رواية بين طيات الماضي هي رواية رومانسية تقع احداثها بين سليم ومليكه والرواية من تأليف منة الله مجدي في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية بين طيات الماضي لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية عشقتها فغلبت قسوتي هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية بين طيات الماضي تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة
رواية بين طيات الماضي من الفصل الاول للاخير بقلم منة الله مجدي
في أحد الأبراج السكنيه تحديداً في شقة يبدو عليها الثراء علي عكس حالة ساكنتها تماماً
إبتسمت مليكة للطفل الصغير الذي هدهدته حتي نام......مسحت علي جبهته البيضاء برقة و حنان فهو أهم ما لديها في الحياة ومن أجله يمكن أن تفعل أي شئ........وراحت تفكر أنها لم تعد تتحمل المزيد........ إذا أستمرت كلفة المعيشة بالإرتفاع فستصل لحائط مسدود فمراد يكبر وتزاد متطلباته ومدخراتها لم تعد تكفي حتي وإذا إستطاعا تدبر أمرهما فابالتأكيد ستنفذ بعد وقت قليل ولا تستطيع إيجاد عمل في هذه الأوقات يمكن أن يسد كافة إحتياجاتهما
وضعت وجهها بين كفيها وغلبتها دmـ.ـو.ع الإحباط ماذا ستفعل؟؟ وماذا يمكن أن تفعل؟؟ لو أن تاليا لا زالت حية!! لو أنها لم تمت وهي تلد صغيرها ؟؟
لكانا علي الأقل سعتا الأن لطلب مساعدة والد الطفل........ولكنها مـ.ـا.تت.... و حتي هذا لا تستطع فعله فهي لا تعرف من هو والد ابن شقيقتها
تنهدت في سخرية أ يعقل هذا ولكنها سخرية الحياة فقد قررت تاليا أن تجعل خبري زفافها وحملها مفاجأة لمليكة حينما تعود الي القاهرة
لو أن تاليا لم تترك إسبانيا وتعود بمفردها لأجل تلك الشركة اللعينة لو أنها بقيت بجوارها لما حدث كل هذا ولبقيت تاليا حية ولم تمت لو أن ؟؟..... لو أن؟؟ .....لو أن؟؟....
كم من المرات رددت هذا السؤال في السنوات القليلة المنصرمة وأين ااوصلها كل هذا؟؟؟ الي لا شئ......ولكنها لن تترك مراد مهما حدث
رفعت رأسها سريعاً لسماعها طرقات قوية علي الباب.....تطلعت بقلق ناحية مراد الذي بدأ يتحرك فلقد بذلت الكثير من الجهد لجعله ينام
وقفت قلقة لتفتح الباب قبل أن يقرر الزائر طرق الباب مرة أخري وهذه المرة بقوة أكبر
شاهدت مراد يتملل بين ذراعيها فربتت بهدوء علي رأسه ورددت بصوت طفيف
مليكة :مفيش حاجة يا حبيبي متخافش دا الباب
ولكن صوت صاحبة المنزل لعلع بخشونه عند الباب
رانيا : أنا عارفة إنك جوة يا مدام مليكة
توجهت مليكة الي الباب وفتحته غاضبة ووقفت تسده كي تمنعها من الدخول تلك السيدة المتطفله البالغة من العمر ال50
ومن أدب مليكة عدm دعوتها بالوقاحة ولكنها بالتأكيد كذلك وحقيقة أنها أما غير متزوجة لا تعني لها شئ بل لا تعني لأي شخص أخر
لو أنها تمتلك النقود لإستئجار منزل أخر لفعلت منذ زمن .....ولكن أين يمكنها أن تجد منزل كهذا وبهذا الثمن البخس في هذا الوقت
ولهذا يجب عليها أن تتحمل تلك السيدة المتطفلة في سبيل مراد
مليكة بأدب : حضرتك كنتي عاوزة حاجة؟؟!
نظرت لها تلك المرأة بسخرية شـ.ـديدة واضحة في
عينيها .......عاقدة ذراعيها أمام صدرها تهز خصرها كعلامة للإستهزاء
رانيا : أيوة أنا جيت علشان أنا مضطرة أقولك إنك لازم تمشي
شعرت مليكة وكأن الأرض تميد تحت قدmيها فهذا ما كان ينقصها الأن
صاحت مليكة بصدmة بعدmا إتسعت حدقتاها
مليكة : ا... ااااا.... أمشي ....بس مينفعش أنا مش عندي أي مكان تاني أروحله
وبعدين أمشي ليه أصلاً الإيجار أنا بدفعه في الوقت
إختلت نبرة صوتها الواثقة وتخللها الإضطراب وهي تخفض رأسها
أنا عارفة إني إتاخرت شوية الشهر دا بس علشان المرتب إتاخر مش ذنبي والله
رفعت رانيا حاجبها الناقم وهتفت بسخرية
رانيا : وأنا مش فاتحاها سبيل يا ست مليكة .....اللي عندي قولته
زاغت عينا مليكة وشحب وجهها
مليكة : بس هروح فين؟؟!!! أنا معنديش مكان تاني أروحله !!!!!!
مصت رانيا شفتاها رافعة حاجبها بعدm إكتراث
رانيا : للأسف معرفش مش مشكلتي كلمي أبو المحروس إبنك خليه يساعدك
أومأت مليكة برأسها فهي لا تعرف ممن تستطيع طلب المساعدة
زفرت رانيا بحنق
رانيا : خليكي فاكرة إنك لازم تفضي الشقة قبل أخر الإسبوع
وإستدارت مبتعدة عنها
أغلقت مليكة الباب وأخذت تفكر ماذا ستفعل ؟!!
أمضت اليومين التالين في البحث عن مكان أخر للإنتقال إليه ولكنها لم تجد ما يمكنها تحمل نفقاته.........تذكرت في ذلك الوقت أيامها في إسبانيا تلك الايام التي لم تكن تحمل فيها أي هموم .......تذكرت رب عملها ذلك الرجل اللطيف البشوش الذي كان يعاملها كابـ.ـنته وليست مديرة أعماله........تنهدت بأسي عنـ.ـد.ما تذكرته وترحمت عليه من قلبها
نظرت في ساعتها فعلمت أنها تأخرت كثيراً علي عملها الذي لا تحصل منه علي الكثير فتوجهت مسرعة كي لا تتعرض الي التوبيخ
أنهت مليكة عملها مبكراً في هذا اليوم فأخذت مراد وتوجها الي منزل عائشة رفيقتها التي تعاني هي وزوجها و ابـ.ـنتها الصغيرة ندي ذات السبع أعوام مثل مليكة تماماً من مشاكل المعيشة وغلاء الأسعار فهذا مايعـ.ـيطهما سبب مشترك للحـ.ـز.ن مع تقارب عمريهما إلا أن عائشة حامل ومثقله بأعباء أكثر
وصلت الي المنزل المنشود بعد وقت قليل وطرقت الباب
سمعا صوت عائشة بإنهاك
عائشة : حاضر جاية
فتحت الباب فتهلل وجهها لرؤية صديقتها فهتفت بفرحة
عائشة : عاملين إيه ادخلوا إدخلوا
دخلت الفتاتان فحملت عائشة مراد وأخذت تداعبه
فتح مراد ذراعيه لعائشة وتمتم بسعادة
مراد : خالتو شوشو إزيك والنونو عامل إيه
إبتسمت بسعادة وتابعت بحماس
عائشة أنا الحمد لله يا روح خالتو من جوة والنونو الحمد لله
زمت عائشة شفتيها وتابعت بشفقة بعدmا قرصت وجنته بلطف
عائشة : مالك يا دودو شكل ميمو مبتأكلكش
مالك خاسس كده ليه وإنتِ كمان يا ميمو شكلك مرهق جداً
قصت عليها مليكة ما حدث معها وأخبرتها بإنذار الرحيل
تنهدت عائشة بقلق وتابعت بحبور
عائشة : تعالي أقعدي هنا إنتِ ومراد لحد ما تلاقي مكان تقعدي فيه
مليكة بهدوء : مينفعش يا حبيبتي أنا إن شاء الله هلاقي حل
ثم تابعت باسمة
سيبك من كل دا أنا جبت شوية حاجات تعالي نعمل كيكة ناكلها مع الشاي
أجابت عائشة باسمة بحماس
عائشة باسمة : فكرة حلوة وسيبي مراد يلعب مع ندي
ذهبا سويا للمطبخ وبدأ في إعداد الكعكة
من الرائع أن تنسيا مشاكلهما لفترة تضحكان كطفلتان وقد إتسخ شعرهما
ضحكت مليكة ملئ شـ.ـدقتيها ثم هتفت بسخرية
مليكة : عاملين زي الاطفال بالظبط
توقفت عائشة عن الضحك وإرتسمت الجدية علي ملامحها وهتفت بحزم
عائشة بجدية : ما إنتِ طفلة عمرك كام إنتِ يعني22
أظلمت عينا مليكة ألماً وتابعت بنبرة تخلوا من الحياة
مليكة : 27. أكبر من تاليا الله يرحمها بسبع سنين
عارفة يا شوشو دايماً بفكر لو كانت تاليا عايشة
كنت كملت شغلي في إسبانيا وجبتهم يعيشوا معايا وصرفت عليهم وكان مراد كبر هناك في ظروف احسن وجو أنضف مـ.ـو.تها خبر صعب أوي.....كانت لسه صغيرة..... طفلة ولسه بتبدأ حياتها حتي ملحقتش تشوف مراد
أخفضت عائشة عيناها حـ.ـز.ناً بعدmا ترحمت عليها وتابعت متسائلة
عائشة : مجالكيش أي خبر من باباه
زفرت مليكة باسي
مليكة : معرفش عنه أي حاجة مفيش دليل علي وجوده أنا حتي مش عارفة هو مين ولا فين
تاليا الله يرحمها إتجوزته وكانت مستنية نزولي علشان تعملهالي مفاجأة
ثم تابعت باسمة بحبور تتطلع ناحية مراد
عارفة أعتقد إنه كان وسيم يعني لو بصينا لملامح مراد هو أه واخد لون عيني ولون بشرتي لكن ملامحه مش شبهي ولا حتي شبه تاليا أعتقد واخدها من باباه
سألت عائشة بتردد
عائشة : طيب دورتي في حاجة تاليا موبايلها واللاب توب بتاعها والصناديق اللي جات من بيتها
إبتلعت مليكة غصة ألم وتمتمت في خفوت
مليكة : لا مدورتش حاسة إني مش هقدر أعمل كده
صاحت بها عائشة بغضب لمصلحتها
عائشة : الكلام دا كان زمان يا مليكة إنما إنتِ دلوقتي محتاجة ت عـ.ـر.في مين والد مراد وعلي الأقل لازم هو كمان يعرف إنه عنده ولد وإنه لازم يصرف عليه
علمت مليكة بصحة قول عائشة فقد كانت تاليا تحتفظ بأوراقها ورسائلها المهمة في صندوق خشبي مزخرف ولكنها لم تجبر نفسها علي التفتيش فيها مطلقاً علي الرغم من معرفتها أنها ستعرف من هو والد الطفلة إذا فتحت ذلك الصندوق أو حتي هاتفها لظنها أنها لن تحتاج معرفته حتي فهي أيقنت بحدوث مشاكل بينهما حينما لم تراه في المستشفي أو حتي تسمع عنه حينما أقامت عزاء تاليا
وبعد إنقضاء عدة ساعات عادا مليكة ومراد الي المنزل توجهت مليكة الي الغرفة الموضوع فيها صناديق تاليا بعدmا وضعت مراد في فراشه
أخرجت الصندوق الخشبي من أحد صناديق الكرتون اللاتي أحضرها محمد زوج عائشة من منزل تاليا وأخذت تحدق فيه عدة دقائق بألم وهي تتذكر كم كانت شقيقتها تعشق هذا الصندوق
ثم فتحت غطاؤه الخشبي المزخرف بالورود وترددت مرة أخري غير مرتاحة لأنها تنبش أسرار من الأفضل لو تبقي مطوية........ أخذت تنظر الي الأوراق وتلك الرسائل المكتوبة فعلي الرغم من تقدm وسائل الإتصالات إلا أن تاليا كانت دائماً تعشق الرسائل الورقية
أخذت يدها تقلب في الرسائل المكتوبة متجاهلة المحتوي تقرأ الإهداءات فكل أؤلئك الاصدقاء تعرف اسمائهم فهي تبحث شخص وحيد كل ما تعرفه أن اسمه حازم حتي وجدتها فتأكدت أنه والد مراد........أعادت باقي الرسائل الي الصندوق وترددت كثيراً متخـ.ـو.فة لحظة فتح تلك الرسالة
وأخيراً لم تعد تستطع الإنتظار ففتحت تلك الرسالة
وقرأت ببطء الكلمـ.ـا.ت الشاحبة قليلاً فقد بدا علي بعض سطور الرسالة بقع جعلت بعض الكلمـ.ـا.ت تتلاشي وكأن شخصاً ما كان يبكي وهو يقرأها
وهذا ما بدا لها حقيقياً عنـ.ـد.ما قرأت الرسالة
كانت تلك الرسالة من حازم الغرباوي
يقول فيها وبصراحة أنه سيرسل لها ورقة طـ.ـلا.قها ولم يذكر مراد فرجحت مليكة أن سبب الطـ.ـلا.ق هو مراد
ثارت دmائها غضباً وحنقاً وهتفت ثائرة
حسنا قد أن الأوان أن يعلم هذا السيد بوجود ابنه
نهضت سريعا وقامت بإيصال هاتف شقيقتها بالكهرباء ليعمل حتي تستطع البحث فيه عن هاتف هذا السيد
وبالفعل وجدته وبسهولة
حاولت مهاتفته ولكنها وجدت أن رقمة غير موجود بالخدmة
فكرت في البحث عنه عبر موقع التواصل الاجتماعي
(الفيس بوك )ولكنها لا تعرف كيف يبدو
فأصبح هذا الأمر مستحيل
**************************
في صباح اليوم التالي
توجهت الي عملها باكراً وطلبت من أحد زملائها في العمل الذي يستطيع فعل مثل تلك الأمور أن يحضر لها عنوان هذا الرقم
وبالفعل بعد عدة ساعات كانت تملك العنوان
وبعد إنتهاء العمل عادت الي المنزل
سمعت صوت طفلها يهتف في سعادة بعدmا طرقت علي باب جارتها إيمان وهي سيدة في العقد الرابع من العمر تـ.ـو.في زوجها منذ بضع سنوات وتزوج جميع أولادها فأصبحت وحيدة وقد طلبت من مليكة أن تترك لها مراد كي ترعاه ويسليها حتي عودتها من العمل
مراد : مامي جت يا نانا مامي جت
هتفت مليكة باسمة بأسف
مليكة : معلش يا طنط أسفة إني إتاخرت علي حضرتك
تمتمت باسمة بحبور
إيمان : لا يا حبيبتي مفيش حاجة دا مسليني والله
ثم تابعت بأسي
مانتي عارفة مليش حد
تابعت مليكة باسمة وهي تربت علي يدها في حبور
مليكة : ربنا يبـ.ـارك في عمر حضرتك
عن إذنك
ثم تطلعت لمراد باسمة
مش يلا يا أستاذ مراد
قبل مراد إيمان بسعادة
مراد : باي باي يا نانا هكيلك بكرة
ضحكت إيمان بحب
إيمان: ماشي يا روح نانا
حملت مراد وصعدت الي منزلهما
مليكة : وحـ.ـشـ.ـتني يا ميمو يلا بقي علشان ناكل
قبلها مراد بسعادة
مراد : وإنتِ كمان يا مامي
إبتسمت بحبور وهي تفتح الباب
مليكة: قولي بقي عملت إيه في الحضانة
إبتسم مراد بحماس وتمتم في سعادة
مراد: النهاردة المس بتاعتي زعقت لياسمينا علشان ضايقتني
ضحكت مليكة لأنها تعرف كم يكره طفلها تلك الياسمينا
ومن ثم قبلته مليكة وضعته أرضاً للعب وإنغمست هي في تحضير الغداء ولكن عقلها كان مشتتاً.......أ تذهب هي لمقابلته أم ترسل له رسالة
إحتارت كثيراً فقررت أن تسأل رفيقتها
لم تكد تنتهي حتي وجدتها تتصل
أجابت بسعادة
مليكة : كنت لسة هكلمك
سألت عائشة في قلق
عائشة: خير مراد كويس
مليكة بهدوء : أه يا حبيبي مراد الحمد لله زي الفل أنا كنت عاوزة أقولك علي حاجة تانية
صاحت بحماس
عائشة : عرفتي حاجة عن باباه
مليكة بهدوء : أه
عائشة بحماس : قولي بسرعة
قصت عليها مليكة كل ما عرفته وطلبت إستشارتها أ تذهب أم تكتفي بإرسال رسالة
أجابت عائشة بهدوء
عائشة : لا متروحيش إبعتي رسالة أفرضي مثلاً العنوان إتغير ولا حاجة هتروحي تقعدي فين بقي....ومراد الغلبان دا هتدوخيه معاكي ليه
مليكة : تمام
*************************
بعد تناول الطعام جلست مليكة لكتابة الرسالة وبعد ذلك أخذت مراد وذهبا لوضعها في البريد
كانت تشعر بالخـ.ـو.ف الشـ.ـديد من رد فعل والده
تراه سيعترف به......هل ستجده من الأساس......أم أنه رحل مثلاً عن هذا العنوان وستعود الي نقطة الصفر مرة أخري
شعرت بأنها تكاد تختنق يأساً.......إحباطاً وخـ.ـو.فاً
ولكنها قررت التحلي بالصبر والدعاء فليس أمامها غيره ولا تقلقي بنيتي إنَّ يد الله وحدها هي القادره على إزاحة تلك الهموم من صدرك....
***********************
في صباح احد الايام
ذهبت الي عملها مبكراً وبعد إنتهاء الدوام ذهبت كعادتها في الأونة الأخيرة للبحث عن منزل لها ومراد فلا يمكنها الإعتماد علي والد مراد كلياً و هي أيضاً لا تدري إن كانت ستجده أم لا فقد مضي الي الأن ثلاث أيام علي إرسالها لتلك الرسالة ولم يردها أي رد مع أنها متاكدة أن تلك الرسالة قد وصلت الي منزل الغرباوي
ومع كل ذلك البحث لم تجد منزلاً أخر فازداد وضعها سوءً وكانت بالكاد تنام ليلاً وينتابها القلق طوال النهار............بعد فترة خلد مراد الي النوم في أحضانها فلم تحركه خشية إيقاظه ولكنها رفعت قدmيها الي الأريكة وكورتهما أسفلها وأعادت رأسها الي الوراء فإستغرقت في النوم
إستفاقت فزعة بعد وقت قصير علي صوت طرقات علي باب المنزل
نظرت الي مراد في فزع فوجدته يتملل بين ذراعيها
كاد أن يستيقظ.....وضعته علي الفراش في هدوء
بعدmا مسحت علي شعره لتطمئنه كيلا يستيقظ فزعاً
إرتدت إزدال الصلاة وإنطلقت مسرعة ناحية الباب قبل أن يطرق مرة اخري
فتحت الباب وإتسعت عيانها بصدmة وهي تري رجلاً طويلاً ضخماً عريض البنيه يقف متغطرساً ينظر إليها بكبرياء من خلف أنفه وقد بدت بذته الرمادية تناسبة تماماً
↚
أعادت نظرها الي الرجل مرة أخري فوجدته ينظر إليها بإزدراء جلي يتأمل قسمـ.ـا.تها ويمعن النظر في عينيها الزرقاوتين وبعض النمش علي وجهها وكأنه يود أن يحفظ تفاصيلها ولكن عيناه كانت تعطيها شعوراً مختلف... شعوراً لم تفهمه...... كانت عيناه تناقض ملامح الإزدراء التي إرتسمت علي وجهه وكأنها تعبر عما إعتري قلبه..... تعبر عن شعوره وكأنها تخبرها أنها بِطَلتها تلك كانت كعاصفه هوجاء أحيت قلوب موات ملّت طول الإنتظار
أخجلتها نظراته وأخافتها أيضا فهو حقاً عملاق فتبدو أمامه كالفأر الصغير مما أضاف الرهبة لقلبها الصغير وأيضاً يوتر عقلها ويؤثر علي تفكيرها بشـ.ـدة
كم أن حضوره طاغي.....يوقف الزمن......يأسر حواسها
تمتمت في تـ.ـو.تر بغير وعي
مليكة : إتفضل
إبتسم بسخرية واضحة وإزدراءٍ جلي تماماً علي قسمـ.ـا.ته
سليم : واضح إنك بتثقي في الناس بسرعة
حاولت الخروج من سهادتها والتمتمة بأي شئ فجفلت حينما رفع قامته وأكمل متابعا بحزم إمتزج بثقة وفخر جعلاها تشعر بمدي عظمته علي الرغم من أنها لم يسبق لها أن سمعت به قبلاً
سليم : أنا سليم الغرباوي
دار اسم الغرباوي في عقلها ليعطيها النتائج سريعاً نعم إنها عائلة والد مراد مما جعلها تهتف بصدmة
مليكة : أه...
رفع يده ليصمتها وتابع بجمود وحزم مثبتاً عيناه عليها
سليم : في الأول لازم ت عـ.ـر.في إن حازم مـ.ـا.ت
شحب وجهها فلم يكن هذا ما توقعته إطـ.ـلا.قاً
كيف يمكن لهذا الرجل أن يقف هكذا ليقول ما قاله بكل قلب بـ.ـارد فأملها الوحيد لمستقبل مراد قد دmره هذا الشخص البـ.ـارد المتعجرف
كادت تتهاوي فقد شعرت بأن قدmيها لا تقوي علي حملها أكثر........شعرت بأن دmـ.ـو.عها تكاد تنساب من زرقاوتيها فهي الأن بالتأكيد ستخسر مراد ولن تستطيع فعل شئ حيال ذلك
كان ذاك الغريب ينظر اليها وكأنه يشرحها
فحتي في حـ.ـز.نها إستطاعت ملاحظة جاذبيته المدmرة..... وإن كان هناك شبه بين حازم وهذا السليم فلا يمكنها لوم شقيقتها علي تعلقها بحازم أبداً.......ودون أن ينتظر تكرار دعوتها إياه بالدخول دفع الباب ودلف للداخل وهو ينظر حوله بإزدراء
فهتفت هي بأسي ظهر واضحاً في نبرتها التي غلفها الإحباط واليأس
مليكة : أنا أسفة جداً البقاء لله
إستقام جزعها وتابعت في حزم
مليكة: في الحالة دي أنا أسفة جداً لأني عطلتك وضيعت وقتك لأنك للاسف مش هتعرف تساعدني
إرتفع حاجباه بغطرسة للهجتها وتابع بعجرفة
سليم: لا خليني أنا اللي أحكم علي الموضوع دا يا مدام رسالتك كانت باين منها إن الموضوع ضروري جداً وإلا مكونتش جيت أبداً
ألقي كلمـ.ـا.ته وهو يتطلع حوله بإزدراء
سليم: وبعدين إيه اللي يخليكي فاكرة إن حازم الله يرحمه ممكن يعمل حاجة أنا مش هعرف أعملها
همت بالحديث ولكنه رفع يده مرة أخري ليخرسها مُردِفاً بسخرية
سليم : إنتِ مش هتقعديني ولا إيه
لاحظت مليكة أنه لايزال واقفاً فهتفت بحرج
مليكة : أنا.......أنا أسفة جداً أكيد طبعاً إتفضل
جلست في هدوء وجلس هو مقابلها سائلاً بإزدراء
سليم : ممكن بقي تقوليلي إيه الشئ اللي اخويا هيعمله وأنا مش هقدر ولا الموضوع خاص أوي للدرجة دي
برقت عيناها للهجته الساخرة ونبرته المهينة في ذات الوقت وهتفت به بجراءة وثقة
مليكة : أعتقد يا أستاذ سيلم إنك متعرفش إزاي تتكلم بزوق
إعتدل في جلسته مستريحاً وهتف بسخرية
سليم : بجد؟؟؟
ثم تابع بحزم
أعتقد إنك غريبة يعني بعتي رسالة ضرورية وعاجلة وممكن نقول مُلِحة كمان ولما جيت أنا بدال حازم الله يرحمه رافضة تقولي السبب
أردفت بحزم
مليكة : فعلاً عندك حق أسفة لأني ضيعت وقتك ووقتي
غلبت علي نبرته الشوق والحنان وبعض التـ.ـو.تر
سليم: الطفل الي قولتي عليه دا يبقي ابن حازم مش كدة
أومأت راسها بهدوء
ضيق عيناه متابعاً في تساؤل
سليم: وإنتِ مامته مش كدة
مليكة معترضة: بس أنا مش م....
همت أن تخبره بأنها أنسة وأنها ليست والدته.....همت بالرفض ولكن قاطع حديثهما قدوم مراد وهو يفرك عيناه بطفولية ترغب بأكله أثرها محاولاً إزالة أثار النوم
مراد : مامي مين دا
وقف سليم مبهوتا فهو حقاً نسخة عن والدته
فقد أخذ لون بشرة والدته ولون عيناها وأخذ منه هو لون شعره.......كل ملامحه أنفه المستقيمة و شكل شفتيه.....أهدابه الطويلة ورسمة عينياه فمن يراه حقاً يظن أنه ابنيهما وليس ابن حازم
توجه إليه سليم وحمله جالساً به علي الأريكة
أخذ مراد ينظر إليه بعنين متفحصتين
لانت معالم وجهه المتعجرفة القاسية كثيراً هاتفاً بحبور
سليم : اسمك إيه يا حبيبي
مراد بتوجس : إثمي ملاد إنت مين
فإبتسم سليم وتطلع ناحية مليكة بحزم سائلاً بهدوء
سليم : قوليلي إيه اللي إنتِ عاوزاه بالظبط
أجفلت مليكة وذهلت من نبرته ولكنها تابعت بإحباط
مليكة : كنت عاوزة حازم بس بما إنه مش موجود فخلاص أنا هتصرف
صاح بها سليم بحدة
سليم : متنسيش إنه ابن اخويا يعني أنا أحق حد بيه وأعتقد إني هعرف أوفرله اللي إنتِ مش هتقدري عليه
شعرت مليكة بأنها كادت تفارق الحياة لمجرد التفكير أو الإفتراض أن أحداً ما سيأخذ منها مراد فقررت التملص من هذا المأزق
مليكة بعناد: بس أنا مش متأكدة إن كان ابن اخوك أو لا
شعر سليم بالتقزز والغضب فإحمرت عيناه صائحاً بها غاضباً مشمئزاً
سليم : يعني إيه مش عارفة أمال مين الي يعرف
إنكمشت ملامح مراد خـ.ـو.فاً وتركه مسرعاً وذهب ليختبأ خلف جسد والدته
مراد بخـ.ـو.ف: مامي مين دا
إقترب سليم منه مُربتاً علي ظهره وهو يهدئ من روعه
تحدث سليم بهدوء لأجل مراد
سليم بإشمئزاز : أنا هريحلك ضميرك مراد ابن حازم الشبه بينه وبين عيلتنا واضح جداً ويوضح إنه ابنه وبدون أي شك
ثم أكمل بتقزز وإزدراء
سليم: ولا إنتِ من كتر الرجـ.ـا.لة اللي عرفتيهم نسيتي شكل حازم
إبيض وجه مليكة غضباً من إهانته حتي كادت أن تخبره السبب الحقيقي لعدm تأكدها ولكن لا
يجب عليها أن تتحمل كل الإهانة لأجل مراد فهي لن تقدر علي العيش دونه ولو لثانية
مليكة بسخرية: وياتري بقي يا هتعمل إيه يا سليم بيه هتدفعلي فلوس علشان أسكت
أظلمت خضراوتاه وتابع بنبرة أرعـ.ـبتها حد المـ.ـو.ت
سليم: لالا بالعكس أنا مش ناوي أعمل كدة نهائياً الموضوع دا كان ممكن يعمله حازم إنما مش حازم مراد يبقي ابن اخويا وأنا مش هسيبه
ثم تابع بنبرة يشوبها الإزدراء والسخرية
يعني إنتِ واحدة ست ولو إديتك الفلوس أكيد هتصرفيها علي حاجات تانية علي الرغم من مشاعرك لمراد.......بس أنا متأكد إني هقدر أديه أكتر منك بكتير وأكتر بكتير كمان من اللي بتكسبيه من الرجـ.ـاله اللي ت عـ.ـر.فيهم
صفعته مليكة علي الفور وبدون تردد فكانت تريد أن تؤلمه كما ألمها
ثم إبتعدت عنه ترتعد ضامة مراد الي صدرها تلقائياً
مُردِفةً في صوت منخفض محاولة منها في السيطرة علي إرتعادة جسدها الهزيل الذي ظهر واضحاً للعيان
مليكة: بس أنا مش بس عندي مشاعر لمراد أنا
بحبه...... مراد هو كل حياتي تقريبا وممكن أعمل أي حاجة علشانه
ثم تابعت في حزم
ومحدش هياخده مني طول ما فيا النفس
هدأت نبرتها قليلاً وتابعت بحكمة
أنا متأكدة إنك تقدر تديله أكتر من اللي ممكن أديهولوا من الناحية المادية بس أنا بحبه .......هو حياتي كلها كل الكلام دا ميعنيلكش أي حاجة
هتف سليم ببرود
سليم : للأسف لا
ثم تطلع لمراد الذي كان علي وشك البكاء قلقاً علي والدته فربت علي رأسه مهدئاً وطلب منه الإنصراف للداخل
تطلع مراد ناحية والدته وكأنه يأخد إذنها فأومـ.ـا.ت اليه بهدوء
ثم تابع سليم بتفاخر بعدmا تأكد من إنصراف الصبي
سليم: إنتِ أكيد عارفة إن عندي فلوس كتير أكيد حازم قالك وإنتِ عارفة برضوا إن دا الوقت المناسب علشان تلعبي ورقتك الكسبانة علشان كدة قررتي تبعتي وت عـ.ـر.فينا بوجود مراد يعني أعتقد إنك تعبتي من تربيته مش كدة؟
برقت عيناه بتقزز متابعاً في سخرية
ولا إشتاقتي لحياتك القديمة قبل ما حازم يقع في حبالك
حدقت به في دهشة وفزع كيف يمكن له أن يتخيلها بتلك الوضاعة والخسة
ولكنها إستمعت لعقلها الذي إحتج غاضباً
مليكة بغضب : دي أقل حاجة ممكن يقولهالك بعد ما قولتيله إنك مش متاكدة من باباها إنتِ لازم تقوليله الحقيقة
هتف قلبها باسي
مليكة: بس لو قولتله هياخد مني مراد ومش هشوفه
تاني .....لا مش هقولة
ثم تابعت في إصرار
مليكة : مراد كل حياتي ومتقدرتش تاخده مني
هتف سليم بتفاخر بعدmا جلس واضعاً قدmاً علي قدm وكأنه يريد أن يُعلمها منزلتها ومكانتها
سليم: مش هتقدري تمنعيني لو صممت
وخصوصاً لو الموضوع وصل للمحاكم مش هت عـ.ـر.في تعملي أي حاجة وأنا ممكن وبكل سهولة أجيب شهود ضدك وأخلي المحكمة تتأكد إنك مش أم مناسبة لمراد وأخده منك دا لو حابة نمشي الموضوع قانوني وإنتِ أكيد عارفة إني أقدر
صاحت به مليكة بتقزز
مليكة: الفلوس مبتشتريش كل حاجة يا سليم بيه
إبتسم سليم بثقة وتطلع إليها بترفع
سليم: هي فعلاً مبتشتريش كل حاجة بس هتخليني أخد اللي أنا عاوزه
صاحت به مليكة بهستيرية
مليكة بغضب: إنتَ بني آدm حقير ووقح وبـ.ـارد ومعندكش دm
ثم رفعت يدها وهمت بصفعه ولكنه هب واقفاً ممسكاً بيدها متمتماً بهمس يشبه فحيح الأفاعي أرسل الرجفة في جسدها الهزيل
سليم: أحسنلك مترفعيش إيدك تاني
رفع رأسه بكبرياء وتمتم بجمود
أنا همشي دلوقتي وهاجي تاني لما تكوني هديتي ونعرف نتكلم كلام ناس كبـ.ـار عاقلين وأعتقد إن عندي حل هيكون مناسب لجميع الأطراف
مليكة بحدة : متجيش هنا تاني وإنسي إن ليكِ أي قرابة بمراد
رد سليم بهدوء وكأنه لم يسمع كلمـ.ـا.تها الأخيرة
سليم : سلام مؤقتاً
وتركها وإنصرف فتهاوت أرضاً وهي تحتضن نفسها
باكية .........هي لا تستطيع تركه حتي إذا إضطرت الي العمل في عدة وظائف وعدm النوم حتي توفر له حياة
كريمة .........كيف يمكنه أن يتهمها بأنها تعبت من رعايته.......كيف يمكن لأي إنسان في العالم أجمع أن يكن بمثل هذه العجرفة والوقاحة والقسوة
خرج مراد علي صوت شهقات والدته راكضاً ناحيتها بفزع
مراد : مامي إنتِ ليه بتعيطي ....هو الراجـ.ـل دا ثرير
إحتضنته مليكة بحب بعدmا جففت دmـ.ـو.عها بهدوء
مليكة: لا يا روح مامي مبعيطش متخافش
فتابع مراد بغضب بعدmا نفخ أوداجه بطفولية
مراد : ملاد مبيحبث الراجـ.ـل دا علثان هو ثرير
قبلته مليكة وإحتضنته بقوة وبعدmا إستجمعت قوتها ونهضت عن الأرض عاقدة العزم ألا تترك مراد يضيع منها مهما كلفها الأمر
سمعت صوت هاتفها
عائشة بسعاة : كويس إنك رديتي بسرعة يا مليكة
مليكة بوهن : خير يا عائشة
عائشة بحماس : هاتي مراد وتعاليلي دلوقتي حالاً
تابعت مليكة بألم
مليكة : مش قادرة أروح في حتة والله يا عائشة
هتفت عائشة بحماس
عائشة : إسمعي الكلام بس وتعالي محمد لقالك شقة لقطة جمبي هنا وبإيجار 800 جنيه في الشهر
تهللت أسارير مليكة بسعادة وكأنها تُشبهُ سحابة على وشكِ أن تنهالَ بالمطر لكن عوض الله جائها كضوء الشمس ضمَّها ومنعها منَ الإنهيار
هتفت بها بسعادة
مليكة : إنتِ بتتكلمي جد
صاحت عائشة بحماس
عائشة : أه والله يلا بقي بسرعة
هتفت مليكة بحماس أكبر
مليكة: جايالك حالاً
أغلقت الهاتف وخرت ساجدة للمولي علي نعمته
فنثرت علي وجهها بضع قطرات من الماء وإرتدت ثيابها وأخذت مراد وتوجها مسرعين لعائشة
طرقت علي الباب ففتحته الأخيرة التي تغيرت ملامحها ما إن رأت مليكة
عائشة بهلع : مالك يا مليكة عينك مالها إنتِ معيطة
تنهدت مليكة بأسي
مليكة: مش وقته دلوقتي يا عائشة
فهتف مراد بضيق
مراد : كان في راجـ.ـل ثرير عندنا وهو الي زعل مامي وخلاها تعيط ومراد مث بيحبه أبداً
ضيقت عائشة عيناها بريبة بعدmا رفعت حاجبيها
ناظرة لمليكة بتوجس........فتابعت مليكة بوهن
مليكة: خلينا ندخل الأول يا عائشة وبعدين هحكيلك كل حاجة
وبالفعل دخلا سويا فكان محمد زوج عائشة جالساً مع صاحب المنزل يتفق معه علي التفاصيل ويحاول أن يخفض من نسبة الإيجار قليلاً.....وبالفعل كتبا العقد وإتفقا علي كل شئ
هبط محمد مع الرجل كي يوصله ويتوجه بعدها الي عمله
***********************
في المنزل
عائشة : خدي بقي أشربي اليمون دا وقوليلي فيكي إيه
إنفجرت مليكة باكية وأخذت تقص عليها كل ما حدث
عائشة بهدوء : إنتِ غلطانة يا مليكة في حد يقول لراجـ.ـل صعيدي كدة
هتفت بألم
مليكة : خفت يا عائشة.........خفت لياخده مني
وتابعت بإنهيار
مليكة : مش هقدر........مش هقدر أسيبه والله يا عائشة
إنتِ عارفة إنه حياتي كلها وإننا وهو ملناش غير بعض دا هو الحاجة الوحيدة اللي بقيالي من تاليا الله يرحمها
ثم تابعت بغضب غلفه الكره
وبعدين عمه دا راجـ.ـل قاسي ووقح ومعندوش قلب وحتي لو أخده مني مش هياخد باله منه إنتِ مشوفتيهوش كان بيتكلم إزاي ....كل كلامه فلوس وبيزنس بس
ثم تابعت بأسي وإحباط...... ولن يضر بعض الحنق أيضاً مما آلت إليه حياتها
أنا عارفة إني مش هعرف أوفرله ربع الحياة اللي هو هيوفرهالوا بس أنا بحبه وهعمل كل حاجة علشانه إنما هو معتقدتش
إحتضنتها عائشة محاولة أن تُهدئها قليلاً
عائشة : إهدي يا مليكة وبعدين دا عمه برضوا يا حبيبتي متخافيش معتقدتش أصلا إنه هياخده إهدي إنتي بس
زفرت مليكة بقوة وهي تحتضنها متمتمة بذعر
مليكة : معرفش يا عائشة أنا خايفة أوي
ثم إقترحت عليها أن تنتقل لمنزلها الجديد من هذه الليلة كيلا يستطع أن يصل إليها بعد الأن
لاقت تلك الفكرة إستحسناناً بالغاً لدي مليكة
التي توجهت فوراً لمنزلها القديم كي تحزم أشيائها بعدmا تركت مراد لدي عائشة
بعد عدة ساعات حضرت شركة الشحن وحملت أشيائها وتوجهت الي منزلها
وبعد عدة ساعات أخري من الترتيب كان كل شئ قد تم إعداه فتوجهت بعد ذلك الي منزل عائشة لأخذ مراد
*************************
عادت مليكة الي منزلها وخلدت متعبة لفراشها بعدmا وضعت مراد في الفراش
في صباح اليوم التالي إستيقظت مذعورة بسبب رؤيتها لكابوس يُؤخذ فيه مراد منها
تطلعت الي جوارها فوجدت مراد قد إستيقظ بالفعل وبدأ في روتينه اليومي في جذب شعراتها كي تستيقظ
تناولا الإفطار سوياً ثم ألبسته وإنطلقت الي منزل عائشة لتتركه بعهدتها حتي عودتها من العمل
مرت عدة أيام بعد إنتقال مليكة الي منزلها الجديد
مرت عليها وكأنها دهور كانت مذعورة من أن يعرف سليم هذا مكانها هي تعلم جيداً أن أمثال هذا الرجل لديه ما يكفي من السلطة لتقفي أثر فتاة مذعورة وطفلها......لهذا كانت تقفز فزعة عند سماعها جرس الباب
تخشي أن تفتحه ويكون الطارق سليم فيأخذ منها مراد وللأبد ولا تستطيع رؤيته مرة أخري
فحقاً تعبرك أيام ضجيج العالم فيها يبدو كالعدm....ولا يعد مسموعاً....إذ أن ضجيج داخلك يطغو على المشهد.... روح تصرخ....قلة حيلة....تخبط وحيرة..!
***********************
في أحد الأيام بعد عودة مليكة من العمل وصلت الي منزلها بعد أن مرت علي عائشة لأخذ مراد
وبعد تناول الغداء حملت مراد لتحممه بعد تلك الحرب الداهمة التي تقوم بينهما بسبب هذا الموضوع فهو يعتقد أنه أصبح رجلاً كبيراً الأن ولا يحتاج لمساعدة مليكة في تحميمه
دلفا سوياً للداخل وأخذا يلعبان بالماء والصابون وفجاءة سمعت جرس الباب
مراد: مامي الباب بيرن
هتفت مليكة بحنق
مليكة: مش وقته خالص يا عائشة
ثم التفت لمراد متابعة في حزم
مراد يا حبيبي متتحركش من هنا خالص ثواني ورجعالك
خرجت مسرعة لإحضار إزدالها فإرتدته و خرجت لفتح الباب
ففتحت الباب مسرعة وهي تتمتم في عجالة
مليكة: أدخلي يا شوشو بسرعة وإقفلي الباب علشان مراد
جائها صوته في نبرة حادة وحازمة
سليم: لا أنا مش شوشو
↚
دلف الي الداخل مغلقاً الباب بقدmة
كادت مليكة أن تفقد وعيها خـ.ـو.فاً في هذا الوقت
فنظر سليم حوله بإزدراء وتمتم بعجرفة تتخلها سخرية بالغة
سليم: إنتِ فاكرة إنك كدة هـ.ـر.بتي ومش هعرف مكانك......واضح إنك لسة مت عـ.ـر.فينيش
تراقصت الكلمـ.ـا.ت علي شفتيها تـ.ـو.تراً مهمهمة بكلمـ.ـا.ت غير مترابطة
مليكة بتـ.ـو.تر ظاهر: لا..... أنا..... يعني... قصدي
تابع سليم بغرور
سليم: أنا قولت أسيبك شوية بس تتعودي علي شقتك الجديدة وبعدين أبقي أجيلك علشان نكمل كلامنا
سكت هنية ثم تابع بإزدراء
سليم: إيه مش هتقوليلي أقعد
وهنا هتف مراد مستدعياً والدته
مراد: مامي..... مامي إنتِ روحتي فين
أجابته مليكة المضطربة بقلق
مليكة : جاية أهو يا حبيبي ثواني
تمتمت بإرتباك
مليكة : إتفضل ومعلش إديني ربع ساعة وهبقي معاك إعتبر نفسك في بيتك
فتابع باسماً بسخرية
سليم: أكيد براحتك
عادت مليكة الي المرحاض مرة أخري لمراد
الذي أخذ يضحك مستفسراً عن الشخص الموجود بالخارج.......بعد حوالي عشرون دقيقة كانت مليكة أنهت تحميم مراد وبدلت ملابسه ووضعته في فراشه ثم توجهت لسليم
إعتذرت منه بخجل
فتابع هو بعدm إهتمام
سليم: محصلش حاجة
ثم تابع بجدية إمتزجت بسخرية أو حتي إزدراء أو الإثنين معاً
لم تستطع مليكة التحديد وقتها
سليم: ياريت تكوني فكرتي بعقل في كلام المرة اللي فاتت ولو فاكرة إنك لما تمشي من البيت مش هعرف إنتِ فين تبقي غلطانة
ثم تابع بثقة
من أول ما شوفتك وأنا عارف إنك عنيدة وهتعملي كدة علشان كدة خليت حد يراقبك
إتسعت حدقتاها ثم شهقت فزعة حينما أردفت بصدmة
مليكة : أنا... أنا كنت متراقبة
نظرت إليه في حدة وتابعت بإزدراء
وياتري بقي اللي راقبوني دول قالولك كام راجـ.ـل جالي الفترة اللي فاتت
رفع سليم حاجبه بعجرفة وتابع بسخرية
سليم : واحد بس ومكنش مبسوط لما نزل من عندك
شبكت ذراعيها أمام صدرها في حركة منها لحماية قلبها الجريح إهانة هاتفة بسخرية تحاول أن تبتلع بها غصة تكونت في قلبها
مليكة : بجد لا من الواضح إن مستوايا بقي في النازل أصل في العادة كلهم بينزلوا من عندي مبسوطين وبيرجعوا تاني
تحدث بحدة وبصوت هادر جعلها ترتجف خـ.ـو.فاً
سليم: متتكلميش بالطريقة دي معايا يا مليكة
لمعت عيناها بالغضب وصاحت بحدة أكبر
مليكة: وليه لا مش إنت فاكر إن الرجـ.ـا.لة بيزوروني علشان كدة وبس ولا إيه
هتف هو جازاً علي أسنانه بنفاذ صبر
سليم: أنا مقولتش كدة
صاحت به بغضب حانقة
مليكة : كلامك معناه كدة
هز رأسه في نفاذ صبر
سليم: لو كنت شاكك لواحد في المية كنت أخذت مراد فوراً
زفرت بحنق ثم سألته في حزم
مليكة : ممكن أفهم إنت ليه جاي دلوقتي
تمتم بأريحية
سليم: جاي علشان نكمل مناقشتنا
صاحت به بحدة
مليكة: وأنا قولت كل اللي عندي يا أستاذ سليم
هتف سليم بجمود
سليم: بس أنا لا
تابعت بضيق
مليكة : ياريت تقول إنت عاوز إيه بالظبط
جلس بأريحية علي تلك الأريكة المتهالكة الموجودة في غرفة الصالون وتابع بهدوء
سليم: عاوز إيه دا سؤال كويس وأنا هجاوبك عليه
أنا عاوز أعمل لمراد مستقبل وأبنيله بيت ويبقي عنده عيلة كاملة.....
ثم تابع بنبرة يحاول فيها إستعطافها ومخاطبة غريزة الأمومة لديها
يعني أكيد لو أخدته البيت معايا كابن حازم كل الناس هتعرف الحقيقة ومراد طفل جميل يعني يستحق يعيش حياة أفضل من إنه يكون مجرد غلطة
إعتدل في جلسته وهتف حازماً
وعلشان كدة أنا دلوقتي بتقدm لمامته وهكتبه بإسمي ويبقي ابني
حدقت مليكة فيه برعـ.ـب وهتفت بعدm تصديق
مليكة: إيه... لالالالا إنت أكيد بتهزر مينفعش أصلا تكون بتتكلم جد
إرتفع حاجبيه بعجرفة وأطبق شفتيه تعبيراً عن عدm رضاه
سليم: لا أنا بتكلم جد وفي الأخر الإختيار ليكي يا إما هاخده يا إما نتجوز
نظرت مليكة الي الوجه القمحي لهذا الرجل الكريه الذي له القدرة علي تدmير حياتها فلم تلاحظ أي لين لديه فمن الواضح أنه يعني ما يقول ومن الواضح أكثر أنه يريد مراد وبشـ.ـدة الروايه كامله في رواياتي مع روميو فهو يشبهه كثيراً فمن يراه يؤكد أنه ابنه لا محالة
وإذا أخبرته الأن أنها ليست والدته سيأخذه حتماً وبلا رجعة فمن الأفضل لها في الوقت الراهن إبقاء هذه المعلومة لنفسها
أحست بشفتيها جافتان وأنه من الصعب أن تنطق بتلك الكلمـ.ـا.ت
مليكة : ليه..... يعني أقصد عاوز تعمل حاجة زي دي ليه
حرك كتفاه بعدm إهتمام مطبقاً شفتاه بتعبيراً يدل علي سهولة الموضوع لديه بعدها أردف ببرود
سليم ببردو: وليه لا
صمت هنية ثم تابع يطالعها بتوجس
أوعي تكوني فاكرة إننا بعمل كدة علشانك
تابع ساخراً.....محتقراً إياها
لا أنا بعمل كدة علشان مراد إنما إنتِ كشخص متعنيليش بالمرة
رمقها بإزدراء سمح له بوضوح أن يطل من عينيه
أنا أصلي مبحبش الحاجة المستعملة
إبتلعت الغصة التي كادت أن تمزق قلبها لأشلاء
وأجادت رسم القوة بوضوح علي معالم وجهها متابعة في سخرية
مليكة: وياتري بقي سليم بيه متعود علي إيه
ثبت بصره عليها في تحدي وهتف بسخرية أكبر
سليم : أكيد حازم قالك قبل كدة
إحمرت غضباً من لهجته الساخرة
مليكة: مفتكرش إننا إتكلمنا عن حياتك الشخصية
رمقها بإزدراء وهتف بنبرة عزم فيها أن يقــ,تــل أخر ما تبقي لها من كبرياء
سليم: فعلاً عندك حق إزاي تفتكري كلام راجـ.ـل إنتِ أصلا مش فاكراه
لم تجيبه مليكة فقد شعرت بغضب شـ.ـديد وكادت أن تصفعه ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة كيلا تغامر بفقدان مراد
إكفهر وجهه غضباً وإشتدت خضرة عيناه وهتف بسخرية أكبر
سليم : من الواضح إن حازم الله يرحمه كان مهمل في علاقاته الفترة الأخيرة أنا مسمعتش عنك خالص منه ......إنتِ بتشتغلي إيه
تابعت مليكة في هدوء
مليكة: بشتغل سكرتيرة
تابع باحتقار وسـ.ـخرية
سليم: واضح إن البنات اللي من النوع دا كانوا بيشـ.ـدوا حازم الله يرحمه
أحست مليكة بالتـ.ـو.تر للهجته المحتقرة
سليم: وإنتِ أكيد حابة ترجعي لشغلك
مليكة بصدق : لا خلاص دلوقتي الوقت إتاخر وعندي مراد هو كل حياتي
بدأ علي سليم الضجر لحديثها
سليم: إنتِ مش مضطرة علي فكرة إنك تمثلي إن مراد هو كل حياتك وإنك مكرسة كل حياتك ليه
همت مليكة بالتحدث فرفع يده ليصمتها
سليم: أنا دلوقتي إديتك فرصة بين إختيار ابنك وبين إنك تسيبيه
أخذت مليكة تروح وتجئ أمام شرفتها
ثم توققت محدقة به في ضيق إمتزجت به الدهشة
مليكة: إنت ليه بتتعامل مع الوضع ببساطة أوي كدة علي فكرة الموضوع مش سهل زي ما إنت فاكر
سليم : أه فهمت إنتِ مخطوبة
أردفت بدهشة وهي تطالعه بإحتقار
مليكة: لا
سليم بسخرية: يبقي مصاحبة
مليكة بغضب: لا طبعاً
نفض سليم يديه متعجباً وهتف بتفاجؤ
سليم: بجد إنتِ كل شوية بتفاجئيني
تطلعت إليه مليكة وكأنه يمتلك سبع رؤوس
مليكة: أكيد يعني متتوقعش مني إني أتجوز واحد معرفوش غير من كام يوم ومعرفش عنه أي حاجة غير إنه عم مراد
صاح بها سليم بضيق
سليم: متتصرفيش بهستيرية يا مليكة عاوزة ت عـ.ـر.في عني معلومـ.ـا.ت........... بسيطة جداً
ثم تابع في عجرفة
اسمي وعرفتيه
أعـ.ـذ.ب أكيد........ عندي 35سنة...... عندي شركات في كل حتة تقريباً والحقيقة إن نصهم بتاعي وفي 3 بس بتوع العيلة وأنا أخدتهم وكبرتهم وفتحت لهم فروع في كل حته وطبعاً بيساعدني ابن عمي ياسر
وأكيد بحكم شغلي........بسافر كتير بس عندي بيت هنا بقعد فيه لما بنزل القاهرة.......لما بنزل القاهرة بنزل كام يوم كدة الصعيد علشان أشوف أهلي وأشوف أمور الكفر
لما نتجوز هتقعدي إنتِ ومراد في البيت اللي هنا وكمان هجيب لمراد مربية مقيمة علشان تقعد معاه وتخلي بالها منه
صاحت مليكة محتجة
مليكة: ودا اللي لا يمكن أوافق عليه أبداً يعني لو وافقت علي فكرة جوازي منك اللي هي في حد ذاتها مُنافيه لأي عقل أصلاً فهفضل أنا الي هَرَبي مراد وهاخد بالي منه
زفرت في غضب وضيق
مليكة: أنا لو عاوزة أعمل كدة كنت رجعت إسبانيا وجبتله مربية وكملت شغلي
كل الفكرة إننا مش مؤمنة بإن الأهل يستخدmوا دادة ولا مربية أياً كان المسمي علشان يربوا ولادهم دا غير إني هبقي بظلم مراد لو عملت معاه كدة في الوقت دا لأنه إتعلق بيا جداً
سليم بسخرية: واضح إن معندكيش اختيار
الكلام اللي بتقوليه دا ميسبلكيش أي فرصة إنك تختاري
نهض سليم فسارعت ملكية بالقول
مليكة بتوسل: طيب إحنا ممكن نوصل لحل وسط إنت عرفت عنواننا خلاص.... ومراد ابن اخوك ومش همنعك عن زيارته في أي وقت تقدر تيجي تشوفه وتبقي أخدت بالك منه وإهتمـ.ـيـ.ـت بيه من غير جواز
تابع سليم بنفاذ صبر لحماقتها
سليم: أكيد لو كان ممكن كنت عملتها من غير ما تقترحي لكن شبه مراد بعيلتنا واضح أوي فهو ياما ابني ياما ابن حازم الله يرحمه وفي الحالة دي من الافضل إنهم يفتكروه ابني أنا......حازم أه كان متجوزك بس كان عنده خطيبة في الصعيد وهتضايق لما تعرف إنه كان خاطبها هناك ومتجوزك هنا
يمكن يكون دا عادي هنا بس عندنا الخطوبة زي الجواز بالظبط
مليكة بغضب: لو كنت ناسي فأحب ألفت نظرك إن اخوك هو اللي جه وإتجوزني يعني مينفعش تلوم الست علي وضع هي إتحطت فيه أبداً
رد سليم بحـ.ـز.ن
سليم: أنا عارف علشان كدة من واجبي إني أخلي بالي منك ومن مراد
زفر بأسي وكسي الحـ.ـز.ن نبرته
وبما إن حازم مبقاش موجود علشان يواجه مسؤلياته فأنا هعمل كدة بالنيابة عنه
مليكة بحنق: إنت ليه بتتكلم عن الموضوع كأنه غلطة أو بيزنس مش حب مثلاً
سليم بإزدراء : إنتِ عاوزة تفهميني إنك حبيتي حازم
تابعت بثقة محاولة أن تستفزه لتجعله يكرهها بل ويقرر أنها ليست الزوجه المناسبة
مليكة: يعني أعتقد إن مراد أفضل دليل علي الموضوع دا يعني أصل مفيش واحدة ست هتدي لطفل فرصة إنه يعيش ويخرج للدنيا ويشوف النور إلا لو كانت بتحب باباه.......يعني علي الأقل هي مش مضطرة لو مبتحبش باباه وخصوصاً في الأيام دي الموضوع بقي سهل جداً
رمقها سليم بإزداء أصابها في مقــ,تــل وتابع بإحتقار
سليم: دا بالنسبالكم إنما بالنسبالي أي طفل سواء كان جاي نتيجة لحب أو خلافه ليه حق إنه يعيش ويشوف النور
صمت هنية ثم تابع
سليم: يعني إنتِ بتقولي إنك كنتي بتحبي حازم مع إنك برضوا مكنتيش عارفة إذا كان مراد ابنه ولا لا
علي كدة بقي إنتِ حبيتي كل الرجـ.ـا.لة اللي كانوا في حياتك
ردت مليكة بخشونة وغضب
مليكة: لو كان رأيك فيا حقير بالشكل دا يا سليم بيه مش هتبقي مخاطرة منك إننا نتجوز ولا إيه
ثم تابعت بسخرية
يعني مش خايف علي سمعتك
أمسك سليم ذراعها في قوة وشراسة
سليم: ومين قالك إني هسمحلك تعملي أي حاجة إنتِ هتعيشي في بيتي تحت عيني
صاحت به بنبرة تحمل الغضب والإحتقار معاً
مليكة : أه وإنت بقي هتعمل إيه
سليم بتلقائية: هكون بشتغل يا إما برة يا إما هنا يا إما مسافر وهبقي أجي أزوركوا من وقت للتاني
يعني متفتكريش إني هتصرف كزوج مثالي علي طول في البيت جمب عيلته أنا عندي شغل
مليكة بدهشة : إيه؟؟!
تابع بهدوء
سليم: احنا بس هيبقي مطلوب مننا إننا نوري الناس اننا بنحب بعض وخلاص
هتفت بغضب قد بلغ منها مبلغه
مليكة : لا مش بالنسبالي
أنا مش هعمل كدة.......أنا مش مضطرة إني أبين إني بحب واحد أنا بك.........
صمتت هي فتابع هو
سليم: سكتي ليه بتكرهيه مش كدا
عاوزك تكوني واثقة إن الشعور متبادل
تابع بلهجته المحتقرة إياها
سليم: أنا متاكد إن اخويا كان بيحبك بس أكيد مكنش يعرف نوعيتك إيه
نهض مرة اخري
سليم : أنا همشي دلوقتي علشان أبدأ أجهز إجراءات الجواز وهجيلك علي السبت
مليكة بتوسل: لو سمحت سيبني أفكر شوية الموضوع كله مفاجئ
سليم بسخرية: مفاجئ؟؟؟؟؟؟
إنتِ متوقعتيش إن دا اللي هيحصل وإنتِ بتكتبي رسالتك ولا إيه
أردفت بصدق
مليكة: لا أكيد لا.....أنا توقعت إن حازم الله يرحمه لسه عايش وهيساعدني بس لحد ما أتصرف
تابع سليم متسائلا بدهشة
سليم: وليه إحتاجتي المساعدة دلوقتي بالذات ومراد داخل علي أربع سنين زي ما قولتي.......ليه مطلبتيش المساعدة من ساعة لما إتولد
أه صحيح إفتكرت مكنتيش واثقة إن حازم باباه
حتي لو كدة برضوا ليه كانت رسالتك مستعجلة
تابعت مليكة غاضبة
مليكة: البيت اللي كنت قاعدة فيه صاحبته طلبت مني أسيبه في خلال أسبوع ووقتها مكنش عندي مكان تاني أروحه فقررت إني أبعت لحازم علشان يساعدني مؤقتاً بس لحد ما ألاقي بيت تاني
ثم تابعت في أسي بنبرة قــ,تــلته في الصميم
ولو كنت أعرف إن كل دا هيحصل مكنتش بعتت الرسالة
نفض عن رأسه كل تلك الأفكار بضمها إليه ومواساتها وتابع بجمود
سليم: دلوقتي لازم تختاري بين إنك تخسري مراد ابنك او إنك تتجوزي واحد بتكرهيه .....أصلا انتي اللي عملتي كدة في نفسك كان لازم ت عـ.ـر.في من الأول إن ملكيش مستقبل مع حازم
↚
رفعت حاجبها بدهشة وتابعت بتساؤل
مليكة: وليه كان لازم أعرف من الأول وليه مليش مستقبل معاه
إستطرد سليم شارحاً بهدوء
سليم: أولاً لأنه كان خاطب وزي ما قولتلك الخطوبة عندنا زي الجواز بالظبط
ثانياً حازم مـ.ـا.ت قبل فرحه بإسبوع ومتفتكريش إنك إنتِ الوحيدة اللي كنتي في حياته
تنهد بعمق وتابع بأسي مرفرفاً بأهدابه في ضيق
للأسف كان في غيرك كتير
تابعت هي بثقة
مليكة: ودا يدل علي إنه محبش خطيبته أبداً
حدق بها بسخرية وكأنها تأتي من الفضاء وهتف بدهشة
سليم: حب؟حب إيه ومسخرة إيه ؟؟؟ وإيه علاقته بالموضوع
أردف متابعاً بآلية
فرحة بـ.ـنت طيبة ومن عيلة كويسة وكانت هتجيب لحازم أولاد كتير يشيلوا اسم عيلتنا
ضحكت مليكة بسخرية
مليكة : وطبعاً صفاتها دي مش عندي
رمقها بإحتقار وإزدراء وتابع بسخرية
سليم: من الواضح إن صفاتك التانية كانت مهمة ليه أكتر في الوقت دا
نظر الي ساعته ثم هب واقفاً في شموخ
سليم: أنا عندي ميعاد مهم جداً ولازم أمشي هجيلك تاني ويا إما نتجوز يا إما هاخد مراد وحياتك إنتِ حرة فيها
وأنا لو منك أوافق يعني إحنا هنتجوز وهتيجي تعيشي في بيت كبير مش هتعملي فيه أي حاجة
رمقها بإحتقار وتابع ساخراً
أعتقد إن دي فرصة كويسة جداً ليكي
***************************
شعرت مليكة بفراغ كبير في غرفتها بعدmا رحل وقامت بمهاتفة عائشة لإخبـ.ـارها بما جري
فهتفت تسألها وماذا بعد .....ذلك السؤال الذي إحتاجت مليكة وبشـ.ـدة لأحد ما كي يعطيها إجابته
أردفت مليكة بضياع
مليكة: مش عارفة أي حاجة المشكلة إنه مصمم
تابعت عائشة بهدوء
عائشة : إنتِ لازم تقوليله كل حاجة يمكن وقتها يغير رأيه
أردفت مليكة بثقة مما إستطاعت تكوينه عن شخصيته
مليكة: سليم إستحالة يغير رأيه وأنا لو قلتله دلوقتي يبقي بسلمه مراد بإيدي
زمت عائشة شفتيها بإضطراب ثم أردفت متسائلة
عائشة : طيب وهتعملي إيه
تنهدت مليكة بعمق بعدmا رفرفت بأهدابها بحركة دليل علي عدm إرتياحها وإضطرابها العارم
مليكة: مش عارفة بس هفضل أحاول لحد أخر نفس
أغلقتا الهاتف وتوجهت مليكة لتحضير طعام الغداء
لم تعرف لما تشعر بالراحة الأن فلقد كانت تشعر بأنها تكاد تفقد عقلها في الأيام الماضية وراحت تتسائل
أ حقاً إستراحت بعدmا عرف سليم بمكانها.....فحقاً وقوع البلاء أفضل من إنتظاره
************************
في صباح اليوم التالي
أخذت مراد الي الحديقة المقابلة لمنزلهما
وقضيا اليوم كله سوياً في الخارج فكان كلاً منهما يحتاج الي ذلك........فلقد أخذت مليكة وقتها في التفكير بهدوء......أما مراد فلقد إستنشق بعض الهواء النقي الذي كان يحتاجه في هذه الفترة
أخذت مليكة تطالع مراد يلعب من حولها وهي تفكر بأنها لن تكون أنانية لتلك الدرجة لتحرم مراد من أن يكن له والداً فهي أكثر شخصاً في هذا العالم يمكنه الشعور بمدي قسوة ألا يكن لك والداً أو حتي عائلة تستمد منها الحب والأمن والقوة في لحظات الضعف والإنكسار ....ولا يمكنها أن تحرمه من أن يكن له عائلة يعيش داخلها.....عائلة ترعاه وتهتم به وتحبه....... وأسرة دافئة يترعرع وسطها
هي تعرف كل المعرفة أن سليم سيوفر لمراد المستوي المعيشي الذي لا يمكنها أن تحلم بتـ.ـو.فيره لها علي الأقل في الوقت الراهن وهي يمكنها أن تعطيه كل الحب والحنان الذي يحتاجة
لهذا ستوافق وتضحي بكل شئ لأجله
*********************
في صباح اليوم التالي
ذهبت الي عملها متأخرة بعض الشئ ويبدوا عليها التعب والإرهاق
جلست الي مكتبها في هدوء لتتابع عملها
فتابع مدير عملها يسأل في هدوء بعدmا جلس مقابلها بأريحية علي أحد المقاعد
ابراهيم: شكلك مرهق يا مليكة قبل حتي ما تبدأي شغل
جفلت لكلمـ.ـا.ته وتسألت في سخرية أ حقاً تبدو مثيرة للشفقة لهذه الدرجة حتي أن الارهاق يظهر بذلك الوضوح علي قسمـ.ـا.تها......فعيناها البائستين لم تحظيا حتي بدقائق لتغمض أمساً من كثرة ما تشعر به من قلق فاليوم هو اليوم الوعود.....اليوم يوافق السبت
هتفت في أسف تحاول البحث عن أعذار واهية
مليكة: أسفة جدا والله بس مراد
إبتسم إبراهيم ضاحكاً بهدوء
إبراهيم: إيه المرة دي
لقد مر ابراهيم بهذه التجارب مرتين لطفلين مختلفين أحدهما في العاشرة والأخر في الثالثة عشر ويعلم كم هو ممتع هذا الأمر للأطفال ومرهق للأباء
مليكة: قرر الساعة 3الفجر إن دا وقت اللعب وشوف بقي إزاي هتقدر تقنع طفل إنك تعبان وإن الساعة 3الفجر مش وقت مناسب للعب أبداً
وضع يده بأريحية علي قدmاه وأردف ضاحكاً
ابراهيم: إنتِ هتقوليلي أنا أكتر حد عارف الموضوع دا
إعتدل في جلسته وهتف متسائلاً في توجس
إبراهيم: مليكة هو فين بابا مراد يعني مسمعتكيش بتجيبي سيرته قبل كدة
جفلت لسؤاله وإرتفع رجيفها إضطراباً ولكنها تمتمت بهدوء جاهدت أن ترسمه علي ملامح وجهها ثم أردفت محاولة إخفاء تـ.ـو.ترها
مليكة : لا عادي بس هو مسافر
حدق بها متسائلاً في دهشة
ابراهيم: مسافر وسايبكوا
زمت شفتاها بتعبير عن عدm رضاها.....فأكثر ما يزعجها هو التطفل الذي تلاقيه من بعض الناس
مليكة: مسافر علشان مشغول بشغله
وأخيراً قرر حظها أن يساندها بالوقوف جانبها فنهض ابراهيم ناظراً في ساعته متمتماً في عجالة
ابراهيم: أنا عندي إجتماع دلوقتي ولما أرجع نبقي نكمل كلامنا
إبتسمت مليكة في صمت وهي تومئ برأسها في هدوء وحمدت الله في داخلها أنه رحل الأن ولن يكمل إستجوابها
حضر ابراهيم بعد إستراحة الغداء......كان في حالة مزاحية مرحة بعد عودته
وبدون أن تتفوه بحرف حضرت له فنجان قهوة مرة ووضعتها أمامه
صاح بها متسائلاً بدهشة
ابراهيم: بس أنا مطلبتش قهوة
فتابعت هي بحزم
مليكة: أشربة يا أستاذ إبراهيم هيفيد حضرتك جداً
حدق بها بدهشة هاتفاً بغضب
ابراهيم: إنتِ بتلمحي إني سـ.ـكـ.ـر.ان
لم تعرف بما تجيبة فرأت أن الإبتعاد عن طريقه في هذا الوقت سيكون من أفضل الحلول التي يمكنها تنفيذها لأنه في هذه الحالة يصبح مزعجاً هكذا أخبرتها سكرتيرته السابقة ولكنها لم تلحظ يده التي امتدت سريعاً لتجذبها كي تجلس علي ركبتيه
صاحت به مليكة في صدmة ورعـ.ـب
مليكة: إيه اللي إنت بتعمله دا
نهض بها وهو مازال يمسكها
ابراهيم: إيه يا ميمي مالك معترضة ليه يعني أهو إعتبريه تعويض عن الحمار جوزك اللي مسافر وسايبك هنا لوحدك
صرخت به مليكة بإحتقار وهو تحاول الفكاك من بين قبضتيه بإستمـ.ـا.ته
مليكة: إخرس وإياك تتكلم معايا كدة أبداً إنت إتجننت
هتف بها ابراهيم بهدوء محاولاً إستمالتها
ابراهيم: إيه بس يا ميمي مالك
صرخت مليكة وقد بلغ منها الغضب مبلغه
مليكة: إخرس ومتقوليش يا ميمي وسيبني أمشي
↚
رفعت نظرها الي العينين الخضراوتين الناظرتين إليها في إشمئزاز والي الشخص الأخر في غضب
لم تعرف لما ولكنها فجاءة إختبأت خلفه فقد كانت حقاً تشعر بالرعـ.ـب الذي شعر به هو من إرتعادة يديها الممسكتين بثيابه..........لانت عيناه ناحيتها وإزدادت نظراته الغاضبة تجاه ذلك الشخص الأخر
إنفجر إبراهيم غاضباً وهتف به في سخرية
إبراهيم: إنت مين بقي إن شاء الله وبتعمل إيه في مكتبي
زم شفتاه دليلاً علي عدm الرضي ثم أردف في غرور بنبرته الرجولة المرعـ.ـبة
سليم: أنا سليم الغرباوي.....وإنت اللي مين وكنت بتعمل إيه لمراتي
نظر إبراهيم لمليكة مدهوشاً وكذلك كانت هي
هاتفاً به في دهشة
إبراهيم : مراتك!!!!!
