رواية ضراوة ذئب زين الحريري هي رواية رومانسية تقع احداثها بين زين ويسر والرواية من تأليف الكاتبة ساره الحلفاوي
رواية ضراوة ذئب زين الحريري من الفصل الاول للاخير بقلم ساره الحلفاوي
لفِت الحجاب على شعرها بهدوء، بتتأمل وشها في المراية المشروخة قُدامها، إبتسمت إبتسامة بسيطة بتتأمل إشراقة وشها المتوسط الحجاب الوردي اللي لاق جدًا لبشرتها الفاتحة و للشامـ.ـا.ت المتوزعة بشكل يخـ.ـطـ.ـف الأبصار على وشها، و عينيها العسلي متحاوطة برموش كثيفة و حواجب مظبوطة، خدت شنطتها اللي جلدها متقشّر، و علّقتها على كتفها، طلعت لجدتها النايمة بسلام على كنبة مُتهالكة في الصالة، و مالت عليها و باست راسها بحنان، إعتدلت في وقفتها و هي بتتجه لباب الشقة عشان تمشي على شغلها اللي عُبـ.ـارة عن تدريس لأطفال إبتدائي، إلا إنها تسمرت مكانها و هي بتسمع جلبة برّا، جريت على الشباك وبصت من خلاله و إتصدmت بأسطول عربيات فخمة مُتراصين ورا بعض، بينزل من عربية فيهم راجـ.ـل حواليه هالة غريبة، كان كإنه طالع من فيلم أكشن! دقات قلبها تسارعت من الخوف، فـ بعدت عن الشباك بتحاول تطمن نفسها إنها مالهاش دعوة و إنه أكيد مش جايلها، إلا إن طرقات على الباب بشكل عنيف خلّاها تشهق بـ رُعب، و جدتها صحيت على الصوت بتقول بنبرة بخضّة:
- يا ساتر يارب .. أستر يارب، شوفي مين يا بنتي!
و من قبل ما تاخد يُسر خطوات عشان تفتح الباب، الباب متحملش الأيدي القاسية اللي بتضـ.ـر.ب فوقه، و وقع على الأرض مُصدر صوت عالي جدًا، يُسر بصِت لـ التلات رجـ.ـا.لة اللي واقفين قُصادها زي الضُرف اللي على هيئة بشر، و فجأة أفسحوا المجال عشان يمُر كبيرهم، اللي كان واقف بينفث سيجارتُه ببرود، و عينيه بتتأمل اللي واقفة قُدامه بنظرات ذئب، حاولت يُسر تجمع شتاتها و قالت بصوت كلُه خوف:
- في إيه! إنتوا مين!!!
و كملت و الكلام بيهتز على لسانها:
- إزاي .. إزاي تقتحموا شقة ست كبيرة و حفيدتها بالشكل ده!!
أخرسها صوت شخص جهوري، غير اللي واقف في النُص و إتحولت نظراته من متفحصة لـ ساخرة!:
- إخـرسـي يـا بـت!!
- أُصبر يا ماجد!!
قال اللي واقف في النُص و هو بيشاور بسيجارته البُنية لـ اللي كان بيزعق فيها، و إتقدm منها خطوات فـ صدح صوت الجدة بـ خوف كبير منهم:
- إنتوا مين يابني! دة إحنا في حالنا يا بيه! معملناش حاجه!
بصلها زين و مردش عليه، عشان تثبت عينيه على اللي واقفة قُدامه و قال بصوت خاوي:
- عليكوا إيجار خمس شهور! إنتوا فاكريين إني نايم على وداني ولا إيه؟!
بصتلُه بصدmة و قالت بعدm تصديق:
- إنت .. إنت صاحب الشقة دي؟!
مرَدش و إنما نفّث دُخان سيجارتُه ببرود، فـ قالت و الغضب بدأ يتشكل على ملامحها:
- كل ده عشان إيجار خمس شهور؟ هُما دول ييجوا حاجه في الجزمة اللي لابسها واحد من الـ ضُرَف اللي وراك!!
مقدرش المدعو ماجد يمسك نفسُه، و هو حاسس إن البنت دي قضت على المُتبقي من الصبر عندُه فـ تقدّم منها و رفع إيدُه و لطم وشها بقسوة لدرجة إن وشها إتلف للنِحية التانية تحت صرخات جدتها الملكومة و هي بتردد بـ قهر:
- تتقطع إيدك ربنا ينتقم منكوا يا بُعدة!!
زين غمّض عينيه بيحاول يتمالك نفسُه و بَص لـ ماجد بعيون بـتطلع شرار و قال بضيق:
- أنا طلبت منك تضـ.ـر.بها؟!!
و على الفور نزل ماجد عينيه في الأرض و قال بأسف:
- آسف يا باشا!
و إتراجع خطوات لـ ورا!! فـ رِجع زين يبُص في وشها اللي بقى أحمر، و لـ الدmـ.ـو.ع اللي إتكونت في عينيها، و قال بصوت قاسٍ:
- 4000 جنيه يبقوا على مكتبي بُكرة! يا إما تفّضوا الشقة من سُكات!
و شاور لواحد من اللي واقفين وراه وقال:
- طلّع ورقها و إكتبلها عنوان شركتي!!
فعل الأخير فورًا، فـ بَص ليها للحظات و عينيه إبتدت تنزل على جـ.ـسمها المتغطي بـ عباية واسعة خافية تفاصيلُه، و رغم إن عبايتها فضفاضة إلا إن جـ.ـسمها كان مُهلِك! إترسم الخُبث في عينيه و سابها و مشي، و رمى التاني الورقة في وشها و كإنه قاصد يهينها، غمّضت عينيها و أول ما خرجوا إنهارت على الأرض و عينيها بتنزِل دmـ.ـو.ع بصمت، قامت جدتها بخطوات مُتعرجة و خدتها في حـ.ـضـ.ـنها و هي بترفع وشها للسما و بتقول بـ عـ.ـيا.ط:
- يارب! يارب دبّرها من عندك يارب، حسبي الله ونعمة الوكيل في كُل ظالم!
• • • •
- إزيك يا عمي، أنا .. أنا يُسر، كنت عايزة بس سُلفة من حضرتك و هرُدها في أسرع وقت!!
قالت و هي ماسكة تليفونها الصغير جدًا، و عينيها متزرمة من البُكاء، إلا إنها حسِت بقلبها بيتعصر لما سمعت صوت صفير طَن في ودنها لما سمعت صوت صفير بيدُل على إنتهاء المكالمة، لأول مرة تتذل بالشكل ده! حطت التليفون على الطاولة و حطت إيديها جنبه بتميل راسها لقُدام و كإن أحمال الدُنيا فوق كتفها الصغير .. اللي مش هيستحمل كل التُقل ده!
راحت لـ جدتها و قعدت تحت رجلها، سندت راسها على رجلها و قالت بصوت مافيهوش حياة:
- كلهم إتخلوا عني! عمي محمد قالي إنه مش معاهم و أنا عارفه إنه بيكـ.ـدب، و عمتي قالتلي إنها بتجوز بنتها و اللي جاي على أد اللي رايح، و عمي سيد قفل السكة في وشي! أعمل إيه يا تيتة؟ أروح فين؟
مسحت جدتها على خصلاتها الناعمة و قالت بتعب:
- روحي للي خلقك و أطلبي منه ينجدنا يا بنتي! إدعي ربنا يطلّعنا من اللي إحنا فيه!
قامت بتثاقُل و رغم إنها أدت فرضها إلا إنها لبست إسدال الصلاة و فرشت سجادتها و صلِت بخشوع و أول ما جبينها لمس الأرض بكت، بكت و ترجت و ناجتُه و هي بتقول:
- خبطت على كُل البيبان! كلهم رزعوا الباب في وشي، بابك الوحيد اللي مش هيتقفل في وشي أبدًا، يارب! إنجدنا يارب ماليش غيرك يارب .. ماليش غيرك!
سلِمت، و نامت على المُصلية بتقرّب رجليها لـ وشها بتحاوطهم كالجنين، و دmـ.ـو.عها بتتساقط على جنب وشها و تبلل سجادة الصلاة، و غفت غـ.ـصـ.ـب عنها، صحيت اليوم اللي بعدُه على صوت آذان الفجر، دلفت للمرحاض و إتوضت و خرجت صلِت و هي بتدعي بدون ملل، قعدت تقرأ في المُصحف الصغير حجمًا اللي بين إيديها، خلصت خمس أجزاء، و لما الساعة جات تسعة قامت و لبست نفس العباية و لكن لفِت طرحة سودا بـ سواد العباية القاتم، و المرة دي بصت لملامحها و هي حاسة بنفس الشرخ اللي على المراية موجود في قلبها، خرجت من الأوضة و دخلت أوضة جدتها و باست راسها، خرجت و ميلت على الأرض تاخد الورقة اللي مدون فيها عنوان شركته، خرجت و هي بتعِد الفلوس اللي في إيديها و خرّجت منها فلوس علاج جدتها و فلوس الأكل و الشرب، فـ ملقتش غير شوية فكّة يادوب يركبوها مواصلة عاملة لنُص الطريق بس، و بالفعل ركبت أتوبيس عام وصّلها لمكان مش قريب من شركته و مش بعيد، كمِلت باقي الطريق مشي و هي حاسه بكُل العيون حواليها كإنها ماشية عريانة! بتعاني كل يوم من مُعاكسات سخيفة رغم إحتشام لبسها، إلا إن وشها الملائكي و الخالي تمامًا من أي مساحيق تجميل كان السبب في لفت إنتباه الشباب اللي متعودوش على الوش البريء اللي زي وشها، وقفت قُدام مبنى عريق محاوط بالإزاز من كل ناحية، قدامة أشخاص لابسين زي أزرق مع رَجلين لابسين بِدل سودا شبه اللي إقتحموا شقتها إمبـ.ـارح، قرّبت من واحد من الأمن قالت بتماسُك :
- عايزه أقابل زين باشا لو سمحت!
بصلها من فوق لتحت وقال ساخرًا:
- عايزة تقابلي زين بيه الحريري؟ و إنتِ جاية عايزة إيه بقى يا ترى؟ شِحاتة يعني ولا حاجه تانية شمال؟!
إنكمشت من جُرأة كلامه، و أطبقت على شنطتها و هي بتقول بصوت بيترعش:
- لو سمحت .. بلغُه إني صاحبة شقة فيصل .. و عايزة أقابلُه!
- لاء مدام شقة فيصل تبقى حاجه شمال، ماشي هخلي حد يديله خبر!!
بِعدت عنُه بتحاول تسيطر على الدmـ.ـو.ع المقهورة اللي إتجمعت في مقلتيها، وقفت على جنب بعيد عن أنظارُه اللي كانت بتاكُلها، و لإن رجليها مكانتش قادرة تشيلها من المسافة الطويلة اللي خدتها مشي، و من التعب النفسي اللي بياكل فيها، فـ قعدت على الرصيف و سندت إيديها على ركبتها و خبت راسها جوا ما بين دراعها، و بد دقايق سمعت صوت جهوري بيصـ.ـر.خ فيها إنتفضت على أثره:
- قومي يا بت من هنا!!! حد قالك إنها جمعية خيرية!!
رفعت عينيها له و لقته نفس اللي ضـ.ـر.بها بالقلم إمبـ.ـارح، قامت فعلًا و بصتلُه بإحتقار و كانت هتمشي و تسيبه إلا إنه وقفها بصوته القوي:
- إستني عندك! تعالي معايا! زين بيه عايزك في مكتبُه!
غمضت عينيها و لفت تاني ليه، و لقته بيمشي فا مشيت وراه بخطوات وئيدة مُترددة، دحلت الشركة تحت أنظار الموظفين المُستنكرة لوجود بنت بالهيئة دي في شركة زين الحريري، طلعت معاه في الأسانسير، كانت خايفة منُه و في نفس الوقت خايفة من الأسانسير، وصلت الدور الحداشر، فـ إتفتح الباب تلقائي فـ خرج ماجد و خرجت هي وراه، لقته وقف في الطرقة فجأة و شاور على مكتب في آخر الطُرقة وقال ببرود:
- ده مكتبه!! روحي لوحدك!!
مردتش، و أول ما لقته دخل المصعد تاني إتنفست براحة، و مشت بهدوء بتبُص على جزمتها اللي مكانتش في أحسن حالاتها، شِبه متقطّعة، وصلت للمكتب و خبطت بإيد بتترعش، فـ سمعت صوته اللي هيفضل محفوى في ذاكرتها و هو بيقول:
- إدخلي!
هو أكيد عارف إنها هي عشان كدا نعتها بصيغة المؤنث، مسكت مقبض الباب ولوته برجفة و دخلت، المكتب كان أكبر من شقتها هي شخصيًا، عينيها تلقائيًا رحت ناحية الواقف قُدام النافذة اللي عبـ.ـارة عن إزاز، موليها ضهره العريض و قميصُه الإسود جوا بنطلونه بيظهر قوة بُناينه و العضلات الواضحة على جـ.ـسمه، حطت عينيها في الأرض، فـ لَف ليها و هو ماسك كاس في إيدُه، بَص لهيئتها الضعيفة، و لوشها الأحمر والإرهاق باين عليه، قعد على الكرسي ورا مكتبُه، و حط الكاس على جنب ورجّع ضهرُه لورا و بنفس النظرات الخبيثة اللي بتتفرس كل إنش في جـ.ـسمها، و بنفس النبرة اللي كلها مكر كان بيقول:
- قرّبي!
بصتلُه بـ خوف، فـ قال بضيق:
- أكيد مش هنتكلم من على بُعد كدا! إقفلي الباب و قرّبي!!
قالت بتوجس:
- لاء مش هينفع أقفل الباب!!!
قطب حاجبيه وقال بإستغراب:
- ليه؟
قالت بتـ.ـو.تر وهي بتفرك إيديها:
- عشان حـ.ـر.ام! مينفعش أنا و إنت يتقفل عليها باب!!
إنطلقت منه ضحكة ساخرة مش مصدق اللي هي بتقوله، إلا إنه قرر يجاريها و قال بمكر:
- خلاص متقفليهوش!! بس قرّبي!!
قربت بخطوات بسيطة لحد ما وقفت قدام مكتبُه، بصت للكُرسي و بتعب قعدت عليه، إلا إنها إنتفضت على صوت إيده بتخبط سطح المكتب و بيصدح هو بصوته الجهوري:
- مــقــولـتـلـكـيش تـقـعـدي!! قـومـي أقـفـي!!
نهضت بسُرعة و حطت وشها في الأرض حاسة بلكمـ.ـا.ت في قلبها، حتى الكُرسي مش عايز يقعدها عليه! ليه! خايف توسّخه بـ لبسها اللي مش مقامُه؟ لما الفكرة دي جات في بالها حسِبت بـ نغزة في قلبها و بـ غصة في حلقها، مسح هو على وشُه بعُنف، و بص لحالتها المُزرية و قال بصوت خشن:
- جهزتي الفلوس؟
رفعت راسها ليه، و مافيش في دmاغها غير سؤال واحد، ليه؟ هل شخص زيه هيبقى فارق معاهم شوية ملاليم زي دول؟، إلا إنها قالت بصوت خافت:
- لاء!
- أومال جاية ليه؟!
قال بجمود، فـ قالت بنفس الخفوت:
- جابة أطلب منك تصبُر عليا شوية بس! و أنا هشتغل بدل الشغلانة تلاتة .. لحد م أجهزلك فلوسك!
بصلها ساخرًا و قال:
- إنتِ معاكي شهادة؟
قالت بهدوء:
- كلية تربية إنجليزي!
مافيش تعبير ظهر على وشُه، وقال بنفس السُخرية:
- يعني محتاجة أقل حاجه خمس شهور عقبال ما ت عـ.ـر.في تجيبي المبلغ ده!!
نفت براسها و قالت بصوت ضعيف:
- هشتغل أكتر من شغلانة!
- و يا ترى هتشتغلي إيه؟
قالها مُستنكرًا الجملة اللي عادتها للمرة التانية، فـ قالت بضعف:
- أي حاجه .. إن شالله أشتغل في البيوت، بس ممرمطش جدتي!
بصلها للحظات، و فتح دُرج مكتبُه و خرج من علبة فخمة سيجارته البنية، و أشعلها بـ قدّاحة من دهب، و بصلها بيتأمل ضعفها اللي أغراه بشكل مش طبيعي، فـ إنزوت شفتيه بإبتسامة خبيثة و قال:
- تشتغلي عندي .. خدامة في قصري!!
رفعت عينيها و بصتلُه مصدومة، و قالت بخوف:
- مينفعش .. مستحيل!
- ليه!
قالها بإستنكار! فـ قالت:
- ميصحش أشتغل خدامة في بيت راجـ.ـل قاعد لوحده!
- أنا مش لوحدي! أمي معايا و في زيك خدَم كتير في القصر، إحنا مش في فيلم دُعاء الكروان هنا!!
حسِت بو.جـ.ـع رهيب في رجليها، يمكن من وقفتها لمدة كبيرة عليها، بصِت لـ رجليها اللي غزاها اللون الأزرق و اللي بان من جزمتها، و محسِتش غير بـ غمامة سودا بتبلعها، فـ إستقبلتها الأرض في حُضنها بينما راقب إغمائها بـ برود مُتناهي!!
يُتبع!
↚
فتَّحت عينيها لقِت نفسها نايمة على كنبة وثيرة، مُمددة بشكل مكانش يصح بالنسبة ليها، شهقت وهي بتنزل طرف العباية اللي إترفع من على كاحليها فـ ظهر بياضُه، إتحسست راسها بتتأكد من وجود حجابها، بصِت للي قاعد قُدامها ساند ضهرُه و ماسك في إيدُه كاس خمر و عينيه اللي أشبه بالذئب بتتفرس جشمها بشكل خلّاها تنكمش، قامت وقفت و لأول مرة تزّعق فيه، لأول مرة تظهر مخالبها:
- إنت قاعد كده ليه؟! و إيه اللي جابني على الكنبة دي! إزاي نمت عليها!!
إزاي ممكن الضعف و الشراسة يجتمعوا في شخص واحد، و ده ميمنعش إنه حابب الشخصيتين! إلا إن صوتها اللي إترفع على صوتُه دايقُه، فـ قام في مواجهتها و قال بإبتسامة صفرا .. و نبرة بـ.ـاردة:
- هيكون إزاي؟ شيلتك و حطيتك على الكنبة و جبت دكتورة تشوفك!!!
صُعقت، و جحظت بعينيها و هي بتردد كلامه بصدmة:
- شيلتني! شيلتني يعني إيه!!! طب ليه!!! ليه قولي!!!
مردش عليها و فضل باصصلها من غير أي تعبير على وشُه، لحد ما صرّخت هي فيه و هدرت:
- إنـــت إيـه!!! معندكش حاجه إسمها حلال و حـ.ـر.ام!!! بتعمل أي حاجه تعوزها بغض النظر عن اللي قدامك و عن ربنا!!!
- وطـــي صـــوتـــك!!!!
صرّخ فيها بحدة لدرجة إن جـ.ـسمها إتنفض لمُجرد صُراخُه العالي فيها، قرّب منها خطوتبن و هتف بقسوة:
- و آه أنا بعمل أي حاجه عايزها و محدش يقدر يقولي تلت التلاتة كام!!!
بصتلُه بـ بُغض حقيقي، لدرجة إنها قالت من قلبها:
- حسبي الله و نعمة الوكيل، ربنا ينتقم منك!!!
جمدت أنظارُه عليها إلا إن نبرته المتعصّبة كانت ظاهرة بوضوح لما قال بقسوة:
- تصدقي أنا غلطان! كان المفروض أسيبك مرمية على الأرض و مخليش حد يسأل فيكي!!! إمشي إطلعي بــرا!!!
ضمت الشنطة لحُضنها، ومشيت من قُدامه عدة خطوات، فـ هدر بقوة:
- إستني عندك!!!
وراح وقف قُدامها، لاقاها دmـ.ـو.ع غزيرة على وشها، إزداد غضبُه فـ قال بعدm رحمة:
- لو عايزة متابتيش في الشارع و على الإرصفة إنت و سِتك يبقى تيجي بكرة مع مع السواق اللي هبعتهولك!!
بصتلُه بإنكسار، و لفِت تاني من غير ما ترُد عليه، سابها تمشي بتجُر في رجلها ضامة الشنطة لصدرها، و أول ما طلعت حدَف الكوباية في الأرض و الغضب متمكن منه، و بعد دقايق لقى نَفسُه بينزل وراها، نزل و خرج من الشركة كلها و دوّر بعينيه عليها، مش لاقي أثر ليها، بس همهات بكاء و تآوهات خارجة مت وراه خلوه بلف، إتصدm لما لاقاها قاعده بتفرُك رجليها و بتعيط بقهرة كإنها طفل تايهة من أبوها و أمها، لما شافها بالشكل ده حَس بنغزة في قلبه قاومها بالعافـ.ـية، مشي ناحيتها و رفع مناخيرُه وبص قُدامه و قال بقسوة:
- قاعدة بتعيطي ليه! فاكرة نفسك فين! قـومـي!
بصتلُه و بكل تعب قالت وسط بُكائها:
- رجلي! مش قادرة أمشي والله م قادرة! هقوم حاضر دقيقة بس
إتقبض قلبه، منظرها عايز حُضن! محدش يسأله إزاي بس للحظة حس إنه عايز يُحـ.ـضـ.ـنها، و عشان كان شعور لحظي، رجع بعدها و قال بقسوة:
- قومي بقولك! هوّصلك بعربيتي عشان Prestige شركتي و شكلي!!
و لإن صدى ألم كلامه في عضمها كان أقوى من الألم الجسدي، فـ إتحاملت على رجلها، و قالت و هي بتترعش و بتمشي بـ بُطء:
- أسفة على إني مبوظة مكانة شركتك و مكانتك! و متشكرة أنا مش عايزه حاجه! مش لازمني توصيلتك!!!
و رغم إنها عارفة كويس إنها هتاخد المشوار مشي من شركته لـ بيتها و ده شبه مستحيل في الحالة دي!، إلا إن كرامتها كانت أكبر و مشيت خطوات صغيرة، و في لحظة حسِت بـ قبضة قاسية على دراعها وبتتشـ.ـد لعربية فخمة، وإتزقت فيها لدرجة إنها إتخبطت في دmاغها، حطت إيديها على جبهتها بتبُصلُه بصدmة، و شهقات مُتتالية من أول ما مسكها لحد ما زقها في الكرسي اللي جنبه، ركب هو و رزع الباب، إرتعش بدنها و صرّخت فيه:
- نــزلــنــي!!! بـقـولـك نزلني عايز إيه مني!!!
و فجأة لقته بيهدر فيهاو هو بيخبط الدريكسيون و بيمشي بالعربية:
- هـعـوز مـنـك إيـــه يا زبــالــة!!!! ده إنتِ متسويش في سوق النسوان تـعـريـفـة!!! ده إنتي لو قالعه هدومك قدامي مستنضفش أبُصلك!!!! فــوقــي!!!!!
إتشكلت الصعقة على وشها، و كتمت آهات متتالية من اللكمـ.ـا.ت اللي إتوجهت لأنوثتها ضـ.ـر.بتها في مقـ.ـتـ.ـل، سكتت، بس نـ.ـز.يف قلبها مسكتش، دmاغها اللي إبتدتت تو.جـ.ـعها مش بتسكت، بصِت لـ أناملها و دmـ.ـو.عها بتنزل بصمت، يعني هو شايفها وحشة للدرجة دي؟ مع إن جمالها ملحوظ بين الناس، سكِتت عقلها، وحاولت تشتتُه و بصتله، لقِتُه باصص قُدامه و مافيش تعبير على وشه، صدره بيطلع و بينزل من كُتر غضبُه و زعيقه فيها، قرّبت لبيتها، وقف قدامه، فـ نزلت بتجُر رجلها، و بتجُر معاها خيبة أملها و كـ.ـسرتها و ضعفها و كرامتها اللي مسح بيها الأسفلت، بصلها و هي بتمشي بـ بُطء، و فضل متابعها لحد م إختفت عن عينيه، فـ مشي بعربيتُه، و هي قعدت على السلم بتحاول تمسح دmـ.ـو.عها و تبين إنها كويسة عشان جدتها متقلقش، و فعلًا طلعتلها، لقتها قاعدة بتصلي، و أول ما دخلت قالت بهفة:
- يُسر! تعالي يا حبيبتي! تعالي إحكيلي اللي حصل!
مشيت ناحيتها بعدm توازن فـ صوّتت حنان و خبطت إيديها بصدرها و قالت بصدmة!:
- مالك يا بت! ماشية كدا ليه!! هو الجدع ده عمل فيكي حاجه كدا ولا كدا؟
أسرعت يُسر:
- بتقولي إيه يا تيتة، مافيش حاجه من دي أنا كويسة وقعت بس و رجلي و.جـ.ـعتني!!
و قرّبت منها و طبطبت على كفيها و قالت بحنان في عز إحتياجها للحنان:
- متقلقيش يا تيتة! هشتغل بكرة عند الراجـ.ـل ده .. آآ خدامة!! لحد م تدبّر .. مؤقتًا يعني!!!
قالت حنان بصدmة:
- قولتي إيه؟!!! خدامة!!!! بقى بنت إبني تشتغل خدامة بعد م درست أربع سنين في كلية مُحترمة عشان تطلع مُدرسة مُحترمة تشتغل خدامة و تـمـسـح في البـيـوت!!!!
حاولت تفهمها وقالت:
- يا تيتة إفهميني أرجوكِ!!!!
صرّخت فيها:
- بـس إخـرسـي!! إنسي إنك تشتغلي خدامة و كمان عند الراجـ.ـل الزبـ.ـا.لة ده!!!
و تابعت تستطرد مصدومة:
- يكونش عجبك يا بت؟!!!
جحظت يُسر عينيها و قالت:
- تيتة!!! بتقولي إيه!!!! ت عـ.ـر.في عني كدا يا تيتة!!!
و فجأة إنهارت في العـ.ـيا.ط و قالت و هي بتُلطم على وشها:
- حــرام عـلـيـكـوا بـقــى!!!! بتسموا بدني بالكلام لـيـه!!! بتقطّعوا في قلبي بعِز ما فيكوا لـيـه!! إنتِ فاكراني مبسوطة و أنا رايحة أشتغل خدامة عند واحد لا عنده ضمير و لا يتآمنلُه؟ أنا بعمل كل ده عشانك!!! عشان متتمرمطيش على كِبر! عشان أوفرلك حق الدوا!! عشان متتحوجيش ولا تتذلي لحد يا تيتة!! ليه كدا يا تيتة ليه! ليه ده أنا مش ناقصة شايلة هم أكبر من كتافي، حـ.ـر.ام .. حـ.ـر.ام الضـ.ـر.ب في المـ.ـيـ.ـت حـ.ـر.ام والله!!!
حـ.ـضـ.ـنتها حنان بتضمها لصدرها و هي بتحاول تهدي من عـ.ـيا.طها لحد م هديت يُسر و نامت في حـ.ـضـ.ـنها!!
• • • • • •
قامت يُسر من النوم، غطت جدتها و دخلت تتوضى و تصلي فرضها و بسرعة لبست عبايتها، بصِت من الشباك لقت السواق بتاعه، و عشان من ريحته بصتلُه بقرف، لفِت الطرحة بعشوائية إلا إنها كانت جميلة، راحت لجدتها و ميلت عليها و مسكت إيديها و باستها و همست بحنان:
- يا تيتة! همشي أنا ماشي؟
صحيت جدتها وقالت بألم على صغيرتها:
- مصممة يا بنتي؟
- مش بمزاجي يا تيتة!
قالت بإبتسامة مُتألمة، فـ أومأت لها جدتها و قالت و هي بتربت على كتفها:
- ربنا يوقفلك ولاد الحلال في طريقك يا ضنايا .. و يحميكي و يبعد عنك أي سوء!!
- اللهم آمين!!
قالت بإبتسامة شاحبة، و مشيت على رجليها ناحية الباب، و كانت رجليها متحسنة عن إمبـ.ـارح كتير!
نزلت على السلم المهترئ، و وصلت للسواق و قالت بخفوت:
- السلام عليكم و رحمة الله! أنا يُسر آآآ!!
إتحرجت تقول الخدامة لإن عمرها ما كانت كدا، فـ إبتسم الراجـ.ـل الكبير في وشها و رفع الحرج عنها و قال بهدوء:
- إتفصلي يا يُسر هانم إركبي!! معايا أوامر أجيبك و أوديكي سليمة!!!
قالت بضيق:
- بس أنا مش هانم!! أنا يُسر بس .. أنا أد بنتك يا حاج، بتقول لبنتك في البيت يا هانم؟!!
قالت بلُطف:
- خلاص تبقي يُسر بس، إنتِ فعلًا أد بنتي و هتعامل معاكي على الأساس ده!! إركبي يا يُسر!!!
إبتسمت و ركبت يُسر ورا! و بعد ساعة و نص تقريبًا وصلت، دخل الحاج محمد من البوابة و ركن العرببة فـ نزلت، و كان فاكر إنها زي كل الخدm هيلفوا يبصوا على الشقة بدهشة و قليل من الطمع، إلا إنها أصلًا مكانتش واخدة بالها و كانت ماشية بصمت رقبتها لتحت، طلع معاها و خبط هو الباب فـ فتحتله واحدة من الخدm قالها بكل هدوء:
- البنت اللي هشتشتغل معاكوا يا دينا! طلعيها لـ البيه الأول بكوباية القهوة زي ما بيحب!!
بصتلها دينا من فوق لتحت بغيرة، و قالت و هي بتلوك العلكة في فمها:
- إدخلي يا سنيورة، أصل هي المشرحة ناقصة قُتلة!!!
نهرها عم محمد و قال:
- بت يا دينا إتعدلي!!!
بصتله يُسر بإمتنان و متكلمتش، دخلت الڤيلا و إتجهت ناحية المطبخ بإرشادات دينا اللي كانت بتتعامل معاها ببرود، و أول ما دخلت نادت دينا على رئيسة الخدm و قالت:
- يا حاجّة رحاب، الجديدة شرّفت!
نظرت لها رحاب و بدى على مِحياها الطيبة، فـ قالت بهدوء:
- تعالي أقولك!!
راحتلها يُسر على إستحياء، فـ سألتها رحاب:
- إسمك إيه؟
- يُسر!
- إسمك حلو، طيب خدي يا يُسر الشنطة دي فيها الـ uniform بتاعك و إدخلي أوضتك غيّريه، دِليها يا دينا!!
تأففت دينا بضجر و قالت بحدة:
- حاضر يا حاجّة لَجل عيونك بس!!
مشيت يُسر وراها و دخلت الأوضة اللي كانت رغم حجمها الصغير إلا إنها كانت على قدر عالي من الرُقي، سابتها دينا و مشيت فـ قفلت هي الباب و خرّجت اليونيفور، كان عبـ.ـارة عن بنطلون و فوقية مريلة المطبخ مغطية لحد رُكبتها و جامعة بين اللونين الأبيض و الأزرق، لملمت خصلاتها تاني و أعادت لَف حجابها، كانت هي الوحيدة اللي لابسة حجاب فيهم بعد الحاجّة رحاب
خركت من الأوضة و راحت تباشر شغلها، فـ قالت الحاجّة رخاب بصرامة فور دخولها:
- ميعاد قهوة البيه، بسرعة يا يُسر!
جريت يُسر و قالت:
- حاضر أنا أسفة، طيب فين القهوة و السكر!
شاورتلها واحدة من الخدm داخل ضرفة، فـ خرّجتهم و لمحت كنكة خدتها و قالت بهدوء:
- قهوته إيه؟
- مظبوط!! زيُه كدا!
قالت دينا بحالمية، فـ ضحكت الحاجّة رحاب عليها بينما يُسر ملتها ماية، و طبختها بهدوء، و لما حان ميعاد صبّها صابتها في الفنجان، حطته على صينية غالية و حطت جنبه كوباية مايه بـ.ـاردة، سألت على مكان أوضته فـ قالت رحاب:
- جناح مش أوضة يا يُسر، و هتطلعي السلم هتفضلي ماشية لحد م يقابلك آخر جناح!
أومأت يُسر بهدوء و طلعت على السلم، و كل خطوة بتخطيها كانت بتفكّرها بـ أد إيه هو أذى نفسيتها، فضلت ماشية و هي سرحانة لحد م لقت آخر جناح، خبّطت عليه، و أول ما سمعت صوته الجهوري بيسمحلها بالدخول قلبها وقع تحت رجليها، و بإيد بتترعش لوت مقبض الباب و دخلت، لقِت الصالة في وشها و أول حاجه عينيها وقعت عليها كان جـ.ـسمه العريض و هو واقف صدرُه عريان لابس بنطلون إسود و قميص إسود مفتوح، و في إيده سجاره، إتفاجأ إنه شافها، مكنش متوقع إنها تيجي، كان بيتمنى لو مكانتش جات، مجيها أكد ظنون في قلبه إنها بتجري ورا الفلوس و بس، و رغم الذل و الكلام اللي سمعته منه إمبـ.ـارح جات تخدmه النهاردة، إلتوى نصف ثغره بإبتسامة ساخرة، و قال بإستنكار:
- شرّفتي!
إتغاضت عن لهجة السخرية، و حطت الصينية على الطرابيزة و قالت بهدوء:
- قهوة حضرتك .. تؤمر بأي حاجه تانية؟
- تعالي إقفليلي القميص!!
قال ساخرًا و هو بيفرد دراعُه على الجنبين، فـ بصتله بصدmة، و الغضب إتملك منها، و قرّبت منه ف رفع أحد حاجبيه و هو فاكرها هتلبي طلبه، بس فاجأته لما قالت بحزم:
- أنا خدامة يا بيه! مش واحدة شاقطها من الشارع!!
نزل إيدُه و إتحولت ملامحه لغضب جامح، بس سِكت و هو شايفها بتمشي وبتديله ضهرها، فـ عشان يدايقها قال بخبث:
- إبعتيلي دينا!!!
مردتش عليه و كملت طريقها ومشيت، حاولت تكتم دmـ.ـو.عها من إهاناته المِستمرة ليها، و نزلت و هي شايفة السلم بالعافـ.ـية لدرجة إنها كانت بتتعثر، و أول ما وصلت للمطبخ قالت لدينا ببرود و هي بتغسل المواعين:
- زين بيه عايزك فوق!
شهقت دينا بفرحة لإن دي من المرات النادرة اللي بيطلبها فيها، حصلت قبل كدا و راحتلُه دلكتلُه كتفه و ضهره و حصل بينهم تجاوزات كتير و من ساعتها و هي مش قادرة تنسى اليوم ده و نِفسها يتكرر، ظبطت هدومها و طلعت فورًا، فـ تمتمت رحاب بأسف:
- ربنا يهديكي يا دينا، و يهدي البيه اللي فوق!
إبتسمت يُسر بسُخرية مريرة و قالت:
- ده شيطان يا حاجّة رحاب، ربنا ممكن يهدي شياطين؟
قالت رحاب بحُزن:
- لاء يا يُسر متقوليش كدا يا بنتي، الراجـ.ـل اللي إنتِ شايفاه بالقسوة و الجحود دول شاف في طفولته الأمّر من كدا، فـ بقى بالمنظر اللي إنتِ شايفاه ده!
بصتلها بعدm فهم و قالت:
- حضرتك معاهم من زمان؟
- من زمان أوي يا يُسر، كنت أدك كدا و هو كان لسة عنده عشر سنين، ربنا يهديه، و ييسرله أمره و يبعد عنه ولاد الحـ.ـر.ام ويحنن قلب أمه عليه اللي لا بتحس بيه ولا بتهتم لأمره!!
مقدرتش تقول آمين، القسوة اللي زرعها جواها خلت لسانها مشلول عن الحركة لو حاجه تخصُه بالخير هيقولها، خلّصت المواعين و إبتدت تعمل في الأكل! و إتفاجأت بـ دينا جايالهُم و هي متـ.ـو.ترة و الحـ.ـز.ن باين على وشها، رحاب قالتلها بحدة:
- بسطتي البيه يا دينا!!!! هو ده مقامك!!!
رمت الكلمتين في وشها بقسوة، فـ بصتلها دينا و قالت بضيق:
- و النبي يا حاجّة رحاب أنا ما ناقصة!!! إلا ما لمسني حتى! و أنا اللي فولت آآآ!!
- إخــرســي يــا ديـنـا!!! شـوفـي شـغـلـك و قـذارتـك مش لازم تنشُريهالنا!!!
• • • • • •
يُسر كانت بتحضّر الأكل، و دينا واقفة جنبها و الغيظ بياكل فيها، إفتكرت إن زين عمل حاجه معاها فـ عشان كدا مقبلش بدينا اللي جمالها متواضع لو قورن بجمال يُسر، و الغيظ كلها فـ لما لفت يُسر تغسل المواعين لحد م الأكل يستوي، حطت دينا في الرُز كمية ملح رهيبة، و محدش خد باله لإن رحاب كانت بتشرف على الخدm اللي بيجهزوا السُفرة، و بالفعل كإن مافيش حاجه حصل و كملت دينا عمايل الأكل، و بعد دقايق رصوا الأطباق، قعد هو فـ الحاجّة رحاب سألته بهدوء:
- والدتك جاية من السفر النهاردة ولا بكرة يا زين باشا؟
قال زين ببرود:
- مكلمتهاش!!
و شرع في الأكل، و دينا و يُسر في المطبخ بيتغدوا مع باقي الخدm، يُسر إتصدmت لما سمعت صوت زعيقه و إتخضت فـ طلعوا كلهم يجروا برا، بصت لطبق الرُز المرمي في الأرض و حباته متناثرة، و صوته العالي و هو بيقول:
- الغـ.ـبـ.ـية اللي جاية جديد ناوية توديني المـسـتـشـفـى!!!!
إتقدmت يُسر و قالت بصدmة:
- إيه اللي حصل!!!
- تـعـالـي دوقي الرز و إنتِ ت عـ.ـر.في اللي حصل!!!
راحت يُسر و رحاب يشوفوا الرز ماله و أول ما يُسر حطته في بُقها مسكت منديل بسرعة و تفتُه، بينما رحاب إتصدmت و بصت لـ يُسر بلوم، حاولت تدافع عن نفسها و هي بتقول:
- بس أنا ظابطة الملح بتاعه جدًا و الله العظيم، والله مكنش مملح كدا!!
دينا إبتسمت بخبث، و بصلها زين للحظات و هو متأكد إنها صادقة، الدmـ.ـو.ع اللي إترعشت في عينيها، و تشوش كلمـ.ـا.تها خلاه يتأكد إنها صادقة، إلا إن فُرصته جات يينتقم منها أكتر و يذلها أكتر، فـ إبتسم بخبث و قال:
- عقـ.ـا.بًا ليكي .. هتقعدي قدامي و تاكلي الطبق ده!!!!
• • • • • •
يُتبع♥
↚
- عقـ.ـا.بًا ليكي .. هتقعدي قدامي و تاكلي الطبق ده!!!!
بصتلُه بصدmة، حسِت للحظة إنها لا تنتمي للمكان ده، و إن اللي حواليها كلهم وحوش، و إنها الفريسة اللي كُل العيون عليها، مسحت دmـ.ـو.عها بعُنف و قرّبت منُه لحد م بقت واقف قُصادُه و هو قاعد، فـ قام من على الكُرسي في مواجهتها بكل قسوة و هي يادوب واصلة لصدرُه، أول ما شافت طوله الفارع قُصاد قِصر قامتها تراجعت خطوتين، تمتمت بحدة:
- اللي بتقوله ده مش هيحصل، قولتلك أنا محطتش ملح في الرُز أنا مش غـ.ـبـ.ـية عشان أعمل حركة زي دي و أكُب علبة الملح كلها كدا، و إنت كمان مش غـ.ـبـ.ـي عشان تصدق حاجة زي دي!
بصلها بـ قسوة و مردش، بصِت لعينيه بتحاول تلاقي ذرة حنان واحدة .. ذرة واحدة تدُل على إنه من بني البشر زيها، ملقتش، فـ نزلت عينيها بيأس و قالت بصوت أكثر خفوتًا من السابق:
- لو تستناني عشر دقايق أكون دخلت عملت رُز تاني، يمكن ده يخليك تصدق إنه مش أنا!!
إلتوى ثغرُه بإبتسامة ساخرة، هي فاكرة إنه صدّق إنها هي؟ قعد على الكُرسي و بَص لـ ساعتُه و رجع بصلها وقال بصوتُه الرجولية:
- عشَر دقايق، لو دقيقة زيادة عدت إعتبري نفسك مطرودة!!
مدتش أي ردة فعل، مشيت ناحية المطبخ و أول ما دخلت باقي الخدm كانوا هيتحركوا وراها إلا إنه هدر فيها بصوتُه العالي:
- أنــا قــولـت لـحـد يـتـحـرك!!!! محدش يخّطي خطوة غير بإذني!!!!
بصولُه برعـ.ـب، و رجعوا نزلوا راشهم بخوف من غضبه اللي منكن يوديهم كلهم لجحيم على الأرض!!!
أول ما دخلت المطبخ إبتدت تطبخ رُز جديد و الدmـ.ـو.ع في عينيها بتمسحها كل دقيقة بـ طرف ياقة اليونيوفورم اللي هي لابساه عشان متأثرش على رؤيتها، خلّصتُه في تمن دقايق بالظبط، و من سُرعتها و من غير قصد مسكت الحلَّة بإيديها فـ أطلقت تآوه خرج منها من سخونة الحلَّة اللي لهبِت بواطن صوابعها، ضمت إيديها لصدرها و رددت و وشها أحمر:
- اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد!
من وهي صغيرة و هي عارفة كويس إن الجملة دي لما بتتقال لو إتلسعت بتبقى زي البلسم، و مبتحسش بعدها بأي حاجه، مسكت بسُرعة الإيد السيليكون و لبستها و مسكت الحلة بإيد و بقت تغرف في الطبق بالإيد التانية، شالت الإيد السيليكون و مشكت الطبق بإيديها السليمة و طلعت برا المطبخ، مشيت ناحيتُه لقتُه باصص للساعة، حطت الطبق قُدامه تحت أنظاره اللي بتراقب كل تفصيلة فيها، لاحظة رعشة إيديها الشمال بس مهتمش، بَص للخدm وراها و قال بهدوء:
- روحوا على المطبخ، و قسمًا بـ ربي .. أي حاجه زي دي تتكرر تاني هعرف اللي عملت كدا و مش هرحمها، ســامـعـيـن!!!
أومأوا برجفة و فروا هاربين للمطبخ، وقفت هي مصدومة و قالت بصوت بيرتجف:
- يعني .. يعني إنت عارف إن مش أنا؟
بصلها و حط رجل على رجل من غير ما يتكلم، فـ نزلت دmـ.ـو.عها قُصاده و قالت بقهر:
- طب ليه؟! ليه عايز تذلني؟! ليه من أول ما شوفتني و إنت عايز تثبتلي إني حشرة تدوس برجلك عليها في أي وقت!
- عشان إنتِ فعلًا حشرة، أدوس عليها و أفعصها برجلي في أي وقت!
قال بنفس البرود، فـ بصتلُه و جميع معالم الألم إتشكلت على وشها، مرَدتش، و ياريتها ردت .. سكوتها و النظرة اللي كانت بتبُصهاله كانت أقوى من أي رد، لفِت ضهرها و سابته و مشيت!!!
• • • •
الليل جه، و ميعاد ذهابها جه، فـ قالت لـ رحاب بصوت ضعيف مكـ.ـسور:
- عن إذنك يا حجّة رحاب، أنا همشي!!
قالت رحاب بإستغراب:
- تمشي!! على فين يا بنتي!
- لازم أروح أشوف جدتي!
قالت بهدوء، و قبل ما رحاب تتكلم كانت دينا بتقول ساخرة:
- إنتِ يا قُطة محدش قالك إن الخدm اللي زيك و زيي بيباتوا هنا في إوَضهم!
بصتلها يُسر بصدmة وقالت:
- لاء محدش قالي، إزاي أساسًا! أنا جدتي متقدرش تقعد من غيري .. كفاية إني طول اليوم سايباها!!!
رحاب ربتت على كتفها و قالت:
- خلاص يا بنتي إهدي، طيب إطلعي لـ زين بيه قوليله و لو سمحلك إمشي!!
بصتلها و قالت بكُره:
- مش عايزة أطلعلُه، ولا عايزه أشوف وشُه!!!
شهقت دينا و ضـ.ـر.بت على صدرها و قالت مُستنكرة:
- إنتِ إتجننتي يا بت إنتِ ولا إيه! هو إنتِ تطولي أصلًا تطلعيلُه جناحُه و تقفي تتكلمي معاه، ده إنتِ هبلة بقى!!!
بصتلها يُسر و قالت بحدة:
- أنا مش زيك يا دينا، مش بفرح بوقفتي معاه في أوضته ولا بـ كلامي معاه، الرُخص ده لايق عليكي إنتِ بس!!!
إحمّر وشها من شـ.ـدة الحقد، و لولا إن يُسر قالت كلامها و مشيت من قدامها كانت دينا هجمت عليها زي الكـ.ـلـ.ـب الصعران، طلعت يُسر لجناحُه و هي مُتضررة جدًا، خبّطت على الباب و بعدت خطوتين، فتحلها الباب و جـ.ـسمُه كلُه عرَق، لابس كنزة سودا بحمالات عريضة مُلتصقة بجـ.ـسمُه اللي كلُه عضلات، و على كتفه منشفة سودا، إتفاجأت من مظهره فـ بصت في الأرض و قالت بصوت خافت:
- عايزة أمشي!!
قال و هو بينهج:
- تمشي تروحي فين؟!
قال بنفس النبرة:
- هروح لجدتي! قالولي إن الخدm بيباتوا هنا بس أنا مينفعش أبات عشان جدتي بتبقى قاعدة لوحدها!!!
بصلها، عينيه بتتأمل هيئتها الضعيفة، راسها المُنكسّة و جـ.ـسمها الضئيل و حجابها المُحكم على راسها من غير ما شعرة تبان، إيديها اللي لاحظ على واحدة منهم حرق و شكلُه جديد، و هنا فهم ليه إيديها كانت بتترعش الصبح، عبايتها البالية وجزمتها المقشّرة، رجع بَص لوشها الأبيض و كإن في نور غريب طالع منُه، سرَح في ملامحها و لما طال صمتُه رفعت بؤبؤ عينيها له و قالت:
- أمشي؟
فاق على كلمتها، فـ قال بهدوء:
- إمشي!!
أول ما خدت الإذن لفِت ضهرها و مشيت بخطوات شبه سريعة، فـ سند على إطار باب جناحُه و هو بيتأمل تفاصيل جـ.ـسمها اللي مش باينة أصلًا تحت عباية اللي المفروض تلبسها جدة جدتها - من وجهة نظرُه - إلا إنه مُتأكد إنها لو قلعت العباية دي هيلاقي أنوثة مُتفجرة و هو عارف، و حتة القُماشة اللي على راسها - من وجهة نظره أيضًا - لو شالتها هينساب شعر حريري بين أيديه، و للحظة الشيطان صورهالُه و هي في حُضنه، بضعفها و قلة حيلتها دي، هنا عِرف إن خياله سرَح لنُقطة هو مش حاببها، غمض عينيه و داس على جفونه بأصبعيه، و دخل جناحُه رزع الباب وراه!!! لما دخل خَد تليفونه و إتصل بـ رقم، و أول ما إتفتحت السكة قال هو بهدوء:
- محمد .. البنت اللي جبتها هنا الصبح هتلاقيها طالعة من الڤيلا، وصّلها البيت اللي جبتها منُه!!
- تؤمر يابيه!
قفل معاه، و حط التليفون على جنب و دخل يكمل تمرينُه..
• • • • •
- بس أنا عايزة أروّح لوحدي يا عمو محمد!
قالت يُسر بإستغراب من وقوفه قدامه و فاتحلها باب العربية، فـ قال عم محمد بلُطف:
- يابنتي إحنا نُص الليل، مينفعش بنت جميلة زيك تمشي في الشارع لوحدها!
إبتسمت يُسر ببراءة و هي بتفتكر أبوها اللي كان بيعاملها بنفس الطريقة، فـ قالت بهدوء:
- حاضر يا عمو محمد .. هركب!!
• • • •
فتحت باب الشقة بمفتاحها الخاص، و عَلى الذهول وشها و هي شايفة عمها قاعد و بيستشيط غضب، و جدتها قاعده بتعيط، و أول ما شافوها جدتها هتفت بـ لهفة:
- يُسر!!! كنتي فين يا بنتي كدا تحرقي قلبي عليكي!!!
و لسه كانت هتتكلم لقِت عمها بيمشي ناحيتها بسرعه فـ إتخضت ورجعت خطوات لورا، إلا إنه و بكل عُنف، رفع إيدُه الضخمة و لطم وشها لدرجة إنها وقعت على الأرض مصدومة من فِعلته، رفعت وشها ليه وهي حاطة إيديها على جنب وشها و شفايفها بتنزف، صرّخت جدتها وراحت ناحية عمها مسكت إيده بتحاول تهديه إلا إنه صرّخ في يُسر بكُل قسوة:
- راجعالي آخر الليل يا فــاجـرة!!! بتمشي من الصبح و راجعة في إنصاص الليالي! و يا ترى نمتي مع كان راجـ.ـل يا بنت أخويا!!!
بصتلُه و الصدmة متشكلة في عينيها، و صرّخت فيه فجأة بصوت حاد:
- إيه اللي إنت بتقوله ده!!! إنت إزاي تتكلم عليا بالشكل ده!!! أنا كنت في شُغلي و لسه راجعة!!!
صرّخ فيها بحدة أكبر:
- شُــغــلـك!!! إنتِ فاكرة إني أهبل هتضحكي عليا بكلمتين زي جدتك و تقوليلها أصلي بشتغل خدامة!! مختوم أنا على قفايا؟
قامت وقفت على رجليها و صرّخت فيه بقوة:
- لو مش عايز تصدق إنت حُر دي مش مشكلتي، بس ملكش الحق تيجي لحد بيتنا و تضـ.ـر.بني بالقلم بالشكل ده؟ ليه إنت كنت فين و أبويا بيمـ.ـو.ت؟ فكرت تقف جنبنا؟ لما كلمتك و قولتلك عايزة فلوس فكرت تساعدني؟ جاي عايز مننا إيه؟! رُد عليا عايــز إيـــه!!!!!
دفع حنان بكُل جبروت، و مسك يُسر من حجابها و هزّها بعُنف فـ صرخت الأخيرة و هي حاسه إن جذور شعرها هتطلع في إيدُه:
- و ده يخليكي تدوري على حل شعرك يا بنت الـ**** يا ****!!!!
و من شـ.ـدة الألم الذي شعرت به أُغشى عليها بين يداه، فـ لطـ.ـمـ.ـت حنان على وجهها و هي تُبعده مُلتقطة حفيدتها بين يداها تصرخ بـ ولدُها:
- إمشي يا عزيز إمـشـي!!! أنا الغلطانة إني إستنجدت بيك و جيبتك إمشي يا ابن بطني قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين!!!
نظر لها عزيز بحدة و رجع بَص لـ يُسر التي تشبه الأموات، و سابهم و مشي، حاولت حنان تفوقها بكُل الطُرق و مافيش فايدة، معرفتش تعمل إيه غير إنها تستنجد بـ جارتها اللي جات و عرفت تفوّق يُسر بعد مُحاولات عديدة، و أول ما فاقت خدتها حنان في حـ.ـضـ.ـنها بتُعيد ترتيب خُصلاتها المُبعثرة، و بتقول بكُل لهفة:
- الحمدلله إنك فوقتي يا حبيبتي .. و.جـ.ـعتي قلبي عليكي يا يُسر يا بنتي!!!
كان وجهها خاليًا من المعالم، خاليًا من كُل شيء، ،حتى أنها أبعدت ذراعيّ جدتها بهدوء و تركتها لتدلف لغُرفتها مُرتمية على فراشها و عيناها تفيض دmـ.ـو.عًا، إلى أن نامت بعُمق و دmـ.ـو.عها لسه مغرّقة وشها!!
• • • • •
صحيت من نومها حاسة بـ كُل إنش في جـ.ـسمها واجعها، وقفت قُدام مرايتها و إتفاجأت بشحوب وشها كإنها مـ.ـيـ.ـتة، و بـ صوابع لسه معلمة على جنب وشها، و بـ تجلُط الدm في جنب شفايفها، حاولت تتغاضى عن منظرها و لبست عبايتها و لفت طرحتها و خرجت من غرفتها، بصت لجدتها اللي قاعدة بتصلي، و لما شافتها لابسه قالت بـ ألم:
- رايحة الشغل ده بردو يا بنتي؟
بصتلها يُسر بهدوء و مردتش عليها و إتجهت ناحية الباب، وقفتها حنان بصوت حزين:
- أنا أسفة يا يُسر، أنا اللي جيبته هنا، حقك عليا يا بنتي!!
تساقطت دmعات يُسر فـ مسحتها بعُنف، و خرجت من الشقة و جسدها يرتجف من نحيط بُكاء مكتوم في صدرها، و أول ما خرجت وجدت عم محمد واقف مستنيها، إبتسمت في وشه إبتسامة خفيفة بينما هو بصلها بصدmة و قال بقلق عليها:
- يُسر!!! إيه اللي في وشك ده يا بنتي؟
قالت يُسر بتحاول تختلق كذبة:
- إتخبطت يا عمو محمد! خبطة خفيفة عادي!!
قال بتوجس:
- خبطة خفيفة! لاء ده ضـ.ـر.ب يا بنتي! إنتِ شايفاني كبرتة خرفت و هت عـ.ـر.في تضحكي عليا بكلمتين يا يُسر!!
قالت يُسر بحُزن:
- والله أبدًا يا عمو محمد مكانش قصدي كدا! حقك عليا!
و فتحت الباب وركبت في محاولة إنها تمنعُه من أي أسئلة إضافية!! ترجل هو العربية بقلة حيلة منُه!
بعد ساعة و شوية خرجت من العربية و مشيت بخطوات سريعة إلى حدٍ ما للقصر، فـ إتنهد الأخير و ضـ.ـر.ب كف بكف، خبطت يُسر على الباب فـ فتحتلها واحدة من الخدm اللي بصتلها بإستغراب من شكلها، دخلت يُسر المطبخ و قالت بخفوت و هي منزلة وشها عشان محدش يفتح معاها أي أسئلة:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
- وعليكم السلام و رحمة الله!
قالت رحاب بـ ترحاب و مخدتش بالها من وشها، إلى إن يُسر لما رفعت وشها عشان تبص على أنحاء المطبخ و تستنبط المطلوب منها إتصدmت رحاب وقالت بخضة:
- مالك يا يُسر؟ إيه العلامـ.ـا.ت اللي على وشك دي!!
إلتفتت دينا بإستغراب و علت إبتسامة شمـ.ـا.تة على وشها لما لقت يُسر بحالة وشها دي، فـ ردت بسُخرية:
- مين ضـ.ـر.بك يا يُسر؟ لاء بس الشهادة لله تسلم إيدُه!
بصتلها يُسر بضيق و مردتش، فـ نهرتها رحاب و قالت بحدة:
- ديــنا!!! مالكيش دعوة إنتِ و شوفي شغلك من سُكات!!!
بصتلها دينا بـ مقت و كملت شغلها بالفعل، فـ قرّبت رحاب من يُسر و خدتها من إيديها و وقفوا في جنب منزوي من المطبخ الكبير:
- تعالي يا بنتي!
و لما وقفوا إسترسلت رحاب بحنان:
- مين يا حبيبتي اللي عمل فيكي كدا! إحكيلي يا يُسر أنا زي أُمك!!
بصتلها يُسر و إنهمرت الدmـ.ـو.ع من عينيها و قالت بضعف:
- عمي .. فاكرني بشتغل في حاجه مش كويسة!!!
و رغم إن جملتها كانت مُختصرة جدًا إلا إن رحاب شعرت بالأسف عليها، و ربتت على كتفها و قالت برفق:
- إهدي يا يُسر، مدام مش بتغضبي ربنا يبقى تحُطي صُباعك في عين التخين!!
أومأت لها يُسر، فـ الذي أصابها هذا كان لأنها دافعت عن نفسها، كملت رحاب بهدوء:
- يلا يا حبيبتي .. إنسي اللي حصل و تعالي نكمل شُغلنا!!
و بالفعل عملت يُسر شغلها و حمظت ربنا إن هي متصادفتش بيه، لإنها مش ناقصة تشوف شمـ.ـا.ته في عينُه هو كمان! و لما كانت بتوظي الأكل مخدتش باله و هي منزلة راسها و خبطت فجأة في حيط بشري قاسي رجعت غلى أثار الخبطة خمس خطوات لورا و رجعت فوقيهم خطوتين من صدmتها، رفعت وشها ليه فـ لقته هو واقف بجمود شـ.ـديد و حل مكان جمودُه إستغراب و هو شايف وشها اللي إتطبعت عليه علامـ.ـا.ت صوابع غليظة، و نزل بعينيه لشفايفها اللي على نفس الناحية تجلُط دm، و مكانش فيه غير سؤال واحد بيتردد في دmاغه .. مين إتجرأ و عمل فيها كدا؟
بصتلُه يُسر بعيون ضعيفة وقالت بخفوت:
- أنا أسفة!
و سابتُه و مشيت، عينُه فضلت عليها لحد م دخلت المطبخ، حاول يبعد أي تساؤلات عن عقلُه، و إتجه نِحية الكُرسي المُترأس الطاولة الطويلة، قعد و سنَد راسُه لـ ورا مغمّض عينيه،
سمع صوت الجرس فإبتسم بسُخرية و هو عارف مين، بعد شوية سمع صوتها العالي بتزعّق لواحدة من الخدm عِرف هي مين:
- إنتِ إتجننتي يا بتاعة إنتِ!! بتسأليني أنا مين!!!
بصتلها يُسر بخضة من هجومها المُفاجئ عليها لحد ما جات رحاب و قالت بترحاب مُختلط بالتـ.ـو.تر:
- أهلًا يا ريّا هانم نوّرتي، معلش هي البنت لسه جديدة بس!!!
بصتلها ريّا بنزق و سابت الشُنط على الأرض و هي بتشاور لـ يُسر بعنجهية:
- طلّعيهم على أوضتي!!
بصتلها يُسر بضيق دلوقتي عرفت إبنها طالع لمين، راحت ريّا نِحية زين و إبتسمت لما شافتُه، ميلت عليه و طبعت قُبلة على وجنتُه الصلبة و هي بتقول:
- وحـ.ـشـ.ـتني يا زين!!!
زين إتعدل في جلستُه، بيتمنى يطلع لجناحُه و يعقّم وشُه من شِفاه ملوثة خايف تلوثُه معاها، و بكل برود و هو بيبُصلها في عينيها قال:
- مُتشكر!!!!
مدتش أي ردة فعل، حتى نظرة حُزن في عينيها مكانتش موجودة، و لما الأكل جه و يُسر بتقدmُه قالتلها ريّا بحدة:
- طلّعتي الشُنط؟
أومأت لها يُسر، فـ قالت ريّا بضيق:
- إعمليلي قهوة!!
- حاضر
قالت يُسر بهدوء، عينيه فضلت عليها، إبتدى ياكُل بشراهة، أول مرة يعجبُه طعم أكل بالشكل ده، بصتلُه ريّا و مأكلتش، و هو ماسألهاش عن السبب، جابت يُسر القهوة، و حطتها قُدام ريّا ولسه كانت هتمشي وقّفتها و قالت بعنجهية:
- إستني يا بنت!!
مسكت فنجان القهوة و إتغاضت عن سخونتها و رشفت منها رشفة صُغيرة، و إبتسمت بخُبث و من دون مُقدmـ.ـا.ت رمت كوب القهوة على الأرض فـ تناثر منها على إيد يُسر اللي رجعت ورا ضامة إيدها ليها بتبُصلها بصدmة وكُل ده كان بيحصل تحت عيون زين، فـ قالت ريّا بهدوء تام:
- مُرة أوي، أنا عايزاها بـ معلقتين سُكر!!!
بصِت يُسر لإيديها اللي إلتهب بعض أجزاؤها، و مرّدتش، إلا إنها إتفاجأت بـ صوت زين بيقول بهدوء و هو بيحُط معلقتُه جنب الطبق:
- لما تطلبي حاجه من الخدm بتوعي .. تطلبيها بطريقة كويسة!
ريّا بصتلُه بصدmة، و غرورها مقدرش يتحمل كلامُه، فـ قال بحدة:
- إنت هتعلِّمني أتعامل مع الخدm بتوعك إزاي يا زين!!
هنا زين خبَط على السُفرة و قال بقسوة:
- آه أعــلِــمــك!!!
و بَص لـ يُسر اللي كانت باصة للأرض بحُزن وقال بهدوء مُعاكس لنبرته السابقة:
- خلي حد تاني من الخدm يعملَّها القهوة، مدام عمايلك مش عاجباها!
مكانش قُدامها غير إنها تومئ بهدوء، و تروح للمطبخ تنفذ اللي قالها عليه، بصتلُه ريّا بضيق شـ.ـديد و قالت:
- أسّمي ده إيه يا زين!!!
- زي ما تسّميه!!
قال ببرود و هو بيكمل أكل، فـ خبطت السُفرة و قامت طلعت على جناحها و هي حاسة إن العفاريت بتتنطط قدام عينيها
راحت يُسر تشيل الأطباق من قُدامه لما ندهلها، لاحظ إيديها المُلتهبة فـ قال بضيق:
- حُطي أي كريم حروق! سايباها كدا إزاي!!!
إتـ.ـو.ترت فـ قالت بهدوء:
- هحُط!!
لاحت في عينيها نظرة حُزن أختفها سريعًا و هي مُتأكدة إنه قالها كدا عشان منظر إيديها جايز يكون مدايقُه، مشيت من قُدامه فـ خرج هو برّا الڤيلا وقعد في الجنينة، حاطت اللاب توب على رجلُه و ماسك سيجارتُه، فجأة لقى رحاب بتجري عليه و بتقول بعـ.ـيا.ط!:
- زين بيه!! ريّا هانم بتضـ.ـر.ب يُسر!!!
إتصدm! لدرحة إنُه رمى اللاب توب على الأرض و مسك سيجارته بين صوابعُه و هو بيمشي بخطوات سريعة لـ جوا الڤيلا، لقى يُسر منهارة في العـ.ـيا.ط و ريّا ماسكة دراعها بقسوة غارزة ضوافرها في جلدها بتهزّها بعُنف لدرجة إن حجابها أظهر عن بعض خُصلاتها الحريرية من قُدام، فحاولت تعدله بإيديها التانية وسط عـ.ـيا.طها، هنا هدَر زين بقوة بيقول بعُنف:
- إيه اللي بيحصل في بـيـتـي ده!!!!!
و بقسوة دفعت ريّا يُسر نِحية زين لدرجة إنها خبطت في صدرُه و شِبه كانت في حُضنه فـ بعدت بسُرعة و كإن سلك كهربا مسّها، و وقفت وراه و كإنها بتتحامى فيه، و عُمرها ما كانت تتخيل إن ده بالذات هتتحامى فيه، صوت ريّا صدَح و هي بتقول بقوة:
- البت دي مالهاش قَعدة هنا!!! بقى حتة الجربوعة دي تتجرأ عليا بالشكل ده و أقولها تقلّعني الجزمة و مترضاش!!!
حَس بـ نار في قلبُه، و صوت عـ.ـيا.طها و شهقاتها من ورا ضهره حاسس بيه، فـ قال بحدة:
- و متقلعيهاش إنتِ ليه يا ريّا هانم!!! أنا سبَق و قولتلك إن الخدm بتوعي تتعاملي معاهم بإحترام!!!
- زيــن!!!! إنت إتجننت!!! إزاي تتكلم معايا كدا عشان حتة بت حقيرة زي دي!!!
صرّخت فيه و آخر ذرة عقل كانت فيها راحت مع وقوفه ضدها، هنا صرّخ هو بصوت جهوري عالي خلّى يُسر ترتجف:
- كُــلُّــوا يـــروح عــلــى المــطــبــخ!!!!
إنصرف الجميع وأولهم كانت يُسر اللي كانت كاتمة شهقاتها الباكية في قلبها، ولما بقوا لوحدهم قرّب منها، و همس بصوت بـ.ـارد و بإبتسامة ساخرة:
- الحقيرة اللي بتقولي عليها دي أشرف من واحدة كانت بتجيب عشيقها بيت جوزها اللي واكلة شاربة نايمة في بيتُه .. و تنام معاه قُدام إبنها!!!!!
يُتبع!!!
↚
- الحقيرة اللي بتقولي عليها دي أشرف من واحدة كانت بتجيب عشيقها بيت جوزها اللي واكلة شاربة نايمة في بيتُه .. و تنام معاه قُدام إبنها!!!!!
شُحِب وشها و إهتز بصرها و هي بتبُصله مصدومة، رفعت إيديها تلمس كتفُه إلا إنه بِعد خطوتين و لسه الإبتسامة الساخرة على وشُه، فـ نزلت إيديها جنبها و قالت و الدmـ.ـو.ع بتترقرق في عينيها:
- لسه فاكر!! لسه يا زين مش قادر تسامحني؟!
أطلق ضحكة رجولية مكانش فيها ذرة مرح واحدة، و قرّب منها و قال و عينيه بتشُع كُره:
- و هي دي حاجه تتنسي بردو يا ريَّا هانم! و بعدين أسامح مين؟ أسامحك إنتِ! أسامحك على أنهي غلطة فيهم؟ أسامحك على الخيانة؟ و لا على القذارة؟ و لايمكن أسامحك إنك خدتي فلوس أبويا كلها و سبتيه يمون بحَسرته لما عرف إن مـ.ـر.اته خـ.ـا.ينة و حـ.ـر.امية! إنتِ فاكرة إنب مقعدك معايا هنا حُب فيكي؟ ده أنا مقعدك عشان أشوف ذُلك بعيني! و أوريكِ الإمبراطورية اللي إبنك عملها بعد م خدتي فلوس أبوه و هـ.ـر.بتي!
و إتحولت ملامحه لقسوة غريبة و هو بيقول:
- مقعَّدك عشان الشارع هيبقى أرحم عليكِ مني!
بصتلُه بقهر و قالت بألم:
- زين! أنا أمك يا زين! ليه كُل الكُره ده!!
- أهي دي غلطة أبويا الوحيدة! إنه أختار بني آدmة زيك عشان تشيل إسمه و تربي عيالُه!!
قال وهو غارز إصبعُه السبابة في صدرها، و كمِل و هو بيزود و.جـ.ـعها أكتر:
- واحدة زيك .. مينفعش تبقى أُم!
و إسترسل بقسوة:
- و البت اللي بتقولي عليها حقيرة دي .. شغّالة هنا عشان تصرف على جدتها .. عشان مترميش نفسها في حُضن الرجـ.ـا.لة زي ما كُنتِ بتعملي يا ريَّا هانم!! شرَفها واجعك ولا إيه؟!
إنهارت في العـ.ـيا.ط و هي حاسة بقلبها بينزف من كلامُه، بص لدmـ.ـو.عها بعدm تأثُر، بِعد عنها خطوتين و بصلها بإستحقار و طلع بعدها جناحُه، حرر أزرار قميصُه و هو حاسس بـ حجر جاثم فوق قلبُه، شرب سيجارة ورا التانية، حاسس إن في و.جـ.ـع بينهش في جـ.ـسمُه، طرقات على الباب هي اللي خلتُه يفوق من دوامة كان بيتسحب فيها، سمح للطارق بالدخول، دخلت يُسر بخطوات بطيئة، أول ما شافها حَس بموجة غضب جواه وهيطلّعها فيها هي، قـ قال بصوت قاسي:
- إيه اللي جابك؟!!
و كإنه مستنكر دخولها لجناحُه، هي مش عارفة إنها دخلت قفص الذئب برجليها؟ مش عارفة إن وجودها هنا خطر عليها و عليه؟! صوتها الدافي الحزين كان بيرّدد:
- مش عايزة أكمل هنا!
قطب حاجبيه بيستوعب جملتها الصغيرة، لحد مـ أدرك اللي بتقوله فـ قال بإبتسامة ساخرة:
- و هتقعدي فين؟ في الشارع؟
قالت بـ ألم:
- مظُنش يهم حضرتك هقعُد فين! المهم إنك تاخد شقتك و اللي هتطلع منها أنا و جدتي الصبح بدري، يعني هتيجي مش هتلاقينا!!
حَس بـ نار بتاكُل في قلبُه، فـ إتجرأ ومسك دراعها و قال بعُنف:
- و الست الشريفة الخضرة رايحة فين!
بعدت إيديه بضيق و حدة و قالت بحدة:
- متمسكنيش بالشكل ده تاني!!!!
و رفعت صوتها عليه و هي بتقول:
- و بعدين أنا مسمحلكش تتكلم معايا بالشكل ده!! و لو يهمك أوي فـ أنا هتجوز و هاخد جدتي تعيش معايا!!!
إتصدm .. إتصدm لدرجة إن حَس بالأصوات حواليه بتقِل، هتتجوز! نفَسُه تقل و قال ولأول مرة تظهر صدmة في عينيه اللي مكانتش بتحمل أي مشاعر:
- هتتجوزي إزاي!
قالت و دmـ.ـو.عها بتنزل على خدها:
- زي م أي بنت بتتجوز!!
بَص للعلامـ.ـا.ت اللي على وشها و قال ساخرًا:
- و الضـ.ـر.ب ده كان عشان توافقي؟
بصتلُه و رجعت بصت للأرض و معرفتش ترُد، فعلًا عمها هو اللي عايز يجبرها تتجوز إبنه عشان تبقى تحت عينه هي و أمُه، و جدتها عيطت في التليفون عشان توافق لحد م قالتلها إنها موافقة .. موافقة تدفن نفسها بالحيا بس هي ميجرالهاش حاجه! قرّب منها زين و قال بقسوة:
- عايزه الجوازة دي؟!!
هنا إنهارت في البكاء و هي بتنفي براسها بقوة و جشمها كلُه بيتنفض، لان قلبُه ليها و قال بصوت أهدى:
- و إنتِ مش عارفة إن كدا جوازتك تبقى باطلة؟
قالت ببكاء و هي بتترعش:
- أنا مُجبرة، مبقاش عندي غير الحل ده، مش هقدر أكمل وصلة الإهانة هنا، و لا حتى قادرة أتجوزُه، أنا لو عليا عايزه أمـ.ـو.ت النهاردة قبل بُكرة .. و بدعي ربنا ياخدني عندُه عشان خلاص أنا مبقتش قادرة أستحمل!!
إتأمل إنهيارها و قال بهدوء:
- مدام مش عايزاه متتجوزيهوش!!
قالت و هي بتنفي براسها وسط بكاءها باصّة للأرض:
- هيمـ.ـو.توني .. لو متجوزتهوش هيمـ.ـو.توني!!!
بصلها للحظات و الشيطان همسلُه بأذنُه بـ سبب خلّى قلبُه يتقبض و هو بيقول:
- إنتِ غلطتي معاه؟
توقفت عن البُكاء و رفعت عينيها العسلية اللي بتلمع ليه بصدmة، و قالت و جـ.ـسمها بقى يترعش أكتر لدرجة إنها إنكمشت محاوطة نفسها:
- والله العظيم محصلش! ده إبن عمي و أنا مشوفتوش غير مرة واحدة من سنتين و من ساعتها و أنا كارهاه!!!
زفر نفس عميق، و قال بقوة:
- يبقى محدش يقدر يُجبرك!! أقفي في وشهم و قوليلهم لاء!!!
- عمي .. عمي صعب و ممكن حقيقي يمـ.ـو.تني!
قالت بيأس حقيقي، فـ قال بحدة:
- و لا يقدر! هتقدي في البيت مع جدتك و هحُط حراسة على الشقة و محدش هيعرف يُدخُلكوا!!!!!
بصتلُه بإستغراب و مسحت دmـ.ـو.عها و هي بتقول بخفوت:
- ليه كُل ده؟ مش إنت عايز الشقة دي! و عايزنا نمشي و آآآ
بـتر عبـ.ـارتها و قال بقوة:
- من غير أسئلة ملهاش لازمة، عندك دلوقتي إختيارين، يا تتجوزي إبن عمك ده و تعيشي طول عمرك خدّامة في بيت عمك، أو تعيشي خدامة هنا في البيت و أنا مش هخلي حد يدايقك و لا يتعرضلك تاني!
بصتلُه بحيرة من تصرُفاته الغريبة بالنسبالها، عايز يوصل لإيه باللي بيعملُه ده!!، إلا إنها قالت:
- مش عايزه أتجوز غـ.ـصـ.ـب عني، و حتى لو في بهدلة هنا أنا مُضطرة أستحملها!!!
قالت كلامها و سابتُه و مشيت، خد نفَس عميق و عشان يخرّج الغضب اللي جواه رمى فازة بطول دراعُه فـ إتهشمت مية حتة!
رجعت يُسر على أثر صوت الإرتطام مخضوضة، و فتحت الباب من غير م تستأذنُه، لقتُه مديها ضهرُه العاري العريض و صوت انفاسُه عالية، بصِت للمزهرية المسكينة و قرّبت منها، قعدت على ركبتها ولملمت القطع الكبيرة بحذر، لَفلها بيحاول يسيطر على نفسُه، راقبها بعيون ثاقبة و هي بتلملم قطع الزجاج، بَص لإيديها اللي بتترعش و هو حاسس إن ممكن تكون مريـ.ـضة بـ مرض ما عشان كدا إيديها بتترعش طول الوقت، غمّض عينيه و قال بصوته البـ.ـارد:
- إبعتي حد يلمُهم ملكيش دعوة إنتِ!!
بصتلُه للحظات و رجعت تلملمهم بهدوء و قالت:
- مالوش لزوم، أنا لمـ.ـيـ.ـتهُم خلاص!!
مرّدتش عليها، راقب خروجها بهدوء زي دخولها بالظبط، و كل ما تيجي في مُخيلته إنها ممكن تبقى في حـ.ـضـ.ـن حد وميبقاش هو الحد ده بيبقى عايز يطلّع روحها في إيديه!!!
رجعت بمقّشة و جاروف و لمـ.ـيـ.ـتهم و هي واقفة، و قالت بهدوء:
- أنا هرجع البيت!
قال بقوة:
- رقمي معاكِ؟
نفت براسها و قالت:
- رقم الشركة بس!!
قرّب منها و خـ.ـطـ.ـف تليفونها الصغير من إيدها، سَجل رقمُه و بصعوبة، و مدُه ليها تاني و قال بضيق:
- كلميني لو حصل حاجه!
أومأت بهدوء و هي بتاخد منه تليفونها، و سابتُه و مشيت، الليلة دي منامش، الأصوات اللي في عقله مكانتش بتسكُت، عدت ساعة بالظبط و لقّى رقم غريب بيرن عليه، فتح الخط بسُرعة فـ سِمع صوتها الباكي بيهمس:
- زين بيه .. مُمكن تيجي؟!!
- جاي!!!
قال من غير تردُد و صوتها مبيروحش من دmاغُه، لبس قميصُه و نزل على السلم تلات درجات ورا بعض، ركب عربيته و ساق على سُرعة عالية جدًا، وصل بيتها في زمن قياسي، و من غير تفاهُم رزع باب بيتها بقسوة لدرحة إنه وقع، عينيه مشيت على مكان فا لاقاها واقفة في رُكن في الشقة ضامّة إيديها اللي بتترعش لصدرها .. وشها أحمر و شفايفها بتنزف دm، راجـ.ـل كبير واقف و على وشُه ملامح غاصبة وشاب واقف جنبُه بيبُصلها بخبث، و جدتها واقفة قدام الراجـ.ـل الكبير بتحاول تهديه!
و بمجرد دخولها كل الأنظار إتجمّعت حواليه و أولهم هي، مش قادرة تفسّر شعورها بالأمان أول ما شافته، و لا قادرة تفهم ليه إنزوت في أوضتها و كلمتُه، كل اللي فاهماه إن دلوقتي بس عمها مش هيعرف يضـ.ـر.بها!!
صوته صدح في الشقة و هو بيقول:
- إيــه اللي بيحصل هـنـا!!!
- إنت مين يا أفندي!!
قال عمّها و هو بيستطرد بحدة و بيقرّب منُه، فـ رد زين بحدة مُماثلة وقال:
- أنا صاحب البيت ده! و اللي بتشتغل عندُه بنت أخوك!
ضحك عمها بسُخرية و قال:
- بتشتغل!! قول بتصيع .. بتتسرمح!!! إنما بتشتغل دي كبيرة شوية!!!
إبتسم زين بجمود و قال:
- لاء أنا بتكلم عن يُسر! مش بنتك!!!
إتدخل إبنه و صرّخ فيه بصوته الحاد المُزعج:
- إنت إزاي تتكلم كدا يا جدع إنت على أختي!!!
- بس يا حيلتها إنت كمان!!
ردّ زين و هو بيشاورله بعينه، و رجع بَص لـ عزيز اللي رجع خطوتين لـ ورا و هو بيحاول يستوعب قوة اللي قُدامُه ده، فـ قال زين بهدوء:
- بنت أخوك تخُصني!!!
شهقت جدتها و هي بصتلُه بصدmة و الدmـ.ـو.ع و قفت على أعتاب عيونها، فـ رد عزيز مذهول:
- تخُصك إزاي يعني!!
- يعني هتجوزها!! و مش بستأذنك .. ده أنا بعرّفك! من باب العلم بالشيء يعني!!!
قال بإبتشامة صفراء، حَست يُسر بـ لسانها بيتلّجم، و منطقتش حرف، فـ قال حازم إبن عزيز بحدة:
- تتجوز مين إنت إتجننت!!! أنا اللي هتجوزها!!!
رَد زين بعد م فقد آخر ذرة صبر كانت جواه:
- لاء م هو مش مزاد يا روح أمك!!
بصلُه عزبز و الخبث إترسم في عينيه و قال:
- عايز تتجوزها .. يبقى تدفع!!
إبتسم زين و قال:
- كدا إنت إبتديت تفهمني!!
و كمل بـ خُبث أكبر:
- بس إيه اللي يخليني أدفع لواحد زيك و أنا ممكن أخدها من إيديها دلوقتي و نطلع على أقرب مأذون؟
قال عزيز مُبتسم:
- و مين هيتوكلها؟ إنت متعرفش إن بنت أخويا بِكر ولا إيه! لازم وكيل عشان الجوازة تبقى مظبوطة!!!
- عايز كام؟!
قالها بإختصار!
فـ قال عزيز ببجاحة:
- مليون!!
بكُل برود قال:
- هبعتلك حد بالشيك! بس هنكتب دلوقتي!
- إنتوا إيه اللي بتعملوه ده إنتوا مجانين!!!! بتبيعوا و تشتروا في البت!!!!
صرخت حنان و هي بتضـ.ـر.ب على رجلها، تجاهلها عزيز تمامًا و قال و عينُه بتلمع بالجشع:
- مافيش كتب كتاب غير لما آخُد الشيك!!
طلّع زين تليفونه و عمل مُكالمة سريعة، ورجع قال بجمود:
- شوية و الشيك هيبقى في إيدك!
- كدا إتفقنا!!
قال والإبتسامة شاقة ثغرُه، فـ همس حازم بضيق بيقرّب منُه بعد ما زين خرج من البيت:
- بس أنا يابا كنت عايز أتجوز البت بجد!!
- تغور البت! بقولك مليون جنيه!!
قال عزيز و هو بيضـ.ـر.ب على كتف إبنه من حماقته، فـ هدر عزيز بحُزن:
- كل ده ولا حاجه قُصاد العسل اللي الأفندي ده هينام فيه مع بنت عمي!!
• • • • •
إتحركت يُسر بخطوات بطيئة بالكاد عارفة تصلُب طولها، خرجت من الشقة لقِته واقف بضهره و بيشرب سيجارة، قرّبت منه و وقفت قُدامه و وشها إزداد إحمرارُه، و قالت بصوت شِبه عالي رغم الإرهاق اللي هي فيه!:
- عملت كدا ليه!!! ده إنت أول واحد جيت في بالي لما شوفت عمي في البيت و قولت هستنجد بيك إنت!!
مبصلهاش، و بمُنتهى البرود رد:
- أنا هتجوزك!! أي واحدة مكانك تتمنى اللحظة دي!!!
بكت من قلبها و قالت:
- مش عايزه!! مش عايزه اللحظة دي و مش عايزه أتجوزك!!!
مسك دراعها بقسوة وقال:
- أومال عايزة تتجوزب مين؟!!! الو** اللي جوا ده؟!!
حاولت تبعد إيدُه و هي حاسّه إن لمسته ليها زي النار اللي بتكوي روحها، نفت براسها بتنفي حديثُه و هي بتقول بإنهاك:
- إبعد إيدك لو سمحت!!!
نفضها بعيد فـ كانت هتُقع لولا تشبُثها في العمود جنبها، غمّضت عينيها و قالت بألم:
- لا عايزه أتجوزه ولا أتجوزك ولا عايزة أتجوز خالص، أنا عايزه أعيش في هدوء!
مرَدش عليها، فـ قالت و دmـ.ـو.عها بتنزل:
- كان إيه إحساسك و إنت شايفُه بيبيع ويشتري فيا و إنت موافق! إيه إحساسك و إنت مِشتريني بفلوسك دلوقتي؟!
بصلها للحظات و قال بنفس النبرة البـ.ـاردة:
- جهزي نفسك عشان المحامي بتاعي زمانُه جاي و هيديلُه الشيك، و أول ما يمسك الشيك هنكتب الكتاب!!!
نفت براسها و إترجتُه، لدرجة إنها قرّبت منُه و ضمت إيديها المُرتعشة لصدرها و قالت:
- أرجوك!! أرجوك متعملش فيا كدا! إنت كدا بتكتب عليا الحُزن طول عُمري!! مش إنت .. مش إنت قولتلي إنك بس هتعين حراسة عشان محدش ييجي جنبنا!!
هل هي بريئة أم أنها تصتنع هذا الكم من البراءة؟ نظر لـ إيديها اللي بتترعش و رجع بص لعنينها المليانة دmـ.ـو.ع و وشها اللي إختلط بياضُه بحَمار مش مُحبب ليه، و كل ما يتخيل إن عمّها ضـ.ـر.بها بيبقى عايز يدخل يكسّر عضمُه، شفايفها اللي بتنزف .. عايز يرفع إبدُه و يمسح الدm ده و يسيب لإبهامُه حُرية تحسُس ملمس شفايفها الناعمة المُكتنزة، أخد نفس عميق و بَص بعيد عنها ورجع قال بنفس قسوته:
- إنت فاكرة إني هعمل حاجه كدا لله و للوطن؟ و هستفيد إيه لما أحُطلك حراسه و خلاص! م تبقي في بيتي و مراتي و محدش وقتها يعرف يمس منك شعره!
- بس أنا مش عايزه!
قالت بألم، فـ رد بجمود:
- مش مهم .. أنا عايز!!
وصل المُحامي بدفتر الشيكات، مضى زين إمضته بعد م المحامي حَط المبلغ، و سلم المحامي الشيك لعزيز، اللي قال بفرحة:
- على بركة الله، كدا نكتب الكتاب!!
المأذون وصل بالفعل بعد دقايق، و قعد زين قُدام عزيز ماسك إيدُه و يُسر قاعده جنبُه بتحاول تكتم شهقاتها، ردد زين ورا المأذون و مضى، و هي مضت بأصابع بترتجف و جدتها قاعدة حزينة على حالها، زفر زين براحة أول ما إتكتبت على إسمه، مشي المأذون و المحامي فـ قال زين بعد م وقف موجه كلامه لعزيز و إبنه:
- مش عايز أشوفك وشك ولا وش إبنك تاني!!!
قال عزيز مبتسم بسماجة:
- مقبولة منك يا جوز بنت أخويا!
و شـ.ـد حازم و قال بإصفرار:
- هنستأذن إحنا بقى!!!
و بالفعل مشيوا، لفت حنان لـ زين و قالت بـ بُكاء:
- إنت عايز إيه مننا يابني، ده إحنا غلابة و طول عمرنا ماشيين جنب الحيط!!
رد زين موجه كلامه لجدتها:
- مش عايز حاجه، هنطلع دلوقتي على شقة في الزمالك دي اللي هتقعدي فيها! و الشقة دي هتتقفل لإنها مبقتش صالحة إن حد يعيش فيها!! و متقلقيش الشقة هتتكتب بإسمك عشان محدش يعرف يطلّعك منها!!!
بصتلُه يُسر مصدومة من كلامه، و حنان قالت بفرحة:
- بجد يابني؟
ندَه زين على ماجد اللي لسه واصل و إستشاط غضبًا لما شاف المأذون خارج من البيت، إلا إنه أطاع أمر سيدُه و دخل و هو بيقول بصوت مشحون موطي راسه:
- أمرك يا زين باشا!!
- خُد الحجَّة وصَّلها للشقة اللي في الزمالك، و إبتدي في إجراءات نقل الملكية بإسمها!
- تؤمر يا بيه! إتفضلي معايا يا حجّة!!
