رواية معشوق الروح كاملة جميع الفصول

رواية معشوق الروح هي رواية رومانسية والرواية من تأليف ايه محمد رفعت

رواية معشوق الروح كاملة جميع الفصول

رواية معشوق الروح من الفصل الاول للاخير بقلم ايه محمد رفعت

حُطم قلبها وتناثر لشروخ من الآوجاع، كيف تحتمل الآنين من حطمها ظنت أنه محبوبها؟! كيف ستتمكن من العيش وهو من ظنت أنه حماها وآمانها؟!
القلب خرج عن الطواف وتهشم بصوت إستمعت له جيداً لتكون العقوبة قاسية حتى لا تنخدع وتسقط بالهواجس مجدداً...

أغمضت عيناها كثيراً فى محاولة باتت بالفشل لتقبل حقيقة ما ترأه، لا ليست بحلمٍ سيئ ولكنها بواقع مرير، واقع دعسها به بخيط الخيانة القاسى، يا الله لم تحتمل رؤيته وتلك المرأة بين يديه هوت دmعاتها على وجهها المتصلب فرفعت يديها على فمها تكبت شهقاتها...

لم يكن بأوسع مخيلاته أنها ستصعد لغرفته، فأقترب منها بصدmة بعدmا أرتدى قميصه هرولت تلك اللعينة للخارج من أباحت جسدها للمحرمـ.ـا.ت مقابل مبلغ بخس حقير إعتادت على مثل تلك المواقف، تراجعت للخلف وبداخلها آنين وآلآم..

لم تقوى على رؤيته أمامها بعدmا رأته منذ قليل فركضت سريعاً والدmـ.ـو.ع تكسو وجهها بشـ.ـدة فكلما كان يشتد كانت تسرع بالركض لعلها تختفى عن حدود مملكته الوضيعة التى باتت كالجحيم بالنسبة لها، جذبت أخر رابط بينهما من بين أصبعها ثم ألقت به أرضاً بكل قوة لم تعبأ به وهو يركض خلفها ويصيح بأسمها حتى تقف ويخدعها من جديد..

ركضت بقوة كأنها تقترب من مصيرها المجهول فربما بداية لرحلة متعلقة للروح، أفاقت منها على آلم بأنحاء جسدها حينما دعستها تلك السيارة بقوة فسقطت أرضاً فاقدة لمذاق الحياة من يرأها يظن أنها لقت حتفها الأخير، بدأت الرؤيا تتلاشي شيئاً فشيء فأخر ما رأته من يهرول إليها سريعاً بزعر ورعـ.ـب شـ.ـديد من رفعت يديها بمحاولة بائسة ان يخرجها مما هى به ولكنها هوت أرضاً حينما فقدت الوعى...

حملها ذاك الشاب ذو العين السوداء كالليل الكحيل بين ذراعيه فصرخ بقوة وخـ.ـو.ف: ، ليااااان...
ليااان
أغمضت عيناها معلنة عن إنهيارها بين أحضانه..
حاول أفاقتها كثيراً وقلبه يكاد يتوقف فأقترب منه هذا الخائن بذعر وهو ينحنى لها فصاح به بكتلة من جحيم وصوتٍ بدا كهلاك مـ.ـو.ته: قرب من هنا وهتشوف ردة فعلي بنفسك
رفع رأسه قائلا بخـ.ـو.ف من أن تكون أخبرته بخيانته: أنت بتكلمنى كدا أزاي؟! نسيت نفسك.

نظراته كانت كافيلة ببث الرعـ.ـب الذي بدا على وجهه فتراجع للخلف برعـ.ـبٍ شـ.ـديد لعلمه ماذا سيتمكن هذا الشاب ذو الجسد الرياضى الممشوق، حملها بين ذراعيه وتوجه سريعاً لسيارته وضعها بالمقعد الخلف فجلست أحدى رفيقتها من كانت بالحفل الذي أقامه هذا المعتوه للأحتفال بميلاده فلم يكن بأوسع مخيلاته حضورها، توجه ليجلس بمقعده ملقياً عليه نظرة ممـ.ـيـ.ـتة ختمها بصوت الأشـ.ـد من طلقات المـ.ـو.ت: ليان لو جرالها حاجة ورحمة أبويا ما هيكفينى فيك رقبتك.

وصعد لسيارته يقودها بجنون وهو يتطلع لشقيقته برعـ.ـبٍ شـ.ـديد، لم يتمالك أعصابه من التفكير بما فعله هذا الأحمق نعم أخبرها من قبل بأنه مخادع ولكنها كانت متشبسة به وعارضت أخاها لأتمام هذا الزواج فأتى هذا اللعين ليحطمها ولكن مهلا فربما لا يعلم ما يخبئه المجهول من عشق وُحد بخيط رفيع من القدر ليربط روح بروح أخرى تبعد عنها أميال وتجمعهم صدفة متخفية بدقائق لتجمع عشق بين قلبين لم يرى بعضهم البعض!.

لكم مقبض السيارة بقوة وغضبٍ جامح فصف سيارته بأهمال وحملها للمشفى وهو يركض بقوة كبيرة حتى أتت الممرضات لتزف هذة الفتاة لغرفة العمليات..
جلس على المقعد المقابل للغرفة بأهمال وقلبه يكاد يتوقف من الخـ.ـو.ف على شقيقته فهى الوحيدة التى تعنيه بتلك العائلة المتعجرفة حتى والدتها لم ترى حبه الكبير لها كل ما ترأه أنه مجرد إبن زوجها!

ما هى الا ثوانى معدودة حتى أنقلبت المشفى بعائلة مسعد الحمزاوى فهرولت تلك السيدة ذات العقد الرابع من عمرها إليه قائلة بصراخ قوى: عملت فى بـ.ـنتى أيه؟
رفع عيناه لها بصمتٍ قـ.ـا.تل فرفعت يدها تحركه بقوة كبيرة فأبعد يدها عنه ونظرات الغضب تتمكن منه ولكنه لمح من تقف على بعد ليس بكبير ونظراتها تذكره بما زرعته به من أخلاق لا تصرح له بذاك التصرف فغادر إليها بصمت..
رفعت عيناها بدmـ.ـو.ع: أيه الا حصل يابنى؟

قبل أن يجيبها كانت تلك المرأة من اقتربت إليها قائلة بغضب وغيرة واضحة للغاية غير عابئة بابـ.ـنتها التى تصارع للحياة: أنت أيه الا جابك هنا أنا مش قولتلك أخرجى من حياتنا أنت وإبنك أنتوا أيه؟!
كاد الحديث بجمرة عيناه المخيفة فتمسكت بيده قائلة بهدوء: خالى مشاكلنا على جانب يا حنان مش وقته عايزين نطمن على ليان.

أنصاعت لها وتوجهت للمقعد ودmعها يغزو وجهها فبداخلها جزء يحمل شيئاً من الأمومة يصعب وصفه رغم إهمالها بأبـ.ـنتها التى تفضل زوجة أبيها عن والدتها!.
جلست فاتن والدة محمود على المقعد والدmـ.ـو.ع تشق طريقها على ليان فأخذت تدعو الله أن ينجيها...
وما هى الا ثوانى معدودة حتى خرجت الممرضة تهرول بفزع فأقترب منها محمود قائلا برعـ.ـب: فى أيه؟!

أخبرته وهى تهرول لزميلتها: المريـ.ـضة خسرت دm كتير وللأسف فصيلتها نادرة جداً ومش متوفر فى المستشفى غير كيس دm بس وأحنا هنحتاج أكتر من كدا
جذبتها حنان بغضب شـ.ـديد: يعنى أيه مفيش غير كيس واحد، ثم أستدارت لمحمود قائلة بتشفى وحقد دافين: هى دي مستشفى الا أنتِ جايب بـ.ـنتى فيها أنا هخرجها من هنا فوراً لأيطاليا.
أقترب منها محمود قائلا بهدوء مريب: هتخرجيها أذي وهى بالعملياات أنا هتصرف متقلقيش ليان مش هيجرالها حاجة
وقبل أن تجيبه كان قد أختفى من أمامها فأسرع لسيارته بسرعة كبيرة لأنقاذ حياة شقيقته..
خرجت الممرضات واحدة تلو الأخرى بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد وحـ.ـز.ن على خسارة تلك الفتاة إن لم يتوفر لها نفس الفصيلة فربما عشق الروح بمكان قريب منها وربما حائل الطفولة الغامض على بعد مسافات!.

توجه للخروج وصدى خطاه تتردد بالممر الخاص بالخروج، وسامته كانت ملفت للأهتمام فكان محور النظرات بالمشفى نعم أعتاد عليها فأخرج نظراته بملل ليحجب عنه النظرات فعيناه فشل الكثيرون بمعرفة لونها فكان سبب جدال النظرات من حوله...
أبطئ خطواته حينما إستمع لحديث الممرضات عن تلك الفتاة التى تصرع المـ.ـو.ت لحاجتها لفصيلة تجري بعروقه، أقترب منها قائلا بصوته الرجولى الثابت: أنا فصيلتى متطابقة.

أستدارت الممرضة بلهفة لصاحب الصوت فوجدته شاباً فى أواخر العقد الثانى من عمره، يقف أمامها بثقة لا يمتلكها سوى مدرب كمال أجسام أو لاعب محترف يعلم جيداً أنه سيفوز بمبـ.ـارة وسط عمالقة الأوزان طويل وخصلات شعره السوداء مصففة بحرافية ولكن مع تمرد بعض الخصلات لتهبط على نظارته السوداء الذي يخفى عيناه الساحرة خلفها...

فرغت فاهها وهى تتأمله إلي أن تدخلت زميلتها قائلة على وجه السرعة وهى تشير له على مكان غرفة العمليات فلم يكن هناك وقتٍ كافى ليدلف لغرفة منفصلة: حضرتك بتعانى من أي مرض ضغط أنميا أي حاجة معينة
أتابعها بثقة للغرفة قائلا بنبرة ثابته: لا.

حمدت الله كثيراً ووضعت ستاراً عازل بينها وبينه، خلع جاكيت الأزرق ثم كشف عن ذراعيه بعدmا جذب قميصه الأبيض المرسوم على جسده كأنه صنع له ليتمدد على الفراش يمنحها حياة قد قدmتها له من قبل بالماضى أو بحلقة مجهولة ربما لم يتم العثور عليها فيعلم أن من وهبته الحياة منذ خمس أعوام هى من يعزلها عنه ستار كحاجب العهد...

جذب هاتفه ليجد إسمه لأمع على هاتفه فبعث برسالة نصية لعدm قدرته على الحديث من داخل غرفة العمليات أكيد عملت حاجة؟
أجابه الأخر، مش أنا طارق عمل كارثة ويزيد مش هيرحمه المرادي لازم ترجع القصر حالا
كارثة أيه دي
=، لما تراجع هقولك مش هينفع الكلام على الفون .

، أنا مش راجع القصر غير متأخر لأنى عندي meeting خلى حد من الأستقبال يبعتلى معلومـ.ـا.ت الصفقة الا الحـ.ـيو.ان شريف بوظها عشان أعرف أحل الموضوع قبل ما يزيد يعرف
=، أوك بس عشان خاطري حاول ترجع بدري أنا مش هعرف أخبي عن يزيد أكتر من كدا وأنت عارف أنه هيعرفنى على طول
أوك يا سيف سلام
=سلام يا إمبراطور مملكة نعمان.

التسبيل دا يبقا طارق عمل كارثة وحضرتك حابب تتشفع له عشان عارف أنى هعرف بس أفتكر حاجة واحدة أنا أصعب من يزيد مـ.ـيـ.ـت ألف مرة أظن رسالتى وضحت.
أغلق سيف هاتفه وهو فى حالة من اليأس الشـ.ـديد لعدm قدرته على تخليص هذا اللعين، نعم ما فعله يستحق القــ,تــل ولكن لم يرد لأخ أن يقــ,تــل أخيه وربما بمكانة يزيد نعمان فالأمر يحتاج للتفكير...

أستند برأسه على الفراش إلى أن أنهت الممرضة عملها فجذب جاكيته على يديه بأهمال ثم توجه للخروج، رفع يديه على مقبض الباب ليخرج من الغرفة ولكنه شعر بغصة تحتل قلبه يشعر بها بعد سنوات عديدة بعدmا فقدها، رفع يديه يتحسس قلبه بزهول من كونه مازال على قيد الحياة بعد أن فقدها؟!
يعلم جيداً أنه إن إزداد بالتفكير فربما سيفقد ثباته المتزن، رفع نظراته على عيناه وتوجه للخروج...

بالخارج..
ولج إليهم مسرعاً قائلا للممرضة بلهفة: أتفضلى
قالت بهدوء: لا خلاص مفيش داعي
أنقبض قلبه فأسرعت والدته بالحديث: فى واحد إبن حلال أتبرعلها يا حبيبي أنا شكرته بنفسي على الأ عمله.
بادلها بسؤالا أخر: طب وليان عامله أيه دلوقتى؟
فاتن بهدوء: الحمد لله الممرضة طمنتنا عليها ونقلتها أوضتها تفوق وهندخل نشوفها أن شاء الله
جلس على المقعد قائلا بفرحة: الحمد لله.

رفعت يدها على كتفيه بأبتسامة هادئة فهى تعلم مكانة ليان جيداً.

بمكاناً منعزل عن الجميع وبداخل قصراً مثير للجدل بتصميمه المختلف كثيراً عن باقى القصور فهو على الطراز الحديث للغاية ومزيج من الكلاسيكى..

كان يقف بغرفته بصدmة ورعـ.ـب حقيقي حينما أخبره رفيقه بأنها رفعت قضية تطالب بشرفها المنهوك على يد قذر مهين للبشرية، كان يتوقع أنها ستفعل مثلما يفعل الكثير وهو التكتم خـ.ـو.فاً من الفـ.ـضـ.ـيحة التى ستلحق بأهلها محدود الدخل ولكن هيهات ربما لا يعلم بأنها الجمرة النارية التى ستحرقه هو وصاحب النفوذ الداعم القوى له يزيد نعمان ...

أرتجف بقوة خـ.ـو.فاً من أخيه وإبن عمه فهو يكاد يكون هلاكه بعد أخر تحذير له من الوقوع بالأخطاء ولكن ما أرتكبه لا يغتفر فظن أنه بعد أن مرء شهرين من أغتصابها بأنها ساكنت ولجئت للصمت ولكن ما إستمعه من رفيق السوء جعله يرتجف من الخـ.ـو.ف لمجرد التفكير بما سيفعله إبن عمه مسؤال تلك العائلة أو أخيه!.

على طاولة ضخمة للغاية تضم عدد كبير من أكبر رجـ.ـال أعمال الشرق الأوسط، يتطلعون لمن يجلس على مقدmة الطاولة بأهتمام كبير فرفع يديه لتركض السكرتيرة بقلم ليوقع بأسمه الطابع للقلوب يزيد نعمان ثم ألقى الأوراق على الطاولة فحملها هذا الرجل بسعادة فأنعقاد صفقة مع يزيد نعمان تستحق السعادة..

فوقف كبيرهم رافعاً يديه بفرحة لينال شرف الأقتراب من يزيد نعمان، رفع عيناه الغامضة وهو يتطلع له بصمتٍ مريب، بيده القلم يلهو به وعيناه تتأمل الرجل تارة ويده الممدوة تارة أخرى..
كان الجميع يتراقب ما يحدث بأهتمام شـ.ـديد فوضع القلم على الطاولة ثم وقف بهيبته الطاغية ليظهر جسده الممشق بحرافية تاركاً القاعة بأكمله ليتواجه لمكتبه...
لم يجد الرجل كلمـ.ـا.ت لموقفه فجذب الأوراق وغادر بهدوء..

بقاعة الأجتماعات الأخرى الخاصة بشركات نعمان كانوا يجتمعون جميعاً بأنتظار المسؤال الرئيسي عن الشركات فزفروا بضيق لتأخره الملحوظ...
حاول سيف التدخل فالأمر زاد عن الحد قائلا بأسف، (الحوار مترجم): أعتذر منك سيد ريان فلابد من وجود شيئاً ما.
زفر هذا الرجل قائلا بضيق: لم أنتظر أحداً من قبل فتلك الأهانة لن تبتلع
رفع سيف عيناها بغضب شـ.ـديد قائلا بصوت خاافت: أتاخر كدا ليه؟

وقف الرجل الأخر قائلا ببعض الهدوء المخادع: أهدأ سيدى فالسيد مالك معروف للجميع بمواعيده الدقيقة فربما هناك خطبٍ ما
: وربما تعمد ذلك
قالها هذا الشاب الوسيم الذي خطى للداخل بخطى ثابت للغاية ليجلس على رأس تلك الطاولة الضخمة واضعاً ساقٍ فوق الأخري بثقة وعيناه تتحدى من يقف أمامه بكبرياء..

تعجب البعض من وجود هذا الشاب الصغير بداخل مكتب مالك نعمان المسؤال الأول عن تلك الأمبراطورية فظن البعض أنه إبنه لم يكن بمخيلاتهم أن من أدار تلك الأمبراطورية هو شابٍ لم يتحدى الثلاثون من عمره!
خرج صوت ريان بغضبٍ جامح لسيف: أترحب بالاهانة لنا بمكتبك حتى من يعمل هنا لا يعرف كيف التحدث إلى سيده.

تلونت عيناه الممزوجة بين اللون الرمادى والأزرق الفاتح فعيناه مثيرة للجدل فلم يتمكن أحداً من معرفة لون محدد لها..
خرج صوته قائلا بصوت كالرعد: أنت هنا بمملكتى ريان إذاً دع الحديث عن الأسياد ببلدك ولكن هنا تعلم كيف الحديث لي
تطلع الجميع لبعضهم البعض بذهول فقال من يقف جوارهم: كيف لك بذلك المكان ملك للسيد يزيد نعمان ووالده مالك نعمان .

تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أعتذر ولكن والد السيد يزيد توفاه الله منذ أكثر من عشرة أعوام
صدm الرجل قائلا بزهول: إذاً من هو مالك نعمان؟!
رفع عيناه قائلا بصوت يحمل الكبرياء بطايته والسخرية بمحوره: من يجرؤ على الجلوس بمقعده سواه.

صدmة أخرى للجميع أن من أمامهم هو مالك نعمان المؤسس القوى لمجموعات نعمان لم تكن بأوسع أحلامهم أن من أسس تلك الأمبراطورية هو شابٍ صغير للغاية لا الواقع مرير، فربما لم يروا الوجه الأخر للعملة المعدنية يزيد نعمان ...
لم تعرف الكلمـ.ـا.ت مخرجها فأبتسم قائلا بهدوء: أخبرني يزيد بأمر الصفقة التى تمت بينك وبين المقر الرئيسي المسؤال عن الصلب.

أجابه بعد عدد من المحاولات لتفادي الصدmة من كونه مالك نعمان: ولكن لم تتم إلى الآن
ضيق عيناه قائلا بسخرية: كيف لها بدون توقيع خاص بي!
لقد أوقفت العمل عليها حتى تأتى إلي هنا لنتعاقد فيما بيننا فالحديث بين المندوب ليس من مقام شركات نعمان والآن دعنى أدرس الملف بأتقان ثم أبعث لك بقراري
تطلع له البعض بغضب والبعض بذهول والأخرون بأبتسامة متخفية كرفيقه سيف..

خرجوا جميعاً وتبقى سيف قائلا بأعجاب: أيه دا؟! دانت عملت معاهم الصح
توجه لمكتبه الرئيسي قائلا بنبرة كالسيف: وأي حد هيفكر يقلل من المكانة الا وصلنلها أنا ويزيد هيكون نفس المعامله واكتر أنا كدا ربيتهم بطريقتى
تطلع له بأبتسامة إعجاب: أنتوا بقيتوا فى السوق أنت وإبن عمك ذي الغول بالظبط مستحيل حد يرمى نفسه تحت إيديكم
جذب الملف قائلا بثبات: كنت بتقول طارق عمل أيه؟

صمت قليلا فرفع مالك رأسه ليرى رفيقه يكبت غضبه بشـ.ـدة فخرج صوته أخيراً: ما تقول يابنى فى أيه؟
كاد أن يجيبه ولكن قاطعهم من ولج للغرفة بعدmا طرق الباب يحث سيف على التوجه لمكتب يزيد.
تطلع له فرفع يديه على كتفيه قائلا بثبات: روح وأنا هخلص الملفات الا معايا ونتكلم
أشار له برأسه وتوجه لمكتب الغول كم يلقب..

بينما جلس مالك يتابع عمله فوقعت عيناه على تلك اللاصقة الصغيرة على يديه تذكره بنبضات قلبه المتسارع حينما كان يتجه للخروج من غرفة العمليات، عاصفة الماضى طوفته بقوة لتجذبه بلا رحمة لماضى ينهش بقلبه المتحجر فيجعله بلا روح قلب ممزق بآنين الفراق والبعد والهوان..

فلاش باك
قاد السيارة بجنون قائلا بأبتسامة ساحرة وهو يتأمل من تجلس جواره: لا بجد مش مصدق أنتِ يا ليان أنتِ؟!
أجابته بغرور أيوا أنا مش زوجة مالك نعمان لازم أحط الحد الكويس
تعالت ضحكاته قائلا بعشق: أنتِ قلب مالك ونبضه وكل ما يملك هههه بس برضو مكنش ينفع تعملى فيها كدا
صمتت قليلا ثم قالت بتفكير: ما هي الا قلت معايا أدبها وبعدين أنت الا علمتنى الحركتين دول أدتهملها صح.

ترك مقبض السيارة وأستدار بوجهه قائلا بعشق: بعد جوازنا هعلمك أكتر من حركة مش حركتين بس
تطلعت له بفرحة كبيرة: بجد يا مالك؟
لمح سحر عيناها الرومادي قائلا بهيام: بجد يا روح قلب مالك
تطلعت أمامها بخجل فقالت بأرتباك: قولتلك ألف مرة هدى السرعة شوية
إبتسم قائلا بعشق: لا موعدكيش عايز ألحق أقعد معاكِ شوية قبل ما أروحك
شعرت بخـ.ـو.ف شـ.ـديد فقالت برعـ.ـب: يا مالك حـ.ـر.ام أنا بخاف من السواقة بتاعتك دي هدى شوية.

كاد أن يجيبها ولكن صوت صرخاتها حينما أنقلبت السيارة بقوة كبيرة لتجثو أرضاً وتتحطم لآلآف من القطع كأنها تنهى إنتهاء حياة قلب إعتاد النبض للمعشوق، أخر ما إستمع إليه صوتها وهو يهمس بأسمه قبل أن يغيب عن الواقع...
أخرجه من شروده صوت الهاتف فرفعه بعد محاولات باتت بالنجاح لرسم التعبيرات الهادئة على وجهه..
: وحشتنى أووووي
إبتسم لتتلون الوسامة بعيناه: مش عارف لحد أمته هتفضلى تبكشي عليا!

تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: أنا! على طول ظلمنى كدا؟!
أستند برأسه على المقعد قائلا بأبتسامة هادئة: عايزة أيه من الأخر كدا
إبتسمت قائلة بغرور: تعجبنى وأنت فاهمنى كدا
رفع يديه يتأمل ساعته بضيق: طب أنجزى عشان مش فاضيلك
تأففت بضيق: فى حد يكلم أخته الصغيورة كدا؟!
مالك بنفاذ صبر: أقفلى يا منار وأما أرجع نشوف الا عايزاه مأنت وشاهنده عملين عصابة إجتماعية.

تعالت ضحكاتها قائلة بسعادة: ربنا يخليك ليناا ياررب يا ناصر الغلابة فى قصر الغول
إبتسم قائلا بمكر: أيه دا يزيد؟
أغلقت الهاتف سريعاً فعاد للعمل وإبتسامـ.ـا.ته تنير هذا الوجه الوسيم..

بغرفة المكتب الخاصة بالغول كما يلقبه البعض
دلف للداخل بقدm مرتعشة فكيف سيخبره بما أرتكبه أخيه تلك المرة؟
هل يحمل بقلبه ذرة شجاعة ليتجرأ على الوقوف أمام يزيد نعمان ويخبره بأن أخيه فتك بشرف فتاة بريئة، نعم هو الرفيق المقرب له بل يشبه الرفقة للروح ولكنه لم يجرأ قط على تخطى الخطوط الحمراء لقاموس يزيد نعمان...

رفع هذا الشاب ذو العين الخضراء عيناه ليجد القلق مصاحب لوجهه فأشاح بنظراته على الحاسوب قائلا بهدوء ممـ.ـيـ.ـت: هعرف بالنهاية فياريت تقصر وقتك وتنجز
إبتلع سيف ريقه بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد ثم قال بصوتٍ يكاد يكون مسموع: يزيد أنا بقول نتكلم لما نرجع القصر أحسن
رفع عيناه التى كادت أن تقــ,تــل رفيقه ثم تخل عن مقعده ليقترب منه قائلا بصوت كالرعد: فى أيه يا سيف؟
فشل فى السيطرة على شجاعته المصطنعه قائلا بصوت مرتجف: طارق أأ..

ضيق عيناه بعدmا ترك مقعده ليحتل مكانة المصارع المحترف بجسده الممشق قائلا بصوتٍ تخل عن هدوئه: ماله سي زفت؟
سيف بعصبية لعلمه بالوقوع بطريقٍ خاطئ: أخوك عمل كارثة والمرادي لا أنت ولا مالك هتقدروا تخلصوه منها.

بدت ملامحه تتبدل شيئاً فشيء فعلم سيف أنه على وشك خسارة حياته على يد إبن خالته فأسرع بالحديث لعلمه سبب الغضب المزلزل: طارق أغتصب بـ.ـنت بريئة يا يزيد معرفش يوقعها غير بالطريقة الواسخة دي والبـ.ـنت من عيلة فقيرة جدا بس الشرف عندهم أغلى ما يكون
لم يحتمل النظر لذلك الوحش المفترس أمامه فأقترب منه قائلا بخـ.ـو.ف شـ.ـديد: أتكلم معاه براحة يا يزيد أنا عارفك كويس.

لم يجيبه وخرج من المقر المحفور بأسمه الخاص يزيد نعمان صنعه بالكد هو ومالك بالعمل ليرفعوا مقامه معاً بين الجميع ولكن بوجود شقيق مثل هذا الأحمق يجعله يفقد أتزانه الخاص ربما لا يعلم بأن الفاتورة لتخليص عـ.ـذ.ابها ستكون غالية للغاية وربما سيكون جزء منها
وربما ستكون جمرة النار الذي ستشعل إمبراطوريته العريقة.

زفر سيف بغضب شـ.ـديد وهو يشـ.ـدد على شعره الطويل فأخرج هاتفه يحاول التواصل لمالك ولكنه تفاجئ به مغلق فتذكر بأنه أخبره بأمر إجتماعه مع مسؤالين البحرين فرفع الهاتف محدثٍ العمود الأخر بالصداقة لم يجيبه فصاح بغضب: رد يا شررريف
أتاه صوته بعد قليل قائلا بنوم: صباح فل
سيف بغضب جامح: صباح الزفت على دmاااغك فووق واسمعنى يزيد جاي القصر والمرادي الا طارق عمله محدش هيقدر يحميه.

إبتلع شريف ريقه بخـ.ـو.ف قائلا برعـ.ـب: أه وأنت بقا مسلطنى فى وش المـ.ـو.ت وعايزنى أنقذ طارق من أمنا الغول الا هو يزيد
سيف بغضب جااامح: شرريف 5دقايق وتكون بقصر يزيد قبل ما أنا الا أطلع بروحك
وأغلق بوجهه الهاتف، تطلع شريف للهاتف قائلا بفزع وهو يهرول لثيابه: ربنا يخدكم على الصبح أنا ناقص رايح للمـ.ـو.ت براجـ.ـلي هو يزيد معاه هزار منك لله يا طارررق منك لله ياتري المرادي هببت أيه!..

بقصر مالك نعمان
دلف للداخل سريعاً فصطدm بها لتصرخ قائلة بغضب: مش تفتح يا حـ.ـيو.ان أنت
شريف بغضب شـ.ـديد: بت أنتِ غوري من وشي الساعة دي
شاهندة بغضب أشـ.ـد: أنت بتكلمنى أنااااا!
شريف بصراخ غير عابئ بها: طارررق أنت يا زفت
جذبته من ثيابه قائلة بغضب جامح: خاليك معايا وسبك من طارق.

شريف ببسمة متسعه: طب اسمعى بقا يا قلبي إبن خالتى الا هو أخوكِ جاي على هنا مش عارف الحـ.ـيو.ان الا فوق دا عمل ايه بالظبط بس الا فهمته من سيف ان حياته وحياتنا جميعاً بخطر وانتِ أكتر واحدة عارفه أخوكِ يزيد هتحلى عنى وتخلينى أحل الموقف ولا كعادتك هتقفى تعالي صوتك العسل الا أول ما يزيد يشرف هيتبلع.

ابتلعت ريقها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ثم هرولت لغرفتها وأغلقتها سريعاً، أما شريف فهرول للاعلى سريعاً يبحث عنه بغضب شـ.ـديد إلى أن وقعت عيناه عليه بغرفته يجلس والرعـ.ـب بادى على وجهه..
شريف بغضب شـ.ـديد: أنت مش سامعنى بنادي عليك يا زفت!
زفر بغضب: بقولك أيه يا شريف أخرج من دmاغى لحسن أنا على أخرى
جلس جواره قائلا بسخرية: تصدق أنك بجح وعديم الذوق بقا أنا سايب الا ورايا وجاي أنقذك من الغول وفى الأخر تكلمنى بالأسلوب دا؟

أنقبضت أنفاسه فقال برعـ.ـب: يزيد؟ هو عرف؟!
أقترب منه قائلا بشك: عرف أيه بالظبط؟!
إبتلع ريقه بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ثم صاع بقلق: أنا هخرج من القصر قبل ما يرجع
وتوجه للخروج ففتح باب غرفته لتتخشب قدmاه بمحلها حينما يرأه يقف أمامه بطالته القابضة للأرواح تراجع للخلف بزعر شـ.ـديد حتى شريف شعر بأن تلك المرة هناك أمراً مريب..

نظراته هى من تتحدث بديل عنه، كجحيم ملون لمن يتجرء على الوقوف أمامه فكيف له من فعلته الأنتساب لتلك العائلة؟
حاول شريف التدخل قائلا بهدوء: يزيد ممكن تهدأ ونتكلم
مازالت نظراته على أخيه قائلا بهدوء قـ.ـا.تل: سبنا لوحدنا
تطلع له طارق برجاء شـ.ـديد فقال بصوت مرتبك لعلمه قواتين الغول: يزيد أ..
قاطع باقى كلمته نظرات يزيد التى تحاولت من ذاك اللعين لتتسلط عليه فتوجه مسرعاً للخارج...

تراجع طارق للخلف برعـ.ـب حقيقي فخرج صوته أخيراً: الكلام الا سمعته دا صح ولا غلط
رفع يديه قائلا بخـ.ـو.ف: يزيد ممكن تسمعنى
قاطعه بحدة وصوت كفحيح المـ.ـو.تى: صح ولا غلط
تعبيرات وجهه كانت كفيلة بالأجابة على جميع الاسئلة المطروحة أمامه فرفع يديه يكيل له اللكمـ.ـا.ت المتتالية بغضبٍ جامح قائلا بصوت يتهلل له الجحيم: ليييه؟!
ليه تعمل فى بنات الناس كداا دا أخرت توجهيى وتعليمى ليك.

طارق بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ؛ أسمعنى يا يزيد البـ.ـنت دى كـ.ـد.ابة أنا معملتش فيها حاجة
جذبه أمام لهيب عيناه قائلا بغضب شـ.ـديد: وكمان بتكدب
لم يتمكن من الحديث فخارت قواه أمام هذا الوحش الكاسر..
بالخارج
بكت بخـ.ـو.ف شـ.ـديد وهى تستمع لصرخات أخاها فتشبست بيده قائلة برجاء: أعمل حاجة يا شريف
ألقى بهاتفه بغضب شـ.ـديد: سيف مش بيرد وأنتِ أكتر واحدة عارفه مين بيقدر ليزيد
أجابت بخفوت: أبيه مالك كلمه بسرعة.

وركضت للهاتف وناولته له فتطلع لها قليلا ثم قال بأرتباك: يا شاهندة أحنا منعرفش طارق عمل أيه فلو دخلنا مالك فى الموضوع هيحله بس عقـ.ـا.ب طارق هيكون أضعاف وأنتِ عارفه مالك كويس مفيش معاه تهاون على عكس يزيد بيخرج غضبه وبعدين بيهدأ
صاحت به بقوة وبكاء مش وقته أتصل بيه بسرعة هو الا هيقدر يتدخل بينهم.

وبالفعل أخرج شريف هاتفه يحاول الوصول لمالك ولكن تفاجئ بصوت هاتفه يأتى من خلفه فأستدار ليجده يقف أمامه بطالته الطاغية..
أقتربت منه بلهفة قائلا ببكاء: أبيه مالك يزيد هيمـ.ـو.ت طارق أرجوك ألحقه عشان خاااطري
رفع يديه يزيح دmـ.ـو.عها قائلا بثباته المعتاد: متقلقيش يا شاهندة بس روحى أوضتك وأنا هشوف فى أيه؟
أبت التحرك وعيناها على باب الغرفة المغلق بأحكام فتطلع مالك لشريف قائلا بحذم: خدها على أوضتها.

أشار له بتفهم ثم جذبها كما أخبره مالك..
أما هو فتوجه للغرفة والغضب ينعش بقلبه بعدmا علم ماذا فعل هذا اللعين بعد أن ضغط على سيف فقص له هو الأخر..
دلف للداخل بخطاه الثابت ليجد رفيق دربه بحالة من الجنون يكيل له الضـ.ـر.بات بغضبٍ جامح...
أقترب منه قائلا بهدوء: يزيد سيبه
لم يستمع له فكل ما يرأه أمامه جرايم كثيرة يرتكبها هذا الأحمق الذي يود الفتك به..
جذبه مالك قائلا بغضب شـ.ـديد: مش قولتلك سيبه.

تطلع له يزيد وهو يلتقط أنفاسه بفعل مجهوده المفرط على ذاك اللعين الذي أحتضن دmاء وجهه برعـ.ـبٍ شـ.ـديد من نظرات مالك المريبة..
يزيد بصوت جمهوري: بتبعدنى عنه ليه يا مالك الحـ.ـيو.ان دا مش هيسكت غير لما يخرب كل الا بنبنيه
مالك بهدوء مخيف لطارق: ممكن تهدأ شوية
تطلع له يزيد بسخرية: أهدأ؟!بقولك الحـ.ـيو.ان دا أغتصب بـ.ـنت بريئة وتقولى أهدا أنا لو مطلعتش بروحه النهاردة مبقاش يزيد نعمان.

تعال صوت مالك قليلا: أتحكم بأعصابك يا يزيد مش هعيد كلامى تانى قولتلك ألف مرة قبل ما تتصرف أي تصرف حكم عقلك بدل قوتك
بادله بسخرية: عقل!هو الا عمله محتاج عقل؟! البـ.ـنت حامل ورافعة قضيه وتقولي عقل؟!
مالك بهدوء: أخرج بره يا يزيد
: نعم؟!
قالها بغضب شـ.ـديد فأقترب منه مالك قائلا بنبرة لا تحتمل نقاش: أنت عارف أنى مش هتهون معاه على الا عمله وهخليك تشوف بنفسك الا هعمله بس من هنا لوقتها تسبنى أنا الا أتصرف.

تطلع له يزيد بنظرات محتقنه ليقرأ عيناه بحرافية نشأت منذ الطفولة فرمق أخيه بنظرة نارية ثم خرج من الغرفة صافقاً الباب بقوة كبيرة كادت أن تحطمه كأنه من زجاج..
وقف هذا الطوفان الهادئ بنظراته فرفع طارق عيناه المتورمة من أثر اللكمـ.ـا.ت قائلا بصوت منخفض: مالك أنا..

قاطعه بسخرية: أنت أيه؟! ليك عين تتكلم أنت أقل ما يقال عنك حقير ووسـ.ـخ عايش حياتك بالطول وبالعرض ميهمكش أي حاجة غير رغباتك الرخيصة الا هتدmرك دنيا وأخرة.

بس الحق مش عليك الحق علينا أحنا الا تعبنا ليل ونهار عشان نعمل القصر الا حضرتك فيه دا، ثم أقترب ليكون على مقربة منه أنا وأخوك تعبنا ليل نهار عشان تكونوا مرتاحين فى حياتكم ومتحتاجوش لحد عملنا نفوذ وسلطة وإمبراطورية كاملة رغم أن سننا متعداش التلاتين حرمنا نفسنا من أبسط حقوقنا عشانكم، تلونت عيناه بجحيم مريب قائلا بصوت محتقن: أتغضيت كتير عن أخطاءك لكن المرادي لا يا طارق الا عملته صعب أوى والا جاي هيكون أصعب بس عليك أنت.

خرج صوته أخيراً: أرجوك يا مالك أسمعنى
رفع يديه بوجهه محذراً إياه من التحدث فتحلى بالصمت حينما تحدث هو قائلا بعصبية شـ.ـديدة: أنا الا هتكلم وأنت الا هتسمعنى البيت دا الا تعبنا فيه أنا ويزيد مش هسمح أنه يتدmر عشان كدا من النهاردة مالكش مكان فيه شاهندة ومنار خط أحمر مفيش رابط بيجمعك بيهم ولا بعيلة نعمان أنا مأمنش لحد فيهم معاك
صدmـ.ـا.ت كبيرة يتلقاها بقوة وخاصة من ذكر أسماء شقيقاته!

أقترب منه مالك بتحدى قائلا بصوت مريب: أنا مش ذي يزيد هستخدm قوتى وفى الأخر ترجع لنفس الشيء أفتكر أخر تحذيري ليك ودلوقتى جيه وقت التنفيذ
رفع يديه قائلا بصوت كالرعد: مفاتيح عربيتك وكل حاجه تخصنا.

تطلع له بصدmة فجذب منه المفاتيح والمال ثم دفشه قائلا بصوتٍ كعداد مـ.ـو.ته: لو شوفتك هنا تانى ولو صدفة ورحمة أبويا وأبوك لأكون مسافرك ليهم موضوع البـ.ـنت دي أنا هحله بس مش خـ.ـو.ف على سياتك بالعكس دا خـ.ـو.ف على التعب الا فضلنا أنا وأخوك نعافر عشان نوصله فى وقت كنا فيه بالشارع..
وقف يتأمله بصدmة فأشار بيديه للحرس الذين أتوا على الفور لينفذوا أمر مالك بكل سرور...

أخرجوه خارج القصر وهو يتأمله بعيناه الغامضة بعدmا بعث برسالة لسيف الواقف على بعد ليس ببعيد عن القصر..
توجه مالك لغرفة المكتب الخاصة بيزيد فولج للداخل ليجده يجبس بهدوء ممـ.ـيـ.ـت وعلامـ.ـا.ت الغضب تحرف وجهه فقرأ عتاب عيناه له فرفقة السنوات جعلتهم كالكتاب المفتوح لبعضهم البعض..

جلس على المقعد المقابل له يتأمله بأنتظار لينفجر بالحديث كالمعتاد وبالفعل ماهى الا ثوانى معدودة وصاح بغضبٍ جامح: مسبتنيش ليه أخلص عليييه؟!
تطلع له قليلا ثم قال بهدوء مريب: وتفتكر دا الحل؟
شـ.ـدد على شعره الطويل للغاية قائلا بنفاذ صبر: أنا زهقت يا مالك بجد خلاص جبت أخرى مع الولد داا مش عارف طالع لمين؟
بادله الحديث بنبرة مستكينة: الا عمله المرادي صعب.

تأمله بعين تحمل الزهول ثم صاح بغضب: أنا نفسي أفهمك يا أخى! بجد بحس أنك مش فاهم نفسك أساساً
إبتسم بسخرية: هنسيب المشكلة ونحلل فيا
تحدث بجدية: طب والحل
رفع يديه يتفحص الوقت فدلف سيف مسرعاً قائلا وهو يتلقط أنفاسه بصعوبة: جبتلك كل المعلومـ.ـا.ت الا طالبتها يا مالك وقبل الوقت
تطلع ليزيد قائلا بعد مدة من الصمت: مفيش غير حل واحد بس يا يزيد هو الا هيخرجنا من المشكلة دي.

تطلع له بأهتمام فأكمل مالك بهدوء: لازم حد فينا يتجوز البـ.ـنت دي
: أنت مجنوووون.

قالها يزيد بغضب شـ.ـديد للغاية فأكمل مالك بنفس نبرة هدوئه المتزن: دا العقل مش الجنون البـ.ـنت مش هتتنازل عن القضية ولا هتقبل أنها تتجوز الشخص الا عمل فيها كدا من قبل ما سيف يجيبلي تقرير عنها وأنا واصلى كل حاجة بالنص كمان نقطة مهمة البـ.ـنت حامل يعنى الا فى بطنها من صلب عيلة نعمان مهما كانت الطريقة بس النتيجة واحدة يا يزيد وقولتلك ألف مرة لما تفكر أحسبها بالعقل بلاش التسرع.

جلس مجدداً وهو يشـ.ـدد على خصلات شعره البنى الغزير بضيق فتاك فتدخل سيف قائلا بهدوء: متنساش يا يزيد الكل نفسهم أنك انت ومالك تقعوا وللأسف طارق بتصرفته بيوقعكم بدون ما يحس
صمت مالك قليلا وهو يفكر بأعدائهم ثم قال بصوتٍ يعافر للحديث: أنا هتجوزها
تطلع له يزيد بصدmة ثم صاح بغضب أنت بتضحك على نفسك ولا عليااا أنت فاكر أنى أهبل عشان أحطمك بالطريقة دي مستحيل
سيف بخبث: يعنى الغول الا هيشيل الليلة.

رمقه بنظرة جعلته يبتلع ريفه بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد فهرول للخارج بلهفة بالنجأة..
جلس يزيد على المقعد قائلا بعد تفكير: موافق بس أكتر من أمضتى على العقد متحلمش بأكتر من كدا ولا هشوفها ولا تشوفنى ولا حتى عايز أعرف أسمها
مالك بجدية: وهو دا الا عايزينه
يزيد بستغراب: وعيلتها هتوافق؟

زفر بغضب قائلا بصوتٍ محتقن: أنا لو مكانهم لكنت ولعت فيه بس أطمن سبيلى الحكاية دي أنا هحلها والحـ.ـيو.ان أخوك وربي الكعبة لأخليها يكره اليوم الا أتولد فيه الا الشرطة هتعمله أهون مليون ألف مرة من الا أنا بفكر فيه
أستند برأسه على المقعد قائلا بآلم: أعمل الا يريحك
أقترب منه قائلا بأبتسامة صغيرة: الغول ضعف ولا أيه
رفع عيناه بحـ.ـز.ن: نفسي أجرب أحساس الضعف يا مالك بجد محتاج أحس أنى ضعيف بس للأسف مينفعش.

إبتسم بسخرية هو الأخر قائلا بتأييد: الكل بيستانا اللحظة دي يا يزيد عشان يتشافى فينا بس متخافش مستحيل أخلى الماضى يرجع من جديد مستحيل
قالها بعين ترى ما حدث من سنوات أمام عيناه فتجعلهم كالجمرتان النارية..

توجه للخروج فأصطدmت به، رفع عيناه ليجدها أمامه فقالت بأبتسامة رقيقة: سيف أزيك.
تأملها بصمت وذكرياتها تجعله خزين للجراح فقال بهدوء وثبات مريب: الله يسلمك أهلا يا منار أخبـ.ـارك
شعرت بتغير لهجته فقالت بحـ.ـز.ن: الحمد لله لسه واصله من السفر من يومين
قال بلا مبالة: طب كويس نورتى مصر
: بنورك
قالتها بحـ.ـز.ن وهى ترى نبرته المتبدلة معها فتركها وتوجه للخروج قائلا بهدوء: عن أذنك.

تراقبته وهو يتواجه للخروج فقالت بصوتٍ خافت: أتفضل.

بالمشفى
بدءت بأستعادة وعيها ولكن لم تتقبل ما رأته فصرخت بقوة وقهر ليأتى الطبيب بلهفة يحاول التحكم بها ففشل حينما بدءت بنوبة البكاء الحارق الذي مزق روح المجهول روح تحلق بخفيان لتجمع بهم الأقدار وتزف قصة من نوع فريد يربطها قديم الأزمان قصة تحت مسمى معشوق الروح.

ظن أنه ما أن سيمنحها إسمه على ورقة الزواج بأنه أنهى الأمر ولكن ربما هى بداية لعاصفة رملية ستحطم جذور تلك العائلة فربما بسحر خاص وربما بشيئاً مجهول ولكن هل سيتمكن الغول من توالى زمام الأمور؟!
علاقة روحية جمعت روحين فى ثلاث لقاءات جمعهم الصدفة وربما القدر وربما مشيئة ألهية لتكمن قصة من أغرب ما يكون متعلقة بفناء حياة أحداهما فيأيتى الأخر ليكون سبب لحياة الأخر فماذا لو جمعهم القدر؟

ماذا لو دلفت تلك المتعجرفة حياة محمود؟!
ما السر الخفى بعلاقة سيف ومنار؟
ماذا لو كشف المجهول؟
من العدو اللدود لمالك ويزيد؟
صندوق من الماضى يحوى أسرار وحقائق ربما ستكون عاصفة وربما ملحمة من نوع أخر..
غادر سيف القصر وبداخله نيران تشتعل لا يقوى على تحمل النظر إلى من ولجت لقلبه ثم طلبت الرحيل...
صف سيارته ثم صعد لشقته بالدور السادس بتلك العمارة الفاخرة ليزفر بضيق حينما تسللت رائحة حريق الطعام المعتادة فمه توجه للمطبخ وهو يتمتم: الرحمة يارررب.

لم يقوى على تحمل الرائحة فكاد أن يختنق فركض سريعاً للنافذة لتزيل تلك الرائحة الكريهة، بدءت الرؤيا تتضح شيئاً فشيء ليجدها تكاد تختنق هى الأخري فجذبها للخارج...
تطلع لها بصمت وهى ترتشف المياه تارة وتسعل تارة أخرى فشـ.ـدد على شعره الطويل بغضبٍ ليتحكم مما تبقى بأعصابه قائلا بهدوء زائف: مفيش فايدة فيكِ يا تقى؟!
فتحت عيناها القرمزتان بضيق وهى تعدل من حجابها قائلة بغضب: ليه بس عملت أيه؟!

تطلع خلفها بزهول ثم قال بصدmة: كل دا وعملتى أيه؟ يا حبيبتي أنتِ مش بت عـ.ـر.في تطبخى خلاص أرضى بنصيبك منعاً لسلامتك وسلامتنا معاكِ
تطلعت له بغضب شـ.ـديد ثم صاحت بضيق: بقا كدا يا أستاذ سيف طيب أوك أنا بقا جعانه
توجه للهاتف على الطاولة فتعالت شرارة اللهيب بعيناها قائلة بخبث لا أنا زهقت من الأكل الا كل يوم حضرتك بتطلبه من بره.

وضع الهاتف من يده قائلا بسخرية: أه وحضرتك بقا متصورة أنى هرجع كل يوم من الشركة وهقف أعملك الأكل
جلست على المقعد ثم وضعت قدmاً فوق الأخرى بتعالى: بالظبط كدا
زفر بضيق فأعاد خصلات شعره المتمردة على عسلية عيناه قائلا بنفاذ صبر: لو متخيلة أنى هقف فى المطبخ الا كله دخان دا أعملك أكل تبقى بتحلمى.

وقفت بأبتسامة واسعه: لا دانت إبن خالتى وأخو جوزي الله يرحمه ومرضاش أبداً أعرضك للموقف دا عشان كداا عشان كدا هسمحلك تعملى الأكل فى مطبخى
تطلع لها بضيق: وحضرتك بتجربي نفسك هنا ليه مدام أفتكرتى دلوقتى شقتك!
أخرجت مفتاح شقتها المقابلة لشقة سيف وشريف قائلة بغضب: أنت عايزنى أبوظ شقتى!
لم تجد الكلمـ.ـا.ت مخرج فجذبها بغضب شـ.ـديد: أدامى عشان أخلص من الليلة السودة دي.

وبالفعل توجه معها للداخل يعد لها الغداء مثلما يفعل كل يوم، وقفت تتأمله بصمتٍ شـ.ـديد وحـ.ـز.ن ينبع من الأواصر كيف تخبره بأنها تعشقه منذ الطفولة؟!
لم يكن أخيه هو أختيارها بل ضغط من الجميع بأنه أنسب شابٍ إليها لم يروا عشق السيف النابض بقلبها..
أنهى سيف أعداد الطعام ثم وضعه أمامها على الطاولة قائلا بضيق: متخديش على كدا
شرعت بتناول طعامها قائلة بسخرية: هو أنا لسه مأخدتش.

رمقها بنظرات محتقنة ثم جذب المقعد أمامها يبقا تروحى أسبوعين عند خالتى تتعلمى الأكل وترجعي
رفعت عيناها المحتقنه من كثرة ضحكاتها قائلة بصعوبة: طردتني
تطلع لها بصدmة ثم صاح بسخرية: الله يرحمك يا سامي ياخويا عرفت ليه عمرك قصير؟!
رمقته بنظرة مشتعلة فتوجه لشقته سريعاً قبل أن يدلف مع تلك الفتاة بالمعركة اليومية..

ولج لغرفته فخلع قميصه ثم تمدد على الفراش بتعب شـ.ـديد حاول غلق عيناه ولكن صورتها لم تتركه بمفرده فحاذت بذكريات الماضى المشتعل..

بالقصر..
كانت تبكى بغرفتها بعدmا رأت أخيها يترك القصر فحاولت منار إخراجها مما هى به ولكن لما تستطع فبعثت برسالة نصية لأخيها الذي أتى على الفور...
ولج مالك للداخل وهو يتأملها بحـ.ـز.ن نابع من القلب فشاهندة هى مثل منار تماماً..
جذب المقعد ثم جلس أمامها قائلا ببسمته الهادئة: أيه يا شاهى منزلتيش تتغدي معانا ليه؟
رفعت عيناها المحتقنه بالدmـ.ـو.ع: ماليش نفس يا أبيه.

منار بحـ.ـز.ن ؛حاولت معاها يا مالك مفيش فايدة
أستدار لشقيقته قائلا بصوتٍ ثابت: روحى أعملى ليزيد القهوة وأنا هفضل معاها شوية
: حاضر
قالتها ببسمة رضا لعلمها لحاجتها لمطيبة الخاطر وهذا ما سيفعله أخيها فتوجهت للمطبخ التى تدلفه لعمل القهوة فقط لبراعتها بها حتى أن يزيد لم يتناولها الا من يديها هى...

رفعت عيناها المترقرقة بالدmع تشكو له ما بها فقالت بصوت متقطع من العتاب: أنا عارفه أن الا طارق عمله صعب بس متوقعتش منك كدا يا أبيه
لم تنكمش ملامح الهدوء على وجهه فمالك محترف بألتزام الصمت على عكس يزيد فخرج صوته قائلا بهدوء: ت عـ.ـر.في أيه عن أبوكى وأبويا يا شاهندة؟
تعجبت من سؤاله بذاك الوقت بالتحديد فخرج صوتها المندهش: أعرف أن بابا وعمي الله يرحمهم كانوا أيد واحدة ذيك أنت ويزيد بالظبط.

إبتسم قائلا بسخرية: كانوا
أنكمشت ملامح وجهها بعدm فهم فأكمل بهدوء: جدنا الله يرحمه ساب ثروة كبيرة جداً وقسمها طبعاً بما يرضى الله بين بابا وعمى وعمتك
رفعت عيناها بصدmة حينما علمت بوجود عمة لها؟! فهى لما تكن بعلم لوجودها..
أسترسل مالك حديثه بهدوء: متستغربيش لينا عمة وموجوده لحد النهاردة بس مع أختلاف بسيط لازم ت عـ.ـر.فيه وهو أنها بتعاملنا كعدو ليها بتحاول تحطمنا كلنا حتى لو وصلت للقــ,تــل مش هتردد.

لم تكن تعبيراتها توحى بالصدmة بل بالزهول والأستغراب..
أكمل هو: زمان أخدت حصتها من التركة وسافرت بره مصر حاول بابا وعمى يوصلها بس مكنش فى أي خبر يوصلهم لها أشتغلوا وكبروا فلوسهم وبقوا ملوك السوق بأتحادهم بعد سنين رجعت عمتك بس كانت على الحديدة ذي ما بيقولوا السؤال كان هنا الفلوس دي راحت فين؟!
بس مش دا كان سؤال أبوكى ولا أبويا بالعكس قدmلوها الراحة ورحبوا بيها فى عيلتنا من غير ما يسألوها السؤال دا.

صمت قليلا بأنتظاره يكمل فأكملت تلك العجوز التى دلفت للغرفة بعدmا علمت من منار ما حدث: دmرتنا ووقعت بينا كلنا حتى أنا كرهت أمك وأحنا أصلا أخوات خالت الأخين يكرهوا بعض ويفضوا كل حاجه بينهم لحد ما كل حاجة أتدmرت يا بـ.ـنتي
وقف مالك وتوجه إلى والدته سريعاً يعاونها على الدلوف بمقعدها المتحرك..
أنحنى يقبل يدها قائلا بلهفة: أيه الا خالكى تسيبى أوضتك يا حبيبتي.

إبتسمت لفلذة كبدها الذي يرتعب لأجل صحتها الثمينة قائلة ببعض التعب: عرفت الا طارق عمله فجيت أشوف شاهندة لأنى عارفه أنها متعلقة به..

أستدارت بوجهها لشاهندة قائلة بحـ.ـز.ن: عمتك دmرتنا يابـ.ـنتى فرحت لما علاقة أبوكى وعمك أتفككت بس أنا كنت إبتديت أفوق من الفتن الا كانت بتحصل فى البيت ليه المشاكل كترت مع دخولها؟ ليه كان بيحصل مشاكل بينى وبين أمك الله يرحمها وأحنا أكتر من سلايف مكنش في حل غير دخولها عيلتنا الا للأسف دmرتنا كلنا من قبل ما نفوق.

تأملتها بستغراب لكلمتها الأخيرة فأكملت بدmـ.ـو.ع كأنها ترى المشهد يعاد أمامها: كنت فى شقتى لما سمعت صوت زعيق جـ.ـا.مد فنزلت أشوف فى أيه لقيتها واقفة بتتخانق مع أبوكى وعمك وفجأة أتفاجئت بعدد كبير من الرجـ.ـا.لة المقناعين ضـ.ـر.بوا أبوكى ووالدتك بالنار و.

لم تستطيع ان تنطق تلك الكلمة فجاهدت للحديث بصعوبة: وعمك أنا صدmتى كانت كبيرة وأنا شايفة جوزي على الأرض غرقان فى دmه بس مكنش ادامى وقت للتفكير أستغليت إنشغالها لما دخلت أوضة المكتب وجريت على شقتى أخدت مالك ومنار وجيت عشان أهرب أفتكرتكم طلبت من مالك يهرب بمنار لبيت جدته وأنا طلعت تانى والحمد لله الا كان باب الشقة بتاعكم مفتوح الظاهر أن مامتك كانت نزلت على صوت الخناق دخلت وأخدتك أنتِ ويزيد وطارق وهربنا من البيت دا هـ.ـر.بت وسبت جوزي وأنا مش عارفه إذا كان عايش ولا خلاص مـ.ـا.ت..

كانت الدmـ.ـو.ع تشق وجهها بقوة فقالت بصوت متقطع: مبلغتيش لييه الشرطة
تطلعت له بآلم: حاولت بس مكنش فى أدلة لأنها لبست الجريمة لناس مأعرفهاش والقضيه أتقفلت على كدا
: وبعدين
قالتها بكـ.ـسرة وحـ.ـز.ن.

فأجابت أمنية بدmـ.ـو.ع: عمتك أستولت على كل الأملاك معرفش أذي بس أنا وانتم بقينا فى الشارع مفيش غير بيت والدتى الا حمانا نزلت أشتغلت عشان أصرف عليكم وأنا بعاملكم كلكم على أنكم أولادى مفرقتش بينك وبين منار بالعكس أنتِ كنتِ أكتر من بـ.ـنتى مالك ويزيد كانوا على علم بكل دا لأنهم مكنوش صغيرين.

أكمل مالك بشرود: أشتغلت أنا ويزيد لحد ما عملنا أسم كبرنا ورجعنا جزء من حقنا بس طبعاً مش كله بدأنا نضـ.ـر.بها فى شغلها لحد ما كانت مفاجأتها أننا أولاد نعمان
أنا بقولك كل دا ليه يا شاهندة عشان أعرفك أد أيه كلنا عانينا لحد ما وصلنا هنا طارق بيهدm العيلة دي بتصرفاته وأنا مكنش أدامى أي أختيارات لأنى مش هسمح للماضى أنه يتكرر والعيلة دي تنهدm لأى سبب من الأسباب.

كانت مفاجأة كبيرة لها ولكنها ألتزمت الصمت تحاول إستيعاب ما يحدث، مجرد سماع ما حدث جعلها لا تقوى على التفكير بشيئاً أخر...

بالأسفل..
طرقت باب المكتب عدة طرقات فأستمعت لصوته بالدلوف..
ولجت لتجده يجلس على مكتبه وعيناه مغلقة بأحكام كأنه بمحاولة لنسيان شيئاً ما..
وضعت القهوة على المكتب ثم قالت بهدوء: القهوة يا أبيه
فتح عيناه الخضراء ببطئ شـ.ـديد ليجدها تقف أمامه بنظراتها الحزينة فأستقام بجلسته قائلا بستغراب: عرفتى منين أنى محتاج قهوة؟
إبتسمت قائلة بسخرية: أكيد مش أنا مالك الا طلب منى أعملك.

بادلها البسمة باعجاب على رفيق دربه الذي يعى كل صغيرة متعلقة به..
أرتشف القهوة بتلذذ قائلا دون النظر لها: شاهندة عامله أيه دلوقتى؟
جلست على المقعد المجاور له قائلة بهدوء: ماما ومالك معاها بيحاولوا يخرجوها من الا هى فيه
رفع عيناه قائلا بغضب شـ.ـديد: أنا مش عارف هى زعلانه ليه كداا هو عامل مشكلة دي مصـ يـ بـةهتحل فوق دmاغنا.

ثم زفر بغضب وهو يحاول التحكم بأعصابه: بسببه أتنازلت عن أخلاقى بس عشان الولد البرئ دا مالوش ذنب فى الا بيحصل لما يجى على الدنيا ويلاقى كل دا بيحصل
خرج صوتها أخيراً: بس يا أبيه حـ.ـر.ام تنسب ولد ليك وهو مش إبنك
رفع يديه على رأسه يحاول التحكم فى هدوئه الغير معهود: أنا مش عارف أفكر فى حاجه يا منار كل الا فى دmاغى أحل المشكلة دي قبل ماحد يعرف بيها
شعرت به من نبرة صوته فقالت بحـ.ـز.ن: ربنا يصبر البـ.ـنت دي بجد.

وتركته ورحلت لتصدح كلمـ.ـا.تها عقله الهائج..

فتحت عيناها ببطئ شـ.ـديد فوجدتها جوارها حتى محمود كان يجلس بجانبها..
أقترب منها قائلا بأبتسامة واسعة: حمدلله على سلامتك
فاتن ببكاء: كدا تخضينا عليكِ
إبتسمت قائلة بصوت متقطع من التعب: كنت عايزة أشوف معزتى عندكم
إحتضنتها قائلة بعتاب: أخس عليكِ يا ليان دانتِ بـ.ـنتى الا مخلفتهاش يابت
لمعت الدmـ.ـو.ع بعيناها قائلة بتأييد: وعمري ما شوفتك غير كدا
رسم الغضب قائلا بحـ.ـز.ن: كدا طب وأنا!

تعالت ضحكات ليان قائلة بصوت يكتد يكون مسموع: أنت الخير والبركة
إبتسم محمود ثم أحتضانها قائلا بسعادة: الحمد لله أنا كنت همـ.ـو.ت لو جرالك حاجة
بكت وهى تشـ.ـدد من أحتضان أخيها قائلة بدmـ.ـو.ع: يارتنى سمعت كلامك يا محمود لما قولت أن دا حـ.ـيو.ان ميستهلنيش بس أنا سمعت كلام ماما ووفقت أرتبط بيه
أخرجها من بؤرة دmـ.ـو.عها تلك الكلمة ماما فقالت بصدmة وهى تتأمل الغرفة بتفحص: هى فين ماما؟!

إرتبكت فاتن فبدا بحديثها: جالها تلفون مهم ومشت يا حبيبتي حتى مكنتش عايزة تمشي بس أنا صممت عليها تروح تشوف ليكون فى حاجه مهمه ومردتش تمشي غير لما أطمنت عليكِ
إبتسمت بسخرية: مفيش داعى تكدبي عشانها أنا عارفه كويس أنى أخر أهتمامـ.ـا.تها
أحتضنها محمود قائلا بعتاب: مش قولنا منفكرش بالطريقه دي تانى يا ليان
بكت بأحضانه قائلة بتعب شـ.ـديد: دي الحقيقة ولازم تلحقنى أنا عمري ما شوفت بعيناها حنان ليااا.

فاتن بخـ.ـو.ف شـ.ـديد عليها: طب أرتاحى شوية يا حبيبتي وسيبك من أي حاجه عشان خاطري متزعليش نفسك أنتِ لسه تعبانه
أنصتت لها وأغلقت عيناها بمحاولة للتهرب من حقيقة مزرية تلحق بها فرأت هذا الظل يقف أمامها كلما كانت بحاجة إليه يظهر لها ظهرت البسمة على وجهها تحت نظرات إستغراب محمود الجالس جوارها، لا يعلم أنه عشق الروح...

رأت هذا الظل يقف أمامها أعتادت على وجوده بحياتها منذ خمسة أعوام كانت ببدء الأمر تتعجب من وجوده ولكن أعتادت عليه، رأته يقف أمامها ولكن تلك المرة بدت ملامحه تتضح ولكن ليس كثيراً فربما يتبقى القليل لترى ملامح وجهه وربما إجابه لها عن سؤالا يتردد لمسمعها منذ 5أعوام..
غاصت بنوم عميق بعد أن بدأت الأدوية بالعمل..
&&
بشقة سيف..

ولج شريف للداخل فبحث عن أخيه بغضبٍ جامح إلى أن وقعت عيناه عليه وهو يتمدد بغرفته فأقترب منه قائلا بغضب شـ.ـديد: طبعاً نايم ولا على بالك حاجة
فتح عيناه بستغراب ليجد شريف أمامه والغضب معكوس على وجهه فأعتدل بجلسته قائلا بزهول: فى أيه؟!
أقترب منه شريف قائلا بسخرية: مكنتش متخيل منك كدا بقا مخلينى أدافع عن الوسـ.ـخ دا أنا لو كنت أعرف الا عمله والله لكنت مخلص عليه.

زفر بملل وهو يفرك رأسه: أنا عملت كدا خـ.ـو.ف على يزيد مش أكتر لكن الحـ.ـيو.ان دا أخر أهتمامـ.ـا.تى
جلس جواره بصمت ثم تطلع لصدره العالي بضيق: أنت قاعد كدليه؟
حاول كبت ضحكاته فأخيه الأصغر يغار من عضلات جسده حتى أنه حاول كثيراً ممارسة التمارين الرياضيه الشاقة ليصبح مثله ولكنه لم يتمكن من ذلك..
توجه لخزانته قائلا بهدوء: واحد وقاعد فى بيته هيقعد أذي
رفع قدmاً فوق الأخرى قائلا بغرور: مش بيتك لوحدك يا حضرت.

حطم هذا الأحمق حائط الصمت الذي يلتزمه سيف فأستدار له بعيناه التى أصبحت متوجه بفعل الشرار: بره
شريف بصدmة: أيه؟!
اقترب منه بنظرات كالسيف: أخرج بره أوضتى قولت
ألتقط التفاح من جواره قائلا بعدm مبالة: ولو مخرجتش هتعمل أيه يعنى؟
كانت دعوة صريحة لسيف بأن يقتص منه..
ولج مالك ويزيد للداخل بأستخدام المفتاح الخاص بهم ليجتمعوا بالمساء كالعادة، فتصنموا محلهم حينما وجدوا الأمر كالتالي.

سيف عارى الصدر و منقد على شريف المنبطح على الفراش ووجهه متورم من اللكمـ.ـا.ت حتى قميصه منفتح على مصراعيه..
مالك بسخرية: أحنا جينا فى وقت غلط ولا أيه؟!
نظرات يزيد الساكنة كانت دافع قوى لشرود سيف فأستغل شريف الفرصة ودفشه بعيداً عنه ثم لملم قميصه قائلا بصوت مثل الفتيات: يافضحتى لاا متفهموش غلط الحـ.ـيو.ان دا هو الا غرغر بيا وأنتوا عارفين شرف البـ.ـنت ذي عود الكبريت طشه واحدة.

رمقه يزيد بنظرة تشبه هلاك مـ.ـو.ته ثم خرج للقاعه أما مالك فلوى فمه بتقزز قائلا بسخرية: بيئة ذي أخوك
وتركه وتوجه للخارج خلف الغول. أستدار شريف بأبتسامة واسعه إنتهت حينما تلقى لكمة قوية من سيف الغاضب ليلقى حتفه ويتمدد على الارض كالجثة الهامدة..
جذب سيف قميصه ثم أرتداه مسرعاً ونظرات الغضب عليه: غـ.ـبـ.ـي
قالها وخرج للقاعة فوجد يزيد يجلس بثباته المعتاد ومالك يجلس لجواره.

سيف بثبات: غريبه أنكم جيتوا النهارده بدري عن معادكم
مالك بسخرية: هو معاد حكومى!
إبتسم قائلا ببعض الخـ.ـو.ف: لا بيتك ومكانك تشرف فى أي وقت والله أنا كنت هخرج بس قولت لا مستحيل تفوتنى القعدة الحلوة دي
خرج صوت الغول أخيراً قائلا بثبات: قبل أي قاعدة والكلام دا عملتوا أيه فى موضوع البـ.ـنت دي.

سيف بهدوء: لسه يا يزيد هو على طول كدا مالك وصل لأبو البـ.ـنت وتقريباً كدا عرف يقنعه لكن الرد لسه مجاش ومتنساش الموضوع مش سهل؟!
دلف شريف وهو يجاهد للوقوف قائلا بضحكة واسعه: ها يا شباب هتطلبوا أكل أيه النهاردة
تأفف مالك قائلا بسخرية: أنت مبتفكرش غير بالاكل؟!
سيف: هو مش عايش غير عشانه أصلا هو وتقى
إبتسم يزيد قائلا بثبات: تقى هى عامله أيه؟

سيف بجدية: الحمد لله يا يزيد أهو كلنا بنحاول ننسى الا حصل عشان نقدر نكمل..
رفع يديه على كتفيه بجدية: ربنا يصبركم يارب سامي مكنش إبن خالتى بس كان ذيك وذي مالك وربنا الا يعلم
إبتسم سيف قائلا بتأكيد: عارف يا يزيد ربنا يبـ.ـاركلنا فيك يا صاحبي
إبتسم مالك بفخر وهو يتأمل عمود الصداقة يترعرع أمام عيناه ليصبح أمتن وأقوى من سابق..

وضع شريف التسالي أمامهم وبدأ كعادتهم يتبادلون الحديث فى الأمور الشخصية والبعض المتعلق بالعمل...

بمكان أخر
كانت دmـ.ـو.عها كشلالات لا توقف نذير النيران بقلبها تكاد تحرق ما تبقى بجسدها، حطام ذكريات تلك الليلة كفيلة بجعلها ترى المـ.ـو.ت ألف مرة، صوت تواسلها يعلو بذهنها حينما كانت تتوسل لوحش جرد قلبه من الرحمة والأنسانية..

وما زاد آلمها شعورها بأنها ضعيفة وعاجزة أمام جبروت عائلة هذا اللعين فلم يعن لهم الأمر شيئاً حتى ولو كانت بوضع توقيعها لجوار الأسم الملون بالورقة التى بيدها يزيد نعمان تفكير عميق يطوف بها، القرار بيدها هى هل سترضخ عائلتها بتلك الأهانة أم ستجعلها فريسة لعائلة نفوذها هكذا؟!

كفكفت دmـ.ـو.عها بقسوة كأنها تمنح القلب وعداً بأنها من ستأثر لنفسها، وضعت إسمها جوار هذا الأسم لتكون له زوجة ولكن بداخلها تقسم وتتوعد له بأنها من ستحول حياته لجحيم فربما لا يعلم الرجل بقوة إمرأة جـ.ـر.حت بأعز ما تملك لتتحول من قطة صغيرة لنسر جارح ذات مخالب حادة للغاية.

بشقة سيف
تعالت ضحكات شريف قائلا بتأكيد: أه والله بعد الكلمتين الا قولتلهم الدكتور بتاع الجامعه قالي برة وقفت وبصيت كدا وروحت قولتله بره بره أنت هتطردنى من الجنه راح قالي كدا طب أعتبر نفسك شايل المادة
مالك بأهتمام: ردك كان أيه بعد الجمله دي
شريف بسخرية: ولا حاجة ضـ.ـر.بت النظارة وقولته أنا شيلتها من زمان ومعنديش مانع أشيلها مرة وأتنين لأن العشق أقوى من حب المادة نفسها.

تعالت ضحكات مالك فغارت منه الوسامة بغمزاته البادية على وجهه الرجولى على عكس يزيد الذي رمقه بنظرة جعلته يقول بصوت متقطع: قولتلك ماليش فى التعليم صممت تدخلنى هندسة طب أزاي وأنا بفك الخط بالعافـ.ـية
رفع يديه على شعره الغزير فأرتعب شريف ولكنه ظن أنه نجا فكاد أن يكمل حديثه ولكنه صرخ حينما جذبه يزيد بقوة كبيرة ليواجه غضب الغول كما يلقب: عارف لو سقط السنادي هعمل فيك أيه؟

كاد الحديث ولكنه يشعر بالأختناق فقال بصوت متقطع: ^ألحقنى يا مااااالك
تعالت صوت ضحكاته بقوة قائلا وهو يتجه للكوماد: ولا أعرفك
ثم حمل مفاتيح سيارته متجهاً للخروج فأستدار بعدmا فتح الباب قائلا بغمزة من عيناه: بعد الا هيحصل دا مش محتاج مذاكرة للنجاح..
وأغلق الباب ثم توجه للمصير الذي سطر حياته منذ خمسة أعوام فجعلها هشة وبلا هدف..

صرخ شريف بسيف حينما تخل عنه مالك: أبوس أيدك تعتبرنى النهاردة أخوك وتلحقنى
جذب الهاتف قائلا بفرحة: كدا راحتك يا يزيد
خرج صوته أخيراً قائلا بغضب جامح: أيه الا ناقصك عشان تكون ذي الخلق
شريف بصوت متقطع: العقل الا نقصنى دانا لما بروح أشترى حاجة بحسب الفلوس بالعافـ.ـية تقوم تدخلنى هندسة يقولك أحسب مقاسات دور كامل منين مكتش العين بكيت.

ألقاه يزيد بقوة فسقط على المقعد ثم أقترب منه فأبتلع ريقه بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد، أنحنى ليكون مقابلا له قائلا بصوته الجمهوري: أنا هسيبك النهاردة بمزاجى بس لما النتيجة تظهر ورحمة أمى مأنا رحمك
ووقف بطالته القابضة للأروح ثم غادر هو الأخر..

وما أن غادر يزيد حتى هرول شريف لغرفته جاذباً كل الكتب أمامه حتى كتب العام القادm فهو مهدد بالقــ,تــل من يزيد نعمان شخصياً، دلف سيف للداخل وبيده الشطائر يتناولها بتلذذ وهو يتأمل لون وجه أخيه فصاح بسخرية: ناس مبتجيش غير بسك يزيد نعمان
لم يستمع له فلأول مرة يشعر بحاجته للعلم بعدmا تلقى جزاته من الغول شخصياً..

شرا الورود الحمراء مثل كل عام ثم أنحنى ليجلس أرضاً وعيناه تتأمل تلك المقبرة بعين تفيض بالدmع والآنين ينقل لها أوجاعه من خلال عبـ.ـارات العين، وضع باقة الزهول قائلا بصوت متقطع من البكاء: كل سنة وأنتِ طيبه يا قلبي لزورده عاصفة من البكاء جاهدها بالحديث: أنا جبتلك الورد الأحمر الا بتحبيه.

وضعه أرضاً ثم أستند برأسه على الحائط الملون بأسمها ليان عامر ليسرح بذاكرته لماضى آليم حينما بدأ يستعيد وعيه بعد ساعات طويلة ليجد رفيقه جواره وعلامـ.ـا.ت الزعر تلون وجهه حتى والدته كانت مازالت بصحتها تقف أمامه قائلة بدmـ.ـو.ع: حمدلله على السلامة يا حبيبي.

بحث بعيناه عنها بالغرفة فلم يجدها فحاول الحركة ولكنه صرخ ألماً فتداخل يزيد على الفور وبفعل قوته الجـ.ـسمانية نجح بشل حركاته حتى هرع الطبيب ليحقنه مجدداً فجذب رفيقه ليستمع لصوته الخافت: ليان فين؟
رفع يزيد يده على كتفيه قائلا بثبات: كويسه يا مالك أطمن
غاب عن الوعى بفعل المهدئ فتحطم قلب رفيقه لعلمه بأن حياة من يعشقها بجنون على حافة المـ.ـو.ت كيف سيخبره بذلك؟

تمسك والدته بذراعيه قائلة بدmـ.ـو.ع: خاليك جانبه يا يزيد
أحتضنها بقوة فهى بمثابة أمٍ له قائلا بهدوء: مش هسيبه متقلقيش..
وبعد عدة ساعات
دلفت الممرضة للداخل وعلامـ.ـا.ت الحـ.ـز.ن على وجهها: البـ.ـنت الا كانت مع مالك بيه للأسف توفت
تخشب يزيد محله لشعوره بكم هائل من الآلآم فكيف سيكون شعور رفيقه إن علم؟!
بكت بقوة وهى تردد بصوت خافت: يا حبيبي يابنى ربنا يصبرك ويرحمها يارب.

فتح عيناه على تلك الجملة التى ود أن يكون قتيلا أفضل مما أستمع إليه، صدmة يزيد كانت كبيرة حينما وجده يجلس على الفراش ويزيح الأجهزة من يديه بقوة كبيرة وصراخ قوى بأسمها لياااااااان حاول يزيد التحكم به ولكن تلك المرة فشل فى التحكم بوحش ثائر لا يرى أمامه سوى معشوقته تغادر للأبد..

دلف لغرفتها المجاورة له ليتوقف نبضات قلبه حينما وجد الغطاء الأبيض يخفى وجهها، أقترب منها بقدmاً مرتجف للغاية وقلبٍ يذبح ببطئ مع كل خطوة يخطوها للأمام إلى أن جلس جوارها على الفراش فجذب الغطاء ببطئ ليجدها كحال المـ.ـو.تى فربما رؤيتها أكدت له ما إستمع له..
لأول مرة تسلل الدmعات وجه مالك نعمان لأول مرة يبكى بقوة وهو يحركها بقوة ويحثها على الأستيقاظ قائلا بصوت متقطع حزين: ليااان حبيبتى فوقى عشان خاطري.

أنا عارف أنك مش بتحبينى أسوق بسرعة وأنا بوعدك مش هكررها تانى بس متسبنيش يا حبيبتي أنا مقدرش أعيش من غيرك صدقينى.
لم يستمع لرد كالمعتاد جثة، جثة هامدة بين يديه معلنة عن إنتهاء رحلتها على الدنيا...
صرخ بقوة بعدmا أحتضنها بين ذراعيه ودmعاته تهوى بلا توقف لتتنقل لرفيق دربه كم الآلآم التى يشعر بها رفيقه ليجد دmعته هو الأخر تلمع ليعتليه الزهول..

مر على هذا الحادث الآليم خمس سنوات ومازال يذكرها لم يقدر على نسيانها فكيف سينسى من دعت لقلبه الحياة، من سكنت نبضات القلب والهوى، من هزت مملكة مالك نعمان لتجثو بقلبه...
أفاق من ذكرياته على صوت هاتفه المعلن عن رفيق الآلم والدرب
ليجد صوته الثابت: روحت برضو يا مالك؟
إبتسم قائلا بآلم: مقدرش مجيش هنا فى اليوم دا يا يزيد دا يوم عيد ميلاد ليان وهو برضو نفس اليوم الا خسرتها.

زفر قائلا بآلم: طب هترجع القصر أمته منار بتسأل عليك وأنا قولتلها أنك فى شغل بس مش مقتنعه الوقت أتاخر
أغمض عيناه قائلا بثبات مخادع: مش هطول متقلقش.

وأغلق مالك الهاتف وعيناه على المقابر يتطلع لهم بحـ.ـز.ن ثم توجه للمغادرة بعدmا قرأ الفاتحه وبعض الصور القصيرة كما أنه دع لها بالرحمة وله بالمغفرة لما فعله فهو لم يحتمل عدm أخبرها بانه مازال على ذاكرها، ربما هناك خيط مجهول لعشقه المتيم وربما رابط للعشق ولكنه تحت مسمى عاشق الروح علاقة مريبة ستهز أبدان البشرية بقصة مختلفه من نوعها..

تخفى الليل خشية من نور الشمس المضئ لتعلن يوم جديد وبداية لأحداث منخفية بالظهور...

هبط من سيارته مرتدياً البذلة السوداء ونظارته التى لا تفارقه فكان متوج لعرش الأناقة والوسامة معاً، فتوجه للمصعد الخاص به ليسرع العامل بفتح المصعد ليتفاجئ بفتاة بالمصعد الخاص به، صدm العامل وعلم بأنها نهايته بالمقر أما يزيد فتثدm منها بصدmة لعدm مبالاتها لما أرتكبت، فربما لا يعى أنه سيكون مأسورها لتدلف تلك المشاكسة حياته ربما صدفة، ربما قدر، ربما علاقة خفية ستحطم حينما تعلم بماضى زواج مجهول، ولكن بعد معانأة ستكون بين يزيد نعمان وتلك الفتاة، لنرى كيف ستهز مملكته؟

ما الرابط الخفة بين وفأة ليان ومالك وليان؟!
من تلك المتعجرفه التى ستغير مسار حياة محمود؟
هل سيظل حب تقى خفى؟وماذا لو كشف بأنها من تسببت بمقــ,تــل أخيه؟!
ورقة رابحة بالنسبة لأعداء يزيد نعمان ومالك نعمان من هى؟ وهل ستكون نقطة ضعف أم جهة أخري؟
كانت صدmة للعامل ويزيد فلأول مرة يجرء أحد على إعتلاء المصعد الخاص به وبمالك...
تطلع للعامل بنظرة جعلته يهرول للداخل سريعاً قائلا بشيء من الحدة: أنتِ دخلتى هنا أزاي؟!
رفعت عيناها قائلة بستغراب ؛ ودا يخص حضرتك فى أيه؟!
زهل العامل ثم قال مسرعاً: طب ممكن تخرجى من هنا عندك الأسانسير التانى الخاص بموظفين الشركة لكن دا خاص بيزيد بيه ومالك بيه.

رفعت عيناها له قائلة بسخرية: ليه هو الأسانسير كمان بقا ملكية خاصة
العامل بغضب: من فضلك يا أنسة أخرجى من هنا أنتِ بتضيعى وقت يزيد بيه
رفعت عيناها على من يدير لها ظهره ثم قالت بسخرية: هو أنت المندوب عنه بالكلام ولا هو مش بيتكلم؟

جحظ العامل عيناه وهو يتأملها بصدmة من حديثها، أما يزيد فأستدار بعين غاضبة للغاية مشيراً للعامل بالخروج من المصعد وبالفعل أنصاع له فولج للداخل ونظراته تشبه الهلاك لمن جرأت على الحديث هكذا...
أستدارت بعيناها على الشاب الواقف جوارها فتفاجئت بصمته المريب متجاهلا إياها..
وقف المصعد بالدور المحدد لمكتب يزيد فتوجه للخروج ولكنه أستدار برأسه قائلا بنبرة ثابته للغاية: خمس دقايق وتكون أستقالتك على مكتبي.

وتركها وغادر وهى بصدmة من أمرها...
خرجت من المصعد وهى تفكر بحديثه فلم تشعر بقدmاها الا وهى تلحق به لمكتبه..

بقصر نعمان
وبالأخص بغرفة مالك
دلفت شاهندة بضيق للداخل ثم أقتربت من الفراش وهى تبحث عنها بعيناها إلى أن عثرت عليها بين أحضان مالك فحركت رأسها بيدها قائلة بصوت منخفض غاضب: أنتِ يا هانم
حركت رأسها بنوم شـ.ـديد فجن جنون شاهندة، فتح عيناه بتثاقل قائلا بنوم: صباح الخير يا شاهى
أجابته بأبتسامة هادئة: صباح النور يا أبيه.

جلس على الفراش ومازالت شقيقته متعلقة بأحضانه فجذب الساعة من على الكوماد قائلا بغضب: أيه داا أذي فضلت نايم لحد دلوقتى!
شاهندة بمرح: أكيد كنتوا مقضينها كلام أنت ومنار
تطلع لشقيقته بضيق ثم صاح بغضب قولت مية مرة معتش تنام هنا بس مفيش فايدة
ونهض عن الفراش سريعاً تاركها بمحاولة مستمـ.ـيـ.ـته كالعادة..
بعد قليل.

خرج من حمام الغرفة بعدmا أرتدى سروال أسود اللون وتيشرت أبيض ضيق للغاية على جاكيت رمادى اللون ثم أرتدي حذاء أبيض اللون فكان أنيقاً للغاية فمالك لا يتقيد بالحلى بالعمل..
وقف أمام المرآة يصفف شعره بعناية وهو يخـ.ـطـ.ـف النظرات لشاهندة التى تحاول إيقاظها فأقترب منها قائلا بأبتسامة واسعه: دي مش بتصحى كدا يا حبيبتى.

رفعت عيناها بدون فهم إلى أن حملها مالك لحمام الغرفة فتعالت ضحكاتها حينما دفشها أسفل المياه لتصرخ بفزع..
توجه للخروج فأوقفته شاهندة قائلة بأبتسامة واسعه: شكراااً على مجهودك معانا
رفع يديه على جاكيته بغرور: ولا مجهود ولا حاجة المهم أنها تبقى كويسة أو أنا أدعيلي أن إنتقامها من الا عملته فيها يكون خفيف ولطيف
تعالت ضحكاتها قائلة بتأيد: هدعيلك متقلقش..
وتركها مالك وتوجه للأسفل ليجد الأمر كالتالي..

شريف بدmـ.ـو.ع ذائفة: يعنى يرضيكِ كدا يا موولة
أجابته بحـ.ـز.ن: لا يا حبيبي ميرضنيش
عاد للنحيب طب هنجح أزاى وأنا ماليش فى الهندسة حتى إبنك بقوله ألحقنى جرى وسابنى هى دي الشهامة والرجولة والنخوة
تعالت ضحكات أمل قائلة بهدوء: معلش يا شريف هما خايفين على مستقبلك يا حبيبي
صاح بغضب: مستقبل أيه يا موله الأعمال بالنيات وأنا نيتى سليمة وعسل وإبن حلال وطيب.

فزع بشـ.ـدة حينما وجد قابض الأرواح يقف أمامه فتراجع للخلف برعـ.ـب حقيقي.
جلس على المائدة يتناول فطوره قائلا بلا مبالة: متخافش يا شيفو تعال أفطر يا حبيبي
تطلع شريف لأمل بصدmة فأشارت له بالأقتراب فأقترب بحذر شـ.ـديد ليجلس جواره ولكن مع حفاظ مسافة بينهم يتأمله بتركيز..

رفع عيناه قائلا بهدوء: بص يا عم أدام السيدة الوالدة أهو لو نجحت السنادى هسلمك شغل فى الشركة أعلى من سيف نفسه ومش كدا وبس لااا دانت هتكون المدير الرسمى للشركة
غاصت الأحلام بعقله وغاص الحلم فرى صورة سيف أمامه وهو ينفذ ما يقال من تعليمـ.ـا.ت وهو يجلس على المكتب وضعاً قدmاً فوق الأخرى
نجحت أمل فى كبت ضحكاتها فهرول شريف مسرعاً: أعتبرني نجحت
تعالت ضحكات أمل فشاركها مالك بأبتسامته الهادئة..

هبطت منار مع شاهندة والغضب يلمع بعيناه فأخفى مالك إبتسامـ.ـا.ته قائلا بحذم مصطنع: أنا أتأخرت جداً عن أذنكم
وقبل يد والدته فرفعت يدها على رأسه قائلة بأبتسامة رضا: ربنا يوافقك أنت ويزيد يا حبيبي
رفع عيناه قائلا بحـ.ـز.ن فشل بأخفاءه: أدعيلى أن ربنا يريح قلبي
دعت له كثيراً فغادر مسرعاً قبل أن يفشى الجميع حـ.ـز.نه الخفى..

جلست منار على المائدة ونظراتها كالجمر لشاهندة فقالت بأبتسامة مرحة وأنا مالى هو أنا الا غرقتك مية دا أخوكِ
لوت فمه بضيق شـ.ـديد فأسرعت شاهندة بالحديث: أنا وأنتِ وماما بنصوم كل أتنين وخميس فعشان كدا بستغل اليوم دا جداً لأنك بتكونى هادية وبتعدى أي حاجة
تعالت ضحكات أمل مرددة بصوت خافت: الله يجزاكِ يا شاهى
منار بغضب: طب يالا ياختى على الجامعه بدل ما أخرج عن شعوري
تعالت ضحكاتها ثم لحقت بها للخارج..

بعد عدد من المحاولات لرؤيته باتت أخر محاولة بالنجاح فدلفت لمكتبه بأنبهار فهى تعمل هنا منذ فترة ولما تسنح لها الفرصة بأن تدلف لمكتبه..
أنهت فضولها لتجده يجلس على مكتبه غير عابئ بها، يلهو بحاسوبه...
جلست أمامه فرفع عيناه أخيراً قائلا بنبرة مخيفة: سمحتلك أنك تقعدي!
وقفت سريعاً وهى ترمقه بغضب شـ.ـديد...

أكمل ما يفعله على الحاسوب فوقفت تنتظره كثيراً فصاحب بلهجة مضطربة: لو حضرتك مشغول أجى ممكن أساعدك عشان تفضى ليا ولو دقيقة مع العلم ان وقت حضرتك من دهب
كانت دعوة محفزة بالسخرية فأغلق حاسوبه بضيق رافعاً نظراته لها: أنا الا عايز أفهم سبب وجودك هنا كان ممكن تسلمى الاستقاله للسكرتيرة وهى كانت هتوصلهالي مفيش داعى لوجودك.

أقتربت منه بأبتسامة ساحرة ثم جلست على المقعد قائلة بمرح: الحمد لله طلعت بتتكلم وكدا هنفهم بعض بسرعة
صدm يزيد من تلك الفتاة فكاد الحديث ولكنها قالت بسرعة كبيرة حينما أخرجت من حقيبتها قائلة بأبتسامة واسعه: ممكن حضرتك تقرأ الورقة دي
رمقها بستغراب فألقى نظره على الورقة ولكنها هرولت لتصبح جواره مشيرة على بند من العقد ينص أن المعاد المحدد لها بالحضور بتمام التاسعة صباحاً فتطلع لها بعدm فهم..

فجلست مكانها قائلة بأبتسامة واسعه: حضرتك المعاد المحدد ليا هنا الساعه9 وأنا حريصة جداً على المعاد دا فالساعة بقيت تسعه الا دقيقه واحدة الأسانسير كلهم كانوا زحمة جدا حتى السلم لو طلعت مش هوصل بالمعاد فحضرتك مكنش فى أدامى حل تانى غير إستخدام الأسانسير بتاع حضرتك لأن فى العقد مش مذكور عدm إستخدام المصعد الخاص بمدير المقر مكتوب تنبيه هام بالحضور فى المعاد المحدد ودا الا أنا عملته لأن..

قاطعها قائلا بدهشة وصدmة معاً: خلااااااص حقك عليا أتفضلى على شغلك
حملت حقيبتها بسعادة ثم توجهت للخروج ولكنه ركضت للداخل مجدداً تحت نظرات إستغرابه قائلة بأبتسامة كبيرة: الورقة يا فنـ.ـد.م لو سمحت
لم يفهم حديثها الا حينما جذبت العقد من بين يديه وهرولت للخارج مرة أخرى..

ظل مكانه بصدmة والبسمة مازالت مرسومة على وجهه، زاره التعجب كثيراً فلأول مرة يتراجع بقرار أتخذه بغضب، راوده سؤالا واحد كيف حافظ على هدوئه هكذا فهو والهدوء متضادتان ولم يجمعهم محطة واحدة!

بالجامعة..
وصلت منار لجامعتها وكذلك شاهندة توجهت لجامعتها الخاصة فتوجهت لرفيقاتها قائلة بسعادة: صباح الخير يا قمرات
أجابوها بسعادة على عكس رفيقة الدراسة كانت تبكى بقوة فتوجهت إليها منار بلهفة: فى أيه يا نورا؟
أجابتها من تجلس جوارها: أنتِ مكنتيش هنا الأسبوع الا فات كله اكيد مت عـ.ـر.فيش الا حصل؟
أجابت بلهفة: أيوا أنا كنت تعبانه جداً ومقدرتش أجى الجامعه قوليلي فى أيه؟

رفعت نورا عيناها الباكية قائلة بصوت متقطع: أنا مش هعدى السنادي يا منار
أجابتها بستغراب: ليه بتقولي كدا؟!
كفكفت دmـ.ـو.عها وأخبرتها ما حدث بينها وبين الدكتور الأسبوع الماضى فتعجبت عنـ.ـد.ما علمت بأنه توالى الدارسة محل الدكتورة
طالت فترة الصمت فكـ.ـسرتها منار بهدوء: بس أنتِ غلطانه يا نورا كان المفروض متتكلميش ولا تعلى صوتك عليه أنتِ عملتِ غلط لما رديتى على الفون فى المحاضرة.

أجابتها بدmـ.ـو.ع: بقولك ماما كانت تعبانه ولما لقيتها بترن عليا مترددتش ثانيه أنى أرد
: كان ممكن تستأذنى منه وتشرحيله الموقف للأسف البنات الشمال هى الا خالت الكل يأخد فكرة سلبيه عن الفون أي واحده دلوقتى ماسكة موبيل وبتتكلم يبقى بت شمال مت عـ.ـر.فيش المجتمع دا بيفكر أزاى؟!
قالتها منار بحـ.ـز.ن ثم وقفت قائلة لأحدى الفتيات: تعالى شاوريلى عن مكتب الدكتور دا وأنا هحاول أشرحله الا حصل يمكن يسمع منى.

نورا بفرحة: مش عارفه أقولك أيه يا منار؟
حملت حقيبتها قائلة بسخرية: مش لما أرجع وأشوف هعمل أيه أبقي قولي براحتك وأدعولي ربنا يسترها عليا..
وتوجهت منار للمكتب بعدmا أشارت لها رفيقتها فطرقت باب المكتب برعـ.ـب إلى أن إستمعت أذن الدخول..
دلفت بخطوات مرتبكة فرفع رأسه لتزيد صدmـ.ـا.تها شاب صغير للغاية أو أن ملامحه توحى بذاك وسيم للغاية بعيناه السوداء وبشرته الخمرية أشاحت نظراها عنه سريعاً وهى تستغفر ربها..

رفع محمود عيناه ليجدها يقف أمامه فقال بعملية: أقدر أساعدك؟!
حل الأرتباك على وجهها فقالت بتـ.ـو.تر: فى الحقيقة أنا كنت جايه لحضرتك بخصوص البـ.ـنت الا حضرتك أخدت منها الفون
تلونت عيناه بطفيف من الغضب لتذكرها فأشار بيديه على المقعد: أتفضلى
وبالفعل أنصاعت له وجلست فخلع نظارته لتبدو وسامته على مرفع عالى قائلا بهدوء: وحضرتك أختها؟!
أجابته بتلعثم ؛ لا أنا زميلتها
أجابها بستغراب: بس أنا مشفتكيش فى المدرج خالص.

: لأنى محضرتش الأسبوع الا فات
قالتها بخحل ثم أسترسلت حديثها وعيناها أرضاً: نورا والدتها مريصة بالقلب فأول ما التلفون بتاعها بيرن بتخاف جداً تكون فى ضرر على صحتها أنا مش ببرر الا عملته بالعكس هى غلطت وأنا عرفتها غلطها وهى مستعدة تعتذر لحضرتك
أجابها بحـ.ـز.ن بعدmا علم الأمر: لا مفيش داعى أنا الا نرفزنى طريقتها بالكلام.

أجابته بلهفة: والله ما طبعها كدا هى بس من خـ.ـو.فها على والدتها أنا بعتذر لحضرتك بالنيابة عنها بس أرجوك متفصلهاش من الجامعه
تطلع لها بصدmة ثم قال بستغراب: أفصلها؟!
أجابته بتأكيد: هى والله متقصد
إبتسم محمود قائلا بسخرية: مين فهمكم أن دكتور الجامعه سـ ـفا.ح كدا!

تطلعت له بزهول فأكمل هو بعدmا أخرج الهاتف من المكتب: أنا مقبلش أدmر مستقبل حد مهما عمل انا أخدت الفون منها لحد ما تعرف غلطها بس خلاص أنا عزرتها عشان والدتها ربنا يشفهالها يارب.
كانت منار بصدmة حقيقة فجذبت الهاتف ثم قالت بخجل وأرتباك من نظراتها المتفحصة له: عن أذن حضرتك
أشار لها بهدوء وأكمل عمله بعدmا طلب والدته بالهاتف ليطمئن عن ليان فأخبرته بأنها تحسنت كثيراً...

دلف لمكتبه
فجلس على المقعد بأهمال وهو يتطلع للملفات من أمامه بضيق فالعمل لا ينتهى على الدوام..
أخرج هاتفه ثم طلب رفيقه الذي أجابه على الفور قائلا بثبات: صباح الخير يا مالك
زفر قائلا بملل: صباح النور أنت بمكتبك؟!
اجابه سيف بتأكيد: أيوا ليه؟!
أجابه الأخر على مضض: سيب الا فى أيدك وتعال.

سيف بغضب: أسيب مين يا حبيبي عندى أجتماع بعد نص ساعة لو هتروح مكانى أقعد معاك للصبح وأهو تعفينى من المزز الا بشوفها وانا بحاول أمسك نفسي وأغض البصر بس هما الا بيعاكسوا
مالك بتأفف: عشر دقايق وتكون على مكتبي يا سيف
وأغلق بوجهه فتطلع سيف للهاتف مردد بصدmة: قفل فى وشي!
أتاه صوت هلاكه من خلفه: لا مهو لازم يستأذن معاليك الأول.

تطلع سيف جواره بصدmة حينما وجد يزيد نعمان يجلس على المقعد المقابل له والغضب يتلون على وجهه..
وقبل أن يتحدث كان بين يديه..
يزيد بغضب شـ.ـديد: بقا أنت سايب شغلك وبتتكلم عن المزز والكلام الفاضى دا
سيف برعـ.ـب: محصلش يا غول والله دانت عارفنى بخاف ربنا وبتقى الله
تركه وجلس على المقعد وضعاً قدmاً فوق الأخرى قائلا بسخرية: أمال لو مكنتش سمعك بنفسي.

جلس مقابل له قائلا بغرور: بتفشخر ياخويا مأنت بتدخل الأجتماع أنت وهو بتتعاكسوا معكاسات نار ومش من أي حد من صواريخ جوية لو واحده من دي بصيتلى هيغمى عليا وأنتوا لبسين الوش الخشب
رمقه بنظرة جعلته يهرول من أمامه سريعاً فجذب يزيد الملف من على مكتب سيف وغادر هو الأخر قبل أن يقــ,تــلع رقبته..
بمكتب مالك
ولج سيف سريعاً والرعـ.ـب يحفل على وجهه فوقف مالك قائلا بسخرية: شبح؟

ألتقط أنفاسه قائلا بنفى: لا أوسـ.ـخ الغول بنفسه سمعنى وأنا بحكيلك على الموزز الا بتعكسنى
تعالت ضحكات مالك قائلا بسخرية: أكدب الكدبة وصدقها
سيف بغضب: تصدق أنى غلطان أنا هرجع مكتبي أحسن
رفع يديه على كتفيه قائلا بأبتسامة واسعه: ليه بس يا سيفو دانا كنت عايزك فى موضوع مهم جداً.
جلس أمامه على المقعد قائلا بجدية: موضوع أيه دا؟!
رسم الجدية هو الأخر: عايز كل المعلومـ.ـا.ت عن أخر صفقات عملتها نوال نعمان.

أعتدل بجلسته قائلا بتفهم: أوك هحاول بس أنت عارف أنها حريصة جداً من ساعة ظهورك فى أخر حركة
جلس على مقعده الرئيسي بأبتسامة خبيثة: وليه متقولش أنى أنا الا قاصد أظهرلها
تأمله بصدmة ثم قال بصوتٍ يكاد يكون مسموع: بجد معتش قادر لا أفهمك ولا أفهمه
إبتسم قائلا بمكر: ولا عمرك هتفهم حاجه المهم شوفلى الموضوع دا فى أسرع وقت..
أشار برأسه ثم تركه وتوجه للرحيل قائلا بلهفة ؛ أوك عن أذنك بقا عشان الأجتماع.

أشار له برأسه فغادر على الفور..
هبط يزيد للأسفل ثم توجه لسيارته فأعتليها وتوجه للمنزل ولكنه توقف حينما وجد تجمع بجوار المقر فأشار بيديه للحارس قائلا بزهول: الناس دي واقفة كدا ليه؟
أقترب منه الحارس قائلا بأحترام كبير: دى واحدة العربية خبطتها يا يزيد بيه
أقترب الأخر: بيقولوا أنها بتشتغل بالمقر.

هبط يزيد من السيارة ثم أقترب من التجمع بضيق من عدm مساعدتها لأحد مما يتطلعون إليها فوجدها فاقدة الوعى أرضاً دقق النظر بها جيداً فصدm حينما تذكرها..
حملها يزيد لسيارته ففتح الحارس السيارة سريعاً ليضعها بالمقعد الأخير وتوجه للمشفى..
شعرت بأن قدmاها منفصله عن جسدها، بدءت تستعيد وعيها شيئاً فشيء لتتضح الرؤيا أمامها لتجده أمامها..
جلست على المقعد وهى تمتم بآلم: آه أيه الا حصل؟

أستدار لها يزيد قائلا بهدوء: أنتِ كويسة؟
أعتدلت بجلستها وهى تتحسس قدmاها المخدوشة بقوة: الحمد لله..
ثم جذبت حقيبتها قائلة برعـ.ـب: من فضلك نزلنى هنا
أستدار بوجهه قائلا بصدmه: أنزلك أزاي أنتِ لازم تروحى المستشفى فوراً
صرخت به قائلة برعـ.ـب: لاااا ياماماااااا مستشفى ودكاترة وعملياااات لااااااا
أوقف يزيد السيارة بزهول ثم أستدار برأسه قائلا بستغراب: أنتِ هبلة صح؟
رمقته بأبتسامة واسعة: لا أسمى بسمة.

رفع يديه على رأسه يقاوم صداع رأسه فكم ود بتلك اللحظة أن يخرجها من السيارة ويتأسف لها عن المساعدة التى كان يود تقديمها له..
قالت برجاء: وحياة عيالك يا شيخ ما تودينا المستشفى دا الدكاترة كلهم ما بيصدقوا حد يوقع تحت رجليهم ييكتبلوا على عمليات على طول لو عندك أخوات بنات ترضا حد يسـ.ـر.ق أعضائهم
جحظت عيناه قائلا بصدmة وهو يشـ.ـدد على شعره الطويل: يارررربي مش معقول
أجابته بتصميم: لا معقول والله أسمع منى.

قاطعها قائلا بجدية: خلاص تعالى معايا البيت وشا..
قاطعته قائلة بصراخ: بيت أيه؟ اااه يبقا أنت الا بشوفهم بالراويات يخبط البطلة ويقولها تعالى معايا البيت ويكون عايش فى قصر جميل ويغتصابها وبعدين يرجع يتأسف لما يعرف غلطته وتكون حام..

قاطعها بصدmة: أنزلى من العربية وخلصينى أيه الأفلام الأبيض وأسود الا أنتِ عايشة فيها دي ثم أنى مخبطكيش أنا مستلمك من على الطريق وغلطان أنى قدmتلك مساعدة عشان من الموظفين أنزلى
صاحت بضيق: هو أنا قادرة أقف على رجلى عشان أنزل؟!
شـ.ـدد على شعره بغضب فكاد التمرد على هدوئه ليرى تلك الحمقاء لما يلقب بالغول فربما تلتزم الصمت وتنجو بحياتها.
زفرت قائلة بعد تفكير طب بيتكم دا آمان
أجابها بغضب: نعم؟!

أسرعت بالحديث فربما ستخسر عملها بسبب لسانها: أقصد يعنى فيه الوالد والوالدة وكدا
لم يجيبها وتوجه للقصر...
رفعت قدmاها لترى إصابتها قائلة بصوتٍ خافت: حسبي الله ونعم الوكيل فيكم عالم ظالمة بيدوسوا خلق الله..
رفع عيناه بالمرآة ليرى ملامح تلك الفتاة التى تعاكس طبعها تماماً فملامحها هادئة للغاية..

تحجر قلبها حينما دلف قصراً كبيراً للغاية فأبتلعت ريقها بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد تحت نظراته وبسمته الشبه بادية فتلك الفتاة ما أن رأها منذ الصباح وفعلت العجاب بجعل البسمة تزور وجه الغول اكثر من مرة..
هبط يزيد من السيارة ففتح الباب الخلفى قائلا بنبرته المعتادة: أنزلي
: هااا
قالتها بسمة بشرود وخـ.ـو.ف فأخفى بسمته بصعوبة قائلا بحذم: هاا أيه بقولك أنزلى..

إستمعت له وهبطت بعد صعوبة فقدmاها متأذية بشـ.ـدة إصابتها خفيفة ولكن تشعر بنيران تجتاز قدmاها..
دلفت معه للداخل فوقفت على باب القصر تتأمله بصدmة وزهول أشـ.ـد فكان فخمٍ بكل ما تحمله معانى الكلمـ.ـا.ت.
شلح جاكيته ووضعه على الأريكة فأنقبض قلبها لتتحول نظراتها لصدmة وغضب..

لم يتمالك زمام أموره فبدت البسمة فى الظهور لتظنها أنها البسمة الخبيثه كما تعتقد فأستدارت لتهرول سريعاً كما تفعل بطلات الراويات من وجهة نظرها ولكنه صاح بصوته الساحر: وتفتكري لو حابب أعمل حاجة من الا فى دmاغك دي هجيبك هنا فى بيت عيلتى لا وفى عز النهار.
أرتخت ملامحها بأسترخاء قائلة بسخرية: ولاد الحـ.ـر.ام مش بيهمهم لا ليل ولا نهار.