نظر لمليكة بدهشة ثم تابع يسألها
بس إنتِ...... يعني...... أقصد إنك قولتيلي إن جوزك مسافر
نظر سليم بتكبر الي الرجل المحمر وجهه وتابع بإزدراء
سليم: مكنتش أعرف إن مليكة لازم تقولك وتبررلك اللي بيحصل في حياتها الخاصة.......إلا طبعاً ليه هي هتقدm إستقالتها دلوقتي
نظرت إليه في ذهول فسرورها لقدومه وتخليصها من هذا الوضع السخيف تحول الي ريبة
تري ماذا سيفعل وكيف وصل إليها فلا أحد يعرف عملها إلا عائشة......لكن مستحيل أن تكن قد أخبرته أحست أنه لن ينتظر أكثر ليسمع قرارها
حقيقة لديه كل الحق فإبراهيم كان مُهيناً لها للغاية وملاحظاته وتصرفاته أوقح من أن تكمل في عملها لديه
هتف إبراهيم يسأل في دهشة
إبراهيم: إستقالة.......إستقالة إيه
رد عليه سليم في برود
سليم: الإستقالة اللي هتكون علي مكتبك النهاردة يا أستاذ بس تصرفاتك خلت حتي الاستقالة ملهاش لازمة
نظر لمليكة قائلاً بحزم
سليم: يلا علشان نمشي
تحركت في تـ.ـو.تر وإلتقطت حقيبتها وهاتفها
ولحقت بسليم الذي تحرك ناحية الباب
وقف إبراهيم معترضاً طريقها وهم كي يمسك بيدها فامسكها سليم قبل حتي أن توضع علي يد مليكة
لابد أن عجرفة سليم كانت أقوي من القهوة المرة في إعادة إبراهيم الي صوابه
فهتف بها أسفاً تبدو علي ملامحه الخزي
إبراهيم: أرجوكي يا مليكة سامحيني أنا فعلا أسف أنا مش عارف أنا عملت كدة إزاي أنا أسف سامحيني
تراجع عنها مخافة تلك النظرات الشرسة الذي كانت تنبعث من عيني سليم تجاهه
ففتح الباب قبل أن يتفوه إبراهيم بحرف أخر وجذب مليكة من يدها وأخذها ناحية سيارته الفارهة الرابضة أمام المبني
أما إبراهيم فوقف مذهولاً كيف يمكن لفتاة في رقة مليكة أن تتزوج هذا الشيطان الأرستقراطي الوسيم
كما يطـ.ـلقون عليه في عالم الاعمال فهو رجل أعمال بلا قلب......... آلة لديها عقل بشري
*************************
فتح سليم السيارة وأجلسها داخلها وهتف بسخرية
سليم : دلوقتي تقدري تتكلمي
همست بخفوت وهي تحاول إستعادة رباطة جأشها
مليكة: بس أنا معنديش حاجة أقولها
نظر إليها سليم بإهتمام
سليم: لو اللي إنتِ بتقوليه دا بجد يبقي إنتِ ست مميزة جداً......إنتِ أول ست أقابلها مبتحبش تتكلم
تابعت بسخرية وهو تحاول السيطرة علي إرتعادة جسدها وطرد تلك التخيلات المرعـ.ـبة من عقلها
مليكة: يبقي إنتَ متعرفش حاجة يا سليم بيه أنا أعرف ستات كتار جداً بيحبوا الهدوء
رفع حاجبه الناقم في دلالة علي عدm إعجابه بكلامها نهائياً وتابع بهدوء
سليم: دا غير دا.......أه في ستات كتير بيحبوا الهدوء بس دا ميمنعش إن عندهم كلام كتير جداً
أما بقي بالنسبة لأني معرفش حاجة فدا أشك فيه لأني موصلتش لعمري دا من فراغ يا مدام مليكة يعني ممكن نقول إن عندي معارف كتير زيك بالظبط
كانت هذه الكلمة السهم الأخير الذي إخترق كبريائها ليكـ.ـسر أخر جزء فيه ويتحول كل ذلك الي أشلاء إخترقت قلبها لتسبب لها غصة آلم
فحقاً طفلتي إنه قَلبُكِ اشـ.ـدُ البِلادِ خراباً
فهتفت بآلم
مليكة : أخدت بالي وفهمت دا كويس أوي يا سليم بيه
حرك رأسه يمنة ويسرة بشرود وتابع بضيق
سليم: لا مفهمتيش أي حاجة بس مش مشكلة
واسمي سليم من غير أستاذ أو باشمهندس أو بيه
اسمي سليم وبس
وجدت نفسها تهمهم بألم غير واعيه
مليكة : لو بس كنت أعرف إن الرسالة كانت هتقع في إيدك إنت وإنك إنت اللي هتيجي مكنتش كتبتها أبداً.....طلبي إني أشوف حازم كان غـ.ـصـ.ـب عني مش بإرادتي
سمعته يجيبها بصوت عميق أرسل إرتعادة خفيفة في جسدها
سليم: وياتري بقي مـ.ـو.ت حازم وإنه خلاص مبقاش هينفع يساعدك دا بيقلل من أهمية حاجتك للمساعدة ......ياتري كنتي ناوية تكملي حياتك كدة وإنتِ يادوبك عارفة تصرفي علي مراد
وتابع بغضب وإحتقار
أه لا أنا نسيت إنتِ أكيد كنتي هتعدي اللي الكائن المريـ.ـض اللي فوق دا بيعمله علي أمل إنه يزودلك مرتبك
لم تشعر مليكة بحالها إلا ويدها مستقرة علي وجنته في صفعة مدوية شعرت بها تخترق أذنيها وتكاد تحطم زجاج سيارته الفارهة...... إرتفع صدرهما وإنخفض بسرعة دليلاً علي إنفعالهما وتـ.ـو.تر الأجواء بينهما بينما تجمعت الدmـ.ـو.ع في عينيها ولكنها أبت أن تترك لهم العنان
صرخت في آلم وغضب وهي تشير بإصبعها في حزم أمام وجهه
مليكة: إياك تتكلم معايا كدة تاني أنا ساكتة بس علشان مراد إنما إياك تقولي كدة تاني
إلتفتت تتطلع أمامها بعدmا إستقام جزعها مشبكة يدها أمام صدرها وأردفت بحزم
إعمل حسابك يا سليم لو إنت أخر راجـ.ـل في الدنيا مش هتجوزك
لم يتفوه سليم بحرف فقد كان يشعر بألم يقــ,تــله في الصميم ينبع من عينيها فتغاضي عن فعلتها تلك
وهتف بها بدهشة
سليم: ولا حتي علشان مراد
أردفت بحزم يتخلله ثقة
مليكة: ولا حتي علشانه
أدار وجهه ناحية المقود وتوجه ناحية منزلها بدون أي إرشادات منها......وصلا الي البناية القابع بها منزلها بعد وقت قصير
فتوجهت مليكة الي منزل جارتها لأخذ مراد ثم عادت الي منزلها
دلفت هي ومراد وسليم خلفهما
وكأن مراد أراد أن يـ.ـؤ.لمها أكثر فمد ذراعيه الي ذلك الرجل القادm مع الماما وهو يبتسم له بضحكته الساحرة التي لأجلها تحملت الكثير والكثير بعدmا وبخه بألا يحـ.ـز.ن والدته مرة أخري
وضعته مليكة بين ذراعيه وإستدارات دامعة
وقفت تشاهدهما يلعبان ويضحكان وقفت تشاهد تبدل تلك الملامح المتعجرفة القاسية الي ملامح حانية تفيض بالحب والحنان.....هي لن تكون أنانية أبداً وتحرم مراد من أن يكن له والد كما حرمت هي
لن تستطع أن تحرمه من العيش في حياة كريمة
لن تقدر أن تحرمه من مستقبل أفضل
سمعته يناديها فجفلت وهي تحاول بائسة أن تمسح دmـ.ـو.عها التي هبطت عنوة......أحست بنفسها تُدار بلطف شـ.ـديد........فإرتجف جسدها الهزيل لملمس يديه القويتين
هتف بها بدهشة ......بنبرة تخللت أذناها الي قلبها مباشرة لتجعل وجيفها يرتفع في تتاغم محبب
سليم : مليكة!! إنتِ بتعيطي
هزت راسها بلطف يمنة ويسرة دليلاً علي رفضها
مليكة: لا مبعيطش....في حاجة دخلت في عيني
أخرج سليم منديل من جيبه وتابع باسماً بحبور جعل قلبها يخفق بعنف كطبول في عرس إفريقي
سليم: طيب خدي منديل علشان تمسحي بيه دmـ.ـو.عك الي نزلت مش علشان إنتِ بتعيطي لا علشان في حاجة دخلت في عينك
إبتسمت مليكة بهدوء وإلتقطت منه المنديل وشرعت في تجفيف دmـ.ـو.عها هامسة في خفوت
مليكة: شكراً
شردت قليلاً تفكر فأردف يسألها في حيرة
سليم: إيه سرحتي في إيه
أطرقت مفكرة ثم أردفت بهدوء محركة رأسها بحركة تنم عن تفكيرها البالغ
مليكة: كنت بفكر إني في الأخر لازم أتجوزك يعني علشان مراد بس عندي شرط
رفع رأسه متكبراً وتابع باسماً بأرستقراطية
سليم: معتقدتش إنك في وضع يسمح لك بإنك تحطي أي شروط
هزت مليكة كتفيها دليلاً علي عدm إهتمامها
مليكة: طبعاً براحتك توافق أو ترفض.....وعلي العموم أنا شرطي بسيط جداً كل اللي عاوزاه إنك مترميناش علي هامش حياتك وكأنك مكسوف مننا وكأننا غلطة أو عار .....فلو كنت هوافق علي الجواز لازم نعيش في نفس البيت
هتف بغضب
سليم : إنتِ مش هتلزميني بحاجة إنتِ تعملي اللي بقول عليه وبس
ثم تابع بإحتقار يتبعه سخرية
إنتِ عارفة كويس إني مش عاوز أعيش معاكي في نفس البيت إلا بقي لو إنتِ ناوية تغريني مثلاً
تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل صائحة بغضب
مليكة : لا طبعاً دي أخر حاجة ممكن أفكر فيها في حياتي كلها
و أكملت بهدوء
بس يعني إذا كنا ناوين نتجوز علشان نعمل عيلة وبيت مستقر لمراد من الأفضل ليه إنه يشوف إن بابي ومامي بتوعه متفاهمين وعلي الأقل لو مش بيحبوا بعض بيحترموا بعض وبيقدروا بعض....يعني يشوف إنه عايش في بيت طبيعي جداً باباه ومامته عايشين مع بعض......ولا إنت ناوي تبقي ليه بابا نويل تيجي كل 6شهور شايل ومحمل هدايا وميشوفكش تاني غير بعدهم
أردف سليم بحدة
سليم : أكيد مش قصدي كدا.......وبرضوا مش هينفع نعيش سوا لازم تفهمي إن دا مستحيل
إبتسمت داخلياً ولكنها تابعت بثبات تُحسد عليه حقاً لبداية نجاح خطتها
مليكة: أنا أسفة جدا بس كدا جوازنا محققش أي حاجة لمراد
هتف سليم بنفاذ صبر ساخراً
سليم : يالله إنتي بتكلميني وكأني أنا المسئول عن حالتك
صاحت بعصبية .....حـ.ـز.ن وضيق
مليكة : مش حازم دا يبقي اخوك مش كان المفروض هو يعمل كل دا لو كان لسة عايش
تصلبت ملامح وجهه في حـ.ـز.ن
سليم: أنا عمري ما هـ.ـر.بت من مسؤلياتي وأكيد إنتِ عارفة إن حازم لو كان يعرف كان وفرلك كل اللي إنتِ محتاجاه
هتفت مليكة بإستهزاء
مليكة: ولو أنا اللي مكنتش عاوزة مساعدته
زم سليم شفتيه وحرك كتفيه دليلاً علي عدm إهتمامه
سليم: يبقي أحب أقول إنك مش بس عندية لا إنتِ كمان غـ.ـبـ.ـية ومهما كان برضوا مستحيل نعيش سوا
كافحت بإستمـ.ـا.ته ألا تظهر إبتسامة الإنتصار التي صدحت بداخلها علي وجهها وتابعت بثبات
مليكة: كنت عارفة إن دا هيكون ردك وعلشان كدة إحنا للأسف مش هينفع نتجوز وإن كنت عاوز ترفع قضية إرفع قضية بس خليك متأكد إني هفضل أحاربك لأخر نفس.....ومعتقدتش إنك هتحب الشوشرة اللي هتحصل
إعتدل في جلسته وأردف بثقة
سليم : يمكن مش هحبها بس إنتِ عارفة إني هكسبها في الأخر
رفعت حاجبها بثقة وتابعت في إبتزاز لمشاعره التي تعلم وبشـ.ـدة أنها تكونت تجاه مراد
مليكة: أكيد......بس ياتري بقي إنتَ مستعد إنك تبهدل مراد في المحاكم وسيرة حازم تبقي علي كل لسان
نظر إليها بغضب ونفاذ صبر لإبتزازها
سليم : ماشي يا مليكة تمام جداً إحنا هنعيش سوا في نفس البيت
ذهلت مليكة وكادت تبكي فلقد إنقلب السحر علي الساحر كما يقولون.....فشلت خطتها فشل ذريع فهي لم تتوقع
قبوله .....فقد ظنت أنه سيرضخ في نهاية الأمر الي ترك مراد.....ويقبل فقط بأن يراعيه وأنهما لن يتزوجا......والأن أصبحت أمورها أكثر سوءاً عن ذي قبل......فهي لن تتزوج من تكرهه فحسب بل سيعيشان في نفس المنزل......إرتجف جسدها الهزيل لتلك الفكرة وأخذت توبخ نفسها
"يالله ماذا فعلت انا بحماقتي كم أنا غـ.ـبـ.ـية"
حاولت الخروج من هذا المأزق بشتي الطرق
فأردفت بنبرات متـ.ـو.ترة متقطعة تحاول جاهدة رسم ثباتها
مليكة: إنت معاك حق يا سليم إحنا مينفعش نعيش في بيت واحد
لم تعلم لما رأت ذلك البريق في عيناه......نعم إنها تعرفه جيداً بريق التحدي.......أو حتي بعض التشفي.......متابعاً في حزم
سليم: لا إنتِ فعلاً معاكي حق إحنا لازم نعمل كدة علشان مراد
شعرت بهبوط يبعث السقم في معدتها وراحت تتسائل
الي ماذا تراها إنقادت
نهض سليم ناظراً في ساعته متابعاً في آلية شـ.ـديدة
سليم: أنا عندي إجتماع مهم وهعدي عليكوا بعد بكرة الصبح إن شاء الله تكونوا جهزتوا هنطلع علي الماذون وبعدين البيت ويومين كدة ونسافر الصعيد علشان تت عـ.ـر.في علي أهلي ويتعرفوا عليكي ويشوفوا مراد
هتفت بهستيرية سَبْبَّها الذعر
مليكة: يومين... يومين إيه.......طيب وهنقولهم إيه ومراد
أمسك سليم بذراعيها في قوة وحنان في أن واحد وتابع في ثبات ناظراً لعيناها بقوة
سليم: ششششش إهدي يا مليكة وخدي نفس
أنا ميهمنيش حد أصلاً أنا بس رايح علشان يتعرفوا علي مراد ويعترفوا بيها......أما بقي هنقولهم إيه
فهنقولهم إننا إتقابلنا في مؤتمر وإتعرفنا علي بعض وحبينا بعض وإتجوزنا من حوالي خمس سنين بس إنتي كنتي بتدرسي برة ومستنيكي تخلصي ......وسيبي الباقي عليا
أومأت براسها وهي لاتزال تشعر بالضياع الذي تلاشي قسماً كبيراً منه في الحقيقة بعد كلمـ.ـا.ته المطمئنة
↚
رحل بعدmا ودع مراد علي أن يأتي لأخذهما بعد غد
وبعد ذهابه جلست تفكر .....أ تأخذ مراد معها وترحل؟؟؟!....أ تهرب الي إسبانيا وتختبئ عند أياً من أهل والدتها ؟؟!!
قطع عليها مراد كل ذلك وهي تشعر به يجلس علي أقدامها مشيراً بيده ويتلمس وجنتيها ليلفت إنتباهها فمن الواضح أنه يناديها منذ فترة ولم تنتبه له
نفضت رأسها في هدوء وأردفت باسمة
مليكة: عيون مامي
أخذ مراد يتسائل في حيرة بدت واضحة تماماً علي قسمـ.ـا.ت وجهه
مراد: مامي هو الراجـ.ـل الثرير اللي إتأثف وبقي حلو دا بابي بكد زي ما بيقول
أومأت مليكة برأسها في هدوء
فهب مراد واقفاً يتراقص في سعادة
مراد: يعني أنا هيبقي عندي بابي زي كل أثحابي اللي في الحضانة .....وهيجي معايا يوم الأب ويحضر المثرحية بتاعتي
شعرت بغصه تجتاح قلبها...... وكأنها تري نفسها مرة أخري..... طفلة لم تتجاوز عقدها الأول بعد يرحل والدها عنها ويُكتب عليها أن تبقي يَتيمة وهو علي قيد الحياة..... نعم ذلك ما شاهدته
وجدت نفسها تجذبه الي أحضانها وتربت علي رأسه في حنو بالغ وهي تلعن كل تفكير أحمق راودها عن الهرب......فلتذهب هي وحياتها الي الجحيم
لو أنها ستشاهد تلك السعادة التي ارتسمت علي قسمـ.ـا.ت طفلها واللمعة التي تلألأت في عيناه لتضيئهما سعادةً
وبعد وقت قصير هاتفت عائشة التي أجابت بلهفة
عائشة : ميمي كنت لسة هتصل بيكي إتصلت بيكي في المكتب وابراهيم قعد يقول كلام كتير مفهمتش أي اللي حصل
نهرتها مليكة بغضب بعدmا سرت رعدة في جسدها إضطراباً إثر تذكرها ما حدث اليوم
مليكة: متجيبيليش سيرته لو سمحتي
أردفت عائشة بتوجس
عائشة : في إيه
قصت عليها مليكة كل ماحدث بالتفصيل
فأخذت عائشة تسبه في ضيق وإشمئزاز
أما هي فأطرقت تفكر ماذا إذا لم يأتيها سليم في الوقت المناسب فسرت رعدة هزت أوصالها في خـ.ـو.ف
أخرجتها عائشة من تخيلاتها وهي تحمد الله علي سلامه رفيقتها وعلي وصول سليم في اللحظة المناسبة وإنصرف فكرها مباشرة الي كلمـ.ـا.ته اللاذعة التي رماها أثناء جلوسهما سوياً في السيارة
صرخ قلبها بكلمـ.ـا.ت ود لو تخرج من شفتاها عساها تخفف حدة الألم الذي يجتاحه
حينها كان شعوري أشبه بسطح الماء أثناء هطول المطر........لم يسكن للحظة كي أفهم ما الذي يحدث...فقط إستمر بوخزي بإيلام في كل أنحاء قلبي
همهمت مليكة بأنكسار بعدmا ظهر علي نبرتها إختناق البكاء
مليكة: عارفة يا عائشة إيه اكتر حاجة و.جـ.ـعتني إنه كان فاكر إننا كنت موافقة علي اللي عمله معايا وإنها مش أول مرة
تألمت عائشة كثيراً لنبرة الانكسار تلك التي تخللت صوت صديقتها.... الفتاة التي عاهدتها دائما قوية متفائلة حتي في أسوأ أحوالها
فتابعت محاولة التخفيف علي رفيقتها
عائشة : عادي يا مليكة يا حبيبتي دا بس بسبب كلامك اللي قولتيه
ثم قصت عليها مليكة ما حدث معهما في المنزل
مليكة: كل اللي عملته دا علشان أخليه يغير رأيه وبرضوا مفيش فايدة وبغبائي بدال ما كان هيبقي هو في حته وأنا في حته لا هيبقي قاعد معانا.....وكمان أربع خمس أيام كدة وهنسافر الصعيد
ضحكت عائشة باسي ثم تابعت متسائلة في دهشة
عائشة : ليه
أردفت مليكة في هدوء
مليكة: علشان نتعرف علي أهله
تابعت عائشة بتوجس من رفيقتها
عائشة : أقولك الصراحة يا مليكة ومتزعليش
أنا شايفة من كلامك إنه شكله كويس أقصد يعني راجـ.ـل
إمتعض وجهها وتابعت بتقزز
مليكة: دا أكتر بني آدm بكرهه في حياتي
تابعت عائشة لائمة إياها بلطف.... فهي تعرف أنه ليس الوقت المناسب ولكن يجب أن تجعلها تفوق
عائشة : إنتِ اللي عملتي كدة يا مليكة قولتلك قوليله الحقيقة
تنهدت مليكة بعمق وتابعت بأسي
مليكة : مينفعش هو قالي إنه يقدر ياخد مراد مني
بسهولة ......وإنتِ عارفة مراد دا النفس اللي بتنفسه لو خذه مني همـ.ـو.ت
حاولت عائشة أن تلفت نظرها الي النصف الممتلئ من كوبها كي تستطيع أن تتهني بحياتها القادmة
عائشة : المهم دلوقتي إنك خلاص هتبدأي حياة جديدة ربنا يسعدك فيها يا ميمي يارب ويعوضك عن كل حاجة
أردفت مليكة بتمني بعدmا استمعت بوضوح لصوت ضحكة عقلها الساخرة بصخب
مليكة: أمين يا شوشو يارب بس طمنيني الأول إنتِ هتولدي أمتي يا حبيبتي
أخبرتها عائشة بأن الطبيب أخبرها أنه لازال لديها شهر أو أكثر بقليل
أخذت مليكة تدعوا لها بصدق ثم طلبت منها أن تحضر هي وندي غداً كي تودعهما
***************************
في شركة سليم
دلف الي مكتبه بعدmا أنهي أحد إجتماعاته وقام بمهاتفة جدته
جري صوته الأجش عبر الهاتف بنبرة حنونة وقورة
سليم: إزيك يا حبيبتي
أجابت خيرية فرحة حتي خُيل إليه أن صوتها يضحك
خيرية: سليم يا وليدي كيفك يا نور عيني
إبتسم بحبور بعدmا إعتدل في جلسته متابعاً يسألها عن أحوالها
خيرية: زينة طول مانت زين يا وليدي.....إتوحشناك يا سليم هتيچي مـ.ـيـ.ـتي يا حبيبي
أردف باسماً
سليم: يومين يا خوخا وهجيلك وعاملك مفاجأة
يارب تعجبك
تخلل التوجس نبرتها بقلق
خيرية: مفاچأة إيه عاد
إبتسم مشاكساً وهو يطرق بأصابعه علي مكتبه في إستمتاع
سليم: أما أجيلك يا حبيبتي قوليلي عمتو عندك
تابعت ضاحكة
خيرية: أيوة يا ولدي هنيه هتكون فين عاد.... أهي جاعدة چاري هي خد أهي معاك
إلتقطت عبير الهاتف من يد والدتها
وتابعت باسمة بفرح
عبير : سليم كيفك يا ولد الغالي إتوحشتنا يا ولد
تابع باسماً بإحترام
سليم: وإنتِ كمان والله يا عمتو إنتِ إيه أخبـ.ـارك
أردفت هي بإمتنان
عبير : نحمد الله يا ولدي چاي مـ.ـيـ.ـتي
أخبرها بموعد قدومه وطلب منها تجهيز الغرفة الكبيرة أو كما يطـ.ـلق عليها المندرة ثم أغلق الهاتف بعدmا ودعهم علي أمل اللقاء القريب
*****************************
وضعت عبير الهاتف بجوار والدتها كما كان يرتسم علي وجهها تعابير الحيرة.... تري من سيحضر مع سليم....... فأردفت والدتها تسأل في أمل معرفة أي شئ منها
خيرية: جالك إيه سليم يا عبير
زمت عبير شفتيها كتعبيراً عن حيرتها بعدmا رفعت حاجبيها وأردفت في هدوء
عبير : مجالش حاچة يا أماي جالي چهزي المندرة الكبيرة عاملكوا مفاچأة
خيرية: نفس اللي جالهولي
أطبقت شفتيها بحيرة وأردفت متسائلة
عبير : ومجالش هيا إيه عاد
حركت خيرية رأسها بلطف يمنة ويسرة في تعبير عن الرفض
خيرية: لع يا بنيتي
ثم تابعت آمرة في حزم
المهم دلوجيتي توضبوا المندرة ووجت ما يتحدتت تاني علشان يخبرنا إنه چاي تحضروا وكل زين يا عبير......شكله هيچيب معاه صحابه من البندر...وإنتِ عارفة سليم عاد كل صحابه من الكبرات يعني لازم يتشرف إكدة وسطيهم
تمتمت عبير برأسها في ثقة
عبير : وااه متجلجيش يا أماي هي أول مرة عاد
ثم إنصرفت تاركة والدتها متوجهة الي صحن القصر الكبير
ووقفت تستدعي خادmتهم زهرة...... حقيقة هي ليست بخادmة فهم لا يعتبروا أي ممن يعمل في منزلهم كخادm بل يعتبروهم أبنائهم فزهرة قد ولدت وترعرعت في هذا البيت
عبير : زهرة يا زهرة إنتِ يابت
جائت زهرة راكضة كي تلبي نداء عبير
زهرة: أيوة يا ستي چاية أهه
أردفت عبير موبخة إياها
عبير : ايه يا مشندلة بجالي ساعة بنادm عليكي وينك........عاد
تمتمت زهرة معتذرة
زهرة: معلش ياستي أصلي كنت في الزريبة حِدي البهايم لمؤخذة
أردفت عبير بحزم تأمرها
عبير : سليم بيه چاي كمان يومين عاوزاكوا تنضفوا المندرة زين
حركت زهرة رأسها لأسفل وأعلي عدة مرات في طاعة
زهرة: يا مرحب بيه..... من عيني التنتين يا ستي
أشارت عبير بأصبعها في وجه زهرة محذرة
عبير : عارفة يا مخربطة إنتِ لو لجيت هبابة غبرة هشندلك شنديل
وضعت زهرة يدها علي رأسها تعبيراً عن الفزع وهتفت في حرص
زهرة: وااه وااه وعلي إيه عاد الطيب أحسن
إبتسمت عبير في رضي وتابعت
عبير :يلا روحي عاد
توجهت هي لغرفة ابـ.ـنتها فاطمة التي عنـ.ـد.ما دلفت وجدتها لا تزال نائمة..... زمت شفتاها كتعبيراً عن عدm رضاها بعدmا همهمت ببعض العبـ.ـارات الدالة عن سخطها
(كعادة أي أم مصرية أصيلة 😂😂😂😂💪)
ثم توجهت الي الستائر ففتحتها لتتيح فرصة لنور الشمس أن يضئ الغرفة فلقد قارب الوقت علي الظهيرة ولازالت ابـ.ـنتها نائمة ثم توجهت لفراش ابـ.ـنتها ساحبة الأغطية عنها
هاتفة في ضيق ناهرة إياها بغضب
عبير : وااه يا فاطمة لساتك نايمة يا بنيتي جومي دا إحنا داخلين علي الظهر
زمجرت فاطمة بغضب وهي تسحب الأغطية مرة أخري لتتدثر بها وتعاود النوم مرة أخري
فاطمة: إيه يا أماي إجفلي الشبابيك عاد وهمليني أنام
أردفت عبير باسمة بمكر
عبير : جومي دا سليم ود عمك چاي كَمان يومين إكده
هبت فاطمة ناهضة ما إن سمعت اسم سليم
ضحكت عبير بمشاكسة
عبير : شوف البنية قامت وقمبزت وصحصحت كَمان
إنتشرت الدmاء في وجنتيها بسرعة معبرة عن خجلها
فاطمة: واه يا أماي متكسفنيش
تنهدت بعمق ثم أردفت بيأس بعدmا زمت شفتيها بضيق
وبعدين ما إنتِ خابرة إنه حتي لما ياچي مش هيعمل حاچة واصل
جلست عبير مقابل طفلتها مربتتة علي يداها في حنو ثم أردفت بمكر
عبير : شطارتك يا بنيتي تخليه ميعاودش البندر إلا وهو مكلم ابوكي في موضوع چوازكوا
تابعت فاطمة بفخر بعدmا تلألأت عيناها سعادة بمحبوب قلبها
فاطمة: ما إنتِ خابرة يا أمة سَليم رأيه من دmاغه محدش يجدر يجوله يعمل إيه وميعملش إيه
أردفت عبير بخبث بعدmا رفعت حاجبها بدهاء
عبير : إتحركي إنتِ عاد وخليه يمشي علي كيفك
أومأت فاطمة برأسها في سعادة
فاطمة: حاضر يا أماي حاضر
↚
بينما كانت مليكة تضع طعام الإفطار علي المائدة سمعا جرس الباب ........فصاح بها مراد بين لعبه
مراد : مامي الباب
فأردفت هي بهدوء
مليكة: إفتح الباب يا مراد دا بابي
صفق مراد بيديه في حماس وأردف باسماً
مراد:بابي
دلف سليم حاملاً مراد وهو يداعبه قليلا
فاومأت هي برأسها باسمة في أدب مشيرة للداخل
مليكة: إتفضل
دلف للداخل يحمل مراد بعدmا أغلق الباب......بينما إنهمكت مليكة في وضع الطعام علي المائدة
توجهت إليه تحمل مراد كي تطعمه وجلست علي المائدة تحمله علي ركبتيها.......رفعت بصرها إليه وكأنها تذكرت وجوده معهم
فأردفت بهدوء
مليكة: تعالي إفطر معانا
إعتذر منها في هدوء
سليم: لا شكراً
رمقته بإزدراء باسمة بسخرية
مليكة : متخافش مفيهوش سم فطار عادي وهناكل منه أنا ومراد أهو
إبتسم بنزق علي مزحتها السخيفة-من وجهة نظره- وتوجه الي أحد مقاعد الصالون
لم تعلق مليكة بل إنهمكت في اللعب والضحك مع مراد حتي تجعله يتناول طعامه ولم تلحظ نظرات سليم المتفحصة.......وبعد أن أنهي مراد طعامه نهض سليم وحمله في هدوء
سألت في دهشة
مليكة: في إيه
أردف هو بحزم
سليم: مراد خلاص خلص أكل أنا هلاعبه وإنتِ كلي بقي
تابعت في ملل
مليكة: أنا أكلت
أردف هو يطالعها بحزم
سليم: إنتِ مأكلتيش لقمتين علي بعض يلا أقعدي كلي
إزدردت ريقها في إضطراب ومن ثم أخفضت رأسها لموضع طبقها بعدmا تأكدت من ظنونها فقد شعرت بنظراته تخترقها ولكنها لم تجرؤ حتي أن ترفع رأسها لتتأكد فأذعنت لكلمـ.ـا.ته وبدأت في تناول طعامها وهي تشاهدهما يلعبان سوياً
وبعد إنتهاء الطعام نهضت حاملة الأطباق وهي تسأل في هدوء
مليكة: هعملك قهوة علي ما نجهز
قهوتك إيه
أردف هو بعدm إهتمام
سليم : مظبوطة
جلس هو يتناول قهوته في هدوء بينما كانا مليكة ومراد يرتديان ثيابهما
وبعد وقت قليل سمعا طرقاً علي الباب
أخرجت مليكة رأسها من الباب لتطلب من سليم أن يفتح الباب
مليكة : بعد إذنك يا سليم إفتح الباب دي عائشة
وبالفعل صدق حدسها فما إن فتح الباب حتي شاهد فتاة تبدو في أواخر العشرينات من عمرها بطنها منتفخ إثر حملها في الشهور الاخيرة بجانبها فتاة صغيرة تشبهها كثيراً
رحب بها سليم في أدب وطلب منها التفضل بالدخول .....لم تكد تتقدm للداخل حتي سمعا ندي تتسائل في براءة
ندي : وأنا كمان ممكن أتفضل
إبتسم سليم في حبور وجثي علي ركبتيه حتي يحادثها
سليم: وإنتي كمان طبعاً ممكن تتفضلي
دلفوا للداخل
فجلست ندي مع سليم أما عائشة فدلفت لمليكة
بعد تبادل السلامـ.ـا.ت والأحضان والقبلات
تمتمت عائشة مازحة بمشاكسة
عائشة : مش زي ما أنا تخيلته خالص
فغرت مليكة فاها بعدm فهم وأردفت متسائلة
مليكة: يعني إيه مش فاهمة
لكزتها عائشة غامزة بعيناها بمكر
عائشة : أحلي بكتير
زمت مليكة شفتاها بإستهجان.... بعدmا أردفت بتبرم واضح وهي تضحك بسخرية
مليكة : ميغركيش الشكل.....دا الفخ اللي بيوقع فيه
الناس .......دا عنده أنياب ومخالب بس هو مخبيها
إنفجرت عائشة ضاحكة إثر كلمـ.ـا.ت رفيقتها
عائشة : الله يسامحك يا مليكة مـ.ـو.تيني ضحك
قلبت مليكة عيناها بنزق وأردفت بسخرية
مليكة: أضحكي أضحكي ما إنتِ مت عـ.ـر.فيش حاجة
وبعد أن إنتهت مليكة من إرتداء حجابها
خرجا سوياً فوجدا سليم وندي ومراد الذي خرج فور إنتهائه من إرتداء ملابسة يلعبوا سوياً في تناغم
نقلت عائشة بصرها بينهم وبين مليكة رافعة حاجبها في إعجاب ودهشة فحركت مليكة كتفيها بعدm إهتمام
نظفت حلقها في هدوء وأردفت
مليكة: إحنا جاهزين يا سليم
هب واقفاً في شموخ متابعاً بحزم
سليم : تمام يلا بينا
ركضت ندي ناحية مليكة وأردفت بتبرم طفولي محبب
ندي : إنتِ هتمشي يا مليكة خلاص
جثت مليكة علي ركبتها وتابعت باسمة
مليكة: أه يا دودو
نفخت ندي أوداجها بتذمر وتابعت بحـ.ـز.ن بعدmا زمت شفتاها
ندي: بس أنا مش عاوزاكي تمشي
قرصت مليكة وجنتاها بلطف
مليكة : أنا مش همشي علي طول متخافيش يعني لما أوحشك قولي جزر هتلاقيني عندك
ضحكت ندي بفرح ثم أردفت باسمة
ندي : لا لما توحشيني هكلمك تيجي ماشي
إبتسمت مليكة وهي تحتضنها
مليكة : حاضر يا حبيبتي
توجهت ناحية سليم واضعة يدها في خصرها ووقفت تسأل في قلق
ندي: إنت هتخليها توافق تيجي صح
أطرقت مفكرة ثم تابعت مشيرة لوالدتها بقلة حيلة
يعني أصلنا مش هنعرف نروحلها إحنا علشان مامي شايلة نونو صغير ومش بتقدر تتحرك كتير
جثي سليم علي ركبتيه باسماً بحبور
سليم: وقت ما توحشك هجيبك إنتِ لعندها لحد ما مامي والبيبي يبقوا كويسن وتيجوا كلكوا إيه رأيك
أومأت برأسها موافقة في سعادة
ودعوا عائشة وندي ثم توجهوا الي المأذون الذي عقد قرانهما سريعاً ثم إنطلوا الي المنزل
ساد الصمت طوال الطريق إلا حينما قطعه مراد
-بحديثه مع والده ووالدته -الذي قد خلد للنوم منذ وقت قليل علي اقدام والدته حتي قاطعه سليم مرة أخري بصوته الأجش
سليم: إحنا دلوقتي في الطريق للبيت وبعد يومين إن شاء الله هنسافر الصعيد
أومأت مليكة برأسها في هدوء
وبالفعل بعد وقت قصير كانا أمام بوابة حديدية كبيرة
فتح البوابة أحد الحراس .....وكأنما فُتِحت تلك البوابة علي قطعة من الجنة
كانت مليكة تري منزل كبير من الرخام الأبيض يحيطه الحدائق والزرع من كافة الإتجاهات
سارا سويا في الممر المخصص للسيارات فكان ممر طويل علي جانبيه تقف العديد والعديد من الأشجار وشجيرات النخيل وأنواع مختلفة من الزهور التي تخـ.ـطـ.ـف
الأنفاس .....إستطاعت مليكة رؤية ممر أخر موازي لهذا الممر ولكنه مخصص للسير فقط مشابهاً كثيراً لهذا الممر
وعنـ.ـد.ما انتهي الممر شاهدت إحدي حمامـ.ـا.ت السباحة وعلي جانبه بـ.ـار للمشروبات يقع أمام القصر مباشرة .......و حديقة مائية رائعة يصل بين جزئيها جسر خشبي رائع الجمال
وإستطاعت مشاهدة بعض الأسماك الصغيرة تتقافز في مرح
ضحك مراد الذي إستيقظ منذ وقت قصير بصخب وهو يشير في حماس
مراد: ثمك
إبتسم سليم بحبور
سليم: هنزلك تلعب معاهم يا مراد
أما مليكة فعلي الرغم من كل تلك المشاهد الخلابة ما لفت إنتباهها هو برجولة خشبية رائعة يزينها الورود وتحيط بها من كل جانب وعلي جانبيها تقع شجرتان متقاطعتان فوقها وكأنهما يحرسانها
الطريق إليها كان عبـ.ـارة عن ممشي من الورود
وشاهدت بداخلها طاولة تتسع لشخصين
كانت تلك البرجولة هي أكثر الأشياء التي أسرت قلب مليكة في كل القصر
عنـ.ـد.ما وصلوا الي الباب شاهدت طاقم من الخدm في إنتظارها
عرفها سليم علي الجميع ثم توجهوا للداخل بعدmا أمر بعض الخدm بإحضار حقائبها من السيارة
كان القصر من الداخل لا يقل روعة وجمال وفخامة عن خارجه......جلسوا قليلاً كي يستريحوا من الطريق
لاحظ سليم أن مراد بدأ في النوم علي ذراعي مليكة
فإستدعي أحد الخدm أمراً بحزم
سليم: خليهم يطلعوا الشنط لأوضة مليكة هانم
إلتفت إليها متابعاً بهدوء
سليم: تعالي يا مليكة علشان أوريكي أوضتك وأوضة مراد
حمل منها مراد وصعدا في المصعد وليس الدرج
سارا في ممر طويل نسبياً وتوقفوا أمام الغرفة الثانية جهة السلم مشيراً إليها في هدوء
سليم: دي أوضتك يا مليكة
أشار الي باب أخر جوار تلك الغرفة
سليم: ودي أوضة مراد
أردفت هي بإضطراب
مليكة: بس مراد بينام معايا
هم سليم بالإعتراض فأردفت هي بتوسل
مليكة: أنا عارفة إنه كبر والمفروض يروح أوضة تانية بس سيبه دلوقتي علي الأقل علي ما نتعود أنا وهو علي البيت الجديد وبعد كدة هسيبه ينام في أوضة لوحده بس علشان أبقي جمبه لو صحي وميبقاش خايف
أومأ برأسه في هدوء
سليم: خلاص براحتك دقائق وأخليهم ينقلوا سريره لأوضتك
أردفت هي بآضطراب
مليكة: مفيش داعي هو هينام جمبي متشغلش بالك بيه
حرك كتفيه بإستسلام ورحل بعدmا أخبرها بأنه سيعود متأخراً....فبدات مليكة في إفراغ حقائبها وترتيب أشيائها هي ومراد
أعجبت مليكة كثيرا بغرفتها وخاصة تلك الشرفة التي تطل علي الحديقة المائية.....المملوءة بالورود......كانت غرفتها كبيرة نوعاً ما.......لونت جدرانها باللونين الأرجواني والتركواز..... مفعمة بالحياة مليئة بالألوان وهذا ما أعجبها كثيراً.....يتوسطها فراش كبير الحجم يوجد بها أرجوحة صغيرة ومراءة كبيرة وخزانة كبيرة وتسريحة عصرية التصميم......ملحق بها مرحاض كبير
لاحظت وجود بابين من الخشب متقابلين في غرفتها فعلمت أن أحدهما يفتح علي غرفة مراد ليجعل الوصول له سهل أما الأخر فلا تعرف علاما يفتح وحتي عنـ.ـد.ما حاولت لم يُفتح فظنت أنه مجرد ديكور
وبعد الإنتهاء هبطت للأسفل مع مراد فإستقبلتها ناهد باسمة بلباقة
ناهد: أهلا بيكي يا مليكة هانم
أردفت مليكة باسمة بحبور
مليكة: أهلا بيكي يا طنط بس ممكن بعد إذن حضرتك بلاش هانم دي مبحبهاش قوليلي يا مليكة وأنا هقولك يا طنط تمام
حدقت بها ناهد بفزع وهي تهز رأسها يمنة ويسرة دليلاً علي رفضها
ناهد: مينفعش يا هانم
أردفت هي باسمة بحبور
مليكة: قولنا مفيش هانم دي أنا مليكة.....مليكة وبس
أومأت ناهد باسمة في حنو ثم تابعت تسألها
ناهد: أحضر الغدا دلوقتي ولا هتستنوا سليم بيه
أطرقت مليكة مفكرة لثواني
مليكة: لا أنا هستني سليم بس هحضر أكل لمراد
حدقت بها ناهد بدهشة وهي تتابع برفض
ناهد: لا يا بـ.ـنتي مينفعش قوليلي بس إنتِ عاوزة إيه وأنا أعمله
أخذتها مليكة وساروا سوياً وأردفت باسمة
مليكة: لالا متقلقيش أنا بحب أعمله حاجته بإيدي تابعت ناهد بإضطراب
ناهد: سليم بيه لو عرف مش هيبقي رد فعله لطيف خالص
أردفت مليكة باسمة بعدm إهتمام
مليكة: وإيه يعني مبدئياً محدش هيقوله ثانياً لو حتي حصل فأنا يا دادة هبقي أكلمه متقلقيش تعالي بس معايا وريني المطبخ
وبالفعل ذهبا سوياً للمطبخ وتعرفا علي بعضهما البعض فأحبتها مليكة كثيراً وكذلك إستراحت لها ناهد للغاية وبعد الكثير من الثرثرة علمت منها مليكة أن سليم هو من صمم كل قطعة في ذلك القصر
أخذت مليكة مراد وخرجا للحديقة كي تطعمه
وبعد ذلك أخذا يلعبان مع الأسماك ويركضان سوياً
مرت الساعات سريعاً حتي موعد قدوم سليم
كانت مليكة جالسة في الحديقة بعدmا وضعت مراد في الفراش عنـ.ـد.ما سمعت صوت سيارته
كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة.....لاحظ سليم أنها جالسة تقرأ كتاباً ما فتوجه ناحيتها
وقف يسأل في دهشة
سليم: إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي
وضعت مليكة الكتاب من يدها وفوقه نظارتها وهي تحرك كتفيها في عدm اهتمام
مليكة : عادي مش جايلي نوم فقولت أقرأ كتاب
حضرت ناهد بعد وقت قصير فرحبت به ووقفت تسأله عن العشاء
هز رأسه في هدوء بعدmا أردف بحزم
سليم : لا يا دادة شكراً أنا أكلت إعملولي بس قهوة ودخلوهالي المكتب
همت ناهد بالتحدث فأشارت إليها مليكة لتصمت
توجه سليم الي مكتبه وصعدت هي لغرفتها
وما إن أبدلت ثيابها وجلست علي الفراش حتي داعبها النوم وإستسلمت إليه سريعاً
كعادتها لم يخلوا نومها من الكوابيس التي إعتادت عليها ذلك وخصوصاً الكابوس الذي تري فيه والدها وشقيقها يرحلان بعيداً عنها
في صباح اليوم التالي
إستيقظت مليكة مبكراً
وكالعادة كان مراد قد إستيقظ وأخذ في اللعب
نهضت عن الفراش وهي تلاعبه وتؤرجحه وأخذا يضحكان كثيراً
حممته مليكة وتحممت هي الأخري وإرتديا ملابسهما وهبطا للأسفل
قابلتها ناهد الباسمة بحبور
ناهد : صباح الفل يا بـ.ـنتي
أردفت مليكة بإبتسامة مماثلة
مليكة : صباح النور يا دادة
أشارت ناهد لغرفة الطعام بينما همت بالرحيل
ناهد: سليم بيه في أوضة السفرة إدخلوا و دقيقتين وهجيبلكوا الفطار
سألت مليكة مُندهشة
مليكة : هو سليم تحت من بدري
هزت ناهد رأسها يمنة ويسرة وأردفت بحبور
ناهد: لا دا لسة داخل من حبة
أومأت مليكة رأسها في هدوء وتوجهت لغرفة الطعام ومعها مراد الذي سرعان ما ركض لأعطاء والده قبله الصباح
كان سليم جالساً علي رأس المائدة يقرأ جريدته في إنهماك واضح
نظفت مليكة حلقها وحمحمت في خفة
مليكة : صباح الخير
أزاح سليم الجريدة وتمتم بجمود
سليم: صباح النور صاحيين بدري يعني
مليكة: عادي
أحضرت إحدي الخادmـ.ـا.ت الطعام فشكرتها باسمة
وكعادتها إنهمكت في إطعام مراد وهي تضاحكه وتمازحه وسليم ينظر إليها صامتاً مبتسماً
وبعد أن أنهي مراد طعامه حمله سليم متمتماً بحزم
سليم: كملي أكلك وأنا هاخده ونروح نلعب في الجنينة شوية
إبتسم سليم بسعادة وهو يمسك بيد والده متمتماً بحماس طفولي مجبب
مراد : بابي ييا ثباق
أردف سليم بحنو بالغ
سليم: يلا يا بطل
أخذا يركضان ويلعبان ويضحكان ومليكة تراقبهما من الداخل يزين ثغرها إبتسامة حزينة فكانت العديد من الأفكار تعصف بذهنها .......تذكرت والدها وهو يلاعبها هي
وشقيقها ......تمنت بداخلها لو أن زواجها هي وسليم حقيقي.....لو إستطاعت أن تخبره الحقيقة .......لو أن سليم يحبها ولا يحتقرها لكانت حياتها الأن إختلفت
تنهدت بعمق وهي تفكر بأسي
لما حياتها دائماً هكذا........لما هي دائماً مشتتة وحزينة........ولكن ماذا ستفعل هذا قدرها وما كتبه الله لها وهي واثقة تمام الثقة أن هذا الأفضل لها فالله لم يخلق عباده ليشقيهم..... ولكن أكثر ما يضايقها أن الناس لا يستطيعون غض الطرف عن حياتها.... دائماً ما تسمع إنتقاداتهم وظنونهم اللاذعة..... تلك التي تزيد حياتها مرارةً.....فلا أحد يعلم ما أصابها.....لا أحد يعلم كيف هي معركتها مع الحياة ....ما الذي زَعزَع أمانها وقتـل عفويتها........كم كافحت وكم خسرت.........لا أحد يعلم حقًا من هي..... فقط يكتفون بإصدار الأحكام دون أن يتكبدوا عناء فهمها حتي
تنهدت بعمق وأخفضت بصرها لطعامها مرة أخري
لم تتناول إلا بضع اللقيمـ.ـا.ت حينما كانت تشعر بسليم يلتفت ناحيتها......أنهت طعامها وإستدعت أحد الموجودين لتنظيف المائدة وطلبت منهم إحضار الشاي بالخارج ......وخرجت لسليم ومراد
سأل سليم بدهشة
سليم : مين اللي علمه يقول دادي
إزدردت ريقها في تـ.ـو.تر وأردفت مضطربة
ملكية : أ....أنا
أردف شاكراً بإمتنان جلي تماماً علي قسمـ.ـا.ته
سليم: شكراً
ففرت فاها بدهشة..... أ ما سمعته صحيح.... هل هذا سليم الذي إعتذر لتوه.......هل من إعتذر لها الأن هو سليم الغرباوي .....هو الشيطان الأرستقراطي كما قرأت بالأمس في أحد الجرائد
نظفت حلقها بإحراج بعدmا لاحظت تحديقه بها مندهشاً من تحديقها به بتلك الطريقة ثم أردفت بخجل
مليكة: علي إيه دا واجبي اصلاً
رحل بعدmا طبع قبلة علي جبين مراد وودعه
قضيا مراد ومليكة يومهما في إستكشاف المكان الساحر
وفي تمام السادسة سمعا صوت سيارة سليم
بالخارج .....إلتفت مراد برأسه الي مصدر الصوت وأخذ يضحك في سعادة عنـ.ـد.ما شاهد سيارة والده
نهض عن الأرض وركض ناحيته باسماً هاتفاً بسعادة
مراد: بابي
أما مليكة فإلتفتت برأسها لرؤية مصدر تلك الضحكات النسائية التي تسمعها........فوجدت نفسها تحدق الي زوجها الذي ركض ليحمل مراد ولكنه لم يكن وحيداً فوجدت إمراءة شقراء طويلة كانت تتعلق بذراعيه وتضحك بإغراء في وجهه
ضحك مراد ودادي المحبوب يرفعه عن الأرض ليستدير به في الهواء ليثير الفرحة في وجهه الصغير المستدير......راقبتهما مليكة مذهولة فمع مراد يكون سليم شخصاً أخر .....يكون حنوناً ومحباً واباً رائعاً
زفرت بعمق تعبيراً عما يعتريها من صراعات خواطرها........تري من تلك المرأة يا زوجي العزيز؟؟!! "
↚
تقدm سليم ناحيتها وهو يحمل مراد وبجانبه تلك
المراءة .......كبتبت مليكة شهقة بعدmا تعرفت الي وجه تلك الشقراء الجميلة سلمي التي إتسعت عيناها بدهشة حينما رأت مليكة التي أخذت تدعو الله داخلها أن يمرر تلك الزيارة علي خير وألا ينكشف سرها
برقت عيناها بينما تتمتم بدهشة
سلمي : مليكة!!!!...إزيك يا حبيبتي وبتعملي إيه هنا
أطرقت مفكرة لوهلة ثم تابعت متسائلة بعدmا رفعت حاجبها بمكر
إنتِ أكيد مش مربية أمير سليم الصغنن
إحمر وجه مليكة بقوة فهي وسلمي لم يكونا أصدقاء بل كانت صديقة تاليا في مجال عرض الأزياء .....ودائماً ما كانت مليكة تحذر تاليا منها فهي فتاة لاذعة متقلبة إلا حينما تكون في صحبة رجل وسيم
ردت مليكة بهدوء وهي تنظر بحدة الي زوجها
مليكة : لا يا سلمي أنا مش المربية ولا حاجة
توقف سليم عن ملاعبة مراد وأخذ ينظر اليهما
متابعاً بنبرة خُيل لمليكة أنها نبرة فخر ولكن سرعان ما غيرت رأيها
سليم: لا يا سلمي مليكة تبقي مراتي وأم مراد
تسائلت سلمي بدهشة
سلمي : مراتك؟؟؟ مليكة تبقي مراتك
إنت قولت إنك فعلاً إتجوزت بس مش مليكة ومن الواضح يعني من عمر مراد إنكوا تعرفوا بعض من مدة ........علشان كدة إختفيتي يا مليكة
حدق بها سليم مستغرباً وأردف متسائلاً في دهشة
سليم: إنتو تعرفوا بعض منين
إستراحت سلمي في جلستها وكأنها تستخف بمنافستها مليكة وبشـ.ـدة وتابعت باسمة بمكر
سلمي : حكاية طويلة أوي يا سليم
وضع مراد علي قدmية وتابع باسماً بأهتمام
سليم: أحب أسمعها جداً
إبتسمت مليكة بتـ.ـو.تر لإحدي الخادmـ.ـا.ت التي جائت حاملة صينية عليها ثلاث أكواب من العصير
فأعطاها سليم مراد
سليم: خدي مراد معاكي يا أميرة وشوية وهنحصلك
جلس هو بعدmا أعطي الأكواب للسيدتين
سليم: هاه قوليلي يا سلمي تعرفوا بعض منين
إرتشفت قليلاً من كوبها ثم تابعت باسمة
سلمي : إزاي متعرفش وأنا ومراتك كنا شغالين في مجال واحد علي الأقل من وقت طويل.....إنت متعرفش إنك إتجوزت واحدة من أشهر العارضات ولا إيه
ضحكت بصخب ثم أضافت بمكر
سلمي : أنا طبعاً مش عارفة أشكرك إزاي المنافسة كدة قلت كتير
رد سليم من دواعي اللبقاقة
سليم: لالا إنتِ مينفعش تخافي من المنافسة إنتِ جميلة طبعاً
كادت مليكة أن تنفجر غضباً من كلام زوجها
وزمت بشفتيها في إستهجان متبرمة بغضب
مليكة: لا حنين أوي مع كل الستات وعندي أنا بتقلب
أردف سليم باسماً بأدب
سليم: طبعا يا سلمي إنتِ هتتعشي معانا
أردفت هي باسمة بإنتصار خفي شعرت به في عيناها
سلمي : شكراً يا سليم بس مش عاوزة أكون متطفلة وتقيلة عليكوا
ثم أردفت باسمة بمكر
لو بس مليكة معندهاش مانع فأنا هاخد منك جوزك الحلو دا شوية
إستافقت مليكة من خيالها التي تخـ.ـنـ.ـق فيه سلمي بيديها الإثنتين علي لهجتها الوقحة
هي صحيح قد تكون موجودة في هذا المنزل رغما عنها ولكنها لن تبدوا أبدا كالغـ.ـبـ.ـية
ثم أردفت متسائلة في ضيق بعدmا نفخت أوداجها بطفولية
مليكة: ياتري سلمي بالنسبالك إيه ياسليم ولو فعلاً زي منا حاسة فمش من حقك أبدا تجيبها البيت
زيارة حبيباتك البيت مكنش جزء من إتفاقنا ولا عمره هيكون
قررت مليكة الرد ......فإبتسمت بأدب
مليكة: اكيد لا يا سلمي إنتِ منورانا
أومأت برأسها في مجاملة بينما ترتشف من مشروبها الذي سرعان ما وضعته جانبتً وأردفت في تعاطف مبتذل
سلمي : صحيح يا مليكة البقاء لله مجتش فرصة أعزيكي في تاليا إتضايقت أوي لما عرفت
شعرت مليكة بغصة في قلبها إثر تذكرها شقيقتها الراحلة حتي تكون ستار من الدmـ.ـو.ع أمام زرقاوتيها
أاااه يا شقيقتي و.جـ.ـعي بك........مثل و.جـ.ـعي على ضفاف النيل.......مثل نزف الشام على الثري......مثل دmع بيروت على أهلها........مثل و.جـ.ـع يتيمٍ لا يعرف إلا الأنين بيوم العيد ولكن ما يمني قلبها ويصبر نفسها هو أن الوداع لا يقع إلا من يعشق بعينيه أما ذلك الذي يحب بروحه وقلبه فلا ثمة إنفصال أبدا.......
تابعت هي لتزيد ألمها بأسي
سلمي : تاليا كانت واحدة من أجمل البنات الي عرفتهم
أجفلت مليكة حينما تذكرت سليم ونظرت ناحيته بتـ.ـو.تر فسلمي لا تعرف مطلقاً خطورة الموقف الذي تخوض فيه ثم أردفت في إضطراب جلي تماماً
مليكة: الله يرحمها
وحاولت تغيير الموضوع بسرعة
مليكة: أنا شوفت صورك اللي نزلت وإنتِ في بـ.ـاريس كانت حلوة جداً بجد.......المصور كان آدm مش كدا
تجاوبت سلمي مع الآعجاب بشـ.ـدة
سلمي : أيوة هو كان المفروض تاليا هي اللي تصور السيشن دي بس إعتذرت في الحظة الأخيرة أعتقد لأنها تعبت
كان سليم يراقبهما بعدm فهم وتقلبت مليكة في مقعدها قلقاً وأومأت براسها في هدوء وهي تتمتم بتـ.ـو.تر
مليكة : صح
إعتدلت مليكة في مقعدها فتابعت سلمي متسائلة
سلمي : أنا عرفت إنها تعبانة بس مكنتش أعرف من إيه
علمت مليكة أن وجهها شحب ولكنها لم تستطع أن تخفي حـ.ـز.نها فلقد مر وقتاً طويلاً حقاً ولكن الذكري لازالت تؤلمها ولم يتجرأ أي أحد أن يسالها كيف مـ.ـا.تت تاليا
أخذت تشرح مقطوعة الانفاس
مليكة: كانت.... كانت تعبانة قبل ما تمـ.ـو.ت بكام شهر
سلمي : أيوة منا عرفت بس إيه سبب تعبها يعني
حاولت مليكة التفتيش عن عذر مناسب كيلا تنكشف
وهنا تدخل سليم لإنقاذها دون أن يدري فإعتذر بأدب
سليم: معلش يا بيسان أعذرينا دقايق هنروح نطمن علي مراد وننيمه ونرجعلك تاني
إبتسمت هي في أدب بعدmا أومأت برأسها
سلمي : أكيد إتفضلوا طبعاً
سحب سليم مليكة من يدها بقوة وهو يقودها الي الداخل ولكنه أدخلها غرفة نومه بدلاً من غرفتها
قال وعيناه تبرقان
سليم: من تاليا دي
مليكة: دي... دي... دي كانت واحدة صاحبتي
وهنا سأل سليم في إضطراب
سليم: وكنتوا قريبين زي مانا فهمت
أومأت مليكة براسها وتابعت بتبرم واضح
مليكة: أيوة بالظبط .......كويس كدة
سليم: لا مش كويس حازم كان يعرف بـ.ـنت اسمها تاليا وكانت عارضة أزياء برضوا
حدقت به مليكة بفزع إذن لقد ذكر حازم اسم شقيقتها........لذلك عليها أن تكون أكثر حذراً أو ستوقع بنفسها عما قريب
صمت هنية ثم نظر إليها بإشمئزاز
سليم: إيه كنتوا بتبدلوا الرجـ.ـا.لة مع بعض
ثارت زرقاوتيها شجناً كمتوسط عروس البحر في ليالي الشتاء الحزينة ثم تابعت بحـ.ـز.ن تخلله غصة ألم إعترت قلبها ولكنها لم تستطع تحديد السبب تحديداً أ من كلمـ.ـا.ته أم إثر ذكري شقيقتها الراحلة
مليكة : أكيد لا طبعاً
فعلاً حازم وتاليا كانوا مرتبطين لفترة بس سابها وأنا معرفتش غير لما إتجوزت حازم
حاولت تغير الموضوع فتذكرت سلمي وغلي الدm في عروقها فصاحت به غاضبة
مليكة: ياريت بقي حضرتك تقولي إيه اللي جاب البتاعة دي أقصد سلمي هنا......ولا إنت عادة بتستقبل عشيقاتك هنا
صمتت هنية وهي تراقب نفور العرق النابض الموجود بجبهته ثم تابعت صائحة بغضب
لو دي من عاداتك فإنت لازم تغيرها وتبقي تقابلهم في أي حتة......علشان إذا كنت إنت مبتهتمش لرأي الخدm فأنا بهتم وجداً كمان
الصمت الذي ساد كاد يحطم الأعصاب ظنت مليكة أن سليم لم يسمعها في بادئ الأمر ولكن إزدياد النبض فوق أوداجه دليل علي سماعه التام لها
إزداد تـ.ـو.ترها بإزدياد الصمت
وأخيرا قرر سليم قطعه
فهتف سائلاً بعدmا إرتفع حاجبه بدهشة
سليم: إنتِ فاكرة إنها عشيقتي
صاحت بغضب حاولت السيطرة عليه
مليكة : مش محتاجة يعني يا سليم بيه علاقتكوا واضحة وجداً كمان هي مكنتش تعرف إني مراتك فأكيد مكنتش جاية تشوفني
أردفت بسخرية خرجت منها إردياً
نحمد ربنا إنها عارفة أصلا إنك متجوز
إزداد غضبها فإحمر وجهها وإرتفع صوتها وهي تحدثه
لا وكانت فاكرة إننا المربية كمان
إبتسم سليم إبتسامة إرتفع لها وجيفها بعنف.....إبتسامة كادت تنسيها كل شئ وأردف في هدوء
سليم : مش غريب علي فكرة دا شئ متوقع.....إنتِ فعلاً شكلك زي المربية العذراء
صاحت به بغضب
مليكة : نعم
أردف هو ببراءة كادت تدق عنقه لأجلها
سليم: دي كانت رواية لكاتب اسكوتلاندي
كادت مليكة أن تنفجر غضبا لهدوئه وإسلوبه الغير مبالي
فأردف هو باسماً
سليم: ستات كتير يعتبروا اللي قالته دا مجاملة حلوة يا مليكة
صاحت بغضب وهي تضغط علي كل حرف تخرجه
مليكة : أنا مش زي كل الستات وكلامها دا مكانش مجاملة بالمرة دي كانت قاصدة وقاصدة جداً كمان ضحكتها البريئة مدخلتش عليا أنا اعرفها من زمان بالقدر الكافي اللي يخليني أقول إن كل كلامها دا كانت عاوزة بيه تطلعني واحدة قليلة ونجحت الحقيقة
إبتسم سليم ابتسامة خفية ولكنه سرعان ما سيطر عليها وتابع بجدية
سليم : مفيش داعي إنك تحسي إنك كدة ومتقلقيش أنا عارف بيسان كويس بس دا ميسمحلكيش تقولي إنها عشيقتي هي كانت صاحبة حازم
إتسعت حدقتاها وصاحت بدهشة
مليكة : واحد تانية
أومأ سليم بأسي
سليم: للأسف
أردفت غاضبة
مليكة: ودلوقتي صاحبتك إنت مش كدا
صاح بها سليم بغضب ونفاذ صبر
سليم: وقت مـ.ـو.ت حازم هي كانت في ألمانيا ولسة راجعة....فجتلي الشركة تعزيني وملقتش غير إني أعزمها علي العشا ولما جت طلعتوا تعرفوا بعض
تمتمت مليكة متصلبة
مليكة: أنا مش محتاجة شرح كل اللي بقولهولك عشقيقاتك ميجوش هنا علي الأقل علشان شكلي قدام الناس اللي هنا
تقدm منها سليم في خطوة مهددة وهتف بغضب
سليم : قولتلك سلمي مش عشيقتي وياريت تكوني مؤدبة أكتر من كدا مع ضيفة في بيتك
صرخت به في عنف
مليكة: دا مش بيتي يا سليم أنا بس مسموحلي أقعد فيه
هدأت نبرتها حينما رأت نظراته المخيفة وتابعت في هدوء
عمتا أمرك يا سليم بيه أنا هتحمل فكرة وجودها هنا علشان دا مش بيتي وهعاملها في حدود الضيافة لكن متطلبش مني إني أحبها لأني أسفة مش هقدر.......لأني مبحبش بيسان ومش هحبها أبداً
زم شقتاه بنفتذ صبر وأردف بحنق
سليم: بلاش شغل عيال يا مليكة
إتسعت حدقتاها بعدmا إرتفع إحدي حاجبيها وتمتمت بغضب
مليكة: أنا عيلة بقي
شعرت وكأن ضغط كل الفترة المنصرمة وكلمـ.ـا.ته لها وغضبها من تلك ال سلمي وحـ.ـز.نها لفراق تاليا وحـ.ـز.نها لفقد والدها وشقيقها أو حتي غضبها لا تعرف قد تجمع وإنفجر الأن كل ذلك
فصاحت بحنق
مليكة: متفتكرش إني هبلة ومش عارفة إنك مش طايقني في بيتك ومستحملني بس علشان مراد
أنا عارفة إنك شايف اني واحدة مش تمام يعني ست زيي وعندها ولد ومش عارفة مين باباه
متفتكرش يا أستاذ سليم إني حابة الحياة هنا لا أنا بكرهها وبكرهها جداً كمان
إختنق صوتها بالبكاء وتماسك زوجها بكبرياء
أخذ ينظر الي رأسها المنحني ثم قال بهدوء
سليم: إنتِ كنتي عارفة إن دا هيبقي الوضع من الأول
أردفت بإختناق
مليكة: أه دلوقتي أنا اللي غلطانة كمان
مش كفاية كدا بقي ولا إيه.....كفاية أنا تعبت بجد
كادت أن تكمل ما بدأته .....كادت أن تعترف بكل شئ ولكن تلاشي صوتها عنـ.ـد.ما تهاوت يده لتصفعها فإرتفعت يدها الي وجهها تلقائياً وحدقت فيه مذعورة ودmـ.ـو.ع الألم تندفع من عينيها
سمعته يتمتم بضع الكلمـ.ـا.ت بالإسبانية ولكنها لم تكن تسمعه
↚
شعرت بذراعيه وهي تقاومه لتفلت منه ويهتف بها في إعتذار ونـ.ـد.م بالغ
سليم: أنا أسف أسف
هزت رأسها وخدها يـ.ـؤ.لمها
ضحكت بسخرية مُزجت بالقهر
مليكة : لا إنت مش أسف يا سليم
حاول أن يلمس كتفها ليهدأها فنفضت كتفيها و إبتعدت عنه خطوة وتابعت في حنق
سيبني لو سمحت
تحدث بصوت عميق تخـ.ـنـ.ـقه المشاعر
سليم: لا يا مليكة إنتِ كنتي بتقولي حاجات كتيير جداً مش مظبوطة ومكنش قدامي غير الطريقة دي علشان أسكتك بيها
إبتسم إبتسامة جانبية غلي لها الدm في عروقها حتي سمعته يتحدث
هي مكنتش الطريقة الوحيدة أه بس أعتقد إنك كنتي هتكرهي التانية أكتر بكتير جداً
أردفت تسأل بعدm فهم
مليكة : طريقة........ طريقة إيه
إتسعت إبتسامته بتمهل خـ.ـطـ.ـف قلبها
سليم: أكيد إنتِ ت عـ.ـر.في إني لو كنت.... لو بوستك دلوقتي كنتي هتسكتي برضوا بس أعتقد إن في حالتنا دي كانت هتنيل الدنيا اكتر
إزاد إحمرار وجنتيها علي إحمرارهما من الصفعة
وإبتعدت بعينيها عنه خجلاً فأردف هو محاولاً تخفيف حدة الجو بينهما
سليم: إبتسمي يا مليكة إبتسامة واحدة ليا
بلاش ليا علي الأقل علشانك أنتي......إنتي أجمل من إنك تضايقي
مسحت مليكة دmـ.ـو.عها التي كانت دmـ.ـو.ع صدmة أكثر منها ألم
مليكة: أنا أسفة أنا مش في الطبيعي هستيرية كدا
إبتسم سليم في مكر
سليم: وأنا في الطبيعي بختار الطريقة التانية
إبتسمت في خجل فتابع هو بجدية
سليم: اللي مريتي بيه في الفترة اللي فاتت مكنش سهل علشان كدا مش من المفروض إنك تكتمي جواكي كدة
أعطاها إحدي إبتسامته الرائعة وهو يتحدث
ودلوقتي بقي يلا علشان نروح نبوس مراد ونقوله تصبح علي خير
أومـ.ـا.ت برأسها موافقه وعدلت حجابها وقالت بصوت مختنق
مليكة : شكلي بشع أكيد
عمد بيديه القويتين الي وجهها ليمسح لها دmـ.ـو.عها وبشكل غريب وجدت لمسته لذيذة فأردف باسماً
سليم: إنتِ حلوة في كل أحوالك يا مليكة
إبتسم بمرارة وهو يتحدث
مستغربة من كلامي صح
حدقت به في دهشة
مليكة: أنا ليه
أردف هو بسهادة
سليم : إنتِ عاملة زي الالغاز المعقدة بالظبط في لحظة بفتكر نفسي عرفت حلك وعرفت إنتِ إيه بالظبط......وفي لحظة تانية بلاقي نفسي مضطر أراجع كل الي كونته عنك.....إنتِ إيه يا مليكة
إنتِ بريئة وساذجة ولا ست ليكي خبرات وتجارب
لم تتفوه مليكة بحرف بل تطلعت إليه بعينين صادقتين ومعـ.ـذ.بتين أيضا .........شاهدت وجهه يتصلب من جديد وعادت البرودة الي عينيه حتي أنها كرهتمها .......كيف يمكنه أن يتحول الي قاسي وبـ.ـارد ومؤلم لهذه الدرجة
وتسائلت في دهشة مُزِجَت بالمرارة
كيف تتحول نظراته بتلك السرعة
أردف هو بصوت أجش
سليم: لو كنتي جاهزة يلا علشان نروح نشوف مراد ونطلع لسلمي لأنه مينفعش نسيبها كل دا
مليكة: حاضر يلا بينا
وتوجها سوياً الي غرفة مراد الذي كان في غاية السعادة وخصوصاً عنـ.ـد.ما شاهد دادي المحبوب
فترك أميرة المربية وركض نحوة
شاهدت مليكة كيف تتبدل ملامح سليم بجواره
كيف يصبح ذلك الاب الرائع الحنون
جثي علي ركبتيه ليحمله وأخذا يلعبان سويا
كانت رؤية مراد بهذه السعادة كفيلة بأن تجعل مليكة تتحمل ألم وقهر وظلم العالم أجمع
يالالسخرية فمن يراهم هكذا يظن أنهم عائلة رائعة سعيدة.......وكم سيكون مخطئاً
وقفت تتذكر نفسها حينما كانت صغيرة كيف كانت تركض ناحية والدها حين عودته من العمل....وكيف كان يحبها والدها ويدللها وحتي شقيقها الذي لم يكن يختلف عن اباها كثيراً
تنهدت في ألم وشوق وعادت الي أرض الواقع
فأردفت بهدوء
مليكة: سليم معلش أنا هسيبكوا دلوقتي وأروح البس علشان ننزل علي العشا
أومأ برأسه في هدوء
سليم: تمام بس متتاخريش
أومأت مليكة برأسها ثم قبلت مراد و توجهت الي غرفتها قررت مليكة أن تظهر بأبهي حلة فهي لن تترك الفرصة لتلك السلمي أن تتفوق عليها
إختارت واحد من اجمل الفساتين التي كانت ترتديها أثناء عملها كعارضة وكان من بين القليل الذي لم تبيعه
كان فستان باللون البنفسجي القاتم يصل حتي ركبتيها بأكمام طويلة ولكنه عاري الأكتاف.... يضم إنحنائات خصرها النحيل ويبرز معالم جسدها
عقصت شعرها في كعكة غير مهنـ.ـد.مة فأخرجت منها بعض الخصلات العشوائية علي وجهها
وإرتدت حذاء خفيف للمنزل مزركش بالورود بدرجات البنفسجي ووضعت أحمر شفاه قاتم بلون الفستان مما أبرز معالمها ورشت بضع رشات من عطرها المفضل
لقد كان حقاً هذا الفستان يناسبها فهو يظهر لون بشرتها البيضاء وعيناها التي إتخذت من البحر لونه وأيضا شعرها الناري الذي ورثتهم عن والدتها رحمها الله
هبطت الي الأسفل في هدوء
كانا سلمي وسليم مستغرقين في الحديث حينما دلفت الي حجرة الإستقبال.......تسللت رائحة عطرها القوية الرائعة الي أنف سليم
فإلتف برأسه ووقف في حركة سريعة وعيناه تتجولان بذهول فوق جسدها كانت المرة الاولي التي يعترف بها بطريقة ما بأنها تجذبه
نعم لقد أخبرها من قبل ولكنه قالها بطريقة بـ.ـاردة
أما تلك النظرة في عينيه الأن هي نظرة رجل لأمراة يجدها مرغوبة...... هو لا يستطع أن ينكر أبداً انها فتاة صور الله لحظها ليهتك أستار القلوب به عمداً
تسللت لثغرها إبتسامة ثقة بعدmا إستقام جزعها في غرور وأردفت باسمة بأدب
مليكة: أسفة جداً لو كنت إتاخرت عليكوا
تقدm منها سليم وهو يجذبها بين ذراعيه ليطبع قبلة هادئه علي وجنتها
سليم: إعذريني يا سلمي بس لازم أقول لمراتي إنها حلوة جداً
إبتسمت سلمي بسخرية
سلمي : أكيد طبعاً ليك حق
تابع هو في هدوء
سليم: مليكة خليكي مع سلمي لحد ما أروح أعمل مكالمة مهمة مش هتأخر
نظرت مليكة الي سلمي بعدmا خرج سليم وسألت في هدوء محاولة تكوين أي حديث كصاحبة المنزل
مليكة: هاه إيه أخبـ.ـار شغلك
سلمي : كويس حتي لو مكانش ماشي حاله أوي بس أهو أحسن من القاعده في البيت....أصل قعدة البيت بتخـ.ـنـ.ـقني
رمقتها بإزدراء واضح وأردفت بإستهزاء وهي تضع قدm علي أخري في غرور
عارفة أنا مش متخيلاكي في دور الأم وربة الاسرة والكلام دا مش عارفة أفكر فيكي كدا خالص
رفعت مليكة حاجبها بتحدي وتابعت بنزق
مليكة: بجد مكنتش أعرف إنك بتفكري فيا أصلاً
تابعت سلمي بوقاحة جفلت لها مليكة
سلمي : الحقيقة لا بس إندهشت لما شوفتك هنا وأكيد سليم مش هيخلي مـ.ـر.اته تشتغل
أكيد كنتي ت عـ.ـر.في حازم كان وسيم أوي وبتاع ستات جداً......بس مش زي سليم........سليم غيره خالص يعني سليم دا مثال كدا للرجولة ميكس فظيع من الراجـ.ـل الشرقي الصعيدي والراجـ.ـل الإسباني ولو إن الإتنين ميختلفوش عن بعض كتير
أردفت مليكة بثبات حاولت جاهدة ألا يسيطر عليه غضبها
مليكة : اللي إنتِ بتتكلمي عنه دا يا سلمي
يبقي جوزي
تابعت سلمي بتحدي
سلمي : أه أكيد عارفة بس دا ميمنعوش إنه يشوف ستات جميلة
إبتسمت مليكة ساخرة
مليكة : لسة زي ما إنتِ متواضعة جداً ياسلمي عارفة إنتِ بالتواضع الي عندك دا هتنجحي في مهن تانية كتير أكتر من الأزياء
إبتسمت سلمي بخبث
سلمي : أكيد مش ناوية أفضل عارضة كدة علي طول يا مليكة.....أنا هبقي ذكية زيك وأدور لنفسي علي راجـ.ـل غني أتجوزه .....بالمناسبة صحيح إتقابلتوا إمتي وفين .....يعني إنتِ لا بتحضري حفلات من بتاعتنا ولا بتخرجي خروجاتنا لقيتيه إزاي
إعتدلت مليكة في جلستها وأردفت باسمة بثقة
مليكة : مش أنا الي دورت هو اللي لقاني
رفعت سلمي حاجبها متسائلة في هدوء
سلمي : بجد وبقالكوا قد إيه متجوزين
رد عليها سليم وهو يدخل الي الغرفة
سليم : من فترة مش طويلة أوي مش كدا يا حبيبتي
وإبتسم لها فاحمرت خجلاً إثر نظراته المتفحصة
وحاولت أن تبادله الإبتسامة
مليكة : صح يا سليم
تعلم مليكة تماماً أن تمثيل الحب أمام الناس هو من شروطهما ولكنها أحست بالتـ.ـو.تر لتمثيلها هذا الدور وخصوصاً أمام سلمي نافذة البصر
سألت كي تخفف تـ.ـو.ترها
مليكة: مراد كان نايم لما نزلت هنا ؟!
بدت علي وجهه إبتسامته الرائعة تلك الإبتسامة التي لا تظهر إلا حينما يفكر بمراد
سليم : أيوة يا حبيبتي وكان جميل زي مامته بالظبط
مليكة بخجل : شكراً
سليم: أنا مبقولش غير الحقيقة يا حبيتبي
تقدm لإصطحاب زوجته
سليم: مش يلا علشان العشا بقي ولا إيه
الفتيات: يلا
تشبثت مليكة بذراع سليم وسارت سلمي الحانقة أمامهما
بعد تناول العشاء دلفا سليم وسلمي الي غرفة المكتب ليناقشا بعض أمور العمل علي حد قول سليم .....أما هي فإعتذرت وصعدت لغرفتها
بدلت ملابسها وأخذت تتقلب علي فراشها كأنها تتقلب علي الجمر محاولة في النوم عنـ.ـد.ما سمعت محرك سيارة سليم
إنها الواحدة الأن لقد مضت ساعتان منذ خرج ليوصل سلمي الي منزلها......لا يلزمها الكثير من الوقت لمعرفة ماذا حدث في هذا الوقت
نهضت غاضبة من نومتها
فجلست علي الفراش وأنزلت قدmيها الي الارض تتلمس بهما السجادة السميكة الموضوعه أسفل فراشها
ثم هتفت غاضبة لنفسها
مليكة : لا أنا لا يمكن أسمح باللي بيحصل دا أنا لا يمكن أسمح لاي حد إنه يقول متجوز وسايب مـ.ـر.اته علشان يروح لواحدة تانية
نهضت غاضبة عنـ.ـد.ما سمعت خطواته الخافتة الثابته في الغرفة المجاورة
من شـ.ـدة غضبها لم تطرق الباب لم تتذكر ثياب نومها الرقيقة للغاية فكان غضبها قد وصل مبلغه
******...ووووو
↚
في صباح اليوم التالي
إستيقظت وهي تشعر بدوار شـ.ـديد وهبوط حاد وصداع يكاد يفتك برأسها
تنهدت بائسة وزفرت بسخرية
يالالسخرية فهذه الأعراض لم تشعر بها ولو لمرة واحدة أثناء أيام شقائها وها هي الأن بين أحضان النعيم إن صح تعبيرها تعاودها هذه الأعراض القديمة
سحبت نفسها بضعف لترتدي ثيابها فالساعة قد تجاوزت العاشرة بقليل ومن المدهش أن مراد لم يبدأ بالصراخ الذي يملأ المنزل
لكنها تهاوت من جديد فجسدها أضعف من أن يتحرك......راودها شعور بالسخف وراحت تتسائل أ يضعفها مجرد صداع ودوار وسرعان ما غلبها النوم ثانياً لتفتح عينيها فجاءة علي طرقات خفيفة علي بابها
فهمهمت بوهن
مليكة : إتفضل
دلف سليم الي الغرفة ومعه مراد فحاولت تغطية جسدها فلم يلحظ سليم ما بها
وقف جوار فراشها وحياها بأدب
سليم : صباح الخير يا مليكة ابنك صحي وبيسأل عن مامته وللأسف مش عارف أحل محلك
قفز مراد لفراشها ثم قبلها باسماً
مراد: ثباح الخير يا مامي
إبتسمت بضعف بعدmا إحتضنته
مليكة: صباح الفل ياعيون مامي
ثم سألت سليم
صحي إمتي ...
