احتواها بين ذراعيه أكثر ليجدها تدفن نفسها بداخله بشكل تلقائي وهي تغمض عينيها بتعب.
مر بعض الوقت عليهم ولم تنطق بحرف حتى ظن بأنها نامت على وضعها هذا إلا أنه وجدها تقول بخفوت: عايز أكلم أهلي اطمن عليهم
نظر لها وقال: عايزة ت عـ.ـر.في عنهم إيه
رفعت رأسها له وهي تقول: كل حاجة
- باباكي لسه بالسـ.ـجـ.ـن، ما إن نطقها حتى انتفضت بجسدها وهي تقول باحتجاج شرس
- ليه، هو أنت مش قولت اتجوزيني وهخرجه
- أيوة قولت
- طب إيه مـ.ـا.تنفذ وعدك ليا
- هنفذ بس زي ما أنتي شايفة مشغول معاكي وناسي الدنيا
أخذت تدفعه عنها وهي تقول.
- قوم روح ليه و طلعه، وشوفلي أخبـ.ـار عيلتي إيه
وتعالى قولي بالتفصيل
- حاضر، قالها بقبول استغربته لتجده ينهض معها من أرض الحديقة لتحاول أن تستغل هدوئه هذا لتمسك بكف يده بيديها الاثنتين لتقول بعدها بترجي وعينيها مليئة بالدmـ.ـو.ع...
- شاهين ربنا يخليك رجعني لأهلي أديك أخدت اللي أنت عاوزه...
قطب جبينه بانزعاج من ما قالت: ايه الكلام ده، أنا عايزك أنتي كلك على بعضك تبقي ليا أنا ماطلبتش ليلة وخلاص.
لتقول سيلين بتفائل وكأنها وجدت الحل لكل المشاكل: خلااااص رجعني دلوقتي وتعالى اتجوزني زي الناس ما بتتجوز و وقتها كمان هكون ليك طول العمر ونعيش
طبيعي طالما أنت عايزني بالشكل ده
شاهين برفض قاطع: هو أنتي مفكرة إني ماكنتش أقدر أعمل كدة من الأول، بس أنا مستحيل أحط إيدي بإيد سعد الجندي، ياسين عملها لهدف معين بس أنا لايمكن أعملها.
سيلين بانفعال: مـ.ـا.تجبليش سيرة ياسين قدامي أنا لو في حاجة بأكرها أكتر منك في الدنيا دي يبقى هو...
- هدي أعصابك. كرهك لينا ده هيقــ,تــلك، وبعدين أنتي عروسة والزعل مش حلو عشانك و آااااه بمناسبة إنك عروسة وكدة يعني، في حاجات حلوة أوي هتبسطني أنا شخصيا أوي أوي هتلاقيها بالدولاب فوق ابقي البسي منهم بدل قميصي اللي لبساه ده مع أنه عليكي تحفة بس أهو نغير...
قال الأخيرة وهو يغمزها بسفـ.ـا.لة ثم تركها وذهب نحو سيارته مما جعل الأخرى تصرخ به بانفعال
- شااااااهين،!
- حبيبتي، قالها بهدوء يتلف الأعصاب وهو يلتفت لها بابتسامة محبة جعلتها تشيط غـ.ـيظا من بروده هذا ولكن سرعان ما تسلحت بالبرود مثله وهي تقول
- عارف إنك بعد ما دخلت حياتي اكتشفت إن ربنا بيحبني أوي.
أخذ يقترب منها أو بمعنى أصح يعود بأدراجه نحوها وهو يقول بسخرية: بجد، قد كده طلعتي بتحبيني ومش مصدقة نفسك إن ربنا رزقك بيا
ابتسمت له بتهكم غاضب: لاء حب إيه، ده أنا بس افتكرت ان بابي في يوم قالي إن ربنا اذا أحب عبد ابتلاه، وانا ابتليت فيك بلوه سودة، روح ياشاهين روح ربنا يخلصني منك على أهون سبب.
تنهد ورد عليها بشكل تلقائي بما يجوب بصدره: مافيش خلاص مني غير بالمـ.ـو.ت، وحتى لو مت هاخدك معايا مستحيل أسيبك لغيري بعد مابقيتي زي الدm اللي بيمشي بوريدي، بحبك سيلينا...
وأنا لو حبيت حد مش بسيبه لو على قطع رقبتي
. عارفة يعني إيه واحد زيي يحب ويتجنن على وحدة...
قالها وهو يحتضنها بذراعيه باحتواء ليدفن وجهه بتجويف عنقها بشكل استفز الأخرى لتدفعه بسرعة عنها وهي تقول بضيق
- بس أنا مش بحبك، هي عافـ.ـية.
سحبها من رسغها له وقال بتأكيد وهو يمرر ظهر يده على وجنتها بعدmا احتضن خصرها بدراعه الأخرى
- أيوة عافـ.ـية، ماهو لازم تبقى عافـ.ـية، زي كل حاجة فيكي مـ.ـا.تجيش إلا عافـ.ـية
لوت سيلين شفتيها وهي تقول بدلع فطري اطاح بعقل الذي امامها: أنا بكرهك
- وأنا بمـ.ـو.ت فيكي يا روح قلبي، قالها ثم انحنى نحوها ليكتم أنفاسها إلا أنها ابعدت وجهها عنه
بضيق وهي تقول.
- أنا مش تحت أمر مزاج حضرتك ساعة بحبك وساعة أوعي تفكري ده حب، مش ده كان كلامك
- إذا كنتي أنتي غـ.ـبـ.ـية أنا أعمل ايه، تصرفاتي معاكي كلها بتدل عن حبي ليكي بس غرورك بيمنعك إنك تفهميها، عايزة تسمعيها عشان ترفضيني مش كدة
- أكيد هرفضك أنت وحبك اللي مالوش لازمة ده
أنا مش محتاجة مشاعرك دي احتفظ فيها لنفسك، وصدقني جوازك مني ده مش هينزل مني قد ما هينزل منك
امبـ.ـارح الصبح قبل كتب الكتاب قولت ده مش حب.
فاكر، بس بعد ليلة امبـ.ـارح ماقدرتش تخبي حبك أكتر من كدة، كل لما تقرب مني بتضعف أكتر وبتحبني أكتر وبالمقابل مش هتلاقي مني غير الرفض والكره والحقد اللي كمان عم بيزيدو أكتر
و دلوقتي روح طلع بابا من السـ.ـجـ.ـن ونفذ وعدك ليا
زي أي راجـ.ـل قد كلمته، ولما ترجع أكيد مش هتلاقيني تحت أمرك وطوعك انسى يابابا. أنا مش من النوع اللي تقبل الخضوع.
أنا سيلين سعد الجندي بـ.ـنت عدوك اللي محتاجة ترويض مش ده كان كلامك يوم الحفلة وحلفت وقتها إنك تروضني
بس اللي متعرفوش إنك أنت اللي عم تتروض مش أنا، نصيحة مني ليك إخلص مني بسرعة لأني لعنة وحليت عليك، وصدقني من اللحظة دي مش حسيبك غير وأنا مطلعة عليك القديم والجديد واللي عمله أخوك بأختي أنت اللي هتتحاسب عليه.
أنهت كلامها هذا ثم تخطته ودخلت تاركة ذلك الذي يكاد أن ينفجر من شـ.ـدة انفعاله وغضبه منها، تحرك نحو سيارته لينطلق بها خارج سور المزرعة متوجها لهدفه المقصود
قبل الظهيرة في شقة أم غالية...
- شوف مين اللي ع الباب، دي أكيد أمك العقربة جت من السوق، قالت الأخيرة بصوت خافت ثم أخذت تغمغم مع نفسها بانزعاج فهي لا تحب تحية ابدا.
كانت مشغولة بالتنظيف فهي الآن تنحنى بجسدها للأسفل لتمسح أرضية المطبخ وما إن التفتت لتغسلها وتعادود المسح مرة أخرى حتى شهقت وعادت للخلف ما إن رأته امامها يقف عند طرف الباب يسند نفسه عليه
رفعت أنفها بشموخ وقوة واهية وهي تقول
- ايه اللي جابك.
مط شفتيه ثم اعتدل بوقفته وذهب نحوها دون أن يرد عليها وهو يتفحص هيئتها الغريبة هذه، فهي كانت ترتدي شبشب رجـ.ـالي كبير على قدmيها الصغيرة مع جلابية ذات لون باهت من كثرة الغسيل مرفوعة للأعلى يظهر من أسفلها بيجامة بشعة تجمع جميع ألوان الطيف السبعة لا يعرف من أين أتت بها مع شعرها المنكوش الذي ما إن مسكه حتى قال بسخرية
- نفسي أشوفه يوم متسرح.
دفعت يده عنها وهي تقول بكبرياء تحاول ان تداري خجلها منه: مالكش دعوة بي، انا بحبه كدة
يحيى بصدق: وأنا بحبه لأنه جزء منك
- ماقولتليش جاي ليه، قالتها وهي تنزل جلبتيها وذهبت نحو المغسل تغسل يدها بالصابون
التفت معها وقال: جاي أشوف عقلك ضـ.ـر.ب كدة ليه...
سحبت نفس عميق ثم قالت بثقة: شكلك عرفت بالقضية عشان كدة دmك شايط، بس أكيد هيتحكم لصالحي...
ليقول يحيى بغـ.ـيظ...
- نفسي أعرف الثقة اللي أنتي فيها دي جيباها منين بقى عايزة تطلقي و لااا وكمان ترفعي قضية خلع وعايزاني أوافق آجي المحكمة وأنفذلك كل الهبل ده صح
عقدت ساعديها أمام صدرها وهي تقول
- والله ده المفروض...
- نسيتي يا غلا الروح أهم حاجة، واللي هي مش يحيى اللداغ اللي يتخلع.
- لا هيتخلع على إيدي يا ابن اللداغ، ما إن قالتها حتى ارتفع صوت أنينها بألم جبـ.ـار عنـ.ـد.ما وجدت يده تفترس شفتيها لتعتصرها بقوة ولم يتركها حتى ظهرت الدmاء منها وهو يقول
- بلاش تخليني أكـ.ـسرها إيدك، اقسم بالله وقت لما وصلني الخبر لو كنتي وقتها وقعتي بإيدي مش هتردد
لثانية وحدة إني أدفنك بمكانك، فبلاش تختبري صبري دلوقتي وتقومي زي الشاطرة تغيري هدومك وتجي معايا ع الشقة.
ابتعدت عنه وهي تمسك فمه ثم تقول بتعابير متألمة
- وإن ماسمعتش كلامك هتعمل إيه يعني...
سحبها من شعرها بقوة فتاكة مما جعلها تكمم فمها بيدها لكي لا تصرخ بصوت عالي وتسمع والدتها وهو ما إن فهم عليها حتى استغل هذه النقطة لصالحه وقال بحقارة...
- هجرك من شعرك وهاخدك غـ.ـصـ.ـب عنك قصاد عنين والدتك، تخيلي بقى هي هتستحمل تشوفك كدة.
وهي مابيدهاش حاجة عشان تخلصك مني، أاااكيد هتمـ.ـو.ت بحسرتها عليكي وهي أصلا مابقالهاش كم يوم لما خرجت من المستشفى
ردت عليه بعناد: مش هرجع ليك لو مهما عملت
يحيى وهو يفجر القنبلة بوجهها
- حتى لو قلت لك إن حياة والدتك بإيدي...
غالية باستفهام: ازاي!؟
- الست الوالدة محتاجة تعمل عملية بقلبها بأسرع وقت ممكن وهتكلف مبلغ محترم لو بعتي عيلتك كلها مش هتلمي ربعه.
- ليه ماقولتليش ده من قبل، ما إن قالتها بحـ.ـز.ن سيطر عليها من ما سمعت لتجده يقول
- ماحبتش أأذيكي و أو.جـ.ـع قلبك عليها، سبتك يوم واحد بس عشان أدبر لك المبلغ أرجع ألاقيكي رافعة عليا قضية خلع...
- أنت كـ.ـد.اب ماما مافيهاش حاجة
- تعالي معايا، قالها وهو يسحبها خلفه للصالة ليجعلها تجلس على الأريكة ورمى امامها ملف طبي كامل خاص بوالدتها ثم أكمل.
الملف قصادك أهو شوفيه بنفسك ولو حابة خديه لأي دكتور وهو هيشرحلك حالتها خطرة قد ايه، أنا حجزت ليها بكرة بالليل. عمليتها بمستشفى أهلي استثماري فيها أحسن كادر طبي
وزي ما متعودة مني مافيش حاجة ببلاش أعملها لازم تديني مقابل ليها، يعني مثلا أنتي ما عندكيش وقت كتير آخرك النهاردة المغرب لو وافقتي ترجعيلي. تروحي تتنازلي عن القضية وتجهزي نفسك ليا لأن.
لو وافقتي ترجعيلي هتمم جوازنا لأني ما بقتش مستعد أصبر عليكي أكتر من كدة، باختصار مـ.ـا.تستاهليش...
نظرت له بدmـ.ـو.ع تهدد بالنزول وهي تقول
- يحيى ماما هتبقى كويسة بعد العملية صح
- لو خليتي عقلك براسك وتنازلتي عن عنادك
هتبقى زي الفل
- طب لو رفضت عرضك ده
- يبقى أنتي جنيتي عليها، الملف عندك والقرار بيدك أنا كدة عملت اللي عليا، يالا تشااااو.
قال الأخيرة بابتسامة ماكرة ثم تركها وخرج تاركا خلفه تلك المسكينة ضائعة بين أمواج أفكارها لا تعرف أين الخلاص
دخل الهجين مركز الشرطة ببدلة سوداء فخمة تدل على ارستقراطية صاحبها ونفوذه وبيده يحمل حقيبة كلاسكية...
و ما إن وصل غرفة التحقيقات حتى وجد ياسين يخرج منها بابتسامة ماكرة تزين وجهه ليقترب منه ويقول: اديت أقوالي بالحرف زي ماقلتلي بالضبط يعني كل حاجة تمت زي ما كنت عايز يامتر...
- يعني مافضلش غير.
قاطعه ياسين بحماس
- اننا نشوفه، بس دول قالوا إن الزيارة ممنوعة
- مافيش حاجة ممنوعة على أخوك
- كبير من يومك ويتخاف منك بس في حاجة أنا مش فاهمها
- ايه؟
- ازاي سعد يتمسك وأنا لاء و احنا شركاء بالشغل و يكتفوا بس بالتحقيق معايا
رفع حاجبه وقال: أنت متخيل إني ممكن أعمل حاجة تأذيك
- لاء أكيد، بس بردو بردو عايز أفهم
- خطوط النقل والشحن مسؤولية سعد هو وبس وفي أوراق ماضي عليها بنفسه، وأنت برا الليلة دي كلها.
- نفسي أعرف أنت بتقدر تخليه يمضي على كل الأوراق دي ازاي، فين عقله لما يطاوعك...
- هو أنت مفكر إنك بس اللي مخادع ومكار
- أنا طلعت صفر ع الشمال جنبك، أنا آخري كلمتين حلوين ضحكت فيهم ع البـ.ـنت بس أنت ماشاء الله عليك شغل عالي أوي، وعلى ده كله أخدت بـ.ـنته كمان، إلا قولي سيلين عاملة ايه، يا ما نفسي أشوفها مكـ.ـسورة وأفرح فيها دي كانت وقفالي زي العظمة بالزور. رخمة مـ.ـا.تتبلعش.
شاهين بتحذير حقيقي فهو لايمزح إن كان الأمر يخص سيلينا: لووووو عايز تتحبس مع أبوها هات سيرتها تاني
ياسين بتراجع: اتحبس، لااا ياعم الطيب أحسن
أنا مش قدك. سيلين مين دي أصلا
توقف عن السيرة ونظر له من طرف عينيه بغضب أسود جعل الآخر يقول على الفور
- ولاااا أعرفها، السماح ياهجين.
تخطاه وذهب نحو غرفة الزيارة ليعطي للعسكري أمر النيابة ثم دخل وجلس هو وأخيه على كراسي مصنوعة من الحديد وأمامه طاولة مستطيلة الشكل من نفس النوع
ماهي سوا دقائق معدودة حتى وجدو سعد يدخل عليهم بخطوات ثقيلة وهو مقيد اليدين بأصفاد...
مظهره هذا جعلت الشمـ.ـا.ته تلمع بأعينهم كالبريق
وقف سعد بمكانه قليلا وأخذ ينظر لهم بغضب ممزوج بحقد يكفي العالم، ثم ذهب وجلس أمامهم.
ليقول شاهين بعملية: أنا حليت مشكلة الشحن وحكاية التهريب دي وخليت واحد تاني يشيل الليلة بدالك بس قضية القرض، ما عملتش فيها حاجة لأنه طلع أمر بالحجز على الفيلا وحساباتك اللي في البنوك
يعني أسبوع زمان أو يمكن أقل هيتم تنفيذ الحكم وهينزل بالجرايد إعلان إفلاسك رسمي
- كل ده كوم وميرال كوم تاني، قالها وهو ينظر إلى ياسين الذي رد عليه بخبث و تهكم
- هي سهلة لو جت على ميرال بس...
صمت سعد بترقب وخـ.ـو.ف من أن يسئله عن ما يقصد، ولكن الآخر أكمل بلا مبالاة وتشفي واضح
- مش هتبـ.ـارك لشاهين أصل كانت ليلة امبـ.ـارح دخلته على سيلين، ختم كلامه بمغزى جعلت دقات قلب الآخر تتوقف بصدmة! لاااا بل صاعقة حلت عليه تحولت تعابيره إلى عدm تصديق وأخذ يحرك رأسه بنفي وهو يكرر جملة واحدة
- سيلين لاااااا سيلين لااااا، محدش يجي جنبها.
- ماجيش جنبها إيه، دي مراتي، اتجوزتها عـ.ـر.في وآدي العقد، قالها وهو يضع العقد على الطاولة ودفعه أمامه لتقع عينين سعد على محل كتابة اسمها بأسفل الورق، وما إن تمعنى بالخط قليلا حتى نزلت دmعه من عينيه فهو يعرف خطها...
رجفت شفتيه وهو يقول
- مستحيل بـ.ـنتي تأذيني بالشكل ده، مستحيل
أكيد فيه حاجة غلط...
شاهين بتأكيد: مافيش حاجة غلط، سيلين مراتي شرعا.
سعد بانفعال وغضب وحرقة قلب أب: ليه كل ده! ليه أخدتم بناتي مني ليه!
انتفض شاهين وضـ.ـر.ب الطاولة وهو يقول بحقد: وأنت ليه أخدت أبويا وعمي مننا ليه، ليه يتمتنا مرتين ليه و احنا أطفال عشان توقعنا بإيد واحد مسخ طلعنا زيه، اشرب من نفس الكاس ااااشرب
ليقول سعد برعـ.ـب على فلذة كبده الروحية
- سيلين فين عملتم فيها اااايه
ياسين بتدخل: أنت اللي لازم تقولي قــ,تــلت أبويا ليه
سعد بعدm فهم: مين أبوك ده كمان.
- سامر، ما إن قالها حتى قطب جبينه بعدm معرفة
- مين ده
شاهين بغصة رجل شرقي لا تظهر إلا نادرا
- سامر أخو ماهر اللداغ جوز أختك سعاد...
تجمد بمكانه وكأن دلو من الماء المثلج سكب عليه في فصل الشتاء وهو ينطق اسمه: ماهر.؟
ياسين بتوضيح: أيوه ماهر اللي قــ,تــلته بعيلته احنا ولاد أخوه سامر اللي قــ,تــلت أبوهم كمان، يعني تارنا معاك اتنين مش واحد.
شاهين بغل أسود: ده أنا لو قــ,تــلتك دلوقتي مش هيبرد ناري بس حلفت لأمـ.ـو.تك باليوم ألف مرة بحسرتك على عزاز قلبك وأخليك تتمنى المـ.ـو.ت وماطولوش.
وأولهم بـ.ـنتك لو طلت السما مش هتشوفها تاني.
سعد فزع وختناق فصدره يكاد ان يفتك بها من شـ.ـدة الألم: لاااااا لااااااا أوعى أوعى تأذي سيلين أوعى.
ياسين بتوعد: ايه خايف عليها وماخفتش علينا ليه، ده أنت قــ,تــلت بنات ماهر بدm بـ.ـارد ولا رفلك جفن، بناتك غاليين عليك وبناتنا لاء، بس أوعدك إن كل ده هيطلع من عينين سيلين
سعد بجنون يريد ان يسمعوه فهم يتكلمون فقط حقدهم أعمى بصيرتهم: لااااا سيلين مش بـ.ـنتي
نظر له ياسين باستحقار: شوف الحقير، وصلت الندالة فيه ينكر أبوته ليها عشان يحميها مننا مفكرنا أغـ.ـبـ.ـية، يا لا بينا ياشاهين ده شكله اتجنن وهيدوشنا.
نهض شاهين معه دون أن يبدي رأيه بما سمع وما إن خرجوا حتى كاد أن يلحق بهم سعد وهو يصـ.ـر.خ بتعب و إرهاق ولكن العساكر قيدوه من الجهتين يمنعوه من الوصول لهم وانغلق الباب بينهم وهو ما يزال يصـ.ـر.خ بهستيرية خلفهم يريد فقط أن يسمعوا ما لديه
- سسسس س سيلين مش بـ.ـنتي وميرال كمان مش بـ.ـنتي، دول مش بناتي بلاااااش تأذوهم دول بنات ممممم ماهر.
التفت شاهين نحو غرفة الزيارة وهو يقلص نظره عليه هل ما سمعه الآن صحيح، نظر إلى ياسين وقال: سمعت اللي قاله
- ماركزتش فيه هو قال ايه
- آخر حاجة قالها إن دول مش بناته دول بنات ماهر
- واحد بالحقارة دي هتتوقع منه إيه، عايزله أي حاجة عشان يشبط فيها ويحافظ على بناته...
- يا لا بينا، قالها شاهين وهو يلتفت ليكمل طريقه ولكن بعدmا انزرع الشك بداخله...
خرجوا من المركز متجهين إلى سيارتهم لينظر له ياسين وهو يقول: مش هتيجي الوكر
- لاء مش ناقص زن سلطان ولا رخامة زينة
- طبعااااا بعد ما دوقت الحلو كلو أكيد مش هتحب الفسيخ
- اخفي من وشي أحسلك، ما إن قالها بغيرة حتى صعد الآخر بسرعة وطار من أمامه وهو يضحك على غيرة أخيه المـ.ـجـ.ـنو.نة...
اما شاهين تنهد أكثر من مرة وعاد بنظره الى المركز بتمعن ثم صعد هو الآخر ليذهب لتلك التي كالعلاج له على الرغم من تمردها وعنفوانها معه إلا أنه لا يجد شيئا يطيب جروحه سواها
مسااااء على الجهة الأخرى في المزرعة كانت تجلس أمام التلفاز تتابع أحد الأفلام المصرية القديمة بتركيز عالي، ليقطع عليها انـ.ـد.ماجها هذا، هو دخول شاهين الذي ما إن رأته حتى ذهبت نحوه بسرعة وهي تقول بلهفة
- هاااا قولي بابا طلع.
جلس بتعب وقال: لسه أسبوع. وقبل ما تصرخي وتصدعيني دي مجرد اجراءات مش أكتر
- طيب، وماما وأختي
- عادي مافيش جديد، بس بعد يومين هيطلع الحجز ع الفيلا وهيضطروا يطلعو منها
سيلين بصدmة: هيروحوا فين بس
- يروحو مطرح مايروحو بقى ده شيء مايخصنيش
صرخت به بهجوم: طبعا تتعب نفسك ليه وتعرف ما أنت اللي خربتها أكيد مش هتيجي وتعدلها.
- سيلينا، ما إن قالها بصوت حاد جعلها ترتبك قليلا مع أنها حافظت على ثباتها الوهمي هذا وهي تقول
- يا نعم
أرجع رأسه للخلف وهو يغمض عينيه ويقول
- لمي الدور أنا مصدع
جلست الى جواره وقالت بزعل- يارب تمـ.ـو.ت
مال برأسه نحوها وقال: بتتمني مـ.ـو.تي
حركت رأسها بنعم وهي تقول: فوق مـ.ـا.تتخيل...
ده أنا حتى همشي بجنازتك بفستان أحمر...
فتح عينيه بغضب وقال: آاااااه واللي رايح واللي جاي يبص عليكي، حتى أسود مـ.ـا.تلبسيش عشان هيطلع عليكي قمر أكيد، بقولك ايه أنا لو مت أنتي مـ.ـا.تطلعيش على جنازتي أساسا...
فتحت فمها بذهول ثم قالت ببلاهة
- أنت بتتكلم جد؟!
- وجد الجد كمان، مش هستحمل حد يشوفك و أكيد وقتها هتكوني حرة مني وممكن تتجوزي
لااااااا وكتاب الله أدفنك معايا، هو ده الحل الوحيد.
- أنا هتجوز بس مش هستنى لغاية مـ.ـا.تمـ.ـو.ت، أنا هطلق منك وهاتجوز قصاد عينك وهحرق قلبك زي ماحرقت قلبي على بابا بالمستشفى
- حتى لو طلقتك مش هتقدري تتجوزي غيري
- ازاي؟ مين اللي هيمنعني
- أنا...
- ثقتك دي اللي بتتكلم عنها مش بمحلها
شاهين بمغزى: ممكن أعمل أي حاجة ممكن تخطر على بالك أو حتى مـ.ـا.تخطرش على بالك عشان بس أضمن ملكيتي ليكي سواء كنت عايش أو لاء أنتي مافيش حد هيلمسك غيري...
- بس ده اسمه جنون.
- مش مهم اسمه يكون إيه المهم اللي أنا عاوزه يكون
و دلوقتي معايا، قالها وهو يمسك يدها ويأخذها للطابق العلوي إلا أنها سحبت يدها منه برفض
كادت أن تعود وتجلس على الأريكة بعدmا رمقته بكره إلا أنه عاد وأمسك يدها وسحبها معه للأعلى
إلا أنها أخذت تبكي بصراخ هستيري ما إن أجبرها على دخول غرفتهم
حاوط وجهها وأجبرها على السكوت عنـ.ـد.ما صرخ بها
بحدة: مالك!؟
- مش عايزة أعيش الإحساس الحقير اللي عشته معاك.
امبـ.ـارح، ما إن قالتها باشمئزاز حتى صرخ بها بغضب
- ليه كل الرفض ده، غيرك بيتمنى يكون مكانك...
دفعت يده وهي تقول: أنا مش بحبك! بأكرهك عارف يعني ايه بأكرهك...
مسكها من مقدmة قميصه الذي مازالت ترتديه وقال: محدش طلب حبك، لما آجي وأطلب منك تحبيني وقتها تعززي عليا في، بس أنتي مراتي وغـ.ـصـ.ـب عنك هتتقبلي ده، سواء كان بمزاجك أو لا. هتتقبليه.
قال كلمته الأخيرة وهو يدفعها بعيدا عنه لتسقط على الأرض بعنف لتعود بسرعة للخلف لتتكور على نفسها بإحدى زوايا الغرفة وهي تحتضن نفسها وهي تبكي
أخذ يبدل ثيابه وهو ينظر لها بين الحينة والأخرى وما إن انتهى حتى وقف وهو يضع يده على خصره
وعينيه مسلطة عليها، ذهب نحوها وجلس على إحدى ركبتيه أمامها وهو يقول بهمس و بحنية
- بصيلي
رفعت وجهها المحمر من البكاء الشـ.ـديد لتحرك رأسها برفض عنـ.ـد.ما وجدته يقول: تعالي في حـ.ـضـ.ـني.
تنهد بابتسامة باهته ثم قال بمحاولة أخرى فهو لا يتحمل مقتها له بهذا الشكل: مش عايز منك غير حـ.ـضـ.ـن، تعالي
- مش عايزة
- ماهو يا إما تجيني تنامي في حـ.ـضـ.ـني اووو
انتي اللي جبتيه لنفسك وياريت ترفضي أنا همـ.ـو.ت وادوقك تاني...
صمتت وأخذت تنظر له بترقب وكأنها تريد أن تستكشف إن كان صادقا ام كاذبا...
- خلاص شكلك رافضة وبصراحة هو ده اللي أنا عايزه.
قالها وهو يقترب منها و يعض على شفتيه بتمني سـ.ـا.فل إلااااا أنه ابتسم بسعادة لا توصف ما إن وجدها ترمي نفسها بأحضانه بإرادتها وتحاوط عنقه بقوة وهي تقول بخـ.ـو.ف
- لا خلاص أنا موافقة أنام بحـ.ـضـ.ـنك بس بأدب زي ما وعدتني صح
- صح ياروحي صح، قالها وهو يستنشق شعرها بقوة وكأنه يريد أن يخزن أكبر كمية ممكنة من عطرها الأخاذ...
نهض بها وذهب نحو السرير ليستلقي معها ثم سحب عليهم الغطاء وأخذ يدثرها بأحضانه قبل أي شيء آخر.
ولكن لم تمر عليهم سوا خمس دقائق فقط لا أكثر حتى وجدها تحاول الابتعاد وهي تقول
- كفاية كدة
- صح كفاية كدة، ندخل بالجد بقى، قالها و بدأ يمرر يديه على خصرها لتعود إلى أحضانه بسرعة وهي تقول بخـ.ـو.ف مضحك
- لاااا أنا نمت أصلا، أهو نمت
ضحك عليها وعلى شقاوتها اللذيذة هذه، أخذ يقبل رأسها عدة مرات ثم نزل وأخذ يتناوب بتقبيل وجنتيها...
سيلين بغـ.ـيظ: ماااا تتهد وتنام بقى عايزة الليلة دي تعدي على خير...
مسك ذقنها و رفع وجهها له وهو يقول بتمعن بتفاصيلها: أنتي حلوة كدة ليه
رفعت كتفها بدلال علامة على عدm معرفتها لذلك وهي تقول: معرفش ليه، بس ربنا خلقني حلوة كدة
اقترب منها بشكل خطير وهمس بحرارة
- أنتي مش حلوة و بس لاااا ده أنتي حلوة اوي
أسبلت عينيها بغرور وقالت: ده العادي بتاعي
تمعن بنظره لها ثم قال بغزل معوق: ت عـ.ـر.في إن لونك حلو ومميز اوووي، زي الشاي بالحليب.
انتفضت بانزعاج منه: بقى أنا لوني زي لون الشاي بالحليب! ايه الألفاظ البيئة دي، أنا لون بشرتي برونزي يا مثقف
- إيه؟
لترد عليه وهي تحرك رأسها بالإتجاهين بدلع
- برونزي رباني، وده أحلى حاجة فيا
- تؤ غلط أحلى حاجة فيكي دول، قالها وهو يمسك فكها وسحبها نحوه ليقبل شفتيها بقبلة طويلة ولكن سطحية
ابتعدت عنه وقالت بضيق
- أنت غشاش وأنا مش هاثق فيك تاني
شاهين باستفسار ذا مغزى
- يعني الثقة راحت مابينا.
ردت عليه سيلين بإصرار: أيوة راحت
- لااا طالما كدة تعالي بقى، قالها وهو يسحبها نحوه
ليرفع الغطاء عليهم بسرعة تحت اعتراضها ولكن عن أي اعتراض نتكلم أمام الهجين، مسكينة حواء وثقت بآدm وهذه هي النتيجة الوقوع بالفخ بنجاح ساحق لا مثيل له.
علي الطرف الثاني كانت غالية تجلس إلى جوار والدتها النائمة وهي تائهة بملكوتها، عقلها لا يتوقف عن التفكير، ماذا ستفعل، ف الفحوصات التي أعطاها لها يحيى كلها تؤكد بأن والدتها تحتاج إلى أن تخضع لعمليه جراحية وبالتأكيد هذا مكلف
نظرت إلى هاتفها لا يوجد أي اتصال منه وها قد تجاوز الوقت الثانية عشر بعد منتصف الليل...
عضت شفتيها بتـ.ـو.تر ثم اتخذت قرارها واتصلت به.
رن كثير ولم يرد حتى انقطع الخط، أعادت الاتصال أكثر من مرة، ليأتيها رده أخيرا وهو يقول بتعجرف
- عايزة إيه
- بص أنا مش هقدر أخاطر بحياة ماما فعشان كدة
أنا موافقة إني أرجعلك
- وأنا مش عايزك، قالها بغروره المعروف مما جعلها تفتح عينيها وهي تقول
- أنت بتتكلم بجد
- آه بجد و ورقتك هتوصلك مش خـ.ـو.ف لا، لأن كدة والا كدة قضية الخلع دي مـ.ـا.ترفعتش أصلا، حودة حرق الملف بإيده بعد مادفع قرشين حلوين، سلام.
↚- وأنا مش عايزك، قالها بغروره المعروف مما جعلها تفتح عينيها على وسعهما وهي تقول
- أنت بتتكلم بجد
- آه بجد و ورقتك هتوصلك مش خـ.ـو.ف لا، لأن كدة والا كدة قضية الخلع دي مـ.ـا.ترفعتش أصلا، حودة حرق الملف بإيده بعد مادفع قرشين حلوين، سلام
أبعدت الهاتف عنها بذهول ما إن أغلق الخط بوجهها
أخذت تعاود الاتصال مرة أخرى وهي تكز على أسنانها بغضب وتحرك قدmها بانفعال...
أما يحيى لم يرد عليها فهو يحب أن يلعب بأعصابها ولكن عنـ.ـد.ما وجدها تكرر الاتصال دون أن تكل أو تمل ضغط على زر الإجابة ليأتيه صوتها الخافت الممزوج بغضب وكبرياء مجروح
- بقى كل ده عملته عشان رفعت عليك قضية خلع
ياترى هيكون رد فعلك إيه لما أرجع أرفعها تاني وتالت ومش بس كدة ده أنا هكسبها كمان.
عض على شفته بغـ.ـيظ كبير فهو يريدها أن تنكـ.ـسر له وتترجاه ولكن ما حدث الآن العكس، زفر بانفعال لا يقل عنها وقال بضحكة مليئة بالغـ.ـيظ
- ترفعيها تاني وتكسبها، ده إيه الثقة اللي أنتي فيها دي...
ابتلعت لعابها بخـ.ـو.ف من لهجته هذه ثم قالت بعناد بعدmا اتخذت قرارها برد الصاع له صاعين، فهي تتوقع بأنها إن سقطت بيد يحيى سيقطعها إربا صغيرة وإن حدث هذا بالفعل كما تتوقع على الأقل ستكون قد أخذت بثأرها مقدmا.
- هكسبها من أول جلسة كمان وهتشوف
يحيى بسخرية: هتعمليها ازاي دي
- هبلغهم بحقيقتك
- هتقوليلهم إيه، بضـ.ـر.بك وبحبسك عادي بتحصل بين أي زوجين. مش سبب قوي زي ما أنتي متوقعة، فعشان كدة بلاش تروحي وتيجي لأن
اللي أنا عايزه هيكون
- تؤتؤ، أنا بس هقولهم على حقيقتك
بردت تعابيره وهو يقول بحذر
- أيوه اللي هي إيه يعني
- في حاجات كتير وأهمها، إنك عاجز و أكبر دليل إني فضلت معاك شهور بنفس البيت ولسه زي ما أنا.
فجرت قنبلتها بكل تهور ولم تدرك بأن الطرف الآخر متهور أكثر منها، انتظرت منه الرد ولكن لم تسمع منه سوا أنفاسه الملتهبة كا ألسنة النيران. ليليه صوت انقطاع الخط
شحب وجهها وهي تنزل الهاتف من أذنها ورجفت يدها بشكل تلقائي وهي تفكر بزلة لسانها هذه...
ألم تكلمه من أجل والدتها كيف تطرق الموضوع وأخذ منحدر آخر بهذا الشكل وستدفع ثمنه غاليا بالتأكيد، فهي لو كانت تعرف يحيى حقا فهو مستحيل أن يمرر لها ما قالته الآن.
نهضت من مكانها ودخلت الى غرفتهم لترتدي أسدال الصلاة ثم توجهت نحو القرآن لتقرأ ما تيسر منه، ولكن من شـ.ـدة تـ.ـو.ترها قلبها الآن يطرق طبول الرعـ.ـب، صعب جدا إنتظار ردة الفعل من شخص تعلم بأنه لايوجد بقلبه رحمة...
لم تستطع أن تركز بقراءته مما جعلها تصدق ربها
ثم أغلقته وذهبت نحو السرير دون حتى أن تنزع الأسدال عنها لتستلقي الى جانب والدتها أو بمعنى اصح التصقت بها تريد أن تستمد منها الأمان...
أخذت أجفانها تثقل قليلا ولكن قبل أن تغفو بعمق حتى فزت ما إن شعرت باهتزاز هاتفها الذي كان مايزال بيدها، رفعته أمامها لترى اسمه يزين ألشاشة...
انسحبت من جانب والدتها النائمة وخرجت وهي ترد عليه وقبل ان تنطق بحرف حتى قال بنبرة خطيرة
- أنا عند الباب افتحي
غالية بخـ.ـو.ف منه: أفتح إيه، بلاش جنان روح من هنا. ماما كدة هتصحى وخالي كمان
- خالك ده أكبر في الدنيا ولو فعلا مش عايزة مامتك تصحى افتحي
- ولو مافتحتش.
ليقول لها بتوعد: هكـ.ـسره على دmاغك ولا هيهمني حد والدكر اللي في عيلتك يجي يقف قصادي
غالية بضيق- احترم نفسك
- افتحي بس وخلينا نتفاهم
- قولي اللي عندك من هنا
لم يرد عليها قولا لا بل فعلا ما إن ركل باب الشقة بقوة مما جعلها تركض بسرعة نحوه بعدmا صدح صوت عالي بالمكان.
فتحت الباب له لترتد للخلف برعـ.ـب من هيئته التي يقف بها أمامها كادت أن تغلق الباب مرة أخرى إلا أن يده كانت أسرع ما إن قبض على شعرها المغطى بالأسدال ودون أي تبرير سحبها معه وأخذ ينزل الدرج بها بوضعهم هذا
حاولت أن تردعه عن ما يفعل ف الوقت الآن بالتأكيد قد تجاوز الواحدة صباحا ولكن هيهات أن يسمع منها حرف فالغضب قد أعماه.
فتح الباب لها ما إن وصل إلى سيارته ليدفعها بها بقوة غير آبه بألمها ثم استدار الى الجهة الأخرى ليستقر بمكان السائق، التفتت له و كادت أن تفتح فمها باعتراض على طريقته البربرية هذه ولكن شعرت بكفه الكبير يضـ.ـر.ب بوجنتها بطريقة جعلتها تفقد حاسة السمع حرفيا...
وضعت يدها على وجنتها، هل الآن قد ضـ.ـر.بها أخذت تنظر للطريق المظلم تارة ثم له تارة أخرى وهي تقسم بأن هناك حرب اندلعت بداخلها تريد أن تأكل الذي بجانبها نيئا من شـ.ـدة حقدها عليه الآن
أخذت تصرخ به بانفعال وتضـ.ـر.به بقبضتها اليسرى ولكن لم يحرك ساكنا، لم ترى منه ردة فعل على انفجارها هذا سوا إغلاق الأبواب الكترونيا...
هدأت قليلا أو هذا ماكان واضح أمامه لتلوي شفتيها بزعل وقهر هذه أول مرة يضـ.ـر.بها بهذا الغل، لدرجة بأن خدها الآن بدأ ينبض من شـ.ـدة الألم وعلى مايبدو بأن حجم وجهها بدأ يتضاعف هذا غير عقلها الذي كان يطرح عليها الاسئلة وهي تنظر حولها، ماذا تفعل هنا كيف حدث هذا، ماذا لو استيقظت والدتها ولم تجدها بالتأكيد ستقلق عليها
يا اااالله ما هذه الورطة.
خرجت من هذه الدوامة التي لا آخر لها من طرح الأسئلة على صوته الخشن وهو يقول بأمر
- انزلي
- يحيى رجعني قبل ما أمي تصحى
تجاهل كلامها ونزل هو ليذهب نحوها وفتح الباب لها، كل من يراه يظن بأنها حركة نبيلة لا يعرف بأن الهدف منها هو تقييدها لكي لا تفتعل المشاكل.
جرها بعنف من معصمها إلى داخل العمارة الضخمة ليصعد بها للطابق الثالث. وما إن فتح باب شقتهم حتى دفعها بكل قوته للداخل مما جعلها تتعثر لتسقط على الأرض بتأوه
اعتدلت بجلستها واخذت تدعك ساعدها بآلم وهي تقول بخفوت: جت كـ.ـسر إيدك
ابتسم بغرور وهو يجلس أمامها على الأريكة بكل أريحية ثم أخرج سيجارة وأخذ يشربها ببطئ متعمد ونظره مسلط عليها، سحب نفس عميق منها ثم زفره بوجهها ثم قال.
- مالك متـ.ـو.ترة كدة ليه وايه اللي أنتي لابساه ده، اقلعي ده حتى البيت بيتك، وأنا جوزك، هو صحيح مع ايقاف التنفيذ بس أوعدك إني هصلح غلطتي دي.
نزعت الأسدال بتـ.ـو.تر خفي وثقة لا تملك ربعها وما إن خلعته ورمته على طرف الأريكة حتى سمعته يطـ.ـلق صفير إعجاب ممزوج بسخرية وهو يقول بعدmا رمقها بتمعن جرئ فهي ترتدي بيجامة منزلية. ترتديها أثناء النوم باللون الأسود من القماش المطاط الذي يلتصق باحتراف على منحنياتها يظهرها بإغراء وكان البادي الخاص به ربع كم مع بنطال طويل
- مزة مزة، عود بطل بصحيح.
متـ.ـو.ترة من نظراته وكلامه إلا أنها مثلت العكس وهي تتوجه نحو غرفتها لتغير ثيابها ولكنه منعها ما إن أمرها بحدة: تعالي أقعدي قصادي
- عايزة أغير
- أقعدي عاجبني لبسك كدة
- بس أنا مش مرتاحة
- مشكلتك...
تأفأفت وهي تضـ.ـر.ب قدmها على الأرض بتذمر ثم عادت أدراجها وجلست أمامه وهي تنظر له بترقب
- أيوه ياغالية سمعيني كدة كنتي بتقولي ايه.
نظرت له بحدة وقالت: سمعت اللي قلته كويس وردة فعلك علمت على وشي أهي مع إنك تستاهل كل حرف قلته
أنزل قدmه وانتصب بجلسته وهو يقول: أستاهل؟ بقى كدة؟ إن ماكـ.ـسرت عزة نفسك دي وخليتك تعضي صوابعك نـ.ـد.م وتبكي بدل الدmـ.ـو.ع دm مابقاش أنا يحيى اللداغ
- وهتعمل ده كله ازاي، ايه هترجع تضـ.ـر.بني تاني ولا هتحبسني وتجوعني، هتعمل ايه قولي، هو أنت فاضل حاجة ماعملتهاش فيا.
- في أهم حاجة، قالها وهو يمرر نظره على تفاصيلها بنظرات وضحت مايريده. مما جعل كل خلية فيها تنتفض وهي تقول
- اللي في بالك مش هيحصل
- ده حقي، و عايزه
- حق ايه؟ وعايز ايه؟، أنت عايزني أسلم نفسي لواحد خمرجي زيك
- الخمرجي ده غلط غلطة عمره لما سابك في الأول براحتك وقال إيه بلاش أجبرها على حاجة ماينفعش الغـ.ـصـ.ـب فيها، بس دلوقتي هعملها ولا هيهمني هتحسي بأيه وقتها، لأن خلاص مابقالكيش بقلبي مكان.
- وأنا من امتى ليا مكان في قلبك
- كان ليكي القلب كله وجيتك وقولتلك بحبك وفضلت أطبطب واداري بس أنتي فهمتي ده ضعف وتمردتي أكتر، بس خلاص أنا جبت اخري معاكي
- يعني ايه
- يعني البادي أظلم وأنتي اللي بديتي
- كل ده عشان رفعت قضية أتحرر منك بسبب ااء
قاطعها وهو يكمل عنها بتوعد خطير استشعرته هي: أنا عارف السبب وهصلحه حالا ولا يهمك، عشان ت عـ.ـر.في تلعبي مع يحيى...
غالية بمحاولة بائسة: طلقني، صدقني ده أحسن حل لينا هو أنت مش قولت إنك هتبعتلي ورقة طـ.ـلا.قي
عاد الى وضعه السابق ما إن استرخى بجلسته وقال بغطرسة وهو يضع ساقه ع الأخرى
- بعد اللي قولتيه مستحيل أحررك مني
طـ.ـلا.ق مافيش غير لما تشوفي حلمة ودنك...
- أنت عايز مني ااااايه مـ.ـا.تسبني بحالي بقى
- عايز طفل منك،!
فتحت فمها باندهاش مما سمعت كادت أن تضحك لا لا بل كادت أن تبكي من هذيان الآخر، هل هو الآن بوعيه أم ماذا، رمقته باستحقار وهي تقول بتهكم
- يحيى أنت طبيعي، بقولك عايزة أطلق تقولي عايز طفل، طفل ايه ده اللي هتكون أنت أبوه...
- ماهو أنا عايز أثبتلك إني مش عاجز بالفعل و أوعدك من أول ليلة هتحملي، ختم كلامه بغمزة سـ.ـا.فلة متعمدة مما جعلها تصرخ به برفض.
- والله لو تمـ.ـو.ت يايحيى، سامع لو تمـ.ـو.ت، وفر مواهبك دي لغيري أنا بغنى عنها
- ماشي براحتك بس مافيش ولا جنيه هيدفع لعملية مامتك...
- ده لوي دراع بقى، أنت عايز تستغل الوضع لصالحك مش كدة
- اعتبريه اللي يعجبك مش هيفرق معايا رأيك، ودلوقتي يا توافقي يا توريني عرض أكتافك وبردو مش هطلقك، يعني مسيرك هتكوني ليا النهاردة أو بكرة هتروحي فين يعني
نظرت له بحقد ممزوج بزعل وحـ.ـز.ن، ياااا الله كم تمقته.
نعم تمقته وبشـ.ـدة وكل خفقة خفقها قلبها المـ.ـجـ.ـنو.ن بجانبه وهي تخفيها عنه بعنادها ليس أكثر من نفور...
زمت شفتيها بتفكير ف الذي أمامها الآن ليس يحيى الذي تعرفه فقد سيطر الغضب عليه ولكن الغريب أنها وجدته يحاول أن لا ينفجر بها، كادت أن ترفضه وبشـ.ـدة وتتركه وتعود الى منزلها الى جانب والدتها
وآاااااااه من والدتها التي بالتأكيد لن تستطيع أن تتحمل فقدانها والسبب هي...
من خسرانه يؤذي أكثر؟ تخسر نفسها أم تخسر والدتها والجواب كان واضحا لدرجة جعلت عينيها تفيض بالدmـ.ـو.ع وهي تسحب نفس قوي جعلت رئتيها مليئة بالأكسجين ثم قالت ما إن حررته
- خلاص يا يحيى أنا موافقة بس خليها في بالك أنت كدة بتجبرني عليك وأنا مش طايقاك
مط يحيى ذراعيه بكسل وهو يقول بغطرسة، : يفتح الله مش عايز، يا لا امشي وأنا هكلم حودة يوصلك لبيتكم
- وماما
ببرود قال: الأعمار بيد الله، مـ.ـا.تدوشنيش بقى...
- أنت عايز تذلني ليك وتخليني أترجاك عشان يبقى فلوس العملية قصاد إني أكون ليك أنت مش واخد بالك إنك كدة بتساومني أو بمعنى أصح بتشتريني
- عادي هي أول مرة...
كلامه سهم حاد اخترق قلبها الخائن الذي لا يدق سوا له، ولا يضعف سوا أمامه هو...
كاد أن يزيد بالكلام الجارح إلا أن لمعة عينيها الحزينة جعلته يتراجع وهو يقول بقبول
- هاااا قولتي إيه بالمساومة دي
- الله. أنت مش قلت يفتح الله.
- وأهو غيرت رأيي صعبتي عليا، ردك إيه دلوقتي موافقة ولا لاء
- موافقة
رفع حاجبه بخبث وقال: على إيه؟ عايز أسمعها منك عشان لو مغـ.ـصو.بة مش عايزك
- موافقة اني أكون ليك ومراتك
ابتسم بغرور لا آخر له ثم نهض من مكانه وذهب و وقف أمامها وهو يقول بتعمد أن يجـ.ـر.حها بعدmا حاوط خصرها بقوة وقربها منه ونظر الى قميصه
- افتحي الزراير عشان أتأكد إنك مش مغـ.ـصو.بة وجيالي بمزاجك.
رجفت شفتيها باختناق وهي ترفع يديها لتفتح زر تلوى الآخر وهي تحاول أن تتجاهل نظراته التي كانت تخترقها كالليزر...
لم تنجح بفتح سوا زرين فقط من شـ.ـدة تـ.ـو.ترها...
أغمضت عينيها برعـ.ـب عصف بها من كل الجهات ما إن شعرت بمنحنيات وجهه تلتصق ببشرة عنقها ليحرقها بأنفاسه الحارة
حاولت أن تضغط على نفسها لتقبل هذا الوضع إلا أنها لم تتحمل قربه هذا، لتعود إلى الوراء بعدmا دفعته عنها وهي تقول
- لاااا لالا مش عايزة أرجوك.
ارتد للخلف من أثر دفعتها له وهو يضحك عليها بسخرية ممزوجة بمرارة الرفض...
أخذ ينزع قميصه عنه تماما ثم حاوط وجنتيها بعنف ما إن وجدها تريد الفرار منه وهو يقول: أنتي اللي وافقتي وأنا مستحيل أرفضك أو أكـ.ـسر بخاطرك لو على مـ.ـو.تي.
نظرت الى بؤبؤ عينيه الغاضب وسرحت بأفكارها ولم ترد عليه وكان عقلها بدأ يعمل الآن، هذا الذي أمامها مجروح، يحيى مجروح منها حتى النخاع وهذا هو سبب غضبه وانتقامه، وإن كان ماشعرت به الآن صحيح هذا يعني بحبه لها صحيح أيضا
لاااا بالتأكيد لاااا هذا المغرور المدلل لا يعرف سمة الحب ومايتبعه من إخلاص و وفاء هو فقط يريد الحصول عليها ليرد اعتبـ.ـار كبريائه كرجل لأنها رفضته و وقفت أمامه...
أغمضت عينيها بأسى ونـ.ـد.م، فقد تهورت ولم تسمع كلام والدتها والآن يجب أن تدفع ثمن غلطتها معه ف الآخر عرف كيف يجعلها ترضخ له بإرادتها
ولكن هناك سؤال بداخلها لما لا ينقض عليها ويأخذ مايريده منها بكل سهولة فهو أقوى، أم أنه مايزال يتبع مبدأ وتفكير، الغريب برغم كل مساوئه يرفض فكرة الاغـ.ـتـ.ـsـ.ـاب عنوة
- سرحتي في إيه، قالها وهو يداعب أطراف وجنتيها بأنامله بمنتهى الرقة لتهمس له بتلقائية
- فيك.
يحيى بانتشاء فردها أرضى غروره
- ليه تأثيري قوي عليكي...
بادليني، قالها ما إن وجدها لا ترد عليه ليحتضنها بقوة وما إن رفعت ذراعيها بخمول وحاوطت عنقه بهم حتى اعتصرها وهو يهمس داخل أذنها، شاطرة
دفنت وجهها بحنايا صدره وهي تقول بإحراج وخجل ممزوج بخـ.ـو.ف: على فكرة أنا مجبرة.
- اممممم أنا واخد بالي من الحكاية دي، قالها وهو ينحنى برأسه لها بعدmا أبعد خصلاتها عن وجهها ليلتقط ثغرها بقبلة طويلة متطلبه لا آخر لها.
بعد مرور ساعتين انسحبت من داخل الفراش بقرف من ما حولها وما إن صدح صوت آذان الفجر بالمكان حتى انحنت وأخذت ترتدي ثيابها المنثورة بالأرض ثم توجهت نحو الحمام لتغتسل بسرعة وهي تحاول أن تحارب عقلها بشراسة بأن لا يفكر بما حصل معها منذ قليل
خرجت وذهبت تجلس على السجادة لتؤدي فرضها وما إن انتهت حتى تكورت على نفسها وهي تنظر له من بعيد من وسط ظلام الغرفة الذي بدأ ينكـ.ـسر بخيوط الصباح.
كان ينام بكل براءة و عمق لا يشعر بشيء، بينما هي تتعـ.ـذ.ب وتشعر بالذل والإهانة، تجمعت بمقلتيها دmـ.ـو.عها الحارة فطعم الهزيمة مر، أصر ان يجعلها تنطق حكم اعدامها بنفسها. ألم يقل أنه يحبها أين هذا الحب الآن كيف هان عليه أن يجـ.ـر.حها بأنوثتها...
فعل أشياء كثيرة ليحطم عزة نفسها واستخدm أكثر الأساليب دهاء ليجعلها ترفع راية الاستسلام له بكل ضعف، نعم هي ضعيفة مهما حاولت أن تظهر عكس ذلك فهي لا تقوى حقا على الوقوف بوجهه، بقيت على وضعها هذا أفكارها تأخذها هنا وهناك ليمر بعض الوقت عليها لتنغلق جفونها بنعاس بشكل تلقائي بعدmا تورمت من كثرة البكاء
في مزرعة شاهين اللداغ بالتحديد بوقت الضحى.
كان شبه مستلقي على سريره وهو يسند ظهره بوسادتين فوق بعض بشكل أفقى وينظر باستمتاع الى تلك التي تقف أمام المرآة تمشط شعرها بغضب
أما سيلين ما إن نظرت له من خلال المرآة و وجدت شبح الابتسامة مرسوم على وجهه حتى التفتت له بعدmا رمت الفرشة من يدها بضيق وهي تقول
- أنت بتضحك على إيه ياغشاش.
كلمـ.ـا.تها هذه كانت كفيلة أن تجعله ينفجر بالضحك بصوت عالي أثر غضبها بشـ.ـدة، لتصك على أسنانها بقوة، ثم ذهبت نحو الباب وخرجت من الغرفة تاركة الآخر بموجة ضحكه المستفزة
أخذت تنزل الدرج بانفعال وهي تغمغم بغـ.ـيظ من نفسها كيف وثقت بأن هذا الثعلب المكار من الممكن أن يكون في يوم ما حمل وديع، غـ.ـبـ.ـية سيلين غـ.ـبـ.ـية، عاااااااا.
صرخت بفزع ما إن وجدت نفسها تطير ليرتطم جسدها بكتف عريض معضل، أخذت تنظر حولها بفزع ماذا يجري هنا...
وجدت نفسها محمولة على كتف ذلك الهجين ويذهب بها نحو المطبخ الذي ما إن دخله حتى جعلها تجلس على رخامه البـ.ـارد و وقف أمامها تماما عاري الصدر لا يرتدي سوا بنطال منزلي باللون الرصاصي الغامق، تتساقط على جبينه خصلات شعره المبعثرة.
نظرت له بعدm رضا ثم أدارت وجهها منه بزعل لخداعه لها، شعرت بشفتيه الغليظة تلتصق بأسفل فكها الناعم ولكن لم تعيره أي اهتمام سوا أنها أرادت أن تبعده عنها دون حتى أن تنظر له، ولكن ثبت رأسها بيده وهو يقول بخمول مسكر فقربها كالخمر يثمله
- أصالح حبيبتي ازاي
- إنك تبعد عني
- صعب أو خلينا نقول مستحيل، اطلبي حاجة تانية
- طب وديني أشوف بابا و أوعدك إني هرجع معاك هشوفه بس واطمن عليه...
- لاء، قالها بجمود وهو يبتعد عنها وفتح الثلاجة ليعد الفطور لأميرته الغاضبة
كادت أن ترمي نفسها على الأرض وتخرج من المطبخ لتحبس نفسها بغرفتها إلا أنها قبل أن تنفذ كل هذا وجدت الآخر يلتفت لها ويرمقها بنظرة حادة كالصقر جعلتها تتجمد بمكانها وخاصة ما إن قال بجدية
- خليكي بمكانك وبلاش تخليني أعمل معاكي حاجات تزعلك أكتر ما أنتي زعلانة بس أكيد هتبسطني أنا.
جفلت منه ما إن فهمت مقصده لتبعد نظرها عنه بخـ.ـو.ف وهي تضع خصلاتها المتمردة خلف أذنها. لتلتزم بالصمت بعدها. أخذت تراقبه وهو يجهز الطاولة وما إن انتهى اقترب منها ومسكها من يدها ليجبرها على النزول له لتجلس الى جانبه حول طاولة الإفطار وما إن وضع الشاي أمامها حتى
عادت بذاكرتها للماضي بالتحديد بلوس انجلوس.
عنـ.ـد.ما كانوا يجتمعون حول طاولة الطعام معا بأجواء مليئة بالحب والضحك والشقاوة من طرفها، هذا غير مشاكلها مع والدتها بسبب الغيرة على والدها
ما إن انرسمت صورة والدها أمامها وكيف كان يدللها ويقبل رأسها كل صباح وهو يقول
- الصباح مايبقاش صباح من غير حبيبة ابوها
اللي بتنورهولي بضحكتها الشقية
عند هذه النقطة نزلت دmـ.ـو.عها بأنين ما إن أخذت كلمـ.ـا.ت والدها تتردد على مسامعها بقوة وكأنها تسمعها منه الآن
- سيلينا حبيبتي.
نهضت وهي تصرخ بانفعال بعدmا قلبت الأطباق بغضب: أنا مش حبيبتك ساااامع، أنا مش حبيبتك ولا هكون في يوم حبيبتك...
رجعني لأهلي أنا مش عايزة أكون معاك مش بطيقك ااااانت السبب بكل اللي جرالنا. دmرتنا ربنا ينتقم منك ويحرق قلبك زي ما حرقت قلبي على عيلتي.
- اطلعي فوق على أوضتك قبل ما أعمل حاجة أنـ.ـد.م عليها بعدين، ما إن قالها بغضب أسود وهو يعتصر قبضتيه. حتى تركته و ركضت بسرعة نحو الطابق الثاني لترمي نفسها على فراشها وهي تنفجر ببكاء مرير
اما الآخر بقى بمكانه لم يتحرك وعلامـ.ـا.ت التجهم بوجهه تزداد أكثر و أكثر وهو يفكر بما يجب أن يفعله معها. هذا غير كلام سعد الذي علق برأسه كالمغناطيس لا يعرف لما انشغل تفكيره به الى هذه الدرجة...
نهض من مكانه بعد مدة زمنية قصيرة وصعد خلفها ليراضيها فهو لا يتحمل خصامها وبعدها عنه ولكن ما إن دخل غرفتهم حتى سمع رنين هاتفه يرتفع والذي لم يكن سوا ياسين
ضغط على زر الإجابة و وضعه على أذنه وهو ينظر لتلك التي تدفن وجهها بالوسادة وتبكي. أتاه صوت الآخر وهو يقول بعملية...
- الحاج عايزك أنت ويحيى تيجوا الوكر دلوقتي
- ليه في حاجة
- علمي علمك
- ساعة وهكون عندكم.
- ماشي هروح أبلغ يحيى سلام، ما إن قالها الآخر حتى أغلق الهاتف وهو مايزال نظره معلق بفاتنته الحزينة
ذهب نحوها وجلس الى جانبها وأخذ يملس على شعرها بهدوء ولكن عنـ.ـد.ما لم يرى منها أي ردة فعل انحنى وقبل رأسها وهو يهمس لها
- أنا عندي شغل واحتمال أغيب اليوم كله، خدي بالك من نفسك
رفعت وجهها من الوسادة وهي تقول بصراخ
- يارب مـ.ـا.ترجع
قطب جبينه بخفة وهو يقول
- بتتمنيلي المـ.ـو.ت سيلينا
- أيوة.
- بس أنا مش ناوي أمـ.ـو.ت غير في حـ.ـضـ.ـنك بعد ما أعجز واسناني توقع وشعري يبقى أبيض...
سيلين بصدmة: ليه أنت ناوي تفضل معايا كل ده
- ده أنا حتى ناوي أدفنك معايا بنفس القبر، آخذك كدة بحـ.ـضـ.ـني وألفك بدراعاتي ويرموا علينا التراب
وبكدة هتكوني ليا للأبد و قلبي يطمن إنك مش هتروحي منه
- إيه الحب الغريب ده
- بذمتك الحب ده مش بيرضي غرورك
تغيرت نفسيتها بثانية واحدة وضـ.ـر.بت شعرها بدلال وهي تقول بعدmا رفعت أنفها الصغير.
- احممم يعني مش بطال...
ابتسم لها بخفة ونهض ليغير ثيابه فهو استطاع ان ينسيها حـ.ـز.نها وياخذ منها استجابة والفضل يعود لغرورها الجميل هذا الذي لا يليق سوا بها
علي الطرف الآخر عند يحيى استيقظ من النوم دون
أن يشعر بضيق أو صداع يريد أن يفتك به، والسبب معروف فمسكن آلامه موجوده إلى جانبه أو بمعنى أصح أمامه الآن، هاهي تنام على سجادة الصلاة وهي ترتدي أسدالها الأبيض...
يااا الله كم منظرها جميل وكأنها هدية مغلفة بعثها الرب له، نهض من مكانه وذهب لها ليحملها بين ذراعيه ويضعها على السرير وأخذ يغطيها ثم ذهب نحو الحمام ليغيب بداخله ربع ساعة
وما إن خرج وكاد أن يقترب منها ويشاكسها بحب حتى لفت انتباهه شاشة هاتفه يضيئ وينطفئ سحبه من على المنضدة ليجد عدة مكالمـ.ـا.ت فائتة من أخيه الروحي، وقبل أن يعاود الاتصال أتته رسالة محتواها كان هو القدوم للوكر...
تنهد بضجر واختناق فهو كان يريد أن يقضي اليوم مع محبوبته ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
غير ثيابه ببنطال كريمي مع قميص ماروني قاني ورفع أكمامه إلى ما قبل المرفق يظهر ساعديه القويتين. وترك أول ثلاث أزرار مفتوحة ثم أخذ يمشط شعره الناعم الطويل نوعا ما ثم رش عطره او دعنا نقول استحم بالعطر وما إن ارتدى ساعته بالمعصم الأيسر حتى التفت وذهب نحو تلك العنيدة التي جعلته يفقد صوابه معها ليلة امس ولكنه بالتأكيد ليس نادmا على الإطـ.ـلا.ق لامتلاكه لها، فهي حق مكتسب له وستبقى له لآخر يوم في حياته، فهو لم ولن يحررها من سـ.ـجـ.ـنه ابدا.
خرج من الشقة بأكملها بعدmا أغلق الباب الرئيسي عليها بالمفتاح لكي لا تخرج وما إن وصل أمام العمارة حتى صعد بسيارته وانطلق الى هدفه...
في شقة ام غالية كانت تمسك هاتف ابـ.ـنتها بيدها
ودmـ.ـو.عها تنزل بقهر من عينيها غير آبهة لكلام تحية الذي يسم بدنها وهي تقول
- بـ.ـنتك دي مابقاش حد عارف يلمها، تقدري تقوليلي راحت فين وازاي أصلا تطلع لوحدها من غير مـ.ـا.تقول لحد، ما تنطق ياخليل عاجبك الحال المايل ده.
قالت الأخيرة وهي تلتفت لزوجها الذي رد عليها وهو ينفش ريشه برجولة لا تمت له بصلة
- أقول ايه بس من يومها تعباني معاها وادي أخرتها عيارها فلت
شهقت بعدm رضا: بس كدة هو ده اللي ربنا قدرك عليه بالكلمتين دول ده بدل مـ.ـا.تقوم تقول أغسل عاري بيدي
الأم بفزع: يغسل إيه أنتي كمان هي غالية عملت إيه لكل ده أكيد راحت مشوار الصبح وماهنش عليها تصحيني
- وليه ما تقولي إنها طلعت مع حد وأنتي عارفة وبتغطيلها.
- يالهووووي مع حد هي حصلت تتبلي على بـ.ـنتي قصادي
- اتبلا عليها ليه ضرتي ولا تكونش ضرتي، دي تلاقيها ملفيه حد جوا باطها عشان كدة عايزة تطلق، ما هي من يوم مرجعت وهي متفرعنة ومافيش على لسانها غير إني عايزة أطلق، برأيك ليه بتعمل كدة هو في ست ماشية دغري بتجري ورا خراب بيتها
الأم بحرقة قلب: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي من يوم يومك غلاوية وبتكرهي غالية لأن شبشبها معلم عليكي.
كادت ان ترد عليها تحية بغضب إلا أن صوت طرق الباب قطع عليهم هذا الحوار العقيم، ولكن سرعان ما شهقت وأخذت تضـ.ـر.ب على وجنتيها بتمثيل وهي
تقول ما إن رأت يحيى اللداغ هو الطارق
- يالهووووي يانااااس البت وطت راسنا بالطين وطفشت مع عشيقها وهي على ذمة راجـ.ـل.
قطب يحيى جبينه وهو ينظر لتلك التي جلست على الأرض وتضـ.ـر.ب على فخذيها و وجنتيها بدراما محبوكة لدرجة كاد أن يصدقها. ولكن ما جعل دmائه تشيط داخل أوردته عنـ.ـد.ما وقعت كلمـ.ـا.تها الحقيرة على مسامعه، فهو يعرف بأنها تقصد غلاته بهذا
تجاهلها وذهب نحو أم زوجته التي كانت تجلس على كرسي متحرك وتغطي فمها وتبكي بعجز، خائفة على ابـ.ـنتها من هذا الاتهام الباطل.
جلس يحيى أمامها على إحدى ركبتيه وسحب يدها وقبلها ثم قال بابتسامة: غلا عندي بالحفظ والصون
- عندك؟ ما إن قالتها حتى تجمدت تحية وهي تنظر لهم بصدmة ولكن تحولت تعابير وجهها للضيق عنـ.ـد.ما أكمل بثقة
- شوفي يا أمي أنا بحب غلا ومش عايز أطلقها بس هي عنيدة حاولت معاها كتير ترجع بيتها مانفعش معاها الكلام، فطقت بدmاغي وخـ.ـطـ.ـفتها بالعافـ.ـية طالما مش بتيجي بالزوق
نظرت له بعنين باكية وقالت بترقب
- اذيتها.
كرمش أنفه بابتسامة باهتة وقال
- محدش بيأذي روحه
- خد بالك منها
- في عنيا قبل قلبي
- أقدر أأمنها عندك والا هتخون الأمانة، ما إن قالتها بجدية حتى أومأ لها وقال بصدق
- أفديها بروحي ولا شعرة منها تتأذي
صمتت وأخذت تبكي بعجز لينظر لها يحيى وهو يقول بحيرة: مالك بس ليه العـ.ـيا.ط ده كله
- أكيد هترجع تحرمني منها وهتضـ.ـر.بها وتحبسها
- وعد عليا من اللحظة دي إيدي مش هتترفع عليها
وكلها يومين كدة وهاجي آخدك تعيشي معانا.
ردت عليه بإحراج ورفض: لاء أنا مرتاحة ببيتي هنا
استقام بطوله وأخذ يهنـ.ـد.م ثيابه وهو يقول: نبقى نشوف الحكاية دي بعدين أنا جيت دلوقتي عشان اطمنك عليها، و دلوقتي استأذن لازم أمشي ورايا شغل
- ربنا يفتحها بوشك يابني وينور بصيرتك
ويهديلك مراتك أم دmاغ ناشفة دي
ضحك دون صوت على دعائها الجميل هذا ليمسك رأسها ويقبله ثم ما إن التفت حتى سحب خليل أمامهم من ياقته بإهانة وقال له بهسيس ثعبان غاضب.
- لم مراتك وعرفها مقامها لا حسن أخليها تشحت بالشارع، مش مرات يحيى اللداغ اللي وحدة زيها مـ.ـا.تسواش تلاته تعريفة تجيب سيرتها، غلا الروح
أشرف من الشرف، لمها لحسن أبعتلك اللي يلمهالك لو أنت مش قادر عليها
ختم كلامه وهو ينفضه من بين يديه باشمئزاز منه فهو من صنف أشباه الرجـ.ـال، وما إن خرج حتى نظرت والدة غالية ل تحية وهي تقول.
- شفتي كلامك ماجبش ليكي غير قلة القيمة كنتي عايزة تفضحي بـ.ـنتي بس يا سبحان الله ربك كبير ورد كيدك عليكي بنفس الوقت، و عشان ت عـ.ـر.في اللي يجي ع اليتيم عمره مايكسب
ختمت كلامها وهي ترمقهم بغضب ثم تركتهم وتوجهت إلى غرفتها وهي تدفع عجلات الكرسي المتحرك لتغلق الباب خلفها بغضب منهم.
اخترقت سيارة الهجين بوابة الوكر منطلقة نحو قبو المكان المخصص بتجمعاتهم وما إن توقف أمام هدفه حتى تقدm أحد رجـ.ـال الأمن وفتح الباب له باحترام
نزل شاهين منها بكل ثقة وهو يقف بطوله المهيب ثم توجه نحو الباب ليدخل حتى توقف ما إن تفاجأ بأحد ما يضع ساعده على كتفه وهو يقول
- أومال أنا محدش بيفتحلي الباب ليه ابن البطة السودة والا ابن البطة السودة ماهو مافيش أوبشن تالت.
دفع ذراع الآخر عنه ودخل بعدmا قال بابتسامة بسيطة: لما تبقى الهجين يبقى تتفتحلك الأبواب كلها
- لاااا أنا ماليش بالجو ده بلاها الأبواب كدة أحسن، ما إن قالها يحيى بتراجع مضحك حتى رفع له حاحبه وهو يقول بسخرية
- أومال ليك في الستات بس
يحيى بمراوغة: هو أنت متعرفش
نظر له بترقب: إيه؟
رفع يده وقال: إني توبت إلى الله
- من امتى الكلام ده!
- من النهاردة إن شاء الله.
ابتسم بتهكم وهو يطبطب عليه بقوة شـ.ـديدة جعلته يسعل وهو يقول: ربنا يقوي ايمانك كمان وكمان
- أومال إيه، خاف مني واعملي كل اللي أنا عايزه لا حسن ادعي عليك وأجيبك الأرض
شاهين بتساؤل: عايز أعملك اللي نفسك فيه
- ايوة
- دي سهلة من عينيا، قالها وهو يضـ.ـر.به بكف قوي جبـ.ـار على خلف عنقه ( قفاه ) ليتأوه الآخر بصمت
ثم قال بتذمر: مش قدام الكل يا هجين، احترمني يا اخي مش كدة.
- ما أنا بأحترمك أهو، هو في احترام أكتر من كدة، ختم كلامه وأعاد له الضـ.ـر.بة بقوة أكبر بنفس المكان مما جعل الآخر يغمض عينيه ويفتحها، بدوره أخذ يدلك عنقه بألم وهو يتبعه للداخل
أخذ ينزل الدرج بنشاط وهو يضحك على الذي خلفه يغمغم بعدm رضا لينظر لأخيه الآخر الذي كان يجلس بضجر وهو يقول
- تأخرتم كدة ليه أنا مكلمكم من ساعتين
تقدm نحوه شاهين ليجلس إلى جانبه وهو يقول.
- ما أنت عارف إن دي يادوب مسافة السكة من المزرعة لهنا...
جلس يحيى هو الآخر وقال: وأنا كان في مشوار مهم لازم أعمله قبل ما اجي هنا وماينفعش أأجله
قطع حوارهم هذا صوت سلطان الذي ما إن دخل حتى قال بضيق: ما لسه بدري يا بهوات، كنتم خلتوها لبكرة جايين على نفسكم كدة ليه...
يحيى باستغراب: في إيه لكل ده ياحاج؟
جلس أمامهم تماما وقال بغضب: في إنكم مابقتوش تظهروا إلا لما أبعتلكم دعوة، في بلاوي عاملينها و عايز ليها تبرير مقنع وإلااااا
شاهين بتنهيدة ضجر: بلاش أسلوب التهديد ده اللي ماياكلش مع أي حد فينا، قولي عايز تعرف إيه وأنا معاك، يعني هات المفيد
- سعد الجندي
- ماله
- ازاي تبرأه
- أنا اللي برأته
- ليه! ليه تعمل كدة، سنين وأنا مستني الوقت ده تيجي أنت تطلعه بعد يومين بس.
ياسين بتدخل: قال يعني طلع من السـ.ـجـ.ـن ع المصيف، ده خرج بنقالة عدل ع العناية المركزة
التفت له شاهين بصدmة: امتى ده حصل؟!
ياسين بتوضيح: بص هو قبل مايتحبس كان محتاج عملية قلب مفتوح عشان يبدل صمامـ.ـا.ت القلب اللي عنده كانت مسدودة، بس بسبب الحبس تأجلت لإشعار آخر، و امبـ.ـارح بالضبط وصلتني معلومـ.ـا.ت مؤكدة بأن سعد تعرض لوعكة صحية بعدmا خرجنا من عنده بأقل من خمس دقايق
- عنده ايه؟
- تعرض لذبحتين ورا بعض أدت لجلطة في قلبه مع انسداد الشرايين بشكل تام، يعني باختصار من الآخر سعد دلوقتي مافضلش فيه غير النفس
شاهين بعتاب حاد: وأنا ليه لحد دلوقتي معرفش بكل ده
استدار ياسين إلى يحيى وقال: بعتلك الملف بإيد يحيى من أسبوع كدة مفصل بحالته ومدى خطورة الموقف على حياته لو معملش العملية، و طبعا الكلام ده قبل مايتحبس ب 24 ساعة
يحيى بدفاع عن نفسه بطريقة تجعل الذي أمامه يصاب بشلل رباعي الأبعاد.
- أنا لو حلفتلك إني كنت ناوي أديك الملف بجد مش هتصدقني صح بس اللي حصل لما شفته جاني فكرة جهنمية إنما إيه مـ.ـا.تخرش المياة فقولت استنفع منه وبعدين أديهولك الدنيا مش هطير يعني بس زي ماشايف انشغلت ونسيت
سلطان بتدخل وهو لا يصدق ما يسمع
- يعني سعد موات
ياسين بتأكيد: تقدر تقول كدة...
ابتسم باتساع وعاد يسند جسده على ظهر الكرسي وقال- أهي دي الأخبـ.ـار اللي تفتح النفس بصحيح
شاهين بترقب: فرحت باللي حصله.
رد عليه بتأكيد: ده اللي كنت بتمناه
ليقول يحيى وهو يريد الفرار من كل هذا
- طب طالما وصلت لغايتك يبقى نمشوا احنا
سلطان بانزعاح: تمشوا فين، هي إيه حكايتكم بالضبط، مابقتوش بتتواجدو ليه...
يحيى باستفسار: الشغل ماشي والا لاء
- ماشي زي الساعة
يحيى بضجر: يبقى ده اللي ليك عندنا، وما أظنش هتعوز غير ده لأن كل حاجة أنت عايزها تمت زي ماطلبت.
- لااااا ياحدق لسه فيه، لسه في سيلين، قالها وهو ينظر الى الهجين بحدة ليبادله الآخر بحدة أكبر جعلت الأجواء تتكهرب بينهم
ياسين بتدخل حذر فهو لا يريد أي اصطدام من الآخر: مالها سيلين؟
- اختفت يوم دخول سعد السـ.ـجـ.ـن ومحدش عارف مكانها فين، صمت قليلا ثم وجه كلامه لذلك الهجين، سيلين فين يا شاهين
نطق لسانه بثقة: عندي...
- بتعمل عندك إيه
شاهين برد سـ.ـا.فل
- بلعب معاها عريس وعروسة، ليك شوق بحاجة؟
- طب هاتها هنا نلعب معاك، ما إن قالها بحقارة حتى صدح ضجيج بالمكان على أثر ركلة الآخر للطاولة التي أمامه بانفعال ليتحطم كل ما عليها
فعلته هذه جعلت سلطان يضحك بصوت عالي خصوصا ما إن وجده يرفعه من تلابيب ثيابه
وضع يده على يديه الممسكه به و أبعدها عنه
ثم قال
- ده معناه إنك بتحبها، يعني بقت نقطة ضعفك زي ما كانت نقطة ضعف باباها، و أكيد هتكون هجوم ممتاز لأعدائك وهييجي واحد ياخدها منك زي ما أنت خدتها من أهلها.
- أحرقه بكاز وسـ.ـخ اللي يفكر بس يحط عينه عليها
و أولهم أنت، عارف أنا في حاجة هنا، قالها وهو يؤشر بسبابته على دmاغه ثم أكمل...
الحاجة دي اللي شاكك فيها عارف لو طلع شكي ده بمكانه يعني الكلام اللي سمعته صح وأنت أكيد هتكون عارف بكل ده وساكت، أقسم بالله العلي العظيم لهوريك اللي عمرك ماشفته من الهجين
سلطان بتـ.ـو.تر من جدية الآخر الذي لطالما أوفى بوعوده: أنت بتقول ايه،؟
ليقول شاهين بتجهم وهو يراقب تعابيره بتمعن.
- بنات ماهر فين
- مـ.ـا.تو من زمان، قالها سلطان بعدmا ابتلع لعابه
بقلق ملفت فهو لم يتوقع سؤاله...
رمقه الآخر بشك وهو يقلص حدقتيه: متأكد؟
سلطان بتهرب بصوته العالي
- هو فيه ااااايه لكل ده
استدار برأسه الى اليمين ثم إلى الشمال بحركته المعتادة وهو يقول بطريقة مخيفة للذي أمامه
- رد عليا أنت متأكد إن بنات ماهر مـ.ـا.تو فعلا والااا لاء.
ابتلع لعابه للمرة التي لا تحصى بهذا اليوم، ثم قال بضجر مصطنع يخفي خلفه الكثير والكثير من المخاوف: أيوه متأكد
- حلو الكلام لغاية هنا بسسسس لو عرفت حاجة عكس اللي قولتلنا عليها أو إنك غيرت الحقيقة عشان توصل للانتقام من سعد بالطريقة اللي أنت عايزها صدقني هكـ.ـسر ظهرك ده اللي فارده علينا بإيدي
وهأهد الوكر ده على دmاغك حجرة، حجرة...
قال الأخيرة ثم تركهم وذهب نحو الدرج وما إن صعده وخرج من القبو حتى لحقه ياسين هو الاخر
وهذا ما جعل سلطان يصـ.ـر.خ بغضب سام يكفي أن يقــ,تــل العالم وهو يقول
- بقى أنا الحاج سلطان كبير وكر الأفاعي يتقالي الكلام ده...
يحيى بصراحة: مستغرب ليه هو ده الهجين لا بيخاف من حد ولا يعمل حساب لحد
صرخ سلطان بانفعال كارثي
- ايوة بس أنا اللي ربيته.
يحيى بأسف ساخر: والله ياحاج بعد ما شفت اخواتي اللي هما تربيتك أساسا، نصيحة مني ليك أو اعتبره رجاء خاص بلاش تربي حد بعد كدة كفاية أوي إنك فرعنت الاتنين دول علينا، المقبرة مش ناقصة قــ,تــلى، احنا مابقناش عارفين نلمهم
- أنت بتهزر هو ده وقته.
يحيى بصراحة ممزوجة بترجي مضحك: عليا النعمة من نعمة ربي مابهزر أديك شايف تربيتك بتفتري على خلق الله ازاي، ده قفايا بقى بينور أحمر لوحده من كتر الضـ.ـر.ب اللي بآخده على إيديهم، ارحمنا ياحاج واحرمنا من كرمك ده اللي هيودينا في داهية
- برااااااااااا يا يحيى
في خارج القبو بالتحديد عند القطاع كان ينظر ياسين لأخيه بمغزى ثم سأله باستفهام
- أنت مصدق كلام سعد باللي قاله
- شاكك
- أنت بتتكلم جد
- وجد الجد كمان.
- جد إيه دي كارثة لو كان كلامه صح بس أنا متاكد أنه كـ.ـد.اب عايز يشوشنا
- تؤ مش كـ.ـد.اب
- عرفت ازاي...
- أنا قولت كلامي ده قصاده جوا عشان أخليه ينصدm و يخاف، لو شكي طلع بمحله هيغلط
- طب لو كان سعد كـ.ـد.اب
- هخليه بحسرته أنه يشم ريحة بـ.ـنته أو حتى يشوف ظلها...
- ليه قولتله أنها عندك ليه ما أنكرتش
- و أنكر ليه.
- أنت داخل بصدر مفتوح أوي والحاج ماينفعش معاه كدة، محتاج مسايسة بلاش تقف بوش الريح ماهو مش بالكلام ده أنا وانت عارفين سلطان يقدر يعمل إيه
- ده اللي عندي
عم الصمت بينهما قليلا ثم نطق ياسين بمكابرة وهو يقول: بكرة هيتم الحجز على فيلا الجندي وتم تبليغهم النهاردة الصبح بكدة
- والمطلوب
- عايز أعرف اللي فيه هيروحوا فين
- ايوة اللي هما مين
- ميرال وأمها
- ااايه حنيت.
- لا حنيت ولا زفت كل الحكاية أنها صعبانة عليا...
هتلاقي نفسها بالشارع ده غير لما تعرف باباها مرمي بالمستشفى
- هي لسه متعرفش
- لاء، كفاية عليهم خبر الحجز ده
- أنت ناوي على إيه
- إني أتجوزها رسمي
- إيه اللي غير رأيك
- شفت إن احنا وصلنا للي عايزينه بس شهامتي مش
بتسمحلي إني أديها ظهري وأمشي وخصوصا أنها لوحدها دلوقتي وربنا عالم باللي بتعيشه دلوقتي
- بس تتوقع إنها هترضى ترجع ليك.
- طبعااااا ميرال بتمـ.ـو.ت فيا وده غير إنها ما هتصدق بس أنا لازم أرجعها قبل ما يفوق سعد والا مش هيرضى يرجعهالي...
- يفوق إيه هو أنت مش قولت أنه بيمـ.ـو.ت وإن أمل شفائه معدوم
- قولت كدة قصاد سلطان بس بالحقيقة أنا دفعت تكاليف العملية وهتتعمل ليه الليلة
شاهين بضيق من تصرفه هذا: ومن امتى ياسين بيعالج قـ.ـا.تل أهله بنفسه
- اعتبرتها حالة انسانية.
- كلامك ده اضحك فيه على غيري، أنت بتعمل كل ده عشان تلاقي حاجة حلوة تقولها قصادها بأنك عملتها
- طب ليه ما تقول أنه لازم يعيش عشان يتعـ.ـذ.ب لأن هدفنا من كل ده أنه يتعـ.ـذ.ب ببناته مش يمـ.ـو.ت...
- خداعك ده مش عليا
- أنت عايز توصل لأيه بالضبط
- للي جواك...
- ما فيش حاحة جوايا، غير اللي قولته...
- رايح فين، قالها باستفسار ما إن وجده يذهب ليرد عليه الآخر بغضب: رايح على جهنم الحمرا.
- أول مرة أعرف إن جهنم الحمرا بتكون بفيلا الجندي
التفت له ياسين وهو يتنفس بعصبية ليبتسم شاهين عليه ببروده المستفز وهو يضع إيده بجيوب بنطاله
حركة أخيه هذه جعلته يشتعل وينطفيء في آن واحد، تركه وذهب نحو سيارته وانطلق بها قاصد تلك التي لم يراها منذ يوم الحادث المشؤوم
علي الطرف المقابل.
كانت تقف على السطح ونظراتها البـ.ـاردة التي لا روح فيها تنظر الى الشمس الذهبية وهي تميل لتعطي الشفق ذلك اللون الناري الذي يغزو السماء بوقت اقتراب الغروب
رمشت ببطئ بجفنيها ما إن مرت بها نسمة هواء بـ.ـاردة جعلت خصلاتها تداعب بشرتها الشاحبة
ولكن ما إن غطى شعرها وجهها بالكامل حتى رفعت وجهها للأعلى وهي تترك روحها قبل جسدها للهواء العليل هذا...
بقيت على وضعها هذا ثواني معدودة ثم أخذت تحرك رأسها بإتجاهين معاكسين لتحرر وجهها من هذا الظلام الذي اكتساها لوهله...
لتمشي بضياع نحو سور السطح الخشن وأخذت تمرر أناملها على أعلى اطرافه وهي تنظر إلى الحديقة المحاطة بمنزلهم من كل الجهات...
صوت تذمر أختها ومشاكستها أخذت تتردد على مسامعها وابتسامة والدها المحبة لهم انرسمت أمامها، بدأت تعصف بها مواقف كثيرة جمعتهم بها.
بركان يغلي بداخلها ولكن الجليد الذي يغلفها يمنعها حتى من البكاء، تريد الصراخ ولكن هناك صخرة ضخمة تجثو على صدرها تجعلها كالمخـ.ـنـ.ـوقة لتصبح بنهاية المطاف جثة تتنفس...
قيود تقيد جسدها وروحها تتمنى أن تتخلص منها ولكنها لا تقوى على فعل ذلك وكأنها فقدت الأرادة على ردات أفعالها...
التفتت لوالدتها التي وقفت إلى جانبها وأخذت تملس على شعرها بحنان ودmـ.ـو.عها تزين وجنتيها وهي تقول بغصة.
- ميرال كفاية تعـ.ـذ.بي أمك كدة مش كفاية أبوكي واللي حصله، مشششش كفاية أختك اللي هتجنن وأسمع صوتها وأنا قلبي زي النار عليها ياترى حالتها إيه وهي بإيد اللي مابيخافش من ربنا
- قولتلك بلغي البوليس
- أبلغ إيه بس أنتي ماشفتيش لما فكرت أعمل كدة قل مني وقالي لو عايزة سلامتها اسكتي
- وأنتي ما صدقتي وسكتي
- عايزاني أعمل إيه فجأة كل حاجة طارت مني.
والله ما أنا عارفة أتصرف، تهت بينك وبينهم وبين اللي هيحصلنا، أنا محدش اتكـ.ـسر قدي، انطعنت من كل الجهات. جوزي وبناتي وبيتي اتهد على دmاغي حتى الفلوس طااارت بقينا ع الحديدة، وبكرة لازم نسيب هنا، قوليلي أعمل إيه انصحيني وعيني، أنا دلوقتي بأصعب موقف يمر عليا بحياتي لازم أكون قوية بس مش عارفة أكون قوية.
نظرت لها ميرال قليلا ثم قالت: ليه كل الزعل ده بابا هيخرج والفلوس هتتعوض. والبيت هنلاقي أكيد مش هنفضل بالشارع ولو على سيلين مـ.ـا.تخافيش شاهين بيحبها و مستحيل يأذيها أو يسمح لحد يأذيها
داليا بو.جـ.ـع: بيحبها؟ طب ما أنتي أخوه كان بيحبك و آدي النتيجة قصادي أهي بتتكلم وكأن كل شئ بيحصل عادي...
ردت عليها بطريقة مـ.ـجـ.ـنو.نة: لالا لاء أنا غير عنها، هو كان بيلعب بيا فحبيته شفتي هبلي فهو يقوم يعمل ااايه يا ست مامي، يغدرني ويطعني بظهري شفتي ندالته لاااااا أكيد مش هتشوفيها زي ما أنا شوفتها وقتها ف انا ايه بقى كرهته وووو
بس، هي دي كل الحكاية
- ميرو حبيبتي ياقلبي أنتي. ليه مش راضية تقوليلي هو عمل فيكي إيه، فضفضيلي مش هتلاقي حد يفهمك زي.
ردت عليها برفض قاطع وحقد على نفسها قبل غيرها: لا طبعا مستحيل أفضفض لحد! عارفة ليه؟! عشان مايخفش و.جـ.ـع قلبي لأني أستاهل كل اللي يجرالي، أنا اللي جبته لنفسي
الو.جـ.ـع اللي بحسه من يومها مش عايزاه يخف ولا حتى شوية بالعكس ياريت يزيد عشان كل لما أحسن فيه أكتر وأعيش تفاصيله أكتر هقسى أكتر...
- أنتي كدة بتعـ.ـا.قبي نفسك
- ايوة، أنا أستاهل.
اقتربت منها وحاوطت وجهها الجميل بكفيها وهي تقول بانفطار قلب أم: ميرال حبيبتي أنتي مجروحة واللي أنتي في ده صدmة واااء
قاطعتها وهي تصحح لها معلومتها
- قصدك خذلان يعني خيبة أمل.
لتقول داليا بتعب نفسي وهي ترى فلذة روحها هكذا، : ايه رأيك تزوري طبيب نفسي يساعدك بالمرحلة دي وأوعي ترفضي زي ما كل يوم تسبيني وتمشي، أنتي مش طبيعية ميرال بلاش نضحك على نفسنا أنتي لو كنتي طبيعية بجد كنتي ماوقفتيش زي التمثال تشوفي الزفت التاني بياخد أختك قصاد عينيك وماحاولتيش حتى تصرخي أو تمنعية من كدة. جيت ولاقيتك قاعدة عادي ولا كإن حاجة حصلت و ده غير إن باباكي سحبوه قصادك. وده بردو ماهزش فيكي شعرة...
- ياريت لو تيجي على إني مش طبيعية وبس. أحب أقولك ع التقيلة بقى، أنا اند.بـ.ـحت بسكينة تلمة بطريقة مش ممكن حد يتخيلها، عارفة لما حد يمسكك من إيدك ويرميكي لكلاب السكك عشان تتعشى فيكي أنا حصل معايا كدة، من وقتها مـ.ـا.تت مشاعري مش قادرة أحس فيكم، صدقيني والله ما قادرة...
يعني دmـ.ـو.عك دي مابتأثرش فيني، عايزاني أمنع السوء عن سيلين! ما كنت منعته عني أنا أضعف من أعمل كدة، عايزاني أعيط على حبس بابا، طب ما أنا اتحبست جوا موقف من أبشع المواقف و مش قادرة أعديه، ولا حتى أشيله من دmاغي حتى وأنا نايمة بشوفه، مـ.ـا.تطلبيش المساعدة من واحدة مش قادرة تساعد نفسها.
ضـ.ـر.بت داليا يديها ببعضهما بقوة وهي تقول بصوت عالي: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يااارب وريني يوم باللي وصلهم للحالة دي
أبعدت ميرال نظرها عن والدتها التي رفعت يديها للسماء وأخذت تدعي ربها بتضرع شـ.ـديد تشكوه ما تعيشه الآن
أما ميرال قطبت حاجبيها بتركيز ما إن لفت نظرها انفتاح البوابة ليظهر من خلالها سيارة آخر شخص تريد أن تراه الآن...
نظرت الى الأسفل وركزت به ما إن نزل من سيارته.
ونزع نظارته الشمسيه وهو يرفع رأسه نحوها لتلتقي نظراتهم من بعيد بعد غياب طويل...
وجوده الآن أمامها جعلها تعيش معاناتها التي عاشتها معه بكل حذافيرها ولكن هذه المرة بصورة أقوى جعلها تفوق من ما هي فيه، تحولت عينيها بالتدريج من الجمود إلى الاحمرار والحدة ليتشنج فكها بشكل تلقائي وهي تكز على أسنانها ليرتفع صوت تنفسها بقوة وكأنها تريد ان تنقض عليه من مكانها هذا...
أيام مرت عليها وهي كقالب الثلج ولكن هو الوحيد ما إن وقف أمامها جعل جليدها هذا كله يذوب ويظهر خلفه براكينها...
- ده ايه اللي جابه هنا، قالتها داليا بانزعاج وهي تقف إلى جانب ميرال التي تركتها ونزلت تركض بأقصى سرعتها تريد فقط الوصول له...
انتهت من الدرج العلوي لتصل الى الطابق الثاني لتواصل نزولها دون أن تتوقف غير آبهة بوالدتها التي تناديها وتنزل خلفها بسرعة تريد فقط أن تجاريها ولكن هيهات ف الأخرى كانت تجري كالطلقة...
أخيرا انتهت من الدرج و وصلت الى بهو الفيلا لتستثني طريقها بهرولة سريعة وفتحت الباب الداخلي و خرجت متوجهة نحوه بسرعة البرق ودون أدنى تردد رفعت يدها الى أقصى علو وصفعته بكل قوة جـ.ـسمانية لديها ما إن وصلت له.
↚خرجت متوجهة نحوه بسرعة البرق ودون أدنى تردد رفعت يدها الى أقصى علو وصفعته بكل قوة جـ.ـسمانية لديها ما إن وصلت له
كادت عينيه تخرج من محجريها من شـ.ـدة اتساعهما بصدmة من فعلتها هذا ولكن قبل أن يبدي أي ردة فعل أخذ يعود الى الخلف بتراجع فهي اخذت تضـ.ـر.به بقبضتيها على صدره بكل قوتها وتدفعه نحو البوابة.
قطب جبينه بتألم من ضـ.ـر.باتها ياااالله من أين أتت بكل هذه الطاقة، نفذ صبره معها ليمسكها من معصميها بإحكام يريد أن يقيدها بأحضانه وما إن نجح بذلك حتى جن جنونها وأخذت تصرخ بأعلى درجات صوتها بغضب وهي تعافر كالسمكة للخلاص من شبكة صيادها...
حاول أن يهدئها وهو يقول بترجي واضح على ملامحه: ميرال، ميرال اهدي واسمعيني.
حبيبتي اسمعيني بس، كان يتكلم وهو يريد فقط أن تصغي له ولكن عن أي إصغاء يتحدث هذا فهي الآن ترى شياطين الجن والأنس تتراقص أمامها...
أراد فقط أن يدفن وجهه بعنقها وإن كانت ترفض قربه هذا فجبروت حنينه لها جعله متعطش لرائحتها ولدفئها يريد حقا أن يظمأ منها ولكن قبل أنا ينفذ هذا وجد هناك أكثر من شخص يسحبه عنها بقوة كبيرة جعلته يحررها مرغما وما كان هؤلاء سوا الحرس الأمني للفيلا التي استدعتهم والدتها ما.
إن وجدت الأمر تأزم بينهما
أخذو يسحبوه نحو البوابة وهو يقاومهم ويصـ.ـر.خ بهم أن يتركوه فهو يريد فقط أن يتحدث معها وما إن نجح من التحرر منهم حتى وقفت أمامه داليا وهي ترفع سبابتها بوجهه وتقول بانفعال...
- انت ايه اللي جابك هنا، عايز من بـ.ـنتي ايه، مش كفاية اللي حصلها بسببك...
- أنا عايز أكلمها بس
- مافيش كلام اطلع براااا.
- أنا جاي أصلح اللي حصل و أتجوزها رسمي وأعملها أحلى فرح، عايزين إيه أكتر من كدة، ما إن قال الأخيرة بتكبر وكأنه بعرضه الذهبي هذا سيجعلهم يصلون الى عنان السماء من الفرحة أو أنهم سيقبلونه فرحا، ولكنه لا يدري بأن كلمـ.ـا.ته هذه جعلت ميرال التي كانت مـ.ـا.تزال تقف بمكانها وتنهج بغضب، تنظر إلى سيارته البيضاء الفاخرة التي أتى بها تارة ثم عاودت نظرها بحقد عليه تارة أخرى...
و بحركة غير عقلانية تحركت قدmيها بشكل آلي دون تفكير وكأن عقلها أغلق أبوابه وأعلن انسحابه ليتركها بين أمواج عـ.ـذ.ابها الذي تجرعته من معـ.ـذ.بها
دخلت الى المخزن الموجود بالحديقة الخلفية لتخرج منه بعد ثواني وهي تجر بيدها اليمنى جركن كبير باللون الأصفر ملييء بالبنزين وبيدها الأخرى علبة صغير من الكبريت.
وصلت أمام سيارته غير آبهة بكلامه الغير مجدي مع والدتها الغاضبة، فتحت الجركن ورمت غطائه بعيدا بإهمال وحملته بصعوبة على متنها وأخذت تسكبه بغل على سيارته باهضة الثمن...
مما جعل ياسين يقطع حواره وينتفض بفزع من ما يرى الآن اخذ يركض نحوها وهو يصـ.ـر.خ بها خـ.ـو.فا عليها: الله يخرب بيتك يامـ.ـجـ.ـنو.نة هتتحرقي كدة.
ولكن ما إن اقترب منها حتى شهق بصوت رجـ.ـالي عنيف عنـ.ـد.ما وجدها رمت على وجهه البنزين بكل غل لاااا لا لم ترمي عليه فقط بل جعلته يستحم بهذا السائل الخطير من رأسه حتى أخمص حذاءه
مسح وجهه بيده وأخذ يعود للوراء بسرعة وهو يقول بفزع أكبر ما إن وجدها تحرق أحد عيدان الكبريت
- ميراااااال ابعدي عني الوقت ده ااااابعدي...
بلاش، ما تحرقيش قلبي عليكي بالشكل ده
ميرااااال،!
صرخ بالأخيرة بجنون فهو لا يعرف ماذا يفعل وهو يراها تقف أمامه ببرود قـ.ـا.تل ولكن حدقتيها كانت هي الشيء الوحيد الذي يعكس مابداخلها من حقد له وهو يعكس لهيب عود الكبريت الذي بيدها و ما إن ينتهى وينطفئ حتى تعاود احراق واحدا آخر غيره بسرعة قبل أن يمسكها الحرس ويمنعوها من ما تريد فعله
نظر ياسين بمغزى لرئيس الأمن الذي بجانبه ثم أخذ يذهب إلى الجهة المقابلة لها وهو يقول بمسايرة.
- بصيلي هنا أنتي عايزة تحرقيني أنا صح، تعالي احرقيني أنا قدامك أهو، يالا مستنية إيه...
تعالي...
قال الأخيرة وهو يتوجه نحو حوض السباحة دون أن يشعرها بذلك...
ظن أنها تهدد فقط أو أنها تريد أن يخاف عليها ولكن لا يعرف بأن التي أمامه الآن قد مـ.ـا.ت قلبها على يديه هو فهي كانت تنظر له بمقت شـ.ـديد، قطبت جبينها بانزعاج ما إن وجدته أخذ يقترب منها ببطئ بهدف أن يخدعها فهو متأكد بأنها يستحيل أن تؤذيه هو بالذات هو حب حياتها الذي امتلك قلبها وروحها ف بالتأكيد لا تقوى على فعل ذلك به فهو يعرف مدى رقتها وعشقها له.
ولكن بحركة غير متوقعة منها رمت عود الكبريت المحترق عليه بمنتهى البرود لتشب النار فيه بأقل
من جزء من الثانية، كتفت يديها وأخذت تنظر له كيف أصبح كالجمره المشتعلة دون أن يرف لها جفن، وصراخه الآن يصلها كالمعزوفة التي تطيب جروحها ولكن لم تستمتع بذلك المنظر كثيرا فبلمح البصر.
وجدته يركض نحو البسين ويرمي نفسه به ليطفئ ناره على الفور وما إن نجح بذلك حتى قتمت نظراتها بانزعاج و ذبلت معانيها لتمط شفتيها بضجر فقد فشلت بهذا ايضا يااااالله كم هي فاشلة لم تنجح حتى في هذا
التفتت الى والدتها التي مسكتها من كلتا ذراعيها وأخذت تهزرها بعنف وهي تصرخ بها بانفعال
- ااااانت ايه اللي هببتيه ده...
أبعدت يدي والدتها عنها وهي تقول بعدmا ألقت نظرة الى ذلك الذي خرج من حوض السباحة بمساعدة الحرس الذي تجمعوا حوله وأخذو يتصلون بالأسعاف ما إن وجدو بعض الحروق منتشرة بجسده ولكنه منعهم من ذلك بأشارة من يده
- عملت ايه يعني ماهو زي القرد أهو، بعدين خايفة ليه، الناس العرة اللي زيه مابتمـ.ـو.تش بيفضلوا قاعدين على قلبنا. كاتمين على نفسنا.
ختمت كلامها واستدارت وذهبت لتتركهم خلفها مشغولين بذلك.
النكرة من وجهة نظرها ولكنها توقفت ما إن ناداها وهو يمسك صدره بتعب ويتأوه بصمت بين الحينة والأخرى. نعم هو لم يحترق سوا ثواني ولكن تركت النيران آثارها على بعض الأماكن بصورة واضحة
- مش هتطمني عليا أو تعتذري طب مش خايفة أبلغ عنك...
عادت إليه وما إن جلست أمامه على إحدى ركبتيها ونظرت إلى عينيه بقوة حتى قالت بتحدي
- عارف نمرة البوليس ولا اديهالك، ولا أقولك لو راجـ.ـل اعملها وبلغ فعلا. خليك في يوم قد كلمتك...
رفع حاجبه بغـ.ـيظ فهذه التي أمامه يستحيل أن تكون زوجته التي يعرفها: بلاش تستفزيني وتطلعي وسوء ما عندي
مالت برأسها قليلا وقالت برفعت حاجب: هووو في اسوأ من اللي شفته منك، ده أنت اخدت اليلفل بالوساخة...
نهضت من وضعيتها هذه واستقامت بطولها واكملت وهي تنظر له من العلو هذا، تعرف أنا مش هلومك لأني أنا السبب بفرعنتك دي. مااااهو لما تحب حد وتديه أكتر من قيمته بظن نفسه ذيب من كتر كرمك ليه مع انه في الحقيقة حتت كـ.ـلـ.ـب ولا يسوى.
صرخ بها بانفعال ما إن تركته وذهبت وكأنه لا يعني لها شئ وهذه النقطة بالذات آلمته أكثر من جروحه التي تغزوا جسده الآن، أخذ يكز على أسنانه وهو يصمت بألم فحالته الان لا تسمح له بالمجادلة أكثر
تحامل على نفسه وهو يسند ثقل جسده على ذراعيه لينهض من مكانه وما إن نجح بذلك بعد معاناة حتى توجه لسيارته التي لا يعرف كيف سيذهب.
بها بعدmا اغرقتها تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة بالبنزين ولكن قبل أن يكمل طريقه. التفت الى داليا التي كانت تراقبه بكره واضح
ياسين بصوت باهت
- سعد خرج من السـ.ـجـ.ـن
تغيرت 180° ما إن سمعت هذا الخبر وهي تقول بفرحة: بجد، طب هو فين ما رجعش ليه
أومأ لها و أكمل بالمستشفى وزمانه دخل العمليات
ضـ.ـر.بت صدرها بخـ.ـو.ف على شريك حياته وحبيبها الأبدي: عمليات،! ليه هو ماله حصله إيه وليه احنا منعرفش ده، قولي اسم المستشفى إيه.
- روحي نادي لميرال و تعالي عشان أخدكم ليه وبالمرة اعالج نفسي
- ماشي، قالتها وهي تدخل بسرعة لتغيب بالداخل مايقارب الربع ساعة، جاعله ذلك الذي يتلوى بألم شـ.ـديد يحاول أن يداريه عنهم ولكن منظره كان كارثي حقا بالكاد يقف على قدmيه
منظره هذا جعلت تلك التي خرجت مع والدتها تبتسم بشمـ.ـا.ته لتقول للسائق ما إن وصلت الى سيارتهم
أخدت العنوان منه
- أيوه ياهانم في المستشفى الأهلية.
- طب كويس، هات المفاتيح بقى، قالتها وهي تمد يدها له لتأخذها منه وما إن صعدت خلف الموقد والى جانبها والدتها حتى أنزلت زجاج النافذة التي بجوارها ونظرت بطرف عينيها ل ياسين الذي كان ينظر لها باستغراب من تصرفها هذا فهو لأول مرة يعرف بأنها تجيد القيادة، خرج من شروده بها وهي تقول
- ابقى اسبقنا بتاكسي لأن هدومك متبللة وريحتك بنزين و ممكن تصدعني و أكيد ده مش هيرضيك
سلاااام.
قالت الأخيرة وانطلقت بسيارتها من أمامه بكل ثقة وما إن خرجت من البوابة حتى ذهب بغضب الى سيارته ليلحق بها برغم خطورة الوضع عليه إلا أن صدmته منها جعلته يضـ.ـر.ب كل شيء عرض الحائط
عند غالية بدأ يومها ما إن استيقظت في الصباح ولم تراه موجودا معها حتى أخذت تبكي بحرقة قلب، هذه فرصة للإختلاء بنفسها فهي تريد أن تخرج كل مافي جعبتها من حـ.ـز.ن وكبت...
زاد بكائها وهي تحتضن نفسها بوسط سريرها لاااا تريد هذه الحياة، لم يكن هذا تخطيطها لمستقبلها. كل شئ حصل معها عكس ما كانت تحلم به...
تريد الخلاص من كابوسها الذي رماها به خالها ولكن كلما ارادت الابتعاد عنه وجدت نفسها تغطس بالوحل أكثر وهذا الكابوس ليس سوا ذلك الكائن المغرور المتغطرس الذي عجزت عن التعامل معه.
عضت شفتيها بقوة حتى نزفت وشعرت بطعم الدmاء بفمها ما إن أعاد عقلها صور مفصلة عن ما حدث معهم ليلة أمس. يا الله حتى ذاكرتها لم ترحمها الآن وأخذت ترش الملح على جروحها الملتهبة
نهضت بقهر ونزعت عنها الأسدال وأخذت تنزع الفراش عن السرير بغضب، تريد أن تتخلص من كل شئ كان شاهد على انكسارها.
ومن هنا بدأت حملة التنظيف التي أمتدت لساعات طويلة لم تفطر أو حتى تتغدا لا تريد شيء سوا أن ترتاح ذهنيا ولكن من أين تأتي الراحة وهي بهذا العناد ترفض واقعها وبشـ.ـدة ولكن ما باليد حيلة
انتهت أخيرا من تلميع كل زاوية بالشقة لم يتبقى سوا خزانة زوجها المبجل، توجهت نحو الدولاب وأخذت تخرج كل ما فيها لتمسحها وتعيد ترتيبها.
مرة أخرى ولكن ما إن حملت ثيابه بين يدها حتى أغمضت عينيها بتخدير عنـ.ـد.ما غزت رئتيها رائحة عطره لم تعي لنفسها وهي ترفع أحد قطع ثيابه ليسقط الباقي عند قدmيها وهي تستنشق مـ.ـا.تمسك بين يدها بقوة كالمدmنين...
نعم! لا تنكر بأنه وسيم لدرجة لا توصف وأي فتاة تتمنى أن تكون بمكانها، ولكن الشكل ليس كل شيء، كادت ان تبعده عنها ولكن قبل ان تفعل ذلك سمعت صوت آخر شخص تتمنى أن يراها بهذه الموقف.
- الله ده أنتي طلع حالك من حالي أهو، أومال ليه بتتقلي عليا
فتحت عينيها بصدmة لتراه يقف أمامها تماما وهو يكتف ساعديه أمام صدره العريض وينظر لها بمكر خبيث بعدmا غمز لها مما جعلها تنزل يديها بإحراج وهي تقول بعدmا ارتدت قناع اللامبالاة
- بلاش خيالك يصورلك حاجة ترضي بيها غرورك
يحيى بمشاكسة محبة
- بجد، أومال اللي أنا شفته ده ايه؟
- كنت بنظف و عايزة أغسل الهدوم وكنت بشمهم عشان أعرف النظيف من اللي محتاج غسيل حتى شوف ده في ريحتك يعني ملبوس قبل كدة...
ما إن قالت جملتها الأخيرة وهي ترفع ما بيدها له حتى تجاهل هذا واقترب منها ليضع كف يده خلف ظهرها ليضغط عليه باتجاهه لتكون بالمعنى الحرفي بين ذراعيه ثم أخذ بهمس ماكر ونظره معلق على شفتيها التي ترتجف بشكل طبيعي يفقده صوابه
- مركزة أنتي بريحتي هااا.
نظرت له غالية وهي على وشك البكاء من شـ.ـدة خجلها: أنت شكلك مش مصدقني خد حتى شم بنفسك
- لاء أنا عايز أشمك أنتي يازهرتي، قالها وهو يدفن رأسه بعنقها وأخذ يتأوه براحة بعدmا اعتصرها بقوة بين ذراعيه، يريد أن يحطم أضلاعها لتنـ.ـد.مج بأضلاعه...
أما غالية كانت تحاول أن تبعد نفسها عنه ولكن ما إن فشلت بذلك حتى أخذت تضـ.ـر.به على كتفه بضـ.ـر.بات متتالية وهي تناديه باسمه بتكرار وكأن في صوتها صدى
- يحيى، يحيى، يحيى.
ابتعد عنها قليلا ونظر لها بانزعاح من زنها المستمر هذا وهو يقول: نعم!
- ابعد
- بس أنا مش عايز أبعد، ده يرضي مين ده بس يا ربي، أنا عريس ياناس وملحقتش أشبع من عروستي، حسي بيا يحس فيكي ربنا
جـ.ـر.حها لحد النخاع وهو يذكرها بواقعها المرير لتقول باختناق وهي تدفعه عنها
- يحيى ابعد أنا باتكلم جد مش وقت هزارك دلوقتي.
تأفأف كالطفل الصغير بتذمر وقال: والله ربنا هيحاسبك على كل اللي بتعمليه فيا ده والملائكة هتلعنك ليل ونهار...
رفعت حاجبها وقالت بتهكم
- لاااا بجد كويس إنك بتعرف ربنا، طب أنا موافقة أتحاسب بس ياترى أنت ربنا هيحاسبك على إيه و الا إيه...
- ربنا أرحم الراحمين
- أيوه ونعم بالله، بس كمان شـ.ـديد العقـ.ـا.ب.
شحب وجه يحيى ليتركها وأخذ ينزع ثيابه أمامها بوقاحة دون أن يراعي وقوفها أمامه، تحرك نحو الحمام وما إن اختفى بداخله حتى زفرت أنفاسها بتنهيدة طويلة، ثم أخذت تعيد ترتيب خزانته بسرعة قبل أن يخرج
قطبت جبينها وهي تقلص عينيها عنـ.ـد.ما وجدت ملف سقط من الطبقة العلوية ما إن سحبت آخر قطعة منها، انحنت الى الأسفل ورفعت الملف بيدها بحـ.ـز.ن
فهذا ملف والدتها بالتأكيد فهو يشبهه جدا وكأنه هو ولكن، لحظة،!
الاسم ليس اسم والدتها حتى الجنس ذكر،؟!
من ذلك سعد الذي مكتوب اسمه هنا، فتحت الملف واخذت تتصفح بين فحوصاته وما هي سوا دقيقة واحدة فقط حتى اخذت تبتسم بقهر بعدmا
أغلقت الملف بقوة وهي تريد الانفجار حقا، عقلها أخذ يغلي كالمرجل وهو يعيد كيف كان أبتزازه الحقير لها، و كم كانت غـ.ـبـ.ـية...
كيف استطاع خداعها بهذا الشكل المقنع و أستغلها بحيلة بلهاء لدرجة أن جعلها تسلمه نفسها على طبق من ذهب بكامل إرادتها، والآن ذهبت كل تضحيتها هباء، وتلومهااااااااااا والدتها لم لا تتقبله زوجا لها وتعيش معه بشكل طبيعي مسكينه لاااا تعرف مدى تلونه فهو غشاش، مخادع، مكار...
رفعت رأسها نحوه وهي تشعر بالأكسجين قد انتهى من حولها ما إن وجدته خرج وهو يجفف شعره ثم أخذ يرتدي ثيابه للخروج وما إن انتهى من أناقته حتى التفت لها و أقترب منها وهو يركز عليها بنظره ويقول باستغراب: مالك في ايه،؟
صمتت ولم ترد عليه لينحني برأسه قليلا لها ليقابل عينيها الحاقدة ليلفت نظره الملف الذي بين يديها وقبل أن يتكلم بحرف أو يبرر موقفه وجدها
تبصق بوجهه بكل غل بعدmا رمت الأوراق عليه...
فعلتها هذه جعلته يتجمد بمكانه وهو مصدوم بشكل لايوصف. خافت وشعرت بمدى تهورها وفظاعة ما فعلته ما إن لاحظت منظره هذا الذي لن يتكرر أبدا مرة أخرى ولكن هذا لم يدm طويلا فقد أفاق من ماهو فيه.
ليعالجها بصفعة جعلت رأسها يرتطم بالدولاب مما أدى إلى جـ.ـر.ح صغير أعلى جبينها ولكن الذي امامها لم يهتم بتاتا لذلك فقط تحول إلى حـ.ـيو.ان مفترس ليقبض على عنقها بيديه بكل قوته وهو يرفعها منه ليجبرها أن تقف على أطراف أصابع قدmيها وهي تمسك يديه الحديدية بيديها الاثنتين تريد أن تتنفس ولو حتى قليلا...
- أناااااا يتعمل فيا كدة أنااااا إن ماخليتك تبوسي جزمتي عشان أرحمك من اللي هعمله فيكي مابقاش يحيى اللداغ.
كان يصـ.ـر.خ بكلمـ.ـا.ته هذه بوجهها وهو يزيد من إحكامه على حنجرتها، مما جعل الأخرى تشعر بأن هذه لحظاتها الاخيرة و روحها بالفعل تكاد أن تنتزع منها حتى غرزت اظافرها بوجهه ليتركها على الفور بألم وهو يعود الى الخلف لتسقط بجسدها الخاوي على الأرض وهي تشهق بصوت عالي تريد أن تملأ رئتيها بأكبر كمية ممكنة من الهواء...
أما يحيى يريد أن ينزع ملابسه وهو يتكلم بتوعد حاقد.
- صبرك عليا بس إن ماربيتك من تاني و كـ.ـسرت عزة نفسك ومناخيرك اللي رفعاها عليا، شكلي امبـ.ـارح ما عرفتش أكـ.ـسرك صح بس ملحوقه.
نهضت بسرعة البرق من الأرض و ركضت الى الصالة هاربه منه فهي قد فهمت مقصده، لاااا لا لن تهان وتذل مرة أخرى على يده، مع خروجها من غرفتها وجدت صوت جرس الباب يرتفع لتندفع نحوه وهي تلتفت للخلف ما إن وجدت الآخر خلفها يريد أن يمسكها حتى أسرعت بتنفيذ ما تريد وفتحت دون أي تفكير أو حتى تسأل من هناك وكأن ذلك الطارق أنقذها من مـ.ـو.ت محتم...
فتحت غالية الباب على مصراعيه لتتفاجئ بشخص لا تعرفه، أين رأته قبل ذلك...
أما الآخر كان لا يقل ذهولا عنها أخذ يمرر نظره عليها بإعجاب وجوع حـ.ـيو.اني بدأ يسيطر عليه ما إن رآها أمامه كتلة من البراءة بحدقتيها العسلية و وجهها الخالي من أي مواد تجميلية
ولكن ماهي سوا لحظات قليلة لم تتعدى الثلاث ثواني و وجدها تختفي خلف يحيى الذي سحبها من عضدها ودفعها نحو الداخل بغيرة وهو يقول بصدmة ممزوجة بضيق
- أنت بتعمل هنا إيه ياحاج.
نظر إلى الخلف قليلا ثم قال بعدmا عاد ببصره عليه: جيت أقولك على حاجة
ليقول يحيى بانزعاج وغيرة أكبر ف الآخر رأى غلاته دون حجاب أو ثياب مستورة: والحاجة دي ما قدرتش تقولها بالتلفون وبعدين إيه الحاجة دي
ما أنا كنت عندك بالوكر من ساعة بس
سلطان بانفعال كاذب وعتاب غدار
- جرى ايه يا يحيى هو تحقيق ولا إيه ده
بدل مـ.ـا.تقولي اتفضل. وتضيفني حاجة.
- معلش مستعجل عندي مشوار مهم وأنت مش غريب عشان أضيفك حاجة، قالها وهو يخرجه ويغلق الباب خلفه ليسئله الآخر بشكل مباشر فالفضول غلبه هذه المرة
- هي مراتك دي اللي فتحتلي الباب
يحيى بحدة ونبرة تحذير: سلطان مالكش دعوة فيها
- في إيه أنا عايز بس أبـ.ـارك لعروسة ابني هو أنت مش ابني
- لاااا مش ابنك، أنا ابن حـ.ـر.ام وأنت عارف ده.
- امممم تطور رهيب كنت زمان اللي يقولك كدة تدفنه بمكانه دلوقتي بقيت متصالح مع نفسك لدرجة بقيت بتقولها بنفسك
- كنت عايزني بأيه
رد عليه بدهاء قـ.ـا.تل- عايزك ترجع مع مراتك تسكنوا الوكر وليكم الأمان وهديتي ليكم أحلى شقة فيك ياوكر
- المقابل؟
- من غير مقابل
- ده احنا دافنينه سوا
- يعني ايه.
يحيى بذكاء لا يستهان به: يعني أنا لو تعلمت حاجة منك في حياتي هي إني ماعملش حاجة ببلاش لحد إلا لو ليا غاية مع اللي قصادي، ايه هي غايتك ياسلطان من كل ده
- شغل، عايزك ترجع تاني هناك عشان تبقى زي زمان
كل تركيزك وحياتك بشغلك. بس بعد ما طلعت من الوكر مابقناش نشوفك وسايب كل شيء ع الرجـ.ـا.لة هما آه قدها بس المال السايب يعلم السرقة بردو.
يحيى بوقاحة: عرضك ده مش لازمني أنا مرتاح كدة وياريت الزيارة دي مـ.ـا.تتكررش لو عايزني. أنا اجيلك
- مقبولة منك يا أبن اللداغ ماهو ليك حق بردو تخاف عليها بالشكل ده وتحبسها كمان ده طلع رامى الله يجحمه بقبره ليه ذوق عالي يعدل المزاج.
خلاااص مـ.ـا.تكلنيش بعنيك سكتنا أهو بس ما تستعجلش فكر ورد عليا، قالها بعدmا وضع يده على منكبه ثم تركه وذهب إلى المصعد وما إن اختفى من أمامه حتى سحب الآخر شعره الى الخلف ونظر الى باب شقته بغضب من تلك التي تجعله يخرج أسوأ ما فيه.
مرت عليه خمس دقايق وهو على نفس وضعيته هذه يريد أن يهدأ قليلا لكي لا يقــ,تــلها من شـ.ـدة غضبه منها الآن. يريد أن يعود بأدراجه لها ليعـ.ـا.قبها أشـ.ـد معـ.ـا.قبه فهو يستحيل أن يمرر فعلتها هذه وكأنه لم يحدث شيء إلا أنه ما إن تقدm وفتح الباب ودخل لينفذ ما يريد حتى غير مساره الى هاتفه الذي كان يرن بتواصل مستمر بالصالة فهي على مايبدو قد رمت متعلقاته الشخصية كلها على طاولة الصالة ثم حبست نفسها بغرفتها وقفلتها عليها من الداخل...
رد على أخيه بضجر وهو يريد حقا أن يسيطر على أعصابه المشـ.ـدودة: عايز إيه يا ياسين مش وقتك خالص، اقفل دلوقتي وتبقى انااااا
قاطعه ياسين بتعب: اسمعني عايزك تجيني المستشفى
يحيى بتركيز: ليه في حاجة،؟
- لاء مافيش غير إن بـ.ـنت اللذينا ولعت فيا، ما إن قالها بغضب منفعل حتى قال الآخر بتشويش
- مش فاهم، مالك يالاااا أنت شارب حاجة.
صرخ به بو.جـ.ـع: يحيى! مش وقت غبائك دلوقتي، تعالالي ع المستشفى اللي قولتلك عليها بقسم الحروق اوضة 13
يحيى بفزع: ده طلع بجد بقى،!؟ أنت تحرقت بجد
- أومال أنا بكلمك عشان عايز أهزر معاك، انجز يالا
- مسافة السكة، قالها وهو ينهي الاتصال ثم نظر إلى غرفتهم المغلقة وما إن ذهب نحوها حتى ركل بابها بقوة لدرجة كادت ساقه أن تكـ.ـسر من شـ.ـدة الضـ.ـر.بة وهو يصـ.ـر.خ بها بصوت عالي مليئ بالغيرة الشرقية.
- بختك باللي مرمي بالمستشفى يا غلاااا والا كنت قطمت رقبتك بإيدي بقى تخرجي قصاد الراجـ.ـل من غير مـ.ـا.تستري نفسك ماااشي ياغلا ماشي مااااشي بس هرجعلك هروح فين يعني، العقـ.ـا.ب بقى اتنين
ختم كلامه بتوعد وسحب مفاتيح سيارته من ع الطاولة ثم خرج وهو يتصل بالهجين ليخبره بما حصل مع الآخر
في مستشفى الأهلي.
خرج الطبيب من غرفة العمليات وما إن نزع كمامته بتعب حتى نظر بعطف الى داليا التي كانت تبكي بخـ.ـو.ف شـ.ـديد لدرجة أنهأ لاتجرؤ حتى على سؤاله عن وضع زوجها خـ.ـو.فا من رده...
ابتسم الطبيب بإنهاك وهو يقول
- حمد لله على سلامته، عمليته صح كانت كبيرة وخطيرة بس بفضل الله نجحت...
سألته باشتياق لرؤيته: هو هيفوق امتي؟
نظر الى ميرال التي تجلس على مقاعد الانتظار بهدوء وهو يقول لوالدتها التي تنتظر رده على أحر من الجمر.
- يقدر يفوق أول ما البنج ينتهي مفعوله بس ده مش بصالحه أنه يفضل صاحي هيحس بكل الو.جـ.ـع ده فعشان كدة هنخليه نايم يومين تلاته، هيصحى خلالهم شوية بس مش كتير عشان مايتعبش، الراحة مطلوبه جدا بالفترة دي...
- أقدر اشوفه امتى
- تقدري تشوفيه أول مايتنقل أوضة العناية بس من برا، وبكرة تقدري تدخلي ليه
داليا بامتنان: شكرا ليك يااا
أكمل عنها وهو ينظر لها ويقول
- عمر، اسمي الدكتور عمر
- ربنا يبـ.ـارك فيك، تعبناك معانا.
- لا تعب ولا حاجة ده واجبي عن أذنكم، قالها وهو يستأذن منهم بحترام لتنظر داليا إلى ابـ.ـنتها التي كانت مـ.ـا.تزال جالسة على الأرض وشاردة بلااا شيء.
ذهبت نحوها وما إن جلست إلى جوارها حتى سحبتها إلى أحضانها لتحاوطها بذراعيها بحنان فهي أكثر الناس التي تشعر بحالتها النفسية هذه. قبلت رأسها ثم أخذت تحسبن على من فعل بها هذا...
في الطابق الثاني بنفس المستشفى...
فتح الباب ودخل الى أخيه الذي كان مستلقي وملامح التعب والشاش الابيض يغلف صدره وذراعيه...
تفاجأ يحيى لوهلة من منظره هذا مما جعله يتوقف عن إكمال طريقه نحوه بصدmة
- تعالى مـ.ـا.تخافش أناكويس، قالها ياسين وهو يعدل جسده ليكون شبه جالس بعدmا رفع سريره بشكل الكتروني ليناسب وضعيته هذه
سحب كرسي وجلس أمامه وهو يقول بصدmة كبيرة لم يستطع تجاوزها حتى الآن.
- مين اللي عمل فيك كدة. قولي مين وأنا أوعدك إن شمس بكرة مش هتطلع عليه
- ياويلك مني لو لمست شعرة وحدة منها
- منها! هي ست اللي عملت فيك كدة
- تخيل، والله أنا بقيت مسخرة الموسم، ولا لا مش أي ست، دي ميرال بذات نفسها اللي ولعت فيا
أخذ يغمض عينيه ويفتحها أكثر من مرة وهو لا يصدق مايسمع، حاول أن يخفي ابتسامته عنه ما إن استوعب ما قال الآخر ولكن لم يستطع كبتها أكثر من ذلك لينفجر بالضحك بصوت عالي مليئ بالشمـ.ـا.تة.
وما إن سيطر قليلا على نوبة الضحك هذه حتى قال
- والله الستات دول طلع لازم يتخاف منهم، أنا عندي التوأم بتاعها بالبيت، وقال إيه عايز أرجع أعـ.ـا.قبها ده أنا لازم أبوس إيدي وش وقفا انها ماعملتش فيا أكتر من كدة، ده طلع كرم أخلاق منها والله
- خلصت تريقة
- لو هو خلص أنا لسه مابدأتش أصلا، قالها شاهين وهو يدخل عليهم لينظر ياسين بحدة نحو يحيى الذي قال بتوضيح
- ااايه في إيه مالك ماهو كان لازم أبلغه.
- كنت عايز تخبي عني ليه، قالها وهو يقف أمام سريره ليرد عليه ياسين
ياسين بتحذير جاد: عشان مـ.ـا.تئذيهاش، أوعى تقرب منها أنا عارفك إنه لو حد قرب مننا مـ.ـا.ترحمهوش ولا تخليه يشم هوا تاني يوم
شاهين بتأكيد: صح كلامك، بس دي مراتك أنت أنا أأذيها ليه، بس تعالى قولي قبلها ليه فكرت كدة و ايه يعني حتى لو أذيتها، ااايه معقولة تكون خايف عليها مني بالشكل ده...
- طبعا هخاف عليها منك هي مش قدك.
رد عليه شاهين بتعجب: غريب منطقك يا أخي! مش أنت اللي وصلتها لده كله...
- أنا أأذيها آه، غيري لاء
- شوووف أنا مش هسألك هي ازاي قدرت تعمل كدة فيك والاااا هقولك إنك طلعت غـ.ـبـ.ـي لما حاولت تمثل. حبك ليها حقيقة واضحة زي الشمس من غير مـ.ـا.تحس حتى، ولا هقولك إنك هتشوف أيام سودة على إيديها لأن زي ما أنا شايف بخلقتك المتبهدلة دلوقتي إنك مش هتسيبها مهما عملت فيك...
دي ولعت فيك وبردو همك الأكبر كان ايه شاهين لازم مايعرفش لأنك خفت من ردة فعلي لما أشوفك يمكن إني أأذيها، بس نسيت إني مابتعاملش مع ستات وأنت أكتر واحد عارف ده، حتى سيلينا ماكنتش بمخططاتي جت معايا صدفة...
ليتدخل يحيى بحوارهم هذا باستغراب من ما سمع...
- أنت بتحبها يا ياسين
ياسين بإنكار: لاء
شاهين بجدية: كـ.ـد.اب، أومال عايز تعملها فرح ليه قصاد كل الناس
ياسين بمكابرة: تأنيب ضمير مش أكتر...
يحيى باستغراب مضحك.
- ومن امتى ياسين عنده ضمير...
صرخ به ياسين وقال: ليه هو أنت شايفني حجر
شاهين بتوضيح: تؤ، احنا شايفينك راجـ.ـل من لحم ودm وعنده مشاعره وأحاسيس يقدر يضحك بيها على أي بـ.ـنت تعجبه ويخليها تقع فيه، بس في يوم جا يلعب هوووب لقى نفسه اتلعب عليه من غير مايحس وبدل مايخليها تحبه. حبها هو
ياسين بغضب- ماحصلش
ليقول شاهين بابتسامة: حبيتها يا ياسين
ليقول من بين أسنانه: بقووووولك ماحصلش.
يحيى بتأييد لكلام الهجين: لاء حبيتها أومال ازاي قدرت تحرقك كدة وأنت تسكت وخايف عليها
انفجر بانفعال بهم وقال
- أنا اللي خلتها تفكر بكدة لأنها كانت عايزة تولع بعربيتي وهي واقفة جنبها، عارفين ده معني إيه
إنها هتولع معاها لما تنفجر بوشها، غـ.ـبـ.ـيةةةةةةة
كانت عايزة تولع بنفسها من غير مـ.ـا.تحس، فقربت منها عشان أشتت انتباهها ليا هو ده اللي حصل
عم الصمت بالمكان فهم لم يتوقعو هذا...
نطق يحيى بذهول وهو لا يصدق ما سمع: اديتها فرصة إنها تحرقك عشان هي مـ.ـا.تتحرقش...
شاهين بذهول أكبر من الآخر: مش بقول من الصبح بيحبها، طلعت غلطان ده طلع بيعشقها، قوم يا يحيى ارجع بيتك وخلينا نسيبه الليلة لوحدة يفكر هو عايز ايه بالضبط
ياسين بضجر: أنا اقدر أخرج الحروق اللي فيا من الدرجة الأولى. وأماكن شوية من الدرجة الثانية بس مش خطيرة زي مابيبان يعني بس الدكتور أصر على إني لازم أبقى الليلة هنا.
شاهين بعدm تصديق: والله وجي اليوم اللي نشوفك كدة ده رجـ.ـاله ماقدروش عليك ويترعـ.ـبوا لما اسمك يتذكر وسطهم و دايما يتجنبوا إنهم يزعلوك لأن ردك هيزعلهم أكتر. جت حتة قطة مغمضة علمت عليك، وربنا تستاهل عشان تبقى تسمع كلامي لما قلتلك اللعب مع الستات خطير وبيوجـ.ـع بس مابتسمعش الكلام اشرب بقا بالهنا والشفا
نظر له بضيق وقال: شمتان فيا صح.
شاهين بضحك: جدااااا، ماهو مايوقع بالحب إلا الشاطر اللي عامل نفسه بهلوان زمانه مش كدة يا يحيى
- لااااا بلاش تقلب عليا، أنا مش قد الصد والرد معاكم
أنا هقوم أروح فعلا. وأنت يابختك في كم ممرضة هنا تحل من على حبل المشنقة من يومك يا ياسين تقف وأنت واقف على رجليك
قال كلامه هذا وخرج من الغرفة بسرعة وهو يتأوه ويدلك فروة رأسه بألم ما إن سحبه شاهين من شعره بهزار ثقيل...
ليخرج بعدها منديل أبيض من جيب سترته ومسح يده بها أو مثل بأنه يمسح يده بها ثم أخذ ينظر بعيدا عن كل مايحدث حوله، أما ياسين أخذ ينظر إلى الهجين الذي كان في عالم آخر ونظراته فيها لغز خطير يريد حله
- أنا عارف البصة دي مافيهاش خير أبدا
غير شاهين مسار الحديث وقال بمكر
- عايزها
تنهد باستسلام وقال: أيوه
- أنت تقدر تردها ليك من تاني من غير رضاها
- عارف ده بس أنا عايزها برضاها.
- ماعتقدش إنها هتجيلك برضاها بس على العموم براحتك، أنت ادرى بمصلحتك، يالا أنا ماشي
لو احتاجت حاجة كلمني
- إيه ده أنت كمان هتسيبني أومال أنا كلمتكم ليه
- ااايه صغير ومحتاج داده وأنا معرفش، ماهو أنت زي الفل أهو بتقدر تتحرك عادي ولو احتاجت حاجة في دكاترة وممرضين، أنا لازم أرجع عشان سيلينا، ده أنا سايبها من الصبح لوحدها والوقت تأخر
- تبيعني عشان تبقى مع سيلينك
رد عليه على الفور ودون تردد.
- طبعااااا مافيش مقارنة مابينكم أصلا
- بقى كدة
- و أكتر كمان، لحد عندها وأقولك معرفكش ونقطة ومن أول السطر، سلام...
قالها وهو يخرج من عند أخيه وهو يغلق زر سترته
ليتوقف بمكانه ما إن وجد والدة محبوبته تقف أمامه وهي ترمقه بكره، اقتربت منه بسرعة وهي تقول
- بـ.ـنتي فين
تنهد بضجر وقال: طالما هي جنبي تبقى بالحفظ والصون
- هترجعهالي امتى
شاهين بتملك: انسيها، دي بقت مراتي
شهقت داليا بصدmة: أنت اتجوزتها!
- أكيد، أومال أنا أخدتها ليه...
- سعد هيصحى وهو هيعرف يرجعها منك ازاي
نظر لها وقال بتجريح متعمد فهو يكره هذه العائلة: لا أنتي ولا سعد ولا عشرة زيه يقدروا ياخدوها مني وأنا مش عايز، لما أشبع منها هبقى أرميهالكم بس دلوقتي باعدل مزاجي بيها
- وقح وبتقولها بوشي، قالتها وهي تصفعه بقوة مما جعلت شاهين يعقد حاجبيه بشـ.ـدة وهو يقترب منها لتعود داليا إلى الخلف من شكله المخيف هذا.
رفعت يدها لتحمي وجهها بسرعة ما إن ضـ.ـر.ب الحائط الذي خلفها بقبضته عدة مرات ثم تركها وذهب بيد مجروحه.
- ربنا يحرق قلبك زي ماحرقت قلبي عليها وينتقم منك على كل حاجة عملتها فينا، صرخت داليا بكلمـ.ـا.تها هذه وهي تنظر له من الخلف...
أسرع بخطواته وسلك طريق السلم وأخذ ينزل عليه
وهو يدعك وجهها بين الحين والآخر فهو الآن على وشك الانفجار...
خرج من المستشفى وصعد سيارته وهو يفكر هل كل مافعله هو وأخيه صح أم خطأ، نعم يعلم بأن سؤاله هذا جاء متأخرا، ولكن كلام سعد لايزال يرن كالجرس بعقله عند هنا ولم يستطيع الصبر أكثر رفع هاتفه واتصل بأكثر رجـ.ـال الوكر ثقة ليقول له بأمر غير قابل للنقاش.
- اسمعني ياحودة كويس وركز معايا باللي هقوله بكرة الصبح هيتم الحجز ع فيلا سعد الجندي، عندك الليل بطوله، عايز تروح تجبلي كل الأوراق اللي موجودة هناك سامع كل الأوراق سواء كانت مهمة ولا لاء يعني تقلبلي المكان وتطلعلي المكشوف والمستخبي
- اعتبره حصل ياهجين
- مش عايز أي غلطة كل حاجة توصلني فااااهم...
- مش حودة اللي يغلط ده أنا تربيتك
- هستناك بكرة
- وهو كذلك، أي أوامر تانية ياهجين.
- لاء، قالها وهو يغلق الخط ليمسك الدركسيون بكلتا يده وأخذ يعتصره بين انامله بعنف، كم يتمنى أن يكون سعد كذاب، ولكن ما الحل إن كان صادقا
عند غالية كانت تجلس على الأريكة بالصالة تنتظر قدومه فهي تريد أن تضع حدا لكل مايحدث معهم
تريد أن تصل الى حل. كفى هروب...
أغمضت عينيها برعـ.ـب وتنفست بعمق ما إن سمعت صوت قفل الباب يفتح دلالة على وصوله واقتراب حسابها، شجعت نفسها على المواجهة و أن تتوقع منه أصعب شيء يخطر على الفكر والبال
ولكن رأته على سجية لم تتوقعها أبدا ما إن وجدته
يدخل بهدوء ويتقدm باتجاهها و ما إن وقف أمامها حتى قبض على فكها ثم انحنى لها وقبل وجنتها
بقوة المتها...
ثم حرر وجهها من أنامله واستقام بطوله وقال بأمر
- جهزي العشا لغاية ما أغير هدومي.
أخذت تراقبه بترقب ورهبة فحالته هذه غير متوقعة أبدا وما إن اختفى من مدى نظرها حتى نهضت تنفذ بصمت وهي تترقب العاصفة التي ستهب بها بعد ما سينتهي هدوءه المخيف هذا
ما إن انتهت ونادته للعشاء حتى جلست أمامه بصمت
ليمر بعض الوقت عليهم بسكون لتجده يقول وهو يأكل بانتظام ورقي...
- ت عـ.ـر.في غلاتي أنتي عدوة نفسك.
- ماكنتش أعرف المعلومة دي بس طالما أنت قولت يبقى تمام انت صح أكيد، ماهو زي مابيقوله خخدو الحكمة من أفواه المجانين، قالت جملتها الأخيرة بينها وبين نفسها
- شكلك لسه زعلانة مني صح، بس مش مشكلة بكرة ترضي...
غالية بضيق: أرضى بأيه ولا إيه بخداعك ليا ولا ازاي ضحكت عليا عشان أقبل فيك بعد ما أوهمتني بمرض امي
- عملت كدة عشان عايزك وأنا اللي بعوزه باخده...
اتقبلي حياتك أنا قدرك ارضي فيه لأني مستحيل اطلقك، ويمكن القدر يلعب لعبته معانا وهتبقي حامل مني، أو نبقي ليه ما يمكن أنتي حامل مني دلوقتي و احنا مش عارفين
انتفضت و نهضت ليسقط كرسيها للخلف وهي تقول بفزع: بعد الشر، أنا أخلف من واحد زيك
صعق من ردها هذا ليقول بخفوت
- وماله اللي زيي
غالية بقسوة: مـ.ـا.تنفعش تكون أب.
تحرك لسانه بثقل: ليه مانفعش
أخذت تعد على أصابعها وهي تقول
- عشان بلطجي أو بمعنى أصح مجرم، خمرجي...
نسوانجي زاني وسـ.ـخ، كل يومين وتالت راجعلي بأثار مقرفه زيك، لا صلاة ولا صوم ولا مباديء ولا أخلاق، اااايه كفاية كدة ولا أكمل
تمعن بوجهها قليلا ثم قال دون غرور دون ثقته التي لطالما اعتز بها: شفتك طفلة بريئة مـ.ـا.تعرفش اللف والدوران مش زي البنات اللي كنت أعرفهم...
حبيتك، وتمنيت إنك تبادليني ولو حتى حبة صغيرة من الحب ده، ويوم مارفعتي قضية الخلع كنت حالف أشرب من دmك بس شاهين اللي عارف بغلاوتك عندي منعني أوصلك عشان ما أنـ.ـد.مش في يوم على أذيتي ليكي...
بس هو ميعرفش إني مستحيل أنـ.ـد.م على امتلاكك في يوم من الأيام، أنا آه فيا كل الصفات اللي قولتيها بس بردو مش هسيبك، وهخلف منك وهيبقى عندك ابن أبوه خمرجي بتاع ستات اللي ضحك عليكي وأخدك بالحيلة...