تعالت ضحكاته لتتصنم أمل محلها حينما رأت يزيد يضحك لأول مرة منذ سنوات عديدة، أما هو فهمس من وسط ضحكاته الوسيمة: مش معقول
أقتربت أمل بأستخدام متحكم المقعد المتحرك لتقف أمامه تتأمله بدmـ.ـو.ع سعادة ثم أستدارت لتجد فتاة فى منتصف العقد الثانى من عمرها عيناها رومادية اللون وبشرتها بيضاء ولكن ما يجذبها هو بسمتها المرسومة على وجهها..

أقتربت منها بسمة قائلة بسعادة: أه والله طلعت صادق وفى هنا نااس ومش أي ناس دول مزز
رفعت يدها بأبتسامة واسعه: أهلا يا طنط أنا بسمة بشتغل فى شركات نعمان للاستيراد والتصدير من حوالى 6شهور تقريباً والأستاذ أ.
أستدارت قائلة بمحاولة بائسة للتذكر: هو حضرتك أسمك أيه؟
رمقها بنظرة كالسيف مصطنعه حتى لا يفقد هيبته بالقصر..
إبتسمت أمل قائلة بفرحة: يزيد يا حبيبتي.

اجابتها بتذكار: أه أفتكرت متأخذنيش أنا شغالة فى القسم الخاص بأستاذ مالك وأحياناً عند مستر سيف لكن محصليش الشرف الحقيقة ودا من حسن حظى الا بيوقع بمكان الغول دا نهايته بتسجل الناس فى الشركه مرعوبة والله انا الصبح لما عملت شكله ودخلت على الحامى كنت همـ.ـو.ت من الرعـ.ـب لما عرفت أنه يزيد نعمان و
صاح بغضب شـ.ـديد: طب أعتبري نفسك من بكره سكرتيرتى الخاصة.

أرتعبت محلها فأنفجرت أمل ضاحكة قائلة بصوت منخفض: أنتِ الا جبتيه لنفسك
توجهت للخروج سريعاً فصاح بها: راحه فين؟
أجابته بصدmة: دا سؤال هروح اراجع المناهج كلها عشان أكون مناسبه للوظيفه
لم يتمالك أعصابه فتوجه للأعلى بعد أن تطلع لشاهندة ومنار بعدmا دلفوا من الخارج قائلا بنفاذ صبر: شاهندة شوفى رجليها عشان عملت حادث وتركها وصعد لغرفته
تطلعت لهم بأبتسامة واسعه وبدات بتبادل الحديث معهم بسعادة..

بالمشفى.

كانت شاردة للغاية حينما دلف محمود، أقترب منها ثم وضع جوارها باقة الورد الأحمر قائلا بأبتسامة جميلة: أيه الجمال دا
تطلعت له بتعب شـ.ـديد ثم قالت بصوت متقطع: هتفضل ذي مأنت على فكرة
تعالت ضحكاته قائلا بغضب مصطنع: مالى يابت مأنا عسل أهو
تطلعت له قليلا ثم قالت بجدية والدmـ.ـو.ع تترقرق من عيناها: محمود ممكن أطلب منك طلب
أستقام بجلسته قائلا بجدية: أنتِ تطلبي روحى يا ليان.

أسترسلت حديثها ببكاء: روحنى البيت أنا حاسه أنى مخـ.ـنـ.ـوقة هنا أرجوك
أجابها بحذم: لا طبعاً أنتِ لسه تعبانه من الحادثة
تمسكت بيديه قائلة برجاء: عشان خاطري
نقلت له آنين القلب فقال بستسلام: حاضر بس بكرا الصبح غير كدا لا
أستسلمت لقراره فبالنهاية ستغادر هذا المكان ربما لا تعلم بأن الغد هو المفاجأة الكبري لها لترى الظل الخفى..

غادرت بسمة القصر وبداخلها فرحة مريبة بأنها ستظل لجوار يزيد نعمان لا تعلم لما يهاجمها ذام الشعور المريب!..
أما بداخل الصالة الرياضيه الخاصة بيزيد ومالك كان يركض بسرعة كبيرة على الجهاز المتحرك غير عابئ بالسرعة العالية، بسمته مرسومة على وجهه كلما تذكر حديثها..

دلف مالك للداخل فوجده يركض بسرعة كبيرة تفوق الجهاز الكهربي فأبتسم لعلمه بأنهم حلق قوى وفريق أقوى فمالك بعقله يوزن ألاف الدول ويزيد بقوته قادر على محاربة جيشٍ كامل..
أقترب منه وهو بحالة من الزهول لرؤية إبتسامـ.ـا.ته البادية على وجهه...
مالك بزهول: أنت كويس يا يزيد؟
أستدار بوجهه قائلا بستغراب: خلصت الmeeting؟!

أجابه بغرور: أيوا طبعاً وجبت معلومـ.ـا.ت عن أخر صفقة عملتها عمتك يعنى أعتبر الضـ.ـر.بة الجاية تحت إشرافي
إبتسم يزيد بأعجاب: مخك دا دهب
إبتسم بغرور مصطنع: أمال أيه يابنى أحنا قليلين
زفر يزيد كمحاولة للتحكم بأعصابة محاولا التصنع بالامبالة: مفيش أخبـ.ـار عن طارق
تطلع له بصمتٍ قـ.ـا.تل ثم قال بهدوء: عند صاحبه قاعد معاه متقلقش أنا حاطه تحت عينى لازم يتغير يا يزيد وأنا بساعده.

أشار برأسه ونهض يجفف عرق جسده فأقترب منه مالك قائلا بأرتباك: فى خبر كمان لازم تعرفه
أستدار له قائلا بأهتمام: أيه؟
أجابه الأخر: البـ.ـنت مضت عقد الجواز يعنى بقت مرأتك رسمى
ألقى المنشفة أرضاً وعلامـ.ـا.ت الغضب بدت على ملامح وجهه فتدخل مالك قائلا بسخرية: هو أنت كنت متوقع أنى هدخل فى موضوع وهطلع خسران فيه.

كاد أن يلكمه بقوة ولكن تفادى مالك اللكمه قائلا بأبتسامة عالية: أيه يا زيزو هنرجع لأيام الشقاوة تانى ولا أيه قولتلك ألف مرة أتحكم فى أعصابك مش كدا
رفع يديه الأخري ولكمه بقوة ولكنه أنبطح ليتلقى الأخر اللكمة فصرخ بقوة
سيف بغضب وهو يتآلم من الضـ.ـر.بة: يا غـ.ـبـ.ـي اااااه.

تلونت عين يزيد بلون قاتم يوحى بالهلاك فتطلع مالك لسيف بسعادة: ألبس يا معلم انا كنت عارف ان الخبر الا قولتهوله عايز كبش فدا يطلع غضبه فيه وأديك جيت برجليك
تراجع سيف للخلف قائلا بصوت منخفض: دانا نسيت طلبات البيت ومرأتى ممكن تزعل منى
مالك بستغراب: هو أنت متجوز؟!
سيف بمحاولة جيدة للتذكار مش عارف بس أهو ألقى حد يزعل عليا.

كف عن الحديث حينما جذبه يزيد قائلا بصوت كالرعد: أخرج بره يا سيف بدل ما أعلقك هنا
قال بسعادة كبيرة: كل دا عشان أخرج من هنا دانا هختفى لمدة شهر كامل
وغادر سيف من القصر بأكمله..

بشقة سيف
ولج للداخل وهو يتأمل الهدوء المريب بتعجب الا أنا وقعت عيناه عليه يجلس على الطاولة ولجواره خمس زجاجات من القهوة..
سيف بسخرية: أيه كل دا؟ أنت طالع رحلة؟!
لم يجيبه وجذب الكتاب لعيناه فجذبه سيف بغضب: أنا مش بكلمك يالا.

وقف متصنع الغضب وهو يصيح بصوت مرتفع: فااااااهمنى مشكلتك معايااااا ولا مع المادة نفسها لو مع المادة ممكن أغيرها وأجيب غيرها عادى لو معايا فأحب أقولك أن دي خلقة ربنا يعنى نفرررر نفررر تغير
صدm سيف من صوته المرتفع فأسرع إلي الكتاب الملقى أرضاً ثم قدmه له قائلا بنـ.ـد.م: حقك عليا كمل كمل ربنا يهديك
وغادر الغرفة سريعاً فخلع شريف نظارته قائلا بفرحة: هو خاف مني ولا أيه؟!

دلف سيف لغرفته وهو يسب ويلعن حظه العسير على وقوعه مع أحمق مثل أخيه فتمدد على الفراش بتعبٍ شـ.ـديد ليفق على صوت رسالة الهاتف من خالته تسأله عن إبـ.ـنتها تقى فدقت هاتف المنزل ولم يأتيها الرد..
أخبرها سيف بأنه عاد من الشركة منذ قليل فلم يجدها هنا ثم أنهى رسالته بأنه سيراها وسيخبرها...
توجه سيف لشقتها فدق الباب اكثر من مرة ولكن لم يأتيه الرد فتوجه لغرفة أخيه قائلا بجدية: مشفتش تقى يا شريف.

أجابه الأخر بجدية: لا مشفتهاش النهاردة أخر مره شفتها كانت إمبـ.ـارح بتسأل ليه؟
تعجب للغاية فزاوره شعور القلق فأسرع لنسخة المفتاح بغرفته ثم أسرع لشقتها فتتابعه شريف بستغراب..
دلف سيف للداخل يبحث عنها إلى أن وقعت عيناه عليها وهى تفترش الأرض بأهمال...
ركض إليها مسرعاً يحاول إفاقتها ولكن لم تستجيب له، حتى شريف أعطاه المياه فناثرها على وجهها ولكن هيهات لا جدوى فصاح سيف بلهفة: أطلب الأسعااف فوراً.

انصااع له شريف ليتم نقل تقى بنفس المشفى المتواجد بها ليان ربما صدفة وربما مشيئة الله.
أما الغول هل سيرضخ لتلك المشاكسة أما سترضخ هى لقانونه؟
وماذا لو كشف المجهول لتحسم معركة هائلة تحت مسمى؟
حملها سيف لأقرب مشفى بعدmا تولى شريف أمر القيادة، هبط بها للداخل فحملها منه الممرضات ومن ثم توجهت لغرفة الكشف ليتضح للجميع بأن سبب إغمائها هو هبوط حاد بالدورة الدmوية...
وبعد مدة طالت بأنتظار سيف وشريف بالخارج أخبرهم الطبيب بأنها على ما يرام ولكن عليهم تركها للغد حتى تصبح بخير..
فأخبر سيف والدتها التى أتت على الفور فظلت جوارها وغادر شريف ليستكمل دراسته كما طلب منه سيف ليتبقى هو بالخارج...

تخفى ضوا القمر الخافت لتظهر الأشعه الذهبية لتطل على القصر فتجعله فتاك للأنظار..
بغرفة يزيد..
أرتدى بذلته السوداء ثم صفف شعره بأنتظام، نثر البرفنيوم الخاص به وأستدار ليغادر فتفاجئ بمالك يقف أمامه..
أقترب منه قائلا بأبتسامة هادئة: أيه الجمال دا يا غول
إبتسم يزيد إبتسامته الثابته قائلا بجدية: من بعض ما عندكم
تعالت ضحكات مالك فأقترب من المرآة يصفف شعره بعدmا ترك غرفته ليلحق بيزيد..

ضيق عيناه قائلا بستغراب: بس مش عادتك تروح المقر بدري كدا!
أستدار له قائلا بثبات: أنا قولت ألحقك عشان نروح المستشفى قبل الشركة
: مستشفى!، ليه؟
قالها يزيد بستغراب فسترسل مالك حديثه: سيف مع تقى فى المستشفى من إمبـ.ـارح
قال بهلع: تقى بـ.ـنت خالتى؟!
أجابه بتأكيد: أيوا عندها هبوط متقلقش
زفر بأرتياح: طب كويس أنك قولت قبل ما أنزل
غمز له بعيناه الساحرة قائلة بأبتسامة هادئة: لا متخافش مش بنسى حاجة.

إبتسم هو الأخر لفهمه ما يقصد رفيقه.
توجه للباب قائلا بوجه خالى من التعبيرات ؛ كمل لبس وأنا هستناك تحت
أكتفى بأشارة بسيطة من رأسه فهبط يزيد للأسفل...
بالأسفل..
كانت تجلس أمل على رأس الطاولة ولجوارها منار وشاهندة، هبط هذا الوسيم قائلا بأبتسامة جذابة: صباح الخير
أمل ببسمة رقيقة: صباح النور يا حبيبي
جلس على الطاولة مشيراً بعيناه الخضراء لها فتفهمت إشارته وأسرعت للمطبخ تعد قهوته المتميزة...

بعد قليل هبط مالك لينضم لهم قائلا بأبتسامه لا تليق سوى به: صباحكم بيضحك
تعالت ضحكات شاهندة قائلة بمرح: صباح الجمال والأناقة يا أبيه..
رفع رأسه بغرور مصطنع بعدmا أنحنى ليزيد: شوفت الناس الا بتفهم
رمقه بنظرة متلونة بغضب فتاك فستقام بجلسته مشيراً لوالدته فبتسمت لتفهمها ما يريد...
تناول يزيد قهوته ثم خرج للسيارة قائلا بغضب: أتاخرنا أنجز..

أنهى ما بيده وهى يلحق به قائلا بصدmة وهو يتأمل ساعة يديه: يا خبر!
أعتلى سيارته وتوجه للمشفى التى أخبره بها مالك فصف السيارة ثم دلف للداخل...

بغرفة تقى..

فتحت عيناها بتثاقل فوجدت والدتها جوارها وسيف يجلس على الاريكة المقابلة لها مستند برأسه على الطاولة من أمامه ويغط بنوم عميق، منحت لنفسها فرصة التطلع فربما حرمت من ذلك، هبطت دmعاتها بضعفٍ شـ.ـديد فكم يصـ.ـر.خ قلبها حينما أحبت شخص وتزوجت أخر، يعاتبها البعض من عدm نسيانه فكيف تخبرهم بأنها عاجزة عن ذلك وهو أمام عيناها!

أبعدت نظراتها عنه حينما وجدت نظرات والدتها لا تنذر بالخير فهى على علم بما يطوف قلبها حتى أنها فعلت المحال لتجعلها تستقر معهم ولكن مع إصرار تقى بالبقاء بشقتها لم تتمكن من تنفيذ قرارها..
طرقات باب الغرفة أعلنت عن يزيد فدلف للداخل حينما إستمع أذن الدلوف قائلا بأبتسامته الهادئة: صباح الخير
إبتسمت تقى لرؤيتها يزيد فهى ترى به أخيها الذي لم يولد حتى هو يتعامل معها بذاك النمط..

سماح بفرحة: أيه النور الا طل علينا دا
إتسعت بسمته قائلا ومازالت ملحقه: النور بوجودك يا خالتو، ثم أكمل بستغراب: هو سيف مش هنا؟!
أشارت تقى بعيناها على الأريكة فأقترب منه يزيد بحاول إفاقته بهدوء..
فتح سيف عيناه بنوم شـ.ـديد ثم صرخ بفزع: الغول! معملتش حاجة
جذبه يزيد بنبرة صوت منخفضة: غول أيه؟ هتفضحنا الله يكسفك.

بدأ بالأفاقة فتطلع خلفه ليجد خالته وإبـ.ـنتها يتطلعون لهم بستغراب فرسم بسمة سريعة: لا دانا حلمت حلم مش لطيف
سماح بلهفة: أستعيذ بالله يا بنى ربنا يصرف عنكم كل شر
تطلع ليزيد مردد بتأكيد: ياررررب
تلونت عيناه بغضب يعلمه سيف جيداً فتوجه سريعاً للخارج لتوقفه كلمـ.ـا.تها المتلهفة: رايح فين يا سيف؟
أجابها على عجلة من أمره: هروح أجيب فطار وقهوة للغول أقصد يزيد.

بادلته بأبتسامة رقيقة تابعها يزيد بحـ.ـز.ن دافين لعلمه ما بداخلها من مشاعر تجاهه..
تطلعت سماح ليزيد ثم قالت بأستغراب: هو فين مالك يا يزيد هو قالى فى الفون انه جاي معاك!
جلس على المقعد المجاور لها: بيركن عربيته وطالع
جذبت حقيبتها قائلة بتعب: طب هشوفه تحت يوصلنى البيت أغير هدومي وأرتاح شوية
قاطعها قائلا بجدية: أوصل حضرتك لو تحبي
أجابته بأبتسامة واسعه: لا يا حبيبي خاليك مع تقى وأنا هنزل أشوف مالك.

أشار لها بهدوء فغادرت تبحث عنه...

بغرفة ليان
أرتدت ملابسها بمساعدة الممرضة ثم أستندت على ذراعيه، فهبط بها الدرج بحذر
محمود: براحة يا حبيبتي لو حابه ممكن أشيلك
إبتسمت قائلة ببعض التعب: لا أنا كويسة
ثم أكملت بستغراب: هو طنط مجتش معاك ليه؟
صاح بسخرية: هى عرفت أنى نازل أجيبك ونامت فى المطبخ من الصبح بتقول لازم أعملها أكله حلوة ترم عضمها.

تلون وجهها بفيض من البسمـ.ـا.ت حتى أنهت الدرج وصارت بالأسفل، عاونها محمود على الجلوس ثم أستدار للطبيب الذي أشار له..
محمود بتفكير: خليكِ هنا هروح أشوف الدكتور وراجع.
أشارت له برأسها فأكمل حديثه بقلق: هتبقى كويسة لو سبتك
ليان بهدوء ؛ متقلقش
أشار لها ودلف لغرفة الطبيب أما هى فظلت تنتظره لحين عودته..
أستغل أختفاء محمود من جوارها فأقترب منها قائلا بصوت متلهف لرؤيتها: ليان.

أستدارت بوجهها لتجده يقف أمامها، نعم هو من أفتك بها للهلاك، هو من تعمد تحطيمها لآلآف من الآنين بدون شفقة منه أو رأفة بحال قلبها الضعيف!
رددت بهمسٍ خافت: أنت!
جلس جوارها بحـ.ـز.ن مصطنع: أنا عارف أنك زعلانه منى بس أنتِ فهمتى غلط محصلش حاجة بينى وبينها صدقينى.

تطلعت له بعين تحمل السخرية ثم قالت بصوت متقطع فمازالت لم تشفى بعد: لو فاكر أنى لسه هبلة وهرجع أصدقك تبقى بتحلم أنا خلاص فوقت من الأحلام الا أنت وماما بتسيطروا عليا بيهاا.
أجابها حسام بغضب: احلام أيه؟ أيه الكلام الفارغ دا أنا عارف مين الا محفظك الكلام داا وأنتِ أكتر واحده عارفه أن أخوكِ بيكرهنى ومش بعيد يكون هو الا زق عليا البت دي يوم الحفلة عشان يوقع بينا.

رفعت يدها على أذنيها وهى تصرخ بقوة حتى يكف عن الحديث قائلة بصراخ قوى: كفايااا بقا حـ.ـر.ام عليك أنت أيه؟!
وتركته وأستندت على الحائط بضعف شـ.ـديد لتبتعد عنه لم يعبئ بها وغادر مسرعاً قبل أن يرأه محمود فيفتك به..

تحملت على نفسها وهى تشعر بأنتهاء العالم من حولها، مشهد خيانته لها يعاد أمامها، أتى ليذكرها بآنين حاولت دفنه بذكريات دعستها ولكن لم تستطع، دmـ.ـو.عها تهبط بغزارة وقسوة لتشعل نيران وجهها، تمنت أن يكون والدها على قيد الحياة فهى بأمس الحاجة له، حاولت الخطى مسرعاً من أمامه لأعتقادها بأنه مازال يلحق بها، لم ترى الشاب الذي يقترب من طريقها وعيناه على هاتفه، لم ترى ظلها الروحى الملحق بجسدها ونبضات القلب، لم ترى تقرب الخطوات بينهم فهى بعالم الآنين وهو بعالم أخر منه ولكن بالنهاية المطاف موحد بالعـ.ـذ.اب لكليهما...

أصطدm بها فكادت أن تتسطح أرضاً فرفع يديه مسرعاً يتمسك بها ولكن سرعان ما إبتعد عنها ليشتعل فتيل القلوب..
إبتعد عنها مسرعاً بعدmا تلامست الأيدى ببعضها البعض ليشعر بأن زبذبة أشعرت جسده ليصبح كالجمر، رفع عيناه لها بستغراب ومازال يتأمل يديه بصدmة..
كانت بحالة لا تحسد عليها من يراودها بأحلامها يقف أمامها، الظل الذي ظل لسنوات ملامحه معتمة صار حقيقة أمام عيناها..

مرءت الثوانى ومازالت النظرات تستمد حقيقة الواقع من الأخري إلى أن قاطعها مالك بعد محاولة مستمـ.ـيـ.ـتة للعودة على أرض الواقع قائلا بهدوء: أنا أسف مقصدش
أشارت برأسها بتفهم فأكمل طريقه ليدعها هى الأخرى تكمل طريقها، كانت بحالة من الأضطراب ما بين ما فعله هذا الخائن والظل التى رأت من يشبهه بشابٍ ما، ربما ليست على ما يلرم..

رفعت ليان يدها على رأسها بضعفٍ شـ.ـديد لم تستطيع تحمله لتهوى أرضاً بلا هدف ويأس طاف بها ليجعلها كالرمال المستكينه بالصحراء..
خطى مالك بضع خطوات وقلبه يصـ.ـر.خ بو.جـ.ـع مريب تعجب من كنيته فأفاق على صوت أصطدام جعلها يهبط من مركبة الآنين ليرى تلك الفتاة متمددة أرضاً..
هرع إليها وهو يحاول أفاقتها بالحديث، فقال بلهجة مرتفعه: يا آنسة.

لم تستجيب له فرفع عيناه يبحث عن أحداً من الممرضات ولكن لم يتمكن من العثور على أحداهما فقرب يديه منها ليحملها بين ذراعيه فتخشبت قدmيه قبل أن تتخشب نظرات عيناه حينما صدح قلبه بصوتٍ مرتفع كأنه يعلن تمرده عليه ويخبره أن من بين ذراعيه هى معشوقة الروح، هى رابط مريب بين القلب والروح علاقة مخلدة لا يقوى على معرفة ألغازها أحداً..

بقى متخشب وعيناه تتأملها بصمت، نبضات قلبه تزداد بالتمرد لتجعله بصدmة لا يقوى عقله على تميزها...
ركضت إليه قائلة بزعر: فى أيه يا مالك؟ ومين دي؟
صوت سماح أعاده لأرض الواقع فقال بصوتٍ يكاد يكون مسموع: أنا لقيتها مغمى عليها..
لحظت الطبيبة ما يحدث فقالت بستغراب للممرضة التى أتت هى الأخري: مين خرجها من أوضتها؟
ثم صاحت بغضب حينما تفحصتها وهى على ذراعيه: أنتوا بتستهبلوا.

أجابتها الممرضة بخـ.ـو.ف: أنا أخر مرة شوفتها كانت مع أخوها
رمقتها الطبيبة بنظرة كالسيف ثم تطلعت لمالك قائلة برجاء: معلش تدخلها الأوضة دي.
أشار برأسه وأتابعها وهى تفترش ذراعيه بأهمال، لاحقت به سماح وهى بمعركة مريبة لتذكر تلك الفتاة، تشعر بأنها رأتها من قبل ولكن لم تتمكن من تذكرها..

دلف مالك للداخل ثم وضعها على الفراش ببطئ شـ.ـديد ونظراته متعلقة بها، أستقام بوقفته وهب للأبتعاد عنها ولكنه توقف حينما إشتبكت به قلادتها..
تدخلت الممرضة بمحاولة للفصل بين القميص الذي يرتديه مالك وبين قلادتها فبعد معأناة تمكنت من ذلك
إبتعد قليلا وعيناه تتأملها بستغراب من تلك الفتاة التى جعلته هائم كذلك؟!
لما يشعر بنفس الشعور الذي رواده حينما تركته حبيبته؟!
لم يتسارع قلبه بالهبوط حينما كان قريب منها؟!

لما كف عن النبض والخفقان حينما إزداد فى الأبتعاد!
لم يحتمل معركته الغير متوازنة فخرج من الغرفة سريعاً ليجد سماح مازالت تقف أمام باب الغرفة بمحاولة مكثفة للتذكر..
مالك بصوت منخفض للغاية: أنا مركنتش العربية ذي ما حضرتك قولتيلي فى الفون
لم تجيبه ولكن لمعت عيناها بلمع غامض لمالك فقالت بصوت خافت: أفتكرت البـ.ـنت دي
: بـ.ـنت مين؟!

قالها مالك بستغراب فأكملت سماح بتذكر: أنا شوفتها من خمس سنين تقريباً فى المستشفى يوم الحادثة الا حصلت معاك
إنكمشت ملامح وجهه بعدm فهم فأكملت بهدوء: لما عملت الحادثة البـ.ـنت دي أتبرعتلك بالدm وأنا وأمك شكرنها لأنها بجد تستهل الشكر
صُدm مالك فأحساسه بأن هناك رابط خفى بينها وبينه يتحقق امام عيناه! فماذا لو علم بأنها نفس الفتاة التى تبرع لها منذ أيام قليلة؟!

ماذا لو علم بأن القدر يلعب معهم بأحكام ليجمع روحاً بروح أخرى فتجسد قصة عشق مخلدة على مر العصور...
كاد الحديث ولكنه تخشب مرة أخرى حينما صدح إسم ليان بالروق..
كان صوت محمود الذي علم بما حدث لشقيقته فهرول للغرفة بخـ.ـو.ف شـ.ـديد وصوته يعلو بأسمها، لياااان...

إسم أيقظ ذكريات الأنين بقلب مالك ليجعل عقله الذي كان على الدوام ألماس بالفكر وذكاء خارق يتوقف عن التفكير هل ظهورها بذاك الوقت وتشابه أسمها مع معشوقته مجرد صدفة!
أم أن هناك شيئاً ما!
دلفت سماح للغرفة تطمئن عليها فهى من أنقذت حياة مالك من قبل فواجبها يحتم ذاك..
أما مالك فجلس بالخارج يستوعب ما يحدث حوله!

بغرفة تقى..
طال الصمت وهى تتأمل باب الغرفة بلهفة لعودته، تطلع لها يزيد بحـ.ـز.ن ثم قال بصوتٍ يعكس هدوئه المخادع: وبعدين يا تقى مش هنفوق بقا!
تطلعت له بعين لمعت بدmع غزير يوشك على السقوط..
خرج صوته الثابت قائلا بحـ.ـز.ن: يا تقى أنا بعتبرك زي شاهندة ومنار والا مقبلهوش عليهم مش هقبله عليكِ سيف مش حاسس بحبك وحتى لو عرف مش هيدى فرصه لنفسه بدا لأنك.

أكملت بكـ.ـسرة: مرأت أخوه عارفة يا يزيد والله عارفة بس بحبه ومش شايفه غيره
تحطم قلبه حينما بدأت بالبكاء الحارق فخرج صوته بحـ.ـز.ن: مش عارف أقولك أيه؟
رفعت عيناها له بآلم: متقولش يا يزيد الو.جـ.ـع خلاص بقا إعتيادي فى حياتى أنا عايشة عشانه لما بشوفه بحس أنى مش عايزة حاجه من الدنيا غير أنى أشوفه أدامى
تطلع لها بثباته المعتاد قائلا بعد تفكير: أنتِ مش كنتِ حابه تشتغلى
أجابته بلهفة: جداً والله.

أجابها بنفس نبرة الصوت: خلاص أول ما تخفى أعتبري نفسك إشتغلتى فى المقر
رددت بسعادة: بجد يا يزيد؟!
إرتسمت بسمة هادئة على وجهه قائلا بسخرية: معنديش غيره
تعالت ضحكاتها قائلة بفرحة: ربنا يخليك لينا ياررب ودايما كدا تكون سند لينا
قطع الحديث دلوف منار وشاهندة بعدmا علموا ما حدث فصاحت شاهندة بأرتجافة: فى أيه يا تقى أيه الا حصل؟ أنتِ مش كنتِ بتتكلمى معايا إمبـ.ـارح وبنضحك أيه الا حصلك!

أجابتها بأبتسامة هادئة: والله خلصت صلاة ومحستش بنفسي غير وأنا هنا..
منار بحـ.ـز.ن: ألف سلامة عليكِ يا تقى.
قالت بنبرة جافة: الحمد لله على كل حال.
دلف سيف حاملا أكياس متعددة وضعها على الأريكة والابتسامة المحفوة بالوسامة تختل وجهه قائلا بنبرة مرحة: الفطار وقهوة الغول وبعض المشاريب وتوقفت الكلمـ.ـا.ت على لسانه حينما رأها تقف بالغرفة، مازال جمر العشق مشتعل بعيناه فحطم قلب تقى حينما قرأت لغة عيناه..

تهـ.ـر.بت منار من نظراته وعيناها تتبع تقى بحـ.ـز.ن فهى كانت رفيقتها المقربه أكثر من شاهندة فتعلم جيداً أنها تعشق سيف منذ الطفولة ولكن ما ذنبها إن كان يحبها هى؟! عـ.ـا.قبتها تقى بأن إبتعدت عنها حينما أكتشفت حب سيف لمنار...
قالت مسرعة للهروب: أنا كنت حابه أطمن عليكِ قبل الجامعة وللأسف أتاخرت ولازم أمشي
وتوجهت لباب الغرفة قائلة بأبتسامة هادئة: أشوفك بعدين يا تقى سلام.

أكتفت بأشارة رأسها فبداخلها نار تتأجج لرؤية العشق الملون بعين سيف...
نهض يزيد هو الأخر قائلا بأسف: أنا كمان مضطر أنزل يالا أشوفكم بعدين
وغادر يزيد هو الأخر بعدmا تعلقت نظراته بسيف بغموض ثم خرج هو الأخر..
كانت تتوجه للخارج والدmـ.ـو.ع على وجهها فمازالت تعاملها رفيقتها بجفاء..
لما تعـ.ـا.قب على شيء ليس لها دخل به؟!
تتابعها يزيد ليجد البكاء حليفها فحاولت جاهدة إخفاء دmعاتها ولكن لم تستطيع.

أقترب منها قائلا بثبات: كنت عارف أن دا هيحصل عشان كدا طلعت وراكِ
أستدارت بوجهها له والدmـ.ـو.ع تزداد بقوة قائلة بشهقة قاسيه ؛ أنا ماليش ذنب فى الا بيحصل يا آبيه ليه مصممة تعاملنى كدا؟!
رفع يديه على كتفيها قائلا بتفهم: معلش يا منار حطى نفسك مكانها وبعدين أنتِ أكتر واحدة فاهمه تقى الغضب بيعميها عن حاجات كتير.

تأملته بدmـ.ـو.ع تزداد مع كلمـ.ـا.ته فقالت بستغراب: بس أنا رفضت سيف أعمل أيه تانى عشان أثبتلها أنى مش بحبه؟!
آحتضنها بحـ.ـز.ن على تلك الطائفة التى أخذت بطيتها ثلاث قلوب جـ.ـر.حت لسبب مزعوم، بكت منار وهى تشـ.ـدد من أحتضان أخيها نعم فهو أخ بكل ما تحمله معانى الكلمـ.ـا.ت، يعلم عنها ما لا يعلمه شقيقها الحقيقي..
لم ترى من رأها وهو يحمل شقيقته بين يديه ويتوجه للسيارة بعدmا أصرت عدm بقائها بالمشفى..

وضعها محمود بالسيارة بحرص شـ.ـديد ثم قال بغضب: هو أنتِ مش هتسمعى الكلام أبداً يا ليان الدكتورة قالت تفضلى يومين تلاته
ليان ببعض التعب: مش حابه أفضل هنا صدقنى يا محمود لو رجعت البيت هكون احسن
أنصاع لها وتوجه ليصعد هو الأخر فألقى نظرة على من تحتضن شابٍ مجهول بالنسبة له وصعد السيارة متوجهاً للمنزل...

بسيارة مالك
أوصل سعاد لمنزلها بعدmا أطمئنت على ليان من الطبيبة ثم توجه للمقر وعقله يكاد يتوقف من التفكير...
وسؤالا وجيه يتردد على مسمعه ما المغزى من وجود تلك الفتاة بذاك الوقت بالتحديد؟!
هل هى إشارة من الله سبحانه وتعالى بأنها نصفه الأخر! أما أن هناك أمراً مجهول؟!

بمكان أخر منعزل
جلست على المكتب بغضب شـ.ـديد حينما علمت بأن الصفقة الأخيرة لم تكتمل بعدmا فسخ الطرف الأخر التعاقد ليتم التعاقد مع شركات نعمان..
طرقت المكتب قائلة بغضب: يعنى أيه؟
أجابها من يجلس أمامها بخـ.ـو.ف: يعنى الشركة فضت التعاقد ودفعت الشرط الجزائي
: بدون سبب، كداا
قالتها نوال بغضبٍ شـ.ـديد ليجيبها العامل بأرتباك: أتعملوا مع شركة تانية
أحتذ الغضب على وجهها قائلة بصوت كالرعد: شركات نعمان صح.

أكتفى بأشارة رعـ.ـب بدت على وجهه فألقت بالمزهرية أرضاً وهى تصيح بغضب جامح: لا كدا كتيير
ثم تطلعت له قائلة بعصبية فشلت بأخفاءها: غور من وشي
وبالفعل هرول العامل للخارج فأخرجت هاتفها تبعث برسالة، تعال مكتبي حالا ...
وبالفعل ما هى الا دقائق معدودة ودلف شابٍ بنهاية العقد الثانى من عمرة يقارب عمر يزيد ومالك. عيناه تشع بالخبث بجانب لونها الساحر، ربما يكون حلف وربما طالة لوجه جديد..

جلس على المقعد وضعاً قدmاه على الطاولة وعيناه تتطلع لها ببرود. فصاحت به قائلة بغضب: يزيد ومالك لازم ينفصلوا عن بعض الاتنين بيكملوا بعض وطول ما هما أيدهم واحدة مستحيل هقدر أهزمهم
خرج صوته أخيراً قائلا ببرود: وعايزانى أساعدك؟
أجابته بغضب: أنا على أخرى ومش مستحمله حزء من برودك دا.

رفع فراس عيناه قائلا بصوتٍ ثابت: وأنا مش مجبر أساعدك حجزت على أول طيارة نزلة المغرب مش حابب العيشة هنا لمجرد أنك تحققى أنتقامـ.ـا.تك..
تطلعت له بغضب شـ.ـديد ثم قالت بصدmة: أنت نسيت نفسك يا ولد أزاي تكلم أمك بالطريقة دي؟!
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أمى؟!
طالت الضحكة فأعتدل بجلسته قائلا بأعين معبأة بسموم تعرفها جيداً: طب بصى يا ماما.

قالها بسخرية وأسترسل حديثه بجدية: فراس الألفى مش بيعمل حاجه ببلاش أنا مستعد أدmرك العيلة دي كلها مقابل أنك تتنزلى عن شركة أبويا الا بالمغرب وأرجع بلدى وتعيشي حياتك ومتنسيش أنها كانت ملكى من الأول بس أنتِ الا مضتيه على تنازل ليكِ بعد مـ.ـو.ت أمى الله يرحمها
حل الحـ.ـز.ن ملامح نوال فأكمل بأبتسامة مكر: دي حقيقة مقدرش أنكرها أنك زوجة والدي الله يرحمه سواء أعتبرتينى إبنك أو لا دي الحقيقة.

صمتت قليلا تفكر بعرضه فلم تجد مخرج أخر سوى الموافقة لعلمها بدهاء فراس وذكائه..
خرج صوتها بعد مدة التفكير: موافقة ورينى بقا هتقدر تعمل كدا أزاي
إبتسم بثقة وهو يتفحص الملف أمامه وضعاً عيناه على صورتها فخرج صوته قائلا بثقة لا يملكها سواه: هتشوفى هعمل أيه؟

ووضع الملف أمامها فتطلعت لصورتها بأبتسامة لامعة فهى تعلم أنه يمتلك سحراً خاص لأيقاع أى فتاة يريد فربما أختياره سيجعله هو بمطاف ليس له مخرج الا تحت ختم ثابت يخترق القلب فيجعله حطام من جزيئات اللعنة التى تستكين تحت نبرات العشق المسطر.

بالمقر الرئيسي لشركات نعمان
وصل يزيد للمقر فتوجه للمصعد ليتفاجئ بها تجلس على مقعد موضوع أمام المصعد وما أن رأته حتى هرولت إليه قائلة بأبتسامة واسعه: متقلقش يا فنـ.ـد.م الوضع تحت السيطرة
خلع نظارته السوداء قائلا بعدm فهم: وضع أيه؟!
إبتسمت قائلة بغرور: مخلتش دبانه تدخل الأسانسير الا لما حضرتك تيجى بنفسك حتى مالك بيه بنفسه قولتله لا والله ميصحش أبداً فركب بتاع الشعب.

لم يتمالك يزيد زمام أموره فأبتسم قائلا بنفاذ صبر: هو أنتِ مـ.ـجـ.ـنو.نه!
أرتدت نظارتها الطبية قائلة بغرور: لا أنا بسمة بس
إبتسم قائلا بهدوء: طب يا بسمة بس ممكن تقوليلي عملتى أيه فى المكتب؟! غير حراسه الأسانسير
إبتسمت بغرور: لما نطلع هتعرف
توجه للمصعد وهى خلفه فأغلقه وهى بالخارج فقالت بصدmة: يا فنـ.ـد.م
فتح الباب مشيراً بعيناه على الجهة الأخري بسخرية: أركبي بتاع الشعب
زفرت بغضب ثم توجهت للمصاعد الأخري...

وصل يزيد للأعلى فتوجه لغرفة مكتبه ولكن كانت الصدmة كفيلة بجعله يتصنم محله، مكتب السكرتيرة الخاصة به مزدحم للغاية بعدد مهول من الكتب فمن يخترق الطريق للدلوف لمكتب يزيد نعمان يستحق شهادة تقدير من المقر..
أستدار بوجهه على صوتها ؛ أيه رأيك
قالتها بسمة بسعادة وفرحة غامرة فقال بصدmة: أيه كل دا؟!
أقتربت لتقف أمامه قائلة بسعادة وغرور ; دي حاجات هتفدنى جداً بالشغل.

لم يجد كلمـ.ـا.ت يتحدث بها فأشار للعامل الذي أتى على الفور قائلا بنبرة مخيفة: شيل الحاجات دي من هنا فوراً.
وما أن أنهى كلمته حتى شرع العامل بحمل الكتب بعيداً عن باب المكتب ليدلف بعدmا رمقها بنظرة مخيفة..
جلس على مكتبه وتعبيرات وجهه تحمل السخرية على تلك الفتاة..

بمكتب مالك
لم يتمكن من العمل فصورتها لم تترك مخيلاته، نبضات قلبه تسارع بالخفقان كلما تذكرها...
إسم ليان يصدح بعقله فيجعله بعاصفة مريبة..
أخرج من خزانته صور معشوقته وعيناه تلمع بشرارة غامضة، طائفة من الحنين أجتزت أواصره لتلمع بطوفان العشق الذي ظن أنه أنتهى فربما مجهول أخير سيحطم تمرده.

بمنزل محمود
فرحت للغاية حينما رأتها أمام عيناها فأحتضنتها بفرحة: حمد لله على سلامتك يا حبيبتي
أجابتها ليان بتعبٍ بدا بملامحها: الله يسلمك
أستند على يدها لتدلف للغرفة التى أعتادت البقاء بها، فعاونتها فاتن على تبديل ثيابها والتمدد على الفراش قليلا
فاتن بسعادة: أيوا كدا نورتى البيت برجوعك هروح أجهز الغدا بقا
تمسكت بذراعيها قائلة بصوت منخفض من التعب: لا مليش نفس.

تطلعت لها فاتن بغضب: لا فى المستشفى مردتش أغـ.ـصـ.ـب عليكِ لكن هنا لا
إبتسم محمود قائلا بتسلية: هنا القانون قانون
ضـ.ـر.بته بخفة على ذراعيه: أسكت أنت
تعالت ضحكاته قائلا بحـ.ـز.ن مصطنع ؛ ماشي يا فوفا هسيبلك البيت خالص بس لما أرجع هزعل براحتى
وكالعادة نجح برسم البسمة على وجه ليان فقال بسعادة لحقت به ؛ أيوا كداا وحشنى أشوف الضحكة العسل دي دانتى عليكِ بوظ يا ساتر.

رمقته بنظرة محتقنه فهرول للخارج سريعاً قائلا بمرح: أه لو حد من الطلاب شافك وأنت بتجرى كدا يا محمود هيبتك هتبقى بأحضان الأرض
تعالت ضحكاتها فلم تتمكن من التماسك لتقول من بين سيل الضحكات: هتعتزل بكرامتك
إبتسمت فاتن وهى تتأملهم ققالت بخفوت: مفيش فايدة فيكم هتفضلوا زي مأنتم.

بالشركة
دلفت بسمة للمكتب حامله فنجان من القهوة فرفع يزيد عيناه قائلا بستغراب: أيه دا؟!
أجابته بأبتسامة واسعه: قهوة
ألقى بنظرته بغضب: هو حد قالك أنى أعمى! أنا طلبت عصير
جلست على المقعد المجاور له قائلة بأبتسامة واسعه: إسمع منى القهوة أحسن بتساعد على التركيز
لم يتمالك زمام أموره فطرق المكتب بقوة: أنتِ هتهزري معايا!
فزعت بشـ.ـدة ووقفت سريعاً وهى تحمل الفنجان وتخرج سريعاً..

دلف مالك ليجد من تلج للخارج كمن رأت شبحٍ وما زاد حيرته إستمعه لها.
بسمة بغضب: عندهم حق يقولوا عليه غول دا الغول أرحم والله دا المفروض يكون أسمه أمنا الغولة أو ريتشارد لا والله هنظلم الراجـ.ـل
وأرتشفت القهوة قائلة بغضب: والله خسارة فيك دا بن أبو حسن
وأستدارت لتجلس على مكتبها فصعقت من من يقف خلفها..
كاد أن يصل فمها للارض فأبتسم بمكر وهو يقترب منها لتتراجع للخلف..

إبتلعت ريقها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد فقال بصوت منخفض: من الأفضل لكِ أنى مسمعتش حاجة والا أمنا الغولة الا جوا هشيل رقبتك الحلوة دي عن جـ.ـسمك
وضعت يدها بطريقة عشوائية فأبتسم تاركاً إياها بصدmة كبيرة..
رفع يزيد وجهه ليجد رفيق دربه يجلس أمامه بهدوء مريب يرأه لأول مرة فترك ما بيده وتوجه ليجلس أمام عيناه قائلا بشك: أنت كويس يا مالك؟
رفع عيناه قائلا بستسلام: لا.

ضيق يزيد عيناه بستغراب فزفر مالك قائلا بلا هواية: مش عارف فى أيه؟!
يزيد بسخرية: الا هو أزاي دا؟!
مالك بهدوء: النهاردة الصبح شوفت بـ.ـنت وا
قاطعه بصدmة: ووقعت
أجابه بغضب: هو أنت على طول متسرع كداا!
رمقه بنظرة شك فأكمل مالك: مش عارف ايه الا جرالي حاسس أنى متلغبط أنا لما شيلتها حسيت أحساس عمري ما حسيته لا وأتفاجئ أنها أتبرعتلي بالدm حاسس أنى تايه ومش عارف أفكر لأول مرة.

يزيد بثبات وهدوء لما هو به ؛ طب أهدا كدا وفاهمنى دm أيه وشيلتها أزاي؟!
شرع مالك بقص ما حدث بالتفاصيل الدقيقة على مسمع يزيد المزهول هو الأخر فقال بدهشة: دي مش صدف يا مالك
تطلع له بعدm فهم ليكمل يزيد: ليه البـ.ـنت دى تظهرلك فى الوقت الا ليان توفت فيه؟!
وليه تظهرلك بالوقت دا؟!
مالك بعدm فهم: تقصد أيه؟!
بادله الاخر بسؤالا غامض: حسيت بأية أول ما شوفتها.

غاصت ذاكرته فلمعت عيناه بشرارة قرأها يزيد فأبتسم قائلا بثبات ؛ أوع تسيب البـ.ـنت دي أفحر عليها الأرض لحد ما توصلها صدقنى الا بيحصل دا تخطيط من ربنا يعنى تعب تقى ودخولها نفس المستشفى مخطط عشان تتقابل مع البـ.ـنت دي مفيش فى حياتنا صدف..
أشعل فتيل مخيف برأس مالك فربما لا يعلم بأنها شعلة العشق الطائف..

بالجامعه.

دلف محمود المدرج بطالته الساحرة ليتفاجئ بها بين الطلاب، تعلقت نظراتهم لمدة لم تطل ثم شرع محمود بعمله وعيناه كلما تعلقت بها هرولت الكلمـ.ـا.ت من على لسانه..
أنتهت المحاضرة وخرج الطلاب جميعاً ومازال هو يجمع البحوث بحقيبته فأغلقها جيداً وكاد الرحيل فتوقف حينما وجدها تقف أمامه هى ومجموعة قليلة من الفتيات فتقدmت نورا منه قائلة بخجل مما أرتكبته: أنا أسفه يا دكتور.

قال بملامح ثابته: مفيش داعى أنا قولت للأنسة أ.
وتوقف حينما حاول تذكر أسمها فأخبرته هى بخجل: منار
أكمل بلا أهتمام: الأنسة منار فهمتنى الا حصل فمفيش داعى للأعتذار
إبتسمت نورا قائلة بفرحة: بشكرك بجد
أشار بوجهه ثم قال بستغراب: فين البحث بتاعكم؟!
أعتذرت نورا عن عدm إستطاعتها لذلك فألتمس لها العذر لعلمه بمرض والدتها ولكنه تفاجئ بها تخرج البحث فقال بستغراب على حد علمى أنك محضرتيش الاسبوع الا فات!

أجابته بتأكيد: أيوا بس أخدت من زمايلي الا فاتنى وعرفت موضوع البحث وعملته
أوضح بأعجاب: شابو بجد
إبتسمت إبتسامة رقيقة فتكت قلبه فجذب البحث وغادر سريعاً قبل التخلى عن ثباته المصطنع.

بمنزل تقى
تمددت على الفراش بمساعدة شاهندة ووالدتها..
دلف شريف قائلا بأبتسامة واسعه: حمدلله على سلامتك يا توتوووو
إبتسمت قائلة بصوت متعب: الله يسلمك يا شريف
شريف بغرور: على فكرة انا الا لحقتك وشيلتك ذي الأسد وجريت على المستشفى حتى الود سيف مكنش راضى يسوق العربية بس بعد ما زعقــ,تــله جـ.ـا.مد جرى ونفذ الكلام
شاهندة بأبتسامة واسعه: أستلقى وعدك يا فتى.

هنا علم بأن قابض الأرواح يقف خلفه فأبتلع ريقه بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ثم رفع أصبعه قائلا بفخر: أشهد أن لا إله الا الله وأن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله
وقبل أن يستدير كان بين يدى سيف فجذبه إليه قائلا بنبرة ممـ.ـيـ.ـته: شايف الباب دا
أجابه بأبتسامة واسعه وهو يتحسس عضلات صدره: هو باب واحد ما شاء الله دى عمارة بحالها
صاح سيف بغضب: شررريف
أعتدل بوقفته قائلا بصوت ثابت: أيوااا.

سيف بتحذير: أخرج من الباب دا أحسنلك ولا تحب أعلم عليك هنا
أشار بيديه على تقى وشاهندة فأشار بمعنى نعم فهرول للخارج بسرعة كبيرة قبل الفتك به أمامهم كما أشار..
إبتسمت شاهندة قائلة بمرح: الله عليك يا سيف والله ما حد بيلم الواد دا غيرك
جلس على المقعد قائلا بأبتسامة هادئة: مأنا قولتلك لو ضيقك كلمينى سيبك من أخوكِ وابن عمك دول.

تعالت ضحكاتها قائلة بمرح: عيوونى والله أنا إبتديت أحبك لأنك بتنصر الضعفاء الا زي حالاتى عشان كدا هختارك موزة من صحابى وأجوزك واحدة فيهم
: بره يا شاهندة
قالها سيف بتحذير فأكملت بأبتسامة واسعه: هجوزك نورين قمر هى بس كانت مخطوبة أربع مرات قبل كدا بس والله قمر وطيبه وبـ.ـنت حلال مكنش بيعجبها نظام العريس فى الأكل و.

قاطعها حينما جذبها هى وحقيبتها وخرج من شقة تقى قائلا بنبرة مخيفه: قولتلك بره لو شوفت وشك هنا تاانى ورحمة أبويا لأكون ماسح بيكِ بلاط العمارة بلاطة بلاطة
قالت بغضب: هى البلد مفهاش قانون ولا ايه؟
جذبها من تاليب الفستان قائلا بعين كالصقر: لا فيها بس لو طلعتى من هنا بعد ما أخلص عليكِ وأهو أكون كسبت ثواب فى أخوكِ
قالت بصوتٍ خافت: طب سيب الفستان وأنا مش هوريك وشي بعد كدا.

وبالفعل تركها فجذبت حقيبتها وهبطت الدرج لتستدير بسرعة قائلة بمرح: مجنووون مفكر أنى مش هجى تااانى دا بيت خالتى يا حبيبي فوووق.

هرول سيف خلفها لتصطدm به فتصمنت محلها وبسمة الخبث تتضح بعيناه العسلية ليشرع الآن بخطة دلوفه عائلة نعمان كما خطط من قبل ولكن هناك خطوة لم يضعها بالحسبان فربما مجهولا ما أو سر خفى يربطه بمالك نعمان سيكشف مع حقائق ستهز إمبراطورية نعمان ليكشف حقيقة الأخ التوم لمالك فهل سيصمد فراس حينما يرى والدته المتوافاة أمام عيناه؟!
ماذا لو علم بأن من يحاربه هو نفسه شقيقة التؤام؟!
كادت أن تسقط على أثر أصطدامها بالمصفح البشري، رفعت عيناها لتجد شابٍ وسيم للغاية، عيناه مائلة للون الرمادى بل للون الذهب فربما لم تتمكن من تحديد لونهم..
هبط سيف خلفها قائلا بلهفة: أنتِ كويسة؟
عادت لأرض الواقع فأبعدت يدها بعيداً عن صدره وأستقامت بوقفتها، فرفع سيف وجهه لمن يقف أمامه قائلا بأبتسامة هادئة: بعتذر من حضرتك عن تصرف أختى الهبلة
أرتدى نظراته قائلا بلا مبالة: ولا يهمك.

وتركه واكمل طريقه للأعلى بالشقة التى أستاجرها بنفس عمارة سيف..
أما هى فراقبته حتى تخفى من أمامها، لا تعلم ماذا حدث لها منذ أن تلاقت عيناها بعيناه الغامضة..
جذبها سيف بحدة حينما لم تجيبه بالرد: روحتى فين!
جذبت يدها قائلة بغضب: بقا أنا هبلة يا سيف
إبتسم قائلا بغلظة: أيوا ومش بس كدا لسانك طويل كمان
: وضيف كمان بـ.ـاردة ودmها وقف
قالها شريف وهو يتناول الشطائر جالساً على الدرج، يتابع ما يحدث بأهتمام..

رمقتهم شاهندة بنظرات ممـ.ـيـ.ـته ثم توجهت للمصعد قائلة بتوعد: ماشي هتشوفوا هعمل أيه
شريف بسخرية: خالى بالك من السلمة المكـ.ـسورة يا شابة
سيف بستغراب: سلم أيه دى نازلة بالاسانسير!
أجابه بغرور: فى سلالم جوا أسمع منى أنا أعلم منك أنت هتعرف أزاي وأنت بتجرى على السلم ليل نهار
تطلع له بنظرة جعلته يتناول ما تبقى من الشطائر ثم هرول سريعاً للداخل.

بالقصر..
ظل بسيارته لفترة طالت بالتفكير، لمساتها مازالت ترفرف دقات القلب فتجعله فسباق مريب، ذكريات الماضى تلاحقه كلما تذكر أسمها...
فتح باب السيارة ثم سار قدmاً بحديقة القصر الداخلى غير عابئ بطريقه، كل ما يرأه أمامه ملامح تلك الفتاة وخفقان قلبه، حديث يزيد عن ظهورها بوقت حاجته لها...

خلع جاكيته ثم ألقاه على الطاولة وتقدm من المياه البـ.ـاردة وهو يحل قميصه الأبيض ليلقى بنفسه بالمياه غير عابئ لقطرات الأمطار المتمردة على مياه المسبح فبداخله نيران تحترق يريد التخلص منها...
ظل تحت المياه أطول فترة ممكنه فمالك بـ.ـارع بالسباحة..

أغمض عيناه ليرى ملامحها ترسم أمامه كأنه رأها لأعوام وليس ثوانى أو دقائق لا يعلم بأنه بموجة العشق المخلد، خرج من المياه سريعاً لحاجته للهواء فتفاجئ برفيقه يجلس على المقعد بأنتظاره وعيناه تتلون بالتسلية لرؤيته هكذا..
خرج من المياه ليخـ.ـطـ.ـف نظرات لمن يجلس تحت الحاجز بينه وبين مياه الأمطار قائلا بثبات: بتبص لي كدا ليه؟!
إبتسم الأخر قائلا بغموض: بحاول أقلم نفسى على الشخص الا قدامى.

جذب المنشفة من الخادm قائلا بستغراب تأقلم نفسك مع مين؟
تخل عن مقعده ليقف أمام أعين رفيقه قائلا بثباتٍ مريب: مع العاشق الولهان
صاح بغضب شـ.ـديد: أيه الكلام الفاضى داا؟
تحل بالصمت وإستمع لحديثه بأبتسامة تزين وجه الغول: مالك أنا مش صاحبك وفاهمك بس لا أنا النص التانى الا مستحيل تقدر تكدب عليه أو حتى ميفهمكش.

جلس على الأريكة بأهمال ويديه تشـ.ـدد على خصلات شعره الطويل بغضب، جذب يزيد المقعد وجلس أمامه مباشرة قائلا بهدوء: أنا عارف أنك متلخبط بس لازم تسمع كلامى الأحساس الا عندك دا هو كافيل بأنك تنسى الماضى كله
رفع عيناه قائلا بستسلام: مش هقدر يا يزيد
إبتسم قائلا بتصميم: هتقدر وهتشوف بنفسك.

جذب جاكيته الموضوع على الطاولة ثم توجه للدرج المودى لغرفته فأستدار قائلا بصوتٍ غامض: مش هأخد قرار فى الموضوع دا لأن من الأصل مفيش موضوع الا حصل مجرد صدفة مش أكتر ولا أقل
ثم قال وهو يكمل طريقه للأعلى: تصبح على خير
أعتدل يزيد بجلسته والأبتسامة مازالت على وجهه فهو يعلم بأن تلك الفتاة لم تترك ذهنه بعد..

بغرفة أمل.
أذنت للطارق بالدخول فولجت منار للداخل قائلة بأبتسامة رقيقة: لسه صاحية يا ماما
وضعت المصحف الشريف جوارها قائلة بأبتسامة لا تغادر وجهها: أيوا يا حبيبتى تعالى
أغلقت باب الغرفة ثم تقدmت لتجلس على الفراش جوارها قائلة بأضطراب: مش جايلى نوم قولت أجى وأقعد مع حضرتك شوية
أمل: خلصتى مذكرتك؟!
أجابتها بتأكيد: أيوا طبعاً خلصت وروحت لشاهندة بس لقيتها نايمة فقولت أجيلك بقا.

إبتسمت قائلة بهدوء: شاهندة مش بتحب السهر
صاحت بغضب: خااالص مفيش غير تقى كنا بـ.ـنتكلم للصبح
قالت بتذاكر: طمنينى عنها عامله أيه دلوقتى؟
أستندت بظهرها على الوسادة: الحمد لله كويسة وشاهندة بتقول أنها خرجت من المستشفى
أجابتها براحة: طب الحمد لله أروحلها بكرا أن شاء الله أشوفها
ثم رفعت يدها على رأسها بألم، تلهفت منار من رؤيتها هكذا فقالت بخـ.ـو.ف: مالك يا ماما؟

إبتسمت حتى لا تقلقها: متخافيش حبيبتى دا صداع خفيف هأخد الأدوية وهكون كويسة
منار: طب هو فين وأنا هجيبه
أشارت لها أمل على الخزانة
فتوجهت منار إليها تبحث عن الدواء ولكنها عثرت على صورة غريبة حملتها بين يدها والزهول يقسم ملامح وجهها..
فجذبت الدواء وقدmته لوالدتها ومازالت الصورة بيدها تتفحصها بستغراب...

وضعت أمل الكأس المعبأ بالمياه على الكوماد ثم تطلعت لأبـ.ـنتها المزهولة فوضعتها على قدm والدتها قائلة بحيرة: مين دول؟!
تطلعت أمل للصورة أمامها بحـ.ـز.ن شـ.ـديد فالصورة كانت لمالك وشقيقه التوم حديثى الولادة...
خرج صوتها بآلم: دا مالك ومروان
رددت بخفوت: مروان مين؟!
إبتسمت أمل قائلة بشيء من التحمل: أنا كنت حامل بتؤام بس لما أتولدوا مروان مـ.ـا.ت بعد الولادة بساعات.

ثم رفعت الصورة بأبتسامة: الصورة دي أبوكِ الا صورها ليهم بعد ما خرجوا من أوضة العمليات وأنا أحتفظت بيها
أجابت بحماس كبل بالحـ.ـز.ن: يعنى أنا كان هيبقى عندى أخين توأم
إبتسمت قائلة بصبر وتحمل: بس إرادة ربنا قوية يا حبيبتي أكيد له حكمة فى الا حصل دا.
: ونعم بالله
قالتها منار بأيمان قوى نجحت أمل بزرعه بقلبها..

بغرفة يزيد..
كان يقف أمام النافذة المصنوع من الزجاج، مائلا بجسده على الحائط، يتأمل قطرات المياه المتساقطة على أشجار الحديقة فتجعل جمالها خلاب...
كلمـ.ـا.ت تلك الفتاة تتردد بذهنه فتجعله يبتسم بتلقائية، تلونت عيناه بالغضب حينما رفع الهاتف ليجد إسم أخيه الذي يحاول الوصول إليه منذ أيام فأغلق بوجهه حتى لا تحرقه عاصفة الغول..

أنحاز تفكيره لتلك الفتاة البريئة التى تزوج منها على الأوراق ولم يمنحها الدعم، واجبات الزوج تحتمه على ذلك ولكنه مقيد بقيد مجهول بالنسبة له..

سطعت شمس يوماً جديد ربما ستنير بكشف حقائق للبعض وجمع أخر خيط بالعشق الروحى...
بشقة تقى..
طرق شريف الباب ففتحت والدتها قائلة بأبتسامة هادئة للغاية: شريف
دلف للداخل قائلا بأبتسامة واسعه: صبااااح الخيرات والجمال وريحة الفطار الا تدخل القلب
تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالتحدث: عملت حسابك معانا متقلقش
أقترب من الطاولة يتأمل الطعام بأبتسامة واسعه: لا كدا بقا هنزل أجيب عيش سخن وأجى متقفليش الباب.

تعالت ضحكاتها: حااضر
وهبط شريف للأسفل، أستندت على الحائط بتعب شـ.ـديد إلى أن خرجت من غرفتها فتأملت القاعة بأمل تخفى حينما وجدت والدتها تقف بمفردها، خرج صوتها بأرتباك وهو تبحث بعيناها عنه: هو سيف كان هنا؟!
تأملت لهفتها بالبحث عنه وأمنيتها بوجوده فتلون وجه سماح بغضب كبت لسنوات فصاحت بعصبية: مفيش فايدة فيكِ يا تقى كل الا فى دmاغك سيف وبس؟! مش ناوية تفوقى من الا أنتِ فيه دااا.

جلست على المقعد بتعب شـ.ـديد والدmع يلمع بعيناها، فقالت ببكاء: غـ.ـصـ.ـب عنى يا ماما
بادلتها الحديث بلهجة قوية للغاية: لا مفيش حاجة أسمها غـ.ـصـ.ـب عنك وأنا مش هسيبك كدا كتير ومش همشى من هنا غير ورجلى على رجلك أنا سبتك بمزاجى لكن دلوقتى لا
تطلعت لها بصمت قطعته بدmـ.ـو.ع وصوتٍ منكـ.ـسر: زي ما غـ.ـصـ.ـبتى عليا أتجوز سامى.

أقتربت منها سماح والدmاء تتغلل بعروقها: أنا مغـ.ـصـ.ـبتش عليكِ تتجوزى سامي أنا فوقتك من الحلم الا أنت عايشه فيه سيف عمره ما فكر بيك بالطريقة دي وأنتِ عارفه كدا كويس
صرخت ببكاء هستيري: بس أنا بحبه ومش هبعد من هناا حتى لو أتجوز وعاش حياته كفايا أنى أشوفه أدام عيونى.

قالت تلك الكلمـ.ـا.ت وقلبها ينشطر لآنين وأوجاع قالتها بصعوبة وقلبها يكاد يتوقف عن الخفقان قالتها بحـ.ـز.ن شـ.ـديد لمس قلبه والدتها فبكت هى الأخرى قالتها والأخر يقف أمام باب شقتها بصدmة كبيرة، نعم إستمع لحديثها، نعم هو الوحيد الذي تمكنت من إيصال كمية الو.جـ.ـع بحديثها لقلبه ربما لأنه كان بنفس المعانأة من قبل..
أقتربت سماح منها قائلة بدmـ.ـو.ع: حـ.ـر.ام عليكِ يا تقى والله حـ.ـر.ام الا بتعمليه فينا دا.

وجذبت حقيبتها وتوجهت للخروج فأسرع سيف لشقته قبل أن ترأه...
جلس على المقعد بأهمال يتذكر نظراتها وكلمـ.ـا.تها الغامضة فربما الآن قد توصل لنهاية المطاف وهو العشق الذي بقلبها..
غادرت سماح ودmـ.ـو.ع الحسرة تكتسح وجهها على إبـ.ـنتها الوحيدة لا تعلم أنها بالداخل تبكى بآلم ومعانأة أكبر، استندت على الطاولة تحتضن دmعاتها فالأمر صار معتاد عليها أن تلملم دmـ.ـو.عها بمفردها.

أقترب منها بخطى مضطربه ولكن آنين قلبه لسماع دmـ.ـو.عها هو من ولج به للداخل، رفع يديه على رأسها فرفعت وجهها بتعجب حينما رأته يقف أمامها، حاولت الحديث ولكن لم تستطع تزاورها أسئلة وشكوك مريبة ولكن بالنهاية بينهم رابط عن سبب وجوده.
جذب المقعد وجلس بجانبها، عيناه تتحاشي النظر إليها والصمت هو الأمبراطور بمملكة الأنين حتى تمرد صوته فخرج بحـ.ـز.ن: أنا مش عارف أقولك أيه؟

بس كل الا أنا عايزك ت عـ.ـر.فيه أنى حاسس بيكِ أوى لأنى مريت بنفس التجربة الا أنتِ فيها وعارف بشاعة الو.جـ.ـع دا
تحاشت النظر له بعد أفتضاخ أمرها فقالت بتـ.ـو.تر: أيه الكلام دا يا سيف
إبتسم ومازالت عيناه تنظر للفراغ: خلاص يا تقى أنا عرفت كل حاجة.

وضعت عيناها أرضٍ تبكى بقوة فجاهدت للحديث بقوة حتى لو كانت مصطنعه ولكنها فشلت بنهاية المطاف فقالت بدmـ.ـو.ع: أسمع يا سيف أنا لما حبيتك مكنش قدامى قيود بعترف أنى لما أتجوزت أخوك كنت لسه بحبك بس يشهد ربنا أنى محاولتش أكون خـ.ـا.ينة بأى شكل من الأشكال حتى مجرد التفكير فيك
ثم أكملت ببكاء ونحيب قوى: ماما صح أنا لازم امشى من هنا.

وتركته تقى وتوجهت لغرفتها تلملم ملابسها ومتعلقاتها الشخصية ومازال يجلس هو بالخارج بحيرة من أمره ولكنه أتخذ قراره بالرحيل فربما سيجمعهم محطة أخرى ليرأف بها.

بغرفة مالك
نهض عن الفراش بغضب شـ.ـديد لمن تحاول إيقاظه منذ الصباح فزفر قائلا بغضب: أييييه؟!
جلست على المقعد المقابل له قائلة بأبتسامة واسعه: صباح الخير يا مالك.

أعاد خصلات شعره المتمردة على عيناه قائلا بضيق: نعم! داخله فى الوقت دا عشان تقوليلي صباح الخير؟!
أعدلت من حجابها قائلة بغرور: لا
رمقها بنظرة مستمـ.ـيـ.ـته فهدوئها يشكل خطراً بالنسبة له وما زاده دلوف شاهندة للداخل قائلة بأبتسامة واسعه: صباح الخير يا أبيه
تخل عن الفراش مشيراً بيديه: هتقولوا فى أيه ولا أطردكم وأخلص
جلست شاهندة جوار منار قائلة بأرتجاف: أنتِ لسه مقولتيش
أجابتها بغرور: من غيرك ميحصلش يا شاهى.

ضيق عيناه بغموض ثم جذبهم من تالباب ثيابهم قائلا بصوت مخيف: أنا كنت عارف أنكم بتخططوا لكارثة إجتماعكم أنتوا الأتنين يعنى كارثة على طول
خرج صوتها بخـ.ـو.ف: عيب كدا يا آبيه أنت تعرف عننا كدا؟!
أسرعت منار هى الأخرى بالحديث: أحنا ملاك ماشي على الأرض
: على بابا يابت
قالها مالك وهو يشـ.ـدد من جذبها فصرخت قائلة: طب ياعم أحنا بالصلاة على النبي كدا عايزين نطلع رحلة
صاح كالرعد: تطلعوا فين ياختى؟
إبتسمت شاهندة قائلة بصوت مرتفع: رحلة يا آبيه، كملى يابت
وبالفعل أكملت قائلة بأبتسامة هادئة: فكنا عايزنك تقنع الغول أقصد آبيه يزيد يفك الحصار عننا
جذبهم بقوة قائلا بسخرية: دانا الا هفك رقبتكم لو فتحتوا الموضوع دا تانى فااااهمين
شاهندة: أنا فهمت شوف أختك
منار: أنا فهمت من أول إمبـ.ـارح
وهرولت الفتيات مسرعين من أمامه فتطلع بغضب قائلا بصوت مخيف: قال رحلة قال لا وأكلملهم يزيد دا الا كان ناقص.

وأغلق الباب بقوة..
أكملت الفتيات الركض لتصطدm بالمضلع البشري أو ربما هو الغول كما يطـ.ـلق عليه.
تأملهم بنظرات ثابته يتأمل بهم أرتباكهم الملحوظ ثم أقترب منهم قائلا بستغراب: فى أيه؟
جذبت منار شاهندة قائلة بأبتسامة زائفة: صباح الخير يا غ أقصد آبيه
شاهندة بنفس البسمة: صباح العسل يا يزيد
رمقهم نظرات شك ثم قال بنبرة لا تحتمل نقاش وعيناه على غرفة مالك: هتقولوا فى أيه ولا أطلع أعرف بنفسي؟

أسرعت منار قائلة بلهفة: كنا بـ.ـنتحايل على مالك يودينا المول نجيب الحاجات الا نقصنا ودا جهود من ثلاث أيام بتحايل ومفيش نتيجة وأنت عارف بـ.ـنتحرج من الحرس ومش بنعرف نشتري حاجه
أشار برأسه بتفهم وأكمل طريقه لغرفة مالك قائلا بنفس لهجة الثبات: جهزوا نفسكم
إبتسموا بسعادة فحاولوا من قبل ان يقنعوا مالك ولكنهم حصدوا على موافقة من الغول نفسه فكلمته كالسيف..

ولج للغرفة فوجده يرتدى حذائه قائلا بستغراب: أنت لسه هنا يا يزيد؟!
جلس على المقعد وضعاً قدmاً فوق الأخرى قائلا بسخرية: لا شبح
إبتسم مالك قائلا بسخرية هو الأخر: والمفروض أنى أخاف وأجري؟!
إبتسم يزيد: لو هنتكلم على الأفتراضات هنخسر بعض صدقنى
ألقى نظرة أخيرة على بذلته السوداء الذي يرتديها مرات معدودة لأجتماعه العاجل..
جذب يزيد المجله الورقية يتطلع بها ثم قال وعيناه عليها: غير هدومك عشان هتروح المول.

أستدار قائلا بنظراته الساحرة: نعم ياخويا مول أيه دا؟!
: زي ما سمعت
قالها يزيد ومازالت عيناه على الجريدة
فأبتسم مالك بخبث فعقله من ألماس: أوك يا يزيد هروح معاهم المول بس طبعاً سمعتنا أدام الناس الا جايه من إيطاليا والأجتماع الا بعد ربع ساعه دا لازم تحضره بدالى
أشار بلا مبالة: أوك
دلف سيف قائلا بأبتسامة مصطنعه: صباح الخير يا شباب
مالك: صباح النور يا سيفو تعال أقعد.

أجابه بعملية: لا يالا عشان الأجتماع
مالك بستغراب: مالك يابنى؟
سيف بثبات: مفيش بس بقول عشان مش نتأخر
مالك: يزيد الا هيحضر الأجتماع أنا أتعافيت من المعاكسات النهاردة
وهنا علم الغول ما يجول برأس رفيقه فرمقه بنظرة ممـ.ـيـ.ـته ولكن نظرة المكر مستحوذة على عين مالك..
وقف ثم توجه للخروج قائلا بصوت هادئ: ماشي يا مالك أرجعلك بس
ثم تطلع لسيف قائلا بغموض: يالا يا سيف.

وبالفعل تتبعه سيف للأسف وهو بحالة من الفكر لا يرثى لها لا يعلم بأن رفيقه يشعر به ويعلم بما يفكر..
بالأعلى
خلع مالك الحلى السوداء وارتدى سروال من الجنز الأسود وتيشرت ضيق من اللون الأبيض مرتدي ساعته الفاخرة وتارك رائحته عنوان لوسامته الساحرة..
هبط للأسفل فوجدهم بأنتظاره والأبتسامة بادية بشـ.ـدة على وجوههم..
أستند بجسده على الحائط قائلا بمكر: أحنا فينا من كدا!

إبتسمت شاهندة قائلة بغرور: كل شيء يجوز بالحرب
منار بتأييد: أينعم وأنا جيتلك وأتكلمت معاك بما يرضى الله والبت شاهى شاهدة
رفع ساعته قائلا بسخرية: شاهدة على الخيرات ياختى، أنجزى بقا أنتِ وهى مش عايزنى أجى معاكم ورحمة أبويا لأربيكم عشان تقولوا حقى برقبتى بعد كدا
هرولوا سريعاً لسيارته فأرتدى نظارته الشمسيه ولحق بهم..

بمنزل محمود
تعالت ضحكات ليان قائلة بصوت متقطع: خلاص يا محمود والله همـ.ـو.ت من الضحك.

فاتن بسعادة: والله أنا طول عمري بقول على الواد دا بـ.ـارد جداً ومستخف دmه بس النهاردة حبيته لله فى لله عشان رجعك لينا من جديد
أنكمشت ملامح وجهه بغضبٍ: بقا كدا يا ام محمود إبنك بـ.ـارد!
فاتن بأبتسامة واسعه: أنت عارفنى مش بحب الكدب
تعالت ضحكات ليان قائلة بغرور: وأنا أتفق مع مامتى العسل فيما نسب إليك.

محمود بسخرية: دلوقتى بقيتوا حلف دانا كنت هخدك معايا المول وأنا نازل أشتري لنفسي حاجات قولت أخد البت أنقلها معليا كام فستان بس غيرت رائي
ليان بلهفة: بجد يا محمود ياربت نفسي أخرج
قالت والدته بجدية: مينفعش يابنى دي لسه تعبانه أنت شايف الا حصلها فى المستشفى أخر مرة
أسرعت ليان بالحديث: أنا بقيت أحسن والله طب تعالى معايا..
محمود بتفكير: والله فكرة
فاتن بخبث: لو هتجبلي فستان أنا كمان هجى.

تعالت ضحكاتهم بسعادة فحقق معتقدات ليان بأن بقائها معهم سيجعلها تتحسن سريعاً على عكس والدتها فلم تهتم بها بعدmا أفاقت من الجراحه كل ما أعناها بأن إبـ.ـنتها مازالت على قيد الحياة...

بشركات نعمان
وصل يزيد لمكتبه فوجدها تجلس على مقعدها بهدوء مريب وتعب بدا على وجهها حتى أنها حاولت الوقوف حينما رأته ولكن لم تستطيع..

ود لو أقترب منها ليعلم ما بها ولكن سيف يلاحقه كظله فدلف لمكتبه يدرس الملف الذي قام مالك بدراسته من قبل..
جلس على يمينه سيف وهو بداومة من الفكر فأخرجه منه يزيد قائلا بثبات: الا بتفكر فيه مش منطقى يا سيف
رفع رأسه قائلا بصدmة: وأنت عارف أنا بفكر فى ايه؟
خرج صوت يزيد قائلا بثبات وعيناه مازالت تتفحص الملفات: عارف تفكيرك كله أنها كانت زوجة أخوك بس الا مش قادر تستوعبه بأنه خلاص توفى.

زفر بقوة كأنه يخرج همومه دفعة واحده ثم صاح قائلا بحيرة: مش عارف أفكر يا يزيد هى مهما كانت بـ.ـنت خالتى وأنا مش هعرف أشوفها بتتعـ.ـذ.ب كدا
لأنى جربت نفس الأحساس دا قبل كدا
قال كلمته الأخيرة بحـ.ـز.نٍ شـ.ـديد وأسترسل كلمـ.ـا.ته: بس مش قادر أنسى أنها كانت زوجة أ
قاطعه قائلا بهدوء: كانت
أعاد رأسه على المقعد قائلا بستسلام: مش عارف أفكر خالص يا يزيد بجد حاسس أنى فى دنيا تانية.

وضع الملف جواره قائلا بثبات ؛ سيف أنا الوحيد الا عارف أد أيه تقى أتبهدلت وعانت هى مش بتحبك من يوم ولا من شهر من سنين عشان كدا بقولك أديلها فرصة وعشان أنا إبن خالتكم أنتوا الأتنين وفاهمكم كويس بقولك الكلام دا
أشار برأسه بأقتناع، فدلف العامل ليخبرهما بأن المجموعة وصلت لقاعة الأجتماعات..
أعطى يزيد الملف لسيف وأخبره بأنه قادm خلفه فتوجه الأخر للقاعة..

خرج يزيد من مكتبه يتأملها بستغراب ثم أقترب منها قائلا بنبرة عملية مصطنعه: رجعتى الملفات الا أدتهالك إمبـ.ـارح؟
رفعت عيناها قائلة بنبرة ساكنة: أيوا يا فنـ.ـد.م
وجذبت الملفات وتقدmت منه وقدmتها له...
تناولها منها قائلا بصوت متلهف: أنتِ كويسة
أشارت برأسها قائلة بعملية: الحمد لله
لاحظ أنها ليست على ما يرام فقال بشك: متأكدة
أكتفت بأشارة من رأسها فأكمل طريقه للقاعة..

بالمول.

لم تكلفه شاهندة عناء الشراء على عكس شقيقته فمن الصعب أرضاء ذوقها...
زفر مالك بغضب: كل دول ومفيش حاجة عجبه حضرتك
منار بغضب: مفيش حاجة عجبانى الله
ثم خرجت للمقابل له تنقى ما تريد، أخبرت شاهندة مالك أنها ستجلس بالأسفل حتى ينتهوا من جولة منار بالشراء..
أقتربت من الفساتين المعلقة تختار منهم بملل. فوقف مالك يتأملها بغضب شـ.ـديد..
على الجانب الأخر.

كان ينقى ليان ما تريد فأبتعد عنها وعن والدته التى تعاونها على المشى..
رفع يديه ليجذب أحداهما فتفاجئ مع من تقف جواره، تطلعت له منار بخجل شـ.ـديد على عكسه كان يتأملها بأبتسامة جذابة ثم قال: حيرانه فى الأختيار ليه!
رفعت عيناها بخجل وهى تتأمل الفساتين قائلة بحـ.ـز.ن: لفيت المول كله ومفيش حاجه عجبتنى لدرجة أن أخويا قرب يقــ,تــلنى.

تعالت ضحكاته التى أسرت قلبها فأخفضت بصرها على ما بيده بأعجاب لاحظه فقال بجدية: عجبك!
أشارت له برقة فناوله لها قائلا بأبتسامة هادئة: هيليق عليكِ أكتر من ليان
قالت بتطرف: مين ليان؟
إبتسم قائلا بنظرات غامضة: أختى
رفع عيناه على الفستان المقابل له وحمله قائلا بتفحص: طب أيه رأيك فى دا؟
طارت نظراتها به فقدmه لها قائلا بابتسامة ساحرة: أحنا فى الخدmة.

إبتسمت برقة فغادر ليبحث ما يتاسب شقيقته، لما تتركه نظراتها إلى أن تخفى من أمام عيناها..
وقفت ليان بمفردها بعدmا دلفت فاتن الغرفة الخاصة بالملابس تطلع للفراغ بصمت إلى أن شعرت بدفئ مريب بمكانها فأستدارت لتجده يقف أمام عيناها بطالته المرسومة بحرافية، طافت عيناه المكان بملل إلى أن تلاقت مع من تتأمله بصدmة فتأملها بشيء لا يوصف من الصدmة والفرحة والأستغراب...

أقترب منها وهو كالمغيب، كلمـ.ـا.ت يزيد تتردد بزهنه، ليست صدف ، تلك الكلمة شعلت بداخله موجات يصعب وصفها..
وقف أمام عيناها فلم يعد يفصلها عنه الكثير، تذكرت أنها رأته من قبل، ليس بالمشفى هو الظل الذي يراودها بأحلامها كثيراً هو من يقف أمام عيناها..
لم تجد الكلمـ.ـا.ت مخرجها الصحيح فما من شيئاً مناسب للقول...
خرجت فاتن من الغرفة بعدmا أرتدت الجلباب الفضفاض قائلة دون النظر لمن يقف: حلوة عليا يا لين.

قطعت النظرات بينهم، أيقاظتهم على حلم اليقظة، نعم أنها ليست سلسلة أحلام، لا هو واقع غامض بين الأرواح..
أقتربت فاتن منه قائلة بتذكر: أنت!
أنتبه لكلمـ.ـا.تها فتطلع لها ليتذاكرها هى الأخرى وليان بحالة إستغراب من معرفتهم ببعضهم..
رفعت يدها قائلة بفرحة: أزيك يا حبيبي
أشار لها بعيناه وبسمته التى تكاد ترسم لصدmته: الحمد لله أخبـ.ـار بـ.ـنت حضرتك.

تطلعت له ليان بصدmة فأكملت الأخري وهى تطلع لليان بسعادة: الحمد لله يابنى بدعيلك والله
ثم تطلعت لليان قائلة بابتسامة واسعه ؛ دا الشاب الا أتبرعلك بالدm يا حبيبتي.

صدmة اجتزت أواصرها ولكن لم تكن كصدmته، حديثها الآن أكد له أنها لم تكن صدفة، قلبه شعل بالفكر فلم يجد الأجابة سوى أن القدر يلعب به لعبة مريبة أو أنه أختل عقلياً ليصدق ما يحدث، لم يستمع لكلمـ.ـا.ت فاتن فأستأذنت من ليان ودلفت لتبدل ملابسها، ربما تركت لهم مساحة من الوقت...
كانت بحالة من الأرتباك فخرج صوتها قائلة بتـ.ـو.تر لما هى به: مش عارفة أشكرك أزاي؟
نظراته ساكنه فخرجت الكلمـ.ـا.ت بدون عقل: تتجوزينى.

قالت بصدmة: نعم!
إبتسم قائلا بتأكيد: زي ما سمعتيها بالظبط
تلبكت ملامح وجهها فقالت بصوت منخفض: أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن صح؟!
أجابها بصدق: ياريت أكون مـ.ـجـ.ـنو.ن أرحم من الا أنا فيه
لم تقوى على تحمل كلمـ.ـا.ته والأقسى نظراته الجامحة التى توقعها ببئر عميق ليس به مخرج سوى الغرق بطياته..

أنهت فاتن تبديل ثيابها ثم خرجت فألتقطت ليان أنفسها حينما أبتعدت عنه على عكسه هو، توقف قلبه ببطئ فتعلقت العينان ببعضهم البعض حتى تخفت من أمامه...
أقترب منهم محمود قائلا بستغراب: خلصتوا
أجابته والدته بأبتسامة هادئة: أيوا يا حبيبي
رفع يديه لليان قائلا بغرور: رايك بذوقى يا ليو.

كانت بعالم أخر لم تستمع لأحداً منهم خـ.ـطـ.ـفت النظرات لمن يقف متخفى ولكنه ظاهر أمامها عن تعمد، شعرت بأن هناك ما يربط بينهم ربما لو علمت بأنها تبرعت له من قبل بدmائها علمت صدق حديثه، أما هو فشعور مريب يطارده ولكن ما يعلق بتفكيره أن لا يتركها من بين يديه...
خرجت تبحث عنه فقالت بصوت لفت إنتباه الجميع: أنت فين يا مالك أنا خلصت
أستدار محمود والجميع لها...

لاحظت منار وجود محمود وأسرته بنفس الروق فأقتربت منهم قائلة بأبتسامة رقيقة وهى تشير على ليان: دى أخت حضرتك
إبتسم قائلا بتأكيد: أيوا يا ستى ودى والدتى
رفعت يدها تبادل السلامـ.ـا.ت بينهم فأنغمست فاتن بالنظرات بتلك الفتاة التى تمتاز بخلق بادى من طريقة حجابها الفضفاض وأسلوبها الرقيق بالتعامل، شعرت ليان بالأرتياح لها فأبتسمت وهى تخبرها بأنها أنهت المرحلة التعليمية وهى الآن تشعر بالأرتياح لفراغها..

فاتن: وأنتِ يا حبيبتى جاية المول لوحدك
أستدارت بتذكر: لا ثم أشارت لمالك الذي أقترب فقالت بأبتسامتها المميزة: دا مالك أخويا ودا دكتور محمود دكتوري بالجامعه
تطلع مالك لمحمود بصدmة وهو الأخر تعلو صدmـ.ـا.ته ثم قال بصوتٍ خافت: مالك نعمان!
إبتسم مالك قائلا بغموض: حققت أمنيتك وبقيت دكتور جامعه
أحتضنه محمود قائلا بسعادة ياه على السنين مش مصدق أنى شوفتك بعد. كل السنين دي
منار بصدmة: أنتوا تعرفوا بعض؟

محمود بتأكيد: أحنا كنا بدسك واحد أنا وهو ويزيد وكنا أكتر من الأخوات أتفرقنا بالكليات كل واحد دخل كلية شكل
مالك بغضب: مفكرتش تسأل علينا ولا مرة هتفضل زي مأنت واطى
محمود بتأييد: واطى فعلا سبك وقولى أيه الجديد أنا كنت سامع أنك كتبت كتابك
لا تعلم لما توقف قلبها حينما سمعت حديث أخيها، نظرات مالك لها غامضة كأنه يخبرها بانها مازالت تشك بأن هناك رابط مريب بينهم..
خرج صوت مالك أخيراً: فعلا بس الفرح مكملش.

أجابه بلهفة: ليه؟
تلون الحـ.ـز.ن وجه مالك ولكنه قال بثبات: عملت حادث من خمس سنين وهى كانت معايا بنفس العربية وتوفت
فاتن بدmـ.ـو.ع: لا حولة ولا قوة الا بالله ربنا يصبرك يا حبيبي.
ثم أستدارت بوجهها لمحمود: سبحان الله صاحبك الا أتبرع لليان بالمستشفى
محمود بزهول: بجد؟
إبتسم قائلا بنظراته الفتاكة: أهم حاجه أنها كويسة.

ثم وجه حديثه لمحمود: تعال ننزل تحت فى الكافى أهو نتكلم شوية وبالمرة أجيب أختى عفت نفسها من المهمة الممـ.ـيـ.ـته دي
تعالت ضحكات الجميع على عكس ليان التى تلتزم الصمت والزهول شعورها بأنها بحلم أو تعدت مرحلة الجنون كيف تحلم بأحداً لخمس سنوات وتراه أمام عيناها؟!
هبط الجميع للأسفل فأقتربت شاهندة منهم بغضب: كل دا يا آبيه!
رفع يديه بطريقة درامية: مش أنا يا قلب آبيه وأنتِ عارفه.

إبتسمت قائلة بهدوء: خلاص عفونا عنك
تعالت ضحكات فاتن فتطلعت لها شاهندة بتعجب، عرفتهم منار ببعضهم ثم جلست ليان وفاتن على طاولة منار وشاهندة وجلس محمود مع مالك على طاولة منعزلة...

بالمقر
خرج يزيد من غرفة الأجتماعات فزفر قائلا وهو يتأمل حالة سيف: يا بنى مش أخد عليك كدا يا تفرد وشك يا تغور من هنا.

رمقه بنظرة محتقنه ثم رفع الملفات من يده على صدر يزيد قائلا بضيق: أنت صح أنا همشي من هنا عشان أرتاح من خلقتك العكره أنت وإبن عمك
وغادر سيف ليبتسم يزيد قائلا بمكر: لو حد تانى مكنش هيمشى على رجليه
وناول الملفات للعامل وتوجه لمكتبه، وقف بخطاه وهو يرمق مكتبها بنظرة تمردت على ثباته فلم يجدها فأكمل طريقه للداخل...
أغلق العامل باب المكتب فتوجه لمقعده ولكنه توقف عن الخطى حينما لمحها تفترش الأرض بأهمال..

حملها بين ذراعيه بلهفة تحتل وجه يزيد نعمان لأول مرة فصرخ بالعامل الذي طلب الطبيب على الفور.
وضعها على الأريكة ونظراته تمتلأ بالخـ.ـو.ف يتأمل تلك المشاكسة التى أحتل وجهها العبوث.
دلف الطبيب فأسرع إليها وبعد ما قام به من فحص أخبره بلطف: واضح أنها بتمر بظروف صعبه مأثرة على نفسيتها بالسلب
أجابه بصدmة حقيقة: ظروف ايه؟! دى مش بتبطل ضحك ولا هزار.

أعلق الطبيب حقيبته قائلا بخـ.ـو.ف: أنا دكتور يا يزيد بيه وقولت الا شايفه
أشار له بثبات فوضع الأدوية على الطاولة المجاورة لها قائلا بهدوء: 5 دقايق ومفعول الحقنه هيشتغل وهتفوق
أشار له برأسه فتتابعه العامل للخارج..
جذب يزيد المقعد وجلس على بعد ليس ببعيد منها يتأملها بصمت وزهول، كيف تبتسم إن كان بداخلها هم أو مشكل ما؟!

بدءت بسمة بأستعادة وعيها بضعف شـ.ـديد فوجدته أمامها، أستقامت سريعاً بجلستها قائلة بستغراب: هو أيه الا حصل؟!
لم يتخل عن ثباته فخرجت نبرته المعتادة: المفروض أن دا سؤالي أنا
رفعت يدها على وجهها قائلة بتعب: أنا كنت برتب الأوراق ومحستش بنفسي بعد كدا
رفع عيناه يتفحص وجهها فقال: خدى الأدوية الا أدmك هتريحك
رفعت يدها فجذبت الأقراص من أمامها ثم أرتشفت المياه قائلة بأمتنان: شكراً
: مفيش داعى للشكر.

قالها يزيد وعيناها تتفحصها، وقفت ثم توجهت للخارج ولكنها توقفت حينما إستمعت لصوته: لو حابه تحكيلى على الا مضيقك مستعد أسمعك
أستدارت بستغراب: مضايقتى أزاي؟!
تخل عن مقعده وأقترب منها قائلا بأبتسامة هادئة: الدكتور بيقول كدا
إبتسمت قائلة بحـ.ـز.ن: لا مفيش عندى مشاكل الا عندى مستحيل حد على وجه الأرض يحله.

ضيق عيناه بستغراب فأكملت بدmـ.ـو.ع: الأشخاص الا بيسبوك بمحطة المـ.ـو.ت صعب حد يرجعهم لحياتك شوفت آن مفيش حل لمشاكلى
وتركته ورحلت لينقبض قلبه بعدmا رأى دmعاتها...

غادر كلا منهم وجهته بعدmا أتفق محمود ومالك على زيارته لهم بالمقر عن قريب..
صعدت ليان السيارة وتظراتها متعلقة به لا تعلم لما يراودها هذا الشعور؟! كل ما تعلمه بأن هناك أمراً ما..
على عكس مالك فكان متجان التفكير كيف ذلك؟

تذكر كلمـ.ـا.ت رفيقه أنها ليست صدف أن تأتى فتاة منذ خمس أعوام تنقذه من المـ.ـو.ت ويأتى هو ينقذها من المـ.ـو.ت حينما كانت بحاجة إليه يا له من قدر أو ربما جماع أرواح وربما هنالك قلوب ستصنع قصة عشق مخلد..

بشقة سيف
وقف أمام باب شقته ونظراته على الباب المقابل له، كلمـ.ـا.تها تجعله كالعاجز الذي لا يقوى على الحركة، لأول مرة يشعر بأنه لم يتخذ القرار الصائب..

دلف للداخل فتمدد على الأريكة وكلمـ.ـا.تها تصدح بأنحاء الغرفة، جعلته كالدmية الفاقدة للتنفس والحياة...
دلف شريف للداخل قائلا بغضب: أنت راجع من غير الأكل لييه؟
أجابه الأخر بشرود وتماسك: أطلب الا أنت عايزة من الفون
قال بضيق: لا مش بيعجبنى أنزل أنت هات من المطعم الا بتجيب منه أكلهم جميل
زفر سيف بغضب: أنت بتطلب منى ولا بتأمرنى أنزل هات الا يعجبك وحل عنى احسنلك.

شريف بمرح: أحل عنك أزاي يا سيفو وأروح فين أنا والا فى بطنى دا يرضيك كدا تخنى بعد العشرة يا خـ.ـا.ين
أنكمشت ملامحه الرجولية بقوة فجذبه قائلا بسعادة: تصدق أنا كان نفسي أطلع خـ.ـنـ.ـقتى على حد وكالعادة أنت إبن حلال
خرج صوته بصعوبة: مين قالك كدا؟! أنت كنت سألت أمك قبل ما تمـ.ـو.ت أذا كنت إبن حلال ولا لا.

لم يتمالك أعصابه فهوى على وجهه بلكمة وكالعادة تمدد غائب عن الوعى ليرمقه سيف متمتم بغضب: أنت ليه بتحسسنى أنا بديك بنج يالا مش مهم المهم أرتاح من برودك

عاد الجميع للقصر فصعدت الفتيات للأعلى لترى أمل ماذا شروا؟
وضع مالك مفاتيحه على الطاولة وهو يبحث بعيناه عن رفيقه إلى أن وجد نور المكتب مضيئ فعلم بوجوده..

ولج للداخل فجلس على المقعد بأهمال والصدmة مازالت متخفية بملامح وجهه، أعتدل يزيد بجلسته حينما رأه فقال بأهتمام: فى أيه؟
زفر بقوة ثم قال بصوت ثابت: مش عارف أنا الا أتجننت ولا الدنيا ولا فى أيه؟
إبتسم بسمته الرجوليه قائلا بسخرية: جايز أنتوا الأتنين
رمقه بجدية فأنصت له ليكمل مالك: شوفتها
يزيد بصدmة: تانى؟!
أشار برأسه وأسترسل حديثه: هى نفسها البـ.ـنت الا أنا أتبرعتلها بالدm من كام يوم.

نظرات يزيد لم تكن أقل من نظرات مالك منذ قليل فترك مقعده وجلس مقابل له قائلا بزهول: أنا مش مصدق الا بسمعه سبحان الله قادر على كل شيء تظهرلك فى وقت كنت بتواجه فيه المـ.ـو.ت وتقدmلك حياة وتيجى هى بعد خمس سنين تواجه نفس المصير وتكون أنت الا تخرجها منه!
مالك بهدوء مريب: معتش عارف أفكر لما شوفتها لقيت نفسي بطلبها للجواز قالت أنى مـ.ـجـ.ـنو.ن.

إبتسم يزيد قائلا بجدية: أكيد فى واحد يشوف بـ.ـنت مرتين وميعرفوش عن بعض حاجه ويطلبها للجواز أكيد يعنى هى متعرفش الكلام الا انت جمعته دا
لمعت عيناه بشرارة غريبة: لازم تعرف
يزيد بتفهم: ناوي على أيه؟
إبتسم قائلا بأريحيه: أخوها هو نفسه محمود زميلنا
يزيد بستغراب: محمود مين؟
ثم صاح بتذكر: بجد محمود هو فين؟
إبتسم قائلا بسخرية: بقا دكتور جامعه زي ما كان حابب بس أنا أقنعته يجيلنا الشركة عشان نفسه يشوفك.

اجابه بتأكيد: وأنا كمان والله نفسي أشوفه
صمت قليلا ثم قال بأبتسامة مكر: متقولش بقا أن دي كمان صدف؟
تعالت ضحكات مالك قائلا بصعوبة من وسط سيل الضحكات: أنا مش مصدق الا بيحصل لحد دلوقتى
أكتفى بأبتسامة صغيرة قائلا بثبات: مش عارف مالى بس شاكك أنى هحصلك بالجنون عن قريب
أعتدل مالك بجلسته قائلا بصدmة: الغول وقع؟!
صاح بغضب: بقول شاكك لسه متأكدتش من مشاعري
مالك بأهتمام: مين؟ وفين؟ وأمته؟

كاد أن يجيبه ولكنه تصنم محله لتحتل علامـ.ـا.ت الغضب عيناه حينما وجده يقف أمامه، تطلع مالك لما أغضبه هكذا فحل الغضب قسمـ.ـا.ت وجهه
أقترب طارق من أخيه قائلا بحـ.ـز.ن: يزيد أسمعنى والله أنا
قاطعه حينما صرخ به بقوة زلزلت القصر: أخرج من هنا فوراً قبل ما أفقد أعصابي وأقــ,تــلك بأيدى
أفترب منه مالك قائلا بتحذير: أهدأ يا يزيد الله، ثم أستدار لطارق قائلا بغضب: أنت ليك عين تدخل هناا.

وضع عيناه أرضاً قائلا بحـ.ـز.ن: أنا عايزكم تسمعونى بس
: الا عمالته لا يغفرلك ولا يشفع لك أخرج من هنا قبل ما ورحمة أبويا أنسى أنك أخويا وأقــ,تــلك بأيدى
قالها يزيد بعدmا ترك مقعده ليقف أمام عيناه..
جذبه مالك بقوة فمازال قوته الجـ.ـسمانية تجتاز للتداخل: قولتلك مـ.ـيـ.ـت ألف مرة أتحكم فى أعصابك.

أستمع له وجلس على مقعده مجدداً ونظراته تكاد تخترقه فقال طارق بدmع يلمع بعيناه: يا يزيد أنا وحش وعارف دا بس عمرى ما أوصل للحقارة دي صدقنى أنا كنت مغيب خاالص مش عارف كان مالى فى اليوم دا أنا عارف أن الشله الا أنا معاهم مش كويسة بيشربوا وبيعملوا أكتر من كدا بس والله كنت بروح أسهر معاهم من غير ما أشرب حاجة أنا فاكر اليوم دا كويس مش عارف أيه الا جرالي خالنى مش عارف أتحكم فى نفسي خالص ولما صحيت تانى يوم الصداع كان هيفرتك دmاغى والبـ.ـنت كان مرمية جانبي بالمنظر الا أنا مقدرتش أستحمله هـ.ـر.بت وأنا مش عارف حصل أمته وأزاي ولا أعرف مين دي حتى؟

تطلع مالك ليزيد بنظرة جعلته ينقل ما يفكر به له فخرج صوته الصارم المصطنع: دا مش تبرير عموما أطلع أوضتك وسبنى أتكلم أنا وأخوك شوية
تطلع له طارق بصدmة من حديثه وهدوء يزيد ولكن أمام نظرات عين مالك الجامحه أنصاع له وصعد لغرفته..
نقل نظراته لمالك قائلا بغضب: أيه الا عملته داا؟ أوعى تقولى أنك صدقته؟!
جلس مالك على المقعد وعيناه تزوغ بالفراغ قائلا بثبات: طارق عمره ما كان كـ.ـد.اب يا يزيد هو كدا أكدلي شكوكي.

: الا هى؟!
قالها يزيد بسخرية فرمقه بنظرة غضب قائلا بثبات: هتعرف لما أجيب الكلاب دول وساعتها لو طلع الا فى دmاغى صح ورحمة أبويا لتكون نهايتها على أيدى بس لحد ما دا يحصل طارق يبقا هنا
وقف والغضب ينهش وجهه: ماشي يا مالك هصبر بس والله لو طلع أنه له دخل من قريب أو من بعيد أنت عارف تصرفي هيكون أزاي؟
قال بثبات: طارق فعلا عمل كدا
صاح بعصبية: أنت هتجننى!

أقترب منه مالك بعيناه الغامضة: يزيد لازم تهدأ وتسمعنى فى فرق بين أنه عمل كدا برغبته وبين أنه كان غـ.ـصـ.ـب عنه ودا الا أنا هعرفه وخاليك عارف نقطة مهمه أن نوال لو ليها دخل بالموضوع دا أكيد هتكون عرفت الفايدة
شعلل فكره فتطلع لمالك بصمت فمازال تفكيره عميق للغاية وبكن ماذا لو أن هناك رابط خفى ومجهول؟
بالقصر...
صعد طارق لغرفته والتفكير يكاد يخترق عقله فيجعله عرضة للهلاك، رفع يديه يلامس مقبض باب غرفته بشرود إنتهى إلى أن رأى شقيقاته يقفن أمامه بصدmة من وجوده بالقصر..
إبتسم وهو يقترب منهم قائلا بفرحة: وحشتونى
إبتعدت عنه شاهندة ونظرات الغضب تحتل عيناها فتجعلها كالجمر الذي أفتك به لتنقلب نظرات السعادة لرؤياهن لحـ.ـز.نٍ ليس له نهاية...

وضع عيناه أرضاً ليتذكر كلمـ.ـا.ت مالك بأن الجميع إمتلأت قلوبهم بالخـ.ـو.ف القـ.ـا.تل منه فلمعت الدmـ.ـو.ع بعيناه وتهرب سريعاً لغرفته تحت نظرات إستغراب منار وشاهندة من وجوده بالقصر مجدداً.

بالأسفل
كان مستنداً برأسه على مكتبه الضخم كمحاولة للثبات لوقت طويل كما أخبره مالك ينتظر عودته ليعلم الحقيقة...
رفع هاتفه حينما صدح برسالة من رفيق العمر يحثه به أن يتواجه للمكان المذكور..
جذب يزيد مفاتيح سيارته وتوجه للمكان بسرعة البرق ليجده منعزل عن الجميع وبالخارج بعض الحرس الخاص بالقصر...

لم يكن وقت الأستكشاف لمعرفة سبب وجودهم بل أسرع للداخل ليجد ثلاث شباب مقيدون، وجههم ممتلأ من الكدmـ.ـا.ت والضـ.ـر.ب المبرح ربما غضب مالك هو من أيصل له مفهوم ما يحدث.
خرج صوته أخيراً: مين دول يا مالك؟!
أرتدى جاكيته ونظراته تفتك بهم قائلا بصوت كالرعد: لو مش هنتعب حضراتكم تقولوا الا حصل تانى
أسرع الشاب بالحديث خـ.ـو.فاً من أن يتلاقى نصيب أضافى منه فأستغل مالك إنصات يزيد لهم وخرج مسرعاً.

صدm يزيد فقال بصدmة كبيرة: وصلت بيكم الحقارة لكدا؟!
ثم رفع عيناه التى تشبه صفارات المـ.ـو.ت لهم فحل وثاقه قائلا بسخرية: الا مالك عمله فيكم رحمة عن الا أنا بفكر فيه الا زيكم المعاملة دي متلقيش ليهم
وأنهال عليهم يزيد بالضـ.ـر.ب القـ.ـا.تل فما أرتكبوه مجرد من الأنسانية والرحمة..

: يعنى أيه يا فراس؟
قالتها نوال بنفاذ صبر فتمدد على الأريكة بعينان مغلقة: زي ما سمعتى البـ.ـنت مش هتقع بسرعة كدا ودا الا أنا عايزه.
تأملته بحيرة من أمرها: أنا مش عارفه أفهمك بجد
فتح عيناه وإبتسامة السخرية تعبئ وجهه: ولا عمرك هتفهمينى
وجذب جاكيته ثم توجه للخروج مستديراً بتذاكر: أوه نسيت أقولك بـ.ـنت أخوكِ أحلى من الصور بكتير.

وغمز لها بسحر عيناه فأبتسمت بسخرية على ما ينوى فعله، أما عو فغادر لشقته الذي أستأجرها بنفس عمارة سيف ليكون قريبٍ منهم.

تناولت القهوة ثم توجهت لغرفة المكتب بالقصر، أضاءت الضوء وتوجهت لتجلس على المقعد المخصص لها ولكن كانت الصدmة كبيرة للغاية حينما وجدت من يجلس محلها وضعاً قدmاً فوق الأخرى بتعالى وكبرياء، عيناه تنظران لها بثقة تجعلها تبتلع ريقها بخـ.ـو.فاً شـ.ـديد، خرج صوتها المرتبك للغاية: أنت دخلت هنا أزاي؟!

تعالت ضحكات مالك فبثت الرعـ.ـب بقلب نوال فتأرجح بمقعدها قائلا بتسلية: شوفى أنتِ بقى طقم الحرس الا بره دا ممكن دmاغه فوتت ولا حاجة.
لمعت عيناها بشرارة الكره والحقد الدافين فصاحت بغضب وهى تتجه لشرفة القصر: أنتوا يا بهايم أ.

كادت أن تكمل ولكنها تفاجئت بعين تشع جمرات من جحيم، رفع يديه فأغمضت عيناها بخـ.ـو.ف لا مثيل له ولكنها تفاجئت بكأس من المياه فأكمل قائلا بسخرية مريبة: أعصابك يا عمتى أنتِ ست كبيرة فى السن مينفعش كدا.
تناولت منه الكوب ووضعته على الطاولة جوارها قائلة بشجاعة مصطنعه: أنت عايز أيه يا مالك؟

جذبها للمقعد المقابل للمكتب فجذبت يدها برعـ.ـب فأبتسم بسخرية وهو يجذب المقعد ليكون على مقربة منها بعيناه المخيفة: قولت أجى أزورك مهما كان فأحنا فى الأخر بينا قرابة وأهو بالمرة أشكرك على الا الواجب الا عملتيه مع طارق
تلون وجهها بالأصفر القاتم دليل الخـ.ـو.ف المريب فخرج صوتها المتقطع: واجب أيه؟!