وتابعت بإعتذار
أنا اسفة والله مش بتاخر في النوم لدلوقتي
تابع باسماً بتفهم
سليم : إيه المشكلة عادي يعني
هو صحي الساعة 7 وحاولت إني أعمل كل اللي أقدر عليه علشان أسليه بس فشلت فشل ذريع وإكتشفت إني مش هعرف أخد مكانك حتي لكام ساعة
إبتسمت مليكة وهي تحتضن مراد
مليكة: متقولش كدة إنت عارف إن مراد بيحبك جداً
لاحظ سليم شحوبها فسأل في قلق
سليم: إنتِ كويسة
أردفت بوهن
مليكة : أه الحمد لله
ثم تابعت مغيرة الموضوع
مليكة: إنت مش رايح الشغل النهاردة
هز رأسه رافضاً
سليم: لا النهاردة الجمعة وفكرت إني أقضي اليوم النهاردة معاكوا يعني بما إننا هنسافر بالليل
أعاد سليم إليها النظر بدقة
سليم: مليكة إنتِ مش كويسة خالص الموضوع واضح زي الشمس متحاوليش تنكري
همهمت بوهن
مليكة : لا مفيش حاجة
ولكن تلاشي صوتها ضعفا مما يؤكد كذبها
مليكة: أنا بس مرهقة
تابعت باسمة بوهن وهي تطالع مراد في حنان
ومراد أعتقد إنه هيفرح كتير لو خرج مع دادي بتاعه
سأل سليم بدهشة
سليم: مش هتيجي معانا
هزت رأسها نافية وتمنت لو لم تفعل فقد تحول دوار رأسها الي آلم حاد وتمنت لو تعود الي النوم مرة آخري
مليكة: لا أنا محتاجة أنام شوية فلو هتاخد مراد معاك هنام كمان ساعة واحدة بس لو معندكش مشكلة
أردف قلقاً
سليم: لا طبعاً لو دا اللي إنتِ عاوزاه
حمل مراد من الفراش وأردف بقلق
سليم : إحنا هنمشي نامي كويس
سار قليلاً ناحية الباب ثم إلتفت إليها
شاعراً وقتها بالقلق وتأنيب الضمير ناحيتها فهو يعرف جيداً أن الإعتناء بطفل مرهق للغاية وخصوصاً لشابة مثل مليكة
سليم: مليكة أنا عارف إن موضوع تربية مراد لوحدك دا مرهق جداً وإنتِ عارفة إني من الأول حبيت أريحك بس إنتِ الي رفضتي
تغيرت قسمـ.ـا.ت وجهها وإحمرت عيناها ونهضت جالسه علي فراشها غير عابئة بجسدها النصف عاري بسبب غلالة نومها السماوية التي تناسب لون عينها بشـ.ـدة
مليكة: أكيد طبعاً مش هوافق مراد ابني يعني دا واجبي كأمه إني أديه إهتمامي وطاقتي ووقتي.......مراد كل حياتي ومش هستخسر فيه شوية طاقة ومجهود
قطب سليم بشـ.ـدة من هجومها الشـ.ـديد
سليم: إنتِ أكيد يا مليكة عندك حاجات تانية يعني غير مراد
هزت مليكة رأسها
مليكة: متخافش يا سليم أنا منستش.... ومنستش برضوا إن جوازنا دا ملوش أهمية وإنك مستني مراد يكبر وننفصل متقلقش أنا مش ناسية
تقدm منها سليم غاضباً لتلك الكلمـ.ـا.ت السخيفة التي تتفوه بها صائحاً بها بحنق
سليم: أنا مش فاهم إيه الكلام الغريب اللي بتقوليه دا يا مليكة
أزاحت مليكة أغطية فراشها بتعب ونهضت عن الفراش تقف شامخة شاعرة بدوار يكاد يقــ,تــلها........ضحكت بداخلها بسخرية فحقاً بينما هي تقف شامخة بكل عز...... داخلها يتهاوي
آلماً.......شجناً وارهاقاً
مليكة: خلاص يا سليم أرجوك إنت عاوز إيه دلوقتي
عاوزني أصحي مش كدا أنا خلاص صحيت
إتسعت حدقتاه دهشة ومن ثم أردف بذهول
سليم : مش دا قصدي خالص أنا.....اأ
قاطعته بضعف متوسلة
مليكة: سليم بالله عليك متبدأش محاضرات دلوقتي
أنا فعلا مرهقة ومش قادرة أناهد بص أنا خلاص صحيت أهو سيب مراد هنا وأنا ربع ساعة وهكون تحت
شعر سليم بالقلق عليها فهي تبدو في حالة مذرية شاحبة للغاية شفتاها شاحبتان تبدو واهنة كثيراً
سليم بحنو: مليكة أنا........ا
زاغت عيناها فجاءة شاعرة بتشوش في رؤيتها بالأرض تميد تحت قدmيها فصرخت فجاءة
مليكة : سليم
↚
أسندها سليم بقوة كيلا تسقط
صرخ مراد بهلع فهدأه سليم بينما يحمل مليكة التي سقطت بين ذراعيه فاقدة لوعيها كالجثة الهامدة
وضعها علي الفراش بعدmا صاح مستدعياً إحدي الخادmـ.ـا.ت التي حضرت فزعة علي صوت سليم الهادر
الخادmة : نعم يا سليم بيه
هتف بها بوله
سليم: إطلبي د. أحمد بسرعة
تجمعت الدmـ.ـو.ع في عيني مراد وهتف بقلق
مراد : مامي مامي
حمله سليم مربتاً علي ظهره بحنو بالغ
سليم: مامي كويسة يا حبيبي متخافش أنا جمبها أهو
إستدعي أميرة مربيته الخاصة طالباً منها أخذه......حملته في هدوء وذهبت للخارج
فإلتقط هو إزدال الصلاة الخاص بمليكة وألبسها إياه ليداري جسدها عن أعين الطبيب ثم ألبسها حجابها
صعدت ناهد حينما سمعت الخدm يتحدثون عن إغماءة مليكة
فسألته بلهفة
ناهد :مليكة مالها يا سليم يابني
أجاب سليم بحيرة إمترجت بقلق عارم طل وبشـ.ـدة من عيناه
سليم : مش عارف يا داداة هي فجاءة وقعت أنا قولتلهم يكلموا الدكتور
جلست جوارها وأخذت تربت علي رأسها في حنو بالغ وهي تدعو الله ألا يكون شيئاً خطيراً
وفي ظرف نصف ساعة كان رجلا لطيفاً يعاينها بلطف وحذر إثر نظرات سليم الحانقة وأخبرها بأن ما تعاني منه هو الأنيميا الحادة
ثم نظر الي سليم قائلا
د. احمد: مراتك شكلها قوية يا سليم واحدة غيرها كانت وقعت من بدري
أخبرهم أن مشكلتها ليست عضوية فقط بل هو اجهاد نفسي وعضوي أيضاً وأخذ يوبخه بهدوء لعدm معرفته كم أن الإعتناء بمنزل وطفل مرهق كثيراً لشابه مثل مليكة
إستمع الروايه كامله ف رواياتي مع روميو اليه سليم بتمرد فهو ليس معتاد أن يتحدث معه بهذه الطريقة لكنه تقبل الحديث صامتاً ثم سأل في هدوء
سليم : لا ......أنا..... عارف بس إنت تنصحنا بإيه
د. احمد: الأول أتاكد من ظنوني وبعد كدة نشوف
سأل سليم في قلق
سليم: ظنون إيه يا دكتور
د. احمد: مراتك أصلها إحتمال تشرفنا في المستشفي كام يوم كدا
هتف سليم يسأل بقلق
سليم : ليه هو الموضوع خطير أوي كدة
أما هي فصاحت بهلع
مليكة: مستشفي إيه لا أنا مش هينفع أروح مستشفي
ناوله دكتور أحمد ورقة
د. أحمد : دي شوية تحاليل يا سليم تخليها تعملها
وبعدين تجيبهالي ونشوف
أردفت في تـ.ـو.تر
مليكة : لا يا دكتور مش لازم تحاليل متقلقش أنا هاكل كل الأكل المفيد وهاخد كل الأدوية ومش لازم تحاليل ولا مستشفي
إبتسم د. أحمد فمن واقع خبرته هو يعرف جيداً متي يكون المريـ.ـض خائفاً من الحقن فطمئنها في هدوء
فسأل سليم ساخراً في دهشة
سليم: إنتِ خايفة من الحقنة يا مليكة
تجمعت قطرات العرق علي جبينها تـ.ـو.تراً وعقدت العزم ألا تظهر مخاوفها لسليم
مليكة: لا أنا مش خايفة ولا حاجة أنا بس بقول ملهاش لازمة
ضحك سليم في إستهزاء
سليم: مهو واضح
د. أحمد: لا يا بـ.ـنتي لازم علشان نتايج التحاليل هتحدد إذا كنتي هتيجي المستشفي ولا هتاخدي أدويتك هنا
نظر لسليم ثم تابع طالباً في حزم أن تأتيه نتائج التحاليل سريعاً
أردف سليم بجدية
سليم: ساعتين أو تلاته بالكتير والتحاليل تبقي عندك يا دكتور
أومأ براسه ثم أردف مشيراً له بأصبعه للتحذير
يطلب منه بعد تعافي مليكة أن يتجها لتمضية بعض الوقت خارج محيط المنزل و روتين الحياة العملية
أردفت بإحتجاج
مليكة : بس أنا مش عاوزة أسافر
نظر إليها سليم ببرود
سليم: دا كلام الدكتور مش كلامي أنا هرتب كل حاجة وبعدين إنتِ دلوقتي تعبانة لما تخفي نبقي نتناقش
احمد: أنا وجوزك نعرف إيه الاحسن ليكي يا مدام مليكة
ثم أشار لسليم كي يخرجا من الغرفة
وبدأ جفناها يسترخيان وأقفل سليم الباب خلفه وسأل الطبيب
سليم: إنتِ متأكد يا دكتور إن مليكة كويسة وهو دا بس اللي هي محتاجاه
أردف هو بهدوء مطمئناً إياه بأن هذا عادياً وخصوصاً بعد الحمل والولادة وتربية الطفل
سأل سليم بتوجس
سليم: طيب ومراد معتقدتش إن مليكة هتوافق نسيبه
أردف احمد مؤكداً
احمد: لا طبعاً...... أكيد لا متسيبهوش واضح إن مراتك متعلقة أوي بالولد فلما نبعدهم عن بعض هتبقي قلقانة ومتـ.ـو.ترة ونبقي مساعدناهاش بالعكس
أومأ سليم برأسه فتابع الطبيب في ضرورة
احمد: أهم حاجة التحاليل وخليها ترتاح ومراد جمبها
وعادي جداً هتلاقيها مرهقة ومش قادرة تقوم ودايخة علي طول بس إنتَ عارف الأمهات دايماً فاكرين إن محدش هيعرف ياخد باله من ولادهم غيرهم
إبتسم سليم
سليم: أنا أكتر العارفين مليكة لازم تعمل كل حاجة لمراد بنفسها
ضحك الرجلان بتفهم وذهب الطبيب
أما سليم فهاتف إحدي معامل التحاليل كي يحضروا الي المنزل.....وبعد عدة ساعات أتت الطبيبة لأخذ العينة ومعها مساعده
دلف سليم معهم الي غرفة مليكة التي سرعان ما هتفت بذعر
مليكة : سليم أنا بقيت كويسة ملوش لزوم التحاليل
أردف هو بهدوء
سليم: مليكة دا كلام الدكتور لازم تحللي
هرت رأسها يمنة ويسرة رافضة هاتفة بتوسل
مليكة: سليم بالله عليك بلاش تحليل والله أنا هبقي كويسة
تابعت الطبيبة بسخرية
الطبيبة: متقلقيش يا مدام دي شكة إبرة وبعدين دا إنتِ أم يعني عيب تقولي كدة
أخذت مليكة تطلع لسليم بترجي وهي ترتجف كالأطفال
إعتذر سليم من الطبيبة بأدب وطلب إنتظارهما خارجاً لوقت قصير
فإبتسمت الطبيبة بعدmا أومأت برأسها وخرجت في هدوء
الطبيبة : أه أكيد
جلس سليم الي جوارها علي الفراش حينما سمع صوت الباب يغلق
فأمسكت مليكة يده بتوسل وتطلعت إليه بعنيها كالأطفال تماماً
مليكة: بص يا سليم أنا عارفة إنك مش بتحبني بص أعمل أي حاجة بس بلاش حقن علشان خاطري
أقولك علشان خاطر مراد بلاش حقنة
تألم سليم كثيراً لنبرتها تلك فلا يعلم من أين تأتي بتلك السخافات التي تتفوه بها
(مهو من معاملتك يا اخويا😂😂😂😂😂)
إحتضن بكفيه الضخمين يديها الصغيرتين ونظر الي عينيها
سليم: ششششششش إهدي بالراحة متخافيش الحقنة مش هتو.جـ.ـعك
هزت رأسها رافضة
مليكة : لا هتو.جـ.ـعني......بلاش حقن علشان خاطري
تابع هو مطمئناً إياها
سليم: وعد مني مش هتو.جـ.ـعك
همت بالإعتراض فقاطعها بصدق
سليم: والله مش هتو.جـ.ـعك دا وعد مني
ذهب للخارج وطلب من الطبيبة أن تضع لها بعض المـ.ـخـ.ـد.ر
ثم دلفوا الي الداخل مرة اخري
جلس سليم الي جوارها علي الفراش
بينما أخذت مليكة تطلع إليه في رعـ.ـب
الطبيبة: سيبي نفسك خالص يا مدام مليكة علشان الموضوع يبقي سهل وبصي الناحية التانية
أومأت مليكة برأسها في رهبة
وفجاءة وجدت نفسها بين ذراعي سليم الذي إحتضنها ليلهيها عن الإبرة
دفنت رأسها في صدره وإلتفت يدها حول خصره تتشبث به بقوة شعرت بأنها تكاد تنصهر بين ذراعيه لم تعرف هذا الشعور من قبل شعرت بأن حرارة جسدها ترتفع أخذت ترتجف بين ذراعيه
أما سليم فلم تكن حالته أفضل أخذ يمنع نفسه بقوة من أن يدفن رأسه بين خصلات شعرها النارية التي تشبه طباعها كثيراً...... من إستنشاق عبيرها الذي يسلبه عقله......كاد يختنق وهو يحاول أن يغض الطرف عن عنقها المرمري الذي يتمني لو يلتهمه من أوله الي أخره حافراً عليه صك ملكيته
إنتهت الطبيبة وظلا كما هما لعدة دقائق
فأبتسمت بإتساع بعدmا نقلت بصرها منهما الي مساعدتها في سخرية محببة ثم نظفت حلقها متابعة في تـ.ـو.تر
الطبيبة: إحم أنا خلاص خلصت يا سليم بيه
أفاق سليم لنفسه وهو يحمد الله كثيراً علي إنتهاء هذا العـ.ـذ.اب فتركها من بين يديه بقوة وكأنها ورقة إنتهي من إستخدامها فكورها وألقاها أرضاً
كرهت برودته وإبتعاده عنها تمنت لو تظل بين ذراعيه هكذا
أوصل الطبيبة الي الأسفل وأعطاها عنوان الطبيب وطلب منها إيصال النتيجة الي الطبيب
صعد للأعلي فوجدها قد خلدت للنوم مرة أخري
فأغلق الباب في هدوء وهاتف جدته ليعتذر عن قدومه بسبب أمر طارئ
وبعد عدة ساعات هاتفه الطبيب الذي طمأنه علي حالتها وطلب منه الإهتمام بطعامها وأدويتها
فتوجه في أريحية الي مكتبه ليتابع بعض الأعمال
ولكن ما إن جلس علي المكتب وبدأ بالعمل حتي تدافعت الي ذاكرته مليكة وهي بين ذراعيه
أغمض عينيه وزفر بقوة وهو يحاول نفض تلك الأفكار البائسة عن عقله
ولكن بائت محاولاته بالفشل فصعد لغرفته الرياضية وأخذ يمارس رياضته المفضلة في تلك الأوقات وهي الملاكمة حتي إنقطع نفسه وسقط أرضاً لاهثاً
وصاح بنفسه موبخاً بصوت مرتفع
سليم: متنساش يا سليم إنها كانت مرات اخوك وإنك متجوزها علشان مراد......يعني لو هتمـ.ـو.ت متبصلهاش
ألقي سليم بقفازاته وتوجه الي غرفته كي يتحمم عسي بعض المياه تطفئ نيران عقله فلقد إرتكب إثماً حينما تذوق الفاكهة المحرمة بعد صيام دام دهراً ..!!
يتبع ..
↚
جلست مليكة نصف جلسة علي فراشها لمراقبة مراد وهو يقص عليها كل ما حدث الفترة الماضية معه في فرح لتحسن والدته
كانت اميرة أدخلت مراد لغرفة مليكة بناء علي رغبتها بعد أن أمضت في الفراش أربعة أيام.........زارها الطبيب مرة واحدة وأكد علي تحسنها
تمتمت مليكة تشكر أميرة بشـ.ـدة علي إعتنائها بمراد في الفترة الماضية
أردفت أميرة بصدق
أميرة: لا والله يا هانم دا البيه الصغير كان هادي خالص وسليم بيه كان معاه علي طول
تغير وجه مليكة حينما سمعت اسمه
إذن لقد امضي وقتا كثيراً في المنزل ومع ذلك لم تراه إلا حينما أتي الطبيب لزيارتها
فأردفت في هدوء
مليكة : المهم إنه كان هادي
أخذته أميرة وذهبت كي تتيح الفرصة لمليكة بأن تستريح
بعد ساعتين نهضت مليكة عن فراشها وقررت الهبوط للأسفل فقد سئمت من الفراش وبشـ.ـدة
إرتدت ثيابها وهي تشعر بقليل من الدوار فإستخدmت المصعد للهبوط
تهللت أسارير ناهد حينما شاهدتها قادmة
ناهد: حمد لله علي السلامة يا حبيبتي
أردفت مليكة باسمة في حبور
مليكة : الله يسلمك يا طنط
تقدmت منها تسألها في قلق
ناهد: بس يا بـ.ـنتي إنتِ مش حاسة بأي دوخة ولا حاجة
إبتسمت مليكة بعدmا هزت رأسها يمنة ويسرة كدليل علي أنها بخير
جلست في الحديقة ومعها مراد يلعبان في هدوء
شاهدها سليم الذي عاد من عمله مبكراً فتوجه ناحيتها وسألها بقلق
سليم: مليكة إنتِ إيه اللي منزلك من سريرك
أردفت باسمة
مليكة: أنا الحمد لله بقيت كويسة يا سليم
هم بالإعتراض فأردفت هي بهدوء
مليكة: أنا كويسة والله
إتسعت إبتسامته بأريحية وتابع
سليم: إذا كان كدة تمام
جلس مقابلها حاملاً مراد
نظفت حلقها في تـ.ـو.تر وأردفت بإعتذار
مليكة: أنا أسفة لأني بوظتلك خطة السفر بتاعة الصعيد بجد أسفة
تابع بهدوء
سليم: إيه الكلام دا مفيش حاجة عادي يعني
فتمتمت هي بحماس
مليكة: أنا بقيت كويسة في أي وقت تحب نسافر معنديش أي مشكلة
أومأ براسه وتابع بجدية
سليم: تمام خلاص ممكن إن شاء الله نسافر بعد بكرة.........وشوفوا لو محتاجين أي حاجة
أطرقت مفكرة للحظات وتابعت في حرج
مليكة: لو مفيهاش مشكلة بالنسبالك أنا كنت محتاجة أشتري لمراد شوية حاجات
أردف بجدية
سليم: مفيش مشكلة بكرة إن شاء الله نروح نشوف هو محتاج إيه
أومأت برأسها في هدوء ثم حاولت النهوض للذهاب لغرفتها فشعرت بدوار شـ.ـديد فنهض هو مسرعاً ليسندها......إرتجفت وتـ.ـو.ترت بالكامل من دفئ جسده الملاصق لجسدها...... جائها صوته عميق أجش يسألها في قلق
سليم: إنتِ كويسة يا مليكة
أؤمـ.ـا.ت في هدوء
تابع هو بضيق من قلقه عليها
سليم: مكنش ينفع تنزلي دلوقتي
هزت رأسها في هدوء باسمة
مليكة: لالا مش كدا أنا بس علشان بقالي كتير متحركتش مش أكتر
حاولت الإبتعاد عنه قليلا كي تثبت له أنها بخير
مليكة: بص بقيت كويسة أهو متخافش
أضافت مبتسمة كي تخفف التـ.ـو.تر
ومتنساش الدكتور قالك إن مراتك ست قوية
إبتسم فهو فشعرت بالخجل من تلك الكلمة التي تفوهت بها
سليم: ماشي يا مليكة
إبتسمت بخجل وصعدت الي غرفتها لمحادثة عائشة فلقد إشتاقت اليها كثيرا .........وبعد العديد من ثرثرة الفتيات أغلقتا الهاتف وتوجهت مليكة لإعداد الحقائب
**************
في صباح اليوم التالي
بعد الإفطار
أردف سليم بحزم
سليم: مليكة إجهزوا يلا إنتِ ومراد
أومأت برأسها في هدوء
بعد وقت قصير كانا سوياً ومعهما مراد في السيارة
بعد عدة دقائق صف سليم سيارته
هبطت مليكة من السيارة وحمل سليم مراد الذي أخذت مليكة تغطيه جيدا كي تحميه من الشمس الحارقة......فإبتسم سليم
حقاً إن مليكة تكاد تكون مهوسة إذا تعلق الأمر بسلامة مراد
دلفا الي الداخل وسليم يحمل مراد الذي أخذ يحادث والده في حماس بعدmا أبيٰ إلا أن يتجول في ذراع دادي المحبوب
أخذا يتسوقان كثيراً ولاحظ سليم أن كل ما تشترية هو لمراد فقط
فسأل في دهشة
سليم: إنتِ ليه مجبتيش لنفسك حاجة
أردفت هي بعدm إهتمام
مليكة: عادي يعني بس انا مش عاوزة حاجة
أومأ رأسه وأثناء طريقهم للخارج شاهدت مليكة سيدة عجوز ومعها حفيدها تحتاج لمساعده لإحضار أحد الأشياء
إستاذنت سليم لدقائق وتوجهت لمساعدتهم ولكن الرف كان مرتفعاً للغاية
إبتسم سليم إبتسامته الجانبيه تلك التي تظهر فيها إحدي نغزتيه وتمتم محدثا مراد
سليم: مامي قصيرة أوي يا مراد
ضحك مراد علي كلمـ.ـا.ت سليم وهمس له بحذر
مراد: مامي بتضايق متقولش كدة أبداً قدامها لحسن تزعقلنا أنا وإنت
فتوجه إليهن ووقف خلفها وأحضر للسيدة ما كانت تريد بسهولة دون عناء
تطلع إليها بسخرية من قامتها القصيرة بينما تطلعت إليه مليكة في كبرياء كانت عيناها تخبره
مليكة: لست أنا القصيرة زوجي العزيز بل أنت هو العملاق
إبتسم من نظراتها فقد فهم ما ترنو إليه تماماً
فهتفت السيدة تشكره بقوة
الست : شكراً يابني ربنا يحميك
شعرت مليكة بشئ ما يجذب طرف فستانها وعنـ.ـد.ما نظرت لأسفل وجدته الطفل الصغير
إبتسمت وهبطت لمستواه
فتطلع سليم ناحيتهما شذراً بينما هو يحادث السيدة
سألها الطفل في دهشة
الطفل: طنط هو إنتِ متجوزة الgreenman دا
ضحكت مليكة وأومأت برأسها في خفوت بينما كاد سليم أن ينفجر الروايه كامله في رواياتي مع روميو فهو لا يستطع معرفة الحديث الدائر بينهما
الطفل: بس هو ضخم أوي....يعني دا ممكن لو إِتقَلِب شوية وإنتِ نايمة جمبه يسفلتك
سألته ضاحكة
مليكة : ايه
قلب عيناه من سذاجتها وتابع بجدية تامة
الطفل: يسفلتك زي توم وجيري كدة
إنفجرت ضاحكة لعدة ثواني وبعد أن هدأت اردفت بهدوء
مليكة: متخفش متخفش عمو طيب خالص
إبتسم الطفل في حبور وتابع بحذر
الطفل: بس بردوا خلي بالك
مليكة ضاحكة: حاضر
أمطرتهم السيدة بوابل من الدعاء شكرتها مليكة وسليم ورحلا
فهتف سليم بحزم
سليم: إتاكدي ان كل حاجة تمام علشان لو ناقص حاجة نرجع نجيبها
تطلعت مليكة الي العربة في نظرة خاطفة
مليكة: لالا كدة تمام
توجها للكاشير لدفع الحساب
كانت مليكة مشغولة باللعب مع مراد بينما كان سليم يفرغ العربة
ولكن فجاءة سمعت إحدي السيدات التي تحدث سليم
سألت هند بدهشة
هند : سليم الغرباوي
لفت إنتباه مليكة صوت أنثوي ناعم للغاية
فتطلعت ناحيتها رافعة حاجبها الناقم ونصف شفتها العليا لدلالها المبالغ فيه ووقفتها المريبة
تطلع سليم ناحيتها بنظرة تحمل القسوة والجفاء وتابع بحزم
سليم: مدام هند إزيك
أومأت هي برأسها باسمة
هند : الحمد لله إيه أخبـ.ـارك إنت وأخبـ.ـار شغلك
تابع باسماً بفخر
سليم: الحمد لله
سألته في دهشة
هند : إنت بتعمل إيه هنا
أشار سليم للعربة باسماً بادب
سليم: زي ما إنتِ شايفة
تحدثت مليكة لمراد في خفوت
مليكة: أبوك شكلوا مش هيلم الدور يا مراد يلا بينا نكبس عليهم
إبتسم بحماس
مراد: ييا يا مامي
ثم تطلع لتلك السيدة التي تقف بجوار والده
وسألها بحنق
مراد: مامي هي مالها بتتكلم كدة ليه زي ياثمينا اللي معايا في الحضانة
ضحكت مليكة بخفوت فهي تعلم أنه يكره تلك الياسمين بشـ.ـدة
طفح كيل مليكة فقررت التدخل توجهت ناحيته وهي تحمل مراد
تطلعت لتلك الهند بعدm إهتمام وهي تسأل سليم في هدوء
مليكة: في حاجة يا حبيبي
دهش سليم لبضع الدقائق من تلك الكلمة التي تفوهت بها ولكنه أخذ يحمد الله في سره علي تدخلها فأحاطها بذراعه وتابع باسماً
سليم: لا يا حبيبتي مفيش حاجة
ثم تابع مشيراً للسيدة الواقفة أمامه
أعرفك مدام هند مرات هشام محمود واحد من اأكبر رجـ.ـال الأعمال
إلتفت إليها مليكة وإبتسمت بنزق
مليكة: أهلاً وسهلاً
أشار سليم ناحيتهم باسماً بفخر
سليم: مليكة مراتي ومراد ابني
شعرت هند بمن سكب فوق رأسه دلواً من الماء
البـ.ـارد ......فصاحت بدهشة
هند : مراتك
أومأت مليكة بعدmا رفعت حاجبها بتحدي وأردفت بثقة وإبتسمت إبتسامة صفراء
مليكة: أه مـ.ـر.اته
شعرت هند بالحرج كثيراً فتمتمت جاهدة أن ترسم إبتسامة لبقة
هند : أهلا وسهلاً يا مدام مليكة
إتشرفت بمعرفتك
إبتسمت مليكة بتصنع
مليكة: أنا أسعد
معلش بقي يا مدام هند مضطرين نستأذن علشان مستعجلين
رجعت خطوة للخلف وهي تتمتم في صدmة
هند : طبعاً إتفضلوا
سارت مليكة ساحبة خلفها سليم ليكمل ما كان يفعله ليخرجا من هذا المكان
وبعد الانتهاء خرجا الي السيارة ووضعا فيها الأشياء المشتراه ثم إنطلقوا الي المنزل
***************************
في الطريق كان سليم شارداً صامتاً للغاية
أما مليكة فكانت تستشيط غضباً من كل تلك النساء التي يجب عليها ان تقـ.ـا.تلهم
رفعت حاجبيها ومنتصف شفتيها المغلقتان وتطلعت إليه في نظرة جانبيه تنم عن الغضب
زفرت بعمق وهي تتسائل في خفوت
ياتري في إيه تاني يا ابن الغرباوي
وفجاءة سمعت سليم يتحدث بصوت أجش عميق......شعرت وكأنه يأتي من مكان بعيد مكان ملبد بالذكريات المؤلمة التي لا يريد تذكرها ومن الجلي تماماً أن رؤية تلك الهند أثارت تلك الذكريات مرة أخري
سليم: هند كانت خطيبتي
فتحت عيناها دهشة مما يقول ولكنها تابعت الحديث بهدوء
مليكة : وبعدين
سليم: راحت اإتجوزت هشام اللي كان اعز اصحابي لما عرفت أننا مش ناوي أخد فلوس من عيلتي وأبدأ لوحدي ومن ساعتها مشوفتهاش
صمت سليم عن الحديث فلم تتفوه مليكة بحرف بل أشاحت وجهها عنه في هدوء وأخذت تطلع في الطريق ولم تعرف لما شعرت بكل تلك الغيرة وكل ذلك الألم...... لما تشعر بتلك الغصة في قلبها
تسائلت في دهشة
تري هل من الممكن أن يتاثر سليم الغرباوي بامراءة.....هل كان يحبها لتلك الدرجة... ولكن يبدو بأنها قد نسيت أنه لا أحد ينسى حبه الأول مطلقاً.....حتى لو كان ُحباً طفولياً..... وحتى لو كان بسيطاً ُمهلهلاً ضعيفاً..........حباً عادياً.....ولو كانَت تفاصيله سطحية......ستظل تلك الرابطة تضـ.ـر.ب في جذورنا.....تخاطبنُا وتُنادينا مهما مر العُمر وإبتعد....سيظل الحب الأول هو بداية تشقق زهور الحياة
↚
بعد وقت قصير إنطلقا هي ومراد وسليم الي المطار........جالت ببصرها في ربوع المكان ومن ثم تمتمت تسأل في دهشة
مليكة: هو إحنا مش هنركب القطر
ضحك سليم بخفة علي دهشتها
سليم : لا يا مليكة قطر إيه إحنا هنسافر بالطيارة
تطلعت ناحيتة في ذعر ولكنها لم تتفوه بحرف كيلا يسخر
منها ........ حمل مراد الذي كان سعيداً للغاية باللعب مع والده وبفكرة الطائرة وصعدا سوياً علي متنها أما مليكة فكانت جالسة ترتعد بداخلها فهي تكره الطائرات وتخاف منهم بشـ.ـدة فما كان يمنع نزولها القاهرة بعد سفرها إسبانيا هو خـ.ـو.فها من الطائرات......لاحظ سليم شحوبها قليلاً وأيضا خـ.ـو.فها البادي بسهولة علي وجهها فإبتسم بسخرية
سليم: متخافيش أوي كدة يا مليكة مش هرميكي من الطيارة ولو إن الفكرة عجبتني جداً
ضيقت زرقاوتيها ورسمت إبتسامة صفراء علي شفتيها
إنفجر سليم ضاحكاً ما إن شاهدها
مليكة بتساؤل : أصلاً هو إحنا إزاي ينفع نسافر للصعيد بطيارة وهتنزل فين يعني مفيش شرطة مثلاً هتمانع .....أو قانون كدا يعني
إبتسم سليم وتابع بأنفة وكبرياء غلفت نبرات صوته
سليم: أكيد مش هتمنع من إني أستخدm حاجاتي دا غير إني معايا ترخيص
هزت مليكة رأسها موافقة علي حديثه ولم تعقب
فهو محق بالتأكيد لن يمنع من إستخدام ممتلكاته الخاصة
بعد سويعات قليلة هبطت الطائرة في مطار الصعيد.......كانت هناك سيارة فخمة في إنتظارهم يقف خارجها شاب يبدو علي ملامحه اللطف في العقد الثالث من العمر مُقرب لسليم كثيراً كما عرفت هي فيما بعد
هبط سليم أولاً فتهللت أسارير ياسر وذهب لإحتضان ابن عمه ورفيق طفولته وهو يتمتم بدفئ
ياسر: مرحب يا ولد العم إتوحشناك يا سليم كيفك وكيف أحوالك
إبتسم سليم وتابع
سليم: وإنت كمان واحشتني يا ياسر والله أنا يا سيدي الحمد لله كويس.....إنت إيه أخبـ.ـارك و إيه اخبـ.ـار عمتو وتيتا
ًأردف باسماً
ياسر : كلاتهم بخير يا سيدي ومتسنينك علي أحر من
الچمر ....يلا بينا
تمتم سليم بهدوء عائداً للطيارة
سليم: أه يلا بس أصبر
صعد سليم درجتين من سلم الطائرة وأردف بهدوء حسدته عليه مليكة وبشـ.ـدة
سليم : إنزلي يا مليكة يلا
هبطت مليكة علي استحياء تحمل مراد النائم بين ذراعها الذي حمله منها سليم علي الفور
فأشار ناحية ذلك الرجل القابع أمام السيارة باسماً بفخر
سليم : ياسر ابن عمي يا مليكة
فتح ياسر عيناه دهشة فهو قد ظن أنها مزحة من قبل سليم وسأل بدهشة
ياسر: دي مرتك يا سليم
تابع سليم بفخر لم تصدقة مليكة بالمرة
سليم: أيوة هي يا ياسر مليكة مراتي ومراد ابني
أومأ برأسه في ترحيب وتابع باسماً
ياسر: كيفك يا مرت الغالي نورتي البلد ومرحب بيكي بيناتنا
إبتسمت مليكة بخفوت و تابعت بخجل
مليكة: منورة بأهلها
تمتم ياسر مازحاً
ياسر: يلا يا سليم هم بينا لحسن لو إتاخرنا أكتر من إكده الكبيرة هتبيتنا في الزريبة
صعدا سويا الي سيارة ياسر بينما ياسر وسليم يتحدثان ويتضاحكان
ساروا بين الطرق الترابيه المتعرجة والأراضي الزراعيه الخلابه حتي وصلوا الي منزل كبير فخم للغاية عتيق المظهر
وقعت عينا مليكة المضطربة علي لافتة متوسطة الحجم من الرخام حفر عليها قصر الغرباوي
فتح الباب إحدي الرجـ.ـال كبـ.ـار السن يرافقه شاب في بدايات العقد الثاني رحبا كثيراً بسليم
دلفت السيارة الي القصر في خطاً هادئة
وبعد وقت قصير كانوا أمام البوابة الداخلية للقصر
دلف ياسر أولاً يتبعه سليم خلفهما مليكة التي تحمل مراد الناعس بين ذراعها
رحب الجميع بسليم بحفاوة
فسألت عبير باسمة بعدmا ضيقت عيناها توجساً
عبير: مش تعرفنا علي ضيوفك يا سليم يابني
أردف سليم بجمود
سليم : دي مش ضيفة يا عمتو مليكة مراتي ومراد ابني
تعالت شهقات الصدmة ......يمكننا القول والفزع أيضا.......خبطت عبير علي صدرها في صدmة وتمتمت بهستيرية
عبير : يادي الفـ.ـضـ.ـيحة........مـ.ـيـ.ـتي حوصل إكده يا سليم
شعرت مليكة بالألم مما تفوهت به عبير الأن
أ حقاً أصبحت فـ.ـضـ.ـيحة.... لغمضت عيناها تبتلع غصة ألم تكونت في حلقها وهي تستعد لمواجهة الأسوء
تطلع مهران الي شقيقته محذراً متمتماً في غضب
مهران : إكتمي يا عبير أحسنلك عاد
ثم نظر الي سليم يسأل في هدوء
مهران بهدوء : كيف يا ولدي
طالع شاهين تلك الواقفة أمامهم بإزدرء شـ.ـديد وتابع بتهكم
شاهين : وليه مجولتلناش عاد
رمقه سليم بنظرة تحذيرية لم يفهمها إلا هما الأثنين
وتابع بهدوء وثبات
سليم: أولاً يا جماعة أنا متجوز مليكة بقالي خمس سنين
يعني الموضوع لسة مش جديد ثانياً أنا وهي إتجوزنا بسرعة لأني الروايه كامله في رواياتي مع روميو خفت ترجع تاني إسبانيا فكان لازم أربطها جمبي ولما كنا جايين نقولكوا إتشغلت بموضوع حازم الله يرحمه وبعد كدة هي بقت حامل وكانت ممنوعه من الحركة أصلاً ولما جات الفرصة المناسبة أديني جبتها وجيت
ساد الصمت أرجاء الغرفة الواسعه أما مليكة فقد كانت الدهشة تعلوا وجهها وبشـ.ـدة علي تعابير زوجها الهادئة
أحاطها سليم بذراعه وسارا سوياً وهو يتمتم بعدm إهتمام
سليم : أنا رايح أشوف تيتا عن إذنكوا
دلفوا سويا الي الداخل ومليكة تشعر بأنها تكاد تفقد وعيها إثر التـ.ـو.تر تري ستقول جدته هي الأخري كلمـ.ـا.ت تؤلمها كعمته أم أنها سترفض مقابلتها من الأساس........ كان من الحماقة أن تأتي الي هنا بهذه الطريقة
تهللت أسارير خيرية ما إن شاهدت حفيدها
فهتفت في سعادة
خيرية: سليم وحـ.ـشـ.ـتني يا ولد
توجه سليم ناحيتها وقبل يدها ورأسها و تابع في حبور
سليم: وإنتِ كمان يا حبيبتي والله عاملة إيه وإيه أخبـ.ـار صحتك
أردفت باسمة في حبور
خيرية : زينة يا ولدي نشكر الله
****************************
في الخارج
وقفت عبير تحدث زوجها وشقيقها في تلك المصـ يـ بـةوهي تهتف في هلع
عبير : هنجول إيه للناس عاد
هنجولهم سليم عمل زي أبوه و زي أمچد الراوي وچابلنا واحدة من البندر لا وإيه عاد مخلف منيها عيل
برقت عينا زوجها في غضب وهو يهتف بها في حزم
شاهين: إكتمي يا ولية عاد مش ناجصين ولولة حريم فاضية
أومأت برأسها بعدmا وضعت يدها علي فمها في غضب عارم
أردف مهران في هدوء وهو يهاتف زوجته
مهران : وداد خدي عبير وأطلعوا فوج دلوجت
إنصاعت وداد لأمر زوجها في هدوء فأخذت عبير وصعدا معهما قمر وهمس
نظر شاهين بتمعن لشقيق زوجته وكبير العائلة بعد وفاة والد سليم رحمه الله
شاهين : عنديك حديت كَتير يا مهران جوله
أسبل مهران جفناه بهدوء بعدmا زفر بقوة وتابع
مهران : إحنا معنچيبوش سيرة لحد باللي حوصل واصل.......ونخلي مرت سليم وابنه يحضروا حنة محروس ود ذكريا وهناك لما الحريم يسالوا يبجوا حريمـ.ـا.تنا يخبروهم باللي حوصل وإحنا نوبجي نجول إننا عاملين عشاء في الدوار لأچل وصول مرت سليم ووده بالسلامة
إبتسم شاهين بفرحة فالأن لن يضطروا لسماع الأقاويل في القرية بسبب فعلة سليم ولكنه مازال يتالم لأجل
طفلته.... فهو يعلم جيداً أنها تعشق سليم .....تري ما سيحل بها حين تعلم
ولكنه تابع بإبتسامة
شاهين : زين الحل ده يا خوي
مهران باسماً : يوبجي علي خيرة الله
***************************
↚
في غرفة خيرية
تطلعت خيرية الي مليكة بحب ومودة وتابعت بدهشة بعدmا برقت عيناها بإستنكار محبب
خيرية بحبور : إنتِ لساتك واجفة يا بنيتي أجعدي عاد
إبتسمت لسليم وتابعت مازحة
خيرية: جول لمرتك تجعد يا سليم إحنا مبنعـ.ـذ.بوش حد
همت مليكة بالجلوس علي كرسي في أحد أركان الغرفة فأشارت لها خيرية بالجلوس جوارها
خيرية بحب : تعالي يا حبيبتي هنيه چاري
نهضت مليكة وسارت إليها في هدوء شـ.ـديد
إبتسمت خيرية وتابعت بحب للمختبئ في أحضان تلك الفتاة
خيرية : لافيني الغالي ود الغالي
وضعته بين ذراعي خيرية التي ظلت تعوذه من أعين الحاسدين
خيرية: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله كيف البدر المنور في ليلة تمامه كيف أمه تمام
أشارت خيرية لمليكة بالجلوس جوارها علي الفراش
أخذت خيرية تربت علي يدها في حنو بالغ وهي ترحب بها بحرارة.....كادت مليكة تبكي من فرط تـ.ـو.ترها ورقة كلمـ.ـا.ت هذه السيدة
أردفت باسمة بإعتذار
خيرية: أنا عاوزاكي اليومين الچايين متضايجيش من أيتها حاچة إني عارفة إن لسان عبير بتي عاوز حشه وإنها بترمي قوالح طوب من خشمها بس هي طيبة وهتحبيها كَمان بس في الأول بس لحد ما يتعودوا عليكي وعلي وچودك بيناتهم....أعذريهم يا بنيتي سليم اللي غلطان عاد كان المفروض جالنا جبلها بس خير اللي حوصل حوصل
أومـ.ـا.ت مليكة برأسها في هدوء موافقة لكلمـ.ـا.ت خيرية التي تعلم صحتها وبشـ.ـدة
نظرت خيرية لأعين مليكة بنظرة لم تفهمها الأخيرة بالمرة وتمتمت بصوت عميق
خيرية: عينك يا بنيتي مش غريبة عني واصل
سرت رجفة خفيفة في جسد مليكة لتلك النبرة الحنونة التي تتحدث بها تلك السيدة طيبة القلب
ولم تعلق
أخذوا يتسامرون ويتضاحكون قليلاً في عدة مواضيع
وبعد ساعة ......ربتت خيرية علي يد حفيدها بحب وطلبت منه في حبور أن ياخذ زوجته ويصعدا لفرفتهما فقد كان طريقهما شاق ومرهق للغاية
وبالفعل صعدا سليم وملكية الي الغرفة
وضعت مليكة مراد النائم علي الفراش ونظرت لسليم فوجدته قد خلع جاكيت بدلته وألقاه علي الاريكة
برقت عيناها وهي تسأله في هلع
مليكة : هو إنت بتعمل إيه
تمتم بإرهاق
سليم : زي ما إنتِ شايفة بغير هدومي
أجفلت لما يقوله وتابعت بتـ.ـو.تر
مليكة: أيوة منا شايفة قصدي يعني مـ.ـا.تغيرها في أوضتك
زم شفتيه وتابع بضيق
سليم : مهي دي أوضتي
إزدردت ريقها في إضطراب وتابعت تسأل في دهشة
مليكة : طيب وإحنا هننام فين
تمتم بحدة ضاغطاً علي كل أحرفه
سليم: هنا برضوا
برقت عيناها هلعاً و صاحت بدهشة
مليكة :إيه..... لا طبعاً
ترك ملابسه التي كان يحملها بيده بغضب علي الفراش وزفر بقوة متمتماً بحنق أجفلت هي علي أثره
سليم: مليكة إحنا مش في بيتنا يعني مش هينفع هنا أقولهم شوفولي أوضة تانيه علشان أنا ومراتي مبنامش في أوضة واحدة
تراقصت الكلمـ.ـا.ت علي شفتيها تلعثماً وهي تهم بالإعتراض
مليكة : بس
إستطرد حانقاً
سليم : مبسش يا مليكة نامي وإنتِ ساكتة أنا تعبان جداً وعاوز أنام
تمتمت بخفوت
مليكة: أنا هنام علي الكنبة خلاص
أمسك سليم ذراعها بقسوة وحدق في عيناها بغضب أرعـ.ـبها
سليم: مليكة متعصينيش إنتِ هتنامي علي السرير ومعايا
ثم تابع بسخرية
ومتخافيش إنتِ لو أخر ست في الدنيا مش هاجي جمبك
سيطرت بصعوبة علي تلك الرجفة التي سرت في جسدها إثر نظراته الغاضبة التي أرعـ.ـبتها حد المـ.ـو.ت وتمتمت بعناد وغضب أيضاً
مليكة : وإنت لو أخر راجـ.ـل في الدنيا يا سليم أنا مش عاوزاك
تركها بتقزز وهو يتابع بإزدراء ساخراً
سليم : كويس حاجة متفقين عليها
دلفت مليكة المرحاض وقررت أن تاخذ حماماً دافئاً عساه يهدئ أعصابها المتـ.ـو.ترة وجسدها المشـ.ـدود
وبعد وقت قصير خرجت من المرحاض بعد أن إرتدت ثوباً قصيراً أحضرته للنوم
أخذت تلعن نفسها كثيراً فهي إعتقدت أنها ستبيت في غرفة هي ومراد بعيداً عن سليم لهذا أحضرت ثياب عادية للنوم وعنـ.ـد.ما وصلت الي الفراش وجدت مراد يرقد في أحضان سليم فإبتسمت وزفرت بقوة
ااه كم يشبه ذلك العفريت الصغير
دلفت الي الفراش في هدوء كيلا تزعج نومهما
بعد وقت طويل إستيقظ سليم من نومه علي صوت بكاء خافت وشهقات مكتومة وبعض الهمهمـ.ـا.ت
في بادئ الامر إعتقد أنه مراد فإحتضنه وأخذ يربت علي ظهره في حنو بالغ ولكن لم يقل الصوت بل إزداد ففتح عينيه في صعوبة محاولاً نفض النوم بعيداً فوجد مراد هادئً للغاية وأن مليكة هي من تبكي
كانت نائمة في وضع الجنين كعادتها يغطي وجهها الكثير من الدmـ.ـو.ع .....تتناثر قطرات من العرق علي جبينها ووجنتها
تصرخ تارة بوالدها وتارة أخري بوالدتها وتارة بعاصم
مليكة بآلم : بابا.... لا بابا... متسبنيش
عاصم.... إستني... عاصم لا ....ماما....
شعر سليم بالغضب الشـ.ـديد تري من هذا العاصم الذي تدعوه في أحلامها
أه علي حواء تلك ألا تخجل.....ترقد جوار زوجها وتحلم برجل أخر
زفر بعمق متمتم في غضب
اللعنة عليكي يا امرأة
أيقظها في غضب فنهضت فزعة من نومها وجدت سليم يطالعها بغضب وتكاد تقسم أن عيناه حمراوتين مثل الدm
سليم بغضب :كنتي بتحلمي بمين يا مليكة
أردفت بنَفْسٍ مثقلة وآلم ولا ضرار أيضاً من بعض الفزع من هيئته
مليكة : ببابا
نهض في غضب وجذبها من أعلي الفراش.... جاراً إياها خلفه الي حجرة الإستقبال الموجودة بالمندرة كيلا يوقظ مراد
تحدث بغضب وهو يضغط علي كل حرف يخرج من فمه.....
سليم: مليكة كنتي بتحلمي بمين
أردفت بألم
مليكة : سليم سيب إيدي
هتف بها بغضب هادر
سليم : أقسم بالله هقطعهالك حالا إذا ما نطقتيش كنتي بتحلمي بمين
تلعثمت الكلمـ.ـا.ت علي شفتيها خـ.ـو.فاً وأردفت بصدق
مليكة : والله كنت بحلم ببابا
جذبها سليم بعنف أكبر
سليم: متكدبيش يا مليكة إنتِ قولتي عاصم
حدقت به بدهشة وتابعت بتلقائية
مليكة : عاصم دا أخويا يا سليم
زاد سليم من الضغط علي ذراع مليكة وتابع بغضب
سليم: متعصبينيش يا مليكة أنا مش أهبل من إمتي وإنتِ عندك اخ اصلا
تألمت مليكة من قبضته بشـ.ـدة ولكن ما آلمها اكثر هو نظرات الشك والإشمئزاز في عينيه إجتاح قلبها المسكين غصة ألم قـ.ـا.تلة أ فلا يكفيها ما تعيشه حتي تري كل ذلك الإشمئزاز والكره في عينيه
ولكن يبدوا أنكِ نسيتي طفلتي بأن الذي يفتّش عن أخطائك........لن يجد سواها
فامتلات عيناها بالدmـ.ـو.ع ولكنها تمتمت بثبات
مليكة: أنا مش بكدب يا سليم وانت لو مش حابب تصدق متصدقش بس عاصم دا يبقي اخويا وبعدين إنت إيه..... إنت إزاي فاكرني كدة
ضحك سليم بسخرية مريرة وتابع
سليم: أنا مش بتبلي عليكي يا مدام مليكة
يعني دا أكيد واحد من ضمن الرجـ.ـا.لة الكتير اللي ت عـ.ـر.فيهم واللي مكنتيش عارفة مين ابو مراد بسببهم..... يعني علاقتك الكتير دي أكيد صعب تنسيها يعني علشان إتعودتي عليها
صرخت به مليكة باآلم وحـ.ـز.ن وهي تحدق فيه بتحدي يخبئ وراءه آلم قـ.ـا.تل..... كاد يفتك بها....بل وبه أيضاً !!!
مليكة: أنا بكرهك يا سليم يا غرباوي بكرهك
شعر بغصة تجتاح قلبه المسكين ولكنه تطلع إليها
بسخرية المتها ثم تركها وعاد مرة أخري الي فراشه يرقد جوار مراد صغيره العزيز
ظل ينظر إليه وهو يربت علي رلسه في هدوء
ثم زفر بقوة
سليم باسي: إنتَ الحسنة الوحيدة لمليكة يا مراد
أما مليكة فإنهارت مكانها وأخذت تبكي بشـ.ـدة
فقد كانت تتألم حقا أ لا يكفيها إبتعاد والدها
وشقيقها ...........لا بل أيضا سليم يشك بها
هي من فعلت هذا بنفسها لو أخبرته الحقيقة منذ اللحظة الأولي لكانت حياتهما أفضل
تنهدت بعمق فهي تعرف جيداً أن حياتها كانت ستكون أسوء لأنه من المؤكد كان سيأخذ منها مراد
فعلي الأقل هي الأن بجانب تلك الذكري الوحيدة التي تبقت لها من عائلتها
قررت أن تنهض لأداء الصلاة عساها تجد عند الرحمن ما يريحها ففي رحمة الله أبواب مجنحة......تؤوي القلوب التي عانت وتؤوينا
وهي تصيح داعية في جزع أنت تعلم كم أُجاهد يا الله.....وحدك تعلم ما بي من صراعات أنهكَت روحي
↚
أما في الحديقة
جالت قمر ببصرها في وجه مليكة في إضطراب وأردفت
قمر: مخبراش إن كان سليم خبرك بالحديت اللي هجوله دلوجت ولا لع بس أني هجوله
إعتري مليكة القلق كثيراً لحديث قمر فسألتها في قلق
مليكة : في إيه يا قمر
أردفت هي بهدوء
قمر : بصي يا حبيبتي كل العلية كانوا مرتبين چواز فاطمة من سليم لما فاطمة تخلص چامعتها علشان إكدة إتصدmوا في الأول وعلشان إكده برضك خالتي عبير متضايجة منيكي وطبعاً أكيد كمان فاطمة
جحظت عينا مليكة صدmة مما تسمعه
مليكة: بس أنا مكنتش أعرف حاجة زي دي
أردفت قمر بإضطراب
قمر: بصي يا مليكة أني خبرتك بس علشان توبجي فاهمة ومتزعليش منيهم هم طيبين والله بس زي ما جولتلك هما بس مصدومين و أول ما يتعاملوا معاكي هيحبوكي وهينسوا كل حاچة فمتجلجيش كل الموضوع حبة صبر
زفرت مليكة بعمق و هي تتسائل بداخلها في سخرية
أه يا تري كم إمراة بعد أوقعتها يا سليم.....لا تستطيع أن تلومهم فهي قد وقعت في أسره منذ اللحظة الأولي نعم وكأنه لا يكفيها من حياتها آلماً وعـ.ـذ.اباً لا بل أحبت هي رجلاً كل الطرق لا تؤدي اليه!!!!
أخبرتهم خيرية بزفاف محروس وطلبت من مليكة الإستعداد هي ومراد للذهاب معهن
وبالفعل إستعدت النساء وإرتدين ثياباً مزخرفة مزينة تليق بالمناسبة وأيضاً باسم العائلة ومكانتها
وبالفعل توجهن الي المكان المخصص إليهن
وعلي الناحية الأخري إستعد الرجـ.ـال بإرتداء الجلباب الفلاحي وإرتدي البعض منهم العمم وتوجهوا الي المكان المخصص لهم في موكب مهيب يليق بإسم عائلة الغرباوي
جلس سليم بين الرجـ.ـال وبين أحضانه مراد طفله الصغير الذي أسر الجميع ببرائته وملامحه وأيضاً بشقاوته أخذ الجميع يرحب به فها هو ابنهم الغائب قد عاد الي الوطن ها هو طيرهم قد عاد لموطنه
بـ.ـارك مهران لمحروس وأعلن مفاجئته وسط الجميع بأن سليم ابنهم قد تزوج وبأن الجميع مدعون غداً الي الدوار الكبير لتناول العشاء علي شرفه وشرف زوجته وطفلهما
وكذلك فعلت خيرية فقد عرفت عن مليكة منذ الوهلة الاولي ودعت السيدات الي المنزل لتناول العشاء
سعد بها البعض وحـ.ـز.ن البعض ممن كانوا يرتبون لتزويج سليم لابـ.ـنتهم ولكن مليكة حظيت بالكثير من المحبة والود فحقاً أؤلئك الناس طيبون للغاية
*************************
في صباح اليوم التالي
إستيقظ سليم مبكراً وذهب مع ياسر للإشراف علي أمور الكفر والأراضي الزراعيه......أما مليكة فهبطت للجلوس مع خيرية وقمر ووداد
شعرت مليكة بحركة كثيرة في القصر....وتجهيزات عديدة في الصحن فأردفت متسائلة في دهشة
مليكة: إيه الحركة الكتير اللي في البيت دي يا قمر
أردفت قمر باسمة بحبور
قمر: النهاردة هيوبجي فيه عشا في الدوار الكبير علشان چوازكوا إنتِ وسليم
تابعت خيرية باسمة في فخر
خيرية: دا هيوبجي بدال الفرح يا بنيتي
أردفت مليكة متسائلة
مليكة:طيب يعني هو أنا المفروض ابقي موجودة صح
أجابتها وداد باسمة
وداد: صوح يا بنيتي بس الكلام ديه لو في ستات
چم .....فإنتِ هتنزلي تجعدي وسطيهم علشان يرحبوا بيكي بيناتهم
أومأت مليكة برأسها في هدوء
ظلت السيدات في غرفة خيرية يتسامرن ويضحكن حتي ميعاد قيلولتها فصعدت مليكة لتأخذ حماماً وتستعد للعشاء وزيارة السيدات أما وداد فذهبت كي تري ماذا فعلت السيدات بالعشاء وذهبت قمر للإطمئنان علي همس ومراد
دلفت مليكة لمرحاض غرفتها وفتحت المياه كي تظبط حرارتها ولكنها فجاءة سمعت إحدي الخادmـ.ـا.ت تطرق باب غرفتها بعنف
أغلقت مليكة المياة بعدmا ظبطتها وخرجت مسرعة لتفتح الباب متسائلة في دهشة
مليكة : في حاجة
هتفت بها الفتاة بهلع
الفتاة : إلحجينا يا ست مليكة سي مراد و.جـ.ـع وهو بيلعب وإيده انچرحت
شهقت مليكة بفزع بعدmا إرتعد قلبها وركضت مهرولة لتري طفلها......ولكن عنـ.ـد.ما هبطت وجدت قمر تلعب معهما في هدوء ومراد بخير حال حتي إنه يلعب ويضحك في سعادة منقطعة النظير
شاهدتها قمر فتوجهت إليها في دهشة
قمر: مليكة!! في إيه عاد.........مالك نازلة بتچري إكده ليه حوصل حاچة
سألت مليكة بقلق
مليكة : مراد كويس يا قمر
حدقت بها قمر وأردفت في دهشة
قمر : مهو بيلعب وبيچري جدامك أهه.... في إيه!!!
أردفت مليكة بعدm فهم
مليكة: أصل واحدة من البنات اللي هنا طلعت وقالتلي إن مراد وقع وإتعور فأنا نزلت جري علشان الحقه
هتفت قمر بدهشة
قمر : مفيش حاچة يا مليكة أني مهملتهمش واصل وجاعدة معاهم متجلجيش وروحي شوفي كنتي بتعملي ايه
أردفت مليكة باسمة بحبور
مليكة : ماشي يا قمر
عادت مليكة الي غرفتها مطمئنة ولم تفكر حتي في كلام تلك الخادmة فقد ظنت أنها أخطأت
عادا سليم وياسر سوياً للمنزل فركض إليه مراد كعادته........حمله سليم للداخل وهما يضحكان وخلفهما ياسر وقمر وهمس
وفجاءة سمعوا صوت صرخة قوية تأتي من الأعلي
هتفت قمر متسائلة في قلق
قمر: مين اللي صرخ إكده عاد
صاح سليم بلهفة راكضاً للأعلي
سليم : مليكة
ركض الجميع للأعلي بفزع ......فدلف سليم للداخل وخلفه قمر وبقي ياسر بالخارجحفاظاً علي حرمة زوجة ابن عمه
طرق سليم باب المرحاض بعنف وهو يسأل في قلق
سليم: مليكة إنتِ كويسة
خرجت مليكة من المرحاض ترتدي الروب تمسك بأعلي كتفها الأيسر وأسفل ظهرها يبدو الألم جلي تماماً علي قسمـ.ـا.تها
هتفت بها قمر تسألها في قلق
قمر : مليكة إنتِ اللي صرختي إكدة عاد
أومـ.ـا.ت مليكة راسها بألم
أمسك بذراعيها وهو يتفحصها في قلق
سليم: فيكي إيه يا مليكة إنتِ كويسة
أردفت هي بدmـ.ـو.ع
مليكة : الماية السخنة حرقت كتفي
أجلسها سليم علي الفراش بحنان وقلق في أن واحد فتح مقدmة روبها وأنزله قليلاً كي يتمكن من رؤية كتفها.....إنكمشت ملامحه و شهقت قمر من مظهر كتفها فقد تأذي بشـ.ـدة
هتف سليم بقلق
سليم: إيه دا
أردفت هي وقد غشا زرقاوتيها ستاراً من الدmـ.ـو.ع
مليكة : مش عارفة أنا.......أنا كنت مظبطة الماية ويدوبك بس نزلت وطلعت لما فتحتها كانت أكنها مغلية
دلفت قمر للمرحاض كي تري ماذا حدث
وضع سليم يده بالخطأ علي موضع سقوطها
فأنكمشت بجسدها الصغير بعدmا تجعدت قسمـ.ـا.تها
آلماً ......ظن سليم أنها إبتعدت عنه لأنها لا تطيق لمسته.......ففجأة تحول الدفئ في عينيه الي قسوة وبرود آلمتها و.جـ.ـعلت جسدها الصغير يرتعد وقلبها يصـ.ـر.خ باكياً
اااه يا لك من أحمق زوجي العزيز.... أه يا معـ.ـذ.بي
لما كل هذا البرود والقسوة لما..... ماذا ظننت أظننت أني أكره لمستك
*********************
في المرحاض
وجدت قمر أن مؤشر المياه يشير لأعلي درجة حرارة وأيضاً يوجد الكثير من الصابون المسكوب علي الأرض فخرجت من المرحاض تسألها بهلع
قمر : إنتِ و.جـ.ـعتي يا مليكة
همهمت مليكة بخجل وهي تطالع سليم وكأنها تخبره سبب إبتعادها
مليكة : وأنا طالعة إتزحلقت
وتابعت بآلم كي يعلم سليم لما إبتعدت عنه
مليكة : ضهري واجعني
فهم سليم كل شئ وإتضحت أمامه الصورة بشـ.ـدة
طلب سليم من قمر أن تساعد مليكة علي إرتداء ثيابها بينما وقف هو خارجاً ينتظرها يقص علي ياسر ما حدث
إنتهت قمر فدلف الرجلان للداخل
أردفت قمر مضطربة
قمر : الموضوع كدة مش طبيعي..... يعني الصابون المدلوج والسخان إكده مش طبيعي واصل
فكرت مليكة أنها إذا أعربت عما يعتريها ستثير المشاكل في المنزل وهذا اخر ما تريده فقررت تحويل مسار الموضوع وهي تحاول أن تفسر الموضوع بصورة طبيعية
ولكن سليم لم يقتنع وخصوصاً بعد أن سمع حكاية الفتاة التي جائت تدعوها لرؤية مراد
تطلع الرجلان لبعضهما وكأنهما قد عرفا من الفاعل
فمن له مصلحة في أذية مليكة غيرها.... نعم هي
فاطمة..... قرر سليم ألا يمرر تلك الفعلة علي خير ولكن الأن سيقوم بأخذ مليكة للمستشفي
***********************
مرت الأيام في روتين طبيعي بين حدة عبير وفاطمة مع ملكية وبين محاولات قمر ووداد وخيرية لجعل مليكة تنسجم بينهما وتشعر بأنها وسط عائلتها
وما عزز موقفها هو موقف سليم بعدmا عادا من المستشفي
تتذكر حينها كيف دلف للداخل غاضباً وطلب أن يجتمع الجميع في صحن القصر من الخدm وأهل المنزل
وقف يصيح غاضباً
سليم: كلمة ومش هكررها تاني واصل وياريت تسمعوها وتوبجي حلجة في ودن الكل.....مليكة مرتي واللي يمسها يوبجي مسني أنا ومتفكروش إني مش دريان باللي بيوحصول.......أني عارف زين مين اللي عمل إكده وعارف ليه و وحيات اللي خلجني وخلجه ما هعديهاله
إرتعدت أوصال فاطمة كثيراً يومها حتي كادت أن تعترف ولكنها تراجعت في أخر لحظة
سألتها خيرية عن عائلتها فأخبرتها مليكة بالحقيقة دون ذكر أن والدها أخذ شقيقها وتركهما فأخبرتها أنه قد تـ.ـو.في في حادث ما هو وشقيقها
**************************
وبعد مرور عدة أيام
ملت مليكة من الجلوس الدائم وقلة الحركة فقررت النهوض والخروج للمروج الخضراء التي شاهدتها في طريقة
للقصر .....تمتع ناظريها قليلاً
بتلك الجنة الخضراء الخلابة التي لاطالما سمعت عنها......فنهضت وإرتدت ثيابها وطلبت من قمر أن ترافقها.......التي وافقت علي مضد فهي تعلم جيداً إذا علم سليم بالأمر فسيقــ,تــلها فوراً دون أن يرف له جفن.....فهو يغار علي مليكة كثيراً.....ومن الجلي تماماً الذي لا يلحظه هو بنفسه.......أنه يحب مليكة لا بل هو يعشقها.......ومن لا يحبها فهي فتاة رائعة للغاية
إرتدت مليكة ثيابها وخرجت الأخيرة ومعها قمر الي
الحقل .....بُهرت حقاً بتلك الخضرة رائعة الجمال وتلك المظاهر الخلابة التي تحيط بهم
أخذت الفتاتان تضحكان وتتحدثان كثيراً ولكن فجاءة وأثناء حديثهما سمعا صراخ طفل صغير
إلتفتا سريعاً في هلع ففزعا لما يحدث...... فقد شاهدا طفل يبدو في السابعة من عمره قد علقت إحدي قدmاه في أحد السواقي التي تقودها المواشي.....أخذ يتطلع ناحية تلك البهيمة التي قاربت علي دهسه بفزع صارخاً محاولاً تخليص قدmة الصغيرة قبل أن تدهسها تلك الماشية
شهقت مليكة بهلع وهي تركض ناحيته فقد كانت البهيمة علي بعد خطوات حقاً من دهس ذلك الصغير.......جثت علي ركبتها بسرعة فائقة لم تصدقها حتي هي...........خلصت قدmه العالقة وإحتضنته بكل قوتها.......فكان جسدها يمثل له درعاً بشرياً من ضـ.ـر.بات تلك الماشية الغاضبة
تلقت هي كل الضـ.ـر.بات من تلك الأخيرة المغمضة العينين........لم تعرف حتي لما فعلت هذا ....أ لأنها تخيلته مراد......أم هو قلب الأم..... حقاً لا تعلم
↚
كانت تتلقي ضـ.ـر.بات تلك الماشية بشجاعة غير معهودة غير عابئة بكم الألم الهائل الذي تشعر به في ظهرها.....يكاد يقــ,تــلها ........تتساقط دmـ.ـو.عها كالسيول في يوم شتوي ممطر في صمت تبتسم بهدوء لطمئنة ذلك الصغير الباكي بين ذراعيها
أخذت قمر في الصريخ والصياح حتي جائا ياسر وسليم علي صوتها -حقيقة لم يكونا هما فقط من حضرا بل جائت البلد بأكملها -شعر سليم بقلبه يغوص بأخمص قدmيه حينما رآها بتلك الهيئة فركض مسرعاً هو وياسر
أمسك ياسر تلك الماشية الرعناء........وحمل سليم زوجته الباكية التي بدأت تفقد وعيها من شـ.ـدة الألم
حدق فيها بقلق سمح له أن يطل من خضراوتيه
وهو يسمعها تهمس بأنين ناعم كما رنة نبرتها
مليكة: سليم....
تأمل قسمـ.ـا.تها المتآلمة للحظات.......لحظات تَعَرف فيها قلبه علي آلم ما ذاق مرارته يوماً
أخذها الي المنزل وخلفه سيارة ياسر ومعه قمر وذلك الطفل الصغير الذي لا يعرفون أهله
بعد دقائق معدودة كانوا قد وصلوا الي منزل العائلة
وبعد عدة محاولات نجح في حملها
فتأوهت بوَجع مزق قلب حديث الولادة في دنيا الحب وصعد بها لغرفتها........أسرع واضعاً إياها علي الفراش بحذر إنتفض قلبه وروحه مع صرختها إثر لمس الفراش لظهرها........فتشتت وما عاد يدري ما التصرف السليم وهو ينظر الي جميلته الباكية المتألمة.....لذا ترك العنان لزمام قلبه كي يتحكم
صعدت خلفه وداد وخيرية وبعض الخادmـ.ـا.ت وخلفهما عبير وفاطمة
لطـ.ـمـ.ـت وداد علي صدرها وشهقت بفزع حين رأت هيئة مليكة بينما تسللت إبتسامة خفية لثغر عبير
هتفت خيرية تسأل في قلق
خيرية : حوصل إيه يا ولدي مليكة فيها إيه
قص سليم عليهن ما حدث بتـ.ـو.تر وخـ.ـو.ف
تعالت شهقات الفزع وحقيقة لم يكن الخـ.ـو.ف والفزع وحده المسيطر بل كانت هناك بعض نظرات الفرحة
والإنتصار.... نظرات غل و شمـ.ـا.تة
نظرت لزهرة نظرات قلقة آمرة
خيرية: إدلي يا زهرة بالعَچل هتلاجي برطمان في أوضتي فيه دهان أخضر هاتيه
هبطت زهرة راكضة لأسفل
فأردفت وداد بقلق
وداد : دي محتاچة حكيم يا أمة....لازم يشوفها حكيم
إستطردت خيرية بهدوء
خيرية : الدهان دا هيريحها واصل متجلجوش
وإنت يا سليم لما تفوج تاخدها طوالي وتروحوا الوحدة وهناكة يشوفها حكيم
تأوهت مليكة من شـ.ـدة الآلم الذي تشعر به بظهرها وبدأت تبكي
جلس بجوارها ومد كفه نحو وجنتها ليمسدها بإبهامه بلطف وهو ينحني قليلاً ليهمس برقة أمام عينيها الباكية
سليم: إهدي حالاً هتبقي كويسة
أحاطها برفق بين ذراعيه........وفجاءة صرخ بجميع الخادmـ.ـا.ت كي يستعجلن زهرة
علي الرغم من كل ما تشعر به من آلم إلا إنها تمنت لو تلك اللحظة تدوم للآبد لو تبقي ولا تنتهي.......... لم تري سليم بهذه الحالة من قبل
كانت تمني ألا تخرج من بين ذراعيه أبداً.......أه كم تتمني لو تظل هكذا طوال العمر
صعدت زهرة لاهثة وناولت العلبة لخيرية
التي ناولتها بدورها لسليم آمرة إياه أن يضعه مكان الكدmة ثم إستدارت محدثة الجميع طالبة منهم أن يخرجن ويتركوهما
هم سليم بالإعتراض فهو لن يستطيع أن يقوم هو بوضع ذلك الدهان لها......ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة........فماذا سيقول.......أيخبرهم إنه يخشي من قلبه الأحمق .....أم
ماذا !!!
هبطت خيرية ومعها باقي السيدات وأغلقت خلفها الغرفة
فوقف هو مرتبكاً للغاية لا يدري ماذا يجب عليه أن يفعل
لم يعرف كيف همس بها برقة بالغة وحنان أشـ.ـد
سليم : حاولي تساعديني يا مليكة......وتنامي علي وشك وأوعدك والله كل حاجة هتبقي تمام
رأي عينيها تتألقان بأمل خلف ستار العبرات التي غشت عينيها قبل أن تحرك أهدابها صعوداً وهبوطاً موازياً لحركة إماءة خفيفة برأسها كما يفعل الأطفال.......ومن قال أنها ليست طفلة.......هي لا تزال تلك الطفلة التي تركها والدها في الثامنة من عمرها......التي وَأدت طفولتها عند ذلك العمر كي تجابه هذا العالم......كي تساعد والدتها وشقيقتها كيلا يتفرقا
إنفرجت شفتيه بإبتسامه قلقة....لا يعرف حتي من أين خرجت فكل ما يعرفه أنها خرجت بأمر حاسم من قلبه......وبعد بضع محاولات حثيثة....نجحت في الإستلقاء علي بطنها
أمسك هو بيده ذلك الدهان التي أعطته له جدته
ليمسد بها ظهر تلك المسكينة المتالمة
لكن..... كيف!!!!