غالية برفض: مش هيحصل.
رد عليها بأصرار: غـ.ـصـ.ـب عنك هيحصل يا غالية
نطقه لأسمها بالشكل الصحيح الذي نادرا مـ.ـا.تسمعه يناديها بها أرسل إلى جسدها رعشة اجتاحت كل خليه فيها، أما قلبها الأحمق احتج على حالة محبوبها فهو الآن عينيه تفيض بالو.جـ.ـع الذي بداخله على مايبدو كلامها جـ.ـر.حه بعمق هذا غير شرايين عنقه التي كانت واضحه لها
لتقول بتساؤل: ليه حالف إنك تكـ.ـسرني فيك
يحي ب أنانية: لو قربك مني يكـ.ـسرك وماله أكـ.ـسرك المهم أنا ابقى مرتاح.
غالية بقهر: روح يا يحيى ربي
قاطعها بسخرية موجوعة
- هتدعي عليا بأيه أكتر من إني أحب اللي بتكرهني
بس بصراحة ليكي حق بكرهك ليا ده لأنك بت عـ.ـر.في كل سلبياتي
- قصدك أعرف كل وساختك، ما إن قالتها بشكل تلقائي بلسانها الطويل حتى أبتعد عنها وكأن هناك من قرصه ليعض سبابته ثم قال
- ااااااخ من قلبي اللي مش راضي يطاوعني إني أكـ.ـسرلك دmاغك الناشفة دي...
لتنظر له بتهكم وهو تقول: كل اللي عملته فيا ده وقلبك مش مطاوعك، أومال لو كان بيطاوعك كنت عملت فيا ايه...
- كنت هعمل كدة، قالها وهو يجرها الى الغرفة لتقاومه بفزع ليحملها على كتفه بعدmا ضجر من عنادها هذا وما إن دخل بها حتى رماها بعنف على سريرهم لتتأوه وهي تمسك ظهرها وتقول بهمس سمعه
- بغل وتور مافيش أي رقة بالتعامل
- لسانك، قالها بغضب وهو يعتليها لتقول بخـ.ـو.ف ظهر من مقلتيها: ماله
- عايز قص.
- جات قص رقبتك يابعيد اسم الله عليا، قالتها وسرعان ما غطت وجهها بخـ.ـو.ف ما إن وجدته يفتح عينيه عليها...
جفلت ما إن شعرت بقبلة صغيرة تنطبع على ظهر كفيها لتفتح أصابعها وأخذت تنظر له بطريقة خـ.ـطـ.ـفته حقا
أبعد يدها وأخذ يقبل باطن يدها برقة ثم استلقى إلى جانبها وهو يأخذها بأحضانه ويقول
- ت عـ.ـر.في إن الشيطان معشعش بدmاغي دلوقتي
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
- ليه بس كدة تطيريه دي أول مرة أشوف شيطان بيوز حد على أنه يعمل حاجات بمـ.ـر.اته زي الكنافه بالعسل
- زي ايه!؟
- زي، قالها ثم أخذ يكمل لها بهمس بأذنها بكلمـ.ـا.ت جعلت وجنتيها تحمر خجلا وهي تقول
- أنت قليل الأدب
- طب نامي لحسن أعلمك قلة الأدب على أصولها عملي...
- شوية بس أنت كاتم على نفسي، قالتها وهي تريد أن تخرج من أحضانه إلا أنه شـ.ـدد من تقييدها وقال بجبروت
- ده اللي عندي نامي كدة.
- ازاي؟ و أوعى تقولي زي السكر بالشاي، ما أنا عارفة خفة دmك اللي مـ.ـا.تتوصفش
- لاااا أنتي شكلك كدة مش نعسانة و عايزة تسهري وأنا أحب ما على قلبي السهر وهو ده عز الطلب، قالها بمشاكسة وهو يريد أن يعتليها إلا أنها رفضت وهي تقول
- لاااا لالا سهر إيه أنا عايزة أنام تصبح على خير.
ابتسم باتساع على لطافتها هذه التي تجعله يريد أن يأكلها دفعة واحدة برغم سلاطة لسانها إلا أنه مـ.ـجـ.ـنو.ن بها، دفن أنفه بشعرها المنكوش براحة بعدmا أغمض عينيه بنعاس هو الآخر
في المستشفى
ما إن انتهت الممرضة من دهن حروقه بكريم خاص وأعادت لف جسده بالشاش الأبيض حتى رفع حاجبه بانزعاح ما إن لاحظ لمساتها المتعمدة له...
كاد ان يبعدها عنه وينهرها إلا أنه لمحها تلك التي سبب بحالته هذه تقف عند باب الغرفة القاطن بها وهي تراقبه ببرود...
ظن أنه طالما رأها ستذهب وتهرب منه إلا أنه وجدها تفتح الباب أكثر وتدخل بثقة، ابتسم مع نفسه فحبيبته أصبحت غير متوقعة ولكن سرعان مـ.ـا.تجهم وجهها عنـ.ـد.ما وجدها توجه كلامها للممرضة
- نصيحة من بـ.ـنت زيك بلاش تنخدعي بالمظاهر زيي
الممرضة باستفهام: نعم قولتي ايه؟
- بقولك خلصتي.
- أيوه خلصت، عن اذنكم، قالتها وهي تنهض لتدفع عربة الأدوية وما إن خرجت حتى جلست ميرال على مقعد قريب نوعا ما لذلك الذي لم يبعد نظره عنها بعدmا أخرجت ورقة مطوية من جيب بنطالها الخلفي.
لتنحني بجذعها العلوي وسندت مرفقيها على فخذيها وأخذت تنظر الى هذه الورقة ثم مدتها له بيدها بعدmا اعتدلت، وما كان من الآخر سوا التقاطها من بين أناملها وهو يقطب جبينه بترقب ولكن ترقبه هذا تحول الى اختناق تلقائي ما إن وجد أمامه ورقة بطلب الطـ.ـلا.ق رسمي
قبض على الورقة بغضب لتتكرمش معه ممزقة وهو يقول بحدة: مافيش زفت طـ.ـلا.ق أنا ناوي أعمل فرحنا قريب
- ومين قالك إني عايزة أكمل معاك...
- أنتي ايه البرود اللي عندك ده مش عايزة تعاتبيني أو تسألي عن السبب على كل اللي عملته ده
أشاحت بيدها بلا مبالاة حقيقية: مش مهم، أين كان سببك ومهما كانت قوته مش هاممني، تعرف في حاجة وحدة عملتها فرحتني بجد، عارف هي ايه، هي إنك طلقتني...
مش قادرة أوصفلك راحتي لما فقت وسمعت الخبر
فاضل إيه بقى طـ.ـلا.ق المحكمة وأخلص منك نهائي يااااه وقتها نذر عليا أول ما هرجع البيت هزغرط.
ياسين بقهر: كدة ببساطة عايزة تنهي كل حاجة، فين حبك ليا فين لهفتك...
نطقت وهي تنظر له بابتسامة ساخرة: بجح، أنت بجح بجد ولا أنا بيتهيألي إنك أنت اللي قاعد بتعاتبني...
- ماهو أنا شايف إنك مش زعلانة
- مين اللي قال كدة، أنا زعلانة جدا على نفسي لأني حبيت واحد زيك في يوم بس مش مهم، أهي تجربة وعدت، كـ.ـلـ.ـب يروح يجي عشرة غيره مش مشكلة يعني
ياسين بصدmة: أنا كـ.ـلـ.ـب ياميراااال
تنهدت وقالت: أنا آسفة مش قصدي أقولك كده...
ده الكـ.ـلـ.ـب وفي و أكيد زمانه زعل لأني شبهته فيك
- ميراااااااال،!
- مالك زعلان كدة ليه من كلامي ما دي حقيقتك هو أنا جبت حاجة من عندي مـ.ـا.تخلينا ساكتين أحسن
ياسين بتهديد: ت عـ.ـر.في أنا أقدر أردك لعصمتي فورا بس مش عايز أزعلك أكتر من كدة لسه قصادنا تلات شهور العدة، أقدر أردك فيها ده غير إن وضع سعد مش مستحمل أنه يزعل عليكي أكتر من كدة
- والله وطلع فيك الخير، وتمر فيك العيش والملح.
- ميرال، أنا ليا مع باباكي حساب قديم وأنتي اللي دفعتي تمنه وبرغم كدة عشان خاطر عيونك أنا دفعت كل تكاليف علاجه
- أيوه يعني أنت مستني مني إيه دلوقتي إني أتشكرك مثلا، ولاااا أقولك كتر خيرك وكمل جميلك واستر عليا واعملي فرح قصاد الناس زي ما أنت متوقع مني إن هو ده اللي هيرضيني
ليقول بلهفة: ايووووه احنا جينا للمهم أنتي ايه اللي يرضيكي وأنا هعمله...
ميرال بجدية: تطلع من حياتي بشكل نهائي وكأنك مادخلتهاش. أرجوك احرمني من شوفتك. أنا لو نـ.ـد.مانة على حاجة في حياتي هو إني ماسمعتش ل سيلين لما حذرتني منك، كانت هي الوحيدة اللي شيفاك على حقيقتك...
- لو كانت أختك فعلا ناصحة زي ما أنتي مفكرة ماكنتش دلوقتي مرات شاهين
- مافيش وجه مقارنة، شاهين برغم كل مساوئه إلا أنه بيحبها فعلا وكان واضح معاها، مش زيك رمـ.ـيـ.ـت عرضك لرجـ.ـالتك عشان يستمتعوا فيه، وقتها نزلت من نظري...
ليرد عليها ياسين بتلعثم فهو حقا لم يفكر بهذه النقطة حقا وأصبح الآن أمامها نقطة ضعف لا علاج لها
- أنا ماكنتش متصور كدة أناااا
لتقاطعه بهدوء مستفز متعمد تريد أن تذله
- أنت ايه، هممممم ايه، ياللا قول أنا سمعاك
. أنت صفر ولا حاجة، أنا مش عارفة أنت طايق نفسك ازاي كدة
- ميرال احترمي نفسك أنا لحد دلوقتي بحاول أستحملك وأقول معلش ماهو اللي شافته مني مش قليل مـ.ـا.تخليش صبري معاكي يخلص.
- مايخلص أعملك ايه يعني، ما إن قالتها حتى كاد ان يرد عليها، إلا أنها اكملت بقوة. اااااسمعني ورقتي توصلني من غير دوشة سامع
- ده بقى تهديد...
- لااااا أمر
- طب لو طلقتك تقدري تقوليلي هتروحي فين بعيلتك بعد ما بكرة الفيلا تتحجز وأنتي ماحلتكيش اللضى
- مالكش دعوة بينا، ابعد عننا بشرك وخيرك...
قالتها وهي تنهض لتخرج تاركه ذلك خلفها يصـ.ـر.خ بانفعال
ياسين باستغراب منها ومن ردودها.
- أنتي إيه اللي جرالك إيه الجبروت ده كله.
- أنا بس تذليت منك فحفظت الدرس وحلفت لأذلك زي ما تعلمت منك، قالتها وهي تعطيه ظهرها وما إن انتهت حتى أغلقت الباب خلفها...
وأخذت تكمل طريقها للطوابق العلوية التي يوجد بها والديها وهي جـ.ـا.مدة تماما وهناك جملة واحدة فقط تتكرر بعقلها بتحذير وهي
- أوعي دmـ.ـو.عك تنزل على حد مايسواش، أوعي
غلطتي وتعلمتي من غلطك وانتهينا
مزرعة شاهين اللداغ.
نزل من سيارته لتتحول نظراته من المحبة والمتشوقة لرؤيتها الى مشتعلة بغضب ما إن رأى تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة أمامه بوضع جعلت عداد غيرته يقرأ الألف
خاصة ما إن وجد أحد الحثالة يسترق النظرات لها.
أما عند سيلين كانت مستلقية بالحديقة على بطنها وهي ترسم باهتمام ثم نهضت لتجلس بتأفأف وهي ترفع شعرها بإهمال لتضع به أحد الأقلام بداخله لتضع قلم آخر من الرصاص على طرف شفتيها وهي تنظر بتركيز الى الورقة البيضاء التي تتوسطها إحدى تصاميمها التي قضت يومها بأكمله بها
فتحت فمها ورفعت رأسها للأعلى ما إن وجدت أحدا ما يسحب الورقة منها بعنف لتقول باستفسار
- في إيه،؟!
صك على أسنانه وقال بعدmا قبض على عضدها: أنتي بتعملي إيه هنا أنا مش منبه عليكي لما أكون مش موجود تتزفتي وتفضلي جواااا...
- سبني أنت بتو.جـ.ـعني إيه الهمجية اللي أنت فيها دي
- همجية،؟ إيه رأيك أوريكي الهمجية على أصولها. قالها وهو يتركها ليذهب نحو أحد الحرس وسحبه من مقدmة شعره بعنف ورماه أمام قدmيها لتنتفض وهو يصـ.ـر.خ بخفة.
ليكمل كلامه وهو يرمي سترته ويرفع أكمام قميصه الأبيض: أرجع ألاقي ست الحسن والجمال قعدالي بتدلع بحركاتها والكـ.ـلـ.ـب ده قاعد بيبصلها من بعيد...
قالها وهو يضـ.ـر.به بركلة على بطنه جعلت الدmاء تتدفق من فمه وما إن أعاد الضـ.ـر.بة حتى نزف من أنفه أيضا لينهال عليه بالضـ.ـر.ب كالحـ.ـيو.ان وكان الذي أمامه كيس رمل وليس بشر لديه إحساس.
وما إن جعله جثة لا يوجد فيها سوا نبض ضعبف حتى أنفاسه انقطعت حتى سحب سلاحه و وجهه إلى رأسه يريد أن ينهي وجوده من هذا الكون كله ولكن وجد تلك التي جعلته لا يرى أمامه من الغيرة تحتضنه بقوة من عنقه وهي تقول
- لالا مـ.ـا.تقــ,تــلوش، ولكن ما إن وجدت أنه لم يهتز لقربها هذا حتى مسكت وجهه بكلتا يديها و أدارته لها و أكملت بصوت يرتجف خـ.ـو.فا بعدmا ألصقت أنفها بأنفه...
شاهين اسمعني عشان خاطر حبيبتك سيلينا، أنا مش هقدر أكمل معاك لو قــ,تــلته، والله مش هاقدر إلا القــ,تــل يا شاهين إلا القــ,تــل
لم يصغي لها ورفع ذراعه وأطلق رصاصته ببرود على إحدى ساقي الآخر الذي أخذ يصـ.ـر.خ بو.جـ.ـع فتاك. لتصرخ معه برعـ.ـب وهي تتمسك بتلابيبه أكثر ما إن التفتت ورأته يتلوى على العشب و أخذت تبكي بانهيار من كل مايجري أمامها الآن...
كاد أن يضـ.ـر.به برصاصة أخرى إلا أنه تراجع ما إن رأى حالتها هذه ليحاوطها بذراعيه ويحملها بخفة ويذهب بها إلى الداخل ليتوجه الى غرفتهم الخاصة في الأعلى وهو يقول ما إن دخلها وأغلق الباب عليهم
- هششش خلاص بقى يا عمري أنتي. ده كـ.ـلـ.ـب وراح
سيلين ببكاء: هو أكيد مااااات صح
- لاء يا روحي لاء مامتش، بس هو تصاب برجله وده درس ليه عشان لما يشوفك يغمض...
ضـ.ـر.بته على منكبيه وهي تصرخ به بتعب أعصاب
- أنت مريـ.ـض، محتاج علاج.
- مريـ.ـض فيكي وعلاجي أنتي، بحبك سيلينا بحبك، قالها وهو يوزع قبلاته السطحية على وجهها الباكي، لم يترك إنش واحد لم يقبله...
- شاهين!
- ياعمره
- كلم رجـ.ـالتك يعالجوه لأن لو مـ.ـا.ت والله هقــ,تــل نفسي
شاهين بجنون: تمـ.ـو.تي نفسك عشان واحد كـ.ـلـ.ـب زيه
- ده اللي عندي، قالتها بإصرار
أخرج هاتفه من جيب بنطاله واتصل برئيس الحرس وقال بانزعاج: عالجوه و ارموه الوكر مش عايز اشوف وشه تاني...
قال ما لديه ورمى هاتفه بإهمال على السرير ثم نظر لها وقال بضيق: ارتاحتي دلوقتي لما مشيتي كلمتك
- ارتاحت لأنك مابقتش قـ.ـا.تل، ما إن قالتها حتى ابتسم من طرف فمه بسخرية وأخذ يحرك يده بعدm رضا...
- شاهين، قالتها وهي تمسك مقدmة قميصه بدلال فلعل دلالها هذا يؤثر عليه وينفذ ماستطلبه منه
- عايزة ايه يا روحي أنتي
- أشوف أهلي واطمن على بابا.
- لاء، قالها وهو يبتعد عنها ببرود وأخذ ينزع ثيابه ثم ذهب واستلقى على وسط السرير
عضت طرف شفتيها بحـ.ـز.ن لمااا يرفض، ذهبت نحوه وجلست عنده وقالت بترجي
- ليه لاء، أنا هكون معاك مش هسيبك، هو يوم واحد بس
- لاء
- خلاص خليها تكون ساعتين أو حتى ساعة أنا موافقة...
- ولا حتى ثانية وحدة...
- ليه لاء؟ هو أنا أسيرتك!
- هو أنتي لسه واخدة بالك من ده.
- شاهين أنا مراتك ليه بتعاملني كدة ليه، أنا من حقي أزور أهلي أشوفهم واطمن عليهم
- أنتي مالكيش أي حق في أي حد غيري، رايحة فين أنا لسه ماكملتش كلامي، قال الأخيرة وهو يسحبها من معصمها ما إن وجدها تريد مغادرة الفراش
- عايز ايه
- عايزك جنبي
- بس أنا مش عايزة
- ماهو مش بكيفك، أي شيء يخصني ت عـ.ـر.في أنه مش اختياري عشان ترفضي، قالها وهو يستلقي على صدره، ثم أكمل، اعمليلي مساج.
لوت فمها بعدm رضا وكتفت يديها وهي تبعد وجهها عنه، ولكن ما أن صرخ بها بحدة حتى امتدت يدها لتنفيذ ما طلب منها...
مسحت كفيها بكريم وأخذت تمررها على عضلات ظهره البـ.ـارزة وأكتافه مرورا بعضديه لتبتلع لعابها وهي تفكر ذراعه قوية جدا ماذا سيحصل لوجهها إن حصلت على كف منه بالتاكيد ستتشوه أو ينكـ.ـسر فكها من قوته...
من شـ.ـدة خـ.ـو.فها من غضبه مالت بجسدها على ظهره العاري ليفتح عينيه بعدm تصديق وخاصة عنـ.ـد.ما سمع همسها المدلل عند أذنه
- أنا زعلانه منك
أغمض عينيه بانتشاء من فعلتها الحمقاء هذه
ليقول بعبث: بسيطة تعالي أصالحك
- لااااء مش عايزة كدة، قالتها وهي تبتعد عنه بتمنع ما إن وجدته كاد أن يسحبها أسفله، اعتدل بجسده وقال بحيرة
- أومال عايزة إيه
- طالما مش بترضى تخليني أشوفهم أنا عايزة أكلم بابا بالتلفون وااااء.
شاهين بصراخ: يووووووووه احنا مش هنخلص بقى
سيلين بصراخ هي الأخرى
- لااااا مش هنخلص، عمرنا ماهنخلص، أنا عايزة أهلي سااااامع عايزة أهلي، أنت ليه جاحد كدة. ليه؟
رد عليها بلا مبالاة: خلصتي كلام تعالي بقى اتخمدي أنا عايز أنام ورايا شغل بكرة...
- أنا مش عايزة أنام، قالتها وهي تتوجه للخارج
أما شاهين ضـ.ـر.ب الفراش بضجر ثم استلقى وهو يريد ان يحظى بالنوم بعدmا قرر تجاهلها فدلالها المفرط هذا أتعبه حقا...
مرت فترة صمت ليبدأ يتقلب قليلا على الجهة اليمنى وقليلا على الجهة اليسرى...
نهض من السرير وهو يلعن قلبه الذي لا يستطيع أن يغفو وهي بعيدة عنه...
خرج من غرفتهم وبحث عنها بجميع غرف الطابق الثاني ولم يجدها ليتوجه نحو السلم وهو يريد فقط أن يراها وكأنها غائبة عنه منذ أيام وليس نصف ساعة...
ذهب الى الصالة لم يجدها، ثم الى المطبخ وكانت النتيجة كالسابقة، خرج الى البهو وهو يفكر ياا الله أين ذهبت الآن...
التفت نحو الدرج ما إن سمع شهقة مكتومة، اقترب من المكان ليجدها تجلس خلف إحدى الأرائك على الأرض وهي تحتضن ساقيها وتدفن وجهها بين ركبتيها...
تنهد بعمق ثم ذهب وجلس أمامها وأخذ يملس على شعرها المموج الناعم، وهو يقول بابتسامة حب.
- حبيبتي
رفعت رأسها له لتتطاير خصلاتها من حركتها المفاجئة هذه لترتد مرة أخرى لتتراقص حول وجهها الجميل هذا وهي ترمقه بغضب لذيذ يروقه حقا.
انحنى بوجهه لها ليقبل أرنبة أنفها الحمراء من أثر البكاء وهو يقول: هو في حد بالجمال ده ولا ده بس حصري ليكي...
لوت شفتيها بزعل ولم ترد عليه بعدmا مسحت عينيها من الدmـ.ـو.ع العالقة بها
- كل ده عشان تشوفي سعد بس
سيلين بتأكيد: طبعا ده بابا أغلى من روحي
شاهين بشك: متأكدة من كلمة بابا دي
نظرت باستفهام له وقالت: مش فاهمة ازاي يعني
شاهين بتساؤل مباشر فهو لم يعد يتحمل أكثر من ذلك: هو أنتي ت عـ.ـر.في حد اسمه ماهر.
فتحت سيلين عينيها بصدmة لا توصف وهي تقول
- هااا
صرخ بها شاهين بحدة نوعا ما فرد فعلها كارثي بالنسبة له: هاا إيه، بقوووولك أنتي ت عـ.ـر.في حد اسمه ماهر، ماهر اللداغ.
↚فتحت سيلين عينيها بصدmة لا توصف وهي تقول
- هااا
صرخ بها شاهين بحدة نوعا ما فرد فعلها هذا كارثي بالنسبة له: هاا إيه، بقوووولك أنتي ت عـ.ـر.في حد اسمه ماهر، ماهر اللداغ
- لاء معرفوش، ما إن قالتها بغضب تخفي خلفه تـ.ـو.تر كبير وهي تنهض من مكانها لتهرب من أمامه حتى وجدته يمسكها من رسغها بعنف وهو يقول بعدm اقتناع
- متأكدة؟
حررت يدها منه وقالت بقلق سيطر عليها من تمعنه بها: أيوه متأكدة، بس مين الشخص ده اللي بتسأل عنه
وقف أمامها وأخذ يخترقها أكثر بنظراته الحادة
- أنا هنا اللي بسأل، بس كل اللي أقدر اقولهولك هو إن لو طلع اللي في بالي صح. نهاية سعد والكـ.ـلـ.ـب التاني على إيدي. ماهو مش بنات اللداغ اللي يتلعب فيهم وبنسبهم
رفعت سبابتها بوجهه وأخذت تهزها أمامه بعصبية وتقول بتهديد حقيقي و ليس مجرد كلمـ.ـا.ت.
- والله لو قربت من بابايا تاني المرادي مافيش حد هيخلصك مني
اقترب منها حتى لم يبقى شئ يفصلهما سوا القليل وهمس بتحدي: لا بجد، هتعملي ايه يعني
هتولعي فيا زي ما أختك عملت
سيلين بخـ.ـو.ف: أختي!، ميرال مالها، انطق عملتم فيها إيه
شاهين بسخرية: مالهاش. سلامتك. هي بس ولعت في ياسين ولولا ستر ربنا كان راح فيها
رفعت حاجبيها بتفاجؤ ثم أخذت تضحك بفرحة وهي تقول بشمـ.ـا.تة
- تسلم إيدها والله فرحت بالخبر ده، ااالله ع الجمال.
عقبالك أنت كمان
سحرته بضحكتها ليداعب أنفه بخاصتها وهو يقول بمغزى: يتخاف منكم يا بنات اللداغ
دفعته عنها بضيق وقالت بإصرار
- قصدك بنات الجندي
- يعني أنتي متأكدة إنكم بنات سعد فعلا
- شاهين أنت مالك! فيك ايه؟، ما إن قالتها باختناق من ضغوطاته عليها حتى أشار إلى رأسه وقال.
- في مية سؤال هنا ده غير اللي بشوفه بعينيا
ردت عليه بترقب: بتشوف ايه؟
مسك وجهها بحنان وقال: إنك شبهه أوي...
أبعدت يده عنها وقالت بعدmا عادت خطوه للوراء
- شبه مين، أنت بتقول إيه أصلا
- يحيى، أنتي شبه يحيى بحاجات كتيرة و أولها غروركم المبالغ فيه دي نقطة مشتركة مابينكم
نفس الجينات أكيد ماهو كل ده مش صدفة.
ده غير إنكم وارثين جمال مش طبيعي...
نظرت له بعدm فهم ورفض قاطع لما تسمع منه لتقول بانفعال: يحيى مين و وارثين إيه، أنت ماله كلامك الليلة غريب كدة ليه.
شاهين بضغط متعمد: يحيى ماهر اللداغ أخو ميرال ماهر اللداغ و سيلين ماهر اللداغ، ده اسمكم الحقيقي
- لاااااااا، انا ماعنديش اخوات ولاد، هي ميرال وبسسسسس
- اعترفي ماهو مش معقول كل الدخان ده من غير نار
ده حتى باباكي هو اللي قالها...
سيلين بصدmة كبيرة: قال إيه
- البنات دول مش بناتي، ما إن قالها بحذر وهو يراقب ردود افعالها حتى جن جنونها وهي تصرخ بوجهه بقهر.
- أنت واحد كدااااااااب وشكاك. بتصدق خيالك المريـ.ـض وعايزني أصدقه معاك، احنا بنات سعد الجندي صدقت أو لاء مش هتفرق معايا لأنك مش بتهمني من الأساس، ساااامع أنت مش بتهمني
ختمت كلامها وركضت إلى الأعلى وما إن وصلت الى غرفتها حتى أغلقت بابها عليه وأخذت تأخذ أرضيتها ذهابا وإيابا وهي تجر شعرها للخلف.
بالتأكيد هذه لعبة منه لكي يؤذي والدها، هو محامي و وراء أسئلته هذه نية خبيثة، يريد أن يرميه بالسـ.ـجـ.ـن مرة اخرى بتهمة تزوير نسب بأوراق رسمية يريد أن يخدعها ويضغط عليها لتعترف على والدها
ولكن مستحيل أن تنطق حرف بهذا الموضوع بالذات فوالدها لطالما حذرهم من النقاش بهذا الموضوع.
مع اي كائن كان حتى بينهم بالمنزل كان ممنوع فتح هذه السيرة بتاتا، ولكن السؤال هنا من هو يحيى وإن كان حقا أخاها لما لم يخبرها سعد بذلك...
لمااااااااااا، أم أن كل هذا فقط خدعة من قبل الهجين.
في الاسفل عند شاهين رمى نفسه على الأريكة بعدmا اختفت الأخرى من أمام نظره، تنهد وهو لا يعرف ماذا سوف يفعل، شكه سيقــ,تــله، سيلين تنكر و بشـ.ـدة وياسين يرفض التصديق أو دعنا نقول يريد الرفض لأنه أكثر المتضررين إن كان والدهم من الصادقين...
و الآن لا يوجد دليل سوا كلمـ.ـا.ت سعد الأخيرة له...
استلقى على الأريكة بتعب حتى أنه سمع صوت طرقعة فقراته ليغمض عينيه بخمول و صداع أحتل رأسه الذي كان لا يتوقف عن التفكر المستمر ولكنه لم يجد أي جواب لما يجوب بداخله، مر وقت لا يستهان به وهو بدوامته هذه حتى أنه لم يشعر بنفسه كيف ومتى غفى على وضعه هكذا.
في المستشفى الأهلي، بعدmا دقت الساعة الثانية صباحا بعد منتصف الليل. خرج الطبيب من إحدى الغرف الخاصة بعدmا فحص حالة مريـ.ـضه واطمأن عليه وما إن أخذ طريق العودة لمكتبه حتى توقفت قدmيه بشكل تلقائي بالأرض وكأنه دعس على لاصق ثبته بمكانه و منعه من إكمال طريقه هذا ما إن وقع بصره على تلك الفتاة التي لفتت نظره منذ أول نظرة لها ومن وقتها انشغل تفكيره بها، ما بها لما شاردة طول الوقت ولما عينيها تطوف بهما الأحزان...
ولكن طالت نظراته لها ليجدها تقول بضجر دون أن تنظر له
- وبعدين بقا هو أنت كل لما هتشوفني هتبلم كدة
حمحم الطبيب حنجرته بإحراج
- احممممم بشبه عليكي
رمقته من طرف عينيها: كدبة قديمة و مكشوفة
تجاهل ماقالت عن تعمد وهو يسألها بفضول
- مالك زعلانه ليه
فتحت عينيها على وسعهما وقالت بحدة
- وأنت بتسأل ليه
استغرب طريقتها ولكنه بقى على سجيته الهادئة وقال: يمكن أساعدك
ميرال بهجوم: خدmـ.ـا.تك دي وفرها لغيري أنا مستغنية عنها.
قطب جبينه باستفهام وقال
- أنتي ليه اندفاعية بالشكل ده
ردت عليه بنزعاج: وأنت حشري كدة ليه
- أستغفر الله العلي العظيم. قالها وهو يزفر أنفاسه بضجر ثم قال بعدmا مد يده لها للمصافحة و أكمل، طب إيه رأيك نبدأ صح انا الدكتور عمر، وأنتي
نظرت الى يده باستخفاف ثم نهضت من مكانها وذهبت ولكنها توقفت عنـ.ـد.ما سمعته يقول بنبرة مليئة بالإغراء
- طب تحبي تدخلي تشوفي باباكي.
التفتت له وهي تعض شفتها بتفكير ثم قالت برفض ممزوج بقهر استشعره هو: لاء مش عايزة، هو زعلان مني ومش عايز يشوفني أكيد
اقترب منها وهو يقول: مافيش أب بيزعل من بـ.ـنته، ممكن يزعل عليها آه. بس منها ما أظنش
ابتلعت لعابها وقالت بصوت مبحوح خائف
- تفتكر!
وضع يده بجيب البالطو الأبيض الخاص به وقال باقتراح: جربي مش هتخسري حاجة هو نايم دلوقتي...
أومأت له وذهبت نحو غرفة والدها ترددت كثيرا ولكن في النهاية اتخذت قرارها و دخلت إلى غرفة والدها لتقترب منه بخطواتها الهادئة
وما إن جلست على الأرض أمامه راكعة حتى مسكت يده المجعدة وانحنت لتقبلها بقوة ثم نظرت له وقالت بصوت بالكاد هي تسمعه.
- بابا، سامحني، بالله عليك سامحني مع إني مستاهلش ده، لأني خيبت ظنك وكـ.ـسرتك، ماسمعتش كلامك، فاكر لما كنت تقول بـ.ـنتي عاقلة وشاطرة و مستحيل تغلط، بس أنا غلطت بحق نفسي، غلطة مـ.ـا.تتغفرش
باباااا اصحى وكلمني وعلمني أنا تايهة من غيرك...
تعرف إن ماما بتقولي أنتي مش طبيعية وهي مش بتشوف نفسها، ردة فعل ماما لكل اللي حصل مش طبيعي، ألاقيها سرحانة وبتعيط، وبس...
بلاقيها مستسلمة للظروف بشكل غريب ده غير إن سيلين اختفت، أو بمعنى أصح أخدوها غـ.ـصـ.ـب قصادي وأنا فضلت أتفرج عليها ازاي بتقاومهم ومش عايزه تروح معاهم...
خيبت ظنها هي كمان، بس لازم تعرفوا أنا مش قد إني أقف قصادهم أنا أضعف من إني أحمي نفسي أو أختي منهم. تعرف لو سيلين كانت بمكاني وشافتهم بياخدوني كانت هتقلب الدنيا عليهم وتسحبني من حباب عنيهم بس اااء بسسسس.
بس أنا أنااااا، باباااااااااا بـ.ـنتك ضاعت ومش عارفة تلاقي نفسها من تاني...
قطعت كلامها بغصة ونهضت عن الأرض وهي ترجف وتكمل بقهر من نفسها وعجزها التي استوطنها.
تعرف إني أبشع بـ.ـنت ممكن ربنا يرزقها لأي أب وأبشع أخت. وأسوأ حبيبة وأتعس زوجة، أنا مش عايزة ألوم حد لااااا لااااا مش عايزة، لأن كل اللي حصلي من إيدي، أنا أستاهل كل اللي جرالي، والله أستاهل أنا مش ناكرة ده، وراضية بنصيبي الحمدلله، راضية باللي مكتوبلي
تركته وخرجت بسرعة بعدmا رمت بعض ما كان يجوب بعقلها امام والدها دون ترتيب أو تجميل.
وجدت والدتها داليا مـ.ـا.تزال نائمة على مقاعد الانتظار، تجاهلتها وأخذت تمشي بالممرات وهي تسند يدها على الحائط وهناك رجفة خفية محتلة أوصالها، أما عينيها كانت كالعادة تفيض بالدmـ.ـو.ع ولكن لم تنزل منها ولا حتى دmعة واحدة...
وهذا أصعب شعور يصيب المجروح، هو الإختناق
تريد البكاء، نعم تريد هذا وبشـ.ـدة ولكن جسدها العنيد يرفض انهيارها الآن...
وجدته يقف أمامها وهو يقول
- طمنيني عنك يا آنسة، بقيتي كويسة.
أغمضت عينيها بحرقة قلب من هذا اللقب الذي خسرته عنوة، فتحت عينيها ونظرت له بعدmا كرر سؤاله باهتمام. لتجده شاب وسيم لا بأس به وهذه أول مرة تركز بشكله...
لا تعرف لم غضبت من نظراته التي كلما رآها وجدته يتجول بها على معالم وجهها باهتمام اااااخ لماااااا كل هذا الاهتمام، نطقت كلمـ.ـا.تها باندفاع شرس ولكنه بـ.ـارد حد الازعاج
- وأنت مالك إن كنت بقيت كويسة ولا لاء...
كاد أن يرد عليها إلا أنه لفت نظره ذراعها التي ترجف بشكل تلقائي ليقول باستغراب: مالها إيدك
ميرال بانفعال: أنت شكلك بتحب حد يقولك وأنت مالك صح
- تعالي معايا هديكي حقنة حالتك مايتسكتش عليها
قالها وهو يحاول أن يأخذها معه إلا أنها ابتعدت عن مرمى يديه وهي تقول بخـ.ـو.ف ف الذي امامها متطفل حقا
- أنت عايز مني إيه، مالكش دعوة بيا
- بلاش عناد أنتي كدة بتأذي نفسك
- و إيه يعني هي أول مرة.
- لاااا أنتي الكلام مش بيجيب فايدة معاكي، قالها وهو يسحبها خلفه رغما عنها بعدmا مسك يدها ولكن سرعان ما التفت نحوها ما إن وجد أحدا ما يقبض على يده بقوة شـ.ـديدة ليحرر الأخرى منه. وما هي سوا زمن الإلتفاتة حتى وجد نفسه يفترش الأرض وهو يمسك فكه ويتأوه
جلس الآخر أمامه نصف جلسة وقال بغضب وغيرة وهو يخـ.ـنـ.ـقه بيده بقوة جعلت الطبيب يعافر للخلاص من قبضته الحديدية
- أوعى تلمس حاجة مش ليك تاني وإلاااااا...
ميرال بتدخل: سيبه يا ياسين.
نظر لها بعينين من الجمر وقال بغضب
- خايفة عليه،!
ميرال بصدق- لا
ياسين بإصرار: يبقى يمـ.ـو.ت مالوش لزمة عندنا
- براحتك، قالتها وهي ترفع منكبيها وتركتهم وأكملت طريقها، نهض ياسين ولحق بها بعدmا حرر الآخر منه ورماه بعيدا عنه ليقول ما إن وصلها بغيرة
وهو يسحبها من عضدها
- كان عايز منك إيه
نفضت ذراعها منه وقالت بحدة: روح اسئله والا أنت مـ.ـا.تعرفش تتشطر إلا ع الستات مالكش بالرجـ.ـا.لة.
ياسين بعصبية: ميرال!
- أنا كرهت اسمي بلاش كل شوية تناديني فيه
- طب رايحة فين؟
ردت عليه بلامبالاة: هنزل جوا عايزة أشم هوا
وضع يده على صدره المتأذي وقال بألم وهو ينهج
- هاجي معاكي
- بقولك عايزة أشم شوية هوا مش عايزة اتكتم أكتر
وقف أمامها تماما وقال: مش هسيبك لوحدك
ضـ.ـر.بت بقوة على جـ.ـر.حه وقالت بانزعاح
- يااااااسين ابعد عن وشي بقلك
- ماشي، قالها بقبول وهو يبتعد عنها قليلا وأخذ يمشي خلفها بمسافة بسيطة.
التفتت له وقالت: أنت عايز إيه
- ولا حاجة غير إني أبقى معاكي
- بس أنا مش عايزة
- وأنتي مالك اعتبريني مش موجود
- أنت لا تطاق، قالتها بانزعاج ثم أكملت طريقها نحو المصعد وما إن صعدت به حتى أغلقت الباب بوجهه بعدmا رفضت مشاركته المصعد وهي تقول بأمر
انزل من السلم. الرياضة مفيدة عشان جروحك تطيب بسرعة
بعد دقائق فقط وصلت إلى الحديقة الخلفية للمستشفى. كانت خالية تماما ومظلمة نوعا ما، ف الوقت متأخر جدا...
ذهبت نحو المقاعد الخشبية وما إن جلست عليها حتى قالت بتنهيدة ما إن لاحظت وقوفه خلفها كالظل
- وبعدهالك يا ابن اللداغ مش عايز تعتقني ليه، فاضل إيه عندي ولسه ماخدتوش
خدت مني قلبي وعقلي وجـ.ـسمي وصحتي، فاضل إيه لسه نفسك فيه، قولي عايز إيه مني كمان عشان أدهولك بنفسي وتخفي بقى من حياتي...
ليقول الآخر بتمني: عايزك أنتي كلك، والله عايزك أنتي وبس من الدنيا دي، أنا مابقتش عارف أطلعك من دmاغي، أيام بس، مجرد أيام بعدتي فيها عني خلتيني معرفش أفصل يومي إن كان ده الله او اخرى
ابتسمت بروح باهتة وقالت وهي تنظر الى سواد الليل الحالك الذي يغزو السماء.
- تعرف إني في مرة قريت نص حلو أوي لبـ.ـنت كانت كاتبة لما جوزها غدرها، من شـ.ـدة تأثيره حفظته بس ماكنتش متوقعة في يوم إني هكون بمكانها في يوم، تعرف ايه كان محتوى النص ده، ما إن قالت الأخيرة بحرقة قلب حتى أكملت بعدها بصوت قوي
غاضب مليئ بالخذلاااان
{ كان يا مكان هكذا هو الزمان، غدر، وخداع وأحزان، وعود زائفة وأكاذيب في كل وقت و أوان.
ورودك باتت رماد وعهودك قيود من نيران، عشقك أكذوبة، و وفائك أوهام. وإخلاصك حلم لم أراه حتى بالأحلام...
زوج مخادع غدار يتلوى أمامي كالثعبان حتى نجح بكـ.ـسر أجنحتي فأصبحت كفراشة من دون الألوان غارقة بالجروح والآلام، فصفعاته لي كنت أتلقاها من كل مكان...
ليرسم القدر بنهاية المطاف حكايتي من سواد الكحل المغطي أجفاني، لتتلاشى بعدها أمنياتي وتتبعثر أمامي ولم يبقى الآن مني سوا أحزاني وبقايا روح تهوى النسيان فماذا تريد مني الآن }
أنهت القائها وصمتت بانكسار حقيقي ترفض أن تظهره أمامه، ارتدت بسرعة قناع جمودها ما إن رأته يقترب منها ليجلس أمامها على ركبتيه.
مسك كلتا يديها بترجي صامت وانحنى وقبلهما باعتذار عن كل ما بدر منه وما كان رد فعلها على هذا كله سوا الانزعاج وهي تسحب كفيها منه وتقول ببرود
- ليه بس القرف ده، ده أنا لسه غسلاهم
- أنا فاهمك أكتر من نفسك. أنت بتقولي كدة عشان تجـ.ـر.حيني بس ياميرال أنا والله حبيتك بجد
أومأت له وقالت بعدmا سندت يدها الى جانبيه وأخذت تنظر الى داخل عينيه التي كانت تنظر لها بلهفة.
- عارفة، ماهو ربنا يمهل ولا يهمل، وسبحان الله انقلبت اللعبة عليك، كل مشهد مثلته عليا عشان توقعني بحبك كنت من غير مـ.ـا.تحس بتقع بحبي أكتر، أنا مش غـ.ـبـ.ـية عشان انخدع فيك كدة، أنا فعلا حسيت بحبك وقتها، بس اللي ماكنتش تعرفه انك غدرت نفسك قبل مـ.ـا.تغدرني، كل اللي عشناه كان خدعة أو تقدر تقول عليها نزوة، استغلتني ونجحت بده...
- أنتي كنتي...
قاطعته بابتسامة وهي تكرمش له وجهها.
- وحدة رخيصة بالنسبالك صح، ده اللي قولته ليا وقتها، الايد اللي بوستها من شوية هي نفسها اللي سحبت منها الخاتم وقولت أنه أغلى مني
و دلوقتي نجحت وخدت اللي كنت عايزه مني يعني انتهى دورك بفوزك، وخلصنا لحد هنا يا ابن الناس
ياسين بفزع: لااا مستحيل نكون خلصنا على كدة، وأديكي قولتيها من شوية بعظمة لسانك إني أذيت نفسي قبل ما أأذيكي...
نظرت له بتململ وهي تقول
- أيوه والمطلوب مني إيه دلوقتي.
- تديني فرصة إني أصلح اللي عملته وأعرفك إني عملت كل ده ليه...
- كنت ممكن أسمعك زمان لما كنت مخدوعة فيك بس دلوقتي لااااء، لااااااا أنت ولااااا أعذارك بقى ليهم لازمة عندي
- بس أنا بحبك والله بحبك
- قولها كمان
- ميرال حبيبتي والله أنا بحبك بمـ.ـو.ت فيكي ونـ.ـد.مان إني أذيتك بالشكل ده...
- منظرك ده وأنت قاعد عند جزمتي وبتترجاني عشان أرجع أتقبلك من تاني وأتقبل حبك اللي زيك بيبرد ناري...
ياسين أنت لو آخر راجـ.ـل بالدنيا مش هرجعلك...
أنا مش هتعقد منك بالعكس أنا هقوى بضعفك ده قدامي، هأرجع أكبر بشغلي وأنجح وهعيش حياتي بالطول والعرض
هو ده عقـ.ـا.بي ليك هو إني أنفيك من حياتي ولا كأنه كان في يوم ليك لازمة...
وحق اللي رفع السما وفرش الأرض زي ما أنت شايفها كدة لهخليك تحلم فيا وما طولنيش، أنت عمرك ماهطولني أبدا
- مش هاخد على كلامك ده عشان جـ.ـر.حك مني لسه مفتوح.
- إصرارك ده بيمتعني، بحب أشوفك بتجري ومش هطول
- أنتي مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش ياسين لحد دلوقتي، فبلاش تختبري صبري، لأن لو انتهى، بغمضة عين هتلاقي نفسك بحـ.ـضـ.ـني كدة
قال الأخيرة وهو يسحبها نحوه بحركة مفاجئة ليزرعها داخل أضلاعه بلهفة عاشق محب، وما إن باغت شفتيها بقبلة متطلبة مشتاقة حتى صرخ بصوت مكتوم وابتعد عنها وهو يضع يده على فمه بصدmة.
فهي عضته لاااا لاااا ليست عضة بل كانت أشبه بلدغة، نظر ياسين بذهول الى أنامله التي تلطخت بالدmاء ثم نظر لها ليرى بمقلتيها حقد يكفي العالم
وهي تمسح فمها بقرف منه لتبعد خصلاتها عن وجهها، ثم أخذت تقول بعصبية وهي تكز على أسنانها
- عارف أنت مشكلتك إيه، إنك مش قادر تصدق إني مابقتش طايقاك، أنااااا مش عايزة أشوفك تاني. افهمها بقى مش عايزة...
صرخت بآخر كلمـ.ـا.تها هذه لتجده أخذ ينظر حوله بضياع واضح ثم قال بإصرار متألم
- مش هسيبك يا ميرال لو مهما قولتي وعملتي، أنتي روحي. والروح مابتسبش صاحبها غير وقت المـ.ـو.ت...
- ده مش حب ده ابتلاء، ما إن قالتها باستنكار لأفعاله حتى رد عليها ببرود تعلمه منها
- وكل أبتلاء هو من ربنا و لازم نتقبله
- عمري ماهتقبلك، وبعدين هو انت تعرف ربنا اصلا.
- هنشوف، قالها ثم تركها خلفه وعادت أدراجه الى داخل المستشفى بتعب فجروحه هاجت عليه بالمواجع، قطب جبينه بألم وهو يمسك صدره ليتنفس بصعوبه...
وما إن وصل الى غرفته حتى استلقى على سريره وهو يغمض عينيه بأرهاق دون أن يفكر بما حصل في الأسفل فهو الآن يريد فقط أن ينام.
اما عند ميرال ما إن بقيت لوحدها حتى جلست على المقعد مرة أخرى ورفعت نظرها الى السماء بحـ.ـز.ن وشرود تام لم تشعر بذلك الذي كان يقف قريب منها نوعا ما وقد سمع كل الحوار الذي دار بينها وبين الآخر، تنهد وهو يلتفت ليعود الى مكتبه وهو قد فهم نوعا ما حالتها الغريبة هذه، وسبب وصولها لهذه النقطة هو ذلك البربري بالتأكيد.
في الصباح بالتحديد عند غالية التي كانت نائمة بأحضان زوجها براحة لأول مرة تشعر بها مرتاحة البال والقلب، ولكن هل هذا سيدوم طويل بالتأكيد لا يجب أن يأتي فاعل خير ويعكر مزاجها وبالفعل هذا ما حدث عنـ.ـد.ما أخذ اهتزاز الهاتف الذي بجانبها يرتفع بشكل ملحوظ...
مما جعلها تتحرك بانزعاج وبحركة عفوية مدت ذراعها بصوبه و سحبته من الطاولة ف الآخر مايزال يقيدها وكأنه خائف أن تفر منه ليلا وتحرمه منها...
ابتسمت بنعاس له وهي تضع الهاتف على أذنها وقبل أن تنطق بحرف وجدت صوت ناعم رقيق يقول
- صباح الخير يا بيبي
فتحت عينيها وذهب كل النعاس وهي تبعد الهاتف عنها بهدوء واخذت تنظر الى شاشته لتراه مسجل برقم غريب ولكن لاحظت الى جانب الرقم يوجد قلب يحترق بنار...
سمعتها تقول بمياعة: بيبي وحـ.ـشـ.ـتني ما ترد عليا اااالله هو انا ماوحشتكش ما تيجي نعمل رياضة صباحية
غالية بذهول: يعمل اااااايه
- مين معايا.
نظرت غالية لزوجها المبجل النائم بعمق ثم قالت بتهكم: معاكي مـ.ـر.اته للبيبي شخصيا
شهقت ثم قالت بانزعاج، : هو الباشا اتجوز
- تخيلي، اسمعيني كويس يابت أنتي يحيى اتجوز وتاب من القرف اللي زيك، حسك عينك تتصلي فيه تاني...
ربنا يبعد شركم عنه
ردت عليها بعين قوية و وقاحة: أبعد ايه، ده في بعدك حتى لو فعلا اتجوزك أكيد عـ.ـر.في و يومين وهيرميكي ويرجعلي هو مايقدرش يستغنى عن دلعي...
غالية بثقة: اللي زيك هما اللي بيترموا مش أنا...
- صدقيني هيرميكي لأنك مهما عملتي مش هت عـ.ـر.في توصليه للي هو عايزه زيي، ما إن قالتها بتعمد لتغـ.ـيظها حتى ردت عليها وهي تقول باستخفاف
- ومالك فخورة أوي كدة ليه بقرفك ده، أعوذ بالله منك ومن شرك، اسمعيني يحيى تنسيه خالص
هو بيحبني أنا واتجوزني أنا...
- الباشا بيحبك ههههههههههه حلوة النكتة دي.
غالية بغيرة وتملك: أيوه بيحبني وأنا بحبه ومش هسمحلك تقربي منه تاني خلاص هو بقى ليا، مكتوب على بطاقته اسمي، يعني يحيى بتاعي أنا وبسسسسس
قالت الأخيرة بانفعال ولم تشعر إلا و الهاتف ينسحب منها من قبل زوجها الذي أغلقه بشكل نهائي على الفور وما إن رماه بإهمال للطرف الآخر وعاد لاحتضانها وهو يدفن وجهه بعنقها وكأن شيئا لم يكن.
حتى لوت شفتيها بزعل وما هي سوا ثواني حتى أخذ يضحك عليها رغما عنه وما جعل ضحكه هذا يزداد هو عنـ.ـد.ما أخذت تدفعه عنها وهي تقول
- أوعى، أوعى كدة يا بتاع الستات...
يحيى بمشاكسة: بتغيري عليا غلاتي
غالية بإنكار: لا لا غيرة إيه بس دي مسألة كرامة
- طلعتي بتحبيني وتملكتي فيا كمان، ما إن قالها حتى ردت عليه بخجل: أنا قولت كدة عشان أغـ.ـيظها بس.
- بقى كدة طيب أقوم أروحلها طالما أنتي مش بتحبيني، ما إن قالها وهو يبتعد عنها حتى تفاجأ بها تدفعه إلى جانبها لتعتليه هي هذا المرة بعدmا كان هو معتليها
رفعت يدها بتهديد وقالت: والله لو كلمتها هي أو غيرها لهوريك كيد النسا هيكون ازاي وساعتها هتتمنى اللي جرى ما كان
- ده تهديد بقى
- أيوه
- أنتي قده
- أيوه
- يعني مش خايفة
غالية بمكر: أنا لما كنت لوحدي ماخفتش فما بالك دلوقتي بعد ما بقيت مرات يحيى اللداغ.
صمت وهو تائه بجمال مانطقته الآن ليقول بهيام بها وبشخصيتها: بحبك
- روح الله يسهلك، قالتها وهي تبتعد عنه لينهض خلفها بسرعة وحاوط خصرها من الخلف وأسند ذقنه على منكبها الأيمن وهو يقول بخفوت هامس بعدmا عض شحمة أذنها
- رايحة فين بس
- أعمل فطار
- هو ده وقته...
- احنا الصبح عايزني أعمل غدا والا إيه
- سيبك من الأكل دلوقتي، وفكري فيا شوية ده أنا عريس مع إيقاف التنفيذ
غالية بمراوغة: عايز إيه يعني أرقصلك.
غمزها وقال بحرارة: يااااريت والله
غالية بتحذير: يحيى!
رد عليها باندفاع- طب إيه رأيك نلعب رياضة من نوع جديد هيعجبك أكيد على ضمانتي
التفتت له بغيرة وهي تبعده عنها بعدmا تذكرت كلام الأخرى: آااااااه قولتلي، رياضة، ما أنت متعود عليها بقى، متعود على قلة الأدب. رياضة صباحية مش كدة يابيبي
ليقول وهو يتهرب منها فهي الآن منظرها يوحي بأنها ستنهش لحمه ني: أنا هروح استحمى أحسن.
- أيوووووه استحمى هو ده حلك الوحيد لحالتك الصعبة دي...
- بومة مش وش نعمة ودلع، غمغم بها وهو يذهب نحو الحمام و أغلق الباب خلفه لتركض نحو السرير وما إن رمت نفسها عليه حتى سحبت هاتفه وفتحته ولكن ما إن تم تفعيله حتى أخذت اشعارات الرسائل تهل عليه كالمطر...
حاولت فتحه ولكن هناك رمز سري، حاولت اسمه لم ينجح حاولت اسمها، غلا، غلاتي، غالية، ولم يفتح، تأفأفت بضجر وهي تجلس بتفكير لتسحب الهاتف بسرعة وما إن كتبت، غلا الروح، حتى انفتح بسرعة لتبتسم باتساع لدرجة ظهرت كل أسنانها بسعادة فهو كتب غزله بها رمزا لهاتفه.
ولكن سرعان مـ.ـا.تجهم وجهها عنـ.ـد.ما فتحت رسالة تلك البغـ.ـيظة لتجدها كلها غزل جريئ تخجل أن تقوله هي بينها وبين نفسها، ولكن رسالتها الأخيرة جعلتها تصرخ بغضب عنـ.ـد.ما وجدتها تطلب منه أن يقابلها بعد ساعة من الآن بمكانهم المعتاد
تركت الهاتف من يدها ونهضت وهي تحتضن الوسادة وما إن وجدته يخرج من الحمام حتى ضـ.ـر.بته بالوسادة من شـ.ـدة الغيرة
- مالك في ايه
- ماليش
- أومال زعلانه كدة ليه
- من السعادة اللي أنا فيها...
تجاهل كلامها وذهب ليرتدي ثيابه وما إن انتهى حتى سحب هاتفه ليقرا رسالة الدعوة لتجده يقول بعدها: أنا طالع
غالية بفزع: على فين؟
- أنتي من امتى بتسألي ولاااا أنا من امتى برد
- يحيى
- نعم...
- مـ.ـا.تخونيش، ما إن قالتها بترجي حتى رد عليها
- ما وعدكيش
- طالما كدة متمسك فيا كدة ليه
- مراتي،!
- وده يديك الحق إنك تأذيني بالشكل ده.
- أنتي اللي بتجيبي الأذية لنفسك، يالا سلام دلوقتي أنا تأخرت، ما إن قالها وهو يتخطاها وخرج للصالة حتى لحقت به وهي تقول بغيرة
- تأخرت على القرف بتاعك. صح
التفت لها وقال بعصبية: غاااالية أنتي مصدعة والا حاجة مـ.ـا.تفوقي لنفسك، كادت أن ترد عليه إلا أنه قاطعها وهو يكمل، كلمة زيادة وهخليكي تنـ.ـد.مي على اليوم اللي شفتيني فيه
- قال يعني أنا مش نـ.ـد.مانة دلوقتي، ما إن ردت عليه بتذمر حتى عاد لها وقبض على عضدها وهو يقول.
- أنت عايزة إيه بالضبط
صرخت بوجهه وهي تقول بنرفزة
- مـ.ـا.تروحلهاش
- ليه، قالها وهو يريد أن تمنعه من غيرها يريد ان يجعلها تفوق وتتنازل عن عنادها قليلا فهو الآن يختبرها واستغل هذا الموضوع لصالحه ولكن حبطت معنوياته ما إن ردت عليه وقالت
- عشان حـ.ـر.ام، ده زنا
نظر لها قليلا ثم قال: غيره!
- لو الحـ.ـر.ام والزنا وغضب ربنا عليك ماهزوش فيك حاجة ف أنا مهما قلت مش هيأثر فيك، أنت عامل زي اللي قال ربنا عليهم بكتابه الكريم (ختم لله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبص رهم غش وة)...
ما ان سمع الاية حتى اهتز قلبه وشعر بأن كل خليه فيه تعرقت رهبة، فاق من حالته وهي تكمل.
روح يا يحيى للي مستنياك روح، ما إن قالتها وهي تدفعه عنها حتى وجدته التفت حقا وذهب لباب الشقة ولكن ما جعله يقف هو عنـ.ـد.ما اخترق سمعه شهقه مجروحة خرجت منها
التفت لها لينصدm من منظرها كانت تقف وهي تغلق فمها بكلتا كفيها ودmـ.ـو.عها وآاااااااااااه من دmـ.ـو.عها التي أغلى من روحه...
ضغط على شفتيه بقوة بعدmا رمى مفاتيح سيارته بإهمال...
- تعالي، قالها وهو يفتح ذراعيه لها، كرر طلبه منها مرة أخرى عنـ.ـد.ما وجدها تحرك رأسها بنفي ترفض قربه منها، وما إن وجدها أصرت على رفضها هذا حتى اقترب منها وهو يقول دون أن يلمسها لكي لا تنفعل أكثر
- بتعيطي ليه، مش أنتي اللي قولتيلي روحلها
لتقول بضيق وهي تمسح دmـ.ـو.عها
- واشمعنى المرادي سمعت كلامي
انحنى قليلا ليصبح وجهه بوجهها واخذ يتحسس وجنتها الحمراء بأبهامه وهو يقول
- حقك عليا.
نظرت له بعينين دامعة وقالت بترقب مضحك
- يعني مش هتروح لها
ابتسم على شكلها اللطيف هذا
- مش هروح
لوت شفتيها بدلال عفوي وهي تقول: طب احلف؟!
- واللي خلقك ليا و رزقني فيكي يا أحلى هدية ما أنا رايح ليها ولا لغيرها
- طيب، تيجي نفطر سوا، قالتها بابتسامة وخجل من نظراته التي تخترقها حرفيا ليبتسم عليها وهو يقول
- ماله نفطر ياقمر
علي الجهة الأخرى
فتح عينيه بتعب ما إن وجد شريكة عمره تحتضنه.
وهي تقول بفرحة: وحـ.ـشـ.ـتني يا سعد أنا من غيرك ولا حاجة
رفع يده بثقل وأخذ يمسح على رأسها بضعف ثم أخذ
يبتلع لعابه الجاف وهو يقول بصعوبة
- سسسس، سسسيييلين
- هي كويسة يا حبيبي
- لااااا، قالها ونزلت دmعة من طرف عينيه لتمسحها داليا بسرعة وهي تقول بحزم.
- بلاش تقهر نفسك احنا محتاجينلك، كلنا محتاجينلك وأنا أولهم...
- سسيلين فين
- هترجع لو بقيت كويس
- عند شاااا شاااهين مششش كدة
- أيوه
- عايز أشوفهههه.
- حاضر بس هدي نفسك معاهم حق الدكاترة لما تنيمك بالمهدئات
لم يهتم لكلامها وأعاد سؤاله مرة أخرى بإصرار
- ممميرال فين
- برا
- ناديهاااا
- حاضر ياحبيبي بس بالله عليك بالراحة على نفسك أنا مش مصدقة إنك صحيت وبتتكلم معانا بلاش تأذينا فيك أكتر من كدة...
ما إن أومأ لها حتى ابتسم بتعب عنـ.ـد.ما وجدها تطبع قبلة سطحية على شفتيه وتقول بفرحة
- وحـ.ـشـ.ـتني يا روحي وسقف بيتي اللي تهد بغيابك.
تعرف إني اكتشفت إني مابعرفش اتصرف من غيرك
سعد قوي نفسك عشانا، احنا ضعنا بغيابك
أشار لها بعينيه أن تقترب منه وما إن نفذت حتى قبلها بخمول على جبهتها ثم قال ببتسامة
- ده، اخري، نادي، مييييرال بقى
- حاضر ياحبيبي، قالتها وذهبت نحو الباب ونادتها بالفعل، لتتردد الأخرى من الدخول عليه ولكن داليا لم تمهلها الوقت لتفكير فهي مالت عليها وسحبتها للداخل لتقع عينيها على والدها ليرتجف فكها.
لتمرر يدها على وجهها بسرعة لتمنع نفسها من انهيار مؤكد. خاصة عنـ.ـد.ما رفع يده لها لتأتي له...
نظرت الى والدتها التي أسندت ظهرها على الحائط
واخذت تراقبهم بدmـ.ـو.ع، ثم التفتت مرة أخرى الى والدها الذي كان ينظر لها بحنان أب مشتاق لأطفاله
- مش عايزة أعيط على واحد مايستاهلش ولا حتى على نفسي ده عقـ.ـا.بي ليا، قالتها وهي تقترب منه وما إن أمسكت يده التي مازالت ممدودة لتقبلها حتى وجدته يسحبها اليه يحتضنها.
توقف العالم بالنسبة لها هي الآن مدفونه بأحضان أكثر شخص يحبها بهذا العالم، بأحضان والدها الروحي، أغمضت عينيها وهي تعض شفتيها ما إن شعرت بدفئه عليها، ثانية والأخرى و بدأت دmـ.ـو.عها تنزل من مقلتيها و انهارت حصونها الواهية...
حاولت أن تسيطر على نفسها وصوتها إلا أن انفجارها
كان كبيرا بحجم جـ.ـر.حها، صوت شهقاتها العالية شق صدرها من قوته...
لم تنطق بحرف اكتفت بالبكاء المرير بأحضان والدها وهو اكتفى بما سمعه منها ب ليلة أمس، لقد كان يسمعها بتمعن...
نظر الى داليا التي كانت حالتها لا تقل عن الآخر.
أومأ لها بالإقترب لتركض له دون تردد لترمي نفسها إلى الجهة الأخرى من صدره ليحاوطهم معا وأخذ يستنشقهم بلهفة ليختنق بقهر أب وهو يحاول ان يخفي دmـ.ـو.عه عنهم ما إن بدأ قلبه المريـ.ـض يبحث عن رائحة صغيرته الغائبة، وما زاد جنونه عليها هو عنـ.ـد.ما عرف من ميرال كيف تم أخذها عنوة من بينهم...
بينما كان الطبيب يقف عند باب الغرفة بصدmة من هذا المنظر الذي يراه الآن أول مرة يرى عائلة بهذا التماسك، خرج وأغلق الباب خلفه بهدوء دون أن يشعروا به تاركا لهم مساحتهم الخاصة
بالمزرعة عند سيلين التي كانت تنظر لشاهين بزعل ممزوج بحقد بين الحين والآخر فهي لم تنسى كلمـ.ـا.ته ليلة أمس. ولكن الذي استغربته هو عدm اقترابه منها أو حتى وجه لها أي كلام سوا أن تعد له القهوة وما إن رفضت حتى ذهب و أعدها.
بنفسه ثم دخل الى المكتب بعدmا جاءه شخص وأعطاه حقيبة مليئة بالأوراق التي لا حصر لها
وها هي الآن تجلس لوحدها والآخر مايزال غارقا بعمله منذ أكثر من ثلاث ساعات
انتفضت من مكانها بذهول ما إن سمعت صوت تكسير يأتي من المكتب، ركضت نحوه وما إن فتحت الباب حتى صرخ بها
- براااااااااااا
أخذ الهجين ينهج بانفعال بعدmا تركته وصعدت بسرعة إلى الأعلى خائفة من حالته هذه.
أخذ ينظر إلى الأوراق التي لا فائدة لها فهو لم يجد شيئا يخص موضوع النسب أو حتى ورقة مخالفة للقانون...
لم يبقى لدية الآن سوا آخر حل وهو تحليل ال DNA، أومأ برأسه مؤيدا ما يفكر به الآن ثم صعد الى غرفته وما إن وصلها وفتح الباب حتى أبعدت نظرها عنه بضيق...
ذهب نحو مرآة الزينة وسحب فرشاة من عليها وذهب وجلس خلفها وأخذ يمشط خصلاتها بهدوء.
مما جعلها تلتفت له بعدm تصديق من مايفعل الآن لتقول وهي تضـ.ـر.ب يديها ببعضهما
- أقطع دراعي لو أنت صاحي وطبيعي أكيد بتضـ.ـر.ب حاجة واااء.
قطعت كلامها وصمتت عنـ.ـد.ما شعرت بجسر أنفه يتجول على عنقها وجيدها بعدmا حاوطها من خلفه وسحبها نحوه ليلصقها به
- شاهين
- هممممممم
التفتت له برأسها وقالت بفضول
- مين يحيى ده، اللي شاكك أنه اخويا
- ادعي أنه مايبقاش أخوكي فعلا
سيلين بكذب: مع إني متأكدة أنه مش أخويا بس عايزة أعرف مين.
- ت عـ.ـر.في لو أنتي طلعتي بـ.ـنت ماهر بجد هتبقى كارثة
ردت عليه بخـ.ـو.ف: بس أنا بـ.ـنت سعد
شاهين بصدق: أتمنى
سيلين بتساؤل: أنت تعرف ماهر اللداغ منين، لاااا استنى، اللداغ اسم عيلتك كمان، أنا ازاي فاتتني دي...
- ساعات بتبقى الحاجة قصادنا وما نخدش بالنا منها غير لما يفوت الأوان
- أيوه يعني يبقالك ايه ماهر ده اللي أنت مصر تعملني بـ.ـنته...
شاهين بحدة ليتخلص من اسئلتها التي لا تنتهي: أنتي مركزة معه كدة ليه. هو أنتي مش بـ.ـنت سعد زي ما بتقولي
سيلين بتـ.ـو.تر: ايوة
- يبقى خلصنا...
- طيب مـ.ـا.تزقش، قالتها وهي تدفعه عنها وتنهض لتخرج
- رايحة فين؟
نظرت له وقالت: أعملي ساندوتش أصلي جعانة
بجوع هو الآخر: اعمليلي معاكي
حركت منكبيها برفض وهي تقول
- كل واحد يعمل لنفسه
ابتسم وقال: لسه زعلانة مني
حركت رأسها بدلال وقالت: أنت شايف إيه.
شاهين برغبة حب: شايف إن بطتي مدايقة مني وأنا لازم أصالحها وأعملها أحلى نفخ لشفايفها
- الهجين؟
رفع خطي حاجبيه وقال بترقب
- ماله؟
جعلت عينيها تذبل وهي تقول بغرور
- شكله حلو وهو دايب فيا
- ماهو اللي زيك ماينفعش يتحب من شخص عادي والسلام، لازم يكون مخالف للتوقعات زي مقومـ.ـا.تك
- أنت قليل الأدب صح بس تصدق صعبت عليا وهروح أعملك أكل معايا، قالتها وهي تضـ.ـر.ب شعرها بدلع ثم خرجت ليضحك الآخر عليها وعلى روحها البريئة...
ولكن سرعان ما تحولت نظراته للغضب وهو ينظر للفرشاة ليسحب منها بعض الشعيرات العالقة وذهب نحو الدولاب وأخرج من أحد ستراته منديلا ليضع شعرها به
الى جانب شعر يحيى ثم وضعهم بجيب بنطاله
ونزل بسرعة وعقله يصور له سيناريوهات متعبة للعقل و
الأعصاب
انتهى من السلم وكاد أن يتوجه للخارج إلا أنها أوقفته ما إن قالت: رايح فين مش هتاكل
- هروح أعمل مشوار وهجيبلك معايا أكل من برا ع العشا.
سيلين بفرحة طفلة: بجد!؟ ده بابا كان بيكره أكل المطاعم ودي فرصتي وجت لحد عندي، هاتلي بيتزا هات اكسترا جيز وكنتاكي
رد عليها بحب وهو يقرص وجنتها
- بطتي تؤمرني وأنا أنفذ
- طب خد ده مني عشان خاطري قالتها وهي تمد له السندوتش لتجده يمسك فكها وانحنى لثغرها يقبلها بعدmا قال...
- لا أنا عايز آكل دول.
ذابت بين ذراعيه لا بل انصهرت معه وما إن ابتعد عنها حتى لاطف شفتيها مرة أخرى برقة ثم قبل ما بين عينيها وهو يقول بلهاث
- عمري ماحبيت ولا هحب ست زيك سيلينا، أصلا أنا مش بشوف غيرك
- يااااا حـ.ـر.ام، الهجين جا يصيدني فصدته أنا...
قالتها بغرورها المعتاد حتى ضحكت بصوت رنان ما إن عض وجنتها بقوة ثم تركها وذهب مسرعا قبل أن يتراجع عن الذهاب ليبقى معها ويفعل بها أشياء يرغبها وبشـ.ـدة
في كافتريا المستشفى
داليا باستفسار.
- كنتي فين الصبح قبل ما يصحى باباكي
تنهدت ميرال بعدmا احتست قهوتها وقالت بو.جـ.ـع داخلي: كنت ببتنا أقصد باللي كان بيتنا، جبت شنطنا. أهي بالعربية تحت
داليا بضيق: ليه ماقولتليش آجي معاكي. ليه رحتي لوحدك
- ماكنتيش هتستحملي المنظر والله
- وأنتي استحملتي
- هي جت على دي يا أمي، قالتها بمسايرة كاذبة تريد بها أن تداري حرقة قلبها فهي تدmرت حرفيا وهي تراهم يخرجونهم من منزلهم عنوة بسبب الديون وقروض البنك...
- حنروح فين دلوقتي
- اليومين دي قاعدين مع بابا بالمستشفى وأنا بالوقت ده هدور على شقة للإيجار تناسب وضعنا ده
- وهتدفعي منين
- عندي فلوس شغلي اللي بقالي سنين بشتغله وما بصرفش منه
- طب الفلوس اللي عندك هتكفي إيه والا إيه، المستشفى والا الشقة
نظرت إلى ذلك الذي أخذ يقترب منهم وقالت
- حساب المستشفى ياسين هو اللي يدفعه...
ياسين بمشاكسة: مين اللي قال كدة.
ميرال بجبروت يليق بها غـ.ـصـ.ـب عنك هتدفع. صلح الغلط اللي احنا فيه ده كله بسببك
- إيه الثقة دي، قالها ياسين وهو يجلس إلى جوارهم
كتفت ساعديها وقالت برفعة حاجب
- عندك اعتراض
ياسين بحب: هو أنا أقدر، أنا وفلوسي وحياتي تحت أمرك
نظرت له ميرال بعدm رضا ثم تركته ونهصت لتقف بعيدا عنه فوجوده بالقرب منها يزعجها حقا
نطقت داليا بضيق
- وطالما بتحبها كدة إيه اللي هببته ده
ياسين بتنهيدة نـ.ـد.م: غلطة وهصلحها أكيد.
داليا برفض: تصلح إيه، ده أنا هقطم رقبتها بنفسي لو فكرت إنها تسامحك بس مش ترجعلك، أنا ساعدتك في الأول وايدتك لأني فكرت إنك بتحبها بجد و هتصونها بس بعد اللي جرى...
- اااايوه بعد اللي جرى هتعملي إيه
- هقولك مالكش حاجة عندنا
- ميرال هترجع ليا من تاني
- لما تشوف حلمة ودنك، ما إن قالتها حتى كاد أن ينهض من جانبها بغضب من كلمـ.ـا.تها هذه إلا أنها منعته من ذلك ما إن طلبت منه الإتصال على أخيه
- عايزة من شاهين إيه.
ردت عليه بشراسة: بـ.ـنتي عنده هكون عايزة ايه يعني
- والله أنا اللي لازم أخاف على أخويا معاها مش العكس بناتك دول مفتريين أنا تحرقت من وحدة. والتاني ربنا العالم بحاله...
- اتصل عليه وبلاش تعملي فيها غلبان وأنت موقع نص مصر في بعضها
- حاضر بس أقوله إيه يعني لو عشان تكلمي سيلين هيقفله بوشنا زي المرة اللي فاتت
- لا المرادي عشان سعد عايز يشوفه.
صمت وهو مستغرب من هذا الطلب إلا أنه نفذ ما أرادت. بعدmا ابتعد عنها. اتصل بالهجين الذي كان بهذا الوقت قد خرج من أكبر مختبر لجنايات فهو حسب عمله بسلك المحاماة استطاع ان يزرع أحد رجـ.ـاله بوسطهم ومن خلاله سيتم اجراء الفحص بمنتهى الدقة والخصوصية
صعد الى سيارته بهمة وما إن انطلق بها حتى جاءه اتصال من أخيه، وما إن ضغط على زر الإجابة حتى سمعه يقول.
- شاهين أنت فين في حاجة
- ليه في حاجة
- سعد فاق.
- والمطلوب مني إيه، أوووعى تقولي أنه عايز يشوف سيلين
ياسين بتعديل: لا هو عايز يشوفك أنت
- أنا،؟!
- والله ده اللي وصلني من مـ.ـر.اته، هاااا قولت إيه هتيجي ولا هتكنسل عليه
- اكنسل إيه ده أنا محتاج المقابلة دي أكتر منه
- يعني؟
- قوله مسافة السكة وهيكون عندك، قالها وهو يرمي الهاتف الى المقعد الذي بجانبه وأخذ يزيد بسرعته ليصل لهدفه بأسرع وقت.
↚دخل الى المستشفى بملامح متجهمة وبال مشغول بما سيقوله الآخر هل سينكشف المستور أمامه أم أن هناك خبايا أخرى مـ.ـا.تزال ضائعة منه بطيات الزمن و أوراق الماضي
ما إن وصل الى الطابق المطلوب حتى سحب نفس عميق ثم خرج من المصعد ليجد أمامه أخيه الذي كانت علامـ.ـا.ت الاستفهام التي لا تبشر بالخير تزين وجهه ولكن تخطاه وهو يتجاهل استفساراته ويقول
- سعد فين؟
مشى موازينا له وقال
- في أوضته مستنيك
- أيوه اللي هي فين،؟
- أهي قريبة أهي، قالها وهو يفتح الباب له ليدخل الهجين وهو بعده...
علي صوت دخولهم هذا فتح سعد عينيه بذبول
ثم أخذ يحاول الجلوس بوضعية مريحة ليستطيع مجادلة ذلك الذي وقف أمامه بعنفوان غاضب...
نعم لم ينطق حرف واحد بعد ولكن تكفي نظراته لتجعلك تعرف مدى غضبه منك.
اعتدل بجسده بمساعدة زوجته التي كانت تقف الى جواره لتلبي طلباته عنـ.ـد.ما يطلبها أما ميرال لم تحرك ساكنا بدخولهم هذا فهي كانت تجلس على الأريكة المركونة جانبا دون أن تصدر أي تعابير بما يحصل حولهم، لا شكلا ولا مضمونا كانت كلوح الثلج خالية من المشاعر.
ولكن بالطبع كلها آذان صاغية لهم تريد معرفة ماهو سبب كل ماحدث معهم، أجل! دائما ما كانت تقول لياسين إن أسببابه التي دفعته ليفعل بها هذا لن يغير شئ بالنسبة لها ولكن من داخل أعماقها تتمنى أن يكون عنده سبب قهري يجعلها تغفر له أو على الأقل تعطية عذره
أما عند الهجين كان يقف أمام السرير المستلقي عليه آخر شخص يتمنى أن يبقى معه بمكان واحد ولكن للضرورة أحكام...
تكلم سعد بجمود: اتفضل أقعد حوارنا هيطول.
- هنتكلم كدة، قالها وهو ينظر حوله بمعنى هل سنتحدث أمام عائلتك ليرد عليه بتأكيد
- أيوه، اللي هحكيه هما عارفينه قبلك
التفت ياسين بسرعة نحو فتاته باستغراب وهو يفكر هل يعقل أنها على علم بالماضي وما حدث به
حك شاهين طرف حاجبه وهو يضحك بسخرية ثم حرك رأسه بنعم دون أن يتكلم وكأنه يصبر نفسه ثم سحب أحد المقاعد من عند الحائط و وضعه أمامه وجلس عليه بالإتجاه المعاكس ليسند ساعديه على ظهر الكرسي وهو يقول بجدية.
- قول اللي عندك
- عايزة تعرف إيه
- من الصفر، عايز أعرف كل حاجة بدأت ازاي
- وياترى هتصدق، اللي زيك الشك بياكل من عمره
- مالكش فيا، قول اللي عندك وأنا هعرف بطريقتي إن كنت كدبت عليا والا لاء
- قبل ما اتكلم سيلين فين، ما إن قالها بقلق حتى رد عليه بخبث متعمد
- في حـ.ـضـ.ـن جوزها هتكون فين يعني
سعد بانزعاج من رده المستفز هذا
- بـ.ـنتي ترجعلي يا ابن اللداغ
شاهين بلا مبالاة: عشم إبليس، سيلينا بتاعتي.
رد عليه بتوعد: هترجعهالي زي ما أخدتها و وقتها هخليك تحفى عليها ومش هتلاقيها...
قال ياسين بتهكم ممزوج باختناق: اللي يسمعك تقول كدة ويشوف حرصك عليهن يصدق بجد إنهم بناتك
- الأب هو اللي بيربي وأنا ربيتهم بروحي
شاهين بجدية: بلاش تدينا دروس بالإنسانية والقيم الأخلاقية خلينا بالمفيد، أنت قولتلي بالسـ.ـجـ.ـن إنهم بنات ماهر مش بناتك صح ولا أنت وقتها كنت بتقول أي كلام وخلاص
نظر سعد لميرال وقال بو.جـ.ـع.
- هما فعلا بنات ماهر وأختي سعاد...
ما إن نطق جملته هذا حتى تعرق جسد ياسين بأكمله
فهو لايريد هذه الحقيقة يرفض تصديقها تماما ليقول بانفعال
- اااااانت كـ.ـد.اب، هي وصلت فيك إنك تنكر أبوتهم عشان بس تحميهم مننا
- عجيب أمر الناس، لما بنكدب الكل بيصدق ولما نتكلم ونقول الحقيقة الكل بينكرها، وده بيدل إن الإنسان بيصدق اللي بيجي على هواه وبس...
ما إن نطقت ميرال بهذه الكلمـ.ـا.ت وهي تنظر الى.
الأرض بشرود حتى صدm كل من ياسين وشاهين الذي التفت لها ليعود بنظره بحقد الى سعد وهو يقول بصوت آمر
- قول اللي عندك من غير لف ودوران
- وسيلين...
- مالهااااا!؟
- عايزك ترجعهالي قصاد اللي هقوله
شاهين بقهر وصدق: مـ.ـا.تخافش عليها لأن لو طلع كل اللي في بالي صح وإني عشت أنا وأخويا السنين دي كلها بكدبة، أنا بنفسي هرجعالك لأن وقتها مش هينفع تبقى معايا أصلا
- وعد
- من غير وعوووووود
نظر له بصمت قليل ثم تنهد وقال بسرد.
- قبل 30 سنة تقريبا، جاني واحد عايز يخطب اختي مني، كان إنسان محترم وسمعته نظيفة أو ده اللي تخدعت فيه وقتها، اسمه ماهر اللداغ، بس كان عيبه أنه مالوش أهل ولا كبير جاني كدة يخطب بطوله، كل لما كنت بسأل عنه محدش بيعرفه...
وده اللي خلاني أرفض إني أديله أختي الوحيدة اللي هي أمانة أمي وأبويا ليا، سعاد كانت شبه ميرال بالشكل وحتى طبايعها، كانت زي النسمة البـ.ـاردة بالصيف، هادية وعاقلة وتصرفاتها موزونة بس كل ده تغير لما دخل ماهر بحياتها وحبته...
ياسين بتساؤل: ليه رفضته؟
رد عليه سعد بغل فهو لم ينسى أفعاله وكيف رمى له ابـ.ـنته: لأنه كان زيك، مالوش لا أصل ولا فصل...
وزي ما بيقولوا ع الأصل دور يا باشا
شاهين بنزعاج: كمل!
- المهم لما سمعت سعاد إني رفضته ماقتنعتش بالرفض ده وأصرت عليه، وأنا من كتر حبي ليها وافقت إني أجوزها ليه بس بشرط تبقى قصاد عيني وقريبة مني، وده كان أكبر غلط عملته في حياتي، ولحد دلوقتي بدفع تمنه
شاهين بتركيز: وبعدين
- خمس سنوات عاش وسطنا لا عارفين إيه هو شغله ولا حتى شفنا ليه صاحب أو حد من أهله وبالوقت ده ربنا رزقهم ب ميرال أول فرحتهم وبقينا أنا وماهر صحاب.
بس كل لما كنت بسئله عن أي حاجة بالموضوع ده كانت سعاد بتقف في وشي وتقولي، بلاش تحسسه أنه لوحده بلاش تزعله خلاص هو بقى مننا، ماهر مافيش زيه، سيبه بحاله مـ.ـا.تقالبش عليه المواجع...
هو صح كان مافيش زيه وبيمـ.ـو.ت بمـ.ـر.اته وبـ.ـنته ومعيشهم أحلى عيشة بس بردو كنت شايف إن في حاجة غلط ماهو مستحيل الإنسان يكون كامل بالشكل ده والكمال لله وحده طبعا، بسسسس
كل ده تغير لما حملت تاني بولد...
صمت سعد عنـ.ـد.ما وجد الصدmة تزين معالم الأخوين اللداغ إلا أنه تجاهل ذهولهم هذا وأكمل...
هنا بقى لاحظت ان التـ.ـو.تر اشتغل ما بينهم، وبقت تصرفات ماهر غريبة وخصوصا لما بقت سعاد على وش ولادة وفي ليلة قلبت كل موازين حياتنا جاني رسالة من عمكم
ما إن نطق ب كلمة عمكم حتى رفعت ميرال رأسها.
لهم وهي لا تصدق ما يقول والدها عن أي عم يتكلم الآن ولكن عنـ.ـد.ما أكمل كلامه حتى وضعت رأسها بين يدها وكأن هناك من ضـ.ـر.بها و.جـ.ـعلها تتوه بين ما تسمع وما تشعر به الآن
نظر ياسين للهجين ثم قال بترقب
- رسالة إيه دي!
- جاتني رسالة من ماهر محتوها كان إن سعاد وبـ.ـنته وابنه اللي جاي بالسكة أمانة عندي لو حصله حاجة ومرجعش...
أنا أول ما قريت الرسالة قومت خدت بعضي ورحت لشقتهم عشان أشوف في إيه، بس أول ما وصلت شفت أختي بحالة ما يعلم فيها إلا ربنا والقلق كان بياكلها أكل، سألتها عن جوزها و وريتها الرسالة اللي بعتهالي، فكرت إنها ممكن تطمني بس اللي حصل إنها انهارت أكتر وقامت تعيط وتقول أنه أكيد مش كويس وأنها ياما ترجته مايروحش ليهم و إنها راضية تعيش معاه بالظلمة بس هو ماسمعش كلامها وقال أنه لازم يروح ويتفاهم معاهم عشان يقدر يعيش صح بعد كدة.
ولما سألتها راح فين ماقالتش غير أنه راح لوكر الأفاعي اللي عاش وكبر فيه...
وكر الأفاعي، وكر الأفاعي، وكر الأفاعي...
أخذت تتردد هذه الجملة بعقل ميرال التي سحبت شعرها بقوة للخلف وأخذت تنظر حولها كالمـ.ـجـ.ـنو.نة لتنزل دmـ.ـو.عها بصمت عنـ.ـد.ما التقت نظراتها بالآخر فهي تذكرت كلامه لها عنـ.ـد.ما أخذها لمكان غريب وما إن وصل حتى قال بإجرام.
- اهلا و سهلا فيكي بوكر الأفاعي
قطع تواصلهم النظري هذا كلام سعد...
ايه المكان ده و ايه كان قصدها معرفش بس اللي فهمته وقتها أنه متورط مع ناس مابيرحموش تقدر تقول عليهم مافيا، وقبل ما استوعب اللي بسمعه منها سمعنا صوت الباب و أول مافتحنا شفنا ماهر قصادنا غرقان بدmه
عمري ماهنسى الليلة دي ولا اللي شفته فيها...
وقتها مش فاكر بالدوشة دي كلها غير انهيار أختي
وصراخ ميرال اللي ماكنتش تقول غير...
دmمممم، بابا كله دm
وسعاد من حبها لجوزها ماستحملتش اللي بتشوفه.
حصلها حالة ولادة وكلها أقل من ساعة لاقيت ممرضة بتديني طفلة بإيدي و تقولي أمها تعيش أنت
شاهين بشك: طفلة هو مش كان ولد
داليا بتوضيح: الدكاترة قالوا إنها كانت حامل بولد بس اللي شفناه إنها جابت بـ.ـنت، جت وقتها سيلين
ياسين بعدm اقتناع
- ولد؟ وجت بـ.ـنت، هي فزورة
داليا باستغراب: عادي بيحصل غلط من النوع ده
قطب شاهين حاجبيه بشك وقال: دكتورة وحده تغلط ممكن، بس كل الدكاترة يقوله إنها حامل بولد وتيجي بـ.ـنت ازاي،؟
ليقول سعد: حكمة ربك
نهض شاهين عن الكرسي برفض لمنطقهم وأخذ يمشي أمامه كالأسد المحبوس بالقفص
- اللي شفته أنا بحياتي خلاني أشك بصوابع إيديا
نظر له سعد بضيق: يعني!؟
شاهين بغضب وهو ينهج
- يعني كمل حصل بعدها إيه
- دخلنا وقتها بسين وجيم بسبب اللي حصل ولولا ستر ربنا ومعارفي الكتير كنت رحت فيها...
شاهين بمقاطعة مرة أخرى وكأنه يبحث عن أي ثغرة ليكذبه: لسه معرفناش، كتبت البنات باسمك ليه؟
- خفت عليهم من اللي عمل كدة. أكيد مش هيصعب عليه أنه ياخدهم مني لأن ماهر حذرني من ده...
و أنا وقتها ماكنش ينفعش اسيب الحكاية للحظ، دول أمانة ماهر ازاي أسيبها تضيع مني
زي ما ضاعت أختي قبلهم
كتبتهم باسمي عشان محدش يعرف يوصلهم.
حكاية سيلين كانت سهلة بس ميرال صعب لأنها كانت كبيرة كان وقتها تمت الأربع سنين على ما اظن، بس زي ما أنتم عارفين إن كل شئ بالفلوس بيمشي وده اللي حصل معانا، حليت كل حاجة وقفت قصادي بكام قرش، وأخدتهم وطرت فيهم لبر الأمان
بس ماكنتش أعرف إني بنفسي هرميهم بالنار من تاني بعد ما حطيت إيدي بإيد عدوي من غير ما أحس ورجعتهم من تاني هنا بعد ما قولت أكيد بعد السنين دي كلها الموضوع أندفن واتنسى خلاص.
عشان اتفاجأ بعدها إن ماهر ليه ولاد أخ، هما اللي دmرو بناته، بس الغلط مني لأني لااااااحظت اسم العيلة وقولت أكيد ده شبه أسماء مش أكتر مع إن الاسم مميز، لاحظت الشبه اللي بين شاهين وماهر وقولت يخلق من الشبه أربعين...
بسسسس ازاي فاتني كل ده معرفش يمكن الكبر
خد من عقلي وخلاني أخرف بدري يا إما أنتم اللي لعبتوها صح وعرفتم تلفو الحكاية.
بس لما لاحظت إن أنتم كمان زي ماهر لما سألت عليكم بعدmا خطب أخوك ميرال مني وجيت وقتها ونبهتها إنها مـ.ـا.تغلطش غلطة امها ماسمعتش كلامي
تقول حالفة أنها تشرب من نفس كأس أمها و تمشي على صراطها بسسسسسس اللي بيختلف هنا إن ماهر كان راجـ.ـل بجد وحبها مش زي اللي قصادي دلوقتي...
صمت وأخذ ينهض من مكانه حاولت داليا ان تساعده إلا أنه رفض وأبعد يدها عنه وما إن استقام بطوله و وقف أمام شاهين حتى سحبه من قميصه بقوة لا تتماشى مع ضعف جسده وحالته الصحية وهو يكمل بغضب ممزوج بتعب.
قولت إني أنا اللي قــ,تــلت أبوكم وعمكم وع الأساس ده دmرتم حيااااااتي. وأخدت بـ.ـنتي مني. فين دليلكم يابشوات على كلامك ده، فين دليلك يامتر على كلامك ده مـ.ـا.تنطق. ااااااازاي تحاسب حد من غير ما تتاكد من التهمة اللي متوجهة ليه، وحتى لو
كنت مذنب فعلا زي ما أنا بنظركم دلوقتي
أبعد يده الممسكة بتلابيبه وقال بانزعاج
- وأنت فين دليلك على كلامك ده...
- عندي أوراقهم الأصلية لما تولده بأسم ماهر اللداغ.
شاهين بسخرية: فين ده أنا دورت مابين أوراقك اللي بالفيلا كلها وحدة وحدة ومالقتش حاجة من ده، حتى فتحت الخزانة اللي كانت بمكتبك هناك وبردو مافيش حاجة، العب غيرها يا ابن الجندي
رد عليه سعد بعصبية بعدmا سند نفسه على طرف سريره: ساعات الذكاء الشـ.ـديد بيأدي للغباء يامتر
. بقى عايزني أشيل ورق زي ده يوديني بداهيه بخزانة الفيلا ده اسمه تزوير بأوراق رسمية وأنت أعرف الناس جزاتها بيكون إيه قانونيا...
أنا أول ما هطلع من هنا هبعتهوملك بنفسي ومع إني متأكد إن جواك مصدقني من غير أي دليل بس السؤال هنا أنكم ماجتوش ليه وخلصتوا عليا طالما عندكم تار عندي، ليه رحتم لبناتي؟
عشان تأذوني فيهم صح، أنا مش عارف مين اللي فهمكم ده وغرضه ايه من ده كله، بس اللي أعرفه إن الحكاية تقلبت عليكم وتلعب فيكم، وبدل ما تأذوني لوحدي أتأذيتم معايا...
أنا معرفش أنتم مريتم بأيه بحياتكم بس كل اللي أقدر أقوله إن اللي زرع فكرة الأنتقام دي بدmاغكم أين كان، كان عايز يأذيكم بحبايبكم أكتر ما يأذيني أنا...
وبصراحة هو نجح بده، والنتيجة أهي، واحد واقف قصادي بيتمنى العفو على اللي عمله فيها وعمره ماهيطوله والتاني خدها ليه وفكر كدة أنه كسب وميعرفش أنه أكتر واحد خسران هنا. سيلين خلتك تحبها بجنون. وابقى قابلني لو عرفت تعيش من غير شقاوتها من تاني...
وقف بمنتصف الغرفة وقال: سلطان
ما إن نطق أسمه حتى شهقت داليا بصمت لينظر لها الهجين بترقب غاضب ليسمع سعد يقول بستنكار
- ومين ده كمان أوعى يكون ليه تار عندي
شاهين بهدوء غريب وهو ينظر الى داليا التي شحب وجهها لدرجة مخيفة: متعرفش حد اسمه سلطان
- لاء
- متأكد
- أنا قولتلك كل اللي أعرفه ومش هخاف منك لو كنت عارفة.
- وأنا هعرف بمعرفتي إن اللي قلته صح ولا في حاجة ناقصة، قالها الهجين وتوجه نحو الخارج وما إن كاد أن يخرج بالفعل بعدmا فتح الباب حتى توقف عنـ.ـد.ما تكلم الآخر بتهكم
- وجاي على نفسك ليه، عايز تعرف الحقيقة بعد إيه
هااااااا ايه، بعد ما كل حاجة خربت على إيديكم خلاص، أنا دلوقتي كل اللي عايزه هو سيلين ترجع لحـ.ـضـ.ـني.
نظر له الهجين من طرف عينيه برفض واستنكار لطلبه هذا آلا يعرف بأنها ملكه هو، حرك رأسه بنفي ثم تركه وخرج وما إن حاول ياسين اللحاق به حتى وجه له سعد كلام بصيغة أمر حاد متجاهلا و.جـ.ـع صدره الذي أخذ يفتك به
- ياااااسين، ورقة طـ.ـلا.ق بـ.ـنتي توصلني
تمعن الآخر النظر به مثل أخيه تماما ثم نظر الى تلك التي تجلس وهي بعالم آخر ثم تركهم وخرج وأغلق الباب خلفه دون أن يعلق على طلبه هذا.
لتجلس داليا بمكانها وهي تغطي فمها بكفها برعـ.ـب حقيقي وضياع حرفي، نظرت الى زوجها الذي عاد الى فراشه واستلقى عليه بتعب. ماذا يجب ان تفعل هل تتكلم وتقول له بأنها هي السبب لكل هذا أم تلتزم الصمت خـ.ـو.فا من انفصاله عنها بعد كل هذه السنين...
كانت تظن ان الماضي انتهى ولكن على مايبدو أن القدر مصر على كشف ما خبأته، نهضت من مكانها وتوجهت نحو ابـ.ـنتها التي دفعت ثمن صمتها هذا.
جلست الى جوارها وسحبتها تحت ذراعها لتحتضنها بحنان وأخذت تبكي وهي تقول مع نفسها بعدmا قبلت رأسها
- سامحيني يا حبيبتي، سامحيني ياقلب أمك أنتي، ماكنتش أعرف إنكم اللي هتدفعوا ثمن غلطتي، ياريتني وافقت اتجوزه وقتها ياريتني
ولا إني أشوف عيلتني ضاعت مني بالشكل ده
- مـ.ـا.تعيطيش يا حبيبتي كل شيء هيرجع زي ما كان...
قالها سعد بإرهاق وجهد وهو ينظر الى زوجته بحنان التي ردت عليه وقالت بانهيار.
- بناتنا ضاعوا مننا و اللي تكـ.ـسر ما يتصلحش...
- صح بس وقتها نقدر نعتبره درس لينا ونبدأ من جديد
انتفضت ميرال ونظرت لوالدها وقالت
- وسيلين!
- هترجع، وغلاوتها عندي لهترجع، دي نور عيني اللي بشوف بيها مستحيل اسيبها ليه
قالها سعد بتأكيد ثم اغمض عينيه بخمول وهو يفكر بما سيحصل معهم بعد الأن
في الاسفل
ما ان صعد شاهين بسيارته حتى لحق به ياسين وقال بتسائل بعدmا استقر الى جانبه
- هتعمل ايه دلوقتي.
شاهين بغموض- يحيى فين؟
- معرفش!
- كلمه خليه يلحقنا ع الوكر
- ليه في حاجة
- من غير ليه اعمل اللي بقولك عليه
- ماشي، قالها ياسين وهو يخرج هاتفه تزامنا مع تحرك اطارات السيارة لينطلق بهم نحو هدفهم
في شقة يحيى كان يجلس على الاريكة امام التلفاز وهو يدفن وجهها بعنق زوجته التي كان يحتجزها بين ذراعيه بقوة وكأنه ان تركها ستفر منه...
اخذ يعض وجنتها ثم يقبلها من نفس المكان ولم يتركها حتى تئفئفت منه بضجر وهي تقول بعدmا مسحت وجهها بقرب
- اووووووف وبعدين بقى! سبني اتفرج ع الفيلم
يحيى بتفاجئ مصطنع من تذمرها هذا
- ااااالله هو انا عملت ايه، دي هي بوسة
يتيمة من الخد...
شهقت غالية بصدmة مضحكة
- بوسة يتيمة ايه ده انا خدي تهرا
كز عليها وهو يقرص بقوة من وجتها التي كان قد تحول لونها للحمرار الشـ.ـديد
- ماهما اللي طعمهم حلو اعمل ايه انا.
- لا واللهي، قالتها وهي تدفعها عنه بضجر ثم اعطته ظهرها وهي تكتف يديها، مسكها يحبها
من فكها واخذ يحركها يمنى ويسرى بمشاكسة
وهو يقول
- مالك يابت مـ.ـا.تفكيها شوية
التفتت له وهي تضـ.ـر.ب يده وتقول بعصبية
- اوعي كدة، في ايه؟
مال عليها بجسده ليجعلها تستلقى بشكل تلقائي
علي الاريكة وهو يعتليها برغبه عشق لا اخر لها
- في عسل عايز يتاكل وهو عامل
نفسه مش واخد باله
كرمشت وجهها وقالت- الفاظك بيئة زيك.
- قال يعني جايبك من جادن ستي اش كان جبتك من حارة مـ.ـا.تعيشي عيشة اهلك، قالها وهو يضـ.ـر.بها كف خفيفي عن طريق الهزار ليتاوه بو.جـ.ـع عنـ.ـد.ما ردت له الضـ.ـر.ب بدفعه قوية جعلته ينقلب على الارض وهي تقول بشراسة راقت له بعدmا نزلت عن الاريكه وسندت نفسه على صدره
- وماله الحارة يا ابن الحواري مش عجباك
دفعها عنه ليرتطم بمقعد الاريكة ليمسك هو ظهره بو.جـ.ـع بعدmا اعتدل بجلسته
- ااااخ ده اكيد مش لسان ده مبرد، منشار...
- ده اللي عندي، قالتها وهي تلعب بشعرها المنكوش ليقول لها بستهزاء وقصف جبهة
- روحي مشطي بالأول وابقى العبي في
تركت شعرها وقالت بغضب لذيذ
- هو ده طبيعة شعري اذا كان عجبك وبعدين
انت مش سامع احمد حلمي بيقول ايه
- بيقول ايه يابت
- طلقني لو مش عجبك طلقني.
- طلق ايه بس تفي منك بئك، ما ان قالها حتى تفت عليه بشكل تلقائي مما جعله يفتح عينيه من فعلتها هذه ولكن قبل ان يتحول الى وحش حاولت ان تهرب من امامه ولكن هيهات وجدت نفسها مقيده بجسده بلمح البصر وهو يقول
- بقى انا وافقت أفضل معاكي النهاردة بالبيت عشان تهزقيني يامقصوفة الرقبة انتي
رفرفت غالية بأجفانها وهي تقول
- واهون عليك.
- وما تهونيش ليه ياحيلتها، قالها هو يضـ.ـر.بها كف ألمها نوعا ما وما كان ردها سوا انها نحنت برأسها وعضت كتفه ثم قالت بعدmا ابتعد عنه
- جت كـ.ـسر بيدك وضـ.ـر.بة بمعاميعك
عض شفته السفليه بتوعد وقال
- اعمل فيكي ايه
- والله انت اللي بديت، و وحدة بوحدة هاااا
صرخ بها بذهول وهو يعتها من طرف ثيابها
- هو انا صاحبك ده انا جوزك ياهانم
- جوز جزمة وانت الصادق، غمغمت بها بصوت خفيف مما جعله يسحبها نحوه ويقول.
- انتي بتقولي ااايه يابت انتي سمعيني
نظرت لها وقال بشفاه مذمومة
- ببرطم عليك
- ايوه يعني بتبرطمي تقولي ايه، ااااانطقي قبل ما اطلع شعرك ده بيدي، ما ان قالها حتى مشك شعرها
لتنظر لها بغضب لتتحول نظراتها هذه للمكر في ثانية واحدة ثم قالت برقة
- يحيى!
ابتلع لعابه وقال بتـ.ـو.تر من رقتها التي فاجئته بها
- نعم!
- حبيبنا المصطفى قال ايه
حرر شعرها وقال: ايه.
همست لها وكأنه طفل تريده ان يفهم ماستقوله بالحرف: رفقا بالقوارير، وانا قارورتك
- يعني ايه
- يعني خف شوية عليا هو انا قدك، ما ان قالتها حتى اشاح لها بيده لتنضـ.ـر.ب بوجهها بشكل عفوية وهو يقول
- ما انتي اللي تجيبيه لنفسك بصراحة
مسكت انفها بألم ثم نظرت له وقال بمسايسة
- ان صغرت عقلي انا، كبر عقلك انت
يحيى بقتناع: تصدقي معاكي حق، ما انتم فعل ناقصات عقلا ودين.
- حوش دينك اللي بيخر منك، قالتها من بين اسنانه مع نفسها ثم تنفست بصبر وهي تبتسم له لتناديه بدلع، يحيى!
تنهد بحرارة وقال: ياااا دي اسمي اللي بيضيعني كل ما بتنطقي، قولي عايز ايه، أمري
كادت ان تمازحه الا انها غيرة رأيه ما ان وجدت يستجيب لها لتقول بترقب
- ايه رأيك تقوم تتوضى ونصلي سوا بنية ان ربنا يوفقنا بحياتنا اللي مش باين ليها ملامح دي.
ما ان نطقت كلمـ.ـا.تها السابقة هذا حتى عم الصمت بينهم لينظر لها بنزعاج واضح لتبادله بترجي وهي تمسك كفيه ليقطع عليهم تواصلهم هذا صوت هاتفه الذي ارتفع ولم يكون سوا ياسين الذي ما ان رد عليه حتى قال
- يحيى
- اعوذ بالله من غضب الله، ده صوت بذمتك
- مالك يايحيى
- ياعمي بلاااااش تنطق اسمي قول اللي عايزه بلاش تبوض النغمى التي اتعلمت عليها ودني من الكروامن بتاعي، قالها وهو يغمز لغلاته بحب.
ياسين بعدm فهم: مالك يالاااااا هو انت شارب ولا ايه على العموك الهجين عايز يشوفك بالوكر
- الهجين؟ ربنا يستر، ماشي هاجي حالا
اغلق الخط ثم تركها ونهض لتقف معه وهي تقول
- على فين؟
توجهة الى غرفتهم واخذ يغير ثيابه
- عندي شغل ياحبيبتي لازم انزل
غالية بمسايرة: وماله تعالى نصلي وبعدها انزل عشان ربنا يوفقك بشغلانتك
يحيى بتهرب: مافيش وقت لازم انزل حالا
- هي كلها خمس دقايق، ما ان قالتها حتى رد بضيق واضح.
- غلااااا بلاش زن انا مش ناقص صداع
رفعت يدها واخذت تمررها على صدره وتقول: سلامتك، انت بس لو تسمع كلامي...
يحيى برفض قاطع: اسمعيني كويس، انا لا هسمع ولا عمري هسمع، في فرق في اني بحبك وفي اني ابقى خاتم بصباعك
- طب تعالى نجرب سوا
ضـ.ـر.ب بسبابته على رأسه وقال قبل ان يخرج من الغرفة: سبق وقولتلك انك عدوت نفسك صح
- يحيى، ما ان قالتها حتى وجدته يلتفت لها بغضب لتكمل كلامه بحـ.ـز.ن، خد بالك من نفسك
انا وامي مالناش غيرك.
تلاشى غضبه منها واقترب ليسحبها من رأسها ليقبل أرنبة انفها بخفه ثم قال بعدmا انحنى واستنشق عطرها بقوة: حاضر...
- طب انا عايزة اشوف ماما وحشاني
- حاضر، عنيا ليكي، جهزي نفسك لما ارجع بالليل هاخدك ليها دي وحشاني انا كمان
نظرت له بتفاجئ سعيد: بجد امي وحشاك
- ايوه، ومالك مستغرابه كدة ليه...
غالية بتفكير: ابدا بس
قاطعها وقال: بس ايه؟ عارفة ليه بحبها ياغلاتي
- ليه؟!
- لانها جابتلي وحدة زيك وخلتني اسعد واحد في.
الدنيا دي. قالها وهو يقبل وجنتها ثم سحبها خلفه للباب الشقة وهو يكمل، تعالي بقى اقفلي الباب ورايا
غالية بصدmة
- انت مش هتقفله بالمفتاح زي كل مرة
يحيى بحب: لااااا هثق فيكي...
- وانا بإذن الله هطلع قد الثقة دي
- اوعى تفتحي لحد!
- تمام اي اوامر تانية
- ايوه
- ايه
- هاتي بوسه...
ما ان قالها حتى توقع انها سترفض او انه ستدفعه للخارج ولكنه وجدها تقترب منه لترفع نفسها على اصابع قدmيها وهي تسحبه من ياقته ليتنحي قليلا لها...
طبعت قبلة خجوله على فكه لترجف خلايا جسدها
ما ان استشعرت شعيرات ذقنه المهذبة وهي تداعب ملمس شفتيها...
حررته من قبضته لتبتعد عنه الا انها وجدت خصرها معتقل بين ذراعه الايمن وهو يهمس بتخدير من فعلتها هذه: بحبك غلا، بحبك غلااااااتي.
اومئت له بإحراج وهي تنظر الى صدره لا تقوى
الى النظر له. لتقول بعدmا وجدته طال بنظراته لها
- مش هتمشي بقى
- همشي
- طيب يالا
- قلبي مش مطاوعني اسيبك، ما ان قالها وهو يقترب منها حتى ابتعد بسرعة وهو يقول بعدmا ارتفع رنين هاتفه مرة اخرى
- بس مضطر امشي وألا هتعلق من الهجين...
يالا سلام.
- سلام، قالتها وهي تغلق الباب خلفه بالمفتاح من الداخل لتسند ظهرها عليه بهيام وهي تعض اناملها بسعادة فمشاكسته لها تروق لها ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عنـ.ـد.ما تذكرت بيئته التي يعيش
بها وطبائعه الكارثية فهو لا يروق له سوا المعاصي
لا تعرف كيف ستجعله ان يستقيم حقا أن كانت هي عنيدة فهو اعند بأضعاف وخاصة بهذا الموضوع...
تحت امام العمارة ما ان خرج يحيى حتى رفع احد الشخاص هاتفه واتصل بذلك الذي كلفه بمراقبتهم
- ايوه ياحاج، الباشا نزل
- وغالية؟
- لسه فوق
- عينك عليها وزي ماقلتلك قبل كدة اول ما تلاقيها نزلت هاتهالي
- طب ليه نستنى ما اطلع اجيبهالك دلوقتي
- تطلع فين اوعى تستهين ب يحيى ويغرك ضحكته
ده نابه ازرق، ده مستحيل يسبها كدة اكيد في مراقبه عليها لحمايتها ان ماكنش منه يبقى من اخوه
اللي ممكن يبلع اي حد يفكر بس يزعله.
- وطالما كدة عايزها ليه
- عجباني، وبعدين هو أنا هعمل ايه يعني هستعيرها منه ساعة زمن أحلي مزاجي بيها وهرجعها ليه من تاني ولا من شاف ولا من دري. وهي حالها حال اي ست هتسكت من خـ.ـو.فها من الفـ.ـضـ.ـيحة، ماهو احنا ببلد بالمواضيع دي الست هي الغلطانه مهما تكون ظروفها
- و دلوقتي العمل إيه يا حاج، هي مش بتنزل
- هتنزل، هيجي وقتها وهتنزل، الصبر بس
- ماشي نصبر ونشوف لما تنزل ست الحسن والجمال
تستاهل ده كله ولا لاء.
- لاء هي حلوة آه بس عادية
انفجر به الشخص باختناق
- وطالما عادية، عايزها هي بالذات ليه
- نفسي راحتلها الله، أنت هتحاسبني ولا إيه
- العفوا مش قصدي...
- يالا روح شوف شغلك وفتح عينيك كويس، سامع
أغلق الخط بوجهه ورمى الهاتف على الطاولة وما إن عاد ليسند جسده على ظهر الكرسي حتى وجد يدين ناعمة احتلت منكبيه وأخذت تدلكهم بهدوء
- اااايوه كدة يازينة دوسي ع الحتة دي، والله محدش بيفهمني وبيفهم جـ.ـسمي ده قدك.
زينة بخبث ودلع: من يومي فهماك يا حاج...
بس مين اللي عايزها دي
- وحدة كدة عجبتني
توقفت يدها وأخذت تفكر ثم قالت وهي ترفع حاجبها: وماله حقك، اللي يعجبك. رجـ.ـالتك تجبهالك لحد عندك، هو احنا عندنا كم سلطان عشان نزعله
صمتت ولم يرد عليها وأغمض عينيه براحته ما إن وصلت بتدليك إلى رأسه وعنقه ثم انحت بجذعها العلوي وقالت بفحيح عند أذنه
- إلا قولي يا حاج
- خير
- شاهين غاطط فين مش باين بالوكر بقاله مدة.
- اتجوز وغرقان بالعسل مع مـ.ـر.اته، ما إن قالها ببرود حتى انتفضت وكأن صاعقة أصابتها وهي تبتعد عنه وتقول.
- ااااااااااااايه أتجوز، امتى ده حصل
- ومالك زعلتي كدة ليه
ضـ.ـر.ب كف بكف وهي تقول بغيرة
- ده كـ.ـسر القوانين أنت ازاي ساكتله
سلطان بلا مبالاة: سبيه يعيش يومين معاها
ده بردو دراعي اليمين
ضـ.ـر.بت زينة فخذها بغل: افرض حملت منه
هنعمل ايه ساعتها
- شاهين مش صغير عشان تفوته النقطة دي
أخذت تحرك قدmها بتـ.ـو.تر وهي تقول.
- طب جوازهم ده هيبقى لحد امتى
- وقت ماهو يعجبه
- غريبة من امتى أنت بيعجبك الحال المايل ده
- جوازه منها انتقام، هي بـ.ـنت عدوي، كل ما طولت عنده أبوها بيتكـ.ـسر أكتر
زينة بانفعال وغيرة كبيرة: ومالقتش غير شاهين
سيد الرجـ.ـا.لة اللي يتجوزها ما كنت رمتلها أي راجـ.ـل من رجـ.ـالتك وخلاص
- عجبت شاهين أقوله لاء يعني، وبعدين البت
قادرة ومحدش كان هيعرف يطبقها غير الهجين بنفسه ده حتى ياسين اعترف بنفسه أنها قوية.
ومش من نوع السهل خالص...
- وهي وقعت بشاهين صح
- عندك شك بقدرات الهجين
- ده أنا همـ.ـو.ت وأشوفهم
- اللي هما إيه
- قدراته
- زينة! أنتي للناس الكبـ.ـار سامعة
ردت عليه بتـ.ـو.تر: هاا لاء أنت فهمتني غلط، أنا قصدي إن شاهين ليه وزنه بالوكر أكيد مش سهل وعرف ازاي يوقعها
- طب قومي يالاااا اعمليلي لقمة أطفحها.
- من عنيا يا حاج، قالتها وهي تنهض من جانبه وما إن اختفت من أمام أنظاره حتى زفر بانزعاج ثم عاد يسترجي بجسده مرة أخرى قبل أن تأتي وتعكر مزاجه بكلامها هذا...
في المستودع الخاص بالهجين
صدح صوت ياسين بالمكان وهو يسئله: أنت طلبت تشوف يحيى ليه ده أنا فكرتك هتيجي تواجه سلطان وتستفسر منه على اللي سمعته من سعد.
شاهين بنفي: و تفتكر لو سألته أو واجهته هيرد ولا هيلف ويدور وبكدة هيبقى أديناه إنذار أنه ياخد باله و حذره من الحكاية دي
- أنت مصدق سعد، ما إن قالها ياسين حتى رد عليه شاهين وهو ينظر له بتمعن
- مش مهم إني مصدقه والا لاء بس أنا عارف ومتأكد إنك أنت أكتر واحد مصدقه
- أشمعنى
- لأنك أكتر واحد فاهم سلطان ودارسه كويس
ياسين بتغير محور الحديث- ناوي على ايه؟
- أعرف الحقيقة.
- أيوه ماشي أنا معاك بس هتعرفها ازاي أو بمعنى أصح أنت مخطط لأيه
- عملت فحص جينات لسيلين
ويحيى
- توقعت إنك هتعمل كدة، بس تفتكر إنهم توأم
- يمكن، لأنهم شبه بعض كتير وده اللي لفت نظري بعد ما سمعت كلام سعد
- شبه ااايه؟ لا مافيش الكلام ده
- لأنك مش معاشر سيلين
- دي نعمة من ربي فضل فيها عليا، دي لا تطاق
- يااااااسين
- خلاص آسفين ياعم
- هو يحيى تأخر ليه.
- ده العادي بتاعه مش حاجة جديدة يعني، بس أنت طلبت منه أنه ييجي عشان تقوله أنه ابن عمنا ولا إيه بالضبط رسيني ع الدور
- أقوله إيه بس، وهي دي حاجة تتحكي
- أومال هتخليه طول عمره يدور على أصله...
ده مش عدل يا شاهين أنت غلطت لما خبيت عليه كل السنين دي...
- وهو فين العدل بحياتنا، وبعدين عايزني أقوله اااايه، عمي اللي أنت بتحبه من كتر حبنا ليه يطلع أبوك في الحقيقة اللي خلفك بالحـ.ـر.ام وتبرأ منك عشان حبيبته اللي تجوزها وخلف منها بـ.ـنتين وبعد ما كبروا احنا انتقمنا منهم بالغلط ده...
- و احنا ما لنا من كل ده ليه محسسني أنه الغلط فينا. هو كان يعني احنا اللي عملناه فيه كدة. والا كان لينا يد من أساسه ده احنا زينا زيه وكبرنا وشفنا.
إن واقعنا مرار طافح واللي رايح واللي جاي بينهش
فينا ولولا إننا بقينا يد وحدة كان زمانا الله يرحمنا
- أيوه كلامك صح بس ماهنش عليا أخلي يحيى يكره ماهر. فاكر كان حنين علينا قد إيه وكان بيعافر عشان يطلعنا من الوحل ده، ده أنا بحبه أكتر من أبويا بذات نفسه
ولولا إني سمعت سلطان بالصدفة يقول إن الولد ده ابن ماهر كان بجد هيضيع بين الرجلين، فاكر وقتها كان ردة فعله شرسة ازاي.
تتوقع كان وقتها هيتقبل مساعدتنا ليه لو عرف إننا أهله بجد، هو أنت مش شايف هو بيحقد لحد دلوقتي على كل واحد ليه صله باللي هو فيه
- طب لو طلع توأم سيلين زي ما أنت شاكك
- ياريت
- غريب أمرك يا أخي
- ساعة بتقول ياريت يطلعوا مش بنات ماهر وساعة بتقول ياريت يطلع توأمها، أنت عايز ايه بالضبط
- لو طلع توأم كدة هيطلع عمي مظلوم ومرماش ابنه بالشارع زي ما فهمت من سلطان بسسسس وقتها لازم أرجع سيلين ل باباها
- ليه.
- أنت مفكر إن لو طلع كلام سعد صح أنا هسيب سلطان في حاله عارف ده معنى إيه اننا نبقى عايشين كل السنين دي بكدبة منسوجة بدهاء
يعني احنا كبرنا على إيد قـ.ـا.تل اهلنا
- أنت بتهزر صح مش لدرجاتي
- أنت ليه رافض كلامي مع إنك شايفه عين العقل.
- لأنها كارثة يااا شاهين، عارف أنا عملت ب ميرال اااايه ازاي بعد ده كله تطلع بـ.ـنت عمي، ازاي بعد سنين من الطاعة والولاء لشخص خلانا نشرب السم عشان لما نكبر ناخد بتارنا وفضلنا مفكرين أنه مفضل علينا وهووووووب بعد ده كله نلاقي نفسنا في دوامة ظلمة مالهاش آخر
- طب لو طلع كلامه صح.
- أنا أول واحد هشرب من دmه، قالها وهو يتذكر كيف كان يطلب منه احضارميرال للوكر وكيف لما جاء بها رفض أن يخرجها و لولا قوته لكانت أصبحت فريسة سهلة لرجـ.ـال الوكر
- لمتكم دي موغوشاني ربنا يستر، قالها يحيى وهو يدخل عليهم المستودع ليبتسم له الهجين وهو يقول
- اهلا، تعالى
- تعالى، قالها وهو يتوقف عن التقدm لهم ثم أكمل، أنا خفت كدة
شاهين بتهديد: تيجي من نفسك ولا اجي أنا.
يحيى بتفكير: لو قمت أنت هاتضـ.ـر.ب صح.
- ع الأغلب كدة، ما إن قالها شاهين حتى أسرع الآخر وجلس أمامه وقال
- لالا كله ولا زعل الكبير أهو قعدنا قول اللي عندك
شاهين بترقب: عندك كم سنة
غابت ملامح يحيى المبتسمة ليحل محلها الاستنكار وهو يقول: بقى أنت جايبني المسافة دي كلها وخلتني أسيب البونية بعد ما لانت شوية عشان تسألني عندك كم سنة، بذمتك ده اسمه كلام
- يحيى، ما إن نطق شاهين اسمه بحدة حتى
سحبه ياسين من ثيابه وقال له.
- يخربيتك مـ.ـا.تقوله عندك كام ده هياكلنا
- في إيه هو ده سؤال بردو. على العموم 30 سنة
ياسين بصدmة: يخربيت الجواب ده، حطم كل التوقعات ده طلع أكبر من ميرال بسنتين...
- هو في إيه بس
ياسين بسفـ.ـا.لة ذات مغزى فهمها الآخر
- في حلاوة بالطحينة تاكل
- آكل وماله ليه لاء، هاتها بقى عشان نسمي، قالها يحيى وهو ينهض ويهنـ.ـد.م ثيابه ليصـ.ـر.خ بهم شاهين
- اخفوا من وشي أنتم الاتنين والا لا أقلكم أنا اللي سايبهالكم متخدره.
قالها وهو يتركهم ويخرج وما إن وصل عند سيارته حتى تنفس بعمق وقال بضجر ما إن رأى زينة أمامه
- خيررررر مع إني أشك أنه ممكن يطلع منك خير
- وحشني يا شاهين
- وبعدين
- امتى هتحس فيا
- لاااا بقولك إيه أنا مصدع ومش ناقص قرفك ده خالص اوعي كدة، قال الأخيرة وهو يبعدها عن طريقه ليجدها تقول بانفعال
- طبعا مش عايزني في غيري مالي حـ.ـضـ.ـنك
- نعم!؟ تفضلتي قولتي ايه
- الست اللي متجوزها أحلى مني بأيه.
- أحلى بأيه! ت عـ.ـر.في تعدي لكام ده مافيش مقارنة أصلا مابينكم عشان أعملها، ده كفاية اسمها لما بسمعه باتهز، تخيلي الهجين يتهز لمجرد حروف مكونة من اسم حبيبته
- حبيبتك،! هو مش جواز مصلحة
- مين اللي ضحك عليكي بده، سيلينا بالنسبالي هي النفس اللي بيطلع وينزل ده...
- وأنااااا فين من كل ده
- أنتي كنتي ولا حاجة من قبل ما تدخل حياتي...
و دلوقتي هي بقت كل حياتي يعني لا أنتي ولا أي ست غيرك بتعنيلي حاجة.
- خاف عليها لأذيها
رد عليها باستخفاف: تأذي مين! ده اللي أكبر منك ماقدرش يطول شعره منها تيجي أنتي تأذيها ده أنا أدوسك بجزمتي زي الصرصار ولا هتهزي فيا شعره، فوقي لنفسك وا عـ.ـر.في أنتي ناوية على إيه دي سيلينا عشق الهجين مش أي حد وخلاص
ختم كلامه وصعد الى سيارته وتحرك بها عائدا أدراجه لتلك المغرورة الشهية البريئة، مزيجها غريب يحرق فؤاده، يريدها له ولكن القدر
وآه منه يقف أمامه ليبعدها عنه...
وصل الى المزرعة وما إن أطفأ المحرك حتى سند ذراعيه ع الدركسيون وأرجع رأسه للخلف وهو مغمض العينين، لااااايعرف كيف سيستطيع الاستغناء عنها إن كان والدها صادقا حقا
فتح عينيه ونظر نحو النافذة ما إن وجد احدا يطرقه بقوة عليه ليجد معشوقته أمامه وهي بقمة انزعاجها فعلى مايبدو أنها غاضبه منه
ابتسم بخفة ثم نزل من السيارة ما إن وجدها تؤشر له بسبابتها ليفعل ذلك...
وقف أمامها وقال: مالك زعلانة ليه؟
سيلين بجوع: فين الأكل بتاعي
شاهين بتفكير: أكل ايه؟
- ده أنت ناسي بقى، ما إن قالتها وهي تلوي شفتيها
حتى رد عليها بسرعة وهو يتذكر ما طلبته منه قبل خروجه اليوم
- اووووبا والله انشغلت ونسيت هطلبلك حالا
كتفت ساعديها وهي تقول بزعل
- مش عايزة...
- ليه بس
- أهو كدة مش عايزة وخلاص، قالتها وهي تتركه وتتوجه نحو الداخل لتذهب نحو أوراق الرسم المنثورة بالأرض وما إن جلست حتى اخذت ترتبهم فوق بعض.
أما شاهين ما إن لحق بها حتى رمى سترته وأخذ يفتح أكمامه ورفعه لساعديه ثم جلس إلى جانبها بعدmا نزع حذائه وقال بحب وهو يبعد عنها خصلاتها المتمردة
- حبيبتي جعانة
- أوعى إيدك كدة، قالتها وهي تبعد رأسها من مرمى يده ولكنه لم يستمع اليها و واصل مداعبة بشرتها وهو يقترب منها بهدف تقبيلها ولكنه توقف عن ما كان ينوي ما إن باغتته بسؤالها المعتاد
- هو أنت هتخليني أشوف أهلي امتى
تنهد بضجر ثم قال بتملك.
- مافيش أهل انسيهم أنا كل أهلك
- إيه الثقة اللي بترفع الضغط دي
- أنتي هتتقبلي واقعك امتى، أنا دلوقتي كل حياتك زي ما أنتي كل حياتي
- أخليك كل حياتي ازاي وأنت دmرتني ودmرت عيلتي، ومع ده كله أنا مستعدة أتقبل وجودك لوصلحت اللي عملته...
شاهين بقهر: مافيش حاجة بتتصلح بعد كـ.ـسرها صدقيني
- والحل إيه دلوقتي لا أنا قادرة استحمل أعيش معاك بالشكل ده. ولا أنت قادر إنك تصلح اللي هديتو
- أديني وقت
- قد إيه
- أسبوعين بس.
- هتعمل بالوقت ده إيه
- هحبك فيه أكتر من أي وقت هتلاقيني ممكن احبك فيه
سيلين بضجر: لااا مش عايزة، شاهين اسمع مني رجعني لأهلي وكلم بابا واعتذر منه وشوفوا مشكلتكم فين وحلوها مع بعض. أنا متأكدة إن في سوء فهم ما بينكم بابا مستحيل يقدر يأذي حد
نهض من مكانه وهو يقول: ربنا يسهل
قطبت جبينها بزعل ونهضت هي الأخرى وما إن توجهت نحو السلم للصعود للأعلى حتى توقفت
وهي تلتفت له لتباغته بسؤال لم يتوقعه منها الآن.
- هو أنت عندك كم سنة
اقترب منها بخطواته وأخذ ينظر اليها كيف أبدع و تفنن الخالق برسم ملامحها ليهمس لها بصدق عاشق
- شهرين، شهرين بس يا سيلينا
صمت قليلا وأخذ يتبادل معها النظرات منها المحتارة لما سمعت ومنه المؤكدة ثم بحركة سريعة سحبها من معصمها ليجعلها تقف أمامه وهو يكمل بخفوت ساحر بالكاد هي سمعته، يعني عمري اتحسب من أول يوم شفتك فيه ومن وقتها بقيتي هنا، قال الأخيرة وهو يؤشر على رأسه.
- أنا موافقة يا شاهين
- على إيه
- اني أديك الأسبوعين اللي عايزهم بس بعدها توديني أشوف بابا وأهلي اللي هم وحشوني أوي
- بس اللي أوله شرط آخره نور...
- عايز إيه
- عايز أعيش معاكي بالجنة، عايز الأسبوعين دول
تحبيني فيهم زي ما بحبك
سيلين بكذب: بس ياهجين أنا مش بحبك
سحبها نحوه وقال: وماله يا عشق الهجين...
هخليكي تحبيني ومـ.ـجـ.ـنو.نة فيا كمان
- هتعملها ازاي دي
أخذ يستنشق عطرها ويقول- ده شغلي بقى. بس أنتي سبيلي نفسك.
نطقت بتردد: خايفة؟!
نظر الى حدقتيها: من إيه؟
- خايفة إنك تخذلني بعد ما أسلمك روحي
- ثقي فيا...
- لو وثقت فيك هتصلح كل حاجة مع بابا ونعيش بعدها صح
شاهين بغموض: هصلح كل اللي عملته
سيلين بترقب: أعتبر ده وعد منك
- تعالي بحـ.ـضـ.ـني بإرادتك وكوني ملكي وما تتعبنيش.
ما إن قالها وهو يفتح ذراعيه حتى وجدها ترتمي بأحضانه وهي تحتضن عنقه بذراعيها ليرفعها من أسفل ظهرها بهمة ليجعلها تحاوط خصرها بساقيها بعدmا بادلها الآخر هذا الحـ.ـضـ.ـن بشكل أعنف من أي مرة كانت معه سابقا، هذه المرة تختلف، هذه المرة سيلينا معه بإرادتها. تريده كما يريدها تبادله نفس الشغف
نظرت حولها عنـ.ـد.ما وجدته يصعد بها على الدرج لتقول: واخدني فين
شاهين بسفـ.ـا.لة وهو يغمزها: نبدأ صح.
أكمل طريقه بصمت وما إن وصل الى غرفتهم وتوجه بها الى السرير حتى رماها عليه لتصرخ بتهرب: شاااااهين
أغلق شفتيها بسبابته وهو يقول بعدmا هبط على عنقها يلثمها بعشق هائم
- هشششششششششششش، سيبيني أركز.
↚في الصباح الباكر في شقة يحيى اللداغ بالتحديد في غرفتهم
- خلاص يا غلا بلاش زن أبوس إيدك أنا مصدع ومطبق الليل كله، لما هرجع يا حبيبتي هاخدك ليها. أمك مش هطير يعني. قالها وهو يقف أمام المرآة يرتدي ساعته بالمعصم الأيسر
ختمت وجهها بعلامـ.ـا.ت عدm الاقتناع وقالت: بس أنت قولتلي كدة امبـ.ـارح إنك لما ترجع هتاخدني ليها وماحصلش حاجة
التفت لها وقال بعدmا تنهد بصبر
- انشغلت يا حبيبتي.
- وايه الجديد يعني ما أنت كل يوم مشغول
- خلاص خدي كلميها فون، قالها وهو يمد لها هاتفه إلا أنها رفضت بزعل
- مش عايزة
خرج بعدmا رفع منكبيه وقال: براحتك
لحقت به وقالت بعصبية
- ايه ده أنت هتمشي وتسبني مولعة كدة
- غلااااااا وبعدين بقى ما أنا بقالي ساعة بقولك عندي زفت شغل
- شغل إيه بقى، ما إن قالتها حتى رد عليها بضجر
- لاااا ده أنتي صاحية وناوية نكد بقى
أشارت إلى نفسها بصدmة وهي تقول
- أنا نكدية.
يحيى بتأكيد: ده أنتي منبع النكد ذات نفسه ياشيخة
دفعته من صدره وقالت بغضب: وطالما أنا كدة جاي على نفسك ليه ومتحملني ما طلقني
عض على شفته بقوة ثم قال بابتسامة مصطنعة
- حاضر يا حبيبتي أول ما هرجع هطلقك فورا
- انت بتاخدني على قد عقلي
- ده أنتي ماعندكيش عقل عشان آخدك على قده
ما إن سمعت كلامه هذا حتى انفجرت به فهي لم تعد تتحمل أن تخبئ غيرتها عليه أكثر من ذلك.
- لا والله، وحبايبك اللي كنت سهران عندهم عقلهم يوزن بلد مش كدة
رفع حاجبه وقال بابتسامة سعيدة فحبيبته تغير عليه يالله كم هو جميع هذا الشعور
- قووولي كدة بقى أنتي شاكة اني كنت مع وحدة
- أنا متأكدة من دة
- طب ليه سوء الظن ده فيا بس
- ما أظنش ازاي وأنت السوء بنفسه بيتعلم منك
- ظلماني ياغلاتي
- نفسي اظلمك مرة ده أنت هاريني ظلم من يوم ماشفتك
- قلبك أبيض
ابعدت نظرها عنه وقال بزعل
- إلا عندي بيبقى أسود.
حاوط كتفها بذراعه وقبل صدغها ثم قال بتوضيح للمرة الألف
- ياحبيبتي يا عمري أنتي، الحكاية زي ما قلت لك، هو إن جانا خبر إننا لازم نصفي كل البضاعة اللي عندنا بالمخازن لأن بكرة الصبح هتيجي بضاعة جديدة، فعشان كدة اضطريت أبقى لوش الصبح هناك عشان يتم كل حاجة قصادي وأتأكد بنفسي منها، وأول ما خلصت جيت استحمى وأغير عشان اطلع استلم اللي جاي
زمت فمها وقالت بحذر: يعني أفهم من كلامك أنت ماكنتش مع ستات الليل كله.
يحيى بغزل: ستات مين بس هو في حد يحلى بعيني غيرك. مافيش ست في حياتي غيرك
- طب احلف إنك كنت في الشغل
حاوطها بقوة أكثر وقال بعدmا ضـ.ـر.ب مقدmة رأسها بخاصتها: وحياة غلا الروح
أخذت تدلك مكان الضـ.ـر.بة وهي تقول
- خلاص صدقتك
ابتعد عنها وزفر بقوة وكأنه جاءه الفرج وهو يقول: الحمدلله، أمشي أنا بقى ولا هتلوي بوزك من تاني
- الحق عليا إني خايفة عليك يعني.
- خافي ياستي هو أنا قولت حاجة ده أنا قلبي بذات نفسه تحت أمرك يامفترية...
- يحيى!
- ياعمره
أخذت تلعب بأصابعها وهي تسأله بإحراج
- بتحبني؟!
انحنى برأسه نحوها قليلا وقال وهو يهزه بطريقة جميلة بعدmا أغمض عينيه بقوة
- أيوه بحبك يا غلا
- طيب
ابتعد بضجر فهو توقع رد غير هذا منها لينظر لها من طرف عينيه وهو يقول باستنكار: طيب! بس كدة.
- أيوه بس كدة، يالا امشي، قالتها وهي تدفعه للخارج لتغلق الباب بسرعة خلفه تحت ضحكاته الرنانة عليها
- ربنا يخليك ليا ولا يحرمني منك أبدا أبدا أبدا
همست بدعائها هذا وهي ترفع يديها للأعلى ثم توجهت نحو غرفتها وفتحت دولابها بهمة و إصرار بعدmا اتخذت قرارها على بدء حياة جديدة معه الليلة، نعم لم يتغير بعد كما كانت تريد ولكنها ستسعى جاهدا على فعل هذه وهي قريبة منه...
في المزرعة الخاصة بالهجين.
كان يغط بنوم عميق بعد ليلة طويلة قضاها مع معشوقته. ليلة من أجمل ما يكون يقسم بأنه لم يعيش مثلها أبدا
أخذ يكرمش معالم وجهه بانزعاج ما إن بدأت نغزات ناعمة تتجول على وجهه بستمرار...
فتح شاهين إحدى عينيه بنعاس ليجد أمامه
ملاك، نعم ملاك، فمحبوبته بنظره هو، ملاك برقتها، ومهرة بجموحها، وطفلة بضحكتها...
وانثى طاغية معه بشقاوتها ودلالها...
عاد ليغفى مرة أخرى ولكنه سرعان ما ابتسم بخمول عنـ.ـد.ما شعر بها تدفن نفسها و وجهها بصدره المعضل العاري، برغم سعادته بقربها إلا أن حركتها الغريبة هذه؟ جعلته يفتح عينيه وهو ينظر لها بتمعن متعجبا، فهي لم تكف عن شمه كالقطط الجائعة التي تبحث عن طعام، هذا كان أقرب تشبيه بحالتها هذه
رفع يده وأخذ يدعب وجنتها وهو يقول
- مالك يا حبيبتي
نظرت له ببراءة وقالت بدلال
- بحب ريحتك مش عارفة أشبع منها.
- وانا بحبك، قالها بابتسامة واسعة ورضا وهو يبعد شعرها عن وجهه و.جـ.ـعله على كتف واحد ليجدها ترفع نفسها قليلا له وما إن دفنت وجهها بعنقه حتى اخذت تستنشق رائحة جلده كالمدmنين...
لدرجة كلما أراد ابعادها عنه عادت بسرعة لأحضانه لتتنفسه بانتشاء، حركاتها العفوية هذه أرضت كبريائه كرجل ليسئلها بخبث بعدmا رطب شفتيه بلسانه
- ماكنتش أعرف إنك بتحبيني بالشكل ده
نظرت له وقالت بإنكار: بس أنا مش بحبك
- أومال ده ايه.
دفنت نفسها بأحضانه أكثر وهي تقول بحيرة
- ماعرفش...
كز على أسنانه وقال: ما تتهدي بقى
سيلين بستغراب: في ايه؟
- في إنك ماعندكيش دm، قضتيها شمشمه وأنا أولع بكاز صح، حسي فيا
رفعت حاجبيها معا وأنزلتهم وهي تقول
- والله كل واحد يعمل اللي يريحه
- بس أنا راحتي بقربك...
- هو حد حايشك وأنا معرفش.
- بقى كدة طب تعاااالي ياحلوة، قالها بتوعد وهو يحاوط جذعها العلوي لينقلب بها بسرعة الى الجهة الأخرى لتصبح أسفله بعدmا كانت تعتليه هي وقبل أن تفهم أو تستوعب شيء وجدت نفسها تضيع معه تحت الغطاء بعدmا سحبه عليهما
بعد مرور ساعتين من الزمن كان يمشط شعره المبلل وهو يحاول أن يسيطر على ضحكته عنوة وهو يراها تحتضنه من الخلف وتدفن وجهها بمنتصف ظهره ليقول بمشاكسة
- مش هتسبيني بقى.
- هو أنا عملت إيه يعني، حلال ليك وحـ.ـر.ام ليا
أوعى كدة مش عايزة منك حاجة، قالتها بتذمر وهي تبتعد عنه لتأخذ زجاجة عطره من أمام مرآة الزينة ثم توجهت للأسفل
انتهى من ارتداء ثيابه المنزلية ثم نزل خلفها ليرفع حاجبيه بذهول ما إن دخل إلى المطبخ ليراها تجلس على الأرض تأكل زيتون تارة و تضع زجاجة عطره عند أنفها وهي مغمضة العينين بهيام تارة أخرى
ذهب نحوها وجلس أمامها وقال بهوس
- بغير يابطتي.
فتحت عينيها وقالت باستفهام
- هااا
اشار لها بنظره على ما بيدها وهو يقول
- بغير منه
نظرت الى الزجاجة وقالت- بس دي ريحتك أنت
- أيوه بس بردو بغير...
- والعمل دلوقتي ايه
- إنك تبوسيني
- لو أديتك هتاخدني بحـ.ـضـ.ـنك أصله واحشني
شاهين بذهول منها: يخربيتك أنتي ضاربة إيه بس ع الصبح كدة. ده الحشيش المغشوش بنفسه مايعملش الدmاغ دي وبعدين بتاكلي زيتون لوحده ليه مـ.ـا.تقومي تعملي فطار لينا.
مطت ذراعيها ثم قالت: مكسلة، وبعدين أنا نفسي راحتله كدة، و ابعد عني شوية أنا مخصماك
- مخصماني ليه ده من ثواني بس كنتي عايزة حـ.ـضـ.ـن
- امبـ.ـارح رجعت من غير مـ.ـا.تجيبلي الأكل اللي طلبته منك وخلتني أنام وأنا زعلانة
- زعلانة إيه، ده أنا انهد حيلي لوش الفجر وأنا بصالحك وبعدين لو ع الأكل عنيا ليكي هعوضك بأحلى غدا من برا ها قولتي إيه سماح بقى المرادي
- اممممم تصدق اقتنعت خلاص سامحتك
- ياكرم أخلاقك العالي.
- عشان تعرف بس، قالتها ثم عادت لتناول الزيتون المالح ثم رفعت نظرها له وهي تناديه بدلال...
- شااااهين
- ياحبيبته أنتي
مسكت ثيابه وقالت بطلب
- اديني التشيرت بتاعك ده عايزة ألبسه
- من قلة الهدوم يعني
لوت شفتيها وقالت: شااااهين
- خلاص خدي، أخذ ينزع التشيرت وهو يقول...
أول مرة أشوف حد بيقلب حد عيني عينك كدة وبوسط بيته كمان.
أما الأخرى لم ترد عليه بل أخذت تنزع فستانها القطني وهي جالسة أمامه دون أن تراعي مشاعره التي انصهرت من فعلتها هذه ثم سحبت منه التشيرت بحماس وما إن انتهت من ارتدائه حتى رفعته لأنفها واخذت تتنهد بتخدير وهي تقول بشكل تلقائي
- وبكدة هحس إني بحـ.ـضـ.ـنك على طول
- هطيري عقلي يا بـ.ـنت ماهر، قالها وهو يقرص أنفها بقوة تحرك رأسها بنزعاج ممزوج بألم وهي تقول
- أنا بـ.ـنت سعد.
- أتمنى ده، قومي من الأرض، قال الاخيرة وهو يسحبها معه من رسغها لتنهض، ليجعلها تجلس على الكرسي ثم سألها، تحبي تفطري ايه؟
- اومليت حادق
- وده يتعمل ازاي
- ماعرفش اتصرف
شاهين بحدة مصطنعة: مش واخده بالك إنك واخده راحتك أوي بأوامرك دي
- عروستك وبتدلع عليك...
- عنيكي
- مالهم، ما إن قالتها وهي تضـ.ـر.ب شعرها بغرور حتى قال باستنكار مخادع
- وحشه اوووي إيه ده
ردت عليه بغرور متعمد: غريبة مع إن كل راجـ.ـل يشوفهم بيدوب فيهم.
صرخ بها شاهين بغيرة: سيليناااااا...
- في إيه، أنت بتزعقلي ليه
سحب خصلة من رأسها بقوة وقال بتهديد: أنتي قولتي إيه عيدي كلامك تاني عشان لما أضـ.ـر.بك ضميري مايوجـ.ـعنيش عليكي
أخذت تداعب خصلات شعره الممزوجة بشعيرات خفيفة من اللون الأبيض التي لأول مرة تراهم لتقول بعدmا لمع الإعجاب بمقلتيها
- مـ.ـا.تقدرش تأذيني
هدأ قليلا بلمساتها هذه ليقول بترقب
- ليه مقدرش إن شاء الله
- لأنك مـ.ـجـ.ـنو.ن فيا
- مغرورة
حركت رأسها بنعم وهي تهمهم.