قال بهدوء، فـ بصت يُسر لجدتها و مسكت إيديها و همست برجاء:
- تيتة .. متسيبينيش لوحدي معاه!!!
ربتت حنان على كتفها و قالت بهدوء:
- ده جوزك يا بنتي!!!
بصتلها بصدmة وقالت:
- مكنش ده رأيك من دقيقتين يا تيتة!!
حـ.ـز.نت جدتها على حالها وقالت:
- إقبلي الأمر الواقع زي ما كُلنا قبلناه يا يُسر!!
و سابتها و راحت مع ماجد اللي كان بيبُص لـ يُسر بإحتقار، فضلت يُسر عينيها ثابتة على نقطة فراغ مكان جدتها، مافيش تعبير محتل وشها غير الصدmة و الخذلان، بصلها زين و نزل بعينيه لإيديها و أخيرًا بقى قادر يحاوط الإيد اللي كُلها رجفة، و بالفعل مسك إيديها و شـ.ـدها بهدوء وراه متجه لـ برا البيت، إلا إنها نفضت إيديها و صرّخت فيه لأول مرة:
- إبــعــد عــنــي!!! عـايـز مـنـي إيـه تـانـي!!!
و إنهارت على الأرض و هي بتبكي من قلبها:
- حتى جدتي سابتني عشان الشقة اللي هتكتبهالها بإسمها، محدش فكّر فيا!!!
بصلها بهدوء، و قرّب بخطوات منها و رفع وشُه و هو بيقول بقلب قاسي:
- زي ما قالتلك قبل م تمشي .. حاولي تتقبلي الأمر لإنه خلاص .. بقى أمر واقع!!
رفعت راسها و بصتلُه بألم و قالت:
- عندك حق! أنا مين أصلًا عشان أقف قُدامك لوحدي! أنا كدا كدا مـ.ـيـ.ـتة، مش هتفرق الطريقة!!
نزل يعينيه للو.جـ.ـع اللي إتشكل في عينيها و على وشها، حاولت تقوم بالعافـ.ـية لدرجة إنها مسكت دراعه عشان تقدر تُقف، فـ بَص لإيديها اللي على دراعُه من غير ما يتكلم، و لما وقفت مسك كفها و جذبها وراه بالراحة، وقفها قُدام باب العربية من غير ما يفتحلها الباب، فـ مدت إيديها و فتحتُه هي و ركبت و هي حاسه بو.جـ.ـع يُضاهي و.جـ.ـع خروج الروح من الجسد، ركب جنبها و مشي بالعربية، سندت هي راسها على الكُرسي و دmـ.ـو.عها بتنزل منها بصمت و هي مغمضة عينيها، بعد مرور نص ساعة كان وصل أسفل ناطحة سحاب، ركن العربية في الجراچ الخاص بيه، و نزل فـ نزلت وراه، كانت تعبانة لدرجة إنها إتشبثت بدراعه عشان توقفه عن الحركة و هي بتقول ببكاء:
- بالراحة!! رجلي .. متشنجة!!! مش .. مش عارفة أمشي!!
بصلها للحظات و ميل عليها و حط إيد أسفل ركبتها و التانية على ضهرها و شالها، إتصدmت بس متكلمتش من كُتر التعب اللي هي فيه لأول مرة تحس إن حتى الحروف بقِت صعبة عليها، حطت إيديها على كتفه من غير م تبصلُه، مشي بيها و إتفتح الأسانسير تلقائي فـ دخل، فـ قالت بصوتها الخافت:
- خلاص نزلني!!
- مش بمزاجك!
قال بضيق!، ينزلها إزاي بعد م إحتك جـ.ـسمها الغَض بـ صلابة جـ.ـسمُه؟ ينزلها إزاي بعد م لمس جـ.ـسمها لأول مرة و نفَسها كان قُريب من نفسُه لأول مرة! مرّدتش، داس بصُباعة على زر الطابق الخامس عشر، غمّضت عينيها بقوة لإن أكتر حاجه بتكرها الأسانسير، لدرجة إن من خوفها حاوطت رقبتُه بعدm و عي و هي حاسة إنها بتتسحب لتحت، بصلها و غـ.ـصـ.ـب عنُه إبتسم!!
إبتسم و هو شايف براءة جديدة عليه، إبتسم لإنها لو واعية هي ماسكة فيه إزاي و أد إيه مقرّبة وشها من وشُه مكانتش هتعمل كدا أبدًا، قرّبها لصدرُه و فضل ساكت لحد م وصلوا، إتفتح الأسانير فـ خرج، و أول ما خرج أدركت اللي عملتُه فـ إتنفضت بتبعد إيديها عن رقبته، نزلها عشان يفتح الباب فـ وقفت ورا ضهرُه بتشتم نفسها على غباءها وسذاجتها اللي خلتها تحـ.ـضـ.ـنه بالشكل ده!، فتح الباب و قالها بهدوء:
- أدخُلي!
دخلت بالفعل بـ خطوات مُرتعشة، رفعت عينيها لـ الشقة اللي كانت أفخم من توقعاتها، إلا إنها رجعت نزلت عينيها بحُزن مُدركة إن الشقة دي هتشهد على أحـ.ـز.ن لحظات حياتها!!
يُتبع♥
↚
سمعت صوت قفل الباب فـ إتقبض قلبها أكتر، لفِت لقتُه بياخد إيديها و بيمشي بيها ناحية أوضة في آخر الشقة، دخلت وقعدت على السرير بتفرُك صوابعها، فـ فتح الخزانة وخرّج بيچامة كانت إلى حدٍ ما مُحترمة لإنه عارف إنها مش هتقبل تلبس حاجة من الحاجات الفاضحة اللي في الدولاب، بيچامة بـ نُص كُم و برمودا!، ياريتُه إكتفى بالبيچامة، ده خرّجلها طقم داخلي راقي جدًا باللون الأبيض و حطه جنبها و قال ببرود:
- قومي خُدي شاور دافي و إلبسي البيچامة دي!!
إتصدmت من جرائتُه و قالت و وشها إستحال للأحمر:
- على فكرة مينفعش كدا!! إنت .. إنت بتعمل حاجات قليلة الأدب و آآ!!
- أنا جوزك! وبعدين قلة الأدب لسه جاية!!!!
بصِت للأرض و رجعت بصتلُه و قالت بحرج:
- و يا ترى ده لبس مين؟
- لبسك!
قال ببساطة، فـ قطّبت حاجبيها و قالت:
- يعني قرار إنك عايز تتجوزني ده مجاش صُدفة! دي خطة بقى!!
قال بنفس البرود:
- متسأليش أسئلة مالهاش لازمة، قومي غيّري!
و خرج من الأوضة كلها، فـ مسكت البيچامة و الطقم الداخلي بتبصلُه برهبة حقيقية، دخلت المرحاض و قفلت الباب على نفسها كويس، نزعت كُل ملابسها و دخلت تحت الدُش، بتحاول تلغي أي أفكار تيجي في دmاغها تزود الرعـ.ـب في قلبها، ليه دونًا عن كل البنات هي تبقى زوجة للوحش اللي برا ده!!
خرجت من تحت الدُش و لبست الهدوم، نشفت شعرها بالفوطة و سابتُه ينزل على ضهرها اللي كان واصل لآخرُه، إرتجفت و هي مش مصدقة إنها هتطلع كدا و لسه مش مستوعبة فكرة إنه بقى جوزها، خرجت من الحمام بصعوبة بعد تردد كبير خرجت و حمدت ربنا إنه مش في الأوضة، و بعد مرور ساعة و هي ضامة رجليها لصدرها منزوية في آخر الفراش العريض، قامت و فتحت الباب دورت عليه في الصالة و المطبخ و لما ملقتهوش إبتسمت بسعاده و دخلت الأوضة بسُرعة قفلت كل الأنوار و نامت و دثرت نفسها بالغطا من رأسها لأخمَص قدmيها!!!
صحيت اليوم اللي بعدُه و أول حاجه دورت عليها بعينيها كان هو، قامت ودوّرت في الشقة كلها وملقتهوش، لحد م فقدت الأمل و دخلت تعمل حاجه تاكُلها و لحُسن حظها التلاجة كانت مليانة بأكل يشهي الأنفس، أكل لأول مرة بتشوفه، و أكل حُرمت منُه، أكلت لحد ما شبعت و بعدها حشِت بالخجل لإنها كلت كتير و همست لنفسها بحُزن:
- ليه كلتي كُل ده؟! دلوقتي ييجي يشوفك واكله ده كلُه .. هيقول إيه عليكِ!!
و إسترسلت بغرابة:
- هو راح فين!!!
• • • •
يومان .. ثمانية و أربعون ساعة من دون حتى أن ترى طيفُه، كُل م تصحى و متلاقيهوش تنام تاني، للحظة حسِت بإهانة فظيعة، إتجوزها ليه مدام مش عايز حتى يقعد في المكان اللي هي قاعدة فيه، عينيها وارمة من شـ.ـدة البكاء، مش عارفة هي بتبكي ليه، بتبكي إنه مش موجود! دي مُستحيلة! جايز بتبكي لإنها حسِت إنها لوحدها مش معاها حد بين أربع حيطان كاتمين على نفَسها، حـ.ـضـ.ـنت مخدتها و إنهارت في العـ.ـيا.ط أكتر، من إمبـ.ـارح و هي بتحلم بكوابيس غريبة، و تصحى مخضوضة متلاقيش حتى حد يناولها كوباية مايه، فـ تعيط شوية زي الأطفال و ترجع تنام تاني، لحد م صحيت في صباح اليوم التالت سمعت صوت كركبة برا، خافت جدًا و ضمت الغطاء لصدرها بتغطى جـ.ـسمها الظاهر من منامية حرير باللون الأحمر حمّالات واصلة لأعلى رُكبتها، قامت بسُرعة ولبست روب القميص اللي كانت لابساه فـ غطَّى الروب لحد آخر رجلها، طلعت من الأوضة و الذُعر باين على وشها، لقتُه واقف في المطبخ مديها ضهرُه بيفضي حاجات من الكيس، و صوته الرجولي قال بهدوء:
- متخافيش! ده أنا!
إزاي عرف إنها واقفة وراه؟! زفرت نفس عميق إلا إن الضيق إحتل ملامح وشها و هي بتقول بحدة:
- كُنت فين؟
إبتسم ساخرًا و هو لسه مشافهاش و قال:
- وحشتك؟
قرّبت منُه و صرّخت فيه و هي بتقول بصوت يشوبه البُكاء:
- رُد على سؤالي!!! جيبتني هنا و رمتني زي الكـ.ـلـ.ـبة و سيبتلي شوية أكل في التلاجة عشان عارف إنك هتغيب!! و مدام إنت مش عايز تقعد معايا لييه تتجوزني من الأول!!!
لفِلها ولسه كان هيتكلم إلا إن لسانه إتكبل بسلاسل من حديد لما شاف أُنثى مُبهرة فاتنة واقفة قُدامه، لابسة روب أحمر إتفتح شوية من عند نهديها فـ ظهرهم بـ سخاء، شعر بُني كستنائي نفس لون عينيها مُبعثر شوية إلا إنه مازال مُحتفظ بنعومته، ملامح ملائكية و وش أحمر من أثار النوم، عيون بتلمع من العـ.ـيا.ط اللي على وشك إنها تعيطُه، عينيه بتشرب تفاصيلها، تفاصيل مُهلكة، إزاي حد ممكن ياخد كل القدر من الجمال ده لوحدُه، إزاي سابها اليومين دول أصلًا!! عينيه ثبتت على شفايفها اللي بتترعش و هي بتقول بصوت مخـ.ـنـ.ـوق غافلة تمامًا عن نظراتُه اللي بتاكُلها:
- إنت عارف أنا شوفت إيه في اليومين دول؟ عارف كنت بحلم بكام كابوس في اليوم و اقوم مخضوضة معيطة عشان قاعدة لوحدي و آآآ
مقدرش يتحمل، في لحظة كان محاوط وشها بين إيديه بيُقبل شفتيها المُكتنزة بنهم، قُبلة جامحة مُتعدية على حُرمة شفتيها مُنتهكة عُذريتها إنتهاك كامل، بيخـ.ـطـ.ـف شعور أول قُبلة و أول لمسة، يُسر إتصدmت، مقدرتش تتجاوب معاه وفي نفس الوقت مكانش عندها القوة الكافية عشان تبعدُه، صوابعه اللي بتتغلغل خُصلاتها و اللهفة اللي كانت في قُبلته و إيده التانية محاوطة خصرها بقوة بتقرب جـ.ـسمها من جـ.ـسمُه، حطت كفيها على صدرُه بتحاول بضعف تبعدُه و كل اللي عملتُه إنها زودت لهيب الشوق في قلبُه أكتر، مكانتش عارفة إن بلمسة إيديها على صدرُه و الضعف اللي إتملك منها هيخلوه يفقد السيطرة على نفسُه أكتر، لما حَس بنفسها بيروح بِعد، فـ لهثت بتحاول تاخد أكبر قدر من الأكسچين تاني، و هو كذلك، إتفاجئت بيه ساند جبينه على جبينها مغمض عينيها و هي غمضت عينيها و حاسه برجفة في قلبها، فـ هي بتختبر لأول مرة في حياتها لمسة راجـ.ـل ليها، حَست بإيدُه بتحرر عُقدة رُباط الروب، فـ همست بخوف حقيقي و هي لسه مغمضة عينيها:
- أنا خايفة!!
نزل بعينيه لجـ.ـسمها و زي م توقع الأنوثة الفتّاكة اللي كانت مخبياها ورا العباية، و لما سمع جُملتها بهدوء وقّع الروب الحريري من على كتفها و قال بهدوء:
- مش هأذيكي!!
هو عايز يصارحها إن هو نفسُه خايف، خايفه عليها منُه، خايف من رغبته فيها و شهوته تإذيها، فـ سمعها بتقول برجفة و حُزن:
- من أول ما شوفتني .. و إنت بتإذيني!!!
ميّل و شالها بين إيديه و مرَدش عليها، هو دلوقتي مش في دmاغُه أي حاجه غير إنه عايز الجمال ده كله دلوقتي يبقى بين إيديه، نيّمها على السرير و طَل عليها بكتفُه العريض ساند إيدُه جنب راسها، نزل بشفايفُه لدقنها و طبع قبلة تليها قبلة، جانب ثغرها و خدها و جفونها المُغمضة و هي حاسة بشعور غريب بتختبرُه في بطنها لأول مرة، شعور شبه تحليق فراشات باللون الوردي، قُبلاته كانت حنونة لدرجة هي نفسها متخيلتهاش، عِرف إزاي يخليها تسلملُه نفسها و بإرادتها، عِرف أزاي يمتلكها بدون أدنى مُقاومة منها تُذكر، بالعكس .. في بعض اللحظات إتفاجئت بنفسها بتتجاوب معاه، لحد مـ بقت قُدام ربنا مـ.ـر.اته فعلًا مش قولًا و بس!
• • • • •
صحيت هي من النوم الأول، كان لسه نايم على بطنُه وضهره العريض في مواجهتها، إتأملت ملامحُه الرجولية الوسيمة جدًا، عيون مُحاطة برموش كثيفة و لو فتحهم هيكشف عن لون زيتوني بديع، أنف حاد مع شفايف حادة مرسومة، و شعرُه كان إسود زي اليل كثيف لدرجة إن جالها رغبة في إنها تغمر أناملها الرقيقة في شعرُه بس خافت يصحى، حاولت تقوم فـ تآوهت بألم و هي حاسه بو.جـ.ـع رهيب جواها، و ده لإن ساعات رغبتُه كانت بتلغي أي ذرة عقل فيه و يقسى شوية عليها، مقدرتش تقوم فـ إستسلمت و فضلت نايمة جنبُه لابسة قميصُه اللي هو بنفسُه ساعدها تلبسه، غمضت عينيها و في جزء جواها بيأنبها على إستسلامها المُخزي ليه، إلا إن جانب تاني بيقولها إن ده جوزها، و إن اللي حصل طبيعي، خدت نفس عميق حاسة إن عقلها هينفجر، لحد م حسِت بتململُه و إنه على وشك يصحى، فـ مثلت النوم بسُرعة عشان تعرف هيعمل إيه، إتفاجئت بيه بيمسح على شعرها و بيبـ.ـو.س جبينها!!! إتصدmت، و لولا إنه قام يدخل الحمام كانت فتحت عينيها بدهشة، ده مسح على شعرها! ده عمل نفس الحركة اللي أبوها زمان كان بيعملها، و مش بس كدا ده كمان طبع قبلة على جبينها، إبتسمت بإتساع و إستنتُه لحد م يطلع، لما طلع حاولت تتعدل في قعدتها إلا إن غـ.ـصـ.ـب عنها تآوهت بألم، فـ قرّب منها و و قعد قُدامها و هو بيبُص على جـ.ـسمها بيتأكد إنها كويسة:
- مالك؟
تمتمت بخجل:
- موجوعة شوية!
و فركت صوابعها من كُتر الخجل، إتنهد و هو عارف إن في بعض اللحظات مكانش رقيق معاها و على العكس تمامًا، فـ قال بنفس نبرتُه الهادية:
- عايزاني أساعدك في حاجه؟ أسحَّمك؟!
رفضت مُسرعة بشكل قاطغ و الخجل بيتملك منها أكتر:
- لاء لاء!! أنا هقوم و هبقى كويسة!!!
حط إيدُه تحت ركبتها و التانية على ضهرها و شالها بحذر، ضمها لصدره و دخل بيها الحمام و نزلها بهدوء على أرضية الحمام، فـ بصت في الأرض و إيديها بتترعش كعادتها، مسك إيديها و قال و هو بيبُص لعنيها:
- ليه إيدك بتترعش على طول؟
قالت بحُزن:
- لما كشفت قالولي ضعف في الأعصاب وأنيميا!!
بَص لـ وشها و رجع بَص لإيديها اللي بين إيديه، و مشي بإبهامه على جلد كفها للحظات، و بعد عنها شوية ظبطلها الماية الدافية في البانيو و قفلُه عشان يملى، و بصلها و قال بهدوء:
- أقعُدي في البانيو و هتحسي إنك أحسن!!
أومأت بـ وداعة، فـ قال و هو بيبعد خصلة ثائرة ورا ودنها:
- لو إحتاجتي حاجه إندهيلي!!
- حاضر!
قالت و هي عارفه إنها مُستحيل هتندهلُه! فـ طلع من الحمام و قفل الباب وراه، حررت هي أزرار قميصُه اللي خلت ريحتُه مُلتصقة في جـ.ـسمها، و نزلت في البانية بتإن بألم و الماية بتغمُر كل جزء في جـ.ـسمها، رجّعت راسها لورا و حسِت بإسترخاء حقيقي، لما حسِت إنها بقت كويسة قامت، إغتسلت و لفت حوالين جـ.ـسمها فوطة و خرجت، لقتُه واقف في البلكونة بيشرب سيجارة مديها ضهرُه، خدت لبسها وطلعت تغير في أوضة تانية من خجلها، و لما خلّصت طلعت من الأوضة فـ لقتُه قاعد على السرير باصص قُدامُه بشرود، راحت و قعدت جنبُه بتلقائية، فـ بصلها وقال:
- بقيتي أحسن؟
- الحمدلله!
قالت بهدوء، فـ أوما براسُه و قال:
- هنقعد يومين هنا، و هنرجع القصر، هترجعيه مراتي مش خدّامة!!
- و مامتك؟!
قالت بـ توجس، فـ هتف بحدة:
- حاجه متخُصهاش!! مش مُهتم أساسًا بموافقتها!!
لما بيتعصب، بتحس بـ إن في بركان على وشك الإنفجار، سكتت تمامًا بتُدرك إنها لسه بتخاف منُه، بصلها و قال بضيق:
- سيرتها متتجابش بينا!
- حاضر!
قالت بخفوت و هي باصّة لصوابعها، تأمل جمالها النابع من رقتها و براءتها، هي فعلًا بريئة مكانتش بتمثل، بريئة لدرجة إنه حاسس إنها لسه طفلة خام مش فاهمة ولا عارفة حاجه!! غمّض عينيه و هو بيعترف إنه لأول مرة يجرب النوع ده من البنات، نوع نضيف .. بِكر زي ما بيقولوا! و الغريبة إن البريئة الطفلة اللي جنبه كانت مخلياه في أسعد لحظات حياته و هي في حُضنه و من غير أي مجهود منها!! كُل ده كان بيدور في عقلُه لحد م نطقت برفق:
- تحب تفطر إيه؟
- هطلُب فطار و غدا، متتعبيش نفسك!
قال بهدوء، فأومأت و مجادلتوش، رفع أناملُه و تحسس وشها الناعم زي بشرة الطفل، و همس بصوته الرجولي ذو البحة المميزة:
- إنتِ ليه جميلة كدا؟
مقدرتش تنطق، كل اللي عملتُه إنها سندت راسها على صدرُه وحاوطت خصرُه بأرق حُضن كان ممكن يتخيل إنه يتحـ.ـضـ.ـنه في حياتُه، حُضن كانت عايزه تحـ.ـضـ.ـنهولُه من أول ما مسح على شعرها زي أبوها و باس راسها، حاوط جـ.ـسمها بدراعُه و مسح على شعرها تنازليًا، فـ رفعت راسها و همستلُه بخفوت و هي بتمسح بإبهامها على دقنُه:
- اليومين اللي مشيت فيهُم، كُنت فين؟
بصلها بهدوء، و إلتقط قُبلة من كرزتيها و همس بنفس طريقتها:
- في الڤيلا و فـ شُغلي!!
- ليه مشيت وقتها؟
قالت و الحـ.ـز.ن إتغلغل لنبرتها، فـ قال برفق:
- هتصدقيني لو قولتلك إني خوفت عليكي؟ كنت عارف إنك كنتي كارهاني وقتها، و أنا مكُنتش هقدر أستحمل إننا نبقى تحت سقف واحد و ملمسكيش! و في نفس الوقت مكُنتش عايز أخدك بالعافـ.ـية! لإن مش زين الحريري اللي يُجبر واحدة تبقى معاه في السرير! عشان كدا سيبتك يومين تهدي!
سندت راسها على صدرُه، و همست حزينة::
- كُنت كل ما أقوم من النوم و ألاقي إنك لسه مجيتش أنام تاني!
- كُنت واحشك؟
قال مُبتسم بغرور، فـ إبتسمت هي كمان و قالت:
- لاء مش قصة واحشني .. بس مكُنتش حابة أقعد لوحدي!!!
رفع أحد حاجبيه من إجابتها اللي مرضتش غرورُه، و قرص أرنبة أنفها و هو بيقول:
- لا والله؟
- ممم!!
غمغمت مُبتسمة، فـ زقّها على السرير لـ ورا فـ شهقت بخضة و هو مُطل عليها بجـ.ـسمُه العريض و بيقول بحدة:
- إنتِ أد اللي قولتيه ده!!!
إنكمشت بخوف و قالت:
- زين!!!
أنامله إمتدت لمعدتها و بدأ بدغدغتها فـ تعالت ضحكاتها بتترجاه يوقّف:
- زيــن!!! زيــن كفاية عشان خاطري مش قادرة، خلاص كنت واحشني كفاية بقى!!!
قالت وسط ضحكاتها اللي خلتُه يحس إن روحه بتنتعش، وقّف دغدغة و إبتسم و ميّل عليها مُلتقطًا شفتيها بقُبلة نهِمة!!!
• • • • • • •
دخَل الڤيلا ماسك إيديها، الخدm بصوا بإستغراب و صدmة و ريَّا اللي كانت نازلة من على السلم بصتلُهم بذهول و هي بتمتم و عينيها مُثبتة على إيديهم:
- إيـه ده! إيـه الـلـي بيـحصـل!!!
إعتلت وشُه إبتسامة صفراء، و مشي ناحية أمه و مـ.ـر.اته في إيدُه و بصوته الجهوري:
- كُـــلـــه يــجــمــع هــنـا قُــدامــي!!!
و بالفعل إجتمع الخدm مُتراصين امامه، بصلهم بهدوء و قال مُبتسم:
- أنا إتجوزت يُسر إمبـ.ـارح! و بقت على إسمي! يُسر الحريري!!!
البعض شهق مصدومًا، و البعض ناظرها بحقد، و الوحيدة اللي إبتسمت بفرحة كانت رحاب، ريَّا إتجهت ناحيته و صرّخت في وشُه:
- يعني إيه!!!! يعني إيه تربُط إسم عيلة زي عيلة الحريري بواحدة خدامة متسواش حاجه!!! رُد عليا يا زين يعني إيه اللي بتقوله ده!!!!!
إختبئت خلف ضهرُه، و مسكت في دراعُه، الحقد نبع من عينيه و هو بيبُصلها بقسوة و بيقول بنبرة اقسى:
- زي ما سمعتي، و مبقتش خدامة، بقولك بقِت حــرم زيــن الحــريــري!!!
بصتلُه ريَّا و عينيها حمرا من شـ.ـدة الغضب، و إتحولت عينيها من على زين لـ يُسر و صرّخت فيها:
- وقّعتيه إزاي يا بــنــت الـكـلـب!!!!
- ريَّــــا!!!!!
هدر في وشها بحدة وهو بيجيب يُسر ورا ضهرُه، يُسر اللي دmـ.ـو.عها نازلة من الإهانة اللي بتتعرّضها، إلا إن رد زين عليها أثلج صدرها لما هدر بقوة:
- كـلامـك مـعـايـا!!! و مش مرات زين الحريري اللي تتشتم بأبوها!! إعملي حسابك إن أي إهانة هتتوجلها يبقى كإنك بتوجهيها ليا، و إنتِ عارفة كويس إني مبسامحش في أي إهانة تتوجهلي!!!
غمّضت عينيها لما سحبها وراه لجناحُه، كانت بتمشي وراه و الرؤية متشوشة قُدامها من دmـ.ـو.عها، دخلوا الجناح و رزع الباب فـ إنتفض جـ.ـسمها، قعدت على السرير و عينيها الدامعة بتراقب تحرُكاته، كان بيروح و ييجي في الأوضة لدرجة إنُه مسك كوباية إزاز خبطها في الحيطة، إرتعش جـ.ـسمها و بصتلُه برهبة، وقف قُدام الحيطة وخبط بكفُه بقسوة عدة مرات و هو بيصـ.ـر.خ:
- بــكــرهَّـا!!!!! بــكــره وجــودها!!! بــكــره ريـحـتـها!! نــفَــسـهـا مـبـقـتـش طـايـقُـه!!!
قامت وقفت قُدامه مصدومة بتحاول تستوعب الحالة اللي هو فيها، قرّبت منُه بسُرعه و مسكت كفُه اللي إتجـ.ـر.ح قربتُه لصدرها و باستُه بحنان و رجعت حاوطت وشُه بإيدها التانية و قالت برفق:
- ششش إهدى .. إهدى يا حبيبي!
مسحت على وشُه برفق و صوت نفَسُه العالي حسسها إنها واقفة قدام بُركان، قرّبت منُه وقبّلت جانب ثغرُه و سندت أنفها على وشه مغمضة عينيها و قالت بحنان:
- إهدى!!
غمّض عينيه، و لأول مرة في حياتُه يحِس بحد بيحتويه للدرجة دي! هو عاش طول عُمرُه محروم من حنان الأم اللي كانت أنانية نرجسية مبتفكرش في حد غير في نفسها وبس!
قُبلتها، تربيتها على وشُه بحنو، و بشرتها الرقيقة المُلتصقة بـ خشونة بشرتُه، صوتها الهامس الأنثوي و هي بتحاول تهديه، عوامل خلتُه يهدى تمامًا، زي الطفل بين إيديها، لدرجة إنها خدتُه من إيده و قعدتُه على السرير، قعدت على ركبتها عشان تقلّعُه الشوز فـ مسك دراعها و قال بصوت مُنهك:
- قومي يا يُسر .. بتعملي إيه!!
- عايزه أقلّعك الجزمة! ينفع؟
قالت وهي بتربت على كفُه اللي ماسك دراعها، فـ مسح على خدها برفق وقال:
- مكانك مش تحت رجلي يا يُسر!!
قالت مُبتشمة:
- م أنا عارفه يا زين! بس أنا عايزه أعمل كدا!
و بالفعل بدأت تقلّعُه الجزمة، و رجعت قعدت جنبُه، حررت أزرار قميصُه بهدوء و فتحتُه، و قالتلُه بخجل:
- هحضّرلك الحمام لحد م تغير هدومك!
- طب م تكملي جِميلك!
قال و هو بيلف شعرها حوالين إصبعُه، نفت براسها و قالت بخجل:
- لاء مش هينفع بقى كفاية كدا!!!
و قامت حضّرتلُه الحمام، فـ غيّر هدومه و دخل الحمام لقاها جوا بتولعلُه شموع، إبتسم و حـ.ـضـ.ـنها من ضهرها دافن أنفُه في رقبتها، إبتسمت بإرتباك فـ قال بهدوء:
- بتولّعيلي شموع كمان!
قالت مُبتسمة:
- أيوا، عايزاك تقعد في البانيو و تريّح أعصابك شوية!
أخد نفس عميق و قال بشرود:
- أعصابي مش هترتاح غير و إنتِ في حُضني!
إبتسمت و حطت إيديها على دراعُه اللي مليان عروق وقالت:
- م أنا في حُضنك أهو!!
تسللت إيديه لمعدتها بتدغدغها فـ ضحكت و قال بخبث:
- ده حُضن ع الماشي! أنا عايز الحُضن التاني!!
قالت و سط ضحكتها:
- هروح أغيّر هدومي و إنت خُد الشاور!!
و وقفت على أطراف أصابعها و باستُه برقة على خدُه و مشيت، فـ إتنهد و هو حاسس إن إحتياجُه ليها مبيقلش بالعكس بيزيد!
• • • • •
غيّرت هدومها لـ قميص باللون الإسود حريري و فوقُه روب واصل لرُكبتها، طلع هو من الحمام لقاها بتلملم الإزاز، فـ قال بضيق:
- سيبيهُم يا يُسر!!!
بصتلُه بإستغراب و قالتلُه:
- هلمُهم على طول!
- هبعت حد يلمُهم!
قال بإنزعاج، فـ غمغمت:
- مش محتاجة يعني يا زين!!!
- يُسر قولتلك سيبي الإزاز!! ولا مش قادرة تنسي إنك كُنتِ خدّامة هنا!!!!
يُتبع♥
↚
- يُسر قولتلك سيبي الإزاز!! ولا مش قادرة تنسي إنك كُنتِ خدّامة هنا!!!!
رمى جُملته في وشها زي القُنبلة الموقوته، إتصدmت من كلامُه، و رفعت وشها بتبصلُه بذهول، أدركت الجُملة بعد لحظات و أدرك هو صعوبة اللي قالُه بعد لحظات مُماثلة، إبتسمت بألم و هي بتكمل لملمة الإزاز وقالت:
- و دي حاجه تتنسي؟!
و رمت الإزاز في الباسكت، إتجهت للسرير و نامت على طرفُه بهدوء مديّالُه ضهرها، حاسة بقلبها بينزف، و روحها مميّلة لقُدام من شـ.ـدة الألم اللي حاسه بيه!
ضلِّم الأوضة و لأول مرة في حياتُه ينـ.ـد.م على حاجه قالها، غمّض عينيه لما قعد على السرير مميِّل لقُدام، مشبك صوابعه في بعض بيسب نفسُه في سرُه على اللي قاله، و بعد دقايق إستلقى على السرير و لَف لـ ضهرها اللي في مواجهتُه، مسك دراعها برفق وشـ.ـدّها عشان تبقى قُريبة منُه و لفها في مواجهته فـ بصتلُه بعيون خالية من المشاعر، مسح على شعرها و وشه قريب جدًا من وشها، همس قُدام شفايفها وقال:
- متزعليش، مكنش قصدي أقول اللي قولتُه ده!!
قالت بهدوء:
- مش زعلانة! بس تعبانة و عايزه أنام!
إتنهد و همس:
- و أنا تعبان و عايزك!!!
قبل ما تنطق كان بيلتهم شفايفها بـ قُبلة رقيقة مُشتاقة، مقدرتش تبعدُه لإنها عارفة إنه محتاجها، مقدرتش تو.جـ.ـعُه و تبعدُه عنها زي ما و.جـ.ـعها و بعّدها عنُه بجُملة مكانش قاصدها زي ما بيقول!!
• • • • •
صحيت يُسر حاسه بعطش شـ.ـديد، بصتلُه و هو نايم بعُمق، فـ مسحت على خُصلاته برفق، و قامت لبست الروب بتاعها و خرجت من الغرفة لمطبخ الجناح ملقتش فيه مايه ساقعة فـ إضطرت تنزل للمطبخ الرئيسي، الڤيلا كانت ضلمة جدًا، فـ بصعوبة وصلت للمطبخ و فتحت أنوارُه و مافيش أي حد فيه كلُهم كانوا نايمين، فتحت التلاجة و طلعت إزازة مايه ساقعة، شربت بعَطش رهيب ، إلا إن جـ.ـسمها إتنفض والإزازة وقعت من إيديها لما سمعت صوتها القاسي بيقول:
- نازلة بتتمشي في الڤيلا و لا أكنها ڤيلة أبوكي!!!
بصتلها بهدوء و مرَدتش، جابت الإزازة من على الأرض و غطتها ودخلتها التلاجة تاني، و عدت من جنبها عشان تمشي من المطبخ إلا إنها لقت قبضة على ذراعها بكُل قسوة بتغرز ضوافرها فيها و بتقول بحدة:
- مش أنا بكلمك يا زبـ.ـا.لة إنتِ!!!
بصتلها يُسر بتحاول تتحامل على ألم دراعها و قالت بهدوء:
- حضرتك عايزه إيه؟!
زقتها ريَّا على الرُخامة فـ تآوهت يُسر بألم من حرف الرُخامة اللي إرتطم بضهرها، عشان بعدها تحِس بـ ألم أقوى من ألم ضهرها و هو ألم كلامها و هي بتقول بقسوة:
- إنتِ فاكرة إيه يا بت إنتِ؟ فاكرة إنه إتجوزك عشان حبِك؟ فوقي! زين إبني مبيعرفش يحب حد! ميعرفش حاجه إسمها حُب أصلًا! زين متجوزك عشان حلوة شوية! عشان شكلك و جـ.ـسمك! و أول ما هيزهق منك أوعدك إنه هيرميكي بطول دراعُه و هيسيبك جنب أوسـ.ـخ حيطة!!!
بصتلها بعيون مافيهاش ذرة شعور، حاطة إيديها على ضهرها، إتعدلت في وقفتها و مرّدتش عليها بل سابتها ومشيت، طلعت على السلم درجة درجة و بتفكر في كلامها، هي عارفه إنه محبهاش، جايز يكون فعلًا متجوزها رغبة مش أكتر ، إتنهدت و دخلت الجناح و الألم العاصف بضهرها مش بيخِف أبدًا، نامت على السرير بصعوبة بتبُصله بألم، و خايفة يكون فعلًا مبيحبهاش، قرّبت منُه و حطت راسها على صدرُه العاري محاوطة خصرُه، صحي على حُضنها ليه فَ مسح بإيدُه على ضهرها، أنِّت هي بألم فـ غمغم بإستغراب بصوته الناعس:
- في إيه؟!
قالت و أنفاسها عالية من شـ.ـدة الألم:
- مافيش حاجه! إتخبطت في ضهري بس!!!
قام قعد نُص قعدة و قالها بضيق:
- إتخبطي إزاي يعني! لفي!!
نفت براسها و قعدت قُصاده و قالت بخجل:
- لاء مافيش داعي أنا كويسة!!!
- لفي يا يُسر!
قال بحدة، فـ إتنهدت و لفت مديالُه ضهرها و هي قاعدة، رفع القميص لقى كدmة حمرا خلتُه يتصدm، تحسسها برفق و قال بحدة:
- دي بقت كدmة! مبتاخديش بالك من نفسك ليه يا يُسر!!!
قالت بحُزن:
- اللي حصل حصل يا زين خلاص!!
زفر بضيق و فتح دُرج الكومود خرّج منُه مرهم للكدmـ.ـا.ت، رفع القميص تاني و مسكُه بإيد و بالإيد التانية فضّى القليل على الكدmة و وزّعُه بصُباعه برفق عشان متتو.جـ.ـعش، لحد م جلدها إمتصُه، نزل القميص و سند دقنُه على كتفها بيمسح على طول دراعها و بيقول:
- خُدي بالك بعد كدا!!!
أومأت بهدوء، فـ تسائل:
- إيه اللي نزلك المطبخ أصلًا؟!
- كنت عطشانه!
قالت بهدوء، فـ ضمها لصدرُه من ضهرها و قال برفق:
- ماشي!
و إسترسل فارد رجلُه حوالين رجلها:
- خليكِ نايمة كدا بقى عشان ضهرك!!
قالت بخجل:
- لاء لاء!! هنام على بطني و مش هيوجـ.ـعني إن شاء الله!
إبتسم على خجلها و قال بهدوء:
- خلاص اللي يريحك!!
و بعّد إيدُه عن جـ.ـسمها فـ قامت بحذر و نامت على بطنها، خافت روب القميص يتحرك فـ قالت لـ زين اللي كان بيراقب كل تفصيلة صغيرة بتصدر منها:
- زين مُمكن تغطيني؟
إبتسم و فرد الغطا على جـ.ـسمها، سند بـ مرفقه على السرير جنبها و حط راسه على كفُه المقفول و غلغل أنامله بشعرها و هو بيقول:
- لسه مكسوفة مني!!!
شعرها كان على وشها بمنظر خلّى قلبُه يدُق دقات عنيفه، و إبتسامتها و هي بتقول:
- محسسني إننا متجوزين من عشر سنين!! أكيد بتكسف أنا ملحقتش!!!
مرَدش عليها و مسح على خدَّها و قال بفتون:
- جايبة الجمال ده منين؟!
كانت هترُد إلا إنها شردت بحُزن و تمتمت:
- مكنش ده رأيك من أسبوع، قولتلي لو شوفتني قدامك عريانة .. مش هتبُصلي!!
قرّب منها وباس راسها و تنهد، و مسح على ضهرها من فوق الغطا و هو بيقول:
- كلام يا يُسر! كنت بكدب عليكِ، من أول لحظة شوفتك فيها .. شـ.ـدتيني!!!
- طب ليه كل مرة كنت مصمم تو.جـ.ـعني بكلامك!!
قالت بحُزن لدرجة إن عينيها لمعت بدmـ.ـو.ع مكبوتة، فـ قال بهدوء:
- مش يمكن عشان أنا أصلًا موجوع!!
قالت بلهفة:
- مين و.جـ.ـعك؟!
- يلا يا يُسر عشان تنامي!
قال و هو بيمسح على شعرها، و طفى ضوء الأباچورة اللي جنبُه، فـ إتنهدت و غمغمت بلُطف:
- أُحـ.ـضـ.ـني!!
إبتسم و هو حاسس إن بنتُه اللي نايمة جنبُه، حـ.ـضـ.ـنها فعلًا من ضهرها و قبّل كتفها العاري و خلف رقبتها بعد ما جمّع شعرها كلُه على هيئة كعكة، لما إتأكد إنها نامت نام هو كمان .. بس الخوف اللي في قلبُه من إنه يتعلق بيها أكتر من كدا منامش!
• • • • •
- قوليلي .. حاسه بإيه دلوقتي؟
قال و هو واقف قُدام المرايا بيشمّر عن قميصُه الأبيض المُلتصق بـ عضلاتُه، زمت شفتيها بحُزن و قال بضيق:
- زعلانة!!!
لفِلها و قال بإستغراب:
- ليه مالك؟
هتفت حزينة:
- ملحقتش تقعد معايا يا زين!
إبتسم و قرّب منها، مسك دقنها و رفع وشها ليه و ميّل طبع قبلة على شفتيها و هو بيهمس أمام وشها:
- شُغلي يا يُسر! بحبُه و مقدرش أعيش من غير ما أشتغل!
- بتحبني؟!
قالت بتلقائية بريئة، إتصدm من سؤالها! بتسألُه ليه دلوقتي! بتسألُه سؤال هو نفسُه ميعرفش إجابتُه، سِكت، معرفش يقولها إيه، هو عارف إنه مبيحبهاش لإنُه متأكد إن قلبُه إسود مبيحبش حد، هو متجوزها جواز رغبة، رغبة فيها و الرغبة مينفعش معاه تبقى حُب!!!
إرتجف بؤبؤ عينيها و هي بتبُصله وسكوته خلّاها تعرف الإجابة، قامت وقفت قُدامُه و قالت و الحُزن كلُهم متشكل على ملامحها:
- طب ليه إتجوزتني؟!
- يُسر أنا هتأخر!
قالها و هو بيمشي من قدامه إلا إنها مسكت دراعُه و قالتلُه بإنكسار:
- مش هعطّلك! أنا عايزة إجابة على السؤال ده و هسيبك تمشي!!
بصلها بضيق و قال:
- يعني إيه إتجوزتك ليه يا يُسر؟! الناس بتتجوز ليه؟
قالت بألم:
- عشان بيبقوا حابين بعض!!
قال ساخرًا:
- إنتِ فاكرة إن السبب اللي بيخلي أي إتنين يتجوزوا هو الحب؟
أومأت دون رد، فـ قال بهدوء:
- عشان بريئة .. أسباب كتير تخلي أي إتنين يتجوزوا!
- طب قول متجوزني ليه!
قالت و في نبرتها رجاء يجاوب! فـ قال بهدوء:
- إتجوزتك عشان مش عايز أوسّخك! مش عايز أعمل معاكِ حاجه غلط!!!
جحظت بعينيها بتترجم كلمـ.ـا.تُه، فـ قالت مصدومة:
- رغبة يعني؟!
- أيوا يا يُسر!
قال و هو بيتأمل صدmتها اللي على وشها، فـ تمتمت بصوت بيرتعش:
- مبتحبنيش يعني؟
- أنا مبحبش حد!!
قال بكل برود مش واعي لأثر كلمـ.ـا.ته على قلبها، نزلت إيديها من على دراعُه و قعدت على السرير، و أومأت براسها شاردة في نقطةٍ ما:
- تمام!!!
بصلها للحظات، و مشي! مشي و هو مُتأكد إن اللي قالُه ده هو الصح حتى لو و.جـ.ـعها، دي الحقيقة و الحقيقة مينفعش تو.جـ.ـعها!
• • • • •
نزلت على السلم بعد م لبست عباية تشبه عباية الإستقبال، و سايبة شعرها، مافيش تعبير على وشها غير الجمود، قعدت على السفرة لما خدامة من الخدm قالتلها إن الفطار جاهز، كانت ريّا بتترأس السُفرة و بتاكل من غير ما تبُصلها، أكلت يُسر هي كمان و مبصتلهاش، لحد ما قطعت ريَّا الصمت و قالت:
- مالك يا عروسة! إبني مزعلك ولا إيه! قوليلي لو مزعلك مش هسكُت .. هروح أشكُره!
قالت ساخرة في آخر كلمـ.ـا.تها، فـ بصتلها يُسر و إصتنعت الإبتسامة:
- متقلقيش يا حمـ.ـا.تي!!! إبنك معيشني في هنا!!
- موقتًا!
قالت بجمود و هي بتاكل بهدوء، فـ بصت يُسر لطبقها بضيق، كملت ريّا مُبتسمة:
- هيزهق منك قريب، و هيرميكي!!!!
حسِت إن كلامها حقيقي خصوصًا لما إعترف النهاردة إنه متجوزها رغبة و الرغبة تنطفئ، و الشوق يخمد، و اللهفة تتلاشى، لمست ريّا في يُسر نقطة واجعاها أساسًا، مقدرتش يُسر تتحمل كلامها و سابت الأكل بعد م أكلت يادوب معلقتين و قامت!
طلعت جناحها و من غير م تحس إنهارت في العـ.ـيا.ط، إترمت على الأرض و خبطّت بإيديها مُنهارة في البكاء و الصراخ بتحمد ربنا إن جناحه عازل للصوت، عـ.ـيا.ط مُستمر مش قادرة تتحكم فيه، ساعة ورا التانية لحد م نامت مكانها، نامت لساعات بتهرب من واقع واجعها، دخل زين بالليل بعد م رجع من شغلُه، و لاقاها على الحالة دي، نايمة على الأرض خُصلاتها مبعثرة و إرتجافة صغيرة تضـ.ـر.ب جسدها بين الحين و الآخر، إتخض و ميّل عليها شالها بين إيديه، حطها على السرير فـ صحيت و لما أدركت إنه قريب منها بعدت عنُه بتزحف لورا لآخر السرير، إستغرب و قال:
-إيه اللي كان منيمك على الأرض؟ و بتبعدي عني ليه؟!
- ولا حاجه!! بس .. إتخضيت!!
قالت و هي بتبصلُه بتـ.ـو.تر، فـ هتف بهدوء و هو بيفتحلها دراعُه:
- طب تعالي!!!
نفت براسها و لأول مرة ترفض حـ.ـضـ.ـنُه، و قالت بهدوء:
- هقوم أغيّر عشان العباية دي خـ.ـنـ.ـقاني أوي!
و قامت بالفعل مُتهربة من حُضن مش هتحس فيه غير برغبتُه ناحيتها، إستغرب و نزل أيده، مش هينكر إنه إدايق، لاء ده إتعصب!، غيّر هو كمان قميصُه و ظل عاري الصدر مع بنطال قطني، قعد على الكنبة و أشعل سيجارتُه، لحد ما طلعت هي من غرفة تبديل الملابس لابسة بيچامة كارتونية مُحتشمة، إبتسم لما شافها فـ بادلتُه إبتسامتُه وقال بطفولية:
- والله إتبسطت لما شوفتها في الدولاب، مكُنتش أتخيل إنك هتجيبلي بيچامة زي دي!!
قال بلُطف:
- شوفتك فيها مش عارف ليه!!
إبتسمت و إتجهت ناحبة السرير و نامت عليه، فـ إتضايق و ضلِّم الأوضة، نام على الطرف التانية وشـ.ـدها من معدتها لصدرُه فضهرها أصبح مُلاصق لصدرُه، غمضت عينيها و قالت بهدوء:
- نعسانة أوي يا زين!
قال بهدوء:
- م أنا عارف .. هسيبك تنامي!!!
ضمت إيديها وحطتها تحت وشها، لملم هو شعرها الطويل كعكة عشوائية و ثبّت أنفُه على تجويف عنقها بيستمتع بـ ريحتها، حَس إنها نامت فـ قال مُبتسم:
- في حد ينام بالسرعة دي!
• • • •
صحيت من النوم بتفرُك عينيها بنعاس أثر النافذة المفتوحة و الشمس بضوءها القوي داعب عينيها، بصت لـ زين اللي كان واقف قدام المراية بـ شورت طويل باللون الإسود يشبه المايوه الرجـ.ـالي، بيُنثر عطرُه الفخم، فـ قالت بإستغراب:
- إنت رايح فين؟
لفِلها و قال بإبتسامة:
- هننزل البسين! يلا قومي مش عايز كسل!!!
فردت إيديها جنبها بـ نعاس حقيقي و قالت بنبرة مُتضايقة:
- بسين إيه دلوقتي!! ده أنا نعسانة نعس!!!
ولإنها كانت مغمضة عينيها مخدتش بالها إنه مشي ناحيتها و بسُرعة كان شايلها بين إيديه!!! صرّخت بخضة و إتشبثت في عنقه مواجهة لصدره العاري، إبتسم قُدام وشها المخضوض و قال:
- قولتلك قومي بمزاجك .. مقومتيش، يبقى تقومي غـ.ـصـ.ـب عنك!!
سندت راسها على صدرُه و قالت برجاء:
- زين أنا نعسانة، سيبني أنام شوية و لما أقوم ننزل البسين!
مشي بيها كإنها مبتتكلمش، دخل أوضة تبديل الملابس واللي كانت مليانة خزانات لبس كتير جدًا، راح نِحية دولابها و نزلها وقّفها قدامه محاوط خصرها بإيد و الإيد التانيه فتح الدولاب، فـ ضـ.ـر.بت بقدmها في الأرض عدة مرات من عِندُه، إتصدmت من كم لبس السباحة اللي جايبهولها، و كلهم مايوهات متليقش بيها .. كلهم بكيني!! شهقت و بعدت خطوتين فـ إلتصقت بصدرُه أكتر و قالت:
- مستحيل ألبس قلة الأدب دي!!!
خرّج مايوه إسود one piece، فـ لفتلُه وقالت مصدومة:
- زين إنت واعي للي بتعملُه؟! إزاي هلبس مايوه زي ده قُدام الحرَس بتوعك و الناس اللي في القصر!!!
رفع أحد حاجبيه و قال ساخرًا:
- شايفاني بقرون؟
و إسترسل:
- أولًا هتنزلي بيه فوقيه روب شتوي مش هيبان منك حاجه يعني محدش من القصر هيشوفك! ثانيًا الحُراس واقفين برا الڤيلا عينيهم مبتجيش جوا الڤيلا و لو ده حصل هطلّع عينُه في إيده و أنا واثق إنه مش هيحصل! ثالثًا أنا لو شاكك إن في حد هيشوف بس طرَفك كدا مكُنتش هخليكي تلبسيه!
إطمنت شوية لكلامُه، إلا إنها قالت بخجل:
- طب و إنت بقى! إنت فاكر إنه عادي بالنسبالي ألبس قلة الأدب دي قُدامك؟!
قال بخبث:
- لاء أنا جوزك لو قعدتي مـ.لط قُدامي عادي!!!
- زيــن!!!
قالت بضيق، فـ إبتسم و ناولها المايوه فـ كانت هتاخدُه إلا إنه بعُده عن إيديها و قال بمكر:
- طب م أساعدك؟
- كمان!!
قالت مصدومة و شـ.ـدتُه من إيديه و حطته ورا ضهرها و قالت بضيق:
- يلا إطلع برا!!!
- بتطرُديني؟!
قال بيمَثِل الدهشة، فـ أومأت بغضب طفولي، فـ قرَص أرنبة أنفها و طلع فعلًا، قفلت الباب وراه و بصِت للمايوه و هي بتقول:
- هلبسُه إزاي ده دلوقتي؟
خرجت بعد رُبع ساعة مش عارفة تغطي إيه ولا إيه، هي في الحقيقة لبستُه في خمس دقايق وباقي العشر دقايق بتفكر فيهم هتطلع إزاي!، حاولت تقنع نفسها إنه جوزها و إنه عادي يشوفها كدا، لحد م خرجت فعلًا و وشها كلُه ألوان، لقتُه قاعد على الكنبة مستنيها و في إيدُه سيجارة، أول ما شافها صفّر بإعجاب و قام وقف قُدامها و عينيه بتمشي على جـ.ـسمها، كانت هتعيّط و رفعت إيديها عشان تحُطها على عينيه اللي بتاكلها إلا إنه مسك إيديها بإيده الفاضية و قال بتحذير:
- بتعملي إيه!!
- متبُصش!!
قالت غاضبة، فـ قال بخبث:
- بحاول .. مش عارف!
سابها و دخل أوضة تبديل الملابس و أخد روب تقيل جدًا باللون الإسود، فـ لفِتلُه عشان و هو جاي ميشوفهاش من ضهرها، راح ناحيتها وحط السيجاره بين شفايفُه و مسك الروب لبسهولها فـ لبستُه بسُرعة، ربط رُباطُه بإحكام وبعد خطوتين و هو بيشيل السيجاره و بينفث دخانها بعيد عن وشها و بيبصلها بتدقيق، مسك دراعها ولفّها شوية فـ بصتلُه بإستغراب بينما هو قال مُتضايقًا:
- ضيَّق من ورا!!
قالت مستغربة:
- إيه المُشكلة كلهم في القصر ستات!
قال بحدة:
- بقولك ضيَّق .. حتى لو كلهم نسوان!!!
قالت بضيق:
- نسوان!
وضـ.ـر.بت كف على آخر، فـ قال بضيق أكبر:
- إلبسي فوقيه عبايه مفتوحة!!
قالت مصدومة:
- هيبقى شكلي معفن أوي يا زين!!
- مش مهم!!
قال و هو بيتجه لـ أوضة تبديل الملابس و أخد عباية من عبايتها السودا المفتوحة، و لبسهالها فوق الروب، فـ قالت و هي بتحاول تسيطر على ضحكتها:
- زين شكلي بشع والله!! طب م أقلع الروب بقى و أقفل كباسين العباية وخلاص!!!
- قال بحدة:
- و هنبقى عملنا إيه م هي هتفضل ضيّقة من ورا بردو!!!
مسك إيديها و لفّها فـ زفر بإرتياح لما لاقاها مش مبينة تفاصيل جـ.ـسمها، و رجع لفها ليه تاني و قال مبتسمًا:
- كدا كويس، يلا تعالي!
ومسك إيديها وخرج من الجناح و هي وراه، نزلوا من على السلم و كل العبون حواليهم و أولهم ريّا اللي كانت قاعدة بتتسوق أونلاين و أول ما شافتهم وشها قلَب 180 درجة!، مكانش هامُه حد و قبل ما يخرج من الڤيلا ندَه على رحاب فـ جات بسُرعة فـ قالها بجمود:
- رحاب إقفلي ستاير الڤيلا كُلها! مش عايز حد يبُص برا الڤيلا و اللي هيبُص قوليلي على طول!!
أومأت رحاب و شرعت في تنفيذ أمرُه و قفلت الستاير بالفعل بإحكام، خرج من القصر و هي في إيدُه، وقفوا قُدام البسين اللي يُسر كانت خايفَه منُه، لفِلها زين و قال بهدوء:
- البسين عميق شوية هنا عشان أنا طويل! فـ خلي بالك!
خوِّفها أكتر، شال العباية من على كتفها فـ وقعت على الأرض، و بَص بعينيه لـ وراها و إتأكد إن الستاير كلها نازلة، حَل رُباط الروب و رجَّعه لـ ورا من عند كتفها فـ وقع جنب العباية، مسكت دراعُه وقالت برهبة:
- زين أنا خايفة!!
- متخافيش!!
قال بهدوء و ميّل عليها شالها بين إيديها و نزل على سلم البسين، حاوطت رقبتُه و هي فعلًا خايفه، و أول م الماية غمرت جـ.ـسمها مسكت في رقبتُه أكتر و قالت برُعب:
- زين إياك تسيبني!!!
إبتسم و مرَدش عليها، نزِل رجليها فـ إتشبثت برقبتُه أكتر و صرّخت:
- مش لامسة الأرض يا زين والله ما لامساها!!!!
لأول مرة يضحك من قلبُه بعد سنين! ضحك لدرجة إنها كانت هتُقع منها لولا إنها ماسكة في رقبتُه و محاوطها خصره برجليها بهلع، و عشان هي لأول مرة تشوفُه بيضحك فـ ضحكت معاه مُتناسية خوفها، لحد مـ بطّل ضحك و مسح على شعرها من قُدام بيبعدُه عن عينيها و قال و لسه الإبتسامة مرسومة على وشُه:
- م أنا عارف إنك مش لامسة الأرض، قولتلك البسين عميق جدًا!
- طب أعمل إيه أنا دلوقتي!!
قالت بحُزن!، فـ قال و هو منزل عينيها لرجليه اللي محاوطة خصره و قُربها الكبير منُه و قال:
- خليكي كدا!
إحمّر وشها و لكن بعد ثواني قالت بحماس:
- بقولك إيه!! نيمني على المايه كدا!!!
قال بإستغراب:
- إيه جُرعة الشجاعة اللي خدتيها في لحظة دي!!
قالت متحمسة زي الأطفال:
- طب يلا بس!!
و فردت رجليها و سابت إيديها شوية و لولا إنه ماسك خصرها كان زمانها إتسحبت لتحت، فـ قال بمكر:
- لاء إرجعي زي ما كُنتي عشان مسيبكيش تغرقي!!
قالت بمكر أكبر:
- سيبني و مش هغرق!!
و في لحظة كان ساب جـ.ـسمها فـ نزلت لتحت وبسُرعه رفعها فـ شهقت و فضلت تكُح محاوطة رقبتُه و هو بيبتسم و بيحرك إيدُه على ضهرها بهدوء، بصتلُه بضيق لدرجة إنها صرّخت فيه زي الأطفال:
- ليـه سيـبتني!!!
- إنتِ اللي قولتي!!
قال ببساطة، فـ رمقتُه بحُزن فـ هتف:
- يلا عشان أنيمك على المايه!!
إختفى حُزنها وفردت دراعها في الهوا تلقائي فـ ضحك ضحكة رجولية و شالها بين إيديه و نيّمها على المايه و هو لسه ماسكها غمّضت عينيها بإستمتاع و قالت:
- الــلــه!!!! شعور حلو اوي!!
و بالراحة إبتدى يبعد إيديه عن جـ.ـسمها، و تلقائيًا رفع عينيه للڤيلا و لبرا عشان يتأكد إن مافيش حد شايفها، و فعلًا مالقاش حد بيبُص، بصلها و رجع شوية و قال بخبث:
- فتّحي عينك كدا!
فتّحت عينيها لقِته بعيد عنها و مش ماسكها، فـ إبتسمت و قالت بفرحة:
- إيه ده إنت بعيد! يعني أنا نايمة على الماية لوحدي!!
- شوفتِ!
قال بإبتسامة، قلقت شوية فـ غمضت عينيها وقالت:
- متبعدش أوي!
- متخافيش!
قال و هو بيتجه لمكان بعيد عنها عشان يمارس أكتر هواية بيحبها و هي السباحة، إبتدى يعوم بمهارة فـ فتّحت عينيها و إبتسمت لما شافتُه بيعوم، و للحظة حسِت بحاجه بتسحبها لتحت، حتى الصريخ مكانتش قادرة تصرّخُه، موجة سودا بتبلعها لجوا و هي مُستسلمة تمامًا، و للحظة مشي شريط حياتها قُدامها، غمّضت عينيها و تساقطت دmعاتها و هي بتُدرك إن دي النهاية، زين مُنـ.ـد.مج في السباحة و مش واخد بالُه منها، و شوية الهوا اللي باقيين في رئتيها على وشك النفاذ، إستسلمت لمصيرها لكن أكتر حاجتين كان نفسها تعملهم تشوف جدتها .. و تُحـ.ـضـ.ـنُه قبل ما تمـ.ـو.ت! حُضن أخير!
يُتبع♥
↚
و للحظة حسِت بحاجه بتسحبها لتحت، حتى الصريخ مكانتش قادرة تصرّخُه، موجة سودا بتبلعها لجوا و هي مُستسلمة تمامًا، و للحظة مشي شريط حياتها قُدامها، غمّضت عينيها و تساقطت دmعاتها و هي بتُدرك إن دي النهاية، زين مُنـ.ـد.مج في السباحة و مش واخد بالُه منها، و شوية الهوا اللي باقيين في رئتيها على وشك النفاذ، إستسلمت لمصيرها لكن أكتر حاجتين كان نفسها تعملهم تشوف جدتها .. و تُحـ.ـضـ.ـنُه قبل ما تمـ.ـو.ت! حُضن أخير!
لحد م حسِت بإيد قوية محاوطة خصرها بتشـ.ـدها لـ فوق، و صوته بيصدح بإسمها، ضـ.ـر.بات خفيفة على وشها عشان تفوق و قلق بتمسُه لأول مرة في صوتُه، شفايفه اللي قرّبت من شفايفها عشان تمِدها بالأُكسچين، فضل كدا عشر دقايق لحد ما فاقت و فضلت تكُح، أول ما فاقت تشنُج وشُه إرتاح تمامًا و الهوا اللي كان حابسُه في رئتيه خرَج، لما بطلت تكُح إتفاجأت بيه محاوط وشها و بيهجم على شفايفها بيُقبلها مُنفثًا عن كُل مشاعر القلق و الغضب و الخوف عليها، كانت الرُخامة وراها و في رُخامة بشرية قُدامها، سابها بعد دقايق و ضمها لصدرُه بقسوة بيخبط على الرخامة وراها و بيقول بحدة:
- مصرّختيش ليه!!!!
غمّضت عينيها بتتنفس بسرعةو حاوطت بإيديها خصرُه ساندة خدها على صدرُه و محسِتش بنفسها غير و هي بتعيط! لما عيطت بعدها عنُه و حاوط خصرها و مسح دmـ.ـو.عها و لانت نبرتُه و هو بيقول:
- ششش إهدي!! خلاص إهدي!!!
- كنت همـ.ـو.ت!
قالت جملتها بعد مـ حاوطت عنقه دافنة وشها في رقبته، ضمها لجـ.ـسمه أكتر و قال بضيق من تخيُل الفكرة:
- بعد الشر!
غمّض عينيه بيمسح على شعرها برفق، و رفعها على الرُخامة عشان تُقعد و مسك الروب حاوط بيه جـ.ـسمها و ربت على كفيها بحنان لأول مرة و قال:
- خليك قاعدة هنا إرتاحي و خُدي نفسك!!
إبتسمت لنبرة الحنان اللي لمستها في صوته فـ أومأت، ربّت على خدها و راح يكمل عوم، عينيها فضلت عليه مُبتسمة، لقِتُه بينزل في المايه يعوم فـ ضاق نفسها من اللي بيعملُه لحد م طلع، أول ما طلع قالت بإعجاب:
- إتعلمت السباحة فين؟
- أبويا الله يرحمُه!
قال بإبتسامة، فـ ضمت الروب لجـ.ـسمها و قالت مُبتسمة:
- نفسي أبقى كدا!! بس أديك شوفت لو سيبتني في المايه دقيقتين بيجرالي إيه!!
قال بهدوء:
- أنا هبقى أعلِمك!
أومأت بحماس:
- ياريت!!
- نطلع؟
- لاء عوم شوية كمان لو عايز ..
قالت بإبتسامة، فـ عام فعلًا و غاص لتحت خالص، خرج بيتنفس بسُرعه و عام نِحيتها و طلع على السلم، فـ قامت لبست الروب كويس و ربطتُه، و بصتلُه بضيق وقالت:
- نسينا نجيب فوطة ليك!
- عادي!
قال و هو بيلبسها العباية فـ ضحكت بقلة حيلة وقالت:
- بردو العباية؟!
و كملت بحُزن:
- زين إنت كدا هتبرَد والله!
مسك إيديها و دخلوا القصر من غير ما يتكلم، دخلوا لقوا ريَّا قاعدة بوجوم، بصلها زين ببرود و كملوا طريقهم ناحية السلم، طلعت يُسر و أول ما طلعت غيّرت لبسها في الحمام و خدت شاور، طلعت لقتُه أخد شاور هو كمان في الحمام التاني، قرّبت منُه و هي بـ روب الحمام الأبيض و حطت إيديها على وشُه و هتفت بلهفة:
- زين .. إنت سُخن!!
قالت مُتداركة إرتفاع درجة حرارتُه، فـ قال بهدوء:
- مش سُخن ولا حاجه! ننزل ناكُل؟
قالت بضيق:
- والله سُخن!
- يلا إلبسي و ننزل!
تننهدت بيأس و قامت غيّرت هدومها لـ عباية إستقبال باللون الأبيض، و لملمت خُصلاتها بـ كعكة أنيقة، لمسات خفيفة من مُستحضرات التجميل برزوا جمال ملامحها، طلعت فـ بصلها بإبتسامة و مد إيده عشان تمسك إيديه و مسكت إيديه فعلًا، نزلوا مع بعض و ريّا كانت قاعدة لوحدها بتتغدى، كانت مُترأسة السفرة و لما شافتُه قامت قعدت على كُرسي تاني، قعد هو على الكُرسي و يُسر قعدت على الكُرسي اللي جنبُه، مسكت المعلقة و إبتدت تاكل، لكن لإن بطنها كانت و.جـ.ـعاها مكلتش كتير، هو أكل بنهم، و لأول مرة ريَّا متعكرش صفوهم، إكتفت بإنها بتاكُل و بتبصلها هي بالذات بنظرات خبيثة، إدايقت من نظراتها فـ بصلها زين و قال و هو بيربت على كفها:
- مبتاكليش ليه؟!
- شبعت الحمدلله!
قالت بإبتسامة خفيفة، فـ هتفت ريّا بخبث:
- كملي أكلك يا يُسر!! دي مش أكلتك! اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش و إنتِ بتنزلي تتسّحبي كُل يوم للمطبخ و تاكلي!!!
بصتلها يُسر بصدmة و شاورت على نفسها وقالت مدهوشة:
- أنا!!
- أومال أنا!
هتفت ريَّا مُستنكرة سؤالها، كانت يُسر على وشك الرد إلا أن زين إبتسم لـ يُسر بهدوء وقال:
- ألف هنا يا يُسر! بيت جوزك و تاكلي فيه زي ما إنتِ عايزه!
نظرت له يُسر و غـ.ـصـ.ـب عنها إبتسمت بحُب، لو بإيديها كانت قامت باستُه، بصت لـ كفُه و هو بيربت على كفها فـ هتفت بإبتسامة صافية:
- ربنا يخليك ليا يا زين!!
و نهضت و هي بتبُص لـ وش ريَّا المكتوم بإحمرار غاضب و عينيها متثبتة على إبنها، وقفت ورا زين وميّلت باست خدُه برقة و قالت بلُطف:
- هطلع أنا يا زين!!
رغم إستغرابه من فعلتها إلا إنه قال برزانة:
- إطلعي!
و مشيت، و هو كمل أكلُه، ريّا بصتلُه و قال بقسوة:
- إنت فاكر إن ربنا هيسيبك و إنت بتيجي على أمك عشان مراتك؟
بصلها زين ببرود و قال و هو بيسند ضهره على الكرسي:
- إنتِ بالذات مينفعش تجيبي سيرة ربنا!
خبطت على السُفرة و قامت و هي بتصرّخ فيه:
- مينفعش طول عمرك تفضل تحاسبني على غلطة أنا عملتها و نـ.ـد.مت عليها!!! حـ.ـر.ام عليك يا زين!! حـ.ـر.ام عليك دة أنا أُمك!!!
بصلها من فوق لتحت و إبتسامة إرتسمت على ثغرُه لما شاف إنهيارها بالشكل ده، و بهدوء تام قال:
- خلّصتي؟!
قعدت على الكرسي و إنهارت في العـ.ـيا.ط، هو عارف كويس الدmـ.ـو.ع دي! و يكاد يجزم إن دي تمثيلية من تمثيلياتها!، كمِل أكلُه و لأول مرة تتهزم قُدامه وتطلع أوضتها، و أول ما طلعت رمى المعلقة على الطبق بعُنف و طلع جناحُه، طلع للوحيدة اللي هتعرف تداويه، دخل جناحُه و منُه للأوضة فتح الباب لاقاها مرمية على الأرض ضامة قدmيها لصدرها بتتآوه بألم:
- آآآآه!! بـــطـــنـــي آآآه!!!
ولإن الأوضة كانت عازلة للصوت مسمعش صوتها غير لما دخل، إتصدm ووقف لجزء من الثانية كإن قدmيه فيها مسامير، لحد م ميل عليها بيقول و الخضة ظاهرة في صوته:
- فــيــكــي إيـــه!!! رُدي عــلــيــا!!!
مسكت في قميصه بتتلوى من الألم و بتصرّخ و هي بتقول:
- بطني يا زين بطني!!!
مستناش، مسك إسدال حطُه عليها بسرعه و لف حجابها بإحكام و شالها بين إيديه بيجري بيها على السلم، إتحركوا حُراسه أول ما شافوه و فتحوله باب العربية و واحد منهم ساق العربية لما زين زعّق فيه، حطها ورا و قعد جنبها، حَط راسها على رجلُه و وشها المُتعرق و آهاتها و تشبُثها في قميصُه خلوا لأول مرة إحساس الرعـ.ـب يخالج قلبه، مسح على وشها و هو مش عارف ينطق، وصلوا للمستشفى فـ فتحوله الباب و نزل بيها بسُرعة، جري على بوابة المستشفى و صرّخ في إحدى المُمرضات:
- هـاتـي تروللي هنا .. بـــسُـــرعــة!!!
نفّذت الممرضة فـ حطها على السرير الصغير و جريوا بيها على غرفة الطوارئ، غمّض عينيه وقعد على أقرب كُرسي لاقاه و كإن رجلُه مش قادرة تشيلُه، حَط راسُه بين إيديه و رجله بتضـ.ـر.ب على الأرض بخطوات ثابتة متـ.ـو.ترة، للحظة تخيّل فقدانه، و من قسوة الفكرة قام وقف على رجليه بيضـ.ـر.ب الكُرسي بقدmُه بعُنف إلتفّت الأنظار حوله بإستغراب، مسح على شعرُه غارزًا أناملُه بفروة رأسُه و هو حاسس إن آخر ذرة صبر على وشك النفاذ، قعَد و هو في حالة لأول مرة يبقى فيها، ساعتين لحد م طلع دكتور و شال الكمامة من على وشُه فـ قام زين و قال بصوت مُنهك:
- كويسة؟
- حالة تسمُم يا زين باشا، و لولا إن جرعة السم مكانتش زيادة كان زمانها مـ.ـيـ.ـتة!!
هتف الطبيب بأسف، ملامح وش زين إتغيرت 180 درجة، وشُه ضلِّم و عينيه إستوحشت و قال:
- عملتوا اللازم؟!
- عملنا غسيل معدة و دقايق و هتفوق، هننقلها غرفة عادية عشان تقدر تشوفها يا باشا!
هتف الطبيب بصوت هادئ، و إسترسل بتوجس:
- تحب نطلب البوليس يحقق في الموضوع يا بيه؟!
هتف زين بحدة:
- لاء!!!
- تمام يا باشا!
قال بسُرعة و غادر، طلعت يُسر على سرير المستشفى نايمة بعُمق، أول ما شافها راح ناحيتها ووقف السرير بنظرة منه للمرضة اللي بتجُره، و بحذر حط إيدُه تحت ضهرها والتانية تحت ركبتها، الممرضة هتفت بوجوم:
- مينفعش كدا يا باشا!!!
- إخـــرســي!!!
صرّخ فيها بقسوة، فـ إنكمشت الممرضة بخوف، و قال زين بحدة:
- شاوريلي على الأوضة اللي هتحطوها فيها!!!
و بالفعل شاورتله الممرضة بوجوم، فـ حطها زين في السرير و شَد كرسي و قعد قُريب منها، و قال للمرضة اللي بتبصلُه بضيق:
- إطلعي و إقفلي الباب!!!
- يا فنـ.ـد.م اللي بيحصل ده غلط!!!
قام زين من على الكرسي و وقف في مواجهتها، فـ تراجعت الممرضة بخوف، بصلها زين من فوق لتحت و قال بهدوء مُنافي لبركان صدرُه:
- إسمك إيه يا بت إنتِ!!!
هتفت الممرضة برجفة:
- نادية..
- طيب متناقشنيش في حاجه تاني يا نادية عشان ميبقاش آخر يوم ليكِ هنا في المستشفى، أو في الدنيا عمومًا!!
إرتعدت نادية و تلقائيًا أومأت، و خرجت برا الأوضة وقفلت الباب وراها، رجع زين قعد على الكُرسي جنبها، سند ضهرُه على الكُرسي و عينيه بتمشي على وشها الشاحب شحوب الأموات، و شفايفها اللي كانت وردية بقت بيضا! أخد نفس عميق و سند راسُه لـ ورا، و بعد دقايق معدودة حَس بهمهمتها، و ترديدها لكلمة واحدة:
- ماما!!
فتح عينيه و بصلها لاقاها نايمة بتغمغم بـ نفس الكلمة، طلع لقُدام و مسك كفها و بإيدُه التانية مسد على خدها و قال:
- يُسر!!
فتحت عينيها و أول ما شافتُه عينيها إتملت بالدmـ.ـو.ع، إتنهد و قال بلُطف:
- حاسة بإيه؟ أحسن؟
هتفت بألم و صوت مُرهق:
- مش عارفة، الألم راح شوية بس لسه فيه!
و حاولت تقوم تقعد فـ ساعدها و قعد قُدامها، و ببراءة مسكت إيدُه و حطتها على أسفل معدتها و قالت و دmـ.ـو.عها نازلة من عينيها:
- بطني من هنا لسه و.جـ.ـعاني!!
بَص لمعدتها و رجع بصلها، مسح بكفُه على معدتها و بهدوء كان بيحاوطها بذراعيه دافن جـ.ـسمها جواه، حاوطت هي خصرُه و غمغمت بحُزن:
- هو إيه اللي حصل يا زين؟
- إتسممتي!
رفعت وشها لوشُه مصدومة و بعدت عنُه، للحظات الصدmة كبلت لسانها لحد م إتحرر بصعوبة وقالت:
- مين اللي عمل كدا!
- ريَّا هانم!!
قال بإبتسامة ساخرة، إرتعش جسدها و إهتزت الحروف على لسانها:
- ليه! هي أرواح البني آدmين عندكوا رخيصة كدا!!
- متجمعيش!
قال بتحذير، فـ هتفت بحدة:
- لاء هجمَع!!! م إنت إبنها يا زين!!!
- يُـسـر!!!
هدر بها بحدة أكبر فـ إرتجف بدنها، و تداركت خطئها لما لف ضهرُه بيحاول يهدي أعصابُه، هي للتو لمست ندبة حساسة تؤلمه، نـ.ـد.مت، فـ إتحاملت على الألم و قامت و هي محاوطة يطنها وقفت وراه وقالت بنـ.ـد.م:
- زين .. أنا أسفة!!
لفِلها و قال بجمود:
- يلا عشان نمشي من هنا!!
و سبقها بخطوتين وفتح الباب فـ هتفت يُسر بألم زائف:
- زين مش هقدر أمشي!!
و فتحتلُه إيديها بإبتسامة خفيفة دعوةً منها إنه ييجي و يشيلها، بصلها للحظات و قّرب منها و في لحظة كان شايلها بين إيديها مقربها منُه بشكل خطر، بصلها و بَص لشفايفها و قال:
- خليكِ فاكرة إن إنتِ اللي قولتي!!
بصتلُه بتوجس بتحاول تبعد عنه و تخلي فيه بينهم مساحة إلا إنه كان مشـ.ـدد على جـ.ـسمها، إستخبت في صدرُه من نظرات اللي حواليها، قابلهم الدكتور و قال مصدوم:
- زين بيه! كُنا عايزين نتطمن عليها قبل ما تمشي!
هتف زين بهدوء:
- لاء خلاص بقت كويسة، و لو حصلها حاجة هنجيبك!
و مرّ من جنبُه، يُسر كانت بتسب نفسها لإنها كانت قادرة تمشي بس هي اللي إدّلعت عليه زيادة عن اللزوم، مسكت ياقة قميصة و قالت برجاء:
- زين .. نزلني كفاية كدا عشان خاطري!!!
قال بخبث:
- أنزلك ليه؟ مش إنتِ اللي قولتيلي شيلني!
قالت بضيق:
- عشان أنا غـ.ـبـ.ـية!! متسمعش كلامي بعد كدا في حاجه!
قال بإبتسامة:
- لاء .. إنتِ مش غـ.ـبـ.ـية إنتِ عارفة بتعملي إيه!! و بعدين مراتي! مراتي و أشيلها براحتي!!
خبطت راسها في صدرُه بتسب نفسها، لحد ما وصلوا لعربيتُه فـ فتحلُه الحارس، حطها في الكرسي اللي جنب السواق و قال للحارس بهدوء:
- إركب تاكسي .. هسوق أنا!!
أومأ الحارس، فـ ركب زين جنبها و إبتدى يسوق العربية و هي جنبُه وشها جايب ألوان، فضلت ساكتة شوية لحد م قالت بحُزن:
- زين!!
- مممم
- مينفعش نروح الشقة اللي إتجوزنا فيها؟ مش عايزة أرجع الڤيلا!!!
قالت بنبرة حزينة، فـ هتف بهدوء:
- لما آخُد حقك الأول!
- حقي!!!
قالت بصدmة! فـ هتف بضيق:
- إنتِ فاكرة إن موضوع زي ده هيتعدى عادي كدا؟
هتفت برهبة:
- بس إزاي يا زين، دي مهما كانت مامتك!
ضـ.ـر.ب المقود بقسوة و صرّخ بحدة:
- يُــــســـر!!!!!
- أنا أسفة!!
قالت و هي بتفرك أناملها برعشة و بتبصلهم، أخد نفس عميق و لما وصلوا نزل و رزع الباب وراه، نزلت هي كمان و مشيت وراه بخوف من ردة فعلُه الجاية، فتحتلُه دينا الباب فـ شهقت يُسر مصدومة لما جابها من شعرها و بقسوة كان بيسدد لها قلم خلّاها تُقع على الأرض!!! وقفت حاطة إيديها على فمها من الصدmة و مافيش في ودنها غير صوت صراخ دينا!!!!
يُتبع♥
↚
ضـ.ـر.ب المقود بقسوة و صرّخ بحدة:
- يُــــســـر!!!!!
- أنا أسفة!!
قالت و هي بتفرك أناملها برعشة و بتبصلهم، أخد نفس عميق و لما وصلوا نزل و رزع الباب وراه، نزلت هي كمان و مشيت وراه بخوف من ردة فعلُه الجاية، فتحتلُه دينا الباب فـ شهقت يُسر مصدومة لما جابها من شعرها و بقسوة كان بيسدد لها قلم خلّاها تُقع على الأرض!!! وقفت حاطة إيديها على فمها من الصدmة و مافيش في ودنها غير صوت صراخ دينا!!!!
ركضت على زين اللي مسك دينا من شعرها عشان تقوم و إداها قلم تانب و صوتُه الجهوري هزّ أرجاء الڤيلا:
- بــتــسِــمــي مـراتـي يا بنت الــ***** يا رِمَّة!!! بتحُطيلها سم في الأكل و بتعُضي الإيد اللي إتمدتلك يا و****
أمسكت يُسر بدراعُه و دmـ.ـو.عها بتتساقط بتقول برجاء:
- زين عشان خاطري كفاية أرجوك، كفاية يا زين هتمـ.ـو.ت في إيدك!!!
لفِلها زين بـ وشُه و هدر فب وشها بقسوة:
- إبعدي إنتِ دلوقتي!!!!!
خدت خطوتين لـ ورا برُعب من وشُه الجديد عليها، إتجمع القصر كلُه حوالين زين و دينا و ريّا واقفة مصدومة بتجحظ بعينيها مذهولة من وجود يُسر، و متأكدة إن زين عرف الحقيقة، قرّبت من زين و صرّخت فيه بتصتنع عدm المعرفة:
- في إيه يا زين البت عملت إيه!!!!
صرّخت دينا فيها و هي راكعة تحت رجلين زين بتبوس جزمتُه و بتقول برجاء باكي:
- أبوس رجلك يا زين بيه سامحني، والله العظيم ما ليا ذنب ريَّا هانم اللي قالتلي أعمل كدا!
رفع زين عيونه لـ ريَّا مُبتسمًا بخُبث، ريَّا اللي من شـ.ـدة خوفها صرّخت في دينا بعنف:
- إبه الهبل اللي بتقوليه ده إنتِ إتجننتي يا بت إنتِ!!!
لفتلها دينا و صرّخت فيها بقهر:
- حـ.ـر.ام عليكِ كفاية كدب!!! إنتِ اللي قوليتيلي أجيبلك السم و أحكه في الأكل و بمقدار كبير عشان عايزه تمـ.ـو.تيها!!!
ولفِت لـ زين رافعة وشها لبه بتترجاه:
- و رحمة أمي يا بيه هي اللي قالتلي، و إدتني فلوس كتير أوي أوي يا بيه عشان أعمل كدا أبوس إيدك إرحمني الله يخليك!
- تقولي اللي قولتيه ده في القِسم؟!
قال بهدوء و هو بيطلّع سجارة من جيبُه، و بيشعلها بقداحتُه، أومأت دينا بهيستيرية:
- أقول .. أقول اللي حضرتك عايزه بس متعملش حاجه فيا!!!
إنكمشت ريَّا من شـ.ـدة خوفها، و قالت بذهول:
- هتسجن أمك يا زين!!!!
مهتمش زين بكلامها و مدَّاش أي ردة فعل، بَص لـ دينا بإبتسامة وقال بنفس نبرته الهادية:
- قومي!!
نهضت دينا و السعادة المختلطة بالدmـ.ـو.ع تعُم وجهها، و قالت بفرحة ظهرت في صوتها:
- يعني سامحتني يا بيه!!
- يا حُــــراس!!!!
زعّق بصوت عالي جدًا، إنتفضت على أثرُه دينا و يُسر، أتوا حُراسُه فـ قال و هو بينفث دخان سيجارته في وش دينا اللي إبتدت ملامحعا تتحول من سعادة لصدmة و رعـ.ـب:
- خدوها! إعملوا معاها اللازم!!!
ذهب ناحيتها إتنين مسكوها من دراعها و جرّوها لـ برا وسط صراخها و بكاء رحاب عليها، هنا تدخلت يُسر و وقفت في وش الحُراس و بقوة أمرتهُم:
- سيبوها!!!
أحد الحراس اللي ماسك دراعها قال بضيق:
- إحنا مبناخُدش أوامرنا غير من زين باشا!!!
صرّخت فيه يُسر بقسوة:
- و أنــا حــرم زيــن بــاشــا و بـقـولـكـوا سـيـبـوهـا!!!!!
لـف زين ليهم فـ بصلُه الحارس فـ شاورله زين بعنيه يسيبها، سابوها بالفعل فـ إترمت على الأرض و مسكت إيد يُسر بتقول بصوت باكي مُترجي بذُل حقيقي:
- أنا بشكُرك!!! بس أرجوكي .. أرجوكي قوليله حاجه!!!
نفضت يُسر إيدها منها و بصتلها بضيق و مشيت من قُدامها، وقف قُدام زين اللي كان بيبصلها بجمود بيدخن سيجارتُه، فـ قالتله بصوت عالي إلى حدٍ ما:
- إرفدها .. رجّعها لأهلها مكان ما كانت، لكن متسيبش رجـ.ـالتك يعملوا فيها كدا!
و تحولت نبرتها لمترجية بتقول:
- لو سمحت يا زين!!
بصلها للحظات بنفس البرود، و نفث دخان سجارته بعيد عن وشها، بَص لـ رجـ.ـالتُه و هتف بهدوء:
- بـرا!!
طلعوا برا بالفعل، و بَص لـ دينا و قال بقسوة:
- مش عايز أشوف وش أهلك هنا تاني!! و لو قابلتيني في مكان .. لفي وشك النِحية التانية!!!
أومأت دينا و هي حاسة إن هيُغمى عليها من فرحتها، و ركضت للخارج بأقصى ما عندها، فـ بصتلُه يُسر بإمتنان، إلا إنه نظر لها بنظرات جـ.ـا.مدة، لف وشُه لـ ريّا اللي وشها بقى شاحب زي الأموات، و قال بإبتسامة ساخرة:
- رحاب!!!
أسرعت رحاب بالرد وسط ضحكتها المختلطة بدmـ.ـو.ع حـ.ـز.نًا على دينا اللي مستقبلها كلُه كان هيضيع:
- أؤمر يا زين باشا!!
- جهزي عيش و حلاوة لـ ريّا هانم!! بس يكونوا نُضاف!!
قال بسُخرية، بصتلُه ريّا و إتملت عيونها بالدmـ.ـو.ع و قالت بقوة زائفة:
- ده بُعدك!!! أنا مش هقعُد لحظة واحدة بس في السجن!!!
خطى نحوها خطوات غاضبة بأول مرة فـ رجعت لـ ورا من خوفها فـ صرّخ فيها بعُنف:
- إنــتِ لــو مــش هــتقــعُــدي لـحظـة واحـدة في السجن فـ ده هيبقى بـ فـضـلـي أنـــا!!!
بصتلُه بضيق يتغلغله إبتسامة من رؤيته متعصب، تعشق كونه غاضب و لا يستطيع التحكم بإنفعالاتُه، و هنا حسِت بـ غرورها إتراضى، أول ما زين شاف إبتسامة خفية على وشها رجع لبروده فورًا، و قال بإبتسامة قاسية:
- إنتِ مكانك مش وسطنا .. مكانك و سط قتّالين القُتلى يا ريّا هانم!!
و إقترب منها هامسًا بأذنها:
- وسط النسوان النِجسة!!!!!
متحملتش الإهانة اللي وجهها ليها، و في لحظة هوجاء كانت بتضـ.ـر.بُه على صدرُه بقسوة ألَّمتُه، و لم تؤلمه لأنها ضـ.ـر.بة عنيفة، مصدر الألم كان لإنها أمُه، يُسر غمّضت عينيها و هي حاسة إن الضـ.ـر.بة دي إتوجهت ليها هي، و مش هتبقى بتبالغ لو قالت إنها حسِت بو.جـ.ـع في قلبها مكان الضـ.ـر.بة اللي خدها، فتحت عينيها و شاورت لـ رحاب بالمغادرة، و بالفعل أخدت رحاب باقي الخدm و دخلوا المطبخ، و تابعت يُسر المُناقشة الحادة بينهم!، زين بَص لمكان ضـ.ـر.بتها و لسه إبتسامة السُخرية مُرتسمة على ثغرُه، و رجع بصلها و قال مُبتسمًا ببرود:
- لمي هدومك، هترجعي تقعُدي في شقة إسكندرية!!!