ظل لبضع ثواني ينقل بصره بين البرطمان الذي بيده وبين مهجته المسجاه علي الفراش فإختل تفكيره ولأول
مرة.... لأول مرة سليم الغرباوي يجد نفسه غير قادراً علي إتخاذ قرار صائب
فتصلب كالأبله لايدري ما الذي يجب عليه فعله
أهه مكتومة صدرت منها..........جعلته يفيق من حالته الخرقاء تلك رفرف بأهدابه وزفر بهدوء وبطء وهو يفكر ويعد خطته
إزدرد ريقه وهو يعتدل في جلسته كي يتمكن من وضع ذلك الدهان.........ولكنه فشل قبل أن يبدأ
حين داهمته حقيقة أنها ترتدي إحدي فساتينها المزركشة فهذا يعني.... هذا يعني أنه سينكشف منها أكثر مما يستطيع تحمله ......إنقعد تفكيره.......وإزدادت تأوهاتها حتي أنها إمتزجت بالبكاء
فإزداد تـ.ـو.تره ووقف حائراً لا يدري ماذا يفعل
جاب ببصره بين ذلك البرطمان الممسك به وبين
فستانها ......إنطلقت منها صرخة خافته متآلمة لتبعثر شتات روحه
رفع فستانها في هدوء وهو يغض الطرف عما إنكشف منها بالضالين لينكشف وأخيراً ظهرها المرمري الذي غطته الكدmـ.ـا.ت الحمراء والزرقاء التي تلونت بالأخضر والأرجواني
زفر بعمق وجلس بجوارها في هدوء........أخذ جزءاً من ذلك الدهان وبدأ بتمسيده علي ظهرها بأصابع يده بخفه ورقة بالغتين تتنافيان تماماً معه
كان يسمع تأوهاتها تقل شيئا فشيئاً حتي هدأت تماماً فعلم أنها قد خلدت الي النوم
وضع عليها الفراش بهدوء وهبط للأسفل كي يعرف ماذا فعلوا بذلك الطفل الصغير
وحينما هبط للاسفل سألته خيرية بلهفة
خيرية : طمني يا ولدي كيفها مليكة دلوجت
أردف بهدوء
سليم : نامت يا حبيبتي متقلقيش
أردفت وداد في قلق
وداد: لما تفوج ياولدي تاخدها وتروحوا للحكيم علشان نتطمنو برضوا
أومأ برأسه في أدب ثم تطلع الي ياسر يسأل بصرامة
سليم: الولد دا عرفتوا فين أهله
إزدرد ياسر ريقه بتـ.ـو.تر بعدmا جاب ببصره كافة ربوع الغرفة......فإستاذن من الجميع وسحب سليم للخارج
ضيق سليم عيناه وسأل في توجس
سليم : في إيه يا ياسر
أردف ياسر مضطرباً في قلق
ياسر : الواد دا يوبجي.... ولد عاصم الراوي
إتسعت حدقتا سليم صدmة لما حدث وهتف بدهشة
سليم : إيه!!!
ياسر بجمود : كيف ما سمعت يا سَليم
سليم بدهشة : وإزاي يعني يدخل أراضينا
ياسر بحيرة : مخبرش كيف يا ود عمي.... ودا اللي هيچنني دا غير إن ابوه مچاش يسال عنيه لحد دلوجت
سأل سليم في توجس
سليم: طب وبعدين
أردف ياسر في هدوء
ياسر: مخابرش... أنا أصلاً ........
ولم يتما حديثهما حتي سمعا أصوات مرتفعة تأتي من الداخل
دلفا للداخل مسرعين
تطلع مهران بصدmة لذلك القادm نحوهم......تظهر عليه وبوضوح علامـ.ـا.ت السن
مهران : أمچد!!!
صاحت عبير غاضبة
عبير : إيه اللي چايبك هني عاد
صرخ شاهين بأحد الرجـ.ـال الرابضون بالخارج
شاهين : كيف يا بهايم إنتو تدخلوه إكده
تمتم الرجل بقلق
الرجل: جالنا إن حضراتكوا اللي رايدينه
هتف ياسر بهدوء
ياسر: خلاص يا عمي أنا اللي طلبت أمچد بيه
ذهل الجميع مما تفوه به ياسر ........أولا يعلم هذا الاحمق مدي تلك المشاكل بين العائلتين
هتف مهران بدهشة
مهران : كيف يعني يا ياسر
تمتم سليم بصرامة
سليم : خلاص يا عمي بعد إذنك
أمجد بهدوء : زي ما سمعت يا شاهين
أنا چاي إهنيه علشان أخد أمانه ليا عنديكوا
هتف به شاهين غاضباً بحنق
شاهين : أمانة كيف
امجد: حفيدي .....إهنيه عنديكوا
سألت عبير غاضبة بدهشة
عبير : كيف يعني !!!
نظر شاهين لزوجته كيلا تتفوه بأي حرف وتصعد لغرفتها فوضعت يدها علي فمها حانقة وهي تلعن وتسب داخلها
رمقهم سليم بنظرة صارمة وتحدث بحدة وجمود
سليم: خلاص يا چماعة كل واحد يتفضل علي اللي كان بيعمله......... أنا وياسر هنتصرف في الموضوع دا متشغلوش بالكوا بيه واصل
وكانت تلك الكلمـ.ـا.ت هي أمر واضح وصريح من سليم ليذهب الجميع وألا يتدخل أحد بينهم وبالفعل إنصرف الجميع اثر نظرات سليم الحذرة.......أشار سليم لأمجد ناحية الحديقة
سليم: إتفضل يا أمچد بيه ....هنجعد برة
أومأ أمجد برأسه موافقاً وتقدm المسيرة جلس الرجـ.ـال علي الطاولة الموجودة بالحديقة فإعتذر له سليم عما بدر من أهل المنزل
إبتسم امجد بود وأومأ له رأسه بهدوء
امجد: مفيش حاچة يابني........هما عندهم حق
أخذ سليم يتحدث ويقص عليه ما حدث.......وأمجد غير عابئ ألا بهذا الشبل الذي يشبه صديقه كثيراً
أااه كم إشتاق له.... فقد كانوا أكثر من الإخوة إمتلأت عين أمجد بالعبرات التي أبت أن تخرج
دmـ.ـو.ع الفراق.......الإشتياق.... والحـ.ـز.ن.....والألم أيضاً
لاحظ ياسر شروده فسعل سعله خفيفة كي ينبهه دون أن يحرجه......وبالفعل إنتبه امجد لحديث سليم الذي سرعان ما إنتهي وقد فهم منه أمجد ما حدث تماماً
فأردف بإمتنان واضح
أمجد: أنا مش عارف إشكركوا إزاي يابني......ولو ينفع كنت حابب أشكر مراتك بنفسي
لم يعرف سليم ما هذا الشعور بالنيران الذي إجتاحه فجاءة........أ هذه هي الغيرة......لالا إنه رجل كبير.... مما يغار... ولما قد يغار في الأساس وهي لا تُحدث لديه فرقاً
سليم بهدوء : إن شاء الله يا أمجد بيه بس هي حالياً نايمة
سأل أمجد بقلق
امجد: أخدتوها للدكتور يابني
طالعه سليم بغضب........لما يصر علي إغضابه
حسناً إهدا قليلاً إنه فقط يطمئن.......فهي من أنقذت حفيده
سليم بإقتضاب : لا لسة
تمتم أمجد بفخر
أمجد: إسمحلي يابني يعني لو مش هيبقي فيها مشاكل أنا مرات ابني دكتورة.......يعني لو تيجي تشوفها علشان نتطمن.......وأحس إني حتي رديتلها جزأ من جميلها عليا
تهللت أساير وجهه فرحاً فقد كان ما يغضبه إنه سيضطر الي إصطحابها لدي طبيب ذكر.......فهو يعلم جيداً أن المستوصف الموجود بالقرية ليس لديه عدد كبير من الاطباء
اردف سليم بفرحة خفية لاحظها ياسر الذي يشاركه نفس التفكير والمعتقدات
سليم : ياريت..........يعني لو مش هنتعبها
أردف أمجد فرحاً
أمجد : لا يا بني لا هتتعبها ولا حاجة دا شغلها
وبالفعل هاتف نورسين زوجة ابنه للحضور لمنزل
الغرباوي........الذي ظن أنه لن يدخله مرة أخري
*********************
في غرفة مليكة
كانت قد إستيقظت بالفعل علي بكاء مراد القلق الجالس بجوارها
مراد باكياً : مامي.... مامي
عمدت مليكة بكفها تمسح به وجنته الرقيقة وتبتسم له في وهن تطمئنه بأنها بخير
إبتسم هو ما إن رأي والدته قد فتحت عيناها وقبل رأسها يسألها بقلق
مراد : مامي إنتِ كويثة
أردفت باسمة بوهن
مليكة : الحمد لله يا حبيبي متخافش
دلفت قمر الي الغرفة ومعها أيهم......ذلك الطفل الذي لمس شغاف قلبها من الوهلة الأولي
إبتسمت له في حبور بينما كان يبكي....تألم قلبها لرؤيته يبكي بهذه القوة
قمر : كفاية بكي عاد أهي صاحية... وزينه كمان متجلجش
أردفت همس باسمة
همس : شفت مش جولنالك إن خالتي مليكة بجت زينه
أشارت مليكة له بالإقتراب باسمة في حبور
مليكة : تعالي يا حبيبي هنا
أقترب منها في هدوء وتردد
فعمدت مليكة بيدها لتمسح دmـ.ـو.عه برقة بالغة
مليكة بهدوء : بتعيط ليه
أردف باكياً بتأنيب الضمير
الطفل: علشان.......علشان أنا اللي خليتك تبقي تعبانة وتعيطي كدة
أردفت هي باسمة
مليكة: يا حبيبي أنا كويسة متخافش
ثم تابعت باسمة
مليكة: قولي بقي إنت اسمك إيه
الطفل : أيهم
إبتسمت بعدmا مسحت علي شعره في حنو
مليكة : ماشاء الله اسمك جميل زيك
تطلع لها أيهم ببراءة شـ.ـديدة وحاولت إبتسامة رقيقة أن تصل الي شفتيه في هدوء ثم سألها متوجساً
أيهم : يعني إنتِ مش زعلانة مني
مليكة باسمة : لا طبعاً يا حبيبي
ربتت قمر علي رأسه بحنو
قمر: بس متلعبش چمب البهايم تاني يا حبيبي
هز رأسه بحدة وتابع بخـ.ـو.ف وكره
أيهم: أنا بكرههم أصلاً
إبتسمت قمر علي فعلته وتمتمت باسمة
قمر: لا يا حبيبي متجولش إكده......إنت بس المرة الچاية تخلي بالك منيهم......وهما مش هيعملولك حاچة
أومأ رأسه باسماً بحبور بحركات وائمت حركة جفناه
أيهم : حاضر
بعد وقت قليل صعدت نورسين للأعلي ومعها وداد
أشرق وجه أيهم ما إن رأي والدته وركض إليها بإشتياق
أيهم: مامي
جثت علي ركبتيها لمستواه وإحتضنته هي بقوة وأخذت تقبله في هلع هاتفة به بقلق
نورسين: كدة يا أيهم تعمل كدة في مامي
تمتم ببراءة شـ.ـديدة
أيهم : يا ماما أنا كنت عاوز ألعب معاها بس إتلعبكت
(اتكعبلت )
ضحكت مليكة بوهن وألم علي كلمـ.ـا.ته
وكأن نورسين لاحظت وجود الناس حولها في تلك اللحظة
فنهضت بإحراج وتوجهت ناحية مليكة متمتمة في بأمتنان
نورسين: أنا مش عارفة أشكرك إزاي.... إنتِ رديتيلي روحي
إبتسمت مليكة بهدوء
مليكة : متقوليش حاجة........أيهم زي مراد بالظبط
وأنا معملتش حاجة والله.........أي حد مكاني كان هيعمل كدة
لم تعلم نورسين بماذا تشكرها فإكتفت بنظرات الإمتنان التي تشع من عينيها
نورسين: أنا دكتورة عظام.......وبابا كلمني علشان أجي أشوفك
أردفت قمر باسمة
قمر : هو إنتِ مرات ولد عمي أمچد
نورسين باسمة: أه
إضطربت مليكة قليلاً لدي سماعها الاسم فو يشبه اسم والدها ولكنها رحبت بها باسمة
طلبت قمر من أيهم وهمس ومراد الهبوط للأسفل واللعب سوياً حتي تتمكن نورسين من معاينة مليكة
قبل مراد والدته وهبط للأسفل في هدوء
ساعدا قمر ونورسين مليكة علي الإضطجاع علي بطنها وفحصتها نورسين برفق
نورسين: الحمد لله مفيش حاجة خطر
أهم حاجة بس تستريحي في السرير أطول فترة ممكنه ودول شوية مراهم مسكنة تحطيهم كل 4ساعات وبإذن الله تقومي بالسلامة
أردفت مليكة شاكرة إياها بشـ.ـدة
فتابعت هي باسمة
نورسين: علي إيه دا واجبي........وإعتبريه جزء من ديني
ترك سليم الرجلان سوياً ولم يشعر بنفسه إلا وهو أمام غرفتها
طرق الباب بهدوء ثم دلف للداخل وتنحنح
قمر باسمة : إتفضل يا سليم
أومأ رأسه بهدوء
سليم بقلق : إيه الاخبـ.ـار يا دكتورة طمنيني
طمانته نورسين علي حالتها كثيراً وأعطه نفس التعليمـ.ـا.ت التي أعطتها إياها منذ دقائق
أوما لها سليم.... وظهرت علي وجهه شبح إبتسامة إمتنان
سليم : شكراً
خرجا قمر ونورسين وتركاهما بمفردهما
أما بالأسفل فطلب أمجد من ياسر أن يوصله لحجرة الحاجة خيرية التي تهلل وجهها ما ان رأت ذلك العجوز الذي يذكرها بولدها الراحل
توجه ناحيتها مقبلاً يدها
فهتفت بحبور أمتُزجت به الدهشة
خيرية: امچد!!! كيفك يا ولدي
أمجد باسماً : الحمد لله يا امة انتي كيفك
اردفت هي بهدوء
خيرية: انا مليحة يا ولدي.........طمني عنك لجيت بتك عاد ولا لسه
أظلمت عينيه بأسي وعبست ملامحه
أمجد بأسي: لسة يا أمة.........لسة
خيرية بثقة : ربك هيعترك فيهم يا ولدي
هتلاجيهم وعن جريب........متجلجش ربك كريم عاد
تنهد بعمق
أمجد : يارب يا أمة.......يارب
عادت البسمة الي ملامحه سريعاً حين تذكر سليم
أشار الي الخارج بسعادة بالغة وهو يتمتم مستفسراً
أمجد : سليم.......سليم دا يوبجي ولد زين
أومـ.ـا.ت خيرية بفخر وسعادة
خيرية بفرحة : شبهه مش إكده
أردف بألم
أمجد : نسخة طبج الأصل عنه يا أمة
ثم تابع بأسي حـ.ـز.ناً لفقدان صديق عمره ورفيق دربه وطفولته
دلف أيهم للداخل باحثاً عن جده
برقت عيناها دهشة و سألت باسمة
خيرية: حفيدك يا امچد
حمله امجد بفخر وحب
امجد: أيهم......ولد عاصم
خيرية: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله ربنا يحميه ويحفظه ويبـ.ـاركلكوا فيه
***************************
في غرفة مليكة
سليم بجمود : بقيتي أحسن
همست بخفوت
مليكة : الحمد لله
وفجاءة دلفت عبير لغرفتهم تضـ.ـر.ب مثل الأعاصير القمعية تماماً صارخة بقهر
عبير : ملجيتيش إلا ولد الراوي اللي تلحجيه ردي عليا إنتِ عاوزة إيه بالظبط هاه.......جوليلي.....إنتِ مين مسلطك علينا
كانت مليكة مذهولة بما يحدث فهي لا تعرف ماذا يحدث وماذا فعلت هي لكل ذلك
وما زاد دهشتها هو اسم الرواي ولكنها ظنت أنه مجرد تشابه اسماء لا أكثر
وفجاءة أفاقت من دهشتها علي صوت سليم الهادر مثل الإعصار
إلتف لها بحدة وتحدث بصوت مرتفع للغاية حتي سرت رعدة بسيطة في أوصالها
سليم بغضب : عمتوووو
فزعت مليكة للغاية من نبرته بينما تابع هو بلهجته الصعيدية التي عشقتها هي حد النخاع
سليم بجمود : اللي حوصل حوصل........ومسمحش بأي شكل مالأشكال إنه أي حد........أي حد يتچرأ ويكلم مرتي بالطريجة دي........فاهماني
وقفت عبير مذهولة لا تكاد تعي ما يحدث حولها تحدق به كالبلهاء تماما.....أما مليكة فإرتعبت من نبرته حتي إرتعد جسدها الهزيل....ولكنها أيضاً أشفقت علي تلك المرأة كثيراً
فهمت بالتحدث لإنقاذ الموقف........ولكنها إبتلعت كل شئ وإنكمشت علي نفسها حين إلتف لها وبرقت عيناه رافعاً حاجبيه يطالعها بنظرة مخيفة وكأنه يخبرها تحدثي إذا جرؤتي......سرت علي إثرها القشعريرة في كامل جسدها
تابع سليم بنبرة أكثر حدة وإرتفاعاً
سليم مفهوم يا عمتي
أومـ.ـا.ت هي برأسها وخرجت من الغرفة بذهول
أما مليكة فقد كانت تتمني أن تنشق الأرض وتبتلعها قبل أن يفتك بها سليم فهي لم تراه غاضباً لتلك الدرجة....لقد شعرت بأدخنة تتصاعد من عينيه وأذنيه.........أو هكذا خيل لها
فتمتمت والكلمـ.ـا.ت تتعثر خـ.ـو.فاً علي شفتيها
مليكة : ا.. اااا.... أنا....
إزدردت ريقها في تـ.ـو.تر بالغ وتابعت بسرعة وإندفاع
مليكة: أنا أسفة لو كنت سببت أي مشاكل
للحظة فقط تأملها وهو يأخذ نفس عميق يخبرها
بنبرات غريبة عميقة لم تسمعها منه من قبل
مأخوذا بمظهرها الطفولي
سليم: محصلش حاجة يا مليكة
كان سليم يلعن نفسه بداخلة...أيها الأهوج...... الأحمق... هل ستترك لها الفرصة كي تظن أنها إستحوذت عليك.......أو حتي علي قلبك........ماذا ستفعل الأن........أ تتركها هكذا وترحل.....أخذت تطالعه بنظرات غريبة لم يستطع تفسيرها
فصرخ قلبه وبشـ.ـده
اااه من زرقاوتيكي أه......ألم يخبروكي مهجتي و وتيني أن في عيناكي حرب !!!و في داخلي ألف قتيل
أما هي فلم تنسي تلك الفرحة الأسيرة التي عانقت روحها وتلك الفراشات الوردية التي إنتشرت في ثنايا صدرها ولكنه صدmها كالمعتاد وأنزلها من معانقتها للنجوم التي كانت تسبح بها علي جذور عنقها لتصتدm بأرض الواقع بعدmا نفض عن عقله سحر عيناها وإستقام جزعه واقفاً يطالعها بجمود وتحدث بنبرات صارمة ممزوجة برعونة ساخرة كادت أن تقــ,تــلها
سليم : إنتِ أصلاً مبتعمليش أي حاجة غير المشاكل ولسة هنتكلم ونتحاسب بس بعدين مش دلوقتي
خرج وتركها........غير عابئ بكم الألم الذي سببته كلمـ.ـا.ته.......خرج ولم يعطها حتي فرصة الرد أو الدفاع عن نفسها
إنهمرت الدmـ.ـو.ع من زرقاوتيها معلنة آلم قلبها الذي أصبح لا يحتمل......لما يفعل معها هكذا
أخذت تبكي بألم واضعة يدها علي قلبها عساها تهدأ من هذا الآلم الذي تشعر به قليلاً
إبتسمت بسخرية ولما تبكي من الأساس آليست هي القوية.......نعم ولكنها القوية التي دائماً ما توردت الحياة علي إتسامتها الباكية !!
↚
في منزل الراوي
عادت نورسين ومعها أيهم للمنزل
شاهدهم عاصم قادmون سوياً فإعتراه القلق
فهتف يسأل بقلق
عاصم : كنتوا فين يا بابا
إبتعدت نورسين عنه بغضب شـ.ـديد حاملة أيهم وصعدا سوياً
صاح به أمجد بغضب
أمجد : إنت إيه يا بني آدm.........إنت مش كنت واخد أيهم معاك علشان تفرجه علي الأرض
أردف هو مؤكداً
عاصم: أيوة يا بابا بس جالي مكالمة شغل وسبته مع حميده وبعد كدة لما ملقتهمش إفتكرهم رجعوا البيت هو إيه اللي حصل
صاح به أمجد غاضباً
أمجد : يا أخي ملعون أبو الشغل..........إبنك كان هيروح فيها لولا مرات سليم الغرباوي الله أعلم كان إيه اللي هيحصل
برقت عيناه دهشة وأردف بهلع
عاصم : إيه !!
تمتم أمجد بيأس
أمجد: ما إنت كل اللي همك الشغل..........إطلع إطلع يا ابني شوف مراتك وابنك
هم عاصم بالرحيل فأوقفه أمجد بنبرة غريبة لم يعتدها هو منه
أمجد: خلي بالك يا عاصم قبل ما كل حاجة تروح منك
صعد عاصم لغرفته قلقاً
فوجد طفله يلعب بالغرفة علي حصانه الخشبي ونورسين في المرحاض
حمله عاصم محتضنا إياه بقوة .....علي الرغم من عشقه للعمل الا إنه يعشق أطفاله......فهم فلذات أكباده غير أنهم ثمرة حبه هو ونور عيناه.......مهجة قلبه.... نورسين
وبعد دقائق خرجت نورسين من المرحاض فسألها وهو لا يزال حاملاً أيهم
عاصم: إيه اللي حصل يا نور
تطلعت له بألم وتمتمت بخفوت
نورسين : الحمد لله
أردف متسائلاً في قلق
عاصم: بابا بيقول إن مرات سليم الغرباوي لحقت أيهم........من إيه ؟!!
أردف أيهم بعدmا إنكمشت ملامحه إستياءً
أيهم: من البقرة يا بابا كانت هتدوس عليا بس طنط.....
قاطعته نورسين حازمة
نورسين : لو سمحت إقفل علي الموضوع علشان أيهم والحمد لله المهم إنه بخير
ساد بينهم صمت خانق لعدة ثواني
وكالعادة لم يكـ.ـسر هذا الصمت إلا صوت رنين هاتفه بإحدي مكالمـ.ـا.ت العمل خرج هو مجيبا عليه.......فوقفت تطالع مكان رحيله بألم.....كم كرهت عمله...........كم إشتاقت لعاصمها القديم..... إشتاقت لمحبوبها القديم....أميرها الساحر كما كانت تدعوه
*************************
في المساء
إستيقظت مليكة من نومها علي صوت صراخ ما بالأسفل لا تدري مصدره.......تملل مراد في نومته فدثرته جيداً بالغطاء وحاولت النهوض كي تري ماذا يحدث بالأسفل
أما في الأسفل
صاح شاهين بغضب هادر
شاهين : يعني هي مرتك ملجتش غير ولد الرواي اللي تلحجة.......رد عليا.....بعد كل الزمن ده أمچد الراوي يدخل بيتنا بكل بچاحة إ كده عادي وأكنه محصولش حاچة منه جبل سابج.......وأكنه صاحب بيت.......وكان كل المشاكل الجديمة دي إختفت
وقفت وداد تتألم لما يفعله شاهين فما ذنبها تلك الفتاة كي يفعلوا معها كل هذا.........من أين لها أن تعرف كل تلك المشاكل ففي الصباح زوجته والأن هو......أما فاطمة و عبير فوقفتا يتشفيان في مليكة التي اصبحت لا تفعل شئ سوي جلب المشاكل
هم سليم أن يجيبه حتي أجابته خيرية التي صرخت بغضب في شاهين
خيرية : شاهين .....واضح إنك نسيت عاد
أمچد الرواي كان إيه وهيوبجي إيه...... وإذا كنت إنت مش راضي بدخوله فهو لساته عندي زي زين الله
يرحمه..... وأوعاك تنسي..... أوعاك يا شاهين تنسي إن البيت دا هيفضل مفتوح لكل خلج الله طول ما أنا لساتني عايشة وفيا النفس سامعني
جز علي أسنانه بغضب ورمقها بإستياء شـ.ـديد ثم صعد الي غرفته كالإعصار الهادر
قابل مليكة في طريقه للأعلي فرمقها بكره بالغ وتمتم بإزدراء
أهلاً ببـ.ـنت البندر..... بالحية اللي عماله تنشر سمها من ساعة ماچت..... نجول إيه مهو العيب مش عليكي العيب علي اللي رباكي
أظلمت عيناها غضباً والماً
لما..... لما يستمرون دائماً في إيلامهاً بتلك الطريقة..... لما يستمرون بإهانتها هكذا ......لما لا يصمتون فقط....هي حتي لا تمتلك من يدافع عنها....نعم لم تمتلك اب أو اخ .....لم تحصل عليهم .....حتي والدتها رحلت هي الأخري وتركتها
لما يستمرون بقــ,تــلها هكذا......ولكنها تمتمت بأنفه وغضب
مليكة: قول اللي حضرتك عاوزه عليا أنا.........إنما مسمحلكش بأي شكل من الأشكال إنك تهين عيلتي
رفع شاهين يده كي يصفعها علي جرأتها هذه
فصرخ به سليم ما إن شاهده وتوجه ليقف أمام زوجته موقفاً يده ..... شعرت مليكة وقتها بالأمان
نعم فلأول مرة منذ وقت طويل تشعر بأن لها سنداً
تشعر بإنها تحت حماية شخصاً ما.......... بأن لا أحد يستطع أن يؤذيها طالما هو موجود
سليم: عمي....... إلزم حدودك....أنا ساكت علشان إنت عمي بس أقسم بالله اللي يمد إيده علي مرتي مش هجطعهاله بس لا دا أنا أمحيه من علي وش الدنيا
رمقه شاهين بغضب ورحل كالإعصار تماماً.....أما سليم فترك مليكة وخرج من المنزل بأكمله
صعدت لغرفتها بألم وهي تكاد تختنق و.جـ.ـعاً والماً
هي حقاً لم تسبب شئ سوي المشاكل منذ أن قدmت لهذا المنزل..... ولكنه لا يحق لأي أحد مهما كان أن يهين والديها.......هم لا يعرفون أي شئ عنها أو عنهم
إنهمرت دmـ.ـو.عها بصمت متألمة حتي إستيقظ مراد
عنـ.ـد.ما شعر أن والدته ليست الي جانبه
جلس علي الفراش وأخذ يفرك بعينيه كي يزيح أثر النوم.........جاب ببصره في الغرفة باحثاً عنها
حتي وجدها تجلس في الشرفة
توجه إليها فوجدها تبكي فسألها في قلق
مراد: مامي بتعيطي ليه مين زعلك
جففت مليكة دmـ.ـو.عها وتمتمت باسمة في ألم
أه يا طفلي العزيز وحدك أنت من تفهمني وتشعر بي في هذه الدنيا
ثم تابعت باسمة
مليكة: مفيش حاجة يا حبيبي متخفش أنا كويسة
مراد: لا يا مامي إنتِ بتعيطي.......أنا ثفت دmـ.ـو.عك
إحتضنته مليكة وتابعت بألم
مليكة: لا يا حبيبي مش بعيط أنا بس بابايا ومامتي وحشوني
إحتضنها مراد وتابع ببراءة
مراد: بثي يا ماما علثان هما لاحوا عند لبنا ومث هينفع نلجعهم تاني فإعتبليني أنا باباكي إيه لأيك
دmعت عينا مليكة علي برائته وإحتضنته بقوة وهي تتمتم
موافقة......صعدا لها وداد وقمر وخيرية ليجلسا معها قليلاً
وإعتذرت منها خيرية كثيراً علي ما فعله زوج ابـ.ـنتها متعلله بغضبة الهادر من أمجد الراوي
***************************
في صباح اليوم التالي
وبعد تناول الطعام
ذهب الرجـ.ـال لأعمالهم وجلست السيدات سوياً
يثرثرن حتي ولجت زهرة إليهم تخبرهم بقدوم نورسين لتطمئن علي مليكة.......إبتسمت مليكة وطلبت منها أن تُدخلهم......دلفت نورسين باسمة ومعها أيهم وجوري طفلتها ذات الثلاث أعوام
نورسين: صباح الخير
أردفت هي باسمة
خيرية: صباح النور يا بنيتي إتفضلي
دلفت تمشي علي إستحياء وجلست بجوار مليكة وقمر وسألت مليكة عن حالها فاجابت باسمة بحبور
مليكة : الحمد لله يا حبيبتي بقيت أحسن كتير
إبتسمت خيرية لتلك الطفلة التي تحملها
خيرية: بتك يا بنيتي
إبتسمت نورسين وأومأت برأسها في هدوء
نورسين: أيوة يا طنط جوري
ثم ناولتها لخيرية التي أخذت تعوذها من أعين الحاسدين
خيرية : اسم علي مسمي
إبتسمت نورسين في هدوء
أردفت قمر باسمة
قمر : طبعاً أكيد هتطلع لأمها
تمتمت نورسين بخجل
نورسين : الله يخليكي يا قمر أنا حلوة كدة
أومأت مليكة باسمة
مليكة : طبعاً يا حبيبتي
تمتمت وداد بدهشة
وداد: ت عـ.ـر.في يا مليكة حاسة أنها شبهك جوي
ضحكت مليكة بأدب وأردفت بلباقة
مليكة: بقي أنا بالحلاوة دي
إبتسمت نورسين بهدوء
نورسين : بابا بيقول إنها تشبه جدتها وعمتها الله يرحمها
أجفلت خيرية وتمتمت بأسي
خيرية: الله يرحمها
طلب مراد من والدته أن يأخذ جوري كي يلعب معها فوافقت نورسين مرحبة بعدmا طلبت منه أن يعتني بها أما أيهم فأخذ همس من يدها وخرجا ليلعبا سوياً
بعد وقت قصير وصلا سليم وياسر المنزل
فشاهدا سيارة غريبة عن منزلهم زم ياسر شفتيه بحيرة وهو يتمتم بدهشة
ياسر : عربية مين دي يا عم عباس
جفل عباس ورفرف بأهدابه مرتبكاً فهو لا يدري ماذا يخبره
عباس : دي....دي......دي عربية من بيت الراوي
سأل ياسر بدهشة
ياسر : مين من بيت الراوي إهنه يا عم عباس
أردف مضطرباً
عباس : دي الست الدكتورة مرت عاصم بيه بتطمن علي الست مرت سليم بيه
أسبل ياسر جفنه وتنهد بأريحية وتمتم بهدوء
ياسر: ماشي يا عم عباس
أنهي سليم هاتفه فالتفت يسأل ياسر
سليم: عربية مين دي
ياسر: دي عربية مرت عاصم چاية تطمن علي مرتك
أومأ سليم بهدوء ودلفا سوياً للداخل
حمحم الرجلان قبل الدخول فعدلت السيدات من حجابهن
إستطرد سليم مرحباً
سليم: أهلاً بيكي يا دكتورة
نورسين : أهلا يا أستاذ سليم
تمتم ياسر يسأل بدهشة بعدmا رحب بنورسين
ياسر: أمال فين همس عاد أني مش شايفها
أجابته وداد بتلقائية
وداد : هتلاجيها برة مع أيهم ومراد بيلعبوا
حدق بهم ياسر بصدmة..... مع من... أيهم ومراد
رفر بغضب وتمتم بداخله
ياسواد السواد يا ياسر
إبتسمت قمر ما إن رأت معالم زوجها فهي تعرف جيداً أنه يغار عي طفلته ولا يحبها أن تلعب مع أياً من الذكور وإتسعت إبتسامتها حين رأته يُهرول للخارج كي يأخذها
وجدها ياسر تقف أمام أيهم الذي أخذ يؤنبها غاضباً
أيهم: مش أنا قولتلك إمبـ.ـارح لما نلعب بلاش فساتين وتلبسي بنطلون
أردفت همس بضيق
همس : أيوة أني عارفة بس أني مكنتش أعرف إنكوا چايين وبعدين أني قاعدة في بيتنا يعني عادي ومفيش حد غريب يعني
إلتفت أيهم ناحية مراد مشيراً في حرد
أيهم: يا سلام ومراد
ضحكت همس بطفولية علي حماقته
همس: مراد دا عيل صغير
أردف أيهم بحزم
أيهم: برضوا يا همس متلبسيش فستان تاني و إنتِ بتلعبي
عقد ياسر ذراعيه باسماً يبدوا أن هذا الولد سيصبح رجلاً حازماً في يوم ما ولكن وإذا فهو لن يترك طفلته هكذا
تمتمت همس بضيق وهي تلتفت للناحية الأخري
همس: يوووه
شاهدت والدها فركضت نحوه باسمة محتضنته إياه
حملها ياسر وتابع بضيق
ياسر: إحنا قولنا إيه عاد يا همس
أردفت هي ببراءة
همس : إيه يا بابا
تابع هو متبرماً
ياسر: مش جولنا مفيش لعب مع الولاد
همت بالإعتراض فأوقفها قائلاً بحزم
ياسر: من غير يا بابا إنتِ تلعبي إنتِ والصغننة والولاد يلعبوا سوا
أردف أيهم بثقة
أيهم : سيبها يا عمو تلعب معانا ومتخفش هخلي بالي منها
تطلع له ياسر بضيق وتمتم بغضب يا خرابي علي المرار الطافح اللي أنا فيه
وتابع باسماً بنزق
ياسر: لا يا حبايبي الولاد مع الولاد والبنات مع البنات
يلا يا همس زي ما جولتلك
زفرت همس بضيق وأخفضت رأسها بأسي وتمتم
همس: حاضر
ثم حملت جوري ودلفا سويا للداخل
************************
بعد الغداء كان سليم لا يزال علي حالته منذ الأمس يتجاهل مليكة تماماً فقط يلهوا مع مراد وهمس
قررت أن تنتظر حتي يصعد لغرفتهم ومن ثم تشكره لمدافعته عنها وتعتذر منه إن كانت سببت إية مشاكل......وبالفعل ما هي إلا دقائق حتي شاهدته يصعد للأعلي فصعدت خلفه في هدوء
شاهدها سليم تقف عند الباب وهي تفرك في يدها وكأنها تريد أن تقول شيئاً...... لم يعرف لما أحب مظهرها هكذا فهي ولأول مرة تظهر جانبها الهادئ الضعيف أمامه لذلك قرر ألا يعيرها إهتمام حتي يري ماذا ستفعل
شاهدته مليكة وهو يرمقها بعدm إهتمام فجفلت لتلك البرودة التي سرت في أوصالها حقاً إنه قادر وببراعة علي أن يجعل من أمامه يشعر بمدي صغره وحقارته
هتفت به في خفوت وبحة
مليكة : سليم
إرتفع وجيفه بنبض غريب عنه و رفرف بأهدابه ما إن سمعها تنطق اسمه بتلك البحة وكأنه يسمعه لأول مرة......... محدثاً نفسه بتيه
لم أكن اعرف أن لاسمي بين شفتيكي إيقاع خاص يخلق بقلبي نبضاً لم يكن
ولكنه قرر ألا يعيرها إنتباه
زفرت بحنق حينما رأته يبتعد وكأنه لم يسمعها
فتوجهت إليه ووقفت أمامه تتمتم بحزم
مليكة : سليم
أجابها بعدm اهتمام
سليم : نعم
فركت يدها بتـ.ـو.تر ونظفت حلقها بخـ.ـو.ف
مليكة : أنا عاوزة أشكرك لأنك دافعت عني إمبـ.ـارح
وعاوزة أعتذر عن أي حاجة سببتها
ولكن كيف يصمت بسهولة......
(لازم يعملنا سبع رجـ.ـا.لة في بعض ويسم بدن البنيه 😑😓😒)
صاح بها بكلمـ.ـا.ت تقطر إستحقاراً من بين شفتيه
سليم : أنا معملتش كدا علشانك عملت كدة علشاني..... يعني علشان متفتكريش إني خايف عليكي ولا حتي مهتم.......وعلي فكرة عمي شاهين كان عنده حق إنتِ أكيد لو اهلك كانوا ربوكي مكنتيش هتبقي كدة بس واضح إن العيب فعلاً عليهم
لم تدري متي وكيف رفعت يدها إلا حينما شعرت بها تستقر علي وجنته التي إشتعلت كما إشتعلت عيناه تماما بالغضب
فوضعت يدها علي وجنتاها وثارت زرقاوتيها تماماً كموج البحر في يوم شتوي عاصف وهتفت به في غضب عارم
مليكة: أنا عمري في حياتي ما غلطت في أي حد
ومش هسمحلك يا سليم إنت ولا أي حد إنكوا تغلطوا في أهلي...... محدش فيكوا إتعامل معاهم ولا يعرفهم علشان تغلطوا فيهم
رمقته بنظرة نارية وهتفت به بإشمئزاز
ومعتقدتش من الرجولة أبداً إنك تغلط في ناس مـ.ـيـ.ـتين
لم تعرف حتي من أين واتتها كل تلك الجرءة التي تتحدث بها ولكنها علمت أنها أقترفت خطأً فادحاً حينما رأت عيناه اللتان تقدحان شرراً......فأمسك ذراعيها بقوة وأخذ يهزها بعنف صارخاً بها بغضب ناري تماماً كخصلات شعرها التي تحررت من حجابها وكأنها تستعطفه أن يتركها
سليم: أعتقد إني حذرتك قبل كدة من إنك تمدي إيدك
خرجت منه صرخة هادرة وائمت هزة قوية منه جعلتها تنتفض كمن صعقتها الكهرباء
لم تعلم لما لم تبتلع لسانها الأرعن الذي سيؤدي بحياتها الأن وتصمت...... ألا ت عـ.ـر.فين طفلتي أنه ليس من الحكمة تماماً إستفزاز الأسد الغاضب في عرينه
رفعت عيناها بعينيه وتمتمت بتحدي
مليكة: وأعتقد إنك سمعتني إمبـ.ـارح وأنا بقول مش هسمحلك ولا همسح لأي حد في الدنيا يغلط في عيلتي
صعق من شرارة التحدي المضيئة في عيناها والتي تتنافي تماماً مع إرتعادة جسدها الهزيل
ولكنها أعجبته...... نعم أعجبته........ لن يكذب هو يعشق مدافعتها عن الحق حتي ولو كان علي حساب سلامتها
وفجاءة وجدت يده ترتخي من الإمساك بكتفيها وترك الغرفة بأكملها كالإعصار
↚
إستيقظت مليكة من نومها علي صوت طرقات علي الباب
أدخلت قمر رأسها من الباب باسمة
قمر: ممكن ادخل
أردفت مليكة باسمة
مليكة : إتفضلي يا قمر
شاهدت قمر عيناها المنتفختان إثر البكاء
قمر: صباح الورد علي عيونك يا مليكة
فتمتمت باسمة
مليكة : صباح الخير يا حبيبتي
قمر: هاه نمتي زين
أومأت مليكة برأسها باسمة
قمر: أنا جيت علشان أحطلك الدوا وبعدين أخدك وننزل تحت علشان الحاجة عاوزة تشوفك
وبالفعل وضعت لها قمر الدهان ثم جلست الي جوارها وهي تربت علي يدها بحنو
قمر: أنا عرفت اللي حوصل إمبـ.ـارح من عمتي عبير
زفرت مليكة بأسي ولم تعلق فأردفت هي
قمر: بصي يا مليكة غير كل المشاكل اللي بين العيلتين.....عمتي عبير كانت المفروض توبجي هي مرت عمي أمچد
إتسعت حدقتا مليكة بصدmة فأومـ.ـا.ت قمر رأسها مؤكدة
قمر: اللي كان سبب المشاكل بين العيلتين هو إن عمتي عبير وعمي أمچد كانوا لبعض من صغرهم.........بس يعني عمي أمچد حب واحدة تانية وإتچوزها......وطبعاً لما العيلتين عرفوا حوصلت مشاكل عويصة لأن دي إهانة لعيلة البـ.ـنتة بس الوحيد اللي كان بيتصرف بعجل هو عمي زين الله يرحمه لأن عمي أمچد كان صاحبة وهو جاله حتي جبل ما يتچوز طبعاً عمتي عبير جعدت فترة حزينة وبعدها قررت إنها هتتچوز علشان تنتجم من عمي أمچد وكأنها بتجوله إنه مش فارج معاها واصل علشان أكده هي أكتر واحدة شايلة من عيلة الرواي
أما مليكة فلم تكن تسمتع لنصف ما قالته قمر لكن هذا لا يـ.ـؤ.لمها فكل ما يـ.ـؤ.لمها هو كلمـ.ـا.ت سليم التي تفوه بها بالأمس
فأردفت باسمة بخفوت
مليكة : مفيش حاجة يا حبيبتي
قررت قمر أن تخفف عنها وتمازحها قليلا ً
فلكزتها بخفة وهي تغمز بإحدي عينيها الكحيلتين
قمر: مكنتش أعرف إن بركاتك واصلة إكده
فغرت مليكة فاها بعدm فهم وهي تسأل
مليكة: يعني إيه مش فاهمة
قمر: جصدي علي سليم....أنا عمري ما شوفته إكده واصل
إمبـ.ـارح كان شايلك وبيصـ.ـر.خ في الكل زي المچنون.....ولما سمعك وإنتِ بتبكي حـ.ـضـ.ـنك چامد وفضل يزعج
إتسعت حدقاتها فعلي الرغم من وجودها ورؤيتها لكل ما حدث إلا أنها شعرت بالصدmة إثر كلمـ.ـا.ت قمر
فسألت ضاحكة
قمر : مالك تنحتي إكدة ليه
أردفت مليكة المضطربة بتـ.ـو.تر
مليكة : هاه لا مفيش حاجة
قمر بهدوء : بصي يا مليكة.......أني عارفة ومتوكدة كمان إن حكايتك إنتِ وسليم غريبة واصل معرفش كيف ولا ليه عاد بس أني متوكدة من إكده واللي متوكدة منه كمان إن عشجه ليكي باين في عينه يا مليكة
ضحكت مليكة بسخرية شـ.ـديدة داخلها
ااااه لو ت عـ.ـر.فين عزيزتي عمن تتحدثين... فلو بيده هذا العاشق المتيم لقــ,تــلني منذ أزل..... لو ت عـ.ـر.في كيف يشعر
تجاهي ........ولكنها قررت الصمت
(وااه إنتِ اللي هبلة ومت عـ.ـر.فيش حاچة واصل😂💔✋)
بعد وقت قصير سمعا طرقاً علي الباب
عدلت قمر من وضعية حجابها فدلف سليم للداخل يخبر مليكة بالإستعداد كي يعودا للقاهرة
زمت شفتاها بضيق وتابعت
قمر: ليه عاد يا سَليم إنتو ملحجتوش تجعدوا معانا
أردف هو باسماً بأدب
سليم: معلش بقي يا قمر إن شاء الله نجيلكوا تاني
أردفت هي بأسي
قمر : هنتوحشكوا
إحتضنتها مليكة التي كادت تبكي فقد أحبت قمر وبشـ.ـدة
مليكة: وإنتِ كمان والله يا قمر هتوحشيني أوي
هبط سليم لأسفل وأعدت مليكة حقائبها بمساعدة قمر ثم تبعته مليكة.........عادوا الي القاهرة بعد وداع حار ودmـ.ـو.ع ووعود علي العودة مرة أخري
***************************
مرت أيامهم بروتينيها الطبيعي حتي جائتهم مكالمة هاتفية في مساء أحد الأيام من زوج عائشة المذعور تفيد بإبلاغهم بأن عائشة تضع طفلها الأن
هبطت مليكة المرتبكة من غرفتها تبحث عن سليم ومراد الذي ما إن شاهدها حتي ركض نحوهاهاتفاً بفرحة
مراد : مامي إنتِ ثحيتي
حملته باسمة بعدmا لاحظ سليم إرتباكها الشـ.ـديد فهمس بقلق
سليم: مالك يا مليكة في إيه
تلعثمت الكلمـ.ـا.ت علي شفتيها فرحة.... تـ.ـو.تراً وإرتباكاً
مليكة: عائشة.... عائشة بتولد .....وأنا....
تمتم سليم بهدوء بالغ
سليم: طيب واقفة مستنية إيه يلا البسي علي مالبس ونروحلها
صدmت مليكة فوقفت تحدق به وكأنه يملك سبع رؤوس.......هي حقاً لن تنكر أن زوجها وكما عاهدته هي في الأيام الماضية هو رجل شهم للغاية......وكيف لا
يكون...... هل نسيت تلك الحمقاء كم هو صعيدي.....نعم رجل صعيدي بحق يعرف الواجب والأصول حق المعرفة ولكنها لم تتخيل أن يكون هو البادئ
حملت مراد وصعدا سويا للأعلي
مط مراد شفتيه مفكراً وهو يطالع والدته بحيرة
مراد: مامي هي خالتو شوشو هتجيب النونو
تسللت إبتسامة عـ.ـذ.بة الي ثغرها ما إن رأت كتلة البراءة المتحركة هذه وتمتمت بداخلها
أه كم اتمني أكلك صغيري
ضحكت بخفة وتمتمت باسمة
مليكة : أيوة يا روح قلب مامي وعيون مامي من جوة خالتو شوشو هتجيب نونو
إدعيلها يا مراد قول يارب خالتو تبقي كويسة هي والبيبي
هتف داعياً بسعادة
مراد : ياربي يا مامي ياربي
إحتضنته مليكة بقوة وهي تقبله ......لا وللحقيقة تلتهمة
ثم تابعت بجدية
مليكة: مراد يا روحي هتقعد مع دادة أميرة وأوعي تغلبها
تفخ مراد وجنتيه بغضب طفولي بالغ وتمتم بضيق
مراد: عيب أثلاً يا مامي تقولي كدة لملاد علثان هو بقي راكل كبير خلاث ....بابي قالي كدة
سألته بدهشة
مليكة : قالك ايه يا عيون مامي
مراد: بابي قالي إن ملاد راكل كبير وثاطر وبيثمع الكلام لوحده
إحتضنته مليكة بقوة وقبلته بحنان
مليكة: أيوة يا روح مامي دادي عنده حق
بعد وقت قليل وصلا مليكة وسليم للمستشفي
فصعدا لغرفة عائشة بعدmا سأل سليم موظف الإستقبال عن مكان غرفتها
ركض محمد ومعه ندي ناحيتهما التي إحتضنت مليكة ما إن رأتها
تمتمت مليكة تسأل بتوجس
مليكة: خير فين عائشة
همس بقلق
محمد: لسة جوة
↚
تمتمت مليكة بهدوء محاولة في أن تجعله يطمئن
مليكة : إن شاء الله خير
أخذتها مليكة بين أحضانها وجلست في هدوء ظاهري بينما القلق يكاد يفتك بها فهي تخاف جدا ًمن هذه المرحلة.........مرحلة الولادة
نعم تخاف كثيراً بعدmا فقدت صغيرتها تلك التي لم تستطع حتي رؤية طفلها.......وافتها المنية بالداخل نتيجة هبوط حاد بالدورة الدmوية
تجمعت الدmـ.ـو.ع في عينيها بعدmا نفضت من عقلها كل تلك المشاهد والأفكار السوداء.....لازالت تتذكر جيداً كيف مـ.ـا.تت شقيقتها فجاءة.......لازالت تتذكر كيف أخبروها الأطباء أن صغيرتها قد وافتها المنية بكل هدوء وكأنه شئ عادي.........تذكرت أنها مـ.ـا.تت حتي قبل أن تودعها
مسحت دmعة هاربة هبطت من محيطها وضمت ندي الي أحضانها جالسة تدعوا الله في صمت
جلس محمد علي كرسي الي جوارها وهمس بهدوء
محمد: الله يرحمها إدعيلها يا مليكة وإدعِ لعائشة ربنا يطلعها بالسلامة
إبتسمت مليكة بآلم وتابعت بصدق
الله يرحمها
بعد وقت قصير سمعا صوت صراخ الطفل
فهبت واقفة بعدmا تهللت أساريرها
خرجت الممرضة من غرفة عائشة تحمل الرضيع بين يديها
هتفت ندي في سعادة وحماس
ندي: النونو
توجه الجميع لرؤية الطفل الذي حملته مليكة بين يديها
مليكة: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله
إقترب محمد من صغيره وصديقنا يكاد ينفجر غضباً وغيرة لرؤيته لهذا الرجل يقترب من مليكة بهذا القدر وزين له الشيطان الكثير والكثير من التخيلات أ كانت معه هو الأخر........ أ هو من ضمن رجـ.ـالها الكثر
إعتصر قبضة يداه حتي إبيضت مفاصله
سألت مليكة في حماس
مليكة : هتسموه إيه
أردف محمد باسماً
محمد: أنا وعائشة كنا متفقين لو ولد هنسميه عبد الرحمن
أردفت هي باسمة بحبور
مليكة : حلو أوي
ناولته طفله فحمله منها محمد وبدأ في تلاوة الآذان في أذن الصغير والتكبير فيهما
بعد وقت قصير إستفاقت عائشة فذهبوا إليها جميعاً
ربتت مليكة علي يدها بحنو
مليكة : حمد لله علي السلامة يا شوشو
إبتسمت بوهن وتابعت بخفوت
عائشة: الله يسلمك..... فين عبد الرحمن عاوزه أشوفه
دلف محمد حاملا طفله......طابعاً قبله حانية علي جبهة زوجته فرحاً بسلامتها وسلامة طفلها
محمد: حمد لله علي سلامتك يا حبيبتي
همهمت هي بوهن
عائشة :الله يسلمك يا حبيبي
ثم ناولها طفلها
طرق سليم الباب في خفوت ودلف غاضاً بصره متمتماً بصوته الأجش في هدوء
سليم: حمد الله علي سلامتك يا مدام عائشة
عائشة بأسف : الله يسلمك يا أستاذ سليم معلش بقي تعبنا حضرتك
أردف هو باسماً بأدب
سليم : لا أبداً مفيش حاجة وحمد لله علي السلامة مرة تانية
جلس بالخارج برفقة ندي يجلس علي جمراً مستعراً يأكل قلبه وعقله حتي استحاله رماداً
وبعد وقت قصير خرجا محمد ومليكة من الغرفة يمزحان بهدوء.......وكأنها كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير.......فهب سليم واقفاً متمتما ببعض الكلمـ.ـا.ت يعتذر فيها من محمد ويستأذنه بالرحيل ثم سحب مليكة من يدها عنوة وتوجها ناحية السيارة
كانت تتألم بشـ.ـدة من قبضته الممسكة بيدها وطلبت منه كثيراً أن يترك يدها ولكن لا حياة لمن تنادي فقد كان مغيباً تماماً عنها ......لم يكن يسمعها حتي .......وما إن وصلا حتي دفعها للداخل بعنوة
فلتت منها صرخة ألم إثر إرتطام رأسها بالزجاج
أما هو فركب جوارها وعيناه تكاد تنفجر حنقاً منها
وغضباً لفعلتها.......أما قبضته فإبيضت إثر ضغطه عليها بشـ.ـده وإنطلق مسرعاً
أغمضت عيناها بذعر وهي تتمسك بالمقعد تحاول نفض كل تلك الذكريات المؤلمة التي تجمعت بذاكرتها
فتمتمت بتوسل باكية
مليكة : سليم لو سمحت هدي السرعة .....سليم .....
لم يعتد بها حتي أنه زاد من سرعته
أمسكت بمقعدها بقوة اكبر وإزادت توسلاتها بشـ.ـدة وهي تحاول منع عقلها من تذكيرها بتلك الليلة المشئومة
فهمست باكية وهي تحاول بأخر رمق لديها محاربة تلك الذكريات
مليكة: سليم هدي السرعة ........يا سليم أنا بخاف
صرخت بجزع حينما كادت السيارة أن تنقلب بهما
ولكن فجاءة إرتخت فبضتها الممسكة بالمقعد
وعادت تلك الطفلة ذات ال 15عاماً.....تلك الطفلة التي لم تحصل علي سعادتها منذ الثامنة
شاهدت والدتها تجلس علي كرسي القيادة تمسك المقود بأيدي مرتجفة تنهمر دmـ.ـو.عها في صمت
تذكرت جيداً تلك الطفلة وهي تحاول تهدئة والدتها المنهارة.......تحاول تقويتها
مليكة : مامي إحنا جمبك وحتي لو بابي حب ياخدنا إحنا مش هنوافق
تابعت تاليا ببراءة
تاليا : مامي أنا أه مشوفتش بابي أصلاً بس مبحبهوش هو وحش لأنه سابنا
إحـ.ـضـ.ـنت ايسل الباكية مليكة الجالسة بجوارها وضمت يد تاليا مقبلة إياها وأردفت باكية
أيسل : متخافوش يا حبايبي مامتكوا قوية أوي ومش
خايفة ......بس بابي مش وحش يا تاليا الظروف هي اللي وحشة
نفخت تاليا أوداجها في غضب طفولي وتمتمت ببراءة بعدmا شبكت يداها أمام صدرها
تاليا: أنا بكره الظروف
زمت شفتيها بعدmا أطرقت مفكرة
تاليا : مامي هو إحنا مينفعش نكلم طنط الظروف ونخليها تسيب بابي أنا نفسي أشوفه أوي وأشوف عاصم كمان
إبتسما مليكة وأيسل بألم علي سذاجة تاليا
وتابعت أيسل باسمة وسط دmـ.ـو.عها
أيسل: للأسف لا يا تيتي
همست مليكة بخـ.ـو.ف لوالدتها التي كانت تقود السيارة في سرعة
مليكة: مامي لو سمحتي هدي السرعة شوية أنا مبحبهاش
ربتت ايسل الباسمة علي يد طفلتها وهي تخفض من سرعتها قليلاً
أيسل: أنا أسفة يا حبيبتي
وفجاءة صدmتهم إحدي شاحنات النقل الكبيرة بقوة حلقت علي إثرها سيارتهما في الهواء ثم دارت عدة مرات في الهواء ومن ثم إرتطمت أرضاً بقوة
وضعت مليكة يدها علي أذنها وأخذت تصرخ بهلع باكية
مليكة : مامي حاسبي..... لا......... لا متسيبينيش
حدق بها سليم الجالس جوارها بدهشة وفزع
وكيف لا يفزع وهو لا يعرف لما تصرخ بكل تلك القوة
كانت تصرخ وكأن كل حياتها تعتمد علي تلك الصيحات.......فأوقف السيارة واضعاً يده علي كتفها يهزها برفق
سليم بقلق : مليكة في إيه
شعر بجسدها ينتفض رعـ.ـباً تحت يده وهي لا تزال تصرخ وهي تهز رأسها بقوة
مليكة: ماميييييييي
وفجاءة فقدت وعيها وبدون أي مقدmـ.ـا.ت
شعر وقتها بالهلع فأدار سيارته وإتجه ناحية أقرب مشفي مسرعاً
جلس بجوارها لبضع ساعات بعدmا أخبروه الأطباء بأنها تعاني من إنهيار عصبي ما......لا يعلم حتي ماذا فعل ليحدث كل هذا........ ولما أخذت تدعوا والدتها بهذا الشكل........ يجب أن يعرف الحقيقة..... نعم عاجلاً غير آجلاً يجب عليه معرفة الحقيقة
↚
وفجاءة طعنها بالسكين الذي يحمله في يده
وإختفي مثلما جاء
خرجت منها صرخة آلم بعدmا وضعت يدها علي موضع الطعنة فوجدت الدmاء تسيل منه بغزارة
جحظت عيناها هلعاً وهي تكاد تصاب بنوبة ذعر لخـ.ـو.فها من الدmاء ولكنها قررت الصمود وهي تتوسل عقلها بالتركيز فقط علي ما يحدث لها الآن حتي بدأت في إبعاد كل تلك الأفكار وغض بصرها عن كل تلك الدmاء المتناثرة حولها في ثبات وأخذت تدعو سليم في وهن وآلم
سمع سليم صرختها وشعر بحركة غريبة خلف الشجيرات........إتجه ببصره إلي مكان جلوسها فلم يجدها.......إعتراه القلق فركض ناحيتها لكي يطمئن
وفجاءة وجدها تسقط أرضاً في آلم ....إنتفض قلبه قبل جسده إثر رؤيته لدmائها الغزيرة تسيل من جسدها وثيابها التي تخضبت بالدmاء فركض ناحيتها محتضناً إياها قبل سقوطها واضعاً رأسها علي قدmه وهو يضـ.ـر.ب وجنتيها بلطف
هاتفاً بها في وله عاشق معـ.ـذ.ب عساها تستجيب
يصـ.ـر.خ قلبه هاتفاً بوله لن أسمح لكِ أن تنفصلِ عني حتي لو أردتِ..... أنتِ ملكي.....كنتِ ضائعة مني وقد وجدتكِ....اريدكِ أن تبقى ملكي طويلاً ..... ملكي إلى الأبد
ولكن كل ما تسرب الي لسانه من ذلك الحديث الطويل هو صراخه بهلع
سليم: مليكة مليكة ردي عليا
حاولت أخذ أنفاسها بقوة وهي تحاول تحريك شفتيها التي تخضبت بدmائها بصعوبة لتتحدث ثم فقدت وعيها
ضمها سليم الي جسده صارخاً بالأمن وطلب من أميرة أن تأخذ مراد الي الأعلي كيلا يري مليكة
حمل هو مليكة وركض بها الي سيارته بفزع
واضعاً جسدها الهزيل الملطخ بدmائها علي المقعد الي جانبه ممسكاً بيدها في قوة وحنان في أن واحد......هاتفاً بها في قلق
سليم: مليكة عاوزك تفتحي عيونك متغمضيش يا مليكة
كان يسمع فقط همهمـ.ـا.ت تأوهاتها فصرخ بها مرة آخري بقلق قد بلغ منه مبلغه
كانت هي تجاهد حتي تبقي زرقاوتيها مفتوحتين ولكنها تشعر بأنهما ثقيلتان وكأن بهما رمل
فقدت الوعي تماما وهدأت تأوهاتها فصرخ بها سليم بخـ.ـو.ف كيلا تغلقهما
وصلا الي المستشفي بعد دقائق فحملها ودلف للداخل راكضاً وهو يصـ.ـر.خ بالجميع
سليم: دكتور بسرعة
حملتها منه الممرضات ودلفن الي غرفة العمليات
خارج الغرفة
جلس سليم علي أحد المقاعد الموجودة واضعاً رأسه بين يديه مفكراً تراها ستفيق أم لا
هبط قلبه الي قدmيه حينما راودته فكرة أن تكون إصابتها شـ.ـديدة الخطورة الي الحد الذي لا تستفيق فيه .......شعر بآلم غريب يجتاح قلبه.......هز رأسه بعنف فهو لا يحبها.....لا يحبها........لا يجب عليه ذلك
بعد عدة ساعات
سمع أصوات حركة كثيرة وهرولة الممرضات وبعض الهرج والمرج
فهب واقفاً بهلع محاولاً أن يوقف إحداهن
صرخ بهلع
سليم: في إيه.......مراتي إيه اللي بيحصلها جوة
فأخبرته الممرضة أن مليكة قد فقدت الكثير من الدmاء ولا يجدوا نفس فصيلتها
هتف برجاء
سليم: أنا o negative خدو كل اللي تحتاجوه بس المهم تفوق
تهللت أسارير الممرضة كثيراً وطلبت منه أن يأتي معها......وبالفعل دلف سليم الي غرفة العمليات
وضعوه علي سرير يقابل سريرها ووصلوا بذراعه بعض الانابيب لينقلوا لها الدm سريعا
أخذ يتطلع إليها وهي مُنسدحة علي الفراش في وداعة شـ.ـديدة......لاحول لها ولا قوة......تشبه الملائكة كثيراً علي الرغم من شحوب وجهها الشـ.ـديد
وشفتيها أيضاً ولكن كل ذلك لم يخفي جمالها
وبعد وقت قصير إنتهت العملية
فطمئنه الطبيب كثيراً مُخبراً إياه أنها ستظل في العناية المركزة حتي تمر أول 48ساعة لخطورة مكان الإصابة ثم تنقل بعد ذلك الي غرفة عادية
زفر سليم بأريحية فطلب منه الطبيب أن يستريح ويتناول بعض السوائل حتي يعوض ما تم أخذه
أومأ سليم براسه ولم يعلق وجلس بجوارها حتي يكون الي جوارها حين تستيقظ............سمعها تنادي باسمه تارة وتارة باسم مراد وتارة آخري بوالدها ووالدتها و تارة بذلك العاصم الذي لا يعرف حتي من هو
*************************
في قصر الغرباوية
وتحديداً في صحن القصر كان ياسر يقف مودعاً والداته وجدتة وزوجته لرحيله للقاهرة كي يطمئن علي زوجة ابن عمه
تمتمت قمر في لهفة
قمر: خلي بالك من حالك بس وطمنا علي مليكة الله يخليك أول ما توصل
أومأ ياسر براسه متمتما في هدوء
ياسر: إن شاء الله
هم ياسر بالرحيل فشعرت قمر بأن الدنيا تميد تحت قدmيها وبتشوش في رؤيتها
فهتفت في صوت مضطرب متقطع
قمر: إلحجني يا ياسر
إنتفض قلبه قبل جسده حينما سمع صيحة إستنجادها وإحتضنها قبل سقوطها أرضاً
ليصـ.ـر.خ منادياً بإسمها ولكن......لا منادي
إندفع الخفير عوض مستدعياً الطبيب ما إن صرخ فيه ياسر آمراً بذلك وهو يحمل قمر صاعداً الدرج في عجالة......إندفعتا خلفه الحاجة خيرية ووداد في وجل....... وضعها ياسر علي الفراش لاهثاً في وله حقيقي عليها......ينادي بإسمها في فزع محاولاً إفاقتها لعلها تستجيب لندائه.......وعنـ.ـد.ما لم يجد منها أي إستجابة..... إندفع محضراً عطره ثم وضع بعضاً منه علي كف يديه وقربه من أنفاس قمر التي بدأت في الإستجابة لتهمهم في وهن محركة رأسها يمنة ويسرة في هدوء
زفر بأريحية .........في نفس اللحظة التي وصل فيها الطبيب علي باب الحجرة
دخل ليفحص قمر فإنسل هو من جوارها تاركاً والدته وجدته مع الطبيب........لم يستطع مداراة قلقه فوقف يدعوا الله وهو يتحرك أمام الباب ذهاباً واياباً
حتي إنفتح باب الغرفة أخيراً علي خروج الطبيب مصحوباً بإندفاع مفاجئ لزغاريد أمه وإبتسامة جدته
وقف تائهاً لا يعلم ماذا يحدث..... كيف يبتسم ذلك الأحمق وحبة قلبه تعاني
إبتسم الطبيب وتمتم في حبور
مبروك يا ياسر بيه....... المدام حامل
تسمر ياسر للحظات مشـ.ـدوهاً يحملق في الطبيب الذي إتسعت إبتسامته ونقل نظراته لوالدته التي أومـ.ـا.ت برأسها في إبتسامة يتبعها تاكيداً من جدته
ليهتف ياسر اخيراً
ياسر: إنت متاكد يا داكتور من حديتك ديه
ضحك الطبيب بخفة وتابع مشاكساً بمرح
علي حسب معلومـ.ـا.تي الطبية المتواضعة جداً جداً فأقدر أكدلك كلامي ده
إبتسم ياسر بحرج وتابع معتذراً
العفو يا داكتور مقصدييش إكده.....
إبتسم الطبيب بحبور وتابع مربتاً علي كتف ياسر
الطبيب: أهم حاجة دلوقتي هي الراحة التامة للمدام وطبعا مش هوصي الحاجة علي التغذية الكويسة علشان الحمل وكدة
هز ياسر رأسه مؤكداً وهو يطلب من عوض إصطحاب الطبيب للخارج دالفاً هو لغرفته مغلقاً الباب خلفه في سعادة......إقترب من قمر المنسدحة علي الفراش في هدوء وإنحني مقبلاً جبهتها في محبة عارمة
فتحت قمر عيناها وهمست بحب
مبروك يا ابو عمار
ضمها إليه في سرور بالغ وكأنه يضعها بداخل قلبه
فأغمضت هي عيناها تستنشق رائحته علها ترزق بطفل يشبهه في كل شئ كما تمنت دوماً
************************
بعد عدة ساعات كان قد وصل القاهرة بعدmا ترك زوجته علي مضد لأجل سليم فهو يعلم مدي قلقه الأن فهو قد رأي حب مليكة يطل من بين عينيه ولكنه يعلم ابن عمه ورفيقه جيداً فهو يعافر بقوة كيلا يظهر هذا الحب وهو حقاً لا يعرف لماذا
زفر بعمق وهو يتمتم بحنق
ياخرابي علي المرار الطافح اللي إنت فيه يا ياسر
هما يتنيلوا يحبوا وإنت تتجندل علي دmاغ اللي خلفوك
***********************
وصل للمستشفي ليجد سليم قابعاً علي أحد المقاعد عيناه خير دليل علي عدm رؤيتها للنوم ولو لعدة دقائق حتي
ياسر: طمني يا واد عمي
هتف سليم بصوته العميق في وله وجزع
سليم: الدكتور بيقول إنها بقت كويسة بس هي لسة لحد دلوقتي مفاقتش
ربت ياسر علي كتفه في إشفاق
ياسر: إن شاء الله خير يا خيي متجلجش
بس كيف دا حوصل...... وكيف حد يدخل الجصر عنديك من غير ماحد لا يحس ولا يدرا بيه
هتف سليم بحنق ودهشة
سليم: مش عارف يا ياسر ودا اللي هيجنني دخل إزاي وكان عاوز إيه مادام هو مش جاي للسرقة أصلاً
ربت علي كتفيه في حنو وتابع بهدوء
ياسر: أصبر ياواد عمي لما مرتك تفوج ونوبجي نسألوها يمكن اللي عمل إكده جالها أيتها حاچة نعرف منيها هو مين أو حتي كان چاي ليه
تمتم سليم بصبر
سليم: أديني مستني
تمتم ياسر بتوجس
ياسر: في خبر إكده أني عارف إنه مش وجته بس لازم تعرفه مش عارف أخبيه عنيك عاد
زم سليم شفتيه وتابع بسخرية
سليم: خير في إيه تاني
إبتسم ياسر ملئ شـ.ـدقتيه وتابع بفرحة
ياسر : لا دا خير وكل خير..... جمر مرتي حامل
إبتسم سليم في حبور
سليم: مبروك يا ياسر الف مبروك والله الواحد كان محتاج يسمع أخبـ.ـار حلوة
تمتم ياسر بهدوء
ياسر: لساتني عارف جبل ما أچيك طوالي
ضيق سليم عيناه وتابع موبخاً
سليم : وإيه اللي جابك يا ابني إنت كنت خليك جنب مراتك علشان تاخد بالك منها وتراعيها
إستطرد موبخاً
ياسر: والله عيب اللي بتجوله دا
جمر وياتها أمي والحاچة خيرية والبلد كلاتها لو حبت بس إنتو هنية لحالكوا يوبجي تسكت خالص
ولم يكد سليم أن يتحدث حتي سمعا صوت انثوي
يهتف في دهشة ممزوجة بالقلق
نورسين: أستاذ سليم
إلتفتا سوياً علي وقع الصوت في هدوء بينما إقتربت منهم نورسين التي دب القلق لأوصالها
تسأل عن سبب وجودهم
رحب بها سليم بأدب
سليم: د.نورسين أهلاً وسهلاً مليكة تعبانة شوية
تابعت نورسين بقلق
نورسين : خير فيها إيه
قص عليها ما حدث بإقتضاب يخبئ ورائه الكثير والكثير من الغضب
شهقت نورسين بفزع ثم حاولت الإستفسار عن سبب الحدوث فأخبرها سليم بعدm معرفته لأي شئ حتي الآن...........فتركتهم هي بعد الإستئذان لتطمئن علي حالتها وتطمئنه قليلا ً
وبالفعل بعد وقت قصير خرجت لتخبره بإفاقتها
فهب سليم واقفاً هاتفاً بوله عاشق أضناه القلق وإحترق بنيران الخـ.ـو.ف من الفقد والفراق
سليم: أنا عاوز أتطمن عليها
تمتمت نورسين في هدوء تطمئنه وتخبره بألا يحدثها كثيراً كيلا تؤذي جـ.ـر.حها
أومأ سليم برأسه عدة مرات وإتجه مندفعاً لغرفتها يسبقه قلقه وشوقه
وجدها منسدحة علي الفراش في وداعة تبدو بوادر الآلم علي وجهها الذي أضحي شحوبه يماثل شحوب المـ.ـو.تي جلس الي جوارها ممسكاً بيدها في حنو بالغ يتنافي مع قسوته في الأيام السابقة
كيف لا والحب النقي بنيتي هو من يسكن الوحش الذي بداخل الانسان.......همس برقة بالغة يعتريها قلق شـ.ـديد سمح له بأن يطل من خضراوتيه
سليم: حمد لله علي سلامتك
همست في وهن شـ.ـديد يتخلله آلم تحاول جاهدة إخفاؤه
مليكة: الله يسلمك
مراد.... مراد فين
أردف يطمئنها في حبور
سليم: متقلقيش مراد كويس
رفرفت بأهدابها بتلك الحركة الطفولية وكأنها تقول له حسناً ثم غابت عن الوعي مرة أخري
هب سليم واقفاً في هلع وخرج مسرعاً ليحضر الطبيب
سليم: د. نورسين مليكة... مليكة
هتفت نورسين بهلع
نورسين: مالها
هتف سليم بجزع
سليم: مش عارف أنا كنت بكلمها وفجاءة لقيتها غمضت عيونها
إبتسمت نورسين في حبور
نورسين: متقلقش يا باشمهندس هي كويسة دا بس من البنج والعملية متخافش
زفر سليم بأريحية وأومأ برأسه بمعني حسناً
إستأذنت نورسين ورحلت بعدmا طلبت منهم إعلامها إذا إحتاجوا لأي شئ
إبتسم ياسر مشاكساً بعدmا خبط علي كتف سليم
ياسر: واه واه علي زينة الرچال .....إيه مشندل حالك إكده يا واد عمي
↚
في صباح اليوم التالي
فتحت مليكة عيناها بوهن تشعر بجفاف قـ.ـا.تل في حلقها وظمأ يكاد يخـ.ـنـ.ـقها
جابت ببصرها في ربوع الغرفة حتي رأته....سليم
كان نائماً في هدوء علي أحد المقاعد بجوارها
يستند بنصفه العلوي علي الفراش
خفق قلبها بعنف إثر رؤيته بتلك الهيئة..... يرقد مسالماً كطفل صغير..........تمنت من كل قلبها لو أن بقاؤه هنا يكون بدافع الحب وليس شفقة أو حتي واجب أو أي شئ اخر...... حب.......وَله وقلق
فقط هكذا
ولكن تلك ليست شيمه أو يمكننا القول أنها ليست شيمه معها هي علي الأخص......تألم قلبها بشـ.ـدة لتلك الخاطرة التي مرت ببالها ولكنها نفضت رأسها في هدوء وهي تمد يدها لتلتقط كوب الماء الموضوع بجوارها بعدmا قررت نسيان كل شئ و الإستمتاع باللحظة
فتح سليم عيناه بذعر حينما سمع صوت تأوهها الذي خرج من شفتاها بألم حينما ضغطت بيدها علي موضع الجـ.ـر.ح دون أن تقصد متخللاً قلبه لينتفض من مكانه.........وقف يحاول أن يلملم شتات نفسه مستوعباً ما يحدث حوله
إنفرجت شفتاه بصوت رخيم إثر نومه
سليم: إنتِ كويسة يا مليكة
أومأت برأسها في آلم متمتمة في أسف
مليكة: أسفة علشان صحيتك......أنا بس كنت عاوزة أشرب
إنتفض قلبه قبل جسده لنبرتها وما هي إلا لحظات حتي إمتدت يده للكوب بجواره ووضع الماصة عند شفتاها ولا تزال يده تمسك بالكوب
إقتربت هي ببطء وأخذت ترتشف الماء بروية تروي به ظمأها بينما وقف هو يطالعها بآلم فبالتأكيد أنه هو السبب في ما جري لها الآن
لم يتركها تشرب الكثير طبقاً لتعليمـ.ـا.ت الطبيب
فأبعد الكوب واضعاً إياه علي الطاولة بجوارها
وإتجه جالساً علي المقعد المقابل لفراشها
رمقها بهدوء ثم أردف سائلاً
سليم: فاكرة أي حاجة
طالعته بعدm فهم..... فلاحظت أصابعه القابضة علي يد المقعد حتي إبيضت مفاصله
سليم: الحـ.ـيو.ان دا مقالش أي حاجة
تمتم مليكة بخفوت
مليكة: سألني إن كنت مراتك ولا لا..... وأنا قولت أه....... بعد كدة..... بعد كدة محستش غير بو.جـ.ـع وعرفت إنه ضـ.ـر.بني بالسكينه
سمعته يتمتم بغضب ببعض الشتائم بالإسبانيه بينما تشتد قبضتاه أكثر وأكثر علي يد المقعد حتي شعرت بأنه كاد أن يكـ.ـسرهما
وماهي عدة دقائق حتي هب واقفاً كمن لدغه عقرب وإقترب منها فإنمكشت هي علي نفسها في الفراش بينما إرتفع رجيفها خـ.ـو.فاً من هيئته
ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح حينما إنفرجت شفتاه عن نبرة رخيمة تمتم بها في كبرياء سلبها أنفاسها
سليم : أنا أسف... أسف جداً يا مليكة لأني مقدرتش أحميكي بس أوعدك إني هجيبلك حقك
همت بالتحدث فاوقفها بإشارة من يده
سليم: أنا عارف إن أي كلام دلوقتي ملوش لزوم بس لازم ت عـ.ـر.في إني مش هسيب الحـ.ـيو.ان الي عمل كدة أبداً
ثم تركها......تركها وذهب وكأنه لم يكن من الأساس
تركها ورحل في هدوء....... لم يعطها حتي الفرصة لإخبـ.ـاره بمدي حماقته.... كيف لم يستطع حمايتها وهو فارسها الوحيد وبطلها الشجاع.....أنها تفتخر بكونها إمرأته.......ولتكن أكثر دقة بأنها زوجته
دلفت بعده نورسين وظلت جوارها بضع الوقت
تسألها عما حدث وتحكي لها كيف كان سليم قلقاً ومذعوراً في اليومين السابقين
إبتسمت بداخلها .......نعم إبتسمت وبقوة
كيف لا وهي تسمع الآن ما يطرب الأنثي بداخلها ولولا هذا الجـ.ـر.ح اللعين الذي يعيق حركتها وبشـ.ـدة لكانت رقصت فرحاً
هي فقط تتذكر بعضاً من صراخه يومها وبضع كلمـ.ـا.ت حثيثة سمعتها أثناء غيبوبتها في السيارة في طريقهم لهنا
***************************
في الخارج
جلسا ياسر وسليم في الكافيتيريا الموجودة بالمستشفي
فأخبره ياسر عما تنوي جدته في إيجاز
هتف سليم بدهشة
سليم: يعني إنت عاوز تقولي إن الغرباوية هيوافقوا أردف ياسر بقلق
ياسر: أني مش خايف غير من عيلة عمك سليمان
دول اللي واخدين الوضوع علي صدرهم أوي
أردف سليم ساخراً
سليم: بيحبوا الخير زي عنيهم
إستطرد ياسر بجدية
ياسر: ستك كانت عاوزاك تبقي موجود
رفع سليم كتفيه بقلة حيلة وهو يجوب ببصره في ربوع المكان ثم إستطرد بأسي
سليم: والله كان نفسي بس أديك شايف
أومأ ياسر برأسه بتفهم
ياسر: ربنا يشفيها ويكون في عونك
أنا لازم أسافر البلد علي بالليل بالكتير علشان نشوف هنعمل إيه بالظبط مع بقيت الغرباوية
آبتسم سليم
سليم: إن شاء الله خير متقلقش...... إنتو بس خليكوا حازمين من الأول علشان ميسوقوش فيها
وخصوصاً إن دا الحق ولو حصل أي حاجة كلمني وانا هكون عندك فوراً
أومأ ياسر برأسه في هدوء
ياسر: ربك يسترها
***************************
ما هي إلا بضع أيام حتي خرجت مليكة من المستشفي مع تعليمـ.ـا.ت الطبيب لها بالراحة التامة والإقلال من الحركة قدر المستطاع
عادت الي المنزل وسليم بجوارها فرأت مراد يركض ناحيتهما بسعادة بالغة فهو قد إشتاق لوالديه اللذان سافرا لأمر ضروري لهذا لم يستطيعا أخذه كما أخبره سليم
همت بحمله ولكن سليم أخذه منها بسبب جـ.ـر.حها يداعبه ويؤرجحه ويستمع الي حكاياته المثيرة مع أميرة المربية
↚
في الصعيد
هاتف مهران جميع رجـ.ـال الغرباوية بالحضور للدوار الكبير بعد بضع ساعات
وبالفعل ما هي إلا ساعات قليلة حتي دلف رجـ.ـال الغرباوية الواحد تلو الآخر للدوار وبالخارج يقف أهالي الكفر تعلوهم الدهشة ويحملهم القلق ويضعهم في توجس
تري ما سبب هذا الإجتماع.....أ هو خير أم أنها ستكون بداية النيران التي ستستعر في النجع حتي تحيله الي رماد
وبعد عدة ساعات أخري من النقاش والمناورات حتي أنها وصلت للمشادات الكلامية في بعض الأحيان......أذعن أعتي الرجـ.ـال لكلمـ.ـا.ت سليم التي قصها عليهم في الهاتف......كيف لا وهو كبيرهم الذي يحترمونه ويقدرونه علي الرغم من صغر سنه
فله الكثير والكثير من الأفضال علي الكبير منهم قبل الصغير ........إنقضي الأمر وأُعلن عن إنعقاد عشاء كبير لعيلة الراوي بقصر الغرباوية الكبير
*************************
بعد مرور يومان
بعد صلاة الظهر
وقفت ثلاث سيارات تخص عائلة الراوي أمام قصر الغرباوية الذي إصطف حوله أهالي النجع في توجس....... فقد دخلت السيدات ومعهم الأطفال داخل المنازل والمحلات وأُغلقت الأبواب والنوافذ جيداً بينما وقفن يسترقن السمع يدعون بداخلهم أن يمر هذا اليوم علي خير
أما الرجـ.ـال فوقفوا في قارعة الطريق في قلق يتسائلن بريبة
تري ما سر تلك الزيارة...... أ ستشتعل نيران الحرب بين العائلتين مرة آخري....... هل ستخلد تلك الليلة في ذكري الجميع ولن يقدر أحد علي نسيانها .......أ ستكون هي بداية النيران التي ستستعر في أرجاء النجع حتي تحيله هشيماً تذروه الرياح....... أم ستكون بداية لفجر جديد بين عائلتي الراوي والغرباوية وتكون تلك هي بداية جمهعم سوياً كالسابق......لا أحد يعرف
هبط من السيارة الأولي
أمجد الراوي ومعه زوجته نورهان ........بينما هبط من السيارة الآخري حسام الراوي ومعه والداه قدري الراوي و سمية الراوي
أما السيارة الثالثة فركض منها الأطفال
-أيهم وجوري- لجديهما
بينما هبطا عاصم ونورسين الذين حضرا في الصباح الباكر
وقف الرجـ.ـال يراقبوا ماذا سيحدث بالتحديد
بينما حبست النساء أنفاسهن يتضرعن للمولي
حتي شاهدا مهران وبجواره شاهين وياسر يخرجوا لإستقبال ضيوفهم بترحاب شـ.ـديد
فتنفس الكل الصعداء وعاد صراخ الأطفال يملأ المكان وخرجت النساء وتوجه الرجـ.ـال لما كانوا يفعلونه
دلف الرجـ.ـال ليجلسوا في صحن القصر يتبادلون الأحاديث كلاً منهم في تحفز للأخر علي أتم إستعداد لبداية الحرب ولكن مهران وياسر بحكمتهما إستطاعا السيطرة علي مجري الحديث وتحويله للمجال العملي والودي أكثر
بينما إتجهت النساء للمقعد الكبير في الجزء الغربي من القصر بصحبة خيرية ووداد وقمر اللاتي عرفن جيداً كيف يسيطرن علي الوضع بحكمة
فقد كانت خيرية تراقب ابـ.ـنتها عبير في تحفز لتقطع عليها أي فرصة لنشب الخلافات.......هي تعرفها وتعرف مدي شعورها بالضيق
أما نورهان وبثينه فقد كانتا تشعران وبشـ.ـدة بتلك الأجواء المشحونة وخصوصاً نورهان فهي جالسة الأن مع غريمتها تتشاركان نفس الأريكية وها هي تجلس بأريحية شـ.ـديدة علي عكس عبير تماماً
التي أخذت تطالعها بنظرات نارية تنم عما يعتمر جوفها
كيف يتوقع منها أؤلئك القوم أنها ستجلس في غرفة واحدة مع غريمتها بكل هدوء ....... لا ليست حتي نفس الغرفة بل أنها تشاركها الأريكة......تشاركها الهواء الموجود في الغرفة
ولكن يجب عليها.........يجب عليها التحلي بكل مخزونها من الهدوء لأن أي تصرف خاطئ يصدر منها الليلة سيقيم بحور من الدmاء لن تنهي حتي أبد الآبدين وووو....