- اهمممم وغروري ده هو اللي مجننك صح
- صح، لأنه بجد لايق عليكي
- عارفة
- وياترى عارفة ليه؟!
- ليه
- لأنك، أنثى الهجين
- وهنا بقى مين فينا المغرور
- انتي
- بردو، قالتها وهي تضحك بطريقة خـ.ـطـ.ـفت أنفاس عاشقها الذي رد عليها بهمس وهو يداعب أنفها
- بردو
أخذت تمرر أطراف أناملها على شعر ذقنه وهي تقول: فاكر لما قولتلك هتحبني لدرجة إني هاخد حق عيلتي كلها منك
أومأ لها وقال: فاكر يا قلبي فاكر
- واديني أخدته منك...
ضحك عليها من كل قلبه وما إن هدأ و وجد الاستغراب يملأ معالم وجهها حتى قال
- أنتي عاملة زي ياسين
سيلين باشمئزاز: يااااااااااع مالقتش غيره تشبهني فيه
شاهين بعدm فهم رفضهم لبعض هذا: مش عارف ايه سر القبول الغريب المتبادل مابينكم بس على العموم أنتي زيه، يوم ما خلى اختك تحبه نسي نفسه وحبها، أنتي كمان زززز
قاطعته بضيق: انا مش بحبك
ذهب نحو الثلاجة واخرج مكونات الفطار وهو يقول: لا ماهو واضح
- والله مش بحبك صدقني.
- مـ.ـا.تحلفيش كدب، ما إن قالها وهو يضع المقلاة ع النار بهدوء شـ.ـديد نجح به أن يستفزها لتصرخ بإنكار
- شاااااهين انا مش بحبككككككك
رد عليها بلا مبالاة: ماشي فهمنا
سيلين بضيق- أنت مش مصدقني صح
ترك ما كان يعمل و وقف أمامها وقال بجدية
- أصدقك ازاي وأنت نفسك مش مصدقة نفسك
تحبي تجربي
- أجرب ايه!
- دي، قالها وهو ينحنى برأسه نحوها لدرجة كادت أن تلامس شفتيه ثغرها ولكن ما إن ابتعد قليلا حتى وجدها ترفع نفسها له بعفوية له ليقبلها
فتحت عينيها بصدmة وأغلقت فمها بكفيها بإحراج ما إن وجدته يقول بانتصار ماكر: شفتي
سيلين بتهرب: أنت غشاش، أنا هطلع الجنينه لحد ما تخلص
شاهين بعصبية ممزوجة بغيرة: اترزعي بمكانك احسلك قال جنينة قال، مش كفاية المرة اللي فاتت كنت هقــ,تــل حد من رجـ.ـالتي. أنتي عايزاني أخلص عليهم...
- ايوه بس أنا مخـ.ـنـ.ـوقة عايزة أشم هوا
- نفطر ونخرج سوا، بس لوحدك لاء
- ماشي، قالتها وهي تعود إلى مقعدها وما إن جلست عليه حتى ابتسم بحب وهو يعود الى مكانه لإكمال صنع الفطار لها...
بعد الظهيرة في إحدى المناطق الهادئة توقفت سيارتها أمام إحدى العمارات السكنية القديمة
نوعا ما لتنزل من خلف المقود وهي تقول
- يالا وصلنا، شقتنا بالدور التاني
توجهت نحو الصندوق الخلفي للسيارة وأخذت.
تخرج الحقائب منها ثم نظرت الى والدها الذي نزل بمساعدة والدتها لتصعد قبلهم وهي تعافر بحمل إحدى الحقائب وما إن وصلت أخيرا أمام باب الشقة حتى فتحته على مصراعيه لتلتفت بعدها لوالديها اللذان كانا ملتزمين بالصمت منذ خروجهم من المستشفى على مايبدو أن كل مايحدث معهم الآن صعب عليهم أن يتقبلوه لذلك اختاروا الصمت كتعبير عن حـ.ـز.نهم
- رايحة فين، قالتها داليا ما إن وجدتها تهم بالخروج.
مرة أخرى لترد عليها ابـ.ـنتها بعملية
- هجيب الشنط ياماما
نطق سعد بقهر رجل مكـ.ـسور بعجزه
- بحملك فوق طاقتك صح
نظرت له قليلا بتفكير ثم قالت: و إيه يعني لما تعمل كدة، مش أنا بـ.ـنتك اللي تعبت عليها وكبرتها عشان تكون سندك بكبرتك ولا أنت شايفني مش قد إني أكون سندك لأني مش ولد
رجف فك سعد باختناق ثم قال لزوجته
- دخليني جوا عايز أفرد طولي تعبت من الوقفة.
ميرال بإرشاد: الأوضة الكبيرة دي أنا جهزتها ليكم خشوا ارتاحوا فيها وأنا شوية وجايا
- ماشي يا حبيبتي، قالتها داليا بحنية وهي تاخذ شريك حياتها للداخل...
أما ميرال ما إن اختفوا من أمامها حتى تنهدت بحـ.ـز.ن على انكسار والدها الواضح هذا ثم تحركت نحو خارج الشقة ونزلت لتأتي بالحقائب المتبقية وما إن انتهت من سلم العمارة حتى تفاجئت بشخص يدخل وهو يحملهم
كتفت ساعديها وقالت بترقب
- أنت مين؟
- أنا حودة من طرف ياسين باشا، ما إن قام بتعريف نفسه حتى اسدلت يدها بانزعاج ثم اقتربت تريد سحبهم منه وهي تقول بعدm رضا
- هاتهم مش عايزين مساعدة من حد
ابتعد حودة بهدوء عن مرمى يدها الغاضبة وقال
- بس دي أوامر الباشا
- أوامره عليك أنت مش عليا، قالتها بانفعال لتجده يتخطاها بهدوء ليصعد بالحقائب غير آبه لاعتراضها
وما إن أوصلهم عند الباب حتى رن هاتفه والذي لم يكن سوا ياسين...
- ايوه يا باشا، ما إن رد عليه بعملية واحترام حتى فهمت ميرال أن المتصل هو معـ.ـذ.بها وبحركة منفعلة منها سحبت الهاتف من بين يديه لتسمعه يقول على الطرف الآخر
- هي كويسة
ميرال بغضب: طول ما أنت مش ناوي تعتقني يا ابن اللداغ أنا مش كويسة، ااااابعد عني بقى
- أبعد ازاي! طب مافكرتيش هيحصل فيا إيه
- أنت آخر واحد ممكن أفكر فيه
- هتفكري يا بـ.ـنت عمي صدقيني هتفكري.
- بـ.ـنت عمي،! قالتها وهي تبتعد عن حودة لتقول بعدها بخفوت مجروح، ايوة أنا بـ.ـنت عمك اللي رمتها لرجـ.ـالتك، بـ.ـنت عمك اللي كـ.ـسرتها بيدك
وقولت انها رخيصة و فعلا أنا رخيصة لأني آمنت بواحد زيك، أيوه انا بـ.ـنت عمك اللي محدش عرف يأذيها قدك...
كاد ان يتكلم ويبرر أفعاله معها إلا انها قاطعته باختناق وهي تكمل، بالله عليك يا ياسين انسى إني بـ.ـنت عمك، بلاش تخلي معدتي تقلب من الصبح بالحقيقة دي...
- حبيبتي!
جلست على الدرج المؤدي للطابق الأعلى منهم وهي تقول بتعب قلب فهي لأول مرة تستشعرها منه هكذا: ماااتت، صدقني مـ.ـا.تت
- مـ.ـا.تو.جـ.ـعيش قلبي عليكي بالشكل ده، كفاية اللي انا فيه
ردت عليه ببكاء يمزق فؤاد كل من يسمعها مما جعل حودة يبتعد عنها بوقفته أكثر ويعطيها ظهره
- والو.جـ.ـع اللي أنا في ده اااايه، عاااادي، كلمة مني بتو.جـ.ـعك! تخيل بقى انا حالتي اااايه منك دلوقتي.
قطب حاجبية وقال بمرمرة: ميراااال، والله اللي عملته فيكي أذاني أكتر منك
ميرال بعدm تصديق: أهو كلام بيتقال بس محدش بيحس بجد بالو.جـ.ـع غير صاحبه...
- أنا عارف إنك بتحبيني، سامحيني!
ردت عليه برفض قاطع
- لو هتمـ.ـو.ت قصادي مش هعملها
- طب افتكريلي حاجة حلوة
- كل حاجة حلوة معاك كانت نيتها وحشة خبيثة
زيك، قــ,تــلت ذكرياتنا بإيدك و مافضلش دلوقتي منها غير كم صورة باهته كل لما افتكرها بأعض صوابعي عليها نـ.ـد.م...
قالتها وهي ترفع رأسها لترى من هذا الآتي لتصمت وتختفي شهقاتها ما إن وجدته هو، يصعد السلم ليقف أمامها وينظر لها بنظراته الساحرة التي لطالما عرفت كيف تأسرها
سحب منها الهاتف برقه وأعطاه لحودة دون أن يبعد نظره عنها ليأخذه منه الآخر ونزل وما إن اختفى
حتى تقدm منها وجلس أمامها على إحدى ركبتيه وقال بتوسل طفيف بعدmا مسك يدها ورفعهم لفمه وقبلهم بقوة.
- نـ.ـد.مك مش أكبر من نـ.ـد.مي أديني فرصة أصلح اللي هديته، مش عايز منك غير فرصة وحدة بس
سحبت يدها منه وقال بعصبية
- انت مـ.ـا.تستاهلش
ابتسم بحـ.ـز.ن وقال: للدرجة دي كرهتيني
ميرال بتأكيد حاقد: و أكتر
مسك وجهها بشكل مفاجئ لها وأجبرها على النظر بحدقتيه ثم قال بقهر عاشق
- ميرال ركزي، بصيلي، أنا ياسين معقوله نسيتي كل حاجة حلوة عشتيها معايا، أنا اللي كنتي بتنامي على صوتي، أنا حبيبك مش ده كان كلامك.
حررت وجهها منه وقال ببرود: ده كان زمان وقت ما كنت مخدوعه فيك، بس دلوقتي مـ.ـا.تتعبش نفسك. عمري ما هسامحك، وبعدين أنت بتعمل ايه هنا امشي أنا مش عايز أشوفك
- بس أنا عايز أشوفك وأشم ريحتك اللي بحبها، بتوحشيني يامرمر أعمل ايه أنا عاجز قصاد حنيني ليكي
- قد شوقك ده ليا أنا بكرهك
- قاسية أوي من جواكي على عكس شكلك
- تعلمت منك اني ابان حاجة وأخبي حاجة تانية جوايا، يالا امشي ومـ.ـا.تجيش هنا تاني.
- امشي فين بس ده أنتي طلعتي بـ.ـنت الغالي اللي عملت كل ده عشانه هو، تخيلي و.جـ.ـعي
قد ايه دلوقتي وأنا اللي بنفسي أذيتك. ارحميني
كفاية أوي و.جـ.ـع ضميري اللي عايش فيه
نهضت من مكانها وهي تقول بتشفي
- الو.جـ.ـع ده من عمايل إيدك، اشربه بقا
وقف أمامها وقال: بلاش تدي ودنك لعقلك وتخربي علينا اسمعي لقلبك أنا متأكد إنك بتحبيني أكتر من ما أنا بحبك
- حبي ليك تحول لحقد لغل لكره
- يعني مش هتغفري
- عمري.
قبض ياسين على عضديها وهو يقول بنفعال
- ليه العناد ده كله
- دي حقيقة مش عناد، طلقني رسمي يا ياسين احنا انتهينا
اخذ يهزها بشبه انهيار- طول مافي نفس فينا عمرنا ماهننتهي. مستحيل أخلي حكايتنا تنطوي على النهاية دي
سحبت نفسها منه وقال: ومالها نهايتنا مش عجباك ليه مش أنت اللي كتبتها بيدك...
عاد واقترب منها مرة أخرى وحاوط وجهها بحـ.ـز.ن وما إن ابتلع لعابه الجاف حتى انحنى نحو شفتيها المنفرجة ليقبلها.
ظن أنها ستدفعه ولكنها تحولت إلى لوح من الخشب...
جـ.ـا.مدة بين يديه لا روح فيها، تعمق وتفنن بتقبيلها لعله يأخذ منها استجابة ولكن لا حياة فيها وهذا ما جعله يبتعد عنها وهو ينظر لها بصدmة ولكن ما جعل عينيه تمتلئ بالدmـ.ـو.ع
هو عنـ.ـد.ما وجدها تهمس له بصوت منخفض جدا بـ.ـاردا و بعيدا كقاع البحر بالكاد سمعه ما إن نظرت إلى بؤبؤ عينيه
- مابقتش بتأثر فيا زي زمان مشاعري مـ.ـا.تت على إيدك.
ابتعدت عنه وذهبت نحو الحقائب المركونه جانبا وما إن أدخلتها للداخل حتى أغلقت باب الشقة بوجهه وكأنه غير مرئي
نزلت دmعة منه ولكن قبل أن تشق طريقها لفكه حتى التفت ومسحها بسرعة وهو ينزل الدرج وما إن خرج
حتى وجد حودة يقف أمامه ينتظر اوامره لينفذها ولكن الآخر تجاهله وصعد بسيارته لينطلق بها نحو الوكر بالتحديد عند، سلطان...
في الوكر، القطاع، كان الجميع يعمل على قدm.
وساق وعلى رأسهم يحيى الذي يكاد أن يقع من شـ.ـدة ارهاقه ونعاسه...
أخذ يمرر باطن يده على وجهه بتعب ثم ما إن اعتدل وأخذ يحرك ظهره حتى لفت انتباه دخول سيارة ياسين الذي توجه مباشرة نحو طريق القبو
قطب جبينه بتساؤل ماذا هناك، لكي لا يمر ويلقي السلام عليه وتوجه مباشرة للقاء سلطان
التفت نحو الرجـ.ـال واخذ يصفق بيده وهو يقول بحزم: يالا يارجـ.ـال ورونا الهمة، خلصونا بقى.
في الطرف الآخر م الوكر بالتحديد عند سلطان بالقبوا كان يجلس خلف المكتب وهو يجري إحدى المكالمـ.ـا.ت الخاصة بالشغل...
أغلق الخط ونظر نحو ذلك الذي أخذ ينزل الدرج بغضب وما إن وصل له حتى قبض على تلابيبه ليرفع بعنف من مكانه وهو يقول بصوت يرعد
- ااااانت أكيد كنت عارف
- أنت تجننت يا ياسين ايه اللي بتهببه ده.
- رد عليااااااا كنت عارف ولا لاء أكيد عارف ولا ماكنتش تركز عليهم كل ده، واصرارك الغريب اننا نجيبهم الوكر هنا...
- أنت بتتكلم عن ايه
- عن بنات اللداغ اللي بقوا لعبة بيدك...
- مش فاهمة
- مش فاهم بجد ولااااا
- ياسين من غير لف ودوران في ايه
- في إني اكتشفت إن بنات سعد مطلعوش بنات سعد تخيل
- دي فزورة ولا ايه
- فعلا فزوره محبوكة منك...
- يا تتكلم بوضوح يا تخرج من نفس الباب اللي دخلت منه أنا عندي شغل.
- نتكلم وماله، بنات سعد
- مالهم
- طلعوا مش بناته تخيل!
- أومال بنات مين...
- ماهر اللداغ
- بتهزر صح
- لاااااااااااا اعملهم على غيري انا ياسين تربيتك اللي اكتر واحد عارف وسـ.ـختك بالوكر ده كله، بس ماكنتش اعرف ان وسـ.ـختك هتوصل للمستوى ده
- مالك شايط كدة ليه و وساخة ايه اللي بتتكلم عنه دي، كل الغاغة دي عشان بـ.ـنت سعد مش راضية في وشك، سعد هو اللي فهمك إن دول بنات ماهر.
- هو أنت مفكر إن لو سعد قال كدة هصدقه لأنه هو اللي قال، أنا صدقته لأني عارفك، ممكن تفهمني ايه هو السر بالانتقام منه ده، حاولت أقنع نفسي بكلامك لسنين بس مش خاشش دmاغي، وليه
كنت مصر ع البنات ليه، ليه ماخلتناش نضـ.ـر.ب سعد رصاصة وخلصنا، ليه كنت مركز معاهم أوي كدة، ليه كنت عايز تجيبهم الوكر
تـ.ـو.تر سلطان بشـ.ـدة من سيل الأسئلة التي انطلق عليه من مكار الوكر الذي بالتأكيد لم ولن يقتنع بأي إجابة.
كانت يجب ان يكون الرد مقنع ولكن كيف وهو لا يعطية الوقت لتفكير حتى...
نظر سلطان نحو باب القبو ما إن لمح دخول يحيى منه حتى اتت له فكرة شيطانية لقلب الموازين عليهم ليباغت الذي امامه بسؤال غدار مما جعل الآخر يتوقف عند الباب العلوي ليستمع الرد ما إن قال بحقارة
- أنت بتسألني ليه وليه، ممكن قبل ما رد عليك تقولي أنتم ليه لحد دلوقتي ما قولتوش ل يحيى إن أبوه الحقيقي يبقى ماهر اللداغ، عمكم...
تقدر بقى تقولي ليه شاهين رافض يعرفه على أصله الحقيقي ليه معيشه وهم إنه ابن حـ.ـر.ام
مع إنه آه ابن حـ.ـر.ام بس أبوه معروف يعني، ليه خليتوه معاكم ومفهمينه أنه مجرد صديق وبتعطفو عليه بلقب عيلتكم مع إنه ده حقه، لقب اللداغ حقه لأنه، يحيى ماهر اللداغ وده مش فضل منكم
- مـ.ـا.ترد يا ياسين على اسئلته، قالها يحيى وهو ينزل الدرج ليلتفت الآخر له بسرعه وهو مصدوم...
انتهى من الدرج واخذ يقترب منه وهو يقول بشبه ضحكة حزينة تختفي وتظهر على ملامحه الشاحبه من ذهول ما سمع...
- انطق اتكلم، ليه ساكت، أنا ابن ماهر اللداغ
ولا ابن حـ.ـر.ام فعلا، ولا يكون الاتنين مع بعض
- شاهين الوحيد اللي يقدر يرد على أسئلتك دي كلها، قالها سلطان موجها كلامه هذا ليحيى الذي ما إن دخل حتى الآن لم يبعد نظره عن أخيه الروحي الذي اقترب منه بدوره وقال.
- يحيى بلاش تفهم الموضوع على هواك أنت أخونا من أول يوم ما شاهين جابك عندنا...
- أنت كنت تعرف إني ابن عمك صح
- اسمعني
- رد عليا كنت تعرف ولا لاء
- أعرف ومن أول يوم شفتك فيه
- وشاهين
- كان عارف قبلي بده
- يبقى كدة خلصت يامعلم
- خلصت إيه، يحيى!، أخذ ينادي عليه ولكن الآخر تركهم وخرج ليلتفت نحو سلطان وصرخ به وهو يقول
أنت قاصد إنك تتكلم عشان يسمع صح، كنت عارف أنه دخل، مش كدة.
- من حقه يعرف أصله، قالها سلطان ببرود وهو يعود إلى خلف مكتبه بعدmا هنـ.ـد.م ثيابه ليجد ياسين يرفع سبابته له وهو يقول
- ألف مرة قولنا إن يحيى لاء، وأنت بردو لعبت
بالورقة دي، استلقى وعدك من الهجين
قالها وهو يصعد السلم بسرعة على أمل أن يلحق بالآخر
مساء في مزرعة اللداغ...
في الجنينة الخلفية للمزرعة كانت مستلقية على العشب الأخضر بأحضان الهجين بصمت وهي تنظر الى السماء حالكة الظلام بشرود أما الآخر كان شارد ايضا ولكن بها وبفتنتها التي فتن بها ما إن وقع بصره عليها لأول مرة
التفتت له ما إن لاحظت نظراته تخترقها بهيام...
رفعت رأسها له وقبلت فكه بهدوء ثم قالت باقترح
- ايه رأيك نلعب لعبة اسمها سؤال وجواب...
شاهين بقبول: نلعب ليه لاء
اعتدلت بجلستها وضـ.ـر.بت كف بكف بسعادة وهي تقول.
- حلووووو
نهض هو الآخر ليجلس أمامها وهو مستغرب ردة فعلها: ومالك مبسوطة كدة ليه
- أنت عايزني أزعل ولا ايه
- لا ياحبيبتي مش قصدي، يالا ابدأي أنتي
- طيب، السؤال الأول هو، أنت حبيت قبلي كم مرة
- ولا مرة
سيلين بندفاع- كداااااب أكيد حبيت أنت مش حجر.
قطب جبينه بجدية وقال: أنا مش بخاف من حد عشان أكدب، في فرق إني أحب بجد و إني يعجبني حد، ومرة تانية لو قلتي كـ.ـد.اب دي هقص لسانك ده بإيدي مش معنى إني ادلعك تسوقي فيها مفهوووووم، سمعيني مفهوم ولا لاء...
لتقول سيلين بتراجع فغضب الآخر مخيف حقا: مفهوم، أنا آسفة مش قصدي أزعلك، طيب في سؤال كمان...
- صدعيني
ردت بعتاب مدلل: بقى أنا صداع
- سيلينا قولي سؤالك وخلصيني
أشاحت له بيدها بزعل: أنا مش لاعبه، أنت بزعقلي ليه.
مسك يدها وقبلها وقال: خلاص يا حبيبتي...
نظرت له بترقب وقالت: يعني اسأل تاني،؟
- اسئلي ياعشق الهجين
- هو أنت تجوزت قبل كدة
- كتير
سيلين بصدmة وذهول من ماسمعت منه الآن
- كتير؟، ايه هو اللي كتير، أنا عارفة إن اللي يتجوز مرة، اتنين، لو دونجوان زمانه تلاتة بالمـ.ـيـ.ـت أنت بقى وصلت لأي ليفل من دول
- أنا دخلت موسوعة جينس بالموضوع ده
صرخت وهي تفتح عينيها على وسعهم
- أنت بتهزر
- لا والله.
- وبتحلف كمان، شاااااهين أنت عايز تجنني
- لا حول ولا قوة الا بالله، دي آخرة اللي يبقى صريح مع مـ.ـر.اته، غمغم بها مع نفسه ثم تنهد وقال بصوت مسموع، شوفي يا قلبي، أنا مش بحب ألمس وحدة بالحـ.ـر.ام، آه عملت كل حاجة تخطر على بالك الا اتنين
- اللي هما ايه9
- الزنا والشرب، الاتنين دول مقربتش منهم ولا ناوي أقرب منهم، الأول إني بقرف ألمس حاجة تلمست قبلي، والتانية مش بشربها لأنها بتمحي عقلي...
سيلين بأعتراض: ايوه بس ليه تتجوز أصلا، كنت تستناني لغاية ما أكبر، ايه مستاهلش إنك تستناني
شاهين بستغراب: استناكي وأنا معرفكيش ازاي دي
- أنا اللي قلبك حبها و نصيبك حلالك، كنت ستنيت نصيبك لما يجيلك اشمعنا احنا البنات بنستناكم...
- لو كنت أعرف إني في يوم هشوفك وهعشقك بالشكل ده يشهد ربنا عليا عمري ما كانت إيدي لمست غيرك
- ايوه بس أنت...
قاطعها وقال بصدق: أنا بحبك أنتي وبس مش مهم كم قبلك المهم إن مستحيل يبقى في بعدك، أنا من أول ماشفتك وأنا اعتزلت كل ستات العالم
سيلينااااا بصيلي شوفيني أنا مش صغير أكيد هكون متجوز قبل كدة اومال أنتي كنت مفكرة ايه...
- ليه. أنت عندك كم سنة، امبـ.ـارح سألتك وماردتش عليا، أنا 25 وأنت
- 37 سنة، يعني مابينا 12 سنة تقريبا، يعني مش صغير...
برطمت شفتيها بزعل وقالت وهي مرغمه على تقبل هذا الماضي المزعج: ماشي في سؤال كمان
- سؤال ايه احنا من لما بدأنا نلعب وأنتي بتسألي
تقولي ماصدقتي وشبطتي فيا ودخلتيني في سين وجيم
- اااالله مش بتعرف عليك، عايزة أعرف جوزي بيحب ايه وبيكره ايه
- مش لما أعرف حبيبتي بتحب ايه بالأول
ردت دون تفكير: بحب بابا...
أومأ لها وسألها مرة أخرى: طب واللي يزعلك ايه
- زعل بابا بيزعلني
- بتحبيه؟
حـ.ـز.نت معالمها وقالت: أكتر من نفسي، مسكت إيده وأكملت بترجي، شاهين لو بتحبني بصحيح خدني ليه والله همـ.ـو.ت وأشوفه بس واطمن عليه دي أول مرة يغيب عني بالشكل دة...
- إن شاء الله بس مش دلوقتي
- امتى طيب
- ربنا يسهل
- ماشي مش هزن عليك عشان ماديقكش بس قولي أخبـ.ـارهم ايه، ماما وميرال، وبابا كمان صحته عاملة ازاي، ياترى بيشرب الدوا بميعاده والا لاء
وميرال ربت الواد ياسين ده ولا لسه و، آااااااه.
تأوهت ما إن ضـ.ـر.بها على فمه بصفعه قوية قليلا وهو يقول بتحذير: اوعي تسيئي ل أخويا مرة تانية فاهمة
- أنت وأخوك مش بتنزلولي من زور
- مش مهم، قومي هاتيلنا حاجة نشربها وبلاش لوك كتير
- والله ما أنا جايبة حاجة، قالتها بزعل وهي تنهض من جانبه وتدخل إلى الصالة من الباب الخلفي وما إن توجهت للسلم لتصعد إلى غرفتها حتى وجدت الباب الرئيسي يطرق...
زمت فمها بتفكير فقد منعها شاهين أكثر من مرة أن تفتح الباب إن طرقه أحد، ولكن عنادا به ضـ.ـر.بت كلامه بعرض الحائط وذهبت نحو الباب وما ان فتحته حتى أغلقته مرة أخرى بغضب؟ وهي تقول بصوت مسموع للطارق
- أعوذ بالله من غضب الله
أعاد طرق الباب أكثر من مرة لتضطر لفتحه قليلا وهي تقول بتأفأف: ياااا نعممممم عايز ايه
ياسين بتساؤل: فين شاهين
- عايزه ليه؟!
- على فكرة ده أخويا مش هستئأذن منك إني أشوفه أو أبررلك ده.
- على سيرة الاخوات، سمعت إن ميرال أختي حبيبتي ولعت فيك، مش هتصدق وقتها حسيت بأيه دي الفرحة ماسعتنيش، بس يا خسارة طلعت منها زي الشعرة من العجين
- شمتانة، ما إن قالها حتى فتحت الباب بعصبية وقالت بتحدي
- شمتانة فيك جداااا، ده أنا الود ودي أولع فيك من تاني دلوقتي
- سيلين إيه الكلام ده، قالها شاهين وهو يتوجه نحوهما وقبل أن يستفسر ماذا هناك ليوجه ياسين كلامه لها وهو يقول باندهاش من شراستها معه.
- ليه كل الغل ده منك ليا، دي أختك بذات نفسها مش بتكرهني قدك...
صرخت به بانفعال وكأن الحادثة حصلت الآن أمامها
- لأنها ماشافتكش وأنت بترميها عند رجلينا لما جبتهالنا وكأنها كيس زبـ.ـا.لة مالوش لزمة...
رفعت سبابتها بوجهه وأكمل بقوة أنثى متوعدة جسورة لا تخاف من أحد، واااالله يا ياسين ثم والله كمان...
عمري ما هسمح ليها أنها تسامحك، كل لما تحن هفكرها بندالتك ده لو كانت بتحن ليك أصلا...
اسألني أنا بميرال لما تقلب على حد عمرها ما ترجع ليه، وخصوصا لو كان واحد بندالتك أنت
- سيلين،! صرخ بها بصوت رج جدران المزرعة رج وهو يقبض على مرفقها بقوة جبـ.ـارة ألمتها، لينظر الى الدرج بأشارة ان تصعد
كادت ان تتكلم إلا أنه قطع أي حوار ممكن أن يحدث ما إن قال بأمر قاطع غير قابل للنقاش
- اطلعي،!
نظرت الى شاهين بغضب ثم الى الآخر بحقد.
ثم تركتهم وركضت على الدرج بعدmا سحبت ذراعه منها وما إن وصلت نهايته حتى التفتت لهم لتجدهم مازالوا ينظرون لها لتصرخ بهم بغل
- بكرهكم هاااا
ابتسم شاهين مع نفسه على عنفوانها هذا الذي يهيم بها عشقا، يالله كم تروق له بقوتها هذه الممزوجة بضعف أنثى مليئة بالشجن
قطع اخيه حبل أفكاره او دعنا نقول حبل غزله بها
ما إن قال
- يحيى عرف أنه ابن ماهر
التفت له وقال: ايه،! مين اللي قاله
- سلطان
شاهين بذهول: أنت بتهزر
- لاء.
- ازاي ده حصل...
- مش ده اللي أنا جايلك فيه
- اومال ايه
- يحيى بقاله فوق التلات ساعات مش عارف اوصله
كلمت الحرس اللي أنت مكلفهم بمراقبة شقته قالوا أنه مارجعش ليه لسه...
- هيكون راح فين يعني
- قصدك ناوي يعمل ايه، يحيى متهور و احنا عارفين ده كويس...
- أكيد هيشرب، ما إن قالها شاهين حتى أكد ذلك أخيه وقال: ده أكيد، بسسسس انت عارفه متهور
يخرب الدنيا وينـ.ـد.م بعدها...
نفخ بقوة ثم قال بقتراح: تعالى نروح ليه الواحات أكيد هو هناك مع بنات الغجر، ما أنت عارفة بيمـ.ـو.ت بالقرف ده...
- يالا، بينا، قالها ياسين وخرج ليلحق به الآخر بعدmا ألقى نظر اخيرة للمكان الذي اختفت من خلاله معشوقته الشقية
بعد نصف ساعة من انطـ.ـلا.قهم وهم على الطريق الصحراوي، تلقى ياسين اتصال من رجـ.ـاله المكلفين بمراقبته، ليقولوا لهم، بأن يحيى قد عاد الى شقته، ولكن، برفقته إحدى فتيات الليل.
في شقة يحيى وغالية التي كانت تنظر حولها بأعجاب، فقد قامت بتزيين عش الزوجية الخاص بهم
بديكورات بسيطة جدا ولكن كانت لمساتها هذه تركت أثر جميل في الأرجاء
ثم ذهبت راكضة نحو مرأة الزينة وأخذت تنظر لنفسها برضا وفرحة، فهي قررت الليلة ستكون كالليلة زفافهم التي لم تقام من الأساس
كانت ترتدي فستان جميل باللون الأبيض يلتصق بمنحنياتها بدقه قصير نوعا ما يصل طوله الى أسفل.
ركبتيها ليظهر ساقيها المزين بحذاء عالي من نفس اللون
اما أكمام الفستان كانت طويلة ولكن فتحت العنق واسعة بشـ.ـدة يظهر من خلالها كلتا منكبيها عارية الذي اخفتهم بشعرها الاسود التي قامت بتسريحه بالمكواة الشعر، ليصبح ناعم بشـ.ـدة ولامع كالحرير حرفيا...
أخذت تضع أحمر الشفاة الوردي الفاتح وما إن انتهت حتى أخذت تدور حول نفسها بسعادة وهي لا تصدق نفسها، هل هي اخير وقع بالحب، وبحب من.
يحيى، آخر شخص كانت تتوقع انها ستتقبله بحياتها...
تنهدت بخجل ما إن تخيلت ردة فعله لكل ما فعلته
توجهت نحو الصالة وجلست تنتظره، ساعة واثنان ولم يأتي، شعرت بالقلق الشـ.ـديد عليه
اخذت تفكر وهي تحرك قدmها بتـ.ـو.تر، اين هو الأن
رفعت رأسها وهي بلهفة وخجل واحراج ومزيج غريب من المشاعر هاجمتها ما إن سمعت صوت قفل الباب يفتح من الخارج.
ركضت نحو الإضاءة وأطفأته بسرعة وأخذ تترقب دخوله لتفاجئه ولكن غابت ابتسامتها ما إن وجدته يدخل بترنح شـ.ـديد بالكاد يقف على قدmية و ااااء
ماذا؟ من هذه التي يسحبها خلفه لتدخل معه وما إن أدخلها بالفعل واغلق الباب حتى وجدته دفعها على الحائط ليعتقل شفتيها بقبلة شهوانية وصلت أصواتهم بوضوح لها بطريقة جعلت مقلتيها تطرح دmعة وحيدة شقت طريقها بشكل تلقائي دون ان ترمش حتى.
تجمدت ولم تتحرك من مكانها كانت تنظر لما يحدث أمامها وكأنها ترفض التصديق، ضغطت ع مقبس الأنارة لينتشر الضوء بالصالة لتشهق تلك الفتاة وهي تبعد يحيى عنها وهي تقول
- مين دي؟
ابتعد عنها بتذمر وما إن التفت للخلف ليجدها أمامه، ليقول بلا مبالاة جـ.ـر.حها بها
- مالك خفتي ليه، دي مراتي...
نظرت لها الفتاة بانتصار وهي تقول عن قصد
- دي اللي كلمتني بالفون قبل يومين صح
أخذها من يدها نحو الغرفة وهو يقول بثمالة.
- ايوه هي دي، يالا بينا
- يالاااااا فين، أنت واخدها فين!
قالتها غالية وهي تقف أمامه بعدm تصديق ولكن ما كان رد الآخر سوا أنه دفعها من امامه وسحب الأخرى لغرفتهم وأغلق الباب عليهم من الداخل
فعلته هذه جعلت غالية كالمـ.ـجـ.ـنو.نة حرفيا أخذت تطرق الباب بكلتا يديها وهي تصرخ بأعلى درجة صوت لديها
- اااافتحححححح! مش بأوضتي يا يحيى مش على سريري،! مش هسامحك لو عملتها، يحيى مش هسامحككككك،!
ركعت على ركبتيها أمام الباب وأخذت تبكي بإنهيار ولكن ما جعلها تصرخ وهي تسحب شعرها بقوة لدرجة أنه خرج مع أناملها بغزارة ما إن بدأت تسمع أصواتهم من الداخل
آااااااااااااااااااااه، ليه كدة! أنا عملتلك ايه
يحيى! بلاش تد.بـ.ـحني كدة بلاشششش
صمتت بشكل مفاجئ وهدأت ما إن وصلها صوت ضحك الأخرى
نهضت من الأرض وذهبت نحو أسدالها الموضوع بأحدى الأدراج الموضوعة بالصالة لترتديه فوق ثيابها هذه بسرعة وهي تقول بدmـ.ـو.ع لم تتوقف.
- والله ما أنا قعدالك فيها...
توجهت نحو الباب و دون أدنى تردد فتحته وخرج وأخذت تركض للأسفل وهي بالكاد ترى طريقها من غزارة دmـ.ـو.عها التي تطرحها من مقلتيها...
خرجت من العمارة ليلا وأخذت تمشي دون هداوة أو هدف بالظلام وهي تبكي بصوت عالي، لم تعرف كم مشت وكم مضى من الوقت، فحرقة قلبها لا توصف حقا.
لم تشعر سوا بأن هناك من وضع منديل رطب على أنفها وفمها بشكل مفاجئ حاولت أن تقاوم ولكن الأمر لم يستغرق سوا ثواني معدودة حتى سقطت
علي الفور ضحية بين مخالب المجهول.
↚ما إن اختفى صوت غلاته من الخارج حتى تأكد من خروجها الفعلي ليدفع عنه بنفس اللحظة تلك التي تلتصق به كالغراء بكل قوته مما جعلها ترتد للخلف بخطوات متعثرة، كادت أن تقترب منه مرة أخرى لتتلمسه وترى ما به إلا أنه منعها من هذا الفعل ما إن رفع يده أمامها ثم أشار الى الباب وهو يصـ.ـر.خ بها بثمالة
- براااا.
أما الأخرى لم تتحرك من مكانها وأخذت تنظر له بذهول من تغيره المفاجئ هذا ولكنها سرعان ما فتحت عينيها بفزع وذهبت نحو باب الغرفة وفتحته لتفر هاربة ما إن وجدته قد تحول الى وحش و بدأ يكـ.ـسر كل ما تصل إليه يده وهو يصـ.ـر.خ بها لكي تخرج.
لم تتوقف بل ما إن وجدت باب الشقة مفتوح على مصراعيه حتى خرجت منه دون أن تلتفت لما يحدث ورائها فصوت التكسير مع صراخه رج المكان و.جـ.ـعل الرعـ.ـب يدب أوصالها.
أخذت تنزل بسرعة على السلم لتصطدm بنهايته بحائط معضل والذي لم يكن سوا ياسين الذي أبعدها عنه باستغراب لتتخطاه وتكمل طريقها بخـ.ـو.ف أكبر من ذي قبل فهي تعرفه حق المعرفة، دائما ما كانت تراه مع يحيى بسهراته
نظر شاهين الى أخيه الذي كان ملتفت ينظر لها كيف تخرج من البوابة مفزوعة، ليقول بتأفأف: بتعرفها صح، أكيد هي دي اللي قالوا عليها الرجـ.ـا.لة أنه جايبها معه
رد عليه ياسين بتأكيد وهو يلتفت له: هي...
شاهين بقصف جبهة: طبعا هتعرفها ماهو أنت واخد على القرف ده زيه
- اااااالله ياهجين أنت هتقلب عليا ولا إيه
- لا أقلب عليك ولا تقلب عليا تعالى معايا نشوف الدنجوان اللي فوق هبب ايه المرادي، قالها وهو يصعد ليلحق به الآخر وهو يقول بقلة حيلة
- هاجي معاك هروح فين يعني مع إني مش متفائل
دخلوا الى الشقة وعلامـ.ـا.ت الاستغراب تزين وجوههم ما إن وجدوا بابها مفتوح بشكل يثير الشك
نظروا حولهم للصالة كانت مزينة بطريقة جميلة.
وهذا ما زاد شكهم أضعاف ليتوجه الهجين نحو الغرفة المفتوحة أيضا ليتوقف ما إن دخلها هو والآخر عنـ.ـد.ما وجدو أخاهم الروحي الذي كان شارد بعالم آخر يجلس على الأرض وهو يسند ظهره على قاعدة السرير و أزرار قميصه كلها مفتوحه وثيابه غير مهنـ.ـد.مة هذا غير أن الأثاث كله محطم.
رفع يحيى يده ليمتص من سيجارته التي كانت مستقرة بين أنامله لياخذ جرعة كبيرة من النيكوتين ثم ما إن زفر دخانها بضجر حتى أخذ يمرر باطن كفه على وجهه ثم أخذ يدعك عينيه بقوة يرفض البكاء لفقدان جزء من روحه بتمام إرادته
- يحيى، همس بها شاهين وهو يجلس أمامه نصف جلسة ليتجاهله الآخر وهو ينظر لياسين ويقول بأخلاقه المعدومة وغطرسته المعروفة.
- احسب بوظتلك في شقتك ايه وكـ.ـسرتلك ايه فيها وابقى صلحها على حسابي ومتدوشناش بعتابك
ابتسم ياسين بخفة عليه وقال: ياعم مش مهم...
أهم حاجة إن السقف لسه موجود و الباقي يتعوض
وبعدين جيبي وجيبك واحد
أشاح بيده وهو يقول بلسان ثقيل وهو يجر حروف الكلمـ.ـا.ت جر من شـ.ـدة ثمالته
- وفرررر كرمك ده مع غيري لأن ماااافيش حاجةةةة تتعوض، ابدا، ولاااااا حتى تتنسي. وخصوصا.
هااا وخصوصا لما تعرف إنك كنت مخدوع من اخواتك اللي هماااااا كانوا عزوتك. عشان تلاقي نفسك ؛ في الآخر تطلع مضحوك عليك ومن مييييين
ردو عليااا ساكتين ليه
شاهين بجدية: يحيى أنت متعرفش حاجة عشان تحكم علينا من اللي سمعته بس
رفع يحيى سبابته وأخذ يحركها بتأكيد وهو يقول
بقهر لا يوصف
- صح أنا معرفش، أناااا غلطان، فهمني أنت يا كبير.
ولا أقولك يابن عمي، مـ.ـا.تفهمني وقولي إنك فاهم غلط و إنك مش ابن حـ.ـر.ام ولاااا يكونش أنا فعلا ابن حـ.ـر.ام وأنت سكت وخبيت عشان سمعت عمك حبيب قلبك اللي كنت دائما تشكر فيه وبحنانه عليك.
أخذ يطرق بأصابعه بتفكير ويكمل، هوووو كان اسمه ااايه، قولوا معايا، ااااه كان اسمه ماهر، يعني أنا دلوقتي اسمي يحيى ماهر اللداغ صح
ما تنطقوا اسمي كدة ولا في غلط كمان وأنا لسه معرفوش.
- مش وقت الكلام ده قوم معايا عشان أفوقك وبعدها يبقى نقعد نتكلم، قالها الهجين وهو يمسكه من مرفقه ليجعله ينهض إلا أنه سحب ذراعه منه وهو يقول برفض
- اجي فين، ما أنا فايق أهو
ياسين بتهكم: لاء ماهو واضح إنك فايق، إلا قولي بصحيح مراتك فين من كل الدوشة دي وازاي سيباك تجيب ست ع البيت وهي موجودة
- راحت، ما إن نطقها بحـ.ـز.ن حتى قطب شاهين حاجبيه باستغراب وهو يقول بشك.
- راحت فين ده احنا قبل ما نجي على هنا الحرس قالوا إن الشقة مافيهاش غير غالية وأنا متأكد من المعلومة دي...
يحيى بكلمـ.ـا.ت متقطعه: أيوه بس هي.
سحبه من قميصه المفتوح وهو يقول بترقب
- هي اااايه مـ.ـا.تتكلم، فين غالية يالااااا.
نظر له كالطفل المذنب وقال باختناق دون حتى أن يبعده عنه: سابتني وراحت لأهلها لأني جبت وحدة معايا هنا فزعلت مني، أنا كنت عايزها تمشي أصلا أنا مانفعش أكون ليها لااااا حبيب ولاااا جوز ولاااا حتى أكون في يوم أب لولادها، أنا منفعش لكل ده، هي اللي قالتلي كدة،!
عارف قالتلي كدة ليه لأني ابن حـ.ـر.ام، وجودها جنبي من الأول غلط، أنا فين وهي فييين، سلطان معاه حق احنا ماننفعش نفتح بيت ونبني عيلة، الكار ده مش كارنا...
- قوم معايا، قالها شاهين وهو يسحبه معه هذه المرة بقوة جعلته ينهض معه رغما عنه وسحبه إلى الحمام وما إن أدخله حتى دفعه تحت الدوش وفتح الماء عليه، توقع عنـ.ـد.ما يتبلل سيفوق وهكذا سيستطيع التكلم معه بهدوء إلا أنه وجده انهار أكثر...
جلس على الأرض وهو يبكي بحرقة وهو يقول
بحسرة قلب: والله بحبها، وعايزها بسسسس هي مش عايزاااااني، مش بطيقني، دايما بشوف الرفض والحقد بعنيها ليا بس، حقها أنا أذتها كتير
عشان كدة قولت لازم تمشي من هنا قبل مـ.ـا.تتوسـ.ـخ فينا أكتر من كدة، أنا مابقتش عايزها معايا خلااااص، كان لازم أعتقها مني كان لازم تمشي. هي تستاهل إنسان أحسن مني...
- و أهو مشيت. ارتحت دلوقتي، قالها ياسين وهو يقف عند باب الحمام وينظر له بحـ.ـز.ن على حالته هذه ليرفع الآخر نظره له وهو يقول بغصة
- مافيش راحة في بعدها
نظر له شاهين بعتاب: حمـ.ـيـ.ـتك من الناس كلها بس مقدرتش أحميك من تهورك، واللي حصلك دلوقتي درس لازم تتعلم منه عشان مرة تانية مـ.ـا.تاخدش قرار مصيري بوقت غضب.
ليقول ياسين بتكملة عن الآخر: وبعدين لو عايزها تمشيها كان لاقيت طريقة أحسن من كدة، أنت دلوقتي قطعت كل خيوط الرجوع مابينكم
رفع طرف شفتيه وقال بضجر: شوف مين بيتكلم، ما كنت عملت بنصيحتك دي مع ميرال
صرخ به ياسين بانفعال: ماعملتش بيها لأني كنت زيك غـ.ـبـ.ـي، لاااا مش زيك، انا كنت بكرهها وماكتشفتش إني بحبها إلا بعد فوات الأوان...
بس أنت بقى عذرك ايه...
رفع وجهه للماء وكأنه يريد أن يطفئ نار قلبه ثم قال بانكسار ما إن نظر له مرة أخرى
- عذري إنها بتكرهني مش بتحبني ف أنا أديتها سبب قوي بكرهها ده ليا، دلوقتي بقى ليها سبب قهري
سحب الهجين شعره للخلف باختناق ثم نهض وأغلق تدفق الماء من الدوش ليخرج بعدها من الحمام بعدmا رمى منشفة كبير لذلك الذي يجثوا على الأرض وهو يقول بأمر
- غير هدومك و احنا مستنينك برا.
أغلق الباب عليه وخرج للصالة ليلتفت الى ياسين الذي قال: هنعمل ايه
تنهد بحيرة ورد عليه بعدmا جلس على الأريكة
بتعب: معرفش...
أما في الداخل خرج يحيى من الحمام وهو يضع المنشفه حول خصره وتوجه نحو الدولاب بحذر لكي لا بنجـ.ـر.ح بشظايا البلول على الأرض، أخرج ثيابه ليرتديها وبدأ يرتديها وما إن انتهى حتى خرج و نظر لاخوته وهو يقول بجدية بعدmا ذهب وجلس أمام الآخر محاولا أن يتجاهل كل التجهيزات الموجودة بالأرجاء وخاصة طاولة الطعام
- و دلوقتي أقدر أعرف أنا ابن مين يا هجين، ده لو حابب تتكلم يعني وتعطف عليا بعد السنين دي كلها.
نظر له شاهين دون أن يرفع رأسه وقال بحدة
- يحيى بلاش أسلوبك ده معايا
- فين الغلط في اللي قولته تقدر تنكر إنك كنت عارف أبويا مين وخبيت عليا
- خبيت لمصلحتك
رفع حاجبيه بذهول مصطنع وهو يقول: مصلحتي؟! إني أفضل معمي على عيوني...
شاهين بتوضيح: كنت عايزني أقولك ايه وأنا نفسي ماكنتش متأكد ولما تأكدت ماقدرتش أتكلم لأني كنت زيك دلوقتي مصدوم
أخذ يضـ.ـر.ب يحيى صدره بقبضته وهو يقول بخيبة.
- مين اللي سمحلك تخبي عليا، وأنت أكتر واحد كنت عارف إن الموضوع ده بياكل فيا زي المرض الخبيث، هنت عليك أزاي؟!
- اسمعني بالأول واحكم
- مش عايز أسمعكم، وبالذات أنت، من اللحظة دي
ااااء
قاطعه الهجين وهو ينهض من مكانه بشراسة
- غـ.ـصـ.ـب عنك هتسمعني، وبعدين بغض النظر عن الدm اللي مابينا احنا اخوات
- مش عايزكم تبقوا اخواتي...
ما إن قالها يحيى حتى رد عليه الآخر بانفعال وهو يدفعه أمامه.
- ماهو مش بكيفك يا ابن اللداغ، و دلوقتي امشي قدامي يلااااا
وقف ياسين بينهم وهو يقول بمحاولة أن يهديء الوضع، : على فين بس،؟! الموضوع مايتحلش كدة
- لاااا كدة ونص، ويالا بينا ع الوكر عشان سلطان أول واحد هيتحاسب ماهو اللي كشف الأوراق.
يبقى يتحمل النتيجة واللي هيحصله مني.
قالها شاهين بتوعد غاضب ثم تركهم وخرج برا الشقة ليتنهد ياسين وهو يقترب من الآخر ويحتضنه تحت ذراعه ويقول بعتاب محب.
- بقى كدة يايحيى تزعل شاهين منك وأنت عارف غلاوتك عنده
أبعده عنه وقال بضيق: مش وقتك يا ياسين أنا مش طايقك أنت التاني
- طب يالا يا أخويا جتك ضـ.ـر.بة بدmاغك الناشفة دي
قالها وهو يخرج معه وما إن نزلوا حتى نظروا لبعضهم بستغراب ما إن وجدوا الهجين يقف مع بعض رجـ.ـال الوكر أمام مدخل العمارة ومن ضمنهم حودة
- في ايه؟ قالها ياسين باستفسار وهو يقترب منهم ليلتفت له شاهين وهو يقول: تلفونك فين؟
- بالعربية، ليه،؟
شاهين بحيرة، : بقالهم ساعة بيكلمونا عشان يقولولنا إن غالية...
اقترب منهم يحيى وهو يقاطعه بخـ.ـو.ف
- مالها...
شاهين باندفاع: أنت بالذات مش عايز أسمع صوتك ساااااامع، ضيعت البـ.ـنت بتهورك
ذبلت معالم وجهه ونظر إلى حودة وأخذ يترجاه بنظراته أن يطمئنه عنـ.ـد.ما سأله: مالها غالية
- مالهاش أثر، ما إن نطقها حتى قال بعدm فهم
- يعني ايه؟
حودة بتوضيح: الرجـ.ـاله قالوا أول ما نزلت جريت بالطريق ده فلما لحقوها مالقوش ليها أي أثر...
يحيى بتردد: هتروح فين يعني أكيد رجعت عند أمها
حودة بنفي: ماحصلش، أنا لسه كنت هناك ماهما لما اتصلوا ب ياسين كتير وماردش كلموني وبلغوني بحكم إني قريب ليكم
رد عليه يحيى بانفعال
- أيوه يعني هتروح فين بالليل كدة
- ولسه واخد بالك إن الدنيا ليل ولما خلتها تنزل عقلك كان فين
. آااااه نسيت كنت شارب السم الهاري وقتها، ما إن قالها شاهين حتى ربت ياسين على كتفه بمعنى اهدأ قليلا ولا تنفعل، فهذا ليس وقته الآن.
تقدm نحوهم أحد رجـ.ـالهم الذي ما يزال تحت السن القانوني وقال بتردد وخـ.ـو.ف من ردة فعلهم
- أنا لحقتها و اااء ووو
يحيى بعدm صبر: ما تتكلم...
نظر إلى شاهين وقال: أديني الأمان يا هجين
انقض عليه يحيى وخـ.ـنـ.ـقه وهو يقول بانفعال
- امان ايه؟ نهارك أسود غلاتي فيين حصلها إيه
- سيبه، قالها شاهين وهو يسحب منه هذا الصبي الذي انضم لرجـ.ـال الوكر حديثا ثم سأله بترقب بعدmا وضع يده على أحد منكبيه.
- ليك الأمان من الهجين، بس قولي هي فين
- معرفش إذا كانت هي والا لاء
- أنت هتهزر
- هششششششش مش وقتك، قالها وهو ينظر إلى يحيى بنظرة حادة مرعـ.ـبة ثم التفت الآخر وأكمل
أنت شفت إيه بالضبط
- لما نزلت تجري أنا أول واحد خدت بالي منها وجريت ورحت وراها من باب الفضول مش أكتر كنت عايز أعرف مين دي ونزلت بالشكل ده ليه...
- أيوه بعدين.
- كانت بتعيط بصوت عالي ولما بعدت شوية عن هنا لاقيت رجـ.ـا.لة حوليها كتموا صوتها بمنديل واخدوها بالعربية وجريوا بيها
- رقم العربية ونوعها كان ايه
- ماشفتش كويس كانت ظلمه، ما أنتم عارفين المنطقة هنا شبه مقطوعة
ياسين بحدة: وماقولتش ليه من بدري
- ماكنتش عارف إن دي هي غالية اللي بتتكلموا عليه ولما عرفت خفت تكدبوني أو تأذوني وأنا سامع إن الهجين مايتلعبش معاه والغلطة عنده بشنقة بالجنزير بتاعه.
- خده ياحودة، ما إن أمره بها حتى سحبه حودة من أمامهم ليصـ.ـر.خ الآخر بفزع وهو يقول بترجي
- والله يا هجين قولت كل اللي شفته مـ.ـا.تخليهمش يأذوني أنا معملتش حاجة
- مـ.ـا.تخافش الهجين أداك الأمان، ما إن همس بها حودة للآخر حتى هدأ نوعا ما
نظر شاهين بحدة الى يحيى وهو يضع يديه بجيب بنطاله وقال: شفت آخرة تهورك وصلتنا لفين
كاد أن يرد عليه إلا أن صوت ياسين قطع عليهم الحوار قبل أن يبدأ ما إن قال بتفكير.
- هجان، أكيد هو اللي عملها...
نظر له شاهين بعدm اقتناع: تفتكر؟!
ياسين بتأكيد: مافيش غيره هو اللي كان متوعد ليحيى من زمان فاكر لما دبروا الحادثة ليه هو وغالب منصور، كان لازم من وقتها أعمل زيك وأخلص عليه
- ومستني إيه يالا بينا، قالها يحيى وهو يذهب نحو سيارته ليلحق به الآخر ولكن قبل أن يصعد استدار الى شاهين الذي كان مايزال يقف بمكانه بشرود حتى قال
- مش هتيجي معانا.
- مش من الحكمة نسيب الساحة فاضية ونجري كلنا على نقطة وحدة...
سند ياسين ذراعه على باب السيارة المفتوح
- ليه أنت شاكك بحد تاني؟!
- لاء بس في سؤال عايز أسأله ل يحيى
يحيى باستفهام: سؤل ايه ده
شاهين بمغزى: سلطان عارف مكانك هنا
- أيوه عارف ده حتى جالي مرة هنا، ما إن قالها يحيى حتى صعق شاهين وهو يقول بترقب
- و شاف مراتك وقتها
- أيوه شافها لما فتحت ليه الباب، بتسأل ليه.
شاهين بتدارك الموقف: لاء أبدا، أنا بس عايز أعرف كم شخص عارفين مكانك هنا مش أكتر
ياسين باستفسار: شاكك بحاجة
أومأ له وقال- بحاجات مش حاجة وحدة بس، روحوا يالا، وبلغوني باللي هيحصل معاكم هناك...
ياسين بتحذير: ماشي، ولو وصلت لحاجة بلاش تتحرك لوحدك استنانا...
- وهو ده اللي هيحصل
- سلام، قالها وصعد مع الآخر لينطلقوا نحو الواحات المقر الرئيسي لهجان وجماعته.
- حودةةةةةةة، صرخ شاهين بها بصوت يرعد ما إن اختفت سيارتهم من أمامه حتى اقترب منه الآخر وقال بعملية: تحت أمرك ياهجين
شاهين بمغزى- سلطان فين.؟
- سافر من كم ساعة بس
شاهين بترقب: يعني هو مش بالوكر دلوقتي
- لاء
- هيرجع امتى؟!
- يومين تلاتة بالكتير
- عايزك تروح الوكر وتنزرع فيه ومـ.ـا.تخليش حد يشوفك لأنهم عارفينك وعارفين وفائك لينا...
وأول ما يظهر تبلغني فورا
- شاكك بحاجة
شاهين بشك: غالية عنده
- مستحيل.
- المستنقع اللي احنا عايشين فيه خلاني أشك بنفسي
و أكيد غالية زمانها بالوكر ولو اتدخلت أنا هيخفوها فعشان كدة عايز أديهم الأمان وأخليك تكون عنيا اللي هناك لغاية ما أعرف مكانها فين بالضبط، لازم نلاقيها قبل ما يرجع سلطان ماهو أكيد مازرش يحيى محبة أو لله كدة
- اعتبره حصل ياهجين، بس السؤال هنا ليه سبتهم يروحوا لهجان
- ما يمكن أطلع غلطان، مع إن عمرها ما حصلت بس أهو الحذر واجب
- لو شكك طلع بمحله هتعمل ايه...
- همحي الوكر باللي فيه، عرض اللداغ مش متاح للعب فيه واللي حصل لأمي زمان مش هيتكرر تاني، أنا الهجين مش سامر اللداغ عشان أبلعها واسكت، قال ايه خايف علينا ماكنا متنا ولا العيشة اللي عايشينها دي
- والهانم اللي في المزرعة
- مالها
- هي أول وحدة هتتأذي لو قلبت الطاولة
- عامل حسابي ع النقطة دي، صمت قليلا وهو يكز على أسنانه ثم أكمل بغيرة، وبعدين أنت بتجيب سيرتها ليه أنت مش هتخاف عليها أكتر مني.
نطق الآخر بتـ.ـو.تر: مش قصدي ياهجين
- روح شوف شغلك وبلغني بكل جديد ومش عايز لوك كتير سااااامع
أومأ له حودة بنعم بتـ.ـو.تر وانسحب من جانبه دون أن ينطق بحرف ف الآن ليس وقت النقاش لا بل وقت التنفيذ دون اي مجادلة
علي الجانب الآخر بالتحديد بالواحات الغربية
توقفت سيارة يحيى وخلفهم الحرس بسياراتهم ذوات الدفع
الرباعي...
نزل أولاد اللداغ وتوجهوا نحو أحد الغرز وما إن دخلوها حتى ذهب يحيى بسرعة البرق نحو هدفه الذي كان يجلس بينهم وهو يشرب سيجارة ملغمة (حشيش)
ولكن قبل أن تصل فمه ليستنشق منها السم حتى وجد من يقبض على يده بعنف ليسحبها منه وأطفئها بوجهه بالتحديد بالنصف المشوة من قبل ياسين مما جعل الآخر يصـ.ـر.خ بصوت عالي...
كاد أن يتدخل الموجودين إلا أن رجـ.ـال الوكر رفعوا أسلحتهم عليهم باستعداد تام لقــ,تــلهم مما جعل الجميع يرفعو أيديهم باستسلام وفرت الغانيات منهم
مسكه من مقدmة شعره وسحبه خلفه لمنتصف المكان بعدmا ضـ.ـر.ب رأسه على الطاولة التي أمامهم وما إن وقف ونظر له بغل حتى قال بصوت يفح بغضب ثعبان لا يستهان به بعدmا ضـ.ـر.به مرة أخرى على أنفه
- غالية فين
هجان باستنكار: مين غالية دي
- انطق وديتها فين لحسن أكمل على نص وشك التاني...
نظر هجان من طرف عينيه بصعوبه ل ياسين الذي كان يراقب كل هذا بهدوء ليقول بترجي
- والله يا ياسين معرفش أنتم بتتكلموا عن إيه
عته يحيى من تلابيبه وهو يصـ.ـر.خ به
- سيبك منه وكلمني أناااااا
- ما أنت مش راضي تتفاهم إيدك بتشتغل قبل لسانك.
تلاشت كلمـ.ـا.ته منه وأخذ يسعل باختناق ما إن ضغط يحيى على حنجرته بقوة ليتدفع الدmاء أثر من فمه ما إن عالجة بركلة بركبته على أسفل معدته ليسقط على الأرض الحجرية عنـ.ـد.ما دفعه عنه وكأنه حشرة
ثم انحنى بجذعه نحوه وهو بقول بتهديد
- لو عرفت أنها عندك أو إنك عارف مكانها وخبيت
لهعلقك ع بوابة الوكر زي الدبيحة، لا تقولي هجين ولا ياسين أنت لسه ماشفتش جنان يحيى بيكون ازاي وخصوصا لما يتعلق الموضوع بغلا الروح...
تأوه هجان بعنف وأخذ يتلوى و.جـ.ـعا ما إن تلقى ضـ.ـر.بة من قدmه على وجهه أدت الى كـ.ـسر أسنانه داخل فمه
واحتمال سبب له كـ.ـسر ايضا برباعيتها
ولكن الآخر لم يكترث حتى وإن مـ.ـا.ت تركه وخرج من المكان كله بعدmا دخل رجـ.ـالهم وقالوا
- مالاقيناش حاجة
صعد بسيارته بسرعة وقبل أن ينطلق بها وجد أخيه يصعد إلى جانبه، وبالطبع خلفهم سيارات الحرس.
أخذ يشق الطريق الصحراوي بسرعة خيالية ليبعد إحدى يده عن الدركسيون و أخذ يفتح الأزرار الأولى من قميصه باختناق
لم يشعر متى غزت دmـ.ـو.عه وجنتيه ما إن داهمه طيف ابتسامتها التي نادرا ما كان يراها. ليليه نظراتها الغاضبة التي كانت دائما مـ.ـا.ترمقه بها...
أخذ يمسح وجهه ليخفى دmـ.ـو.عه عن أخيه ولكن عن أي اخفاء نتحدث فشهقاته ارتفعت دون وعي منه، ليأخذ بضـ.ـر.ب الموقد بانهيار مما جعل ياسين يطلب منه التوقف
- وقف على جنب.
ولكن الآخر وكأنه سمع عكس ذلك ف أخذ يزيد السرعة أضعاف، صرخ به ياسين بعصبية وهو يعتدل بجلسته
- الله يخربيتك هتقلبنا، يحيى!
يحيى بدmـ.ـو.ع قهرية: ضاعت غالية مني ضاعت
- وحنضيع احنا وراها لو ماوقفتش ياغـ.ـبـ.ـي
- أنا معرفش ازاي خدت القرار الغلط ده، أنا مقدرش أعيش من غيرها...
- تعيش من غيرها ايه بس ده احنا هنمـ.ـو.ت قبل حتى ما نعرف هي فين، يحيى، وحياتها عندك وقف الزفت بقى لو كنت بتحبها بصحيح.
ما إن ختم كلامه حتى وجده بالفعل يخفف من السرعة ليتوقف على طرف الطريق وما إن وجده يلتفت له حتى عالجه بلكمة على فكه الأيسر ثم نزل من السيارة والتف للجانب الآخر ليفتح له الباب وسحبه من ثيابه لينزل معه وما إن وقف أمامه حتى ضـ.ـر.به بمقدmة رأسه ليجعله طريحا ثم أخذ يصـ.ـر.خ به
- تهورك ده كان هيودينا بحتة مالهاش رجوع
- إيدك تقيلة يابغل، قالها يحيى بألم وهو يحاول النهوض ليرد عليه الآخر بعدmا رفع سبابته بوجهه وقال.
- هو أنت لسه شفت حاجة، اسمعني لم جنانك ده دلوقتي وخلينا نفكرصح ونلاقيها. وبعدين طالما بتحبها كدة ليه بعدتها عنك بالشكل المقرف ده
- كان لازم تبعد احنا طريقنا مسدود
- اشرب بقى من نفس الكاس اللي أنا شربت منه
- يعني إيه
- يعني هتعض صوابعك نـ.ـد.م ومش هتبص بوشك تاني
يحيى بمكابرة: كدة أحسن ليا وليها
ياسين بذهول مضحك- لاااا بجد، أومال مين اللي كان بيعـ.ـيط عليها من شوية، أنت عايز تجنني.
- بحبها بس مش هينفع نكمل مع بعض...
- يعني لو لقيتها هتسيبها تمشي
رد عليه بعناد: أيوه
- يحيى، بلاش تغلط. غلطي على الأقل كنتم افترقتم بطريقة أشيك من كدة
- أهو ده اللي حصل
- قصدك أهو ده اللي بيحصل لما بناخد قرارات بتهور
يالا قوم نرجع دي الشمس قربت تطلع واحنا لسه هنا
أومأ له ونهض ليصعدوا مرة أخرى بسيارته ليستأنفوا طريق العودة.
في وقت الضحى على الجهة الأخرى بشقة سعد الجندي بالتحديد عند ميرال التي كانت تراقب الطبيب الذي يقوم بتمارين رياضية لساقي والدها كعلاج فيزيائي ليستطيع المشي بحرية ودون عائق مثلما كان من قبل، وما إن انتهى من عمله حتى وجدت والدها يقول بخمول وإرهاق
- تعبتك معايا يا دكتور
- تعبكم راحة، قالها وهو ينظر خلسة بين الحين والآخر لتلك الفاتنة التي خـ.ـطـ.ـفت أنفاسه ما إن رآها بالمستشفى لأول مرة.
ولكنه لا يعرف بأن نظراته هذه أزعجتها حقا لتنهض من مكانها وهي تقول بفظاظة ولكن بصوت خفيض فوالدها دائما ما يغفى بعد التمارين بشكل تلقائي من شـ.ـدة تعبه
- دكتور عمر لو خلصت اتفضل عشان أوصلك
- ميرال! همست بها داليا وهي تنظر لها بصدmة من ما قالت ابـ.ـنتها ليبتسم الآخر بخفة وهو ينهض من مكانه وأخذ ينزع قفازاته ويقول
- أستأذن أنا.
داليا بمحاولة تدارك الموقف
- على فين بس، ده أنت لسه ماشربتش قهوتك يا دكتور.
- هشربها بكرة، ما إن قالها ببساطة حتى ردت عليه الأخرى بنزعاج
- ليه هو أنت هتشرفنا بكرة كمان
نادتها داليا من بين أسنانها المصطكة: ميرال!
ميرال بلا مبالاة: في إيه يا ماما، أنا قصدي مالوش لازمة يتعب نفسه أنا هعرف أعمل التمارين لبابا مش حكاية يعني هما تمرينين تلاته، و أديني شفتهم بيتعملوا ازاي وحفظت الطريقة فملهاش لازمة يعني أنه ياخد المشوار ده كله
- وصلي الدكتور و حسابنا بعدين، قالتها داليا بخفوت.
لم تسمعها سواها...
ذهبت وفتحت باب الغرفة ليخرج أمامها للصالة وما إن وجدها خرجت خلفه و أغلقت الباب حتى نظرت له وقالت بضيق واضح
- هو أنت مش دكتور قلب
- ايوه
- أومال عاملي فيها طبيب فيزيائي ليه
- سعد بيه مش محتاج مركز علاج طبيعي ولا ناس مختصة هما كم تمرين بس يتعمله ليه صح عشان ترجع شرايين رجليه وإيديه تشتغل زي قبل و أحسن
- وأنا هعمل التمارين دي زي ماقولت جوا. مش عايزين نتعبك
- بس أنا عايز أتعب ليكم.
- ليه و ايه المقابل
- مافيش مقابل
- لاء فيه، واللي في بالك مش هيحصل
- ايه هو اللي في بالي بقى
- أنا، ما إن قالتها بثقة حتى رفع حاجبيه باستغراب من ردها ليقول بابتسامة واسعة وإعجاب
- أهنيكي على شجاعتك دي
- أنا مش محتاجة اطرائك عليا، لاء أنا محتاجة
إنك تبعد عن طريقي
نظر لها بتركيز وقال: ليه
بادلته النظرات بتركيز أكبر وهي تقول
- ايه هو اللي ليه
- ليه رافضة قربي بالشكل ده
- أنا حرة
- وأنا حر كمان...
ميرال باستنكار.
- نعم، أفهم ايه بقى من كلامك ده
- افهمي منه إن بكرة بالوقت ده هكون هنا ونفس الشيء كل يوم، سلام...
قالها وهو يتركها ويخرج دون أن يعطيها مجال للرد
أخذت تحرك قدmها بقهر ثم قالت مع نفسها بحـ.ـز.ن أنثى على حب حياتها الذي مـ.ـا.ت وهو حديث الولادة
- ازاي هنت عليك تسبني لغيرك ازاي هنت عليك تكـ.ـسرني بالشكل ده ازاي، ده أنا كل ذنبي إني حبيتك...
أغمضت عينيها بقوة وأخذت تضغط عليهم بأناملها ترفض البكاء لتسحب بعدها هاتفها من جيب بنطالها وأخذت تتصل بمعـ.ـذ.بها ولم يرد، أعادت محاولتها للمرة الثالثة لتجده اخيرا رد عليها بصوت خمول ناعس
- ايوه يا حبيبتي...
- ياسين
- ياروح فداء لعيون ياسين يا روحه أنتي
- عايزة اشوفك
- وحشتك صح، قولي أيوه وريحيني
- ربنا مايوريني الراحة لو خلتك تدوقها بعد اللي عملته فيا.
- ميرال، ما إن همس باسمها بعتاب خافت حتى جعلها تتـ.ـو.تر لتقول بجدية مصطنعة وقوة خاوية
- مش وقت الكلام ده، أنا هسبقك ع المقطم
نهض عن سريره بهمة وهو يقول
- وأنا ساعة زمن وهكون عندك
- اتفقنا، قالتها وهي تغلق الخط لتتفاجئ بوالدتها تكتف يدها أمام صدرها وهي تنظر لها بعدm رضا
- مافيش مرواح لأي حتة
- بس أنا لازم أشوفه
- ليه لازم يعني.
- عشان لازم نحط النقاط على الحروف وننهي كل حاجة، أنا ماينفعش أفضل متعلقه كدة لازم يبعتلي ورقتي بقى...
داليا بترقب أم: اشمعنى دلوقتي بالذات مصرة ع الورقة أوعي يكون عشان الدكتور اللي باين زي الشمس أنه عينه منك
صفقت بيدها وقالت: لا الدكتور ولا غيره، أنا مستحيل أدخل حياتي أي راجـ.ـل تاني...
لتقول بعدm رضا لما سمعته منها
- ليه إن شاء الله هتترهبني وأنا معرفش.
ميرال بمسايرة ترفع الضغط: تصدقي دي فكرة حلوة ماكنتش في بالي قبل كدة...
- اااااخ من بنات سعد هيجننوني، ما إن قالتها حتى جلست على الكرسي وأخذت تبكي باشتياق لصغيرتها المشاكسة ثم نظرت لميرال وأكملت ببكاء، سيلين وحـ.ـشـ.ـتني دي أول مرة تغيب عننا كدة
أومأت لها ميرال برأسها وهي تبتلع لعابها ثم تحركت نحو الباب بسرعة قبل ان تشاركها نوبة البكاء هذه وهي تقول: أنا همشي دلوقتي ومش هتأخر ادعيلي.
- ربنا يوفقك بحياتك ويبرد نار قلبك ويستر عليكي دنيا وآخرة أنتي وأختك قادر ياكريم، دعت بها وهي ترفع يدها للأعلى ثم ما إن انتهت حتى قالت بإصرار مع نفسها
أنا لازم أتصرف واخلي شاهين يرجع سيلين بقى بس ازاي معرفش، بس أكيد في طريقة أدخله منها، معقولة؟! يكون الطريق اللي بدور عليه ده هو إني أبلغه بكل وساخة سلطان.
ولو فعلا هي دي الطريقة. ياترى أنا أقدر أتكلم وانطق بحرف وأجازف بجوازي من سعد، اووووف إيه القلق اللي أنا فيه ده، يارب فكها من عندك.
وصلت الى المكان المتفق عليه لتنزل من سيارتها وتذهب إلى حافة المقطم وأخذت تنظر على ما يطل بنظرات شاردة لا روح فيها ولكن الجميل هنا هو أن الهواء عليل وبـ.ـارد نوعا ما أخذ يداعب خصلاتها بحرية، لم تبعده عن وجهها بل تركت نفسها للأجواء وهي تغمض عينيها باستسلام، للحظة وسوس الشيطان لها فكرة أن تفرد ذراعيها بشكل أفقي و ترخي جسدها بكل ثقله لتهوي به للأسفل لعلى هذا يجعلها تحظى بالسلام الداخلي الذي فقدته منذ شهور.
خرجت من أفكارها السوداء هذه ما إن وجدت هناك من يحاوط خصرها من الخلف ويسحبها عن ما كانت تنوي فعله بلحظة ضعف سيطر عليها الشيطان
فتحت عينيها بدوار لتجد نفسها مدفونه بأحضان قـ.ـا.تلها، نعم قـ.ـا.تلها فهي عرفته من عطره المميز ودفئ أحضانه وأنفاسه الحارة التي أحرقت عنقها بها
بلهاثه، لتجده يقول بخـ.ـو.ف وهو يقبل شعرها بلهفة
- أوعي تعملي كدة تاني...
أبعدته عنها قليلا وهي تقول دون أن تنظر له.
- بس أنا معملتش حاجة، كنت بتفرج بس
ياسين بخـ.ـو.ف ممزوج بتملك مهووس: تتفرجي إيه بس، حـ.ـر.ام عليكي وقفتي قلبي روحك دي ملكي أنا مش ملكك عشان تفكري تأذيها
ختم كلامه وهو يسند جبهته على خاصته ليسحب أنفاسها منها ليتنفسها هو بعدmا امتزجت من قربهم هذا...
يا الله كم اشتاق لها، فاق من هيام قربها هذا عنـ.ـد.ما وجدها تضع يديها على منكبيه وأبعدته عنها بانزعاج ما إن استوعبت الأمر ف الآخر استغل تشتتها.
- ابعد أنت ما صدقت ولا إيه
رفض البعد وهو يتمسك بها بكل ما لديه من طاقة ليقبل مابين عينيها التي يذوب بهما عشقا وهو يقول: ت عـ.ـر.في إنك وحشاني كل حاجة فيكي وحشاني...
حركت وجهها برفض لتبعدها عنها وما إن نجحت من التحرر منه حتى وهي تقول بضيق
- وحش أما يلهفك أوعي كدة
عاد للوراء و وضع يده على خاصرته وقال وهو يتمعن بعنادها: مش كفاية بعد
ميرال برد قاطع
- لاء مش كفاية ولا عمره هيبقى كفاية.
كرمش ياسين وجهه بو.جـ.ـع قلب وقال بترجي بأن تحن عليه ولو قليلا: مرمر
- ما تقوليش يامرمر، قالتها وهي ترفع يدها أمامه بتحذير ليسحبها من يدها هذه نحوه وهو يقول
- وماقولكيش ليه وأنا شربت المر منك
ضـ.ـر.بته على صدره بانفعال وهي تقول. : أنااااا اللي سقيتك المر، فعلا اللي اختشوا مـ.ـا.توو
- ميرال ارجعيلي والله تعبت لا ليلي بقى ليل ولا نهاري بقى نهار، والله أنا موجوع أكتر منك.
رفعت فمها باستخفاف ثم قالت: أرجع ليك أنت. ليه، هو حد مفهمك إني مهزقة وإني ممكن أرضى بالقليل وأقول اللي فات مـ.ـا.ت وحصل خير بعد ما أنداس عليا، عادي مش كدة، لو أنت قابلت بنات في حياتك من غير كرامة خلوك تفكر إني منهم دي تبقى مشكلتك مش مشكلتي، مش ميرال اللي تنسى الأذية
- أيوه بس اللي بيحب بيسامح
- ومين قال إني بحبك بعد كل اللي شفته منك.
- أمال اتصلتي فيا ليه وطلبتي تشوفيني لو ماكنش ده شوقك اللي دفعك لده، صرخ بكلمـ.ـا.ته هذه بحرقة حتى جعلت نيرانه تتضاعف عنـ.ـد.ما ردت عليه ببرود
- كلمتك عشان أقولك عايزة ورقة طـ.ـلا.قي توصلني
حرك رأسه بنفي وقال: مش هيحصل
ميرال بقوة: لا هيحصل بلاش تخلينا نقف قصاد بعض بالمحاكم...
- ميرال أنتي بتحديني فرصة
- واديك ليه وأنت مـ.ـا.تستاهلش
لمعت عينيه بالدmـ.ـو.ع وقال بخفوت
- اللي مايستاهلش ده أنتي كنتي بتمـ.ـو.تي فيه.
- كنت! يعني ده كان زمان
- اعترفي إنك لسه بتحبيني
- لا مش بحبك، ما إن قالتها بعناد وهي تنظر للجهة المعاكسة حتى شهقت عنـ.ـد.ما وجدته يسحبها من خصرها بقوة ليلصقها به تماما حاولت أن تبعده عنها بانفعال إلا أنه كان كالغراء لايقبل ببعدها عنه ليرجف كيانها رغما عنها ما إن أخذ يتحسس وجنتها الناعمة بذقنه النابتة ليقبل بعدها أرنبة أنفها برقة وهو يقول: بتحبيني.
- لاء، همست بها وهي تغمض عينيها بو.جـ.ـع ليبتعد عنها وحاوط وجهها بكفيه وأجبرها أن تنظر الى عينيه ليقول بعدها بغضب وكأنه يرفض التصديق لما سمع
- بصي في عينيا وقوليلي مش بحبك، يلااا قوليها
- مش بحبك، قالتها وأبعدت بصرها عنه بسرعة
ضحك بقهر ممزوج بو.جـ.ـع: ليه مش قادرة تقوليها وأنت بتبصيلي ليه. عارفة ليه لأنك لسه بتحبيني زي الأول وأكتر بكتير مع إن حكايتنا خلصت بس قلبك ماقدرش ينساني.
لأن ياسين مهما عمل فيكي ومهما كان قذر بأفعاله مع إللي حواليكي ومهما كانت حقيقته مرة، بس أنتي بتعشقيه وبتمـ.ـو.تي فيه، قوليهاااا يلااااا، قوليهاااا أنتي مـ.ـا.تقدريش تعيشي من غيري لأن قلبك ملكي مش كده؟
يا الله قد سئمت منه حقا، سحبت نفس عميق من عطره الخاص الذي أسكرها ولكنها لم تسمح لنفسها بالضعف مرة أخرى أمامه أبدا، رفعت يديها لتمسك وجهه وأخذت تنظر له بقوة جبـ.ـارة وقالت بجدية نابعة عن قرار من العقل بعدmا أغلقت أبواب قلبها
- مش بحبك، سامع يا ياسين، مش بحبك
أنت كنت تجربة في حياتي وخلصت وانتهينا، ااااانتهينا، صدقت أو لاء دي الحقيقة ولازم تتقبلها. و يارب أكون بجوابي ده كـ.ـسرت غرورك اللي مصدعني بي.
أبعد يديها عنه وأخذ يحرك رأسه بنفي وعينيه بدأت تلمع بالدmـ.ـو.ع مرة أخرى ليقول بصوت مخـ.ـنـ.ـوق بعدmا عجز عن ابتلاع لعابه الجاف
- مهما قولتي، ومهما عملتي، مش مصدقك، لأن عنيكي قالت غير اللي سمعته، بس ماشي، ماشي زي ما أنتي عايزة لأن مع الأسف أنتي صح، احنا انتهينا فعلا واللي كـ.ـسرته أاااانا، فيك، لو قضيت عمري كله أصلح فيه ماهيتصلح ولا هيتنسي وكلامي ده مش هينفع بحاجة خلاص مع الأسف دي نهاية حكايتنا.
- فعلا هي دي النهاية وياريت تتقبلها بجد زي ما أنا تقبلتها. عايزة ورقة طـ.ـلا.قي توصلني بأسرع وقت وخلينا نكتب نهايتنا المرادي بشياكة...
قالتها بثبات واهي وهي تقف أمامه و تنظر الى عينيه بعـ.ـذ.اب لتعود خطوة الى الخلف ثم التفتت وأعطته ظهرها وأخذت تمشي ودmـ.ـو.عها بدأت تخـ.ـنـ.ـقها لتصعد سيارتها بهدوء لايمت لها بصلة ثم انطلقت بها لتنفجر بالبكاء بصوت عالي لعل هذا يقلل من حريق فؤادها.
قرارها صائب ولكنه مؤلم حتى النخاع، إمرأة مجروحة خيروها مابين الحب والكبرياء اختارت كرامتها وكبريائها ففعلته حقا لا تغتفر، ولا حتى هو يستحق الغفران...
أما الآخر نزلت دmعة حارة منه وهو ينظر الى أثر غبـ.ـارها، ليرفع هاتفه ويرد عليه دون أن ينظر من المتصل ما إن ارتفع رنينه
- الو
- صوتك ماله، ما إن قالها شاهين حتى رد عليه باختناق حقيقي وهو يمسح وجهه: مخـ.ـنـ.ـوق...
شاهين بقلق: في ايه مالك يحيى حصله حاجة.
- يحيى نايم بشقتي
- غريبة، نايم وهو مايعرفش مـ.ـر.اته فين
- طلب مني برشام للصداع وأنا أديته منوم من غير ما يعرف كان لازم يرتاح، أنت ماشفتش حالته بقت ازاي بعد ما طلعنا من عند هجان، ده اتجنن رسمي عليها...
- وأنت مالك
صرخ ياسين بانهيار وكأنه كان ينتظر سؤال أخيه هذا ليخرج ما في داخله: موجوع، قلبي بيوجـ.ـعني
شاهين بو.جـ.ـع لا يقل عن الآخر ولكنه حاول أن يحافظ على ثبات نبرته: حصل ايه معاك.
- اللي حصل إننا وصلنا لخط مالوش رجوع...
بطلبها لورقة طـ.ـلا.قها
- تقدر تردها على ذمتك من تاني
- افهمني أنا ماقدرش أأذيها أكتر من كدة، أنا بحبها عايزها بس زي قبل عايز حبها لهفتها روحها الحلوة عايز أشوف نظرة الحب منها مش الكره والله تعبت وتعلمت الدرس، ليه مش راضية تسامح وتنسى ليه...
قطع كلامه وأخذ يبكي بصمت ليقول بعد دقايق.
روح يا شاهين بالله عليك روح وسبني باللي أنا فيه، ختم كلامه وهو يغلق الخط دون أن ينتظر الرد منه
في المزرعة عند الهجين كان يقف بالجنينه الأمامية وهو يقبض بكل قوته على هاتفه و يقطب جبينه بو.جـ.ـع على أخيه، حياتهم انقلبت رأسا على عقب واللعبة نتيجتها كانت سيف ذو حدين. كلا الطرفين انجـ.ـر.حوا، وعلى ذلك كله حتى الآن لم يأتيه أي خبر من حودة بالمستجدات التي تحصل بالوكر.
خرج من دوامته و نسى همه للحظة وابتسم ببهوت ما إن سمع صوت شقيته يأتي من خلفه وهي تقول
- ما لسه بدري ما كنت غيبلك يومين كمان. جاي على نفسك كدة ليه...
استدار لها ليهيم بها وبوقفتها الغاضبة التي تزينها بنظراتها الحاقدة التي يقسم بأن النظر لهما لمرة واحدة فقط في اليوم يكفي أن تكمله بمزاج رايق
- تعالي، قالها وهو يفتح لها ذراعيه ليجدها تحرك رأسه برفض مغرور وبرغم انها تنظر له بتمني...
اقترب منها هو ومسكها من عضدها ليسحبها نحوه وهو يحاوطها بقوة بذراعيه ليجدها ذابت داخل أحضانه دون أي مقاومة تذكر
زادت ابتسامته اتساعا ما إن وجدها تمرمغ وجهها بثنايا صدره وهي تستنشقه بإدmان
قبل شاهين صدغها وقال بصدق: حشـ.ـتـ.ـيني و
- كـ.ـد.اب، ما إن قالتها وهي ترفع عينيها الغاضبة لتتأوة بألم عنـ.ـد.ما وجدته قرص شفتيها بقوة متعمدا أن يؤذيها وهو يقول بحدة طفيفة
- أنتي قولتي ايه
نظرت له سيلين ببراءة لا تمت لها بصلة
- ايه؟
- بلاش طولة لسان
سيلين بدلال: أيوه بس أنت لو بصحيح كنت أنا وحشاك ماكنتش نمت برا البيت...
شاهين بتبرير: والله مانمت...
- ليه في حاجة
- في مصايب بتخر على دmاغي
سيلين بتشفي: أحسن، ماهو كل قوي في اللي أقوى منه، اللي عملته في بابا هيطلع من عينيك وهتشوف
قرص وجنتها بقوة وقال: ما أنا بشوف ياغلاباوية...
ما أنا بشوف أهو
- ربنا يمهل ولا يهمل، ما إن قالتها حتى ضـ.ـر.بها بخفة وهو يقول بضجر مضحك.
- ما خلاص بقى كفاية شمـ.ـا.تة أنتي ماصدقتي
- أيوه كدة اتعصب بحب استفزك أوي، وبحب شكلك كدة وخصوصا لما تعقد دي، قالتها وهي تتلمس مابين حاجبيه لترتخي ملامحه بسرعة من
أثر لمساتها الناعمة
ليقول بخمول وهو يدخل معها للداخل وأخذ يصعد للطابق العلوي: سيلينا حبيبتي جهزيلي الحمام عايز آخد دوش و أنااااام، مهدود حيلي
أومأت له وأخذت تجهز ما طلب منها بهدوء فهو فعلا يظهر عليه التعب الشـ.ـديد...
بعد مرور ساعتين.
كان نائما بعمق وهو يحبسها داخل ذراعيه وكلما حاولت الخلاص منه يشـ.ـدد أكثر عليها لدرجة شعرت بأضلاعها تداخلت ببعضها، وبرغم ألمها هذا إلا أنها كانت أسعد إنسانة في العالم...
رفعت يدها وأخذت تمرر أناملها داخل شعره الغزير وهي تنظر الى تفاصيل وجهه بدقه وكأنها تريد رسمه
لتقترب منه دون وعي منها أو حتى تخطيط لذلك
لتطبع شفتيها على فمه دون تقبيل ليقشعر جسدها ما إن غزتها حرارة ثغره.
ابتعدت ببطئ وهدوء وهي تريد ألا يكتشف فعلتها الحمقاء هذه فهي أصبحت هذه الأيام تتصرف دون تفكير، ولكن ما إن ابتعدت حقا عنه حتى وجدته ينظر لها بعينين ذابلة. لتقول بسرعة
- مش قصدي والله...
- بس أنا قصدي، قالها وهو يهم ليعتليها إلا أنه توقف ما إن رنين هاتفه ارتفع، سحبه ليرى من المتصل بكل لهفة ظنا منه بأنه حودة إلا أنه رأى آخر رقم توقع بأنها ستتصل به الآن.
ابتعد عن سيلين وخرج من الغرفة بأكملها ليرد ع المتصل والذي لم يكن سوا داليا التي قالت دون مقدmـ.ـا.ت
- عايزة أشوفك يا بن اللداغ
رد عليها شاهين بحذر: خير!
- اللي عايزة اقولهولك مافيهوش خير
- يخص سيلين؟!
- لاء يخص سلطان وااااااء.
↚- لاء، يخص سلطان، ما إن قالتها داليا حتى استطاعت بها أن تستحوذ على جميع انتباهه ليقول بسرعة حاسمة
- أنتي فين عشان أجيلك
- هستناك بعد ساعة بالكافيه ع النيل
اسمه
- مسافة السكة وهكون عندك، قالها وهو ينهي المكالمة ثم عاد الى غرفته وما إن فتح بابها حتى تخطى سيلين التي أتت نحوه لتسأله من المتصل ولكن بفعلته هذه جعلها تقف مذهولة لتبتعد عنه قليلا وأخذت تراقبه كيف أخذ يبدل ثيابه باستعجال.
حاولت أن تتجاهله ولكن فضولها طغى على كبريائها الذي انخدش لتجاهله لها: رايح فين
ذهب أمام المرآة ليرتدي السترة وهو يقول بانزعاح من سؤالها هذا: مش شغلك...
اقتربت منه وسحبته من ذراعه ليستدير لها وهي تقول بانفعال طفيف: لاااااا الكلام ده تقوله لرجـ.ـالتك اللي تحت مش ليا ومافيش خروج غير لما أعرف في ااايه، هااا، ختمت كلامها وهي تعقد ساعديها أمامه بجدية تامة مما جعله يرفع حاجبيه بندهاش من جرائتها وهو يقول.
- إيه الجنان ده، مالك؟!
- شاهين بلاش تجبني وتوديني ع الفاضي قولي رايح فين وأنت متشيك كدة، قالتها وهي تنظر الى ثيابه فهو كان يرتدي بدلة سوداء مع قميص من نفس اللون دون ربطة عنق بل ترك أول ثلاث أزرار مفتوحة
- متشيك؟! ليه هو أنتي امتى شفتيني غير كدة...
قالها باستغراب من كلامها هذا وهو يرفع زجاجة عطره ليرش منه إلا أنه قبل أن يفعل ذلك وجدها تسحبها منه وهو تقول بجبروت أنثى شعرت بالغيرة
- مش هتحط منه.
نظر لها بحدة وهو يعقد حاجبيه بغضب دلالة على عدm قبوله لتصرفاتها الغريبة الأطوار هذا إلا أنه التفت ليذهب دون أن ينطق بحرف فهو لا يملك وقت للمجادلة الآن ولكن توقف ما إن سمعها تقول بحسم
- وديني لأهلي أنا مش عايزة أبقى هنا، انا مش فاهمة ليه حابسني عندك وأنت مش فاضيلي...
ذهب نحوها مرة أخرى وقال بهمس موجوع
- عايزة تسبيني
رفعت ذقنها للأعلى بمكابرة ثم قالت: أيوه!
مال بوجهه لها وقال باستفسار وهو ينظر الى بؤبؤ عينيها: هتقدري من غيري
تـ.ـو.ترت نظراتها علامة على كذبها ما إن قالت بغرور. : أكيد، هقدر
- يابختك ياريتي كنت أقدر أعمل زيك...
قالها بابتسامة بسيطة تحمل في طياتها حـ.ـز.ن فظيع بدأ يسيطر على روحه برغم أنه يعلم بأنها غير صادقة وتكابر لتحفظ ماء وجهها أمامه إلا أن مصدر حـ.ـز.نه هذا صادر عن شعوره بأن فراقهم هذا حقا أصبح قريبا خاصة بعد اتصال والدتها هذا، فبالتأكيد ما تخبئه سيقلب الموازين...
- طب هات حـ.ـضـ.ـن قبل مـ.ـا.تمشي طيب، قالتها بشكل عفوي أظهر شوقها الكبير له ما إن وجدته يهم بالذهاب بتهرب من ما يشعر به.
ترك أوكرة الباب والتفت لها وهو مصدوم بشكل مضحك: أما عجايب بصحيح مش كنتي عايزة تسبيني من شوية
سيلين بتلعثم: هااا، صح كنت، بس غيرت رأيي أصلك صعبت عليا، يالاااا هفضل معاك و أهو هكسب فيك أجر بسسس لازم توديني أشوف بابا أصله وحشني أوي...
- وحشك أوي يعني
لوت فمها بزعل لذيذ وقالت بصدق
- أووووي، ده حتى قلبي بيعـ.ـيط عليه.
- سلامة قلبك يا روح قلبي أنتي، ما إن قالها حتى باغتته بسؤال قد سئلته إياه ألف مرة سابقا ولكنها تحب سماعها منه
- بتحبني؟!
- أنتي شايفة إيه
ذهبت نحوه وأخذت تمرر يديها على سترته وكأنها تهنـ.ـد.م مظهره وهي تقول بثقة ودلع خطير الاخر
- إنك بتحبني وبتمـ.ـو.ت فيا، وبتعشقني عشق مالوش حل، ماهو أصله عشق الهجين ده مابيلقش غير لسيلين بسسسس ماينفعش ابدا يبقى لغيرها
مش ده كلامك، صح ولا أنا غلطانة.!
- صح ياعشقي أنتي.
وسحبته نحوها من تلابيبه بحركة تحدى ممزوجة بانتصار وهي تقول: شفت يامسكين أنا موقعاك ازاي، انتقامك انقلب عليك أهو زي ما وعدتك...
و زي ما أخوك و.جـ.ـع أختي و.جـ.ـعتك
- لو و.جـ.ـعي وعـ.ـذ.ابي وانكساري على إيدك أنتي!
أنا راضي فيه و أبصملك عليه بالعشرة و أرفعلك رايتي كمان، بس اللي واخد بالي منه و واضح زي الشمس هو إنك كمان بتحبيني
سيلين بإنكار قاطع: ماحصلش!
- متأكدة، قالها وهو يقترب بجسده منها بشـ.ـدة لتقول بتـ.ـو.تر و شكل ملحوظ ما إن التصق بها
- روح لشغلك مش كنت مستعجل بس متتأخرش
ابتسم بخبث وأخذ يتحسس وجنتها الناعم ما إن لاحظ شـ.ـدة تأثيره عليها: أمشي يعني
- هااااا، آاااه تمشي يالااا، قالتها وهي تشيح له بيده ليبتعد عنها وما إن استجاب لرغبتها وابتعد حتى قال بمراوغة
- طب والحـ.ـضـ.ـن؟!
- ماله.
- مش كنتي عايزة، قالها وهو يسحبها الى صدره لتحاوطه بذراعيها وهي تدفن وجهها بعنقه وأخذت تستنشقه لتقول بغمغمة وكأنها ستفقد وعيها
- ريحتك حلوة وبحبها.
احتضنها بقوة ألمتها ثم قبل صدغها وأبعدها عنه بصعوبة بعد دقائق، فقد كانت تتمسك به وكأنه اكسير حياتها كله، حاوط وجهها ذو الملامح الناعسة بكفيه الكبيرين و أخذ ينفخ عليها أنفاسه بهدوء لتغمض عينيها باستمتاع هائم ليقترب أكثر منها و أكثر حتى ابتسمت بخفة ظنا بأنه سيقبلها أو دعنا نقول هذا ما تمنته هي، إلا أنها كرمشت وجهها عنـ.ـد.ما أخذ يهمس لها داخل أذنها بعبث لا يستهان به
- واضح أوي إنك مش بتحبيني.
فتحت فمها بذهول كادت أن تدفعه عنها وتضـ.ـر.به على صدره من شـ.ـدة غـ.ـيظها إلا أنه لم يسمح لها بالتعبير عن ما بداخلها فهو قال ما يريده ثم ابتعد من فوره وخرج دون أن يعطيها المجال بالرد حتى.
أخذ ينزل الدرج وهو يضحك باستمتاع ما إن وصله صراخها عليه وهي تقول: بكرهكككككككك
خرج من داخل المزرعة وتوجه نحو سيارته التي سرعان ما فتحوا له بابها الحرس، صعد بها وأخذ يتصل على اخيه الذي ما إن رد عليه حتى قال
- أنت فين؟
- هروح أشوف بس يحيى من ساعة ما اديته المنوم ما أعرفش أخبـ.ـاره ايه، صحي ولا لاء
- سيبك منه وتعالالي ع المكان اللي هبعتهولك
- في حاجة؟!
- تعالى وهتعرف
- ماشي، ما إن قالها الآخر حتى أغلق الخط وشغل سيارته ليتحرك بها متوجها لهدفه الذي سيغير مجرى حياته كلها
بعد فترة طويلة من الزمن توقف أمام أحد الكافيهات المطلة ع النيل، كان المكان مكون من طابقين
. الطابق الأول مغلق بشكل كامل أما الثاني مكشوف.
دخل بخطوات مترددة، أول مرة تحصل معه، الآن كيف سيقوى على سماع ما هو مخبئ بين السطور وهو يعلم بأن ما إن سينكشف كل شئ بعدها لا مجال هناك لتراجع...
صعد الى الطابق الثاني وذهب نحو الطاولة الذي دله عليها النادل ليرى أخيه وحمـ.ـا.ته يجلسان ينتظران قدومه، وما إن اقترب منهما وجلس أمامهما، حتى قال ياسين بضجر فقد انتظروه كثيرا
- ما لسه بدري...
رمقه شاهين بنظرة حادة من طرف عينيه الشبيهة بنظرات الصقر حتى صمت الآخر وابتلع باقي كلامه...
وجه كلامه لتلك التي تملأها الحيرة و الخـ.ـو.ف
وقال بعملية مباشرة: سمعيني اللي عندك إيه
- بسهولة كدة...
ياسين بتدخل: عايزة مقابل يعني
داليا بتوضيح: شرطين
- يبقى اللي عندك مايلزمنيش لا عاش ولا كان اللي يتشرط على ولاد اللداغ، ما إن قالها شاهين وهو يهم بالنهوض إلا أنها سرعان ما قالت بتعديل.
- اعتبره مقابل اللي هقوله، زي ما ياسين قال
- اللي هما ايه
- أول حاجة وأهمها ترجع سيلين...
خنجر سام انغرس بثنايا قلبه من طلبها هذا، كان يعرف بأن هذا ماسيحصل، خرج من دوامة ألمه ما إن أكملت وقالت، وسعد
شاهين بستفسار
- ماله سعد أرجعهولك هو كمان ولا إيه
- مش عايز يعرف اللي هقوله دلوقتي تحت أي ظروف
- التاني سهل بس الأول ما وعدكيش غير لما أسمع منك، اتفضلي قولي اللي عندك
- عايز تعرف إيه اسأل وأنا أجاوب.
شاهين بجدية: كل حاجة حصلت عايز أعرفها، أدق التفاصيل عايز أسمعها مهما كان تافهة
رطبت شفتيها بلسانها وقالت: تمام. شوف أنا وسعاد كنا صحاب من زمان أوي تقدر تقول من أيام المدرسة ده غير إننا كنا جيران، الباب بالباب يعني
بس الحكاية بدأت بجد لما أول ما دخلت ثانوي لفت انتباهي أخوها اللي كان دايما بيوصلنا بنفسه، بغض النظر عن وسامته إلا إنه خـ.ـطـ.ـفني بشخصيته وحبه لأخته كان حنين عليها وبيعاملها كأنها بـ.ـنته...
فكرت وقتها أنه المشاعر اللي تولدت جوايا ليه إنها مجرد أحاسيس مراهقة واعجاب مش أكتر وهيروح مع الوقت بس اللي حصل مع الأسف أنه تحول لحب من طرف واحد حاولت أطلعه من قلبي كتير إلا إني لاقيت نفسي بغرق فيه أكتر وده اللي لاحظته سعاد وكشفتني من عيوني اللي كانت تلاحقه من غير ماحس
وفضل حبي من طرف واحد لحد ما دخلنا الجامعة
يعني سنين مرت وأنا مش شايفة غير سعد...
وقتها لاحظت تغير سعاد وسرحانها اللي مالوش آخر.
عرفت من تصرفاتها إن في حد دخل بحياتها و فعلا شكي طلع بمحله لما جت واعترفتلي بأن في واحد مش سايبها بحالها بيلاحقها بكل مكان لحد ما عرف يسـ.ـر.قها من نفسها و ورطها بحبه، وهي دلوقتي حبته بجد و عايز يتقدm لها بس سعد رافض لأنه مقطوع من شجرة
برغم رفض أخوها اللي معـ.ـذ.بني إلا إني فرحت لفرحتها أصلها كانت بتتكلم ولمعة عنيها فاضحاها، زيي بالضبط لما بشوف سعد اللي كان مش.
حاسس فيا خالص ولا كأنه شايفني، بس كلام سعاد ليا ساعتها فوقني لما لاحظت حالتي دي
قالتلي احنا بنحب مرة واحدة، لو حبك لأخويا حقيقي وأنتي متأكدة من مشاعرك ليه وعايزاه بجد مـ.ـا.تضيعهوش منك، الحاجة اللي مش بتجيلك روحيلها أنتي وخديها ليكي...
و فعلا عملت بنصيحتها دي وروحتله وقلتله بحبك خبط لزق كدة من غير مقدmـ.ـا.ت لدرجة أنه فكر إني بهزر وسابني ومشي بعد ما قالي بانزعاج، أنتم هتبطلوا مقالبكم دي امتى، اكبروا بقى أنتي والمـ.ـجـ.ـنو.نة التانية...
ماقلكمش وقتها حالتي بقت ازاي كرهت نفسي لأن مع إني نطقتها ليه ماحسش فيها. أسبوع فضلت بسريري عيانة عيوني مانشفتش من الدmـ.ـو.ع من خيبتي...
وما خرجتش من اللي أنا فيه غير لما جت سعاد وخدتني على بيتهم بالعافـ.ـية قال إيه في حاجة مهما لازم تقولهالي وتاخد رأيي فيها. و أول ما وصلنا قالت لي روحي على أوضتي أنا هجيب حاجة نشربها سوا
عملت اللي هي عايزة بس أول ما دخلت انصدmت بأنه واقف قصادي، كنت ناوية أخرج تاني بسرعة إلا أنه وقفني لما قال...
- وانا كمان بحبك...
طلع الأستاذ غرقان زيي وأكتر كمان بس كان بيمثل أنه تقيل لأني صاحبة أخته وصغيرة ومش وقت الكلام ده، فكان مستنيني أكبر شوية ويتقدmلي.
مستحيل أقدر أوصفلكم وقتها فرحتي كانت قد إيه بعد اعترافه ليا بس الفرحة دي ما دmتش كتير، كلها كم يوم وجتني سعاد بالجامعة وقالت أنها معزومة ع الغدا ولازم أروح معاها عشان مـ.ـا.تبقاش لوحدها وسعد يشك لأنها عمرها ما طلعت لوحدها دايما احنا مع بعض، هو ماهر كان بوقتها خطيبها. بس سعد ودmاغه متركبه كدة بيرفض الخروجات دي
و روحت معاها وياريتني ما روحت، هناك كان أول مرة أشوفه مع ماهر، سلطان.
ما إن نطقت اسمه حتى زاد تركيز الأخوة اللداغ
بما قالت وبما ستقول فبالتأكيد المغزى يكمن هنا، وخاصة عنـ.ـد.ما أكملت بتنهيدة
عرفتني عليه سعاد على إنه صاحبه بس لاحظت انزعاجها هي كمان من اللي اسمه سلطان زيي لأن نظراته كانت جريئة ليا و واضح للكل، حاولت أعتذر وأقوم بس الموقف كان هيبقى مش لطيف فاستحملت عشان خاطر صاحبة عمري أهو غدا
وهيعدي أو ده اللي أنا فكرته.
بس اللي حصل بعدها هو إن سلطان ده بقى بيظهرلي بكل مكان، خـ.ـنـ.ـقني بملاحقته ليه، شهور وأنا بحاول أتجنب مضايقاته ليه وقولت لوتجاهلته هيزهق ويمل، بس العكس حصل، وخصوصا بعد جواز سعاد وماهر اللي تم بسرعة، كنت بلاقي كل لما أصده بيزيد إصرار عليا حتى لما خطبني
- اااايه خطبك؟! قالها ياسين بمقاطعة وهو مصدوم من ما سمع، ليجدها تحرك رأسها بنعم وهي تكمل بشرود وكأنها تنظر من نافذة وهمية تطل بها للماضي.
أيوة خطبني فوق الألف مرة كل لما يشوفني يقولي عايز أتجوزك، بس لما كنت برفض كان بيبان وشه الحقيقي وخصوصا لما قالت لي سعاد أنه مش كويس وحكتلي أنه بلطجي زي جوزها مع الأسف بس الفرق هنا إن ماهر تاب وهي حبته خلاص بس حذرتني أنا قبل ما أقع بالمحظور مع إنها عارفة جنوني بأخوها إلا إنها حبت تنبهني من باب الحذر.
بس أنا لما واجهته بحقيقته ورفضته بشكل قاطع فضل يهدد بأنه هيقلب حياتي جحيم...
وقتها جريت على سعد وطلبت منه يتجوزني...
ما إن قالت كلامها هذا حتى ابتسمت وقالت للذان يجلسان أمامها عنـ.ـد.ما وجدت علامـ.ـا.ت الدهشة واضحة عليهم من تصرفاتها
مـ.ـا.تستغربوش، أيوة أنا اللي اعترفت بحبي في الأول ليه وأنا بردو اللي عرضت عليه الجواز
ياسين بتعجب: طب ليه كل ده، أنت قمر و ألف من يتمناكي
داليا بصدق: وأعمل بالألف إيه وأنا مش بتمنى غير حبيبي.
- يابخته، ميرال مش طالعة ليكي ليه.
- لو كنت بقبت ليها زي سعد كانت هتبقى ليك زي داليا، قبل ما تسأل ليه شوف أنت أديتها ايه، اللي زرعته حصدته يا ياسين باشا
- احمممم ياريتني ما اتكلمت. كملي كملي مـ.ـا.تركزيش معايا...
نظرت الى الهجين الذي كان صامت ويراقب تعابيرها بدقة وينصت لكلامها بإصغاء، لوهلة شعرت بأنها تجلس الآن أمام جهاز كشف الكذب...
تنهدت للمرة التي لا تحصى وأكملت بو.جـ.ـع...
قلت له اتجوزني بس هو رفض وقالي كملي جامعة الأول، دي آخر سنة ليكي مش عايزك تشغلي نفسك بالكلام ده، و كان عايزني أطلع تقدير امتياز أو أقل حاجة جيد جدا...
ومع اصراري إلا أنه مشى كلامه عليا وقعد يذاكرلي بنفسه لحد ما نجحت ب تقدير جيد، مع أنه عاتبني عليه بس اللي هو ميعرفوش صح أنا كنت بدرس بس بالي مشغول باللي كل يوم يجيني الجامعة...
تخيلوا أربع سنين ملاحقني مثل ظلي لا أنا حنيت ليه وحبيته لأني كنت وما زلت مابشوفش غير ابن الجندي. ولااااا حتى هو رحمني وعتقني منه، وبرغم كل اللي عشته من خـ.ـو.ف وتـ.ـو.تر من ناحية سلطان إلا إني كنت حذره جدا إني ماخليش سعد يحس بحاجة واللي كان بمصلحتي إننا جيران كنت بشوفه من غير ما أطلع من العمارة وده اللي خلا سلطان مايعرفش بعلاقتنا.
ومن الناحية التانية سعد كمان كان مشغول بشغله ماهو هو اللي ماسك الشغل كله بعد مـ.ـو.ت باباه...
المهم تخرجت وعملت حفلة صغيرة ولاقيت بنهايتها سعد بيحدد موعد كتب الكتاب وبعدها بأسبوعين جوازنا، رفض حكاية الخطوبة قالي أنتي كبرتي قصاد عيني وبقالنا سنين بنحب بعض وقاري فتحتك من زمان، مالهاش لازمة الشكليات دي
وأنا وافقت من غير مناقشة قولت لما سلطان يشوفني أتجوزت أكيد خلاص يعني هيقطع الأمل وهيروح بطريقه...
بس بعد يوم واحد من كتب الكتاب اتعرض سعد لحادثة قوية خلته عقيم، الكل انهار من الخبر ده و أهلي وقتها طلبوا مني إني أرجع أفكر بالارتباط فيه لأن الوضع تغير وكانوا قلقانين عليا لأني بـ.ـنتهم الوحيدة، بس هما مايعرفوش إني ماقدرش أشوف غيره، بحبه، الحب ساعات بيكون لعنة...
مرت علينا أيام سودة نفسيتي تعبت وفي يوم رحت لسعاد شقتها وقتها كنت لسه عارفة أنها حامل بسيلين وعندها ميرال، بس قبل ما أدخلها لاقيته قصادي بشكل يخـ.ـو.ف...
كان يومها أول مرة أشوف وشه الحقيقي اللي بجد، قالي اطلقي منه لو خايفة عليه، لا حسن أقلب الطربيزة على اللي فيها وعليا وعلى اعدائي
. بس أنا تمسكت بسعد أكتر و بيوم وليلة اتجوزته من غير لا فرح ولا هيصة و طبعا ده بطلب مني برغم اعتراض الكل وأولهم هو.
بس قراري كان نهائي ومن يومها اختفى سلطان ومابقتش أشوفه زي زمان، بس وراء كل هدوء عينك ما تشوف إلا النور، ماهر وسعاد حياتهم اتدmرت بالتدريج، سعد شغله بقى بيلاقي فيه صعوبة
ده غير أنه كانت أعصابه تعبانة 24 ساعة بسبب موضوع الخلفة...
بعد جوازنا بشهر، أمي وأبويا اتقلبت فيهم العربية وخسرتهم في يوم واحد، اختفوا من حياتي بلحظة، الوضع بقى لا يطاق من جميع النواحي...
مهما أقولكم على اللي عشناه وقتها مش هتصدقوا ولا هتفهموا لحد ما قررنا نسافر...
بس فجأة جت رسالة لسعد بالليل من ماهر بيوصيه على مـ.ـر.اته و أولاده بطريقة خلت سعد يضـ.ـر.ب أخماس بأسداس و وقتها خرج بسرعة من البيت ومرجعش لغاية تاني يوم منهار جسديا ونفسيا وهو شايل بين إيديه طفلة لسه مولودة وعند رجليه كانت واقفة ميرال وهي مرعوبة، والباقي أنتم عارفينه
وبس كدة.
انتفض شاهين وقال: نعمممممم بس إيه، أنتي جيبانا هنا عشان ده بس
داليا بمقايضة: شوف يا شاهين أنا مش هكمل إلا لما تديني وعد راجـ.ـل بجد إنك هترجع سيلين...
- دي مراتي على سنة الله ورسوله أرجعها فين
- بس دي بـ.ـنتي انا اللي ربتها من أول ساعة اتولدت فيها...
- كملي
- أنت لازم ترجعها، سيلين معاك بخطر ماينفعش أنها تفضل قريبة من سلطان وخصوصا هو مطلع نابه الأزرق على بناته...
- بقولك كملي.
اضطرت لفعل ما يريد وهي تقول: شوف أنا هكمل مش عشان أنت قولت لاااا، بس عشان أنا متاكدة لما تعرف الباقي أنت بنفسك هترجعهالنا.
- اخلصي وسمعيني
- المهم زي ما أنتم عارفين أخدنا البنات وسافرنا واستقرينا هناك، و أكيد عارفين ازاي رجعنا هنا تاني بفضل ياسين باشا طبعا...
فكرت إن بعد السنين دي كلها إن خلاص مستحيل الماضي يرجع تاني ده فات عليه أكتر من 25 سنة...
بس طلعت غلطانة لما شفته بين الحضور بخطوبة ميرال...
ده كان أول وآخر لقاء مابينا بعد السنين كلها ولحد دلوقتي ماشوفتوش تاني...
شاهين بتساؤل: اللي فهمته إنه بخطوبة ياسين وميرال تقابلتم وتكلمتم صح
- صح
- الحوار كان ايه...
- في الأول ما عرفتوش، ملامحه متغيرة أوي، بس لما اتكلمنا قالي بصريح العبـ.ـارة أنه أي حد كان سبب في بعدي عنه أداله تذكرة ذهاب بلا عودة إلا سعد قال ايه عشان يحرق قلبه على بناته اللي متعلق فيهم ويدmر عيلتي اللي تعبت فيها عشان يديني درس لأني فضلت عليه واحد عقيم.
ولما جاب سيرة ماهر سألته هو اللي قــ,تــله، وقتها اعترف على نفسه بأنه هو اللي قــ,تــله لأنه هو السبب إني اتجوز غيره، لأن بنظره إني رفضته عشان سعاد قالتلي على طريقة شغلهم، ما يعرفش إني أول ما فتحت عينيا ع الدنيا كانت على ابن الجندي
بس اللي لفت نظري أنه قال في أخ للبنات أكبر من ميرال بسنتين، بيكون ابن ماهر من الحـ.ـر.ام وأنه أخفى وجوده عشان سعاد متعرفش وتسيبه...
أخذ شاهين يكلم نفسه بتفكيره بطريقة شبه هستيرية: يحيى، مستحيل يكون ابن حـ.ـر.ام سنين وأنا مخبي الحقيقة عن يحيى عشان شاكك فيها مش ماهر اللي يخلف بالحـ.ـر.ام مش ماهر
- شاهين، اسمعني، برغم كل اللي حصل واللي سمعته مني دلوقتي، سلطان بيكره ماهر بطريقة غـ.ـبـ.ـية، لدرجة أنه دmر عيلة اللداغ كلها و أولهم أنتم
في حلقة مفقودة أنت اللي لازم تعرفها مش معقول
عمل كل ده عشاني أنا بس...
شاهين بغموض: ماشي أنا هتصرف ارجعي لبيتك أنتي.
- وسيلين
- ساعتين تلاتة كدة وهجبهالكم بإيدي، ما إن قالها حتى التفت له ياسين بصدmة كبيرة وكأن هناك دلو من الماء البـ.ـارد سكب عليه
نهضت داليا بلهفة وهي لا تصدق ما سمعت هل ستعود ابـ.ـنتها أخيرا إلى أحضانها لتتركهم وتذهب بسرعة خـ.ـو.فا منه أن يغير رأيه
أما عند شاهين كان لا يزال جالسا بسكون، ولكن يقسم بأن المراجـ.ـل الملتهبة بداخله متأججة بشكل يصل لعنان السماء...
ابتسم بسخرية مؤلمة ما إن سمع أخيه يقول
- هنعمل ايه.
- بعد اللي سمعته همحي سلطان بالوكر اللي دmر حياتناااا، مستحيل أسيب شمس بكرة تطلع عليه
ياسين بحقد: ماشي بس نهاية سلطان على إيدي أناااا غير كدة مش لاعب
نهض عن كرسيه وحمل متعلقاته وهو يقول بهدوء مخيف: وهو كذلك مش هنختلف ع النقطة دي...
روح ليحيى واجمعوا الرجـ.ـا.لة وأنا هوصل سيلين لأهلها وهجيلكم
- هترجعها؟!
- لازم
- مش هتنـ.ـد.م.
- أكيد هنـ.ـد.م، بس هنـ.ـد.م أكتر لو تأذت بسببي ده عارف مكانها ومافيش وقت أدور ع مكان غير ده، مش هقدر أجازف فيها. على العموم أنا رايح وأنت اعمل اللي قولتلك عليه. قالها وهو يتركه ويخرج خارج الكافيه كلها ليستقل سيارته وعاد بأدراجه الى المزرعة.
في الوكر، كان يجلس بمخزن الخطايا الموجود تحت الأرض، هذا المخزن ليس لخزن الأسلحة كما يظن البقية، لا هذا يختلف فهنا بالذات يتم زهق الأرواح لكل من يعادي سلطان لا بل هو شيطان متنكر بزي إنسان...
كان يجلس على الكرسي كالكوبرا القـ.ـا.تلة ينظر الى بقعة معينه في الأرض، هنا وبهذا المكان بالتحديد قــ,تــل ماهر اللداغ وهنا توعد له أمام جثته بأنه سيجعل أولاده يعيشون كما عاش بعـ.ـذ.اب طيلة حياته وها هو نفذ كلامه...
ابتسم بانتصار وهو ينظر إلى الجهة اليسرى ليجد غالية جثة هامدة على سرير حديدي و فاقدة الوعي تتأفأف بضجر فهي بهذا الحال من ليلة أمس، ولكن ما أثار استغرابه هو ثيابها الغريبة فهي ترتدي شيئا واسعا يغطيها من رأسها حتى قدmيها لا يظهر منها سوا وجهها...
شعر بضيق من سترها الغير معتاد هذا...
نهض من مكانه وذهب نحوها. وما إن وصلها حتى أخذ يسحب عنها ذلك الذي يغطيها وكأنه خيمة.
وعنـ.ـد.ما فشل كاد أن يمزقه عليها إلا أنه ابتعد ما إن دخل رجـ.ـاله وهم يرمون أمامه ما أراد منهم
رفع حاجبيه باستمتاع وهو لا يصدق بأنه أخيرا حصل على انتقامه، ثم نظر الى رئيس الحرس وهو يقول
- فين التحليل اللي عمله شاهين
- اتفضل، قالها وهو يقدm له أوراق تحاليل ال DNA وما إن فتحها وقرا النتيجة حتى قال
- صلة القرابة من الدرجة الأولى ههههههههههه...
صمت وأخذ يدفع بقدmه جسد ذلك النائم الذي لا حول له ولا قوة وهو يقول: شفت ولاد عمك عملوا إيه باخواتك، يا يحيى يا للداغ يا ابن ماهر اللداغ...
بقى شاهين مستغفلني وطلع كاشفني وعايز يتأكد
بس على مين ده أنا سلطان، خليت الكل يفهم إني سافرت عشان أرتب أموري على رواق وأخطط بمزاج عالي، ازاي اتغدا فيكم كلكم قبل ما هو يفكر بس يتعشا فيا...
نظر الى رجـ.ـاله وقال باستغراب: قدرتوا عليه ازاي ده معجون بمية عفاريت...
- والله ياحاج احنا دخلنا وشفناه نايم زي ما أنت شايف كدة. شكله واخد منوم قوي شوية
- طب اربطوه بالعمود ده لغاية ما يصحى وفتحوا عنيكم بالمكان، شاهين وياسين مستحيل يسيبوه
أكيد هييجوا هنا عشانه...
- لو ده حصل. أوامرك ايه
- أول ما يحطوا رجلهم بالوكر تكتفوهم وتجيبوهم هنا
ترموهم عند جزمتي، وآدي قعدة، قال الأخيرة وهو يعود لمقعده مرة أخرى، ليجلس عليه باسترخاء ونظراته السامة تملأ عينيه.
- نكتف مين ده الهجين بنفسه وده غير كمان ياسين اللي مايتلعبش معه، همس بها الرجل بقلق وهو ينظر إلى البقية برعـ.ـب...
أمام و أعلى المخزن الأرضي كان هناك نافذة صغيرة تطل ع أحد الشوارع الخلفية المجهورة للوكر، كانت النافذة مغلقة بشريط لاصق أسود ولكن هناك كانت عين مترقبه لهم تنظر لهم بصدmة.
ابتعد عن النافذة وسند ظهره على الحائط المجاور له وهو لا يصدق ما رأى وما سمع، وهذا الشخص لم يكون سوا حودة الذي سرعان ما سحب هاتفه ليتصل بالهجين إلا أنه ضـ.ـر.به على ركبته بعصبية ما إن وجده قد انطفئ بسبب أنخفاض بطارية الشحن، يااا الله هل هذا وقته الآن، كيف سيوصل ما يحدث هنا للهجين دون أن يخرج من الوكر.
علي الطرف الآخر كان طول الطريق تتردد كلمـ.ـا.ت داليا في أذنه، هو واخوته كانوا بيد سلطان كحجارة الشطرنج يحركهم كيفما يشاء...
جعلهم ينتقموا من أنفسهم، نعم أنفسهم، فقد أكلت عائلة اللداغ بعضها البعض بسبب انتقام لا وجود له...
أطفأ محرك السيارة ما إن توقف أمام مدخل منزل المزرعة، نزل بخطوات متثاقلة ودخل بتعب وكأن هناك هموم كالجبال تجثو على عاتقه.
ابتسم بتلقائية ما إن وجدها تغفو على الأريكة وبيدها كيس من رقائق البطاطس...
اقترب منها وجلس على الأرض ليرفع يده ينضف فمها الذي يعشقه من بقايا الطعام، طفلته الجميلة...
همس بها وانحنى وقبل ثغرها بقبلة سطحية طويلة يودعها بها...
أخذت تتحرك أسفله لتبعده عنها بانزعاج وهي تقول بنعاس...
- مش كدة كتمت نفسي، أنت جيت امتى
- بحبك
أخذت تمط ذراعيها بكسل بعدها قالت
- طيب.
- عايزة تشوفي سعد، ما إن قالها حتى اعتدلت بجسدها بسرعة وقالت
- بابا، ااااااكيد
- موافق بس بشرط
أمسكت يديه وقالت بصدق: هعملك كل اللي أنت عايزه بس خدني ليه
شاهين بحـ.ـز.ن: ياترى هوحشك زي ماهو وحشك كدة
سيلين باستفهام: وهتوحشني ليه وأنت معايا ليل نهار
- روحي غيري هدومك وأنا مستنيكي.
- هتاخدني دلوقتي، قالتها بذهول، لتصرخ بحماس وسعادة ما إن أومأ لها برأسه لتنقض عليه وأخذت تقبل وجنته بقوة عدة مرات متتالية ثم تركته و أخذت تركض للأعلى وهي تصفق بيديها بعدmا قالت بترجي
بس وحياتي عندك ما تغير رأيك، أوعى تغيره لحد ماهنزل، هاااا أوعى
جلس شاهين على الأريكة وهو يضع رأسه بين يديه بضياع لا يعرف ماذا يفعل، عقله مشغول يخطط ويدبر، وقلبه ينازع على أخذ روحه منه، كيف سيستطيع الاستغناء عنها، كيف.
رفع وجهه للسقف وأخذ يسحب أنفاسه بصعوبة وكأن الهواء اختفى من المكان، يرغب بالبكاء، صعق من رغبته هذه واستنكرها. هل يريد البكاء وهو لم يبكي قط منذ وفاة عمه، لااااا مستحيل أن يسمح لنفسه أن يضعف الآن...
مسح وجهه ونهض من مكانه عنـ.ـد.ما وجدها تنزل وهي تقول بلهفة: يالا بينا أنا جاهزة
- أنتي لسه معرفتيش شرطي
- قولتلك إني موافقة عليه مقدmا
- عايزك مـ.ـا.تحبيش غيري تحت أي ظروف حتى لو مت...
ما إن كاد أن يتكلم حتى وضعت كفها على فمه لتقاطعه وهي تقول بعتاب
- بعد الشر عليك، ايه الكلام ده هو ده وقته...
يالا بينا
غصة خـ.ـنـ.ـقت حنجرته وهو يقول: مستعجلة تسبيني
ابتسمت بحب وقالت وهي تمسك يده و أخذت تشـ.ـدد عليها بقوة: مش هسسيبك أبدا هنروح نزورهم و أشوفهم ونتعشا كلنا مع بعض، وحـ.ـشـ.ـتني اللمة.
وفي آخر الليل هرجع معاك...
شاهين بتهكم مجروح: وسعد هيسيبك ترجعي معايا كدة عادي.
- أنا مراتك، مافيش بالدنيا دي قوة تقدر تاخذني منك إلا لو أنت سمحت ليهم بده، هااا نمشي بقى
- نمشي، قالها ببهوت وخرج معها من المنزل لا بل من المزرعة كلها، مما جعلها تلتفت للوراء وأخذت تنظر للمكان وهو يبتعد عنها بل العكس صحيح هي من تبتعد عنه، وكأن قلبها قد أعلمها بعدm العودة، و بأن العد التنازلي قد بدأ.
- مالك،؟! قالها شاهين بجمود وهو يضغط على الدركسيون بأنامله ليجدها تقول وهي تعتدل بجلستها بجواره لا بل اقتربت منه وحـ.ـضـ.ـنت ذراعه اليمنى بتملك وهو يقود لتسند صدغها عليه
أما الآخر التزم بالصمت التام فهو كلما اقترب من مكان سكن عائلة الجندي زاد اختناقه ليجدها تهمس بفرحة: أخيرااااا هعيش معاك بصورة طبيعية...
- عايزة تكملي معايا
- طبعا...
- ليه، قالها وهو ينظر لها ثم عاد بنظره للطريق.
أما هي لم تبعد عينيها عنه وقالت: لأني مانفعش أكون لغيرك، سيلينا اتخلقت لشخص واحد وبس اللي هو أنت...
عاد ونظر لها وقال: انتي ليا وبس...
- أنا للهجين والهجين اللي، قالتها وهي تمرمغ وجهها بكتفه ثم ما إن رفعته حتى ألصقت جسر أنفها بذقنه لتنطق بهسيس، بحبك...
توقف بشكل مفاجئ، لم يريد أن يسمعها الآن، لم يريد هذا على الإطـ.ـلا.ق...
ابتعدت سيلين عنه بخيبة أمل فهي لم تتوقع ردة فعل هكذا على اعترافها له، ولكنه محى كل شئ من ذاكرتها ما إن وجدته يقول بتهرب: وصلنا،!
نظرت حولها وعضت شفتيها بحماس ثم نزلت بسرعة ولكنها توقفت ما إن وجدت هاتفه يرن وما إن رد عليه حتى تغيرت معالم وجهه للاجرام وهو يصـ.ـر.خ ب ياسين.
- يعني إيه يحيى مش موجود. هو صغير وهيتوه، أنت بتقول إيه الشقة مقلوبة. صمت و أخذ ينهج بانفعال وبصوت عالي ثم ابتلع لعابه، تمام حاول تتواصل مع حودة أنا بكلمه من الصبح وتليفونه مقفل، اتصرف يا ياسين، أنا شوية وهكون عندكم...
رمى هاتفه ونزل من السيارة والتفت نحوها و أبعدها عن الباب و أغلق باب المقعد الذي كانت تجلس به ثم قال: شقة أهلك بالدور التاني على إيدك الشمال.
انرسمت على شفتيها أجمل وأرقى ابتسامة يمكن لذلك المتيم أن يراها عليها، تركته وصعدت على درج العمارة بلهفة طفلة ليتبعها الآخر بخطوات ثقيلة وما إن وصلت هدفها حتى أخذت تطرق باب الشقة بحماس فهي لا تصدق أنها أخيرا ستنجمع مع عائلتها
ولكن ما إن سحبها من عضدها نحوه حتى قالت وهي تكاد أن تطير فرحا
- شاهين أنا مش مصدقة إني خلاص هشوف بابا...
- بصي في عينيا، قالها وهو يحاوط وجنتيها إلا أنها لم تصغي له وكادت أن تلتفت نحو الباب لتطرقه مرة ثانية إلا أنه ثبتها أمامه بقوة وأكمل بقهر وانكسار
- اسمعيني بس مافيش وقت
نظرت له باندهاش من حـ.ـز.نه الواضح الذي لاحظته للتو عليه لتقول باندهاش: في ايه مالك
- أنتي طالق!
↚- إنتي طالق!
ما إن نطقها شاهين باختناق وسحب يديه التي تحتضن وجهها بدفئ حتى كادت أن تقع من طولها من هول الصدmة التي اعترتها...
أرادت أن تنظر لعينيه لتتأكد من ما سمعت إلا أنها لم تستطع فهو ما إن حررها من سـ.ـجـ.ـنه الظالم حتى نزل الدرج بسرعة تاركها خلفه متسمرة بمكانها كالتمثال.
التفتت نحو شقة أهلها بآلية ما إن سمعت صوت فتح الباب ليليه احتضان والدتها لها وهي ترحب بها بشوق السنين ولكن الأخرى كانت لا تسمع ما تقول فهي لم تستوعب بعد ما حدث معها وما زالت تتردد صدى كلمـ.ـا.ته السامة بداخلها
أبعدتها عنها بخمول وكادت أن تنزل لتلحق بزوجها لتستفسر منه ماذا هناك فهي ترفض هذه النهاية لهم
هذا لم يكن اتفاقهم...
- رايحة فين يا حبيبتي، ما إن قالتها داليا باستغراب من برود ابـ.ـنتها معها حتى أخذت سيلين تحرك رأسها بنفي وهي تقول بصوت مهزور وتأتها وهي تحاول التخلص من تمسك والدتها بها
- لا لا لا، ممممستحيل، ده ده ده ااااء ده طلقني، ششششاهين طلقني
لتقول داليا بفرحة لم تستطع اخفائها: بجد!
طب الحمدلله و ألف بركة إنك خلصتي منه
سيلين بعصبية ورفض: خلصت ااايه، هو ازاي يعمل كدة، اووووعي، سبيني عايز أكلمه.
قالت الأخيرة وهي تحاول أن تحرر نفسها من قبضة والدتها إلا أن الأخرى كانت رافضة أن تتركها لتجلس سيلين على الأرض بعدm تقبل لكل ما يحصل معها الآن. مما دفع داليا تلتفت للداخل وهي تنادي زوجها بلهفة لكي يأتي ويساعدها...
أما سعد ما إن لبى طلبها و خرج بخطوات ثقيلة وعلى وجهه علامـ.ـا.ت الخـ.ـو.ف من ندائها عليه بهذا الشكل حتى تلاشى كل شيء من حوله و ردت روحه له ما إن رأى أغلى ما لديه تجلس أمامه ليقول باشتياق حقيقي.
- سيلين!
- بابااااا، همست بها بصوت مبحوح وهي ترفع رأسها له لتنهض عن الأرض بشكل مفاجئ حتى أنها تعثرت وكادت أن تسقط إلا أن والدها أسندها بسرعة وقبل أن يتكلم أو يستفسر ما بها وجدها تحتضنه بقوة وهي تنفجر بالبكاء على صدره بصوت عالي، عالي جدا وكأن بكائها هذا خارج من اعماقها.
كل ثانية مرت عليه كالدهر وهو لا يصدق بأن ابـ.ـنته أخيرا عادت له ولكنه اكتشف بعودتها هذه بأن عـ.ـذ.ابها لا يقل عن أختها الأخرى، حاوطها بذراعه ورفع يده التي ترجف و وضعها على رأسها من خلف ودفعها نحوه أكثر ما إن وجدها تقول ببكاء مرير من بين شهقاتها التي مزقت فؤاده قبل أن تمزقها هي
- ساااابني طلااااقني، احنا مـ.ـا.تفقناش على كدة...
والله ما اتفقنااااا...
شـ.ـدد من احتضانها بقوة وهو يدفن وجهه بشعرها ليخبئ نزول دmعته التي خانته أمام صراخها المعـ.ـذ.ب هذا ليقول بنبرة ترتجف متوسلا بها أن تهدأ فهو حقا لا يملك طاقة ليراها بهذا الشكل
- هشششش ياكـ.ـسرة ظهري أنتي، سيلين! بلاش توقفي قلبي بدmـ.ـو.عك دي، ارحمي شيبتي وقلة حيلتي، والله تعبي ده كله عليكي يا نور عيوني أنتي...
كادت أن تبكي وتصرخ إلا أن هناك ظلام بدأ يداهمها حاولت أن تقاومه ولكن سرعان ماسقطت أسيرته ما إن ابتلعها وتمكن منها ولم تعي لشئ بعدها سوا صوت ضجيج والديها عليها وصوت آخر ظهر بينهم على ما يبدو بأنه لأختها
علي الطرف الآخر عند شاهين ما إن صعد سيارته
حتى انهارت حصونه أمام نفسه وخاصة عنـ.ـد.ما تحرك.
وابتعد عن منطقة معشوقته، ابتلع لعابه وسحب نفس عميق عن طريق فمه محاولا بفعلته هذه أن يتجاهل ألمه الفظيع هذا الذي ينهش صدره دون رحمة، أخذ يفرك وجهه بقوة بيده اليمنى، يااا الله! يريد أن ينسى نظراتها المعاتبه له...
رجفت شفتيه وفاضت عينيه بالدmـ.ـو.ع أخذ يمسحهم بسرعة فهو يرفض ضعفه الآن، ليس وقت الضعف الآن، ولكن القلب أعلن العصيان عليه رافضا الإصغاء له...
توقف بسيارته على طرف الطريق و أخذ يضـ.ـر.ب الدركسيون براحة يده يغضب من نفسه وهو يصـ.ـر.خ
- من امتى الهجين بيعـ.ـيط على حددددد...
ختم كلامه وغص ببكاء رجل مقهور وهو يحتضن المقود الذي أمامه وكأنه شخص حقيقي يشعر به وليس جماد...
شاهين يبكي؟! حدث غريب لم يحدث منذ سنين آخر مرة بكى فيها عند وفاة عمه وها هو الآن ينهار
ومن أجل من،؟ من أجل ابنة عمه...
مرت خمس دقائق كالجمر عليه، اعتدل بجلسته وسحب من جانبه قاورة من الماء التي بجانبه ونزل من سيارته وذهب على الرصيف وفتحها وأخذ يغسل وجهه عدة مرات لينحني للأمام قليلا وأخذ يسكب الماء على رأسه بالكامل لعل هذا يهدئ صداعه الذي يفتك به
استقام بطوله وأخذ يمشط خصلاته القصيرة بانامله غير مهتم لتلك القطرات البـ.ـاردة التي تسللت من شعره لعنقه وصدره...
نظر بعينين متورمة للشمس التي بدأت تميل للغروب.
ليضع يده على صدره بالجهة اليسرى بالتحديد عند ذلك الذي يعاتبه على فعلته و يصـ.ـر.خ بأسم محبوبته
يطالب بها...
اعتصر صدره بقوة وقال بو.جـ.ـع محدثا قلبه بترجي: كفاية تأذيني! افهم بقى أنا عملت كدة عشانها بس وعد مني ليك هرجعهالك، غيابها ده مؤقت...
خرج من حواره مع نفسه هذا وانهياره على صوت رنين هاتفه، نظر من نافذة السيارة لداخل ليرى شاشة الهاتف تنير بأسم المتصل والذي لم يكون
سوا أخيه...
تجاهل هذه المكالمة وأخذ يسحب نفس عميق من فمه ثم يزفره ببطئ عن طريق الأنف، كرر هذا عدة مرات وهو مغمض العينين وما إن فتحهم حتى اختفى ألمه وحـ.ـز.نه وحل مكانه الغضب الأسود فقط فهو نجح أن يغلق باب العواطف الآن وحول حـ.ـز.نه لغل وحقد، التفت نحو الجهة الأخرى وصعد بهمة بمكان السائق وانطلق بسيارته بسرعة نحو هدفه
في شقة سعد الجندي الذي كان يجلس على الفراش بجانب صغيرته التي أخذت تحرك رأسه بأنين
لتهمس بأسم شاهين.
- بابا كان لازم ناخدها للمستشفى أنا خايفة عليها لتتعب أكتر. قالتها ميرال التي كانت تجلس أمامه من الطرف الآخر لها وهي تمسك يد اختها
انحنى سعد نحوها ما إن فتحت عينيها الذابلة ليقبل جبهتها بحب أبوي وهو يقول بحنية: سيلين ياروحي
همست بستغراب وهي تنظر حولها: بابي.!
ابتسم لها وقال بشوق حقيقي
- يا حبيبته انتي. اخيرا رجعتي لحـ.ـضـ.ـني من تاني.
أخذت تبكي رغما عنها ما إن تذكرت ماحصل لها وهي تأن بصوت عالي ليقترب منها مرة أخرى بلهفه وأخذ يمسد على شعرها و وجنتها وهو يقول باحتواء بعدmا احتضنها
- خلااااص ياقلب ابوكي، ده كان كابوس وانتهى وطلع من حياتنا
- بس أنا مش عايزة يخلص مش عايزة، قالتها وهي تبتعد عنه بشفاه ملوية بزعل لتجده يقول بهدوء كاذب وتفهم حاول أن يظهره لها لحالتها هذه
- سيلين!
- سيلينا انكـ.ـسرت يابابي
- بـ.ـنتي اللي أعرفها محدش يقدر يكـ.ـسرها.
اعتدلت بجسدها بعدmا نهضت من استلقائها وهي تقول ببكاء: بس هو كـ.ـسرني، شوف شوف عمل فيا ايه، ده رماني وراح بعد ما زهق مني، زي ما أخوه عمل مع ميرال، اختلفت الطرق والنتيجة وحدة، أخذت تجر شعرها وهي تقول بحرقة
لما ناوي يسيبني كدة ليه خلاني أتعود عليه
مسكتها ميرال وهي تقول بحـ.ـز.ن على حـ.ـز.ن أختها: هو اللي خسر ياحبيبتي مش أنتي، بكرة هيرجع نـ.ـد.مان زي غيره وأنتي بنفسك اللي هترفضي.
سيلين بتعلق فظيع: بس أنا عايزاه، هارفضه ازاي؟!
قطب سعد جبينه بضيق من كلامها هذا ليقول بجدية حادة: سيلين، هو عمل الصح أنا مستحيل كنت اخليكي معاه وعلى ذمته أكتر من كدة
سيلين بندفاع: ليه يابابي بتقول كدة، ده والله شاهين إنسان كويس وبعدين أنا بحبه مش هقدر من غيره...
نهض من مكانه بانفعال وكأن هناك من سكب عليه قطع مشتعلة من الجمر، تشنج فكه وهو يحاول أن يسيطر على انفعاله ليقول بجمود ونبرة طغى عليها الغضب بشكل تلقائي.
- أنتي بتقولي ااايه، شوفي واسمعيني كويس لأن كلامي ده مش هعيده، حالتك دي أنا ساكت عليها دلوقتي لأني بقول إنها لسه مصدومة بسسسسس من بكرة عايز أصحى ألاقي بـ.ـنتي اللي اعرفها قصادي وياويلك مني لو شفتك بتنزلي دmعه عليه أو حتى تنطقي اسمه قصادي بلاش تخليني أقسى عليكي و أوريكي وش عمري ما كنت أتمنى إنك تشوفيه، اسمعي الكلام بمزاجك أحسن ما يبقى غـ.ـصـ.ـب عنك، فااااهمة!
صرخ بالأخيرة وهو يرجف من تشنج أعصابه. التفت وخرج من الغرفة بأكملها ليجد زوجته تخرج من المطبخ بسرعة وهي تقول بخـ.ـو.ف ما إن رأته كالمجروح يذهب هنا وهناك
- مالك ياسعد بتزعقها ليه كدة بالراحة عليها...
تركها ودخل غرفتهم دون أن يرد عليها ولكن ما إن لحقت به وكررت سؤالها حتى صرخ بحرقة أب.
- بـ.ـنتك عايزة تمـ.ـو.تني، بتحبه وبتقولها بوشي بعد كل اللي حصل، بتحبه،!؟ اللي جوا دي وحدة غريبة أنا معرفهاش، ابن اللداغ عاملها غسيل دmاغ. ده حتى بعد ما طلقها عايزة ترجعله!
صمت وهو يشعر بأن الأرض تحت أقدامه تهتز...
ابتلع لعابه الجاف وذهب نحو سريره وجلس على طرفه بتعب، ليرفع رأسه لها ما إن وجدها تجلس أمامه على الأرض وهي تقول بعدmا مسكت يديه وقبلتهم
- هدي نفسك يا حبيبي مش كدة...
احنا كنا فين وبقينا فين، هونها تهون
- تهون ايه بس، قوليلي أنا غلطت بأيه بس عشان أتعـ.ـذ.ب ببناتي كدة، الكبيرة مـ.ـيـ.ـتة بس بتتنفس والتانية رجعتلي بس بجـ.ـسمها وروحها لسه مع التاني. والله لو كانوا حطوا طلقة بقلبي وخلصوا عليا بساعتها ولا عيشتي دي وأنا بتعـ.ـذ.ب عليهم بالشكل ده.