جحظت عينيها بصدmة و صرّخت فيه بقوة و قالت:
- ده بُعدك!!! فاهم يا إبن قاسم الحريري؟! و رحمة أبوك ما همشي و أسيب البيت ده غير و أنا مـ.ـيـ.ـتة!!!
وبجنون إتجهت نِحية يُسر اللي وقفت في وشها ثابته و هي بتصرُخ بعنف:
- مش هسيب الڤيلا للخدامة دي تعيش و تبرطع فيه!!!
و كادت أن تمسك بـ ذراع يُسر لولا إيديه اللي سحبت يُسر وراه و كإنه خايف تتلوث، و قف قُدامها وقال بقسوة:
- معمدكيش غير إختيارين، يا شقة إسكندرية يا السجن!! إختاري!!!
هتفت بثقة و إبتسامة:
- مستحيل!! إنت مش هتحُط أمك في السجن!!
ضحك بسُخرية و قال:
- أنا زين إبن قاسم الحريري يا ريَّا هانم! يعني أحُطك .. و أحُط عيلتك واحد واحد في السجن!!!!
خافت!! لاء إترعـ.ـبت و هي شايفة الصدق في عينيه، و للحظة عينيها جات في عين يُسر اللي كانت بتبُصلها مش مصدقة إن في أم بالجحود ده، و بكل غباء و قسوة قالت:
- طب و رحمة قاسم أبوك يا زين .. لهخلي عيشتها سواد!! مش هرحمها و مش هعيشكوا إنتوا الإتنين في هنا أبدًا!!
إبتسم زين و قرّب منها و قال:
- طيب جربي! جربي تمسي شعرة منها! جربي بس تقربيلها، و إنتِ هتشوفي مني وش وسـ.ـخ عمرك ما شوفتيه قبل كدا!!!
بصتلُه بحدة و مردتش عليه بعدت عنُه و طلعت لجناحها، أخد زين نفس عميق و بعُنف مسك إيد يُسر و شـ.ـدّها وراه، طلعت معاه على الجناح، أول ما دخلوا ساب إيدها و قلع قميصُه و فضل عاري الصدر و كإن الخـ.ـنـ.ـقة كانت محاوطاه من كل جنب، فضلت بصّالُه و جواها شفقة على حالُه، كان واقف في نُص الأوصة بيتنفس بصعوبة مغمض عينيه، إتجهت ناحيتُه و وقفت قُصادُه، و بحنان رفعت إيديها لـ مكان الضـ.ـر.بة اللي خدها، و مسدت عليها بكُل رفق، بتسألُه بصوتها الحنون:
- و.جـ.ـعاك؟
فتح عينيه و مرَدش عليها، إتفاجئ بيها بتُقف على أطراف أصابعها و بتطبع شفايفها الغضّة على صلابة صدرُه بتُقبل ناحية قلبُه، غمّض عينه بيستشعر ملمش شفايفها على مكان الخبطة، مسكت إيدُه و فتحت كفُه الغليظ اللي مليان عروق و بحنان باستُ باطنُه، و رجعت رفعت عينيها فـ لقتُه بيبُصلها و عينبه هادية و أنفاسه بقت مُنتظمة بعد تبعثُرها، رفع إيدُه التانية لـ حجابها و فكُه، فـ تهدل شعرها، غلغل أناملُه في خصلاتها، ميل عليها و إلتقط شفتيها بقبُلة رقيقة تُضاهي رقتها و رقة قلبها، رفعها عن الأرض بدراع واحد و بِعد عنها يديها فُرصة تتنفس، و شالها حطها على سريرُه، فتحت عينيها و مسدت على ذقنُه برقة و همست أمام شفايفه اللي تتوق لقبلة أخرى منها:
- زين!!
- ممم!!!
غمغم بينزل بشفايفُه لـ دقنها بيطبع قبلة عميقة عليها وكإنه بيتنفسها، غمّضت عينيها و همست مُمتنة:
- شُكرًا!
بتشكُره على إيه! هو اللي عايز يشكُرها على وجودها، على كل مرة بتحتوي فيها غضبه و حـ.ـز.نه و لخبطتُه، على إنه خلته يدوق لأول مرة طعم الحنان بيبقى عامل إزاي!! عانق شفايفها بـ شفايفه و إيديه بتشيل عنها الإسدال بالراحة!!!
• • • • •
فتّحت عينيها، لقِت نفسها نايمة على صدرُه العاري، رفعت وشها لـ وشُه لقتُه نايم بعُمق، طبعت قبلة على آخر عنقه و قامت لبست هدومها، نزلت من الجناح عشان تشرب، بس إتصدmت لما لقِت همهمـ.ـا.ت خافتة و صوت باكي، فتحت الأنوار و رفعت حاجبيها بدهشة لما لقت ريَّا قاعدة على أحد المقاعد جنبها بتبكي بألم و جـ.ـسمها بيترعش، رقّ قلب يُسر ليها و إتجهت ناحيتها و قالت بتردد:
- حضرتك كويسة؟!
بصتلها ريَّا بنظرات حزينة و مسحت دmـ.ـو.عها و قالت:
- أنا كويسة!!!
قعدت يُسر جنبها و قالت بصوت حزين:
- مش باين! لو عايزاني أتكلم مع زين معنديش مُشكلة!
هتفت ريّا بنبرة راجية لأول مرة تطلع من صوتها:
- ياريت .. ياريت تعملي كدا!!!
أومأت يُسر بهدوء، و رجعت قالت بضيق:
- هو حضرتك عملتي إيه فيه و هو صغير خليتيه بالجحود ده عليكِ!!
إنهارت في العـ.ـيا.ط و قالت بألم:
- - معملتش حاجه!! معملتش حاجه تخليه يبقى كدا!!!
إتنهدت يُسر و قالت:
- طيب .. هحاول أتكلم معاه عشان متمشيش!
أومأت لها ريّا و بصتلها بإمتنان و قالت:
- شكرًا يا يُسر!!
إصتنعت إبتسامة و أومأت لها، راحت للمطبخ تشرب و طلعت الجناح تاني، لقتُه صحي جالس نُص جلسة على السرير ضهر السرير مُلاصق لضهرُه، أول ما دخلت الأوضة سألها بضيق:
- كُنتِ فين!
إتجهت ناحيتُه و مشيت على السرير بإيديها و رجليها و قعدت قُدامه و قالت ببراءة:
- هكون فين! كنت بشرب!!
قال بضيق أكبر:
- هبقى أخلي رحاب تطلَّع كولدير هنا عشان تبقي تشربي من غير ما تنزلي!!
مسكت إيدُه و قالت مستغربة:
- ليه؟ مش عايزني أنزل تحت؟
قال بيبُص لعينيها الحائرة بهدوء:
- مش عايزك تبعدي!!!
إبتسمت و بلُطف مسدت على وجنتُه و قالت:
- مش هبعد عنك يا زين!!
و بتلقائية مد خدُه ليها و قال بصوتُه الخشن و نبرتُه الآمرة:
- بوسيني!
ضحكت لدرجة إن وشها رجع لـ ورا، ،و بحُب كانت بتُقبل وجنته برقّة، فـ لَف وشُه الناحية التانية فـ عملت المثل، و بعشق طبعت قبلة صغيرة على شفايفُه فـ إبتسم و أد إيه بتحب إبتسامتُه، فضل باصصلها للحظات ومسك دقنها و قال بعد تنهيدة:
- طلعتيلي منين؟
إبتسمت و مردتش، فـ كاد أن ينهض من أمامها إلا إنه مسكت دراعُه و قال بنبرة حزينة:
- رايح فين؟!
- هلبس و أروح الشركة!
قال بهدوء، فـ هتفت برجاء:
- ممكن تفضل معايا النهاردة؟!
قطب حاجبيه و قال:
- ليه؟ لسه حاسة إن بطنك و جعاكي؟!
قال بهدوء:
- لاء الحمدلله الو.جـ.ـع راح، بس محتاجاك تفضل معايا النهاردة ..
- ماشي!
قال بنبرتُه الهادية، فـ شقّت الإبتسامة وجهها و قالت بسعادة:
- شُكرًا!!
و قالت بحماس:
- إيه رأيك نعمل أنا وإنت أكل هنا في الجناح؟
قال بإستنكار:
- إشمعنا؟!
قالت بإبتسامة:
- إيه المشكلة؟ هخلي الحجّة رحاب تطلعلنا المكونات و نعمل أي أكلة!
قال و هو بيسند ضهرُه على السرير:
- إعملي إنتِ براحتك، أنا لاء .. مبحبش وقفة المطبخ!!
- هتحبها!
قالت بثقة و لسه كانت هتقوم إلا إنه جذبها من ذراعها ناحيته فـ إرتطمت بصدرُه و قال بهمس:
- عارفة الساعة كام دلوقتي؟ أكل إيه اللي هنعملُه و الساعة مجاتش 7!
همستلُه بطريقتُه فـ إبتسم:
- أومال نعمل إيه!!
- ننام!
قال ببساطة و خدها في حُضنه منيمها على صدرُه، فـ إبتسمت و غمضت عينيها محاوطة جزعُه العلوي، و بالفعل غفوا ساعة و شوية و صحيت يُسر مش مصدقة إنها نامت، قامت قعدت لقتُه نايم، فـ طلعت من الجناح و طلبت من رحاب شوية مكونات لأكلة مكرونة بالصوص الأبيض، طلعت لـ زين و لقتُه على وشعه نايم، حطت الحاجات في مطبخ الجناح و راحت تغيّر هدومها، لبست بيچامة شورت أبيض و كنزة بيضا فيها لون وردي و فراشة و ردية تتوسط الكنزة، لململت خصلاتها على شكل ذيل حُصان عالي، و راحت لـ زين قعدت جنبُه و ربتت على كتفُه برفق:
- زين!!
فاق زين على صوتها، فـ بصلها و قال بنصف عين مفتوحة:
- مممم!!!
- يلا قوم بسُرعة عشان تعمل الأكل!!
هتفت بحماس كعادتها، فـ فرك عينيه بنُعاس و قال:
- إعملي و دوّقيني!
نفت براسها بضيق وقالت:
- لاء مش هينفع كدا!
و مسكت وشُه فركتُه عشان يفوق فـ مسك رسغها و بعد إيديها عن وشُه و قال و هو مبتسم على جنانها:
- بتعملي إيه يعني عايز أفهم؟!
- بفوّقك!!
قالت ببراءة، فـ قام قعد قُصادها و إبتسم لما بَص لبيچامتها و قال بخبث:
- لاء كدا أقوم!!
إبتسمت بخجل و قامت وقف و هي بتستعرض البيچامة قُدامه حاطة إيديها في وسطها و هي بتقول:
- شكلي حلو؟!
- زيادة عن اللزوم!
قال مُبتسمًا فـ مسكت دراعها و هي بتحاول تقومُه:
- طب يلا تعالى!!
قام معاها و دخلوا المطبخ، طلّعت اللبن و الدقيق و و طلّعت المكرونة و قالتلُه بجدية:
- حُط ماية تغلي على النار، و لما تغلي حُط فيها المكرونة إتفقنا؟
- ماشي!!
قال بهدوء و عمل زي ما قالتله، دوبت هي الدقيق في اللبن و فضلت تقلِب فيه، حاوط هو ضهرها بإيد و بالتانية مسك المعلقة الخشب و قلِّب و قال بهدوء:
- سيبي إنتِ!
سابتُه هو يقلِب فعلًا، و بصت لأيدُه المحاوطة خصرها بإبتسامة، إلا إنها نزلت شوية و بعدت عن مرمى إيدُه و راحت تحُط المكرونة في المية، فـ بصلها و قال مُستنكرًا فعلتها:
- بتبعدي عن حُضني!
قالت مُبتسمة:
- لاء بس بحُط المكرونة في المية!!
مردش عليها، فـ راحت نِحيتُه حاوطت ضهرُه العريض و قالت مُبتسمة:
- م إنت طلعت شاطر في الأكل أهو!
قال ساخرًا:
- إيه الشطارة في إني بقلِب؟!
قالت بلُطف:
- هو أنا بقى حاسه إنك شاطر!!
و مسكت منُ المعلقة و قالت:
- وريني!!
حطت التوابل و قلِبت كويس، و لما المكرونة إستوت مسكتها بحذر إلا إنه قال بضيق:
- إوعي إنتِ عشان متتلسعيش!
- ماشي
قالت برهبة و بعدت خطوتين فـ مسكها من غير حائل بينهم فـ شهقت يُسر و هي واقفة جنبُه قدام الحوض و هو بيصفي المكرونة من الميا:
- زين!!! إيدك!!!
قال بهدوء:
- عادي!
- عادي إيه الحلّة نار!
قالت مصدومة، مرَدش عليها فـ مسكت الحلّة من إيدُه بفوطة و قالت بلهفة و قلق على إيدُه:
- سيبها!!
حطتها على جنب و مسكت بواطن أناملُه بتتفحصهم، فـ قال ببساطة:
- مافيش حاجه يا يُسر!
إحمرار أناملُه مقالش كدا، فـ قالت بحُزن:
- مافيش حاجه! إيدك إلتهبت!!
و إسترسلت حزينة:
- ليه بتعمل كدا في نفسك و فيا!!
و مسكت إيدُه حطتها في الفريزر فـ قال بضيق:
- يُسر حقيقي أنا مش حاسس بحاجه، مالوش لازمة كل اللي بتعمليه ده!
- مش حاسس إزاي! يعني إيدك مش واجعاك؟!
قالت بصعوق، فـ قال بإقتضاب:
- لاء!
- إنت عندك السُكر؟
قالت مُندهشة فـ ضحك غـ.ـصـ.ـب عنُه وقال:
- لاء معنديش السُكر!
هتفت بحيرة:
- أومال مش حاسس إزاي!
هتف بهدوء:
- متعود على الحرارة العالية فـ مبقتش أحس بيها!!
- متعود ليه؟!
قالت بإستغراب، فـ قال هو مغيرًا مجرى الحديث:
- سيبي إيدي عشان أحُط المكرونة في الصوص!
- قالت بحدة:
- لاء! أنا هحُطها!!
و مسكت الفوطة الصغيرة و بحذر سكبت حبات المعكرونة على الصوص الأبيض، و قلبت حلو، تنهدت براحة و هي بتبُص للأكلة بجوع، و حطت في طبقين و طلعت بالصينية برا المطبخ و هو وراها، حطت الصينية على الطاولة اللي في أوضتهم و قعدت فـ قعد جنبها و بدأت تاكل و هو كذلك، لما أكلت غمضت عينيها بإستمتاع و غمغمت:
- فظيعة! رهيبة!!
داق المكرونة و كانت فعلًا جميلة جدًا، فـ بصتلُه وقالت بحماس:
- بذمتك إيه رأيك؟
- كويسة!
قال و هو بياكل منها، فـ قالت بحُزن:
- كويسة بس!!!
و كملت ببراءة:
- دي تَحفة!!
و كمِلت أكل و هي شايفاه بياكل بنهم، فـ إبتسمت لما خلص طبقه و هي لسة وقالت:
- واضح فعلًا إنها كويسة بس!
رجع بضهرُه مُبتسم، فـ ركنت شوكتها و لَفتلُه بصتلُه بتردد، فـ قال و هو بيداعب خصلة في شعرها:
- عايزة تقولي إيه؟!
- زين!
- نعم!
- إيه اللي مامتك عملتُه زمان .. خلِتك تعاملها بالشكل ده؟!
قالت و هي عارفة كويس إنها دخلت عرين ذئب مبيرحمش، و إنها بمزاجها جواه! بصِت لتعابير وشُه اللي إختلفت تمامًا، و عينيه اللي أظلمت و كأنها شتمتُه، و إيده اللي شالها من شعرها،
و تثبيت عينُه على عنيها بنظرات خاوية، و صوته البطيء و هو بيقول:
- مش قولتلك قبل كدا سيرتها متجيش بينا؟
رددت بتحاول تهديه:
- قولت! بس أنا حابة أعرف!
- مـــش مــن حــقــك!!!!
صرّخ فيها بقسوة لدرجة إنها إنتفضت ورجعت لـ ورا، قام من قُدامها و لسه كان هيمشي لولا إنها قامت وراه مسكت دراعُه و قالت بغضب عارفه كويس إنها هتدفع تمنُه:
- م إنت مش عايش مع أباچورا!!! أنا من حقي أعرف إنت بتعاملها كدا ليه!! الست دي مهما عملت فهي أُمك و دي حقيقة محدش يقدر يغيّرها!!
إتفاجئت بيه بينفُض إيديها بعُنف و محسِش بنفسُه غير و هو بيمسك الأطباق ويرميها في الأرض بقسوة لدرجة إنها بعدت عنُه بخوف من تهورُه، إحمرار عينيه و إهتزاز صدرُه، شافت وَحش مش بني آدm، و للحظة نـ.ـد.مت إنها فتحت السيرة دي معاه، قرّب منها فـ رجعت خطوات واسعة لـ ورا لحد م إلتصق ضهرها في الحيطة، خبط الحيطة اللي جنب وشها و صرّخ في وشها:
- و رحـمـة أبـويـا لو قولتي كلمة كمان فيها سيرتها مش هتتخيلي اللي هعملُه فيكِ!!!
يُتبع♥
↚
- و رحـمـة أبـويـا لو قولتي كلمة كمان فيها سيرتها مش هتتخيلي اللي هعملُه فيكِ!!!
غمّضت عينيها بخوف من هيئتُه، هي حتى لو عايزه تتكلم مش هتقدر ،لسانها كإنه مربوط! فتّحت عينيه على هيئتُه المُبعثَرة، للحظة ضعفت، ضعفت و كانت عايزه تاخدُه في حُضنها و متو.جـ.ـعوش أكتر من كدا، رفعت إيديها لـ وشُه و قبل ما توصل لـ بشرتُه كان هو سابها ومشي .. و رزع الباب وراه، و جـ.ـسمها كله إرتجف، حسِت بـ قبضة في قلبها و نبضاته سريعة، جريت على البلكونة لما سمعت صوت إحتكاك كاوتشات عربيته بالأسفلت، شهقت بخوف عليه بما لقتُه بيجري بعربيتُه على سُرعة مهولة خلتها تمـ.ـو.ت قلق عليه، مسكت تليفونها و حاولت تكلمُه، مكانش بيرُد، رمِت التليفون في الأرض و نزلت لـ ريَّا تحكيلها اللي حصل و تعرف منها ليه بقى كدا، راحت لجناحها لأول مرة بعد م بقت مراتُه، دخلت الجناح و وقفت ورا الباب و لسه كانت هتخبّط إلا إن قلبها وقع في رجليها لما سمعت صوت همهمـ.ـا.ت و و أصوات جنسية قذرة صادرة منها و بتقول بـ سفـ.ـا.لة:
- مش هينفع كدا بقى يا عمّار هجيلك البيت النهاردة بليل! مش هنقضيها على التليفون كدا و خلاص!!
إرتفعا حاجبيها مصدومة و هي بتدرك اللي بتسمعُه، حسِت بـ مغص إشمئزاز في بطنها فـ حطت إيديها عليها و جريت بسُرعة على جناحها و دخلت الحمام إستفرغت كل اللي في معدتها مش قادرة تصدق قذارة حمـ.ـا.تها!!!! هي دي الست اللي وقفت في وش جوزها عشانها؟! هي دي اللي حطت زين في ضغط عشان خاطرها؟! هي دي اللي خلتها تعمل فجوة بينها و بين أكتر شخص بتحبُه؟!، غسلت وشها وطلعت برا الحمام، مسكت تليفونها وإترمت على الأرض بتحاول تتصل بيه و مبيرُدش، إتنهدت بدmـ.ـو.ع و حسِت إنها محتاجة تكلم حد قريب منها، فـ إتصلت على جدتها تطمن عليها كعادتها يوميًا .. و تتكلم معاها، ردت جدتها اللي هتفت بإبتسامة:
- يُسر! عاملة إيه يا حبيبتي!!!
- الحمدُلله يا تيتة! حشـ.ـتـ.ـيني و أوي!!
قالت و إنهمرت دmعاتها، فـ قلقت جدتها عليها وقالت:
- مالك يا بنتي!! فيكي إيه؟!
- تعبانة أوي يا تيتة، حاسة إن روحي هتطلع مني!!
قالت و هي بتشهق بالبكاء، قالت جدتها بخوف عليها:
- قوليلي في إيه! زين بيه بيعاملك وحش؟ بيضـ.ـر.بك؟؟
بكت يُسر أكتر و قالت بألم:
- ياريتُه ضـ.ـر.بني عشان يفوّقني من اللي كُنت بعملُه، زين بيعاملني كويس أوي يا تيتة و أنا .. أنا اللي و.جـ.ـعتُه، و.جـ.ـعتُه و خرّجته عن شعورُه!!!
شهقت حنان بصدmة وقالت:
- ليه يا بنتي كدا! يعني هو حنين عليكي يبقى ده جزاتُه!!
هتفت بحُزن:
- عشان غـ.ـبـ.ـية .. غـ.ـبـ.ـية أوي!!
و سألتها برجاء:
- أعمل أيه؟ قوليلي يا تيتة أعمل إيه حاسة إني تايهة بجد!
هتفت جدتها بحُزن على حالها:
- قومي يا حبيبتي إغسلي وشك و راضي جوزك و متسيبهوش ينام زعلان منك!!
شهقت ببكاء و قالت:
- حاضر!!
أغلقت معها و سندت راسها على الحائط ضامة ركبتيها لصدرها مُنتظرة دخوله، ساعة و إتنين و تلاتة لحد م عدى أكتى من عشر ساعات و الليل ليّل عليها، وشها بقى شاحب من كُتر العـ.ـيا.ط و عيونها ورمت،و من كتر إرهاقها غفِت على الأرض و صحيت بردو ملقتهوش، لحد م جات الساعة إتنين بعد مُنتصف الليل، إنتفضت من فوق الأرض لما لقتُه دخل الأوضة، كان فاتك قميصُه و عينيه حمرا و باين عليه الإرهاق، دخل و مبَصش عليها حتى، وضع مفاتيح سيارته مع هاتفُه على الكومود فـ مر من جنبها، و هي واقفة بتبصلُه بحُزن، دخل بعد كدا الحمام عشان ياخد شاور، قعدت على السرير بتفرُك في إيديها من شـ.ـدة حُزنها المختلط بحيرة منُه، خرج لافف منشفة حول خصره و دخل غرفة تبديل الملابس، طلع لابس بنطال قُطني إسود و عاري الصدر، و أول ما طلع وقفت يُسر قُدامُه حطت إيديها على دراعُه القاسي و همست:
- زين!
بصلها بنظرات بـ.ـاردة، فـ هزت راسها رافضة نظراتُه اللي كُلها جمود و قالت برجاء و عيونها بتنهمر منها الدmـ.ـو.ع:
- لاء يا زين .. متبُصليش كدا! أنا أسفة .. حقك عليا أنا!!
حاولت تحاوط وشُه فـ مسك إيديها الإتنين بـ قبضة عنيفة و عينيه بتستوحش من شـ.ـدة الغضب، تآوهت بألم من قبضتُه القاسية فـ نفَض إيديها بحدة، و سابها و نام في السرير، وقفت شاردة في الفراغ و هي حاسة إنها كـ.ـسرت حاجه جواه مش هتتصلح تاني، تنهدت بألم و راحت ناحيتُه، قعدت جنبُه و بصتلُه و هو نايم على ضهرُه حاطت دراعُه على عينيه، خدت نفس عميق لرئتيها و قالت بهدوء:
- قولي أعمل إيه عشان متزعلش مني!
و غمغمت بحُزن:
- أنا لما نزلت الصبح لاقيتها مُنهارة و بتعيط و كانت عايزاني أكلمك عشان متخليهاش تمشي! صِعبت عليا يا زين .. غـ.ـصـ.ـب عني!!
إبتسم ساخرًا و شال إيدُه من على عينيه و بصلها، فـ قالت برفق:
- سامحني يا زين، أنا ضغطت عليك ..
- إطفي النور عشان عايز أنام!
قال بصوت آمر لا يقبل النقاش، فـ سبَلُت عينيها بحُزن و غـ.ـصـ.ـب عنها أجهشت في البُكاء زي الأطفال محاوطة وشها بإيديها الإتنين، إدايق لما شافها بتعيط فـ قام من على السرير بيطوي الأرض تحت رجليه و قفل هو النور، فـ توقفت عن البُكاء و فضلت شهقات خفيفة بتخرج منها، رجع نام على السرير النِحية البعيدة عنها و إدالها ضهرُه، فـ إستلقت هي كمان بتحاول تسيطر على شهقاتها الخفيفة، و نامت بعد عناء كبير!!!
• • • • •
فاق من نومُه قبلها، بصلها لاقاها نايمة على ضهرها إلا إن جـ.ـسمها كان بينتفض و وشها و جـ.ـسمها يتصببا عرق، إتفاجئ و حَط إيدُه على وشها لاقاها سُخنة جدًا بدرجة مش طبيعية!، مسح على شعرها اللي إلتصق بجبينها بيبعدُه و قال بصوت قلِق:
- يُسر! سامعاني؟!
كانت بتغمغم بكلام مش قادر يفهمُه ولا يسمعُه، لأول مرة يحِس إنه مش عارف يعمل إيه، قام من على السرير و حط شوية تلج في طبق و عليهم ماية ساقعة، و أخد فوطة صغيرة غسلها كويس و غمرها في الماية، قعد جنبها و عينيه بتشُع قلق عليها، أخد الفوطة عصرها كويسة و حطها على جبينها، و بإيدُه التانية مسح على رقبتها و بداية صدرها من حبات التعرق اللي عليهم، مشي بالفوطة على وشها بعد مـ غمرها في الماية مرة تانية، حَط إيدُه على جبينها بيتحسس حرارتها فـ لاقاها زي م هي، زمجر بغضب و مكنش عندُه غير حل واحد، سابها و قام دخل الحمام، جهز البانيو بـ ماية ساقعة جدًا، و رجعلها، بصلها للحظات و مسك بلوزتها قطّعها بإيديه و شالها عن جـ.ـسمها، و شالها بحذر، ضـ.ـر.ب باب الحمام برجليه و دخل، ميّل بجـ.ـسمه و برفق حطها في الماية، و لإنها كانت ساقعة جدًا إنتفضت و مسكت رقبتُه بتصرّخ بشهقات خوف:
- زين!!! زين!!!
حاوط خصرها بإيدُه تحت المايّة، وقرب جـ.ـسمها من جـ.ـسمه وهو بيمسح على خدها برفق هامسًا:
- ششش إهدي!! متخافيش .. سيبي جـ.ـسمك و متخافيش!
فضلت مغمضة عبنيها و حررت رقبتُه، فـ ساب خصرها و قعد على حرف البانيو جنبها، نزلت هي في المايّة و سنانها بتصتك ببعض من شـ.ـدة البرد، أخد شوية ماية في كفُه و حطها على وشها و رقبتها، رجّعت راسها لـ ورا و غـ.ـصـ.ـب عنها تساقطت دmعاتها، فـ قال بصوت يشوبه القلق:
- بتعيطي ليه؟ إيه واجعك؟
ظن أن بُكائها لـ ألم جسدي، فـ فتحت عينيها و مسكت إيدُه و قالت بصوت مهزوز:
- سامحتني؟
- مش وقتُه!
قال بضيق، فـ قالت برجاء:
- مش عايزه أمـ.ـو.ت و إنت زعلان مني .. قول إنك سامحتني!!
غضب و هدر بحدة:
- بلاش جنان!! مـ.ـو.ت إيه!!! شوية سخونية و هيروحوا!!
تنهدت بألم، و سابت كفُه و بصِت بعيد عن عينيه، فـ تحسس جبينها لقى حرارتها نزلت كتير، قام و أخد فوطة كبيرة، و وقف قدامها وقال بهدوء:
- قومي!!
سمعت كلامُه و قامت و هي بتترعش من برودة الماية و طلعت من البانيو، حاوطها بالفوطة فـ كان شبه حاضنها، بصتلُه بحُزن و هو مبصش في عينيها، ميّل و شالها فـ سندت راسها على صدرُه بتعب، قعدها على السرير و جابلها بيچامة بكُم مكانتش تقيلة ولا خفيفة، وأخد غيار داخلي، وقف قُدامها و تأمل الإرهاق اللي باين على وشها، مسك الفوطة شالها ببطى عن جـ.ـسمها، و مسك لِبسها عشان يغيرلها فـ أخدتهم منُه وضمتهم لصدرها و قامت وقف بتهمس:
- أنا هغيّر!!
قال بضيق:
- إنتِ تعبانة .. سيبني أنا أغيرلك!
نفت براسها وقالت:
- لاء أنا بقيت أحسن و هقدر أغيّر لنفسي!
و دخلت غرفة تبديل الملابس فـ تنهد بقنوط منها، خرجت لابسة الهدوم و وقفت جففت شعرها عشان متتعبش أكتر، كان هو قاعد بيشرب سيجارة، إتجهت للناحية التانية من السرير و نامت و هي بتقول بحُزن:
- معلش تعبتك معايا!!
رمقها بضيق و قام دخل الحمام أخد شاور و غيّر هدومه و مشي من الأوضة و من الجناح كلُه، مبطلتش هي عـ.ـيا.ط من أول ما خرج من الجناح، مش قادرة تستحمل بعدُه و جفاءُه و إنه لسه زعلان منها، قاومت تعبها و قامت لبست هدوم خروج و هي مقررة قرار قاطع إنها هتروحلُه، مش هتقدر تفضل قاعدة كدا و الو.جـ.ـع بينهش فيها، طلعت من الڤيلا ركبت مع السواق محمد بعد مـ إبتسمتلُه بتعب و سألتُه عن أخبـ.ـارُه، سندت راسها على نافذة العربية، و بعد دقائق وصلت للشركة، نزلت من العربية و بصت للحرَس اللي بصولها بإستغراب و هما حاسين إن دي مش أول مرة يشوفوها إلا إن هيئتها كانت متغيرة جدًا، بصتلهم يُسر بقوة و قالت:
- عايزه أدخل!
رد واحد منهم عليها بإحترام:
- مين حضرتك يا هانم؟!
إبتسمتلُه بسُخرية، عشان لبست هدوم كويسة و مظهرها إتحسن تعاملهُم معاها إختلف و بقِت في نظرهم .. (هانم)! هتفت و لسة نفس الإبتسامة على وشها:
- حرم زين باشا الحريري!!
أفسحوا المجال لها على الفور و التاني بيقول بإحترام بالغ:
- نوّرتي الشركة يا هانم إتفضلي!!!
دخلت بتبُص للموظفين اللي بيبصولها بإعجاب و بعضهم بإستغراب لوجود وجه جديد عليهم وسطهم، طلعت بالأسانير للدور الحادي عشر، أخدت نفس عميق و خرجت من الأسانير و مشيت لمكتبُه، لقِت مكتب السكرتيرة فاضر، فـ خبّطت فـ جالها صوته .. اللي بتعشقُه و هو بيقول:
- إدخل!
دلفت و على وشها إبتسامة نقية، إختفت تدريجيًا لما لقت السكرتيرة قاعدة على كُرسي جنبُه ماسكة بعض الملفات، إتفاجئ زين بوجودها، فـ ساب اللي في إيدُه و قال بهدوء:
- تعالي يا يُسر!!
بصِت يُسر للسكرتيرة اللي لابسة تنورة بالكاد تصل لركبتيها و و قميص مفتوح أول زرين به فأظهر نهديها بشكل مبالغ به، رمقتها بضيق حقيقي فـ لاحظ زين نظراتها .. بَص للسكرتيرة و قال بهدوء:
- نكمل بعدين يا فريدة!
نهضت المدعوة فريدة و قالت بصوتها الناعم:
- تمام يا مستر زين!!
و خرجت من المكتب، فضلت يُسر عنيها عليها بتبُصلها من فوق لتحت بإشمئزاز فـ إبتسم زين على نظراتها إلا إنه رجع يبُصلها بجمود زائف لما لفِت وقالتلُه بصوت كلُه ضيق:
- مين دي؟!
قال بهدوء:
- السكرتيرة!
مشيت ناحيتُه و لأول مرة تبصلُه بنظرات مشتعلة غاضبة:
- و هي عشان السكرتيرة بتاعتك تبقى قاعدة لازقة فيك كدا؟!!
حاول يكتم ضحكتُه فـ لف و إداها ضهرُه و قال:
- إيه اللي جابك!!
رفعت حاجبيها بصدmة و قالت بحدة:
- إيه اللي جابني؟! لو معطلاك عن شغلك مع أستاذة فريدة قول و أنا أوعدك همشي و مش هتشوف وشي تاني!!
لفِلها و مسك دراعها قرّبها منُه و قال بضيق:
- إهدي شوية إيه الجنان ده!!
غضبت و ضـ.ـر.بت الأرض برجلها و هي بتقول:
- أنا هادية جدًا!!
بـص لرجليه و رجع بص لعنيها بتحذير، فـ بعدت إيدها عن مرمى إيدُه و هي بتبُصله بضيق، و لفت عشان تمشي إلا إنه حاوط خصرها بقوة و جذبها ناحيتُه بعنف، إرتطمت بصدرُه تشهق بتفاجؤ، فـ قال بحدة وعيونه بتطلع شرارة:
- رايـحـة فـيـن!!
إتـ.ـو.ترت و قالت بحروف مُتقطعة:
- هـ .. همشي!!!
شـ.ـدد على خصرها و همس قدام شفايفها بنبرة غاضبة:
- يعني تخرجي من البيت من غير ما تقوليلي و تمشي كدا من غير إستئذان!!! إنتِ إتجننتي شكلك و نسيتي متجوزة مين!!!غمغمت بصوت حزين:
- زين إبعد لو سمحت، أنا لو جيت فـ جيت عشان أشوفك، و همشي دلوقتي عشان مش عايزة أعطّلك!!!
عينيه نزلت لـ شفايفها اللي بتترعش، و طلعت لـ عينيها الحزينة، إشتاق .. إشتاق لـ كُل حاجه فيها، و من غير مُقدmـ.ـا.ت كان بيهجم على شفتيها بإشتياق صدmها، للحظات فضلت مصدومة لحد م إستوعبت و إبتسمت و تجاوبت معاه و هي حاسة إن قلبها طاير إنُه و أخيرًا .. سامحها!!
بِعد عنها و إتفاجئت بيه بيضم خصرها مميل عليها دافن وشُه في حجابها اللي على رقبتها، إبتسمت بإتساع أكبر و حاوطت ضهرُه بتربت عليه بحنان و أد إيه كان واحشها حُضنه، غمّضت عينيه بتستمتع بـ لذة وجودها بين إيديه، بعد عنها بعد دقايق فـ حاوطت وجنتيه و بصتلُه بحنان، و إتجرأت فـ وقفت على أطراف أصابع قدmيها و قبّلت شفتيه بعدm خبرة جعلته يبتسم و يضع يدُه على مؤخرة عنقها يُقبلها هو بـ خبرتُه مُنقطعة النظير!
صوت تليفونه قطع تناغُمهم، فـ بعدت عنُه بخجل و هو زفر بضيق، مسك التليفون و رَد، سمع بعض كلمـ.ـا.ت خلتُه يغمض عينيه و يفتحهم على ملامحها البريئة، قفل التليفون و هو مش عارف هيقولها إزاي، أخد نفس عميق و مسك كفها و كإنه بيشـ.ـد من أزرها، و قال بهدوء:
- البقاء لله يا يُسر، جدتك .. إتوفت!!!
يُتبع♥
↚
- البقاء لله يا يُسر، جدتك .. إتوفت!!!
- إيه؟!!!
قالتها و الصدmة إحتلت معالم وشها و إتملكت من جـ.ـسمها لدرجة إنها رجعت لـ ورا خطوتين و سابت إيدُه، فـ قال و هو بيراقب ملامحها المصدومة:
- إتوفت .. من ساعة!!!
محستش بنفسها غير و هي بتصرَّخ فيه بعُنق و ضمت قبضتيها بتضـ.ـر.بُه في صدرُه بـ غل غريب:
- إسـكـت!!!! إنـت كـداب!!! كـــداب!!! ممـ.ـا.تش!!! ممـ.ـا.تش لسه كنت بكلمها!!! إنت بتكدب عليا عشان عايز تو.جـ.ـعني!!!
ولأول مرة يسيبها تضـ.ـر.ب في صدرُه و هو مُدرك إنها واصلة لأعلى مراحل إنهيارها، فضلت تضـ.ـر.ب فيه و هي بتصرّخ إنه بيكـ.ـدب عليها و هو ساكت تمامًا ملامحه هادية و واقف بثبوت، و فجأة بقت يدب م تضـ.ـر.ب بقت تضـ.ـر.ب نفسها! لطـ.ـمـ.ـت على وشها لطـ.ـمـ.ـتين فـ مسك دراعها بعُنف حقيقي بيمنعها من أذية نفسها .. تإذيه هو لكن نفسها لاء! صرّخ فيها بصوتُه الجهوري:
- يُـــســر!!! فــوقــي!!!!
إتلوت بجـ.ـسمها بين إيديه و صراخها بقى أعلى و عـ.ـيا.طها و نحيبها وصل لـ برا فـ دخلت فريدة بدون إستئذان مصدومة من اللي بيحصل، زعّق زين فيها بـ إنفلات أعصاب:
- إطـــلــعــي بــرا!!!
طلعت فورًا بحرج، فـ صرّخت فيه ببكاء:
- سـيـبـنـي!!! حـرام عليك إبـعـد!!!
هزّها بعُنف و هو بيصرّخ في وشها بقوة:
- إهــــدي!!!
للحظة سكتت و بصتلُه بعيون حمرا د.ـموية، و بطلت عـ.ـيا.ط و عينيها بس اللي بتنزل دmـ.ـو.ع، صدرُه عِلي و هبط و بَص لـ محياها و في لحظة كان شاددها في حُضنه بيعتصر جـ.ـسمها مغمض عينيه و هو حاسس إنه نفسُه ياخد ألمها كلُه و يحطُه في قلبه! أول ما حـ.ـضـ.ـنها إنهارت في العـ.ـيا.ط ماسكة في قميصُه من ورا وشها عند صدرُه بتبكي بشكل خلّاه يحِس بـ نخور في عضمُه!! مسد على حجابها و هو بيهدهدها بحنان، فـ تقطّعت الحروف على لسانها و هي بتقول بألم قوي:
- هي الوحيدة اللي كانت فضلالي من ريحة أبويا و أمي، حتى هي سابتني زيُهم؟!
أخد نفَس و هو بيدخّلها في حُضنه أكتر و لو عليه هيدخلها بين ضلوعه، غمغمت برجاء:
- عايزة أروحلها .. عايزه أغّسلها أنا بإيدي!!
طلّعها من حُضنه و حاوط وشها و قال:
- هنروح .. حالًا!
و مسك مفاتيحُه و چاكت بدلتُه و خرج معاها و هي ساندة على دراعُه، بَص لـ فريدة و قال بوجوم:
- إلغي كل مواعيد النهاردة و بُكرة!!
- حاضر يا مستر زين!
دخلوا الأسانسير و نزلوا، فتحلها باب العربية لأول مرة فـ ركبت و ركب جنبها، و عمل مكالمة سريعة يعرف من البواب جدتها فين دلوقتي، و قالُه إنها في المستشفى اللي جنب البيت، مشي بالعربية على سرعة عالية إلى حدٍ ما و وصلوا للمستشفى، نزل من العربية وراح ناحيتها فتحلها الباب فـ نزلت و هي حاسة إن رجليها مش شايلاها، دخلوا المستشفى و وقف زين عند موظفة الريسبشين و هي واقفة ساندة على دراعُه و شاردة في نقطة ما:
- فيه ست كبيرة متـ.ـو.فية جات هنا .. إسمها حنان! جات من شوية!
- موجودة يا فنـ.ـد.م، هي في أوضة 507 و كُنا باعتين ست تغسِلها!
قال بهدوء:
- لاء خلاص ملوش داعي حفيدتها موجودة!
- تمام يا فنـ.ـد.م!
قالت بهدوء و عينيها على يُسر اللي مش بتنطق و كإنها مش واعية للي حواليها، مشي بيها و طلعوا الأسانير عشان يروحوا للأوضة، وقف قُدامها و لَف لـ يُسر، مسك كتفها بقبضتيه و قال بقوة:
- أنا عايزك تِقوي .. إفردي ضهرك!!
بصتلُه و أومأت بحُزن و حاولت تفرد ضهرها اللي حاسة إنه إنحنى من التقل اللي عليه، دخلت الغرفة و هو فضل مستنيها برّا، يُسر دخلت لقت الممرضة جنبها و هي نايمة على سرير متغطية من راسها لأخمص قدmيها بـ ملاية بيضة، إنهمرت دmـ.ـو.عها فـ مسحتهم و قالت للممرضة بصوت بيرتجف:
- عايزاكِ تساعديني .. نغسِلها!!
• • • • •
بعد ما يُقارب الساعة خرجت من الأوضة، لقتُه قاعد مستنيها و أول ما خرجت قام وقف قدامه و كوّب وشها بين إيديها و مسح دmـ.ـو.عها و هو بيقول:
- خلاص؟
أومأت بتتحاشى تبُص في عينيه، و غمغمت بصوت مُحمّل بالبكاء:
- هكلم أعمامي ييجوا عشان يقفوا في الدفنة!!
- ماشي!
قال بهدوء، وخدها من إيديها قعّدها على الكرسي و قعد جنبها، فتحت تليفونها و عملت مكالمـ.ـا.ت سريعة و كل مرة تقولهم الخبر كانت دmـ.ـو.عها بتنزل!، لحد ما قفلت، ميلت لقُدام و حاوطت وشها بإيديها بتبكي بحُرقة، قام زين و قعد تحت رجليها على ركبتيه و أصابع قدmيه و مسك إيديها شالها من على وشها فـ إتصدmت من إنه قاعد قدامها و تحت رجليها بالشكل ده، و صوته اللي كلُه لين و رفق و هو بيقول:
- كفاية عـ.ـيا.ط يا يُسر!
مسكت إيده المحاوط بيها كفيها و سندت على باطن كفُه وشها بعد م طبعت قبلة عليه و دmـ.ـو.عها بتنزل على إيدُه، مسح على حجابها و إتنهد و هو لأول مرة يحِس بألم عشان حد بعد أبوه، النغزة الليوفي قلبه دي مجاتش غير لما دفن أبوه، ليه جات دلوقتي! ليه دmـ.ـو.عها و عـ.ـيا.طها و و.جـ.ـعها ليهم القدرة على بعثرتُه بالشكل ده! إتعدل و وقف و من ثم قعد جنبها، لحد م دخل عليهم إعمامها و في مقدmتهم عزبز و كلهم في حالة يُرثى لها، حضروا الجنازة و وقفت هي بتشوفهم بيحفروا في الأرض و زين معاهم، و حطوا جـ.ـسمها و غطوه بالتُراب، كادت يُسر أن تنهار لولا إيد مرات عمها سيد اللي سندتها و هي بتقول بشفقة على حالها:
- إسم الله عليكي يا بنتي! متعمليش في نفسك كدا ده عمرها يا يُسر!!
و قالت برفق و هي بتبص لـ زين:
- و إحمدي ربنا إنه رزقك بـ راجـ.ـل زي جوزك! ده إيدُه بإيد إعمامك و كإنها كانت أمُه، راجـ.ـل بجد ربنا يبـ.ـاركلك فيه!!
بصِت لـ زين بحُب، و ردت بصوت مخـ.ـنـ.ـوق:
- هو الحاجة الوحيدة المهونة عليا مـ.ـو.تها!
إلا إنها قالت بترتجف بألم:
- بس مكُنتش معاها يا مرات عمي! مكُنتش جنبها و مـ.ـا.تت و هي لوحدها!!
ربتت على ظهرها بهدوء و قالت:
- متعمليش كدا يا بنتي و متحمليش نفسك فوق طاقتها!!
خِلصت مراسم الجنازة و كلُه إبتدى يروّح بيتُه بعد ما قالُهم زين إن عزاها هيبقى بليل في أكبر مسجد في المكان، ربتت مرات عمها على ضهرها و قالت:
- هجيلك بليل يا حبيبتي .. نامي و إرتاحي دلوقتي!!
أومأت لها يُسر بهدوء، كلهم خرجوا من المكان إلا هي و زين، قعدت على القبر جنبها و هو وقف وراها، مسحت بإيديها على تراب القبر و قالت بصوت يقطّع القلب:
- بحبك أوي يا تيتة، ليه مشيتي بدري كدا؟ مش طول عمرك كُنتِ بتقوليلي إنك مش هتسيبني؟ ماما و بابا وحشوكِ يا تيتة صح؟ طب و أنا .. أنا مش هوحشِك؟
قالت و إنهارت في العـ.ـيا.ط، غمّض زين عينيه و صوتها وكلامها سكاكين بتقطَّـ.ـع في قلبُه، و ببكاء قالت:
- بس إنتِ هتوحشيني أوي! و كُل يوم .. هدعي ربنا يعجِل في يومي عشان أجيلك و آجي لماما و بابا!!
- طب و أنا؟
سمعت صوتُه من وراها فـ بصتلُه و أول مرة تشوف حُزن في عينيه بالشكل ده، مقدرتش ترُد فـ كمِل بصوت بيتهز لأول مرة في حياتُه:
- عايزة تسيبيني؟
قامت وقفت وراحت ناحيتُه، و حاوطت وجنتُه بإيدها بتبُصله و وشها كله دmـ.ـو.ع، و بحنان همست بصوتها المبحوح:
- مش هسيبك!
- متدعيش على نفسك .. أبدًا!!
قال بألم، فـ أومأت سريعًا و هي بتمسح على بشرتُه و دقنه النامية برفق:
- حاضر!!
و وقفت على أطراف صوابعها و حاوطت رقبته فـ دفن وشه في تجويف رقبتها المتغطي بالحجاب محاوطًا خصرها، مسدت على كتفُه و أواخر شعرُه بحنان فـ غمّض عينيه، إزاي عايزه تحرمُه من الحُضن ده؟ الحُضن اللي عوّضه عن حُضن أمه اللي كان محروم منُه، إزاي و هي صغيرة و مش أُم بس حُضنها دافي كدا؟ إزاي بتحتويه كإنه طفل بين إيديها بالشكل ده؟!!
• • • • • • •
رجعوا شقة الزمالك عشان يبقوا قريبين من المسجد اللي هيتاخد فيه العزا، لما دخل معها طلّع هدوم ليها من الدولاب و قال برفق:
- إدخلي خُدي دُش، و لو حسيتي إنك مش قادرة تستحمي قوليلي و أنا هسحَّمك .. و متتكسفيش!
بصتلُه بهدوء و أومـ.ـا.ت و دخلت الحمام، طلّع هو هدوم ليه و دخل خد شاور في الحمام التاني، طلع و لبس بنطلون و كنزة كت سودا إلتصقت بجـ.ـسمُه، و لما دخل الأوضة لاقاها قاعدة على بـ روب الإستحمام ماسكة الهدوم بين إيديها و شاردة في الفراغ قُدmاها، مشي ناحيتها و وقف قُدامها و رفع دقنها برفق لحد م بصت في عينيه، فـ قال بهدوء:
- كُنتِ سرحانة في إيه؟
- مش فـ حاجه!
قالت بخفوت، و قامت وقفت قُصاده و إدته لبسها و هي بتقول بإرتجاف:
- مش قادرة ألبس يا زين .. ينفع تلبسني؟
إتصدm من طلبها لإنه عارف كويس إنها بتتكسف، إلا إنه رحّب جدًا .. فـ حَل رُباط روب الإستحمام و شالُه عن جـ.ـسمها العاري تمامًا سوى من ملابسها الداخلية، ميّل شوية و لبسها البنطلون و هي سانده على كتفه بإيدها، و لبسها الكنزة الحمالات، و سُبحان من خلَّاه يسيطر على نفسُه قُدام مظهرها، إلا إنه مستحيل يبقى أناني لدرجة إن و هي في عز تعبها النفسي يقرّبلها، شالها وإكتفى بإنه ينيمها في حُضنُه فـ حـ.ـضـ.ـنتُه زي الطفلة، فضل صاحي و إيدُه بتمشي على شعرها عشان تنام و متفكرش في حاجه، و لما إتأكد نام هو كمان بعُمق!
• • • • • •
قاعدة في العزا الحريمي في الشقة وهما في المسجد تحت بياخدوا عزاها، عمـ.ـا.تها وخلاتها كانوا جنبها و معاها وهي قاعدة في المقدmة محاوطة كتفيها و كإن صقيع البرد بياكل في جـ.ـسمها، لحد م العزا خلص و وسلمت عليهم و مشيوا، فضلت قاعدة مستنية الرجـ.ـا.لة اللي تحت يمشوا عشان يطلعلها و تترمي في حُضنه، قعدت على الكرسي مستنياه لحد مـ حسِت بإيدين بتحاوط كتفها من ضهرها، إبتسمت وحطت إيديها على إيدُه بس إتصدmت لما إكتشفت إن دي مش إيد جوزها!!!
إنتفضت من على الكُرسي و لفتلُه لقتُه .. حازم!!! إبن عمها اللي عاشت طول عمرها تخاف من نظراتُه واللي كان هيبقى جوزها لولا ستر ربنا!! صرّخت فيه بكل قوتها:
- يا حـ.ـيو.ان!!! إزاي تتجرأ و تحُط إيدك الزبـ.ـا.لة عليا بالشكل ده!!
هجم عليها بيكمم فمها و عينيه بتاكل جـ.ـسمها بيقول بشهوة دنيئة:
- بس إخرسي! سيبيني أمتّع عيني بيكِ! أخيرًا بقينا لوحدنا، محدش هيعرف ينقذك من بين إيديا يا بنت عمي!!!
رفعت ركبتها و بحدة سددت له لكمة أسفل معدته فـ إترمى على الأرض يتآوه بألم و هي بتصرّخ فيه:
- زين لو عرف إنك طلعت لمـ.ـر.اته في غيابُه والله العظيم هيموِّتك!!
صرّخ فيها بعنف:
- و رحمة أبويا ما هسيبك .. هدفعك التمن غالي، راحت ناحيتُه و بجرأة خبطتُه في وشُه بـ كعب جزمتها فـ صدحت صرخات مُتألمة منه، و قالت هي بقوة:
- خُد بعضك و إمشي عشان مخليش جوزي ييجي يكمل عليك!!!
قام وقف و هو بيبُصلها بحقد و قال بغل:
- هحسّرك على نفسك .. و على جوزك!!!
بصتلُه من فوق لتحت بسُخرية و قالت:
- طب أصلب طولك الأول و بعدين إتكلم!!!
إتحرك بصعوبة و خرج من البيت، قفلت الباب وراه كويس و راحت للبلكونة عشتن تشوف زين، لقتُه واقف بيسلم على الناس قبل ما يمشوا، بس شهقت لما شافتُه لاحظ حازم اللي نازل من الشقة متبهدل فـ مسكُه من ياقته و صوته العالي واصل ليه بس مش قادرة تسمع بيقول إيه، خافت عليه و عمها واقف بيهدي فيه لحد م سدد لكمة لـ حازم و رغم إنها مبسوطة فيه إلا إنها خايفة من تهور زين، كانت هتنزل لولا إنها لاحظت إنه واخدُه من ياقة قميصُه و طلع بيه العمارة، نبضات قلبها إرتفعت بخوف و هي عارفة الخطوة الجاية، خدت قرار إنها مش هتقولُه عشان لو عرف لا محالة هيقـ.ـتـ.ـلُه بإبدُه و هي مش مستغنية أبدًا عن وجود زين في حياتها! سمعت خبطات عنيفة على الباب فـ فتحت برجفة، كان ماسكُه من ياقة قميصُه و عمها عزيز وراه بيترجاه يسيب إبنه، و أول ما زين شافها هدر بحدة:
- الوسـ.ـخ ده طلعلك؟!!!
نفت بسُرعة من غير تفكير، فـ بصلها حازم بخبث رغم جـ.ـسمه اللي واجعُه، هزُه زين بحدة و هو بيبصله و بيزعق في وشه:
- أومال كنت نازل من العمارة ليه يا روح أمك!!!
هتف حازم بألم زائف:
- كنت عايز أعمل تليفون يا زين بيه و ملقتش حتة هادية غير مدخل العمارة!!
- إحنا أسفين يا زين بيه!
قال عزيز برجاء و هو بيبعد إبنه عن مرمى إيده، فـ هتف زين بقسوة:
- لو لمحت بس خيالك قريب من مكان هي فيه هطلّع روحك في إيدي!!!
و رزع الباب في وشهم فـ إنتفض جـ.ـسمها، أنفاسُه عالية بياخد الصالة ذهابًا و إيابًا و لفِلها فجأة و هدر بعُنف:
- و رحمة أبويا لو كان طلعلك لكُنت طلعت روحُه في إيدي!!!
إزدردت ريقها و رغم إنها مبتحبش الكدب و هي كدبت عليه إلا إن اللي عملتُه كان الصح، كان فعلًا هيقـ.ـتـ.ـلُه و هيودي نفسُه في داهية! قرّبت منُه و طمنتُه و هي بتربت على كتفُه:
- إهدى يا زين! هو مش هيجيله الجُرأة يطلع هنا أساسًا!! هو عارف إنه لو طلع هيبقى آخر يوم في عُمره!!!
حاوط وشها و قال و هو بيتفحصها:
- طمنيني عليكِ إنتِ .. حد دايقك من اللي كانوا هنا؟
نفت براسها بإبتسامة هادية و قالت:
- متقلقش عليا!!
و إسترسلت:
- زين!
قال و هو بيقعُد على الكُرسي:
- نعم!
قعدت على رجلُه و قالت بحُب:
- تعبتك .. بقالك يومين مبتنامش ولا بتروح شُغلك!!!
إبتسم من جلوسها على قدmُه، فـ حاوط خصرها و قال بهدوء:
- سيبك من الهبل اللي بتقوليه ده و تعالي في حُضني!
و بالفعل إرتمت بأحضانُه على صدرُه، بتفتكر لما ضـ.ـر.بتُه على صدره أول ما عرفت بـ الخبر رفعت إيديها و مسحت على مكان ضـ.ـر.بها بحنان و هي بتهمس بحُزن:
- أنا أسفة إني عملت كدا!!
عِرف قصدها، فـ شال حجابها و غلغل إيدُه بـ شعرها التقيل الناعم و قال:
- مش عايز أفتكر اليوم ده!!
أومأت و قالت و هي بتفرُك عينيها:
- و أنا كمان!!
وكملت بإرهاق:
- هقوم أعمل عشا، مكلناش حاجة من الصُبح!
شـ.ـدد على حُضنها و مسح على شعرها و هو بيقول بهدوء:
- زي م إنتِ متقوميش! هعمل أوردر!!
أومأت و أراحت رأسها على صدرُه، و بالفعل طلب طلبية أكل تكفيهم النهاردة و بكرة، إتنهدت و ضمت قدmيها لصدرها فـ بقى جـ.ـسمها كلُه في حـ.ـضـ.ـنه، هو حاوطها كإنها بنته، فـ قالت و أناملها بتعبث بزُرار قميصُه و بصوت حزين:
- ماما و بابا مـ.ـا.توا لما كان عندي عشر سنين، مـ.ـا.توا في القطر زي ناس تانية كتير كانوا معاهم، و إتربيت مع جدتي و خدت بالها مني و ربتني، و رغم إنب كنت بحبها أوي و كانت بتعاملني بحنان بس مافيش حد يقدر يعوض وجود أم و أب، كنت قبل م أنام لازم أعيط على مخدتي و أتكلم مع بابا كإنه سامعني، كنت بحب بابا أوي أوي و ماما طبعًا بس بابا كان بيعاملني كإني أميرة! عُمره ما زعقلي و لا ضـ.ـر.بني ولا كان بيخلي ماما تضـ.ـر.بني، لما مـ.ـا.ت عرفت يعني إيه كـ.ـسرة الضهر، و طلعت إشتغلت من وأنا صغيرة، إشتغلت في حاجات كتير أوي و الدنيا جات عليا فوق ما تتخيل و كنت بستحمل عشان جدتي اللي مبقتش قادرة تشتغل و تعبت، أنكرة إنب روحت أخدm في بيت و أنا صغيرة و كنت بنام على أرضية المطبخ في عز التلج مكانتش الست اللي هناك تجيبلي حتى غطا، و رغم إني كنت صغيرة ساعتها مكملتش ١٤ سنة جوزها كان بيبُصلي، و في مرة حسيت بإيدُه بتمشي على جـ.ـسمي و آآآ!!!
سكتت للحظات لما حسِت بإيدُه اللي محاوطة خصرها بتقسى و كإنه مش في وعيُه، أنِت بألم و قالت محاوطة رقبتُه بتستخبى منُه فيه:
- زين!!
أدرك اللي هو بيعملُه، فـ لانت قبضتُه على خصرها و مسد على ضهرها برفق وقال:
- كملي!
- سا .. ساعتها صوّت و طلعت أجري من البيت ده، و من بعدها إشتغلت في محل لبس و كنت بقبض كويس و بجيب علاج لتيتة الله يرحمها وبصرف على دروسي لحد م دخلت الكلية و المحل كان صاحبه راجـ.ـل كبير كان بيعاملني زي بنتُه، لحد م غيّر فرع المحل في محافظة تانية و مبقتش عارفة أشتغل، قبل إنت م تيجي بكام يوم!
رفعت وشها لبه و إبتسمت بحُزن و هي بتمسد على وجنتُه بظهر أناملها:
- إنت كنت أكتر حد أذِتني في كُل دول!
سكت .. مش عارف يقولها إيه، فـ كملت بسُخرية:
- و رغم ده حبيتك، حبيتك لدرجة إني عندي إستعداد أفديك .. بروحي!!!
إعترافها المُبطن بالحُب خلاه يبُصلها بنظرات طويلة، فـ همست أمام شفتيه و إيديها على موضع قلبُه:
- و.جـ.ـعتني و.جـ.ـع .. مش قادرة أوصفُه!! بس أنا متأكدة .. إن قلبك موجوع أضعافي
وبصِت لـ موضوع قلبُه و همست بـ رقة:
- و أنا هنا .. عشان أداويه!!
نزلت رجليها و كانت هتقوم فـ شـ.ـدها لصدرُه و قال بصوته الرجولي:
- رايحة فين؟!
قالت بإبتسامة:
- مش رايحة في حتة!
و قامت قعدت جنبُه على الكنبة، و ربتت على فخذها و قالت بحنان:
- تعالى .. هات راسك هنا على رجلي!!!
للحظات بصلها بتردًد، إلا إن صوتها الحنون خلّاه ينفذ، حط راسه على رجلها و نام على ضهرُه، فـ مسحت على خصلاته بحنو شـ.ـديد لدرجة إنه غمض عينيه، فضلت للحظات بتمسح على شعرُه الناعم و بتدخّل صوابعه بين خصلاته، لحد مـ قالت بـ لين:
- مين و.جـ.ـعَك .. و خلاك تقسى و إنت فيك حنية الدنيا كلها كدا؟!
- أنا مش حنين!
قالها و هو مغمض عينيه، فأسرعت قائلة بلهفة:
- مين قالك! إنت حنين جدًا!! بس .. موجوع!!
- أمي!!!
قال و لأول مرة تلمس ألم في صوتُه، غمضت عينيها بـ تشتم ريَّا في سرها بأسوأ الشتايم، و همست بنفس الرفق:
- عملِتلك إيه؟
فضل مغمض و شريط حياتُه كلها مشي قُدام عينيه و لأول مرة يفتح قلبه بالشكل ده و قال:
- لما إتولدت سابتني مع دادة و هي كانت مشغولة بحياتها و خروجاتها و نواديها و صحابها، أبويا اللي كان بيهتم بيا ودايمًا كان يزعقلها عشان تبقى معايا بس مكانتش بتهتم، لحد م في مرة لقتها داخلة سـ.ـكـ.ـر.انة و كان معاها واحد، يومها كان أبويا مسافر و الخدm كانت مديالهم أجازة طلعت الأوضة معاه و لإنه كان بني آدm زبـ.ـا.لة خدني معاهم و هي كانت موافقة!! كان عندي سبع سنين و شوفت كل اللي تتخيليه و اللي متتخيلهوش و لا دmاغك البريئة تصورهولك بيحصل بين راجـ.ـل و ست، هتقوليلي ليه مسيبتلهمش الأوضة و مشيت، هقولك عشان كنت مربوط في الكرسي، و أبسط حاجه لما كنت بغمض عيني كنت بلاقي قلم منُه نزل على وشي عشان أفتح و أشوفهم!!! من الليلة دي و أنا مبقتش زي الأول! المشاهد دي إتحفرت جوايا، كرهتها كُره لو إتوزع على الدنيا يكفي و يفيض، كنت بقرف من نفَسها في البيت، لما أبويا رجع كان حاسس إني مش على طبيعتي و متغير، سألني أكتر من مرة و كنت بقوله مافيش حاجه! كنت خايف يمـ.ـو.تها و يروح السجن في بني آدmة زي دي! و بعد كام سنة صحينا مالقيناهاش، خدت فلوسه و هـ.ـر.بت، باع كل حاجه و سكنا في شقتُه القديمة، بس الديون كانت عليه كبيرة، سددها كلها و مـ.ـا.ت، عارفة اليوم اللي أبويا مـ.ـا.ت فيه عملت إيه؟ كنت ١٥ سنة بالظبط، خدت المُسدس بتاعُه و عرفت عنوان الراجـ.ـل ده و روحت ضـ.ـر.بتُه عشر طلقات في جـ.ـسمُه و بعدها خدت عزا أبويا، و كان هاين عليا أمـ.ـو.تها هي كمان بس كانت برا البلد، إشتغلت و إتمرمطت لحد ما كبرت و فتحت شركة صغيرة، و الشركة الصغيرة بقت كبيرة .. و بقت بدل م هي شركة واحدة خمس شركات في محافظات مختلفة، لحد ما وصلوا لإمبراطورية شركات جوا و برا مصر! و بقيت أشهر رجل أعمال في سن صغير و لما سمعت إسمي نزلت بعد م خلصت الفلوس اللي خدتها من أبويا، نزلت وباست على رجلي عشان أسامحها .. مسامحتهاش، كان جوايا من ناحيتها غل و احد دلوقتي لسه جوايا! بس خلتها تعيش معايا عشان تشوفني يوم ورا يوم و أنا بقوى أكتر! كل ما أبُصلها أفتكر الطفل الصغير المربوط في كُرسي و بيشوف فيلم قذر و البطلة أمُه! و كل يوم بكرها أكتر من اليوم اللي قبلُه!
وشها كلُه دmـ.ـو.ع، مش قادرة تصدق المُعاناة اللي عاشها، إزاي دي تبقى أم!!! حـ.ـضـ.ـنت راسُه لصدرها ساندة جبينها على صدرُه بتحاول تمنع شهقات بكائها من الخروج، دقايق و بعدت راسها عنُه لما إتمالكت نفسها و مسحت على وشُه بحنان و ميِّلت باست عينيه ساندة جبينها على جبينُه، فـ كمل زين:
- لحد ما جات بنت مش واصلة لـ رقبتي حتى، و خلبتني أعيش إحساس أول مرة أعيشُه، لما زعّقت مع ريَّا هانم و طلعت الجناح معاكي و حصوني اللي كنت ببنيها قدامها إنهارت قُدامك و خبطت الحيطة بإيدي فاكرة عملتي إيه؟ إحتوتيني يا يُسر! مسحتي على وشي بإيدك الصغيرة دي، و بوستي دقني و ثبتي وشك على وشي و إنتِ بتهديني بصوتك اللي مش هسمع في حنيتُه! و في المرة اللي بعدها لما حسستي بإيدك على مكان الخبطة اللي خبطتهالي و بوستيها! الحُضن اللي بتحضُنهولي مش مجرد حـ.ـضـ.ـن واحدة لجوزها! إنتِ كإنك كُنتِ عارفة إني محتاج حـ.ـضـ.ـن أم و كُنتِ بتديهولي! عشان كدا يمكن إنتِ الوحيدة اللي شايفاني حنين! مكنش ينفع قُصاد كل الحنية دي أبقى قاسي!
و همس بصوت مليان حُزن:
- لما نجيب طفل .. هبقى بحسدُه لإنه عندُه أم هتديلُه كل حنانها و مش هتحرمُه من حُضنها زي م أنا إتحرمت!!
مقدرتش تتحمل و شهقت ببكاء و هي بتضُمه لصدرها، فـ إتعدل شوية عشان يعرف يحـ.ـضـ.ـنها و لأول مرة هي اللي تبقى حاضنها، راسُه عند صدرها محاوط خصرها بدراعه القوي، مسحت على شعرُه و باست مُقدmة رأسه و هي بتقول وسط بُكائها الخفيف:
- أنا أسفة!! أسفة بالنيابة عنها و عن أي حد و.جـ.ـعَك!
يا حبيبي .. عيشت كُل ده!! أنا .. أنا عايزة أروح أكُلها بسناني! دي .. دي متستاهلش لقب أم!! كل الو.جـ.ـع ده شايلُه جواك يا روح قلبي؟!!!
إبتسم لإنها أول مرة تقولُه الكلمة دي! فـ غمس راسُه في صدرها أكتر بيمسح على ضهرها:
- إهدي و متعيطيش!
مسك خصرها و شـ.ـدّها لتحت فـ بقت مُستلقية على ضهرها بشكل كامل و هو على بطنُه، حط راسُه على صدرها و نام في حُضنها، فـ مسحت على شعره و وشه بحنان بتحاول تهدى، سمعته بيغمغم:
- تقيل عليكي؟
فورًا قالت بحنو:
- لاء يا حبيبي مش تقيل!!
غمّض عينيه و بعد دقايق نام، هي مقدرتش تنام، مش عايزة دقيقة واحدة تضيع و متفضلش بصّالُه و بتمسد على شعرُه، الجرس رن و الظاهر إن الأكل وصل، مكانتش عايزة تبعده عنها إلا إنها إضطرت، و لسه كانت هتبعد راسُه عنها صحي، و قال بهدوء بصوته الناعس:
- خليكِ!
و قام هو فتح، دفعلُه الفلوس و دخّل الأكل المطبخ، رجعلها و شالها حطها على السرير، فتحتلُه دراعها بلُطف فـ إبتسم و نام بنفس الوضعية، إلا إنه حط إيدُه على بطنها وقال:
- جعانة؟ نقوم ناكل؟
نفت برأسها على الفور، هل تساوي أكلة نومه بأحضانها؟ و قالت بحنان:
- مش جعانة، و مش عايزاك تبعد عني لأي سبب دلوقتي!!
- ولا أنا عايزك تبعدي عني!
قال بهدوء، فـ مسحت على خُصلاته لحد مـ نام تاني، و هي كمان نامت نوم عميق!
• • • • •
صحيت من النوم لقت نفسها هي اللي في حُضنه إبتسمت و غمرت وشها في رقبتُه، طبعت قُبلة على دقنُه و من ثم خدُه و جفونه، إبتسم و فتح عينيه فـ سندت دقنها على صدرُه و بتبصلُه مبتسمة، و غمغمت بحُب:
- صباح الخير يا حبيبي!
همس بصوته الناعس اللي بتمـ.ـو.ت فيه:
- صباح الجمال!
و إسترسل بإبتسامة:
- دة أحلى صباح صحيت عليه في حياتي!
توردت وجنتيها فـ إعتلاها ساندًا بكفيه جوار رأسها لتشهق هي بتفاجؤ، نزل لوجنتيها الشهيتان و قبلهُما قبلات بطيئة دغدغت معدتها، غمّضت عينيها فـ طبع قبلة حنونية على شفايفها و همس:
- و أحلى نومة نمتها في حياتي كانت نومة إمبـ.ـارح!!
فتحت عينيها و همست بحُب و هي بتمسد على وجنتُه اليُمنى بأناملها:
- بجد؟
- والله!
همس و هو بيُقبل ذقنها و فكها، فـ إزدردت ريقها و هي حاسة إنها لسه بتتكسف منُه، لقتُه بيقول بهدوء ورجع يبُص في عينيها:
- بس أنا كُنت تقيل عليكِ صح؟
نفت بسُرعة و هي بتقول بحُب:
- والله العظيم أبدًا، كنت خفيف جدًا على قلبي و عليا!!!
- يُسر!!
قال بعد تنهيدة، فـ غمغمت:
- مممم
همس قُدام شفايفها:
- أنا محتاجلك!!
و سكت لبُرهة، و كمل:
- عارف إن الوقت مش مناسب على وفاتها، بس أنا حقيقي محتاجلك!
بَص لـ ملامحها و مقدرش يفسر شعورها، غير لما قالت بهدوء:
- إنت فاكر بعد كلمة محتاجلك دي هقدر أقولك لاء؟
- لاء .. متوافقيش عشان ترضيني!
قال بهدوء، و إسترسل:
- لو تعبانة قولي .. حاسة إنك مش في مود يسمحلك بـ ده .. قولي!!
- أنا عايزاك!
صرّحت بـ ده بإبتسامة، فـ إبتسم هو الآخر و إلتقط شفتيها بنهمٍ مُشتاق!
• • • • • •
صحي من النوم، غطاها كويس عشان متبردش و قام لبس، دخل الحمام أخد شاور و طلع برا الأوضة يمسك تليفونه، لقى رقم غريب بيرن عليه، رد، و سمع صوت مألوف بالنسبالُه بيقول بخبث غريب!:
- أنا طلعت لمراتك إمبـ.ـارح، و هي كدبت عليك و قالتلك إنه مطلعش عارف ليه؟ عشان خافت عليا منك!! الدm بيحن بردو يا زين باشا!!
يُتبع♥
↚
- أنا طلعت لمراتك إمبـ.ـارح، و هي كدبت عليك و قالتلك إنه مطلعش عارف ليه؟ عشان خافت عليا منك!! الدm بيحن بردو يا زين باشا!!
كانت آخر جملة يسمعها منُه قبل ما يقفل السكة، وقف ساكت للحظات بيستوعب اللي إتقالُه، و في لحظة كان بيخبط تليفونُه في الأرض و لولا إنه كان متين كان زمانُه أشلاء، طوى الأرض تحت رجليه و هو بيتجه لأوضتهم، فتح الباب بعُنف رهيب، لاقاها لسه نايمة فـ مشي ناحيتها و من غير رحمة مسك دراعها و قوِّمها فـ صحيت مخضوضة زي الطفلة، بصتلُه و هي بتفرك عينيها بنعاس و قالت:
- زين .. في إيه؟!!
شـ.ـدد على دراعها بقسوة أكبر فـ تآوهت بألم فـ صرّخ في وشها و هو بيهزها بعُنف:
- فيه إنك كـ.ـد.ابة!!!
حاولت تبعد إيدُه اللي كانت شادَّة على دراعها بشكل غريب:
- إيدي يا زين .. سيب إيدي!!!
شـ.ـدد على دراعها أكتر لدرجة إنها ميِّلت لقُدام من شـ.ـدة الألم و هي بتصرّخ بو.جـ.ـع:
- آآآه دراعـي يا زيـن!!!
قبض على فكها بإيدُه التانية و قرب وشها من وشُه و هو بيقول بحدة .. عينيه مُخيفة و كإنُه مُغيَّب!:
- خوفتي عليه؟! عشان كدا مقولتليش؟!!!
إنهمرت الدmـ.ـو.ع من عيونها و نفت راسها بشكل هيستيري بتقول بحُزن إختلط بألم:
- خوفت عليك إنت!!
نفضها من إيدُه فـ وقعت على السرير و الألم بيغزو دراعها، فركتُه بسُرعة و غـ.ـصـ.ـب عنها عيطت، إنتفض جسدها لما ميّل عليها شوية بيهدُر فيها بصوت عالي جهوري:
- لــيــه مـتـجـوزة مـديـحـة!!! دة أنــا زيــن قـاسـم الحـريـري!!!
تـخـافـي عـليـا مـن جــربـوع زي دة!!!!
زحفت لـ ورا بخوف منُه و هي حاسه إنه هيضـ.ـر.بها، فـ مسك رجلها و شـ.ـدها بعنف عشان ترجع لمكانها قُدامه فـ قالت بإرتجاف:
- أنا .. أنا خوفت عليك تتحبس .. مش منُه!!
- أ إيه؟! أتحبس؟! أتحبس في إبن**** زي دة؟
قال بقسوة، مسك دراعها تاني عشان يقوِمها و لإنه مسك نفس المكان في دراعها صرّخت بألم لدرجة إنها إترجتُه بعـ.ـيا.ط:
- دراعي يا زين عشان خاطري!!!
مرحمهاش .. مسابش دراعها، هزّها بعُنف و صرّخ في وشها:
- عارفة إحساسي إيه لما إبن الكـ.ـلـ.ـب ده يكلمني و يقولي مراتك خافت عليا عشان كدا مقالتلكش!!
- مــــقــــولـــتـــيـــش لــــيـــه!!!
هدر بصوت عالي رجّ قلبها، فـ إنهارت في العـ.ـيا.ط، و بقسوة مسك فكّها و قرّب وشُه منها و قال بهمس خطير و عينيه بتضلِّم أكتر:
- حصل بينكوا حاجه لما طلع؟!!!!
وشها إتقلب مية و تمانين درجة، و فجأة حسِت بهوان و.جـ.ـع جـ.ـسمها قُدام و.جـ.ـع الجملة اللي ضـ.ـر.بت شرفها في مقـ.ـتـ.ـل!! وشها إتقفل و الدmـ.ـو.ع نشفت على خدّها، فضلت بصّالُه بجمود للحظات، و فجأة بقوة تلبستها فجأة شالت إيدُه عن دراعها و هي بتقول بمُنتهى الهدوء:
- لحد هنا .. و مش هسمحلك بكلمة تانية!!
و كمِلت بنبرة مُحتدة:
- إنت تقريبًا مشوفتوش كان نازل عامل إزاي! مكانش عارف يمشي من الضـ.ـر.ب اللي خدُه مني!! و حتى لو كان نازل سَـلـيـم!!! مش أنا اللي يتقالي جُملة زي دي!!!
و مسكت تلابيب قميصُه بعنف و شـ.ـدتُه عليها بحدة و هي بتبصلُه في عينيه و بتقول:
- إنك تفتكرني خايفة عليه مش عليك هعذُرك فيها لإني غلطت لما كدبت عليك! بس إنك تسألني حصل بيني و بينُه حاجه .. دة عيب في حقك إنت قبل م يبقى في حقي يا زين!
و سابتُه و دخلت أوضة تانية وخطواتها غاضبة، رزعت الباب بأقوى ما عندها و مسكت مزهرية حدفتها على الأرض بعُنف رهيب، و صوت كـ.ـسر المزهرية تبعُه أصوات تكسير من برّا رجِّت قلبها بخوف منُه و عليه، إلا إنها قررت متطلعش، الو.جـ.ـع اللي في قلبها مش هتقدر تتجاوزُه بالسهولة دي! سمعت بعدها صوت باب الشقة بيترزع، فـ خرجت من الأوضة و بصِت لحالة الشقة اللي كانت و كإن تور دخل هجم عليها، دخلت الأوضة و غيّرت هدومها، قلعت قميصُه اللي كانت لابساه و رمته على الأرض بقسوة، مستكفتش، ميّلت تاني و جابتُه من على الأرض و بكل الو.جـ.ـع اللي جواها قطَّعتُه نُصين! رمت بقاياه على الأرض و لبست جيبة و بلوزة و لبست حجابها و خدت شوية فلوس كانوا معاها و خرجت من الشقة، نزلت في الأسانير لوحدها بتمسح دmـ.ـو.عها بعُنف، و لإن الشقة كانت في مكان شبه مقطوع إضطرت تمشي شوية كتير لحد م طلعت للشارع الرئيسي، ركبت تاكسي و قالت للسواق يوديها على عنوان شقة جدتها القديمة، سندت راسها على النافذة الزُجاجبة و هي حاسة بقلبها بيتـ.حـ.رق، جواها نار مبتخمدش! سندت إيديها اللي بتترعش على مُقدmة راسها مغمضة عينيها، وصل السواق بعد وقت مش قُليل، دفعتلُه و نزلت، و أول ما شافت بيت جدتها من برا دmـ.ـو.عها نزلت، مسكت المفتاح بإيد بتترعش و دخلت، لما قفلت الباب و بصت حواليها إنهارت على الأرض ورا الباب و هي بتمتم وسط عـ.ـيا.طها:
- ياريتك خدتيني معاكِ!!
قامت و شالت حجابها و غيّرت هدومها لـ عباية من عبايات جدتها القديمة اللي ريحتها كلها فيها، لملمت شعرها و دخلت المطبخ، ملقتش حاجه تصلُح غير بصع حبات من البطاطس فـ قررت تسلُقها و تاكلها لإنها مكالتش من إمبـ.ـارح، قعدت تاكلها قُدام التليفزيون و عينيها شاردة في اللاشئ، وشها خالي من الملامح مليان جمود، مافيش غير دmـ.ـو.ع بتنزل بصمت تام على وجنتيها، الأكل بيدخل جوفها زي العلقم! مُر مرارة غريبة .. ولا دي مرارة روحها؟! إنهارت في العـ.ـيا.ط بتضُم رجليها لصدرها و جـ.ـسمها كلُه بيترعش، لحد م نامت مكانها!
• • • • •
دخل الشقة الفجر، لاقاها على حالها، رمى مفاتيحُه على الكرسي و دخل الأوضة، دوّر بعينيه عليها ملقهاش، فتح باب الحمام و مكانتش فيه، لما رجع داس على قميصُه، قميصُه اللي كان متقطّع و مرمي على الأرض! إتصدm و ميّل مسكُه، و رجع رماه على الأرض و دخل الأوضة اللي كانت فيها قبل ما يمشي بس ملقهاش!! بَص حواليه و نَده عليها بصوتُه القوي:
-يُــســر!!! يُـــــســـر!!!
كان جواب نداؤه صمت موحِش! لف عليها الشقة كلها و مالهاش أي وجود، إتجنن!! غرز ضوافره في شعرُه و بعنف ضـ.ـر.ب طاولة زجاجية على الأرض برجلُه فـ إتقلبت مُتهشمة، ضـ.ـر.ب بإيديه عدة مرات على السُفرة و هو بيزأر بوحشية، عينيه حمرا و حبات العرق إتجمعت على مُقدmة راسُه، لحد مـ بعُنف قلب السُفرة كلها على الأرض، و خد مفاتيحه و تليفونه و خرج من الشقة و هو عارف هيلاقيها فين!!!
• • • • •
إنتفض جـ.ـسمها و صحيت من النوم مفزوعة على خبطات عنيفة على باب البيت، و من خبطاته عرفت إنه هو، قلبها دق بقسوة و قامت، إتراجعت خطوات و هي بتبص للباب اللي بيتنفض من شـ.ـدة الخبط، لحد م سمعت صوته بيزعّق:
- إفـتـحـي يـا يُـسـر!! إفتحي عشان مكـ.ـسرش ميـتـ** أم البــاب ده!!!!
حاولت تتحلّى ببعض الشجاعة، و مسحت أثار النوم من على وشها و إتقدmت من الباب، وقفت على عتبتُه و فتحتُه، بصتلُه و كان في حالة مُزرية، بدايةً من شعرُه المبعثر، وشُه اللي عليه كل علامـ.ـا.ت الغضب رغم إن عينيه مُرهقة، قميصُه مفتوح منه أول أربع زراير ف ظاهر صدره اللي بيطلع و بينزل من شـ.ـدة الغضب .. و التعب، بصتلُه للحظات بجمود و إدتلُه ضهرها و هي بتمشي بعيد عنُه و بتقول بجمود:
- جاي ليه؟!
دخل و رزع الباب وراه بهمجية، و قال بقسوة:
- إنتِ اللي جاية هنا لـيـه!!
لفتلُه و إبتسمت ساخرة، و قالت بإستنكار:
- و إنت فاكر إني هقعد معاك يوم واحد بعد اللي قولتُه؟!!
و بغل مشيت ناحيتُه و مسكت في أكمام دراعُه بتصرّخ في وشُه:
- إنت فاكر إيه؟! فاكر إن الدُنيا دي تحت أمرك!!!
بصلها بجمود و بـص لإيديها اللي على دراعُه و رجع بصلها، فـ سابتُه و شاورت على الباب و هي مغمضة عينيها و بتقول بحدة:
- إطلع برا!!! إطلع برا أنا .. أنا حتى مش قادرة أبُصلك!!!
إنزوت شفايفُه بسُخرية و قال:
- بتطرُديني .. و من بيتي؟!
فتحت عينيه بتبصلُه بصدmة و همست:
- إنت بتعايرني؟ بتعايرني عشان قاعدة هنا؟!
قال بحدة:
- مبعايركيش!!! بس بعرّفك إن مهما روحتي فـ إنتِ تحت سُلطتي!! حتى لما حاولتي تهربي .. جيتي لـ مكاني!!!
بصتلُه و رجعت إتأملت للأرض للحظات، و إبتسمت بخواء و رجعت بصتلُه و قالت:
- طب إيه رأيك أروح مكان متعرفش توصلي فيه؟
قرّب منها ببطء و هو بيقول:
- مافيش مكان معرفش أوصّلك فيه!!
- فيه .. عند ربنا مثلًا!!
رجليه إتوقفت عن الحركة من صدmتُه، إتسمّر في الأرض و هو بيبُصلها و عينيه إتهزت للحظات، إزدرد ريقُه و قال:
- إنتِ متعمليش كدا!! واحدة مؤمنة بـ ربنا زيك متمـ.ـو.تش نفسها!!
قرّبت منُه الخطوات اللي فاضلة، و قالت بو.جـ.ـع:
- بس أنا .. تعبت!!
- أنا أسف!
قالها بعد مجادلات كتير، و عينُه لانت و هي بتبُصلها، فـ إبتسمت بألم، نزلت بعينيها لكفُه و مسكتُه، حطتُه على قلبها و قالت برجفة بتبُص في عينيه:
- أسف .. هتصلح اللي إتكـ.ـسر هنا؟
أخد نفس عميق و مسك كفها و رفعُه لشفايفُه و طبع قبلة عليه و مسح على خدها بإيدُه التانية و قال بهدوء معاكس لـ نيران روحُه:
- عايزك تعذُريني .. خرجت عن شعوري .. و قولت كلام مكانش ينفع أقولُه! بس أنا إتجننت لما عرفت إنه طلعلك و إنُه كان ممكن يعمل فيكي حاجه و أنا مش جنبك!!
بصتلُه بإبتسامة مليانة ألم، فـ بص لـ دراعها و رفع النُص كُم بتاع العباية فـ إتفاجئ بـ كدmة زرقا خدت حيز من دراعها، غمّض عينيه بيشتم نفسُه في سرُه، قرب دراعها برفق و ميّل عليه و قبّل مكان الكدmة بحنان قبلة تلو الأخرى برفق، غمّضت عينيها و نزلت دmـ.ـو.عها، إتعدل في وقفتُه و لما شاف دmـ.ـو.عها حاوط وشها برفق و قرب منها أكتر و هو بيقول بنبرة راجية:
- ششش متعيطيش، قوليلي أعمل إيه عشان تسامحيني .. و أنا هعملُه!!!
- تطلقني!
قالت و هي لسه مغمضة عينيها، و فتحتها بعد لحظات لما ملقتش رد منُه و إيدُه نزلت من على وشها، بعدت خطوات عنُه رجعتهم الضعف نِحيتُه لما شـ.ـدها من رسغها لصدرُه بس بالراحة و قال و كل حرف في كلامه مليان صدmة:
- قولتي إيه؟ أطلّقك؟!
أومأت و هي بتتأمل ملامحُه المصدومة عن قُرب، عشان تتحول لـ عِند و قسوة و هو بيقول:
- متفكريش للحظة واحدة يا يُسر إني أطلقك!! إعتبري جوازنا جواز مسيحيين!!
قالت بضيق:
- أنا مبهزرش يا زين!
- يعني أنا اللي بهزر!! و رحمة أبويا ما هطلّقك!!!
قال بحدة، فـ بعدت عنُه و قالت بحدة مماثلة:
- يعني هتقبل إني أفضل عايشة معاك و أنا كارهاك!!!
-كارهاني!
قالها بدهشة، و مش هينكر إن الكلمة و.جـ.ـعتُه، إلا إنه عارف إنها موجوعة دلوقتي .. أضعاف!
قرّب منها و أخد نفس عميق و هو بيتأمل ملامحها و بيقول بهدوء:
- مُستحيل تكرهيني!!
صرّخت في وشُه وقالت:
- مُستحيل ليه!!! دة إنت شكيت فيا! عايزني مكرهكش بعد اللي قولتُه!!!
- قولتلك كنت غلطان، و إتأسفت مع إني مبعملهاش! خلاص يا يُسر!!
قال بإرهاق و هو حاسس الصداع هيفـ.ـجّر دmاغُه، بعدت عنُه و قعدت على الكنبة وقالت ساخرة:
- تصدق .. كتَّر خيرك!!
- يـــوووه!!!
هتف بحدة، فـ بصتلُه و السُخرية إتحولت لألم و هي بتقول:
- حتى إنك تراضيني .. تقيلة على قلبك؟!