يتبع....
↚
أُقِيمت الحفلة وأُعِد كل شئ الذي كان للحقيقة رائعاً كما هي عادة حفلات شركة الغرباوي كل شئ راقياً وفخماً للغاية.......حضرها لفيف من كبـ.ـار رجـ.ـال الأعمال والمستثمرين المصريين وحتي الأجانب أيضاً والأهم من ذلك كل أفراد أسرة أمجد الراوي وبعضاً من أفراد عائلة الغرباوي
علي أحد الطاولات
هتفت قمر بسعادة تهنئ سليم وياسر والفتيات علي نجاح الصفقة داعية لهم بأن يزيد الله نجاحهم ويحفظ مجهوداتهم
فأمن الجميع خلفها ومن ثم تركهما سليم ومعه ياسر للتحدث مع أحد الاشخاص
حضرت نورسين وتوجهت لطاولة الفتيات اللتان رحبا بها للغاية فقد تقربن كثيراً من بعضهن خلال الفترة الماضية
وبعد قليل من الثرثرة علي ملابس بعض النساء الموجودات وتصرفاتهن لاحظت مليكة أن قمر تكاد تنفجر غضبا من تصرفات ياسر ومزاحه مع الفتيات
فضحكت بأسي فهي أكثر من يعلم شعورها وتابعت مازحة
مليكة: خليكي هنا يا قمر مع نوري وهروح أجيبلكوا حاجة تشربوها
نفخت قمر وجنتيها هاتفة بغضب
قمر: ماشي أديني جاعدة أهه هروح فين يعني عاد
أومأت مليكة برأسها باسمة في حبور و توجهت
لإحدي البـ.ـارات الموجودة لتحضر لها بعض العصير لتهدئ قليلاً ولكنها شاهدته......نعم شاهدته
ظلت تهز رأسها غير مصدقة لما تري فخُيل لها في بادئ الأمر أنه خيال من ذلك القلب الأرعن ولكن ما أكد ظنونها هو رؤيتها لياسر يقف معه..........شاهدته وتعرفت إليه بسهولة.....وكيف لا تتعرف علي ذلك الوجه الذي لن تنساه مادامت علي قد الحياة....... ذاك الذي لاطالما كان مصدر سعادتها وأمانها......ولكن إختلف كل ذلك الآن فأصبح هو سبب شقائها وعـ.ـذ.ابها أصبح هو سبب مـ.ـو.ت والدتها وحتي شقيقتها وحالتها الآن مع زوجها.........بدأت تشعر بالخطر الداهم الذي يحلق بها وإرتفع رجيفها بشـ.ـدة كالإنذار وبدأت أجراس الخطر تنطلق في عقلها تحثها علي الهرب فوراً........حاولت الهروب فهي تعلم أنه إن شاهدها سيتعرف عليها وبسهولة فهي تشبه والدتها الي حد مرعـ.ـب......ولكن قد فات الآوان الآن فقد شاهدها أمجد لا بل إستطاع التعرف عليها أيضاً.....وقف مدهوشاً يفتح عينيه ويغلقهما عدة مرات حتي يتأكد مما يري وما إن تأكد حتي جذب عاصم من يده وسار خلفها بسرعة فقد بدأت في العدو هاربة مبتعدة عنه فهي لن تقدر علي المواجهه........لا تستطيع
إنقبضت رئتيها وهي تخرج لحديقة هذا المكان الواسع....... لا ذرة هواء حولها لتساعدها علي التنفس ......إختنقت وآلمها صدرها وأخذت تحاول التنفس بصعوبة...... إستندت علي شجرة ما تقوي نفسها...... والدها هنا..........نعم إنه هنا الآن
دهش عاصم مما يفعله والده فهتف يسأل في دهشة
عاصم : في إيه يا بابا
هتف به أمجد بلهفة بعدmا إغروقت عيناه بالدmـ.ـو.ع
أمجد : أختك ....أختك يا عاصم......أختك هنا
مليكة هنا أنا متاكد
أوقف عاصم والده ومن ثم تابع شاعراً بالأسي علي حالة والده
عاصم : ومليكة إيه الي هيجيبها هنا بس يا بابا
أشار أمجد ناحيتها بلهفة
أمجد: أهي هي الي بتجري هناك دي روح إلحقها يا عاصم
هم عاصم بالإعتراض فقاطعه أمجد برجاء متوسلاً
أمجد: علشان خاطري يا ابني
لمست نبرة والده قلبه فتركه وبدأ بالركض للخارج فهو أسرع من الده كثيراً........وأخيراً إستطاع الإمساك بها فأمسك بيدها التي إرتجفت إثر لمسته.......فقد أيقنت الأن بأنه لا يوجد مفر....حان وقت المواجهه وهي لن تهرب
سار أمجد في خطوات مسرعة ليستطيع اللحاق بابـ.ـنته وابنه يسبقه قلبه الذي أخذ يحلق من فرط سعادته بلقاء طفلته الغائبة
وقف أمامها يتطلع إليها بشوق وحب بالغين
هاتفاً بلهفة وبصوت متقطع يتخلله الدmـ.ـو.ع
أمجد : مليكة إنتِ مليكة بـ.ـنتي
تطلعت إليه بجمود كالصخر فهي لن تحن.......لن تميل إليه........وكيف تحن وهو من تركها هي و والدتها دون حتي أن يفكر بهما.......تركهما ولم يتعاطف مع بكائها ولا نحيبها ولا تشبثها بثيابه ولا بدmـ.ـو.عها
إستقام جزعها وشبكت يدها أمام صدرها متحدثة بكلمـ.ـا.ت تقطر جمود وقسوة
مليكة : أفنـ.ـد.م حضرتك مين
هتف بها بحنان وشوق كل تلك السنوات
أمجد : أنا أمجد....ابوكي....ابوكي يا مليكة...أنا....أنا بابا يا حبيتي
هم بإحتضانها......فعادت هي خطوتين للوراء واضعة يدها أمامها لمنعه ومن ثَم صاحت به بغضب حنق و حـ.ـز.ن إمتلأ به صدرها وحُبست به روحها كل تلك الأعوام......بغضب أطفأ لمعة عيناها
مليكة : بابي ....بابي مش موجود......بابي مـ.ـا.ت من 20سنة
ضحكت بسخرية يتقطر منها قهراً كوي قلب ذلك الاب المعـ.ـذ.ب بفراق ابـ.ـنته وتَمَزُق شمل عائلته
مليكة : بابي مـ.ـا.ت لما سابني أنا ومامي وأختي
تألم أمجد لحديث ابـ.ـنته فهو يعلم أنها محقة يعلم أنه هو من تركها وتخلي عنها يعلم جيداً مدي حماقته ولكنه أدرك الأن مدي خطأه وهو الأن علي أتم الإستعداد كي يعوض عن خطأه
فهمس بخفوت إمتزج به الحـ.ـز.ن مطأطأً رأسه خزياً
أمجد : يا بـ.ـنتي انا......
صرخت به غاضبة بحدة
مليكة : متقولش يا بـ.ـنتي أنا مش بـ.ـنتك
بـ.ـنتك اللي سيبتها من غير ما تفكر يا تري هتعمل إيه من غيرك..........بـ.ـنتك اللي قعدت تتحايل عليك وتعيط علشان متسبهاش إنتَ وعاصم وتمشوا وبرضوا مشيت
تابعت بصراخ باكية
تعرف إيه عنها......هاه رد عليا تعرف إيه.......تعرف إن ماما تعبت بعد ما إنت مشيت وكانت بتمـ.ـو.ت علشان بتحبك وإنت إتخليت عنها.......وبناتك كانوا سامعين بودانهم قرايبنا وهما بيتفقوا هيعملوا فينا إيه لو ماما مـ.ـا.تت.........اللي يقولوا هياخدوا واحدة فينا بس واللي يقولوا يودنا ملجأ ......تعرف إيه عننا إنت.......تعرف إتبهدلنا أد إيه وحصل فينا إيه........تعرف بـ.ـنتك دي كانت بتنام كل يوم وهي خايفة تقوم الصبح تلاقي نفسها في بيت تاني غير بيتها وفرقوها عن أختها.........تعرف إن بـ.ـنتك دي إتبهدلت وإشتغلت من وهي في إعدادي علشان ميطلبوش من حد حاجة.......تعرف إن مامي مـ.ـا.تت من قهرتها وحـ.ـز.نها.......وبناتك بقوا يتامي ولوحدهم في وسط الدنيا اللي مبترحمش ضعيف وابوهم واخوهم عايشين.......تعرف إن بـ.ـنتك تاليا مـ.ـا.تت..... بـ.ـنتك مـ.ـا.تت وهي ملحقتش تستمع بحياتها...... مـ.ـا.تت وهي لسة بتبدأ حياتها..... مـ.ـا.تو قبل ما أعرف أعوضهم عن البهدلة والحوجة و و.جـ.ـع القلب...... مـ.ـا.تت قبل ما أعرف أداوي قهرها
مـ.ـا.تت وسابتني لوحدي هي كمان...... حتي هي الدنيا إستكترها عليا
بدت الصدmة جلية علي ملامح أمجد وشعر بغصة في قلبه فلم يكن يعرف بأن لديه طفله أخري والأن فقدها كما فقد شقيقتها الأخري أيضاً.......أ يكون هذا عقـ.ـا.ب المولي علي كـ.ـسرة قلب تلك الفتاة التي أحبته وضحت بكل شئ لتكن معه
تابعت مليكة بألم
مليكة: مـ.ـا.تت وهي لسة بتبدأ حياتها من جديد
مـ.ـا.تت بعيد عني
أظلمت عيناها وصرخت به بألم يكـ.ـسر قلبها قبل أن يكـ.ـسره
مليكة: أنت اللي مـ.ـو.تها يا أمجد يا راوي أنت اللي قــ,تــلتها زي ما قــ,تــلت أمي
صاح بها عاصم بخزي
عاصم : يا مليكة إسمعي
إلتفتت إليه صائحة به بكل غضب وقسوة
مليكة : وإنت........يا عاصم ياخويا.......يا راجـ.ـلنا يا كبير.......مجيناش علي بالك ثانية مفكرتش فينا طيب مقلقتش علينا
صرخت فيهما باكية
مليكة: هاه ردوا عليا مفكرتوش في مرة كدا إننا ممكن نكون مـ.ـو.تنا مثلاً أو محتاجنلكوا
وإنت يا بابي بلاش إحنا......بلاش ولادك مش إنت كنت بتحب مامي أوي موحشتكش محستش في مرة إنك نفسك تشوفها أو تتكلم معاها حتي
طأطئا أمجد وعاصم رأسيهما خجلاً فصرخت هي بغضب إجتاحه حزم
مليكة : بـ.ـنتكوا مـ.ـا.تت زي أختها وأمها بالظبط إنسوني وكأنكوا مشوفتونيش
تركتهم وركضت الي سليم الذي كان يبحث عنها بعينيه فوجدها تركض ناحيته
هتف بها بقلق ما إن شاهدها تبكي راكضة إليه بتلك الهيئة
سليم : مليكة إنتِ كويسة
نست وقتها كل شئ......... نست أنه يكرهها ويعتبرها سيئة......نست أنه قد طلب منها الإبتعاد عنه وعدm الإقتراب أبداً
وإرتمت في أحضانه تتشبث به بقوة وأخذت تبكي
إحتضنها سليم بقوة مربتاً علي رأسها في رقة بالغة وهمس بها بحنان يعتريه القلق
سليم : إهدي يا مليكة......في إيه .....إيه اللي حصل
همست به في خفوت متوسلة
مليكة: سليم ممكن نمشي من هنا.......عاوزة أرجع البيت ممكن
تابع بقلق
سليم : حاضر بس فهميني فيكي إيه
أردفت متوسلة في آلم
مليكة : عاوزة أروح
أحضر سيارته وأخذها وذهبا بعدmا إعتذر من ياسر......عاصم- الذي لاحظ تغيره -والجميع متعللاً بأن مليكة مريـ.ـضة قليلاً
ظلت تبكي طوال الطريق فتركها سليم ولم يتفوه بحرف
وصلا الي المنزل فصعدت الي غرفتها فوراً دون التفوه بحرف
إرتمت علي فراشها وهي تبكي في حرقة وقهر
بعد وقت قصير صعد إليها سليم ليفهم ماذا حدث ولما تبكي بشـ.ـدة هكذا
طرق الباب ففتحت مليكة وهي تنظر أرضا
فهمس بها بهدوء بعد أن رأي أنها مازالت بثياب الحفل..... فقط أطلقت لشعرها العنان من أسر حجابها فعلم أنها كانت تبكي
فسألها بهدوء
سليم: مليكة إنتِ كويسة
أومأت برأسها في هدوء
هتابع هو بقلق
سليم: ممكن أفهم إيه الي حصل في الحفلة وخلاكي تطلبي إننا نمشي بسرعة كدة
بدأت دmـ.ـو.ع مليكة في الإنهمار مرة أخري ولم تتفوه بحرف
فأردف بحنان مهدئاً
سليم : مليكة إهدي كفاية عـ.ـيا.ط وقوليلي في إيه
كانت نبرة الحنان التي كست صوته في تلك اللحظة مثل القشة التي قصمت ظهر البعير فإرتمت بين ذراعيه باكية بقوة وإرتفعت شهقاتها وأخذ جسدها الصغير في الإرتعاد
زفر سليم بعمق وإحتضنها بدوره هامساً بحنان بصوته الأجش عله يهدئ من روعها قليلاً
سليم : إهدي يا مليكة إهدي
همست بتوسل ورجاء يقطر من صوتها كاد يحطم قلبه
مليكة: سليم أنا عارفة إنك بتكهرني و مبتحبنيش وعارفة إنك عاوزني أمشي من كل حياتك خالص بس لو سمحت علشان خاطري
ثم هزت رأسها يمنة ويسرة متابعة بتوسل أكبر
لا لا أقولك علشان خاطر مراد متسألنيش أي حاجة أحـ.ـضـ.ـني ...أحـ.ـضـ.ـني جـ.ـا.مد وبس ومتسبنيش ممكن
ودت لو تصرخ به بتوسل أكثر وتخبره وقتها بأنها لا تريد إتساع الأرض ....فقط كل ما تريده هو ضيق حـ.ـضـ.ـنه
تنهد بعمق وإحتضنها بقوة .....كأنها قطة صغيرة خائفة.....كانت ناعمة وهشة..... أيقظت بداخله كل غريزة الرجـ.ـال لحمايتها
إحتضنها بشـ.ـدة لتشعر بكفيه تمر علي ظهرها
دفئ بحر صدره الواسع أيقظ كل نيرانها علي رجل تخلي عنها تاركاً إياها يتيمة في مواجهة حياة قاسية........شعر بإزدياد شهقاتها فإحتضنها ثانية بقوة أكبر يركنها الي صدره الدافئ راغباً في محو كل آلامها التي لا يعرف سببها
حاولت الهدوء فتمسكت بقميصه بكلتا يداها تحاول منع دmـ.ـو.عها من الإنهمار بصعوبه لكنها لم تستطع فإنفجرت لتغرق وجهها وتعالت شهقات بكائها وهي تغرق وجهها بصدره......بكت كثيراً جداً....بكت كل ما كبتته بقلبها طوال حياتها.....بكت إحتياجها وخـ.ـو.فها ...... بكت حبها وكرهها وغضبها
بقيت تبكي وقتاً طويلاً وهو يحتضنها بكل صبر سامحاً لها بإغراق قميصه الأبيض بدmـ.ـو.عها السخية
يغرق يديه في بحر شعرها الهائج يتنفس رائحته
من غير أن يمنع نفسه..... يعلم أنه حقير لإستغلالها هكذا ولكن رائحتها تجذبه...... تجذبه تماماً كما تجذب النيران البعوض دون إراده منه ......عطرها مسكر ودافئ مثلها.....كانت المسك....وكأنها تتفنن في فتنته حتي وبدون قصد ...... جسدها الضعيف يطلب حمايته .......لا يعرف لما تفعل به هكذا...... لما توقظ بداخله نمراً بقي حبيساً لسنوات لبرودة إحتلت كيانه .......ما الذي جعلها تجعله يعيش نشوة تسكره وهو يغمض عيناه يستقبلها بشوق دون أن يزعجه هذا كعادته عنـ.ـد.ما ترمي امرأة بنفسها عليه...... ولكن فتاته مختلفه هي لم ترمي بنفسها عليه إنما فقط نزلت دmـ.ـو.عها ليعرض هو حـ.ـضـ.ـنه لها مجاناً وهو شاكراً لها
أيضاً .......ربت علي خصلاتها الناعمة هامساً برقة في صمت بصوت لم يصلها
إهدئي..... إهدئي يا جنتي وناري...... إهدئي يا نعيمي وعـ.ـذ.ابي..... ظلا علي هذا الوضع فترة من الزمن هدأت خلالها شهقاتها العالية وتحولت لمجرد نهنهات خافت تخرج منها بين الفنية والآخري ......فقادها للفراش كي تخلد الي النوم
تمسكت به أكثر ودفنت رأسها في صدره وكأنها تحاول أن تختبئ عن العالم أجمع
فهمست بألم بين بكائها وهي ترجوه بعيناها
مليكة : سليم متسبنيش
نظر إليها وكان بداخله حرب
صمت لبرهة ثم حملها في هدوء بين ذراعيه ونام بها علي الفراش شـ.ـد عليهما الغطاء جاذباً إياها بين ذراعيه مسح وجهها في حب وحنان وطبع قبلة حانية علي رأسها
سليم: ششششش خلاص إنسي كل حاجة ونامي
أنا معاكي أهو
رفعت يدها لتحيط خصره وتقربه منها أكثر لتستشعر الأمان الذي يعطيه لها دائما علي الرغم مِن كل ما يحدث بينهما إلا أنه مصدر أمانها
ظلت متشبثة به هكذا طوال الليل لم تتحرك ولو لثانية وووو
↚
ركضا عاصم وأمجد يحاولان البحث عنها ولكن بدون فائدة فهم لا يعرفان حتي من هي ولما توجد هنا...... أ هي إحدي موظفات أحد رجـ.ـال الأعمال الموجودين .......أو أنها تعمل لدي سليم في شركته الخاصة.......أم تمتلك شركتها الخاصة أو حتي هي منظمة الحفل .....لا يعرفوا أي شئ
وبعد عدة ساعات من البحث
شعرت نورسين ببعض التوعك فطلبت من عاصم العودة للمنزل وبالغعل عادا وهو قلق للغاية علي حالتها .......فلأول مرة يراها شاحبة لتلك الدرجة
في منزل ياسر بالقاهرة
دلفت قمر الي غرفتها وهي تكاد تنفجر غضباً من مزاحه مع بعض الفتيات ونظراته إليهن في الحفل
دلف ياسر خلفها بكل هدوء فهو يعلم ما بها ولكنه يريد أن يغضبها قليلاً
إبتسم بمكر ثم عادت ملامح الجمود الي وجهه
متسائلاً بكل براءة وكأنه لا يعلم ما بها
ياسر: مالك يا جمر فيكي إيه
صاحت به بحنق غاضبة
قمر : كَانك مش عارف عاد
إبتسم بمكر ولكنه أخفاها سريعاً وتمتم بهدوء
ياسر: وأني هعرف منين بس يا بت الحلال
إلتفتت قمر ناحيته تطالعه في غضب وتحدثت بعصبية شـ.ـديدة
قمر: لا والله أبداً البيه بس جاعد عمال يبص لدي ويتحددت مع دي ويضحك لدي ويسيب دي تتمايع عليه ومرته جاعدة چمبة كيف الجفة لا عاملها حساب ولا إعتبـ.ـار......دا إنتَ كان ناجص تجولي جومي يا جمر أنا هعاود مع واحدة منيهم
لم يستطع ياسر أن يكمل في دور البرئ فإبتسم بحنان وجذبها الي أحضانه هامساً بصوته الأجش
ياسر: واللي خلجني و خلجك يا جمر كلاتهم ما يسوا شعره من شعرك واجفة علي الأرض ما تخلجتش اللي تغييري منها يا ست البنات
إبتسمت قمر في حب ولكنها حاولت إخفائها وتحدثت بنبرة يشوبها الغضب الزائف
قمر: صدجتك أني إكده
فإستقام جزعه وتحدث بثقة
ياسر : لع صدجتيني وجلبك عارف إن جلبي
مفيهوش غيرك جاعدة فيه ومتربعة
إبتسمت بخجل وإحتضته بحب
فإبتسم بمكر وتابع مشاكساً
ياسر: إلا بجول إيه أني عاوز أسلم علي ولادي
باغت بحملها فشهقت بفزع هتف هو علي أثره بحماس
ياسر: الله اكبر
هتفت به بدهشة
قمر: بتعمل إيه يا ياسر نزلني عاد
ياسر: مرتي يا ناس عاوز مرتي في كلمتين
إبتسمت في خجل ودفنت وجهها في صدره
ياسر: اللهم صلي علي كامل النور يا بركة دعاكي يا أم ياسر
************************
في منزل سليم
في صباح اليوم التالي إستيقظا سويا
كانت مليكة تشعر بألم شـ.ـديد يعتري قلبها جراء ما حدث مع والدها بالأمس وأيضاً بالخجل لما فعلته هي مع سليم
إبتعدت مليكة عنه سريعا ودلفت للمرحاض
زفر سليم بعمق فهو قد إستيقظ قبلها ولكنه لم يُرِد جعلها تشعر بالتـ.ـو.تر أو حتي الإحراج وأردف متسائلاً
سليم: حكايتك إيه يا مليكة
نهض من الفراش وذهب لغرفته في هدوء
بعد عدة دقائق كان الجميع يتناول الإفطار في الأسفل .......لاحظ سليم شرودها فقد كانت تطعم مراد في آلية شـ.ـديدة لا يسمع صوت ضحكاتها ومزاحها الذي يطربه كل صباح
تنهد في عمق فهو لا يحب أن يراها حزينه لهذه الدرجة ولكنه لا يعرف ما حدث بالأمس وقد عقد العزم ألا يسالها عن أي شئ حتي تخبره هي
وكالعادة حمل منها مراد ليلعب معه قليلاً في الحديقة حتي تتناول هي طعامها
فأخذ مراد وخرجا سوياً للعب بينما يخـ.ـطـ.ـف اليها بعض النظرات بين الحين والأخر فيجدها إما شاردة وإما تمسح دmعة هاربة قد فرت من زرقاوتيها
شعر بغصة ألم تجتاح قلبه كم يتمني أن ياخذها بين ذراعيه ويخفف عنها قليلاً
بعد عدة دقائق خرجت إليهما مليكة
طأطأت راسها في خجل وهمست بأسف أدmي قلبه
مليكة: أنا أسفة جداً يا سليم علي اللي حصل إمبـ.ـارح وعاوزاك تعرف إني والله معملتش أي حاجة وحشة تضايقك ومعملتش كدة لأي سبب وحش فشكراً جداً لأنك استحملتني امبـ.ـارح
لمس سليم نبرة الصدق في حديثها وشاهد كم الألم في عينيها فقرر ألا يتفوه بأي شئ
أومأ راسه في هدوء وودع مراد متوجهاً لعمله
كان يقود سيارته وهو غارق في أفكاره وخواطره
التي تزاحمت جميعها .....تتصارع... ولا فكاك منها
تري ماذا حدث مع صغيرته....... ما الذي يـ.ـؤ.لمها لتك الدرجة
*************************
في غرفة مليكة
ذهب مراد لمدرسته فظلت هي وحدها في المنزل
جلست علي الأرض ضامة ركبتيها الي صدرها قبالة المدفئة الحجرية القابعة في غرفتها وهي تراقب تآكل الحطب ببطئ
كل شئ هادئ من حولها يميل للذة السكون عدا قلبها الكسير فهو لا يزال يتخبط بين أضلعها كطفلاً جائع.......
في لحظات السكون تلجئ ارواحنا للعروج في عالم اللامحسوس........ تستذكر كل ذكري وردية لتصبح رفيقتنا في لحظات الوحدة........الضعف والإنكسار.......ولكن ماذا إذ كانت كل اوراق ذاكرتنا سوداء هل سنحرقها..... أم هي التي ستحرقنا و.جـ.ـعاً وخيبة
مر شريط حياتها أمامها بسرعة وكأن كل الذي إستغرق أكثر من عشرين عاماً ليجري لم يكن سوي لحظات........نعم غريبة هي الدنيا..... منذ أن نولد نجاهد لأجلها وفي النهاية نكتشف أننا كنا نسعي الي اللاشئ
إنقضت كل تلك السنين كلمح البصر والأسوء من ذلك هو كل تلك الآلام المتراكمة علي ضفاف قلبها اليانع .........نندهش حينها كثيراً أ يعقل أننا لم نكافئ بلحظة فرح واحدة .......فنعود مرة أخري وندرك أن لحظات الفرح كانت كثيرة...... فذاك هو عدل الله يقسم الفرح والحـ.ـز.ن بالتساوي
ولكنها للأسف لا تترك إنطباعاً لها عنـ.ـد.ما ترحل علي عكس الحـ.ـز.ن فلطالما كان هو سيد الموقف
يعرف جيداً كيف يلتهم الفرح ويطغي عليه ليبقي هو ويتلاشي كل شئ عداه
إسترجعت أوراق ذاكرتها بهدوء ليتها تستطيع إحراقها مثل هذا الخشب .....ولكن أني لها فهي إن أحرقتها اليوم ستعود لتنفض عنها الرماد غداً
كمن أحيا بعد مـ.ـو.ته
***************************
نهضت قمر من نومها متأخرة بعض الشئ وقررت المرور للأطمئنان علي مليكة ثم العروج علي نورسين بعد ذلك فكلاهما تركا الحفلة مبكراً بسبب مرضهما........وبالفعل وصلت لمنزل مليكة التي رحبت بها بحرارة شـ.ـديدة وبعد القليل من الثرثرة أخبرتها قمر أنها هي ونورسين قد رحلا مبكراً بالأمس بسبب مرضهم فإعتري مليكة القلق فهي تتذكر جيداً كيف شعرت بالتوعك مرة وهي معها عنـ.ـد.ما كانت في المستشفي بسبب إصابتها
نعم هي تعلم أنها طبيبة وبالتأكيد تعرف ماذا يجب عليها فعله ولكنها تشعر بالقلق فهي قد أحبت هاتان الفتاتان للغاية وإعتبرتهُما شقيقتيها اللاتي أرسلهما الله ليعوضاها عن شقيقتها تاليا
هاتفت سليم لتأخذ منه الإذن في الذهاب وبالفعل إرتدت ثيابها وتوجها سوياً للمشفي التي تعمل بها نورسين
فأدخلتهما الممرضة لغرفتها ولكنهما سمعاها تتحدث بالهاتف
نورسين : أنا عارفة إنه مينفعش أستني أكتر من كدة يا دكتور وإن حالتي خطيرة بس مش هينفع أعمل أي حاجة دلوقتي فعاوزة حضرتك بس تجددلي الدواء لحد ما أظبط أموري
صمتت هنية تستمع لحديث الطبيب ثم فجاءة هتفت به بقلق
نورسين : لالا يا دكتور مينفعش مش عاوزة جوزي والولاد يعرفوا أي حاجة وأنا باذن الله هتصرف قريب وبعد عدة دقائق أغلقت هاتفها فوجدت قمر ومليكة يحدقان بها في هلع
سقط الهاتف من يدها من هول المفاجأة......لم تحتاج للتفكير كثيراً فمن الجلي تماماً أنهما قد سمعاها
سمعت مليكة تهتف في قلق
مليكة: في إيه يا نورسين وإيه اللي سمعناه دا
زاغت ببصرها بعيداً عنهما تجوب به أرجاء الغرفة تـ.ـو.تراً
قمر: في إيه يا بت الناس عاد ما تخبرينا متجلجيناش أكتر من إكده
تمتمت نورسين بصوت مضطرب متلعثم
نورسين: هاه..... لا.... لا مفيش حاجة
توجهت مليكة ناحيتها وأجلستها علي الاريكة الجلدية الموجودة بالغرفة وجلست الفتاتان بجوارها
ثم هتفت بها بحزم
مليكة: إحنا سمعنا كل حاجة يا نورسين فمن فضلك متحاوليش تخبي قوليلينا فيكي إيه علي طول
أخفضت نورسين رأسها خجلا وهمست في خفوت نورسين: أنا تعبانه
هتفت قمر بنفاذ صبر سببه القلق
قمر: أيوة مادا سمعناه...... خبرينا بجي فيكي إيه
تابعت نورسين بصوت يقطر شجنا ً
نورسين: الدكتور بيقول إن قلبي ضعيف ومش هيستحمل
شهقت مليكة وقمر في هلع ثم هتفت قمر في جزع
قمر: طيب ما تسافري.......إيوة سافري بلاد برة أمريكا ولا أي مكان .....الدكاترة هناك شاطرين واصل وهيعالچوكي زين
تابعت نورسين بآلم
نورسين: مش عاوزة حد يعرف إني تعبانة
الولاد لو عرفوا مش عارفة إيه الي هيحصلهم وعاصم .....عاصم ممكن يروح فيها
تألمت بشـ.ـدة لدي ذكرها إسم شقيقها أمامها ولكنها سرعان ما نفضت أفكارها وصاحت بها في غضب
مليكة: مشوفتش أبداً حد بالغباء دا لما يعرفوا إنك تعبانة وتروحي تتعالجي وتخفي هيفرحوا إنما إنتي مفكرتيش في رد فعلهم لما يعرفوا إن خلاص الأمل أمهم ضيعتوا بغبائها وخلاص كام يوم وتسيبهم
جفلت نورسين حينما أدركت صحة كلمـ.ـا.تها
نورسين: كل ما أجي أقول مبعرفش
أشارت قمر لمليكة كي تهدأ قليلاً فصاحت بها مليكة بحنق
مليكة :لا مش ههدي يا قمر علشان نور متـ.ـخـ.ـلفة وعاوزة اللي يفوقها
زفرت مليكة بغضب وأشاحت وجهها بعيداً
فأردفت قمر بهدوء
قمر: مليكة عنديها حج يا نور فكري في ولادك اللي لساتهم صغيرين هيعملوا أيه وهيعيشوا إزاي من غيرك
هتفت بها مليكة بأمل
مليكة: أقولك كلمي الدكتور خليه يشوفلك متبرع برة البلد وأنا اللي هسافر معاكي وأبقي قوليلهم في البيت مسافرة علشان مؤتمر ولا اي حاجة من بتاعة الدكاترة دي
تهللت أسارير قمر وهتفت في حماس
قمر: فكرة زينة واصل وعيالك متخافيش عليهم أني هشيلهم چوة عيني التنين
وبالفعل هاتفت نورسين طبيبها وإتفق معها علي البحث عن متبرع في أسرع وقت
↚
في قصر أمجد الراوي
في الحديقة
هتف أمجد بلهفة يسأل ابنه إن كان قد وجد شقيقته أم لا
هز عاصم رأسه نافياً بأسي
عاصم : لا يا بابا مش لاقيها والمشكلة إني مش عارف حتي إن كانت لسة بإسمها ولا غيرته مش عارف كانت في الحفلة بصفتها إيه ودا اللي مدوخني حتي ملقتهاش صورة واحدة في الحفلة لها
أومأ أمجد رأسه بحـ.ـز.ن .......وكيف لا يحـ.ـز.ن......فهو اب قد مزق الشوق قلبه إرباً علي طفلته وليس هذا فقط ما يـ.ـؤ.لمه بل ما يـ.ـؤ.لمه حد المـ.ـو.ت هو فقده لطفلته الأخري دون حتي أن يمتع عيناه برؤيتها.....لم يشاهدها أو حتي يضمها بين ذراعيه
لم يستطع سماعها تناديه بأسمي صفات العالم "ابي".............لم يستطع أن يراها تكبر أمامه
حتي لم يودع جثمانها .........لم يودعها
نهض من مكانه متوجها لغرفته يدعوا الله أن يجد طفلته كي يعوضها عن حبه وحنانه الذي حرمت منه كي يمني روحه بقربها .......كي يعوض هذا القلب بوجودها....... فقط يتمني أن يجدها وأن تسامحه كي يغدقها بحنانه وحبه وعطفه..... سيعوضها عن كل ما مرت به في حياتها....... فقط يتمني من الله إستجابة دعاء هذا الشيخ...... تحقيق أمنيه هذا العجوز
**********************
في قصر سليم الغرباوي
عاد سليم من عمله يحمل صندوق خشبياً مزخرفاً بفخامة وعلبة من القطيفة الحمراء وصندوق ورقي يحوي بداخله لعبة لمراد الذي فرح بها كثيراً
إتفق سليم مع طفله أن يراقب له المكان حتي يستطيع وضع تلك الهدايا في غرفة مليكة
وبالفعل إستغلا فرصة إنشغال مليكة بتحضير المائدة و وضعاها سوياً ثم هبطا لتناول العشاء وكأن شيئاً لم يكن
أدرك سليم أنها أصبحت أفضل حالاً من الصباح لأنها بدأت تأكل وتمزح مع مراد كعادتها فتنفس بسعادة وعَلي وجيفه طرباً وفرحاً بضحكاتها
وبعد إنتهاء العشاء جلس يلعب هو ومراد في حديقة القصر بينما صعدت هي لغرفتها كي تهاتف عائشة حتي شاهدت ذلك الصندوق المزخرف الموضوع علي فراشها تعتليه تلك العلبة القطيفة
رفعت حاجبها بدهشة وتقدmت بخطي متوجسة ناحية فراشها
إلتقطت العلبة القطيفة أولاً وفتحتها فوجدت بداخلها عقد من الذهب أُخِذت بروعته كان عبـ.ـارة عن تاج ملكي وكل ركن فيه مطعم بماسة بيضاء صغيرة مما أعطاه مظهراً رائعاً.......تسللت إبتسامة صغيرة الي كرزتيها و نَحت العلبة من يدها جانباً فاتحة ذلك الصندوق الخشبي الذي أثار فضولها منذ الوهلة الأولي
خرجت منها شهقة سعادة عنـ.ـد.ما فتحته فقد كان عامراً بكل أنواع الشيكولاتة التي يمكنها أن تتخيلها
أخرجت واحدة لتأكلها وهمت أن تغلق الصندوق حتي شاهدت ورقة علقت بداخل الصندوق
التقطتها في دهشة بعدmا وضعت الصندوق جانباً
وأخذت تقرأ الموجود بصوت مرتفع نسبياً
بيقولوا إن الشيكولاته أحسن علاج لكل المشاكل
فكلِ وإنسي أي حاجة مضايقاكي علشان مينفعش حد يضايقك غيري
برقت عيناها حتي كادت أن تخرج من محجريها بدهشة فعمدت بيدها تغلق فمها الذي فُتِحَ دهشةً وإرتسم علي ثغرها إبتسامة متنامية حتي تحولت لضحكات فرحة تخرج من أعماق قلبها إبتلعت الشيكولاة التي كانت تأكلها وإحتضنت الورقة وهي تدور .......أ حقاً من أرسلها هو سليم...... نعم ومن غير حبيبها ذلك المغرور...... ولكنها تعشقه
نعم هي تعشقه وبجنون...... تخيلته يقف أمامها بقوامه الجذاب يطالعه بإبتسامة حنونة كتلك الإبتسامة التي تُفقدها لبها......تأسر حواسها بعيداً
يحدث أحياناً أن يري القلب قبل العين
فالقلب والعين في الهوي سوي علي حد تعبير قاضي الغرام
شعرت مليكة كما لو أن قلبها بلغ حنجرتها
كانت تشعر بأنها ممتلئة بالحب.... ولكن ليس كأي حب ......نعم ممتلئة بذاك الحب الذي لكثرة ما تعشق به يجعلك تشعر بالكره تجاه الحبيب
ذلك الحب الذي يستنزف فيك كل مشاعرك وسنين عمرك وأغلي ما تمنيت
كان ذلك شعورها تماما...... فقد إمتلأ قلبها بالحب والكره معاً ......فعلي الرغم من عشقها اللامتناهي لسليم هي تكره قسوته وبرودته...... تكره غضبه الهادر المخيف
أ ولم أخبركم ان قلب المرأة خلق من المحبة والكره والقساوة معاً
***********************
إبتسم هو إثر رؤيتها بكل ذلك الفرح بعدmا خبط كفه بكف مراد الذي إستعر حماساً لإسعاد والدته
فاليوم قد تعلم ذلك الشيطان أول درس من دروس الحياة بأن الذي زرعته في روح كل شخص حتماً سينبت ولتعلم يا بني أن كل حي علي هذه الأرض يحدثك ويقول لك كل ما تزرعه تحصده فلا تزرع سوي الحب
**********************
صعد عاصم الي غرفته بعد عدة ساعات- كان أنهي فيهم بعض الأعمال العالقة- يتمزق آلماً علي شقيقته
وجد نورسين جالسة في الشرفة تطالع هاتفها
دلف في هدوء متوجهاً ناحيتها....... فباغتها محتضناً إياها من الخلف .......شهقت في هلع
نورسين : حد يعمل كدة يا عاصم خضتني
إبتسم هو مقبلاً جبهتها في حنان مُعتذراً منها
أدركت نورسين أن به خطباً ما و يبدو أنه أمراً يؤرق باله كثيراً
فأحاطت عنقه بذراعيها تسأله في دلال عن خطبه
زفر عاصم بعمق وتابع بضيق
عاصم: تعبان يا نوري إدعيلي كتير أوي
تغيرت ملامحها للجدية فقد تأكدت من ظنونها
فأجلسته في هدوء وجلست أرضاً قبالته ممكسة بيده
نورسين: في أيه يا حبيبي
إحتضن يدها بيداه وتابع بحنان
عاصم: إدعيلِ يا نوري كتير أوي إدعيلي وبس دلوقتي
همت بالجلوس جواره فوضعت هاتفها علي الطاولة الصغيرة المقابلة لهم
فجاء أضائت شاشته بصورة شخص ما
لفت إنتباه عاصم صوت الإشعارات فتوجه ببصره تلقائيا ناحيته وشاهدها ...... نعم إنها هي
أمسك هاتفها بجزع ......يحدق فيه بأمل.....متسائلاً في دهشة
عاصم: مين دي يا نوري ........مين البـ.ـنت دي ت عـ.ـر.فيها
زمت نورسين شفتيها دهشة لرد فعل عاصم
وتابعت بتلقائية
نورسين: دي مليكة.... مرات سليم...... سليم زين الغرباوي
برقت عيناه دهشة بينما إرتفع وجيفه بسعادة وهب واقفاً محتنضاً إياها بسعادة
أما هي فقد كانت تحدق به مشـ.ـدوهة غير مدركة ما يحدث
نورسين: في إيه
هتف عاصم بسعادة
عاصم: لقيتها...... لقيتها
وهم بالركض فأمسكت بذراعه وتمتمت في حزم
نورسين: في إيه يا عاصم ولقيت مين
إحتضن عاصم وجهها بيده طابعاً قبلة فرحة علي شفتيها متمتماً بسعادة
عاصم: لقيت اختي يا نوري ......لقيتها
↚
تركها عاصم تكاد تفقد وعيها إثر الصدmة وركض لغرفة والده يخبره ما حدث معه
**********************
في قصر الغرباوي
دلف ياسر غرفته في هدوء فوجد قمر تجلس علي فراشها الوثير تمسد موضع طفليها في حنان بالغ تحدثهما باسمة
قمر: إنتوا خابرين نفسي تطلعوا شبه ابوكوا الخالج الناطج......تطلعوا زيه إكده في چدعنته ورچولته وحنتيه عليا وعلي كل اللي يعرفهم واللي ميعرفهمش
إبتسمت في حبور وتابعت بهيام
قمر: هجولكوا حاچة بس محدش يعرفها واصل
واوعاكوا تخبروها لحد...... إنتو خابرين إني حبيبت ابوكوا من لما كنت لساتني صبية صغيرة في المدرسة بضفاير.......إيوة كيف ما بجولكوا إكدة.....كان بيچي عند ابويا علشان يخلصوا شغل سوا........بحبه من وجتها
وفجاء دلف ياسر وإقترب منها في هدوء
قلبها ليعتليها فصرخت هي بجزع
قمر: حد يعمل إكده...... وبعدين إنتَ هنيه من مـ.ـيـ.ـتي وكيف محسيتش بيك
هتف باسماً بمكر
ياسر: أني هني من بدري ومخدتيش بالك علشان كنتي بتتحدتي مع ولادك
شهقت قمر بهلع
قمر: يعني.... يعني
إتسعت إبتسامته وأومأ برأسه مؤكداً.....ناظراً لها بإبتسامة خبيثة بينما أغمضت عيناها خجلاً ووجهها يتلون بعدة ألوان
ياسر: إمممم.... خبريني بجي كنتي بتجولي إيه
ااه إفتكرت..... كنتي بتجولي بتعشجيني
غمزها بطرف عيناه وهو يرفع رأسه بكبرياء
ياسر.: حب جديم بجي وإكدة
هزت قمر رأسها بعنف وتابعت بنبرات متقطعة مضطربة خجلاً
قمر: أنا..... هاه... لع مجولتش أيتها حاچة
إقترب منها أكثر سامحاً لنفسه بإستنشاق عبيرها آسراً أنفاسها بين رئتيه مقبلاً جبينها
ياسر: بعشجك
ومن ثم وجنتها اليمني "بحبك"ثم اليسري"جلبي وروحي إنتي " ثم أنفها الصغير "بـ.ـنتي وحته من جلبي" ثم نظر لشفتيها بعدmا إختلطت أنفاسهما
شاهدت في عيناه رغبته فيها..... نعم شاهدت حبه وعشقه لها ....إقترب لاثماً شفتيها في خفة أولاً ثم تعمق في قبلته حتي بادلته هي
كلما يريد الإبتعاد لا يقدر شئ يجذبه..... لا يكتفي أبداً ......إبتعد عنها قليلاً بعدmا أحس بإختناقها
محمرة بشـ.ـدة.... مغمضة عيناها كطفلة بريئة الدليل الوحيد علي عدm برائتها هو كرزتاها المنتفختان إثر معركتها اللذيذة .....قبلها بخفة علي جانب شفتيها قبل أن يبتعد خشية إلتهامها وخـ.ـو.فاً علي صحتها ثم صحة طفليه
***********************
أغلق أمجد مصحفة علي صوت طرقات ابنه عاصم علي الباب نهضت نورهان من نومها فزعة
نورهان: في إيه
هدئها أمجد بإشارة من يديه وتوجه ليفتح الباب
فباغته عاصم مُحتضناً إياه بسعادة
عاصم: لقيتها يا بابا لقيتها
هتفت نورهان بعاصم في قلق
نورهان: هي مين دي يا ابني
تمتم عاصم بسعادة
عاصم: مليكة يا ماما نورهان.... لقيتها
خر أمجد ساجداً يبكي فرحاً .....وأخيراً قد عثر علي طفلته..... وأخيراً سيجتمع شمل عائلته
وأخيراً نهض ثم أجلسة عاصم علي أحد المقاعد
فسأله أمجد بلهفة عن مكانها
عاصم : إنتَ عارف مليكة تبقي مين يا بابا
هتف أمجد بجزع .....بلهفة اب قد إشتاق لطفلته
أمجد: مين يا بني قول
تمتم عاصم باسماً
عاصم : تبقي مرات سليم زين الغرباوي يا بابا
فرت دmعة هاربة من عيناه متذكراً رفيقه الراحل
زين متمتاً في سعادة
أمجد: و حصل زي ما كنت عاوز يا زين
هب واقفاً هاتفاً بلهفة
أمجد: قوم نروحلها دلوقتي
ربت عاصم علي يد والده في حنان
فتابعت نورهان بهدوء
نورهان: النهاردة الوقت إتأخر يا أمجد بكرة يا حبيبي........بكرة روحلها وهاتها كمان تيجي تقعد معانا لو حابب
عاصم: ماما نورهان عندها حق يا بابا
هتف أمجد بجزع
أمجد: أمري لله
*************************
عاد عاصم لغرفته فرحاً
فوجد نورسين تجلس في إنتظاره
هبت الأخيرة واقفة حينما شعرت به وتابعت بحزم
نورسين: أنا مش فاهمة أي حاجة وإنتَ لازم تشرحلي وحالاً
توجه عاصم لفراشهما جالساً ثم أشار لها بيده لتجلس بجوراه وقص عليها كل شئ من البداية وحتي النهاية
***********************
في صباح اليوم التالي
في أحد النوادي
مليكة : إنتِ مين الي قالك كدة..... وعرفتي منين أصلاً يا نور
صاحت مليكة بتلك الكلمـ.ـا.ت بدهشة بعدmا أخبرتها نورسين بأنها علمت عنها كل حاجة
فقصت عليها نورسين ما حدث معها بالأمس بالتفصيل
هبت مليكة ناهضة بحنق وتمتمت في إصرار بينما نورسين تطالع أولئك الناس اللذين يطالعونهم بفضول
مليكة: كويس إنك إنتِ اللي جيتي الأول يا نور بعد إذنك توصليلهم إني رافضة مقابلتهم تماماً وبعد إذنك متخليش أي حد يجي هنا وخليهم يعملوا زي ما قولتلهم يوم الحفلة خليهم يعتبروا إن بـ.ـنتهم مـ.ـا.تت
هبت نورسين معترضة فقاطعتها مليكة رافضة بحزم
مليكة: نورسين بعد إذنك ......ربنا الي يعلم إني بعتبرك إنتِ وقمر زي تاليا الله يرحمها فعلشان خاطري إفصلي دا عن دا وأعملي الي قولتلك عليه ومتخلينيش أزعل منك .....وعلشان خاطري إقفلي بقي علي الموضوع
أشارت لها نورسين كي تهدأ وبالفعل تمتمت معتذرة بخفوت وهي تعود لكرسيها مرة أخري
دلفت قمر التي قد وصلت منذ قليل وإستمعت لبعض حديثهم
قمر: إيه مالكوا......بتتعاركوا ليه....... وبعدين موضوع إيه اللي تجفل عليه يا مليكة
تابعت مليكة بحزم رافضة أي فرصة للحديث
مليكة: مفيش حاجة يا قمر
قررت قمر تغير مجري الحديث حتي تُذهب عن مليكة ضيقها الواضح وبشـ.ـدة علي معالم وجهها
*********************
عادت مليكة الي المنزل وخواطرها تتصارع.....تتلاحق في دوامة لا تعرف حتي نقطة بدايتها
كيف يمكن لاباها واخاها التصرف بهذه البراءة وكأنهم لم يفعلوا شيئاً.......وكأن كل ما قد مر عليها لم يكن.......وكأنها لم تشتاق......لم تتألم.......لم تشعر بالوحدة .......لم تشعر بالضعف والإنكسار
إستفاقت من سهادتها علي جذب مراد الصغير لفستانها
تسللت لثغرها إبتسامة عـ.ـذ.بة حين شاهدته وإنخفضت لمستواه تحتضنه في قوة متابعة في حنان
مليكة: وحـ.ـشـ.ـتني يا روح وقلب مامي من جوة
قبلها مراد في فرحة
مراد: وإنتِ كمان يا مامي
ثم تابع بإضطراب يتخلله قلق بالغ يحدق من عيناه الصغيرتان
بث... بث بابي....
وفجاءة تبدلت تلك الإبتسامة الحنونة وحل محلها الهلع والقلق
مليكة : ماله بابي يا مراد
جذبها مراد من يداها وتوجها ناحية غرفته يركضا في قلق
دلفت مليكة للداخل فوجدت سليم ممداً علي فراشه......يرتعد جسده بشـ.ـدة
ركضت مليكة تجاهه مباشرة جاثية علي ركبتها أسفل موضع رأسه
صاحت به بقلق
مليكة : سليم....فيك إيه
همس بوهن بكلمـ.ـا.ت متقطعه
سليم: أنا....أنا كويس يا مليكة متخافيش
إقترب مراد من فراش والده هاتفاً بوالدته في قلق
مراد: لا يا مامي بابي مث كويث
وضعت مليكة يدها علي جبهته فمن إرتعاد جسده بتلك الطريقة تيقنت من إرتفاع درجة حرارته وبالفعل تأكدت من ذلك ما إن لامست بشرة يدها لجبهته
مليكة: سليم إنتَ سخن أوي
همهم بنبرات واهنة متقطعة
سليم : أنا كويس يا مليكة هاتيلي بس غطا وأنا هبقي تمام
وبالفعل لم تمر ثواني حتي شعر بدفئ يسري جسده فقد دثرته مليكة بغطاء أخر وإنطلقت تهاتف الطبيب الذي حضر علي الفور
وقفت مليكة الحاملة مراد الذي رفض رفضاً قاطعاً ترك والده في هذه الحالة وأصر بشـ.ـدة علي البقاء معهما تتطلع لسليم بنظرات يشوبها القلق تنتظر أن يطمئنها الطبيب
خلع الطبيب سماعته واضعاً إياها في حقيبته الطبية متابعاً بهدوء بينما تمتمت تلك المحبة القلقة تسأله عن سبب علة محبوبها
الطبيب: متقلقيش يا مدام مليكة شوية برد بس جـ.ـا.مدين حبتين أهم حاجة دلوقتي إنه يستريح وياخد أدويته في مواعيدها وطبعاً الأكل وأنا هعدي عليه كمان يومين
أومأت مليكة برأسها شاكرة الطبيب في أدب وبعدها إستدعت أميرة لإيصاله إلي الباب
ثم توجهت هي للمطبخ ومعها مراد لتعد له بعض الحساء
**********************
في قصر الغرباوي
هاتف أمجد خيرية ليخبرها بوجود ابـ.ـنته الضائعة بعودة طيره الغائب
هتفت به تسأله خيرية بسعادة
خيرية: كيف....ومـ.ـيـ.ـتي ....ولجيتها فين
هتف أمجد بسعادة
أمجد: مفاجأة يا ماما مفاجأة
أردفت تسأل في دهشة
خيرية: إيه هي عاد
أردف هو وصوته يرقص فرحاً
أمجد: بـ.ـنتي تبقي مليكة
ضيقت خيرية عيناها بتوجس بعدmا ظهر شبح إبتسامة علي ثغرها
خيرية: مليكة ......مليكة مين
هتف أمجد بسعادة
أمجد: مليكة مرات سليم يا ماما.....حققت لزين مراده مين غير ما أقصد .....مليكة بـ.ـنتي تبقي مرات سليم ابن زين يا ماما
*************************
في منزل عاصم الراوي
جلس ثلاثتهم بإحباط بعدmا أخبرتهم نورسين بما أخبرتها به مليكة بالتفصيل
وفجاءة هب عاصم واقفاً هاتفاً في حماس بعدmا تعلقت به أبصار الموجدين بأمل
↚
أنهت إعداد الحساء وصعدت لغرفته مرة أخري بعدmا تركت مراد مع ناهد
وضعته علي الطاولة القريبة من الفراش ووضعت رأسه في حجرها وهي تمسح علي جبهته برقة بالغة شاعرة بأنها قد إمتلكت الدنيا بين يداها
تنهدت بعمق وهي تنظر إليه في وجل......كيف إستطاع أن يكسب قلبها الذي أقسمت ألا تعطي مفتاحه لأحد من ابناء آدm ....... كيف إستطاع أن يتوغل بين طيات روحها......في ثنايا عقلها بهذه الدرجة
مسحت علي شعره في حنو وقلبها يهاتف قلبه
لقد كنتَ أنت محبوبي آخر الأبواب......وآخر السُبل وآخر مركب للنجاة وكل الغرق
تنهدت بعمق وهي تدعوا الله أن يشفيه سريعاً وأخذت تطعمه الحساء في رقة بالغة وبعد أن إنتهت من إطعامه بللت قطعة قماش قطنية ووضعتها علي جبهته كي تخفض من درجة حرارته قليلاً وفجاءة سمعت هاتفها يرن فازالت عنه قطعة القماش تلك بعدmا دثرته جيداً بالغطاء وخرجت لتجيب عن هاتفها
وما إن فتحت الخط حتي سمعت نورسين تصيح من الهاتف بذعر
نورسين: بابا.......بابا يا مليكة
صاحت بها مليكة تحاول تهدئتها والسيطرة علي نوبة الذعر التي تواجهها
مليكة: نورسين إهدي أنا مش فاهمة منك حاجة في إيه
تابعت نورسين بإضطراب واضح
نورسين: بابا يا مليكة......بابا أمجد
صرخت مليكة بهلع ......لم تجد حتي عقلها كي يمنعها فهو أيضاً كان قلقاً علي والدها
مليكة: بابا.....ماله
نورسين: بابا تعبان يا مليكة .....تعبان أوي
سقط الهاتف من مليكة وركضت تلتقط مفاتيح سيارتها راكضة للخارج
إصطدmت بها ناهد خارجاً فسألتها في قلق
ناهد: مالك يا بـ.ـنتي رايحة فين كدة
أردفت مليكة لاهثة باضطراب
مليكة: بصي يا دادة سليم أمانتك متسيبيهوش لحد ما أجي
ثم إنطلقت في سيارتها ناحية منزل نورسين وهي تفكر...... لا لن يمـ.ـو.ت..... لن تسمح له بالمـ.ـو.ت أبداً ليس الان......لن تسمح له بالمـ.ـو.ت قبل أن تخبره بكلمـ.ـا.ت والدتها الأخيرة....... لن تسمح له بالرحيل قبل أن تسمح لنفسها بقول تلك الكلمـ.ـا.ت التي إختزنتها طوال تلك السنوات.........لن تتركه يمـ.ـو.ت قبل أن تبكي علي صدره....... قبل أن تلومه..... تخبره بأنها غاضبة منه بشـ.ـدة لتركها.......الأن فقط إعترفت أنها كانت تنتظر رؤيته مرة أخري.... بل كانت مشتاقة إليه بشـ.ـدة
لم تعرف حتي كيف وصلت لمنزل نورسين سليمة فقد كادت أن تقوم بمئات الحوادث في الطريق
ركضت للداخل تصرخ مستدعية نورسين في فزع
التي وجدتها جالسة في حجرة الإستقبال
أمسكتها مليكة من كتفيها وهزتها وهي تصيح بها في فزع
مليكة: مينفعش يمـ.ـو.ت سامعاني........مش قبل ما أعاتبه...... مش هيمـ.ـو.ت ويسيبني دلوقتي
كادت أن تنهار حتي وجدت والدها يمسك بها في حنان بالغ متابعاً بتأثر بالغ
ابوكي أهو قدامك إعملي فيه اللي إنتِ عاوزاه
أرتفعت شهقاتها وهي تدفن نفسها بين ذراعيه تبكي وتنتحب...... بكت كل أيام حرمانها.... حـ.ـز.نها وشقائها..... بكت أيام وحدتها.....بكت يُتمها.......بكت فقدان والدتها وشقيقتها......بكت حتي جفت دmـ.ـو.عها......بكت حتي إرتوي قلبها.....حتي إلتئمت جروح روحها الغائرة.... بكت حتي طوت تلك الصفحة السوداء من حياتها وللأبد
هدأت تماماً بين ذراعي والدها حتي إستفاقت إستفاقت لنفسها فنهضت واقفة تطالعه في دهشة
مليكة : إنتَ......إنتً.......كويس
ضيقت عيناها وهي تلتفت ناحية نورسين التي أخفضت بصرها سريعاً عن نظراتهه المتسائلة فهتفت غاضبة
مليكة: نورسين ا.....
قاطعها عاصم الذي وقف يطالع شقيقته باسماً
عاصم : أنا اللي قولتلها يا مليكة
توجهت ناحية شقيقها وأخذت تدفعه للخلف في غضب صابة جام غضبها عليه..... لم تكن تعلم وقتها أ هي تعنفه لأجل تركه لها أم لأجل حالتها في الطريق إلي المنزل
وفجاءة إحتضنها عاصم ليهدئها بين ذراعيه وسمح لها أن تبكي كيفما تشاء
وهي حقيقة لم تدخر جهدها فبعدmا ظنت أن دmـ.ـو.عها قد جفت عاودت البكاء أكثر من ذي قبل
فحين يأتي الأمر للبكاء عزيزي لن تجد أفضل من حواء
بعد بضع ساعات من لوم مليكة وعتابها وحتي بكاؤها جلسا سوياً في حديقة الفيلا
سأل أمجد في حيرة
أمجد: أنا اللي عاوز أفهمة إتجوزتي سليم إزاي
قصت عليه مليكة تلك الحكاية التي قصها سليم علي عائلته إنهما تقابلا في أحد المؤتمرات وتزوجوا ومراد طفلهم ولم تخبر أي أحد حقيقة مراد
سأل عاصم في لهفة
عاصم: طيب وتاليا يا مليكة....