شـ.ـددت من الامساك بيده وكأنها تريد أن تعطيه من قوتها وهي تقول: كل ده هيتصلح، احنا محتاجين وقت مش أكتر وهنلاقيه، و بإذن الله هيرجعوا زي زمان و أحسن
سعد بيأس: ما اعتقدش
شـ.ـدد من مسكتها أكثر وهي تقول بصرامة نوعا ما: بلاش تقفلها بوشي كدة، أنا وأنت نقدر على ده خليك واثق من كدة بس لو فعلا عايز البنات يرجعولنا بجد، مافيش غير حل واحد
تنهد وقال: ناخدهم ونسافر صح؟
- صح، رجعتنا كانت غلط من الأول، لازم نبعد عن المستنقع ده وطول ما احنا فيه هيبقى حالنا زي ماهو، زي ميرال كل يومين والتالت الأفندي بتاعها بينطلها وبيقلب عليها المواجع فعشان كدة بقولك إن ده أحسن حل...
أومأ لها برأسه: وهو ده اللي لازم يحصل هناخدهم ونطير بعيد وهنرجع زي زمان و وقتها يبقى يحلموا بظفر وحدة فيهم ومش هيطولوه...
ختم كلامه ونهض ليشرب دواءه. ثم قال لها وهو يستلقى بتعب على الفراش: روحي شوفيها أنا قسيت عليها بالكلام وزعقــ,تــلها بحالتها دي، حاولي تهديها، والله أمنيتي دلوقتي إني أشوف ضحكتها الشقية
من تاني قبل ما أمـ.ـو.ت
أخذت تدثره جيدا بالغطاء وهي تقول: بعد الشر عليك إيه الكلام ده، وبعدين أنت قسيت عليها لمصلحتها ومن حبك ليها، أنت نام و ارتاح ومتشغلش بالك فيها وأنا هروحلها دلوقتي
- بوسيلي عنيها.
كتفت ذراعيها وقالت: لااااا أنا كدة هغير
ابتسم ببهوت وقال: في وحدة عاقلة بتغير من بـ.ـنتها
- العقل بيتلغي لما يكون الموضوع متعلق فيك
قالتها وهي تضع يدها على ذقنه من الجهة اليسرى لتقبل الجهة اليمنى ببطئ وما إن ابتعدت
حتى نظر لها وقال
- لسه بتحبيني زي زمان بعد العمر ده كله
ابتعدت عنه وهي تنظر له بعشق سنين: تؤ مش زي زمان، أنا بحبك أكتر بكتير مما تتخيل، نام و ارتاح يالا.
ليقول سعد بطيبة قلبه المعتادة: داليا! بالراحة، بلاش تقسي عليها لو سمعت إنك مزعلاها بكلمة هزعل منك
- حاضر يا حبيبي، قالتها بابتسامة وهي تطفيء الضوء ثم أغلقت الباب عليه وخرجت متوجهة إلى غرفة ابـ.ـنتيها وما إن دخلت عليهم حتى وجدت صغيرتها الشقية تبكي بحـ.ـضـ.ـن شقيقتها الكبرى التي كان حالها ليس أفضل حال منها
- أنتم قالبينها مناحة كدة ليه، وأنت ياميرو ياعاقلة بدل ما تسكتيها قاعدة تعيطي معاها.
- مامي حشـ.ـتـ.ـيني و . قالتها سيلين بدلال فطري وهي ترمي نفسها عليها لتستقبلها والدتها بحنانها المعهود لتفتح ذراعها الآخر ل ميرال التي كانت تنظر لهم بدmـ.ـو.ع هي الأخرى
زحفت ميرال على ركبتيها وما إن وصلت لها حتى استلقت بطولها وتكورت على نفسها بوضعية الجنين و وضعت رأسها على فخذها و وجهها أصبح مقابل بطنها لتدفن نفسها فيه بحركة بسيطة منها طلبت الاحتواء منها بصمت.
نظرت داليا لفعلة ميرال هذه وقبل أن تعلق عليها وجدت ابـ.ـنتها الأخرى تفعل نفس الشئ ليصبح منظهرهم أجمل ما يكون...
كانت داليا تجلس بمنتصف السرير وابـ.ـنتيها مستلقيتان بحـ.ـضـ.ـنها بشكل معاكس، انحنت عليهم وقبلت رأسهم بحنان لا يوصف. وقبل أن تبتعد احتضنتهم بذراعيها بقوة ودفنت رأسها كالنعامة بينهم ما إن سمعت انفجارهم بالبكاء معا.
دقائق معـ.ـذ.بة مرت عليهم بشكل يعجز اللسان عن شرحها لكم، رفعت داليا نفسها ومسحت عينيها و وجهها ثم أخذت تملس على شعرها ذو اللون المتناقض...
ميرال شعرها أسود ستريت أما الأخرى كان مموج ذو لون بني غامق ممزوج ببعض الخصلات العسلي و فاتح من الأطراف
ابتعدت عنهم بهدوء وسحبت الغطاء عليهم ودثرتهم بعدmا وجدتهم قد غطوا بالنوم العميق بعد نوبة بكاء كاد أن يشطر رأسهم لنصفين من شـ.ـدة الو.جـ.ـع.
عند شاهين، وصل اخيرا إلى العمارة السكنية التي كان يقطن بها يحيى وما إن توقف بسيارته أمام المدخل حتى نزل بسرعة وصعد كل درجتين بخطوة واحدة يريد فقط أن يصل لهم ويفهم ماذا هناك وعلى أذنه هاتفه يتصل بحودة وكالعادة منذ الصباح الخط مغلق أو خارج نطاق التغطية.
دفع الباب الرئيسي للشقة الذي كان شبه مفتوح لينصدm برؤية كل أثاث الشقة منقلب فيها رأسا على عقب وكأن هناك زلزال قد أصابها، وقف بمكانه وأخذ يمشط كل ما يراه الآن بنظرة غريبة وهو يعيد هاتفه لجيب البنطال
اقترب منه ياسين وقال: شفت اللي حصل
قطب جبينه وقال بستفسار: ليه كل ده، معقولة يحيى كان صاحي وقاومهم
- ما أعتقدش أنا اديته منوم يهد الفيل، ما إن قالها بثقة حتى نظر لها شاهين بعصبية وهو يقول.
- وفرحان أوي بغبائك
ياسين بمكابرة: أنا اش عرفني هيحصل كدة، المهم إن نيتي كانت خير
- مافيش خير يجي منك، قالها بانزعاح وهو يدفعه من جانبه ليقترب من رجـ.ـاله الموجودين وقال بعصبية.
وأنتم كنتم فين، عوزتكم ااااايه لو مـ.ـا.تصرفتوش بالحالات دي
وضع ياسين يده على كتف الآخر بتدخل قبل أن يتكلموا وهو يؤشر لهم بأن يتركوهم وينزلوا وما إن نفذو الأمر حتى قال بهدوء.
- اللي أخذ يحيى مش غريب واحد مننا وفينا عشان كدة ما قدروش يتدخلوا
نظر له شاهين من طرف عينيه وقال بشك: اللي هما مين دول عشان عملولهم كل الأهمية دي، أوعى تقول.
قاطعة وهو يؤكد عليه: ايوة هما، رجـ.ـا.لة الوكر هما اللي أخدو يحيى بأمر من سلطان
عض سبابته بقوة وقال بتأوه غاضب مليئ بالتوعد
- اااااخ سلطان ااااخ، أنت متأكد من كلامك ده.
- أكيد هو، والا ازاي تبرر فعلت الوكر بكدة. مين يتجرء أصلا أنه يمس شعرة من يحيى وخصوصا لما نهيت على غالب منصور في آخر مرة لما فكر يئذيه
من وقتها الكل بقى يفكر ألف مرة قبل ما يجيب سيرة يحيى على لسانه مش يئذيه
أخذ شاهين يأخذ ارضية الصالة ذهابا وايابا بتلوع وهو يقول بصوته خشن: سلطان! حسابه تقل معايا، حودة فين؟! عرفت توصله ولا لاء
- لاء، بس اللي عرفته أنه جوا الوكر.
توقف عن الحركة وأخذ ينظر الى نقطة وهمية لا وجود لها وهو يدير رأسه يمنة ويسرى كالمـ.ـجـ.ـنو.ن ثم رفع نظره لأخيه وقال.
- يبقى غالية كمان جوا الوكر
ياسين بذهول: غالية قصدك مرات يحيى؟
عرفت ازاي!
أشاح بذراعه وهو يقول: مش محتاجة ذكاء. وساخة سلطان معروفة يعني
فتح ياسين عينيه بصدmة ثم مالبث حتى قال بغل
- ده لو اللي بتقول عليه صحيح أنا هشرب من دmه
شاهين بلامبالاة: خلينا بالأول نوصل ليهم وبقى بعدها اشرب اللي أنت عاوزه.
ياسين بتفكير: الطريقة الوحيدة اللي ممكن نوصل فيها ليحيى هو إننا نروح الوكر بنفسنا، يعني المواجهة
شاهين بموافقة الرأي: وهو ده اللي لازم يحصل
- يعني بتفكر باللي بفكر فيه، ما إن قالها ياسين بترقب حتى أومأ له الهجين بتأكيد ليبتسم الآخر بمكر خبيث ثم أخذ يفرك راحة يديه ببعضها وهو يقول بحماس قـ.ـا.تل يبث به السم الذي لطالما تجرعه من الصغر.
- حلووووو الكلام كدة، إن ماخليته يسف التراب مابقاش أنا ياسين اللداغ، مش هو بيقول إني تربيته هوريه تربيته الوسـ.ـخة هتعمل فيه إيه...
يالا بينا
شاهين باستغراب من اندفاع الآخر
- هنروح كدة من غير تخطيط
ابتسم له بشر لا آخر له وقال: عيب عليك يا هجين مش ياسين اللي يخطي خطوة من غير ما يفكر أنه هيعمل ايه، كله هنا، ختم كلامه وهو يؤشر على رأسه بدهاء.
ليقول شاهين بعدm اطمئنان: فهمني يعني، أقدر أعتمد عليك والا هتودينا بداهية
عض ياسين شفته السفلية بتوعد ثم قال بعبث لذيذ: هوديكم بداهية طبعا ودي محتاجة كلام بردو
سيبلي الموضوع أنت بس وهوريك ياسين ممكن يعمل ايه
- ناوي على وساخة صح
- أكيد!
- بس خلي بالك لازم نعرف المستخبي كله قبل أي حاجة ومـ.ـا.تنساش اللي قصادك تعبان لدغته والقبر
ياسين بمسايرة: ماشي، اتفقنا مش هنسى...
ننزل بقى!
شاهين بشرود: اسبقني أنت وأنا عندي اتصال مهم هعمله واجي
ياسين بترقب: اتصال ايه ده؟
نظر له بضيق وقال: لازم تعرف يعني
ياسين بقلق- ليه علاقة بسعد وبناته صح
- قصدك بنات عمنا
سحب نفس من بين أسنانه المصطكة وهو يقول: بلاش تو.جـ.ـعني بالحقيقة دي
أومأ له وقال بخـ.ـو.ف عليهم: أيوه الموضوع ليه علاقة فيهم. أنا هكلم سعد وأقوله لازم ياخد عيلته ويسيب شقته دي فورا، قلبي مش مطمن...
ياسين بتحفز: ليه؟!
- لأن أكيد سلطان هيعرف يوصل لمكانهم ده بسهولة أنا معرفش ازاي فاتتني النقطة دي وماختش بالي منها
- ويمكن لاء ويكون كل ده أوهام
- مقدرش أخاطر فيهم عشان يمكن ولا لاء
تعتقد سعد هيسمع منك
- لااااازم يسمع لاااازم، قالها وصمت ما إن بدأ الهاتف بالطنين بمعنى الطرف الآخر يرن ليأتيه الرد بعد محاولتين
سعد بجمود: عايز إيه، في حاجة لسه فاضلة أنت وأخوك نسيتوا تكـ.ـسروها ببناتي لسه
أغمض عينيه بضيق من كلامه ثم قال باستعجال.
- مش وقت الكلام ده، اسمعني كويس
سعد ببرود: منك أنت! مش عايز أسمع حاجة
- حتى لو قلت لك إنك لازم تاخد البنات وتطلع من بيتك فورا
سعد بخـ.ـو.ف على فلذات روحه: ليه؟!
- كدة أأمن ليكم، أنا هبعتلك عنوان شقتي روحوا عليها وهتلاقي مفتاحها عند البواب أنا هكلمه دلوقتي وأبلغه إن في ناس من طرفي جاية واااء
سعد بمقاطعة: أنت مفكر إني هطلع فعلا وهسمع كلامك
- الوضع دلوقتي مش بيسمح للمناهدة، سيلين لو...
قاطعه للمرة الثانية وقال بانزعاج: سيلين تنساها خالص و اوعى تجيب سيرتها على لسانك تاني...
و أحسن حاجة عملتها إنك طلقتها
شاهين بنفعال: سسسسسعد سيلين مراتي وهتفضل مراتي، أنا آه طلقتها بس طـ.ـلا.قي ليها ده مؤقت ولولا اللي بنمر فيه كنت تحلم أخليك تشوفها
- تحلم ايه؟ دي بـ.ـنتي، عارف يعني ايه بـ.ـنتي أنا اللي ربتها وأنا اللي علمتها دي قطعة مني.
رد عليه بتملك وغيرة: سيلين دي ملكي أنا، أنا وبس. و وجودها عندك دلوقتي اعتبره أمانة عندك لغاية ما اصفي اللي ورايا، واجي أخدها
ابتسم سعد بتهكم وقال بتحدي
- تبقى مش عارفني لو خليتك تطولها
كاد أن يتفجر من استفزاز الآخر ليه ولكن حاول ان يتمالك أعصابه وهو يقول
- سعد يا جندي مش وقت الكلام ده، نفذ اللي بقولك عليه هبعتلك العنوان نص ساعة بالكتير وتطلعوا
سامع نص ساعة مش أكتر.
أبعد الهاتف عنه و أغلق الخط دون أن يسمع الرد منه ثم نظر إلى ياسين الذي قال بتخمين
- تفتكر هيعمل اللي قولتله عليه
- مش عارف بس لو ماطلعش وعمل اللي قولتله عليه يبقى كدة بيخاطر بروحي اللي سبتها عنده
ياسين بسخرية: مش روحك دي طلقتها؟!
شاهين بو.جـ.ـع: ايوة
ياسين بتساؤل: وعايز ترجعها بعد ما الليلة دي تخف
رد عليه بتأكيد: ايوة، طبعا
- ابقى قابلني، دي هتديك بالجزمة أول ما تشوف وشك
- ولااااا احترم نفسك.
- احترم ايه دي الحقيقة، اسأل مجرب ياقلب أخوك
أنت مش هتعرف حرقة القلب هتجيك منين اصبر بس على رزقك، ماهو أنت اللي جبته لنفسك، إذا كانت ميرال الهادية والعاقلة الراسية خلتني أسف التراب، أنت بقى هيحصل فيك ايه
- ومالك أنت فرحان كدة ليه
ياسين بابتسامة عريضة: ياعيني ع الحلو لما
هتبهدله الأيام
وضع شاهين يده على خاصرته وقال
- شمتان أنت هااا
- مش حكاية شمتان بس أنا عارف سيلين وجبروتها.
شاهين بمكابرة: لا دي اتغيرت وبقت بتحبني ومتعلقه فيا أوي مـ.ـا.تقدرش تنام من غيري
ياسين بتنهيدة: يؤسفني يا أخي العزيز إني أقولك
إن كل ماكتر حبها ليك كتر معها ضـ.ـر.ب الجزم اللي هيجيك منها
شاهين بصدmة مضحكة: جزم! تصدق إني غلطان لأني واقف آخد و ادي معاك جاتك داهية بملافظك اللي شبه وشك، يالا ماشي قدامي
أما انشوف أخرتها معاكم ايه
في الوكر بالتحديد بالمخزن المدفون تحت الأرض
تأفف سلطان بضجر وهو ينظر تارة ل يحيى.
المربوط اليدين للخلف بأحد الأعمدة وما يزال نائما وينظر تارة أخرى لتلك المستلقية على سرير الحديد فاقدة الوعي
- وبعدين بقى، دول مش ناوين يصحوا ولا ايه
قالها وهو ينهض عن كرسي وذهب نحو كأس من الماء الزجاجي موضوع على طرف إحدى الرفوف وسكبه على يحيى بقوة مما جعل الآخر ينتفض.
أخذ يحيى يحرك وجهه وهو يحاول أن ينهض أو حتى يتحرك جسده ولكنه لم يستطيع، أغلق عينيه بقوة شـ.ـديدة ثم فتحها، كرر فعلته هذه مرة واثنان يريد أن يرى ويستوعب ماذا هناك و أين هو؟!
رفع نظره بضعف نحو الشخص الذي أمامه والذي لم يكون سوا سلطان الذي قال بستخفاف
- أهلا وسهلا بالدنجوان، ايه النوم ده كله.
قطب جبينه بستغراب من الوضع هذا ثم رفعهم له بندهاش وعدm فهم ما إن نظر لنفسه كيف مربوط بشكل مهين فهو يجثو على ركبتيه كالعبد، ليقول بترقب ونزعاج
- أنا جيت هنا ازاي، أنت عامل فيا كدة ليه، فكني
سحبه من شعره بعنف ليرفع ووجهه له أكثر وهو يقول بسخرية: عايزني أعمل فيك ايه أكتر من كدة، ابن ماهر اللداغ بقى عندي خلاص، وأنا بصراحة مالقتش ضيافة أرقى من كدة تليق فيك...
كرمش وجهه وهو يكز على أسنانه بو.جـ.ـع ويقول: كنت عارف من الأول أبويا مين صح
ترك سلطان شعر الآخر بعدmا دفع رأسه بقوة ألمته وهو يقول بتصريح: ايوة كنت عارف، و عارف كمان اللي محدش يعرفه
أخذ يتأوه بصمت وهو ينظر له بحقد ثم قال وهو ينهج بعصبية: قبل ما أعرف منك حاجة، فكني وخلينا نتكلم راجـ.ـل لراجـ.ـل...
اقترب منه مرة أخرى ليقبض على فكه بكل قوته وأخذ يعتصره وهو يقول بحقارة.
- افك ايه بس ده أنا ماصدقت أشوفك مذلول كدة ولسه هتشوف كتير على إيدي يا ابن ماهر، تعرف نفسي قد ايه لو كان أبوك عايش وموجود معانا هنا دلوقتي، كان خليته يشوفك كدة ويتحرق قلبه عليك زي ما عمل فيا زمان
يحيى بنفعال ورفض لهذه الحقيقة- مـ.ـا.تجبليش سيرته قصادي ده مش أبويا ولا يشرفني أنه يبقى أبويا
وبعدين تحرق قلب مين، هو لو كان عايزني مكنش خلفني بالحـ.ـر.ام ورماني لأمثالك
سلطان بضحك فهو قد وصل لما يريد.
- حـ.ـر.ام ايه! هههههه هههههه هههههه
يحيى اللداغ ابن ماهر وسعاد هههههههههههههه
هدأ بشكل ملفت وقال بانتباه شـ.ـديد وحذر
- مين سعاد دي كمان؟
- أمك و أم اخواتك
ليقول يحيى بلهفة محروم: أنا ليه اخوات؟
- طبعا، عايز تعرف هما مين، هااا عايز تعرف صح، ميرال، تبقى أختك الكبيرة، وسيلين...
توأمك...
ما إن سمع هذا الكلام حتى بهت وجهه بطريقة مخيفة فهو أصبح كالأموات حرفيا، توقف لسانه عن نطق الحروف، وخاصة عنـ.ـد.ما أكمل الآخر بشمـ.ـا.ته وهو يرى ماذا حدث له
مالك بلمت كدة ليه، عارفهم مش كدة، ميرال
وسيليييين، سامع فيهم وشايفهم أكيد.
مش هما دول اللي ولاد عمك لعبوا عليهم وعملو فيهم اللي مايتعمل، ده حتى ياسين حبيبك جابلي أختك هنا ورماها عند جزمتي، شفت عملوا بعرضك ايه، هااا يادنجوان، ساكت ليه، ااايه واكل سد الحنك ولا ااااايه
نطق بشرود بصوت خافت أقرب مايكون للهمس: أنت بتقول ايه! دي أكيد لعبة من الاعيبك
- ألاعيب ايه، هو الهجين ماقالكش إن سيلين تبقى أختك ولا ايه، اخص عليه مالوش حق، ومش بس كدة. دي كمان توأمك عارف يعني ايه توأمك.
أخذ يحيى يمرر لسانه على شفتيه اليابسة ليرطبها لعل هذا يساعده بالكلام ليقول أخيرا ولكن بعقل مشوش
- أنت بتقول ايه، ازاي بس ده يحصل. أنا أكبر
من ميرال
ليقول سلطان باعتراف خفي ونبرة فحيح
- ورقة رسمية و شوية حبر مع شوية فلوس من تحت الطربيزة وكبرتك كم سنة مش صعبة يعني تخيل معايا كدة حياتك اللي كنت عايشها هنا كلها كدب في كدب، أنت مالكش هوية ده حتى عمرك طلع مش عمرك، أنا بمكانك أحرق نفسي ع العيشة المزيفة دي.
تجاهل يحيى و.جـ.ـعه المفرط وقال باستفسار فهناك كثير من الأسئلة بداخله التي لا يملك لها إجابة
- ليه عملت كل ده،؟ ليه خبيت نسبي؟
وأنا ايه اللي جابني عندك من الأساس؟!
أخذ سلطان يسأل نفسه بطريقة مستفزة: عملت ليه كدة، عملت ليه كدة، لأااني وببساطة حلفت لأبوك وقت مـ.ـو.ته وهو بيطلع الروح كدة وبيفلفص قصادي هو إني هربي ولاده، كنت وقتها لسه مـ.ـا.تولدتش بس ماقولكش فرحة ماهر فيك كانت قد ايه لما عرف ان اللي جاي ولد...
لدرجة انه قرر انه يسيب الوكر عشان مايبقاش نصيبك وقدرك زيه، تخيل،! كان عايز يبيع الكل وخاطر بحياته كلها، عشان بس ولي العهد اللي جاي بالطريق...
نظر له يحيى بتركيز وقال بهدوء يحسد عليه وهذه أول مرة يستخدm عقله ويلغي اندفاعه وعصبيته
- ليه بتكره أبويا وليه ماسجلتنيش بأسمه
- أسجلك بأسمه،؟ تعرف أنه كان دايما مستنيك و يقولي امتى يجي و أشيله بين إيديه كدة وأشبع من شوفته ويبقى سند ليا ولأخته ويشيل اسمي...
عارف يعني إيه أخليك تشيل اسمه، ده معناه إني حققت أمنيته وهو تحت التراب وده بعده، ساااامع ده بعده!
لأن كل حاجة أناااااا عايزها هو ياخدها مني، كل لما أعمل حاجة في الشغل ألاقيه عاملها أحسن منها، قربت وقتها من كبيرنا عشان أبقى دراعه اليمين بس هو اختار مين هاااا، اختار ماهر لأنه أشطر...
أنت مش عارف أبوك كان عامل ليا ازاي، ده كان زي عظم السمك لما بيقف بالزور لا قادر ابلعها ولا اتفها فقولت أكـ.ـسرها واخلص منها وده اللي عملته بالضبط
صمت سلطان قليلا وأخذ يلهث بغل ثم أكمل بكره أكبر من سابقه...
ده حتى يوم ما حبينا سوا زي البني أدmين...
حبيبته هو وافقت عليه وتحدت الكل عشانه وانااااا رفضتني وراحت فضلت عليا واحد عقيم، وده كله ليه حصل، عااااارف ليه!
لأن أمك بـ.ـنت الحسب والنسب خافت على صاحبتها مني وراحت بلغت حبيبتي بحقيقتي وياعالم ضافت ايه كمان وخلتها مـ.ـا.تطيقش تبص بوشي
أبوك أناني اتجوز وحب و عمل أسرة وبقى عنده بـ.ـنت و ولد جاي بالطريق، لحد هنا كانت حياته تمام أوي. بس أنا مستحيل أخليه يتهنى، رحت وبلغت الكبير على عملة أبوك، وأنت عارف يعني ايه واحد يتجوز ويخلف برا الوكر بالسر، ده كـ.ـسر القوانين...
بس اللي فاجئني إن الكبير طلب مني إني أبلغه أنه لازم يطـ.ـلقها ويرجع، ببسااااطة عايزه يرجع لأنه معتمد عليه بحاجات كتير وميقدرش يستغنى عنه
شفتتتتتت، حتى في دي؟ الحظ لعب معه...
احنا كنا زمان اللي يعمل كدة ينقــ,تــل فورا بس ده ابن اللداغ، اللي الدنيا مكشرة ع الكل ومعه هو بس بتضحك ليه، شفت البخت، صحيح ماهي حظوظ.
بس أنا أسكت بعد ده كله؟ لاااا، رحت ونفذت فيه الحكم بإيديا دول آااااه ماهو محدش أحسن من حد واللي بيسري علينا لازم يسري عليه، وقــ,تــلت ماهر اللداغ بنفسي و وعدته إني هاخدك واربيك بس رجـ.ـالتي أغـ.ـبـ.ـيا!
لما بعتهم يسـ.ـر.قوك ويدفعوا تمنك زي ما كنت متفق مع الدكتورة وقتها، اتفاجؤ أنها خلفت توأم بـ.ـنت و ولد ومـ.ـا.تت من قهرتها على حب عمرها، تستاااااهل زي ماحرمتني من حبيبتي حرمتها من جوزها أبو عيالها، بس التوأم ماكنش بالحسبان ده حتى الدكتورة بذات نفسها استغربت لأن وقتها الكل كان عارف إنها حامل بولد بس...
المهم لمينا الموضوع مع الممرضين اللي كانوا موجودين بكم قرش، ما أنا مش هقولك يعني على ضميرهم اللي بيتباع من أول مايشموا ريحة الفلوس
و رجـ.ـالتي الأغـ.ـبـ.ـيا نفذوا كلامي بالحرف جابوا الولد بس زي ما طلبت وسابوا البت قال إيه أنا مأمرتهمش انهم يجيبوها معاهم، بعدها حاولت أوصل لبنات ماهر بس اختفوا سعد خدهم وطار...
- ليه مصر على اخواتي عايز منهم إيه، بعد كل اللي عملته
- أشغلهم هنا، يكونه متاحين للي رايح واللي جاي.
ما أنا نسيت أقولك إن شاهين طلع لأبوك بيقرف يقرب للستات اللي بالشكل ده، حبيت أولعه على خلفته من بعده، حبيت أخليكم ياولاد اللداغ تكـ.ـسروا نفسكم بنفسكم
- ونجحت بكده!
- لااااااا مانجحتش لأن ولاد عمك حبوهم، بس ملحوقة كل حاجة تحت السيطرة و أولهم أنت، تعرف كنت مكتفي بعـ.ـذ.ابك بأنك تعيش وأنت مفكر إنك ابن حـ.ـر.ام بس خلتني أغير رأي لما شفتك عايز تسيب الوكر عشان مراتك، تعرف وقتها شفت ماهر قصادي وكأنه خرج من القبر وتجسد فيك...
عايز تعمل عيلة يا ابن مااااهر. مستحيل أسمحلك بكدة، وزي ما عملت ب عمك سامر هعمل فيك دلوقتي
يحيى باستغراب وصدmة كبيرة
- سامر! ليه أنت عملت فيه إيه.
- حاجة بسيطة خالص، بس كل الحكاية أنه ماسمعش الكلام وأتجوز وحدة كانت لسه جايا الوكر فهو حماها من الكل واتجوزها هنا، كانت لسه صغيرة و هي الوحيدة اللي جت هنا وهي بـ.ـنت بنوت
كانت حلوة أو يمكن احنا شفناها حلوة لأنها الوحيدة اللي كانت متحرمة علينا من بنات الوكر...
سنين كانت قصادنا ولازم نغض بصرنا عليها.
خلفت لجوزها بدل الولد تنين، كان عايش معاها ومتهني وبغير عليها جدا لدرجة كان ممنوع تطلع برا البيت عشان محدش يشفها والمشكلة أنها كانت مطيعه ليه بشكل عجيب، بس احنا حبينا نتهنا معه اشمعنى هو بس. اااايه غلطنا بالبخاري لما فكرنا كدة
يحيى بستفسار ومعالم الذهول من ما يسمع واضحة عليه: عملتم ايه؟!
- يعني هنعمل ايه يعني، اغـ.ـتـ.ـsـ.ـبنا مـ.ـر.اته لما كان مسافر بشغل، ولما رجع اتفجع بأنها انتحرت مايعرفش احنا اللي قــ,تــلناها عشان مـ.ـا.تتكلمش...
الروميو بقى ماسكتش ورضي بنصيبه وقال ده كان يومها لااااا، ده قلب الدنيا عاليها وا.طـ.ـيها قال ايه ازاي ده حصل و إيه السبب عشان تعمل كدة. بس هو تحمق وتجنن لما شاف على جـ.ـسمها علامـ.ـا.ت المقاومة وفهم الحكاية ايه وقبل ما يتكلم ويفـ.ـضـ.ـحنا عند الكبير قــ,تــلته وبسسسس، كان لازم يمـ.ـو.ت عشان أنا أعيش
شفت طيبة قلبي خليته يلحق مـ.ـر.اته اللي بيحبها، أنا كدة ما أقدرش اشوف حبايب متفرقين.
وأنا دلوقتي يا يحيى يا ابن ماهر هعمل معاك نفس اللي عملته مع عمك بالضبط، هاااا إيه رأيك؟
بس أنا هعمل تعديل صغير وهو إنك هتشوف ده بث مباشر صوت وصورة لأنك الغالي ابن الغالي
قالها وهو يبتعد عنه و يذهب نحو تلك التي أقرب مايكون للجثة المستلقية على سرير حديدي...
ابتلع يحيى لعابه بخـ.ـو.ف وهو يتبعه بنظراته لم يفهم ما مقصده أو دعنا نقول بأنه رفض أن يفهم وخاصة عنـ.ـد.ما وجده يجلس على أحد الأسرة واخذ يمرر يده بخبث على جسد مغطى بأسدال، ماذااااااا...
أسدال؟!
فتح عينيه على وسعهما حتى كادت أن تستدير وتحول رعـ.ـبه لفزع وهو لا يصدق ما يرى ولا حتى
ما يسمعه الآن فذلك الجسد بدأ يفيق، أخذ يحرك رأسه برفض لما يحدث الآن ليصـ.ـر.خ بأسمها ما إن رأى وجهها
- غلاااااا.
توقفت سيارتهم ما إن وصلوا إلى مكان قريب من الوكر بعدmا غابت الشمس تماما وعم الظلام بالسماء بشكل تام...
نظر شاهين لأخيه وقال بضجر بعدmا جعله ينتظر هنا بعض الوقت: ها ندخل دلوقتي ولا لسه في حاجات عايز تضبطها
- ايه في إيه كنت بس بجهز قبر سلطان عشان أدفنه فيه
- واثق من نفسك مش يمكن أنت اللي تندفن بمكانه
- لو مقدرتش أكتب نهايته هسيبه يكتب نهايتي هو مش مهم، وبعدين اللي عنده أخ زيك مايندفنش بدري كدة.
كاد شاهين أن يرد عليه بتأكيد إلا أنه لفت نظره بأن هناك من يتسلل برا حدود الوكر وهو يتخفى من الأمن...
قلص مابين عينيه و زادت عينيه حدة وهو يركز بتحركات ذلك الشخص الغريب ولكن سرعان ما استرخت ملامحه بسرعة ما إن عرفه...
ترك أخيه يتكلم ولم يرد عليه وذهب نحو هدفه بخطوات سريعه كالصقر شاهين وما إن وصله حتى سحبه من الخلف نحوه كاد أن يضـ.ـر.به الآخر كردة فعل، إلا أن شاهين مسك ذراعه بقوة ولواها للخلف ليقول له بحدة وانزعاج
- تلفونك ليه مقفول من الصبح.
حودة بتنهيدة راحة ما إن سمع صوته ليقول: الهجين؟! الحمدلله إنك جيت أنا كنت جايلك بس تأخرت بسبب اللي حصل، ده يحيى باشا بالوكر عند الحاج سلطان، بس المشكله إني لما سبته كان مش بوعيه، لسه مافقش
ابتعد عنه وقال وهو ينظر ل ياسين: ما أنا عارف منه لله اللي كان السبب وضيعنا بغبائه وكان عاملي فيها ابو العريف
ياسين بضيق- ماكنتش غلطة يا هجين ذلتني فيها.
حودة بستغراب من ما سمع: حضرتك عارف؟! طب عارف كمان إن مـ.ـر.اته هنا، ده الحاج ناويلهم الشر...
ياسين بجدية: مكانهم فين بالضبط؟
حودة بشرح: بالمخزن المهجور اللي تحت الأرض بنهاية الوكر من الناحية التانية اللي كان ممنوع أي حد مننا يوصله
- طيب، قالها شاهين وهو يريد أن يتخطاه إلا أنه توقف ما إن سمع حودة يكمل بسرعة، أنتم لو دخلتم الوكر هيمسكوكم ويكتفوكم
- بجد، قالها ياسين وهو ينظر للهجين بمغزى.
أومأ حودة برأسه وهو يقول: بجد يا باشا، دي أوامر الحاج بنفسه اللي أداها لكل رجـ.ـا.لة الأمن والأعضاء كمان
ياسين باستفسار: هنعمل ايه دلوقتي
شاهين بتوعد غامض: سلطان مالوش بالوكر حاجة غير كم كـ.ـلـ.ـب بيجري وراه
- بس دي مجازفة بلاش تتهور
- في فرق بين التهور والثقة بس لو خايف
- مافيش لو مش ياسين اللي يخاف وأنت عارف ده كويس، بس أنت راضي اننا نتكتف كدة عادي.
- وماله، فيها ايه، قالها وهو يرفع منكبيه بقبول لما سيحدث ثم نظر لحودة وقال بأمر...
اسمعني، احنا هندخل الوكر دلوقتي و هيبقى صعب علينا إننا نوصل ليحيى بسرعة، ممكن يتم تحويل مكانه أو أنه يقــ,تــله، كل حاجة متوقعة من سلطان...
عشان كدة أنا وياسين هندخل من البوابة عادي وكأننا منعرفش حاجة وأنت عليك ترجع زي ما كنت خارج و اوعى حد يشوفك.
ترجع عند المخزن و عايزك تبقى زي ظل يحيى عينك مـ.ـا.تتشلش عنه أكيد سلطان هيسيبه محبوس وهيجي علينا لما يسمع إننا دخلنا الوكر ودي هتبقى فرصتك إنك تفك يحيى وهو لما هيتفك مش هيتخاف عليه بالعكس هيبقى وقتها يتخاف منه يحيى لما بيتعصب بيتحول
- أنت هتعرفنا ب يحيى ده بيضـ.ـر.ب بغباء وابن اللذينا ضـ.ـر.به كله تحت الحزام، ما إن قالها ياسين حتى رد عليه حودة
- ايوة بس دي مـ.ـر.اته معه و أكيد ده هيضعفه.
- اعمل اللي قولتلك عليه يحيى مايتخافش عليه
- تمام، قالها حودة وهو يعود أدراجه لداخل الوكر
اما شاهين وياسين ما إن جعلوا بعض الرجـ.ـال الذين كانوا برفقتهم ينتشرون على حدود الوكر الخارجية وأخذوا يتسللون بداخله حتى توجها هما للبوابة
وما إن دخلوها حتى وجدوا جميع الأعضاء يقفون أمامهم كالسد البشري يمنعوهم من التقدm.
رفعوا الأسلحة بوجههم باستعداد تام للقضاء عليهم وهذا ما جعل الأخوة اللداغ يرفعون اياديهم للأعلى باستسلام.
↚رفعوا الأسلحة بوجههم باستعداد تام للقضاء عليهم وهذا ما جعل الأخوة اللداغ يرفعون أياديهم للأعلى باستسلام
أما على الطرف الآخر بالتحديد عند غالية بدأت تفيق وهي تئن بألم وأخذت تتحرك بنزعاج وهي مغمضة العينين. رأسها ثقيل حد اللعنة وهناك ظلام كلما حاولت أن تبتعد عنه يعود ويبتلعها من جديد...
ولكن هذه المرة أخذ عقلها يعطيها إنذار بشكل مستمر يريدها أن تستفيق فهناك لمسات قذرة أخذت تتجول بحرية مطلقة على سائر جسدها
كانت حركاته لها قـ.ـا.تلة ومشمئزة أخذت تبعده عنها باستنفار ضعيف ما إن فتح عينيها بكسل، ليتلاشى خمولها هذا كله ما إن وجدت شخص غريب لا تعرفه قرب عليها للدرجة التي شعرت بأنفاسه تضـ.ـر.ب بشرتها.
كادت أن تتقيئ بوجهه إلا أن هذا ليس وقته الآن انتفضت من استلقائها هذا بشكل تلقائي عنـ.ـد.ما وجدته يريد أن يتجرئ معها أكثر لتدفع ذلك الحثالة عنها بكلتا يديها وعادت للخلف بجلستها وهي تحتضن نفسها ولكن انهار ثباتها هذا على الفور ما إن سمعت صوته معـ.ـذ.بها يناديها
عجزت حبالها الصوتيه بالاهتزاز عنـ.ـد.ما التفتت نحوه و وجدته مقيد بهذا الشكل وخاصة ما إن سمعت ذلك الكائن المقرف يقول وهو يلتفت له ايضا.
- ايوة غلاااا، غلاتك مراتك، اللي قلبت حالك بيوم وليلة أكيد فيها حاجة خلتك مـ.ـجـ.ـنو.ن فيها بالشكل ده وانا بصراحة عايز ادوقها واكتشف إيه المميز فيها...
صرخ يحيى بأعصاب مشـ.ـدودة: سلطااااااااااااااان هقــ,تــلك! لو قربت منها
- وماله نمـ.ـو.ت بس مش قبل ما أحرق قلبك عليها...
وبصراحة هي مزة، تصدق احتشامها بالشكل ده بيغريني أكتر من العريانين اللي يقفوا قصادي بمزاجهم...
ختم كلامه وهو يسحب قدmها له ليجبر جسدها من الاقتراب منه ليحتضنها بين ذراعيه وقبل أن يقبلها وجدها تغرز أظافرها بكل قوتها بكلتا وجنتيه مما جعله يدفعها عنه بعنف مما أدى إلى سقوطها على الأرض
لتنهض بسرعة غير مهتمة بألامها وركضت نحو يحيى الذي لم يكف على الصراخ بالآخر ليتركها، وما إن وصلته غالية حتى اختبأت خلفه وهي تتمسك بقميصه و تبكي بخـ.ـو.ف.
أما يحيى وما ادراكم ما حاله يحيى ما إن وجدها تدفن نفسها خلف ذراعه حتى مال عليها بجسده بسرعة كالدرع يريد حمايتها بروحه وجسده ولكن العجززززز وآااااه من شعور العجز هذا، غلاته تبكي! وهو لا يملك قدرة على الحراك حتى.
رفع نظراته الغاضبة نحو سلطان الذي اقترب منهم وعلامـ.ـا.ت الاستمتاع تزين وجهه بوضوح. ليقول يحيى بعـ.ـذ.اب رجل شرقي مكـ.ـسور
- سيبها تمشي، سيبهااا واعمل فيا اللي أنت عاوزه
مهما هتعـ.ـذ.بني مش هنطق.
سلطان بهسيس: ما أنا هعمل اللي أنا عاوزه و هعـ.ـذ.بك بس بالطريقة اللي ترضي مزاجي بقطتك اللي بتخربش دي، تعالي هنااا
قال الأخيرة وهو يمد يده ويسحبها من خلف زوجها
غير آبه بجنون يحيى الذي صراخه به يكاد أن يصمه، ولا حتى كان آبها بمقاومتها له بل على العكس كان حقا مستمتعا وهو يسحب عنها الأسدال بقوة وما إن نجح بذلك بعد عناء ومقاومة ورماه بعيدا.
حتى شهقت غالية بصوت عالي مفجوع قسمت قلب يحيى به لنصفين، وما كان رد فعلها على هذا سوا أنها ما إن شهقت من فعلته النكراء هذه حتى بصقت بمنتصف وجهه
وهنا تحول كل استمتاع سلطان الى غضب ليعالجها بصفعة جعلتها تشعر بالدوار حتى انها كادت أن تفترش الأرض ولكن يدي سلطان كانت أسرع من سقوطها ما إن مسك مقدmة ثوبها الأبيض ومزق صدره إلى نصفين.
فعلته هذه جعلت يحيى يحرك جذعه للأعلى وللأسفل وهو يصـ.ـر.خ بأسم ربه بعجز ويبكي من ما يرى الآن...
ياااااالله، لاااااااااااا، سبهاااااااو.جـ.ـعه الآن و كأن هناك من يقطع من لحمه ببطئ...
وخاصة عنـ.ـد.ما وجده يدفعها بقسوة على الأرض الصلبة لينجـ.ـر.ح مرفقيها، انحنى نحوها ليكمل على فستانها ويبدأ بتناولها بشراهة إلا أنه توقف ما احن وجد أحد رجـ.ـاله يدخلون عليه بسرعة ويذهبون
نحوه ليهمس له بأمر هام جعل وجهه يتعرق لوهله.
ولكنه تظاهر بلا مبالاة وهو يستقيم بجسده وأخذ يهنـ.ـد.م ثيابه ثم نظر الى يحيى ليجده كأفعى الكوبرا الغاضبة التي تريد فقط أن تفتك به وابتلاعه دفعة واحدة لتسحق عضامه
ابتسم سلطان باستخفاف وهو يمسح طرف فمه من لعابه الذي سال عليها ثم قال
- أنا لازم أمشي بس مـ.ـا.تفرحش اللي أنا بسيبه مش برجعله. قالها وهو يؤشر إلى غالية التي كانت تحاول أن تغطي جسدها المكشوف وشعرها
ولكنها ارتعبت أضعاف ما إن وجدته يكمل.
هسيبها لرجـ.ـالتي، حرااام خليهم يتمتعو فيها، ماهو أنا مستحيل أخليها تخرج زي ما دخلت ما أنت أكيد سامع المثل اللي يقول دخول الحمام مش زي خروجه
صرخ به يحيى بانفعال وقلب ممزق فؤاده على نصفه الآخر: هاكل بسناني اي كـ.ـلـ.ـب يقرب منها
تجاهل كلامه هذا والتفت الى خمسة من رجـ.ـاله الأوفياء له هو فقط، ليقول بأمر متعمد
- مرات يحيى اللداغ هدية مني ليكم، شوفوا شغلكم
اوعوا تقصروا معاها وروها الرجـ.ـا.لة اللي على حق شكلها ايه.
ختم كلامه وخرج من المخزن الأرضي لينظر رجـ.ـاله واحد للاخر بفرحة ثم لفريستهم وهم يلهثون بجوع لايصدقون كرم رئيسهم هذا
في هذه اللحظة أخذت غالية تتمتم بحالة غريبة وهي على وشك انهيار: يحيى، يحيى...
كانت تنطق اسمه وهي تريد أن تذهب نحوه برعـ.ـب من نظراتهم الموجهة لها. فهي مازالت حقا طفلة لم تبلغ من العمر سوا 18 ربيعا فقط، مايحدث الآن معها أكبر من مفهومها...
كانت تريد أن تصل لزوجها فقط إلا أن أحد الرجـ.ـال منعها من ذلك عنـ.ـد.ما شبك أنامله بشعرها وسحبها نحوه بقوة مما جعل يحيى يصـ.ـر.خ ياااااااارب.
وهو يضـ.ـر.ب رأسه للخلف بالعمود المقيد به حتى نزف وسالت الدmاء على عنقه ولم يشعر بالجـ.ـر.ح حتى من عـ.ـذ.ابه الآن، لايعرف ماذا يفعل ايبكي كالصغار أم يصـ.ـر.خ، يريد الخلاص، لا بل يريد أن يكون أصم لكي لا يسمع استنجادها به وهو عاجز وخاصة عند ما وجد الآخر يحتضنها برغبة نارية وأخذ يوزع قبلاته السطحية على وجهها مما جعلها هذا تصرخ بهم وهي تقاومه بكل قوتها وهي تضـ.ـر.به وتبعد شفتيه القذره عنهااااا...
ليدفعها عنه بألم ما إن عضته وأدخلت سبابته بإحدى عينيه، أخذت تعود للخلف وهي تنظر له برعـ.ـب إلا ان هناك من دفعها ايضا من خلف لتلتفت بسرعة لذلك الشخص لترى كـ.ـلـ.ـب آخر من كلاب سلطان لاااا ليس كـ.ـلـ.ـب آخر فقط بل خمسة أخذو يحاوطوها وكأنها أمامهم فريسة
هنا لم يبقى عقل عند يحيى لا بل أخذ يصـ.ـر.خ ويضر رأسه ويتحرك بمكانه كالذي كب عليه زيت مغلي هذا غير دmـ.ـو.عه التي جعلت رؤيته غير واضحة.
أما غالية رجفت قدmيها بفزع كبير ورهبة لا توصف من ما هي بها الآن ولكن قبل أن تبدي أي ردة فعل وجدت واحد منهم يسحبها من رسغها نحوه وقبل أن تصل له وجد شخص آخر يمسكها ايضا ولكنه أمسكها من طرف فستانها الممزق ليمزقه أكثر وهو يجره عنها مما جعلها تصرخ وتبكي بصوت عالي وهي تكتف ساعديها أمام صدرها الذي أصبح شبه مكشوف تريد حماية نفسها ولكن فرق القدرات بينها وبينهم لا يقارن من الأساس وخاصة عنـ.ـد.ما وجدت اثنين منهم يمسكونها من عضديها ليأتي الثالث يريد أن يبعد عنها مـ.ـا.تبقى من ثيابها إلا أن مقاومتها أزعجتهم ليسكتها بصفعة أو هذا ما ظن ولكن أي صفعة مهما كانت قوتها ستجعلها تصمت بل العكس حدث زاد صراخها المذبوح أضعاف وخاصة عنـ.ـد.ما شعرت بهم جعلوها تستلقي على الأرض وهناك من أخذ يثبتها من قدmيها كلما دفعتها عنها تمسكه بها أكثر.
أخذ يحيى يسحب ذراعيه بقوة حتى أنه شعر بأن رسغ الكف قد انكـ.ـسر إلا أن هذا لم يوقفه فهو أخذ يتلوا كالأفعى التي يتم شوائها وهي ما تزال على قيد الحياة، هذه كانت حالته عنـ.ـد.ما وجد غلا روحه أصبحت حرفيا فريسة مستلقية وعليها خمسة من أنجس الضباع يريدون أن ينهشو بها
جن جنونها وأخذت تصرخ بأعلى درجات صوتها واخذت تحرك رأسها بسرعة ما إن وجدت أحدهم اخذ يستبيح لنفسه بتقبيل عنقها.
وفي عنان مقاومتها التي لا تذكر هدأت وفتح عينيها بصدmة وتجمدت خلاياها كالمـ.ـو.ت عنـ.ـد.ما وجدت ذلك الذي اعتلاها يتفجر رأسه أمامها من قبل رصاصة اخترقت جمجمته من الخلف ليسقط الى جانبها فاقد للحياة
ثم يليه أربع رصاصات كل واحدة منهم تعرف طريقها نحو صاحبها وماهي سوا ثواني معدودة فقط حتى وقع كل من حولها صرعى لا روح فيهم...
أنزل حودة مسدسه بسرعة وأعطى ظهره لزوجة رئيسه فهي كانت بحاله لا تسمح أن يساعدها بنفسه، ركض نحو يحيى الذي كانت عينيه ككاسات الدm المتجلطة و وجهه مغطى بدmـ.ـو.ع الذل والإهانة
أخذ حوده يفكك وثاقه إلا أنه لم يستطع. فقد كان مكـ.ـلـ.ـبش بسلاس قوية عليها قفل. ليرفع مسدسه وضـ.ـر.ب القفل بحذر لكي لا يؤذي الآخر وما إن نجح بكـ.ـسره حتى أخذ يبعد عنه بسرعة وهو يقول
- باشااااا، اخواتك برا و ناوين يهدوا الوكر على اللي فيه.
- روح لهم وسيبني، قالها دون أن ينظر له فنظره معلق بروحه الملقاه هناك
حودة برفض: ااااايه لا طبعا لازم أبقى معاك
أخذ يحاول الاستقامه وهو يمسك أسفل رأسه الذي ينزف ليقول بصوت مبحوح من أثر صراخه
- روحلهم بقولك
حودة بإصرار وعناد فالآخر أقرب شخص له بالوكر كله: مستحيل اسيبك لوحدك وأنت بالحالة دي يا اخي، أنا هقف بعيد اعتبرني مش موجود بس حكاية إني امشي مش هيحصل.
دفعه عنه بضيق واختناق وذهب نحو تلك التي كانت كالجثة ساكنة بمكانها هامدة حالها كحال الحثالة المقـ.ـتـ.ـو.لين حولها!
ذهب نحو أسدالها الذي تدنس وسحبه من الأرض وتوجه نحوها بخطوات ثقيلة بالكاد يخطيها وما إن وصلها حتى غطاها به
أم تلك المسكينة غالية كانت بعالم آخر، لا تعرف هي الآن بماذا تشعر ولكن أقرب وصف لها هو بأنها أصبحت تشمئز وتقرف من نفسها ومن ذلك الذي يجثو أمامها.
كانت تغلي بداخلها ولكن ما يظهر منها ساكن كسكون الليل لدرجة عنـ.ـد.ما تم قــ,تــل تلك الوحوش البشرية وسقطت عنها لم تتحرك أو حتى تغطي نفسها بقت بنفس وضعيتها مستلقية على ظهرها وعينيها مفتوحة تنظر للسقف العالي والدmـ.ـو.ع تصب منها بهدوء لالا بل كانت تجري مثل الشلال منها وكأن موسم الربيع قد حل عليها ليذوب تلك الجبال الجريدة التي بداخلها وتخرج منها على شكل دmـ.ـو.ع حارة.
بدأ يتلاشى هدوئها هذا بالتدريج واخذت تبكي بصوت طفيف فهناك غصة قد خـ.ـنـ.ـقتها محشورة بحنجرتها لا تستطيع بلعها ولا اخراجها عن طريق الصراخ...
بهذه الأثناء مر أمامها شريط حياتها منذ الطفولة حتى هذه اللحظة وخاصة ذكرياتها مع يحيى أخذت تتكرر بشكل معها بشكل يتلف الاعصاب
ضـ.ـر.ب. قسوة، شرب. نسوان، حبس، جوع، إهانة وااااا
نفضت رأسها تريد طرد كل ذلك الضجيج من داخلها
ولكن هيهات الضجيج زاد وكان عقلها أخذ ينتقم منها.
لا تعرف كم بقت على حالتها و وضعها هذا لم تفوق على نفسها إلا عنـ.ـد.ما شعرت به يستر عوراتها بأسدالها و جلس أمامها على ركبتيه بسرعة ليتفحصها وهو يقول بلهفة مـ.ـجـ.ـنو.نه وصوت مجروح
- غلاااا
رفعت رأسها له وهي تقول بصوت هامس
- مـ.ـا.تت
كلمتها هذه جعلته يشعر بالاختناق بل شعر بأن الاكسجين اختفى منه...
. سحب نفس عميق ولكن بفعلته هذه ضاق صدره عليه أكثر، كان جسده يرتجف بانهيار فحالته لا تقل عنها فكل ما رآه بعينيه صعب على أي رجل تحمله...
نزلت دmعة من حدقته اليمنى وشقت طريقها الى فكه بسرعة دون استئذان، لا يعرف ماذا يفعل أيواسيها أم يواسي نفسه...
حاولت غالية ان تستجمع نفسها وتنهض من تخديرها هذا، تعبها نفسي قبل أن يكون جسدي، جلست بصعوبه وهي تحاوط نفسها بالأسدال لتنفجر بالبكاء بشكل مفاجئ لم يتوقعه في من ثانية واحدة بس كانت هادئة، بكائها هذا جعل الآخر يقترب منه ليحتضنها إلا أنها صرخت بوجهه قبل أن يصلها
- ااااايككككككك تلمسني.
أخذت ترنجف وهي تنظر له بكره فظيع جمعت شتات نفسها ونهضت وهي تشـ.ـدد من التمسك ببقايا ثيابها الممزقة، و أول ما استقامت بجسدها حتى أخذت تعود للخلف وخاصة عنـ.ـد.ما وجدت زوجها يقف معها
رفعت ذراعها أمامه وهي تقول: اوعى!
زاد و.جـ.ـع يحيى وهو يراها بهذا الشكل الشعر منكوش وخصلاته مقطعه والوجه متورم من الضـ.ـر.ب والأنف والفم ينزفان وكله بكفة، ومنظر جسدها الذي استباحته الحـ.ـيو.انات بالنظر اليه بكفة أخرى.
شعر بنياط قلبه يتمزق وكل ذرة روح فيه أخذت تتحطم، دون شعور أو وعي أراد أن يحتضنها وما إن وصلها حتى دفعته عنها بقوة ونظرت حولها لتجد كأس ماء فارغ لتمسكه بسرعة وتكـ.ـسره وبفعلتها هذه جـ.ـر.حت راحة يدها اليمنى ولكنها لم تهتم لأنها لم تشعر بالألم لأن جـ.ـر.حها الداخلي كان أقوى وطغى على جميع حواسها
رفعت نظرها لذلك الذي صرخ بها عنـ.ـد.ما وجد الدm غطى كلها بالكامل إلا أنها لم تهتم لردة فعله هذه.
أرادت الاقتراب ليربط يدها إلا أنها قالت: متقربش
يحيى بقهر: خليني اشوف إيدك بس
غالية بصوت حاد: بقولك مـ.ـا.تقربش
- ماااشي ماااشي بس يدك، صرخ بكلمـ.ـا.ته هذا بتـ.ـو.تر وهو يحاول أن يسيطر على أعصابه التالفة وما زاد الطين بلة هو منظرها هذا امامي وهي تنزف بها الشكل المرعـ.ـب، نبرة صوتها المذبوحه تؤذيه حتى النخاع
- روح مش عايزة اشوف وشك تاني
- غلا شكلك نسيتي إنك مراتي
- وأنا ايه اللي دmرني غير إني مرات واحد زيك.
عشان كدة لازم تطلقني
- لو على مـ.ـو.تي
فقدت غلا عقلها حرفيا واخذ تضحك وتبكي معا من كلامه هذا، ودون تفكير أو تردد سحبت قطعة كبيرة من الزجاج المكـ.ـسور و وضعته على عنقها بسرعة
كاد ان يركض عليه لمنعها من ذلك إلا انها ضغطت على عنقها بالزجاج حتى جـ.ـر.حت نفسها قليلا وهي تقول بنفعال
- خطوة كمان وهد.بـ.ـح نفسي.
نبض قلب يحيى بقوة كأنه يريد الخروج من داخل أضلاعه فهو اخذ يرتعش عليها ليس من تهديدها لأنه يعلم بأنها متدينه ومستحيل تقدm على هذه الخطوة وتخسر اخرتها بل اخذ يرجف عليها يريد أن يأخذها بأحضانه ويداوي جروحها بنفسه
ولكن الأخرى تفضل أن تؤذي نفسها بالمقابل ان يحررها منه. كانت تقف أمامه بثبات يحسدها
عليه تنظر له بكره واضح ونفور
حاول أن يسايرها لكي لا تؤذي نفسها وهو يقول.
- ابعدي الزفت ده عنك وأنا هعملك كل اللي انتي عاوزاه
غالية بأصرار عجيب: لاء طلقني دلوقتي
- غلااا بلاش تجننيني وربنا مش ناقص اللي أنتي متو.جـ.ـعة منه دلوقتي أنا متو.جـ.ـع أكتر منك
اااارحميني بقى
- طلقني!
يحيى بعشق: مش هقدر، مستحيل أنتي بتطلبي مني حاجة مقدرش اعملها
- طلقني، قالتها بخفوت وهي تضغط أكثر على عنقها جعلت ذلك الذي أمامها يصـ.ـر.خ بعـ.ـذ.اب وهو يقول
- ابعديها عنك بقوووولك ابعديها.
غالية بصوت عالي وهي تقول من بين دmـ.ـو.عها
- أنا اكتفيت منك مش عايزة أكون معاك أكتر من كدة، مششششش عايزك مش طايقة أبص لوشك ده، طلقني!
نظر لها يحيى بعينين حمراء وقلب عنيد يرفض يقاوم فهو يرفض الاستغناء عنها، لينطق بأسمها بترجي
- غلا أرجوكي
- طلقني!
- مش هقدر والله استغنى عنك، مش بيدي.
- لو أنت مـ.ـا.تقدرش، أنا أقدر، ختمت كلامها وهي تسحب الزجاج بقوة على عنقها ايه بمعنى آخر ذبحت نفسها وسقطت هامدة غارقة بدmائها أمام الآخر الذي تجمد بمكانه وخرجت عينيه من محجرها من شـ.ـدة اتساعها
نظر يحيى لحودة الذي كان لا يصدق ماحدث ثم أعاد نظره لغلاته وهو يقول بعدmا أصبح لديه شبه اختلال عقلي وهو ينحني بطوله ويعتدل ويتلوا ويذهب ويأتي كل هذه الحركات كان يفتلها جسده وراء بعضها.
- ااايه ده، قولي ياااحودة ااااايه ده، دي مـ.ـا.تت، دي د.بـ.ـحت نفسها قصاد عيني وأنا معرفتش أعمل حاجة، ساااامع، دي مااااتت
غلااااااااااا
قبل هذه الأحداث بقليل أو دعنى نقول كان تزامننا معها، في الخارج بالتحديد في القطاع ذلك الميدان الواسع الذي لطالما شهد على حروبهم وقــ,تــل وسفك دmاء اعدائهم...
وصل سلطان ورجـ.ـاله من خلفه لهذا المكان ليجد رجـ.ـال الوكر متجمعين بنقطة معينه وما إن لاحظوا مجيئه حتى ابتعدوا عن طريقه بسرعة ليفسحوا له المجال للعبور ليتوقف ما ان رأى
بمنتصف هذا التجمع يجلس كل من الهجين وأخيه ياسين على كرسيين اثنين من الخشب وأيديهم مقيدة للخلف...
منظرهم بهذا الشكل جعل سلطان لا يصدق عينيه
هل بهذه البساطة وصل لمبتغاه، ذهب و وقف أمامهم وعلامـ.ـا.ت الفرحة غزت ملامحه ليقول بانتصار.
- أخيرا كـ.ـسرتكم يا ولاد اللداغ...
شاهين بحدة: يحيى ومـ.ـر.اته فين؟!
- بالحفظ والصون...
ياسين بستفسار: من الآخر عايز ايه
- اوريكم حجمكم الطبيعي من غيري قد ايه...
كنتم مفكرين إنكم هتقدروا تضحكوا عليا...
ده لا عاش ولا كان، ده أنا سلطان...
شاهين بقتراح: عندي عرض ليك اعتبرها فرصة اخيرة، سلمنا يحيى وسيبنا نمشي وأنا أوعدك إني أخليك تعيش برغم كل اللي عملته
- كل اللي عملته؟ كلامك ده معناه إنك عرفت.
رد عليه بحدة مخيفه: إنك أنت اللي قــ,تــلت أبويا وعمي
سلطان باستفزاز: بس قلبي طيب مـ.ـا.تقدرش تنكر ده يا شاهين قــ,تــلتهم من هنا وربيت عيالهم من هنا
ياسين بعصبية: قصدك استغليتنا مش ربيتنا، كنا ليك حجارة بتحركها زي ما أنت عايز، لدرجة إنك خلتنا نأذي أقرب الناس لينا، ده أنت كنت عايزنا نرمي لحمنا ليك
سلطان باستحقار: ما أنت رمـ.ـيـ.ـت لحمك وعرضك عند رجلي ولا نسيت.
- ايوه نسيت إنها عرضي مافكرتش بالنقطة دي. كان الانتقام عاميني بس أنت لعبتها صح علينا وصدقني هتدفع ثمن ده كله
- ههههههههههههه ضحك سلطان وذهب نحوهم لا بل التفت حولهم ليصبح واقف بينهم ليربت على كتفيهم وهو يقول، ولاد اللداغ خانكم ذكائكم لما فكرتم انكم تقدروا تضحكوا عليا، كنتم عايزين تغدروا بيا
صح، بس أنا كشفتكم وقبل ما تتعشوا بيا تغديت فيكم...
و دلوقتي، قالها وهو يدور من خلفهم و وقف أمامه ونظر إلى شاهين وأكمل، عارف إن رجـ.ـالتي دلوقتي فين، بالمزرعة عند حبيبة القلب
يعني وقوع سيلين بايدي. وكلها مسألة وقت مش أكتر وهتلاقيها منورة الوكر بجمالها اللي طيرت فيه عقلك في...
وأنت أوعى تزعل هجبهالك أنت كمان بس الأول نكـ.ـسر مناخير الكبير، قالها وهو ينظر إلى ياسين وهو يبتسم بابتسامة...
ابتعد عنهم خطوة ما إن اقترب منه أحد الرجـ.ـال بسرعة وهو يقدm له هاتفه باتصال مهم والذي ما إن أخذه حتى قال
- هااا كله تمام الأميرة بقت تحت إيدي ولاااا
قطع كلامه وأخذ يستمع إلى الطرف الآخر بإصغاء ليبدأ يتنفس بقوة من أنفه ثم صرخ: يعني اااايه
مش موجودة، راحت فين...
رمى هاتفه على الأرض ليتكـ.ـسر الى أشلاء متناثرة ثم اقترب من شاهين وقبض عليه بغضب وقال
- سيلين فيييييين...
- عشق الهجين تحلم إنك تلمس شعره منها...
- ده أنا هلمسها كلها هي وأختها، ميرال مش كدة
بكرة الصبح هجيبهم هنا وقصاد عنيكم...
- بكرة الصبح، قالها شاهين باستغراب مصطنع لينظر له ياسين وهو يقول بسخرية
- ده متفائل أوي صح
شاهين بتأكيد: جدا
سلطان بنفعال: أنتم بتقولواااا ايه
ليرد عليه ياسين: بنقول إنك متأكد إنك هتعيش لبكرة أصلا
- هعيش وهاعـ.ـذ.بكم بحبايبكم، ما إن قالها حتى سأله شاهين بستغراب حقيقي
- ليه كل الغل ده.
- لأني أنا عايز كدة، عايز أنهي سلالة عيلة اللداغ...
برغم وساخة اللي أنتم فيه بردو فيكم حاجة بتحن لأصلكم، لولا إنكم ضعفتم وحبيتم كان زمان بنات ماهر مرمين مع البنات اللي من هنا. وأنتم لسه بمكانتكم زي ما أنتم...
شاهين بغضب: مش بنات اللداغ اللي يبقوا متاحين للكل
- شفت ااااهي رفعة المناخير دي نفسهااا كانت عند ماااهر
- سنين وهو تحت التراب وليه بتكرهه بالشكل ده.
تعرف ده معناه ايه، أنت مريـ.ـض بالحقد والغل.
- المريـ.ـض ده هيوريك هيعمل ايه، أنتم مفكرين إنكم كدة كسبتم لااااا أنا عامل حسابي، شقة سعد الجندي بالحي ال في الدور التاني على ايدك الشمال، زمان رجـ.ـالتي بيخبطوا عليهم، تك تك تك
وهينفتح الباب وهيجروا حبايب قلبكم ويجيبوهم هنا، أنا صحيح أمرت ب ميرال بس طالما مرات شاهين مش بالمزرعة أكيد عند أهلها، مالكم وشكم قلب كدة ليه، أكيد عايزين تطمنو عليهم مش كدة.
أنا تحت أمركم هنطمن عليهم كلنا سوا، هات يابني تلفونك، قالها وهو يأخد هاتف الحرس بعدmا قام الآخر بإجراء المكالمة المطلوبة ليقول ما إن رد عليه
- ايه اللي حصل معاكم كله تمام
الشخص بتـ.ـو.تر وحيرة: الشقة مافيهاش حد، تقول ياحاج انهم فص وملح وذاب، عيلة الجندي مالهمش أثر
- ايه الكلام ده، فاضية يعني ايه اومال أنتم لازمتكم ااايه، ازااااي.
ما إن صرخ بكلمته الأخيرة حتى انفجر الأخوة معا بالضحك بطريقة جعل الآخر يود أن يفرغ رصاص الوكر كله برأسهم...
وبلحظة نفذ ما يدور بعقله وسحب مسدس أقرب رجل يقف الى جانبه و وضعه على رأس الهجين الذي صفر بذهول من شجاعة الذي أمامه ليقول
- عرفت مكانتك وحجمك دلوقتي، مع إننا مربوطين وأنت اللي ماسك السلاح بايدك وحواليك رجـ.ـالتك كلها بس أنت أضعف مننا، لأن أنت من غيرنا ولا حاجة
- مش خايف يعني.
- مش الهجين اللي يخاف وبعدين أخاف ليه وأنا بكلمة أقدر أقلبها عليك
- أزاي، ما إن قالها سلطان حتى فك شاهين يده وبحركة ذكيه نهض و.جـ.ـعل فوهة السلاح نحو عدوه وأطلق الرصاص عليه ليصيب كتفه...
وقبل أن يسقط على الأرض نهض ياسين وحمل الكرسي الذي كان جالس عليه وضـ.ـر.به به بقوة جعلته يتحطم عليه.
رفع حرس سلطان أسلحتهم بوجههم إلا انهم بهتوا حقا ما إن وجدوا جميع من في الوكر ايضا يسحب سلاحه ولكنه عليهم بحركتهم هذه أعلنوا ولائهم لشاهين فهو دائما ماكان معهم وعرف كيف يجعلهم بصفه دون أن يطلب منهم هذا
صعق سلطان من هذا المنظر ليقول بصدmة
- انتم بتعملوا ايه، أنا الكبير مش هوا اسمعوا كلامي أنا، أنا سلطان لازم ولائكم يبقى ليا.
أخذ يصـ.ـر.خ ويهدد ولكنه لم يحرك بهم شعرة وما إن تعب وبدأ ينهج نظر الى شاهين وهو ينهج ليقول
- أنت مفكر إن نهايتي على يدك
- مين قال إني عايز تبقى نهايتك على ايدي، أنا هسيبك لحبيبك يااااسين هو اللي هيكتب نهايتك بطريقة تليق بمقامك
سلطان بفزع وهو يزحف للخلف
- لاااااا ياااااسين لاااا.
ياسين باستغراب مصطنع: وليه لاء، ده أنا حتى تربيتك. أنا بقى الليلة عايز أطلع كل وساختي عليك لأن أنت اوعى بيها، مش بيقولوا طباخ السم بيدوقه وأنت لازم تشوف نتيجة اللي زرعته فيا
- شاهين أبوس ايدك ابعده عني، قالها ما إن وجد ياسين انقض عليه بالضـ.ـر.ب وأخذ يمزق ثيابه بطريقة مهينة لا تليق سوا بانحطاطه
وقف بطوله وأخذ يشـ.ـد الحبل حول عنقه كالكـ.ـلـ.ـب بعدmا جرده من ثيابه ولم يبقى هناك شئ يسترة سوا شور داخلي قصير.
اخذ يسحبه من الحبل بقوة وسرعة غير آبه باصابة كتفه بالرصاص ولا حتى بتعثراته وما إن كاد يقع حتى أخذ يجره على الأسفلت وهو يصدر أصوات منه كخوار البقرة من الاختناق الذي يتعرض له من الحبل الملفوف بعناية على عنقه
بكره هذا تسلخ معظم جلده عن جسده. بقي على هذه الحال حتى وصل الى تلك الخرابة التي تقع خلف الوكر...
ليعافر سلطان وهو يريد أن يفك عنه الحبل ويهرب ما إن رأى حفرة كبير كالقبر وأكبر يملأ نصفها السفلي الجمر الأحمر المشتعل، وكلما مرت نسمة هواء عليه مهما كانت بسيطة يتأجج بها نيرانه
منظره مرعـ.ـب أخذ يصـ.ـر.خ ويتوسل بأن يتركوه، نظر إلى شاهين الذي كان ينظر له ببروده المعتاد ليقول بتوسل شـ.ـديد خاصة عنـ.ـد.ما وصل الى هاوية الحفرة
- أبوس رجلك ياشاهين أنت مـ.ـو.تني بمسدس ولا سكين بلاش المـ.ـو.ته دي، أبوس رجلك يا شاااهين.
- وتبوس رجله ليه ما اتبوس رجلي أنا، وهسيبك
قالها ياسين وهو يرفع ساقه قليلا للآخر لينكب عليه دون تردد ويقلبه عدة مرات وهو يتوسل بذهول ولكن قبل أن ينتهي حتى صرخ بصوت رج الوكر رجا وكل الصحراء التي هم فيها الآن
عنـ.ـد.ما دفعه ياسين من صدره بقوة بقدmه التي قبلها الآن ليسقط على ظهره ليلتصق بالجمر بشكل فضيع.
أخذ سلطان يصـ.ـر.خ ويصـ.ـر.خ وهو يحاول أن ينهض ولكن هيهات كلما أراد النهوض وأسند يده لينهض تحترق كفيه ويبعدها فورا ليعاود السقوط على ظهره مرة أخرى. بقى على وضعه هذا حتى ذاب شحم الظهر...
ولكن هذا لم يكتفي به ياسين بل أشار لرجـ.ـاله بأن يأتوا له بمانجر الفحم المتبقي وأخذ يرميه عليه وعلى صدره و وجهه ولم يتوقف حتى دفنه بالجمر
وماهما زاد صراخ الآخر زادت نشوتهم معا
ولكن ما إن كب عليه البنزين حتى ارتفعت النار للأعلى.
ليبتعد الجميع للخلف إلا الأخوة كانوا ثابتين بمكانهم وهم ينظرون له وانعكاس ألسنة النيران بحدقتيهم الحاقدة وكأن نظراتهم له وهو يحترق وكيف بدأ يتلاشى صوته حتى اختفى، يشفي غليلهم ويطيب جروحهم...
أشار ياسين لأخيه برأسه وذهبوا معا واخذو يضعون التراب عليه حتى دفنوه تحت الأرض لينظر ياسين ل شاهين وهو يقول بعدmا أخذ يبعد بقايا التراب عنه وهو ينهج
- مـ.ـا.ت بسرعة مالحقتش أرد قلبي فيه.
- أخدنا تارنا منه اللي هو طول عمره كان بيأكدعلى أهمـ.ـيـ.ـته قالها شاهين وهو يمد يده له ليساعده على النهوض ليمسك ياسين يده بقوة وشـ.ـدد عليها ليسحبه بقوة نحوه وما إن وقف أمامه حتى احتضنوا بعض وكأنهم يحتفلون بصورة خفية بانتصارهم هذا
ابتعدوا عن بعض ما إن وجدوا حودة يأتي نحوه بسرعة ليقول عنـ.ـد.ما وقف امامهم
- الحقوا يحيى هيتجنن
شاهين بترقب: ماله يحيى
- مـ.ـر.اته انتحرت.
↚بالمخزن كان يجلس على الأرض وهو يحتضنها بين ذراعيه ويهز نفسه، تارة يمنى وتارة يسرى و يأن بصوت يحرق القلوب بعدmا دفن وجهه بشعرها ليقول من بين أسنانه بغصة بكاء
- غلاااااتتتتيييييي
شـ.ـدد من احتضانها ولم ينظر حتى نحو أخوته الذي دخلوا عليه بسرعة وخلفهم حودة لينصدmوا بمنظرهما هذا فهما ملطخين بالدmاء، ثانية واحدة تجمدوا بمكانهم إلا أن شاهين تحرك نحوه بلهفه وهو يقول.
- يحيى، خليني أشوفها، يحيى! قال الأخيرة بحدة ما إن وجد الآخر لا يرضى أن يتركها أبدا بل حدث العكس معه وجده يتمسك بها أكثر
نظر شاهين الى ياسين الذي كان ينظر لهم بو.جـ.ـع ليصـ.ـر.خ به بنفعال: أنت واقف عندك بتهبب ايه تعال امسكه خلينا نشوف البـ.ـنت مالها
اقترب ياسين منه وقبل أن يلمسه صرخ به
- مـ.ـا.تقربش مش هديهالكم، دي غلاتي أنا
شاهين بحدة أقوى من ذي قبل: يحيى!
بلاش جنانك ده خلينا نسعفها
- بس هي مـ.ـا.تت.
- خليني أتأكد، قالها وهو يمد يده على طرف عنقها اي خلف الأذن بقليل وما إن أستشعره حتى قال بلهفه بعدmا لانت ملامحه قليلا واستبشر...
لا مامـ.ـا.تتش لسه فيها نبض، هاتهااا
احتضنها باحتواء وسحبها لنفسه أكثر بتمنع وهو يقول برفض قاطع: لااااا، محدش هيلمسها
تنهد ياسين وقال: طب شيلها أنت لما مش راضي نيجي جنبها
رفع رأسه له ثم عاد بنظره عليها واخذ يبعد شعرها عن وجهها الشاحب كالأموات حرفيا وهو يقول بهذيان واضح.
- أشيلها ليه هي بحـ.ـضـ.ـني مرتاحة خليني أدفنها عندي أنا...
بلاش تخلوها تحت التراب دي لسه صغيرة ع القبر أكيد هتخاف لوحدها هناك ظلمة، ولااا اقولكم ادفنونا مع بعض أنام معاها هناك واخدها بحـ.ـضـ.ـني كدة
أمتلأت عيني شاهين بدmـ.ـو.ع القهر على حالة أخيه الروحي هذا، إلا أنه قطب حاجبه وقال بحدة ما إن أنهى كلامه هذا
- تدفن ااااايه بس هي لسه عايشة.
أعاد رأسها ودفنها بعنقه وهو يقول بخفوت وعيون ضائعه من الدmـ.ـو.ع: لا مـ.ـا.تت دي د.بـ.ـحت نفسها قصادي
- أنت الكلام مافيش فايدة معاك أوعى كدة مافيش وقت...
قالها ياسين وهو يكتفه ليحمل شاهين غالية بلمح البصر وركض بها للخارج بعدmا صرخ ب حودة ليأتى لهم بإحدى السيارات.
أما يحيى ما إن وقف حتى التفت وأخذ ينظر للمكان الذي خرج من شاهين، كان كالتمثال جـ.ـا.مد مما جعل ياسين يحركه مرة واثنان وهو ينادي عليه وما إن وجده ليس هناك أي رد حتى رفع كف يده للأعلى ونزل بها بكل قوته على فكه ثم مسكه من تلابيبه وأخذ يهزه بعصبية وهو يقول
- فووووق يايحيى فووووق، غالية عايشة...
غلاتك عايشة، يالا بينا نلحق الهجين عشان مانتأخرش.
ختم كلامه وهو يدفعه لدرج الصعود للأعلى للخروج من هذا المخزن الأرضي الذي أشبه ما يكون للسرداب
وما إن خرج حتى وجد شاهين يريد ان يدخلها بالمقعد الخلفي للسيارة إلا أنه ركض نحوه وجلس هو وأخذها منه ليعيدها مرة أخرى لصدره لعل هذا يطفئ نيران فؤاده التي اندلعت على حالة معشوقته هذه.
أغلق شاهين عليهم الباب ثم أشار ل ياسين برأسه لكي يصعد هو الآخر وما إن نفذ بسرعة حتى انطلقوا الى أقرب مستشفى ومن خلفهم إحدي سيارات الحرس الذي يقودها حودة
كان شاهين كلما نظر للمرآة ويرى حالة أخيه على زوجته وهو يهمس لها بأذنها ويبكي بصمت حتى كان يزيد السرعة اضعاف وهو يعتصر الدركسيون بأنامله بقوة.
بعد مدة زمنية وحرب أعصاب مشـ.ـدودة مرت على الأخوة اللداغ، وصلوا أخيرا الى قسم الطوارئ بإحدى المستشفيات الاستثمارية...
كانوا يعتقدون بأن يحيى سيبقى ساكنا بمكانه إلا أنهم تفاجئو به ينزل بسرعة وهو يحملها وركض للداخل وهو يقول بشبه جنون وكأنه استوعب الآن حالتها
- ااااانتم فين ساعدوني، روحي هتروح مني.
أتى طاقم طبي كامل من الممرضين مع طبيبة واحدة صغيرة بالعمر، ركضوا نحوهم ولبوا ندائهم بسرعة وأخذوها منه على سرير متحرك خاص للاسعاف وتوجهو بها نحو غرفة الكشف لحالات السريعة...
ولما لا يفعلون هذا كله وهم وجدوا كل هذا الحرس معهم فهم بالتأكيد من الناس الراقية وهذا المستشفى معدة من أحسن الأجهزة و الأدوات
فهي مخصصه للطبقة المخملية.
جلس يحيى بملابسه الملطخة بدmاء محبوبته على أحد المقاعد و وضع رأسه بين يده وأخذ يفرك فروة شعره كالمـ.ـجـ.ـنو.ن، لااااا يعرف ماذا يفعل أو بمعنى أصح يريد أن يستوعب كل ما جرى يقسم بأن عقله ينهار ليرفع رأسه نحو حودة الذي كان يقف على طرف وقال بأعصاب ترجف
- عايز سجاير
- بس يا باشا ممنوع تشرب هنا
- بقولك عايز سجاير.
- اديلوا زفت، ما إن قالها شاهين حتى تنهد حودة بقلة حيلة وذهب وأحضر له من الحرس علبة مع ولاعة ليسحبها منه الآخر وأخرج منها واحدة بيد ترجف وما إن أشعلها حتى أتت ممرضة لتمنعه من ذلك فهذا ممنوع
إلا أن نظرة من ياسين جعلتها تعود أدراجها بخـ.ـو.ف فهم يشبهون عصابة الرداء الأسود التي كانت تتابعها وهي طفلة
ياسين ل شاهين: احنا لازم نديله حاجة تنيمه عشان يرتاح.
- بالله عليك بلاش تخليني أطلع جناني عليك هو ايه اللي ودانه بداهيه غير أفكارك العبقرية...
- ايوة بس كدة هيتجنن مننا
- لا، طول ماهي عايشه تمام لو مـ.ـا.تت، فعلا هتطير الحبة الصغيرة اللي باقية من عقله وقتها أبقى أديله اللي أنت عاوزه
نظر ياسين لأخيه الآخر وقال
- ده طلع بيحبها فوق مـ.ـا.تخيلت
سحب شاهين نفس بروح مجروحه ثم قال
- وهو إيه اللي و.جـ.ـعنا وكـ.ـسر ظهرنا بجد غير الحب.
ياسين بفضول: أنت طلقت سيلين ليه كنت تقدر توديها لأهلها وبس
- مش وقت كلامك ده خالص خلينا بالمصيبه اللي احنا فيها، ما إن قالها شاهين بقهر حتى نطق الآخر بفزع عنـ.ـد.ما لمح ذلك المـ.ـجـ.ـنو.ن يوجه رأس السجارة المشتعله نحو كفه ويطفئها بقوة
- يحيى أنت بتعمل ايه...
اقترب منه وجلس أمامه هو وشاهين وما إن سحب كف يده حتى رأى اثار ثلاث سيجارات منطفئة براحته على شكل مثلث، لينظر لهم يحيى بهدوء غريب وهو يأشر على أول واحدة منهم ويقول بخفوت
- الحرق ده لأني دخلتها حياتي، ثم انتقل للأثر الثاني وأكمل، دي بقى عشان كل اللي حصلها ده بسببي أنا، ودي لانها د.بـ.ـحت روحها من قرفها مني.
- يحيى، ما إن قالها شاهين حتى التفت يحيى نحو باب الطوارئ الذي اختفت خلفه غلا روحه ليقول بصوت منخفض جدا وكأنه يهمس لنفسه
- ليه تأخروا جوا، هي مـ.ـا.تت صح، لو مـ.ـا.تت أنا اللي عايز أغسلها بيدي والا...
قطع كلامه ما إن مسك شاهين وجهه بين يديه وأجبره للنظر له داخل حدقتيه وقال بحدة لعل الآخر يستوعب ما يقول
- يحيى، اااسمعني، مراتك عايشة.
كاد أن يرد عليه إلا أنه نهض بلهفة ما إن وجد أحد الدكاترة تخرج من الغرفة التي احتجزت بها غلاته ليسئلها بسرعة وبنبرة عالية فهو وشك الانهيار
- ماااااتت صح، أنا قولت أنها مـ.ـا.تت محدش صدقني
دي د.بـ.ـحت نفسهااااا
لتقول الطبيبة بهدوء: هدي أعصابك يا أستاذ و وطي صوتك مش كدة أنت بمستشفى وفي عيانين، نراعي حالتهم
علي العموم اطمن مراتك هي لسه عايشة ما مـ.ـا.تتش الجـ.ـر.ح آااه عميق شوية بس ما وصلش للأوردة...
احنا نقلنالها دm و عالجنا الجـ.ـر.ح والكدmـ.ـا.ت اللي بجـ.ـسمها والحمدلله قدرنا نسعفها هي والبيبي يعني تقدروا تطمنوا
هدووووووء عم المكان حتى يحيى فاق لنفسه ولتصرفاته وكأنه أخذ نسبة كبيرة من الكافيين ليقترب بخطوة نحو تلك الطبيبة الصغيرة المتفاجئة من ردة فعلهم هذا وما زاد اندهاشها هو عنـ.ـد.ما قال لها
- قولتي ايه
الطبيبة بستغراب: اسعفناها الحمدلله
ليقول يحيى بعدm استيعاب: سمعت كلمة بيبي.
الطبيبة بابتسامة واسعة: ايه ده، أنت متعرفش أنها حامل بالشهر الأول ودي أصلا يعتبر معجزة أنه فضل بعد حالتها دي
نظر لها لبرهة دون كلام ثم قال: عايز اشوفها
ردت عليه بعملية واستعلاء بعض الشئ: في الوقت الحالي ممنوع لسه تعبانة وأنا لازم أروح أقدm تقريري عن حالتها فورا للمدير عشان يتقدm بلاغ
ياسين باستفسار: بلاغ ليه؟
استدارت له وأخذت تشرح له بجدية الوضع غير منتبها لتلك النظرات التي أخذت تأكلها من حودة.
- لازم أعمل تقرير طبي وأثبت بأن المريـ.ـضة تم الأعتداء عليها بالضـ.ـر.ب ومدبوحه وبكده هيتم
التبليغ دي القوانين عن إذنكم
انهت كلامها وذهبت بثقة إلى غرفتها لينظر شاهين نحو حودة بغموض ليحرك له الآخر رأسه فهو فهم مايريد أن بفعل، ذهب يمشي خلف تلك الطبيبة
بهدوء.
ليجدها تسلك ممر هادئ وهي تتئفئف بين الحينه والأخرى من تعبها وما إن وصلت الى غرفة مكتبها وفتحتها ودخلت حتى شهقت عنـ.ـد.ما وجدت من يسحبها من عضدها ويدفعها على الباب بعدmا دخل خلفها و أغلقه
فتحت الطبيبة عينيها بصدmة وعدm فهم فهذا كله حدث بلمح البصر...
أخذت تنظر لذلك الذي تجرأ وفعل بها هذا لتجده شاب على مايبدو بأنه بنهاية العشرينات ضخم فهو جسده ضعف حجمها مرتين، لفت نظرها اسمرار بشرته وملامحه الحاده المخيفة التي جعلتها ترمش بجفونها خـ.ـو.فا منه، فهو حقا مخيف وبشع، إلا أنها نظرت له بقوة كاذبة و تحلت بالشجاعة المزيفة للحفاظ على كبريائها.
وما إن كادت ان تفتح فمها لتصرخ به على تصرفه الجرئ هذا ولكنها فتحت مقلتيها على وسعهما برعـ.ـب ما إن شعرت بفوهة المسدس ينزرع بخاصرتها ليأتيها صوته الخشن بعدmا رفع ذقنها بيده الأخرى وأغلق فمها بنفسه وهو يقول
- لو حابه تعيشي لازم تسكتي، التقرير مايتكتبش في غير أنه وقعت من السلم وخلصنا، أااامين
- لا طبعا خلصنا ايه وأسكت ايه دي حالة مريـ.ـضة كانت بين الحياة والمـ.ـو.ت
- احنا هنعرف ناخد حقها كويس مـ.ـا.تشليش همها.
نست خـ.ـو.فها واشاحت بيدها وهي تقول: ايه الكلام ده يا استاذ، هي مش غابة، في قانون لازم يأخد مجراه
رفع مسدسه وأخذ يضـ.ـر.ب فوهته بخفه على صدغها وهو يقول بمغزى: شكلك لسه خام و متخرجه جديد و وخداكي الوطنية أوي.
أخذت تتابع سير المسدس الذي أخذ يرسم معالم وجهه لتقول بشكل تلقائي من خـ.ـو.فها: انا لسه طالبة مرحلة تانية طب، بشتغل هنا تدريب والدكتورة المقيمة ماكنتش موجودة ف أنا اخدت مكانها، ف دي امانة عندي دلوقتي يرضيك يعني إني اخونها وماطلعش قدها
- آه يرضيني، قالها حودة وهو هائم بقربهاهذا وجمالها الطبيعي الخالي من مستحضرات التجميل.
ليغمض عينيه بقوة يحاول أن يسيطر على نيرانه التي انفجرت بداخله فتلك الحمقاء نفخت بضجر بوجهه أنفاسها وأخذت تقول بتذمر
- يرضيك ايه بس بقولك انا لسه طالبة
فتح عينيه و أومأ لها وهو يقول بشرود بها: تمام يعني قدامك مستقبل حلو، ليه عايزة تظلميه بوقوفك قدامنا بغبائك ده.
رفعت سبابتها الصغيرة بوجهه وقالت بصوت مهزوز فهي مرعوبه من نظراته التي قتم لونها: ايه غبائك دي لو سمحت حسن ملافظك وبعدين حتى لو هتفصلوني من هنا أنا مستحيل أبيع ضميري
ليقول حودة بمراوغه لا تقل كثير عن هؤلاء الذين يعمل معهم: ومين قال احنا عايزين نقطع رزقك من هنا احنا بنخاف ربنا مستحيل نعمل كدة هو أنتي مش سامعة قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
سألته بفضول: اومال هتعملوا ايه.
حودة بتوضيح لم تفهمه الأخرى: والله أي بـ.ـنت تقف قصادنا يكون مسيرها تحليه للرجـ.ـاله...
- مش فاهمة!
حودة بوقاحة: وبعدين بقى أنت عايزة تتعبيني ليه، اسمعي الكلام لأحسن وعزة جلالة الله أهحولك بنفسي من آنسة لمدام...
شهقت برعـ.ـب من ما سمعته الآن وهي لا تصدق هل ما سمعته منه الآن حقيقة أم ماذا...
أخذ يمرر سلاحه على عنقها صعودا وهبوطا وهو يقول بإعجاب ظهر من نبرته: اسمك ايه
- هاااا.
رفع حاجبيه وقال: اسمك! اسمك ايه يادكتورة
- هدى
كرمش حودة وجهه بقرف وقال بكذب متعمد
- اسم قديم ومش حلو
هدى بفضول: وأنت اسمك ايه
- ليه هتصاحبيني
- أهو من باب المعرفة لو بلغت عنك اديهم اسمك، ما إن قالتها حتى لمحت شبه ابتسامة انرسمت على شفتيه إلا أنه عاد الى جموده بسرعه وقال
- هقولك اسمي عارفة ليه لأني مش خايف منك يا صغيرة
رفعت سبابتها بوجهه مرة أخرى ولكنها أنزلته بسرعة عنـ.ـد.ما وجدته زاد غضبه وهي تقول.
- ايه صغيرة دي أنا دكتورة لازم تحترمني
عض شفته السفليه وحك طرف حاجبه وقال: انا مفهومي عن الاحترام مختلفه عن اي حد شفتيه قبل كدة فبلاش تطلبي مني لأنه مش بمصلحتك
لتقول هدى بتساؤل وراحة بالكلام وكان الذي امامها صديقها منذ سنين
- ليه، هو في موديل جديد نزل السوق غير اللي عندنا وانا معرفش
- أنتي رغاية وبتسئلي كدة ليه
- اااي ده أنت طلعت من النوع اللي بياخد وبيدي معانا وفي الآخر يعمل نفسه عايش الدور واااء.
قاطعها حودة بذهول من تلك المخلوقه التي امامه: أنتي ليه مش بتسكتي...
- لأن سلاح البت لسانها
وضع يده خلف ظهرها ودفعها نحوه وقال بحرارة: لسانك طويل وهتتعبيني معاكي
- وإيدي أطول، قالتها وهي تبعده عنها وما إن كادت أن تضـ.ـر.به على وجهه إلا أنه قبض على رسغها بقوة وانزل ذراعها للاسفل وهو ثابت امامها ينظر لها ببرود كاذب...
ثم بثانية واحدة وجدته يدفعها بجسده لزاوية الباب واقترب منها بطريقة مخيفه لكل أنثى فهو ألصق جسده بجسدها الذي أخذ ينتفض بخـ.ـو.ف مفرط ما إن شعرت بأنفاسه تضـ.ـر.ب شفتيها المرتعشه عنـ.ـد.ما قال
- ليه تخليني أعمل حاجة نفسي فيها
- عيب اللي أنت بتعمله ده ياحضرتك
أومأ لها برأسه وهو يهمهم بتأكيد
- هممممم ما أنا واخد بالي من العيب ده
لتقول هدى بتهديد مضحك فهي امامه كالبحيرة والمحيط لا وجه للمقارنه بينهم: هشتكيك للأمن.
- هتقوليلهم ايه، الشخص ده زنقني باوضتي ورا الباب وحسس عليا وباسني، ما إن قالها حتى توقع بأنها ستغضب منه إلا أنه ذهل عنـ.ـد.ما وجدها تعدل على ما سمعته منه
- ايوه بس أنت مابستنيش
حودة بصدmة: بجد، مابستكيش، أنت غـ.ـبـ.ـية
حرك وجهه بنفي: لاء مش غـ.ـبـ.ـية، بس أنت ما عملتش كدة
- عيبة بحقي صح. غلطة و لازم اصلحها حالا...
ختم كلامه وهو ينهي تلك الفواصل القصيره
بينه وبين ثغرها المنفرج...
أخذت تقاومه وتضـ.ـر.ب على صدره ليتركها ولكنه حسم الأمر لصالحه أكثر ما إن حملها من خصرها وثبتها على الحائط دون ان يفصل قبلته لها ولم يستجيب لضـ.ـر.بها له الا عنـ.ـد.ما تيقن بأن الاوكسجين عندها انتهى لينزلها بهدوء على الأرض وابتعد عنها ببطئ ليجدها كالتي نزلت من الارجوحة، فهي كانت تترنح وهي بمكانها.
سندها على صدره ليمد يده لشفتيها المفتوحه قليلا واخذ يمسح عليهم بأبهامه بانتشاء ولكن هذا لم يدm فهي ما إن رفعت نظرها له حتى أغلقت جفنيها بذبول وسقطت بين يديه فاقدة للوعي
حاوط خصرها بإحدى ذراعيه واخذ ينظر لها ببرود.
ظاهري، نظر حوله بحيرة ماذا يفعل بها، ليحملها بخفه ما إن وجد اريكه جلدية ذهب نحوها ليرميها عليها بأهمال ثم ذهب نحو زهرية تحتوي على الورد الطبيعي أخرجهم منها ورماهم على سطح المكتب وأخذ الزهرية معه وأفرغ الماء الذي فيها بوجه تلك المسكينة التي سرعان ما إن جفلت حتى بكت وهي تقول بفزع فهي اعتقدت أنه سيكمل ما بدئه
- أوعى تقرب مني الله يخليك بلاش تأذيني.
- أنتي كويسه، قالها بجمود وهو ينظر الى وجهها الأحمر المخـ.ـنـ.ـوق بالشهقات ليجدها تقول بزعل جميل
- روح من هنا مالكش دعوة بيا مش عايزة اشوفك تاني
- والتقرير
أخذت تدعك عينيها وهي تقول ببكاء
- هعمل زي ما أنتم عايزين.
- ماكان من الأول ياشاطرة، ما إن قالها حتى انحنى بجذعه لها واكمل كلامه بنصيحة، اسمعيني لو عايزة تعيشي بالزمن ده، لازم تكون عميا وخرسة وطرشة اوعى تقفي ضد حد هتتكـ.ـسري، أمشي جنب الحيط ولو قدرتي تدخلي جوا الحيط نفسه مـ.ـا.تتردديش
اعتدل بجسده ثم تركها وذهب نحو الباب وما إن فتحه حتى التفت لها وقال: اسمي حودة
سحبت ساقيها لصدرها واحتضنتهم بذراعيها واخذت تبكي ما إن أغلق الباب خلفه واختفى من امامها.
علي الطرف الآخر من المستشفى بالتحديد في غرفة الأفاقة فتحت عينيها بخمول، حاولت تحرك وجهها بنزعاج إلا أن هناك و.جـ.ـع رهيب احتل عنقها جعلها تتوقف عن اي حراك
بقت على وضعها هذا دقيقة كاملة ثم رفعت يدها نحو عنقه واخذت تتحسس ذلك الشاش الطبي الملفوف حوله...
أغمضت عينيها ما إن داهمتها الذكريات واحدة تلوى الاخرى حتى وصلت لذلك الوقت الذي نحرت نفسها
نزلت دmعة من عينيها وهي تقول.
- أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العلي العظيم
أخذت تكرر الاستغفار وهي لا تصدق ما جنت بيدها
كيف استطاعت ان تغضب ربها وتكون من النافرين بقضاءه، ماذا لو كانت مـ.ـا.تت فعلا كيف كانت ستقابل ربها وهي كافرة
ولكن لا تعرف ماذا حدث لها ذاك الوقت، عقلها غاب منها واعصابها انهارت، لم تتحمل ماحدث لها...
رفعت كفيها لوجهها ومسحت دmـ.ـو.عها بسرعة
ما إن سمعت صوت الباب يفتح عليها.
قبل هذه الأحداث عند يحيى ما إن اختفت الطبيبة من امامه ولحق بها حودة حتى نظر لأخوته وهو يبتسم بعدm تصديق ويقول
- سمعتم قالت ايه، غلاتي حامل
اقترب منه ياسين واحتضنه من كتفه وقال بفرحة له: مبروك يابطل هتسميه ياسين صح
- لاء طبعا، قالها بصراحة مطلقه وهو يبعده عنه بنزعاج ليرفض الآخر الابتعاد عنه واخذ يشاكسه ليضحك...
أبتسم شاهين بخفة على منظرهم هذا ليقترب منه هو الآخر ودون اي مقدmـ.ـا.ت احتضنه بقوة وأخذ يربت على ظهره ثم أبعده عنه ونظر له ليقبل جبهته بقوة ثم قال
- ألف مبروك يتربى بعزك
- الله يبـ.ـارك فيك، أنا عايز اشوفها
- روح الحمام وغير الأول أنا خليت الرجـ.ـاله تجيبلك هدوم نضيفه.
- ماشي، قالها بتـ.ـو.تر ممزوج بفرحة. ذهب نحو الحمامـ.ـا.ت واغتسل ورمى عنه تلك الثياب المتسخه وارتدى النظيفة ليغسل يده بالماء ثم اخذ يمشط خصلات شعره بأنامله
نظر لنفسه بالمرأة وهو يحاول أن يرتب دقات قلبه المـ.ـجـ.ـنو.نه، يشعر وكأن تـ.ـو.تر الكون بأكمله جمع فيه الآن...
خرج وذهب نحوا تلك الحجرة التي تقطن بها عنيدته
وهناك ألف سؤال يداهمه، ولكن سؤاله الرئيسي كان ماهي ردة فعلها.
وصل أمام الباب حتى دخل دون أن يسمح لنفسه ان يتردد فهي روحه كيف يتردد من رؤيتها...
وقع بصره عليها وتذبذبت أنفاسه عنـ.ـد.ما وجدها طريحة الفراش بحالة يرثى لها بالنسبة للجميع إلا له فهو لم يرها الآن إلا كفاتنه ترقص على اوتار قلبه الحسية
فهي جميلة بكل حالاتها يريد أن يتذكر لها موقف كانت قبيحه به لم يجد بذاكرته لها سوا جمال في جمال...
سحب نفسه قوي وارتفع صدره للاعلى ما ان وجدها ترفع نظرها له توقع بأن تكون نظرتها كره و حقد وغل الا أنه تفاجئ من ما رأى فيهما...
لم يرى بنظراتها سوا العتاب والألم الذي لا حد له
لأول مرة يراها ساكنه هكذا فقد كانت دائما متمردة حتى في أثناء نومها...
أما عند غاليه نظرت لذلك المتطفل الذي دخل عليها لتجده أسوأ كوابيسها يتجسد امامها لوهله كرهته حقا، كان يتقدm نحوها بخطوات متريثه، أرادته أن يتوقف ما إن زاد حد اقترابه منها
ولكن لم يصغي لها ولا لطلبها الذي طلبته منه بمعانيها وليس بلفظها ما ان ابعدت نظرها عنه و وجهتها نحو النافذه عنـ.ـد.ما وجدته شبه يعتليها بجذعه العلوي وهو يضع ذراعيه حولها لتكون كالمحتبسه بقفصه
أخذ يحيى يمرر نظره عليها بشوق فهي حقا مصنع.
خاص للأنوثة، نزل بنظره لعنقها الملفوف لينزل رأسه نحو نحرها وقبلها، برغم شعوره بيدها تستكين على منكبيه واخذت تدفعه عنها إلا أنه لم يبتعد أو يكترث لمقاومتها الضعيفة بل كان يقبل مكان الجـ.ـر.ح ببطئ وتريث وكأنه يعتذر منه لأنه السبب به
رفع وجهه بهدوء نحو اذنها وهمس بو.جـ.ـع
- بلاش تمـ.ـو.تيني بنفورك مني بالشكل ده
- شوف مين اللي بيتكلم عن المـ.ـو.ت، أنت وصلتني لمرحله خلتني اد.بـ.ـح نفسي عشان بس أخلص منك.
رفع رأسه قليلا لينظر الى تلك الشوكولا الذابه بمقلتيها وهو يقول بعشق خالص لا بل نبرته كانت كالشخص المهوس
- غـ.ـبـ.ـية لو مفكرة إن مـ.ـو.تك هيخلصك مني، ت عـ.ـر.في كنت ناوي على ايه قولت انها مـ.ـا.تت خلاص، كنت ناوي اغسلك بيدي وانزل معاكي القبر وانام جنبك ويرموا علينا التراب وقتها، يا نعيش سوا يا نندفن سوا
غالية بغضب وصوت متألم بالكاد يخرج منها.
- تقــ,تــل القتيل وتمشي بجنازته، اللي يشوفك بتتكلم كدة يقول يابختها، مش أنت اللي وصلتنا لده كله، اعتقني ياشيخ، كرهتني بنفسي
- لو كنت قبل متمسك فيكي قيراط دلوقتي متمسك فيكي 24 قيراط، خصوصا لما عرفت إنك هتبقى أم ابني
ما إن قال كلمـ.ـا.ته هذه حتى كرمشت وجهها بقهر لا يوصف جعلته يبتعد عنها بفعلتها هذا واخذ يقول بعدmا رمقها بنظر تمعن
- مستغربتيش بالخبر ده يعني، أنتي!
أنتب كنتي عارفه صح، اااانطقي كنتي عارفة
ولا لاء.
لتقول غالية وهي تحاول أن تتجاهل ذلك بو.جـ.ـع بحنجرته: لااااا مش عارفة بس اللي خفت منه حصل
كنت شاكه بنفسي بس كدبت احساسي
- مش فرحانه ليه
ابتسمت بسخرية بعدmا نرسم معاني الألم الروحي قبل الجسدي على وجهها: أفرح على خيبتي ولا على بختي الأسود اللي خلاني أحمل من مرة وحده بس
مسك يدها وقبلها ثم قال: طب ليه مـ.ـا.تقوليش يا حبيبتي أنا، ان ربنا رزقنا بالطفل ده حتى
يدينا فرصة جديده عشان نبدأ صح المرادي
و نسامح بعض...
نترت يدها منه وقال بكره: انا مش عايزاك ولا عايزة ابنك ولا عايزة أكون معاك
يحيى بحـ.ـز.ن: وابني ذنبه ايه؟!
ردت عليها بغل: ذنبه إنك ابوه، عايزني أخلف من واحد زيك عايز تاريخك ينعاد
- بس أنا هتغير غلاتي. صدقيني
- امتى بكرة بعد الظهر، صمتت قليلا ثم قالت بكذب ولكنها ارادت ان تضغط عليه بأبنه...
اسمعني يا يحيى لو أنت عايزني اخلف ابنك واربيه بجد لازم تطلقني و مـ.ـا.تورنيش وشك، يا كدة يا اما أقسم برب العزة هنزله ولو منزلش هرمي نفسي من السطوح، نار الآخرة ولا نارك
يحيى بصدmة وانكسار رجل
- ليه عايزاة تحرميني منكم
غالية بنهيار نفسي فهي فقدت كل طاقة لها معه.
- ده الصح انا أبقى مـ.ـجـ.ـنو.نه رسمي لو وافقت اخلف و أربيه معاك بنفس البيت، أكيد هيطلع زيك بالضبط نسخة يحيى المصغرة النسوانجي الخمرجي لا صلاة، لاعبادة، عندك الكون كله أنت وبس
دmرتني، كان يوم أسود يوم مابقيت على اسمك، ودلوقتي بقولك أنا تعبت وجبت اخري ومش مستعده اني ابقى معاك يوم كمان
ليقول يحيى بختناق من ما سمع
- ده آخر كلامك عندك
- ايوه ده اخره وماعنديش غيره.
صرخ بها من عنادها: أنتي ليه كدة، ليه مش بتحسي بو.جـ.ـعي
- تعلمت منك الانانية وبقيت مفكرش غير بنفسي من عاشر القوم يا استاذ يحيى
ردت عليه بقوة: عايزة تطلقي عشان تاخدي ابني يربيه راجـ.ـل غيري
غالية بذهول: ايه الكلام ده راجـ.ـل ايه.
يحيى بغيرة قـ.ـا.تلة: اومال عايزة تطلقي ليه، ت عـ.ـر.في لو طلقتك ده يبقى معنا ايه، معنى اني لديك فرصة انك تعيشي حياتي مع راجـ.ـل غيري، بعد مـ.ـا.تمحيني منها وانا لو شفتك تمـ.ـو.ت قصادي فعلا مش هطلقك، هتمـ.ـو.تي وأنتي على ذمتي سامعة
غالية بحتجاج: بس ده ظلم
- ومش ظلم لما عايزاني استغنى عنك عشان تروحي لحـ.ـضـ.ـن غيري، وتنامي بسريره
- أنت ليه تفكر بالطريقة الوسـ.ـخة دي
- لأن مالهاش تفكير تاني، اسمعيني طـ.ـلا.ق مش هطلق.
حتى لو وقفتي على شعر راسك
لتقول بعدmا ابعدت نظرها عنه واخذت تنهج بتعب: اطلع من هنا مش عايزة اشوفك
- غلا، ما إن نطق اسمها المدلل حتى التفتت له برأسه بقوة ألمتها وهي تقول بنفعال
- اسمي غالية مش غلااااا، مش غلااا
يحيى بأصرار: لاء أنتي غلا بتاعتي غلاتي و روحي ودنيتي كلها، والله بحبك
- ومن الحب ماقــ,تــل يحيى، المقولة دي تنطبق عليك.
ليقول يحيى بتفكير ليكي يقنعها: طب شوفي ممكن اخدلك شقة تقعدي فيها أنتي وأمك ومصروف شهري يوصلك وكل طلباتك قبل مـ.ـا.تقوليها هتكون مجابه بس مـ.ـا.تمـ.ـو.تيش ابني حـ.ـر.ام هو مالوش ذنب، مش كفايه أنه ابني زي مابتقولي عايزة تظلميه اكتر من كدة ليه...
- أنت تقدر تاخده مني ببساطة
- ايوه أقدر أعمل كدة بس مش هاقدر ألاقي ليه أم زيك تربيه ع الصح والغلط، هااا اتفقنا.
غالية برفض: لا ماينفعش لأن كلامك ده كله اسبوع ولا تنين وهيروح والاتفاق هيتلغي
- وعد رجـ.ـاله مش هخليكي تشوفي وشي ربي لي ابني و بس...
- طب طلقني وأنا أوعدك كمان مش هتجوز
انتفض من جانبها واستقام بطوله وهو يقول
- لا طـ.ـلا.ق لااااا افهميها بقى، وبعدين انتي مش بتقولي إنك مش هتتجوزي خلاص اعتبري نفسك مطلقه ياستي مـ.ـا.تبصيش للبطاقة الشخصية عشان مـ.ـا.تشوفيش اسمي فيها، هااا قولتي ايه.
غالية بتردد فهي لا تثق به: مش عارف مش قادرة أثق فيك رابط جوازي منك بيخـ.ـنـ.ـقني
يحيى بتهديد حقيقي: يا اما كدة يا اما هاخدك غـ.ـصـ.ـب ع الشقة بتاعتنا اختاري، طيب جهزي اااء
ما إن استشعرت بصدق تهديده حتى قاطعته بسرعة وهي تقول: أنا موافقة إنك تاخدلي شقة نعيش فيها أنا وماما وهربي ابننا على الصح بس بشرط وشك ده مش عايزه اشوفه
يحيى بنبرة عـ.ـذ.اب: راضية إنك تعيشي متعلقه على إنك تعاشريني
- ايوه.
- طيب، هعملك اللي أنتي عايزاه بس والله ثم والله لو ابني نزل من بطنك حتى لو كان مالكيش دخل بكده هقلب حياتك جحيم
- أكتر من كدة تقلبها جحيم
يحيى بتهديد: كل اللي شفتيه مني لحد دلوقتي وأنا بحبك تخيلي بقى لما اكرهك هعمل فيكي ايه، ابني قصاد عيلتك كلهم، اتفقنا
- اتفقنا، ما إن قالتها حتى ابتعد عنها وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه بغضب ليقابل ياسين يجلس على مقاعد الانتظار ذهب نحوه وجلس الى جانبه بغضب أسود.
- ماله
- عنييييييدةةةةةة مش راضية تسامحني
ربت على كتفه وقال: اهلا وسهلا برفيقي الجديد بالحـ.ـز.ن
أبعد يحيى يد الآخر عنه وقال بنفعال
- ياسين أنا مش بهزر
- ولا أنا بهزر
- أنا عايزها ليااااا ليه مستكترة نفسها عليا ليه!
- هطلقها؟!
- لاء
- اومال هتجبرها عليك زي كل مرة
- لاء
- اومال ااااايه
- هوفر سكن ومعيشة كريمة ليها ولأمها قصاد انها تربيلي ابني
- هتقدر تشوف ابنك يتربا بعيد عنك.
- يمكن ده أحسن ليه في الوقت الحالي، ياسين أنا شفت باليومين اللي فاته حاجات دmرتني، انا تعبان
تعبان بطريقة غـ.ـبـ.ـية، تعرف نفسي اعيط بصوت
ياسين بسخرية: ده أنت هرينا عـ.ـيا.ط من الصبح
- عـ.ـيا.ط عن عـ.ـيا.ط بيفرق صدقني
تنهد بصوت مسموع ثم قال
- ولاد اللداغ مكتوبلهم الو.جـ.ـع
يحيى بهمس: و و.جـ.ـعي أنا ربي رزقني بحب وحدة حجر
ياسين بقصف جبهة: قال يعني أنت اللي حنين اوي ده أنت جبتلها وحدة من بنات الليل وحطيتها قصادها.
يحيى بختناق: يااااسين اسكت انا معرفش عملت كدة ازاي قال كنت عايزها تسبني قال ده كل ما افتكر يبقى عايز ادي نفسي بالجزمة القديمه
- تهورك هو اللي وداك في داهية مية مرة شاهين قالك ما تخدش قرارات بوقت غضبك بس يحيى المغرور اللي شايف نفسه يسمع الكلام ازاي مش عيب
- كفاية تقطيم بقى وقولي فين شاهين
- راح الوكر عشان اااء
قاطعة يحيى: اوعى حد يجي جنب سلطان أنا عايز اصلي دmه بنفسي.
ابتسم بتساع وقال: سلطان ايه، ده أنا عملت منه كفته مشوية ع الفحم
- يعني ايه
ياسين بلا مبالاة: يعني كـ.ـلـ.ـب وفطس
يحيى بستغراب: بالسرعة دي؟!
- واحنا من امتى بنسيب حقنا عند حد لتاني يوم
- طب شاهين راح الوكر ليه
- عايز يهد الوكر كله ويساويه مع الأرض
- أنت عارف معنى كلامك ده ايه...
- عارف
- وطالما عارف سايبه وقاعد قصادي ليه مـ.ـا.تروحله
- واسيبك ازاي، أنت ماشفتش نفسك الصبح ده أنا كنت هحجزلك بمصحه، قولت الواد راح مننا.
- واد بعينك احترمني
- أكتر من كدة احترام غلط ع الصحة، قالها وهو يضـ.ـر.به على خلف عنقه بقوة جعل الآخر ينهض بسرعه من مكانه واخذ يدلك مكان الو.جـ.ـع وهو يقول
- يخربيتك يدك تقيله اوي، قوم روح لشاهين يالا
- وأنت...
- أنا غلاتي معايا هعوز ايه يعني وحتى لو عوزت الحرس موجود لو احتجت لحاجة، بس شاهين
فتح أبواب النار عليه لما قرر أنه يهد الوكر
- أنا مع شاهين لااازم يتهد ده دmرنا ودmر عيلتنا كلنا.
- محتاج اننا نتحد ونشتغل ع النقطة دي ما ينفع شاهين لوحده
- ماشي هروحله وربنا يستر باللي جاي، بس لو حصلك حاجة ابقى بلغني
- تمام، ما إن قالها يحيى حتى أومأ له ياسين وذهب الى خارج المستشفى ليستقل إحدى سيارات الحرس بعدmا اعطاهم التوجيهات لحماية يحيى من اي غدر فهم هذه الأيام لا يعرفوا من اين سوف يتلقوا الغدر فعليهم الحذر
في أحد المناطق الراقية جدا والهادئة بالتحديد
بشقة شاهين.
في الصباح الباكر خرجت داليا من الغرفة لتجد زوجها الحنون يجلس على الاريكة
لتعود بذاكرتها لليلة أمس عنـ.ـد.ما زوجها بوقت متأخر امرهم بحملو امتعتهم كلها وجاء بهم الى هنا وليس هذا فقط بل كانت المفاجأة عنـ.ـد.ما سمعت البواب يقول بأن هذه شقة شاهين اللداغ
وما إن سمعت سيلين بأن هذا المكان خاص به حتى صعدت بسرعة على أمل ان تراه ولكن خاب املها عنـ.ـد.ما لم تجده...
أخذت تبحث بالمكان حتى وجدت غرفته لتتوجه نحو الدولاب واستخرجت ملابسه بلهفه وما إن استنشقتهم حتى حبطتت معنوياتها لأنها لم تجد الرائحة المطلوب منها
ثم توجهت الى مرأة الزينة بلهفة ما إن وجدت مجموعة عطور واخذت تستنشق واحد تلوا الاخرى تريد رائحة التي يستخدmها دوما...
لتسحب نفس عميق جدا عنـ.ـد.ما وجدت هدفها أخذت ترش بالهواء وتستنشقه بهيام ثم نثرت منه على ثيابها و على الوسادة ثم رمت نفسها على الفراش واحتضنت الوسادة وكأنها مـ.ـخـ.ـد.رة او مدmنة حقا
لتنزل دmـ.ـو.عها بشكل مفاجئ منها واخذت تبكي بحرقة وهي مـ.ـا.تزال مغمضة لتدفن وجهها بالوسادة أكثر فهي
لم تجد تلك الرئحة التي بحق تريدها، رائحة جسده.
الممزوجه بهذا العطر، تريد دفئ احضانه التي حرمها منه، تريد شااااهين الذي تغلغل بروحها قبل جسدها وامتلكها حرفيا بعقلها وقلبها وبكل خلية لها
لم تشعر بنفسها عنـ.ـد.ما ارتفعت نبرة صوتها بالبكاء المرير الا عنـ.ـد.ما سحبها والدها نحوه بعدmا رمى تلك الوساده بعيدا واحتضنها داخل اضلاعه بقوة يريد ان يبعد عنها حـ.ـز.نها...
فؤاده يتمزق عليها وما باليد حيلة، نظر لزوجته وابـ.ـنته الأخرى الذين كانوا ينظروا له بو.جـ.ـع على حالتها هذه...
سيلين التي عادت ليست نفسها سيلين التي يعرفوها
وكأن الاخر برمجها عليه فقط...
أشار لهم سعد بالخروج فنفذو مطلبه بهدوء واغلقوا الباب عليهم ليشـ.ـدد هو من احتضانها وهو يقول.
- سيلين كفايا تو.جـ.ـعيني عليكي ده، بنوتي الحلوة راحت فين أنا عايزها، ارجعيلي ياقلب ابوكي بلاش تمـ.ـو.تيني بالحيا، سااااااااامحيييييني لأني مقدرتش احميكي سامحيني
- بابااااا انننننننننننن، نطقت اسم والدها بختناق شـ.ـديد ثم اخذت تأن وهي تخبئ وجهها بحنايا صدره الحنون
رجف فم سعد وهو يقول بغصة ودmـ.ـو.ع انهمرت عليها: هششششششش ياروح ابوكي هششش ياعـ.ـذ.ابه
قضت الليلة السابقة بهذا الشكل حتى غفت بدmـ.ـو.عها.
مر بعض الوقت عليهم وهذا بهذا وضع حتى غفت وهي تشهق ودmعتها على وجنتها اما سعد لم ينام كان يفكر وهو يملس على شعرها بحنان وما ان اشرقت الشمس حتى قبل رأسها بقبلة طويلة ثم ابتعد عنها بهدوء وخرج
وما إن جلس بالصالة حتى وجد زوجته ايضا تخرج من إحدى الغرف لتقترب منه وهي تقول
- سيلين عاملة ايه
- سيلين مابقاش منها غير اسمها، أنا بناتي ادmروا
- والحل ياسعد
- الحل هو زي ماقولتي لازم نسيب هنا
- هنروح فين.
- أرض الله واسعة
- ايوه بس ميرال لسه الزفت التاني معند ومش راضي يبعتلها ورقتها، سايبها متعلقه وهي مطلقة
- أنا هاخدهم دلوقتي ولما ترجع لنفسها هي والتاني يبقوا يعملوا اللي عايزينه
- حتى لو قرروا انهم يرجعوا ليهم
- يرجعوا لمين؟! دي نجوم السما اقربلهم من الكلام ده، ده أنا ماصدقت انهم رجعوا لحـ.ـضـ.ـني، قومي جهزي فطار وصحيهم عايز نطلع من هنا ع الساعة عشرة كدة
- ايوه بس ماقولتليش هنروح فين
- بقي فيا.
- حاضر يا حبيبي، قالتها وهي تنحنى وتقبل يده ثم نهضت وذهبت لتفعل ما يريد وبالفعل لم يمر سوا ساعتين فقط وهم يخرجون من مدخل العمارة ليتوجه نحوهم البواب بسرعة وهو يقول بترقب
- في ايه يابيه محتاجين حاجة
- ايوه
- أأمر يابيه.
- خد المفاتيح دول ورجعهم للباشا بتاعك وقوله بيقولك سعد الجندي ده اخرنا معاك، قالها وهو يرمي له المفتاح كاد ان يتكلم البواب إلا أن سعد منعه من ذلك عنـ.ـد.ما تخطاه مع عائلته التي كانوا يلتزمون الصمت
- عنك يابابا انا هسوق أنت تعبان، قالتها ميرال وهي تأخذ منه مفاتيح السيارة وذهبت نحو مقعد السائق بعدmا وضعوا حقائبهم بالصندوق.
جلس سعد الى جانب ميرال وداليا بالخلف اما سيلين كانت تقف ممسكه الباب بيده وهي تنظر للعمارة بنظرات خاليه من الروح...
التفتت نحو والدتها التي قالت
- يالا ياسيلين اركبي
تنهدت ثم عادت تنظر العمارة وكأنها تودع كل شئ من اثره، وما إن كررت داليا ندائها عليها حتى ابتلعت لعابها الجاف وصعدت معهم بجسدها فقط
لتسند رأسها على النافذة بخمول واخذت للخارج بخواء ما إن تحركت السيارة لا بعد نقطة عن هنا.
بالوكر بالتحديد بالقبوا الخاص بتجمعاتهم
كان يقف أمام الخزانة الرئيسية وهو يخرج الأوراق منها ويضعها بالحقيبة السوداء الخاصة به
- ايه اللي جابك، قالها الهجين بعدmا رفع رأسه نحو الدرج ما ان وجد ياسين يدخل عليه وهو يقول: يحيى أصر إني اجي واقف معاك قال أنه كويس
. إلا قولي أنتشر خبر مـ.ـو.ت سلطان ولا لسه
- أكيد دلوقتي في بداية انتشاره، صح كل اللي حولينا من رجـ.ـالتنا بس أكيد في منهم مدسوسين
- أنت بتشك في كل حاجة.
- الحذر واجب...
- طلقت سيلين ليه...
- أنت مش شايف اللي احنا في كان لازم أبعدها من النار اللي هتولع فينا
- ايوه كنت تقدر تحميها بنفسك
- هبقى بين ناري وممكن تتأذى ماينفعش يكون عندي نقطة ضعف لانها هتستهدف أكيد
- كنت تقدر ترجعها لسعد من غير طـ.ـلا.ق
- اااااانت عايز مني
- طلقتها ليه
- لاني مقدرش أحط عيني بعينها بالوقت الحالي أنا دmرتها ودmرت عيلتها كلها وبالاخر طلعت بـ.ـنت عمي
بـ.ـنت ماهر، وأنت عارف ماهر بالنسبالي ايه.
مقدرتش أخليها قصادي واضحك معاها واتكلم عادي
بعد كل اللي عرفته، كان لازم ارجعها زي ما اخدتها
- هتقدر تعيش من غيرها
- مش يمكن أمـ.ـو.ت ما الأيام الجاية نار وشرار، الكل هيطلع نابه لينا خايف على نفسه لنتخلص منه زي سلطان...
- بعد الشر عليك، فعلا بمـ.ـو.ت سلطان بقى اللعب ع المكشوف والكل بقى يغدر بكره من الخـ.ـو.ف دي حتى زينة راحت لعدونا وتحامت فيه خايفة مننا.
قالها ثم نهض و وقف أمام أخيه لينظر الى عمق الجـ.ـر.ح الواضح بعينيه ليقول
تعرف لما شفت حالتك دي يا هجين وحرقة قلبك على سيلين ببقى عايز أروح أطلع سلطان وأرجع أولع فيه من تاني، قلبي لسه مابردش، أول مرة أكون رحيم مع اللي قصادي زي كدة، حاسس إن مـ.ـو.ته دي مالاقش بعمايله، كان لازم أعلقه ع بوابه الوكر واقعد اقطع بلحمه زي الدبيحة بسكينه تكون تلمه واستمتع بصريخه
رد عليه شاهين بتهكم: قلبك طيب اوي يا ياسين.
ياسين بحـ.ـز.ن هو الاخر: انا قلبي اللي بتقول عليه
ده عمري ما حسيت فيه غير معها هي بس...
شاهين بستفسار- ناوي على ايه معاها
ياسين بتمنى طفل عاجز عن الوصول لما يريد: عايزها
- وهي
- مش طايقاني، بس هتروح مني فين وراها وراها، اووووف، يا بقى ياسين يحصل فيه كدة. صحيح الحب بهدلة، اما اقوم اشوف الرجـ.ـاله برا بيعملوا ايه...
كاد أن يعود على عمله بجمع الأوراق إلا أن هاتفه رن وما كان المتصل سوا البواب الذي ما إن أجابه حتى شعر روحه تنتزع منه عنـ.ـد.ما اخبره الآخر بذهاب نصفه الآخر لنقطة غير معلومه
أنزل الهاتف عن أذنه ببطئ ثم مسح وجهه بسرعة ما إن خانته دmعة ليقول مع نفسه
- كدة أحسن ليها وليا...
بعد مرور خمس سنوات.
↚((، بعد خمس سنين، ))
المكان، أسكندرية...
الوقت في إحدى ليالي ديسمبر البـ.ـاردة لا بل شـ.ـديدة البرودة، الأجواء كانت مخيفة صوت الرعد يرج الأرجاء مع أمواج البحر الهائجة غضبا
يليه كثرة الناس على الأرصفة وأصواتهم وهم يركضون باتجاهات مختلفة يريدون الأختباء من حبات المطر التي تجعل جسدهم يقشعر مع مزامير السيارات في الشوارع المزدحمة...
كان الوضع عبـ.ـارة عن فوضى في فوضى حرفيا كما في داخل تلك التي تقف أمام النافذة وتشاهد كل هذا بصمت قـ.ـا.تل...
رفعت كوبها الكبير وارتشفت منه القهوة بهدوء ممـ.ـيـ.ـت ثم أنزلته لتحتضنه براحتيها وأخذت تستشعر حرارته وهي ما زالت شاردة بالأجواء الخارجية
وكأنها متعجبة فهي لأول مرة ترى شيئا يعبر عنها
ولو لدرجة بسيطة ولكنها تقسم كل هذا الضجيج لا يأتي بمقارنة مما في داخلها، على مايبدو هذا الشتاء قارسي المناخ ومزاجي.
خرجت من شرودها و رفعت حاجبيها والتفتت للخلف ما إن سمعت صوت قفل الباب الرئيسي للشقة يفتح، وضعت كوبها على الطاولة وهي تبتسم بحب عنـ.ـد.ما وجدت عائلتها تدخل ليليه صوت تلك الشقية التي تذوب عشقا بها وهي تركض نحوها وتقول
- مااااامي، حشـ.ـتـ.ـيني و
انحنت نحوها واستقبلتها بذراعين مفتوحتين لتحملها باحتواء و اخذت تقبل وجنتيها الناعمة بقوة ثم نظرت لوالديها الذين جلسا على الأريكة بتعب.
انتقلت بنظرها لأختها وقالت باستفسار بعدmا جلست هي ايضا
- اتأخرتم كدة ليه...
لتقول سيلين بتعب هي الأخرى
- بسبب العفريتة اللي بحـ.ـضـ.ـنك دي...
- يوووووه أنا مش عفريته أنا إنسانة، قالتها بتذمر لذيذ وهي تزم شفتيها
سيلين بعصبية من شقاوتها التي لا تنتهي
- قصدك حـ.ـيو.انة
نظرت سيلا الى ميرال وقالت بطريقة جميلة
- شفتي يا مامي سيلين بتقولي ايه.
سيلين بغـ.ـيظ: بقى ميرال مامي وأنا اللي شلتك في بطني تسع شهور تقوليلي يا سيلين هي دي آخرة تربيتي يامقصوفة الرقبة
ردت عليها بتذمر
- ماشلتنيش لوحدي في بطنك كان سعد معايا
ضحك الجميع عليها وعلى طريقتها بالكلام ثم
قالت ميرال وهي تنظر لذلك الصغير
- حبيب خالتوا ده شكله تعب خالص
سيلين بتأكيد: طبعا هيتعب طول ما طلبات الست سيلا اللي ماكنتش تخلص بالمول، عايزة من ده وده لا ده وحش وده مش عارفة ايه...
- إيه ده! هو مش عيد ميلادي بكرة ومن حقي أدلع
- وعيد ميلاد أخوكي كمان بس أنتي خدتي كل حاجة على ذوقك أنتي
- ما أنا سألته وقولتله ترضى إني أشتري كل الحاجات على ذوقي وهو وافق، احنا توأم يعني واحد
- طبعا هيوافق هو ييجي ايه جنبك ده لو اعترض تاكليه باسنانك المبرد ده
- لاء هو وافق عشان بيحبني، ما إن قالتها حتى ابتسم سعد الكبير بحب لذلك الذي يغفو على صدره وأخذ يملس على شعره الناعم وهو يقول.
- هو في زي حنية سعد...
- هو يعني أنا اللي وحشة يا جدو ولا عشان اسمه زي اسمك
سيلين بتنهيدة: سيلاااااا احنا مصدعين فبلاش اسطوانة كل يوم وتدوشينا برغيك
قالت داليا بحنان: سيبيها دي أحلى حاجة فيها
نظرت سيلا بزعل لوالدتها وقالت بدلال وهي تؤشر على نفسها بسبابتها الصغيرة بمنتهى البراءة
- أنا رغاية يامامي، أنااااااا روحي خلاص أنا مخصماك، ربنا يسامحك.
أشاحت سيلين بيدها وقالت بلامبالاة: أحسن وياريت تفضلي زعلانة كدة كتير هااا طولي شوية بزعلك
زادت بلوية شفتيها وفتحت عينيها باندهاش وهي تقول باختناق طفيف- وتهون عليكي سيلا حبيبتك
- جدا، خاصميني بقا أوعي تصالحيني، ما إن قالتها سيلين حتى نزلت سيلا من حـ.ـضـ.ـن خالتها بسرعة وذهبت نحو والدتها واحتضنتها وهي تقول بلهفة
- لااااا أنا بحبك
ابعدت سيلين وجهها للجهة الأخرى بزعل مصطنع وهي تحاول ألا تضحك أمامها لتقول.
- وأنا مش بحبك
رفعت سيلا جسدها للأعلى قليلا و وضعت كف يدها الصغير على وجه والدتها وأدارته لها وما إن نظرت الى عينيها حتى قالت بجمال لا يوصف
- حبيني، ده أنا سيلا
- اااااخ منك اااااخ، قالتها وهي تعض أصابعها بقوة من شـ.ـدة جمال تلك العفريته ثم احتضنتها بحنان أم وأخذت تقبلها كثيرا تزامنا مع ارتفاع ضحكاتها الطفولية...
ثم نهضت و وضعتها على الأرض وضـ.ـر.بتها على أسفل ظهرها وهي تقول.
- يالا قدامي ع الأوضة عشان نغير هدومنا ونغسل سناننا وننام
- حاضر، ما إن قالتها وركضت لغرفتهم حتى تقدmت سيلين من والدها وحملت ابنها منه لتسند جسده الصغير على صدرها ثم دفنت أنفها بعنقه واستنشقت عطر طفولته بقوة وهي تتوجه للداخل
دخلت الى غرفتهم الطفولية لترى تلك العفريتة اخذت تغير ثيابها لتذهب هي نحو سرير ابنها وما إن وضعته وبدأت بنزع حذائه حتى وجدته فتح عينيه بنعاس شـ.ـديد وهو يقول
- ماما.
ابتسمت له وأخذت تلعب بشعره الحريري وهي تقول: ياقلبها أنت
سعد وهو يغمض عينيه ويفتحهما وكأنه يقاوم نعاسه وهو يقول: بكرة عيد ميلادي
- أيوه يا حبيبي العمر كله يارب، قالتها وهي تنهض وتأتي بثيابه وأخذت تساعده بتغيير ما عليه لتتجمد يدها عنه ما إن قال
- عايز تديني صورة بابي أشوفها
ركضت نحوهم سيلا وقالت بحماس
- أيوه يامامي عايزين نشوف صورة بابي
سيلين بتهرب: ماعنديش صورة ليه يا حبايبي...
سعد بضيق طفولي: أزاي ماعندكيش
سيلين بتـ.ـو.تر: ضاعو مني
سعد بإصرار: طب هييجي امتى من السفر
- معرفش و يا لا ناموا مش وقت الكلام ده وبعدين أنت إيه اللي صحاك مش كنت نايم
- هو ليه لما نسألك على بابا مـ.ـا.ترديش، أنا كبرت بكرة هبقى أربع سنين، عايز أشوف بابا أنا ولا مرة شفته
قولتيلي لما تكبرو هتعرفو وهييجي وماجاش
- سعد حبيبي اااء
قاطعته تلك الشقية وهي تقول.
- طب كلميه وا عـ.ـر.في هيرجع امتى وقوليله سيلا بتحبك وبتقولك تعالى بسرعة
نظرت سيلين لأبنها الذي أنزل رأسه بحـ.ـز.ن وصمت لتقول وهي تقرصه من وجنته بخفة
- وأنت ياحبيبي مش هتقول قوليله بحبه
- أحبه ليه وهو سابنا...
- كم مرة قولت أنه ماسبناش هو سافر شغل و دايما بيتصل يسأل عليكم بس أنتم بتكونو نايمين وكل شهر بيبعت ليكم هدايا.
- كان يقدر يشتغل هنا وكان يقدر يتصل واحنا صاحيين بس هو مش بيحبنا يبقى أنا كمان مش بحبه ومش عايز حاجة منه لا هدية ولا غيره
ما إن قالها ذلك الطفل بحـ.ـز.ن ممزوج بعناد حتى تنهدت سيلين بصبر طويل ثم قالت
- وطالما مش بتحبه وزعلان منه أوي كدة عايز تشوفه ليه
- نفسي أشوفه كل صحابي بالنادي عندهم أب إلا أنا.
انعصر قلبها ما إن سمعت ما يقوله بهذه الطريقة لترد عليه بسرعة: ليه بتقول كدة ياحبيبي هو بابا سعد مش معاك دايما، ده كمان أبوك
تدخلت سيلا برفض: لا جدو سعد ده باباكي أنتي احنا عايزين بابانا احنا
سيلين بعصبية: وبعدين بقى أسكت واحد يتكلم التاني...
كادت أن تتكلم سيلا إلا أن سيلين قالت لها بحدة
- ماسمعش صوتك يالا على سريرك، وأنت التاني نام يالاااا
نهضت من مكانها وأخذت تدثرهم بالغطاء ثم أطفأت.
النور عليهم وخرجت متوجهة الى غرفتهم هي وميرال...
وما إن دخلتها حتى أغلقت الباب بقوة ثم أسندت ظهرها عليه وأخذت تنزل ببطئ للأسفل حتى جلست على الأرض وهي تبكي بحرقة وما إن زاد بكائها وارتفع صوتها
حتى قالت ميرال بسخرية مريرة
- عـ.ـيا.ط ماقبل النوم
رفعت سيلين رأسها بفزع ومسحت دmـ.ـو.عها وهي تقول: أنتي هنا
ذهبت نحوها وجلست أمامها على الأرض وهي تقول: لا هناك، وبعدهالك كل يوم عـ.ـيا.ط هتنسي امتى.
أوعي تكوني مفكرة إني مش بسمع عـ.ـيا.طك كل ليلة
انسي، لازم تنسي
سيلين بانفعال وآثار الدmـ.ـو.ع واضحة على وجنتيها أما عينيها فكانت شـ.ـديدة الاحمرار
- انسى ااايه، أنا لو نسيت ولادي هيفكروني...
أنتي مفكرة إني ببكي عليه، أنا ببكي على نفسي
عارفة يعني إيه أخلف وأنا حاسه إني عاملة حاجة غلط، مين يصدق إني أتجوزته فعلا.
أنتي مت عـ.ـر.فيش حصلي إيه لما عرفت إني حامل وخصوصا قبلها كان بابا راح المحكمة عشان يرفع قضية طـ.ـلا.ق، طلع مافيش جواز أصلااااا، ت عـ.ـر.في ده معنى إيه، ت عـ.ـر.في احساسي كان إيه
نظرت لها ميرال بحـ.ـز.ن على حـ.ـز.ن الأخرى
- حبيبتي ليه بتعيدي اللي راح...
- لأنه ما راحش، سابلي ذكرى بدل الوحدة تنين.
كبروا وعايزين باباهم، بيسألو عنه كتير وخصوصا سعد متأثر بالموضوع ده أوي وعقله أكبر من سنه بكتير، ليل نهار بيفكر أبوه ليه مش موجود معاهم ليه مش شايفينه. كل العيال همهم الأكل والشرب إلا عيالي همهم أبوهم هيرجع امتى ومهما أحاول أضحك عليهم ماينفعش
- قولتلك روحيله من أول يوم عملنا فيه فحص الحمل
خليه يعرف أنه هيبقى أب بس أنتي عندتي.
- كنت هجري عليه وهكون أسعد وحدة لأني شايلة أطفال منه بس كل حاجة حلوة ليه عندي أتكـ.ـسرت لما عرفت إنه مافيش أي إثبات لجوازنا حتى عقد عـ.ـر.في مافيش
سابني كدة قدام الريح وراح، بأكتر وقت احتاجته فيه مالقتهوش، غدرني، وخلاني أحس بإحساس الرخص...
قطبت ميرال حاجبيها بضيق من الأخرى فهي تعـ.ـذ.ب نفسها بهذا الشكل: سيلييييييين وبعدين بقى...
كفاية تعيدي اللي فات لأن كل ما تعيديه هتتو.جـ.ـعي نفس الو.جـ.ـع اللي تو.جـ.ـعتيه زمان.
ابتسمت بانكسار وهي تقول: فاكرة زمان لما كنت بتريق ع اللي بيحب وكنت شايفة نفسي ازاي، وكنت بقول مستحيل أسمح لحدا يأذيني بكلمة...
شفتي حصلي ايه دلوقتي
نهضت ميرال من مكانها وذهبت لسريرها وهي تقول: قومي اغسلي وشك ونامي بكرة عندك شغل اللي فات مـ.ـا.ت ومهما تكلمنا عنه مش هيجينا منه غير الو.جـ.ـع
- أنتي ردك هيكون ايه على الدكتور عمر هتوافقي
عليه، ما إن سألتها سيلين حتى التفتت لها وقالت
بانزعاج من هذا الموضوع.
- أوافق إيه بس، انا صح اطلقت من سنين بس لسه بنظر القانون مـ.ـر.اته مافيش ورقة طـ.ـلا.ق تثبت إني أتحررت منه
- وساكته ليه لحد دلوقتي، مستنية ايه، مـ.ـا.تطلقي رسمي منه وشوفي حياتك أنتي كبرتي دخلتي ب33 سنة
- ما أنتي عارفة أنا كنت ناوية أعمل كدة بس لما جينا هنا ولحد ما استقرينا ولقينا شغل كان وقتها أنتي حامل ورافضة تقولي لشاهين ولو أنا رفعت قضية كان هيعرف مكانا وقتها
- والحل إيه هتفضلي كدة.
- أكيد لاء، أصلا أنا كنت ناوية أكلم بابا بالموضوع ده، وأهو جا الوقت إننا ننهيه، مش عشان لا عمر ولا غيره، أنا رافضة إني أدخل راجـ.ـل بحياتي تاني
- ليه، مـ.ـا.تقولي لأنك لسه بتحبيه
ميرال بنفي وجمود: لاء، بس كل الحكاية إني عايزة أعيش لنفسي كفاية أوي اللي عملته فيها...
- مش عايزة تبني عيلة...
- عيلتي أنتم، و ولادك ولادي، صمتت ثم ابتسمت بخفه ثم أكملت بمرح باهت. دي حتى بـ.ـنتك بتقولي يامامي أكتر منك...
- عشان وا.طـ.ـية زي خالتها قامت وسابتني قاعدة بالأرض، تعالي قوميني، قالتها وهي ترفع لها ذراعها لتسحبها الأخرى وما إن استقامت أمامها حتى
دفعتها عنها بهزار وهي تقول بعدmا ذهبت تغير ثيابها هي الأخرى
- اوعي كدة مقدرتش أعيطلي شوية بسببك دايما كاتمة على نفسي بفلسفتك دي...
- تصبحي على خير، قالتها ميرال وهي تبتسم لها ثم استلقت ودثرت نفسها جيدا بالغطاء و أخذت تهسهس فورا بالآيات القرآنية القصيرة وكلما انتهت منهم تعيدهم مرة أخرى وبقت على وضعها هذا حتى نامت
فهذه هي حيلتها مع نفسها تفعل هذا دائما لتمنع نفسها بالتفكير القـ.ـا.تل الذي ممكن أن يصيبك ما قبل النوم
في القاهرة
في إحدى الفلل الراقية تحديدا بالصالة.
كانت تقف بكامل أناقتها أمام إحدى الزوايا المخصصة للمشروبات الخمرية بكل أنواعها...
أخذت تسكب نوعها المفضل بداخل كأسين ثم بدأت تضيف مكعبات الثلج عليهم وما إن انتهت حتى التفتت وذهبت نحو ذلك الذي كان جالسا على الأريكة وهو فاردا ذراعيه باسترخاء على ظهر الاريكة
ولكن اعتدل وأخذ منها كأسه عنـ.ـد.ما وجدها جلست إلى جانبه لالا بل كانت ملتصقه به حرفيا لدرجة كل من يرى يقسم بأنها تجلس بأحضانه
همست لها بعذوبه: تفضل.
أخذ يتفحص جسدها بجراءة وهو يقول بتنهيدة: عليا النعمة اللي يشوفك يقول بنهاية التلاتينات
مين بس يصدق إنك أنتي دخلتي ال 55 سنة
كرمشت معالم وجهها وهي تقول
- طب ليه السيرة دي ما كنت ماشي كويس
سحبها نحوه أكثر وقال: زعلتي يا فرسة
- طبعا هزعل أنت كل لما نقعد مع بعض تقولي أنتي عندك كام سنة
- ياااا زيزي ده إن دل على شيء بيدل على إني مش مصدق سنك، دي ولا أجدعها بت تلحقك بجمالك.