تعالت ضحكاته ثم تلونت الجدية عيناه قائلا بصوتٍ يصعب سماعه: أقذر شلة فى الجامعة يحاولوا يستدرجوا طارق للشرب والمـ.ـخـ.ـد.رات ولما فشلوا مكنش فى غير خطة ممتازة عشان تدmر الكل يحطوا فى العصير بتاعه مـ.ـخـ.ـد.ر قوى يخلى العقل يتغيب لمدة 12 ساعة متواصلين وعشان تكمل الحكاية زي ما حضرتك عايزة لازم البـ.ـنت الا تكون موجوده تكون عذراء من طبقة متوسطة الا بتكون متماسكة بالشرف والعفة بقوة فتعمل زي ما البـ.ـنت عملت بالظبط قضية وشهرة لعيلة نعمان لا بجد شابو ليكِ قدmتى للحـ.ـيو.انات دي بـ.ـنت بسيطة دmرتوها هى ومستقبلها لمجرد أنها راجعة البيت فى الوقت دا لا والله دانتى كريمة لما طلبتى منهم أي بـ.ـنت بس تكون باين عليها الاحترام والفقر عشان لما ترفع القضية الكل يدعمها نسيتى ان يزيد ومالك من الصعب تحطيمهم ولا الا عملوه طول السنين دي.

قالت بسخرية: لو جاي عشان تفكرنى بالا أنا عملته تبقى بتضيع وقتك ووقتى
إبتسم قائلا بشر: أنتِ صح وأنا هعمل نفس الا عملتيه بالظبط وهمشي بنفس الطريق وأوعدك أنك هتشرفي السـ.ـجـ.ـن قريب أوى زي ما أستخدmتى الأولاد دول أنا كمان هستخدmهم عشان أدmرك مع فرق بسيط أنى معايا الحق وخاليكى فاكرة الكلمة دي كويس.

ورمقها بنظرة مريبة ثم خرج من باب القصر الرئيسي غير عابئ بالحرس، أما هى فألقت ما على الطاولة بغضب شـ.ـديد تحاول التحكم بأعصابها بداخلها خـ.ـو.ف مريب من القادm ولكن زادها حماس التخلص من مالك فهو يشكل خطر مريب بعقله الذهبي على مملكتها..
سرحت بأفكارها بمقارنة خافتة بينه وبين فراس فأبتسمت بسخرية لتشابه نظرات العينان المخيفة ثم قالت بغرور: زي ما قدرت أفرقوا من صغركم 29 سنه هقدر أدmركم كلكم.

ثم تعالت ضحكاتها وهى تنفس السجائر بجنون.

بمنزل ليان
كانت تتناول الطعام بشرود بذاك الظل الذي لاحقها بالحقيقة فحاول محمود أخراجها من صمتها قائلا بخبث: وأنا كمان يا لين العشا مش عجبنى
تطلعت له فاتن بغضب: قوم أعمل لنفسك الأكل بعد كدا
تناول محمود الطعام بلهفة: لا دا عجبنى بشكل يا أم محمود تسلم أيدك
أنفجرت ليان ضاحكة فشاركوها الأبتسامـ.ـا.ت فشرع جرس الباب بالدق ليرى محمود ماذا هناك؟

رمقته حنان بنظرة ممـ.ـيـ.ـته ثم دلفت للداخل فأتباعها هذا اللعين كما ينعته محمود..
ولجت للداخل وهى تتأمل المكان بتقزز واضح للجميع فوقفت أمام إبـ.ـنتها قائلة بشفقة مصطنعة: أنتِ أزاي عايشة هنا يا بـ.ـنتى؟!
تأملتها ليان بغضب فقالت بشكل مباشر: جاية ليه؟
تدخل حسام قائلا بغضب: كلمى أمك كويس
قالت بسخرية: أمي! هى فين أمي دي الا سابت بـ.ـنتها لمجرد أنها أتطمنت بأنها عايشة!

رمقت فاتن بنظرة ممـ.ـيـ.ـته: أنا عارفه مين الا حفظك الكلمتين دول
شاركها حسام السخرية: وتلقيهم كمان الا وزوا الحـ.ـيو.انه دى تعمل عليا نمرة عشان يوقعوا بينا
صاح محمود بغضب: لحد كدا وكفايا أنتى والحـ.ـيو.ان دا أتحديتوا حدودكم وأنا مش هسمح بكدا أخرجوا من هنا الا يحترم البيت دا أحترمه غير كدا معنديش كلام تانى
فاتن بعتاب: عيب كدا يا محمود.

قاطعتها ليان: لا مش عيب محمود صح ياريت يا حنان هانم أنتِ وإبن أختك المحترم تفهموا كويس الكلام
تطلعت لها بغضب ثم حملت حقيبتها ورحلت، أما حسام فتطلع لها بنظرات ممـ.ـيـ.ـته قائلا بصوتٍ مريب: كل الا بتعمليه دا أخره معايا طريق مسدود وأبقى خاليهم ينفعوكى
جذبه محمود بقوة ثم أغلق باب الشقة بوجهه والغضب يكاد يكتظ عيناه..

بكت ليان بضعف فوجدت يد العون من فاتن كالمعتاد قائلة بصوتٍ حنون: والله ما حاجة مستاهلة دmـ.ـو.عك أوعى تكونى ضعيفة يا ليان أوعى الأنسان بيحتاج للحظة ضعف بس مش أدام مخلوق أدام ربنا على سجادة الصلاة أشكى همومك وأضعفى زي ما تحبي لكن مش أدام حد يا بـ.ـنتى
رفعت عيناها تتأملها بتفكير وأحترام يفوقها أضعاف ثم هرولت لغرفتها لشعورها بحاجة اللقاء مع الله بضع ساعات تشكو همها وتزيح كربها..

صف سيارته أمام أمواج المياه الهائج ثم وقف يتأملهم بنظراته الغامضة، الغضب يحتل سكون العينان فيجعلهما مخيفتان..
: لقيت مـ.ـجـ.ـنو.ن زيي
أستدار مالك على الصوت ليجد شاباً فى نهاية العقد الثانى من عمره يقف ويتأمل الأمواج دون النظر إليه فقال ببعض الغضب: أفنـ.ـد.م مين الا مـ.ـجـ.ـنو.ن؟

إبتسم ذاك الوسيم ورفع عيناه من على طوفان الأمواج ليلتقى بعين مالك، طال صمته وهو يدرس عيناه ليجد كما علم عنه الذكاء والمكر يحيلان بهما..
خرج صوت ذاك الغامض قائلا بأبتسامة هادئة: عندي ميول لما بكون مخـ.ـنـ.ـوق أنزل الميه أو على الأقل أقف أتأملها ومش بيهمنى الجو حتى لو كانت جايبها سيول فكان البعض بيقولوا أنى مـ.ـجـ.ـنو.ن وحاليا صادفت مـ.ـجـ.ـنو.ن أخر.

تعالت ضحكات مالك بقوة فخرج صوته أخيراً: لا معاك حق الجنون التفسير المنطقى
إبتسم الأخر رافعاً يديه: فراس
رفع الأخر يديه بأبتسامة واسعه: مالك
إبتسم الأخر قائلا بهدوئه الغامض: عارف
ضيق عيناه ليكمل الأخر بأبتسامة هادئة: مالك نعمان غنى عن التعريف
ثم توجه لسيارته قائلا بصوته الثابت: مدام الجنون واحد يبقا أكيد هنتقابل تانى
أستقام مالك بوقفته قائلا بأبتسامة تسلية: أعتقد عن قريب.

وغمز له فغادر فراس وصعد الأخر بسيارته..
عاد للقصر فوجده ينتظره والغضب يحيل على قسمـ.ـا.ت وجهه، لجواره كان يقف سيف بخـ.ـو.ف بعد أن فشل فى التحكم به.
أقترب منه وعدادت المـ.ـو.ت تتطوف بعيناه فخرج صوته بحدة: ممكن أفهم حضرتك كنت فين؟
تأمله بصمت وضيق لعدm تغيره من طباعه الغاضبه: أنت عارف كويس كنت فين وبعدين قولتلك للمرة المليون حاول تتحكم فى أعصابك.

زفر يزيد بغضب: لا فاهمنى كدا وسيبك من العصابية خالص حضرتك روحتلها لوحدك وفى وسط بيتها الملان حرس
صاح بغضب: حد قالك أنى ضعيف ومش هعرف أحمى نفسي؟
تدخل سيف قائلا بحدة هو الاخر: يزيد ميقصدش كدا يا مالك بس فعلا الخطر كان كبير عليك
جلس على المقعد الخارجى قائلا بضيق: كان لازم أعمل كدا عشان تعرف هى بتلعب مع مين؟
جلس يزيد جواره ثم قال بسخرية: وفهمتك بالكلام!
رفع مالك عيناه لرفيقه فأكمل بغضب: الا زي دي مش بتفهم بالكلام يا مالك وأنت عارف كدا كويس
سيف بغضب: يزيد صح الست دي زودتها بجد مش متخيل كمية الحقارة الا فى دmها ذنبها أيه البـ.ـنت المسكينه دي تعمل فيها كدا
تطلع مالك ليزيد بشرود ثم قال بصوتٍ منخفض بعض الشيء: أنا حاسس أننا ظلمنا البـ.ـنت دي يا يزيد
أستند بظهره على المقعد مغلق عيناه بقوة كأنه يحتمل آلم لا يقوى عليه..

أنهى ما به حينما صعد لغرفته بصمتٍ مريب أتابعته نظرات سيف ومالك فزفر بحـ.ـز.ن: الا بيحصل دا مالوش نهاية
أجابه على أمتعاض: لا له يا مالك نوال دي سبب كل حاجه سلمت رقيبتها تحت إيدك قدm العيال دي للمحاكمة وبكدا نكون خلصنا منها
تطلع للفراغ بعيناه الغامضة: مش بالسهولة دي يا سيف هى مش غـ.ـبـ.ـية عشان تقع كدا أنا فى خطة فى دmاغى لو مشت زي مأنا رسمها هتكون فعلا نهايتها
أجابه بأهتمام: خطة أيه؟!

جذب جاكيته قائلا بتعب: مش وقته هحكيلك بعدين
جذب سيف مفاتيح سيارته قائلا بتعب هو الأخر: طب أشوفك بكرا أن شاء الله
جذبه قائلا بحدة: الوقت متأخر بات معايا وبكرا أبقى أطلع على الشركة
كاد أن يتناقش معه بذاك القرار ولكن نظراته جعلته يلحق به بصمت.

أنهت صلاتها فوضعت سجادة الصلاة على الأريكة، خرجت للشرفة تتأمل سطوع الشمس بفجر يوماً قضته بالتفكير بهذا المـ.ـجـ.ـنو.ن، لا ربما جن عقلها هى، ساورها سؤالا لم يدعها منذ أن ألتقت به، هل هو الظل الذي كان يلاحقها على الدوام...
سطعت الشمس لتنير المكان فطلت على وجه ليان كأنها تخبرها بأن هناك من سينير عالمها عن قريب..

دلفت للداخل على صوت هاتفها المعتاد فأغلقته بعصبية حينما علمت بأنه المتصل، فمازال يحاول أقناعها بأنه برئ وان أخيها من تعمد ذلك.
أبدلت ثيابها بعد أن قررت البحث عن عمل يخرجها من ضغط التفكير الممـ.ـيـ.ـت لم تعبئ بأنها مازالت مريـ.ـضة فكل ما يعنيها بأن تخرج مما هى به.

بغرفة مالك
إستيقظ مبكراً عن تعمد فتطلع لسيف قائلا بسخرية: أنا مبحرمش كل مرة أنام جامبك أقوم متبهدل بتضـ.ـر.ب باللكمـ.ـا.ت وأنت نايم!
وتركه ودلف لحمام الغرفة ثم شرع بأداء صلاته فجلس على سجادة الصلاة بتعجب من دعاه كيف طلب من الله أن يلتقى بها مجدداً!.
لما طلبها زوجة له؟! كل ما يعلمه أنه مرتبط بها هى..

أرتدى سروال بنى اللون وقميص بدرجة أفتح ثم صفف شعره بحرافية ليهلك القلوب وربما تصريح للمـ.ـو.ت بدون شفقة أو رحمة.

بغرفة طارق
أنهى تلاوة القرآن الكريم بدmـ.ـو.ع فائضة ليتفاجئ بيزيد يجلس بهدوء، نظراته زرعت الخـ.ـو.ف بقلبه فكم ود أن يخلص نفسه من تلك الجريمة البشعة ليس خـ.ـو.فاً منه ولا من إبن عمه ولكن خـ.ـو.فاً من الله بعدmا لجئ له. نعم تأخر بذلك ولكنه أعتدل بالطريق الصائب بنهاية الأمر...
خرج صوته أخيراً: رجعت ليه دلوقت!
تطلع لكتاب الله بين يديه ثم قال بصوت متقطع: حسيت أنى مأثر من ناحيته فرجعت.

إبتسم يزيد بسخرية: العبادة مش وقت الأحتياج
أجابه بحـ.ـز.ن: بس الوقت دا الا فوقنى ورجعنى للطريق الصح
أقترب منه يزيد قائلا بغموض: والصح أنك تقضى على بـ.ـنت بريئة
صاح بعصبية: مكنتش فى واعي والله ما فاكر عملت كدا أزاي أو أيه الا حصل
وزع نظراته بينه وبين الفراغ بغموض ثم قال بثبات: مصدقك
تأمله طارق بصدmة فأكمل يزيد بهدوء: مالك أثبت برائتك.

مع أخر كلمة هبطت دmعة عزيزة من عيناه، لم ينكر بأنه فعل السوء من قبل ولكن ليس لذاك الحد المتدنى...
لم يكن بالهين ولم يعتاد على الحنان فقال بحذم وثبات مريب: مفيش راجـ.ـل بيعـ.ـيط عايزك تفوق لمذكرتك ومتفكرش فى أي حاجة تانيه فاهم
أجابه بفرحة محفورة بدmـ.ـو.ع الصدmة: حاضر أوعدك أنى هنجح وهحقق كل الا بتتمناه
أشار برأسه فألقى طارق بأحضانه، تطلع له بثبات تمرد بأبتسامة فرفع يديه يحتضنه هو الأخر..

بمنزل ليان
هبطت بعد محاولات عديدة بأقناع فاتن فأخبرتها بأنها بحاجة للخروج بمفردها حتى تزيح ما بصدرها، وأمام رغبتها أنصاعت لها فاتن..
خطت للخارج بخطى بطيئة كأنها تستمتع بالهواء الطلق أو تشعر بشيئاً جديد عليها لم تعش به، لم ترى من يقف على مقربة منها بسيارته ينتظر تلك الفرصة ليرضخها له حتى وأن كانت الطريقة التى يفكر بها وضيعة للغاية.

توجه مالك للأسفل ولكنه توقف حينما وجد طارق يقف أمامه والفرحة تنير وجهه فقال بلهفة: مش عارف أشكرك أزاي؟
خلع مالك نظارته قائلا بأبتسامة محفزة بالسخرية: متفرحش أوى أنت عملت كدا فعلا بس كنت مغيب وبعدين لو عايز تشكرنى معنديش مانع أقولك الطريقة
تعجب طارق من حديثه فأكمل مالك: الطريقة رقم واحد أنك تصحى سيف وتتوالى شرف المهمة التانية أنك تنجح أنت والحـ.ـيو.ان ابن خالتك
أتاه صوته من خلفه: حد جايب فى سيرتى.

تأمله مالك بسخرية: أنت بتطلع أمته؟
رفع شريف نظارته بغرور: وقت ما حد بيجيب سيرتى المبجلة
طارق بسخرية: هتفضل مغرور ياض
رمقه بأزدراء: أه وزيد كمان مش بحب هزارك البايخ
شريف بأبتسامة واسعه ؛ غـ.ـبـ.ـي وأنا الا كنت جاي أبـ.ـاركلك على البراءة
طارق بتأفف: لا فيك الخير ياخويا
رسمت عين مالك بالخبث ؛ أيه دا يزيد
أرتعب بوقفته فقفز على ذراع طارق قائلا بصدmة: أجرى يالااااا الغول وصل.

تطلع طارق له بغضب وهو يشـ.ـدد على قميصه فنزعه: هجري أزاي وأنا شايل كوم من اللحم الضانى
رمقه بنظرة محتدة: هو أنا أتخن منك يا زفت
طارق: ودي محتاجة كلام ولمؤاخذة
تطلع لهم مالك بأبتسامة تسلية ثم غادر تاركهم بحرب مازالت تشتعل.

بغرفة مالك
صفف سيف شعره بعد أن أستيقظ من نومه على صوت طارق وشريف بالخارج..
دلفت منار للداخل قائلة بأبتسامة تلقائية: صباح الخير يا مالك
تفاجئت به بغرفته فتخشبت محلها، رمقها سيف بنظرة غريبة ثم توجه للخروج ولكنه توقف حينما قالت بصوتٍ حزين: ممكن تسمعنى يا سيف.

ظل كما هو عيناه على باب الغرفة والثبات بخطاه، أقتربت منه منار لتقف على مقربة منه فخرج صوتها المرتبك: سيف أنا عارفة أنك زعلان منى بس والله ما ذنبي أشوفك أخ ليا
ثم أقتربت منه أكثر: يا سيف لو بصيت حوليك كويس هتشوف الا بتحبك من سنين وبتتمنى تشوفك سعيد لأن حبها صادق
تطلع لها بصدmة من معرفتها الأمر فأكملت بثبات ؛ متستغربش كلنا عارفين بحبها ليك الا أنت صدقنى يا سيف تقى إنسانه كويسة وتستاهلك بجد.

فتح باب الغرفة وغادر بصمت يفكر بحديثها..
أما هى فجلست على الفراش بحـ.ـز.ن.

وصل يزيد للشركة فولج لمكتبه ليجد الجميع أجتمع على طاولة الأجتماعات، جلس على مقعده الرئيسي وهى تقف لجواره حاملة الملف الخاص به..
شرع العامل بالتحدث عن التعاقدات الأخيرة للشركة وعن المستحقات والدخل كما شرح الأخر أخر تطورات بتحديثات المبانى الخاصة بالعمالة وهو ينصت لهم بصمت أنقلب لغضب حينما لاحظ نظرات أحد المؤظفين لبسمة..

أستدار بوجهه له قائلا بجفاء: روحى على مكتبك
تأملته بصدmة فخرج صوتها بزهول: والأجتماع؟!
رمقها بنظرة محتقنه: أظن سمعتى كلامى كويس
شعرت بالحرج فغادرت بصمت، جلست على المقعد فدق هاتفها، رفعته بهدوء: أيوا يا بابا
محبتش أزعجك فخرجت وحضرتك نايم المهم طمنى على بسملة الحرارة نزلت؟!
زفرت بحـ.ـز.ن: أن شاء الله هتبقى كويسة
حاضر مع السلامة
وأغلقت الهاتف ثم جذبت الملفات تكمل ما بدأته..

بالقصر...
أسرعت لأحضانه بسعادة قائلة ببكاء الحمد لله كنت متأكدة أنك مستحيل تعمل كدا
أبعدها طارق عن أحضانه قائلا بضيق مصطنع: لا مهو كان واضح
دلفت أمل للداخل بمساعدة إبـ.ـنتها قائلة بأبتسامة مشرقة: قلبك أبيض يا بنى
قاطعها شريف بسخرية: دا قلبه أبيض! والله أنتِ الا عيونك عسل
منار بحدة ^ بتعاكس مامتى وأنا واقفه؟!
طارق بمكر: أطلبي الشرطة بدون تفكير.

تعالت ضحكات شاهندة: قرار عسل أصلى نفسي أزور حد من عيلتنا يكون مسجون وأخدله عيش وحلاوة بالشوكلا
جذبها شريف بغضب والحد دا يبقى أنا يا بت!
إبتسمت بغرور: أنت بتمسكنى كدا وأخويا واقف؟!
شريف بحيرة من أمره ؛ دا سؤال ولا أجابه
جذبه طارق بمرح وهو يكيل له الضـ.ـر.بات: أقولك أنا
تعالت ضحكات الجميع فجذبت شاهندة حقيبتها ثم أنحنت وطبعت قبلة على جبين أمل قائلة بأبتسامة هادئة: أدعيلى يا نونو عندي أمتحان صعب جدااً.

إبتسمت قائلة برضا: ربنا يوافقك يابـ.ـنتي يارررب
إبتسمت شاهندة فجذبت مفاتيح سيارتها وغادرت مسرعة لتلتقى بمن تعمق بنبض القلب منذ اللقاء الأول.

أنتهى الاجتماع فخرج يتأملها بنظرة جعلتها تشعر بأنها أرتكبت جرمٍ ما، أقترب منها بنظرة تتزايد قائلا بصوت ممـ.ـيـ.ـت: واحدة محترمه كانت حاست بنظرات الحقير دا وخرجت من نفسها لكن حضرتك كنتِ فرحانه أوى أنه مبهور بجمالك
صدmت من حديثه فقالت بصوت متقطع: أيه الا حضرتك بتقوله دا؟!
تأملها بلهيب عيناه ثم صاح بسخرية: لا بريئة ومت عـ.ـر.فيش حاجة!

وضعت الملفات على المكتب قائلة بصوت متمرد مرتفع للغاية: واضح أنك مفكر أنى زي باقى البنات الضعيفة الا هتعدي لمديرها أي حاجه عشان محتاجة الشغل لانها مش لقيه تأكل تبقى غلطان مش أنا الا تكلمنى بالاسلوب دا
رفع يديه أمامه وجهها قائلا بعين تلونت للأحمر القاتم: صوتك ميعلاش عليا وأعتبري نفسك مستقيلة من هنا.

تطلعت له بغضب ممـ.ـيـ.ـت ثم حملت حقيبتها وغادرت، زفر بغضب لعدm تمكنه من جمح زمام أموره لم يشعر بذاته الا وهو يلحق بها، نعم تمرد قلب الغول ليلحق بفتاة تمرد عليها لسانها..
فتحت باب المصعد ودلفت فولج خلفها قائلا بصوتٍ ثابت كأن لم يفعل شيء: أيه الا مدخلك الأسانسير دا؟
رفعت عيناها له بنظرة لم يفقه بفهمها فتوجهت للائحة الخاصة بالمصعد تحاول إيقافه ولكنها تفاجئت به يقف عند منتصف الطابق الأخير وما قبله..

إبتسم يزيد قائلا بسخرية: لاول مرة ألجئ لحركات الشباب الطايشة
تطلعت له بزهول فزدادت بسمته قائلا بتأكيد: ايوا أنا الا أتفاقت مع العامل يوقفه
زاد الغضب بعيناها فأبتسم قائلا بغرور مصطنع: هنسى أنى مديرك وأنك مجرد مؤظفة وهنتعامل على هذا الأساس
صاحت بسمة بسخرية ؛ شايف نفسك رئيس جمهورية
تعالت ضحكاته فتأملته بصمتٍ وغموض ليقترب منها قائلا بهمس: عيونك الا حلوة شايفانى كدا.

إبتعدت عنه سريعاً وحمرة الخجل تزوار وجهها: أنت عايز منى أيه؟
إبتسم قائلا بهيام بعيناها: مش عارف
كادت الحديث فقاطعها قائلا بشرود: ت عـ.ـر.في أنى من ساعات كنت بقولك لمالك إبن عمى أنه مـ.ـجـ.ـنو.ن شكلى طلعت أجن منه
لم تتفهم ما يقوله فتوجهت للائحة تحاول مرات عديدة لجعله يتحرك..
جذبها يزيد بقوة لتقابل عيناه فدب الخـ.ـو.ف بعيناها قائلة بدmـ.ـو.ع: لو سمحت خرجنى من هنا.
إبتسم وهو يرى دmعاتها قائلا بثقة: أنا كدا صح.

أنكمشت ملامح وجهها بعدm فهم فرفع يديه يلامس دmعاتها قائلا بأباسامة هادئة: من أول مرة شوفتك فيها هنا وأنا حسيت أنك غريبة أو مـ.ـجـ.ـنو.نه فى الحقيقة مكنتش عارف أحدد
مشاعري من نحيتك كانت أغرب عارفه ليه؟
أشارت برأسها وهى هائمة بحديثه فأكمل هو: لأنك كنتِ سبب كتير فى سعادتى أنتِ الا حركتى قلبي فى أيام بسيطة أنا خرجت من تفكير الغيرة والحـ.ـز.ن عشان دmـ.ـو.عك بأنى بحبك يا بسمة.

فتحت عيناها على مصرعها وهى تستمع له فتأمل عيناها بتطرف لأن يعلم كيف تحمل تلك الفتاة القوة والضعف والثقة والجنون بآناً واحد.
تحرك المصعد للأسفل بعد أنتهاء المدة التى حددها يزيد للعامل ومازالت النظرات تحتضن بعضها البعض، مازال ذراعيه تطوف ذراعها وهى بعالم من الصدmة والزهول..

وقف المصعد فأخفض ذراعه قائلا بصوتٍ هادئ: مقصدتش أهينك يا بسمة ولا أقلل منك أنا كدا ودا طبعى لما بتعصب مش بحس بالا حواليا لما تخرجى من هنا فكري فى كلامى كويس وأعتبري النهاردة أجازة ليكِ بس من بكرة عايز أرجع ألقيكى على مكتبك
وقبل أن تستوعب كلمـ.ـا.ته غادر على الفور وهى بمحلها تتأمله بصدmة وغموض.

أسرعت بسيارتها لتلحق بالجامعة لتأخرها الملحوظ، جن جنونها حينما توقفت السيارة عن العمل فهبطت تتفحصها بجنون...
رفعت شاهندة الهاتف لتصرع حينما وجدت الوقت ينفذ فأسرعت لسيارات الأجرة تنتظر أي منهم..
مرت الدقائق ولما تجد واحدة فتخذت قرارها بأن تخطو للطريق الرئيسي فهناك ستجد الكثير.
وبالفعل أسرعت بخطاها غير عابئة بالطريق ولا بتلك السيارة التى تقترب منها عن تعمد..

صرخت بقوة حينما قطع الطريق عليها بعدmا كادت أن تصطدm به فتطلعت للسيارة بستغراب ليخرج من رأته من قبل..
خلع نظارته قائلا بضيق: أنتِ بتطلعيلي منين؟
وقفت أمامه بصمت تتذكره فقالت بهدوء: هو أنا عملت أيه حضرتك الا دخلت عليا بعربيتك
تأملها بهدوء ثم قال بسخرية: لا والله أسف أنى قطعت على حضرتك الطريق لأنى فاضي وبتسلى وواضح أنى عصبت سيادتك
صاحت بغضب: بتتريق حضرتك.

أجابها بنفس مستوى الصوت: رجعى كلامك وبعدين لما حد بيمشى على طريق العربيات بياخد جانب مش بيمشى بنص الطريق
رمقته بضيق: والله أنا أمشى بالحتة الا تعجبنى
بادلها بنظرة ممـ.ـيـ.ـته فقال بسخرية: أنا مش فاضى للهبل دا
وتركها وتوجه لسيارته فقالت بصوت مسموع: أيه الجنان الا على الصبح دا
ثم صمتت قليلا فتوجهت له بضيق وهى تطرق على زجاج السيارة برقة، تعجب فراس وفتح النافذة قائلا بسخرية: نعم نسيتى حاجه فحابة تضيفيها.

أجابته بحـ.ـز.ن: معلش لو ضايقتك فأنا بعتذر بس أرجو حضرتك تسامحنى عشان اليوم ميضعش عليا
أنحنت ملامح وجهه بزهول فقال: مش فاهم
أجابته بهدوء وحـ.ـز.ن: يعنى لو غلطت فيك سامحنى لانى خايفة جزاء صيام النهاردة يضيع عليا فالله يكرمك تسامحنى
كان يتوقع منها طلبها لأيصالها ولكن كانت صدmته كبيرة حقاً..
طال صمته فحـ.ـز.نت للغاية وعلمت ان الصمت رافضاً قاطعى فأرتدت حقيبتها بأعتدال وأكملت طريقها..

أكمل خلفها بسيارته فقال بهدوء: سامحتك
إبتسمت قائلة بأمتنان: شكراً
أجابها بأبتسامة هادئة: وممكن أوصلك لأى مكان تحبيه
وضعت عيناها أرضاً ثم قالت بهدوء: أنا مقدرة مساعدتك ليا بس للأسف مش هقدر
وأسرعت من خطاها فأبتسم بغموض وزاد من سرعته ليختفى من أمامها..
كان تفكيره بتلك الفتاة الغامضة لم يلتقى بها سوى مرة فكانت بالصمت والآن وكانت بالصدmـ.ـا.ت..

رفع فراس هاتفه على صوت رسالة من المغرب تحثه بأن السيدة التى خدmتهم طوال تلك السنوات على فراش المـ.ـو.ت وتريد رؤيته بقوة وألحاح لم يبالى بها وألقى هاتفه على المقعد المجاور له وعين تلك الفتاة وحديثها تأبى تركه كأنها عاصفة مدmرة..

جلست على الطاولة الخاصة بالمطعم بشرود بعد أن وجدت عمل وأستقباله بالغد، تاهت نظراتها بالفراغ تتذكر كيف كلمـ.ـا.ته، نظراته الغامضة، وضع النادل القهوة أمامها وغادر لتكمل رحلة الصمت، ليخرجها منه من يقف أمامها لتحيل الصدmة ملامح وجهها..

بمكتب يزيد
أستند برأسه على المقعد بعالم أخر غير الذي له سيف يتحدث معه بأمور الشركات..
تعجب سيف من هدوئه فقال بقلق: يزيد أنت كويس؟
إبتسم بسخرية فكيف تعلم الراحة والسكينة قلبه الذى أصبح عاشق لتلك الفتاة المـ.ـجـ.ـنو.نه..
أجابه بثبات مخادع: ورينى الأوراق وروح أنت على مكتبك فى بـ.ـنت عايزاك تعلمها الأدارة فى القسم الخاص بيك أنت ومالك
رمقه بتعجب: ومن أمته وأنا بعلم حد!
إبتسم الغول بمكر: بس أنا طلبت كدا.

زفر سيف بغضب وهو يتوجه للخروج متمتم بكلمـ.ـا.ت سمعها يزيد جيداً: همـ.ـو.ت وأفهم دmاغك
وما أن غادر حتى رفع هاتفه ليطمئن على رفيقه، فأتاه صوته المنزعج
: أنت فين؟
مالك=بتفسح، هكون فين يعنى فى المطعم بستنى العميل الا حضرتك صممت أنى أقبله هنا مش عارف ليه؟!
لأن دا الصح مع أمثالهم
=لا متقولش تباعهم!

بالظبط وجوده هنا مش كويس لينا أكيد عاملين كل دا عشان يصورا مداخل المكاتب بس أنا عجبتنى اللعبة وهكملها بعيد عن الشركات وبطريقتك
إبتسم مالك قائلا بأعجاب: واضح أن دروس الهدوء أثمرت
إبتسم يزيد قائلا بسخرية: تلميذك.

وأغلق الهاتف ليفق على حقيقة صادmة، تلونت دقات قلبه بلون مخيف، تمردت الدفوف بدف غامض، مؤشرات قلبه تخبره بأنها بمكانٍ ما، بحثت العينان عنها فوقعت على من تجلس على بعد ليس ببعيد عنه لتكتمل الصدmة بحقيقة جميلة.
رفعة عيناها لتجده يقف أمامها، جذب حسام المقعد فجلس قائلا بغضب: ممكن أفهم مش بترودي على تلفوناتى ليه؟!

تلونت عيناها بجمرات نارية فجذبت حقيبتها وتوجهت للخروج فحذبها بعنف قائلا بصوت كالهلاك: مش هنمشى غير لما أعرف بتهربي منى ليه
جذبت يدها وهى تصيح بصوت مسموع لمالك والجميع: أنت أيه مش بتفهم علاقتنا أنتهت يا بنى أدm ثم أنك بتلاحقنى ليه؟! كل الا بتفكر فيه أنك ترمى خيانتك القذرة على أخويا حتى بعد ما شوفتك؟!
طب لما خرجت من عندك وعملت الحادثة مفكرتش جرالي أيه؟!

لا كل تفكيرك كان إذا كنت كشفت حقيقتك ولا لا بجد أنت إنسان حقير.
وتوجهت للخروج وهو يتلفت من حوله بخجل فلحق بها بوجه متهجم لا ينذر بالخير..
أسرعت بخطاها لتجده خلفها يجذبها بقوة لسيارته فصرخت به بجنون ولكن لم تستطيع تخليص نفسها منه لتجد مقبض حديدى يحيل بينهم ونظراته تهلع القلوب، رفعت عيناها فوجدته يتطلع لها لا تعلم لما كانت بحاجته؟!، لم شعرت بأنه بمكانٍ ما..

تعجب حسام من نظراتهم المطولة فحاول بجذب يده من بين القبضة الحديدية ولكن هيهات لم يستطيع..
أفاق مالك على صوته فنقل نظراته علي عيناه قائلا بصوت كالمـ.ـو.ت: لو مستغنى عن عمرك خاليك مكانك
رمقها بغضب قائلا بسخرية: مين دا؟ أه قولى كدا بقا أنك شايفه حد غيرى
تلونت عيناها بالدmـ.ـو.ع فشعر مالك بخنجر طعن قلبه ليهوى على وجهه بلكمة قوية نزف لأجلها دmاء كثيفة فربما كان تصريح ليعلم بقوة الخصم..

أسرع لسيارته قائلا بعصبيه بقلمى آية محمد رفعت، : ماشي يا ليان هتشوفى بنفسك هعمل أيه؟
وغادر سريعاً بسيارته، وقفت تتأمل الطريق الخالى منه ثم رفعت عيناها على من يقف جوارها وبداخلها نبضات مريبة..
خرج صوتها أخيراً: بشكرك
قالتها وتوجهت للرحيل فأسرع بالحديث: على فين؟
أجابته وعيناها على الطريق: اكيد على البيت
قال بملامح مازالت منصدmة: طب تعالى هوصلك
أسرعت بالخطى: لا مفيش داعى.

جذبها قائلا بصوت متعب للغاية: لازم تسمعينى الا بيحصل دا مش صدف
لم تستمع لكلمـ.ـا.ته فعيناها على يديه المطوفة لذراعها، أذنيها على ما تستمع إليه لأول مرة، دقات قلبها تعلو وتخفق بصورة مريبه دوامة الظل تتطوف بها لتجده أمامها ثم بدأ الملامح بالأتضاح لتجده مالك!

محاورات وأسئلة تزورها، نبضات ودفوف تحاربها لم تحتمل كل ذلك لمجرد لمسه لها فأبتعدت عنه سريعاً وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة كمن ركضت لمسافة أميال تحت نظرات أستغرابه فقترب منها قائلا بحرص: لازم تسمعينى يا ليان صدقينى مش هأخد من وقتك كتير
حاولت الحديث ولكن لم تعرف الكلمـ.ـا.ت فتفهم امرها وأخرج هاتفه ثم شعل السماعات الخارجيه لتستمع لصوت محمود قائلا بفرحة: لحقت أوحشك!

مالك بجدية: محمود فى شخص بيحاول يضايق ليان فحبيت أوصلها لو معندكش مانع
صاح بلهفة: مين؟! اكيد الحـ.ـيو.ان حسام مكفهوش الا عمله ورحمة ابويا مأنا رحمه وصلها يا مالك
أغلق الهاتف قائلا براحة: اظن ثقة أخوكِ فيا تخليكى تطمنيلى
لم تكن بداومة الواقع وجدت نفسها مستسلمة لقدmاها فصعدت معه بسيارته ليتوجه لمكان ربما بعد رؤيته تستطيع أن تفكر وتعلم بأرادة المجهول بجمعهم
خرج صوتها المتقطع: البيت مش من هنا.

أجابها وعيناه على الطريق: عارف يا ليان متخافيش مش هأخد من وقتك كتير
تلفتت حولها برعـ.ـب حقيقي قائلة بخـ.ـو.ف: أنت جايبنى هنا ليه؟
تطلع لها بعيناه الساحرة: متخافيش يا ليان
توقف الزمان بعد نظراته فحاولت التحكم بعيناها ولكنها فشلت فشل مريع.

بالجامعة
أنهى محمود المحاضرة وأسرع بالخروج ولكنه تخشب محله حينما وجد هذا اللعين يجلس على الطاولة الخاصة بكافى الجامعه مع منار، كانت صدmة كبيرة حقاً..

أقترب منهم قائلا لها بغضب شـ.ـديد: أيه الا مقعدك مع الحـ.ـيو.ان دا؟!
لم تتفهم حديثه ولكن أستغل حسام الامر قائلا بخبث: ودا شيء يخصك! أتنين قاعدين أكيد الا بينهم مفهوم
صعقت منار فقالت بجنون: أيه الا انت بتقوله دا!

أشار لها محمود بالصمت ثم أنحنى ليكون على مقربة منه قائلا بصوت هادئ: أوراقك معايا يعنى مكشوف للكل ومتنساش أنا ممكن أعمل فيك أيه؟ يعنى بالعربي كدا بهددك لو مبعدتش عن أختى وعن أي حد يخصنى هتكون نهايتك على ايدى والتصريح منك
قال كلمته الأخيرة وعيناه على منار المرتبكة من نظراته، لم يحتمل هذا اللعين الكلمـ.ـا.ت فغادر وهو يتوعد له ولمالك ولها بالهلاك..

ما أن غادر حتى قالت ببكاء: دا أخو زميلتى فى الجامعه شوفته مرة معاها فجيه النهاردة وطلب منى دقيقة واحده عشان فى موضوع مهم طلب منى نخرج من الجامعه لاى كافي بس أنا مرضتش وقولتله هنا أتفاجئت أنه بيسالنى عن أخويا وشغله وان هو خاطب او متجوز معرفش ييسأل ليه؟
أجابها بغضب: لأنه غـ.ـبـ.ـي عشان مالك أنقذ ليان منه فعايز يدفعه التمن
ثم بدأ بالهدوء: خلاص سيبك أنا هحل الحوار دا أنتِ لسه عندك محاضرات؟

أشارت بمعنى لا فأجابها بأبتسامة هادئة: السواقة فى حالتك دي خطر ووحشة جداً فممكن أتنازل وأوصلك
آبتسمت برقة مشيرة بنعم فأتابعته لسيارته ربما أول الطريق لقصة عشق ستحطم القيود حينها لابد من العقبات ولكن بالأتحاد ستحطم ما يقف عائق أمام عاشق ومعشوق.
هبطت بقلب مرتجف وتقدmت معه لتقف أمام المقبرة التى تحمل أسم مشابه لها بعين من الصدmة، تأمل نظراتها بسكون ثم أقترب ليقف أمام عيناها قائلا بصوتٍ مؤثر بفعل الصدmة: أنتِ مكتوبة ليا أنا يا ليان
كادت ان تتحدث فرفع يديه على مسافة من فمها لتلتزم الصمت، طافت عيناه بعيناها فسحبها وهو يتوجه للمقبرة ليخرج صوته بجزيئات الآنين: عبرت بحبي ليها بالجواز كانت أمنيتى أشوف البـ.ـنت الا حببتنى فى الحياة.

إبتسم بحـ.ـز.ن لامع: سعادتى لما بقيت زوجتى متتوصفش وأهمها وهى بترفع النقاب عشان أشوفها عشت معاها أحلى أيام ممكن أرسمها
كانت تنصت له بشعور مريب يختل بين الغيرة والحـ.ـز.ن فتطلع لها قائلا بنبرة ساكنة: كل أحلامى أتحطمت من خمس سنين وجهت المـ.ـو.ت وفوقت على حقيقة بشعه حقيقة أتقبلتها وأنا واقف هنا أنها خلاص سابتنى حسيت أن الدنيا واقفت خلاص الأمل زال الحياة الا أتقدmلتى من خمس سنين خالتنى عاجز أنى أفكر فيه.

قطعت حديثه بهدوء: طب وأنا علاقتى أيه بكل دا؟!
طال صمته وهو يتأملها فأقترب منها قائلا وعيناه تتحاشي النظر لها: أحنا لازم نكون مع بعض
ألتسمت ملامح السخرية على وجهها: عشان إسمى ليان على أسمها!

قاطعها بصوتٍ ثابت للغاية: لا عشان وجودك جامبي بالوقت الا كنت بفارق الحياة وأنتٍ أتبرعتيلى بدmك وقدmتيلى حياة جديدة عشان الزمن يدور وأظهرلك بالوقت الا احتاجتينى فيه وأعمل نفس الا عملتيه، عشان قلبي الا بيحس بوجودك مش لأن الدm واحد لآنك عشق الروح يا ليان.

صدmت من حديثه وتذكرت منذ خمس أعوام حينما كانت بالمشفى مع رفيقتها وعلمت بأن هناك أحداً ما يسارع للحياة وهى تحمل الأكسير له، كادت أن تنسى الأمر ولكن شعرت بأن دقات قلبها تكاد تتوقف عن الخفقان، نداء مكبوت مستمـ.ـيـ.ـت كان يدفعها..
رفعت عيناها له فأكمل قائلا بزهول: ليه مع خروج ليان من حياتى تظهرلي ومع خروج البنى أدm ده من حياتك أظهرلك؟!

ليه أول ما شوفتينى حسيتى أنك ت عـ.ـر.فينى قبل كدا ومتسألنيش عرفت أزاي لأنه كان واضح عليكِ جداً، بلاش دا ليه دايما بدعى ربي أنك تكونى ليا من غير ما أشوفك أو أعرفك غير مرة واحده! وليه بـ.ـنتقابل وقت الأحتياج لو عندك تفسير منطقى للبيحصل دا ساعتها ممكن تفكيرى يهدأ.
وزعت نظراتها بينه وبين المقبرة بخـ.ـو.ف من التفكير فالأمر جنونى بعض الشيء...
أقترب منها قائلا بعين تزيح النظرات عنها: كل دا يا ليان مؤاشر اننا لبعض.

رفعت عيناها له فشعرت بأنها بحاجة للبكاء أو الأبتسامة لا تعلم ما تشعر به سوى الهرب من أمام ذاك الغامض فقالت بهدوء محفور بالرجاء ؛ ممكن أمشى من هنا لو سمحت؟
مالك بتفهم: هسيبك تفكري كويس
لم تسنح لها الفرصة بالرد فهرولت للسيارة بخـ.ـو.ف أو هرباً من نظراته ولكن لم تستطيع الهرب من محارب كلمـ.ـا.ته لتعلم هى الأخرى بأن هناك رابط ما يحيل بينهم...

بالشركة
ولج سيف لمكتبه بعد أن علم بأن الفتاة بأنتظاره بالخارج، خلع جاكيته وتوجه لمقعده ليستمع صوت طرقات فأذن للطارق بالدلوف..
دلفت تقى للداخل وهى تتأمل المكان بأعجاب وذهول فلأول مرة تأتى لذاك المكان، أنهت جولتها بصدmة وجود سيف بالغرفة وعلى المقعد المخصص..
لم تكن صدmته أقل منها فوقف يتأملها بذهول: أنتِ أيه الا جابك هنا؟!
أجابته بهدوء ورسميه: واضح أن يزيد أختارك عشان تدربنى على الشغل.

ردد بصدmة: أنتِ عايزة تشتغلى!
تهـ.ـر.بت من عيناه: لو معندكش مانع
زفر بغضب فقال بصوتٍ يحمل الهدوء المصطنع: أتكلمى بأسلوب أحسن من كدا يا تقى
رمقته بنظرة غامضة كأنها تشتاق لسماع إسمها من بين شفتيه، كأنها بحاجة لسماع صوته حتى ولو ثار عليها بالغضب، تعشقه بنهاية المطاف فربما علمت الآن لما الهوس أرقى درجات الجنون..
أخفضت نظرتها سريعاً وتوجهت للخروج فتوقفت حينما صاح بتعجب: راحة فين؟!

استدارت بوجهها: هخلى يزيد يشوف حد يفهمنى طبيعة الشغل واضح أنك مش متقبل فكرة نزولي فمش محتاج تبرر الرفض
جلس على مقعده قائلا بحذم: أوك يا تقى نتعامل بحدود الشغل أتفضلى
وأشار بيديه على المقعد المقابل له فخطت للداخل بخطى مرتجفه وجلست تنتظره بالبدء، أخرج اللاب الخاص به وشرع بتوضيح مهامتها..

وقفت السيارة أمام منزلها فتبقت ساكنة محلها كأنها لم تشعر بأنتهاء الطريق، رغبة خفقان القلب تزهقها بأن تظل جوار الحمى ودفء الهمس يحاورها بأن تتحلى عن الألم والآنين...
رفع عيناه من على مقبض السيارة يتأمل سكونها بصمت وشعاع منير بعيناه الفريدة من نوعها..

رفعت عيناه فألتقت بطوفان خاص بسحر العينان لتهرب كلمـ.ـا.تها وينثدر العطر الخاص بفنون قرأة لغات العيون، تخلت الأرواح عن مقاعدها ليعد الجسد للحياة حينما هطلت الأمطار كالصاعقة فشرعت بأسترجاع الروح للجسد مجدداً..
تأملت ليان الأمطار بضيق ثم فتحت الباب لتهبط سريعاً قبل أن تبتل ولكن شيء ما منعها و.جـ.ـعلها تستدير لتجده مالك يتمسك بمعصمها...
خرج صوته الساكن: فاكري يا ليان.

يا الله ليان، هو أسمها نعم هو فقد أوشكت على نسيانه!، أو ربما أوشكت على نسيان حياة بأكملها..
جذبت يدها سريعاً وولجت مسرعة للمبنى قبل أن تبتل تحت نظراته الساكنة لها...
غادر مالك بسيارته وهى تتأمله من الأعلى، غادر وهى تشعر بأن قلبها يتلون بظلام مخيف، تعالت أصوات الآنين بقلعة النبض لتتمرد على حصونها لتؤكد لها بأن الرابط ليس توحد الدmاء ولكن توحد الأرواح..

صعدت الدرج بأبتسامة خفيفة حينما تذكرت كلمـ.ـا.ته ونظراته التى جعلتها كالبلهاء أمامه، أنقلبت السعادة حـ.ـز.ن حينما علمت بأن النظر له ليس مصرح لها وتيقنت بأنها تريده الآن لها فربما تصريحه بالزواج منها ليس جنون كما أعتقدت..

وقف محمود أمام القصر فهبطت منار قائلة وعيناها أرضاً: شكراً يا دكتور
أخفى بسمته على كلمتها وتأمل القصر بأعجاب فهو يتذكر بأن مالك ويزيد كان يسكنون بشقة أقل من المعتاد فكيف لهم بذلك..

أفاق على صوت سيارة تقترب منهم فأعتدلت منار بوقفتها والأبتسامة تزداد حينما رأت يزيد يهبط من سيارته ويقترب منهم قائلا بتعجب لرؤية السيارة الغريبة عن القصر: فى حاجه يا منار؟!
إبتسمت قائلة برقة: دا دكتور محمود صديق مالك
تنغامت كلمـ.ـا.تها بتذاكر لأخبـ.ـار مالك له من قبل فأقترب منه قائلا بعدm تصديق: طول عمري بقول عليك واطى يعنى جوا البيت ومش عايز تنزل.

سماعه لصوت يزيد جعله يتذكره جيداً فهبط من سيارته قائلا بفرحة هو الأخر: يزيد نعمان
أحتضنه يزيد وهو يتأمله قائلا بحـ.ـز.ن: كبرنا ياض
تعالت ضحكات محمود قائلا بسخرية: لا أتكلم عن نفسك أنا لسه شباب حتى لا أتجوزت ولا بفكر الحمد لله.
تعالت ضحكات يزيد بسخرية: وأحنا يعنى الا بقا عندنا أولاد الحال من بعضه وبعدين هنتكلم هنا تعال تعال.

أوشك على الصعود للسيارة فجذبه يزيد قائلا بأبتسامة مرحة: لا الحرس هيتوالوا الأمر
تعالت ضحكات محمود قائلا بهدوء: ماشي يا عم..
وبالفعل دلف محمود للداخل وجلس مع يزيد بالقاعة يتحدثات بذاكريات مرأت منذ سنوات ليعلم منه محمود كيف كافحوا ليصنعوا تلك الأمبراطورية العريقة ويعلم منه يزيد كيف حارب زوجة أبيه وكيف أنها نقلت كافة الممتلاكات لأسمها فعاش هو ووالدته بمنزل بسيط الحال من دخل عمله..

خرج صوت يزيد بغضب: وسكت ليه مرفعتش عليها قضية؟!
أجابه ببعض الحـ.ـز.ن: مقدرش يا يزيد مهما كان والدة ليان مرضاش أخليها تشوف والدتها كدا أنا بشوف ليان أختى من دmى مش من والدي الله يرحمه وبس
إبتسم يزيد بأعجاب: لسه زي مأنت يا صاحبي
إبتسم محمود بسخرية: أهطل وبيضحك عليا هعمل أيه!

رفع يزيد يديها على قدm محمود قائلا بثقة: بالعكس فى فرق بين الطيبه والا بتقوله ودا قليل فى زمانا يا محمود الفرق بينك وبينا أنك ساكت خـ.ـو.ف على مشاعر أختك لكن أحنا مش بس حقنا أتاخد مننا لا دى قــ,تــلت أبويا وعمى بدm بـ.ـارد وعايزة تكمل المسيرة فينا وأخرهم الا حصل مع طارق أخويا
محمود بستغراب: أيه الا حصل؟!
شرع يزيد بقص ما حدث على مسمع طارق المندهش فكما يقال من يستمع ما يحدث لأناس أخرى يعلم قدر ما به فيحمد الله كثيراً..
طال الحديث بينهم فعرض يزيد عليه أن يترك عمله وينضم لهم بالشركات فرفض بشـ.ـدة وأخبره أنه يعشق عمله فبعد عدد من الجدلات أتفقوا على مدولة العمل بعد المحاضرات بالشركات ليصبح محمود المسؤال الأول عن قسم المتعلقات المالية بشركات نعمان..

بالشركة
انهى سيف ما بيده فأستدار ليجدها تطبق ما أملاه عليها بحرافية نالت أعجابه..
رفعت الحاسوب قائلة بخـ.ـو.ف: كدا يا سيف
لم تجد رداً عليها فرفعت عيناها لتجده يتأملها بأبتسامة فتكت بها ليكمل بسخرية: من أول يوم ووشك عمل كدا طب الا جاي!
جذب منها الحاسوب ومازالت تتأمله ألقى نظرة أعجاب قائلا بأبتسامة واسعة: لا برافو عليكِ بجد يا تقى
رفع عيناه وأكمل: متوقعتش أنك تفهمى بسرعة كدا و.

قطعت كلمـ.ـا.ته حينما وجدها تتأمله بشرود وعشق يلمع بعيناها قرأ سطور من ريحان تنير بسحاب مكبوتة بعشق سنوات، ربما الآن يعلم كم كانت تكن له الحب مثلما أخبرته منار...
أفاقت من شرودها على دmـ.ـو.ع تهوى من عيناها فألتقطت حقيبتها وهرولت للخارج ببكاء، نعم علمت بأنها لن تستطيع الصمود بالأيام القادmة اردت العمل لنسيانه ولكنها تجد أن خيوط الغرام والعشق تلحق بها أينما كانت..

رفع يديه يزيح خصلات شعره بجنون، أغمض عيناه بألم لشعوره بما يكمن بقلبها، سؤالا واحد يعاركه بقوة أن كان سيتحمل آنين حبه لأخري حينما يتزوج بها!

خرجت من الجامعه بفرحة كبيرة فأخرجت الهاتف حينما صدح برقم أمل..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، دعواتك جيت بفيدة يا أحلى ام فى الدنيا
تعالت ضحكات امل =لا يا قلبي دا تعبك وسهرك فى المذاكرة وربنا سبحانه وتعالى مش بيضيع تعب حد.

الحمد لله قوليلي بقا منار فين ويزيد وأبيه مالك رجعوا
=منار رجعت من الجامعه وطلعت تريح فوق ويزيد رجع تحت مع صديق له أما مالك فلسه مرجعش وبعد التحقيق دا راحه فين؟
تعالت ضحكات شاهندة: دايما قافشانى كدا هروح أشوف البت تقى مشفتهاش من زمان
أمل =سلميلي عليها ومتتأخريش يا شاهندة الدنيا قربت تليل
حاضر لو أتاخرت هخلى سيف أو شريف يوصلنى
=ماشي يا حبيبتى فى رعاية الله.

وأغلقت شاهندة الهاتف ثم أعتلت السيارة الاجرة سريعاً من الأمطار...

توجه للأعلى فصدح هاتفه برقم رفيقه من المغرب فأخرجه قائلا بغضب: بقيت مكلمنى أكتر من سبع مرات شكلك فاضى
قولتلك ألف مرة عندى كذا حاجة مينفعش أرجع وأسيبها
خلاص هشوف كدا لو هرجع فى نفس اليوم اوك
تمام سلام
وأغلق الهاتف ثم دلف للمصعد ليتفاجئ بها.

رفعت عيناها حينما ولجت للداخل لتجده يدخل خلفها هو الأخر، تأملها بتعجب ثم قال بأبتسامة مهلكة: أنتِ تانى
أخفت بسمتها ووضعت عيناها أرضاً فولج للداخل بعدmا أدخل رقم الطابق الخاص به وهى بحالة لا توصف حتى أنها نسيت بأنها بالطابق السابق له.
تأملها بتسلية وهو يرى الخجل المتسرب لوجهها، بداخله خـ.ـو.فاً بأن يتمرد القلب فتصبح الخدعة هلاكه ويقع بسحر عيناها او ربما قد أوقع نفسه بمحطة خاصة بها..

وقف المصعد فخرج فراس ثم أستدار لها قائلا بأبتسامة سخرية بعدmا طبع على اللائحة الخاصة بالمصعد الدور الخاص بها: مكنش فى داعى أنك تعـ.ـذ.بي نفسك وتوصلينى
كادت الحديث بغضب ولكن قاطعها حينما غمز لها بعيناه ثم اغلق باب المصعد ليهبط بها للطابق الاسفل فيجعلها تعود لأرض الواقع بأنها بلهاء أمام هذا الغامض..

خرجت من المصعد وهى تتأمل الدرج المودي للطابق الخاص به بأبتسامة خجل وردت وجهها الأبيض فجعلته كتلة من النيران، رددت كلمة خافتة غـ.ـبـ.ـية...
أتاها الصوت من خلفها: أول مرة تعرفى!
أستدارت برعـ.ـب لتجد شريف يقف أمامها بأبتسامة واسعة فصاحت بغضب: خضتنى يا غـ.ـبـ.ـي
تلون وجهه بالغضب الممـ.ـيـ.ـت: مين دا يابت الا غـ.ـبـ.ـي هو أنا الا واقف أشتم نفسي؟!

لم تعبئ به وتوجهت لشقة تقى تطرق بقوة فلم تجد الرد، أقترب منها شريف قائلا بغرور: تقى مش هنا ومش هقولك فين خالى غبائك يشرحلك الطريق.
وتركها ودلف لشقته تاركاً الباب علي مصراعه.
جلس امام التلفاز ثم حمل تلك الثمرة الضخمة يلتهمها بصورة مقززة كما اعتقدت شاهندة فقالت بعصبية ؛ أيه القرف الا أنت فيه دا
رفع قطعة منها وهو يشير لها بفخر: تأخدى بطيخ يابت
تلونت عيناها بالغضب: فى حد يأكل كدا؟!

أكمل تناولها قائلا بسخرية: مدام شوفتينى يبقى في
أقتربت منه وهى بحيرة من أمرها قائلة برجاء مخادع: طب يا بشمهندس شريف ممكن تقولى تقى فين؟
اعتدل بجلسته قائلا بسعادة وهيام: بشمهندس طالعة منك عسل يابت عشان كدا هقولك الا أعرفه
جلست مقابله له قائلة بسعادة: قول
شريف بغرور بعدmا وضع قدmاً فوق الأخري: تانى يوم بعد المستشفى الصبح أنا نزلت أجيب عيش عشان أفطر معاهم مالقتش البت ولا أمها.

شاهندة بستغراب: رحوا فين يعنى؟
أجابها بأبتسامة واسعة: معرفش
تطلعت له بغضب: نعم!
جذب ثمرة فاكهة قائلا بغضب وهو يلتهمها: قولتلك الا أعرفه من معلومـ.ـا.ت هامة جداً
لم تشعر بذاتها الا وهى تلقى بوسادة الاريكة على رأسه قائلة بغضب: كمل أكل يا شريف أنا غلطانه أنى كلمتك.

وتركته وغادرت وهى تتفحص الهاتف وتحاول معرفة إلى أين ذهبت تلك الفتاة ولكن الهاتف أصبح مكون من جزيئات صغيرة حينما أصدmت بالمدرعة البشرية من وجهة نظرها لترفع رأسها بغضب شـ.ـديد فوجدته أمامها بعجلة من أمره ويرتدى الجاكيت وهو يتوجه للخروج سريعاً
تطلع لها بغضب: لا كدا كتير
وتوجه للخروج فصاحت بغضب: يعنى غلطت ومتكبر كمان أنك تعتذر
أيتدار فراس وهو يتفحص ساعته قائلا بلا مبالة: أسف.

أنكمشت ملامحها بضيق وهى تلملم الهاتف: هعمل بيها أيه هترجعلى الفون؟!
زفر قائلا بهدوء مخادع: أنا مستعجل جداً
فرفع المال من جيب سرواله قائلا بسرعة كبيرة: خدى دول وهاتى فون بدل الا أنكـ.ـسر
زاد غضبها أضعاف مضاعفة قائلة بسخرية: لا والله كتر خيرك شايفنى ب.

قاطعها مخرجاً أحدى الهواتف الخاصة به قائلا بجدية ألتمستها به: أسف مرة تانيه دا فون جديد بدون أرقام ومن غير شريحة بس بجد أنا متأخر على الطيارة ومش فاضل غير ربع ساعة فأرجوكِ تتقابلى أعتذاري
لم تشعر بيدها التى تناولت منه الهاتف، لم تشعر بأنقباض قلبها وهو يسرع بالخروج من المبنى ليلحق بالطائرة التى أخبرها بها منذ قليل، الحـ.ـز.ن يخيم على وجهها بعدmا أخبرها بالسفر، هل ستكف عن رؤيته.

أنفضت التفكير به ووضعت الهاتف الذي يلمع بمجموعة من الصور الخاصة به بالحقيبة ثم توجهت للخروج لتجد سيف أمامها..
رمقها بستغراب شاهندة!
أجابته بلهفة: سيف الحمد لله أخوك هيجبلى ذبحة قلبيه
إبتسم قائلا بتأييد: أقــ,تــله ونخلص كلنا
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية ؛ ياريت بس هو بيعمل جو مرح كدا فى العيلة سيبه وأمرنا لله
: لا جايه على نفسك اوى يابت.

قالها شريف وهو يقترب منها بنظرات توحى بالقــ,تــل فقالت بخـ.ـو.ف: دانا بشكر فيك أهو الحق أخوك يا سيف
رمقه بنظرة فهرول للداخل لتكبت ضحكاتها وتتحدث بجدية: تقى فين؟!
وضع عيناه أرضاً فى محاولة للهرب قائلا بتصنع اللامبالة: عند والدتها
اجابته بزهول: ليه؟
حاول التهرب من أجابتها قائلا بهدوء: راحت مع خالتك وهتفضل هناك على طول
طالت صدmتها فخرجت الكلمـ.ـا.ت مبعثرة: أيه؟ أزاي تقى مكنتش حابه ترجع خااالص!

ثم لمعت عيناها بشرارة الشك الذي نقل لمفهوم سيف بأنها تعلم هى الأخرى بحبها له فغادرت للمصعد بصمت ليلحق بها قائلا بستغراب: راحه فين؟
أجابته بهدوء: هروح أشوفها عند خالتو
رفع يديه على شعره بتفكير: طب أستنى هغير هدومى وهجى معاكِ
رفعت يدها قائلة بهدوء: هات مفاتيح عربيتك أستناك فيها
قدm لها المفتاح بتفهم ودلف ليبدل ثيابه.

عاد مالك للقصر فولج للداخل ليتفاجئ بمحمود ويزيد..
أقترب منهم بعدmا خلع جاكيته قائلا بأبتسامة هادئة: الأجتماع سري ولا أيه؟
إبتسم محمود قائلا بسخرية: أجتماع وسرى مع الغول أتجننت أنا عشان أغلط فى كلمة ألقى رقبتى على دراعي
تعالت ضحكات الجميع، جلس مالك جوار محمود قائلا بصوت منخفض سمعه يزيد: والله انا إبتديت أخاف على نفسي منه
محمود بنفس النبرة المنخفضه ؛ الله يكون فى العون دانا بقالى معاه ساعة وحاسس أنى أقعد مع تريبل أيتش.

ألتقط يزيد السكين الموضوع على الطاولة يتأمله بنظرات مريبة لهم ثم قال بصوتٍ ثابت: شمم ريحة أسمى فى الموضوع
محمود بصدmة: هو كان فى موضوع أصلا!
تعالت ضحكات مالك قائلا بشمـ.ـا.ته بعدmا صفح محمود: أهلا بك مع عرين الغول
محمود بسخرية: عرين وغول طب سلام أنا بقا وأسف لدخول حياتكم بعد السنوات دي.
تعالت ضحكاتهم بسعادة لتجمعهم من جديد.

بالمطار
بعثت رسالة من هاتف الطبيب لهاتف فراس بأن المريـ.ـضة تخبره بأن امر السفر يكون خفى عن نوال والا أنه لن يتمكن من اللاحاق بها فستكون فارقت الحياة على يد أحد رجـ.ـالها وهذا ما زرع الشك بقلب فراس ليعلم ماذا هناك بعد أن أخبر رفيقه بأنه سيأتى غداً فأذا بالطبيب يخبره بسوء حالته ويجعلها يهرول سريعاً ليعلم ما الأمر الذي يخص نوال وبه.

بمنزل تقى
إستمعت لدقات الباب المرتفعه فأرتدت حجابها وفتحت لتتفاجئ به أمام عيناها، حل الصمت على تعبيرات وجهها فقط نظرات إمتلأت بالدmع والآنين لرؤياه..
أفاقت على صوت شاهندة فتراجعت للخلف حتى يتمكنوا من الدلوف..
أغلقت الباب والتفكير يشغل عقلها ثم جلست على الأريكة تخـ.ـطـ.ـف نظراتها له بأرتباك..
جلست شاهندة جوارها قائلة بأبتسامة واسعه: واضح أننا خفينا وبقينا عال.

إبتسمت بسمة خافته: الحمد لله طمنينى عنك وعن يزيد ومالك والكل
وضعت شاهندة حقيبتها: كلنا بخير الحمد لله، ثم ألقت نظرة متفحصه على المنزل بستغراب: أمال خالتو فين؟
أجابتها بملل: نزلت من بدري أوي ولسه مرجعتش، ثم وقفت وتوجهت للمطبخ قائلة بأبتسامة هادئة: هعملكم حاجة تشربوها
صاحت بغضب: نعمين ياختى عايزين أكل أنا صايمة والمغرب آذن من نص ساعة
رمقتها بغضب: وأنا مش بعرف أطبخ ولا أعمل حاجه غير القهوة.

شاهندة بحـ.ـز.ن: ولا انا
ثم لمعت عيناهم ببريق لامع فتطلعوا له ليعتدل بجلسته قائلا بتحذير: مطبخ واكل تانى لا
جذبته شاهندة ببراءة مصطنعة: وتسيب أختك جعانه يا سيفو
رمقهم بنظرة محتقنه قائلا بغضب: ألبسو أنزلكم نتعشى بمكان لكن طبيخ والكلام دا أنسوا
وبعد دقائق
شاهندة بغضب: ركز مع الفراخ يا سيف شكلها أتحرقت
أستدار بوجهه والغضب يشكل قسمـ.ـا.ته: مدام شايفة نفسك شيف متتوالى شرف المهمة دي.

آبتسمت بسخرية: سيف مين دانا بفك الخط فى الطبخ بالعافـ.ـية
رمقها بغضب وأكمل ما يفعله بضيق، أكملت تقى تقطيع الخضروات بشرود وهى تخـ.ـطـ.ـف نظراتها له وهو يرأها ويتصنع بأنه غافل عنها.
حملت شاهندة الأطباق للخارج فوضع سيف الطعام بالأطباق ولحق بها...
جلست تأكل بتلذذ: أكلك حلو يا سيفو
رمقها بنظر ممـ.ـيـ.ـته: متخديش على كدا أنتِ كمان ياختى
تعالت ضحكاتها قائلة بمكر: أنا داخله على طمع بعد الأكل.

قاطعها قائلا بنبرة لا تحتمل اي نقاش: خلصى الأكل عشان أوصلك وأخلص من أم الليلة دي
جلست تقى على الأريكة تطلع لمن تجلس على المقعد تلتهم الطعام وتكبت ضحكاتها..
رفع سيف عيناه عليها قائلا بهدوء: هتيجى الشركة بكرا يا تقى؟
تلون وجهها بالتـ.ـو.تر لتذكر نظراتها أمامه فقالت بأرتباك ؛ مش عارفه أنا كنت فاكرة أنى لما هشتغل هرتاح نفسياً من القعدة فى البيت بس.

قاطعها بسخرية: هو أنتِ لحقتى دا يوم واحد عموماً الا تحبيه اعمليه
ثم وجه حديثه لشاهندة بعدنا تأمل ساعته: يالا يا شاهندة أتاخرتى ويزيد ممكن يزعقلك
أجابته بتفهم وهى تلملم أغراضها: حاضر
جذب مفاتيحه وغادر للأسفل وهو يشعر بالضيق لما فعله بها بدون تعمد...

غادر محمود القصر وعاد للمنزل فدلف لغرفة ليان ليطمئن عليها بعدmا أخبره مالك مع حدث معها ولكنه وجدها تغط بنوماً عميق يرأه بها لأول مرة حتى أنها لا تشعر بوجوده كالعادة، داثرها بالغطاء وتوجه لغرفته والتفكير للتخلص من ذاك اللعين يشغل باله...
أوصل سيف شاهندة للداخل وغادر على الفور ليتوقف بسبـ.ـارته على الشاطئ فوضع رأسه على مقبض السيارة يحاول التحكم بموجة تفكيره...

بغرفة يزيد.
أبدل ثيابه لسروال أسود قصير وتيشرت أبيض ضيق للغاية يبرز عضلات جسده المفتول ثم توجه للفراش على أمل النوم ولكن كالعادة خـ.ـطـ.ـفت تلك الفتاة نومه الهنيئ فأبتسم بسخرية على ما فعله فهو يرى نفسه أحمق لسهولة أنهيار حصونه أمامها..
أخرجه من بحوره العميقة دلوف طارق للداخل قائلا بصوت ينقل ما يشعر به من آلآم: صاحى يا يزيد؟
أعتدل بفراشه قائلا بتعجب: فى أيه؟

ولج للداخل ثم جلس على الفراش يجاهد للحديث فخرج صوته أخيراً قائلا بحـ.ـز.ن: مش عارف أنسى الا حصل دا يا يزيد البـ.ـنت دي ذنبها أيه يحصلها كدا؟
اجابه بسخرية: أنت بتسالنى أنا؟!
رفع عيناه اللامعة بالدmع: مش لقى أجابه غير انى حقير أوى
زفر يزيد وأحتضنه بستسلام قائلا بلهجة مختلفة عن طباعه المتعصبة: كان غـ.ـصـ.ـب عنك أكيد بعد المـ.ـخـ.ـد.ر القوى دا مكنتش هتبقى فى واعيك عايزك تنسى الا فات وتركز فى حياتك يا طارق.

خرج من أحضانه قائلا بسخرية: أركز أزاي؟! أنا بشوفها أدامى ليل نهار مش قادر أنسى شكلها خالص
رفع يديه على خصلات شعره المتمردة على عيناه قائلا بتفكير بعد الجامعه تعال المقر أشتغلك كام ساعة وأوعدك هتتهد خالص من التفكير
إبتسم بفرحة: بجد؟!
رمقه بنظرة ممـ.ـيـ.ـته فأبتلع باقى جملته وتوجه للخارج بسعادة ولكنه توقف بتذكار وأستدار قائلا بخـ.ـو.ف: هو أنا ممكن أتجوزها يا يزيد؟

تطلع له يزيد بصدmة فلم يكن بأوسع مخيلاته ان يكبر أخيه بحديثه لدرجة تحمل الزواج وأعبائه، هناك عقبة أخرى كيف يخبره بأنها الآن زوجته؟!

لم تجد الكلمـ.ـا.ت مخرج منه فعلم طارق بأنه تفوه بشيئاً محال وغادر لغرفته، ظل يزيد كما هو متخشب محله من التفكير لم يغلق له جفن فكيف له بمعاصية الله!، لا طالما كان ودود إليه يفعل الطاعات ويبتعد عن المعاصى حتى أنه ومالك أنشئوا مسجد بالشركات والمقر مع تصريح بساعة كامله مع آذان الصلوات ليتمكن الجميع من ممارسة الطاعات دون حجة بالعمل ليس فرضٍ منهم للصلاة ولكن لمن أرد ذلك..

رأى نفسه خاطئ بحقها فوضع بالحسبان أن يرأها ويتحدث معها
وصلت الطائرة للمغرب فخرج فراس ليجد أحد أصدقائه بالخارج فصعد معه بالسيارة التى توجهت للمشفى...
ولج فراس للغرفة المملوءة بالأجهزة الطبيبه ليجد من قامت بخدmتهم أكثر من ثلاثون عاماً تقطن على فراش المـ.ـو.ت، مزق قلبه فظن أن حالتها ليست كهذا أقترب منها حينما أشارت له بيدها ودmـ.ـو.عها تغزو وجهها قائلة بصوت متقطع: تعال يا فراس.

أقترب منها ثم جذب المقعد وجلس على مقربة منها ليتمكن من سماع صوتها الهزيل، تأملته قليلا ثم قالت بتعب شـ.ـديد: أنا بخدm أبوك من أكتر من تلاتين سنة من لما كان فى مصر وسافر المغرب أتجوز مغربية وعاش معاها هناك وأنا كنت بخدmهم على طول بس المشاكل بينهم مكنتش بتخلص.
أشتد تعبها فأسرع فراس بالحديث: مش مهم أرتاحى وكملى بعدين
أبتسمت قائلة برضا: معتش فى بعدين يابنى أسمعنى الله يكرمك.

لتكمل بتعب ليس له مثيل وهى تنقل الكلمـ.ـا.ت: المشاكل كانت بسبب الخلف فأبوك قال أنها مش بتخلف وعمل مشاكل كتيرة اوى ونهايتها أنه اتجوز نوال
قال بستغراب: بس بابا متجوزش غير أمى ونوال معنى كدا أن الجوازة الأولنية من أمي؟
اجابته بتعب شـ.ـديد: مش امك يا فراس
: أيه الكلام الا بتقوليه دا.

قالها بغضب شـ.ـديد بعدmا تؤك المقعد وهب بالوقوف فجذبته قائلة بتعب يشتد بقوة: مفيش واحدة هتقابل وجه كريم وهتكدب يابنى سبنى أقولك الباقى
أنصاع لها فراس وجلس وهو بصدmة ليس لها مثيل فأكملت هى بو.جـ.ـع وهى تجاهد للحديث: أول لما عرفت أنه أتجوز عليها أنهارت وطلبت الطـ.ـلا.ق ابوك مرضاش يطـ.ـلقها فسبتله البيت ومشيت نوال فضلت عايشه مع أبوك سنة من غير عيال عمري ما هنسى الا حصل فى اليوم دا.

أشار بوجهه فأكملت وهى تجاهد للحديث: كان أبوك مسافر مهو شغله كله سفر نوال اختفت من البيت لمدة أسبوع وكانت منبها عليا أن لو أبوك أتصل أنى أرد وأقول أنها تعبانه مش قادرة تتكلم، بره، فى الحمام المهم أنه ميعرفش حاجه عن أختفائها وبعد ما الأسبوع خلص لقيتها رجعه البيت بطفل صغير لسه مولود ويومها دخلتلي المطبخ ونبهت عليا أنى مش أجبله سيرة أنها كانت بره البيت المدة دي وأنى اقول أن مـ.ـر.اته الأولى جيت البيت ورمت الطفل دا.

صدmة اعتلت وجه فراس فأكملت بتعب ودmـ.ـو.ع: مكنش قدامى الا الكدب يابنى مش عشان أنها هتقطع عيشي زي ما كانت بتقول لا كنت خايفه على بناتى منها نوال ست شرنية
: وبعدين.

قالها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد من القادm فأكملت قائلة بتعب شـ.ـديد: لما ابوك رجع وأتفاجئ بيك قالتله أن مـ.ـر.اته جيت هنا ورمـ.ـيـ.ـتك وقالت خاليه يطـ.ـلقنى وأنا هتنزل عن حضانة الطفل أبوك كان طاير من السعادة انها كانت حامل وفوراً نزل طلق مرأته الأولنية وكتبك بأسمه وبأسم طلقيته لأنه راجـ.ـل عادل مسمعش كلام نوال وكتبك إبنها.

وفاتت السنين والسر متغطى لحد ما بقى عندك 18 سنة أبوك كتبلك جزء من أملاكه وجزء لنوال بس بعد الا حصل نقل أملاكه لدار أيتام كأنه كشف حقيقتها
أجابها بلهفة: حقيقة أيه؟

أشتد التعب فقالت بتلهف: معرفش يابنى كل الا أعرفه انه عرف أنه مش بيخلف فلما راح أتهم طليقته بأنها خـ.ـا.ينة لقاها متعرفش حاجة عن الطفل فالشكوك راحت لنوال واجهها والغريبة أنه أتقــ,تــل تانى يوم بس طبعاً بعد ما اخد الأملاك منها وأنت سابلك شركة واحده فى المغرب الا نوال أخدتها منك معرفش أزاي!
تعالت ملامح الصدmة وجهه فقال بزهول ؛ يعنى أنا إبن مين؟!

أجابته بيأس: مش عارفه يابنى بس الا أعرفه أن بعد مـ.ـو.ت أبوك لما عرفت أنها على الحديدة نزلت مصر لأهلها لكن انت إبن مين الأجابة عند نوال نفسها لأنها مش هتستفاد حاجه لما تجيب طفل من الملجئ تربيه أعتقد أن الموضوع أكبر من كدا.

أسند ظهره على المقعد بصدmة كبيرة جعلته كالثليج لا يقوى على الحركة، كيف كان كالدmى بين يدها؟!، من هو ومن عائلته سؤالا تردد على مسامعه إلى أن صعد على متن الطائرة للعودة مرة أخرى لمصر.

زف الليل بشواطئ الآنين وشواطر الروح، زف ببعض الآلم والجراح زف بآنين من حقيقة مؤلمة زف ببسمة تترسم على بعض الوجه ودmعة تغزو البعض الأخر وسطعت شمس يوماً جديد لتنير بضوء ليس له حدود..
بقصر نعمان.

إستيقظ يزيد من نومه فأسرع بتبديل ثيابه ثم توجه للشركة ليرى هل ستأتى أم ستنهى قصة لم تشرع فى التشكل
صعد لمكتبه فوجدها تجلس على المقعد المقابل له لا يعلم لما أحتلت الفرحة ملامح وجهه، وقفت تتأمله بخجل من نظراته الفتاكة فرفعت الملفات قائلة بعملية مخادعة: الملفات أترجعت كويس جداً على فكرة
إبتسم قائلا بثباته المعتاد: هشوف بنفسي.

امتلأ وجهها بالغـ.ـيظ فجلس على مكتبه ونظراته تطوفها لتتوجه للخارج ولكنها أستدارت قائلة بتذكر: أه على فكرة أنا جيت هنا عشان أقولك أنك مغرور جداً.
أنهت كلمـ.ـا.تها وهرولت للخارج بسعادة طفولية فجلس على مكتبه والأبتسامة تنير وجهه على من غزت قلبه وأعلنت بأنه يحتل قلبها...

هرولت سريعاً كمن رأت شبحاً فبعدmا ألقت بتهمتها على الغول ماذا تنتظر ركضت لتصطدm بطارق بعدmا أفاق من الصباح ولحق بأخيه ليستلم العمل الذي أخبره به..
رفعت عيناها لترى من يقف أمامها...

بمنزل محمود
إستيقظ محمود على صوت هاتفه فرفعه ليجد رسالة نصية من يزيد تنص على
الشركة مش زي الجامعه يا دكتور معاك 10 دقايق وألقيك هنا والا أنت الجانى على نفسك .

قرأ رسالته وهرول للحمام متمتم بخفوت: وأنا كان مالي ومال أم الشركات هو أنا فالح فى الجامعه وطلابها لما أروح الحسابات منك لله
أعدت فاتن الفطور ولكنها حـ.ـز.نت حينما رفض محمود وهرول سريعاً لسيارته لتودعه بدعواتها الدائمة له فدلفت لغرفة ليان تخبرها بأنها ستذهب لترى شقيقتها لمرضها المفاجئ وأنها ستعود ليلا..

وغادرت فاتن تاركة ليان توجه مصيراً مجهول على يد حسام الذي علم من رجـ.ـاله بخلو المنزل من الجميع الا تلك التى حركت غرائزه منذ ان رأها من اللقاء الأول وها هى تحاول التخلص منه بعد أن فضت خطبتها فظنت أنها تخلصت من لعين لا يعينه سوى أرضاء غرائزه الوضيعة...
أصطدmت به وهى تهرول لتحظو بحياتها التى ستفتك على يد الغول، رفعت عيناها لتتفاجئ به فخرج صوته بهدوء: مش تخلى بالك؟
صاحت بغضب: أفنـ.ـد.م!
إبتعد طارق عنها ثم قال بتعجب: على فكرة أنتِ الا خبطى فيا مش العكس!
رفعت يدها على خصرها بغضب أشـ.ـد: ودا يديك الحق أنك تلطش بالكلام مع خلق الله.

جحظت عيناه على تلك الفتاة التى تحمل الجنون بشكلاٍ يرأه لأول مرة حتى أنها أستمرت بالحديث فأسرع بالتحدث قائلا بلهفة لينال الحرية: أنا أرتكبت خطأ فاحش وبعتذر جدااً ومتكفل بأى تعويضات مادية ومعدنية
أنفجرت ضاحكة بعدmا إستمعت له قائلة بعد صعوبة للحديث: لا حلوة بس حضرتك عارف أنت بتكلم مين؟
أعاد خصلات شعره للخلف بحيرة من أمره: فى الحقيقة لا بس أحب أعرف.

تلفتت للخلف بتراقب ثم قالت بصوتٍ منخفض: أنا سكرتيرة الغوريلا الا جوا دا
كبت ضحكاته قائلا بجدية مصطنعه: يا راجـ.ـل
أشارت برأسها بتأكيد فسترسل حديثه بزهول: بس أنا على حد علمى أنه أسمه غول!
لوت فمها بضيق: غول ولا غوريلا كلهم وحوش بالنهاية
أجابها بتأكيد: معاكِ حق والله
أعتدلت بجلستها قائلة بوعى: مقولتليش بقا أنت مين؟
إبتسم إبتسامة واسعة: أخو الغوريلا أو الغول مش هتفرق على رأيك.

شعرت بصدmة ليس لها مثيل فجذبت الملف وتوجهت لمكتبها على الفور، إبتسم طارق بسخرية وأكمل طريقه للداخل..

بمنزل محمود
جلست على طاولة الطعام بملل من عدm وجود أحداً بالمنزل فأخرجت هاتفها تلهو به بملل شـ.ـديد ولكنها شعرت بأن هناك شيئاً ما يحدث بالخارج، جذبت حجابها وتوجهت لباب الشقة تستمع ما يحدث..

تراجعت للخلف وهى ترى رجـ.ـال يطوفون بالمكان ويقترب أحداهما من الباب بأشارة من الأخر فيحاول فتحه بدون صوت ملحوظ، أرتعبت ليان وركضت لشباك المنزل تحاول الصراخ ولكن تفاجئت بهم بالداخل فصرخت بقوة وركضت لغرفتها التى أغلقت بابها بأحكام ولكن امام طرقهم المبرح لن يصمد طويلا فأخرجت هاتفها من جيب البيجامة تطلب أخيها بسرعة كبيرة والصرخ يعلو شيئاً فشيء لعل من يستمع لها يكون النجأة لها مما ترأه.

بمكتب مالك
تعالت ضحكاته قائلا بعدm تصديق: قالك كدا معقول؟!
زفر محمود بغضب: بتضحك؟!
كبت ضحكاته قائلا بسخرية: أمال عايزنى أعملك أيه من أول يوم وحضرتك بتعيط طب بعد كدا هتعمل أيه؟!
جحظت عيناه برعـ.ـب: هى فيها بعد كدا لا دانا أرجع شغلى أحسن
أعتدل مالك بجلسته قائلا بجدية مصطنعه: جبان يا حودة
كاد أن يعنفه ولكن قطعهم دلوف سيف للداخل قائلا بأبتسامة هادئة: صباح الخير
إبتسم مالك قائلا بسخرية: صباحو تأخير.

أرتمى بجسده على المقعد قائلا بتعب: مكنتش جاي من الأساس بس أفتكرت المـ.ـيـ.ـتنج
ثم أكمل بتعجب لرؤية محمود: مش تعرفنا يا مالك
رفع محمود يديه قائلا بأبتسامة واسعه: مفيش داعى مالك يعرفنى معاك محمود لطفى دكتور جامعى وكنت زميل الأستاذ دا هو ويزيد طول فترة الدراسة
رسم سيف البسمة بترحاب: وأنا سيف إبن خالة يزيد ومسؤال عن الشركات.
رمقهم بسخرية: نجبلكم شجرة وأتنين ليمون عشان تعرفوا تتكلموا براحتكم.

أستدر الجميع ناحية الصوت ليتفاجئوا بيزيد أمامهم ونظرات الغضب تحتل عيناه، أسرع سيف بالخروج قائلا بأبتسامة واسعه: أشوفك بعدين يا حودة
محمود بغضب: حودة وهتسبنى هنا! خدنى معاك
وأتابعه محمود للخارج فجلس يزيد على المقعد المقابل لمالك قائلا بغموض: كنت عايز أقولك على حاجة يا مالك
أستقام بجلسته قائلا بلهفة ؛ حاجة أيه دي؟!
زفر وهو يلقى بثقل جسده على المقعد: طارق عايز يتجوز البـ.ـنت دي
مالك بتفهم: حقه يا يزيد.

رمقه بصدmة: نعم!
أكمل مالك بهدوء: زي ما سمعت حقه يطلب الطلب دا وحقها أنها ترفض ومتنساش أنها متعرفش الحقيقة يعنى فى أعتقادها أنه طارق مش كويس
خرج صوته الساخر: وأنت عايزنا بقا نشرحلها أنه ميقصدش والكلام دا!
أسرع بالحديث قائلا بهدوء: لا بس على الاقل تعرف وليها حرية الأختيار
صاح بغضب: تختار أيه أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن؟! دا جواز مش لعبه هتنازل بيها له أنا مش عارف أفكر خالص حاسس أنى بمتاهة.

أجابه مالك بهدوء: طب بس أهدا وكل شيء هيتحل.
زفر وهو يحاول التحكم بزمام أموره، فصدح بالغرفة صوتٍ لهاتف غير مؤلوف فتطلع مالك لجواره قائلا بستغراب: محمود نسى الفون
يزيد بسخرية: مش بقولك غـ.ـبـ.ـي أروح أشوف شغلى أفضل.

تعالت ضحكات يزيد فجذب الهاتف يتفحصه بأهتمام لتعلو دقات قلبه حينما رأي أسمها ينير شاشة الهاتف، لم يشعر بأنامله وهى تتحرك بحرية على حروف الأسم المختوم بحروف نبض القلب، بسمته إرتسمت بتلقائية وهو يتذكر خجلها، فتح الهاتف وقربه من آذنيه على أمل سماع صوتها ولكنه فزع حينما إستمع لصراخها المكبوت ببكاء حاد: ألحقنى يا محموووود.

ثم صاحت بنوبة من الصراخ حينما تحطم الباب ليظهر أمامها رجلين بطول مريب وجسد يبث الرعـ.ـب بالأبدان، تراجعت للخلف ببكاء ورعـ.ـبٍ شـ.ـديد وهى تصيح بقوة: أنتوا مين؟ وعايزين منى أيه؟!
أقترب منها أحدهما وهو يجذبها بهدوء: أما تيجى معانا هت عـ.ـر.في
دفشته بعيداً عنها قائلة برعـ.ـب بعدmا جذبت الزجاج المحطم نتيجة لقوتهم: لو قربت منى هقــ,تــلك
أنقبض قلب الراجـ.ـل قائلا برعـ.ـب لرفيقه: أرجع حسام بيه عايزها سليمة.

هنا كانت الرسالة واضحة لها لتعلم بأنه من بعث هؤلاء اللعناء ليقتص منها، فعلمت النقطة التى ستستغلها للخروج من هنا كما كانت تعتقد، رفعت الزجاج على رقبتها قائلة بغضب: أخرجوا من هنا حالا والا هقــ,تــل نفسي هنا وأدmكم.

تراجع الراجـ.ـل بخـ.ـو.ف من رب عمله، أما على الجانب الأخر كان يضع الهاتف بصدmة على آذنيه ويهرول سريعاً لسيارته يجتاز المسافات بسرعة ليس لها مثيل، بقاء الهاتف على قيد الأتصال هو من جعله على فيد الحياة، علاقته بها تثير جدله بقوة فيشعر بأنه على وشك خسارة قلبه الذي يصارع بنبض ليس له مثيل...

وصلت تقى للشركة بعد ساعة كامله قضتها بالتفكير وأنهتها بقرارها بأستكمال العمل..
دلفت لمكتب يزيد أولا بعد أن أوصلتها بسمة والغضب يشكل وجهها...
جلست على المقعد قائلة بفرحة: بجد يا يزيد سيف قالك كدا؟!
إبتسم لسعادتها الكبيرة بأبسط الأشياء وأكمل بتأكيد: أيوا يا بـ.ـنتى والله وطلب أنك تكونى فى القسم بتاعه يعنى أعتبري نفسك شغالة معاه
طافت أحلامها قائلة بفرحة: طب أروح أنا بقا.

أوقفها قائلا بثباته الدائم: أعتقد التقل أفضل من كدا
أستدارت بغضب ليكمل عمله ببرود كأن لم يكن، فقاطع كلمـ.ـا.تها المتعصبة دلوف طارق قائلا بنـ.ـد.م: أنا راجع البيت يا يزيد وأوعدك أنى عمري ما هشتكى من حاجة أبداً
رددت تقى بستغراب لرؤيته: طارق!
رمقها بحـ.ـز.ن: أيوا طارق ياختى الا كان طاير من السعادة عشان هيشتغل هنا بس بعد الا شوفته والحسابات الممـ.ـيـ.ـته دي غيرت رأيئ فهروح على الجامعه بقا سلامو عليكم.

وتوجه للخروج ولكنه تخشب محله حينما هوى الرعد المخيف قائلا بأنقباض: طاررق
إبتسمت تقى وغادرت سريعاً بعدmا رددت بهمسٍ له: ربنا معاك يا خفيف
رمقها بغضب فأسرعت بالفرار..

تراجعت للخلف بزعر وهو يقترب منها بمحاولة مخادعة للحديث ليستغل زميله الفرصة ويستدير من الناحية الأخرى فيتمكن من السيطرة عليها، وبالفعل ما حدث كما هو مخطط أنتشل منها الزجاج وهى تصرخ بقوة أفتكت بقلب مالك الذي أسرع بالسيارة كالطوفان الممـ.ـيـ.ـت أو كمن يتحدا الرعد والعواصف لينجو بحياته المرتبطة بدقات القلب وعلاقة الروح، جذبوها بقوة بعدmا كمموا فمها وقيدوا حركاتها ثم حملها أحداهما للسيارة التى تنتظرهم بالأسفل...

تحركت السيارة سريعاً عن المكان الممتلأ بالأناس الفقراء فأغلبهم من ألتزم الصمت خـ.ـو.فاً من مظهرهم الخارجى ومنهم من حاول التداخل ليكيل لهم المستعمرات البشرية ضـ.ـر.بات قـ.ـا.تلة جعلتهم عبرة لمن أرد أنقاذ تلك الفتاة...

كانت تتمدد بالخلف أرضاً والسيارة تتطوف بقوة ولكنها توقفت حينما أعلنت إشارات المرور ذاك أو ربما أتصال الأرواح من دق بقلبها فجعلها تشعر بأنه قريبٍ منها، نعم هو بالسيارة المقابلة لها يتأمل الطريق بغضب شـ.ـديد كاد أن يكـ.ـسر الطريق ولكن مرور الأطفال من منعه من ذاك أو ربما لقاء عابر مخطط له، صارعت لتتحمل على جسدها بعد محاولات عديدة من من يجلس جوارها تمكنت من رؤيته يجلس بالسيارة المعاكسة لها، لجوارها راجـ.ـل الشرطة ولكن لم يعنيها سوى من وقعت عيناه عليه، رفعت يدها المقيدتان تضـ.ـر.ب الزجاج بقوة فجذبها الرجل سريعاً، حاولت العودة للزجاج الشارع لروحها ولكن لم تتمكن من ذلك لقوته الجـ.ـسمانية فأثارت ضجة بالسيارة..

شعر مالك بأن هناك أمراً غامض بين ضـ.ـر.بات قلبه وتلك السيارة السوداء، كان بحرباً ليس لها مثيل أيتبع أحساس القلب وهوس الروح أما يذهب للمنزل سريعاً، تحركت السيارات حينما تعدلت أشارة المرور ومازال يضـ.ـر.ب المقبض بغضب إلى أن أتبع قلبه وأبدل مسار السيارة بقوة كادت أن تفتك به بحادث ليس له مثيل ولكن لم يعنيه سوى أنقاذ من سلبت القلب وآسرت الروح بلجام العشق الغامض..

بدأ الشكوك تزواره بأنها بالسيارة بعد أن نخفت السيارة بأماكن مجهولة، أخرج مالك هاتفه ثم شرع بالاتصال برفيقه فالأمر غامض للغاية..

بالشركة
دلفت تقى لمكتبه قائلة بأبتسامة هادئة: صباح الخير
إبتسم سيف قائلا بسحراً لا يمتلكه سواه ؛ صباح النور يا تقى تعالى
وبالفعل دلفت لتجلس بالقرب منه، أخرج سيف مهامها قائلا بهدوء: دا أول ملف ليكِ ورينى بقا همتك أنا هشوفه بعد ما تخلصى خالص
أشارت برأسها وهى تتفحصه بهدوء وتنفذ ما علمها إياه..
أما بمكتب بسمة.

كانت تجلس بالخارج حينما تلقت أتصالا هاتفياً قلب حياتها، وقفت قائلة بصدmة: أيه؟! أنت بتقول أيه؟!
ثم صرخت بقوة: لاااا مستحيل لااااااا
وسقطت أرضاً تبكى بقوة وتصرخ بقوة أكبر...
بغرفة يزيد
كان بالداخل مع مجموعة من الموظفين حينما إستمع لصراخها فهرول للخارج سريعاً ليجدها تبكى بقوة وضعف شـ.ـديد، انحنى ليكون على مستواها قائلا بلهفة وخـ.ـو.ف: فى أيه يا بسمة؟ مااالك!

رفعت عيناها الزرقاء بدmـ.ـو.ع ولون يشبه الهلاك، تتأمله بصمتٍ وحـ.ـز.ن دافين، دmـ.ـو.عها تنسدل بصمت وعيناها تتأمل عين الغول الفاقد بذاك الوقت للقبه المقزز ليصبح بئرٍ من الحنان والخـ.ـو.ف القـ.ـا.تل على معشوقته، على من ملكت قلبه من الوهلة الأولى..

دmعاتها تزداد شيئاً فشيء، هموم العالم ألقى على مسماعها منذ قليل، قيود وعادات و.جـ.ـع وآنين ألقته حينما وقعت بأحضانه فاقدة الوعى، أحتضانها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ثم حملها للداخل والرعـ.ـب يلعب دوره الحاسم على قسمـ.ـا.ت وجهها..

حاول أفاقتها ولكن لم يستطيع فأتى الطبيب ليخبره بأنها بصدmة عصبية مريرة ولن يتمكن من أفاقتها حتى لا تزداد حالتها سوء فالأفضل لها فاقدان الوعى، تعجب يزيد من مطلبه الغريب ولكنه سينفذ أي شيء ليجعلها آمنة فحملها للقصر كما أخبره الطبيب بعدmا فشل فى معرفة عنوان لأهلها..
ربما دلوفها لحياته ولقصره ليس مخطط له وربما مستنقع أحزانها لديه رابط أو شيئاً خفى يجمعها به...

بسيارة مالك
حاول الوصول ليزيد ولكن هاتفه خارج التغطية فترك رسالة له مع تتبع للمكان الذي هو بع..
توقفت السيارات أمام مكانٍ يراه مالك لأول مرة فهبط منها الرجـ.ـال وهى معهم تخطو بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ودmـ.ـو.ع غزيرة جعلت قلبه ينقبض بقوة..

مكانٍ مظلم مخيف للغاية، عتمته ليست المخيفة بل رائحته الكريهة المعبأة بالخمر الشيء المغيب للروح والجسد المحرم من الله عز وجل ويستبيحه ذاك الحقير من يجلس بمنتصف الغرفة الواسعه التى تمتلأ بعدد مهول من الزجاجات الفارغة وفراش ضخم للغاية وكوماد صغير بجواره ومقعد واحد من يجلس عليه، شعرت بأنقطاع الاحبال الصوتيه لديها فقالت بعد معانأة للحديث: أنت جايبنى المكان دا ليه؟!

تعالت ضحكاته وهو يقترب منها ويحرر قيود يدها بقوة جعلتها تصرخ ألماً من قوة ربط الحبال فرفع يديه يكيل لرجـ.ـاله اللكمـ.ـا.ت قائلا بغضب: أنتوا عاملين فيها كدا ليه؟!
بكت ليان وهى تتأمل جنونه وعدm إتزانه رائحة فمه نقلت لها صورة مقززة عما يتناوله..
رفع يديه على وجهها قائلا بصوتٍ مخيف: متخافيش يا لين أنا جايبك نتسلى شوية
أبعدت يديه عنها قائلة بصراخ: متلمسنيش.

تعالت ضحكاته والرعـ.ـب يتوالى بقلبها والدmـ.ـو.ع تعرف كيف الطريق على وجه الآنين.

بقصر نعمان
وضعها يزيد بحرصٍ شـ.ـديد على الفراش وعيناه بالحـ.ـز.ن تفترش وجهها، رفع يديه يزيح دmـ.ـو.عها بخنجر يزداد بطعن قلبه فخرج صوته المنهزم لأول مرة: أيه الا حصلك يا بسمة؟
ازدادت دmـ.ـو.عها فعلم بأنها تستمع إليه ليكمل وهو يجفف دmـ.ـو.عها بأنامل يديه الحنونه: لو أعرف مالك بس؟!
ثم تمسك بيدها قائلا بحـ.ـز.ن: مش هسيبك صدقينى أنتِ هنا معايا
أزدادت دmعاتها فزداد حـ.ـز.نه ليعلم الآن انه لم يخطئ فهو بحالة عشق مريبة..

دلفت أمل للداخل ومعها شاهندة التى أتت على الفور حينما بعث لهم يزيد مع الخدm، تأملتها امل بأهتمام ثم قالت بحـ.ـز.ن: مش دي البـ.ـنت الا كانت معاك؟
أشار برأسه بحـ.ـز.ن فأقتربت منها شاهندة قائلة بستغراب: مالها يا يزيد!
قص عليهم يزيد ما حدث فأقتربت منها امل ورفعت يدها على رأسها تقرأ آيات من القرآن بحـ.ـز.ن..

تأملها يزيد بصمت فأستمع لآيات الله التى ترتلها أمل بصوتٍ عـ.ـذ.ب، صدحت رسالة مالك فأخرج يزيد هاتفه لينصدm بقوة منا رأه فقال بسرعة وهو يتوجه للخروج: منار فين يا شاهندة؟
أجابته بستغراب: فى الجامعه
غادر سريعاً وهو يحمد الله بأن وجد وسيلة للاتصال بمحمود بعدmا نسى هاتفه...

بالجامعة
تفاجئت منار بعدد مهول من الأتصالات من يزيد فأخرجت هاتفها بقلق: أيوا يا آبيه
صوته المتلهف: محمود فين يا منار؟
اجابته بستغراب: معرفش هو مش علينا النهارده
أكمل حديثه بسرعة كبيرة: شوفيه فين فى مكتبه ولا بأى مدرج وإعطيه الفون حالا
أجابته بخـ.ـو.ف: فى أيه يا آبيه؟
صاح بغضب: مش وقته.

وبالفعل هرولت منار تبحث عنه بالجامعه إلى أن وجدته بمكتبه فدلفت وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة: دكتور محمود كويس أنى لقيت حضرتك
وقف يتأملها بستغراب وخـ.ـو.ف: فى أيه! أنتِ كويسه؟
أشارت برأسها وهى تناوله الهاتف قائلة بصوت متقطع ؛ آبيه يزيد عايزك ضروري
ألتقط منها الهاتف ليستمع من يزيد ما حدث مع شقيقته وأخبره أن المكان الموجودة به على الهاتف الخاص بيزيد وحدد له المكان الذي سيلتقى به ليذهبوا لمالك.

ما أن إستمع محمود لما يقوله يزيد حتى أطبق على يديه بقوة وغضب شـ.ـديد بث الرعـ.ـب بقلب منار فركض سريعاً للمكان الذي أخبره به يزيد..

إبتعدت للخلف وهى تبكى بقوة قائلة بصوت مرتجف: أنت فاكر أنى كنت هسمح لحـ.ـيو.ان زيك يبقا زوجى بعد الا شوفته!
تعالت ضحكاته قائلا بعين لامعة بشيء يصعب وصفه: أديكى هتبقى مرأتى بس من غير ورق.

صدmت من حديثه وحاولت الركض ولكن هيهات جذبها بقوة للفراش فصرخت بقوة حينما حاول التهاجم عليها ولكنها صعقت حينما طاح بعيداً عنها فتطلعت لمن يقف أمامها كالسد المنيع، جسده كفيل بحجب النور عنها، حاولت رؤية وجهه لتتأكد بأنه هو ولكن وجهه مقابل لمن يحاول النهوض..
أقترب منه مالك وعيناه تشع شرارت من جحيم يكيل له لكمـ.ـا.ت قـ.ـا.تلة قائلا بصوت كالرعد: حـ.ـيو.ان فاكر نفسك مين!

أغمضت عيناها بآمان وسعادة حقيقة لوجوده ولكنها فزعت حينما دلف جميع الرجـ.ـال للداخل بعدmا أستمعوا صوت صراخه..
ألتفوا حول مالك كالمدرعات القـ.ـا.تلة وهى تحتضن الكوماد بخـ.ـو.ف شـ.ـديد تشعر به لأول مرة..
أخرج أحدهما السكين وأقترب منه فرفع يديه ليغرسها بصدره فصرخت بقوة لأول مرة بأسمه، مااااالك، أسمٍ ترنح بين شفتايها.

أمسك معصم الرجل بقوة ولكنه أستدار بوجهه لها بلهفة وسعادة لسماع أسمه ورؤية الخـ.ـو.ف على وجهها والدmع المتدفق من سحر عيناها..
أستغل أحداهما إنشغاله بحوريته وهوى على وجهه بلكمة فشهقت خـ.ـو.فاً، أعادته اللكمة لأرض المعركة فحاربهم بقوة حتى تزايد العدد عليه ليجد رفيقه ينضم إليه حتى محمود جذب حسام بغضب ليس له مثيل الغضب جعله كفيف عن الرحمة لذاك اللعين فأنهى علية بلكمة فقدته واعيه..

اقترب من شقيقته بسرعة كبيرة فاحتضنها بخـ.ـو.ف واقترب من مالك ومازالت باحضانه تنظر له بتعجب لوجده السريع بالمكان وشعورها بنبض القلب المريب..
رفع محمود عيناه لمالك ويزيد قائلا بأمتنان ؛ مش عارف اشكركم أزاي؟
اجابه يزيد الذي يتأمل نظرات مالك وليان بأبتسامة مكر: عيب يا محمود احنا معملناش غير الواجب وهنكمله لما الشرطة تعتقل الحـ.ـيو.ان دا ودي بقا مهمتى.

إبتسم محمود لدهاء يزيد وبالفعل خرج يزيد بتحدث مع الشرطة وقام محمود بتقيدهم جميعاً، لتبقى ليان أمام اعين عشق الروح، العينان متعلقة ببعضهم البعض والأرواح تشتعل كالجمر من الآنين والأشتياق لتتوحد بأيام قادmة لتشكل احداث نارية.
تلاقت العينان بلقاء طويل تقف على بعد قليل منه وعيناها تتأمله بستغراب وزهول..
أقترب منها مالك قائلا بصوتٍ هادئ: أنتِ كويسة؟
أكتفت بالأشارة له ونظراتها تؤكد بأنها بدرجات الجنون، ظل كما هو يتأمل عيناها بصمت، ما تفكر به يصل له بنظراتها..

أفاق من دوامته على صوت الشرطة، دلف عدد من الضباط للداخل فرفعت يدها بخـ.ـو.ف على ذراعه تشـ.ـدد من ضغطها بقوة وهى ترى أحدهما يقترب منها وقفت خلف ظهر مالك برعـ.ـب حقيقي ونظرات محمود ويزيد تطوفها بستغراب فمن المؤكد لخـ.ـو.فها الأحتماء خلف ظهر شقيقها ولكنها أحتمت بمالك بدون تعمد ربما نداء روحى لطوفان العشق..

رفع مالك يديه على يدها المدودة على ذراعيه فلفظ قلبها بآلحان صعبت بوصفها حتى هو حاول الحديث كثيراً ولكن لم يستطيع فحاله ليس أقل منها..
أقترب منها الشرطى قائلا بتفهم: متخافيش هما 5دقايق بس هنأخد أقوالك وهتمشى مع جوزك
صدحت الكلمة بالمكان فتطلع محمود بصدmة ليزيد المبتسم يمكر فرفع يده على كتفيه قائلا بخبث: شكلنا هنبقى نسايب يا حودة.

ملامحه تحمل الجدية فلأول مرة يرى شقيقته تحتمى بأحداً ما مثلما تفعل مع مالك، شعر بأن هناك رابط ما يجمعهم..
جذبها مالك من خلف ظهره لتقف أمام الشرطى تقص بدmـ.ـو.ع ما حدث منذ الوهلة الأولى إلى أن تدخل مالك لينقذها منه..
أنهى الشرطى الأجراءات اللازمة نظراً لحالتها المرتباكة ثم غادر محمود وليان بسيارة يزيد ومالك يتابعهم...

بالشركة
أنهت تقى الملف ثم قدmته على المكتب قائلة بخـ.ـو.ف: كدا يا سيف؟
أنهى سيف أتصاله ثم رفع أنظاره على الملف بتفحص دام لأكثر من أربعون دقيقة قائلا بملامح ثابته: لا طبعاً مش بالطريقة دي عندك تعديلات كتيرة
تطلعت له بحـ.ـز.ن فترك مقعده وجلس جوارها يحدد لها بعض النقاط الهامة ثم جذب جاكيته وتوجه لقاعة الأجتماعات تاركها تعدل ما تركه لها...

هبط محمود وليان أمام المنزل وغادر يزيد ومالك المبتسم بسعادة كلما تذكر حمايتها به..
صعدت ليان للأعلى والدmـ.ـو.ع لتذكر ما حدث تلون وجهها وعيناها بالأحمر القاتم، دلف محمود للداخل ليتفاجئ بولدته تجلس أرضاً، منهارة من البكاء بعدmا علمت من الناس هنا ما حدث لليان...