نقلت أنظارها إلي قسمـ.ـا.ت وجه والدها التي ظهر عليها الشوق والجزع بقوة
أطرقت مفكرة لوهلة تنظم كذبة ما لتخبرهم بها
مليكة: أنا هقولكوا بس محدش يعرف باللي هقوله دا
أومأ الكل عدة مرات برأسهم موافقين
مليكة: تاليا إتجوزت حازم اخو سليم ومـ.ـا.تت هي والبيبي وهي بتولد
أغمضت عيناها بتأثر شـ.ـديد لتذكرها مظهر شقيقتها ثم تابعت بجدية
بس محدش من أهل حازم كان يعرف غير سليم لأنه كان خاطب بنوتة في البلد وكان مستني الوقت المناسب علشان يفسخ خطوبته منها ويعلن جوازه بتاليا
أومأ امجد برأسه في حـ.ـز.ن وأردف عاصم في آسي بعدmا غطي عسليتاه ستار من العبرات
عاصم : الله يرحمها
أخرجت مليكة هاتفها كي تري والدها وشقيقها صورة لتاليا
ذرف والدها الكثير من العبرات فنهضت مليكة لتحتضنه مخففة عنه ذلك الشعور البغيض الذي يعتريه الآن......شعور الذنب الذي يكاد يقــ,تــله....شعور بالألم يجثم علي روحه ....يكبلها يمزق قلبه ليحطمه لأشلاء متناثرة
وكيف لا فهي طفلته التي لم يراها.....لم يعرف عن وجودها.....لم يحتضنها.....لم يخبرها كم هي طفلة رائعة......لم يحظي بفرصته ليراها عروس جميلة ....ليسلمها لذلك الفارس المنتظر الذي سيختطفها منه ولكن في تلك اللحظة قد عزم العقد علي تعويض مليكة.... نعم سيعوضها ...سيعطيها كل الحنان والحب الذي حرمت منه كل تلك الفترة
*************************
عادت مليكة الي منزلها بعد قضاء عدة ساعات في منزل والدها......عادت إنسانة اخري......عادت أنسانة تمتلك هوية ......أصبح لها عائلة مرة أخري
إزادت قوةً علي قوتها التي إكتسبتها من حياتها المستقلة
قابلتها ناهد القلقة علي الباب وحينما شاهدتها أردفت بهلع
ناهد: كنتي فين يا بـ.ـنتي......قلقتيني عليكي وموبايلك مفصول إنتِ كويسة
إحتضنتها مليكة بحبور لتهدئ من روعها
مليكة: أنا كويسة يا حبيبتي بس كنت في مشوار مهم وأسفة علشان قلقتك
ثم سألتها علي سليم طمأنتها ناهد كثيراً علي حالته
فتوجهت لغرفته لتقضي بجواره كل الليل بعد تبديل ثيابها والإطمئنان علي مراد
↚
في صباح اليوم التالي
هاتفتها خيرية لتبـ.ـارك لها مقابلة والدها وشقيقها
فذهلت مليكة بعدmا سألت في توجس
مليكة: إنتِ عرفتي إزاي يا ناناه
تابعت خيرية باسمة بثقة
خيرية: واااه هو ابوكي مخبركيش ولا إيه.... ابوكي وابو سَليم كانوا صحاب أكتر من الاخوات يعني أني اللي مربية ابوكي وهو جالي بعد ما عرف طوالي
وبعدين مجاصيصي البيض دول مش بالساهل إكدة يا بنيتي..... أني كنت حاسة من لما شوفتك إني أعرفك .......عينيكي مكانتش غريبة واصل
إبتسمت مليكة في حبور وهمت بالتحدث حتي أردفت خيرية
خيرية: طبعاً سَليم ميعرفش أيتها حاچة لسة
أردفت مليكة بإضطراب متوجسة
مليكة: أيوة يا ناناه أنا لسة مقولتلهوش وهو ميعرفش حاجة
أردفت خيرية بهدوء لتطمئنها
خيرية: وأني معرفتش حاچة من الأصل متجلجيش يا بنيتي بس لازم تجوليله في أجرب فرصة
تنهدت مليكة بعمق وهي تردد
مليكة: حاضر ....هقوله
****************************
بعد عدة ساعات حضرت مليكة إفطار سليم ودلفت له لتطعمه في هدوء فقد إنخفضت درجة حرارته عن الأمس بعض الشئ ولكنه لا يزال لا يشعر بها فقد كان أحياناً يفتح عيناه قليلاً ليطالها بنظرات غريبة عنها.....خُيل لها أنه حباً ثم يغمض عيناه مرة أخري دون أن يتفوه بحرف.....وأحياناً أخري يهمهم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة
مليكة..... مراد.... حازم.... مينفعش......بحبها...كـ.ـد.ابة
ولكنها لم تفهم أي شئ مما يقصد
حتي بدأ في استعادة وعيه بعد مرور بضع أيام
فقرر الإذعان لمليكة بعدm الذهاب للشركة ومباشرة عمله من المنزل حتي يستعيد عافيته
فهاتفته خيرية لتطمئن عليه وبعد السلامـ.ـا.ت أردفت هي توصيه علي مليكة
خيرية: خليك أمانها ياولدي
أردف سليم بعدm فهم مازحاً
سليم: جصدك إيه يا جاچة عاد
أردفت هي بثبات
خيرية: أمانها يا ولدي ........عارف يعني إيه أمان للست...... يعني لما تيچي تطلب منك طلب تطلبه وهي مش خَايفة مهما كانت هيافته
يعني لما تجولك علشان خاطري تكون خابرة إنها ورطتك لأنك مش هترفض طلبها .......يعني لما تغلط يا ولدي تحكيلك إنتَ أول واحد مش خـ.ـو.ف لع حب وأمان ولما تعمل حاچة چديدة تاخد رأيك فيها وهي واثجة إنك مش هتبخل عليها بيه .......يعني متتمألتش عليها لو توخونت شوي
ولا هتشمت فيها لو فشلت ف حاچة .......يعني تكون أول واحد بترفع ثجتها في حالها ومتحسش بوچودها إلا معاك إنتَ وبس مش العكس........يعني لما تنام وهي جاعدة من التعب توبجي واثجة إنك هتغطيها.....إنك هتسكت الكل عشان هي ترتاح علشان راحتها تهمك.....يعني لما تتعب توبجى عارفه أن حـ.ـضـ.ـنك مفتوحلها.......وإنك وجت أزمتها هتجف چنبها حتى لو كنت واخد علي خاطرك منيها........يعني تلاقيك لما تحتاچ تشوفك
يعني لما أني ولا عمتك ولا أي مخلوج نسألوك مرتك عاملة إيه معاك تجولنا الحمد لله مبسوطين حتى لو فيه مشاكل بينكم وبين بعض
يعني يا ولدي توبجي صاحبها جبل حبيبها وحبيبها جبل چوزها وچوزها جبل ما تكون أبو ولادها........تكون سندها......ظهرها اللي بتتحامى فيه وقبل كل دول ابوها...... ابوها اللي متخافش ولا تتكسف منيه
صدجني يا ولدي ديه اللي بتدور عليه أي حُرمة في الدنيا و اللي لما تلاجيه بتبيع الدنيا كلاتها علشانه.....لما تلاجيه مش هتنكد عليك......مش هتنام كل يوم ودmـ.ـو.عها على خدها مش هتكره الچواز وانها ست لع والله يا ولدي وشها هينور كل يوم عن اليوم اللي جبله ......هتمشي تتفاخر بيك وتجول ياريت كل الرچالة چوزي مكنش هيبقي فيه حُرمة حزينة واصل ......خليك أمانها ياولدي هتكون سندك طول العمر.....فهمتني عاد ولا لع
لمست كلمـ.ـا.ت جدته شغاف قلبه وحركت أخر جزء كان يعاند من الإنجراف في تيار حبه لمليكة
ولكنه أردف مازحاً
سليم: واااه يا حاچة من مـ.ـيـ.ـتي وإنتِ بتجولي شعر
أردفت خيرية باسمة بأسي
خيرية: دا مش شعر يا ولدي ده الي سيدي وسيد البلد كلاتها..... چدك الله يرحمه علمهولي طول عمره معايا أكده
خدني وأنا بت 15 رباني علي يده كان أبويا جبل أي حاچة تانية.......عمره ما جالي كلمة شينه واصل حُبه كان زي الزرعة الصغيرة چوة جلبي اللي كانت بتكبر كل يوم ......كان بيسجيها حب وإهتمام وأمان فهمت جصدي يا ولدي
أردف سليم باسماً بسهادة
سليم: فهمت يا حبيبتي...... فهمتك
↚
ولكن فجاءة ظهر من بين هذا النفق المضئ مراد وسليم
هتف بها مراد في جزع خفق له قلبها بشـ.ـدة
مراد: مامي متمثيث
كادت أن تتقدm خطوة أخري وهي تحاول نفض صوته عن عقلها بعدmا أشاحت بصرها عن سليم الذي تخلل صوته الي حواسها مع دmائها التي تجري مندفعة يهتف بها في وله عاشق قد إحترق سابقاً بنار الفراق
سليم : مليكة.....مليكة إفتحي عيونك يا مليكة
همهمت قليلاً وهي تحرك رأسها تجاهد كي تفتح عيناها المثقلة وكأن بهما رملاً كي تخبره بكل شئ
يجب أن يعرف أنه الأول..... يجب أن يعرف أنها ما عرفت ولا عشقت رجلاً غيره.... يجب عليه أن يعرف أنه أول وأخر فارس تسمح له بغزو مملكتها المتراميه الأطراف...... أول من تسمح له بصك ملكيته علي قلعتها .....كان هو الإحتلال الوحيد الذي رحبت به أعماقها وبحرارة ..........ولكن ليس كل ما في القلب قابل للبوح فهناك ما يولد ويمـ.ـو.ت ولا يفصح عنه فيكون مكانه الوحيد هو الإندثار بين طيات الماضي
صرخ سليم الباكي بمن حوله كي يطلبوا الإسعاف التي حقيقة وللمرة الأولي حضرت أسرع مما ينبغي..........هَم رجـ.ـال الإنقاذ بحملها فرفض هو صارخاً بهم بأنه من سيحملها وبالفعل تركوه يحملها وصعدوا سوياً الي سيارة الإسعاف التي سرعان ما إنطلقت الي المستشفي أخذوها منه الاطباء ودلفوا بها لغرفة العمليات
جثي علي ركبتيه أمام الغرفة محتضناً رأسه بين يداه........يبكي آلماً علي محبوبة القلب التي لن ولم يتركها تذهب من بين يداه
في غرفة العمليات
كان الوضع غير مطمئناً بالمرة......فقد نزفت الكثير من الدmاء علي غرار عدm إستجابتها للعلاج.....وذلك الجهاز اللعين الذي يعلن إنخفاض نبضها
إبتسمت والدتها وأخذت بيدها وسارا سوياً نحو ذلك النور القابع في أخر النفق شعرت مليكة بروحها تحلق بعيداً في سعادة عارمة......شعرت بنفسها خفيفة للغاية وفجاءة دوت صافرات الجهاز لتعلن توقف قلبها الكبير عن النبض لتعلن مآتم ذاك الذي خُلَقَ ليُعطي....خُلِقَ ليُحب ويتحمل.... خُلِقَ ليضحي
***********************
في قصر الغرباوية
نهضت خيرية من نومها فزعة لدي رؤيتها لرؤي تخص مليكة........نعم شاهدتها تسير بعيداً مع إمراتين لا تعرفهما ولكنها شاهدت زين ابنها وزوجته وزوجها هي ينتظرونها في أخر النفق
إستدعت زهرة........طفلتها الثانية وطلبت منها إحضار مهران علي الفور الذي حضر ما إن أخبرته زهرة.......دلف مهرولًا لغرفة والدته هاتفًا بها في قلق
مهران: في إيه يا حاچة إنتِ زينه
أردفت خيرية وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها في هدوء
خيرية : مليكة يا ولدي....مليكة
ضيق مهران عيناه متسائلًا
مهران: مالها يا أماي
أردفت خيرية متوجسة خيفة
خيرية: مليكة مش زينه يا ولدي فيها حاچة
أردف مهران بقلق بعدmا زم شفتيه
مهران: هيكون فيها إيه بس يا أماي
أصرت خيرية
خيرية: كلملي سليم يا ولدي حالاً
أضاف مهران مضطرباً
مهران: بس يا حاچة الوجت متأخر عاد
خيرية بإصرار
خيرية: حالاً يا مهران حالاً
وبالفعل هاتف سليم فلم يجيبه وبعد العديد من المرات قرر أن يهاتفه علي هاتف القصر فأجابته ناهد المذعورة تخبره بأن مليكة في المستشفي بسبب حادث سير
خيرية: وااااه يا جلبي عليكي يا بنيتي
كانت تلك الكلمـ.ـا.ت التي خرجت من فم خيرية بألم صاحبتها دmـ.ـو.ع بعد معرفتها لذلك الخبر....فهي بعد ذلك الحلم أيقنت أن مليكة ستذهب الي ذلك المكان الذي ذهب إليه أحباؤها في السابق
**************************
في قصر عاصم الراوي
إستيقظ من نومه علي صوت تأوهات شخصاً ما وكأنه ينازع البقاء حياً عمد بيده الي عيناه يفركهما محاولاً نفض النوم عنهما وهب جالساً في قلق
جال ببصره في أرجاء الغرفة باحثاً عن نورسين فلم يجدها......نهض مسرعاً ناحية المرحاض فمنه يأتي الصوت
طرق الباب عدة مرات هاتفاً بقلق
عاصم: نورسين إنتي جوة
لم يأته رد حتي أنه إستمع شهقات بكاء مخـ.ـنـ.ـوقة وكأن شخصاً ما يختنق
طرق الباب بعنف أكبر فهو صوت محبوبته الذي يعرفه جيداً وكيف يغفل عنه .....وأخيراً بعد عدة دفعات إستطاع فتح الباب......دلف مهرولاً حينما شاهدها ساقطة أرضاً ووجهها محمر أطرافها شاحبة كأنها تختنق
حملها مسرعاً وهو يحاول معرفة ما بها فكانت ترتجف بين يديه كمن علي وشك المـ.ـو.ت
هتف بها بقلق
عاصم: نورسين فيكي إيه
أشارت له بيدها المرتجفة ناحية درج الكومود المجاور لفراشها
فعمد بيده مسرعاً لفتحه ولم يجد به غير شريط من الدواء
أمسكه بيده وهو يرفعه تجاه وجهها يسألها في هلع
عاصم : هو دا
لتومئ له ووجهها أحمر بشـ.ـدة فأخرج لها قرص لتشير له بإخراج واحد أخر.....أخرج الثاني ثم ناولهما لتبتلعهما بسرعة وهي تشهق إحتضنها بِرَكنها الي صدره الدافئ الواسع
وبعد أن شعر بأنتظام أنفاسها سألها عاصم في وله
عاصم : فيكي إيه يا نوري
خفق قلبها لكلمة نوري التي تطربها من شفتاه ولكنه أيضاً إمتزج بالخـ.ـو.ف فماذا ستخبره الآن.....ماذا ستقول له
وجدت الكلمـ.ـا.ت تندفع من بين شفتاها تلقائياً وحتي بدون أن تمر علي عقلها وجدت نفسها تقص عليه مرضها ......وجدت نفسها تخبره ما عانت وكيف تألمت.... وجدت دmـ.ـو.عها تنهمر بلا توقف وكأنها تبكي إحتياجها إليه وخـ.ـو.فها من فقدانه....تبكي آلمها علي حالته.......تبكي ولكن بكائها ليس عدm رضي قطعاً ولكنه آلماً لألم احبتها.......خـ.ـو.فاً لفقدانهم
برقت عيناه هلعاً وهو يطالها بتيه وكأنه لم يسمعها
هو لم يتخيل يوماً أن تمرض صغيرته........فحينما تصاب ببعض البرد يكاد يفقد عقله قلقاً.....فماذا إذا ما كانت تخبره بأن قلبها .....ذلك القلب الذي عشقه وعشقها لأجله مريـ.ـض .....يتألم.....ما الذي يجب عليه فعله.......هو لا يتخيل مرضها فما باله بفقدانها
بعدmا أخذت تدعوه عدة مرات ولم يستجب
هو إستمر فقط بالتحديق
عمدت بكفيها تحتضن وجهه وتقربه منها واضعة جبهتها مقابل جبهته وكأنها تتكأ عليه
رفرف عاصم بأهدابه عدة مرات وكأنه استفاق من شروده ما إن لامست بشرته لبشرتها وسمح لدmـ.ـو.عه الحبيسة بالهبوط وهو يمسك بوجهها في آلم... هلع... وله وخـ.ـو.ف
تلعثمت الكلمـ.ـا.ت علي شفتيه وأردف يسألها بعدm إستيعاب
عاصم: يعني إيه..... وليه مقولتليش من الأول
أغمضت عيناها بألم وهمست في خفوت
نورسين: خـ.ـو.فت........خـ.ـو.فت عليك
نفض عاصم رأسه وكأنه يحاول نفض تلك الأفكار السلبية التي تجمعت بعقله وأردف بأمل
عاصم: نسافر برة......نشوف متبرع ونعمل العملية برة
همست هي بيأس
نورسين: الدكتور هيبلغني أول ما يلاقي متبرع
هتف عاصم بها بجزع
عاصم: أنا مش هستني لما الدكتور يقول ....أنا هسافر وأدور بنفسي ولو حكمت خدي قلبي أنا
أنا في داهية
رمت نفسها بين ذراعيه باكية وأردفت بين شهقاتها
نورسين : بعد الشر عنك متقولش كدة أبداً
ضمها بين ذراعيه الي صدره بصوة وكأنه يريد تخبئتها بداخله وأردف باكياً بعشق يقطر من كلمـ.ـا.ته
عاصم: نوري .......إنتِ فعلاً نوري.... النور اللي جه ونورلي حياتي كلها مليش غيرك ومش عاوز غيرك في الدنيا ..... أنا من غيرك أمـ.ـو.ت يا نوري فاهمة
***********************
في المستشفي
وقف علي قدmاه حينما خرجت الممرضات من غرفتها يركضن لإحضار بعض الاشياء والعودة مرة أخري...... وقف هو يصـ.ـر.خ بهم يسألهم
سليم: مراتي .......مراتي فيها ايه
أجابته إحدي الممرضات التي خرجت لتوها
الممرضة: البقية في حياتك يا أستاذ
توقف قلبه عن الخفقان وهو يطالعها بصدmة شلت أطرافه
وجد نفسه يسير بهدوء ناحية زجاج الغرفة
فشاهدها..... نعم كانت منسدحة علي الفراش بهدوء..... تبدو شاحبة حد المـ.ـو.ت......حولها يركض الأطباء بهلع لإحضار بعض المعدات ولكنها علي حالتها تلك...... مستسلمة تماماً.... كان يسمع صوت قلبه وهو يهتف بجزع يدعوها كي تستفيق
تنهض.......كي تعود له كما كانت.......ولكن كيف يا صديقي تضرم فى روح أحدهم النار.....فيظل يُعاني كثيرًا الى أن يصير كومة من الرماد لا حياة فيها....ثم تطالبه بأن يعود كسابق عهده.....لقد مـ.ـا.ت ياصديقي.......ومن مـ.ـا.ت لا تنتظر منه
شىء...... يبقى فقط أن ترعاه علّ معجزة تحدث ويُحييه حُبك
↚
حاول الأطباء إنعاشها بجهاز الصدmـ.ـا.ت ولكنها علي حالتها بلا أي إستجابة حتي توقف قلبه هو الأخر
وأخذت دmـ.ـو.عه في الإنهمار......صرخ بهم أحد الأطباء
الطبيب: إندروفين بسرعة
************************
أمسكت تاليا بيدها وهي تطالع وليدها بحب وتابعت بأسي
تاليا: إنتِ فعلاً حشـ.ـتـ.ـيني و يا مليكة وعاوزاكي معايا بس لسة في حاجات لازم تخلصيها
الأول....خدي بالك من مراد
هنا جاء زين ومعه سيدة تشبه والدتها قليلاً
فإبتسم لها في حبور وهو يمسك بيدها
زين: سليم يا بـ.ـنتي.....سليم طيب وبيحبك
أخفضت هي رأسها آلماً ولم تعقب
رفعت تلك السيدة رأسها لأعلي وغمزت لمليكة
روڤان : طلعي عينه
ثم تركوها ورحلوا فتوجهت هي لمراد
سمعوا منها شهقة كبيرة دلت علي عودتها للحياة......نعم وأي عودة هي عودة لن تكون يسيرة أبداً .....وهنا عاد قلبه للخفقان مرة أخري
فخر ساجداً للمولي عز وجل علي عودة محبوبته للحياة........نعم محبوبته.....فهي مدينته الصغيره....قبلته وقبيلته..... موطن قلبه.......والنبض المتبقي في صدره......هزائمه المتكرره وانتصاره الوحيد !
*************************
أحضر عاصم هاتفه وقام بمهاتفه الطبيب الخاص لنورسين علي الرغم من إعتراضها الشـ.ـديد لتأخر الوقت ولكنه لم يلق بها ذراعاً فهاتفه وإتفق معه علي كل التفاصيل وسيكون سفرهما بعد ثلاث أيام
لم يكد أن يضع هاتفه جانباً حتي شاهد اسم والده علي الهاتف إعتراه القلق الشـ.ـديد فطلبت منه نورسين الذهاب إليه سريعاً
وبالفعل ما إن خرج من غرفته حتي وجد والده يصـ.ـر.خ به بجزع
أمجد : اختك.... اختك يا عاصم
ضيق عاصم عيناه بعدmا ارتفع رجيفه ريبة وأردف بقلق
عاصم: مالها مليكة يا بابا
هتف أمجد
أمجد : اختك عملت حادثة يا عاصم وفي المستشفي الحاجة خيرية لسة مكلماني وقايلالي
لم يستوعب عاصم أي شئ غير أنه إنطلق يركض حاملاً معطفه ومفاتيح سيارته وخلفه والده
لم يعرفا حتي كيف وصلا للمستشفي وقتها
ولكن لن ينسوا مظهر سليم الذي شاهدوه جالساً علي أحد الكراسي واضعاً رأسه بين يديه في خنوع
ركض أمجد ناحيته هاتفاً به في هلع
امجد: بـ.ـنتي .....بـ.ـنتي فين يا سليم
رفع سليم رأسه في ألم ونهض مطأطأ الراس
فصرخ به عاصم بجزع
عاصم: سليم رد علينا مليكة فيها إيه.....عملت في اختي إيه
لم يعلم لما إخترقت كلمة شقيقته مسامعه لهذه الدرجة...... لم يعلم لما طعنت قلبه بهذا الشكل
تذكر كيف كان يهينها ويحتقرها.....كيف عنفها بسبب ذكر اسمه وهو يعتقده غريمه......شعر بألم عارم يجتاح قلبه بعنف يكاد أن يمزقه....شعر بالذنب يكاد أن يخـ.ـنـ.ـقه......لم يفق إلا علي يد عاصم التي أمسكت بملابسه تهزه في عنف
عاصم: اختي مالها يا سليم إنطق
خرج الطبيب في ذلك الوقت
الطبيب: أستاذ سليم
ركض عليه كلاً من أمجد وعاصم يسبقهما سليم
الذي طالعه في توسل
الطبيب: مدام مليكة خلاص الحمد لله رجع نبضها طبيعي...... وظاهرياً خدوش وكدmـ.ـا.ت..... بس إحنا مش هنقدر نحكم علي أي حاجة غير لما تفوق ونعرف أيه بالظبط اللي إتاثر بسبب توقف القلب لفترة
دارت بعقلهما هو وعاصم كلمة توقف القلب هل ذهبت ابـ.ـنته هز رأسه بعنف رافضاً تلك الفكرة وهتف أمجد يسال في هلع
أمجد : يعني إيه
تابع الطبيب في هدوء
الطبيب: يعني إطمنوا مرحلة الخطر تعتبر نسبياً عدت وتدعوا ربنا إنه لما تفوق ميكنش في أي ضرر حصل ليها بأي شكل من الأشكال
ثم تركهم وإستاذن
تهاوي أمجد علي أحد المقاعد بجزع
يدعوا الله
أمجد: يارب نجيهالي يارب مش بعد ما لقيتها تروح مني يارب
جلس عاصم بجانبه يربت علي كتفه عساه يمده ببعض القوة ولكن من أين يأتي بها وهو قد فُجع في شقيقته وزوجته في نفس الليلة
**************************
في قصر الغرباوية
سبقهم ياسر للسيارة
فهتفت قمر في جزع
قمر: أني چاية معاكوا..... لازم أتطمن علي مليكة
أشارت خيرية لبطنها المنتفخة
خيرية : إزاي بس يا بنيتي وبطنك معبية إكده
قمر: بس .....
أردفت خيرية بحبور لتطمئنها
خيرية: متجلجيش إني اول ما أوصل هكلمك أطمنك
وبعدين لسة ابوها مكلمني دلوجت وجايلي إنهم معاها
هتف مهران بدهشة
مهران: ابوها
أومأت خيرية برأسها في هدوء
خيرية: مليكة توبجي بـ.ـنت أمچد
برقت عينا شاهين بهلع و سأل في ريبة
شاهين: أمچد مين ..... أمچد الراوي
أومأت خيرية برأسها باسمة فشهقت عبير بهلع
عبير: جصدك إيه يا أماي عاد..... جصدك إن مليكة بت الاچنبية اللي إتچوزها أمچد
أردفت خيرية باسمة بأسي
خيرية: مليكة بت أمچد ودا المهم....والأهم إننا عملنا بوصية زين الله يرحمه كيف ما كان رايد
أنه يچوز الولاد لبعضيهم
ثم التفتت ناحية مهران وتابعت بجزع
خيرية: هم بينا يا ولدي الله يكرمك خلينا نلحج نطمن علي البنية
**************************
في صباح اليوم التالي
كان الجميع قد وصل للمستشفي والدها وشقيقها
خيرية ومهران ومعهما ياسر وحتي نورسين ونورهان
وناهد التي رفضت البقاء في المنزل وحتي عائشة ومحمد.......أما مليكة فلا تزال كما هي في حالة من اللاوعي بسبب خطورة الإصابات والنـ.ـز.يف
حقيقة هي ليست حالة من اللاوعي تماماً فهي تشعر وتسمع كل ما يحدث حولها......فقد سمعت كل كلمة أخبرها إياها سليم
البـ.ـارحة......حينما دلف للداخل مضطرباً قد نقش النـ.ـد.م بصمته الجلية تماماً علي ملامحه
إتخذ مقعداً بجوار فراشها وأمسك بيدها الموصولة بتلك الأنابيب المسئولة عن تغذيتها ونقل اللقاحات والأدوية وماشابه ومسح عليها بطلف بالغ
سمعت صوته المخـ.ـنـ.ـوق بالعبرات وهو يعتذر منها في خزي
سليم:أنا أسف......عارف إن الكلمة بسيطة أوي علي اللي شفتيه بسببي .....عارفة يا مليكة الكلام دا يمكن مش هتسمعيه تاني مني بس لازم أقولهولك .....أنا بحبك يا مليكة ....أيوة أنا سليم الغرباوي اللي كان حالف مايفتح قلبه لأي واحدة من بنات حواء بحبك يا مليكة لدرجة عمري ما تخيلتها ولا هتخيلها....... عمد بيده يمسح عبراته التي تساقطت رغماً عنه وأردف بحرد لحالهما
بس مش هينفع .....مش هينفع أحبك إنتِ كنتي مرات اخويا.......فكرة إنك كنتي لاخويا نفسها قــ,تــلاني مخلياني مش قادر أفكر فيكي حاسس بالذنب ناحية حازم هيمـ.ـو.تني .....كل ما أفكر فيكي بشوف حازم ......أه إحنا إتجوزنا وإنتِ مراتي حلالي .......بس فكرة إنه كان بيحبك أو حتي كان عاوزك لنفسه لفترة محسساني إني خـ.ـا.ين ...أنا عارف إنه محبش غير تاليا لأنها البـ.ـنت الوحيدة اللي قالي عليها.........عارفة أنا اللي قولتله يبعد عنها فترة ويبعتلها الجواب دا علشان يعرف هو بيحبها فعلاً ولا زيها زي أي بـ.ـنت عرفها ....عارفة إنه مـ.ـا.ت في اليوم الي كان رايحلها فيه ......اليوم اللي هي كمان مـ.ـا.تت فيه وكأنهم مقدروش يفارقوا بعض......أنا أسف يا مليكة......عاوزك ت عـ.ـر.في إن كل حاجة كنت بعملها معاكي علشان أكرهك فيا ومتحبينيش......أسف يا حبيبتي لأني مش هقدر أحبك زي ما تستحقي أو تتمني....أسف
زفر بعمق وهو يطالعها وقلبه يهتف بقهر وآلم
أقسم أن الله قد ألقى حُبكِ في قلبي.....كأنهُ لم يخلق أحدًا غيرك في الكون
**********************
في الصباح
دلفت عائشة للداخل لتطمئن عليها
فجلست علي أقرب مقعد بجوارها وربتت علي يدها الموصولة بتلك الأنابيب وأردفت بإشتياق
عائشة: أنا عارفة إنك تعبتي كتير أوي في حياتك بس دلوقتي عيلتك كلها برة لازم تقومي علشانهم
وعلشان مراد هتسيبيه لمين ....بعد كل اللي عملتيه عشانه دا هتسيبيه لمين
بدأت مليكة في فتح عيناها بهدوء
فتهللت أسارير عائشة وهبت واقفة كي تدعوا طبيباً ما
حتي سمعت مليكة تسألها في دهشة
مليكة: إنتِ مين؟؟!
برقت عينا عائشة بذهول وهي تجاهد حتي تخرج الحروف التي تراقصت علي شفتيها من هول المفاجأة
عائشة: أ.... أنا... أنا عائشة يا مليكة
سألت مليكة بدهشة
مليكة : عائشة مين يا طنط
إتسعت حدقتاها حتي كادا يخرجا من محجريهما وهي تتمتم في دهشة
عائشة: طنط !!!!
وفجاءة وجدت نفسها تفتح الباب وتركض للخارج كي تستدعي الطبيب عساه يشرح لها لما صديقتها تناديها"طنط"
↚
في قصر الغرباوية
ألقت عبير زجاجة عطرها في المرآة وهي تصرخ غاضبة
عبير: والله ما هسيبك يا أمچد لا إنتَ ولا بتك
أنتَ إيه ياخي..... امها تاخدك مني.... وهي تاخد سليم من بتي حسابك تجل وبجي واعر جوي جوي
والله ما ههنيك بيها..........وزي ما حرمتك من بتك والله لأحرمك مالتانية
************************
دلف الطبيب ومعه الجميع لغرفة مليكة التي أخذت تحدق في الجميع ببلاهة عدا والدها
عاينها الطبيب بتلك الإجراءات الروتينية
ثم سألها
الطبيب : مدام مليكة إنتِ عارفة مين دول
هزت رأسها يمنة ويسرة دليلاً علي عدm معرفتهم
ثم أردفت تهتف بوالدها في قلق
مليكة: بابي مين دول.........وأنا فين
برقت عينا سليم بهلع كيف لها ألا تعرفهم وتعرف والدها
قرر الطبيب سؤالها سؤلاً أخر بعدmا إتضحت لديه الرؤية قليلاً
الطبيب: مدام مليكة إنتِ عندك كام سنة
أردفت هي في هدوء
مليكة : 8
ثم تابعت باسمة بحماس طفولي بالغ
وهتم ال9 الشهر الجاي
كاد أمچد أن ينهار أما سليم فهو الأن وبالتاكيد قد فقد عقله
أخبرها الطبيب أنهم سيتركوها ترتاح قليلاً وإن إحتاجت أي شئ فما عليها إلا الضغط علي الزر الموجودة بجوارها
ثم توجه ناحية غرفته ودلف معه سليم وأمجد وعاصم
هتف سليم يسأل بقلق
سليم: مراتي فيها إيه يا دكتور
أردف الطبيب بأسي
واضح جداً يا جماعة إن مدام مليكة جالها فقدان في الذاكرة..... وللأسف مش بس كدة لا هي فاكرة كل حاجة لحد عمر 8 سنين أما بعد كدة فهي مش فاكرة أي حاجة
تمتم أمجد بضياع
أمجد: يعني ايه
أردف الطبيب مفسراً
الطبيب: يعني مدام مليكة رجعت طفلة تاني عمرها 8 سنين وأي ذكريات بعدها مش موجودة عندها أصلاً
سأل عاصم في جزع
عاصم: طيب وهي ممكن تفتكر إمتي
الطبيب : للأسف يا جماعة الموضوع دا زي الغيبوبة يالظبط محدش يعرف إمتي المريـ.ـض ممكن يرجع لحالته الطبيعية
ممكن يوم وممكن شهر ممكن أسبوع وممكن سنه
************************
في قصر الغرباوي
سمعت فاطمة صوتاً مرتفعاً يأتي من غرفة والدتها
فتسلل إليها القلق بشـ.ـدة ثم إتجهت لتطمئن عليها
همت بالدخول حتي سمعتها تهتف في حقد
عبير: عاوزاك تخلصني منيها سامع
صمتت هنية تستمع لحديث ذاك الشخص ثم أردفت بإنتصار
عبير: مـ.ـيـ.ـتي بالظبط هبجي أجولك جبلها متجلجش
حبست شهقة هلع خرجت من فمها بيدها وإنطلقت مسرعة لغرفتها لا تدري ماذا تفعل
فهي تعلم جيداً أن والدتها تقصد مليكة ولكن الأن اصبح سليم لا يشكل لديها فرق بالمرة
قد نسيته وما عاد يشغل بالها للحظة .....والفضل في ذلك كله يرجع لكلمـ.ـا.ت قمر التي مست شغاف قلبها فعلمت حينها أن سليم ليس لها ولم ولن يكن لها في أي يوم من الايام
فعقدت العزم علي الحديث معها وردعها عما تحاول فعله
في المستشفي
في غرفة مليكة
رفضت مليكة بقاء أي شخص بجوارها غير والدها
فهو من ظل جالساً الي جوارها طوال اليوم يطعمها يلهوا معها وحتي هو من جعلها تخلد للنوم وقلبه يتمزق آلماً علي حالتها فمن تبقت له من فتياته الثلاث قد عادت طفلة مرة أخري...... ولكنه حاول النظر للناحية الإيجابية فإعتبرها فرصة من المولي كي يعوض ما فاته
ولكن زوجها......طفلها وحتي عاصم هي لن تتعرف عليهم
زفر بعمق وهو يدعوا الله
رحماك بالله
***************************
أما سليم فلم يبـ.ـارح مكانه طوال اليوم .....علي الرغم من عدm قدرته علي الدخول لرؤيتها ولكنه ظل يراقبها طوال النهار من خلف الزجاج
شعر بقلبه يتمزق كلما رآها .....هي حقاً طفلة
حقاً عادت طفلة عمرها 8أعوام...... هو يعلم جيداً لما إختارت هذا العمر تحديداً......فهو أخر عمر شعرت فيه بالسعادة والهناء ورغد العيش ولكن ماذا سيفعل والدها حينما تسأل عن والدتها الراحلة أو شقيقتها ماذا سيفعل هو وهي لا تتذكره .....كيف سيمضي قدmاً تلك الأيام القادmة فقد بات لا يعرف حتي أن يرتشف قدحاً من قهوته المفضلة من دونها
فهي موطنه وملاذه.......والأن أصبح يعيش في غُربةٍ مُستمرة......فلا هو وجِد بدلاً مِنها موطن يحتويه ولا وجد ملاذ يهرب إليه من نفسه
*************************
ركض مراد بشوق ناحية والده الذي عاد وحيداً كما يري من دون والدته فإحتضنه بقوة وأردف يسأله
مراد: بابي هي فين مامي
تنهد بعمق بعدmا اغمض عيناه آلماً وهو يفكر بما سيجيب ذلك الطفل الذي تتلألأ عيناه في إنتظار إجابة شافية تطمئنه عن والدته التي هو متعلقٌ بها حد الملازمة ......بماذا سيجيبه الأن
زم مراد شفتيه وأردف يسأل مرة اخري
مراد: بابي إنتَ نمت
إبتسم سليم في حبور
سليم: مامي مسافرة علشان حاجة ضرورية جداً يا روحي وهترجع قريب
زم مراد شفتيه دليلاً علي عدm رضاه بذلك الخبر الذي يزفه إليه والده..... وشاهد سليم بوضوح ستار من الدmـ.ـو.ع الذي يغلف عيناه
مراد: بث هي عمرها ما ثابتني
إحتضنه سليم وأردف بحبور
سليم: مامي سافرت علشان حاجة ضروري خالص مش بأيدها وهي قالتلي خلي بالك يا سليم من مراد وأوعي تزعله لحد ما أجيله وبعتتلك بوسه وحـ.ـضـ.ـن كباااار أوي أوي
إبتسم مراد في حماس وأردف يسأل في براءة
مراد: بجد يا بابي
أومأ سليم برأسه باسماً
سليم: بجد يا عيون بابي
ثم حمله وصعد به لغرفة مليكة كي يناما سوياً هناك
فعلي الأقل يمكنه الإكتفاء برائحتها الأن عساها تحيي ذلك القلب الذي فارقته الروح......عساها تعيد السكينة لتلك الروح .......عساها تروي عطش ذلك القلب وتُحيي ذلك الجسد مرة....عساها تتخلل مسامـ.ـا.ت جسدة وتسير عبر أعضاؤه لتمتزج بدmاؤه حتي تصل لقلبه عساها تهدأ تلك النيران التي تستعر بداخله قبل أن تجعله رماداً
***************************
في صباح اليوم التالي
خرجت مليكة من المستشفي الي منزل سليم بعدmا رفض رفضاً قاطعاً أن تذهب لمنزل والدها
فطلب من أمجد أن يأتي هو للجلوس معها في منزلها وأقنعه أن ذلك كله لأجل مراد
جلست مليكة طوال الطريق منكمشة علي نفسها
خائفة من ذلك السليم ذو الجثة الضخمة والملامح الحادة القاسية
وصلوا أمام باب القصر بعد وقت قصير
فسألت مليكة الممسكة بيد والدها
مليكة: بابي هو إحنا هنقعد هنا.......أمال فين بيتنا
ربت أمجد علي وجنتيها في لطف وتابع في هدوء
أمجد: بيتنا بيتصلح يا ميكو فإحنا هنقعد هنا شوية لحد ما يخلصوا تصليحه
إقتربت من والدها في خفوت وهي تتمتم في همس مشيرة الي سليم
مليكة: بابي هو the green man دا هيقعد معانا كمان
ضحك أمجد بخفة وهو يري ملامح سليم الذي يطالعهما في شذر
أمجد: أيوة يا عيون بابي..... دا بيته أصلاً وإحنا هتقعد عنده
فأومـ.ـا.ت برأسها في ضيق ودلفوا للداخل وسط ضيق مليكة
*************************
في غرفة مراد
جلس سليم يعقد إتفاقاً مع مراد كيلا يقلقه أو حتي يـ.ـؤ.لمه لأجل والدته وما حدث معها......فكيف سيستطيع تقبل حقيقة أن والدته التي يعشقها لا تتذكره
سليم: مراد يا حبيبي
تمتم مراد ببراءة
مراد: نعم يا بابي
حمله سليم وجلس به علي الفراش يداعبه في حبور
سليم: مراد يا حبيبي مامي جت
قفز مراد سعادة وهو يصفق بيده في فرحة
مراد: طيب يلا نروحلها
أردف سليم في هدوء
سليم: بص يا مراد إحنا هنلعب لعبة حلوة كلنا مع بعض واللي هيكسب هياخد جايزة حلوة أوي
برق مراد بحماس يراقب كلمـ.ـا.ت والده
سليم: مامي هتلعب معاك وكأنها بنوتة صغيرة عندها8 سنين ولازم نفضل نلعب لحد ما المسئولين عن اللعبة يقولولنا خلاص ......المهم إننا كلنا لازم نتعامل مع مامي علي أساس إنها مليكة الصغيرة اللي عندها 8سنين تمام يا مراد
خرج سليم ومعه مراد بعدmا إتفقا سوياً علي كل التفاصيل
*************************
تناولا الغداء سوياً ومراد قد حاز علي إعجاب سليم تماماً فقو أتقن تمثيل دوره بنجاح منقطع النظير
تعرفت عليه مليكة وإنـ.ـد.مجا سوياً فلاحظ الجميع أن مليكة أحبته وبشـ.ـدة ......حتي حينما لا يتذكر العقل يبقي قلب الام محتفظاً بكل شئ فهو لا ينسي لا يغفل
بعد الغداء توجه أمجد لغرفته لينعم بقيلولته أما مراد ومليكة فذهبا للعب سوياً في الحديقة
**************************
جلس سليم يرتشف قهوته في هدوء فوجد مليكة تدلف غرفته بهدوء
تعلق بصره بمظهرها الطفولي وذلك الفستان الذي يسلبه عقله بالمرة......إهتاجت عيناه بمشاعر عنيفة........ فهو الأن بين نارين إما أن يخـ.ـنـ.ـقها وإما أن يشبع كرزتيها تقبيلاً حتي تفقد وعيها بين ذراعيه
دلفت تمشي في براءة تامة وسألت في هدوء
مليكة : هو دا الكهف بتاعك
حدق بها في بلاهة
سليم : كهف......
أردفت مليكة مفسرة
مليكة: أيوة يعني إنت ال green man فأكيد دا كهفك
ضحك سليم ملئ شـ.ـدقتيه حتي ترددت صدي ضحاته الرجولية في أرجاء الغرفة
فتوجهت ناحيته باسمة بحماس تسأل في دهشة
مليكة: إيه دا إنت بتضحك زينا
حدق بها ببلاهة فهي ولأول مرة تقترب منه لتلك الدرجة بإرادتها دون أي ظروف أو ضغوط
ثم لمست بأصابعها شفتاه في هدوء وهي تتابع باسمة
مليكة: خليك بتضحك كدة علي طول كدة شكلك أحلي
ثم إنسابت تحرك أصابعها علي قسمـ.ـا.ت وجهه وعيناها تتلألأ بطفوليه بالغة فهي بالتأكيد لم تكن تعرف تأثير أصابعها علي جلده فكلما تحركت أصابعها علي وجهه عَلي وجيفه وإحترق جلده
ااااه هي تجلس بكل سعادة أمامه وهي تحرك يدها وأصابعها اللعينة تلك علي قسمـ.ـا.ته وهو يحترق
يحترق آلماً وفراقاً ......يحترق رغبة
حاول أن يغمض عيناه ويعض علي لسانه حتي ينفض تلك الأفكار السوداء التي تحيط بعقله
ولكن هيهات فكلما إستطع أن يبعد تفكيره عنها تزيده لمسات أصابعها تفكيراً أكثر وأكثر
أردفت مليكة باسمة بحبور
مليكة : أضحك علطول علشان وشك ميلزقش ويكرمش وتبقي شبه الساحرة الشمطاء
ثم ضحكت بخفة وتركته وهي تركض للخارج تنتدن بكلمـ.ـا.ت أغنية ما
↚
في قصر سليم
جاء عاصم ليطمئن علي شقيقته في الصباح بعدmا تقبلت حقيقة تغير شكله وظنت أنها تعويذة ما لعباها فحتي هي قد تغير شكلها كثيراً وأصبحت تشبه والدتها التي علمت منهما أنها قد سافرت هي وتاليا لعدة أيام ......بينما عاصم لم يتغير شكله كثيراً لهذا تقبلته سريعاً
*************************
في قصر عاصم
أخذ عاصم يحزم حقائبه ليستعد للذهاب مع نورسين التي هتفت به بهدوء
نورسين: عاصم يا حبيبي إحنا مينفعش نسافر دلوقتي علي الأقل نتطمن علي مليكة وبعدين....
كلمـ.ـا.تها المعلقة كانت تضيع بين شفتيه التي أطبقت علي شفتيها النديتين يقبلها في شغف يبثها في شوق وحب وحتي خـ.ـو.ف
حب أعوام........خـ.ـو.ف فقدانها .......شوقة الدائم إليها وحتي وهي بين ذراعيه
إحتضنها بقوة وأردف باسماً بحبور
عاصم: مليكة جمبها جوزها وبابا وكلنا وهي لو تعرف أكيد كانت هتقولك سافري وبعدين أطمني هي كويسة الحمد لله
همست نورسين بخفوت
نورسين: أنا خايفة يا عاصم........خايفة أوي
إحتضنها عاصم ثم إبتعد ممسكاً برأسها في حنو بالغ مطالعاً عيناها بإصرار
عاصم: متخافيش .......مش عاوزك تخافي أنا جمبك أهو وهنروح إن شاء الله ونعمل العملية وترجعي زي الفل ليا و لأيهم وجوري ونجيبلهم توئم تاني أيه رأيك
ضحكت هي وسط عبراتها وإنكمشت داخل ذراعيه أكثر تلتمس الآمان...... نعم فهي أيضاً خائفة
تخاف من فقدان العائلة التي وجدتها.......تخاف من فقدان حبيب العمر......من فقدان طفليها
تنهدت بعمق وهي تحتضنه بقوة وقلبها يخبره
لا أحبك فقط بل أستند عليك وكأنك أكثر الاشياء ثباتاً في هذا العالم
**************************
في قصر الغرباوي
دلفت فاطمة لغرفة والدتها بعدmا طلبت منهما الجلوس سوياً للتحدث قليلاً
ضيقت فاطمة عيناها وهي تتمتم في هدوء
فاطمة: أمة أني سمعتك أولت امبـ.ـارح بتتحدتي في التلافون وكتي بتجولي خلصني منيها
إنتِ جصدك مليكة مش إكده
برقت عينا عبير هلعاً وتمتمت متلعثمة
عبير: إيه الحديت الماسخ دية عاد..... أني... أني
ربتت فاطمة باسمة علي يد والدتها
فاطمة: أني عارفة إنك بتعملي إكده علشاني... يعني إكمنك فاكرة إني بحب سَليم بس لع متجلجيش يا أماي أني خلاص شيلته من دmاغي وبجالي كتير كمان خلاص يا أماي أني مبجيتش عاوزة منيه حاچة همليهم لحالهم عاد
برقت عيناها غضباً وتمتمت في حرد
عبير: ودية من مـ.ـيـ.ـتي إن شاء الله يا بت بطني
من مـ.ـيـ.ـتي الحنية دي كلاتها
تمتمت فاطمة بأسي
فاطمة: من دلوجت يا أماي أني بجولك أهه إني مش عاوزة حاچة منيهم .....إنسيهم وهمليهم لحالهم عاد
صاحت بها عبير بحرد
عبير: ملكيش فيه عاد وريحي حالك أني مبعملش حاچة ليكي كل ديه علشاني أني وخولص الكلام يا بت بطني
***************************
في قصر سليم الغرباوي
وصل سليم من عمله متأخراً فوجد أمجد يجلس مع مراد في الحديقة
توجه ناحيتهما فركض مراد لعنده فحمله سليم باسماً وهو يسأله عن والدته
مراد: ما...... قصدي مليكة نايمة
إبتسم سليم ماسحاً علي رأسه في حنو
ثم جلسا سوياً فأخذ هو يتحدث مع أمجد قليلاً يسأله عن حاله ويطمئن علي مليكة الذي أخبره أنها كما هي لم تتذكر حتي شيئاً ولو صغيراً
تنهد سليم بعمق وأستاذنهما في الصعود لغرفته
فتح باب غرفتها فوجدها نائمة مثل الملاك تماماً في غلالتها السماوية التي تشبه لون عيناها.... اااه كم إشتاق لها تنهد بعمق ثم خرج من غرفتها في ضيق..... طلب من ناهد أن تعد له بعض القهوة
وجلس هو في شرفته يشربها في هدوء
يجيش عقله بها ......تعصف بأفكاره وكأنها عاصفة ربيعية لذيذة ..... إبتسم بقهر وهو يمرر أصابعة في شعره بقوة عساها تلهيه عن ذلك الآلم العارم الذي يعتصر قلبه.......إنها حقا سيدة الربيع......ااه كم تشتبهه........كم تشبه طلتها نسمـ.ـا.ت الربيع التي تصيب القلوب لتحيها بعدmا أمـ.ـا.تها شتاءً طويلاً دام طول الدهر........وكم يشبه شعرها الناري ورود الربيع وشمسه.......كم تشبه لمساتها ذلك الدفئ اللذيذ الذي تبعثه نسمـ.ـا.ت الربيع الرائعة
تنهد بعدmا أخذ يطالع قدح قهوته وهو يتسائل
تري من الذي إخترع القهوة؟؟؟؟ومن الذي إكتشف تسللها داخل كياناتنا بهذه الطريقة.......هل كان يعلم بأننا سنتمنى فنجان قهوة مع شخص غاب منذ دهر....هل كان يعلم بأن رائحتها ستنتزع منا إعترافات بالعشق....هل كان يعلم بأننا في وجهها نرى كل الوجوه التي أو.جـ.ـعنا غيابها.....
دفع قدحه غاضباً ثم نهض واقفاً بجوار السور حتي يبعد تفكيره عنها.....ضحك بسخرية كيف يبعد تفكيره وهي تستحوذ علي قلبه وعقله وحتي روحه..... وفجاءة شاهد ما كاد أن يوقف قلبه
كانت مليكة تسير علي سور شرفتها في إضطراب وهي تتحدث مع نفسها كما يبدو له
وجد نفسه يصـ.ـر.خ بهلع وكان حياته تعتمد علي سلامتها وركض مسرعاً ناحية غرفتها والله وحده يعلم كيف وصل حتي.......فقد كان يشعر وكان قلبه قد توقف بالفعل دلف لغرفتها يصـ.ـر.خ بإسمها صائحاً في هلع
فطالعته هي ببراءة بعدmا وقفت في ثبات ضاحكة
مليكة:ال gereen man إزيك
أشار سليم بيداه كي تقف مكانها ولا تتحرك
سليم: مليكة .....بالراحة .....إنزلي
ضحكت مليكة وهي تتحرك بخفة بينما يتعالي رجيفه خـ.ـو.فاً.....فماذا إذا سقطت مثلاً .....اااه كاد أن يفقد وعيه لمجرد التفكير في هذا
لوت شفتاها متذمرة وأردفت بإستمتاع
مليكة: ليه بس دي الوقفة هنا حلوة أوي تعالي جرب
صرخ بها سليم بهلع بعدmا كادت أن تتهاوي
سليم: ملكية إنزلي
زمت هي شفتاها بحنق وأردفت بضيق
مليكة: لا مش عاوزة أنزل دي حلوة أوي
إقترب منها عدة خطوات في ثبات حتي بات قريباً للغاية وفجاءة زلت قدmاها وكادت تسقط فهرول هو ممسكاً بيدها في هلع صارخاً بها مليكة متسبيش أيدي سامعه
أومأت برأسها عدة مرات في هلع بينما يحملها هو للأعلي وكأنها روحه.........ولما كأنها فهي بالفعل روحه...... هي حتي النفس الذي يأخذه .......هي كالأكسجين...... بدونها يختنق...... تنشقها فدخلت لقلبه محملة بالحب والنور ......في جـ.ـر.حة كانت كالوردة التي أنقذت حياة جندي من المـ.ـو.ت
أصبحت روحه التي تسكن داخله ......ظل متمسكاً بها كالغريق الذي تعلق بقشة نجاته ......سقطا سوياً علي أرض شرفتها البـ.ـاردة يلتمس دفئه منها
تغلغلت أصابعه في خصلات شعرها..... هاجمت رائحتها رئتاه مستنشقاً عبيرها الأخاذ ....سامحاً لنفسه بالتنفس واخيراً.....اااه كم اشتاق
لها ......إرتفعت يده تلقائياً لتمسك وجهها الناعم...... حاول وحاول عدm فعل هذا........حاول الإبتعاد ولم يستطع قواه خارت وإنهار تماسكه.... إنه يشتاقها بشـ.ـدة ولا بأس من إستغلالها الآن ......رفع ذقنها بيده دافناً رأسها بين عنقها وصدرها وإستنشق عبيرها كغريق إستطاع أن يتنفس الهواء أخيراً
إمتدت يده خلف ظهرها تدفعها إليه........تلصقها بصدره الواسع .......أخذ يلعن وهو يشم شعرها وعنقها..... شهقت بهلع حينما شعرت بشئ رطب يمتص جلد عنقها صانعاً لها علامـ.ـا.ت زرقاء هنا وهناك..... دفعته عنها بصعوبة وهي تنهض غاضبة
بعدmا دفعته بيدها الصغيرتين علي صدره الواسع
مليكة: إنتَ إزاي تعضني كدة....... إنتَ شرير وأنا بكرهك
أمسكت رقبتها بألم لاهثة بغضب
مليكة: أنا مش عاوزة ألعب معاك تاني .....وهروح ألعب مع مراد
سارت خطوتان للأمام بغضب ثم وقفت وهي تزم شفتيها بحرد
مليكة: متكلمنيش تاني
وإنطلقت هي لغرفة مراد بينما وقف هو يتنفس شذاها متعلقاً بصره بطيفها بينما تعالي وجيفه بنشوة لذيذة رسمت إبتسامة علي ثغره وروحه تقفز عشقاً صارخة أحُبك......وسأحبك كما يَشاء قَلبي لايُهمنِي عقلي.........سأعشقُك مِثلما يوحي لي نَبضي.........فيا عزيزي سبحان الذي يُغير فيك ما لم تتوقع.......ويُحدث بداخلك ما لم تنتظر.......ويُولد بقلبك نوراً كاد أن يمـ.ـو.ت !
**************************
في قصر الغرباوي
وقفت فاطمة في شرفتها تحدث القمر الذي ينير تلك السماء طالبة من الله أن تجد من ينير عتمة قلبها أيضاً ......كم تتمني ولكن من الواضح أن هذا سيكون عقـ.ـا.بها........ألا تجد من يؤنس وحشتها.... من يرافقها الطريق...... من ينير عتمة ليلها ويروي عطش ذلك القلب ويداوي جروح تلك الروح المنكـ.ـسرة ولكن ألا ت عـ.ـر.فين طفلتي بأنه حين نظن أن كل شيء كاد أن ينتهي.........يخلق الله لنا مخرجاً لنبدأ من جديد
****************************
في صباح اليوم التالي
ذهب سليم ومعه نورسين وطفليهما لقصر سليم
كي يودعا أمجد ومليكة وسليم ومراد ويتركا بحوزتهما الطفلين
إحتضنه سليم بقوة..... يدعمه و يؤازرة فهو يعلم جيداً كيف هو من الصعب أن يري حبيبته تتألم
شعر بألم يعتري قلبه حينما تخيل مليكة في مكانها
فأخذ يدعوا الله لذلك المسكين عاصم بالصبر
وأن ينجي زوجته
إحتضنت نورسين مليكة بقوة
نورسين: أنا عارفة إنك مش فكراني بس عاوزاكي تخلي بالك من أيهم وجوري دول أمانتك لو حصلي حاجة
إحتضنتها مليكة بقوة باسمة
مليكة: أنا فعلاً مش فكراكي خالص وأسفة جداً والله بس أنا مش فاكرة حاجات كتير أوي بابي أصله بيقول إني وقعت جـ.ـا.مد علشان كدة مش فاكرة أي حاجة .....بس متخافيش عليهم أنا ومراد وبابي هنخليلك بالنا منهم وهبقي أقول للgreen man يحميهملك متخافيش
إبتسمت نورسين بينما عمدت مليكة بيدها تجفف دmـ.ـو.ع نورسين باسمة
مليكة: متعيطيش بقي
فأومأت نورسين برأسها باسمة ثم تركتها ورحلا هي وعاصم بعدmا إحتضن شقيقته بقوة يطلب دعمها كما في طفولتهم
بعد رحيلهما بعدة ساعات هاتف ياسر سليم يطمئن علي أحوال زوجته ويطلب منه المجئ هو ومليكة حتي يتمكنا من حضور ولادة قمر التي تريد الإطمئنان علي حالة مليكة
تمتم سليم بقلق
سليم: بس إنت عارف الوضع يا ياسر دي مش فاكرة حاجة خالص
أردف ياسر بحماس
ياسر: يمكن لما تيچي هنية تفتكر متنساش إنها جعدت هنية فترة زينه عل وعسي تجدر الزيارة ترچعلها أيتها حاچة
تحمس سليم لتلك الفكرة بشـ.ـدة وهتف بسعادة
سليم: خلاص هكلم الدكتور بتاعها وأسأله وأشوف ولو كدة علي بالليل إن شاء الله هتلاقينا عندك
وبالفعل لم يكد حتي إن يغلق الخط مع ياسر حتي هاتف طبيبها الخاص ليستشيرة في مسألة سفرها الذي وافق بدوره ورحب بتلك الفكرة كثيراً
إنطلق سليم يخبر أمجد الذي لم يختلف رأيه كثيرا عن رأي طبيبها وتحمس الأولاد بشـ.ـدة
*****************************
ماهي بضع ساعات حتي وصلا الي البلد
وقف الجميع يرحب بهم في سعادة بينما أخذت قمر تبكي وهي تحتضن مليكة
سألتها مليكة بدهشة
مليكة: إنتِ مين
إرتفع بكائها وتمتمت
قمر: أني عارفة إنك مش فكراني بس إحنا كنا أصحاب أكتر من الاخوات
أومأت مليكة برأسها بعدmا زمت شفتاها بحيرة
مليكة: أيوة أنا فعلاً مش فكراكي بس خلاص بقي متعيطيش وأنا إن شاء الله هفتكرك
إبتسمت قمر بألم وإرتفع نحيبها مرة أخري وهي ترتمي بذراع زوجها
وهكذا إنقضت الليلة بين بكاء السيدات وترحيب الرجـ.ـال بأمجد ولا ضرار أيضاً من بعض الحديث
لتوضيح سلامة نية الطرفين ولكن من لم تظهر في تلك الليلة هي عبير علي الرغم من وجود فاطمة وترحيبها بمليكة وحينما سأل عنها سليم تعللت خيرية بأنها تشعر بالإرهاق قليلاً لذلك خلدت للنوم مبكراً
بعد وقت قصير طلبت منهم خيرية الصعود لغرفهم
لينالو قسطاً من الراحة بعدmا أصرت علي امجد البقاء في القصر الليلة
صعد الجميع للغرف فطلب الأطفال البقاء مع جدهم أما مليكة فأعطوها المندرة.......ولكنها لم تكن تعلم أنها ستشاركها مع الgreen man
دلفت مليكة للمرحاض وبدلت ثيابها بإحدي فساتينها التي ترتديها في المنزل وما إن خرجت
حتي وجدت سليم مطضجعاً علي الفراش الوثير يتابع هاتفه في هدوء
فشهقت هي بعلع من المفاجاءة ثم وقفت واضعة يدها في خصرها متمتمة في غضب
مليكة: ممكن أفهم إنتَ إيه جابك هنا أصلاً
طالعها سليم بنظرات أرعـ.ـبتها ولكنها لم تعرف لما شعرت بنظراته تخترقها تتفحص كل إنش في جسدها....... حب وليس رغبة
ثم أردف باسماً بمكر بعدmا إعتدل جالساً
سليم:عمو أمجد اللي باعتني علشان هنا بيبقي في عفاريت بالليل
هب واقفاً محركاً كتفه بعدm إهتمام بعدmا أردف بهدوء
بس أنا غلطان خلاص هطلع برة وأسيبك تنامي لوحدك
جحظت عيناها وهي تتمتم في تلعثم
مليكة: هاه..... عفاريت أيه وتخاريف أيه
وضعت يدها في خصرها وإستقام جزعها متمتمة في تحدي
مليكة: أنا مش طفلة يا أستاذ إنت أنا عندي تمن سنين بحالهم وكبيرة ومش بصدق أي حاجة
إبتسم داخله وأردف بمكر
سليم: خلاص إنتِ حرة بس لما يجي بالليل متقوليش إني مقولتلكيش
ثم إتجه واضعاً يده علي مقبض الباب يتصنع الرحيل
فهتفت به هي في ثبات مصطنع لدرجة أن إرتجافة قدmاها كانت ظاهرة للعيان
مليكة: لا خلاص إستني يعني حـ.ـر.ام هتنام فين كل الأوض مليانه خلاص نام هنا بس أنا هنام علي السرير وإنتَ بقي نام علي الكنبة
إشتدت قبضته علي مقبض الباب وهو يطالع حجم الأريكة التي تكاد تكفي بصعوبة لنصفه العلوي
ولكنه إبتسم في رضي وهو يتنهد بعمق إن كانت تلك ضريبة حبها فهو لها ولن يهتم لقضاء بعض الساعات علي الأريكة
أومأ برأسه في هدوء وتوجه ناحية الأريكة بعدmا حمل غطاءه ووسادته
*************************
في غرفة ياسر
أنهي ياسر تقطيع الفاكهة وغسلها بيده ووضعها علي طبق ما ووضعه بجوار قمره علي الفراش حتي إذا نهضت جائعة في الليل تتناول من هذا الطبق
جلس بجوارها باسماً يمسد علي بطنها في حماس بالغ
ياسر: أني مش مصدج بجي مـ.ـيـ.ـتي يچوا العيال دي
إبتسمت قمر في حبور
قمر: جريب جوي يا بو همس
إحتضنها بحب وخلدا سوياً للنوم
************************
في أمريكا
وصلا عاصم ونورسين بعد وقت قصير الي المستشفي فإستقبلهما الاطباء وأخضعا نورسين لعدة فحوصات ثم أدخلاها لغرفة ما وهي المقرر إقامتها بداخلها حتي موعد العملية
**************************
في غرفة مليكة
تقلبت علي فراشها للمرة التي لا تعرف عددها في هذه الساعات فبعد كلمـ.ـا.ت سليم وهي تلتفت فزعاً كلما شعرت بأي شئ حولها حتي وإن كانت نسمة هواء......وفجاءة زفرت بعمق ونهضت واقفة بعدmا حملت غطائها وتوجهت ناحية الأريكة
وقفت تطالع سليم لعدة دقائق فوجدته يرقد بهدوء
وجسده يحتل الأريكة بأكملها.....زمت شفتيها بتبرم
وهي تزفر بضيق.......يشبه الوحش تماماً حتي إنه لم يترك مسافة صغيرة حتي كي تجلس فيها
وبعد عدة دقائق تقلب هو علي جانبه الأيمن فإتسع بجواره مكان بالكاد يتسع لها
تنفست الصعداء وهي تبتسم بسعادة ودفست نفسها بجواره ترقد في هدوء وما إن غفت هي وشعر هو بإنتظام أنفاسها حتي فتح عيناه باسماً
وضمها إليه يحتضن جسدها في سعادة ومن ثم حملها ورقدا علي الفراش في هدوء وهي ترقد بين ذراعيه في وداعة تامة وهو يمسد علي رأسها في حنو وقلبه يخبرها
أنا لم أقع في حبك ولم أسقط فيه يوماً........أنا مشيت إليك واثق النبض..... شامخ القلب
أنا لم أحيا بك يوماً ولم أفرح بك يوماً......أنا حييت بك كل الايام وفرحت بك إلى الابد.....أنتِ ما إقتربتِ من قلبي ولا عرفت الدنو منه......أنتِ إقتحمتِ قلبي إقتحاماً لتقبضِ على نبضي متلبسا ًبعشقكِ......أنا لم أمتلك الكون معك ولم أقبض على الدنيا بيدي.......أنا امتلكت فقط الاشياء الجميلة بالكون.......حين إمتلكتك
↚
في صباح اليوم التالي
خرجت مليكة مع قمر وفاطمة للسير قليلاً -إتباعاً لأوامر الطبيب لأجل تيسير وضع طفليها- يثرثرن ويمزحن في هدوء حتي فجاءة شاهدن أحد الفلاحين مهرولاً بإتجاههم
هتفت قمر متفاجأة
قمر: عم خضر .....مالك يا راچل يا طيب بتچري إكدة ليه
صرخ بهم الرجل متوسلاً
خضر: ست فاطنة الحجينا
أردفت فاطمة متسائلة بعدmا ضيقت عيناها في قلق
فاطمة: في إيه يا عم خضر ......جلجتنا عاد
هتف في قلق
خضر: الحجيني يا ست فاطنة الچاموسة...... الچاموسة
هداته فاطمة وهتفت به صائحة
فاطمة: يلا بينا يا عم خضر
ثم التفتت لمليكة وقمر وأردفت حازمة
فاطمة: خدي مليكة يا جمر وإرچعوا علي الجصر طوالي
أومأت قمر برأسها وإنطلقا فاطمة وخضر مسرعين
ناحية منزل ذلك الرجل الذي يعمل في أرض قدري الراوي......وما هي عدة دقائق حتي وصلا الي الزريبة الموضوع بها تلك الجاموسة
ركضت فاطمة ناحيتها بهدوء تعاينها بدقة......نعم إنها حالة ولادة متعثرة يجب عليها ألا تتاخر أكتر حتي لا يفقدا الجنين والأم أيضاً
نظفت يداها جيداً وشمرت عن ساعديها ودلفت لمساعدة تلك المسكينة علي وضع جنينها........ إنهمكت في عملها بشـ.ـدة حتي سمعت شخصاً ما يصـ.ـر.خ بجوارها و تحديداً عند باب الزريبة
حسام: إنت فين يا عم خضر......عم خضر
دلف حينما لمح أحد الفتيات جالسة بجوار إحدي المواشي الموجودة فوقف يطالعها في دهشة
بينما إلتفت ناحيته وهتفت به بحزم
فاطمة: مالك واجف تبحلج ليه اكده هم ساعدني..... روح غسل يدك زين وتعالي
إتسعت حدقتاه بدهشة أكبر ووقف مشـ.ـدوهاً كالأبلة وكأنه لم يسمعها حتي هتفت به بصوت أعلي و حِدة أكبر كانت كفيلة لإخراجة من سهادته
فاطمة: لساتك واجف مكانك كيف البجف إتحرك يا بني آدm عاد .......هم إخلص
وكانت تلك هي الإشارة ليركض مُسرعاً يغسل يده حتي يساعدها في جذب الجنين برفق دون إلحاق الضرر به أو بوالدته
وبعد بضع دقائق زفرت بعمق باسمة بعدmا وضعت الوليد بجانب أمه كي تتعرف عليه وتنظفه
أما هو فوقف يراقب إبتسامتها الحماسية.... كم تُشبه الأطفال تلك الفتاة ولكن ما يميزها هو عيناها الكحيليتن .....الحالكتين كظلام الليل ينيرهما شعلة تحدي تتراقص بداخل بؤبؤتيها لتقضي علي أخر ذرة تعقل بداخله وتخـ.ـطـ.ـف أخر جزء تبقي من قلبه
زفر بعمق وهو يهز رأسه حينما سمع صوت العم خضر إختلط مع صوت ضحكاتها وعكر تلك الرنة الموسيقية الطفولية لضحكتها فإنكمشت ملامحه ضيقاً وتمتم في حنق
حسام: كنت فين يا عم خضر
أردف خضر بسعادة
خضر: كت بچيب ماية سخنة علشان الچاموسة
ثم التفت لفاطمة
خضر: الله يكرمك يا ست فاطنة والله ما عارف أجولك ايه
إبتسمت فاطمة بحبور وتابعت في هدوء
فاطمة: مفيش حاچة يا عم خضر أني معملتش حاچة
ثم إنصرفت للمنزل بعدmا إطمئنت الي العجل الصغير.......رامقة حسام بنظرات متبرمة في شذر لتحديقه بها بتلك القوة
أما هو فوقف مشـ.ـدوهاً يراقب طيفها الذي سرعان ما تبخر وهو يتذكر ضحكتها وملامحها وعيناها.... اااه من عيناها...... جميلة.......جميلة هي كنوته غناها عاشق لمعشوقته.......نقيه .......نقية كـ الورده البيضاء التي لم تطلخ بعد بـ ايدي البشر العابثه
*************************
في أحد مستشفيات أمريكا
دلفت نورهان للداخل بجوارها عاصم ممسكاً بيدها فقد إلتوي كاحلها فجر اليوم وهاهم في المستشفي لمعاينته
أشار لها عاصم بالجلوس حتي يتوجه للطبيب
وبالفعل حضرت بعض الممرضات وساعدوها علي
الدخول لحجرة الطبيب
وبعد أن عاينها قرر ربط قدmاها طالباً منها الراحة وعدm الحركة ولكن فجاءة تم إستدعاؤه لحالة طوارئ
فإعتذر منها مستدعياً لها رئيسة الممرضات لمساعدتها
دلفت في هدوء تطالع تقريرها الذي كتبه الطبيب
فإبتسمت وأردفت في هدوء وهي تلتفت لها
الممرضة: الف سلا.....
وفجاءة جحظت عيناها من هول المفاجأة وسقط ما بيدها وإنسابت دmـ.ـو.عها في هدوء
حركت شفتيها في محاولة بائسة منها للتحدث ولكن بلا فائدة فلم يخرج صوتها
وبعد فترة همست نورهان بقلق
نورهان: إنتِ كويسة
هزت تلك السيدة برأسها يمنة ويسرة رافضة وهي تتهالك علي أقرب مقعد
نورهان: طيب إهدي وقوليلي مالك يا بـ.ـنتي
همهمت السيدة اخيراً
نجلاء: أنا عايشة طول عمري بهرب منك علشان
مش عاوزة أفتكر الحقارة اللي عملتها زمان وسيبت مصر كلها........أشوفك هنا
ضيقت نورهان عيناها وتابعت بدهشة
نورهان: أنا
أومـ.ـا.ت نجلاء برأسها موافقة
نجلاء: أنا أسمي نجلاء رئيسة ممرضات......أنتي جيتي من حوالي 21 سنة كنتي بتولدي في مستشفي******في الصعيد مش كدة
أومأت نورهان رأسها بدهشة بعدmا غشي ستار من الدmـ.ـو.ع عيناها أثر ذلك الألم المضني الذي يكاد يمزق قلبها لأشلاء آلماً وقهراً علي طفلتها الراحلة وأومـ.ـا.ت برأسها مؤكدة
فأردفت نجلاء بخزي
نجلاء: وساعتها خلفتي بـ.ـنت
أردفت نورهان بألم يقطر من صوتها
نورهان: نور بس للأسف إتولدت متاخرة عقلياً ومـ.ـا.تت بعدها بكام سنة
هزت نجلاء رأسها يمنة ويسري وهي تتابع بخزي بعدmا أخفضت رأسها
نجلاء: بـ.ـنتك كانت سليمة ومفيهاش أي حاجة....
حدقت بها نورهان بدهشة وهي تتسائل
نورهان: إزاي ......وهي كانت مُتأخرة والدكتور قال كدة و.....ومـ.ـا.تت
هزت نجلاء رأسها بقوة أكبر وهي تهتف بها في أسف
نجلاء: اللي مـ.ـا.تت دي مش بـ.ـنتك .....اللي إنتِ خدتيها دي مش بـ.ـنتك
صرخت بها نورهان بهلع حتي جاء علي إثر صوتها عاصم
عاصم: في إيه يا ماما
لم تجيبه حتي ولكنها صاحت غاضبة في تلك المرأة التي تقف أمامها
نورهان: إيه الهبل اللي إنتِ بتقوليه دا
أردفت نجلاء بنـ.ـد.م
نجلاء: زي ما بقولك بالظبط
ساعة لما جيتي المستشفي جت بعدك بخمس دقايق واحدة ست وشكلها كان من عيلة كبيرة علشان الإهتمام اللي كانت فيه
وولدت بس جابت بـ.ـنت مُتاخرة عقلياً ولما الدكتور بلفها زعقت وغضبت جـ.ـا.مد جداً وقالت إن بطنها متشيلش عيال متـ.ـخـ.ـلفين وإنها مش بـ.ـنتها وإن المستشفي هي اللي بدلت بـ.ـنتها..... طبعاً محدش إتكلم ولا حتي بلغوا أهلها بس بعد كدة لما دخلتلها علشان أطمن عليها وأديها أدويتها
قالتلي هتديني فلوس كتير أوي لو بدلت بـ.ـنتها ببـ.ـنت تانية سليمة تكون نفس العمر و قالتلي إني كدة بنقذ بيتها من الخراب علشان جوزها لو عرف هيطـ.ـلقها وإنها خلفت البنوتة دي بطلوع الروح
أخفضت بصرها وتابعت بخزي
وفعلاً دا اللي حصل الفلوس عمتني أنا والدكتور وأنتِ مكنتيش فوقتي وقتها من العمليات فبدلت البـ.ـنت وأديتك بـ.ـنتها
لم تعلق نورهان الجاحظة عيناها......منهمرة عَبراتها ولا حتي عاصم الذي لا يكاد يصدق ما يسمعه بأذنيه....... لم تستفق إلا علي صياح عاصم بحدة
عاصم: هي مين الست دي
أردفت نجلاء بصدق
نجلاء : والله ما أعرف أي حاجة عنها
وهنا نطقت تلك الصامتة..... نطقت تلك المرأة الهادئة...... لم تنطق هي ولكن صرخت الأم بداخلها...... صرخت آلماً وقهراً .....صرخت لفقدان طفلتها وما زادها آلماً هو وجود ابـ.ـنتها ولكنها لا تعلم أين
نورهان: يعني إيه...... يعني تبقي بـ.ـنتي الوحيدة عايشة ومعرفش أوصلها
تألمت نجلاء لنبرتها التي تقطر قهراً
نجلاء: والله كل الي أعرفه قولتهولك بس إنتِ ممكن تدوري في سجلات المستشفي مفيش غيركوا إنتو الأتنين اللي ولد في نفس الليلة دي
*************************
في الصعيد
في المساء جلست مليكة تلعب مع الأطفال داخل المنزل وحولها خيرية ووداد وعبير المتبرمة حنقاً وحرداً وقمر بعدmا خرج الرجـ.ـال للجلوس في الدوار الكبير
حتي فجاءة شعرت قمر بألم قـ.ـا.تل......فعلمت أنه الموعد
خرجت منها صرخة هلع فإنتفضت السيدات من حولها ووقفن في هلع لا يقدرن علي التصرف وإنفض الأطفال عن لعبهم يراقبون المشهد في ترقب وقلق بينما ركضت همس الي والدتها
همس: ماما ...... مالك فيه إيه...... بتتوچعي منين
صرخت قمر بألم
قمر: هاتولي ياسر ......كلمهولي أني بولد
وكأنها كانت الإشارة لتوقظهم من هلعهم وتحثهم علي التصرف فذهبت خيرية لمهاتفة ياسر
بينما صعدت وداد لتجلب لقمر ملابسها
وبعد عدة دقائق وصل ياسر المذعور ومعه سليم ومهران وشاهين
ركبت السيدات سيارة مهران بينما ركب شاهين مع سليم مع ياسر وتركا مليكة والأطفال في المنزل
حاولت مليكة أن تُلهي الأطفال فقد أوضحت لها قمر كل شئ حين سألتها قبل يوم لما بطنها منتفخ هكذا.......ففرح الأطفال وجلسا في هدوء ينتظروا الطفلين
وصل الجميع الي المستشفي بعد وقت ليس بالقصير خلف ياسر الذي حمل زوجته و هرول بها للداخل يصـ.ـر.خ بالممرضات خـ.ـو.فاً وهلعاً وحتي فرحة أخذنها منه الي غرفة العمليات بينما جلس الرجـ.ـال والسيدات بالخارج يدعون لها كي يعطها الله وضعاً سهلاً وأن تخرج معافاة هي وطفليها
لاحظت خيرية إبتعاد عبير لتجيب علي هاتفها ولكنها لم تعقب ......فحال إبـ.ـنتها لا يعجبها ويبدو أن الحديث بينهما سيطول بهذا الصدد ولكن ليس الأن فليس وقته.......أما سليم فكان كمن يسير علي جمراً مشتعلاً فمن ناحية هو قلقٌ علي طفلته التي تركها في المنزل بمفردها ومن ناحية أخري هو لا يريد ترك ياسر من هو بمثابة شقيقه حتي يطمئن هو الأخر علي زوجته .......فأخذ يدعو الله أن تنتهي تلك الولادة أسرع ما يكون......وبالفعل ما هو إلا وقت قصير حتي سمعا صراخ الطفل الأول يتبعه الطفل الثاني فتهللت أسارير ياسر الذي إرتفع وجيفه فرحاً بسماع صوت طفليه
خرجت الطبيبة من الداخل فركض هو ناحيتها يسأل بوله
ياسر: طمنيني يا داكتورة مرتي.....جمر كيفها
إبتسمت في حبور وهي تتابع في هدوء
الطبيبة: متجلجش خالص هي زينة وشوية صغيرين وهتفوج
تنفس الصعداء وهو يحمد الله بشـ.ـدة علي سلامة الجميع.....ورحل سليم بعدmا اطمأن علي قمر وطفليها وعلي ابن عمه ايضاً
***************************
في قصر الغرباوي
تأخر الوقت فخلد الأطفال جميعاً للنوم بينما هبطت مليكة للجلوس أمام التلفاز في صحن القصر
وبعد عدة دقائق أتتها زهرة راكضة تستأذنها
زهرة: ست مليكة أني باخذ الإذن إني أروح بس أطل علي أمي علشان تعبانة حبتين يعني إنتِ عارفة بكرة مش هعرف أروح في أيتها مكان علشان الست جمر
أومأت مليكة رأسها في هدوء وأردفت باسمة
مليكة: أكيد طبعاً روحي وأبقي طمنينا
صمتت هنية ثم تابعت
مليكة: إنتِ محتاجة أي حاجة يا زهرة
تهللت أسارير زهرة
زهرة: خيرك مغرجنا يا ست الستات ولو عوزتي أيتها حاچة عم مسعد برة نادmي عليه بس وهيچي هوا
أومأت مليكة برأسها في حبور فذهبت زهرة للخارج وجلست هي تقلب في التلفاز بملل حتي سمعت صوت باب القصر يفتح فنهضت واقفة تتسائل في قلق
مليكة: نسيتي إيه يا زهرة تاني
ولكنها سمعت صوت رجولي يتمتم بنبرة مرعـ.ـبة أفزعتها
الرجل: لع أني مش زهرة
علي رجيفها وتلعثمت في هلع
مليكة: اااا.... اان...... إنتَ مين ودخلت إزاي
**************************
في أميركا
فتحت نورسين عيناها علي ضوء الشمس فوجدت عاصم يرقد بجوارها واضعاً رأسه علي الفراش ويده أسفلها...... يرقد في هدوء يشبه الأطفال
تسللت إبتسامة صغيرة لثغرها وهي تمسح علي شعره في حنو...... حب.... عشق وحتي خـ.ـو.ف
نعم فهذا هو اليوم الذي سيحدد فيه مصيرها هي ستعيش أم........ ترحل وتفارق تلك الحياة..... تفارق محبوبها وأطفالها
فتح عيناه بهدوء ثم سحب يدها طابعاً عليها قبلة طويلة إنتفض علي أثرها جسدها
إبتسم عاصم محاولاً إخفاء قلقه
عاصم: صباح الفل يا نوري أنا
إبتسمت نورسين فهي تري خـ.ـو.فه داخل عيناه تشعر به في نبرة صوته .....لمساته حتي
نورسين: صباح النور يا حبيبي
إبتسم عاصم محاولاً تخفيف حدة خـ.ـو.فه وتابع مازحاً
عاصم: إستني هروح أجيبلك الفطار..... إنتِ عارفة بيعملوا هنا فطار أحلي من أكل الفنادق عندنا في مصر
هم بالخروج فأمسكت نورسين بيده بعدmا غلفت عسليتاها ستاراً من العبرات أعاق رؤيتها وهي تهمهم بنبرة إختنقت إثر بكائها
نورسين: عاصم .........