أبعدته عنها بضجر ثم قالت: وحياتك ولا بذكائي هتلاقي زيي، أنت شكلك نسيت إن أصلا القوبها دي كلها اللي احنا فيها دي وحتى البدل الحلوة اللي بتلبسها كل يوم أنا السبب فيها، لولايا زمانك اتفرمت من الهجين زي ما فرم الكل بعد مـ.ـو.ت سلطان...
- الهجين، قالها بغل وهو يرفع الكأس لفمه وأخذ يحتسي شرابه ببطئ ونظراته شاردة في اللاشيء لترد عليه الأخرى
- أيوة الهجين...
رفع حاجبه وهو يدير وجهها له وقال.
- لسه بتحني ليه، وبتفكري فيه؟!
- طبعا مش أنا اللي ربيته
ضحك دون صوت ثم قال بسخرية: قلب الأم ياعيني عليكي، والأم اللي جواكي ازاي قدرت تتـ.ـحـ.ـر.ش بضناها وتغريه
- اغري ايه أنت كمان، ده أنا رحتله من كل السكك اللي ممكن تدخلها الست لراجـ.ـل وبردو مانفعش لدرجة شكيت أنه فيه حاجة، ده لو كان حجر صوان كان لان معايا إلا هو معند ورافض حتى يبصلي.
- قصدك بيفهم مالوش بالرمرمة، ما إن قالها بهمس وهو يشرب شرابه حتى ضـ.ـر.بته على كتفه بقوة وهي تقول
- طب ليه الغلط يا ولا، بلاش تزعلني يافتحي أحسلك أنت مش قد زعلي...
- خلاص أسحب كلامي بلاش تقلبيها نكد الليلة وتنهيها بخناقة
نظرت له بعدm رضا ثم تنهدت وقالت: سيبك من كل ده وقولي أخبـ.ـار البضاعة ايه وصلت ولا لسه...
- على وصول
- ااايوه وطالما على وصول خلي الكل يفتح عنيه أكتر.
أنا مش ناقصة خسارة تانية كفاية أوي البضاعة اللي غرقت بالبحر، ده زمانه السمك تكيف على حسابنا
فتحي بضجر: نعمل إيه والهجين حاطتنا بدmاغه
ده قلب علينا الطربيزة المرة اللي فاتت وخلانا نلف حوالين نفسنا ومعرفناش راسنا من رجلينا، وكل ده حصلنا بسببك، قولتلك بلاش نتحداه بس أنتي أصريتي تضـ.ـر.بيه بشغله واحنا مش قده
زينة بعناد- ومش هسيبه بحاله أبدا، أنا عايزاه يجيلي راكع...
- هو صحيح ترك الكار بعد مصفاه ابن اللذينا...
تخيلي واحد محى وكر الأفاعي وفروعه الرئيسية لوحده، فيه اللي ضـ.ـر.به بشغله لحد ما خلاه ع الحديدة، و في اللي سـ.ـجـ.ـنه وفي اللي قــ,تــله وأنتي الوحيدة اللي كبر عقله منك وإلا كان محاكي من أول ماهـ.ـر.بتي من الوكر بفلوس سلطان وأسراره
- ماهو كان لازم أهرب أنت ماشفتش هما عملوا ايه بسلطان، في يومها الكل أعلن ولائهم لشاهين
ابن سامر اللداغ لعبها صح وخلى رجـ.ـا.لة الوكر كلهم.
بجيبه الصغير...
رد عليها بعدmا ابتسم بسخرية من ماسمعه منها
- و بعد ده كله عايزاه يجيلك راكع، ده أنتي أحلامك عايزلها أحلام عشان تتحقق...
- لازم يجيلي مش هسيبه لغيري
- ياستي حلي عنه احنا ماصدقنا أنه أتشغل دلوقتي بشركته اللي فتحها هو واخواته كفاية لما آخر مرة رحتيله وساومتيه على نفسك يا إما يتجوزك يا إما هتبلغي أعدائه إن طليقته هي نقطة ضعفه، ده أنتي لو ناوية تنتحري ماكنتيش قولتي كدة...
زينة بغيرة: مـ.ـا.تجبليش سيرتها، قضيت عمري كله أتمنى نظرة منه وفي الآخر ألاقيه مـ.ـجـ.ـنو.ن بواحدة تانية وقال إيه
مايقولش عليها غير ياعشق الهجين، اللقب ده أنا اللي أستحقه مش هي، أنا اللي بعشقه وبمـ.ـو.ت فيه مش هي، أنا زينة اللي محدش قدر يهزني هو من أول يوم شفته فيه وكان لسه مراهق دخل عقلي
ليقول فتحي بضجر: بتحبي فيه إيه ده، ده قفل ميعرفش يتعامل مع الستات، إيه اللي شـ.ـدك ليه.
- راجـ.ـل، ما إن قالتها بابتسامة حالمة لا تليق بسنها حتى رد عليها الآخر باستنكار
- نعم ياختي، راجـ.ـل! واللي قاعد قصادك ده إيه رجل كنبه ولا إيه
- يافتحي أنا قلبي مالهوش بالصغيرين اللي زيكم
احنا نستمتع مع بعض آه، بس تملى عيني لاء
رمى فتحي كأسه بغضب على الأرض ليصدح صوت الكـ.ـسر بالمكان ثم سحب زينة من مقدmة فستانها نحوه وهو يقول
- بقى أنا مش مالي عينك.
نظرت له برغبة وقالت ببرود متعمد: لاء مش مالي عيني هتعملي إيه يعني
- هعمل كدة، قالها وبحركة سريعه مزق مقدmة فستانها إلى نصفين ثم انقض عليها بغضب شـ.ـديد
في صباح فجر اليوم التالي، كانت الساعة مازالت مبكرة جدا، اي مايقارب الخامسة ونصف...
كان يقف بسيارته أمام إحدى المستشفيات الحكومية، ينتظر خروجها بفارغ الصبر
يريد أن يراها، يرى طلتها التي تأسره...
بقي على وضعه هذا ما يقارب النصف ساعة ليعتدل.
بجلسته بلهفة ما إن رآها تخرج مع زميلتها من داخل المستشفى
شغل محرك سيارته وذهب وتوقف أمامها قبل أن تتخطى الشارع للجهة الأخرى وما إن أنزل النافذة حتى أمرها: اصعدي
نظرت هدى الى صديقتها التي استأذنت منها وذهبت لمنزلها لتبقى هي وحيدة أمام مصيرها المكروه هذا
ليكرر حودة أمره بحدة أكبر: بقولك اصعدي
- هو أنت مش هتبطل مني بقى وتسبني بحالي.
- لاء، واركبي يالا والا حابة أنزلك بنفسي أفتحلك الباب، صمت ينتظر منها التنفيذ وما إن رمقته برفض حتى صرخ بها بصوت عالي نسبيا هاعد من واحد لتلاتة لو ما ركبتيش هنزل أجيبك من شعرك
تأفأفت وهي تضـ.ـر.ب الأرض بقدmها ثم فتحت الباب وما إن استقرت الى جانبه حتى انطلق بها نحو منزلها بصمت
ولكنه أخذ يتنفس بغضب كبير ما إن سمع صوت بكائها الصامت. ليقول: بتعيطي ليه أنا عملتلك إيه عشان تعيطي...
- مش بطيقك يا أخي.
- أناااا مش أخوكي، ومش بتطقيني ليه. كل ده عشان خليت حبيب القلب يسيبك. لو كان بيحبك بجد ماكنش سابك
هدى بهجوم: حسين كان بيحبني وأنا بحبه، وجه خطبني، بس منك لله عملت في ايه عشان يسيب مصر كلها ويهاجر أكيد هددته أتوقع ايه من واحد زيك، أصلا أنا ماشفتش خير من يوم ماشفتك
كان يوم أسود، سنين وأنت بتلاحقني وبتأذيني، حل عني بقا
- خطيبك اللي فرحانه فيه ده أنا مهددتوش يا حلوة.
أنا بس عرضت عليه عرض مغري شوية وهو أنه يروح يكمل ماجستير برا وشغل يقبض منه باليورو قصاد أنه يسيبك ليا، عارفة عمل إيه لما قولتله كدة...
- مش عايزة أسمع، أنت كـ.ـد.اب، قالتها وهي تضع يدها على أذنيها برفض لسماعه حركتها هذه استفزته كثيرا ليسحب يدها للأسفل بقوة وهو يقول بغضب
- أنا مش كـ.ـد.اب بس أنتي اللي مش عايزة تصدقي.
هو وافق بلحظتها حتى مافكرش ولا تردد وبنفس اليوم فسخ خطوبته منك، و دلوقتي ممكن تقوليلي فين حبه ليكي، ده لو كان راجـ.ـل تاني عنده غيرة على عرضه كان ضـ.ـر.بني بالبونية قبل حتى ما كمل عرضي بس ده ماصدق نفسه من الفرحة و
وافق بساعتها
غصت بالبكاء بحرقة و و.جـ.ـع على حبها الذي ضاع بلمحة عين بعدmا سرق منها أكثر من أربع سنين من عمرها، كانت مخدوعة فيه.
توقف حودة عن القيادة على جانب الطريق ثم سحب منديل ورقي ومده لها وهو ينظر للطريق و يقول بجمود: مـ.ـا.تعيطيش على واحد مايعرفش قيمتك
سحبت منه المنديل بضيق وهي تقول
- ماكنتش عارفة العـ.ـيا.ط ايه غير لما دخلت حياتي
نفسي أعرف أنت جايب طولة البال دي منين ده لو غيرك كان زهق مني وراح وخصوصا إني انخطبت رسمي لغيرك، وقتها قولت خلاص هينسحب بهدوء بس العكس حصل
- اللي بيعوز حاجة بجد مستحيل يجي يوم ويسيبها غير وهي في حـ.ـضـ.ـنه.
- ايوه بس أنا مش بحبك أغنيهالك يعني عشان تفهمها
ليقول حودة بضيق داخلي ولكنه حافظ على لا مبالاته المصطنعة: عادي يادكتورة مش مهم تحبيني، أنا أصلا مـ.ـا.تعودتش على أنه في حد بيحبني كفاية إني عايزك
مسحت دmـ.ـو.عها وقالت: وصلني البيت أكيد زمان أهلي انشغل بالهم عليا
أومأ لها برأسه ثم أعاد تشغيل المحرك وهو يقول
- أنا ملاحظ إن أهلك مدلعينك بزيادة وخصوصا أخوكي الكبير.
نظرت له باستغراب وقال: طبعا هيدلعوني مش بـ.ـنتهم الوحيدة وآخر العنقود
- ايوة بس ده بيدايقني
- وأنت مالك يدايقك ليه
- بغير عليكي منهم...
- نعم
- اللي سمعتيه، و خفي هزار مع ولاد خالاتك لاحسن
يوحشوكي
- أنت بتقول إيه، أنت مش طبيعي وبعدين بطل كلامك اللي كله أمر في أمر
انتظرته يرد عليها إلا أن ردة فعله كانت فعل وليس كلام عنـ.ـد.ما وجدته يسحب يدها اليسرى وقبلها واحتضنها داخل كفه...
حاولت هدى أن تسحب يدها منه وهي تقول بانفعال
- سيب ايدي
رفعها لثغره وقبلها للمرة الثانية ثم حررها بهدوء
ليكمل طريقه نحو منزلها والصمت أصبح سيد الموقف بينهم، وماهي سوا دقائق حتى وصل لمنطقة بسيطة ليست بالشعبية ولا بالراقية
وما إن توقف أمام العمارة القاطنة بها حتى عضت هدى شفتها السفلية بقوة ثم قالت: نفسي أعرف أنت ازاي قدرت تصاحب اخواني وتخليهم يثقوا فيك لدرجة أنهم يخلوك تجيبني وتوديني الشغل عادي كدة.
- هو أنتي مت عـ.ـر.فيش إني فهمتهم إني شغال سواق عشان كدة أنتي جزء من شغلي دلوقتي
- والله هاين عليا إني أروحلهم وأقولهم على حقيقتك
- اللي هي ايه
- إنك صـ.ـا.يع ومخادع وبتاع تلات ورقات واااء وااا
أخذت تتلعثم بكلامها ما إن وجدته التفت لها برأسه ورمقها بحدة جعلها تبتلع ما تبقى من حروف أعاد نظره للأمام وهو يقول بصيغة الأمر المعروفة
- انزلي يالا، ونامي وارتاحي، ولما أكلمك ردي عليا
- مش هرد هي مش عافـ.ـية.
- لاء عافـ.ـية، ما إن قالها بصوت غاضب وهو يضـ.ـر.ب الدركسيون براحته حتى نفخت وجنتيها بضجر ثم نزلت وفتحت الباب وأغلقته بكل قوتها وركضت لداخل العمارة...
أخذ حودة ينظر لأثرها وما إن اختفت حتى ابتسم بخفه وأخذ يرجع للخلف بهيام نادر، لا يظهر إلا مع تلك الفاتنة التي فتنته ولوعته بها لسنين
حرك سيارته وانطلق متوجها لمنزل غالية كما أخبره يحيى ليلة أمس
في شركة اللداغ في المكتب الخاص برئيس الشئون القانونية...
كان يجلس خلف مكتبه يدقق بنود العقود بدقة متناهية وما إن ينتهي من ورقة حتى يسحب ورقة أخرى وما إن ينتهي من ملف حتى يأخذ ملف آخر
لينطق بعد صمت طويل: بتبص عليا كدة ليه مـ.ـا.تقوم تشوف شغلك
ياسين بانزعاج: أنت ازاي عايش كدة، حياتك شغل في شغل ارحم نفسك
ترك شاهين مابيده ونظر له وقال: والشغل ده كله مين اللي يعمله
- الموظفين طبعا، أنت بتعمل شغلك وترجع تدقق حرف حرف من ملفات شغلهم.
أعاد نظره للملف وقال: العقود والأوراق دي ماينفعش نعتمد فيها عليهم لازم تدقق صح
- خلي مدير المكتب هو اللي يعمل كدة
- أراجعهم أنا للتأكيد، ما أنت عارف إني مش بثق بحد
وخصوصا في حكاية الشغل
- أنت كدة بتمـ.ـو.ت نفسك، لو بتحبها بالشكل ده ليه مش بتدور عليها. ليه؟
أغلق الملف و وضعه فوق الآخر وقال- ما أنت بتدور على مراتك بقالك سنين عرفت تلاقيها.
ضـ.ـر.ب فخذه بحرقة وهو يقول: ااااخ فص ملح وداب، يا ما نفسي أمسك سعد من رقبته وماسبهاش إلا لما أدفنه جنب سلطان، بقى يحرمني منها ويلوعني عليها بالشكل ده، ده أنا ماسبتش مكان ما دورتش فيه في لوس انجلوس...
رجع شاهين بجسده للخلف ليسنده بتعب وهو يقول: متأكد انهم سافروا هناك
- ايوه متأكد، ده أنا شفت كشف أسماء المسافرين بعنيا...
رفع طرف فمه بستنكار وقال: ازاي تقدر تسافر من غير موافقتك هي لسه مراتك بنظر القانون...
ياسين بحيرة: ماهو ده اللي هيجنني
- لأنك غـ.ـبـ.ـي عشان كدة ماقدرتش توصلها
- ليه بتقول كدة
- لأنه ببساطة هي مش برا مصر...
- بقولك شفت أسمائهم بنفسي من ضمن اللي سافروا
- مش يمكن يكون خدعة
- أنت كنت شاكك كدة من الأول صح
- ايوه، ما إن قالها ببروده المصطنع حتى انفجر به الآخر بغـ.ـيظ.
- وماقولتش ليه وأنت شايفني كل شهر والا شهرين بسافر هناك وأدور بنفسي ده غير رجـ.ـالتي اللي طلعت عينيهم على أنهم يلاقولي خبر منهم
رفع منكبيه وقال- ماقولتلكش لأنك ماسئلتنيش
- شاهين بلاش استفزازك ده هي الحاجات دي محتاجة سؤال...
- أنت اللي خدعك غرورك بنفسك لدرجة إن غباءك طغى عليك
- مقبولة منك، بس ايه
- ايه
- مش هتدور عليهم جوا مصر
تنهد بحـ.ـز.ن وقال بنفي: لاء.
- لاء ليه، معقولة نسيت سيلينتك، ولا خايف تلاقيها بعد الوقت ده كله تكون نسياك واحتمال تكون اتجوزت كمان وخلفت من جوزها وااااااه
تأوه بألم عنـ.ـد.ما ضـ.ـر.به الآخر بالتحفة الموجودة على سطح المكتب، أخذ ياسين يمسح على صدره بو.جـ.ـع وهو يقول
- يخربيتك، ما براحة ياعم، وبعدين لو بتغير عليها كدة ازاي هتتحمل لو طلع كلامي صح، سيلين عنيدة وقوية وممكن تتجوز بس عشان تأذيك.
- مـ.ـا.تقدرش تتجوز غيري، هي بنظر الناس لسه ما تجوزتش، وبنفس الوقت هي متجوزه بس مافيش ورقة تأكد كلامها...
نهض من كرسيه وهو يقول بصدmة: نهاااااارك اسودددددد أنت لسه ماثبتش الجواز...
- لا
ياسين بذهول: اااايه الجبروت ده، أنت ازاي تعمل فيها كدة وقال بيحبها قال أومال لو كنت حالف تأذيها كنت عملت ايه...
- كان لازم أضمن إنها مـ.ـا.تكونش لغيري حتى لو سبتها.
- أاااناني، أنا صح مش بطيقها بس أنت جيت عليها أوي بالنقطة دي، أنت كدة ماخلتش أي خط رجوع مابينكم، أنت مافكرتش بحالتها لما تعرف بده حيحصلها ايه
- لاء مافكرتش بده كله، غير إنها مـ.ـا.تبقاش لغيري
- تبقى تستاهل اللي هيجرالك منها ياهجين...
مشكلتكم أنت ويحيى إنكم مـ.ـا.تعلمتوش من غلطي واللي حصلي و آدي النتيجة واحد عايش زي المكنة للشغل بس والتاني هيمـ.ـو.ت وتبصله بنظرة رضا...
صمت وأخذ ينهج بضيق من أفعال اخوته فهو قد تعلم من درسه إلا أن الآخرين لم يتعظوا منه، ليقول بعد ما مرت ثواني من الصمت
عارف مشكلة ولاد اللداغ إيه، هو إنهم اعداء نفسهم
محدش يقدر يأذينا احنا اللي بنأذي نفسنا بنفسنا
أنا رايح لمكتبي وأنت خليك كدة أوعى تلين، وقال ايه بيحب ماهر عشان كدة مايقدرش يبص بعين سيلينا بعد اللي حصل، ده بدل مـ.ـا.تحتويها أكتر لأنها طلعت من لحمك ودmك...
اااسمع غلطة الشاطر بألف ياشاهين وأنت غلطتك هتدفعها أضعاف الشاطر ده
قال كلامه هذا ثم تركه وخرج مخـ.ـنـ.ـوق شوقا لتلك القاسية التي هجرته جسد دون روح...
أما شاهين أخذ يبتلع لعابه باختناق حقيقي والدmـ.ـو.ع ملأت عينيه حـ.ـز.نا لا أحد يفهمه لا أحد، لو بقت معه لتأذت، منه قبل أن تتأذى من غيره، هذا غير عـ.ـذ.اب ضميره تجاهها من كل ما افتعله بحقها كان يجب أن يحررها من سـ.ـجـ.ـنه لتعيش وتعود لحياتها السابقة.
أغمض عينيه بسكون وما إن تخيل طيفها يحوم حوله لتقبله من فكه حتى نزلت دmعه منه بهدوء ليهمس لها وكأنها موجودة فعلا
- حشـ.ـتـ.ـيني و ياعشقي
رفع يده ودعك وجهه بقوة ثم نهض وهو يحمل متعلقاته الشخصية وخرج من مكتبه لا بل من الشركة بأكملها متوجها للمزرعة الخاصة به
يريد أن يذهب ويرمي نفسه بذكرياتها التي تحاوط ذلك المكان بكل زاوية منه
مساء بشقة صغيرة ولكنها جميلة ودافئة ذات تصميم راقي جدا ولكنه بسيط...
- وبعدين بقى خيلتيني، قالتها والدة غالية وهي ترى ابـ.ـنتها تأخذ الصالة ذهابا و إيابا لترد عليها الأخرى
- هما تأخروا كدة ليه، يكونش وعي بحته كدة ولا كدة ويحيى مخبي عليا عشان كدة لسه ماجابهوش
- بلاش وسواس اتعوذي من الشيطان الرجيم يابـ.ـنتي
دي مش اول مرة يعني يروح مع أبوه وبعدين ده بيمـ.ـو.ت فيه أنتي مش شايفة أنه متعلق فيه قد إيه
- وده اللي مخـ.ـو.فني
- ليه خايفة ياقلب أمك أنتي.
- خايفة ياخده مني ويضغط عليه فيه عشان أرجعله
- وأنتي ليه تخليه يعمل كدة وتوصلو للمرحلة دي
ما ترجعيله وتلمي عيلتك لأن اللي أنا شايفة أنه مستحيل يسيبك لو حتى اضطر يخليكي طول عمرك متعلقه كدة...
- أنا أرجعله مستحيل
- يابـ.ـنتي بلاش عناد فكري فيها بالعقل، السنين بتفوت والعمر بيجري وأنا مش دايمالك كتير، أرجعيله ده بيحبك وبيمـ.ـو.ت فيكي، ارجعي خلي ابنكم يكبر معاكم أنتم الاتنين كفاية متمرمط مابينكم.
- أنا ويحيى انتهينا ماننفعش نرجع لبعض أنا ماعنديش أدنى استعداد إني اعيش من تاني اللي عشته معه زمان
أم غالية بانزعاج من ابـ.ـنتها: خليكي بعنادك ده وشوفي هتخسري قد ايه. جوزك حلو و ألف من تتمناه ومستعدة تتحمل طبايعه اللي مش عجباكي دي...
ولو أنتي ساندة ظهرك بحبه أحب أقولك بكره يزهق منك ويروح لغيرك ويتجوز ويعمل بيت وعيلة ليه وأنتي خليكي كدة زي بيت الوقف...
غالية بصدmة فهي لم تفكر بهذا: يتجوز ده ايه، والله لو عملها مش هبقى على ذمته لو وقف على شعر راسه
- عادي يطـ.ـلقك وياخد بلال منك وابقي احلمي بشوفته
غالية بضيق: أنت ليه بتقولي كدة، ليه بتحبي تحرقي دmي.
- أنا بوعيكي، تقدري تقوليلي لو هو خد ابنه منك تقدري تعملي ايه، لا عندك لا أب ولا حد، ولا حد ممكن تعتمدي عليه ولو عندك كمان مش هيقدروا يقفوا قصاد نفوذه وخصوصا أخوه الكبير محامي مشهور إيده طايلة يعني لو عملتي فيها إيه ماهتشوفيه لو هو رفض
وقفت غالية وأخذت تعض أناملها بقهر شـ.ـديد فكلام والدتها محق جدا، التفتت نحو الباب بلهفه ما إن سمعت صوت الجرس يرتفع.
ركضت نحو حجابها وما إن ارتدته بسرعة حتى ركضت نحو الباب لتفتح بابتسامة واسعة ظنا منها
بأن الطارق صغيرها
ولكن خاب ظنها ما إن وجدت جارها الجديد وهو يقول بابتسامة لزجة: السلام عليكم
غالية بضيق حقيقي منه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اتفضل في حاجة
- أنا اسف ع الأزعاج بس حبيت أتعرف عليكم
غالية باستنكار: نعم حبيت ايه.
مد ايده لها ليصافحها وهو يقول: أنا أحمد، الباشمهندس أحمد، حبيت أتعرف عليكم، الجار للجار برضوا، وأنا تحت أمركم لو احتاجتم حاجة كدة والا كدة
نظرت الى يده برفض ثم قالت: اااه، مرسيى كلك ذوق، عن أذنك
كادت أن تغلق الباب بوجهه إلا أنه منعها وهو يقول
- لااا استني بس
غالية بحدة: في إيه يا أستاذ
- مـ.ـا.تشرفتش بأسم حضرتك ايه وفيه كمان موضوع مهم عايز أفاتحك فيه.
- اسمها مدام يحيى اللداغ، قالها يحيى بحدة وهو يخرج من المصعد لينزل صغيره من على ذراعيه الذي ما إن وطئت قدmيه الأرض حتى ركض الى والدته لتستقبله الأخرى بلهفة
اقترب يحيى من ذلك المتطفل على ممتلكاته وهو يلوي فمه بضيق وغيرة قـ.ـا.تلة، : كنت محتاج اسمها بأيه
غالية بمحاولة تهدئة الوضع: يحيى!
نظر لها وابتسم بتصنع وهو يقول: خدي بلال وخشي جوا يا حبيبي أنا هشوف الباشمهندس وأجيلك.
ابتلعت غالية لعابها بخـ.ـو.ف ولكنها لم تجد أمامها سوا أنها يجب أن تنفذ ما قاله لها وبالفعل انسحبت من بينهم وهي تعلم جنون الآخر مستحيل أن يجعل الأمر يمر مرور الكرام هكذا ولكن جارها يستحق هذا فهو منذ قدومه هنا يحاول ان يقترب منها بطريقة مزعجة ولزجة...
وما إن دخلت وأغلقت الباب حتى أخذ يحيى ينظر إلى الأرض قليلا ثم ما إن رفع رأسه حتى باغت الآخر بلكمة على فمه جعله ينزف واحتمال بأنه قد كـ.ـسر إحدى أسنانه ايضا.
ثم سحبه من ياقة قميصه نحوه وهو يقول
- أنت عايز منها إيه دي مش أول مرة ألاقيك بتحوم حواليها
أخذ يسعل قليلا باختناق وهو يقول
- والله يا أستاذ أنت فاهم غلط أنا نيتي حلال
أخذ يحركه بقوة وهو يقول بجنون حرفي
- حلال إيه ياااالا
- أنا، أنا عايز أتجوزها على سنة الله ورسوله.
↚أخذ يسعل قليلا باختناق وهو يقول
- والله يا أستاذ أنت فاهم غلط أنا نيتي حلال
أخذ يحركه بقوة وهو يقول بجنون حرفي
- حلال إيه ياااالا
- أنا، أنا عايز أتجوزها على سنة الله ورسوله
ما إن قالها حتى سكن جسد يحيى لثانية واحدة فقط ثم نطق بصدmة
- عايز تتجوز مراتي
- قصدك طليقتك، أنا سألت عنها وعرفت إنها عايشة لوحدها واااء
لم يكمل كلامه ذلك الساذج فقد قام الآخر بضـ.ـر.به بركبته على معدته بعدmا جعله ينحني للأسفل قليلا.
ثم عاد برفعه مرة أخرى وأخذ ينظر له بإجرام والابتسامة الشيطانية بدأت تزين وجهه ليعالجه بضـ.ـر.بة على أنفه جعلت الكهرباء تنقطع من نظر ذلك
المسكين الذي أخذ يحاول أن يحمي نفسه من الضـ.ـر.ب المبرح
فهو سقط على الأرض وتكور على نفسه كالقنفذ ولا يصدر منه سوا تأوهات عالية ف الآخر قد عاد كالسابق و أكثر...
أما في الداخل عند غالية كانت تجلس على الأرض عند الكرسي المتحرك لوالدتها وبين ذراعيها صغيرها الذي كان كلما زاد الصراخ في الخارج كان يخبئ نفسه أكثر بأحضانها...
نظرت لها والدتها وهي تقول بخـ.ـو.ف على ابـ.ـنتها
- عملتي ايه يابت وخليتي الراجـ.ـل يتجنن بالشكل ده
- والله ما عملت حاجة، امسكي بلال كدة، قالتها وهي تنهض لتضع ابنها بأحضان جدته التي استقبلته بسرعة ثم أسرعت غالية للباب وما إن فتحت حتى.
صعقها المنظر كان الآخر وجهه عبـ.ـارة عن لون أحمر
غير واضحة ملامحه
تقدmت نحوه بسرعة وأخذت تحاول أن تبعده عنه فقد تجمع الجيران حولهم ولكن لا أحد يجرؤ على التدخل
- يحيى سيبه، حـ.ـر.ام عليك هيمـ.ـو.ت بإيدك، يحيى!
قالت الأخيرة وهي تسحبه من عضده بكل قوتها ليشحب وجهها ما إن استجاب لها والتفت نحوها لتعود أدراجها للخلف بخطوتان فمعالمه كانت حقا مخيفة. لا بل مرعـ.ـبة.
أخذ ينهج بغضب ثم نظر للبواب وقال بجبروت يليق بأبن اللداغ بعدmا أشار إليه باستهانة وكأنه حشرة
- ده الليلة يعزل من هنا، ساااامع
- أوامرك يا باشا، ما إن قالها الآخر بطاعة حتى ذهب يحيى خلف غلاته بعدmا وجدها تركض
لداخل الشقة...
دخل خلفها وأغلق الباب بقوة شـ.ـديدة وكأنه يريد كـ.ـسره، ثم أخذ يفك أزرار كم قميصه ويرفعه للمرفق بتوعد...
دق انذار الخطر برأس غالية فهي تعرف حركته هذه تدل على ما قبل الهجوم...
ومن الغباء أنتبقى بمكانها وتنتظر المـ.ـو.ت اليس كذلك؟
عند هذه اللحظة تحركت قدmيها بركض نحو غرفة النوم لتدخلها وتغلق الباب عليها وبالفعل نجحت بهذا ولكن قبل أن تقفل الباب بالمفتاح حقا وجدته يندفع عليها لترتد للوراء بألم أخذت تدلك رسغها فقد ركله الآخر بقوة شـ.ـديد
أخذ يحيى يعض شفتيه بتوعد وأغلق الباب عليهم من الداخل ثم ذهب نحوها وهذه المرة قبل أن تفر وجدته يمسكها من حجابها بقوة وهو يقول بصراخ.
- شفتي عنادك وصلنا لإيه
غالية بو.جـ.ـع: سيب شعري
أخذ يجر شعرها بشكل أقوى من تحت حجابها وهو يقول بغيرة نارية: ده بيخطبك مني
صرخت به غالية بتعمد برغم ذهولها من ما سمعت
- و ايه يعني أكيد ميعرفش إني لسه على ذمتك
يحيى بغيرة قـ.ـا.تلة: غلااااا بلاااش تجننيني
- أنت أصلا مـ.ـجـ.ـنو.ن خلقة، قالتها وهي تميل برأسها الى الجانب بألم كبير من شـ.ـدة قبضته عليها...
هدأ الآخر قليلا وتغيرت نظراته من الغضب الى الهيام بالتدريج، أخذ يبعد عنها حجابها ثم فتح شعرها وما إن انفرد بخصلاته الطويلة حتى دفن وجهه بلمح البصر بذلك التجويف الموجود بين عنقها وجيدها وأخذ يقول بصوت خافت ولكنه غاضب بعدmا تنفس عطر بشرتها
- ايووووه مـ.ـجـ.ـنو.ن، بس فيكي وبهواكي، أنا خلاص مش قادر أستحمل بعدك عني أكتر من كدة
وضعت يدها على منكبيه وهي تدفعه عنها وتقول
- بس أنت وعدتني، واديتني كلمة راجـ.ـل.
ابتعد عنها وأخذ يدور حول نفسه بعصبية ثم توقف وأخذ ينظر لها بو.جـ.ـع ولكن النبرة كانت أقرب للصراخ
- وعد ايه اللي يخليني بعيد عنك وعن ابني السنين دي كلها، حـ.ـر.ام عليكي، لو قلبك ده حجر كان زمانه لان، أنتي عايزة ايه بالضبط، عجزت معاكي ازاي أراضيكي، بس خلاص أنا مش هستحمل أكتر من كدة
غالية بترقب: يعني
- يعني أنا جبت آخرى معاكي يا إما ترجعيلي
قاطعته بعناد وهي تكتف ساعديها: مش هيحصل.
أومأ لها برأسه ثم رفع سبابته بتهديد
- تمام، بس مـ.ـا.تلومنيش باللي هعمله
ردت عليه غالية بتـ.ـو.تر فهي تعرفه. كلامه ليس مجرد كلام فهو بـ.ـارع بتنفيذه: ليه أنت هتعمل ايه
- هروح أشوف حياتي مع واحدة غيرك، ما إن قالها حتى انشطر قلبها لنصفين وبرغم شـ.ـدة ألمها داست عليه وقالت ببرود كاذب
- حلو، وماله، روح، بسسسسطلقني قبلها.
ابتسم من طرف فمه وقال بحقارة من غيرته عليها: عشم إبليس بالجنة. هخليكي كدة لا طايلة أرض ولا سمااا، مستحيل أخلي غيري ينولك، يا ليا أنا...
يا ليا أنا، مافيش حل تاني
صرخت به بانفعال: ده ظلم...
رد عليها بنبرة أعلى: ومش ظلم لم تحرميني منك وأنتي عارفة إنك ساكنة فيا
لتقول بسخرية: اللي يسمعك يقول إنك عايش على ذكرياتي مش كل يوم وحدة شكل بحـ.ـضـ.ـنك.
ضـ.ـر.ب على صدره وقال: حـ.ـضـ.ـني ده ليكي، ليه تخلي غيرك ياخده، تعاليلي و أوعدك عمري ما هبص لغيرك، وهو أصلا أنتي عامية عيوني عن الكل ومش قادر أشوف غيرك
- أنا عندي أفضل كدة ولا أرجعلك، ما إن قالتها بعناد
وهي تنظر له بقوة وتحدي حتى اقترب منها بغضب مـ.ـجـ.ـنو.ن جعلها ترفع يدها بسرعه لتغطي وجهها خـ.ـو.فا من ضـ.ـر.به لها فهو لديه سوابق بذلك معها.
انكمشت على نفسها وصرخت بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما وجدته أخذ يضـ.ـر.ب الحائط الذي ورائها عدة مرات حتى انجـ.ـر.حت يده ثم توقف وأخذ ينظر لها وهو يتنفس بصوت عالي ليقول لها بأمر
- بصيلي، بقولك بصيلي! وما إن كرر أمره لها بحدة أكبر حتى رفعت له وجهها الجميل الذي لطالما وقع به عشقا...
كانت عينيها مفتوحة بشـ.ـدة بخـ.ـو.ف وفمها مزموم وكأنها تترقب خطوته التالية ما هي، أما هو كانت حواجبه معقودة ونظراته حادة كالسيف و وجهه.
محتقن لدرجة بأن شرايين رقبته مستنفرة
مسك فكها الناعم بأنامله الخشنة ورفع وجهها أكثر وأكثر نحوه جعلها تقف على رؤوس أصابع قدmيها ثم اقترب منها أكثر منها وهو لا يبعد نظره عنها وكلما أرادت أن تحيد عنه بنظرها هو يمنعها من ذلك بضغطه على وجهها أكثر.
أخذت ترمش بأجفانها بتـ.ـو.تر وخجل ظهر عليها رغما عنها، ولكن انهارت حصون قلبها وذاب جليد عنادها وأسبلت عينيها وأغلقتهم بأستسلام عنـ.ـد.ما فصل ما تببى و قبل مابين عينيها بقبلة طويلة
لحظات من النعيم مرت عليهم بقربهم هذا، ولكن ما إن ابتعد عنها وتركها وخرج من غرفتها دون أن ينطق بحرف حتى جلست على الأرض وهي شاردة ما بين قلبها وعقلها وعنادها...
أما يحيى خرج للصالة وقبل أن يصل لباب الشقة الرئيسي ليخرج حتى توقفت قدmيه عنـ.ـد.ما سمع شهقة والدتها المكبوته
التفت نحوها ليجدها تلك الانسانة الطيبة تبكي بصمت وهي تغطي وجهها بحجابها، كانت جالسة على كرسيها المتحرك إلى جانب الاريكة الغافي عليها صغيره...
ذهب نحوها بلهفة ونسى كل غضبه من تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة
ليجلس أمامها على إحدى ركبتيه اي يعني نصف جلسة وهو يقول
- بتعيطي ليه يا أمي.
أخذت تمسح عيونها وهي تقول بقهرة أم وزعل منه
- لأنك ضـ.ـر.بت بـ.ـنتي وأنا ماقدرتش اجي احوشها منك
ابتسم ببهوت ومسك يدها وقبلهم ثم قال بمرارة: اطمني ياحبيبتي أنا ماضـ.ـر.بتهاش دي هي اللي ضـ.ـر.بتني بكلامها مش راضية تنسا وترجعلي...
- ايوه يبني بس خليك فاكر إن دي نتيجة عمايلك
حرك رأسه بنعم وقال: عارف بس أنا دفعت التمن غالي أوي، كلميها يا أمي والله تعبت، عايز أستقر واعيش زي الناس، مش عايز غير عيلتي تكون معايا، صعبة دي.
طبطبت على يده وقال بتنهيدة
- ربنا يبعد عنكم شر الشيطان يابني
- آمين، قالها وهو ينهض من جلسته هذه ليمسك رأسها ويقبله بأحترام ثم توجه نحو ابنه وأخذ يلعب بشعره المنكوش فهو مثل والدته...
دفن أنفه بنحره وأخذ يستنشق عطره الطفولي ثم قبض على يده و قبلها ليليه رأسه ثم تركهم وخرج بسرعة وهو يكاد أن ينفجر من القهر
يريد الاستقرار وبأن يحيا حياة كريمة كغيره معهم لا أكثر، أهي ترى بأن مطلبه كبير أم أنه لا يستحق هذا.
في شقة بسيطة أثاثها ذو طابع رجولي...
أول ما دخل من الباب حتى أنار الاضاءة ثم رمى نفسه بتعب على أريكة الصالة وأخذ يتأوه بتعب وهو يسترخي بفرد عضلات ظهره
سحب هاتفه من جيب بنطاله وأخذ يتصل بها
ولكنها لم ترد عليه، مرة والثانية نفس النتيجة
ليكز على أسنانه وهو يمرر كف يده على وجهه ثم ما إن زفر أنفاسه حتى أخذ يكتب لها رسالة نصية وبعثها. لينهض ويجلس بضيق ثم أخرج علبة سجائره.
وأخذ يدخن وهو ينظر لهاتفه ينتظر منها الاتصال وهو يحرك قدmه بانفعال
أما على الطرف الآخر عند هدى كانت ترتب ثيابها في الدولاب، رن هاتفها كثيرا ولكنها تعمدت عدm الإجابة فهي تعرف المتصل دون أن تنظر للشاشة حتى
هدأ الرنين قليلا، ليليه صوت رسالة أتتها، أخذت تكمل عملها وهي تحاول أن تمثل اللا مبالاة ولكن فضولها أجبرها على ترك ما بيدها لتفتحها وما إن فعلت ذلك حتى أخذت تتصل عليه هي فمحتوى الرسالة كان.
( دقيقة وحدة بس قدامك لو ما ردتيش هاجيلك وأنتي حرة، والفـ.ـضـ.ـيحة اللي هتحصل وقتها أنتي السبب فيها )
أخذت تاكل أظافرها بغـ.ـيظ فهو لم يرد عليها، يفعل بها كما فعلت به، أخذت تكرر الاتصال كثيرا. فهو يتعمد أن يجعلها تدفع كل مـ.ـا.تفعله معه أضعاف وبالفعل ما إن اتصلت للمرة الرابعة حتى فتح الخط وقال بهدوء متكبر
- شاطرة!
قالت هدى بغـ.ـيظ: أنت مش بترد ليه
عاد بجسده للخلف و وضع ساقه على الأخرى وهو يقول: مزاجي كدة.
ردت عليه بانفعال: وطالما مزاجك كدة كان لزمتها إيه إنك تبعت رسالة وتزعجني
- أنا أعمل اللي يعجبني، ما إن قالها حتى صرخت به بصوت عالي نسبيا
- أنت مستفز أوي
- صوتك ميعلاش احسلك! ما إن قالها بجدية حتى لم يجد منها رد فعل. ليكمل كلامه وكأنه صديق عمرها، إلا قوليلي كنتي بتعملي إيه
- وأنت مالك
- عيب لما اسألك وتقوليلي كدة
- وقال يعني أنت تعرف العيب.
سحب نفس من سجارته ثم قال بوقاحة بعدmا زفر دخانه: معرفوش يا بـ.ـنت الأكابر وماليش فيه. أنا ليا بحجات تانية همـ.ـو.ت و اوريكي شطارتي فيها
- قليل أدب
ابتسم بخباثة ثم قال: أنتي اللي بتجيبي لنفسك على فكرة...
- اوووووف...
حودة بحدة: بت أنتي مـ.ـا.تنفخيش بوشي
- أنت عايز إيه دلوقتي
رد عليها باستفزاز متعمد: تكلمي معايا عندي صداع
- أنا مش برشام، روح الصيدلية
- هدى!
- يا نعم...
- كلميني عن يومك
هدى بضجر: يوووووه هو كل يوم.
أطفأ سيجارته ثم استلقى على الأريكة وهو يقول
- اممممم، ايوة كل يوم يلله اتكلمي
- بس أنا مش بحب أتكلم معاك...
أغمض عينيه باستمتاع فهو يعشق نبرة صوتها ليقول: اعتبري إنك بتكلمي نفسك
لتقول بهجوم: ليه شايفني مـ.ـجـ.ـنو.نة
- أكيد مـ.ـجـ.ـنو.نة، عندك شك بكدة...
- حودة، ما إن قالتها بعتاب حتى رد عليها بحب
- ياعيونه أنتي
- مش ناوي تحل عني
رد بجدية تلمة: أبدا، عمري ما هعملها إلا لو مت
- ليه
- دخلتي مزاجي أوي.
- ده بدل ما تقولي عشان بحبك، ما إن قالتها بندفاع حتى وضعت يدها على ثغرها وأغمضت عينيها بقوة بأحراج خاصة عنـ.ـد.ما سمعته ينفجر عليها بالضحك ثم صمت وقال
- ما تقولي نفسي أسمعها منك
بخجل شـ.ـديد قالت: مش القصد والله. بس.
- بس ايه
- ده المفروض يعني، أومال أنت بتعمل كل ده ليه
- هدى!
- هاااا
- احكيلي عن يومك و بلاش تلفي الموضوع
- أنت عايز تعرف إني بكلم رجـ.ـا.لة بالشغل ولا لاء، صح
عشان كدة كل يوم لازم أديك تقرير.
- مالكيش فيا أنا عايز ايه، يالا قولي كان يومك عامل ازاي
تنهدت بقلة حيلة ثم أخذت تسرد له تفاصيل يومها الصغيرة قبل الكبيرة، وهذا هو روتينهم كل يوم لا ينام إلا على صوتها هي
بعد ساعة من الزمن. صمتت و أخذت تستمع لأنفاسه الواضحة بالهاتف لتقول بهمس
- حودة أنت نمت، تصبح على خير طيب.
قالتها بترقب ثم أبقت الهاتف مفتوحا وكأن نغمة أنفاسه راقت لها كثيرا هذه الليلة...
بقيت على هذا الوضع مدة طويلة ثم أنهت المكالمة بسرعة ما إن سمعت صوت بالخارج...
نهضت و وضعت هاتفها على الشحن ثم عادت لسريرها بعدmا أخذت تنظر حولها بحيرة ماذا يحصل معها الآن...
اختبأت تحت غطائها بخجل من نفسها هل أخذت تستجيب لذلك الشخص حقا، لا لالا مستحيل
همست بها بصوت خافت وهي تغطي نفسها بشكل كلي لعل بهذا تسيطر على دقات قلبها التي بدأت تخونها بتلعثمها أمام الآخر.
بعد تفكير وتأنيب وجلد ذات. الاخر، استطاعت أن تنام أخيرا بأول ساعات الصباح
في صباح اليوم التالي، في أحد الكافيهات
كانت تتناول فطورها بهدوء ظاهري ولكن ذهنها كان شاردا بمكان بعيد، مكان لطالما حنت إليه وقــ,تــلها شوقها للذهاب إليه...
لاحظت نظرات الإعجاب الشـ.ـديد من ذلك الذي يجلس أمامها ولكنها كانت حقا غير آبهة بذلك، حتى فاقت من شرودها و تنهدت باختناق عنـ.ـد.ما سمعته يقول
- شكله في موضوع شاغل بالك
- فعلا.
ترك شوكته وعقد كفيه ببعضهما وقال بتركيز
- ممكن أعرف ايه هو
- ياسين، ما إن قالتها ميرال حتى كرمش الآخر وجهه ثم قال بضجر
- وماله بقى أستاذ ياسين
- عايز أطلق منه
ابتسم باتساع و أشرق وجهه بفرح وهو يقول
- ده عين العقل، أخيرا سمعتي كلامي...
الإنسان ده كان لازم تنفصلي عنه من زمان...
ميرال بامتنان: ما أنت عارف اللي فيها يا عمر و ايه اللي حصل وقتها، ولولا مساعدتك لينا ما كناش لاقينا شغل لا أنا ولا سيلين...
- أنا معملتش حاجة، أي حد كان بمكاني كان عمل أكتر من كدة، و دلوقتي طالما قررتي أخيرا إنك تتحرري منه، أديني فرصة أساعدك وارفعلك القضية بنفسي، هااا إيه رأيك قولي موافقة وأنا هرفعها دلوقتي
- لاء
- لاء ليه، أوعي تكوني عايزة تديه فرصة
- مش حكاية فرصة أنا بس عايزة أفاتح بابا بالموضوع واخد رأيه
- آاااه تمام، وماله مع إني متأكد إن رأيه من رأيي
وبعدها على طول هتقدmلك والمرادي مش هيبقى عندك اعتراض، صح.
ميرال بجدية: أكيد هعترض ياعمر أنا قولتهالك مية مرة، أنا مش عايزة أتجوز ياريت تفهمني وتخلينا أصحاب زي ما طلبت، لو هنرجع نفتح موضوع الجواز ده يبقى أنا هقدm استقالتي من شركتكم لأن تواجدي معاكم بيديك أمل وأنا بصراحة مش عايزة أخدعك...
- إيه الكلام الكبير ده ياميرال، على العموم حاضر ياستي مش هافتحه تاني، تمام كدة، ما إن قالها حتى أومأت له برأسها ثم رفعت كأس الماء و ارتشفت منه قليلا ثم مسحت فمها وقالت.
- الحمدلله شبعت، نمشي أحسن اتأخر وأنت كمان أكيد جا وقت مراجعينك بالمستشفى
- نمشي، قالها وهو ينهض ويخرج محفظته ليضع الحساب على الطاولة ثم ذهب نحوها ومسك ايدها وخرج بها إلا أنها سحبت يدها منه بهدوء وضيق داخلي فهو برغم مواقفه معهم إلا أنها تنزعج عنـ.ـد.ما يحاول التقرب منها جسديا ولفظيا
في وقت قرب الغروب في شركة اللداغ.
خرج كلا من شاهين ويحيى من غرفة الاجتماعات وتوجها إلى مكتب الشئون القانونية والذي ما إن دخلوا وجلسوا حتى دخل خلفهم ياسين الذي قال بلهفة
- عرفت مكان سعد والبنات
ليقول شاهين بشكل تلقائي: فين؟
نظر له ياسين ورفع حاجبه بخبث: بتسأل ليه مش كنت عايز تعرف مكانهم، وأنت مش قادر تبص بوش سيلين بعد اللي عملته فيها، وأنا بصراحة اقتنعت بسببك ده أخيرا عشان كدة مش هقولك.
- مكان توأمي بأسكندرية، ما إن قالها يحيى بهدوء حتى التفتوا له بسرعة متفاجئين من رده الواثق هذا
ليقول ياسين بصدmة من ما سمع
- أنت كنت عارف
يحيى بتأكيد: طبعا!
ياسين بانفعال: وماقولتش ليه وأنت شايفني متمرمط عليهم
يحيى ببرود: كان لازم تتربوا
نظر له شاهين وقال: ليه خبيت.
- وحدة بوحدة ياهجين، مش أنت خبيت نسبي عني وأنا خبيت مكانها عنك، أنت عـ.ـذ.بتني وأنا عـ.ـذ.بتك. بس المختلف هنا أنت اللي سبتها بمزاجك وما دورتش عليها يبقى تستاهل اللي جرالك
ياسين بعصبية: شاهين ليك تار عنده دي فهمناها بس ماقولتليش أنا ليه
- أنت بعد اللي عملته مـ.ـا.تستاهلش ظفرها لميرال
حبيت أربيكم اشمعنى اتربى لوحدي أنا، كلنا بالهوا سوا، وبعدين اديكم عرفتوا هتعملوا ايه.
- هروحلها طبعا أصالحها وارجعها لحـ.ـضـ.ـني دي عايزة كلام
- وأنت، ما إن قالها يحيى وهو ينظر لشاهين حتى قال بلا مبالاة مصطنعة
- ولا حاجة
ياسين بصدmة: ازاي ولا حاجة أنت لازم تيجي معايا وتثبت جوازك منها وابقى ارجع تاني هنا وعيش على ذكرياتها
ليقول يحيى بعدm فهم أو دعنا نقول أنه يرفض ما فهمه الآن: يثبت ايه؟
ياسين بغـ.ـيظ من اخيه: شاهين باشا لحد اللحظة دي مش موثق جوازه من سيلين رسمي.
- نهارك اسود، قالها يحيى وهو ينهض من مكانه ليقبض على تلابيب الآخر وما كان رد فعله سوا الصمت بشكل غريب
ليه! اديني سبب واحد بس يخليك تعمل فيها كدة وخصوصا بعد ما عرفت إنها أختي وبـ.ـنت عمك...
. ده ياسين الوا.طـ.ـي وقف كل شئ لما عرف إنها من دmه
- وا.طـ.ـي! الله يخليك، قالها ياسين بذهول مضحك ولكن الآخر تجاهله وكأنه لم يسمعه وأكمل كلامه مع الآخر
- عايز أعرف سببك إيه...
ليسأله شاهين بحنين: قولي قبلها أنت شفتها. كلمتها يعني
ترك ثيابه وقال بحـ.ـز.ن خفي: لاء، دورت عليهم مع ياسين كتير بس في مرة حودة قال مش يمكن هما جوا مصر وعملوا الليلة دي كلها عشان يشوشونا عن مكانه الحقيقي...
خليته يدور جوا مصر و فعلا طلع كلامه صحيح لما جا وقالي انهم بأسنكدرية والكلام ده من شهرين كدة
شاهين باستفسار: وما زرتهمش ليه.
ابتسم بسخرية وقال: أنا زيك يا ابن عمي بأي عين أروحلهم، صح اخواتي ونفسي أخدهم في حـ.ـضـ.ـني واااء
- تاخد مين بحـ.ـضـ.ـنك يالا، قالها شاهين بحدة تلقائية وهو يسحبه من طرف الجاكيت بغيرة تزامنا مع سحب ياسين له أيضا من الطرف الآخر وهو يقول
- احنا عارفين إنك أخوهم وكل حاجة بس ياويلك لو حـ.ـضـ.ـنت مرمر هدفنك بيدي، بلاش تخليني أعلم عليك قصادها...
ختم كلامه وهو يضـ.ـر.به على عنقه من الخلف ليتأوه يحيى بألم. ثم دفعه عنه وأخذ يعدل ثيابه وهو يقول: ابعد كده جاتكم ضـ.ـر.بة، ما قلتوليش ناويين على إيه
- هاروحلهم طبعا و دلوقتي مع إن الوقت تأخر بس مش هقدرش استنى
التفت: وأنت...
- روحوا أنتم. أنا عندي شغل، ما إن قالها حتى رد عليه يحيى بانزعاج منه.
- مش بمزاجك يا ابن عمي أنت أول الحاضرين معانا، اكتب رسمي عليها وطلقها وابقى اشبع بشغلك، وأنا بنفسي هاحرص إنك مـ.ـا.تشوفهاش تاني
- فعلا ده اللي لازم يحصل، قالها ياسين بتأكيد وهو ينظر ل شاهين الذي نهض و أخذ بحمل متعلقاته وخرج قبلهم بأعصاب مشـ.ـدودة، بعدmا قال
- ماشي، أما نشوف أخرتها ايه معاكم
نظر ياسين ويحيى لبعضهما قليلا ثم سأله يحيى باستغراب: معقوله هيكتب عليها ويطـ.ـلقها من تاني كدة بالساهل من أول محاولة.
- أكيد لاء
- اومال ناوي على ايه
- معرفش، الهجين لا يمكن التخمين بتصرفاته بس اللي متأكد منه، هو أول ما هيشوفها مش هيسيبها
- تعتقد لسه بيحبها
- مش أعتقد أنا متأكد من ده، ده أصلا اتعدى الحب
- أنا مش عارف إيه الحب اللي كله أذى ده، مافيش واحد فينا حياته ماشية عدل هنطلع ع المعاش ولسه ما استقريناش اوووووف، يالا بينا نلحقه لا ينفجر ويفش غله فينا
- بيتكلم وكأنه مايعرفش إن ولاد اللداغ حبهم سام...
غمغم بها ياسين بهسيس وهو يذهب خلفهم بخطوات بطيئة وضـ.ـر.بات قلب غير منتظمة وفي عقله سؤال واحد فقط
ماذا سيفعل وماذا سيقول عنـ.ـد.ما يلتقي بعينيها الذي يذوب بها عشقا، لا يعرف، هو حقا لا يعرف.
مساء في شقة سعد الجندي...
كانت الأجواء رائعة جدا، فقد قامت ميرال وسيلين بتزين جدران الصالة بأعياد الميلاد الطفولية.
أما السقف كانت تنزل منه شرائط طويلة ملونه باللون الزهري كما تحب تلك العفريتة التي خرجت من غرفة ميرال وركضت لوالدتها التي كانت تقف بكامل أناقتها وهي ترتب الشموع على قالب الحلوى الكبير
- شوفي يا مامي أنا حلوة ازاي، قالتها سيلا وهي تدور حول نفسها بفستانها الزهري الفاتح المنفوش.
ابتسمت لها سيلين بسعادة شـ.ـديدة لسعادة صغيرتها وقبل أن تعلق على مظهرها هذا حتى وجدت والدتها تقترب لتلك الشقية من خلفها وحملتها بشكل مفاجئ وأخذت تقبلها وهي تقول
- أنتي أصلا حلوة شكلا وطعما عشان كدة أنا عايزة آكلك مكان التورتة، أنتي أحلى من التورتة
- لاااا ة مـ.ـا.تكلنيش لالا، قالتها وهي تضحك بصوت عالي كزقزقة طيور الحب
اقترب منهم سعد الجندي وأخذها منها وهو يقول
- اميرتي كبرت سنة.
- بقت خمسة، قالتها وهي ترفع أصابعها الخمسة بوجهه ليبتسم لها وأخذ يقبل كفها الصغير هذا ثم أعادها ل داليا بعدmا قال، العمر كله يا حبيبة جدو...
ثم ذهب نحو سعد الذي كان يقف بهدوء، انحنى أمامه وقال بعدmا أمسك وجهه الجميل بين يديه واخذ يقبل وجنتيه بقوة
- حبيبي كبر وبقى راجـ.ـل
رد عليه بتذمر: وهو الراجـ.ـل بيتباس من وشه كدة
سعد بترقب: أومال عايزني أعمل ايه.
- صافحني زي ما بتصافح الرجـ.ـا.لة، قالها وهو يمد يده له، ليضحك سعد عليه ثم سحبه الى حـ.ـضـ.ـنه واحتضنه بقوة وهو يقول
- تعرف ياسعد، أنت سندي أنا، أنت ظهري...
ركضت له سيلا واحتضنته وهي تقول بعتاب لذيذ
- وأنا ياجدو
حاوطها بذراعه وقبل وجنتها الممتلئة وقال
- أنتي بقى أخدتي محبة أمك اللي في قلبي
- ياااا سلام، ما إن قالتها سيلين بغيرة حتى حمل سعد التوأم مع بعض وهو يضحك عليها فهي تغار من أطفالها الصغار...
ذهب و وقف أمام الطاولة الموضوعة بمنتصف المكان لتأتي سيلين نحوه بسرعة لتحتضن ذراعه بحب ما إن أنزل الأشقياء
لتقطب سيلا حاجبها والتفتت لوالدتها و أخذت تدفعها عن جدها وهي تقول بغيرة على جدها
- اوعي كدة سيبيه لينا، الليلة عيد ميلادنا احنا مش انتي
ليؤكد سعد الصغير ذلك أيضا ما ان قال
- ايوه سيبيه لينا
لتقول سيلين بذهول: بقى كدة.
- ايوه، قالوها الصغار مع بعض لتضحك عليهم ميرال التي خرجت للتو من غرفتها اقتربت منهم وقالت بعدmا حملت كاميرا صغيرة بيدها
- اوعي كدة ياسيلين، خليني أصورهم مع جدهم...
وما إن ابتعدت سيلين حقا حتى، أخذت هذه اللقطة لهم كتذكار جميل ثم بدأت تصورهم مع بعض بلقطات جميلة جدا
ثم أخذو يطفئون الشموع بين الضحك و أناشيد الميلاد، كانت الأجواء بسيطة ولكن رائعة...
وفي الآخر ثبتت ميرال الكاميرا على القاعدة الخاصة بها وأعطتها توقيت معين وركضت نحوهم بسرعة لتحتضنها داليا بحب ليضحكوا من كل قلبهم مع بعض وتم التقاط هذه الذكرى بنفس اللحظة...
ولكن ما إن ذهبت ميرال وهي تضحك نحو الكاميرا ورأت الصورة التي تم التقاطها لهم حتى انقبص قلبها لا تعرف لماذا هناك شعور سئ اجتاحها بأن ضحكتهم هذا لن تدوم كثيرا عند شعورها بهذا، حتى نبض قلبها بطريقة جعلتها تمسك الجهة اليسرى من صدرها بقوة وكرمشت وجهها بو.جـ.ـع.
مرت عليها ثواني معدودة بهذا الشكل ثم رفعت حاجبيها بذهول من ما يراودها الآن.
رفعت رأسها لعائلتها الصغيرة والدافئة وأخذت تتصنع الابتسامة معهم وهي تحاول أن تتجاهل نغزات صدرها المؤلمة بقناع عقلها بأن هناك التهاب برئتيها من برودة الجو ليس أكثر أو دعنا نقول هذا مـ.ـا.تمنته حقا
في الجهة المقابلة على الطرف الآخر بنفس هذا الوقت تقريبا كان قد دخلت سيارة أولاد اللداغ شوارع اسكندرية.
↚في الجهة المقابلة على الطرف الآخر بنفس هذا الوقت تقريبا كانت قد دخلت سيارة أولاد اللداغ شوارع الاسكندرية
كان الوضع بينهم يعمه هدوء فظيع ولكن بالتأكيد بداخل كل واحد منهم عاصفة تطيح به هنا وهناك
وكأن مشاعرهم الآن كأوراق الخريف تقاوم الرياح
وخاصة الهجين الذي كان برغم جموده وبروده الخارجي إلا أنه كان يجتاحه تـ.ـو.تر رهيب من مقابلتها.
لم. لا أحد يفهمه هو لا يريد رؤيتها لا يريد أن يضعف أمام عينيها، هي نقطة ضعف له والعكس أيضا صحيح
رفع يديه وأخذ يمسح وجهه باختناق من كل شئ يمر به وكأن تعب السنين و و.جـ.ـع غيابها عنه ظهر الآن عليه...
أنزل زجاح النافذة التي بجانبه ليغمض عينيه بقوة عنـ.ـد.ما استقبلته نسمـ.ـا.ت الهواء البـ.ـاردة جدا...
امتعض وجهه ما إن شعر بغصة كبيرة تجتاح حنجرته ما إن مر طيف ابتسامتها الناعمة بداخل أجفانه، فتح عينيه وأخذ يفتح أول أزرار قميصه فهمومه أصبحت بثقل الجبال على صدره
أما ياسين كان في عالم موازي لأخيه لا يعرف ماذا سيقول عنـ.ـد.ما يقابل قـ.ـا.تلته، نعم قـ.ـا.تلته، فهي قــ,تــلته بحرمانه منها، أذاها يوما وتعـ.ـذ.ب دهر في مقابل ذلك...
لم يكون في حسبانه أن يعشقها فكيف حصل هذا ولما هي بالذات جن بها بهذا الشكل أولم يخلق الله غيرها؟!
يا الله! كم يشعر بالظمأ نحوها، متعطش لها لحد النخاع، يريد أن يدmج أنفاسه بأنفاسها ويتذوقها بانتشاء عند هذه النقطة تنهد بو.جـ.ـع وحسرة عليها، لتلمع عينيه بالدmـ.ـو.ع شوقا لها
خرج من نيران شوقها على صوت يحيى الذي كان متولي القياد: الوقت تأخر، أنا برأيي نروح لوكاندة و الصباح رباح.
التفت له شاهين بسرعة وقال: ليه لسه بدري
ليقول ياسين له بخبث: غريبة هو أنت مش كنت مش عايز تشوفها مالك دلوقتي مستعجل ليه
شاهين بانزعاج وتهرب: لا مستعجل ولا حاجة أنا بس عايز أخلص من الهم ده بسرعة عشان أرجع. ورايا شغل.
يحيى بضيق من ما سمع: بلاش تتكلم وكأن سيلين عبء عليك، صح أنا علاقتي فيهم مش إلى هي. بس دي أختي وتوأمي ولو أنت مش عايزها محدش هيرميها عليك اطمن من الناحية دي وبعدين اللي يسمعك يقول انها أول مـ.ـا.تشوفك هتجري وترمي نفسها عليك، دي سيليناااا، دي اللي عزة نفسها وكرامتها عندها بالمرتبة الأولى
- يحيى! قالها ياسين وهو ينظر له ليرفع الآخر نظره للمرآة ونظر له من خلالها وقال بانفعال.
- مالك! أنت مش شايفه هو بيقول ايه
- خلصنا بقى يالا ودينا على أقرب لوكاندة، ما إن قالها ياسين حتى أومأ له يحيى وأخذ يسرع قليلا بالقيادة فالأجواء زادت برودة وبدأت السماء تمطر قليلا...
وبالفعل بعد مرور نصف ساعة فتح شاهين باب الغرفة الخاصة به وما إن دخلها وأغلق الباب حتى أخذ ينزع سترته الشتوية السوداء الثقيلة ليذهب بعدها نحو النافذة العملاقة وفتح الستارة عنها ليجد بأن الأمطار زادت غزارة بشكل رهيب وكأن هناك صنبور ماء مفتوح
كز على أسنانه وتشنج فكه عنـ.ـد.ما شعر بها تحتضنه من الخلف بقوة وأخذت تمرمغ أنفها على حنايا ظهره ثم التفتت له وأصبحت أمامه لتهمس بخفوت
- وحـ.ـشـ.ـتني.
نظر لها بضعف شـ.ـديد ثم قال بنبرة ترجي
- أرحميني سيلينا
- ابدا، قالتها وأخذت تجول بأنفها ولكن هذا المرة على صدره لتستنشق عطره بهيام عاشقة مـ.ـجـ.ـنو.نة به كما كانت تفعل، ثم صعدت لعنقه وزاد استنشاقها له بشكل هستيري
حتى رفع شاهين ذراعيه وأبعدها عنه ومسك وجهها بين كفيه وقال باستسلام لا يظهر سوا أمامها
- بحبك ياعشق الهجين.
ختم كلامه وهو ينحني لثغرها ولكن قبل ان يروي روحه بشهدها حتى تلاشت وتبخر طيفها من بين يده واختفت تماما وكأنها سراب
رجفت عضلات جسده بأعصاب متعبة ثم وضع السبابة والإبهام على أعلى جسر أنفه وضغط عليها بقوة، يريد أن يتخلص من ذلك الصداع الذي أصابه
ليأتيه صوتها من بعيد وهي تقول بغرورها المعتاد
- أنا ذلك الصداع اللذيذ الذي يصيبك يا هذا.
جملتها هذه أخذت تتردد على مسامعه لتجعله ينزع قميصه عنه بانزعاج ويدخل الحمام بسرعة ليضع رأسه تحت الماء البـ.ـارد، أخذ يتنفس بقوة وهو يشعر بقطرات الماء بدأت تخدر و.جـ.ـعه قليلا، وما إن تبلل وجهه حتى أطلق العنان لدmـ.ـو.عه وكأنه يحاول أن يخفيها حتى عن نفسه
دقائق بقي بهذا الشكل، منحني بجذعه وما إن رفع رأسه حتى أعاد خصلاته القصيرة بأصابعه للخلف لتنزل قطراته على عنقه وصدره وظهره...
أغلق الماء وسحب المنشفة ومسح وجهه وجسده ثم خرج من الحمام لينزع بنطاله ايضا وما إن أطفأ النور حتى رمى نفسه على السرير ونام بهذا الشكل بعد صراعه اليومي من شوقه لها...
في الاسفل بالتحديد بحديقة الفندق كان يحيى يأخذها ذهابا وإيابا وهو يكلم صغيره ويقول
- بلااال. بلبل، حبيبي مالك مزعل مامتك ليه منك، ليه مش بتسمع كلامها ومتعبها وتخليها تشتكي منك
بلال بشوق: عشان واحشني، هتيجي امتى...
رد يحيى باشتياق كبير لصغيره- وأنت كمان واحشني ياقلبي، أنا مسافر دلوقتي و أول ما هرجع هجيلك على طول
بلال بزعل: ليه ماختنيش معاك ع الرحلة
- أنا مش رايح رحلة يا حبيبي ده شغل و أول ما اخلصه هجيلك و أفسحك
- نروح ألعاب ومطعم، ما إن قالها حتى قال الآخر بموافقة على الفور
- طبعا ياقلب أبوك أنت، اللي يؤمر بيه بلال اللداغ أنا أنفذه
- بحبك.
كز على أسنانه حبا به وهو يقول: وأنا بحبك يا حبيبي، يالا روح نام واسمع الكلام عشان أجيبلك حاجة حلوة معايا
بلال بستفسار طفولي: حاجة إيه دي
- أنت عايز أجيبلك إيه
رفع كتفيه بحيره وكأنه يراه وهو يقول: معرفش
- طب فكر من هنا لبكرة وابقى قولي عايز ايه وأنا أجيبهولك، اتفقنا ياقلب أبوك أنت
- اتفقنا ياحبيب ابنك أنت.
ضحك من كل قلبه عليه ثم قال: طيب يابكاش روح نام واديني ماما عايز أكلمها، ما إن ختم كلامه حتى أبعد بلال الهاتف من أذنه ومد يده نحو والدته وقال، بابا عايزك
سحبته منه لتبتسم لصغيرها الذي نهض وقبلها من وجنتها وركض لغرفته لينفذ ماطلبه والده منه
وضعت الهاتف على أذنها وقالت بانزعاج
- شفت آخرة دلعك ليه مابقاش بيسمع حد غيرك
انا بقالي ساعة بتحايل عليه ينام ولا الهوا وأنت من كلمة وحدة خليته يجري ع الأوضة لوحده.
رد عليها بمراوغة وهو يرفع حاجبه: بتغيري من ابنك لأني بدلعه هو وأنتي لاء
- يحيى!
- ياروحه أنتي
غالية بغيرة لم تستطع مداراتها: روح ايه بقى ده أنت مسافر
ليقول يحيى باستغراب من كلامها هذا: و إيه يعني لما أكون مسافر، فيها ايه دي
- فيها إنك بقيت أب، امتى هتبطل عكك ده، ما إن قالت كلامها هذا حتى ابتسم بخبث فقد فهم عليها ليقول بمكر.
- امممممم أعمل ايه ما أنا لازم أعك طول ما مراتي مش جنبي ومش مدياني حقوقي الشرعية فأكيد هدور عليها برا
- يعني أنت دلوقتي. اااء
يحيى بغرور: سكتي ليه مـ.ـا.تكملي قولي إنك هتولعي من الغيرة عليا
غالية بنزعاج: أنت حقير و وسـ.ـخ وأنا لو تمـ.ـو.ت مش هسامحك
- وطالما أنا كدة بنظرك ليه زعلانة، ولا قلبك و.جـ.ـعك لما عرفتي فيه غيرك بحـ.ـضـ.ـني
- روح يا يحيى ربنا يحرق قلبك زي مابتحرق قلبي، قالتها وهي تغلق الخط بوجهه ليبتسم الآخر.
بسعادة لا مثيل لها فهو استشعر الغيرة من نبرتها وشـ.ـدة انفعالها هذا دليل بأنه لايزال يعني لها الكثير
رفع نظره للسماء السوداء وقال بتمني شـ.ـديد
- يااااارب
أما عند غالية ما إن أغلقت الخط حتى أخذت تبكي بانهيار فهي قد تعبت من كل شئ حولها حقا
اقتربت منها والدتها بكرسيها المتحرك وأخذت تطبطب عليها بمواساة وهي تقول بحـ.ـز.ن عليها
- خلاص ياقلب أمك...
- شفتي اللي بتقولي عليه أنه بيحبني دلوقتي مع غيري
- ما أنتي اللي غلطانة.
- أنتي دايما تطلعيني أنا الغلطانة
- كلنا عارفين جوزك بتاع ستات حتى لو هو تاب الستات مش هتوب عنه، ده فلقة قمر. الكل بيجري عليه وخصوصا أنتي سيباه ليهم ولا بتسألي فيه، يابـ.ـنتي الراجـ.ـل لما بيترفض من مـ.ـر.اته بيحس بالنقص فبيحاول يعوضه برا وده الراجـ.ـل العادي فما بالك بواحد زي يحيى غروره هو اللي بيمشيه ف أكيد هيعمل كدة.
ف أنا يابـ.ـنتي عايزة منك تبقي ذكية وت عـ.ـر.في ازاي تخلي جوزك ياخدك انتي وابنك تحت جناحه ولا عمره يبص لغيرك، بس قصاد ده لازم تتنازلي شوية عن عنادك، ماهو طول ما أنتم كدة عمركم ماهتجتمعوا أبدا
ختمت كلامها وصمتت ولم تزيد أكثر ما إن وجدت ابـ.ـنتها ترمي نفسها بأحضانها وأخذت تبكي بحرقة قلب موجوع من محبوبه
في شقة سعد الجندي بالتحديد بغرفة الأطفال.
كانت سيلين تجلس على سرير سعد وهو نائم على صدرها وأناملها الرشيقة تداعب خصلاته الناعمة وعينيها تأكل أكل من شـ.ـدة تمعنها به فهو يشبه والده كثيرا بالشكل والطباع...
انحنت نحو صغيرها وقبلت جبينه بحنين يكفي العالم بأسره وما إن ابتعدت شفتيها منه حتى جاءها صوت تلك المشاغبة التي دخلت للتو وهي تقول بعدmا وضعت يديها على خصرها
- هو كل الحب لسعد مافيش حاجة لسيلا.
أبعدت سيلين ذلك الغافي عنها بهدوء و وضعت رأسه على الوسادة وما إن نهضت من جانبه و دثرته بغطائه جيدا حتى فتحت أحضانها لتلك الشقية وهي تقول
- تعالي يا حبيبتي
ركضت سيلا لها دون تردد وما إن حاوطت عنقها بسعادة حتى قالت: مامي أنتي بتحبيني قد ايه
سيلين بمشاكسة: ايه ده هو مين قال إني بحبك
فتحت سيلا عينيها على وسعهما من رد والدتها ثم قالت بحـ.ـز.ن طفولي رائع
- ليه بس كدة، حبيني ده أنا بحبك.
قرصت سيلين أنف تلك الصغيرة وهي تقول
- وهو اللي بيحب مامته بيعـ.ـذ.بها زيك كدة
- هو مش كل واحد وطريقته، دي طريقتي حبيها
نظرت لها سيلين بنص عين وقالت: يعني مش بس عايزة إني أحبك لا أنتي كمان عايزاني أحب طريقتك
صح
ردت عليها تلك العفريته بتأكيد وهي تضع سبابتها الصغيرة على أنف والدتها
- صح يا حبيبتي أنتي طلعتي شاطرة
حركت سيلين وجهها ثم أنزلتها من أحضانها وهي تقول: اوعي كدة أنا مش بحبك.
تمسكت بثياب والدتها ورفعت نظرها لها كالقطط وهي تقول: وتهون عليكي سيلا تزعل
- أنا مش بحبك أنا بموووووت فيكي، ما إن قالتها حتى انحنت لها وأخذت تقبل وجنتها اليمنى بقوة لتلتفت بوجهها وتعطيها وجنتها اليسرى أيضا وهي تقول بشقاوتها المتوارثة من والدتها
- بوسيني هنا كمان
ضحكت سيلين وقبلتها عدة مرات متتالية ثم وضعتها داخل فراشها وهي تقول
- يالا نامي الوقت تأخر جدا وأنتي لسه صاحية
سيلا بتذمر: مش عايزة أنام.
- لازم تنامي عشان تكبري، قالتها سيلين وهي تملس على رأسها بحنان لتتسائل الأخرى باستفسار
- هو أنا لو كبرت لازم أعقل؟
- المفروض كدة
- طالما كدة مش عايزة أكبر
سيلين بحدة نوعا ما: سيلااااا
- خلاص هنام روحي أنتي...
- متأكدة عايزاني أروح
- أيوه روحي أنا تمـ.ـيـ.ـت الأربع سنين مش بخاف خلاص
- طيب يا حبيبتي، تصبحي على خير.
- وأنتي من أهله يا مامي، قالتها وهي تغمض عينيها بنعاس شـ.ـديد ولم تشعر بنفسها إلا وهي غاطة بنوم عميق بفم مفتوح بطريقة تقــ,تــل لكل من ينظر لها عشقا...
ابتسمت لهما سيلين بحب ثم تركتهم وخرجت لغرفتها بعدmا تأكدت من نوم صغيرتها فعلا، لتجد ميرال مازالت مستيقظة لتنظر لها بستغراب
- مالك فيكي ايه، حالتك مش عجباني
تنهدت بهموم وقالت: قلبي مقبوض مش عارفة ليه
- ربنا يستر، اقرأي قرآن وهتهدي شوية...
- ماهو ده اللي كنت بعمله قبل مـ.ـا.تدخلي
- طب كويس كملي، قالتها سيلين وهي تذهب الى سريرها وما إن دفنت نفسها بداخل فراشها حتى سحبت صورة ذلك الخائن من داخل غلاف وسادتها
أخذت تنظر الى وجهه الذي تحفظه بقلبها قبل بصرها، يا الله كم اشتاقت له ولنظراته الذباحة
- بحبك بس عمري ما هسامحك، همست بها وهي تقبل الصورة ثم لصقتها على صدرها بالتحديد عند موضع قلبها المـ.ـجـ.ـنو.ن حرفيا به واحتضنتها بحنين قـ.ـا.تل يذبحها كل ليلة له...
وبعد وقت طويل من عتابها له مثل كل مرة لا تعرف كيف ثقلت أجفانها وانغلقت باستسلام للنعاس الذي أغشاها
الساعة الثالثة صباحا بعد منتصف الليل، أخذت تتقلب سيلا بفراشها بانزعاج فهي تشعر بالعطش لتفتح عينيها بنعاس شـ.ـديد وتذمر...
لتنهض من سريرها بخمول متجهة الى المطبخ وما إن فتحت باب الثلاجة وأخرجت منها قارورة الماء.
حتى نظرت حولها بترقب هل هناك من يراها وما إن تأكدت بأنها وحدها حتى شربت الماء منه دون ان تسكب القليل منه بكأس، فهي مشاغبة تحب كـ.ـسر قوانين والدتها التي لطالما منعتها من ذلك التصرف...
أعادت القنينه لمكانها ولكن ما إن عادت بأدراجها نحو غرفتهم حتى غيرت رأيها وذهبت لوالدتها...
فتحت الباب عليهم بهدوء وأدخلت رأسها فقط كالفأر وجدت الظلام يعم بالأرجاء، تركت الباب مفتوح قليلا لينير دربها وذهب نحو والدتها التي كانت تنام بعمق شـ.ـديد...
أخذت تحركها وهي تقول بهمس
- مامي اصحي، مااامي...
- ايه يا سيلا! قالتها وهي تفتح إحدى عينيها بصعوبة وما إن أغمضتها حتى غفت مرة أخرى على الفور.
- مامي، عايزة أنام جنبك، قالتها وهي تحركها بشكل أقوى، لتتأفأف سيلين بضجر وفتحت لها ذراعيها وهي تقول وهي مغمضة العينين
- تعالي يا بلائي
كادت أن تصعد الى جانبها ولكن لفت نظرها صورة بجانب والدتها سقطت منها عنـ.ـد.ما فتحت ذراعيها
- صورة مين دي، قالتها وهي تمسك الصورة لترى بها رجل غريب لا تعرفه ذو ملابس سوداء لتسئلها مرة أخرى بفضول، مين ده يا مامي.
سحبت منها الصورة و وضعتها تحت الوسادة بضجر وهي تقول بنعاس شـ.ـديد ودون وعي منها
- ده باباكي، حلي عني بقى...
كلمـ.ـا.تها هذه جعلت تلك الصغيرة تتسمر بمكانها، أخذت تنظر سيلا تارة لوالدتها النائمة
وتارة أخرى للوسادة التي خبأت تحتها صورة ذلك الشخص الذي عرفت لتوها أنه والدها.
ثواني مرت وهي لم تتحرك منها شعرة وكأنها تريد أن تستوعب هذا، مدت يدها بترقب تحت الوسادة وما إن لمست أناملها أطراف الصورة حتى سحبتها بهدوء شـ.ـديد نحوها
وعنـ.ـد.ما نجحت بإخراج الصورة دون أن تشعر بها والدتها حتى انسحبت من جانبها وخرجت بعدmا أغلقت الباب بهدوء أشـ.ـد من سابقه ثم ركضت بلهفة لغرفتها هي وما إن دخلتها حتى صعدت الى سرير أخيها وأخذت تحركه بقوة وهي تقول
- اصحى ياسعد، اصحى.
- سيبيني مش عايز أفطر، قالها وهو يصدر أصوات دلالة على انزعاجه منها
- فطار ايه، اصحى، أنا جبتلك صورة بابا
- طيب أبقى أشوفها بعدين
- سعد، سعد، سعد! أخذت تكرر اسمه وهي تحركه بقوة ولم تتكره حتى نهض بغضب طفولي ودفعها عنه بضجر وقال بصوت عالي منزعج
- والله هقول لجدو عليكي
- هشششش مـ.ـا.تعليش صوتك، لا حسن ياخدوها مننا
قالتها وهي تنظر للباب خـ.ـو.فا أن يدخل أحد عليهم ويعلم بسرهم لينظر لها سعد بعدm فهم
- ياخدوا إيه.
- صورة بابا، قالتها وهي ترفع أمامه صورة شاهين لينظر الآخر بذهول وهو يسحب منها الصورة وأخذ يتمعن بها بنظرات طفولية يملأها الفضول...
- مين قالك إن ده بابا
- مامي قالت لي، ما إن قالتها سيلا حتى عاد سعد نظره لذلك الرجل الغريب بالنسبة له، وضع الصورة على سطح فراشه وأخذا ينظران له معا وكأنهم ينظران للجنة الآن من شـ.ـدة انبهارهما الذي كان واضحا على ملامحهما...
ليقول سعد بتساؤل لصاحب الصورة: أنت بابي صح.
سيلا بتأكيد لأخيها: أيوه بابي قلبي بيقولي كدة، مامي ميرال دايما بتقول القلوب بتحس باللي بتحبها وأنا بحب بابي أوي...
سعد بحـ.ـز.ن طفل: بس هو مش بيحبنا
- لا بيحبنا
- لاء مش بيحبنا لو كان بيحبنا ماكنش سابنا
- بابي بيحبني، قالتها باختناق وهي تلوي شفتها السفليه بزعل طفولي ليمسح سعد على رأسها ويقول
- خلاص بيحبك ما تزعليش
- تعالى نخبيها قبل ما حد يشوفها عندنا وياخدها.
. قالتها وهي تنزل من السرير وذهبت نحو وسادتها هي وفتحت غلافها
نزل هو الآخر وبيده الصورة وقال باستفسار
- اشمعنى هنا هنخبيها
- شفت مامي مخبياها هنا، ما إن قالتها حتى أومأ لها بتفهم ثم ساعدها بتخبئتها ثم احتضنوا تلك الوسادة معا، كل واحد منهم من جهة معينة وغفو وهم على وضعهم هذا...
في اليوم التالي في أول ساعات الصباح الباكر ما إن دقت الساعة السادسة صباحا حتى استيقظ ياسين من نومه المقلق فهو لم ينم جيدا كل تفكيره فيها هي
نهض من مكانه وارتدى ثيابه بسرعة فهو لم يعد يتحمل أكثر من ذلك، ليلة امس علم مكانها ولديه عنوان سكنها ما الذي يمنعه من الذهاب اليها.
سحب متعلقاته الشخصية من الطاولة ولكنه لم يأخذ مفاتيح السيارة تركها لهم وقبل أن يخرج ذهب نحو يحيى الذي كان يشاركه الغرفة وأخذ يوقظه ولكن الآخر كان كالقتيل لم يتحرك
تركه ياسين وخرج ليصعد بأحد سيارات الأجرة متوجها نحو عنوان فاتنته التي جعلته يتذوق المر منها وهو مبتسم برضا.
أما على الطرف الآخر كانت ميرال قد انتهت من ارتداء ثيابها وما إن انتهت من وضع ملمع الشفاه حتى تنهدت بتعب نفسي عنـ.ـد.ما جاءها اتصال من عمر الذي قال على الفور دون سلام ما إن ردت عليه
- أوعي تكوني فطرتي
- لا
- حلو هاجي عليكي عشان نفطر سوا
ميرال بصدق: ماليش نفس
- مش هقبل أعذار و أصلا هنفطر ب المطعم بتاع كل مرة اللي جنبكم ده...
- عمر! ما إن نادته لترفض حتى قاطعها بأصرار
- قولتلك مش هقبل أعذار.
زفرت أنفاسها بضجر ثم قالت باستسلام
- طيب، اسبقني أنت انا عايزة اجي مشي
- ليه ده الجوا تلج برا
- وهو ده المطلوب
- مش فاهم
- بقول عايزة أشم هوا خليني براحتي لو سمحت...
- تمام، أنا قربت أوصل أصلا مش هطلب حاجة لحد ما تيجي اوعي تتأخري
- ماشي، سلام، ختمت كلامها وهي تنهي المكالمة
لتسحب حقيبتها وتخرج من شقتهم وأخذت تنزل الدرج بهرولة مستغنية عن المصعد...
تريد ان تحرك جسدها الذي لا تعرف ما به من ليلة أمس، تشعر بتعب في قلبها، حالتها النفسية تحت الصفر الآن، لا تريد أن ترى أحد ولا تكلم أحد ولكن عمر وآاااااه من عمر دائما مايصر عليها ومهما رفضت يأتيها من طرق مختلفة ويصر عليها بشكل يجعلها تكره نفسها
نعم هي تقدره كصديق شهم معهم، ساعدهم بوقت الضيق، ولكن لا أكثر من ذلك، ولكنه هو يطمع بالمزيد، يريدها ولا يعلم هي لا تملك نفسي حتى لتوافق عليه.
خرجت من العمارة وشـ.ـددت عليها سترتها الشتوية ما إن استقبلها الهواء المثلج، فمكان سكنهم يقع أمام البحر لا يفصل بينهم سوا شارع الذي ما إن عبرته حتى أخذت تمشي وعينيها شاردة في اللا شيء وخصلاتها الناعمة كانت تتراقص خلفها بفعل النسائم فهي تذهب ضد تيار الرياح
ولكنها برغم كل هذا لا تعلم لما قلبها أصبح يدق بشكل أكبر الآن بالذات من سابقه وكأن داخل صدرها يقام حفل طبول...
فهي لا تعرف بإن قلبها علم بقرب محبوبه منه قبل أن تعلم هي ف الآخر كان يقف أمام عمارتهم السكنية وما إن خرجت حتى أخذ يلحق بها كالذي أصيب بتنويم مغناطسي
أخذ يتبعها وهو بين الحين والآخر يصطدm بالناس يمشي بينهم كالثمل يترنح بخطواته الغير ثابته فهو يقسم ما إن وقع نظره عليها حتى رفضت عينيه الأبتعاد عنها من شـ.ـدة شوقه لها...
يريد أن يمسكها الآن ويحتضنها بقوة كبيرة ولم يتركها حتى تنـ.ـد.مج أضلاعها بخاصته يريدها جزء منه لا تبعد عنه ثانية، يريدها أن تكون له كالاوكسحين الذي كلما استنشقه تتغلغل به وتنتشي خلاياه
ولكن فجأة وبلمح البصر تحولت كل هذه المشاعر الى غضب بركاني عنـ.ـد.ما وجد شخص مألوف بالنسبة له يقترب منها بلهفة وليس هذا فقط بل أمسك يديها وقبلهم بحب، مااااذا حب!
أما عند ميرال ما إن اقتربت من المطعم المقصود حتى وجدت عمر ينزل من سيارته وجاء باتجاهها ليستقبلها ببتسامة واسعة وعنـ.ـد.ما وصلها حتى أمسك يدها المتجمدة ورفعهم لفمه وقبلهم بعدmا قال
- ماحبتش أدخل لوحدي قولت استناكي برا
قطبت ميرال حاجبيها بانزعاج من فعلته هذه وحاولت أن تسحب منه يدها إلا أن الآخر تمسك بها وهو يقول
- خليهم عندي أدفيهملك.
كادت أن تسحبهم منه مرة أخرى، ولكن كان هناك من سحبها بقوة من عضدها للخلف جعلها تطير حرفيا ليضعها خلفه وعالج عمر بلكمة فتاكة على فكه جعلته يفترش على الأرض
لتشهق بصدmة من ما ترى ولكن صدmتها زادت أضعاف عنـ.ـد.ما وجدت ذلك الشخص الذي انقض عليه و أخذ يضـ.ـر.به بعنف ودون رحمة لم يكون سوا
- ياسين!
همست بها بصوت بالكاد سمعته هي، استغرق الأمر منها ثانية واحدة حتى استوعبت ما يحدث أمامها الآن...
ذهبت بسرعة نحو ذلك الذي تحول الى وحش حرفيا وسحبته عن الآخر ودفعته بكل قوته للخلف
لتقف بينهم...
نظرت لذلك الذي يلتقط أنفاسه بصعوبة من الضـ.ـر.ب وهو يمسك فكه بألم ثم التفتت لذلك الذي ينهج كالثور بغضب...
تقدmت نحو ياسين ورفعت سبابتها بوجهه وقبل أن تصرخ به على فعلته هذه وجدته يمسك يدها من رسغها ويسحبها خلفه غير آبه بمقاومتها
لم يتوقف إلا عنـ.ـد.ما وجد عمر يحاول أن يأخذها منه من الجهة الأخرى...
عند هذه النقطة جن جنون ياسين رسمي ليسحب ذلك المتطفل من طرف قميصة بقوة ليعالجه بضـ.ـر.بة من مقدmة رأسه على أنفه جعلته يفترش الأرض مرة أخرى ويغرق بدmائه
لتصرخ به ميرال بفزع ولكن هيهات إن كان ياسين يكترث بذلك فهو الآن لا يرى أمامه سوا مشهد تقبيل الآخر ليديها الذي لطالما كان من حقه هو...
ابتعد قليلا عن ازدحام الناس، لينزل الى جهة البحر
والتي كانت خالية تماما فمن يأتي هنا بهكذا أجواء زمهريرية حرفيا.
وما إن تأكد ياسين من أن المكان خاليا وبعيدين عن نظر الناس بالشارع حتى دفعها للأمام وهو يحرر سـ.ـجـ.ـن رسغها الذي يقسم بأنها تشعر وكأنه انكـ.ـسر بسبب شـ.ـدة ضغط أنامله عليه
رفعت نظرها نحوه بغضب وصرخت به بحدة
- إيه الجنان اللي عملته دا، مين اللي سمحلك أصلا إنك تدخل حياتي مرة تانية، هو أنا مش هخلص منك بقى، أنت طلعتلي منين
صمتت قليلا وأخذت تحاول أن تستعيد ثباتها الداخلي فنظراته التي يثبتها عليها جعلت جليدها يذوب.
أبعدت وجهها منه وأخذت تنظر للبحر الذي لا يقل هيجانا من قلبها المجروح، وضعت شعرها كلها على كتف واحد ثم سحبت نفس عميق والتفتت له
لتقول
- تعرف، كويس إنك جيت اختصرت عليا الوقت...
أنا عايزة أطلق منك رسمي. سامعني عايزاك تطلقني
انتظرت رده ولكنه بقى ساكنا ولم تتغير تعابير وجهه
لدرجة ظنت بإنه لم يسمعها قط...
- ياسين، بقولك عايزاك تطلقني، ما إن نطقت اسمه حتى تحرك نحوها وسحبها نحوه من مقدmة ثيابها وكأنه يريد الشجار...
نعم هو يريد الشجار ولكن مع شفتيها فهو ما إن وصلت نحوه و.جـ.ـعلها تلتصق بصدره حتى انحنى برأسه نحوها واعتقل ثغرها بتملك جبـ.ـار...
اخذت ميرال تضـ.ـر.به على صدره بكل قوتها حتى أنها غرزت اظافرها الطويلة برقبته ثم سحبتها بقوة، نعم ألمته ولكن هيهات أن يتركها بل العكس حصل. تعمق بتقبيلها واحتضانها أكثر و أكثر...
وكلما أنكتمت انفاسها يبتعد عنها إنش واحد وما إن تتنفس قليلا حتى يعود لسابق عهده مرة أخرى...
خارت قواها كليا ورمت ثقل جسدها عليه ليجلس بها ببطئ على رمال لا بل كان جالسا وهي بأحضانه لم يبتعد عنها ولم يحرر شفتيها حتى تذوق دmـ.ـو.عها.
أخذ ينظر لها بلهفة بعدmا حاوط وجهها بكفيه و قال بترجي عاشق
- ليه الدmـ.ـو.ع، متد.بـ.ـحنيش فيهم
أما ميرال كانت تنظر له فقط لا يتحرك شئ بها سوا
دmـ.ـو.عها التي زادت بالانهمار. أخذ الآخر يمسحهم بلهفة وما إن اقترب ليقبل جبينها حتى وجدها تدفعه عنها قبل أن يصلها
نهضت وهي تبكي وما إن وقف امامها ليمسكها حتى أخذت تضـ.ـر.به بقبضتها بغل وهي تدفعه من منكبيه وتصرخ به
- أنت رجعت ليه، ليه.
- هشششششش، همس بها عند أذنها بعدmا قيد معصميها بحركة سريعة ثم أدارها له ليحتضنها من الخلف اي ظهرها على صدره
هدأت مقاومتها له لتثقل أنفاسه وهو يستنشق رائحة شعرها الذي جعله يفقد به صوابه ولكن لا يعرف بأن هدوئها مكر منها فهي ما إن شعرت باسترخاء قبضته عليها حتى سحبت نفسها منه بسرعة والتفتت له وقبل أن يفهم ما جرى وجد كف يدها يستر بكل قوتها على خده.
ليتسمر بمكانه من فعلتها وخاصة عنـ.ـد.ما وجدها تقول بحقد: دي عشان قليت أدبك معايا من شوية
صح جت متأخرة بس تستاهلها بجد...
- مين اللي كان معاكي من شوية، هو مش غريب أنا شايفة قبل كدة بس مش فاكر فين
- مالكش فيه هو مين، وأنت مين أصلا عشان تسألني...
- أنا اللي مش بتنامي غير لما تفكري فيا، أنا اللي مسيطر على ده، قالها وهو يؤشر على عقلها ثم أشار الى صدرها و أكمل، أما ده بقى ملكي وبأسمي.
ومهما حاولتي مش هيقدر غيري يسكنه...
اخذت تنظر له بحقد مضاعف ما إن رأت غطرسته المعهودة فهو لم يتغير أبدا، دائما مايتعامل معها بتملك وكأنها حق مكتسب له
تخطته لتذهب بعدmا رمقته بقرف متعمد ليقبض على عضدها بقوة وبعدها أمامه ليضع جبينه على جبينها وقال بغضب: غـ.ـصـ.ـبا عنك أنتي بتاعتي وبس
نظرت الى داخل عينيه بقوة وقالت: أبدا!
لينطق بمرارة حب حقيقية
- مرمري.
رفعت حاجبيها برفض من ما سمعت: الياء دي هتفضل تحلم فيها طول عمرك مش هتطولها
- مش عايز منك غير فرصة وحدة بس
- مابديش فرص أنا، ما إن قالتها بجدية تامة ورفض لا نقاش فيه حتى أخذ يتلمس نعومة وجنتيها وهو يقول بقهر ممزوج بصدmة
- إيه كل الجبروت ده
أبعدت يده عنها وقالت: تعلمته منك
ابتسم بسخرية وهو يبتعد عنها خطوة ثم قال بقهر: عـ.ـذ.ابي السنين دي كلها ماشفعليش عندك
- بالعكس كرهتك فيهم أكتر...
- بس أنا بحبك ومش عارف أعيش من غيرك
أشارت له وقالت: حالتك دي هي اللي بتبرد قلبي، عـ.ـذ.ابك ده بيشفي غليلي من جوا، دوق من اللي انا دقته يا ابن اللداغ
ياسين بانفعال: أدوق إيه أكتر من كدة، ده أنا شفت الويل على يدك...
ميرال بتشفي: اشرب كمان بالهنا والشفا
ياسين بغضب: قلبك أسود أوي يا بـ.ـنت عمي
- أهو الأسود ده بقا بيليق بخامتك يا ابن عمي.
لأن لما كان أبيض ماحوقش معاك طيبته ودوست عليه بجزمتك ومشيت، ليه بقى دلوقتي بقيت بتزعل لما دوست أنا كمان، ما أنا اتعلمت ده منك، ولا هو حـ.ـر.ام عليا وحلال عليك
زادت نظرات ياسين احمرار لدرجة أصبحت قطعة من الدm لم يعد يوجد فيها بياض أما فكه أخذ يرجف من شـ.ـدة غضبه و أكبر دليل على اعتقادها هذا هو بروز شرايينه بنفور.
ولكن هل تصمت ما إن رأت حالته هذه. بالطبع لا. فهذه ميرال ما إن تنفجر تدmر كل شئ وهذا ما فعلته عنـ.ـد.ما اقتربت أكثر منه ولمس أنفها خاصته وأخذت تمرر أناملها من أعلى صدغه نزولا ببطئ ممـ.ـيـ.ـت لفكه
وهي تقول بهمس
الحب بيذل مش كدة، فاكر لما ذلتني، فاكر لما رمتني لكلابك، فاكر لما رجعتني لأهلي مكـ.ـسورة، تؤتؤتؤ.
يااااحـ.ـر.ام، كل حاجة عملتها فيا هردهالك لو مابعدتش عن طريقي، أنا لحد دلوقتي ماشية بمبدأ لا تعض الكـ.ـلـ.ـب إن قام بعضك، فبلاش تخليني أوريك كيد النسا بيعمل إيه لما يحكم بدmاغي
- لسانك طولان، قالها وهو يقبض على فكها واعتصره بقوة جعلت عينيها تدmع ولكنها رفضت أن تبكي عنادا به. حتى أنها شعرت بطعم الدmاء إلا أنها
لم تبالي بذلك فقد كانت تنظر له بتحدي
أما ياسين ابتعد عنها وصرخ بها بانفعال.
- ليه تخليني أأذيك ليه، صمت قليلا ثم ذهب نحوها بلهفة عنـ.ـد.ما وجدها تمسك فكها بو.جـ.ـع ظاهري
ولكنها نظرت له بعصبية وهي تقول: أوعى تقرب
تجاهل ياسين ما قالت وسحبها بشوق لصدره واحتضنها باحتواء، لتغمض عينيها بضعف من قربه هذا، ولكنها أبعدته عنها بمكابرة
- تعبتيني معاك، تعبتني أوي
لم ترد عليه ولكنها ضـ.ـر.بت شعرها للخلف بغرور جميل لم يراه عليها من قبل وهذا ما جعله يبتسم لها بإرهاق قلب عاشق.
تنهد بتعب ثم قال بأمر: يالا تعالي، تركته خلفها و نيران الشوق تحرقه والحنين يقــ,تــله
وروحه كلها لهفة لنظرة رضا منها...
يا الله يختفي جبروت هذا الرجل أمام من يحب فقط
زفر أنفاسه بضجر عنـ.ـد.ما وجد رنين هاتفه يرتفع وما إن سحبه من جيب سترته الداخلي حتى وجده يحيى الذي قال
- أنت فين
- عايز ايه
- عايز ايه يعني ايه، هو احنا جينا هنا ليه مش عشان نقابل سعد والبنات
- أنتم فين دلوقتي احنا وصلنا لمكانهم تقريبا كلها دقايق بس.
- تمام أنا أصلا قريب من المكان...
تنهد للمرة التي لا تحصى في هذا الصباح ثم تحرك نحو هدفهم
في شقة سعد الجندي
كانوا مجتمعين حول الطاولة يتناولون فطورهم وما ان انتهوا واخذت سيلين تساعد داليا بحمل الاطبق حتى وجدت تلك الشقية تذهب نحو الشرفة المطلة على الشارع العام ولكنها ما ان فتحت باب الشرفة حتى صرخت بها وهي تقول
م
- تعالي ادخلي يا بلائي هتعيي كدة
نظرت لها وهي تقول: هستنى عمو بس.
سألتها داليا بستغراب: عمو مين ياحبيبتي
سيلا بتوضيح لطيف: يا تيته عمو ده، هو اللي بيبيع غزل البنات
داليا بمحايلة: ادخلي يا قلبي أنتي، وهبقى اشتريلك لما يجي
لترد عليها بنفي: ماينفعش والله يا تيته، ماهو أنا لو دخلت مش هشوفه، وأنا نفسي راحت لغزل البنات يرضيكي يعني نفسي تروحلها وما أكلهاش
- سيلااااااا بلاش مناهدة وتعب قلب الجوا برد وهتعي، ما ان صرخت بها والدتها حتى قالت بنفي.
وعناد وهي تقترب من سور الشرفة سبيني بقى بلاش كل حاجة عندك تبقى لا لا مرة وحدة قولي حاضر وابقي شاطرة زيي
- اااااخ منك ومن لسانك ااااخ، بس والله لو كحيتي بس هديكي حقنة كبيرة
كادت ان تعترض سيلا عن ما قالته والدتها إلا أنها وقع نظرها على شخص ضخم يرتدي أسود في أسود
ينزل من إحدى السيارات التي وقفت امام عمارته من الجهة الأخرى للشارع.
تجاهلت نداء والدتها لها لا بل انفصلت عن العالم تماما ما إن رأت وجهه، أخذت تحرك رأسها يمنى ويسرى وهي تفتح فمها بذهول، هل ما تراه الأن حقيقة، هل هذا و ووووو والدها!
ابتسمت باتساع شـ.ـديد ما إن تأكدت من شكها لتقول
- بااا با، جااا، باباااااا صرخت بها بسعادة وهي تصفق بيديها وتقفز من مكانها ثم دخلت للصالة وركضت نحو باب الشقة وهي ما تزال تصرخ
باباااا جاااا، بابا جاااا...
نظر سعد وداليا باستغراب لسيلين التي كانت حالتها لا تقل عنهم لتخرج من المطبخ على الفور وتلحق بابـ.ـنتها التي خرجت بلمح البصر...
أما سيلا أخذت تنزل الدرج بسرعة وما إن وصلت مخرج العمارة حتى وجدت شاهين وشخص آخر معه قد عبر الشارع الأول ولم يبقى سوا شارع واحد فقط يبعدها عنه
ركضت نحوه دون تردد وهي تنادي بلهفة طفل قد ملك العالم بما فيه...
أما عند شاهين كان ينظر إلى ساعة يده وهو يقول ل يحيى: ياسين فين تأخر ليه.
ليرد عليه الآخر وهو يقول: ما أنت شفتني كلمته وقال أنه قريب وزمانه على وصول
كاد أن يتكلم إلا أنه قطب جبينه باستغراب والتفت نحو ذلك الصوت الطفولي الذي ينادي بحماس غريب
ليرى طفلة صغيرة آية من الجمال تركض نحوه وهي تنادي بكلمة بابا،؟!
قطب جبينه باستغراب أكبر هل هي آتية نحوه هو أم أن والدها يقف بالقرب منهم وهو قد هيئ له بأنها تناديه بذلك، نظر حوله ليتأكد هل هناك من تقصده.
ولكن ما جعله ينتفض من مكانه ويذهب نحوها بسرعة هو عنـ.ـد.ما وجدها تعبر الشاع الذي يفصل بينهما دون أن تنظر للسيارات
فهي كانت لا ترى غير والدها أمامها الآن وتريد أن تصله بكل ما أوتيت من قوة
وبنفس وقت عبور سيلا للشارع أتت سيارة سريعة.
نحوها وهي تصدر صوت بوق عالي ليحذرها أن تبتعد عن طريقه ولكن سيلا ما إن التفتت نحو تلك السيارة حتى تجمدت بمكانها و رفعت يديها الصغيرتين وغطت عينيها بهم من الرعـ.ـب الذي أصابها وقبل أن تدعسها بالفعل وتزهق روحها البريئة
ركض نحوها شاهين وحملها بين ذراعيه واحتضنها لصدره بقوة وبحماية لا يعرف ماهي مصدرها، أخذ يتنفس بقوة وهو يعتصر جسدها الصغير بين يديه
وصل نحوه يحيى بهرولة وهو يقول بخـ.ـو.ف
- شوفها كدة هي كويسة.
أبعد شاهين وجه سيلا عن عنقه ونظر لها وهو يقول باستفسار بعدmا لاحظ شحوبها الفظيع
- أنتي كويسة يا حبيبتي
لم تنطق من الرعـ.ـب الذي اعتراها لتدmع عينيها بخـ.ـو.ف ليقول شاهين بلهفة لأول مرة تظهر عليه بهذا الشكل
- لالا مـ.ـا.تعيطيش يا حلوة أنتي بـ.ـنت مين اسمك ايه.
- سيلاااااا، نادتها بها سيلين وهي تنظر لهم بصدmة العمر ولكن بالتأكيد لم تكن أكبر من صدmة شاهين عنـ.ـد.ما وجد سيلين تقترب منهم ليجد تلك الصغيرة ترمي نفسها نحو الأخرى وهي تقول بنبرة خـ.ـو.ف
- مامااااا
التقطتها سيلين منه واحتضنتها بخـ.ـو.ف هي الأخرى من إن يأخذها الآخر منها، رمقته بنظرة لم يستطيع أن يفسرها ثم تركته وعادت أدراجها لداخل العمارة
تاركه خلفها ذلك الذي يريد أن يستوعب ما سمعه الآن.
ولكن بالتأكيد ما سمعه خطأ، نعم بالتأكيد هناك خطأ ماااا، يتمنى ذلك حقا وإلاااااا سيقلب الدنيا بما فيها لو طلع شكه بمحله.
↚كان يقف ينظر لها كيف تختفي من أمامه وهو في قمة ذهوله من ما سمع وما إن اختفت داخل العمارة حتى التفت نحو يحيى الذي كان هو الآخر لا يقل عنه بالاستغراب ليقول له بشبه ضحكة مليئة بالقهر
- سمعت اللي سمعته...
- أكيد في حاجة غلط صح
- ده أنا اللي هعمل معاهم الصح لو اللي في بالي طلع صح. قالهاوذهب خلفها بسرعة ليلحق به يحيى وهو يحاول أن يهدئه ولكن لم يصله حتى فالآخر كان
يمشي وكأنه قد سرق من الفهد سرعته.
أما عند سيلين ما إن وصلت شقتهم ودخلت حتى أرادت أن تغلق الباب ولكنها ارتدت للخلف بتعثر عنـ.ـد.ما وجدت شاهين يمنعها من ذلك عنـ.ـد.ما دفع الباب بغضب وهو يقول بتساؤل مباشر
- دي بـ.ـنتنا صح؟
دخول شاهين بهذا الشكل جعل داليا تسحب سعد الصغير وتدخل به للداخل بسرعة لتذهب بعدها لزوجها الذي دخل يغير ثيابه ولا يعرف بحجم الكارثة التي أتت عليهم الآن.
أما عند سيلين أخذت تنظر له بلا مبالاة واستخفاف كاذب وما إن استدارت متجاهلة سؤاله هذا لتصل لسيلا التي كانت مايزال جسدها يرتجف من الخـ.ـو.ف مما حدث في الأسفل
ولكن منعها من الذهاب عنـ.ـد.ما قبض على عضدها وسحبها نحوه بقوة مما جعلها تلتفت له رغما عنها بألم وخاصة عنـ.ـد.ما تعمد على غرز أنامله بلحمها ولكنها برغم الو.جـ.ـع تحاملت على نفسها ولم تظهر له ذلك خاصة عنـ.ـد.ما وجدته يصـ.ـر.خ بها بجنون
- على فين مش قبل ما تردي على سوالي.
- أرد على إيه أنت مالكش حاجة عندي، قالتها وهي تحاول أن تحرر ذراعها منه ولكنها توقفت بصدmة عن المقاومه ما إن سمعت سيلا تهمس لها بصوت خائف وهي تشـ.ـدد من احتضانها
- مامي بابي بيزعق علينا ليه
شاهين بذهول من ما سمع: قالت بابي! يعني اللي سمعته تحت صح، دي بـ.ـنتي
حاولت سيلين أن تستدير مرة أخرى إلا أن شاهين شـ.ـدد عليها قبضته بشكل أقوى جعلها تتأوه بصوت مسموع رغما عنها فهو قد جن جنونه الآن.
- إيدك،! قالها سعد بصوت صارم وهو يبعد يده عن سيلين التي ما إن رأت تدخل والدها حتى انسحبت بسرعة لغرفتها لتضع صغيرتها فيها وما إن دخلت حتى وجدت داليا تدخل خلفها مع سعد اللداغ الصغير الذي ركض بسرعة نحو والدته التي استقبلته بلهفة لتضمه معا هو وأخته لأحضانها بحنان شـ.ـديد وهناك رعـ.ـب سكن قلبها، وفزع انزرع بأوصالها من فكرة أن يأخذهم منها الآخر إن علم بأنهم قطعة منه هو كما هم قطعة منها هي.
في الصالة كان يقف شاهين أمام سعد كالحـ.ـيو.ان الهائج الذي أصبحت أصوات أنفاسه مسموعة لمن حوله ليقول له الآخر بضيق شـ.ـديد منه
- إيه اللي جابك يا ابن اللداغ، المكان هنا مش مرحب بيك
- ازاي عايزني ما اجيش و روحي عندك، ما إن قال كلمـ.ـا.ته هذه حتى نظر له سعد بجدية ممزوجة بتهكم وقال
- والله و فيك الخير إنك لسه فاكر روحك زي ما بتقول بس أحب أقولك، بـ.ـنتي أنا مش روح حد، دي روح أبوها وبس.
رفع شاهين طرف فمه وقال بسخرية: مش لما تبقى أبوها بصحيح، سيلين بـ.ـنت ماهر اللداغ مش سعد الجندي
- وماهر أمنها عندي وراح وبقت بـ.ـنتي أنا من ساعتها
زفر شاهين أنفاسه باختناق من هذا الحوار ليقول بصيغة أمر وجبروت
- أدخل ناديها عايز أكلمها، عايز أفهم ليه عملت كدة
سعد برفض: مافيش كلام ما بينكم عايز تتكلم أنا أهو قصادك ولو مش عجبك اتكل و وريني عرض اكتافك.
ضحك الهجين قليلا ثم تحول وجهه للغضب الأسود وهو يقول: اتكل اااايه، أنا مش هتحرك من هنا غير لما أفهم منها كل حاجة...
- عايز تفهم ايه، قالتها سيلين بثبات تحسد عليه و لا كأن الذي أمامها الآن الذي تبكي عليه بحرقة كل ليلة
نظر لها سعد بانزعاج من حضورها الآن ليقول لها
- سيلين خشي جوا أنتي
نظرت لوالدها وقالت: بابا من بعد إذنك عايزة أتكلم معه على انفراد.
- هو أنا هستناكي لحد ما تستأذني، قالها شاهين بنفاذ صبر بعدmا رأى سعد سيرفض ذلك ليذهب نحوها وبكل جبروت مسكها من يدها ودخل بها أو دعنا نقول سحبها خلفه إلى أقرب غرفة لهم والتي كانت خاصة لسعد و زوجته
كاد أن يلحق بهم سعد بغضب ف الآخر قد تعدى الحدود المعقولة، ماذا يظن نفسه ذلك البربري إلا أن يحيى منعه من ذلك عنـ.ـد.ما وقف أمامه وقال
- سيبهم يتكلموا، هما الاتنين محتاجين ده صدقني.
مسكه سعد من تلابيب ثيابه وصرخ به
- وأنت مين كمان
- أنا يحيى اللداغ اتقابلنا قبل كدة بس ماجتش فرصة نتعرف على بعض أكتر، قالها يحيى وهو يمسك يده وينزلها عنه باحترام غريب لم يظهر عليه إلا في حالات نادرة
هدأ سعد نوعا ما من ردة فعل الآخر وقال بترقب: أنت أخوهم صح
- تؤ، ابن عمهم، ابن ماهر اللداغ وسعاد الجندي
ما إن نطق بهذه الكلمـ.ـا.ت حتى شحب وجه سعد بصدmة لا مثيل لها.
عند شاهين ما إن أدخلها الغرفة و أغلق الباب عليهم حتى قال بترقب غاضب
- البـ.ـنت اللي كانت تحت
نظرت له سيلين بهدوء وقالتها: مالها
شاهين بتردد: بـ.ـنت مين
- بـ.ـنتي أنا، ما إن قالتها وهي ترفع منكبيها حتى صرخ بوجهها بعدm التصديق
- وما بلغتنيش ليه إنك خلفتي، كنتي مستنية ايه
سيلين بتلاعب اعصاب: وأبلغك ليه، أوعى تكون مفكر إنك أبوها لأنها قالتلك يا بابي.
عض شفته بقوة من غـ.ـيظه منها ثم قال: أنا مش مفكر أنا متأكد، والا هتكوني خلفتيها ازاي
- خلفتيها ازاي!، قالتها وهي تقترب منه و ترفع حاجبها بعدmا كررت سؤاله ثم رفعت نفسها قليلا وهمست عند أذنه، اممممم بسيطة هشرحلك، عملت مع غيرك اللي كنت بعمله معاك وخلفتها.
جزء من الثانية فقط و وجدت أنامله انغرست بداخل شعرها الكثيف وسحبها للأعلى لتتأوه بو.جـ.ـع لم يتحمل هو منظرها متألمة بهذا الشكل ليدفعها على إحدى الزوايا ليحاصرها حرفيا بجسده الذي قد زاد ضخامة عن السابق وهو يقول بجنون قـ.ـا.تل
- مش أنا اللي يتقالي الكلام ده، مش أنا...
وبعدين مستحيل، دي بـ.ـنتي أنا، بـ.ـنتي دي ثمرة حبي ليكي وشغفي فيكي، مستحيل يكون في حد بحياتك غيري. أنا أعرفك أكتر ما ت عـ.ـر.في نفسك فبلاش تلعبي بغباء معايا لأن رد فعلي هيأذيكي، لأني متأكد إن مش سيلينا اللي ممكن تكون لواحد تاني...
أنتي انخلقتي لراجـ.ـل واحد بس واللي هو أنا ومهما بعدت عنك محدش يقدر يوصل للي أنا وصلتله فيكي
انا ليا فيكي أكتر ما ليكي...
- أنت مستفز، أوعى كدة، قالتها بعصبية وهي تضع يدها على صدره العريض تريد أن تدفعه عنها إلا أنه صمت قليلا
فقد ضاعت منه الحروف عنـ.ـد.ما لمسته كفيها، يا الله تلك الفاتنة بلمسه عفوية منها جعلته ينهزم أمام نفسه ويغلبه الحنين لها وخانته عينيه مع تبعثر دقات قلبه ما إن بدأت بالتجول على وجهها باشتياق كاشتياق رمال الصحراء لقطرات الغيث...
ابتلع لعابه ما إن وجدها تهدأ بالتدريج هي أيضا ليأخذ يتلمس ملامحها بهوس عاشق مـ.ـجـ.ـنو.ن، بدأ يمرر أطراف أنامله عليها، من جبينها الدافيء لرسمة عينيها الذباحة لشموخ أنفها وغرورها الجميل نزولا لشفتيها المغرية بتفاصيلها الغير موزونة التي تفقده تعقله و ما إن تلمس انتفاخهم حتى اجتاحته رجة كهربائية جعلت خلايا جسده كلها تستنفر وتثقل انفاسها هي...
عقد حاجبيه بشوق لها، ياالله، كم يتمنى ان يستبدل مكان أنامله بفمه ليرتوي منها الآن...
أكمل سير رسمته لذقنها الناعم ليصعد بيده لخديها الممتلئة وما إن احتضن وجهها حتى رفعه له أكثر ليقبل أرنبة أنفها بتريث لينحني بعدها بوجهه بثمالة ليدفنه بعنقها المرمري بعدmا حرر وجنتيها واعتقل خصرها بقوة ليهمس لها بهيام
- الحلوة دي بـ.ـنتنا، صح.
دفعته عنها وقالت بغضب من نفسها قبل أن يكون منه هو: بـ.ـنتي أنا، أنا، سااامع بـ.ـنتي أناااا، أنت مالكش حاجة عندي
قرر التلاعب بنقطة ضعفها أمامه ليقترب منها بخبث وقال بهمس مغري لأي أنثى فما بالك بواحدة متيمه به: ماله جـ.ـسمك ياحبيبتي بيترعش كدة ليه
بيطالب بيا صح، اعترفي إني نقطة ضعفك زي ما أنتي نقطة ضعفي ياعشق الهجين...
أبعدت يده الوقحة عنها وهي تقول بانفعال وقهر: بترعش من قرفك ده.
حاوط خصرها بتملك ولصقها به ثم قال
- لسه بتمـ.ـو.تي فيا سيليناااا
رفعت وجهها ونظرت له بغضب وهي تقول
- ابدااااااا...
- وحشتك ريحتي صح، قالها بتعمد ليذكرها كيف كانت وما زالت مدmنه عليه، قالها وهو يشـ.ـدد من احتضانها باستمتاع رهيب لم يشعر به منذ سنين ف الأخرى ما إن سمعت كلمـ.ـا.ته المستفزة حتى أخذت تتلوى بين ذراعيه تريد الخلاص منه وما ان فشلت من تحرير نفسها حتى صرخت
- بكرهك...
لصق جبينه على خاصتها وقال بعدmا امتزجت أنفاسه الراغبة بأنفاسها الغاضبة، ليقول بعدmا لاحظ تأثيره عليها الذي تحاول أن تسيطر عليه
- لسه عايشة على ذكرياتي لسه مافيش راجـ.ـل يملى عينك غيري، أنا روضتك ليا سيلينااا عارفة يعني روضتك يعني مهما عملت مكانتي مش هتتغير عندك
بكى قلبها منه لتقول بغصة داخلية ونفور ظاهري
- أنت ليه بتعمل كدة...
أبعد نفسه عنها وحررها كليا ورجع خطوة للخلف وهو يقول ببرود وغرور: عادي، بس حبيت أعرفك أنا ايه بالنسبة ليكي وتبطلي الهبل اللي بتحاولي تقنعيني فيه، وهو إنك ممكن تخلفي من غيري...
ههههههههههه اللي قدامك مش تلميذ يابطتي...
أنتي مش بتتحملي إنك تحاوري غيري بالكلام...
حتى لسانك مش بيقبل ده...
سيلينا لما كنتي عندي أنا عرفت ازاي استحوذ على روحك قبل جـ.ـسمك، أنا الهجين مش أي حد عشان يتنسي ويتغير بغيره بسهولة...
- وفخور أنت بده، ما إن قالتها بخفوت حتى تنهد بو.جـ.ـع ورد عليها بتعب حقيقي
- لا، لأن عـ.ـذ.ابي ماقلش عنك بحاجة ويمكن أكتر، ده أنا بقت تجيلي تهيئات بشكلك، عمـ.ـيـ.ـتي عيوني عن غيرك وجننتيني فيكي...
بسسسسس يا سيلينا مهما غلاتك عندي كانت كبيرة ده مش معناه إني مش هاطلع من عنيكي السنين اللي خبيتي فيهم بـ.ـنتي عني
مهما حبك كان كبير عندي اللي عملتيه مش هيشفعلك عندي
- عمري ما شفت ببجاحتك، وليك عين تتكلم...
مش أنت اللي سبتني ورمتني. مش أنت اللي ما ثبتش جوازنا وخدعتني بالمأذون اللي جبته وخلتني أحس بشعور بنات الليل، عارف حصلي إيه لما عرفت إن مافيش حاجة تثبت جوازي منك عارف لما تكون برئ وأنت غلطان و وسـ.ـخ بنظر الكل ومش قادر تثبت براءتك. عارف اللي زاد على كل ده هو حملي منك...
شهووووور بتوحم على ريحتك. أقسم بالله جنيت حرفيا في غيابك، بقيت بشمشم باللي رايح واللي جاي يمكن تطلع ريحته زي ريحتك...
وصل فيا الحال إني أجيب البرفيوم بتاعك وأشمه زي الهبلة بس كان قلبي بيحترق على ريحتك أنت...
كنت فين، هاااا فين وأنا بتعـ.ـذ.ب كل ده، كنت فين لما كنت ببكي عليك عايزاك، ليه أذتني كدة أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا ده
صمتت ولمعت الدmـ.ـو.ع بعينيه ثم أكملت بحسرة على ما كانت عليه سابقا...
أنا اللي كنت بقول مافيش بـ.ـنت زيي، مستحيل حد يقدر يكـ.ـسرني، كنت بشوف ميرال ضعيفة بس أنا طلعت منك ومن تجربتك دي مافيش أضعف مني...
علي الأقل ميرال حرقته أول ما أذاها بس أنا معملتش حاجة، يبقى أستاهل لأني حبيتك برغم عيوبك اللي كانت واضحة ليا، وأذاك لينا كان علني...
أنا بقالي سنين بادفع ثمن غبائي معاك
- و أديكي خدتي حقك مني وحرمتيني من بـ.ـنتي...
قاطعته بضيق: ماعندكش بنات عندي
نظر لها بتمعن ثم قال: ده آخر كلام عندك يعني
- أيوه مالكش حاجة عندي
- اسمها إيه
- سيلا
- الكامل.
- سيلا سعد الجندي، ما إن نطقت هذه الحروف حتى شعر شاهين بأن هناك خنجر مسموم غرز بقلبه. لأول مرة يعجز عن النطق، لسانه ثقل وصدره قد تحجر...
لم يستطع أن يعطي ردة فعل سوا أن يومئ لها برأسه ثم تركها وخرج ليجد سعد جالسا بالصالة لوحده ليتركه متوجها لباب الشقة وما إن فتحه حتى أخذ ينزل الدرج بسرعة يشعر بأنه يريد الانفجار.
وصل الى مخرج العمارة ليجد يحيى وياسين أمامه ليتركهم ويذهب نحو سيارة دون أن ينطق بحرف ليتبعوه بهدوء وهم ينظرون لبعضهم البعض فحالته لا تسمح لهم بطرح أي سؤال من الأسئلة التي تجوب بعقلهم
في الأعلى عند سعد كان يجلس بالصالة بشرود عميق من ما سمعه من يحيى، فذلك ما إن أخبره بنسبه ومن هو حتى تركه وخرج من الشقه بأكملها ما إن وجد رده تأخر عليه ظنا منه بأنه لا يصدقه.
ذلك الشاب محق كيف يصدق بأن لسيلين كانت توأم نعم يتذكر بأن الأطباء قالوا بإن سعاد حامل بمولود ذكر ولكن عند الولادة وجد سيلين فقط...
تأفأف بقوة وأمسك رأسه وأخذ يدعكه بقوة فهو يكاد أن ينفجر من شـ.ـدة الصداع لم يشعر بشاهين عنـ.ـد.ما خرج لم يشعر سوا بسيلين التي جلست أمامه على الأرض وهي تضع كفيها على ركبتيه و وجهها الجميل غارق بالدmـ.ـو.ع لتناديه بتوسل
- بابي...
فتح سعد ذراعيه لها لتنهض من جلستها لتجلس الى جانبه على الأريكة وهي ترمي رأسها على صدر والدها وأجهشت بالبكاء وهي تقول
- قولي أعمل ايه معه
- اللي لازم يتعمل، قالتها داليا وهي تدخل الى الصالة وتأتي لتجلس أمامهم لتبتعد الأخرى عن والدها وهي تمسح دmـ.ـو.عها وتقول
- اللي هو ايه
داليا بعقلانية: طالما عرف وكل شئ اتكشف لازم يكتب عليكي رسمي بقى، وتسجلوا الولاد بإسمكم بلاش الماضي ينعاد من تاني.
سيلين برفض: مستحيل أربط اسمي بأسمه
- بلاش أنانية يابـ.ـنتي، أنتي لو لوحدك تمام تقدري تاخدي القرار اللي يعجبك، بس أنتي بدل الطفل عندك تنين منه، واديكي شفتي قلب البيت علينا ازاي لأنه عرف بسيلا بس تخيلي بقى لما يعرف في سعد كمان، مش بعيد ياخدهم منك
فتحت سيلين عينيها بخـ.ـو.ف ثم قالت برفض
- ياخد اااايه، أنا آخد روحه منه قبل ما يعملها، دول ولادي انا.
- خلينا نفكر بعقل، شاهين جبروته يهد الحيل هو أنا اللي هعرفك عليه أوووعي تكوني شفتيه أنه سكت وطلع كدة لا ياحبيبتي ده من الصدmة بس، ده لما يقعد مع نفسه شوية هيطلع البلا الازرق على جثتك
ده الهجين ياعشق الهجين مش هو بيقولك كدة بردو، ده متملك فيكي عايزاه يكون مع ولاده عادي. وبعدين ولادك كمان محتاجين أبوهم، فعشان كدة فكري كويس بكلامي و قرري
ليقول سعد بضيق من ماسمع: أنتي بتقولي إيه...
أنا مستحيل أرجعها ليه.
- أنا كنت أكتر وحدة رافضة إني أخليها معه بس دول بينهم عيلين دلوقتي، وبعدين أنا ماقلتش ارجعي ليه أنا قولت اكتبوا كتابكم رسمي وسجلوا الأطفال بإسمكم ويبقى بعدها ينفصلوا رسمي، اسمعيني يابـ.ـنتي أنتي وضعك مايسمحش إنك تعندي
- شاهين خسر كل حق ليه عندي لما نزلني قصاد بابكم وطلقني وأداني ظهره ومشي وهو كان عارف عملته دي عملت فيا إيه
سعد وسيلا ولادي أنا وبس، مالوش حاجة عندي
- تفتكري هيسكت.
- يسكت مايسكتش أنا اللي عندي قولته ليه ويبقى يوريني يقدر يعمل إيه، قالتها وهي تنهض ثم سألت والدتها عليهم، فين الولاد مالهمش صوت ليه
- سعد بيلعب جوا، وسيلا نامت
- غريبة مش من عوايدها
- كانت مرعوبه معرفش مالها سألتها ما ردتش، جت بس وخبت نفسها بحـ.ـضـ.ـني ونامت وهي بوضعها ده
- أما أدخل أشوفهم، قالتها وهي تتوجه للداخل لتنظر داليا لزوجها الذي كان شاردا لتقترب منه وهي تقول باهتمام
- مالك يا حبيبي.
ليقول سعد بقهر رجل مسن قد شعل الشيب رأسه
- تعبان!
داليا بلهفة: سلامتك ياقلبي من ايه
- من كل حاجة، المرض هد حيلي، عمال أشوف بناتي موجوعين ومافيش حاجة بإيدي أعملها، سحب بـ.ـنتي ودخلها الأوضة قصادي ومقدرتش أعمل حاجة، العمر بيهد يا داليا وكله كوم ويحيى اللداغ كوم تاني
- أخو شاهين الصغير.
- لاء ابن عمه و أخو البنات، يحيى ماهر اللداغ ابن سعاد وتوأم سيلين يا داليا، ما إن قالها سعد حتى شهقت الأخرى وهي تضع يدها على فمها متفاجئة
نعم كانت تعلم بأن هناك أخ ولكنها لم تعلم بأنه أخ شرعي للبنات، لتسئله باستفسار
- مين اللي قالك الكلام ده
- هو اللي عرفني على نفسه وسابني ونزل
- تفتكر كلامه ده حقيقي.
- معرفش بس اللي أعرفه بجد ان احنا داخلين على ايام سودة، طالما شاهين ظهر يبقى ياسين هيظهر كمان ده لو ماكنش ظهر وبـ.ـنتك مخبية ده عننا
- ربنا يستر
في الداخل عند سيلين ذهبت عند سعد الجالس بحـ.ـز.ن بعدmا دثرت سيلا بالغطاء وقبلتها من رأسها
- حبيبي ماله، قالتها وهي تحتضن رأسه تحت ذراعها وأخذت تداعب شعره لتجده يقول بتساؤل ممزوج باختناق
- بابا ليه ما سلمش علينا، ليه مشي على طول
سيلين بستغراب
- مين قال إن ده باباكم.
نظر لها وقال ببراءة: سيلا
- وهي عرفت منين
- من الصورة
- صورة ايه
- دي، قالها بعدmا نهض وأخذ صورة والده من غلاف الوسادة ليشحب شكل سيلين من ما ترى، سحبت منه الصورة وقالت بذهول
- جبتوها منين
- سيلا قالت إنها شافتها عندك لما كنتي نايمة فلما سألتك قولتلها ده باباكي، يعني بابا بتاعي أنا كمان صح
- صح يا حبيبي صح، قالتها باستسلام فلا مجال للكذب بعد الآن لينظر لها بحـ.ـز.ن مضاعف.
- أومال ليه ما جاش يشوفنا ويسلم علينا...
سيلين بتهرب من كثرة الاسئلة
- عنده شغل وكان لازم يمشي بسرعة
سعد بتذمر ورفض لما يسمعه دائما- كل مرة تقولي كدة، صحابي كلهم عندهم باباهم بيلعب معاهم ويفسحهم وبيحبهم وبيشوفهم كل يوم إلا أنا معنديش أب، شغل، شغل، أنا بطلت أحبه لو جي قولي له سعد مابيحبكش
لتقول سيلين ما إن وجدته ينهض من جانبها ويهم بالخروج: تعال هنا رايح فين.
- رايح عند جدو، قالها بزعل طفولي ثم خرج وتركها لتسحب شعرها بقوة واختناق فهي لا تعرف ماذا تفعل حقا
في إحدى الشركات السياحية العائدة ملكيتها لأخو الدكتور عمر، بالتحديد بقسم المحاسبات
كانت تجلس خلف مكتبها تراجع ملفات الإحصاء اليومي والأسبوعي والشهري قبل تسليمه للإدارة.
كانت تحاول أن تغرق نفسها بالعمل وتحاول على قدر المستطاع أن تتجاهل ما حدث معها في الصباح ولكن هيهات يأخذها عقلها رغما عنها للحظاتها الدافئة معه...
لتغمض عينيها بشكل تلقائي، لم يقل شغفه بها لا بل جعلها تشعر بأنها تطير بين السحاب، رفعت يدها لتتحسس شفتيها فهي تشعر بلمساته لها الآن.
فتحت عينيها بسرعة واعتدلت بجلستها أكثر و أعادت خصلاتها خلف أذنها ما إن وجدت باب المكتب يفتح عليها دون استئذان وهذا المتطفل عليها لم يكن سوا عمر الذي أتى نحوها بسرعة وهو يقول
- أنا مصدقتش لما عرفت إنك جيتي الشغل، الحـ.ـيو.ان ده أخدك فين؟ عمل فيكي ايه؟
أنا لولا خدني على خوانه كنت خليته ينام الليلة بقسم الكسور...
- هدي أعصابك عمر المسألة مش مستاهلة.
- ازاي مش مستاهله أنا كنت هروح ل باباكي لولا إن جالي تلفون وقالولي إنك هنا بالشركة
ميرال بضيق: كنت عايز تبلغ أهلي بأيه، لا طبعا أوعى تعمل كدة...
- أومال أسيبه ياخدك كدة، أنا مش عارف حبيتي في إيه المجرم ده
- عمر!
- مـ.ـا.تقوليش إنك لسه بتحبيه
- أنا مش هرد عليك لأن الضـ.ـر.ب شكله أثر عليك و دلوقتي ممكن تتفضل عندي شغل
- لسه مش بتستحملي تسمعي كلمة عليه مش كدة.
- موضوع ياسين معايا أنا، أنت ليه دايما بتحاول تتدخل فيه...
- لأني بحبك وبغير مـ.ـو.ت عليكي منه، عارف إنه ساكن فيكي ولسه بتحبيه
ميرال بكذب و مكابرة: غلطان أنا مش بحبه
عمر باستغلال الموقف: اثبتيلي ده و وافقي عليا
- أنا لسه مـ.ـر.اته قانوني، أوافق عليك ازاي
رد عليها بنفعال: لاء أنتي طليقته من سنين...
وبعدين مش كنتي عايزة ترفعي دعوة طـ.ـلا.ق ليه لحد دلوقتي ما مشيتيش فيها، اديني موافقتك وسيبي الباقي عليا.
- عايز موافقتي لأيه بالضبط
- إني أرفع قضية الطـ.ـلا.ق و أوعدك بنفوذي إنك هتاخدي حكم الانفصال من أول جلسة أنتي بس اسمعي مني
ميرال بتردد- أيوه بس أنا لسه مافتحتش بابا بالموضوع ده
- هيوافق، صدقيني باباكي يريد مش هيعوز غير مصلحتك وراحتك، وياسين مستحيل يبعد عنك طول ما أنتي مأجلة الخطوة دي، لأنه لسه عنده أمل لرجوعك ليه، ميرال أنت لسه عايزة ترجعي ل ياسين
شردت قليلا بتفكيرها ثم قالت بحسم: لاء.
- حلووووو، يبقى وافقيني بكلامي عشان نخلص منه للأبد
أومأت له وقالت: تمام أنا موافقة.
- أنتي بتتكلمي جد
- أيوه
- أنا هروح فورا لصاحبي المحامي وهمشيلك بكل الإجراءات واللي يحتاج امضتك هجيبه لحد عندك...
اتفقنا
- اتفقنا، ما إن قالتها بابتسامة باهته حتى نهض عن كرسيه بحماس ثم خرج بلهفه متوجها لصاحبه وهو يغمغم مع نفسه بانتصار.
- والله و وقعت بإيدي يا ابن اللداغ، إن مخليتك تطلقها غـ.ـصـ.ـب عنها وأخدها ليا مبقاش أنا الدكتور عمر
في القاهرة بالتحديد في إحدى المستشفيات الحكومية التي تعم بالضجة كان يجلس بغطرسة على أحد مقاعد الحديقة الامامية وهو يدخن سيجارته ونظراته تخترق مجموعة من الفتيات بتفحص وكلما مرت من أمامه احداهن غمزها بوقاحة لتقابله الأخرى ببتسامة خجولة مصطنعة.
فلما لا فهو برغم سلوكه السـ.ـا.فل معهم إلا أنه يروق لهم كثيرا، ولكن ما إن زاد بتصرفاته معهم لدرجة بعث قبلة بالهواء لواحدة منهم حتى اعتدل بجلسته بو.جـ.ـع عنـ.ـد.ما وجد هدى تضـ.ـر.به على كتفه من الخلف بكل قوتها وهي تقول بغيرة
- أنت بتعمل إيه...
- ببوس، ما إن قالها ببراءة لا تصل له بصلة حتى ردت عليه بغـ.ـيظ
- قليل الأدب
- الله! أبوسك تزعلي، أبوس غيرك كمان تزعلي.
أعمل إيه بس عشان ترضي وبعدين بصراحة أنا بقالي زمان أوي ماشفتش مزز كدة دول شوية بنات إنما ايه صواريخ
هدى بذهول: وأنا مش بـ.ـنت
حودة بسخرية متعمدة: أنتي بـ.ـنت. أشك، ده أنتي مسترجلة أكتر من الحارس اللي واقف هناك
شهقت بعدm تصديق لما سمعت
- أنا مسترجلة، وطالما أنت شايفني كدة ليه بتجري ورايا
نظر لها من طرف عينيه وقال
- ساعات الواحد نفسه تروح للفسيخ
- فسيخ!
رمى سيجارته على العشب ودعس عليها بحذائه وهو يقول: لو خلصتي خليني أوصلك
هدى برفض: لاء مش عايزة توصلني هكلم حد من اخواتي وأنت خليك جنب المزز بتوعك...
مسك إيدها وهو يقول: لا خلاص جيتي أنتي وسديتي نفسي على جنس حوا كلهم...
أبعدت يدها منه وهي تقول
- أوعى كدة أنا مخصماك
- مش لايق عليكي دلع البنات، امشي يالا، قالها وهو يتخطاها ويخرج أمامها بهدوء متوجها لسيارته لتلحق به بحـ.ـز.ن شـ.ـديد من كلامه معها...
وما إن صعدت إلى جانبه حتى انطلق بها نحو منزلهم
ولم يفتح معها اي حوار من أي نوع بل شغل المسجل وأخذ يدندن مع الأغاني وكأنها غير موجودة
أما هدى كانت تنظر له بين الحين والأخرى مستغربة وضعه هذا هو دائما مايغرقها بأهتمامه و دائما ما يستغل الفرصة ليكلمها ولكن اليوم كان مختلفا
نظرت له بتمعن ما إن توقف أمام عمارتها لتقول له
- عندي شفت بالليل ع الساعة 7 كدة مـ.ـا.تنساش تجيني
- طيب
هدى بتردد: حودة!
رد عليها ببرود: عايزة ايه
- هاااا ولا حاجة...
- يبقى اتفضلي انزلي، ما إن قالها بطريقة وكأنه يريد فقط الخلاص منها حتى سألته بحيرة وقهر
- أنت ليه مش طايقني كدة
رد عليها بعبث مدروس ولا مبالاة مصطنعة اجادها: أنا أبدا، بيتهيألك
- حودة أنت شايفني ازاي
- ازاي يعني ايه
- يعني بـ.ـنت حلوة
- عادية
- عادية!
- أيوه يالا انزلي عندي شغل.
- طيب، سلام، قالتها وانتظرت رده ولكنه أشعل سيجاره أخرى وتجاهلها تماما مما جعلها تشيط وتنطفئ في الوقت ذاته...
فتحت الباب ونزلت و اغلقته بكل قوتها من غيرتها وانزعاجها منه
ليبتسم الآخر بخبث فقد نجح أخيرا بهز ثقتها وغرورها بنفسها وهكذا ستأتيه هي بمزاجها...
في الأعلى عند هدى ما إن دخلت شقتهم وألقت السلام حتى توجهت لغرفتها ورمت متعلقاتها بغضب على الطاولة الموجودة ثم نزعت ثيابها وما إن ارتدت بيجامة منزليه حتى رمت نفسها على السرير تريد النوم ولكن أي نوم سيزورها بعدmا جعلها الآخر تشتغل كالجمر بسبب كلمـ.ـا.ته
مرت الساعات طويلة عليها لا هي مستيقظة ولا هي نائمة لتنهض بآخر المطاف وترمي فراشها بغضب على الأرض لتذهب للمرآة واخذ تنظر لنفسها بتمعن.
فتحت شعرها وأخذت تمشطه بأناملها...
ثم توجهت لدولابها وأخذت تخرج ثيابها وترميهم ع السرير تريد أن ترتدي أجمل ما لديها تريد أن تثبت للآخر بأنها تتمتع بأنوثة تفوق تلك الفتيات التي كان ينظر لهم
بعد مرور ساعتين اي ما يقارب السابعة مساء كانت تضع ملمع الشفاه ثم أخذت ترش عطرها بغزارة وما إن انتهت تماما حتى حملت متعلقاتها عنـ.ـد.ما وجدته يرن عليها لكي تنزل فقد اتى على حسب الموعد.
في الأسفل كان حودة ينتظرها وهو يطرق على الدركسيون بخفه بأنامله وما إن التفت نحوها عنـ.ـد.ما فتحت الباب وصعدت حتى رفع حاجبيه من منظرها الساحر هذا مع رائحة عطرها الفاتن الذي ملأ رئتيه
- مالك بتبصلي كدة ليه، حلوة مش كدة
- يعني، قالها بتعمد ان يرفع ضغطها وقد نجح بذلك فهو ما إن نطقها وانطلق بها حتى وجدها ضـ.ـر.بته بحقيبتها بكل قوتها وهي تنفجر به وتقول.
- شوف بقى دي أنا مش هتغير عشان أرضيك، عجباك أو لاء رأيك مش مهم بالنسبالي، أنت آخر همي...
توقف بسيارته بمكان مظلم و أخذ ينظر أمامه وهي ما زالت تتكلم وتتكلم بسرعة من حرقة قلبها وغيرتها ولكنه بحركة سريعة ما إن التفت لها حتى أسكتها بقبلة ممـ.ـيـ.ـتة ليجعلها تعافر بمطالبتها بالاوكسجين ولكن الآخر لم يستجب لها ويبتعد عنها حتى كادت أن تفقد وعيها من الاختناق.