مسح على وشُه بعنف و راح نِحيتها، إتفاجأت بيه بيقعُد على رجلُه قُصداها و مسك كفها و قال بحنان:
- لاء مش تقيلة! و مستعد أفضل أراضيكِ لحد م تسامحيني، بس سيرة الطـ.ـلا.ق دي متتجابش تاني!!
تأملت ملامحُه .. و نزلت بعينيها لكفُه اللي حاضن كفها، قرّب بوشها لـ وشُه، و قال بنبرة كلها جمود:
- بس أنا .. مش قادرة أسامحك!!
و قالت و هي بتخبط على صدرها بكفها المقبوض، و عينيها تلقائي لمعت بالدmـ.ـو.ع:
- في و.جـ.ـع هنا .. بينهَش في روحي!!
و إسترسلت و الحروف بتترعش على لسانها:
- عارف إحساس الخذلان؟
- حافظُه!
قال و هو بيمسح على شعرها لـ ورا، فـ قالت و الدmـ.ـو.ع بتنزل على خدها:
- أهو الإحساس ده .. بياكُل فيا!!!
- حقك عليا!
قال برفق و هو بيقسم إن الو.جـ.ـع اللي جواها حاسس أضعافُه، و الدmـ.ـو.ع اللي بتنزل من عينيها دي تساوي عندُه كتير، حالتها مخلياه عايز يمحي كل اللي حصل من ذاكرتها! قبّل باطن كفها قبل ما يقوم و رفع دقنها ليه و قال بهدوء:
- هسييك تهدي دلوقتي!!
بصتلُه و هو بيتحرك لكُرسي بعيد عنها، بيفتح أزرار قميصُه و هو حاسس بحجر فوق قلبُه، رجّع راسُه لـ ورا و غمّض عينيه، فـ قالت بضيق:
- مش هتمشي؟
- لاء أنا قاعد!
قال بهدوء، فـ هتفت بقنوط:
- مش إنت قولت هتسيبني أهدى؟
- م أنا سايبك أهو! مش شايفة الأربعة متر اللي بينا دول؟ .. و متحلميش بأكتر من كدا
قال و هو لسه مغمض عينيه، فـ ضـ.ـر.بت الكنبة بإيديها بغيظ و نامت عليها، بصت لـ وضعيته اللي مش مريحة أبدًا، و قالت بهدوء:
- قوم نام في السرير اللي جوا بدل نومتك دي!
فتحت عينيه و بصلها و راسه لسه مسنودة على ضهر الكُرسي، و قال بخبث:
- معنديش مشكلة لو هتنامي في حُضني!!
قالت بسُخرية:
- لاء يبقى خليك!!!
- خُسارة!
قالها بأسف زائف، فـ بصتلُه بضيق و لفِت مديالُه ضهرها، بَص لـ جـ.ـسمها و قال و هو قاصد يكسفها:
- زي القمر في الجلابية دي! هتاكُل منك حتة!
قامت مُنتفضة و بصتلُه بحدة فـ مقدرش يمسك ضحكتُه و ضحك، فـ هدرت فيه بقوة:
- غمّض عينك و نام يا زين!!!
- تعالي خُديني في حُضنك و هنام على طول!
قال و هو فاتحلها دراعُه بإبتسامة، فـ بصتلُه بضيق و هتفت:
- زين!!
- عيونُه!
قال بنفس الإبتسامة المُحبة لـ إسمُه اللي بيخرُج من شفايفها، كل كلامه بالنسبالها كان مُستفز فـ قالت بحدة:
- نام!!
- بحاول .. بس مش عارف أنام إزاي و إنتِ قُدامي كدا و مش طايلك!!
قال بعد تنهيدة، فـ هتفت ساخرة:
- مساحتي الشخصية يا زين!
- يلعن أبو دي مساحة شخصية أنا عايز أخدك في حُضني!
قال بضيق، فـ حطت وشها على إيدها و هي في مواجهته مغمضة عينيها بنُعاس حقيقي، لحد م نامت بعُمق، إبتسم و قام مشي نِحيتها لحد م وصلّها، ميِّل عليها و بحذر حط إيد تحت ركبتيها و التانية على ضهرها، شالها بحذر شـ.ـديد عشان متقومش وبالفعل مقامتش، دخل بيها الأوض و طلع برُكبة واحدة على السرير و حطها عليه، قرّب و شُه من وشها و بحنان طبع قبلة سطحية على شفايفها المتفرّقة، بعِد عنها و شال قميصُه من على جـ.ـسمُه رماه على الأرض، إستلقى جنبها و قرّب ضهرها من صدرُه و دراعُه محاوط خصرها، قبّل عُنقها و إبتسم و هو بيهمس في ودنها:
- إبقي سلميلي على مساحتك الشخصية!
• • • • • • •
يُتبع♥
↚
صحيت من نومها لقِت نفسها مُكبَّلة بأيدي قوية حوالين خصرها، إنتفضت و هي بتبُص حواليها، وضـ.ـر.بت إيدُه بعُنف بتشيلها من على وسطها، وبتنتفض من على السرير، صحي هو وفرك عينُه وبصلها بضيق:
- إيه اللي عملتيه ده!
صرّخت فيه بعُنف:
- إيه اللي جابني هنا! و إنت نمت جنبي ليه و إزاي!!
- أنا اللي جيبتك لما جيتي قعدتي على رجلي و نمتي في حُضني!!
قال ببساطة و هو مُبتسم، جحظت بعينيها و قالت بصدmة:
- إيه؟!
- زي ما سمعتي!
قال بهدوء و هو بيقعد على طرف السرير و بيشعل سيجارتُه، فـ قرّبت منُه و قالت بحدة:
- كـ.ـد.اب!! مُستحيل أعمل كدا! و بعدين أنا مش بمشي و أنا نايمة!
- لاء عملتي!! و يمكن ده كان Exception عشان كُنت واحشك مثلًا!
قالها بهدوء و هو بيبُصلها بيتفرّس ملامحها المصدومة و هو عايز يقوم يُقبل كل إنش في وشها دلوقتي، وقفت قُصاده وقالت بضيق حقيقي:
- زين!!! إياك تقرّب مني تاني أو تلمسني!!!
- هتعملي إيه يعني!
قالها و هو بيرفع أحد حاجبيه، و قبل ما تجاوب كان شـ.ـدّها من إيديها فـ وقعت في في حُضنه في لحظة كان واخدها تحتُه على السرير و مقرّب وشه من وشها و هي بتشهق مصدومة، فـ قال و هو بيبُص لـ شفايفها:
- يلا .. وريني هتعملي إيه! أنا مقرّب منك و بلمسك أهو!!!
حاولت تزُقه من صدرُه و هي بتضـ.ـر.ب الهوا برجليها بعُنف و بتهدر بـ ضيق شـ.ـديد:
- زيــن إبـعـد عـنـي!!!
- إنسي!
قالها بخُبث و قرّب شفايفُه من رقبتها وباسها بحنان، إرتعش جسدها و هي بتقول بحُزن:
- يعني هترضى تاخُدني بالعافـ.ـية؟
- بالعافـ.ـية!
قالها بعد م رفع وشُه بيبُصلها بسُخرية مؤلمة، فـ أومأت بإندفاع هادرة:
- آه بالعافـ.ـية! عشان أنا مش عايزه!!!
حَس بـ مساس لرجولته، فـ قام من عليها و قال بإبتسامة ساخرة:
- و أنا مرضَهاش!
و لبس قميصُه و طلع برا، سمعت بعدها صوت باب الشقة بيترزع بعُنف فـ غرزت أناملها بعُنف في فروة رأسها بترجّع شعرها لـ ورا!!!
• • • • • • •
طرقات عنيفة على باب أحد الشُقق بواسط كفُه القوي، فتحلُه حازم، أول ما شافُه حاول يقفل الباب بـ ذُعر حقيقي، إلا إن زين دفع الباب بـ رجلُه بقسوة و جابُه من ياقة كِنزتُه، و رفعُه بإيد واحدة و نزلُه بعدها على الأرض مُرتطم بـ صلابة الأرضية، سمع يكاد حازم يجزم إنه سمع صوت تكسير عضمُه، صرّخ صراخ أشبه بعويل النساء من شـ.ـدة الألم، جه عزيز يجري عليه و والدة حازم بتصوّت بخضة، داس زين على قبتُه بـ جزمتُه الغالية و ميّل شوية ناحيتُه و قال بهدوء تام:
- و رحمة أبويا .. لو فكّرت بس تقرّبلها، هخليك تلعن اليوم اللي شوفتني فيه!!
و رفع عينُه لـ عزيز وقال بقسوة:
- و أبوك شاهد!!
غمّض عزيز عينيه و رجع فتحهم و هو بيقول برجاء:
- سيبُه يا بيه .. أنا هعلمُه الأدب!
- روح علِّم نفسك الأول!
قال بسُخرية، ،و بَص لـ حازم اللي بيتآوه بألم و هو بيقول بإبتسامة خبيثة:
- هو كدا إتعلم .. و لا إيه يــلاه؟!
أومأ حازم مرات متتالية، فـ شال زين رجلُه من على رقبتُه و رَفع عينُه لـ والدتُه المخضوضة بتضـ.ـر.ب على صدرها و قال بهدوء:
- معلش يا حجّة! بس إبنك وسـ.ـخ!!!
• • • • •
دخل الشقة معاه أكياس أكل، لاقاها قاعدة قُدام التلفزيون، بصتلُه بجنب عينيها بضيق، فـ دخل المطبخ و فضّى الأكياس في أطباق، و راح قعد جنبها و حط الصينية على الطاولة الصغيرة اللي قدامهم، لما لقتُه قاعد لازق في جـ.ـسمها بعدت شوية، فـ قال و هو بيرتب الأكل:
- يلا عشان تاكلي!!
- مش عايزه!
قالت بضيق، فـ خبط على الطرابيزة بكفُه و قال بقسوة:
- يُــســر!!!
إنتفضت بخضة و قالت:
- إيه!!
- كُــلــي!!!
قال بحدة و هو لافف رقبتُه بيبُصلها، فـ إزدردت ريقها و قالت برجفة:
- مـ .. ماشي!
و قرّبت فعلًا عشان تاكل، فـ قرّب منها الأطباق و سند ضهرُه على الكنبة فارد دراعُه اللي نِحيتها على ضهر الكنبة، بصلها بإبتسامة و هو بيتأمل شعرها الملموم فـ شال التوكة منُه، إنسدل على ضهرها فـ مسك خُصلة و لفَها على صُباعُه، متكلمتش لإنها كانت مشغولة في الأكل بتاكُل بنهم، لاحظ جوعها فـ ربّت على ضهرها صعودًا و هبوطًا و قال بحنان:
- كُلي و لو عوزتي تاني قوليلي!
أومأت و لفت وشها و قالت بهدوء:
- مش هتاكُل؟
- مش جعان!
قال بهدوء و هو بيمسح بإبهامُه الصوص اللي جنب شفايفها، إتـ.ـو.ترت خصوصًا بعد م حط طرف إبهامُه في فمُه ومتعرفش التلذُذ اللي على وشُه من طعم الصوص ولا من طعم شفتيها؟
تنحنحت بحرجٍ و بعدت عنُه شوية وقالت:
- أنا كلت الحمدُلله!
- شبعتي؟
قال و هو بيبُصلها و بيبُص للأكل، فـ ربتت على معدتها بتتنهد بـ شبع حقيقي:
- أوي أوي!!
- بالهنا!
قال بهدوء، و من ثُم إسترسل و هو بيمسح على راسها:
- لسه زعلانة مني؟
بصتلُه للحظات، و بهدوء شالت إيدُه من على شعرها و قالت بجمود:
- زين!!
بص لإيديها اللي بتشيل إيدُه و رجع بصلها بجمود مُماثل:
- فهمت!
و قام من جمبها إدالها ضهرُه و قال بصوت عالي نسبيًا:
- بس أنا مبحبش الدلع يا يُسر!!
- دلع!!
قامت من على الكنبة و هي واقف وراه بتقول بصدmة، و كمِلت بعد مـ لقت منُه عدm رد:
- أنا مبتدّلعش! أنا موجوعة يا زين بيه!!
لفِلها و قال بحدة:
- و إعتذرت! و بحاول أنسيكِ اللي قولتُه و إنتِ مبتدنيش فُرصة!
قرّبت منُه و قالت بضيق عارم:
- عايز تنسيني إزاي! بإني أبقى معاك في السرير؟!!
صرّخ في وشها بغضب ناري لدرجة إنها رجعت لـ ورا:
- دة إنــتِ إتــهــبــلــتــي بــقــى!!!
بصتلُه بخوف للحظات و قالت بصوت مهزوز:
- مش ده .. اللي إنت عايزُه!!!
قرّب منها خطوتان رجعت هي أربعة، و قال بعيون مُظلمة و صوت غاضب:
- م أنا لو ده بس اللي عايزُه كنت هاخدك عادي و لا يفرق معايا!!
و إسترسل بحدة:
- تبقي هبلة أوي لو فاكرة إني من الرجـ.ـا.لة اللي بيتمحّكوا في مراتتهم عشان يبقوا معاهم ع السرير! فــوقــي كــدا و متقوليش
كلام ترجعي تنـ.ـد.مي عليه!!
غضبت و قربت منُه و قالت بحدة:
- أومال إيه الحنية اللي نازلة عليك فجأة دي!!!
قال بسُخرية:
- تصدقي أنا غلطان!
و هدر بعُنف:
- هديكي بالجزمة بعد كدا عشان تمشي عِدل!!
بصتلُه بضيق و راحت قعدت على الكنبة مكتِفة إيديها بتبُص على التلفزيون، غمّض عينيه، و وقف قُدامها و قال بسُخرية لاذعة:
- على فكرة يا يُسر .. أنا كُل اللي كُنت عايزُه حُضن!!
رفعت عينيها المصدومة بتبُص لعينيه اللي لمحت الحُزن فيها، مستناش ردّها، خرج من الشقة و قفل الباب وراه، إنسابت الدmـ.ـو.ع من عينيها و حسِت بـ قلبها بيتعصر كإن حد وجهلُه لكمة، طلعت تجري وراه و فتحت الباب بس للأسف كان مشي بالعربية، قفلت الباب تاني بعُنف حزين، و قعدت على أقرب كُرسي و عيّطت، للحظة حسِت إنها لأول مرة تفشل في إنها تحتويه، نـ.ـد.مت .. ياريتها كانت حـ.ـضـ.ـنتُه و رجعت زعلت منُه تاني!!!!
ساعات مرت و معرفتش تنام، مقدرتش تنام لحد م ييجي، لدرطة إن الشمس طلعت فـ فقدت الأمل إنه يرجع! إلا إنه فتح الباب، فـ رفعت راسها من على رُكبتها و كانت معيّطة و حالتها مُزرية، شافتُه و هو داخل على الأوضة من غير حتى ما يبُصلها، قامت فورًا دخلت وراه، لقتُه بيحرر أزرار القميص فـ وققت قُدامُه و خدت هي المُهمة دب، و إبتدت بهدوء تحرر زُرار ورا التاني، فـ بصلها و مافيش تعبير على وشُه، فتحت القميص و رفعت عينيها لـ عينيه البـ.ـاردة، وقفت على أطراف أصابعها و حاوطت عنقُه لاصقة جسدها بجسدُه، و إيديها بتمشي على رقبتُه من ورا، و التانية بترّبت على كتفُه العريض، محسِتش بإيدُه بتحاوطها، فـ همست برفق:
- زين .. أحضُني!
إكتفى بوضع كفُه على ضهرها، فـ تنهدت بحُزن، و كادت أن تبتعد لولا ذراعيه اللي حاوطوا ضهرها بعُنف مُحبب لقلبها، إبتسمت و دفنت شفتيها في تجويف رقبتُه، و قبلة صغيرة نثرتها على رقبتُه و أبعدت وشها و همست جوار أذنُه:
- زعلي منك .. مش معناه إني مش هاخدَك في حُضني!
سكت للحظات و رجع قال بضيق:
- حسستيني إني حـ.ـيو.ان!!
- أسفة!
قالت بـ حنان، فـ شـ.ـدد أكتر على عناقها و غمر وشُه في شعرها، ماسكها لدرجة إنه بقى شِبه شايلها ورجليها مش لامسة الأرض، فـ تشبثت بعُنقه، و سمعتُه بيقول و إيدُه بتمشي على ضهرها بـ بُطء:
- سامحتيني؟
- سامحتك يا زين!
قالت بهدوء رافعة الراية البيضا، فـ إبتسم و رغم السعادة اللي في قلبُه إلا إنه مبينش، إكتفى بـ إنُه نزِلها على الأرض و بص لـ ملامحها بيتأمل كل تفصيلة فيهم، و بعد لحظات إتنهد و مسح على مِحياها المُبتسمة بأناملُه، و مسك كفها رفعُه لـ شفتيه و قبّل باطنُه، و من ثم أنزلُه و سابها و راح على السرير عشان ينام بعد مـ قلع قميصُه، إستغربت هدوءُه و إنه حتى مقرّبش منها، راحت نِحيتُه و نامت على بطنها جنبُه، و غلغلت أناملها في شعرُه و قالت بلُطف:
- لسه زعلان من اللي حصل؟!
فتح عينيه و إبتسم و مسح على وجنتها و قال بهدوء:
- شوية!
شهقت بتفاجؤ زائف، و قالت بصوت أضحكُه:
- يا نهار أبيض! زيني حبيبي زعلان مني!! لاء لاء الكلام ده مينفعش!!!
و نهضت و جلست على معدتُه فإزدادت ضحكتُه و وضع يدُه على قدmها و هو يتمتم بخُبث:
- إنتِ أد اللي بتعمليه ده؟!
إقتربت منهُ بوجهها و حاوطت وجنتيه و قالت بشقاوة:
- إستنى بس لازم أصالحك!
و بدأت بـ تقبيلُه عدة مرات على أنحاء مُختلفة بـ وجهه بشكلِ مُضحك فـ ضحك لدرجة إنها ضحكت معاه ساندة مُقدmة راسها على فكُه العريض، حط إيدُه على خصرها و قال بمكر:
- كملي .. وقفتي ليه؟ أنا لسه متصالحتش!
قرصت طرف أنفُه و هي بتقول بإبتسامة:
- آه منك .. بتعشق إستغلال الفُرص!!!
إبتسم و غمزلها:
- مش أي فُرص!
إبتسمت و كادت أن تنهض إلا إنه ثبتها من خصرها و هو بيقول بمكر:
- على فين العَزم؟
- هنام بقى!
قالت بطفولية، فـ قال بإبتتسامة شـ.ـديدة الخُبث:
- تنامي كدا قبل م أصالحك!
- أنا إتصالحت!
هتفت بتوجس، إلا إنه حاوط خصرها و جعلها أسفلُه، فـ شهقت بتفاجؤ، و قال هو مبتسمًا بـ شر:
- لاء .. مش حاسس! لازم أتأكد بنفسي!!!
و مال بشفتيه يُقبل جانب ثغرها و وجنتها و دقنها و جفونها و فكها و ثغرها، كانت قبلاته عكسها بطيئة يتلذذ بكُل إنش يضع عليه شفتيه، قُبلات أذابت حصونها، و هدmت التلج اللي إتبني بينهم، همست بإسمُه بـ صوتها الأنثوي المُهلك:
- زين!!
هز رأسه بـ قلة حيلة و دفن أنفها في عنقها و همس بصوته الرجولي المشحون بالمشاعر:
- عايزة تجننيني صح؟
نفت برأسها بخفة مغمضة عينيها، إبتسم لما نزل بودنُه لموضع صدرها، و رفع وشُه و هو بيسألها بخُبث:
- قلبك بيدُق بسرعة كدا ليه؟
فتحت عينيها و بصتلُه بـ خجل و معرفتش ترُد، فـ إبتسم و هو بيهمس قُدام شفايفها:
- هو أنا يعني أول مرة ألمسك؟
دابت من كُتر الخجل لدرجة إن وشها بقى كُتلة حمار فـ إتسعت إبتسامتُه، فـ قالت بيأس من تحديقُه بها:
- زين!!!
- إيه يا عيون زين!
قال بـ لُطف، فـ غمغمت بخجل:
- متبُصليش كدا!
- أبُصلك إزاي؟
قال بعد مـ طبع قُبلة على خدها المتورَّد، فـ همست بخجل أكبر:
- متبُصليش خالص يا زين!!
إبتسم و قال بـ صوتُه الرجولي اللي بتعشقه:
- لسه بتتكسفي مني؟
- زين تيجي ننام؟
قالت بتحاول تغيّر مجرى الحديث، فـ قال بهدوء:
- نعسانة؟
- شوية!
قالت بـ صوت مهزوز، فـ قال برفق:
- طيب يلا!
و بعد عنها و قام طفى النور، فـ أخدت نفسها و هي بتحاول تهدي نوبة الكسوف اللي أصابتها فجأة، نام جنبها و فتحلها دراعُه، فـ دخلت في صدرُه على الفور، قبّل رأسها و هو بيتحسس خُصلاتها الناعمة بإشتياق ناري يحاول إخمادُه بكُل طاقته، مش عايز يجبُرها على حاجه خصوصًا بعد رفضها ليه آخر مرة، إلا إن قُربها منُه مساعدهوش على ده، خلّاه يشتاقلها أكتر لدرجة إنه فكر لما تنام يقوم من جنبها و يقف في البلكونة شوية، و ده اللي حصل، لما نامت قام بحذر و بِعد عن جـ.ـسمها و دخل البلكونة بيخرّج طاقتُه في سيجارة ورا التانية، تأمل عشوائية الشارع من مباني قديمة إلا إنه كان هادي على غير عادتُه، نظرًا لإن الساعة سبعة الصُبح، رمى السيجارة من إيدُه و دخل الأوضة لبس هدومُه، و قبل ما يمشي قرّب منها و فرد الغطا عليها و قفل البلكونة كويس، خرج من الشقة كلها و ساق عربيته و هو عازم نيتُه على أمرٍ ما!
يُتبع♥
↚
رجع بعد مرور حوالي خمس ساعات، لاقاها لسه نايمة فـ دخل أخد شاور و غيّر هدومه و نام جنبها بنعاس حقيقي، و بعد مرور ساعتين قام لاقاها لسة نايمة بعُمق، بَص للساعة و لما حَس إن الوقت مُناسب قرر يصحيها، و برفق طبطب على دراعها و قال بصوتُه النايم:
- يُسر!!
ولإن نومها تقيل، مكنش عندُه حل غير إنه يقوم و يشيلها بين إيديه و يفتح باب الحمام برجلُه و يوقفها قُدامه في مواجهة الحوض ساندها بإيده اللي لافة حوالين خصرها، و بإيده التانية فتح الحنفية و مسح على وشها بالماية عدة مرات لحد م صحيت مصدومة و بصتلُه في المراية بنُص عين و هي بتقول بعدm إستيعاب:
- بتعمل إيه؟!
- بصحيكِ!
قال بإبتسامة صفرا ليها في المراية، فـ غمّضت عينيها و لفتلُه محاوطة خصرها و رامية راسها على حُضنه:
- بس أنا همـ.ـو.ت من النعس!
- لاء فوّقي عشان ننزل!
قال بهدوء، فـ رجعت راسها لـ ورا بعيد عن حـ.ـضـ.ـنه و قالت بدهشة:
- ننزل؟ هنروح فين؟
- يخت!
قال بعد ما شالها بين إيديه تاني، فـ فركت عينيها عشان تفوّق نفسها و قالت برعـ.ـب:
- يخت!!
و إسترسلت بخوف متعلقة في حُضنه:
- أنا بخاف من البحر، أنا حتى المركب بخاف أركبها و أبقى في نص البحر كدا!!
قعد على السرير و قعدها على رجلُه، و قال بهدوء:
- هتخافي في الأول و بعدين هتتعودي!
و مسح على شعرها و هو بيقول بيطمنها:
- أنا هبقى معاكِ يا يُسر، مش هيحصلك حاجه متخافيش!
بصتلُه بتردد و غمغمت:
- بس أنا بخاف من شكل البحر!!
و قالت بـ رعشة:
- أصلي آخر مرة كُنت فيه مع بابا و ماما شوفت بعيني حد بيغرق و بيصارع المـ.ـو.ت جواه، و مقدرتش بعدها أروح تاني!!
- أنا هبقى معاكي!
قال بحنان و إبتسامة على برائتها، بيرجع خصلة من شعرها لـ ورا ودنها، فـ أومأت و هي بتبصلُه بتوجس، فـ قال:
- يلا قومي إلبسي أي دريس عندك!!
أومأت بهدوء و نهضت من على قدmُه، أخدت لبسها الحمام و لبست الدريس اللي جات بيه لإن مكانش فيه غيرُه، لفِت الطرحة كويس و طلعت لقتُه لابس شورت جينز واصل لرُكبتُه و قميص مفتوح باللون الأبيض تحتُه تيشرت من نفس اللون، جابهم لما مشي الصبح، فـ إبتسمت و قالت بحُب:
- شكلك سُكر!!
- مش أكتر منك!
قال بإبتسامة رزينة، و مسك إيدها و مفاتيحُه و تليفونه، و خرجوا من الشقة، الأنظار إلتفتت عليهم و على زين بالأخص، ركبوا العربية و إنطلق بيها زين، سندت يُسر راسها على الكرسي و قالت بحماس:
- إقفل التكييف ده و إفتحلي الشباك يا زين!!
عمل كدا و فتح شباكُه و شباكها، فـ خرّجت إيديها برا مغمضة عينيها سايبة الهوا يضـ.ـر.ب بشرتها الرقيقة، بصلها و إبتسم و رجع بص للطريق، وصلوا بعد ساعتين بالظبط، و أول ما يُسر شافت البحر على يمينها قلبها إتقبض، ركن زين عربيتُه قُدام المينا، و نزل من العربية و هي مُندفسة في الكُرسي بخوف، مقدرش يسيطر على ضحكته على شكلها الطفولي و فتحلها باب العربية و قال بإبتسامة و هو بيمدلها إيدُه:
- يلا؟
بصتلُه و بصت لإيدُه بتـ.ـو.تر شـ.ـديد، إلا إنها حطت إيدها في حُضن إيدُه و نزلت معاه و الرعـ.ـب مالي قلبها، أول ما شافت البحر و أمواجه العالية مسكت في دراع زين القوي و قالت برجاء:
- زين بلاش!!
حاوط كتفها و قال بهدوء:
- إهدي خالص و إفتكري إني معاكِ!
لما لقى لسه الرُعب مالي عينيها حاوط كتفيها و وقفها قُصاده و ضهرها للبحر و قال بحنان:
- بُصيلي أنا يا يُسر!!
بصتلُه و أنفاسها مُبعثرة، فـ قال بنفس النبرة الحنونة:
- أنا جنبك .. مافيش حاجه هتحصل إن شاء الله! و بعدين اليخت ده من زمان معايا و بعرف أسوقُه كويس!!
قالت بصدmة:
- ده اليخت بتاعك!!
لفّها و ضهرها مُلاصق لصدرُه و قال بإبتسامة:
- كُل اليخوت دي بتاعتي!!
لفتلُه و بصت بصدmة حقيقية، إلا إنها مرّدتش، فـ أخد إيديها و قرّبوا من البحر عشان يمروا على الخشبة اللي هتوصَّلهم لليخت، مشي على أسطوانة خشبية متينة و هي وراه بتشـ.ـد إيدُه و بتقول بخوف:
- زين هنُقع!!
تنهد بنفاذ صبر و رجعلها، و ميّل عليها شالها فـ شهقت و غطت عينيها في تجويف عنقه من منظر البحر اللي بيرعـ.ـبها، دخل بيها اليخت و نزِّلها، فـ قعدت بسُرعة بـ تبُص حواليها بـ ضيق نفس، و هو راح يحرر الحبل القوي عشان اليخت يمشي، و راح ناحيتها و ضحك لما لاقاها بتبُص حواليها بخوف فـ قال:
- دي فوبيا بقى!!
أومأت دون أن تنظر له و ردت:
- شكلها كدا!
مسك إيديها و قال بهدوء:
- طب تعالي هوريكِ حاجه!
نزلت معاه أوضة في اليخت، سابها وراح فتح دولاب صغير و طلّع منُه فُستان أحمر ضهرُه عريان و من غير أكمام، رفعت حاجبيها بصدmة إختلطت بإعجاب:
- جِبتُه إمتى ده؟
حط الفُستان على السرير و قرّب منها و بدأ يفُك حجابها بهدوء، لحد م شالُه عن شعرها الكستنائي، قرّب منها أكتر لدرجة إن صدرُه الصلب لمس صدرها، فـ إرتبكت يُسر خصوصًا لما مد إيدُه لسحاب الفُستان اللي لابساه من ورا، و نزلُه بهدوء، فـ ثبتت إيديها على الفستان من قُدام وقالت بحرج:
- زين!! ممكن تطلع إنت؟
شال إيدُه و حاوط خصرها بكفيه، و هتف بهدوء:
- طيب .. متتأخريش!
أومأت و عيناها تهتز على عيناه، خرج بالفعل و قفل الباب وراه، فـ حاولت تجمع شتاتها تاني و إبتدت تلبس الفستان اللي كان على مقاسها بالظبط، إبتسمت و هي بتبُص في المرايا، فردت شعرها و طلعتلُه، إتصدmت لما لقتُه مديها ضهرها و لابس بدلة، لفِلها فـ إتسعت إبتسامتها من كُتلة الوسامة اللي واقفة قُصادها، إبتسم أول ما شافها و عينيه بتمشي على راسها لحد صُباع رجلها! فتح دراعُه ليها و قال بصوتُه الرجولي:
- تعالي!
إنفرجت أساريرها و مش بس مشيت لاء .. دي جريت عليه!! ركضت نحوه و رفعت جـ.ـسمها محاوطة رقبته بتحـ.ـضـ.ـنُه بعشق، غمّض عينيه و شالها من على الأرض، وإيدُه بتمشي على ضهرها العاري، بصِت يُسر حواليها ملقتش مخلوق، إطمنت إن محدش شايفهُم، غمّضت عينيها و دفنت وشها في رقبتُه، فضلوا حوالي رُبع ساعة، لحد م نزلها على الأرض و بعّد شعرها اللي بيطاير حواليها و على وشها، وميّل مُقبلًا شفتيها قُبلة صغيرة، و من ثم حـ.ـضـ.ـن كفها بـ كفُه، و خدها و طلعوا على سلم اليخت، وقفت يُسر مصدومة لما شافت طاولة متغطية بـ مفرش أحمر مخملي، فوقها صينية باللون الدهبي تحتوي على أشهى أنواع المأكولات البحرية، و بعض الورود الحمراء منثورة على الطاولة و على الأرضية، عينيها لمعت بـ حُب حقيقي و لفتلُه، إبتسم لإنه كان مستني يشوف ردة الفعل دي، معرفتش تتكلم تقولُه إيه، فـ أخد إيديها و شغّل موسيقى هادية، حاوط خصرها بإيد إتثبتت على ضهرها و التانية حاضنة إيدها، رقصوا رقصة هادية و هي ساندة راسها على موضع قلبُه، و الإبتسامة شاقّة ثغرها، لحد ما مسك كفها و دوّرها كالأميرات، ضحكت من قلبها فـ ضحك معاها، لحد ما داخت و رمت نفسها في حُضنه محاوطة خصرُه و هي بتقول برقة:
- كفاية .. دوخت!!
إبتسم و مسّد على خُصلاتها، و مسكها من إيديها و وقعدت على الكُرسي قدام طاولة الطعام، و شـ.ـدها عليها فـ قعدت على رجلُه، شهقت بحرج و قالت:
- زين خليني أقعد على الكُرسي .. مش هتعرف تاكل مني أنا تقيلة!
- بس يا هبلة إنتِ!
قال ساخرًا من جملتها و هو يكاد يقسم أنها بخُف الريشة، حاوط دراعها بـ دراعُه و ضمها لصدرُه أكتر و إبتدى يأكلها، فـ أكلت و بدأت هي الأخرى تأكلُه، لحد ما سندت راسها على صدره و قالت بـ شبع حقيقي:
- مش قادرة، أتنفخت!!
ضحك خصوصًا لما تحسست معدتها المُسطحة و قالت ببراءة:
- هيطلعلي كرش صغنون بسببك والله!
قال بإبتسامة و هو لسه بياكل:
- يطلعلك إيه المُشكلة!
- عيب في حقي أبقى بكرش و جوزي عندُه six packs!
قالت بـ سُخرية، فـ إبتسم و قال:
- ملكيش دعوة، أنا عاوزك بكرش!!
تنهدت بعشق و غمرت راسها في صدرُه أكثر، خلّص أكل و قاموا يغسلوا إيديهم، و رجعوا قعدوا على الكنبة جنب البحر، و لما يُسر بصت لتحت رجعت بسُرعة تبُص لـ زين بخوف إبتسم زين فـ شالت شعرها من على وشها بضيق، لحد م هدرت بغـ.ـصـ.ـب طفولي:
- يووه!!!
قرّبها منُه و مسك شعرها من ورا، و إبتدى يلمُه برفق بطريقةٍ ما لحد م لفُه كحكة ثابتة، ظهر عُنقها الطويل فـ قبّلُه بـ رقة، إبتسمت يُسر و بصتلُه بحُب فاق و تخطى كُل شيء، غمّضت عينيها لما حاوط وشها بإيد واحدة و جزء من رقبتها، بيتأمل تفاصيل ملامحها، عن كثب، لاحظ شامة صُغيرة أسفل شفتيها، فـ طبع قُبلة عليها، و صعد لشفتيها و قبّلها بشوق حقيقي، قُبلة طويلة بث بها شوقُه و إشتياقُه و حنينُه و رغبتُه فيها، إتجاوبت معاه فإزدادت لهفتُه و جنونُه، ليُفصل قبلتهما، و يحملها بين إيديه، دخل بيها الأوضة و نيمها على السرير، و همس قُدام شفتيها:
- لسه شايفة إني هاخدك بالعافـ.ـية؟
نفت بسُرعة و بادرت هي بـ تقبيلُه بحنان رغم عدm خبرتها، فـ قبّلها هو بلهفة و نزل بشفتيه لـ رقبتها، فـ غمغمت يُسر بخوف:
- زين .. ممكن نخبط في حاجه!
مرّدش عليها سوى بعد لحظات:
- إنسي كل ده دلوقتي!!
من غير ما يقول، قُبلاته و لمساتُه كانت كفيلة تنسيها أصلًا هي فين!!
• • • • •
خدها في حُضنه و موجة أنفاسها العالية مش بتخمد، مسح على دراعها صعودًا و هبوطًا و طبع قُبلة على شعرها، حاوطت خصرُه مغمضة عينيها بتحاول تنظّم أنفاسها، دثّرها كويس بالغطا و كان هيقوم فـ مسكت دراعُه و همست بقلق:
- رايح فين!
مسح على غرتها المُلصقة بـ مُقدmة راسها و رجّعها لـ ورا، و قال بحنان:
- هروح أشوف بقينا فين ..
أومأت و سابت دراعُه، سابها و قام و طلع برّا الأوضة، نزل تحت و ساق اليخت شوية، و راحلها، كانت لسه زي ما هي نايمة متغطية كويس مغمضة عينيها بنعاس، دخل حمام الأوضة أخد شاور و خرج لابس الشورت بتاعُه فقط، قعد جنبها لما لاقاها لسه نايمة، مسح على شعرها و قال برفق:
- يُسر!
غمغمت بنعاس، فـ مسح على تجويف عنقها الناعم بضهر أناملُه و قال:
- قومي .. خُدي شاور و إلبسي عشان نطلع نقعد برّا!
فتحت عينيها الناعسة و قالت بصوتها النايم:
- حاضر!
و قالت بعدها بخجل:
- ينفع ألبس قميصك؟
- ينفع و نُص!
قال بإبتسامة .. فـ خبِت نُص وشها تحت الغطا و همست بخجل:
- طب يلا إطلع برا!!
- ألبسهولك أنا؟
قالها بخُبث يُزيع الغطا عن وجهها، فـ هدرت بتـ.ـو.تر:
- لاء طبعًا!!
- ليه بس؟!
قال بأسف زائف، فـ قالت بغضب:
- يلا يا زين إطلع!!!
- طالع! الصبر من عندك يارب!!!
قالها بطريقة مُضحكة فـ ضحكت، و خرج و قفل الباب وراه، لفت نفسها بالغطا و قامت دخلت الحمام، خدت شاور و لبست لبسها الداخلي و قميصُه الأبيض اللي كان لابسُه تحت چاكت البدلة، أخدت نفس عميق منُه و ريحتُه كلها بقت فيها! طلعت بـ شعرها المبلول ليه و كان خلاص الليل ليِّل، و أنوار دهبية نوّرت اليخت، لقتُه قاعد على الكنبة ماسك تليفونُه و بيدخن سيجارة، رفع راسُه ليها و إبتسم إلا إن سُرعان ما إختفت إبتسامتُه لما شاف شعرها مبلول لدرجة إنُه بينقّط! فـ رمى السيجارة في البحر و قام قرّب منها و قال بحدة:
- كُنتِ واعية وإنتِ طالعة بـ شعرك اللي كلُه ماية ده؟!
مسك إيديها و دخّلها الأوضة، أخد منشفة و بدأ يجففلها شعرها و على مِحياه بعض الغضب، فـ قالت بدلع:
- مش هيحصل حاجه يعني يا زين!!
بصلها و قال بسُخرية و هو لسه بينشف شعره:
- على رأيك هيحصل إيه يعني .. إلتهاب رئوي حاجه بسيطة مش محتاجة!
إبتسمت، لف الفوطة على شعرها و ثبتها كويس، و أخد چاكت البدلة معاه و طلعوا برا، قعدت هي على الكنبة رافعة قدmيها من على الأرض، و هو قبل ما يُقعد حط الچاكت على كتفها، تنهدت و سندت راسها على صدرُه شِبه نايمة في حُضنه، فـ حاوطها بدراع واحد و بإيدُه التانية مسح على رجلها البـ.ـاردة صعودًا و هبوطًا بيدفيها عشان متبردش، للحظة حسِت إنها بنتُه، فـ تنهدت و هي بقت مُتيقنة إنها لو بعدت عنُه .. تمـ.ـو.ت!
سمعتُه بيقول بهدوء:
- هنرجع الڤيلا!
- مُتأكد؟
قالت و هي لسه على وضعها بس ربتت على صهره برفق، فـ أكد:
- أيوا!
أومأت بهدوء، و همست:
- اللي يريحك!
- واللي يريحك إنتِ؟
قال و هو بيضمها لصدرُه أكتر، فـ قالت بلُطف ترسم دوائر وهمية على معدتُه المُقسمة لطبقات:
- اللي يريحني إني أبقى معاك .. مش هيفرق المكان، مدام معاك فيه خلاص!
- بتحبيني؟
سألها و هو لأول مرة يبقى محتاج يسمعها منها، رفعت وشها ليه و لمعت عينيها بمكر:
- ممم يعني!!!
رفع حاجببه و قال بضيق:
- يعني ؟!ده إيه السُكر ده؟!!!
- يُسر متستعـ.ـبـ.ـطيش!
قال و هو بيرفع دقنها لمواجهته، فـ تأمل عينيها اللي بيعشقها،
حاوطت هي رقبتُه و قرّبت وشها من وشُه، و أعطتُه قُبلة رقيقة برغم سطحيتها لمست قلبُه، و لما بعدت و رغم تأثيرها عليه من أقل حاجه بتعملها، إلا إنه همس بخُبث:
- أعتبر ده تثبيت يعني؟
ضحكت و همست بلُطف:
- زين ..
- نعم!
قال و هو بيسند راسُه على راسها، فـ همست بـ رقة:
- إنت أحلى حاجه حصلتلي في حياتي!
- و إنتِ أنضف حاجه حصلتلي في حياتي!
قال و هو بيلتقط قُبلة من كرزتيها، فـ غمغمت بتذكُر:
- صحيح .. هو الراجـ.ـل اللي كان ماشي معاك على طول ده .. كان إسمه يمكن ماجد، راح فين؟
- طردتُه!
قالها ببساطة، فـ هتفت بدهشة:
- ليه؟!
- بصلك بطريقة معجبتنيش قبل كدا! كإن بينُه و بينك تار!
قال بضيق، فـ غمغمت بحُزن:
- هو فعلًا كان بيكرهني مش عارفة ليه!
و إسترسلت بحُب بتمسح على دقنُه:
- بس ده كان أقرب حد ليك من الـ guards يا زين!
هتف بحدة:
- في ستين داهية!
ضحكت من عصبيتُه، و سندت راسها على صدرُه بعد ما باست رقبتُه بـ رقة، فـ إبتسم لإنها لأول مرة تعمل كدا، و قال بـ لهفة:
- إعمليها تاني كدا؟
إبتسمت و قبّلت رقبتُه قبلة طويلة تلك المرة، فـ حاوط خصرها و نيّمها على ضهرها و قال بغضب زائف و صوت مبعثر:
- أنا مش عارف أعمل فيكي إيه!!! أعمل إيــه!!!
ضحكت من قلبها خصوصًا لما أناملُه تسللت لمعدتها و يدأ يدغدغها، ضحكت من قلبها فـ ضحك معاها و هو لسه مكمل لحد م بقت تترجاه يوقَّف:
- زين .. زيــن .. خلاص .. و حياتي .. همـ.ـو.ت!!!
قالت وسط ضحكاتها فـ وقّف و قال بإبتسامة على ضحكها:
- بعد الشر عليكِ!!
غمغمت بغضب زائف:
- مش هعمل كدا تاني أصلًا!!
قال بحدة مُصتنعة:
- مافيش الكلام ده يا عسل!!!
إبتسمت و نزلت طرف القميص اللي إترفع، فـ نزل بـ وشه في مواجهة وشها و قال بـ مكر:
- ساعات بحِس .. إني عايز أكلك!
إبتسمت بخجل فـ مال بشفتيه يعُض وجنتها عضّة خفيفة ضحكت على أثرها، و من ثم ذقنها، و رقبتها وسط ضحكاتها وهي بترجّع راسها لـ ورا من شـ.ـدة الضحك، فـ إبتسم ورفعلها وشُه و هو بيتأمل ضحكتها، فـ توقفت عن الضحك و بصتلُه بإبتسامة و عيونها بتلمع بـ حُب، و غمغمت بعشق:
- عايزة أجيب طفل منك!
و كملت بسعادة:
- يكون ولد و أسمه زين!!
إبتسم و قال بهدوء:
- مش هنجيب ولد بس، هنجيب دستة!!
غمغمت بحُزن:
- طب أنا ليه محملتش؟
قال بهدوء:
- لما ربنا يإذن يا يُسر!!
- يارب!
قالت بهدوء، و بصِت حواليها و قالت بخوف:
- الدنيا بقت كُحل، هتعرف ترجع؟
- أكيد طبعًا!
قالها بثقة! فـ تشبثت بعُنقه و قال بغنج:
- طب شيلني و إنت بتسوق اليخت، عايزه أشوفك و إنت بتسوق!!
و بالفعل حملها من خصرها و يدُه الأخرى أعلى ركبتيها فـ بدى و كأنه حامل صغيرتُه، نزل بيها لمكان سواقة اليخت و قعدها جنبه و إبتدى يسوق عشان يرجع!!
• • • • •
دخلوا الڤيلا الفجر، الدُنيا ضلمة فـ فتح الأنوار عشان يعرفوا يطلعوا السلم، فـ سألها و هو مُبتسم:
- إتبسطتي!
- أوي!
قالت بـ بسمة مُشرقة، فـ مشّى إبهامُه على جلد إيديها الناعم و هو ماسكها، طلعوا و همُّوا بدخول الممر اللي يودي لجناحُه، إلا إن صوت ضحكات ريَّا الخارج من أوضتها و هي بتصرَّخ يـ نشوة!!:
- عــمَّــار! مــش كــدا يا عــمَّــار!!!
يُتبع♥
↚
- عــمَّــار! مــش كــدا يا عــمَّــار!!!
يُسر جحظت بعينيها و لفتلُه لقتُه متسمّر مكانُه، حاوطت كفه بإيديها الإتنين و قالت و جـ.ـسمها كلُه بيترعش:
- ز .. زين!!
نفض إيديها بعيد عنُه و مشي خطوات حفرت الأرض مكانه من شـ.ـدة غضبُه نِحية جناحها، يُسر وقفت مكانها و دmـ.ـو.عها نزلت و هي حاسة بـ قلبها هيُقف هامسة:
- يا نهار إسود!! يا نهار إسود!!!!
شهقت لما لقتُه كسّر الباب حرفيًا لدرجة إن الباب إرتطم بالأرض!! دخل زين الأوضة و شاف أمُه في وضع خلّى نار قلبُه اللي كان بيحاول يطفيها تشتعل أكتر، ريّا صرّخت وضمت الغطا لصدرها و اللي معاها إتصنَّم بصدmة، زين راح ناحيتهُم و مسك المدعو عمَّار من شعرُه و شـ.ـدُه من على السرير فـ شـ.ـد عمّار لبسُه الداخلي و بيحاول يلبسُه وسط ضَرب زين وشُه بـ لكمـ.ـا.ت عنيفة صاحت على أثرها ريَّا من الوضع برمتُه، مسك زين راس عمَّار و و وّجهها لـلحيطة وضـ.ـر.ب راسه عدة مرات فيها و هو بيصرّخ فيه بجنون حقيقي:
- يا ولـــاد الوســخــة!!!! يا ولــاد الكــلــب!!!!
وقع عمَّار على الأرض شِبه مـ.ـيـ.ـت بعد م أغمى عليه وراسه نزفت، بكت ريَّا و هي شايفة إبنها دخل في حالة هيستيرية، لدرجة إنه زاح كل اللي كان على تسريحتها على الأرض و هو بيصرّخ فـ وقعت حاجاتها متهشمة، بكت أكتر برُعب لما قرّب منها وصرّخ في وشها و عروقُه كلها بتشتد نافرة:
- أعــــمـــل فــيـــكي إيــــه!!!! أخــلَّص عــلــيــكِ و لا أعــمــل فــي نـــجاســتــك إيـــه!!!
يُسر كانت قاعدة على السلم برا بترتجف بخوف من الأصوات اللي سامعاها و متجرأتش تدخُل الأوضة و لا تشوفهم و تحطُه في موقف أسوأ، هيبقى فيه أسوأ من إبن شاف أمُه في وضع زي ده؟ حطت إيديها على ودنها من صراخُه العنيف رافضة حتى تسمع إنهيارُه اللي مخلي قلبها يـنـز.ف!! إتقهرت عليه .. كـ.ـسروا فيه كُل حاجه حلوة! نفسها تدخُل تجيبها من شعرها و تخلّص عليها بإيديها!!
ضـ.ـر.ب ضهر السرير وراها بعُنف و هو بيهدر بقسوة:
- مِــن بُــكــرة مــشــوفــش وشــك هــنـا!! تلمي هدومك و في أي داهية ميهمنيش!! مـش عـايـز أشــوف وشــك تــانــي!!!
قال كلامُه و بصلها يعينيه اللي كانت زي الـد.م، نظرات إحتقار من راسها لرجليها، و مشي من قُدام سحب عمَّار من شعرُه فـ تلطخت إيدُه بالدm، و سحلُه على الأرض و طلع بيه من الجناح، يُسر لما شافتُه إتصدmت و رجت خطوات لـ ورا بتكتم شهقاتها بكفها، نزل بيه على السلم بـ وش مش عليه أي تعبير، خرج بيه من الڤيلا و رماه لـ حارس من حُراسه يرميه في أي حتة بعد م يتأكد إنه مـ.ـا.ت، رجع بإيد بتنقط دmُه، يُسر فضلت واقفة بتترعش، مبصلهاش حتى، و راح على جناحُه بخطوات قاسية، بكت يُسر و دخلت لـ ريّا أوضتها بعد ما مسحت دmـ.ـو.عها بعُنف، لقتها بتعيط و الغطا لحد صدرها، وقفت قُدامه و همست بـ غِل، غِل وكإنها أُم و اللي قُدامها ست أذِت إبنها الوحيد:
- ربنا ينتقم منك!! دmَّرتيه و قهرتيه! مبسوطة دلوقتي؟ إنتِ .. إنتِ اللي عملك أم .. ظلمك!!!
و خرجت من الأوضة و هي شِبه بتجري على جناحهُم، دخلت الجناح و منُه وقفت قُدام باب الأوضة المقفول، مسكت مقبض الباب و لوِتُه، مفتحش، فـ إتصدmت و من صدmتها دmـ.ـو.عها نزلت، خبطت على الباب بإيد بتترعش و قالت وصوتها مهزوز:
- زين! مُمكن تفتحلي؟
شهقت ببكاء زي الأطفال لما مردش عليها رغم إنها سامعة صوت نفسه العالي جدًا، و قالت برجاء باكي:
- حبيبي .. مُمكن عشان خاطري تفتحلي!!
بكت أكتر لما ملقتش منُه أي إستجابة، فـ قالت وسط شهقاتها:
- زين .. زين إفتحلي عشان خاطري يا زين، إفتحلي عايزة أخدك في حُضني!
سندت راسها على الباب و غمغمت بعـ.ـيا.طها اللي يقطَّع القلب:
- أنا عارفة إنك عايز تبقى لوحدك، بس أنا .. أنا مش عابزة أسيبك لوحدك! مش هدايقك والله .. والله هاخدك في حُضني بس و مش هدايقك!!
فقدت الأمل فـ إترمت على الأرض قُصاد الباب ساندة جنب راسها عليه، بتعيط بحُرقة ضامة قدmيها لصدرها، لحد مـ غفت من شـ.ـدة التعب و الإرهاق اللي غمروا جـ.ـسمها المُنهك!
و زين .. زين كان قاعد حاطت راسه بين إيديه بعد ما غسلها و في و.جـ.ـع في راسه هيفرتك دmاغه، ولأول مرة يحني ضهرُه، لأول مرة يحس إنه إتكـ.ـسر بالشكل ده، المشهد صحّى جواه حاجات مـاصدَّق أنها كانت إبتدت تغفى! دmعة خـ.ـا.ينة نزلت من عينيه فـ مسحها بعُنف شـ.ـديد، صوتها من ورا الباب و عـ.ـيا.طها و.جـ.ـعوه فوق و.جـ.ـعُه، الطفل اللي جواه نفسُه يفتحلها و يترمي في حُضنها، و الراجـ.ـل ذو الهيبة و المكانة و المنصب رافض رفض قاطع، رافض بعد م حس إنه إتكـ.ـسر قدام نفسه و قدامها! و للأسف زين الكبير ضـ.ـر.ب زين الصُغير قلَم على وشُه عشان يسكُت .. فـ خبّى زين الصغير راسه بين رجليه و و.جـ.ـعُه بيزيد أضعاف، و كإن المشهظ يتاعد تاني قُصاد عينيه، حاسس بـ نغزة في قلبُه، كإنه خلاص هيُقف، غمّض عينيه و حط إيدُه على قلبُه و هو حاسس إنه مش قادر يتحمل الو.جـ.ـع اللي جواه، لا عارف ينام .. ولا قادر يصحى و يفضل بـ نفس الشعور اللي بينهش في روحُه ده، ليلة مرِت عليه و كإن عربية نقل ضخمة مرت على روحُه، هو نفسُه ميعرفش مرت إزاي! إلا إنه فجأة لقى النهار طلع، و الشمس طلعت تاني، قام من على السرير و قلع يمكن الخـ.ـنـ.ـقة اللي جواه تروح، و أخيرًا قرر يطمن عليها، فتح الباب و إتفاجيء بجـ.ـسمها اللي كان مُتكيء على الباب وقع جنب رجلُه!!
ميّل عليها و شالها من على الأرض البـ.ـاردة بيردد بضيق:
- إيه منيِّمك هنا!
كان بيكلم نفسُه لإنها كانت نايمة، حطها على السرير و أول ما حطها قامت مفزوعة و لما لقتُه قدامها إتعدلت و قعدت قُصادُه، و قبل ما تتكلم .. بص لعيونها اللي كلها ألم عليه وقال بجمود:
- يُسر .. مش عايز أتكلم في حاجه!!
أومأت و رددت بحنان و هي بتمسح على شعرُه:
- و مين قالك إننا هنتكلم في حاجة يا قلب يُسر؟
بصلها للحظات و ظهر شِبه ألم في عينيه أخفاه بسُرعة، فـ مسكت كفُه و قبلته و هي بتربت عليه بحنان، بَص لـ كفها اللي حاضن كفُه و حركتها دي صَحِت زين الصغير جواه، زين الصغير اللي بقى يترجاها لـ حُضن! حُضن يعوضُه عن حـ.ـضـ.ـنها، حاول يقوم و هو بيكبت صغير الزين جواه، إلا إنها شـ.ـددت على كفُه، و سارت بأناملها على وجنتُه و دقنُه و همست برفق:
- متسيبنيش و تمشي ..
- عايز أبقى لوحدي!
قالها بعيون كلها جمود، و رغم ده إلا إنها مبعدتش .. بل همست بألم:
- سيبتك لوحدك أكتر من ساعتين .. و نمت جنب الباب على أمل إنك تفتحلي!!
مقدرش يرُد، فـ بصت لصدرُه العاري و رفعت إيديها لموضع قلبُه و عينبها لمعن بالدmـ.ـو.ع و هي بتبصلُه و بتهمس بحُزن و كإن الو.جـ.ـع اللي جواه جواها:
- قلبك واجعك يا حبيبي؟
إرتخت ملامحُه، و ظهر الألم على وشُه، غمض عينيه و ميّل راسُه محاوط جبينُه بإيدُه، ضمت راسُه لصدرها بتمسح على شعرُه بحنان و عينيها دmّعت، سند جبينه على صدرها و حاوط خصرها و صدرُه بيعلى و يهبط بأنفاس عالية هائجة، خافت عليه بس متكلمتش و حطت إيديها على ضهرُه العريض، حسِت بـ قطرات حارة على صدرها، إتصدmت لما لقتُه .. بيعـ.ـيط!! بيعـ.ـيط و هو بيصرّخ بألم رهيب:
- أنــا تَــعبــان يا يُــســر!!! تَـــعــبـــان!!!
غمّضت عينبها بتحاول متعيطش على عـ.ـيا.طه، بتضُم راسه لصدرها أكتر فـ مسك في لبسها من الجنب و هو بيهدر بـ و.جـ.ـع هز قلبها:
- قلبي مش واجعني .. أنا .. أنا مش حاسس أصلًا بيه!! حاسس إنه مـ.ـا.ت!! مـ.ـا.ت من اللي شافُه!! آآآه!!!
هنا عيطت، حـ.ـضـ.ـنتُه أكتر و رددت على مسامعُه آيات من الذِكر الحكيم وسط صوتها الباكي، سكتت لما حسِت إنه هدي، فضل حاضنها و ردد بـ و.جـ.ـع:
- ليه .. ليه دي تبقى أمي؟
و إسترسل بصوت قطَّـ.ع قلبها:
- هو أنا ربنا مبيحبنيش أوي كدا؟ ليه تفضل بلاء في حياتي من أول ساعة لحد م أمـ.ـو.ت؟
باست شعرُه، و مسحت على ضهرُه و هي بتقول بـ حنان إختلط بالحُزن:
- يا حبيبي .. متقولش كدا! ربنا مش راضي على اللي هي بتعملُه، و صدقني هيجيبلك حقك قُريب أوي!!
نفى براسُه و قال بصوت مُتألم:
- مش عايز حقي، كل اللي كنت عايزُه .. أم!
رفعت راسها لفوق مش لاقية كلام تقولُه، قلبها مقهور عليه، لدرجة إنها عايزة تمـ.ـو.تها، فضلت تحسس على شعرُه عشان يهدى، إلا إنه مكنش بيهدى، كان في حالة صعبة لدرجة إنها حسِت إنه مميكن يروح منها!! لما الفكرة جات في دmاغها حاوطته أكتر و مدت إيديها و قفلت نور الأباچورة لإنها متأكدة إنه مش عايز يرفع وشُه عشان متشوفش حالتُه المنهارة دي بعينيها، زحفت لـ ورا شوية و قالتله بحنو:
- تعالى يا حبيبي! إفرد جـ.ـسمك و نام في حُضني!
فرد جـ.ـسمُه المرهق و نام على بطنُه ساند راسُه على صدرها تحت دقنها و خدُه لامس بشرتها، حسست على شعرُه برفق بإيد والتانية مسحت دmوُعه المُلتهبة، و وشه كلُه بقى كُتلة جمر، مغمض عينيه و مُستكين تمامًا في حُضنها، إتأكدت من نومُه لما إنتظمت أنفاسُه، فـ رفعت وشها و هي بتدعي بصوتها الحزين:
- يارب .. يارب ريّح قلبُه، يارب إنتقم منها بحَق قُدرتك إو.جـ.ـعها زي ما و.جـ.ـعتُه!!
مقدرتش تنام، فضلت صاحية مبتعملش حاجه غير إنها بتطبطب عليه، و شوية بتبوس راسُه، بتمسح على شعرُه و وشُه، فضلت أكتر من تلت ساعات لحد م نامت غـ.ـصـ.ـب عنها، لما صحيت ملقتوش جنبها فـ إتخضت، لكن لما سمعت صوت إنهمار الماية في الحمام عرفت إنه بياخد شاور، قامت لبست الروب بتاعها و خرجت من الجناح متوجهة لـ جناح ريَّا، دفعت الباب من غير إستئذان، لقتها قاعدة على السرير باصة قُدامها بشرود، فـ قالت بـ مقتٍ شـ.ـديد:
- لسه هنا ليه يا ريَّا هانم؟!!
بصتلها ريّا بضيق و قالت:
- حاجه متخُصكيش!! إطلعي برا!!
صرّحت فيها يُسر بإنفلات أعصاب:
- لاء تخصني!! أي حاجه تخصُه تخصني!!! إنتِ عايزة منُه إيه؟ عايزة تمـ.ـو.تيه؟! بـذمـتـك إنتِ أُم؟!! يا شيخة إرحميه بقى!! مش كفاية شاف قذارتك و هو صغير كمان خليتيه يشوفها و هو كبير!! إبعدي عن حياتُه و سيبيه في حالُه، إعملي حاجه واحدة بس صح في حياتك!!!!
هدرت ريّا بغضب ناري:
- عايزاني أمشي عشان تبرطعي في الڤيلا لوحدك و تخليه يكتبها بإسمك مش كدا!!!
بصتلها يُسر بصدmة و قالت و هي مش مصدقة حقارتها:
- إنتِ .. إنتِ ست مش طبيعية، إنتِ مريـ.ـضة روحي إتعالجي إنتِ بجد مش طبيعية!!!
و رفعت سبابتها في وجهها بحدة و قالت بقسوة:
- قسمًا بالله، لو ما لمـ.ـيـ.ـتي هدومك دلوقتي .. زين هينزل و أنا مش ضامنة ممكن يعمل فيكي إيه لو لقاكي هنا!!! أنا حقيقي مش ضامنة ردة فعلُه!!! بس أنا متأكدة إنها مش هتعجبك أبدًا!!
و خرجت رازعة الباب وراها، طلعت لجناحُه لقتُه واقف قُدام المراية بيلبس قميصُه، إبتسمتلُه بلُطف، فـ بصلها في المراية و سألها بهدوء:
- كُنتِ فين؟
- كُنت بشرب!
قالت بهدوء، و قرّبت منُه و حاوطت ضهرُه و غمغمت:
- هتنزل الشُغل!!
أومأ بنفس الهدوء اللي بقت تقلق منُه، فـ إزدردت ريقها وخافت ينزل يلاقيها في الجناح لسه، فـ قالت بحُزن:
- طيب .. م تقعُد معايا النهاردة!!
نفى برأسه و قال:
- ورايا حاجات كتير مهمة!!
شهقت بحـ.ـز.ن مُصتنع:
- يعني أنا مش من ضمن الحاجات المهمة؟
مردش عليها ، و لف ربت على خدها بإبتسامة مافيش فيها حياة و سابها و مشي، مشي خطوات لحد م وقّفته بصوتها الهادي:
- زين!!
غمّض عينيه و وقف مديها ضهرُه، حتى مش قادر يبُصلها بعد اللي حصل إمبـ.ـارح، و إحساس الضعف اللي إتملكُه و هو في حـ.ـضـ.ـنها، وقفت قُدامه و حاوطت وجنتيه بتمسد عليهم بحنان و همست:
- أنا .. أنا عملت حاجه زعّلتك إمبـ.ـارح؟
قطب حاجبيه، و فكر في سؤالها لثواني و بعدها رد بهدوء:
- لاء!
- مالك طيب؟
قالت بـ حُزن عليه، و بعدين أدركت غباء سؤالها، أكيد لازم يبقى مش في حالتُه الطبيعية، لما لقتُه مردش بعدت إيديها عنُه و قالت برفق:
- متتأخرش يا زين .. هستناك!
- ماشي!
قال بهدوء، و مشي .. تنهدت يُسر بـ حُزن على حالته و معرفتش تعمل إيه غير إنها راحت تاخد شاور و إتوضت عشان تصلي فرضها كالمعتاد و تدعيلُه!!
• • • • •
زين كان نازل من على السلم، وقف لما سمع صوت أكتر شخصية بيكرهها، صوتها بقى يخلي عروقُه تنفر من شـ.ـدة الكره!، سمعها و هي بتندهلُه بحُزن:
- زين!!
وقف مديها ضهرُه، فـ مسكت شنطتها الكبيرة و وقفت قُصادُه و قالت و هي بتبُص لتنشج ملامحُه، و عينيها اللي مش بتبُصلها حتى، و قالت بصوت حزين:
- أنا همشي يا زين .. هبعد عنك عشان أريّحك مني!
و إسترسلت بألم:
- سامحني يابني!!
بصلها لما قالت الكلمة اللي طول عمره بيكرها، و اللي عمرُه ما سمعها منها و لا كان حابب يسمعها، فـ إبتسم و قال بـ برود ثلجي:
- خلّصتي؟ هايلة! مش عايز أشوف وشك تاني بقى!!
و سابها ومشي، فـ زفرت ريّا بضيق و وقفتُه بصوتها وقالت:
- طيب يا زين على الأقل إكتبلي الـ compound اللي في التجمُع بإسمي!!
إبتسم ساخرًا، و لفِلها وقال بهدوء:
- أحسنلك يا ريّا هانم تمشي من قُدامي دلوقتي! صدقيني أنا مش هفضل هادي كتير!!
و غادر الڤيلا بخطواتُه الثابته! فـ ضـ.ـر.بت الأرض بقدmها بعُنف و قد فشل مخططها!!
• • • • • •
رجع من شُغله متأخر، دخل الجناح لقاها قاعدة بتتفرج على التليفزيون بشرود، لما أدركت إنه دخل إبتسمت و راحتلُه حـ.ـضـ.ـنتُه بإشتياق و هي بتقول بلهفة:
- إيه كُل التأخير ده! يرضيك متغداش لحد دلوقتي؟
مخدتش بالها إنُه حتى محاوطش خصرها، فـ طلعت من حُضنُه بتبصلُه بإبتسامة، بينما هو قال بجمود:
- متغدتيش ليه؟
قالت بلُطف:
- عشان مستنياك يا زين!! يلا عشان ننزل ناكل!
قال بضيق:
- لاء مش جعان!
غمغمت بحُزن بريء:
- يعني إيه مش جعان بقى .. أنا مـ.ـيـ.ـتة من الجوع!!
و مسكت كفُه و حطتُه على معدتها و هي بتقول:
- حتى بُص، بطني بتعمل صوت!!
شال إيدُه من على بطنها و قال:
- مش جعان يا يُسر! لو إنتِ جعانة إنزلي كُلي!
بصتلُه للحظات، و لمعت عينيها بالدmـ.ـو.ع و هي بتقول:
- بس أنا كنت مستنياك تيجي عشان نا!!!!
بتر عبـ.ـارتها بصوت عالي و بحدة:
- و أنا مقولتلكيش تستنيني!!!
يُتبع ♥
↚
- بس أنا كنت مستنياك تيجي عشان نا!!!!
بتر عبـ.ـارتها بصوت عالي و بحدة:
- و أنا مقولتلكيش تستنيني!!!
للحظات فضلت بصّالُه مش عارفة تنطق، لحد م إبتسمت إبتسامة كُلها ألم و همست:
- عندك حق!
و مشيت من قُدامُه، قلعت الروب و نامت على السرير و فردت الغطا عليها، زفر هو بضيق من نفسُه و دخل ياخد شاور، لما طلع لاقاها مغمضة عينيها و فيه دmـ.ـو.ع عالقة في أهدابها، إتنهد و دخل أوضة تبديل الملابس لبس بنطلون قُطن إسود وطفى الأنوار و نام جنبها، كانت مديّالُه ضهرها، فضل باصص للسقف دقايق، لحد مـ حَس بـ همهمة بُكاء خفيفة جدًا، غمض عينيه و قدرش يتجاهل عـ.ـيا.طها، شـ.ـدّها من خصرها لجـ.ـسمُه فـ إتخضت، طيع قبلة أسفل أذنها و همس بصوته الرجولي:
- إياكِ تاني مرة تديني ضهرك، تنامي في حُضني حتى لو ضاربين بعض بالجزم!
إبتسمت غـ.ـصـ.ـب عنها، فـ مد أناملُه و مسح دmعاتها و قال بحنو:
- زعلانة مني؟
بصتلُه بحُزن و غمغمت؛
- شوية!!
زيَّف الصدmة على وشُه بشكلٍ مُضحك، و أحاط خصرها بكفيه و إعتدل فـ بقِت أسفلُه و هو مُطل عليها بعَرض كتفُه ساند إيدُه جنب راسها و بيهمس قُدام شفايفها:
- الشوية دول .. لازم يتمِحوا حالًا!
إتفاجأت بيه يُقبل كُل إنش في وجهها قبُلات سريعة أضحكتها، و ذكّرتها بـ إنها عملت معاه نفس الحاجه قبل كدا عشان تصالحُه، نوبات ضحك جاتلها لما رفع قميصها ونزل بشفايفُه مُدغدغًا معدتها، حاولت تبعدُه عنها و سط ضحكاتها اللي بتنعش روحُه و بتخليه طاير و هو سامع نغمـ.ـا.ت ضحكها البريئة، نزِّلها القميص الخفيف اللي لابساه، و طلع براسُه ساند جبينُه على جبينها و لأول مرة بعد اللي حصل يبتسم، بيبتسم على ضحكاتها اللي أحلى حاجه بتسمعها ودنُه، لحد م أخدت أنفاس عميقة من شـ.ـدة الضحك، فـ بصلها بيتأمل جمال ملامحها و هي بتبصلُه بإبتسامة بريئة، نزل لـ شفايفها يُقبلهما بحنوٍ، و بِعد عنها بعد لحظات و قال بهدوء:
- لسه زعلانة يا يُسر؟
نفت براسها و حاوطت وشُه و قالت بحنان:
- لاء يا عيون يُسر!
داب في جُملتها فـ دفن وشُه في تجويف عنقها و همس:
- قوليلي يا قلب يُسر!!
إبتسم و مسدت على خُصلاتُه و قالت:
- يا قلب يُسر و روح يُسر!
و إبتسمت و هي مش مُتخيلة إن جوزها رجُل الأعمال اللي بيمتلك إمبراطورية شركات و الكل بيخاف حتى لما إسمه يتردد بينهم نايم في حُضنها بيطلب منها تقولُه بعض كلمـ.ـا.ت الغزل المُحبَبة لـ قلبُه، فضلت يُسر تمسِد على شعرُه لحد م باغتتُه بسؤالها:
- و أنا مش قلب زين؟
رفع وشُه ليها ونزِلها لمستوى راسُه و همس بحنو:
- إنتِ قلب زين .. و كُل حاجه لـ زين!
- بتحبني؟!
سألتُه بدهشة و كإنها متوقعتش منُه الرد ده، فـ أخد تنهيدة و قال بعشق:
- أنا مـيـت فـيـكِ!!
إتصدmت، لدرجة إنها حاوطت وشُه و هي بتبصلُه بعيونها الواسع المصدومة وقالت:
- بجد؟!!! يعني .. إعترفت أخيرًا؟
إبتسم و قال و هو بيمسح شفتِها السُفلى بإبهامُه:
- ممم!!
قطبت حاجبيها و همهمت بإنزعاج:
- إنت رخم! مقولتليش ليه من بدري؟
إبتسم و قال بعد مـ قبّل دقنها:
- مكانش باين ولا إيه؟
قالت بحُزن:
- مش عارفه .. كنت ساعات أقول بيحبني و ساعات أقول بيكرهني!
قال بإستغراب:
- إنتِ عبـ.ـيـ.ـطة ولا إيه؟ ليه كنت بطَفي السجاير في رقبتك و أنا مش واخد بالي؟ إمتى خليتك تحسي إني بكرهك؟
ضحكت على جملتُه و قال بحُب:
- سيبك من كُل ده دلوقتي!
و إسترسلت بإبتسامة فرِحة:
- قولي .. بتحبني أد إيه؟
و قامت قعدتُه قُصادها و فرد إيديها شوية صغيرين و قالت:
- يعني أد كدا؟
فردت إيديها أكتر و قالت بحماس:
- ولا أد كدا؟
و فردت إيديها بتوسُع أكتر و هي بتقول بضحكة لطيفة:
- و لا آآآد كدا!!!
جذبها من خصرها لصدرُه بدراع واحد و هو بيقول بسُخرية:
- أنا لو متجوز شخصية من كارتون مش هتعمل اللي بتعمليه ده!
و عانقها و قال بعشق:
- أد الـ مالا نهاية .. يعني لو جيبنا عشرين إيد على إيدك عشان نعرف الحب ده أد إيه بردو مش هيكفوا!!
سندت راسها على كتفُه محاوطة رقبتُه، فـ قال بحُب:
- بحبك!
رفعت وشها ليه و بصتلُه و قالت بهمس:
- و أنا كمان!
- و إنتِ كمان إيه؟!
قال بضيق و إسترسل بغضب:
- قوليها كاملة و إخلصي!!
ضحكت و قالت بكسوف زائف:
- خلاص بقى يا زين متكسفنيش!!
- و حياة خالتك؟!
قالها و شـ.ـدّها من دراعها ليه، فـ إبتسمت وحاوطت عنقُه و قالت بخُبث:
- إنت عايز تسمعها مني يعني؟
- أيوا!
قالها بضيق مُقطبًا ما بين حاجبيه، فـ إتسعت إبتسامتها و حاوطت وجهُه هامسة أمام شفتيه:
- أنا .. بـحبـك!
إنقضَّ على شفتيها إنقضاض الذئب على فريستُه، يُقبلها بشغفٍ كبير إختلط بعُنف طفيف، حاولت مجاراته لكن مقدرتش، فـ حطت إيديها على كتفُه بتبعدُه شوية و همست بحُزن خفيف من شفتيها التي تورّمت:
- زين .. بالراحة!!
أخد أنفاس عميقة و حاوط رأسها خالطًا بين شعرها و خديها و مال يضغط بشفتيه فوق جفونها قائلًا بحنان:
- حاضر!
ليعود مُقبلًا إياها و لكن المرة دي برقة و بُطء، فـ إستجابت له فورًا ليغوصوا معًا في بحور عشق لا نهاية لها!
• • • • • •
فتّحت عينيها على ضوء الشمس اللي داعب جفونها، صحيت و أغلقت النوافذ و شغّلت التكييف، لبست الروب بتاعُه و إبتسمت و هي شايفاه نايم على بطنُه و ضهرُه العريض ليها و جنب وشُه نِحيتها، ميّلت عليه و قبّلت وجنتُه بلُطف و دخلت الحمام تستحم، لما طلعت ضـ.ـر.بت جـ.ـسمها برودة الغرفة فـ عطست مرتين ورا بعض و هي بتضُم روب الإستحمام لجـ.ـسمها، سمعت صوته بيزمجر بحدة:
- إقفلي الزفت ده!
إبتسمت و مسكت الريمـ.ـو.ت و قفلتُه، و دخلت غرفة تبديل الملابس و غيّرت هدومها لـ منامية خفيفة، خرجت لقت السرير فاضي و هو بيستحمى، رتبت السرير و باقي أنحاء الغُرفة، قعدت على الكُرسي ساندة راسها عليه بنعاس، غفت شوية و صحيت لقت نفسها على السرير و هو بيلبس قميصُه الأبيض، إتخضت و قالت بـ براءة:
- أنا نمت!!
قال بسُخرية:
- دة إنتِ شخّرتي!!
شهقت بتفاجؤ و هدرت بغضب:
- أنا مش بشخّر أصلًا!!
إلا إنها قامت من على السرير و حاوطت ضهرُه و ريحة برفانُه خلتها تغمّض عينيها بإبتسامة، و غمغمت بعد لحظات:
- زين .. ينفع آجي الشركة معاك؟
لفِلها و حاوطت وشها و قال بهدوء:
- هو ينفع طبعًا .. بس هتزهقي!
أسرعت قائلة:
- خليني أجرّب!
- ماشي، روحي إلبسي!!
قال بإبتسامة و هو بيرجّع خصلة متمردة من خصلاتها، فـ قفزت بحماس و طلعت تجري على غرفة تبديل الملابس و هي بتهتف بصوت عالي:
- حالًا!!
• • • • • •
ماسكة إيدُه و هو حاضن إيديها بتملُك و أعين الموّظفين و الموظفّات مُسلطة عليهم، دخلوا الأسانسير و ضغط على رقم الطابق فـ بصت لنفسها في المراية و قالت بتـ.ـو.تر:
- زين .. الفُستان ده كويس؟ يعني قصدي يليق بالشركة و بيك و كدا؟
بصلها زين بدهشة تحوّلت لـ لين و حاوط خصرها من الخلف جاعلًا منها في مواجهة المراية، و قال بـ حُب:
- بُصي لنفسك .. بنت زي القمر، أشيك واحدة في المكان، المكان هو اللي مش لايق على جمالك و حلاوتك!
تسللت الإبتسامة لشفتيها و هي بتبُص لنفسها في المرايه و ليه، لفِت و حـ.ـضـ.ـنتُه ساندة راسها على صدرُه هامسة بعشق:
- يا حبيبي إنت!
قبّل خُصلاتها و لما وصلوا مسك إيديها و طلعوا من الأسانسير، رمقت يُسر فريدة بضيق من هيئتها المُبتذلة، لتجد زين بيقولها برسمية:
- تعالي ورايا يا فريدة!
- حاضر يا مستر زين!
هتفت فريدة بإشراقة وجه إختفت فورًا لما لقت يُسر في إيدُه، دخلوا المكتب و فريدة بتجهز الورق عشان تدخُل، فـ همست يُسر لـ زين بضيق:
- سُبحان الله البنت دي مش برتاحلها أبدًا!
إبتسم و جلس خلف مكتبُه و قال بهدوء:
- شغلها كويس!!
أومأت يُسر بضيق أكتر و قعدت قُصادُه على المكتب، فـ قال و هو بيفتح الورق من غير ما يبُصلها:
- هاتي الكُرسي و تعالي هنا جنبي!
إبتسمت و عملت زي ما قال، قعدت جنبُه و سكتت خالص عشان يركِز، لحد م دخلت فريدة بعد م إستئذنت، قالها و لسه عيونه على الورق:
- المُناقصة بتاعت إمبـ.ـارح حصل فيها إيه؟
هتفت فريدة بفخر:
- كسبناها طبعًا يا مستر زين .. مش معقولة نخسـ
بتر عبـ.ـارتها و قال بجفاء:
- و صفقة الصين؟
تنحنحت بتـ.ـو.تر و قالت:
done! -
بصتلها يُسر من فوق لتحت بضيق و تلك التنورة القصيرة الملصتقة بفخذيها الممتلئان جعلتها تتضايق أكثر، إتفاجأت بـ زين بيرمي ورق قُصادها على المكتب و بيقول بحدة:
- الورق ده يتعدِّل و يتطبع تاني، ده شغل بهايم!!!
شُحب وجهها و هرب الـد.م منه، فـ مسكت الزرق و قالت على عُطالة:
- حاضر يا مستر!!
و خرجت من المكتب بعد ما أشار ليها بإيدُه!، تحت أنظار يُسر المُبتسمة بـ شر، ضحك زين من قلبُه لما شاف إبتسامتها و قال بعد م قرص أرنبة أنفها:
- إيه الشر اللي طالع من عينك ده!!
- أبدًا!
قالت ببراءة زائفة جعلتُه يبتسم أكتر، ليستند بظهرُه على كُرسيه و رفع أناملُه قارصًا خدّها بخفة، إبتسمت و نهضت قائلة:
- هقعد على الكنبة هناك عشان تعرف تركز في شُغلك!
قال بقلة حيلة و هو بيشاورلها على الكنبة:
- روحي .. أنا فعلًا مش قادر أركز في شوية الورق دول و الطعامة دي جنبي!
إبتسمت بإتساع لتُقبل وجنتُه بلُطف قبلة سريعة و راحت قعدت على الكنبة، إبتدى يركِز فعلًا ولبس نضارة نظر و إنكب على الورق، سندت يُسر ضهرها على الكنبة و فردت رجلها و هي بتتفرج عليه، بدايةً من خُصلاته الناعمة، نزولًا لجبينُه المشـ.ـدود و عيونُه المرسومة بأهداب كثيفة و خُضرة زيتونية بعيناه، أنفُه الحاد و المرفوع طرفُه بغطرسة، شفتيه التي لم تكُن رفيعة للغاية ولا ممتلئة، كانت تليق بـ رجولتُه، بشرتُه السمراء اللي ظهرت من قميصُه الأبيض المفتوح منُه أول تلَت زراير، إبتسمت و هي بتسند إيديها على مسند الكنبة و بتراقبُه بـ هيام، لحد م دخلت هادmة اللذات فريدة بعد مـ خبّطت و سمحبها بالدحول، بصتلها يُسر بضيق لما دخلت و قال بصوتها الدلوع المُقرف بالنسبة ليُسر:
- مستر زين .. طبعت الورق و هيتبعت حالًا، بس .. في ورق هنا لازم نراجعُه سوا!
و شـ.ـدت كُرسي جنب زين و لسه كانت هتقعُد تحت نظرات يُسر المصدومة، إلا إنه رفع عينيه و بَص لـ فريدة بنظرة أرعـ.ـبتها، و صوته المخيف و هو بيؤمرها بهدوء تام:
- رجّعي الكُرسي مكانُه، أقعدي عليه و إقرأي من مكانك!
إبتسمت يُسر بإنتصار و هي بتجزم إن لولا إنها واقفة كانت راحت باست كُل إنش في وجهه، إعتدلت في جلستها بتبُص لـ فريدة اللي رجعت الكرسي قدام المكتب و قعدت عليه بحرج و إبتدت تلقي على مسامعُه مُحتوى الورق، لحد ما خلّصوا و قال لـ فريدة على مُلاحظاتُه، فـ دونتها وراءه و خرجت من المكتب، رجع كمل شغلُه باصص لأوراقُه، فـ نهضت يُسر اللي مقدرتش تتحمل إنها متشكروش بطريقتها على اللي عملُه!
راحت نِحيتُه و وقفت جنبُه فـ رفعلها وشُه و قال بإهتمام:
- في حاجه يا حبيبي؟
رجّعت كُرسيه لـ ورا شوية و قعدت على رجلُه محاوطة عنقُه مقرّية منه، إبتسم على حركتها اللي متوقعهاش و حاوط خصرها، فـهمهت بعشق و هي بتبُص لـ شفايفُه و عينيه:
- في إني بحبك!
و دفنت أنفها بتجويف عنقُه تهمس بحُب:
- أوي .. أوي!
حاوطها مُقربها من صدرُه أكتر مُقبلًا جانب وجهها، فـ رفعت وشها و بادرت بـ تقبيلُه، إبتسم ليُثبت وجهها من خلف عُنقها مُقبلًا إياها بعشق ليس له نهاية زي ما قال، لحد مـ بعدت عنُه ساندة راسها على كتفُه بتتنفس بسُرعة، مغمضة عينيها، فـ مسح على ضهرها صعودًا و هبوطًا، رنّ هاتفُه ليفتح الخط و مكبر الصوت يقول بهدوء:
- عايز إيه يا عابد؟
هتف الأخير بصوتٍ مفزوع:
- زين بيه!! في .. في حد واقف على سطح قُدام شركة حضرتك و معاه مسدس بيحاول يضـ.ـر.ب على مكتبك!!!
يُتبع♥
↚
- زين بيه!! في .. في حد واقف على سطح قُدام شركة حضرتك و معاه مسدس بيحاول يضـ.ـر.ب على مكتبك!!!
يُسر كتمت شهقة بإيديها فـ بصلها وقرّبها منُه و هو بيغمغم:
- ششش!!!
قفل مُكبر الصوت و مسك التليفون حطُه على ودنُه و هو بيقول ببرود:
- و مستني إيه يا عابد؟!! هاتهولي!!
هتف الأخير بطاعة تامة:
- حاضر يا باشا!!
إتملت عينيها بالدmـ.ـو.ع و هي بتبُصلُه بصدmة و أول ما قفل إنهارت و قالت:
- إيه الهدوء دة يا زين!!! بيقولك في حد عايز يقـ.ـتـ.ـلك و يضـ.ـر.ب عليك!!
و قامت مفزوعة بتتلفت حوالين نفسها بتبُص من خلال الإزاز و هي بتقول برجفة و صوت باكي:
- هو فين!! مش .. مش شايفة حد!!
قام وقف قُدامها فـ أسرعت بلهفة بتبعدُه عنها و هي بتقول بهيستيرية:
- لاء إبعد ..إبعد، هتيجي فيك إبعد يا زين!!
شـ.ـدها من دراعها يقرّبها ليه و حاوط وشها و هو بيقول بحدة:
- إنتِ إتجننتي؟ يعني أنا لو عندي شك واحدة من عشرة في المية إن في حاجه هتيجي فيكِ هسيبك تقفي كدا!!! و عايزاني أبعد كمان!
- أومـال إيـه!!! فهمني!!
قالت بـ رُعب عليه و هي حاسة إنها مش قادرة حتى تُقف، مسكت دراعُه فـ ضمها لصدرُه و قال بهدوء:
- إزاز الشركة كلُه مقاوم للرُصاص .. مستحيل رُصاصة تعدب منُه!!
زفرت أنفاس عميقة سُرعان ما حبستها بصدرها مُجددًا بتخرُج من حُضنه و هي بتقول بـ صوتٍ مُرتعش:
- بس .. بس فكرة إن .. في حد عايز يقـ.ـتـ.ـلك دي أنا مش ..!!
بتر عبـ.ـارتها واضعًا سبابتُه على شفتيها ليُردف يُهديء من روعها:
- ششش .. إهدي! مافيش حاجه هتحصل!
إرتعشت عيناها المُثبتة على عيناه، رنّ هاتفُه فـ إلتقطُه من فوق المكتب و رد، أتاه صوت عابد يقول بحسر:
- زين باشا .. الواد لما عرف إننا شوفناه و كُنا خلاص هنمسكُه .. رمى نفسُه من فوق السطح!!!
إتحرك زين بخطوات هادئة نِحية الإزاز و بَص لـ تحت ببرود لقى جسد هزيل واقع على وشُه و فارد إيديه جنبُه، إبتسم زين بهدوء و قال:
- طيب كويس .. مكنش ليا مزاج أوسّخ إيدي!!
و تابع و هو بيلف ضهرُه بيبُص لمراتُه اللي قعدت على كُرسي بتترعش:
- إعرفلي مين إبن الـو*** اللي باعتُه يا عابد!!!
- حاضر يا باشا!!
أغلق معُه، و إقترب من يُسر ليجذب مقعد أمامها يحاوط كتفيها قائلًا بـ ثبات:
- يُسر!!
بصتلُه بوشها الشاحب، فـ مسك إيديها و لسه كان هيتكلم إلا إنه إتصدm من برودة إيديها، بصلها بدهشة و حاوط كفيها بكفٍ واحد و الأخر مسّد على وجنتها يُردف بقلق عليها:
- إيدك متلجة!! إهدي .. إهدي و بُصيلي!!
بصتلُه بعيون بترتجف مليانة دmـ.ـو.ع، فـ رفع كفيها لـ شفتاه يقبلهما برفق، و هتف مُطمئنًا إياها:
- يُسر .. أنا زين قاسم الحريري!! أكبر رجُل أعمال في مصر و الوطن العربي و طبيعي جدًا يبقى عندي أعداء، و مريت بمواقف زي دي كتير .. و زي ما أنا إتعودت إنتِ كمان لازم تتعودي و آآ!!
قاطعتُه بغضب نقيٌ جعلُه يبتسم:
- أتعود!! عايزني أتعود إن في كل دقيقة حياتك في خطر!! لاء أنا مش هتعوِّد يا زين! أنا .. أنا حاسة إن قلبي هيُقف!!
إرتجف صوتها في جملتها الأخيرة حاطة إيديها على قلبها، فـ حاوط وشها ليُقبل رأسها هامسًا بحنان:
- بعد الشر عليكِ!!
حاوطت هي وشُه المرة دي بإيديها فـ قبّل باطن كفها الموضوع على وجهُه، لتُردف بألم نبع من عيناها و صوتها:
- زين .. إنت لو جرالك حاجة والله .. والله همو ...