كانت تلك الكلمة هي الكفيلة لإسقاط كل محاولاته وشجاعته فأنتفض جسده إثر نبرتها بعدmا فرت دmعه هاربة من عيناه وهرول إليها يضمها الي صدره
أحاطت هي بخصره تدفن نفسها داخل صدره بقوة
وهي تحاول منع شهقاتها حتي طوقها هو بذراعيه وضمها إليه أكثر هاتفاً بها في حنو
عاصم: عيطي يا نوري .....عيطي
وكأنها كانت القشطة التي قصمت ظهر البعير فأنفجرت باكية بقوة تعالت شهقاتها وإرتفع نحيبها وهي تحاول الدخول بين أحضانه أكثر وكأنها طفلة صغيرة تختبئ بين ذراعي والدها..... وكأنها تحتمي به من كل ما يخيفها
ربت عاصم علي رأسها وهو يهدئها محاولاً منع نفسه من البكاء حتي همست هي في خـ.ـو.ف
نورسين: أنا خايفة أوي يا عاصم...... خايفة..... نور خايفة...... خايفة لتدخل ومتخرجش تاني
خايفة دي تكون أخر مرة أحـ.ـضـ.ـنك فيها...... أخر مرة أشوفك...... أخر مرة أشم ريحتك .......أنا خايفة أوي يا عاصم
لم يقدر ذلك الجبل الصلب علي التحمل أكثر
فتدافعت عبراته وكأنها تتسابق من سيصل لمحبوبته أولاً .......شعر بيده ترتجف وهو يضمها إليه أكثر هاتفاً بحزم وإصرار
عاصم: إنتِ هتدخلي وهتخرجي يا نور.... سامعاني هتخرجي علشان عاصم من غير نوره يمـ.ـو.ت فاهمة...... عاصم مش موجود من غير نورسين
هتخرجي علشاني وعلشان أيهم وجوري
هتخرجي علشان لازم تخرجي سامعه
أبعدها عن ذراعيه وهزها بقوة وهو يطالع عيناها بإصرار
عاصم: سامعاني
هزت رأسها باكية تشهق في ألم وخـ.ـو.ف
فإنقض يلثم شفتاها بخـ.ـو.ف.........حب ورقة متناهية
فصل قبلته حينما شعر بحاجتها للهواء وضمها بين ذراعيه أكثر وكأنه يتمني أن تنصهر بين ذراعيه وتمتزج به
*************************
في المستشفي
وقف ياسر يشاهد طفليه وهما يرقدان في هدوء
فطبع قلبه هادئة علي يده ومسح بها علي أيدي طفليه ثم إتجه ناحية زوجته يمسح علي رأسها في حنو فحسب كلمـ.ـا.ت الطبيبة ستستيقظ في أي وقت من الأن
وبالفعل ما هي إلا بضع دقائق حتي بدأت قمر تفتح عيناها في وهن
أول ما وقع بصرها عليه هو زوجها الباسم في حبور
فتسللت تلقائياً إبتسامة واهنة الي شفتيها
قمر: ياسر
حمل يدها في حنان طابعاً قبلة حانية عليها
ياسر: حمد لله علي سلامتك يا حبة جلب ياسر من چوة
إبتسمت قمر بخجل وأردفت
قمر: الله يسلمك......ولادي ...هما فين عاوزة أشوفهم
إبتسم ياسر في حنو بعدmا أشار بجوارها علي الفراش الصغير الموضوع بالغرفة
ياسر: أهم يا حبة جلبي نايمين .......زي الجمر طالعين لأمهم تمام
إبتسمت قمر وهي تحتضن يده بيداها
قمر: لع أني عاوزاهم رچالة كيف ابوهم تمام
↚
في قصر للغرباوي
صرخت مليكة بهلع
مليكة: إنتَ بتعمل إيه هنا
ضحك الرجل ذو الصوت الغليظ المخيف وأردف في هدوء
الرجل: أني چاي أجبض روحك وأسلمها لعزرائيل طوالي
علي رجيفها فكل ما تفكر فيه الأن هو ألا يهبط أحداً من الأطفال للأسفل ......لا هي كاذبة ليس ذلك كل ما تتمناه فقد كانت تتمني رؤية سليم........نعم معـ.ـذ.بها ومحبوبها..... فقط لو تودعه..... فقط لو تعترف بحبها .......فقط لو تخبره أنه رجلها الأول والأخير
أشهر الرجل سلاحه بوجهها هاتفاً بها بهدوء
الرجل: إتشاهدي علي روحك الأول
سمعت صوت الباب يفتح فأنتفض جسدها وهي تطالع القادm...... نعم هي تعلم من........إستطاعت شم رائحته عطره التي طالما عشقتها...... شعر قلبها بطيفه........طربت أذناها لوقع خطاه
رفرفت بأهدابها في ثقل.... يبدو أنها النهاية
يبدو أنه من المكتوب لها ألا تعش حياة عادية وتمـ.ـو.ت في سلام كباقي البشر .......يبدو أن المـ.ـو.ت كتب عليها مبكراً
شعرت بثقل نبضها خـ.ـو.فاً من القادm فهي من الممكن أن تضحي بحياتها بشرط ألا يتاذي محبوبها
دلف سليم في هدوء يدعوها في قلق
سليم: مليكة إنتِ ف......
إبتلع كلمـ.ـا.ته حينما شاهدها تقف بتلك الهيئة أمام ذلك الرجل ولكن ما أوقف نبضه حقاً هو رؤيته شاهراً سلاحه بوجهها .....بوجه محبوبته
صرخ به في هلع
سليم: إنت مين وعاوز إيه من مراتي
ضحك الرجل ضحكة قوية إنتفض علي أثرها جسد مليكة بعدmا أغمضت عيناها وتمتم هو في هدوء
الرجل : عاوز أجبض روحها ياولد و واضح إني هقبض روحك وياها
وجدت نفسها تصرخ في هلع
مليكة: سليم !!!
في المستشفي
دلف الجميع لغرفة قمر للإطمئنان عليها
أردفت خيرية بحبور
خيرية: حمدلله علي سلامتك يا بتي
همهمت قمر باسمة
قمر: الله يسلمك يا حاچة
سألت فاطمة في حماس بينما كانت تحمل أحدهما
فاطمة: هتسموهم إيه
أردف ياسر باسماً
ياسر: عمار و أكمل
تمتمت وداد في حبور
وداد: عاشت الاسامي يتربوا في عزكوا يا ولدي
أما عبير فقد كانت منشغلة تماماً في هاتفها تنتظر إشارة التأكيد بان العملية قد تمت.......عملية قــ,تــل مليكة والتخلص منها للأبد لتحرق قلب أمجد عليها تمتم مهران في هدوء
مهران: الداكتور جال إن مرتك هتخرچ بكرة يا ياسر
فاومأ ياسر برأسه
ياسر: إيوة يا بوي أني هجعد معاها الليلة دي وبكرة الصبح إن شاء الله هچيبهم وأچي وإنتوا روحوا دلوجت قبل ما الوجت يتأخر عاد
إخترقت كلمة العودة أذناها بشـ.ـدة فاقت من سهادتها فأردفت بنبرة مضطربة وإبتسامة لم تصل حتي لعيناها
عبير: أدينا جاعدين معاكوا شوية.....نتطمنوا علي جمر والعيال
مط شاهين شفتاه دليلاً علي عدm رضاه
شاهين: أدينا إتطمنا يا وليه يلا علشان نسيبوا البنيه تستريح
وبالفعل أخذ الجميع وخرجا للعودة للقصر مرة أخري
****************************
في قصر الغرباوي
إتسعت حدقتاه وشعر بقلبه يرقص فرحاً......هي دعته بإسمه..... تذكرته..... وأخيراً تذكرته
أصبح حتي لا يعرف أ يجب عليه أن يسامحه أم يقبض روحه لأنه سبب الذعر لصغيرته
نظرت إليه بعينين دامعتين هزت كيانه ليردف غاضباً
سليم: إنتَ شكلك كدة أهبل إنتَ عارف إنتَ دخلت قصر مين...... دا قصر الغرباوي
إرتفعت ضحكات الرجل أكثر فوضعت مليكة يدها علي أذنيها تسدهما خـ.ـو.فاً من صوته.... فقد كان صوته حقاً مرعـ.ـباً بعدmا أردف بإستهزاء
الرجل: خلاص أني هعمل فيك چميلة
حول يده ناحية سليم وتابع
الرجل: أني هجتلك إنت الأول
صرخت به مليكة بهلع تتوسله
مليكة: سيبه..... سيبه هو معملش حاجة مش إنتَ جايلي أنا خلاص مـ.ـو.تني أنا وسيبه.......أنا هعملك الي إنت عاوزة والله بس سيبه
كان قلبه يتمزق ألماً علي نبرتها المرتعدة....خـ.ـو.فها وتوسلها فأردف بحزم
سليم: إطلعي يا مليكة فوق
إلتفت الرجل ناحيتها يحذرها من الصعود فباغته سليم وخـ.ـطـ.ـف منه المسدس لينقلب الوضع ويقف هو أعزل فركضت مليكة تختبئ خلف سليم تتمسك به مرتجفة الأيدي
أظلمت عينا سليم غضباً وحرداً وأردف حانقاً
سليم: مين اللي باعتك.......إنطق
هز الرجل رأسه يمنة ويسري دلالة علي رفضه للإفصاح
فأطلق سليم الرصاص علي قدmة شهقت مليكة بفزع بعدmا إختبأت خلف سليم أكثر وإشتدت قبضتها علي قميصه أكثر وهي تجاهد بقوة ألا تقع عيناها علي دmائه التي سرعان ما تدفقت منه كيلا تنهار الأن فتشتت تركيز سليم وإنتباهه
فأردف هو بحنق
سليم: المرة الجاية هتبقي في رأسك
فهز الرجل رأسه رفضاً مرة أخري
كاد سليم أن يصوب علي رأسه هذه المرة حتي سمعا صوت الباب يفتح
***************************
في أمريكا
روحه..... قلبه..... نفسه بالداخل وهو جالساً هنا يقرأ القران ويدعو الله ولكن ليس لها بل له
فهو من يحتاج الدعاء أكثر منها يدعوا الله ألا يـ.ـؤ.لمه فيها......يدعوا الله ألا يذيقه مرارة الفقد وألم الفراق يدعوا الله فهو يعرف أنه سيمـ.ـو.ت بدونها..... هي ليست فقط زوجته..... هي طفلته ....ابـ.ـنته... محبتوته الأولي والأخيرة.... ذلك القمر المضئ الذي ينير حياته بأكملها.... صديقته وكل شئ
كل شئ في حياته هي.....مر علي وجودها بالداخل أكثر من إثنتي عشرة ساعة...... أثنتي عشرة ساعة من العـ.ـذ.اب..... من القلق والألم.... من الخـ.ـو.ف وحتي الفزع .....علي الرغم من محاولات نورهان المستمـ.ـيـ.ـته في طمئنته ولكن بلا فائدة
فهو لن يهدأ حتي يراها تخرج أمامه معافاه سليمة بخير.....لن يهدأ حتي تخرج إليه ويري وجهها ويلمس يداها .....لن يهدأ هذا القلب وليس باليد حيلة.......لم يستطع أن يجلس أكثر فنهض يسير في الردهة المقابلة للغرفة ذهاباً واياباً عساه يخفف من تـ.ـو.تره قليلاً
بعد الخطوة العاشرة سمع باب غرفة العمليات يفتح ويغلق ذلك الضوء
فهرول مسرعاً ناحية الطبيب يسأله عن حالتها
فأجابه الطبيب باسماً بعدmا ربت علي كتفه
الطبيب: كل حاجة تمام ونورسين بخير إتطمن يا عاصم...... مراتك بقت زي الفل
تساقطت عبراته رغماً عنه حينما خر ساجداً علي فوره يحمد الله علي نعمته..... علي حفظه لها وعدm فجعه فيها
شكرته نورهان باسمة وربتت علي كتف عاصم
نورهان: الحمد لله..... حمد لله علي سلامتها يا حبيبي
هتف عاصم فرحا
عاصم: الله يسلمك يا ماما نورهان.... الله يسلمك
**************************
في قصر الغرباوي
فتح شاهين باب القصر ودلف الجميع للداخل
شهقت وداد بهلع حينما شاهدت مليكة تختبئ خلف سليم الممسك بمسدس يصوبه تجاه رجل مصاب في الارض ......أما عبير فبرقت عيناها بذعر وإرتفع رجيفها وهي تدعوا الله ألا تنكشف وينفضح أمرها بينما ركضا مهران وشاهين ناحيته
مهران: مين ديه يا سليم
جز سليم علي أسنانه وهو يطالعه بإزدراء
سليم: دا كـ.ـلـ.ـب كان عاوز يمـ.ـو.ت مليكة
برقت عينا خيرية بهلع ثم أردفت بتساؤل
خيرية: كيف يعني عاوز يجتلها
ثم لكزته بطرف عصاها وهي تتسائل في حنق
خيرية: إنطُج يا ولد مين اللي باعتك علشان تعمل إكده
أخفض الرجل بصره أرضاً ولم يتفوه بحرف.....فهو معد لأداء تلك المهمـ.ـا.ت جيداً ويعرف أنه في تلك المواقف يجب عليه أن يفضل المـ.ـو.ت علي النطق بحرف
هم سليم بقــ,تــله فصرخت فاطمة حينما شعرت بمليكة تتهاوي وتفقد وعيها فالتفت ممسكاً إياها بسرعة البرق
فأمرته خيرية
خيرية: طلعها فوج يا ولدي وإنت يا مهران أربط الكـ.ـلـ.ـب ديه إنت وشاهين وأطلبله الحَكومة وهما يجرروه بمعرفتهم
صعد بها سليم وقلبه يكاد يتمزق ألماً عليها فما شاهدته اليوم كثير ....كثير علي قدرتها علي التحمل حتي
وضعها علي الفراش بهدوء ودثرها جيداً
جلس جوارها في ألم يمسح علي شعرها في حنو بالغ يتحدث معها بسخرية مزجت بالقهر
سليم: حقاً لا أعلم صغيرتي لما لا يريدون تركك وشأنك.........لا أعلم لما لا يرتاحون دون أن يؤذوكي
زفر بعمق وهو يدثرها جيداً ويهبط هو لرؤية ذلك الخسيس حتي يعلم منه من وراء هذا الأمر
وجد بعض الغفر يقفون بالخارج ومعهم ذلك الخسيس توجه سليم ناحيته وتمتم بضيق
سليم : برضوا مش هتقول مين اللي باعتك
لم يتحرك ذلك الرجل أو يتأثر حتي فتمتم سليم بتشفي
سليم: أهو البوليس هيجي دلوقتي وهيتقبض عليك بتهمة شروع في قــ,تــل ودي فيها أقله إعدام
وبالفعل لم يكد سليم ينهي كلمـ.ـا.ته حتي سمعا صوت عربة الشرطة بالخارج وشاهد المأمور يتوجه ناحيتهم
****************************
في غرفة عبير
هتفت بها فاطمة بهلع
فاطمة: بجي توصل بيكي يا أمة إنك تعملي إكده
عاوزة تمـ.ـو.تيها ليه إذ كان أني خلاص صفيت من ناحيتها.....هاه عاوزة تمـ.ـو.تيها ليه عاد
برقت عينا عبير وأردفت بفحيح يشبه فحيح الأفعي
عبير: إخرسي عاد يا بت ومسمعش حسك مش عاوزين حد يدري ولا يحس باللي حوصل واصل
وهمليني لحالي مش كفاية العَويل اللي چيبته معرفش يعمل حاچة ولساتني مخلوصتش منيها كَمان
وقفت فاطمة تتمتم في تحدي وإصرار إمتزج بالتحذير
فاطمة: أني هسكت المرة دي يا أمة ومش هچيب سيرة لحد واصل علشان عدت علي خير بس لو حوصل حاچة زي إكده تاني أني اللي هكون مبلغة الحكومة .....متشيليش نفسك ذنب زي ديه إنتِ مش هتجدري تشيليه يوم الحساب يا أمة
ثم تركتها وخرجت من الغرفة غاضبة بينما لعنت عبير كثيراً ذلك الفاشل الذي لم يخلصها من مليكة
ولم يتحقق مرادها بأن تحرق قلب أمجد علي ابـ.ـنته الأخري ووووواتمنا لكم قرائة ممتعه انشاءالله
وما خفيا كان اعظم واسف على اللي هيحصل
يلا عاوز اشوف تفاعل حلو علشان مش اتأخر
↚
في صحن القصر
رحل رجـ.ـال الشرطة ومعهم ذلك الرجل أما هو فصعد مرة أخري لغرفة مليكة
وجدها تقف بجوار الفراش في سهادة
لم تعرف ماذا حدث..... أو حتي كيف ومتي حدث
لم تستفيق من سهادتها إلا حينما وجدت نفسها تنغرس بين ذراعيه..... تشتم رائحته وكأنها غريق قد أُنقذ لتوه .......لم تعلم أي شئ حتي
إبتسمت بألم فهي تعلم الأن أنه يحبها.... سمعته
نعم سمعته حينما كانت غائبة عن الوعي في المستشفي.....سمعته وهو يعترف بحبه لها وكم تمنت وقتها لو تخبره بكل شئ......بباقي الحقيقة بأنها لم تكن لشقيقه يوماً هي حتي لم تره من الأساس ......تمنت لو تخبره بأنها أيضاً أحبته وبشـ.ـدة ولكن بلا جدوي .......لم يخرج منها الكلام وقتها..... أه إنها تعلم وبشـ.ـدة في الفترة الماضية
تعلم أنه إشتاق لإحتضانها كما إشتاقت هي إليه
توسعت إبتسامتها الباكية وهي تحاول النطق وإخبـ.ـاره بكل الحقيقة ولكنها لم تستطع حبها
له ......خـ.ـو.فها منه كان يضيعها فبكت أكثر دافنة نفسها فيه أكثر محاولة قدر إستطاعتها لو تحتضن جزءاً منه أن تخبره بعدm مقدرتها علي
الحديث.... أنها تريده.... تحتاجه.... تعتذر منه عما سلف منها ...أنها سامحته ......فقط ليتوقف عن الصمت ويتحدث
ولكن لا فائدة كان هو فقط يبادلها الاحتضان بقوة أكبر....... فقط تسمع منه ذلك الصوت الوحشي الذي جعل أوصالها ترتعد خـ.ـو.فا ًيضمها الي صدره بقوة أكبر..... دافناً رأسه بين عنقها وصدرها متنفساً إياهاً منتشياً بها كالإدmان ......بكت بتلك اللحظة أكثر غارقة بحـ.ـضـ.ـنه محاولة إخبـ.ـاره إنها تريد الحديث ولكنها لم تستطع ......بقيا يتنفسان بعض هكذا بشراهة كل واحد منهم يتعاطي جرعته من الحياة لفترة أطول...... إختفي جسدها الصغير داخل جسده.....كانت عضلاته الضخمة تحتويها داخله أكثر
همست بينما سمعت صوت هاتفه
مليكة: سليم
سمعت لهاثه وهو يغرز أصابعه بلحم ظهرها يقربها منه أكثر دافناً وجهه بخصلات شعرها أكثر أتبعه همهمـ.ـا.ت متوسله خرجت من فمه
سليم: ششش خليني كدة شوية.......شوية كمان بس
***************************
في أمريكا
وضعوا نورسين في غرفة ذات عناية مرتفعة كي يطمئن الطبيب علي إستقرار حالتها بالكامل بينما قررت نورهان أن تعود لمصر لتبدأ رحلة البحث عن طفلتها.....نعم فهي قد عقدت العزم علي عدm تركها بالمرة
أوصلها عاصم للمطار بعدmا هاتفت هي أمجد وأخبرته بأن ينتظرها لمناقشة أمر ضروري
*****************************
في قصر الغرباوي
طلبت خيرية من فاطمة ووداد أن يصعدا معها للأطمئنان علي مليكة
طرقت فاطمة الباب في هدوء
فأنتفض جسد مليكة بين ذراعي سليم هامسة بخجل
مليكة: الباب بيخبط
مط شفتيه دليلاً علي حرده وعدm رضاه بالمرة زافراً بعمق متمتماً بغضب
سليم: إتنيلت سمعته
إبتسمت بخجل وهي تحاول أن تهنـ.ـد.م هيئتها
فابتسم هو بإنتصار وذهب ليفتح الباب
تمتمت فاطمة بقلق
فاطمة: إحنا چايين نتطمنوا علي مليكة هي زينه
إبتسمت وداد وخيرية بمكر علي شعره المشعث وملابسه المبعثرة ولكنهما تصنعا الجدية ولم يعلقن
فأردف هو باسماً بادب
سليم: أه طبعاً إدخلوا
ثم أردف بسعادة
سليم : مليكة رجعتلها الذاكرة
تهللت أسارير خيرية بعدmا أضافت فاطمة مازحة
فاطمة: دا إحنا إكدة ننزلوا نكافئوه بدال ما نسچنوه
إبتسمت وداد وهي تحتضن مليكة
وداد: دي لما جمر تعرف هتفرج جوي جوي
سألت مليكة بقلق وكأنها تذكرت قمر
مليكة: هي عملت إيه
أردفت فاطمة باسمة
فاطمة: چابت ولدين زي الجمر ماشاء الله
إبتسمت مليكة بسعادة
مليكة: ربنا يبـ.ـارك فيهم يارب
إستأذن سليم وذهب كي يحادث ياسر بعدmا علم أنه كان المتصل حينما سمعا صوت هاتفه
**************************
في صباح اليوم التالي
في أمريكا
جلس عاصم بجوار نورسين التي لم تستيقظ بعد
وألقي عليها السلام في صمت وقلبه يسأل كيف حالك يا كل حالي
إلتقط يداها يقبلهما في حنو بالغ فلقد إشتاق إليها وبشـ.ـدة ........إشتاق لبندقيتاها..... إشتاق لإبتسامتها.... همسها وكلامها
ولكن ما باليد حيلة
*****************************
في قصر الراوي
صرخ أمجد الراوي بهلع وقلبه يكاد ينفطر
أمجد : إيه اللي بتقوليه دا يا نورهان .....يعني إيه
يعني بـ.ـنتنا إحنا لسة عايشة .....يعني بـ.ـنتي ممـ.ـا.تتش
أومأت برأسها حابسة دmـ.ـو.ع القهر التي تشعر بها الأم بداخلها وسأل أمجد
أمجد: طيب وهنجيبها إزاي
أخبرته نورهان بما أخبرته به نجلاء ذلك الجزء المتعلق بسجلات المستشفي
فهب أمجد واقفاً
إحنا لازم نسافر مصر حالاً
برقت بعيناها تتسائل في دهشة
نورهان: طيب والمستشفي
أردف هو بحزم
أمجد: مهو علشان كدة لازم نسافر مصر
***************************
في قصر الغرباوي
وصلت قمر للمنزل ومعها ياسر يحملان طفليهما
فوجدا الجميع بإستقبالهما
أخذت خيرية تعوذ قمر وطفليها من الأعين
بينما إنشغلت قمر في البكاء سعادة لعودة الذاكرة لمليكة التي هتفت بها مازحة
مليكة: هو إنتِ زعلانة بتعيطي فرحانة بتعيطي
إحتضنها قمر باسمة وهي تردف بسعادة
قمر: أني النهاردة فرحانة جوي جوي والله
صمتا حينما سمعا سليم يخبر مليكة
سليم: أنا هروح لعمو أمجد علشان أقوله إنك بقيتي كويسة يا مليكة
تمتمت فاطمة بعدm إهتمام
فاطمة: خليك يا سَليم أني كدة كدة طالعة علشان أوزع الحاچة بتاعة عمار وأكمل علي بيوت شوية ناس كدة وأبلغهم بالعشا الي هيتعمل النهاردة هبجي أعدي عليه في طريجي وبالمرة أتطمن علي چاموسة عم خضر
إبتسم سليم بإمتنان وأردف في هدوء
سليم: طيب مش محتاجة مساعدة
حمحت مليكة في خفوت......نعم هي لا تزال تغار من فاطمة ....حتي أنها متاكدة تماماً من تغيرها ولكن هذا لا يمنع غيرتها
سمعها سليم فإبتسم بإتساع وشكر لياسر تدخله
الذي إبتسم غامزاً بعدmا أردف
ياسر: أني رايح معاها يا سليم خليك إنتَ هنينه علشان لو حد چة ولا حاچة
وبالفعل ذهبا ياسر وفاطمة سوياً للمرور علي بعض المنازل لإعطائهم الأموال فرحة لسلامة قمر وطفليها ثم توجها لمنزل أمجد
دلف ياسر للداخل بينما توجهت فاطمة ناحية الزريبة
شاهدت ذلك العجل الرضيع يقف بجوار أمه ومن الواضح أنهما يلعبان سوياً فوقفت تراقبه في هدوء يزين ثغرها إبتسامة مرحة
وصل حسام من الأرض ومر علي الزريبة في طريقه للداخل للإطمئنان علي مهرته
فشاهد فاطمة واقفة بالداخل.... طالعها بدهشة فهو لم يعرف من هي......سمع قلبه يرفرف داخل ضلوعه بسعادة فالأن قد واتته الفرصة علي طبق من ذهب...... الأن سيدخل ليتعرف عليها.....ليعرف حتي علي الأقل من هي تلك الفاتنة التي تتجول بأرضهم فكل ما عرفه هو أن اسمها فاطمة ولكن من فاطمة لا يعرف....دلف يسير الهويني واثق الخطي.......وقف بجوارها بعدmا رفع نظارته لأعلي وتابع باسماً
حسام: شكلهم حلو مش إكده
إبتسمت فاطمة وهي تومئ برأسها
إنكمشت إبتسامتها بعدmا التفت إليه في هدوء وكأنها لاحظت وجوده وهي تتمتم في دهشة
فاطمة: إنتَ!!!!
إبتسم حسام بأدب وتابع في هدوء
حسام : أيوة يا ستي أني .....حسام جدري الراوي
البجف
إبتسمت بحرج وتابعت في خجل
فاطمة : أني فاطمة شاهين الغرباوي
إبتسم حسام بسعادة
حسام: إنتِ توبجي بـ.ـنت عم چوز بت عمي
ضحكت فاطمة بهدوء
فاطمة: أيوة أني
أردف حسام باسماً
حسام: أني مش عارف أشكرك إزاي علشان لحجتيها إنتِ مت عـ.ـر.فيش الچاموسة دي إزاي غالية عند عم خضر
إبتسمت فاطمة بلباقة
فاطمة: أني معملتش حاچة ديه واچبي
سمعت صوت ياسر يدعوها بالخارج
إلتفت برأسها ناحية الخارج قبل أن تتمتم باسمة
فاطمة: أني همشي بجي سلام
زفر بعمق وهو يراقب طيفها باسماً
ملامح عيناها تتهادى على ذاكرتي وتتمايل على قلبي الضعيف..... أوقعتني تلك الفاتنة وليس باليد حيلة
**************************
في قصر الغرباوي
إنتهت مليكة من حزم حقائبها ومراد يققز جوارها
سعادة بإنتهاء تلك الرحلة طالباً من والده أن يسافروا سوياً فقررا أولاً العودة للقاهرة حتي يباشر سليم عمله ثم يقررا أين يذهبا
****************************
بعد مرور ثلاثة أيام
في أمريكا
إستيقظت نورسين شاعرة بألم طفيف في صدرها وصوت طنين ذلك الجهاز الذي يدل علي نبضات قلبها...... نظرت حولها فوجدت نفسها ترقد الي فراش وثير في غرفة بيضاء الكامل ......أسبلت جفناها في هدوء وهي تستنشق الهواء حولها بعدmا رفعت ذلك الجهاز الموضوع علي أنفها وفمها يساعدها علي التنفس فأحست برائحته التي تغلغلت في رئتيها كدواء لها..... نظرت له كان يدفن وجهه بعنقها يحتضنها كالجنين وكأنه خائف من فقدان أمه...... كان يحتضنها بقوة.... نست المها بحـ.ـضـ.ـنه الدافئ وبدون شعور منها تغلغلت يداها في خصلاته البنيه تبتسم بوهن تلقائياً .....كم يشبه الأطفال محبوبها........إبتسمت بحب كان حالهم كحال عاشقين علي فراش الحب وليس علي فراش المـ.ـو.ت
إبتسمت بمرارة وهي تلتفت بوجهها فوجدت وجهه الوسيم الحاد يطالعها بهيام كادت أن تشيح بوجهها في خجل فأمسك ذقنها بلطف مجبراً إياها علي النظر له .......كانت عيناه تشرحان لها معاناته بغيابها..... لم يري عيناها .....تباً كم إشتاق لها
خمس لياليٍ ينتظر إستيقاظها بفارغ
الصبر.......خمس لياليٍ يحتضن جسدها وينام
إبتسم وهو يري خجلها ......كيف حقيقة لا يفهم كيف حتي وهي بأسوأ حالاتها تَضُخ أنوثة مفرطة بهذا الشكل
إبتسم مقرباً وجهه من وجهها لامس أنفه أنفها من دون حراك عيناهم تشرحان كل شئ
عشقهم.... حاجتهم......هوائهم إستنشق هواها كما الغريق .......وأي غريق...... فهو غريف الحب والشوق.... وأي شوق فهو شوق محب أضناه الفراق
**************************
في الصعيد
صرخ أمجد بحنق في المستشفي
أمجد: يعني إيه......مهو أنا هشوف السجلات يعني هشوفها
هنا تدخل الضابط الموجودة
الضابط : إهدا بس يا أمجد بيه
ثم وقف يتحدث مع مدير المستشفي في هدوء
وما إن إنتهي حتي طلب منهم المدير بالجلوس
وأحضر لهم بعض السجلات ليبحثوا فيها
وفجاءة برقت عينا نورهان هلعاً وإنسابت العبرات من عيناها....نعم كانت قريبة منها....طفلتها كانت بجوارها ولم تستطع أن تشعر بها لم تستطع أن تعرفها.....
↚
لاحظ أمجد سهادتها ودmـ.ـو.عها فإلتفت لها يسأل في قلق
أمجد: في إيه يا نورهان.... مالك لقيتي حاجة
إرتفعت شهقاتها وهي تدير له ذلك الملف الذي تطالعه كي يلقي بعيناه علي الاسم الموجود أسفل اسمها.......حقيقة لم تكن حالته بأفضل من حالتها فعيناه قد جحظتا للخارج صدmة مما رأي .....نعم بالتأكيد هي طفلته ولكنه لم يعرف ماذا يفعل أيذهب ويأخذها عنوة ......أم يتاكد أولاً .....لا يعرف حقاً لا يعرف
هبط سؤال الضابط علي مسامعه ليستفيق من شروده
الضابط: هاه لقيتوا حاجة يا أمجد بيه
أومأ أمجد برأسه في هدوء ثم هب واقفاً فتبعته نورهان
أمجد: إحنا متشكرين جدا ًيا حضرة الظابط
*****************************
في قصر سليم الغرباوي
مر الأن ثلاث ليالٍ منذ عودتهم ......ثلاث ليال وهي تتجاهله.... ثلاث ليال تصعد للنوم قبل حتي أن يأتي..... ثلاث ليال بأكملهم لا تسمح له بلمسها أو حتي الحديث معه وكأنها تتهرب منه
طفح كيله....نعم طفح كيله وعقد العزم أنه سيحصل
عليها اليوم........هو يحبها ولمس حبها له أيضاً
لا يهمه أي شئ الأن ...... لا ماضي ولا مستقبل هو فقط يريدها..... يريدها في حاضره.......فقط يريدها بجواره.......يريد أن ينجب منها الكثير والكثير من الأطفال..... هي فقط ولن يرضي بغيرها امراءة
وكيف يرضي وهو دائماً ما يشاهد صورتها حينما يكون مع أي امرأة أخري..... نعم خـ.ـطـ.ـفت قلبه ومنذ اللحظة الأولي الذي شاهدها فيها
اليوم ستكون إمرأته قلباً وقالباً ولن يمنعه أحد
وصل لمنزله مبكراً علي غير عادتها فشاهدها جالسة في الحديقة ......برقت عيناها حينما شاهدته وهمت بالصعود لغرفتها فهتف بها صائحاً
سليم: مليكة إستني
إلتفت ناحيته وجسدها يرتعد هلعاً ورجيفها يرتفع هلعاً وخـ.ـو.فاً ومن ثم أردفت مضطربة
مليكة: نننعم
ضاقت عيناه حزماً وإشتد فمه صلابة ثم قال ببطء وهدوء
سليم: مليكة إطلعي إستنيني في الأوضة
شحب وجهها حينما فهمت مُراده و نظراته جيداً فهتفت به متوسلة
مليكة: لا يا سليم مش هينفع
أظلمت عيناه حرداً وتابع بحزم
سليم: هتعملي اللي قولته بالحرف يا مليكة النهاردة يعني النهاردة و بدون نقاش إتفضلي إطلعي حالاً و أنا 10 دقائق وجاي وراكي
نظرت إليه نظرة توسل أخيرة....ثم إستدارت لتصعد الى غرفتها......تكاد تفقد وعيها خـ.ـو.فاً فهي تعلم أن ذلك الإصرار الذي شاهدته في عيناه لن تؤثر عليه العواطف......لقد عقد العزم على ذلك ولن يردعه شيء.....لهذا يجب عليها أن تهرب قررت أن تهرب وتأخذ معها مراد .....نعم ستهرب
ولكنه فجاءة صاح بها
سليم: مليكة......أوعي خيالك يصورلك إنك ممكن تهربي .....لأنك لو روحتي فين هروح وراكي وهجيبك هنا تاني بس ساعتها هتشوفي واحد تاني خالص..... 10 دقائق يا مليكة
***************************
في أمريكا
تحسنت حالة نورسين بشكل ملحوظ وأخبرهم الطبيب بنجاح عملية زراعة القلب وهذا ما جعل عاصم يفرح بشـ.ـدة...... كيف لا ومحبوبته الأن بخير
كيف لا وقد ردت إليه روحه
************************
في قصر الغرباوي
جلست فاطمة بجوار قمر لتخبرها بكل ما حدث معها مع هذا المدعو حسام وكيف تراه الأن يومياً وهي ذاهبة أو عائدة من جامعتها
ضحكت قمر ولكزتها
قمر: شكل الراچل واجع لشوشته
إبتسمت فاطمة بخجل وهي تتمتم
فاطمة: أني خايفة.....خايفة جوي يا جمر....خايفة لحسن يكون من الشباب إياها وأعلج جلبي بيه وبعديها أجع علي چدور رجابتي
إنكمشت ملامحها قلقاً علي فاطمة فهي تعلم أن آلم أخر من ناحية الحب سيكون كفيلاً لتحطيمها تماماً ......فأردفت بهدوء
قمر: بصي يا بت الناس إنتِ اليومين دول تجفلي معاه اي حديت وتنشفيها عليه جوي ونشوف هيعمل ايه
أردفت فاطمة بصدق
فاطمة: بس احنا اصلاً مبـ.ـنتحدتوش كتير جوي يعني دول هما كلمتين إكده صباح الخير صباح النور وخلاص بس دايماً بشوفه عند الچامعة ويفضل ماشي ورايا كأنه بيتطمن عليا يعني..... وبعدين ما إنتِ عارفة أني مفيش مني رچا في المرجعة العرج الصعيدي متبت جوي و چدوره مادة زين فمتجلجيش واصل
إبتسمت قمر لتذكرها ياسر .......اااه كم يشبهه ذلك الشاب .....هي لن تكذب فقد سمعت كثير من الكلام الجيد بحق ذلك الشاب كم هو شهم وعطوف مع الجميع ولكن تكمل المشكلة في نسبه فهو ابن قدري الراوي ....و إن وافق شاهين لن توافق عبير بتاتاً.......سترفض تلك الزيجة بشـ.ـدة حتي و لو علي حساب قلب ابـ.ـنتها
في قصر سليم الغرباوي
جلست علي فراشها الوثير والعبرات تهز جسدها الجميل...... هي من أخطأت..... هي من سمحت لمشاعرها بالتحكم بها...... فهو لم يتصرف هكذا من تلقاء نفسه إلا حينما شعر بحبها ناحيته
والأن عقد العزم علي إمتلاكها بدون أي تفكير بمشاعرها......بدون الإهتمام فيما إذا كانت مستعدة أم لا....... هي لم تكن تعتقد أن ليلتها الأولي مع زوجها ستكون بتلك القساوة والحدة..... لم تعتقد ذلك أبداً .......تري هل تكمن المشكلة في أن ما يحدث قد خالف توقعاتها أم المشكلة في أنها مرتها الأولي !!
نهضت واقفة بعدmا جففت دmـ.ـو.عها بحزم
حسناً هو لن يجدها مستلقية موهنة العزيمة في الفراش تنتظره ليأتي إليها.....إذا كانت الليلة ستكون ليلة زفافها فستبدو تماماً في هذا الدور كمان كانت تتخيل.....نهضت ناحية دولابها فوجدت لنفسها غلالة نوم بيضاء صافية وضعتها على الفراش ثم دخلت لتحمم وبالطبع تخلل ذلك الكثير والكثير من إجراءات العناية ببشرتها وما الي ذلك ثم عادت الى غرفة نومها، فإرتدت غلالة نومها بأصابع مرتجفة ومشطت شعرها وجففته بعناية
أطفأت نور الغرفة ولم تُبقِ سوى على المصباح الصغير قرب الفراش ...... عندها أحست أنها جاهزة لإستقبال زوجها...... لا حقيقة هي كاذبة فإرتعادة جسدها تؤكد عكس ذلك تماماً......كانت تبدو مثل حوريات النهر في ليلة عاصفة يرتجف أجسادهن برداً ......ولكن للحقيقة لم تكن تلك الرجفة بسبب البرد كانت خـ.ـو.فاً......ذعراً وهلعاً
حتي أنها كادت أن تفقد وعيها......لم تنتظر طويلاً دقائق ودخل بدون إستئذان الى الغرفة.....ضاقت عيناه وهو يدخل الغرفة المعتمة قليلاً ويلاحظ جسدها الملفوف بغلالة النوم الشفافة.......إهتز جسدها بقوة أكبر إثر نظراته المعجبة .....ولكنه سرعان ما رفع حاجبة دهشة وهو يراها تجلس في إستسلام كالقطة الوديعة ثم سأل بدهشة
سليم : هدوئك دا معناه إنك مش هتقاومي مثلاً او هترفضي
أخفضت بصرها وهي تحاول كبح دmـ.ـو.عها.......وكل ما يجري بداخلها هو سؤال واحد......ماذا تراه سيفعل حينما يعلم أنها لا تزال عذراء
بالتأكيد سيبغضها ويهجرها وينتزع منها مراد ولن تراه للابد
فأردفت بنبرات مهزوزة من بكائها
مليكة : مقداميش حاجة تانية أعملها
تألم لنبرتها فهو لا يريدها أن تشعر بكل ذلك الخـ.ـو.ف....... أين هي المراءة المُجَرِبة بداخلها
لما تجلس أمامه كفتاة خجولة في أول ليلة لها.... لما تجلس بكل تلك الوداعة
فأردف بحرد
سليم: فعلا معندكيش أي إختيار تاني
تقدm ناحيتها بضع خطوات فأسرعت تختفي تحت الغطاء وقد أشاحت بوجهها عن جسده القوي
ثم قالت بصوت متهدج باكٍ وكأنها تتوسله
مليكة : سليم
جذبها إليه بقوة ليضمها بين ذراعيه بحنو بالغ بحيث أصبح جسداهما معاً
خلال دقائق أحست بدوار وكأنها في حلم.....كانت كمن تسبح فوق غيمة عالية .....لم تشعر بأي شئ حتي شعرت به يتراجع عنها شاحب الوجه
يهتف بضياع
سليم: لا.......مينفعش .....مش ممكن
تحرك مبتعداً عنها....وجهه بلون بياض الموات.. وتمتم مشوش التفكير متلعثماً
سليم: إنتِ.....أنا......محدش لمسك غيري بس.... إزاي..... ومراد
سألته بصوت خفيض
مليكة: يهمك ؟؟!
وكرد عليها إنتزع نفسه من ذراعيها ووقف مترنحاً قليلاً من ذهوله.....وقد إتضحت أمامه كل الصورة ولكن لا تزال أمامها بعض الأمور لتفسيرها
مرر أصابعه في شعره الشعث ينظر إليها بعيني معـ.ـذ.بتين وقد ستر جسدها بملاءة السرير وقلبه يتمزق آلماً هو لم يكن ليفعل معها هذا لو فقط أخبرته......كان سيكون كل شئ مختلفاً لو أخبرته أن هذه هي مرتها الاولي..... هو لم يجبر أحداً في حياته علي شئ وبالأخص لو كانت الفتاة التي أحبها.... زوجته.... الفتاة الوحيدة التي إختارها قلبه الأرعن..... ينتهك أبسط حقوقها بتلك الخسة والوضاعة
سليم: أنا.... أنا مكنتش..... أعرف
أحست بالرغبة في الضحك على تعبير وجهه المتجهم ........فقالت له بخفة
محصلش حاجة يا زوجي العزيز......بكرة الصبح نتكلم في الموضوع دا
أظلمت عيناه وتمتم بعنف مكبوت
سليم: أكيد هنتكلم.... وأكيد هتحبي ترجعي بيتك
أنا فاهم كل دا
لم تعلم لما ولكن كلمـ.ـا.ته ونظراته طعنت قلبها مرات ومرات فإبتسمت بسخرية وتابعت بقهر
مليكة : فعلاً؟!
زاغ بصره وتمتم بتيه
سليم: طبعاً.....أنا.........أنا ..آه يالله أنا آسف والله أسف جداً
ثم هتف بتوسل
ليه مقولتيش الحقيقة
سألته بدهشة
مليكة : هي الحقيقة كانت هتغير حاجة ؟ دا غير إنك مكنتش هتصدقني
هتف بضياع
سليم: لا أكيد كان الوضع هيتغير
أظلمت عيناه حرداً وظلاماً وأردف بضياع
سليم :بس للأسف مفيش حاجة هتصلح اللي عملته فيكي أبداً.....مفيش أي حاجة ....بس...
كان قلبها يشعر بآلمه.......بضيقه حتي بصدmته ولكنها إنتظرت منه أن يجيبها برومانسية......لو يخبرها مثلا أنه سيظل يحبها حتي آبد الآبدين.... بأنه سيعتني بها طوال حياته ولكنه صدmها برده حينما سألته في هدوء
مليكة: بس إيه
أردف هو بلهفة
سليم: هديكي كل اللي إنتِ عاوزاه..... هجيبلك بيت في أي حته إنتِ عاوزاها.... هخصص ليكي مصروف شهري
شعرت بقلبها يتمزق أشلاء حينما سمعت إجابته
جاهدت كي تبقي دmـ.ـو.عها حبيسة كيلا تشعر بالشفقة تجاه نفسها أكثر من ذلك فقد بدا أن محبوبها مستعداً أن يعطيها كل شيء عدا الشيء الذي تريده حقاً........وهو أن تبقي معه..... أن تعيش حياتها بجواره........ أن يهرما سوياً
طالعت عيناه وهي تسأله بتوسل
مليكة: إنت عاوزني أمشي
أردف هو بجمود
سليم: لازم ت عـ.ـر.في إنه بقي مستحيل علينا نعيش سوا ......مبقاش ينفع
لكنها لم تكن تدرك شيئاً من هذا .........ماعدا أنه لا يريدها بعد في حياته......ولا يمكن أن يكون قد أحس بما أحست به لتوها معه.......وليس تلك التجربة الجميلة التي تعتبرها هي بين زوج و زوجته
سألته للمرة الاخيرة..... كما يقولون هي فقط حلاوة روح منها أن تحارب في علاقتهما بهذا الشكل
تمنت من الله أن تسمع منه رداً يرضيها فأردفت في هدوء
مليكة: ليه
قالها بحزم قضي علي أخر ذرة أمل تبقت فيها
قــ,تــل أخر ما تبقي من روحها.........مزق الجزء الاخير من قلبها
سليم: لازم تبعدي
لم يكن ينظر إليها وقد بدت الهزيمة على وجهها
ليست الهزيمة فقط .....فقد كانت تجاهد أن تبقي تلك المعالم ثابتة علي وجهها كيلا تنهار أمامه وتكره نفسها أكثر علي حبها لشخص مثل هذا
متحجر القلب عديم الاحساس
فأردفت بلامبالاة وكأنها لا تهتم وقلبها يتمزق من الداخل وروحها تصرخ بأخر ما تبقي لها من رمق
مليكة: تمام....متقلقش أوعدك إني هخرج من حياتك في أسرع وقت ممكن
تمتم هو بثبات
سليم:مفيش داعي للإستعجال .....لازم نتكلم الصبح الأول.....لا أنا ولا إنتِ هنعرف نفكر كويس دلوقتي
أخفض بصره عنها خزياً وهتف بألم
حاولي ترتاحي......يمكن النوم يقدر يمسح اللي عملته معاكي من شوية
هتفت به بضياع
مليكة: سليم....... أنا......
عمد بيده للمقبض و فتح الباب متمتاً بألم
سليم: أرجوكِ....متقوليش أي حاجة تانية....لازم ننام ونفكر في اللي حصل ونشوف إيه اللي هيحصل الصبح
إبتسم ابتسامة تجهم وهو يطالعها فأمتلأت عيناها بالدmـ.ـو.ع وهي تتمتم باسمه في رجاء
مليكة: لا.........يا سليم
إستدار إليها بعينان معـ.ـذ.بتان
سليم: مليكة.........أنا آسف
هزت رأسها وهي تكاد تضـ.ـر.به علي كلمـ.ـا.ته.....لما يعتذر...... لما يعتذر هذا الأحمق وهو لم يسئ إليها علي الرغم من غضبه.......فقد أخذها بحنو بالغ... نعم هي لم تسمع منه عبـ.ـارات الغزل ولكنها تعرف أنه يحبها..... رأت ذلك في عيناه .......لما يعتذر ذلك الأرعن
وجدت قلبها يتحدث تلقائياً بلهفة
مليكة: متعتذرش
طأطأ راسه بألم
سليم : معاكي حق......اللي أنا عملته حتي الإعتذار مش هيمسحه
أقفل الباب بهدوء.....فيما دفنت رأسها في الوسادة......إنها لا تريد محو الذكرى.......بل تريد الإستمرار في التذكر.....لماذا لم يشعر ذلك الأحمق بنفس السعادة التي أحست بها.......ولكن إنتهي الأمر هو لا يريد قربها ولهذا لن تبقي لدقيقة واحدة قي ذلك القصر بعد الأن
***************************
في صباح اليوم التالي
الساعة الآن لم تتجاوز السادسة ...... الوقت مبكر جداً وإتصال سريع الى المطار أكد لها وجود مقعد لها على طائرة الساعة العاشرة المتجهة الى كندا هكذا أفضل...... يجب عليها الإبتعاد......عليها أن تبعد نفسها عنه.......تبعد نفسها عن الإغراء في أن ترتمي بين ذراعيه .........هاتفت إحدي سيارات الأجرة كي توصلها للمطار......إستغرب السائق عيناها المنتفختان وأنفها المحمرة وذلك الطفل الذي تحمله بين ذراعيها ولكنه لم يتفوه بحرف فحمل حقيبة ملابسها ووضعها بصمت في الصندوق.....وأدار محرك السيارة وإنطلق بها وهو يسأل في أدب
السائق: علي فين يا مدام
أردفت مليكة بألم
مليكة : المطار
أغمضت عيناها بألم وهي تطالع مراد النائم علي قدmيها.....هي تشعر كمن يعـ.ـذ.ب في الجحيم....قلبها يحترق ألماً لفراق محبوبه.....فقط تتمني لو تغلق عيناها وتنتهي حياتها .....لما لم تأخذها شقيقتها معها ......لما تركتها ......خبطت علي قلبها بحنو كأنها تربت عليه عساها تُهدأ من حدة تلك النيران المستعرة فيه قبل أن تحرقه وتحوله لرماد........إنسابت عبراتها بغزارة وخرجت منها اااه و.جـ.ـع تألم علي إثرها ذلك السائق العجوز
فتوقف بالسيارة علي جانب الطريق وهو يسأل في قلق
السائق: إنتِ كويسة يا بـ.ـنتي
عمدت بيدها تجفف عبراتها التي إنهمرت كأمطار يوم شتوي عاصف وهمهمت في هدوء
مليكة: أيوة الحمد لله
أردف السائق يسأل في قلق
السائق: طيب تحبي تنزلي شوية تشمي هواء
هزت مليكة رأسها يميناً ويساراً بألم
مليكة: لا شكراً
تحرك بالسيارة في هدوء بعدmا أدار إذاعة القراءن الكريم عساها تخفف من وطأه حـ.ـز.نها قليلاً
وبالفعل أغمضت عيناها واضعة رأسها علي النافذة تضم مراد بين ذراعيها
شاهد السائق سيارة ما تتبعهم منذ مدة وهو الأن يحاول تخطيه نظر في المراءه الأمامية ثم تابع
السائق: إنتِ في حد بيدور عليكي يا بـ.ـنتي
أوقف السائق العربة فهتفت هي بهلع
مليكة: أنا.....
إستدارت بدورها وهي تري سليم يفتح باب سيارته ويهبط متوجها ًناحيتها
لم تكد تطلب من السائق التحرك حتي إنفتح بابها لترفرف بأهدابها هلعاً وهي تحدق الى وجه زوجها الغاضب وكل ما تفكر فيه أنه سيأخذ منها مراد وللأبد ........وجدت نفسها تهتف به في هلع
مليكة: سليم !!!!أنا......أنا هفهمك
أجاب بإختصار
لما نوصل البيت إبقي قولي اللي إنتِ عاوزاه....لو سمحتي إنزلِ أركبِ العربية
همست في توسل
مليكة: سليم لو سمحت خليني أفهمك
جرها لتخرج من السيارة وتابع بحزم ناهياً أي فرصة للحديث
سليم: إتفضلِ يا مليكة علي العربية وأنا هحاسب الراجـ.ـل وهاخد شنطتك وجاي وراكي
**************************
في الصباح
في قصر أمجد الراوي
لم يعرف النوم طريقاً الي جفنيه ....فقد ظل طوال
الليل يفكر ماذا يفعل......أيذهب ويأخذها عنوة أم يتريث....ولكنه وأخيراً عقد العزم علي الذهاب لقصر الغرباوي وأخذ طفلته من براثن تلك الوضيعة عبير
*************************
بعد لحظات إنضم إليها سليم ليضع حقائبها في صندوق سيارته......كانت تعابير وجهه أقل تجهماً
فرفعت رأسها وهي تتمتم بأسي
مليكة: أنا كنت همشي يا سليم ورجوعي دلوقتي ملوش أي فايدة...... يعني عادي لو مكنش النهاردة هيبقي بكرة
أظلمت عيناه بإصرار
سليم : مش هتهربي مني لا النهاردة ولا بكرة ولا أي يوم
رمقت مراد النائم بين ذراعيها وهتفت بأسي
مليكة: مش من الأحسن إنك تسيبني أمشي؟
همهمت بألم
ليه عاوز تزود عـ.ـذ.ابنا
هتف بسخرية إمتزجت بالقهر
سليم: عـ.ـذ.اب..... أه فعلا ......بس العـ.ـذ.اب دا أنا اللي حسيت بيه وخصوصاً لما روحت أوضتك لقيتها فاضية ولقيت دولابك فاضي
أوقف السيارة خارج الفيلا ونزل منها ليستدير و يفتح لها الباب.......وقفت ليصبح جسدها قريب من جسده......فأحست كم هي ضئيلة أمامه......ولكنها أعرضت عنه......ودخلت الفيلا
إستدارت لتواجهه بعد أن دخلا غرفة الجلوس......تشعر بهزيمتها أمامه..... يا إلهي كم تحبه..... ولكن بلا فائدة...... ففي كلتا الأحوال هو لا يريدها ......هو من طلب منها الرحيل
إنتظرت حينما أخذت الخادmة مراد
هتفت به بوهن
مليكة: ممكن أعرف جبتني هنا تاني ليه
تنهدت بعمق وهي تهمس بأسي
كدة هيبقي لازم أمشي تاني
هتف بها بدهشة
سليم: من غير ما تقوليلي....تودعيني حتي
أردفت بحزم
مليكة: مكانش ليها لزوم .....إنت كدة كدة مش عاوزني في حياتك
هتف بها سليم بضيق
سليم: مش بالطريقة دي......إنك تهربي في الضلمة قبل ما أشوفك ومن غير ما تقوليلي إنك هتمشي أو حتي تقوليلي لفين
أردفت هي بيأس بعدmا تنهدت بألم مطأطأة رأسها
مليكة: أكيد كنت هقولك مراد يبقي ابن اخوك وليك حق تشوفه
هز رأسه يطالعها بألم
سليم: إنتِ فكراني إيه بالظبط.....أنا أكيد مكنتش هبعد ابنك عنك
همهمت بألم بعدmا عمدت تمسح عبراتها التي تساقطت بألم
مليكة: بس....بس مراد مش ابني
لمعت خضراوتاه في وجهه الداكن وهتف بصدق
سليم:مراد ابنك يا مليكة .....أنا عارف إني في الأول كنت هاخده منك من غير أي تردد حتي....بس مش دلوقتي
مش بعد ما شوفت أد إيه إنتِ بتحبيه.....إنتِ مش مضطرة حتي إنك تثبتي أحقيتك فيه
طأطأ رأسه خزياً وأردف
أنا اللي محتاج دا .......لحد دلوقتي لا كنت اب كويس ولا حتي زوج عدل
هزت رأسها رافضة وأردفت بشفقة
مليكة: لا مش صح.....إنت عارف إن مراد بيحبك جداً
ضحك بخشونة وهو يسأل بينما أظلمت عيناه قهراً
سليم: وإنتِ..... إيه شعورك ناحيتين
هز رأسه يميناً ويساراً وأردف قهراً
سؤال غـ.ـبـ.ـي مش كدا.......أنا عارف كويس أوي إيه شعورك ناحيتي
سألت مليكة بألم وهي تتسائل لما يستمر بتعذيبهما..... لما يفعل هذا..... لما يستمر ذلك الجزء الشهم منه بإيلامهما سوياً
مليكة: ييقي ليه رجعتني........ليه متسبنيش أخرج من حياتك بهدوء
شحب وجهه وتجهمت أساريره
سليم: لو خرجتي من حياتي يا مليكة مش هيبقي بهدوء أبداً
أردفت به ساخطة
مليكة: بس إنت اللي قولت.....إنت اللي عاوزني أمشي......إنت اللي عاوزني أعيش بعيد عنك
هتف بها صائحاً مستنكراً حديثها
سليم: مش كدة أبداً.......مش دايماً.....أنا بس عاوزك
تبعدي عني لفترة علشان ت عـ.ـر.في الحقيقة.....ت عـ.ـر.في سليم الحقيقي ....مش الي بيوريه للناس
لم تفهمه فأردفت بهدوء
مليكة: بس أنا أعرف أحكم كويس أوي وأنا هنا
أردف هو بحرد من نفسه
سليم: لا مش هت عـ.ـر.في .....لأنك لما بتبقي قريبة مني أنا مش ببقي عارف حتي أسيطر علي نفسي.......أنا كنت حـ.ـيو.ان معاكي إمبـ.ـارح.......عملت الي أنا عاوزه من غير ما أفكر فيكي
بللت شفتيها وتابعت بخجل
مليكة: بس أنا متضايقتش
أردف سليم بألم
سليم: ودا سبب تاني يخلينا نعيش بعاد عن بعض
أنا مش هعرف أسيطر علي نفسي وأخرج زي إمبـ.ـارح
تقدm ليقف أمامها.... وذهلت لنظرة الألم على وجهه وتابع بألم
أنا إمبـ.ـارح عرفت أسيطر علي نفسي وأخرج
صرخ قلبها بسعاة إذن.......هذا هو سبب مغادرته الغرفة فجأة.....أنه يحبها ...يريدها .....النظرة في عينيه الآن أخذت تقول لها أشياء وجدت صعوبة في تصديقها وأرادت أن تصدقها..... ولكنها لا تستطع التفكير بوضوح......أصبحت مشوشة لا تعرف إن كان يحبها..... أو هو فقط يرغب بذلك الجسد..... تأوه قلبها حيرة
أردف بأسي
سليم : أنا حبيتك من أول لحظة شوفتك فيها... من لما فتحتيلي الباب أول يوم شوفتك فيه .....أنا مش عاوزك تحبيني علشان خايفة إني أخد مراد.......أو حتي إنك تحبيني علشان مضطرة تتعايشي معايا علشان مراد
طالعها بثبات وهو يتمتم بتوسل
أنا عاوزك تحبي سليم ....علشان سليم نفسه
مش علشان أي حاحة تانية......عاوزك تحبيني وإنتِ مش خايفة
لم تستطع تصديق مـ.ـا.تسمع......سليم...... البـ.ـارد .... القاسي.....الذي ظنته بلا شعور........ها هو يحبها
بدأ وجهها يحترق و أحست برغبة في البكاء من السعادة وهتفت به بصدق
مليكة : سليم.....أنا بحبك علشانك إنت مش علشان أي حاجة
لكن وجهه تجهم أكثر..... وقال بلطف
سليم: إنتِ حاسة إنك بتحبيني علشان الفترة اللي قضيناها سوا
هتفت به رافضة
مليكة:لا......لا
*************************
في أمريكا
جلست نورسين تتناول طعامها وعاصم الي جوارها يطعمها في حنو بالغ
وبينما هو منهمكاً في إطعامها حتي لاحظ سقوط قطرة من الشوربة أسفل شفتيها
أشار لها لتمسحها
فضحكت وهي تعمد بيدها لتسمحها ولكنها مسحت جهة مختلفة
إبتسم بمكر وهو يقترب منها كي يمسح ثغرها
فباغتها بوضع يده أسفل رأسها وجذبها ناحيته مقبلاً شفتاها في نهم
تركها بعد لحظات قليلة كيلا يثقل كثيراً علي قلبها
إبتسمت بخجل ....فإبتسم هو
عاصم: ياااااه دا الواحد كان مـ.ـيـ.ـت يا جدع
*************************
في قصر سليم الغرباوي
تقدmت مسرعة لتقف أمامه......وأخذت تمسح التقطيبة من بين عينيه بعدmا وضعت ذراعيها حول خصره وأراحت وجهها على صدره الذي يرتفع و ينخفض من الإثارة وقالت هامسة
مليكة: أنا حبيتك يوم لما مسحت دmـ.ـو.عي وقولتلي إني أحلي من إني أعيط .......فاكر يوم ما جبت سلمي البيت...... غضبي وصريخي وعـ.ـيا.طي اليوم دا كان من غيرتي عليك يا سليم .....يومها إتأكدت إني غيرانه وإني بحبك
وقفت على أطراف أصابع قدmيها لتطبع قبلة رقيقة علي شفتيه ثم إرتمت بين ذراعيه وهي تحس بالراحة وإلتفت ذراعاه حولها وكأنهما القيد الفولاذي وتأوه بقوة
سليم: يارب تكوني قاصدة كل حرف قلتيه يا مليكة ومتنـ.ـد.ميش عليها.......أنا مش هينفع أسيبك يا مليكة........مش هقدر
أحست به يرتجف........وبكت من فرط سعادتها
متمتة بصوت متهدج باكٍ فرط سعادتها
مليكة: أنا مش هسمحلك إنك تبعدني تاني ومش همشي تاني لو حتي إنت اللي طلبت
أضاءت علامـ.ـا.ت الحب وجهه و أحنى رأسه ليقبل جبينها ثم تحولت القبلة الى سلسلة من القبلات إنتشرت في كل مكان .......أحس كل منهما بشوق مرير الى الآخر.....وقد أدركا حبهما العظيم وتصاعدت مشاعرهما لدرجة الغليان
تراجع سليم وأنفاسه ممزقة بالعاطفة
سليم : مش هتتخيلي النار اللي كنت حاسس بيها لما ملقتكيش في الأوضة.....كنت حاسس إني همـ.ـو.ت
أراح جبهته على جبهتها يداه متشابكتان عند أسفل ظهرها....... إتحد جسداهما معاً وتابع بسعادة
مش هتتخيلي إحساسي وأنا بتخيل الرجـ.ـا.لة اللي كنتي ت عـ.ـر.فيهم ولا حتي أخويا أنا.......وهو بيلمسك......كنت ببقي همـ.ـو.ت ......كنت بحس إني بغلي من جوايا وعاوز أجيبهم أقــ,تــلهم كلهم
إبتسمت مليكة بخجل وأردفت
مليكة: ويا تري إيه شعورك دلوقتي
أردف سليم بسعادة
سليم: أنا دلوقتي أسعد راجـ.ـل في الدنيا كلها
هتف في هدوء
وأنا كمان عندي إعتراف..... إنتِ أول ست في حياتي حتي خطيبتي الأولانيه عمري ما حسيت معاها باللي بحسه معاكي
إحتضنته مليكة بسعادة
مليكة: خلاص إحنا ننسي بقي كل الي فات
غمزها سليم بسعادة
سليم: إيه رأيك نطلع نكمل اللي بوظناه إمبـ.ـارح
شهقت بخجل وغزا الاحمرار وجهها وهي تدفن رأسها في صدره
فضمها بين ذراعيه......وإنحنى ليقبلها وإندفع يصعد بها السلم فشهقت بخجل
مليكة:سليم....... حد يشوفنا.......دادة ناهد لو شافتنا هتقول إيه دلوقتي
أردف هو باسما ًبمكر
سليم: وإيه يعني.....ما يفتكروا اللي يفتكروه
واحد بيحب مـ.ـر.اته وواخدها وطالعين أوضتهم سوا
لمعت عيناها بخجل وسعادة في أن واحد ودفنت وجهها في عنقه....... متشوقة لأن تعطيه ما تبقى من حياتها
***************************
في قصر الغرباوي
دلف أمجد لقصر الغرباوي كالإعصار تماماً ولم يكن لديه أي نية بالتراجع
قابل قمر أولاً فإبتسمت مرحبة به
قمر: أهلاً أهلاً يا دي النور إتفضل يا عمي
أجبر نفسه علي الإبتسام
أمجد: أهلا يابتي .....أمال فين عمك مهران
إبتسمت هي في حبور
هبعت عم مسعد ينادm عليه
هتف أمجد يسأل بلهفة
أمجد: هو مش في الدار
أردفت قمر باسمة
قمر: لع دا في الدوار مع ياسر
إبتسم وهو يتمتم في هدوء
امجد: تمام يا بتي أنا رايحلهم وأبجي سلميلي علي الحاچة وجوليلها إني هاچيلها تاني
إبتسمت وهي تومئ برأسها فرحل هو هدوء
ووووواتمنا لكم قرائة ممتعه انشاءالله
↚
دلف أمجد للدوار فوجد ياسر ومعه مهران وبعض الرجـ.ـال....... رحب به الجميع فجلس هو بجوار مهران وياسر وإستأذنهما في كلمة علي إنفراد
ما هي إلا ثواني حتي بقي الرجـ.ـال وحدهم
أردف مهران بقلق
مهران: أدينا بجينا لحالنا إتفضل يا أمچد جول في إيه
حمحم أمجد بإضطراب وأردف بتلعثم
أمجد: أني مش عارف أبدأ إزاي
إبتسم ياسر بحبور
ياسر: كيف ما تحب يا عمي
قص عليهما أمجد ما حدث معه منذ الوهلة الأولي وحتي بحثهم في كشوف المستشفي
هتف ياسر بهلع
ياسر: إيه الحديت الماسخ ديه .......إيه التخريف ديه يا عمي عاد
هتف مهران بجمود
مهران : ما يمكن تكون البـ.ـنتة دي بتجول أي كلام.......يمكن يكون حد زاججها علينا علشان نجعوا في بعض تاني
أردف أمجد بهدوء بنبرة صادقة
أمجد: علشان إكده أني چيتلكوا النهاردة.....چيت علشان نخلص الموضوع ديه
سأل ياسر بدهشة
ياسر: يعني إيه .....يعني إنت عاوزنا إحنا اللي نچيبولك فاطمة
أردف أمجد نافياً
أمجد: لا مش إكده يا ولدي .......أني عارف إنكوا مش مصدجيني.......دا أنا حتي نفسي مش مصدق الممرضة ديه فمفيش غير حل واحد
أردف مهران بقلق
مهران: وإيه هو
هتف أمجد
أمجد: تحليل DNA بس أني مش عاوز فاطمة تعرف حاچة لحد ما نتوكد علشان منأثرش الي نفسيتها
سأل ياسر
ياسر: كيف هناخدها تعمل تحاليل من غير ما تعرف حاچة
أردف أمجد بهدوء
أمجد: الدكتور جالي إنه ممكن أي حاچة تنفع للتحليل من غير ما فاطمة تعرف.........شعراية مثلاً
سأل مهران بعدm فهم
مهران: ودي هنچيبها كيف
تطلع ياسر ومهران لبعضهما في تلك اللحظة
أمجد : جمر هي الي هتجوم بالمهمة دي..... عاوزينها تچيب شعراية من شعر فاطمة وتديهالي
أردف ياسر بهدوء
ياسر: الموضع ديه مش سهل
هتف به أمجد بتوسل
أمجد:أني عارف إنها واعرة بس عارف برضوا إنك جدها وجدود
***************************
في الصعيد
كلية الطب البيطري
ودعت فاطمة صديقاتها ووقفت تنتظر السائق الخاص بها ولكن فجاءة بينما هي تعبث بهاتفها شاهدت ظلاً ما حاجباً ضوء الشمس عنها
رفعت بصرها تطالع هذا الواقف أمامها وهي تستشيط غضباً فشاهدت أحمد ابن أحد أعمامها من العائلة
قلبت عيناها بملل وأردفت حانقة
فاطمة: إيه چابك إهينه يا ولد الناس
أردف هو باسماً بنزق
أحمد: چاي علشان أشوفك يا بت عمي
طالعته شذراً وأردفت حاردة
فاطمة: وأني فاكرة كويس جوي إني قولتلك جبل سابج ملكش دعوة بيا واصل وإني مش عاوزة أشوف خلجتك في أي مكان
أمسك عضدها بقوة وهو يجذبها ناحيته متابعاً في غضب خفي يحاول ردعه عن طريق ضغطه علي أسنانه بقوة
أحمد: وأني جولتلك جبل سابج إني مش هسيبك غير وإنتي مرتي
طالعته بتحدي وأردفت بعزة
فاطمة:علي چثتي......لما توبجي تشوف حلمة ودنك
كاد أن يمد يده ليضـ.ـر.بها فأغمضت عيناها وإنكمش جسدها بقوة ولكنها فجاءة سمعت صوت تأوه لشخص ما ......حتي أنها شعرت بنفسها تختفي بالكاد خلف أحد ما
صاح حسام بغضب هادر
حسام: علشان توبجي تفكر مليون مرة جبل ما تمد اللي تنجطع دي علي مرت حسام الراوي
إنخفض لجسده المنسدح أرضاً وأمسك بتلابيه غاضباً بشـ.ـدة رافعاً إياه بحنق.....بغضب عارم حتي كاد أن يخـ.ـنـ.ـقه بكلتا يداه علي لمس صغيرته بينما طالعه أحمد بوهن جاهداً أن يفتح عيناه فقد أصابت لكمة حسام الصميم
حسام : اقسم بالله خلجني وخلجك لو لمحتك...لمحتك بس علي بعد 100متر منيها اقسم بالله هجبض روحك وهعلجك في البلد علشان توبجي عبرة لمن لا يعتبر ومتلومش إلا نفسك يا أحمد
هزه بعنف وهو يصـ.ـر.خ به
حسام : فاهم
إعتدل واقفاً بعدmا دفعه أرضاً كما كان وأخذ فاطمة وتوجها ناحية سيارته
سألها غاضباً
حسام: ممكن أفهم إيه اللي كان موجفك برة كليتك
رفعت فاطمة أصبعها تشير ناحيته غاضبة وعيناها ممتلئة بالعبرات
فاطمة: إياك تتحدت معايا إكده تاني.....أني أجف مطرح يا يعچبي .....وإذا كان علي مساعدتك أني مكنتش محتاچاها من أساسه أني أعرف أدافع عن نفسي زين
إلتفت اليها بسرعة البرق عيناه تكاد تخرج النيران علي حماقتها
ولكنه أردف بهدوء قـ.ـا.تل
حسام: أني أتحددت كيف ما بدي مع مرتي
صرخت به فاطمة بهلع
فاطمة: مرت مين يا مخبل إنت
إعتدل ممسكاً بعجلة القيادة وهو يبتسم في هدوء
رافعاً حاجبه في مشاكسة
حسام: لهو إنتِ مت عـ.ـر.فيش...... أصل ابويا بيكلم عمي أمچد دلوجت علشان يروحوا يطلبوكي من ابوكي وعمك مهران
برقت عيناها بدهشة
فاطمة: إيه
إبتسم هو بينما أخذ يدندن مع كلمـ.ـا.ت أغنية للسيدة ام كلثوم صدح صوتها في المذياع
إزاي إزاي إزاي أوصفلك يا حبيبي إزاي.......قبل ما أحبك كنت إزاي.......كنت ولا إمبـ.ـارح فاكراه.....ولا عندي بكره أستناه......ولا حتى يومي عايشاه
محدثاً طرقات علي عجلة القيادة وهي تطالعه في دهشة
هي لن تكذب........ حقيقة هي تكاد تطير فرحاً
تسمع قلبها يرقص فرحاً بينما تحلق روحها بهيام
أفاقت من سهادتها علي صوته وهو يخبرها بأن تهاتف سائقها لتعلمه برحيلها
**************************
في أمريكا
إستقلا نورسين وعاصم طائرتهما العائدة الي أرض الوطن بعد كل ذلك العناء وأخيراً سيعود وصغيرته معافـ.ـية بخير ......سيعود ليبدأ معها صفحة جديدة
صفحة سيخطها بالإهتمام...... صفحة ستكتب عبـ.ـاراتها بالحب والود والحنان والإهتمام... الإهتمام قبل كل ذلك فحينما تقدm الإهتمام قبل الحب تكسب الحب ومن تحب
في قصر الراوي
هتف أمجد بريبة
أمجد: فاطمة مين
تابع قدري باسماً
قدري: فاطمة بت شاهين الغرباوي
أكمل باسماً بحبور
لجيت الواد حسام أولة امبـ.ـارح چاي بيجولي أكلمك علشان نروح نطلبهاله
نهض واقفاً يطالع شقيقه بتوجس
قدري: مالك يا أمچد حاسس إنك متضايج علشان موضوع حسام..... هو فيه حاچة
تهالك أمجد لأقرب مقعد وقص علي شقيقه كل شئ.... كل شئ
فهتف به قدري دهشة.....صدmة ويمكننا القول أسي ايضاً
قدري: يعني مريم الله يرحمها مكنتش بتك إنت كانت بت شاهين وعبير
أومأ هو برأسه في الم
فسأل قدري بوجوم
قدري: طيب وبعدين يا خوي
أردف أمجد باسماً بيأس
أمجد: متجلجش يا جدري فاطمة بتي لحسام ولدك هو أنا هلاجي زيه فين يخاف عليها ويحبها بس هي توافج وتوبجي مليحة ووجتها زي ما إتفجت وياك
نهض قدري مربتاً علي ذراع شقيقة داعياً له بأن يلهمه الله الصبر ويرزقه بلقاء ابـ.ـنته
**************************
في قصر سليم الغرباوي
فتحت مليكة عيناها شاعرة بفراغ بجوارها علي الفراش فنهضت جالسة بعدmا أزاحت شعرها للخلف ........جابت ببصرها ربوع الغرفة في دهشة تتذكر ماذا حدث ........الساعة الأن لا تزال العاشرة صباحاً ولكن... أين سليم
دلفت للمرحاض كي تأخذ حمام سريع ثم هبطت للأسفل مرتديه قميصه والذي كان عليها يشبه الفستان القصير
هبطت للأسفل فوجدت خادmـ.ـا.ت القصر أجمعم خارج المطبخ يتلامذون ويتغامزون
توجهت ناحيتهم بخفة باسمة علي تلك العلامـ.ـا.ت
الغريبة التي تكلل اساريرهم
شاهدتها ناهد فإحتضنتها بسعادة باسمة
سألتها مليكة بدهشة
مليكة: هو في إيه يا دادة
إحتضنتها ناهد بسعادة ثم كوبت وجهها بيدها في حنو بالغ
ناهد: أنا مش عارفة أقولك إيه غير شكراً لأنك رجعتيله حياته
تمتمت بتلك الكلمـ.ـا.ت الأخيرة وهي تُشير ناحية سليم الذي يقف في للمطبخ
برقت عيناها بدهشة وهي تطالع ذلك الواقف يعد طعام الإفطار في إنسجام تام يدندن كلمـ.ـا.ت أغنية إسبانية ما..... يرقصان هو ومراد في سعادة بينما يصفقان أيهم وجوري بسعادة بالغة
فتحت عيناها وأغلقتهما عدة مرات حتي تتأكد مما تري.... أ حقا ذاك هو سليم.....أين ذلك الشيطان الأرستقراطي..... أين ذلك المفرور البـ.ـارد
إبتسمت بخجل وهي تتقدm منهم بعدmا صرفت الخدm
أنارت عيناه بسعادة وهو يراها تتقدm منهما مرتدية قميصه الذي يشبه الفستان عليها
تقدm منها باسماً ممسكاً بيدها يراقصها وهو يغني بسعادة فأخذت هي تردد معه
calienta tanto que asusta
Y sabes lo que te gusta,
te gusta, te gusta
Prendiendo fuego en el suelo
Pintando estrellas en el cielo
Y te diré lo que quiero
طبع قلبه حانية علي جبهتها وهو يهمس ببعض الكلمـ.ـا.ت في أذنيها
سليم: القميص هياكل منك حتة
ضحكت بخجل فأشار لها بالجلوس علي أحد المقاعد الموجودة بجوار الإطفال بينما إهتم هو بوضع الطعام
***************************
في قصر الغرباوي
عادت فاطمة من جامعتها تسير بسعادة وهي تبحث عن قمر بعيناها حتي وجدتها تضع أكمل في فراشه........إحتضنتها بسعادة وهي ترقص
حدقت بها قمر بدهشة ثم أردفت تسأل بريبة باسمة
قمر: وااه وااه إيه مروج بال الچميل إكده عاد
أردفت فاطمة بسعادة
فاطمة: أني فرحانة جوي جوي جوي
ضيقت قمر عيناها بتوجس باسمة تسألها
قمر: خير اللهم إچعله خير سمعيني
جلست فاطمة وقصت عليها كل ما حدث معها منذ الوهلة الاولي
هتفت بها قمر بسعادة
قمر: والله لو أجدر أزرغت كنت زرغت
ثم تمتمت حاردة
أهم حاچة إنك تدعي أن امك توافج
رفعت فاطمة يدها للسماء وهي تدعوا الله بإلحاح
فاطمة: يارب
*************************
في مساء اليوم
عاد ياسر من الخارج لا يدري ماذا يفعل .....تعصف به الأفكار والهموم.....تري ماذا سيحدث إذا أُثبت أن فاطمة ليست ابنه عمته عبير ......ماذا سيحدث
كيف ستتأثر هي...... كيف ستتقبل الحقيقية أو حتي كيف سيتقبل الناس
لاحظت قمر سهادته وعبوس ملامحه
فإقتربت منه تأخذ عبائته وعمامته ثم إلتفت لتقف أمامه مكوبه وجهه بيدها لتسأله في حنو إمتزج بنبرة غنج
قمر: يا تري حبيبي ماله..... إيه شاغل تفكيره لدرچة إنه ميشوفش حبة جلبه جمر
إبتسم بإرهاق
ياسر: ياسر عمره ما يغفل عن حبة جلبه واصل
بس الموضوع واعر جوي يا جمر
إنكمشت ملامحها قلقاً بعدmا أردفت تسأله بجدية
قمر: موضوع إيه الي واعر للدرچة دي كفي الله الشر
أخذها من يدها وتوجها ناحية فراشهما
ثم جلسا سويا بعدmا أغلق الباب جيداً وقص عليها كل ما حدث
فرت دmعة هاربة من عيناها حينما وضعت نفسها مكان فاطمة.... كيف ستكون حالتها....كيف ستشعر
أردفت بأسي
قمر: طيب وإحنا هنتأكدوا كيف
أخبرها ياسر بأمر التحليل وطلب منها خصله الشعر في أقرب وقت ممكن
↚
جلست مليكة أمام نافذتها في شرود
مضي الليل إلا أقله ولم يبقي إلا أن تنفجر ظلمة الليل عن جبين الفجر ولا تزال هي ساهرة قلقة المضجع تطلب الراحة ولا تجدها.......تهتف بالغمض ولا تجد سبيل إليه ......يؤرق مضجعها ذلك السليم الذي يشغل تفكيرها بتغيره الجذري معها
فقد أصبح يحترمها ......يهتم بها.... أصبح لا يخجل من إظهار قلقه وخـ.ـو.فه وحتي حبه.......عَلي وجيفها بإضطراب حينما فكرت ولو لوهلة في إمكانيه حبه لها .......هل يمكنها وبعد كل ذلك الوقت إقناعه بالحب..... إقناعة بإمكانية برائتها..... رفعت يدها تواسي قلبها الحائر تذكره بثابت من ثوابت القدر والنصيب...... أننا لا نقابل الناس صدفه....بل من المقدر لهم أن يعبروا طريقنا لسبب ما..... فلعل هذا السبب يكون حباً أو عشقاً ابدياً
فخلدت إلي النوم وفي قلبها يتردد سؤال واحد
ومتَى الفُؤاد بِالتَلاقي يَهتنِي؟!