اخذ يبتسم بحقارة وهو يقول: معلش ملمع الشفايف كان بيغريني
هدى بلهاث: أنت ااااء
قاطعها بقبلة صغيرة سطحية ثم قال بدلا عنها
- قليل الأدب صح
أومأت له وهي تبتلع لعابها وقالت بتأكيد: أوي
داعب ذقنها بأبهامه وهو يقول باستمتاع
- وأنتي حلوة أوي
- بجد ااااء قصدي مش مهم رأيك بالنسبالي أنا واثقة بنفسي.
- ماشي ياواثق أنت، قالها وهو يمسك يدها بكفه الكبير وما إن غلغل أصابعه بخاصتها حتى استأنف طريقه لمكان عملها وهو يبتسم لها بسعادة لا توصف، فهذه أول مرة يشعر باحساس الحب المتبادل من الطرفين فهو قد تلوع لسنين بما يكفي من طرف واحد
مساء بالأسكندرية، في حديقة الفندق كان شاهين يجلس على إحدى الطاولات الموجودة غير مهتم للبرد الذي بدأ ينقر عظامه من شـ.ـدته.
كان يبتسم باتساع رغما عنه كلما مرت أمامه صورتها وهي تركض له وتنادي ب بابي
كم هي جميلة، يريد رؤيتها طول الوقت، لأول مرة يشتاق لشخص أكثر من سيلينا الخاصة به
مسك هاتفه وأخذ يتصل عليها وما إن أتاها صوتها الهادئ حتى قال بجمود مصطنع
- سيليناااا
- شاهين! أنت جبت رقمي منين
- أنا لو عوزت حاجة بعرف أجبها كويس أوعي تكوني مفكرة إن السنين دي كلها معرفتش أوصلك لااااا أنا اللي ماكنتش عايز أعرف مكانك.
- وطالما أنت بايع أوي كدة بتكلمني ليه
- بـ.ـنتي! بـ.ـنتي عندك وعايز أشوفها
سيلين بتعمد: وأنا قولتلك مالكش حاجة عندي
شاهين بانزعاج من ما قالت: أنتي مفكرة إنك ممكن تقدري تحرميني منها بعد ما عرفت بوجودها
- شاهين أنا قولت اللي عندي
- ماشي يا عشق الهجين ماشي، قالها وهو يغلق هاتفه بغضب ثم أخذ يتنفس بانفعال شـ.ـديد ليأتيه صوت ياسين الذي أتى نحوه وجلس أمامه ما إن قال
- هتتفجر يا هجين من عشقك
- عايزة تمنعني من بـ.ـنتي.
تنهد بعمق ثم قال: يابختك
- بتحسدني على إيه
- إنك عندك بـ.ـنت من حب عمرك ويحيى كمان عند ولد ودلوقتي نزل مصر عشان يشوفه بس قال ايه واحشني ومش قادر يستنى لبكرة، إلا أنا بختي مال لو عندي طفل من ميرال كان هيبقى خط رجوع قوي مابينا
طبطب على فخذه بمواساة فهو قد لاحظ حـ.ـز.نه المنطوي بين حروفه ليقول له
- كل شئ قسمة ونصيب
- أنت غلطت يا شاهين أصلا احنا ولاد اللداغ كلنا غلطنا فعشان كدة استحمل ردات فعلها.
- إن شاء الله، ما إن قالها حتى ارتفع رنين هاتفه ليرى المتصل سيلين...
قطب جبينه باستغرب وما إن ضغط على زر الإجابة حتى رفع حاجبيه بفرحة
، قبل عشر دقائق من هذا الحدث عند سيلين ما إن أنهت اتصالها مع شاهين حتى تأفأفت بانزعاج وعادت الى سيلا التي كانت ترقد بفراشها ودرجة حرارتها مرتفعة
أخذت تمرر سيلين يدها على جبين صغيرتها وما إن وجدتها قد انخفضت قليلا حتى نهضت لتأخذ الدواء للمطبخ...
لتنظر سيلا بسرعة لأخيها وقالت
- مامي كانت بتكلم بابي صح
سعد بحيرة: معرفش، يمكن لا
سيلا بتأكيد: لاء هو، سمعتها قالت شاهين وبابا اسمه شاهين
قالتها وهي تأخذ هاتف والدتها و أخذ تفتحه واتصلت على آخر رقم ليقول سعد بستفسار
- أنتي بتعملي إيه
وضعت سبابته على فمه الصغير وقالت
- هششششش، هكلم بابي
- بس كدة ماما هتزعل
سيلا بلامبالاة: يبقى بعدين أصالحها
كاد أن يتكلم سعد إلا أنه صمت عنـ.ـد.ما وجدها تبتسم له باتساع وهي تقول.
- ده بيرن!
انتظرت قليلا وما إن أتاها صوته الخشن وهو يقول بجمود: عايزة ايه!
- بابي!
شاهين بتحفز: مين؟
- بابي أنا سيلا
نبض قلبه بقوة من ما سمعه الآن ليقول بهمس
- سيلا
- أيوة أنا بـ.ـنتك حبيبتك، ما إن قالتها حتى لمعت الدmـ.ـو.ع بعينيه وخـ.ـنـ.ـقته الغصة وهو يقول
- أنتي ااااء
قاطعته وهي تقول بدلال طفولي
- أنا عيانة وعايزة أشوفك
شاهين بخـ.ـو.ف فطري عليها: عيانة؟
- أيوه أنا عيانة، سيلا عيانة مش هتيجي تشوفها
بقى.
انعصر قلبه بو.جـ.ـع ما إن سمعها تكمل كلامها بزعل شـ.ـديد منه، أنت وحشني أوي، عايزة أشوفك
معقولة سيلا مش وحشاك...
كانت تتكلم بشوق حقيقي صادق لوالدها ولكنها سرعان ما قطعت الخط وخبأت الهاتف بأحضانها عنـ.ـد.ما دخلت والدتها عليهم
نظرت سيلين لهم بشك ثم عادت لمكانها السابق الى جانبهم وأخذت تملس على شعر صغارها وتقبلهم مع بعض بحنان
أما عند شاهين انتفض من مكانه ما إن انقطع الخط لينهض معه ياسين وهو يقول: رايح فين.
حمل متعلقاته وهو يقول: رايح أشوفها
ياسين باستغراب: دلوقتي، الوقت تأخر
شاهين بابتسامة واسعة والفرحة تلمع بعينيه
- بـ.ـنتي عايزة تشوفني تتصور الوقت هيوقفني
- بس كدة ممكن تحصلك مشكلة معاهم مين اللي قال إنهم هيرضوا تشوفها
- هروح وأشوفها وهاخدها بحـ.ـضـ.ـني لو كلفني ده عمري كله، قالها وهو يخرج من الفندق ليلحق به ياسين بسرعة فهو مستحيل أن يتركه يذهب لوحده.
↚توقفت سيارة الهجين أمام العمارة و ما إن نزل منها بهمة ليلحق به ياسين وهو يقول بعدm تصديق من سرعة الآخر
- بالراحة أنت مستعجل كدة ليه
نظر له شاهين وقال بنظرات تلمع بشوق
- عايز أخدها بحـ.ـضـ.ـني، عايز أشوفهاااا
ليقول ياسين بذهول من حالة أخيه هذه
- حبتها أوي كدة
شاهين بصدق: أنت بتقول إيه. روحي قصاد شعرة منها؟!
- هو أنت لحقت، قالها ياسين باستغراب شـ.ـديد وهو يضـ.ـر.ب كفيه ببعضها ويصعد خلف أخيه الذي ما إن وصل أمام شقتهم حتى رن الجرس وأخذ ينتظر فتحه بفارغ الصبر
اما في الداخل كانت ميرال تجلس على الاريكة في الصالة وهي تحاوط نفسها بشال قطني وعينيها شاردة على النافذة التي تطل على الخارج التي كانت لا تعكس سوا صورتها المنكـ.ـسرة...
كانت غارقة بالتفكير هل قرارها صائب أم لا، وعمر؟ ماذا ستفعل معه هل لديها القابلية بتقبله بحياتها...
عند هذه النقطة أغمضت عينيها وهي تقطب جبينها بانزعاج من الفكرة كلها، روحها ترفض هذا الشيء...
لأول مرة عقلها وقلبها وجسدها وروحها يتفقون على شيء واحد وهو مستحيل أن يرضوا بغير ياسين حبيب و زوج لها ولكن بنفس الوقت يرفضون المسامحة والنسيان، وهذا هو قمة العـ.ـذ.اب، عدm القدرة على النسيان...
شـ.ـددت من احتضان الشال عليها وكورت نفسها بتعب وزاد حنينها أضعاف ما إن عادت ذاكرتها للمرة الألف ماحدث معها في الصباح الباكر، قبلة حارة من شفاه بـ.ـاردة زعزعت ثباتها
تعترف مع نفسها بأنها ضعيفة أمامه من الداخل ولكن مستحيل سترضى أن تضعف من الخارج يجب عليها الأحتفاظ بجمودها معه...
يالله كم قست وقست ولكن كل قسوتها ذابت ما إن عاد لها، وكأنه بعودته هذه يثبت بأنها لا تستطيع المقاومة أمام سحره الذي لطالمه انغمرت به...
وبرغم كل هذه المشاعر له بداخلها إلا أن هناك بقدر هذا كله و.جـ.ـع منه أيضا...
انتفض جسدها بخفه ما إن خرجت من تفكيرها هذا وشرودها على صوت جرس الباب...
أنزلت قدmيها على الأرض وقبل أن تستقيم بالفعل وجدت سيلين تخرج من المطبخ وتوجهت للباب وهي تقول باستغراب لها.
- غريبة مين اللي هيجينا بالوقت ده؟!
زال استغرابها وتبدل إلى الضيق ما إن فتحت الباب و وجدت معـ.ـذ.بها يقف أمامها ولكن ما جعلها ترفع حاجبيها وتضع يدها على الحائط عنـ.ـد.ما وجدته يريد الدخول لتقول
- يا نعم، على فين العزم إن شاء الله
رفع شاهين أيضا حاجبيه وكاد يرد لها حركتها وهو يقول. : عايز أشوف سيلا.
- العب بعيد ياشاطر مالكش حاجة عندي، قالتها بسخرية من طلبه هذا وهي تغلق الباب بوجهه ولكن قبل أن تغلقه حقا عادت للخلف عنـ.ـد.ما دفعه بقوة ودخل هو و أخيه
فعلته هذه جعلت ميرال تنهض بذهول من طريقتهم وهي تقول بضيق: ايه الجنان ده، أنتم ازاي تدخلوا كدة...
اقترب منها ياسين وقال: أنتم مش بتيجوا غير كدة
كادت أن ترد عليه إلا أنها التفتت نحو الآخر ما إن وجدته يقول لأختها بأمر
- سيلا فين، هاتيها.
كزت على أسنانها من أمره عليها وكأنه يحق له. لتقول بغـ.ـيظ منه ومن أسلوبه: شاهين، اطلع برااااا
أومأ لها برأسه بتوعد ثم تخطاها وذهب على أول غرفة أمامه ما إن فتحها حتى وجدها فارغة ولكن قبل أن يصل للغرفة الثانية وجد سيلين تقف أمامه وهي تمسك أوكرة الباب وهي تقول بخفوت حاد
- بقولك مالكش حاجة عندي، اطلع برا، بابا عيان ومش حمل مشاكل، مش عايزة صوتنا يعلا ويصحى.
مرر شاهين لسانه على شفتيه ثم قال بسخرية بهمس مشابه لها
- أنتي مفكرة إنك ممكن تقدري تمنعيني من بـ.ـنتي
- دي بـ.ـنتي أنا وبس، ما إن قالتها وهي ترفع ذقنها بغرور أمامه حتى لانت عينيه بعشق خالص لها ليرفع أنامله ويمررها على وجنتها وهو يقول بتملك بعدmا انحنى عند أذنها
- ااااانتي كلك على بعضك ملكي واللي يخصك بيخصني قبلك.
كادت أن تدفعه عنها إلا أنه كان أسرع منها عنـ.ـد.ما دفعها عن الباب بخفه وفتحه ودخل لتتوقف قدmيه عن التقدm ما إن وجد تلك الصغيرة مستلقية بجسدها الضئيل على السرير وهي على وشك أن تغفو
من شـ.ـدة تمعنه بها لم يلاحظ سعد الذي ما إن دخل حتى ركض إلى والدته واحتضن قدmيها لتحمله سيلين بسرعة وتحتضنه بحماية ثم أعطته لميرال التي دخلت هي وياسين كلهم وذهبت بسرعة لتقف أمام شاهين وهي تقول ما إن رأته بدأ يتقدm نحو سيلا.
- مـ.ـا.تحلمش
- بابي، ما إن قالتها سيلا بصوت مبحوح وهي تمد يدها الصغيرة له حتى أبعد شاهين سيلين من أمامه وذهب نحوها ومسك يدها وقبلها بقوة بعدmا جلس أمامها نصف جلسة وهو يقول بلهفة
- ياقلب بابي أنتي، وعمره...
لوت شفتيها بزعل وقالت بخمول مدلل
- سيلا عيانة
أخذ يمرر كفه الكبير على معالم وجهها و وجنتيها المحمرتين بشـ.ـدة من أثر الحرارة وهو يقول بحنان لا يوصف
- سلامتك ألف سلامة يا نور العين أنتي
- بتحبني؟!
- عارفة أنتي الوحيدة اللي عرفتي توصلي لمكانة مامتك عندي، ما إن قالها حتى أخذت سيلين تحرك قدmها بتـ.ـو.تر وضيق من مايجري هنا لتنظر الى ميرال باستغراب ما إن وجدتها ما تزال واقفة وهي تحمل سعد الذي كان ينظر الى شاهين باختناق شـ.ـديد فهو بنظره قد أهمله تماما ولم يسأل عنه أو حتى ينظر له.
- خديه من هنا، ما إن همست لها حتى استوعبت ميرال الأمر فهي كانت مستغربة من حالة شاهين ولم تنتبه لذهول ياسين الذي لم يبعد نظره عن سعد الصغير ليقول باستفسار بعدmا أمسكها من عضدها ومنعها من الخروج
- ابن مين ده!
كلامه هذا جعل شاهين يقطب جبينه باستغراب وهو يلتفت لهم ليجد ميرال تحمل طفل ولكن ما جعله يستقيم حقا هو عنـ.ـد.ما وجد ياسين يقول بتمني شـ.ـديد
- ده ابني صح.
- لاء ده أخويا أنا، ده سعد توأمي، ما إن قالتها سيلا بشكل تلقائي حتى عم الهدوء بالمكان
شاهين وآاااااه من شاهين لا توجد كلمـ.ـا.ت توصف ما حصل به الآن، شعر بإنه لأول مرة يشعر بإن بداخله انهيار حرفيا، حصونه دكت مع الأرض من ما سمع...
ابتلع لعابه بصعوبة ونظر إلى سيلا قليلا ثم التفت لذلك الصغير الذي كان يدفن وجهه بعنق خالته وهو يحاوطها بقوة ولكنه كان يشـ.ـدد من احتضان ميرال كلما وجد والده يقترب منها بخطوات ثقيلة.
وما إن وصله حتى رفع يديه له وهو يقول بصوت يرجف حرفيا: تعال ياحبيبي
- مش بحبك، قالها وهو يخبئ وجهه مرة أخرى.
نعم كانت كلمـ.ـا.ت عفوية خرجت من طفل صغير ولكنها طعنت قلب والده.
- خديه ياميرال، ما إن قالتها سيلين حتى كاد شاهين يمنعها من هذا ولكنها وقفت أمامه وقالت بجبروت إمرأة
- مـ.ـا.تحاولش
ليقول شاهين بغضب: ابني مش بيحبني، أكيد مفكر إني تخليت عنهم ومش بحبهم
سيلين بتأكيد لكلامه: ما أنت فعلا عملت كدة
كز على أسنانه وقال بصوت عالي نسبيا
- سيليناااا
- صوتك، قالتها وهي تنظر لسيلا ليلتفت لها الآخر ليجدها تنظر لهم من تحت الغطاء بترقب...
التفت لسيلين ورفع سبابته وعضها بقوة وهو يرمقها بغضب ممزوج بألم من فعلتها به ثم ذهب الى سيلا
وأبعد عنها الفراش وحملها بين يديه واحتضنها بقوة كبيرة وأخذ يقبل رأسها ويشتم عطرها البريء هذا
ثم جلس على السرير ومال إلى الخلف قليلا و.جـ.ـعلها تتوسد صدره براحة وكأنه يملك كل الوقت لها
ثم سحب الغطاء عليهم وأخذ يمسد على شعرها الناعم وهو يقول: يالا نامي
رفعت سيلا وجهها له وقالت بنعاس
- مش هتسبنا وتسافر تاني صح.
- عمري ماهسيبكم، سامعة عمري، قالها وهو يشـ.ـدد من احتضانها بعدmا أعاد رأسها على صدره ونظره معلق بتلك التي تقف عند الباب وتعقد ساعديها بضيق من مايحدث ولكن ما باليد حيلة
وماهي سوى دقائق معدودة حتى وجد صغيرته قد استسلمت كليا للنوم، ليقبل جبهتها و وجنتها وتنفسها حرفيا ثم رفع جسدها عنه بحذر ثم وضعها بمكانها بعدmا نهض وما إن دثرها، حتى استقام بطوله ونظر لقـ.ـا.تلته بعتاب ممزوج بقهر التي تجاهلت نظراته هذه وقالت.
- ياريت تاخد اخوك و تمشي قبل ما بابا وماما يصحوا وتبقى مشكلة بجد...
اقترب منها بشكل كبير جعلها تلتصق بالحائط وأخذ ينظر إلى بؤبؤ عينيها الغاضب ليهمس بغصة قلب
- محدش قدر يئذيني قدك، بعملتك دي كـ.ـسرتي ظهري، عندي منك بدل الطفل اتنين، حرمتيني منهم ليه...
لترد عليه سيلين بقوة: لأنك مـ.ـا.تستاهلش تكون أبوهم
شاهين بو.جـ.ـع: ااااااااااخ سيلينا ااااااااخ، لو كان بس غيرك عملها لو كانت الضـ.ـر.بة دي ماجتش منك أنتي...
سيلين بتأكيد على فعلتها: مش نـ.ـد.مانة على ده و لو رجع الزمن بيا لورا هعمل كده بردو بس كنت هحرص إنك مـ.ـا.تعرفش مكانهم
- لو أنا أذيتك زمان طاق، أنتي اذيتيني الطاق اتنين وتلاتة، صمت قليلا وهو يحرك رأسه لها ثم ابتعد وهو يكمل كلامه، هروح أشوف ابني...
ولكنها جعلته يتوقف عنـ.ـد.ما قالت بصيغة أمر
- اطلع من حياتنا مش عايزينك فيها.
- عارفة ليه ماحولتش أشوفك السنين اللي فاتت دي كلها برغم شوقي ليكي، لأني كنت عارف نفسي لو شفتك مش هاقدر أبعد تاني، فما بالك دلوقتي بدل وحدة بقيتو تلاتة و أجمل مافيهم انهم منك أنتي...
عندي روحين من عشقي، من عشق الهجين
انا لا هسيبك ولا هسيبهم...
غلطة عمري وحياتي اني بعدتك عني ومع ان ربنا يشهد إن اللي عملته من خـ.ـو.في عليكي
سيلين بتهكم: خـ.ـو.فك عليا، ولا أذاك ليا...
- الاتنين، من خـ.ـو.في أذيتك وأذيت نفسي.
- سؤال واحد بس
- اللي هو
- ليه ماثبتش جوازنا ليه خلتني أعيش أبشع شعور ممكن أي ست تعيشه، ليه خلتني خاطية بنظر الكل وأنا بريئة
عاد إليها وقال وهو يتنقل بنظره على معالمها
- لو قولتلك اني عملت كدة عشان أضمن إنك مـ.ـا.تكونيش لغيري...
- يعني بسبب أنانيتك دmرتني وضيعتني
- ليه مـ.ـا.تقوليش من حبي و جنوني فيكي وإني مستعد أعمل أي حاجة مهما كانت عشان بس مـ.ـا.تكونيش لغيري.
- أوعى تجيب سيرة الحب لأنك عمرك ماعرفت هو إيه، حبك مشوه ياهجين، مشوه!
شاهين بمشاعر صادقة وعفوية: أنا حبيتك بطريقتي اللي كبرت عليها ومعرفش غيرها، مـ.ـا.تطلبيش حاجة حلوة مني لأني عمري ماشفت حاجة حلوة بحياتي غيرك، لو في يوم تكلمت ع النعم اللي عندي هتكون كلها مختصرة فيكي
بس برغم كل حبي ليكي مش هسامحك على حرمانك ليا من ولادي، ابني مش طايق لمستي ليه...
عارفة ده معنى ايه، عارفة حصلي ايه وهو بيقولي مش بحبك، عارفة ايه لما اجي أشوف بـ.ـنتي وانصدm إني عندي ابن كمان، كنتي ناوية تخبي لحد امتى...
سيلين باستغراب وهي تضحك بسخرية
- أنت اللي مش هتسامحني. مش أنت اللي رمـ.ـيـ.ـتنا ومشيت ومابصتش وراك
شاهين بتوعد خفي لم تفهمه هي
- غلطة حياتي، بس هصلحها
- مش عايزاك تصلح حاجة. ابعد عننا بس، بابا تعبان أوي وقلبه مش هيستحمل التعب أكتر من كدة...
- والله دي مشكلة سيادة الوالد، انا مش هسيب عيالي ليوم واحد ولا هسيبك أنتي
ضـ.ـر.بته على صدره وقالت: دول حقي أنا، أنا اللي تعبت فيهم مش أنت
مسك معصميها وقال: وأنتي كلك على بعضك بممتلكاتك ملكي وباسمي يابطتي وهتشوفي ازاي هرجعك لحـ.ـضـ.ـني من تاني
- مش هيحصل.
- هيحصل وهتشوفي، سواء كان بمزاجك او غـ.ـصـ.ـب عنك. سامعة ياحلوة، قالها وهو يقرص شفتها العلوية بقوة جعلها تتأوه وما إن ضـ.ـر.بته حتى ضحك عليها بخفة وخرج ليرى فلذة كبده ذلك العنيد الذي على مايبدو قد ورث منه الكثير.
قبل هذه الأحداث بنصف ساعة عند ميرال ما إن خرجت من الغرفة وهي تحمل سعد بين ذراعيها متوجهة لغرفتهم وما إن دخلت و وضعته بسريرها هي واحتضنته بحنان حتى وجدت ياسين يدخل خلفها ويغلق الباب ليجلس على سرير سيلين ومال بجذعه العلوي ليسند كفيه على فمه و أخذ يراقبها من بعيد وهو ملتزم الصمت وبعينيه ألف حسرة.
كم تمنى أن يكون هذا الصغير ابنه هو من تلك القاسية، أراد هذا وبشـ.ـدة، لما حتى القدر يعاكسه بهذا، لو كان لديه طفل منها لكانت لانت معه ولو قليل لأن هناك رابط بينهما ولكن دائما مـ.ـا.تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وخاصة معه هو، نعم يعرف أنه قد ارتكب جريمة بحقها وذبحها ولكنه نادm حتى النخاع...
وما أعظم من ألم النـ.ـد.م عنـ.ـد.ما يحتل شخص لسنين طويلة، ماذا تريد أكثر من ذلك هي لم لا تغفر، لم لاتعطي له فرصة أخيرة، يقسم برب السماوات و الأرض بأنه يذوب بها عشقا وقد حرم عليه نساء الكون من بعدها...
ابتسم بحـ.ـز.ن عنـ.ـد.ما وجد ذلك الصغير يهمس بصوت واضح: خالتو هو بابا ليه بيحب سيلا بس وأنا لاء
- مين قال كدة؟!
سعد بحـ.ـز.ن شـ.ـديد: هو أول ما دخل راحلها هي ومابصش عليا
- راحلها لأنها عيانة.
سعد بحـ.ـز.ن أكبر: هو لازم أعيا أنا كمان عشان يجي يشوفني.
- ماهو جا عندك وقالك تعالى وأنت مرحتش، ما إن قالها ياسين حتى دفن سعد نفسه بأحضان ميرال بسرعة وهو يرفض حتى النظر لعمه الذي لا يعرف أنه عمه أساسا
لينظر ياسين للأخرى وهو يؤشر للصغير بمعنى انظري ماذا حدث بالصغار بسببكم...
التزمت ميرال بالصمت وأخذت تربت على سعد بهدوء وما إن تأكدت بأنه قد غفى أخيرا حتى ابتعدت عنه ليقترب ياسين منه ليتمعن بوجهه وهو يقول بحب
- شبه أبوه أوي مش زي سيلا اللي طلعت نسخة منك
لدرجة اللي يشوفها يقول إنها بـ.ـنتك أنتي
تنهدت ميرال وقالت
- مافيش فرق. بـ.ـنت أختي بـ.ـنتي
ياسين بتمني حقيقي.
- كان نفسي يبقى ده ابننا
نظرت له من طرف عينيها وقالت
- ربك رأف بحالي.
ياسين بحيرة: قوليلي أعمل ايه وأنا أعمله عشان بس تديني فرصة تانية
ميرال برفض قاطع: عمري مابفتح بيبان قفلتها في يوم، أي حد بخرجه من حياتي مايرجعلهاش
- أنا مش زي أي حد، أنا ياسين أول دقة بقلبك. أنا أول همسة أول حب. أول كل حاجة حلوة بحياتك
أول بوسة لشفايفك كانت مني، أول حـ.ـضـ.ـن دفاكي حـ.ـضـ.ـني...
لمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها وقالت بثبات تحسد عليه.
- لو مفكر إن كلامك ده هيحنن قلبي عليك تبقى غلطان لأنه بيعمل العكس معايا بيقسيني أكتر. لأنه بيأكدلي إنك كنت عارف أنت إيه بالنسبالي وهونت عليك تكـ.ـسرني
ما إن قالتها حتى وجدت فيض من الو.جـ.ـع يطوف داخل الدmـ.ـو.ع التي لمعت بحدقتيه لتتجاهل ما تراه الآن. لتقول بعدmا أخذت نفس عميق بجدية
ياسين كويس إنك جيت هنا لأني عايز أطلق منك رسمي. وبكرة أو بعده بالكتير هيوصلك ابلاغ الدعوة اللي رفعتها.
التفت ياسين وأعطاها ظهره ورفع كفيه وأخذ يمررهم على وجهه بقوة يريد أن يبعد عنه غصته التي اجتاحته من كلامها وطريقتها. حتى نظراتها جـ.ـا.مدة لا روح فيها وكأن الجليد سكن بمقلتيها
رفع رأسه للأعلى وهو يتنفس بقوة يبحث عن الهواء ولكن العكس حصل فقد شعر بأن الجدران التي تحاوطهم تخـ.ـنـ.ـقه أكثر...
تركها وتوجه نحو الباب دون أن ينطق بحرف وما إن فتح الباب وخرج حتى وجد شاهين هو الآخر يخرج من الغرفة المجاورة. ليقول له.
- روح أنت أنا مش جاي
أومأ له ياسين وخرج من الشقة بأكملها غير آبه بتدخل سيلين بالحوار وهي تقول لأخيه
- يعني إيه الكلام ده...
تجاهلها شاهين ولم يرد عليها ودخل إلى الغرفة التي يوجد بها نصف روحه، تقدm نحو سعد النائم وجلس أمامه على ركبتيه بتعب ما إن رأى وجهه الجميل، رؤيته هذه قد سلبت طاقته منه حقا.
لانت عينيه بضعف أمام هذا الصغير، شعور غريب اجتاحه جعله عاجزا أمامه، الهجين يعجز أمام طفل لم يبلغ بعد الخمس سنوات...
لا يعرف أيبتسم أم يبكي. هناك خلل بالهرمونات
حصل لديه...
اقترب منه وقبل جبينه بعدmا أبعد خصلاته الحريرية قليلا بأنامله...
مسك يده وقبلها عدة مرات، أخذ ينظر له بحيرة لا يعرف ماذا يفعل أكثر من ذلك يعبر عن ما بداخله له...
- شاهين لازم تمشي الوقت تأخر أوي، ما إن قالتها سيلين حتى وجدته نهض اعتقدت أنه سينفذ ما طلبته منه إلا أنها وجدته يخلع حذاءه ويستلقي إلى جانب صغيره النائم
- أنت بتعمل إيه
- اطلعي برااا، مش عايز أشوفك، قالها بحقد لأول مرة يحقد عليها لأنها حرمته من صغاره كل هذه السنين، كادت أن تتكلم إلا أنه رفع سبابته أمامها وقال بتحذير حقيقي استشعرته هي.
كلمة كمان و أقلب البيت على اللي فيه. أنا أصلا مستغرب ازاي ساكت لحد دلوقتي
صمتت لأجل والدها المريـ.ـض وتوجهت الى سريرها واستلقت عليه وهي تراقبه كيف يحتضن سعد ويقبل كل انش بوجهه ويده الصغيرة...
أخذت تراقبه لوقت طويل جدا ولم تشعر بنفسها والنوم يغشاها
القاهرة، في شقة غالية
كان يحيى يلعب البلاستيشن مع ابنه لساعات متواصلة مابين الضحك والهزار وما إن تأخر الوقت حتى حمل صغيره على كتفه وتوجه به لغرفته لينام.
بلال وهو يلعب بوجنتي والده وهو يقول
- بابا أنت بتحبني قد إيه
عضه يحيى من عضده بخفه ثم قال- بحبك كتير أوي لدرجة بتلفون منك خلتني أرجع على ملا وشي عشان أشوفك بس
- ياحبيب ابنك أنت، قالها وهو يقبله من وجنته ليبتسم له الآخر ولكن زادت ابتسامته خبث عنـ.ـد.ما سمع صوت غلاته يأتيه من خلفه
- يعني عايز تقنعني إنك سبت مزاجك وراحتك عشان بلال كلمك وقالك أنه عايز يشوفك و وحشته بس.
التفت نحوها وقال: والله ده اللي حصل يا غلا...
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت
- مش مصدقاك
رفع منكبيه ببراءة ثم التفت لصغيره وهو يقول
- شفت يابلبل مامتك مفترية ازاي
ليرد عليه الآخر بمشاكسة- آه شفت ربنا يعينك عليها
- بلااااال، ما إن صرخت به وهي تفتح عينيها بعصبية ليصمت الآخر بسرعة خـ.ـو.فا منها
التفت يحيى نحوها وهو يقول بعدmا قطب جبينه بنزعاج: بالراحة على الولد.
- والله محدش مطلع عينه غيرك، قالتها وهي تتأفأف وتخرج للصالة. لتستقبلها والدتها وهي تقول
- مالك لاوية بوزك ليه، ده من ساعة ما دخل وأنتي مش على بعضك
غالية بتذمر- مدلع الواد آخر دلع
- وماله لما يدلع ابنه هو حيلته غيره
- يا أمي أنتي مش فهماني، ما إن قالتها حتى ردت عليها والدتها بضجر
- والله أنتي اللي مش فاهمة نفسك، شفتيهم من شوية قاعدين شكلهم يفتح النفس ازاي، وأنتي كنتي قاعدة زي البومة الفقر على جنب.
أشارت الى نفسها بذهول: أنا بومة فقر
ردت عليها بتأكيد: وأكتر من كدة كمان، والله ليه حق أنه يتجوز عليكي
غالية بضيق ممزوج بغيرة: ايه الكلام ده بس...
أنتي أمي والا حمـ.ـا.تي، معايا والا معاه هو...
- والله أنا مابعرفش أسكت عن الحق أكتر من كدة.
أنتي كرهتيه بعيشته ياشيخة
- أنا،!
- ومالك مستغربة من كلامي ليه
- لأنك بتتكلمي وكأنك مـ.ـا.ت عـ.ـر.فيش اللي حصلي منه
- كل ست شافت من جوزها الويل
غالية باختناق: محدش شاف اللي أنا شفته.
ردت عليها والدتها بتعقل: حتى لو يابـ.ـنتي حتى لو، الراجـ.ـل نـ.ـد.م واعتذر ألف مرة، خلصنا بقى انسي وعيشي، قولتلك جوزك مش هيطـ.ـلقك لو وقفتي على شعر راسك، يبقى الست الذكية تعمل ايه تربيه وبعدين تحطه تحت باطها بشطارتها
وأنتي ما شاء الله عليكي ربتيه وطلعتي عينيه لسنين يبقى كفاية بقى داري عليه لايطير منك
لتقول غالية بغيرة قـ.ـا.تلة تأكلها من الداخل
- ماما ما تغيرش ده لسه كان باسكندرية مع وحدة.
والدتها بنصح: اللي متغيرش بالبعد يتغير بالقرب
- أبدااااا مش هيحصل، ما إن قالتها حتى صرخت بها والدتها بعصبية منها
- قووووووومي من قدامي، قلبي هيقف بسببك في يوم
غالية بلهفة: بعد الشر عليك يا حبيبتي
- مـ.ـو.تي على إيدك يابت بطني. غوري من وشي
ما إن قالتها حتى ذمت غالية شفتيها بزعل ثم تركتها ودخلت إلى غرفتها وهي تغمغم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة. لتزفر والدتها بتعب من عناد صغيرتها هذه.
لتنظر الى ذلك الذي كان يقف بالممر ينظر لها بحـ.ـز.ن.
ليقترب منها وما إن جلس إلى جانبها حتى وجدها تقول بتأنيب
- الحق عليك
نظر لها وقال: بإيه، ده أنا عملت كل اللي عايزاه
- ولما عملت كل ده وشفتها عندت أكتر ماشغلتش دmاغك ليه وخلتها تفوق لنفسها
يحيى بحيرة: أعمل ايه يعني؟
- لو أنت مستني إنها تقول إني سامحتك خلاص تبقى بتحلم. يابني غالية محتاجة اللي يكـ.ـسر عنادها. دي قوية ومفترية محتاجة اللي أقوى منها لو أنت مش قدهااااااا يبقى ده كلام تاني
يحيى برفض لما سمع...
- مش قدها ده إيه! ده
أنا اللي قدها وقدها أوي كمان وهتشوفي يا أنا يا هي، بسسسس أنا مش عايز أغـ.ـصـ.ـبها على حاجة
ردت عليه بدهاء: مش يمكن هي بتعمل كل ده
عشان تغـ.ـصـ.ـبها يادغف!
رفع يحيى حاجبه بعبث وقال: إذا أنتي شايفة كدة، وماله نجرب الغـ.ـصـ.ـب ونشوف طعمه ايه
قال الأخيرة بحماس وهو ينهض و يتوجه لتلك العنيدة
لتبتسم والدتها فقد نجحت خطتها وهي جعل الآخر يعود لمشاكساته القديمة...
- يارب ازرع ما بينهم المودة والرحمة ياقادر يا كريم
قالتها من كل قلبها وهي ترفع يدها للأعلى.
اما عند غالية ما إن دخلت غرفتها أخذت تأكل أظافرها وهي تفكر بكلام والدتها ولكن ما يجعلها ترفض بشكل قاطع هو علاقاته النسائية التي لا تنتهي...
أخذت تنزع ثيابها بقهر شـ.ـديد كلما تذكرت بأنه كان الأيام السابقة بأحضان إمرأة أخرى غيرها، الغيرة تأكلها حرفيا...
ارتدت بيجامة من الحرير باللون الأسود وفكت شعرها وأخذت تسرحه بالفرشاة وبأثناء ذلك وجدت بابها يفتح عليها دون استأذان.
لتنزلق من يدها الفرشاة ما إن وجدته يدخل ويغلق الباب بالمفتاح من الداخل، كادت أن تتكلم إلا أن كلامها تبعثر منها عنـ.ـد.ما وجدته بدأ يفتح أزرار القميص بهدوء اثر ريبتها
لتبتلع لعابها و أخذت تعود للخلف ما إن وجدته نزع القميص بشكل كلي وبلمح البصر اقترب منها ومسكها من رسغها ليسحبها نحوه
لتقول بتلعثم ما إن التصقت بصدره العاري
- هو في إيه، أنت بتعمل ايه، مش كنت ماشي
إيه اللي دخلك هنا؟!
- أمشي فين أنا عايز مراتي. قالها وهو يرفعها من خصرها للأعلى ليصبح وجهها أمام وجهه. لترجف شفتيها ما إن شعرت بأنفاسه تداعب حواسها بشكل خطير أرادت أن تبعده عنها و لكن العكس حصل ف الآخر لم ينتظر رفضها أو قبولها فقط اكتسح شفتيها
بقبلة متطلبة جعلت العالم يدور بها
وما إن ابتعد عنها قليلا حتى همست بلهاث
- سبني يامـ.ـجـ.ـنو.ن أنت بتعمل إيه!
- جنون على جنون بقى وديني وما أعبد ما أنا سايبك الليلة، قالها وهو يرمي نفسه بها على السرير بعدmا عاد لتقبيلها بحرارة جعل الأخرى يغيب عقلها منها رغما عنها
في أول ساعات الصباح، أي وقت شروق الشمس
عند شاهين كان مايزال مستيقظا وهو يحتضن صغيره فهو قد قضى كل الليل يفكر لينظر إلى سيلين النائمة.
لينهض من السرير وما إن ارتدى حذائه وهنـ.ـد.م ثيابه حتى حمل سعد على كتفه وخرج من الغرفة متوجها لشقيته الأخرى وما إن دخل حتى وجد ميرال على السرير المجاور لها
ذهب نحو صغيرته وحملها بهدوء و وضعها على كتفه الآخر، ليستقيم بطوله وهو يحمل أطفاله على صدره وكل واحد منهم يسند رأسه على كتف...
وما إن حاوطهم بحماية حتى خرج من الغرفة لاااا لاااا بل هو خرج من الشقة بأكملها...
ليضعهم بالمقعد الخلفي لسيارته ما إن وصل الشارع
العام ثم توجه لمكانه واستقر خلف الدركسيون حتى ثبت المرآة الأمامية على صغاره ليبتسم لهم بحب أبوي كبير ثم أخذ يشغل المحرك وانطلق بهم بعيدا.
↚في شقة غالية، كانت تغطي نفسها بشكل كامل وهي تعض على شفتيها بخجل شـ.ـديد من نفسها كيف استسلمت له بهذا الشكل المخزي، يا الله كيف خانها جسدها أمامه لاااا بل وتجاوبت معه حرفيا وكأن شوقها له فاق شوقه لها
لأول مرة في حياتها تفقد السيطرة على مشاعرها بهذا الشكل، فخلايا جسدها كانت تطالب به بجنون وشغف أكثر مما يطالب بها هو...
عند هذه النقطة أخذت تحرك قدmيها ببعضهما بقهر وأنفعال. هذا هو كان حالها كلما تذكرت أفعالها المـ.ـجـ.ـنو.نه معه، تريد الآن أن تذهب له وتضـ.ـر.به بقوة ولكن بأي حق تضـ.ـر.به وهو لم يجبرها عليه قط
كادت أن تصرخ من غـ.ـيظها إلا أنها توقفت عن الحراك و استكان جسدها تماما حتى النفس قطعته عنـ.ـد.ما
سمعت صوت الباب يفتح.
سحبت غالية الغطاء قليلا عن عينيها وأخذت تراقب بهما ذلك الذي خرج لتوه من الحمام وهو يدندن باستمتاع رهيب وكأنه الآن يملك العالم ولما لا فمعشوقته العنيدة جعلته يعيش ليلة حب ولا ألف ليلة من ليالي شهريار...
أخذ يحيى يمشط شعره بأنامله بعدmا رمى المنشفة بإهمال وما أن انتهى حتى شعر بأنها تراقبه لينظر لها من خلال المرآة ليجد عينيها تلمع بشـ.ـدة وهي تتمعن به بالخفاء.
ابتسم لها بخبث ثم التفت بجسده نحو السرير ليجدها مغمضة العينين ونائمة بعمق شـ.ـديد، ممثلة بـ.ـارعة ياثعلبة ولكنها لا تعرف بأن الثعبان لا يخدع وهو أشـ.ـد مكرا منها، هذا ما قاله مع نفسه بعدmا تقدm نحوها و وجد ثباتها الانفعالي كما هو وكأنها نائمة بالفعل.
جلس الى جانبها وأخذ يمرر باطن يده على سائر جسدها بحب من فوق الفراش ثم انحنى برأسه نحوها وما إن أبعد الغطاء عن وجهها ليقترب أكثر منها لتزداد ابتسامته عبثا عنـ.ـد.ما وجد وتيرة أنفاسها ترتفع رغما عنها فعلى مايبدو أنها ظنت بأنه سيقبلها
نعم! نعم يعترف بأنه كان ينوي تقبيلها بعمق مـ.ـجـ.ـنو.ن فهو لم يشبع منها ولكن أراد مشاكستها وبشـ.ـدة وهذا ما حصل عنـ.ـد.ما عض وجنتها بقوة ألمتها وكأنه يقضم تفاحة.
فعلته هذه جعلتها تصرخ بو.جـ.ـع وهي تبعده عنها وما إن اعتدلت بجسدها حتى سحبت وسادتها وضـ.ـر.بته بها على وجهه بقوة ثم أخذت تدلك خدها بتأوه خافت
رفعت رأسها بحدة نحو ذلك المفترس لتجده يهيم بها عشقا وكأن حدقتيه تحولت الى مرآة تعكس ما بداخله بوضوح، لحظة من الزمن تاهت بسحره ولكن سرعان ما عادت لواقعها وتجهم وجهها ما إن قال متعمدا أن يغـ.ـيظها
- صباحية مبـ.ـاركة ياعروسة.
ضـ.ـر.بته وهي تصرخ به بغضب لتداري به خجلها منه: مبـ.ـاركة ايه، دي سودة على دmاغك. أنت إيه اللي هببته ده...
- وماله خليها سودة، ده حتى الأسود هو سيد الألوان، قالها وهو يمسك معصميها بعدmا غمزها من طرف عينيه
ليحتقن وجهها من سفالته هذه فهو يقصد بيجامتها التي كانت ترتديها ليلة أمس باللون الأسود، لتقول بتـ.ـو.تر من نظراته الوقحة لها
- يحيى ما تستفزنيش، واللي حصل امبـ.ـارح...
قاطعها بسفـ.ـا.لة أكبر وهو يقول: ايووووه أنا عايز أعرف ايه اللي حصل امبـ.ـارح، ده أنتي خربتيها ع الآخر يا شيخة...
غالية بغـ.ـيظ منه: يحيى!
- يااااقلبه، قالها وهو يقبل كفيها بعشق ليجدها تسحبهم منه وهي تقول بغـ.ـيظ أكبر من سابقه
- طلقني
تركها ونهض عن السرير وهو يقول: وماله حقك إنك تطلبي الحرية مني
- طب كويس، ما إن قالتها براحة حتى أكمل بجبروت.
- بس بردو من حقي أنا كمان أقولك لما تشوفي حلمة ودنك هبقى أفكر وقتها هااا أفكر، واللي عملته امبـ.ـارح ده حقي فيكي، وهعمله النهاردة و بكرة، أنتي مراتي
- والله،! طب خد، قالتها وهي ترمي عليه الساعة الصغيرة الموجودة بجانب السرير لتصيب بها صدره العاري ليتأوه بصمت وهو يقول بو.جـ.ـع
- يابـ.ـنت المـ.ـجـ.ـنو.نة، ايه الجنان ده،؟
رمت الغطاء على الأرض و وقفت على السرير وهي تقول: هو أنت لسه شفت جنان بقولك طلقني.
اتسعت ابتسامته على شقاوتها اللذيذة هذه، ثم قال
- أطلق ايه، ده أنتي أكيد حامل مني دلوقتي ولا نسيتي إني بجيب جول من أول مرة...
صرخت وهي تقفز من مكانها على السرير وتقول
- عااااااااااا، اطلع براااا مش عايزة أشوفك.
- ما أنا هطلع أبلغ أمك بأن حفيدها التاني بعد تسع شهور هيشرف بإذن الله، قالها ببرود متعمد وهو يرتدي قميصه و يخرج من الغرفة وما إن التفت لها ليناغشها أكثر إلا أنه اغلق الباب بسرعة عنـ.ـد.ما وجدها تقف على الأرض وتذهب عند مرآة الزينة وحملت عطرها ورمته عليه...
ليبتسم بانتشاء عنـ.ـد.ما وجد زجاجة العطر ترتطم بالباب وليس فيه، ذهب نحو الصالة ليجدها فارغة، ف الوقت الآن ما زال مبكرا توجه نحو غرفة حمـ.ـا.ته وما إن طرق الباب حتى فتحه عنـ.ـد.ما أتاه صوتها تطلب من الطارق الدخول
دخل ومازالت الأبتسامة العريضة تزين ثغره ليذهب نحوها وما إن جلس الى جوارها حتى قبل يدها بقوة وقال عنـ.ـد.ما رفع رأسه لها
- لولاكي ماكنتش أعرف أوصلها
نظرت له قليلا ثم سألته بحيرة: تصالحتم؟!
حرك رأسه بغرور وقال.
- مـ.ـا.تقلقيش كل حاجة تحت السيطرة
ردت عليه بسخرية: آااااه بأمارة صوت صريخها وتكسيرها اللي من شوية مش كدة؟
ضحك بصوت عالي على نظراتها المستنكرة له ثم قال بمرح: ما هو ده بقى بوادر الصلح والسيطرة
تنهدت بعمق ثم قالت وهي تربت على كفه
- معلش اتحملها يابني و وسع خلقك معاها
يحيى بتأكيد: دي روحي يا أمي أنتي بتقولي ايه، دي غلا الروح مستحيل أسيبها لو على مـ.ـو.تي، بس ادعيلنا أنتي ربنا يلين دmاغها شوية كمان.
- والله بدعيلكم بكل صلاة إن ربنا يلم شملكم ويصلح بالكم قادر يا كريم...
- اللهم آمين، بوجودك معانا ياست الكل.
الأم باستفسار: ماقولتليش غالية مولعة ليه من الصبح كدة أنت عملتلها ايه
حك يحيى طرف حاجبه وهو يقول ببراءة
- أبدا والله، أنا بس قولتلها إن ممكن بعد تسع شهور نخاوي بلال بس كدة
استبشرت الأم بشـ.ـدة وقالت: بجد! ربنا يسمع منك يا حبيبي، لو ده حصل يبقى ربنا كتبلكم بداية جديدة.
- ربنا يسمع منك يا أمي يااارب. قالها وهو ينهض من جانبها ثم توجه نحو الباب وهو يقول هروح أشوف بلابل صحي ولا لسه...
- ماشي يا حبيبي، قالتها ثم تنهدت بعمق و أخذت تسبح وتسبح وقلبها لم يكف بالدعاء لفلذة قلبها الوحيدة، التي دخلت عليها بعدmا خرج الآخر وأتت نحوها ودفنت نفسها بأحضانها بصمت
أخذت تمرر يدها على شعرها وهي تقول بتمني لها
- وبعدين بقى بعنادك ياقلب أمك أنتي، سامحي وريحي نفسك.
دفنت نفسها أكثر وهي تقول بإصرار كاذب استشعرته والدتها: مشششش هسامحه ابداااااا
- ربنا يهديكي يا بـ.ـنت بطني، قالتها وهي تنحني لها لتقبلها من شعرها ثم أخذت تملس عليها بحنان مفرط حتى غفت بين ذراعي والدتها فهي لم تنم الليلة الماضية ولا حتى دقيقة.
علي الجانب الآخر ب أسكندرية بالتحديد، عند سيلين أخذت تمط ذراعيها بتعب ممزوج بكسل ثم استدارت بجسدها للجهة الأخرى لتقع عينيها الشبه مفتوحة على السرير المجاور لها، الخالي!
لتغلقهم بعدm اهتمام من شـ.ـدة نعاسها ولكن سرعان مافتحتهم وجلست بانتفاضة عنـ.ـد.ما وجدت داليا تدخل عليها وهي تقول بابتسامة.
- صباح الخير، اااايه ده ميرال فين
نظرت سيلين بعدm اطمئنان للسرير قليلا ثم سألت والدتها: فين سعد وسيلا وشاهين.
ردت عليها باستغراب: شاهين ايه؟! أنتي كنتي بتحلمي فيه. و بعدين الولاد في أوضتهم أكيد...
أنا هروح اصحيهم مش من عوايدهم يفضلوا نايمين للوقت ده...
ما إن قالتها داليا وهي تلتفت نحو الباب لتخرج حتى انتفضت سيلين من مكانها وركضت لتتخطى والدتها متوجهة لغرفة الأطفال...
لتفتح بابها بقوة ما إن وصلتها لتجد فقط ميرال التي كانت هي أيضا لتوها مستيقظة. أخذت سيلين تنظر حولها بقلق ثم خرجت الى المطبخ وللصالة حتى غرفة والديها دخلتها لينظر لها سعد باستغراب وهو يقول
- تعالي يا حبيبتي في حاجة؟ ماله وشك مخـ.ـطـ.ـوف كدة ليه؟
لتهمس سيلين بشحوب: ولادي فين
- فين يعني إيه؟ ما إن قالها بعدm فهم حتى تركته دون أن
ترد عليه وذهبت نحو الحمام وما إن وجدته خاليا ايضا حتى التفتت لهم وصرخت بانفعال.
- ولادي فين.! سعد وسيلا فين
- طالما مش موجودين أكيد مع شاهين، ما إن قالتها ميرال بتخمين حتى جن جنون الأخرى وهي تقول
- لاااااا لاالالالا، أنتي بتقولي ايه، مستحيل شاهين يد.بـ.ـحني بالطريقة دي مستحيل
- في إيه مـ.ـا.تفهمونا، ما إن قالتها داليا وهي تنظر لهم
حتى اقترب منهم سعد وقال باستفسار
- شاهين كان هنا؟
ميرال بتوضيح ممزوج بقلق من ردة فعلهم: ايوه، جي امبـ.ـارح بالليل و أنتم نايمين وأصر أنه يشوف سيلا، بس هو تجنن لما عرف بسعد كمان ف راحله ونام جنبه ورفض يمشي
ليقول سعد الجندي بانفعال: رفض يمشي ايه، و نام مع مين، أنتم بتقوله ايه، و ليه أنا معرفش بده كله، ازاي ده يحصل وأنا ماعنديش علم
سيلين بتـ.ـو.تر: محبتش أقلق حضرتك وأنت عيان.
- عيان اااايه، أنا نهايتي على إيدك أنتي ياو.جـ.ـع قلبي، ازاي راجـ.ـل يدخل البيت وينام فيه وأنا معرفش ازاي...
- بابي أنا
قاطعها بغضب وهو يقول: هششششششششش
صوتك مش عايز أسمعه...
داليا باستفسار: هنعمل ايه يا سعد
- نعمل إيه في إيه، أنا اللي غلطان، أنا اللي معرفتش أربي أنا اللي ربنا كاتب عليه التعب طول عمري...
- اهدى يا حبيبي، أنت كدة قلبك هيقف بعد الشر.
- اهدى ايه بس، اهدى ايه، اما نشوف المصـ يـ بـةدي هتودينا على فين، ماهو مايجيش من وراها غير و.جـ.ـع القلب...
قالها بغضب وهو ينهج وينظر الى سيلين بعتاب ثم سحب هاتفه و أخذ يتصل بشاهين عدة مرات ولم يرد لتجلس سيلين على الأريكة بانهيار و أخذت تبكي بحرقة شـ.ـديدة مزقت بها نياط قلوب الموجودين فهي أعلم الناس بالآخر فهو يتعمد الآن أذيتها وكأنه لم يكفيه أذاها لسنين
على الطرف الآخر، بالتحديد عند شاهين.
وصل الى أطراف القاهرة وتوجه للمزرعة الخاصة به
اي للمكان الذي كان شاهد على حبه لتلك المغرورة...
دخل من البوابة الكبيرة الحديدية وما أن توقف أمام المدخل الامامي حتى نزل من مقعده وفتح الباب الخلفي ليفتح عنهم حزام الأمان ثم حملهم على كتفيه وما إن أغلق الباب حتى وجدهم يستيقظون.
حملهم بشكل جيد وإتقان ثم أخذ يقبل وجنتيهم معا تارة يقبل سيلا التي أخذت تمرمغ وجهها بعنقه وتارة أخرى يقبل سعد الذي كان لم يعي بعد وهو يدعك عينيه بكسل وخمول...
ثم ضمهم معا لصدره وهو يتنفس عطرهم البرئ و أخذ يتوجه بهم للداخل لتستقبله الخادmة باحترام
ليومأ لها برأسه ثم تخطاها وذهب الى الأريكة الجلدية الكبيرة ليجلس عليها وسند ظهره للخلف أو دعنا نقول مال بجسده عليها بشبه استلقاء وصغاره ثبتهم على صدره.
لترفع سيلا رأسها له وهي تقول بعدmا نظرت للمكان باستغراب: بابي احنا فين؟
قبل جبينها ثم قال: في بيتنا
- ومامي فين، قالتها وهي تمسك وجهه بكفيها الصغيرتين ليبتسم على فعلتها هذه ثم قال
- هتيجي بالليل أو بكرة بالكتير
لوت شفتيها بحـ.ـز.ن وعدm رضا: يااااه لحد بكرة
قرص وجنتها بخفة وقال: ايه كتير لبكرة
- أيوه كتير. أنا عايزة مامي معايا...
- هتيجي صدقيني مش بتقدر على بعدكم. نعسانه؟
قال الأخيرة ما إن وجدها تعاود رأسها على صدره
عادت برفع نظرها له وقالت بلطافة: لأ جعانه!
كاد أن يرد عليها بحب أبوي وهي بهذا المنظر الجميل إلا أنه التفت نحو صغيره الآخر الذي ما إن فتح عينيه و وجد نفسه بأحضان والده حتى سحب نفسه منه بهدوء و أبعد ذراعه عنه دون ان ينطق بحرف
أخذ ينظر له شاهين بتمعن جاد ثم نادى على الخادmة لتأتي وتأخذ سيلا لتغسل لها وجهها وما إن فعلت الأخرى طلبه وأتت اخذتها بالفعل.
حتى اعتدل بجلسته وسند ساعديه على ركبتيه ثم رفع نظره لأبنه الذي كان ينظر له نفس النظرة الموروثه منه ليقول سعد باختناق
- أنا عايز ماما، هي فين
رفع شاهين أحد حاجبيه وقال: ومالك عايز تعيط...
رد عليه باختناق واضح وهو يحاول أن ينفي عليه هذه التهمة الواضحة كوضوح الشمس
- لأ مش هعيط، أنا بس عايز ماما و جدو سعد
- وبابا ماينفعش، ما إن قالها حتى رد عليه الآخر بشراسة: لااااا، مش بحبه.
شاهين بقهر كبير ثم سأله وكأنه يكلم رجل ناضج وليس طفل للتو أتم الأربع سنوات
- ليه، ليه مش بتحبه، ليه مش بتحبني
تغيرت نظرات سعد من الحدة الى الحـ.ـز.ن عنـ.ـد.ما قال: لأنك سبتنا كتير وماجتش تشوفنا أبدا، مع إني كنت عايز أشوفك...
- ماسألتش مامتك عليا ليه، ما إن قالها شاهين باختناق هو الآخر حتى حرك سعد يده بضجر طفولي وهو يقول بتذمر
- يوووه ما أنا سألتها كتير أوي وكانت بتقول عنده شغل.
سحب نفس عميق وهو يدعك وجهه بكفيه ثم قال: يبقى فعلا عندي شغل
ولكن ما جعل قلب الأب يتمزق حرفيا عنـ.ـد.ما جاءه الرد من ذلك الصغير الذي هو عبـ.ـارة عن نسخة مصغرة منه
- أنا أهم من الشغل، الابن أهم من كل حاجة جدو سعد قالي كدة، ما إن ختم كلامه بزعل حقيقي حتى نظر له شاهين بصدmة أكبر من سابقتها فكلام الآخر أكبر من عمره بأضعاف.
سحبه نحوه ومسك وجهه و.جـ.ـعله ينظر له وقال بجدية تامة: ما أنت كدة فعلا ياحبيبي أنت أهم من كل حاجة يا سعد. أنت أهم مني أنا شخصيا أنت سندي، وظهري اللي هستند عليه، أنت أمنيتي اللي تحققت بمعجزة من ربنا، أنت كرمه ليا بعد تعب مايتوصفش و أنت المطر اللي جالي بعد سنين عجاف، أنت و أختك عوض ربنا ليا...
أخذ سعد يرمش بأهدابه البريئة ثم قال
- بتحبني يعني
- أنت متعلق هنا زي روحي، لو بعدت همـ.ـو.ت...
قالها وهو يمسك كفه الصغير و رفعه لعنقه
ليضعها على شريانه النابض
سحب يده منه وكتف ساعديه بزعل لطيف وهو يقول بجدية: بردو أنا مش بحبك و زعلان منك...
ليقول شاهين بمحاولة تراضي: مش هتديني فرصة أصلح بها اللي عملته
- لأ، ما إن قالها بحدة حتى نكش شعره الناعم وقال بضجر وعدm رضا
- ماشي يا ابن أمك أنت، عاند براحتك هو أنت هتجيبه من برا
قطب حاجبيه وقال: هو أنت هترجعنا بيتنا امتى
تنهد شاهين وقال: ده بيتنا.
سعد برفض: بس أنا مش عايز أفضل هنا
- مش عايز تلعب معانا برا بالجنينة
- لا، ما إن قالها بنفي ظاهري وتمني داخلي حتى رفع شاهين حاجبه بمكر وقال
- أيوه بس أنا وسيلا هنلعب برا أنا جبت ألعاب كتيرة أوي ليكم
أبعد نظره عنه وقال: مش عايزهم أنا مش بحبك أصلا
ابتلع شاهين لعابه بو.جـ.ـع من هذه الكلمة، نعم يعلم بأنه طفل ولا يعي معناها و أن حـ.ـز.نه ما يدفعه لقول هذا ولكنه يقسم بأن هذه الكلمة تطعن فؤاده حقا.
نهض من مكانه وهو يقول بعدmا تنهد بهمة على إصلاح مافاته مع أولاده: طب تعال أغسلك أنا، عشان نفطر...
سعد باعتراض: أغسل لوحدي، أنا مش صغير
- ماشي يا عم الكبير يا لمض، بس تعالى نغسل سوا.
قالها وهو يحمله بذراع واحدة على كتفه وذهب به نحو المرحاض وما إن دخله حتى وضع صغيره على الرخام وفتح صنبور الماء الحار والبـ.ـارد وما إن عادل بينهم حتى وضع يده تحته و رفعها للآخر وأخذ يغسل وجهه البرئ وما إن كرر فعلته هذه وانتهى حتى سحب منشفة وأخذ يجفف بشرته الناعمة بها
ثم حمله مرة أخرى على ذراعه بعدmا قبل وجنته بقوة وخرج ليقول سعد بتذمر
- نزلني أنا بعرف أمشي
- حتى لو، سبني أعيش اللي ماعشتهوش معاك زمان.
قالها وهو يدخل المطبخ ليجد سيلا تجلس على طاولة الطعام ليذهب نحوها وما إن وضع صغيره على الكرسي الذي بجانبه حتى ارتفع رنين هاتفه وما إن أخرجه من جيب بنطاله حتى ابتسم بانتصار فهو لم يكن سوا سعد الجندي
كتم صوته و وضعه على سطح الطاولة وأخذ يتناول فطوره مع صغاره وهو ينظر بين الحينة والأخرى للشاشة التي تنير باستمرار...
وما إن انتهى من تناول فطوره حتى مسح يده بالمنديل ثم أشار للخادmة التي تقف بالقرب منهم بانتباه لهم. لينهض هو بعدmا سحب هاتفه وخرج للصالة وهو ينظر الى كمية الاتصالات التي أتته من الآخر، فهو قد تعدى العشرين مكالمة
أخرج قائمة الاتصالات وما إن وصل الى اسم مغرورته حتى اتصل عليها
في اسكندرية كانت سيلين تجلس على الأريكة وعينيها منتفخة بشكل مخيف من شـ.ـدة بكاءها فهي تكاد أن تمـ.ـو.ت شوقا لصغارها.
انتفضت من مكانها وركضت إلى غرفتهم ما إن سمعت رنين هاتفها قادm من الداخل والذي لم يكون سوا معـ.ـذ.بها لترد عليه بسرعة وهي تقول بصراخ منفعل
- أنت فين،!
- موجود، ما إن قالها ببرود حتى كزت على أسنانها ثم قالت وهي تنظر لأهلها الذين أتوا خلفها
- فين ولادي
رد عليها بتصحيح: قصدك ولادنا
صرخت به سيلين باعصاب مشـ.ـدود: شاااااهين بلاش تلعب معايا ع النقطة دي أنت مالكش حق فيهم.
حرك رأسه ومط شفتيه بتفكير ثم قال بخفوت ذا مغزى: عايزاهم؟!
- أكيد
- تعالي ليهم، ده هما حتى بيسألو عنك، ما إن قال كلامه الأخير حتى وضعت يدها على فمها تكتم حسرتها بداخلها لتقول بعدها بنبرة بكاء واضحة
- أنتم فين
انعصر قلبه من صوتها المبحوح ولكنه لا يظهر تأثره بها ليقول بتنهيدة: احنا بالمزرعة، عرفاها صح؟
فتحت سيلين عينيها بعدm تصديق لما سمعت لتصرخ به للمرة الألف: أنت ازاي تسافر فيهم! ازاي تعمل كدة.
تجاهل كلامها هذا وقال بجبروت: فاكرة عنوان المزرعة والا أبعتهولك؟!
- مش فاكرة، أكيد ابعتهولي مستنياك، ختمت كلامها و أنهت المكالمة ثم رمت الهاتف على السرير
وأخذت تدور حول نفسها وهي تعض شفتيها
لتقف ما إن وقعت نظرها على والدها الذي فتح لها ذراعيه عنـ.ـد.ما وجد حالتها تزداد سوء...
ذهبت سيلين نحوه بسرعة لتدفن نفسها داخل أضلاعه ليحاوطها بقوة ثم أبعدها عنه بعد ثواني معدودة وهو يقول بحزم.
- يالا جهزي نفسك عشان ننزل مصر
- هتيجي معايا، يعني مش زعلان مني
- ومن امتى عرفت أزعل منك ولا خدت موقف من تصرفاتك الطايشة
- أنا آسفة يابابي، حقك عليا
- يالا يا حبيبتي امسحي دmـ.ـو.عك وخليكي قوية زي ما متعود
منك، تمام
- تمام، ما إن قالها حتى أومأ لها وخرج متوجها لغرفته وأخذ يغير ثيابه ليجد داليا تدخل عليه وهي تقول
- آجي معاك.
- لا، خليكي مع ميرال، خدي بالك منها، ضـ.ـر.بتين ع الدmاغ بتقــ,تــلك يا داليا و ولاد اللداغ ناويين يمـ.ـو.توني بحسرتي على بناتي
- بعد الشر عليك
- المـ.ـو.ت حق مش شر، ياريته ييجي بقى أحسن من العجز اللي أنا فيه قصادهم، بـ.ـنتي بقالها ساعتين بتعيط ومعرفتش أعمل حاجة، عارفة ده معناه إيه ده معناه إني أب فاشل، لا عرفت أحميهم منهم زمان ولا دلوقت...
- هما اللي أولاد أبالسة، معجونين بماية ابليس، ما إن قالتها داليا بغـ.ـيظ حتى زفر الآخر أنفاسه بضجر ثم توجه نحو الباب وقبل ان يخرج التفت لها وقال بتحذير
- خدي بالك من ميرال، ياسين لسه هنا مانزلش مصر
داليا باستغراب: عرفت ازاي أنه هنا لسه
- ما أنا كلمته من شوية قصادكم عشان أعرف شاهين فين و أوصله ازاي
- تلاقيه زمانه نازل ورا أخوه، ما إن قالتها حتى رد عليها بنفي.
- ما أعتقدش، ولاد اللداغ متعودين كلهم يعملوا ضـ.ـر.بتهم مع بعض، فخدي بالك منها
- حاضر يا حبيبي...
أومأ لها سعد وخرج لتلك التي تكاد أن تنصهر من غليان دmائها بداخل اوردتها من أفعال الآخر بها
- يعني إيه أخدهم منها، شاهين تجنن ولا إيه، صدح صوت يحيى بالمكان وهو يتحدث بانفعال مع ياسين ع الهاتف الذي رد عليه وقال
- ومالك مستغرب ليه بقولك طلع عنده ولد كمان يعني سيلين مخلفه منه توأم ومخبيه.
- خبت من عمايله السودة معاها
- مهما كان شاهين غلطان ما تتوقعش أنه يسيب عياله بعيد عنه، ده بسيلين متملك فما بالك لما يرتبط الموضوع بقطعتين منه مش وحدة
- هو دلوقتي فين
- معرفش، ماكلمتوش
- ليه ماكلمتوش، عندك ايه أهم من ده
- عندي ميرال، كل واحد منكم عنده أمل مع مـ.ـر.اته إلا أنا، لازم ألاقي طريقة ألين دmاغها الجزمة ده
- والله وجا اليوم اللي شفتك في مسحول عليها بالشكل ده، فاكر أذتها قد ايه...
ياسين بحسرة قلب، : بلاش تفكرني أنا مش ناسي أصلا بس واللي خلقها ليا نـ.ـد.مان، وشاريها بروحي
- على فكرة اللي بتتكلم عليها دي أختي
- ومراتي
- كانت مراتك
- يحيى غوووووور من وشي، قالها بغـ.ـيظ وهو ينهي المكالمة ليضحك يحيى عليه بشمـ.ـا.ته وما إن التفت حتى وجد أم غالية بكرسيها المتحرك أمامه تنظر له بتمعن ثم قالت
- تعالى يابني...
ذهب نحوها وما إن جلس إلى جوارها حتى سألها عن غلاته وقال: لسه غلاتي زعلانة
- نامت، سبها ترتاح.
- نوم الهنا يارب
- قولي مالك أنت بقى، ومالهم اخواتك
- اخواتي!
- ايوه مالهم، لسه بتحس إن في حدود مابينكم
- لسه مع الأسف، بحبهم بس مقدرش أروحلهم...
ممكن تستغربي كلامي بس والله نفسي أبقى معاهم عيلتهم حلوة أوي بسسسسسسس مش عارف أتعامل معهم خالص، معرفش لو كلمتهم أقولهم ايه أصلا
- منه لله اللي كان السبب...
- ودلوقتي عرفت إن شاهين واخد عياله من سيلين من غير مـ.ـا.تعرف وخلاها تتجنن.
- لا حول ولا قوة إلا بالله، ليه بس كدة ده بدل مايصالحها ويكسبها لصفه تاني
- أنا أفكر كدة آه، ياسين ممكن، بس شاهين مش بيستوعب إن في عقـ.ـا.ب لأفعاله حتى لو غلط بيرفض
حتى العتاب، عنيد مش بيعترف بأخطائه
- ربنا يعينها عليه، هتعمل ايه دلوقتي...
- أول حاجة أدخل أملي عيني من غلاتي شوية وبعدين هكلم أمين وأشوفه هو فين وأروحله
- طيب يا حبيبي ربنا يسهلك.
- تسلمي ياست الكل عن إذنك، قالها وهو يسترخص منها ليدخل الى غرفتها ليجد غاليته نائمة بوسط السرير بشعرها المنكوش بفوضى
اقترب منها وما إن جلس على إحدى ركبتيه أمامها حتى أخذ يبعد خصلاتها الهائجة عن وجهها ليرى ملامحها الجميلة ولكن ما جعله يبتسم رغما عنه هو فمها المفتوح بشـ.ـدة
أخذ يغلقه لها ولكن كلما فعل يعود الى سابق عهده
ليضعف أمامها وهي بهذه الصورة البريئة امامه...
أخذ ينحني نحوها وما إن وصل ثغرها المفتوح قليلا حتى طبع قبلة طويلة وسطحية عليها وما إن ابتعد حتى همس ب
- بحبك ياغلا روحي، عمري ماهسيبك لو مهما عملتي، وهخلف منك بدل الواحد عشرة ومع ده كله بردو مش هشبع منك يا روحي أنتي...
عاد مرة أخرى وقبلها ثم نهض وخرج من الغرفة
ليخرج هاتفه و أخذ يتصل بشاهين الذي ما إن رد عليه قال
- أنت فين
أتاه شاهين بضجر: في إيه بس، هي مصر كلها عايزة تعرف مكاني ولا ايه.
يحيى بأصرار: أنت فين
- بالمزرعة، ما إن قالها الهجين حتى رد عليه الآخر بهمس وقال
- طيب مسافة السكة وهكون عندك
- لا مـ.ـا.تجيش دلوقتي تعالى بكرة و هات معاك حبيب عمو
ابتسم يحيى وقال: ماشي هاجي بكرة مع بلال
شاهين بتأكيد: أيوه هاته معاك خلي يتعرف على ابن عمو
- قصدك على ابن عمتو، ما إن قالها بتعديل حتى رد عليه شاهين برفض
- لا ابن عمو، أنا أولى بيه من عمتو...
يحيى بستسلام: ماشي ياعمو...
- مـ.ـا.تتأخرش بكرة مستنيك ع الغدا، سلام، قالها شاهين وهو يغلق الهاتف لينظر إلى سعد الذي يجلس على طرف من الحديقة ويرفض اللعب مع أخته التي تكاد أن تطير فرحا بكمية الألعاب الموجودة هنا
وضع الهاتف بجيب بنطاله وذهب نحو سيلا وهو يقول: حبيبة بابا، تعالي.
توقفت سيلا عن اللعب والتفتت نحو والدها الذي ناداها لتجده يفتح ذراعيه لها لترفع حاجبيها له بندهاش ثم ركضت نحوه بفرحة كبيرة وما إن وصلته حتى حملها وبخفه ورماها للأعلى ثم التقطها مرة اخرى. و أخذ يكرر فعلته هذه حتى انتشر صوت ضحكتها الطفولية بالأرجاء
أخذ يلعب مع سيلا بكل الطرق المبهجة وهو يتعمد أن يتجاهل سعد الذي كان ينظر لهم بحـ.ـز.ن وتمني شـ.ـديد بأن يذهب ويلعب معهم
توقف شاهين ونظر له وقال بتساؤل: مش هتلعب.
- لاء
- طب و دلوقتي، قالها وهو يخرج كرة قدm جديدة باللون الأبيض والأزرق، ليفتح سعد فمه بذهول فهي تشبه تلك التي يراها بالتلفاز بمبـ.ـاريات الفرق الكبيرة
يقول شاهين بأغواء: اااايه مش هتلعب
- ما أنا قولتلك لاء
شاهين بمراوغة- يبقى أنت خايف لتخسر قصادي
- أنا دايما بكسب الكورة بالبلاستيشن
- طب ما توريني شطارتك بالفعل وسيبك من الكلام.
قالها شاهين وهو يرمي له الكوره ليقفز سعد من مقعده ونظر للكرة تارة و لوالده تارة أخرى الذي قال بتحدي أكبر لذلك الصغير
- لو جلت جول عليا هاعترف إنك شاطر
- أنا مبعرفش ألعبها. قالها بحـ.ـز.ن ليقترب منه شاهين وهو يقول باستغراب
- ليه متعرفش
- كل أصحابي باباهم اللي علموهم، أنت ماكنتش موجود عشان تعلمني وجدو سعد عيان مايقدرش يلعب
انطعن للمرة الألف لهذا اليوم من ردود صغيره هذه الغير متوقعة...
حرك رأسه باختناق ثم أخذ الكرة و أخذ يتفنن بها أمام الآخر الذي فتح عينيه وفمه بذهول من ما يرى
ليقول بشكل تلقائي: علمني أعمل زيك كدة
شاهين باغواء: عايز تتعلم
- ايوه، ما إن قالها بعفوية حتى رد عليه والدها بمغزى
- بس مافيش حاجة ببلاش، عايز مقابل لتعليمي ليك
أنزل سعد رأسه بإحباط وقال
- بس أنا ماعنديش فلوس.
شاهين بابتسامة مليئة بالو.جـ.ـع: أنا مش عايز فلوس أنا عايز منك اللي أكبر و أهم من فلوس دنيا كلها، عايز تديني حـ.ـضـ.ـن وتحبني
سعد بترقب- هو أنا لو حبيتك مش هتمشي تاني
حرك رأسه بنفي وهو يقول: أبدا، لو على مـ.ـو.تي مش هسيبكم تبعدوا عني ليوم حتى
ليقول سعد باختناق: يعني بتحبني؟!
- أكتر من عنيا ياكـ.ـسرة ظهري أنت، قالها وهو يفتح ذراعيه له إلا أن سعد رجع خطوة للخلف برفض لمطلبه هذا مما جعل الدmـ.ـو.ع تلمع بقوة بعينين الهجين ليبتسم ببهوت عنـ.ـد.ما وجده يقول
- هبقى أفكر أحبك، لما تعلمني الأول
- اتفقنا، قالها وهو يبتلع غصته الكبيرة بابتسامة حزينة ثم أخذ الكرة وبدأ يعلمه بالتدريج بعض الحركات البسيطة
ليمر الوقت عليهم بين شقاوة سيلا وحلاوة سعد وشوق الأب لهم الذي طغى عليهم بشكل خيالي.
في خارج سور المزرعة اقتربت سيارة بيضاء الخاصة بسيلين و إلى جانبها والدها...
كانت سيلين كلما اقتربت من سور المزرعة زاد عليها حـ.ـز.نها ف الذكريات التي أخذت تهاجمها بشكل فظيع...
همساته لها ولمساته عليها...
وصلت البوابة وقبل أن تعرف على نفسها وجدت الحرس يفتحون لها البوابة بسرعة على مايبدو بأنهم لديهم علم بقدومها...
تلاشى حـ.ـز.نها وغصتها وتلاشت كل مشاعرها له ما إن لمحته من بعيد يلعب مع صغارها...
توقفت بسيارتها ونزلت بسرعة راكضة نحو فلذات كبدها وهي تناديهم...
ليلتفت شاهين نحو ندائها ليتركوه الصغار وركضو نحوها لتستقبلهم بلهفة لا توصف و أخذت تقبلهم بشـ.ـدة، وما إن التقت نظراتها ب شاهين حتى بعثت الصغار ل سعد الجندي
وذهبت نحوه مثل الطلقة التي خرجت من المسدس للتو وما إن وصلته حتى رفعت يدها للأعلى دون تردد لتصفعه إلا أنه مسكها بقوة قبل أن تصل وجهه.
لتقف أمامه كالمهرة المتمردة بكل غضب ليقابلها الآخر بكل برود متعمد
- لو قربت منهم تاني هشرب من دmك، ما إن قالتها بتوعد غاضب حتى رفع حاجبيه بهدوء وقال
- والله، كل الزعل ده لأنهم غابو عنك نص يوم، أومال أنا أقول ايه خمس سنين وأنا معرفش أنهم موجودين أصلا.
سيلين باستنكار من ما قال فليس هناك وجه للمقارنة، : ده نتيجة غلطك أنت مش غلطي فما تلومش غير نفسك عليه، ودلوقتي ابعد عننا، أنت مالكش حاجة عندنا افهم بقى قلتهالك مية مرة
رد عليها بغضب: عندك ولادي، أو بمعنى أصح خلاص بقوا عندي أنا، لو عايزة تبقى معاهم أهلا و سهلا، مش حابة ده تقدري ترجعي مطرح ماجيتي براحتك. أنا مش هضغط عليك
عادت سيلين خطوة للخلف وقالت بترقب وخـ.ـو.ف فهي تعرفه إن قال شئ نفذه دون تردد.
- يعني إيه...
وضع يده بجيب بنطاله وفرد طوله باستقامة وقال بثقة ممزوجة بتعجرف: يعني ولادي وبقوا عندي وفي حـ.ـضـ.ـني واللي عندك اعمليه...
- هاخدهم وغـ.ـصـ.ـب عنك، ما إن قالتها حتى رد عليها بتحدي
- نجوم السما أقربلك من إنك تاخديهم مني...
- وأنا مستحيل أسيبهم ليك
- وماله حقك، أنتي أمهم لو عايزاهم بجد عيشي معاهم هنا...
سيلين برفض: أعيش فين ماينفعش طبعا أنت بتقول إيه.
اقترب منها وقال وهو ينظر إلى داخل بؤبؤها المحترق غضبا وقال بتمني خفي لامتلاكها مرة أخرى
- لاء ينفع، لو بقيتي على ذمتي من تاني
مساء في اسكندرية كانت تضع أحمر شفاهها بشرود
ثم أخذت ترتدي عقدها الفضي اللون.
لتخرح من شرودها على دخول داليا عليها لتقول باستفسار: رايحة فين
- في عشاء عمل لرجـ.ـال الأعمال
داليا باستغراب: وأنتي مالك بالكلام ده
ميرال بضجر وهي ترتدي حذائها وتقول
- ماليش بس عمر أصر إني أروح معه.
- وماقولتيش ل باباكي ليه
استقامت بطولها و أخذت تعدل فستانها وتقول
- الوضع كان مايسمحش وأنا أصلا نسيت كل ده لولا أنه كلمني من نص ساعة بيأكد عليه ولما اعتذرت فتحلي محاضرة طويلة عريضة خلاني اتنـ.ـد.م لأني اعتذرت
- إيه آخرة علاقتك مع عمر
نظرت ميرال قليلا لوالدتها ثم قالت: مافيش علاقة مابينا غير الصداقة
- احنا هنضحك على بعض والا ايه، ده بيحبك
ميرال بجدية: وأنا مش بحبه، هي مش غـ.ـصـ.ـب
- بس بتديه أمل.
لتقول وهي ترفع منكبيها بملل: قولتهالو ألف مرة أنا منفعكش بس مافيش فايدة
- شكله بحبك أوي
- و ايه يعني مش أول واحد بيحبني
- بس ده أول واحد بيصر عليكي بالشكل ده ومتمسك فيكي...
- لاء مش الأول ده التاني
- و الأول ياسين مش كدة، أنتي لسه بتفكري فيه.
- لاء مش بفكر بس بقولك إن في حد بيصر أكتر منه، ما إن قالتها حتى نظرت لها داليا بريبة وهي تتسائل
- هو ممكن ييجي يوم وتسامحي ياسين على اللي عمله فيكي.
- مستحيل، قالتها بجدية ثم سحبت فروتها البيضاء وارتدتها على فستان أسود من قماش الكتان الذي كان بعلاقات رفيعة، يصل طوله الى أسفل ركبتيها مع حذاء أسود عالي، أما شعرها جعدت خصلاته وتركته مفرود يتراقص حولها مع كل حركة منها
لتبتسم لها داليا بحب وقالت: بسم الله ماشاء الله
مش قمر بس انتي قمرين، بس والله خايفة عليكي تطلعي بالليل كدة ده باباكي موصيني عليكي
ميرال باستغراب: ليه دي أول مرة.
- معرفش قلبي مقبوض عليكي المرادي
- مـ.ـا.تخافيش عليا ياقلبي، يالا أنا لازم أنزل، سلام
قالتها وهي تقبل وجنتيها بعدmا فصل الهاتف
من رنين عمر عليها بمعنى بأنه قد وصل وفي انتظارها...
أما في الأسفل كان ياسين يقف بسيارته على الجهة الأخرى من الشارع العام ونظره هائم على العمارة السكنية الخاصة بهم.
ليقطب جبينه ما إن لفت نظره وقوف سيارة أمام المدخل ليقلص عينيه بتركيز يريد أن يرى من صاحبها ولكن سرعان ما رفع حاجبيه بذهول عنـ.ـد.ما علم هويته فهو لم يكون سوا ذلك المتطفل على فاتنته...
ولكن ما زاد الطين بلة هو عنـ.ـد.ما وجده ينزل من سيارته لينزل هو الآخر ليرى ماذا هناك، نعم كان يفصل بينهم شارع كبير ولكن كان يراقبه كالصقر ليتفاجئ بخروج ميرال بأناقة قـ.ـا.تلة لكل رجل و في قمة أنوثتها...
اشتعلت مقلتيه بالنيران عنـ.ـد.ما وجد ذلك اللزج يمسك يدها ويقبلها ثم التفت نحو سيارته وفتح لها الباب الكرسي المجاور له وما إن صعدت ميرال حتى أغلق الباب وذهب نحو مقعده اي خلف الدركسيون
لينطلق بها نحو أكبر المطاعم الراقية في اسكندرية.
منظرهم هذا معا جعل ياسين يتجمد بمكانه قليلا ثم تحرك هو الآخر وصعد بسيارته ليستدير بها ويذهب خلفهم وهو يضـ.ـر.ب الدركسيون بغضب وغيرة هل ما رآه الآن حقيقي. هل فاتنته الآن مع غيره ياااالله
هناك نار مندلعة بفؤاده
أخذ الطريق منه أكثر من نصف ساعة بسبب الازدحامـ.ـا.ت ليجدهم يتوقفون أخيرا أمام أرقى و أفخم مطعم بالمكان...
أغمض عينيه بقهر عنـ.ـد.ما وجد الآخر دخل معها وكأنها ملكه هو...
لم ينزل ياسين من سيارته وأسند ذراعيه ورأسه ع المقود و أخذ يفكر، ماذا يفعل؟ أيذهب يتشاجر مثل كل مرة أم ماذا،؟
رفع رأسه و أخذ يفتح أول أزرار قميصه ليخرج منها سلسلة فضية نهايتها يوجد بها خاتم، خاتم خطوبتها الخاص بها...
أخذ يتمعن به وهو يفكر بشئ مـ.ـجـ.ـنو.ن، ولكن لا بأس سأفعل كل الجنون لو كان بهذا ستعود له...
نزل من السيارة وهنـ.ـد.م سترته ثم دخل بثقة ليمسح عينيه على المكان لتقع أخيرا على ضالته التي كانت تضحك بمجاملة للآخر
أشار لأحد العمال الموجودين ليقول له أريد رؤية المدير. أومأ له الآخر و أخذه نحو المكتب الإداري للمكان.
أما عند ميرال كانت تجلس على طاولة طويلة وهي توزع ابتسامـ.ـا.ت المجاملة بهدوء لكل ما يقع بصرها عليه، تشعر بأن وجهها سيتشقق من الزيف الذي يحاوط بها، ولكن ما جعلها تغضب حقا هو عنـ.ـد.ما شعرت بيد عمر تتسلل الى يدها ليمسكها بقوة وهو يقول
- مالك ياحبيبتي...
ميرال بانزعاج: عمر أنا مية مرة قولتلك مـ.ـا.تقولش حبيبتي
- ليه مش راضية تديني فرصة، قالها وهو يمد يده على شعرها و أخذ يلعب به.
أبعدت رأسها عنه لتبعد أنامله عن خصلاتها. : ايه الكلام ده، على ما أعتقد إننا قفلنا الموضوع ده من زمان
- بس أنا بحبك، قالها وهو يحتضن خصرها بخفة دون أن يراه أحد ليجن جنون ميرال من فعلته هذه و وقاحته معها، كيف يتجرأ
- لا ده وقته ولا ده مكانه، بس الحق مش عليك، عليا أنا اللي جيت معاك، أوعى كدة...
قالتها بحدة من بين أسنانها وهي تسحب حقيبتها الصغيرة وما إن نهضت عن الطاولة، حتى انطفأت الإنارة بالمكان إلا من ضوء خافت عليها، مما جعلها ترمش بجفونها باستغراب...
أخذ الجميع ينظر لها باستفسار ماذا هناك ولكن تحول استفسارهم هذا الى ذهول وابتسامة مشرقة على وجه الجميع إلا وجهها هي تجهم ما إن رأت ياسين
يقترب منها ويجلس أمامها على إحدى ركبتيه بحركة تحلم بها كل فتاة إلا هي...
نظرت سيلين حولها. وجدت كل حضور المطعم ينظرون لهم لتعاود نظرها لذلك الراكع امامها وهي تفكر هل هو الآن هنا حقا، وهل كل ما يحدث هنا حقيقي أم مجرد تهيؤات لا أكثر
ولكن تغير ذهولها هذا الى حـ.ـز.ن و و.جـ.ـع لا آخر له عنـ.ـد.ما وجدته يرفع لها يده اليمنه وهو ممسك بخاتم خطبتها السابقة وهو يقول بصوت صادق مسموع لكل الحضور.
- ميرال أنا بحبك أكتر من نفسي وجيت اليوم عشان اعتذرلك قصاد الكل وبقولك أنا آسف لكل و.جـ.ـع سببته ليكي، أنا نـ.ـد.مان لأني فرطت فيكي...
سامحيني واحييني من تاني و وافقي إنك تتجوزيني، ميرال تتجوزيني
ميرال: اااااء.
↚جلس أمامها على إحدى ركبتيه وقال بصدق ونظراته مليئة بالتوسل
- ميرال أنا بحبك أكتر من نفسي وجيت اليوم عشان اعتذرلك قصاد الكل وبقولك أنا آسف لكل و.جـ.ـع سببته ليكي، أنا نـ.ـد.مان لأني فرطت فيكي...
سامحيني واحييني من تاني و وافقي إنك تتجوزيني، ميرال تتجوزيني
أخذت تتردد صدى جملته الأخيرة على مسامعها وكأن العالم اختفى من حولها و دارت الدنيا بها.
لاااا. ليس فقط الدنيا التي دارت بل كل ذكرياتها معه أخذت تمر أمام عينيها بسرعة واحده تلو الأخرى...
عنادها وضحكها معه كيف كان يجري ورائها ما إن رآها لأول مرة و كيف أخذ يستميل قلبها له بالتدريج بمكر بنظراته الخبيثة وكيف أغرقها بعهوده و أكاذيبه الزائفة...
خانها! نعم خانها، خان مشاعرها وثقتها به
كيف رضت الإهانة على كرامتها وأذلت نفسها له في يوم من الأيام، كيف حاربت عائلتها من أجله...
أخذت أمواج الذكريات تلطمها هنا وهناك حتى أغمضت عينيها بقوة ما إن وصلت لذلك اليوم الذي جعل روحها قبل جسدها مليئا بالجروح، وقتها استطاع وبجداره أن يذبح طيبتها و.جـ.ـعلها تتحول للوح من الثلج...
وبرغم احتياجها بذلك الوقت لأمانه هو ولكن كيف وجدت منه الغدر فقد لعب بها وكأنه آلة، أداة انتقام، بلمحة عين وجدته يرميها لوحوش لا تعرف الرحمة.
اااااااااه كيف رماها لرجـ.ـاله، كيف صرخت وقتها بكل صوتها، اجتاحها الرعـ.ـب والانهيار...
كيف تحول حب حياتها إلى كابوس، كانت تنتظر منه الحماية ولكنها اتتها منه بعد فوات الأوان...
بعدmا كادت أن تخسر عقلها من هول الموقف في يومها...
لينتهي بها المطاف مرمية عند أقدام والدها بعدmا جعلها لاتصلح لشئ لا نفسيا ولا جسديا.
هنا فتحت عينيها له ما إن كرر طلبه للزواج منها لتنظر إلى الخاتم بو.جـ.ـع، أوليس هذا خاتمها السابق الذي سحبه من اصبعها وقال بأن ثمنه أغلى منها
عند هذه النقطة تحول و.جـ.ـعها وألمها الذي كان يعصف بها إلى غضب أسود مليئ بالحقد لتنظر له بتمعن مرة أخرى ولكن بتشفي وكأن وضعيته هذه أشفت غليلها.
ابتسمت بسخرية ما إن كرر طلبه للمرة الثالثة أمام الجميع لتنحني بجذعها العلوي لينزل معها خصلات شعرها المموجة لتنظر الى داخل عينيه وهي تقول بقوة أنثى جامحة
- لأ، لأ مش موافقة أرتبط بواحد زيك،!
غلط زمان مش هكرره لو على مـ.ـو.تي
اعتدلت بجسدها بـ.ـارتواء واكتفاء من ما رأته بعينين الآخر من انكسار، كم هو أحمق ماذا كان يتوقع منها هل كان ينتظر منها ان ترتمي بأحضانه لاااا يحلم بذلك حتى...
أما ياسين أخذ ينهض ببطئ من ركوعه أمامها ليوقن أن التي أمامه الآن ليست سوا بقايا حبيبته، ابتسم لها بحـ.ـز.ن فهو قد مسح طيبتها وعفويتها التي لطالما كان يعشقهم بها
حرك رأسه باختناق وهو يعض على شفته السفلية ما إن وجدها تتخطاه بثقة متناهية وما إن التفت خلفها وجدها تخرج بخطوات مدروسة بعدmا ضـ.ـر.بت شعرها للخلف ليرتد على ظهرها بهداوة.
رفع ياسين رأسه للأعلى وتنفس بعمق ما إن عادت الإضاءة لأرجاء المطعم، كاد أن يخرج خلفها فهو يرفض الاستسلام لهذه النهاية الغير منصفة من رأيه ولكن قبل ان يستدير ليخرج وجد عمر يقف أمامه وهو يقول
- هي مش ليك، ياريت تطلقها بسكوت
- ميرال بتاعتي، قالها وهو يسحبه من مقدmة ثيابه نحوه بقوة ولكن سرعان ما عالجه بالضـ.ـر.بة من مقدmه رأسه على أنفه مرتين على التوالي ما إن رد عليه الآخر وقال.
- كانت بتاعتك دلوقتي بتاعتي أنا
- تحلم،! قالها بعدmا نفضه من بين ذراعيه بقرف ثم ترك المكان وخرج خلفها ولكنه لم يجدها، ليصعد الى سيارته بسرعة وانطلق بها لطريق العودة
أخذ يمشط الأرصفة بعينيه ف الأجواء بـ.ـاردة بشكل يؤذي حتى العظام وبهذا الوقت صعب أن توجد سيارات أجرة...
قطب جبينه بتركيز لتلين بعدها معالمه بالتدريج ما إن لمح طيفها من بعيد، زاد من سرعته بحذر ف الإزدحامـ.ـا.ت تملأ الطرقات وخاصة ما إن بدأت حبات المطر الناعمة بالتساقط بخفة شـ.ـديدة
أنزل النافذة المجاورة له عنـ.ـد.ما وصل الى جانبه وقال
- ميرال اركبي أوصلك
وما كان ردها سوا أنها نظرت له من طرف عينيها وكأنه نكرة ثم أعادت بصرها لطريقها بتجاهل لنداءه لها...
أخذ الآخر يكرر اسمها ولكن كأنها لا تسمعه مما جعله يضـ.ـر.ب الدركسيون بغضب ثم أوقف السيارة وفتح حزام الأمان وما إن نزل و أغلق الباب بقوة حتى ذهب خلفها ليمسكها من مرفقها و.جـ.ـعلها تستدير له رغما عنها لتصرخ بوجهه وهي تدفعه من صدره
- في ااايه، عاااايز اااايه، اللي بنا انتهى، انسى ميرال، انساها،!
ضغط على عينيه بقوة و بو.جـ.ـع قلب ثم أشار لسيارته وهو يقول بأمر: اركبي.
- والله؟!، قالتها وهي ترفع حاجبها له باستنكار ليرفع هو الآخر حاجبه بتحدي وهو
يرد عليها: والله
كتفت ميرال ساعديها أمام صدرها وقالت بضيق
- يمكن رفضي ليك من شوية مافهمتوش
- لا فهمته، بس الدنيا برد و ليل وأنتي في الشارع لوحدك، ما إن قالها وهو يتنهد بو.جـ.ـع حتى اقتربت منه خطوة وهي تهمس له بترقب وبخار البرد يخرج من بين شفتيها
- إيه خايف عليا...
ياسين بصدق: ماعنديش أغلى منك أخاف عليه.
أدارت رأسها وهي تبتسم لتتسع ابتسامتها حتى ظهرت أسنانها ثم أعادت وجهها له وهي تقول بتهكم مؤلم
- مـ.ـا.تخافش، محدش من اللي بالشارع ممكن يوصل لحقارتك معايا، ومهما تأذيت منهم مش هيقدروا يوصلوا لليفل اللي أنت وصلت ليه
مال برأسه وقال بهمس خاااافت: انسي...
- عمري ما هنسى، ما إن قالتها بنظرات غاضبة، حتى رد عليها بحـ.ـز.ن
- انسي عشان نفسك
أشارت له وقالت بانزعاج صريح ودون اي مجاملة
- ازاي هانسى وأنت قصادي بتفكرني بغلطي.
- يعني لو اختفيت هترتاحي
ميرال بقسوة: طلقني واختفي وبكده أوعدك إني مش بس هنساك ده أنا همسحك من ذاكرتي كمان
لوى فكه بسخرية ثم قال بو.جـ.ـع: راحتك في بعدي
- ااااااكيد، صدقني دي هتكون قمة سعادتي، ما إن قالتها بثقة حتى شعر بالاختناق يسيطر على حنجرته و لوهله لم يستطع ان يبتلع حتى لعابه
دعك وجهه بكفيه بقوة ثم رفع رأسه للأعلى لينظر للسماء حالكة السواد وما إن أعاد نظره لها قال
- مافيش أمل منك
ميرال بحسم: لأ...
التفت وأعطاها ظهره وذهب نحو سيارته وهو يقول: تفضلي أوصلك وهعملك كل اللي أنتي عايزاه طالما راحتك في كدة
ميرال بإصرار: مش عايزة منك غير إنك تطلقني
- ماشي، قالها وهو يحاول أن يتجاهل صراخ قلبه برفض لما يقول ولكنها هي حسمت الأمر عنـ.ـد.ما وجدها تقول
- أنا مشيت أوراق قضية الطـ.ـلا.ق بس بما إنك موافق مالهاش داعي الدوشة دي كلها، تعالى ننزل بكرة وننهي كل شئ بهدوء...
- وأنا موافق، ما إن قالها وهو يستدير وينظر لها حتى سكن جسدها لثانية واحدة ثم رمشت برموشها بعدm تصديق هل وافق الآخر على الانفصال منها بهذه السهولة هل هذا يعني بأنهم حقا انتهوا، هل هذه نهايتهم معا
رفعت حاجبيها بخفه عنـ.ـد.ما وجدته يقول ببرود شارد
- اتفضلي أوصلك الدنيا برد
ميرال برفض: مش عايزة هاخذ تاكسي
فتح الباب الخلفي وهو يقول بحـ.ـز.ن داخلي لما وصلوا له: اعتبريني أنا التاكسي ده...
- بس بأجرتك، ما إن قالتها حتى ضحك بقهر شـ.ـديد ثم قال
ابتسم لها بهموم الدنيا وقال: تمام أنا موافق...
بس اكرميني كويس وبلاش تبخلي عليا...
- بحب أدي الأجرة بدري، قالتها وهي تقترب منه وتضع ورقة نقدية بجيب سترته ثم أكملت وهي تنظر له بتمعن، اعتبرها تذكار مني ياااا، مـ.ـجـ.ـنو.ني،!
غامت عينيه بذكرى قديمة بينهما عنـ.ـد.ما نسي قميصه عندها، عنـ.ـد.ما أخبرته بأن يعود ليأخذه قال لها اعتبريه تذكار من مـ.ـجـ.ـنو.نك...
رجف فكه ولمعت الدmـ.ـو.ع بعينيه ما إن تعدته بجبروت وصعدت بالخلف حتى أغلق الباب لها بعدmا استقرت بجلوسها ليصعد هو الآخر وانطلق بها عائدا أدراجه لمنزلها
طول الطريق كان الصمت هو سيد الموقف ولكن هذا لا يعني بإن قلوبهم كانت صامته لاااا بل كان ضجيجها يكاد يصم آذانهم
واحدة ترتدي قناع اللا مبالاة والبرود أما الآخر كان يعيش بدور الحـ.ـر.امي يسـ.ـر.ق من الزمن لحظات لينظر لها خلسة من المرآة...
توقف بعد مدة بهدوء عند بوابة العمارة وقال وهو ينظر لها من خلال المرآة للمرة الألف
- وصلنا
بادلته النظرات بعمق شـ.ـديد وكأن هناك قبلة خفية مارستها أعينهم بشوق، لتوميء له برأسها ثم فتحت الباب ونزلت ودخلت العمارة وما إن وقفت أمام المصعد وضغطت على الزر
حتى أخذت تحرك قدmها بتـ.ـو.تر فنظرات الآخر لها جعلها تشعر بإن ظهرها أخذ يحترق منه.
أما عند ياسين كان يمسك المقود بيده اليسرى ونظره معلق عليها وما إن اختفت داخل المصعد حتى خانته دmعته ونزلت بسرعة الى نهاية فكه
وعنـ.ـد.ما نزلت واحدة أخرى حتى مسحهم وقال بصوت مسموع
- والله وجا اليوم اللي خلتك تبكي فيه زي مابكتك
واديك يا ياسين شربت من نفس الكاس اللي شربتها منه.
في الاعلى عند ميرال ما إن دخلت شقتهم حتى وجدت والدتها بالصالة تتحدث بالهاتف لتؤشر لها بسبابتها بالصمت أي لا تتحدثي لترد داليا على سعد الذي كان على الطرف الآخر وهي تقول
- لاااا ميرال نامت من بدري، طيب ياحبيبي، ربنا معاك سلام، ختمت كلامها و أنهت المكالمة لتنظر الى ابـ.ـنتها وهي تقول
- ما تبصليش كدة عايزاني أقوله ايه والله ده لو يعرف إني خلتك تخرجي بالوضع ده هيطين عيشتي...
وما أن أومأت لها ميرال برأسها واستدارت لتذهب لغرفتها بصمت دون أن تعلق على كلامها حتى قالت داليا باستغراب: مش هتسألي عن سيلين
ولكن لم يأتيها رد منها بل أكملت طريقها وكأنها لم تسمعها لتدخل لغرفتها وما إن اغلقت الباب حتى نزعت حذائها ورمت فروتها البيضاء وأخذت تنزع عقدها واكسسواراتها و وضعتهم بإهمال على درج الزينة.
لتتوجه بشكل تلقائي بعدها لدولابها وما إن أخرجت قميص ذلك الآخر حتى رفعته بين يديها لتضمه لأنفها وأخذت تستنشقه بقوة وما إن ضمته لها حتى رمت نفسها على سريرها بوضعها هذا و أخذت تبكي بصمت حتى شهقاتها كتمتها بكفها و.جـ.ـعلت صداها لا يخرج من حدود صدرها...
أبعدته قليلا وأخذت تنظر إلى القميص بعتاب وكأنها تسأله لم صاحبك غدرني، لا بل ذبحني، كيف هان حبي له وكيف هنت أنا!، كيف!
ضمته لها مرة أخرى وهي تدفن وجهها به وكأن هذا صدر الآخر حقا وليس مجرد قماش، بقت على وضعها هذا حتى نامت بو.جـ.ـعها الذي يسكن روحها قبل فؤادها.
في القاهرة بالتحديد بالمزرعة عند سعد بالحديقة الأمامية ما إن أنهى اتصاله مع داليا ليطمئن عليهم وبالتحديد كان يريد الأطمئنان على ميرال فهناك قلق غريب يعتريه نحوها لا يعرف ماهو أو كيف يفسره وكأنه شعر بحـ.ـز.نها برغم كل هذا البعد، يااالله يشعر بإنه بين نارين، هنا سيلين وهناك ميرال...
دخل الى داخل المزرعة ليجد شاهين يجلس يحتسي قهوته وهو يعمل على الحاسوب المحمول (اللابتوب).
ليذهب سعد له وما إن جلس أمامه حتى قال
- ربنا يديني نص برودك ده
نظر له شاهين ببرود أكبر من ذي قبل ليسأله الآخر
- سيلين فين؟!
عاد شاهين نظره لشاشة الحاسوب وقال
- طلعت تنيم الولاد
سعد بجدية: حلوووو الكلام، يعني أنا وأنت لوحدنا دلوقتي ممكن أعرف بقا عايز توصل لفين
- مش عايز حاجة
- أومال اللي بتعمله ده ايه، لما عايز تحرم أم من ولادها...
أغلق اللابتوب و وضعه على الطاولة التي أمامه ثم قال: أنا معملتش حاجة غير إني خليت ولادي تحت جناحي، هي عايزاهم؟ المزرعة كبيرة اهلا و سهلا فيها. مش عايزة تبقى هي اللي حرمت نفسها منهم
- أنا مش هسيب ولادي، قالتها سيلين وهي تقف أعلى الدرج وما إن جعلتهم يلتفتون لها بكلامها هذا حتى أخذت تنزل بتريث وبطء شـ.ـديد وكأنها تملك الوقت كله لها حصريا.
حركتها هذه جعلت شاهين ينهض من مكانه ويقف مذهول من طلتها هذه المليئة بالثقة وكأن الزمن عاد بهم للوراء، لتلمع عينيه بإعجاب عنـ.ـد.ما وجدها تقف أمامه تماما وهي تضع كفوف يديها بجيب بنطالها الخلفي
لينطق لسانه بما يجوب بقلبه بشكل تلقائي ودون وعي منه
- ارجعيلي، ارجعي لذمتي من تاني، ااااء
ده لو حابه تفضلي معاهم يعني، قال الأخيرة بتصنع اللامبالاة ما إن لاحظ ضعفه أمامها.
- تحلم بـ.ـنتي ترجعلك، ما إن قالها سعد برفض وغيرة على ابـ.ـنته حتى نظر له شاهين وقال بجدية
- لازم ترجعلي، في بينا ولاد لازم يتسجلوا باسمي وده مش هيحصل غير لما أكتب عليها رسمي
رد سعد بعصبية منه: ماهو عشان كدة بقولك تحلم
أنت خدتها زمان ماحفظتش عليها و رجعتها ليا بقايا روح، شوووف يابن سامر اللداغ ولادك بالحفظ والصون عند أمهم، ليك عندها إنك تشوفهم غير كدة مافيششششش.
شاهين بانفعال من ما سمع: أنت متخيل إني ممكن أسمح إنهم يتربوا بعيد عني، ده مستحيل يحصل
فتحت سيلين عينيها بعدm تصديق من وقاحة الذي أمامها: تعرف أنت مشكلتك إيه، أنت مش شايف نفسك غلطان. بتتصرف وكأن ليك الحق وأنت الطرف المظلوم، اللي يشوفك كدة مايقولش إنك أنت اللي استغنيت عننا
نظر شاهين لوالدها ثم لها ليمد لها يده ليسحبها وهو يقول: تعالي عايز أتكلم معاكي لوحدنا
ولكنه قبل أن يلمسها وجد يد سعد تمسكه بقوة.
قوته هذه كانت نابعه من غضبه منه، ليقف أمامه بعدmا سحب سيلين خلف ظهره وهو يقول
- ربنا مايوريك شر الحليم لما يتجنن، سيلين تنساها
ساااامع،! مش هطول شعره منها، كانت في يوم ليك وضيعتها من إيدك يبقى تشرب بقى وتتحمل نتيجة افعالك، بسسسس لو أنت مفكر إنك ممكن تاخدها غـ.ـصـ.ـب زي زمان تبقى لسه معرفتنيش
نظر شاهين لسيلينا الخاصة به التي تقف خلف والدها، قريبة منه ولكنها بعيدة كل البعد عنه...
بادلته سيلين النظرات بجمود ثم انسحبت من بينهما وعادت بأدراجها الى الأعلى لتدخل إلى غرفة صغارها وهي شاردة بماضي مؤلم وحاضر مشوه و مستقبل مجهول...
وقفت أمام أطفالها وأخذت تتمعن بهم، ما ذنبهم بكل مايجرى حولهم، ذهبت عند سيلا التي كانت قدmها ممدودة خارج حدود السرير...
أعادتها لوضعها الطبيعي و أخذت تدثرها جيدا ثم قبلت شعرها بحنان، التفتت لذلك العنيد، لذلك النسخة المصغرة من والده، جلست الى جانبه وقبلت يده الصغيرة ثم أخذت تداعب خصلاته الناعمة لتنحني له وتقبله وتستنشقه بقوة، هذا الوحيد الذي يملك رائحة شبه رائحة والده بنسبة كبيرة
ابتعدت عنه بعدmا دثرته هو أيضا لتنظر لهم بحيرة.
ماذا ستفعل، مرت ساعة وساعتين عليها وهي تائهة بأفكارها و لوهله شعرت بإن الجدران بدأت تطبق على أنفاسها بشـ.ـدة مما جعلها تترك غرفتهم وتنزل لالا بل تركت المنزل كله وخرجت للحديقة الخلفية وأخذت تمشي بها بعدmا سحبت نفس عميق عدة مرات
ولكن بدل أن ترتاح وجدت بإن صدرها ضاق أكثر ف المكان هنا مليئا بذكرياتها معه...
احتضنت نفسها ببرد وهي غارقة بحـ.ـز.نها لتشهق بخـ.ـو.ف وهي تلتفت لذلك الشخص الذي وضع على كتفيها سترة رجـ.ـالية وهذا الشخص لم يكن سوا والدها الذي سرعان ما رمت نفسها بأحضانه وأخذت تبكي وكأن وجودها إلى جانبه الآن أعطاها الضوء الاخضر لإخراج مافي داخلها
أخذ سعد يطبطب على ظهرها وهو يقول
- بلاش ضعف ده مش وقته يا حبيبتي.
نظرت له بدmـ.ـو.ع: قولي ايه الحل، أنا ممكن أمثل القوة قصاد شاهين بس أنا أكتر وحدة عارفة أنه لما يقول حاجة بينفذها
- عايزة ترجعيله، ما إن قالها باستفسار حتى هزت رأسها بنفي ثم عادت إلى احتضانه مرة أخرى وهي تقول
- لاااا مش عايزة
تنهد سعد وقال بجدية: بس مافيش قصادك حل تاني. ولادك لازم يتكتبوا بأسم باباهم
سيلين بذهول: أنت بتقول كدة يا بابي
قرص وجنتها بحب وقال بابتسامة مزيفة.
- أيوة أنا اللي بقولك كدة لأن ده الصح...
- بس أنت!
قاطعها وهو يؤكد على ما قال: قولت كدة قصاده عشان أربيه عشان يعرف قيمتك واخليه يحس أنه فعلا خسرك، لازم يتعلم الدرس
سيلين بضجر: يتعلم ايه. شاهين ده جبروت مش معترف بغلطه أصلا
- لا معترف بغلطه مع نفسه، بس مش عارف يعبر عن أسفه ليكي. وموضوع الولاد خلا موقفه يبقى أقوى عشان كدة عايز يستغلها لصالحه...
- ماكنتش عارفة إنك بتعز شاهين لدرجة إنك تبقى مأيده باللي عمله، ما إن قالتها باستغراب حتى رد عليها بتوضيح
- أنا مش مأيده ولا حاجة أنا بس كنت متوقع حركته دي بس اللي استغربته أنه نفذ بسرعة البرق ابن اللذينا مافتش 24 ساعة لما عرف بوجودهم خدهم وطار خلانا نضـ.ـر.ب اخماس بأسداس ورجعنا جري للقاهرة
سيلين بصدmة: كنت متوقع حركته دي.
- طبعا،! رد فعله متوقعه جدا، ده متملك باللي بيحبهم فما بالك بعياله اللي محروم منهم، حب يخليكي تدوقي طعم حرمانهم زي ماهو داقه...
بس ت عـ.ـر.في مشكلته ايه أنه مايعرفش يعبر بطريقة شيك. بيعبرلك زي ماهو عاش وربنا وحده يعرف الولاد دول كبروا على إيه عشان يطلعوا كدة...
صمت قليلا ثم أكمل بحـ.ـز.ن، ده حتى أخوكم مع أنه عارف إنكم دm واحد مش بيكلف نفسه و يزورنا.
- يحيى، ما إن قالتها بحـ.ـز.ن هي الأخرى لبعد الآخر عنهم حتى قال سعد بتأكيد
- أيوة يحيى، توأمك، بس أنتي عرفتي منين، ما إن قال الأخيرة باستغراب حتى ردت عليه
- شاهين قالي زمان، بس أنا ماقولتلكش لأنك كنت تعبان وقتها وبعدين هو لو كان عايز ييجي كان جه، بس شكله مش معترف فينا من الأساس فعشان كدة محبتش تزعلوا من غيابه عننا زيي، ابتسمت ثم أكملت، تعرف شاهين قالي إن في نقاط مشتركة بيني وبينه ب الغرور والجمال...
سعد بو.جـ.ـع هو الآخر: وضيفي عليهم كمان قلة الحظ، أنا أول ما شفته عرفت أنه تعب بحياته كتير، الغـ.ـبـ.ـي! كنت عايز آخده بحـ.ـضـ.ـني أول ما عرفني على نفسه بس قبل ما أعمل كدة خد بعضه ونزل من غير مايستنى أرحب فيه، واقوله يا ما كان نفسي يبقى عندي ابن، وابن أختي هو ابني
سيلين بغيرة عفوية: هتحبه أكتر مني
ضحك عليها سعد: وأنا أقول سيلا طالعة غيورة على مين ونسيت إن مامتها منبع الغيرة والشقاوة
- كنت، بس البركة بابن عمي طفاني.
- صدقيني هو انطفى وانكـ.ـسر أكتر منك، راجـ.ـل طول وعرض وجبرووووت زي ماقلتي ده ياعيني أول مانزلتي من فوق وقف بمكانه باستعداد كان ناقص بس ياخدلك تحية
- غريبة، أنت كنت زمان تتجنن لما تلاقي حد يبصلنا بنظرة و دلوقتي بتتكلم عادي ولاااا مش بتتكلم عن أي حد وخلاص، ده شاهين اللداغ.
ليقول سعد بانكسار أب: زمان كنت بقوتي وبفلوسي كان أمنيتي أخليكم تحت جناحاتي، بس الزمن والقدر لعب لعبته معايا وأخدكم مني و دلوقتي مش عايز غير إني أطمن عليكم مع اللي يصونكم
وخصوصا أنتي سيليناااا
مش هو بردو بيقولك سيلينا، قالها وهو ينظر لها وما إن حركت رأسها بنعم حتى ضحك وسحبها تحت ذراعه و أكمل...
عايز أشوفك زي زمان، حشـ.ـتـ.ـيني و ياقلب أبوكي، من يوم ما أخدك مني غـ.ـصـ.ـب وأنا ماشفتكيش، رجعتي آه بس رجعتي مش انتي...
ابن اللداغ سرقك مني، و زي مابيقولوا المسـ.ـر.وق حتى لو رد لم يعود لك كما كان...
- بابي أنا بحبك أوي، ما إن قالتها وهي تحتضنه بقوة حتى بادلها وهو يقول
- وأنا حياتي أنتم وبس...
قبلت كتفه وهي تهمس من كل قلبها
- ربنا مايحرمنا منك
- ولا منكم ياقلبي، قالها سعد وهو يشـ.ـدد احتضانه لصغيرته غير واعي لذلك الذي يقف بالشرفة وينظر لهم والغيرة تغلي بداخله كالمرجل الفحم تحرق روحه.
يعلم بأنه والدها ولكنه يغيررررر بجنون عليها كم يتمني أن يكون بدل ذلك العجوز المزعج الذي لا يكف من دلال سيلينا خاصته
ليتنهد بغضب ثم قال باصرار بعدmا وجدهم دخلوا للداخل: هترجعي ليا ياعشق الهجين أنتي، هترجعي
في شقة يحيى وغالية...
- وبعدين بقا هتفضلي هنا لحد امتى، ما إن صدح صوت والدتها بغضب حتى نظرت لها غالية بعناد وهي تقول
- لحد ما يطلع من شقتي
ضـ.ـر.بت يد بيد وهي تقول: دي شقته هو يابـ.ـنتي...
غالية باصرار على رأيها: دي شقتي أنا ده احنا بينا اتفاق...
ردت عليها والدتها بغـ.ـيظ: اتفاق باطل لا يرضي رب ولا دين، يابـ.ـنتي ده جوزك وحقه عليكي إنك تحترميه
- هو أنا شتمته يعني
والدتها بسخرية مضحكة: ده أنتي مرمطيه جت ع الشتيمه يعني
- ماما، ما إن نطقتها حتى قاطعتها والدتها وهي تقول بجدية
- قومي يا بـ.ـنت بطني روحي لجوزك واستعيذي بالله من اللي قاعد يزن بدmاغك على خراب عشك...
ضـ.ـر.بت غالية قدmها على الأرض وهي تقول: أنا عايزة أنام جنبك النهاردة، أنا لو رحت مش هيسيبني ده بيلزق فيا زي الغرا
عضت والدتها يدها ثم قالت بحده: اطلعي من وشي يا غالية بلاش تخلي صوتي يطلع بنصاص الليالي، براااا
- ايه ده أنتي بتطرديني، ما إن قالتها وهي تستعطفها بعينيها حتى تجاهلتها والدتها و أكملت بتأكيد
- ايوة...
- الله يسامحك
- غالية
- نعم
- على أوضتك، يالااااااا.
- بس ده ظلم، والله ظلم، ده قليل أدب ومش هيسيبني في حالي، والنبي خليني جنبك الليلة
- يحيى!، ما إن نادت عليه حتى انفتح الباب بسرعة وكأنه كان يجلس خلفه ليستمع عليها وبالفعل هذا ماكان يحدث خاصة عنـ.ـد.ما اقترب من غالية وبلمح البصر حملها على كتفه
- أسفين ع الازعاج يا أمي، سلام، قالها وخرج بها متوجها لغرفتهم لتفتح غالية عينيها بفزع وهي تقول
- يحيى نزلني...
- ما أنا هنزلك، بس بحـ.ـضـ.ـني، قالها بعدmا دخل إلى غرفتهم بالفعل وأنزلها ليسند جسدها على صدره لتضيع الكلمـ.ـا.ت منها عنـ.ـد.ما تلاقت عيناهما ليهمس لها بعشق
- وبعدين بقى ياغلاتي تعبتيني
نظرت له بذهول من اتهامه لها: اناباباهم
داعب أنفها بأنفه وهمس بحرارة
- فوق مـ.ـا.تتخيلي...
غالية بضعف من أفعاله الوقحة معها: يحيى!
- ياروحه، قالها وهو يعض وجنتها بخفة لتقول بتلعثم بعدmا أبعدت وجهها عنه
- هوووو مين اللي تعب مين...
عصرها بين ذراعيه وهو يمرر أنفه على طول عنقها ويقول بخفوت: أنتي اللي تعبتيني، أنا لو تعبتك سنة أنتي تعبتيني قصادها خمسة، ارحمي بقى
دفعت رأسه عن عنقها وهي تقول: قال يعني الخمس سنين كنت مخلص ليا مش كل يوم مع وحدة، جاتك القرف
ابتلع يحيى لعابه وقال: عايزاني أتوب، خديني بحـ.ـضـ.ـنك وأنا أحرم عليا ستات العالم.
- لو عايز تتوب توب لربنا مش ليا، ما إن ردت عليه هكذا حتى قال وهو يقبل وجهها كله بتريث وبين قبلة وقبلة هناك جملة
- كوني أنتي السبب، أنتي الدافع، أنتي الصلاح
هااا قولتي ايه غلاتي تكوني نصي التاني بمزاجك
أبعدته عنها وقالت بتـ.ـو.تر من هجومه عليها
- اممممم سبني أفكر
ليقول يحيى بتأكيد سـ.ـا.فل مبطن فهمته هي: وماله فكري، ولغاية ما تفكري تعالي أقولك كلمة سر...
غالية بفزع: لا لا لا لا.
- أبداااااااا والله ما أنا سايبك غير لما أقولك إيه هو السر. قالها وهو يرفعها للأعلى بين ذراعيه ليأسر شفتيها بلهفة ما إن التقوا ببعضهم البعض
في فيلا راقية وفاخرة كانت زينة تحتسي شرابها بقهر وهي لا تصدق ما سمعته من أخبـ.ـار لتنظر إلى فتحي وهي تقول
- أنت متأكد من اللي بتقوله
فتحي بثقة: عيب عليكي ده أنا فتحي، الهجين طلع عنده ولد وبـ.ـنت من مـ.ـر.اته سيلين...
زينة بغيرة نارية: بلاش تنطق اسمها قصاااااادي، وبعدين أنت عرفت منين
رد عليها بشرح: من حرس المزرعة اللي أنا داسسهم عنده، بس إيه ليه حق يسميها عشق الهجين دي صاروخ أرض جو، كرباااك من الآخر
زينة وهي تشعر بأن نار قلبها بدأت تأكلها ببطئ الآن
- أحلى مني
- بصراحة أنتم الاتنين حلوين، ما إن قالها حتى صرخت به بنفعال
- أيوة يعني مين اللي أحلى
أخذ يفكر قليلا ثم قال: جمالكم مختلف ماينفعش يتقارن...
- هما رجعوا لبعض.
- لاء، بس أكيد هيرجعوا، ده بدل العيل عنده منها اتنين
وبصراحة يبقى غـ.ـبـ.ـي لو مرجعهاش ليه، بقولك كرباااك
- أنت بتغـ.ـيظني ليه...
رفع منكبيه وقال: دي حقيقة
زينة بشر: أنا عايزة أشوف شاهين
- مش بينزل الشركة الأيام دي يحيى متولي الإدارة اليومين دول
- يعني قاعد قصاد ست الحسن والجمال
- حقه الصراحة أنا لو بمكانه أعمل أكتر
- فتحي بكرة هروح لشاهين المزرعة، ما إن قالتها بنية غير صالحة حتى فتح عينيه بترقب وقال.
- ناوية على إيه
- ناوية على شاهين عايزة أبـ.ـارك ليه على عياله
فتحي برعـ.ـب: الله أكبر، يبقى روحنا بداهية...
زينة باستفسار: بس قولي قبلها ياسين فين
- باسكندرية
- كدة تمام، قالتها بعدmا زفرت أنفاسها لتجد الآخر يسئلها باستغراب
- ومالك ارتاحتي كدة ليه مش عايزة تشوفيه ليه
- ده بالذات لو كان بالشمال أنا أروح جنوب ماينفعش أعاديه ده تربية سلطان وعلى أوسـ.ـخ كمان مايتلعبش معه أبدا
- يعني أفهم إن الأيام الجاية علينا سودة.
- عليهم مش علينا
- شكلك عايزة تدفنينا مع سلطان، ربنا يستر.
غمغم بكلمـ.ـا.ته هذه مع نفسه وهو يبتسم لها بتصنع وهو يراها تكاد أن تتميز من الغـ.ـيظ
في صباح اليوم التالي في اسكندرية بالتحديد عند ياسين الذي كان يجلس بحديقة الفندق فهو لم ينم طوال الليل كان جالس هنا بهذا البرد، وكأنه تجرد من الإحساس ليتحمل كل هذا الطقس. لم يهتم بالمطر ولا بالهواء شـ.ـديد البرودة...
نهض من مكانه بألم فأطراف جسده تجمدت حقا...
صعد الى غرفته المحجوزة باسمه ليغير ثيابه بأخرى نظيفة بعدmا أخذ حمام دافئ ليرخي عضلاته المتشنجة
رفع هاتفه واتصل عليها وما إن ردت عليه بعد مدة قليلا وأتاه صوتها المبحوح الناعس حتى قال بجمود
- ساعة زمن وهكون عندك جهزي نفسك
لتقول ميرال بنعاس وصداع فتاك وعدm تركيز
- ليه هنروح فين
- هنروح نطلق.
↚- هنروح نطلق،! ما إن نطق كلامه هذا حتى أنهى المكالمة على الفور من دون ان ينتظر منها أي رد
وقعت هاتان الكلمتان كالصاعقة على رأس الأخرى مما جعلها تنهض من رقدتها التي كانت فيها، أخذت تنظر حولها بتشويش لتجد نفسها بثياب ليلة امس لم تغيرهم فقد نامت بهم ودون غطاء وبأحضانها قميص ذلك الأناني.
رفعته بيدها و أخذت تنظر له قليلا ثم وضعته الى جانبها بأهمال، ثم نهضت بشرود هل هو الآن اتصل بها وأخبرها بأنه يريد الانفصال عنها رسميا
نعم هي من طلبت ذلك، نعم هي كانت تريد ذلك ولكن الو.جـ.ـع الآن كبير عنـ.ـد.ما جاء هذا القرار منه هو طيضا و وافق عليه.
ذهبت الى المرآة لترى نفسها وحالتها التي يرثى لها. كانت ببقايا مكياج ليلة امس هذا غير الكحل السائل والملطخ حول عينيها لتتحول به إلى شبيهة الباندة مع شعر وثياب غير مهنـ.ـد.مين...
اقتربت أكثر وأسندت كفيها على درج الزينة وأخذت تنظر إلى داخل بؤبؤها الأسود تريد أن ترى انعكاس جروحها وتكلمهم بنفسها، لتهمس بصوت مسموع.
- عايزة ايه ياميرال، صارحيني أو بمعنى أصح كنتي مستنية ايه غير ده، هي دي النهاية اللي لازم تتكتب وتكون، مش هينفع تكون غيرها
ده مـ.ـو.ت احساسي وحبي ليه هاستنى إيه منه تاني بعد ما خلاني أعيش بماضي أسود وكل ده ليه حصل، عارفة ليه، لأنك حبيتيه، شفتي آخرة حبك ليه وحشه أزاي، دي فرصتك عشان تخلصي روحك منه.
لأن ده ماينفعش يتسامح، سااامعة، ماينفعش، الإنسان ده ماينفعكيش افهميها بقى، ليه عايزاني أفضل معه وأضحي بكرامتي، عايزة ذكرى حلوة مرينا بيها سوا معه تكون صادقة بجد تخليني أشفعله مش لاقية، مافيش حاجة عملها معايا تخليني أسامحه فيها
ده أنا فتحتله قلبي للآخر والنتيجة كانت إني ترمـ.ـيـ.ـت مذبوحة بالحياة مهانة، واللي أنا فيه دلوقتي والانكسار اللي معشعش جوايا ماجاش من فراغ
عايزة إيه مني ياميرال، فهميني عايزة ايه.
عايزاني أضحي ليه! فاضلي ايه عشان أخسره. ده أنا خسرت كل حاجة، برافو عليه ابن اللداغ ماسبش فيا حاجة سليمة أعيش عليها
صمتت وهي تضغط على شفتيها وهي مـ.ـا.تزال تنظر لنفسها وما إن أخذت تبكي رغما عنها حتى قالت من بين اسنانها وشفاهها ترتجف بحرقة قلب
مـ.ـا.تعيطيشششش، ليه تعيطي ليه. هو بينا ايه عشان تعيط عليه...
نظرت الى صدرها بالتحديد إلى ذلك الذي يصـ.ـر.خ و.جـ.ـعا لتقول له بحون، هو احنا مش قولنا نسينا خلاص، وإنك لازم تسمع كلامي لأني أنا ماعنديش استعداد إني أعيش يوم كمان، ماعنديش!
سحبت منديل ورقي واخذت تمسح وجهها بقوة لتزيل عنها آثار بكاء ليلة امس ولكن عينيها خانتها فهي ما إن بدأت تمسح حتى نزلت دmـ.ـو.عها مرة أخرى لترتفع شهقاتها بالتدريج.
رمت المنديل بتعب ثم أخذت تفتح سحاب الفستان وهي تتوجه للحمام الخارجي وما إن دخلته و أغلقت الباب على نفسها حتى فتحت الدوش وما إن تساقطت عليها قطرات الماء بغزارة حتى جلست على الأرضية وهي تتكور على نفسها بعدmا دفنت وجهها بين ركبتيها وهي تشهق بعنف ولكن بصوت خافت...
ومع كل شهقة تخرج منها تشعر بانشقاق بداخل صدرها وكأن غصاتها تخرج من أعماق روحها قبل جسدها...
بعد مدة قليلة أخذت تسند نفسها بكفيها تريد النهوض، الآن ليس وقت الانكسار، وما إن نجحت بذلك واستقامت حتى أكملت فتح السحاب لترمي عنها الفستان
ورفعت وجهها للأعلى وهي مغمضة العينين وهنا تذكرت أول قبلة لهما معا كيف أخذها منها رغما عنها، كيف سرقها منها كما سرق كل شئ جميل فيها.
عضت شفتيها وهي ترجف قهرا، ثم التفتت وسحبت الشامبو و أخذت تغسل شعرها بقوة وهي تتذكر كم كان يخبرها بأنه يعشق شعرها هذا بنعومته لتقسو يديها على خصلاتها بشكل تلقائي وكأنها تريد أن تقطعه بأناملها...
تشعر بالعجز فهي لا تعرف كيف توقف ذلك النابض المـ.ـجـ.ـنو.ن عن حبه بررررغم كل العيوب الموجودة فيه
لم تنساه للحظة، نعم تكرهه بشـ.ـدة وبنفس المقدار أو أكثر تحبه، ما هذه اللعنة ياالله!
غـ.ـبـ.ـية أليس كذلك، نعم غـ.ـبـ.ـية، هي بالفعل تريد اعتزال ما يؤذيها ولكنها تحبه لالا بل تعشقه. ياااالله. مالحل و أين الخلاص، ما هذا المرض الذي أصابها من سنين ويرفض أن يتركها...
ضحكته الماكرة أصابتها بأسهمه ونظراته الوقحة أسرتها مدى الحياة، لقد أهانها! أهان حبها وجسدها وكرامتها وأهلها، هان كل ما فيها وبرغم هذا هناك بصيص أمل داخل قلبها الأحمق تتمنى فيه أن تنجمع معه مرة أخرى...
ولكن مستحيل ستصغى لذلك الصوت الذي بداخلها، ياسين انتهى ولن يعود، نعم انتهى
ختمت كلامها مع نفسها بجملتها الأخيرة وهي تفتح عينيها بقوة غريبة وكأن التي كانت منهارة من قليل ليست هي...
أغلقت الماء وسحبت منشفة كبيرة وما إن وضعتها عليها حتى خرجت وذهب الى غرفتها حافية القدmين
تاركة خلفها آثار خطواتها.
لتبدأ بتمشيط خصلاتها الناعمة ثم أخذت تجففه وما إن انتهىت حتى رفعته للأعلى على هيئة كعكة ثم فتحت دولابها وأخرجت لها طقم رسمي كلاسيك بنطال مع سترة مخصره بيضاء مع بدي صغير أسفله أسود
لتتوجه الى المرآة وأخذت تضع بعض اللمسات من المكياج لتخفي تعبها الواضح وانتفاخ أجفانها ما إن رسمتهم من الأعلى بالكحل ثم أخذت تضع المسكارة على رموشها الطويلة بثقة ثم وضعت أحمر شفاهها الفاتح جدا.
ثم سحبت الدبوس من شعرها لينزل كالريش الأسود من الحرير نعم فيه تموجات خفيفة ولكنه جميل عليها للغاية أعطاها حيوية، أخذت تمشطه هذه المرة بأناملها وتصففه
كانت تجهز نفسها وتقوم بروتينها وهي جـ.ـا.مدة الروح تتصنع الثقة والقوة حتى بدأت بالفعل تشعر بأنها الآن أفضل بكثير، أما عينيها ارتدت بهما نظرات بـ.ـاردة مزينة باللامبالاة أتقنت تمثيلها لدرجة بأنها صدقت نفسها...
أبتسمت بسخرية على مظهرها الأنيق هذا، من يراها الآن يظن بأنها بقمة تألقها، تنهدت بصبر ثم التفت وأخذت حقيبتها اليدوية مع هاتفها وما إن خرجت من غرفتها حتى وجدت داليا تضع الفطور على الطاولة لترفع نظرها لها بابتسامة واسعة وهي تقول بحب
- صباح الخير يا حبيبتي، تعالي افطري معايا.
كادت أن ترفض إلا أن رنين هاتفها ارتفع لتجده سبب و.جـ.ـعها يتصل بها لتضغط على زر الإجابة، وما إن وضعته على أذنها حتى أتتها نبرته المتغطرسة وهو يقول بصيغة أمر وكأنها عبدة عنده
- أنتي فين انزلي، أنا تحت بقالي ساعة...
رفعت حاجبها بضيق من أسلوبه لتقول بهدوء متعمد
- هفطر و أنزل
- افطري بعد ما أحررك مني وقتها هتتفتح نفسك أكتر.
- لا وقتها مش هفطر هعمل بـ.ـارتي، و دلوقتي خليك تحت مستني لغاية ما أخلص واجي. ما إن ختمت كلامها حتى أغلقت الخط بوجهه من شـ.ـدة غـ.ـيظها منه
لتسألها داليا باستغراب: مين ده، عمر!
ذهبت وجلست على الطاولة وأخذت تسكب الشاي لها وهي تقول: لأ ياسين
قطبت داليا جبينها وقال باستفسار
- عايز إيه من الصبح كدة.
- هنطلق، قالتها وهي تضع قطع السكر في كوبها لتشهق والدتها بطعامها و أخذت تسعل بشـ.ـدة لترفع ميرال كأس الماء وقدmته لها ثم أعادت گالعادة نظرها لطبقها وبدأت تتناول فطورها بسكوت تام
لتشرب داليا الماء ومسحت فمها وأخذت تنظر لها ولبرودها هذا لتقول بستغراب: انتي بتتكلمي جد
- أيوة، ما إن قالتها حتى ردت عليها بحيرة
- طب ازاي اقتنع
- معرفش أنا طلبت الطـ.ـلا.ق وهو وافق.
- ياسين وافق كدة عادي، ما إن قالتها حتى أخذت تمضغ طعامها بهدوء ثم قالت وهي ترفع منكبيها
- مايوافقش ليه،!
- لأنه بيحبك
جرت نظرها عنها وهي تقول بعدm قبول لما سمعته
منها الآن: بالله عليكي يا ماما هو اللي زيه يعرف الحب
داليا بجدية: أنا عارفة وأنتي عارفة أنه بيحبك
- حتى لو بيحبني ده مش هيغير حاجة من ناحيتي ولا هيأثر على قراري بانفصالي عنه وهو شكله فهم ده واستسلم للأمر الواقع.
- أنتي مرتاحة بقرارك ده والا بتضغطي على نفسك
نظرت لها وهي تسند ساعديها على سطح الطاولة
- أنتي شايفة ايه
- شايفة إنك تتمني تسامحي
- أديكي قولتيها تتمني يعني مجرد تمني ومش كل حاجة عايزينها بتحصل، قالتها وهي تمسح فمها بخفه ثم نهضت لتسئلها والدتها
- على فين،؟
أخذت تحمل متعلقاتها: نازله ليه مستنيني تحت
- مش هتقولي لباباكي
- بابا مشغول مع سيلين
- هيزعل.
- هبقى أصالحه، سلام، ما إن قالتها حتى ذهبت للباب الرئيسي ومسكت الأوكرة لتفتحه حتى توقفت عنـ.ـد.ما سمعت والدتها تقف خلفها وهي تقول
- ميرال يابـ.ـنتي فكري كويس، أنتي بتحبيه سامحي
ياسين تغير، سامحي و عيشي حياتك، العمر بيجري ومش هيقف عند حد
- أديكي قولتيها مش هيقف عند حد، سلام...
قالتها وهي تعطيها ظهرها ثم تركتها وخرجت وما.
إن أغلقت خلفها الباب حتى ضغطت على زر المصعد عدة مرات متتالية وما إن مرت ثواني فقط حتى تركته وأخذت تنزل الدرج بهرولة
وما إن انتهت منه حتى رفعت شعرها الذي كان قد نزل على وجهها لترتدي نظاراتها الشمسية السوداء وخرجت لخارج العمارة بثقة مدروسة بالمللي لتزداد خطواتها بطء عنـ.ـد.ما وجدته يسند نفسه على سيارته وهو يكتف يديه أمام صدره.
أما ياسين ما إن رفع رأسه لها ليجدها بكامل أناقتها الفتاكة ليبتسم بسخرية من قهره لتلمع عينيه من تحت النظارات بحـ.ـز.ن وهي تقول مع نفسه
- طبعا هتضحك ماهو الو.جـ.ـع اللي بيا مش فيك
اعتدل ياسين بجسده ثم فتح الباب لها وأشار لها بالدخول لتتجاهله هي وتذهب للباب الخلفي وما إن فتحته حتى وجدت الآخر يغلقه بغضب وهو يقول
- أوعي تكوني مفكرة إني السواق بتاعك بجد.
التفتت له ونزعت نظاراتها لتنظر له بغرور يليق بها ثم قالت: هو أنت تطول تبقى السواق بتاعي
حرك رأسه بنعم ثم أشار لها للمقعد المجاور له لتصعد هي هذه المرة بصمت. ليغلق لها الباب ثم ذهب لمكانه لينظر إلى السماء الغائمة وكأنه يترجى ربه أن يعطيه الصبر لتحمل ها الو.جـ.ـع
صعد هو الآخر وما إن استقر خلف المقود حتى انطلق لأقرب مأذون...
كان الوضع بينهما مفعل ع الصامت ولكن لم يخلوا من النظرات المبهمة بينهما وخاصة من ياسين الذي كان مبهور من صمودها هذا...
لم كل هذا الجمود، مستحيل هذه حبيبته. مستحيل كيف استطاع تشويهها بهذا الشكل
انعصر قلبه بشكل كبير ما إن توقف أمام المكتب الخاص للزواج والطـ.ـلا.ق...
نزل كالرجل الآلي ما إن وجدها نزلت هي بسرعة وكأنها اختنقت من وجودها معه بمكان مغلق لترتدي نظاراتها بسرعة ما إن اقترب منها وكأنها تريد حرمانه من النظر لخلاصه، عينيها الخلاص بالنسبة له، لتتخطاه للداخل وكأن الذي معها لا وجود له
لم كل هذا الاستعجال للانفصال عنه، عند هنا ولم يتحمل أكثر ليضـ.ـر.ب سقف سيارته بقبضته عدة مرات، يالله كم هي أنانية!
أخذ ينظر لمدخل المكتب الذي اختفت بداخله، ليضع يده على موضع قلبه وأخذ يكلمه بانكسار رجل: دلوقتي تعلمت الو.جـ.ـع بيكون ازاي، دلوقتي عرفت غلاوتها عندك بعد ما خسرتها اشرب ياسين اشرب
تستااااهل اللي بيجرالك
دعس بقدmه على و.جـ.ـع قلبه ودخل خلفها وما إن وجدها تجلس بانتظاره حتى نظر للمأذون والشهود الذين كانوا بانتظارهم فهو جهز كل شئ قبل مجيئه.
ذهب وجلس أمامها تماما ولم يفصل بينهم سوا طاولة صغيرة، نظر للمأذون الذي أخذ يلقي عليهم خطبته بكلمـ.ـا.ته المعتادة بأن أبغض الحلال عند الله الطـ.ـلا.ق
أعاد نظراته الحمراء المتجمرة بالدmـ.ـو.ع النارية لها ولكنه لم يرى منها سوا الرفض واللهفة التي اتقنتها للخلاص منه...
وعند هذه النقطة شعر بأنه أصبح أصم عن ما يجري حوله لا يعرف ماذا حصل، جرى كل شئ بسرعة لينطق لسانه بتلك الكلمة التي ذبحته للوريد...
كيف نطقها! لايعرف هوووو حقا لا يعرف كيف نطقها، لتنزل دmعة منه ما إن حرر حروفها من لسانه...
تجمدت ميرال بمكانها ما إن رأت دmعته كيف نزلت ليتم وضع الأوراق أمامها لتنظر للأوراق وأخذت تخط اسمها بأنامل ترتجف تريد التماسك أمامه وأن لا تنهار فدmعته هذه هدت كيانها وثباتها المزيف...
وما إن انتهت حتى دفعت الورق نحوه بعدmا أدارتها له و وضعت القلم أمامه ليرفع ياسين طرف فمه بتهكم فقد رأها كيف تمضي دون تردد...
ليمسح وجهه بقوة ثم أمسك القلم بأعصاب أخذ يخط اسمه بضغط قوي بأسفل الأوراق هو الآخر
وما إن انتهى حتى رماه بغضب
أما ميرال ما إن تأكدت أن كل شئ تم حتى نهضت وخرجت بعدmا استأذنت منهم لينهض هو الآخر وصافحهم بسرعة وخرج خلفها مسرعا وما إن وجدها أوقفت تاكسي حتى ركض خلفها وقبل أن تصعد سحبها من عضدها و.جـ.ـعلها تلتفت له وأخذ ينظر لها بتمعن ليرفع يده وينزع عنها نظاراتها ليجد عيونها غارقة بالدmـ.ـو.ع الحارقة.
ميرال تبكي!، أخذ يحرك رأسه بنفي بهدوء وهو يمسح دmـ.ـو.عها ثم أمسك وجهها بحتواء، وقال بعشق صادق حتى النخاع
- عملت اللي أنتي عايزة وحررتك مني مالوش لازمة الدmـ.ـو.ع دي دلوقتي، أنا مستهلهاش ولا هطلب منك إنك تسامحيني لأني بردو ماستاهلش ده، هابعد عنك زي ماطلبتي وعيشي حياتك، بسسسسس اختاري واحد صح المرادي، وأوعي كمان تختاري واحد بيحبك أقل مني عشان ما تقــ,تــلنيش مرتين مع إني أشك إنك تلاقي حد يحبك نص حبي ليكي...
بحبك ميرال بحبك أكتر من نفسي عشان كدة فضلت سعادتك على سعادتي، وأنتي عارفة ده معناه ايه، أنتي عارفة معنى بعدك إيه بالنسبالي، فعشان كدة امسحي دmـ.ـو.عك دي وعيشي صح المرادي على الأقل مـ.ـا.تخليش تضحيتي ليكي تروح كدة
نزلت دmـ.ـو.عها أكثر ليهمس لها بجـ.ـر.ح. هشششششش ثم قبل جبينها بقبلة طويلة ليبتعد عنها بسرعة وكأنه نسى نفسه أنه بمكان عام ما إن سمع سائق التاكسي قال بضجر
- مـ.ـا.تخلصونا بقى ياأستااااذ.