قاطعها بـ قُبلة على شفتيها اللي بتترعش، قُبلة عميقة حنونة و أناملُه تسير على كفيها المحاوطان بين كفيه الغليظان لكي يُدفئهُما، ليرفع كفُه مُثبتًا خلف عُنقها، ليبتعد عنها بعد لحظات فـ أسندت جبينها على كتفُه، مسح على حجابها و هتف بـ هدوء:
- عايزك تهدي..!! إتفقنا؟
أومأت له دون أن تراه، بتاخد أنفاس عميقة بتعوض نقص الأكسچين اللي باغت رئتيها بعد الذُعر اللي أصابها!! فـ سمعتُه بيقول بهدوء تام:
- نعسانة؟ تنامي شوية!!
أومأت بـ حُزن رافعة وشها ليه، فـ سُرعان ما حملها بين ذراعبه و إتجه للكنبة الوثيرة، نيّمها عليها، و سحب كُرسي قعد جنب راسها، إبتدى يفُكلها الحجاب بالرّاحة لحد ما نزعُه خالص عن شعرها، و كان هيقوم من جنبها بعد ما غمّضت عينيها إلا إنها مسكت كفُه و غمغمت بحُزن:
- خليك جنبي .. متقومش!!
سند دراعها على مسند الكنبة ورفع كفها مُقبلًا باطنُه، ثم همس بحنو:
- مش هقوم يا حبيبتي!
و إبتدى يمسح على شعرها لعلّها تهدى و تسترخى، و بالفعل .. أثر حنان لمساتُه و بُطئها على بداية خُصلاتها نامت بعُمق، لما نامت قرّب وشُه منها و باس راسها، و قام أخد خطوات للمكتب قعد و سند راسُه لـ ورا لحد ما سمع رنين هاتفُه، فتح التليفون مُبتسمًا بسُخرية لما عرف دة رقم مين و هتف بنبرة إستفزاز:
- لاء بس حلو الـ show اللي عملتُه ده .. عجبني!!
و على الطرف الآخر سمع ضحكتُه القذرة و هو يهمهم:
- دي قرصة ودن بس يا زين، اللي جاي هيعجبك أكتر!
ضحك زين بدون ذرة مرح، و طلّع رجلُه على المكتب و هو بيقول ولسة الإبتسامة على وشُه:
- لاء يا روح أمك فوق و إعرف إنت بتكلم مين .. مش زين الحريري اللي تتقرصلُه ودن!! و بالنسبة للي جاي فـ أكيد هيعجبني .. بس مش هيعجبك إنت!!
ضـ.ـر.ب الأخير على مكتبُه يحاول تهدئة أعصابُه، و مالقاش حل غير إنه يضغط على نُقطة ضعفُه فـ قال بأعيُن لامعة:
- لاء بس مراتك حلوة!! و هتبقى أحلى أكتر و هي بتصرّخ تحت الكُرباج!!!
نجح في مُخططُه، لدرجة إن زين خرج من المكتب بأكملُه و وقف في الرُدهة و هو بيهدر بصوت هز أرجاء الشركة:
- الكــُربــاج ده الــلــي هــنــســلُــه عــلــى جــتــتك!!!
سمع ضحكتُه اللي زودت نيران قلبه و لاقاه قفل السكة، خبط على مكتب فريدة بإيديه الإتنين، فريدة اللي كانت مرعوبة من طريقتُه و كلامُه و فضلت الصمت، رفع تليفونه لودنه بعد م أجرى مُكالمة، رد الطرف التاني فـ صرّخ زين فيه بحدة:
- عــابــد!! تجيبلي دياب الجندي من تحت الأرض يا عابد سامعني!!!
هتف عابد متـ.ـو.ترًا:
- يا باشا تؤمر!!!!
أغلق معُه زين و راسُه هتنفجر، أول ما سيرة يُسر إتجابت في الموضوع خلتُه يخرج عن شعورُه، هو ممكن يستحمل أي حاجه إلا إنها تتخدش بس!! غمّض عينيه و دخل المكتب لاقاها لسه نايمة بوداعة، قعد على المكتب بيرجّع شعرُه لـ ورا بضوافرُه، حاول يهدى و هِدي فعلًا و كمل شغلُه، عدت ساعتين فـ صحيت يُسر و قعدت بتفرُك عينيها، بصلها و إبتسم إبتسامة موصلتش لعينيه و قالت بصوتها الناعس:
- نمت كتير؟
- مش أوي!
قالها بهدوء، فـ قامت مُتجهة نحيتُه بخطوات غير متوازنه، رجّع كُرسيه لـ ورا برجليه و فتحلها دراعُه الشمال، فـ إترمت في حُضنه قاعدة على رجلُه و ساندة راسها قُرب صدرُه و بتقول بصوتٍ ناعس:
- هنمشي إمتى؟
مسح على شعرها و قال بشرود:
- شوية!!
- ماشي!
قالت محاوطة عنقُه، فـ إبتسم و قرّبها منُه أكتر، رفعت عينيها و قالت بهدوء:
- زين!!
بصلها يحُثها على الكلام، فـ غمغمت بتـ.ـو.تر:
- ينفع أسألك سؤال؟
- إسأليني عشرة!
قال بهدوء و هو بيمسد على وجنتها بإبهامُه، فـ قالت بهدوء:
- لما .. جيت عندنا أول مرة، و إقتحمتوا الشقة .. إنت بجد كُنت جاي عشان شوية الملاليم دي؟ يعني .. أنا شايفة إنك مكُنتش محتاجهم أبدًا!
قال بهدوء:
- مين قالك إني كُنت جاي عشان الملاليم؟
قالت بحُزن:
- أومال إيه طيب!
هتف بحُب:
- كنت جاي أشوف البنت اللي شوفتها صُدفة و مقدرتش أنسى تفاصيل ملامحها!!
بصتلُه بصدmة و همست و شاورت على نفسها:
- قصدك أنا؟
- أيوا!!
قال مؤكدًا، فـ همست مصدومة:
- إمتى شوفتني!
- كُنت جاي لموظف في شركتي و بالصدفة طلع ساكن في الشارع ده، شوفتك، و لما سألت عليكي قالولي إنك أساسًا قاعدة في شقتي اللي أبويا كان مأجرها لـ جدتك من زمان!
قال و هو ساند ضهرُه بيراقب تعبيرات وشها عن قُرب، فـ قالت بصدmة:
- ليه مقولتليش؟ و مدام إنت بتقول إنك أُعجبت بيا للدرجة دي إيه اللي خلاك تعاملني وحش أوي كدا بعدها؟!!
غمّض عينيه و قبض على مسند الكُرسي بضيق شـ.ـديد و قال:
- عشان فكرتيني بيها، ريَّا كانت جميلة و إنتِ جميلة، كانت بتمّثل الضعف، و لما لقيتك بتعيطي قُدام الشركة قولت إن إنتِ كمان بتمثلي، عشان كدا إتعصبت وقتها!!
إزدردت ريقها بتـ.ـو.تر، فهي وصلت معاه لنُقطة مش عايزاه يوصلها، حاولت تصلح الغلط و مسكت كفُه بلُطف و همست:
- طيب .. هسيبك تكمل شغل!!
قال بهدوء محاوط خصرها:
- لاء خليكِ!
وسند جبينُه تحت رقبتها و هو بيهمس:
- عايز أخُد إستراحة مُحارب .. في حُضنك!!
إبتسمت و مسدت على خُصلاته، لكنها إتفاجأت بـ حرارة جبينُه العالية، إتخضت عليه و همست بقلق:
- إنت سُخن يا حبيبي!!
غمغم بهدوء:
- لاء مش سُخن، مصدع شوية بس هبقى كويس!!
حاوط كتفُه العريض بإيد التانية كانت بتمسح على شعرُه بحنان إختلط بالقلق عليه، كان كويس قبل ما تنام، إيه اللي حصلُه!
غمّض عينيه مُستنشقًا عبيرها، و فتح أول زرين من فُستانها ليغمس وشُه أكتر بـ رقبتها، إبتسمت يُسر و مسحت على خُصلاته من ورا بلُطف، وفضلوا على الحال ده أكتر من نُص ساعة، لحد مـ رفع وشُه و قال بهدوء:
- يلا نمشي!!
أومأت و قامت من على رجلُه، فـ أخد چاكت بدلتُه و هي لبست الطرحة بتلفها بإحكام، و قفلت زراير فُستانها كويس و خرجت في إيدُه، طلعوا من الشركة كلها، و لأول مرة يقف في ضهرها و يفتحلها الباب و يطمن إنها ركبت، إستغربت إلا إنها سكتت، هي عارفة إن دي مش عادتُه! ركب جنبها و ساق العربية من غير ما ينطق حرف، إستغربت سكوتُه المريب فـ سألتُه بتوجس:
- زين .. إنت لسه سُخن؟
مردش عليها، غالبًا مسمعهاش! حطت إيديها على كتفُه فـ بصلها و رجع بص للطريق و قال:
- قولتي إيه يا يُسر؟
- إنت كويس؟
قالتها بقلق عليه، فـ قال بابتسامة حارب عشان تطلع:
- أنا تمام!
قاطعهم رنين تليفونه، خدُه من قُدامه و ركن على جنب، نزل من العربية تحت أنظارها المستغربة، و رد:
- عملت إيه يا عابد؟
هتف المدعو عابد:
- إحنا روحنا الشقة اللي هو بيتردد عليها يا باشا، شقة فاتحها للدعارة لمؤخذا و لما دخلنا لاقينا بلاوي سودا .. إحبال و كلابشات و كرابيج و حاجات كدا متدُلش غير على إنه راجـ.ـل وسـ.ـخ! بس لما سألت البواب بعد م رشيتُه بقرشين حلوين و فتحلي الشقة بمُفتاح إستبن المخفي شايلُه معاه .. قالي إنه بقالُه فترة مبيجيش!!
إضيّقت عينيه زي الصقر و قال بحدة:
- عرفتوا مكانُه ولا لاء؟!
قال عابد بـ خوف:
- بصراحة لسه، بس بندوّر يا باشا والله!!!
خد زين خطوات بعيدة عن العربية و هدر فيه بعُنف:
- عـابـد!!! مش عايز الصبح يطلع غير و إنت عارفلي مكانُه!!!
وقفل معاه، لـف للعربية إلا إنُه وقف متسمّر و كإن أحدهم دَق مسامير في رجلُه، لما لقى بابها مفتوح و هي م جوا! و بصوت عالي صرّخ و صدرُه بيعلى و يهبط:
- يُـــســر!!!
دوّر عليها بعينيه في الحتة المقطوعة اللي واقف فيها، حَس للحظة بإن نفسُه بيضيق، و رعشة غزت جـ.ـسمُه و هو بيتخيل أسوأ السيناريوهات، ممشيش .. جري عشان يدوّر عليها زي المـ.ـجـ.ـنو.ن!! و إتصدm لما لاقاها قاعدة على رصيف بعيد عن العربية و ماسكة في إيديها قطة صُغيرة بتحسس عليها و هي بتقول بصوت طفولي مُضحك:
- مين زعلك بس يا كتكوتة!! فين مامي ياتي فين؟
إنتفض جـ.ـسمها لما لقتُه واقف قُدامها بيصرّخ فيها بصوت عالي:
- بـتـعـمـلي إيـه عـنـدك!! إنــتِ عـايـزة تـجـنـنـيني!!!
إتصدmت يُسر وقامت بسُرعة ضامة القطة لصدرها بتقول بخضة:
- في إيه يا زين! مكُنتش يعني سامع صوت القطة الصغننة دي و هي بـ تنونو!
مسح على وشُه بعُنف و مسكها من دراعها بحدة و هو مميّل ودنُه عليها:
- بـ إيـــه!! إمشي يا يُسر عشان قسمًا بربي هخليكِ تنونوي جنبها!!!
بصتلُه بضيق و بعدت إيدُه و خدت خطوات للعربية حاضنة القُطة فـ صرّخ فيها:
- سيبي القرف دة من إيدك!!!
بصتلُه يُسر بضيق و همست:
- دي قُطة .. مش قرف!!!
قرّب منها و قال بحدة:
- قطة في عينك!!! دي قُطة شوارع تلاقيها معفنه و إنتِ حاضناها و مقرّباها منك!! ناقص تبوسيها من بؤها!!!
إبتسمت غـ.ـصـ.ـب عنها إلا إنها رجعت غاضبة و بتقول ببراءة:
- حتى لو قُطة شوارع زي ما بتقول! هاخدها معايا و أنضفها و أسحّمها و هتبقى فُلة!!
ضـ.ـر.ب كومة تراب برجلُه و هو حاسس إنه خلاص هيفقد أعصابُه عليها، فـ بعدت خطوات لورا بخوف، أخد أنفاس عميقة و رجع قال بهدوء زائف:
- سيبي .. الزفتة دي .. من إيدك!!
إزدردت ريقها و همست بـ توجس:
- زين أنا عايزاها طيب.
- سمعتي؟!
قالها بتحذير، فـ أدmعت عيناها و هي بتقول برجاء:
- عشان خاطري، عايزة أخُدها معايا و آآآ!!!
قاطعها هادر فيها بقسوة مقرّب منها:
- كـلامـي مـبـيـتـسـمـعـش لــيــه!!!
إنتفض جـ.ـسمها و صدرت عنها شهقة بكاء غـ.ـصـ.ـب عنها وراحت حطت القُطة جنب الحيطة و مسدت على ضهرها و راسها و مشيت نِحية العربية و هي بتفلهق من العـ.ـيا.ط، ركبت و ركب جنبها رازع الباب بقسوة و بيقول بعُنف:
- أنا الظاهر دلّعتك زيادة عن اللزوم!!! لدرجة إنك بقيتي شايفاني بولّع قُدامك و بردو بتعندي!! و مافيش سمعان للكلام من أول مرة!!!
ضـ.ـر.ب المقود بإيدُه بإنفلات أعصاب و هدر و هو بيبُصلها:
- بس دي مش غلطتك!!! دي غلطتي إني دلّعتك و خليتك تعندي قُدامي في وسط الشارع!!!
بكت أكتر دافنة جـ.ـسمها في الكُرسي و بتشهق بـ بُكاء حزين من صراخُه و كلمـ.ـا.تُه الحادة ليها، ساق العربية بسُرعة عالية فـ مسكت في الكُرسي بتهمس بحُزن و عينيها لتحت:
- ممكن .. لو سمحت .. تقلل السرعة .. شوية!!
ملقتش أي إستجابة منُه لـ كلامها، و قال بعد لحظات بضيق حقيقي:
- زي م بتعندي قُصادي .. و بطلب منك الحاجة مرة و إتنين مبتتعملش، فـ متطلبيش حاجه مني عشان مش هعملها!!
إرتجف جـ.ـسمها و غمّضت عينيها و حـ.ـضـ.ـنت نفسها بكفيها و هي بتهمس ببكاء:
- يا ماما .. يا بابا!!!
هديت سُرعة العربية بعد ندائها عليهُم اللي صدmُه و كان زي اللكمة على قلبُه، إزاي نسي! إزاي نسي إنها بتخاف من السُرعة العالية عشان الحادثة اللي حصلت لأبوها و أمها، هدّى السُرعة تمامًا، بصلها لاقاها على حالها خايفة و بتترعش، وقّف العربية و لفلها بوشُه، مسك كفها إلا إنها بعدت كفها عنُه بضيق، و غمغمت بحدة:
- متلمسنيش لو سمحت!!!
زفر بضيق و شال إيدُه و إبتدى يسوق العربية لكن بهدوء، بعدت عنُه لازقة جـ.ـسمها في النافذة جنبها و ساندة راسها عليها، بصلها بضيق و سكت، وصلوا لـ جنينة الڤيلا فـ نزل الأول و فتحلها الباب و بصلها بضيق من غير ما يتكلم، نزلت محاوطة بطنها اللي إبتدت تهادmها بو.جـ.ـع عرفت سبُبه .. ضيفتها التقيلة بتاعة كُل شهر وصلت!، مشيت قُدامه بتـ.ـو.تر خايفة يكون في بُقع دm على فُستانها الأبيض، و طلعت على السلم بتجري فـ بصلها بإستغراب و فسّر ركضها إنها زعلانة، قعد في بهو الڤيلا على كنبة وثيرة وسند ضهرُه عليها، نده على رحاب الخادmة و قالها بتعب:
- رحاب .. هاتي مُسكن و إعمليلي قهوة!!
- حاضر يا زين بيه!!
و إنصرفت رحاب، بعد دقايق جابتلُه المسكن و القهوة، و وهي واقفة يُسر نزلت لابسة بنطلون جينز ضيّق و بلوزة قُصيرة و فاردة شعرها، كانت نازلة بتترعش بخجل و أول ما شافت رحاب زفرت براحة، إلا إنها بصت لصهر زين الموجّه ليها فـ مرضيتش تندهلها قُصاده، شاورتلها بصمت بإيديها عشان تيجي برجاء، تنحنحت رحاب اللي خدت بالها منها و قالت لـ زي:
- حاجه تانية يا زين بيه؟
- لاء .. روحي إنتِ!
قال و هو بيسند ضهره و راسه على الكنبة مغمّض عينيه، راحت رحاب نِحية يُسر اللي خدتها من إيديها و بعدت عن مسامع زين شوية و همست في ودنها بـ حرج:
- حجّة رحاب .. أنقذتيني، هقولك على حاجات تطلعهالي الجناح ماشي؟
أومأت لها رحاب و قالت بحنان:
- قولي يا يُسر طبعًا!!
روت على مسامعها الحاجات اللي عايزاها، فـ قالت رحاب بـ لُطف:
- ماشي عنيا الإتنين إطلعي و أنا هجيبهُم و أجيلك!!
- شكرًا!!
قالت يُسر بإمتنان و طلعت، رحاب راحت تجيبلها اللي هي عايزاه من مُتعلقاتها، و طلّعتهم ليها، زين مكنش واخد بالُه من حاجه أبدًا، يُسر أنقذت الموقف و إتنهدت براحة، لتتآوه بألم بعد م حسِت بـ بسكينة بتقطّع أسفل معدتها، خرجت من الحمام و قعدت على السرير مميِّلة لقُدام بألم حقيقي لدرجة إنها عيّطت، هي عارفة إن أول أيامها بتبقى مُمـ.ـيـ.ـتة بالنسبالها، و من شـ.ـدة الو.جـ.ـع محسِتش أصلًا بدخول زين الأوضة، لما زين دخل و شافها بالحالة دي إتخض، رمى چاكيتُه من إيدُه و مفاتيح عربيته حطها على التسريحة، قرّب منها و قعد قُصادها تحت رجليها بيمسح على شعرها بيرجعُه لـ ورا و هو بيقول بلهفة:
- مالك؟ حاجة و.جـ.ـعاكي؟!!
إتـ.ـو.ترت لما شافتُه و كانت هترُد إلا إن الألم ضـ.ـر.ب بطنها بقسوة أكبر فـ تآوهت، إتجنن أكتر من خوفه عليها و بَص لإيديها المحاوطة معدتها و قال بقلق:
- بطنك؟!!
أومأت بسُرعة و دmـ.ـو.عها بتنزل، مسح دmـ.ـو.عها بعد ما إستوعب اللي بيحصل .. و إن دي أيام دورتها الشهرية، قام قعد جنبها و حاوطها بدراعُه و التاني حطُه على إيديها مكان الو.جـ.ـع و قال بحنان:
- نروح لدكتورة؟
أدركت إنه فهم، فـ إحمّر وشها و نفت برأسها بهزات خفيفة، فـ قرّب وشها لصدرُه و إيدُه بتمسح على معدتها السُفلية برفق، إشتعلت وجنتيها أكتر من شـ.ـدة الخجل، إلا إنها مسكت تلابيب قميصُه دافنة وشها في صدرُه بتكتم و.جـ.ـعها و أنينها، قلبُه و.جـ.ـعُه عليها، فـ خرج بكفُه التاني تليفونه من جيب بنطلونه، و داس على رقم و رفعُه لـ ودنه، و لما رد الطرف الآخر قال بهدوء:
- رحاب .. طلعيلي شريط مُسكن، و إملي إربة فيها ماية سُخنة و هاتيهالي! و كوباية قرفة أو أي حاجه سُخنة! بس بسرعة!
- حاضر يا بيه!!
هتفت رحاب بتـ.ـو.تر، قفل معاها و حاوط وش يُسر اللي كان أحمى جدًا ميعرفش من الخجل ولا من الو.جـ.ـع، قلق عليها أكتر فـ همس برفق:
- أنزل أجيبلك pads؟
نفت بسُرعة بخحل رهيب طغى على ألمها و قالت:
- لاء .. لاء خلاص جيبت من حجّة رحاب!!
- ماشي!
قال و هو بيمسح على خديها بإبهاميه، تحاشت النظر لعينيه، فـ نزل بعينيه لـ لبسها وقال بضيق:
- هتنامي إزاي بالجينز ده؟! هجيبلك بيچامة!!
و لسه كان هيقوم إلا إنها مسكت دراعُه و قالت بـ رجفة:
- أنا هقوم .. معلش لو مسحت!!
- طيب!
قال و هو مش عايز يضغط عليها، فـ قامت دخلت غرفة تبديل الملابس بتحاول تهدي تسارُع أنفاسها الخجولة، غيّرت لبسها لـ بيچامة مُحكمة و لكن مُريحة، خرجت حاطة إيدها فوق معدتها السُفلية، لقتُه بيحُط مشروب القرفة على الكومود جنب السرير و جنبُه كوباية ماية، و الإربة على السرير، قرّبت من السرير و قعدت عليه بتـ.ـو.تر، فـ لفِلها .. مسك إيدبها برفق و قوِمها و قعدها على مكان قُريب من المخدة، أفرغ حبّاية في كفُه من شريط المُسكن فـ قالت بخجل:
- بلاش مُسكن، في ناس بيقولوا إنُه بيمنع الحمل و آآ ..
قاطعها بحدة:
- يمنع الحمل مش مهم، بس مش هسيبك بتتقطّعي من الو.جـ.ـع قُدامي كدا عشان عيل مالوش لازمة!!
و حطها في بؤها و شرّبها ماية و هو بيقول ساخرًا:
- و بعدين حُمار مين اللي قال كدا؟!
مرّدتش عليه و منعت إبتسامة من التشكُل على ثغرها و هي بتبصلُه، دفع كتفيها بـ رفق و هو بيقول:
- نامي .. إفردي ضهرك! ضهرك واجعك صح؟
بصتلُه بصدmة و قالت و هي بتنام على ضهرها:
- إنت عرفت إزاي كُل دة!!
قعد جنبها و قال بهدوء:
- قرأت عن الموضوع عادي!!
أخد الإربة السُخنة و إطمن بإبدُه إنها مش سُخنة أوي عليها، فـ حطها على معدتها السُفلية برفق، حطت يُسر إيديها على إيدُه اللي على الإربة و همست بإمتنان:
- أنا مش عارفة أقولك إيه!!
إبتسم بهدوء و مسح على خُصلاتها و قال:
- قوليلي إنك بقيتي أحسن!!
أسرعت بتقول بإبتسامة:
- الغريبة إني فعلًا بقيت أحسن!!
إبتسم و قال بهدوء:
- طيب الحمدلله!
بعد دقائق، سندت شهرها على ضهر السرير و مسكت كوباية القرفة و شربتها دُفعة واحدة، لتنكمش مِحياها بإشمئزاز فـ إبتسم و قال:
- براڤو
حطت الكوباية على جنب، بصتلُه بتردد و قالت بنبرة خجولة:
- زين .. ينفع أنام على الكنبة؟ خايفة أبوظ السرير يعني و آآ...
بتر عبـ.ـارتها قائلًا بضيق:
- و بعدين في فردة الجزمة اللي في دmاغك دي! نامي يا يُسر ربنا يهديكي!!
إبتسمت غـ.ـصـ.ـب عنها فـ شال الإربة من على بطنها و حطها على جنب، طفى الأنوار فـ نامت على جنبها مقرّبة قدmيها لصدرها، كانت مديّالُه ضهرها، لما نام جنبها إتفاجإت بيه بيحضُنها من ضهرها وإيدُه على معدتها السُفلية فـ قالت بتـ.ـو.تر:
- زين!!
قال برفق:
- هحضُنك بس .. متخافيش!!
غمّضت عينيها و نامت بعُمق، قبّل شعرها و نام هو الآخر بعُمق!
يُتبع♥
↚
صحيت من النوم و هي حاسة بكُل جُزء في جـ.ـسمها واجعها، بصِت جنبها ملقتوش، دعكت عينيها و بصِت للسقف، إلا إنها سمعت صوت غريب، دة صوت قُطة! قامت إتنطرت من على السرير و هي شايفة قُدامها القطة البيضا بس شكلها بقى أنضف، لمعت عينيها و كانت هتصرّخ من الفرحة، للحظة نسيت التعب كلُه و جريت عليها و ميِّلت خدتها في حُضنها و هي بتصرّخ بفرحة!!:
- يا نهار أبيض!!! يا روحي إنتِ!! هو اللي جابك صح؟ زين اللي جابك!!
ورفعت القطة بسعادة رهيبة و هي بتكلمها بصوت مليان فرحة:
- زين جابك يا قُطتي!! جابك عشان خاطري، أنا همـ.ـو.ت من الفرحة!!
ضمتها لصدرها و لقتُه طلع من الحمام لافف فوطة سودا على خصرة و في فوطة على كتفُه، جريت عليه و قالتلُه بعينيها اللي بتلمع:
- جبتها إمتى!! و إزاي!
إبتسم تلقائيًا لما شاف كم السعادة اللي على وشها، و قال و هو بيمسح على خدها اليمين بإبهامُه:
- بعد الفجر كدا، كُنت خايف ملاقيهاش مكانها!!
- بس دي نضفت أوي!
قالت و هي بتبُص للقطة و بتحسس على راسها، فـ هتف بهدوء:
- أيوا .. روحت طعّمتها و خليتهم ينضفوها ..
و إسترسل بسُخرية:
- هسيبك يعني حاضناها كدا و هي معفنة!!
ضمتها لصدرها أكتر فـ قال بضيق زائف:
- م تحُطيها جوا البلوزة أحسن! ولا أقولك .. بوسيها في بُقها!!
ضحكت من قلبها و بتلقائية ضمتُه بإيد واحدة بتربت على ضهرُه العاري و بتقول بعشق:
- والله ما عارفة أقولك إيه!! إنت مش متخيل فرحتي!! مش عشانها بس .. عشان أنا مهونتش عليك!!
مسح على ضهرها بإيد واحدة و قال بهدوء:
- فداكِ الدنيا!
إبتسمت ملء ثغرها و همست بحُب:
- إنت دُنيتي!
و بِعدت عنُه و رفعت القطة لوشُه و هي بتقول ببراءة:
- بُص .. بُص جميلة إزاي و مقطقطة!
بص للقطة بإشمئزاز و قال:
- مبحبهُمش، دة أنا مسكتها بالعافـ.ـية!
إبتسمت يُسر و قعدت على الكنبة بتلعب مع القُطة، و هو دخَل يغيّر هدومُه، لبس قميص إسود و بنطلون من نفس اللون، و لما طلِع لاقاها نايمة و حاطة القطة على معدتها و بتمسح على شعرها، إتافف بضيق و مشي ناحيتها بخطوات غاضبة، شال القُطة من ضهرها بشكل مضحك و رماها على الأرض، فـ قطبت يُسر حاجبيها بغضب و قالت و هي بتكتف دراعها:
- بترميها ليه!! و بعدين شايلها من قفاها كدا ليه؟!!
ميِّل عليها و رفع رجلُه جنب رجلها و حط إيديه الإتنين جنب راسها و قال بحدة و هو مقرّب وشُه من وشها:
- بقولك إيه! متخلينيش أرميها مكان ما جبتها!!
كشّرت بضيق و غمغمت بحُزن:
- ليه يعني!
بصلها للحظات و عينيه بتمشي على وشها، رفع إيدُه و فرد حاجبيها و هو بيقول بإبتسامة:
- فُكي الـمِية وحداشر دي!!
تلقائيًا إبتسمت، فـ نزل بعينيه لمعدتها و رجع بصلها و قال بإهتمام:
- عاملة إيه دلوقتي؟
- الحمدلله!
غمغمت بـ حرج و الحُمرة تتشرب وجنتيها، فـ إبتسم و كان هيقوم إلا إنها مسكت دراعُه و قالت بلهفة:
- زين!
- قولي يا قلب زين!
قال بهدوء و هو بيرجع، فـ إبتسمت للحظات و رجعت قالت بتـ.ـو.تر:
- أنا .. أنا عايزة أنزل أجيب حاجات ليا!!!
قال بهدوء:
- خلاص هأجل إجتماعاتي النهاردة و ننزل أنا و إنتِ!!
نفت براسها فورًا و هي بتقول بإهتزاز:
- لاء و ليه تلغي إجتماعاتك يا حبيبي، أنا هنزل و هاجي على طول!!
قام و قعد على طرف السرير مُلتقط سيجارة من داخل الكومود و أشعلها بقداحته و نفّث دخانها و قال بهدوء زائف!:
- مافيش نزول لوحدك!
قامت وقفت قُدامه و قالت برجاء:
- زين عشان خاطري آآ!!!
قطع عبـ.ـارتها و قال بحدة:
- مش عايز مُناقشة في الموضوع ده يا يُسر!!
قعدت على الكنبة تاني حاطة وشها في الأرض بحُزن بتفرُك أناملها اللي بتترعش، فـ إتنهد و قال و هو فاتحلها دراعُه اليمين و قال بهدوء:
- تعالي يا يُسر
راحتلُه قعدت جنبُه فـ ضمها لصدرُه و هو بيقول بصوت هادي عكس اللي في قلبُه من نيران مُتقدة من خوفُه عليها:
- أنا بخاف عليكِ يا يُسر! في ناس كتير عايزة تإذيني و أنا مش عايزهم يإذوني فيكِ!
رفعت وشها من على صدرُه ليه و قالت بحُزن:
- بس يا زين أنا مش هتأخر، هروح المول و هرجع على طول صدقني!
- الحَرس هيبقوا معاكي!
قالها بنبرة قاطعة لا تقبل نقاش، و رغم ضيقها من الأمر إلا إنها قالت بإبتسامة:
- إتفقنا!!
و قفزت من أحضانُه و قالت بـ سعادة:
- هنزل المغرب كدا مش دلوقتي ماشي؟
- طيب!
قال و قام مُتجه أمام التسريحة بيشمّر أكمام قميصُه، و نثر عطرُه المُفضل فـ يُسر بصِت للإزازة بإهتمام لإنها قرّبت تخلص، لكن متكلمتش و جابت القُطة قُدامها و قعدت تكلمها بجدية:
- بُصي بقى أنا هسميكي أم صابر!!
صدحت ضحكاتُه و هو بيمشط شعرُه و بيبُصلها في المراية، و قال مُبتسمًا:
- شرّدتيها!
إبتسمت يُسر و أكملت بنفس الجدية:
- و أنا يُسر .. و القمر اللي واقف هناك دة زين! بس بقولك إيه ملكيش دعوة بيه خالص، مش عشان هو زي القمر هتستفردي بيه عشان مقولش لأبو صابر و صابر هيقطّعوكي!!
لفِلها زين بيضـ.ـر.ب كف على آخر و هو بيقول بقلة حيلة:
- يارب الصبر من عندك!
- يا خلاثو إنتِ عينك زرقا!!
و إبتدت تدغدغها في معدتها فـ نطت القُطة من على الكنبة هربانة منها، بصت يُسر لـ زين و قالت بُحـ.ـز.ن زائف:
- هي مشيت ليه يا زين؟
- بتنفد بجلدها يا عيون زين!
قال بعد ضحكة رجولية منُه، و فتحلها دراعُه و قال بإبتسامة:
- تعالي في حُضني قبل م أمشي!!
راحتلُه جري بتحـ.ـضـ.ـنُه ساندة راسها على موضع قلبُه، فـ حـ.ـضـ.ـنها بعشق، يُسر حسِت بـ قلبها مقبوض، فـ إزدردت ريقها و تصنعت الإبتسامة و هي بتبعد عنُه، فـ قال بهدوء:
- قبل ما تنزلي كلميني .. مش محتاج أقولك!
- حاضر!
قالت بهدوء عكس الخوف اللي سيطر على قلبها، خرّج الـ creditcard بتاعتُه و إداهالها و قال بهدوء:
- إشتري بيها اللي إنتِ عايزاه!
قالت بلهفة:
- لاء لاء، إنت كُنت مديني فلوس قبل كدا كاش هشتري بيها!
قال بحدة:
- خليها معاكِ إحتياطي يا يُسر! هبعتلك الباسوود بتاعها في مسدچ!!
- حاضر ..
قالت مُبتسمة، فـ إتنهد و مسح على خدها بإبهامُه و إسترسل بـ ضيق:
- فكرة إنك نازلة من غيري مش مطمناني، فـ هتبقي معايا على التليفون من و إنتِ بتشتري لحد م تروّحي، سامعة؟!
- حاضر يا حبيبي!
قالت بلُطف، فإبتسم و مسك دقنها مُقبلًا شفتيها قُبلة سطحية خفيفة، و من ثم مُقدmة رأسها و مشي، قعدت يُسر على الكنبة بتكتب على تليفونها اللس كان جايبهولها الحاجات اللي المفروض تشتريها، و كلها كانت تخُصه هو، برفيوم النوع اللي بيحبُه، قميص جديد شبه اللي قطّعتُه قبل كدا، و حاجات تانية، فضلت قاعدة واخدة القطة في حـ.ـضـ.ـنها و بتتفرج على التليفزيون، عدت ساعة و إتنين و تلاتة فـ قررت تقوم تلبس و تطلع، نزلت من على السلم و هي حاطة تليفونها على ودنها و بتقول بـهدوء:
- زين أنا نازلة!
- ماشي، في عربيتين حَرس هيمشوا وراكِ، و إنتِ خليكي مع الحاج محمد!!
قال بعد مـ خرج من الإجتماع عشان يكلمها، فـ قالت مُبتسمة:
- مش عارفة ليه القلق دة كلُه!
- إسمعي الكلام و خلاص!!
قال بضيق، فـ قالت بقلة حيلة:
- م أنا بسمع كلامك أهو .. أعمل إيه بس، إحنا أوامر ماشية ع الأرض!!
و من ثم هتفت بحماس:
- يلا سلام!
- سلام!
قال بإبتسامة، سلِمت يُسر على عم محمد و ركبت معاه و وراها فعلًا عربيتين ضخمتين للحرَس، و صلوا المول فـ نزلت و نزل وراها أربع رجـ.ـا.لة حرَس، بصتلهم بضيق و قالت:
- إنتوا هتيجوا ورايا كمان!
بصوا في الأرض أول ما لفِتلهم و قالوا بحَزم:
- دي أوامر الباشا يا هانم!!
نفخت بضيق و مشيت و هي بتمتم بصوت متخفض:
- الباشا يؤمر و إحنا ننفذ طبعًا!!!
دخلوا وراها المول فـ إلتفت الأنظار حولهُم، دخلت يُسر محل لبس نسائي فـ كانوا هيدخلوا وراها لولا إنها نهرتهم بحدة:
- مش للدرجة دي بقى، أنا داخلة محل لبس حريمي أكيد مش هتدخلوا ورايا!!!
بصوا لبعضهم بتردد، فـ قال أحدهم:
- خلاص يا هانم إتفضلي و إحنا هنستنى حضرتك هنا!
- مُتشكرة
قالت بضيق و دخلت، إبتسمت لإن مُخططها نجح، مش هينفع على أي حال يبقوا معاها و هي بتشتري حاجات لـ زين، هي مُتأكدة إنه هيسألهم و هيقولوله و المفاجأة هتبوظ، طلعت من المحل الكبير من النِحية التانية و إتسللت من وراهُم مُتجهة لـ محل ملابس رجـ.ـالي، إشترت القميص و لحُسن حظها لقِت البيرفيوم بتاعتُه هناك، و لإن الحاجات كانت غالبة فـ إضطرت تسحب مبلغ من الفيزا بتاعتُه، و لما خلّصت خرجت و هي بتقول لنفسها بضيق:
- يعني جايبالُه هدايا على حسابُه! والله م ينفع!
خرجت من المحل و لفِت تدور علبهم لاقتهم واقفين مش واخدين بالهم، و من النِحية التانية نزلت من السلم الكهربا و دخلت محل رجـ.ـالي بيبيع خواتم و ساعات رجـ.ـالي، جابت خاتم أنيق جدًا و خرجت، سرّعت خطواتها لـ برّا المول و راحت تدور على العربية اللي عم محمد فيها إلا إنها ملقتهاش أبدًا، إستغربت و قالت بدهشة:
- العربية كانت هنا!! راحت فين!!
دوّرت كتير وسط العربيات و ملقتش العربية، فـ ظنت إنه غيّر ركنتُه أو رجع البيت لأمر طارئ عندُه، طلعت تليفونها و إتصلت بـ زين إلا إنه مردش، فـ ملقتش حل غير إنها تطلع للشارع الرئيسي و تركب أي تاكسي ييجي قُدامها و تروّح على البيت، فكرة إنها ترجع مع الحَرس و تركب معاهم دي حاجه مُستحيلة، إستقلت تاكسي بالفعل و حطت الحاجات جنبها و قالتلُه عنوان الڤيلا، سندت راسها على النافذة و بصِت في تليفونها بتتأمل صورة زين على الواتساب، إبتسمت و هي بتمسح بـ إبهامه على الشاشة، حطتها خلفية تليفونها ورجعت بصِت قُدامها و إتصدmت، ده مش طريق الڤيلا! و لا حتى طريق مُختصر!! ده طريق صحراوي بعيد تمامًا، إزدردت ريقها وبصِت للسواق اللي كان بيسوق بهدوء تام، و رجعت بصِت لـ تليفونها و سُبحان من ألهمها تبعتلُه رسالة كان مُحتواها:
- زين، أنا ركبت تاكسي و حاسة إنه مش رايح طريق بيتنا، أنا خايفة يا زين!
و ألحقت بالرسالة دي رسالة تانية فيها الموقع الحالي بتاعها، و سابت التليفون و رفعت وشها للـسواق و قالت بهدوء ظاهري:
- دة مش الطريق اللي قولتلك عليه!!
هتف السواق بـ ثبات:
- طريق مُختصر يا فنـ.ـد.م!
قال بحدة:
- لاء مش مُختصر! لو سمحت نزلني على جنب!!!
و إبتدت تخبّط على باب العربية بعُنف، فـ قفل قِفل العربية كلها و زوِد السرعة لـ سُرعة مهولة، شهقت بخوف و الدm هرب من جـ.ـسمها، مسكت في الكُرسي و هي بتصرّخ فيه:
- إنت حـ.ـيو.ان!!! بقولك وقّف المخروبة دي و نزلني على جنب أحسنلك!!
صرّخ فيها السواق بحدة:
- أحسنلك إنتِ تخرسي خالص!!!!
إرتجف بدنها و أنفاسها عليت و هي بتبُص حواليها برُعب، خبِت تليفونها في جيب فستانها من غير ما ياخُد بالُه، لحد م وقف قدام مكان غريب شبه المخزن، و رجـ.ـا.لة قُصادها بيشبهوا في ضخامتهم ضخامة حُراس زين، و أول ما العربية وقفت و القفل إتفتح نزلت بـ رُعب و هي بتبصلهم بعيون جاحظة من الخوف:
- إنتوا .. إنتوا عايزين مني إيه!
ظهر راجـ.ـل من وسط يبدو في أواخر الأربعينات، بدين و على وجهه إبتسامة لم ترى في خُبثها من قبل! في إيدُه سجارة و في إيدُه التانية .. حبل!!!
بصتلُه من فوق لتحت و قطبت حاجبيها و هي بتقول بحدة:
- إنت مين!!!
إبتسم وقرّب وقف على بُعد خطوات منها و عينيه بتمشي على كُل جزء في جـ.ـسمها و وشها، إشمئزت من نظراته و حمدت ربها إن لبسها فضفاض، فـ قال و هو بيبتسم بخُبث:
- أنا دياب .. دياب الجندي!! أنا اللي لسه قـ.اتل جوزك من خمس دقايق!!!
جحظت عينيها بصدmة و للحظة حسِت إن الأرض بتميد بيها، لدرجة إنها سندت على التاكسي و عينيها إتملت بالدmـ.ـو.ع و هي بتقول بخفوت من أثر الصدmة:
- إنت بتقول إيه!
قرّب منها أكتر و قال بـ سُخرية:
- تؤتؤ إهدي كدا و أصلبي طولك! و الدmـ.ـو.ع دي متستنفزيهاش دلوقتي! لسة بدري أوي عليها!!
رمى الحبل لـ أحد حُراسه و قال ببرود:
- إربطوها بالحـ.بـل دة في السرير اللي في الأوضة اللي جوا!!!
صرّخت يُسر بأعلى قوتها مُنهارة من اللي سمعتُه، عقلها مش قادر يتخيل مُجرد التخيل بس إنه جرالُه حاجه، قعدت على الأرض بتصرّخ و بتضـ.ـر.ب على الأسفلت بقوة و إسمه بيصدح في المكان مُصدرًا صدى صوت:
- زيـــن!!! زيـــــن .. آآآآه!!!
بصلها دياب بإبتسامة و هو حاسس بإنتعاش لـ روحُه من صراخها و عـ.ـيا.طها، جـ.ـسمُه كلُه إتفاعل مع عـ.ـيا.طها لدرجة إنه حس إنه عابز يمسكها يكـ.سّر عضمها عشان تصرّخ أكتر، تعالت أنفاسُه بإثارة و راح ناحيتها مسك دراعها عشان يقوِّمها فـ نفضت دراعها بعيد عنُه و هي بتصرّخ فيه:
- متلمسنيش يا حـ.ـيو.ان يا وسـ.ـخ!!!
من غضبُه مسك دراعها بعُنف شـ.ـديد غارزًا ضوافرُه في لحمها و هو بيصرّخ في الحرس بتوعُه:
- إمشوا في ستين داهية مش عايز أشوف وش واحد فيكم هنا النهاردة!!! ســـامــعـــيــن!!!!
و بالفعل فُرغ المكان من الحرس و حتى السواق اللي كان واحد من رجـ.ـالتُه رمي الأكياس على الأرض و مشيوا بالتاكسي، حاولت تبعدُه بعـ.ـيا.ط و صريخ إلا إنه مبعدش وجرّها نِحية أوضة مجهولة، رماها بـ طول دراعُه جوا الأوضة فـ إتخبط ضهرها في كُرسي وراها، وقعت على الأرض بصرُخ يأبم رهيب و هي تجزم بإن ضهرها عضمة فيه إتكـ.ـسر، بصِت للكُرسي اللي إتخبطت فيه وراها لقتُه حديد! كان غريب كإنه إتعمل مخصوص للتعـ.ذيب، بصِت للأوضة حواليها و إتصدmت لما لقِت أدوات تعـ.ذيب أكثر وحشية، كل دة مهمهاش، حاولت تقوم و راحت ناحيتُه و هي بتترجاه بـ و.جـ.ـع و بتقول:
- أرجوك!! قول إنك مقتـ.لتوش!! قول إن جوزي كويس!!
بصلها بإبتسامة دنيئة و قال:
- لا قتـ.لتُه! و لو مش مصدقاني مُستعد أجيبلك جُثـ.تة لحد عندك!!!
إنهارت على الأرض بتعيط بأقوى ما لديها، فـ ميِّل عليها و قاب بـ لذة:
- صوت عـ.ـيا.طك .. مخليني طاير!
رفعت و شها و بصتلُه بـ مقت و وقّفت عـ.ـيا.ط، محسِتش بنفسها غير و هي بتسحب عصاية حديد كانت جنبها و بتضـ.ـر.ب رجلُه بقسوة، وقع على الأرض بيصرّخ و لحُسن حظها الأوضة كانت عازلة، وقفت بصعوبة و مسكت العصـ.ـاية و ضـ.ـر.بـ.تُه على ضهرُه و رجلُه و كامل أنحاء جـ.ـسمُه وسط صريخُه و صوتُه المؤذي لـ ودنها، حاول يطول رجلها بإيدُه فـ داست برجليها على إيدُه بعُنف شـ.ـديد و نزلت بالعصاية على دmاغُه، نـ.زف و إستكانت حركتُه تمامًا، بصتلُه بهلع و رجعت خطوات لـ ورا، طلعت برا الأوضة بتتأكد إن مافيش حرَس، لما لقت المكان فاضي مشيت بصعوبة بتجُر رجليها حاطة إيديها على ضهرها بو.جـ.ـع شـ.ـديد، لمحت الأكياس بتاعتها فـ ميّلت خدتها و هي بتصرّخ من الألم النفسي و الجسد، ضمت الأكياس لصدرها و هي مش قادرة تصدق إنها مش هتشوفُه تاني، فضلت تمشي بصعوبة و العـ.ـيا.ط مالي وشها، طلعت الشارع الرئيسي و من التعب قعدت على الرصيف مُنهارة في العـ.ـيا.ط ضامّة الكيس لـ حُضنها حاسة إنها مش قادرة تاخُد نفسها، حطت راسها على رُكبتيها و الألم بيتغلغل لـ جـ.ـسمها و قلبها!!
حسِت بضوء عربية قوي ضـ.ـر.ب في وشها، رفعت وشها للعربية اللي جاية تجري نِحيتها، و من ضوءها مخدتش بالها دي عربية مين، حطت إيديها على عنيها بتحجب الضوء القوي، لحد م وقف العربية قُصادها بالظبط، شالت إيديها عشان تشوف مين،
زين!!! و كإن قلبها وقف عن النبض، زين واقف قُدامها!! الصدmة إرتسمت على وشها و هي بتحاول تقوم مش قادرة من ضهرها، لحد مـ لقتُه جه سندها بإيدُه و هو بيمسح على وشها و اللهفة مرسومة على وشُه و بيتفحص وشها و جـ.ـسمها بيهدر بقلق رهيب:
- عملِك حاجه!!! حصل فيكي حاجه يا يُسر؟!!!
عيطت و إنهارت و هي ماسكة دراعُه و بتقول بـ بُكاء:
- إنت .. إنت كويس صح؟!
إترمت في حُضنه و هي مش مستنية إجابة! زين واقف قُدامها و ممـ.ـا.تش، فضلت تعيط في حُضنه و هو بيربت على ضهرها بيمسح على حجابها و ضهرها، لحد مـ حَس بـ جـ.ـسمها تِقل بين إيديه، أدرك إنها فقدت وعيها، شالها بين إيديه و حطها في العربية ورا، مسك الكيس المرمي في الأرض و حطُه جنبها و هو فاكرها حاجتها، طلع تليفونُه و عمل مكالمة و حطُه على ودنُه، و أول ما السكة إتفتحت صرّخ بعُنف و هو بيهدر:
- عـابـد!! هاتلي الرجـ.ـا.لة و تعالى على اللوكيشن اللي هبعتهولك دلوقتي! بسُرعة يا عابد!!
و قفل التليفون، بعتلُه رسالة باللوكيشن و بأقصى سُرعة كان بيسوق عربيتُه نِحية الڤيلا، لما وصل شالها بين إيديه و طلع بيها الجناح، دفع الباب بـ رجلُه بعُنف و حطها على السرير بحذر، قفل النور عليها و سابها ومشي، خرج من الجناح و نزل على السلم بيطوي الأرض تحت رجليه من عصبيتُه، خرج من الڤيلا كلها و ساق العربية بسُرعة كانت هتخلّص عليه لولا مهارتُه في القيادة، وصل للمكان اللي لاقاها فيه و فضل ماشي بعربيتُه لحد م لمح مخزن غريب، مستناش الرجـ.ـا.لة ييجوا و دخل هناك، وقّف العربية بشكل مُفاجئ فـ عملت صرير عالي، و بعُنف كان بيلتقط مُسدسُه المُرخّص من صندوق العربية (التابلوه)، خرج من العربية رازع الباب وراه، و بخطوات غاضبة دخل المخزن، رفع سلاحُه و ضـ.ـر.ب رصاصتين على الباب المقفول قُصادُه، فتح الباب لاقاه قاعد على سرير حديد و ماسك قماشة بيكتم بيها نـ.زيف راسُه، الذُعر بان على وشُه أول ما شاف زين، فـ قام مصدوم و قال بصوت مهزوز:
- إنت عايش!!!
إبتسم زين و نزِل المسدس، فرد ذراعيه المفتولين جنبُه و قال مُبتسمًا بسُخرية:
- مُفاجأة مش كدا؟
و كمل و هو بيقرّب منُه:
- مش قولتلك اللي جاي هيعجبك يا إبن الجندي؟!
و إسترسل و هو بيخرّج سيجارة من علبة سجايرُه السودا و بيقول بإبتسامة:
- إنت فاكر يا وسـ.ـخ لما تبعتلي حد من رجـ.ـالتي القُدام يقـ.ـتـ.ـلوني هيعرفوا!! دة أنا مِربي ماجد على إيدي!! هو آه طلع تربية وسـ.ـخة و عض الإيد اللي إتمدتلُه .. بس أنا مبشغلش حد عندي غير و أنا عارف كُل نُقط ضعفُه، و بدوس عليها برجلي عشان لو فكّر بس يخـ.ـو.ن، يبقى عارف إنُه هيمـ.وت و حبايبُه وراه!
نفّث دُخان سيجارتُه في وشُه و قال:
- و دة اللي حصل فعلًا، قـ.ـتـ.ـلتُه بنفس المُسـدس اللي بعتُه يقـ.ـتـ.ـلـ.ني بيه! بس عشان أنا مش ظالم، سيبت مراتُه و عيالُه في حالهم!
إسترسل و السيجارة بين إصبعيه:
- و أديني عايش أهو قُدامك!! بس عارف مين اللي هيـمـ.ـو.ت دلوقتي؟
هرب الدm من وش دياب و هو بيبصلُه بخوف حقيقي، فـ بصلُه زين من فوق لتحت بيقول بإبتسامة:
- متقولش إن مراتي اللي عملت فيك كدا!!
رفَع مُسـدسه و قال و هو بيدخّن بإيدُه التانية و قال بخُبث:
- حرَم زين الحريري مش أي حد بردو!!!
إترجاه دياب و وقع على ركبُه:
- زين .. تعالى نتفاهم!!
ضحك زين من غير ذرة مرَح و نزِل مسـ.دسُه، حطُه في جيبُه اللي ورا و إلتقط سوط و قال بمكر:
- لاء .. تعالى نلعب!!
و رفع السوط عشان ينزل بيه على جـ.ـسمُه بقسوة فـ صرّخ دياب، تعالت ثغرُه إبتسامة و هو بيقول:
- و ده الكُرباج اللي قولتلك قبل كدا إني هنسلُه على جتتك!!
و رفعُه مرة تانية و نزل بيه على جـ.ـسمُه بعُنف أكبر فـ صـ.رّخ دياب بألم رهيب من جـ.ـسمُه اللي مبقاش متحمل ضـ.ـر.ب أكتر، فضل زين يضـ.ـر.ب فيها لمُدة متقِلش عن ساعة، لحد م أنفاسُه عليت فـ رمى السوط و هو شايف دياب خلاص بيطلّع في الروح دة إن مكانش مـ.ـا.ت فعلًا، ميِّل عليه لقى لسة في نفس، فـ نفى براسُه و خرج مُسـ.دسُه من جيب بنطلونُه و ضـ.ـر.ب طلقة في نُص راسُه فـ مـ.ـا.ت الأخير فورًا، حَط المسـ.دس في جيبُه تاني و خرَج لقى عابد و الرجـ.ـا.لة داخلين عليه، نزل عابد و نفسُه عالي و هو بيقول بصوت مُهتز:
- زين بيه أسفين على التأخير آآآ!
بتر عبـ.ـارتُه و هو بيقول بسُخرية:
- ما لسة بدري!
و شاور على جوا و هو بيقول بحدة:
- إدخلوا إرموا جـ.ثة النجس اللي جوا دة للكلاب اللي في الشارع، سامعني يا عابد؟ ترميه للكلاب اللي في الشارع مش كلابنا .. عشان دmُه نجس!!
• • • • • • •
صحيت من النوم مفزوعة، كإنه كان كابوس و خِلص، لما بصِت حواليها و لقِت نفسها في جناحه و على سريرُه خدت أنفاسها الي كانت محبوسة في رئتيها، و لما أدركت إن هو اللي جابها قلبها إرتعش بـ فرحة إنه لسه عايش، قامت بصعوبة من ضهرها اللي واجعها بشكل مش طبيعي، دخلت المرحاض تنضّف نفسها، خدت شاور و لبست بنطلون و بلوزة كت، سابت شعرها و خرجت وقفت قُدلم المراية، لفِت و رفعت البلوزة و إتفاجئت بـ كدmة في ضهرها شِبه بنفسجي! أدmعت عيناها و هي بتفتكر لحظات عدوا عليها سنين، دوّرت على تليفونها بعينيها عشان تتصل تطمن عليه و هي شِبه متأكدة من اللي بيعملُه دلوقتي، لكن ملقتهوش، قعدت على السرير محاوطة ذراعيها بكفيها بتبُص لنُقطة في الأرض و عينيها بتلمع بالدmـ.ـو.ع و هي بتسترجع اللي حصل! لقِت باب الأوضة بيتفتح، رفعت عينيها و تلقائيًا الفرحة ظهرت في عينيها و هي بتقول بصوت على وشك البكاء:
- ز .. زين!!!
قامت من على السرير و كانت هتجري عليه إلا إنُه رزع باب الأوضة بعُنف و هدر فيها بقسوة:
- مــكــانــك!!!!
يُتبع♥
↚
- مــكــانــك!!!!
إرتعش جسدها و وقفت على بُعد منُه و من غير شعور دmـ.ـو.عها نزلت، قرّب منها و قلع الچاكيت من على جـ.ـسمُه و رماه في الأرض، و إبتدى يفُك زراير القميص و نزعُه من على جـ.ـسمُه، إرتدت يُسر خطوتين مش فاهمة هو بيعمل إيه، لحد ما لقتُه بيقول بصوت عالي:
- و رحــمــة أبــويــا يــا يُــســر مـا فـي خـروج مـن المـخـروبـة دي غـير و رجــلـي على رجـلـك!!!
شـ.ـدّها من دراعها و هتف بحدة خلِتها تغمض عينيها من قسوة عينيه:
- عشان أنا متجوز عيِّلة معفصة بتعمل حاجات هبلة و بتهرب من الحَرس اللي كانوا موجودين عشان يحموها!!!
و خبط على جنب دmاغها بـ سبابتُه:
- فــي فـــردة جــزمــة فــي دmــاغــهــا!!!!
بكت بصوت خفيض فـ صرّخ في وشها:
- بــتـعـيـطـي!!! جــايــة تـعـيـطي بعد ما خربتيها!!!
نفّضها من إيدُه بعُنف فـ وقعت على السرير بتكتم آهات كانت هتُخرح منها، بتبصلُه و هو بيجوب الأوضة ذهابًا و إيابًا لحد ما ضـ.ـر.ب برجلُه الطاولة اللي كانت على الأرض فـ إتقلبت، إرتجفت بذُعر لاسيما عنـ.ـد.ما هدر بحدة و إنفلات أصعاب لأول مرة تشوفُه:
- لـولا إنـي مـش عـايـز أمــد إيــدي عـلـيـكـي كان زمان وشـــك دة مــتــخـ.ـرشـم!!!!
غمّضت عينيها لا تملك سوى البُكاء بنحيب ضعيف، غرز أناملُه بـ شعرُه و قرّب منها وقف قُدامها و هو بيهدر فيها:
- إنتِ مُتخيلة إبن الوسـ.ـخة دة كان هيعمل فيكي إيــــه!!!! عندك فكرة كان مُمكن يإذيكي و يإذيني فيكي إزاي!!!!!
بكت أكتر من قلبها فـ هدر في وشها:
- بــس إخــرســي!!!! مـش عـايـز أســمــعـلـك صوت!!!
إرتجف جـ.ـسمها و حطت إيديها على فمها بتمنع صوت عـ.ـيا.طها من الخروج زي الطفلة، منزلة وشها لتحت مش قادرة تبُص لـ عُنف ملامحُه، إتفاجئت بيه بيشـ.ـدها من دراعها بقسوة عشان تُقف قُصادُه، كان هيتكلم إلا إنُه إتفاجأ بـ صرخة هـ.ـر.بت من فمها و هي بتتآوه بألم:
- آآه ضهري يا زيـن!!!
للحظة مستوعبش اللي قالتُه، أسوأ السيناريوهات جات في دmاغُه، بص لجـ.ـسمها و رجع بصلها و هو بيقول و الصدmة مأثرة على نبرة صوتُه:
- ضهرك!!! مالُه ضهرك؟!!!
مقدرتش تتكلم، فـ هزّها بعُنف مُتغافل عن و.جـ.ـع ضهرها:
- مـا تــرُدي!!! مالُه ضهرك!! ضــ.ربـك عليه؟!
بصتلُه بصدmة و نفت براسها وسط عـ.ـيا.طها، فـ هزّها مرة تانية و كإنه متغافل عنها و على عينيه غمامة سودا:
- شــاف جـسـمـك يـا يُــســر!!!! أذاكِ؟!!! عــمَّــلــك إيـه إنــطــقـي!!
مسكت دراعُه و قالت بإنهيار:
- معملش حاجه والله ما شاف جـ.ـسمي و الله أبدًا يا زين!!!
لفّها بحدة و رفع بلوزتها على الآخر إلا إنه تنفس الصُعداء لما لاقاها كدmة، قرّب جـ.ـسمها من صدرُه محاوط دراعها بـ ذراعيه، ساند جبينُه على شعرها أنفاسُه القوية بتضـ.ـر.ب خلف أذنها، كتمت عـ.ـيا.طها و هي حاسة بـ قلبها بينـ.زف، سمعتُه بيقول وسط صوت لُهاث نفسُه:
- من إيه دي!!
قالت بـ شهقات دون بكاء:
- ز .. زقِّنـ.ـي .. إتخبـ.طت في كُرسي .. حديد
ضمها لصدرُه أكتر بيغمّض عينيه، مش قادر يتخيل إنها إتعرضت لـ كُل دة و هو مكانش جنبها، لام نفسُه مليون مرة إنه إتأخر عليها عشان شاف الرسالة متأخر، لاقاها بتقول بعـ.ـيا.ط المرة دي:
- أنا .. أنا ضـ.ـر.بتُه، مخليتوش يعملي .. حاجة!!
- عارف!
قال و هو بيمسح بإيدُه اليمين على دراعها الشمال محاوطها مقرّب ضهرها لصدرُه، فـ إنهارت في العـ.ـيا.ط و هي بتقول بألم:
- بس كُنت خايفة أوي!!
لفتلُه محاوطة رقبتُه بدراعها واقفة على أطراف أصابعها، إتنهدت و حط إيدُه على ضهرها بعيد عن الكدmة بيمسح عليه بهدوء، فـ كتمت عـ.ـيا.طها في تجويف رقبتُه، و فضلت دقايق حاضناه لحد مـ جـ.ـسمها تقل فـ همست بإرهاق لا يُضاهيه إرهاق:
- أنا .. تعبانة أوي!!
حط دراعه تحت ركبتيها و شالها بإيد واحدة، والتانية حطها على ضهرها، نام على السرير و نيِّمها على صدرُه حاطت راسها تحت رقبتُه، غمّضت عينيها بتعب و غفت على صدرُه، لما حَس إنها نامت مد إيدُه و جاب من درج الكومود كريم موضعي للكدmـ.ـا.ت، حط شوية على إيدُه و رفع بلوزتها بإيدُه التانية و مسح على الكدmة بخفة عشان متصحاش، تآوهات خفيفة خرجت منها فـ همس برفق:
- ششش بس .. خلاص!!
و قفل عبوة الكريم و حطها جنبه، فضل رافع البلوزة لـ فوق لحد م الكريم ينشف، رجعت نامت و هو فضل صاحي مقدرش ينام بيسترجع اليوم كلُه في دmاغُه جفونه مبتغمّضش!
• • • • • •
قامت من النوم لقِت نفسها نايمة عليه، قامت بحذر و نامت جنبُه لتعشر بألم يضـ.ـر.ب ضهرها، فـ أنِّت بو.جـ.ـع مغمضة عينيها ، فتحتها بعد لحظات بتبصلُه بنـ.ـد.م على اللي حصل كلُه، لو كانت بس فكرت دقايق مكانتشش هتعمل كدا و تعرّض حياتها و حياتُه للخطر بالشكل دة، قامت من على السرير بتدوّر على القطة لاقتها نايمة على جنب، أخدتها بالراحة بين إيديها و نزلت تحطلها أكل و طلعتلُه تاني، لقِتُه صحي من نومُه قاعد بـ صدرُه العاري على السرير حاطت أناملُه على جفونه المغمضة، قرّبت منُه بـ بُطء بتفرُك في أناملها، و قالت برفق:
- زين!
مردش عليها! مافيش إستجابة واحدة ظهرت على وشُه، فـ قعدت قُصادُه و مدت إيديها حطتها على كتفُه إلا إنه همس بصوت مُتقطع:
- شيلي .. إيدك!!
شالت إيديها و عينيها إتملت بالدmـ.ـو.ع، بصِت لأناملها و للحظات مقدرتش تتكلم، لحد مـ رفعت عينيها لوشُه و همست بألم:
- طب أنا أسفة يا زين!
شال أناملُه من على عينيه و بصلها بنظرات ساخرة و.جـ.ـعتها أكتر،
و لقتُه بيقول بصوتُه الحاد:
- و أسفك دة هيعمل إيه! إنتِ إزاي مُستهترة بالشكل دة!!!
بصتلُه بحُزن و رجعت بصِت لأناملها، فـ قال بقسوة:
- بسبب إستهتارك و غبائك ضيّعتي كتير!!! دة كفاية عم محمد الراجـ.ـل الغلبان اللي قتـ.ـلوه!!!
رفعت عينبها الجاحظة، إتصدmت لدرجة إن عينيها نزلت دmـ.ـو.ع بشكل تلقائي و هي بتصرّخ بصدmة و بصوتها المبحوح:
- إيــه!!! قتـ.ـلوه .. قـ.تـلوا عمو محمد!!!
إنهارت في العـ.ـيا.ط حاطة إيديها على فمها بتبكي من قلبها على الراجـ.ـل المسكين اللي مكانش ليه ذنب في حاجه! غمّض عينيه بيحاول يتحاشى دmـ.ـو.عها و عـ.ـيا.طها و إنهيارها قُدامه، و قام من على السرير دخل الحمام و ضـ.ـر.ب الباب وراه بحدة، فضلت تبكي بألم بتسترجع طيبتُه معاها و حنيتُه عليها قبل ما يمـ.ـو.ت، ضـ.ـر.بت على رجلها بقهر من اللي حصل، حطت إيديها على قلبها اللي كإنه كان بينزف، لحد م خرج زين فـ مسحت دmـ.ـو.عها و أخدت أنفاس عميقة بتحاول تهدى، و لما لقتُه بيلبس و رايح شغلُه و واقف قُصاد المراية بيسرح شعرُه راحت وقفت وراه و قالت بحُزن:
- ينفع تفضل جنبي النهاردة!!!
بصلها في المرايا للحظات و حط الفُرشة على التسريحة و مسك تليفونُه و مفاتيحُه و مردش عليها، خرج من الغرفة و من الجناح بأكملُه و كإنها هوا!!! فضلت واقفة مكانها بتبكي بصمت، دmـ.ـو.عها نازلة بس و باصة للأرض، لحد م قعدت على الأرض ضامة قدmيها لصدرها بتبكي بـ و.جـ.ـع مالوش مثيل، و من العـ.ـيا.ط نامت مكانها بعد ما جـ.ـسمها وقع على الأرض و كإنها فقدت وعيها، مرت ساعة و إتنين و تلاتة لحد مـا سمعت خبط على باب غرفتها، حسِت بـ صوتها تقيل و لسانها متكبل بسلاسل حديد مش قادرة تتكلم، دخلت الحجّة رحاب مُجبرة في إيديها صينية أكل، حطتها على الطاولة بعد ما عدلتها، و بصت لـ يُسر بشفقة و هي بتقول بحُزن:
- قومي يا بنتي عشان تاكلي! مكلتيش حاجة من إمبـ.ـارح!!!
- مـ .. مـش عايزة!!
نطقت أخيرًا بخفوت و هي لسه على وضعها نايمة على الأرض، قربت منها رحاب و ميّلت مسكت إيديها عشان تقوِّمها فـ بعدت يُسر إيديها و بصتلها برجاء و هي بتقول:
- أرجوكِ .. سيبيني!!
تنهدت بـيأس و مسدت على خُصلاتها بحنو و همست بهدوء:
- زين بيه كلمني و شـ.ـدد عليا عشان تاكلي!!
شردت للحظات و نفت براسها و هي بتقول بألم:
- مش عايزة أكُل!
- لا حول ولا قوة إلا بالله!!
قالت رحاب و هي بتضـ.ـر.ب كف على كف، و خرجت من الجناح كلُه، كلمتُه في تليفونها و هي بتقول بصوت حزين:
- مرضيتش تاكُل خالص يا زين بيه! و يا حبيبتي مرمية على الأرض تصعب على الكافر والله!!
غمّض عينيه على النِحية التانية، بيضـ.ـر.ب بـ أناملُه على المكتب بحركة رتيبة، و قال بعد لحظات:
- طيب سيبيها، أنا شوية و جاي!!
و قفل معاها، حط راسه على كفُه اليمين ساندُه على إيد كُرسيه، حاول يرجع يكمل شغلُه مقدرش يركِّز، فـ زفر بضيق و قام بعُنف لدرجة إن الكرسي إرتد لـ ورا، أخد الچاكت بتاعُه و مفاتيح عربيتُه و تليفونه و خرج من المكتب، و رمى كلمـ.ـا.تُه على فريدة و هو بيقول:
- هنكمل أونلاين النهاردة يا فريدة!!
نهضت فريدة من فوق الكرسي و هي بتقول بإحترام:
- تمام يا مستر زين!!
• • • • •
دخل الجناح و منُه لأوضتهم، لقاها نايمة على الأرض، على جنبها ضامة رجليها لـ صدرها و حاطة إيديها تحت راسها، رمى مُتعلقاتُه على الكنبة مُحدثًا جلبة، فـ فتحت عينيها بتعب، لقتُه واقف قُدامها بدون أدنى تعبير على وشُه، قرّب منها و قال بنبرة جـ.ـا.مدة تخلو من دفء صوته المعتاد:
- قومي!!
بللت ريقها الجاف و همست بتعب:
- مش عايزة أقوم!!!
- بـس أنـا قـولـت قـومـي!! لـسـه بـتـعـنـدي!!! مافيش فايدة فيكِ!!!
نهرها بحدة، فـ تحاملت على ألم ضهرها و جسدها بأكملُه و قامت وقفت قُدامُه بتعب شـ.ـديد، شاولها على الكنبة و قال بضيق:
- أقعدي!!!
قعدت على الكنبة حاطة راسها بين إيديها، فـ قال بـ برود:
- الأكل دة .. يخلص!!!
رفعت وشها لـ وشُه و هو واقف على بُعد منها، و تأملت مِحياه المشـ.ـدودة و قالت بحُزن:
- حاضر يا زين!! حاجة تانية؟
- دلوقتي لاء!
قالها بإبتسامة صفرا موصلتش لعينيه، و رجعت بعدها ملامحُه بـ.ـاردة و دخل الحمام، قعدت هي تاكل بشرود مش قادرة تستطعم الأكل، حاسة بـ مرارة في جوفها و الأكل نار في معدتها! غمّضت عينيها فـ إنهمرت دmعاتها لتختلط بـ الأكل اللي بتاكلُه، و بالعافـ.ـية خلّصت جُزء من أكلها، سندت ضهرها على الكنبة، لقتُه طلع لافف منشفة حوالين خصرُه، لما رمى نظرة على الأكل و لقاه لسه مخلصش هتف بقسوة:
- مش أنا قولت الأكل دة يخلص!!!
بصتلُه و رجعت بصت للأكل، حطت إيديها على بطنها و قالت بنبرة مُرهقة:
- مش قادرة والله!!!
رفع راسُه لـ فوق و رجع بصلها و هدر بزعيق خلَّاها ترتجف حزينة:
- هـو أنـا كـلامـي مبـيـتـسـمـعـش مـن أول مـرة لـيـه!!!
إنهمرت الدmـ.ـو.ع من عينيها و مسكت المعلقة و إبتدت تاكُل و هي باصّة للأكل، فـ دخّل غيّر هدومُه و حاول يهدي نفسُه، لبس بنطلون قطن و كنزة سودا بحمالات عريضة إلتصقت بعضلات صدرُه و بطنُه، طلع لاقاها مخلّصة الأكل فعلًا، قعد على السرير بعيد عنها و حط الاب توب على رجلُه، قامت شالت الصينية حطتها في مطبخ الجناح و رجعت قعدت على الكنبة شاردة في اللاشيء، بصتلُه لاقتُه مشغول في شغلُه، إتنهدت بحُزن بتتمنى بس لو دخلت في حُضنه و يغطيها بـ جـ.ـسمُه زي زمان!، خرجت من شرودها على صوتُه و هو بيقول بهدوء:
- قومي هاتيلي ماية!
إستغربت طلبُه، إلا إنها نفِذت، جابتلُه كوباية الماية و مدتهالُه، فـ قال بإنشغال:
- حطيها جنبي!!
حطتها على الكومود و رجعت قعدت على الكنبة، بصتلُه و هو بيشرب و عينيه لسة متعلقة على شاشة اللاب توب!
جالها فضول تقعد جنبُه و تشوف شغلُه، قامت مشيت بهدوء و قعدت الجنب التاني و مدت راسها عشان تشوف في إيه، مفهمتش حاجه من اللي شافته فـ بصتلُه و همست بخفوت:
- إنت .. هتخلّص إمتى؟
- لسة بدري!
جاوبها ببرود، فـ أومأت بحُزن و قامت خدت شاور و خرجت لافة فوطة حوالين صدرها المرة دي مش لابسة بُرنس الإستحمام، قعدت قُدام التسريحة و فتحت أحد كريمـ.ـا.ت الجـ.ـسم اللي تخُصها و أخدت منها و إبتدت تفردها على إيديها و رجليها تحت مرمى أنظارُه اللي إتشتت بين الشاشة و بينها، إلا إنها لما بصتلُه لقُه قاعد مركز في اللاب توب و كإنها أصلًا مش قُدامُه، جففت خُصلاتها الطويلة بالمُجفف فـ قطب حاجبيه و قال بضيق:
- نشفي شعرك جوا!! السشوار صوتُه غـ.ـبـ.ـي!!!
- أسفة!
همست بـ صوت حزين و شالت الفيشة و حطتُه مكانُه، و سرّحت شعرها و سابتُه مفرود، و قامت بعدها دخلت غرفة
تبديل الملابس، لبست بيچامة شورت أبيض قُصير و بلوزة باللون الوردي فيها أبيض و كتفها اليمين واقع، خرجت من الأوضة و قعدت على الكنبة قُصادُه فاردة رجلها مديالُه ضهرها و بتتفرج على التليفزيون موطيّة شوية عشان يركز، بس هيركز إزاي و هي أول ما خرجت من الأوضة حبس أنفاسُه في رئتيه و خرّجها على هيئة زفير مُصتنع متحججًا بإنه الشغل، زفر مجددًا بقنوط من إنه يركز و هي قُدامُه بالشكل دة، فـ شال اللاب و طلع برا الأوضة خالص قعد على الكنبة اللي في بهو الجناح، كتمت يُسر دmعاتها لما شافتُه طلع بدون أدنى إهتمام ليها، علِت صوت التليفزيون اللي كانت موطياه عشانُه، بتوطي الأصوات اللي في دmاغها بصوتُه العالي و هي لسة مش مستوعبة إن عم محمد مـ.ـا.ت بسببها، دmعت عينيها و هي بتتمنى لو يرجع بيها الزمن و متنزلش الخروجة دي مهما حصل، و من الزهق و الملل نامت فجأة، نامت بوضعية مش مُريحة أبدًا، إيديها واقعة من على الكنبة و راسها مش مظبوطة، بعد حوالي ساعة دخل زين و شافها بالمنظر دة، إبتسم و حط اللاب توب على جنب و راح عشان يشيلها، و بالفعل حملها بين ذراعيه و حطها على الفراش برفق عشان الكدmة اللي في ضهرها، صحيت يُسر لإنها مكانتش دخلت في النوم بشكل كامل، و قبل ما يقوم من عليها مسكت دراعُه و همست بحُزن بتبُص لعينيه :
- زين!!
بصلها بهدوء تام، فـ غمغمت بألم:
- متسبنيش، خليك جنبي يا زين!!
رفعت كفيها محاوطة وجنتيه و هي بتهمس قُدام شفايفُه:
- حبيبي، أنا أسفة .. أنا عارفة إني غلطانة و إتصرفت بـ غباء، و وعد مني هسمع كلامك على طول .. بس .. بس متعـ.ـا.قبنيش بإنك تبعد عني كدا!
بص لـ شفايفها و عينيها و هو حاسس بـ حصونُه بتدوب، صوتها الحزين، عينيها اللي كُلها نـ.ـد.م، كلامها و إيديها اللي لامسة وشُه، غمّض عينيه بيقاومها و بيقاوم نفسُه، مش هينفع يضعف، عقـ.ـا.بها لسه مخلصش معاه! همست بـ رفق بتمسح على جفونُه المغمضة بإبهاميها و بتقول بحنان:
- زين .. بُصلي!!
أخد نفس عميق و في لحظة كان بيقوم من عليها و بيبعد عنها، وِقف قدام السرير إدالها ضهرُه و قال بصوت أجش:
- لو فاكرة إن بالشويتين اللي بتعمليهم دول هنسى الموضوع تبقي بتحلمي!!
و أخد خطوات برا الجناح كلُه من غير ما يبُصلها، مش هينفع يبُصلها، هيلاقي نظرات في عينيها هترجعُه مية خطوة لـ ورا!!
دخل أوضة الچيم الخاصة بيه و المُجهزة بمُعدات تقيلة، إبتدى يتمرّن بشكل عنـ.يف بيحاول يلهي قلبُه و عقلُه عنها!
يُسر دفنت وشها في الوسادة و فضلت تعيط بنحيب عالي مش قادرة تبطل عـ.ـيا.ط، ضـ.ـر.بت على السرير بكفها بإنهيار و كُل تفكيرها إنه رفضها! رفض لمستها و كلامها، دة رفض حتى يبُصلها!!! حاسّة بقهرة في قلبها و كإنُه جمرة نار، فضلت نايمة مبتعملش حاجه غير إنها بتعيط، لحد ما نامت بتعب غريب بتتمنى لو تدخل في غيبوبة و متصحاش تاني!!
دخل و جـ.ـسمُه كله بيتصبب عرقًا، إتمرّن أكتر من المعتاد و أشـ.ـد من المفروض، لاقاها نايمة على السرير و في دmـ.ـو.ع عالقة في رموها و على خدها، حَس بنغزة في قلبُه فـ ميِّل مسح دmـ.ـو.عها برفق محاوط جنب وشها بإيد واحدة، بِعد عنها و دخل أخد شاور و طلع، لما طلع لاقاها صحيت، مفتّحة عينيها و لسه نايمة على حالها مبتتكلمش، حاول يتجاهلها لكن منظرها كان يصعب على أي حد، فـ أخد نفس عميق و قال بحدة زائفة:
- هتفضلي نايمة كدا!! قومي إعمليلي أي حاجة أكُلها .. ولا مبتعمليش حاجه غير مصايب بس!!
رفعت عينيها ليه و بصتلُه بدmـ.ـو.ع و متكلمتش، حاولت تقوم بصعوبة و هي حاسة إن ضهرها بقى واجعها أكتر، لما قامت تحت أنظارُه المُهتمة بكُل حركة بتعملها، لما مشيت شوية عملت حركة غلط فـ صرّخت بألم مميِّلة لقُدام و هي حاطة إيديها على ضهرها، قلبُه إتجزع و راح ناحيتها حط إيدُه على ضهرها و التانية على دقنها:
- فــي إيــه!!!!
خدت نفسها و صلبت طولها و بصتلُه للحظات، شالت إيديه من عليه وهي بتقول بهدوء:
- مافيش حاجة!!!
- أقعدي!
قال و هو بيزُقها لـ ورا على السرير برفق، فـ قعدت بتعب و قالت:
- مش عايزة أقعد .. هقوم أعملك أكل!!
- هخلي حد من المطبخ يعملي!
قال و هو واقف قُدامها بيتفحص تفاصيل وشها التعبانة، فـ همست بسُخريرة مريرة و حُزن:
- لاء أنا هعمل .. بدل م أنا مش بعمل غير المصايب زي ما قولت!!
تأفف بضيق و مردش، مسك كتفيها و زقّها برفق عشان تنام فـ أنِّت بألم، و هي بتمهس بو.جـ.ـع:
- بتعمل إيه يا زين!
- لفي، إديني ضهرك!!
قال بهدوء و هو بيحاول يساعدها في ده، فـ سألته بتعب:
- ليه؟
- إسمعي الكلام و خلاص!!
قالها بضيق، و لفّها فعلًا فـ بقى شهرها مواجه ليه، أخد الكريم اللي بيحطُه ليها و چل مُسكن للآلام، و قعد جنبها، رفع بلوزتها فـ سندت خدها على السرير بخجل، إرتعشت أول ما حط الكريم على إيدُه ومسح بيها على ضهرها، إرتسمت إبتسامة على شفتيه و هو عارف مدى تأثير مُجرد لمسة خفيفة عليها، حط الكريم و بعدُه الچل، فـ همست يُسر بخجل و لسه إيدُه بتتحرك على الكدmة اللي في ضهرها:
- أنا كنت أقدر أعمل كدا!
- لما أمـ.وت إعملي اللي إنتِ عايزاه!!
قال بهدوء و بدأ ينفُخ على الكريم عشان ينشف، فـ إنتفض قلبها و هي بتقول بجزع:
- بعد الشر عليك إيه اللي بتقولُه دة!
لما لقَى الكريم نشف نزِل بـ شفايفُة للكدmة و طبع قُبلة طويل عميقة عليها خلِتها تتصدm و حسِت للحظة إن قلبها هيُقف، إزردرت ريقها و إنكمشت بخجل خصوصًا لما طوّلت قُبلتُه، فـ همست بـ خجل:
- زين!!
بِعد بوشُه عنها و حاوط خصرها العاري بكفيه و قال بهدوء:
- ششش .. خليكِ كدا متقوميش!!
و قام مشي طلع من الجناح و وصّى حد في المطبخ يعمل الأكل، قعد تحت شوية هروبًا منها لإنه مبقاش قادر يستحمل إنه ميجيش جنبها، مُشتاقلها لدرجة هي نفسها متتخيلهاش، بيكابر و بيبعدها عنُه و هو بيتمنى أس لحظة قُرب تبقى جنبُه فيها!!
رجّع راسُه لـ ورا و غمّض عينيه، جالُه تليفون فـ مسكُه و حطه على ودنُه و قال بضيق:
- خير يا عابد!!
- زين بيه، والدة حضرتك .. ريّا هانم .. الشقة ولـ.ـعـت بيها!!!
يُتبع♥
↚
واقف قُدام بُرج عالي و عينيه على شقة إتفحَّمت، حاطت إيدُه في جيبُه و على عينيه إنعكاس لـ سواد كان شبَه السودا اللي سابتهولُه في حياتُه، عينيه كُلها جمود مش طبيعي، تربيت على كتفُه صحّاه من شرود في ماضي كان هيبلعُه! بَص لـ عابد بنظرات مافيهاش حياة، فـ قال الأخير بأسف:
- ماس كهرَبي ولّـ.ـع في الشقة كلها و للأسف هي كانت جوا، الـ .. البواب بيقول يعني إن كان في حد معاها، بس إحنا مش لاقيين الجُـ.ـثث خالص!
بصلُه للحظات من غير ما يرُد، لحد مـ نطق بهدوء تام:
- الله يرحمهم!!
وربّت على دراعُه بخشونة و قال:
- يلا .. تصبح على خير!!
و ركب عربيتُه تحت أنظار عابد المصدوم في ردة فعلُه الهادية تمامًا!، ساق زين العربية بهدوء تام، و للحظة شرَد .. شرَد في طفل قاعد على كُرسي مربوط بيتفرج على كل ما هو قـ.ذر، بيتفرج بإشمئزاز لإنه لو بس لف وشُه هيضِّرب!! مشهد مُرعـ.ـب بيلاحقُه من عشرين سنة! نفسُه إبتدى يعلى و مشافش العربية النُص نقل اللي جاية في وشُه ضاربة نور عمَى عينيه، و في آخر لحظة شافها .. حاول يتفاداها و نجح في ده في آخر لحظة، وقف على جنب صدرُه بيهبط و يعلى، نزل من العربية و سند عليها مميّل نِحيتها، حَط إيدُه على قلبُه و غمّض عينيه مافيش حاجه بتدور في دmاغُه غير ليه .. ليه مكانش عندُه أم طبيعية!
للحظة حَس إنه لو فضل كدا هيتعب أكتر، ركب العربية و لف براسُه لـ ورا عشان يطلع من المكان ده، و لقى كيس مرمي ورا، داس على زرار العربية عشان يقفلها و مسك الكيس فتحُه، الكيس اللي إتجاب في اليوم المشئوم دة، فتحُه و إتفاجيء بـ قميص أبيض مع برفان بيحبُه جدًا و خاتم، إبتسم لما أدرك إنها كانت جايبالُه الحاجات دي، لقى كارت صُغير في الكيس فا قرأُه بصوت عالي و هو بيقول:
- القميص ده بدل اللي قطعتهولك، و البرفيوم اللي بتحبُه عشان بتاعك قرَّب يخلص، و بالنسبة للخاتم فـ ده عشان حسيتُه شخصيتك أوي، أنا بحبك يا زين، و عُمري ما هسيبك!!
الإبتسامة إترسمت على شفايفُه، و للحظة حَس إن كلامها كان بيطبطب عليه حتى و هي بعيدة، غمّض عينيه بيتخيل لو كان لقى الكيس دة بعد ما خسرها للأبد! بسُرعة نطق بجزعة قلب:
- بعد الشر .. ألف بعد الشر عليها! يارب إجعل يومي قبل يومها، مش هقدر أشوف فيها حاجه وحشة!!
إتنهد و رجع ساق بسُرعة مهولة للبيت، مش لـ الڤيلا .. لـ حُضنها! لما وصل ركن العربية و نزل منها و معاه الكيس، و لإن الوقت كان متأخر فـ لقى الڤيلا ضلمة، طلع على السلم لجناحُه و لما دخل لاقاها صاحية بتجوب الأوضة ذهابًا و إيابًا، أول ما دخل مشيت نِحيتُه و قالت بعصبية خفيفة:
- إنت كُنت فين! بكلمك و مبترُدش يا زين! يرضيك تعب الأعصاب اللي أنا فيها دي!
- أحضُنيني!
قالها و هو بيرمي مفاتيح عربيتُه و الكيس على جنب، وقفت مشـ.ـدوهة للحظات و هي بتتأمل مِحياه و الإرهاق اللي على وشُه، حسِت بـ قلبها مقبوض عليه، و متردتش في إنها تحاوط رقبتُه واقفة على أطراف صوابعها بتمشي بإيديها بحنان على رقبتُه من ورا، إتفاجإت بيه بيعـ.ـصُر جـ.ـسمها في حُضن مكانش عادي، و كإنه بيخرّج كُل اللي واجعُه، قرّبت منه أكتر مغمّضة عينيها بتهمس بحنو:
- فيك إيه؟
مكانش بيرُد، ماسك بس في لبسها بكُل قوتُه دافن أنفُه في رقبتها، إيديها مشيت على ضهرُه العريض، لحد ما سمعتُه بيهمس بصوتُه الرجولي:
- أنا مش كويس!
حاولت تخرُج من حُضنه عشان تعرف في إيه إلا إنه شـ.ـدد على عناقها و هو بيقول بتعب:
- لاء .. خليكِ!!
مسحت على شعرُه بحنو و هي بتضمُه ليها أكتر بتهمس برفق:
- أنا جنبك يا حبيبي!!
و إسترسلت بتمسح على شعرُه من الخلف:
- و في حُضنك!
لتُردف بحُزن:
- قولي عايزني أعمل إيه عشان تبقى كويس و أنا هعملُه!
- متمشيش!
قالها بتلقائية و هو مغمض عينيه، و كمِل و هو حاسس بنغزات في قلبُه:
- متمشيش و تسيبيني زي ما عملت معايا و أنا صغير و محتاجلها!!!!
مكانتش محتاجة تسأل بيتكلم عن مين، إتنهدت بيأس من إنها تقدر تصلّح الشرخ اللي في قلبُه، غمّضت عينيها و بعدت وشها عن كتفُه و قرّبت جبينها من جبينُه و همست بحنان:
- مش همشي و أسيبك أبدًا!