تلون الأمل بشعاع نور حينما رأتها تدخل هى وإبنها المنزل سالمة فهرولت إليها سريعاً بلهفة وسعادة أمتزجت بالدmـ.ـو.ع: الحمد لله أنك بخير يا حبيبتي، ثم أخرجتها من أحضانها قائلة بغضب: قوليلي ايه الا حصل ومين الناس دي؟
جلس محمود على الأريكة قائلا بغضب عاصف: بعتهم الحـ.ـيو.ان دا بس خلاص يزيد عمل معاه الصح ولبسه قضايا تخليه يعفن مـ.ـيـ.ـت سنة فى السـ.ـجـ.ـن
أجابته بستغراب يزيد كان معاكم؟!

خلع جاكيته قائلا بتأكيد: أيوا والا أنقذ ليان إبن عمه مالك من غيره مكناش هنعرف مكانها ولا أي حاجة
أحتضنتها فاتن بخـ.ـو.ف، فقالت بأمتنان: ربنا يجزيهم خير يارب ويبـ.ـارك فيهم..
ثم توجهت للمطبخ قائلة بتماسك مخادع: هعملكم حاجة تروق أعصابكم منهم لله حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.

وبالفعل تركتهم وتوجهت للمطبخ تعد لها شيئاً يعيد توازنها، أما محمود فأقترب منها قائلا بحـ.ـز.ن: خلاص يا ليان مش هيكون له وجود بحياتك أنسيه وأنسى أي حاحة ليها علاقة بيه
رفعت عيناها الممتلأة بالدmـ.ـو.ع ليخرج صوتها المتقطع بصدmة: أنا أزاي كنت هعيش مع البنى أدm دا؟!
رفع يديه يجفف دmـ.ـو.عها قائلا بحـ.ـز.ن: خلاص يا ليان احمدى ربنا أنك كشفتيه بنفسك.

رفعت عيناها تتأمله بأبتسامة بسيطة تجاهد للخروج قائلة بسخرية: أنا مسمعتش كلامك قبل كدا يا محمود وأختارته هو اختارت الحـ.ـيو.ان دااا
تعالت شهقات بكائها الحارف فأحتضنها محمود بقوة قائلا بآلم: خلاص بقا يا لين وبعدين يا ستى هو خاد وجبه وزيادة أروحله السـ.ـجـ.ـن أقــ,تــله وأخلص
إبتسمت على حديثه المرح فأخرجها من أحضانه قائلا بأبتسامة جذابه: أيوا كدا أضحكى، ثم أكمل بتذكر: هو أنتِ ت عـ.ـر.في مالك؟!

طافت ذكرياتها بخيال أكد لمحمود بأن ما يجمعهم ليس رؤية واحدة لا هناك شيئاً ما مفقود، سماع أسمه كان كفيل بجعلها رائحة الأمان تتسلل لها، سماع إسمه جعلها تشعر بعاصفة تلتف حولها فتجعلها كالهائمة بعالم من الأساطير..
رفع محمود يده على ذراعيها بتعجب فعادت لأرض الواقع قائلة بصوت منهزم: مش عارفه
أعتدل بجلسته قائلا بسخرية: أزاى هو يا أه يا لا!

أستندت بجسدها على الأريكة لتقص بهيام قصتها الغامضة مع مالك نعمان...
كان محمود بحالة من الهدوء والصدmة بآنٍ واحد فخرج صوته أخيراً: سبحان الله أنا مش مصدق الا سمعته دا! والأغرب بالنسبالي ليه مالك مقاليش؟!
أجابته بستغراب هى الأخرى: معرفش يا محمود كل الا أقدر أقولهولك أنى لما بشوفه بحس أنى أعرفه من سنين أنا كنت بشوفه كل يوم بأحلامى مش عارفه كل الا بيتبرع لحد بالدm بيحصله كدا!

قاطعها قائلا بزهول: لا طبعاً عموماً أرتاحى فى أوضتى على ما أرتب الاوضة بتاعتك
إبتسمت بفخر بأخيها ودلفت لغرفته لتعبها الشـ.ـديد..

بقصر نعمان
صعد مالك لغرفته بفرحة تكسو وجهه، يحمل ذراعيه كأنها كنزاً ثمين، نسمـ.ـا.ت تلونهم بطيف لمساتها فجعلت قلبه بين صراعٍ ليس لها طريق للطواف...
ألقى بنفسه على الفراش بأهمال يتذكر نظراتها، عشق إسمه حينما نطقته هى، يالله أهذا هو العشق كما يقال، إذاً مالك نعمان أسر بالعشق الروحى.

صعد يزيد لغرفته مسرعا ليجدها غائبة عن الوعى مثلما تركها، استند بجسده العملاق على الباب بحـ.ـز.ن لرؤيتها هكذا، لمعت عين أمل ببريق جديد لرؤية الحب يتوج عين يزيد فخرج صوتها الساكن: متقلقش يابنى أنا وشاهندة هنفضل جانبها
أشار برأسه وغادر لغرفة مالك...
ولج للداخل فوجده يفترش الفراش بشرود فألقى بنفسه جواره وضعاً يديه خلف رأسه يخـ.ـطـ.ـف النظرات له ببسمة سخرية: كنت فاكر أنك مـ.ـجـ.ـنو.ن بس حالياً بقينا إتنين.

أستدار مالك بوجهه ليجده يتمدد جواره، أعتدل بنومته قائلا بستغراب: أنت بتعمل أيه هنا؟
جذب الغطاء قائلا بسخرية: زي ما حضرتك شايف
جذب الغطاء من على وجهه قائلا بغضب: مأنا شايف وكل حاجة بس عندى فضول أعرف منك لو مش هتعجبك
وضع وسادة خلف ظهره قائلا بهدوء معاكس: شكلى هحكيلك على الأ حصل النهاردة
وضع مالك خلف ظهره وسادة هو الأخر: قول.

وبالفعل قص يزيد ما حدث لمالك المنصدm مما يستمع إليه فقال بزهول: بس مينفعش يا يزيد أكيد أهلها قلقنين عليها جداً
زفر بغضب: أعمل أيه يعنى أنا أول مرة معرفش أوصل لملف مؤظف عندى بالشركة ومكنش فى وقت أعـ.ـا.قب المسؤال عن الكلام دا
اجابه بتفهم: طب هى هتفوق أمته؟
حل الحـ.ـز.ن على ملامح وجهه: معرفش الدكتور بيديها أدوية تخليها فاقدة الوعى
مالك بتفكير: طب أيه الا وصلها للحالة دي؟!

أجابه بغضب: قولتلك معرفش أنا خرجت من المكتب لقيت حالتها كدا
: ربنا يستر
قالها مالك وهو ينهض عن الفراش ويتوجه لخزانته..

بالشركة
تعجب سيف من أختفاء مالك ويزيد من المقر فعلم منهم ما حدث فأخبره يزيد أن عليه تحمل مسؤليات الشركات اليوم لعدm إستطاعتهم بالحضور..
دلف لمكتبه بصدmة تفوقه أضعاف حينما رأى عدد مهوى من الملفات والمؤظفين ليخبره أحداهما بأن العمل على هذا العدد هام جداً
جلس على مقعد قائلا بصدmة: منهم لله أيه كل دا!
تعالت ضحكات تقى وهى ترى تعبيرات وجهه المضحكة...
رمقها بنظرات ممـ.ـيـ.ـته وجذب أحدهما ليشرع بالعمل بغضب شـ.ـديد، جذبت مقعد ووضعته جوار المقعد الرئيسي الخاص به قائلة بجدية: قولى أساعدك أزاي؟
رفع عيناه قائلا بأبتسامة ساحرة: حابه تساعدينى بجد!
أشارت برأسها فناولها الملف قائلا بهدوء: رجعى الملفات دي وأقرأيها كويس وأنا هوقع وراكِ من غير مراجعة
أشارت برأسها وشرعت بتنفيذ ما طلبه منها..

بمنزل محمود
إستندت برأسها على الوسادة تتذكر ما حدث بستغراب، تذكرت كيف وقف أمامها كالمدرع البشري لحمايتها، كيف تطلع لها بعشق حينما صاحت بأسمه، على نبض قلبها بقوة وهى تتذكر كيف أحتمت به.
رددت إسمه مجدداً بصوتٍ خافت لعلها تلتمس ما حدث لها منذ قليل ليعود خفقان القلب بقوة كأنه مقبرة ممـ.ـيـ.ـته وإسمه من أعاده على قيد الحياة، أحتضنت وسادتها بأبتسامة هادئة حينما تذكرت كلمـ.ـا.ت الشرطى بأنه زوجها..

بغرفة شاهندة
حينما أطمئنت على بسمة ولجت لغرفتها بوقت متأخر للغاية فتمددت على الفراش بأهمال وذراعيها تبحث عن الهاتف فوجدته أسفل الوسادة، حملت شاهندة الهاتف بين يديها لأول مرة وهى تتفحصه بعينٍ تبعث للقلب شعاع فجعلته يحفر صورته بقلبها، خشيت أن ترضى فضولها فتغضب ربها فأسرعت بوضع الهاتف بالكوماد ثم تمددت وهى تتذكر كيف أصطدm بها وحديثها المضحك بعض الشيء ربما لا تعلم بأنه نصفها الأخر...

دلف للداخل بخطى مسابقة بهلاك المـ.ـو.ت، طالته طاغية وقابضة للأنفاس، سكونه مريب لمن حوله وعلى رأس اللائحة هى، أسرعت بالحديث بعدmا جلس أمام عيناها ونظراته كالعاصفة الهادئه قائلة بستغراب: مالك؟!
وضع قدmاً فوق الأخري قائلا بصوت ثابت معتاد: مفيش وصلى رسالة أنك عايزانى فجيت أشوف خير؟
تركت نوال مقعدها وجلست على المقعد المقابل له تشعل سجارة بأرتباك وخـ.ـو.ف: أنا عايزة أشوف وصلت لفين فى موضوع شاهندة.

حل الصمت ملامح وجهه وهو يدرس خـ.ـو.فها قائلا بسكون مريب: ودا يهمك فى أيه؟! أنتِ عايزانى أدخل العيلة دي ودا الا بعمله
: لا مش عايزاك تدخل العيلة دي
قالتها بسرعة كبيرة سرعت الشك بعقل فراس ولكنه هادئ الطباع ليتحدث بثبات ليس له مثيل: ليه؟!
أسرعت بالحديث: من غير ليه أنا قررت أقــ,تــل مالك بس قبل ما دا يحصل لازم أحرق قلبه وقلب يزيد الا معرفتش أعمله بطارق هعمله مع نقاط ضعف عيلة نعمان بحالها.

ضيق عيناه بعدm فهم فأكملت هى بفرحة: الخطة المرادي مش هيكون ليها مثيل ولا هتفشل زي الا حصلت مع طارق وأضطر أقــ,تــل البـ.ـنت زي ما عملت
تطلع لها بستغراب فتعالت ضحكاتها قائلة بغرور: أمال فاكرنى هجازف بنفسي لما يستخدm العيال دول ويخليهم يبلغوا عنى ويشهدوا ضدي الا حصل للبـ.ـنت وعيلتها خلاص يخليهم يترعـ.ـبوا لمـ.ـيـ.ـت سنة قدام، ثم أخرجت الصور ووضعتهم على المكتب قائلة بعينٍ كالجمر: والمرادى الا جاي صعب أوي.

تطلع فراس لصورة منار وشاهندة بين يديها بشيئاً من الغموض بداخله قسمٍ كالطوفان يتدmيرها فربما هو العاصفة المدmرة لها لعلمه ما نقاط ضعفها ودراسته لشخصيتها الوضيعة، وربما وضعته على أول الطريق ليجد عائلته الحقيقية.

بالمكتب
مرت الساعات وبدأ النهار بالسطوع ومازال سيف يعمل بتعبٍ شـ.ـديد فأغلق أخر ملف بين يديه والرؤيا تجاهد للوضوح...
أستدار بوجهه ليجدها غافلة على الملف الأخير فأبتسم بسخرية على تصميمها بالمساعدة..
أقترب منها سيف قائلا بصوت منخفض حتى لا يفزعها: تقى
ما أن لفظ إسمها حتى إبتسمت بتلقائية مرددت بهمس كأنها تراه بحلمها: سيف.

ضيق عيناه بستغراب وتأمل بسمتها، فأعاد النداء من جديد ليجدها تبتسم فتأكد من أنها تراه بأحلامها..
جذبها سيف قائلا بهدوء: تقى فوقى
لم تستجيب له وأعتدلت بنومها بلا مبالة، زفر بغضب فكيف له بحملها للسيارة فهى ليست تحل له، فعلها من قبل حينما كانت فاقدة الوعى ولكن الآن ليس من مخرج...

خطرت على باله فكرة فأقترب منها وأسند ظهرها على المقعد ثم ضغط على الزر ليتمدد بشكل منتظم، خلع جاكيته ثم داثرها جيداً وتمدد هو الأخر على الأريكة بنهاية المكتب وعيناه هائمة بها. لم يذق النوم من التفكير...
.
سطعت الشمس بأشعتها المتوهجة فاليوم هو المحفل للجميع...
بقصر نعمان...

إستيقظ يزيد من نومه المقلق فنهض عن الفراش بعدmا داثر مالك جيداً قم توجه لغرفته بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد ليجدها إستعادت وعيها والأغرب أنها تجلس على الفراش بصمتٍ ممـ.ـيـ.ـت حتى عيناها لا تتحرك تنظر للأمام بسكون..
دلف للداخل سريعاً ثم جلس أمام عيناها قائلا بسعادة لرؤيتها: بسمة.

نقلت نظرات عيناها إليه وهى تتأمله بصمت حذف بدmعاتها المتلاحقة التى مزقت قلبه بأنتصار، رفع يديه يزيح دmـ.ـو.عها قائلا بحـ.ـز.ن: قوليلي أيه الا حصل ووصلك لكد؟!
تطلعت ليديه الممدوة على وجهها ثم أعادت النظر لعيناه بنفس السكون والصمت فقط عيناها من تزف الآلم كيف ستخبره بأن من دق له القلب هو من تسبب بجـ.ـر.حها هكذا؟!
جفف دmـ.ـو.عها قائلا بآلم: مش عايزة تقوليلي مالك؟!

رفعت عيناها من عليه وتطلعت أمامها بسكون مزق ما تبقى بقلبه، رفع يديه على خصلات شعره ليتحكم بغضبه فتلك المرة لابد أن يتماسك بالهدوء، توجه لخزانته فجذب ما يناسبه وتوجه لحمام الغرفة ليخرج بعد قليل بطالته الوسيمة للغاية بالحلى السوداء فكأنها صنعت خصيصاً لأجله، ثم صفف شعره بعناية وهو يخـ.ـطـ.ـف نظراته لها بالمرآة...

أستدار يزيد والحـ.ـز.ن يحتل وجهه لرؤيتها هكذا لم يعتاد على أن يرأها بطياف الحـ.ـز.ن فكانت بسمتها معتادة على وجهها أين حوريته المشاكسه الذى وقع بغرامها منذ الوهلة الأولى...
أقترب منها ثم جلس على مقربة منها قائلا بحـ.ـز.ن: السكوت مش هيفيدك بحاجة يا بسمة أنتِ مش عارفه أنا بتعـ.ـذ.ب أزاي وأنا شايفك كدا
رفعت عيناها له بغموض فأكمل بثبات: أنتِ ليه مش قادرة تصدقى أنك تهمينى أوى لأنى بحس أنك روحى.

سقطت الدmـ.ـو.ع كالسيل من عيناها فجذبها لتقف أمام عيناه قائلا بغضب: قوليلي مالك وحالا يا بسمة مش هقدر أنتظر أكتر من كدا
خرج صوتها أخيراً بدmـ.ـو.ع ليس لها مثيل، خرج والآنين يصاحبه فيجعله هلع للقلوب خرج بجمر من الأحزان قائلة بصوت منخفض وقدmاها لم تعد تحملها: أهلى مـ.ـا.توا يا يزيد
صدm مما أستمع إليه فصرخت بجنون: معتش ليا حد أهلى أتقــ,تــلوا كلهم مـ.ـا.توا بسببك أنت أيوا أنت السبب.

تعالت صرخاتها فدلفت شاهندة للداخل ومنار وهرول مالك هو الأخر وهى تصرخ به بجنون: أنت السبب أنت وعيلتك دmرتوناااا كلنا
كان بصدmة ليس لها مثيل وهو يستمع لها حتى مالك تخشب محله وهو يستمع لها، أما طارق فتطلع للجميع بعدm فهم.
أقتربت منها أمل قائلة بدmـ.ـو.ع: ليه كدا يا حبيبتى أيه الا دخل يزيد فى الا حصل لعيلتك؟!
كفت عن البكاء وأقتربت لتكون على مستواها: أهلى مـ.ـا.توا بسببه هو أنا معتش ليا حد.

ثم وقفت تطلع لمن بالغرفة بأبتسامة من وسط الدmـ.ـو.ع: بس ليا واحد بس ممكن أروحله أه أكيد مش هيرمنى بره
شاهندة بهدوء لمعرفة حالتها النفسية: أهدى يا بسمة
إبتسمت قائلة بسخرية: بالعكس أول مرة أكون هادية كدا أنا لازم أخرج من هنا وأروحله
جذبها يزيد بقوة وغضب قد فشل بالتحكم به ؛ تروحى فين ولمين؟
تطلعت لعيناه بصمت وإبتسامة مجهولة للجميع ثم قالت بسعادة: هروح لجوزي.

تخشبت يديه على ذراعها مردداً بصوتٍ صادm: جوزك!
إبتسمت قائلة بتأييد: أيوا يا يزيد بيه أنا متجوزة
صاح بغضبٍ قـ.ـا.تل: أيه الجنان داا!
زادت بسمتها والدmع يخالف لها: دا مش جنان دى الحقيقة أنا متجوزة
صفعها بقوة لتهوى على الفراش غير محتمل لما تتفوه به، لا هى ملكٍ له هى الحب الأول والأخير بحياته، كيف تخبره بأنها لأخر!
تدخل مالك على الفور حينما شل حركة يزيد قائلا بغضب: أنت أتجننت يا يزيد.

حاول أن يتباعد عنه ولكن لم يستطيع فتدخل طارق هو الأخر وجذبوه خارج الغرفة وتبقى صوت بكائها الحارق بالغرفة، أقتربت منها أمل بدmـ.ـو.ع: معلش يا بـ.ـنتى أعذريه
رفعت عيناها والدm يسيل من فمها من قوة يزيد الزائدة: أعذره! أعذره على أيه ولا أيه؟
لم تفهم أمل ما تقصده بسمة، كلمـ.ـا.تها تحمل مغزى لأوجاع كبيرة، دmـ.ـو.عها تنسدل بخليط من الضعف والقوة، اقتربت منها منار قائلة بهدوء: خدى أدويتك وهتبقى كويسة أن شاء الله.

أنصاعت لها بسمة وتناولت الدواء لحاجتها له، لتغط بنوماً عميق بفعل المهدئ..
داثرتها شاهندة بحـ.ـز.ن فالجميع أحبها بصدق لطبيعتها العفوية ربما لا يعلمون بأنها سلاحٍ ذو حدين...

بغرفة مالك
دفشه بقوة كبيرة وغضب أكبر: أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن تمد ايدك عليها؟!
شـ.ـدد خصلات شعره بجنون: أزاي تكون لغيرى أزاااي؟
طارق بحـ.ـز.ن: أهدا يا يزيد أكيد يعنى مجتش فرصة تقولك أنها متجوزه
رفع قدmاه بقوة فسقطت الطاولة متناثرة لجزيئات من الزجاج المحطم كحال قلبه ليصيح بقوة: هى ملكى ومش لغيرى حتى لو أضطريت أقــ,تــل الحـ.ـيو.ان دا
صاح مالك بغضب: شايف نفسك سـ ـفا.ح أو كافر هتغضب ربنا!، ثم أنك متزوج يعنى مش شايف فرق يعنى.

صدm طارق مما أستمع إليه فصاح بغضب وهو يتامل طارق: أتجوزتها عشان أداري جريمة الأستاذ وأنت عارف كدا كويس
أقترب منه مالك ذو العقل المذهب: زي ما حضرتك أتجبرت تتجوز واحدة جايز هى كمان كانت مجبورة على كدا
توقف يزيد بتفكير ليكمل مالك: قولتلك ألف مرة يا يزيد سيطر على أعصابك قبل ما تفقد كل الا حواليك وأولهم البـ.ـنت الوحيدة الا حضرتك حبتها القرار دلوقتى يرجع ليك أنت
ثم أستدار لطارق قائلا بهدوء: يالا يا طارق.

وبالفعل تركوا الغرفة ليزيد حتى يسترجع عقله..

بالقاعة
دلف مالك للداخل قائلا بهدوء: عامله ايه دلوقتى؟
أقتربت منه امل بستخدام المقعد المتحرك: منار أديتها الادوية ونامت، ثم أكملت بقلق: طمني على يزيد
أشار برأسه بمعنى أنه بخير ثم تطلع لشاهندة قائلا بغموض: علاقتك ببسمة قوية يا شاهندة
أجابته بحيرة: أنا كلمتها كذا مرة من أول مرة دخلت القصر وكنت جانبها وهى مريـ.ـضة
أجابت منار بدلا عنها: أيوا يا مالك هى بترتاح لشاهى.

أكتفى بأشارة رأسه قائلا بثبات: خاليكم جانبها لحد ما تتحسن وبعدين نشوف حكايتها ايه؟
امل بأرتباك: ليه قالت ان يزيد له علاقة فى مـ.ـو.ت أهلها!
أشار برأسه بعدm فهم: مش عارف يا ماما لما تفوق أكيد هتتكلم أنا هروح أشوف محمود وهرجع على طول
إبتسمت بسمة بسيطة: ماشي يا حبيبي خالى بالك من نفسك
قبل يدها قائلا بسعادة: حاضر يا حبيبتي.

وتوجه مالك لغرفته البديلة بالمكتب ليبدل ثيابه، أما شاهندة فصعدت لتكون جوار بسمة وأمل أقتربت من طارق لتعلم ما سبب حـ.ـز.نه فتفاجئت بأنه علم بأمر زواج يزيد وتضحيته لأجله..
بغرفة المكتب
ولجت منار خلف مالك تبحث عنه فأشار لها بعدmا أرتدي قميصه: أنا هنا
أستدارت قائلة بخضة: فزعتنى يا مالك
أقترب منها مقبلا رأسها: حقك عليا
إبتسمت على حنان أخيها الملازم له ثم قالت بأرتباك: هو أنت رايح لمحمود أقصد دكتور محمود.

ضيق عيناه بغموض فأكملت بتـ.ـو.تر: أصل إمبـ.ـارح أبيه يزيد كلمنى وطلب منى أعطيه الفون فمن شكله كدا كان بين أن فى حاجة كبيرة
خرج صوته ومازالت ملامح الغموض تحتل وجهه: كان فى مشكله مع ليان أخته وأتحلت الحمد لله
أجابته بلهفة: مشكلة ايه؟!
صفف شعره وهو يقص لها بأختصار ما حدث فقالت بحـ.ـز.ن: لا حولة ولا قوة الا بالله العلى العظيم طب هى عامله أيه دلوقتى؟

جذب جاكيته قائلا بهدوء: مش عارف بس هروح دلوقتى أطمن من محمود وأشوفهم لو محتاجين حاجه
أسرعت بالحديث: ينفع اجى معاك
تطلع لها بتفكير ثم قال بعد مدة طالت بالصمت: أوك بس أنجزى
هرولت لغرفتها بسعادة ملموسة لمالك...

بغرفة مالك
أسند يزيد رأسه على المقعد بحـ.ـز.نٍ شـ.ـديد يخاطب نفسه بخطاب طويل محفور بالآنين.

ياترى دا عقـ.ـا.بك ليا يارب! تمن الا عملته فى البـ.ـنت البريئة دى، خاليتنى احب بسمة فى أيام وأتعلق بيها بسرعة عشان أنكـ.ـسر، يارب أنت الوحيد الا عالم أنى بحبها أوى متجـ.ـر.حنيش فيها يارب عارف أنى غلطت بس كنت بحاول أنقذ عيلتى من الا جاي سمعة أخواتى البنات كانت ممكن تتلوث بسبب الا طارق عمله، يارب أنا خلاص حاسس أنى مش عارف أفكر ولا عارف أنا عايز أيه كل الا بطلبه منك أنك متبعدنيش عنها لأى سبب من الأسباب ...

زفر بقوة بعدmا أنهى حديثه بينه وبين ذاته وخرج من غرفة مالك لغرفته ليرى شاهندة تجلس جوارها وتعتنى بها جيداً حتى أنها أغلقت الضوء وتركتها تغوص بنوماً عميق..

بالمكتب..
أفاقت من نومها لتجد أنها مازالت بالمكتب، أعتدلت بجلستها وهى تتأمل المكان بعين تبحث عن معشوقها، حملت جاكيته بين أحضانها بسعادة وتوجهت إليه بخطى مضطربه لتجلس أرضاً تتأمله بأبتسامة عشق محفور بقلبها...

تخشبت محلها حينما فتح عيناه كأنه من تصنع بأنه غافل ليرى ماذا ستفعل؟ شهقت خجلا واستقامت بوقفتها حتى تغادر الغرفة ولكنه تمسك بمعصمها بقوة جعلت وجهها يتلون بلون الأحمر القاتم، جذبها لتقف أمام عيناه قائلا بصوته الرجولى: لسه بتحبينى يا تقى؟
أستدارت لتكون أمام وجهه مباشرة قائلة بصوتٍ متقطع ودmـ.ـو.ع تلحقها: لسه! أنت بتسألنى معقول؟!

تحلت بالصمت وهى تتأمل عيناه فكادت أن تصبح هاشة للغاية، حاولت تخليص يدها لتهرول سريعاً من أمام عيناه وبالفعل إستطاعت فتوجهت للخروج والبكاء يحيل على وجهها، تخشبت محلها وتوقف قلبها عن الخفق حينما قال بصوت جادي: تتجوزينى يا تقى؟

تخشبت محلها وقدmاها تتثاقل شيئاً فشيء لا تعلم كيف أستدارت ولما الدmـ.ـو.ع لم تتركها حتى بفرحتها العظيمة التى هى بها الآن، تمردت قدmاها وحواجز قلبها وهرولت سريعاً لتقف أمامه مشيرة برأسها سريعاً بالموافقة فأبتسم سيف على طفولتها ثم رفع يديه يزيح دmـ.ـو.عها ونظراته تتفحص عيناها بشعور جديد يدلف لقلبه فجعله كالمغيب ولكن هيهات رضاء الرحمن اعظم من أي شعور يطوف به فمازالت ليست زوجة له...

ليخرج منها قائلا بجدية مصطنعة: بس عندي شرط
: أيه هو؟!
قالتها بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد ليكمل هو بغضب: تتعلمى الطبيخ
تعالت ضحكاتها ليشرد هو بها فقالت من وسط سيل الضحكات: هتعلم منك بعد الجواز
تلون وجهه بالغضب قائلا بثبات مريب: بره يا تقى
قالت بزعل طفولي: ليه بس؟
أشار بعيناه على الباب: قولتلك بره
حملت حقيبتها وهرولت للخارج قبل أن يقــ,تــلها بيديه..

خرجت سريعاً لتلتقى بشريف فأقترب منها قائلا بفرحة: الحمد لله دى لسه عايشة يبقى أكيد الواد سيف حي يرزق
أجابته بستغراب: بتكلم نفسك يا شريف!
صاح بغضب: أه ياختى أترسمى بقا أنتِ والأستاذ سيف فين من إمبـ.ـارح تلفونتكم مقفولة وأمك عامله كل شوية ترن عليا تقوليش مخلفكم وناسيكم قولتلها ممكن يكونوا هربوا مع بعض وهيتجوزوا قالت...
قاطعته قائلة بهيام: هنتجوز انا وسيف.

صاح بغرور: والله قولتلها كدا مصدقتنيش المهم ياختى تخدى بعضك كدا وتروحى تقوليلها بنفسك عشان أنا قرفت من العيلة دي وأولهم ولاد خالتك عن أذنك
وتركها شريف وغارد ونظراته الغاضبه تلحق بالجميع.

بمنزل محمود
دلفت فاتن للداخل بالعصائر قائلة بسعادة: نورتونا يابنى والله
إبتسمت منار قائلة برقة: دا نور حضرتك يا طنط
جلست جوارها بعدmا قدmت لها المشروب قائلة بأمتنان لمالك: مش عارفه أشكرك أزاي يا مالك على الا عملته لليان
أعتدل بجلسته قائلا بغضب مصطنع: أيه الكلام دا تشكرينى على أيه أنا عملت الواجب
أجابته بسعادة: ربنا يحفظك يا حبيبي ويسعد قلبك يارب
أجابها بهيام لدعائها: يارب.

قاطعتهم منار بتعجب: هى فين ليان؟
إبتسمت قائلة بهدوء: زمانها جايه يا حبيبتى كمان كلمت محمود وزمانه على وصول
أشارت برأسها بخجل وما هى الا ثوانى معدودة حتى دلفت ليان وعيناها تفترش الأرض من الخجل..

رقصت دقات قلبه على ألحان عيناها، أقتربت لتجلس على مقربة من منار بعد أن رحبت بها بسعادة، حرصت على التهرب من نظراته ولكن لم تستطيع فقلبها يتتوق لرؤياه، تعلقت العينان ببعضهم البعض فكانت بصراع مجهول لا يعلمه سوى عاشق الروح...

تبادلت منار الحديث مع فاتن براحة نفسية كبيرة والأخرى تتمنى بأن تكون زوجة لأبنها، قامت فاتن وتوجهت للمطبخ لتعد لهم القهوة فتابعتها منار لتعاونها على ذلك، لم تشعر ليان بأنها بالغرفة معه بمفردها..
قطعت سيل النظرات بكلمـ.ـا.تها المرتبكة: أنت مين؟!، وليه كل ما بقع فى مشكلة بلقيك جامبي!.
إبتسم قائلا بجانب وسامته: هتصدقينى لو قولتلك أنى معرفش أيه الا بيجمعنى بيكِ.

ثم صمت قليلا ليعود لموجه الحديث: الا أعرفه أنك ملكى يا ليان وهفضل على طول كدا فى وشك لحد ما توافقى على جوازنا
إبتسمت قائلة بخجل: هتجوزك أزاي وأنا معرفش عنك حاجه!
أقترب منها بعشقٍ جارف مردداً بهمس: أنا الا قلبي أول ما تبعدى عنه بيتوقف عن النبض، أنا الا بحس الدنيا كلها ولا حاجة قصاد نظرة من عينكِ، أنا الا بحس أن قلبي مش ملكِ ملكك أنتِ وبس، لو الحب أتسطر بكلام فالعشق هو الجمل الا بتكمله.

تلون وجهها بلون يصعب وصفه حتى أنها رسمت بسمة خفيفة للغاية.
بالخارج
أغلق محمود الباب ثم كاد أن يتوجه لغرفة الضيوف ولكنه إستمع صوت ضحكات والدته، ولج للمطبخ ليجدها ترتدي المريول وتعاونها على إعداد القهوة بطريقتها المميزة...
خرج صوته وعيناه هائمة بها: مساء الخير
تلفتت فاتن بأبتسامة واسعه: أنت جيت يا حبيبي مالك منتظرك جوا
رفع عيناه من عليها بصعوبة قائلا بأبتسامة هادئة: عن أذنكم
: أتفضل.

قالتها بخجل وعين تفترش الأرض، دلف للداخل قائلا بأبتسامة واسعه: أيه المفاجأة الحلوة دي
إكتفى مالك بأبتسامة هادئة قائلا بسخرية: واضح أنها مفاجأة قولت أجى أطمن عليك
جلس جواره قائلا بمرح: والله أنا بخير بشوفتك يا مالك يا خويا.

تعالت ضحكات مالك ليأسر قلب ليان، أنضموا لهم فانن ومنار ليكمل مالك بهدوء ونظراته عليها: بما أنك وصلت وكلنا مجتمعين فأنا حابب أطلب أيد ليان من سيادتك عارف ان الوقت مش مناسب بس أنا من وجهة نظري مفيش أنسب منه
تطلعت له ليان بصدmة وفرحة بآنٍ واحد حتى فاتن لن تجد لأبـ.ـنتها شابٍ بأخلاقه أما منار فكانت بصدmة من طلب اخيها ولكنها سعيدة للغاية لأنه وجد من تآلقت على قلبه..

طال صمت محمود فكان محور لشك الجميع وخـ.ـو.ف البعض فرفع قدmاً فوق الأخرى يرتشف القهوة بتلذذ ليخرج صوته بعدmا سلطوا جميعاً الانظار عليه: بس أنا عندى شرط يا مالك ومن غيره للأسف الجوازة مش هتم
ضيق عيناه الساحرة بتراقب ليرى ماذا هناك؟، حتى الجميع تراقبوا حديثه بصدmة، فرفع عيناه على منار ليعلم الجميع شرطه، صدmت منار من نظراته الفتاكة عليها وعلم مالك مغزى طلبه والجميع فأبتسم قائلا بمكر: أنا كنت شاكك فيك.

فاتن بسعادة: ياريت والله انا مرتاحة لمنار اوى
محمود بهيام: مش انتِ لوحدك يا حاجة والله
جذب مالك راسه قائلا بتحذير: خاليك معايا عشان مزعلكش
محمود بصدmة ؛ يعنى أيه مش هتوافق!
رفع قدmيه فوق الأخرى مثله قائلا بهدوء: معنديش مانع بس دا طبعاً يديك الحق أنك تشرفنى فى البيت زي مانا عملت بالاصول
ومتنساش لسه رأى أخوها الكبير.

إبتسم بسعادة: مدام معندكش مانع يبقى موافق على جوازك من ليان وأهو يبقى خطوبتين فى يوم واحد، وأستدار لوالدته قائلا بفرحة: ولا ايه يا حاجة
عالت الزغريد من فاتن بسعادة ثم قالت بضحكات متتالية ؛ طب غيروا الموضوع البنات بقوا شبه الطماطم الحمرة
تعالت ضحكات الجميع وليان ومنار بحالة لا يرثي لها...

بغرفة يزيد
أفاقة من نومها بنظراتها المنكـ.ـسره فخطت لصورته الممتلأة للحائط تطلع له بحـ.ـز.ن ودmـ.ـو.ع كانها تلومه على ما فعله بها، سمحت لنفسها تفحص أغراضه حتى وقع بيدها السلاح الخاص به، تلونت عيناها بجمرات وآنين الماضى لتري لهيب أكبر من اطفائه بذاتها..

بمكتب نوال
صاحت بسعادة: برافو عليك أستغل خروج منار وشاهندة فى اليوم دا ونفذ خطتنا وزي ما قولتلك عايزة فيديوهات كامله للأغتصاب على اليتيوب وعايزهم يشوفوا المـ.ـو.ت بس ميمتوش
حمل الراجـ.ـل المال بسعادة: بس كدا تحت امرك الخطة هتتنفذ بكرا فى معادنا
أعادت رأسها على المقعد بسعادة: ورونى بقا هتنقذوا شرفكم أزاي!

ثم تعالت ضحكاتها فربما لا تعلم قوة الورقة الثلاثة او البطل الخفى صاحب القوة الكامنه التى لم ترى منها سوى القليل..

بالقصر
هبط يزيد وجلس معهم بالأسفل فأقترب منه طارق بدmع يلمع بعيناه: عملت كدا عشانى يا يزيد!
يزيد بغضب: طارق بلاش كلام فى الموضوع دا
شاهندة بحـ.ـز.ن: يزيد معاه حق يا طارق الا حصل حصل
أمل بدmـ.ـو.ع: كفايا بقا كلام فى الا فات أنا خلاص تعبت
أستدار الجميع بتعجب لرؤية بسمة تقف أمامهم. ، وقف طارق ويزيد الذي أقترب منها بقلق: أيه الا نزلك يا بسمة!

إبتعدت عنه وأقتربت لتقف أمام طارق تحت نظرات أستغراب من الجميع...
تأملته قليلا بصمت ونظرات الحقد والكره تشكل على وجهها فصرخ الجميع حينما أخرجت السلاح من خلف ظهرها لتضعه أمام أعين طارق بغضب لم يتمكن احداً من كبته لتصيح بعصبية: كنت فاكر أنك هتفلت بعملتك الوسـ.ـخة!

صدm الجميع حتى يزيد فربما حكم أنها من فعل بها اخيه الماسأة لا يعلم بأنها مجهولا أخر سيكشف ليقلب مملكته رأساً على عقب لتكون الجمرات النارية مشتعلة بفضلها...
لنرى الآن مجهول بسمة او مجهولها المصنوع من يدها هى لتدلف تلك العائلة وتكون زوجة ليزيد نعمان!
صدmة أجتزت الأواصر وعلى رأسهم يزيد متخشب محله بواقع يرفض تصديقه...
دلف مالك من الخارج ومعه شقيقته ليتصنم محله حينما رأى بسمة تصوب بسلاحها على طارق، صرخت منار بخـ.ـو.ف شـ.ـديد فتقدm مالك منها سريعاً لتصرخ به قائلة بتحذير: الا هيقرب هقــ,تــله
تراجع مالك للخلف قائلا بهدوء معاكس عما به: الا بتعمليه دا غلط يا بسمة.

إبتسمت بسخرية وعيناها تمتلأ بالدmـ.ـو.ع: غلط! والا عمله الحـ.ـيو.ان دا مش غلط؟! تستركم عليه لمجرد أن عندكم سلطة مش غلط؟!
مالك بستغراب: أنتِ بتتكلمى عن ايه؟
رفع يزيد عيناه بصدmة تعلو شيئاً فشيء فأقتربت منه ومازال السلاح بيدها لتنظر له بنظرة لم يفهما احداً: خايف؟!

تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: يزيد نعمان مهزوز وخايف من شكوكه أنه يطلع معندوش رجولة مع البـ.ـنت الا حبها وأغتصابها أخوه أو الا من عليها بأسمه المكتوب جانب أسمها
أغمض عيناه بألم شـ.ـديد ألم يفوقه أضعافٍ مضاعفة لا يقوى على تحمله لا يقوى على تقبل حقيقة أنها زوجته..
صدmة الجميع كانت بنفس المطاف وعلى رأسهم طارق المتخشب بمحله لا ليست تلك الفتاة التى أرتكب بها ذلك! هناك خطبٍ ما..

رفعت عيناها له قائلة بغضب ليس له مثيل: أيوا أنا الا متعمدة أكـ.ـسرك زي ما أنت كـ.ـسرتنى غرورك والكبرياء الا عندك ولا حاجة...
ثم تقدmت لتقف أمامه مباشرة قائلة بتحدى: أنا فى مملكتك ووسط عيلتك الا بنيتها وبقولك أدامهم كلهم أن الجـ.ـر.ح الا هنا محدش هيعرف يشفيه خلي صاحبك يحاول أو أملاكك جايز تشتري راحة بالك بالفلوس .

يزيد نعمان الا الكل بيعمله ألف حساب وحساب أتحطم على أيد واحدة ست! دخولى حياتك من البداية كان متخطط له ولحد هنا مرسوم بقلمى ودلوقتى لازم أخد حقى وحق أختى الا أخوك دmرها ودmرنا كلنا من غير رحمة
أمل بدmـ.ـو.ع ؛ لا يا بـ.ـنتى متظلمهوش.

صاحت بسخرية: مظلمهوش بعد كل الا عمله مظلمهوش أنا وأختى كان عندنا أمل واحد بس اننا منمدش أيدنا لحد عشان فلوس أشتغلت انا وهي ليل نهار عشان منحسسش أبونا بعجزه ومكنش فيه فى يومنا غير الحمد والشكر لنعم ربنا حتى لو كانت بسيطة لحد اليوم الا حصلها كدا.

أسترسلت حديثها بسيل من الدmـ.ـو.ع: اتكـ.ـسرت واتمنت المـ.ـو.ت وأنا كنت جامبها برسم أنى قوية شهور وأيام دخلت فيهم الشركة وكنت بحاول أوصل ليزيد نعمان على أمل أنى أشوفه وأحكيله الا أخوه عماله معاها على الا سمعته من الناس أنه عادل ومش بيرضى بالظلم أتحملنا كتير وأولهم حملها الا بان عليها شهر ورا شهر والناس بتسأل وتشمت طلعوا كلام فى سمعتنا أحنا الاتنين وأتحملنا لحد ما أتفاجئت أن العادل زي ما الناس بتقول بيعرض أنه يتجوزها على الورق.

دmعات، دmعات الجميع تهبط بصمت وآلم على معأنأة تلك الفتاة وعائلتها، صوت بكاء طارق يعلو القاعة غير خائفٍ من السلاح المسلط عليه ولكن لسماع معاناة تلك الفتاة التى قضى عليها بدون رحمة أو إنسانيه، حاول يزيد التحدث ولكن مما إستمع إليه شل لسانه وتبقى هناك سؤالا مجهول آن كانت تلك الفتاة شقيقة من فعل بها ذلك إذا من زوجته؟!

أكملت والدmـ.ـو.ع تنهمر بقوة على وجهها: لأول مرة أشوف فيها أبويا مكـ.ـسور عمره ما كـ.ـسره الفقر زي ما كـ.ـسره الا حصل أختى كانت جثة ولا بتأكل ولا بتشرب ومكنش أدامى أختيار تانى عشان أدخل العيلة دي وأنتقم منكم مضيت على العقد وأنا وأثقة أنك مش هتهتم تشوف الأسم وتفرق بين بسمة وبسملة أهم حاجه أن سمعتك خلاص بقيت فى السليم ونسيت أنى عمري ما هسيب حق أختى الصغيرة الا حضرتك قررت تخلص منها خالص فقــ,تــلتها هى وأبويا.

نظراته غلفت بالحـ.ـز.ن لظنه به هكذا ولكن ليس بيده شيئاً حتى الحديث لا يقوى عليه من الصدmـ.ـا.ت القـ.ـا.تلة الذي تلقاها...
رفعت السلاح على صدر طارق قائلة بفرحة: بس خلاص حق بسملة هيرجع وبمـ.ـو.تك يا حقير.
أقترب منها مالك قائلا بحـ.ـز.ن شـ.ـديد: بسمة أرجوكِ تسمعينى يزيد معملش كدا عشان أخوه كمان طارق برئ
تطلعت له بسخرية فأكمل قائلا بعين تحمل الصدق: صدقينى طارق وأختك ضحية خلافات بينا وبين واحدة كان دا إنتقامها مننا.

أقتربت من طارق قائلة بغضب: لو فاكر أنى هنخدع تبقى غلط.

أقترب منها مالك وسط الضغط المرتفع بالقاعة ببكاء امل ومنار وشاهندة: ورحمة أبويا أبداً الا عملت كدا كان تفكيرها بأن أختك تبلغ عن طارق ويتفضح وسمعتنا تبقى فى الأرض أنا مش بقول أنه معملش كدا لا طارق فعلا عمل كدا بس كان مغيب والموضوع أحنا لسه مكتشفينه بدليل أن نوال نفذت هجومها على عيلتك بالوقت دا عشان كانت خايفه أن الشباب الا حاطوا لطارق الحباية يعترفوا عليها فالا حصل كان تهديد ليهم.

صرخت بقوة: كدب كدب
ورفعت سلاحها بأحكام عليه وهو يقف أمامها بأستسلام، أشار له يزيد بالتراجع فتراجع للخلف وتقدm منها بخطى بطيئة للغاية لا تتناسب مع يزيد نعمان...
وقف أمام عيناها بصمت وهى تتأمله هى الأخرى بسكون إلى ان قطعه حينما رفع يديه قائلا وعيناه ترسم بالعشق: هاتى السلاح يا بسمة
أشارت برأسها بمعنى لا فأقترب اكثر قائلا بحـ.ـز.ن شـ.ـديد على ما مرأت به ؛ أنا أكتر واحد حاسس بيكِ.

إبتسمت قائلة بسخرية: هتحس أزاى وأنا ناري مش هتبرد على أهلى.
قاطعها بأنكسار: هحس عشان أنا كمان فاقدتهم والسبب هو نفس الشخص عشان كدا بوعدك أن حقك هيرجعلك وهتشوفى بنفسك يا بسمة بس عشان خاطري بلاش تقــ,تــلى طارق هو مالوش ذنب فى الا حصل دا مش بقول كدا عشان هو أخويا بالعكس انتِ عندي أغلى من الكل يا بسمة.

أخفضت عيناها بدmـ.ـو.ع كثيفة من تعمدت جـ.ـر.حه ترى الصدق بعيناه، اردت أن تحتضنه وتخبره بأنها تعشقه مثلما يعشقها ولكن من داخلها محطمه تماماً على فراق شقيقتها ووالدها..
تعالت شهقات بكائها فجذبها يزيد لأحضانه بقوة فألقت بأحزانها وهمومها بدmـ.ـو.ع ليس لها مثيل حتى فقدت الوعى بين يديه ليحملها بصمت للأعلى فما بين يديه هى الآن زوجته..
أما طارق فجلس أرضاً يبكى بقوة فكيف له الآن بطلب السماح من جثة لقت حتفها!

تطلع مالك للفتيات قائلا بحذم: كل واحدة على أوضتها
أنصاعوا له وصعدوا لغرفتهم سريعاً فأقترب منه مالك بحـ.ـز.ن على حاله ليتحدث هو بصعوبة: أنا السبب يا مالك أنا السبب فى كل دا
رفع يديه على كتفيه قائلا بثبات معتاد: ممكن تهدأ شوية الا حصل دا كان غـ.ـصـ.ـب عنك وبعدين بسمة مجروحه والا عملته كان معاها حق فيه أدعى ربنا بأنه ينصرك وأترجاه يسامحك
إستمع له بصمت ثم صعد لغرفته ليلجئ إلى الحى القيوم.

بغرفة يزيد.

وضعها بفراشه والصدmة مازالت تحتل ملامح وجهه كيف أستطاعت ان تخدعه كل تلك المدة! أيعنى أن قلبها خالى من عشقه؟! لا لم يحتمل تلك الحقيقة، جلس على الفراش يتأملها بصمت وغموض، كلمـ.ـا.تها تترنح بأنحاء الغرفة فأخرجت الوحش الثائر من عرينه، ليترك الغرفة ويتوجه للصالة الرياضيه بسرعة كبيرة..

بمنزل سيف
تمدد على الفراش بتفكير بالخطوة التى يفكر بها، زواجه منها صائب أم قرار واجب التفكير به..

زفر بغضب من عدm توصله لطريق يريح ذهنه المتطرف ليجد بأن عشقها سيجعل قلبه يعود للحياة مجدداً ليحلم من جديد..

بمنزل ليان
كانت تحتضن الوسادة بخجل شـ.ـديد كلما تتذكر كلمـ.ـا.ته، طالت ذكرياتها مع سحر عيناه وحديثه عن الزواج منها...

أصبح الوقت متأخر للغاية ولم يعلم النوم طريقه إليها، تشتاق لسماع صوته فأغلقت عيناها بقوة كأن روحها تناجيه ففتحت عيناها بفزع وهى تبحث بأنحاء الغرفة عن ما رأته حينما أغلقت عيناه فوجدت الغرفة فارغة فأغلقت عيناها لتجده يقف أمامها بأبتسامته الساحرة..
على الجانب الأخر.

كان يجلس على المقعد بشرود بها، الهواء الطلق يحرك خصلات شعره الطويل بدلل ليتساقط على عيناه الساحرة، عيناه مغلقتان بقوة، حركات جسده تحرك المقعد المستجاب لحركاته بعنف، توقف عن الحركة بصدmة حينما إستمع لصوت ليان تناديه بقوة ففتح عيناه ليجد الغرفة فارغة فأغلق عيناه ليستمع لصوتها ليعلم الآن بأن تلك الحورية قادته للجنون...
.

مر الليل بظلمـ.ـا.ت قاسيه على الجميع بقصر نعمان وسطعت شمس يوماً قضاه يزيد بالرياضة الشاقة...
ولج لغرفته ليتفاجئ بها فارغة فجن جنونه وهو يبحث عنها كالذي فقد آكسير الحياة..
قلب القصر راساً على عقب ليعلم من الحرس بأنها غادرت فى الصباح الباكر
صاح بغضب ليس له مثيل: وأنتوا أغـ.ـبـ.ـية ازاي تسبوها تخرج من هنا
أخبره رئيس الحرس بخـ.ـو.ف بدا بصوته: حضرتك معندناش تعليمـ.ـا.ت بأنها متخرجش من هنا.

قبض قبضة يديه بقوة وهو يصعد لسيارته ويخطو بها للخارج بسرعة كبيرة لعله يلحق بمن خـ.ـطـ.ـفت قلبه ربما تعمدت ذلك وربما لم تتعمد وربما ستدفع تذكرة غالية الثمن لأجل ما أرتكبته.

بشقة فراس
كان يتمدد على الفراش بجسده القوى يتابع التلفاز بشرود بخطته للقضاء على نوال فصدح هاتفه برسالة قلبت مزاجه للحدة
التنفيذ بعد ساعة
قبض قلبه لن يحتمل رؤيتها هكذا يا ويلت هذا القلب أعشق تلك الفتاة!

بقصر نعمان.

كالعادة لديهم كل خميس زيارة قبر والدهم بالصباح الباكر ليقضوا باقى اليوم بالمسجد جوار المقابر، خرجت منار وشاهندة لمصيرهم المأساوى فصعدوا بالسيارة الذي يعتليها السائق كالعادة..
تحركت السيارة بطريقها للمقابر والفتيات تجلسن بالخلف...
منار بخجل: بس بقا يا شاهندة الله
أجابته بأبتسامة سخرية: بس ايه ياختى! بقا أنتِ يطلع منك كل دا لا ويعتبر أتخطبتى وأنا أخر من يعلم يابت!

أجابتها بسخرية ؛ وأنا يعنى كنت هقولك أيه؟!
بس بصراحه أنا كنت برتاح لمحمود جداً وبحس من نحيته بشيء غريب
أحتضنتها شاهندة بسعادة حقيقة: ربنا يفرح قلبك ويسعدك يا حبيبتي يارب
شـ.ـددت من احتضانها بفرحة: ويسعد قلبك يا شاهندة لأنك تستهلى بجد
إبتعدت عنها بسخرية: هيسعدنى فين ياختى طول مأنتِ ورايا
تعالت ضحكاتها وهى تكيل لها الضـ.ـر.بات بالحقيبة قائلة بضيق مصطنع: كدا ماااشي يا حـ.ـيو.انه.

تعالت الضحكات ليقطعها صوت الضـ.ـر.بات النارية لتتحاول ضحكاتهم لصراخ قوى حينما أصيب السائق بطلق ناري برأسه لتقف السيارة بعدmا أصطدmت بالحقول والمزارع الفارغة..
بكت الفتيات حينما أقتربت من السيارة سيارة سوداء وبداخله أربع رجـ.ـال يرتدون الحلى السوداء الرسمية ويبدوا أنهم حرس لشخصية هامة للغاية.

أرتجفت شاهندة من الخـ.ـو.ف فحاولت منار فتح باب السيارة المجاور لها وبالفعل بعد معاناة تمكنت من ذلك لتجذب من تجلس بخـ.ـو.ف شـ.ـديد بقوة للخارج..
ركضوا سريعاً ليتخفوا من أمامهم فهبط اللعناء ليكملوا طريقهم ركضٍ خلفهم لعدm تمكن السيارات من الدلوف..
بكت شاهندة بألم حينما جـ.ـر.حت قدmاها بشـ.ـدة فلم تستطيع الركض فقالت ببكاء: اااه رجلى يا منار مش قادرة.

أجابتها الأخرى ببكاء حارق: معلشى يا شاهندة أستحملى لازم نخرج من هنا الناس دي شكلها عارفة هى بتعمل أيه
وبالفعل تحملت شاهندة عليها وبدأت تخطو بضعف معها على امل الخروج من الحقول أو الوصول لأحداً ما أو منزل يحتموا به من هؤلاء الشياطين..
طال الطريق بالركض والآلآم تتزايد على وجه شاهندة إلى أن جلست أرضاً قائلة بأبتسامة رضا لمن تصرخ عليها بالركض لوصولهم إليهم: مش قادرة يا منار أهربي أنتِ متقلقيش عليا.

صاحت ببكاء: مقلقش أيه؟أنتِ مـ.ـجـ.ـنو.نه مش ممكن اسيبك هنا مصيرنا واحد وهنواجه مع بعض
بكت الفتيات بقوة فلعنت منار غبائها لترك الحقيبة والهاتف بالسيارة فربما كانت ستلجئ ليزيد او لمالك ولكن الآن بمن ستلجئ سوى لله؟!.
أقترب منهم الرجـ.ـال فتراجعوا بخـ.ـو.ف وبكاء شـ.ـديد ليجذبهم أحدهما قائلا بنظرة مقززة: لا تستهل البهدلة دي كلها.

صرخت منار بغضب وهى تحاول تخليص نفسها من بين يديه والاخر يحمل الكاميرا ليسجل لحظات تشبه الهلاك بالجحيم لتلك الفتيات...
صرخت شاهندة بقوة حينما أقترب منها إثتين منهم والأخر يحمل الكاميرا والاخير يتمسك بمنار فدورها لم يحين بعد..
جذبو حجابها فصرخت بقوة مزقت قلبه منار التى تحاول تخليص نفسها منه قائلة بصراخ: سبوها يا كلاب.

وصاحت بالصراخ لعل أحداً ما يستمع صراخها ولكن هيهات فالمكان الذي به كان بتخطيط منهم بالتفيذ هنا.
زحفت شاهندة للخلف بضعف ودmاء منثدرة من قدmاها فحملها الأخر لتقف امام عيناه قائلا بضحكة مقززة: أيه يا حلوة أنجزى لسه معانا غيرك.

بكت منار بضعف لعدm أستطاعتها على مساعدتها فألقى الرجل بشاهندة على الأخر وألقى بها عليه كأنها دورة او رمية تدعس تحت الأقدام، ضحكاتهم زرعت لها جو من الدmار فألقوا بها أخيراً لتصبح بين يديه، نعم هو من خلق ليكون حماً لها وخلقت هى لأجله، بكت بقوة وهى تشـ.ـدد بيدها على قميصه الذي حل ليصبح عاري الصدري من قوى تماسكها به كأنها تتراجاه بأن لا يتركها بين يدى هؤلاء اللعناء.

تطلع لها فراس بصدmة لجـ.ـر.ح قلبه لرؤياها هكذا دmاء جسدها المنثدر جعلته كالجمر الناري..
أنحنى معاها أرضاً وهى تفقد الوعى تدريجياً، وضع يديه على وجهها برجفة لأول مرة يشعر بها..
أسرعت الأخرى بالحديث قائلة بدmـ.ـو.ع: ساعدنا أرجوووك.
رفع رأسه على الصوت الذي حطم ما تبقى خلايا قلبه ربما لا يعلم بأنها شقيقته شقيقة القلب ورفيقه الدm تأملها فراس بهدوء كأنه يدرس ملامحها المسابقة له..

تعالت ضحكات الرجـ.ـال بشمـ.ـا.ته لأن فراس من المؤكد مع الحلف الخاص بهم...
خلع قميصه فتعالت ضحكاتهم اكثر لظنهم بأنه من سيعتدى عليها ولكنهم تفاجئوا بأنه وضعه أسفل راسها حتى لا تنجـ.ـر.ح..
ثم وقف وعيناه تتحرك كالصقر الهائج ليصبح جواد بلا حاجز لم يكيل لأحد الضـ.ـر.بات ولكن كان يتسبب بالضـ.ـر.ب الممـ.ـيـ.ـت فى الحل ككـ.ـسر حنجرة وذراع وقدm فهو يعادل جيشٍ بأكمله..

ركضت منار لشاهندة بخـ.ـو.ف فوجدتها تفتح عيناها بضعف شـ.ـديد وتغلقها بتعب أشـ.ـد فبكت بكاء مرير
ما هى الا ثوانى معدودة حتى أنهى فراس معركته بشراسة وأنتصار ساحق، فأقترب منهم بخطاه الثابت ونظراته الغامضة تجاه شاهندة
مسكت منار معصمه قائلة برجاء: ساعدنى أرجوك بـ.ـنت عمى بتضيع منى هى عندها أزمة والا حصل دا أكيد زود الا عندها ارجوك ساعدنى اوديها أي مستشفى.

أنقبض قلبه فحملها يين ذراعيه قائلا بهدوء مخالف لخـ.ـو.فه الشـ.ـديد عليها: متخافيش
وحملها لسيارته التى تبعد عن المكان بقليل فأتبعته منار ببكاء شـ.ـديد..
تخطى الطريق بسرعة ليس لها مثيل يخـ.ـطـ.ـف نظراته لمن تقطن جواره بالمقعد الامامى فتفاجئ بأشارات المرور لتقف السيارة..
منار بالخلف تبكى بقوة وعدm إستيعاب لما حدث
رفع يديه على وجه شاهندة يلامس أطراف وجهها بحـ.ـز.ن وخـ.ـو.ف شـ.ـديد ينقل كلمـ.ـا.ته ببطئ: مش هسمح لحد يأذيكِ.

ثم أسرع لمخالفة الاشارة ولم يعنيه الشرطى الذي أسرع خلفه حياتها هى الأهم له..
وصل للمشفى بأقل من دقائق فحملها للداخل فأسرع الممرضات بأنتشالها من بين ذراعيه ابي تركها الا حينما رمقها بنظرة كأنها بها الآمان
جلس على المقعد بتعجب لحاله لم يعبئ بنظرات الممرضات المقززة له حتى قميصه تركه بالمكان اللعين، حتى برودة الجو لم تعنيه ولم يشعر بها
أقتربت منه منار ببكاء: ممكن تلفونك لو سمحت
: أكيد.

قالها فراس وهو يخرجه من جيب سرواله فأخذته منه بتـ.ـو.تر وأرتباك ليهوى أرضاً من شـ.ـدة أرتباكها..
بكت بقوة وهى تسقط ارضاً ليعاونها فراس سريعاً قائلا بتفاهم: قوليلي الرقم وأنا هطلبه
كانت فكرة سديدة لها فقدm لها الهاتف لتستمع لصوت مالك فقالت ببكاء متقطع افاق شيئاً ما عند فراس حينما قالت بضعف: مااالك.

ربما لأسمه شيئاً ما وربما وجود فراس بداية لكشف مجهول سيجمع أخوة فرقوا لأكثر من تسعة وعشرون عاماً وربما بداية لهلاك نوال نعمان وبداية لأساطير عشق لم تحدث من قبل ولكنها فقط بعمالقة العشق الأربعة.
جلست على المقعد بدmـ.ـو.ع إلى أن إستمعت لصوته، رفعت عيناها لتجده أمامها فهرولت لأحضانه ببكاء مزق قلبه بضعف..
أخرجها يزيد من أحضان مالك قائلا بخـ.ـو.ف: أيه الا حصل وشاهندة فين؟
تعالت شهقات بكائها قائلة بصوت مرتجف: فى اربع شباب كانوا بيلاحقونا و
لم تستطيع التحدث فتعال صوت بكائها ليصل لهم مفهوم ما تريد قوله، تلونت عين مالك بغضب ليس له مثيل حتى يزيد غضبه الساحق كفيل ببث الرعـ.ـب فى النفوس..

خرج الطبيب من الغرفة فأسرع مالك إليه قائلا بخـ.ـو.ف: طمني يا دكتور.
رفع الطبيب يديه على كتفيه قائلا بهدوء: اطمن هى كويسة أصابات خفيفة بس فى رجليها وطبعاً من الواضح ليا أنها أتعرضت لمحاولة أغتصاب ولازم أستدعى الشرطة
وتركه وغادر ومالك بحالة من السكون الممـ.ـيـ.ـت، أقترب يزيد من منار قائلا بملامح متصلبة: أنتوا كويسين؟
أجابته ببكاء: الحمد لله فى شاب هو الا أنقذنا منهم وجابنا هنا
مالك بستغراب ؛ مين دا وهو فين؟

أستدارت بوجهها تبحث عنه فقالت بخفوت: كان هنا دلوقتى
لمحت الممرضة فأسرعت إليها قائلة بتـ.ـو.تر: لو سمحتى مشفتيش الشاب الا كان معانا هنا؟
أجابتها بتأكيد: خرج من شوية
أقترب مالك من منار وجذبها وتوجه للخارج ليلحق به أما يزيد فدلف لغرفة شاهندة سريعاً..
بالخارج
أشارت منار لمالك على الشاب الذي يجلس بسيارته قائلا بدmـ.ـو.ع لتذكر ما حدث: هو دا يا مالك.

أقترب مالك من السيارة وهى معه ليراهم فراس فهبط ليقف أمام عين مالك المزهولة من رؤيته مجدداً، فشل فراس بكبت خـ.ـو.فه الشـ.ـديد على شاهندة فقال بثبات لم يخسره بعد: أختك بقيت كويسة؟
أشارت منار برأسها وعلى وجهها إبتسامة خفيفة فأقترب منه مالك ورفع يديه قائلا بجدية: مش عارف أشكرك أزاي على الا عملته مع البنات
إبتسم بهدوء: متشكرنيش أنا معملتش غير الا حسيت أنه صح.

ثم أكمل بأبتسامة هادئة: ولو تفتكر أخر مرة قولتلك هنتقابل تانى
إبتسم مالك بتذكر فرمقه بنظرة متفحصه قائلا بسخرية: صدقت لما اطلقت على نفسك مـ.ـجـ.ـنو.ن
تطلع فراس لصدره العاري بأبتسامة عالت بصوته الجذاب: لا أنا محدش يتوقعنى
شاركه مالك البسمة وبداخله إستغراب لشعوره بأنه يعرفه لسنوات ماضت...
صعد فراس لسيارته قائلا بغمزة ساحرة: هشوفك تانى
إبتسم مالك قائلا بهدوء: أكيد.

وغادر فراس بسيارته وعين مالك تلاحقه بغموض..

بغرفة شاهندة
رأتهم يقتربوا منها وهى تحاول الهرب بلا محالة، تعرق وجهها بقوة والخـ.ـو.ف يفترس ملامحها، صرخت بقوة وهى تصيح، لا بكاء حارق جز قلبه فحاول أفاقتها قائلا بحـ.ـز.ن شـ.ـديد ووعيد أشـ.ـد لمن فعلوا بشقيقته كذلك: شاهندة فووقى
أنهمرت دmـ.ـو.عها بكثرة ففتحت عيناها على صوت يزيد لتجده بالغرفة فنغمست بأحضانه وعيناها تتفحص الغرفة بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد، شـ.ـدد من أحتضانها قائلا بهدوء: بس خلاص مفيش حد هيأذيكِ.

دلف مالك سريعاً ليجدها تشـ.ـدد من أحتضان أخيها برعـ.ـب لأول مرة يرأها به، رفع يزيد عيناه الحمراء من غضبه الممـ.ـيـ.ـت فقرأ مالك ما يريده ولأول مرة يتخلى عن عقله ويأيد الغول...
توجه للخارج ثم رفع هاتفه ليتحدث بنبرة تهلع لها النفوس
=خدها وأختفى من عندك قبل ما الشرطة توصل
حاضر يا مالك بيه
وأغلق مالك الهاتف وعيناه تلمع بشرارة ستنهى إمبراطورية تلك الحمقاء...

بالمشفى
أستندت منار على المقعد المجاور ليزيد فغطت بنوم عميق بعد مشقة يومٍ كاد أن يفتك بها فأبعاد يزيد شاهندة عن أحضانه ثم وضع رأسها على الوسادة بحرصٍ شـ.ـديد...
حمل منار للفراش المجاور لها وداثرها جيداً، دلف سيف وشريف للداخل فأقترب منه سيف قائلا بقلق: فى أيه يا يزيد وأيه الا حصل دا؟!
شريف بخـ.ـو.ف وهو يتفحص منار وشاهندة: شاهندة ومنار مالهم.

سكون الغول كان مريب للجميع فدلف مالك ليستمع لأسئلتهم فأقترب منهم قائلا بثبات ؛ متقلقش يا سيف هما كويسين
صاح بسخرية: مقلقش أزاي؟!
وبعدين مين الا مستغنى عن عمره عشان يعمل كدا!
خرج يزيد من الغرفة فعلم مالك إلى أين سيذهب فلحق به سريعاً ليحاول إيقافه، أسرع سيف خلفهم بعد أن أخبر شريف بعدm ترك شاهندة ومنار لحين عودتهم..
فتح يزيد باب سيارته فجذبه مالك بغضب: الا بتعمله دا غلط يا يزيد حقنا هيرجع بس بالعقل.

رفع عيناه عليه قائلا بسخرية وهو يهم بالجلوس بالسيارة: خليلك العقل دا
وبالفعل أغلق باب السيارة وأنطلق بسرعة كالرعد، زفر مالك بغضب شـ.ـديد فصعد بسيارة سيف على الفور ليلحق به...

بالقصر..
وبالأخص بغرفة طارق
كان يبكى بقوة على سجادة الصلاة، يبكى بخشوع وهى يشكو لله و.جـ.ـع قلبه، يتحدث بصدق فكيف له بالكدب على الملك المطلع على القلوب...

بكى وهو يخبر ربه بأنه لم يتعمد أن يفعل ذلك، بكى كثيراً وهو يخبره بأنه كان يتمنى فرصة واحدة ليصحح بها أخطائه معها، نعم يعلم بأنها ستكرهه كثيراً فكيف لفتاة أن تمنح فرصة لحب مغتصبها ولكنه كان سيبذل قصار جهده ليعلمها ببرائته وأنه لم يتعمد أن يفعل لها ذلك..
ربما لا يعلم بأن فرصته على بعد أميال منه، تبكى بحرقة هى الأخرى وهى بأنتظار مصيرها المجهول...

وقفت بعد معانأة وتوجهت لباب الغرفة المظلمة كالقبر تطرقه بقوة وضعف ولكن هيهات لم يستمع لها أحداً..
جلست أرضاً تبكى بقوة وهى تحتضن جنينها بخـ.ـو.ف بعدmا علمت بخطتهم ببقائها على قيد الحياة حتى تنجب لهم وريث عائلة نعمان كما أستمعت منهم، رفعت بسملة عيناها للسماء قائلة بدmـ.ـو.ع العجز: يارررررررب.

تعالت شهقات بكائها وهى ترجو الله بأن يشعر بها احداً ويحررها من هنا بداخلها آنين مدعوس بلا رحمة، لم يبالى احداً بها كأنها خلقت للعـ.ـذ.اب والجراح من الجميع ربما لو إستمعت لدعاء من فعل ذاك لعلمت بأن هناك أمل بحياتها الدعوسة.

بمكتب القصر الخاص بنوال
صاحت بغضب: يعنى أيه أتقــ,تــلوا!
أجابها الحارس الذي تفقد المكان: زي ما بقول لحضرتك والغريبة أن البنات كويسين مش حصلهم حاجة
أجتازت الصدmة أواصرها فخرج صوتها بزهول: يعنى أيه؟! مالك ويزيد هينتصروا علياا!

أتاها الرد الساحق حينما إستمعت لصوتٍ قوى للغاية فخرجت للشرفة لتفزع بشـ.ـدة حينما رأت يزيد يعبر الطريق بسيارته غير عابئ بالباب الخارجى الذي تحطم أمامه كأنه ورقٍ هاش، هبط من سيارته وهو كالبركان من يقف أمامه مصيره المدmر يحفر بيد الغول، وقفت سيارة سيف بالخارج فهبط مالك لينضم له سريعاً ليشكل حلف قوى...
لكم مالك الحارس بقوة قائلا لمن يقف جواره: مفيش فايدة فيك.

صدد يزيد اللكمـ.ـا.ت قائلا بسخرية دون النظر إليه: دا سؤال ولا إجابة
أطاح مالك بمن تعمد أن يأذي رفيقه بسلاحٍ حاد قائلا بغضب وعيناه على المعركة كالصقر: أعتبره الأتنين لما أشوف أخرة عصبيتك دى أيه؟
أنضم لهم سيف بأن توالى مهمة الحرس فدلفوا للقصر الداخلى..
ولجت نوال لغرفتها فجذبت السلاح وبداخلها عزم لأنهاء حياتهم..

فتحت باب الغرفة وتوجهت للهبوط فتفاجئت بأحداً ما يجذب السلاح منها رفعه يزيد أمام عيناها ثم قبض قبضته بقوة أفتكت بالسلاح لتحطمه كالزجاج المتهشم، نعم أنقبض قلبها فهى تعلم قوة يزيد على عكس مالك المتحكم بأستخدام قواه أن ارد..
تراجعت للخلف بخـ.ـو.ف شـ.ـديد وهو يقترب منها بملامح تشبه درجات الجحيم..

جلس مالك على الأريكة وضعاً قدmاً فوق الأخرى، وضعاً سماعات الهاتف بآذنيه يدندن مع الموسيقى حينما ينهى الغول مهمته، أقترب منها يزيد ليخرج صوته أخيراً قائلا بصوت ليس له مثيل: 24ساعة
لم تفهم ما يقوله الا حينما أكمل حديثه بتحذير دي مدتك هنا فى مصر ساعة زيادة وأوعدك أنك هتقضى الا فاضل من عمرك فى الحبس.

إبتلعت ريقها بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد ونظراتها تتعبئ بالحقد الدفين لهم، رفع يزيد يديه أمام عيناها قائلا بتوعد: لو فاكرة أن الا عملتيه النهاردة دا هيكون تهديد ليا أو لمالك تبقى مت عـ.ـر.فيش مين يزيد نعمان المدة الا معاكِ أعتبريها فرصة لنجأتك من المـ.ـو.ت الأختيار ليكِ
وتركها ورحل فأنتبه له مالك ليخرج سمعته من آذنيه ويلحق به فأستدار قائلا لها بأبتسامة لا تليق سوى به: أه نسيت ياريت لم تغيرى نوعية الحرس بتوعك خرعين أوى.

ورفع يديه بدرامية: سلام يا عمتى
قالها بسخرية وغادر لتعلم الآن بقوة عدوها..

تلقى يزيد رسالة نصية من الحرس الخاص به بمعرفة مكان بسمة، فأبدل مسار سيارته للمكان المحدد بهاتفه أما سيف ومالك فعادوا للمشفى مجدداً...

، أمام الموج الهائج كانت تجلس تلك الفتاة، تجلس بحـ.ـز.ن ليس له مثيل، دmـ.ـو.عها تنسدل بقوة وحرارة ملتهبة. تجلس منذ ساعات طالت بتفكير إلى أين الذهاب؟، لتجد أن جميع الأجابات لسؤالها بعيداً عن المنزل المخيف الذي قــ,تــل به أحلامها وعائلتها، أنقضى الوقت ليتطرق تفكيرها به لتشعر بدقات قلبها المنغمسة بدون تحكم منها بعشق الغول المخيف...

أخفضت عيناها بقوة تبتلع غصات مريبة ودmعات قاسية، فتحتهما بصدmة حينما أستمعت لصوت من يجلس جوارها وعيناه على المياه بتحدى مخيف قائلا بهدوء لا يتناسب معه: شايفه دا الحل؟
رسمت بسمة من وسط دmعاتها لتخالف ظنونها بالأستياء لوجوده، لم يزيح عيناه من على أمواج البحر الهائج كمحاولة للتحكم بأعصابه..
رددت بهمسٍ قـ.ـا.تل له، يزيد..
أغمض عيناه ليتحكم بخفق القلب على نغمـ.ـا.ت إسمه المتردد من عسل شفتاها..
أكمل حديثه بثبات: سبتى القصر ليه؟
وضعت عيناها أرضاً بدmـ.ـو.ع ^ لانه مش مكانى ولا هقدر أكون فيه وأشوف الا دmر أختى قدام عيونى
أزاحت دmـ.ـو.عها قائلة ببسمة سخرية: كنت فاكرة أنى هنتقم من الكل بس تفكيرى كان غلط مش فاضل غير حاجة واحدة بس عشان أبعد عنك وعن عيلتك للأبد
مازالت عيناه تتحاشي النظر إليه وتتفحص حركة المياه ليخرج صوته بهدوء: حاجة أيه؟
جاهدت لرسم اللامبالة على وجهها قائلة بتصنع أنك تطلقنى.

أجابها ببرود قـ.ـا.تل: لما ترجعى القصر معايا هحضر أوراق الطـ.ـلا.ق
وتركها وصعد لسيارته تاركاً باب السيارة على مصراعيه بأنتظارها، صعقت وظلت محلها تتأمله بعين تكاد تتسع من صدmـ.ـا.تها، لم تجد يوماً ضعيفة كم هى اليوم، أزاحت دmـ.ـو.عها بكبرياء ولحقت به بخطى ثابت للسيارة...
ما أن صعدت حتى أنطلقت السيارة كـ.ـسرعة البرق للقصر...

بالمشفى..
دلفت تقى مع والدتها فتخشبت محلها حينما رأت سيف يجلس جوار منار ويقدm لها المياه.
عادت الغيرة لتخترق قلبها من جديد، حـ.ـز.نت منار من رؤية نظراتها فهى تعلم السبيل بها...
ما هى الا ثوانى معدودة حتى دلف محمود ومعه ليان ووالدته حينما علموا بما حدث...

توقف قلبه عن النبض فشعر بها وبوجودها بالغرفة أستدار سريعاً ليجدها تقف أمامه بفستانها الوردي لتخـ.ـطـ.ـف ما تبقى من ريعان القلب فيصبح مهوس بها، خجلت من نظراته فحاولت التهرب منه حينما جلست على أقرب أريكة..
أقترب محمود من الفراش قائلا بلهفة وخـ.ـو.ف أتضح للجميع: فى أيه يا مالك أيه الا حصل؟ ومنار كويسة؟
وضعت عيناها أرضاً بخجل فأجاب سيف بأبتسامة ساحرة: زي مأنت شايف هى بس بتدلع قبل الخطوبة حقها ياعم.

تطلعت تقى لهم بعدm فهم فشاركهم مالك المرح: ايوا بالظبط كدا يا حودة هى والبت شاهندة أتفقوا يعملوا المقلب دا
أعتدلت شاهندة بجلستها قائلة بتعب: أيه دا هو أنت العريس!
تعالت ضحكات الجميع فأجابها محمود بسخرية: والله على حسب
شريف: على حسب أنك متزوج ولا مطلق؟! فهتشيل الليلة
تعالت الضحكات فأقتربت ليان من منار قائلة بهدوء ورقة: ألف سلامه عليكِ يا منار
إبتسمت بسعادة وهى تحتضنها: الله يسلمك يا ليو.

سماح بعدm فهم: هو فى حد هيتجوز!
تطلع مالك لليان ومحمود لمنار وسيف لتقى فأنفجر الجميع ضاحكين.
أشار مالك على ليان قائلا بهيام: دى ليان أعتبريها خطبتى لحد ما نعقد القران الأسبوع الجاى
سعدت سماح وأقتربت منها بفرحة: ما شاء الله أيه الجمال دا
رفع مالك يديه على كتف سماح قائلا بهيام: دا كان حالى أول ما شوفتها
محمود بغضب مصطنع: أرجوز أنا صح
شريف بتأييد: لسه واخد بالك.

تعالت ضحكات فاتن وسماح فأقترب سيف من تقى قائلا بنظرة لم تتيقن من فهم شفراتها ؛ أنا من رايي نعمل الفرح على طول وفى يوم واحد
تطلع محمود لمنار بتأييد ؛ وأنا معاك
سيف بثبات: طب والغول
تأفف محمود قائلا بغضب: أفتكرلنا سيرة عدلة
تعالت ضحكات الجميع فأخبرهن مالك بالعودة للقصر بعد الأطمئنان على شاهندة..

بالقصر
دلفت لغرفة مكتبه بقلبٍ مرتجف فجلس على مقعده يخرج من الخزانة عقداً ثم قدmه على المكتب الخاص به بأنتظارها أن ترى ما به..
جلست على المقعد أمام عيناه بأرتباك وحيرة مما تريده ويريده ذاك القلب..
قدm لها الورقة فسحبتها بأصبع مرتجفه وعين تلمع بالدmع وهى تتفحص ما بها..
تحاشي النظر إليها فقالت بسخرية مكبوتة بالبكاء: كنت مجهز العقود.

رفع عيناه عليها فتعلق الصمت به آلى أن قطعه قائلا بثبات ؛ حبيت أريحك من اللعبة الا بترسميها
علمت الآن لما عاصفة عيناه الجامحة، جذبت الورقة ووقعتها سريعاً ثم توجهت للخروج ولكنها توقفت ولم تستدير قائلة بصوت منكـ.ـسر: مكنتش لعبة يا يزيد أنا حبيتك بجد
وقبل ان يستوعب كلمـ.ـا.تها رحلت من أمام عيناه، تركت قلبها يعانى وتوجهت للخروج..
إبتسم يزيد بفرحة ومزق الورقة لتصبح فتيل من الوريقات...
بالخارج.

رفعت يدها لتفتح الباب الداخلى للقصر فربما لم يعد أمامها سوى أخر لتجد يداً ممدوده على يدها فأستدارت لتجد عيناه مقربة منها..
إبتلعت ريقها بأرتباك من قربه المهلك لها، تطلع لها بصمت تاركاً نظرات عيناه تفترس ملامحها، حملها بين ذراعيه وهى تتأمله بصدmة وهو يتوجه لغرفته...
حاولت الحديث ولكن تخلت عنها الكلمـ.ـا.ت، هبطت سريعاً وهى ترمقه بضيق: لسه عايز أيه؟!

إبتسم وهو يقترب منها هامساً جوار أذنيها بصوته الرجولى العميق: عايزك أنتِ يا بسمة
تطلعت له بصمت قطع بدmـ.ـو.عها: بس خلاص أحنا أتطلقنا وأنا وقعت العقد
رفع يديه يلامس وجهها فأغمضت عيناها بقوة كأنها تقاوم طوفان العشق الذى يجذبها بقوة بعالم خيالي معبئ بعشقه، ليخرج صوته بثبات مريب: بس أنا موقعتش.

مرر عيناه على قسمـ.ـا.ت وجهها ليلتمس عشقه المكنون بين جفون العينان، لم يحتمل رؤية دmـ.ـو.عها حتى وأن كان سببها عاصفة الأشتياق فقربها لصدره لعلها تستمع لنبضات القلب المتمرد على عاصمة الغول، رفعت يدها وهى كالمغيبة تشـ.ـدد من أحتضانه بقوة أنتهت بعودتها للواقع فتراجعت للخلف بخجل شـ.ـديد، جذبها بقوة لتتقابل مع عيناه قائلا بخبث: كان أبسط حلمى نتخطب نطلع متجوزين
تلون وجهها بلون يصبح وصفه فقالت بأرتباك: يزيد.

أقترب منها أكثر فحاولت الهرب ليحاصرها بين ذراعيه قائلا بعشق وهو يهمس جوار أذنيها بصوتٍ منخفض: بعشق أسمى لما بتنادينى بيه
أغمضت عيناها كمحاولة فاشلة لكبح خجلها ولكنه تضاعف رويداً رويداً..
إبتعد عنها بنظرات تحاولت لغضب مفاجئ لها ليجذبها من معصمها بقوة ألمتها قائلا بصوتٍ غاضب: لو حاولتى تبعدى عنى تانى تصرفي مش هيعجبك يا بسمة أنتِ مت عـ.ـر.فيش عملتى فيا أيه.

أنهمرت الدmـ.ـو.ع من عيناها قائلة بحـ.ـز.ن: كان غـ.ـصـ.ـب عنى يا يزيد مش قادرة أنسى الا حصلها..
رفع يديه يجفف دmـ.ـو.عها قائلا بتفهم: مش هطلب منك تسامحيه أو هبررلك الا عمله تانى بس الا أقدر أوعدك بيه أن حقك هيرجعلك وفى أقرب وقت يا بسمة ومتنسيش أنك زوجة يزيد نعمان.

جذبها لأحضانه مجدداً لتنعم بالآمان بين أنفاسه فسكنت لتشعر بأن الراحة تسللت لقلبها، حملها يزيد للفراش وتمدد جوارها ليحتضنها بقوة وسعادة بأنها صارت زوجته، أنغمس تفكيره بنوال ووعيده لها بالهلاك يتضاعف..

حمل مالك شاهندة لسيارته ثم أستدار بجسده ليراها تتوجه لسيارة محمود مع فاتن، خـ.ـطـ.ـف نظراته لها كأنه يودعها للقاء الغد القريب لتصبح ملكه هو...
صعدت تقى بسيارة سيف وسماح مع مالك ومنار لتذهب معهم للقصر..
ألتزمت تقى الصمت طوال الطريق حتى أن شريف أستدار بوجهه قائلا بمزح: وحدوووه فى أيه ياخونا طالعين مـ.ـيـ.ـتم!

رمقه سيف بحدة وأكمل طريقه قبل أن يقــ,تــلع رقبته فرسم الخـ.ـو.ف قائلا بسخرية: عليك بوز ياساتر مش عارف البت دي هتتجوزك أزاي؟
لم تتجادل معه كالمعتاد، الصمت مخيم عليها مما أثار قلق سيف..
وصلت السيارة أمام العمارة بعد أن أخبرت والدتها بأنها ستظل الليلة هنا..
صعدت للأعلى ومازال الصمت رفيقها حتى أسرع خلفها سيف قائلا بصوت متقطع من الركض: تقى
أستدارت لتجده يقف أمامها فتطلعت له بأهتمام ليكمل هو حديثه: مالك؟!

تهـ.ـر.بت من نظرته لتخفى دmـ.ـو.عها فجذب مفاتيح شقتها وجذبها للداخل قائلا بلهفة: مالك يا تقى فى أيه؟
لم تجيبه وتساقطت دmـ.ـو.عها بغزارة فسترسل حديثه بتفكير: شريف زعلك فى حاجة؟
أشارت برأسها بمعنى لا فأكمل بلهفة: طب قوليلي مالك!
رفعت عيناها تتأمله بصمت كير من آنين كلمـ.ـا.تها: لسه بتحب منار يا سيف؟
تخشبت نظراته عليها فكيف تعلم بذاك الأمر، ظل الصمت هو السائد عليه لتعلم الآن بأن قلبها ليست له السكينه..

أقترب منها سيف ونظراته تتأملها ليقطع حديثه بثقة: لا يا تقى
رفعت رأسها بدهشة ليكمل هو بهدوء: منكرش أنى كنت بحبها بس دلوقتى مينفعش
: ليه؟!
قالتها وهى تقترب منه فأكمل بهدوء وتفهم لحالتها: لأن مينفعش يا تقى هى بتعتبرنى أخوها وأنا لازم أشوفها كدا
ثم أكمل بضيق: وياريت بلاش تتكلمى فى الموضوع دا لأنه أنتهى من زمان
وتركها وغادر لشقته...
بالأسفل.

صعد شريف وهو يحمل الحقائب الخاصة بسيف بضيق شـ.ـديد متمتم بغضب: أركن العربية وهات الشنط يا شريف شغال عند أبوكم أنا
ثم زفر بضيق: منك لله يا سيف حاطط أيه فى الشنط دي حديد! دانا حتى مش شايف السلم.

جاهد شريف للصعود أولى الدرجات المودية للمصعد فحمد الله حينما وصل بعد مشقة مزرية من وجهة نظره، فتح باب المصعد ثم ألقى الحقائب والكرتون بشكل عشوائي كمن يحنل قنبلة موقودة ويلقيها بعيداً عنه ليستمع لصراخ يأتى من الداخل، ولج للداخل بصدmة وهو يزيح الكرتون والحقائب ليرى من تنظر له بغضب ليس له مثيل
صاحت بعصبية شـ.ـديدة: أنتِ أعمى ولا غـ.ـبـ.ـي؟
رفع يديه بتفكير: وأيه الفرق بين الأتنين فى الأخير شتيمة صح.

زفرت بغضب: لا شكلك مـ.ـجـ.ـنو.ن
أغلق شريف باب المصعد قائلا بأبتسامة واسعه: الله يحفظك
نظراتها كفيلة بنقل غضبها الشـ.ـديد له فوقف بالداخل يتأملها بصمت لتصيح بسخرية ؛ هو هيطلع لوحده ولا منتظر شحنة بنزين!
أجابها بعدm فهم: هو مين؟!
رفعت يدها على وجهها كمحاولة لكبت غضبها ثم ألقت الحقائب والكرتون وتوجهت للأئحة تحركه فقال بأبتسامة واسعه: لا زكية والله.

حمدت الله بأن المصعد وصل للطابق المطلوب ثم حملت الحقيبة الخاطئة وتوجهت للخروج قائلة بغضب شـ.ـديد: Stupid، ( غـ.ـبـ.ـي)
إبتسم شريف بسعادة: الله يحفظك ياررب دى بين البت وقعت يالا أنضمى لضحايا شريف النمس
وأغلق باب المصعد بأبتسامة تسع ملايين الوجوه
أما هى فرفعت يدها تدق الجرس بجنون كالمعتاد لها..
فتح الباب ليجدها تقف أمامه فردد بصدmة: جاسمين؟!
أرتمت بأحضانه بصراخ: فرراااس وحشتنى أووى.

أبعدها عنه قائلا ببسمة هادئة لا تليق بسواه: أيه المفاجأة دي؟
دلفت للداخل قائلة بغرور: هات الشنط
وجلست على الاريكة تزيح حذائها الضيق فوجدته يستند بجسده العمالق على باب الشفة ويديه على صدره بعين جعلتها تهرول للخارج فجذبت الحقائب للداخل...
أغلق باب الشقة وجلس أمامها قائلا بستغراب: مقولتليش ليه أنك نازلة مصر؟
إبتسمت بسعادة: قولت أعمالهالك مفاجأة بس الحـ.ـيو.ان الا قبلته دا شقلب المود خالص.

ضيق عيناه الساحرة بستغراب: حـ.ـيو.ان مين؟
قالت بأنفعال: معرفش واحد غـ.ـبـ.ـي فى نفسه كدا
أرتفع صوت ضحكاته قائلا بسخرية: ميعرفش أن ملكة المغرب هنا بنفسها كان المفروض أظهرلها أحترام اكبر
رمقته بنظرة ممـ.ـيـ.ـته ثم ارتدت حذائها قائلة بغضب: تصدق أنى غلطانه أنى سبت أخويا وقولت فراس حنين عليا منه ومش هيأخدنى تريقة زيه لكن كنت غلط أنت وهو واحد وهتفضلوا كدا لحد ما تتكلوا على الله ونرتاح منكم أنتوا الأتنين.

جذبها من تالباب فستانها بغضب: مين دا الا يتكل يا بت!
قالت برعـ.ـب: مراد مش أنت وبعدين مش عيب تمسك أختك الصغيرة المسكة دى
تطلع لها بتفكير ثم تركها قائلا بتحذير: طب بصى يا حبيبتى أنا هستحملك هنا لحد ما مراد ينزل مصر ويرجع يشغل شركاته والفيلا من جديد بس لو عقلك دا وزك شمال ولا لمين أنك تعملى كوارث زي ما كنتى بترتكبيها فى المغرب هوريكِ أيام مشفتهاش مع أخوكِ نفسه فهمتى.

إبتلعت ريقها بخـ.ـو.ف وهى تشير له بالتأكيد فجذبها من تالباب الفستان مجدداً: ولا تقوليلي هتجوز ملك المغرب ولا رئيس مصر فهمتى يا حلوة
أجابت بصوتٍ خافت: ورحمة أبوك وأبويا فهمت دانا حتى وأنا جاية مفكرتش أتكلم مغربي بتكلم مصري وبقول بدل ما يتنصب عليا ولا حاجة دانا حتى جايبالك معايا الأكل المغربي الا بتحبه وكمان جبتلك...
رفع يديه على شعره ليتحكم بصداع رأسه ليصيح بهدوء مخادع: شايفة الأوضة الا ادامك دي.

إبتلعت باقى كلمـ.ـا.تها: أه شايفها مالها؟!
صاح بصوتٍ كالرعد: تخدى شنطك وأكلك ومشفش خلقتك غير تانى يوم زي دلوقتى
ما ان أنهى كلمـ.ـا.ته حتى هرولت للداخل سريعاً وأغلقت الباب بسرعة اكبر.

بالقصر
وضعها بحرصٍ شـ.ـديد على الفراش فجلست منار جوارها...
أتى يزيد ليراها بعدmا تركها غافلة على فراشه قائلا بقلق: ها يا شاهندة أخبـ.ـارك دلوقتى
حركت قدmاها ببعض التعب: الحمد لله يا يزيد
مالك بأبتسامة هادئة: بقيت كويسه يا يزيد أطمن وبعدين أنت كنت فين؟
جلس جوار شقيقته: بعدين يا مالك
أشار برأسه بتفهم وهبط للأسفل تاركه مع شقيقته..
.
بقصر نوال
صاحت بغضب وجنون: ماشي يا يزيد فاكرانى بتهدد.

وأخرجت هاتفها برقم طارق وبسمة الأنتقام مازالت تتسع ربما لا تعلم بأن النهاية قريبة للغاية وعلى يد أقرب شخص لها.

بغرفة طارق
صعق من الرسالة الذي تلقها فهرول لسيارته بسرعة جنونية ليلقى مصير مجهول ربما بداية بقلب مجري حياته أو عاصفة ستدmره.

بحديقة القصر..
هبط يزيد وعيناه تبحث عن مالك صعق حينما رأه يتمدد على المياه والأمطار الغزيرة تهبط بحرية على جسده العارى، الهاتف بيديه يستمع لصوتها بعشق
مالك بعين مغلقة: سمعتك بتنادينى
لم تشعر بنيران وجهها فكيف تخبره بأنها ترى ظله أمامها ليخرج صوتها بأرتباك: هناديك أزاى؟ وفين؟!
فتح عيناه ليرى القمر أمامه: أحساسى يا ليان ومش ممكن يكون مش صح.

تمنت الأرض تبتلعها، صوته يحجرها بعاصفة من نيران وعشقه موقدها
آبتسم قائلا بصوتٍ يكاد يكون مسموع: نفسي أشوفك دلوقتى خجلك وصلى حتى على الفون مش لأن الروح واحدة والقلب واحد لأن العشق مرتبط بأسمك وأسمى يا ليان
لم تعد تحتمل كلمـ.ـا.ته حتى مشاعرها كشفتها أمامه أغلقت الهاتف سريعاً فأحتضنه وأغلق عيناه ليراها أمامه أفاق على صوت يزيد الواقف على الدرج قائلا بسخرية: مـ.ـجـ.ـنو.ن والله مـ.ـجـ.ـنو.ن مش حاسس بالبرد دا.

وقف على الحاجز المعبئ بالمياه قائلا بصوت مرتفع: هحس أزاى؟! بس تصدق صح الجنان حل برضو
ضيق الغول الوسيم عيناه بعدm فهم ليرى مالك يستسلم للهواء بأن ألقى نفسه من أرتفاع شاسع ليقع باعماق المسبح فصرخ به: بتعمل أيه يا مجنووووون
حارب المياه وصعد على وجهها قائلا ببسمة هادئة: بثبتلك انى أتجننت رسمى ولازم تتصرف وتجوزنى بكرا قبل بعده.

أقترب منه ليجلس على المقعد المجاور له قائلا بتفكير: والله بعد الا شوفته دا هجوزك وأمرى لله بس بعد أما أخلص موضوع نوال دي
خرج من المياه مرتدياً المنشفة على خصره: هو بعد الا حضرتك عملته لسه موضوعها مخلصش
وضع قدmاً فوق الأخرى مستنداً بظهره على المقعد: بالعكس دا أبتدى عمتك صعبه ومش هتسكت والا كانت ناوية تعمله مع منار وشاهندة قرب نهايتها خلاص مفيش صبر عليها بعد كدا.

تذكر مالك شيئاً هام فصعد للاعلى مسرعاً ليثير شك يزيد: رايح فين؟
اجابه بثبات زائف: حسيت بالبرد هغير هدومى
صاح بسخرية: هو أنت لابس عشان تغير!
وتركه وصعد للاعلى هو الأخر ليجد حوريته تغط بنوماً عميق..
جلس جوارها يتأملها بعشق ليقرر هو الأخر بأنه سيعمل على حفل زفاف ضخم ليعلن للجميع من هى زوجة يزيد نعمان.

بمنزل فراس
تعجب فراس من دقات الباب فالوقت صار متأخر للغاية..
أرتدى قميصه وخرج والنوم مسيطر على وجهه ففتح الباب ليتخشب محله حينما رأى مالك أمامه ونظراته الغامضة تفترس وجهه.

بغرفة مظلمة للغاية
كان مقيد وعيناه مغلقة بوشاح أسود اللون، هى أمامه مباشرة، نعم من فتك بها وتمنى ان يفعل المحال لينال العفو أمامه، من حطماها وكـ.ـسر أمالها أمامه، ترأه بعيناها فتختذل البكاء بآنين مكبوت ببكاء فهى مقيدة ومكممة فتركت لها نوال حق الرؤيا لترى من خرب حياتها أمامها...

أقتربت منه نوال وأزاحت الوشاح من على عيناه ليرأها أمامه نعم هى من تمنى من الله أن تكون على فيد الحياة ولو دقائق معدودة يعتذر بها عما بدر منه ويوضح لها عن برأته وما حدث له فربما الآن سيواجه المـ.ـو.ت معها وربما هناك لائحة أخرى مجهولة ليحميها من المـ.ـو.ت.
شوق ولقاء
جذبت الوشاح الأسود من على عيناه، فأغمض طارق عيناه بسرعة كمحاولة بالأعتياد على ضوء الغرفة ولكن تحاولت نظراته لصدmة كبيرة للغاية حينما رأها أمامه نعم هى الفتاة الذى أنهى حياتها دون شفقة أو رحمة منه، هاوت دmعة هاربة من عيناه وهو يتأمل بطنها المنتفخة ونظراتها الغريبة بعض الشيء...

أستدار بوجهه أخير تجاه صوتٍ لا طالما أبغضه كثيراً، ليجدها تجلس على المقعد بمنتصف الغرفة المظلمة بعض الشيء ولجوارها رجـ.ـال لعناء كحالها...
رفعت قدmها فوق الأخرى وهى تتأملهم بنظرة صعب وصفها ليخرج صوتها بابتسامة واسعة: مش قولتلك مفاجأتى هتعجبك، أنا أتراجعت فى قراري بقــ,تــلها على أخر لحظة لما عرفت أنها حامل لا وكمان فى الشهر السابع يعنى البيبي موهل للولادة ودا فى حد ذاته ضـ.ـر.بة حظ ليا.

إبتلعت بسملة ريقها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد على عكس طارق نظراته كانت بعدm فهم لتسترسل نوال حديثها بهيام: تخيل كدا لما أخلص عليكم كلكم واحد واحد وميبقاش حد فى عيلة نعمان غير الطفل دا وأنا معاه يعنى الثروة والأملاك دى هتكون تحت إيدى
خرج صوته أخيراً قائلا بغضب ممـ.ـيـ.ـت: أنتِ مش معقول تكونى بنى أدmه
تعال صوت ضحكاتها قائلة بتأييد: بالظبط كدا.

ثم أقتربت من بسملة وأنحنت لتكون على مستوى قريب منها فرفعت يدها على بطنها المنتفخة: متقلقيش وأنتِ جوا فى العمليات هخلى الدكتور يخلص عليكى مش هتحسى بحاجة
حاولت الزحف للخلف للنجاة بجنينها ولكنها لم تستطيع، أشارت نوال لرجـ.ـالها قائلة بأبتسامة تسلية: أطلبوا الدكتور دا حالا العملية هتم هنا.

وبالفعل خرج الرجـ.ـال ليجلبوا الطبيب كما أخبرتهم وتبقت هى تنظر لها نظرة غامضة ليخرج صوت طارق الغاضب: عارفه لو جيتى جامبها وقسمن بربي لأنسى أنك عمتى وأدفنك هنا.

تعالت ضحكاتها لتقترب منه وتجذب اللاصق فوضعته على فمه ليكف عن الحديث ثم أقتربت منها مجدداً وحررت معصمها ثم ناولتها سلاح بيدها وعاونتها على الوقوف قائلة بعين تشبه الحية: أنتِ كدا كدا هتمـ.ـو.تى مفيش أختيارات تانية بس أنا عندى أختيارات أنك تمـ.ـو.تى بقهر على الا أغتصبك ووصلك لهنا ولا تمـ.ـو.تى وأنتِ أخدتى حقك منه..

لمعت عيناها بستسلام من تلك الحياة فتركتها نوال وخرجت من الغرفة وهى على ثقة كاملة بأنها ستنهى حياته...

وقفت وهى تنظر للفراغ تارة وللسلاح بيدها تارة أخرى، دmـ.ـو.ع طارق على تلك الفتاة التى تعانى بقوة فوق طاقتها جعلتها تنظر له بنظرة غامضة، رفعت السلاح والدmـ.ـو.ع تشق وجهها لا تعلم ما هو المصير المحتوم عليها، هل ستسمح لهم بقــ,تــلها بتلك الطريقة البشعة، مصير مرعـ.ـب لها بعد دقائق، رفعت السلاح على رأسها ودmـ.ـو.عها تهوى بلا توقف..

حاول طارق التحرر من القيود التى تحكم يديه ولكن لم يستطيع فرفع يده بعد عناء يزيح ما يكمم فمه ليخرج صوته الصريخ: لا أوعى تعملى كدا
لم تستمع له فنظراتها كفيلة بتحويله لرماد، خرج صوته الحزين قائلا بنبرة جعلتها تستمع له: طب السلاح فى أيدك خلصى عليا أنا لو تحبي بس بلاش تعملى كدا
إبتسمت بسخرية ليستمع لصوتعا لأول مرة: هيفيد بأيه مأنا كدا كدا همـ.ـو.ت يبقا أمـ.ـو.ت بالطريقة الأسهل بالنسبالى.

قاطعها بغضب: مش هيحصل صدقينى
تطلعت له بصمت نقل له كمية الكره التى تكنه له ليسترسل حديثه: مش هبرر الا حصل ولا هقول أنى مظلوم بس أرجوكِ أدينى فرصة أحميكِ وأخرجك من هنا
إبتسمت والدmع معاكس لها: وأيه الا يخلينى أثق فى إنسان زيك
وضع عيناه أرضاً بحـ.ـز.ن ثم رفعها بأستسلام ؛ للأسف الا عملته ميدكيش الثقة فيا بس زي ما قولتى كدا كدا هنمـ.ـو.ت هنا يعنى مش هتفرق حاجه لو حررتينى.

وضعت السلاح على الطاولة بتعب بدا بتسلل عليها فأقتربت منه بخطى بطيئة للغاية لتقف أمام عيناه بتفكير لما ستقم به ولكن لم تجد ذاتها سوى وهى تحرر قيده، دmـ.ـو.عها تنهمر بقوة فلم تعد ترى الصواب بما تفعله تمزق قلبه وهو يرى الحالة التى هى بها ولكن بداخله سعادة كبيرة لرؤيتها على قيد الحياة حتى أنه قسم بأنه سيتخطى المحال لأخراجها من هنا..
إستمع لصوت خطوات قدm تقترب منهم فتلون وجهها بخـ.ـو.ف ليس له مثيل..

أسرع طارق للسلاح على الطاولة يتفحصه بعناية فتفاجئ بالخزانة الفارغة فليس بها سوى طلقة واحدة، طارق السلاح بجيب سراوله البنى ثم أسرع لباب الغرفة ووضع خلفه مقعدان وطاولة لتمنحه فرصة لكشف محتويات الغرفة..

كانت بسملة تتطلع له بصمت لترى ماذا سيفعل فأستمعت لصوت الرجـ.ـال بالخارج يطالب من يحرس الغرفة بأن يفتحها لأن الطبيب قد حضر وبأنتظارها ليخرج الجنين، أرتجف جسدها تحت نظرات طارق المتفحصه فأقترب منها وهى كالمتصنمة محلها وهو بحالة لا يرثي لها بين التقدm والتراجع فمازال هو الشيطان اللعين بالنسبة لها، حاول الرجل الدلوف للغرفة ولكن شيئاً ما كان عائق له، فحاول مرراً بمساعدة زميله ليصدر الباب صوتٍ قوى أعاد طارق لوعيه فأسرع يبحث عن مخرج من الغرفة ليتفاجئ بباب جانبي صغير الحجم، حاول فتحه ولكنه لم يستطيع...

كانت تقف على مقربة من الباب الواشك على الأنهيار فجذبها طارق بقوة وأسرع للباب الجانبي فرفع قدmيه بقوة حطمت الباب بعد عدد من محاولته التى باتت بالنجاح..
جذبها طارق للداخل سريعاً ثم أغلق الباب وهو يبحث بعيناه بأى مكان هو..
جذبها برفق وتوجه للدرج ثم تركها بمنتصفه وهبط سريعاً يتفحص بعيناه الطابق السفلى فوجد عدد من الرجـ.ـال، صعد سريعاً وجذبها للأعلى ليبتعد عن المكان سريعاً قبل أن يراه أحداً..

بمنزل فراس
جلس مالك والصمت يخيم على ملامح وجهه بأحتراف، فجلس فراس يتأمله بستغراب لوجوده بوقتٍ هكذا..
أخرج من جيبه كاميرا صغيرة الحجم ثم وضعها على الطاولة فجذبها فراس قائلا بستغراب: دي أيه؟
وضع مالك قدmاً فوق الأخرى قائلا بثبات لم يغادره بعد: دي الكاميرا الا كان المفروض هتسجل الا هيحصل
أعتدل بجلسته قائلا بثبات هو الأخر: غريبة أنها مش فى أيد الشرطة!

إبتسم مالك بسمته الغامضه ليعلم فراس بأن نفوذ مالك ليس لها حد، رفع مالك الكاميرا يتأملها بنظرة خاطفة للأنفاس وهو يتأملها: الا فى الفيديو بطل خارق بينقذ بـ.ـنتين من أربع رجـ.ـا.لة أوساخ دا فى المطلق العام لنظرة أي شخص
إبتسم فراس لتأكده بأن مالك ليس كما وصفته نوال بل فاق تجاوزت العقل، خرج صوت فراس أخيراً: ومن نظرتك انت!

رفع عيناه الغامضة يدرس تعبيرات وجهه لينهيها قائلا بصوت مصاحب لثقة كبيرة: شخص ضميره رجعله ومحبش يخسر مبادئه حتى لو هيتمرد على الرجـ.ـا.لة بتاعته
إبتسم فراس: توقعى بذكائك فاق الحد مع تعديل بسيط أنهم مش رجـ.ـالتى عموماً مش هتفرق كتير لأن عدونا واحد
ضيق مالك عيناه لتفكير ليكمل فراس بعين تحمل الوعيد: نوال تجاوزت حدودها والا عملته من تسعه وعشرين سنة كبير
مالك بهدوء: ليه التاريخ دا بالذات.

إبتسم بآلم وهو يقص عليه قصته الغريبة..

صعد طارق وهى معه للطابق الأعلى فدلف لأحد الغرفة وهو يشير لها بالصمت بعدmا جذب مفتاح الغرفة..
ردد بصوتٍ هامس: خاليكِ هنا ومتعمليش أي صوت أنا هقفل عليكِ من برة بالمفتاح
ملامح الخـ.ـو.ف أحتلت وجهها فأخبرها بثبات: متقلقيش محدش هيأذيكِ.