نظر ياسين ليميرال التي مسحت دmـ.ـو.عها وصعدت بسرعة بالخلف ليدفع هو الأجرة و أوصاه عليها ثم ابتعد عن طريقهم لتنطلق السيارة بعيدة عنه بعدmا أخذت روحه معها إلى نقطة لا رجوع بها
أما عند ميرال ما إن ابتعدت عن المكان حتى وضعت يدها على وجهها وانفجرت بالبكاء غير آبهة للسائق الذي أخذ ينظر لها من المرآة باشفاق على هذا الثنائي الحزين.
علي الجهة الأخرى. في القاهرة بالتحديد بالكافتيريا التي أمام المستشفى، كان ينتظر تلك المـ.ـجـ.ـنو.نة التي تأخرت ساعة من الزمن عن موعدهم، فقد كان متفق معها أن يتناولا فطورهما معا.
تأفأف للمرة الألف وهو يحرك قدmه بنزعاج وما إن نفذ صبره حتى نهض بنفاذ صبر وذهب الى المستشفى وما إن دخل إلى داخلها حتى وجدها تمشي مع أحد الأطباء وهي تضحك من كل قلبها بعفويتها اللذيذة لتجعل ذلك الأهبل الذي معها يهيم بها وبسحرها الجميل هذا عشقا، للحظة شعر حودة بأن نيران الغيرة تندلع بصدره بشكل مفرط لم يتحمل هذا المنظر أكثر.
تقدm منها بهدوء كاذب وما إن وصلها حتى دخل بينهما بجسده ونظر لها ليجد نظرات الاندهاش انعكست على معالمها ليمسك رأسها بين يده وأخذ يمسد على شعرها ليلتفت للآخر الذي سأله بانزعاج وهو يربت على كتفه من الخلف
- أنت مين؟
- خطيبها ياروح امك، قالها وهو يعالجه بلكمة ليفترش على الأرض جعلت هدى تشهق بفزع من ردة فعله الغير متوقعة هذه...
كاد أن يضـ.ـر.به إلا أنها منعته من ذلك وهي تمسك ذراعه وأخذت تنظر له بذهول وهي تقول.
- أنت تجننت ايه اللي عملته ده
عض سبابته بقوة ثم مسكها من رسغها وسحبها خلفه وتوجه بها الى غرفة الاستراحة الخاصة بها لتمنعه من سحبها له وهي تقول: أنت واخدني فين
نظر لها باجرام ثم سحبها بقوة لغرفتها وما إن دخلها حتى أغلق الباب بقوة ودفعها عليه وأخذ ينهج وهو يقول: اااايه اللي أنا شفته ده
هدى بصدmة ممزوجة بخـ.ـو.ف
- شفت ايه، هو في ايه.
- في ااايه، في إنك يا حلوة واقفه معه وهاتك ياضحك، ميييييين ده، ما إن صرخ بها بغضب أسود حتى ردت بسرعة
- دكتور معانا والله
- ما أنا عارف أنه زفت، واقفة بتهببي ايه معه، قال الأخيرة وهو يضـ.ـر.ب الباب براحته بقوة جعلها تنكمش على نفسها بخـ.ـو.ف أن تأتي إحداها بها عن طريق الغلط
لتنظر له بخـ.ـو.ف أكبر ما إن سمعته يقول: ردي عليا...
وبعدين تعالي هنا هو أنا مش متفق معاكي نفطر مع بعض بقى تسبيني ملطوع بالكافتيريا عشان اجي ألاقيكي مع ده
نظرت له هدى ببراءة وأخذت تقول بتوضيح
- مش كدة والله أنت فاهم الموضوع غلط بس مشكلتك دايما تتصرف باندفاع وعصبية
- امممم قولتيلي أتصرف باندفاع وعصبية، حاضر هتصرف بذوق أكتر من كدة طيب ممكن تفهميني الصح ايه. حلو كدة كلامي ولا عندك تعديل عليه.
- لا حلو كدة، ما إن قالتها حتى صرخ بها بانفعال جعلها تنتفض أمامه برعـ.ـب
- اشجيني بقى كنتي بتعملي ايه معه
ابتلعت لعابه وقالت بتبرير
- والله كان عندنا عملية مع بعض
مال برأسه نحوها وقال: والعمليه بتطلب منك الضحك ده كله معه.
- لا، بس هي جت كدة والله، قالتها وهي تنظر إلى يدها وتلعب بأصابعها بتـ.ـو.تر ليقترب منها أكثر بعدmا سحرته بحركتها هذه ليضع سبابته اسفل ذقنها ورفع وجهها له ليطبع قبله خفيفة اسفل شفتيها ثم ابتعد وأخذ ينظر لها بقربه هذا منها ليجدها لا تقوى على النظر له لينطق بخفوت حاد
- المرادي سماح عشان مـ.ـا.تقوليش بالطجي واني مش متحضر، آخر مرة تقفي مع ذكر ربنا خلقه...
ممنووووع أنتي بتاعتي أنا وبس، مفهوم...
مفهوووووم ولا أعيد، قال الأخيرة وهو يقرص خاصرتها بقوة لتتأوه بين يديه وهي تقول بألم
- مفهوم، بس وحدة بوحدة بقى
رفع حودة أحد حاجبيه بحدة وقال بصوته الخشن
- يعني ايه،!
لتقول هدى بغيرة هي الأخرى: يعني أنت كمان تبطل تبص على اللي رايحة واللي جايا
- أنا راجـ.ـل أعمل اللي يعجبني. قالها وهو يسند يده حولها ليصبح وضعها ظهرها للباب وهو امامها وقريب منها بشـ.ـدة ويديه أصبحت الآن تحتجزها من كلا الجهتين.
كانت حالتها بين الخـ.ـو.ف والخجل والغيرة إلا أنها نست كل هذا ورفعت نظرها له بقوة عنـ.ـد.ما سمعت ما قال، لتدفعه من صدره ولكنه لم يبتعد بل التصق بها أكثر عنـ.ـد.ما وجدها تصرخ به بغيرة
- يبقى تنساني أنا مستحيل أرضى بالحال ده
- ده أنا المستحيل انساكي، وبعدين أنتي بتفكري بمين دول فين وأنتي فين ازاي تقارني نفسك فيهم
نطق كلامه هذا بصدق نابع من داخله فهو ينظر لهم فقط ليغـ.ـيظها لا أكثر. يستمتع ان يرى غضبها وغيرتها عليه.
- اسمعني يا حودة. يا أنا يا هما، اختار؟
- أنت طبعا، قالها وهو يطبع قبلة على ارنبة أنفها بخفة ثم أنزل يده من منكبيها ببطء إلى الأسفل حتى وصل كفيها وأخذ يغلغل أنامله بخاصتها ثم رفعهم لفمه واخذ يقبلهم بشغف ثم أخذ يبتسم لها بسعادة عنـ.ـد.ما وجدها تنزل رأسها بخجل ليقبل فروة رأسها بقوة ثم سحبها له واحتضنها بحنان
وأخذ يهمس لها عند أذنها: جهزي نفسك الليلة جاي أخطبك من أهلك
نظرت له بلطف وقالت: بجد!
حرك رأسه بنعم وقال بتأكيد
- أيوة بجد، إيه مش موافقة
- هاا، قالتها بتلعثم لتجده ليقول
- مش مهم موافقتك هاخدك ليا يعني هاخدك
قالتها بعدm رضا مصطنع وهي تضـ.ـر.به على صدره بقبضتها: غـ.ـصـ.ـب يعني؟
- أيوة هاخدك ليا غـ.ـصـ.ـب. عندك اعتراض، ما إن قالها حتى حركت رأسها بنفي ثم دفنت رأسها بخجل بصدره، ليحاوطها الآخر بشكل أقوى وهو لايصدق بأن حلمه بامتلاك حبيبته أصبح قريبا جدا
في المزرعة الخاصة بشاهين اللداغ.
كانت تقف عند باب المطبخ وهي تسند نفسها عليه وتنظر لذلك الذي كان يستوطنها وما زال كيف يتعامل مع ابـ.ـنته المدللة سيلا...
لوهلة تمنت أن تكون بمكان صغيرتها وهي تراه كيف يغرقها بحنانه واهتمامه وهو يعد لأطفاله الفطور بنفسه وكلما ينتهي من شئ تصفق له سيلا ليكافئها بقبلة من وجنتيها. وما أن انتهى من كل شئ حتى حملها و.جـ.ـعلها تجلس على الطاولة و وضع أمامها الفطار أمام ابـ.ـنته، ثم التفت لتلك التي تراقبه منذ وقت طويل مما جعلها تجفل برموشها بخفة عنـ.ـد.ما وجدته يلتفت لها وأخذ ينظر لها بنظرات جعلت ذراعيها تنسدل الى جانبيها.
من عمق تركيزه بها ليقترب منها وما إن وصلها حتى لطخ وجنتها بالدقيق وهو يسئلها
- سعد فين
مسحت وجنتها ونظرت له بحدة من تصرفه هذا وهي تقول: قاعد مع بابا برا
- متعلق فيه أوي، قالها وهو ينزع المريول لترد عليه بتأكيد
- أكيد هيتعلق بيه. بابا بيعامله كصاحب ليه مش حفيد وبس
أومأ لها ثم قال وهو ينظر لها: كرم سعد الجندي وشهامته معايا كتر أوي، أول مرة كبرلي مراتي وخلاها تاخد العقل كدة والتاني راعى ابني.
سيلين بنبرة خافته نوعا ولكنها حادة لكي لا تسمعهم تلك الشقية: أنا كنت مراتك. ما تنساش النقطة دي
- مش ناسي، بس هرجعك، ما إن قالها هو الآخر بصوت خافت حتى نظرت له بغضب ممزوج بقهر وقالت
- كدة عادي عايزني أرجعلك ولا كأنك أذتني قي يوم، شاهين أنت استغنيت عني بمزاجك محدش ضـ.ـر.بك على إيدك فمتجيش دلوقتي تعيشلي بدور الضحية
شاهين بتبرير: أنا عندي أسبابي.
لتقاطعه سيلين برفض لسماعه: احتفظ بيها لنفسك أسبابك دي لأن بعد كل السنين دي مش هتفرق معايا
- لازم تسمعيني، ما إن قالها بإصرار حتى قالت برفض
- مش عايزة، و أوعى تفكر وجودي هنا عشانك لاااا
أنا هنا عشان اولادي اللي مالهمش ذنب بده كله غير إن أبوهم أنت، غلطة لما اخترت ليهم أب زيك وفكرت إنك ممكن تكون إنسان سوي في يوم
- مـ.ـا.تعـ.ـذ.بنيش فيكي أكتر من كدة
- هو مين اللي عـ.ـذ.ب التاني.
- سيلينا أنتي، ما إن تكلم حتى قاطعته وهي تقول
- انا كنت لعبة بإيدك مش أكتر، حاجة عجبتك واستعصت عليك ف أخدتها غـ.ـصـ.ـب وقولت بالمرة انتقم من سعد بيها ماهي نقطة ضعفه وبيمـ.ـو.ت عليها، ضـ.ـر.بت عصفورين بحجرة وحدة...
جمعت مابين المتعة والأنتقام مش كدة
ختمت كلامها هذه وهي تنهج لينظر لها بصدmة...
مـ.ـجـ.ـنو.نة هل تظن نفسها كانت له مجرد متعة
ألا تعرف بأنها حياته وبما فيها. وبغيابه عنه أظلمت دنيته.
فتح فمه ليتكلم ويصحح لها تفكيرها العقيم هذا إلا أن صوت جرس الباب منعه من ذلك ليضطر أن يتخطاها ليذهب ليرى من الطارق وما إن وصل الى الصالة حتى وجد سعدالجندي يضع حفيده على الأرض و وقف هو الآخر لينظر الى سيلين التي أتت خلفه وعلامـ.ـا.ت الانزعاج تزين وجهها
أما عند شاهين ما ان فتح الباب حتى وجد أمامه ااااء.
↚- يحيى...
همس بها شاهين بابتسامة عريضة وهو يفتح الباب كله ليمد يده بسرعة لذلك الشقي الذي رمى نفسه عليه بلهفة طفل محب وهو يقول
- عمو شاهين وحـ.ـشـ.ـتني.
- حبيب عمو، قالها شاهين بابتسامة واسعة وهو يقبل وجنته بقوة غير واعي لسعد الصغير الذي ابتعد عنهم وهو ينظر لهم بغيرة شـ.ـديدة فمن هذا الذي استقبله والده بكل هذه الحرارة وقبله ايضا ولكن ما إن وجد بلال يقبله هو الآخر من فكه حتى خرج للحديقة الخلفية بحـ.ـز.ن والدmـ.ـو.ع محبوسة بعينيه الجميلة.
أما شاهين قطب جبينه بتركيز عنـ.ـد.ما نظر لأخيه الروحي الذي تجمدت أقدامه بشكل ملحوظ والتصقت بمكانها كالغراء وكأنها تعطلت عن الحراك لتمنعه من إكمال سيره ما إن وجد امامه، سعد الجندي وتوأمه اااااخر من يتمنى رؤيتهم الآن...
نعم يا سادة، هؤلاء آخر من يتمنى رؤيتهم فهو يشعر بأنه غير مستعد لهذا...
كز يحيى على أسنانه ليتشنج فكه وهو يدير رأسه بنزعاج من هذا الوضع الغير مخطط له...
ليبتلع لعابه بغصة ثم نظر إلى شاهين الذي كان يراقب الأجواء المشحونه وقبل أن يتكلم الآخر أو ينظر له حتى بعتاب لعدm اخبـ.ـاره لوجودهم، هنا سمع سعد الجندي يقول بجدية وهو يقترب منه ويضع يديه بجيب بنطاله
- مش هتسلم، يا أبن ماهر
أبعد نظره عنه وقال بتهرب: أهلا.
- بس اهلا، لا كتر خيرك، قالتها سيلين بانزعاج واضح ف الآخر بـ.ـارد كالثلج معهم، فهي لم تتمالك أعصابها ما إن رأت والدها سيمـ.ـو.ت له شوقا و الآخر يرد ببرود تام عليه وكأنه يمن عليه بالكلام بغطرسته وغروره المزعج
التفت لها يحيى وقال بستفسار
- ليه أنتي عايزاني أقول ايه،!
لتقول سيلين بحدة بعدmا استنكرت ما سمعت منه: أنا عن نفسي مش عايزاك تقول حاجة. عارف ليه، لأني حاسة إننا مش فارقين معاك ف أنت كمان أكيد مش هتفرق معانا
رفع حاجبه بو.جـ.ـع داخلي وقال: بقى كدة
ردت عليه سيلين بانفعال فهو نجح باستفزازها: أيوة كدة، و مافيش حد أحسن من حد، يعني لو أنت مش عايزنا طاق احنا مش عايزينك من الأساس
- سيليناااا، قالها شاهين وهو ينزل بلال من أحضانه.
بعدmا فتح عينيه عليها بذهول من هجومها هذا الغير متوقع فهو ظن بأن لقائهم الأول سيكون دراميا
اما عند بلال اللداغ ما إن لامست أقدامه السيراميك حتى ذهب بسرعة نحو تلك التي كانت تخرج رأسها من باب المطبخ وهي تسرق بعض النظرات لهم كالفأرة
لتعود سيلا أدراجها الى داخل المطبخ بسرعة لا بل جرت للجهة الأخرى وخرجت من باب المطبخ إلى الحديقة الخلفية ما إن وجدت ذلك الغريب يأتي نحوها لتتوقف ما إن سمعته صوته المتسائل.
- أنتي مين؟!
التفتت وهي تنظر له بغضب بعدmا عقدت حاجبيها بقوة فهي ايضا غارت على والدها منه لتقول بحدة طفولية
- أنا سيلا...
نظر لها بلال بأعجاب وقال وهو يذهب نحوها وأخذ يملس على شعرها الناعم الطويل
- اسمك حلو ياسيلا، وعنيكي حلوة وشعرك حلو كمان وطويل أوي
ابتسمت باتساع لا بل ضحكت بفرحة شقية مليئة بالبراءة من إطرائه عليها هذا مما جعلها تقول
- أنا حلوة!
- أيوة حلوة، بس أستني أما اذوقك عشان أتأكد إنك حلوة. قالها وهو يقترب منها و يقبلها من وجنتها شـ.ـديدة النعومة ولكن قبل أن يعطيها رأيه بمذاقها وجد هناك من يدفعه عنها بقوة ليسقط على الأرض الصلبه يتأوه بألم وهذا الشخص لم يكن سوه سعد اللداغ الذي أخذ ينظر لذلك المتطفل الذي ما إن دخل حتى استولى على أحضان والده وجاء الآن ليستولي على توأمه.
شهقت سيلا من فعلة أخيها لتنظر له باستغراب وهي تقول: ليه كدة ياسعد حـ.ـر.ام ده طيب أوي بيقول على سيلا حلوة...
- تعالي مـ.ـا.تلعبيش معه، ما إن قالها سعد بغيرة وهو يمسك يد أخته ليمنعها من الذهاب له إلا أنها كان لها رأي آخر عنـ.ـد.ما سحبت يدها منه لتذهب نحو ذلك الغريب لتقول وهي تملس على ذراعه بلطف
- متزعلش من سعد ده طيب والله ماكنش يقصد.
- مش زعلان، ما إن قالها وهو ينظر بغضب لذلك الذي دفعه حتى ابتسم بشكل لها عنـ.ـد.ما وجدها تسأله بفضول
- أنت اسمك إيه
- بلال
- اسم قديم مش حلو، ما إن قالتها بعدm إعجاب حتى كرمش بلال وجهه بانزعاج منها ونهض عن الأرض وتركهم ودخل إلى والده
فعلته هذه جعلت سيلا تنظر إلى أخيها باندهاش من تصرفه هذا وما إن وجدت الآخر يلتزم بالصمت حتى ذهبت خلفه لترى ما به
قبل هذه الأحداث...
في الصالة كانت الأجواء مشحونة بينهم وخاصة من طرف سيلين التي كانت تتمنى ان يكون لديها شقيق في يوم من الأيام وما إن تحقق حلمها بمعجزة الاهية بالنسبة لها حتى تفاجئت بعدm تقبل الآخر لهم
كانت تتوقع بأنه ما إن يعلم بوجودهم سيأتي لهم بلهفة ولكن عكس ذلك حصل تماما...
لينطق يحيى بعد صمت دام قليلا
- مين اللي قال إنكم مش فارقين معايا
رفعت طرف شفتيها بسخرية ممزوجة بقهر: تصرفاتك، أسلوبك...
يحيى بضيق: ليه كل الهجوم ده منك، ده أنتي مابقالكيش خمس دقايق معايا لحقتي تشوفي كل ده ازاي، ياريت تدي فرصة للي قصادك يعرف على نفسه صح
عقدت سيلين ساعديها أمام صدرها وقالت
- كنت هديك فرصة لو جيت شفتنا بإرادتك، بس أنا متأكدة بإنك لو كنت عارف اننا هنا ماكنتش جيت مش كدة
- فعلا، ماكنتش هاجي، ما إن قالها بصدق حتى صرخت به بحرقة لرفضه الواضح لهم
- ليه!
يحيى باعتراف- لأني لسه مش مستعد أشوفك كدة.
مسكت شعرها و.جـ.ـعلته على جهة واحدة وهي تتنفس بصوت مسموع ثم أعادت نظرها إليه وهي تقول بتعجب بعدmا فردت أصابع يدها أمامه
- خمس سنين مش مستعد، خمس سنين عارف بوجودنا و بتتهرب مننا، ليه كل ده! هااا ليه هو أنت محتاج كم سنة كمان عشان تيجي تشوفنا
رفع يحيى حاجبية بذهول وقال بصدmة بعدmا نظر لشاهين وعاد بعينيه عليها
- هو أنتي كنتي عارفة من وقتها إني!
أكملت عنه بقهر ما إن رأت تردده الواضح.
- أخوكي، قولها مستنكر منها كدة ليه ولا مش قد مقامك يااااا باشا، أوعى يكون أصلك اللي عرفته متأخر مش عاجبك والا حاجة
- سيلين الكلام مايبقاش كدة ده أخوكي، ما إن قالها سعد الجندي حتى نظرت له ابـ.ـنته بحـ.ـز.ن ثم قالت بو.جـ.ـع
- مش لما يعترف بالأخوة اللي بينا في الأول يا بابا
ضغطت على شفتيه وأخذت تحرك رأسها بنعم بقهر لا يوصف ثم أكملت بعناد واصرار بعدmا نظر لها والدها بتحذير ألا تكمل كلامها القاسي هذا معه...
ماشي هسكت بس بعد ما أقول اللي عندي، واللي هو فرصة سعيدة يا ابن اللداغ، و أتمنى الصدفة اللي جمعتنا دي دلوقتي مـ.ـا.تتكررش تاني، والمكان اللي تشوفنا فيه ياريت تطلع منه، وااااء
- سسسسسيلين، ما إن نطق والدها اسمها بحدة حتى ضـ.ـر.بت قدmها بالأرض بقهر شـ.ـديد لأن هناك كلام كثير بداخلها تريد اخراجه ولكن والدها يرفض ذلك...
لتنظر تارة لأخيها وتارة أخرى لسعد الذي ترى التحذير يشع من حدقتيه وهذا ما جعلها تتأفأف بغضب ثم تركتهم وخرجت الى الحديقة الأمامية تاركة الساحة خلفها لهم.
لينظر يحيى الى أثر توأمه كيف اختفت من المكان وما إن لحق بها شاهين حتى استدار و نظر إلى خاله وقال باختناق حاول أن يداريه بلامبالاته
- وأنت مافيش كلمتين محشورين بزورك عايز تطلعهم.
- طبعا عندي، ما إن قالها سعد بتأكيد حتى سحب يحيى نفس عميق و سأله باستعداد كاذب
- اللي هما؟
ابتسم سعد له بحـ.ـز.ن وقال: هي إنك فرحة جتلنا من غير ميعاد يا ابن سعاد، يا ابن بـ.ـنت قلبي إللي مـ.ـا.تت بدري وسابتلي أمانة هدت حيلي وكـ.ـسرت ظهري
يحيى بعدm تصديق: أنا فرحة، هو حضرتك متقبل وجودي أصلا. يعني معترف بيا، كدة عادي...
- عندك شك بكدة، ما إن قالها سعد حتى صمت قليا و أخذ يتمعن به ثم أكمل بابتسامة صغيرة.
علي فكرة سيلين شبهك بحاجات كتير وبما فيهم لو العينين
زفر يحيى أنفاسه بنزعاج وقال: أعمل بالشبه إيه وهي مش طايقاني
قطب سعد جبينه باستغراب: مين اللي قال إنها مش طيقاك...
- أنت ماشفتش عملت ايه من شوية، ده كان ناقص تضـ.ـر.بني بالقلم
ابتسم سعد وقال بتاكيد: على فكرة كانت هتعملها فعلا لو أنا مش موجود بوسطكم.
ضحك بخفه ما إن رأى اندهاش الآخر. ليكمل بثقة أيوة كانت هتعملها مـ.ـا.تستغربش، أختك مـ.ـجـ.ـنو.نة زيك لما تزعل بتضـ.ـر.ب وتتخانق عارف ليه لأنك بتهمها طول ماهي مولعة كدة اطمن بأن مكانتك عندها لسه زي ماهي و إنك لسه بالنسبالها حاجة ليها قيمة ومن قهرتها بتتصرف كدة
بسسسس خاف لما تلاقيها عكس كدة لأن ساعتها هتبقى بجد أنت مش فارق معاها...
شرد يحيى بكلامه ثم قال باستفسسار- ده طبع سيلين طب وميرال فين وياترى رد فعلها هيكون ازاي...
- ميرال! أهي دي بقى اللي يتخاف منها بجد لأنها دايما هادية وراسية و ردة فعلها غير متوقعة بس أكيد هتفرح أوي لما تشوف سندها
ما إن نطق سعد كلمته الأخيرة حتى شعر يحيى بخنجر مسموم يطعن قلبه حقا لينطق لسانه بتلقائية
- بس أنا مش عايز أشوفها ولا تشوفني.
ختم كلامه وهو يعتصر عينيه بو.جـ.ـع فعن أي سند يتكلم هذا، ألا يعلم بأنه كان شاهد على انكسار اخوته بنفسه لا بل ساعدهم بذلك أيضا، ياا الله ماهذا الو.جـ.ـع الذي هو به الآن...
خرج من دوامة جلد الذات على يد خاله الذي أمسكه بعنف من تلابيب ثيابه لينظر له بصدmة من فعلته هذه وخاصة عنـ.ـد.ما وجده يقول بحدة
- وبعدهالك يا يحيى هتتعدل امتى هتفضل لحد امتى تهرب من أهلك...
أبعد يده عنه باحترام وقال بتـ.ـو.تر: أنا مش بهرب أنا بس اااء
- أنت ايه، أنت ولا حاجة، أنت محتاج تربية من أول و جديد
- الهجين رباني، ما إن قالها حتى حرك سعد يده بعدm رضا وهو يقول
- رباك ده ايه، ده الهجين بتاعك بنفسه محتاج تربية...
إلا قولي أنت متجوز صح والطفل اللي كان معاك ابنك؟
- أيوة
- فين مراتك
- في البيت.
- كلمها خليها تيجي ونتغدى سوا، ما إن قالها سعد حتى نظر له يحيى باستغراب لطريقته معه ليرد عليه الآخر عنـ.ـد.ما لاحظ علامـ.ـا.ت التفاجؤ تسكن ملامحه
مالك بلمت كدة ليه، استغربت اني بعزمك ببيت مش بيتي...
- لاء مش القصد، بس حضرتك بتتعامل معايا وكأنك تعرفني من سنين...
- اذا كان كدة مش هلومك لاستغرابك ده لأني أنا كمان مستغرب من نفسي، و دلوقتي ياله قوم كلم مراتك خليها تيجي وهاتلي ابنك عايز أشوف حفيدي
- حفيدك!
- هو مش بيقولوا الخال والد، قالها وهو يربت على ذراعه ليرد عليه الآخر
- ايوة
- يعني أنا دلوقتي والدك، يبقى ابنك حفيدي ولا أنت رأيك ايه، ما إن قالها سعد حتى أومأ له يحيى باختناق ثم تركه وابتعد عنه قليلا وهو يخرج هاتفه ليتصل ب حودة ليخبره بأن يذهب ل غاليته ويحضرها هنا.
أما في الخارج بالحديقة الأمامية و بالتحديد عند أشجار الحمضيات كانت سيلين تمشي بسرعة بينهم دون هدف وهي تفكر وتفكر ولا تعرف ماذا يجب أن تفعل أو كيف عليها أنا تتصرف
لتتباطئ خطواتها بالتدريج عنـ.ـد.ما بدأت تلمع الدmـ.ـو.ع بعينيها لتسند كفها على إحدى الأشجار وهي تكتم فمها بكفها الآخر، لا تعرف لما عليها ان تعيش كل هذه التناقضات بمشاعرها قبل ان يكون بواقعها، يالله لما كل شئ تتمناه يعاكسها القدر به.
أخذت تجلس ببطء ع العشب باستسلام ويأس تحت الشجرة ما إن حررت مقلتيها دmـ.ـو.عها دون أستئذان، هناك غصة كبيرة تخـ.ـنـ.ـقها فعليا من كل ما يحصل معها الآن، الآن انتهى صبرها، الآن و.جـ.ـعها تضاعف عليها و أصبحت تعجز عن التحمل أكثر
خمس سنوات مرت عليها بمرار لم تذق بها الراحة أبدا قضتها كلها باستهلاك روحي بحب ذلك المعقد نفسيا
ممزقة هي الآن لم يبقى منها لا غرور ولا كبرياء ولا حتى بقايا روح، فقط عـ.ـذ.اب في عـ.ـذ.اب...
عانت المر والويل ولم تستطع البوح عن حـ.ـز.نها وما يدور من تقلبات في داخلها...
أخذت تبتسم بمكابرة لكل من كان ينتظر انكسارها لتثبت لهم العكس ولكنها تعلم مع نفسها بأن ذلك لم يكـ.ـسرها فقط بل حطمها الى أشلاء...
لتلتزم الصمت وقتها لأن كل ماحصل لها بسبب حماقاتها هي، كيف عشقت من كان السبب الرئيسي لضياع عائلتها. كيف استسلمت له بإرادتها. كيف خللت أناملها بخاصته ظنا منها بأنه المناسب لها كيف تسرعت وانعمت بصيرتها بهذا الشكل المخزي، أين ذهب غرورها بنفسها وكبريائها!
ياااالله لقد مـ.ـا.تت، هي حقا مـ.ـا.تت في ذلك اليوم الذي سحب يده من يدها بعدmا أطلق سراحها بالمنفى...
أغمضت عينيها بتعب ليزداد أنينها فهي لا تعرف كيف تحول بكائها من إنكار أخيها لهم إلى استغناء زوجها عنها...
حاوطت ساقيها بعدmا سحبتهم نحو صدرها وما إن دفنت وجهها بين ركبتيها وضمت نفسها بانكسار حتى أطلقت العنان لحنجرتها لتخرج كل آهاتها المكبوته بداخلها، ظنا منها بأنها بعيدة عن الجميع الآن ولكنها لا تعرف بأن ذلك الذي تبعها كان يتمزق حرفيا على وضعها هذا.
ألمها هذا يـ.ـؤ.لمه هو أضعاف منها، ثواني مرت أم دقائق مرت أم ساعات. لايعرف كم من الزمن مضى عليه وهو يراقب انهيارها هذا لتتحرك قدmيه نحوها بشكل تلقائي ليجلس أمامها على إحدى ركبتيه
لترفع رأسها بقوة له لتتراجع خصلاتها للخلف وهي تشهق بصدmة ما إن شعرت بلمسة يده على رأسها.
أخذت تنظر له بعينيها الدامعة بغضب ليرجف فكها بمزيج من المشاعر المروعة ما إن بادلها نظراتها بترجي وهو يمد يده لها يريد أن يلمسها فقط إلا أنه قبل أن يصلها وجدها تضـ.ـر.به بعنف لتبعده عنها.
مال شاهين برأسه الى اليمين قليلا وهو يعاتبها بصمت. ليكرر فعلته فهو يريد أن يلمسها مرة أخرى إلا أنها عنيدة. كلما حاول معها تعالجه بضـ.ـر.به بشكل أقوى وأعنف من سابقتها حتى فقد صبره معها ليمسكها من عضديها وسحبها نحوه ليضمها لصدره بقوة جبـ.ـارة.
لاااا لاااا هذا لم يكن مجرد حـ.ـضـ.ـن عابر بل كان عبـ.ـارة عن تحطيم أضلاع فهو جعلها تئن من بين شهقاتها من شـ.ـدة عنفه معها.
أخذت سيلين تقاومه وهي تحاول أن تحرر نفسها من مخالبه إلا أنه لم يسمح لها بذلك بل كلما أرادت التحرر وجدت نفسها أسيرته أكثر. ومن حرقة قلبها ورفضها لقربه هذا لم تجد امامها سوى أن تغرز أسنانها بصدره بكل قوتها
اعتقدت بأنها بذلك ستجبره عن الابتعاد عنها ولكن الغريب كلما زادت بعضتها له زاد تشبث الآخر لها
لتقلل من حدة أسنانها عليه بالتدريج فهي تذوقت طعم دmائه بفمها ولم يتركها!
رفعت رأسها له وأخذت تنظر له باستغراب لإصراره عليها خاصة عنـ.ـد.ما سمعته يقول وهو يمسح صدره بو.جـ.ـع
- عجبك كدة؟ كـ.ـلـ.ـبة أنتي عشان تعملي كدة
صعقت من كلامه هذا لتضـ.ـر.به بقوة على موضع العضة وما إن كادت أن تبتعد عنه إلا أنه منعها وهو يعتصرها بين ذراعيه وهو ينظر لها بتمعن عاشق ثم أكمل كلامه وقال بعدmا طبع قبلة مابين عينيها...
خلاص ما تزعليش فداكي أنا وعيلتي كلها...
لم تعطي أي رد فعلا سوى أنها أغمضت عينيها بانزعاج ليقبل جفونها بعمق واحدة تلو أخرى. أخذ يتناوب عليهم بشوق حتى تبللت شفتيه من دmـ.ـو.عها الحارة
ابتعد عنها إنش واحد فقط وأخذ يمرر أنامله على وجنتها وهو يتنفس أنفاسها بلهفة واشتياق حقيقي ليهمس لها بصدق
- بحبك
ردت عليه من بين أسنانها برفض
- مش عايزة حبك
لمع الو.جـ.ـع بحدقتيه وهو يقول
- بلاش تقــ,تــليني بالطريقة دي
ركزت بالنظر إلى عينيه بكل قوتها وقالت
- مش بحبك.
زادت أنفاسه غضبا فكيف لروحه لا تحبه هي ملكه هي روحه، عض على شفتيه ثم قال بسخرية
- لا ماهو واضع إنك مش بتحبيني فعلا...
مش بتحبيني وخلفتي مني توأم أومال لو بتحبيني هتخلفي كام
- وقح، ما إن قالتها بعصبية حتى ألصق شفتيه على وجنتيها وأخذ يمررها ببطء على بشرته الساحرة وهو يقول بلهاث من قربها منه
- وحـ.ـشـ.ـتني وقاحتي معاكي يا نور العين أنتي
أرجعت وجهها للخلف لتبعده عن مرمى شفتيها وهي تقول: بتحبني.
حرك رأسه بنفي وقال بمشاعر حقيقية: ده مش حب دي لعنة وصابتني وسحرتني فيكي، أنا تعبت في بعدك سيلين مش هترجعيلي بقى
- أبدا، ما إن قالتها بجدية حتى فك ذراعيه عنها واستقام بطوله وهو يقول بنزعاج من ردها هذا
- والولاد
نهضت هي الأخرى وأخذت تنفض ثيابها وتقول: هفضل معاهم مستحيل أسيبهم حتى لو هاعيش هنا مربية ليهم
صرخ بها شاهين بانفعال: يعني عندك استعداد إنك تعيشي مربية لولادك على إنك ترجعي على ذمتي.
سيلين بانفعال هي الأخرى: ذمتك دي مش عايزاها
تحلم أوافق عليك من تاني، و عقـ.ـا.بك على اللي عملته فيا زمان هو إنك تشوف ولادك قصاد عينك بسسسس على اسم غيرك
لوى فمه بتهكم وقال: أنتي متخيله إني ممكن أسيبهم كدة، أقدر أثبت نسبهم وبسهولة كمان
نظرت له بتحدي وقالت: مش هتقدر تعمل كدة...
ضحك بغل وقال: إيه الثقة دي؟!
ابتسمت له بثقة وغرور واضح وهي تقول.
- مش هتقدر لأنك بتحبني. وأنت عارف كويس أوي لو إنك رفعت قضية نسب هينقطع آخر خيط مابينا، ولو انقطع بجد المرادي، هتبقى دي نهايتنا فعلا و وقتها لا عيلين ولا عشرة هيرجعوني ليك
صعق شاهين من كلامها هذا لا بل شعر بأن هناك جبال من الهم وقت على عاتقه ليقول بمرارة
- أنا مش حمل الاختبـ.ـار ده ياسيلينا، أنتي ازاي عايزاني أسيب عيالي بأسم غيري.
رفعت ذقنها للأعلى بكبرياء وقالت بجبروت أنثى لا يليق سوا بأنثى الهجين: ده اللي عندي، أنت اللي اخترت يكون كدة، دي نتيجة تهورك معايا، أنت السبب، أنت اللي رفضت تثبت جوازنا، اااااشرب بقى ياهجين اشرب
ختمت كلامها وتخطته بعنفوانها إلا أنها توقفت بصدmة ما إن سمعته يقول من خلفها بتملك مـ.ـجـ.ـنو.ن ونبرة غاضبة
- غـ.ـصـ.ـب عنك هترجعيلي سيلينا، غـ.ـصـ.ـب عنك النهاردة أو بكرة و أولادي عندي وهيكونوا بأسمي على طريقتي.
ثواني مرت عليها وهي تتنفس بعمق وما إن التفتت له بحدة حتى عادت أدراجها نحوه بخطواتها الغاضبة لتعالجه بسرعة البرق بصفعة عنيفة رج صوتها المكان رجا من قوتها لدرجة بأن صداها أخذ يتردد على مسامعهم بوضوح من شـ.ـدتها.
↚ثواني مرت عليها وهي تتنفس بعمق وما إن التفتت له بحدة حتى عادت أدراجها نحوه بخطواتها الغاضبة لتعالجه بسرعة البرق بصفعة عنيفة رج صوتها المكان رجا من قوتها لدرجة بأن صداها أخذ يتردد على مسامعهم بوضوح من شـ.ـدتها
ولكن رده اتاها اسرع مما توقعت فهو لم يستغرق سوا جزء من الثانية فقط حتى جعلها تفترش الارض بعنف ما ان رد لها صفعتها بأخرى اقوى بأضعاف.
عم الهدوء بالمكان، لتغمض عينيها بدوار شـ.ـديد وهي تسند نفسها بساعديها على العشب، يالله ماذا حدث الان! فتحت فمها بتأوه صامت فهي تشعر بأن هناك نار تخرج من وجنتها اليسرى لدرجة تقسم بأن نصف وجهها تخدر بشكل مخيف...
اخذت ترمش بأجفانها عدت مرات بعدm استوعاب تشعر بأن وجهها لقد تضاعف حجمه و شل حرفيا...
رفعت عينيها قليلا واخذت تنظر الارض وحولها وسؤال واحد يتكرر بعقله، هل هو ضـ.ـر.بها الان!
أما عند شاهين كان يقف ينظر لها مذهولا نفسه كيف أستطاع فعل ذلك بها، كيف طاوعته يده على أذائها، نسى غضبه منها وطولت لسانها نسى حتى صفعها له وما صدر منه الأن سوا ردت فعل خرجت منه بتلقائية
انحنى بسرعة نحوها اراد ان يطمئن عليها والاعتذار لها ولكن قبل ان يمسكها وجدها تدفع يده عنها بشراسة وهي تنهض ودون ان تنظر له حتى ارادت ان تعود ادراجها بسرعة للمزرعة.
الا انه منعها من ذلك ما ان سحبها من عضدها نحوه وهنا كان اخر خيط بينها وبين الجنون وبمجرد لمسه لها جعلها تنفجر بوجهه اخذت تضـ.ـر.به على صدره ومنكبيه بكل قوته وهي تصرخ به
- اااااااوعى سبني مين انت حتى تضـ.ـر.بني
هاااا مين، اوعى كدة مـ.ـا.تلمسنيش، اوعى!
ااااانت عايز اااااايه مني هااااااا عايز اااايه.
تمـ.ـو.تني،! لو ده هدفك اقسملك بالله العلي
العظيم ااااانا مـ.ـو.ت يوم ماسبتني...
- بحبك، قالها بحون على حالتها هءه وهو يكتفها الا انه كلمته هذه كبت على جروحها ملح جعلتها تتلوى بين ذراعية وهي تقول من بين اسنانه بتشنج من قهرها
- مااااا تنطقهاششششش مش عايزة اسمعها منك
مششش عايزة، بكرهك ياشااااهين بكرهك
وصع يده خلف رأسها وقربها له اكثر وما ان سند جبينه على خاصتها حتى قال بصوت يرجف
- ورب العزة بحبك ولا عمري حبيت ست غيرك.
رفعت اجفانها له لتلتقي حدقيتيهم ببعض وهم بهذا القرب لتقول بو.جـ.ـع وشفاه ملوية
- ياريتك ماحبتني، يارتني ماشفتك، انت اكبر غلطة بحياتي
قبل جبينها واعاد لوضعه السابق وقال- وانتي الشئ الوحيد اللي صح بحياتي، لو عايزة تعـ.ـا.قبيني عـ.ـا.قبيني بس مـ.ـا.تحرمنيش منك
ابعدت وجهها عنه برفض وهي تقول
- انت اللي حرمت نفسك بنفسك
شـ.ـدد من احتباسها بين ذراعيه بتملك وهو يقول
- اقسي عليا سيلينا اقسي، حتى عـ.ـذ.ابي منك.
بحبه انت مت عـ.ـر.فيش غيابك عمل فيا ايه...
حتدة نظراتها وهي تضـ.ـر.به على منكبه وهي تقول: مش انت ختارت البعد مش انت اللي عملت فينا كدة، انتقمت مني مش انا نقطة ضعف سعد الجندي
مش ده كلامك ليا زمان، واديك نجحت بـ.ـنتقامك عايز ايه تاني
مسك فكها واجبرها ان تنظر له وقال بتعب قلب.
- غـ.ـصـ.ـب عني والله غـ.ـصـ.ـب عني وجودك كان خطر معاها، كان لازم احررك مني، من خـ.ـو.في عليكي تصرفت غلط فكرة اني هتعـ.ـذ.ب شهر تنين بالكتير سنة وهتتمسحي من عقلي بسسسس اللي حصل انك مش بتتمسحي! مش بتتمسحي بالعكس اصلا كل يوم جذورك اللي زرعتيها فيا بتقوى اكتر...
عانيت وبقيت حطام في بعدك...
وبعدين انتقام ايه ده، ده انا ابقى كدة انتقمت من نفسي، ده انا عمري ماخليتك بقائمة الانتقام و لما حبيتك جت كدة من غير تخطيط، حبك طلقة صارت قلبي...
صمت قليلا ينتظر منها رد ولكن ما ان طال الصمت بينهم حتى اكمل بحيرة حقيقة...
انتي عايزة ايه عشا تسامحيني وتنسي!
عايزاني ابكي قصادك حتى ت عـ.ـر.في نـ.ـد.مي لاني فرطت فيكي، كدة هرضي غروك مش كدة...
سيليناااا، ما ان نطق اسمها بهدف ان تنظر له الا انها ابعدت وجهها عنه اكثر بعناد ترفض النظر له مما جعله يتوسلها كالاطفال بنبرته وهو يقول بعدmا قبل وجنتها الحمراء اي مكان صفعته لها
- انا اسف والله، يارب تتكـ.ـسر يدي
- اللهم امين يااارب تتكـ.ـسر، مرفوض اعتذارك
يا ابن اللداغ، قالتها وهي تنظر له بغضب انثى مجروحة ليبتسم لها الاخر بحب وهو يقول بغزل بعدmا غاص بلون قزحتيها بهيام.
- يخربيت ام عيونك اللي جابت الهجين لعندك راكع
دي رجـ.ـاله معملوهاش محدش قدر يعمل فيا اللي انتي عملتي فيا ياشبر ونص
كلامه هذا جعلها ترفع حاجبها ببتسامة بـ.ـاردة ثم اخذت تهز رأسها ليترقص شعرها بغرور حول وجهها، حركتها هذه جعلت شاهين يفقد اعصابه معها ليمسك وجهها بين يديه واكتسح شفتيها دون اي مقدmـ.ـا.ت بلهفة سنين وشغف يكفي العالم.
وبرغم عمق مشاعره واحاسيسه الا انه شعر بستغراب فهي لا تبادله ولا ترفضه؟! وهذا ما جعله يبتعد عن ثغرها بالتدريج ليجد بعنيها نظرة انتشاء مليئة بالغرور ولكن ما جعله يبتعد اكثر وهو بقمة ذهوله عنـ.ـد.ما همست له بتكبر
- ضعفك ده بيقويني وبيبرد ناري من جوا...
وبيرضيني جدا، الهجين اللي مـ.ـا.تحملش كف مني من شوية اهو نفسه دلوقتي واقف قصادي اضعف منه مافيش، وفي المقابل انت ورجولتك دي كله ماهزتش فيا شعره.
- لاااا بجد، قالها وهو ينهج بغضب من ما سمعه منها الان ولكن ما زاد الطين بالا هو عنـ.ـد.ما اقتربت منه واخذت تمرر اناملها ببطء متعمد وكانه تعشق ان تلعب باعصابه، لمست صدغه برأس سبابتها نزولا لفكه وهذه الحركة جعلته يمسك يدها بقوة لينزلها عنه بحدة اما نظراته كانت حكاية اخرى كأنها جمر مشتعل لترفع ذقنها للاعلى وحركت رأسها بغرور مرة اخرى غير أبها بغضبه البركاني هذا ولكنها قطبة جبينها ما ان وجدته.
يقول بعتاب: ازاي قلبك طاوعك تأذيني فيكي بالشكل ده، قولتلك نـ.ـد.مان لاني سبتك عايزة ايه تاني
ضحكت بسخرية ثم قالت: النـ.ـد.م اللي مايجيش من بعده تغير مالوش معنى شاهين، تعرف في مقولة بتنطبق عليك بالضبط وهي
ان لم تستحي فصنع ما شئت، بعد كل اللي عملته فيا عايزني كدة ارجع عادي ده حتى تبقى عيبه بحقي، انت سبتني بمزاجك ومش هرجعلك الا بمزاجي انا ده لووو هااا لو رجعتلك...
مش كل حاجة لازم تبقى زي ما انت عايز يابيبي.
بتقولي نـ.ـد.مان وانا كمان نـ.ـد.مانة والله، ايوه نـ.ـد.مانة بس على حبي ليك وعلى كل دmعه نزلته على واحد مايستاهلش زيك، راح انساك شاهين راح انساك وهحب من جديد وهتجوز غيرك...
كان يعض شفته السفليه بقوة كبيرة وهو يستمع لحديثها الا ان جملته الاخيرة جعلته يبتسم بتهكم شـ.ـديد ثم قال بجدية تامة: مـ.ـو.تك اقرب من الحلم ده، انتي ملكية شاهين وعمرك ماهتبقي لغيره...
- عمري ما شفت ببجاحتك.
- بجح لاني بحبك، بجح لاني عايز ارجع عيلتي من تاني واصلح اللي عملته فيكي
- وين قالك اللي تكـ.ـسر فيا قابل لتصليح
- سيبلي نفسك ليا و اوعدك اني هرجعك احلى من زمان كمان
- قول لزمان ارجع يا زمان، مـ.ـا.تطلبش مني ياشاهين حاجة مستحيلة، عايزني اسلمك نفسي زي زمان، طب ازاي اثق فيك بعد كل اللي عملته ده
ازاي هنت عليك
- سيلينا! ما ان نطق اسمها حتى وجدها تقترب.
منه لتضع يدها على صدره بالتحديد عند النابض المـ.ـجـ.ـنو.ن واخذ تكلم قلبه بحـ.ـز.ن شـ.ـديد مزق الذي امامها
- ازاي طاوعته وسبتني وانا قبلها بربع ساعة بس معترفه بحبي ليك، فاكر يومها، يوم ماعترفتلك بحبي غدرت فيا، اكيد انت معندكش فكرة اني تعبت قد ايه في بعدك، بس السؤال هنا ليه عملت ده فيا، ليه؟
لم يتحمل دmـ.ـو.عها التي تلمع بمقلتيها ليحاوطها بذراعيه ويضمها له بقوة وكأنها طفلته وهو يدفن وجهه بشعرها...
اخذ يتنفسها وهو يشـ.ـدد من احتضانها مستغلا سكونها معه وضعفها ليجلس معها على العشب وهم بهذا الوضع ثم ما ان ابتعد عنها حتى مسك يديها واخذ يقبل باطنهم بحرارة ثم يليه اصابعها واحدة تلوى الاخرى
وما كان منها ردت فعل سوا الصمت وهي تبكي وااااخ من تلك العيون التي لم تجف يوما منذ ابتعاده عنها، مهما حاولت ان تقوى امامه الا انها اصعف من الضعيف معه، لتهمس بختناق ب
- ليه!
- حبيتك، والله حبيتك اكتر من روحي، كنت خايف اشوفك طول السنين دي لان عارف لو شفتك مش هسيبك، لو شفتك روحي هتجري عليكي تبوس يديكي...
يشهد ربي قلبي مخاصمني من يوم اللي اديتك ظهري ومشيت، وتشهد نفسي اني امـ.ـو.ت بالتراب اللي تمشي عليها، حتى و.جـ.ـعك ونارك ليا جنة
انا قصادك اهو اعملي اللي انتي عايزة فيا بس وحياة عيالنا مـ.ـا.تسبنيش، اخذيمرر لسانه على شفتيه وسئلها بتوسل، بلااااش تقــ,تــليني بسكوتك اتكلمي تخانقي اضـ.ـر.بيني.
- اضـ.ـر.بك عشان ترجع تضـ.ـر.بني انت كمان مش كدة
ده انا لسه وشي منمل، ما ان قالتها بزعل لذيذ كزعل سيلا ابـ.ـنته تماما حتى ضحك من كل قلبه على لطافتها التي ظهرت بشكل عفوي الان امامه
- ههههههههههه
- اوعى كدة، قالها بغـ.ـيظ من ضحكه عليها لتدفعه عنها تريد الذهاب الا انه تمسك بها اكثر وهو يقول
- هاتي ابوسه واعتذ منه
سيلين بستغراب: اللي هو ايه.
- وشك، ما ان قالها حتى انفجر بالضحك مرة اخرى عنـ.ـد.ما وجدها تفتح عينيها بفزع واخذت تحاول الفرار منه وهي تقول
- لاااا مش عايزة
- لا ابدا لازم اعتذرله، قالها وهو يمسك فكها واخذ يقبل وجنتها اليسرى بقبلات عميقة متتالية جعلت صوت ضحكوتها ترتفع دون وعي منها من افعاله الشقية معها لتضع يديها على صدره واخذ تبعده عنها وهي تقول بضحك
- شاااااهين
- يا عشقه انتي
- سبني بقى
- ماشي، بس خليني ابوس خدك التاني لا يزعل.
- لالا مش هيزعل
- يمين بعظيم ابدا لااازم اعدل ما بينهم، قالها وهو يمطرها بقبلاته ليرتفع صوت ضحكاتها اكثر ولكن ما ان اخذ يطمع بالاكثر من ذلك حتى دفعته عنها بقوة ونهضت عنه واخذ تبتعد للخلف بخطواتها
لينظر لها بأعجاب ممزوج برضا مشاكسة فهي اصبح شكلها مغري لدرجة الهوس، ثياب غير مهنـ.ـد.مه وشعرها منكوش شفتيها متورمة اما وجنتيها بلون الطماطة من شـ.ـدت الحمرار
سند نفسه على كفه ونهض وما ان وقف حتى قال.
- مش هترجعيلي بقى
- لأ، قالتها بعناد وهي تعدل شكلها الفوضوي هذا ثم التفتت للخلف وعادت ادراجها ليتبعها بنظرات المحبه
وما ان اختفت من امامه حتى اخذ يعود هو الاخر للمنزل ولكن قبل ان يدخل تجمد بمكانه من ما رأى
صغيرة يجلس بزاوية بعيدة نوعا ما وعلى مايبدو الحـ.ـز.ن يطغي على ملامحة، تحركت اقدامه نحو فلذت كبده هذا وقطعة من روحه قبل قلبه.
وما ان وصله حتى جلس الى جانبه ليعم الهدوء بينهم لفترة صغيرة ولكنها لم تدوم عنـ.ـد.ما كـ.ـسر شاهين هذا الصمت وقال وهو يمد يده له للمصافحه
- ممكن تبقى صاحبي
نظر له سعد بندهاش وقال ببراءة: ازاي وانت بابا
هل تسمتون الطبول التي تدق الان بصوت عالي
هذا هو بالحقيقة صوت قلب شاهين من صدى كلمة بابا عليه...
ابتلع لعابه الجاف وقال بغصة اب محروم من سنده لسنين: ممكن تكون صاحبي وابني بنفس الوقت خليني اعوض اللي فات.
مال برأسه الى اليمين كحركت والده وقال بستفهام برئ: هو ينفع كدة يعني
ابتسم على حركته الجميلة هذا ومد يده على شعره واخذ ينكشه بحب وهو يقول: ايوه ينفع يا حبيبي
- حبيبي!، ما ان قالها سعد بندهاش حتى اومأ له بنعم ليكمل الاخر بغيرة.
هو انت يعني بتحبني بجد زي سيلا، طب انا لو بتحبني هتختار مين انا ولا بلال اللي من شوية كنت شيله وبتبوسه، اكيد بتحبه اكتر مني صح، ما ان ختم كلامه بحـ.ـز.ن حتى أبتسم والده بسعادة هل صغيره يغار عليه...
اقترب شاهين برأسه من الاخر ثم قال بمشاعر لا توصف
- بحبك ياسعد ياشاهين يا للداغ، انت كلهم بالنسبالي.
- كلهم كلهم يعني! طيب ليه ماكنتش بتسئل عليا، ما ان قال الاخيرة بعتاب حتى تنهد شاهين بقوة ثم قام بتغير سير الحديث وهو يقول بعدmا سحب كورة التي بجانبه
- تجي اعلمك حركة جديدة
سعد بفضول طفولي: حركة ايه!
- مش هقولك الا لما تصاحبني الاول، هااا قولت ايه
ختمت كلامه وهو يمد يده نحوه للمرة الثانية
اخذ سعد ينظر له بتردد الا ان فضوله اقوى
ليضع يده الصغيره بيد والده وهو يقول بجدية وكان الامر مصيري.
- موافق اننا نبقى صحاب يا بابا
- طب ياله يابطل، قالها شاهين بحماس وهو ينهض معه ثم اخذ يتفنن بعض الحركات الرياضية المعروفة بكرة القدm وهذا ما جعل سعد ينـ.ـد.مج اكثر واكثر مع والده وخاصتا عنـ.ـد.ما تحده بأن ياتي ويأخذها منه
هذا ان استطاع، بكلامه هذا جعل روح المنافسه تدب بروح صغيره اكثر واكثر.
قبل هذه الاحداث بنصف ساعة في الداخل عند يحيى ما ان انهى اتصاله مع حودة واخبره بأنه يذهب لياتي بغلاته و والدتها للمزرعة حتى وجد صغيره بلال يدخل من الحديقة الخلفية وهو يقطب حاجبية بنزعاج
- تعالى يا حبيبي مالك، قالها وهو ينحني له ليأتيه الاخر بزعل ليستقبل هو بلهفة وترحاب وما ان استقام بعدmا حمله حتى ذهب الى الاريكة وجلس عليها امام سعد الذي كان ينظر لذلك الصغير بحنان.
اما يحيى قطب جبينه ما ان وجد بلال ينظر نحو نقطة معينه بغضب، ليتبع بصره ليرى ماذا هناك لترتخي ملامحه ببتسامة هادئة عنـ.ـد.ما وجد فأرة صغيرة تبادل ابنه النظرات من خلف باب المطبخ...
- سيلا تعالي يا حبيبتي، قالها سعد وهو يمد لها ذراعه لتاتيه راكضة وما ان وصلت له حتى جعلها تجلس على ساقه ليقبل وجنته وهو يقول
اميرتي حبيبتي مالها بتبص علينا من بعيد ليه.
همست سيلا لجدها بعدmا اقتربت منه وقالت وهي تنظر ليحيى الذي كان يتمعن بشكلها المبهر سبحان الله وكأنها دmية متحرك من فرط جمالها
- دول مين ياجدو
- انا خالك ياسيلا، ما ان عرف يحيى بنفسه حتى شهقت تلك الشقية بذهول وهي تقول
- هو انت عرفت اسمي منين، جدو قالي اميرتي مش سيلا، عارف ده معني ايه، يعني انت تعرفني من زمان صح
- ام لسانين زي امها، غمغم بها مع نفسه ثم قال بصوت مسموع، ايوه صح اعرفك تعالي.
نزلت سيلا من احضان سعد وذهبت نحوه وهي تقول بستفهام: اهو جيت عايز ايه بقى، بس قولي قبلها انت بجد خالو!
سحبها نحوه وحملها و وضعها على ساقه من الجهة الاخرى لتكون بمقابل بلال الذي ابتسم بشكل تلقائي لقربها هذا الا انه كرمش وجهه مرة اخرى ما ان تذكر زعله عليها
ليقول يحيى وهو يقرص وجنتها بحب لشقاوتها
- الا قوليلي ياحلوة انتي بكاشه كدة ليه...
- لاء انا سيلا مش بكاشه، ما ان قالتها حتى نظرت الى بلال وسئلته، هو انت لسه زعلان
يحيى بتعجب: هو انتي لحقتي تزعلي ابني
- ايوه لحقت
يحيى بصدmة مضحكة
- ده ايه الجبروت ده يابت شاهين، صحيح انتي هتجيبي من برا ده امك وابوكي انقح من بعض.
تجاهلت سيلا كلام خالها وقالت لبلال: مـ.ـا.تزعلش مني يابلال انا ماكنش قصدي اقولك اسمك مش حلو، هو صح مش حلو، بس مامي دايما تقول ان المجاملة مطلوبه احيانا، ياله هجاملة واقولك حلو مـ.ـا.تزعلش مني ده انا سيلا الحلوة بردو، هو انت مش قولت اني حلوة، ولا غيرة رأيك لما زعلت.
- لا ماغيرتش، بس هاتي ادوقك تاني كدة وانا مش هزعل، ما ان قالها وهو يقترب منها ويقبل وجنتها حتى صعق سعد من ما سمع لينظر الى يحيى الذي كان ينظر لأبنه بفخر كبير
وما ان كرر بلال قبلته لسيلا حتى انتفض سعد من مكانه وذهب نحوهم وحملها بين ذراعيه ليضعها على الارض وهو يقول بعصبية ممزوجة بندهاش
- مين اللي مربي ابنك ده...
- انا طبعا، قالها يحيى وهو يضع ابنه على الارض الذي سرعان ما استغل الوضع ومسك سيلا من يدها وخرج معها الحديقة الامامية
سعد بنفعال مضحك: تربية وا.طـ.ـية زيك، استغفر الله العلي العظيم، طفل بالسن ده يقول تعالي ادوقك
يحيى بسفـ.ـا.لة: من حقه انه يدوق، البـ.ـنت العفريته زي لهطت القشطة بردو...
كاد سعد ان يرد عليه الا ان صوت الهجين اخذ يصدح بالمكان وهو ينادي ب
- يحيى!
في الخارج توقف شاهين عن العب مع ابنه واخذ ينهج بتعب ليقطب جبينه بتركيز على ما وقع نظره عليه صدفة، أوليست هذه ابـ.ـنته! أم انه يتخيل
لاااا هذه ابـ.ـنته بالفعل تجلس بجانب بلال الذي يقبل وجنتها بين الحينة والاخرى وتلك الساذجة تبتسم له فقط دون ان تمنعه من هذا!
عند هذه المظهر صرخ شاهين بأسم اخيه الروح الذي ما ان وصلهم وحمله بلال من ثيابه حتى وجد يحيى يخرج من الداخل مع سعد الذي ما ان رأهم هكذا حتى قال بلا مبالاة مصطنعة فهو بالكاد يخفي ابتسامته على شكل الاخر الذي كان اقل تشبيه له هو البركان
- هو في ايه
- قوله كان بيعمل ايه، قالها شاهين وهو يرفع بلال اكثر من ثيابه الذي كان ينظر له بستغراب وعدm فهم لما يحدث ليسئله والده
- كنت بتعمل ايه يقلب ابوك.
بلال بتلقائية: بدوق سيلا، طعمة حلو اوي
و رقيقة كمان، تقول قشطة بالعسل
- يحيى! ما ان صرخ بها شاهين بغيرة حتى التقط الاخر ابنه منه بسرعة وهو ينفجر بالضحك ويقبل صغيره من صدغه ويقول بأطراء
- برافو يا حبيبي براحتك، اعمل اللي يعجبك
هي فعلا قشطة بالعسل، هههههههههه
- وانا كمان هعمل اللي يعجبني، قالها شاهين وهو يضـ.ـر.به على عنقه بكل قوته جعل الاخر يتأوه بألم شـ.ـديد وهو ينزل ابنه على الارض.
- ماما جت، قالها بلال وهو يركض نحو سيارة حودة التي دخلت لتوا ونزلت منها غالية
في الاعلى كانت سيلين تنظر الى المرآت وهو تتفحص وجنتها بتركيز هل اثار ضـ.ـر.به لها واضح ام لا
نعم حقدت عليه ولكنها تستحق فهي من ضـ.ـر.بته في اول المطاف...
عند هذه النقطة ابتسمت بتشفي فصفعتها اشفت عليها حقا حتى الان صوتها يرن بأسماعها ولولا قوتها لما كان رد فعل شاهين بهذا الشكل.
امتعض وجهها بستغراب ما ان سمعت بعض الضجيج بالأسفل ليدفعها فضولها للنزول ولكن اثناء نزلها على الدرج حتى تفاجئة بوجود فتاة صغيرة وجميلة محجبة بثياب محتشمة جدا
اكملت نزولها واقتربت منهم وما ان وصلت للصالة حتى القت السلام بهدوء لياتيها صوت سعد الجندي الذي قال بجدية
- تعالي يا سيلين سلمي على مرات اخوي هي وامها
لوهلة اتجمدت بمكانها من الصدmة الا انها اومأت له.
برأسها وذهب نحوهم ترحب بهم وما ان صافحتهم حتى جلست بينهم وهي تنظر لهم بتمعن وفرحة كبير بداخلها، هل هذه عائلة اخيها...
علي الطرف الاخر في اسكندرية بالتحديد بشقة عند ميرال التي ما ان عادت من مكتب الماذون وتحررت اخيرا حتى دفنت نفسها بفراشها واخذت تبكي و.جـ.ـع السنين كله...
تريد التوقف عن ذرف الدmـ.ـو.ع لا تستطيع حتى ما ان انت إليها والدتها واخذتها بأحضانها حتى زادت بكاء.
بقت على وضعها هذا ساعات ولم تشعر بنفسها كيف غفت بوضعها هذا...
لتفتح عينيها بتعب عنـ.ـد.ما وجدت داليا تيقظها
- ميرال، قومي يا حبيبتي
ردت عليها بخمول ونعاس
- في ايه يا ماما...
- دكتور عمر...
- ماله، ما ان قالتها بعدm فهم حتى تنهدت داليا وقالت بتوضيح
- برا، عايز يشوفك
رفعت الغطاء عليها وهي تقول: قوليله تعبانه
ابعدت الغطاء عنها وقالت: ما ان قلت ليه كدة بس هو اصر ان اصحيكي خصوصا لما عرف انك اطلقتي النهاردة.
جلست بنزعاج وقالت- ومين اللي قالو اني اطلقت
- انا، فكرته عارف فعشان كدة جا يسئل عليكي
يا له يابـ.ـنتي عيب من الراجـ.ـل ده بقاله برا
- طيببببب انا قايمة اهو، قالتها وهي تنهض لتتوجهة الباب على الفور لتوقفها والدتها وهي تسئلها
- هتخرجي ليه بالبجامة كدة
- ماليش مزاج اغير
- لاء ما يصحش طبعا، البسي اي حاجة والحقيني.
ما ان قالتها داليا وخرجت حتى توجهت ميرال نحو دولابها لترتدي جينز ازرق غامق مع تشيرت اسود نصف كمل، ثم رفعت شعرها بأهمال على شكل كعكة ثم خرجت دون ان تنظرحتى لشكلها فهي الان تشعر بأن روحها منزوعه منها حرفيا
خرجت له وهي تحاول ان ترسم ابتسامة بسيطة على ثغرها الا انها فشلت بذلك فشل ذريع...
القت السلام عنـ.ـد.ما دخلت لتجد عمر ينهض على الفور ويتقدm نحوها ليصافحها وما ان صافحته حتى رفعت حاجبيها بختناق فهو احتظن كفها بك لا كفيه واخذ يحدثها ويسئلها عن وضعها وكأنه يتعمد ان يطيل وقفتهم هذه الا انها خيبة امله ما ان
سحبت يدها منه بهدوء ثم جلست على الاريكة وهي تقول: انا كويسة
- طب انا هحملكم قهوة، تشربها ايه يا دكتور...
- اشربها سكر زيادة بمناسبة الخبر الحلو اللي سمعته من شوية ده، ما ان قالها ببتسامة واسعة حتى اومـ.ـا.ت له داليا بختناق من سذاجته ثم انسحبت من بينهم
- وخيرا بقيتي حرة، قالها عمر وهو يجلس امامها ويمسك كلتا يدها لتسحبهم منه وهي تقول بتحذير
- عمر في ايه مالك، سواء اطلقت او لاء علاقتنا مش هتتغير احنا اصدقاء وبس
- وليه بس دي، انتي لسه بتحبي
لمعت الدmـ.ـو.ع بعينيه وهي تقول بكذب
- لاء.
- اومال عيونك مالهم، كنتي بتعيطي صح، معقوله ياميرال انت العاقلة الراسية تعيطي عشان واحد زي ده
- عمر لو سمحت
عمر بنزعاج: ايه مـ.ـا.ترضيش اني اتكلم عليه، ت عـ.ـر.في انتي هتخلص من لعنة ياسين امتى...
- امتى، قالتها بلهفة خفية فهي حقا تريد التخلص منه كليلا ليرد عليه الاخر
عمر بلهفة: انك توافقي تتجوزيني...
لترد عليه ميرال بسخرية: لا بجد.
- انا بتكلم جد، أدي فرصة لنفسك ان حد تاني يدخل حياتك وبكدة هتشوفي الرجـ.ـاله اللي على حق
- والفرصة دي اني اوافق عليك
عمر بمحاولة اقناعها: طبعا، شوفي احنا لا هنتجوز ولا نكتب الكتاب احنا هنتخطب بس وعملت فترة طويلة وبكدة دي هتكون فرصتك وفرصتي لو عجبك نكمل هكون اسعد وحد بالعالم ولو معجبكيش تقلعي الدبلة ولا كان حصل حاجة، ها قولتي ايه.
- هتكون فترة خطوبة وبس مش كدة، قالتها وهي تفكر هل ستستطيع حثا ان تتخلص من مرضه للابد ان فعلت مثلما قال...
خرجت من شرودها وهو يأكد على كلامه ويقول
- اكيد وبسسسس، و اللي انتي عايزة انا معاكي
حطي كل شروطك وانا تحت امرك باللي انتي عايزة
صمتت ميرال قليلا ثم قالت بتهور سيكلفها الكثير: اذا كان كدة انا موافقة.
- موافقة على ايه ياميرال، قالتها داليا بصدmة وهي تدخل عليهم وهي تحمل القهوة لينهض بسرعة عمر ويأخذ الصينه منها وهو يقول بسعادة
- مش هتبـ.ـاركيلنا ياحمـ.ـا.تي
- حمـ.ـا.تي،! قالتها بتفاجئ وهي تنظر الى ابـ.ـنتها تارة وتارة اخرى لذلك الساذج الذي تشقق وجهه من شـ.ـدة اتساع ابتسامته
في المزرعة هجين اللداغ
كان يجلس الجميع حول طاولة الطعام يتناولون غدائهم بجواء عائلية بحته...
لتقرص غالية يحيى من فخذه مما جعله ليلتفت لها وهو يرفع حاجبه لينحني نحوها وهو يقول بمشاكسة
- في ايه يابت مش قادرة تستحملي لغاية ما نرجع شقتنة ويتقفل علينا باب اوضتنا
غالية بحدة خافته جدا: اوضة ايه يا قليل الأدب، انت ازاي تحطني بالموقف ده من غير ما تقولي، و بعدين تعالى هناك انت عندك خال واخوات ولااا كمان عندك توأم وانا معرفش ليه ان شاء الله هو انا مش مراتك ولا ايه.
رفع يحيى منكبية وهو يقول: مامتك تعرف بموضوع عيلتي كله بس حظرتك حاولت اقولك وابلغك وكنتي دايما تصديني فاكرة، وعزومة النهاردة جت صدفه
لوت فمها بتفكير ثم قالت بأعجاب ما ان رأت سيلين تطعم سيلا ببتسامة محبه: اختك حلوة اوي والكبير شكله واقع فيها حتت وقعه
- الكبير!
غالية بتأكيد: ايوه الكبير، مش ده بردو كان كبير الحتة اياها...
- لسه فاكرة تفاصيل الايامي دي.
- طبعا مش دي اسود ايام حياتي، ما ان قالتها حتى تنهد يحيى وعاد لتناول طعامه بختناق ف الاخرى لاتنسى ابدا، لا يعرف بأن عنين خاله كانت تراقبه بدقه وشوق له وهو لايصدق بأن ابن انته امامه الان
اما غالية ما ان التفتت الى والدتها حتى سمعته تهمس لها: بلاش تنكدي على الواد خلي يعرف يتهنة بالقمة...
غالية بستنكار: هو انا عملت حاجة.
- مش محتاجة تعملي انت قادرة بكلمة وحدة تسمي بدنه شوفي وشه تغير لونه ازاي ده من شوية بس كان بيضحك يابومة...
لتنظر غالية الى والدتها بعدm رضا من طرف عينيها
علي كلامها هذا...
وبوسط هذه الاجواء وداخل كل واحد منهم امنية صغيرة وهي ان يبدء حياتي من جديد بفرصة جديدة ولكن دائما وابدا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وهذا ما حدث مع شاهين اللداغ الذي كان بقمة سعادته وهو ينظر لأحب الناس حوله الا شقيقة ياسين، هنا افتقده وبشـ.ـدة
عند هذه الحنين له، لأخيه، أراد ان يخرج هاتفه ويتصل به الا انه قبل ان ينفذ فكرته هذه أرتفع بالمكان صوت اكثر شخصة يمقته ويشمئز منه في آنن واحد
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، رد بها الجميع وهو يلتفتون نحو مصدر الصوت، لينطق يحيى بصوت منخفض وهو مذهول
- زينة!
↚- زينة!
ما ان همس بها يحيى بصدmة حتى نظر لشاهين الذي تشنج فكة بشكل ملحوظ وقبل ان تصدر منه اي ردت فعل نهض هو من مكانه وذهب عندها يرحب بها ببتسامة زائف
- يا اهلا وسهلا ده ايه الزيارة الطيفة دي
اتفضلي معايا هنا
اما زينه ما ان دخلت حتى تعلق نظرنها بسيلين التي كانت تجلس بجوار شاهين وبأحضانها سيلا.
منظهرهم معا بهذا الشكل جعلت نيران الغيرة تفعل افاعيلها لتبتسم بتهكم على كلام يحيى وترحابه الكاذب هذا لترد عليه وهي تحاول ان تتخطى
- ما انا هتفضل بس لما اسلم الاول.
- لا سلام على الطعام، ولا ايه، قالها من بين اسنانه المصطكة وهو يقف امامها يمنعها من التقدm ونظراته تمطرها بالتحذير الغاضب ثم اشار لها ع المكتب لتتحرك امامه مرغمه بعدmا نظرت للهجين الذي عاد يتناول غدائه وكأنها غير موجودة ولم يعيرها اي اهتمام ولم يرمقها حتى بنظرة عابرة.
أتبعت زينة الاخر بخطواتها ذات الصوت العالي الصادرة من طرق كعبها العالي المتعمد مما جعل سيلين تعتصر الشوكة بقوة بين انامله بتلقائية فهي لم يخفي عليها نظرات تلك الغريبة لشاهين الذي تجاهلها تماما بالتأكيد هناك شئ بينهم
اما عند يحيى وما ان فتح لها باب المكتب حتى دخلت ليدخل هو الاخر وقبل ان تلتفت له وجدته يسحبها من عضدها بقوة وهو يقول بحدة
- انتي ايه اللي جابك هنا.
نظرت له بحدة هي الاخرى وقالت: جايا اشوف ست الهانم اللي فضلها عليه وابـ.ـاركله على عياله
- هي فعلا هانم وبعدين يفضلها عليكي ايه بس ده مافيش بينكم مقارنه اصلا، قال الاخيرة وهو يرمقها بستنكار وما ان
كادت ان ترد عليه الا انه ابتعد عنها وتركهم وخرج عنـ.ـد.ما وجد الهجين يدخل عليهم ودون اي تفاهم وجدته يقبض على شعرها بعنف ويسحبها نحو وهو يقول بصوته الغاضبة الخشن
- ايه اللي جابك، انا مش هخلص من وصاختك بقى.
نظرت له من طرف عينيها بألم وهي تمسك يده الممسكة بشعرها وتقول ببتسامة متألمة- مبروك، سمعت ان بقى عندك عيال بدل الواحد تنين منها بغمضة عين، طب ازاي بعد السنين دي كلها مقوله كانت حابه تعملهم ليك سبرايز
- الله لا يبـ.ـارك فيكي ولا يسلملك عظمة وبعدين انتي قصدك ايه؟!
- يعني انت متأكد انهم عيالك، ما ان نطقت كلمـ.ـا.تها السامة هذه حتى عالجة بصفعه على فمها واخذ يحركها بقوة فتاكة من شعرها وهو يقول.
- طبعا عيالي، ليه انتي مفكر ان عشق الهجين زيك وسـ.ـخة متاحة للي رايحة واللي جاي مش ولاد شاهين اللي يتشكك بنسبهم سامعة، سيلينا دي اشرف من ان اسمها يجي على السانك حتى
غيرت خطتها بسرعة وهي تقول بمكر بعدmا احتضنته من صدره بذراعيها
- خلاص اهدى انا اسفه مش قصدي، بس بغير عليك ومن غيرتي بقول كدة، انا بحبك شاهين ليه مش بتفهم ده انا كبرت ليا، سامع ليا انا، مش ليها، مششش عشان تمتع غيري في حـ.ـضـ.ـنك.
كرمش شاهين وجهه بشمئزاز منها وهو يبعدها عنه من شعرها ويقول: جاتك القرف، انتي انسانه الوحيدة اللي من مجرد مايتذكر اسمها تقدر تخليني ارجع، مش كفاية بقى وسـ.ـخ ده انتي ماشية مع واحد اصغر من دور عيالك بمرتين، اتكسفي على سنك بقى
- قصدك فتحي،! لاااا ده عيل يجي قصادك ايه بس. هما الرجـ.ـاله كلهم اصلا بكفه وعندي انت بكفه
وبعدين هي مش بالسن ده انا فيا طاقة اكتر من اللي برا ولو مش مصدقني جربني...
- انتي ايه اللي جابك، قالها وهو يعود للخلف لتقترب منه بسرعة ولهفه وهي تقول
- عرفت انها هنا و ولعت النار بجثتي، عيالك دول كان لازم يبقوا مني انا، ابقى انا امهم
شاهين بسخرية من ثقتها التي تتكلم بها
- عيال ايه اللي يبقوا منك انتي، وانتي ورجلك والقبر
- قبر ايه بس تف من بقك وزي ما بيقولوا القديم ليه هيبته بردو.
- ده انا هتف بوشك، قالها وهو يدفعها عنه بضجر ثم اشار للباب واكمل، زينة لمي الليلة واطلع برا مش عايز اشوفك جاتك القرف، وحسك عينك تنطقي برا بحرف
- لو عملت اللي بتقولي عليه ده، هتجيلي ما ان قالتها حتى نظر لها بستنكار
- اجيلك فين، هو احنا اللي هنعيده نزيده عايزاني بعد ما دقت الشهد منها اجي للبصل.
- بقى كدة، طب كد بالك الشهد اللي عندك لأحسن القدر يخـ.ـطـ.ـفها منك بلحظة بحادثة عربية ولا حاجة اووو يمكن رصاصة طايشة تصيبها تجيب اجلها وتخلصني منها، ما ان قالتها كلامها بمغزة حتى شهقت بألم عنـ.ـد.ما وجدته ينقض على عنقها بقوة شـ.ـديد وهو يضغط على حنجرته جعلها تفتح عينيها على وسعهما بخـ.ـو.ف وختناق
حاولت ان تبعد يده عنها الا انه ما ان ضغط بشكل اكبر حتى وجد شفتيها تتورم و وجها ينتفخ بها العروق بطريقة مخيفة...
وما ان بدأت تنتفض بختناق حتى رماها على الارض بعنف جعلها تشهق بصوت عالي ثم اخذت تسعل بشـ.ـدة صوتها هذا جعل يحيى الذي كان يقف بالقرب منهم يدخل عليهم بسرعة
وعنـ.ـد.ما وجد الاخرى بهذا الشكل حتى اغلق الباب عليهم من الداخل وقبل ان يسحب شاهين بعيد عنها وجده يدفعه بضيق ويقترب منها ليمسكها من مقدmة ثيابها وقال بحدة خافته ومخيفة
- عيدي اللي قولتي.
اخذت تحرك رأسها بنفي وهي تسعل بين الثانية والاخرى ثم قالت بصعوبه: ماقولتش حاجة
- عايز تأذيها مش كدة، قالها وهو يهزها من ثيابها لتتمسك بساعده وتقول
- لااااا
- انت بتعمل ايه سبها ياشاهين هتمـ.ـو.ت بيدك، بلاش تخلي اللي برا ياخذوا بالهم اكتر من كدة، قالها يحيى وهو يسحبها عنها وما ان نجح بذلك حتى التفت نحو تلك التي تفترش الارض واكمل بامر
- قومي اطلعي من وشه السعادي...
اومأت له برأسه ثم اخذت تسند نفسها على كفيها وما ان نهضت حتى اخذ تهنـ.ـد.م ثيابها وشرها وعنـ.ـد.ما تأكدت من تمام مظهرها حتى توجهت نحو الباب لترفع رأسها للاعلى بغرور قبل ان تخرج
في الخارج عند البقية توجه الجميع الى الحديقة الخلفية ينتظرون قدوم الشاي ليحتسوا هناك على اشعة الشمس الدافئة
اما داخل المطبخ كانت تقف كل من سيلين وغالية مع الخادmة يقومون بترتيب المطبخ.
كانت سيلين تقف امام الموقد الا انها تذهب بين الحينة والاخرى تسترق النظرات للمكتب من بعيد ليأتيها صوت غالية من خلف وهي تقول
- بتحبي وبتغيري عليه، صح!
عادت سيلين لعملها وهي تقول
- ايوه بس هو مايستاهلش
غالية بتنهيدة: و ايه الجديد كلهم مايستاهلوش حبنا ليهم
- يحيى كمان مغلبك معه صح، ما ان قالتها حتى صمتت غالية بشرود لتعتذر منه على الفور، انا اسفه على تطفلي مش قصدي.
- مـ.ـا.تتأسفيش، بس يحيى مايتخيرش عن جوزك ويمكن انقح كمان، ما ان قالتها حتى رفعت سيلين حاجبيها بستغراب
- شكله مزعلك جـ.ـا.مد، بس اللي انا لاحظته انه بيحبك ويتمنالك الرضا
- بعد ايه! بعد مامـ.ـو.تني بالحيا...
- مش ناوية تسمحي، قالتها وهي تصف الاكواب بالترتيب لتقول الاخرى ببتسامة شاردة
- ت عـ.ـر.في اني مهزئة اوي، ده انا سامحته من زمان بس بكابر عليه عشان امرمطة على قد ما اقدر...
ابتسمت سيلين على طريقة كلامها ثم قالت بتشجيع: والله برافوا عليكي ياريتني كنت زيك، بس اللي عندي انا مايقدرش عليه غير اللي خلقه
- المتر شاهين جبروت آاااه بس مش معاكي، ده بيحبك انتي مش شايفة هو بيبصلك ازاي، وبعدين انتي كمان قوية ومفترية.
سيلين ببتسامة حزينة: انا قوية، فين الاقوة دي انا كمان كنت زيك مخدوعه بنفسي ومفكرة اني ياما هنا وياما هناك وان لايمكن يجي راجـ.ـل يهزني لحد ماشفته ودخل حياتي خلاني احبه بعيوبه اللي مالهاش حل دي، انا طلعت بق ع الفاضي
- ليه بتقولي كدة مش يمكن من كتر حبه ليكي عرف يخليكي تحبيه قده واكتر...
- بيحبني! بيحبني وعمل فيا كل ده اومال لو كرهني هيعمل ايه.
- ولاد اللداغ مع احترامي لعيلتك كلهم كدة حبهم سام بيقــ,تــل، بيخليكي برغم العـ.ـذ.اب اللي بتشوفي معاهم مش قادرة تستغني عنهم زي المدmنين مع انهم عارفين ده بيقــ,تــل بردو مش قادرين يمنعوا نفسهم عنه...
- لو ده حبهم كرههم هيكون شكله ازاي، ما ان قالتها سيلين حتى تذكرت الاخر ايام وكر الافاعي وما كان يحدث فيه لتقول عن أدراك بعدmا سحبت نفس عميق.
- ربنا مايوريكي ولا يجعلك في يوم بخانة اعدائهم دول ينسفوكي، ده انا شفت بعيني محد قالي...
قطبة جبينها وقالت بستفسار: شفتي ايه؟!
- ولا حاجة بس كل اللي اقدر اقولهولك انك ماشفتيش منهم غير وجهم الحلو لانهم مهما قسوة قلبهم بيدخل بقراراتهم، واعرف كمان انه شاهين مش هيسيبك ابد، فنصيحة من مرات اخوكي أرجعيله بكرامتك وبشروطك انتي احسن بكتير لما ترجعيله مغـ.ـصو.بة ومكـ.ـسورة لان مستحيل يسيبك.
- ربنا يسهل، قالتها وهي تفكر بعمق كلامها فهي محقه جدا، زفرت انفاسها بقوة واخذ تسكب الشاي بصمت وما ان انتهت حتى حمل الصينية وخرج لتلحق بها غالية تاركين خلفهم العملة تقوم بترتيب الباقي...
ولكن ما ان وصلوا الى الصالة الكبيرة المشتركة حتى وجدوا باب المكتب يفتح ليليه خروج تلك السيدة التي اتت وقت الغداء...
توقفت سيلين واخذت تتفحصها بغيرة فهي سيدة فائق الجمال بجسدها الممشوق مع شعرها الاحمر الناري الطويل المموج يصل طوله الى نهاية خصرها الرفيع
ابعدت نظرها عنها وارادت ان تستثني طريقها للحديقة الا ان زينة اوقفتها عنـ.ـد.ما قالت بخبث
- انتي عشيقة الهجين صح
التفتت لها سيلين وقالت بصدmة: نعم مين دي اللي
عشيقته، لاء طبعا انا ام عياله.
كلامها الاخيرة جعل زينة تغلي من الغيرة لتقول بتقليل وهي ترفع احدى حاجبيها: امممم قصدك طليقته، ما انا قوات كدة بردو انتي اخرك تخلفيله كم عيل وشكرا، انتي مش ستايله خالص
فتحت غالية عينيه بتساع على وقاحة الاخرى ما ان وجدتها تكمل بتحدي: مهما كان موقعك من الاعراب بحياة شاهيني اخرك هرميكي وهاخذه منك وعيالك مـ.ـا.تخافيش انا اللي هربيهم، اهووو اكسب فيهم ثواب، جاااااو.
قالت الاخيرة وهي تأشر لها بكفها ثم تخطتهم وخرجت، لتنظر غالية لسيلين التي كادت لا تصدق ما سمعته الان وكأن حرفها هذه جعلت الجبال تنهدm على رأسها
- انتي سكتيلها ليه، ما ان قالتها غالية وهي تضـ.ـر.بها بخفه على ذراعه لتجف سيلين من شرودها وهي تقول
- ماهو انا لو رديت مش هرد بالساني، لأ دي يدي اللي هتشتغل ولو عملت كدة شاهين هيعرف انه لسه امره بيهمني.
- ومااااا يعرف يعني ايه، وقال يعني انه مش عارف انك هتمـ.ـو.تي عليه، وبعدين المهم تكوني بردتي قلبك فيها، اومال عايزها تهزئك في بيتك وتتحداك ببجاحة انها هتاخد منك جوزك و عيالك، هاتي دول وروحي لمعي الفيلا فيها، و وريني شطارتك
ختمت كلامها وهي تاخذ منها صينة الشاي وتأشر لها بحاجبيها نحو تلك العجوز النار التي خرجت لتو...
كلام غالية هذا جعل الاخرى ترفع اكمامها بحماس وهي تخرج خلف الاخرى مهرولة وتقول بتوعد.
- طيب ان ما وريتك، بقى انا يتقلي الكلام ده...
وما ان خرجت من باب المزرعة حتى وجدتها تكاد ان تصعد الى سيارته لتلحق بها بشكل اسرع وقبل ان تصعد بالفعل قبضت على خصلاتها بأنامل حديدية وجرتها نحوها بكل قوتها لتصرخ الاخرى بصوت عالي ما ان افترشت الارض لتجلس عليه واخذت تضـ.ـر.بها بغل لتخرج بها تعب وقهر السنين كله.
في الداخل بالتحديد بالمكتب كان ينظر يحيى لشاهين الذي كان يغل من غضبه وهو ينهج ليقترب منه ويقول: هي قولتلك ايه عشان تخليك مولع كدة
- تعرف زينة دي مش هيرتاحلها بالك غير لما تكون نهايتها على يدي...
- سيبك منها مـ.ـا.تشغلش بالك بيها دي جنب حاجة.
تنهد شاهين وقال: دا كان زمان، هي دلوقتي عندها فلوس وعندها رجـ.ـا.لة تشتغل تحت يدها وتقدر تأذيني باللي بحبهم وانا دلوقتي بقى عندي بدل نقطة الضعف الوحدة تلاتة، وماعنديش اي استعداد اشوف حد فيهم يتخدش
- هتعمل ايه
- عايز ارجع سيلين على زمتي والم عيلي بقى تعبت من الوضع ده بجد، بس اختك منشفة دmاغها ولا اجدعها جزمة قديمة، بس انا عارفة دي مـ.ـا.تجيش بمحايلة ابدا.
ليقول بجدية: مش هسملك تغـ.ـصـ.ـبها. زمان ماكنش ليهم اخ دلوقتي لو فكرت تأذيها او تجبرها على حاجة هتلاقيني قصادك...
شاهين بستغراب وصدmة: يحيى انت بتقول ايه دي ام عيالي ولازم ترجعلي
- ما فيش حاجة اسمها لازم، انت اللي فرط فيها استحمل بقى، وآه فكرة انك تضغط عليها بعيالها مش هيحصل بلاش شغل لوي الدراع لانها لو حبت تاخذهم معاها هتاخدهم...
- مستحيل اسيبهم
- يبقى حاول تكسبهم مش تغـ.ـصـ.ـبهم بلاش تعيد غلطك مرتين...
لوى شاهين فكه بتفكير وما ان كاد ان يرد عليه الا انه التفت نحو النافذة عنـ.ـد.ما أتاهم صريخ زينة المتألم مع مزيع صوت سيلين المتوعد...
خرجوا بسرعة من المكتب ليتوجهون نحو الصوت ليتجمدوا بمكانهم متفاجئين بمنظر سيلين وهي تمطر الاخرى الصفعات والسب ولكن شاهين ما ان وجدها تنحني وتعضها من عضدها بكل قوتها حتى تحرك نحوها واخذ يحاول ان يبعدها عن فريستها فهي حقا كالبوة...
ولكن كلما ارد سحبها وجدها تضـ.ـر.ب الاخرى بشكل اعنف مما جعله يضطر بأن يحاوط خيرها من خلف ويحملها عنها بأعجوبه ليدخل بها المنزل وما ان وصل الصالة وهو ما يزال يحملها وهي تعافر بين
يده وتطلب منه ان يتركها تفترسها الا انه لم يستمع لها ليدخل مكتبه ليغلق الباب عليهم بقدmه.
عند يحيى ما ان اخذ شاهين تلك المـ.ـجـ.ـنو.ن حتى توجه هو نحو زينة وهو يحاول ان يكتم ضحكته على منظرها المضحك هذا و.جـ.ـعها متورم من الصفعات وشعرها منكوش كالدجاج...
مسكها من رسخها وحاول ان يجعلها تستقيم وما ان نجح بذلك حتى وجد هناك من يدفعها لتسقط على الارض وذلك الشخص لم يكون سوا غالية التي قالت وهي ترمق زوجها بغيرة
- مـ.ـا.تحـ.ـضـ.ـنها بالمرة، انت ماسكها كدة ليه
- ايه الجنان ده، ما ان قالها بذهول حتى ردت عليه الاخر وقالت.
- هو انت لسه شفت جنان، ده انا هوريهولك لما نرجع بيتنا، ما احنا لينا شقه تلمنا بردو...
- لمي الدور يامـ.ـجـ.ـنو.نه انا بس حبيت اساعد مش اكتر
- خلي الحرس اللي بتتفرج هي اللي تساعدها ولا انت ماصدقت تحسس، هو انت مفكرني اني زي زمان تجيبها وحدة من اياهم قصادي واسكت
- يخربيتك ايه الالفاظ دي...
- لم الدور يايحيى و خوش جوا انا اللي هساعدها
- طب بس براحة عليهم الست دي مش قدك يا وحش.
- خوش جوا ومالكش في، وانتي تعالي يا اختي اما اقومك، قالت الاخيرة وهي تمسكها من شعرها وتجعلها تنهض بقوة تزامنا مع صراخ زينة المتألم
- مالك ياست انتي مـ.ـا.تنشفي كدة، عملالي فيها كيوت وانتي حرباية، خدوها وصلوها لبيتها
قالتها وهي تدفعها نحو حودة الذي كان يقف بالقرب منهم ليومأ لها بقبول بعدmا اشار له يحيى بتنفذ ماطلبت منه.
ليسئلها بعدmا سحبها نحوه وذهب الحرس لمكانهم السابق: الا قوليلي ياغلاتي امك عارفة بعمايلك دي
- لاء هما على الناحية التانية ماسمعوش حاجة، قالتها وهي تبتسم بـ.ـنتصار ممزوج بمشاكسه ليحاوطها من كتفها ليقبل جبهتها وهو يقول
- بمـ.ـو.ت بفرعنتك دي
- ما انت هتمـ.ـو.ت بس لما نرجع ويتقفل علينا باب
تطلع مسكتك ليها من عنيك
انفجر يحيى بالضحك من كل قلبه ثم قال ما ان هدأ.
- وانا اسير بين يديكي وعملي فيا اللي يجي على هواكي بس مهم اني انزل الرضا يا باشا
- اما نشوف، اوعى كدة، قالتها وهي تدفعها عنه وتدخل وهي تبتسم بحب
في المكتب عند شاهين ما ان دخل و حررها حتى التفتت له بغضب شرس لتدفعه من صدره وهي تقول
- ماخلتنيش امـ.ـو.تها ليه ااايه خايف عليها. ولا عشان هي حبيبة قلبك ماهنتش عليك.
كاد ان ينفي الا ان وميض عينيه لمعت بمكر عنـ.ـد.ما لاحظ غيرته ليقول: لازم تخاف عليها مش دي اللي هتاخد مكانك
لتصرخ به سيلين بغيرة كبيرة فهي لاول مرة تشعر بهذا القدر من الألم: محدش يقدر ياخد مكاني...
و اولادي خط احمر
شاهين بستغلال الوضع: لو تحبيهم فعلا وافقي انك ترجعيلي عشان تبقي معاهم وما ضطرش اني اتجوزها عشان تجي تساعدني فيهم.
- مستحيل اخلي وحدة زي دي تنفذ كلامها وتاخدك مني، مستحيل، هو مش حبا فيك لا بس عنادا فيها
- موافقة يعني
- بشرط، انك مـ.ـا.تقربش مني ابد، انا هنا عشان ولا دي وبس، وكمان عشان اعـ.ـذ.بك واخليك كدة لا انا ولا غيري.
- شرطك نافذ وابصملك عليه بالعشرة، حتى شوفي ختم كلامه وهو يقترب منها ويمسك وجهها بين يدها ليلتقط شفتيها يقبلها بعمق روحي وما ان ابتعد حتى نظرت له بعيون ذابله وهي بالكاد تستطيع ان تقف على اقدامها ليسند جبهته على خاصته وهمس لها
- انا كدة ختمت على شرطك، اي اوامر تانية ياعشق الهجين.
- لاء، ما ان همست بها بصوت مبحوح حتى اخرح هاتفه من جيب بنطاله واتصله باحد رجـ.ـاله وطلب منه بإذن يحظروا مأذون على الفور وما ان اغلق الخط واعاد الهاتف لمكانه
حتى عاد بشكل مباغت يقبلها بجنون اعمق وهو يرفع ذراعيها ليجعلها تحاوط عنقه.
في الحديقة الخلفية تحديدا عند سعد الجندي الذي كان يلعب مع احفادة، يقسم بأن الان اجمل واسعد اوقاته على الاطـ.ـلا.ق، ولكن هل الفرح يدوم بالتأكيد لاء وهذا ماحدث معه عنـ.ـد.ما رن هاتفه الذي كان موضوع على الطاولة بجانب ام غالية
ليترك الاطفال قليل وذهب نحو الهاتف ليجيب على المتصل والذي لم يكون سوا زوجته الحبيب داليا
الذي قالت بشكل مباشر ما ان رد عليها
- سعد انت هترجع امتى
قطب جبينه بستفسار: ليه في حاجة يا حبيبتي.
- لاء، بس محتجالك
سعد بحدة: داليا! في ايه اتكلمي
- ميرال
- مالها حصلها حاجة، ما ان قالها بخـ.ـو.ف حقيقي حتى ردت عليه بسرعة
- لالا مافيهاش حاجة بس هي وافقت على عمر واتفقوا بأن خطوبتهم الخميس اللي جاي
سعد بعدm فهم: مين اللي وافق ومين اللي اتفق، وبعدين هي لسه على اسم ياسين
- لاء ماهما اطلقوا
صعق من ما سمع ليقول بستنكار: انتي بتقولي ايه، ازاي كل ده يحصل وانازمعرفش
مابلغتنيش ليه...
- قولت ماينفعش نتكلم بده ع التلفون واستنى لغاية ما ترجع
- انا راجع دلوقتي حالا مسافة الطريق بس، قالها ثم اغلق الهاتف بوجهها ثم دخل للداخل ليرى غالية امامها هي و يحيى لينادي على ابـ.ـنته بصوت عالي
- سيلين!
في داخل المكتب كانت غارقة ببحره وهي تذوب كالشمع بين يده الا انها انتفضت وابعدته عنها ما ان سمعت نداء والدها لها
لينظر لها شاهين بتخدير: في ايه
- بابي بينادي.
- هو دا وقته، قالها بلا مبالاة وهو يحاول ان يكمل ما يرد لتدفعه عنها بقوة ثم اعتدلت واخذت تنظر حولها بذهول هي على الاريكة معه متى وكيف جاء بها الى هنا.
فتحت عينيها بصدmة ثم التفتت وضـ.ـر.بته بقبضتها على صدره وهي تقول بغـ.ـيظ: هو ده التفاق
- اعمل ايه ما انتي اللي احلى من العسل يابطتي بس اااايه عملتلك نفخ ساويت بين شفايفك.
- قليل الادب، ما ان قالتها بأحراج حتى غمزها وهو يرد عليه: اي خدmه، انا تحت امرك بأي نفخ انتي عايزة
نظرت له بغـ.ـيظ: شاااااهين، وما ان وجدته اخذ يضحك حتى اخذت تهنـ.ـد.م ثيابها وشكلها ثم تركته وخرجت وهي تحاول ان تبدو طبيعية على قدر المستطاع
- نعم يا بابي
- جهزي نفسك عشان نمشي
- ليه؟
- في الطريق هبقى اقولك
سيلين بتردد: ايوه بس
- بس ايه في حاجة.
- في انه انا وسيلين اتفقنا نرجع لبعض وكلمت المأذون وزمان جاي في الطريق، قالها شاهين وهو يخرج من المكتب ويقترب منهم لينظر
سعد لأبـ.ـنته قليلا بتمعن وعتاب مبطن ثم اومأ لها برأسه وتركهم وخرج بعدmا قال لهم
- طيب لما يجي انا برا بالجنينه...
نظرت سيلين لشاهين بعتاب لما قالها بهذه الطريق وكأن الامر مفروغ منه، و كأن والدها لا دور له...
اخذت تتنفس بـ.ـنتظام على قدر المستطاع ثم اقتربت منه وقالت.
- لو ما طلعتش تطلبني منه وتخلي يدي موافقته بطيب خاطر، تطلع الم هدومي واروح معه لا اولاد ولا غيره هيوقفوني عن ده، ألا ابويا
شاهين بستنكار: ايوه بس سعد مش ابوكي
سيلين بغضب: قولها مرة كمان وانا همحيك بأستيكة من حياتي، ابويا احترامه فوق كل شئ
- وانا قولت ايه عشان كل ده
- كلامك معه كان زي اللي بيقول احنا قررنا وبس بنبلغك، على فكرة بابي اكتر حد شجعني اني ارجعلك وقال ان دا الصح.
- طب خلاص ما تزعليش انا هخرج دلوقتي واطلبك منه يا قلبي، اللي انتي عايزة اعمله، قال الاخيرة وهو يقرصها من وجنتها ثم خرج خلف سعد
ليقترب يحيى منها وهو يقول: غـ.ـصـ.ـبك
سيلين بستغراب: نعم؟!
يحيى بتسائل: غـ.ـصـ.ـبك انك توافقي عليه، ضغط عليكي بالعيال، صارحي اخوكي لو عمل ده، لاني مستحيل اسمح اللي حصل زمان يتكرر تاني...
مش اخت يحيى اللداغ وتوأمه اللي تتجبر على حاجة
سيلين بستغراب كبير: يعني هتقف معايا
- اكيد، جربي وشوفي.
- بس ده شاهين حبيبك اللي مربيك
- تربية حواري بعيد عنك
- هيسمعك كدة
يحيى بفزع مصطنع مضحك: فال الله ولا فالك ده يعلقني على باب المزرعة لو سمعني
- اممممم وطالمة بتخاف منه هتحميني ازاي
- انا بحترمة اوي ومهما عمل انا معه الا انتي تكون معاكي بالله انتي عايزة، ها موافقة بمزاجك ولاااا
- موافقة بمزاجي، هو ده الصح...
- فعلا هو ده الصح، عقبال ميرال لما ترجع لياسين كمان
- انت عايزها ترجعله بعد اللي عمله فيها.
- المسامح كريم سيلينا، وبعدين ياسين تعب قوي في بعدها، اكتر واحد فينا تعـ.ـذ.ب وميرال لو لفت الارض كلها مش هتلاقي زي ياسين بيحبها...
- لو ليهم نصيب هيرجعوا ولو لسه جواهم حب هيحنوا لبعض ولو بعد حين، حبهم لو قوي هيرجعهم غـ.ـصـ.ـب عنهم...
- فعلا، قالها بتأكيد لتنظر له ببتسامة هائمة به فهي كانت تعرف بأن يحيى على قدر كبير من الوسامة ولكن هذه اول مرة ترى بهذا الجمال روحا وشكلا
لتقول بتدخل: يعني كتب كتابكم كمان شوية.
- ايوه
- طب تعالي معايا اجهزك
- تجهزي ايه بس وبعدين خلينا نشوف بابي هيقول ايه
- هيقتنع طبعا، استاذ شاهين مش هيسيبه الا لما ينطق الموافقة، قالتها وهي تسحبها للاعلى ليحرك رأسه على افعال زوجته التي الذيذة فهو يكاد ان يمـ.ـو.ت بها عشقا
- مجنناك صح، قالتها ام غالية وهي تدفع عجلات كرسي المتحرك ليذهب نحوها بسرعة ليتوله الدفع هو وما ان اقترب من الاريكة حتى توقف ليذهب ويجلس الى جوارها وهو يقول.
- مجنناني صح بس بمـ.ـو.ت في جنانها
طبطبت على يده وقالت: لسه متعباك مش كدة
- حقها، ولو عملت ايه هستحملها
- ربنا يخليكم لبعض
- امين يارب
في الخارج عند سعد وشاهين الذي ما ان وقف الى جانبه حتى قال بجدية
- تعريف ياشاهين ان افعالك دي كلها دين، صدقني كله دين، انت كمان عندك بـ.ـنت وهتحس بو.جـ.ـعي لما يجي حد وياخدها غـ.ـصـ.ـب عنك منك
- انا اعترف ان اسلوبي غلط في غلط بس انا بحبها
ومن حبي ليها عملت ده كله، بس هصلح كل ده.
- هتصلحه ازاي
- زي اني دلوقتي واقف قصادك وبطلب يدها منك
- ولو قولتلك مالكش بنات عندي واني هاخدها وامشي
- هقولك حقك لان اللي زي محدش يوافق عليه بس
هي حبيبتي و ام اولادي ومستحيل اسيبها تفضل رايح جاي عليك كل يوم اطلبها منك لحد مـ.ـا.تزهق منها وتجوزهالي بيدك
- حافظ عليها دي نور عيوني
- يعني انت موافق
- لو زمان كنت تحلم اقولك كدة بس دلوقتي كل شئ متغير، فعشان كدة انا موافق اني اديلك روحي بس عايز منك حاجة.
- ايه هي؟!
- انك ترجع لي بـ.ـنتي اللي اعرفها، انا بقالي خمس سنين ماشفتش ضحكتها ولا شقاوتها كانت معانا شبحها، واللي صبرني عليها كده هي سيلا اللي نسخة منها بشقاوتها، اوعدني انك تحافظ عليها ولا تزعلهاش ابدا لان لو ده حصل مش هرجعها ليك تاني لو عملت ايه.
- اوعدك اني هخليها بقلبي قبل بيتي ما ان قالها بتأكيد وصدق حتى التفت نحو سيارة حودة التي دخلت المزرعة ومعه المأذون لينظر لسعد ثم توجهوا لداخل لبدء مراسم عقد القرآن
وبالفعل هذا ما حدث وماهي سوا مسألة بعض الوقت حتى رفع المأذون المنديل عن يديهم وهو يقول جملته الشهيرة.
لتطلق غالية بنفس الحظة زغروطة عالية وما ان انتهت حتى اخذت تقبل سيلين بسعادة لتبادلها الاخرى ببتسامة واسعة ولكنها اختفت ولمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها ما ان رأت والدها امامها لتقول
- كان نفسي مامي وميرال يكونوا معايا
- حبيبتي المهم تكون مبسوطة والباقي مقدور عليه
الف مبروك، قالها وهو يمسك رأسها ويقبل جبينها
ثم ابتعد وهو يقول، انا لازم امشي.
- خلينا لبكرة، ما ان قالها شاهين حتى رفض سعد فهو يجب ان يعود بأسرع وقت ممكن ليرى تلك المتهورة وما تصنع بغيابه ليستأذن منهم هو ايضا ما ان استأذن الجميع ورحل ليرحل هو الاخر بكل همة ليسلك طريق العودة الى عروس البحر اسكندرية.
في شقة يحيى اللداغ الذي ما ان دخل وهو يحمل ابنه النائم على ذراعيه حتى توحهة الى غرفته ليضعها بفراشه لتأتية غالية تنزع عنه حذائه واخذت تغير ثيابه بحذر على قدر المستطاع لكي لا تقلق نومه...
وما ان استقامت بجسدها بعدmا انتهت ودثرته جيدا بالغطاء حتى اغمضت عينيها بضعف تام عنـ.ـد.ما وجدت ذراعيه تحاوطها من خلف كالأخطبوط بكل تملك...
ولكن ما ان جعلها تلتفت لها حتى فتحت فمها لتتكلم.
الا ان الاخر منعها وهو يضع سبابته على شفتيها
- هشششش، تعالي معايا
قالها وهو يخلل انامله بخاصتها ليخذها معه لغرفتهم وما ان دخلوها حتى اعتصرها بلمح البصر بأحضانه ثم اخذ يفك حجابها عنها ليدفن بعدها وجهها بعتمة شعرها بعدmا نكشه متعمدا فهي يعشقه هكذا ليمس لها: بتحبني غلا، بتحبيني زي ما ان بحبك.
- هاا، ما ان قالتها بتوهان وضعف حتى اخذ يزيد بغزو حصونها بكل اسلحته وهو يكرر عليها سؤاله بألحاح: غلاتي بتحبيني صح، قولي صح، قولي انك بتمـ.ـو.تي فيا زي ما انا بمـ.ـو.ت فيكي، قولي بحبك يايحيى، قولي بحبك
- ايوه بحبك يايحيى والله بحبك، قالتها بعدmا طفح الكيل بقلبها فعجزت عن الصمت اكثر من ذلك.
فاخذوا هذان العشاق يعبران عن حبهما لبعض لاول مرة فعلا وقولا ليعيشوا اجمل ليلة متوجة بحبهم المعـ.ـذ.ب هذا ليتذوقوا حلاوته بعد سنين من العجاف
بروح متعطشة
في المزرعة بالتحديد عند سيلين في غرفة التوأم
كانت تملس على شعر سعد الصغير وهي تبتسم له بحب فهو يحدثها عن ما فعله هو و والدها اليوم وكيف علمه بعض المهارات كرة القدm
ليقول سعد بسعادة طفل
- ت عـ.ـر.في يا ماما، بابا طلع بيحبني اوي وبيقول
انت سندي...
لتنحنى سيلين نحوه وتقبل صدغه وهي تقول بتاكيد
- طبعا بيحبك انت واختك اكتر من اي حاجة بالدنيا
يا له بقى يا حبيبي نام، دي سيلا نامت من بدري
- حاضر، قالها وهو يغمض العنين واخذت هي تداعب شعره بأنامله حتى ان تأكدة بأنه غط بنوم عميق لتنهض من جواره وتذهب الى غرفتها لترفع حاجبيها ما ان وجد امامها شاهين
- انت بتعمل ايه هنا.
- مستنيكي، قالها وهو ينظر الى فستانها الابيض الرقيق فهو كان ينسدل على طولها كله بنسيابه بملمسه الحرير مع شال على الاكتاف، كان رقيق التصميم كصاحبته
رفعت حاجبه ما ان رأت شروده بها لتقول بتذكير
- انت شكلك نسيت شرطي اللي حصل بالمكتب مش هيتكرر
- وماله براحتك...
- طب ايه مش هتصبح على خير ولا ايه
- لاء هنام هنا
- واتفقنا
شاهين بمراوغة: زي ما هو اكيد، و عشان تطمني اكتر هنحط حاجة مابينا ع السرير
- انت بتتكلم جد.
- اه والله، ما ان قالها ببراءة افعى حتى رمت شالها وذهبت نحوه واخذت تدفعه نحو الخارج تحت ضحكاته الرنانه وهو يحاول يتكلم الا ان شكلها المغتاض كان جميلا حقا
دفعته خارج غرفتها واغلقت الباب بالمفتح وسندت ظهرها عليه لتضع يدها على فمها وضحتك بخفوت ما ان سمعته يقول يضحك
- افتحي يامفترية خلينا نمشيها بوس بس ده انا عريس وليلة دخلتي.
ابتعدت عن الباب واخذت تغير ثيابها وهي ما تزال تسمع صوت تذمر بالخارج وما ان انتهت واطفىت النور بعدmا استلقت على فراشها حتى شعر الاخر باليأس وذهب لغرفته هو الاخر ليجر خيبة اماله وتذهب مخططاته الوقحة في مهب الريح
- احسن تستاهل ان ما وريتك ان الله حق مابقاش انا سيلين، قالتها بتشفي ممزوج بفرحة ثم اخذت تمرمغ وجهها بالوسادة بنعاس وتعب لتغفى براحة نفسية لاول مرة بعد زمن طويل.
في اسكندرية عند سعد الجندي الذي صدح صوته بأرجاء الشقة بغضب وهو يقول
- تطلقي، و تنخطبي وتوافقي عليه وتحددي موعد خطوبتك كماااااان من غير علمي، انا ربيتك كدة
- بابا والله ما قصدي هي جنت.
سعد بنفعال من طيش ابـ.ـنته: هي جت كدة! فين رزانتك وعقلك انتي ازاي وعملي كدة، طب طـ.ـلا.ق ماشي بس ازاي تورطي نفسك مع راجـ.ـل تاني بنفس اليوم اللي طلقتي في، انتي كدة بتعـ.ـذ.بني نفسك هو انتي مفكر انك بكدة هتنسي ياسين وحتى لو هتنسي فعلا مفكر ان ياسين هيسكت
- انا وهو اتفرقنا خلاص واللي بينا انتهى.
صرخ بها بتعب: تبقي غلطانه لو مفكرة انها بالبساطة دي، انتي مش اخذتي قرارك من دmاغك ومارجعتيش لحد طيببببب، انا بقى مش همنعك لا بالعكس هخليكي تكملي اللي انتي عايزة عارفة ليه لانه هيكونلك درس...
داليا بتدخل: سعد بس كدة غلط
ليقول سعد بأصرار: حتى لو غلط تتحمله هي، انا تعبت اصلح وراهم خلينا تشوف نتيجة تسرعها ايه...
نظر الى ميرال واكمل، انتي مش اتفقتي مع الزفت ان خطوبتكم خميس الجاي...
- صح يابابي بس انا هلغيها وهعتذر من عمر انا شكلي تسرعت
- لاء ياقلب ابوكي، هتعملي خطوبتك ورجلك فوق رقبتم الحاجات دي مافيهاش هزار، انا دلعتكم كتير اوي ودي اخرتها، انك تتصرفي ولا كأني موجود...
خطوبتك بعد اسبوع لوقتها مش عايز لسانك يخاطب لساني
- بابا!
- صوتك مش عايز اسمعه و وشك ده مش عايز اشوفه على اوضتك يالااااا.
نزلت دmـ.ـو.ع ميرال وهي تنظر لوالدها بترجي لعلها تحصل على استعطافه الا انه ما ان ابعد وجهه عنها بغضب حتى ركضت الى غرفتها لترمي نفسها على السرير وتنفجر بالبكاء المرير والنـ.ـد.م على تسرعها
بعد مرور اسبوع...
↚�
�عد مرور أسبوع
مرت أيام بعد أيام على أبطالنا وهم بين المد والجزر
ف يحيى أخيرا استطاع خلال هذه الفترة أن يكـ.ـسر عناد غلاته و.جـ.ـعلها تكون معه بكل كيانها وجميع حواسها ليعيش معها جنونه و أجمل لحظات عمره وهذا ما جعل أم غالية تطمئن على ابـ.ـنته الوحيدة التي أخيرا استقرت مع زوجها نوعا ما برغم مشاكساتهم أحيانا
أما شاهين كان على العكس تماما، نار الشوق تقــ,تــله وتعـ.ـذ.به ببطء فحبيبته وزوجته أصبحت حلاله بعد طول انتظار وعـ.ـذ.اب ولكن لا يستطيع أن يلمس يدها حتى. فهي فرضت قوانين صارمة عليه جعلته يدور حول نفسه من قلة الحيلة أمامها ولكن كلما أراد أن يجعلها تلين يجدها أصلب من سابقها ولكن أيضا رغم كل هذا لا ينكر أنه في قمة سعادته الآن فهو أخيرا أصبحت عائلته تحيط به
أما عند ميرال التي كانت تعيش بملكوت ثاني دmـ.ـو.عها كل ليلة تبلل وسادتها وكأن قرارها المتهور هذا يحرقها، حتى وإن كان مجرد تجربة كما قال لها عمر إلا أن قلبها يرفض حتى الاقتران باسم آخر غير معشوقه وإن كان بشكل كاذب...
تحن له بكل وقت وتريده هو دون سواه ولكن كيف تفعلها لا تعرف، كيف تغفر لمن لا يستحق المغفرة!
كيف ستنساه وهو مستوطنها حرفيا، أول حب و آخره هو فقط...
وهاي هي الآن مستلقية على ظهرها بفراشها وعينيها مفتوحة بشرود لتنزل دmعتها ببطء شـ.ـديد من طرف أهدابها لتسير بهدوء وتسقط على وسادتها إلى جانب البقايا الأخرى...
ها هو اليوم الموعود جاء، عند هذه النقطة وما إن استشعرت بمرارتها حتى وضعت يديها على وجهها لتطلق العنان لحنجرتها لتخرج شهقاتها المحبوسة بداخلها التي تكاد أن تقــ,تــلها قهرا لتلتفت على يسراها وتدفن وجهها بفراشها لتكتم صوتها
غير واعية لوالدها الذي كان يقف عند باب غرفتها وأخذ ينظر لها بحـ.ـز.ن والدmـ.ـو.ع أخذت تلمع بمقلتيه على حالتها هذه...
لم يستطيع المكابرة وتركها هكذا مثل كل مرة فهو دائما ما كان يراقبها من بعيد كل يوم ولكن الآن عاطفته غلبت قسوته معها، نعم يعترف بأنه قسى عليها كثيرا ولكنها ابـ.ـنته الرزينة كيف تخطئ بحق بنفسها وتظلمها بهذا الشكل وتمحي وجوده هكذا من حياته وتتصرف وكأنه غير موجود
تحركت قدmي سعد الجندي نحوها بآلية وما إن وصلها وجلس الى جوارها حتى سحبها بقوة و.جـ.ـعلها بأحضانه لتتعالى شهقاتها وأنينها أضعاف عنـ.ـد.ما شعرت بدفئ والدها الذي أخذ يعتصرها بين ذراعيه وهو يملس على شعرها لتقول من بين أنينها
- باباااا انا آسفة والله اسفة
ضمها له أكثر وهو يقول بو.جـ.ـع عليها
- هشششششش اهدي
دفنت وجهها تحت جناحه وهي تقول ببكاء مرير
- بابا خبيني بحـ.ـضـ.ـنك. أرجوك والله أنا تعبت.
- ياقلب ابوكي أنتي و روحه. بصيلي، قالها وهو يرفع وجهها بكفه، أخذ يمسح دmـ.ـو.عها بأنامله ثم أكمل، ليه كل الدmـ.ـو.ع دي في عروسة تعيط كده في يوم خطوبتها كدة
كلامه هذا جعل دmـ.ـو.ع ميرال تزداد لتدفن وجهها بصدره مرة أخرى وهي تئن وتقول: بابااااا أنننننن...
أخذ يملس على شعرها: لسه بتحبي ياسين
زادت غصتها لتقول بكذب ومكابرة وهي تضغط على نفسها: لااااا لااااا مش بحبه
رفع وجهها مرة أخرى وقال بحـ.ـز.ن شـ.ـديد فهو يعلم بأنها كاذبه: يبقى خلاص يابـ.ـنتي، طالما مش بتحبيه. أدي لنفسك فرصة، شوفي غيره مش يمكن يكون دا الصح واحنا مش عارفين
أغمضت عينيها بو.جـ.ـع لا آخر له ليمسح على رأسها و وجنتها بعدmا قبل جبينها وهو يكمل: خلاص يا قلبي اللي ربك عايزه وكاتبه هتشوفيه، ارضي بنصيبك واحمدي ربنا عليه
أومأت له بشهقات متفاوته وهي تقول: الحمدلله، الحمدلله
- فعلا الحمدلله على كل شئ، قومي يالله استحمي لغاية ما أمك تجهز الفطار أختك زمانها بالطريق
ميرال بفرحة واشتياق: سيلين جايا؟
اعتدل بجلسته وتنهد: أيوة كلمتني من شوية وقالت أنها في الطريق، يالا يا حبيبتي قومي، قال الأخيرة وهو ينهض من جانبها لتوميء له برأسها. ثم ما إن خرج وتركها لوحدها حتى أخذت تدعك وجهها باختناق لتنظر بعدها حولها هل هي الآن بكابوس أم حقيقة
سحبت خصلات شعرها المبعثرة للخلف بكل قوتها وكأنها تريد أن تقطعها بأناملها، رمت عنها الغطاء ونهضت لتتوجه للمرآة لترى هالات سوداء تزين أسفل عينيها هي الآن كالباندا حرفيا
مالت بجذعها العلوي نحو المرآة أكثر لترى وجهها بشكل أقرب وأخذت تمرر أصابعها على شحوب ملامحها الواضحة كالشمس، لتغمض عينيها بتعب سنين لا تمضى معها، لتهمس لنفسها بصوت مسموع
حبك دmرني يا ياسين لا هو عاتقني أعيش من غيره ولا ينفع اعيشه تاني زي زمان، حبك لعنة حياتي
يا كل حياتي و روحي أنت، ااااااخ يا زمن معقولة هي دي نهايتنا
تنهدت وهي تفتح عينيها على نداء والدتها لها بالخارج تخبرها بأنها جهزت لها الحمام لتستحم...
اخذت تنظر لنفسها مرة أخرى لا تعرف هل ما يسكن مقلتيها الآن عتاب أم انكسار، تشعر بالضياع هل هذه نهاية حبها الكبير يالله كيف خانتها روحها قبل قلبها لتقع أسيرة بجبروت حنينها له بهذا الشكل
فهي بلحظة غضب ممزوجة بجنون كتبت آخر سطور من حكايتهم لا تعرف إن ما فعلته صائب أم خاطئ
هي الأن لا تعرف شئ سوا أن فؤادها ينزف بداخلها بصمت...
تحركت من أمام مرآتها بعدmا
رمقت نفسها بنظرت وداع لتخرج من غرفتها متوجهة نحو الحمام لتستعد لهذا اليوم العصيب الذي قررت خوضه وكأنها ذاهبة على نعشها وليس خطبتها
علي الجهة الأخرى بالتحديد بالواحات الغربية
كان شبه مستلقي تحت إحدى الأشجار يسند ظهره على جذعها وهو ينظر أمامه بحـ.ـز.ن فظيع، هاهو حقق لها أمنيتها وتركها كما تريد. تركها لكي تعيش بسلام بعيدا عنه ولكن بفعلته هذه فقد هو السلام والطمأنينة...
كان يكفي بأن اسمها مرتبط بأسمه على الورق ولكن ما إن انتهى هذا ايضا وحررها منه كليا حتى شعر بأن روحه انتزعت منه...
أبتسم بحالمية عنـ.ـد.ما مر طيفها أمامه ما إن جلست إلى جانبه لتقبل وجنته برقتها المعهودة. ليلتفت لها برأسه وعنـ.ـد.ما وجدها تبتسم له لينطق لسانه بتنهيدة شوق عالية
- حشـ.ـتـ.ـيني و يا مرمر
وجدها تبتسم له بشكل أوسع من سابقه والخجل كسى وجنتيها بحمرة خفيفة لذيذة ليكمل كلامه بعتاب و و.جـ.ـع وكأنها تجلس الى جواره بالفعل وتسمعه
بقالك كتير معـ.ـذ.باني مش هتحني عليا بقى، أرجع رأسه للخلف، صعب بعدك ميرال والله صعب، أنا ياسين محدش قدر ينزل دmـ.ـو.عي، أنتي نزلتيها بسهولة
ميرال! اووووووف يا ميرال، أنا مش بعاتبك ولا بلومك، أنتي معاكي حق بس عايز منك إنك تاخدي بالك من روحك في بعدي، وما تبكيش عليا أنا مستاهلش والله مستاهلش، و أوعي أوعي تفكري بيا انسيني وعيشي حياتك من غيري...
بس أنا صدقيني مش هاقدر أنسى اللي عشته معاكي، ازاي أنسى وأنتي حبيبتي وكل ما ليا...
ده أنا أديتك حريتك مني كان قصادها روحي وعـ.ـذ.ابي وكل ده يهون قصاد سلامتك وسعادتك
أخذ يثرثر معها عن ما يجوب بداخله ولم يشعر متى غطت دmـ.ـو.عها معالم وجهه. ليمسحهم بسرعة واختناق وهو يعتدل بجلسته ما إن سمع صوت سيارة تقف خلفه ليتبعه صوت يحيى الذي قال ما إن نزل منها بعجرفته المعتادة
- بقى الباشا هنا و احنا بقالنا أسبوع بندور عليه
رمقه بملل ثم قال بضجر: ايه اللي جابك
ليقول يحيى برفعة حاجبه
- اااايه أزعجت سيادتك ولا ايه
تأفأف ياسين ثم قال بانزعاج: يحيى أنا مش ناقصك اللي
فيا مكفيني
- اللي فيك؟ معقولة عرفت، قالها وصمت بتعمد ليثير فضوله وها قد نجح بذلك بالفعل ما إن وجده يقول بتركيز
- عرفت ايه،؟ !
لم يتردد يحيى ولا حتى ثانية واحدة ليفجر القنبلة ليقول بشكل مباشر: ميرال خطوبتها النهاردة
قطب ياسين حاجبيه بعدm فهم وهو يقول
- مين دي اللي خطوبتها النهاردة
رفع يحيى منكبيه وقال: ميرال
ياسين بعدm استيعاب حقيقي: ميرال مين!
- أختي
- لاء استنى، قالها وهو يستند على يده لينهض وما إن استقام حتى كرر سؤاله، أختك مين بقى...
- ميرال
أشار لصدره وقال: ميرال حبيبتي أنا!
يحيى بتلاعب بالأعصاب: لا خلاص حبيبتك إيه بقى أهي كم ساعة بس وهتلبس خاتم غيرك
مرر ياسين راحة يده على وجهه بقوة وهو يقول
- أنت بتقول ايه!
اقترب منه يحيى وأخذ يخبطه بعنف بعض الشئ على صدره وهو يقول: بقووووول اللي هيجرى، ميرال النهاردة خطوبتها على الدكتور عمر، خمس سنين وأنت مصدعنا يا أخي عليها. وليل ونهار بتدور على مكانها، و أول ما لقتها عملت إيه، هااااا إيه روحت طلقتها بسهولة ومن غير مانعرف حتى...
صدفة، أنا وشاهين عرفنا بطـ.ـلا.قك صدفة
- سهولة اااايه، مين ده اللي طلقها بسهولة، ليه هو أنت دخلت قلبي وشفت حصله ايه، بسسسس بس أنت متأكد من كلامك. ميرال هتتخطب فعلا
يحيى بانفعال: بقوله الليلة، يقولي متأكد...
ليقول ياسين بقهر وانكسار: طب ازاي ده احنا بقالنا أسبوع بس، عارف ده معناه ايه
- إيه
ياسين بجنون أخذ يمشي هنا وهناك و كأنه يكلم نفسه: ده معناه إن تضحيتي ليها ولا حاجة، دي داست عليا ومشيت ولا كأني كنت موجود في يوم بحياتها
يحيى باستنكار: أنت مفكر ايه بعد الطـ.ـلا.ق هتفضل على ذكراك يعني
توقف وأخذ ينظر له وهو يقول بو.جـ.ـع: لاء، مش مفكر بسسس كنت، كنت
- كنت إيه
نظر للأرض وهو يحاول أن يعبر عن ما يدور بداخله: يعني أنها هتتأثر مثلا، أو يمكن كنت عشمان إن الحجر الموجود جواها يتحرك شوية، أو يمكن تضحيتي ليها تغفرلي عندها
- أنت مش كنت عايزها تبقى مبسوطة وتعيش حياتها
ما إن قالها يحيى. حتى صرخ به الآخر
- مش بعد أسبوع يااااا يحيى مش بعد أسبوع...
ده المـ.ـيـ.ـت بياخذله أربعين يوم...
- خلاص انسى، اللي حصل، حصل بقى، ما إن قالها يحيى بمغزى حتى نظر له ياسين بنظره غريبة ليحك جانب حاجبه قليلا ثم قال
- اللي حصل يتغير...
- يعني
- يعني مش ياسين اللي يتنسي بأسبوع بس وكأنه ماكنش من الأساس، مش ياسين اللي يضحي بحب عمره قصاد سعادته وهي تستهزئ فيه
- لو هتأذيها هتلاقيني قصادك قبل ما تعملها، قالها وهو يقف أمامه ما إن وجده يريد التحرك لينظر له بو.جـ.ـع وهو يرد عليه
- ياريتني أقدر أعملها
- ناوي على إيه...
- آخد حقي، قالها وهو يدفعه من أمامه وذهب مسرعا لسيارته التي أتى بها ليسرع الآخر خلفه وهو يقول
- أيوة اللي هو ايه، الله يخرب بيتك رايح فين، ناوي تعمل إيه
نظر ياسين للآخر بنظرة خبث لم تظهر عليه من زمن وهو يقول بتوعد: ناوي على كل خير، كلم حودة يجمع الرجـ.ـا.لة ويلحقنا ع اسكندرية
- هتعمل ااااايه
- نزف العروسة، هنعمل إيه يعني
- ياااااسين، لو أختي تأذت شعرة منها قصاد روحك هنسى الاخوة اللي بينا
- اتفقنا
- على إيه
- شعرة منها قصاد روحي، ما إن قالها وهو يشغل المحرك وانطلق نحو هدفه وعينيه تلمع بتوعد لا آخر له ليرفع يحيى هاتفه ليتصل ب حودة...
في كافتريا المستشفى
كان يجلس أمامها وهو يحرك ساقه بتـ.ـو.تر ليقول بعد صمت لا يستهان به: وبعدين بقى ده احنا بقالنا أسبوع بالبوز ده، هتفردي وشك امتى بقى
نظرت له هدى بغضب: وأفرده ليه يا أستاذ حودة، بعد ما ضحكت عليا وقولتلي الليلة هاجي أخطبك، فاكر كلامك ده، وأنا الهبلة اللي صدقتك ورحت بلغت أهلي وفضلنا نستنى على مافيش
- ما أنا اعتذرت بدل المرة ألف وباباكي وأهلك عذروني بس أنتي اللي راكبة دmاغك...
- إيه! إيه الجبروت ده، مش عايزني أزعل كمان على كـ.ـسرتك لفرحتي...
صمت حودة قليلا ثم قال بهدوء: غـ.ـصـ.ـب عني ياحبيبتي يحيى باشا طلب مني شغل ضروري بوقتها مقدرتش أرفض
- الباشا بتاعك مايترفضش طلبه أكيد بس أنا استنى عادي
- هدى أنا عارف إني غلطان، ما إن قالها حتى أبعدت نظرها عنه وهي تقول بدلال أنثى جميل
- طببببب كويس إنك عارف ده
نظر حودة حوله ثم تقدm بكرسيه الخاص نحوها ثم قال وهو يدفعها بخفة من عضدها: يابت ده أنتي اللي بالحتة الشمال، فكيها بقى
نظرت له بتفكير ثم قالت: لو فكتها هتتعدل ولا هتفضل زي الديل ما تتعدلش
- هتعدل لما تقصري لسانك ده شوية، قالها وهو يقرصها من كف يدها بقوة جعلتها تتأوه بصوت مسموع ليفتح عينيه عليها بعصبية وهو يضـ.ـر.بها بقدmه على ساقها، هشششششش إيه صوتك ده
أخذت تدلك مكان الألم وهي تقول
- جاتك كـ.ـسرة بإيدك ورجلك
- لسانك ده هيخليني أتغابى عليكي
- وأهون عليك، قالتها وهي تلوى شفتيها بزعل مدلل لبيتسم لها رغما عنه فهي حقا لا تهون عليه
لتبادله الأبتسامة بحب كبير ولكن سرعان ما كرمشت معالمها عنـ.ـد.ما جاءه اتصال من الباشا الذي لا تعرف ماذا قال له ليرد الذي أمامها بطاعة
- اعتبره حصل ياباشا، سلام
- على فين، قالتها بذهول عنـ.ـد.ما وجدته ينهض وهو يحمل متعلقاته الشخصية ليقول على استعجال
- لازم نمشي يا حبيبتي جالي شغل مهم
هدى بعناد متعمد- وإن قولتلك نقضي اليوم سوا...
- خلينا لغير يوم يا حبيبتي. يالا قالها وهو يمسك يدها وسحبها خلفه ليخرج بها مهرولا ليفتح لها الباب وما إن استقر خلف الدركسيون حتى تفاجئ بضـ.ـر.بة منها وهي تقول
- بكرهك
- وأنا بمـ.ـو.ت فيكي، قالها وهو يقبل يدها لتسحبها منه وتكتف ساعديها أمام صدرها ونظرت للنافذة بزعل ليتنهد بحيرة وهو يتحرك بسيارته بسرعة ليوصلها ثم يذهب لتنفيذ ما يريده أولاد اللداغ
- يعني اااايه رجعها ليه، يعني ايه، ومن أسبوع كمان. ازاي أنا معرفش، صدح صوت زينة بالفيلا وهي تكاد أن تتميز غـ.ـيظا مما سمعت ليرد عليها فتحي بتـ.ـو.تر
- ماهو أنا خبيت عليكي عشان كنتي تعبانة من العلقة اياها...
زينه بغل: مـ.ـا.تفكرنيش. دي خدتني على خوانه
- طلعت حلوة وشرسة نوعي المفضل، غمغم بهذه الكلمـ.ـا.ت وهو يبتسم بإعجاب لينتفض ما إن صرخت به
- أنت بتقول إيه! سمعني
فتحي باستدراك: ولا حاجة، ياست الكل، كنت بسأل بس. في دmاغك حاجة معينه عايزة تعمليها ولا ايه
- أيوة، ما إن قالتها بتأكيد حتى سألها بفضول
- إيه هو بقى
زينة بحقد: تخلصني منها
فتحي باستغراب: أخلصك من مين
- من سيلين طبعا، ما إن قالتها بإصرار حتى نهض من الأريكة وهو يقول بفزع حقيقي
- نهار اسود، عايزاني أخلص على وحدة الهجين بنفسه بيقول عليها ياعشق الهجين، عارفة إن مجرد التفكير بده يعتبر انتحار رسمي، لا لا لا أنا مليش دعوة، سلام
قال الأخيرة وهو يتركها ويخرج لتحمل هي الزهرية وترميها خلفه بغضب لتسقط على الأرض و تتهشم لأجزاء صغيرة ثم أخذت تشتمه بكل لغات العالم
لتقترب منها الخادmة بسرعة وأخذت تنظف المكان وهي تنظر لها بغموض بين الحينة والأخرى
في اسكندرية أمام مدخل العمارة السكنية لعائلة الجندي، توقفت سيارة الهجين وهو يقول
- وصلنا
- مش هتنزل، قالتها سيلين وهي تنظر لذلك الجـ.ـا.مد الذي لم يتكلم طول الطريق سوا بكلمـ.ـا.ت معدودة
- لأ...
مالت نحوه وهمست له: كل ده عشان أختي هتتخطب
التفت لها واصبحوا وجها لوجه: لأ...
غمزت له بخفة وسألته: أومال ايه
- مافيش يا قلبي، اتبسطي أنتي، أنا هكمل كم مشوار كدة وهبقى أجيلك ع القاعة
ابتعدت عنه قليلا وقالت بتفاجؤ: هتيجي
شاهين بتأكيد: أكيد
ردت عليه بذهول: غريبة
- ايه الغريب في كدة. أخت مراتي وبـ.ـنت عمي
سيلين بعد اقتناع: هدوءكم ده ما يطمنش
- ليه أختك عملت حاجة غلط
- لأ، بالعكس دي طلعت أنصح مني بكتير وعرفت ازاي تدي أخوك على قفاه يستاااهل، فاكر عمل فيها ايه وقد ايه كان اصراره على أذيتها...
شاهين بغموض: اممممممم بقى كدة...
- ايوه كدة، دي ميرال مش سيلين عشان تسامح
- وقال يعني أنتي سامحتيني و كرمك بيخر منك اشحال أنتي مدوقاني المر بالأيام اللي فاتت عطشان والمياة قصادي ومتحرمة عليا
- تستاهل يابيبي
- طب انزلي يا قلب البيبي وخلي نهارك يعدي
- احمممم، حمحمت بها غالية التي كانت تجلس بالخلف هي و والدتها لينظر لها شاهين عبر المرآة الأمامية ليفتح عينيه على وسعهما ما إن وقع نظره على بلال الذي كان يقبل وجنة سيلا
ليصـ.ـر.خ به بانفعال: يابني كفاية ده أنت هريتها، خدها خلص، تعالي أنتي هنا، قال الأخيرة وهو يلتفت للخلف ليحمل ابـ.ـنته الصغيرة ليعود للأمام ويضعها بأحضان والدتها وهو يكمل، امسكي بـ.ـنتك ياهانم وخدي بالك منها دي قربت تخلص بسبب ابن الكـ.ـلـ.ـب، يالا انزلوا والحرس هتساعدكم...
قالها وهو يخرج ذراعه من النافذه ويؤشر لهم ليأتوا على الفور ليساعدوا أم غالية التي شعرت بالخجل وهمست لأبـ.ـنتها
- قولتلك خليني بالبيت حلوة البهدلة دي
فتح شاهين بابه ونزل ليلتفت نحوها وفتح لها الباب ليحملها هو وما إن استقام حتى اقترب منه أحد رجـ.ـاله بالكرسي المتحرك ليضعها عليه ثم مسك رأسها وقبلها ثم نظر لسيلين التي كانت قد نزلت هي الأخرى واخذت تنظر له بسعادة ليقول
- يالا هتوكل أنا
نظرت له سيلين قليلا ثم لغالية لتفهم عليها الأخرى ف أخذت الأطفال معها وتوجهت للداخل
لتذهب سيلين خلف زوجها وقالت له قبل أن يصعد
- ناوين على ايه يا شاهين
- هيكون إيه يعني
- مستحيل الليلة دي تعدي على خير، يحيى ما جاش ليه، ليه بعت عيلته معانا، راح فين، أكيد راح ل ياسين اللي بقالكم كم يوم مش عارفين توصلوا ليه...
- أنتي عايزة ايه
- ناويين على إيه بالضبط
- على كل خير، ما إن قالها حتى زاد قلقها اضعاف
- خير! ومنكم، ما اظنش
- بحبك وأنتي ذكية، قالها وهو يقرص شفيتها بقوة ثم تركهم ليقبل أناملها بقوة ثم تركها وذهب لتقف بمكانها تنظر لسيارته كيف تختفي من أمامها بعدmا لحقت به إحدى سيارات الحرس والأخرى بقيت معهم
في الأعلى كانت الأجواء على أتم ما يكون كل شئ يدل ع البهجة إلا ميرال التي كانت تجلس أمام الميك اب ارتست بملامح جـ.ـا.مدة وما إن كادت تضع لها أحمر الشفاه حتى أبعدت يدها عنها ونهضت من الكرسي عنـ.ـد.ما أتاها صوت سيلا التي فتحت باب غرفتها ودخلت راكضة وهي تقول بحماس
- مامي!
- يا قلب مامي أنتي، قالتها وهي تستقبلها بحنان كبير ثم أخذت تقبلها بحب كبير ثم أبعدتها عنها وهي تنظر لسعد اللداغ الذي أتاها هو الآخر ركض عنـ.ـد.ما وجدها تفتح له ذراعيها...
لتحتضنهم معا وهي تقول: وحشتوني أوي أوي ياحبايبي
- أنتي عروسة يا مامي، ما إن قالتها سيلا وهي تنظر إليها بانبهار طفلة لتبتسم لها الأخرى بحـ.ـز.ن
لتسألها عن والدتها بهدف تغيير مجرى الحديث
- إلا صحيح سيلين فين...
- أنا هنا، قالتها وهي تنظر لها من عند باب الغرفة
لتنهض ميرال واخذت تنظر لها بدmـ.ـو.ع محبوسة بمقلتيها لتقترب الأخرى منها بسرعة وأخذت تهمس لها بأذنها بعدmا احتضنتها بقوة كبيرة
- مافيش عـ.ـيا.ط، أوعي تعمليها أنتي طلعت أقوى مني بكتير
- سيلين أنا محتجاكي الليلة معايا أوعي تسيبيني. خفت أوي إن شاهين يمنعك إنك تيجي
- أنا معاكي يا قلبي و عمري ما هسيبك ولا حد يقدر يفرقنا لا شاهين ولا غيره، استني أما أشوف
قالت الأخيرة وهي تبعدها عنها لتنظر لها بأعجاب ولكن اعجابها هذا زاد أضعاف عنـ.ـد.ما أكملت زينتها بشكل كامل وارتدت فستانها لتضع طوق ناعم مرصع بالكريستال الأبيض أعلى رأسها لتصبح كأميرات ديزني حرفيا
ابتعدت سيلين خطوة للخلف وأخذت تنظر لها من الأسفل للأعلى بتقييم وهي ترفع حاجبها، كانت ترتدي حذاء عالي كريستال مع فستان زهري فاتح جدا بموديل منفوش من طبقات التل الشيفون يصل طوله لأسفل الركبة
ضيق عند الخصر محدد نحافتها بطريقة تخـ.ـطـ.ـف الأنفاس مع نقوش الصدر المزخرفة ليكون من الأعلى عاري الأكمام تماما
لتنزل خصلاتها السوداء المموجة بستايل غجري وفوضوي بشكل رائع وما زادها جمال هو تاجها الناعم...
- اللهم صل على النبي، قالتها داليا وهي تدخل عليهم ليتبعها زغروطة عالية منها ومن غالية التي دخلت معها لتنظر لها ميرال باستغراب واستفهام
وقبل أن تسأل عنها. وجدت سيلين تقوم بتعريفها
- دي بقى حبيبتي غالية مرات أخويا، قصدي أخونا
رفعت ميرال حاجبيها بفرحة وهي تقول
- هو يحيى برا...
- لأ، ما إن قالتها غالية بإحراج لتختفي ابتسامة ميرال بالتدريج ولكن سرعان ما إن ابتسمت مرة أخرى وتقدmت نحوها لترحب بها بحب لتستغرب غالية لقبول الأخرى لها بهذه السرعة، فهي لا تعرف بأن ميرال هي نبع الطيبة والرقي إلا أن الزمن جار عليها
مرت عليهم ساعة تلو الأخرى بالتجهيزات ليعم الظلام ع السماء بالتدريج ليعلن بهذا عن حلول الليل
كانت أجواء القاعة صاخبة فقد قام عمر بعزيمة كل معارفه وأصدقائه وكأن بفعلته هذه يريد أن يخبر الجميع بأنها ستصبح له
كان يقف إلى جانبها وهو يتمعن بها بانبهار لا يصدق حتى الآن بأنها وافقت عليه...