غمّض عينيه و قرّبها منُه أكتر لدرجة إنها مبقتش لامسة الأرض، شالها بين إيديه فجأة و حطها على السرير ساند رُكبتُه جنبها و إبتدى يفُك زراير قميصُه، قرأت يُسر الرغبة في عينيه لكن مقدرتش تمانع، لو دي الطريقة الوحيدة اللي هتخفف عنُه فـ ده المُهم، نزل بشفايفه دافن راسُه في عنقها يُقبل كل إنش في رقبتها صاعدًا لـ ملاذُه الخاص .. شفتيها! و لأول مرة لا تكُن قُبلتُه لها رقيقة كما يفعل، للحظة حسِت إنه مش زين، مش دة زين الرقيق الحنين معاها خصوصًا و هي في حُضنه، كان بيزداد عُنفًا معاها لدرجة إنها كانت بتهمس بحُزن:
- زين .. بتو.جـ.ـعني!!
و كإنها إدتُه بالقلم على وشُه، إتخض و مسك كفها يُقبل باطنُه و هو بيقول بلهفة:
- إيه واجعك يا حبيبتي؟
و ردد مُقبلًا جفنيها و وجنتيها بلُطف:
- أنا أسف!!
• • • • •
فتّحت عينيها لقت نفسها نايمة في حـ.ـضـ.ـنه، لابسة قميصُه، رفعت عينيها لقتُه صاحي شارد في نقطةٍ ما قُدامه، رفعت إيديها و سارت بأناملها فوق دقنُه و قالت بصوت ناعس:
- منمتش؟
إستفاق على لمستها فـ بصلها و نفى براسُه، و نزل بعينيه بيتفحص جـ.ـسمها بإهتمام و هو بيسألها:
- حاجه و.جـ.ـعاكِ؟
إزدردت ريقها بخجل و نزلت راسها ماسحة وجنتها بصدرُه بلُطف و قالت بهدوء:
- لاء يا حبيبي!
غلغل إيدُه بخصلاتها، فـ همست يُسر بهدوء:
- زين .. كُنت فين إمبـ.ـارح؟
قال بهدوء:
- كنت بشوف شقتي اللي ولعت!
شهقت بخضة و رفعت وشها ليه بصدmة و هي بتقول:
- شقتك إنت!! إزاي!
سندت بكفها جوار معدته بتبصلُه بخوف ماسحة على خدُه:
- إنت فيك حاجه؟ حصلك حاجه؟!!
قال بهدوء و هو بيتأمل الخوف في عينيها عليه:
- مش أنا اللي حصلي! ريّا كانت فيها و .. و مـ.ـا.تت!!
شهقت بصدmة بتبصلُه للحظات عاجزة عن الكلام، لحد مـ همست بضيق:
- ربنا يرحمها!!
إستوحشت ملامحُه و في لحظة كان قابض على ذراعيها منيِّمها تحتُه و بيهدر بحدة في وشها:
- لاء!! متترحّميش عليها!!! أنا مش عايز ربنا يرحمها!!!
إتخضت خصوصًا من مسكتُه لدراعها بشكل عنيف، حاولت تهديه و هي محاوطة وشُه بتتكلم برفق:
- حاضر .. إهدى طيب!!
قرّبت راسُه لحُضنها بلُطف فـ إستجاب ساندًا رأسه قُريب من قلبها، مسحت على شعرُه و خدُه بحنان، غمّض عينيه و للحظة حَس إنه غـ.ـبـ.ـي، رغم إن ربنا معوّضُه بيها إلا إنه لسه بيبُص وراه، ربنا معوّضُه بـ مراتُه اللي دايمًا بتحتويه، بتمتص غضبُه، بتاخدُه في حُضنها بشكل مُتأكد إنه زي أي أم سويّة بتحضُن إبنها، غمّض عينيه و إيديه مشيت على خصرها بيستشعر لذة الحُضن اللي كل مرة بيحس إنها أول مرة، ملى رئتيه بأنفاس عميقة و زفرها بهدوء و هو حاسس براحة مش طبيعية في قلبُه، إبتسم مش قادر يفسّر إزاي بنت في سنها تقدر تحتوي راجـ.ـل ملوِ هدومُه في حُضنها و يبقى عندها الكم ده من الحنان!! قِدر ينام بعد ساعات كان صاحي فيها، نام بسلام غريب و بعُمق كإنه منامش من سنين!!
• • • • • •
دقات قلبها بتتسارع و هي واقفة قُدام مراية الحمام في إيديها إختبـ.ـار حمل منزلي حاسة إن رجليها مش شايلاها و هتُقع في أي لحظة! إيجابي!! تصببت عرقًا بتاخد أنفاسها بصعوبة من شـ.ـدة الفرحة، طلعت من الحمام و قعدت على أقرب نُقطة ليها على السرير في إيديها الإختبـ.ـار، نزلت بعينيها لـ بطنها و غـ.ـصـ.ـب عنها دmّعت و هي بتمشي بإيديها على معدتها بـ بُطء حنون، و غـ.ـصـ.ـب عنها إنهارت في العـ.ـيا.ط محاوطة وشها بإيديها مش قادرة تصدق إنها و أخيرًا حامل! حاولت تهدى و تفكر هتفاجيء زين إزاي، لبست الروب بتاعها و نزلت لـ رحاب اللي جابتلها الإختبـ.ـار المنزلي مخصوص و قالتلها إنها بالفعل حامل، و إديتهم أجازة النهاردة، لما مشيوا دخلت المطبخ و تملتلُه الأكل اللي عارفة إنه بيحبُه و حطتُه على السُفرة، نثرت جنبها ورود حمرا و شموع عطِرة، بصِت في الساعة فـ لقت إن فاضل ساعة على ميعاد رجوعُه، قطبت حاجبيها بضيق و قررت تكلمُه!
مسكت تليفونها و كلمتُه، قعدت على الكُرسي و أول ما الخط إتفتح و رد بهدوء:
- أيوا يا يُسر!!
- زين .. بطني و.جـ.ـعاني أوي يا زين و تعبانة!!
قالت بصوت مُرهق زائف، إبتسمت بمكر لما لقتُه بيقول بقلق شـ.ـديد:
- مالك في إيه!!
همست بـ صوت مهزوز:
- مش عارفة يا زين .. تعبانة أوي!!
- طيب أنا جايلك!!
قال بلهفة و قفل معاها، إبتسمت بنجاح مُخططها وسقّفت بفرحة، لتشهق بخضة مُدركة إنها لسة مجهزتش، كانت هتجري على السلم إلا إنها مشيت خطوة خطوة و هي بتقول بشكل مُضحك:
- يُسر .. إعقلي كدا و إمشي تاتا تاتا بالراحة!!!
و طلعت على السلم بهدوء وصلت لجناحها، خدت شاور على السريع و لبست فُستان أحمر غامق مفتوح من الجنب اليمين و صدرُه مفتوح على شكل قلب، لبست كعب و حطت خُلخال و إبتدت تحُط لمسات خفيفة من المكياچ على وشها، رتبت خُصلاتها سريعًا و فردتهم على ضهرها، نثرت عطرها المُفضل و مسكت إختبـ.ـار الحمل في إيديها و نزلت على السلم، خبتُه تحت مفرش السُفرة، سمعت صوت عربيتُه برا فـ ربتت على قلبها و هي بتقول:
- إهدي يا يُسر و خدي نفسك!!
و إبتسمت بفرحة مش طبيعية، قرت من الباب و فتحتلُه هي قبل ما يدخل، مخدش بالُه من شكلها و أسرع محاوط وجنتيها بيقول بلهفِة قلق عليها:
- في إيه! حاسة بإيه!!!
إبتسمت و همـ.ـيـ.ـت بلُطف:
- حاسة إني بحبك!
عينيها نزلت لفُستانها و طلعت تاني لـ شعرها و وشها، بَص وراها لقى السُفرة و الشموع و أكل ريحتُه واصلالُه، إتنهد و بِعد عنها بيرجع خصلات شعرُه لـ ورا بإيديه و هو بيقول بضيق:
- طب و ليه وقعة القلب دي!!
حاوطت عنقُه بغنج و قالت بصوتها الأنثوي:
- عشان وحـ.ـشـ.ـتني! و مكُنتش هعرف أجيبك غير كدا!
إبتسم و قبض على مرفقها يُقبِّل ذراعها العاري، فـ إبتسمت و مسكت إيدُه شـ.ـدته للسفرة و قعدتُه على الكُرسي المُترأسها و لأول مرة تقعد على رجلُه، إتفاجيء بيها إلا إنه حاوط خصرها بإيد واحدة بيتأمل جمال ملامحها و هي بتمسك المعلقة بتمليها بالأكل و بتأكلُه، و بعد أول معلقة مسك إيديها و شال منها المعلقة وباس باطنها و إبتدى هو يأكلها، أكلت و هي مُبتسمة و حاوطت عنقُه حاضناه و هي بتهمس بـ حُب:
- كُنت واحشني النهاردة أوي!!
مسح على شعرها الطويل و همس في أذنها بخبث:
- أنا شايف إننا نطفي الشموع دي و نطلع أوضتنا!!
إزدردت ريقها و بعدت وشها عنُه و همس قُدام شفتيه مغمغمة:
- أنا عايزة أقولك على حاجة!
- قولي على عشر حاجات!
قال و عينيه بتمشي على ملامحها بـ بطء، فـ مسكت كفُه و حطتها على بطنها و قالت بـ رجفة:
- زين .. أنا حامل!!!
إتصدm .. لدرجة إن الصدmة ظهرت على ملامحُه و نزل بعينيه لبطنها و رجع بصلها و هو مش مصدق اللي سمعُه، إبتسمت بسعادة و هي بتومئ براسها، و سُرعان ما لفِت و رفعت المفرش و خدت الإختيار و حطتُه قدام عينيه و همست بفرحة حقيقية:
- أهو .. النتيجة Positive!! لما نزلت بعت الحجّة رحاب تجيبهولي و لما جربتُه لقيت إني حامل!!
مسكُه بين صوابعُه و همس بعيون مصدومة:
-البتاع دة حقيقي؟ نتبجتُه حقيقية يعني ولا إيه!!
همست بإبتسامة:
- هو مش أكيد بنسبة كبيرة، بس لما نروح لدكتور هنتأكد!!
و رجعت قالت بإبتسامة:
- بس يا زين أنا حاسة إن في بيبي هنا!!!
و جذبت كفُه لبطنها بتبصلُه بسعادة، إبتسم لفرحتها و في شعور جواه غريزي بينمو .. فكرة إنه أب مخلية في حنين جواه لقطعة لسه بتتشكل في بطنها!
جذبها لحُضنه فـ عانقتُه بشـ.ـدة و همست مُبتسمة:
- مبسوط؟
- طبعًا!!
قال بحنان و هو بيشـ.ـدد على حُضنها بيمسح على شعرها، و همس بجدية:
- بكرة هنروح نشوف دكتورة تطمن عليكي و عليه!
- ماشي!
قالت بهدوء و هي بتربت على ضهرُه، فـ حملها بين ذراعيه و هو ميِّل نفخ في الشموع و طفاها، تعلّقت برقبتُه و هي بتقول بخوف:
- زين أنا بقيت تقيلة!!
قال ساخرًا:
- تقيلة إيه إنتِ لحقتي!
و طلع على السلم بيها و هو بيقول بتوعد:
- فكري بس يا يُسر تدلعي الواد ده أكتر مني، و لا تهتمي بيه أكتر م تهتمي بيا هيبقى يومك إسود إنتِ و هو!
ضحكت من قلبها لدرجة إن راسها رجعت و غمغمت بمكر:
- إنت ليه واثق إنه ولد يعني! م يمكن تبقى بنوتة!!
قال بإبتسامة و هو بيبُصلها:
- يبقى أحسن تصدقي!!
و إسترسل بخبث:
- و أدلعها أنا بقى براحتي!!
- بقى كدا!!
قالت و هي بتميِّل راسها متشبثة في رقبتُه، فـ ضمها لصدرُه أكتر و فتح راب الجناح برجلُه و هو بيقول بعشق:
- إنتِ بنتي يا يُسر، و لو اللي جاي بنت لازم تفهم إنك كُنتِ بنتي قبلها!!
إبتسمت بإتساع و هو بيحُطها على السرير، فـ ميّل عليها مُقبلًا آخر وجنتها فـ إبتسمت و أمسكت بـ تلابيب قميصُه و همست بحُب:
- إنت حبيبي!
لـ تُقبل وجنتُه بعشق، و عادت تهمس بعشق:
- و إبني!
و طبعت قُبلة خفيفة على شفتيه، فإبتسم، لتُردف بنفس النبرة الحنونة المُحبة:
- و أبويا!
ثم قبّلت صدغُه و مسحت على خُصلاته الناعمة تغمغم بحنان:
- إنت كُل حاجة ليا يا زين!
مسح على خُصلاتها و مال مُقبلًا شفتيها بعشق قُبلا مُتقطعة طويلة، لحد ما بُعد غامسًا وجهه في عنقها و هو بيقول بعد تنهيدة:
- اللي بتعمليه فيا دة غلط عليكي و عليه، أنا لولا إني عارف إن غلط .. كان زمان الفُستان اللي هياكُل منك حتة دة متقطّع!!
شهقت بخجل و ضـ.ـر.بت كتفُه بخفة، و رجعت حـ.ـضـ.ـنتُه بتمسح على شعرُه من الخلف بعشق!!
• • • • •
واقفة مميِّلة على الحوض بتستفرغ كل اللي في بطنها، ألم شـ.ـديد أسفل معدتها، تآوهت بألم و هي حاطة إيديها على معدتها، غسلت وشها و نشفتُه و هي بتمشي بصعوبة و أول حاجة فكرت فيها تكلمُه، مسكت تليفونها و إتصلت بيه و هي بتتألم، مرَدش عليها، إتصلت تاني و مرَدش، رمت التليفون على السرير و خرجت من الجناح بصعوبة و هي بتتآوه بألم رهيب:
- آآآآه!!! حجّة رحاب!!! آآه!!
خرجت من الجناح بتنادي عليها بصعوبة، جات رحاب تطري بلهفة، مسكت يُسر درابزين السلم و هي بتقول بـ أنفاس سريعة:
- حجّة رحاب كلميلي الدكتورة، بطني بتتقطع مش عارفة في إيه!
- حاضر يا حبيبتي!
هتفت الأخيرة و ذهبت ركضًا تُحادث طبيبتها، يُسر محسِتش بـ رجليها و هي بتفلت من على السلم اللي كانت بتحاول تنزلُه، حاولت تمسك في الدرابزين لكن الأوان فات، وقعت من على السلم نزلت على آخرُه مُغشيًا عليها، و الد.م بيتسرّب من بين قدmيها!!!
يُتبع♥
↚
دفع باب الڤيلا اللي كلن مفتوح شوية برجلُه و دخل و قلبُه بيتعصر من ساعة ما سمع مُكالمة رحاب، وقف مُتسمرًا لما شافها واقعة على الأرض تحت السلم و لبسها من تحت كلُه دm، القطة جنب راسها و كإنها حاسة إنها مش بخير، صوت رحاب المفزوع بتقول بألم حقيقي عليها بيرُد في أذنيه:
- وقعت من على السلم يا زين بيه!!! وقعت يا حبيبتي و خوفت أحرّكها من مكانها!!
حَس بـ نبضات قلبُه بـتتباطء، مِشي ناحيتها و نزل مميّل عليها، شالها و هو شايف وشها شاحب زي الأمـ.ـوات، نُقط الد.م اللي على الأرض و.جـ.ـعوا قلبُه، ضمها لصدرُه و صرّخ في رحاب:
- إطلعي يا رحاب .. إطلعي هاتيلها إسدال بسُرعة!!!
نفِّذت رحاب على الفور، و ساعدته في تلبيسها الإسدال على لبسها، و لفِتلها طرحتها بعشوائية مشي بيها مش قادر يبُص في وشها اللي كان شبه وشوش الأمـ.ـوات، حطها ورا و نده على واحد من حُراسه بصوت مُتقطع:
- تعالى .. تعالى سوق، مش قادر أسوق أنا!!!
ركب جنبها حط راسها على رجلُه إيديه بتترعش و هي بتمشي على وشها، غمّض عينيه و رجّع راسُه لـ ورا حاسس بـ شعور مـ.ـيـ.ـتوصفش، لما وصلوا المستشفى .. شالها و دخل بيها و هدر في وسط الممر بصوت جهوري:
- تـــرولــــلــي بــســـرعـــة!!!!
طقم أطباء و ممرضات إتحركوا نِحيتُه بسرير صُغير، حطها عليه و مشي وراهم، لحد ما دخلوا العِناية و إستئذنُه أحد الأطباء و قفلوا الباب في وشُه، قعد على أقرب كُرسي حاطت وشُه بين إيديه، صوتُه الخفيض خرَج بهمس:
- يارب .. يارب متاخُدهاش مني!
إستغفر و مسح على وشُه مرجّع راسُه لـ ورا، فضل على الوضع ده لحد ما دكتور خرَج، اول ما خرَج إتنفض من على الكُرسي بيبصلُه مستني منُه أي كلمة، إلا إنه متكلمش، فـ صرّخ زين فيه بقسوة:
- مـا تــنــطــق!!!
هتف الطبيب بأسف بيبُص في الأرض:
- واضح إن المدام كانت حامل .. بس للأسف الجنين نزِل، البقاء لله، إحنا نضّفنا الرحِم و بإذن الله شوية و هتفوق!!!
و مشي و سابُه، غمّض زين عينيه و قلبُه بيتمزّق على القطعة الصغيرة اللي كانت في بطنها و اللي مكملتش شهر!! إتعلّق بيها جدًا و متخيلش إنه هيفقدها بالسُرعة دي، أخد أنفاس عميقة و لَف ساند بكفيه على الحيطة مغمض عينيه، ضـ.ـر.ب الحيطة بكفُه بعُنف شـ.ـديد، خرجت من الأوضة منقولة على التروللي قرّب منها و وقف السرير الصغير بإيديه، مسح على مُقدmة جبينها و حَط إيدُه تحت ضهرها و التانية تحت ركبتيها و شالها، شاور للمرضة بعينيه و قال بصوتُه البـ.ـارد:
- إمشي قُدامي وريني الأوضة!!
مشيت المُمرضة بالفعل نِحية الغرفة الفاضية، دخل الأوضة و حطها على السرير برفق، جاب كُرسي و قعد قُدامها و قال للمرضة و هو مديلها ضهرُه:
- إطلعي برا و إقفلي الباب!
خرجت المُمرضة من غير مُناقشة و قفلت الباب وراها، بَص زين لـ يُسر و رجّع ضهرُه لـ ورا، فرك عينيه بـ سبابتيه و إبهميه ساند خلف عنقه على المقعد، فِضل على الحال ده لحد مـ سمع همهمـ.ـا.ت صوتها:
- آه .. بطني .. زين!!
فتّح عينيه و مال نِحيتها، مسح على الغطا الطبي اللي لابساه على شعرها و قال بهدوء ظاهري:
- أنا هنا يا يُسر!!
حط إيدُه على بطنها وقال برفق:
- بطنك و.جـ.ـعاكِ؟
همست بـ تعب:
- شوية!!
حطت كفها على كفُه اللي على بطنها، و إبتسمت بتعب و همهمت:
- مش المهم أنا .. المهم إنُه كويس!!!
غمّض عينيه و هو مش عارف يقولَّها إزاي، قام قعد جنبها و نزل بـ وشُه طابعًا قُبلة على بطنها، فضل ساند جبينه على معدتها فـ مسحت على خُصلاتُه بحنان، رفع وشُه ليها بعد لحظات و قال بصوتُه الهادي:
- يُسر .. إنتِ عارفة إن العُمر قُدامنا صح؟ و لسه هنجيب عيال كتير و آآ!!!
بترت عبـ.ـارتُه بإستغراب هامسة:
- قصدك إيه يا زين؟
بص لبطنها و رجع بصِلها و قال و هو بيمسِد على خدها اليمين:
- قصدي إني عايزك تقومي بالسلامة بسُرعة .. عشان نجيب عيل و إتنين و تلاتة!!
نفت براسها و عينيها إتملت بالدmـ.ـو.ع فـ أسرع بيمسك دقنها بيقول بحدة:
- متعيطيش! مش عايز أشوف دmـ.ـو.عك! اللي حصل حصل خلاص و مش هنعرف نغيّر حاجة!!!
إرتجفت الحروف على طرف لسانها و هي بتقول بألم:
- يعني .. يعني هو مـ.ـا.ت صح؟
كان جوابُه تنهيدة و صمت تام، حطت إيديها على بطنها و أنفاسها بتتسارع بتقاوم نوبة بُكاء حارق، إلا إنها مقدرتش، و أجهشت في بُكاء حزين، جذبها برفق من دراعها عشان تقوم، و حاوط وشها بيمسح دmـ.ـو.عها و بيقول:
- ششش مش قولتلك مش عايز أشوف دmـ.ـو.عك؟ عايزك تهدي و ت عـ.ـر.في إن ده خير لينا أكيد!!
نفت براسها و قالت بـ إرتعاش وسط عـ.ـيا.طها:
- أنا السبب .. أنا اللي معرفتش أحافظ عليه!!
و إسترسلت بألم:
- لو كنت سمعت كلامك طول الأسبوعين دول و إنت بتقولي متقوميش من على السرير مكنش ده حصل، أنا .. أنا السبب أنا اللي نزلت من على السلم و مخدتش بالي!!
و بدأت تضـ.ـر.ب معدتها بكفيها بعُنف هيستيري بتتكلم بـ إنهيار تام:
- أنا السبب يا زين و الله أنا السبب!!
قبض على إيديها بحدة ماسكهُم بعُنف بيهدُر فيها:
- يُـــســـر!!!
نزِّلت راسها بتعيط بحُرقة بـ نحيب عالي، مسك مؤخرة عنقها وضمها لصدرُه مُقبلًا كفها برفق بيمسح عليه بإبهامُه، مسكت في قميصُه ساندة راسها على صدرُه بتبكي بألم لدرجة إن دmـ.ـو.عها سابت آثار على قميصُه!!!
• • • • • •
قاعد قُدامها على السرير في جناحهُم بيتأمل ملامحها المُنكمشة و هي نايمة، رن تليفونه فـ قفل صوتُه من الجنب و رد، بيقول بجدية:
- فريدة، أجلي أي حاجة أسبوع!!
وقفل معاها، قرّب منها و طبع قُبلة على جبينها و قام، نزل من على السلم، وقف شارد للحظات على آخر درجاتُه، أخد أنفاس عميقة و زفرها .. إتحرك نِحية المطبخ اللي كان فاضي تمامًا بعد م إدى لـ كُل الخدm أجازة، إبتدى يحضّر غدا بمهارة، و لما خلّص طلع بيه لجناحهم، فتح الباب فـ لقاها صحيت قاعدة و هي ضامة ركبتيها لصدرها بتبُص بشرود قُدامها، حط الصينية على الكومود جنبها، و قعد قُدامها بيرفع أناملُه لوجنتها، فاقت على لمستُه و بصتلُه بعيون كلها ألم، مال مُقبلًا شفتيها المتفرقتان قُبلة خفيفة، غمّضت عينيها و غـ.ـصـ.ـب عنها نزلت دmعة من عيونها فـ همس قُدام شفايفها ساند جبينه على جبينها:
- ششش!!!
أطبقت بشفتيها للداخل بتكتم عـ.ـيا.طها جواها، فـ بِعد عنها بيدخّل أناملُه بين خصلاتها من قُدام بيرجعهُم لـ ورا، و مسك الصينية حطها على رجلُه، لما شافت الأكل غمغمت بنفور حزين:
- لاء لاء .. مش جعانة مش عايزة أكُل!
هتف بحدة:
- مافيش الكلام دة! مكالتيش حاجة من ساعة ما رجعنا!!!
- مش جعانة يا زين!
قالت بصوت حزين بتفرك أناملها، فـ همس بنفس النبرة الحادة:
- مش لازم تبقي جعانة!!
و إسترسل بضيق:
- إفتحي بؤك يلا!
فتحت فمها غـ.ـصـ.ـبًا، شعرت بمرارة جوفها الذي إزداد من الطعام، أكلت القليل لتُردف برجاء:
- كفاية! أنا .. أنا مش حاسة بطعم الأكل أصلًا!
قطّع الفراخ بإيديه، و أكِلها و هو بيقول بصوت بـ.ـارد:
- مش لازم تحسي!!
- يا زين!!
قالت بيأس و هي بتمضُغ قطعة من الفراخ، غمغم بهدوء:
- متحاوليش ..الطبق كلُه هيخلص!
بالعافـ.ـية أكلت، لحد ما خلّصت الطبق فعلًا فـ حطُه على جنبها و مسحلها فمها بالمنديل، إتنهد و حاوط وجنتيها و جزء من أذنيها و خصلاتها بيقول بحنان:
- عايزك تبقي أقوى، دة إبتلاء و لازم نرضى بيه إحنا الإتنين!
قرّب منها مُقبلًا الشامة المجاورة لـ شفتيها، و نظر لعيناها قائلًا بحنو:
- الحمدلله إنك كويسة و إن مافيش حاجه حصلتلك، أي حاجة تانية تتعوض!
و قال بهدوء:
- يلا عشان هنروح مكان تهدي فيه أعصابك شوية!
- فين!
قالت و هي بتبصلُه بـ بعض من الإهتمام، فـ نظر لشفتيها و لعيناها و سألها بهدوء:
- عايزة تروحي فين؟
- مش عارفة!
همست بحيرة بتبُص لأناملها، فـ قال مُبتسم:
- طيب قومي إلبسي و جهزي شنطتين كدا ليا و ليكِ ..
همست بحُزن:
- زين بس أنا مش عايزة أروح في حتة!
هتف زين بـ ضيق زائف و هو بيرفع دقنها ليه:
- بقولك إيه .. أنا واخد أجازة أسبوع من الشغل و مش عايز أقّضيهم في البيت، يلا قومي!!
- طيب مش هتقولي هنروح فين؟
- خليها مُفاجأة!
• • • • • •
وقفت قُدام المطار الكبير بشكل مهول، الهوا بيضـ.ـر.ب وجنتيها و عينيها بتلمع بـ براءة، لفِت وشها ليه و هو واقف جنب العربية لابس نضارتُه الشمس، قالت بـ إبتسامة هادية:
- إنت عارف إن دي أول مرة أسافر فيها!
- و مش آخر مرة .. يلا!
قال و هو بيمسك إيديها مُتجهين للداخل، سلِّم كُل الأوراق و فتح تليفونه و عمل مكالمة، حطُه على ودنُه و قال و هو بيبُص لـ يُسر المُبتسنة:
- عابد .. تعالى خُد عربيتي من مطار القاهرة و رجّعها الڤيلا!
و قفل معاه، أخدها و وقفوا قُدام الطيارة فـ بللت يُسر رمقها بتـ.ـو.تر و بصتلُه و هي بتقول:
- زين .. أنا خايفة!!
- متخافيش!
قال و هو بيشـ.ـدد على إيديها و طلعوا سلم الطيارة العالي، يُسر قالت برُعب:
- ما تيجي نرجع الڤيلا!!
ضحك زين و هو بيقول ساخرًا:
- قوليلي على حاجة واحدة مبتخافيش منها!
قطبت حاجبيها و همست غاضبة:
- إنت بتتريق عليا!!
- لاء العفو!
قال و هو داخل الطيارة و هي في إيدُه، بصِت للناس بخوف و هو إتكلم مع مُضيفة الطيران اللي رحّبت بيه ترحيب حار خلّى يُسر تنسى خوفها و تبصلها بضيق، أرشـ.ـدتهم المُضيفة لـ مقاعدهم، قعدت يُسر جوار النافذة و زين قعد برّا، المضيفة قالت بإبتشامة ترحيبية و أعين ملئتها الإعجاب:
- والله يا زين بيه الطيارة نوّرت، و إحنا لينا الشرف إن حضرتك تبقى هنا و مش في طيارتك الخاصة!
جاملها زين بإبتسامة خفيفة و قال:
- مُتشكر!!
- لو في أي حاجة ناقصة حضرتك شاورلي بس، عن إذنكم!!
و مشيت، تابعتها يُسر بنظراتها و قالت بنفور:
- والله إنتِ اللي ناقصة!
مقدرش زين يمسك ضحكتُه و هو بيبُصلها بدهشة:
- ده إنتِ بتغيري بقى!!
بصتلُه بغضب طفولي و همست مقربة وشها من وشُه و بتمتم بحدة:
- إنت كنت بتضحكلها ليه! و بعدين شايف طريقتها؟، كان ناقص تُقعد على حجرك يا زين!!!
- معذورة بردو!
قالها بغرور زائف و هو بيبُص قُدامُه، إستفزّها أكتر فـ ضـ.ـر.بت يد مقعدها بغيظ شـ.ـديد بتشيل إيديها من إيديه و بتبُص للنافذة حاطة أناملها على شفتيها بتحاول تكتم غضبها، بصلها مُبتسم و سِكت، صدح صوت ينوِّه بـ ضرورة ربط الأحزمة، لفِلها و مسك خصرها فـ بصتلُه بضيق، جاب الحزام على خصرها و شـ.ـدُه عليها و عينيه الماكرة في عينيها الغاضبة، و مال عليها مُقبلًا صدغها الأيمن، إتـ.ـو.ترت و بصِت حواليها لقِت المُضيفة في وشها بصّالهم بـ ضيق بتحاول متظهروش على وشها، حاوطت عنقُه فجأة و همست بـ إبتسامة لطيفة:
- كمان واحدة!
إبتسم بـ حُب و طبع قُبلة فوق دقنها، إبتسمتلُه و بصِت لـ المُضيفة بـ مكر، حاوطت وشه زين اللي كان عارف كويس هي بتحاول تعمل إيه، و قبِلت خدُه برفق و شالت إيديها فـ بِعد عنها هامسًا بصوت لم تسمعُه:
- و بعدين في كيد النسوان ده!
شـ.ـددت يُسر على دراعُه فجأة لما حسِت بـ صعود الطيارة، لدرجة إنها غرزت ضوافرها في دراعُه مغمّضة عينيها، بصِلها زين و قال برفق:
- يُسر .. متخافيش!!
كان واضح إنها مسمعتوش أصلًا، بتاخد نفَسها بصعوبة فـ حاوط إيديها بـ قلق و قال:
- حبيبي .. يُسر بُصيلي!
فتّحت عينيها و بصتلُه بأنفاس مُبعثرة، فـ حاوط وجنتها و جُزء من حجابها و قال و هو بيحاول يهديها:
- خدي نفسك بالراحة، إتنفسي معايا!
و إبتدى ياخد شهيق و زفير بالراحة، حاولت تقلِدُه لحد ما هديت، حطت إيديها على قلبها و قالت بـ أنفاس مُتقطعة:
- أنا .. مش عارفة .. عندي فوبيا من إيه .. ولا إيه!!!
إبتسم و قال و هو بيحضُن كفها ساند ضهرُه على الكُرسي:
- قولنا كدا!!!
إبتسمت و سندت راسها على ضهر الكُرسي بتعب، لحد ما نامت، حاوط جنب وشها البعيد عنُه بكفُه وقرّبُه من كتفه عشان تنام عليه، المُضيفة قرّبت منُه بخطوات بطيئة و قالت بلُطف:
- تحب أجيب لحضرتك حاجة تشربها؟
- لاء .. لو عوزت هقولك!
قال و هو بيرفع وشُه من تليفونُه اللي ماسكُه، بصِت لملامحُه الخالية من التعبير و لكن كانت مُحتفظة بوسامتها و قالت بنبرة رقيقة:
- ماشي يا فنـ.ـد.م!
و مشيت بعيد عنُه بتحسد اللي نايمة على كتفُه و بتسأل نفسها إزاي قدرت توصلُه!!
• • • • •
هبطت الطائرة في بـ.ـاريس مدينة الحُب عاصمة فرنسا، فتح زين عينيه و حاوط كتف يُسر مُقبلًا جانب رأسها و هو بيقول:
- يُسر .. يلا إصحي يا حبيبتي وصلنا!!
فتحت يُسر عينيها و بصِتلُه للحظات و همست بصوت ناعس:
- وصلنا خلاص؟
- ممم ..
غمغم و هو بيفُكلها الحزام، قامت و قفت و هو قام مسك إيديها و نزلوا من الطيارة، بصِت يُسر حواليها و مسكت دراعُه و همست بـ نبرة مُضحكة:
- إحنا فين بقى!!
- في بـ.ـاريس!
قالها مُبتسمًا على صوتها و عينيها اللي بتبُص على اللي حواليها بتركيز، إبتسمت و قالت بفرحة:
- بـ.ـاريس!! الله!!
خلّصوا إجراءات الورق و ركبوا تاكسي يوصّلهم للفندُق اللي حجز فيه، كان فُندق باهظ بيطُل على برج إيفل، يُسر لما شافت البُرج قالت بـ خضّة:
- يا نهار ! شكلُه تحفة جدًا!!
طلعوا الفندق يرتاحوا، دخلت يُسر و رمت نفسها على السرير بتعب و غمغمت بإرهاق:
- إطفي النور بقى!!
قرّب منها و ميّل عليها ساند إيديه جنب وشها بيقول بخُبث:
- لاء فوقي معايا كدا! أنا عايز أعوّض العيل اللي راح ده!!
إترسم الحُزن جوا عينيها و همست بـ شرود و هي بتبصلُه:
- كان نفسي فيه .. أوي!
تغلغلت أناملُه لـ حجابها و فكُه و مسح على شعرها مُقبلًا جبينها بحُب و هو بيقول:
- أنا بحبك يا يُسر!
إبتسامة حزينة إترسمت على شفتيها وهمست بألم:
- وأنا بحبك أوي أوي!
لتسترسل بصوت حزين:
- مش زعلان مني يعني عشان اللي حصل؟
نزل بـ شفايفُه لـ خلف أذنها و طبع قُبلة وقال في محاولة جاهدة منُه ينسيها الأفكار اللي في دmاغها:
- حشـ.ـتـ.ـيني و .. جدًا!!
إزدردت ريقها و هي بتهمس:
- زين أنا آآ!!
بتر عبـ.ـارتها و هو بيحرر أزرار فُستانها الطويل هامسًا بـ صوت حمل رغبة عارمة:
- ششش .. أنا محتاجلك يا يُسر!
• • • • •
صحيت من النوم بتضُم الغطا لصدرها فاردة دراعها العاري جنبها، إستغربت لما لقِت السرير جنبها فاضي، قطّبت حاجبيها و فتحت عينيها لقِت الأوضة كلها فاضية، بصِت للحمام ملقتش صوت طالع منُه، حتى لبسُه اللي كان واقع على الأرض مش موجود، طلعت من الأوضة للجناح بتندَه عليه بـ لهفة:
- زين .. زيــن!!
الجناح كلُه فاضي تمامًا، جريت على الأوضة خدت تليفونها و رنت عليه مرَدش، رمت التليفون على السرير بغضب إلا إنها لمحت على كُرسي كان جنب الباب cover لفُستان مش ظاهر، و جنبها شنطة (كيس) بيضا مخملية جواها حاجات بـ.ـارزة منها، إستغربت ومسكت في الغطا أكتر و قرّبت من الفُستان فتحت الـ cover اللي عليه، شهقت لما لقتُه فستان أبيض منفوش كإنه فستان فرح، بصِت للكارت اللي عليه و مسكتُه و قرأت بـ إبتسامة:
- صباح الخير يا روح قلبي، خُدي شاور و إلبسي الفُستان دة، و طرحتُه في الكيس هبعتلك بنت مصرية تساعدك تلبسيها، و الشوز بتاعتُه في الكيس مع الطرحة، حقك عليا إني معملتلكيش فرح، بس هعوضك! في سواق هيجيلك بعد شاعة تركبي معاه، هديكي ساعة واحدة تكوني جاهزة فيهم عشان بتوحشيني!
إتنططت بفرحة و دخلت تجري على الحمام، و بعد مرور ساعة كاملة من التجهيزات قاعدة قُدام المرايا و واقفة وراها بنت مصرية بتظبطلها الطرحة اللي لفتها بشكل أنيق مبينتش رقبتها ولا خُصلة واحدة من شعرها بأوامر من زين، و بنت تانية بتعملها الميكب اللي برز ملامحها أكتر، لحد ما مشيوا و وقفت قُدام المرايا بتبُص لكُل تفصيلة في ملامحها و في فُستانها، سمعت رنة تليفونها فـ خدتُه و ردت بإيد بتترعش، شمعت صوته المُحبب لقلبها بيقول:
- جهزتي؟
ردت بصوت بيترعش من الفرحة:
- جـ .. جهزت!!
- زي القمر!
قالها بحنان فـ همست بعشق:
- عرفت إزاي؟
- مُتأكد يا حبيبتي!
قال بهدوء، و إسترسل:
- يلا .. العربية واقفة تحت، عشر دقايق و هتبقي عندي هنا .. في حُضني!!
أخدت نفس عميق و قالت بإبتسامة:
- نازلة يا حبيبي!!
وقفلت معاه، خرجت من جناح الفُندق و لقِت عربية بيضا طويلة، و السواق واقف مستنيها، ركبت ورا و هي مش قادرة تتحكم في نبضات قلبها، الطريق فعلًا أخد عشر دقايق، إستغربت لما لقِت السواق موقّفها في مكان غريب شبَه الكوخ بس على أكبر و أنضف، خترج منُه ضوء أصفر، الطريق اللي بيؤدي إليه كلُه مفروش بالورد الأحمر، و لإنهم كانوا بالليل فـ كان في أنوار فوقيه باللون الأصفر، خرجت من العربية بصدmة و أول ما خرجت السواق مشي و إختفى تمامًا، يُسر وقفت للحظات بتبُص للورد اللي تحت رجليها، بصِت لـ باب الكوخ البعيد عنها بـ بعض المترات، لقتُه بيتفتح و بيظهر منُه زين اللي وقف على إطارُه لابس بدلة سودا إترسمت على جـ.ـسمُه بإحترافية، و في إيدُه سيجارة بيدخّنها و هو مُبتسم ليها، أول ما شافها رمى السيجارة و قرّب منها فاتحلها دراعُه واخد خطوات نِحيتها بيقول بحُب:
- تعالي!!!
إبتسمت مِلء شفتيها و جريت عليه محاوطة خصره ساندة راسها بتحـ.ـضـ.ـنُه بكُل قوتها، مسح على حجابها و قال بنبرة عاشق مفتون:
- عُمري ما شوفت و لا هشوف في جمال ملامحك و لا في براءتك و لا في جمال قلبك!!
بِعد عنها و رفع وشها ليه و قال و هو بيتأمل ملامحها بعشق:
- أنا عايز الوقت يُقف هنا و أفضل باصصلك بس!!
إبتسمت و هي بتبُصله و بتهمس بفرحة حقيقية:
- المكان تُحفة يا زين! أنا مبسوطة بشكل إنت مش هتتخيلُه!
رفع كفها الرقيق لـ شفتيها و قبّلها بحنان و قال:
- و دي أهم حاجة عندي!
ميّل عليها و شالها فـ إتعلّقت بـ رقبتُه، و أراحت راسها على كتفها، دخل الكوخ و قفل الباب برجلُه، بصِت للمكان الفخم رغم إنه مكانش واسع إلا إنه راقي و نضيف جدًا، نزّلها و وقفها قُصادُه فـ رفعت ذراعيها تُعانق رقبته يادوبك واقفة على أطراف أصابعها، حملها مُستمتعًا بـ حُضنها، و جسدها المُلتصق بجسدُه ليحاوط خصرها دافنًا وجهه في حجابها الخافي رقبتها، لتهمس بعشق:
- بحبك .. أوي!!
و إسترسلت:
- و مهما حصل حُبي ليك مش هيقِل أبدًا!!!
أبعدها عنُه منزلها على الأرض، حاوط وجنتيها ومال مُقبلًا جفنها الأيمن بحنو، لينزع عنها حجابها بهدوء فـ غمغمت بقلق:
- لحسن حد يشوفني يا زين!!
- أشيل عين أي حد تُقع عليكِ! محدش يعرف يوصلنا هنا!! إنسي كُل حاجة!
قال و هو بيفرد شعرها على ضهرها، إتنهد و هو بيبُص لعينيها و شفايفها و من دون مُقدmـ.ـا.ت كان بينزل على شفتيها مُقتحمًا إياها بعشق شـ.ـديد، كان الأمر أكثر من مُجرد قُبلة، كان يتنفسها و يود لو بإستطاعته أن يُخفيفها بين ضلوعُه، إمتدت أناملُه لسحاب فُستانها و سحبُه لأسفل بهدوء، فـ وضعت كفيها على صدرُه تحاول إبعادُه فـ إبتعد ساندًا جبينها على جبينها، لـ تقول و علامـ.ـا.ت الخجل بدأت بالظهور على وجهها:
- زين .. أنا هغيّر .. الفُستان!
طبع قُبلة على جانب ثغرها و همس بإبتسامة:
- إنسي .. سيبيلي أنا المُهمة دي!!
- زين ..!!
همست بخجل تشيح بأنظارها من على أنظارُه، ليقول بحنان:
- إنتِ خايفة مني يا عيون زين؟
- شوية .. و مكسوفة!!
قال و هي بتفرُك أناملها بتـ.ـو.تر بتبُص عليهم، فـ قبض على أناملها و قرّبهم من شفتيه طابعًا قبلة حنونة فوق، ليحاوط خصرها بذراعه الآخر و قال برفق:
- بُصيلي طيب!!
رفعت عيناها البريئتان له، ليميل على أذنها هامسًا بـ حُب:
- سيبيلي نفسك النهاردة خالص يا يُسر!!
و طبع قُبلة جوار أذنها، لينتقل بشفتيه لـ شفتيها مُنتهكًا إياهم بـ غرام و أناملُه تشـ.ـد السحاب لأسفل، و بخفة ينزع الفُستان من عند كتفيه فـ يقع على الأرضية مُظهرًا جسدها العاري سوى من ملابسها الداخلية، إرتجف جسدها فـ وضع كفُه فوق ظهرها مُقربها منهُ أكثر في محاولة لجعلها تطمئن و نشيج جسدها يخِف، إلا أن ذابت بين يداه أثر لمساتُه الحنونة على جسدها، و شفتيه التي تمُر على كامل وجهها نزولًا لـ عُنقها الأبيض المُزين بـ شامـ.ـا.ت خفيفة، حتى شعر بأنه يريدها كما تريد رئتيه الأكسچين، ليحملها بين ذراعيه واضعًا إياها فوق الفراش و هي مُستسلمة تمامًا له!!
يُتبع ♥
↚
إستفاقت من نومِهما الطويل على ملمس صدرُه الصلب أسفل رأسها، فنحت عيناها بـ بُطء لتصعد بـ مقلتيها نِحيته لقتُه نايم بعُمق، ضمت الغطاء لصدرها تشعر بقليل من البرودة تضـ.ـر.ب جسدها حتى إشتدت البرودة فـ غمرت جسدها داخل أحضانُه تهمس بـ صوتِ ناعِس يرتجف:
- زين .. زين!!
مسحت على ذقنُه و هي تُناديه فـ صحي مغمغًا بصوتُه الناعس:
- إيه يا حبيبتي؟
همست و هي تحاوط خصرُه ضامة قدmيها جوا قدmيه هامسة بـ رجفة من شـ.ـدة البرودة:
- بردانة .. أوي!
حاوطها بذراعيه يمسح بكفُه على ذراعها العاري صعودًا و هبوطًا بيحاول يدفيها، فـ دفنت نفسها داخل صدرُه أكتر، لما حَس إنها دفيت شوية قام رمى حطب جوا المدفأة و ولّـ.ـع النـ.ـار فيها، قفل الستاير اللي على النوافذ كويس و رجعلها، حاوطها بالغطا كويس و شالها بين إيديه بيقرّبها لصدرُه و قعد بيها قُدام المدفأة اللي غمرتهم بالدفء، إبتسمت دافنة وجهها في رقبتُه و همست بـ حُب:
- هتعود على الدلع ده كدا و هبوظ!!
إبتسم و أبعد خُصلاتها على وجهها و قال مُتأملًا عيناها:
- إتدلعي براحتك اليومين دول!
- اليومين دول بس!!
قالت بخضة زائفة فـ قال بإبتسامة:
- العُمر كلُه، بس عشان لما هنرجع إن شاء الله هيبقى ورايا شغل كتير و هتشوفيني في البيت صُدفة!!
حاوطت عنقُه و هي بتقول بلُطف:
- هتلاقيني بطُب عليك في الشركة!!
و قالت بغضب زائف:
- و أشوف فريدة چيبة دي اللي مش راضية تجيبها لـ بَر !!!
بصلها بدهشة و قال و هو بيميِّل ودنُه عليها مُصتنعًا عدm السمع:
- إنتِ قولتي فريدة إيه!!
- فريدة چيبة!
همست ببراءة و هي بتبصلُه، و إتسعت ضحكتها لما لقتُه بيضحك، فـ رجعت قالت بضيق:
- طب بذمتك مش الچيبة بتاعتها قُصيرة و قليلة الأدب!!
هتف ساخرًا قاصدًا إغاظتها:
- أومال لو شوفيتيها بقى و هي فاتحة اول تلت زراير من قميصها و بتميّل عليا توريني الـ .. الورق!!!
شهقة عالية خرجت منها و لم تنتبه على إنزلاق الغطاء قليلًا من فوق جسدها العالي تهتف بغضب عارم:
- إنت إزاي تسمحلها بـ كدا يا زين!!! دي قلة أدب و رُخص و آآآ!!!
سكتت لما إتفاجأت بيه نازل بـ شفايفُه على ما ظهر من أسفل الغطاء الذي إنزلق لأسفل، لتُسرع مُحكمة إياه حول جسدها و إحمرار الخجل يغزو وجهها، إرتعشت الحروف عل لسانها و مقدرتش تكوِن جُملة مُفيدة فـ ضحك ساند راسه على جنب رقبتها، إزدردت رمقها و غمغمت:
- إحنا .. هنرجع إمتى؟
- عايزة ترجعي إمتى؟
قال و هو يُقبل عُنقها قُبلة طويلة، فـ همست بخجل:
- يلا دلوقتي!
- زهقتي بالسُرعة دي!
قال و هو بيرفع وشُه ليها بيبُصلها بإستغراب، فـ همست بهدوء:
- لاء يا حبيبي مزهقتش، أنا لو عليا أفضل عايشة في المكان الحلو دة طول عُمري، بس عشان شُغلك و إنت معطَّل نفسك يعني عشان تجيبني هنا!
- متشغليش بالك بالموضوع ده!
هتف و هو محاوط كتفها، فـ سندت راسها على صدرُه وهي بتقول بهدوء:
- ماشي يا حبيبي!
صدح رنين هاتفُه في الأرجاء، فـ إبتعدت عنُه عشان يقدر قوم و يجيبُه، جابُه و رَد عليه بهدوء، و إتحولت نبرتُه الهادية لـ بُركان ثائير و هو بيهدر بعنف:
- يـعـنـي إيـــه المخزن وِلـ.ـع!!! هــو أنــا مـشـغَّـل بـهـايـم مـعـايـا!!!
بصتلُه يُسر بقلق لحد م نطق بحدة:
- ماشي أنا جاي، على بليل كدا هبقى عندكوا! مش محتاج أقولك إنك تشوف الدنيا لحد م آجي، و كلِم عابد!!
و قفل التليفون و خبطُه على التسريحة بعُنف فـ إنتفضت يُسر و قامت بتقول بقلق:
- إيه اللي حصل؟
مسح على وشُه بعُنف و أخد نفَس عميق بيحاول يهدى، بصِلها و قال بهدوء يُعاكس نار قلبُه:
- ولا حاجه يا يُسر، بس لازم نرجع!
أومأت يُسر مُسرعة تهتف بلهفة:
- مافيش مُشكلة يا حبيبي، هدخُل أغيّر و نروح الفندق نجيب حاجاتنا و نمشي!
أومأ لها بهدوء، فـ أسرعت للداخل لتجد فُستان خروج فضفاض مع حجابه، إغتسلت و لبستُه و خرجت كان هو لبِس، و بالفعل في ظرف نُص ساعة كانوا راحوا الفُندق و أخدوا حاجاتهم و مشيوا، ركبت العربية جنبُه و هي شايفة ملامح الغضب بادية على وشُه المتشنج، مكانتش عارفة تعمل إيه .. حطت إيديها على دراعُه و قالت بحنان:
- متقلقش .. كلُه هيبقى تمام صدقني!
لانت مِحياه و خفّ تشنُج وشُه، ليبتسم لها إبتسامة موصلتش لعينيه، و مسك تليفونُه أجرى إتصال بضرورة إحضار طائرتُه الخاصة له في ظرف ساعة، و بالفعل خرج من السيارة اللي كان مُستأجرها، مسكت إيدُه و مشيت جوا المطار معاه، إجراءاتُه خلصت فـ طلعوا طيارتُه، قعدا يُسر جنبُه بتبُص لـ رجلُه اليمين اللي بتتهز بعُنف، بصِت لملامحُه الحادة و عيناه الشاردة، لتمد يدها تضعها على قدmُه المُهتز، و سارت بأناملها على جُزء من قدmُه هامسة له برفق:
- زين .. إهدى يا حبيبي!!
بَص لـ إيديها و مسكها رفعها لشفايفُه و قبّلها بهدوء و بصلها و قال بحنان:
- متخافيش عليا أنا كويس .. تعالي!
هتف و فرد ذراعه لها فـأسرعت دافنة وجهها جوار نبضات قلبُه، تُربت على صدرُه بكفها الصفير فإبتسم و مسّد على حجابها، حتى شعر بـ كفها يسقُط من فوق موضع قلبُه فـ عِرف إنها نامت، ضمها ليه أكتر و غمّض عينيه ساند راسُه لـ ورا ومش في ذهنُه غير مين اللي عمل كدا!!
بعد مرور ما يقارب الخمس ساعات وصلت الطائره مطار القاهرة الدولي، مسح على بشرتها الناعمة و قال برفق:
- يُسر .. وصلنا يا حبيبتي!
صحيت من النوم فركت عينيها و غمغمت بنعاس:
- وصلنا؟ يلا طيب!!
قامت فـ قام معاها و مسك إيديها، خرطوا من الطيارة و ركبوا عربيتُه اللي كانت مستنياه قدام المطار بواحد من الحرَس، فـ قالُه بهدوء:
- شوفلك تاكسي و إرجع إنت .. أنا اللي هسوق!
أومأ الأخير و تركهم و ذهب، ركبت جنبُه و هو ساق العربية بسُرعة عالية إلى حدٍ ما عشان يوصّلها و يطلع على المخزن، إنقبض قلب يُسر و صاحت بهلع ماسكة في الكُرسي:
- زين .. بالراحة شوية!
- متخافيش!
قال و هو بيطمنها، مسك إيديها و عينيه على الطريق، ظهرت عربية نُص نقل في الطريق قُدامُه ضاربة نور عالي في وشُه و ماشية عكس، لما شافها مفكرش غير في حاجة واحدة .. يُسر! يُسر اللي أول ما شافتها صرّخت بإسمُه برُعب، مقدرش يتفادى العربية فـ محسِش بنفسُه غير و هو بيجذب راسها لصدرُه بيحمي راسها بدراعُه القوي عشان ميجرالهاش حاجة، العربية حاولت تتفادى وجودُه لكن إصطدmت عربية زين بطرف العربية النُص نقل فـ شالت إكصدام العربية و من شـ.ـدة الإصطدام إتقلبت عربية زين مرة ورا التانية!! إلا أن إستقرت بعد ما يُقارب الخمس قلبات على الأسفلت و الطريق السريع، إستقرت مُعتدلة مُصدرة أدخنة كثيفة من الأمام، تجمهر الجميع حول العربية لا يروا سوى شاب به جروح بالغة و بأحضانُه فتاة رأسها تنـ.ـزف بشكلِ بالغ الصعوبة!!!!
• • • • •
مُمدد على فراش داخل المشفى، موصول بجـ.ـسمُه أجهزة عديدة، وجهه به خدوش و جسدُه بالكامل مكـ.ـدوم بكـ.ـدmـ.ـا.ت عنـيـفة، غيبوبة دامت شهر كامل مصحيش منها!، إلا أن حرّك أناملُه حركة ضعيفة، لاحظت المُمرضة فـ صاحت بسعادة غامرة:
- يا دكتور .. الباشا حرّك إيدُه!!
هرع الطبيب داخل الغرفة و إقترب من زين مميّل عليه يردف
بـ صوت عالي:
- زين باشا! لو سامعني إرفع صُباعك بس!!
فعل زين بصعوبة، يشعُر بكامل جسدُه و كأنه مُقيد بقسوة، فتح عيناه التي باتت تنظُر حولُه، وجوههم، إضاءات الغُرفة، أعينهُم المُتلهفة، لم يكُ يبحث سوى عن عيناها، و بصعوبة حاول تحريك لسانه اليابس، حتى نطق بـ صوتِ مُتقطع:
- فين .. هي .. فين!!
لم يفهم الطبيب في بداية الأمر، فـ هتف بدهشة:
- قصدك مين يا باشا!
- مـ .. مراتي .. فين!!
قال بصعوبة و هو باصصلُه بعيون نصف مفتوحة جوار عيناه كـ.ـدmة زرقاء اللون و جـ.ـر.ح جوار شفتيه، نظر الطبيب للممرضة بأسف، لتتنهد الممرضة بحُزن و لم تستطع التكلُم، فـ قال الطبيب بأسف:
- الحقيقة هي المدام يعني .. لسه في الغيبوبة، حالتها مش أحسن حاجة!!
و بعد أن كانت عيناه ليست مفتوحة بالقدر الطبيعي، فُتحت مصدوم من اللي سمعُه، و مقدرش يسيطر على نبضات قلبُه اللي تسارعت خوفًا عليها، و في لحظة كان بيشيل الغطاء من فوق جـ.ـسمُه برجلُه راكـ.ـلًا إياه بعُنف، لن ينكر الألم الذي ضـ.ـر.ب بقدmُه من شـ.ـدة ضـ.ـر.باتُه، إستند على الكومود جواره فأوقع ما كان عليه يحاول النهوض يشعُر بتخدُر ظهره من شـ.ـدة الألم، حاولوا إرجاعه عن ما ينتوي عليه ليصـ.ـر.خ به الطبيب:
- يا زيــن بــاشــا!! اللي بتعملُه ده غــلــط!!!!
- إبــعــد مــن وشــي!!!!
صرخ به بعُنف ليتآوه بألم واضعًا يدُه على قلبه الذي أعتُصر فجأة!، شال من جـ.ـسمُه الأجهزة اللي متوصلة بيه بحدة، و إستند على الحيطة جنبُه بيدفع الطبيب من قُدامه، خرج من الأوضة بيصـ.ـر.خ بصوتُه العالي.. المُنهك:
- يُـسـر!! يُسر!!
فتح أبواب الغرف بعشوائية لتركُض خلفه الممرضة ترجوه:
- زين باشا أرجوك .. أرجوك إهدى، حضرتك كدا بتإذي نفسك!!
مسك دراعها بعُنف و قال بحدة و صدرُه يعلو و يهبط:
- شاوريلي .. شاوريلي على أوضتها .. بــسُــرعــة!!!
أسرعت تشير له على الغُرفة بخوف من سلطته و الهالة اللي رغم تعبُه مختفتش من حواليه، إقتحم باب الغُرفة مستندًا على إطار الباب، أنفاسُه بقِت أبطأ لما إتفاجئ بيها نايمة زي الجُـ.ـثة اللي مافيهاش روح، وشها شاحب و أجهزة متوصّلة بجـ.ـسمها تفوق الأجهزة اللي كانت متوصّلة بجـ.ـسمُه، إندفع نحو جسدها و حاوط كتفيها ليرفعهما صارخًا بها بصوتٍ مُلتاع:
- يُسر .. قومي يا يُسر!! قومي و كلميني!!!
صرخت الطبيبة بصدmة من فعلته واضعة كفيها على ذراعه بتترجاه يبعد عنها و هي بتقول:
- يا نهار إسود!!! يا باشا أبوس إيدك سيبها دي مش حِمل حاجه!!!
و بعُنف و بقوة غريبة تلبستُه دفع المُمرضة بعيد عنُه هادرًا بها بغضب:
- إخرسي و ملكيش دعوة إنتِ!!!
رجع بَص لـ يُسر حطها على السرير و حاوط وشها بيقول و عينيه لمعت بالدmـ.ـو.ع:
- يُسر .. يلا يا حبيبتي قومي!! أنا زين يا يُسر .. أنا زين قومي و كلميني!!!
- يُـــــســــر!!!!
صرّخ فيها لما مالقاش إستجابة منها، محسِش بعدها غير بحُقنة بتضـ.ـر.ب دراعُه و سائل بيدخل لجـ.ـسمُه خلَّاه يرتخي تمامًا و محسِش بعدها غير بـ موجة سودا بتبلعُه!!!
• • • • •
بعد مرور شهرين، قاعد على كُرسي جنب السرير ساند راسُه على كفيها، لابس بلطو إسود و تحتُه بلوڤر إسود، حاضن إيديها بين إيديه عينيه مغمّضة، و لم إتفتحت أظهرت إحمرار غير طبيعي و كإنه بيحاول يكتم دmـ.ـو.عُه، بصِلها و مسح على الغطا الأزرق الطبي على شعرها، بيقول بصوت مليان حُزن:
- حشـ.ـتـ.ـيني و .. حشـ.ـتـ.ـيني و أوي، وحشني صوتك و عينيكي اللي نفسي أشوفهم، وحشني حُضنك و قُربك، وحـ.ـشـ.ـتني إيدك اللي كانت بتلمس وشي، موحشتكيش يا يُسر؟ تلت شهور عدوا موحشتكيش؟ للدرجة دي زعلانة مني؟ بتعـ.ـا.قبيني عشان سوقت بسُرعة و إنتِ مبتحبيش كدا صح؟ أنا إتعـ.ـا.قبت أهو .. تلت شهور كاملين متعـ.ـذ.ب و إنتِ مش معايا .. مش كفاية كدا عليا؟ تعبت يا يُسر، تعبت أوي خلاص كفابة يا حبيبتي قومي! دة أنا بقيت زي المـ.ـجـ.ـنو.ن يا يُسر، بمسِك لبسك و أتكلم معاه كإني بتكلم معاكي، بحـ.ـضـ.ـنُه و بشِم ريحتك فيه، يرضيكي اللي وصلتلُه ده؟ أنا مش قادر أعيش .. حياتي واقفة من غيرك!! ليه القسوة دي كُلها عليا!!
دة أنا زين .. حبيبك! حتى أنا مبقتش فارق معاكِ؟
فضل ماسك إيديها لكن رجع بضهرُه لـ ورا مرجّع راسُه حاسس بغصّة في قلبُه مبتروحش! قلبُه كان هيُقف لما حَس بأناملها بتتحرك بـ بُطء شـ.ـديد، إنتفض من فوق الكُرسي و بصِلها مقرّب منها بيبُص لإيديها و وشها بلهفة شـ.ـديدة، لقى بالفعل إيديها بتتحرك مكانش بيتخيل! تعابير وشها إنكمشت فـ وثب من فوق الكُرسي محاوط وشها بكفيه و اللهفة ملت صوتُه و قلبُه و هو بيبُص لملامحها و بيقول:
- يُــســر!!! سامعاني!!!
مكنش بيسألها، ده كان أمر واقع لما لاقاها بتستطيب بإيماءة صغير منها، مقدرش يقاوم و إنهال على وشها بالقُبلات المُشتاقة .. سند راسُه على راسها بيتنفس بسُرعة عالية بينهج كإنه خارج من سباق الماراثون، لثّم جفنها المغمض بيرفع راسها لصدرُه، دخل الطبيب على صوت زين و إتصدm من إنها شِبه فاقت، حاول يبعد زين عنها بيقول برجاء:
- يا باشا ممكن تبعد بس نطمن عليها!
قبّل راسها بشوق و سندها تاني على السرير و بِعد عنها، يُسر بصتلُه و بصِت للدكتور اللي قال بإبتسامة هادية:
- حمدلله على سلامتك يا مدام يُسر!!
بدأت يُسر تستوعب، بصِت لـ زين و قطّبت حاجبيها و غمغمت بـ صوت مُرهَق ظهر الإستغراب فيه:
- إنت .. مين!!!!!
يُتبع♥
↚
بدأت يُسر تستوعب، بصِت لـ زين و قطّبت حاجبيها و غمغمت بـ صوت مُرهَق ظهر الإستغراب فيه:
- إنت .. مين!!!!!
إتشالت الفرحة اللي كانت مرسومة على وشُه، الإبتسامة إتمحِت، و لمعة عينيه إنطفت فجأة، مقدرش ينطق، كإن الكلام مبيطلعش، وقف بيبُصلها للحظات و من ثُم قال و عينيه بتتكلم قبل لسانُه:
- مين! .. يعني إيه إنت مين!!!
نبرتُه كانت هادية من الصدmة، إتحول هدوءها لإنفعال رهيب و هو بيقرّب منها ماسك دراعها بعُنف بيصرّخ في وشها بكُل الو.جـ.ـع اللي جواه:
- هـو إيـــه الــلــي إنــت مــيــن!!!
ظهر الذُعر على مِحياها تحاول إبعاد كفُه من على ذراعها بخوف منُه، إنتفض الطبيب يردف بتـ.ـو.تر:
- زين بيه، ممكن تسيبني أسألها شوية أسئلة لو سمحت؟؟
عينيه الغاضبة متشالتش من على عينيها الخايفة منُه، ساب دراعها حاسس بموجة غضب جواه فاكر إنها بتعمل كدا عشان مدّايقة منُه عشان اللي حصل، إفتكر إنها لسه بتعـ.ـا.قبُه، مسح فروة رأسه بأظافرُه بعُنف شـ.ـديد بيلف حوالين نفسُه في الأوضة هتف الطبيب بهدوء و هو ينظر لها:
- ينفع تقوليلي إسمك ثُلاثي يا فنـ.ـد.م؟
عينيها ثابتة على زين بدهشة و ضيق من فعلتُه، رجعت باصة للطبيب لتنفث غضبها به قائلة:
- بتقول إيه إنت كمان!! فاكرني معرفش إسمي!! أنا يُسر .. يُسر جلال الدين!!!
قال الطبيب في محاولة إنه يهديها:
- طيب إهدي يا مدام يُسر أنا آآآ!!
قاطعتُه بحدة هاتفة:
- دي تاني مرة تقولي مدام يُسر!!! أنا مش مدام أنا أنسة يا حضرت!!
لفِلها وشُه بصدmة تتفاقم أكتر، إزدرد الطبيب ريقُه بيبُص لـ زين اللي كان على وشك الفتم بالأوضة بأكملها، فـ همس الطبيب برجاء:
- طيب لو سمحتي إهدي .. تقدري تقوليلي مين ده؟
و شاور على زين اللي كان بيبُصلها بحدة، رجعت يُسر بصتلُه بضيق إختلط بالتـ.ـو.تر من مظهرُه، و قالت مُشيحة أنظارها عنُه:
- معرفش .. أول مرة أشوفُه!!!
سِمع صوت كـ.ـسرة قلبُه، و أدرك إنها بالفعل فقدت الذاكرة، غمّض عينيه و سند على ترابيزة كانت جنبُه بكلتا كفيه حاسس بكُل قطرة د.م فيه هـ.ـر.بت من جـ.ـسمُه، دوار عنيف بيضـ.ـر.ب راسُه كإن حد خبطُه على دmاغُه، تنهد الطبيب بحُزن مُدركًا هو الآخر خطورة الموقف، أبعدت يُسر الغطا عن جـ.ـسمها و قالت و هي بتحاول تقوم من على السرير:
- إبعدوا عني عايزة أروح لـ تيتة .. زمانها قلقانة عليا!!!
هنا خبَط على الترابيزة بكُل قوتُه لدرجة إنها إنتفضت برُعب من صوت الخبطة و من الإحمرار اللي كان على وشُه، و النظرة اللي بصهالها و هو مُعتدل في وقفتُه، وقف الطبيب قُدامه و قال بهدوء:
- زين بيه .. أرجوك عايز أتكلم معاك برا كلمتين!!
مشالش عينُه من عليها، طلع الطبيب و خرج زين وراه رازع الباب بعُنف، وقف الدكتور قُدامُه و قال بقلة حيلة:
- المدام واضحة إن الخبطة أثّرت على ذاكرتها، جالها فُقدان جُزئي في الذاكرة، واقفة عند نُقطة مُعينة، و مش من مصلحتها أبدًا إننا نحاول بالعافـ.ـية نفكّرها بـ أي حاجة، كل اللي المفروض من حضرتك تعملُه إنك تتعامل معاها بـ صبر تام، تفكّرها بحاجات رئيسية زي إن حضرتك جوزها، مش لازم تفكّرها بالتفاصيل ده قصدي!!
بصلُه من غير أي تعبير على وشُه، جمود تام تلبّس مِحياه، إتنهد الطبيب و إسترسل:
- و ربنا مع حضرتك و معاها، هي كدا بقت كويسة و تقدر تاخدها!!
و سابُه و مشي، غمّض زين عينيه و قعد على الكُرسي حاطت راسُه بين إيديه، فضل كدا ما يُقارب النُص ساعة، لحد ما قام دخل الأوضة لقاها بتحاول تغيّر هدومها و الممرضة بتساعدها، إنتفضت من دخولُه و ضمت الكنزة الطويلة لـ صدرها و شعرها كان مكشوف، صرّخت فيه بغضب عنيف:
- إنت إزاي تدخل بالشكل ده!!! إنت أكيد بني آدm مريـ.ـض إطلع برا!!!
ضـ.ـر.بت الممرضة على صدرها بصدmة مما تفوّهت به، إزداد غضب يُسر لما لاقتُه لسه واقف بيبُصلها بجمود غريب، و لإن مكانش في حاجة ساتراها من فوق غير حمالة الصدر، حاولت تخبي جـ.ـسمها بالكنزة .. لكن و شعرها؟!! هدرت فيه بحدة لدرحة إن عروقها برزت:
- إطـلـع بـرا بـقـولـك!!!
بَص زين لـ المُمرضة و شاورلها براسُه عشان تخرُج، فعلت الممرضة فورًا مش عايزة تواجه موجة الغضب بتاعتُه أبدًا، بصتلُه يُسر بصدmة و غمغمت و هي بترجع لـ ورا لما لقتُه بياخد خطوات بطيئة نِحيتها:
- إنت .. إنت طلّعتها ليه؟ إنت مين .. و ليه بتتصرف كدا!!
كان بيمشي نِحيتها لحد ما وقف قُصادها لما ضهرها خبط في الحيطة، نزل بعينيه لجـ.ـسمها و بصلها تاني و هو بيقول بصوت بـ.ـارد:
- مين سمحلك تخليها تشوفك و إنتِ بتغيّري هدومك؟
- إنت مين!!
قالت بهلع بتضُم الكنزة لصدرها، قال بهدوء لا يُضاهي نيران قلبُه:
- جوزك!!!
ثبتت عينيها بصدmة داخل عينيه، ورجعت إرتعشت بصدmة و هي بتمتم كلمتُه اللي أول مرة تشعر بـ نُطقها على لسانها:
- جوزي!!
إتحولت صدmتها لـ غضب عنيف، لتضـ.ـر.ب صدرُه بعُنف بقبضتها اللي مش ماسكة البلوزة، و صرّخت في وشُه:
- كـداب!! إنت كـداب أنا مش متجوزة!!! إنتوا عـايـزيـن تـجـنـنـونـي!!!!
سابها تضـ.ـر.ب صدرُه بقبضتها الصُغيرة، و متكلمش، ضـ.ـر.باتها الخفيفة دي مش هتزيد و.جـ.ـع قلبُه اللي بالفعل مقسوم نُصين، إتجاهل عصبيتها و غضبها و مسك بلوزتها شالها من على جـ.ـسمها و هو بيقول ببرود غريب:
- هاتي!!
شهقت بصدmة و حاولت تخـ.ـطـ.ـف منُه البلوزة لكن مقدرتش بسبب سُرعته في إبعادها عن مرمى إيديها، لحد ما غطت جـ.ـسمها بإيديها بتترعش و هي بتترجاه:
- لو سمحت اللي بتعملُه ده مينفعش، هات البلوزة!!!
إبتسم بسُخرية، و لكن متكلمش، فتح راس البلوزة و دخّل راسها فيها فـ إرتعشت أكتر لـ ملمس كفيه لـ كتفيها، حاولت إبعاد كفيه بهيستيرية و كإنه يتحرّش بها، لحد ما صرّخ في وشها بعُنف فـ إنكمشت برُعب:
- مـا تـهـدي بـقـى!!!!
ثبتت مكانها من شـ.ـدة خوفها من صوته العالي، لحد ما نزّل البلوزة على جـ.ـسمها الغض، حاولت تتحاشى عينيه المُرعـ.ـبة بالنسبالها، لحد ما رفع دقنها ليه بـ حدة طفيفة و بص في عينيها للحظات، و قال بجمود:
- إنتِ مراتي يا يُسر، و لما نروّح هوريكِ قسيمة جوازنا!!
رجعت الحدة لعينيها و هدرت في وشُه:
- كدب!! إنت كـ.ـد.اب!! إتجوزتك أمتى أصلًا و ليه!!
- لاء أنا مش كـ.ـد.اب، إنتِ دلوقتي مش فاكرة حاجة، لكن قُريب هتفتكري!!
قال بصوتُه الهادي، فـ قالت بشرود:
- مُستحيل أكون متجوزاك، مُستحيل أتجوز حد زيك!!!
إبتسم بسُخرية مريرة، و ميّل عليها مينكرش إن اللي قالتُه و.جـ.ـعُه، إلا إنه إتماسك و همس بابتسامة مافيهاش ذرة مرح:
- لاء متجوزاني، و كُنتي بتنامي كل ليلة في .. حُضني!!
أنفاسُه قُريبة من وشها بتضـ.ـر.ب بشرتها الرقيقة، بَص لعينيها المصدومة، لتضـ.ـر.ب صدرُه بعُنف بتحاول تبعدُه عنها و هي بتقول بهيستيرية:
- إبعد عني!! أنا عايزة أروح لـ تيتة إبعد!!!
إعتدل في وقفتُه و قرر ميقولهاش عن مـ.ـو.ت جدتها عشان متتعبش أكتر، مسك إيديها و جذبها خلفُه و هو بيمشي:
- بعدين نبقى نروحلها!!!
حاولت دفع كفُه صارخة به بجنون:
- سيب إيدي بقولك إبعد عني!!!
- وَطـــي صـــوتـــك!!!!
هدر بيها و هو بيلفلها بيناظرها بعصبية، بصتلُه بخضّة، بصِت للأرض بضيق إختلط بالحُزن، و همست بألم:
- عايزة .. ألبس الطرحة!!
إستوعب إن شعرها مكشوف، فـ ساب إيديها عشان تجيب حجابها و تلبسُه، مسح على وشُه بعُنف بيحاول يهدي نفسُه، لحد ما وقفت قُدامه بتترعش و بتقول بصوت باكي:
- أنا .. أنا مش عايزة .. أمشي معاك!!!
بصلها بضيق و مسك كفها بعُنف و شحبها وراه، إستسلمت المرة دي بتحاول تكتم دmـ.ـو.عها، خرجوا من المستشفى كُلها و إتجهوا نِحية واحدة من عربياتُه بدل اللي راحت، فتحلها الباب و ساب إيديها و أمرها بخشونة:
- إركبي!!
و سابها و لف فتح باب عربيتُه، و مدخلش إلا لما هي ركبت، دفنت نفسها في الكُرسي و دmـ.ـو.عها نزلت غـ.ـصـ.ـب عنها فـ ركب جنبها وساق مُتجه نِحية الڤيلا، سمع صوتها المخـ.ـنـ.ـوق بالعـ.ـيا.ط و هي بتقول:
- عايزة أشوف .. تيتة!!
- مرة تانية!!
قال بهدوء و هو بيلف الدريكسيون بإيد واحدة، ضـ.ـر.بت فخذيها بـ قبضتيها بإنهيار و هي بتصرّخ فيه من غير ما تبصلُه:
- عـايـزة أشـوفـهـا دلوقتي!!!
داس على الفرامل بعُنف فـ وقفت العربية مرة واحدة مما إدي لـ إنها كانت هتصطدm بالتابلوه لإنها مكانتش لابسة حزام الأمان لولا إنه مسك دراعها قبل م تتخبط و لفّها نِحيتُه، فـ بصتلُه بخوف خصوصًا لما زعّق فيها:
- أنا مبحبش الصوت العالي و خصوصًا لو عِلي عليا!!! مش زين الحريري اللي مَره تعلي صوتها عليه يا يُسر!!!!
كان شادد على دراعها من غير ما يحِس، فـ حطت إيديها على إيدُه بترجوه:
- دراعي طيب!!
ساب دراعها و ساق مرة تانية، ساند دراعه التاني على الشِباك دmاغُه هتتفرتك من الصُداع اللي فيها، لاحظ همهمـ.ـا.تها الباكية فـ ضـ.ـر.ب على المقود مش قادر يتحمِّل صوت عـ.ـيا.طها ومياخُدهاش في حُضنه، إفتكرت إنه متعصّب من صوتها فـ كتمت بُكاءها لحد ما إحمر وشها، وصلوا الڤيلا، مسحت يُسر دmـ.ـو.عها و بصِت للبناء الكبير ده بصدmة، ضـ.ـر.بت ذكريات غريبة راسها مُسببة ليها صُداع قـ.ـا.تل فـ حاوط راسها منزلاها لقُدام بتتآوه بألم:
- آآآه راسي!!!
إتعلّقت عينيه عليها بقلق و هو بيهمس ماسك دراعها برفق:
- في إيه؟
- مـ .. مافيش حاجه!
قالت و هي بتبعد إيدُه بـ بُطء و خوف منُه، للحظة حسِت بلمستُه كإن تيار كهربي مشي في جـ.ـسمها، مش متعودة على لمس راجـ.ـل غريب ليها و خاصةً .. هو! نزلت من العربية بتحاول تداري و.جـ.ـع راسها المُفرط، مشيت وراه بـ بُطء، فتح الباب بـ مُفتاحه لقى الڤيلا كُلها ضلمة لإنهم كانوا بعد مُنتصف الليل و أكيد الخدm ناموا، فتح الأنوار فـ بصِت حواليها بذهول من منظر جميل عُمرها ما شافتُه غير عِبر شاشة التليفزيون، مسك إيديها و مشّاها وراه فـ مشيت و طلعوا السلم، ساروا في ممر طويل لحد ما وصلوا للجناح، دخل و دخلت وراه فـ ضـ.ـر.بتها ذكريات أقوى، و بتلقائية مسكت دراعُه بإيديها و التانية حطتها على راسها مميِّلة لقُدام تهتف بو.جـ.ـع:
- دmاغي .. هتمـ.ـو.تني!!
ميّل جنبها و مسح على راسها برفق و هو بيقول بهدوء:
- ده طبيعي .. عشان دخلتي المكان ده قبل كدا، و عِشنا فيه ذكريات .. حلوة جدًا!!
سابت إيدُه و قعدت على الكنبة و رفعت راسها ليه بتقول بسُخرية:
- مُستحيل أكون عِشت معاك إنت ذكريات حلوة!
و تمتمت بغضب:
- بعد إذنك أنا عايزة أشوف القسيمة اللي بتقول عليها!!!
مشي من قُدامها دخل غُرفة جوا الأوضة و طلع بـ ورقة حطها على رجلها و قال بضيق و صوت مُتعب:
- خُدي!!
مسكت الورقة قرأت كُل كلمة فيها بصدmة تامة، مش مُتخيلة ليه إتجوزتُه و إمتى و إزاي! حطتها جنبها و حطت إيديها على راسها اللي الو.جـ.ـع زاد فيها، سمعتُه بيقول بهدوء ظاهري فقط:
- قومي غيّري هدومك و يلا عشان تنامي!
رفعت قدmيها أمام صدرها و حاوطتهما مغمغمة بضيق شـ.ـديد:
- لاء مش هغيّر أنا مرتاحة كدا!!!
إنفلتت أعصابه و هتف بحدة:
- يعني إيه مِرتاحة كدا!!! هتفضلي قاعدة بالحجاب قُدامي يعني ولا إيه!!!
- آه!!
قالت و هي بترفع راسها ليه بعِند غريب، غمّض عينيه و رفع راسُه لفوق للحظات، و رجع بصلها و هو بيحاول يجاريها:
- بس أنا جوزك .. و أديكِ إتأكدتي!
- مش عايزة!!
قالت برفض تام و هي بتبُص قُدامها، سمعت بعدها صوت نفسُه اللي بقى عالي مُبعثر، إنتفضت لما أخد حاجتُه و خرج رازع باب الأوضة وراه و باب الجناح كلُه، فضلت قاعدة للحظات بتستوعب مغادرتُه المُفاجأة، لحد ما سمعت صوت عربيتُه العالي فـ جريت على البلكونة بصتلُه و هو بيتحرك بالعربية بشكل عنيف، إبتسمت ببراءة و همست:
- أحسن .. أحلى حاجة عملتها النهاردة!!
و دخلت الأوضة بصِت حواليها مُتفحصة إياها، و قررت تغيّر هدومها لإنها مكانتش مُريحة أبدًا، إستغربت إنه معندوش دولاب لكن لما دخلت الغُرفة الملحقة بالأوضة إتصدmت من دولاب عملاق جدًا شفاف، فتحت ضرفتُه لقِت هدوم نسائية للخروج و فتحت الذي يجاوره لقِت هدوم نسائية بيتية و فتحت آخر وجدت هدوم مكانتش هدوم، حاجات فاضحة بتظهر أشياء من المُفترض تخفيها! شهقت و قفلت الضرفة و همست لنفسها:
- هو أنا كُنت قليلة الأدب و لا إيه!!
أخدت بيچامة عادية كُم لإنهم في فصل الشتا، دخلت الحمام قفلت كويس على نفسها و غيّرت هدومها بتبعد أثار التعب بـ دُش سُخن، خرجت لافة جـ.ـسمها بالفوطة و دخلت الغرفة غيّرت، سرّحت شعرها و سابتُه مفرود، فركت عينيها بنعاس و راحت تنام على الكنبة اللي مكانتش مُريحة أبدًا لكن إتحملت عشان متنامش على السرير اللي بالنسبالها مُبهم!
• • • •
صحيت من النوم على أشعة الشمس الدافية، فتحت عينيها و تلقائي دوّرت عليه لكن حمدت ربنا إنه مكانش موجود، قامت قعدت بتقول بصوت فيه آثار النوم:
- أنا .. أنا لازم أروح لـ تيتة!!!
قامت لبست لبس خروج سريعًا و لفِت طرحتها و خرجت من الجناح، نزلت على السلم لكن إعترضت طريقة ست كبيرة الإبتسامة الصافية مرسومة على وشها و قالت بفرحة:
- يُسر!!! يا حبيبتي حمدلله على سلامتك كُلنا كُنا قلقانين عليكي!!
بصتلها يُسر بإستغراب للحظات، لحد ما قالت بـ إرتباك عايزة تلحق تمشي قبل ما ييجي:
- الله يسلمك!!
و سابتها و مشيت خرجت من القصر، رحاب كانت هتسألها رايحة فين لكن مدتهاش فُرصة فـ غمغمت بحيرة لنفسها:
- أستر يارب!!
طلعت تجري في الجنينة و خرجت من البوابة، لكن وقف قُدامها حارس قوي البنية بيقول بتجهُم:
- رايحة فين يا هانم؟
إتخضت من مظهرُه و همست بحلقٍ ناشق:
- ر .. رايحة آآ ...
و لكن إنفجرت فيه بغضب:
- هو إيه اللي رايحة فين؟! دي حاجة أصلًا متخُصكش!!
قال الحارس بضيق:
- يُسر هانم .. البيه مديني أوامر إن حضرتك متطلعيش من القصر من دون عِلمُه!! أنا بنفذ شُغلي!!
- بس أنا لازم أخرُج!!
قالت بعيون راجية، لكنُه أصلًا مكنش بيبُصلها، فـ قال بهدوء:
- حضرتك تقدي تكلميه و تاخدي إذن من الباشا، و لما يإذنلي هخرّج حضرتك!!!
دبدبت في الأرض بقدmها اليُمنى و بِعدت عنُه راجعة لـ جوا بتكتم غيظها في قلبها و هي بتمتم بحدة:
-الباشا و الزفت!! ماشي أنا هوريك تمنعني من إني أخرج إزاي!!! هو أنا مـسـجـونـة!!!
دخلت القصر بتضـ.ـر.ب بجزمتها الأرض و طلعت للجناح، غيّرت الفُستان اللي كانت لبساه و لبست بنطلون و بلوزة طويلة عليه، لقِت كاب كان بتاعُه فـ لبستُه فوق حجابها، و نضارة سودا كبيرة لبستها و رجعت نزلت الجنينة و بصِت على السور العالي بتاعها، لقِت سِلم واضح إنه خاص بالجنانيني، خدتُه و شالته بحذر بتقربُه للسور و طلعت عليه، بصِت لقِت الُحراس محاصرين المكان من كُل حتة، لكن لقِت مكان فاضي تقذر تجري منُه .. هي مُتأكدة إنهم هيشوفوها لكن مش هيقدروا يعملولها حاجة!!
نزلت من فوق السور بحذر لكن حسِت بـ الم رجليها أثر القفزة، خدت خطوات بطيئة و فجأة طلعت تجري، قلبها كان هيُقف لما سمعت صوت كَلب بينبح بصوت عالي مُرعـ.ـب و سامعة خطوات ركضُه وراها و صوت الُحراس صدح في المكان، طلعت تجري بسرعة و خوف و الكـ.ـلـ.ـب بيلاحقها بسُرعتُه العالية، للحظة حسِت إن دي نهايتها، إستشهدت و تساقطت دmـ.ـو.عها من شـ.ـدة خوفها و رُعبها و هي مواصلة الجري، شافت عربية بتركِن بعيد عنها بأمتار و بينزل منها .. هو!! جريت عليه بسُرعة و محسِتش بنفسها غير و هي بتترمي في حُضنه بتجهش في البُكاء محاوطة رقبتُه بخوف رهيب، إتصدm زين لكن رفع كلتا يديه محاوطها بحماية بيضُمها لجـ.ـسمُه أكتر و صرّخ في الحُراس و الكـ.ـلـ.ـب واقف بينبح قُصادُه:
- تعالوا يا حمير شيلوه من هنا!!! بتجرُّوا الكـ.ـلـ.ـب وراها يا بهايم!!!
هتف أحدهم بإرتجافة أحرُف:
- مكُناش نعرف يا بيه إنها المدام والله إفتكرناها آآ!!
بتر عبـ.ـارتُه بحدة و هو بيمّشي إيدُه على ضهرها:
- إمشوا من قُدامي!!!!
غادروا المكان، فـ غمّض عينيه بيشـ.ـدد على حُضنها مُستمتعًا بـ عناق كان عايزُه من ساعة ما فاقت، و اللي نعش قلبه و روحه إنها حاضناه بمزاجها، مسح على حجابها و صوت عـ.ـيا.طها بينغز في قلبُه فـ تمتم بحنو:
- ششش إهدي .. خلاص مافيش حاجة!!!
شـ.ـددت على عنقُه بتبكي أكتر بتقول بنفس مُتقطع و حروف مبعثرة:
- كـ .. كان هيمـ.ـو.تني .. والله كُنت .. همـ.ـو.ت!!!
غمّض عينيه بيقول و هو بيعتصر جـ.ـسمها بإشتياق و رفق:
- بعد الشر عليكِ .. دة أنا كُنت قـ.ـتـ.ـلتهم واحد واحد!!!
فضل يهديها لحد ما هديت فعلًا و بِعدت، نزّلها على الأرض، فـ مسحت دmـ.ـو.عها بتتلاشى عينيه من شـ.ـدة التـ.ـو.تر، مسك دقنها ورفع وشها ليه بهدوء و قال:
- كُنتِ بتهربي ليه!!!
إرتعش يدنها من لمستُه، و إسكانتها بحُضنه من شوية مالهاش تفسير غير إن جـ.ـسمها إستجاب ليه بشكل هي نفسها مش بادرة تفسرُه، إزدردت ريقها و بصتلُه و غمغمت بـ إرتجاف:
- عايزة .. أشوف تيتة!!
إتنهد و قال بهدوء:
- مقولتليش ليه؟ أنا كُنت هوّديكي من غير ما تعرّضي نفسك للخطر بالشكل ده!!
فتحلها الباب و قال برفق:
- إركبي يلا!!!
ركبت بسُرعة بتحاول تهدي رجفتها الغير مُبررة بالنسبالها، أهي رجفة خجل أم غضب أم .. شوق!! إبتسمت لما أدركت إنه هيوديها ليها، مشي بالعربية وراح لـ طريق مكنش يشبه أبدًا طريق البيت، فـ غمغمت بخوف:
- بس ده مش طريق البيت!!
- عارف .. و إنتِ هت عـ.ـر.في كمان شوية!!