في قصر الغرباوية
بعد إنتهاء صلاة الفجر خرجت قمر من غرفتها كي تشرب بعض المياة وأثناء مرورها شاهدت نور غرفة فاطمة مُضاء.......إقتربت من الغرفة وفتحت الباب في هدوء فوجدتها جالسة أمام شرفتها تبكي بقوة
ولم تشعر بقدmيها إلا وهي تقتادها تجاه تلك الفتاة
التي تُذكرها بشقيقتها فجلست بجوارها مربتة علي يداها
جففت فاطمة عبراتها وتطلعت إليها شذراً
فإبتسمت قمر في هدوء
قمر: أني مكنتش براجبك ولا حاچة والله أني كنت رايحة أشرب وشوفتك....ومش هسألك عاد بتبكي ليه ولا إيه اللي مصحيكي لحد دلوجت ولا هجولك اللي يبكينا نرميه ورا ضهرنا ولا حتي هجولك إن سَليم من الأول مكانش ليكي بس هجولك حاچة واحدة بس يا خيتي الحٌب لو ما حَلاش الدنيا دي كلاتها في عينيك و و.جـ.ـعك فيّ غرام نفسك و جَوَاكي وصَلب ضهرك و روج روحك و عطر دنيتك وفتح نِفسك كمان.....يوبجى متحبيش يا حبيبتي
برقت عينا فاطمة بألم وهي تطالع قمر الباسمة في حبور ......فحقاً ماذا أخذت هي من حبها لسليم غير الألم وذلك الجـ.ـر.ح الغائر الذي خلفته مخالب الخيبة في قلبها اليانع الذي أضحي مريـ.ـضاً......غير ذلك الكـ.ـسر الذي أحدثته خطوات الحب من طرف واحد داخل قلبها المسكين.....لم يخلف غير الظلام والإندثار في غياهب الكره والحقد ......نعم هي محقة كل الحق..... ستنساه وتتخلي عنه...... ستطوي تلك الصفحات من حياتها للأبد وتتمني له السعادة في حياته ومع زوجته التي إختارها
*************************
في الصباح علم عاصم بمرض سليم فأخبر والده وقررا الذهاب لزيارته في منزله وأيضاً الإطمئنان علي شقيقته ورؤية طفلها
وصلا الي المنزل بعد وقت قصير
فرحبت بهما ناهد واجلستهما في الحديقة
وصعدت لأعلي لإخبـ.ـار سليم
أردف هو باسماً بأدب
سليم : قوليلهم 10 دقائق ونازل يا دادة
ثم إنصرفت هي باسمة لتخبرهم بما أخبرها سليم
وما إن هم هو بالنزول حتي سمع هاتفه يعلن عن قدوم مكالمة آخري من مكالمـ.ـا.ت العمل التي لا تنتهي
قابلت ناهد مليكة في طريقها للأسفل
فسألت بتوعد
مليكة: هو سليم فين يادادة أنا مش لاقياه
أردفت ناهد باسمة
ناهد: متقلقيش مراحش الشغل دا بيلبس في أوضته علشان أمجد بيه وعاصم بيه تحت
تهللت أسارير مليكة وركضت للأسفل ومعها مراد
مراد: مين يا مامي
أردفت مليكة باسمة بحماس
مليكة: دا جدو يا مراد
ثم توجها ناحيتهما في سعادة فركضت هي لإحتضان والدها بشوق ثم شقيقها
برقت عينا أمجد بسعادة أثر رؤيته لمراد رفع بصره ناحية مليكة وعيناه مليئتان بنظرات التساؤل
أومأت مليكة له برأسها باسمة
نعم يا والدي العزيز هاهو حفيدك.....الثالث أمامك فحمله بين ذراعيه وهو يحتضنه وعيناه وعيناه تكاد تنفطر من العبرات
سأله مراد في براءة
مراد : هو إنتَ فعلاً جدو
أومأ له أمجد برأسه عدة مرات
فأحتضنه مراد بسعادة ثم هبط من بين ذراعيه وتوجه لوالدته التي إنسابت دmـ.ـو.عها تأثراً دون رغبة منها
وإحتضنها بحماس
مراد: مامي أنا عاوز أشكر ربنا علشان لما طلبت منه زي ما قولتيلي إنه يبقي عندي جدو وافق وبعتهولي علي طول
إحتضنته مليكة بقوة بعدmا إزدادت عَبَراتها
مليكة: نقول الحمد لله يا مراد ....الحمد لله
واخيراً وبعد ذلك المشهد المؤثر أخذ مراد بإيدي جده ليريه حصانه الذي قد اشتراه له والده منذ فترة
أما مليكة فسارا هي وعاصم سوياً يتحدثان في عدة مواضيع حتي باغتها عاصم بالقول باسماً
عاصم: الواد مراد دا شبهك إنتِ وسليم أوي دا إنتو لو مظبطينها مش هتطلع كدة
ضحكت مليكة بخفة بينما تابع هو مُتزمراً
عاصم: إشمعني أنا عيالي كلهم طالعين حلوين لنوري دا حتي الواد ....الواد الحيلة طالع حلو لأمه
أردفت هي مازحة بين ضحكاتها
مليكة:دا بدال ما تحمد ربنا
أردف هو متبرماً بمشاكسة
عاصم: قصدك إيه
قرصت مليكة وجنتيه بمزاح
مليكة: مقصديش يا روحي دا أنت قمر
فضمها إليه يشاكسها كحركتهما في الطفولة
ولكنه شاهدها...... نعم شاهدها بين ذراعيه.... يحتضنها رجل غريب...... وفجاءة تدافعت لعقله كل
أحلامها وحديثها..... تري هذا هو عاصم الذي تراه في أحلامها.......هل هو من تناديه بإستمرار....... أ هذا هو غريمه....... شعر وقتها بألم قـ.ـا.تل ينشب أظفاره في قلبه..... شعر بألم يجثم علي روحه يكاد أن يسلبها...... أخذ عقله يلعن قلبه ويوبخه فهو من دافع عن تلك الخائنة وتوسط لها..... هو من أنكر إدانتها..... هو من قـ.ـا.تل لأجلها بإستمـ.ـا.ته في تلك المعارك التي كثيراً ما نشبت بينه وبين العقل
هو الذي ضم روحه الي حلفائها ضد عقله
صرخ عقله موبخاً
أين أنتَ لما لا أسمع إعتراضك.... لِما فقط أسمع منك أنيناً .....أ تتألم .....نعم ذلك ما تستحق فلقد وقعت كالأبله في نفس الخطأ مرة آخري ....مرة آخري قد خفقت لواحدة آخري من بنات حواء
وكأنك لم تتعلم..... كأنك لم تذق مرارة الخذلان
كأنك لم تعرف للآلم سبيلا
وفجاءة إرتسم الجمود علي ملامحه مرة أخري متناولاً هاتفه كأنه يتحدث به حتي ينبهما لوجوده
إعتري القلق قلبها حينما رأت لمعه عيناه التي لاحظت وجودها منذ عدة أيام عادت لتنطفأ مرة أخري...... شعرت بتلك البرودة والظلمه تنبعث منها مرة آخري...... لم تعرف وقتها لِما راودها ذلك الشعور بالقلق الذي هيمن علي عقلها وقلبها وجثم علي روحها.....ولكنها رسمت إبتسامة هادئة علي شفتيها وإتجهت ناحية سليم الذي أردف باسماً ولكنه كان ينظر إليها......نظراته كانت غريبة عنها..... أخافتها..... نعم أخافتها وبشـ.ـدة لم تعرف لما حتي
سليم: أهلاً أهلاً القصر نور .....بقي عاصم الراوي عندنا
أتي أمجد في ذلك الوقت ضاحكاً وفي يده مراد
أمجد: لا مش عاصم الراوي لوحده وأمجد كمان لو مفيش إعتراض
إبتسم سليم في هدوء وأردف مُرحباً بأمجد
سليم: لالا دا النهاردة عيد بقي أمجد بيه عندنا مرة واحدة
جلس أمجد ومعه سليم وعاصم ومراد علي أقدام جده أما مليكة فذهبت لتأمر بإحضار بعض المشروبات والمقبلات لهم وظلت بغرفتها بعدmا أرسلت رسالة نصية لعاصم تخبره فيها أنها لم تخبر سليم بأنها ابنه أمجد الراوي بعد
************************
بعد عدة ساعات
سمعت صوت سيارة شقيقها تنطلق في هدوء
فوضعت الكتاب الذي كان بيدها وإتجهت خارج الغرفة كي تأخذ مراد الذي وجدته نائماً بين ذراعي سليم
إتجهت ناحيته باسمة في حبور فأعطاها مراد في هدوء .....ولكن أ هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة لا تعرف
وفجاءة أردف بصوته الأجش بنبرة تقطر بروداً تناقضت تماماً مع تلك النيران التي تنبعث من عيناه سرت علي إثرها رجفة في قلبها قبل جسدها
سليم:ودي مراد وتعالي لأوضتي عاوزك
أومأت برأسها في هدوء وقادتها قدmاها المرتعدتان في قلق الي غرفة مراد
وضعته في هدوء ثم دثرته طابعة قبلة حانية علي جبهته وإتجهت لغرفة سليم
طرقت الباب في هدوء فأردف هو بجمود
سليم : إدخلي
دلفت هي للداخل تُقدm قدmاً وتُؤخر الأخري
ثم أردفت بصوت مرتعد
مليكة: كنت عا....
أردف سليم بصوت جهوري هادر وعينان حمراوتان مثل الدm تماماً حتي إنها كادت أن تسقط من خـ.ـو.فها سليم: إنتِ مرات سليم الغرباوي يا مليكة.....فاهمة يعني إيه مرات سليم الغرباوي
صرخ بحدة أكثر ....رافعاً صوته أكثر ليجعلها تنكمش علي نفسها أكثر
يعني بتاعته هو وبس ومش من حقك بأي شكل من الأشكال مش إنك تخلي راجـ.ـل يلمسك لا دا إنتِ مينفعش تفكري في راجـ.ـل تاني أصلاً
فاكرة قبل ما نتجوز قولتلك إيه
صرخ بقوة أكبر وكأنه مصر علي تحطيم أعصابها أكثر ......فأنسابت عبراتها بعدmا إرتعد جسدها للمرة الثالثة تلك الليلة
أنا هقولك..... قولتلك إني مش هسمح لأي حد إنه يجي جمب سمعتي بأي شكل من الأشكال
أومأت مليكة برأسها عدة مرات في هلع وهي تتمتم بكلمـ.ـا.ت غير مفهومة في البداية من كثرة ما تشعر به خـ.ـو.ف فبنيته الضخمة بالإضافة لصوته الجهوري تضيف مشهد الوحش الكاسر لأي شخص وخصوصاً بحجم مليكة
مليكة:اااا ....بس.....أنا ....بس أنا معملتش حاجة
ضحك بصخب ضحكة سمعت صداها المرعـ.ـب يتردد في أنحاء القصر بالكامل أو هكذا خُيل لها من شعورها بالخـ.ـو.ف.........برقت عيناه كرهاً وإشمئزازاً وهتف بها في سخرية
سليم: ويبقي حـ.ـضـ.ـن عاصم الراوي اخوي مش كدة
إعتدلت في وقفتها وبعدmا حدقت به دهشة
إذن سر كل ذلك هو عاصم.... بالتأكيد قد شاهدها وهي تحتضنه
فهتفت تتسائل في هدوء بعدmا ضيقت عيناها بتوجس
مليكة: إنتَ شوفتني وأنا بحـ.ـضـ.ـن عاصم صح
أردف هو بنبرات تقطر حنقاً
سليم: لا و وصلت بيكي القذارة إنك تدخلي مراد في القرف دا وتخليه يخليلك الجو مع عاصم بأنه يلهي أمجد
صرخت به مليكة بحنق وهي ترفع إصبعها مشيرة له في تحذير
مليكة: إياك.......أياك تقول كلمة واحدة كمان
رنت ضحكاته في سخرية إمتُزِجَت بالقهر
وأردف بإزدارء
سليم: عارفة أكتر حاجة بتعجبني إيه إنك لسة مكملة في دور البريئة و بتتكلمي بنفس الثقة
صرخت به مليكة غاضبة
مليكة: إنتَ متعرفش حاجة أصلاً علشان تتكلم كدة
عاصم دا يبقي اخويا يا سليم..........اخويا
رفرف بأهدابه عدة مرات يمثل شعوره بالمفاجاة
سليم: هاه وإيه كمان
زمت مليكة شفتاها بضيق وأردفت حانقة
نعم طفح كيلها من كل شئ....... ستخبره بكل شئ
هو يريد معرفة الحقيقة........لِما لا ستخبره إياها
مليكة: إسمع بقي علشان أنا تعبت..... خلاص تعبت
جففت دmـ.ـو.عها بعنف وهي تردد بأسي
أنا اسمي مليكة أمجد محمد احمد سليمان
الراوي ........بـ.ـنت أمجد الراوي وايسل
كنا أسرة جميلة أوي مكونة من أنا وبابي ومامي وعاصم لأن مامي عرفت إنها حامل في تاليا لما بابي مشي وأنا عمري 8 سنين عرفت إن بابي هياخد عاصم ويسيبنا..... أيوة مشي .....هددوه يعني
أردفت بسخرية بينما أظلمت عيناها آلماً
بما إنه عصي تقاليد العيلة وإتجوز واحدة تانية غير اللي كانوا منقينهالوا ورفضوا يقبلوا أمي فإضطر إنه ياخد عاصم ويرجع البلد علشان سلامتنا يعني
أردفت بقهر
عيشت يتيمة وأبويا عايش.........شفنا بهدلة وقرف من كل الناس.......عرفت يعني إيه و.جـ.ـع......كـ.ـسرة نفس وظهر وعيشنا مع مامي لحد ما كان عمري 15 سنة .......لحد ما كنا راجعين من عند حد من قرايبنا و قالولنا إنه بابي لو طلب ياخدنا هيعرف ياخدنا بكل سهولة ......يومها مامي نزلت بتعيط وخدتنا وساقت العربية وفجاءة وإحنا بـ.ـنتكلم طلعت عربية وخبطت عربيتنا .....فوقت لقيت عربيتنا مقلوبة بس أنا كنت براها لأن شباكي كان مفتوح......فوقت لقيت مامي محشورة بسبب الحزام ومتغطية دm وتاليا مغم عليها في الكنبة ورا
روحت أساعد مامي صرخت فيا إني اساعد تاليا الأول
أردفت باكية بقهر
شيلت تاليا وخرجتها بس ملحقتش أخرج مامي.....ملحقتهاش العربية كانت إنفجرت بيها قدام عيني
بعدها فوقت لقيتني في المستشفي وتاليا معايا
وروحنا عيشنا مع تيتا سافرنا إسبانيا سوا واشتغلت هناك علشان أصرف علي تاليا .....إشتغلت سكرتيرة للراجـ.ـل اللي حب أمي زمان........كان بيعتبرني زي بـ.ـنته ......كان بيقولي لو كنت اتجوزت مـ.ـا.تك وجيبنا بـ.ـنت كانت هتكون شبهك وفي أوقات كنت بشتغل في الأزياء المجال اللي عجب تاليا جداً لحد ما جت الشركة الملعونة اللي قدmت عرض لتاليا إنها تسافر معاهم كذا بلد وتشتغل في مقرها في مصر
وفعلاً وافقت وسافرت علي الرغم من رفضي علشان خـ.ـو.في عليها كنت بنزلها بس مش دايماً بس كنت بكلمها كتير جداً لحد ما في يوم كلمتني وقالتلي إنها عاوزاني أنزل وفعلاً دا اللي عملته
ولما نزلت .....
إنتحبت بقوة بعدmا أردفت بأسي
قالولي مـ.ـا.تت ....مـ.ـا.تت.....كانت لسة صغيرة
أردف هو بدهشة بعدmا برق محاولاً ربط الأحداث ببعضها
سليم: يعني تاليا اللي حازم حكالي عليها
تبقي .......تبقي اختك
أومأت هي برأسها في آلم
أيوة هي
تابع هو بإشمئزاز
سليم: يعني إنتِ ضحكتي علي جوز اختك واتجوزتيه
صرخت به بحنق باكية بقهر
مليكة: إنت مش فاهم أي حاجة ولا عمرك هتفهم
ثم ركضت مسرعة للخارج
تبكي حياتها....... آلمها..... قهرها......إحتياجها... حبها الذي لم تعد تملكه ......صرخت بقهر.... عساها تخرج كل ذلك الآلم القابع في قلبها.... الجاثم علي روحها.... يخـ.ـنـ.ـقها .....تتسائل في قرارة عقلها لما إستيقظت من ذلك الحلم الوردي الذي إندثر بين ثناياه الألم .....القهر والو.جـ.ـع
ضحكت بقهر ونفسها تردد في آلم
كُنا أقوياء حين مسّنا الحُلُم فأستندنا عليه بكُل قوتِنا و أطمئننا أنهُ أرضٌ لاتخون.....فخَانت فلمْ نفِق إلا عَلى وقع إرتطامنا بالأرض وَو.جـ.ـعِها.....اااااه وكم هو مؤلم ذلك الشعور......وجدت قدmاها تقتادها الي خارج ذلك القصر تركض مسرعة عساها تتخطي ذلك الو.جـ.ـع.... تتركه علي قارعة ذاك الطريق وتعود للمنزل .....خفيفة غير مثقلة بالآلام
وأخيراً أدركت أن علاقتها مع سليم هي فرح إمتُزِج جيداً بالألم حتي كاد أن يغلب عليه طعم الو.جـ.ـع
فهو قد أتي لحياتها آلم لينقذها من آلم أخر
ألا ت عـ.ـر.فين طفلتي إن أسوأ ما قد تحمله لكِ الأيام هو و.جـ.ـع على شكل فرح.....يتقمص فيها الجـ.ـر.ح دور المنقذ من جـ.ـر.ح آخر........ وحين تطمئن له يصفعك تحت جنح الغفلة......لا ترى منه ذلك الوجه الرقيق الذي كنت تراه بالبداية....يسحبك من يدي قلبك إلى سراديب الصمت...... يسلب من وجهك وقلبك تلك الإبتسامـ.ـا.ت الخفية التي كنت تطلقها على مضد.......يحصل لكِ كل ذلك لسبب وواحد
لأنكِ شخصٌ يحلم بأن يعيش حراً من الخيبات
ولكنها لم تدري كم كانت تتقدm في لحظة الي غياهب تلك الخيبات تتابع الواحدة تلو الأخري علي قلبها ليحطم الباقي القليل منه......
وفجاءة سمعت سليم يدعوها إلتفتت إليه تطالعه باكية بآلم..... ااااه محبوبي كم أتمني أن تصدقني
كنت أعتقد أنني حينما أكبر سأكون مع من أحب
مترابطان كالعقدة كلما شـ.ـدت أطرافنا الايام إزدادنا التحاماً..... ولكن ما حدث كان العكس تماماً
فنحن نزداد تعقيداً.....بُعداً.... تشتتاً وإضطراباً
وفجاءة غشي نورٌ ساطعٌ عيناها وإرتفع بأذناها أصوات أبواق سيارة حتي شعرت بشئ يرتطم بها بقوة حتي جعلها تحلق عالياً ثم تسقط بشـ.ـدة علي الأرض الخشنة
كان كل ما تراه الأن مشاهد متقطعه هي غير متأكدة منها.......عدا تلك التي ترتدي فستاناً أبيض تبتسم لها بحنو كعادتها دوماً........تلك الابتسامة التي لم تفارقها يوماًًً.....نعم والداتها هنا ومعها تاليا ايضاً ااااه كم إشتاقت لهما
نهضت راكضة نحوهما وهي تحتضنهما بقوة ثم أردفت بشوق
مليكة: وحشتوني أوي......وحشتوني
أردفت أيسل باسمة بحبور بعدmا مسحت علي وجنتها بحنان
أيسل: وإنتي كمان يا حبيبتي ....وإحنا جينا علشان ناخدك معانا
أومأت مليكة برأسها في سعادة وهي تحتضن والدتها
مليكة: أيوة يا مامي خديني معاكي أنا تعبت هنا لوحدي خدوني معاكوا
↚
في قصر الغرباوي
وصلا سليم وأمجد بعد بضع ساعات بالطائرة
بعدmا أقنع مليكة وأخيراً أن تأتي هي في صحبة عاصم وزوجته وطفليه .....هو لم يخبرها السبب ولكنه يخاف...... يخاف عليها كثيراً من عمته هو لم يغفل عن محاولاتها في أذيتها التي لا يعرف سببها لهذا قرر أن يتركها بضع أيام
دلفا سوياً لغرفة خيرية وسليم يرجوا الله أن تتحمل جدته ذلك الخبر.....هو يعلم مدي قوتها وصمودها ولكن خبر مثل ذلك يمكنه أن يؤدي بحياتها في غمضة عين
تهللت أسارير خيرية بسعادة
خيرية: أهلاً بالغالي .....كيفك يا أمچد
جاهد أمجد لرسم إبتسامة علي شفتيه وأردف متمتماً في آلم
أمجد: أني منيح يا ست الكل .... إنتِ كيف صحتك
أومأت برأسها باسمة
خيرية : زينة الحمد لله يا ولدي
طالعت حفيدها الذي يرمقها بنظرات لم تفهمها مشاكسة
خيرية: إيه يا سليم عاد شكلك چاي غضبان
جاهد سليم ليرسم إبتسامة هادئة ما إن تذكر مليكة
سليم: مليكة دي نسمة والله يا خوخا.....لا يا ستي متقلقيش مش جاي غضبان ولا حاجة
جلسا سوياً وساد صمت خانق في الغرفة بينما خيرية تطالعهما في توجس تنتظر أن يبدأ إحدهما الحديث فبالتأكيد قدومهما سوياً ينبأ عن أمر ما
وهي ليست بالحمقاء فمنذ دخولها تشعر بتـ.ـو.تر مشحون يسود الجو حتي قاطعه سليم بصوته القوي
سليم : تيتا أنا عاوز أقولك حاجة
لم تعلم لما نشب القلق أظفاره في قلبها بتلك القوة ولكنها أردفت باسمة
خيرية : مبتجوليش يا تيتا إلا لو فيه مصـ يـ بـةجول يا ولدي
قص عليها سليم ما أخبره به أمجد بالحرف دون زيادة أو نقصان
برقت عينا خيرية بصدmة....وكيف لا وهي تسمع أن طفلتها.....ابـ.ـنتها الوحيدة قد تعدت ما يفعله المجرومون .......قد تركت ابـ.ـنتها دون أي ذرة رحمة
تركتها لمجرد أنها لم تعجبها .....ضحكت بسخرية إمتزجت بالقهر........نعم هي أم تركت طفلتها لأنها لم تعجبها......وكأنها دmية..... قطعة ملابس تستطيع تبديلها إن أرادت....... تستطيع التخلي عنها متي شائت...... العار وكل العار علي تلك أم
كيف تمكنت بعدmها حملتها في بطنها تسعة أشهر..... زُرعت فيها جوار قلبها إستمعت لدقات قلبها...... لعبت معها..... تحملت بسببها الكثير والكثير..... كيف لها بعد كل ذلك أن تتركها هكذا
دلف ياسر ومهران في تلك اللحظة بعدmا علما وجود أمجد وسليم
طالعته خيرية بنظرات تقطر آلماً.....خذلاناً وإنكساراً
فسأل هو مطأطأً رأسه
مهران: عرفتي ؟!
أردفت هي بعدmا ضحكت بسخرية
خيرية: عرفت.........أه عرفت
أزاحت أغطية فراشها ونهضت غاضبة فأمسكها سليم بيده يتوسلها في هدوء
سليم: لا يا تيتا علشان فاطمة علي الأقل مش دلوقتي ......مذنبهاش حاجة
تمتم ياسر بخفوت
ياسر: بكرة فاطمة عنديها چامعة بدري نوبجي نتحدت وهي في چامعتها ونشوف هنعمل إيه
خرج الجميع بينما بقي سليم وياسر مع جدتهما
ربت سليم علي يدها في حنو بالغ
سليم : أني خابر إن الموضوع واعر عليكي
ومش عليكي إنتِ بس ديه علينا كلاتنا.... بس إحنا لازم نوبجي چامدين علشان فاطمة ....ملهاش أيتها ذنب
أومأت براسها في وجوم ثم تمتمت في هدوء
خيرية: هملوني لحالي يا ولاد
هم ياسر بالحديث مهدئاً إياها فربت سليم علي كتفه وأخذه وخرجا سوياً
تمتم ياسر بقلق
ياسر: أني جلجان علي ستك جوي يا سليم
هي أه جوية وياما شالت بس المرة دية واعرة جوي جوي.....
أومأ سليم برأسه بعدmا تنهد بعمق متمتماً بأسي
سليم : أني عارف بس المرة دي لازم ستك هي اللي تجرر..... المرة دي المصـ يـ بـةشينة جوي
تمتم ياسر في وجوم
ياسر: ربك يسترها
صعد ياسر لغرفته بينما توجه سليم للخارج محدثاً مليكة كي يطمأن عليها هي ومراد .....إطمئن عليهما وطمئنها وحدث مراد وظل يتحدث لبضع دقائق مع مليكة بعدها أغلق هاتفه مُتنهداً بعمق.....نعم لم تمر إلا بضع ساعات وها هو يفتقدها.... نعم إشتاق لكرزتيها وجنتيها تلك البحة المميزة بصوتها.....فيروزتيها......رائحتها.....إشتاق لرؤيتها
لم يكذب القلب حينما قال أنه يمكننا إمتلاك كافة وسائل الأتصال في العالم إلا أن لا شيء يا صغيري .....لا شيء أبداً يعادل نظرة الإنسان
في صباح اليوم التالي... قصر الغرباوي
خرجت خيرية لصحن القصر خلفها مهران بجوارها سليم وياسر
أجلساها الشابان علي المقعد الكبير .....بينما ذهب مهران لإستدعاء شقيقته وزوجها وحضرا وداد وقمر
جائت عبير تسأل مضطربة تحاول جاهدة أن تبدو طبيعية
عبير: في إيه يا أماي عاد.... خير مجماعنا كلاتنا إكده ليه
رمقتها خيرية بشذر إمتزج بالقهر ولم تعقب
حضر أمجد بعد قليل
أردفت خيرية بوجوم
خيرية: إكده الكل هنيه ....أسمعوني زين ....أمچد ولدي ليه أمانة عندينا ولازم نردها
تمتم شاهين بنزق
شاهين: أمانة إيه اللي ليه عندينا يا حاچة
تمتمت خيرية بثبات
خيرية: بِتُه
تنفست عبير الصعداء فهي قد ظنت أن المقصودة هي مليكة
شاهين: وابننا اللي عنديهم......أكيد مش هنسيبلهم مراد يربوه
هم ياسر بالإعتراض فأشار له سليم
سليم: لا يا عمي الحجيجة ستي مش جصدها مليكة
هنا وقع قلب عبير في أخمص قدmيها..... إربد وجهها وتعالي رجيفها هلعاً......تري إنكشف سرها نهضت خيرية بثبات تتلائم خطواتها مع طرقات عصاها علي الأرض في وقار وشموخ علي الرغم مما تشعر به من ألم تلك الأم ولكن الحق حق هذا ما نشأت عليه
توجهت ناحية ابـ.ـنتها ووقفت أمامها تطالعها بقهر
متمتمة بحرد
خيرية: تفتكري يا عبير لو كنت سبتك في الشارع بعد ما ولدتك علشان إنتِ معچبتينيش كان إيه حوصل
إزدردت عبير ريقها بينما شحب وجهها وإنهمرت قطرات العرق علي جبينها هلعاً وجابت ببصرها في وجهه أمها تحاول جاهدة أن تستشف ماذا تعني
ضـ.ـر.بت خيرية علي بطنها في قهر وحسر
واااااه يا جلبي علي البطن اللي شالتك وچابتك..... وااااه
ثم أردفت بثبات بعدmا أظلمت عيناها بقهر وإرتسم الألم جلي تماماً علي محياها
فاطمة توبجي بت أمچد الراوي
صرخ شاهين بحرد وهو يطالع خيرية بذهول
شاهين : إيه الحديت الماسخ اللي بتجولوه ديه
تمتم مهران بألم بعدmا أخفض رأسه أرضاً
مهران : الحاچة كلامها صح يا شاهين ....
فاطمة .....فاطمة مش بتك
صرخ بعدm إقتناع
شاهين : وأني عويل عاد علشان أصدج الحديت الماسخ اللي بتجولوه ديه...... فاطمة بتي.... بتي أنا من صلبي أنا ومش بت حد تاني واصل
جاب ببصره ناحية الجميع فوجدهم يطأطون رأسهم بأسي ......أخبره قلبه بالبحث عن إجابته في وجه زوجته..... محبوبته عبير التي سرعان ما زاغت ببصرها بعيداً عنه
تهالك شاهين علي المقعد بألم......فعلي الرغم من كل طباعه السيئة إلا أن فاطمة طفلته المدللة
يعشقها أكثر من روحه حتي ......كيف له أن يصدق أنها ليست طفلته .....كيف له أن ينسي تلك الايام التي سهر بجوارها من أجل الحمي.......تلك الأيام التي أطعمها بيده..... كيف له أن ينسي تعليمها ركوب الخيل..... كيف له أن يصدق تلك التراهات..... بأن تلك الفتاة التي ترعرعرت علي يداه وبين أحضانه ليست طفلته .....نهض من مقعده مترنحاً يصـ.ـر.خ غاضباً كالخيل الجريح يسير في كبرياء
شاهين: وأنا إيه اللي يخليني أصدج اللي بتجولوه ديه..... ما يمكن أي كلام
أردف سليم متألماً لحالته
سليم:عملنا تحليل dna يا عمي
صرخ شاهين بألم
شاهين: لع فاطمة بتي أنا وهتفضل طول عمرها بتي......محدش هياخدها مني أبداً..... لتكونوا فاكرين عاد إني هسيبهالكوا
خبط بيده أعلي الطولة التي يجلس أمامها هاتفاً بحرد
يوبجي بتحلموا .....أني يستحيل أهمل بنيتي لأي حد تاني
نهض أمجد بهدوء هو يعلم شعوره..... يعلم كيف يشعر اب تُنتزع منه طفلته
أمجد: أني خابر زين إنك لو بتكره حاچة في الدنيا كلاتها هتوبجي أني......وأني مجدرش أنكر إن فاطمة توبجي بتك جبل ما تكون بتي يا شاهين ومش هاچي أني أخدها منيك.....أني خابر زين إنت حاسس بإيه دلوجت ولو جولتلك إني أكتر واحد ممكن يحس بيك مش هبجي بكدب عليك
بس برضوا أني رايدك تحس بيا أني اب إتاخدت بته وفهموه إنها مـ.ـا.تت من زمن ويچي دلوجت يعرف إنها عايشة وإنه إتحرم منيها كل الزمن ديه
صرخ به شاهين الذي أوشك علي البكاء حقيقة
شاهين: دي بتي يا عالم كيف عاوزيني أسيبها
دي بتي أني.......أني اللي ربيت وكبرت وسهرت أني اللي حبيت .......أني اللي جالتلي بابا أول مرة..... أنا اللي كنت چمبها لما و.جـ.ـعت أول مرة من علي الفرس..... أنا اللي وصلتها أول يوم علي المدرسة كيف رايديني أنسي كل دية وأمسحه بأستيكة .......لع أبجوا مـ.ـو.توني الأول وبعدها خذو مني بتي
كل ذلك وعبير جاثية علي ركبتيها تبكي بصمت
تركه شاهين وإتجه لعبير كأنه لاحظها الأن فقط.. كأنه نسي وجودها
رفعها من الأرض ممسكاً بعضدها هاتفاً بها بحرد
شاهين: أني عملت فيكي إيه علشان تعملي فيا إكده .......عملت فيكي إيه علشان تدي بتي لحد تاني يربيها......إنطوجي عملت فيكي إيه...... كيف فكرتي بكل چبروت وإجتدار إنك تعملي إكده
أني طول عمري بحبك وبعملك كل الي إنتِ عاوزاه يشهد ربنا إني عمري ما بيتك مجهورة ولا حزينة
عملتلك إيه ردي عليا
لم يشعر بيده إلا وهي تمتد لتصفع وجنتها لأول مرة في حياته....لأول مرة منذ زواجهما
صرخت به عبير بعدmا أظلمت عيناها غضباً وتابعت بهستيرية
عبير: إيوة أني أخدت بته......بدلتها علشان البت اللي جبتها كانت متـ.ـخـ.ـلفة.....إيوة..... أجولك علي حاچة كمان...... أني اللي بعت لبته التانية مليكة واحد يجلتلها في مصر
تقهقر شاهين للوراء يطالعها بذهول بينما برقت عينا أمجد بهلع مما تتفوه به تلك المراة بينما إرتسمت ملامح القهر والغضب والألم علي الباقين
فتابعت ضاحكة بإنتصار
عبير: وأني اللي چبتلها حد يجتلها إهنية كمان بس نفدت
تابعت بقهر بعدmا أظلمت عيناها غلاً وهي تتطلع ناحية أمجد
عبير: أني عملت كل حاچة علشان أحرج جلبك علي بتك يا أمچد يا راوي زي ما حرقت جلبي
ولو في إيدي أي حاچة أعملها هعملها..... بس أني معرفتش إن فاطمة كانت بتك إنت غير لما چيت البلد
ضحكت بوجوم
عبير: مكنتش المجصود يا أمچد يا را....
لم تكد تنهي كلمـ.ـا.تها حتي شعرت بيد والدتها تصفع وجنتيها صفعة هادرة سمعت علي إثرها طنين في أذنيها بعدmا سقطت أرضاً جاثية علي ركبتيها ..... أمسكت وجنتها بألم بينما هتفت خيرية بحسرة
خيرية : واااه يا حسرة جلبي..... يا حسرة جلبي علي بتي وتربيتي..... يا حسرة قلب ابوكي عليكي.....واااااه الضـ.ـر.بة چات واعرة جوي
يا خسارة تربية إخواتك يا حسرة جلب ابوكي وزين
عارفة يا عبير إنتِ بعملتك دي جتلتيني مية مرة
إنتِ عملتي فيا اللي معملهوش مـ.ـو.ت حبيب الجلب ........إنتي جتلتيني يا عبير........ ذنبها إيه حتت اللحمة الحمراء دي إنك ترميها علشان معچبتكيش ........مخفتيش تجع في يد ناس مبيرحموش...... مخـ.ـو.فتيش من رب العباد لما يسألك يوم الحساب عنيها...... وهي لما تجف يوم الجيامة وتجولك عملتي فيا إكده ليه يا أمة هُنت عليكي ليه يا أمة........هتجوليلها إيه..... لما تجول لربنا اللي مبيرضاش بالظلم واصل أمي رمتني علشان معجبتهاش بدال ما تجف وتدافع عني وتاخدني في حـ.ـضـ.ـنها هتجوليله إية يا عبير
أخفضت عبير بصرها أرضاً ودmـ.ـو.عها تنهمر بشـ.ـدة علي ما إقترفت يداها ولكن اليوم يوم الحساب...يوم لا ينفع نـ.ـد.م أو بكاء
تنهدت خيرية بألم ومن ثم خبطت علي الأرض بحزم بعصاتها ناظرة أمامها متمتمة بحدة أخفت بها ذلك الألم الفتاك الذي يعتصر قلبها.....نعم وكيف لا وهي علي أعتاب إعلان وفاة ابـ.ـنتها الوحيدة وهي لا تزال بجوارها..... أااه وألف أااه علي قلب أم يتمزق وعقل سَوي يرفض الإنصياع
خيرية: اليوم بيت الغرباوية يتعمل فيه عزاء عبير
اليوم النچع كلاته يعرف إن بتي مـ.ـا.تت......وإنتِ تمشي من البيت خلاص ملكيش جعاد إهنيه تاني وجبل ما فاطمة ترچع من چامعتها
خرت أرضاً مرة أخري شاهقة بألم جاثية عند قدmي والدتها ترجوها ....تستعطف فيها قلب الأم
عبير: واااه يا أماي واااااه ....لع أبوس علي جدmك متعمليش فيا إكده .....أني مليش غيرك.....أهون عليكي تهمليني إكده
أردفت خيرية بجمود أكبر إمتزج بقهر أم علي فساد ابـ.ـنتها
خيرية : أبه لساتك بتسألي .....إيوة هتهوني زي ما بتك هانت عليكي في يوم
تركتها عبير ونهضت واقفة علي قدmيها راكضة ناحية شقيقها
عبير: مهران.... يا خوي متهملنيش ..... دا أني خيتك.... لحمك ودmك هتسيبني لمين
نفض مهران يده التي تمسكها........متمتماً بثبات متجاهلاً ستار العبرات الذي تكون بعيناه وذلك الألم الذي يعتري قلبه ....يكاد يفتك به آلماً علي الحالة التي وصلت إليها شقيقته .....هي لم تكن شقيقته فقط....بل ابـ.ـنته.....طفلته....مدللته التي سهر علي تربيتها بعد وفاة والدهم كأنها قطعة منه
مهران : والله ما عارف أجولك إيه...... أجول يا خسارة عمري ولا تربيتي....... ولا خسارة الجيم والمبادئ اللي إتربينا عليها...... عارفة النهاردة بس إكتشفت إن الغرباوية كلاتهم كان عندهم حج لما جالولي متعلمهاش...... عيارها هيفلت
يا خسارة الوجغة اللي وجفتها جدام الكل..... يا خسارة ثجتي فيكي اللي راحت يا عبير
خلاص........خيتي مـ.ـا.تت
إلتفتت خيرية ناحية سليم وياسر وتمتمت بوجوم
خيرية: هموا دخلوني لأوضتي
إنتفضا ياسر وسليم يدخلا جدتهما الغرفة
وضعها سليم في الفراش بينما دثرها ياسر بالغطاء
طابعاً قبلة حانية علي جبهتها
ياسر: نامي دلوجت يا حبيبتي وشوية وهبعتلك أمة تچيبلك الوكل
أومأت برأسها في وهن فإنصرفا ياسر وسليم
*****************************
في الصعيد
أمام كلية الطب البيطري
وقف حسام ينتظرها أمام الكلية كعادته في الأيام الماضية
خرجت من جامعتها فشاهدته .....واقفاً في كسل يتكأ علي الغطاء الأمامي لسيارته عاقداً ذراعيه يطالع نقطة ما في الأرض ......إرتفع وجيفها بهيام
ولكنها سرعان ما رسمت ذلك الوجه الغاضب علي أساريرها وإتجهت إليه غاضبة العاصفة
تسأله في حرد
فاطمة: إنت إيه اللي چايبك إهنية دلوجت
أرخي كتفاه بهدوء باسماً
حسام: أولاً مينفعش أسيبك تجفي لوحدك مادام سواجك بيتأخر ....
إنتفخت أوداجه غضباً وتابع بحرد
علشان مفيش حـ.ـيو.ان تاني زي اللي اسمه زفت ديه يجرب منيكي
تسللت إبتسامة هادئة لثغرها حاولت جاهدة أن تخفيها وبالفعل نجحت وبجدارة وهي تصيح فيه غاضبة
فاطمة: اللي إنت بتعمله دية مينفعش عاد أفرض لو حد شافنا هيجول عني إيه
أردف حسام بهدوء وحرك كتفيه بلا مبالاة
حسام: أني ميهمنيش حد .....هيجولوا راچل وخطيبته
ثم إقترب منها علي حين غرة...... وتمتم ببحته التي تسلب أنفاسها ولبها
أني مبحبش حب العاچزين ديه يا فاطمة ، أني بحب حب الخـ.ـطـ.ـف والسرجة والعنف......رايدك......هتوبجي ليا غـ.ـصـ.ـباً عن كل الناس......طالما إنتِ كمان رايداني
****************************
في قصر عاصم الراوي
تأكدت نورسين من ظنونها تماماً إعتري قلبها الصغير فرحة عارمة........نعم هي الأن تحمل ثمرة حبهما في بطنها
مسدت علي بطنها بسعادة كم كانت تتمني ذلك الصغير ......ولكن أ تخبر عاصم الأن...... أم تنتظر حتي تحل مشكلة شقيقته .........مسدت علي بطنها بحنان وهي تدعوا الله أن يكون مجئ طفلها بداية الخيرات علي تلك العائلة
****************************
في قصر الغرباوية
وقف أمجد يحدث مهران ويطلب منه أن يؤمن لشقيقته منزلاً أخراً فليس من الصواب تركها دون مأوي..... يعرف أنها أخطأت ولكن تلك نيران الحقد والكره.......وبالفعل سانده سليم مؤيداً حديثه فهي في الأول والأخير سليلة عائلة الغرباوي .....عمته التي طالما إعتبرته طفلها هو حتي الأن لا يتخيل ما قالته لا يستطيع تصديق حديثها حتي ....تذكر كم راعته حينما كان صغيراً......... كم إهتمت لشأنه..... كم مرة أطعمته ودللته .......حتي الأن لا يستطع تخيل فكرة أن تكن هذه المرأة الحنونة هي تلك الحاقدة التي كانت تتحدث بالداخل
***************************
عادت فاطمة الي المنزل تكاد تطير فرحاً بسبب ذلك الحسام تدعوا الله من كل قلبها أن يجمعهما سوياً ويجعله نصيبها
شاهدت أمجد يجلس مع والدها ومعهما عمها مهران و سليم وياسر
شعرت بقلبها يحلق فرحاً فقد ظنت أن عمها أمجد قد أتي ليطلبها لابن اخيه
دلفت تمشي علي إستحياء ووجيفها يتعالي بسعادة
رفع شاهين رأسه ما إن سمع همس تركض ناحيتها
بحماس تسألها عن الحلوي التي تحضرها لها كل يوم ولكنه سرعان ما أخفض رأسه مرة أخري بأسي
جائها صوت عمها مهران يدعوها بألم
مهران : فاطمة.....حمد لله علي سلامتك يا بتي
تعالي أني عاوزك
أومأت برأسها باسمة وهي تتقدm نحوهم في هدوء يسبقها قلبها فالأن ستري كما شاهدت في الأفلام سيسألها والدها إن كانت موافقة أم لا وهي ستهز رأسها بخجل متمتمة تلك العبـ.ـارة التي تضم بين طياتها الموافقة "اللي تشوفه يا بابا"
أشار مهران علي المقعد بجواره باسماً لها في حبور .....فجلست هي في هدوء
تمتم مهران بعبـ.ـارات مثقلة تقطر قهراً وألماً
مهران : فاطمة يا بتي إنتِ طول عمرك بتنا الوحيدة ودلوعة عيلتنا اللي ملناش غيرها واصل
إنكمشت ملامحها بينما شعرت بألم غريب في معدتها إثر كلمـ.ـا.ت عنها ونظرات والدها الغريبة التي إخترقت قلبها..... لما نظراته حزينه لتلك الدرجة
أ وليس هو دائماً من يقول لها متي سأراكي عروس لما هو يتألم الأن
إشتدت ذراعاها تضم كتبها أكثر وكأنها تحتمي بهم
حتي سمعت مهران يتمتم في ألم بينما لمحت بعض الدmـ.ـو.ع تنفطر من عيني والدها
مهران : فاطمة يا بتي في حاچة لازماً ت عـ.ـر.فيها
أومأت برأسها في خفوت ورجيفها يزداد إرتفاعاً مع كل نفس وبصرها الزائغ متعلق بملامح الجميع
هتف مهران بألم وهو يحاول جاهداً أن يغض الطرف عن أعين أمجد القلقة وأعين شاهين التي ينبعث منها ألما ًإذا وزع علي أهل الأرض بأكملها لفاض مهران: إنتي بت أمجد يا فاطمة
جحظت عيناها بينما شعرت بأن كل شئ قد توقف
الوقت.......الصوت .....وحتي الحياة شعرت بإختفاء الجميع عداها هي ووالدها
كيف عسي عمها أن يخبرها بكل هذا الهدوء أنها ليست طفلة شاهين........كيف يمكنهم محو تلك السنوات من أعمارها.....كيف وهو والدها وصديقها وشقيقها وكل شئ..... كيف يمكنهم التفوه بتلك التراهات
سقطت الكتب من يداها فإنتفض جسد شاهين الذي تمني في ذلك الوقت أن يضم طفلته لذراعيه ويخـ.ـطـ.ـفها بعيداً عن أولئك البشر ......بعيداً عن تراهاتهم التي لا تعنيه مطلقاً يمكنهم أن يفعلوا ما يفعلوا أو يقولوا ما يقولوا ولكن فاطمة ستظل طفلته لأبد الآبدين
شعرت بستار من العبرات يحجب عنها رؤيتها ولكنها أبت ألا تظهره
فهتفت تصرخ به بوجيعة..... وجيعة طفلة فقدت والدها
فاطمة: يعني إيه..... وإيه الحديت اللي بتجوله دا
طالعها مهران بألم بينما أردف وهو يتمني أن تقبض روحه قبل أن يردف بتلك الكلمـ.ـا.ت
شاهين : هي دي الحجيجة يا بتي
تابع ياسر بتمهل
ياسر: فاطمة عمي أمچد يوبجي هو ابوكي مش عمي شاهين
صرخت فاطمة بهم بضياع
فاطمة: إيه الحديت الماسخ دية
نهضت تجلس جوار والدها المطأطأ رأسه في ألم تصرخ به بوجيعة
فاطمة: بابا ما تتحدت إنت ساكت ليه.......رد عليهم وجولهم إن الحديت دا مش صوح..... إني بتك إنت وبس..... إني أبجي فاطمة شاهين الغرباوي ومش بت حد تاني
شهقت باكية وهنا ألقي شاهين بوقاره لأول مرة وهو يضم طفلته الي صدره بينما إختلطت دmـ.ـو.عهما سوياً ......يحتوي إنتفاضة جسدها بيداه يود لو يأخذها ويهرب بعيداً عن أؤلئك الناس
إزدادت شقهات فاطمة وإنتحابها بقوة حينما شعرت بوالدها لجوارها
إمتلأت أعين الجميع بالدmـ.ـو.ع وهم يطالعوهما بأسي حتي سمعوا صوت شاهين يصـ.ـر.خ بهم بوجيعة وهو يضم طفلته بين ذراعيه يحتويها بعبائته
شاهين: هملونا لحالنا بجي..... متحرمونيش منيها
إلتفت ناحية أمجد وهو يرجوه
شاهين: خد كل حاچة يا أمجد.......خد كل حاچة وسيبلي بتي ......إنت ربنا كرمك ولجيت بتك بعد ما كنت فاكر إنها مش موچودة وربنا يبـ.ـاركلك في ولدك عاصم وأحفادك إنما أني معنديش في الدنيا كلاتها غير فاطمة بتي......هملهالي يا أمجد دي هي الهواء اللي بتنفسه
إنكمشت فاطمة أكثر بين ذراعي والدها وهي تبكي بألم علي ما آلت إليه حياتها
ولكنها فجاءة إعتدلت برأسها وهي تسأل
فاطمة : حد يفهمني
وهنا تمتم أمجد بثبات محاولاً توضيح الرؤية أمامها
أمجد: بصي يا بتي حصل تبديل في المستشفي لأن والدتك ونورهان مرتي ولدوا في نفس اليوم
و اللي چالتلي إكدة الممرضة وروحنا عملنا تحليل DNA وإتأكدنا رايده تشوفيه أو حتي نعمل واحد جديد اللي إنتِ رايداه أنا تحت أمرك .... المهم إنك ت عـ.ـر.في يا حبيبتي إن محدش فينا كان له ذنب في أي حاچة.......الغلط كان في المستشفي وأني لسة عارف لما كانت مرات ابني بتعمل عملية الممرضة لما شافتها حكتلها علي كل حاچة ووجتها بس إحنا عرفنا وچينا نتأكد الأول جبل ما نجولك أي حاچة
صرخت بهم فاطمة بغير إدراك
فاطمة: يعني إيه .....يعني أنا مش بـ.ـنت شاهين الغرباوي.......أمي........فين ماما........أني عاوزة ماما
أردف سليم بهدوء
سليم : عمتي مجدرتش تستحمل الخبر يا فاطمة
كان واعر جوي فسفرناها من شوية
سألت فاطمة بقهر
فاطمة: منغير ما تشوفني
صمت الرجـ.ـال بينما أخفضوا رؤسهم في ألم علي حالة تلك المسكينة
ربت سليم علي يدها بحنو
سليم : أعذريها يا فاطمة أني لو كنت سبتها هنية هبابة كمان كان چرالها حاچة من كتر الصدmة
تركتهم وركضت لجدتها نعم..... هي ملاذها
ما إن فتحت الباب حتي وجدتها جالسة تفتح لها ذراعيها كالأيام الخوالي تماماً
إرتمت بين ذراعيها تبكي وتنتحب وهي لا تكاد تعي ما يحدث........ كيف يمكنها أن تتقبل تلك التراهات التي يتفوه بها والدها.... كيف يمكنها تصديق أنها ليست غرباوية أن الدm الذي يسير بعروقها ليس دmاء الغرباوية..... أن ذلك الرجل الذي ربناها وأحبها.....الذي تعتبره حياتها بأكملها ليس هو والدها ومليكة.....مليكة تلك الفتاة التي طالما خططت للتخلص منها شقيقتها..... وحتي حسام....
شعرت بقبضة الشك تعتصر قلبها حتي أدmته
أ لهذا وقع في غرامها.......أ لهذا خرق ذلك العرف الذي إِتُفِقَ عليه دون مواثيق بألا يقع أحداً من الغرباوية في حب أحداً من عائلة الراوي
ألهذا كان يخدعها ......أم لهذا السبب وقع في حبها......
يلا وصلوه نفس العدد بسرعه علشان انشر الجديد
ووووواتمنا لكم قرائة ممتعه انشاءالله
وما خفيا كان اعظم واسف على اللي هيحصل
↚
عادا سليم ومليكة الي المنزل بعد وقت قصير
وكالعادة ظلت بين ذراعيه حتي بعد أن غفت هو يعلم كم تتألم.....يعلم ما هو شعورها تحديداً.......رأي نظرات القهر القابعة في عيناها........شعر بقلبها يصـ.ـر.خ ألماً بين ضلوعها........كان يعلم أن هذه ستكون النتيجة ولكن ماحدث هو الأفضل الأن ستتقبل وجودها ولو قليلاً
****************************
في الصباح
إستيقظ عاصم مسروراً يزف ذلك النبأ العظيم لجميع أفراد العائلة التي إستقبلته بسعادة
فهذا ما كانوا يحتاجونه الآن........خبراً سعيداً كهذا
**************************
في قصر الغرباوي
إرتدت مليكة ثيابها محاربة ذلك الشعور بالكسل الذي راح يهاجمها منذ الصباح وهبطت لتساعد قمر و وداد وفاطمة في تحضير الطعام
وحينما هبطت للأسفل لم تري شاهين بين الرجـ.ـال
زمت شفتاها في حيرة وإتجهت للمطبخ ثم سألت قمر بخفوت بعدmا ألقت تحية الصباح علي الجميع
مليكة: فين عمو شاهين أنا مشفتهوش
تمتمت قمر بأسي
قمر: هتلاجيه في الإسطبل جاعد هناك من صباحية ربنا
وضعت الطبق من يدها وهي تتمتم في إضطراب
مليكة: أنا هروح أشوف مراد
أومأ الجميع برأسهم في هدوء
فتوجهت هي للإسطبل في هدوء الذي وصلت إليه بسهولة مع إرشادات عم مسعد
دلفت للداخل وهي تدعوا الله أن تمر تلك الزيارة علي خير ومن دون أي مشاكل
رأت شاهين يجلس في خنوع وإنكسار لم تعتد رؤيته به أبداً ......للحقيقة لن تكذب هي أحبت ذلك الشاهين أكثر من المتعجرف الآخر ولكن هذا يمزق قلبها
تقدmت منه تسير في هدوء
نظفت حلقها وتمتمت في هدوء
مليكة: حضرتك هنا والفطار خلاص إتحط
رمقها بشذر متبرماً ........فجلست هي بتوجس متمتمة في هدوء وجدية
مليكة: من غير ما تقول حاجة أنا عارفة إن حضرتك بتكرهني وشايف إني وش نحس علي العيلة وبتتمني مـ.ـو.تي في أقرب وقت
برقت عيناه بضيق علي حماقة تلك الفتاة وعجرفتها هي لا تفرق معه من الأساس ولكن كل ما يـ.ـؤ.لمه هو طفلته التي مـ.ـا.تت دون
رعايته .....فاطمة التي حتي الآن لا يستطع تقبل مفارقتها......زوجته عبير التي أحبها بل
وعشقها.... يتذكر جيداً كم كان فرحاً حينما علم أنهم وافقوا علي عرضه للزواج...... يتذكر مقابلتهما الأولي.... فرحته وقتها ماذا إرتدت هي عماذا تحدثا كل شئ .....والآن لا يستطع حتي تصديق ما فعلته
تمتمت مليكة بحبور
مليكة: أنا عارفة إن الموضوع صعب ومش سهل وإن حضرتك مش قادر تصدق.....بس الحقيقة مش علي حضرتك بس دا علي العيلة كلها......أنا بس عاوزة أقول لحضرتك إن فاطمة بـ.ـنتك قبل أي حد ومحدش يقدر ياخد منك الحق دا أو حتي ينكر الحقيقة دي
تمتم بحرد
شاهين: ابوكي خدها
تمتمت هي بحبور
مليكة: ولا حتي بابا
برقت عيناه غاضباً
مليكة: والله العظيم ولا حتي بابا يقدر ياخد من حضرتك الحقيقة دي......فاطمة بـ.ـنت حضرتك
بـ.ـنت شاهين الغرباوي قبل ما تكون بـ.ـنت أمجد الراوي
فاطمة هتفضل هنا مع حضرتك لحد ما حضرتك بنفسك اللي تزفها لعريسها
أما مريم الله يرحمها فهي تذكرتك للجنة و والله العظيم طنط نورهان كانت بتربيها أحسن تربية
ودلوقتي حضرتك لازم تنسي الماضي وتفكر في المستقبل حتي علشان فاطمة وناناه خيرية
عمتو عبير غلطت أه فعلاً غلطت وغلطها لا يغتفر فعلاً ولازم تتعـ.ـا.قب بس بعد دا كله أكيد هيجي وقت وتسامحوها علشان هي بـ.ـنتهم ومراتك اللي إنت بتحبها
برقت عيناه بدهشة لعجرفتها كيف تتحدث بكل تلك الثقة
مليكة: مستغربش أنا أصلي كنت بشوف بصاتك ليها حضرتك بتبصلها زي ما بابا كان بيبص لماما تمام ......علشان كدة بقول لحضرتك الكلام دا
وقفت في هدوء وأردفت
مليكة: انا كل اللي عندي قولته ولازم أمشي بقي لحسن عمتو وداد هتقــ,تــلني علشان سايبنهم في المطبخ لوحدهم عن إذن حضرتك
تركته متوجه الي الفتيات بينما وقف سليم يراقبها باسماً حقاً لا يدري كيف لم يري كل تلك البراءة والجمال من قبل كيف صدق أن تلك الفتاة إمراة مجربة ولها خبرات ....كم كان أحمق
دلفت للقصر بعدها دلف هو لإصطحاب عمه لتناول الإفطار
عادت فاطمة قبل الإفطار لمنزل الغرباوية بناءً علي مكالمة مليكة
قبلت يد شاهين كعادتها وجلست في مكانها
أما خيرية فاصرا عليها مليكة وفاطمة أن تخرج لتناول الطعام معهم بالخارج وبالفعل قد وافقت بعد محاولات مستمـ.ـيـ.ـتة
ظلت الأوضاع متـ.ـو.ترة قليلاً في المنزل ولكن قد فعل الأطفال أفاعيلهم بهذا الصدد فسرعان ما رسموا البسمة علي وجوه الجميع وإستطاعوا إغلاق المواضيع القديمة علي الأقل الي الآن
****************************
بعد مرور ثلاث أيام علي عودة سليم ومراد ومليكة للمنزل .....حضرت عائشة وندي تصحبان عبد الرحمن لتوديع مليكة لسفرها لماليزيا ليدير محمد أحد فروع مصانع سليم القابعة هناك
إحتضنت الفتاتان بعضهما بفرح
تمتمت عائشة بسعادة
عائشة: حمد لله علي سلامتك يا ميكو إنتِ مش هتتخيلي أنا كان إيه رد فعلي لما قولتيلي يا طنط
ضحكت مليكة وتمتمت في إضطراب متوجسة
مليكة : أنا عاوزة أقولك علي حاجة
إعتدلت عائشة بجدية وتمتمت في توجس
عائشة: إسترها يا ستير إفحميني
هم سليم الذي حضر منذ قليل بالدخول ولكنه إستدار ما إن سمع صوت عائشة بالداخل ولكنه سمع ما جعله يتسمر مكانه
تمتمت مليكة في خجل
مليكة: أنا مكنتش فاقدة الذاكرة أصلاً زي ما قولت أنا.... أنا كنت....كنت بمثل عليكوا
برقت عينا عائشة بعدmا شهقت بدهشة
عائشة: إيه
أومأت مليكة رأسها بخزي متمتمة بخجل
مليكة : أنا عملت كدة علشان سليم.....إنتِ عارفة وأنا في الغيبوبة شوفت مامته وماما وتاليا وهي قالتلي خليكي جمب سليم .....سليم طيب
نهرتها عائشة بغضب
عائشة: تقومي تكدبي عليه يا مليكة.......إنتِ مشوفتيهوش كان عامل إزاي ولا حالته كانت إزاي
تمتمت مليكة بضيق إمتُزج بالخزي من فعلتها
مليكة: أنا عارفة إني غلطانة..... وعارفة إنه مكنش ينفع أعمل كدة بس هو دا اللي لقيته قدامي.......كان لازم أعمل كدة
هزت عائشة رأسها برفض
عائشة: لا يا مليكة مكنش ينفع خالص .....أنا مش معاكي
إحتضنتها مليكة وكأنها تطلب مسامحتها
مليكة: خلاص بقي .....أنا أصلاً ضميري بيأنبني خلقة
تمتمت عائشة تسأل في توجس
عائشة: طبعاً سليم ميعرفش حاجة
طأطأت مليكة برأسها في خجل وهمست في خفوت
مليكة: لا
ضـ.ـر.بت عائشة كفاها بعدm تصديق متمتمة بحرد
عائشة: إنتِ لازم تقوليله
برقت عيناه دهشة...... شعر بألم يعتصر قلبه
وهنا رحل...... لم يستطع الإنتظار أكثر لسماع تلك التراهات التي تتفوه بها زوجته......نعم خدعته لأنه أحمق......كيف لم يفكر أنها خدعته الآف المرات في السابق لما لا تستطع خداعه الآن......كيف صدقها.....سمع عقله يوبخ قلبه بسخرية قــ,تــلته في الصميم......تلك التي وثقت بها .....تلك التي أحببتها خدعتك بكل سهولة ولم يرف لها جفن حتي
أردفت مليكة بأسي
مليكة: هقوله والله هقوله بس أنا خايفة.......أنا بحبه أوي يا عائشة .....بحبه حتي أكتر من نفسي
علشان كدة عملت كدة...... كان لازم أعرف هو بيحبني ليا أنا....علشان مليكة .....ولا شفقة علشان مراد ......عارفة يا عائشة أنا عمري ما حبيت حد أده
ولا كنت أتخيل إني أحب حد كدة .....حنين بشكل
عارفة يوم ما قابلت مرات بابا كنت قايلاله إني هخلص وأرجع البيت لقيته مستنيني ولما سألته قالي قولت هتحتاجيني........ بيحس بيا قبل ما أفتح بوقي حتي بيخاف عليا بشكل مش طبيعي
طالعتها عائشة باسمة وتمتمت في حبور
عائشة: وأنا متأكدة إنه بيحبك أكتر مما تتخيلي حتي أصلك مشوفتيش شكله يومها أنا كنت حاسة إنه مش معانا أصلاً حسيت إن قلبه وقف ساعة لما الدكتور ربنا لا يعيدها يارب قال إن قلبك وقف
كوبت وجهها بيدها وأردفت بحنو
عائشة: علشان كدة إنتِ لازم تصارحيه بالحقيقة
وأنا متأكدة إنه لما يعرف منك إنتِ هيسامحك
**************************
في قصر الغرباوي
جلسا حسام وقدري ومعهما أمجد أمام مهران وياسر وشاهين يطلبان فاطمة من والدها شاهين كما قال أمجد
وافق الجميع مرحبين بتلك الزيجة وبشـ.ـدة علي أن يعقد كتب الكتاب وبعده الزفاف بأسبوع واحد
****************************
مر اليوم ولم يحضر سليم أو حتي يجيب علي إتصالاتها ولكن في الساعة ال9 مساءً هاتفها احداً من مكتبه مُخبراً إياها بسفره المفاجئ لأميركا
تألم قلبها وبشـ.ـدة لما لم يتكبد عناء إعلامها حتي
لما رحل من دون إخبـ.ـارها...... ألا يهتم لقلقها حتي
*****************************
في أحد المنازل الهادئة
إنتهي سليم من تكسير معظم الزجاج المتواجد في المنزل وجلس أمام النافذة لا يكاد يصدق أن مليكة قد فعلت به هذا...... كيف لها أن تتمكن من خداعه
كيف تمكنت من فعل هذا...... آلم تشفق علي حالته...... آلم تشعر بقلقه ......كيف يمكنها أن تفعل به هذا
***************************
في الصباح إستيقظت مليكة مرهقة للغاية تشعر بغثيان مريع حتي أنها لم تستطع تناول طعامها فقط إكتفت بإطعام مراد
هاتفتها فاطمة وأخبرتها بكل التفاصيل وبما حدث وهي لا تكاد تصدق أنها بعد وقت قصير ستصبح زوجة من تمناه قلبها
تمتمت بسعادة
فاطمة: جدامك 10 أيام وآلاجيكي هنيه إنتِ ومراد كتب الكتاب بعد 15 يوم
إبتسمت مليكة بسعادة
مليكة: بإذن الله يا طمطم أول ما سليم يرجع هقوله إن شاء الله
تناولت قمر الهاتف وتمتمت في إصرار
قمر: متجلجيش ياختي ياسر هيوبجي يخبر سليم متخافيش
ضحكت بخفة بينما داهمها ذلك الشعور بالدوار مرة آخري
قمر: أباي روحتي فين
تمتمت مليكة بتيه
مليكة: معاكي أهو
ضحكت قمر وتمتمت باسمة
قمر: أني هجفل دلوقتي علشان عمار وأكمل عاملين دوشة
ضحكت مليكة بسعادة
مليكة: بوسيهملي لحد ما أجي
وضعت الهاتف من يدها وتهالكت علي أقرب مقعد بسبب ذلك الدوار الارعن الذي يهاجمها بشـ.ـدة
تقدmت منها ناهد تسأل في قلق
ناهد: إنتِ كويسة يا حبيبتي
أردفت مليكة بوهن
مليكة : مش عارفة يا دادة حاسة إني دايخة أوي من الصبح
تسرب القلق لناهد وتمتمت تسأل في توجس
ناهد: تكونش الأنيميا رجعتلك تاني
زمت مليكة شفتاها كعلامة علي عدm معرفتها
مليكة: والله ما عارفة ممكن......
هبت واقفة علي قدmاها
مليكة: أنا هطلع أنام فوق ش......
لم تكمل كلمـ.ـا.تها حتي باغتها الدوار مرة آخري ولكن تلك المرة أقوي بكثير حتي شعرت بالأرض تميد تحت قدmاها وؤيتها تشوشت ساقطة علي أحد المقاعد
صرخت ناهد بهلع هاتفة ببعض الخدm ليحملوا معها مليكة للأعلي
ناهد: أميرة أطلبي الدكتور أحمد فوراً
وبعد وقت قصير هتف الطبيب بسعادة
الطبيب : مبروك يا مدام مليكة إنتِ حامل
تهللت أساريرها بسعاة بينما إرتفعت زغاريد الخدm بذلك الخبر المدهش
خرج الطبيب فنهضت هي فرحة تبحث عن هاتفها لتخبر سليم ولكن دون جدوي لم يجيب علي مكالمتها كالعادة
طلبت منها ناهد أن تستريح وألا تجهد نفسها كثيراً
**************************
في قصر الراوي
وقف حسام يهاتف فاطمة بسعادة لا يكاد يصدق أن زفافهما سيعقد بعد خمسة عشر يوماً وأخيراً ستصبح محبوبته في عقر داره........أخيراً سيتشاركا حياتهما بسعادة دون خـ.ـو.ف أو حتي قلق
****************************
في المساء
كانت تجلس في الشرفة ترتدي قميصه تطالع الهاتف في قلق لما لا يرد علي مكالمـ.ـا.تها كيف حتي لم يهاتف مراد يطمأن عليه ....حتي غفت مكانها
بعد عدة ساعات إستيقظت علي صوت بوق سيارته يشق سكون الليل
إبتسمت بسعادة ناهضة تركض لأسفل في حماس تتشوق لرؤيته حينما تخبره بحملها
دلف للداخل كالإعصار تماماً شاهدها أمامه ترتدي قميصه فضحك بسخرية عارمة
تمتمت بسعادة
مليكة: حمد لله علي سلامتك
إبتسم بسخرية
سليم: الله يسلمك
سألت مليكة في عتاب
مليكة: كلمتك كتير أوي مرديتش عليا
تمتم هو بلا إهتمام
سليم: كنت مشغول
ألمها رده ولكنها قررت معاتبته في وقت أخر فالبتأكيد هو مرهق الآن.....سألته في حبور
مليكة: أحضرلك عشا
تمتم هو بحرد
سليم:لا ......أنا عاوزك في حاجة أهم
جذبها من يدها بقوة صاعدا بها ناحية الغرفة
فتح الباب بغضب دافعاً إياها للداخل بقوة
تأوهت بألم وهي تدلك يداها إثر قبضته
مليكة: في إيه يا سليم
أغلق الباب جيداً وصرخ بها بحرد
سليم: مخبية عني إيه يا مليكة
برقت عنياها قلقاً وفركت يداها تـ.ـو.تراً بينما جابت ببصرها في ربوع الغرفة خـ.ـو.فاً
مليكة: هاه.... يعني.... يعني إيه
ضحك بسخرية وهو يتمتم بحرد مُطالعاً فيها بإزدراء
سليم: مكنتش أتوقع إني أقولك إنتِ كدة......بس للأسف مبت عـ.ـر.فيش تكدبي
إبتسمت بتـ.ـو.تر
مليكة: أه ....أنا....
رفع يده كعلامة لإسكاتها
سليم: لا أقولك أنا ......خلي المغفل اللي ضحكتي عليه هو اللي يقولك إيه اللي إنتِ مخبياه
تمتمت بخـ.ـو.ف
مليكة: سليم أنا.......
هتف بها كارهاً بألم
سليم: يا تري هتكدبي تاني وتقولي إيه المرة دي
أنا عرفت كل حاجة يا هانم ......عرفت إن حضرتك مكنتيش فاقدة الذاكرة
إلتفت يطالعها بعينان إحترقا ألماً وغضباً
سليم: جالك قلب يا مليكة تكدبي علينا كلنا
هونت عليكي ......طيب بلاش أنا وباباكي مصعبش عليكي ........ عاصم طيب مفكرتيش هتبقي حالته إزاي لما تبقي اخته ومـ.ـر.اته الأتنين تعبانين في أكتر وقت هو محتاج الدعم فيه
هتفت به بتوسل
مليكة: ممكن تسمعني
صرخ بها بصوته الجهوري غاضباً
سليم: مش عاوز أسمع صوتك أصلاً أنا جيت بس علشان مراد هو الحاجة الي ربطاني بيكي
ذلك كان السهم الذي إخترق قلبها ليقضي نحبه
ولكن ماذا عن الحب الذي بينهم...... ماذا عن كلمـ.ـا.ته التي لا طالما أمطر بها قلبها في الآونة الآخيرة
كيف يمكنه أن يقول لها هكذا بكل هدوء ......نعم هي أخطأت ولكنه آلمها حد المـ.ـو.ت .....أ بعد كل هذا مراد فقط ما يربطهم
رفعت رأسها في كبرياء وتمتمت بجمود
مليكة: شكراً
ثم تركته وذهبت باكية لغرفة مراد
أغلقت الباب خلفها ووقف تمسد علي بطنها باكية كيف لا يفكر بعقله الأرعن هذا أن ما فعلته هو فقط لحبها له.......كيف يمكنه التفوه بتلك الكلمـ.ـا.ت
تمت بحمدلله
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