نعم هو الآن يرى السخط منها إلا أنه سيجعلها تهيم به كما يهيم هو بها
اقتربت سيلا منهما بفستانها الجميل وهي تحمل طبق مزين موضوع به خاتمان ما إن بدأت المراسم تقام
لينحني نحوها عمر وأخذ منها الخاتم المخصص لميرال بعدmا داعب شعرها بابتسامة سعيدة لينظر بعدها لتلك التي سحرته بفتنتها من أول يوم رآها به
فرد راحة يده أمامها يطالب بأن تعطيه يدها اليمنى ليرى التردد مع الدmـ.ـو.ع تلمع بحدقتيها وهي تمد له كفها وما إن لامست بشرته بأناملها حتى ابتلعت غصتها بصعوبة شـ.ـديدة لدرجة بأنها شعرت بنغزات بحنجرتها
أخذت تنظر بتوسل لوالديها وكأنها تريدهم أن ينقذوها نظرتها هذه جعلت قلب سعد ينفطر عليها
لتعود بنظرها ليدها ما إن شعرت بالآخر بدأ يقرب الخاتم من خنصرها ولكن ما إن بدأ يضعه حتى انتفض ليقع منه على الأرض عنـ.ـد.ما اااااء
وهنا دقت ساعة الصفر ليتفاجأ الحضور ب...
↚�تعود بنظرها ليدها ما إن شعرت الآخر بدأ يقرب من خنصرها ولكن ما إن بدأ يضعها حتى جفل بفزع و وقع الخاتم منه على الارض عنـ.ـد.ما احتل المكان بشكل مفاجئ صوت الطبل البلدي العالي مع المزمار
وهنا دقت ساعة الصفر ليتفاجئ الحضور بدخول درجات نارية سوداء لا حصر لها تدور حولهم داخل القاعة ليليه اقتراب صوت الطبل أكثر و أكثر مما جعل الحضور ينظرون لبعضهم بصدmة ولكن ما جعل صدmتهم هذه تمتزج بالذهول
عنـ.ـد.ما وجدوا ياسين يدخل من الباب الكبير للقاعة وهو يفرد ذراعيه كالنسر يميل هنا وهناك يرقص بكل جبروت مع رجـ.ـاله
مما جعل ميرال تفتح فمها بذهول و أخذت تنظر ل عمر الذي كان لا يقل ذهولا عنها ثم انتقلت بنظرها لسيلين التي تحركت بغضب نحو شاهين الذي كان ينظر لأخيه بفخر وكأنه يقدm استعراض مميز
وما إن اقتربت منه حتى سحبته من قميصه نحوها وهي تقول: ايه اللي بيعمله أخوك
- بيبـ.ـارك ليكم على طريقته، ما إن قالها باستفزاز
حتى صرخت به بانفعال
- شاهين
رد عليها بغزل وحب: ياعيونه أنتي
- لو عمل حاجة بأختي، ما إن قالتها سيلين بتهديد وهي ترفع سبابتها بوجهه حتى قاطعها هو بتأكيد
- أيوة أختك دي، شايفاها مش كدة. ياسين ده بقى هيطلع الخمس سنين من عينيها، مش احنا اللي بنضـ.ـر.ب على قفانا ونسكت
سيلين بفزع: أنت فرحان كدة ليه، أنتم ناويين على ايه؟ !
- أيوة فرحان و جدا كمان، بصي رقصه حلو ازاي، قالها وهو ينظر إلى ياسين الذي كان منـ.ـد.مجا مع حودة بالرقص ثم أخذ ينزع عنه سترته الشتوية وهو يبتسم بخبث ليرميها لأحد رجـ.ـاله بهمة ثم أخذ يرفع أكمام قميصه وما إن رفع نظره لقـ.ـا.تلته لتلك التي سرقت منه راحته وجدها بقمة الأناقة والجمال، ليكز على أسنانه من الغيرة وعينيه لمعت بحـ.ـز.ن ممزوج بتوعد هل فعلت كل هذا بنفسها لأجل ذلك الحثالة الذي يقف بجوارها كالأهبل
أخذ يخرج بعض النقود الورقية من جيب بنطاله ليذهب نحو صاحب الطبل ليضع له قسم منه ثم ذهب نحو الآخر و وضع الباقي داخل بوقه ليجده يجلس على الأرض على إحدى ركبتيه وزاد من حماسه بالعزف
ليعود ياسين بفرد ذراعيه مرة أخرى و أكمل رقصته ولكن هذه المرة أخذ يقترب من تلك التي لا تستطيع ابعاد نظراتها عنه وكأن هناك غراء خفية علقت عينيها به، كانت تراقب كل حركة منه بملامح شاحبه فهي تعرفه لم ولن يمرر هذه الليلة على خير و بالفعل هذا ما حدث
ما إن اقترب كثيرا منها حتى التفت لأحد رجـ.ـاله وسحب مسدسه الخاص منه وانحنى لها ليمسكها من رسغها بإحكام وسحبها له لتصبح داخل أحضانه بلمح البصر
رفعت رأسها للأعلى وهي تنظر إلى داخل عينيه بقوة عنـ.ـد.ما وجدته يضع فوهة المسدس بطرف عنقها. ضحك لها بعبث ثم جعلها تستدير بسرعة ليحتضنها من خصرها ما إن وجدها أخذت تعافر على تحرير نفسها منه بغضب...
ليصبح وضعهم ظهرها مسنود على صدره وذراعه اليسرى محتجزها بها ويده الأخرى يزرع مقدmة المسدس بجانب عنقها البض بالتحديد كان يغرزه أسفل فكها بجانب الحنجرة
ليرفع جميع رجـ.ـال وكر الأفاعي سابقا أسلحتهم باستعداد بشكل رسمي للرمي
كل شئ حصل بثانية أو اثنتين لا أكثر ومنظرهم بهذا الشكل جعل الموسيقى تنطفئ ليعم السكون بالمكان و أرتفعت وتيرة الفزع بين الحضور
تحرك عمر نحوهم بسرعة ليأخذها منه أو هذا ما أراد فعله وما تمنى ولكن شاهين سحبه من منكبيه ليجعله يعود أدراجه للخلف ثم دفعه بعنف لرجـ.ـالهم الذين ما إن أمسكوه حتى أخذوا يضـ.ـر.بوه بقوة جعلوا صوت تأوهاته يعلو بالأرجاء ثم تم جره الى زاوية بعيدة في القاعة ليرموه بها بعدmا أصبح خرده لا ينفع لشئ
- لا جواز بالإكراه، قالها المأذون الذي دخل عليهم
مع رجـ.ـال الوكر وهو ينظر بريبة للأجواء هذه وماذا يحصل هنا
- أكتب ياشيخنا أكتب، مافيش إكراه ولا حاجة، ولا ايه، قالها ياسين وهو ينظر الى سعد الذي كان ينظر الى ابـ.ـنته ميرال بعتاب وكأنه يخبرها ألم أقل لك بأن الآخر لن يصمت و إن رد فعله ستكون كارثية، يعلم بمقدار حب ياسين لها ويعلم أيضا بأنه سيصونها فهو حقا نادm عن ما جرى بالماضي ولكن هو شخصيا يرفض هذه الطريقة حتى وإن كانت آخر حل أمامه...
رفع سعد حاجبه والتفت قليلا للخلف ما إن سمع همس يحيى له الخافت: وافق...
ليقول سعد بانزعاج منه- أنت بتقول كدة دي أختك لو نسيت ده...
ليقول يحيى بعدmا نظر بابتسامة ل ياسين كيف يشـ.ـدد من احتجازها وهو يتبادل النظرات معها بغيرة وكأنه يود أن يخبئها عن الحضور
- عشان هي أختي بقولك وافق، ميرال مستحيل كانت توفق إلا كدة، حتى مقاومتها ليه كبرياء مش رفض، مافيش خـ.ـو.ف بعنيها بالعكس ده في تحدي
تنهد سعد وقال بقلة حيلة فهو الآن لايوجد حل آخر أمامه سوا الرضوخ فهو يعلم من يكونوا هؤلاء
- طيب لو وافقت هيئذيها مش كدة
يحيى بنفي: تؤؤؤؤ، مش ياسين اللي يقدر يأذيها مع إن مكر وكر الأفاعي كله في ياسين بس يجي قصاد بـ.ـنتك العنيدة دي! ويبقى سبحان الله عاجز معاها حرفيا...
كاد أن يرد سعد عليه الآن، إلا أن صوت ياسين الحاد قطع حديثهم عنـ.ـد.ما وجده يقول للمأذون بأمر
- يالا ياشيخنا أنت مستني ايه، البت دي فرهدتني
مش راضية تثبت.
- بس يابني الجواز لازم يكون في قبول وإلا هيكون باطل
- أكتب يا شيخنا وما تركزش كتير، ما إن قالها بحدة حتى أومأ له المأذون بخـ.ـو.ف وهو يقول
- حاضر، فين وكيل العروسة
تقدm سعد بقهرة أب نحوه وجلس الى جواره وقال: أنا...
ليحرر ياسين خصرها ليمسكها من معصمها بقوة وسحبها خلفه رغما عنها نحو المأذون وما إن جلست حتى جلس هو الآخر ليقول المأذون
- عايز أسمع موافقة العروسة
نظر لها ياسين وقال: أنتي موافقة مش كدة
حركت رأسها ب لا وقبل إن تنطقها، وجدته يضع المسدس مرة أخرى عليها ولكن هذه المرة وضع فوهته بجبينها وقال بغضب وملامح إجرامية
- سمعيني صوتك، أنتي موافقة تتجوزيني ولو عايزة تشتري مـ.ـو.تك، ارفضي
أغمضت عينيها بألم ما إن ضغط على جبينها بقوة لتحرك رأسها بنعم وتقول بصوت مبحوح
- موافقة
- شاطرة يا حبيبتي، قرص ذقنها بخفة ثم التفت للآخر وقال بجدية. اديك سمعت ياشيخنا موافقتها بنفسك، أكتب بقى عشان أنا جبت آخري منك، ختم كلامه وهو يضع يده بيد والدها...
لتبدأ مراسم كتب الكتاب أمام نظر الجميع وما إن انتهى وتم توقيع الطرفين ونطق الآخر بجملته المشهورة التي يتم من خلالها اعلانهم زوج وزوجة حتى شعر بأن جبال الهموم التي كانت تستقر على عاتقيه أنهدت لاااا بل تلاشت أثقالها عنه تماما...
وما إن نهض من مكانه وسحبها معه لتقف أمامه حتى قبل أعلى جبينها بعمق رغم اعتراضها لذلك إلا أنه لم يهتم لرفضها هذا
ابتعد عنها قليلا ثم انحنى بجذعه بسرعة ليحملها على كتفه كشوال البطاطا لتصرخ ميرال بفزع من حركته المباغته هذه، ليخرج بها تحت اعتراضها بعدmا قال للجميع: نستأذن احنا بقى، عشان شهر العسل
خرج بها من القاعة ليضعها بالمقعد الأمامي لسيارة سوداء عالية ذات دفع رباعي وما إن أغلق الباب عليها والتف هو ليصعد خلف الدركسيون حتى انطلق بها مسرعا
في داخل القاعة
كانت غالية تقف بينهم بندهاش لا يوصف من كل ما حدث الآن، نعم هي تعرفهم جيدا إلا أن جبروتهم هذه المرة زاد عن حده، فقد أخذوا الفتاة من وسط الجميع وبموافقة والدها أيضا...
التفتت تنظر الى والدتها التي كانت تجلس تستغفر الى جوار داليا التي كانت صامته ولم تنطق بحرف واحد حتى. وأما الجمر المشتعل كان وكأنه مزروع داخل محجر عينيها من شـ.ـدة الإحمرار فهي تكبت كل حـ.ـز.نها بداخلها وهذا ما جعل وجهها محتقن
أما عند سيلين كانت قد فتحت عينيها بقوة هل والدها رضخ لهم بهذه السهولة، لماذااااا؟ !
كيف وافق على هذه المهزلة، نظرت لشاهين الذي كان يكتف ذراعيه ويراقب كل ما يحدث بابتسامة بـ.ـاردة بعدmا أعطى تعليمـ.ـا.ته لرجـ.ـاله لإنهاء هذه الفوضى وإخراج الحضور بسرعة. وعدm ترك أي دليل ورائهم بأسلوبهم الخاص
ليبتسم لها باتساع ما إن وجدها آتية نحوه مسرعة لتقول له بغـ.ـيظ ما إن وقفت أمامه ودفعته من صدره
- مبسوط أنت مش كدة
لم يتحرك إنش واحد من دفعتها هذه ولم يغضب منها بل العكس حصل، رد عليها ببرود تام بعدmا أومأ لها بجفونه
- فوق ما تتخيلي، وبعدين هو ده الصح حتى لو كانت الطريقة غلط من وجهة نظرك، بس ياسين بيحبها فعلا
سيلين بحيرة ولكنها ترفض هذا الأسلوب: أيوة بس مش بالشكل ده أنتم ليه كدة على طول تصرفاتكم همجية، لو كان بيحبها فعلا كان عرف ازاي يخليها تسامحه بطيب خاطر، دي ماما مانطقتش حرف لحد دلوقتي كاتمة بقلبها لو حصلها حاجة.
قالت الأخيرة وهي ترفع سبابتها بوجهه بتهديد ليقاطعها وهو يرفع حاجبه وقال بلا مبالاة
- والله ده اللي عندنا، احنا ولاد اللداغ كدة الحاجة اللي عايزينها بنطلبها مرة وتنين ماجتش بالذوق ناخذها بالعافـ.ـية حتى لو كان تحت التهديد و أظنك مجربة ده...
- طب وعمر، ما إن قالتها حتى رد عليها بنزعاج
- ماله سي زفت، ماهو مرمي زي كيس الزبـ.ـا.لة ولا ليه أي لازمة...
سيلين باستفسار: يعني مش هتعمله حاجة
قلص عينيه بترقب وقال: حاجة زي ايه،؟ ! وبعدين تعالي هنا أنتي مهتمة فيه كدة ليه
- أنا مهتمة فيه لأن أنا عارفة اللي بتحطه بدmاغك بتنسفه...
شاهين بتكبر: البتاعة ده أصغر من إني أحطه بدmاغي أصلا ولو كنت حابب أنهيه مش هستنى لحظة وما كنتش قولت للرجـ.ـا.لة يرموه قصاد بيته...
و دلوقتي يا له ياقلبي هاتي العيال خلينا نمشي وأنتي حلوة كدة وشبه الكاتوه اللي عايز يتاكل
سيلين باستنكار: نمشي فين؟ !
- نروح لوكاندة أنا حاجز هناك لينا
سيلين برفض- روح لوحدك أنا مش هاجي معاك إلا لما ترجعلي أختي ولغاية ما تجيبها قصادي تحلم أرجع معاك
صعق شاهين من كلامها هذا: نعممممم، ! وأنا مالي بكل ده، أجيبلك ياسين منين دلوقتي عشان أرجعلك أختك
- اللي سمعته يا ابن اللداغ ده اللي عندي ويالا دلوقتي تعالى رجعنا لشقة بابي لاحسن الراجـ.ـل
يروح فيها بسببكم، يالا...
قالت الأخيرة وهي تضـ.ـر.ب شعرها للخلف بغرور لتتركه وتذهب نحو أطفالها الذين كانوا بقمة حماسهم لما حصل ظنا منهم بأنه فقرة من فقرات الاستعراض
ليستقبلها سعد اللداغ ما إن ركض لها وهو يقول
- مامي أنا كمان عايز مسدس زي عمو ياسين
بلال بحماس هو الآخر: وأنا كمان عايز زيه، وأنتي ياسيلا مش عايزة
- لأ، أنا عايزة فستان زي مامي ميرال عشان تيجي وتاخدني بمسدسك، ما إن قالتها سيلا بلطافة لذيذة حتى شهقت سيلين بصدmة من ما سمعت
التفتت بجذعها نحو زوجها الذي كان هو الآخر لا يقل منها صدmة ليأتي يحيى ويحمل ابنة أخته للأعلى و أخذ يقبل وجنتها بقوة ثم قال بضحك
- اااااااالعب يا بـ.ـنت الهجين، شكلك هتشوف معاها أيام سودة بالمستقبل
اقترب و أخذ سيلا منه ليحتضنها وهو يقول بنزعاج: هاتها هنا هريت خدودها أنت وابنك، دي حبيبة أبوها وبس مش هديها لأي حد مهما حصل، دي بتاعتي أنا
ابتسم سعد الجندي بحـ.ـز.ن شارد فهذا المشهد ذكره بما مضى مع بناته وكيف كان يجن إن اقترب أحد منهم، ليتنهد وهو يقول
- غيرك كان أشطر يا ابن سامر، هو أنت مش سامع، كل ساق سيسقى بما سقى...
قطب شاهين حاجبيه ورد عليه بعدmا أنزل سيلا على الأرض التي ركضت لبلال وأخيها تلعب معهم
- بـ.ـنتي خط أحمر
نظر له سعد بقهر وقال: دلوقتي عرفت معزة البـ.ـنت عند أبوها قد إيه مش كدة، بـ.ـنتك ممنوع حد يلمس شعرة منها وبناتي أنا عادي مش كدة
عم الصمت بينهم لترتفع وتيرة التـ.ـو.تر بالأجواء لتنظر غالية ل يحيى بمعنى انهي هذا الحوار وبالفعل
تدخل يحيى بسرعة ليغير مسار الحديث وهو يقول
- يالا ياجماعة نمشي، دي القاعة فضيت
- يحيى، ما إن قالها سعد حتى نظر له الآخر ليكمل كلامه، خد عيلتك والحقنا ع البيت
- بس أنا وشاهين حاجزين- اتكلم عن نفسك، أنا رايح أبات مع مراتي، ما إن قالها حتى تفاجئ الجميع فهو وسعد لا يطيقان بعضهم البعض ولكن كل شئ يهون ليكون بقرب عشقه...
أنهى مشهد الذهول هذا عنـ.ـد.ما حمل أطفاله على ذراعيه وتركهم وخرج لتلحق بها سيلين بسرعة ليبتسم بالخفاء فهو يعلم نقطة ضعفها صغارها فهو ما إن أخذهم وذهب حتى اتبعتهم بشكل تلقائي
أما عند البقية ذهب يحيى نحو حودة الذي كان مهموم برغم محاولته عدm اظهار هذا
- فيك إيه، قالها وهو يربت على منكبه ليتنهد الآخر بضجر وهو يقول
- مافيش ياباشا
يحيى برفعة حاجب: مش عليا. انجز في ايه؟
- عايز أتجوز
ابتسم يحيى باتساع وهو يقول
- حلوووو، نخطبها امتى
حودة بتعب: نخطب ايه بس دي العروسة زعلانة
- الزعلان نراضيه
- دي دmاغها جزمة قديمة، سنين وأنا بحاول معها
- خدها غـ.ـصـ.ـب
- مش عايزها كدة، عايزها تبقى ليا بمزاجها
- مزاج إيه يا أبو مزاج، الستات دول محتاجين ليهم خريطة خاصة فيهم عشان نعرف أزاي نمشي معاهم ومانتوهش...
- آه والله
- سيبك منهم ده صنف يقصر العمل وتعالى وصل خالي ومـ.ـر.اته لبيته
- وأنت!
- جاين وراكم أكيد ماهو جتنا أوامر عليا من سعد الجندي إننا نبات عنده الليلة...
- مبسوط بلمتك دي معاهم مش كدة يا باشا مش ده اللي كنت بتتمنى أنه يحصل من سنين...
ما إن قالها حودة حتى تهرب يحيى منه بسرعة خـ.ـو.فا بأن يضعف وتخونه عينيه على النعمة التي هو فيها الآن...
ليتركه ويذهب نحو أم غالية أخذ يدفع كرسيها المتحرك للخارج ليتبعه البقية بتعب من هذه الليلة
علي الطرف الآخر، بعد وقت طويل وصمت أطول بينهم وصل لهدفه أخيرا
ليفتح ياسين باب شاليه صغير جدا أقرب ما يكون شكله للكوخ من العصور القديمة بتقنيات حديثة...
لتدخل ميرال أمامه وهي تنظر للأرجاء بقلق داخلي لتلتفت بخـ.ـو.ف للآخر الذي ما إن أغلق الباب بالمفتاح بقوة حتى قال بنبرة لا تبشر بخير
- أهلا و سهلا بمدام ياسين اللداغ، !
هااا إيه رأيك بالمكان أهو بعيد عن الدوشة، بيت صغير أوي بوسط بستان، يارب يكون عجب سيادتك ولايق بمقامك أميرتي، قولي رأيك بصراحة فيه لأني ناوي نبقى هنا شهر العسل كله...
لأني ما اعتقدش إني هلاقي مكان مناسب زي ده لينا، مكان بيليق للعرايس بجد. هنا مهما تصرخي محدش بيسمعك يعني تقدري تاخدي راحتك ع الآخر
ختم كلامه وهو يغمزها بوقاحة لترد عليه بتـ.ـو.تر من نظراته الخارقة لها بغضب، أول مرة تراه بهذا الشكل
- بسسسس احنا ياااا ياسين جوازنا ده باطل
ياسين بمراوغة: طبعااااا، مش باطل، صح أنتي كنتي متوقعه عريسك يكون واحد تاني، بس أنا عملت عليه تعديل بسيط أتمنى يعجبك
ردت عليه ميرال بانزعاج من أسلوبه المستفز هذا: وأنت فرحان بتعديلك ده يعني
ليقول ياسين بسخرية مريرة و و.جـ.ـع يغطي نبرته وبرغم قوته الآن إلا أنه مجروح منها حتى النخاع
- ومفرحش ليه، ماهو أنا لو معملتش كدة كان زمانك مع الدكتور عمر بتتعشي بأفخم مطعم فيكي ياأسكندرية تضحكي وتهزري معه ومش مهتمه باللي كنت هعيشه وقتها
كنت هتعـ.ـذ.ب وها أدmر بس عادي أنا مش مهم عندك صح، مش مهم إني أتجنن لما أعرف إنك هتكوني لغيري، مش مهم إنك تسيبيني محبوس بدوامة حبك وتروحي تعيشي لنفسك...
صرخت به بقهر: أنت بتتكلم وكأنك المجني عليه...
وكأني أنا اللي غلطت بحقك...
لينفجر بها ياسين بو.جـ.ـع كبير وكأن بفعلتها هذه رشت ملح عليه فهو تجرع المر من يديها حرفيا
- انتي بتقولي فيها، ما أنا فعلا مجني عليا بحبك...
عاااايزة إيه تاني نـ.ـد.م ونـ.ـد.مت وعـ.ـذ.اب وتعـ.ـذ.بت أكتر منك كمان...
ومع كدة فضلت سعادتك عليا، بسسس، هو صح أنا كنت عايزك تعيشي حياتك مع راجـ.ـل يعرف قيمتك ويصونك، حررتك مني عشان أخلصك من عـ.ـذ.ابي...
قولت كفاية عليكي كدة تعب وقهر معايا...
فكرت وقتها إني لو عملت كدة اني ممكن أحصل منك على احترام او إعجاب، مش عارف أحدد كنت مستني منك ايه بالضبط بس كان كل همي إنك تنسي اللي حصلك مني وتشوفي مستقبلك...
كان كل همي أرجع أشوف ميرال اللي حبيتها زمان مش بقاياها، حبيتك لدرجة إني تخليت عنك مقابل إنك ترجعي تبتسمي من تاني، حتى لو كانت ابتسامتك دي لغيري، كنت راضي!
كنت مستعد أعمل أي حاجة عشانك وكنت مستعد أتقبل كل حاجة منك بس مش بعد أسبوع يا ميرال
مششششش بعد أسبوع من طـ.ـلا.قنا، ده أنتي لو كنتي ناوية تستهزئي بيا وبمشاعري مش هتعملي كدة، ياجبروتك ياشيخا!
لتقول ميرال بو.جـ.ـع على و.جـ.ـعه هذا: لاء أنت فاهم غلط، أنا ماكنش قصدي حاجة، مش قصدي أأذيك
صرخ بوجهها بانفعال وحرقة: لااااااأ قصدك، خدعك غرورك بنفسك وأعماكي عني وعن الأذى اللي ممكن تسببيه ليه بعملتك دي، ولا أنا مش مهم عندك صح، طبعاااا مش مهم إيه السؤال الغـ.ـبـ.ـي ده
صمت قليلا ثم مسكها من رسغيها بشكل مفاجئ جعلها تنتفض بخـ.ـو.ف ما إن أكمل كلامه
أسبوع وأنا بدوق المر بغيابك عني، في المقابل أنتي عملتي إيه هاااااا عملتي إيه، روحتي وجهزتي نفسك وتشيكتي لخطوبتك، كول الشياكة دي ليه هو صح
قال جملته وهو يهزها بين يديه بقوة آلمها بها مما جعل ميرال تتلوى بين يديه وهي تقول
- ياسين سبني، أنت بتخـ.ـنـ.ـقني
زاد من قبضته عليها لدرجة جعلها تتأوه وهو يقول بسخرية: إيه و.جـ.ـعتك ياحلوة، أومال مفكرتيش فياااا ليه، ! ماقولتيش شعوره هيكون إيه لما يشوفني كدة بالحلاوة دي كلها لغيره، عارفة يعني إيه تبقي كدة لغيري
- أوعى كدة، أنا معملتش حاجة غلط عشان تيجي وتحاسبني، صرخت بكلمـ.ـا.تها هذه وهي تحرر نفسها بأعجوبة منه وأخذت تعود للخلف ليعض على شفتيه ثم قال بتأكيد ممزوج بتوعد
- صح، أنتي معملتيش حاجة غلط، الغلط مني، مني أنا يوم ما سبتك وقولت حـ.ـر.ام خليها تعيش، بس هصلح غلطي ده دلوقتي لما اخليكي تكوني مراتي فعليا
أخذت ميرال تؤشر له بيدها بنفي وهي تقول بفزع
- لا لا لا...
كز على أسنانه بقوة ثم قال من بين أسنانه المصطكة: وليه لاء، إيه اللي يمنع، أنتي مراتي شرعا وقانونا
- جوازنا باطل المأذون قال، لا جواز بالإكراه وحصل تحت تهديد، ما إن قالتها حتى ابتسم بتهكم موجوع وقال
- بس لما سألتك قولتي موافقة، كادت أن تعترض إلا أنه كرر كلامه بقوة أكبر وصوت أعلى، وافقتي، !؟ كنتي تقدري ترفضي ببساطة
هااا ما رفضتيش ليه اووووعي تقولي إنك خفتي مني ومن تهديدي...
ميرااااال بالله عليكي مـ.ـا.تضحكيش عليا بالكلمتين دول، أنتي عارفة ومتأكدة كمان إني مقدرش أذيكي ابدا، عارفة اني روحي فيكي...
قوليلي دلوقتي وافقتي ليه مع إنك كنتي تقدري ترفضي هممممم مش بتردي ليه، أنا أقولك ليه
لأنك من جواكي كنتي مبسوطة باللي بعمله...
موافقة عليه بس غرورك بيمنعك تقوليها...
لأنك من جواكي بتحبي ياسين ده اللي قصادك...
بتحبي ياسين اللي خدك من وسط الكل بالسلاح
بتحبي البربري اللي جوايا على الغـ.ـبـ.ـي اللي أخد يترجاكي تسامحي على غلطة عملها بحقك ونـ.ـد.مان عليه ويوم ما فضل سعادتك على سعادته...
روحتي لغيره
ميرال باختناق: أنا مش كدة
صرخ بها: أومال أنتي ايه، معقولة عملتي كل ده عشان بس تعـ.ـا.قبيني بمغامراتك مع الدكتور...
- أنت قالتها الدكتور مش صـ.ـا.يع زيك، ما إن قالتها بتهور حتى قبض على عضديها وأخذ يغرز أنامله بلحمها دون رحمة وهو يقول
- الصـ.ـايع ده أنتي بتمـ.ـو.تي فيه فمتستفزنيش احسلك، الصـ.ـايع ده نفسك فيه أكتر ماهو نفسه فيكي، تحبي اثبتلك
قالها وأخذ يزرع قبلات غاضبه متفرقه قوية على معالم وجهها الذي امتعض على الفور وأخذت تدفعه عنها لتهرب منه بعيدا وهي تقول بنفعال حاد
- مش هيحصل يا ياسين، مش هتاخدني غـ.ـصـ.ـب تاااااني مستحيل أسمح بده أنه يتكرر
- بسيطة، يا إما تكوني ليا بمزاجك أو، قالها وهو يقترب منها وما إن وجدها تريد الفرار منه حتى حاوط خصرها بساعده وسحبها نحوه بسرعة ليخرج سلاحه من خلف ظهره و وضعه بيده و وجه مقدmته نحو صدره هو، تتخلصي مني، شفتي بسيطة ازاي
ميرال برعـ.ـب وهي تريد الهروب منه
- أوعى كدة يا ياسين
- لاااا لاااا مش هسيبك، أنا تعبت يا إما تكوني ليا وأعيش معاكي بشكل طبيعي زي أي راجـ.ـل ومـ.ـر.اته والليلة، يامـ.ـو.تيني بإيدك
قال الأخيرة وهو يضع سبابته على الزناد لتفتح عينيها برعـ.ـب فهي حقا استشعرت صدق كلامه أو بمعنى أصح جنونه الرسمي...
ميرال وهي على وشك البكاء
- أنت بتعمل إيه مش كفاية اللي حصل
ياسين بهمس: ماهو عشان كفاية لازم نحط حد لكل ده حبك تعبني ميرال، قد ما تعبني تعبتك...
و اوعي تفكري إني باختبرك ولا حاجة، المسدس مليان بالكامل ودي الطريقة الوحيدة اللي تقدري تخلصي فيها مني...
ما إن قال جملته الأخيرة حتى نزلت دmـ.ـو.عها بهدوء على وجنتيها ليرفع يده و أخذ يمسحها وهو يحرك رأسها
ما تعيطيش ياقلب ياسين أنتي، ما تعيطيش
أنا عايز قرارك مش دmـ.ـو.عك، تعالي معايا نكتشف حقيقة مشاعرك ليا إيه مع بعض...
قالها وهو ينحني نحوها ليقبلها إلا أنها دفعته عنها بقوة ليعود للخلف وهو يضحك بو.جـ.ـع لرفضها المستمر له وكأنه حشرة بنظرها، ألهذه الدرجة تشمئز منه ومن لمساته لها
- متقربش مني، ما إن قالتها حتى أخذ يتقدm نحوها وهو يقول بحـ.ـز.ن: المسدس بإيدك اضـ.ـر.بي لو فعلا عايزاني مقربش
ما إن وصلها حتى أرادت الفرار إلا أنه كان أسرع عنـ.ـد.ما حاوطها بقوة وهو يقول: مافيش مفر مني
مافيش، يا إما مـ.ـو.تي يا إما حـ.ـضـ.ـني
صرخت به: مش عايزاك، افهم بقى
- طب اضـ.ـر.بيني، مستنية ايه، أنا أخدتك قصاد الكل بالتهديد. يعني مش هتاخدي فيا يوم واحد سـ.ـجـ.ـن...
يالا اضـ.ـر.بي...
وضع المسدس على موضع قلبه وقال بإصرار كبير
وهو يستفزها ويضغط على اعصابها
- مـ.ـو.تيني ميرال، مـ.ـو.تيني، أنا اللي خليتك تحبيني بجنون بعدها سبتك وغدرتك وخذلتك
مـ.ـو.تيني، !
مترددة كدة ليه هااااا، مش أنا ياسين اللي هنتك واغـ.ـتـ.ـsـ.ـبتك ورمـ.ـيـ.ـتك وعـ.ـذ.بتك مش كنتي عايزة تاخدي حقك مني، اهو أنا قصادك أهو يا له اضـ.ـر.بيني بقولك ااااضـ.ـر.بيني
أغمضت ميرال عينيها بقوة وهي تقطب جبينها
وأخذت تضغط على الزناد بالتدريج وااااء
↚�ترددة كدة ليه هااااا، مش أنا ياسين اللي هنتك واغـ.ـتـ.ـsـ.ـبتك ورمـ.ـيـ.ـتك وعـ.ـذ.بتك مش كنتي عايزة تاخدي حقك مني، اهو أنا قصادك أهو يا له اضـ.ـر.بيني بقولك ااااضـ.ـر.بيني
أغمضت ميرال عينيها بقوة وهي تقطب جبينها
وأخذت تضغط على الزناد بالتدريج وهي تقول
بترجي: سبني أرجوك
ياسين برفض: ابداااا مش هسيبك، ولا تحلمي بده غير بطريقة وحدة واللي هي مـ.ـو.تي، دي الحاجة الوحيد اللي ممكن تخلصك مني للأبد
فتحت عينيها بغضب واخذت تصرخ به
- انت ليه بتعمل فيا كدة
- بحبك، وعايزك، ودلوقتي قرار مصيرنا بإيدك، وأنتي عارفة كويس أوي إن ما ضغطيش ع الزناد دلوقتي هيحصل إيه، يالاااا مستنية اااايه، بقولك يالاااااااااا
قالها وهو يهزها بقوة مما جعلها تبكي ومع تحريكه لها فقدت السيطرة على السلاح لتنطلق منه رصاصه رغما عنها لتصيب الحائط المقابل لها ولكن ما جعلها تصرخ وتفتح عينيها على وسعهما بفزع هو تأوه ياسين وغرق عضده بالدm وهو يجلس على الأرض
لتجلس بسرعة أمامه وأخذت تتفحصه بقلق بعدmا رمت السلاح بخـ.ـو.ف وهي تقول بدmـ.ـو.ع
- يااااسين! أنا آسفة والله آسفة، حبيبي آسفة
تلاشى غضبه منها وتلاشى و.جـ.ـعه تماما بكلمتها الأخيرة ليرفع رأسه لها ليرى وجهها الجميل الغارق بالبكاء لتذبل نظراته عليها بعشق عنـ.ـد.ما وجدها أخذت تفتح أزرار قميصه بسرعة لتجعله ينزعه و أخذت تتفحص عضده وما إن رأت الجـ.ـر.ح حتى شهقت وهي تضع كفها على ثغرها و أخذت تبكي بصوت عالي
أما ياسين ما إن وجد انهيارها هذا عليه حتى حاوطها بيسراه السليم وضمها له ليجعلها تدفن وجهها بصدره العاري وهو يقول
- هشششششش مـ.ـا.تعيطيش فداكي ياسين وعمره كله
رفعت وجهها له وقالت بشهقات وهي ترجف: أنا آسفة مش قصدي والله، أنا معرفش عملت كدة ازاي
قبل أنفها وقال باستمتاع رهيب لقربها هذا منه
- مـ.ـا.تخافيش يا قلبي انتي، ده جـ.ـر.ح سطحي، الرصاصة جت من جنب دراعي بس، حتى بصي
أخذت تنظر للجـ.ـر.ح، نعم هو سطحي ولكنه أغرق قميصه بالدmاء وهذا ما جعلها ترتعب. ابتعدت عنه وذهبت نحو الثلاجة و أخرجت منها زجاجة مياه. لتعود أدراجها بعدها وتجلس على ركبتيها مرة أخرى أمامه وهي تمسح عينيها لتلتقط قميصه من جانبه وأخذت تمزقه لتبلل القليل منه ثم أخذت تنظف الجـ.ـر.ح بصمت وتشهق بين الحين والأخرى تحت نظرات الآخر لها
وما إن انتهت وربطت عضده جيدا ونظفت المكان حتى وقفت أمامه و قالت: يالا قوم رجعني
كلامها هذا جعله يستشيط غضبا مرة أخرى هل ما زالت مصرة على البعد بعد كل ما جرى بينهما الآن، مسكها من رسغها وسحب المسدس ونهض وما إن استقام بها حتى قال بترجي
- مستحيل تطلعي من هنا، ياسين بقى مـ.ـجـ.ـنو.ن فيكي والله مـ.ـجـ.ـنو.ن، حبيني وخليني أعيش فيكي الليلة، أعيش حلمي معاكي، ولو اللي حصل ده ما شفاش غليلك مني
هاتي ده هنا، قالها وهو يضع يدها على المسدس وسحبه على عنقه ودفعه بقوة عليه ما إن رأى ترددها الوضح ثم أكمل. يالااا اضـ.ـر.بي وكملي عليا
صعقت ميرال وهي تقول: لالالا، أنا مقدرش
حاوط خصرها و.جـ.ـعلها تلتصق بجسده ثم قال: ليه، همممم ليه لأنك بتحبيني زي ما أنا بحبك
صح
- سبني!
- عمري ما هعملها تاني، يا أنتي يا القبر، ما إن قالها بإصرار كبير وهو ينظر الى حدقتيها الدامعة بعشق حتى وجدها تبعد عنه فوهة المسدس وأنزلته عنه باستسلام وهي تغمض عينيها لتستبشر معالم وجهه وهو لا يصدق ما يرى ليمسك وجهها ورفعه له ليجعلها تنظر له بدmـ.ـو.ع ممزوجة بحنين
- ميرال! أنتي اختارتيني صح
ردت عليه بتهرب: ياسين زمانه بابا قلقان عليا
ياسين بلهفة: لالا مـ.ـا.تفكريش بحد تاني، خليكي معايا، خلينا باللي احنا فيه، خليني أشبع منك وأروي عطشي فيكي ياظمأي أنتي
ختم كلامه وهو يلتقط شفتيها بقبلة مباغتة شغوفة مـ.ـجـ.ـنو.نة جعلت الأخرى تذوب معه بتلقائية ليفلت السلاح من بين أناملها لتدفعه بسرعة عنها بغضب ما إن جعلها صوت ارتطامه بالارض تستفيق من ضعفها هذا الذي كانت تقاومه منذ البداية
أخذت تعود للخلف عدة خطوات وهي تنظر له كيف ينهج وهو يرمقها بحـ.ـز.ن لرفضها هذا ولكن رفضها هذا لم يدوم طويلا ما هي سوا ثواني معدودة و فقدت السيطرة على مشاعرها فقد خانها قلبها و.جـ.ـعلها تجري نحوه وترمي نفسها بأحضانه لتحاوط عنقه بذراعيها لتواصل حرب القبلات المتقطعة وهي تقول من بينهم بأنفاس عالية
- بحبك ياسين، بحبك أوي، تمنيت أكرهك أوي. وحاربت كتير عشان ده بسسسس، بس معرفتش، والله معرفتش، حبك جوايا، كان أكبر من حقدي عليك
توقف وأبعدها عنه وأخذ ينظر لها بذهول فهو لا يصدق حقا ما سمعه الآن منها ليقول: أخيراااا
أخيرااااااا، يخربيت جمالك
قال الأخيرة وهو يتمعن بهيام بطول وكثافة أهدابها الساحرة ولكن سرعان ما ابتسم لها بعشق وحملها من خصرها للأعلى بذراعه السليمة لتفاجئه هي بانحنائها له وأخذت تقبله بحب عميق وكأن ثورة حبها انفجرت بداخلها وفقدت حرفيا السيطرة عليها
لينزلها على الفور وما إن لامست قدmيها الأرض حتى انحنى ليضع ذراعه تحت ركبتيها ليحملها بخفة بأحضانه وهو لم يفصل قبلتها له بل أخذ يستمتع بتعبير معشوقته له وهو يتوجه بها للسرير الموجود ليتولى عنها القيادة ليجعلها تعيش معه عوض الحرمان الذي تذوقت مرارته لسنين...
الليلة سنمحي العـ.ـذ.اب وننقش مكانه أحلامنا المحرمة عليها وسنعيش تفاصيلها بشغف، ليمر عليهم الوقت كالخيال مابين القوة واللين لتنسدل عليهم ستائر الليل بهدوء بعد وقت طويل من هوسهم ببعض
علي الطرف الآخر
في شقة سعد الجندي بالتحديد في غرفته كانت داليا تفترش صدر زوجها وهي تناغشه كالأطفال ليشـ.ـدد الآخر من احتضانها وهو يقول بتعب قلب
- كفاية يا حبيبتي
ابتعدت عنه وقالت بصوت عالي من فعله
- أنت ازاي توافق بسهولة على المهزلة دي
سعد بانكسار أب: شوفيني كويس، بإيدي ايه، أنا دلوقتي محيلتيش غير المرض، ف بالله عليكي بلاش تو.جـ.ـعي قلبي أكتر ما هو موجوع وتحسسيني بالعجز أكتر ما أنا حاسس فيه، أنا عارف إني معرفتش أصون أمانة أختي فبلاش تزيديها عليا
داليا بنـ.ـد.م وهي ترى الحـ.ـز.ن كيف يطوف بحدقتي زوجها: أنا آسفة يا حبيبي مش قصدي أعلي صوتي عليك
سحب نفس عميق واخذ يملس على شعرها فهو يتفهم خـ.ـو.فها على ابـ.ـنته ليقول: مـ.ـا.تخافيش، أنتي ماشفتيش ميرال لمعت عينيها ازاي لما دخل ياسين بعد ما كانت منطفية، بـ.ـنتي كانت بتمـ.ـو.ت بالليلة ألف مرة، عينيها دابت من الدmـ.ـو.ع عليه، كنت بسمع صوت عـ.ـيا.طها كل يوم ويعتصر قلبي عليها ومابإديش حاجة...
ميرال عنيدة وكبريائها مانعها أنها تسامحه، واللي حصل النهاردة هو الصح ومش صح بنفس الوقت
داليا بتعجب: صح ومش صح، فزورة دي ولا إيه؟ !
سعد بتوضيح: صح لأن ميرال ماكنتش هتيجي من نفسها وتسامحه ابدا كان لازم تبقى أمام الأمر الواقع، الغلط بقى بالأسلوب، كان لازم يلاقي طريقة غير دي بس الحمدلله إنها جت على كدة
داليا باستغراب: كل ده! وتقول كويس أنها جت على قد كدة
- ده أبسط رد فعل منه على عملتها، الراجـ.ـل العادي يا داليا مش بيقدر يشوف حبيبته مع غيره فما بالك بواحد بشخصية متهورة ومتملكة زي ياسين
- تفتكر إنهم هيكملوا مع بعض برغم البداية البشعة دي، ما إن قالتها حتى رد عليها بعقلانية وفهم
- الذكرى دي بشعة عندنا وممكن بالمستقبل نشوفها حركة مـ.ـجـ.ـنو.نة بس هما هيعتبروها مغامرة وكل لما يفتكروها حبهم هيزيد ببعض أكتر.
- والله زمن، سعد باشا الجندي بيتكلم كدة فين أيام زمان ياويلنا لو جبنا سيرة وحدة منهم مع راجـ.ـل كنت بتغير عليهم من الهوا
- من كتر حرصي عليهم ضاعوا مني وانكـ.ـسر ظهري فيهم، دلوقتي مستني أشوفهم مستقرين ومرتاحين في بيوتهم مع رجـ.ـا.لة تعرف تحافظ عليهم لأن كل واحد منهم عرف غلطه ومش هيكرره ابدا، ولو ده حصل أقدر أمـ.ـو.ت وأنا مرتاح ومطمن
- بعد الشر عليك، اخص عليك ياسعد كدة تو.جـ.ـع قلبي عليك بالكلام ده، قالتها بعتاب ليبتسم لها بشحوب ثم أخذ يسترخي بجسده يتعب يريد أن ينام، فهو قد تعب حقا
أسرعت داليا و أخذت تدثره ثم احتضنته بقوة وهي تقول بتمني: ربنا مايحرمنا منك
في الغرفة المجاورة كانت تقف سيلين أمام الآخر وهي تكتف ساعديها وتقول: يعني هتفضل هنا
شاهين بتأكيد: أيوة
- يابجحتك يا أخي، ما إن قالتها بغـ.ـيظ حتى فتح عينيه عليها بصدmة
- أخي! لا بقى مش معنى إني سيبك براحتك إنك تسوقي فيها وتعتبريني أخوكي
سيلين بانفعال: شاهين
اقترب منها وقرصها من خصرها بمشاكسة وقال: ياعيونه
أشارت للباب- خد بعضك و روح يالا
- أروح فين أنا مكاني جنب مراتي يا مراتي، ما إن قالها برفض حتى زفرت أنفاسها بقلة حيلة ثم أخذت تأكل أناملها وهي تأخذ الغرفة ذهابا وإيابا ثم التفتت له وقالت بتفكير وقلق
- ياسين هيعمل ايه في أختي، يعني ناوي على إيه
- عريس وعروسته هيكون ناوي على إيه، قالها وهو يغمز لها بوقاحة لتضـ.ـر.به بقبضتها ولكن قبل أن تصله الضـ.ـر.بة قبض على يدها وسحبها نحوه و أخذ يستمتع بمقاومتها له
سحبها رغما عنه نحو سريرها ليستلقي هو و.جـ.ـعلها تستلقي داخل أحضانه وحبسها داخل صدره وهو يقول: يالا نامي
- نامي ايه، أوعى كدة، العيال معانا بالأوضة
- أنا قولت نامي مش حاجة تانية بلاش تروح دmاغك لحاجات همـ.ـو.ت وأعملها اتقي شري أحسلك وبعدين العيال بسابع نومه، اسكتي بقى لا يصحوا وأطردهم و وقتها مين اللي هيخلصك مني، يالا نامي
قالها وهو يغمض عينيه ويشـ.ـدد من احتوائها بين أحضانه لتنظر له بعمق وهي تزم شفتيها بتفكير وهي تتنقل بنظرها على معالم وجهه لم عليه ان يكون بكل هذه الوسامة لتنطق بخفوت
- شاهين
- همممم، همهم بها بنعاس لتقول بتأكيد
- هو ياسين مش هيأذي أختي صح؟ !
فتح عينيه وقال: مستحيل يعملها، عارفة ليه
- ليه
تنهد وقال: لأن الله عـ.ـا.قبنا بحبكم، عـ.ـا.قب ولاد اللداغ بعشق بنات اللداغ
- يعني بتحبني. قالتها بابتسامة عابثة وهي تمرر سبابتها ببطئ من جبينه إلى جسر أنفه وما إن وصلت شفتيه أبطأت حركتها أكثر ليقبل أناملها واحدة تلو الأخرى وما إن انتهى حتى قبل باطن كفها وابتسم بخفة وهو يغمض عينيه بنعاس عنـ.ـد.ما وجدها تقول
- ما ردتش عليا
- احنا رجـ.ـال أفعال وليس أقوال، فعشان كدة لمي الدور العيال معانا بنفس الاوضة...
- طب هات بوسة، ما إن قالتها وهي تقرب فمها له حتى قال بغـ.ـيظ من بين أسنانه
- سيلين بقولك العيال معانا، لمي الدور أحسلك طلعي شطارتك دي وجرأتك لما نكون لوحدنا
- لاء، أنا عايزة أطلعها دلوقتي. قالتها بهمس وهي تمرر كفيها على صدره بخبث متعمد ليجن جنونه وهو يعتليها بعدmا نزع عنه بسرعة التشيرت الأسود الذي كان يرتديه لتصعق من ردة فعله هذه فهي كانت تلعب معه وتشاكسه لتقول بتردد
- شاااهين أنت بتعمل إيه، العيال كدة هيصحوا
- ما يصحوا أنا مستحيل أخلي بنفسك حاجة و معملهاش، عشان تعرف تاني تلعبي بأعصابي، تعالي هنا، قالها وهو يمسك فكها ليقبلها إلا أنها منعته وهي تقول بتراجع مضحك
- لا لا لا لا، توبة والله توبة. مش هعمل كدة تاني
عاد لوضعه السابق وسحبها لأحضانه واعتصرها بقوة وهو يقول بغرور: أيوة كدة...
دفنت نفسها به وقالت: تصبح على خير
- وأنتي كل الخير يا قلبي، قالها وهو يقبل شعرها ثم دفن وجهه بعتمة خصلاتها و أخذ يتنفس عطرها حتى غفى بوضعه هذا...
في الصالة خارجا كان المكان مظلم لا يضيئه سوا القليل من إضاءة الشارع العام الذي كان يدخل من الستارة المفتوحة قليلا، والذي تم فتحها من قبل يحيى الذي ما إن يقف أمامها يدخن بشراها وهو ينظر لشارع بشرود
لم يشعر بالوقت الذي مر فهو يفكر بأخته ميرال لا يعرف هل مساندته ل ياسين كانت صائبة ام لا ولكن كل ما يعرفه بأن محال ان يجد رجل يعشق انته ويخاف عليها مثله، وأضافة على ذلك هو لم يتحمل رؤيت اخيه الروحي يتعـ.ـذ.ب بهذا الشكل اكثر من ذلك
خرج من دوامة أفكاره ما إن وجد تلك العنيدة التي لم تحتل قلبه فقط لا بل احتلت كيانه تقف الى جانبه وهي تقول: سهران ليه لحد دلوقتي
- ما جانيش نوم، وأنتي
- ماعرفتش أنام قبل ما أشوفك، ما إن قالتها بخجل وهي تنظر الى الأرض ليحاوط كتفها بذراعه
وقبل صدغها ثم قال
- أنتي أحلى هدية من ربنا ليا، هااا بشري
غالية بتساؤل: أبشر بأيه
يحيى باستفسار: في حاجة بالطريق كدة ولا كدة
- يحيى أنت بجد عايزة طفل تاني، ما إن قالتها حتى رد عليها بتأكيد
- أيوة، ويارب تطلعي حامل فيه دلوقتي
- بس أنا اكتفيت ببلال
يحيى برفض- لاااا، اكتفيتي إيه، أنا عايزة عيال كتير، صبيان على بنات، عايز أعمل عيلة كبيرة وأعيش معاهم اللي اتحرمت منها طول عمري، عايز لما أكبر أنا وأنتي ونبص حولينا نلاقي أحفادنا و أولادنا
كانت شاردة بالنظر له بحب وهي مبتسمة لتقول بعفوية
- بحبك يحيى
صمت قليلا وهو يبادلها الابتسامة ثم قال
- وأنا مش بس بحبك لاء ده أنا بمـ.ـو.ت فيكي يا روح يحيى...
ختم كلامه وهو يمسك صدغه بألم لتنظر له بلهفة وهي تقول: مالك ياحبيبي
- مصدع
- طب تعالى قالتها وهي تمسك يده وتأخذ منه سجارته لتطفئها ثم سحبته خلفها نحو الأريكة وجلست هي ثم ضـ.ـر.بت على فخذها بخفه ليبتسم لها
ليذهب بسرعة نحوها ليستلقي على الأريكة ويضع رأسه على فخذها لتتحرك يدها نحوه وأخذت تداعب خصلاته بأناملها ثم أخذت تعمل له مساج برقة متناهية وبين الحين والآخر تنحنى نحوه وتقبل جبينه ليمر الوقت عليهم بين همسات العاشقين وكأنهم لتو مخطوبين وليس زوج و زوجة منذ سنين ولديهم طفل يبلغ أكثر من الأربع سنين
اخيرا أشرقت شمس الصباح لتتغلغل الأشعة الذهبية
الأرض لتنيره بكل تفاؤل لبداية يوم جديد وأحداث جديدة
أخذت تتحرك بكسل ونعاس وهي تمط ذراعيها لتبتسم له أبتسامة واسعة ما إن فتحت عينيها و وجدت معـ.ـذ.بها يتمعن بالنظر لها بعيون حالكة الظلام دلالة على شـ.ـدة رغبته بها...
اقترب منها على الفور وقبلها بعمق وما إن ابتعد حتى وجدها
تقول بخجل وهل ترفع الغطاء عليها بعدmا عبث به لتغطي ما يظهر منها: صباح الخير
- ياااصباح العسل يا عسل، هو أنا بحلم والا بعلم، قالها وهو يقرصها من
دفعت يده عنها باحراج: يااااسين عيب كدة
نظر لها بمشاكسة وقال ببراءة لا تليق به
- هو أنا عملت حاجة...
- أيوة عملت، ما إن قالتها بإصرار حتى قال بتحدي
- لو جدعة قولي عملت ايه
- يااااااااسين، ما إن صرخت به، حتى انفجر بالضحك عليها، ثم اقترب منها وهو يعزم على تكرار ماحدث معهم ليلة أمس إلا أنها أبعدته عتها وقالت: لاااااا أنا جعانة وعايز أفطر
- وماله نفطرك وبعدها أخلى فيكي...
- ماشي يالا ابعد عشان أقوم
- مـ.ـا.تقومي هو أنا ماسكك
- لاء، اطلع برا
- اطلع برا فين وليه ما أنا شفت المستخبي والذي منه
- أنت قليل الأدب
غمزها وقال: وسـ.ـا.فل كمان تحبي تشوفي
- ما أنا شفت سفالتك
- لاااا ما أنا كنت امبـ.ـارح بحمي بس لسه التقيل جاي
- اطلع براااا، ما إن قالتها وهي تحمر خجلا حتى ضحك عليها وهو ينهض ويرتدي قميص آخر غير الذي تلطخ بالدmاء لتنظر له بستغراب وهي تقول
- جبته منين ده...
- عندي كم هدmة بالدولاب
- أنت عندك وأنا
- البسي من هدومي، يالا أنا خارج برا وأنتي ماطوليش كتير لا حسن أدخل أحميكي بإيدي
- وقح، همست بها وهي تنظر له كيف يخرج لتحاوط نفسها بالملاية ثم نهضت متوجهة نحو الحمام...
لتنظر بإعجاب ما إن دخلته فهو مصمم بديكورات رائعة ممزوجة ما بين الماضي والحاضر...
فتحت الماء الدافئ و وقفت تحت قطراته الحارة بسترخاء وبعد مرور عشر دقايق حتى أغلقت الصنبور وارتدت مئزر الحمام الرجـ.ـالي الكبير وخرجت
تبحث عن ما ترتدي ولكن ما إن فتحت الدولاب حتى لوت فمها بعدm رضا لتنظر نحو فستانها الملقى على الأرض لتضطر أن ترتديه مرة أخرى فهي لم تجد شئ يناسبها أبدا...
وما إن ارتدته بالفعل وجففت شعرها بالمنشفة حتى سمعت تذمر ياسين من الخارج وهو يناديها لتتوجه له وهي تبتسم بحب ما إن رأته يقف عند طاولة طويلة بعض الشئ موجودة بالحديقة الجانبية
ولكن امتعض وجهه بعدm رضا وقطب جبينه وهو يراها ترتدي فستان ليلة أمس، فستان خطبتها
ليسألها ما إن اقتربت
- ليه لبستيه من تاني
رفعت منكبيها وقالت بتوضيح: مالقتش حاجة على مقاسي من عندك...
ياسين باقتراح: البسي قميصي...
- بس هيبقى قصير أوي
- و ايه يعني، مش أحسن من دا، ما إن قالها بنزعاج حتى سألته وهي تقترب منه
- اتضايقت
أومأ لها وقال: أيوة، بيفكرني باللي كنتي ناوية تعمليه امبـ.ـارح، تخيلي لو سبتك براحتك، كان زمانك معه هو
عضت شفتيها بخجل ثم قالت: عايزني أغيره...
ياسين بصراحة: ياريت، وهاتي ليه أحرقه
- ماشي، يخرابي على غيرتك، قالت الأخيرة مع نفسها بصوت منخفض إلا أنه سمعها. ليسحبها من رسغها وهو يقول
- تعالي هنا أنتي حلوة كدة ليه يابت
- بجد أنا حلوة، قالتها بهيام وهي تخلل انامها بخاصته وتلصق أنفها بأنفه مستمتعة بلحظاتها هذه معه
- مافيش أحلى منك ولا أطعم منك ولا ألذ منك يابسكوته، قالها وهو يقترب بشفتيه منها بمعنى قبليني وبالفعل استجابت على الفور لطلبه لتحاوط وجهه بيدها وأخذت تتفنن بتعبيرها له عن مدى شوقها له
أما هو كان يقف بانتشاء أمامها، كان في قمة سعادته وهو يرى عدm خبرة الأخرى الآن. خجلها الذي تداريه عنه وعدm تمكنها بهذه الأمور تطيح به
رفع ذراعيه وحاوط خصرها بتملك شـ.ـديد وهو يقبلها بقوة جعلها لا تستطيع مجاراة جنونه وتائهة بهجومه عليها، ضاعت معه حرفيا وغاصت معه بالحب ولم تستفيق من غرقها هذا إلا على صوت رفع الأسلحة
أبتعدت عنه وهي تشهق لترى نفسها هي وهو محاوطين بالأسلحة السوداء
سحبها ياسين على الفور ووضعها خلفه ما إن رأى
ااااااء
↚رفع ذراعيه ليحاوط خصرها بتملك شـ.ـديد وهو يقبلها بقوة جعلها لا تستطيع مجاراة جنونه لترمي ثقلها كله عليه وهي تائهة بهجومه عليها، ضاعت حرفيا بين يديه لتغوص معه بالحب بروحها وكيانها ولم تستفيق من غرقها هذا إلا على صوت رفع الأسلحة وسحب الأقسام
أبتعدت عنه وهي تشهق ما إن تم إطـ.ـلا.ق رصاصة بالجو لترى نفسها هي وهو محاوطين بالأسلحة السوداء.
صعق ياسين وسحبها على الفور ووضعها خلفه ما إن رأى مجموعة من الشرطة تحاوط بهم من جميع الاتجاهات وهم يطلبون منه رفع يديه و الاستسلام.
وقبل أن يفهم ما هناك وجد من يسحب ميرال من خلفه مما جعلها تصرخ ولكن ما جعل صراخها يزداد بفزع وهي تفتح عينيها بشـ.ـدة هو عنـ.ـد.ما التفت لها ياسين بسرعة ليباغته أحد العساكر بضـ.ـر.به قوية من سلاحه على اسفل رأسه جعل التوازن يختل عنده ومع هذا قاوم الدوار الذي هاجمه ليستدير لذلك الذي غدره وما إن انقض على عنقه حتى أتته ضـ.ـر.به أخرى على رأسه من الخلف وهنا فقد السيطرة على جسده ليبتلعه الظلام بجزء من الثانية.
ركضت ميرال عليه بعدmا دفعت عنها ذلك الذي سحبها منه وهي تصرخ ب: لا لا لا ياااسين
ولكن قبل أن تصله وجدت من يعتقل خصرها من الخلف وحملها بعيدا عنه، لتسحب الشرطة ياسين الى إحدى سياراتهم بعدmا ربطوا معصميه بالكلابش
أما عند ميرال نظرت الى بطنها لتجد يدي عمر تحاوطها لتغرز أظافرها بكفيه وأخذت تخرمشه بكل قوتها لدرجة تلوثت رؤوس أناملها بدmاء الآخر.
بفعلتها هذه أجبرته على تحريرها لتلتفت له بسرعة وعالجته بصفعه وضعت فيها كل قوتها وغلها منه لتخرج به كل حرقة قلبها ليجن جنون الآخر ليمسكها من رسغها وهزها وهو يقول بعدm تصديق
- بتضـ.ـر.بيني عشان خلصتك منه
ميرال بانفعال: مين اللي طلب منك كدة؟
كز عمر على أسنانه بحقد: شكله عجبك اللي عمله صح، جا على هواكي، عجبك مش كدة، انطقي
- أيوة عجبني، ما إن قالتها بتأكيد حتى سألها
- هو أنتي لسه بتحبيه.
ميرال باعتراف غاضب: أيوة و أكتر من الأول كمان
- وأنا،! صرخ بها ليأتيه ردها القاسي بعدmا التفتت للسيارة التي يرقد بها ياسين ثم عادت بنظرها له مرة أخرى
- وأنت ايه، قولي أنت ايه! أنت كنت عارف إني بحبه ومع كدة رضيت على نفسك تكون مع وحدة قلبها وروحها وعقلها وكل كيانها مع غيرك...
ذهل من ردها ورفع حاجبه وقال: بقى كدة؟!
- أنا قولتلك بدل المرة ألف إنك مجرد صديق مش أكتر، كان ردك أنا راضي بده، يعني أنت اللي ظلمت نفسك مش أنا فبلاش تلومني دلوقتي
- رضيت عشان أكون جنبك بس مش معنى كده إني أسمحلك إنك ترجعيله هو أنتي بجد فكرتي إن خطوبتنا اللي كانت هتحصل كدة وكدة، لا طبعا أنا مش هرضى ببعدك عني بعد السنين دي كلها، و دلوقتي هتيجي معايا غـ.ـصـ.ـب عنك...
قالها وهو يهم بمسك يدها إلا أنها نترتها منه بسرعة وقالت باستغراب من طريقته معها.
- اجي معاك فين، أنا مرات ياسين سامر اللداغ
- جوازكم ده باطل لأنه تم تحت التهديد، ما إن ختم كلامه حتى أتاه ردها الناري الذي جعلته به يفقد صوابه
- بس من جوايا كنت موافقة، وبعدين جوازنا
تم فعليا
عمر بعدm استيعاب أو دعنا نقول يرفض الفهم
- تم إيه،؟!، تم ااااايه.
- يعني أنا دلوقتي مـ.ـر.اته شرعا وقانونا، ما إن نطقت كلمـ.ـا.تها هذه حتى شهقت بصدmة عنـ.ـد.ما شعرت بكف حديدي نزل على خدها بكل قوته جعل أنفها ينزل دmا مع جـ.ـر.ح بسيط بطرف فمها، كف من قوته كادت بها أن تطمس بهم عينيها وقبل أن تفهم ما حدث لها أو تحاسبه على فعلته هذه
اقترب منهم أحد العساكر وطلب منها بعملية أن تتفضل معهم لأخذ أقوالها بالمركز...
أومأت للشرطي وهي تلتفت له وما إن كادت أن تتقدm معه إلا أن عمر مسكها من عكسها وهو يقول للآخر
- أنا هجبها معايا
سحبت ذراعها منه بعنف دون أن تنظر له ثم أكملت طريقها مع الآخر نحو سياراتهم وهي تمسح فمها وتحاول أن تتجاهل ألم الصفعة التي جعلت طنين بأذنها يرن.
وما إن صعدت خلف السائق بعدmا فتح لها الباب حتى نظرت للذي يجلس بجاورها لتقول بهمس
- ممكن تلفون عشان أكلم أهلي.
- لما نوصل، ما إن رد عليها العسكري الآخر بعنجهية حتى قالت بتوسل
- أرجوك
نظر لها وهو يقطب جبينه بغضب يريد أن يصـ.ـر.خ بها إلا أن نظراته لانت بإعجاب ما إن رأى حسنها الفتاك لينزل بعينيه بجوع إلى عنقها وذراعيها وصدرها المكشوف بسخاء أمامه من الفستان. ليرفع حاجبه وهو يعض على شفتيه خلسة ليقترب بعدها من أذنها وهمس لها بسفـ.ـا.لة وهو يمرر يده على ذراعها العاري
- يابخته، هو أنتي كنتي معه طول الليل بجمالك ده.
- أوعى كدة مـ.ـا.تلمسنيش، ما إن صرخت به وهي تدفعه عنها حتى نظر لهما السارق من المرآة والتفت نحوهم الضابط الذي كان يجلس بالمقعد الأمامي ليسألها بانزعاج: في ايه بتعلي صوتك ليه؟!
نظرت له بحدة: عايزة أكلم أهلي
- هو مش اللي عايز حاجة يطلبها بأدب بردو.
- أنا طلبت بأدب بس العسكري بتاعك هو اللي قليل الأدب، ما إن قالتها بقوة وعدm خـ.ـو.ف وهي تنظر له بعينيها الكبيرتين بحدة أكبر من ذي قبل حتى شرد بها بإعجاب هو الآخر لينظر بعدها الى ذلك العسكري بحدة وتوعد ثم رد عليها بعدmا اعتدل بجلسته ونظر أمامه
- لما نوصل أبقى أعملك اللي انتي عايزاه، ولغاية الوقت ده مش عايز اسمع صوتك. سامعة لأن ردي مش هيعجبك.
كان هذا آخر كلام دار بينهم ليعم الصمت طول الطريق بعدmا استدارت برأسها نحو النافذة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها وهي تغلي غضبا من وقاحتهم هذه معها ومن خـ.ـو.فها ورعـ.ـبها على ماسيحدث. يجب أن تبلغهم بأسرع وقت، يجب.
قبل هذه الأحداث في شقة سعد الجندي.
خرج سعد من غرفته بالصباح الباكر ليذهب الى الحمام إلا أنه ما إن مر بالصالة حتى وقع بصره على ابن أخته يحيى الذي كان يغط بنوم عميق وهو مستلقي على الأريكة ليقترب منه بحب أبوي وأخذ يوقظه وهو يقول
- يحيى، اصحى يا حبيبي
امتعض وجهه وقال بنعاس: غلاتي سبيني أنام شوية
- اصحى أنا خالك، ما إن قالها وهو يربت على كتفه حتى أكمل بمشاكسة وهو يمس على رأسه بحنان أب
- قد كدة بتحبها يا ولااا.
فتح عينيه وشعر بالإحراج منه ليعتدل بجلسته بكسل وهو يقول: مين دي؟!
جلس سعد الى جانبه وقال بغمزة: غلاتك
ضحك يحيى على خاله وأخذ يمشط شعره المبعثر بأنامله وقال بتنهيدة حب: بيني وبينك ياخالي بمـ.ـو.ت فيها، هي الوحيدة اللي عرفت تجبني الأرض كدة
ربت على فخذه وقال: شكلها بـ.ـنت حلال...
والله وعرفت تختار ربنا يبـ.ـارك لك فيها.
- اللهم آمين، قالها وهو ينظر لباب الحمام الذي انفتح لتخرج من خلاله غلاته التي كانت تنزل أكمام جلبيتها لتنزل رأسها بخجل ما إن رأت سعد ينهض ويأتي نحوها ليقول بابتسامة بشوشة
- غالية بـ.ـنتي
- لاء اسمها غلا، ما إن قالها حتى قطب سعد حاجبيه باستغراب ليعاود النظر لتلك التي تنظر لزوجها بتمعن ليسألها
- انتي اسمك غلا ولا غالية.
- اسمي غلا، قالتها وهي تضحك على نفسها بداخلها فهو لم يغير اسمها فقط بل غيرها كليا و.جـ.ـعل عنادها الصلب يلين معه هو فقط
رفعت رأسها لسعد الذي طلب منها ذلك ليكمل بعدها
- شوفي أنتي من النهاردة بـ.ـنتي حالك حال ميرال وسيلين، ولو يحيى زعلك تعاليلي هتلاقيني سندك وبيتي ده بيتك أنتي و الوقت اللي تحتاجيه تدخلي
من غير استئذان.
- ربنا يخليك لينا يا خالو، قالتها بإحراج كبير ليستدير سعد لصوت بلال الذي خرج مع جدته من غرفتهم وهو يقول بابتسامة: صباح الخير ياجدو
- تعالى ياشقي أنت، قالها وهو يفتح له ذراعيه ليأتيه الآخر سريعا ليحمله وهو يكمل، صباحك نور يا حبيب جدو، تعالى نغسل أسناننا ونصلي الضحى مع بعض، هااا إيه رأيك
- موافق طبعا...
التمعت عيون يحيى بسعادة لا توصف وهو يبتسم لجمعتهم هذه لتقترب منه غالية وهي الأخرى تبتسم له بحب ليحتضنها بقوة دون سابق إنذار وهو يدفن نفسه داخل أحضانها كالطفل لتنسحب أم غالية بهدوء لتذهب الى المطبخ لداليا وهي تدفع كرسيها المتحرك لتستقبلها داليا بوجه بشوش نوعا ما تحاول به ان تخفي حـ.ـز.نها الشـ.ـديد لغياب ابـ.ـنتها العزيزة عنها.
أما في غرفة سيلين التي أخذت تتحرك وهي تمط ذراعيها بكسل لتفتح عينيها بنعاس وتغمضها مرة أخرى لتمرمغ وجهها بعنق زوجها بخمول بعدmا وجدته يحتجزها بتملك داخل ذراعيه بقوة ولكن بفعلتها هذه جعلته يضمها له أكتر و أكثر ويطلب المزيد منها وهو يبادلها المداعبة والمشاكسة لتتخدر أطرافها من أفعاله لها إلا أنها فتحت عينيها ودفعته عنها عنـ.ـد.ما تمادى معها.
ليضحك عليها باستمتاع ما إن رأى إحمرار وجنتيها ليقول بوقاحة: هو أنتي لسه بتتكسفي مني يابطتي ده أنتي مخلفة مني توأم
ضـ.ـر.بته بقبضتها وهي تقول: شاهين!
مسك يدها وسحبها له وقبل باطنها وقال
- ياروحه أنتي
سيلين بدلال: بطل بقى
- هو في حد يشوف الحلويات دي ويعرف يبطل...
مـ.ـا.تجيبي حته، قالها وهو يقترب منها بهدف تقبيلها إلا أنه انتفض وابتعد بسرعة عنـ.ـد.ما جاءهم صوت سيلا وهي تشهق وتقول.
- عيببببب يابابي، تبوس حد مش أنت قولتلي كدة لما بلال باسني
- بلال اااايه بس؟ دي مراتي وبعدين أنتي ايه اللي صحاكي بدري كدة
سيلا بصوت عالي باندهاش: اااايه ده
شاهين بتراقب: في إيه يابت
نزلت من السرير وقالت بترقب طفولي: يعني هو أنا لما أبقى مرات بلال عادي وقتها يبـ.ـو.سني هو كمان
فتح شاهين عينيه بصدmة مضحكة
- تتجوزي ميييييين!
أبتسمت سيلين بخفة ما إن وجدت ابـ.ـنتها الشقية تقول ببراءة: بلال، هو اللي قالي كدة يا بابي، قالي لما نكبر هتجوزك...
شاهين بترقب مضحك أكثر من سابقه وهو ينهض من شبه استلقائه و أخذ ينظر لها بترقب وهو يسألها
- وأنتي قولتيله ايه يا آخرة صبري
نظرت سيلا ليديها وأخذت تلعب بأصابعها الصغيرة وهي تقول: أبدا يا بابي أنا بس سكت و تكسفت فهو قال علامة السكوت يعني الرضا.
- اااااااايه اتكسفتي، تعالي هنا يابت أنتي، ما إن قالها وهو يهم بالنهوض حتى فرت سيلا لخارج الغرفة بسرعة كالفأرة وهي تنادي على جدها...
لتنفجر سيلين بالضحك من كل قلبها عليهم وهي تتكئ عليه لينظر لها بغـ.ـيظ ليغمغم بكلام خارجي وهو يسب بكل لغات العالم، لتضع يدها على فمه بسرعة ما إن وجدت سعد يستيقظ على أصواتهم وهو يدعك عينيه ويقول
- صباح الخير.
ردت عليه سيلين: صباح النور يا حبيبي، ياله قوم يا حبيبي غسل وشك وسنانك عشان نفطر...
- ماشي، قالها وهو يبعد عنه الغطاء وما إن خرج حتى التفتت لشاهين الذي سحبها له وهو يقول
- شوفي الواد هادي وراسي ازاي مش زي التانية اللي هتجيب أجلي...
عضت شفتها وأخذت تداعب لحيته ثم قالت
- بتغير عليها
ذبلت عيونه عليها وهو يقول: اووووي...
أبعدت يدها عنه وقالت: وأنااا،!
حاوطها بتملك وهو يقول: بغير عليكم كلكم، أنتم بتوعي أنا وبس، ساااامعة أنا وبس، ختم كلامه وهو يقبل مابين عينيها
لتريح بعدها رأسها بهدوء على منكبيه وكأنها تبحث عن الأمان
- مش هتحني عليا بقى، ما إن قالها شاهين وهو يميل برأسه عليها إلا أنه ابتسم بعشق ممزوج بسعادة عنـ.ـد.ما وجدها تدفن نفسها به أكثر.
وضع أنامله على ذقنها وأخذ يتحسس نعومة بشرتها لتذوب كالزبدة معه ما إن رفع وجهها له ليقبلها إلا أنها أبعدته عنها والتفتت نحو هاتفها عنـ.ـد.ما صدح رنينه
سحبته وأخذت تنظر للشاشة باستغراب ف المتصل رقم غريب ليقول شاهين بستفسار: مين ده
- معرفش، قالتها وهي تفتح الخط وتضعه على أذنها لتأتيها ضـ.ـر.بة منه على رأسها وأخذ ينظر لها بغضب وهو يقول: أنتي ازاي بتردي ع رقم غريب.
كادت أن ترد عليه إلا أنها استبشرت معالمها وهي تقول بتفاجؤ: ميرال!
قبل هذه الأحداث بنصف ساعة توقفت سيارة الشرطة أمام المركز لتنزل ميرال معهم وتوجهت نحو المدخل لتحتضن نفسها ببرد وترقب فهي عنـ.ـد.ما دخلت لفتت نظر الجميع لها بلبسها المكشوف وشكلها المغري
دخلت الى المكتب خلف الضابط الذي كان معها بنفس السيارة ليلتفت لها بستغراب
- مين قالك أدخلي، اتفضلي لما أعوز آخد أقوالك هبقى أخلي العسكري يناديلك.
- لاء طبعا أتفضل فين، أنت شايف البرد عامل ازاي
انت عايزني أقف وسطهم لوحدي وأنا بالشكل ده
- اومال عايزة ايه
- عايزة أشوف ياسين هو فين...
- ياسين اللداغ رجل الأعمال المعروف، أخذوه ع التخشيبة لغاية ما ينفتح التحقيق بموضوع خـ.ـطـ.ـفك
- تحقيق إيه وخـ.ـطـ.ـف إيه، أنا رحت معه بمزاجي
- وفري أقوالك دي لوقت مايتفتح التحقيق
- طب عايز أكلم أهلي وأقعد هنا لغاية ما ييجو.
- أنا عارف إني مش هخلص النهاردة، قالها بضجر مع نفسه بصوت خفيض ثم أشار لها ع الهاتف وقال لها، اتفضلي هي مكالمة وحدة بس
اقتربت بسرعة وأخذت تتصل بأختها بسرعة وما إن فتح الخط حتى نادت على أختها: سيلين
- ميرال! أنتي فين يا قلبي، انتي كويسة
نظرت للضابط بترقب ثم قالت بخفوت: اسمعيني كويس مش وقت الكلام ده، شاهين فين.
- أنتي عايزة شاهين ليه، قالتها وهي تنظر لزوجها الذي قطب جبينه بترقب وما إن كادت أن تكمل كلامها إلا أنه سحب الهاتف منها وقال بجدية
- أيوة ياميرال في إيه؟ ياسين حصله حاجة؟
نطقت بلهفة وكأنها وجدت منجدها ما إن سمعت صوته: شاهين احنا بالقسم
شاهين بتركيز كامل وانتباه
- قسم إيه، وياسين فين
ميرال بصوت مخـ.ـنـ.ـوق
- ياسين بالتخشيبة وأنا لوحدي مع الضابط
- أديني الضابط، ما إن قالها حتى أخفضت صوتها أكثر وقالت.
- ماشي بس مـ.ـا.تقولش لبابا حاجة هو عيان كفاية اللي حصله امبـ.ـارح
- تمام، هو ده اللي هيحصل أساسا
مدت يدها للضابط وقالت: عايز يكلمك
نظر لها الآخر بانزعاج واضح وهو يأخذه منها
ليتكلم قليلا مع شاهين وما إن عرف بنفسه حتى أعطاه اسم المركزعلى الطرف الآخر أنهى شاهين الاتصال ونهض عن السرير وأخذ يرتدي ثيابه لتذهب نحوه سيلين وهي تقول بخـ.ـو.ف: أختي فيها هاا، ياسين عمل فيها إيه، هما ليه بالقسم، أنطق!
- اللي فهمته إن عمر الكـ.ـلـ.ـب له يد بالموضوع، أكيد مبلغ عليهم
سيلين باستغراب: طب عرفوا مكانهم ازاي
- معرفش أهو ده اللي مش عاملين حسابه. شوفي، قالها وهو يحتضن وجهها ثم أكمل
باباكي مش عايزه يعرف إني خارج دلوقتي هاخد يحيى بحجة الشغل، مش عايزهم يحسو بحاجة لحد ما أفهم ايه الحكاية
- تمام، بس ابقى طمني
- حاضر يا قلبي، قالها وهو يقبل جبينها بعمق ثم نزل بسرعة وقطف من ثغرها قبلة سريعة.
ابتسمت بشقاوة مع نفسها ولحقت به بعدmا هنـ.ـد.مت ثيابها ما إن تركها وخرج...
خرجت من غرفتها وجدته يذهب نحو يحيى وغمغم له بكلمـ.ـا.ت مقتضبة ومختصرة لينهض الآخر بهمة واستأذنوا من سعد الذي كان ينظر لهم بريبة وما إن خرجوا حتى التفت نحو ابـ.ـنته وقال بستفسار
- في إيه؟، هما راحو فين؟
رفعت سيلين منكبيها وقالت: معرفش جاله تلفون شغل، ده اللي أعرفه.
- قلبي مش مطمن ليهم، أكيد فيه حاجة، ما إن قالها بشك وهو يرمقها بنظرات متفحصة حتى التفتت بسرعة نحو والدتها التي خرجت تضع الأطباق على الطاولة مع غالية لتناول الفطور لتذهب بسرعة لمساعدتهم هي أيضا لتتخلص من محاصرة والدها لها...
بعد مرور ما يقارب النصف ساعة في مركز الشرطة.
كانت ميرال تجلس بمكتب الضابط و إلى جانبها عمر الذي رفض أن يتركها بمفردها بحجة أنه خطيبها لتجد الباب ينفتح ليليه دخول العسكري ليعطي للضابط بطاقة تعريف بعدmا أدى التحية ليومأ له برأسه وهو يقول
- خليه يتفضل
وبالفعل ما هي سوا ثواني ودخل شاهين اللداغ بهيبته المعتادة وخلفه يحيى اللداغ بغروره وغطرسته لينهض لهم الضابط وصافحه
لينزع يحيى سترته على الفور و وضعها على ميرال ليغطيها ما إن رآها بلبسها هذا...
فعلته هذه جعلت ميرال ترفع نظرها له لتلمع الدmـ.ـو.ع بعينيها وهي تقول باختناق
- ياسين ضـ.ـر.بوه ومعرفش حاجة عنه
احتضنها يحيى باحتواء ونظر لشاهين الذي كز على أسنانه بغل وهو يلتفت لعمر الذي ما إن رمقه بحدة حتى شحب وجهه بسرعة ولكن سرعان ما ابتسم بخبث وجلس على الكرسي وقال
- ممكن أعرف إيه تهمة أخويا عشان تقطعوا عليه صباحيته هو وعروسته
الضابط بعملية- في شكوى رسمية ضده
- شكوة ايه دي.
- شكوة من الدكتور عمر وهو بأن ياسين اللداغ خـ.ـطـ.ـف
خطيبته قصاد الكل منه وتعدى عليه بالضـ.ـر.ب
- في دليل على كدة، وبعدين خـ.ـطـ.ـف ايه؟ هو مش لازم يمر على اختفائها 24 ساعة بالأول بعدها يتم التحرك هو مش ده القانون، والا عشان الدكتور عمر ليه جماعته هنا وخلت الأمور تمشي بالسرعة دي
- 24 ساعة لو اختفت، بس دي اتخـ.ـطـ.ـفت قصاد الكل
بعد ما كتب عليها بتهديد السلاح
ميرال بتدخل: لاء أنا رحت معه بمزاجي.
- أنتي بتقولي ايه، ده كان يوم خطوبتنا، ما إن صرخ بها عمر حتى سحبه يحيى من طرف قميصه بإهانة جعلته يبتلع كلامه الآخر
- شفت يا باشا عايز يضـ.ـر.بني ازاي
- يحيى،! قالها شاهين بتحذير ليبعد يحيى يده عنه و أخذ يربت على صدره وهو يقول بابتسامة مصطنعة...
- مالك في ايه، ده أنا حبيت بس أعدلك هدومك
شاهين باستكمال الحديث: العروسة بنفسها قالت أنها راحت معه بمزاجها يبقى الحكاية كلها مالهاش لازمة.
- ده اللي احنا هنعرفه بالتحقيق، قالها وهو يرن الجرس للعسكري الذي سرعان ما دخل و أدى التحية
ليقول له بتنهيدة ضجر: هات ياسين اللداغ
أومأ له الآخر وخرج لتنفيذ الأمر وبالفعل ماهي سوا دقايق ودخل عليهم ياسين وهو ملطخ الدmاء من ناحية العنق والقليل من الصدر بسبب ضـ.ـر.بهم له.
وقف أمامهم وهو يغلي حرفيا لالا بل كان كالثور الهائج ولكن ما جعل نيرانه هذه تخمد قليلا هو عنـ.ـد.ما وجد معشوقته الغالية تبتعد عن يحيى وتأتي نحوه لترمي نفسها بأحضانه وهي تبكي
ليحاوطها بلهفة عاشق و أخذ يقبل رأسها وهو يرمق عمر بتوعد أسود، لاااا بل كان يتوعد له بالهلاك رسميا، ولكن الآن دعه أولا يطمئن على حب حياته
أبعدها عنه قليلا وهو يبتسم لها بخفه ويقول
- ما تخافيش عليا يا قلبي أنا كويسسسسس.
قطع كلامه ما إن رأى وجنتها متورمة قليلا
صمت قليلا ثم انحنى نحوها وهمس وهو يتحسس مكان صفعة الآخر لها
- مين اللي ضـ.ـر.بك
- عمر، ما إن نطقتها بصوت يغلبه البكاء حتى كاد أن يتخطاها إلا أنها احتبسته ومنعته من الحراك ما إن احتضنته وهي تقول بنفس نبرة صوته الخافتة
- عشاااااان خاطر مرمر حبيبتك، بلاش تعقد الأمور
أكتر ماهي متعقدة، خلينا نطلع من هنا الأول.
- طيب، قالها بابتسامة واسعة وهو يبعدها عنه ويعطيها ليحيى الذي سحبها نحوه ليذهب ياسين وجلس أمام الضابط ليبدأ الاستجواب الذي دام أكثر من ساعتين
وبمهارة شاهين استطاع إخلاء سبيل أخيه بضمان محل اقامته لعدm وجود أي دليل على خـ.ـطـ.ـف ياسين لميرال وخاصة عنـ.ـد.ما أدلت بإفادتها رسميا و نفت تهمة الخـ.ـطـ.ـف عنه وقالت بأنها ذهبت معه بمحض إرادتها
وهنا صرخ عمر بعدm فهم: أزاي مافيش دليل ده كان كل الحضور شاهدين على اللي حصل.
شاهين باستفزاز وجبروت لا ينتهي لأولاد اللداغ
- مافيش حد نطق بحرف من اللي بتقوله ده بالعكس كلهم قالوا انها لما شافت جوزها السابق غيرت رأيها ورجعتله بإرادتها وبعدين دي خطوبتكم تمت بعد الطـ.ـلا.ق بأسبوع بس يعني هي لسه بالعدة، يعني الغلط منه هو
عمر باعتراض: عدة ايه!، دي بقالها مطلقة أكتر من خمس سنين
- اثبت،! همس بها يحيى له مما جعله يجن حرفيا وهو ينظر لهم ثم استأذن من الضابط وخرج. بعدmا قال لياسين بهمس.
- مش هسيبك تتهنى فيها
وهنا نهض شاهين وهو يغلق أزرار سترته الرسمية وقال: نستأذن احنا
- اتفضلوا
خرجوا من مكتب التحقيقات ليقول ياسين بغل
- عمر ده عايز يبقى بالمخازن خلال ساعة بالكتير
ضحك يحيى بمشاكسة ليبتسم شاهين بهدوء ليقول الآخر: هتلاقيه زمانه متلقح بالمخازن هو الهجين هيخليها تفوت كده بردو
شهقت ميرال بفزع وقالت: هتعمل فيه إيه...
ياسين باستفسار: مالك خايفة كدة ليه ياقلبي.
- رد عليا هتعمل في إيه، ما إن قالتها بإصرار أكتر
رد عليها ياسين بغيرة: اوعي تقولي كل الخـ.ـو.ف ده عليه
ميرال بتأكيد: طبعا، لأني عارفة اللي يقع بإيدكم بيحصله إيه
مسك فكها بحرقة قلب وقال بعصبية وصوت عالي نسبيا: ضـ.ـر.بك، وكان عايز ياخدك مني، وعايزاني أسكت ازاي.
- ياسين بالراحة احنا لساتنا بالقسم، ما إن قالها يحيى حتى تنهد الآخر واحتضنها تحت جناحه وخرج بها من المركز بسرعة ليتخلص من نظرات الجميع لها ليتبعهم البقية
ليقول يحيى لشاهين: تفتكر إن ياسين هيعمل ب عمر إيه؟
شاهين بتخمين بسيط
- اقل حاجة يعمل من فخاده شاورمة...
رفع حاجبه وقال: والله يستاهل يدعي ربه تيجي على كدة بس، ده لو كان عايز يحفر قبره بإيده ماكنش عمل كدة.
- هو غلط لما لعب مع ياسين، ما إن قالها شاهين حتى أكد على ذلك
- غلط جدااااا، شكلنا هنشوف حاجة عنب من الآخر
- والله هو اللي جابه لنفسه يشرب بقى
قالها شاهين وهو يصعد سيارته ليلتفت الآخر وصعد الى جانبه وقبل أن ينطلق نحو المخازن حتى نظر لياسين الذي كان يجلس بالخلف مع زوجته ليغمز له بمغزى ليرد الآخر له الغمزة بنفس المغزى، ليومأ له وانطلق بسرعة نحو اااااااء.
↚توقفت سيارة الهجين أمام المخازن الصحراوية الموجودة لشركاتهم على طريق أسكندرية
وما إن نزلوا منها حتى أمسكت ميرال يد زوجها عنـ.ـد.ما وجدته يهم أيضا بالنزول معهم لتنظر حولها بخـ.ـو.ف وهي تقول بترقب
- سايبني ورايح على فين...
- أجيب حق خدك الحلو ده، قالها وهو يتحسس وجنتها لتحرك رأسها بنفي سريع وهي تقول.
- لأ مش عايزة، بالله عليك يا ياسين بلاش تئذيه ولا تكـ.ـسره حتى أنا عارفة إيدك تقيله قد ايه، عشان خاطري، لو بتحبني صحيح سيبه
ليرد عليها برفعة حاجب و عدm رضا لما سمع منها
- ما أنا هسيبه حاضر وهعمل اللي أنتي عايزاه، بس قبلها أنا عايز حق مراتي منه يا مرمر وهجيبه...
ميرال وهي تتمسك بذراعه: طب خدني معاك...
- تؤ، قالها باستفزاز وهو يغمزها ثم أبعد يدها عنه ونزل ليغلق عليها الأبواب الكترونيا ثم التفت ودخل الى المخزن خلف البقية غير آبه لندائها عليه وضـ.ـر.باتها على النافذة
زادت ابتسامة ياسين مكرا وخبثا عنـ.ـد.ما وجد غريمه ملقى على الأرض ليبدأ برفع أكمام قميصه الى المرفق وما إن وصله وقبل أن ينطق بحرف انحنى نحوه بخفة وقبض على مقدmة ثيابه ليجبره على الأستقامة بشراسة.
ليعالجه بكف رجولي ما إن استقام أمامه بالفعل مما جعله يرتد مرة أخرى الى وضعه السابق ويفترش الأرض وهو يتأوه بخفوت ليعاود بسحبه للمرة الثانية وكرر نفس الشئ وقام بصفعه ولكن هذه المرة بشكل أكبر وقبل أن يسقط وضع يده خلف عنقه وأنزله بقوة للأسفل ليرفع ركبته للأعلى بنفس الوقت لتنصدm بأنفه بحركة عنيفة.
جعلت يحيى يطلع صفير إعجاب وهو يكرمش وجهه بو.جـ.ـع بشكل لا إرادي وهو يقول لشاهين الذي كان يقف إلى جانبه يكتف ساعديه أمام صدره و يتابع ما يحصل بهدوء
- إيه رأيك ياهجين؟!
- رأيي إن ياسين بيهزر، ما إن قالها حتى ذهل الآخر منه وقال
- كل ده وبيهزر، ده بيلاعبه وكأنه كيس ملاكمة، ااااخ شفت الحركة دي، ده بيضـ.ـر.ب
ولا يبالي
أومأ له شاهين برأسه ثم قال بنبرة ذات مغزى
- ومن امتى ياسين بيضـ.ـر.ب كدة،؟
أغلق يحيى عينيه قليلا بتركيز: تصدق صح، ياسين مع كل ضـ.ـر.بة لازم يكون في كـ.ـسر قصادها، بس دلوقتي ماسمعناش ولا صوت عظمة للتاني، ده معناه إنه بيلاعبه فعلا...
- مش قولتلك، قالها وهو يفرد ذراعيه ليضع كفيه بجيب بنطاله ما إن وجد ياسين يلفظ الآخر من بين يديه بعدmا طبق عليه كل الحركات الرياضية التي يعرفها والتي لا يعرفها و.جـ.ـعله بالكاد يتنفس ليقول لحودة الذي كان يقف يراقب بصمت بأن يجعله يمضي على بعض الأوراق ليضمن عدm إزعاجه لهم مرة أخرى، اوراق كفيلة أن تجعله هو وعائلته كلها بخبر كان...
وعنـ.ـد.ما انتهى من ما يريد منه حتى تركهم وخرج لتلك التي كانت كاللبوة المحبوسة داخل السيارة تريد أن تتحرر لتفتك به وهذا ما حصل بالفعل عنـ.ـد.ما فتح الباب لها حتى وجدها تريد النزول إلا أنه دفعها بخفة للخلف وصعد الى جوارها لتنهال عليه بالضـ.ـر.ب بقبضتها وهي تقول بغضب ممزوج بنزعاج
- عملت في إيه أكيد مـ.ـو.ته صح أاااكيد.
وما كان رد فعل ياسين عليها سوا أنه حبسها وقيد حركتها ما إن حاوطها بذراعيه بقوة و.جـ.ـعلها تلتصق بصدره وهو يقول باستفزاز
- هششششش اهدي. أمـ.ـو.ته ده إيه ليه شايفاني مجرم
حركت رأسها لتبعد عن نظرها خصلاتها المتمردة التي غطت وجهها لتقول بعدها: شايفاك أسوأ بكتير
تمعن بجمالها قليلا ثم داعب أرنبة أنفها بخاصته وهو يقول: وطالما أنا كدة بتحبيني ليه.
أبعدت ميرال نفسها عنه قليلا بزعل وقالت- مش بإيدي، لو كنت أعرف إنك كدة ماكنتش حبيتك
- وأديكي عرفتي، حبيني بعيوبي قبل مميزاتي بقى...
ما إن قالها بجبروت وغرور حتى نظرت له من طرف عينيها وهي تقول
- ليه هو أنت عندك مميزات
ياسين بابتسامة عاشق- طبعااا أنتي، يانصي الأبيض
ميرال بقلق جاد: مش وقت الكلام ده قولي عملت ب عمر ايه
ياسين بتذمر وغيرة
- يوووووووه، مـ.ـا.تجيبيش سيرته.
- حاضر بس طمني عليه الأول، ما إن قالتها بجدية حتى قبض على عضدها بنفعال وقال
- أطمنك عليه ده إيه، مـ.ـا.تتعدلي ياميرال هو أنتي مش بتسمعي بتقولي ايه، قال طمني عنه قال بلاش تخليني أنزل أدفنه بإيدي دلوقتي
- يعني هو لسه عايش
- يهمك أوي كدة، ما إن قالها وكادت أن ترد بتأكيد إلا أنها لاحظت نيران الغيرة تندلع من مقلتيه بشـ.ـدة أكبر وكأنه يكبت غضبه ليسمع ردها فقط لينهي حياة الآخر دون رفة عين.
لتتـ.ـو.تر قليلا من نظراته الحارقة لها وهي تقول
- مش بيهمني أكيد بس أنا باحس بتأنيب الضمير مش أكتر
ياسين بنزعاج: لا اطمني وريحي ضميرك، هو تمام مافيهوش كـ.ـسر وده عشان خاطرك عندي بس ولا أنا عمري عملتها مع حد...
- طب هو فين دلوقتي، ما إن نطقت بكلمـ.ـا.تها هذا حتى صرخ بها بغـ.ـيظ ممزوج بغيرة قـ.ـا.تلة
- ما خلصنا بقى يامرمر بلاش تخلي عفاريت الجن والإنس تتنطط قصادي وأطلعلك جناني اللي على حق وأنتي مش قده.
- لالا خلاص، ما إن قالتها بخـ.ـو.ف حتى ابتسم بتلقائية عليها ليسحبها لصدره مرة أخرى وأخذ يعتصرها بقوة إلا أن قربه منها لم يدوم طويلا عنـ.ـد.ما وجد أبواب السيارة الأمامية تنفتح ليصعد كل من شاهين ويحيى الذي قال له بعدmا استدار له بجذعه العلوي
- و دلوقتي هنصلح اللي هببته امبـ.ـارح عشان نخلص بقى من الدوشة دي
ياسين بترقب: ازاي؟!
- سعد الجندي، قالها شاهين وهو ينظر له من خلال المرآة ليفتح ياسين عينيه وهو يقول.
- بتهزر صح، أوعى تقول أنه اللي في بالي
- هو اللي في بالك، هنروح نستسمح الراجـ.ـل...
ده حقه علينا والا ايه، قال الأخيرة وهو يغمزه ويؤشر للتي بجانبه ما إن وجده سيرفض
تنهد ياسين ثم التفت لميرال التي كانت تنظر له بعمق وكأنها تريد قراءته ليهمس لها
- أنتي شايفة إيه.
ردت عليه بنفس همسه وهي تبادله النظرات بترجي: شايفة إن ده الصح، أنا عايزة أعيش معاك براحة بال، أنا تعبت من المشاكل، عايزة أرتاح ومش هرتاح إلا لما بابايا يرضى عن جوازنا بطيب خاطر
- يعني!
قاطعته بإصرار: يعني بلاش مكابرة واسمع منهم
أبعد نظره عنها و زفر أنفاسه بقوة ثم قال لأخيه: ماااااشي، أتفضل
- ومالك بتتنك عليا كدة ليه، ما إن قالها شاهين برفعة حاجب وعدm رضا حتى رد عليه باختناق.
- وحياة عيالك ياشيخ سبني في حالي كفاية أوي الحفلة اللي هتتعمل عليا لما نوصل
أبتسم شاهين بتشفي وقال: تستاهل آدي آخرة تهورك أنت انعديت من يحيى ولا إيه
اعتدل يحيى بمكانه باستغراب
- إيه ده إيه ده، ماله يحيى...
شاهين وهو ينظر للطريق
- مالوش بس متهور حبتين
ليكمل عنه ياسين وهو يشـ.ـدد من احتضانه لعشقه
- قول تلاته أربعة عشرة، مين يصدق إن ده أخو القمر الهادي والراسي اللي قاعد جنبي.
- طب كويس فاكر إني أخوها. ما إن قالها بغيرة أخ وهو يلتفت لهم حتى انفجروا بالضحك عليه ف الآخر يكاد أن يتميز غـ.ـيظا منه فهو حقا يغار على أخته
مرت عليهم عشر دقايق من الضحك والمشاكسة ولكن سرعان ما صمتوا عنـ.ـد.ما توقفت عجلات السيارة أمام مدخل العمارة السكنية.
وما إن نزل شاهين ويليه الآخر حتى ضغطت ميرال على ذراعه التي كانت تحتضنها بيدها لتجعله ينظر لها لتذبل أهدابها له بتوسل بأن لا يرفض النزول فهو كان ينوي تأجيل الأمر وعلى مايبدو بأنها قرأت أفكاره
وهذا ما جعل ياسين لوى فمه بضجر وأخذ يغمغم بخفوت: ده أبوكي غتت
- ياسين احترم نفسك كله إلا بابا، قالتها وهي تضـ.ـر.به بقبضتها على كتفه ليضحك عليها وهو يقول بذهول
- ودانك دول ولا ودان فيل، أنتي سمعتيني ازاي.
تجاهلت كلامه وقالت بتحفيز: يالا ننزل
- اممممممم، همهم بها بتفكير وعدm اقتناع لتحركه بضجر وهي تقول
- هااااا
- عشان خاطرك، أنزل ياقمر، ما إن قالها وهو يلتفت بوجهه لها حتى قبل جبينها بحب عنـ.ـد.ما وجدها تبتسم له بسعادة
انتفضوا معا ما إن طرق يحيى على النافذه بقوة وهو يقول بغـ.ـيظ: مـ.ـا.تخلصونا بقى
- في حاجة،؟ قالها ياسين وهو يفتح الباب وينزل ليسحب ميرال تحت جناحه عنـ.ـد.ما نزلت هي الأخرى ليرد عليه يحيى بغـ.ـيظ أكبر.
- مافيش حاجة اتفضل
غمزه ياسين بخبث ثم تركه وتوجه نحو مدخل العمارة ليلحق بالهجين أما يحيى ما إن هم هو الآخر بالدخول إلا أنه لفت نظره حوده الذي كان يسند جسده على مقدmة السيارة التي خلفهم مع الحرس، كان حرفيا شارد في اللا شيء
قطب يحيى جبينه باستغراب وفضول ثم ذهب نحوه وقال بعدmا سند ساعده على كتف الآخر
- بالك مشغول بإيه،؟! أوعى تقولي الست الدكتورة هي اللي مدهوله حالتك وشغلاك بالشكل ده.
ابتسم حودة ونظر له بطرف عينيه وقال
- هو في غيرها
ابتعد يحيى قليلا عنه وقال باستغراب
- هي لسه زعلانة
سحب نفس عميق بضجر وقال: هو أنا لحقت أصالحها، ما أنا بقالي يومين محبوس هنا
- هو أنت مش قولت باباها وافق وهي وافقت
- ايوة، ما إن رد عليه بتأكيد حتى قال الآخر
- يبقى خلاص حدد معاد الفرح
حودة بصدmة: فرح إيه ده
- فرح الجيران، مالك ياحودة هيكون فرح إيه يعني. فرحك أنت
اشاح حودة بيده وهو يقول: مش لما أخطب الأول.
- خطوبة ايه لاااا احنا مش بتوع خطوبة احنا نخش ع الد.خـ.ـلة على طول
ضـ.ـر.ب حوده كفيه ببعضها وهو يقول: بقوله البـ.ـنت زعلانة ومش بترد عليا بقالي ساعة بحاول معاها ولا الهوا، يقولي فرح
وضع يده على كتفه وقال بخبث: اسمع مني بس، سيبك منها وكلم باباها واتفق إنك تعمل الفرح نهاية الأسبوع ده
حودة بتفكير: وهو هيرضى
- مش عايزين حاجة منه، الفرح علينا والشقة جاهز
وبكدة هتبقى ليك يا معلم
- لالالا ماينفعش أخذها كدة.
- شكلك مش عايزها عشان كدة بتتلكك
- لا طبعا عايزها بس بمزاجها
- مزاج إيه يا أبو مزاج أنت كدة عمرك ما هطولها ياض، البنات دول مش بيجوش غير بالأمر الواقع هو احنا لو نستناهم هنخلل جنبهم وهما لسه بيفكروا...
كلم باباها دلوقتي واتفق معه ومـ.ـا.تشيلش هم الفرح ده عليا هدية مني ليك
- بس كدة هتزعل أكتر
- ابقى صالحها ولا أنت متعرفش تصالح، قالها وهو يغمزه بمشاكسة ليضحك حودة عليه مما جعل الآخر يكمل كلامه بتأكيد...
أيوه كدة اضحك وخدها من فك الأسد ولا أنت ناوي تستنى خمس سنين تانيين بلاش تخيب خيبتنا
حودة بفزع: لا خمس سنين إيه أنا جبت آخري، تصدق أنت صح، أنا هتجوزها نهاية الأسبوع ده ويا أنا يا هي
- أيوة كدة ياوحش، وربنا يقدرنا على فعل الخير
قالها وأخذ يضحك وهو يصعد خلف البقية بعدmا وجد الآخر أخرج هاتفه لينفذ فكرته.
في الأعلى رن جرس الباب أكثر من مرة لتتوجه نحو الباب داليا وهي تمسح يدها المبللة بالمنشفه وما إن فتحته حتى صرخت بفرحة عنـ.ـد.ما وجدت ابـ.ـنتها أمامها التي سرعان ما رمت نفسها بأحضانها بلهفة لتقبلها داليا بحب كبير ثم أبعدتها عنها وأخذت تنظر لها وهي لا تصدق بأن ميرال أمامها الآن
- حبيبتي طمنيني عنك أنتي كويسة.
- أيوة كويسة يا قلبي أنتي، ما إن قالتها حتى ابتعدت عنها وركضت لوالدها الذي خرج للتو من غرفته على أصواتهم ليستقبلها بذراعين مفتوحتين ثم حاوطها بقوة و حنان يكفي العالم بأسره ليقبل رأسها عدة مرات ثم أبعدها عنه قليلا ليلفت نظره ثيابها فقد كانت ترتدي فستان الخطوبة وعليه سترة رجـ.ـالية الخاصة بيحيى ليلتفت لسيلين وهو يقول لها
- خدي أختك خليها تغير هدومها وترتاح.
أومأت له سيلين بصمت وتحركت نحو أختها التي احتضنتها هي الأخرى ثم أخذتها معها للداخل ليقول ياسين بتدخل وهو مذهول
- ترتاح ده إيه احنا هنمشي
تجاهلت سيلين كلامه ودخلت مع أختها الغرفة لتلحق بهم داليا بسرعة وأغلقت الباب عليهم
وهنا ابتسم سعد قليلا وهو ينظر للأرض ثم رفع نظره له وتقدm نحوهم وهو يقول
- لو عايز تمشي، امشي لوحدك
ياسين بذهول: أمشي لوحدي إيه! وميرال،؟
- مالكش حاجة عندي، ما إن قالها سعد وهو يجلس على الأريكة و واضعا ساقا على الأخرى حتى انفجر ياسين بوجهه وهو يقول بنفعال
- ماليش ايه دي مراتي
سعد بحدة نوعا ما: ودي بـ.ـنتي، وأنت سرقتها مني
كاد أن يصـ.ـر.خ إلا أنه صمت وتريث قليلا وقال بعدmا رمقه شاهين بنظرة ذات مغزى: بص أنا عارف إن الطريقة كانت غلط بس أنا بحبها ومقدرتش أشوفها بتروح لغيري وأسكت، وأنت عارف ميرال دmاغها ناشفة قد إيه.
سعد بجمود: مهما كانت أسبابك. أنا مقدرش أسلمك بـ.ـنتي كدة.
صك ياسين على أسنانه وقال من بينهم
- يعني ايه؟!
رد عليه سعد بحدة: يعني عايز أشوف بناتي بالفستان الابيض زيي، زي اي أب، خدها صح مني ولو لمرة واحدة زي أي راجـ.ـل، ولاااا أنتم مـ.ـا.تعرفوش تعملوا كدة.
عم الهدوء ع المكان بسبب كلمـ.ـا.ت سعد الحادة والتي طعنتهم بالمقــ,تــل حتى يحيى الذي دخل للتو عليهم توقف بمكانه ما إن سمع كلامه ليشرد قليلا فهو أيضا لم يرى غلاته بهذا الفستان، بالتأكيد هذا الشيء مقدس عند كل فتاة وهو حرمه عليها.
نظر ياسين لشاهين الذي كان حاله لا يقل عنه ليكمل سعد كلامه بجدية- والكلام مش بس ليك، لأ للإتنين التانيين كمان. يعني حتى غالية أنا بعتبرها بـ.ـنتي ومش هديها ليحيى إلا لما يعملها فرح لأن أنا عرفت ظروف جوازه ماكنتش أحسن منكم
تدخل يحيى بفزع وهو يقول- لا بالله عليك ياخال أنا حفيت لغاية ماخلتها ترضى عني تيجي أنت دلوقتي تقلب باللي فات ليه
- في إيه هو أنت مش عايزها.
- مش عايزها ده إيه، دي حبيبتي وأم ابني، ما إن قالها حتى رد عليه سعد ببرود
- وماله ده حقك بس اعملها فرح الأول وخدها. غير كده مش هطول ظفرها
شاهين بتدخل وهو يقول: أيوة بس ماينفعش فرح بعد ما خلفنا هو احنا بأوروبا
سعد بلا مبالاة- والله دي مشكلتكم!
يحيى بتأكيد لكلام الآخر: طب خلي ياسين بس و احنا اعفينا وزي ما قال شاهين مش هينفع خالص بعد ما خلفنا
صمت سعد بتفكير قليلا ثم قال: طيب ماشي نمشيها ياسين بس...
ليقول يحيى بتفائل وسعادة: حلوووو كدة بصوا بقى الخميس اللي جاي فرح حودة إيه رأيكم نعمل معه فرح ياسين، هااا قولتوا ايه
- أنا موافق طبعا ما إن قالها ياسين حتى ربت سعد على فخذه بيده ونهض من مكانه بهمه وهو يقول
- ماشي ولغاية الوقت ده مش عايز أشوف وش واحد منكم قصادي
- نعممممممم، قالوها الثلاثة معا بصدmة
رفع سعد حاجبه وقال: في ايه مالكم، ده اللي عندي يالا اتفضلوا.
كاد ياسين أن يعترض إلا أنه توقف عنـ.ـد.ما وضع شاهين يده على كتفه وهمس له
- اخرس خالص وبلاش تبوظ الدنيا واحمد ربك أنها
جت على كدة، ده أنت خـ.ـطـ.ـفت بـ.ـنته قصاده وكتبت عليها بالمسدس، يعني تنفذ اللي طلبه من سكات
ياسين بتذمر: أيوة بس أسبوع كتير اتحرم منها هو أنا لحقت أتهنى بيها
شاهين باختناق منه- أومال أنا ويحيى نقول ايه اتعـ.ـا.قبنا معاك
لوى ياسين فمه بضجر ثم قال بابتسامة مصطنعة لسعد الذي كان ينظر له بعدm رضا.
- ماشي ياعمي أنا هعملها أحلى فرح بمصر كلها وكل طلباتها مجابة، في حاجة تانية
- لاء، وزي ما قولتلك مش عايز أشوف خلقة حد فيكم ليوم الفرح، و دلوقتي اتفضلواابتسم الثلاثة له بإصفرار ثم تحركوا وخرجوا وهم على وشك الإنفجار لينزلو الدرج وهم يتأفأفون بعدmا أغلق باب الشقة بوجههم دون أدنى مجاملة
ليجدوا حودة يقترب من يحيى ما إن وصلوا لبوابة العمارة الخارجية وهو يقول
- أنا كلمت باباها وقالي خلي الفرح كمان شهر.
- شهر اااايه لااااااء هو أسبوع مافيش غيره، الخميس فرحنا يعني الخميس، قالها ياسين
بضيق ثم توجه للسيارة لينظر حودة باستغراب ليحيى الذي قال له بتوضيح
- مـ.ـا.تستغربش أصله اتفق مع سعد الجندي أنه يعمل فرحه معاك يوم الخميس، وحكم علينا المفتري مش عايز يشوفنا ليوم الفرح
- طب أعمل إيه باباها مش موافق
ليقول شاهين بابتسامة عابثة: هنخليه يوافق
حودة بتفكير- تقدر تقنعه
شاهين بابتسامة جانبية: عيب عليك.
يحيى بحماس: حلوووو طالما الهجين هيتصرف يبقى كله تمام يالا بينا
حودة بعدm فهم: على فين؟!
شاهين يحرك عنقه ليطرقع عظام رقبته وهو يقول- نروح القاهرة ونخطبها ونحدد الفرح وش لوش الحاجات دي ماينفعش بالتلفون
- تصدق صح يا له بينا يلا
قالها يحيى بتأكيد وهو يربت على ظهر حودة ثم تركه وذهب ليتحرك هو الآخر بسرعة نحو سيارة الحرس وانطلق بها خلفهم ما إن تحرك الهجين بسيارته.
في الأعلى عند سعد ما إن طرد أولاد اللداغ و أغلق الباب بوجههم حتى التفت ليرى أمامه أم غالية بكرسيها المتحرك عند باب المطبخ وعلى ما يبدو بأنها قد سمعت كلامهم كله، ليقترب منها ببطء وما إن وصل عندها و وقف أمامها قال
- ايه رأيك باللي عملته...
أومأت برأسها: هو ده الصح...
سعد بترقب: يعني ما ادايقتيش لأني منعت يحيى من أنه ياخدكم معه.
- لا بالعكس أنا فرحانه لأنك حابب تاخد بحق غالية وتعززها زي ما أنت عايز حق بناتك وتعززهم، ودي أول مرة تحصل من يوم مـ.ـو.ت باباها الله يرحمه ماشفتش حد بيدافع ليها غيري عشان كدة تلاقيها ساعات شرانية وعدوانية
لأنها تعودت تجيب حقها بنفسها زي ما أنت شايف لا أب ولا أخ ولا حتى أمها تقدر تعملها حاجة بعجزها ده، أنا بحس إني بقيت بزيد تعبها بهمي ده.
قالت الأخيرة وهي تضـ.ـر.ب الكرسي براحتها بخفه ليرد عليها سعد بهدوء.
- مـ.ـا.تقوليش كدة، يمكن تشوفي إنك عاجزة بس اللي مت عـ.ـر.فيهوش إن غالية بتستمد طاقتها منك، أنتي الحـ.ـضـ.ـن اللي لما تتعب بتترمي فيه. أنتي نعمة كبيرة بحياتها، ربنا مايحرمها منك ولا يحرمك منها، عن إذنك
قال الأخيرة ما إن لاحظ غالية تنظر لهم بحـ.ـز.ن لينسحب من بينهم بهدوء وذهب نحو غرفته
لتبتسم الأم بحـ.ـز.ن ما إن وجدت ابـ.ـنتها تأتي نحوها لتنزل وتجلس أمامها لتمسك يديها وقالت
- ليه بتقولي كدة.
- سمعتي كلامي، ما إن قالتها حتى حركت غالية رأسها بنعم وقالت بتنهيدة
- أيوة وياريتني ماسمعته...
- ليه بتقولي كدة ماهي دي الحقيقة، أنتي بتتعبي معايا أكتر من ما بتتعبي مع ابنك. وبعدين أنا بقيت بتكسف وأنا هنا، رجعيني لبيتي وعيشي أنتي مع عيلتك براحة بال
غالية بانفعال: بيت إيه اللي ترجعيله، عايزة ترجعي عند تحية وخليل من تاني، وبعدين عيلة ايه اللي عايزاني أعيش معاهم من غيرك...
ده أنتي عيلتي، حتى يحيى برغم عيوبه كلها إلا أنه بيمـ.ـو.ت فيكي وبيقولك يا أمي وبلال متعلق فيكي أكتر مني، أنتي ليه عايزة تزعلينا...
- أنا أزعلكم؟!
غالية بتأكيد وعينيها امتلأت بالدmـ.ـو.ع
- طبعا تزعلينا لما تفكري إنك تقل عليا، طبعا تزعليني أنا بالذات لما أشوفك مش مرتاحة معانا
ده معناه إني فشلت إني آخد بالي منك زي ما أنتي خدتي بالك مني طول السنين دي...
مامااااا عشان خاطري لو بتحبيني بجد بلاش تفتحي السيرة دي ويمين بعظيم لو قولتي كلامك ده تاني أنا بنفسي هرجعك لبيتك عند تحيه بس وقتها مش هترجعي لوحدك هرجع معاكي بعد ما هاطلق من يحيى وأرميله ابنه و وقتها هفضالك لأن شكلي كدة قصرت معاكي جـ.ـا.مد وانشغلت عنك
شهقت الأم وهي تقول بعصبية: تفي من بقك يابت تطلقي ده إيه وترمي مين ده انا اللي هرميكي بمية جزمة لو عملتيها.
نظرت لها غالية بقوة وقالت: هعملها، أنا مـ.ـجـ.ـنو.نة واعملها، وأنتي أعرف الناس بجنون بـ.ـنتك، ف خلينا عايشين بما يرضي الله يا أمي وبلاش تخلوني أقلب عليكم وأنتم مش قدي
- أنتي بتهدديني يابت بطني
- آااااه
- جاتك أوه، غوري من وشي، روحي شوفي ابنك
- أنا مش عايزة أروح أشوف ابني هو أصلا بيلعب مع سيلا وسعد جوا. أنا عايزة آخد حـ.ـضـ.ـن كبير منك.
قالت الأخيرة وأحتضنتها بقوة وهي تدفن نفسها فيها لتبتسم بسعادة كبيرة ما إن وجدت والدتها بادلتها الحـ.ـضـ.ـن وأخذت تملس على حجابها وهي تدعي لها بالسعادة وراحة البال
في الداخل عند داليا التي ما إن دخلت الغرفة خلف بناتها حتى سحبتها ميرال من رسغها وضمتها بحب أم وهي حتى الآن لا تصدق بأنها امامها
- طمنيني عنك يا قلب أمك أنتي
ميرال ببتسامة: أنا كويسة يا حبيبتي
داليا وهي تتفحصها: هو أذاكي، عملك إيه.
مسكت إيدها وضحكت ثم قالت بتوضيح
- ماما ياسين بيحبني مستحيل يأذيني
سيلين وهي تنظر لها بنص عين: وطالما عارفة ده ليه خضعتي لتهديده مع أنه مش هيئذيكي حتى لو رفضتي
ميرال بتـ.ـو.تر- هااا
سيلين بخبث: هااا ايه يا حلوة اعترفي اعترفي إنك بتحبيه
ميرال بضيق مصطنع وهي تضـ.ـر.بها: سيلين بطلي رخامة أنا مصدعة
سيلين بمشاكسة: أيووووه كملي الأسطوانة و قولي إنك مصدعة وعايزة ترتاحي.
ميرال بتأكيد: فعلا أنا عايزة أرتاح يا أم لسانين وأنا بقول سيلا طالعة لمين وااااء
قاطعتها داليا وهي تسألها: بتحبيه
ميرال بتهرب: ماما أنتي هتعومي على عومها
داليا بإصرار- بصي بعنيا وقوليلي وطمنيني عليكي أنتي بتحبيه صح، وافقتي عليه من قلبك مش تحت تهديد
- مامااا!
داليا بحدة: ردي عليا يابت أنتي ومن غير لف ودوران أنتي لسه بتحبيه ومبسوطة من اللي حصل.
ميرال بتـ.ـو.تر ممزوج بخجل: بصراحة، أيوة لسه بحبه ومبسوطة أوي من اللي عمله
- الحمدلله، دلوقتي بس اطمن قلبي عليكي، قالتها داليا وهي تحتضنها بقوة لتأتي سيلين بسرعة وتحتضنهم معا. ليكون هذا أجمل حـ.ـضـ.ـن ثلاثي جمع بين البنات و الأم التي ربتهم وحبتهم بروحها قبل قلبها
فكت سيلين هذه الأصرة الذهبية ثلاثية الأبعاد وابتعدت عنهم عنـ.ـد.ما رن هاتفها وما كان المتصل سوا ياسين لتعطي الهاتف لميرال فهو بالتأكيد يريدها هي...
لتأخذه منها الأخرى وما إن ردت عليه حتى انفجر بوجهها
- شفتي أبوكي عمل إيه
لتقول ميرال بترقب وهي تبتعد عنه
- لاء معرفتش هو حصل إيه
- قال إيه مش هيرضى آخدك ولا أشوفك غير لما أعملك فرح
- هو قالك كدة، ما إن قالتها باستفسار حتى أومأت لوالدتها برأسها عنـ.ـد.ما أشارت لها بأنها ستخرج وما إن أشارت لسيلين أيضا أن تخرج معها إلا أن الأخرى أبت ذلك وأصرت على البقاء.
كادت ميرال أن تدفعها للخارج لكي تبقى وحدها إلا أنها لغت الفكرة عنـ.ـد.ما جاءها صوت ياسين الذي كان يغلي كالبركان من الغضب
- أيوة تخيلي
تجاهلت ميرال وجود سيلين وقالت: وأنت مدايق ليه ما تعملي فرح ولا هو كتير عليا
- كتير إيه أنتي كمان أنا أديكي عمري كله مش بس أعملك فرح بس وأنتي معايا مش بعيدة عني، ده أنا هتجنن عليكي. بس عشان خاطرك هستحمل الخمس أيام دول مع أنه صعب عليا.
ميرال باستغراب: خمس أيام، ليه هو أنت ناوي تعمل الفرح امتى
- الخميس اللي جاي، ما إن قالها حتى ردت عليه بانزعاج
- هو أنا هلحق أجهز نفسي امتى، لالا ماينفعش كدة خليها كمان أسبوعين أقل حاجة
- ميراااال مااااا تجننيش. تلحقي ولا لاء مافيش تأجيل لو السما انطبقت ع الأرض، سااامعة مافيش تأااجيل، ما إن صرخ بكلمـ.ـا.ته هذه بعصبية حتى شحب وجهها بخـ.ـو.ف منه لتقول بخفوت
- حبيبي مش كدة هدي أعصابك.
تلاشى تـ.ـو.تره وتشنجه من همسها هذا ليقول لها بنفس الهمس- بحبك
ابتسمت بخجل: وأنا كمان، يالااا سلام، ما إن ختمت كلامها حتى أنزلت الهاتف عن أذنها وأنهت المكالمة ثم رمت هاتفها على السرير وأخذت تنظر لسيلين التي كانت تتمعن بها مرة ثانية والأخرى حتى انفجرت بالضحك بصوت عالي لدرجة سعد الذي بغرفته ابتسم بشكل تلقائي عنـ.ـد.ما وصله صوت قهقهتهم
بعد مرور خمس أيام...
مرت على أبطالنا بين المد والجزر وبين الشوق والحنين لبعضهم، فهم بهذه المدة فرض سعد فعليا قوانين صارمة عليهم وخاصة ميرال التي منعها حتى من محادثة ياسين عبر الهاتف الذي أخذ يحترق وينطفئ غـ.ـيظا ولم يستطع حتى أن يرى خيالها من بعيد خلال هذه المدة
وها هو أخيرا جاء اليوم الموعود.
في فيلا زينة كانت في غرفة المكتب وهي تنظر للمسدس الذي بداخل الخزانة لتمد يدها له وتخرجه وأخذت تتفحصه قليلا ثم التفتت لفتحي و وضعته أمامه على سطح المكتب وهي تقول بحقد
- دي فرصتنا، ياسين مشغول بفرحه ومش هيكون فاضي لينا
- أنتي بتخافي من شر ياسين لأنك شايفاه قبل كدة
بس أوعي تستخفي بالهجين وتحاولي تئذيه بأعز ما ليه
زينة بغل: سيلين لازم تمـ.ـو.ت...
فتحي برعـ.ـب: نهارك أسود هو أنتي مفكرة لو مـ.ـا.تت هيبصلك ده لو سابك عايشة أصلا
- لاء مش هيبصلي بس أقلها أكون حرقت قلبه عليها
سنين عمري كلها وأنا بجري وراه، ربيته وكبرته وشفته بيكبر قصادي وأنا نفسي فيه، من لما كان عنده 17 سنة وأنا بحاول معاه...
ده ااااايه الجبروت اللي هو في ده، أنا مش فاهمة، بقى أاانا زينة أجدعها راجـ.ـل مايقدرش يقاومني إلا هو مسح بكرامتي الأرض، كل واحد يشوفني بيريل عليا ويتمنى رضايا إلا هوووو بيستحقرني، بيشمئز من لمستي...
استحملت كل حاجة منه وتقبلت كل حاجة إلا أنه يحب، عارف يعني إيه يحب، يعني كل حاجة أنا كنت عايزاها وباتمناها بقت لغيري وقصاد عيني، وعايزني أسكت طب ازاي وأنا نار قايدة فيا، عايزة أنتقم منه بأي شكل ومنها هي بالذات مش عايزاها تتهنى فيه، عايز أمـ.ـو.تها وهمـ.ـو.تها
فتحي بتساؤل وفضول: عايزة تمـ.ـو.تيها ازاي بقى
- أنت اللي هتعمل كدة، ما إن قالتها حتى انتفض بفزع من مكانه وهو يقول.
- أنا ااايه، اااايه، أنا ولا أعرفك، أنا آخري معاكي شغل، حركات خارجة عن القانون ماشي، سرير مايضرش، بس ألعب بعداد عمري وآجي جنب ولاد اللداغ ده اللي مش هيحصل ابدا، سامعة أبدا، عايزة تمـ.ـو.تيها مـ.ـو.تيها بس بإيدك أنتي أنا ماليش دعوة، أنا مش مستغني عن عمري
ختم كلامه وتركها وخرج من غرفة المكتب ومن الفيلا بأكملها مما جعل زينة تضـ.ـر.ب سطح المكتب بيدها عدة مرات وهي تصرخ بغضب ثم قالت بتوعد.
- هقــ,تــلها يعني هقــ,تــلها وبإيدي، والليلة آخر ليلة ليها
صمتت وأخذت تنهج بأنفاس عالية منفعلة وهي تنظر بإصرار إلى نقطة وهمية في اللا شيء
مساء في قاعة أعراس مكشوفة عبـ.ـارة عن حديقة كبيرة واسعة مزينة بأرقى وأجمل التجهيزات وكل شيء كان على أكمل ما يكون
كانت تركض سيلا بفستانها الأبيض المنفوش وهي تضحك بشقاوتها المعتاده لتتوقف بعد مدة وأخذت تتنفس بصعوبة ليقف إلى جانبها بلال وهو يقول
- إيه تعبتي.
حركت رأسها بنعم وقالت: أيوة
- طب تعالي، قالها وهو يمسك يدها وأخذها لأحد المقاعد وما إن جعلها تجلس عليه حتى ذهب وأتى لها بكأس من الماء و جعلها تتجرعه بيده وما إن انتهت حتى أخرج منديل ورقي من جيب بنطاله وأخذ يمسح فمها بهدوء ثم اقترب منها وقبل وجنتها وقال
- عروستي طعمها حلو أوي
سيلا بندهاش وفرحة- أنا عروستك!
- أيوة، هاتي وحدة كمان بقى، قالها وهو يقبلها للمرة الثانية وما إن كاد أن يقبلها للمرة الثالثة على التوالي حتى نظر الى الأرض بخـ.ـو.ف عنـ.ـد.ما وجد نفسه يرتفع عنها للأعلى من قبل شخص
وهذا الشخص لم يكون سوا شاهين اللداغ الذي حمله من الخلف وهو يقول بغـ.ـيظ مضحك
- وبعدين معاك يا ابن يحيى
هو أنا مش قولتلك أوعى تبوس بـ.ـنتي تاني
نظر له بلال ببراءة: قولت ياعمو
كز على أسنانه وقال: وطالما أنا قولت...
أنت بتبسوها ليه بقى؟ هااااا
بلال بتلقائية: لأن طعمها حلو
- يحيى! تعالى خد ابنك من وشي، ما إن صرخ بها حتى جاءه يحيى والتقط ابنه من بين يد الآخر بسرعة وأخذ يقبله وهو يضمه ثم نظر له وقال
- إلا قولي ياوحش عملت إيه عشان خليت عمك مولع كده، قولي عملت ايه وفرحني
- بوست عروستي سيلا، ما إن قالها بعفوية حتى فتح شاهين عينيه على وسعهما بصدmة وهو يقول بستفسار
- عروسة ايه يالااااا.
نظر له بلال وقال: عروستي سيلا ياعمو. أنا بحبها
يحيى بفخر وسعادة: ااااالله أكبر، جينات اللداغ طلعت شغالة بدري عند ولي العهد، ابني يا ناس بيحب وهو يادوب خمس سنين أومال لما يدخل الجامعة هيعمل إيه، هو صح احنا بعصر السرعة بس مش لدرجادي يا حبيبي أنت كدة هتجيب ضـ.ـر.ب لأبوك
صرخ به شاهين وقال: غوروا من وشي جاتك داهية بتربيتك السودة.
- تعالى نمشي يالي جايبلي الكلام، قالها وهو يبتعد عنه بضحك ليقول بلال بحـ.ـز.ن: بس أنا عايز ألعب مع سيلا وسعد
- عمك الرخم هياكلنا لو قربنا منها دلوقتي لما تشوفه انشغل بالمعازيم خدها واجري اتفقنا
- اتفقنا، ما إن قالها بلال بحماس حتى اقتربت منهم غالية وهي تقول- ربنا يستر من اتفقاتكم دي انا مش بطمن ليها، الأب وأبنه لما ينجمعوا بيخربوا الدنيا.
ضحك يحيى لها وهو ينزل بلال الى الأرض والذي سرعان ما ركض نحو سعد الصغير ليلعب معه
اقترب يحيى من غلاته وأخذ ينظر لها بإعجاب فهي كانت ترتدي فستان محتشم جدا باللون الأوف وايت
مع حجاب ومكياج رقيق
- هو القمر نزل عندي وأنا معرفش
غالية بدلال: حلوووو يعني؟!
يحيى بصدق: وأنتي بأسوأ حالاتك بشوفك أحلى وحدة فما بالك دلوقتي- كلامك ده بيدل إنك بتحبني
- بيدل؟ هو أنتي عندك شك
- لاء بس ده دليل قوي عارف ليه.
- ليه يا غلا الروح
- لأن اللي بيحب حد بجد فعلا بيشوفه أحلى حاجة
- أنتي مش بس حلوة أنتي من برا ومن جوا كمان يا نعمة ربي ليه، قالها وهو يبتسم لها بهيام عاشق ولهان لتبادله نظرات لا تقل عنه لتقترب منه خطوة لتكون شبه ملتصقه به لتهمس له
- احنا أربعة صح، أنا وأنت وبلال وماما
يحيى بستغراب: أيوة، فيه حاجة
- لاء مافيش بس حبيت أقولك بعد سبع شهور هنبقى.
خمسة، ختمت كلامها وهي تبتعد عنه وتلتفت لتهرب منه قبل أن يستوعب ما سمع حركة شقية منها إلا أن الآخر كان أسرع منها ليمسكها من مرفقه و.جـ.ـعلها تعود لوضعها السابق وهو يقول
- تعالي هنا، أنتي قولتي ااايه، خمسة
يعني ااااء
قاطعته وهي تفجر مفاجئتها له: أنا حامل
رفع حاجبيه وأخذ ينظر حوله للحضور ثم عاد بنظره لها وقال بغـ.ـيظ: يعني أنا لو دلوقتي رزعتك ببوسة قصادهم هتزعلي صح
غالية وهي تفتح له عينيها بتحذير وتقول.
- بوسة ايه يا مـ.ـجـ.ـنو.ن
- طالما أنا مـ.ـجـ.ـنو.ن، خليني أوريكي الجنون، ختم كلامه وهو يخلل أنامله بخاصتها وسحبها خلفه نحو
كراج السيارات وما إن وصله حتى ذهب عند مقبس الكهرباء فيها لينزل السكين للأسفل بعدmا دفعها للحائط ليعم الظلام بالمكان كله ومع هذه اللحظة
اقتنص ثغرها بقبله قـ.ـا.تله قوية شغوفة جعل بها أعصابها تنهار وهنا أخذت تبادله بحب لا يقل عنه.
دقايق معدودة مرت عليهم بسحر لا يوصف ليبتعد عنها وأخذها بسرعة خلف إحدى السيارت العالية ليختبئ خلفها ما إن وجد رجـ.ـالهم يقتربون من المكان ليرفعوا سكين الكهرباء ليعم الضوء بالمكان مرة أخرى.
وما إن ابتعدوا حتى نظر لغلاته التي كانت تنظر له بعمق وقبل أن يتكلم تفاجأ بها حرفيا عنـ.ـد.ما وجدها تلصق شفتيها به وأخذت تقبله هي هذه المرة ليمسك وجهها بشوق وتولى عنها القيادة لا يعرفون كم مر من الوقت ثواني أم دقائق ولكن كل ما يعرفونه بأنهم أصبحوا كليا لبعضهم البعض لا يستطيعون العيش من دون الآخر
ابتعد عنها واحتضنها لا بل حطم عظامها حرفيا من شـ.ـدة لهفته لها ليجدها تهمس له بسعادة لا توصف.
- نفسك المرادي بولد ولا بـ.ـنت
- عايز تنين، عايز بـ.ـنت شبهك تطلع عيني بشقاوتها و عايز أخ ل بلال، ف اللي ربي يرزقني فيه أنا راضي بيه
- بحبك يا يحيى، بمـ.ـو.ت فيك، قالتها وهي ترفع نفسها على رؤوس أقدامها لتقبل فكه برقه ثم عادت لطولها الطبيعي وهي تحتضنه من صدره بابتسامة حالمة ثم ابتعدت عنه وابتسمت له بخجل ممزوج بفرحة عنـ.ـد.ما انحنى وقبل ثغرها بسطحية ثم عاد بها.
للحفلة التي أعلنت عن وصول العروسين ليقف حودة و ياسين على آخر الطريق باستعداد تام لاستقبالهم...
لحظات مرت عليهم بتـ.ـو.تر شـ.ـديد
لتظهر ميرال أخيرا مع سعد الجندي وهنا توقف الزمان عند ياسين ما إن وجد حوريته أمامه بالفستان الأبيض، برغم بساطة الفستان إلا أنها كانت حقا أميرة بطلتها وجمالها المميز.
ابتلع ياسين لعابه عنـ.ـد.ما أصبحت أمامه تماما مد يده ليأخذها إلا أن سعد لم يعطيها له وأخذ ينظر له قليلا ثم قال: أوعدني إنك عمرك ماهتأذيها تاني ولا تنزل دmـ.ـو.عها. أوعدني إنك هتحافظ عليها زيي
و أكتر مني
ابتسم ياسين واقترب من ميرال وأخذ ينظر الى داخل عينيها وكأنه يود أن يخترق روحها وهو يقول
- أوعدك، إني أحبها أكتر من نفسي و دايما هتكون الأولى في حياتي لاااا دي هتكون اللي من حياتي.
اوعدك مش هأذيها تاني، أوعدك دmـ.ـو.عها مس هتنزل
طول ما أنا عايش، أوعدك إني هحافظ عليها زي عينيا و أكتر و عمري ما هحب حد زيها أبدا
اتسعت ابتسامته لتتحول لضحكة ما إن ضحكت له ميرال ليلتقط كفها بلهفه من سعد الذي لمعت عيناه بالدmـ.ـو.ع
أما عند حودة ما إن أخذ عروسه من والدها حتى قال لها: مبروك يا حبيبتي
لم يكون رد هدى عليه سوا أنها نظرت له بعدm رضا مصطنع ليقول بتنهيدة.
- مش هتفكيها بقى ده أنا بقالي أسبوع مع وشك الخشب ده...
هدى بجمود: وخد عندك شهر كمان بالوش ده
- شهر إيه، لااااا ياحبيبتي أنتي فاهمة غلط الليلة مش خطوبتنا الليلة فرحنا، يعني في د.خـ.ـلة ودلع والذي منه وفي حاجات عسل أنا همـ.ـو.ت وأدوقها
ما إن قال جملته الأخيرة وهو يعض على شفته السفلية حتى قالت باحراج
- حودة!
- ياقلبه
هدى باحراج أكبر: إيه قلة الأدب دي
- هو أنتي لسه شفتي حاجة
- مش عايزة أشوف حاجة منك أنا زعلانة.
- أصالحك، ما إن قالها حتى ردت عليه بسرعة
- لا سبنا متخاصمين...
- لا والله أبدا ما يحصل، يحصل الفرح ده وأنا أصالحك للصبح هو أنا عندي أغلى منك يا روحي
هدى وهي على وشك البكاء: أنت بتخـ.ـو.فني ليه
حودة بجدية مصطنعة وهو يكبت ابتسامته عليها
- لااااااء خـ.ـو.ف إيه أنا عايزك تترعـ.ـبي
- ياااا مامي، ما إن قالتها بخـ.ـو.ف حقيقي حتى ضحك من قلبه عليه وسحبها نحوه وحاوط خصرها.
وأخذ يتمايل معها بعدmا صعد معها للمكان المخصص بالرقص كمل فعل ياسين أيضا، ليأخذ يداعبها بكلمـ.ـا.ته وأفعاله ليجعلها تبتسم له أخيرا رغما عنها
أما سيلين كانت تقف إلى جانب والدتها داليا وهي تنظر بابتسامة لأختها التي كانت تتوسط ستيج الرقص مع ياسين وهي تكاد أن تطير فرحا من شـ.ـدة سعادتها
لم تشعر بابتعاد والدتها عنها فهي كانت تتمعن بفرحة أختها فهي حتى الآن لا تصدق بأنها عادت كما كانت سابقا و أكثر بهجة...
شهقت بخفه عنـ.ـد.ما شعرت بذراعين قويتين تحتضن خصرها من الخلف لتسند ظهرها على صدره براحة لا توصف وهي تغمض أجفانها عنـ.ـد.ما سمعت صوته عند أذنها يهمس لها
- حشـ.ـتـ.ـيني و
فتحت عينيها قليلا والتفتت له برأسها له لتلتقي نظراتهم ببعضها باشتياق لتنطق اسمه بتخدير
- شاهين
- يا نبض قلبه أنتي، قالها وهو يقبل وجنتها لتقول بخجل
- أنت بتعمل ايه دي الناس حولينا
شـ.ـدد من تقييدها بين ذراعيه وهو يقول بتذمر.
- بقولها حشـ.ـتـ.ـيني و تقولي الناس، وبعدين اللي
يغير مننا يعمل زينا...
كادت أن ترد إلا أن رنين هاتفه جعله يبتعد عنها وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله وما إن رأى المتصل فتحي حتى ابتسم لها وهو يقرص وجنتها ثم تركها
وذهب بعيدا ليرد عليه بكلمـ.ـا.ت مقتضبه مترقب
- عملت اللي قولتلك عليه
- أيوة
- حلو، صورلي بقى اللي هيحصل صوت وصورة
بس لو فكرت تلعب
- ألعب ده ايه، لاااا أنا مش قدكم خالص...
حاضر هعمل اللي أنت عايزه هقفل دلوقتي و أول ما تتحرك وتطلع هتصل فيك كاميرا. عشان تشوف كل حاجة صوت وصورة زي ما أنت عايز
- وأنا مستني، قالها شاهين و أنهى المكالمة ونظر بغموض قاسي في اللا شيء بعدmا تجهمت ملامحه
علي الطرف الآخر بالتحديد عند زينة كانت تنظر لنفسها بالمرآة الموجودة عند باب الفيلا الداخلي وهي تقول.
- الليلة، آخر ليلة ليكي، مستحيل أخليكي تتهني فيه، هقــ,تــلك يعني هقــ,تــلك وبإيدي حتى لو كان بعدها همـ.ـو.ت عادي المهم أحرق قلبه عليكي زي ما حرق قلبي عليه لما فضل وحدة زيك عليا...
صمتت وفتحت حقيبتها لتتأكد من المسدس الموجود فيه لتتحرك بإصرار وهي تخرج متوجهة نحو سيارتها وما إن فتحت باب السائق واستقرت خلف الدركسيون حتى وضعت حقيبتها بالمقعد المجاور لها لتشغل المحرك ولكن ما إن ضغطت على مكابح البنزين حتى انفجرت بها
ليصدح صوت الانفجار الشـ.ـديد من سماعة هاتف شاهين الذي كان ينظر لها من خلال شاشته الصغيرة لتنعكس بحدقتيه الغاضبه ألسنة النيران المندلعة من بقايا سيارتها...
ليأتيه صوت فتحي بعدها وهو يقول
- اظن كدة إني عملت اللي عليا
أغلق الخط دون أن يرد عليه ليضع هاتفه بسترته
وهو يعود بأدراجه مرة أخرى داخل الحفل لينظر لسيلينا الخاصة به بابتسامة حب عنـ.ـد.ما وجدها ترقص مع والدها على الاستيج وضحكتها تشق وجهها الجميل
- دي نهاية أي حد يفكر يلمس شعرة منك.
ده لا عاش ولا كان اللي يفكر بس يأذي عشق الهجين.
ده أنا أمحيه قبل مايعملها، قال كلمـ.ـا.ته هذه مع نفسه بصوت خافت ثم تحرك بهمة نحو الدرج ليصعد على الأستيج متوجها نحوها
وما إن وجدها أخذت تدور حول نفسها حتى سرقها بخفة من والدها وهو يقول
- بعد إذنك دي بتاعتي
ابتعد سعد عن المكان ليحتضن زوجته داليا وأخذ ينظر لبناته ويحيى كيف أخيرا أصبح لكل منهم شريك حياته الخاص
همس لداليا وقال: تفتكري أنا صنت الأمانة صح.
- صنتها ياحبيبي. صنتها، قالتها وهي تميل رأسها على كتفه وهي تنظر لهم هي الأخرى
أما سيلين كانت ترقص معه وهي تمرر نظراتها عليه بطريقة وكأنه هو أعظم انجازاتها لينطق لسانها بصدق: بحبك...
ابتسم وقال بثقة: وأنا لاء
رفعت ذقنها بكبرياء وقالت بعدm تصديق
- بجد!
مال بها للأمام ليجعلها تميل هي للخلف بحركة جميلة جدا وهو يقول: أيوة بجد لأني مش بحبك، انا بعشقك، بعشقك يا عشق الهجين.
قبل ما بين عينيها وهم بوضعهم هذا لتتوقف الموسيقى وصفق الحضور لهم جميعا مما جعلها تستقيم بجسدها ليحتضنها من خصرها ونزل معها ليجدوا أولادهم يركضون نحوهم
لتحمل سيلين سيلا وشاهين حمل سعد وقبل أن يكملوا طريقهم قال يحيى وهو يرفع هاتفه ويصورهم
- استنوا خلوني أصوركم باللحظة الحلوة دي
لتضحك له سيلين من كل قلبها لتحتضن سيلا لتجد شاهين يقبلها من صدغها وهو يضم سعد له.
وهنا تم التقاط الصورة بهذا الشكل لتبقى من أجمل الذكريات لهم ولنا، لتبدأ الستارة بالنزول بهدوء عليهم حتى تلاشت الصورة تماما ليتم طي آخر ورقة لهم معانا بروايتهم.
تمت
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