قال بهدوء بيحاول يتحمل فكرة قسوة الموقف اللي هتتعرضلُه كمان دقايق، خافت يُسر يكون هيعمل فيها حاجه في مكان مقطوع فـ همست بخوف شـ.ـديد:
- هو .. هو إنت موديني فين طيب!!
قال بهدوء تام من غير ما يبُصلها:
- دلوقتي ت عـ.ـر.في يا يُسر!
وقف قُدام مقابر فـ إرتجفت مش مترجمة الموقف، و لسه فكرة إنه هيإذيها ثابتة في دmاغها، فـ خرجت من العربية بتقول بـ رُعب:
- إنت .. إنت عايز تدفني صح؟
- بلاش هبل بقى!!
قالها بضيق و مسك إيديها بيشـ.ـدها لباب التُرَب، فتحُه بالمُفتاح و دخلوا، مشيت معاه بخوف لحد ما وقّفها قُدام قبر و وقف في ضهرها محاوط دراعها و بيقول بهدوء:
- جدتك .. كانت بتحبك أوي!
شهقت لما قرأت الإسم المنقوش على القطعة الرُخامية، و إتملت عينيها بالدmـ.ـو.ع بتغطي فمها بألم من قسوة المنظر، بِعدت عنُه و قرّبت من القبر، رمت نفسها عليه و سندت راسها على مِعصمها مُنهارة في العـ.ـيا.ط جـ.ـسمها كلُه بينتفض، وِقف مش عارف يتكلم و لا يعمل حاجه، حاسس بقلبُه بيتعصر عليها، إتكتب عليه يشوف إنهيارها و و.جـ.ـعها على نفس الموقف القاسي مرتين، غمّض عينيه و إداها ضهرُه مش قادؤ يشوفها كدا و مياخُدهاش في حُضنه، سمع صوتها و هي بتتكلم بحُرقة:
- تيتة!!! سبتني ليه لوحدي يا تيتة، روحتي عند بابا و ماما وسبتيني ليه أنا ملحقتش أشبع منك! أنا ماليش حد يا تيتة مكنش ليا غيرك في الحياة دي!!
غمّض عينيه عايز يلِفلها يقولها إنها ليها هو، و محدش يقدر يمسها مدام هو معاها! لكن مقدرش يتكلم، لفِلها و مسك دراعها عشان يقوِمها فـ قامت بجسد مُرتخي تمامًا و مش بتبطل عـ.ـيا.ط، خدها في حُضنه بيضم راسها لصدرُه بيمسح على كتفها برفق من غير ما يتكلم، مسكت في البلوڤر بتاعُه و شهقت بـ بُكاء خلّاه يغمّض عينيه حاسس بأضعاف الو.جـ.ـع اللي جواها، فضل حاضنها لحد ما هديت شوية و بعدت عنُه و غمغمت بألم:
- هي .. هي مـ.ـا.تت إزاي!
بَص لعينيها الحزينة، رفع أناملُه اليمين مسح دmـ.ـو.عها بضهر صوابعُه و قال برفق:
- معرفش .. وقتها جالي تليفون من البواب إنها إتوفت في الشقة!!
إزدادت عِبراتها و إرتعشت شفتيها و هي بتبُص عليها للمرة الأخيرة، و بِعدت عن القبر و عنُه بتحاول تمشي بصعوبة للعربية، دخلت جواها ساندة راسها على النافذة بصمت دmـ.ـو.عها فقط بتنزل من غير عـ.ـيا.ط، رِكب جنبها و سألها برفق:
- نروح فين؟
بثتلُه و همست برجاء:
- معلش .. ينفع أروح بيتنا القديم؟
- ينفع!
قال بعد تنهيدة طويلة و ساق العربية، كانت حاضنة كتفيها و ساندة راسها على الشباك شكلها يصعَب على أي حد، لما وقفوا قُدام البيت القديم بتاعها نزلت يُسر بلهفة حزينة و وقفت قُدام الباب لمستُه بأناملها، خرّج مُفتاح و فتحُه، فـ دخلت و وقفت للحظات عينيها بتتأمل المكان بحنين و و.جـ.ـع، قعدت على كنبة و
مسحت علبها وهي بتقول بصوت مُتقطع مليان عـ.ـيا.ط مكتوم:
- كانت .. كانت بتُقعد هنا .. و تاخدني في حُضنها و تمسح على شعري!!
سندت راسها على إيد الكنبة و إيديها تحت راسها بتهمس بألم و عيون مُثبتة على الفراغ:
- أنا إتيتمت تاني!!
قفل الباب و أخد كُرسي و قعد قُصادها، رفع أناملُه بهدوء و فكِلها حجابها، معترضتش .. يمكن أصلًا مكانتش مُدركة، عينبها كانت شاردة و عقلها كمان، شال الطرحة من على شعرها و فردُه على ضهرها سند دقنه تحت دراعُه قُدام وشها بالظبط لدرجة إن أنفاسها بقت تدخل رئتيه، و مسح على شعرها برفق شـ.ـديد مرة ورا مرة لحد ما غمّضت عينيها بإستكانة، و إنتظمت أنفاسها، و شِبه نامت! فضل كدا أكتر من نُص ساعة، طبع قُبلة على جبينها البـ.ـارد، قام أخد غطاء م الأوضة جوا و نفّضُه كويس و فردُه على جـ.ـسمها، نزِلها شوية على الكنبة عشان رقبتها متو.جـ.ـعهاش بيسحب خصرها لتحت بـ رفق، و فضل هو قاعد قُدامها ءاند راسه لـ ورا و غمّض عينيه بإرهاق، و ده لإنه مقدرش ينام كويس في العربية، أيوا بات ليلتُه إمبـ.ـارح في عربيتُه لإنه مكانش يقدر ينام على سريرُه و هي مش فيه!
صحيت يُسر بتفرُك عينيها الوارمة من العـ.ـيا.ط، بصِت للغطاء المفرود على جـ.ـسمها و إبتسمت، رفعت عينيها لقِتُه قُدامها نايم على الكُرسي بوضعية مش مُريحة أبدًا، ساند ضهرُه الورا و جـ.ـسمه الطويل مش مكفي الكُرسي، قامت يُسر و بصتلُه للحظات مُيقنة بإن رغم قسوتُه اللي ظاهرة منُه، إلا إن واضح إن فيه جانب حنين في شخصيتُه، قامت فـ لاحظ إنها إتحركت، صحي و لكن إنكمشت ملامحُه بألم لما لقى رقبتُه واجعاه جدًا، بصتلُه و همست بصوتها الناعس:
- مـ .. مالك؟
- مافيش حاجه!
قال و هو بيحرك رقبتُه يمين و شمال مغمض عينيه مرجّع راسُه لـ ورا، فـ قالت بهدوء:
- طيب قوم نام على السرير جوا، نومة الكُرسي دي متنفعش!
قام فعلًا و قلع البالطو بتاعُه و دخل الأوضة و فرد جـ.ـسمُه على السرير، إتنهدت يُسر و دخلت وراه بعد دقايق لقتُه نام!! إبتسمت و راحت نِحيتُه غطتُه بغطاء نضيف، و إتجرأت مادّة إيديها لـ شعرُه الناعم و مسحت عليها بأنامل بتترعش خوفًا من إنه يصحى، إنتفضت على صوت رنين الجرس، فـ إستغربت من وجود حد دلوقتي، و مين اصلًا هيبقى عارف إنها هنا، راحت حطت الطرحة على شعرها و فتحت الباب، إتفاجئت بإيد بتشـ.ـدها على جنب فـ كانت لسه هتصرّخ لكن لاقتها ست لابسة عباية سودا عليها غبـ.ـار و طرحة سودا من خامة رديئة جدًا، بصتلها يُسر بدهشة و قالت بخضّة من الموقف كلُه:
- إنتِ مين يا ست إنتِ!!
هتفت الأخيرة و علامـ.ـا.ت الحُزن على وجهها:
- أنا .. أنا أبقى أُم جوزك يا يُسر .. أنا ريّا!!
يُتبع♥
↚
- أنا .. أنا أبقى أُم جوزك يا يُسر .. أنا ريّا!!
- أمُه!!!
هتفت مصدومة، لتقول الأخير بتربت على إيديها برفق:
- أيوا أنا يا بنتي، أنا عرفت اللي حصلك و جيت .. جيت أحذّرك!
بصت يُسر لملامح التعب اللي باينة عليها، لكن بعدت إيديها عن مرمى كفها و قالت بتـ.ـو.تر:
- تحذّريني من إيه مش فاهمة!!
- من إبني يا بنتي، إبني جبروت يا يُسر، إبني هان عليه أمه و بالتالي هتهوني عليه! إبني رماني في الشارع و سابني عايشة على الإرصفة رغم الشُقق و الڤلل اللي عندُه، حتى إنتِ يا بنتي قبل ما يحصل اللي حصل ده كُنت بلاقيكي على طول مضروبة و جـ.ـسمك كلُه علامـ.ـا.ت، ياما كُنت أقولك سيبيه و عيشي في الشقة هنا لكن كُنتِ بتحبيه، أنا مش طالبة منك يا بنتي غير إنك تحرّصي، و تحُطي عينك في وسط راسك، و تخلي بالك من نفسك يا يُسر و أرجوكي متقوليلوش إنك شوفيني .. عشان .. هيمد إيدُه عليا تاني و أنا شبعت ضـ.ـر.ب منُه!!.. سلام يا بنتي!!
في كُل كلامها كانت يُسر عينيها مُتسعة بصدmة حقيقية بتحاول تستوعب الكلام اللي إتقالها في ظرف دقيقتين، لحد ما الست سابتها و مشيت، دخلت يُسر شقتها وقفلت الباب، دخلت على الأوضة اللي نايم فيها بتمشي بـ بُطء و عينيها في الأرض شاردة، لقتُه لسة نايم فـ قعد على الكنبة اللي كانت قُصاده، ضمت ركبتها لصدرها مش قادرة تستوعب إن البني آدm ده كان بيضـ.ـر.بها و كان بيضـ.ـر.ب أمُه!! حسِت بكـ.ـسرة في قلبها لإن اليومين اللي قعدتهم معاه خلت قلبها يميل نِحيتُه، إتجمّعت معالم القرف كلها في عينيها و هي بتبصلُه بإشمئزاز، إتململ في نومتُه و فتح عينيه، قام قعد بيمسح على شعرُه بيرجعُه لـ ورا، رفع عينيه ليها و إستغرب قعدتها، فـ سألها بصوتُه النايم:
- قاعدة كدا ليه؟
مرّدتش عليها، كانت بس بتبصلُه بإشمئزاز، إدايق من سكوتها فـ قال بـ حدة خفيفة:
- بكلمك يا يُسر!!!
إرتعش جسدها من مُجرد إن صوته علي شوية، نفّث عن أنفاسُه المُتضايقة و مسك تليفونه مقرر هو كمان يتجاهلها، لحد ما سمع صوتها المُرتعش و هو بيقول:
- إطلع .. برا!!!
بصلها بإستغراب و ساب الفون على السرير و قال بدهشة:
- نعم؟!
- زي ما سمعت، لو سمحت تطلع برا .. و ياريت تبعتلي ورقة طـ.ـلا.قي!
هتفت و هي بتُقف قُصادُه بتحاول تمَثل القوة الواهنة، الكلمة نزلت عليه زي الصاعقة، قام من على السرير و هدر فيها بعُنف:
- طـلاق!!!
مشي نِحيتها بخطوات سريعة خلِتها تتخض و تُقعد على الكنبة و تغطي راسها و وشها بإيديها بـ رُعب منُه، وقف مكانُه قُدامها مصدوم من ردة الفعل اللي عملتها، مش قادر يفسّر اللي عملتُه، سِمع همسها الخايف بكلمـ.ـا.ت صُغيرة مقدرش يفهمها، كل اللي شايفُه إن جـ.ـسمها بيترعش رعشة خفيفة، و إيديها بتغطي شعرها و وشها، ميِّل علبها لدرجة إنُه قعد قُدامها على ركبتُه قدmُه بس اللي لامسة الأرض، مسك إيدها برفق و شالها من على وشها، فـ بصتلُه بخوف إتبدل بـ صدmة لما لقتُه قاعد عند رجلها،
صوتُه الهادي و هو بيقول بـ رفق:
- بتخبي وشك مني ليه؟
كل اللي دار في دmاغها إزاي، إزاي ممكن العيون تكدب! إزاي الشخص يقدر يمَثِّل حتى في نبرة صوتُه، مقدرتش تنطق غير بهمس خفيف ظهر فيه حُزن:
- عشان متضـ.ـر.بنيش!!
- أضـ.ـر.بك!!
قالها بذهول و قام شـ.ـدّها من دراعها عشان تُقف قُدامُه، حاوط وشها الأحمر رافعُه ليه و قال بـ بحنان:
- بس أنا عُمري ما مديت إيدي عليكي!
بصِتلُه بتردد، عينيه مبتكدبش، مينفعش العبون دي تبقى كـ.ـد.ابة! ملقتش حل غير إنها تحطُه في إختبـ.ـار و تشوف هيتصرف إزاي، جمّعت قوتها و قالت بحدة زائفة:
- إنت كـ.ـد.اب!! إنت بني آدm مريـ.ـض و كـ.ـد.اب و دايمًا كُنت بتضـ.ـر.بني!!
ساب وشها و إتحولت ملامحُه من حنية لـ برود شـ.ـديد، صفعها برودُه، مقالش غير:
- خلّصتي؟
مرّدتش، ليه مضـ.ـر.بهاش!! اللي قالتُه مافيش راجـ.ـل يستحملُه، مقدرتش تتكلم و أفكار دmاغها مغطيّة على أي صوت تاني، إلا إنها سمعتُه بيقول بنفس النبرة البـ.ـاردة:
- تاني مرة لو صوتك عِلي بالشكل دة تاني متضمنيش ردة فعلي يا يُسر!!
هتفت بضيق:
- هتعمل إيه!! هتضـ.ـر.بني؟
إبتسم ساخرًا و قال:
- لاء الضـ.ـر.ب ده مش عندي، أنا بعـ.ـا.قب باللي أوسـ.ـخ من الضـ.ـر.ب بكتير!
خافت منُه، رجعت خطوتين و همست:
- مش فاهمة قصدك إيه!
- خليها مُفاجأة!
قال بنفس الإستنكار في صوتُه، شـ.ـدها من دراعها فـ إتخبطت في صدرُه شاهقة بـ خضة، ظهر التـ.ـو.تر على وشها لما سألها بصوت حاد:
- مين ملَى دmاغك بـ فكرة إني بضـ.ـر.بك؟
إتصدmت من سؤاله، فـ إتـ.ـو.ترت و قالت بخوف:
- مـ .. محدش!
- مش عايز كدب!
قالها و هو بيرفع دقنها ليه، بؤبؤ عينيها إرتعش مش قادرة تبصلُه، فـ قال و رجع صوته هادي:
- قولي .. متخافيش!!
حاولت تلاقي أي كدبة، لحد ما قالت بخوف و جـ.ـسمُه القريب من جـ.ـسمها و ريحتُه اللي إقتحمت خلاياها وتّرتها أكتر:
- إنت .. إنت لما نمت أنا حلمت بكابوس إنك بتضـ.ـر.بني .. بتضـ.ـر.بني جـ.ـا.مد و آآ أنا يعني إفتكرت إنك كنت بتضـ.ـر.بني فعلًا قبل ما أنسى كل حاجة!!
شفايفها بترتعش، بتحاول تشيح نظرها عنُه بأي طريقة، إيدُه اللي على ضهرها مخلياها متـ.ـو.ترة أكتر و مهزوزة، لقِت أناملُه بترفع دقنها بهدوء، و صوتُه بيؤمرها بنفس الهدوء:
- بُصيلي!
رفعت عينيها ليه، و تاهت جوا عينيه، سمعت صوته بيقول بـ رفق:
- أنا عُمري ما عملتها!
أناملُه حاوطت وجنتها اليُمنى و إيدُه الأخرى على ضهرها، ميّل طابع بشفايفُه قبلة فوق وجنتها و همس قُدام بشرتها:
- الوش ده مقدرش أمد إيدي عليه، ده مـ.ـيـ.ـتضـ.ـر.بش .. يتباس بس!
غمّضت عينيها بإستسلام غريب لـ لمساته، هي نفسها مش عارفة ليه مش بتزقُه و لا بتقاومُه، جـ.ـسمها مُستجيب تمامًا كإنه ما صدّق!، مسك مؤخرة عُنقها و بشوق نزل مُقبِّلًا شفتيها، لم تُبدي إعتراض و لم تتجاوب معه، واقفة مُستكينة عكس الشخصية اللي كانت بتطلب منُه يطلّقها من شوية، بِعد عنها لما حَس بحاجتها للأكسچين، و مشي بإيدُه على وسطها و قال بصوت مُتقطع:
- سيرة الطـ.ـلا.ق .. لو جات بينا تاني .. هتزعلي مني!
مسمعتش جُملتُه، كُل اللي كانت واقفة عندُه قُربه منها اللي بتتعرضلُه لأول مرة، همست و هي لسة مغمضة عينيها ماسكة دراعُه و هي نفسها مش عارفة ماسكاه ليه:
- إنت .. قليل الأدب!!
إبتسم و فتح عينيها و بصلها، قبّل جوار شفتيها و همس بخُبث:
- و متربتش!
فتحت عينيها و كانت هتبعد خطوات عنُه لكن شـ.ـدها تاني لصدرُه و قال بمكر:
- رايحة فين؟!
إتـ.ـو.ترت و همست بـ خجل غزى بشرتها:
- إبعد عني!!
- حشـ.ـتـ.ـيني و أوي!
قالها بعد ما سند جبينُه على جبينها، سكتت و الكلام مطلعش، نزل لـ رقبتها و باسها بعُمق فـ إتهز جـ.ـسمها بتقبض على كفها ما بين رغبة إنها تبعدُه و رغبة في قربُه أكتر من الأولى، بِعد عنها و قال بهدوء بعد ما حررها:
- مش حابب أجبرك على حاجة، أنا عارف إنك مش جاهزة .. لما ترجعي زي الأول و تفتكريني .. ساعتها مش هرحمك يا يُسر!
فتحت عينيها لقتُه مشي من قُدامها و خرج من الأوضة كلها، قعدت على الكنبة و حطت إيديها على قلبها بتهمس و هي بتترعش:
- مستحيل .. مستحيل كان بيضـ.ـر.بني زي ما الست دي قالت، مستحيل ده يكون بيضـ.ـر.بني و بيضـ.ـر.بها كمان، هي أكيد كـ.ـد.ابة .. أكيد الست دي بتوقّع بينا!!!
حاولت تهدي نبضات قلبها و خرجت تشوفُه، لقتُه قاعد ماسك التليفون بإهتمام، قعدت قُصادُه بتبُص بعيد عنُه، فـ ساب التليفون جنبه و قال بهدوء:
- يلا نِرجع الڤيلا؟
- مـ .. ماشي!
همست بخفوت، قام لَم حاجاتُه و هي لبست حجابها، مَد إيديه ليها فـ مسكت كفُه وقامت معاه، خرجوا من الشقة و ركبوا العربية، يُسر سندت راسها على إزاز العربية، و فجأة سألتُه:
- هو أنا دخلت المستشفى ليه؟
- حادثة عربية!
قال و هو بيسترجع واحد من أسوأ الأيام اللي عدت عليه في حياتُه، إتخضت وبصتلُه و هي بتقول:
- كُنت أنا اللي سايقة؟!!
إتنهد و قال بـ نبرة نـ.ـد.م:
- لاء .. أنا!!
قطبت حاجبيها بغضب وقالت بحُزن:
- و ليه كُنت مُستهتر كدا!!
- غباء!
قال و هو بيمسك إيديها و بيرفعها لـ شفايفُه مُقبلًا ظهر يدها، حاولت تتغاضى عن اللي عملُه و البعثرة اللي أحدثها في مشاعرها، و همست بخفوت:
- كُنت بتحبني؟
- أوي!
قال بإبتسامة خفيفة و هو باصص للطريق، و كمِل:
- و لسه بحبك!
- طب إحنا عرفنا بعض إزاي؟
قالت بتلفلُه ساندة راسها على الكُرسي بتتأمل ملامحُه، أخد نفس عميق و قال بهدوء:
- دي حكاية طويلة يا يُسر، مش في مصلحتك ت عـ.ـر.فيها دلوقتي عشان متتعبيش!
- ماشي!
همست بإحباط، و بصِت لكفُه الحاضن كفها محطوط على حجرُه، و إبتسمت غـ.ـصـ.ـب عنها، حاسة بأمان رهيب بيغمُرها، وصلوا الڤيلا، فـ نزل و نزلت وراه يُسر، مسك إيديها فـ مشيت جنبُه و عنيها جات على المسبح، قطبت حاجبيها و وقفت بتبصلُه بـ ضيق، مش شايفة غير جـ.ـسمها و هو بينزل تحت المايّة و إيدُه هي اللي بتحيبها، محسِتش بنفسها غير و هي بتقرّب من صدرُه ساندة راسها عليه حاطة إيديها على جانبي دmاغها بتهمس بألم:
- آه .. راسي!
ضم راسها لصدرُه ماسحًا على ضهرها، و ميّل شالها بين إيديه فـ إتخضت و حاوطت رقبتُه و هي بتقول بصدmة:
- إنت بتعمل إيه!!
- شايل مراتي!
قال و هو بيمشي نِحية الباب و خبّط عليه، هزمها و.جـ.ـع راسها فـ سندت راسها على كتفُه بتعب، فتحتله إحدى الخادmـ.ـا.ت فـ دخل بيها وبخجل و جناحُه، نيِّمها على السرير و مسك راسها باسها بحنان، يُسر بصتلُه بخجل و غمغمت:
- زين آآآ
وقّفها في الكلام بيقول بإبتسامة رزينة:
- زين!! أول مرة تندهيلي بإسمي من ساعة اللي حصل!
بلعت الكلام بخجل، خجل من كلامُه و من الموقف اللي مخليه شِبه نايم فوقيها ساند كفيه جنب راسها، و إبتسامتُه اللي تكاد تجزم إنها مشافتش في حلاوتها قبل كدا، لقتُه بيقول بحنان:
- قوليلي ..
- كُنت .. كُنت هقولك يعني إني متشكرة على اللي عملتُه و آآآ
همست بـ نبرة مهزوزة، فـ ميِّل عليها وقبّل صدغها، فـ سكتت، إبتسم و همس في ودنها:
- مش فاهم اللي أنا عملتُه ده إيه، بس متشكُرنيش تاني على حاجه!
إزدردت ريقها و غمّضت لما قبّل جنب عُنقها، و قام من عليها دخل الحمام مانع نفسُه عنها بصعوبة، فـ أخدت أنفاسها مرجّعة راسها لـ ورا حاسة إنها هتتجنن، كل اللي عايزة تعرفُه هي ليه بتستسلم كدا لما بيبقى قُريب منها! ليه مافيش أدنى مُقاومة منها! أخدت أنفاس عميقة و رفعت عينيها ليه لقتُه خرج من الحمام لافف فوطة حوالين وسطُه، شهقت بصدmة و غطت وشها بالمخدة، و صاحت فيه من ورا المخدة:
- إنت بتعمل إيه!!! خارج كدا إزاي!!!
هتف ساخرًا:
- إيه مشكلتك يعني، الله يرحم أيام ما كُنا بنستحمّى .. مع بعض!!
شهقت بصعوق وصرّخت فيه:
- بنـ إيه!!! إنت بتهزر صح!!
قال بخُبث:
- خلي المخدة على عينك بقى عشان هقلع الفوطة!!!
- يا نهار .. إنت بجد قليل الأدب!!
هتفت و هي بتلزق المخدة في وشها، فـ ضحك من قلبُه، و دخل أوضة تبديل الملابس و ساب الباب مفتوح، لبس بنطلون و فضل عاري الصدر، خرج سرّح شعرُه فـ كانت لسه على حالها بتقول بضيق:
- أشيل ولا إيه!!
- شيلي يا حبيبتي خلاص لبست من بدري!!
قالها مُبتسمًا، فـ شالت المخدة و رجعت حطتها مصرّخة فيه:
- إنت كدا لابس!!!
- إحمدي ربنا أوي إني لابس البنطلون أصلًا!
هتف بإستنكار، و راح نِحيتها خـ.ـطـ.ـف المخدة من على وشها، شهقت و غمّضت عينيها بإيديها، إبتسم و ميِّل عليها و قال و هو بيشـ.ـد جفنها إيديها:
- إفتحي عينك!!
- لاء لاء!!
قالت بغضب بريء، فـ ميّل عليها بشفايفُه مُقبلًا ظهر يدها بلُطف، تنحنحت بحرج، لتمتم:
- زين!!
- اللي باين منك دلوقتي شفايفك .. عارفة ده يخليني أعمل إيه؟
قال و بعدها بثانية قبّل شفتيها قُبلات رقيقة مُتتالية، أسرعت بوضع إيدها الأخرى على شفايفها، إبتسم و مد أناملُه و دغدغ معدتها فـ ضحكت بقوة شايلة إيديها مرجّعة راسها لـ ورا، نزلها من وسطها و كمِل دغدغتها في معدتها و أعلى معدتها و رقبتها، إترجتُه يبطل بضحك لكن مبطّلش، و نزل بشفايفُه مُقبلًا شفتيها بعشق مش قادر يقاوم كرزتيها أكتر من كدا، محاوط خصرها بـ تملُك!
يُتبع♥
↚
- أنا خايفة يا زين!!
همست لما بِعد عن شفايفها فـ حطت إيديها على إيديه الموضوعة على خصرها بتشيلها بالراحة، سند جبينُه على جبينها و همس برفق:
- مني؟
أومأت مغمّضة عينيها و الإحمرار يغزو وجهها، مسك طرف دقنها بإصبعيه، و مال مُلتقطًا قبلة صغيرة من شفتيها الغضة، و همس بحنان:
- طول م إنتِ في حُضني متخافيش .. أنا عُمري ما هأذيكي!
كلمـ.ـا.تُه كانت كفيلة تخليها تستلم ليه، مش عارفة إزاي ولا ليه ولا إمتى ده حصل، كُل اللي عارفاه إنه فعلًا مأذاهاش، بالعكس، كان بيتعامل معاها كإنها جوهرة خايف يكـ.ـسرها، كإن دي أول ليلة بينهم! و لإنها كانت مُعتبراها بالفعل الليلة الأولى كان عامل حساب ده كويس، كان برغم إشتياقُه ليها اللي مالوش حدود .. و برغم رغبتُه فيها اللي واصلة لمراحل فاقت العقل و المنطق، إلا إنه كان بيسيطر على نفسُه في الوقت اللي كان خلاص بيفقد فيه السيطرة، عِلاوةً على خوفها لإن عقلها بيصورلها إن دي أول مرة فعلًا، ده اللي كان بيخليه هادي معاها رغم ثورانُه الداخلي، كُل مرة كانت بتتو.جـ.ـع فيها كان بيمسك إيديها ويبـ.ـو.سها بحنان و هو بيقول:
- و.جـ.ـعتك؟ أسف يا حبيبتي!!
لما صحيت لقِت نفسها في حُضنه، إترجّ قلبها وكإنها لسه مستوعبة اللي حصل!، إنتفضت من حُضنه بتضُم الغطا لجـ.ـسمها العاري بتتنفس بسُرعة و عينيها كلها دmـ.ـو.ع، دmـ.ـو.ع صامتة إتحولت لشهقات عالية بعـ.ـيا.ط من قلبها! صحي زين على صوتها مخضوض، قام سند على كوعُه و مسح على شعرها بيصرّخ فيها بخضة و قلق عليها:
- مـالـك!! بتعيطي ليه؟!!
و نزل بعينيه لجـ.ـسمها بيقول بلهفة:
- حاجه و.جـ.ـعاكِ؟
بكت أكتر و صرّخت فيه بعُنف وسط عـ.ـيا.طها:
- إنـتَ لـيـه عـملـت كـدا!!!
قطب حاجبيه بإستغراب و قال و هو بيعتدل قاعد قُصادها بيسألها بجدية:
- كدا اللي هو إيه؟
عيّطت زيادة فـ قال بحدة:
- يُسر متعيطيش وفهميني في إيـه!!!
- إنت .. إنت إغتصـ.ـبتني!!!
هدرت بخفوت بتضُم الغطاء لصدرها أكتر و بتنكمش أكتر، الكلمة خلتُه يتصدm موسّع عينيه، مقدرش يتحكم في إنفعالاتُه لما مسك دراعها وشـ.ـدها ناحيتُه بغضب بيقول:
- أنا إيه؟! إنتِ واعية للهبل اللي بتقوليه ده ولا مش فاهماه!!!
متكلمتش و عيطت أكتر بتتحاشى إنها تبُص لعينيه، شـ.ـدد على دراعها بحدة و قال بعُنف:
- مصحياني على عـ.ـيا.طك و بتزعقي فيا و تقوليلي إغتـ.ـصبتك!!!
أي حاجه حصلت على السرير ده كانت برضاكِ يا يُسر، و لو إنتِ مش مُتقبلة ده فـ إتفلقي!!!
و نفض دراعها بغضب جحيمي و قام دخل الحمام لإنه مش ضامن ردة فعلُه معاها، دفنت يُسر وجنتها اليُمنى داخل المخدة نايمة على بطنها بتبكي بحُرقة، لحد ما حسِت إن حرارتها عِليت و الصداع مِسك في راسها، فـ بطلت عـ.ـيا.ط سوى من شهقات خفيفة بتخرج منها كل حين و آخر، غمّضت عينيها بـ تعب، لما لَقتُه خرج من المرحاض لفِت نفسها بالغطا و قامت تمشي نِحية الحمام ساندة على الحيطة حاسة بدوخة فظيعة، كل ده كان تحت أنظارُه، غضبُه منها كان عاميه عن التعب المرسوم على وشها، دخلت الحمام و شالت الغطا اللي كان حاجب جسدها العاري تمامًا، دخلت البانيو و سابت الميا تنزل على جـ.ـسمها، ريحتُه لازقة فيها مبتطلعش، بكت أكتر و إغتسلت كويس و طلعت من البانيو مسكت فوطة باللون الأبيض لفِتها على جـ.ـسمها، كانت فاكرة إنه مشي لكن كان واقف في نُص الأوضة بيتكلم في التليفون، لما خرجت بصلها بضيق و لَف وشُه و هو بيقول:
- طيب يا فريدة هنبتدي شغل online دلوقتي عشان مش حابب آجي!
و قفل معاها، دخلت يُسر أوضة تبديل الملابس مُنكسة رأسها بحُزن، و هو قعد على الكنبة الوثيرة فارد رجلُه و على حجرُه اللاب توب، إبتدى شُغل فـ يُسر طلعت من الأوضة لابسة باندا تقيل و لامة شعرها، كان شكلها طفولي خصوصًا إنها كانت زعلانة، خـ.ـطـ.ـف نظرة عليها و رجع بَص للشاشة من غير تعبير على وشُه، قعدت هي على السرير ساندة وشها على إيديها بتتأمل الفراغ، لحد ما إتخـ.ـنـ.ـقت و طلعت قعدت في البلكونة بتبُص حواليها، إبتسمت و هي شايفة الورود اللي واضح إنهم بيتلقوا رعاية من نوع خاص عشان يبقوا بالجمال و اللون الزاهي ده!
فضلت قاعدة مُبتسمة لحد ما حسِت بالجو قلَب، رعد و برق مُخيف جدًا ضـ.ـر.ب السما، و رعد هز جـ.ـسمها من قوتُه، يُسر إنتفضت من على الكُرسي بـ خضة حقيقية، دخلت الأوضة لكن الصوت مكانش طبيعي كان عالي جدًا، دوّرت بعينيها عليه ملقتوش، عينيها لمعت بالدmـ.ـو.ع بخوف و خرجت من الأوضة دوّرت في الجناح لكن بردو ملقتوش، وقفت بتمتم بإسمه بخوف شـ.ـديد:
- زيـن!!!
نزلت من الجناح على السلم بتجري و هي بتدوّر عليه، ملقتوش في الصالة، جريت على المطبخ لـ رحاب بتقولها والدmـ.ـو.ع مغطية وشها:
- فين .. زين!!
هتفت رحاب بقلق:
- في مكتبُه يا يُسر!!
- مكتبُه فين!!
قالت و جـ.ـسمها بيترعش و لسه صوت الرعد موقفش، فـ شاورتلها عليه، جريت يُسر و إقتحمت المكتب بـ صدرٍ يعلو و يهبط، و أنفاس عالية جدًا، و أعيُن مذعورة و دقات قلبها وصلت عنان السماء، زين إستغرب دخولها المُفاجيء و قام وقف و هو بيقول بـ ضيق:
- في إيه؟!
مسمعتوش .. قفلت الباب و جريت عليه رمت نفسها في حُضنه محاوطة خصرُه و ساندة خدها على صدرُه بتتشبث في لبسُه بقوة و هي بتغمغم بـ خوف إختلط بالحُزن:
- أنا خايفة .. خايفة أوي، مبحبش صوت الرعد و لا شكل البرق، آخر مرة .. آخر مرة كانت بعد مـ.ـو.ت ماما و بابا بـ يوم واحد، قضيت لوحدي ليلة من أسوأ الليالي و أنا قاعدة في زاوية في أوضتي بعيط و صوت الرعد و منظر البرق مش قادرة أنساه!
لزقت جـ.ـسمها في جـ.ـسمُه بتقول بعـ.ـيا.ط فطر قلبُه:
- أنا خايفة يا زين .. خايفة أوي، متسبنيش!!!
ضمها لـ صدرُه بحنان بيمسح على شعرها بيهديها بـ صوتُه:
- إهدي .. مش هسيبك أبدًا!!
- تـ .. تعالى!!
همست و هي بتخرج من حُضنه بتشـ.ـدُه برفق نِحية الكنبة، قالت بعيون كلها دmـ.ـو.ع:
- نام هنا!
إستغرب بس نام فارد جـ.ـسمُه، مسكت هي في قميصُه و فردت جـ.ـسمها فوق جـ.ـسمُه نايمة على بطنها على صدرُه و وشها تحت دقنُه، حاوط قدmيها داخل قدmيه بيمسح على شعرها و رغم إنها بطلت عـ.ـيا.ط لكن الشهقات الخفيفة اللي بتصُدر منها و إنتفاضة جسدها بين الحين و الآخر خلتُه يهمس في ودنها بـ هدوء:
- ششش .. إهدي يا يُسر، متخافيش!!
غمّضت عينيها فـ مسح على شعرها بحنان، لحد ما حَس إنها نامت تمامًا، حاوط خصرها برفق و بدِّل الأدوار فـ بقت هي أسفلُه، قبّل جبينها و قام يكمِل شغلُه مُدركًا تأثيرها عليه، فـ رغم غضبُه منها إلا إنها قدرت بـ حـ.ـضـ.ـن فقط تمحي أي غضب كان جواه!
صحيت بعد حوالي ساعة، بصِت حواليها لقِت المكتب فاضي لكن صوت الرعد إختفى، قعدت على الكنبة ضامة ركبتيها لصدرها بحُزن ظنًا منها إنه سابها و مشي، فضلت قاعدة لحد ما لقت الباب بيتفتح و بيدخُل زين اللي كان بيجيب ورق شايلُه في مكان مهم و رجع، لما لاقاها صاحية حط الورق على مكتبُه و خد خطوات نِحيتها و قال بهدوء:
- إنتِ كويسة؟
رفعت راسها نِحيتُه و أومأت من غير ما تتكلم، و رجعت بصِت في الأرض و همست بـ حُزن:
- معلش أسفة إني جيت و عطّلتك!!
و قامت كانت لسه هتمشي لولا إنه مسك دراعها و وقّفها قُصادُه بيقول بضيق:
- إنتِ مش هتبطلي جنان بقى؟
بصتلُه بعيونها الدامعة و قالت بألم:
- ربنا يريّحك من جناني يا زين!
توسعت عينيه و هزّها بحدة و هو بيقول:
- لاء ده إنتِ هبلة بقى!! مالك يا يُسر إيه الحساسية الزيادة عن اللزوم دي!!
- أنا .. أنا عايزة أرجع بيت تيتة!
قالت و دmـ.ـو.عها بتنزل على خدها بتشيل إيدُه بعيد عن إيديها، إتنهد بغضب و مسح على وشُه و هو بياخُد خطوات بعيد عنها فـ تراجعت هي كمان بقلق منُه، لقتُه إداها ضهرُه و سند بكفيه على مكتبُه مميّل عليه بيحاول ينظّم أنفاسُه قدر المستطاع و يهدي نفسُه، إستغلت الفرصة و حاولت تهرب من المكان لولا صوتُه اللي صدح خلاها تتنفض و تقف مكانها:
- أُقــفــي عــنــدك!!!
وقفت مكانها بخوف إختلط بغضب من زعيقُه فيها، فـ سكتت للحظات و رجعت غمغمت بحدة:
- إنت بتزعقلي كدا ليه!!
لفِلها وقرّب منها بخطوات عنيفة فـ شهقت و رجعت لازقة في الباب فـ شاور بإيدُه بغضب حقيقي:
- و أديكِ بالجزمة كمان!!! أنا مش عايز دلع و مياصة، إنتِ مش هتطلعي من البيت ده غير لو أنا مُت .. و حـتـى لـو مُـت هتفضلي فيه بردو!!
- أنا مش عايزة أفضل معاك أنا حُرة!!
هدرت بغضب واقفة قُصداه رافعة وشها ليه، ،نزل بعينيه لـ شفايفها ليُهجم عليهما يُقبلها بعُنف غاضب محاوط رقبتها، حاولت تبعدُه حاطة إيديها على صدرُه لكن خفِت مُقاومتها ليه لما إتحولت قبلتُه لحنان مُنقطع النظير خلّاها تنزل إيديها من على صدرُه بـ بُطى مُستسلمة له، و لولا إنه كان محاوط خصرها بدراعُه القوي كان زمانها وقعت من تأثيرُه عليها، بِعد عنها لما حَس بإحتياجها للهوا، فـ إتنفست بسُرعة مغمّضة عينيها، نزل بشفايفُه جنب أذنها و همس بها بخُبث:
- واضح فعلًا إنك مش عايزة تفضلي معايا!!!
فتحت عينيها بغضب و كانت هتزُقه من صدرُه لولا إنه قبض على كفيها بيقول و الغضب إترسم على وشُه:
- إيـدك!!!
بصتلُه بغيظ و قهرة و صرّخت في وشُه:
- يعني إنت بس كُنت بتثبتلي كدا صح!! أنا بكرهك يا زين!!
إبتسم و قال بمكر مقرّب وشُه منها:
- وأنا بحبك يا عيون زين!!
- إنت عايز مني إيه!!
همست بألم و إتحول الغضب في لحظة لـ و.جـ.ـع، فـ قال و هو بيتشرّب ملامحها بعينيه:
- عايزك!
- ليه بتو.جـ.ـعني؟
همست و قد تجمّعت العِبرات في مقلتيها بتبصلُه، فـ قبّل جوا ثغرها و همس قُدام شفايفها:
- ده أنا أمـ.ـو.ت قبل ما أفكر أو.جـ.ـعك!!
أسرع قلبها مُنتفضًا بلهفة هاتفًا:
- بعد الشر عليك!
حمدت ربنا إنها قالت في سِرها، فضلت بصّالُه لحد ما سألها بـ رفق:
- قوليلي أنا و.جـ.ـعتك في إيه؟
ثم تنهد و إسترسل:
- قوليلي و أنا بنفسي هعالج الو.جـ.ـع ده!!
إتنهدت و هي حاسة إنها إبتدت تحبُه، هو فعلًا من أول ما شافته مو.جـ.ـعهاش .. حاولت تختلق أي حاجه فـ همست بتبُص لكفيه القابضة على كفيها:
- شايف ماسك إيدي إزاي؟
و رفعت وشها ليه و قالت بحُزن:
- إيدي و.جـ.ـعاني!!
رفع يداها لشفتيه ليُقبل رسغيها بعشق قُبلتان مِتتاليتان، إبتسمت تستشعر ملمس شفتيه فوق بشرة يداها، رِجع بصِلها و قال بحنان:
- إيه تاني يا عُمري واجعك؟
بصتلُه بحُب لأول مرة بعد اللي حصل، و همست بخجل بعد ما نزِلت عينيها:
- إنت .. إنت بوستني بطريقة وحشية و آآ!!
إبتلع باقي كلمـ.ـا.تها بجوفُه مُقبلًا شفتيها بـ رقة وحنان مكوبًا وجهها بين كفيه بعشق حقيقي، دابت بين إيديه و إتفاجإت بنفسها بتحاوط عنقُه تُبادله قبلته بقلة خبرة منها، رغم صدmتُه إلا إنه حَس بقلبُه طاير من الفرحة، مقدرش يبعد إلا لما هي حاولت تبعدُه بخفة عشان تقدر تتنفس، سند جبينُه على جبينها و أنفها مُلتصق بأنفُه لسه محاوطة عنقُه مش قادرة تبعد عنُه، و لا هو قادر يبعد، همست بتقَطُع و هي مغمضة عينيها:
- زين!!
- قلبُه!!!
همس بإبتسامة عاشقة، فـ قرّبت منُه أكتر و كانت لسه هتتكلم لولا إن تليفونُه رَن، تأفف بضيق فـ إبتسمت و قال و هي بتشيل إيديها من حوالين رقبتُه بتقول بإبتسامة:
- تليفونك يا زين؟
- يولع!!
قال بغضب و هو بيشـ.ـدد على ضهرها عشان متبعدش، إبتسمت و قالت و الرنين مازال مُستمر:
- لحسن يكون في حاجه مهمة!!
إتأفف بضيق و سابها و فتح التليفون، فتح السبيكر و هو ساند على سطح المكتب بإيديه بيقول بصوت كلُه ضيق:
- خير يا فريدة!!
هتفت فريدة صوتها الأنثوي:
- زين بيه .. أنا أسفة يا مستر بس كُنت بفكّر حضرتك إن فاضل على الـ meeting خمس دقايق!!
- فاكر يا فريدة لسه مخرّفتش!
هتف بحدة فـ همست الأخرى بحرج:
- أكيد يا مستر أنا مش قصدي .. أسفة على الإزعاج!!
قفل معاها بضيق و قعد على المكتب ساند رجلُه على الأرض، لقاها واقفة بتبصلُه بضيق فـ مَد إيدُه نِحيتها و قال بهدوء:
- تعالي!!
راحت مسكت إيده و وقف قُدامُه و قالت بضيق:
- مين فريدة دي؟
قال بإبتسامة:
- السكرتيرة بتاعتي!
هتفت بغيرة:
- و ليه فريدة يعني .. ليه ميبقاش فريد!!
ضحك من قلبُه و قرّبها منُه و قال بخُبث:
- بتغيري؟
- لاء!
قالت مُسرعة بتنفي ده حتى لنفسها، لكن نيران قلبها كانت واضحة، فـ قال مُبتسمًا:
- ماشي يا يُسر .. كُنت هتقولي إيه قبل ما فريدة ترِن!
قرّبت منُه أكتر و حطت سبابتها فوق شفتيه و همست بضيق بريء:
- متقولش فريدة!! متنطقش إسمها! قول يُسر .. يُسر بس!!
ثبِّت أصبعها فوق شفتيه و قبلُه، ليُبعدُه هامسًا بخُبث:
- واضح فعلًا إنك مبتغيريش!
ضـ.ـر.بت الأرض بقدmها و هتفت بحُزن:
- بغير يا زين .. بغير عليك و مبحبش أي واحدة تكلمك أو تكلمها، في نار في قلبي مُجرد ما نطقت إسمها!!
حاوط خصرها و قرّبها منُه جاعلًا جسدها بين قدmيه، ليهتف بحنان:
- تغور فريدة في ستين داهية، أنا معنديش غير يُسر بس!!
إتنهدت و هديت شوية لحد ما قالت برفق:
- ماشي .. هسيبك دلوقتي تحضر الإجتماع!
و كانت هتمشي بس مسك إيديها و قال بهدوء:
- خليكي هنا!
همست بإبتسامة:
- هطلع الجناح هروّقُه و أغير الباندا ده و هاجي!!
أومأ لها بهدوء و ساب إيديها، سابته و مشيت و طلعت الجناح، فتحت باب الأوضة اللي كانت مضلمة فـ إستغربت لإنها لما مطفتش النور قبل ما تنزل، لما فتحت النور شهقت بصدmة بترجع لـ ورا و هي بتقول بخضة:
- إنتِ .. إنتِ بتعملي إيه هنا! و دخلتي إزاي!!
قامت ريّا من على الكُرسي و إبتسمت إبتشامة رعـ.ـبت يُسر و هي بتقول:
- مش أنا يا يُسر قولتلي تخلي بالك من نفسك .. تقومي إنتِ تسلميلُه نفسك!!
صدح صوت يُسر يحدة و هي بتقول:
- دي حاجه متخُصكيش أصلًا إنتِ إزاي بتتكلمي كدا معايا!!
و إسترسلت:
- و بعدين إنتِ ست كـ.ـد.ابة إنتِ أصلًا شكلك مش أمُه!!
شهقت يُسر لما لقت ريّا نزلت على وشها بـ صفعة خلِت وش يُسر يلتف للناحية الأُخرى، حطت يُسر إيديها على خدها بصدmة، نـ.ـد.مت ريّا على إنفلات أعصابها لكن سُرعان ما أدmعت عينيها تصرخ بها بو.جـ.ـع:
- بعد ما تعبت فيه و ربيتُه و كبّرتُه و رماني كإني كيس زبـ.ـا.لة تيجي إنتِ تقوليلي مش أمُه!! لاء أنا أمُه يا يُسر و ده من سوء حظي للأسف!! أنا أسفة إني ضـ.ـر.بتك بس أنا موجوعة يا يُسر!! موجوعة يا بنتي في نار قايدة في قلبي منُه!! ساعديني يا يُسر، ساعديني عايزة آخُد حقي منُه!!
حاولت يُسر تفوق من صدmة القلم اللي خدتُه، و جارِتها في كلامها و قالت بهدوء عكس اللي في قلبها من ضجيج:
- و عايزة تاخدي حقك منُه إزاي؟
هتفت ريّا و الشر بدأ يلمع في عينيها:
- أنا مش عايزة غير إنك تخليه يمضي على ورق بيع و تنازل لشقة واحدة بس من شُققه أقعد فيها بدل قعدتي في الشوارع!!
هتفت يُسر بعد لحظات:
- أنا هتكلم مع زين .. و هخليه يتنازلك عن شقة زي ما بتقولي لكن من غير ما أخدعُه!!
صرّخت فيها ريّا:
- إياكِ .. إياكِ تعملي كدا!!
وأسرعت بتقول مبررة إنفعالها:
- ده إنتِ .. إنتِ بس لو جبتيلُه سيرتي مش بعيد يضـ.ـر.بك يا بنتي و أنا خايفة عليكي، خايفة يمد إيدُه عليكي زي ما بيعمل دايمًا!!
- بس زين عُمرُه ما ضـ.ـر.بني!!
هتفت يُسر بـ ثقة، فـ هدرت ريّا بحدة:
- و إنتِ إيه عرّفك و إنتِ أصلًا فاقدة الذاكرة و مش فاكرة حاجه!!!
هتفت يُسر مُبتسمة لإنها وصلت للنقطة اللي عايزة توصلها:
- و إنتِ عرفتي منين موضوع إني فقدت الذاكرة ده!!!
سكتت ريّا لحظات بتشتم نفسها على غباءها، حاولت تقول أي حاجه فـ أسرعت قائلة بتـ.ـو.تر:
- أنا .. أنا متابعة أخبـ.ـارك يا بنتي و لما عرفت اللي حصل جيت أنبهك عشان ميضحكش عليكي و آآ
قاطعتها يُسر بحدة:
- إسمعي يا ست إنتِ!!! لو عقلك مصوّرلك إني مُمكن أأذي جوزي بأي شكل تبقي ست مـ.ـجـ.ـنو.نة!!! عُمري ما هأذيه لو حصل إيه، أنا بقالي أسبوع معاه مشوفتش منُه حاجه وحشة، عُمره ما مد إيدُه عليا و لا و.جـ.ـعني بكلمة، و مستحيل شخص زي زين يكون كان بيضـ.ـر.ب أمُه و لا راميها و اللي إنتِ بتقوليه ده!! أنا مُتأكدة إنك عملتي بلوى سودا خلِتُه يعمل فيكِ كدا لأني واثقة في قراراته!!
نفذت آخر قطرة صبر عند ريّا، مقدرتش تتحمل و وقع القناع من عليها، راحت نِحية يُسر و كانت هتضـ.ـر.بها بكُل قوتها لولا صوت زين اللي صدح من تحت بينده عليها، ريّا إترعـ.ـبت و بسُرعة جريت من البلكونة و يُسر متعرفش نزلت إزاي، حاولت يُسر تهدي نفسها و حالة الرعـ.ـب اللي دخلت فيها، دخل زين الجناح و منُه للأوضة، لاقاها واقفة مديالُه ضهرها بتترعش بخوف، لفّها ليه و قال بقلق:
- إتأخرتي ليه!!
إتصدm لما شاف علامة حمرا على خدها اليمين، رفع وشها ليه و قال و صوته بدأ يِهدى و ملامحُه جمدت و هو بيقول بصوت يشبه في هدوءُه هدوء ما قبل العاصفة:
- إيه اللي في وشك ده؟
قالت بتلعثُم بتتحاشى النظر لعنيه:
- مـ .. مافيش .. إتخبطت!!!
- إرفعي عينك و بُصيلي!
هتف بحدة فـ رفعت عينيها بخوف، لَف وجنتها له و قال بغضب:
- مين اللي ضـ.ـر.بك!!!!
مرعوبة تقولُه الحقيقة يعمل حاجه تضرُه، حاولت تهديه و هي بتقول برفق:
- زين إهدى .. أنا بجد وقعت و إتخبطت على الأرض!!!
- كـدابـة!!!
هدر فيها بقسوة فـ رجعت ورا بخوف من ملامحُه اللي بتستوحش، مسك دراعها و قرّبها منُه بحدة و قال بعُنف:
- مين كان هنا؟!!!
- إنتَ بتشُك فيا يا زين!!
همست مصدومة، فـ صرّخ في وشها بعصبية خوّفتها منُه:
- رُدي عـلـى مـيـتـيـن أُم الســؤال!!!
الدmـ.ـو.ع إنهمرت من عينيها و صرّخت فيه بعـ.ـيا.ط:
- مامتك .. مامتك اللي كانت هنا يا زين!!!
و نفضت إيديها بعيد عن إيدُه سايباه واقف مصدوم ماشية خطوات بعيد عنُه، لما فاق من صدmتُه رجع مسك دراعها و شـ.ـدّها ليه بعُنف و قال بحدة:
- بتقولي إيه!!! الست اللي بتقوليه عليها أمي دي مـ.ـيـ.ـتة أصلًا من شهرين!!!
جفت الدmـ.ـو.ع على خدها و بصتلُه بصدmة موسّعة عينيها و غمغمت:
- مـ.ـيـ.ـتة!!! مـ.ـيـ.ـتة إزاي!! لاء .. مش .. مش مـ.ـيـ.ـتة والله كانت لسه واقفة هنا قُدامي دلوقتي!!
و أكملت بعـ.ـيا.ط:
- صدّقني يا زين أنا مش بكدب عليك فـ حرف واحد، حتى إسمها ريّا .. و كانت جاية عايزاني أمّضيك على ورق تنازُل ليها بس أنا موافقتش، و هي اللي .. اللي ضـ.ـر.بتني كدا!!!
بصلها للحظات نظرات مفهمتش منها حاجه، فـ بعدت عنُه و قالت بتكتم عـ.ـيا.طها جواها:
- لو لسه شايف إني بكدب .. يبقى خلاص اللي تشوفُه!!
وقعدت على السرير باصّة لأناملها بألم مش قادرة توصفُه، مسح على وشُه بعُنف و خرّج تليفونُه من جيب بنطلونه عمل مُكالمه و حطُه على أذنه، أول ما السكة إتفتحت صوتُه صدح بشكل عنيف خلّاها تنتفض:
- عـابـد!!! حالًا تدورلي في موضوع ريّا اللي مـ.ـا.تت، و إياك بعد كدا تجيبلي معلومة مش مُتأكد منها بنسبة مليون في المِية، هي ساعة واحدة اللي ليك عندي .. ساعة تكون عرفتلي هي مـ.ـا.تت فعلًا و لا عايشة!!!
و قفل معاه، رمى تليفونُه على الكنبة بعُنف فـ إزدادت دmعات يُسر هطولًا، خرج من الأوضة و دخل البلكونة وقِف فيها بيحاول يتلاشى إنه يشوفها و يشوف دmـ.ـو.عها، إستلقت يُسر مكانها حاطة إيديها تحت وشها بتكتم عـ.ـيا.طها، مقدرتش تغمّض عينيها و تنام، فكرة إنه شَك فيها مطيرة أي ذرة نوم من عينيها، غمرت وشها في الملاية بتكتم عـ.ـيا.طها عشان ميوصلوش، بعد حوالي ساعة سمعت صوتُه بيزعّق في التليفون و بيقول بعُنف:
- و لما هي عايشة معرفتش من شهرين لـيــه!!!!!
غمّضت عينيها بحُزن، حسِت بيه بيدخل الأوضة، وقف قُدامها و بعدها قعد على كاحليه بيمسح على شعرها، و بيندهلها بـ هدوء:
- يُسر!!
فتحت عينيها بصتلُه للحظات، لحد ما ودت وشها النِحية التانية و قالت بجمود:
- إبعد .. عني!!
إتنهد و قام قعد قُصادها، ميّل على وشها و قبّل خدها الأحمر و مسد عليه بأناملُه و هو بيقول بشرود:
- و رحمة أبويا .. القلم ده ما هيعدي كدا بالساهل!!
قامت قعدت قُدامه و هدرت فيه بألم:
- زين سيبني .. سيبني أنا مش عايزة أتكلم معاك!!!
و حطت إيديها على قلبها بتقول بألم حقيقي:
- أنا .. أنا حاسة إن قلبي بينـ.ـزف من الو.جـ.ـع!!!
مسك راسها و ضمها لصدرُه حاطت إيديه على إيديها الموضوعة على قلبُه و إتنهد و قال بنـ.ـد.م:
- أنا أسف يا حبيبتي أسف، أنا عايزك تعذُريني!!
قاطعتُه بتبعد عن حُضنه بحدة و بتزُقه من صدرُه مصرّخة فيه:
- أعذُرك!!! أعذُرك إنك شكيت إني جايبة حد هنا في الأوضة!!
مسح على وشُه و قال بإرهاق:
- يُسر أنا مكنش قصدي كدا!!!
وقفت قُدامُه و قالت بضيق و صوت عالي:
- أومال كان قصدك إيه! إنت قصدك كان واضح أوي يا زين باشا!!
و إسترسلت بعـ.ـيا.ط:
- أنا مش هعيش معاك لحظة واحدة بعد اللي حصل!!!
و كانت هتطلع من الأوضة لولا إنه شـ.ـدّها من دراعها فـ خبطت في صدرُه رفعت وشها ليه بتبصلُه بحقد بعينيها الحمرا، إتفاجإت بيه بيسند جبينُه على جبينها و بيهمس بألم:
- لسه عايشة يا يُسر .. أكتر ست بكرهها في الدنيا طلعت لسه عايشة، بعد ما كُنت فاكر إني خلاص خلصت منها .. طلعت لسه بتحوم حواليا و حوالين مراتي و وصلت لجناحي و أذتني في أغلى بني آدmة عندي!!!
يُتبع♥
↚
- لسه عايشة يا يُسر .. أكتر ست بكرهها في الدنيا طلعت لسه عايشة، بعد ما كُنت فاكر إني خلاص خلصت منها .. طلعت لسه بتحوم حواليا و حوالين مراتي و وصلت لجناحي و أذتني في أغلى بني آدmة عندي!!!
سكتت مقدرتش تتكلم، و رغم إنها متعرفش حاجه عن علاقتُه بأمُه لكن الو.جـ.ـع اللي كان في صوتُه خلَّاها تسكُت، لقتُه بيقول بـ صوت مُرهَق:
- يُسر .. متبقيش إنتِ و هي و الدنيا عليا!!
غمّضت عينيها و تلقائيًا حاوطت وشُه، فـ إتنهد و نزل بشفايفُه مُقبلًا خدّها، بصتلُه يُسر بحـ.ـز.ن فـ بِعد عنها و قال بهدوء ظاهري فقط:
- خليكِ هنا .. شوية و جاي!
أومأت له و متكلمتش، لقتُه بيخرُج من الجناح و سمعت صوت باب الڤيلا بيتقفل بعُنف، وقفت في البلكونة بلهفة لقتُه ماشي بخطوات غاضبة مجرباها قبل كدا، إتصدmت لما لقتُه بيضـ.ـرب في جـ.ـسم واحد من الحُراس اللي كان شِبه مُغمى عليه من قبلها، و إتصدmت إن الحُراس كُلهم مغشي عليهُم تمامًا، صوتُه الجهوري و هو بيزعق في التليفون وصِلها:
- يا عــابــد!!!! وصلوا لبيتي و أوضة نومي يا عـابـد!! ضـ.ـاربين الحُراس كلهم بـ رُصـ.ـاص من مُـسـ.ـدس كاتم للصوت يا عابد!!! تجيبلي طقم حراسة حالًا و تجيلي!!!
حسِت يُسر إنه هيجرالُه حاجه من عصبيتُه و إنفعاله و عروقُه النافرة منُه، فضل واقف بيمشي في كُل الإتجاهات بيتأكد إن مافيش حد مستخبي، لاحظ سِلم واقع تحت البلكونة فـ زمجر بعُنف و مسكُه ضـ.ـر.بُه في الأرض، يُسر خافت عليه أكتر فـ همست بحُزن:
- يا حبيبي!
فضل واقف بيجوب الجنينة يمين و شمال لحد ما وصلت عربية ورا التانية و نزل منها أحد عشر رجُل بمِثل طول زين الفارع، تحدث معهم زين بإقتضاب و تحدث مع عابد بكلمـ.ـا.ت مقدرتش تسمعها، دخلت من البلكونة و قعدت على السرير بتفكر في كلامُه قبل ما ينزل، و رغم إنها لسه مش قادر تنسى إتهامُه ليها لكن هيئتُه الواهنة خلِتها زعلانة عليه، الباب إتفتح فـ رفعت عينيها لقتُه هو، دخل من غير ما يتكلم حرر أزرار قميصُه و شالُه من على جـ.ـسمُه رماه أرضًا، قعد على الكنبة مرجّع راسُه لـ ورا مغمّض عينيه، إترسم الحُزن في عينيها و قامت وقف قُدامُه و همست بتردد:
- إنت كويس؟
رفع راسُه و بصِلها للحظات، فرد دراعُه اليمين و هتف بـ وهن:
- خُديني في حُضنك يا يُسر!
معرفتش إزاي لبِت طلبُه و قعدت على رجلُه فـ حاوط خصرها ساند راسُه على صدرها أسفل رقبتها و شفايفُه لامسة جـ.ـسمها بيتنفس بصعوبة، حاوطت راسه و غمرت أطراف أناملها داخل خُصلاتُه مغمّضة عينيها بأسى و هي حاسة بو.جـ.ـع غريب في قلبها يشبِه و.جـ.ـعُه! مسحت على شعرُه بحنان فـ سمعتُه بيهمس بتعب:
- قوليلي إمتى هرتاح؟ إمتى هعرف أنام و أنا مطمن إن مافيش حد هيطعني بـ سكينة تِلمة في ضهري!!
غمّضت عينيها و نزلت ببراءة باست جبينُه فـ إبتسم و قال و هو بيحاوط خصرها أكتر:
- محدش بيعرف يعمل اللي بتعمليه في قلبي ده غيرك!! الحُضن ده دلوقتي عندي بالدنيا!! أخسر أي حد في سبيل بس إني أريّح راسي عليكي كدا! إنتِ الوحيدة اللي شوفتي زين الحريري وهو بييجي يترمي في حُضنك بعد كُل ضـ.ـر.بة بياخُدها!
إتنهدت و مسحت على ضهرُه العريض بتغمّض عينيها و متكلمتش، طبع قُبلات عديدة فوق رقبتها و عظمتي الترقوة، و بعديها قال بهدوء مُنافي لتأجُج نيران صدرُه:
- يلا يا حبيبتي، تعبتي النهاردة .. نامي و أنا عندي مشوار هخلصُه و أرجع!!
هتفت بقلق و هي بتبصلُه:
- هتروح فين؟!!
- هصّفي حساب قديم!
قال بشرود، نفت برأسها و حاوطت وشُه بتقول برجاء:
- لاء يا زين خليك هنا .. خليك جنبي يا زين!!
و حاوطت خصرُه ساندة راسها على كتفُه تُردف بحُزن:
- متسبنيش .. لوحدي هنا!!
إتنهد و حاوط راسها بيمسح على شعرها قائلًا بهدوء:
- متخافيش، الڤيلا كُلها حراسة .. و أنا مش هتأخر!
زفرت بقلة حيلة و يأس و قامت من على رجلُه وقفت قُدامُه ناكسة الرأس تعبث بأناملها، وقف قُدامها و مال يُقبل جفنيها، ثم أناملها المرتعشة و قال بحنان:
- والله ما هتأخر يا حبيبتي!!!
- ماشي!
قالت و هي بتبصلُه بعيون بريئة، إبتسم و سابها ومشي، و أول ما لَف ضهرُه ليها إختفت إبتسامتُه و حَل محلها ملامح ترعـ.ـب اللي يشوفها!
• • • • • • •
- إبــعــدوا عــنــي!!! أنا .. أنا أُمــه يا زبـالـة مـنـك لي!! أنا أم زيــن بـاشـا الحـريـري!!!
هتفت بـ صوتٍ عالي و هي بتتجر من إتنين رجـ.ـا.لة أجسامهم ضخمة لـ جوا مخزن نائي في مكان بعيد، دخل زين مُبتسم حاطت كفيه في جيب بنطالُه، يقول بصوتُه الجهوري:
- و هي في أُم بردو تحاول تقـ.ـتل إبنها يا ريّا!!!!
إتصدmت ريّا و وقفت تبصلُه من مجيئُه المُفاجيء، إتـ.ـو.ترت ملامحها لما رمى الكلام في وشها زي القُنبلة، فـ إتلعثمت و هي بتقول:
- إنت إتجننت يا زين!! بتقول إيه .. أنا أمــ.ـوِّت إبني!!
ضحك بخصب ضحكة كُلها سُخرية، و وقف قُدامها و هو بيقول بإبتسامة كلها مكر:
- و العربية اللي طلعتلي فجأة من اللاشيء و خبطتني دي و سواقها هِرب تفسريها بإيه؟ لكن خطتك باظت لما ممـ.ـو.تش .. و معرفتيش تاخدي الفلوس اللي كُنتِ هتاخديها من ورايا فـ جاية تحومي حوالين مراتي .. ده أسميه إيه!!!!
مردتش .. نزلت عينيها الأرض و هي بتحاول تدور على كلام ترُد بيه عليه، إنتفض جـ.ـسمها لما صرّخ في وشها بعُنف خلاها تترعـ.ـب منُه:
- مـــا تــــرُدي!!!!
إنفجرت فيه و صرّخت بقسوة:
- أيوا يا زيـن!!! أيوا كنت عايزه أخلَص منك عشان الإمبراطورية اللي عاملها كلها تبقى ملكي أنا!!! أيوا كُنت عايزة أمـ.ـو.تك و أمـ.ـو.تها معاك عشان محدش يورثك بعدك غيري!!! أنا بكرهك يا زين و عُمري .. عُمري ما حسيت بعاطفة أمومة نِحيتك!! أنا اللي أجرت سواق عربية نقل تقيل يــفــ.ـــرُمــك إنت و هي بعربيتُه لكن للأسف طلع غــبــي و إنت فلَت منُه!!! أجّرت ناس يدخلوا المستشفى اللي كنتوا فيها و يعرف إنت مُت و لا لسه، و لما عرفت إنك بردو قُمت منها و أقوى من الأول كُنت هتجنن، لما قالولي إن الزفتة بتاعتك فقدت الذاكرة مكنش عندي حل غير إني أكرّهك فيها، روحتلها بيت جدتها بعد ما عرفت إنكوا هناك و قولتلها إنك زبـ.ـا.لة و كنت بتـ.ـضـ.ـربها و كنت بتضــ.ـربني أنا كمان و حاولت أكرّهها فيك بكُل الطرق و حذّرتها منك عشان تبقى في صالحي أنا و تبقى لعبة في إيدي أحرّكها زي م أنا عايزة، أنا اللي جيبت حد يضـ.ـر.ب ناس على الحَرس بتوعك و طلعت من على السلم لبلكونة جناحك عشان أهدد مراتك ... وقسمًا بربي لو كُنت إتأخرت بس دقيقة كمان أنا كان زماني مـ.ـوِّتها بإيديا!!
إترسمت الإبتسامة على وشُه بتخفي وراها و.جـ.ـع عُمرُه ما هيظهرُه ليها! قرّب بـ وشُه من وشها و همس في ودنها بصوت يشبِه فحيح الأفعى:
- إبقي فكّريني أزورك في الســ.ـجن .. و أجيبلك عيش و حلاوة .. بس حلاوة مُعتبرة!!!
عينيها جحظت لما لقت البوليس داخل عليها، بصِت لـ زين اللي بِعد عنها بصدmة بينما هو إبتسم إبتسامة شامتة، صرّخت فيه بأعلى صوتها مصدومة:
- إنت عملت إيه!!! عــــمــــلــــت إيــــه يـــا زيـــن!!!!!
فسح المجال لـ رجـ.ـال الشُرطة حاطت إيديه في جيبُه و لسه الإبتسامة البـ.ـاردة المُعتادة معاها مرسومة على وشُه، كانوا ماسكينها وبيشـ.ـدوها على عربية الشُرطة وسط صياحها و صراخها عليه و توّعُدها ليه! خرحوا من المخزن و العربية مشيت بعيد عنُه، خرج ركب عرببتُه و راح لـ مكان عالي فوق جبل، نزل من العربية وقعد نُقص قاعدة عليها بيتأمل الكون الفسيح قُدامه، وفضل واقف فيه ساعة و إتنين لحد ما الصُبح طلع، إفتكى يُسر اللي وعدها إنُه مش هيتأخر عليها، فـ ركب عربيتُه و إتحرك مُتجه لـ ملاذُه الخاص!
• • • • •
لما مشي دخلت الحمام نزعت عنها ملابسها، سدت البانيو و غمرتُه بالميا لآخرُه، كبت عليه شاور چيل لحد ما رغاوي الصابون ملتُه، دخلت فيه بعد ما إتملى و سندت راسها على المكان المُخصص لوضع الراس فوقُه، أخدت نفس عميق و سندت بإيديها الإتنين على جانبي البانيو، غمّضت عينيها و إحساس الميّا الدافية و هي محاوطة جـ.ـسمها ودّاها في عالم تاني، فتحت عينيها بصِت على الحوض للحظات و رجعت غمّضت، قطبت حاجبيها لما إتعرض مشهد قُدامها و هي واقفة مميّلة على الحوض بتستفرغ كُل اللي في معدتها، و وسط إنغماسها في اللي بتشوفه راسها نزلت لـ تحت لحد ما بقت الميّا على وشك غمر عينيها و أنفها، شافت نفسها بتمشي و فجأة بتُقع من على السلم اللي في الڤيلا، و لإنها كانت مُنغمسة في اللي شايفاه كإنه قُصاد عينيها و مع وقعتها على السلم وقعة عنيفة إتخضت فـ خرجت من المية بسُرعة هيستيرية، و يشاء خالقها إن كفيها يتزحلقوا من تحت الميّا و راسها تتخبط في حرف البانيو خبطة مكانتش سهلة أدت لفُقدانها للوعي، و لولا إن راسها متزحلقتش كان زمان راسها تحت الماية و قاطعة النفس!!
فضلت كدا ساعات، بين الوعي و اللاوعي لحد ما سمعت صوتُه من الأوضة بيندَه عليها، تآوهت بألم و إتملت عينيها بالدmـ.ـو.ع حاسة إنها مشلولة مش قادرة لا تتكلم و لا تتحرك، كُل اللي قدرت تنطقُه بضعف شـ.ـديد:
- آآه .. زين .. آه!!!
إتفتح باب الحمام بقوة، الذُعر بان على وشُه لما شافها بالحالة دي، صدح صوتُه بقلق إختلط بصدmة:
- يُـسـر!!!
جري ناحيتها ميّل عليها بيمسك راسها اللي في بُقعة دm تحتها ولكن مكانتش كبيرة، حملّقت فيه بـ عينيها الدامعة و هي بتقول بـ بُكاء خفيف:
- زين!!!!
ظهر القلق العارم في صوتُه و هو بيمسح على خدها بـ باطن كفُه
و إيدُه التانية خلف راسها مكان الإصطدام بيسألها:
- إيه اللي حصل!!! إتخبطي إزاي؟!!
حاوطت هي وشُه بكفيها المُبتلان و قالت و هي بتتأمل كُل جُزء في ملامحُه بنبرة فيها عـ.ـيا.ط:
- يا حبيبي!!
نزلت بإيديها لـ تلابيب قميصَه و شـ.ـدتُه عليها بتلزق راسها في صدرُه بتقول بـ بُكاء مكتوم:
- وحشني حُضنك أوي يا زين!!!
مكانش لسه مستوعب ضمها لصدرُه محاوط ضهرها و نزِل إيديه في المايّة خلف رُكبتيها و حمل جسدها العاري بين ذراعيه، حاوطت عنقُه دافنة أنفها في رقبتُه بتستنشق عِبق ريحتُه اللي بتعشقها، ضـ.ـر.بت البرودة جـ.ـسمها لما وقًفها على أرض الحمام فـ إرتعشت بتحاوط نفسها بذراعيها، خـ.ـطـ.ـف منشفة طويلة من وراها حاوط بيها كتفيها و جـ.ـسمها كلُه، قرّبها لصدرُه محاوط وشها بكفيه بيقول بأنفاس مُبعثرة من شـ.ـدة خوفُه عليها:
- فيكِ حاجة؟ حاسة بو.جـ.ـع صح؟! أبعت أجيب دكتورة!!
- خُدني في حُضنك!!
همست بإشتياق و هي بتسند راسها على صدرُه، رغم غرابة طلبها خصيصًا بعد فقدانها الذاكرة لكن عانقها بعشق لن ينضب، فـ همست مُقبلة عنقُه قُبلة تلي الأُخرى:
- أحضُني جـ.ـا.مد يا زين .. جـ.ـا.مد أوي!!!
ضغط فوق ظهرها بيضمها لصدرُه أكتر يحاول إخفاء دهشتُه من على مِحياه، كان جسدها يرتعش بين ذراعيه من برودة الجو، فـ حاوطها قائلًا بحنان:
- تعالي يا حبيبتي ندخُل عشان متبرديش!!!
أنهارت في البُكاء بين ذراعيه، إتخص و طلّعها من حُضنه بيحاوط وشها الأحمر و خُصلاتها مُلتصقة بوجهها بيقول بـ قلق و عينيه بتجري على ملامحها:
- بتعيطي ليه!!! راسك واجعاكِ!!!
حاولت فكّ ذراعيها المُقيدين بتلك المنشفة، و نجحت في ده فـ لفِت المنشة على جـ.ـسمها مُحررة ذراعيها، رفعت عيناها الدامعة ليه و بلهفة وقفت على أطراف أصابعها بتقول بنـ.ـد.م:
- أنا أسفة يا زين .. أسفة على كُل الهبل اللي عملتُه!! أسفة إني تعبتك معايا!!!
صُدm، هل تذكرتُه؟!! رفعها عن الأرض يقول بصوتٍ إمتلأ بالفرحة:
- إنتِ إفتكرتيني يا يُسر صح؟
أومأت سريعًا تلصق شفتيها بعنقُه هامسة بحنان بين كُل قُبلة و الأخرى تضعها فوق تجويف رقبته:
- آه .. آه يا قلب يُسر .. و روح يُسر .. و عُمْر يُسر !!!
زفر نفسًا عميقًا يضم جسدها لجسدُه أكتر، مشي بيها و خرج من الحمام، قعد على السرير و هي قعدت قُدامُه لكن لسه حاضناه، إبتسم و قبّل ذراعها بحنان، بِعدت بوشها بَس عنُه و إيدُه محاوطة خصرها، كوِّبت وجنتيه بين كفيها تهمس و هي تنظر لعيناه:
- زعلان مني؟
كانت إجابتُه على هيئة قُبلة، إلتهم شفتيها بجوعٍ و قد إشتاق لـ شخصيتها القديمة، يُقبلها و هي تتجاوب معُه بحُب لا تُريد الإبتعاد عنُه، إلا أن فصل قُبلتهما يستند بـ جبينُه فوق جبينها وسط أنفاسها العالية يُردف بـ إبتسامة:
- ده إنتِ .. طلّعتي عين أهلي!!!
همست بحُزن:
- أنا اسفة! أنا مش عارفة كُنت جايبة الغباء ده منين!!!
و إسترسلت و أناملها بتسير على دقنُه:
- و مش عارفة إنت كُنت جايب الصبر معايا ده منين!
تنهدت بـ حرارة تُقبل شفتيه بـ قُبلة حنونة سطحية و همست أمامها بعشق:
- أنا بحبك أوي .. أوي والله!!!
كانت فِعلتها هي القشة للإنقضاض على شفتيها يُعيدها للخلف مُمسكًا بكتفيها، إلا إنه إبتعد يمسح على خُصلاتها من الأمام هامسًا و شفتيه مُلامسة لـ بشرة وجهها:
- راسك و.جـ.ـعاكِ؟
نفت براسها محاوطة عنقُه تنظُر له بـ غرام فاق كُل شيء! و كانت تلك الإشاره الخضراء التي سمحت له بإكمال ما بدأُه، و بشفتيه يتسلل لـ نعيم عنقها المُعبق بـ رائحة جسدها الطبيعية، أناملُه تنزع بخفة و حنان تلك المنشفة عن جسدها!
• • • • •
إستفافت من نومها قبلُه، غمست وجنتها داخل صدرُه و أناملها تعبث بـ صلابة جزعُه العلوي، تود لو أن تسُب ذاتها على اللي عملتُه معاه لما كان فاقد الذاكرة، بدايةً بـ إتهامها له بأنه من أشباه الرجـ.ـال الذين يضـ.ـر.بون و يعنفون زوجاتهم، إتصدmت و هي مُدركة إن أمُه لسه عايشة، لما أدركت ده شـ.ـددت على صدرُه بتفتكر لما سند راسُه جوا حُضنها بإنهزام و هو مش قادر يستوعب إن لسه أكتر ست كِرهها في حياتُه عايشة!، لامت نفسها إنها كانت بتسمع ليها لـ تُتمتم بضيق حقيقي:
- غـ.ـبـ.ـية!!!
شعرت بيدُه تمسح على ذراعها العاري يُردف بصوتُه الناعس اللي بيدوبها:
- بطّلي شتيمة في نفسك!!
رفعت وشها ليه و قالت بعد تنهيدة بتتأمل عينيه اللي بتبُصلها بحُب:
- مش قادرة أستوعب أد إيه إنت كُنت حنين و بتصبُر عليا .. و أد إيه أنا كُنت غـ.ـبـ.ـية كدا!!
مسح على شعرها و قال:
- مكُنتيش فاكرة حاجة يا يُسر .. طبيعي!!
ضمت الغطا لصدرها و بِعدت عن صدرُه ساندة كفها جنبُه بتقول بغضب:
- لاء مش طبيعي!!! إنت كُنت حنين أوي عليا و أنا كُنت لسه عنيدة و مش قادرة أقتنع أد إيه إنت بتحبني!!
إبتسم و جذبها من خصرها يُقربها من صدرُه فـ تنهدت ساندة راسها من جديد على صلابة صدرُه، مسح على خُصلاتها و قال بهدوء:
- إهدي!!
أومأت له و سكتت شوية، و رجعت قالت بعدها بتوجس:
- زين .. روحت فين إمبـ.ـارح؟
- كُنت بدفّعها تمن القلم اللي إدتهولك!
قال و عينيه بـ تلمع و هو شارد في نُقطة مُعينه، الحقيقة مكانش بس بيدفّعها تمن القلم، كان بيدفّعها تمن إنها مكانتش تصلُح أم من الأساس!، رفعت عينيها ليه و قالت بخوف:
- إزاي؟
- سجنتها!
قال و هو بيبُص لـ يُسر اللي شهقت بتفاجؤ و قالت بخضة:
- سجنتها! بتُهمة إيه؟!!
إتنهد و قال بهدوء و ثبات غريب:
- هي اللي أجرت صاحب العربية النقل اللي طلعت قُدامي مرة واحدة، كانت عايزاه يقـ.ـتـ.ـلني!!
رفعت وشها ليه و هي بتبصلُه بصدmة، عينيها بتمشي على ثبات ملامحُه الغريب و اللي مُتأكدة إن الثبات ده قناع وراه طفل بيعـ.ـيط على أُمه اللي إتحرم من حنانها من ساعة ما إتكون في رحِمها!، رفعت نفسها لـ فوق شوية لحد ما راسها بقت جنب راسُه، حاوطت جانب راسُه بكفها بتمسح على وجنتُه اليُمنى ساندة وجهها على اليُسرى، قبّلت صدغُه و همست:
- لو كان جرالك حاجه .. أنا كُنت قـ.ـتـ.ـلتها بإيدي!!!
حاوط خصرها من فوق الغطا و قرّبها ليه وبصِلها فـ كادت أن تلمس شفتاه شفتيها، بَص لعينيها و لـكرزتيها و مرَدش، إتنهدت و هي حاسه بألم بيطلع من عينيه، مش عارفة إزاي تقدر تهوِن عليه، قبّلت جوار ثغرُه و همست قُدام شفايفُه بحُب:
- عارف يا زين .. رغم إن لا طولي و لا سني يسمحلي أقول ده .. بس أنا ساعات كتير بحِس إنك إبني! لما باخدك في حُضني بحِس إنك إبني مش جوزي، لما بيجرالك حاجه .. ببقى حاسة إن روحي هتتسحب مني من خوفي عليك كإنك حتة مني مش جوزي!!!
و مسحت على دقنُه بتقول بـ رقة:
- ده ميمنعش إنك أحلى و أجمل راجـ.ـل و زوج في الدُنيا!! إنت حياتي كُلها يا زين .. أنا ماليش غيرك!
ميِّل عليها و سند كفيه جنبها و دفن وشُه داخل رقبتها و هو بيقول بصوته الأجش:
- و لا أنا عندي أغلى منك!!!
قبّلها قبلٌ مُتفرقة يأخذها معُه في موجة عشق مرة تانية ببوصفلها أد إيه بيحبها بس بالأفعال، بيحاول يشبع منها لكن مبيشبعش، بيحاول يكتفي مبيكتفيش، كُل ما يقول إنه خلاص هيشبع من حُضنها يرجع تاني لنُقطة الصفر!
• • • • • •
- زيــن لاء أنــا خـايفـة متسبنيش!!!
صرّخت و هي محاوطة خصرُه بقدmيها متعلّقة في رقبتُه، ضحك من قلبه و حاوط خصرها و هو بيقول:
- إنتِ مـ.ـجـ.ـنو.نة يا يُسر ولا كان في حد في العيلة أهبل؟ مش إنتِ اللي قولتي أعلِّمك السباحة!!
- ده مش معناه إنك تسيبني كدا .. إنت عارف أد إيه البسين عميق!!
هتفت بذُعر و هي بتبُص للميّا بخوف
- سيبي نفسك يا يُسر و متتشنجيش!!!
قال بجدية و هو بيقرّبها منُه، إزدردت ريقها و همست بحُزن:
- خايفة!
قبّل خدها بحنان و قال:
- متخافيش .. أنا معاكِ!
بالفعل سابت نفسها و حاولت تهدى، لفّها لبه فـ ضهرها بقى مُلتصق في صدرُه، حاوط خصرها و قال بهدوء:
- لازم إيدك تبقى شغّالة مع رجلك .. إتفقنا؟
- مـ .. مـاشي!!
هتفت بتـ.ـو.تر، حاوط صدرها و قدmيها أسفل ركبتيها و هو بيقول:
- نامي على إيدي!!
نامت بالفعل على بطنها و حملتها المايّة معاه، قال بجدية:
- يلا .. حرّكي إيدك و رجلك جوا و برا المايّة!
عملت زي ما قال منزلة وشها تحت المايّة، شال إيدُه بالراحة لحد ما لاقاها بتعوم و لكن في مكانها لوحدها، إبتسم و قال بصوت شِبه عالي:
- أيوا كدا .. زُقي برجلك بقى لـ ورا!!
و بالفعل إتحركت شوية لكن تعبت و رفعت وشها فـ كانت هتنزل لـ تحت لولا دراعُه اللي سحبها لصدرُه فإرتطمت به بتتنفس بسُرعة محاوطة رقبتُه بتاخُد نفَسها بالعافـ.ـية، مسح المايّة من على وشها فـ إبتسمت بإتساع ثغرها و هي بتصرّخ بفرحة:
- أنا عومت!!! شوفتني؟!! إتحركت شوية والله!!!
سابت رقبتُه و صقّفت بفرحة فـ ثبت خصرها على معدتُه و هو مُبتسم على فرحتها و قال بيقرُص طرف دقنها:
- شوفتك! شاطرة، إسندي هنا على الرُخام و شوفيني و أنا بعوم عشان هتقلديني دلوقتي .. إتفقنا؟
- إتفقنا!
هتفت بحماس و مسكت الرُخام بكلا كفيها عشان متتسحبش لتحت، شافتُه و هو بيعوم بمهارة فـ إرتسم اليأس على ملامحها، لما خلّص رجّع شعرُه المُقطر بالمياه لـ ورا فـ قالت بيأس:
- لاء بقولك إيه!! أنا لو قتدت أتعلم في عشر سنين مش هعرف أقلدك و إنت بتعوم كدا!!
إبتسم و وقف على مقربة منها ولكن مش قُريب مدِلها ذراعيه و قال و هو بيشجعها:
- يلا تعالي في حُضني عوم!!
جحظت بعينيها و قالتلُه بخوف:
- لاء مُستحيل .. مش هعرف!! لازم تبقى ماسكني على الأقل!!!
- جرّبي، زُقي الرُخام و تعالي!!
قال بهدوء، فـ عملت زي ما بيقول و إبتدت تعوم فعلًا لحد ما وصلتلُه، تشبثت في رقبته و هو حـ.ـضـ.ـنها بإبتسامة سعيدة، خدت نفسها بتبصلُه بفرحة عارمة:
- زين!!! أنا عملتها يا زين!!!
أغرِتُه شفتيها المُرتسم عليها قطرات من المياه، ليقترب مُختطفًا قُبلة صغيرة من شفتيها و قال بـ حُب:
- براڤو يا قلب زين!!!
إبتسمت بخجل و حاوطت عنقُه تمسح فوق خُصلاته المُبللة..
• • • • •
فتحت عيناها على ضوء الشمس الساطع الذي دلفص لجناحيهُما، فركت عيناها بطفولية و قامت نُصف قعدة، بصتلُه لقتُه واقف قُدام التسريحة بيرُش من عِطره اللي كانت جايباه و بيشمر عن ساعديه، لفِلها و قال بإبتسامة:
- صباح الملبن!!!
ضحكت من جملتُه و بصِت لقميصُه اللي كانت لابساه و هتفت بخجل:
- قصدك إيه بـ ملبن يعني!! هو أنا عشان تخنت شوية صغننين هتقول كدا!!
إبتسم و قرّب منها، مال علبها و كان لسه هيتكلم لكن إنكماش ملامحها بإشمئزاز غريب خلّاه يسكُت تمامًا، حطت إيديها على فمها و هتفت مُسرعة:
- زين .. زين إبعد!!!
بِعد عنها بـ ملامح جـ.ـا.مدة فـ قامت بسُرعة ركضت على الحمام تستفرغ كُل اللي في بطنها، مسمعتش بعدها غير صوت قفل باب الأوضة بحدة شـ.ـديدة .. فـ عِرفت إنه مِشي!!
يُتبع♥
↚
- زين .. زين إبعد!!!
بِعد عنها بـ ملامح جـ.ـا.مدة فـ قامت بسُرعة ركضت على الحمام تستفرغ كُل اللي في بطنها، مسمعتش بعدها غير صوت قفل باب الأوضة بحدة شـ.ـديدة .. فـ عِرفت إنه مِشي!!
صدحت تآوهاتها المُتألمة و هي بتخرُج من من الحمام محاوطة معدتها بذراعيها، قعدت على الفراش و أخدت تليفونها حاولت تكلمُه أكتر من مرة لكن ما بيرُدش، رمت التليفون على السرير و هي بتقول بـ ضيق:
- إيه القَمص ده!!!
إستلقت على السرير بإرهاق و راحت فجأة في نوم عميق، صحيت على صوت كركبة في الأوضة عنـ.ـيفة، فتحت عينيها و لقتُه، فـ قامت قعدت بتقول بنعاس:
- مش أنا حاولت أكلمك يا زين؟ مبترُدش عليا ليه!