وتركها طارق بعدmا أغلق الباب من الخارج وشرع فى هجمـ.ـا.ته عليهم واحداً تلو الأخر إلى أن جذب أحداهما لأحد الغرف وأخرج من جيبه الهاتف الخاص به ثم ادخل رقم يزيد بسرعة كبيرة...

بالقصر..
كان يجلس على مقعده بشرود بالخطة المحكمة التى وضعها فأخرجه من شروده صوت هاتفه برقم غريب أثار فضوله فرقمه خاص لا يعلمه سوى القريب منه كعائلته..
رفع الهاتف لينصدm مما أستمع إليه فتخل عن مقعده مردداً بصدmة: أيه؟ طب قولى أنت فيييين؟
يعنى أيه متعرفش؟
خلاص أسمعنى أختفى من أدmهم وأنا مش هتأخر عليك متقلقش يا طارق مش هسيبك.

وأغلق يزيد الهاتف وعيناه كالجمرات النارية ليخرج من خزانته سلاحه وقد أقسم على إنهاء هذا الشر المتخفى خلف ذاك الوجه..
صعد بسيارته وهو يقودها كالطوفان فأخرج هاتفه برقم مالك ليأتيه الرد بعد دقائق..

بمنزل فراس
صاح بغضب: أيه الا ودا طارق هناااك؟!
يا يزيد نوال مش هبلة عشان تكون لسه فى فيلتها أكيد فى مكان تانى
طب أهدأ وأنا هتصرف
أسمعنى مرة واحدة فى حياتك وأتخلى عن عصبيتك خمس دقايق بالظبط وهجبلك مكانهم بالظبط
وأغلق مالك الهاتف وعيناه على فراس فأقترب منه قائلا بهدوء: متقلقش أنا عارف المكان الا هى فيه بس زي ما قولتلك عايزاها عايشة لحد ما أعرف أنا مين؟

أشار براسه فجذب فراس مفاتيح سيارته ثم توجه معه لمكان يزيد ليجتمعوا عمالقة القوة ليكون هلاك نوال لا محالة له...
وصلت سيارة فراس للمكان الموجود به يزيد فخرج من سيارته وهو يتأمل هذا الشخص مع مالك قائلا بستغراب: مين دا؟
فراس بأبتسامة هادئة: بعدين هنتعرف لكن دلوقتى لازم ننقذ أخوك والبـ.ـنت
مالك بستغراب: بـ.ـنت مين؟

رفع فراس خصلات شعره المتمردة بفعل الهواء الليلي الشـ.ـديد: مش وقته هتعرفوا كل حاجه المهم دلوقتى أنى هساعدكم تدخلوا لحد المكان الا فيه نوال وأنتم متخفين عشان تقدروا تنقذوا البـ.ـنت هى وطارق لكن لو دخلتوا بعربيتكم نوال هيكون معاها وقت على ما معركة الحرس تخلص ودا فى صالحها هى
يزيد بتأييد: كلامه صح بس هندخل ازاي؟

إبتسم فراس لمالك لعلمه قوة غضب يزيد مما سيتفوه به، أقترب مالك من يزبد وهو يخفى بسمته فرفع فراس باب السيارة الخلفى قائلا بأبتسامة متخفية: أعتقد دا المكان المناسب
تلون وجه يزيد فوضع سلاحه بجيب سرواله وصعد بالخلف وأتابعه مالك...
تحركت سيارة فراس تجاه ذاك المكان المنعزل فما أن رأه الحرس حتى فُتحت الأبواب سريعاً ليسهل الآن العمل ليزيد ومالك..

تعجب مالك من أستخدام يزيد لهاتفه ولكن ربما لا يعلم بأنه يضح حدود لنهاية كانت بدايتها عند تلك الحمقاء ونهايتها هو من سيضعها مثلما وعدها من قبل.

دلف طارق للغرفة وأغلق الباب جيداً ليجدها تتخفى بالداخل بخـ.ـو.ف شـ.ـديد، لفظت أنفاسها حينما رأت من يقف أمامها فكانت تظن بأنها ستلقى حتفها الأخير..
أقترب منها قائلا بصوتٍ هامس: متقلقيش يزيد ومالك مش هيسبونا هنا كتير
أكتفت بأشارة بسيطة وعيناها على باب الغرفة حينما أستمعت خطوات تقترب منه..

تسلل طارق جوار الباب ليستمع حديث كبيرهم وهو يصـ.ـر.خ عليهم بتفتيش المكان جيداً للعثور عليهم، وبالفعل أسرع الرجـ.ـال من أمامه برحلة البحث عنهم ومازال يقف أمام الغرفة فلفت إنتباهه الضوء الشارد منها..
أقترب من باب الغرفة ليفتحها فتفاجئ بأنها مغلقة بالمفاتيح ليتسرب له الشك بأنهم بالداخل..
بالأسفل...
صاحت نوال بغضب: يعنى أيه مش لقينهم! أقلبوا المكان كله لحد ما يظهروا.

أنصاع لها الرجـ.ـال وصعدوا جميعاً للبحث عنهم..
بالخارج..
توقفت سيارة فراس، فهبط يزيد ومالك بحذر شـ.ـديد ليتسلل مالك للأعلى للبحث عن طارق ويزيد بمهمته الممته بالقضاء على الحرس بمهارته الجسدية التى نالت إعجاب فراس الذي ظن أن يزيد بحاجة للمساعدة..

أخرج الرجل سلاحه ثم أطلق على الباب الذي أنهار بسرعة البرق ليجد الغرفة فارغة..
تقدm ليبحث بعيناه لعله يجدهم ولكن الغرفة كانت بالفعل فارغة..
بالخارج
عاونها مالك على الهبوط حتى طارق تمسك بها جيداً ليهبطوا معاً للأسفل بعدmا عثر عليهم مالك ليكون الحما لهم من تخطيط نوال اللعين.
بعد دقائق معدودة تمكن يزيد وفراس ومالك وطارق من أنهاء تلك المعركة ليقع جميع الحرس جثث هامدة...
الداخل..

زفرت بملل فأخرجت هاتفها لترى ماذا هناك؟ لتجد الهواتف تلقى أمام عيناها لتحل الصدmة ملامح وجهها حينما رأت يزيد نعمان يقف أمام عيناها حتى مالك هو الأخر...
يزيد بسخرية: الرقم الا بتحاولى تطلبيه خارج نطاق الدنيا
شاركه مالك حينما قال بمكر وهو يقترب منها: مش قولتلك يا عمتى تغيرى الحرس الخرعين دول!
صاحت بغضب: أنتوا دخلتوا هنا أزاي!

تعالت ضحكات يزيد قائلا بلا مبالة: مش مهم المهم أن نهايتك خلاص بقيت محدودة
لم تفهم كلمـ.ـا.ته الا حينما أخرج سلاحه ووضعه أمام وجهها...
ترتجعت للخلف بخـ.ـو.ف شـ.ـديد فلم تظن بأنهم سيتمكنوا من العثور عليها بذاك المكان المنعزل عن الجميع...
ولج فراس للداخل فتنفست بحرية وتوجهت سريعاً له قائلة برعـ.ـب: ألحقنى يا فراس خلص عليهم الأتنين عشان نخلص.
ظل صامداً أمامها، يتأمل زعرها بتلذذ أنهاه حينما أخرج سلاحه هو الأخر فأبتسمت بخبث لأن المعركة ليست عادلة فربما سينهى كلا منهم حياة الأخر كما كانت تتمنى..
جذب فراس السلاح من علي يزيد ومالك ووجهه على من تقف جواره قائلا بشفقة: بجد تغكيرك بشفق عليه أوى كنتِ فاكرة ان حقيقتك الواسخة دي هتفضل مخفية كتير
صعقت مما يفعله فقالت بصدmة: أيه الا بتقوله داا؟!

أقترب منها أكثر قائلا بغضب: لا أنا مش بقول أنا بعرفك حقيقتك المزيفة دى بس الا أنا مش فاهمه لحد دلوقتى هتستفادى أيه لما تجيبي ولد من اي مكان وتقولى لجوزك أنه إبن مرأته الأولنيه؟!
دا أكيد قمة الغباء..
أخفض يزيد سلاحه وتركه كما وعده ليعلم منها حقيقته، وقف جوار مالك يستمع لهم ونظراته تتطوف الركن الغامض خلف الستار..

دلف طارق وبسملة للداخل ليروا نوال ترتجف من الخـ.ـو.ف، فرحة يزيد بأن تلك الفتاة مازالت على قيد الحياة كانت أكبر من إنقاذ حياة أخيه..
تراجعت نوال للخلف إلى أن أصطدmت بالطاولة فلم يعد لها منفذ للهرب، لمع عقلها بفكرة شيطانية فجذبت السكين الموضوع خلفها ثم جذبت بسملة لتضع السكين على رقبتها والغضب يعتلى وجهها..

حاول طارق الأقتراب فصاحت به: الا هيقرب هفصل رقبتها عن جـ.ـسمها، لو عايزنها عايشة أرموا المسدسات الا معاكم دي
صرخت بسملة بقوة حينما شـ.ـددت من قبضتها على رقبتها فألقى بزيد سلاحه مسرعاً
أما فراس فلم يبالى بحديثها وشرع بالأقتراب ولكن نظرات مالك له جعلته يلقى سلاحه بتذمر..
دفشت نوال بسملة ليحيل طارق بينها وبين الأرض سريعاً فجذبت نوال السلاح المقابل لها ثم وجهته عليهم جميعاً بسعادة ليس لها مثيل...

تعالت صوت ضحكاتها قائلة بغرور: أمنياتكم الأخيرة أيه؟
حاول فراس التقدm منها فخرجت الرصاصات بالقرب منه قائلة بتحذير: أتحرك تانى والطلقة هتكون فى دmاغك متستعجلش على مـ.ـو.تك دانا من حبي فيك كنت ناوية أريحك جامب أخوك
وكانت تتحدث ونظراتها على مالك المنصدm فأستدار فراس بصدmة له ثم نظر لها بعدm فهم..

تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: صحيح انا طلعت غـ.ـبـ.ـية لما خطة إغتصاب منار وشاهندة فشلت مشكتش فيك أزاي معرفش كان قمة غبائي بس معلش ملحوقة النهاردة عشان أنا كريمة هخلص عليك انت وأخوك مع بعض أنا بسمع أن التؤام لما بيعشوا مع بعض بيمـ.ـو.توا مع بعض وأنا هحقق الكلام دا لما أقــ,تــلك مع مالك.
صعق الجميع حتى يزيد وطارق فخرج صوت مالك بصدmة: أنتِ بتقولى أيه؟!

جلست على المقعد وضعة قدmاً فوق الأخرى تلهو بالسلاح على وجهها بتقكير أمممم أوك انتوا كدا كدا هتمـ.ـو.توا فعشان كدا هحن عليكم وأقولكم سر ال29 سنة السر الا كنت ناوية أسيطر بيه على مملكة نعمان أمل لما ولدت طفلين تؤام حسيت أنى ممكن أستفاد من مـ.ـو.ت الطفل التانى لو فضل عايش وتحت سيطرتي عشان كدا أول ما ولدت مالك ومروان أو فراس الا أخد الأسم المغربي بعد ما هـ.ـر.بته للمغرب وحطيت طفل مولود بنفس حجمه بس بعد ما خـ.ـنـ.ـقته بأيدى عشان الكل يعرف بمـ.ـو.ته.

كان الجميع بصدmة ليس لها مثيل وخاصة مالك فكان يتطلع لفراس بصدmة ودmع يعلم الطريق لعيناه لاطالما كان يشعر بأن ذاك الرجل مريب بالنسبة له فعلم الآن بأنه شقيقه التوم.

أكملت بحقداً دافين لسنوات: كنت عايزة أحرق قلبهم وأتفرج عليهم كدا وأنا عارفه ان ليهم ولد عايش بعيد عنهم وهما ميعرفوش عنه حاجة صبرت سنين والحكاية اتكشفت والرجل الا اتجوزته أخد منى كل حاجه الفلوس والسلطة قبل ما أخلص عليه أتفاجئت أنه نقل أملاكه لطلقيته وجزء منها للأيتام نزلت مصر فى الوقت دا وكان فراس عنده حوالى 18 سنه نزلت وروحت لأخواتى الا عمري ما حبتهم لأنهم لمجرد أنهم صبيان أخدوا التركه بتاعت أبويا وأنا أيه الربع وكل واحد فيهم النص وكلمة بما يرضي الله كانت ملزمة لسانهم، فضلت معاهم كام شهر بحاول أوقع بينهم عشان يخلصوا على بعض وأخد الأملاك دى حتى لو أثبت أن فراس إبنهم بالتحليل الDna بس للأسف كان صعب أووى أوقعهم لحد ما قررت أنهى حياتهم بأيدى ودا الا حصل خلصت عليهم ويعنى أمك يا يزيد كالعادة مكنتش بتسيب أبوك حتى فى المـ.ـو.ت سبقته.

تلون عين يزيد بلون قاتم حتى طارق صار يمقت تلك المرآة بشـ.ـدة لتكمل هى بغرور: أخدت كل الأوراق من الخزنة وخاليتهم يولعوا فى البيت كله على أمل أن الكل يمـ.ـو.ت وهـ.ـر.بت وطويت صفحتكم للأبد معرفتش أن أمل نجت بحياتها وحياتكم غير متأخر لما فات أكتر من 8سنين وبدأت أخسر قوتى وهبتى فى السوق وأتفاجئ بأن الشركة الا واقفه قصادى هى نفسها لمالك ويزيد حاولت ادmركم فشلت لحد ما وقعت فى دmاغى خطة بأنى أدmر طارق خالص، جبت الشلة بتاعته وأديتهم فلوس كتير عشان يحاولوا معاه يخليه يشرب مـ.ـخـ.ـد.رات بس معرفوش عشان كدا خاليتهم يحطوله حباية تغيبه عن الوعى 12 ساعة وجابله البـ.ـنت دي وكان شرطى تكون عذراء ومن حى بسيط عشان متسكتش على حقها الخطة كانت ماشية زي ما رسمتها لحد ما مالك أتدخل وخرب كل حاجة، تطلعت بسملة لطارق بشفقة لا تعلم ما سببها ألأن تلك المرآة المجرد قلبها من الرحمة من عائلته أم لأنه أجبر على شيء لم يكن فى أوسع أحلامه أو تشفق على حالها المسكين.

أسترسلت نوال حديثها وهى توجه مسدسها على يزيد: الا عمالته كتير أووى ميمنعنيش أنى أخلص عليكم حالا وأنهى المهزلة دي..
تعالت ضحكات يزيد لتكون محور إستغراب الجميع فأنهى ضحكاته قائلا بصوت كفحيح الجحيم: أنتِ مت عـ.ـر.فيش وعد يزيد نعمان
لم تفهم كلمـ.ـا.ته فأقترب منها قائلا بعين تتأملها كالصقر: سيف
ما أن لفظ الأسم حتى خرج سيف من الداخل ومعه قوة كبيرة من رتبات الشرطة وتسجيلات لها من أعترافات..

لم تشعر بصدmة تفوقها أضعاف كما هى بها نعم وعدها يزيد بأن نهايتها أوشكت وها هو يوفى بوعدها، رُفعت جميع الأسلحة عليها لتكون كالجمرات النارية لها فربما بعد تلك الجرائم البشعة سيكون مصيرها الأعدام لا محالة..
أقترب منها الشرطى بعدmا ألقت سلاحها ليضع بيدها الأسوار الحديدية التى ستزفها لجحيم مريب، فتطلعت لعين كلامنهم بغموض ورحلت لتزيح من حياتهم للأبد لتزف لحبل مشنقة صنعته لنفسها...

إبتسم سيف ليزيد قائلا بغرور: كله تمام يا غول
بادله البسمة بكبرياء يصعب تحطيمه بسهولة وأستدار لمالك وفراس المصعق منا إستمع له أيعقل ذلك؟
إذن تلك الفتاة التى أنقذها كانت شقيقته!
ذاك الذي يقف أمامه شقيقه!
أقترب منه مالك فتطلع لهم الجميع بأهتمام وقف أمام عين فراس اللامعة بدmع خفيف..

طال الصمت ومالك يتأمله بأبتسامة خفيفة فكانت أمنيته أن يكون له شقيق من دmه نعم يزيد كان وسيزال الرفيق والشقيق المقرب له ولكن من أمامه قطعه من روحه..
رفع فراس عينه بدmع خاطف فقال مالك بسخرية: عرفت أيه سبب الجنان المشترك
هز رأسه كثيراً بأبتسامة واسعه مصحوبة بدmع مرتجف ليلقى نفسه بأحضان أخيه المرحب به بقوة...

ظلوا هكذا لفترة فأقترب منهم الغول ليرفع ذراعيه على كتفي فراس قائلا بسعادة: أهلا بيك بعيلة نعمان
إبتسم فراس قائلا بسخرية ؛ لا بلاش الغول كدا مش هيكون ترحيب هيكون مراسم مـ.ـو.ت
تعالت ضحكاتهم الرجولية فأقترب منه سيف بسعادة وغرور مصطنع: كدا أنا إبن خالتك ولازم تحبنى ودا موضوع يطول شرحه
تعالت ضحكات مالك ويزيد فأكد فراس حينما قال: من غير ما تكون ابن الخالة فأنت انقذتنا من المـ.ـو.ت ولازم تتحب.

تعالت ضحكاتهم مجدداً لترى نوال عاصفة التواحد التى زعزتها ببئر الجحيم لتصعد معهم بسيارات الشرطة وتواجه مصيرهاا..
أقترب يزيد من بسملة قائلا بحـ.ـز.ن: مش عارف أقولك ايه بجد بس الحمد لله أنك سمعتى منها وعرفتى أنك أنتِ وطارق ضحايا للعداء الا بينا وبينها مش بقولك طارق حلو ولا بمجد فيه هو بالنهاية أخويا بس بقولك أديله فرصة عشان الا فى بطنك وعشان كمان بسمة.

رفعت عيناها بأهتمام وخـ.ـو.ف وهى تردد بدmـ.ـو.ع وبكاء: ارجوك متأذيش أختى بسمة طيبه والله هى مصت العقد وعملت كل دا من خـ.ـو.فها وزعلها عليا صدقينى هى طيبه جدا و
: وملكت قلب الغول القاسي بطيبتها الشريرة
قاطعها بحديثه حينما إبتسم قائلا بصوت منخفض استمع له الجميع لتعلو بسمتهم..
تركوا المكان وصعدوا بسيارة فراس وسيف ليتوجهوا للقصر ليلتقى فراس بوالدته التى حرم منها وحرمت منه..

بغرفة شاهندة
كانت تتمدد على الفراش بتعبٍ شـ.ـديد ولجوارها منار وأمل فأبوا تركها حتى الأطمئنان عليها...
تقدmت أمل بمقعدها منها قائلة بقلق: حاسه بأية يا حبيبتي؟
حاولت جذب قدmيها المكـ.ـسورة ولكن لم تستطيع فقالت ببعض التعب: الحمد لله يا مولة متقلقيش بـ.ـنتك قوية
منار بسخرية وهى تتقلب على الأريكة بضيق: لا مهو واضح ياختى من أول قلم أترمـ.ـيـ.ـتى على الأرض.

تعالت ضحكاتهم ليقاطعهم صوت طرقات الباب، ففتحت منار لتجد الخادmة بالخارج تخبرها بأن مالك بالأسفل يريدها هى ووالدته بالهبوط للأسفل..
منار بستغراب: فى الوقت دا؟ طب مطلعش له؟!
الخادmة وعيناها أرضاً: معرفش يا هانم
أمل بتعجب: خير يارب، ثم أشارت لأبـ.ـنتها وهى ترتدي حجابها: خدينى يا منار تحت نشوف أخوكى عايز أيه؟
ارتدت حجابها هى الأخري قائلة وهى تدفشها بلطف: شوية وطالعينلك يا شاهندة.

صاحت بغضب خدونى معاكم بلا شوية وطالعين
منار بغضب: مينفعش تتحركى عشان رجليكِ وبعدين احنا نازلين نتفسح؟!
و أغلقت الباب سريعاً قبل أن تدلف معها بمعركة يومية..

بالأسفل..
كان يجلس بأرتباك وعيناه على الدرج والمصعد من أمامه فرفع مالك يديه على يد فراس قائلا بأبتسامة هادئة: أهدأ زمنها نازلة
كاد أن يجيبه ولكن المصعد توقف ليرفرف قلب فراس فعلى وهبط كأنه بحرب ليست منصفة له..
خرجت منار ومعاها أمل الجالسة على المقعد فقالت بقلق حينما رات مالك ويزيد وسيف وطارق وتلك الفتاة الغريبة: خير يا مالك فى أيه يابنى؟

تقدm منها يزيد وأنحنى ليكون على مقربة منها قائلا بأبتسامة هادئة حتى يبث لها الراحة: كنتِ نايمة يا أمي ولا أيه؟
رفعت يدها على وجه يزيد بحب: لا يا حبيبي صحيت عشان اصلى الفجر
إبتسم يزيد مقبلا يدها: دعواتك لينا أعظم من أي شيء عشان كدا أنا ومالك جايبنك هدية هتعجبك
علت ضحكاتها قائلة بسخرية: هدية بالوقت دا!
على بعد ليس ببعيد عنها كان يقف فراس وأمامه مالك فربما لم ترأه أمل بعد..

أشار لها يزيد قائلا بثباته الفتاك: أخد هدية التاسعة وعشرين سنة وأمشي؟
ضيقت عيناها بعدm فهم قائلة بصوت هامس: 29 سنة!
أشار بوجهه بتأكيد فقالت بعدm فهم: مش فاهمه حاجة يا بنى انت بتتكلم عن أيه؟
أشار يزيد لمالك فتنحى جانباً ليظهر فراس لها، تأملته أمل بزهول وعدm فهم، لمعة عيناه كانت كفيلة بجعل كلمـ.ـا.ت يزيد تتردد بعقلها بين ال29 عاماً وبين حنين الأم ومن ترأه أمامها يحمل بعضٍ من ملامح مالك..

ربما إحساس الأم قوى للغاية لا يحتاج لدليل ولا برهان لتكشف فلذة كبدها...
تقدmت منه بالمقعد ثم تطلعت له عن فرب لتهوى دmـ.ـو.عها بغزارة مرددة بصوتٍ باكي لتحل الصدmة للجميع: مروان...

صُدm الجميع بتعرفها السريع عليه حتى فراس كان بصدmة كبيرة ولكنه لم يقوى على الوقوف وسقط بين ذراعيها يبكى كالأطفال وهى تنظر لمالك بعدm تصديق كأنها تترجأه بنظراتها ليخبرها بأنها لا تحلم أو أنها على خطأ ولكن اكد لها أحساسها وأن من بين يديها هو إبنها التى فقدته منذ تسعة وعشرون عاماً لترفع يدها عليه وتشاركه الفرحة والبكاء..

لمعت عين سيف بدmـ.ـو.ع الفراق والحنين لوالدته المتوفاة حتى طارق ولكن رفع يزيد يديه على كتفيه ليذكره بأنه كان له على الدوام السند والوالدة والأب والأخ فليس له الحق بالحـ.ـز.ن..
أقترب يزيد من بسملة قائلا بهدوء: مش عايزة تشوفى بسمة؟
أشارت له بتأكيد ودmـ.ـو.ع تفزو وجهها فصعد الدرج لتلحق به بخطى بطيئة لتعبها حتى أنها رفعت يدها على ظهرها تحاول التمسك فأسرع طارق لها قائلا بحذر لعلمه بأنه منبوذ منها: أنتِ كويسة.

أكتفت بالأشارة له ثم لحقت بيزيد للأعلى..
أما فراس فجبس جوارها يتأملها بسعادة بعدmا قص مالك لهم ما فعلته نوال ليخرج صوتها الباكئ: حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل
أقترب مالك منها قائلا بحـ.ـز.ن: ربنا أخد لينا حقنا كلنا مش عايز اشوف الدmـ.ـو.ع دي عشان خاطري
أزاحت دmـ.ـو.عها وهى تمسد على شعره قائلة بفرحة: ربنا يخليك ليا أنت ويزيد وأخواتك كلهم يا حبيبي.

اقتربت منار من مالك وهى تجذبه من قميصه مرراً وتكرراً حتى صاح بغضب: أييييه؟
تطلعت لفراس ثم انحنت لتهمس لمالك بصوت مسموع للجميع: يعنى المز دا اخويا؟!
مالك بسخرية: أيوا ياختى المز دا يبقى شقيقك حاجة تانية؟!
منار بفرحة: يعنى لو حـ.ـضـ.ـنت مش هشيل وز صح مهو اخويا يا جدع
تعالت ضحكات سيف وفراس فجذبها مالك من تالبيب بجامتها قائلا بغضب: جدع مين يابت واقفين على الناصية؟

طارق بسخرية: أه والله البـ.ـنت دى محتاجة إعادة تأهيل
أقترب منه فراس وحال بينه وبينها قائلا بمكر: بعد ما شوفتك ماسكها المسكة دي أتاكدت أنك أخويا رسمى
لم يفهم مالك كلمـ.ـا.ته فكان يقصد تشابهه بالمسكة العالمية...
أستدارت له منار بفرحة لتحريرها قائلة بسعادة وهى تحتضن فراس: بقا عندى أخين يا بشررررر
سيف بصدmة ؛ لا حولة ولا قوة الا بالله، ثم وجه حديثه لأمل: طب يا مولة أستأذن أنا قبل ما أتعدى من الجنان دا.

تعالت ضحكات أمل: لا هتفضل معانا هنا يا حبيبي والصبح أرجع برحتك
تطلع سيف لطارق ثم قال بنوم: خلاص هنام مع طارق
طارق: الأوضة تزيد نور يا سيفو
رفع يديه على كتفيه قائلا بأبتسامة جعلته للوسامة عنوان: حبيبي يا طاروقة
وبالفعل صعد سيف معه للأعلى وتبقت العائلة المجتمع شملها بسعادة وفرحة يتبادلون الحديث.

بغرفة يزيد
دلف للداخل وهى بالخارج تقف بخـ.ـو.ف قطعته حينما فتح الباب على مصرعيه لتجد شقيقتها تفترش الفراش وعيناها متورمة من أثر البكاء على فقدانها، دلفت للداخل ببكاء فأشار لها يزيد بالجلوس على المقعد الى أن يخبرها هذا الخير المحمس..
أنصاعت له وجلست على المقعد فأقترب يزيد منها قائلا بهمس: بسمة
تململت بنومتها لتفق على صوته قائلة بهدوء: هى الساعه كام؟

أخبرها بأبتسامة عشق نقلت لبسملة كم يعشقها: الساعة 5
زمجرت وجهها بتعب: بقالى كذا يوم منمتش بتصحينى ليه؟
رفع يده على يديها قائلا بحـ.ـز.ن بقالك كام يوم مش بتنامى بسبب حـ.ـز.نك على أختك وأنا ققررت أقطع الحـ.ـز.ن دا.

لم تفهم ما يقصده الا حينما اشار بعينله على المقعد فنقلت بصرها على ما يتأمله لتنصدm مما ترأه فربما لم تكن صدmة كانت فرحة مخيفه خشيت من كونها مجرد حلم سخيف سيجعلها تبكى مرراً ولكن دmع بسملة وفرحتها برؤيتها نقلت لها صورة الواقع فتركت الفراش وتقدmت منها بصدmة قطعت باقى طريقها بالركض لأحضانها قائلة بسعادة ليس لها مثيل: بسملة.

احتضنتها هى الأخرى قائلة بدmـ.ـو.ع: كنت خايفه مشفكيش تانى يا بسمة بس ربنا حقق دعواتى بأنى أخرج من البيت داا وأشوفك
شـ.ـددت من أحتضانها ببكاء: الحمد لله الحمد لله مش مصدقة أنى شايفاكى أنا كنت همـ.ـو.ت لما سمعت أنك أتقــ,تــلتى
خرجت من أحضانها وهى تجفف دmعاتها بسخرية: كنت همـ.ـو.ت ياختى ويشقوا بطنى لولا الأستاذ دا الله يكرمه نسيت أسمه!
تعالت ضحكات يزيد قائلا بشيء من الضحكات: مالك وأنا يزيد مع الوقت هتحفظى الأسماء.

ثم نهض عن الفراش وتوجه للخروج مستديراً لهم: خدوا راحتكم أنا فى أوضة شاهندة
وترك لهم مساحة من الوقت بأن أغلق باب الغرفة لتقص كلنا منهم رحلة الشقاء التى واجهتها..

بمنزل ليان..
لم تعد تحتمل ما تشعر به، جاهدت كثيراً للأسترخاء ولكن لم تستطيع فرفعت هاتفها تطالبه بتـ.ـو.تر وبعد عدد من المحاولات أقتربت لأكثر من عشرون محاولة..
بغرفة مالك
دلف لغرفته وفراس معه بعد ان قرر أنه سيكون معه بغرفته من الآن فتمدد على الفراش وجواره تمدد فراس وهو يتأمل الغرفة بأعجاب فلمس مالك نظراته قائلا بغرور: كل حاجة هنا زوقى
إبتسم فراس قائلا بسخرية: مغرور بس زوقك حلو.

تعالت ضحكاته قائلا بتأييد: مش مغرور أوى
شاركه فراس الضحك وأغمض عيناه بستسلام للنوم حتى مالك أهلك اليوم فغط بنوماً طويل ليفق على صوت هاتفه..
رفع الهاتف بنوم: ألو
صمت خيم عليها فخرج صوته مجدداً: ألو
صوتها أطار النوم من خلايا عقله ليجعله بحالة ليس لها مثيل حينما أستمع لصوتها صاح بلهفة: ليان!
قالت بتـ.ـو.تر وإرتباك: أنا، أصل، كنت. يعنى قولت أطمن عليك لأنى حاسه أنك..

إبتلعت باقى كلمـ.ـا.تها حينما شعرت بحمقاتها فصوته يدل على أنه كان غافلا فكيف للخطر التسلل بغرفة نومه!
إبتسم قائلا بعشق: أنا فعلا كنت فى خطر وزي ما قولتلك أنك عشق الروح فحسيتى بيا يعنى مش غـ.ـبـ.ـية زي ما بتتهمى نفسك
جحظت عيناها بفزع: كنت فى خطر ازاي وأيه الا حصل؟!

إبتسم بعشق لسماع الخـ.ـو.ف بصوتها: أول ما النهار يطلع هجى ومعايا المأذون لازم نعقد القرآن لأنى هتجنن ولا أقولك أجى بكرا نجهز للفرح ونخلي بعد بكرا عقد القران مع الفرح
خجلت للغاية فقالت بغضب مصطنع: على فكرة أنت مـ.ـجـ.ـنو.ن
أجابها بتأييد: على فكرة المـ.ـجـ.ـنو.ن دا بيمـ.ـو.ت فيكِ
إبتسمت بخجل وأغلقت الهاتف بسرعة كبيرة قبل أن تفقد زمام امورها بتحكم القلب..

وضع مالك الهاتف جواره ثم وضع ذراعيه أسفل رأسه بهيام فأبتسم من يغلق عيناه قائلا بسخرية: معاها حق أنك مـ.ـجـ.ـنو.ن
أستدار له مالك بغضب: شكلنا هنخسر بعض من قبل ما نلقيها
فتح فراس عيناه قائلا بأبتسامة جعلت الجمال مرتبط به: هنخسر بعض ليه يا عم انا الا هعملكم الفرح
تعالت ضحكات مالك قائلا بسعادة كدا أحبك
أنفجر ضاحكاً ثم قال بسخرية: أخ مصلحجى
مالك بتأييد: جداً.

قاطعهم صوت هاتف فراس فأخرجه قائلا بستغراب: أيه النمرة دي؟
مالك بسخرية: أه تلاقيك مدورها والحته بتطمن أفتح أفتح يأبو الفوارس
زمجر بوجهه وهو يرفع هاتفه ليتفاجئ بصوت رفيق الدرب: مش عيب تسيب شقتك وتجري ورا نزواتك الا عمرها ما كانت موجودة؟!
رسمت البسمة على وجهه مردداً بسعادة: مراد.

أجابه بثبات: معاك 15 دقيقة 10 عشان تصرف البـ.ـنت الا عندك و5 عشان تلبس هدومك وتكون قدامى هنا دقيقة زيادة وهطلب شرطة الأداب وأبقى ورينى مين هيطلعك بقا
وأغلق الهاتف بوجهه ووجهه مالك محتبس بالضحك ليخرج صوته اخيراً: مين الأستاذ دا؟
توجه فراس لمفاتيح سيارته قائلا بلهفة وهو يلملم متعلقاته: الشخص دا أجن منك ومنى يعنى توقع كلامه دا يتنفذ حرفياً، على ما اعتقد أنه بينكم شغل
مالك بتعجب: أسمه أيه؟

اعدل فراس ملابسه قائلا بهدوء: مراد الجندى
مالك بتذكر: دا صديق ليزيد لكن أنا مقبلتوش قبل كدا وبعدين مدام صاحبك مـ.ـجـ.ـنو.ن كدا بتصاحبه ليه؟
غمز له بعيناه قائلا بمكر: الجنان واحد يا برنس
ضيق عيناه بغضب: متأكد أنك كنت عايش فى المغرب يالا
تعالت ضحكات فراس: اما أرجع هحكيلك قصة حياتى أنا ساكن فى نفس عمارة سيف على فكرة
مالك بشك: مقصود صح؟
إبتسم بتأييد: دmاغك دي سم لما أرجع هحيلك سلام.

إبتسم مالك قائلا بثبات: مع السلامة..
وغادر فراس لرفيقه قبل أن ينفذ ما قاله..

بمكان ما..
كانت تجلس أمام شرفتها بحـ.ـز.ن دافين كحال هذا القلب المجروح من معشوق قاسي ربطها به زواج مقيد فلم يعبئ بها ولا بمشاعر الحب تجاهه فكانت له كصففة وضعية لما يعلم ما هو الحب أو كيف هو؟ ما يعلمه هو عمله حتى وأن كانت أساسيات الزفاف من كمال أموره فأضطرت للفرار من عرينه المريـ.ـض ولكن بداخلها تهواه وتعشق تفاصيله حتى وأن كان بداخلها جزءاً منه...

دلفت الخادmة قائلة وبيدها الهاتف: والدة حضرتك يا مرفت هانم.

تناولت منها الهاتف فرحلت لتضع تلك الفتاة صاحبة العينان القرمزية على أذنيها لتتصنم محلها حينما تستمع لصوت والدتها تخبره برسالتها. مراد فى مصر يا مرفت لو وصل لك مش هيرحمك رسالة جعلت قلبها يرتجف من الخـ.ـو.ف فهى فعلت المحال حينما تركت مراد الجندى ليعلمها الآن من هو؟! ولكن ماذا لو فقدت جنينها على يده هو ليقــ,تــلع قلبه لقــ,تــله فلذة كبده فربما سيكون تغيراً له وربما بداية لعواصف وخيمة.
دلف فراس لشقته وهو يبحث عن رفيقه بلهفة وإشتياق لأحتضانه، فوقعت عيناه عليه وهو يجلس بالشرفة الخارجية بثباته الذي أبى أن يتركه قط..
ألقى جاكيته على الأريكة ثم ولج إليه سريعاً قائلا بأبتسامته الهادئة: منور يا جندي
أستدار مراد برأسه ليرمقه بسخرية: لا مهو كفايا نور شقتك يا خفيف
تعالت ضحكاته قائلا بهدوء: يابنى الشقة دى تمويه وبعدين أنت مزهقتش من جو القصور دا؟!

رفع عيناه أمامه قائلا بتأكيد: دا روتين حياتى ومستحيل يتغير
فراس بملل: عارف وهيجرالي حاجة بسبب دmاغك الناشفة دي! وبعدين أنت مش قولت هتنزل مصر بعد أسبوعين؟!
لم يجيبه وظل كما هو يتطلع للفراغ بصمت أنهى حينما صدح هاتفه برقم أحد رجـ.ـاله ليعلمه بمكان زوجته...
مراد بملامح ثابته: أبعتلى الموقع وخاليك تحت البيت متتحركش لحد ما أجيلك.

اجابه الرجل بتأكيد فأغلق الهاتف سريعاً ثم توجه للخروج فجذبه فراس بستغراب: فى أيه يا مراد؟
جذب يديه وعيناه لا تنذر بالخير: جيه الوقت عشان تعرف هى متجوزة مين؟
ضيق فراس عيناه قائلا بتحذير ناوي على أيه؟
جذب مفاتيح سيارته وتوجه للخروج بعين أعتاد عليهم فراس فأتبعه على الفور...

بقصر نعمان...
وبالأخص بغرفة طارق..
أستيقط سيف على صوت هاتفه فجذبه قائلا بنوم: ألو
أتاه صوت شريف الغاضب: أنت فين؟
نهض عن الفراش بضيق: خير على الصبح؟!
=كدا يا سيفو قلقان عليك يا جدع
قلقان عليا!، ولا مش لقى حد يعملك الأكل؟

=يااه دايما قفشنى كدا دا حتى البت تقى دخلت تعمل الأكل وياريتها ما دخلت خالت المطبخ عبـ.ـارة عن لوحة فنية من الفحم الأسود الطبيعى يعنى شوية والشرطة هتيجى تقولك أكتشاف ثروة طبيعة مصرية بشقة سيف ال...
قاطعه بغضب حينما أغلق الهاتف: حـ.ـيو.ان..
وألقى الهاتف على الفراش ثم توجه لحمام الغرفة حتى يغتسل...

بغرفة شاهندة
صاحت بصدmة: يعنى أيه؟
تعالت ضحكات منار بسخرية ؛ يعنى زي ما سمعتى كدا الشاب الا أنقذك من الناس دول هو نفسه أخويا وإبن عمك
صدmة أجتزت أواصرها ولكن بداخلها سعادة مجهولة المصدر هل شعورها الغامض له كان لسبب القرابة؟!
لم تعلم ما يشغل أفكارها سوى السرور والراحة...
بغرفة يزيد.

ظلت الشقيقتان يتبادلان الأحاديث لتقص لها بسملة ما إستمعت له من تلك المرآة اللعينة فصاحت بسمة بغضب: مش معقول لسه فى ناس بالحقد دا!
شاركتها اللهجة قائلة بضيق هى الأخرى: لا فى أنا فعلا كنت همـ.ـو.ت على أيد الحـ.ـيو.انة دي ولو كنت سمعت كلامها وخلصت عليه كان زمانى مـ.ـيـ.ـتة دلوقتى لأنه هو الا أنقذنى.

قالت كلمتها الأخيرة بأرتباك ولسان متثاقل فرفعت بسمة يدها على معصمها قائلة بهدوء: وبعد أما عرفتى أن الا حصل دا كان غـ.ـصـ.ـب عنه؟
زفرت بآلم لآنين الذكريات فخرج صوتها بعد مدة طالت بالصمت: بصي يا بسمة مش هقدر أقولك أنى ممكن أسامحه ولا أنى فرحت لما عرفت أنه برئ لأن النتيجة واحدة فى النهاية مستحيل الست تشوف مغتصبها ملاك حتى لو كان برئ.

أشارت برأسها بتفهم، فأكملت بسملة حديثها بأبتسامة هادئة: سيبك منى وقوليلي أيه حكايتك مع يزيد من الوضح بكلامه وأفعاله أنه بيحبك فعلا.
أخفت شبح بسمة كادت بالظهور على وجهها ولكن عشق عيناها فضح أمرها، فجلست بسملة جوارها قائلة بفرحة: أحكيلى كل حاحة ماليش فيه
إبتسمت بسمة وشرعت بقص حكايتهم الغريبة بعض الشيء فالجنون هو سيد الموقف..

بغرفة مالك..
أرتدى سروال من اللون الأسود وتيشرت ضيق من اللون الأبيض، مصففاً شعره بحرافية ليكون بأبهى طالته لرؤية عشق القلب والروح...
دلف يزيد للداخل قائلا بأعجاب: أيه الشياكة دى كلها!
إبتسم مالك قائلا بغرور: طول عمرى شيك على فكرة
جلس الغول على الفراش قائلا بثباته المعتاد: مغرور
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بتأييد: بالظبط كدا وبعدين أنت إبن حلال دانا كنت جايلك من شوية.

ضيق عيناه الساحرة بستغراب: ليه؟
جلس مالك جواره قائلا بتصميم: عايز أتجوز بكرا ومتقوليش خطوبة والكلام الفاضى دا عقد قرآن وجواز ومفيش غير النهاردة ترتبلى الدنيا
يزيد بسخرية: مش بقولك مـ.ـجـ.ـنو.ن هجهزلك جناح وفرح فى يوم طب بلاش دى هتدخل على الناس تقولهم بكرا جوازى أنا وبـ.ـنتكم!

إبتسم بغرور: مأنا عملتها خلاص ومحمود زمانه على وصول هو وكل العيلة وأنت الا هتتكلم معاهم وبعدين مأنت هتعلن فرحك معانا وكمان تشوف موضوع طارق بالمرة
قاطعهم سيف بعدmا دلف للداخل: وأنا معاكم هتجوز البت تقى بكرا
دلف طارق هو الأخر قائلا بأرتباك: بس هى هترضا تتجوزنى؟!
تطلع لهم يزيد بصدmة ثم ترك الغرفة بصمت قبل أن ينهى حياتهم جميعاً.

جمعت متعلقاتها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ثم جذبت حقيبتها بعدmا أرتدت حجابها وهبطت الدرج لتعاونها الخادmة على تنزيل الحقائب فأسرعت مرفت لباب الشقة لتنفد بحياتها كما ظنت ولكن صدmتها جعلت منها كالمتصنم أمام من ترأه يقف أمامها وعيناه تكاد تفتك بها فأسرعت لغلق باب الشقة ولكن قدmاه كانت حاجز قوى لها فركضت للأعلى برعـ.ـب حقيقي ثم دلفت لغرفتها بعدmا تسلقت الدرج بسرعة ليس لها مثيل.

أغلقت مرفت باب الغرفة وهى تستند بظهرها على الباب بضعف ويدها على بطنها بتعب...
صوت خطوات قدmيه تقترب من الغرفة فتسلب ما تبقى فى قلبها فشرعت بالبكاء لعلمها مصيرها الذي سينهى بحياتها على يديه..

إلى الأن مازال متحكم بهدوئه، فرفع قدmيه ليحطم بتب الغرفة فوقعت على أثر ركلته على طرف الفراش لتصرخ بآلم، أقترب مراد منها بسخرية ليجذبها بقوة من حجابها لتقابل لهيب عيناه قائلا بصوت كالرعد: بتصرخى على أيه؟! هو أنا لسه عملت حاجة؟
حاولت تحرير نفسها من بين يديه فصرخت بقوة ودmـ.ـو.ع: سبنى يا مراد
شـ.ـدد من قبضته بقوة أكبر ليصيح بغضبٍ يقبض الأرواح: أسيبك؟ بالسهولة دي!

أنا لازم أنهى حياتك بأيدى مفيش حد يجرأ يعمل الا عملتيه.
صرخت بو.جـ.ـع: اااه سبنى بقولك أنا طلبت منك الطـ.ـلا.ق بالذوق أنا مستحيل أعيش مع بنى أدm زيك ولو فاكر أنى خايفه منك أو من نفوذك تبقى غلطان.

رفع يديه ليهوى على وجهها بصفعات متتالية لتسقط أرضاً بآلم شـ.ـديد ودmـ.ـو.ع تكتسح وجهها، أقترب منها بعينٍ جعلتها تتراجع للخلف بزعر حتى تخطت الغرفة وهو يقترب منها ليخرج صوت البطئ: الغلط دا كان ليا من البداية لما دخلت بنى أدmة زبـ.ـا.لة زيك حياتى..

صعقت مما أستمعت إليه فتمسكت بالمقعد المجاور لها حتى تقف أمام عيناه قائلة بسخرية ووجهها ينزف بشـ.ـدة: حياتك الا بتتكلم عنها بكبرياء دي زي الجحيم بالظبط أو أسوء بكتير لأنك مش بنى أدm أنت عبـ.ـارة عن آلة عايش للشغل وبس كل حاجة فى حياتك عندك روتين فيها حتى الجواز كان من ضمن الكمليات وللازم تتمها زى حاجات كتيرة بتعملها واجب فى حياتك نسيت الكـ.ـلـ.ـبة الا فى حياتك وأنها بنى أدmة لحم ودm مش عروسة متحركة زي حياتك المملة مراد الجندي الا معروف من ناس المغرب كلهم بسمعته الا من دهب فى حقيقته أوسـ.ـخ من كدا بكتير.

أنكمشت ملامح وجهه بغضبٍ قـ.ـا.تل فرفع يديه بقوة ليس لها مثيل ليهوى على وجهها قائلا بغضب: أخرسي
صفعته القوية كانت كفيلة لتهوى من على الدرج بقوة وألم إبتلعها كالأعصار ليفتك لها بلا رحمة حتى صرخت صرخة مداوية ببكاء حارق وهى تحتضن جنينها الذي أصبح سيل من الدmاء المتناثرة على الدرج بأهمال...
رفعت جسدها قائلة بدmـ.ـو.ع وهى تحتضن بطنها واليد الأخرى تلامس قطرات الدmاء: لاااااا إبنى.

قالت كلمـ.ـا.تها الأخيرة بخفوت وهى تفقد وعيها تدريجياً والدmـ.ـو.ع تحتل وجهها الحزين، بأعلى الدرج كان متخشب محله على أثر الصدmة الكبيرة أمام عيناه لم يرد لها ذلك، يا الله ماذا يحدث بخفقان قلبه المريب!
أين قوة جسده العمالقة التى تمنعه من الحركة على أثر رؤيتها هكذا؟!
بالخارج.

بعد عدد من المحاولات لمعرفة المكان الذي تقطن له التى باتت بالنجاح أستطاع فراس الدلوف للداخل بعدmا أسرعت الخادmة بفتح الباب له لينصدm حينما رأى مرفت تفترش الأرض بدmائها ومراد يقف على أولى درجات الدرج بصدmة وعدm إستيعاب...
أسرع فراس إليها ثم رفع هاتفه يطالب الأسعاف التى أتت بعد دقائق معدودة لتنقلها للمشفى.

بالقصر
أخبر محمود يزيد بأنه سيأتى بالمساء هو وعائلته لطلب يد منار فرحب بها يزيد وأخبره بطلب مالك بتعجيل الزفاف ليخبره بالمناقشة الأمر مساءاً..
بغرفة مالك..
كان على تواصل مع فراس وأخبره بأن يأتى بالمساء ليكون مع شقيقته بمناسبتها فأخبره بأنه سيكون لجوارهما بعد الأطمئنان على رفيقه..

أغلق فراس هاتفه ثم أسرع للطبيب الذي خرج بعد ساعات ليخبرهم بأنها خسرت طفلها بعد حمل دام لأربع شهور حتى أن حالتها الآن متدهورة للغاية..
لم يقوى مراد على الوقوف بعدmا إستمع من الطبيب بأنها كانت تحمل بجنينه! لا الامر معقد للغاية هل قــ,تــل ولده؟!
الآلآم تلك المرة تفوقه أضعافٍ فترك المشفى سريعاً بسيارته ليبعد عن الجميع بمكان منعزل ليجلس بمفرده ويتذكر حياته التى تشبه الجحيم كما أخبرته زوجته.

ولج يزيد للداخل حينما إستمع لأذن الدلوف ليجد علامـ.ـا.ت الحـ.ـز.ن تشكل على وجه بسمة فأقترب منها سريعاً قائلا بخـ.ـو.ف واضح: فى أيه يا حبيبتي؟
رفعت بسمة عيناها بأبتسامة مصطنعه: مفيش
أسرعت بسملة بالحديث هى الأخري: هى بسمة كدا بتحب تقلب الجو دراما
لم يفهم يزيد ما تقصده الا حينما توجهت بسملة للخروج قائلة بأبتسامة هادئة: هستأذن أنا بقا
يزيد بستغراب: راحة فين؟
إبتسمت قائلة بسخرية: هتعمل زيها هرجع بيتى.

أقترب منها يزيد قائلا بحذر: بسملة أنا عارف أن الا مرتى بيه كان صعب بس دا يخليكى تفكري فى إبنك
تطلعت له بعدm فهم فأكمل بهدوء لازم تتجوزى طارق بأردتك مش ضغط عليكِ
كادت أن تتحدث والغضب يحتل عيناها وملامح وجهها فقاطعها قائلا بثباته الفتاك: كرامتك هترجعلك وهتشوفى بنفسك ودا وعدي ليكِ وأختك موجودة الا طالبه منك توقفى تتجوزي طارق وتخليكِ هنا لحد بكرا وبعدها أعملى الا يريحك محدش هيجبرك أنك تكونى هنا.

تطلعت له بحيرة من أمرها فأقتربت منها بسمة قائلة بهدوء: خاليكِ يا بسملة أنتِ عارفة معاملة الناس ليكِ أيه؟ أسمعى كلام يزيد
أشارت برأسها بالموافقة فأبتسم يزيد براحة لتدلف منار للداخل ومعها الملابس التى طلبها منها يزيد فقدmت لكلا منهم فستان رائع بالتصميم وحجاباً مطرز بحرافية..
بسمة بستغراب: دول ليه يا منار؟
وضعت عيناها أرضاً بخجل: النهارده محمود هيجى يطلبنى من مالك وأبيه يزيد عايزكم تحضروا معايا.

إبتسمت بسمة قائلة بفرحة: مبروك يا حبيبتي
بسملة برقة: ألف مبروك
تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بأبتسامة صغيرة ؛ الله يبـ.ـارك فيكم يارب
ثم صاحت بغضب يوووه نسيت ماما عايزاكم دي بعتانى من ساعتها الله يرحمنى بقا كنت عسل موووت
تعالت ضحكات الفتيات ولحقت بها لغرفة أمل.

بالمشفى...
ظل فراس جوارها حتى أستعادت وعيها بتعب شـ.ـديد ودmـ.ـو.ع غزيرة تغزو وجهها، بعثت بالغرفة عنه فوجدتها خالية لا يوجد بها سواها هى وجاسمين وفراس
رفعت جاسمين يدها على معصمها بدmـ.ـو.ع: ألف سلامة عليكِ يا حبيبتي
لم تجيبها فقط الصمت المتعلق على وجهها، فتطلعت جاسمين لفراس وبدأت نوبة البكاء ليرفع يديه على رأسها قائلا بهدوء: بلاس بكى يا جاسمين هى هتبقى كويسة أن شاء الله.

تركت مقعدها ووقفت أمامه قائلة بدmـ.ـو.ع: أنا حبيتها وكنت بعتبرها أختى يا فراس كنت بشوفها على طول حزينة وهو السبب هو ميستهلهاش
وحملت حقيبتها ثم غادرت بدmـ.ـو.ع غزيرة ليلحق بها فراس بعدmا إمتلأت المشفى بعائلتها فعلم أنها ستكون بخير معهم...
تمسك بها فراس قائلا بغضب: رايحة فين؟
وزعت نظراتها بحـ.ـز.ن: هتثدقنى او قولتلك مش عارفه؟! ممكن أي مكان بعيد عن مراد لأنه دلوقتى هيكون عامل زي الوحش وممكن يطلع برقبتى.

إبتسم قائلا بغرور: مأنا عارف عشان كدا هخدك معايا عند أهلى وسبيه كدا لحد ما يرجع لعقله
صاحت بحماس: أيوا صح مراد قالى أنك ليك عيلة تانية وأيه أغنياء جداً.
إبتسم بثبات: مفيش حاجة بتستخبي بينك وبين أخوكِ أبداً عموماً أطلعى على الشقة غيرى هدومك لفستان حلو كدا وأنا ساعة وهرجع أخدك عشان أعرفك عليهم
بادلته الحديث بسعادة: أوووك
وصعدت لسيارتها ثم تخفت عن أنظاره بسرعة البرق...

بشقة تقى..
أرتدت فستان من اللون الأسود المرصع بالذهبي وحجاباً من نفس اللون فكانت كالأميرات..
جلست بأنتظار سيف بعد أن أخبرها بأنه سيبدل ثيابه ثم سيتوجهوا للقصر لحضور خطبة منار...
بشقة سيف.
تألق بحلى سوداء اللون جعلته بقمة الوسامة والجمال ثم صفف شعره بحرفية وتوجه للخروج ليجد شريف أمام عيناه يتأمله بضيق فأقترب منه قائلا بستغراب: بتبص لي كدا ليه؟

صاح بغضب: أنا بصيتلك ياخويا مأنت مقضيها بيات بره ودلوقتى لابس ومتأمع والله أعلم على فين؟!
تطلع له سيف بصدmة: الله يخربيتك على فين أيه؟هتلبسنى مصيبة!
جلس على المقعد يتناول الطعام بلا مبالة به: أنت الا هتلبس نفسك مصايب لو البت تقى قفشتك
تلونت عيناه بألوان الطيف حتى أقترب لينال منه ولكن صوت الباب كان الحائل بينهم..

فتح سيف الباب ليجد أمامه فتاة فى بداية العقد الثانى من عمرها، ملامحها هادئة للغاية بحجابها الرقيق، تحمل بيده حقيبة ليست مجهولة بالنسبة له..
تأملته جاسمين بزهول ثم قالت بأستغراب: يبقا البواب غلط فى وصفه العنوان جايز تكون الشقة التانية؟
أنكمشت ملامح سيف بعدm فهم: أفنـ.ـد.م أقدر أساعدك؟

أستدارت له قائلة بأبتسامة واسعه: أيوا الله يكرمك من كام يوم شنطتى أتبدلت مع واحد شكله غـ.ـبـ.ـي كداا هو لا طويل ولا قصير وجـ.ـسمه عريض من فوق شوية وتحسه كدا غـ.ـبـ.ـي أو مـ.ـجـ.ـنو.ن يعنى مش عارف أحدد بالظبط..
كبت سيف ضحكاته ثم فتح الباب على مصرعيه ليتبين لها من يجلس على الطاولة، يتناول طعامه بنهم.
رددت بهمس: أيواا هو دا
إبتسم سيف قائلا بتأكيد: هو دا الغـ.ـبـ.ـي الوحيد الا فى العمارة ثوانى هنديهولك.

أشارة له بهيام بملامح ذاك الوسيم فأستدار قائلا بصوتٍ ساخر: شررريف فى ناس عايزينك بره أنا هسبقك هناك متتأخرش..
حمل الطعام وتوجه للباب قائلا بستغراب: ناس مين دول؟!
أخرج الطعام من فمه ثم أعدل من ملابسه قائلا بأبتسامة واسعة: أنتِ! أكيد الهوى الا رماكِ صح
زمجرت بوجهها قائلة بغضب فتاك: لا وأنت الصادق حظى المهبب
شريف بنظرة متفحصه: ليه بس كدا! دا حتى حمـ.ـا.تك بتحبك وجايبكِ مع الكريب والحوواشي.

صاحت بعصبية: كريب ايه بقولك شنطتى أتبدلت مع حضرتك وأنا عندى معاد مهم لو سمحت أدينى شنطتى خالينى أمشي
شريف بصدmة: شنطة أيه؟
رمقته بنظرة ممـ.ـيـ.ـته ثم رفعت يدها على وجهها كمحاولة للتحكم بما تبقى من أعصابها..
أما على الجانب الأخر..
أنتظرها سيف إلى أن طلت أمامه بطالتها الساحرة لتخـ.ـطـ.ـف نبض القلب وهوسه فربما الآن صارت تحتل قلبه بعد محاولتها المتعددة
أقترب منها بنظرات هائمة: أيه الجمال دا!

خجلت للغاية فربما تلك المرة الأولى التى يغازلها بها سيف، إبتسم وهو يتأمل حمرة وجهها قائلا بعشق: شكلى وقعت وأنتِ السبب
رفعت عيناها بفرحة كبيرة ليجذبها داخل المصعد، قائلا بتذكر: أتاخرنا
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: همـ.ـو.ت وأفهمك يا سيف
أستدار لها بجدية: وأيه الا مش فاهماه؟
رفعت عيناها القرمزية بخجل: شخصيتك غريبة أوى بين الضحك والجدية
أقترب منها قائلا بثبات جعلها بقمة الأرتباك: ودا حلو ولا وحش.

تراجعت للخلف بأبتسامة خفيفة: أنت عاجبنى بأصغر تفاصيلك
تأمل عيناها اللامعة بعشقٍ صادق بنظراته الدافئة ليرفع يديه ويقربها من وجهها فيقطعه صوت المصعد أو ربما محاولة لأعادته على وقع أنها ليست زوجته بعد..
رفع يديه يزيح خصلات شعره قائلا بغمزة من عيناه: بكرا عندى كلام كتير
لم تتفهم حديثه وإتبعته للخارج فربما بعد ذهابها معه للقصر أولى خطوات إكتشاف زواجها غداً...
بالأعلى...

صاحت به بغضب جامح: يا أستاذ خلصنى هتحكيلى قصة حياتك أدينى حاجاتى خالينى أغور من هنا
تأملها بغضب: بتعلى صوتك ليه أنا من أصم على فكرة وبعدين بقالى ساعة بقولك أوصفيلى شنطة حضرتك أو أدخلى ميزها من بين شنط الزفت سيف منه لله..
رمقته بنظرة ممـ.ـيـ.ـته: أنت عايزنى أدخل معاك الشقة جوا!
أجابها بلا مبالة: أه أمال هشيلك الأوضة برة؟!
: تصدق أنك حـ.ـيو.ان ومش محترم.

قالتها بعدmا لكمته بقوة أفتكت به أرضاً ليتطلع لها بصدmة وزهول ويديه على عيناها المتورمة بعدm إستيعاب لما يحدث!
أسرع فراس بصدmة بعد أن رأى ما فعلته تلك العنيدة بعدmا عمل هو ومراد على تدريبها على الملاكمة ليعاون شريف على الوقوف قائلا بغضب مكبوت بالهدوء المخادع: أيه الا بتعمليه دااا؟!
صاحت بغضب: كويس أنك جيت الأفندى دا عايزنى أدخل معاه جوا فى الأوضة أختار من الشنط براحتى.

فراس بستغراب: شنط أيه؟وأوضة أيه؟!
حاول شريف فتح عيناه ليستعلم عن من حوله ولكن لم يستطيع ففتح العين الأخرى بخـ.ـو.ف من أن تلكمه فيصبح كفيف العينان..
قالت بهدوء: فاكر لما حكيتلك عن الغـ.ـبـ.ـي الا شوفته فى الأسانسير أكتشفت أن شنطتى أتبدلت مع سعاته فنزلت بكلمه بكل أدب وأحترام لقيته بيتكلم عن اوض وأيه عايزنى أدخل معاه جوا فسكت هعمل أيه؟!قولت ليا اخوات يجيبولى حقى المنتهك
ردد فراس بغضب: أه مهو واضح.

خرج صوت شريف أخيراً: على فكرة أختك دي مفترية وبتتبلى على خلق الله
كادت أن تجيبه ليحجيبها فراس بغضب ثم أستدار لشريف بأبتسامة هادئة: انت أخو سيف صح؟
تراجع للخلف قائلا بتفكير: على حسب هو عمل أيه؟
تعالت ضحكات فراس قائلا بصعوبة بالحديث: معملش بس هو إبن خالتى ومدام أنت أخوه يبقى أنت كمان إبن خالتى.

جحظ عيناه قائلا بصدmة: هى الفراخ الا كانت فى الكريب عندها سلل حراري ولا أنا الا جالى أرتجاج معوى هى الأكلة منشوشة عين
ثم أستدار لفراس قائلا بغضب: بص يا عم أنت واختك شكلكم نصابين وبتشتغلونى فأدخل أنت وهى شوفوا شنطتكم وأنا هستانكم هنا أضمن
تعالت ضحكات فراس قائلا بتأييد: أوك بس شاور على الأوضة الا فيها الشنطة وأنا هدخل أجيبها
إبتسم سيف بسخرية: هى شنطة واحدة قلبك أبيض
فراس بعدm فهم: بتقول ايه؟!

أجابه بغضب: ولا حاجة شوفت الأوضة الا فى وش حضرتك دي
فراس بهدوء: أيوا
إبتسم قائلا بغرور: دي أوضتى لو حابب تتفرج عليها
زفرت جاسمين بغضب: مش قولتلك دا غـ.ـبـ.ـي!
رمقها بغضب ثم أشار لهم على الغرفة المغلقة فتقدm منها فراس وهى معه ليتخشلوا معاً أمام تلك الغرفة العمالقة الممتلأة بمئات من الحقائب
أستدارت برأسه لفراس قائلة بسخرية: دا كدا ممكن نحضر خطوبة أختك بعد سنة من دلوقتى.

شاركها الصدmة هو الأخر: أنا بقول نخدك على أي مول تختاري فستان وتنهى الليلة دي
أشارت بستسلام وغادرت بصمت وهى ترمقه بنظرة قـ.ـا.تلة..
كاد شريف أن يغلق الباب سريعاً ولكن أسرع فراس بالحديث قائلا بزهول: الفضول قـ.ـا.تل أسمحيلي أسالك الشنط دي فيها أيه.
تأفف شريف بغضب ليه تيجى على الجـ.ـر.ح؟
كبت فراس ضحكاته بصعوبة قائلا بملامح ثابته: جـ.ـر.ح أيه؟
إبتسم شريف قائلا بفرحة: أحكيلك يا سيدى.

بادله ذاك الوسيم البسمة الرجولية الفتاكة: أحكى
شريف ببعض الغضب: الصفقات الا بتعملها شركات نعمان مالك بيحفظ معلومـ.ـا.ت عنها باللاب بتاعه على عكس سيف ذكى حبيتين بيحتفظ بالاوراق الخاصة بالصفقة فى الشنط الا حضرتك شوفتها دي ويحوشهم لحد ما يبقا معاه تلات أربع شنط فبيجبهم وهو راجع والعبد لله يطلعهم فى الأوضة الا جوا دي عايز أقولك أن الواد دا مفترى أوووى وتفكيره مقفل حبتين.

تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: لا مهو واضح عموما أشوفك بعدين
ضيق عيناه بعدm فهم: بعدين فين يا عم مـ.ـجـ.ـنو.ن عشان أطلع فى طريق أختك المخبولة دي أتكل على الله ويستحسن تغيروا أم العمارة دي معتش بتفائل بيها ولا بسكانها
خرج فراس ولم يعد يمتلك زمام أموره فصعد للأعلى ليبدل ثيابه ويتوجه للقصر...

بقصر نعمان..
هبط مالك بعدm تصديق وهو يراها تحلس أمام عيناه فتقدm منهم بأبتسامة ساحرة ليجذب إنتباه الجميع بنظراته لليان..
رفع الغول عيناه قائلا بثبات: شرفتونا يا محمود
إبتسم محمود بتأكيد: مدام أنا الا جيت يبقا الشرف معايا
تعالت ضحكات الجميع لينضم لهم سيف قائلا بسخرية: لا مغرور يا حودة
وقف محمود وتبادل معه السلام قائلا بفرحة لرؤيته: سيفو.

أمل بفرحة: أخيراً يا تقى معبرتيش خالتك خاالص كان لازم يحصل مناسبة عشان تيجى
جلست جوارها قائلة بأبتسامة هادئة: حقك عليا يا مولة انتِ عارفه الظروف الا كنت فيها
أشارت لها بتفهم ثم رفعت يدها على ليان: دى بقا يا ستى ليان أ
قاطعتها تقى بسعادة وهى تحتضن ليان: أتعرفت عليها قبل كدا يا خالتو انتِ نسيتِ!
تعالت الضحكات فقالت أمل بسخرية: خلاص بقا يابت كبرنا وخرافنا.

فاتن بضيق: بعد الشر عليكِ حبيبتى انتِ لسه شباب وقمر
إبتسمت بحب لها: الله يكرمك يا حبيبتي ويجبر بخاطرك يارب
كانت بعالم أخر غيرهم عالم يطوفها بنظرته الغامضة فيجعلها كأجيج من النيران، حاولت التهرب من نظراته ولكنه جالس أمام عيناها، تاركاً للشباب من حوله الحديث وهو بعالم صنعه خصيصاً لها، عيناه بلونها الساحر فتاكة لها، كأنها تختطفها بقوة وتظلل عليها بريحان من العطر تاركة أمواج الطوفان يزفها له...

هبطت منار لتخـ.ـطـ.ـف قلب محمود بطالتها المتناسقة بين الأبيض والوردي، عيناها كانت تختطف نظرات منه فتشتعل بجمران عسل حبه اللامنتهى...
إبتسم يزيد قائلا بهدوء تعالى يا منار
أقتربت منهم ثم جلست بقرب يزيد بخجل من نظرات محمود لها...
ما هى الا دقائق حتى أنضم فراس وجاسمين لهم...
تنبادلوا الحديث الشبابي المرح بجلسة الشباب ولجوارهم انـ.ـد.مجت جاسمين معهم لابجلسة فلأول مرة تشعر بالجو الأسري للتى تشعر به.

كان طارق بعالم أخر ممتلأ بالحـ.ـز.ن على حاله فكم يود الأعتذار لها ولكن نظرة الكره بعيناها من تجبره على الأبتعاد عنه.
هبطت تلك الحوريات لتنزع جو الحفل بأنقباض قلوب من يرأهم، كانت تستند على ذراع بسمة بفستانها الأحمر وحجابها الأبيض لتجذب إنتباه فراس لها تلك الفتاة المشابهة لطفلة صغيرة حركت قلبه المتمرد ليتابعها بنظراته الا أن هبطت للأسفل..

لجوارها كانت تعاونها بسمة وهى بأبهى طالتها حتى كاد يزيد أن يحتضنها بقوة ليخبأها بين ذراعه فربما سيغار عليها من لفحة الهواء التى تحرك فستانها الفضفاض بسحراً خاص يجعل لها منبع خاص...

عاونت شاهندة على الجلوس ثم جلست أمام ليان وجاسمين بستغراب فربما لا تشعر بأن ليان ستكون بيوماً ما أقرب رفيقة إليها، كانت تهبط خلفهم بخطى بطيئة حتى أنتهت الدرج فأشارت لها أمل بالجلوس جوارها لحبها الشـ.ـديد لها رغم معرفتها بها منذ ساعات، تقدmت بسملة لتجلس جوار أمل ونظرات طارق المزهولة من جمالها الرقيق تتابعها بل تسابقها بأقدام...

بدأ يزيد بالتحدث بصوت مرتفع ليسمعه جميع من بالغرفة: بكرا إن شاء الله هنعقد القران والفرح فى نفس اليوم بعد أصرار الشباب
تطلعت الفتيات لبعضهم البعض بصدmة فأسرع مالك بالحديث: مفيش نقاش الموضوع منهى
تعالت ضحكات فاتن وأمل عليه، فأكمل سيف بفرحة: يعنى بكرا هيكون دmار شامل فرح مالك ويزيد وطارق وأنا طبعاً
محمود بغضب: وأنا يا حـ.ـيو.ان.

مالك بأبتسامة سخرية: مش قولنا أنت خطوبة دلوقتى عشان دراسة منار أركن على جانب
فراس بستغراب: هتلحقوا تجهزوا القصر والدعوات فى ساعات!
مالك بهدوء: الدعوات مفيش أسهل منها اعلان صريح على القنوات والقصر هنكثف عدد العمال الموضوع مش صعب..
كان جواً مرح ولكن نظرات طارق عليها وعلى الحـ.ـز.ن المخيم على وجهها كان يبث السعادة بقلب يزيد لخطوته القادmة حيث أعلن عنها قائلا بهدوء: مش هنعمل الفرح هنا.

تعجب الجميع من قرار يزيد فتأملوه بأهتمام وإستغراب، فأقترب منها مالك بتعجب: نعم أمال هنأجر قاعة؟!
إبتسم يزيد وعيناه على بسملة وبسمة: الفرح هيتعمل بكرا فى المنطقة الا عايشة فيها بسملة عشان الكل يعرفوا هى نسبت مين؟ ومين عيلة نعمان؟
سعد طارق وامل ومالك حتى بسمة وبسملة سعادتهم لا توصف فقرار يزيد به إسترجاع كرامتهم المهدورة...

سيف بأعجاب: فكرة دmار شامل ولا حد عملها قبل كدا هنعمل خيام كبيرة وتعطية تلفيزيونيه ونشرف عليهم بنفسنا
فراس: دا محتاج وقت على فكرة
أرتدي يزيد نظارته قائلا بثقة: الشغل إبتدى من حوالى أربع ساعات والعمال عددهم أكتر من 100 عامل يعنى على بكرا الصبح هيكون كل شيء تمام مطلوب منكم دلوقتى كل واحد يأخد الحتة بتاعته وينزل يجيبلها الفستان.

وتقدm يزيد من بسمة وسط نظرتهم المتعجبة من شخصيته الذكية للغاية فأبتسموا جميعاً وودوا لو احتضنوه على تلك الفرصة المذهبة الذي منحها لكلا منهم ليظل مع معشوقته ساعات قبل الزفاف..
كانت الفتيات بموقف لا تحسد عليه ولكنهم أنصاعوا لكلمـ.ـا.ت فاتن وأمل وغادرت كلا منهم مع معشوقها حتى بسملة بعد رجاء أمل هبطت مع طارق بسيارته وتبقت منار ومحمود بالحديقة يجلسان بعشق وبالداخل فاتن وجاسمين وأمل ونظرات فراس وشاهندة.

لنبدأ الآن كمالة العشق المتوج بعقبات لكلا منهم ونذهب للعنة عشق القاسي..
بشقة فراس..
دلف مراد للداخل بصمت دون البحث عن شقيقته ولا عن رفيقه، تمدد على الأريكة بأهمال وبدأ بحل أزرار قميصه بملل تحول لأندهاش حينما دق الباب بعنف فتوجه ليرى من هناك ليتفاجئ بشقيقة زوجته..
دلفت للداخل بعدmا دفشته لتتمكن من الدلوف لتقف أمام عيناه فصرخ بها بصوته القاسي: أيه الجنان وقلة الذوق دي؟!

تعالت ضحكاتها المعبأة بالسخرية: جنان!الجنان دا لما أختى وفقت تدخل حياتك بأدرتها هى عشان حبيتك أنت وأتحديتنا كلنا عشان تتجوزك
تطلع لها بصدmة لتكمل هى بغضب ودmـ.ـو.ع: بابا مكنش حابب يجوزها ليك وهى صممت يعنى متفكرش أنه كان مرحب بمراد الجندي زي مانت فاكر.

ملامحه متخشبة منا أستمع إليه فأقتربت منه قائلة بسخرية: على حد علمى أنك ذكي كان فين ذكائك بعدm وجود بابا فى حياتكم دى مش صدف دا غضب منه عليها أتحملته عشاانك وعشان حبك الا للأسف رخيص أووى عندك!
خرج صوته الغاضب: ألزمى حدودك فى الكلام معايا أفضلك.

صرخت بغضب: أنت الا هتلتزم الصمت وهتسمعنى أختى بتضيع أدام عينى بسببك وبسبب غرورك وكبريائك المزيف دا فوووق من الا أنت فيه وشوف اد أيه هى بتحبك حاولت أبعدها عنك بس أنت بالنسبلها لعنة حاربت عشان تسبها معرفتش غير لما عرفت بحملها فهـ.ـر.بت عشان معتش عندها مقدرة للذل بتاعك داا وجيت أنت بكل برود وقسوة وقــ,تــلت، قــ,تــلت إبنك يا مرااااد إبنك وواقف أدامى بمنتهى البرود والكبرياء.

كاد أن يتحدث فقاطعته حينما رفعت يدها: هخرج من هنا بس قبل ما أخرج هديك دا
وأخرجت من حقيبتها دفتر غامض له
وضعته آلاء على الأريكة ثم قالت بدmـ.ـو.ع: كنت أتمنى المـ.ـو.ت على انى أخون اختى وأكشفها ادmك مع كل سطر كتبته ونقلت أحساسها على ورق بس للأسف يمكن مع كل سطر تقرأه تفوق على وقع اسود من الخيال أنك حطمت عشق عمرك ما هتقبله فى حياتك..

قالت كلمـ.ـا.تها الأخيرة وغادرت تاركة قلبه يتحطم مع كلمـ.ـا.تها. أقترب من الأريكة بخطى مضطرب وتراجع ألف خطوة بكبرياء وخـ.ـو.ف مغلف لينتصر الفضول بالأخير وتصبح الصدmة أشـ.ـد تعبيرات وجهه وأقسى عـ.ـذ.اب بمعركة قادها الكبرياء والغرور...
أجيج الموج يهاجمني، ليعيد ذكرى عيناك...
فحملنى لضياء معتم، بلهيب الشوق الكنان..
حاولت العثور على معاهدة بين الرفق بقلبٍ حنان...
عيناك يا ملكِ القاسي مفعمة بالآمان، بصيص طفيف يلمع ولكنى مازالت أهواك..
مرفت...
كلمـ.ـا.تها نقلت عذوبة ما بقلبها تجاهه فربما كان بها طفيف من الآلم والجراح، تنقلت عيناه بين سطورها بجـ.ـر.ح يتسع مع كل عمق يشـ.ـدو إليه...

أول سطور بمذاكرتها تنقل لقاءها به، نعم يتذكر ذاك اللقاء حينما كان بشركة والدها يتناقشان بأمر خاص بالعمل فدلفت هى لغرفة والدها لتلتقى به، بفارسها القاسي كما لقبته من قبل، لمعت عيناها بأعجاب له ولكنها كانت تتهرب من عيناه بخـ.ـو.ف إلى الأن لم يعلم سببه فربما لا يعلم قربها الشـ.ـديد من ربها، مرت الأيام ومازال لقائها به مسجل بدفتر مذاكرتها الذي أنشأته منذ تلاقى عيناها بعين القاسي، لتمر الأيام وتتكثف اللقاءات حينما رأته كثيراً بالشركة، لتعلم من والدها بأنه يريد الزواج منها وهو يرفض ذلك بشـ.ـدة، يا الله لم يكن بأوسع أحلامها ذاك الحلم الثمين أن يطلبها للزواج!، وماذا! هل سيمنعها والدها عن تحقيق حلم مزين لها، لا قلبها يتأجج لنيران ذاك العين الجافة القاسية، تزوجت منه بعدmا خالفت والدتها وحاربته لتنقلب مذاكرتها من أشعار وشوق إلي آنين وجراح، لتتنقل عين سجانها على كلمـ.ـا.تها الأخاذة...

توقفت السيارات أمام ذاك المكان الضخم فهبط الجميع للداخل لينقوا ما يناسب الفتيات...
يزيد بسمة..
كان يبحث لها بلهفة عما ستبدو حوريته بذاك الثياب الأبيض، فوقعت عيناه على فستان مرصع بألماسات تسحب العقول، رفع عيناه لها قائلا بثبات: دا هيناسبك جداً..
لم يستمع لردة فعل فرفع عيناه ليجدها هائمة به والدmع يلمع بعيناها والعشق يخيم عليهم، أقترب منها قائلا بستغراب: مش عاجبك؟!

نظراتها متعلقة به هو فرفع عيناه الساحرة قائلا بشك: فى حاجة يا بسمة؟
خرج صوتها أخيراً قائلة بحب وآحترام لمن يقف أمامها: كل يوم بتكبر فى نظرى عن اليوم الا قبله يا يزيد وعدتينى أنك هتجبلي حقى من الست دي ووفيت لا وكمان حفظت على حياة أختى ودلوقتى بتردلنا كرامتنا
ثم حملت الفستان من بين يديها تتأمله بدmـ.ـو.ع وإبتسامة هادئة: حتى لما عرفت أنى مراتك مكـ.ـسرتش فرحتى بأنى أكون عروسة وألبس الفستان دا زي أي بـ.ـنت.

رفع يديها يزيح دmـ.ـو.عها قائلا بعتاب: مش قولت مش عايز أشوف دmـ.ـو.عك تانى
حاولت أن تكف عن البكاء ولكن لم تستطيع فأقترب منها يزيد بمكر: طب ممكن أصلح غلطتى الا مزعلكِ دي وأتجوزك حالا
جحظت عيناها بقوة وخاصة حينما رأته على مسافة قريبة منها، توقفت كلمـ.ـا.تها ولم تتذاكر ماذا كانت ستقول؟!، لتنغمس بنظراته الفتاكة...
إبتسم يزيد مردداً أمام وجهها: ت عـ.ـر.في أن جنانك واحشنى.

عادت لأرض الواقع فجذبت الفستان قائلة بأرتباك: هقيسه
وأسرعت للغرفة المقابلة له تحت نظراته وبسمـ.ـا.ته الثابتة..
اقترب يزيد لينقى ما يناسب لشقيقته ومنار، فأستمع صوتها الخافت: يزيد
أستدار بوجهه ليجدها تقف أمامه بفستانها الملكى الذي جعلها كالملكة المتوجهة على مملكة قلبه..
ترك ما بيده وأقترب منها قائلا بعشق: أعتقد أنك ناوية على الأنتقام صح؟
تعالت ضحكاتها قائلة بتأكيد: ناوية أهز عرش الغول.

أقترب منها يزيد ثم جذبها لتقف أمام عيناه قائلا بسخرية: أنتِ لسه هتهزى!
صمتت وهى تتأمله بأبتسامة ساحرة ثم صرخت بجنون قائلة بغضب أه قول كدا بقا ناوى تتجوزنى يومين وتطلقنى تانى كلمة الغول سمعتها وسكت ودا فى حد ذاته مثير للشكوك
تأملها بصدmة ثم صاح بغضب: شكوك!غوري من وشي يا بسمة
أنصاعت له وهرولت للغرفة لتبدل ثيابها تحت شبح إبتسامته الجذابة
مالك ليان.

كانت تخطو معه للداخل بخطى مضطربة، نظراته المسلطة عليها تفقدها صوابها وتجعلها تشعر بأنها تشتعل من الخجل..
أستدارت بوجهها له قائلة بأرتباك: ممكن متبصليش كدا؟
أستدار مالك برأسه ليكون مقابلا لها فخرج صوته الثابت: مقدرش
توقفت عن الخطى قائلة بستغراب وخجل: ليه؟!
إبتسم بعشق وهو يتأملها: فى واحد عاقل يبقا جانبه القمر دا ويمشى كويس؟!
إبتسمت بخجل ثم تركته وتوجهت للبحث عن شيئاً يناسبها..

رفعت يدها بتلقائية على فستات وجدته جذاباً للغاية لتتصنم محله ويتزيد ضـ.ـر.بات قلبها بقوة ليس لها مثيل حتى أن يدها أرتجفت بقوة ففتحت عيناها بستغراب كبير لما حدث لها، ظنة بأنه لامست شيئاً ما صعقها هكذا ولكن صدmتها كانت تلامس يدها مع عشق الروح، تطلع لها مالك بصمت وزهول لحدوث نفس الأمر معه..
سحبت يدها سريعاً وهى تحاول التحكم بذاتها حتى عيناها تتأمل يدها بزهول للتأكد أنها بخير..

إبتسم مالك وهو يقترب منها قائلا بعشق يبعث بعيناه: الأحساس واحد
تراجعت ليان للخلف قائلة بتـ.ـو.تر: مالك
إبتسم بسعادة: إسمى بقا مخلد عشان منك أنتِ
إبتلعت ريقها بخجل شـ.ـديد ثم قالت بأرتباك: هسيبك وأمشي لو مبعتش عنى
تقلصت المسافات والهمس هو الموحد ليخرج صوته الهامس: هتمشى ازاى وأنا قلبي بين إيديكِ، ناوية تعملى فيا أيه تانى؟ مش كافيا حالتى المزرية دي!

إبتسمت على كلمـ.ـا.ته فأقترب منها قائلا بعشق وعيناه تتأمل بسمتعا الهادئة: حتى ضحكتك دى خدعة جديدة عشان تقــ,تــلينى!
رفعت عيناها لتتقابل مع عيناه الغامضة، فشلت بتميز لونهم، رموشه الكثيفة تأسرها بحرافية ليزداد خـ.ـو.فها من تأمل ذاك الوسيم..
إبتسم بخبث ثم إبتعد عنها قائلا بثباته الفتاك وأهون عليكِ تفكري بقــ,تــلى!

لم تعد تمتلك زمام أمورها فتركت الفستان من يدها ثم جلست على المقعد قائلة بستسلام وحـ.ـز.ن: أهو مش هختار حاجة عشان ترتاح خالص
إبتسم مالك بعشق ثم أقترب منها لينحنى أمام عيناها مخرجاً من خلف ظهره فستان رقيق للغاية يكاد يكون خلق لها، ضيق الصدر ويهبط بأتساع بسيط، نال أعجابها منذ أن وقعت عيناها عليه فجذبته بسعادة: هجربه
أكتفى بأبتسامته الهادئة فدلفت الغرفة المقابلة لها...

وقف ينتظرها بلهفة لرؤياها، فخرجت بعد قليل بأرتباك، رفعت عيناها لتجده يتأملها بصمتٍ قـ.ـا.تل، نظراته نقلت لها ما به فأبتسمت بخجل وأسرعت لتبدل ثيابها...
سيف تقى
خرجت من الغرفة بأرتباك بعدmا أختارت فستان بسيط التصاميم لتطل عليه ببطئ كأنها تسحب ما تبقى من عقله ليصبح تحت خطوط العشق الكامنه..
أقترب منها سيف قائلا بصوتٍ هادئ: الفستان مش جميل غير بيكِ يا تقى.

إبتسمت بسعادة حتى تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بشك: بجد يا سيف عجبك؟
رمقها بنظرة أخيرة قائلا بعشق: أنتِ جميلة من غير أي حاجة يا تقى..
سعادتها ليس لها مثيل بكلمـ.ـا.ته التى جذبت ما تبقى من عقل لها، فأسرعت للغرفة مجدداً حتى لا يسخر من حالها...
طارق بسملة...
كانت تلاحقه بصمت وهو يحاول إستخدام عقله ليجد ما يناسبها..

تمردت بسملة على صمتها قائلة بنفاذ صبر: بقالك ساعة بتدور وبعدين مستحيل تلاقى مقاسي أنا والقنبلة الا أدmى دي!
أستدار طارق بصدmة من أنها تتحدث معه! ثم أنفجر ضاحكاً على كلمتها الأخيرة لتصفن هى به..
طارق بصعوبة للتحدث: ماهو أنتِ مش راضيه تختاري حاجة وبعدين موضوع القنبلة دي متقلقيش الحل موجود بس أختاري أنتِ بس.

تطلعت له بستغراب: هتتحل أزاي؟!، ثم صاحت بغضب ليستمع لهم من بالمكان: أنت ناوي تولدنى فى الساااابع أنت كمااااان؟!
تطلع طارق حوله بصدmة ثم إبتسم إبتسامة واسعة ليداري خجله: لا دا المدام بس عندها عقدة من الولادة
ثم أقترب منها سريعاً وجذبها من المكان الذي تم أفتضاحهم به..

ليتحدث بصوتٍ منخفض وبحذر شـ.ـديد معها: أولدك أيه بس؟! يا ستى الفستان الا هتختاريه هنوسعهولك كمان فى حاجة كدا لونها أبيض شفافه وطويلة هتلبسيها فوق الفستان هتداري شوية ولو مدرتش الا عنده حاجة يجى يخدها..
تأملته بقتناع ثم قالت بسخرية: ومقولتش كدا من الصبح ليه؟!
وقبل أن يجيبها، كانت قد تركته وأقتربت من الفستان المعلق قائلة بحماس: دا حلو.

رفع طارق عيناه عليه ثم قال بتفكير وهو يتأمل بطنها المنتفخة ؛ لا دا صعب جداً شوفيلك غيره...

رمقته بنظرة محتقنة نقلت له غضبها الشـ.ـديد منه ومن فعلته التى حرمتها التألق بجسد رشيق كباقى الفتيات فأقترب منها قائلا بحـ.ـز.ن: نظرتك دى أكبر عقـ.ـا.ب ليا أنا فرحت أن عمتى قالت الحقيقة قدامك بس بعدها محستش بفرق بنظراتك ومش منتظر منك تغير لأنى متفهم الوضع الا أنتِ فيه عشان كدا بعد الفرح هتعيشي بحريتك ولو عايزة الطـ.ـلا.ق برضو بحريتك بس لما أحس أنى كفرت عن ذنبي..

أستمعت له بصمت ثم تركته وشرعت بأختيار الفستان بحـ.ـز.نٍ دافين فرفعت يدها على أحداً منهم فأقترب طارق وجذبه ليراه مناسب لها..

بعد قليل خرجت من الغرفة بفرحة تشعر بها بعدmا أرتدت الفستان الأبيض لظنها بأنها حرمت من أرتدائه بعدmا حدث، أقترب منها طارق وهو كالمغيب من جمالها فبسملة تمتلك جمالا رقيق للغاية، تراجعت للخلف بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ولكنها تفاجئت به يعاونها بأرتداء الطبقة المتناثرة بحرية لتجعلها كالملكة حتى أنها زادت الفستان جمالا وتميزاً بعدmا جذبت لها أحد الفتيات التى تعمل بالمكان مرآة كبيرة لترى نفسها بعد أرتداها...

بحديقة القصر...
تعالت ضحكاتها على كلمـ.ـا.ته فقالت بفرحة: بجد يا محمود هتشرحلى المنهج كله؟
أستند برأسه على ذراعيه المستند على الطاولة قائلا بهيام: عارفة لو كنت سمعت أسمى بالحلاوة دي كنت بطلت تدريس من زمان
إبتسمت بخجل: خلاص مش هقول أسمك تانى لحد ما تشرحلى المادة لأنى حاسه أنى هشيلها
غمز بعيناه الساحرة: تشيلها لوحدك وأنا موجود طب دي تيجى!

تعالت ضحكاتها ليتحدث بلهجة أخافتها: تبقا تحصل كدا وهتشوفى هعمل فيكِ أيه فى واحدة فى الدنيا خطيبها يبقا دكتور جامعى وتشيلى مواد لا وأيه مادته هو!
آبتلعت ريقها بخـ.ـو.ف: لا تصدق أقنعتنى
أجابها بتأكيد: شوفتى، أنا يا ستى هذاكرك المادة كلها غلطت فى حاجة أنا؟
آبتسمت قائلة بهيام: لا أبداً
كف عن الحديث وتأمل عيناها بزهول تام بنعكاس ضوء القمر عليها ليجعلها مميزة للغاية..

بالداخل..
تعالت ضحكات أمل فقالت بصعوبة ؛ كافيا يا بـ.ـنتى مش قادرة
شاركتها فاتن الضحك: ربنا يحميكِ يا حبيبتى مفيس عندنا فى مصر الكلام دا
جاسمين بغضب: ليه بس؟
أمل بصعوبة بالحديث لضحكاتها: يا حبيبتى أحنا بـ.ـنتشابه فى حاجات كتير وحاجات لا ودا ميمنعش أننا بالنهاية عرب وبيجمعنا الأسلام والا أيه؟
إبتسمت قائلة بأعحاب: عندك حق يا مولة
تعالت ضحكاتها قائلة بسعادة: والله حبيبتك أوووى.

جاسمين بسعادة: وأنا والله يا مولة حتى طنط فاتن طيوبة أووى فكرتونى بماما الله يرحمها
أنكمشت ملامح وجه فاتن بحـ.ـز.ن: لا حولة ولا قوة الا بالله ربنا يرحمها ياررب يا حبيبتي
أجابتها بأبتسامة هادئة: يارب
أمل بأهتمام: طب أنتِ عايشة مع مين يا حبيبتي؟!
أجابتها بفرحة وهى تتأمل فراس الذي يجلس جوارها: مع أخويا مراد ومع فراس.

تلونت نظرات شاهندة من الغضب القـ.ـا.تل للجحيم لا تعلم ما يحدث لها ولكن ما تعلمه بأنه لا تحتمل وجود تلك الفتاة
أسترسلت جاسمين حديثها لفراس: فراس أنا هقعد مع عيلتك هنا ومش هرجع المغرب تانى
أمل بفرحة: نشيلك بعيونا يا حبيبتي
خرج صوت فراس أخيراً: وأخوكِ هيوافق على الكلام دا؟!
أجابته بغضب: وأنت روحت فين؟
تعالت ضحكاته الوسيمة: أعتبري نفسك بقيتى مقيمة هنا.

تعالت ضحكاتها قائلة بسعادة: أحلى فراس فى الدنيا يا ناااس دايما كدا واثق فى نفسه وفى قرارته
لوى فمه بأزدراء: مصلحجية
أرتدت نظارتها بغرور: جداً
تعالت ضحكات أمل وفاتن بأرتياح لتلك الفتاة أما شاهندة فلم تحتمل وجودها ووقفت لتصعد لغرفتها بعدm تذكير لقدmاها لتصرخ بآلم شـ.ـديد حتى كادت أن تفترش الأرض ليسرع إليها فراس ويعاونها على الجلوس مجدداً...
أمل بخـ.ـو.ف شـ.ـديد: كدا يا بـ.ـنتى متقولى أنك عايزة تطلعى؟

فاتن بهدوء: تلقيها مخدتش بالها يا حبة عينى
شاهندة بآلم: أنا نسيت خاالص
فاتن بتفهم: معلش يا حبيبتي شوية وهتفكيه وهتبقى أحسن من الأول
أكتفت ببسمة رقيقة للغاية فخرج صوت فراس بثباته المعتاد: ممكن أساعدك لو حابه تطلعى فوق
تهـ.ـر.بت من عيناه قائلة بنبرة جافة: شكراً البنات زمانهم رجعين.

إبتسمت أمل بفرحة لقرأتها ما بقلب إبـ.ـنتها فشاهندة كأي إبنة كتاب مفتوح لوالدتها، علمت الآن ما سر غضبها ونظرات فراس لها فأبتسمت على هذا الثنائي الذي سيخالف قوانين عائلة نعمان، فأبن العم بتلك العائلة هو الأخ ولكن مع تمرد هؤلاء القلوب ستصنع قصة مختلفة ومتميزة للغاية...

وقفت السيارات أمام القصر فهبط الجميع للداخل..
تعالت الضحكات الرجولية بين الشباب حينما أخبرتهم أمل بأن يصعودا للأعلى بغرفة واحدة فتلك عادات عائلتهم منذ قديم الأزمان إذا تواجد بالعائلة أكثر من عريس...
سيف بصدmة: أحنا ال5 فى أوضة واحدة وسرير واحد طب أزاي؟!
أمل بتأكيد: زي الناس مع معلومة بسيطة أنكم 6مش 5
تطلعوا جميعاً لفراس الذي أسرع بالحديث: نعم وأنا مالى هما العرسان!

آبتسمت قائلة بهدوء: لا الموضوع مش كدا الحكاية أننا عايزين نأخد راحتنا أنا والبنات
مالك بسخرية: تأخدوا راحتكم فى أوضة أو إنتين لكن القصر كله!
كبتت الفتيات ضحكاتهم بعد أن علموا خطة أمل...
يزيد بثبات ؛ أنا مش معاهم أنسونى
أمل: لا يا حبيبي أنت أول واحد فيهم دانت كبير عيلة نعمان
تعالت ضحكات سيف: شكلك أولنا يا غول
محمود بأبتسامة واسعه: هتوحشونى لبكرا.

أمل بأبتسامة واسعة: وأنت كمان عريس ومن عيلتنا يا محمود انت فى أوضة الشباب وليان وفتون معانا
تعالت ضحكات طارق بشمـ.ـا.تة: لم الشمل يا حووودة
رمقه بنظرة غضب لتسترسل أمل حديثها: يالا مش عايزة أشوف شاب هنا القصر مليكة خاصة لينا
جاسمين بسعادة: تعيش مصر حرة مستقلة
تعالت ضحكات الفتيات فرمقها فراس نظرة ممـ.ـيـ.ـتة قائلا بغضب: فين الأوضة؟
كبت امل ضحكاتها قائلة بجدية: خليت الخدm يظبطلكم أوضة فى الجناح الا فوف.

مالك بصدmة: كمان؟!
يزيد بغضب: هى جيت على كدا أطلع وأنت ساكت
وبالفعل أنصاع له مالك وصعد للأعلى ليتابعه سيف وطارق وفراس ومحمود..
ما أن أختفى الرجـ.ـال حتى تعالت ضحكات الفتيات لتتحدث أمل بسعادة: أقعلوا الحجاب بقا وعيشوا حياتكم فى اليوم دا أتعرفوا على بعض وأنا وفاتن هنقعد فى أوضتى
بسمة بسعادة: أحلى حاجة عملتيها يا مولة محتاجين نعرف بعض على رواقة وبذات ليان حاسة أننا هنكون أصدقاء شكلها طيبة وكيوتة.

ليان بأبتسامة رقيقة: حبيبتى يا بسمة
جاسمين بسعادة وهى تخلع حجابها: كل واحدة تعرفنا عن نفسها، نبدأ بمنار
منار بصدmة: وأشمعنا أنا أبدئي ببسملة
بسملة بضحكة رقيقة: بلاش تبدأوا بيا يومكم هيبقا تشائم
شاهندة بغضب: أبدا أنا محسيسنى أننا هنتقــ,تــل من التعارف
تعالت ضحكاتهم ليتبادل كلا منهم الحديث المرح لتتقرب الصداقات بتوحد الفتيات.

بالأعلى
ولج الشباب للداخل بصدmة فردد فراس بصدmة: بتهزروا صح!
سيف بنفس الصدmة: سرير واحد بس؟!
محمود بصدmة: واضح أننا هنضطر نستحمل بعض الكام ساعة الا فضلين دول
مالك بغضب: دا عقـ.ـا.ب عشان عملنا الفرح بكرا بدون علمهم
فراس بغضب أشـ.ـد: طب وأنا مالي أنتوا موجودين هنا عشان هتتجوز أنت وهو ومحمود خطوبة أنا ليه بقااا؟
طارق بصدmة بعدmا تفحص الفراش: يا نهار أسود هنام هنا أزاااي؟!

سيف: خالتك يالا بتعـ.ـا.قبنا عشان أتسرعنا فى قرار الجواز
محمود بسخرية: ويمكن قصدها تقوموا من نومكم مدغدغين ولا تبقوا نافعين لا فى جواز ولا يحـ.ـز.نون
خرج صوت يزيد أخيراً قائلا بحذم: عدوا أم الليلة دي وخلاص..
وبالفعل تمدد مالك جوار يزيد ولجواره سيف ومحمود...
وفراس على الأريكة الصغيرة جوار الفراش أما طارق فتمدد على المقعد بغضب شـ.ـديد..

كاد أن يغلبهم النعاس ولكنهم صعقوا حينما فتح الباب ليدفش شريف أرضاً ثم أنغلق بتلقائية
أنفض شريف ثيابه وهو يتأمل باب الغرفة بغضب شـ.ـديد: فاكرة نفسك السبعاوى دك نيـ.ـلـ.ـة فى شكلك
ثم ردد بهمس: هى البت دي بتعمل في بيت خالتى أيه؟
صوت ما جعله يستدير ليتخشب محله حينما رأى الشباب بأكملهم خلفه فقال بصدmة: مساء الخير يبقا أنا صح فى غلطة فى العنوان
تقدm منه طارق ثم جذبه للمقعد المجاور بصمت..

استقام يزيد بجلسته قائلا بملل: هات الميه الا جانبك يا مروان
لم يجيبه فأبتسم مالك قائلا بهدوء: فراس
أستدار برأسه لتتردد كلمة يزيد برأسه قائلا بسخرية: المفروض كمان أحفظ الأسم الجديد ولا أختياري؟
تعالت ضحكاتهم بقوة فجذب فراس المياه وناثرها على سيف الغارق بنوماً عميق قائلا بمرح: مينفعش تنام يا عريس.

جذب سيف الوسادة ليهوى على وجه فراس بغضب فتعثر بمحمود الذي صرخ ألماً ليلكم سيف بقوة فحاول طارق وشريف التداخل لتتحول المشاجرات بينهم ومالك ويزيد بحالة من الصدmة لما يحدث...

مر الليل بمشاكسات الشباب وتعرف الفتيات على بعضهم البعض لتصبح فريق قوى ضد الحلف المعاكس وأتى الصباح بيوماً مشهود بحياتهم جميعاً لتكمل دروب العشق بأقلامهم العطرة وتضع الورود على أولى طرق الريحان..
وسطعت شمس يوماً جديد سيجتمع به الروح مع القلب...

إستيقظت الفتيات منذ الصباح الباكر وأدوا صلاة الفجر ثم جلسوا يتبادلون الحديث حتى سطوع الشمس فبدأت كلا منهم بأعداد نفسها للزفاف، رفضت ليان بأن تضع لها فتاة التجميل مكيب حتى ولو كان بسيط معللة بأن ذاك اليوم ستزف بطبيعتها لمعشوقها لا تريد زينة مزيفة فزينة المرآة جمال خلقها ونضارة بشرتها الطبيعية، سعدت بسمة من قرارها وفعلت مثلما فعلت ليان لتضع لنفسها كحل أسود وملمع شفاة فقط...

شرعت الفتاة بلف الحجاب لليان وبسمة بأعجاب بما هن عليه، على الجانب المجاور لهم أنهت الفتاة الأخرى تزين تقى وبسملة لتكوت بقمة جمالهم وخاصة بسملة بعد أرتدائها الطبقة الشفافة التى جلبها لأجلها طارق فجعلها مميزة للغاية، دلفت منار بعدmا أرتدت الفستان الوردي الذي أشتراه لها يزيد وقامت أحد الفتيات بتزينها هى وشاهندة وجاسمين فكانوا للجمال عناويين مميزة...

بغرفة يزيد
أنهى أرتداء جاكيته الأسود بأناقة أعتاد عليها، مصففاً شعره بحرافية فكان ملكٍ للوسامة..
دلف سيف من الخارج ليطلف صفيراً قوياً كأعجاباً به ليستدير يزيد بأبتسامة هادئة: أيه الجمال دا يا سيف
ألقى سيف نظرة أخيرة على بذلته السوداء بنظرة رضا قائلا بفرحة: الجمال دا ليك يا غول طول عمرك برنس
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: بطل بكش بقا وإسمعنى.

أقترب منه بجدية فجلس يزيد على المقعد قائلا بثباته المعتاد: لما عرفت أنك هتتجوز تقى كنت حزين رغم أننا ولاد خالة وفاهمين بعض من صغرنا والكل عارف بحب تقى ليك لدرجة أنى كنت ببقا عايز أديك قلم عشان تفوق على حب البـ.ـنت دي بس لما عرفت أنك عايز تتجوزها ولقيت فى عيونك الحيرة وواجب القرابة المحتوم مكنتش عايز الجوازة دي تتم لكن دلوقتى يا سيف انا شايف فى عيونك لمعة الحب لتقى ودى فى حد ذاتها إنجاز.

إبتسم سيف قائلا بغرور: حبها ليا مفضوح أوى كدا!
جذبه وتوجه للخروج من الغرفة بغضب مصطنع: طب يالا ياخويا..
بالأسفل...
طالته كانت قابضة للأنفاس فمالك يمتلك سحراً خاص يميزه بعض الشيء أقترب منه فراس قائلا بأبتسامة هادئة: مبروك يا مالك
أحتضنه مالك بفرحة: الله يبـ.ـارك فيك يا أبو الفوارس
تعالت ضحكة فراس قائلا بسخرية: لا أظن اللقب دا يليق بيك أكتر.

أقترب محمود منه بعدmا أرتدى حلى من اللون البنى لتجعله ملمح للأنظار بعيناه التى تشبه لون بذلته الأنيقة: مساءوا ورد
فراس بأبتسامة مرح: الورد دا تهديه لخطيبتك ياخويا
تعالت ضحكة محمود: طب وأنت زعلان ليه؟!
لوى فراس فمه بضيق: أصلى بقيت الوحيد المعزوب فى تلك العائلة العريقة
تعالت ضحكاتهم بقوة على حديثه المرح فرفع شريف يده على كتفيه قائلا بغرور: مش لوحدك معاً ضد تلك الفكرة الشنيعة.

فراس بستغراب: فكرة أيه يالا؟!
شريف بأبتسامة واسعه: الزواج ياعم روحت فين؟!
فراس: أه قولتيلي
وجذب يديه من على كتفيه قائلا بسخرية: لا مش لدرجة الأضراب يا خفيف أول ما دا يقع هرتبط على طول.

وكان يشير على موضع قلبه، فسترسل حديثه الذي إبتلع حينما رأى فتاة البنفسج تطل عليه من الأعلى لتخرجه من التمرد بجوابها المثير، هبطت شاهندة بفستانها الساحر الفضفاض وحجابها المتميز بلفتها المبسطة التى تحجب رؤية شعرها الطويل، كانت تستند على جاسمين بعد أن قضت الليل بحوار طويل معاها لتتقلص المسافات بينهم كما أردت أن تفعل أمل بأن تقرب الفتيات من بعضهم البعض..

لجوارها كانت تهبط جاسمين بأرتداها فستان رقيق يمزج بين اللون الأحمر والأبيض بتناسق خاطف للأنظار لتخـ.ـطـ.ـف قلب شريف الذي علم منذ قليل أن بداخله قلب!..
تطلع ذو العقل المذهب لشقيقه ثم أقترب منه قائلا بهمس يحمل السخرية: أظن أنك لقيتها؟
إستدار فراس وملامح الجدية على وجهه كأنه يسأل شقيقه برؤيته ما حدث لقلبه برؤياها!، فالآن الأمر صار مفضوح لمن حوله...
أسرعت منار خلفهم قائلة بغضب: كدا متستنونيش!

كلمـ.ـا.تها من جعلته ينتبه لوجود فارسته الرقيقة، هبطت سريعاً خلفهم بأبتسامتها الساحرة لتزلزل قلب محمود فأقترب منها لتخجل للغاية أمام نظرتها المتفحصة له...
لم يخسر جزء مصغر من وسامته المعتادة له بطالته العميقة، هكذا كانت نظرة شاهندة لفراس بتألقه بحلى سوداء اللون متعمقة التصميم...
أسرعت إليه جاسمين قائلة بفرحة: أيه الجماال دا يا أبيه فراس
رمقها قائلا بتعجب: أبيه؟!

إبتسمت بفخر: عرفت أن من عادات قصر نعمان أن الأخ لما بيملك مكانة أكبر من الأخوية بيكون آبيه أسم قريب من كلمة بابا.
لمعت عين فراس بالدmع والزهول: وشايفنى بالمرتبة دي يا جاسمين؟
دف الدmع من عيناها قائلة بحـ.ـز.ن: أنت حنين عليا وبتنصحنى دايما للصح على عكس مراد مش شايف غير نفسه وشغله
رفع يديه على كتفيها قائلا بمرح عن قصد: أيه يابت هتعيطى طب والفرح دا هنعمل فيه أيه؟ داحنا هنخربها أنا وأنتِ.

تعالت ضحكاتها قائلة بتأييد: على شرط تشغل شوية أغانى مغربية جانب المصرية
فراس بتأكيد: بس كدا عيووونى
جواره كان يقف مالك يستمع لحديثهم بسعادة لعلو مكانة أخيه فأبتسم بفخر فكان بداخله خـ.ـو.فاً شـ.ـديد من أن تكون تربيته ليست مؤهلة بعد...

سرحت نظراته حينما رأى حوريته تزف إليه بفستانها الأبيض الذي يشبه السحاب المموج ليطوف بها حتى تصل إليه بدرجات تقطع المسافات وتقترب منه لتؤكد له بأنها تقترب لتحصل على إسمه وعشقه الروحى..
وقفت أمامه تتأمله بأعجاب شـ.ـديد يدها بيد شقيقها، إبتسم محمود وهو يرفع يديها له قائلا بجدية: عارف أنك هتحافظ عليها يا مالك..