مرة تانية مرَدش علبها بيفتح الدُرج اللي جنبها بيدوّر على حاجه، قامت وقفت على السرير بضيق و هي بتقول بحـ.ـدة:
- زين!! أنا زعلانة منك!! بتسيبني و تمشي و أنا برجّع و تعبانة؟!
بصلها بسُخرية و هتف:
- م أنا مشيت عشان ريحتي متقرفكيش أكتر من كدا و ترجّعي أكتر!!!
شهقت بتفاجؤ زائف، سندت على كتفُه و نزلت وقفت قُدامُه و هي بتقول بدهشة زائفة:
- ريحتك إنت تقرفني؟!!
حاوطت عنقُه بدلع و غمرت وجهها في عنقُه قبلتُه قبلة طويلة تستنشق رائحتُه بعدها و هي تقول بـ حُب:
- ده أنا بعشقها!!
- يُسر!!
قالها بضيق من نفسُه قبل منها، إزاي قُبلة فوق عنقُه تكون بالتأثير ده على قلبُه؟! ليجدها تطبع قبلة فوق تفاحة آدm الخاصة به، ثم دفعتُه بخفة ليجلس على الفراش و جلست بأحضانُه تحرر أزرار قميصُه ثم أبعدتُه عن صدرُه العلري وسط نظراته لها، لتُقرب وجهها من صدرُه تستنشق رائحة صدرُه و تلابيب قميصُه ثم قبّلت عنقُه عدة قُبلات قائلة بإبتسامة حنونة:
- بمـ.ـو.ت في ريحتك يا زين!!!
إتنهد و حاوط خصرها و هو بيقول بنبرة ظهر الضيق بها:
- أومال إيه اللي حصل الصُبح ده؟!
حاوط وجهه و همست برفق:
- و لا حاجه يا حبيبي .. أنا قبلها بطني كانت و.جـ.ـعاني فـ فجأة حسيت إحساس إني عايزة أرجّع ده و إنت بالصدفة كُنت قريب مني!!!
ثم طبعت قُبلة على شفتيه، قُبلة حنونة رقيقة رغم سطحيتها، و إبتعدت هامسة بـ حُب:
- مش أكتر يا زيني!!
لتبتعد عنه فجأة مديرة وجهها و مكتفة ذراعيها تقول بحـ.ـز.ن زائف:
- أنا أصلًا اللي زعلانة .. سبتني و مشيت و مقلقتش و لا خوفت عليا حتى!!!
لفّها ليه و قال و هو بيقرّبها من صدرُه:
- مين قال مقلقتش، أومال مين بعتلك رحاب تشوفك و تطمن عليكي؟
زمت شفتيها بحُزن بتبصلُه و هي بتقول بطفولية:
- طب صالحني إتفضل!!
حاوط وجهها و مال مُقبلًا شفتيها بـ شوق شـ.ـديد، إبتعد بعد الكثير بيهمس بجنون عاشق ماسحًا بإبهامُه فوق شفتيها:
- تاني مرة .. متعمليش بشفايفك كدا تاني!!!
- صالحني!
قالت بدلع و هي بتحاوط عنقُه، فـ حاوط خصرها أكتر و نيّمها على السرير بالراحة بيسألها بتحذير:
- مُتأكدة؟!
أومأت ببراءة فـ قال بخبث:
- طب مترجعيش تقولي يارتني!!!
و مال عليها يطبع قبلات سريعة فوق وجهها .. كامل وجهها وسط ضحكاتها العالية، ليفعل المثل بعُنقها الطويل و بداية صدرها، حاولت إبعادُه بضحكات تُحيي قلبُه:
- زين خلاص .. إتصالحت خلاص!!!
- مش من قلبك!!
قالها بمكر و أناملُه تتسلل لمعدتها لتُدغدغها فـ صرخت بضحكات عالية ترجوه أن يتوقف لكن لا فائادة من ترجيها، حتى شعر بأنفاساها على وشك النفاذ من شـ.ـدة ضحكاتها فـ توقف مستندًا بوجهُه فوق عنقها و هي بتاخد أنفاسها بسُرعة بتضحك و هي بتقول بتقطُع:
- نفسي .. هيتـ.ـقطع!!!
زمجر بضيق:
- بعد الشر!!!
تغيّرت تعبيرات وجهها لتنكمش بألـ.ـم، وضعت كفيها على معدتها و هتفت بخفوت:
- زين .. بطني و.جـ.ـعاني!!
نزل بعينيه لبطنها و حط كفُه على كفّها قائلًا بقلق:
- من إيه؟!
- مش .. مش عارفة!
همست بألـ.ـم، لتتآوه بخفوت فـ أسرع بالنهوض من فوقها بيقول و هو بيطلب الدكتورة على تليفونه:
- هبعت أجيب دكتورة!!
همست بتعب:
- لاء يا زين مش ضروري .. يمكن شوية برد في معدتي بس!
- بس يا يُسر!
قال بضيق، و هاتف بالفعل الطبيبة لتخبرُه أنها سوف تأتي بعد دقائق، ركن تليفونُه على جنب و قعد جنبها بيتفحصها بقلق، ضـ.ـرب الألـ.ـ معدتها بقوةٍ أكبر فـ أنِّت بـوجـ.ـع تضُم قدmيها لمعدتها محاوطاها بذراعيها، إنكمشت مِحياه بقلق رهيب عليها ليستند بمرفقُه خلف رأسها محاوطًا ذراعها يُقرب ظهرها له هاتفًا بصوت يشوبُه الخوف عليها:
- حبيبي .. إهدي!!
إزداد أنينها تميل برأسها للأمام فـ مسح فوق خُصلاتها و هو حاسس بـ نغـ.ـزات في قلبُه، لفِت يُسر ليه و مسكت في قميصُه بقـ.ـوة بتقرّبُه منها ساندة جبينها على صدرُه بتتنفس بسُرعة من شـ.ـدة ألـ.ـمها، نِزل بشفايفُه مُقبلًا رأسها و كفُه الآخر وضعُه على معدتها يربت عليها برفق، إلا أن وصلت الدكتورة، الخدm طلعوها الجناح و خبّطت فـ قام يفتحلها، دخلت بسُرعة و كشفت على يُسر اللي بقى وشها شاحب ، سألتها بعض الأسئلة و إدتها مُسكن، لحد ما قامت قالت لـ زين بهدوء:
- واضح كدا إن المدام حامل، الترجيع و و.جـ.ـع البطن و الـ period اللي إتأخرت كل دي إشارات إنها حامل، لازم بردوا تتأكدوا من طبيب نسا!!
بصتلها يُسر بصدmة و إختفى الو.جـ.ـع في لحظة و هي بتقوم نُص قعدة بتقول بفرحة:
- بتتكلمي بجد؟! يعني أنا حامل!!
لفِلتها الدكتورة و إدتها إبتسامة بسيطة و قالت:
- أيوا حامل يا مدام يُسر .. ألف مبروك!!!
بصِت لـ زين اللي إبتسملها بهدوء و قال للدكتورة:
- تمام يا دكتور!
إنسحبت الطبيبة و وّصلها لـ تحت، رِجع لـ يُسر اللي إتفاجيء بيها بتعيط محاوطة وشها و مميّلة لقُدام، ظهرت الدهشة على ملامحُه فـ قال و هو بيقرّب منها و بيقعُد قُدامها:
- بتعيطي ليه يا يُسر؟!!
نزل بعينيه لبطنها و قال و هو بيشيل إيديها من على وشها و عينيه كلها قلق:
- لسه بطنك و.جـ.ـعاكِ؟!
بصتلُه بعيون حزبنة و وش كلُه أحمر خلّاه يقلق أكتر، و غمغمت بحُزن:
- لاء مبقتش تو.جـ.ـعني!!
- أومال مـالـك!
هتف بحدة من شـ.ـدة قلقُه، فـ بكت أكتر و هي بتقول بصوت حزين:
- أنا خايفة يا زين!! خايفة يجرالُه حاجه بعد ما أكون خلاص إتعلّقت بيه! خايفة أدي لنفسي أمل تاني!!
ضـ.ـر.ب كف بآخر و قال بضيق:
- يعني العـ.ـيا.ط و الفلهقة دي كُلها عشان كدا؟!
و إبتسم ساخرًا و قال و هو بيريّح ضهرُه على السرير قُدامها و صعدت أناملُه لدقنها قارصًا إيّاها بخفة:
- واضح إن الهرمونات إشتغلت!!
شالت إيدُه و صـ.ـرّخت فيه بغضب:
- يـا زيـن أنـا مش بهزر!!!
إتحولت نبرتُه لنبرة مُخـ.ـيفة تُحذِرها:
- وطـي صوتـك!
سكتت و بصِت تحت و عيّطت أكتر حاوطت بداية رأسها بكفيها ساندة كوعها فوق رجلها مُنهارة في العـ.ـيا.ط، زفر بضيق منها و من نفسُه، قام قعد قُصادها وضم راسها ليه فـ حـ.ـضـ.ـنتُه و هي بتقول وسط عـ.ـيا.طها:
- يا زين أنا مرعوبة البيبي ده ميجيش!!
- هييجي .. إن شاء الله هييجي!
قال برفق و هو بيمسح على شعرها بهدوء، رفع وشها لصدرُه و حـ.ـضـ.ـنها و هو بيقول برفق:
- كفاية عـ.ـيا.ط!! لو فضلتي تعيطي كدا مش هييجي فعلًا!!!
أسرعت بمسح دmعاتها ببراءة و همست بحُزن شـ.ـديد:
- خلاص أهو مش هعيط!!
إبتسم بهدوء و قال و هو بيمسد على شعرها:
- شاطرة!
ثم إسترسل بنفس الهدوء:
- يلا قومي إلبسي عشان نروح لدكتورة تشوفك!!
- ماشي! هاخد شاور بس الأول!
قالت بإبتسامة خفيفة، و كادت أن تنهض لولا إنه شالها و قال بخُبث:
- تصدقي أنا كمان عايز أخُد شاور!!
حاوطت رقبتُه بسُرعة و قالت بصدmة:
- زين إنت بتعمل إيه نزلني!!!
فتح باب الحمام برجلُه و قال بحدة زائفة:
- لاء مش هنزِّلك! و مش هسيبك تتحركي لوحدك تاني أبدًا!!
أسبلت بعيناها بحُزن عنـ.ـد.ما تذكرت أمر وقـ.ـوعها و فَقد جنينها، وقّفها قُدامُه في الحمام و قفل الباب كويس، بصتلُه بألم و همست:
- ليه بتفكّرني يا زين؟
- حقك عليا!
قال و هو بيحاوط وشها مُقبلًا عيناها الناكسة بحُزن، حاول يغيّر مجرى الحديث و ينّسيها اللي قالُه فـ بِعد خطوة و قال و هو بيبُصلها بخُبث مُحبَب:
- إقـ.ـلعي!!!
شهقت بصدmة و ضمت كفيها لصدرها بترجع خطوتين لـ ورا و بتقول بحـ.ـدة:
- إنت .. إنت قليل الأدب!!!
ضحك من قلبُه على حركتها، و في لحظة كان بيشـ.ـدها لـ صدرُه محاوط خصرها بيهمس أمام شفتبها بمكر:
- إحمدي ربنا إني بطلُب منك بالذوق .. بس الظاهر الذوق مينفعش معاكي!!!
شهقت بصدmة أكبر لمّا في لحظة واحدة شال عنها المنامية الخفيفة اللي كانت لابساها بعد ما رفعها من فوق جـ.ـسمها عبر راسها و رماها على الأرض، معرفتش تنطق و ضمت إيديها فوق جـ.ـسمها بتحاول تفلت من إيدُه اللي محاوطة خصرها بتملُك، وشها إتحول لـ كُتلة من اللون الأحمر لما بقت واقفة قُدامُه عارية سوى من ملابسها الداخلية، ضـ.ـر.بت الأرض بقدmيها وسط ضحكتُه على شكلها، صرّخت فيه و هي بتقول برجاء:
- زين اللي بتعملُه ده عيب و غلط!! سيبني آخد شاور لوحدي و إنت روح الحمام التاني الڤيلا فيها أكتر من عشر حمامـ.ـا.ت .. محبَكش الحمام ده يعني يا زين!!!
- إنسي يا حبيبتي!
قال و هو على مشارف نزع الباقي من ملابسها و هو بيقول بصوتٍ ماكر:
- أصل أنا بحب الحمام ده .. و حلاوة الحمام ده .. و طعامة الحمام ده!!!
مسكت إيدُه عشان ميعملش اللي ناوي عليه بتقول و هي خلاص هتعيط من فرط خجلها:
- زين .. طب .. طب إنت ناسي إنه مينفعش حاجه تحصل بينا و أنا في أول الحَمل كدا؟
مال عليها هامسًا بأعيُن خبيثة تتأمل تفاصيل وشها:
- شايفة دmاغك سـ.ـافلة أزاي؟! أنا مش هعمل حاجه .. هسحّمك بأدب!!
- أدب آه!!
هتفت بسُخرية و هي بتحاول تـ.ـزُقه من صدرُه عشان يبعد فـ هدر بتملمُل:
- بطّلي فرك شوية بقى!!
- زبن مش هقدر و الله مش هقدر إنت عارف إني بتكسف!!
هتفت ترجوه ببراءة و أعيُن ملئتها الحياء، إبتسم و مسح فوق شفتيها السُفلى قائلًا بإبتسامة هادئة و بصوت عاشق:
- و أنا عايز أحُط حَد للكسوف ده!! خد أكتر من وقتُه معايا!
كانت لسه هتتكلم لكنُه إبتلع كلمـ.ـا.تها داخل ثغرُه لما أقبَل عليها بـ قُبلة حنونة يُلهيها عن أناملُه اللي بدأت بـ نـ.ـزع باقي ملابسها عن جسدها، يدعو ربُه بأن يُقدرُه على دفـ.ـع رغبتُه بها القوية و مقاومتها بعيدًا عنُه!!!
• • • • • •
- ده إنتِ طلّعتي عيني يا شيخة!!!
هتف بحدة حقيقية و هو بيحاوط كتفيها بالمنشفة كبيرة الحجم، همست بخجل و إبتسامة بريئة:
- أنا قايلالك إني بتكسف!! و إنت صممت!!!
و ضحكت و هي بتفتكر ضـ.ـرباتها و دفعـ.ـه عنها كل مرة يحاول مُساعدتها، إلا أن خرج بفكرة وضْعها في البانيو وسط فُقاعات الصابون اللي أخفت جسدها عن عينيه فـ إطمِنت و سكتت، مخدش هو فُرصة يستحمّى لإنه بس كان مشغول بتحميمها، لفّها و أمسك بكتفيها من الخلف و فتح الباب و هو بيقول بضيق:
- بتضحكي!! طب إطلعي برا يا يُسر!! يلا إطلعي!!!
دفـ.ـعت نفسها ضد صدرُه مش قادر تبطّل ضحك و لفِتله بوشها بس و هي بتقول بإبتسامة:
- طب مش هتطلع معايا؟!
هتف بحدة:
- أطلع إزاي يعني و أنا لسه مستحمتش!! أخرُجي يا يُسر متعصبنيش!!
خرجت بتنفد بروحها و هي بتضحك لدرجة إنها ميِّلت لقُدام و هي سامعة رزعـ.ـة باب الحمام وراها، شالت المنشفة و رجعت لفتها حول صدرها و وقفت قُدام المرايا بتقول بصوت لسه فيه أثار الضحك:
- طب هو إتعصب ليه!! م أنا قولتلُه إني بتكسف من الأول!!
و بدأت في وضع كريم ترطيب لجسدها و عطّرتُه، و كانت هتدخل تبدل لبسها لولا إنه ندَه عليها بغضب:
- هاتي زفت فوطة من الفوط اللي عندك!!!
ضحكت مرة تانية و راحت تجيبلُه منشفة تخصُه، خبطت على الباب و حطت كفها الآخر فوق عينيها عشان متشوفوش، فـ فتح و خطـ.ـف منها الفوطة و رجع قفل الباب بضيق، إتغاظت و حطت إيديها على خصرها و قالت بصوت عالي:
- ما كفاية رز.ع في الباب بقى!!! و بعدين إنت متعصب ليه الله!!!
صـ.ـرّخت و طلعت تجري من قُدام الباب لما لقتُه فتح بعُنـ.ـف واقف قُدامها و شرارات الغضب كادت تخرج من أذنيه، ليهتف بحـ.ـدة:
- إنـتِ بـتـعـلـي صـوتـك كــمـــان!!
قعدت على السرير على رُكبتها بتشاورلُه بإيديها عشان يهدى و بتقول بتوجس:
- زين إستهدى بالله كدا أعصابك!!!
قرّب منها بغضب نـ.ـاري، كانت هتزحف برُكبها النِحية التانية من السرير بفزع لكنُه شـ.ـدَّها من دراعها مثبتها في مكانها بيهدُر فيها بعُـ.ـنف:
- أعصاب!!! إنتِ خليتي فيا أعصاب؟!! واقف بهدومي و قولت مش هقـ.ـلع عشان متتكسفش أكتر، بهدلتيلي الهدوم و خليتيها كلها مايّة من زقِّك فيا كإني هغتـ.ـصبك!! بتصّـ.ـرخي ولا كإني بعـ.ـذِبك .. ده أنا لو بــســحّــم قُطة!! كانت هتبقى أهدى منك!!!
حاولت تكتم ضحكتها من نَرفتُه و مثِّلت الحُزن و هي بتقرّب منُه محاوطة عنقُه و بتقول بـ أعيُن بريئة:
- بتزعقلي يا زين؟
- ده أنا هنفُـ.ـخِك!!!
قالها بتوعُد و ضيق و شال إيديها من حوالين رقبتُه، رجعت تاني حاوطتُه بإيد و التانية مسدت بيها على دقنُه بـ ضهر إيديها و هي بتهمس بتغنُچ:
- متزعلش مني!! أنا عارفة إني تعبتك معايا!
لتُعانق رقبتُه دافنة وشها في عنقُه و هي بتقول بطفولية:
- بس أنا والله كُنت مكسوفة بجد .. مكُنتش بتدلع عليك يعني!
قال بـ ضيق و مينكرش إن غضبُه زال:
- مكسوفة من إيه يا يُسر!!
بِعدت راسها عنُه بتبصلُه بخجل، فـ قال بحدة و هو بيبُصلها:
- عايز أفهم مكسوفة من إيه؟! يعني هو أنا أول مرة أشوف جـ.ـسمك؟!
إزداد خجلها فـ همست ساندة راسها على وجنتُه:
- خلاص بقى يا زين!!
ثُم قبّلت وجنتُه لتقول بحنو:
- متزعلش مني يا حبيبي .. ماشي؟
إتنهد و قال بهدوء مُنافي لغضبُه السابق:
- يلا روحي إلبسي عشان نروح للدكتورة!
- حاضر!
و وقفت على السرير بتفرد إيديها جنبها و بتقول مُبتسمة:
- يلا شيلني نزلني .. مش عايزه أنُط على السرير عشان حبيبي!
حاوط خصرها بدراع واحد و شالها لكن منزلهاش على الأرض، و قال مُضيقًا عيناه يردف بضيق:
- حبيبك مين ده؟!
حاوطت عنقُه بتضحك إلا إنه همس بخفوت تحذيري:
- معندكيش حبيب غيري!! فاهمة؟!
حاوطت وجهه لتُقبل شفتيه قُبلة صغيرة أذهبت عقلُه، و همست بحُب:
- إنت حبيبي و روحي و عُمري كلُه!
قبّل شفتيها ثم جبينها و نزِّلها برفق..
• • • • •
- إتفضلي قومي يا مدام يُسر!
قالت الدكتورة و هي بتقوم من على الكُرسي قُدام يُسر الممدة على الفراش الطبي، نهضت يُسر و علامـ.ـا.ت القلق على وشها، وقف جنب زين ومسكت دراعُه و قالت بتوجس:
- هو كويس يا دكتور صح؟
هتفت الدكتورة بعد تنهيدة عميقة مُرتدية نظارتها:
- مش هكدب عليكي يا مدام يُسر .. ضغط الد.م عندك عالي، فـ الجنين ده عشان ييجي هتحصلك أعراض كتيرة خطـ.ـر، من المُحتمل يبقى في نـ.ـزيف مِهـ.ـبلي و كثرة غثـ.ـيان بشكل كبير، ده غير إن قبل الحمل مُمكن لا قدر الله المشـ.ـيمة تنفضل عن الرحـ.ـم و ده هيسببلك نزيـ.ـف كبير هيهدد حياتك و حياتُه!!!!
يُتبع♥
↚
- إتفضلي قومي يا مدام يُسر!
قالت الدكتورة و هي بتقوم من على الكُرسي قُدام يُسر الممدة على الفراش الطبي، نهضت يُسر و علامـ.ـا.ت القلق على وشها، وقف جنب زين ومسكت دراعُه و قالت بتوجس:
- هو كويس يا دكتور صح؟
هتفت الدكتورة بعد تنهيدة عميقة مُرتدية نظارتها:
- مش هكدب عليكي يا مدام يُسر .. ضغط الد.م عندك عالي، فـ الجنين ده عشان ييجي هتحصلك أعراض كتيرة خـ.ـطر، من المُحتمل يبقى في نز.يف مِهبلي و كثرة غثـ.ـيان بشكل كبير، ده غير إن قبل الولادة مُمكن لا قدر الله المشيمة تنفصل عن الرحم و ده هيسببلك نز.يف كبير هيهـ.ـدد حياتك و حياتُه!!!!
حاوطت بطنها بذراعيها، عيناها جاحظة بتبُص لـ الدكتورة مصدومة من اللي بتقولُه، بصِت لـ زين بصدmة أكبر لما لقتُه بيقول بهدوء تام:
- يعني ينزل؟!
- زين!
همست بها بخفوت و هي بتبصلُه و الدmـ.ـو.ع بتتكون في عينيها، حتى مبصِّش ناحيتها! كانت تعابير وشُه هادية جدًا قُصاد وشها المفـ.ـزوع! رجعت مُحملِقة في الدكتورة اللي قالت بجمود:
- لاء يا زين بيه مقولتش كدا! ليكوا حرية الإختيار في إنها تنزلُه أو تحتفظ بيه، أنا بس بعرفكوا الصورة من الأول عشان متتفاجأوش! إحتمال كبير نفقد الأم أو الطفل و آآ
بتـ.ـر عبـ.ـارتها و قبض فوق كفها و قال بضيق:
- بتعملي إجهـ.ـاض هنا؟!
شهقت يُسر بصدmة و نفضت إيدُه عن إيديها و قالت بإرتجاف و صوت شِبه عالي:
- زين إنـت بتقول إيـه!!
هتفت الطبيبة ببرود و كإنها مسمعتش يُسر:
- في الحالات اللي زي دي مدام الإجهاض مشروع .. بعمِل!!
- نجيلك إمتى؟!
هتف بهدوء وسط نظرات يُسر المصوبة نحوه، فـ هتفت الطبيبة بإبتسامة:
- بُكرة الساعة 8 بليل هبقى فاضية!
- تمام!
هتف و رجع قبض على كف يُسر و لكن بقـ.ـوة أكبر المرة دي، شـ.ـدّها بهدوء وراه عشان يطلعوا، مشيت وراهو هي حاسة بقلبها مقسوم، عيونها مش مبطلّة دmـ.ـو.ع، طلعوا من المُستشفى، فتحلها باب العربية عشان تركب و فعلت، هنا إنفجـ.ـرت فيه بعـ.ـيا.ط هيستيري:
- إنسى يا زين!! إنسى إن أنا أنزلُه!!!
بدأ يتحرك بالسيارة و دار المقود بحـ.ـدة بإيد واحدة و هو بيقول بصوت يعلو فوق صوتها:
- إنـسـي إنتِ إني هعرّض حياتك للخـ.ـطر عشان عـيـل مـالوش سـتـين لازمة!!!
بكت أكتر و مسكت دراعُه اللي في مواجهتها و اللي مكانش ماسك المقود، و قالت بترّجي:
- هي مقالتش إنه أكيد هيجرالي حاجة .. هي قالت إحتمال بس يا زين!!
بَص للطريق قُدامُه و قال بغضب:
- لو إحتمال واحدة من عشرة!!! إنسي الموضوع ده خلاص كإنك محملتيش!
إنساب كفها من فوق ذراعُه بكـ.ـسرة، سندت ضهرها على المقعد و نظرت لأناملها، فُلِتت منها شهقة بُكاء ترددت في صدرها بعدmا حاولت كتمها العديد من المرات، شهقة باكية جعلتُه يقف على جانب الطريق و لّف ليها، مسك دراعها و شـ.ـدها لحـ.ـضـ.ـنُه فـ كانت الإشارة الخضراء لبُكاء غزير، مُتشبثه في قميصُه من الأمام، فضل يمسح على حجابها بيهمس بهدوء يُنافي قلبُه المُلتاع عليها:
- إهدي عشان نتكلم!!
غمغمت بـ بُكاء:
- مش عايزة أتكلم .. أنا عايزاه يا زين!!
حاول يتحلّى بالصبر و يجاريها، فـ قال برفق:
- يعني أنا اللي مش عايزُه؟ إنتِ فاكرة الموضوع سهل عليا؟
تحوّلت نبرتُه لحـ.ـدة و هتف:
- بس أنا مش هغامر بحياتك عشان أي حاجه يا يُسر!
هتفت بغضب و هي بتبعد عنُه:
- زين!! البيبي ده هييجي! حتى لو مُت بعد ما أحـ.ـضـ.ـنُه على طول!
ثم خفت صوتها و هي بتقول بألم:
- حتى لو كان آخر حاجه ألمسها!!
إنفلتت أعصابُه، فـ ضـ.ـرب المقود بقسـ.ـوة و هدر بحـ.ـدة و هو بيبُص قُدامُه:
- يبقى يا أنا يا هو!!!
بصتلُه بصدmة و مستوعبتش كلامُه، للحظات مقدرتش تنطق كإن لسانها مربـ.ـوط بعُـنـ.ـف ، عينيها بتتكلم و هي بتبصلُه بذهول، لحد ما جمّعت شتاتها و نطقت بصعوبة .. بحروف مُتقطعة:
- يعني .. إيـ .. إيه؟
ساق العربية و قال بقـ.ـسوة إتملِّكت منُه:
- يعني اللي سمعتيه! لو عايزاه تبقي مش عايزاني .. وأنا مبعوزش حاجه مش عايزاني!!
- إنت .. إنت بتقول إيه!!!
هتفت و عيونها بتدmع أكتر، إسترسلت بصوت نحيبي يُفطر القلب:
- أنا عايزاه و عايزاك يا زين! ليه .. ليه بتعمل .. فيا كدا!!!
شـ.ـدد على الدريكسيون حتى أبيضّت مفاصلُه، حاول مـ.ـيـ.ـتأثرش بدmـ.ـو.عها .. بصوتها و كلامها و نحيب بُكائها الخافت، جمّع قواه و قال بجمود:
- يا أنا يا هو يا يُسر!
مقدرتش تتحمل فـ صـ.ـرّخت فيه بتضـ.ـرب تابلوه العربية بعُـ.ـنف من قهرتها و بتقول:
- ليه محسسني إنه إبني لوحدي!!!
وهتفت بـ بُكاء حاسّة بـ قلبها هيُقف:
- ده إبننا .. إبننا يا زين مش إبني لوحدي!!!
- أنا قولت اللي عندي!!
هتف بـ نفس الجمود و وقف في جنينة الڤيلا، نزل هو الأول و هي فضلت قاعدة في العربية مصدومة من إنقـ.ـلاب حياتها رأسًا على عقب فجأة، فتحلها الباب كإشارة منه عشان تنزل، فـ بصِت قُدامها بشرود و نزلت، لكن إنفلتت قدmها فـ كادت أن تـ.ـقع لولا ذراعُه القـ.ـوي اللي حاوط خصرها و هو بيقول بـ خضة:
- على مهلك!!
وقفت كويس و بِعدت عنُه و مشيت نِحية الڤيلا بدون تعبير واحد على وشها، إتنهد و مسح على وشُه و للحظة نـ.ـد.م على اللي قالُه، كان يقدر يقنعها بأي طريقة تانية غير دي، مشي وراها فـ طلعت على السلم و راحت لـ غُرفة بعيدة عن جناحُه، إندهش و مسك دراعها قبل ما تدخل و قال بحـ.ـدة:
- رايحة فين!!
- إبعد عني!!
قالتها بهدوء تام من غير ما تبصلُه، فـ قال بجنون:
- يعني إيه أبعد عنك!!! بقولك رايـحـة فـيـن!!
- مش عايزة أنام عندك!!
قالت بحدة و هي بتبصلُه، فـإبتسم ساخرًا و قال مُستنكرًا جُملتها:
- مش بمزاجك!
ثم مال عليها حاملًا إياها بين ذراعيه، شهقت و فضلت تركُل الهوا بقدmيها بتتلوى بين إيديه عشان ينزلها و هي بتقول بـ ضيق حقيقي:
- نـزلـنـي يا زيـن!!! نـزلـني بقولك!!!
مرَدش عليها و كمِل طريقُه للجناح، دفـ.ـع الباب بقدmُه و قفلُه بنفس الطريقة و دخل الأوضة، و بإندفاع من شـ.ـدة غضـ.ـبُه رمـ.ـاها على السرير فـ تآ.وهت بألـ.ـم محاوطة معدتها، إستفاق على فِعلتُه فـ ميِّل عليها و وضع ركبتُه اليُمنى فوق الفراش وكفُه فوق كفها اللي على معدتها و قال بضيق من نفسُه و بصوت هادي:
- أنا آسف .. مكُنتش أقصُد!!
هدرت فيه بعـ.ـيا.ط:
- لاء تُقصد!! إنت عايز تنزلُه!!
إنقبض قلبُه من ظنها فيه، ليتنهد ثم قرّب شفتيه من شفتيها و همس بصوتُه الرجولي:
- مكنش قصدي يا يُسر!!
ثم طبع قبلة صغيرة فوق شفتيها، و نزل بشفتيه ليُقبل معدتها برفق مُستندًا بـ جبينُه فوق معدتها و كإنه بيودّعُه!!
بكت يُسر و أخفت وشها بكفيه بترجع بـ راسها لـ ورا بتقول بو.جـ.ـع رهيب:
- مش عايزة أنزلُه يا زين .. مش عايزه!!
إتنهد صوب جسدها، فـ حاوطت وشُه و رفعتُه قُدام وشها بتهمس بـ رجاء:
- و حياتي .. و حياتي عندك بلاش تعمل فيا و فيه كدا!
همس مغمض عينيه بحُزن عليها:
- ليه إنتِ بتعملي فيا كدا؟
ثم إسترسل بألم:
- لو جرالك حاجه أنا و هو هنعمل إيه؟ أنا هعمل إيه؟
- بُصلي طيب!!
قالت بحنان بتمسح على وشُه، فتح عينيه و بصِلها لتقرأ علامـ.ـا.ت الو.جـ.ـع بأكملها داخل عيناه، للحظة ضعفت، لكن رجعت قال بإبتسامة آملة:
- زين إسمعني .. أنا بإذن الله مش هيجرالي حاجه! كُل اللي البومة دي قالتُه كان مُجرد تخمين منها، هي بنفسها قالتلك إنها متقدرش تجزم إني هيجرالي حاجه!!
هتف لاصقًا جبينها بـ جبينها:
- مش هقدر أعيش كُل يوم في رُعـ.ـب إنك تروحي مني!!!
حاوطت وجهها بلُطف و قالت بدmـ.ـو.ع:
- إن شاء الله مش هيحصل حاجه!
ثم تخافتت نبرتها و هي بتقول راجية إياه:
- عشان خاطري يا زين!!! عشاني!
قام من فوقها فجأة، أخد مفاتيح عربيتُه و موبايلُه و قال بجمود:
- اللي إنتِ عايزاه إعمليه!!
و خرج من الجناح من غير حتى ما يستجيب لندائها، قطّبت حاجبيها بحُزن و قامت وقفت ورا النافذة لقتُه بيمشي نِحية العربية و ساقها بعُـ.ـنف، خدت تليفونها حاولت تتصل بيه لكن مكنش بيرُد، رغم فرحتها بإنه سمحلها بالإحتفاظ بيه لكن حـ.ـز.نت أكتر من طريقتُه، قعدت على الكنبة لما حسِت بـ دوخة بتهاجمها لحد ما نامت مكانها بإرهاق!!
دخل المسجد و صوت أذان الفجر بيتردد في المُكبرات الصوتية لأكتر من مرة، دخول مهيب لأول مرة في حياتُه يفكر يدخل مسجد، شال الجزمة لما لقى واحد بيشيلها من رجلُه، حطها في نفس المكان و دخل و هو حاسس بـ قلبُه بيـ.ـترّج من مكانُه من كم الخـ.ـوف، خايف كإنه سيُحاسب الآن، إزدرد ريقُه و دخل الحمام إتوضى بـ حسب ما علمُه أبوه زمان، و رغم مرور الكثير على الوقت ده و إنه من ساعة ما مـ.ـا.ت مصلّاش لكنُه كان فاكر كُل حاجه و كإنها كانت إمبـ.ـارح، خلّص و ضوء و قعد و قعد مستني إقامة الصلاة، لكن لقى أكتر من شخص بيصلوا ركعتين فـ فهم إنهم بيصلوا السُنَّه، قام و إبتدة هو كمان يصلي زيُهم، بيفتكر تعاليم أبوه الدينية و هو بيعلمُه الصلاة، و إبتدى يصلي بخشوع غريب، عينيه دmّعت و هو بيقول بـ صوت بيرتعش:
- إهدنا الصِراط المُستقيم!!
خلّص الفاتحة مع صورة الإخلاص و ركع، ثُم سجد، و لما جبينُه مع أنفُه إستقرّا على الأرض سمح لدmعاته بالنزول، فضل ساجد أكتر من عشر دقايق، مبيدعيش و مبيتكلمش، و كإنه بيقولُه إنت عارف اللي في قلبي يارب، أنهى صلاتُه بنفس الخشوع و سلِّم و رفع إيدُه بيدعي و بيقول بألم:
- أنا عارف إني قصّرت، و عارف إني مش شخص كويس كفاية إنك تكرمني .. لكن كرمتني و كرمك كان واسع أوي يارب، رزقتني و كرمتني و فتحت عليا و ليا أبواب كتير، رزقتني بـ فلوس و زوجة مش هلاقي زيها، مع إني مستاهلش لكن كرمك و عطفك أكبر من أي حاجه، إعفو عني و إغفرلي تقصيري يارب، غفلة! غفلة و فوقت منها .. مش هفوِّت فرض، مش هغضبك بأي شكل، أنا بس مش طالب غير حاجه واحدة .. تبـ.ـاركلي فيها و تديمها في حياتي و تجعل يومي قبل يومها! يارب أنا مش طالب غير كدا .. أرجوك يا الله إحميها و بـ.ـاركلي فيها .. أرجوك!!
مسح على وشُه، فـ أقام الإمام الصلاة، تراصُّوا خلفُه و إبتدوا يصلُّوا و هو معاهم، لما خلّص صلاة قعد شوية و هو حاسس بـ بهجة رهيبة في قلبُه، و كإنه إتولد من جديد، كل الهموم و الحُزن و القلق اللي كان جواه إتبخّر!! قام بعد ما الإمام مشي و كلهم إبتدوا يتحرّكوا لـ برا، لبس جزمته و ركب عربيتُه و ساق للڤيلا، مسك التليفون لاقاها رنَّة أكتر من خمس مرات، قِلق فـ زوِّد سُرعة العربية أكتر!
• • • • •
دخل الجناح و منُه لأوضتهم، لاقاها نايمة على الكنبة بوضعية مش مُريحة إطـ.ـلا.قًا، إتنهد بـ راحة و قرّب منها و قعَد قُصادها على كاحليه، مسح على وجهها بحنان و مسك كفها قبّلُه، تململت يُسر و صحيت، لما لقتُه قُدامها غمغمت بحُزن و صوت ناعس:
- زين!!
- إيه يا روح زين!!!
قالها بلُطف و هو بيشيل الححاب عنها عشان ميدايقهاش، و غلغل أناملُه بـ خصلاتها فـ تأملت مِحياه، ميِّل عليها و شالها بين إيديه فـ إتعلّقت في رقبتُه و سندت راسها على كتفُه بنعاس، نيّمها على السرير و كان هيقوم لكن إتشبثت في رقبتُه و قالت بـ حُب:
- إنت رايح فين؟ نام جنبي!!
- هغيّر هدومي!!
قال بهدوء و هو بيتأمل عينيها، عينيه نزلت لـ قميصُه و هي بتحرر أزرارُه هاتفة بإبتسامة:
- أهو!!
ثم أبعدتُه عن كفيه، فـ مال مُبتسمًا بخبث و هو بيقول:
- من إمتى الجُرأة دي!!
قالت ببعض الخجل:
- عايزاك تنام جنبي!
و فردت ذراعيها و هي بتقول بإبتسامة مُشعة بهجة:
- غيّرلي إنت كمان!!!
- كمان!!
قالها بدهشة حقيقية وسط إبتسامتُه، لكن مقدرش مينفذش طلبها، فتح بـ أناملُه أزرار قميصها الخروج ثُم أزاله من فوق جسدها، نزل بـ صوابعه لزِر البنطال الواسع القماشي اللي كانت لابساه و هم بفتحُه لكنها قالت بخجل و هي بتمسك كفيه تمنعُه:
- خلاص يا زين!!
إبتسم و قال بمكر:
- لاء مش خلاص .. اللي يقول حاجه لازم يبقى أدّها!!
تنهدت بيأس من إنه يتراجع، و بالفعل نزِّل البنطلون من على جـ.ـسمها، إتنهد بيحاول يكبت رغبتُه فيها، فـ أناملُه البـ.ـاردة اللي لمست حرارة جسدها و هو بيغيّرلها هدومها خلِتُه راغب فيها أكتر من أي وقت، نام جنبها و فرد الغطا عليهم عشان متبردش، لكن هي حـ.ـضـ.ـنتُه مقرّبة جـ.ـسمها منُه بتقول بإبتسامة بريئة:
- شُكرًا يا حبيبي!
عقلها البريء مش هيصورلها هو أد إيه عايزها، و أد إيه حركاتها العفوية دي خطر عليها هي! إتنهد و حاوط كتفها بذراع و التاني وضعه على عيناه و هو بيقول بأسف:
- ربنا يسامحك .. و يسامحُه، و يسامحني إني عملت في نفسي كدا!
مسمعتوش، لكن قرّبت وشها من صدرُه و سندت عليه و راحت في نوم عميق بعد دقايق، طفى النور بالريمـ.ـو.ت اللي جنبُه و مسح على شعرها بحنان لحد ما نام!!
• • • • • •
يُتبع♥
↚
إستفاقت يُسر من نومها على آشعة الشمس اللي غمرتها بدفئها، فتحت عينيها لتقع عيناها على منظر مشافتوش قبل كدا، إختطفت روب من جوارها و إرتدتُه و وقفت مصدومة و هي شايفة زين .. بيصلي! وقفت بنظرات بلهاء بتبصلُه لحد ما خلّص، مشيت نِحيتُه و وقفت قُدامُه و همهمت مصدومة:
- بتصلي يا زين!!!
رفع زين عيناه و قال ساخرًا:
- إنتِ شايفة إيه؟!!
إنفلتت ضحكة بريئة منها و لفِت وراه و قعدت على ركبتيها محاوطة ضهرُه بسعادة غامرة تشـ.ـدد بذراعيها حولُه بكُل ما أوتيت من قوة من شـ.ـدة سعادها قائلة بفرحٍ:
- مش مصدقة نفسي!!
إتنهد و ميح على دراعها قائلًا بضيقٍ زائف:
- هو أنا كُنت كافر ولا إيه!
أسرعت قائلة بحنان:
- لاء يا حبيبي مش قصدي كدا!
ثم إسترسلت بعدmا قبّلت كتفُه العريض:
- مبسوطة أوي يا زين والله!!
رفع كفها الموضوع على صدرُه و قبّلُه، فـ هتفت بحماس:
- ينفع أروح أتوضى و آجي تإم بيا ركعتين الصُبح؟
- ينفع جدًا .. يلا روحي!
أسرعت ناحية المِرحاض راكضة فـ هدر بها بحدة:
- متجريش يا يُسر!!!
- حاضر!
قالت مُبتسمة و هي واقفة قُدام الحوض، توضأت و خرجت إرتدت إسدال الصلاة لتقف جوارُه، و بالفعل أمّ بها، لم تكُن يُسر تتوقع أنه متقن الصلاة إلى هذا الحد، فهو يعلم أدق التفاصيل! إنتهوا و سلَّموا، لتُمسك كفُه و سألته بتردد:
- مين علِّمك؟
هتف بهدوء و هو ينظر لها:
- أبويا الله يرحمُه!!
- الله يرحمُه!
هتف بنفس هدوءُه:
- يلا قومي إلبسي عشان نِروح للدكتورة!
إنقبضت مِحياها و نظرت له بقلق و همست:
- ليه؟
- عشان نتابع معاها!
هتف و هو يمسح على خدها الناعم بإبهامُه، وكإنه قرأ أفكارها فـ بيطمِّنها، زفرت الهواء اللي كانت حابساه برئتيها، و إقتربت منه عانقت صدرُه تهتف بطفولية حزينة:
- مش عايزة أروح للبومة دي تاني!! نشوف دكتورة غيرها!!!
لتلمع عيناها بخبث و هي بتقول:
- أو دكتور!
- أو إيه؟!
قال و هو بيمسك دراعها بيبعدها عن حُضنه كن مقرّبها من صدرُه مائلًا بأذنه عليها، كتمت ضحكتها و هتفت بـ أعيُن بريئة:
- أصل أنا بحِس إنها أشطر و آآ!!
هتف بحدة:
- أشطر!!! يُسر!! إتعدلي عشان معدلكيش أنا!!!
أكملت تمثيلها و هي بتقول بضيق زائف:
- يا زين آآآ!!!
بـ.ـتر عبـ.ـارتها بغضب حقيقي:
- بلا زين بلا زفت!! أنا مراتي متتكشفش على راجـ.ـل غيري إنتِ مـ.ـجـ.ـنو.نة!!!
- ده مش راجـ.ـل .. ده دكتور!!!
هتفت مُبتسمة فـ إستفزتُه جملتها أكتر ليهدر بها:
- يعني إيه مش راجـ.ـل!! أومال قُنفد؟!!!
مقدرتش تسيطر على ضحكتها لتضحك مائلة عليه واضعة كلتا كفيها فوق صدرُه، فـ بصلها و قال بضيق:
- بتضحكي!!
إتنهدت و حطت راسها على قدmيه و نامت على رجلُه، رسمت دوائر وهمية فوق قدmُه تقول بهدوء:
- أنا عُمري ما هعمل كدا يا زين!!
- يعني بتستفزيني!
هتف بضيق و هو بيبُصلها، رفعت عينيها ليه و همست مُبتسمة ببراءة:
- ممم .. يعني!
نزل بوشُه و بعُنف قضم خدّها عاضضًا إياه فـ تآوهت بألم و ضحكت بتحاول تبعدُه و هي بتقول بضحكات عالية:
- آآآه زين .. زين خلاص و حياتي!!!
ساب خدها و فرك مكان عضتُه عشان متزرّقش، بصتلُه بغضب بريء و قامت قعدت قُصادُه و هي بتقول بحدة زائفة:
- هو أنا ناقصة ورَم في خدودي يعني!!!
- عشان تبقي تحترمي نفسك معايا!!
هتف ببرود ثم نظر لشفتيها و مال على وجهها هامسًا بخُبث:
- و إحمدي ربنا إني عضيت خدك .. مش حاجه تانية!!!
شهقت من تلميحُه لتبعدُه عنها ثم نهضت نازعة الإسدال و هي تقول بحدة:
- قلة أدب ع الصُبح بقى!!
و إختفت من قُدامه، نظر لها مُبتسمًا لينهض هو الآخر ليرتدي ملابسُه!
• • • •
- مين قالك إن كُل المشاكل دي هتحصل يا مدام يُسر، الجنين كويس جدًا و إنتِ حالتك مش خطيرة للدرجة اللي هي قالتهالك، آه الضغط عندك عالي بس مش للدرجة إنه يسببلك أو يسببلُه أي مُشكلة لا قدر الله!! كُل الحكاية بس هكتبلك على vitamins تاخديهم و تهتمي بصحتك و أكلك أكتر، و بإذن الله مافيش خطر عليه ولا عليكِ!
إلتمعت عيناها بسعادة لتنظُر إلى زين الذي إبتسم بـ راحة حقيقية لدرجة إنه مسح على وشُه كإنه للتو بدأ يتنفس، هتفت يُسر بـ فرحة و هي بتبصلُه:
- الحمدلله!!!
سلِّمتها الدكتورة ورقة فيها الروشتة و قالت بإبتسامة:
- إتفضلي يا مدام! نورتوني!!
أخد زين الروشتة و هتف بهدوء:
- مُتشكر يا دكتورة!!
مسك كفها و خرجوا من العيادة، الإبتسامة كانت مرسومة على وشها لما لفتلُه و قالت بفرحة حقيقية:
- زين .. سمعتها؟ مش أنا قولتلك يا زين!!
وقف و حاوط وجنتها بكفُه و الآخر إحتضن كفها يُقبلها قُبلتان مُتتاليتان قائلًا:
- الحمدلله يا عُمْر زين!
مقدرتش متترميش في حُضنه، حـ.ـضـ.ـنتُه بكُل قوتها و عينيها دmّعت، ضمها ليه بحنان شـ.ـديد و مسح على ضهرها، بِعدت عنُه و قالت و هي بتحاوط وشُه:
- لو كُنت لا قدّر الله نزلتُه، مكُنتش هسامح نفسي أبدًا!
و همست بحُزن:
- ولا كُنت هسامحك!
حاوط وجنتها و قبّل جبينها قائلًا بهدوء:
- إنسي كُل اللي حصل!
• • • • •
- إنزلي إنتِ يا حبيبتي و أنا ساعة و جاي!
قال بعد ما وقف بالعربية في جنينة الڤيلا، لفِت وشها ليه بإستغراب و قالت:
- رايح فين دلوقتي؟
قال بهدوء:
- عندي مشوار تبع الشُغل، و هجيبلك الأدوية اللي في الروشتة معايا!
- ماشي يا حبيبي!
ثم ترجّلت من السيارة و إتجهت صوب باب الڤيلا، إتحرك هو بعرببتُه بسُرعة عالية و عيناه تُقدح شررًا!
صفّ عربيتُه قُدام المُستشفى و نزل منها ضـ.ـاربًا الباب بعُـ.ـنف، دخل المُستشفى بهيبة، نادت موظفة الإستقبال عليه لكن مرّدش، ركضت وراه بتقول بغضب:
- إنت يا حضرت!!! هي وكالة من غير بواب!!!
لفِلها و هتف بقوة:
- إحــتــرمــي نـفـسـك مـعـايـا!!!!
و إسترسل بعُنـ.ـف:
- و آه هـي وكـالــة فعلًا!!! لما يبقى عندكوا دكاترة بهايم مبيفهموش تبقى وكالة و وكالة وسـ.ـخة كمان!!!!
شهقت الأخيرة بصدmة و إتراجعت خطوتين برُعب منُه، فـ كمِّل طريقُه و دفـ.ـع باب المكتب بعُـ.ـنف، إنتفضت الأخيرة و شُحب وشها و وقفت ورا مكتبها و هي بتقول بـ رجفة تحاول التظاهر بقوة تلاشت عند دخولُه:
- إنت .. إنت إزاي تدخُل بالشكل ده!!!
قفل الباب وراه و قال بإبتسامة بـ.ـاردة:
- هو إنتِ لسه شوفتي حاجه يا .. يا دكتورة!
هتف كلمتُه الأخيرة ساخرًا، و راح قعد قُدامها على المكتب و قال مُبتسمًا:
- أقعدي يا دكتورة واقفة كدا ليه؟!!
قعدت بالفعل و كل خلية في جـ.ـسمها بتترعش، مسك اللوح الخشبي الأنيق المحفور فوقُه إسمها، و بطول دراعُه رماه قُصادُه، شهقت و خبـ.ـطت على المكتب و هي بتقول بحدة إختلطت بإرتجاف:
- إنـت بتعمـل إيـه!!!!
- لاء .. وطــي صـوتـك و إنـتِ بتــتـكـلمي معايا!
إستـ.ـوحشت عيناه و هو بيبُصلها!!
- إنت .. إنت جاي ليه!!
همست بـ نبرة أوضحت كم الرُعـ.ـب اللي جواها، فـ قال بهدوء:
- أبدًا .. جاي بس أشوفك مين اللي وزِّك!
قطّبت حاجبيها و هتفت:
- وزِّني؟!
- إستعـ.ـبـ.ـطي كمان!!
قالها بـ إبتسامة أرعـ.ـبتها، لتنتفض بفـ.ـزع لما خبط على المكتب و وقف قُصادها و قال بصوت هزّ أركان المكتب:
- هـتـنـطـقـي ولا أخــلــيــكِ تـنـطـقـي بـ مِـعـرفـتـي؟!!!
رجعت لـ ورا باكُرسي و قالت بإرتعاشٍ:
- طب مُمكن تهدى عشان أقدر أتكلم معاك!!
- ملكيش دعوه أهدى ولا مهداش .. إنطقي بقولك!!!
هتف بحدة مُقتربًا بجزعُه العلوي منها مميِّل على المكتب، فـ أعادت خُصلاتها الناعمة القصيرة للخلف و قامت لفِت من المكتب و وقفت قُدامُه، همست و الدmـ.ـو.ع تترقرق في عيناها:
- إنت .. إنت مش فاكرني؟
وقف قُدامها بطوله المهيب، قطب حاجبيه و هتف بضيق:
- هو أنا أعرفك أصلًا عشان أفتكرك ولا أنساكِ!
تجرأت و عبثت بـ ياقة قميصُه تهمس مُقتربة منه:
- طب حاول تفتكر ..
نزل بعنيه لـ قبضتها التي تعبث بياقة قميصُه، و لقُربها البخس منه، و في لحظة كان بينفُض كفها بعُنـ.ـف تراجعت أثرُه عدة خطوات بخضّة، محسِتش غير بـ قلـ.ـ نزل على وشها خلاها تُقـ.ـع على الأرض مصدومة .. و طعم الد.م لمس لسانها، دmـ.ـو.عها نزلت على وشها من شـ.ـدة القـ.ـلم، فـ ميِّل عليها وقال بعُنـ.ـف:
- نولتي شرف أول ست تضِّـ.ـرب على إيدي!!
- زين أنا ريهام!!
همست بها بألم و هي رافعة وشها ليه، مدّاش أي تعبير فـ إسترسلت بحُزن:
- ريهام اللي كانت معاك في مدرسة الثانوي .. ريهام اللي كانت بتمـ.ـو.ت في شخص إسمُه زين!!
إتعدل في وقفتُه و حط إيدُه في جيبُه و على وشُه جمود تام، قامت وقفت قُدامه بصعوبة و همست:
- أنا لما شوفتك معاها .. و عرفت إنها مراتك إتجننت، و ما صدّقت لقيت حِجّة عندها عشان .. عشان الحاجه الوحيدة اللي تربطكوا ببعض متبقاش .. موجودة!!
- هاين عليا أضـ.ـربك قلم كمان .. بس عارف إنك هتمـ.ـو.تي فيها!!
قالها ببرود تام، و كان هيلِف وشه و يمشي لكن هي بجُرأة غريبة حـ.ـضـ.ـنت ضهرُه و إنهارت في العـ.ـيا.ط! إتصدm و فقد آخر ذرة صبر كانت فيه فـ لفِلها و شـ.ـدّها من شعرها و هو بيهدُر فيها بعُنف:
- إنتِ جايبة وسـ.ــاخـتـك دي مـنـين!!!
و رمـ.ـاها على الأرض و مشي، مسحت دmـ.ـو.عها و لاحت إبتسامة خبيثة فوق شفتيها و قد نجحت في مُخططها!
• • • • •
شعَر بإن حتى القميص اللي عليه مُشمئز منُه لإنها لمستُه، و بعد مـ كان لمسات أي ست بتحرّك كتير فيه زي كُل الرجـ.ـا.لة، لكن بعد لمسات يُسر بقى قـ.ـرفان واحدة تانية تلمسُه، ركب العربية و صدرُه بيعلو و يهبط بيحاول يخرّج مكنون صدرُه في النفس و هو حاسس إنه مكتفاش بضـ.ـربها و شـ.ـدّها من شعرها و بس .. كان لازم يخـ.ـنقها لحد ما تطلّـ.ـع في النفس تحت إيدُه!! إستغفر ربُه أكتر من مرة على اللي حصل و إبتاع من صيدلية قُريبة أدويتها و رِجع الڤيلا حامل ضيق العالم كلُه في قلبُه، دخل الجناح و ضـ.ـرب الباب وراه بخـ.ـنـ.ـقة، تلاشت لما لاقاها جاية عليه لابسة منامية حريرية باللون الروز خفيفة تصل لما فوق ركبتيها بحمالات صغيرة، و خصلاتها معقوصة بشكلٍ مهذّب و نظيف، لكن على وجهها تقطيبة حاجبين بعبوس، وقفت قُدامه و قالت بحُزن:
- إتأخرت يا زين!!
- حقك عليا!
قال بهدوء ثم قبّل جبينها، عانقتُه بحُب مُرتمية على صدرُه، و لكن على الفور إبتعدت عنُه تنظر له بإستغراب ثم نظرت لـ قميصُه، بصِلها بتساؤل و قال:
- في إيه؟
مسكت عنقُه من الجانب الأيسر و إستنشقت الجانب الأيمن مرة ورا التانية و شفايفها لامسة رقبتُه، لسه مُندهش لكن دهشتُه زالت و عاد الضيق على وشُه لما قالت بتساؤل:
- حبيبي .. دي مش ريحتك!
جمدت ملامحُه و قال بهدوء:
- هدخل آخد شاور!!
- ماشي ..
قالتها بحيرة وقلبها بيدُق بعُنف خوفًا من التفسير الوحيد اللي جِه على دmاغها، لما لَف ومشي لاحظت علامـ.ـا.ت أحمر شفاه فوق قميصُه من ورا، رجعت خطوتين لـ ورا و مقدرتش تنطق، حسِت بـ قلبها بيُقف عن النبض و الهوا بيتسحب منها، إتحركت وراه بـ بُطئ لا تقوى الحركة، كان هو دخل الحمام و قلع قميصُه، خبّطت على الباب بضعف و إيد بتترعش، فـ فتحلها الباب عاري الصدر بإستغراب بيقول بهدوء:
- إيه يا حبيبتي؟
مبصتلوش، بصِت للقميص بعيون زائغة و خدتُه منُه لفِته على ضهرُه، لاحظ اللي هي بتعمله و هو مش فاهم، لحد ما شاورت على بقايا أحمر شفاة هي بتقول بـ صوت مُهتز .. خرج بالعافـ.ـية:
- إيه .. ده؟
- يا بنت الكلـ.ـب!!!
قالها بعُنـ.ـف و خـ.ـبط على الحمام بشكل أفزعها، خطـ.ـف منها القميص و قال بضيق شـ.ـديد:
- هاخد شاور و آجي أحكيلك!!!
هنا إنفجـ.ـرت فيه بتضـ.ـربُه على صدرُه الصلب بقسـ.ـوة و هي بتصـ.ـرّخ في وشُه:
- يعني إيــه!!! يعني إيه هاخد شاور و أبقى أحكيلك!!! هتسيبني لدmاغي ده كلُه ليه!!!
و خفّ صوتها و عينيها بتهدُر بالدmـ.ـو.ع:
- جاي ريحتك برفان، و في روچ على قميصك .. و تقولي هاخد شاور و أحكيلك؟
حاول يحتوي إنهيارها لما مسك كفيها اللي كانوا متثبتين على صدرُه و قال بهدوء:
- في ستين داهية الشاور .. تعالي!!
جذبها من كفها و أجلسها على الفراش، جلس أمامها ثم حاوط وجنتيها و مسح دmعاتها بإبهاميه يُردف بحنو:
- أولًا تبطلي عـ.ـيا.ط!
بصتلُه و إتجدتت الدmـ.ـو.ع في عينيها تاني فـ ضم راسها لصدرُه و مسح فوق ضهرها بحنو، و إبتدى يحكيلها اللي حصل من أول ما سابها، شهقت بعدm إستيعاب و خرجت من حُضنه، بصِت لجـ.ـسمُه و قالت بإرتجاف:
- يعني .. يعني هي حـ.ـضـ.ـنتك؟
ضحك من قلبُه و رجع قال قارصًا ذقنها:
- ده اللي فارق معاكي بعد كُل اللي قولتُه!!
هدرت فيها بحدة:
- طبعًا ده اللي فارق!!
حطت إيديها على رقبتُه و بداية صدرُه و قالت بحُزن:
- يعني .. يعني قرّبت منك .. وحطت إيديها هنا، و نفسها كان قُريب من نفسك، شمِّت ريحتك!!!
توسعت عينيه من غيرتها اللي بيلاحظها لأول مرة، حاوط خصرها برفق و رفع وشّها ليه و قال بحنان:
- ملحقِتش يا حبيبتي .. ملحقِتش تعمل كُل ده، هي قرّبت في ثانية و في الثانية اللي بعدها ضـ.ـربتها بالقـ.ـلـم!!!
- حـ.ـضـ.ـنتك من ضهرك!!
قالتها بإنتحاب بتبصلُه بعينيها الدامعة، مال مُقبلًا جفنها و قال بحنو:
- شـ.ـدتها من شعرها .. و رمِـ.ـتها بطول دراعي!!!
تثق به ثقة عمياء، تعلم علم اليقين أنه صادق و لم و لن تشُك به لحظة واحدة، أسندت خدها فوق صدرُه أسفل وجهه، تحاوط عنقُه من غير ما تتكلم، مسح فوق ضهرها و قرّبها منُه أكتر فـ همست بـ براءة حزينة:
- بتحبني أد إيه؟!
إبتسم على صغيرتُه، و عانقها أكتر و همس نو الأخر بعشق:
- أد الدنيا .. أد حاجه مبتخلصش ومالهاش آخر!!!
عانقتُه أكتر لتُقبل كتفُه قُبلة أخيرة ثم إبتعدت بوجهها عنُه، فـ قال متوجسًا:
- لسه زعلانة؟
حاولت إصطناع إبتسامة و قالت بهدوء:
- لاء خلاص يا حبيبي!
و ربتت على كتفُه بهدوء بتقول:
- يلا روح خُد الشاور بتاعك .. و أنا جعانة فـ هنزل أجيب حاجه أكُلها أو أخلي الحجّة رحاب تعملي حاجه!!
- مش محتاج أقولك إنك متنزليش كدا! و متلسيش روب و خلاص كإنك بتحايليني .. إلبسي الإسدال!!
قال بضيق من فكرة أن يراها شخص دونُه و إن كانت امرأة، إبتسمت و قالت بهدوء:
- حبيبي كُلهم تحت ستات!!
قال بحدة:
- آه م أنا عارف والله، بس مش معنى إنهم ستات تنزليلهم بقمـ.ـيص نوم كدا!!
قالت بهدوء:
- كنت هلبس فوقيه الروب!
- يُسر! إنتِ سمعتي أنا قولت إيه صح؟
هتف مُحذرًا إياها بنظرة أخافتها قليلًا، فتراجعت قائلة بإبتسامة بسيطة:
- حاضر يا زين!!
دخل الحمام و سابها، إتمحت الإبتسامة من على وشها و بان الحُزن في عيونها، لبست الإسدال و نزلت، دخلت المطبخ و قعدت على كُرسي و هي حاسة إن رجليها مش شايلاها و وشها شاحب، قرّبت منها الحجّة رحاب و قالت بقلق:
- مالك يا يُسر؟ إنتِ كويسة!!
رفعت يُسر عينيها ليها و نفت براسها، و همست بعيون دامعة:
- لاء .. مش كويسة!!
جذبت مقعد و جلست عليه قائلة بحيرة:
- إيه اللي حصل؟
بصتلها يُسر بتردد .. لكن قالت بحُزن:
- حاسة إن فيه نار في قلبي!
- من إيه يا حبيبتي اسم الله عليكي!
هتفت رحاب بحنان و هي بتربت على كتفها، مسحت يُسر عينيها و قالت برجاء:
- ممكن يا حجّة رحاب تديني رقم أي دكتورة نسا ت عـ.ـر.فيها، هسألها على حاجه بس عشان مخدتش رقم الدكتورة اللي روحتلها النهاردة!
أسرعت رحاب قائلة و هي تخرج هاتفها الصغير من جيب عبائتها:
- بس كدا .. عنيا، خُدي الرقم!!
- هرِن عليها من عندك عشان تليفوني سبتُه فوق!
قالت بإستحياء، فـ رحبت الأخيرة قائلة بحنان:
- براحتك يا قلبي!!
أخدت يُسر التلبفون و بعدت شوية، ردت الدكتورة فـ هتفت يُسر بـ صوت مُتقطع:
- السلام عليكم و رحمة الله يا دكتورة!
أتأها الرد من الناحية الأخرى، لتقول يُسر بخجل:
- كُنت عايزة أستشير حضرتك في حاجه .. أنا حامل مبقاليش كتير يعني يومين تلاتة كدا .. بس أنا كُنت عايزة أعرف لو أقدر إنه .. إنه يعني يحصل حاجه بيني و بين جوزي؟
أتاها رد الطبيبة:
- مافيش مُشكلة لإن الجنين بيبقى محمي كويس بجدار الرحم، بس راعوا طبعًا ميبقاش في عُنف أو آآآ!!
بترت يُسر عبـ.ـارتها و قد إستحال وجهها لإحمرار رهيب قائلة:
- لاء لاء يا دكتور .. مافيش كدا! تمام أنا متشكرة أوي يا دكتور مع السلامة!!
إدت التليفون لـ رحاب اللي سألتها دون أن تضغط عليها في معرفة التفاصيل:
- كلُه تمام؟
- تمام!
قالتها يُسر مُبتسمة، شكرتها وصعدت على الدرج و هي تشعر بأن تلك النيران المُتأججة في قلبها لن يُطفيها سواه .. سوى قُربه .. سوى لمساته الحنونة و أنفاسُه التي دلفت لرئتي دون رئتيها!!
صعدت له و دلفت الجناح ثم الغُرفة، لقتُه طالع من الحمام لتوُه لكن مُرتدي بنطال قُطني أسود و عاري الصدر، تفوح منه رائحتُه التي تعشقها، توقفت للحظة لا تعلم ماذا تقول و كيف تبدأ، لما لاقاها واقفة ساكتة قال بحنان و هو بيمد كفه الأيمن لها و الأيسر ممسك بمنشفة بجفف خصلاته:
- تعالي يا حبيبتي!
أسرعت الخُطى نحوُه، و دلفت بأحضانُه، ثم قالت بإبتسامة:
- أقعد و أنا هنشفلك شعرك!!
مدلها المنشفة و قال بإبتسامة:
- إتفقنا!!
شالت الإسدال عن جـ.ـسمها و هو قعد فـ قعدت على رجلُه عشان تطول راسه، إبتسم و حاوط خصرها فـ بدأت بتجفيف خُصلاتُه و وجهها قريب من وجهه، تأمل ملامحها و إتنهد بإشتياق:
- إنتِ حشـ.ـتـ.ـيني و أوي يا يُسر!!
توقفت عند تلك الجملة، حطت المنشفة جنبُه و قرّبت جبينها من جبينُه و همست:
- أوي أوي؟ ولا نُص نُص؟
إبتسم و قال بحنان:
- لاء أوي أوي .. فوق ما عقلك يصوّرلك!!
- و إنت كمان يا زين!!
قالتها تُميل فوق وجنتُه تقبلُه قبلة مَطولة إبتسم على أثرها يُشـ.ـدد على إحتضان خصرها، سقطت بشفتيها لعُنقه لتُقبل رقبتُه يعتريها ألم رهيب من كون هذا المكان إقتربت أخرى منهُ، لم تشعر بأنها كانت تُقبلُه قبلات عديدة فوق جانب عنقُه أذهبت بالباقي من صبرُه، فـ قال بهدوء زائف كُل الزيف يضغط على جسدها ضد جسدُه برفق:
- إنتِ عارفة إن لا إنتِ و لا هو أد اللي بتعمليه ده دلوقتي!!!
- أنا عايزاك!!
همست بها بتبصلُه بأعين إلتمعت بالدmـ.ـو.ع، جزع قلبُه عليها و قال بإبتسامة حنونة:
- طب بتدmّعي ليه!!
- عشان عايزاك!!
قالتها بألم تلصق جبينها بـ جبينُه، فـ همس بعشق مُغمضًا عيناه:
- أنا اللي هتجنن عليكِ أساسًا!
و إسترسل بعد تنهيدة حارة:
- بس خايف عليكي .. و عليه!!
همست أمام شفتيه:
- مش هيحصل حاجه .. كلمت دكتورة نسا من عند الحجّة رحاب و قالتلي إن مافيش حاجه هتحصل!!
إندهش من تصرُفها، و بخُبث:
- يعني مكُنتيش نازلة تاكلي بقى!!
وضع المزاح جانبًا لما لفِت ذراعيها حول عنقُه قائلة بـ صوتٍ مُرتجف:
- زين! أنا محتاجالك أوي .. أوي!!!
لم يجعلها تُعيدها، عانق شفتيها بشفتيه بقُبلة مُشتاقة تفاعلت معها، و أناملُه تُزيح تلك الحمالة الرفيعة من فوق كتفها، كان حنونًا معها كعادتُه، يُخبرها بين الحين و الآخر كم يعشقها، لإنه شعر بـ إن لسة الموقف مأثّر فيها، يُخبرها بأنها الوحيدة اللي قلبُه دق ليها، إنها الوحيدة اللي خلتُه قرفان لمسة ست تانية بعدها، هي الوحيدة اللي مُستعد يفديها بروحُه .. و عُمرُه .. و فلوسُه و كل حاجه تبقى تحت رجليها هي!
• • • •
يُتبع♥
↚
- زين! أنا محتاجالك أوي .. أوي!!!
لم يجعلها تُعيدها، عانق شفتيها بشفتيه بقُبلة مُشتاقة تفاعلت معها، و أناملُه تُزيح تلك الحمالة الرفيعة من فوق كتفها، كان حنونًا معها كعادتُه، يُخبرها بين الحين و الآخر كم يعشقها، لإنه شعر بـ إن لسة الموقف مأثّر فيها، يُخبرها بأنها الوحيدة اللي قلبُه دق ليها، إنها الوحيدة اللي خلتُه قرفان لمسة ست تانية بعدها، هي الوحيدة اللي مُستعد يفديها بروحُه .. و عُمرُه .. و فلوسُه و كل حاجه تبقى تحت رجليها هي!
• • • •
فتّحت عينيها و فركتها بنُعاس، بصتلُه لقتُه لسة نايم و هي نايمة على صدرُه، إتنهدت و إبتسمت و هي بتفتكر كلامُه ليها، و إنه أد إيه بيعشقها و مبيشوفش غيرها، و عُمرُه ما حَب و لا هيحب غيرها، رفعت جسدها قليلًا لأعلى لتصل لـ عُنقُه، دفنت رأسها به تُقبلُه مرة تلي الأخرى برقة شـ.ـديدة، فُتِحت عيناه و إبتسم و هو بغمغم بصوتُه النائم:
- ده أحلى صباح ممكن أصحى عليه!!
إبتسمت لتعود دافنة وشها بين ثنايا عنقُه، حاوط خصرها العاري من أسفل الفراش و قرّبها لصدرُه أكثر لتتحرك أطراف أناملُه فوق طول ظهرها العاري، توقف لما رفعت وشها لـ وشُه فـ تأمل وجهها للحظات و خصلاتها المفردة على جانبي وجهها، تأملها بـ شرود ليرفع أناملُه تسير على مِحياها و ملامحها فـ أغمضت عيناها تبتسم بـ هدوء، توقف بإبهامُه فوق شفتيها هامسًا و عيناه بتمسح وجهها من أعلى لأسفل:
- إزاي جميلة كدا؟
إبتسمت، ،ثنت ذراعيها فوق صدرُه لتستند بـ ذقنها فوق كفها المُثبت على صدرُه بتقول ببراءة:
- لو مكُنتش جميلة .. كُنت هتحبني كدا؟
إبتسم على عفوية سؤالها، و أجاب بصدقٍ يمسح فوق وجنتها الناعمة:
- كُنت همـ.ـو.ت فيكِ .. متحاوليش!!
إبتسمت ملء شفتيها، و نظرت لعيناه قائلة بحُب:
- على فكرة إنت كمان زي القمر!
إبتسم و قال بـ غرور:
- جدًا .. عارف!!
ضحكت برقة و هتفت تميل برأسها للجنب شاردة في عيناه:
- بتكلم بجد .. عينيك .. ما شاء الله، لونها ما شاء الله مش طبيعي، لون أخضر زتوني كدا!
ثم هتفت بحماس:
- ياه لو البيبي ياخد لون عينيك!!
- هتعملي إيه بقى!!
قالها و أناملُه تسير على ظهرها مُستمتع بحديثها، و لو فِضلت تتكلم معاه يومين كاملين دون إنقطاع مش هيمِل، تبقى بس بالقُرب ده منُه ومش عايز حاجه تانية!
قالت بلُطف:
- هفرح جدًا .. و هفضل أبوسُه في عينيه ليل نهار!!
توقفت أناملُه فجأة و إغمّقت عيناه و قال بضيق كل ما يفتكر إن كائن تاني هيشاركُه فيها و إن كان إبنُه:
- إنتِ هتبوسيه أصلًا؟!
لاحظت ضيقُه فـ قالت بإبتسامة:
- و إنت كمان هتبوسُه يا حبيبي!!
لا يعلم لِمَ إبتسم، شرد في لحظة تقبيلُه لصغيرُه في أول مرة سيضعوه بأحضانُه، فـ إبتسمت و هي متأكدة في اللي بيفكر فيه، اراحت رأسها فوق صدرُه وقالت بحنان:
- إنتوا الإتنين .. كُل حاجه في حياتي!
- هتحبيه أكتر مني صح؟
قال بهدوء مُعاكس لِما بداخلُه، رفعت وشها ليه و قالت بحنو بتمسح على دقنُه:
- يا عُمري، أنا بحبك أكتر من أي حاجه و أي حد!!
- لما ييجي كُل ده هيتغير!!
قالها بجدية و هوبيرجع خُصلة ثائرة ورا أذنها، فـ حاولت تغيير مجرى الحديث قائلة بإبتسامة:
- يا خوفي إنت اللي تحبُه أكتر مني!!!
إتنهد و رفع كفها يُقبله بعشق:
- محدش هيعرف ياخد مكانك في قلبي يا يُسر!!
• • • • • •
- أنا خايفة .. لاء أنا مرعوبة يا زين!!
قالتها و هي ماسكة دراعُه، ترتدي ذلك الزي الطبي و غطاء الرأس الطبي أيضًا، تتجهز لإجراء عمـلـ.ـية ولادة طبيعية، تُحدق به بأعيُن دامعة، حاول يطمنها رغم الرُعب و الخوف اللي عليها جواه، مسح دmـ.ـو.عها بحنان و قال برفق:
- متخافيش يا قلب زين!! كلُه هيبقى تمام!! دي ولادة من غير ألـ.ـم، يعني مش هتحسي بحاجه متخافيش!!
- ماشي!!
قالتها بتعب فـ خدها في حُضنه، غمّضت عينيها ساندة راسها فوق صدرُه بإستكانة، إلا أن حان موعد ولادتها، بصتلُه بصّة أخيرة و دخلت، قعد على الكُرسي بيحاول يهَّدي نفسُه إنها هتبقى كويسة، و إنها هتخرُجلُه بالسلامة، تليفونُه رن فـ قطب حاجبيه و أخد التليفون خرج بيه برا المُستشفى، رد و هو بيقول بعدmا زفر بضيق:
- ها يا عابد!!
- زين باشا .. أنا عارف إنه مش وقتُه و ربنا يقوِّم المدام بالسـ..آآ
بـ.ـتر عبـ.ـارتُه بحده هادرًا فيه بصوت جعل من حولُه يلتفت له بإستغراب:
- مــا تــخــلــص يــا عــابــد!!!
- حـ .. حـاضر، ريا هانم .. والدة حضرتك، النهاردة الفجر فيه شوية نسوان إتلـ.ـموا عليها وضـ.ـربوها ضـ.ـرب جامـ.ـد شوية، فـ هيا مقدرتش تتحمل و آآ .. و مـ.ـاتت في وقتها!!
قال بتـ.ـو.تر مش ضامن ردة فعلُه، سكت زين لدقائق لدرجة إن عابد إفتكر إنه قفل، لكن بعدها قال بهدوء:
- إنت مُتأكد إنها مـ.ـاتت؟
هتف عابد بحيرة:
- زي ما بكلم حضرتك كدا يا باشا!
- هي فين دلوقتي؟
قال و هو بيشعل سيجارتُه، فـ هتف عابد:
- هي في التلاجة .. هيشـ.ـرّحوا جثـ.ـتها عشان يعرفوا المـ.ـوت كان من الضـ.ـرب ولا من حاجه تانية!!!
- صوّرهالي!!
قالها ببرود شـ.ـديد، لدرجة إن عابد قال بصدmة:
- إيه؟!
- وقعت على ودانك ولا إيه!!!
قال زين ساخرًا، أسرع عابد يقول بحيرة من برودُه:
- لاء معاك يا باشا، طيب أنا في المستشفى هدخُل أصوّرها لحضرتك دلوقتي بس ده لو دخلوني!
قال بجمود:
- هفضل معاك ع التليفون لحد ما تقفل و لو حد وّقفك خليني أكلمُه، المهم أنا عايز صورتها و وشها في ظرف دقيقتين!!
- حاضر يا باشا!
و أسرع بخطواتُه داخل المشفى، تسلل لـ المشـ.ـرحة يحاول تذكر في أي ثلاجة وضعوها، جسدُه يرتجف وسط الجـ.ـثث اللي حواليه و ريحة المـ.ـوت مُخترقة أنفُه، لحد ما إفتكر و شـ.ـد الثلاجة عليه، إنحبست أنفاسُه لما رفع تلك الملاءة البيضاء و لقى وشها أزرق بدرجة كبيرة، و كدmـ.ـات على وجهها، قال بـ صوت بيرتعش:
- هـ .. هـصورها لحضرتك دلوقتي!!
إبتسم زين بسُخرية و هتف:
- بسُرعة قبل ما تُقع من طولك!!
إلتقط عابد صورة لها و أرسلها لـ زين، شاف وش اللي من المُفترض أمُه، للحظات بيتأمل سوء خاتمتها، نضّف حلقُه و سحب نفس عميق من السيجارة و رماها على الأرض بيدوس عليها برجلُه، و من ثم هتف بنفس الجمود:
- مالوش لازمة التشـ.ـريح، أدفنوها على طول!
- بس الطب الشرعي قال آآ!!!
هتف زين بحدة:
- عابد .. مش عايز مشـ.ـرط يلمس جـ.ـسمها!!، تدِّفـ.ـن على طول فاهم؟!!
- فاهم يا باشا!!
قفل معاه و رجع دخل لجوا، غسل إيدُه كويس و فمُه من السجائر، و رجع جنب غرفة العمليات قعد على المقعد شاردًا، لتمُر ساعة، إنتفض بعدها على صوت صرخات صغيرُه، وقف عينيه متعلّقة بالباب زي الطفل مستني حد يخرُجه عشان يشوفُه، و بالفعل خرجت مُمرضة بيه لافّاه بـ بطانية تقيلة، نبضات قلبُه أزدادت و هو شايف الممرضة بتتقدm نحوه بالطفل، وقفت قُدامُه و مدتلُه الطفل بتقول بإبتسامة:
- إتفضل يا فنـ.ـد.م!! ربنا يبـ.ـاركلكوا فيه!!
مسمِعهاش، واقف ثابت مش عارف لأول مرة يعمل إيه، عينيه ثابتة على الطفل اللي بيعـ.ـيط من قلبُه بيفرُك بكفيه، فضلت الممرضة واقفة مستغربة سكونُه مش قادرة تترجمُه، فـ قالت بهدوء:
- حضرتك سامعني؟
بصِلها بـ نظرات تايهة و رِجع بَص لإبنه، مَد إيدُه و حملُه بـ رُعب خايف يعمل حركة غلط فـ تإذيه، أول ما لمسُه كُل خليه جواه إرتجفت، قرّبُه لحُضنه، حاسس إنه بياخد أنفاسُه بصعوبة من تأثير الموقف عليه، لكن إبتسم لما شاف إبنُه سكت، و عـ.ـيا.طُه هِدي، قرّب شفايفُه من ودنُه و همس بـ صوت مُتأثِّر:
- الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله!! الله أكبر!!!
غمّض عينيه و حبس أنفاسُه بيسند جبينُه على راسُه الطريّة بخفة شـ.ـديدة خوفًا عليه، بيحمد ربنا جوّاه على إحساس مكنش مُتخيل في يوم جمالُه، خرجت يُسر على التروللي فـ أسرع عليها بيحضُن إبنُه بيسأل الممرضة بلهفة:
- كويسة!!
قالت الممرضة بهدوء:
- متقلقش يا فنـ.ـد.م كويسة!!
مشي معاهم لحد ما دخلت الغرفة، كانوا بيحاولوا يشيلهوا لحد ما وقّفهم بضيق و قال:
- بتعملوا إيه!! خُدي!!
و مدِّلها إبنه و هو بيبُصله و كإنه هيشتاقلُه، مسكتُه الممرضة بإستغراب، لكن شهقت لما زين ميِّل على يُسر عشان يشيلها و قالت بخوف:
- حضرتك كدا ممكن تإذيها!!
حمل جسدها – الذي إكتسب الوزن بسبب الحمل – برفقٍ شـ.ـديد بيبُص للمرضة بسُخرية، حطها على الفراش بحذر، مسح على وجهها الشاحب و مال يُقبل جبينها و من ثم عيناها، ليقول لـ الممرضة بضيق:
- هي هتفوق إمتى؟
هتفت الممرضة بضيق:
- شوية و هتفوق!!
- هاتيه!!!
قالها بحدة فـ أعطتُه ولدُه بخوف منُه، شاورلها عشان تخرج مع باقي الممرضات فـ فعلوا، قعد على طرف الفراش جنبها و بصِلها و رجع بَص لـ إبنُه، إبتسم و هو بيقول:
- خَد عينيا يا يُسر!!
- و قلبي!!
إسترسل بعد تنهيدة بيبُصلُه بعطف، سمع همهمـ.ـا.تها بإسمُه بتعب:
- زين!
مسك كفها بكفُه اللي مش شايل إبنُه بيه، و قال بحنو:
- روح زين!
- إبني!!
همست بحُزن و هي لسه تحت تأثير البنط فـ أسرع بيقولها بإبتسامة:
- معايا يا حبيبتي!!!
- عايزاه!!
قالت بتمِد إيديها ليه بتفتح عينيها بصعوبة، حطُه على صدرها بالفعل فـ ضمتُه ليها و هو ثبتُه بإيدُه عشان ميفلتش منها، قعد جنبها و قرّب على وشها و قال بحنان:
- فوّقي كدا يا أُم يونس!!!
إبتسمت و بصتلُه و هي بتدmع، و رجعت بصِت لإبنها و دفنت أنفها بجـ.ـسمُه الصغير بتستنشق رائحة جسدُه، بتضحك و بتبكي، مسح على خدّها برفق و هو بيبُصلُه بسعادة، برفق فتحت عينُه النايمة و إبتسمت و هي بتقولُه:
- نفس لون عينيك!!
أومأ لها، فـ مسحت على خُصلات زين بتقول بحنان:
- مبسوط؟!
- فوق ما عقلك يصوّرلك!
هتف و هو يُقبل راسها، فـ إبتسمت بتمسح على خدُه بإبتسامتها الحنونة
• • • • • •
- إنسى .. هقول لـ بابا إنك معملتش الـ homework بتاعك يعني هقولُه، و هو هيتصرّف معاك يا أستاذ يونس!!
هتف يونس البالغ من العُمر سبعة سنوات برجاء يُقبل وجنتها:
- و حياتي يا ماما!! متقوليلوش و أنا مش هعملها تاني!!
- واحدة كمان هنا!!
قالتها بصرامة زائفة و هي بتديلُه خدها التاني فـ قبّلُه فورًا، دلف زين على صوت تلك القُبلة فـ هدر بن بغضب زائف:
- إنت بتبوس مراتي يالا!!!
إنفجرت يُسر ضحكًا و قامت و يونس إستخبّى وراها و هو بيصرّخ بمزاح:
- و الله يا بابا هي اللي قالتلي أبوسها!!
شهقت يُسر بصدmة و قالتلُه:
- بتسلِّمني يا يونس!!!
- أنا ماليش دعوة!!
قالها و ركض على غُرفتُه و قفل الباب، تنحنحت يُسر و رجعت لـ ورا و هي بتبُص لـ زين اللي قرّب منها بخطوات بطيئة و قال بـ حدة:
- إنتِ اللي قولتيلُه؟!!
- زين!!!
همست بأعيُن راجية و ظهرها قد إلتصق بالحائط، سند كفيه جوار رأسها و ميّل عليها براسه و سط عينيها الخايفة من مظهرُه، بصِّلها و بَص لـشفايفها بضيق، و ميّل عليها بوجنتُه بيقول بحدة:
- بوسي!
أسرعت بـ طبع قبلة سريعة فوق وجنتُه، فـ نفى برأسُه قائلًا بمكر:
- لاء معجبتنيش!! مِكَروتة!!!
إبتسمت و حاوطت وجنتُه لتطبع بشفتيها فوق وجنتُه بلُطف، إلتفت بوجهُه الناحية الأمرى فـ قبلتُه بنفس الطريقة، ألصق وجنتُه بوجنتها و قبّل صدغها ليتدرج بشفتيه لـ عنقها فـ وضعت يُسر كفيها على صدرُه تُردف بتـ.ـو.تر:
- زين .. حبيبي، يونس مُمكن يطلع من أوضتُه في أي لحظة!
توقف عن تقبيل عنقها ليستند برأسه أسفل ذقنها، تنهد و إبتعد عنها ثم جذبها من كفها قائلًا و هو يسير معها لجناحهما:
- ندخل إحنا أوضتنا!
قالت بإبتسامة و هي بتحاول توقّفُه:
- إستنى بس أشوف يونس!!
قال بحدة:
- م تشوفيني أنا شوية!!
ضحكت من قلبها و هي ماشية وراه، دخل جناحهم و منُه لأوضتهم و قفل الباب، فتح أزرار قميصُه و هي قعدت على السرير بتشاورلُه بإيديها وسط ضحكتها:
- صلي على النبي طيب!!!
قال و هو بينزع قميصُه عن جـ.ـسمُه:
- عليه الصلاة و السلام!!!
بحثت بعينيها عن مخرج فـ لقت رُكن في الأوضة قامت جريت عليه فـ هدر فيها بحدة زائفة:
- هتجّريني وراكِ كمان!!!
هتفت بإبتسامة:
- لاء بس إهدى!!
مشي ناحيتها و شـ.ـدها على صدرُه و في لحظة كان شايلها، تشبثت بعنقُه و هي بتضحك مرجّعة راسها لـ ورا، رماها على السرير بطريقة مش عنيفة و ميّل عليها مثبِّت كفيها جوار رأسها يُردف بخُبث:
- وقعتي .. ومحدش سمّى عليكي!!!
- زين!!
همست بخضة من طريقتُه و حاولت تفُك إيديها من تحت إيدُه ببعض الخوف بتقول:
- هتعمل إيه!!!
- هاكلك!!
هتف بها بخُبثٍ فقالت بتـ.ـو.تر:
- إنت ماسك إيدي جـ.ـا.مد!!
حاوط رسغها ليرفعُه لشفتيه مُقبلًا إياه بحنو ثم قبّل باطن كفّها، ليذهب خوفها في لحظاتٍ من حركة بسيطة جعلتها تبتسم له، رفعت كفها له لتُقبل هي الأخرى باطنُه قائلة بعشقٍ:
- لو تعرف أنا بحبك أد إيه!!
مال مُلتقطًا قبلة شغوفة من شفتيها هامسًا أمامها بعشقٍ أكبر:
- مش أكتر مني!!!
حاوطت وجهُه لُتقبل جوار شفتيه بحنان، فـ أسند جبينُه على جبينها مغمضًا عيناه، فهمست برقة:
- زيني!!
- روح قلب زينك!!!
قال بإبتسامة ثم إحتضن شفتيها بشفتيه بشغفٍ لن ينضب، و لوعة حُب لا تنطفئ، و نيران عشقُه لا تخمد، عنـ.ـد.ما دلفت مُرغمةً لـ عرين الذئب تظُنه ضاري، لتجد ضراوة الذئب تحوّلت لـ ضراوة أيضًا .. و لكن ضراوة عشق مُحببة لـ قلبها!!!
تمت بحمد الله
لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