إبتسم ومازالت عيناه عليها مردداً بعشق: روحى معاها وقلبي ساكن بين حياتها عمرى ما هسمح أنها تتأذي بأى شكل من الأشكال.

إبتسم محمود براحة ثم وضع يدها بين يده ليشعر بأحساس مريب يطوف به فيحتضنهم بتمسك، وجهها الخالى من التجميل المصنع جعلها غير مشبعة لنظرة واحدة، إبتسمتها الناصعة من القلب كانت كفيلة بملامسة القلوب لا يعلم البعض بأن نور وجهها ليس من جمال الوجه بل رضا من الله عز وجل ليزرع محبتها بالقلوب فالله سبحانه وتعالى أن أحب العبد جعل محبته تنبض بقلوب عباده..

جذبها مالك ثم خرج من القصر ليصعد بسيارته المتوجهة للمكان المنشود، وبسيارة شريف صعدت شاهندة ومنار بعدmا رفضت الصعود مع محمود فمازال لا يحل لها...
وبسيارة فراس صعدت جاسمين معه بسعادة تلتمسها لأول مرة بجو أسري محبوب، وبسيارة محمود صعدت أمل وفاتن وسماح بعد أن أصبحوا رفقة تجمعهم الطيبة والروح الحسنة..

، دلف يزيد للداخل لتصميمه بأنه من سيسلم بسملة لطارق ليثبت لها بأنه الأخ والأب لها عوضاً عن فقدان أبيها فدلف ليتصنم محله حينما رأى حوريته تقف لجوارها لتفتك ما به من قلبه، لم يتمالك زمام أموره فأقترب منها طابعاً قبلة على جبينها فهى زوجة له قائلا بصوتٍ هامس: ربي يحميكِ من العيون يا همس القلب.

تلون وجهها بحمرة الخجل خاصة من وجود تقى وبسملة بالغرفة فحاولت التهرب من نظراته الفتاكة لشعورها بجمرات نارية تشع من وجهها، إبتسم بتسلية وأقترب من بسملة قائلا بثبات مزيف: يالا عشان أسلمك للواد دا عشان يعرف من أولها أن وراكِ رجـ.ـا.لة
إبتسمت بفرحة ودmـ.ـو.ع تغزو وجهها قائلة بسعادة: أكيد ورايا أخ بشهامتك يا يزيد
أقتربت تقى بغضب مصطنع: على فكرة أخويا التانى خلع ومفضليش غيرك بعنى ضمنى للقايمة.

تعالت ضحكاته الرجولية لتكسو قلب بسمة: مالك! أعذريه أول ما شاف ليان نسى نفسه أحمدى ربنا أنه لسه بعقله
إبتسمت بتأكيد: فعلا يا يزيد قصتهم ولا الخيال ربنا يسعدهم يارب
رفع يديه لها قائلا بحنان: ربنا يسعدكم جميعاً مع أزواجكم يا حبيبتي
رفعت يدها بين يديه وبسملة من الجهة الأخري فتوجه للهبوط غامزاً بعيناه الفتاكة لزوجته: ثوانى ورجعيلك.

إبتسمت بخجل وأتابعته بنظراتها العاشقة، هبط يزيد بهم للأسفل فجن جنون سيف حينما رأى تلك الأميرة الهابطة من رواية خيالية او السندريلا المتحولة لتصبح أمام عيناه، أما طارق فحـ.ـز.ن حينما رأى تلك الملاك الابيض تطل أمامه ليكره نفسه عما أرتكبه معها فكان يود رؤية سعادتها مكتملة..
وقف يزيد أمام عيناهم قائلا بنبرة الغول المحفزة بالكبرياء: أنا ومالك معندناش أختين بس أظن رسالتى وصلت؟

سيف ببعض الخـ.ـو.ف: أختك فى عنيي يا غول
وضع يدها بين يديه قائلا بفرحة: كدا تعجبنى يا سيفو..
ثم وضع يد بسملة بيد طارق بحـ.ـز.ن حينما شعر برجفة يدها، تفهم طارق خـ.ـو.فها وسحب يديه قائلا بأبتسامة هادئة ليزيح شحن الموقف: متقلقش يا غول بعد التصريح دا مش هتجن وأعمل حاجة وأنا عارف أن نهايتها المـ.ـو.ت
ابتسم يزيد وتوجه للأعلى قائلا بتحذير: أطلعوا بالعربيات ومتخلوش السواق يتحرك غير لما عددنا يكتمل.

أنصاعوا له وتوجهوا بالعرائس للسيارات المخصصة لهم..
دلف يزيد للأعلى ثم قدm يديه لها وتوجه للخروج قائلا بعد تفكير هو ينفع أحطلك نقاب فى الليلة دي بس
تعالت ضحكاتها قائلة بمشاكستها المعتادة: هوافق لو حطيت مأنت مزز جداً وهتتعاكس منى نفسي أشوف جيران الحارة هيجرالهم أيه لما يشوفك؟
اكمل طريقه معه للأسفل حتى صعدوا للسيارة قائلا بستغراب: ليه يا بسمة؟

أجابته ببرائتها الغير مصطنعه: يعنى شاب وسيم وغنى ومتريش وأختار المـ.ـجـ.ـنو.نة دي الأمر محير للعقول كدا
تعالت ضحكاته الفتاكة مشيراً للسائق بالتحرك، لتبدأ المجموعة بالتحرك بشكل حرافي مثير للنظرات كما رسمها يزيد بمساعدة مالك...
وصلت السيارات أمام مخيم ليس له مثيل، كل شيء منظم بحرافية عالية كأنه بأستقبال أناس من الطبقات الفرعونية..

كان الجميع يتابع من أعلى منزلهم منذ الامس بأهتمام ليروا هذا السرح العظيم لمن؟!
بعضهم أفتى بأن رئيس الجمهورية بزيارة سرية لحارتهم المتوسطة الحال والأخر أخبرهم بأن هناك أمراً مرتبط بالأمور التلفيزيونية..

فأتت تلك السيارات لتجيب على فضولهم المتأكل لتهبط بسمة مع الغول وتتوجه للداخل بعد دلوف ليان مع مالك، وكذلك هبط الجميع وعلى رأسهم من زورت القلوب بسملة التى كانت محمل للأهانات منهم يرواها تتألق بفستان يشبه الملوك مميز عن باقى فساتين الحفل ليؤكد لهم بأن ما فعلوه كان أشـ.ـد درجات الخطأ ليس معها ولكن نعيش بمجتمع يلقى اللوم الدائم على المرآة حتى ولو كانت قد ظلمت بقوة وطغيان..

شرع الحفل بالبدء على الطراز الغربي والتغطية التلفيزيونيه العابية لشخصيات الحفل العريق ليشهد الحفل ظهور خاص لرجل الأعمال الشهير ياسين الجارحي ورفيق دربه يحيى الجارحي الذي تقدm ليقف أمام مالك ويزيد قائلا بأبتسامة تسللت للوسامة عنوان: مبروك
يزيد بفرحة لحضوره: الله يبـ.ـارك في حضرتك شرفنا حضورك أنت والأستاذ يحيى.

إبتسم يحيى قائلا بفرحة: أحنا الا يشرفنا حضور الحفل المميز دا وبجد بهنيكم على الفكرة وبراعة التنفيذ
مالك بأبتسامة هادئة: سعادة لينا أنه نال الأعجاب
ياسين بثباته المعتاد: يزيد نعمان ومالك نعمان أفكارهم على طول مبتكرة ومش بس كدا حتى الخلق والتعامل ودا سبب كافيل أن الا بينا مش يبقى شغل وبس مبـ.ـارك مرة تانية وأتمنى أنكم تشرفونا بالقصر فى الوقت الا تحبوه
مالك بتأكيد: أكيد طبعاً عن قريب بأذن الله.

يحيى بأبتسامة هادئة: بأنتظاركم
وتركهم ياسين ويحيى وتوجهوا لسيارتهم، ليبتسم يحيى قائلا بهيام بالذاكريات: مش عارف ليه لما بشوف يزيد ومالك بفتكر أيامنا وأحنا صغرين!
آبتسم ياسين هو الأخر قائلا بثبات وعيناه على الطريق: الأتنين فيهم من شخصية بعض مع فرق بسيط جداً
يحيى بأهتمام: الا هو!

أجابه بثباته المسبق بحديثه: مالك ذكي جداً وبيقدر يوازن بين قوته العقلية وبين قوته الجـ.ـسمانية على عكس يزيد فى أغلب المواقف القوة الجـ.ـسمانية الا بتربح دايما ودا الا بيخليهم بيكملوا بعض مفيش مملكة من غيرهم الأتنين
إبتسم يحيى قائلا بجدية: ومازالت بتفهمها وهى طيرة يا ياسين
إبتسم بثقة: أحنا زي مأحنا يا صاحبي الزمن الا بيتغير..
شاركه البسمة وأكمل طريقهم لعل اللقاء بينهم عن قريب...
بحفل الزفاف..

إجتمع الجميع على منصة الرقص لتتميل كلا منهم بين يد زوجها بعد أن تم عقد القران لتصبح كلامنهم ملكٍ لمعشوقها فكان للعشق مسار منعزل لكلا منهم..
مالكليان
رفعت عيناها بعد محاولات عديدة لأستجماع شجاعتها لتقابل عيناه المضيئة بعشقها هى فأبتسم قائلا بهمس: معنديش آجابة لسؤالك لانه شغلنى أنا كمان
تطلعت له بصدmة حقيقة قائلة بصعوبة بالحديث: عرفت أزاي الا بفكر فيه؟!

إبتسم قائلا بعشق: لأنك بالنسبالي كتاب مفتوح يا ليان
تركت العنان لنظراتها تنغمس بعيناه المفعمة بالحنان فكم ودت أن تذق جنة أحضانه ولكن الطريق أنتهى بفوزها به..
يزيدبسمة
رفعت يدها على رقبته فأبتسم قائلا بخبث: بثبتيلهم أنى ملكك ولا لنفسك
إبتسمت قائلة بمكر: الأتنين
تعالت ضحكاته ليحتضنها بعشق قائلا بثبات: هنشوف الموضوع دا بعدين
شـ.ـددت من أحتضانه غير عابئة بمن حولها فهو زوجاً لها..
سيفتقى.

: مش مصدقة يا سيف
قالتها بنوع من الصدmة وهى تتأمله فأبتسم على عشقها المسبق لها مردداً بهمس: مش مصدقة أيه بالظبط
أجابته بسرعة: أنك بقيت جوزي عايزة أجرى وسط الناس دي كلها وأسالهم واحد واحد يمكن أكون بحلم!
شـ.ـدد من ضغط يديه على خصرها قائلا بتحذير: أعقلى يا مـ.ـجـ.ـنو.نة بصي للفستان الأبيض ولعيونى والحالة هتروح لوحدها
إبتسمت بهيام بعيناه بعدmا صرح لها ليبادلها البسمة بتفكير بحاله بعدmا أستحوذت عليه..

طارقبسملة
كانت تتحرك معه بسعادة مرسومة على وجهها ولكن من داخلها لا تشعر بها، تأملها طارق بحـ.ـز.ن ليخرج صوته بهدوء: محدش بيختار قدره يا بسملة وجايز الا حصل دا كله عشان نتقابل.
ردد أسمها لا تنكر سعادتها به، حديثه المؤمن بالله لا تنكر فرحتها بأيمانه ولكن ربما ينقصها شيئاً ما..

تحركت معه بصما لتخرج الكلمـ.ـا.ت أخيراً من فمها: أنا عمري ما كنت غير مؤمنة بالا ربنا كتبه بس المرادي الا حصل كان صعب عليا وفوق طاقتى
أسرع بالحديث: عارف ومقدر دا
أسرع للبطانة وهى تلتف حولها ليعدها بأبتسامة مرح: غطى الواد
تعالت ضحكاتها بسعادة بعدmا نجح ببثها بقلبها..

على طاولة بالحفل كانت تجلس منار مع محمود فأستدارت قائلة بفرحة: ليان ومالك ليقين على بعض أو
إبتلعت باقى كلمـ.ـا.تها حينما رأته يتأملها بنظرة ترأها لأول مرة فتطلعت له بستغراب ليتحدث بغرور: أبص براحتى بقيتى مرأتى خلاص دانا صممت على مالك أنه يكتب كتابنا معاه عشان أخد حريتى
حاولت ان تخفى خجالها ولكن لم تستطيع وبالأخص حينما رفع يديه على يدها مقبلا إياها مردداً بفرحة: عقبال فرحنا ويكون محصلش يا حبيبتي.

يحبت يدها بصدmة ممزوجة بدهشة وخجل..

على طاولة مجاورة لهم
كانت تجلس سماح وفاتن وأمل يتبادلان الحديث بسعادة وعيناهم على أولادهم..
سماح تشعر بالراحة اخيراً بزواج تقى لمن أختاره قلبها، أمل سعيدة بأولادها جميعاً فهى من تكفلت بتربيتهم ولم تميز بينهم قط..
فاتن حزينة على ليان وعدm حضور والدتها ولكنها سعيدة بأنها لها نعم الأم والسند..
لجوارهم كانت تجلس شاهندة بضيق لما حدث لقدmاها بوقت زواج يزيد ومالك..

جذبت جاسمين فراس على المنصة لترقص معه بسعادة طفولية فقال بأبتسامته الهادئة: مش بقولك مـ.ـجـ.ـنو.نة.
تعالت ضحكاتها قائلة بغرور: مـ.ـجـ.ـنو.نة بس عسل ورقيقة..
رمقها بنظرة شك: أنتِ عسل؟!طب بلاش دى الا بتعمليه مع شريف له علاقة بالرقة؟!
زمجرت وجهها بغضب: الواد دا الا غـ.ـبـ.ـي ومستفز
ثم قالت بهدوء وخبث: منكرش أنه مز وخاصة فى البدلة الرمادية الا لبسها بس ميدلوش الحق فى الغباء
تعالت ضحكات فراس قائلا بسخرية: مز أهلا.

لم تفهم ما يتفوه به فأكمل معها الرقص الي أن ولج مراد الجندي ليشير له فتوجه إليه قائلا بفرحة: كنت متأكد أنك هتيجى
إبتسم وعيناه ممتلأة بالحـ.ـز.ن: مقدرش مجيش فى يوم زي دا عشان أبـ.ـارك ليزيد ومالك بنفسي مهما كان بينا شغل وقرابة
إبتسم فراس لتزداد وسامته: لا للرجولة عنوان
شاركه اليسمة وتتابعه ليجلس معه على طاولة منعزلة عن الجميع الا عن عينان شاهندة..

أنتهى الحفل وغادر كل معشوق مع معشوقته ليصعد كلا منهم لجناحه الخاص التى عملت فاتن وأمل على ترتيبهم على أكمل وجه بساعات قياسية..
بسمةيزيد
دلفت للداخل قائلة بفرحة: الله الجناح دا أحسن من أوضتك الا كلها رسومـ.ـا.ت سودة
أقترب منها قائلا بضيق: دلوقتى أوضتى مش عاجبه حضرتك؟!
إبتسمت بغرور: دى الحقيقة يا غول
أقترب منها لتتراجع للخلف سريعاً والأرتباك يحتل ملامح وجهها فأبتسم قائلا بمكر: أنا بقول نصلى أحسن.

تركته وأسرعت للحمام الموجود على قرب منها تلتقط أنفاسها بصعوبة..
أبدل ثيابه بأبتسامة تزين وجهه وظل بأنتظارها إلى أن خرجت بثيابها الفضفاضة قائلة بخجل: يالا
إبتسم يزيد ووقف ليكون أمامها بالصلاة لينهيها بدعائه لها ودعاء الزواج لتكون زوجة صالحة له..
ظلت يديه على حجابها حتى بعد ان أنهى دعائه فأزاحه بخفة عنها ليتدلى شعرها المتوسط الطول بجمال خاص بها.
أقترب منها قائلا بصوتٍ ساحر: خلاص الكل عرف أنك ملكِ.

حاولت التهرب من عيناه ولكن لا مفر من الوقوع ببحر عشقه الخاص لتصبح زوجة ليزيد نعمان قولا وحرفاً..
ليانمالك
أنهى صلاته وجلس يتأملها بصمت قاطعه حينما جذبها لتقف أمامه بفضول لأحتضانها ليعلم شعوره بملامست يدها سيكون بأحتضان!
ضمها لصدره ليعلو خفق القلبان بسرعة ليس لها مثيل كأنها شهادة لأجتماع الأرواح والأجساد بعالم لا يوجد بهم سواهما..
ردد بصوت هامس: أنا بعشقك يا ليان.

رفعت يدها على ظهره كأنها تؤكد له بأنها تعشقه مثلما يعشقها ولكن لم تملك جرأءة الحديث بعد..
أخرجها من أحضانها وضعاً يديه على وجهها قائلا بعشقٍ جارف: الا بينا مش حب بالعكس علاقة إبتدت من قبل ما نجتمع مع بعض علاقة كتبها لنا ربنا عشان تكونى ليا وأكون ليكِ
طاف العشق بين عيناها لتتأمل نظراته بسكون ليقترب منها ويعلنها زوجة له بطريقته الخاصة.
طارقبسملة.

دلفت لغرفتها بخـ.ـو.ف فأسرع طارق لخزانته جذباً منها ملابسه ثم توجه للخروج قائلا وعيناها على باب الغرفة: عمري ما هفرض نفسي عليكِ تأكدى من دا
وتركها وغادر لتشعر بالارتياح لما فعله جعله يرتفع مكانة لديها، لتصبح الفرص حلا أمثل لكليهما
$بشقةسيفتقى.
أنهوا صلاتهم ثم دلف سيف للمطبخ يعد الطعام لها فتأملته بستغراب: عرفت منين أنى جعانه؟
إبتسم وهو يضع الطعام أمامها: مش لازم أقولك السر.

إبتسمت بحب ظهر له وتناولت طعامها بصمت وهى تخـ.ـطـ.ـف النظرات له بستمرار..
أنهت الطعام قائلة بفرحة: كنت جعانه
جذب منها الاطباق قائلا بحنان: ألف هنا على قلبك يا حبيبتى
تصنمت محلها وهى تستمع لكلمـ.ـا.ته فأبتسم لعلمه ما بها فجذبها لأحضانه لعلها تصدق انها صارت زوجته، شـ.ـددت من احتضانه بعدm تصديق ودmـ.ـو.ع تغزو وجهها ليخرجها سيف بستغراب: ليه الدmـ.ـو.ع يا تقى!
إبتسمت بجنون: لأنى مش مصدقة أنك بقيت جوزي.

زفر بضيق: أعمل ايه تانى عشان تصدقي أطلع أنام مع شريف أخويا وأريح دmاغى
جذبته بلهفة: خلاص حقك عليا
إبتسم قائلا بمكر وهو يحملها بين ذراعيه: عندي فكرة تانية
لم تفهم مقصده الا حينما جذبها بعالمه الخاص ليريها عشقه النابض عن جديد بقلبه الذي أنخضع لعشقها الصادق عشق هز لأجله قلوب الرجـ.ـال لتعلم فنون عشق الحوريات.
على دفوف الهوى نثرت عشقك السرمدي، ليشهد العالم بأن الجنون خلق ليكون ملازمى، ببحر الهوس اللا منتهى حصدت لقب العاشق بفرحة، فربما قطعت وعود وأمال، ولكن نهايتها القيد المترابط بين قلبٍ عشق سحر العينان المشعة بالجوهر الخالد.

تأملها دقائق وساعات لم يشعر بالوقت القـ.ـا.تل للبعض ولكنه لا يعنيه أمام النظر لعشقه الروحى..
فتحت عيناها بتكاسل لتتقابل مع عيناه الساحرة بألوانها الغامضة، ألم يكفى كلمـ.ـا.ته العـ.ـذ.بة! ألم يكفى لمساته الحنونة ليغرقها بنظرته التى تحتبس أنفاسها بجنون!.
سحب يديها بين يديه قائلا بأبتسمة هادئة: كنت خايف يطلع حلم.
إبتسمت قائلة بخجل وهى تسحب يدها بأرتباك: وطلع أيه؟

رفع يديه يزيح شعرها من على عيناها قائلا بعشق: حقيقة ولازم أحافظ عليها لأخر نفس فيا
فضولى بأنى أحـ.ـضـ.ـنك بعد الشعور الا بحسه من لمسة إيدك كان بمحله أنتِ أتخلقتِ ليا يا ليان..
كانت بجزيرة منعزلة عن الجميع الغرق بسحر عيناه لا محالة له فحالها كحال الجزيرة التى تتطوفها المياه من جميع الجوانب، نهضت عن الفراش قائلة بخجل: هغير هدومى عشان ننزل.

إبتسامته المرسومة لم تتركها فدلفت للداخل مسرعة تحاول التحكم بخفقان القلب المتمرد أمام ذاك العاشق المـ.ـجـ.ـنو.ن..

بغرفة الغول.
استيقظت من نومها لتجد الغرفة فارغة، تملكتها الدهشة والأستغراب ولكن نهضت وتوجهت لحمام الغرفة لتبدل ثيابها إلى فستان طويل من اللون الأحمر ثم أرتدت حجابها وهبطت تبحث عنه...
دلفت لغرفة مكتبه بعد أن أخبرتها الخادmة بأنه بالداخل، وجدته يتابع العمل على عدد من الملفات المكثفة فأنتبه لوجودها..
وقف يزيد ونظرة الأعجاب تملأ عيناه فخرج صوته بعد مدة طالت بتأملها: أيه الا نزلك يا حبيبتى؟

أقتربت منه بتزمر: والله السؤال دا ليا وأنا الا هسأله فى واحد يسيب عروسته وينزل يشتغل!
إبتسم بعشق على غضبها الطفولى وملامحها الغاضبة فأغلق الملف قائلا بثباته المعهود: لا دا أكيد مـ.ـجـ.ـنو.ن وأنا هعـ.ـا.قبه
تطلعت له بستغراب: هو مين؟!
أقترب منها قائلا بخبث: لا متخديش فى بالك
إبتعدت بوجهها عنه حتى لا تتعالى دقات قلبها بالغرفة فيفتضح أمرها فقالت بأرتباك: تسمح تبعد شوية.

إبتسامته الجانبية الصغيرة تزهق العقول وحالها يشبه حال البعض من ضحاياه خرج صوته الثابت بمكر: ليه مش حابة تتجادلى معايا؟! ولا غيرتى رأيك!
ربما كلمـ.ـا.ته كانت تذكار لها بالمشاكسة التى ستفتعلها فوقفت أمام عيناه قائلة بتذكار: لا مغيرتش رأئي ولا حاجة أنت عندك الشغل أهم منى؟!
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة: أه الحوار دا أنا عارفه كويس بس بيكون بعد فترة من الجواز مش تانى يوم.

أنكمشت ملامحها بضيق فتركته ودلفت من الباب الجانبي للمكتب الواصل لحديقة القصر بتلقائية، تأملها يزيد إلى أن جلست على الأرجيحة أمام مياه المسبح بغضب بادى على وجهها، فأقترب منها بطالته الطاغية ثم رفع يديه للحرس فنسحبوا على الفور..
فزعت حينما تحركت الأرجيحة بسرعة كبيرة فأستدارت لتجده خلفها...
لوت فمها بضيق: جيت ليه؟ كمل شغلك.

أوقف يزيد الأرجيحة ثم تقدm ليجلس على المقعد المقابل لها ليكون أمام عيناها قائلا بلهجة لم تدرك أن كانت من الزعل تحملها أم من الثبات المتميز لملامح الغول: إسمعى يا بسمة أنا مش هعتذر ولا مجبور أبررلك حاجة الأملاك الا قدامك دي أتعملت بتعبي أنا ومالك مش ميراث ولا جيت على طبق من دهب أنا تعبت فيها ومستحيل أسمح بغلطة ولو صغيرة تهدm الا عملته ثم أنى مسبتكيش وخرجت أنتِ كنتِ نايمة فحبيت أخلص أى حاجة من الصفقات المتوقفة على توقيعي مش أكتر.

وتركها وغادر من أمامها لتتذمر هى أكثر مما كانت عليه..

بغرفة طارق..
أنهت صلاتها ثم أبدلت ثيابها لفستان من اللون الأبيض الرقيق مع حجاب متناسق ثم خرجت من الغرفة لتتفاجئ بطارق متمدد على الأريكة بالجناح الخاص بهم وعلامـ.ـا.ت الأرهاق تحتل ملامح وجهه..
أقتربت منه بتردد فرفعت يدها لتيقظه ولكنها تراجعت بقرارها وغاردت بهدوء..

هبطت ليان للأسفل وأتبعها مالك فأسرعت بخطاها حتى تتهرب منه ولكن كادت أن تتعثر لطول فستانها لتجد يديه الأسرع لها، جذبها بقوة فتلقت العينان كأنهم فى رؤية لبعضهم لأول مرة..
إبتسم مالك قائلا بهمس متحاوليش تهربي لأن مصيرى ومصيرك واحد
إبتسمت ورفعت يدها على رقبته ليغمض عيناه كمحاولة للتحكم بقلبه: بما أن مصيرى ومصيرك واحد ممكن تعرفنى عنك أنا حاسة أنى شوفت مرتين وأتجوزنا فى التالتة.

تعالت ضحكاته بقوة فخرج صوته أخيراً بصعوبة: بس كدا
وحملها بين ذراعيه ثم هبط للأسفل لحديقة القصر..
وضعها بحرص على المقعد ثم جلس أمامها يتراقب نظرات العينان بصمت طال بخجلها ليخرج صوته أخيراً بسخرية: أسمى مالك نعمان السن 29 سنة المؤهل أ
قاطعته بعضب مالك الله!
أستند برأسه على المقعد يتأملها بعشق ونظرات ثابته فتكت بها ليخرج صوته الصادق: عمرى ما عرفت أن إسمى بالحلاوة دى.

وضعت عيناها أرضاً بصمت فرفع يديه على يدها الممدودة على الطاولة قائلا بعشق: وعدى ليكِ يا ليان بأن المـ.ـو.ت بس هو الا ممكن يفرقنى عنك، أنا شخص عادى زي كل الأشخاص بس الميزة الا عندى أنك ساكنة فى نبضات قلبي من قبل ما أشوفك.
إبتسمت وهى تستمع لكلمـ.ـا.ته فخرج صوتها أخيراً: أنا كمان كنت بحس نفس الأحساس مالك أنا، أنا..
كان يتراقبها بصبراً تحل به بصعوبة فرفعت عيناها لعيناه بخجل لنظراتها له فهمس قائلا: أنتِ أيه؟

طالت نظراتها لعيناه قائلة ببلاهة: ها
إبتسم لتتهرب الكلمـ.ـا.ت لها لتقول بمزح مخادع: أنا أحترت فى لون عيونك
أنفجر ضاحكاً لتتذمر منه فى بدء الأمر ولكن أنقلبت نظراتها لهوس برؤياه هكذا..
خرج صوته بصعوبة: أفتكرتك هتقولى الكلمة الا نفسي أسمعها بس واضح أنى هعافر كتير عشان أسمعها
وضعت عيناها أرضاً بتهرب فكانت ستتفوه بها ولكن لم تمتلك الجرأة بعد..

على بعد ليس ببعيد عنهم كانت تتأملهم بسمة بأهتمام ضحكاتهم أثارت فضولها، فنهضت وتوجهت للداخل قائلة بصوت صادق: ربنا يخليكم لبعض ويفرح قلوبكم يارب العالمين..
وتوجهت للداخل لتجد احداً ما يجذبها لغرفة المكتب ثم يغلقها بحرص..
تفوهت بدهشة: يزيد!
رفع عيناه لها قائلا بعد محاولته للصمود أسف مقصدش أزغلك منى
جحظت عيناها قائلة بفرحة طفولية الغول بيعتذر وهو مش غلطان!

ضيق عيناه بغضب فأسرعت بتبديل الحديث قائلة بفرحة: لا متزعلش دانا عشان أنت عسل مستعدة أكون السكرتيرة الخاصة بك فى البيت
وجذبته للمقعد قائلة بأبتسامة واسعة: نبدأ الشغل.
وهمت بجذب الملفات ولكنها تخشبت حينما لامس يدها وقربها إليه قائلا بهمس: فرحانه أنى بتغير!
أغمضت عيناه من صوته القريب منها قائلة بأرتباك: بالعكس قلقانه من تغيرك دا
جذبها لتجلس بين ذراعيه قائلا بستغراب: ليه؟

تأملت عيناه عن قرب بهلاك متلصص قائلة بمشاكسة: أصل الهدوء الا عندك دا مالهوش الا مسمى واحد
: الا هو
قالها يزيد وهو يحرر خصلات شعرها من أسفل الحجاب المحكوم
أغمضت عيناها بقوة ثم قالت بتردد: الهدوء الذي يسبق العاصفة
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بثبات مخادع: صحيح أنا عندى عواصف بس أكيد مش معاكِ يا بسمة
قالت بلهفة: بجد يا غول.

أكمل سيل الضحكات فحملها للأريكة وأقترب منها قائلا بخبث: هى عاصفة واحدة وخاصة بكِ
لم تفهم ما يقوله الا حينما جذبها لعاصفته الخاصة.

بشقة سيف...
تململت بفراشها بضيق من الأشعة المتسربة إليها، ففتحت عيناها بصعوبة وتعب يجتازها، فأستقامت بالفراش وهى تعيد خصلات شعرها للخلف لتفق على نظراته الغامضة لها..
وجدته يجلس على المقعد المجاور للفراش بعين تفيض بالألغاز وأثر التفكير بين ثنايا وجهه..
أخفضت عيناها عنه بخجل وحيرة من أمرها ليخرج صوته أخيراً: ممكن أفهم الا حصل دا أزاي؟
تلون وجهها بحمرة الخجل الفتاك فقالت بأرتباك: أنت زعلان؟

ضيق عيناه كمحاولة لفهم ما تحاول قوله ليقول بهدوء زائف: أكيد أي راجـ.ـل فرحة له أنه يكون الأول فى حياة زوجته بس دى مش إجابة لسؤالي يا تقى
جاهدت للحديث ولكن الأمر بذاته متنقل بخجل ليس له مثيل فقالت بعد صعوبة بالتحدث: سامي أدانى فرصة عشان نقرب من بعض ونفهم بعض أكتر أنت عارف أنه كان تعاملى معاه قليل وجوازنا مكنش غير شهرين وتوفى قبل ما..

ألتمس صعوبتها بالحديث فقاطعها حينما رفع يديه على وجهها قائلا بأبتسامته الجذابة: كنتِ تتوقعى أننا هنكون لبعض؟
رفعت عيناها اللامعة بالدmـ.ـو.ع: ولا بأبسط أحلامى يا سيف أنت متخيلش أنا بحبك أد أيه؟
لمس الصدق بحديثها فجذبها لأحضانه بسعادة ليعلم بأن من الصائب أختيار من يعشقك لأنه سيجعلك تنحاز لحبه الجياش على عكس رغبته بالزواج من منار وظن أن ما يربطه بها الحب ولكنه علم الآن ما هو العشق..

أخرجها من أحضانه على صوت الجرس المرتفع فأرتدى سيف قميصه وتوجه ليرى من؟
تفاجئ بمن دلف للداخل سريعاً قائلا بأبتسامة واسعه: ها الأكل وصل ولا لسه؟
سيف بستغراب: أكل أيه؟
أقترب منه شريف قائلا بغرور: أنا طلبت فطار عرايس عسل وقولت ينوبني من الحب جانب
وبالفعل وصل الطعام فتناوله منه شريف قائلا لسيف: حاسب أنت يا سيفو مفيش معايا المبلغ دا حالياً.

تطلع له بنظرة ممـ.ـيـ.ـته ثم تناول ورقة الحساب من العامل فجذب المال وقدmه له ثم أنقض عليه قائلا بصوت ممـ.ـيـ.ـت: هو دا الأكل الا أنت طالبه
جذب الطعام قائلا بغرور: بط وحمام وفراخ محمرة فى أحسن من كدا! دانا عزمك على حاجة معتبرة
سيف بسخرية: عزمنى لا مهو واضح
شريف بهيام: مهو مفيش فرق بينا يا سيفو المهم تقى فين؟
أنكمشت ملامح وجهه فجذبه للخارج بغضب: خد الأكل وأتفضل من غير مطرود قبل ما أفقد أعصابي عليك.

صاح بصدmة: كدا يا سيف بتطرد أخوك حبيبك!
جذبه من تالباب قميصه قائلا بلهجة يعرفها شريف جيداً: تعرف أن أنا قايم من النوم زعلان عشان بقالى مدة مرحتش الجيم وحظك بقا أنك طلعتلى فى الوقت دا
إبتلع ريقه بخـ.ـو.ف شـ.ـديد وأقترب من المائدة ثم حمل من كل نوع واحدة وخرج يهرول وهو يحمل الدجاج..
رمقه بنظرة ممـ.ـيـ.ـتة ثم أغلق الباب بقوة لتحل ملامح الصدmة وجهه حينما إستمع لصراخ تقى..

دلف للداخل سريعاً فوجدها تهرول من حمام الغرفة بالمنشفة والخـ.ـو.ف يلون وجهها..
سيف بلهفة: فى أيه يا تقى؟!
ألتقطت أنفاسها برعـ.ـب حقيقي وعيناها على حمام الغرفة قائلة بأرتباك: مفيش المياه بس كانت سخنه زيادة عن اللزوم
إبتسم قائلا بعشق بدا بعيناه: طب هدخل أظبطهالك وراجع.

رسمت بسمة بسيطة بصعوبة وهى تجفف قطرات العرق على وجهها، جلست على الفراش بخـ.ـو.ف مما رأته فرفعت عيناها لتعاد الصدmـ.ـا.ت من جديد لتردد بهمس وصدmة أكبر، سامي...
تراجعت للخلف بخـ.ـو.ف شـ.ـديد وصدmة أكبر وهى ترى نظرات الغضب تحتل ملامح وجهه الشاحب، أختفى من أمام عيناها حينما خرج سيف من الحمام قائلا بستغراب لرؤيتها هكذا: الحمام جاهز يا تقى
اشارت برأسها وعيناها تتفحص الغرفة فدلفت للمرحاض بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد...

بغرفة فراس
دلفت للداخل بخطى بطيئة حتى وصلت للفراش والأخرى تتابعها وهى تشير لها بالعد فحينما تفوهت بالعدد ثلاث حتى صاحت الفتيات بالصراخ ليسقط فراس أرضاً قائلا برعـ.ـب: أيه فى أيه؟
أنفجؤت منار وجاسمين من الضحك فأقتربت منه جاسمين قائلة بأبتسامة واسعة: صباح الخير.

رمقها بنظرة ممـ.ـيـ.ـتة فأقتربت منه منار قائلة بنفس البسمة: فى حقيقة الأمر أنى كنت بصحى مالك يومياً بس حالياً مش هعرف أعمل كدا وربك كريم مرضاش أنى أزعل راح بعتلى مز وقال أيه طلع أخويا! فقولت لنفسي وأيه المانع أنى أخضه أقصد أصحيه يومياً؟!
وقف فراس والغضب يتشكل على وجهه فجذبها بقوة قائلا بغضب قـ.ـا.تل ؛ لا لو فاكرة أنى شبه مالك وهعديلك لا فوقى ياختى
منار بصدmة: أنت متأكد أنك من المغرب؟
جاسمين بغرور: أينعم.

جذبه فراس هى الأخرى قائلا بصوتٍ كالرعد: أشوف وشكم هنا تانى أنتوا الأتنين وساعتها متلوموش الا نفسكم
ثم شـ.ـدد من قبضته: فاهمين
منار بتأكيد ؛ جداً دانا عمري ما فهمت زي دلوقتى
جاسمين برعـ.ـب: وأنا عمري ما شوفته كدا!
فراس بتحذير: خدوا بقا بعضكم زي الحلوين كدا وأطلعوا قبل ما أخرج جنوني عليكم
وما أن كلمـ.ـا.ته حتى هرولوا للخارج بسرعة الرياح..

أما هو فأبدل ثيابه لسروال رمادى اللون وقميص أبيض وجاكيت من اللون الرمادي بدرجة أفتح فكان فتاكٍ...
توجه فراس للأسفل ولكنه توقف حينما لمح الغرفة المجاورة له مفتوحة على مصرعيها وصوتٍ يعشقه يتسلل لطرب مسمعه..
أتبع قلبه ليجدها غرفتها..
كانت تجلس على الفراش وضعة الحجاب بعشوائية على شعرها الغزير وترتل القرآن بصوتٍ ليس له مثيل.

أقترب منها فراس وهو كالمغيب حتى أنهت قرأتها لتنتبه لوجوده بالغرفة، طافت النظرات بينهم فأعدلت من حجابها قائلة بستغراب لوجوده بغرفتها: فى حاجة؟
ظلت عيناه عليها فقال وهو يتأملها: صوتك جميل أوى
تجمدت الكلمـ.ـا.ت على لسانها فأبتسم وهو يتأملها هكذا ثم غادر من الغرفة تارك البسمة على وجهها.

وقف أمام الشرفة وعيناه الرمادية تتنقل على حركات السيارات المتسابقة لبعضهم البعض كحال قلبه، كلمـ.ـا.تها تتغلغل بأعماق قلبه فتجعله بين آنين الذكريات، لا طالما ظن أنه قوى فلم يغلبه أحداً حتى وأن كان ما يدعى بالحب فيحتمى بجدار عازل عن الجميع..
داعب الهواء خصلات شعره فتمردت على عيناه كأنها تخبره بأنه خسر التحكم بقلبه...
فدلف للداخل وأبدل ثيابه ثم توجه للمشفى...

بالقصر..
هبط فراس وتوجه للخروج فتوقف حينما وجد يزيد يقف أمام عيناه قائلا بأبتسامته الهادئة: قررت
تأفف قائلا بضيق: قررت ورايح أهو بس زي ما قولتلك هحتاج وقت مش أول ما همسك أدارة المقر هفلح
إبتسم يزيد قائلا بغموض: طب وأنت زعلان ليه؟

أعتدل بوقفته قائلا بضيق: عشان سمعت أنك فى الشغل بتأكل البنى أدmين وأنا أعصابي فى رجلي مش من النوع الا بعدى أو بستحمل حد يتعصب عليا وطبعاً مينفعش أفقد أعصابي على الا أكبر منى حتى لو كان الفرق شهرين
أنفجر يزيد ضاحكاً قائلا بصعوبة من وسط سيل الضحكات: مش للدرجادي وبعدين أنت زكي جداً وهتعرف الشغل بسرعة مالك هيساعدك بالفون ومحمود معاك هناك
ضيق فراس عيناه قائلا بعد تفكير: ومحمود يعتمد عليه.

أجابه بثبات: لا
كبت غضبه قائلا وهو يتوجه للرحيل: طب سلامو عليكم أنا
وغادر فراس ليحل محل مالك ويزيد..

بالمشفى..
دmـ.ـو.ع تهوى على وجهها وهى تتحسس بطنها بحسرة على فقدان جنينها، دmـ.ـو.ع محتسبة من ذكريات الماضى لعشقها المفقود، عشق كان من طرف واحد فقط...
دلف للداخل بخطاه القابضة للأنفاس ليقف على مقربة منها..
رفعت عيناها بعدm تصديق من رؤياه فأستدارت بوجهها قائلة بصوت يجاهد للحديث: أنت أيه الا جابك هنا؟

جلس مراد على المقعد المجاور لها قائلا بعد مدة طالت بصمته: مهما كانت قوتى والقسوة الا جوايا يستحيل أقدر أقــ,تــل إبنى أو أفكر فى كدا! أنا مكنتش أعرف أنك حامل وبعدين ليه تخبي عليا من الأول
إبتسمت بسخرية والدmـ.ـو.ع تشق طريقها المعتاد: يعنى لو كنت عرفت أنى حامل مكنتش هتمد إيدك عليا! لا والله كريم اوى
زفر بغضب فرفع يديه على يدها الموضوعه قائلا بثبات جاهد للتحلى به: أنسي يا نرمين.

جذبت يدها قائلة بغضب: طلقنى يا مراد أنا خلاص مستحيل أعيش معاك بعد النهاردة
تلونت عيناه بالغضب الجامح: كرري الكلمة دي تانى وهتشوفى رد فعلى
إبتسمت بسخرية: معتش عندى الا أخاف عليه بابا راجع من المغرب كمان ساعتين لما عرف قراري عشان يدعمنى أتخلص منك للأبد
ضيق عيناه بغضب شـ.ـديد أتتحداه تلك الفتاة! فربما لا تعلم قوة مراد الجندي؟!

أقترب منها ثم حرر عنها المستحقات الطبية المدسوسة بذراعيها، أسرعت بالحديث: أنت بتعمل ايه؟
حملها بين ذراعيه وعيناه كالجمرات النارية: هشوف أبوكِ هيعمل أيه؟!
صرخت به ببكاء: أنت واخدنى فين؟ نازلنى
لم ينصاع لها وصعد بسيارته بمساعدة الحرس الخاص به ثم بلمح الريح كانت سيارته وسيارات الحرس تخفت عن الأنظار..

بالمقر...
عمل فراس بحرافية عالية بمساعدة محمود ليحل محل سيف ويزيد ومالك عن جدارة وبكون محمل للانظار من الجميع بذكائه المتضح للجميع من أول يوم عمل له..
باشر يزيد مع السكرتيرة ما يقوم به فراس بسعادة لتفوق فراس توقعات يزيد فأغلق مكتبه براحة لوجود فراس...
بالحديقة..
جلست أمل مع الفتيات يتبادلان الحديث المرح فشاركهم سيف وتقى وطارق وشريف ومالك حتى يزيد هبط هو الأخر للأسفل..

تعالت ضحكات بسمة وليان بعدm تصديق لتكمل أمل: أه والله فمالك عمل ورقتين أمتحان واحدة له وواحدة ليزيد فجيه المدرس بعد ما قفش الموضوع من زمايله بيقوله أزاي تعمل كدا؟
قاله يزيد كان حاضر الأستاذ كان هيتجنن فقاله أنه هيفصله من المدرسة مالك شـ.ـد الورقتين وقاله أثبت أن الخط واحد وأن الا كتب دا كتب دا المدرس بص على الورق لقى فرق شاسع بالخطوط والكلام الا كان ناوى يقوله سحبه بهدوء.

تعالت الضحكات ونظرات ليان تتطوف مالك فأكمل سيف: هو طول عمره ذكي جداً محدش يقدر يوقعه على عكس يزيد مكتوبله المـ.ـو.ت الا ينرفزه أو يعمل فيه حاجة فى أخطر الخناقات مكنش بيطلع بخدش واحد
إبتسمت منار بتأكيد: أنت هتقول دانا كنت بترعـ.ـب منه بجد
يزيد بثبات ؛ أنتوا بتعيدوا الامجاد ولا أيه؟
شاركتهم جاسمين الضحك: كملى يا طنط بجد ذكريات محمسة
مالك بسخرية: جداً.

رفع طارق عيناه عليها يخـ.ـطـ.ـف نظرات لعيناها التى تتحاشي النظر إليها..
أنضم لهم فراس ومحمود فجلس جوارها قائلا بأبتسامة هادئة ؛ مساء الجمال
تعالت ضحكات منار: ممكن مالك يسمعك على فكرة
ضيق عيناه بغضب: ما يسمع مش مرأتى؟!
جذبه من تالباب قميصه: بتقول حاجة ياض
محمود بملامح منكمشة: والله على حسب
شريف ونظراته مسلطة على جاسمين: هو الرجـ.ـا.لة والستات عادت بتلطش فى مخاليق الله ليه؟

سيف بسخرية: يمكن المخاليق دول أغـ.ـبـ.ـية ويستهلوا
محمود بضيق: تقصد أيه ياخويا؟
يزيد بثباته المعتاد لو حابين تتخانقوا خدوا نفسكم وأطلعوا فوق فى الصالة
طارق بصدmة: صالة يا نهار أسوح
سيف بغضب: على فكرة أحنا عرسان أتقى الله شوية
مالك بسخرية: على فكرة هنا بنات
بسمة بمرح: لا عادى خدوا راحتكم
تقى: اكتر من كدا
ليان: أنا بقول ندخل نجهز العشا أحنا
بسملة: والله فكرة عسل زيك
بسمة: ههههه بينها جيت على الجـ.ـر.ح.

شاهندة بضيق: حـ.ـر.ام سيبنها جعانه وهى كدا
بسملة بضيق طفولى: أه والله يا شاهى محدش حاسس بيا
مالك بغضب: أمال الشيف فين يا ماما ومعملش الأكل ليه؟
أمل بضحكة مكبوته: عمل الغدا وبسملة لسه أكلة معانا من نص ساعة
تطلع مالك لبسملة فصاحت بغضب: مش أنا الا أكلت دا هو وبعدين أنا مش لوحدى قولت
تعالت ضحكات يزيد وطارق وليان فشاركتهم الفتيات الضحك.

مالك بصعوبة بالتحدث: متزعليش يا بسملة هجبلك الشيف حالا تقعدى جانبه وهو يتخصص بالأكلات الا تعجبك
منار بتأييد: خاليه يعملنا كفتة على الفحم
سيف بتفكير: طب وليه منعمل أحنا
طارق: أوبا هنعيد الذكريات
شريف: وألعب يالا هروح أجهز الطلبات ونقلبها سفاري هنا
أمل بنوم: أعملوا الا بعجبكم أنا هنام عن أذنكم
وبالفعل نصب شريف وطارق أماكن بالحديقة وشرع سيف بالطهى بمساعدة محمود ولجوار كلا منهم حوريته..

أما مالك ويزيد فجلسوا جوار فراس فقال يزيد بستغراب: مالك يا فراس من ساعة ما رجعت وأنت ساكت فى أيه؟
خرج صوته الساكن: نوال مـ.ـا.تت
يزيد بصدmة: أيه؟!
فراس وعلامـ.ـا.ت الدهشة على وجهه: زي ما سمعت كدا والاغرب أنها مـ.ـا.تت لأسباب مجهولة.
مالك بتفكير ؛ مش بالسهولة دي يا فراس
يزيد بعدm فهم: قصدك أيه؟
مالك بغموض: مش د.خـ.ـلة عليا الحتة دي
فراس بضيق: ولا أنا
يزيد بهدوء: بالعكس دخله عليا جداً لأنى متوقع نهايتها القريبة.

مالك بقتناع: معاك حق، ثم وجه حديثه لفراس: مـ.ـا.تت أمته يا مروان؟
صمت قليلا حتى أستوعب أن الحديث له فقال بهدوء: من ساعتين تقريباً
قاطعهم دلوف بسمة وليان فشرعوا بتجهيز الطاولة للطعام..
نظرات العشق ليزيد ومالك تطوف نظراتهم ليعلموا الآن بأن دوامة الحب تأسر دفوف القلوب..
شعل شريف الموسيقى الهادئة قائلا بغرور يالا عيشوا يومين.

عاونت تقى سيف بأن توالت أمر المروحية الصناعية وهو يقلب المحتويات من أمامه بنظرات تتوزع بين عيناها والطعام بعشق..
ولجواره محمود بحاول خـ.ـطـ.ـف نظرات لمعشوقته...
أما فراس فرفع عيناه على من تجلس على مقربة منه تنظر له بغموض ويتأملها بصمت...

مرت الدقائق فأنهى سيف ومحمود الطعام ثم جلسوا جميعاً على مائدة واحدة يتناولون الطعام بجو ممزوج بالعشق والمرح والضحكات فربما هى بداية لمجهول ما وربما لملحمة ستهز عرش الصداقات وعرش عائلة نعمان، وأخيراً الختام هل أنتهى الشر أم أنها على الأبواب ليعود لهيب الأنتقام ولكن ذاك المرة بتفكير عميق ستلعنه الشياطين لتسقط ضحاياه مالك وبسمة ليرتشفوا مرار الآنين وإنتهائه على يد فراس.
قُضى الليل بمزحات الشباب وسطع نهار يوماً جديد...
بقصر نعمان...
كان الجميع يجلسون على مائدة الطعام العريقة يتناولان الفطور بأبتسامـ.ـا.تهم المشاكسة.
قطعهم شريف بضيق: أنتوا بتتريقوا عليا؟!
فراس بسخرية ؛ أنت الا بتتريق على نفسك يا غـ.ـبـ.ـي
تعالت ضحكات طارق قائلا بصعوبة بالحديث: فى واحد عاقل يعمل الا بتعمله دا؟!
رمقه بنظرة ممـ.ـيـ.ـتة: والله الا حصل بقا.

خرج سيف عن صمته قائلا بغضب: ماشي يا شريف أدام الكل أهو لو رجعت تقرف فيا تانى على الصبح هنسى أنك أخويا وأنت فاهم الباقي
إبتلع ريقه بخـ.ـو.فاً شـ.ـديد فأبتسمت جاسمين بسخرية: كدا الرسالة وصلت
لم تتمالك زمام أمورها فتعالت ضحكاتها لأول مرة فأسر قلب طارق لرؤية الحياة تتسلل لوجهها بضحكاتها الجذابة..
تعالت ضحكات ليان قائلة بصعوبة: حـ.ـر.ام الا بتعملوه فيه دا!
شريف بفرحة كبيرة: شوفتوا الناس العسل الا بتفهم.

وهنا تدخل يزيد قائلا بصوته الرجولى الثابت وهو يتناول طعامه بهدوء: وتفتكر لو مالك سمع الجملة الأخيرة دي هيكون فى بشري يدافع عنك!
تسلل الخـ.ـو.ف لقسمـ.ـا.ت وجهه برعـ.ـب حقيقي فأبتسمت تقى قائلة بشمـ.ـا.تة: إلي أين الشجاعة يا رجل؟
أنكمشت ملامحه بضيق: إلى الخارج ياختى همشى وسايبهالكم.

وبالفعل غادر شريف فتطلع يزيد لطارق بنظرة جعلته يكف عن تناول القهوة ثم جذب الكتب الخاصة به ولحق بشريف للجامعة فاليوم هو الأول بالأختبـ.ـارات النهائية
آبتسم فراس بسخرية: إمبـ.ـارح عريس فى الكوشة والنهاردة طالب فى الجامعة.
تعالت الضحكات بقوة حتى بسملة لم تتمكن من كبت ضحكاتها فأستدار طارق بغضب ليزيد: شايف إبن عمك يا يزيد!
أرتشف قهوته ببرود: أعتقد أنك محتاج الوقت دا جداً فياريت متستغلوش فى التفاهات.

زمجر بغضب وغادر بصمتٍ قـ.ـا.تل، هبطت شاهندة مع منار للأسفل قائلة بأبتسامة هادئة: صباح الخير
ليان ببسمة رقيقة: صباح النور يا شاهي
عاونتها منار على الجلوس فرفعت عيناها على من يجلس مقابل لها، نظراته المتعلقة بها جعلت الأرتباك يبدى على وجهها بحرافية...
جلست منار قائلة بستغراب: فين مالك وبسمة؟
ليان بأبتسامة هادئة: مالك بيغير هدومه ونازل وبسمة كانت هنا وطلعت فوق زمانها نازله
: مين بيسأل؟

أستدار الجميع على صوت بسمة ليجدوها تقف أعلى الدرج وتكمل طريقها للأسفل بأبتسامتها الساحرة التى تفقد ثبات الغول فأنقلبت نظراته عليها..
لحقها مالك للأسفل والهاتف على آذنيه يتحدث مع محمود الذي يخبره بأموراً هامة بالمقر..

كان الجميع يتطلعون لهم إلى أن تعثرت بسمة بشيئاً ما فكادت بالسقوط عن الدرج لينتبه لها مالك فأسرع إليها بقوة ليحيل بينها وبين السقوط، تعلقت به بسمة تحت نظرات الجميع وعلى رأسهم يزيد وليان، راحت نظرات بسمة تتعلق بمالك لتعى مايحدث حولها وكيف أسرع إليها ولم تنتبه له...
مر الوقت إلى أن أستدرجت ما حدث فأعتدلت بوقفتها قائلة بأرتجافة لما كان سيحدث بها أن سقطت من الأرتفاع الشاق: شكراً يا مالك.

إبتسم إبتسامته الجذابة وأكمل طريقه: على أيه بس إنتباهى بالمرة الجاية
إشارت برأسه ولحقت به لتعود مجدداً للأنزلاق وتتمسك بظهر مالك المقابل لها تحت نظرات الجميع..
أستدار بجسده ليجدها تحاول الوقوف ولكن بصعوبة فأمسك بها وصعد الدرجتين الفاصل بينهم لتقف بشكل مستقيم...
جلست بسمة على الدرج بستغراب ثم خلعت حذائها تتفقده بزهول ولكن قطعها صوت يزيد الغامض الذي هب للوقوف أمامها: لسه فى وقوع؟!

رفعت عيناها قائلة بأبتسامة مكبوته غير مدركة للغضب الساكن بنظرات الغول: البرستيج ضاع يا غول
ظل كما هو قائلا بصوتٍ جادى: أتفضلى أنزلى معايا
أشارت برأسها ثم شرعت بأرتداء الحذاء لتجد شيء ما متعلق به فأخرجته بستغراب ثم ألقت به ربما أن رأها يزيد لعلم أن ما حدث ما هو الا لبداية دmار لعائلته...
جلس مالك جوار ليان بأبتسامته الفتاكة: صباح الجمال على أحلى عيون فى الكون.

بادلته بنظرات خجل خشية من سماعه أحداً، فأبتسم فراس قائلا بمكر: متقلقيش مسمعتش حاجة..
رمقه مالك بنظرة ممـ.ـيـ.ـتة فتعالت صوت ضحكاته وهو يحمل القهوة الخاصة به: طب خلاص متتحاولش هروح أشرب قهوتى
فى حتة تانية.
جلست بسمة جوار يزيد قائلة بأبتسامة واسعة: كدا أكل من غيرى؟ وخلصتوا!
تقى بمرح: كلهم
شاهندة بغضب: الا أنا يابت ماليش نفس أصلا دانا قاعدة تفاريح.

ترك يزيد الطاولة وتوجه لمكتبه بعدmا أخبره الخادm بالمكالمة الهاتفية له.
بسمة بضيق: كدا مش تستنونى
منار بأبتسامة هادئة: مأنتِ الا أتاخرتى فوق أنتِ ومالك أفطروا مع بعض بقا
وتركت الطاولة هى فلحقت بها ليان بحماس لنجأتها من كلمـ.ـا.ته الفتاكة حتى شاهندة لحقت بهم
حمل سيف القهوة قائلا بسخرية: كنت اود الجلوس ولكن ما باليد حيلة
خلت الطاولة الا من مالك وبسمة التى تجلس مقابل له...

فقالت بغضب: هي طنط أمل فين تفتح نفسنا على الاكل؟
تناول مالك الشطائر قائلا بأبتسامة علت شيئاً فشيء: لا متفكريش ماما مش بتفطر من الأساس
زفرت بغضب يعنى أقوم جعانة؟
مالك بستغراب: مين قال كدا؟
رمقته بضيق: أنت
صاح بصدmة: أنا! ليه بس؟!
خرج صوتها المرح: مش بعرف أكل لوحدى مش بحس أنى شبعت كدا غير مع المشاركات.

جذب مالك الشطائر المقابلة له ثم وقف بجسده ليضعها أمامها جذباً بعض من السلطات قائلا بصوت مرسوم بالخـ.ـو.ف الزائف: لا أبوس أيدك الغول هيزعل وزعله وحش كلى على أد ما تقدري وأن كان على المشاركات فالطاولة العريقة عليها واحد اهو
رمقته بسخرية: هو فين الواحد دا؟
: أنا مش عاجبك ولا أيه؟

قالها مالك بغضب مصطنع فتعالت ضحكاتها قائلة وقد شرعت بتناول الطعام: لا مقصدش وبعدين دانت لحقت برستيجى الهابط الا كان هيبقا تحت الصفر من شوية
مالك بستغراب: برستيج أيه؟!
تطلعت حولها ثم أنحنت قائلة بصوتٍ ضاحك: يعنى يرضيك بالفستان الشيك دا وأقع على السلم أكيد البرستيج هيكون زبـ.ـا.لة ومش هيكون له وجود من الأساس لولا أنت بس إبن حلال وأتكتب عليك تنقذ الغلبانه دي.

لم يتمالك مالك زمام أموره فتعالت ضحكاته بعدm مقدرة على كبتها فلم يرى من خرج من مكتبه بعد أن وجد الرقم خاطئ، نظرات، إتهامـ.ـا.ت، صراعات تجوب عقله بعدm إتزان فغادر يزيد بصمت وهو يحاول أن يحى رابط الصداقة القوى بعـ.ـذ.اب...
بالحديقة...
جلست شاهندة بمفردها على المقعد المقابل للأزهار تتمتع بمظهرها المريح لعيناها، فتخلل الهدوء صوتٍ تعرفه جيداً
: ليه قاعدة لوحدك؟

قالها فراس المستند على المقعد بجسده العملاق فرفعت شاهندة عيناها لتجده يقف أمامها، خرج صوتها المجاهد للخروج: دا العادي بتاعي
جذب المقعد وجلس أمام عيناها قائلا بأبتسامة جانبية مثيرة: هحاول أتأقلم مع العادي دا بس مع بعض اللمسات السحرية بتاعتى
انكمشت عيناها بعدm فهم فتطلع لها كثيراً ثم رفع يديه على يدها الممدودة على الطاولة لتسرى رعشة مريبة لجسدها فجذبت معصمها قائلة بغضب جامح: أيه الا بتعمله دا؟

إبتسم بعدm مبالة: عملت أيه؟!
رمقته بنظرة ممـ.ـيـ.ـته: أنت عارف كويس عملت أيه؟ لو كنت عايش فى دولة أوربية كنت عذرتك لأنهم معندهمش دين ولا خطوط حمرا لكن المغرب دولة عربية وفيها الأحترام الأكبر للدين
إبتسم فراس وهو يحتضن وجهه بيديه ويستمع لها حتى أنهت حديثها فخرج صوته الهادئ: خلصتى كلامك؟

جحظت عيناها من هذا الشخص الغامض فأبتسم قائلا بنظرة عيناه الرونقة: أنتِ ملكِ من أول ما عينى سمحت لنفسها تحفظ كل ملامحك، أنتِ زوجتى من أول ما قلبي بدأ ينبض، وعلى فكرة أن عيشت حياتي بين الدولتين وفاهم ديني كويس بس قلبي الا أتمرد عليا ومبقتش أفهمه التصريح الوحيد منه أنك هتكوني مراتى وقريب أوي.

رقص قلبها بطرب العشق المتناقل من صوته العميق ولكن تمرد لسانها قائلة بغضب مصطنع: ومين قالك أنى ممكن أقبل أتجوزك؟!
إبتسم قائلا بثبات ؛ ومين ممكن يبص لحاجة ملك لفراس!
أنكمشت ملامح وجهها قائلة بغضب: أنت فاكر أنى لعبة هتحركها وتتحكم فيها براحتك كفايا أوى الدور الا رسمته عليا عشان توقعنى وتدخل عيلتنا والحمد لله أنك أكتشفت أن العيلة دي عيلتك.

وتركته وتوجهت بالرحيل لتسقط أرضاً من ألم قداماها، جلس جوارها أرضاً وعيناه متعلقة بها، الصمت يخيم عليه فيصنع حالة من السكون المريب...
قطع الصمت حينما عاونها على الجلوس مجدداً على المقعد ومازال منحنى ووجهه أمام وجهها، تلون وجهها بالاحمر من شظة الأرتباك فخرج صوته الغامض: الا فات كان جزء من حماية ليكِ أعتبريه وهم والحقيقة أنك ملكِ.

كادت أن تتحدث فأبتسم بمكر واضعاً بين يدها زهرة حمراء: قبل ما تذبل هتكونى زوجتى دا وعد فراس ليكِ
وتركها وتوجه للدلوف فصاحت بغضب: أنت فاكر نفسك أيه؟! وبعدين أنا مش هتجوزك لو أخر واحد
لم يجيبها وأكمل طريقه للداخل كأن لم يكن، ألقت ما بيدها على الطاولة بغضب على ثقته الزائدة ولكن لا تنكر إبتسامتها الخفية على ما تفوه به..

مر الليل عليها وهى تشعر بالحقن المجبر على فقدان الوعي حتى أنها خشيت أن تفتح عيناها فيعاد حقنها من جديد...
بدأت الرؤيا تتضح شيئاً فشيء لتراه يجلس أمامها بطالته القابضة للأنفاس..
حمدت الله كثيراً بأنه يغوص بنوماً بدى لها فنهضت عن الفراش بتعبٍ شـ.ـديد ثم تحركت بحذر للخروج من هذا المكان الغامض لها...

خرجت لتجد الصدmة حليفة الدرب مع هذا الرجل، مكان ليس بمنعزل عن الجميع ولكن عن العالم بأكمله وسط المياه، كيف سيتمكن والدها الوصول إليها؟!.
جلست على متن التخت تحتضن وجهها وتزداد بالنحيب بأنها صارت سجينة لقسوته رغماً عنها حتى لو حاولت لمئات القرون آحياء قلبه المتعجرف لن تتمكن من ذلك...
أفاقت مرفت على صوته المقترب منها: خلصتى تفتيش؟

رفعت عيناها الممتلأة بالدmـ.ـو.ع لتجده يقف أمامها بعدm مبالة لحالتها أو هكذا توحى تعبيرات وجهه الثابت، خرج صوتها المتقطع قائلة بدmـ.ـو.ع: لسه عايز مني أيه؟
جذب المقعد المجاور له قائلا بعين ثابتة: وتفتكري عندك أيه لسه مأخدوتش!
إبتسمت بسخرية وهى تجاهد للوقوف: عندك حق
شرعت بترديد كلمـ.ـا.ته بأستسلام ويأس ودmـ.ـو.ع عافرة بلهيب الأنين: عندي أيه مخدوتش؟ أنت فعلا أخدت كل حاجة عيلتى وقلبي وإبنى.

قالت كلمتها الأخيرة مع دmعات حارقة وهى تتأمله يجلس أمامها ببرود فأكملت بدmـ.ـو.ع ويأس يلحق بها: حتى الكرامة أتزاحت مع توب الأهانة الا أنت بتحرص دايما أنى أخد الجرعة اليومية منها بس أنت عارف لسه فى حاجة واحدة بس مأخدتهاش مني
ضيق عيناه بعدm فهم فتراجعت للخلف وهى تسلم جسدها للهواء قائلة بصوتٍ يسلم طوافه للهواء: إختياري للحياة.

صدm مراد مما فعلته فهوت بالمياه بقوة بعدmا قررت المـ.ـو.ت ربما ستستكين الراحة كما تعتقد هي..
أزالت التحكمـ.ـا.ت بجسدها تاركة للمياه القرار الأخير بأنتزاع حياتها ولكن أبى ذلك فعافر إلى أن تلمست يدها مع يده فجذبها لأعلى المياه بسرعة وخفة لا تتناسب مع جسده الرياضي الثقيل..
طافت على سطح المياه كالجثة المهلكة فجذبها بقوة إليه قائلا برعـ.ـب يبث بذاك القلب لأول مرة: مرفت، مرفت.

لم تعد تجادله كالمعتاد الآن تتحرك معه بأنصات وسكون أزاب حصون قلبه فحملها لمتن اليخت محركها بقوة وجنون: مرفت، ردي عليااا...

لم تجيبه وظلت ساكنة للغاية فشعر بآنين قلبه اللامتناهي فجذبها لأحضانه بحنين، لأول مرة يطوف به ذاك الشعور الغامض لا طالما كان تقربه منها لأتمام واجب ما بالنسبة له، أو تلبية غريزة تهاجمه ولكن الآن من بين يديه هى من أذابت حصون قسوته، نعم أعتاد على المعاملة الجافة معها ولكن كيف لسلوك دام لأكثر من عشرون عاماً أن يتبادل بدقائق؟!
شـ.ـدد من أحتضانها حتى كاد أن يحطمها وعيناه مغلقة بقوة تأبي تقبل الأمر.
أحست بشيء ثقيل يحجبها ففتحت عيناها بصعوبة لتجده يحتضنها، ظلت ساكنة للحظات تحاول إستيعاب ما يحدث! أيحتضنها متبلد القلب!
سكنت بين يديه بصمت لعلها تحظي بلحظات راحة بين أحضانه المتشبس بها حتى ولو لدقائق أو لثوانى تشعر بها أن الجبل الجليدي قد أذابت حصونه، أنهمرت دmعة ساخنة من عيناها على جسده العاري فغمرت القلب بعاصفة لا مثيل لها ليخرجها سريعاً من أحضانه قائلا بجنون لرؤياها: أنتِ كويسة؟

رأها تنظر له بصمت ودmعات تهبط كرفيق تحل بما تتحلى به، تطلعت ليديه المتماسكة بها كأنه إن تركها ستغوص بالمـ.ـو.ت، خرج صوتها أخيراً متقطع كحال قلبها: أنت عايز منى أيه يا مراد؟
ثم أكملت بدmـ.ـو.ع: كانت فرصة أدامك مستغلتهاش ليه؟
ضيق عيناه بعدm فهم فقالت بدmـ.ـو.ع: لو كنت مـ.ـو.ت كنت هترتاح ويمكن أرتاح معاك.

حملها وتوجه للداخل بصمته القـ.ـا.تل ثم وضعها على الفراش وولج للغرفة المجاورة، ظلت كما هى تتأمل الغرفة بصمت وتفكير لم يوصلها لأجوبة منطقية فأبدلت ثيابها بأستسلام للمصير المجهول على يد جلاد القسوة..

توقف اليخت بعد ساعات فتعجبت ميرفت وخرجت من غرفتها تبحث عنه لتجده يقف بالأعلى بطالته القابضة للأرواح التى لم يخسرها أبداً بدأ الأستغراب يتسلل لها حينما وجدت اليخت على الشاطئ وسيارات والدها على بعد ليس بكبير، حتى خرج أبيها من السيارة ووقف بأنتظارها، أستدارت برأسها للأعلى وهى ترأه يقف كالجبل الشامخ بكبريائه المعهود لتعلم بأنه من أخبر والدها بالمكان وأنه من قرر التخلى عنها لا تعلم بأنه خشي على حياتها التى أصبحت ثمينة له...

غادرت اليخت وتقدmت من السيارات بخطى بطيئة للغاية، دmـ.ـو.عها تشق وجهها بقوة، قلبها يكاد يتوقف، نعم هى بأختيار صعب بين قلبها ووالدها إن رحلت معه فهى نهاية العلاقة بينها وبينه، للحظة ظنت بأن المـ.ـو.ت الحل الأمثل وربما كان إستدراج لها لتتذكر كيف غاص بالأعماق ليلحق بها!
كيف أحتضنها بقوة وحنان بآنٍ واحد!
هل تبدل القاسي؟، هل تمرد المتعجرف؟!.

توقفت قدmاها بمنتصف الطريق وعقلها يعمل بسرعة ليطوف بها بذكريات لم تحمل منها شهداً منه بل حصدت الأنين والجراح ولكن كانت سعيدة!.
هل ستكون نهاية اللقاء بينها وبين قاسي القلب؟!.

أستدارت بجسدها لتراه يقف كما هو فشرعت بالركض بسرعة كبيرة للغاية تحت نظرات إستغراب الجميع وعلى رأسهم والدها ومراد ذاته الذي هبط من الطابق الأعلى للأسفل ليجدها أجتازت المسافات وولجت لليخت بدmـ.ـو.ع تغزو وجهها وما أن رأته حتى هرولت لأحضانه فتعالت شهقاتها بأنكسار..

تصنم محله والصدmة تجتاز عيناه حتى ذراعيه متصنمة محلها لا يقوى أحتضانها مثلما فعلت، رسمت البسمة على وجه مراد فتحركت يديه ليحتضنها بقوة قائلا بعدm تصديق: بعد كل دا ولسه عايزانى!

تعال صوت بكائها ليخرجها من أحضانه لتقابل نور عيناه التى ترأه لأول مرة: عارفة أنك قاسي ومغرور بس بحبك!، عارفة أني مفرقش معاك وأنى زي أي حاجة فى حياتك بس لقيت نفسي بعشقك من غير حاجة، عارفة أنى هفضل تكميلة لنظام أنت عايش عليه بس مقدرش أبعد عنك حتى ولو كانت إهانتى على إيدك، حبي ليك مدينى أعذار بألتمسها ليك وهفضل أخدلك مـ.ـيـ.ـت ألف عذر عشان أكون جانبك..

هوت دmعة ساخنة من عيناه على حديثها فهو ليس بحجر صوان، تطلعت له بزهول فجذبها لأحضانه دقائق كثرت بالصمت ثم جذبها وصعد للأعلى ليشغل لوحات التحكم باليخت فيبعد عن الشاطئ، جذبها مراد للمقعد المسؤال عن تحكم اليخت ثم جثى على ركبته قائلا بصوتٍ مازال ثابت ولكنه معبئ بصدmة لها: مين قالك أن قلبي متحركش؟!

رمقته بصدmة ليرفع يديه على وجهها بحنان قائلا بنبرة قضت أيام كثيرة معه ولم تستمع لما تستمع له الآن: ألا حصل من شوية أكبر دليل ليكِ أنى أتغيرت مراد الجندي أتخلى عن حاجة كان فاكر أنها ملكية خاصة بيه عشان حس أنه ممكن يخسرها
هوت دmعات متلحقة من عيناها فأزاحها بأطراف أصابعه قائلا بهدوء: دلوقتى عرفت يعنى أيه حب، أنا فعلا حبيتك يا ميرفت بس كان حب عادى لأي حاجة فى حياتنا لكن حالياً أنا بعشقك...

صعقت مما تستمع له فتأملته بنظرة طويلة لعل الحلم ينتهى مسرعاً حتى لا تفقد عقلها ولكنه حقيقة على ملمس وجهها من حنان أصابعه هو حقيقة من أمامها هو مراد!
تركها وإبتعد قليلا قائلا بلهجته الرسمية: بس دا ميمنعش أنى هحتفظ بشوية غرور أنا مهما كان مراد الجندي
تعالت ضحكاتها بقوة فأبتسم وهو يجذبها إليه لتلتقى بسحر عيناه وهو يتفرس ملامحها كأنه يرأها لأول مرة...

عاد سيف وتقى للمنزل بعد أن قضى معظم النهار بالقصر، فتوجهت تقى للغرفة ثم أبدلت ثيابها وخرجت تبحث عن سيف فوجدته بالمطبخ يعد بعض التسالى والمشروبات لهم..
ألتقطت ثمرة فاكهة من الطبق الذي يحمله قائلة بأبتسامة مرح: ليها طعم تانى عشان أنت الا شايلها يا سيفو
زمجر بوجهه وهو يضع الطبق من يده: لا وأنتِ الصادقة عشان تشيلى ايدك من كل حاجة
تعالت ضحكاتها وهى تتطوف رقبته قائلة بدلال: مش جوزي الله.

إبتسم سيف وهو يتأملها عن قرب وتعمدها على الضغط على تلك الكلمة فحملها على الطاولة المقابلة له قائلا بهمس: ودا يديكِ الحق تعملى فيا كدا؟!
إبتسمت وهى تتأمل عيناه المأسورة بسحرهم: أكتر من كدا كمان على فكرة زي أنى لسه جعانه وحابة أكل حاجة من صنع أيدك
ضيق عيناه بغضب فجذبت الفاكهة تلتهمها بتلذذ ليشرع بأعداد الطعام وعيناه الغاضبة تحتل ملامحها...

أنهى سيف الطعام ثم وضعه على الطاولة قائلا بصوتٍ صارم: أتفضلي
أنحنت لتقف أمامه قائلة بزعل مصطنع: أنت زعلان طب خلاص يا سيدي مش عايزة منك أكل
ضيق عيناه بغموض أنهاه حينما جذب الطعام قائلا بجدية براحتك
أسرعت إليه بلهفة بعد أن تسللت راحته الشهية فمها: على فكرة ممكن تنتاقش
أستند بجسده على البراد وهى تهرول بالطعام على الطاولة وتأكله بتلذذ: نفسي أصدق أفعالك ولو مرة واحدة.

قالت بغرور زائف: هتعمل بالأفعال أيه أتبع الأقوال مستحبة
تعالت ضحكات سيف بعدm إستيعاب لتلك الفتاة فأستندت برأسها على المنضدة قائلة بهيام أه لو مكنتش بحبك كنت
قاطعها بحذم: كنتِ عملتى أيه يعني؟
إبتلعت ريقها بخـ.ـو.ف فأسرعت بالحديث وهى تشير الطعام: كنت أشتريت أكل من برة
أقترب منها والأبتسامـ.ـا.ت تتلاحق على وجهه فجلس جوارها وضعاً يده فوق يدها قائلا بعشق: وأنا للأسف عشان بحبك مجبور أستحملك.

تقابلت العينان بلقاء طال ليقطعه سيف قائلا بضيق: شوفتى رجعت من برة وبطبخلك بلبس الخروج أزاي!
تعالت ضحكاتها فرفع يديه يجذبها من أذنيها بمزح: هروح أخد شاور وأجيلك نكمل موضعنا أرجع ألقى المطبخ زي ما هو يا تقى فاهمة؟
صاحت بألم: اااه سايب بـ.ـنت أختك فى الشقة يعنى هعمل أيه يعنى مأنا بأكل بأدب أهو!
رمقها بنظرة شك: أما نشوف.

ثم غادر سيف لغرفته، طافته نظراتها إلى أن تخفت من أمامه ثم أكملت الطعام بشرود به وبعشقه المتيم، لتشعر بأن أحداً ما لجوارها، رفعت عيناها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد لتصعق بشـ.ـدة حينما رأته يجلس على المقعد المقابل لها وعيناه تأكلها بغضب لا مثيل له، ألقت الطعام من يدها ثم صرخت بقوة وركضت بسرعة كبيرة وهى تصيح بأسم سيف بجنون..
بحمام الغرفة
خرج سيف على صراخها فوجدها تقف أمام عيناه بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد وهى تبكي بذعر: سيف، سيف.

خرج صوته المندهش: فى أيه يا تقى؟!
بكت بقوة قائلة بأرتجاف: أنا شفت سامي ثم قالت بأرتباك: ودي مش أول مرة أنا بشوفه من بعد جوازنا
جحظ عيناه بصدmة على حالها فأشارت على المطبخ برعـ.ـب، خرج صوته المتزن بالهدوء الخادع: سامي أيه يا تقي؟! بلاش جنان
صاحت ببكاء: مش جنان يا سيف أنا شفت سامي بعينى كان قاعد على الكرسي الا جامبي صدقني.

رفع يديه على شعره يضغط بقوة لعله يحيل ما به ثم خرج صوته بثبات مازال يجاهد للتحلى به: سامي مـ.ـيـ.ـت يا تقى والمـ.ـيـ.ـت مش بيرجع تانى بلاش توهمي نفسك
قالت ببكاء: صدقيني يا سيف
زفر بغضب ثم جذبها بقوة ودلف للمطبخ قائلا بسخرية: هو فين! أستنى ممكن يكون مستخبي بالتلاجة ولا حاجة
وبالفعل تقدm من البراد وفتحه دون النظر إليه قائلا بسخرية: فين!

وضعت رأسها أرضاً بحـ.ـز.ن على حالها فأقترب منها سيف قائلا بهدوء على تصرفه الجارح: معلش يا حبيبتي أكيد أنتِ تعبانة شوية تعالى أرتاحي
وبالفعل جذبها سيف للغرفة ثم عاونها على التمدد وداثرها بالفراش جيداً ثم عاد لحمام الغرفة يكمل ما بداه...

بالقصر...
عاد طارق من الخارج فصعد لغرفته حتى يبدل ثيابه، ولج للغرفة ليجد الهدوء يخيم عليها فظن أنها بالأسفل مع ليان ومنار فشعل الضوء ليتفاجئ بها تعتلى الفراش والتعب يبدى على قسمـ.ـا.ت وجهها...
ما أن رأته حتى أتكأت على معصمها وهمت بالنهوض لتجذب حجابها ولكن لم تستطيع فأقترب منها طارق قائلا بتفحص: أنتِ كويسة؟

لم تجيبه وعيناها متركزة على الفراغ بصمت فجذب طارق المقعد المجاور للفراش ثم جلس مقابلا لها قائلا بهدوء: لو تعبانة ألبسي وأنا هخدك للدكتورة.

لم تجيبه وألتزمت الصمت فتمرد على هدوئه قائلا بغضب: أنا عايز أفهم أنتِ بتعامليني كدا ليه؟ هو أنا كان ليا ذنب فى حاجة أنا ضحية زيي زيك بالظبط ورغم كدا أتعيشت مع المواقف وألتمست ليكِ العذر بس مش معني كدا أنك تتمادي فيها كل البشر ليهم طاقة وأنا بجد مش قادر أتحمل أكتر من كدا
رفعت عيناها الممزوجة بالدmـ.ـو.ع قائلا بثبات مخادع: طب وليه تنجبر على كدا طلقني وكل واحد يروح لحاله.

تأملها بصمت ثم قال بهدوء: وإبني؟
رمقته بنظرة محتقنة ثم قالت بقسوة: هعطيك إبنك وتطلقنى مش هقدر أحبه لأني كل ما هشوفه هفتكر اليوم دا
طعنت قلبه بلا رحمة ولكن الثبات ظل على ملامحه ليخرج صوته بنفس الثبات: وأنا موافق وساعتها هعطيكِ حريتك من العلاقة دي بس من دلوقتي هتسمعي الكلام وتجي معايا للدكتورة أطمن على صحة إبني.

وتركها وتوجه للخزانة ثم أخرج منها ما يلزم لترتديه، تقدm منها وضعاً ما بيده على الفراش قائلا بصوتٍ جادي: هستانكِ فى العربية
وتركها وهبط للأسفل ليستنزف قلبه بما تفوهت به وهى تجاهد هى الأخري..
بالأسفل
دلف شريف للداخل بعد أن تركه طارق وصعد للأعلى ليجد جاسمين تجلس بالأسفل وتتبادل الحديث المرح مع شاهندة فولج للداخل قائلا بنبرة مرحة: أتغديتوا من غيرى؟

شاهندة بأبتسامة هادئة: ودي تيجى ماما أمل مرضتش أبداً وقالت تستناك لما ترجع من الجامعة أنت وطارق
أعتلى الغرور وجهه: حبيبتي يا مولة طول عمرك ناصفانى
قاطعه فراس بحدة: مولة دي بتلعب معاك على الناصية!
شريف بسخرية: فى أيه يا عم أنت من يوم ما عرفت أنك إبن خالتي وأنت مش طايقني ليه أنت والبت الا محتلية بيت خالتي دي
جاسمين بغضب: أيه محتلية دي؟ما تلم نفسك يا أخ أنت
فراس: بس يا جاسمين.

شريف بغضب: والله أنا ملموم الدور والباقي عليكِ ثم أنك بتتدخلي ليه واحد وإبن خالته أيه الا يدخلك!
فراس: بس يا شريف
جاسمين بحدة: والواحد دا يبقى أخويا يا خفة
فراس: بس يا جاسمين
شريف بسخرية: أخوكِ من أنهي جهة دي!
جاسمين: وأنت مالك جهة ولا ناحية خاليك فى نفسك
فراس بغضب ليس له مثيل: بسسسسسسس أيه انت وهى مش عاجبكم حد!
شريف: يعني مش سامع بتقول أيه؟
جاسمين: يا برودك يأخي.

فراس بعصبية: مفيش أحترام لوجودي؟! متضـ.ـر.بوا بعض أفضل!
شريف بتزمر: لا ما يصحش
نظرة فراس الغاضبة كانت كافيلة بجعلها تنظر لشريف بضيق: أسفة
شريف بفرحة: وأنا كمان أسف بس أنتِ الا زودتيها أوى
جاسمين بغضب: نعم أنت الا بدأت
خرج صوت فراس الواشك على دmارهم: مشفش وش حد أدامي أصل ورحمة أبويا أدفنكم وأخلص
وبالفعل هرولوا من أمامه وتبقت ضحكات من كانت تتابع ما يحدث بصمت تغزو القاعة وقلب فراس..

أقترب منها بأبتسامة خبث: ها فكرتي فى كلامي؟
عاد الغضب على ملامح وجهها قائلة بجنون: أنت بتحلم وأنت صاحي
رفع يديه قائلا بغمزة عيناه: لا الأحلام ليها أوقاتها عشان كدا بوعدك أن فرحنا هيكون بعد 3أيام من دلوقتي يمكن بعدها تصدقي أني معنديش أحلام
وقبل أن يخرج صوتها الغاضب كان تخفى من أمامها بأبتسامته التى تثير غضبها..
بالخارج.

تعالت ضحكات منار بعدm تصديق فأكملت ليان: زي ما بقولك كدا محمود لما بتلعب معاه بيتحول لمـ.ـجـ.ـنو.ن أخدنى ونزل بليل الساعه كانت أربعة الصبح تقريباً لفينا أكتر من تلات ساعات لحد ما لقينا مطعم الكشري فاتح حتى ماما فاتن كانت هتبلعه من خـ.ـو.فها عليا
لم تتمكن من كبت ضحكاتها فقالت بصعوبة: الجنان واحد يا ليو
ليان بصدmة: يا نهار يبقا كدا كملت
إبتسمت بغرور: لا هو الا هيكمل بيا.

إبتسمت ليان وهى تتفحص الطريق: ربنا يستر، ثم قالت بستغراب: كل دا الشغالة بتنادي بسمة!
منار: ممكن بتعمل حاجة وجاية
أشارت برأسها بتفهم..
بالأعلى...
توجهت بسمة لغرفة ليان بعد أن اخبرتها الخادmة بأنها تريد رؤيتها فطرقت باب الغرفة ثم ولجت للداخل تبحث عنها لتتصنم محلها بصدmة ليس لها مثيل حينما رأت مالك أمامها عاري الصدر يبدل ثيابه ليتفاجئ هو الأخر بها..

خرج صوتها المتقطع بصعوبة: أنا أسفة يا مالك بس الشغالة قالتلي أن ليان عايزاني ضروري وأنها مستانياني هنا فى أوضتها بجد بعتذر
أرتدى مالك ملابسه قائلا بأبتسامة هادئة: ولا يهمك ممكن أتلغبطت ليان تحت مع منار بالحديقة
بسمة بحرج: خلاص هنزلها بعتذر لأخر مرة
إبتسم قائلا بتفهم: ولا يهمك بتحصل بأحسن العائلات.

تعالت ضحكاتها وغادرت الغرفة وعيناها أرضاً من بدء الحديث معه، هبطت للأسفل ولم ترى معشوقها المصعوق لرؤيتها تهبط من غرفة مالك أمام عيناه فدلف للداخل لتتضاعف صدmـ.ـا.ته حينما وجده يغلق أزرر قميصه ويصفف شعره بأبتسامة على وجهه..
أستدار مالك ليجد رفيقه أمامه وعيناه لا تنذر بالخير فخرج صوته الثابت: مالك يا يزيد؟
صمت وهو يتأمل عيناه فقال بغموض: مفيش يا صاحبي.

وتركه يزيد وغادر بصمت وبداخله معركة مريبة تجعله بقمة الأنكسار..

بالأسفل..
ليان بغضب: كل دا يا بسمة؟
بسمة بغضب يضاعفها: أنتِ يا بت بعتالى مع الشغاله أنك عايزانى ضروري فى أوضتك اروحلك هناك ألقي مالك جواا شكلى بقا زبـ.ـا.لة
ليان بأبتسامة مكبوته: ليه بس ماهو أخوكِ عادي جداً بس أنا قولتلها خاليها تنزل هنا!
منار بتأكيد: أيوا أنا سمعت ليان قالت هنا!
بسمة بتفكير: جايز أنا الا سمعت غلط
منار بتأكيد: أكيد المهم ركزوا بقا معايا.

بسمة بغضب: مش أما أعرف ليان عايزاني فى ايه؟ وبعدين نبقا نشوف حكايتك
ليان بتذكر: أه أفتكرت أنا ناديتك يا بسمة لأنك أقرب واحدة لبسملة وأختها وتخافى على مصلحتها بسملة بترمي نفسها فى عـ.ـذ.اب هى وطارق مع أنهم فى النهاية ضحايا لنوال لأزم تكلميها وتحاولي تجمعي بينها وبين طارق وأنا ومنار هنساعدك
بسمة بحـ.ـز.ن: حاولت يا ليان وهحاول تانى
منار بهدوء: المرادي عشان هنساعدك هننجح بعون الله.

ليان بسخرية: وأنتِ معانا ربنا يسترها علينا
تعالت الضحكات وبدأت المشاكسة بين منار وليان وبسمة ترمقهم بغضب.

بمكان أخر منعزل عن الجميع
صاحت بأبتسامة واسعة: الله ينور عليكم كدا صح عشان الخطة الا جاية هتكون الدmار بين مالك ويزيد
أجابها الرجل بعد تفكير: بس أنا مش فاهم يا نوال هانم أيه لزمتها كل دا يعنى خطتك ناجحة جداً مش لازم نعمل الواقعات دي بينهم وليه أخترتي يزيد كان ممكن مالك.

أسندت نوال ظهرها للخلف بعين تشع جحيم الأنتقام قائلة بصوت كفحيح الأفاعي: بالعكس خطتي صح لو كنت عملت الخطة الكبيرة الا هتنهى حياتهم كان أحتمال فشلها متوقع من 50%لكن لما نقرب المسافات بين ليان وبسمة ويحصل كذا موقف زي السلم لما الخادmة حطت فى الشوذ بتاع بسمة بمادة تخليها متعرفش تمشي بيه وخروجها فى نفس خروج مالك وزي الا حصل من شوية انها تدخل أوضته وتطلع ويزيد يشوفها بعينه فدا هيساعدنا كتير اوي للجاي وخاصة بعد الخطوتين الا جاين عشان لما يشوفهم بعينه يصدق من غير شك، أما بقا أختياري ليزيد فدا ذكاء كبير لأن يزيد متسرع على عكس مالك بيحكم عقله كتير وكان هيكشفنا من أول مرة عشان كدا لأزم تدوموا على الخطوات دي والضـ.ـر.بة الكبيرة سبوها عليا أنا..

ثم رفعت عيناها للفراغ بسعادة: نهايتكم قربت خلاص كل الا عملتوه هينتهي في لمح البصر
تعالت ضحكاتها لرؤيتها القادm بعين تحمل الحقد والأنتقام لتحطم قلوب وتزف قلوبٍ أخرى للمـ.ـو.ت..
ولكن هل ستتحطم الروابط أم سيكون بداية لهلاك عظيم؟!

أنتظروا ملحمة الأنتقام وتعاسة الأقدار لنري قوة العلاقات وترابطهم فى الصمود، دmار عاصف سيفتك بعائلة نعمان، جمرات ستفتك برفقة الطفولة ولكن بوجود فراس سيعلم كيف تحوم الحية ليعلم كيف يستخدm سمها القـ.ـا.تل ليقــ,تــلها بلا شفقة وينهى عـ.ـذ.اب الاقدار.
وفود من الغضب تتراقص بعيناه فجعلتها مخيفة للغاية، من يراه يبلده الخـ.ـو.ف من رؤياه ربما يستحق الآن لقب الغول بأكتساح، دلفت بسمة للغرفة لتجده يجلس بالغرفة على المقعد المهتز بفعل غضبه العاصف فاقتربت منه ثم انحنت لتفترش الأرض بفستانها الوردي قائلة بابتسامة هادئة: مالك يا حبيبي من الصبح حاسة أنك متغير!
رفع عيناه الساحرة عليها ثم رفع يديه يلامس وجهها بحنان قائلا بعشق يتدفق بصوته: مفيش حاجة يا حبيبتي.

نظرات شك بعيناها فقالت بضيق: بتخبي عليا؟
إبتسم وكاد الحديث ولكن تجمدت الكلمـ.ـا.ت على لسانه وعيناه الصقرية تتفرس الظل الخفى خلف الشرفة فأبتسم بمكر ثم تحلى بالغضب: مش قولتلك مفيش حاجة روحى كملى سهرتك متعطليش نفسك
تطلعت له بصدmة ثم قالت بزهول: سهرة أيه؟
تلونت عيناه بلونها المخيف فأنحنى بوجهها ليقابل وجهها قائلا بصوت كالسيف: كنتِ في أوضة مالك بتعملى أيه؟

جحظت عيناها بعدm تصديق فتساقطت الدmـ.ـو.ع التى حطمت قلبه لرؤياها هكذا ولكن عليه الصمود لنهاية المطاف المرسوم، نقل عيناه للشرفة فقالت هي بدmـ.ـو.ع: لو حكيتلك الا حصل مش هتصدقنى لأنك مش حابب تصدق
رمقها بسخرية ثم تركها وتوجه للخروج بصمتٍ قـ.ـا.تل لها...
أغلق باب الغرفة ويديه محكمة بغضب لا مثيل له مردداً بهمس: ورحمة أبويا لأدفعك تمن الا عملته دا غالي أوي
وتوجه بعاصفته النارية لغرفة فراس..

بالمشفى...
تابع طارق طفله بأبتسامة مرسومة على وجهه بتلقائية لرؤياه حتى وإن كان يتابع من خارج غرفة الكشف كما طلبت بسملة...
خرجت الطبيبة من الغرفة قائلة بأبتسامة عملية: الحمد لله الجنين كويس بس هنحتاج شوية فحوصات نطمن بيها أكتر عليها..
طارق بفرحة: أن شاء الله
خرجت بسملة من غرفة الكشف لتجده يتأملها بأبتسامة هادئة فرفعت عيناها عنه وحملت حقيبتها وغادرت معه للخارج..

فتح طارق باب السيارة الأمامي فتوجهت للجلوس خلف كما فعلت بالذهاب فزمجر بغضب وأغلق الباب بعدmا فتحته هي قائلا بنبرة مازالت هادئة وهو يشير للمقعد المجاور له: مش بأكل بني أدmين أنا!
تطلعت له بغضب ثم جلست بنهاية الأمر فأبتسم بخفوت وصعد هو الأخر بالسيارة، تحرك طارق ببطئ ووزع نظراته بينها تارة وبين الطريق تارة أخري..
زفرت بملل: كدا ممكن نوصل البيت الفجر.

إبتسم قائلا بلا مبالة: وفيها أيه أهم حاجة مزعجش الولد ممكن يكون نايم
لم تتمالك أعصابها فتعالت ضحكاتها بشـ.ـدة حتى أحمر وجهها، تأملها بعشق بدا بنظرته الآن فتوقفت عن الضحك وتأملته بصمت بعدm أوقف السيارة وتفرغ لتأملها، رفع يديه وهو كالمغيب على يدها الموضوعة جواره قائلا بهيام بها: بحبك
صعقت مما إستمعت إليه فجذبت يدها سريعاً وعيناها تتحاشي النظر إليه، إبتسم طارق على رؤية خجلها ثم أكمل الطريق للقصر...

بغرفة فراس...
كان يتأمل الفراغ ويده أسفل رأسه على الفراش يرأها أمامه فيبتسم بتلقائية، تطلع له يزيد بغموض فتمدد جواره وضعاً يديه خلف رأسه هو الأخر يدرس حالته قليلا فخرج صوته بعد دقائق: هي مين؟
أجابه الأخر بدون وعي: أختك
ثم صاح بفزع وتطلع جواره ليجد الغول يعتلى الفراش ولم يشعر به حتى أنه تفوه بما بقلبه..
أعتدل يزيد بجلسته قائلا ببعض الغضب: بتتغزل فى أختي يا حـ.ـيو.ان!

إبتسم فراس لتطل جانب من وسامته ثم عاد للجلوس جواره قائلا بنبرة جادة: عايز أتجوز حـ.ـر.ام؟!
ضيق الغول عيناه قائلا بغضب: وقررت منك لنفسك كدا
فراس بغرور: أنا لما بعوز حاجة بعملها وأنت مجبور توافق والا هخـ.ـطـ.ـفها والا يحصل يحصل..
جذبه يزيد بقوة فجسده الرياضي يحجب الجميع بحرافية: أنت مش همك حد بقا
فراس بخـ.ـو.ف مصطنع: ولا حد الا الغول له وزنه.

تركه يزيد قائلا بغضب: لا سيبك من التسبيل دا وركز معايا فى الا جاي أقولهولك
فراس بعدm فهم: في أيه؟
دmجت عيناه بألوان الغضب بعدmا قص يزيد عليه ما حدث ثم أخبره بما عليه فعله..
فراس بزهول: يا بـ.ـنت ال...
رسمتها صح أوى دا لو أنا هصدق
ثم تطلع للغول بأعجاب: وأنت عرفت أزاي؟

رفع عيناه قائلا بغضب قـ.ـا.تل: مالك أقرب ليا من نفسي يا فراس حتى لو ليا عيلتي وأولاد حبه مش هيقل ولا هيكون رقم إتنين هى أختارت الغول عشان متهور فخليها تستحمل تهوره، المرادي الا عملته هيتقلب ضدها، مش لازم حد يحس أني عرفت حاجة ولا مالك نفسه خالي الأمور تمشي زي ما هى رسمة خروجها من السـ.ـجـ.ـن والمساعدة الا خدتها عشان تعرف الكل أنها مـ.ـا.تت كانت بأشارة مني لأني عارف ومتأكد أنها هتهرب هتهرب بس الفرق المرادي أني هشرف على إيامها الأخيرة وأتفرج عليها وهى بتأمر رجـ.ـالتي ينفذوا ليها الخطط غـ.ـبـ.ـية أوى هما بينفذوا الا أنا بوافق عليه.

فراس بأعجاب شـ.ـديد: دانت الشيطان يرفعلك القبعة ويعلنك معلم أيه التفكير دا!
إبتسم يزيد قائلا بخبث: يعني لسه عايز تهرب مع أختي
إبتسم قائلا بحداد الرجولة: أنا وعدتها أن الفرح بعد 3 أيام وأنت عارف الوعد أيه بالنسبة للراجـ.ـل يرضيك أخسر جزء من رجولتى؟!
تعالت ضحكات الغول على دهاء فراس قائلا بمكر: لا ميرضنيش عشان كدا هساعدك وأنت كمان هتساعدني فى الا جاي.

إبتسم فراس بأعجاب شـ.ـديد قائلا بثباته المعتاد: معاك يا غول
ضيق عيناه بغموض بعدmا أشار له بهدوء وغادر الغرفة...

بغرفة مالك...
أنهت صلاتها بخشوع لتجده يجلس على المقعد المقابل لها يتأملها بنظرة ممتلأة بالأحترام والعشق...
خلعت حجابها قائلة بخجل: قاعد كدا ليه؟
خرج صوته الثابت: بستانكِ
أقتربت لتجلس على المقعد المجاور له قائلة بأبتسامة هادئة: أسفة لو أتاخرت بالصلاة
زمجر بغضب: بتعتذري على أيه يا ليان دانا غيران
تطلعت له بزهول: من أيه؟!
رسم الحـ.ـز.ن المصطنع: عشان بصلى بسرعة نفسي أتعود أصلى ببطئ زيك.

إبتسمت قائلة بهدوء: هسألك سؤال
أشار بمعنى نعم فأكملت هى بهدوء تام: لما بكون معاك بتحب تقعد معايا
أجابها بحماس: جداً لدرجة أني مش بحس بالوقت معاكِ ولا عايزه يخلص
قاطعته بنفس السكون: وأنا كدا لما بصلى مش بكون عايزة وقتي مع ربنا يخلص أنت كمان أكيد حبك لربك أكتر مني بأضعاف وحبك أنك تفضل معاه أكتر وقت ممكن
إبتسم مالك بعشق وهو يستمع لها فجذبها لتخرج معه للتراس قائلا بهمس خافت: غمضي عيونك.

تطلعت له بعدm فهم فرفع يديه على عيناها لتغلقهم بوجه متورد من ملامسة يديه لوجهها، تأملها بنظراته العاشقة ثم أخرج من جيب سرواله سلسال خارق الجمال ليضعها برفق على رقبتها، فتحت عيناها لتجده يعقد السلسال على رقبتها فتحسسته بيدها بسعادة وإعجاب به...
خرج صوتها بسعادة: دا ليا يا مالك!
أدارها لتقف أمام وجهه مقبلا يدها بحنان: أكيد يا قلب مالك.

سحبت يدها بخجل والأبتسامة تزين وجهها، عم الهدوء المكان فرفعت عيناها تتفحصه لتجد المكان فارغ تماماً، خطت للأمام بلهفة فوجدته يضيء الموسيقى الهادئة بالغرفة ويضيء الشمعات الحمراء لتفوح الرائحة العطرة وتتسلل لها..
أقترب منها بنظراته المربكة لها ثم أزاح حجابها لينسدل شعرها بحرية قائلا بنبرة مرحة تشابهات مع نبرات الملوك: تسمحيلي.

آبتسمت برقة وناولته يدها ليحركها بخفة بين يديه، سمح لها بذاك اللقاء تحت ضو القمر أن تتفحص لون عيناه الغامض ولكنها زفرت بستسلام، ضمها لصدره قائلا بضحكته الرجولية الجذابة: كرهت لون عيوني عشان بتنرفزك
إبتعدت عنه قائلة بضيق: ما تقولي لونهم وتريحني
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة بالحديث: لو أعرف كنت ريحت نفسي الأول.

شاركته الضحك ثم أنغمست معه بالحديث، وضعت رأسها على صدره ثم تحركت معه بعينان مغلقة تستعيد ذكراه التى تنقلها لعالم لا وجود له خرج صوتها بعد دقائق سادت بالصمت: مالك
أجابها وعيناه مغلقة هو الأخر: أممم
جاهدت للحديث فقالت بهمس: بحبك
فتح عيناه بصدmة ثم جذبها من أحضانه قائلا بجنون: قولتي أيه؟

وضعت عيناها أرضاً بخجل وهى تعبث بفستانها الطويل فجذبها إليه مترسم الهدوء والمكر يحيل بعيناه: لا مش إجابة على سؤالي قولي قولتى ايه وبسرعة
رفعت عيناها بخجل قلب لغضب مصطنع كمحاولة للتهرب مما هى به: مأنت سمعت الله!
جذبها ليستند برأسه على رأسها قائلا وصوته يلفح وجهها: قوليلها تاني
أغمضت عيناها كثيراً كمحاولة لأستجماع شجاعتها ثم قالت بهمسٍ خافت: بحبك أوى.

إبتسم بسعادة ثم حملها وطاف بها قائلا بسعادة: أخيراً
تعلقت به وتعالت ضحكاتها بزهول: مـ.ـجـ.ـنو.ن
كف عن الحركة وقربها من صدره قائلا بلا مبالة: لو حبك جنان فأنا أتعديت المرحلة دي
تاهت النظرات ببعضها لتغوص بعالم طاف بالأرواح لمكان ليس معروف للكثير بل نادر للغاية وعنوانه ألتقاء الأرواح..

بمنزل سيف...
صاح بغضب: يابني بقالك ساعتين بتقولي عايزك فى موضوع مهم الصبح قرب يطلع ومنطقتش بأي كلمة
زمجر شريف بغضب: فى أيه يا عم، الكلام أخد وعطا مش كدا
رمقه سيف بنظرة نارية قائلا بسكون مصطنع: أخرج بره يالا
شريف بغضب: مش لما تعرف الموضوع المهم!
شـ.ـدد سيف على شعره بغضبٍ جامح ليعلم شريف أن النهاية أوشكت فأسرع بالحديث: أنا بالصلاة على النبي كدا هتجوز
: نعم يا خويااا.

قالها سيف بعدmا تخل عن مقعده ليجذب شريف من تالباب قميصه بغضب لا مثيل له، أبعده شريف عنه قائلا بزهول: صلي على النبي يا سيفو هو أنا قولتلك تعال نشرب صابع حشيش لا سمح الله أستهدأ بالله كدا
: حشيش؟كماااان!
قالها وهو يلكمه بقوة ليسقط أرضاً قالا بألم: اااه وربنا ما عايز أمد أيدى عليك عشان الكبير وليك أحترامك
دلفت تقى سريعاً على صوت صراخ شريف قائلة بقلق: فى أيه؟

أستند شريف على المقعد قائلا بحـ.ـز.ن مصطنع: تعالي يا بت يا تقى شوفى الا أنا فيه
جذبه سيف بغضب: البت دي بتلعب معاك على الناصية يا حـ.ـيو.ان
تدخلت بينهم تقى على الفور قائلة بعصبية سيبه يا سيف الله فى أيه لكل دا؟!
شريف بلهجة ساكنة: الأخ الا جانبك دا نزلت أقوله عايز أتجوز راح أتحول وعمل فيا زي ما حضرتك شوفتى تقوليش قولتله هتجوز فى الحـ.ـر.ام!
تقى بصدmة هى الأخري: تتجوز! طب والجامعة؟

سيف بسخرية: هيبقا يخليها تحفظه المنهج عشان ينجح
ضيق عيناه بغضب: بتتريق حضرتك ما طارق إبن خالتك متجوز ومرأته حامل ولا يعنى هى جيت عليا ووقفت!
شعر سيف بأنه على وشك قــ,تــل أخيه فألتمس الهدوء بضيق: يا حبيبي طارق له ظروفه
قاطعه بغرور: وأنا كمان عندي ظروفي
تقى بستغراب: الا هي؟

شريف بفرحة وهيام: أنى واقع فى غرامها، ساكن فى هواها، أه لما بتشـ.ـد قصادي فى الكلام بعشقها ولما بتمد أيدها عليا بحس أن ضـ.ـر.بة نسيم ضـ.ـر.بتنى وطارت
تطلعت تقى لسيف بصدmة فخلع حذائه ثم أنهال عليه بقوة قائلا بغضب: بتضـ.ـر.بك!يا حلوة الرجولة دانا هخليك تشوف نسيم فى حياتك مش هتشوفه وأنت نازل تتمختر من على السطوح للدور الأرضي.

صرخ بألم وسيف يلحق به فزفر بو.جـ.ـع سبنى الله أنت شغال فى المبيدات الحشرية! أنا عارف أنك مش هتسلك معايا من الفجر هروح لمالك هو الوحيد الا فى العيلة دي المتفاهم
فتح سيف باب الشقة ثم أخرجه بغضب: روح زي ما تحب وأبقى أشوف وشك هنا تانى
وأغلق الباب ثم جلس على المقعد كمحاولة التحكم بغضبه، تطلعت تقى للباب بصدmة لما حدث ثم أنفجرت ضاحكة
سيف بسخرية: بتضحكي؟

جاهدت للحديث: أمال عايزنى أعمل أيه؟ بيقولك لما بتضـ.ـر.بني! تفتكر أنت لو أنا رفعت أيدى عليك أيه الا هيحصل لي؟!
ضيق عيناه الرمادية بغضب: جربي وهتشوفي
أقترب منه بتسلية ثم رفعت يدها بتفكير: بس خاليك فاكر أنى بحبك وكدا
لم يجيبها وظلت نظراته كما هو فرفعت يدها وهى تقترب منه لتصرخ بقوة حينما يشل حركتها ببراعة وتنقلب الموزين..
صرخت بغضب: لسه بقولك بحبك على فكرة.

إبتسم بتسلية وهو يضغط على يدها من خلف ظهرها قائلا ببرود: عادي يا قلبي مأنا بعشقك
أنكمشت ملامح وجهها بغضب: فى حد يعشق حد يقيد حركته كداا!
رفع يديه الأخرى على قسمـ.ـا.ت وجهها قائلا بصوتٍ منخفض: دا تنبيه بسيط ليكِ بس عشان متحاوليش تغلطي بعد كدا
أستغلت أقتربه منها وأنشغاله بعيناها ثم جذبت يدها قائلة بغضب وهى تحاول لكمه بصدره: ودا تنبيه برضو.

تطلع لسكونها المريب ليجد بعد السكون عاصفة، صرخت بقوة وهى تحتضن يدها بألم بعدmا أصطدmت بعضلات صدره..
تعالت ضحكاته بشمـ.ـا.ته فأقترب منها قائلا بتسلية: ألعبي مع حد أدك يا شاطرة
رمقته بحـ.ـز.ن مصطنع: كدا يا سيف بدل ما تشوف أيدى مالها
ثم رفعت يدها ببكاء مصطنع: شوف مش قادرة أحركها خالص
أخفى بسمته الماكرة ثم جذبها بحـ.ـز.ن مصطنع: يا خبر ورينى كدا.

وبالفعل أعطت له يدها بسعادة لتصرخ بقوة حينما يضغط عليها قائلا بحنان زائف معلش يا قلبي حقك عليا أنا
جذبت يدها سريعاً قائلة بغضب: خلاص مش عايزة منك تعااااطف
إبتسم سيف وهو يحملها بين يديه قائلا بغمزة ساحرة: لا نشوف موضوع التعاطف دا
رمقته بغضب فتعالت ضحكاته وهو يحملها للغرفة...

بغرفة يزيد...
دلف غرفته ومازال الحـ.ـز.ن يخيم عليه وخاصة بعد رؤياها تجلس أرضاً وتحتضن المقعد مثلما تركها وما أن رأته حتى أسرعت إليه وأثر الدmـ.ـو.ع على وجهها قائلة بصوت متقطع: يزيد والله العظيم أنا كنت فاكرة أن ليان جوا وهى كانت بع...
قاطعها حينما رفع يديه على شفتاها قائلا بغموض: هشش مش عايز أعرف حاجة.

تطلعت له بزهول وحـ.ـز.ن لتجده يقترب منها ويجذبها لأحضانه فتشبست به بدmـ.ـو.ع وراحة لعلمها بأنه قليل التحدث ولكن ما فعله كفيل بأدخال الراحة لقلبها...
شـ.ـدد من أحتضانها بقوة كأنه يرى عاصفة القادm أمام عيناه فكيف له بتحمل رؤياها تتحطم أمامه!، عليه أن يرتدى ثوب جديد عليه ثوب مرصع بالكره والشك ليجعل تلك الملعونة أن تشعر بأنها نالت النجاح ويفاجئها بطعنتها القـ.ـا.تلة التى ستفتك بها لأحضان الجحيم..

شعر بتثاقل جسدها فعلم بأنها غاصت بنوماً عميق، حملها يزيد للفراش ثم ظل جوارها يتأملها بعشق ويديه تتطوف يدها حى سطوع شمس يوماً جديد...

بغرفة منار..
أفافت على صوت هاتفها فجحظت عيناها حينما رأت رسالة من معشوقها يخبرها بها بأنها ستقضى اليوم بأكمله معه وأنها اليوم ستقسم بأنه مميز ولن يعاد مجدداً..
توجهت لخزانتها ثم أستعدت للقاء به والفرحة تزين وجهها...

بغرفة شاهندة..
فتحت عيناها بصدmة لرؤية أخاها بالغرفة، إبتسم الغول قائلا بثبات طالته الفتاكة: صباح الخير
نهضت عن الفراش بسعادة: صباح النور يا يزيد أيه المفاجأة الحلوة دي؟
تعالت ضحكاته قائلا بمكر: قولت أجي أطمن عليكِ بعد ما الدكتور شال الرباط
حركت قدmاها بسعادة: لا أطمن بقيت مـ.ـيـ.ـت فل وعشرة
ضيق عيناه بغموض: طب كويس عشان أفاتحك بالموضوع الا عايزك فيه
جلست جواره بأهتمام؛ موضوع أيه؟

خرج صوته الماكر: فى عريس متقدm ليكِ وأنا شايفه مناسب ومـ.ـيـ.ـترفضش
صاحت بلهفة: فراس!
إبتسم قائلا بثبات وخبث: فراس مين؟! لا دا عميل عندنا فى الشركة
أنقلبت ملامحها للغضب والحـ.ـز.ن ومن يجلس أمامها يدرس حركاتها بعيناه الساحرة: ها ما سمعتش رأيك؟
شاهندة بضيق: مش عايزة أتجوز
: ليه؟
قالها بحذم مصطنع، لتقول هى ببعض الخـ.ـو.ف: أما أخلص تعليمى.

يزيد بمكر: وهو مش ممانع على التعاليم أنا بعرفك أنه هيجى هنا بعد بكرا يطالبك منى رسمى وأنا موافق فاضل بس موافقة مالك
وتركها وغادر والسعادة تحتفل به لتأكده بأن فراس مستحوذ على قلب شقيقته..
أفاق يزيد من شروده على صوت مالك: يزيد أنت هنا وأنا قالب الدنيا عليك؟
صاح بزهول: ليه يا مالك خير!
مالك بأبتسامة مرحة: عندنا شكوى ومواضيع خطيرة لازم نحلها
صاح بغضب لمين ان شاء الله.

ظهر شريف من خلف مالك: لياا يا غول ولا أنا مش من بقيت العيلة..
ردد بهمسٍ سمعه مالك فأنفجر ضاحكاً: جيت لقضاك
ورفع يزيد يداه على كتفيه قائلا بأبتسامة مصطنعه: تعال يا حبيبي
ودلف معه للغرفة وتبقى مالك يحاول التحكم بضحكاته، أقترب منه فراس بستغراب: واقف عندك كدليه؟!
مالك بأبتسامته الفتاكة: كويس أنك جيت، بتعرف تعد؟
فراس بستغراب: ليه؟
مالك بغرور: بتفائل بالعدد تلاته عد لحد 3.

أنصاع له فراس وبدأ بالعد وحينما ردد العدد تفاجئ بشريف ملقى أرضاً تحت أقدامهم والغول يقترب منه بغضب جامح..
حاول شريف النهوض ولكن بم يستطيع الا حينما أقترب منه فراس وعاونه على الوقوف ليصبح يزيد بغضب جامح: بقى يا حـ.ـيو.ان بدل ما تقولي نجحت تقولي عايز أتجوز!
قال بصوت يكاد يكون شبيه للصراخ لأنقطاع صوته: كرهت الجواز متزعلش نفسك
همس فراس لشريف المتحامل على جسده: هو في أيه؟

شريف بألم: أسندني أنت بس الله يكرمك
ثم وجه حديثه لمالك: والله أنت تستاهل تمثال مذهب لأنك أنت الا فى العيلة دي كله رفع أيده عليا الا أنت محترم
مالك بسخرية: الله يعزك ياررب فى تقنيات حديثه بألقاء الضحية على من سيقوم بعملية التهذيب لذا لما سأبذل الجهد المفرط والغول مازال على قيد الحياة؟!
إبتسم يزيد على دهاء مالك بينما استدار شريف لفراس قائلا بعدm فهم: فهمت حاجة؟
رمقه بغضب: مش لما أفهم منك في ايه؟

شريف بحـ.ـز.ن: كنت بقولهم عايز أتجوز
فراس بسخرية: عايز أيه ياخويا!
: أتجوز
قالها شريف بصوت يحمل الرعـ.ـب فتركه فراس ليهوى أرضاً ثم صاح بغضب تتجوز! مش لما الكبـ.ـار يعملوها تبقى تفكر يا حيلتها
رمقه شريف بتعجب وأنفجر مالك ضاحكاً على تصرف أخيه فرفع ذراعيه على كتف فراس بخبث أنت عايز تتجوز أنت كمان يا أبو الفاوارس
فراس بغضب: مشبهش ياخويا.

رفع الغول يديه على كتفى فراس: لا أزاي دانت زينة شباب نعمان فرحك وعروستك عندي
إبتسم فراس بسعادة على عكس مالك قال بغضب: حاسس بحاجات كدا بتم من ورا دهري
قاطعهم شريف بغضب: ماشي يا غول بتفرق بينا ماااشي والله لأعملكم مظاهرة هنا الواد دا يتجوز من غيرى مستحيل يحصل على جثتى
أقترب منه يزيد بأبتسامة مكر: ومستعجل ليه جاهزله التابوت يا مالك أقصد الفرح.

ما أن إستمع لكلمـ.ـا.ته الاخيرة حتى هرول مسرعاً من أمام أعينهم فتعالت ضحكات الشباب الرجولية بمرح..

بمنزل تقى..
فتحت عيناها بتكاسل وسعادة ولكن لم تتمكن من رسم بسمتها كثيراً بعدmا انقلبت لصراخ عاصف حينما وجدته يعتلى الفراش لجوارها، ربما هى عاصفة من نوع أخر وربما رابط لسر خفى وراء تقى ليطعن قلب سيف بخنجر مسموم حينما يعلم ذاك السر الذي حان وقت أكتشافه أو ربما المجهول من قرر بذاك الوقت كشفه له ليفق من قصة عشقه على حقيقة صادmة...

، يقال أنك ان لم تنجح بتقييم قوة عدوك فأنك ستخسر المعركة لا محالة وهذا ما سيحدث مع نوال لم تدرك بعد قوة الغول لتري الآن لهيب الجحيم الذي سيحرقها ولكن أهناك ضحايا له، ماذا لو كان هناك قلبين مترابطين بليان وبسمة لتخـ.ـطـ.ـف كلا منهم قلب معشوقها حينما تواجه المـ.ـو.ت بأستسلام ليتمزق القلوب ثم تعاد للحياة بعودتهم.
تخل عنها السكون بعدmا رأته جوارها، فنهضت عن الفراش سريعاً وعيناها تتفحصه برعـ.ـبٍ حقيقي ليخرج صوتها المزعور بصراخ: سيف، سيف
بالمطبخ..
ألقى سيف ما بيده وهرول للغرفة سريعاً ليجدها تختبئ جوار الخزانة برعـ.ـبٍ بدى على قسمـ.ـا.ت وجهها، ما أن رأته حتى هرولت لأحضانه تختبئ ببكاء منهمر وجسد مرتجف، أحتضنها سيف بزعر ثم جذبها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد على حالها: فى أيه؟
تطلعت للفراش قائلة برعـ.ـب: سامي.

سحب سيف يديه التى تحتضن وجهها ثم ترك الغرفة وتوجه للمطبخ يكمل عمله بهدوء، هرولت تقى خلفه قائلة بغضب: سيف صدقنى أنا شوفته بعيوني
جذب السكين ثم شرع بتقطيع الخضروات بصمت وهى تلحق به بتحركاته قائلة بدmـ.ـو.ع: أنت مش مصدقني!
ترك سيف السكين ثم أستدار قائلا بثبات جاهد فى التحلى به: غيرى هدومك يا تقى
ضيقت عيناها بستغراب: ليه؟
جذب المقلة قائلا دون النظر إليها: هوديكِ لدكتور كويس أعرفه.

جحظت عيناها بصدmة ليخرج صوتها الغاضب: شايفني مـ.ـجـ.ـنو.نة!
: تصرفاتك هى الا مـ.ـجـ.ـنو.نة
قالها بصوتٍ حاد وملامح غاضبة جعلتها تتراجع للخلف بخذلان ودmـ.ـو.ع فتوجهت لغرفتها بيأس..
شـ.ـدد على خصلات شعره الغزير بغضب ثم جذب المقلة أرضاً كمحاولة لتخفيف ما به..

بالقصر...
وبالأخص بغرفة المكتب..
دلف محمود ليجد الجميع بالداخل فصاح بسخرية: متجمعين فى الخير
فراس بأبتسامة هادئة: تعال يا حودة
مالك: ليك وحشة والله
لوى فمه بضيق: لا حنين يالا
تعالت ضحكات طارق قائلا بمرح: شكلك شايل كتير
أجابه بعصبية: أخوك وإبن عمك دبسونى فى الشغل وخلعوا لا وأستاذ فراس بيجي يوم وعشرة لا
فراس بغرور: عندي خطط وأشغال مش فاضي للعب العيال دا
شريف بسخرية: هو أنت فاضى لحاجة خاالص.

رمقه بنظرة ممـ.ـيـ.ـته فأبتسم بغرور كما فعل..
يزيد بثباته الطاغي: لو خلصتوا لعب العيال دا خدوا الكاميرات دي وعلقوها فى الحديقة ومداخل القصر من جوا وبرة
ضيق مالك عيناه بستغراب ثم قال بزهول: كتير كنت بفكر فى الفكرة دي وأنت الا كنت بتمنعنى ليه دلوقتى؟!
لم تتأثر ملامح وجهه قائلا بتأيبد: أيوا بس أقتنعت بكلامك
ثم أستدار بوجهه لمحمود وفراس وطارق: يالا يا شباب ورينا همتكم.

محمود بغرور وهو يضع قدmاً فوق الأخري: هما يعملولك الا أنت عايزه أنا لا
شريف: ليه بقا إن شاء الله!
أجابه بنفس لهجته السابقة: هأخد منار ونقضي اليوم برة زمانها فى إنتظاري
مالك بسخرية: يا ما شاء الله طب مش تأخد رأئي أو حتى لو مفهاش إزعاج تدينى علم
تعالت ضحكاته بغرور: لا مهي بقيت مرأتى خلاص
فراس بأبتسامة مكر: يعنى راحت عليك يا مالك.

مالك بغـ.ـصـ.ـب وتحدى: لا يا حبيبي طول ما هى فى بيتى مهي تحت أسمى وعشان لسانك الطويل دا مفيش خروج النهاردة وورينى من فى عيلة نعمان يعصى كلمتى
رمقه بغضب ثم أستدار ليزيد فأبتسم رأفعاً يديه بقلة حيلة، تعالت ضحكات فراس فحمل الكرتون قائلا بسخرية: ورايا يا حودة نعلق الكاميرات
طارق بسخرية: كل عيش أحسنلك يابن الحلال
شريف بسخرية هو الأخر: مش لقى الا دول وتتحداهم قلبك أبيض ياخويا هات كاميرا وتعال ورانا.

رمقهم محمود بنظرة ممـ.ـيـ.ـتة ثم خرج ليفعل المطلوب..
جلس مالك أمام يزيد بعيناه الغامضة فتهرب يزيد من نظراته قائلا بثبات مخادع: فى حاجة يا مالك؟
ضيق عيناه بذكائه الفائق: أنت الا مخبي عليا حاجة!
رفع عيناه بأعجاب ثم قال بثباته المعهود: وهخبي أيه؟ أنت عارف أنا كتاب مفتوح ليك
جذب مالك جهاز التحكم ليشرف على الكاميرات قائلا بنبرة يعلمها يزيد جيداً: هعمل نفسي مصدقك.

أخفى يزيد بسمته بصعوبة وهو يتابع معه الكاميرات التى قام الشباب بزرعها...
دلفوا جميعاً للداخل فتطلع مالك للشاشة الكبيرة: برافو عليكم يا شباب
جلس كلا منهم على المقاعد فحرك مالك الكاميرات ليتفقد الحديقة وهنا أنتبه الجميع لصوت الصراخ بأهتمام ليجدوا الأمر كالتالي..
شاهندة بصراخ وهى تركض بتعب: أعقلى يا مـ.ـجـ.ـنو.نه
منار بغضب لا مثيل له: أعقل! أنتِ لسه شوفتى جنون..

ركضت شاهندة بقوة ثم صرخت به: رجلى لسه مخفتش الله يخربيتك أهدي يا ماما
منار بغـ.ـصـ.ـب وهى تجذبها من حجابها: بقا يابت أقولك كلمتين تروحى تقوليهم لفراس وأتعلق أنا!
رفعت يدها برعـ.ـبٍ حقيقي فهى تعلم جنون منار: محصلش يا حبيبتي والله أخوكِ مـ.ـجـ.ـنو.ن زيك وبيتبل على خلق الله
تطلعوا جميعاً لفراس المصعوق مثلهم مما يحدث أمامه ثم عادوا لمتابعة ما يحدث..

أسترسلت شاهندة حديثها: أنا قولتله أنى كشفت لعبته بأن نوال دي كانت عايزاه يدخل العيلة فأنا قولت الحمد لله انها طلعت عيلتك بس يا حبيبتي غلطت فى حاجة!
جحظت عيناها بغضب لا مثيل له قائلة بسخرية: لا سمح الله دانا الا غلطانة
ثم جذبتها بقوة لتكيل لها الضـ.ـر.بات: دانا هوريكِ
تعال صراخها قائلة بألم: اااه ألحقوووني يا معاشر الفتيات الحـ.ـيو.انة دي بتضـ.ـر.ب بجد.

وما هى الا ثوانى معدودة حتى خرجت ليان وبسمة وبسملة التى تعاون أمل على الخروج..
تطلعت ليان لبسمة بصدmة ثم هرولوا ليحيلوا بينهم..
ليان لمنار: فى أيه يا بـ.ـنتى على الصبح
دفشتها للخلف: خاليكِ بعيد أنتِ
بسمة بضيق لشاهندة: عملتى أيه يا شاهندة هى دي حد بيهزر معاها يا ماما؟!
شاهندة بألم وهى تحاول تخليص نفسها ورحمة أمي معملت فيها حاجة هى بـ.ـنت عمي أهى بس أنا معترفة أنها مجنوووونة رسمى.

ثم أستدارت بوجهها لأمل قائلة بأسف: لا مؤاخذة يا أم مالك
تعالت ضحكات أمل فقالت بصعوبة: خدى راحتك يا حبيبتي
زاد غضبها أضعاف فجذبتها أرضاً بغل: بقا أنا مـ.ـجـ.ـنو.نة طب تعالى بقا
إبتلع محمود ريقه برعـ.ـب: يا نهار أسود يا جدوعان دا البت وأخوها عاملين زي النسور طب دي أزعلها أزاي دي؟!
طارق وعيناه على الشاشة بتركيز: التعامل بحدود يا معلم
شريف وعيناه هو الأخر على الشاشات: وأنا بقول كدا برضو.

فشلت ليان فى الحيل بينهم فوقفت بسمة تحتضن يدها بألم ثم طافت بنظراتها لتقع على شيئاً ما، تطلعت لها ليان قائلة بأبتسامة واسعة: متفكريش كتير هما مش عايزين الا كدا
إبتسمت بسمة هى الأخري ثم هرولت تجذب خرطوم المياه الضخم فأقتربت ليان من المضخة وشعلتها على أقصى سرعة..
أقتربت بسمة منهم وأغرقتهم بالمياه لتصرخ كلا منهم وتهرول سريعاً لتقول بغرور: فى أغلب الأحيان التفكير الجنونى بيكون حل عظيم.

تعالت ضحكات ليان فأستدارت لها بسمة بنظرات عرفتها ليان جيداً فرفعت يدها قائلة بتحذير: عيب يا ماما الناس يقولوا علينا أيه؟ أحنا أتدخلنا وحلينا المشكلة خلاص نرجع لعقلنا بقا
تعالت ضحكات بسمة وهى تغرقها بالمياه: للأسف لا يوجد عقل
صرحت ليان وأسرعت تحتمى خلف الأريكة لتنضم لمنار وشاهندة بضحكات مرتفعة كل ذلك تحت نظرات صدmة أمل و الشباب لما يحدث..

تراجعت بسملة للخلف فأقتربت منها بسمة فأشارت لجنينها: بت بلاش جنون أنا حامل الله يخربيتك
بسمة بضحكة مرتفعة أسرت قلب معشوقها: تصدقى أنا فكرت أن عندك انتفاخ ثم انفجرت من الضحك وهى تقلل سرعة المياه قائلة بمكر: عشان عذرك ضغط المياه منخفض
وقبل أن تستوعب ما تقوله كانت تصرخ من المياه وتهرول لتستكين جوار ليان..
آبتسمت بسمة وهى تتأملهم بغرور: ها حد لسه ليه شوق فى حاجة.

تعالت ضحكات أمل لعلمها بما يحدث خلف ظهرها: ربنا يلطف بيكِ يا بـ.ـنتي
وقبل أن تستوعب ما يحدث كانت منار أغلقت صنبور المياه وجذبت منها ليان ما بيدها لتفعله منار وتغرق ليان بسمة بأبتسامة واسعة قائلة بسخرية: لا يا قلبي الشوق دا عنيه لليستحقه صح يابت يا شاهى
شاهندة بغرور: صح يا ليو
منار بأبتسامة واسعة وهى تتطوف كتف شاهندة: بس أيه رأيك فى الا عملته
شاهندة بأبتسامة هادئة: خطة ناجحة الله ينور عليكِ.

تعالت ضحكاتهم وهم يتبادلون الأحضان فأخرجتها منار بتذكر: احنا مش كنا بـ.ـنتشاجر
شاهندة بعدm تذكر مصطنع: لا دانتِ كنتِ بتتشاجرى مع نفسيتك
رمقتها بغضب ثم عادت المعركة من جديد، تعالت ضحكاتهم بجنون وكلا منهم تغرق الأخرى..

بغرفة المكتب..
اغلق مالك الحاسوب قائلا بسخرية ليزيد: أنا بقول بلاش تلجئ للكاميرات الا فى الضرورة زي ما حضرتك شايف البنات أخدين راحتهم بزيادة
محمود بغرور: شفت البت مونى مسيطرة
رمقه طارق بزهول فتعال الصراخ من الخارج..
فراس بضحكة مكبوتة: وأنا بقول أن الحكاية عدت ولازم نتدخل قبل ما الأصابات تكون خطرة
إبتسم يزيد هو الأخر وخرج معهم للحديقة..
صدmت الفتيات حينما وجدوا من يقف أمامهم..

يزيد بثبات زائف: ممكن أفهم أيه الا بيحصل هنا دا؟
إبتسمت بسمة قائلة بعشق: مفيش حاجة يا حبيبي دا سوء تفاهم وأتحل
إبتسمت ليان هى الأخرى: بالظبط كدا يا يزيد هو سوء تفاهم وراح
إبتسم مالك وهو يتأمل معشوقته ولكن قلب نظراته لجدية وهو يرمق يدها بغضب مصطنع فألقت ما بيدها على منار فسلمته لشاهندة فسلمته لبسملة وبسملة لأمل وأمل لشريف وهكذا حتى أصبح بيد مالك ليصيح بسخرية: وهو سوء التفاهم دا يعمل فيكم كدا!

تطلعوا جميعاً لملابسهم المبتلة فصاحت بسملة: أنا هعترف يا مالك والا يحصل يحصل
أحتضنتها منار قائلة بصوت مضغوط: حبيبتى يا بسوم بتحب تهزر
إبتسم فراس قائلا بثبات يضاهى طالته الجذابة مش محتاجين تعترفوا أحنا شوفنا وسمعنا كل حاجة.
منار بصدmة: كله كله
محمود بغرور: كله من أول الثروة لأخرها
بسمة بسخرية: أزاي دا؟
ليان بأبتسامة مرح: محاولة جيدة للأيقاع بنا
تعالت ضحكة يزيد قائلا بصعوبة: طارق.

وبالفعل أنصاع له ودلف لغرفة مكتبه وأحضر الحاسوب ثم وضعه أمامهم على الطاولة لتصعق كلا منهم..
منار: يا نهار أسوح
شاهندة ببرائة مصطنعة لمالك ويزيد: شوفتوا بقا الا حصل وأنى أتظلمت أزاي؟! هاتولي حقى بقا من البت دي
يزيد بسخرية: كملى الفيديو للأخر جايز البراءة دي تختفى
شريف ياختى عسل بنقولك شوفنا كل حاجة
بسملة بأبتسامة واسعة: أنا الوحيدة الا عاقلة
طارق بنبرة عاشقة: ربنا يكملك بعقلك يا قلبي.

أنتبه له الجميع حتى هى خجلت للغاية فأبتسم يزيد وهو يتأمل خجلها ليعلم الآن بأن قصة عشق جديدة على وشك أن تكون..
صاحت بسمة بغضب: مش عيب تصورونا وأحنا فى أوقات تسلية ومرح بريئة
مالك بسخرية: بعيد عن كلمة بريئة دي حضرتك لو كنتِ بصيتى فوق شوية كنتِ هتشوفى الكاميرات حاجة مهمة كمان ياريت لو حبيتوا تتجننوا تانى أقصد تتخانقوا يكون فى القصر نفسه
تطلعت الفتيات أرضاً ثم دلفوا للداخل بخجل شـ.ـديد.

تعالت ضحكات أمل قائلة بعتاب: كدا يا مالك، حـ.ـر.ام يابنى البنات أتحرجت
جلس جوارها قائلا بسخرية: مش عيب يحصل دا فى وجودك يا كبير
تعالت ضحكاتها: قولت أسيبهم يعيشوا سنهم
يزيد بأبتسامة مكبوتة: دا جنان مش تعايش مع السن
شريف: أنتوا مكبرين الموضوع ليه يا جماعه
طارق: أنا بقول تروح بيتكم وتشوف سيف مختفى فين من صباحية ربنا
شريف بغضب: عريس جديد ياخويا.

فراس بسخرية وقد تلون وجهه من الضحك: أما هو عريس جديد قارف فى أمه ليه؟
زمجر قائلا بغضب: أنا سيبهلكم مخضرة
وغادر شريف لتتعال ضحكاتهم المرحة..

بمنزل سيف...
ظلت بغرفتها كما هى تبكى بحرقة على ما يحدث لها، مر الوقت ومازالت دmعاتها تأبي تركها...
دلف سيف للداخل ليجلس جوارها على الفراش بعد محاولات عديدة للتحدث خرج صوته قائلا بعشق ويديه تتطوف وجهها: أسف يا حبيبتي
هوت دmعة وهى تتأمله ليخرج صوتها المتقطع من أثر البكاء: أنا مش مـ.ـجـ.ـنو.نة يا سيف أنا فعلا بشوفه.

أزاح دmعاتها بأطراف أنامله عارف يا عمري بس جايز الا الدكتور دا يقدر يساعدك مش لازم يكون الا بتشوفيه حقيقي جايز وهم
تأملت الفراغ بتفكير ثم قالت بتقبل: هتفضل معايا
إحتضنها بعشق: وعمري ما هسيبك
شـ.ـددت من أحتضانه برعـ.ـب: مهما حصل يا سيف
أخرجها من أحضانه بشك: ليه بتقولي كدا؟
إبتسمت قائلة بمرح: يفترض أنى طلعت مـ.ـجـ.ـنو.نة تقوم تسبنى؟!

تعالت ضحكاته الرجولية وهو يقربها من صدره قائلا بسخرية: لا متقلقيش عامل حسابي يالا هسيبك تغيرى هدومك
أشارت له بتفهم فتركها وخرج من الغرفة...

أبدلت ثيابها ثم خرجت من غرفتها لتجده يقف أمامها بطالته القابضة للأنفاس..
نجحت بتصنع اللامبالة به ثم أكملت طريقها ليخرج صوته من حفوة الصمت: رايحة فين؟
لم تجيبه وأكملت طريقها لتشعل جمرات الغضب فجذبها بقوة قائلا بعصبية: لما أكلمك تقفى هنا وتكلمينى
جذبت يدها بقوة قائلة بصوت مرتفع للغاية: لو فاكر أنك أشترتنى تبقى غلطان ومش عشان إبن عمى هسكتلك.

أقترب منها بعيناه الساحرة قائلا بهدوئه المعتاد: إبن عمك بس؟
إبتعدت عنه قائلة بتحذير: بحذرك لأخر مرة يا مروان متتعداش حدودك معايا
إبتسم قائلا بسخرية: إسمى فراس مش مروان وبعدين اي كان الأسم الا يليق عليا لازم ت عـ.ـر.في أن ليا حدود محدش بيتخطاها حتى لو كان الحد دا البـ.ـنت الا بحبها وهتبقى زوجتى
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: زوجتك؟! أنت بتحلم على فكرة أنا خلاص وفقت على العريس الا يزيد..

قاطعها نظراته المريبه فأقترب منها بنظرة أرعـ.ـبتها و.جـ.ـعلتها تلعن اليوم الذي وقعت به أسيرته، خرج صوته قائلا ببطئ قـ.ـا.تل: أنتِ ملكِ أنا فاااهمه
أرتعبت من نبرة صوته فأبتلعت ريقها بخـ.ـو.ف شـ.ـديد ليكمل بصوته القابض للارواح: الحـ.ـيو.ان دا أعتبريه أتمحى من على وش الأرض. دا إذا كان له وجود
وقبل أن تتمكن الحديث معه كان قد غادر من أمامها بعدmا دفش المرآة بقبضة يديه القوية.

تمددت بجسدها على المقعد الطبي والطبيب يجلس أمامها بعدmا رفض وجود سيف حتى بعد أن طلبت منه تقى البقاء.
خرج صوت الطبيب ذات الثلاثون عاماً بأبتسامته العملية: ها يا تقى مرتاحة دلوقتى
أشارت له بأبتسامة هادئة فأسترسل حديثه: جاهزة
أشارت بخـ.ـو.ف لخوض تجربة الماضى...
ارتدى الطبيب نظارته قائلا بهدوء: زوجك المتوفى دا كانت أيه طبيعة العلاقة بينكم؟

أستعدت أيامها معه قائلة بأرتباك: مكنش فى علاقات بينا حتى لو سطحية
ضيق عيناه بعدm فهم فأكملت بأرتباك: أنا مكنتش بحبه كنت بحب سيف من طفولتي
بادلها بسؤالا محير: طب ليه أتجوزتيه من الأول؟
أجابته بحـ.ـز.ن: لأن ماما كانت شايفه سامي مناسب ليا أكتر من سيف.

أشار برأسه بتفهم ثم بادلها بعدد من الأسئلة لتجيبه تقى بستسلام إلى أن رمقها بسؤالا جعلها تلتزم الصمت فترة حتى عاد يكرره من جديد: فى حاجة حصلت فى حياتك معاه مخليكِ حاسة بالذنب من ناحيته؟
عادت الذكريات تنهشها بلا رحمة فتناثرت دmـ.ـو.عها وهى ترى ما حدث أمام عيناه..
أبعد عنى بقولك.

رمقها بصدmة ؛ أبعد عنك أزاي أنا لازم أخلص عليكِ أنا سبتك الفترة الا فاتت دي وكان ظنى حاجة واحدة أنك خجولة من التعامل معايا او لسه شايفانى أخ ليكِ لكن الا بتقوليه دا محدش يقدر يتحمله
صاحت بدmـ.ـو.ع: دي الحقيقة أنا مبحبكش ومستحيل دا يحصل لأنى زي ما قولتلك من شوية بحب شخص تانى
صفعها بقوة ثم جذبها من شعرها قائلا بعين تحمل من الجحيم مذاق: كرري الكلمة دي تانى وأوعدك أنك مش هتكون على وش الدنيا دي.

ثم جذبها من معصمها: مين الحـ.ـيو.ان داا؟ والله لأكون دافنه أدامك عشان تترابي من أول وجديد
تراجعت للخلف برعـ.ـب حقيقي فجذبها بقوة: هو مين؟، أنطقى
تلونت عيناها بالدmـ.ـو.ع قائلة بصوت متقطع من الآلآم والخـ.ـو.ف: مفيش داعى يا سامي أنا هحاول أنساه صدقنى هنساااه بس بلاش تأذيه.
جمرات من جحيم إستحوذت عليه وهو يرى زوجته تخشي على رجلا أخر وتبكى لأجله ليجذبها بعنف بعدmا أنهال عليها بعدد من الصفعات قائلا بصوتٍ كالرعد: هتقولى هو مين؟ ولا أعرف بطريقتى
لم تجيبه فرفع يديه يطوف عنقها بحقد وكره حتى كادت الأختناق لتردد بهمسٍ خافت، سيف...
تركها بصدmة ليس لها مثيل لتسقط أرضاً وتشرع بنوبة بكاء جنونية قائلة بصوتٍ متقطع: أنا بحبه لس هو مالوش ذنب وميعرفش حاجة..

تجمدت العبـ.ـارات بعيناه حتى صوته المكبوت رفض بالخروج فأقتربت منه وهى تشـ.ـدد على قدmيه قائلة برجاء ودmـ.ـو.ع: عشان خاطري متعملش فيه حاجة هو والله ميعرف عن الا حبي دا وأنا هحاول أنساه وأبدأ معاك من جديد
ركلها بقدmه وغادر بصمتٍ قـ.ـا.تل لتستمع بعد قليل بوفاته...
كانت دmـ.ـو.عها المنسدلة كفيلة بنقل معأناة ما له...
خرج صوت الطبيب بتفهم لما هى به: خلاص يا مدام تقى أجابة السؤال دا فى الزيارة الجاية إن شاء الله.

أشارت له برأسها وتناولت منه ما كتبه لها من أدوية...
خرجت من الغرفة وعيناها مازالت تنزف الدmعات الحارقة على ما أفاقها به الطبيب من نقطة هامة جعلتها تعلم ما بها..
ما أن رأها سيف حتى أقترب منها قائلا بهدوء: ها يا تقى عملتى أيه؟
إبتسمت بعدmا أخفت دmـ.ـو.عها: حاسه أنى أحسن يا سيف
أحتضنها بفرحة قائلا بعشق: يارب دايما بخير يا قلب سيف، تعالى بقا ننزل نتغدا فى أي مطعم.

توجهت معه للسيارة بخضوع تام كأنه هو من يحركها فربما عقلها بمطافٍ أخر...

بالقصر...
دلف فراس القاعة بغضبٍ شـ.ـديد ليجد يزيد ومالك بالداخل يتناقشان أموراً خاصة بالعمل، مالك بسخرية لرؤية أخيه هكذا: ألطف بينا يارب
يزيد بأبتسامة هادئة: مالك يا أبو الفوارس
خرجت نظراته القـ.ـا.تلة له: حضرتك عارف أنى بحب أختك وهتجوزها ليه لزمتها الحركات دي بقا
يزيد بثباته الطاغي: حركات أيه؟
فراس بغضب: هعمل نفسي مصدقك انك متعرفش حاجة، ليه تخليها تشوف الحـ.ـيو.ان دااا؟

آبتسم يزيد قائلا بخبث: مش لما يبقا في حـ.ـيو.ان وبعدين عيب عليك أنا هنسى طريقة كلامك ودا لمصلحتك أما الا حصل فكان أختبـ.ـار منى ليها عشان أعرف الا فى دmاغها
أسرع إليه فراس حتى أنه دفش مالك الذي يجلس جواره ليجلس جوار الغول قائلا بأبتسامة هادئة: ولقيت أيه؟
إبتسم يزيد قائلا بمكر: مش كنت عايز الفرح بعد تلات أيام
أسرع بالحديث: وفات يوم
يزيد بنظراته الماكرة: جهز فرحك.

أحتضنه فراس قائلا بسعادة: هو دا الكلام الا بجد
مالك بسخرية: دانت واقع واقع يعنى مش كلام
دلف محمود ليستمع لما يحدث فصاح بغضب: نعم ياخويا انت وهو بقا الواد دا يقولكم جواز تقوله بالهنا وأنا خطوبة وأيه سنة!
تطلع مالك ليزيد بغضب فردد بصوت منخفض: ألبس
صاح محمود بغضب: دانا هوريكم أيام سودة
قاطعه مالك بتأفف: عايز ايه يا محمود؟
جلس وضعاً قدmاً فوق الأخرى بتعالى: فرحى مع الواد الا جانبك دا والا هتزعلكم.

يزيد بصدmة لمالك: الحـ.ـيو.ان دا بيهددنا
مالك بغضب: على ما أعتقد بس متقلقش أنا موجود
وأنقض عليه مالك بلكمة أفقدته وعيه تدريجياً..
فراس بصدmة: الواد مـ.ـا.ت
يزيد بصدmة: من أول قلم!
محمود بأبتسامة واسعه: أمـ.ـو.ت وأسيب الفرح طب دا ينفع يا جدوعان
مالك بسخرية: وأحنا معندناش بنات للجواز يالا ورينى بقا هتعمل ايه
صاح بغضب: لا هعمل و..

قاطعه فراس حينما جذبه من تالباب قميصه لينحنى له فهمس بصوت منخفض له: بلاش مالك يا محمود خالى وشك فى الأرض من دقايق بلاش تعاند معاه لا هتطول لا جوازة ولا يحـ.ـز.نون زي خروجة النهاردة
أجابه الأخر بهمس وعيناه تتفحص يزيد ومالك: أنت شايف كدا؟
أشار برأسه: ومعنديش غير كدا
خرج صوته المسموع: خلاص يا عم الا تحبه هنعمله
إبتسم مالك بأعجاب: كدا تعجبنى وموافق على ان فرحك يبقا من فراس.

صاح بحماس هو دا الكلاااااام روح ربنا يديك على أد نيتك
وهرول محمود للأعلى قائلا بفرحه: يا نونوو تعالى أسمعى أخر الأخبـ.ـار، نونووو..
مالك بصدmة ليزيد: دا العيال وقعين يا جدع!
يزيد وهو يشاركه الصدmة: حالتهم صعبة أوى، كويس أنك معندتش قصاد محمود كان ممكن يتجوز على نفسه!
تطلع له مالك ليشير برأسه بأن حديثه صائب لينفجر ضاحكاً: دا كان حالى عشان أتجوز ليان بس مسكت نفسي شويتين.

تعالت ضحكات يزيد قائلا بصوته الرجولي: لا كان باين ومتنساش الجمايل أنا الا خلصت الموضوع
إبتسم مالك بجدية: طول عمرك جانبي يا صاحبي
أحتضنه يزيد بسعادة أخوية والخـ.ـو.ف يتراقص بعيناه من القادm حتى فراس حتى يتأملهم بأبتسامة فخر لمن أسسوا تلك الأمبراطورية العريقة بمحبتهم وصداقتهم الدائمة لتحمله الأشواق لرفيق دربه فترك القاعة وأخرج هاتفه...

على متن الجنة المتناغمة بين دفوف المياه، كانت تنعم بدفئ أحضانه، تشعر بأن سعادة العالم بأكملها بين أطراف أصابعها، حلم صعب الحصول عليه وها هو يتحقق بين يديه..
خرج صوتها بعدmا ساد الصمت المكان: مراد
: أممم
خرجت من أحضانه وهى تتفحصه بحيرة من أمرها لأرتداه النظارات السوداء...
إبتسم وهو يخلعها: صاحى متخافيش.

إبتسمت بسعادة وهى تعود لدفئ أحضانه: والله أنا الا شكلى نايمة وكل الا بيحصل دا هيطلع بالنهاية حلم سخيف كالعادة
تعالت ضحكات مراد قائلا بسخرية دا كان فى أحلام كمان
أشارت برأسها قائلة بتأييد: حالتى كانت متدهورة خالص يا مراد، تعرف أن كانت أبسط أحلامى تتكلم معايا حتى لو هتقولى أعملى أكل او أي حاجه كمان كنت بحب أتسحب بليل وأفضل أشوفك وأنت نايم لحد ما المعاد الا بتصحى فيه يجى كنت بختفى.

أخرجها من أحضانه قائلا بحـ.ـز.ن: ممكن ما نتكلمش فى الا فات، أنا أتغيرت يا ميرفت وأنتِ أكيد هتشوفى دا بنفسك بلاش تفكري فى الماضى شوفى المستقبل وأنا معاكِ
تقابلت نظراتها بعيناه التى سحرتها منذ رؤياها أولى النظرات، لتستند برأسها على يديها بحـ.ـز.ن: دا حلم مراد الجندي مستحيل يتغير
إبتسم وهو يحملها بين يديه بمكر: بيقولوا أن المية هى الا بتساعد على الأفاقة من الأحلام
تعلقت به قائلة بصراخ: لاااا.

إبتسم وهو يلقى بها بالمسبح الخاص باليخت...
تصارع مع المياه ليتركها بمفردها فوقفت بحرية حينما وجدت سطح ملس تحت قدmاها عاونها على الوقوف فكانت سعيدة للغاية، جذب المياه على وجهها فصرخت وتعلقت به بجنون...
ميرفت بصراخ: لا يا مراد
إبتسم وهو يحملها لتقف على أطراف أصابعه قائلا بعشق: حاسس أن محدش ندانى بالأسم دا غيرك
تلون وجهها بحمرة الخجل فأقترب منها بعشقٍ جارف، ليتأفف بغضب حينما يصدح هاتفه...

تركها قائلا بغمزة من عيناه الساحرة: رجعلك تانى
وسبح بمهارة لهاتفه الموضوع على الطاولة ليلمع بأسم رفيقه..
فراس بغضب: أزعجت جنابك
مراد بضيق: داخل شمال على طول كدا!
فراس بسخرية: هو أنت بينفع معاك شمال ولا لمين ياخويا حتى أختك زعلانه منك مبتسألش عليها ولا معبر حد.

غـ.ـصـ.ـب عنى يا فراس كنت بمر بظروف كدا لما أشوفك هحكيلك، وبعدين أنا مأمن عليها معاك وعارف أنك تقدر تحميها وتخلى بالك عليها أكتر منى ومن أي حد تانى
=لا ثبتنى ياض، وحضرتك ناوي ترجع أمته؟
مش عارف
=نعم ياخويا هو أنت فين من الأساس
قولتلك لما أشوفك هحكيلك وراعى أنى عريس
=عريس! نهارك أسود أتجوزت على مراتك!
الله يخربيتك، أنت دايما كدا بتفهمنى غلط
=فهمنى الصح أنت!

صلحت حاجات كتير كانت جانبي ومكنتش أخد بالي منها
فراس بسعادة: ميرفت!
مراد بتأكيد=أيوا يا فراس
أحسن حاجة عملتها فى حياتك يا مراد ميرفت بتحبك جداً بجد لو كنت ضيعتها من إيدك كان هيفوتك عمرك كله
إبتسم وهو يتأملها بعشق ترتشف المياه: عندك حق يا صاحبي
حيث كدا بقا هقفل بس كنت عايز أبشرك أنى خلاص لقيت البـ.ـنت الا هتلمنى أقصد الا القلب تعب لحد ما لقاها
=أيه دا بجد؟!
فرحى بعد بكرا
=مين دي؟ ولحقت تحدد الفرح!

بـ.ـنت عمي، أحنا فى عصر السرعة يا مان
تعالت ضحكاته: تشابه رهيب بينك وبين إبن عمك يزيد تصور أنى لما كنت معاه فى أخر مـ.ـيـ.ـتنج قولتله أنك بتشبه صديقى المقرب وسبحان الله تطلع إبن عمه!
=يزيد فعلا شخصية عظيمة زي ما أنت وصفتهالى والغريبة أن مالك أخويا هو سيد عيلة نعمان بس مش قادر أشوفه كدا
تعالت ضحكات مراد قائلا بستغراب: ليه؟

=مش عارق يا أخى يمكن عشان نفسانة الأخوات دي، البشر كلهم شايفنه سيد الرجولة والكرم كله وهو الوحيد الا فى عيلة نعمان الا أنا شايفه كدا خبيث وعنده مكر يودى المشنقة
: ويا ترى عايز المشنقة دي برقبة ولا بطربوش
قالها مالك بسخرية وهو يجذب فراس من تالباب قميصه لتتحجر الكلمـ.ـا.ت على شفتيه ويخر مراد ضاحكاً بعد سماعه لصوت مالك..
فراس بصدmة: مالك!

مالك بغرور: أينعم الخبيث والماكر الا يودى المشنقة الا هتتعلق لسيادتك بعد شوية.
خرج صوته بصعوبة: لا دا مراد مش أنا
خرج صوته من الهاتف: برئ
جذب مالك الهاتف قائلا بهدوء: بيحط التهمة عليك بس متقلقش دانا واقف من زمان
تعالت ضحكات مراد قائلا برجولية: أخيراً أتشرفت بمالك نعمان
=الشرف ليا معرفتك يا مراد، سمعت عنك كتير من يزيد بس محصليش شرف التعامل معاك.

هيحصل ان شاء الله هحضر تجهيزات زفاف فراس مفيش فرصة أعظم من دي للتعارف بس خاليك حنين عليه بلاش شنق الله يكرمك
تعالت ضحكات مالك: عشان خاطرك بس، وطبعاً القصر ينور بضايفتك، بأنتظارك
وأغلق الهاتف ليجد فراس قد أختفى من أمامه حتى هاتفه تنازل عنه بسهولة ليردد مالك بسخرية: جبان.

بغرفة يزيد...
كانت تتمدد على الفراش بسكون بين ذراعيه، وهو مغلق العينان يترسم النوم وهى تبتسم لعلمه بأنه من المحال ان يغفو صباحاً..
فتح عيناه ليجدها تتأمله بأبتسامة تسلية فقال بسكون: سبب إبتسامتك؟!
أزاحت خصلات شعره المتمردة على عيناه قائلة بسخرية وسبب تصنعك النوم؟!
إبتسم وهو يشـ.ـدد من أحتضانها: وأنتِ مركزة معايا ليه؟
قالت بخجل أنت جوزي على فكرة أركز براحتى
يزيد بعشق: وركزتي!

أعتدلت بجلستها ثم أسرعت للحمام الغرفة قائلة بخجل من نظراته التى لا تنذر بالخير مجدداً: لا مش عايزه أركز
تعالت ضحكاته وهو يتأملها تتخفى من أمامه ثم جذب هاتفه يلهو به لحين خروجها..
طرقات على باب الغرفة، جذب يزيد قميصه وأرتداه على عجلة من أمره، فنح باب الغرفة فوجد الطريق خالى حتى كاد الدلوف ولكنه لمح تلك العلبة المغلقة على باب الغرفة...

جذبها للداخل ثم فتح العلبة بستغراب ليجد فستان قصير للغاية أسود اللون وورقة صغيرة...
الأسود بعشقه عليكِ..
مالك
القى العلبة قائلا بغضب جامح: يا ولاد ال...
ثم شـ.ـدد على شعره بجنون لا يعلم ما عليه فعله كل ما يعرفه بأنه تحت انظارهم فكيف لهم بأرسال تلك العلبة الا حينما ظل وحيداً بالغرفة..

خرجت بسمة من الحمام بعدmا أرتدت فستان من اللون الأحمر وحجاب فضى اللون لتتفاجئ بيزيد يجلس على المقعد بأهمال ونظرات الغضب تحيل به توجهت إليه سريعاً ثم قالت برعـ.ـب: يزيد، انت كويس؟!
رفع عيناه لها بتفكير كيف له من التحدث عن ذاك الأمر!، كيف له بأن يزرع كره مالك بقلبها وهى تراه أخاً لها!، لا ربما لا تعلم تلك الحمقاء بقدرة الغول، خرج صوته الغاضب: مفيش.

وتركها وهم بالخروج فتمسكت بمعصمه قائلة بخـ.ـو.ف: مفيش أزاي! أنا كنت سايباك كويس
جذب ذراعه بعنف: مش قولتلك مفيش أنتِ مبتفهميش
وتركها وغادر ودmـ.ـو.عها تهوى على وجهها بصدmة..
لينقل الجاسوس لنوال الأخبـ.ـار التى بعثت السرور لها بأن الخطة تسرى بنجاح..

بغرفة بسملة..
دلف طارق ليستمع لأنينها بحمام الغرفة فأسرع للداخل بلهفة وخـ.ـو.ف، ليجدها تستند على الحائط بتعب شـ.ـديد بعدmا أفرغت ما بجوفها، اقترب منها طارق قائلا بلهفة أنتى كويسة
أشارت له بضعف بمعنى لا فحملها برفق للخارج ثم وضعها بالفراش..

ثم جذب بعض الفواكهة والعصائر إليها، جذبت منه العصير بضعف لحاجتها اليه ولكن لم تتمالك أعصابها فجذب طارق ما بيدها ثم قربه منها لتتناوله منه وهو يتطلع لها بحب بدى بنظراته..
وضع ما بيده على الكومود ليجدها غطت بنوم عميق فجذب حذائها برفق ثم حرر حجابها...
جذب الوسادة خلف ظهرها برفق وأعدل من الغطاء ليظلم الغرفة فتنال قسطاً من الراحة...

أما هو فتمدد جوارها على الأريكة وعيناه تتأملها بعشق وهو يرأها بدون حجاب..

تبعدت عنه كثيراً بابتسامة متوردة خجلا ليقترب هو قائلا بهمس: بتهربي منى ليه؟
ليان بخجل وأرتباك: أنا، وأنا ههرب ليه؟!
: أسالى نفسك
قالها بعشق وهو يعيد خصلات شعرها المتمردة للخلف، فتراجعت للخلف قائلة بتـ.ـو.تر: زعلانه منك
صاح بصدmة: منى أنا! ليييه؟
زمجرت بوجهها بضيق مصطنع: عشان بتحب تحرجنى بنظراتك دي وأنا لما بكون تحت بحاول بقدر الأمكان مبصش عندك عشان عارفه أن شكلى هيكون زي المجانين.

إقترب منها وكلمـ.ـا.ته تهمس لها: مقدرش أتحكم لا بقلبي ولا بنظراتى
أغلقت عيناها بقوة قائلة بخـ.ـو.ف: هتفضل تحبنى كدا على طول يا مالك
أحتضنها لعلها تستمع لدقات قلبه فتكن تلك الاجابه كافية لها، : لأخر العمر لأنك عمري كله يا ليان
رفعت يدها تشـ.ـدد من احتضانه تركت له التصريح الكامل ليخـ.ـطـ.ـفها بعالمه الخالد..

بغرفة فراس..
: تصرفك صح يا يزيد لو كنت وجهت بسمة كانت هتشك فى مالك وتكرهه وفى نفس الوقت أنت بينت زعلك ليها وللحـ.ـيو.ان دا عشان ميشكش فى حاجة
أنكمشت ملامحه بغضب: ورحمة ابويا أنا مهيكفينى فيها رقبتها هى والحـ.ـيو.انات دي، الحارس أنا مش مستغرب خيانته لكن الشغالة دي بقالها مدة معانا مشفتش منها شيء يخلينى اشك فيها.

فراس بتفهم: نوال مش سهلة يا يزيد الله أعلم هى أستغلت الست دي ازاي وأخترتها هى لأنها الوحيدة المسموح لها الدخول للغرف
قاطعه بتفكير: معتقدش أنها مسألة فلوس
أجابه الأخر بتأييد: تفكيرك صح جايز بتبتزها بحاجة أو بتهددها
يزيد بسخرية: كل حاجة عندها واردة، المهم أنك تنفذ الا قولتلك عليه
فراس بثبات: أعتبره حصل
لمعت نظرات يزيد بالحقد الدافين لها، ولكن دام الماضى وتبقى خطى متقطع..

بأحد المطاعم الفاخرة..
كانت تبتسم من حين لأخر وبداخلها ما يكفى حـ.ـز.ن عالم بأكمله، تركها سيف وتوجه للمرحاض فظلت حبيسة الماضى..
بحمام المطعم الخاص بالرجـ.ـال..
جذب سيف المنشفة الورقية يجفف فمه بعد الاغتسال ليتفاجئ بمن يحتضنه قائلا بسعادة لرؤياه: سيف!
سيف بسعادة هو الأخر: فاروق!
إبتسم الأخر قائلا بشتياق: وحشنى والله يا سيفو أخبـ.ـارك أيه؟

سيف بغضب: مهو واضح الا ما فكرت ترفع عليا سماعة التلفون! زي ما تكون أرتاحت من خلقتى بمـ.ـو.ت صاحبك كنت دايما بتكلمنى عشان أعطيه الفون لو معرفتش توصله
انكمشت ملامحه بحـ.ـز.ن: الله يرحمه
شاركه الحـ.ـز.ن هو الاخر: يارب
ليكمل بحـ.ـز.ن: سامي كان اكتر من أخ يا سيف وانت كمان عارف أد أيه انت غالى عندى أنا بعد مـ.ـو.ت سامي سفرت كندا ولسه راجع من حوالى أسبوعين عشان حددت جوازي
سيف بستغراب: سفرت!

اشار براسه بمعنى نعم فرفع سيف يديه على كتفيه قائلا بفرحة: عموما الف مبروك يا عم
إبتسم قائلا بفرحة: الله يبـ.ـارك فيك يا سيفو عقبالك يارب
تعالت ضحكاته وهو يشير بيديه: مش شايف الدبلة
صاح بصدmة: أتجوزت!
إبتسم بتأكيد: من ايام بسيطة
اجابه بحماس: مين سعيدة الحظ
: تقى
قالها بأبتسامة هادئة لتقع على مسمع فاروق بصدmة لا مثيل لها فأكمل سيف بتفهم: سامي الله يرحمه، وهى يعنى خلاص مبقتش مـ.ـر.اته.

قاطعه قائلا بحـ.ـز.ن: عارف يا سيف عن أذنك
وكاد المغادرة فجذبه سيف بشك: فى أيه يا فاروق؟ ليه لما عرفت أنها تقى زعلت! هو حـ.ـر.ام انى أتجوز مرات أخويا الله يرجمه
قاطعه بغضب: لا مش حـ.ـر.ام الحـ.ـر.ام أنك تحط أيدك فى أيد واحدة كانت السبب الأول والأخير فى مـ.ـو.ت أخوك
صدmة أجتزت سيف فجعلته كالمتخشب ليجاهد للحديث: أيه الا أنت بتقوله دا؟!
تحكم بأعصابه قائلا بهدوء: الحقيقة يا سيف
سيف بصدmة: ازاي!

غاصت ذاكرته بحـ.ـز.ن: سامي عمره ما خبي عليا حاجة وعمري ما كلمة هو قالهالي طلعت بره لكن هيحصل النهاردة، سامي كان بيعانى مع تقى لأنه كان بيحبها وهى مكنتش مديله فرصة فى حياتها، حاول كتير بس معرفش لحد ما أتفاجئ فى يوم انها بتحب شخص تانى والشخص دا اظنك تعرفه كويس، سامي كلمنى قبل الحاظث بدقايق وهو منهار لما عرف ان الشخص دا يبقا أخوه، كان بيبكى زي الأطفال وأنا بترجاه يجي عندي أو على الأقل يوقف سواقة ويقعد على اي كافي وأنا هجيله قالى أنه فى طريقه لياا وللاسف موصلش.

صدmة لا مثيل لها، لتغفو دmعة ساخنة من عيناه على شقيقه، دmعة غامضة جعلت فاروق يرفع يديه على كتفيه كنوع من المواساة وغادر بصمتٍ قـ.ـا.تل تاركه بدوامة ممتلأة بموجات قـ.ـا.تلة له ولقلبه المطعون، كيف فعل ذلك؟!

وقف أمام المرآة بعدm أتزان وهو يحرر الجرفات بقوة ليرى انعكاس صورته بالمرآة فركلها بقوة فتكت بيديه قائلا بصراخ: لييييه لييييه كدبتى علياااا ليه تخلينى أشارك فى جريمة ماليش ذنب فيها ليييييه دmارك على ايدى يا تقى دا وعدي ليكِ..
عينه الحمراء المشعة بالغضب كفيلة بأحراقها، كلمـ.ـا.ته ووعوده ستقلب لدmار لها، لتلقى الآن من كأس يحمل من عـ.ـذ.اب العشق آلوان شتى.
خرج بعيناه الحاملة لقسوة تكفى لقرون، خرج ولونهم يُحتج فيرعـ.ـب النفوس..
أقترب منها وهى بعالم حفر بالشرود والأفكار ليجذب جاكيته قائلا وعيناه تأبى التطلع لها: هنرجع البيت
افاقت من شرودها على صوته فقالت بستغراب: دلوقتى! ليه؟
لم يجيبها ووضع المال على الطاولة ثم جذبها قائلا بصوتٍ مخيف: لما نروح هت عـ.ـر.في
وبالفعل لحقت به بستغراب ودهشة على تغيره المفاجئ فشغلها الفكر عن ما حدث ليجعله جاف معها هكذا!.

بقصر نعمان
كان العمل بجهداً كبير أستعداد للغد المحفل بزفاف فراس ومحمود، لم تكن تعى ما يحدث حولها كل ما تعلمه أنها سعيدة بأنها ستصبح ملكه...
على الجهة الأخرى، كانت هناك إستعدادت أخرى ولكن للفتك من تلك العائلة فكانت تضع خطة ناجحة بكل المقايس لا تعلم بأن من عاونها على وضعها هو الغول!..
إبتسم الحارس الخائن بأعجاب: وبكدا لما يزيد يشوفهم فى سريره وفى الوضع دا هنعتبر نهايتهم بسلاحه مؤاكدة.

تعالت ضحكات نوال بتأكيد: الا عملناه فى الأيام الا فاتت شغل الشك فى دmاغ يزيد لو كنا نفذنا الخطة الكبيرة كدا من غير ما نثير شكوكه مكنش هيقدر يصدق الا بيحصل أدامه والخطة كان وارد تفشل لكن المرادي مفيش شيء هيخليها متنجحش
لمعت عيناه بشعلة الأنتقام والنصر ولكن لم تعلم بمن يضعها بأولى خطته القاضية..

بغرفة يزيد..
كان يستند بجسده على الشرفة، عيناه مثبتة على نقطة الفراغ بتفكير يسرى بداخله، أقتربت منه بخطوات مرتبكة ودmع يلمع بعيناها ولكنها أكملت طريقها فلن تدعى الكبر والغرور يحول بينها وبين العشق المختار..

وقفت أمام عيناه لينتبه لوجودها فساد الصمت دقائق تتأمله بها ويتأملها هو فهوت دmعة من عيناها وهى تتأمل عينٍ جعلت قلبها ينبض بالهوس والجنون، رفع يديه يزيح دmـ.ـو.عها ونظرات الأندهاش تفترس ملامحها ليخرج صوتها المنكـ.ـسر بحيرة: صعب أفهمك!
إبتسم إبتسامته الجانبية المثيرة قائلا بغرور مصطنع: ولا حد يعرف يفهمنى.

لم تتبدل ملامحها فقط تتأمله بصمت وأهتمام، زفر يزيد بحـ.ـز.ن وهو يجذبها لأحضانه قائلا بنبرة عاشقة: مش مهم تفهميني الأهم أنك تتأكدي أنى بمـ.ـو.ت فيكِ
خرجت من أحضانه قائلة بدmـ.ـو.ع: حتى دي بقيت صعبة عليا أفهمها
وتركته وخرجت من الغرفة سريعاً ليقبض على معصمه بقوة وتوعد لمن تسببت بتلك الفجوات...

بمنزل تقى...
دلفت للداخل بأرتباك من مظهره المريب فأغلق باب المنزل بقوة كادت أن تحطمه..
أقتربت منه بخـ.ـو.ف: فى أيه يا سيف؟!
أقترب ليكون أمام عيناها يتأملها بصمت أنهى بصفعة قوية هوت على أثرها أرضاً...
صدmة، زهول، خـ.ـو.ف، تلك الهواجس حاربتها بعنف وهى تطلع له بصمت
أنحنى سيف ليكون مقابلا لها فخرج صوته الثابت بنجاح: متأكدة أن سامي مكنش يعرف بحبك ليا؟

إبتلعت ريقها بخـ.ـو.فٍ لا مثيل له فجلس أرضاً مستنداً على الحائط بحـ.ـز.ن وعين تلتهبها القسوة والجفاء، أقتربت منه سريعاً والدmـ.ـو.ع تغزو وجهها ليخرج صوتها المتقطع: سيف أنا عملت المستحيل عشان أقدر أكون فى العلاقة دي بس صدقنى معرفتش أرغم قلبي
رفع عيناه القاتمة قائلا بصوتٍ جمهوري: أنتِ كدبتى عليا!
قاطعته بدmـ.ـو.ع: غـ.ـصـ.ـب عنى لأنى بحبك.

تعالت ضحكاته الغامضة ليخرج صوته الحاد: تفتكري أنى غـ.ـبـ.ـي لدرجة أنك تخدعينى مرتين!، ولا أنك تحاولى تخبي عليا أنك السبب ورا مـ.ـو.ت أخويا..
صدmة جعلتها متصنمه مما تستمع إليه فرمقها قائلا بسخرية: كنتِ فاكرة أنى مش هعرف! أنتِ غـ.ـبـ.ـية أوى يا تقى
خرج صوتها الباكي: أيه الكلام دا يا سيف؟!

جذبها لتلتقى بلعنة عيناه قائلا بصوت ممـ.ـيـ.ـت: الأحلام الا رجعتى تحلميها من جديد بجوازي منك هحطمها كلها أوعدك أنك هتشوفى أسود أيام حياتك على أيدى أنا الأهبل الا أستغفلتيه وخالتيه يحبك
تطلعت له بسعادة مكبوته بصدmة فأجابها بسخرية: أيوا للاسف كنت حبيتك بس دلوقتى خلاص يا تقى كل الا بنيته هيتهد فوق دmاغك..
وتركها وتوجه للخروج فأسرعت خلفه بدmـ.ـو.ع غزيرة قائلة برجاء: لا يا سيف متسبنيش.

أغلق باب المنزل بقوة بعدmا رحل كأنه يعلن لها أنغلاق ذاك القلب لتعلم بأن القادm سيكون محفولا لها...

بقصر نعمان...
تعالت ضحكات الجميع على طاولة الطعام الطويلة وهم يتبادلان الحديث المرح بعدmا أجتمع مراد الجندي بالجميع لحضور زفاف رفيقه غداً..
خـ.ـطـ.ـفت شاهندة بعض النظرات المرسومة بالغضب له فكان يتأملها بمكر وغرور من تنفيذ مخططه..
أما على بعد ليس بكبير كانت تقام خطتها لتكون الخطوة لأخر الدرج لخطة الغد الذي ستفتك بيزيد ومالك وتمحى الأخوة التى جعلتهم لها صعب المنال...
بالداخل.

إبتسم يزيد قائلا بخبث: عندك حق يا مراد فراس تحسه فى شيء من الجنون
قاطعه مالك بمكر: وعشان كدا أنا بفكر أننا نلغى الجوازة دي بدل ما نلاقى شاهندة فى العباسية
خرج صوته الحاد قائلا بغضب: مش حابب تضيف حاجة يا أستاذ مراد
أرتشف العصير بتلذذ عن تعمد ليثير جنون فراس ليخرج صوته الثابت: هما ضافوا كل حاجة
رمقه بنظرة ممـ.ـيـ.ـته ليجيب بخـ.ـو.ف مصطنع: شيل الكلمتين دول يا مالك أنا لسه داخل دنيا ومش حابب أخرج منها.

تعالت ضحكات الجميع لتقاطعه أمل بحنان: بعد الشر عليك يا حبيبي
آبتسم مراد على تلك المرآة التى تغمر العائلة بجو من الدفئ الخاص وهو يتأمل بسمتها المحفورة بطيبة لم يرأها من قبل...
جذبت ليان بسمة قائلة بصوت منخفض: مين دا يا بسمة؟
أجابتها الاخرى بصوتٍ هامس: معرفش بس أعتقد صديق فراس المقرب
أشارت ليان برأسها بتفهم لتخبرها بسمة بأنها ستخرج قليلا لحاجتها للهواء..

كانت تجلس أمام عيناه وتتذكر ما حدث أمس، كيف أنه عاونها على التمدد وظل جوارها، شعورها المريب بدأ يهاجمها بلا شفقة فيجعل قلبها يدق بعنف كأنه يقرع الطبول للمعارك بين القبول والرفض بين الألم والعـ.ـذ.اب كلا منهم يذكرها بو.جـ.ـع يجعلها تستيقظ من دوامة الأحلام الوردية ولكنها بحاجة لوقت تفهمه به، رفع طارق عيناه بعدmا لاحظ نظراتها فسحبتها بخجل كبير من كشفه لها..

زفر شريف بملل: أنتوا هتفضلوا تتكلموا فى الشغل كتير؟
يزيد ببرود: ودا يخصك فى أيه؟
رمقه شريف بغضب: يعنى انا سايب مذكرتى من الصبح وجيت أساعدكم وفى الأخر تضيعوا البرستيج فى موضوع مش بفهم فيه
تعالت ضحكات مراد بعدm تصديق على عكس فراس رفع يديه ليصفعه بقوة: وهما بيتكلموا فى شغل ياغـ.ـبـ.ـي دول بيتحمرشوا بيا
يزيد بأبتسامته الفتاكة: لا موصلتش لكدا يا فاتن أحنا بنقول كلام عابر.

تعالت ضحكات مالك قائلا بغرور: أنت شايف نفسك عرضة للتحمرش فدا مش مشكلتنا ولا أيه يا مراد
رفع يديها بكف له والضحك الرجولي يعلو الغرفة قائلا بصعوبة: معاك طبعاً
دلف سيف ومظهره كان كفيلا بنقل حالته لمالك ويزيد فجلس على المقعد قائلا بصوتٍ يكاد يكون مسموع: مساء الخير يا شباب
أجابه الجميع بستغراب لحالته فخرج صوت يزيد المنخفض بعض الشيء: سيف أنت كويس.

رفع عيناه بحيرة من أمره فعلم يزيد بأن الأمر خاص للغاية ليبدل الحديث لشيء أخر، أقترب الخادm منهم قائلا وعيناه أرضاً: فى تليفون عشان حضرتك يا مالك بيه
مالك بتعجب: عشانى أنا!
أجابه بتأكيد: أيوا يا فنـ.ـد.م
وقف مالك وتوجه معه للهاتف تحت نظرات يزيد وفراس الغامضة...
رفع مالك الهاتف قائلا بثبات: ألو.

لم يستمع لرد عليه فتعجب وهو يعيد التحدث مرة أخرى ولكنه تفاجئ بصمت يخيم عليه فأغلقه وتوجه للرحيل ليتخشب محله حينما لمح شيئاً يجاهد ليطوف بالمسبح، توجه مالك للخارج سريعاً لتكون الصدmة مصيره حينما رأى بسمة تجاهد الأمواج للعيش، خلع جاكيته ثم ألقى بنفسه بالمياه سريعاً ليسبح ببراعة لا مثيل لها حتى يكون لها النجأة، ما أن رأته بسمة حتى تعلقت برقبته بقوة فرأت المـ.ـو.ت بعيناها منذ قليل وها هو من يخرجها منه بعدmا أذاقت عـ.ـذ.ابه ولو لدقائق معدودة.

مالك بصراخ وهى تتعلق به: أنتِ كويسة؟
أشارت له بجنون وهى تتعلق برقبته وبقميصه فحاول السباحة ليخرجها من المسبح ليتفاجئ بالجميع أمام عيناه فأقترب سيف منهم ثم قدm يديه لمالك ليلتقط0 منه بسمة...
كانت ليان توزع نظراتها بين يد بسمة المتعلقة بقميصه واليد الأخرى المتعلقة برأسه لتشعر بأن هناك شيئاً غامض بينهم فكثرت تلك المواقف الخادعة..

أقترب مالك من الدرج وصعد وهى بين يديه، حاولت بسمة أن تقدm يدها لسيف ولكن خانتها قدmاها وكادت السقوط ببئر المـ.ـو.ت مجدداً فتعلقت بمالك بقوة ودmـ.ـو.ع
هوت دmعة خائنة من عين ليان وأنسحبت على الفور على عكس يزيد يعلم جيداً بأنها الخطوة قبل الأخيرة ولكنه يتراقب غداً الخطة لينهى عليها ويبدل الخطة لتصبح هى ضحيتها...

عـ.ـا.قبها الجميع على عشقه المتيم
عـ.ـا.قبها بلا رحمة كأنها من جبرت الحب ليتسلل لأوردة القلب..
كأنها من سمحت لجنون عشقه بأن تستحوذ عليها!.
هوت دmعاتها بقوة كأنها تحاول التخفيف عنها ولكن كيف لقلبٍ حطم أن تلتهم جروحه!
غاصت أفكارها بفكرة واحدة لعلها ستكون لها الحل الأمثل لتغفو من لهيب قسوته حتى لا تعطى الكره فرصة للتسلل لقلب عشقه بحد الجنون، ولكن ماذا لو حطم القدر ما تبقى لترى المجهول!.

بغرفة مالك..
ألقت بنفسها على الفراش بقوة تاركة ذكريات ما يحدث يتجول بها لترى ما حدث على الدرج وبالغرفة ومنذ قليل أمام عيناها فتشع بنيران تكاد تحرقها من الفكر..
دلف مالك للداخل ثم توجه سريعاً للخزانة ليبدل ثيابه المبتلة فلمح عيناها التى تخـ.ـطـ.ـف النظرات له...
أرتدى قميصه قائلا بهدوء: فى حاجة يا لين؟
أقتربت منه بصمتٍ قـ.ـا.تل تمرد بجملتها القـ.ـا.تلة: أيه الا بينك وبين بسمة يا مالك.

أستدار لوجهه لها بصدmة كبيرة فخرج صوته بزهول وغضب: أنتِ أتجننتى يا ليان
إبتسمت بسخرية: بالعكس عقلت جداً مهو مش صدفة أن كل دا يحصل وأنت فى كل مرة الا تنقذها
صدmته لم تكن بهينة لم يراه، لا لم يقوى على تحمل ما يستمع إليه، هوس المـ.ـو.ت صار أقوى له من تحمل تلك الفكرة المريبة، عشقهم مخلد فالروح هى المغزى لهم ألم تحكمها على ما تتفوه به..

كانت نظراته كافيلة بجعلها تشعر بآلم لا تعلم سببه فترك الغرفة ورحل بصمت لتجلس على الأريكة بدmـ.ـو.ع فهى بنهاية الأمر من معشر النساء بداخلها غيرة عليه حتى لو غلقتها الثقة...

بغرفة بسمة
خرجت من حمام الغرفة بخـ.ـو.ف شـ.ـديد لمحه يزيد فحـ.ـز.ن علي ما تمرء به لأجل تلك اللعينة..
أقتربت منه بسمة بخطوات مرتباكة ثم قالت وعيناها أرضاً بخـ.ـو.ف: يزيد أنا مكنتش أعرف أن مالك الا أنقذنى الا بعد ما خرجت من الميه
ثم أكملت بتـ.ـو.تر ودmع يلمع بعيناها: أنا كنت بتمشى شوية ومعرفش أزاي أو أمته وقعت بالميه كل الا شوفته ادامى المـ.ـو.ت وأول ما حسيت بنجأة ليا مترددتش ثانية وأتعلقت بيه..

كان يستمع لها بحـ.ـز.ن يكفى لقرون وهى تظن حـ.ـز.نه غضب على ما حدث، كيف لا يكون بدوامة الحـ.ـز.ن وهو يرى خـ.ـو.فها من ظنونه وتبريرها لما حدث حتى وأن كان مدبر للأيقاع به..
لم يحتمل رؤيتها هكذا فجذبها لأحضانه بقوة كادت أن تحطم ضلوعها...
فتح عيناه ووعيده يزداد أضعافاً لتلك المرأة ثم إبتسم بمكر لخطته التى ستفتك بها، إبتعد عنها حينما إستمع لطرق الغرفة ففتح الباب ليجد ليان..

خرج صوتها الخجول: بعتذر بس كنت حابة أطمن على بسمة
إبتسم قائلا بتفهم ؛ ولا يهمك أتفضلى
وتركهم يزيد وهبط للأسفل...
جلست ليان على الفراش ونظراتها تتأمل بسمة بحيرة من امرها لتجد بأن الرفقة أمراً محتوم، خرج صوتها بحـ.ـز.ن متخفى: عاملة أيه دلوقتى؟
جلست على المقعد قائلة بحـ.ـز.ن: الحمد لله يا ليان كنت همـ.ـو.ت بجد لولا مالك ربنا يكرمه يارب.

بدأت قسمـ.ـا.ت وجهها فى الأسترخاء حينما لمست من حديثها الصدفة والصدق فأبتسمت قائلة بثبات: بعد السر عليكِ يا حبيبتي، قومى ألبسي الحجاب عشان ننزل شوية هخليكى تنسى الا حصل
إبتسمت بسمة بحب: ربنا يخليكِ ليا يا ليو هدخل ألبس مش هتأخر
أشارت لها برأسها وظلت بأرنتظارها..
حملت ليان كوب المياه لترتشفه ولكنه سقط من يديها ربما لحالة التـ.ـو.تر والفكر التى هى به..

أنحنت لتلملم الزجاج المحطم بحـ.ـز.ن فلمحت علبة مخفية أسفل الفراش، حملت قطع الزجاج بلا مبالة ولكنها صعقت حينما رأت إسم مالك يلمع عليها فجذبتها بلهفة ليكسو القلب شهقات آنين وصدmة جعلته كالمهجور، كلمـ.ـا.ت كتبت لتزرع الشك بقلب يزيد ولكنها نجحت بالفعل مع ليان!
خرجت بسمة قائلة بأبتسامة هادئة: أنا جاهزة يا ليو
أخفت الورقة سريعاً ثم لملمت الزجاج بعين تحاول التحكم بدmعها..

بغرفة بسملة..
صعدت لغرفتها لتستريح قليلا فأسرع خلفها قائلا بلهفة: أنتِ كويسة؟
تأملته بتعجب فأقترب منها بقلق: أصلك طلعتى يعنى والوقت لسه مش متأخر
إبتسمت قائلة بهدوء مفيش يا طارق كنت حابه أرتاح شوية
جلس أمامها قائلا بلهفة فشل فى أخفائها: لو تعبانه أتصل بالدكتورة فوراً
وأخرج هاتفه لتضع يدها سريعاً على يديه بتلقائية صدقنى أنا كويسة.

رفع عيناه على يدها بنظرة تتنقل بينها وبين عيناها فسحبت يدها سريعاً بخجل..
جاهد طارق ليفعل ما يمليه عليه قلبه ولكنه كاد الفشل، أستسلم بنهاية الأمر ورفع يديه يطوف وجهها بحنان: بحبك يا بسملة.

رفعت عيناها له بملامح لا توحى بشيء فأكمل بهدوء: حاولت أتحكم بمشاعري بس فشلت أنا فعلا بعشقك وعارف أنك مستحيل تحبنى حتى الفرصة مليش حق المطالبة بيها بس طلبي الوحيد منك أنى أفضل جامبك بأى شكل أنا راضى بيه بس أكون جانبك..
تأملته بصمت ليجذب يديه بخذلان ربما إجابة له بأنه ليس مرحب به بحياتها...
توجه للخروج بخطاه التى تضـ.ـر.ب قلبها لتفق فنهضت عن الفراش قائلة بلهفة: طارق.

أستدار ببطئ غير مدرك لما يحدث فأقتربت منه قائلة وعيناها أرضاً: أنت ليك وجود كبير فى حياتى، ثم أكملت بأرتباك: متخرجش منها أبداً
تطلع لها بصدmة فتركته وأسرعت لحمام الغرفة بخجل ليهوى على الأريكة بأبتسامة واسعة تكاد تسع العالم بأكمله.

بغرفة فراس..
زفر بغضب: بقولك أيه عدى أم الليلة دي على خير أنا مش مضطر أستحملك أكتر من كدا
رفع قدmيه على الأخري بتعالى: هتعمل أيه يعنى؟
فراس بضيق هحضرلك أوضة تانية
مراد بسخرية: يا حـ.ـر.ام مش عيب أطلعك من أوضتك، تنام فى غرف الضيوف!
صاح بصدmة: أنت الا هتروح مش أنا
تمدد على الفراش بمرح: أنا مبسوط هنا عايز تروح أنت معنديش مانع
جن جنونه ليقول بضيق: مراااد.

أجابه ببرود ويديه تعبث بالهاتف: متعليش صوتك أنا جانبك هنا مش فى تانى دولة
جلس جواره قائلا بضيق: عدي الليلة دي يا إبن الحلال
تعالت ضحكاته: ومالك بتشـ.ـدد على الكلمة دي؟حد كان قالك إنى إبن حـ.ـر.ام؟!
حمل فراس الوسادة ثم تمدد على الأريكة قائلا بغضب: أنا عارف أم الرخامة دي بس على مين مش هستنزف طاقتى معاك أنا عريس بكرة والضغط والسكر مش كويسين عشانى.

لم يتمكن مراد من كبت ضحكاته فتمدد على الفراش براحة والهاتف بيديه يتفقد معشوقته..

بغرفة المكتب
مالك بصدmة: مش معقول!
زفر بسخرية: للأسف الحقيقة يا مالك يعنى أنا كدا مشارك فى قــ,تــل أخويا
تأمله يزيد بهدوء ثم قال بثباته الفتاك: بس أنت أعقل من كدا يا سيف
ضيق عيناه بعدm فهم ليكمل مالك: الأعمار بيد الله هى مقــ,تــلتوش هى صارحته بالحقيقة
جادله بقوة: والحقيقة دي كانت سبب فى مـ.ـو.ته.

قاطعه يزيد بغضب بلاش جهل يعنى لو كان مـ.ـا.ت فى بيته كانت الشكوك هتتشال! يا سيف أنت طول عمرك عاقل وحافظ كتاب الله بلاش تنزل نفسك للأسلوب دا هى حبيتك مأجرمتش أعترفتله وبرضو مش جريمة كان المفروض تسمع منها على الأقل
سيف بسخرية: أنا معتش طايقها هسمع منها أزاي؟!
خرج صوت مالك الغامض: غمض عيونك يا سيف
تأمله سيف بغضب ليشـ.ـدد من كلمته: قولتلك غمض عيونك.

أنصاع له سيف وأغلقهم، فأكمل مالك: تخيل تقى أدامك وحوليها خطر من كل مكان وأنت أدامها سيب روحك تسرد الباقى.

وبالفعل رسمت صورته بالخيال ليجد نفسها يتحدى الأعماق ليخبئها بأحضانه، فتح عيناه بعدm فهم لما فعله مالك ليبتسم الماكر قائلا بهدوء: الا شوفته دا حقيقة قلبك ومشاعرك يا سيف يعنى الكلام شيء وردة الفعل شوفتها بنفسك بلاش تدي الأمور أكتر من حجمها كلنا لينا أجل وكله مكتوب عند الله محدش ضامن مـ.ـو.ته هتكون شكلها أيه فوق يا سيف وساعد نفسك على كدا والا هتخسر وكتير أوى.

إبتسم يزيد على دهاء مالك فى حل العقبات على عكس سيف شعر بأرتياح لا مثيل له حتى أنه حمد الله على وجود مالك ويزيد بحياته فتركهم ورحل سريعاً ربنا ليشاطر الآنين قلبه بعدmا يلعب المجهول لعبته ليرى جنون العشق..
بعد مغادرة سيف شرد مالك بحديث ليان لتشـ.ـدد الطعنات قلبه فأخرجه منها يزيد: أنت كويس يا مالك
رفع عيناه له بعدm إستيعاب ليخرج صوته ^ مش لقى إجابة على سؤالك
يزيد بحـ.ـز.ن غير ملموس: للدرجادي!

إبتسم بآلم: وأكتر يا صاحبي..
ثم نهض قائلا بأبتسامة زائفة: يالا هسيبك وأطلع أنام عندنا بلاوى الصبح عشان الحفلة تخلص قبل المعاد
إبتسم يزيد قائلا بغرور: وراكم متجمعش
غمز له قائلا بسخرية ؛ ماشي يا غول طول عمرك وا..
قاطعه بنظرة ممـ.ـيـ.ـته ليبتلع كلمته: أقصد شهم
إبتسم بغرور: أيوا كدا أتعدل
مالك بغضب: هعديلك كله عشان محتاج أناااام الصبح نتناقش فى الحوار دا تصبح على خير.

إبتسم الغول قائلا بهدوء: وأنت من أهله...
وغادر مالك للأعلى..
دلف للغرفة فوجدها مظلمة للغاية، شعل الأضاءة وعيناه تبحث عنها إلى أن وقعت عليها تجلس على المقعد مغلقة عيناها بقوة والدmـ.ـو.ع تغزو وجهها..
ما أن فتح الضوء حتى تخلت عن مقعدها وتقدmت لتقف أمام عيناه بمدة طالت بالتفكير وأنتهت بأن ألقت الورقة المطوية له بأستحقار
فردها مالك فجحظت عيناه وهى يقرأ محتوياتها..
إبتسمت بسخرية: أيه متفاجئ!

ولا دور جديد بترسمه
ألقى بالورقة أرضاً قائلا بغضب: لياااان ألزمى حدودك أفضلك
تعالت ضحكاتها الساخرة: الحدود دي الا المفروض بتتكلم عنها أنت تعديتها من زمااان لما دوست على صاحبك وأخوك خنته وخنتنى تعرف يا مالك أنا أول مرة فى حياتى أنخدع فى حد بالطريقة دي.

هوت دmـ.ـو.عها فأقتربت منه قائلة بصراخ: أنت أكدتلى أن الرجـ.ـا.لة كلهم زي بعض، حسام خانى وأنا سبته وأنت دلوقتى بتخونى ومع أقرب صديفة ليا والمفروض أنها مرأت أخوك!
جذبها من معصمها بقوة قائلا بصوتٍ كالرعد: أخرسي أنا مش هبررلك حاجة لأنك حكمتى من معاشرتك للطباع الرخيصة
ثم تركها قبل أن يفتك بها جنونه وتوجه للخروج ولكنه أستدار قائلا بحـ.ـز.ن يضاهى أفواه: يا خسارة يا ليان
وتركها وغادر بصمت، لتهوى أرضاً وتصرخ بقوة.

صعد الدرج ليتفاجئ بأحداً ما يجذبه بالقوة للمصعد فتفاجئ بمالك أمام عيناه والغضب يحتج عيناه فيجعلهم بركان من نيران
تأمله يزيد بصدmة فأخرج من جيبه الورقة قائلا بصوت كهلاك المـ.ـو.ت: أحنا متفقناش على كدا
تأمل الغول الورقة ثم إبتسم بخبث: أوبس عندى دي يا معلم
تركه وعيناه مازالت تشع الغضب ليبتسم يزيد وهو يعدل من قميصه: أه لو حد تانى ثبتنى التثبيته دي بس يالا محدش غريب عملها
صاح بغضب: يزيد.

تعالت ضحكاته: ما خلاص يا عم هو أنا الا كتبت الورقة وبعت الفستان!
شـ.ـدد على شعره الغزير بغضب فرفع يزيد يديه بحركة درامية: هننتقم متقلقش
ركل المصعد بقدmيه وغادر وشرار الغضب يطل من عيناه...

بمنزل سيف..
دلف للداخل يبحث عنها ولكنه تخشب محله من الصدmة...
، عشقٍ سيعلم الجميع كيف هو أمام صموده حينما يحارب بأتقان ليغزو قلوب الشر، نهاية لا تليق سوا بها عن قريب، حان الآن موعد دفوف العشق لنطلق برحلة محفورة بعشق عائلة نعمان ولعلها أخر رحلة سنلتقى بها.
أيا قلبٍ عماه القسوة واللين...
أيا عينٍ أمتلأت بالجفاء والخذلان، لما الدmـ.ـو.ع والآلآم!، أليس العشق حطمه الفؤاد؟!، سيف...

صدmة كبيرة ألقت به ببئر مظلم فشعر بأنه على وشك الأختناق، أقترب منها بخطواتٍ تتناقض مع ضـ.ـر.بات قلبه كأنه فقد السيطرة على جسده العملاق..
أنحنى ليحملها بين ذراعيه فوجدها كالجثة الهامدة بين ذراعيه، صرخ بقوة: تقى...
ضمها لصدره وأغلق عيناه ليتذكر ما قاله مالك فيدق قلبه سريعاً فأبعدها عنه ليتأمل ملامح وجهها بزعر أنهاه حينما حملها وأسرع للمشفى وبداخله خـ.ـو.فٍ لا مثيل له...

ظلام الليل يجذبنى بين أوراقه الدامسة، فآنين القلب يلهمنى بأن الروح تهوانى، فطال عتابها الجارح لعلى أستعيد العقل فربما هناك لغزاً وأفواه فى الغمض توقعنى، ليان...

ظلت بالشرفة تتأملها بنظرة محطمة كحالها، ربما ما تفوهت به لم يكن منصفاً له وربما كان قسوة لقلبها قبله..
أغمضت عيناها لتهوى الدmعات الحارقة فى محاولة فاشلة للتماسك، طريق الحقيقة يقــ,تــلها وطريق العتاب يغزو قلبها...

دلف للغرفة بضيق فتوجه للفراش غير عابئ بها أو كما تصنع هو، خلع قميصه ثم تمدد على فراشه بتفكير عميق بما عرفه منذ ساعات قليلة، نعم لم يكن يعلم بخطة نوال الا منذ ساعات معدودة حتى كاد الجنون..

تأملته بشعور يحاربها بأن يقترب ليشرع بالحديث، تريد سماعه حتى وأن كان القسوة تسبقه، خالف ظنونها حينما أغلق عيناه بستسلام لنوماً أصطنعه ليغرق بدوامة الفكر، أقتربت منه ليان ثم جلست على طرف الفراش بدmـ.ـو.ع غزيرة ليخرج صوتها المتقطع: مخنتنيش يا مالك صح؟!
فتح عيناه بآلم والآنين يرسم ببطئ فيعتصره من قوته ليرأها تنظر له برجاء بأن يخبرها ما تريد سماعه حتى وإن كان سراب..

أعتدل بجلسته حتى كان قريب منها للغاية، يتأملها بصمت زاد دmعها، فقال بآلم: كنت متخيل أنك هتربحى فى معركة الثقة لكن للأسف ظنى خاب فيكِ
لم تفهم ما يقوله ولكن حالتها المزرية جعلته يتنازل عن كبريائه المجروح قائلا بصوته الثابت: عمري ما خنتك ولا هخونك يا ليان
إبتسمت والدmع مازال يتشكل بعيناها فصنع اللامبالة بها وعاد لنومه مجدداً لتعلم بأنه مازال مجروح من كلمـ.ـا.تها الطاعنة..

تمددت لجواره وهى تتأمل قسمـ.ـا.ت وجهه بهدوء فأزاحت دmـ.ـو.عها قائلة بصوتٍ هامس: عارفه أنك زعلان مني يا مالك بس صدقنى غـ.ـصـ.ـب عني أنا بحبك لدرجة صعب أوصفها عارفه ومتأكدة أنك لا يمكن تعمل كدا بس مقدرتش أحارب عقلي...
تعال صوت بكائها مع كلمـ.ـا.تها الأخيرة: سامحنى أرجوك
أحتضنها مالك بحـ.ـز.ن على حالها، بنهاية المطاف هناك خطة قوية لتحيل بينهم، همس ليبث الآمان لها: خلاص يا ليان أهدي.

شـ.ـددت من أحتضانه كأنه وجدت آمانها قائلة بعشق: متسبنيش يا مالك..
إبتسم أخيراً وأخرجها من أحضانه لتلتقى بهوس العشق بعيناه: مقدرش يا روح قلب مالك..
وقبل أن تجاهد لثبات طويل أمام تلك العينان كان أختطفها بعالمه الخاص ليذقها عشقه المخصص لها...

بحديقة القصر...
كانت تجلس على المقعد بصمت، تتأمل الحدائق من حولها تاركة نسمـ.ـا.ت الهواء البـ.ـاردة تنعش وجهها، تتذكر كلمـ.ـا.ته فتبتسم تارة وتصمت خجلا تارات أخرى، تفكيرها الخائن بأنها ستصير ملكٍ له بالغد جعل وجهها كوميض من الجمرات..
أفاقت من غفلتها على رائحته التى تخترق ثنايا قلبها لتجده يستند على المقعد بجسده الرياضي...
إبتسم ثم جذب المقعد ليخرج صوته الثابت: لو مش هزعجك.

تأملته قليلا ثم نهضت عن المقعد قائلة بخجل وإرتباك: أنا كنت هطلع أنام تصبح علي خير
وتركته وتوجهت للرحيل لتجده أمام عيناها بطالته الثابتة قائلا ونظرات تحمل الثقة بوضوح: بدرى كدا!
إبتسمت شاهندة قائلة بسخرية: الساعة 1 يا فراس!
أغمض عيناه لثواني ثم فتحهما ببطئ لتبرز سحرهم الخاص: إسمى بقا له مسمع خاص
تلون وجهها بحمرة الخجل وأسرعت بخطاها للداخل فأبتسم بمكر ولحق بها للمصعد...

أستدارت بفزع حينما رأته أمام عيناها فأقترب منها قائلا بهمس: مش هت عـ.ـر.في تهربي مني بعد كدا
تراجعت للخلف بخجلا شـ.ـديد وهى تجاهد للحديث: أبعد
يا الله إبتسامته الماكرة تجعلها تكاد تفقد صوابها، لم تحتمل رؤياه يبتسم هكذا فدفشته وأسرعت لغرفتها حينما توقف المصعد ليبقى بالداخل وعيناه تتعلق بها...

بغرفة فراس..

ظل مراد يتبادل الحديث مع زوجته إلى أن غلبه النوم فغط به ومازال هى على الهاتف يستمع لصوت أنفاسها وتستمع لصوته فتشعر بالآمان يتسلل لها...

أحتضنت مرفت الهاتف وحاولت جاهدة للنوم ولكنها شعرت بحركة بالمنزل فتركت هاتفها وخرجت تتسلل لترى من بالخارج وهى بحالة من الزعر الشـ.ـديد لتتفاجئ برجـ.ـال مقنعين يبحثون عنها بجنون فدلفت للداخل بسرعة كبيرة وخـ.ـو.ف أكبر ثم جذبت الهاتف وكادت الصراخ لتستغيث بمعشوقها ولكن كبت صوتها بقوة فحاولت أن تلتقط أنفاسها برعـ.ـب حقيقي حينما أتنزع ذاك المقنع الهاتف وحطمه أمام أعينها...

بالمشفى..

دلف لغرفتها بأرتباك ثم جلس على المقعد بتعب نفسي شـ.ـديد يجعله كالمـ.ـو.تى لا يقوى على المحاربة بمعاركة خاسرة لا محالة، أغمض عيناه دقائق يعيد كلمـ.ـا.ت الطبيب من جديد لعله يصدق ما إستمع إليه لتو، هل سيصير أب!، أخبره الطبيب بأنها بضغط لم تحتمله فهـ.ـر.بت منه بالأغماء وأن عليها تخطى ما به، يشعر بأنه لأول مرة لا يعرف كيفية أتخاذ القرار الذي لاطالما كان شيء هين بالنسبة له، فتح عيناه على أمراً هام وهو نبض قلبه الذي عاونه على الوصول لأجابة لما هو به، نعم مازال وسيظل عاشقٍ لها، ولكنه يشعر بآلم على أخيه!

على الفراش بدأت بفتح عيناها تدريجياً لتتفاجئ به يجلس لجوارها، ظلت لثواني تتأمله فألتقت عيناه بها ليقترب منها سريعاٍ بلهفة: حبيبتى أنتِ كويسة؟
تطلعت له بزهول وحـ.ـز.نٍ بأنٍ واحد هل ما به بداية لخطة هلكها؟!، سقطت دmعة خائنة من عيناها جعلته يزيحها بقوة ليخرج صوته الصارم: متبكيش يا تقى أنا كنت غـ.ـبـ.ـي ومش هقبل أنى أكون كدا وأضيعك من أيدى أنا بحبك ولا يمكن أقدر أبعد عنك.

لم يعنيها حديثه فقط خرج صوتها بعد مجاهدة: سبني لوحدي
أحتضن معصمها بين يديه قائلا بحـ.ـز.ن: تقى أنا..
قاطعته برجاء: سبنى لوحدي يا سيف لو سمحت
أطبق على يديه بغضب وخرج من الغرفة بأكملها والحـ.ـز.ن يتملك ملامحه فجلس على المقعد بالخارج ينتظر نهار يومٍ جديد فيتمكن من نقلها للمنزل...

بالحديقة...
ظلت بأنتظاره طويلا حتى أقترب منها قائلا بقلق: فى أيه يا حبيبتى ليه جايبانى فى الوقت المتأخر دا؟!

تأملته منار بأرتباك ثم قالت بتـ.ـو.تر: محتاجة أتكلم معاك
أقترب منها بلهفة وخـ.ـو.ف: مالك يا منار أنتِ كويسة؟
هوت دmعاتها على وجهها فجذبها للطاولة بمنتصف الحديقة ثم أنحنى ليكون على مستوى قريب منها قائلا بخـ.ـو.ف: فى أيه؟، أنا زعلتك فى حاجة؟!
أشارت له بالنفى فألتقط أنفاسه قائلا بستسلام: طب ممكن أعرف مالك؟

رفعت عيناها له أخيراً قائلة بعد عدد من الترددات: محمود أنا عارفه أنك راجـ.ـل وعندك شخصيتك وعمرك ما هتقبل بالا أنا هقولهولك دا حتى لما طلبت من مالك يقولك رفض وقال أنك هترفض الموضوع
ضيق عيناه بعدm فهم ليقطعها بغضب: ما تقولى فى أيه يا منار مش لازم المقدmـ.ـا.ت دي عنى وعن شخصيتى ثم أنك ليه تدخلى حد بينا ومتجيش بنفسك تقولى الا حابه تقوليه؟

رفعت عيناها ليرى دmعها المحطم لقلبه فكم يعشق تلك الفتاة حد الجنون، رفع يديه يزيح دmـ.ـو.عها قائلا بلهفة وتخمين: مش عايز الفرح يكون مع فراس؟، او شايفه أنى أتسرعت؟
أجابته مسرعة: بالعكس سعيدة جداً أنى هكون معاك
زفر بغضب: طب مالك فى أيييه؟

تحلت بالثبات ثم تركت المقعد وجلست أرضاً جواره، رفعت يدها تتمسك بيديه تحت نظرات إستغرابه ليخرج صوتها أخيراً بدmـ.ـو.ع: محمود أنا بحبك أوى خاليك متأكد أنى مستحيل هفضل حد عليك فعشان خاطرى أوعى تفهمني غلط أو تأخد كلامى بمفهوم تاني..
ضيق عيناه البنيتان بثبات فأكملت هى: مش هينفع أسيب ماما لوحدها وأعيش معاك فى شقتك، ثم أخفضت عيناها أرضاً تتفادي النظر إليه: لازم تعيش معايا هنا.

كاد الحديث وعيناه تعبر عن ما بداخله فأسرعت حينما وضعت يدها على فمه قائلة برجاء ودmـ.ـو.ع حطم قلبه: عشان خاطري متفهمنيش غلط أنا بحبك أوى ومستعدة أعيش معاك فى أي مكان حتى لو هقاطع عيلتى كلهاا بس أفهمنى أرجوك ماما ست عاجزة حتى عن تغير هدومها أنا الا بساعدها فى كل حاجة يا محمود حتى دخول الحمام والصلاة وكل حاجة هى بترفض حد يساعدها حتى شاهندة بتتحرج منها لكن أنا لا بـ.ـنتها الا من دmها لا يا محمود مش هقبل أنى أحسسها بعجزها بعد كل السنين دي أنت عارف لو محتاجة أي حاجة بتفضل لحد ما أرجع من الجامعة تخيل بقا هتعمل أيه من غيرى؟

دmـ.ـو.عها كانت كالشلالات الحارقة لا تتوقف بل تتضاعف، تحاول بشتى الطرق أن توضح له بأنه عالمها وأنها تريد العيش هنا ليس لأنها ستترك الرفاهية وتهبط لمستوى أقل حاولت بمعأناة لتعلمه بأن والدتها هى السبب ليس أكثر من ذلك وألتمس هو ذلك..

رفع يديه على يدها الممدودة على وجهه ثم وضعها جوارها وبكائها يتزايد لمعرفتها بشخصيته القوية ورفضه حديثها قاطعاً، وقف وتحرك ببطئ وتفكيره يحرقه فهو الوحيد لوالدته كيف له أن يتركها بمفردها؟!..
بكت كثيراً وأحتضنت جسدها بيدها حتى تكون عون لقلبها حينما تستمع قراره بالأنفصال عنها فكم كان تفكيرها يغوص بتلك النقطة حتى قررت مفاتحته بها ولكنها تفاجئت بأنه أسرع بقرار الزفاف مع فراس..

أقترب منها محمود ثم جلس جوارها مجدداً ليخرج صوته بعد مدة طالت بتأملها: وأنا مقبلش بدا
لم تفهم ما قاله فرفع يديه يجذبها لأحضانه قائلا بهدوء وهو يشـ.ـدد من أحتضانها: موافق بس بشرط
كانت بزهول ليس له مثيل فخرجت من أحضانه قائلة بلهفة: أيه؟
إبتسم وهو يجفف دmعها: نقضى أول أسبوع فى شقتنا مهو حـ.ـر.ام أجهز الشقة ومنقضيش فيها حاجة على الأقل أحس بتعبي.

تعالت ضحكاتها وهى تلقى بذاتها بين أحضانه فهو زوجها لتقول بشكر وإمتنان: مش عارفه أقولك أيه يا محمود أنا بجد بحبك أوووى
أحتضنها بقوة قائلا بهمس: وأنا بعشقك يا روح محمود
ثم أخرجها سريعاً من أحضانه لدرجة أخافتها فتطلعت له بدهشة: فى أيه؟

إبتسم وهو يرتب ملابسه ويتوجه للخروج: شوية كمان هنا وأخوكِ هيخلص عليا وزي مأنتِ عارفه شوشو شاطر وأنتِ بتعترفي بحبك والجو هادئ والفجر قرب يطلع يعنى مش ضامن شوشو هيوصلنى لفين بعد كدا
تعالت ضحكاتها بقوة فأستدار لها غامزاً بعيناه الساحرة: أشوفك بعد ساعات بس هيكون فى تصريحات عن كدا
خجلت من نظراته وبقيت تتطلع له إلى أن صعد لسيارته وغادر..

بغرفة يزيد...
خرج صوته الثابت: أعمل الا بقولك عليه بدون نقاش.

أتاه الرد بالهاتف ليكمل حديثه بأبتسامة مكر: برافو عليك مع تعديل بسيط أنك تبدل الخطة وتحط ليها المسحوق الا ادتهولك
وأغلق الهاتف بأبتسامة تزداد شيئاً فشيء ليردد بهمس: نهايتك خلاص بقيت فى أيدي..
ضيق عيناه بمكر وخبث لخطته المحفورة بالدهاء ليفق على صوت فتاته الرقيقة: لسه صاحى يا يزيد!
أستدار قائلا بنظراته القابضة للقلوب وبسمته الساحرة: أكيد مش شبحى.

تعالت ضحكاتها وهى تقترب منه لتقف أمام عيناه تتأمله بحب نقل له بنظراتها: مفيش شبح بالجمال دا!
قربها إليه وعيناه تفترس ملامح وجهها بحرية فخرج صوته الهامس: لو بصيتى ليا كتير مش مسؤال عن الا هيحصل بعد كدا
تخبئت بأحضانه بخجل فأبتسم بخبث وهو يحملها بين ذراعيه ويتوجه للداخل...

مر الليل على البعض بكملة عشق جديد والبعض الأخر قضاه بتفكير بما سيحدث بالغد كمالك ويزيد...

وسطعت شمس يوماً جديد حافل بنهاية سيضعها أل نعمان لإمرأة لاطالما عشقت الكره والحقد لهم...
بالقصر...
تهيئ القصر بأبهى الاطلالات فاليوم هو زفاف أفراد من تلك العائلة العريقة..
هبط يزيد للأسفل بعدmا أرتدى بذلته السوداء الأنيقة مصففاً شعره الأسود الغزير بتصفيفة جعلته للجميع جذباً للغاية...
وقف بالأسفل يحرك رجـ.ـاله بهاتفه وملامح الثبات مرسومة على ملامحه...

بعد قليل، هبط ذاك الوسيم بعيناه الفتاكة، لم تكن للجميع سوى الفشل بمعرفة لونها الخلاب، ثقته المتحركة من طالته الجذابة الى ملامحه تجعله ملفت إهتمام للجميع، هبط مالك ليقف جوار رفيق دربه متصنع البرود قائلا وعيناه تتفحص القاعة: عملت الا قولتلك عليه؟
إبتسم يزيد قائلا بسخرية: قراري كان غلط لما فكرت أعرفك
رمقه مالك بغضب: ليه كنت عايز تخبى عليا لحد ما ألقى نفسي محور شك للكل!

أقترب منه يزيد وملامح الجدية تشكل وجهه فتجل لقب الغول يتسلل لقسمـ.ـا.ت وجهه بنجاح: وأنت فاكر أنى ممكن أشك فيك؟!، أنا لما قولتلك إمبـ.ـارح عشان تكون مستعد لخطواتهم النهاردة لكن مش عشان الا فى دmاغك فوق يا مالك يمكن أكون متهور بس مش لدرجة أشك فى أخويا وأقرب صديق ليا..
وقبل أن يتحدث ترك يزيد القاعة بأكملها، شعر مالك بالغضب من ذاته فهو لم يقصد ما وصل إلى رفيقه ولكنه سعد بتغير الغول الملحوظ...
بالأعلى...

أنهى أرتداء حليته السوداء ثم ألقى على نفسه نظرة رضا قبل أن يتوجه للهبوط، توقف ثم أبدل مسار طريقه لغرفة معشوقة الدرب طرق الباب ليجد الفتيات بالداخل ولم يسمحوا له بالدلوف، فضيق عيناه بخبث وألقى بمكبر صوت صغير بالداخل من أسفل باب الغرفة ليعلو الصوت بالمفرقعات النارية المصطنعه فهرول الجميع للخارج وتبقت شاهندة تنظر لهم بستغراب ودهشة من رؤية ذاك الوسيم...

تأملها بعشق ثم أقترب منها قائلا بنظرة أفقدتها عقلها: حبيت أكون أول واحد يشوفك بالأبيض
حاولت بأن تجذب نظراتها من عليه ولكنها لم تتمكن من ذلك فأبتسم وهو يغطى وجهها بالطرحة البيضاء الطويلة قائلا بهمس: كدا أفضل أنا بس الا مسموح ليا أشوف الجمال دا
رعشه أعتلت جسدها وهى تستمع لصوته القريب منها فرفع وجهها له قائلا بجدية: خلاص يا شاهندة من النهاردة مفيش مشاكسه ولا جدل بينا
قاطعته بسخرية: أتمنى يحصل.

تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بمكر: مش معقول هنقضى الليلة بالمشاكسات دانا عندى مواضيع مهمة حابب أحكيها ليكِ زي مثلا أنى بعشقك
تلون وجهها بلون حمرة الخجل فقالت بأرتباك: ممكن تخرج وتبطل الحركات دي عشان البنات تخلصلي
إبتسم قائلا بمرح: على الرحب والسعة سيدتي
إبتسمت هى الأخرى فقاطعهم دلوف جاسمين قائلة بمرح: أدخل ولا جيت بالوقت الصح
فراس بغضب وهو يجذبها بقوة: كنتِ فين بقالك يومين وفونك مقفول ليه؟

صاحت بخـ.ـو.ف: أهدا عليا دانا كنت بعمل شوبنج عشان الفرح مش أخت العريس ولازم أستعد ولا أيه يا شاهندة
تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة ؛ البنات لازم تستعيد لأى فرح والترتيبات بتأخد أيام
جاسمبن بسعادة: حبيبنى يا شاهي
جذبها فراس من فستانها: فاكرنى عبـ.ـيـ.ـط أنت وهى صبركم عليا بس أما أنتِ فحسابك مع مراد أخوكِ
ابنلعت ريقها برعـ.ـب: مراد هو هناا؟!
شاهندة بتأكيد: من امبـ.ـارح
صاحت برعـ.ـب: أنت قولتله أيه يا فراس.

ألتمس بحديثها الرعـ.ـب فقال بغضب مصطنع: لما سألنى على سياتك إمبـ.ـارح وقفت أدامه شبه الا عامل عملة بس أهو أتصرفت
صاحت بفرحة: ربنا يخليك ليااا يا أعظم أخ والله تستهل الهدية الا بلف من يومين عشان أجبهالك
فراس بأهتمام: هى فين ورينى
جاسمين بسخرية: مش هتبقى مفاجأة يا أبو الفوارس
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بصعوبة: اوك يا جاسي هنشوف ثم تطلع لحوريته الرقيقة أسيبكم دلوقتى تخلصوا لبس ونتقابل تانى.

وتركهم ورحل بطالته التى سرقت قلبها فظلت تتأمل طيفه إلى أن تخفى من أمامهم..

بالأسفل..
دلف مالك لغرفة المكتب ليجد يزيد بالداخل يتابع هاتفه بأهتمام فأقترب منه قائلا بلهجة ثابته: أنت عارف كويس أن تفكيرى مكنش كدا
إبتسم الغول بخبث: عارف
ضيق مالك عيناه بغضب فأبتسم يزيد وترك المقعد ليصبح أمام وجه مالك قائلا بثباته الفتاك: رأيك تبص على الا أمرت بيه.

أشار له بهدوء فخرج معه للخارج ليرى تلك الخادmة والحارس مقيدون كما طلب من يزيد ليقترب منه وعيناه لا تنذر بالخير: بقالكم هنا أكتر من عشر سنين مفتكرش مرة أنى زعلت حد فيكم بالعكس كنتوا بتلقوا الدعم علي طول سواء مني أو من يزيد أدونى سبب واحد يخليكم تعملوا الا عملتوه؟

وضع الرجل عيناه أرضاً ليعلم مالك بأنه فعل ذلك لأجل المال أما المرأة فقالت ببكاء: عمري ما فكرت أخونكم يا بيه بس الست دي هددتنى أنها هتقــ,تــل بـ.ـنتى لو معملتش الا هى عايزاه وأنا ماليش فى الدنيا غيرها دانا بخدm هنا وعند غيرك عشان أصرف عليها وعلى تعليمها
وتعالت بالبكاء ليزداد غضب مالك على نوال اضعاف مضاعفة فرفع يديه للحرس: فكوها.

وبالفعل أسرع إليها الحرس وحل وثاقها أما الرجل فحل عليه غضب مالك ويزيد لجعله مجرد خائن...
بمكانٍ ليس ببعيد، إبتسمت قائلة بسعادة ؛ لازم أشوف بنفسي الا هيحصل فى القصر لما مالك يتفضح أدام الحفلة والناس عشان كدا هروح بنفسى متخفية مش معقول أفوت فرصة قــ,تــل يزيد لصاحب عمره
ثم تعالت بالضحكات المرضية ليبتسم الغول قائلا وهو يستمع لصوتها المسجل بواسطة رجـ.ـاله: هيشرفنا وجودك.

وأغلق هاتفه ثم وقف بالقاعة ليشرف على الحفل...

بمنزل سيف...
بغرفة تقى، ظلت على الفراش بعد أن عادت من المشفى، تتأمل الغرفة بدmـ.ـو.ع هوت بصمتٍ قـ.ـا.تل لها حاول سيف التحدث معها ولكن لم تترك له وسيلة لذلك...
حسمت قرارها وتوجهت من الخزانة تلملم ثيابها بدmـ.ـو.ع كالنيران الحارقة، حتى أنها أخبرت والدتها بأن تأتى لأصطحابها للمنزل...
دلف سيف للداخل ليتخشب محله حينما رأها توشك على الرحيل وتركه..

جذبها إليه بصدmة: أنتِ بتعملى أيه؟
جذبت يدها وأكملت ما تفعله: زي مأنت شايف يا سيف
أخرج ملابسها من الحقيبة بغضب: بطلى جنان يا تقى
تطلعت له بدmـ.ـو.ع ؛ بالعكس دا العقل بحد ذاته أنا خلاص لازم أعيش من الوهم دا أنت مش ليا يا سيف مهما حاولت أعافر عشانك فدى الحقيقة أنت عمرك ما كنت ولا هتكون ليا أسفه أنك مش هتقدر تنتقم مني زي ما كنت حابب..

شـ.ـدد على شعره الغزير كمحاولة للتحكم بذاته ثم قال بغضب: أنتِ بتحاولى تثبيتى أيه؟
إبتسمت بدmـ.ـو.ع: ولا حاجة كل الا حابه أنك تعرفه أنى مكنش ليا علاقة بمـ.ـو.ت سامي أنا أترجته يدينى فرصة عشان أبدأ معاه من جديد بس هو سابنى ومشى الا حصل دا كان إرادة ربنا بس أنت عايز تحسبنى على حاجة ماليش دخل فيها، مسحت كل شيء بينا عشان تنتقم من حاجة خارج أرادتى
كاد أن يجيبها ولكن قطعه صوت الجرس فتوجه ليتفاجئ بوالدتها...

دلفت سماح للداخل قائلة بخـ.ـو.ف: فى أيه يا سيف تقى مالها؟
تطلع لها بصمت ثم قال: مفيش يا خالتو أتفضلى أرتاحى وأنا هناديهالك
وبالفعل أنصاعت له وجلست على المقعد تلتقط أنفاسها بينما دلف هو للداخل بخطى تنم عن الأستسلام، جلس على الفراش وهى ترتب أغراضها بالحقيبة ليخرج صوته الساكن: ماشي يا تقى أنا مش هغـ.ـصـ.ـبك على حاجة بس خاليكى فاهمه أن طلوعك من هنا معناها نهاية علاقتنا وللأسف هى أوشكت على كدا بوجود والدتك.

وتركها وخرج من الغرفة ثم جذب جاكيته ومفاتيح سيارته وتوجه ليكون جوار إبناء خالته بذاك الزفاف..
أوقفته سماح حينما قالت بستغراب: هو فى أيه يابنى؟
كأن كلمـ.ـا.تها خطت الجروح بقلبه فأغلق باب الشقة بعدmا كان يستعد للخروج، جلس مقابل لها قائلا وبسمة السخرية تلحق بكلمـ.ـا.ته: ت عـ.ـر.في أن الا أحنا فيه بسببك أنتِ
: أنا؟ ليه يا حبيبي!

قالتها سماح بصدmة فأبتسم وهو يكمل حديثه: كل أم بتتمنى الأفضل لبـ.ـنتها بس مش معنى كدا أنها تقضى على أحلامها وقلبها وأنتِ عملتى الأتنين، أختارتى عريس من وجهة نظرك مناسب لبـ.ـنتك مناسب! حتى لو هى بتحب غيره وغيره دا يبقى أخوه!، طب مفكرتيش أنها هتكون معاه فى نفس البيت؟!
مفكرتيش بأنى كان هيجى يوم وأتجوز وهى موجودة؟!
مفكرتيش فى عـ.ـذ.اب بـ.ـنتك؟!

طب هتنسانى أزاي وأنا أدام عينها!، بلاش دي مفكرتيش فيها هى!، للأسف كنتِ أنانية أوى ويمكن دا كان السبب الأساسي لفقدانى لأخويا ودلوقتى بعانى مع تقى وهى كمان بتتعـ.ـذ.ب كل دا نتيجة لقرار خدتيه بصفتك بتعملى الصح
وقبل أن تتحدث تركها وغادر تاركاً دmـ.ـو.عها تذكرها بما حدث، تاركاً صدى كلمـ.ـا.ته تقتص منها...

أما بالداخل، بقيت تنظر للحقيبة بشرود ودmع يكسو وجهها، رفعت يدها على قلبها وهى تردد بهمس: مقدرش أعيش من غيرك يا سيف..
وهرولت سريعاً للخارج وهى تصيح بأسمه لتجد الباب مفتوح على مصرعيه والشقة فارغة، لا تعلم بأن والدتها تتخبئ وهى تتأملها تركض ويعلو صوتها بأسمه. بكت سماح قائلة بصوت منخفض حتى لا تشعر تقى بوجودها: المرادي لازم تأخدي قرارك صح يا تقى بدون صغط مني..

بكت تقى وجلست على الأريكة تتأمل الباب وهى تردد بدmـ.ـو.ع: سيف
لا لن تقبل بذاك وقفت وهرولت سريعاً للخارج بعدmا جذبت الحجاب على شعرها بأهمال...
نست حملها ونست كل شيء فكأنها تصارع الحياة لأجله، لأجل حبها الطفولي، لأجل عشق الروح...
وصلت لأسفل المبنى لتجده يصعد لسيارته فركضت بسرعةٍ كبيرة وهى تصيح: سيف، سيف.

لم تبالي بأنها على الطريق!، وأكملت ركض حتى إنتبه لها سيف فأوقف سيارته وأسرع إليها بلهفة حينما سقطت أرضاً على أثر الركض الجنوني الذي قامت به...
أنحنى لها بغضب ولهفة: أنتِ حامل يا مـ.ـجـ.ـنو.نة
رفعت عيناها له بأبتسامة لا طالما عشقها: مـ.ـجـ.ـنو.نة بحبك أنت
عاونها على الوقوف قائلا بسعادة وعشق: أختارتنى يا تقى
تأملت عيناه بلغة فهمها: هو أنا عندى أختيار تانى غير حبك المفروض!

إبتسم بسمته الرجولية ثم أحتضانها بسعادة قائلا بعشق: وأنا بعشقك يا تقى، مش عايزك تزعلي منى على تفكيري الغـ.ـبـ.ـي دا
خرجت من أحضانه قائلة بصدق: مش زعلانه، ثم قالت بمرح تخفى به خجلها من نظراته المربكة: يالا عشان نلحق الحفلة من أولها
صاح بصدmة: هتروحى كدا!

تطلعت لما ترتديه ثم قالت بأبتسامة واسعه وهى تصعد لسيارته: عادى هنوقف فى الطريق عند محل كويس تشتريلى فستان كويس وحجاب وشوية أكسسورات وشنطة وشوذ الحكاية بسيطة
جحظ عيناه من الصدmة: كل دا وبسيطة لا أنزلى يا تقى غيرت رائي
أجابته بأبتسامة واسعة: جوزي وأتدلع عليك ولا أيه!
إبتسم بعشق وهو يردد بهمس: بس كدا أحلى فستان لأجمل تقى فى الدنيا كلها
تعالت ضحكاتها فصعد للسيارة وتحرك بسيارته للمول..

بالقصر..

هبطت ليان بعدmا أرتدت فستانها الوردى وحجابها الأبيض فكانت كالحورية حقاً، أكملت الدرج وعيناها تبحث عنه بشتياق لرؤية طالته التى تنجح بأسر قلبها...
ظهر مالك أمامها بعدmا دلف من الخارج ليتصنم محله حينما رأى عشق الروح تقف على مسافة قليلة منه تتأمله بأعجاب وقلب ينقل له كلمـ.ـا.تها، إبتسم وهو يجيبها بالتنقل الروحى المشترك بينهما...

صعد الدرج مقدmاً يديه لها ونظراته تتفحصها، تطلعت له بزهول وقدmت يدها له لتغلق عيناها حينما يعاودها ذاك الشعور المميز حينما تتمسك به...
هبطت معه للأسفل ثم أخرجها للحفل ليعاونها على الجلوس على الطاولة الخاصة بهم جوار والدته ثم أنحنى يقبل يد والدته قائلا بأحترام: عن أذنك هطلع أجيب منار
ليان بستغراب: هو محمود وصل؟
إبتسم مالك قائلا بعيناه: أهو وصل.

تطلعوا لما يتطلع له فوجدوا محمود يدلف للداخل ومعه فاتن وبعض من عائلتهم الصغيرة...
توجهت إليهم ليان ترحب بهم بسعادة وخاصة فاتن فأنضم إليها مالك بذوقه المعتاد...
صدmت ليان حينما رأت والدتها حتى أن مالك لم يتعرف إليها وأنتظر ليان أن تعرفها كباقى العائلة ولكنه تعجب من هدوئها وصدmتها المريعة له، رفعت حنان يدها قائلة بأبتسامة تعجبت منها ليان: أنا والدة ليان.

تطلع مالك لليان بستغراب فلم يسبق لها أن أخبرته بأن لها والدة! ولكنه تفاد الموقف بنجاح قائلا بأبتسامة هادئة: أهلا بحضرتك شرفتينا
ثم أشار بيديه لشريف الذي أتى على الفور قائلا له بهدوء: شريف خد عيلة محمود للتربيزة الرئيسية، أشار له بتفهم ثم قال بأبتسامة واسعة: أتفضلوا معايا
وبالفعل لحقوا به ومازالت حنان تقف أمام ابـ.ـنتها، أقترب مالك من ليان قائلا بهمس: أنا هطلع أجيب منار يا حبيبتى.

أشارت له وهى كالصنم تتأمل من تقف أمامها ببسمتها الغامضة، بالفعل تركها مالك وأنضم ليزيد ليصعد للأعلى ويقدm الحوريات لأزواجهم...

بغرفة بسمة...
أرتدت فستانها بصعوبة فلم يعد يليق بها أي من ثيابها، حتى ما أرتدته كان ضيق للغاية...

جلست أمام المرآة بضيق لتجده يخرج من حمام الغرفة ببذلته الرمادية التى جعلته كامل الرجولة بعدmا كان يعشق أرتداء الملابس المكونة من سروال قصير بعض الشيء على تيشرت ضيق فهو مازال الشاب الجامعي..
تأملته بأعجاب فشلت بأخفاءه فأقترب منها يتأمل فستانها بتردد فما سيقوله ولكنه نجح بالتحدث أخيراً: على فكرة أنا جبتلك فستان واسع تقدري تلبسيه
تطلعت له بعدm أهتمام مصطنع: شكراً أنا لبست خلاص.

أجابها بهدوء: بس الفستان دا ضيق أوى
أكملت بضيق: عاجبنى ودا شيء ميخصكش
رمقها بنظرة ممـ.ـيـ.ـته ثم توجه للخزانة وأخرج الفستان ثم وضعه أمامها قائلا بتحدى: لو ملبستيش دا مفيش خروج من الأوضة
وتركها وتوجه للخارج ليكون بأنتظار قرارها، رسمت البسمة على وجهها بتلقائية ثم حملت الفستان بين يدها بسعادة وإعجاب فهى الآن على حافة هلاك العشق...

أبدلت بسمة ثيابها ثم أرتدت الحجاب الذي وجدته مع الفستان لتنظر بسعادة لطالتها الجذابة ثم استدارت لتجده يقف أمامها يتأملها بعشق وإعجاب، إبتسمت قائلة بأحترام: زوقك جميل أوى، شكراً.
أقترب منها طارق قائلا بعين تفترس عيناها: مفيش زوجة بتشكر زوجها دا وجبه
شعرت بأن سعادة العالم لا تكفيها من فرحتها فأخشت أن تعبر له عن عشقها المتيم له لتخفض نظراتها سريعاً وتتوجه للخزانة..

أخرجت حذائها ثم جلست على المقعد فى عدد من المحاولات الشافة لأرتداءه، صعقت حينما أنحنى ذاك المغتصب كما كانت تراه، انحنى ليعاونها على أرتداء حذائها بقيت تتأمله بصمت ودmع يلمع بعيناها وبسمة تزين فمها ليس ما تراه حلم بل حقيقة شكلت بحب تراه الآن بعيناها، رفع عيناه لتزيح عيناها سريعاً فعتدل ليعدل بذلته قائلا بأبتسامة هادئة: كدا تمام ممكن ننزل بقا
أشارت له بأبتسامتها المرسومه وهبطت معه للاسفل..
.

صعد يزيد مع مالك للاعلى ولكن كف عن الحركة حينما رأها تخرج من الغرفة بفستانها الأحمر وحجابها الذهبي لتقف أمام الغول بأبتسامة رسمت لرؤيته متسمر أمامها هكذا إبتسم مالك وأنسحب ليترك له مجال التغزل بزوجته...
أقترب منها يزيد قائلا بأعجاب: تفتكري انى ممكن الغى الجوازة دي عشان نكون براحتنا ولا هتكون فكرة بايخة
تعال صوت ضحكاتها قائلة بصعوبة: جداً بس ممكن طبعاً نأخد راحتنا على أنه فرحنا.

ابتسم بمكر: فكرة برضو..
ورفع ذراعيه لها لتقدm يدها بخجل له...
هبط بها للاسفل ثم عاونها على الجلوس على الطاولة الخاصة بعائلتهم وصعد للأعلى سريعاً ليجد مالك ينتظره أمام الغرفة مستنداً بجسده الضخم على الحائط، ابتسم يزيد فرمقه مالك بنظرة متعالية: عرفت ليه خاليتك تقيد الحارس كان زمان الخطة اتقفشت لو جانبك تنحت كدا
ابتسم يزيد قائلا بسخرية: طول عمرك ذكي.

رفع يديه على كتفيه: أنا بقول الجماعة الا تحت دول هيجرالهم حاجة
تعالت ضحكات يزيد: طب يالا ياخويا
وبالفعل دلفوا للداخل ليبتسم كلا منهم وهو يرى شقيقته بالفستان الأبيض فشعروا بأنهم الآن لم يعد الصغر يمد لهم بمعروف..
اقترب مالك من منار مطلقاً صفيراً قوى: أيه الجمال دا يا موني
اجابته بسعادة: بجد يا مالك
ابتسم بتأكيد ؛ جد الجد دا حودة ممكن يجراله حاجة.

تعالت ضحكاتها ليشركها البسمة فتركها وتوجه لشاهندة قائلا بأبتسامته الثابتة: مبروك يا شاهى
ابتسمت شاهندة وخرجت من أحضان يزيد لتحتضن شقيقها الأخر قائلة بسعادة: الله يبـ.ـارك فيك يا آبيه
مالك بأعجاب ؛ يبختك يا فراس جمال جمال يعنى ولا كلمة
تعالت ضحكاتها لعلمها بمرحه المعتاد فقالت بتعجب: فين سيف!
دلف من الخارج وتقى تلحقه بعدmا أشترت فستان من اللون الأزرق بمساعدة سيف فكانت رقيقة للغاية.

اقترب منهم سيف ليصفعه يزيد بغضب: لسه فاكر ياخويا دا الغريب جاي من ساعة تقريباً.
أجابه بخـ.ـو.ف مصطنع: عند تقى دي يا غول أنا كنت نازل من الفجر وربي الا يشهد بس حصل حوار طويل عريض بعد الفرح هحكيلك
مالك بأبتسامته المرتفعه: خلاص عفونا عنك مدام فيها حوار
اقتربت تقى من شاهندة ومنار وأخذت تهنئ كلا منهم..

بالأسفل.
زفر بغضب: كل دا بيجبوهم!
فراس بغضب هو الأخر: أنا على أخرى بلاش تنرفزنى أنت كمان.

أقترب منهم ذاك الوسيم ببذلته الرمادية قائلا بسخرية: جرى أيه يا شباب هانت
فراس بغضب: أنت جيت يا أستاذ مراد كدا كملت
أجابه بغرور: طبعاً بيا لازم تكمل رغم هزارك السخيف هطلع أستعجلهم
محمود بسعادة: روح يا شيخ ربنا يسعدك دنيا وأخرة
تعالت ضحكات مراد: خلاص خلاص هتشحت
وبالفعل صعد مراد وحثهم على الهبوط لتهبط شاهندة بيد مالك ومنار بيد يزيد ليثبتوا للجميع بأنهم أخوة لكلا منهم..

أقترب فراس منها بفرحة فأبتسم مالك قائلا بمكر: عندك لازم تتخطانى عشان تخدها
زمجر بوجهه بغضب: أتخطاك ايه هى ملاكمة؟!.
تعالت ضحكات مالك ليقول بغرور: أعتبرها زي ما تحب
فراس بضيق: فى أخ يعمل كدا مع أخوه!
مالك بسخرية: دا واجب ومالوش علاقة بأخ ولا بعم ولا أيه يا مراد
رفع مراد عيناه من على هاتفه قائلا بتأكيد: الا مالك يشوفه أعتبره صح
لمس فراس قلق مراد من حديثه فأقترب منه قائلا بخـ.ـو.ف: فى حاجة يا مراد؟

أجابه بهدوء: لا مرفت كانت قالت أنها هتحضر الحفلة بس مش عارف أتاخرت ليه حتى تلفونها مقفول عموماً أطلع معها بره وأنا هروح أشوفها مش هتأخر عليك
ابتسم فراس بتفهم فتوجه مراد للمغادرة ولكنه توقف حينما رأى جاسمين تجلس على الطاولة ولجوارها شابٍ يكاد يتذكر ملامحه..
أقترب منهم ليستمع للأتى..
شريف بهدوء زائف: مأنا أعتذرت منك كتير أعمل أيه تانى بس عشان تسامحينى!

جاسمين بغضب زائف: متعملش أنا بحسك قاصد تنرفزنى دايما
شريف بصدmة: أنا!
أجابته بتأكيد: ايوا من يوم ما جيت مع فراس وانت مش بتبطل ترمى عليا كلام بالمعنى المصري تلقح عليا
تعالت ضحكات شريف: حلوة يالمعنى المصري دي، وبعدين أنتِ الا رفعتى ايدك عليا الاول ولا نسيتى
كادت الحديث ليقطعها: أنا مسامح وقولت لفراس انى عايز أتجوزك قالى قول لأخوها وانا مشفتوش غير مرة واحدة وبين عليه كدا طبعه أصعب منك.

رمقته بضيق ليسرع بالحديث: أقصد يعنى معندوش تفاهم فقولت أخد رأيك فى الموضوع دا
حاولت اخفاء بسمتها لتقول بخجل: مراد طيب على فكرة تقدر تقوله
صدm شريف وصرخ بسعادة: يعنى موافقه تتجوزينى!
مراد بسخرية: واضح أنك غـ.ـبـ.ـي الحكاية مفهومة بدون كلام
أستدرت بصدmة وهى تطلع له قائلة بأرتباك: مراد!
أقترب منها ثم رفع يديه على وجهها قائلا بأبتسامة هادئة: وحشتينى يا مـ.ـجـ.ـنو.نه.

تخشب شريف محله وبأنتظار أن يتقاضى الحكم فتفاجئ به يقترب منه ليبتلع ريقه بخـ.ـو.ف لا مثيل له
رمقه بنظرة قائلا بصوته الثابت: الا بيتقدm لحد بيدخل من الباب ولا أيه
شريف بتأكيد وفرحة طبعاً هحدد معاد مع حضرتك وأجيب عصابة نعمان ونجيلك
أرتدى نظارته وتوجه لسيارته قائلا دون ان يستدير له: بأنتظارك..
كاد فمها ان يصل للأرض فأغلقه شريف بسخرية: أجمدى مع شيفو تصنع المعجزات

.

أقترب محمود منها ببطئ حتى كادت أن يفقد حركته قائلا بصعوبة بالحديث: ما شاء الله ربنا يحرسك ليا يا حبيبتي
وضعت عيناها أرضاً بخجل فأنسحب يزيد بعدmا سلمها له..
تحركت معه للخارج بينما لمح يزيد موال المتخفية بنقاب فأبتسم بمكر وشرع بالأبتعاد عن مابك وبسمة لتظن بأن الأجواء خلت لها..

بالخارج.

وقفت أمامها تطلع لها بصدmة لتكمل هى: صحيح كنت زعلانه منك لما سبتى حسام ونفوذه بس لما عرفت أنك أتجوزتى مالك نعمان فرحت بيكِ جداً وبقيت فخورة أنك بـ.ـنتى مالك أغنى منه ألف مرة
صدmت وهى تتأملها تتحدث هكذا ثم خرج صوتها اخيراً بأبتسامة زائفة وجـ.ـر.ح يوسع ليحطم الكثير: يعنى أنتِ فرحانه بيا
أجابتها بتأكيد وسعادة: جداً يا حبيبتي.

إبتسمت ليان وأستدارت تبحث عن مالك الي أن رأته يهبط الدرج فأشارت له ليفترب منها قائلا بأبتسامة هادئة: فى حاجة يا حبيبتي..
تمسكت بيديه وأوقفته أمام والدتها قائلة بأبتسامة واسعة: ماما فرحانه منى يا مالك عشان وقعت شاب غني زيك فى حبي وأتجوزتك فقررت أنها تيجى بنفسها تبـ.ـاركلى
تطلع لها مالك بزهول فخجلت حنان قائلة بأبتسامة مصطنعه: أيه الهزار البايخ دا يا لين.

جذبت يدها منها لتصرخ ببكاء مكبوت لسنوات: دي الحقيقة أنا مش عارفه أنت أم أزاي؟! عمري ما حسيت أنك بتحبنى كل الا يهمك الفلوس وبس حتى لو كنت على سرير المـ.ـو.ت بتجى تتطمني أنى لسه عايشة وبتمشى والله كتر ألف خيرك
حنان بغضب: بطلى جنان
بكت قائلة بدmـ.ـو.ع: الجنان دا لو دخلتك حياتى من بعد النهاردة أخرجى من هنا أرجوكى ومن حياتى كلها أنا مبحسش بالآمان بوجودك بالعكس بكره نفسي وبحاول أكرهك أخرجى من هنا حالا.

أحتضنها مالك بحـ.ـز.ن على حالها قائلا بحـ.ـز.ن: أهدي يا ليان خلاص
تركتها ورحلت ومازال الكبر والحقد يملأ قلبها لتبكى بين يديه قائلة بدmـ.ـو.ع: خدني من هنا يا مالك مش عايزة حد يشوفني كدا
وبالفعل انصاع لها وحملها بين ذراعيه للداخل...

بالحفل...

تركت بسمة الحفل وخرجت لتبحث عن الفتيات لتلمحها نوال وتشير لأحد رجـ.ـالها فأقترب منها بعدmا راقب الجميع ليكمم فمها بقوة ويدفشها للغرفة المظلمة بالقصر، حاولت الصراخ ولكن لم تسيطيع، وهى ترى أمامها رجلا يقيدها والأخر يعبئ حقنة مجهولة المصدر...

حاولت التملص من بين يديه ولكن لم تستطيع، لترخو نظراتها حينما رأت معشوقها يقف أمامها ويشل حركة ذاك الرجل ليضع الأبرة برقبته وينهى أمره، تركها الرجل الذي يكممها وأقترب من يزيد قائلا له بأحترام: كله تمام يا يزيد بيه نوال دلوقتى بتحاول تخدر مالك بيه بأى طريقة وأنا بدلت المشروب زي ما حضرتك طلبت
أشار له برضا فتوجه للخروج قائلا لبسمة وعيناه أرضاً: بعتذر منك يا هانم.

وغادر الرجل تاركها بصدmة وهى تطلع ليزيد..

وضعها على الأريكة ليجثو على ركبته قائلا بخـ.ـو.ف: خلاص يا ليان بلاش دmـ.ـو.ع
أكثرت من البكاء قائلة بصوت متقطع: معرفتش أحكيلك قبل كدا يا مالك أتحرجت أقولك أن والداتي بالبشاعة دي أنا فعلا معنديش غيرك
أحتضنها بقوة قائلا بثبات: بلاش تتكلمى فى الموضوع دا تانى بعد الحفلة هنتكلم دلوقتى محمود محتاجك جانبك أنتِ أخته الوحيدة ولا أيه.

إبتسمت لتفهمه فأزاح دmـ.ـو.عها وعاونها على الوقوف قائلا بعشق: ممكن تضحكى بقا.
إبتسمت قائلة بهمس: بحبك
ضيق عيناه بغضب: قولت عايزين نحضر الحفلة ليه مصممة تضعفى الأرادة الا عندي
تعالت ضحكاتها ليدفشها برفق: بره يا ليان
استدارت وكادت الحديث ليشير لها بالصمت قائلا بتحذير: بره قولت
وبالفعل انصاعت له وخرجت وهى تبتعد عن رائحته التى تسلل لها الآمان والراحة.

بينما هو أستدار ليتوجه للداخل فتفاجئ بعدد من الرجـ.ـال يطوفه..

وصل مراد لشقتها فطرق الباب كثيراً ولكن لا رد له فشعل القلق حافة قلبه ليحطم الباب الذي أنهار أمامه قوته سريعاً ليتفاجئ بشقتها المقلوبة رأساً على عقب..
دلف لغرفة النوم سريعاً وهو يصيح بلهفة: ميرفت، ميرفت
ليجد الهاتف محطم والغرفة شبه محطمه ليعلم الآن من جرء على فعل ذلك ليخرج صوته الغاضب: حيواااان
وغادر لسيارته سريعاً...

بمكانٍ أخر
كانت مكبلة بالأحبال تبكى بقوة حينما علمت منهم بأن والدها من أمر بذلك، كما أنه أمرهم بأن تسافر معهم بالقوة لدولة مجهولة لن يتمكن مراد الجندي الوصول إليها ربما هى نهاية لعلاقتها به وربما بداية لهلاك أعظم..
تحركت معهم للطائرة وهى كالجثة التى تزف لمـ.ـو.تها، بداخلها رغبة حقيقة بالمـ.ـو.ت، والأخرى برؤيته فكيف سيتمكن من الوصول إليها بدولة لا تعرف حتى أسمها أو إلي أين الرحيل!
إستدار مالك ليتفاجئ بعدد من الرجـ.ـال يطوفه بحدة فتعجب مما يراه، هل حدث تغير بالخطة لدرجة المهاجمة علناً...
خلعت نوال نقابها قائلة بغضب يشع من عيناها: كنت عارفة أن فى حاجة غلط
تيقن مالك من حديثها حتى خروجها من ذاك الممر يثبت بأنها رأت ما فعله يزيد أو ربما وجدت الرجل الذي حاول حقن بسمة جثة هامدة بعد أن حرص على مقــ,تــله الغول...

بقى ثابتاً كما هو، عيناه الثابتة تتنقل على الرجـ.ـال المسلحون بنظرات تفحص ليستكشف أيٍ منهم رجـ.ـاله..
أنهت نوال كلامها بغل لتجده ثابتٍ كالسيف فخرج صوتها بعصبية: خلصوا عليه
لم يبرح مكانه وبقى كما هو حتى الرجـ.ـال ظلوا ثابتين...
جذب مالك المقعد ثم جلس وضعاً قدmاً فوق الأخري بتعالى وكبرياء يتابعها بأهتمام لما ستفعله؟، زادها الأمر سوء لتصرخ بهم بغضب أنتوا لسه واقفين! أتحركوا.

إبتسم مالك قائلا بسخرية: هيتحركوا أزاي من غير أذنى!
تطلعت له بصدmة فتعالت ضحكاته بشمـ.ـا.ته على ما يحدث لها: شكلى هديتي أنا ويزيد عجبتك
تراجعت للخلف بصدmة وخاصة بعد ظهور يزيد ونظراته تكاد تفتك بها ليقف جوار مالك قائلا بسخرية: مش كان الأفضل ليكِ أنك تمـ.ـو.تى فى فرشتك؟
رمقته بنظرة محتقنه ليكمل حديثه بعدmا أستند بقدmيه على المقعد المقابل لها قائلا بثبات: المفروض تتشكرني لأنى على طول بحققلك أمنياتك.

ضيقت عيناها بعدm فهم ليكمل هو بثقته المعتادة: زي أمنية الهروب من السـ.ـجـ.ـن حتى لو بقناع المـ.ـو.ت ودا كان أسهل حاجة أعملها وزي النهاردة حبيتى تشوفينا وأحنا بننهار أدامك مكسفتكيش وخاليتهم ينفذوا طلبك مع تعديل بسيط أنها نهايتك أنت مش نهايتنا..
دلف سيف وفراس من الخارج يتأملها بنظرة ممتلئة بالحقد والكره لها ثم وقف جوار يزيد...
رفعت نوال سلاحها قائلة بشرار وحقد دافين: بس لسه عندى فرصة أنى أخلص عليكم.

إبتسم فراس قائلا بثباتٍ أثار حنقها: دا لو فضلتى على قيد الحياة ثانية واحدة
لم تفهم كلمـ.ـا.ته الا حينما غمرها آلم رهيب بأنحاء جسدها فخارت قواها شيئاً فشيء لتنظر لهم بصدmة لا مثيل لها...
دلفت ليان وبسمة من الخارج لتشهق كلا منهم بصدmة وهم يروها هكذا، رفعت عيناها لتنظر لتلك الفتيات بنظرة حقد حتى فى أخر أنفاسها! مازال عقلها القذر يعمل بسرعة ليجد الخطط الدانيئة..

رفعت نظرها للأعلى لتجد فوق رأسهم عمود عمالق من الأنوار الكهربية (نجفة كبيرة للغاية)، فأبتسمت حتى أن كانت ستفتك بقلوبهم..
أقترب فراس منها ثم أنحنى ليكون على مقربة منها قائلا بصوت يشبه الرعد المخيف: دا نفس السم الا أمرتي بيه أنهم يحطوه ليا فى العصير بس مع تعديل بسيط أنتِ الا شربتيه مش أنا...
وتركها ووقف يتأملها بكره شـ.ـديد فرفعت سلاحها قائلة بصعوبة بالحديث: مستحيل ما أسببش لحد فيكم ضرر.

لم يفهموا كلمـ.ـا.تها الا حينما رفعت السلاح على الحبل السميك الحامل لتلك العمود للعمالق فأصابته بنجاح والأبتسامة اللعينة مرسومة على وجهها.

أستدار مالك ويزيد سريعاً ليجد ليان على محاذاته وبسمة على محاذة مالك فأسرع كلا منهم بسرعة البرق لينتشل قلب رفيقه جذب يزيد ليان فتعثرت قدmاها لينبطح معها أرضاً ويحميها يظهره العمالق وكذلك فعلا مالك بأن جذب بسمة بسرعة كبيرة وأحتضنها لتسري قطع الزجاج المتناثرة من العمود بداخل ظهر مالك ليركض فراس بزعر إليه...

بينما أسرع سيف إلى يزيد يعاون ليان على الوقوف وهى تتأمل ما حدث لثوانى بصدmة زادت حينما وجدت معشوقها ينزف بغزارة..
فتحت بسمة عيناها بزهول وهى تحاول إستيعاب ما حدث لتفق على مالك يقف أمامها كالسد المنيع والزجاج يقتص منه لدرجة جعلتها تبكى بقوة فهو من أنقذها من المـ.ـو.ت...
جذبه فراس قائلا بخـ.ـو.ف ولهفة: مااالك
إبتسم قائلا ببعض التعب والمرح حليفه: أسترجل يالا دى أصابة بسيطة يا عبـ.ـيـ.ـط.

أقتربت منه ليان بدmـ.ـو.ع وهى تتمسك به: مالك أنت كويس؟، أطلب الأسعاف يا فراس
وبالفعل انصاع لها فراس وأخرج هاتفه ولكن أسرع مالك بجذبه قائلا بغضب: متعملش كدا مش عايز منار ولا شاهندة تحس بحاجة أرجع لعروستك أنا كويس
صاح بغضب: كويس فين! أنت بتنزف
أقترب منه يزيد قائلا بجدية وحذم: نفذ الا قاله بدون نقاش
كاد الحديث ولكن نظرات الغول أرضخته فخرج للحفل...

بينما عاون سيف مالك على التمدد مستلقى على صدره حتى يتمكن من أخراج الزجاج المندثر على ظهره..
أما نوال فألقت حتفها الأخير وهى ترى كلامنهم ينقذ زوجة الأخر كأن ما رأته كان السبب الأساسي بمـ.ـو.تها لتعلم الآن بأن من حصد الأشواك جناها...
بكت ليان ويزيد يخرج الزجاج فتطلع لها قائلا بهدوء: أخرجي بره يا ليان
أجابته بدmـ.ـو.ع: لا مش هسيب مالك
خرج صوت مالك المتقطع من الآلآم: أسمعى الكلام يا ليان أنا كويس.

أجابته بغضب لا مش هخرج
تطلع يزيد لبسمة قائلا بحذم: خرجيها يا بسمة، فوراً
وبالفعل أنصاعت له وجذبت ليان للخارج فخرجت معها والدmـ.ـو.ع تسرى على قسمـ.ـا.ت وجهها..
أما بالداخل، تمزق قلب الغول وهى يستمع لخفوت صوت مالك بآلم كان يكبته كى لا يعـ.ـذ.ب قلب معشوقته فكأن ما فعله كان الصواب لمالك، أنهى يزيد أخراج الزجاج من جسده ثم عاونه بمساعدة سيف على خلع الجاكيت والقميص.

أستدار يزيد بوجهه: سيف هات علبة الأسعافات الأولية
وبالفعل أسرع سيف وأحضر المطلوب أما رجـ.ـاله فتوالوا أمر نوال جيداً...

خطت معهم ويديها مكبلة بالحبال، تكاد تكون خطواتها أشبه بالوقوف لعله يأتى لنجدتها، فكيف ستتمكن من العيش بدونه!.
هوت دmـ.ـو.عها بحسرة وهى تردد بشهقات دmـ.ـو.ع: مراد...
أغلقت عيناها بقوة وهى تخطو أولى درجات الدرج الخاص بالطائرة الخاصة لتتخشب بمحلها حينما تستمع لصوت سيارة تقترب منهم..

أستدارت والأمل يتعلق بها فيجعلها كمن يتعلق بأخر فرصة للنجأة، تسلل الفرح لتلك العيون الدامسة بالأحزان حينما رأته هو من بالسيارة، يقترب منهم بسرعة البرق والغضب يتلون على وجهه فيجعله أكثر خطورة كالأسد المتحرر من قيوده، جذبها الرجل لتصعد للطائرة سريعاً حتى يتمكنوا من الفرار من امام ذاك الوحش الثائر الذي هبط من سيارته وراح يمزق أشلائهم، رفضت التحرك من مكانها وهى تصرخ بهم بان يتركوها ولكنهم لم يستمعوا لها الا حينما قبض عليهم ذاك المتمرد لينالوا الجزاء المناسب لمن يجرء على فعل ذاك بزوجته..

تطلعت له بسكون ودmـ.ـو.ع غزيرة، كل ما يشغل تفكيرها أنها كانت ستحرم منه للأبد!، أقترب منها وهو يحل وثاقها قائلا بقلق لسكونها أنتِ كويسة؟

لم تجيبه وما أن حل وثاقها حتى ألقت بنفسها بداخل أحضانه تبكى بقوة وتشـ.ـدد من أحتضانه ليتمزق قلبه هو الأخر، ليشغل فكره بأنه إن لم يتمكن من الوصول بالوقت المناسب كيف كان سيعيش بدونها! وماذا لو لم يأخذه تخمينه بأن والدها سيعمل على إبعادها عنه بأي طريقة حتى لو كانت لدولة أخرى لن يتمكن من الوصول إليها..
سكنت بين أحضانه فأخرجها سريعاً قائلا وعيناه تتفحصها بلهفة: متخافيش يا حبيبتى.

رفعت عيناها بعيناه قائلة بصوت متقطع من البكاء: كنت خايفة مش أشوفك تانى يا مراد
أزاح دmـ.ـو.عها قائلا بسخرية وكبريائه المعهود: متخلقش الا يفرق مراد الجندي عن حاجة بيحبها
تعالت ضحكاتها بعدm تصديق فمازال محتفظ بجزء من كبريائه..
حملها بين يديه ثم وضعها بالسيارة وتحرك بها من ذاك المكان المربك لها...

بالحفل..

جلست ليان على الطاولة جوار تقى وبسمة وبسملة فحاولت بسمة جاهدة لأخراج حافة التـ.ـو.تر من قلبها وفى نهاية الأمر أستطعت...
أما بالداخل، أرتدى مالك بذلة سوداء اللون بمساعدة سيف ويزيد بعدmا فشل بأقناعه بأن يظل بالأعلى ولكنه أخبره بأنه بخير...
، كانت نظراته لا توحى بأنه بخير حتى أن الشك بدأ يساورها فتطلعت له قائلة بخـ.ـو.ف: أنت كويس؟
أعتدل فراس بجلسته قائلا بهدوء مصطنع: مفيش حاجة متقلقيش.

اقترب مالك ويزيد من الطاولة الخاصة بالفتيات قائلا بمزح: ينفع نقعد ولا ممنوع للرجـ.ـال؟
تعالت ضحكاتهم فأقتربت منه ليان بسعادة لرؤيته يقف أمامها فكانت تظن بأنه لن يكمل الحفل، رفع يديه على معصمها المتمسك به قائلا بأبتسامته الفتاكة: مش قولتلك مفيش داعى للقلق
أجابته بفرحة: الحمد لله
جلس يزيد جوار بسمة قائلا بغرور: عامله أيه من غيرى
ضيقت فمها بضيق: مغرور
أقترب ليهمس لها بعشق: بس بمـ.ـو.ت فيكِ.

لم تبالى به وظلت بملامح ثابته ليزفر بستسلام لعلمه سبب إنزعجها: مكنش ينفع أقولك حاجة يا بسمة نوال وخطتها الا ساعدتنى أتخلص منها للأبد الست دي الشر بيتعلم منها توقعى أي حاجة
بسمة بغضب: كان على الأقل تعرفنى أفرض الا كانت بتخطط ليه دا حصل كانت نظرة ليان والكل ليا أيه؟
قاطعها بحذم: محدش يقدر يبصلك ولا يقول عليكِ كلمة ثم أنى كنت عارف بكل حاجة وكل خطوة بتعملها بكون سابقها.

وضعت عيناها أرضاً بصمت ليجذب ذراعيها بين يديه قائلا بنظراته الدافئة: ممكن ما نفكرش بالموضوع دا تانى
رفعت عيناها لتقابل عيناه فأبتسمت قائلة بخجل: أعتبرينى نسيت
إبتسم هو الأخر وأحتضانها...
هدء فراس حينما وجد أخيه يقف أمامه بملامح هادئة للغاية خالية من الآلم فشعر بالأرتياح وأنه تعدا تلك الكارثة حقاً.

تعال أجواء الحفل ليصحب كلا منهم حوريته تحت أضواء القمر والشموع المتناثرة على الجوانب لتتقابل العينان بلقاء خالد بين الضو والعشق...
، سيف تقى...
تميلت معه وعيناهم تحتضن بعضهم البعض بعشق ولد بين أطايفه نسمـ.ـا.ت من ريحان..
ليخرج صوته فيقطع الصمت السائد بين النظرات: بحبك يا تقى
إبتسمت بعشق وهى تتأمل عيناه الرمادية بسحرهم الخاص قائلة بهمس: أنا أتعديت مرحلة الحب دي من سنين
إبتسم قائلا بجدية: كنت مغفل.

قاطعته بحدة: متقولش كدا تانى أنا الا كان لازم أتعب عشان أعرف أخليك تحبنى
ثم أنحنت لتهمس له بعشق: والظاهر نجحت
تعالت ضحكاته الرجولية ليجذبها بأحضانه بسعادة...
ليان مالك...
تحركت معه بستسلام كأنه هو من يحركها لتطفو على قيد الحياة كأنه الموج الهادئ ليخـ.ـطـ.ـفها بين أضلاعه الممزوجة بلهيب العشق الحارق...
بقيت تتأمل عيناه بأبتسامة رقيقة تتنقل بين ملامح وجهه، ليبتسم هو الأخر قائلا بتعجب: أول مرة تشوفينى؟!

إبتسمت بتأكيد ؛ كل ما بشوفك بحسها أول مرة لأنى بكتشف فيك حاجات جديدة كلها أغرب من الخيال
تعالت ضحكاته الساخرة: للدرجادي!
ضيقت عيناها بغضب: كدا يا مالك طب كمل رقص لوحدك
وكادت أن تتوجه للهبوط ليجذبها لأحضانه قائلا بمرح: طب قوليلي أنا أعمل أيه وأنا بسمع منك الكلام دا!
معزور يا حبيبتى دانا حفيت عشان أسمع كلمة بحبك!، فجاءة أسمع كل دا؟
أخفت بسمتها الخجولة فقربها منه يجعلها بموجٍ خاص به...
.

أنضم لهم مراد وميرفت ليتطلع له فراس بغضب فأشار له بالصمت وأنه سيحدثه بعد الحفل، أما يزيد وطارق فكانوا يعدوا خطة للأبتعاد عن ذاك العالم المحفور بالمتاعب لعالم خاص بطوفان العشق..
إبتسم طارق بعدmا أنهى خطة يزيد وأمر الخدm بنقل ما يلزم لليخت الضخم الذي أحضره يزيد ليبعدهم عن الأجواء المشحونة برحلة ستحفر بعشق أل نعمان...
تركت زمام أمورها له فحركها بين يديه وعيناه تغرد لها عشقاً تستمع له لأول مرة، كأنه تخلى عن عناده ومشاكسته لها لترى الجانب المعتم من طوفان عشقه اللامنتاهي..
خرج صوته الفتاك: خلاص بقيتى مرأتى
رفعت شاهندة عيناها له قائلة بأبتسامة خبث: ربنا يسترها عليك يابني خاليك فاكر أنى مكنتش موافقة على الجوازة دي من الأول بس يالا نصيب.

تعالت ضحكاته بعدm تصديق ثم تحكم بذاته بسرعة تعجبتها هى قائلا بصوتٍ حازم: لا متقلقيش عليا عندى الخبرة الكافية بالتعامل مع الستات بأنواعها
تركت يداه بصدmة: ستات! أنت كنت تعرف حد قبل كدا
جذب يدها وبسمة الأنتصار تحتل قسمـ.ـا.ت وجهه ليخرج صوته الماكر: هو حد واحد بس!، قلبك أبيض
شرارت الغضب تطيرت من عيناها فأبتسم وهو يتأملها قائلا بهمس: بتحبنى
أجابته بغضب: لااا
إبتسم بخبث: طب خلاص غيرانة ليه؟

قاطعته بحدة: لأنى زوجتك يا محترم
تأمل عيناها بعشق متخفى ثم قال بهدوء: من أمته؟
لم تجيبه فكان الغضب يلعب دوره الحاسم معها ليسترسل حديثه: من ساعة تقريباً ومن هنا ممكن تحاسبينى لكن الا فات دا ملكي أنا وبس
شـ.ـددت على أسنانها بضيق: أنت مستفز أوي
أحتضنها ليهمس لها على إيقاع النغمـ.ـا.ت الهادئة: بعد الشر عليكِ يا حبيبتي بلاش عصبية.

حاولت التملص من بين يديه ليهمس بخبث: عيب الناس بتبص علينا يقولوا أيه العروسة مش طايقه العريس ومغـ.ـصو.بة عليه!
أبتعدت عنه لترى عيناه فأكمل بمكر: وممكن يقولوا بتحب واحد تانى مثلا
فتحت عيناها على مصراعيها ليبتسم قائلا ببرود: بقول مثلا
ركلته بحذائها المرتفع على قدmيه بغضب ليصـ.ـر.خ بصوتٍ مكبوت للغاية قائلا بصعوبة: أحنا فينا من كدا ماااشي لينا أوضة تلمنا
إبتسمت بمكر: معلش يا حبيبي مقصدش.

تأمل بسمتها وكلمتها حتى لو كانت بمنظور السخرية ولكنها خفقت القلب بنبض لم يستمع له من قبل ليتأملها بنظرة جعلتها كالمتصنم تحاول إستيعاب ما يحدث أمامها تشعر بأنها بعالم يتملكها هو بعيناه الساحرة لم تعد تعلم ما بينهم عناد أم عشق من نوع أخر كل ما تعلمه بأنها على وشك الهلاك من نظراته.

تعلقت عيناه بها ليخرج صوته العاشق: مش عارف كنت هستحمل سنة أزاي؟!
آبتسمت بخجل ليكمل هو: أنتِ متتصوريش أنتِ بالنسبالي أيه يا منار، من أول ما شوفتك بمكتبي وأنا حاسس أن فى حاجة غريبة هتجمعنى بيكِ أنا تقريباً عيونى مكنتش بتسيبك سواء كنتِ فى المدرج او فى أي مكان بالجامعة
تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بصعوبة لتغير الحديث المخجل لها: كنت قولتلي على هدية هى فين؟
زمجر بغضب: هو دا وقته!

لوت فمها بطفولية: أنت عارف يا محمود أنى مش بقدر أستنى بالذات لو عرفت أن فى هداية
تحرك معها بثبات قائلا بمكر: هت عـ.ـر.فيها بس مش هنا
رمقته بضيق فأبتسم بتسلية لرؤياها هكذا...

بحثت عنه كثيراً حتى ملت من رؤياه فيبدو لها أنه ترك الحفل بأكمله، أستدارت لتعود للحفل لتجد جسدها متخشب وعطره يفوح لها فأبتسم ورفعت يدها تتطوف ذراعيه المحتضن لها قائلة بضيق دون الأستدار له: سايبنى لوحدى والكل بيرقص وأنا بدور عليك..
إبتسم الغول قائلا بعشق وصوته يلفح آذنيها: يا خبر أميرتي زعلانه مني وأنا بجهزلها مفاجآة كبيرة لا كدا هشيل المفاجأة الوحشة دي
أستدارت بلهفة: مفاجأة فيين؟

إبتسم وهو يرى بسمتها وحماسها المتلهف ليحملها بين ذراعيه قائلا بعشق: الأول أصلحك وبعدين أقولك على المفاجأة
لم تفهم ما يتفوه به الا حينما خطى درجات ليصل لسطح يخت ضخم ثم عاونها على الهبوط وتقدm من الكاست الصغير بموسيقاه الهادئة ليجذبها عليه قائلا بثباته المعتاد: فى أحلى من كدا رقص منفرد تحت ضوء القمر والغول بنفسه!
تعالت ضحكاتها وهى تختبئ بأحضانه فنظراته الواثقة تجعلها مثيرة للشك...

بقيت تترنح معه وهى بعالم تخشى الأفاقة منه، عيناها مغلقة بقوة كأنها تتشبس به...
مرت الدقائق ومازالت تتحرك معه حتى بعد إنتهاء النغمة، إبتسم الغول وهو يتحرك معها حتى أخرجها من أحضانه قائلا بغرور مصطنع: هو أنا منوم؟! أنا بقيت بخاف أحـ.ـضـ.ـنك عشان بلاقيكِ سفرتي دنيا تانية
جحظت عيناها قائلة بغضب: وليه متقولش أنى لما بشوفك النوم الا بيكبس عليا.

تعالت ضحكاته الرجولية قائلا ويداه مرفوعة للأعلى بستسلام: مش عايز أدخل معاكِ فى مناقشات خسران فيها ثم أننا دخلين على مفاجأة فحاولى على أد ما تقدري متحـ.ـضـ.ـنييش
تلونت عيناها بالغضب ليكمل بمكر: دا لمصلحتك عشان تشوفى الهدايا الا جبتهالك
زمجرت بغضب: لا أقنعتنى
إبتسم وهى يجذب يديها لتقف أمامه فيحملها لترى العالم بأكمله من على سطح اليخت المرتفع حتى القصر والحفل..

أستدارت له قائلة بفرحة: هو اليخت دا مش هيتحرك
إبتسم بثبات: لما عددنا يكمل
تطلعت له بعدm فهم ليصعد سيف وتقى للأعلى فأبتسمت بسعادة حينما علمت جزء من خطة الغول...
بالأسفل..
تقى بستغراب: جايبنى على هنا ليه يا سيف؟
سيف بسخرية: هخـ.ـطـ.ـفك وبعدين هتـ.ـحـ.ـر.ش بيكِ...
تملكها الرعـ.ـب فهبط الدرج بخـ.ـو.ف: بجد!
لم يتمالك زمام اموره فصاح بغضب: أنتِ مراتى يا ماما
أكملت الدرج بتذكر أه تصدق.

تعالت ضحكاته قائلا بعدm تصديق: مـ.ـجـ.ـنو.نة على فكرة
لوت فمها بغضب: وانت بـ.ـارد ومصمم تخرجني عن شعوري
اقترب منها قائلا بحـ.ـز.ن مصطنع: كدا يا تقى بقا أنا بـ.ـارد؟
إبتسمت بمكر: والله على حسب زي مثلا لو قولتلي جاين هنا ليه؟
رمقها بغـ.ـصـ.ـب ثم قال بتأفف: معرفش جالى رسالة من مالك أنى أكون هنا أنا وأنتِ
قاطعه الصوت من خلفه: وأنا كمان جالى رسالة من يزيد.

أستدار سيف ليجد طارق وبسملة أمامهم ليقطعهم مراد هو الاخر: مالك بعتلى نفس الرسالة
طارق بستغراب: الأتنين دول بيفكروا فى أيه؟
أستدار مراد قائلا بأبتسامة تسلية: العرسان كمان؟!
تطلع سيف وطارق ليجدوا فراس يصعد لليخت هو ومحمود حتى شريف وجاسمين
سيف بأبتسامة سخرية: دى خطة يا معلم
فراس بستغراب لوجودهم: كدا فى حاجة
محمود بزهول: هو الرسالة جيتلكم انتوا كمان.

أشاروا جميعاً برؤسهم لتتحدث منار بستغراب: طب فين آبيه يزيد ومالك
تقى: أحنا طالعنا هنا مالقناش حد
شريف بخـ.ـو.ف شـ.ـديد: أوع اليخت يغرق بينا والجماعة دول عايزين يخلصوا مننا
تمسكت ميرفت بذراع مراد بخـ.ـو.فٍ لا مثيل له حينما إستمعت للغرق ليحتضن يدها بأبتسامة هادئة: متخديش على كلام الغـ.ـبـ.ـي دا أكيد فى مغزى للموضوع
تحرك اليخت ليصـ.ـر.خ شريف: مغزى مين يابا هنموووت
شاهندة بغضب: ممكن تسكت شوية رعـ.ـبتنا يا أخي.

فراس بنظرات هائمة غير عابئ بمن حوله: رعـ.ـب وأنا موجود طب دي تيجى أزاي أنا أحميكِ من الدنيا كلها يا قلبي
سيف بسخرية: الله الله أجبلكم شجرة وأتنين ليمون
تعالت ضحكات بسملة فتأملها طارق بأبتسامة هادئة ليقطعه مراد بسخرية: عيب يا سيف مهما كانوا لسه عرسان جداد
ثم أستدار لفراس قائلا بنفس لهجة سيف؛ بلاش ليمون نخليها برتقان أحسن.

تعالت الضحكات ليزفر محمود بغضب: دا وقته اليخت أتحرك يا بشر ومن غير سواق خاليكم جد بقا أنا مكانى مش هنا المفروض أكون فى الشقة مع عروستى
جاسمين برعـ.ـب وهى تحتضن مراد: ممكن نكون أتخـ.ـطـ.ـفنا وعايزين فدية
تعالت ضحكات فراس بقوة: خـ.ـطـ.ـف!، مين المـ.ـجـ.ـنو.ن الا ممكن يفكر يخـ.ـطـ.ـف مراد الجندي ولا فراس نعمان!، بلاش دي هيخـ.ـطـ.ـف وفد من العناصر النسائية عشان تنهوا حياته؟!
منار: لا كلمك أقنعنى.

طارق بهدوء: طب بما أننا لا مخـ.ـطـ.ـوفين ولا يحـ.ـز.نون أيه سبب تواجدنا هنا
قاطعه مراد: السؤال دا اجابته عند أخوك وإبن عمك
سيف بغضب: دي خطة يا معلم والقصد منها..
قاطعه الصوت من الأعلى بعد أن أنضم للغول: كل خير على فكرة
تطلعوا للأعلى ليجدوا مالك أمامهم ولجواره الغول فهبطوا للاسفل ولحقت بهم بسمة وليان...
فراس بضيق: ممكن تفهمونا فى أيه؟

يزيد بثباته المعتاد: هتعرف بعد ساعة من دلوقتى ولحد ما الساعة دي تخلص أعتبروا اليخت بيتكم خدوا راحتكم
محمود بسخرية: أنت فايق يا يزيد أحنا سبنا الحفلة وفرحنا النهاردة
مالك بأبتسامته الفتاكة: ما خلاص ياعم الحق علينا أننا فاكرنا نعملكم ليلة مميزة فى مكان ما تحلموش بيه
فراس بهدوء زائف: والمكان دا فين؟!.
سيف بسخرية: سؤال غـ.ـبـ.ـي، شوف مكانك فين ياخويا يعنى هتتجوز فى عرض البحر والله مميز فعلا.

يزيد بنظراته الجمرية ؛ أنا بقول تسكت أنت أحسن
أكمل مالك بحذم هو الأخر: قولنا بعد ساعة هنوصل للمكان دا بلاش رغي كتير
مراد بهدوء وسـ.ـخرية: أسف للمقاطعة من كلام مالك قدرت أفهم أن المفاجأة خاصة بالعرسان باقى الفريق لزمتهم أيه بقا؟!
إبتسم يزيد بمكر: وأحنا مش عرسان ولا أيه
تطلعوا جميعاً لبعضهم البعض فتلونت وجوه الفتيات بحمرة الخجل ليبتسم كلا منهم ويصطحب معشوقته وينفرد باليخت بصمتٍ تام...

جلست جواره تتأمل المياه بشرود فشعرت بدفئ يطوفها لتجده يحتضنها بجاكيته حتى لا تتسرب برودة المياه لجسدها...
إبتسمت قائلة وعيناها تتأمله: كنت هعيش أزاي من غيرك
جذبها لأحضانه قائلا وعيناه قد أمتلأت بالوعيد: الا حصل دا أوعدك أنه مش هيعدى
خرجت سريعاً لتلتقى بعيناه قائلة برجاء: لا يا مراد أرجوك متنساش دا أبويا بالنهاية عشان خاطري بلاش تعمله حاجة.

تطلع لها بصمتٍ لعله يتحكم بغضبه فهو ليس بالهين ليترك الأمر هكذا، هوت دmعة من عيناها لتسرى لقلبه كالسهم المخترق ليزيحها قائلا بضيق: خلاص بس لو أتكررت تانى وربي ما حاجة هتقدر توقفنى
أحتضنته قائلة بسعادة: بحبك
إبتسم وهو يطوفها بذراعيه: وأنا بعشقك
، جلست بمفردها تتأمل حركات الأمواج بحـ.ـز.ن على ما يحدث بقلبها، حالها مشابه له، قلبها بعاصفة مريبة ليس له شاطئ او وجهة لمرساه...

جلس طارق جوارها والصمت يختذل وجهه ليخرج بعد قليل وعيناه تتحاشي النظر إليها: ممكن أسالك مالك؟
أستدارت بوجهها له تتأمله قليلا ثم خرج صوتها المربك: مش عارفه
إبتسم بسخرية لتصيح بغضب: بلاش الضحكة السخيفة دي
رسم الجدية قائلا بثبات: طب فكري فى رد مقنع وسيبك من الأبتسامة الا من وجهة نظرك سخيفة
زفرت بملل كأنها تخرج ما بها ثم قالت وعيناها تتحاشي النظر له: هو أنت حبيت قبل كدا.

تطلع لها بزهول يحاول إستيعاب ما قالته ثم قال بثبات حاول قدر الأمكان رسمه: محصليش الشرف دا غير مرة واحدة ونـ.ـد.مت بعدها
أجابته بفضول: ليه؟
تطلع لها بجدية وعيناه تلتهب بنيران العشق الطواف: لأنها مش بتحبنى زي ما بحبها شايفه الحياة والا بينا مجرد غلطة أو جريمة.

صدmت من حديثه وعلمت بأنها هى من يتحدث عنها، شعرت بأن نظراته تكاد تختراقها فتركته وهبت بالتهرب منه ليتمسك بمعصمها قائلا بآلم: لحد أمته هتفضلى تتجاهلينى يا بسملة
أزاحت عيناها عنه فرفعها بيده لتلتقى بعيناه لتهوى دmـ.ـو.عها وهى تتأمله، أبعد يديه سريعاً ظن من أن دmـ.ـو.عها لملامستها حتى أنه تراجع للخلف ليقف على صوتها: صعب أحطم كل العقبات الا بينا
أستدار قائلا بلهفة بعد أن صرحت بألم عما بها: عقبات أيه؟

أشاحت بوجهها بعيداً عنه تتفادي لقاء تلك العينان، جذبها لتنظر له عنوة قائلا بخـ.ـو.فٍ شـ.ـديد ألتمسته من حديثه: أنتِ بتحبينى يا بسملة؟
صمتها وسكونها زبح قلبه رفعت عيناها بعد مدة الصمت لتسرق ما تبقى بالقلب المطعون مشيرة بوجهها والدmـ.ـو.ع تسرى بقوة، رفع يديه بعدm تصديق يحتضن وجهها قائلا بسعادة لا مثيل لها: أزاي؟، أقصد بجد طب قولي بحبك يمكن أصدق.

آبتسمت بخجل وكادت النطق ليقطع تلك اللحظة دلوف شريف حاملا لجزء من اليخت قائلا لطارق بستغراب: واد يا طارق لقيت البتاع دي فوق دا أيه؟
لم يتمالك طارق زمام أموره فنقض عليه كالأسد الهائج قائلا بغضب ؛ أنا عملت ايه فى حياتى عشان أبتلي بحـ.ـيو.ان زيك
صرخ شريف قائلا بألم: هو أنا عملتلك أيه أهدى كدا وأستهدا بالله
لم يسوءه الأمر سوا لكمـ.ـا.ت لا عدد لها...

تعالت ضحكات بسملة وهى تراه يركض ويصيح برعـ.ـب: الحقونا يا نااااس يا أهل السفينة
جذبه طارق بسخرية: اهل السفينة! هو أنت فى حد بيقبلك ياض
تراجع للخلف قائلا بغضب: أمال بيربونى شفقة ياخويا!
صرخ بقوة حينما لكمه طارق بحقد: لا ولسان أهلك طويل وعايز يتقصر
أسرع الجميع على صوت شريف ليجدوه منبطح أرضاً وطارق يقتص منه..
مراد بغضب: فى أييه؟
حال محمود وفراس بينهم ليزفر طارق بغضب: والله ما هسيبك النهاردة.

شريف بسخرية: يا عم روح هو أنت فاضى لحد دانت واقف متسمر شابه الا شارب مـ.ـخـ.ـد.ر
مالك بحدة: ممكن أفهم فى أيه؟
أخرج شريف ما بجيبه بغضب: لقيت دي على اليخت وروحت أسأله كمواطن مصري شريف
فراس بسخرية: كأيه ياخويا
محمود بغضب: دا وقته يا فراس، ثم أستدار له قائلا بملل: كمل وأنجز فى أم الليلة السودا دي.

شريف بفخر: كنا بنقول أيه؟، اه أفتكرت، المهم لقيته واقف يحب وأول ما شافنى كأنه شاف العفريت المسلوخ هاتك يا ضـ.ـر.ب لما خلاص معتش قادر اقف على رجلي
مالك بسخرية: بعيداً عن الا فى أيدك دا سؤال لسياتك
أجابه بأبتسامة واسعة: أتفضل
مالك ومازالت نبرة سكونه هادئة: أيه الا حدف طارق فى دmاغك مش كان سيف هو محور الأسئلة الغـ.ـبـ.ـية بتاعتك!

رفع يديه يزيح خصلات شعره بتفكير: تصدق صح بص معرفش أيه الا غير خطتي بس لقيت طارق فى وشي
سيف بسعادة: ربنا يجعله فى وشك على طول اللهم آمين
مراد بضيق: هو مش الرحلة دي للمتزوجون فقط الحـ.ـيو.ان دا بيعمل أيه بقا؟!
محمود بتفكير: يمكن طلع غلطة؟!..
فراس وعيناه تفترس المياه: الحل موجود، نرميه فى الميه ونخلص
مراد بتأييد: فكرة برضو
وما أن أنهوا كلمـ.ـا.تهم حتى هرب من أمام أعينهم...

بنهاية اليخت تجمعت الفتيات تتبادل الحديث المرح بسعادة وخاصة بسمة وليان وتقى ومنار فعادة علاقتهم أقوى من قبل حتى ميرفت تعرفت إليهم فكانت سعيدة للغاية خاصة بعدm وجود أحداً بحياتها الفارغة...
إنتبه الجميع لوقوف اليخت فظهر يزيد أمامهم قائلا بأبتسامته الهادئة: أعتبروا نفسكم فى عالم خاص بيكم بس.

تعجب الجميع من حديثه فشاركه مالك البسمة وهو يتحدث وعيناه بعين رفيقه: المكان دا عملناه أنا ومالك من حوالى خمس سنين كنا بنهرب هنا أغلب وقتنا مع طبعاً شوية تعديلات عشان يكون بستقابلكم
تطلعوا جميعاً لتلك المساحات الخضراء الخاطفة للأنظار، المياه المحيطة بتلك الجزيرة من جميع الأتجاهات جعلتها قمة بالتميز والجمال..

هبطوا جميعاً وكلا منهم يتأملون تلك الغرف المقسمة بعدد مهول من الأشجار الملتفة حولها والورود الحمراء وما زاد تعجبهم أن كل غرفة تحمل أسم ثنائي منهم ومزينة بحرفية عالية، الشموع الحمراء تملأ الجزيرة فجعلتها ملحمة لأستقبال العشاق...
أقترب فراس منهم قائلا وعيناه تتوزع بين يزيد ومالك: مش عارف أشكركم أزاي؟
شاركوه محمود قائلا بسعادة ؛ بجد المكان تحفة الله عليكم.

تقى بأعجاب: ما شاء الله انا لازم أتفرج على المكان كله
بسملة بسعادة: خدينا معاكِ
لحقت بهم ميرفت لتفحص تلك الجزيرة المتأججة بالشموع ورائحة الورود...
دلف فراس وشاهندة للداخل ليجدوا غرفة شاسعة يتوسطها تخت ضخم وكوماد وخرانة تفاجئت بها شاهندة حينما رأت أغراضها الشخصية فقد حرص مالك على نقل ما يلزم للجميع عن طريق الخدm..

إبتسم فراس وهو يراها تتنقل بدهشة لتتأمل الغرفة بأعجاب لا مثيل له، فخلع رابطة عنقه ثم توجه لحمام الغرفة ليبدل ثيابه بسروال أبيض قصير، أخرجت شاهندة ما يلزمها وأستدارت لتتوجه لحمام الغرفة فشهقت حينما رأته يخرج بدون قميصه وضعت عيناها أرضاً ثم صرخت بضيق: أيه الا أنت عمله دااا
تطلع لنفسه بستغراب: عامل ايه؟
أشارت بيدها على صدره: فى حد محترم يمشي كداا.

إبتسم قائلا بخبث: هو فى حد غريب، وبعدين مالك خايفة كدا شكلك مش واثقة فى نفسك
شهقت بصدmة ؛ نعم
تركها وتمدد على الأريكة بمكر: أكيد مفيش ثقة لو فى مش هيهمك إذا كنت لابس أو قالع
كادت الحديث ولكن لم تجد الكلمـ.ـا.ت المناسبة له فجذبت ثيابها ودلفت للداخل تحت نظراته وضحكاته الفتاكة..
أبدلت ثيابها لأسدال أبيض اللون وخرجت لتجده أكمل أرتداء ملابسه ويقف ينتظرها على سجادة الصلاة...

أنضمت له ليكون آمام لها، بعد قليل أنهوا صلاتهم فأستدار لها مردداً دعاء الزواج فهبط بأصابع يديه على وجهها لتبتعد عنه بتحذير: أبعد عنى أحسنلك
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة بالحديث: لسه مش قادرة تفهمي أنك مش قدي فى المشاكسة
قاطعته بغضب: قصدك أيه
حرر خصلات شعره بتحكم بأعصابه قائلا بهدوء يا شاهندة يا حبيبتي مش قولنا نعمل هدنة ونتعامل بشكل كويس بدون جدل.

طافت عيناها بتفكير: طب هنعمل ايه غير الخناق المعتاد بينا
إبتسم على كلمـ.ـا.تها وجذبها لتقترب منه قائلا وعيناه تتأمل سحر عيناها: هنعترف
ضيقت عيناها بعدm فهم: بأيه؟
أقترب منها قائلا بعشق طاف بنظراته اولا ^ أنى بحبك مثلا دا أعتراف مني ودورك أنك تعترفي
تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بضيق: بس أنا مش بحبك.

إبتسم وهو يشعر بالحماس والتسلية ليقترب منها فتراجعت بتـ.ـو.تر وارتباك ليخرج صوته الخبيث: ووفقتى ليه تتجوزينى!
أجابته بلا مبالة: عادي جداً، جايز صدقة وجايز حبي انى أفضل بالعيلة
تعالت ضحكاته ليقول بصعوبة: بلاش تتحدينى يا شاهندة هتنـ.ـد.مي
رمقته بضيق: دا مش تحدى دي الحقيقة
أعاد تلك الخصلة المتمردة على عيناه قائلا بأبتسامة مكر: أوك هنشوف.

لم تفهم كلمـ.ـا.ته الا حينما أقترب منها ليفصلهم مسافة قليلة كان يقطعها رويداً رويداً حتى صارت المسافة منعدmة، عيناه كانت تجبرها على التطلع له، رفعت يديها لتحاول أبعادها عنه ولكنه أحتضنها بيديه لتصبح كالمتصنمة أمامه، مرت الدقائق ومازال يتأملها تاركاً لقلبها سرعة الخفق ليعلم بنجاح مخططه ليخرج صوته هامساً جوار أذنيها: أبعد؟
أشارت له بمعنى لا فأكمل وهو يحتضنتها: بتكرهينى؟

أشارت له بمعنى لا ليخرج صوتها الهامس: بحبك
أخرجها من أحضانه بسعادة أنسته التحدى وفرحة الانتصار، كل ما يراه أنها نطقت بعشقه المتيم، أقترب منها بسعادة: عارف بس حبيت أسمعها منك، أنا كمان من أول نظرة وقعت عليكِ كانت مخلدة ليا عشقتك وحبيتك من صورتك بس عيونك فيها كمية برائه متتوصفش، أول لقاء بينا مكنش ليا الأول كنت حاسس أنى شوفتك كتير أوى..
رفع يدها يقبلها بحب: أنا بعشقك يا شاهندة.

هوى دmع السعادة من عيناها وبسمة الخجل على ما تفوهت واستمعت له تملأ وجهها فأحتضنته بخجل تختبئ من نظراته ليجذبها معه بعالم لم يعد يسع غيرهم...
بغرفة محمود..
أنهوا صلاتهم فجلسوا يتأملون المكان بالخارج فأبتسمت قائلة بأعجاب: مكان تحفة اوي
إبتسم قائلا بعشق: الأحلى من المكان عيونك
أخفت عيناها منه فجذبها لتقف أمام عيناه قائلا بفرحة: خلاص بقيتى ملكى لوحدى وزوجة ليا أدام كل الناس وخاصة بعد حضور الحفل أغلب الطلاب
تعالت ضحكاتها بتأييد: أيوا شوفت الصدmة الا كانوا فيها أخدت مز الجامعه الا عيونهم مكنتش بتتشال من عليه
إبتسم بمكر: وأنت إيش عرفك.

أجابته بفخر: مانا كنت بسمعهم وهما بيعاكسوا فى سيادتك وكنت أحياناً بشاركهم
قاطعها بضيق مصطنع: لا والله
أجابته بخـ.ـو.ف: قولت أحياناً
أقترب منها قائلا بخبث: تما تعاكسيني دلوقتى ينوبك ثواب دانا زي جوزك
تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث: الولد الا بيعاكس أنا مينفعش أخويا هيعلقني
إبتسم وهو يقترب منها قائلا بعشق: بس أنا مش عايز أعاكس عايز أخـ.ـطـ.ـف
رمقته بسخرية: أحنا مخـ.ـطـ.ـوفين فى جزيرة هتخـ.ـطـ.ـفنى أنت التاني فين؟!

تقابلت العينان بلقاء انهاه بكلمته: فى مكان محدش هيوصله غيرنا
لم تفهم مقصده الا حينما طاف بها بذاك المكان الذي اخبرها به...

بغرفة سيف..
إبتسمت قائلة بسعادة وهى ترفع الورود: المكان يجنن ياريت كنا حضرناه فى فرحنا
جذب سيف السجادة بعدmا أنهى صلاة العشاء قائلا بأبتسامة هادئة: لو كنت أعرف عنه مكنتش هتنزل عن أسبوعين هنا بس مالك ويزيد غامضين شوية الا يفهم أنه فهمهم عبـ.ـيـ.ـط
تعالت ضحكاتها وهى تجلس جواره، فرفع يديه على بطنها قائلا بمرح: أخبـ.ـارك أيه يا حبيبة قلب بابا
إبتسمت تقى قائلة بستغراب: ليه قولت انها بـ.ـنت؟!

اجابها بتأكيد: لأنها هتبقى بنوتة وهسميها جويرية
تمسكت بيديه قائلة بجدية: فرحان بالحمل دا يا سيف
ضيق عيناه بسخرية ؛ تقى عشان خاطري بطلى التفكير الجنوني الا أنتِ فيه دا هو فى حد فى الدنيا مش هيكون سعيد بحتة منه؟
وضعت عيناها أرضاً بخجل: حاسه أنى هغير عليك لو جيت بـ.ـنت
لم يتمالك زمام أموره فخر ضاحكاً ليقول بصعوبة: مـ.ـجـ.ـنو.نة.

رمقته بغضب فأحتضانها قائلا بسخرية: لا يا قلبي متزعليش انا مش هحبها أبداً أنا راجـ.ـل متجوز وميصحش أحب الا زوجتى العسل
طوفته بذراعيها قائلة بسعادة وصدmة له: كدا تعجبنى يا سيفو
لم يعلق سيف وكبت ضحكاته ليستلقى جوارها بصمت وضحكة مكبوتة.

على الشاطئ، وقفت تتأمل الأمواج والمياه تسرع لترتطم بقدmيها فتحل السعادة وجهها...
نسمة طافيفة لفحت وجهها تعلمها جيداً وتعلم بأنها ليست بفعل الهواء لتقول بسعادة: مالك
أستدارت لتجده يقف بالقرب منها والأبتسامة الجذابة تزين وجهه قائلا بصوتٍ هامس وهو يقربها لتقف على أطراف أصابعه: بت عـ.ـر.في وجودي أزاي؟

طوافت رقبته بذراعيها وأخذت تتأمل حركة المياه وهو يتحرك بها، لتعود نظراتها بعيناه قائلة بهيام دام منذ لقاه: معشوق الروح خطاه كالنسيم، تعبر القلب فتذكره بأن النصف مسكون بنبض خاص به، هواء دافئ يطوف بلا توقف ليجعلنى أفق على وجوده بمقربة مني..
إبتسم مالك قائلا بسخرية: بقينا نقول خواطر كمان
أجابته بجدية: معاك تخيل منى أي تصرف.

رفع أطراف أصابعه يجفف المياه المندثرة على وجهها فأبتسمت بخبث ليبتعد عنها قائلا بغرور: فكرتك مش منطقية على فكرة
أجابته بضيق طفولي: ليه؟
خلع قميصه وهو يلقى بنفسه فى المياه البـ.ـاردة: لأنى متعود على المياه البـ.ـاردة
صعقت مما رأته فسبح ببراعة للداخل لتقترب منه فتلفحها المياه البـ.ـاردة...

تراجعت لبرودة المياة فهى تعشقها على اطراف أصابع قدmاها ولكن لم تحتمل البرودة التى تسربت لجسدها، لتقف مذهولة حينما وجدت المياه ساكنة وليس له وجود...
صاحت بلهفة: مااالك...
لم يأتيها صوته فصرخت برعـ.ـب، ماااالك
خرج من المياه أمام أعينها كان تحت قدmاها ولم تشعر بوجوده كيف حافظ على سكونه لدرجة جعلتها لم تشعر به!..

ضـ.ـر.بته على صدره بغضب ليجذبها بين أحضانه بأبتسامة جعلت غضبها يتخلى عنها لتستكين بين ذراعيه...

بغرفة مراد..
داثرها بالفراش وهى تغط بنوماً عميق، ليبتسم وهو يتأملها تتعلق به كالطفل الصغير...
غاص تفكيره وهو يتأمل قسمـ.ـا.ت وجهها ليتذكر حياته الروتنية معها حتى بأبسط حقوقها ليخرج زفرة قوية قائلا بنـ.ـد.م ؛ أنا مكنتش عايش
وضعت يدها على يديه فأبتسم وقبل رأسها مردداً بصدق حتى ولو كانت غافلة: بحبك
قالها بعشق وصدق لأول مرة يعترف القلب بها ثم أغلق الضوء ليغفل وهى بأحضانه..

بغرفة يزيد..
وضع المنشفة على خصره ثم خرج من حمام الغرفة ليجدها ترسم بالورد الأحمر على الفراش أسمه بقلبٍ صنعته بعشق، البسمة تلحق بها وهى تخطو على كل حرفٍ من أسمه بملامسة من لهيب العشق، الأمواج تحرك خصلات شعرها فتجعلها ملكاً هلكاً لا محالة، أقترب من الفراش ليتطلع لها بنظراته الحنونة ثم جذب من جوارها الورد المقطوف لتنتبه لوجوده فوقفت لتجده يجذبها لتجلس مجدداً ويرسم هو أسمها بالورود التى بيده..

تأملته بعشق وإبتسمت بخجل حينما رسم أسمها كما فعلت هى لتكمل نصف القلب بتسلية..
تطلع لها بأبتسامة هادئة وهو يرأها تصفق كالطفلة قائلة بفرحة: هجيب الفون أصورها
وبالفعل تركته وتوجهت لحقيبتها الصغيرة تبحث عن الهاتف بضيق ثم صاحت بحـ.ـز.ن: أوبس مش معايا نسيته
أخرج هاتفه لها لتبتسم بسعادة وهى تلتقط الصور ثم ابتسمت بخبث وهى تقترب منه لتلتقط له صور بالمنشفة ليرمقها قائلا بغضبٍ: أوعى تعمليها.

رفعت الهاتف بشمـ.ـا.ته: عملتها يا غول
جذبها بغضب ليشل حركاتها فسقطت على الفراش لتعلو ضحكاتها قائلة بصعوبة: اوعدك محدش هيتفرج غيري او ممكن اتفاوض معاك لو حبيت انك تنفذلي طلب ومش رضيت ننزل على الفيس رجل الأعمال الشهير يزيد نعمان
شاركها بسخرية: دا أبتزاز صح؟
بسمة بتأييد: أيوا
يزيد بمكر: أوك نزليها حتى المتابعين كلهم سيدات الأعمال
ضيقت عيناها بغضب: نعم.

تعالت ضحكاته بخبث: وأنتِ زعلانه ليه مش كنتِ حابة تنزلي
حذفت الصور بغضب: اهى أرتحت
جذبها أمام عيناه: لا دا راحة ليكِ أنتِ لكن أنا لا
لم تفهم كلمـ.ـا.ته الا حينما جذبها معه بعالمهم المتوق بالعشق..

جلست أمام الغرفة بتردد من الدلوف فخرج طارق قائلا بسخرية: تحبي اجبلك غطى ومخدة لو عجبك الجو زحابة تبقى بره للصبح
دلفت للداخل بغضب: انام بره فى التلج ده انا وإبنك
إبتسم وهو يغلق الباب قائلا بخبث: مش أنتِ الا قاعدة بره شبه الا عليكِ تار
أقتربت منه قائلة بخـ.ـو.ف: انا معليش حاجه ياعم
آبتسم وهو يتأمل قربها منه قائلا بلهفة: طب ممكن نكمل كلامنا الا الحـ.ـيو.ان شريف قطعه.

آبتلعت ريقها قائلة بأرتباك: كلام أيه؟
أجابها وعيناه منغمسة بنظراتها: أنتِ عارفه كويس انا اقصد أيه يا بسملة
تركته وجلست على الفراش بتـ.ـو.تر ودmع اوشك على الهبوط لينحنى على قدmيه قائلا بصوتٍ هادئ: ليه مش عايزة تدينى فرصة؟
رفعت عيناها له قائلة بدmع: طارق أنا بحبك بس
قاطعها بلهفة: بس أيه؟!

تطلعت له بعـ.ـذ.اب: صعب اشوفك زوج ليا أنا لسه لحد النهاردة بشوف الا حصل، كل ما بحاول أنسى بيلحقنى كأنه شبح أنا عارفه أنه كان غـ.ـصـ.ـب عنك بس أعذرنى أرجوك
رفع يديه يجفف دmـ.ـو.عها قائلا بتفهم وعشق: وأنا مش عايز أكتر من حبك دا مش عايز غير الكلمة دي
جذبها لتقف أمامه وهو يجفف دmـ.ـو.عها بأبتسامة هادئة تمنحها الثقة والهدوء: مستعد أحارب عشان اكسب ثقتك وأكون اد حبك دا الاهم أنك أدتينى مكان فى حياتك.

رفعت عيناها له بفرحة لما تستمع له فأحتضنها لأول مرة لترفع يديها بعد فترة باتت بالمحاولات لتضع يدها اخيراً وتشـ.ـدد من أحتضانه ليشعر بسعادة العالم بأكمله تحت قدmيه.

سطعت شمس يوماً جديد، ربما تحمل بأشعتها خلد لعشق أكتمل فتروى العالم بقصص كانت وستكون بروابط قوية للغاية يفشل القوى بتحطمها فكيف له من تحطيم رابط نابع من القلب لقلب العشق الروحى!..
أستيقظت الفتيات فتعجبت من عدm وجود أزواجهم فخرجت كلا منهن بعدmا أبدلت ثيابها لتتفاجئ بتجمعهم بالخارج ونصبهم لشبكة عمالقة، يمارسون لعبة الكرة الطائرة بحرفية عالية ومهارة عالية...

بسمة بسعادة وعيناها تتابع معشوقها: أيه دا من غيرنا!
بسملة بسخرية: هو انتِ بت عـ.ـر.في تلعبي اللعبة دي؟
أجابتها بتأفف: يعنى هما يلعبوا وأحنا لا
تعالت ضحكات ميرفت: متزعليش يا ستى تعالوا نلعب أي لعبة
ليان بسخرية: نلعب!.
تقى بأبتسامة واسعة: والله فكرة يعنى هما زيادة عننا أيه؟
منار بضيق: أنا عايزة ألعب معاهم اللعبة دي حلوة أووي
شاهندة بغضب: تعالوا نروح نخليهم يلعبونا معاهم
وبالفعل توجهوا إليهم بغضب...

أنتبه سيف لوجودهم فأبتسم قائلا بصوتٍ منخفض: العصابة وصلت يا شباب
أقتربت منار منهم قائلة بغضب: بتلعبوا من غيرنا!
فراس بسخرية: دي لعبة رجـ.ـال يا ماما
شاهندة بسخرية: متسجلة باسم الرجـ.ـا.لة دي تفرقة عنصـ.ـر.ية
شاركتها ميرفت قائلة بفخر: المرأة دلوقتى مكانتها زي الراجـ.ـل بالظبط حتى القمر وصلتله
مراد بصدmة: أنتوا أتحدتوا!
محمود بزهول: ولسه أنت شوفت حاجة
بسمة: الست هى الا أنجبت الرجـ.ـال.

ليان بتأكيد: وراء كل رجل ناجح إمراة
مالك بصراخ: بسسس بسس كل دا ليه؟
تقى: عشان نلعب معاكم
يزيد بخبث: وأحنا موافقين من قبل ما تعملوا المحاضرات دي أتفضلوا
تعالت صيحاتهم وأنقسموا لفريقين فريق خاص بالشباب والأخر بالنساء...
كانت عيون الشباب ماكرة للغاية فرفع سيف الكرة بيديه وبدأت المعركة بينهم...
إبتسم محمود بمكر وعلو بأرتفاع الكرة لتسقط على رأس منار فتعل صراخها...

لتحملها بغضب وتدفشها بقوة لتستقر بوجهه فيصـ.ـر.خ بآلم ويسقط أرضاً تحت نظرات صدmة الجميع...
أقترب منه مراد يتفحصه قائلا بسخرية: تفكيرك غـ.ـبـ.ـي زيك فى حد يهزر مع ست!
تعالت ضحكات فراس: لا ومش أي ست دى منار مرة واحدة شكله نسى عملت أيه فى البنات قبل كدا
سيف بصدmة: أنا بقول بلاش اللعبة الا هتخسرنا بعض دي
مالك بأبتسامته الجذابة: وأنا معاك الأنفردات أحياناً بتكون الحل المثالي.

تعالت ضحكات الشباب وبالفعل توجه كلا منهم لفتاته المشاكسة لينفرد به قبل أن يلتهم تجمعهم عقولهم...

على بعد قليل منهم
كانت تجلس جاسمين تتأمل الأشجار والورود بأبتسامة حالمة فجلس جوارها قائلا بأبتسامة واسعة: شكلك بتحبي الزرع
تأملته بصمت ثم قالت بسخرية: هو فى حد ممكن يكون مش بيحب الورود!
إبتسم بغرور: يبقا أنا مش عاجبك
تطلعت له قائلة بزهول ؛ معقول مش بتحب الورد؟!
إبتسم وهو يتأملها قائلا بجدية: هحب الورد ليه وأنتِ أجمل وردة فى الكون كله!

تلون وجهها بحمرة الخجل وهى تتأمله بصدmة فهى أعتادت منه المزح والمشاكسة لأول مرة تراه بتلك الجدية...
خرج صوته وعيناه تتأملها قائلا بمرح: أنا بحب الهزار اه بس بحبك أكتر منه
تعالت ضحكاتها قائلة بتأكيد: كنت عارفه أن فى حاجة غلط
شاركها الأبتسامة قائلا بصعوبة: قدرك تكملى معايا
أعتدلت بجلستها والجدية تجتاذ ملامحها: وأنا موافقة
كف عن الضحك وهو يتأملها بصدmة ليجذبها بسعادة: بجد يا جاسمين؟

تعالت ضحكاتها بسخرية: هو انا مش موافقة على جوازك اكيد عشان بحبك ساعات بحس انك غـ.ـبـ.ـي اووي
ضيق عيناه بغضب: غلطك كبر
جاسمين بضيق: تقصد أيه؟
شريف بغضب: مين الا غـ.ـبـ.ـي!
ومن هنا بدأت الصراعات بينهم كالمعتاد..
عشق علق بالأرواح، منثور بين أوراق الريحان، حاملا لأسم خفق به القلب منذ الريعان، فربما أنت العشق المؤبد وربما أنت الأختيار...
نقلت نظراتها بين الماضى وبين سحر عيناه قائلة بأبتسامة هادئة للغاية: تعرف أنى كنت بشوفك على طول، وأول ما شوفتك متوقعتش أنك حقيقي
إبتسم مالك بهيام قائلا بعشق: كنت خايف متبقيش ملكى حتى لو دا كان أخر أحتمالاتى.

أحتضن يدها بين يديه مقبلها بعشقٍ جارف: أنت أحلى حاجة حصلتلي فى حياتى يا ليان وأوعدك أنى هفضل لأخر نفس فى حياتى مخلص لك أنت وبس، أرخت جسدها بين أحضانه بسعادة ليحتضنها بصدر رحب وهو يهمس لها بعشقها المتسلل لأعماق القلب..

بمكان منعزل عن الغرف كان يقف ويقطع الخضروات بتأفف
طارق بضيق: على أخر الزمن بنعمل الأكل بنفسنا
سيف بغضب: هو سياتك هاين نفسك فى حاجة غير تقطيع الخضرة!
فراس بغضب: ممكن تنجز فى أم الليلة دي مهو مش معقول هنقضى اليوم فى الطبخ!
طارق: وهى البنات متقمش بالمهمة دي لييه؟
سيف بسخرية ؛ أبقى أسال أخوك
دلف يزيد للداخل ثم ألتقط ثمرة الفاكهة يلتهمها بتلذذ قائلا ببرود: ها خلصتوا.

رمقه فراس بغضب: زي ما سياتك شايف
رفع يديه يتأمل ساعته بغضب: بقالكم ساعتين وربع ولسه مخلصتوش ليه بتخترعوا الذرة؟!
دلفت الفتيات للداخل فرفعت منار يديها قائلة بسعادة: الله على ريحة أكلك يا سيف ليها سحر خاص كدا
محمود بسخرية: أنتِ كل أنواع الأكل عندك كدا
دلف مراد ويديه تحتضن زوجته قائلا بتسلية: واضح أننا جينا بالوقت الغلط
يزيد بخبث: بالعكس وقتك صح اوي خد صاحبك ونظموا القعدة بره علشان الاكل.

ابتسم فراس وهو يحتضنه قائلا بمزح: دي حاجة بسيطة جداً
وبالفعل حملوا الطاولة والمقاعد وشرعت الفتيات بتنظيم الطعام...
بعد قليل جلسوا جميعاً على الطاولة المنصوبة وسط الرمال والأشجار، تحت ضوء القمر وأصوات أرتطام الأمواج كأنها تزف قصص العشاق المخلدة فلكلاٍ منهم خلد وترانيم عشق غامضة...
تعالت ضحكاتهم بجو ممزوج بالحب الأسرى بعدmا أنهوا طعامهم ليجلسوا جميعاً على الرمال...

أقنعهم شريف بأن يحرك الزجاجة وما أن تتوقف على أحداً ما سيكون بمواجهة سؤالا ما وعليه بالحقيقة لا محالة...
تحمست الفتيات باللعبة فأدار شريف الزجاجة بحماس لتتوقف على شاهندة، تربع شريف بحماس: عندى أسئلة كتيرة بس للأسف لازم واحد فهسألك أمتى حبيتى فراس؟

أعتدل فراس بجلسته وتأملها بأهتمام ليستمع لها، تلون وجهها بحمرة الخجل وهى ترى تراقب الجميع لها ليخرج صوتها المرتبك: فى بداية الموضوع كان مجرد أعجاب لكن حالياً أنا فعلا بحبه
إبتسم فراس قائلا بتجاهل للجميع من حوله: وأنا بمـ.ـو.ت فيكِ من أول نظرة وقعت عيونى عليكِ
مالك بسخرية ؛ أحنا ممكن نسبلك القعدة لو تحب
مراد بأبتسامة واسعه: لا مش هينول مراده أبداً، كمل اسئلة يا شريف.

وبالفعل أدار الزجاجة مجدداً لتتوقف أمام ليان ويزيد فأبتسمت قائلة بعد تفكير: أيه سر العلاقة القوية الا بينك وبين مالك؟

تطلع لمالك بأبتسامة هادئة كأن شريط الحياة يمر أمامهم مجدداً ليروا المتاعب والمصاعب التى تحدوها معاً ليصلوا آلى ما هو عليه، بعد مدة طالت بالصمت والنظرات خرج صوت الغول بفخر: أنا ومالك شخصين بس روح واحدة بفهمه من قبل ما يتكلم وهو بيفهمني أكتر من نفسي عمرى ما حسيت أنى بحاجة لصديق أو أب أو لأى مخلوق فى وجوده دايما بلاقى نفسي بدعيله قبل نفسي معتقدش فى رابط أقوى من كدا.

لمعت الدmـ.ـو.ع بعين مالك وهو يربت على قدmى رفيقه قائلا بصوتٍ يحمل الوقار: يارب دايما مع بعض يا صاحبي
آبتسم يزيد قائلا بتأكيد: لحد المـ.ـو.ت يا مالك
لمع الدنع بعين الجميع وهم يروا تلك العلاقة التى تورثت للعالم بأكمله ليروا قوة الاتحاد والترابط، ليقطع شريف الحـ.ـز.ن قائلا بأبتسامة واسعة: نكمل
وبالفعل ادار الزجاجة لتتوقف أمام فراس وميرفت، إبتسم فراس قائلا بعد تفكير: أيه نظرتك لمراد حالياً؟

لم يتفهم أحداً ما يقصده سوى مراد الذي شكره بعيناه كثيراً فكم كان يود سماع تلك الأجابة بتلهف..
إبتسمت ميرفت ورفعت عيناها له تتأمله بصمتٍ قطع بهمس يحمل عشقٍ كنان ^ بشوف حياتى بيه، بشوفه أماني حتى من أقرب الناس ليا، بشوفه ظلى الا مش ممكن يفرقنى أبداً، بسمع قلبي وهو بينبض لما بيشوفه ويسمعه، بشوفه العالم الا ممكن أحتمى فيه..
شريف بأعجاب ؛ الله الله أيه الحب دا؟!

وضعت عيناها أرضاً بخجل وإبتسامـ.ـا.ت الفتيات تعلو وكلا منهم تتأمل معشوقها كأن تلك الفتاة نقلت على ألسنتهم ما يودوا قوله...
أدار الزجاجة مجدداً لتتوقف أمام مالك وتقى، فأبتسم قائلا بمكر: سيف عرف يعنى أيه الصبر؟
أنكمشت ملامح سيف بستغراب فأبتسم يزيد على دهاء مالك حتى بالمزح، تعالت ضحكات تقى وهى تتأمل سيف قائلة ببعض الخجل: معرفتش أخليه يجرب الصبر الا ألهمنى
12سنة بحبه
سيف بصدmة: 12!

لكمه يزيد بخفة: البت بتحبك من الطفولة يا غـ.ـبـ.ـي دا كلنا كنا عارفين الا أنت!
تطلع لها سيف بنظرة أمتلأت بالحب والنـ.ـد.م معاً ليكمل شريف لف الزجاجة لتقف أمام طارق وبسمة فأبتسم قائلا بلهفة: هو دا الكلام، ثم استقام بجلسته قائلا بأبتسامة واسعة: كانت خطوة جـ.ـا.مدة منك أنك تمضى على ورقة الجواز من يزيد نعمان عايز أعرف أول لقاء بينكم كان ازاي وتفكيرك بأنه جوزك مكنش بيضعف اردتك فى الأنتقام؟

نقلت نظراتها للغول فتأملها بنظراته الثابته منتظر جوابها إبتسمت وهى تتذكر أول لقاء به بالمصعد ليشاركها البسمة بعينان متعلقة ببعضهم البعض ليقذفهم موج الذكريات ببحور العشق المرصع بالجوري، تأمل نظراتهم الجميع بأبتسامـ.ـا.ت نابعة من القلب لحب صافى لعشق كلا منهم ليخرج صوتها ومازالت عيناها متعلقة بعيناه كأنهم بعالم منعزل: أول لقاء بينا كان فى الأسانسير، بأمانة أنا كنت مخططة كل حاجة عشان يوقع بس أنا الا وقعت.

تعالت الضحكات بصعوبة وخاصة حينما أكملت: أعترفت لنفسي أنه مغرور أوى بس دا ميمنعش أنه وسيم جداً، كنت فاكرة أن يزيد نعمان الا أسس كل المملكة دي هيكون أكبر من ولدى بسنة أتفاجئت بيه
تعالت ضحكات الجميع على كلمـ.ـا.تها لتكف حينما استمعوا لحديثها الصادق: أما أجابة السؤال التانى فكنت بمـ.ـو.ت بالبطئ وأنا شايفه أنا رحلتى ممكن تو.جـ.ـع الأنسان الا قلبي داق له.

عل صوت دقات قلبها وهى تتأمله بعشق تتأمل الغول المحترف بالفتك بضحاياه ربما ترى بعيناه عشقٍ وحب ليس معتاد بصفقات الغول..
أكمل شريف ما بداه لتتوقف أمام مراد وبسملة، ليبتسم قائلا بعد مدة أختار بها سؤاله بعناية: شايفة حياتك أزاي؟
أنتبه الجميع لها وبالأخص يزيد وطارق لتأخذ برهة من الوقت طالت لتثير خـ.ـو.ف البعض ليخرج أخيراً قائلة بكلمـ.ـا.ت مختصرة: متصورهاش من غير طارق.

صعق طارق حتى كاد الأغماء فلكزه مالك بسخرية: أجمد يابو الصيد مش كدا
تعالت ضحكات يزيد ليكمل شريف ما بداه لتقف على منار ومحمود فأبتسم قائلا بغرور: البتاع دي عارفه أننا عشاق يا ناس محصلتش مع حد فيكم
تعالت ضحكات فراس بسخرية: براحة علينا ياخويا نوالت الشهادة فى سبيل الله.

رمقه بغضب ثم ترك مكانه وتوجه ليجلس جوارها قائلا بعشق: أنا مش هسألك أسئلة لأنى عارف كل حاجة عنك أنا هقولك هديتى الا للأسف نسيت أقولك عليها أمبـ.ـارح
أنتظرته بأهتمام ليقول بأبتسامة هادئة / لقيت فلة صغيرة جانب القصر بالظبط يعنى هتكونى هناك ليل نهار وماما هتعيش معنا وبكدا أكون وفيت بوعدي ليكِ وليها
إبتسمت بسعادة حتى تسربت الدmـ.ـو.ع على خديها فأحتضنته غير عابئة بمن حولها..

آبتسم يزيد ومالك بفخر لما فعله محمود فهو كما وصفه مالك توب رجولة متحرك...
تعالت الأجواء الهادئة بالشموع المرصعة بالمكان ليقف كلا منهم لتتميل على النغمـ.ـا.ت الهادئة برفقة معشوقها...
كلا منهم قصتهم حفرت بمعالم خاصة..
بغرفة طارق...
دلف للداخل ليجدها تجلس على الفراش بخجل مما تفوهت به بالخارج فأسرع ليكون جوارها قائلا بسعادة: سعادة العالم كله بين أيدى يا بسملة مش مصدق أنك خلاص بقيتى بتحبنى زي ما بحبك.

جاهدت للحديث قائلة بخجل كبتته بصعوبة: مش بحبك بس أنا كمان هصلى معاك حالا عشان نبدأ حياتنا من جديد
صعق طارق قائلا بفرحة وهو يجذبها لتقف أمام عيناه: هو أنا بحلم
وضعت عيناها ارضاً مشيرة له بالأجابه النافية فأبتسم وأسرع ليكون امام لها ثم بعد ذلك يحطم الحواجز بينهم..

بالخارج..
تميلت معه بالخارج تحت ضوء القمر شاردة بعيناه بزهول بعدmا جعل القمر لونهم مخلد..
أزاح مالك عنها طرف الحجاب الذي يتحرك ليحجب وجهها بفعل الهواء الطلق قائلا بعشق: عنده حق القمر يغير ويعمل ما بداله عشان يخبي الجمال دا
آبتسمت قائلة بسخرية: لا دا بيعمل كدا عشان مشفش عيونك وأفشل كالعادة أنى أحدد لونهم
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بعشق: محدش يقدر على كدا لأنى ملكك وبس.

تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بأرتباك: عايزة أقولك على حاجة
ضيق عيناه بستغراب: أيه هى؟
تلونت وجهها بحمرة الخجل قائلة بصعوبة فى الحديث: أنا، أنا
زفرت بغضب: بص أنا لازم أبص لعيونك كتير عشان آدm يجى شكلك
أنكمشت ملامح وجهه بعدm فهم: آدm!، ثم صاح بلهفة: أنتى حامل يا ليان؟!
أشارت بوجهها بتأكيد ليحملها بين ذراعيه بفرحة لا مثيل لها وهو يطوف بها بأبتسامة تكاد تسع العالم بأكمله.

جلست على الأرجيحة التى صنعها شريف بعد معاناة قائلة بأبتسامة مرحة: الله عليك بمـ.ـو.ت فيها
إبتتسم وهو يجلس جوارها: عارف وعشان كدا عملتها
توقفت جاسمين عن التأرجح قائلة برعـ.ـب: أوعى تكون مقلب وهقع على الأرض
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة فى الحديث: الف بعد الشر عليكِ يا قلبي أن شالله أنا.

كفت عن الحديث وتأملت تلك البسمة الساحرة والعين المفعمة بالنظرات الفتاكة لها فشعرت بأنها على حافة الهلاك على يد ذاك الغامض الذي يحمل المرح والجدية بآنٍ واحد.

جذبها لأحضانه قائلا بحـ.ـز.ن: 12 سنة يا تقى ومش مليتى
شـ.ـددت من أحتضانه بأبتسامة تزداد بهمسه الفتاك: عمرى ما مليت ولا همل من حبك يا سيف أنت متتصورش أنا بحبك أد أيه؟
أخرجها من أحضانه قائلا وعيناها تتأملها بعشق: اوعدك أنك مش هتنـ.ـد.مى يا تقى عمري كله هقضيه فى حبك أنتِ وبس
أخفت نظراتها الخجولة فأبتسم وأقترب منها ليصحبه بعالم مهوس بالعشق..

حملها مراد لتجلس على الأريكة المرتفعة قائلا بخبث: أيه الكلام الجـ.ـا.مد الا سمعته من شوية دا؟
حاولت الهرب بالحديث: كلام أيه؟!
ضيق عيناه بمكر فأبتسمت قائلة بخجل: قولت الا حاساه وبس أنا بحبك أوى يا مراد أنت كل حياتى
قبل يدها قائلا بعشق: وأنا بعشقك أقصى درجات الجنون هى عشقك أنتِ
إستندت برأسها على كتفيه ليحتضنها بحنان..

جلست جواره تستمع له بأبتسامة هادئة، تتطلع لصوره على الحاسوب وهو يقص لها عن حياته السابقة بالمغرب ليخبرها بأنه لم يرد الدلوف بعلاقات نسائية قط بل هى أولى من امتلكت قلب الفارس..
سعدت شاهندة كثيراً بذلك فجذبب ذراعيها لتقترب منه قائلا بهمس: يعنى أنتِ أول واحدة حركت قلبي يا شاهندة
حاولت الأبتعاد عنه لتتفادي هلاك عيناه ولكنه حاصرها لتستمع لعشقه الطواف..

بالخارج...
كانت تجلس ومعالم الحـ.ـز.ن تجتز ملامح وجهها فجلس جوارها قائلا بصدmة: فى عروسة تلوى وشها كدا!
رمقته قائلة بغضب: عندى امتحانات كمان أسبوعين ومعرفش ولا حرف
إبتسم قائلا بوسامته الفتاكة: ولا يهمك معاكِ المنهج كله، هشرحلك كل حاجة
أستدرت له بفرحة: بجد يا محمود
تمسك بذراعيها بعشق: بجد يا روح قلب محمود ممكن ما نفكرش بقا بالموضوع دا خالص
ابتسمت وتعلقت برقبته ليحملها ويتوجه لغرفتهم..

أما بغرفة الغول.
تطلع لها بصمتٍ يدرس ملامحها فربما يعلم بما تفكر، أستدارت برأسها له قائلة بأبتسامة هادئة: يزيد
أقترب منها ليحملها بين ذراعيه ثم خرج بها لترى ضوء القمر الخافت لينير المياه بمنظر خلاب للغاية..
هبط بالمياه ومازالت تتعلق برقبته، تتأمل عيناه بصمت وإبتسامة ترسم بتلقائية لرؤياه..
هوى بجسده ليسقط وسط المياه وهى بين أحضانه تبتسم وتتعلق به بقوة قائلة بخـ.ـو.ف: مش هتسبني صح.

إبتسم بمكر: على حسب
ضيقت عيناها بعدm فهم ليكمل بخبث: يعنى لما تقرري تتخلى عن عنادك ومجادلتك اليومية ساعتها ممكن أفكر
أحتضنته بلا مبالة: أممم طلبك مفروض مفيش حياة بدون مشاكسة الغول وأنا متأكدة أنك أستحالة تسيبنى.

أبتسم يزيد وشـ.ـدد من أحتضانها لتترنح بهم المياه بحرية كأنها تزف عشق سيتمجد له الزمان، أبعدها عنه بأبتسامته الفتاكة حينما رأها غاصت بنوماً عميق تحظي به بداخل أحضانه الدافئة، تستمد الآمان فتستلم له، طاف ضو القمر على كل ثنائي أسر العشق بطيفه الخااص لتسرد للعالم عشق عائلة نعمان ليعلم الجميع أن لجبابرة العشق تاج لرؤؤس هؤلاء...
تمت بحمدلله

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات