رواية واحترق العشق سميرة وعماد كاملة جميع الفصول

رواية واحترق العشق هي رواية رومانسية تقع احداثها بين سميرة وعماد والرواية من تأليف سعاد محمد سلامه في عالم مليء بالتناقضات والأسرار تتشابك مصائر شخصيات رواية واحترق العشق لتجد نفسها في مواجهة قرارات صعبة تُغير مجرى حياتهم إلى الأبد ان رواية واحترق العشق هي قصة عن الحب الذي يتحدى الزمن والمصير الذي يفرض نفسه والأرواح التي تسعى خلف الحرية والسعادة بين الأمل واليأس وبين القوة والضعف ينسج رواية واحترق العشق تفاصيل حياتهم في معركة غير متكافئة مع القدر لتكشف كل صفحة عن لغز جديد يقود القارئ نحو نهاية غير متوقعة

رواية واحترق العشق سميرة وعماد كاملة جميع الفصول

رواية واحترق العشق من الفصل الاول للاخير بقلم سعاد محمد سلامه

بـ شقه بمنطقه راقيه
هرولت تلك الصغيرة صوت ضحكتها تُجلجل وهى تدلف الى الغرفه تقف خلف والدتها تتشبث بساقيها كآنها تحتمي بها، تبسمت بحنان وهى تنظر لها وإنحنت تحملها ونظرت نحو الى تلك الأخرى التى دخلت خلفها تنهج قليلًا تبتسم بخفاء، تشبثت بها الصغيره تدفس رأسها بخباثه، ضحكت ونظرت نحو والدتها سائله: 
خير يا ماما، يُمنى عملت أيه جايه تستخبى؟.
إلتقطت نفسها قائله بمرح: 
بعد ما جمعت اللعب وحطيتهم فى السلة وقولت هروح أجهز لينا فطور مفيش دقيقه ورجعت لقيتها بدرت اللعب كلها عالارض فى الصاله... أنا لازم أعضها من إيديها. 
تبسمت وهى ترا الصغيره تضم يديها تدفسهم فى صدر سميرة بينما والدتها تحاول جذب يديها بمرح حتى حتى تمكنت من مسك إحد يديها وضعتها بين اسنانها توهمها أنها ستعضها، وتبسمت لتلك الصغيره الماكره التى ألقت بنفسها عليها، أخذتها برحابه وبدل أن تعضها قبلت وجنتيها قائله: 
مكاره، بس بحبك، وبحب بسمتك والغمازات اللى بتظهر لما بتبتسمي. 
تبسمت عليهن بنفس الوقت غص قلبها حين ذكرت تلك الغمازتين اللتان بوسط وجنتيها هى ورثتهن عن أبيها... سُرعان ما نفضت تلك الغصه وهى تسمع والدتها تقول: 
لو كنتِ خلصتِ لبسك يلا تعالى نفطر قبل ما تنزلي للبيوتي. 
تبسمت قائله: 
هلف الطرحه وأحصلكم. 
غادرت والدتها  ومعها الصغيره بنفس الوقت صدح صوت تنبيه هاتفها، للحظه خفق قلبها وهى تتوجه ناحية مكان الهاتف ونظرت الى شاشته علمت أن الرساله مجرد تنبيه من شبكة الإتصالات، هدأ توترها وأكملت ضبط وشاح رأسها وخرجت من الغرفة ذهبت الى المطبخ، تبسمت وهى ترا إنسجام الإثنتين 
والدتها تُطعم الصغيره، نظرت إليها قائله: 
إقعدي إفطري يا سميره لسه وقت على ميعاد البيوتى، إنتِ فى الشغل بتنسي نفسك فى الأكل، إنتِ لسه شابه وبالنسبه لك شئ عادي بكره لما تكبرى صحتك هتقل بسبب قِلة الأكل. 
تبسمت سميره قائله: 
والله فى البيوتي مش بحس بالجوع...  عِفت كل يوم  بتجيب معاها سندوتشات وعصاير وبتعمل حسابى معاها وإن رفضت أخدهم منها بتزعل وتفكر إنى مش بثق فيها. 
تبسمت لها قائله: 
عِفت بنت حلال أنا بعد اللى مر عليا من السنين، بقى عندى وجهة نظر فى الناس، وقلبى إرتاح لـ عفت، أقولك أبقى أعزميها عالغدا يوم الراحه بتاعتكم، أهو حتى أعتبري العزومه قصاد السندوتشات. 
تبسمت سميره قائله: 
هبقى أقولها، هقوم دلوقتي عشان الحق الموصلات للبيوتي قبل زحمة الطريق. 
تبسمت لها بغصة قلب وهى تُقبل وجنتي صغيرتها قائله بتحذير: 
بلاش تتشاقي يا يُمنى وتتعبي ناناه عايدة، وهجيبلك لعبه جديدة. 
أومأت يمنى ببسمه بينما تهكمت عايده قائله: 
لعبه جديدة، هى ناقصه لعب، ده كل خطوة بمشيها فى الشقه، رجلي بتصدم بلعبه، وفرى الفلوس لحاجه تنفع. 
تبسمت سميره وهى تُقبل رأس عايده قائله: 
تمام يا ماما، يلا أشوفكم المسا. 
غادرت سميره بينما تعقبتها عيني عايده بحسره، لكن عادت تنظر الى تلك الصغيره الجالسه فوق ساقيها تفتح لها فمها كي تُطعمها، وضعت بفمها الطعام ونظرت لها بحنان قائله: 
تعرفى يا يمنى إنك الحاجه الوحيدة العِدله اللى جت من ناحية باباكِ. 
أومأت الصغيره بهمهمات مرحه كآنها تفهم حديثها. 
❈-❈-❈
بـ ڤيلا بمنطقه راقيه 
خرج من حمام الغرفه توجه نحو خزانة الملابس الخاصه به، فتح إحد الضلف ونظر الى تلك الثياب المُعلقه بإنتظام، وقف حائرًا يختار أى زي يرتديه، للحظه تهكم على حالهُ الآن وسابقًا حين كان لا يمتلك سوا طقمين فقط يُبدل بينهما وطاقم ثالث شبه مُهترئ كان للعمل أو يرتديه بالمنزل، أمامه خزانه تحتل أكثر من نصف الغرفه التى تتسع لما يقترب من حجم منزله السابق... أزياء بأشهر الماركات العالميه... حائر فى الإختيار، أخرجهُ من تلك الحيره رنين هاتفه، ترك مشقة الإختيار وذهب نحو الهاتف، تبسم حين علم هاوية المُتصل سُرعان ما رد بإندفاع: 
"هانى" أوعى تقولى غيرت رأيك  ومش هتحضر الإفتاح. 
قهقه هانى قائلًا: 
الناس تقول الأول صباح الخير، بونچور حتى، لاء متخفش أنا نازل مصر لمدة يومين، عشان أحضر الإفتتاح،وكمان أزور أمى فى "المحله"، بكلمك قبل ما أطلع عالمطار عشان تكون فى إستقبالى فى مطار القاهرة، كلها أربع ساعات وأكون عندك فى مصر.
تبسم قائلًا:
كويس هيبقى فى وقت قبل الافتتاح...والعقود جاهزة. 
إرتبك هانى قائلًا: 
بعدين يا عماد، المهم دلوقتي إنتظرنى فى المطار، يلا هسيبك تكمل نوم عشان تبقى فايق... سلام. 
فهم عماد سبب تغير طريقة حديث هانى وتقبلها قائلًا: 
تمام توصل بالسلامه. 
أغلق عماد الهاتف، لكن وقع بصرهُ على تلك الصوره الظاهرة بخلفية شاشة الهاتف، تنهد بشوق، جلس على الفراش ينظر لتلك الصوره لوقت قليل ثم أعاد وضع الهاتف على تلك الطاوله مره أخرى، إلتقطت عيناه علبة السجائر الفاخره، فكر للحظات قبل أن يلتقط إحداها ثم جذب القداحه وأشعلها، نفث دُخانها وعاد ينظر الى ذاك السيجار الذى بيده وضحك بسخريه على القدر وعلى ذاك الشاب اليافع الذى حين كان يرا والدهُ صدفه بالطرُقات ويراه يزفر دخان إحد السجائر كان يزداد فى البُغض له، هو يحرق تلك السيجاره وهو بأمس الحاجه لثمنها، كي تسد رمقهُ أو من أجل مصاريف دراسته، زفر دخان السيجار مره أخري يشعر بمقت كآن دوامة الماضى مازالت تلحق به... 
أخرجه من ذلك صوت طرق على باب الغرفه سمح له بالدخول،وقام بإطفاء بقايا السيجار بالمنفضه، نهض مُبتسمً عكس ذاك المقت الذى كان بقلبه قائلًا بمودة: 
صباح الخير يا ماما. 
خفتت بسمة والدته قائله: 
صباح النور، مش عارفه أيه الهباب اللى بتشربه وتحرق قلبه بيه ده، ربنا يتوب عليك معرفش أيه اللي بلاك بيها.
صمت للحظات،حتى عاودت الحديث مره أخرى:
أنا حضرت الفطور،يلا تعالى نفطر سوا،كمان فى موضوع عاوزه أتكلم معاك فيه.
نظر لها بإستفسار قائلًا:
وأيه هو الموضوع المهم ده.
ردت ببساطه:
كمل لبسك وانا مستنياك تحت.
لم تنتظر وغادرت من الغرفه،زفر نفسه،ربما لديه خلفيه عن ذاك الموضوع الهام. 
❈-❈-❈
بـ مراسليا "فرنسا" 
بشقة فاخرة... قطب هانى على حديث عماد وأغلق الهاتف ونظر خلفه حين سمع صوت تلك التى من يراها لا يُعطي لها أكثر من خمس وثلاثون رغم أن عُمرها الحقيقى شارف على الواحد والستون، كذالك زيها الشبه عاري، تهكم بداخله ربما مازال يتقبل قدرهُ بالزواج من تلك المُتصابيه رغمً عنه، إقتربت منه بدلال تتمايع بسيرها تود إثبات أنها وإن كانت أكبر منه بحوالى عشرون عامً لكن تتمتع بأنوثة فتاة بالثلاثين من عمرها، رغم علمها أن كل هذا بفضل عمليات التجميل، تحاول إثارتهُ، وهمها ببسمه زائفه حين إقتربت منه ورفعت يدبها تخاوط بهما عُنقه تُداعب أنفهُ بشفتاها بقُبلات ناعمه سائله بالفرنسيه:
كنت بتكلم مين عالهاتف.
لم ينخدع بذاك الإغراء رغم تجاوبه الوهمي وأجابها بالفرنسيه: 
كنت بكلم عِماد إبن عمتي. 
رفعت وجهها ونظرت الى عينيه سائله بإستجواب: 
وماذا كان يريد باكرًا هكذا. 
أجابها: 
أنا نازل مصر لمدة يومين وراجع بعد بكره. 
إرتسم على ملامحها العبوس قائله: 
ولماذا... الم تكن بأجازه بـ مصر منذ بضع أشهر. 
أجابها ببرود: 
عادي، والدتى مريضه ولازم انزل أطمن عليها، وقولت هما يومين مش أكتر، عن إذنك لازم أروح أجهز عشان ميعاد الطيارة بعد ساعتين تقريبًا. 
نفض يديها عن عُنقه وتركها ودلف الى غرفة النوم، وقفت دقائق تشعر بالغصب من ذلك هى تشعر دائمًا بالنقص، ليس فقط بسبب فارق العمر بينهم، بل عدم إنجابها للأطفال، هى فقدت ذلك منذ زمن بعيد وهو مازال شابً لم يُكمل عامه الأربعين بعد، ولابد أنه يُفكر فى أطفال يحملون إسمه، هنا بـ فرنسا لن يستطيع الزواج بأخرى بسبب القوانين التى تمنع بل تُجرم ذلك لكن بـ مصر سهل عليه الزواج حتى دون عِلمها. 
❈-❈-❈
بإحد القُرى المجاورة للـ المحلة الكبرى 
منزل متوسط الحال 
خلف تلك المنضدة الارضيه جلس يتناول الفطور بنهم غير آبهه بأن هنالك أخريات بالمنزل، وضعت آخر طبق ونظرت الى بقايا الطعام خلفه شعرت ببُغض لكن لم تتحدث وهى تنادى على إبنتيها اللتان آتين وجلسن الثلاث خلف تلك المنضدة، تحدثت إحداهن: 
شوفتوا صورة عماد المنشوره على مواقع النت، بتقول أنه هيفتتح أكبر مصنع سِجاد فى مصر. 
مضغ تلك اللقمه التى بفمه ونظر لها بمقت قائلًا: 
كله بفلوسي، من النفقه اللى أمه كانت بتاخدها مني كل شهر وتقطم وسطي،وفى الآخر حتى نسي إن له أب يسأل عنه ويعيشه معاه فى النعيم. 
إستهزأت زوجته وهمست لنفسها: 
إبن بياعة القماش التالف بقى له سطوه فى البلد، وانا اللى كنت زمان بكايد فيها لما بشوفها، دلوقتي لو قابلتها مش بعيد أبوس أيدها وأقول لها تخلى إبنها يعطف على أخواته البنات. 
تحدثت الأخت الثانيه قائله بحقد: 
ده صوره نازله على كل المواقع تقولوش نجم سينما... حظوظ، لو واحد غيره كان يرأف بحالنا. 
لوت والدتها شفتيها بإمتعاض قائله: 
أكيد كل حُسنيه زرعت فى قلبه الغِل لينا، هقول أيه، رغم ربنا العالم أنا كان نفسي يتربي معانا... يمكن لما ربنا كان فتحها عليه كان عيشنا جنبه فى العِز. 
شعر "شعبان" بالغضب ونهض قائلًا:.
ماليش نفس للاكل، انا قايم هروح أفطر عالقهوة. 
مصمصت زوجته شفتيها بحُنق ونظرت الى الاطباق الشبه خاويه خلفه قائله: 
حظوظ 
ناس العِز يجري وراها، وناس تنداس تحت التراب. 
❈-❈-❈
ڤيلا فخمه بالقاهرة 
على طاولة الفطور 
كعادته يآتى مُتأخرًا، إستهزا به والده قائلًا: 
لسه صاحي من النوم، طبعًا كنت سهران لوش الفجر مع شِلة الصيع. 
نظر له بآسف قائلًا: 
لاء يا بابا مكنتش سهران مع شِلة الصيع، كنت سهران بدقق ملف الحسابات اللى حولته چالا ليا، وإنتهيت منه وبعته ليها عالميل قبل ما أنام. 
نظر"وجدى" نحو چالا يشعر بفخر قائلًا: 
أنا وصلني دعوه من مجموعة "العِماد" لحضور حفلة إفتتاح مصنع النسيج بتاعه. 
تبسمت چالا قائله: 
أنا  نفسى أتعرف على "عماد الجيار" 
اللى إسمه لمع فى سنين قليله وبقى من أكبر المستثمرين فى مجال  النسيج... فى فترة صغيره جدًا. 
رد وجدى: 
فعلًا، خد مكانه كبيره بسرعه اوي، ده إسم مصانعه سبقتنا، فى حكايات كتير عنه، إن له شريك خفي بيموله من الباطن وهو الواجهه بتاعته، ممكن يكون الشريك الخفي ده رجُل أعمال ومش عاوز يظهر نفسه كنوع من التخفي عن عيون البعض. 
تسأل حازم بإستفسار: 
يعنى أيه يتخفى عن عيون البعض. 
رد وجدى بحُنق: 
يعنى الضرايب وبقية مصالح الدوله، إن لما يكون شريك من الباطن مش هيدفع ضرايب ولا تأمينات تزود مسؤلياته إتجاة الدوله.... فهت. 
شعر حازم بالتريقه وتغاضى عن ذلك قائلًا: 
يعنى زى اللى بيتهرب من الضرايب.. تمام. 
نظرت چالا لوالدها قائله: 
عندي فضول أحضر الحفله دى وأشوف عماد الحيار عن قُرب. 
تبسم وجدى  لها قائلًا: 
تمام خدي حازم معاكِ واحضروا حفلة الإفتتاح بالنيابه عنى.
تبسمت له بتوافق،بينما إعترض حازم قائلًا:
إنتم عارفين إن ماليش فى جو الحفلات اللى من النوعيه دى،بحسها زى السوق كل الحديث اللى بيقى داير فيها عن النميمه وكمان شقط فرص للإستثمارات.
نظر له وجدي بآسف قائلًا:
طبعًا إنت عاطفيّ وبتحب حفلات عيد الحب والدباديب.
ضحكت چالا...
نظر لها حازم بغضب، وضعت يدها فوق فمعا وكتمت ضحكتها قائله:  Bardon"آسفه"
 مقدرتش أمسك ضحكتِ.. عالعموم زى بابا ما قال هنحضر سوا، بلاش تتأخر المسا. 
أومأ  له رأسه بفتور، بينما لمعت عيني وجدى بإعجاب بذكاء إبنته، التى ليس ما يُثيرها الفضول فقط، بل هنالك شعور آخر  شعرت به بعد رؤية صوره المنشوره على بعض المواقع. 
❈-❈-❈
بـ صالون تجميل فخم وشهير بمنطقة راقيه 
كانت تقف خلف تلك العجوز المتصابيه تقوم، بصبغ وتصفيف شعرها، بأحدث التسريحات الجديده، كانت تلك المُتصابيه تتعامل معها بتعالى بعض الشئ، وهى تتحمل  ذلك، فمهنتها تجعلها تتغاضى عن أسلوب هؤلاء المتصابيات اللواتى بتفاخرن  بأموالهن ما يطلبن يُنفذ، دون جدال، فهن زبائن، ذلك المركز التجميلى..ذوات الصفوة الراقيه... 
إنتهت بعد دقائق من تصفيف شعر تلك المتصابيه التى نظرت لنفسها فى المرآه بتقييم رغم أنها فعلت لها ما أرادته وأملته عليها، من توجيهات، لكن هؤلاء الثريات لا تقولن كلمة شكر، نظرت لها بتعالى 
قائله: 
تمام كويس، قربتى من اللى وجهتك له، إتفضلى. 
رسمت بسمه وأخذت من يد تلك المتصابه، ذلك  البقشيش التى أعطته لها قائله: 
شكرًا  لحضرتك. 
غادرت تلك المتصابيه، بدأت إحد عاملات النظافه بتنظيف مكانها،
 تبسمت حين آتت زميلتها بمركز التجميل 
قائله بتذمر:
 يا باى عالعالم المنفوخه، دى الوليه، يا أختى، رجلها والقبر، وعاوزه تعمل فيها صبيه بنت عشرين، سنه الوليه، شعرها، شبر وأقطع، ومحسسانى إن شعرها زى شيريهان، يلا الحمد لله أهى غارت، بس إديتنى بقشيش حلو، اللى يجى منها أحسن من عينها، بقولك أيه، يا "سميره" بما إننا فى وقت الراحه، أيه رأيك نطلع  نشم شوية هوا، وأعزمك نشرب نسكافيه، فى الكافيه اللى قصاد البيوتى. 
تبسمت سميره قائله: مفيش مانع،يا عايده، يلا بينا، خلينا نكسب وقت، قبل مدة الإستراحه، ما تنتهى، أنا دماغى هتفرقع، من الست اللى كانت بين إيديا... كان  نفسي أقص رقابتها مش شعرها. 
ضحكن بنفس الوقت، وذهبن الى ذاك المقهى 
جلسن سويًا تتحدثن بأمور شتى وبمرح الى أن صدح رنين عاتف عِفت، قامت بالرد وانهت المكالمه مُبتسمه تقول: 
تمام عالساعه تمانيه هكون فى الاوتيل. 
أغلقت عِفت الهاتف ونظرت الى سميرة قائله: 
بقولك أيه يا سميرة فى حفله فى أوتيل كبير، والحفله كبيره وواحد من المسؤلين فى الاوتيل ده هو اللى كان بيكلمني وقالى لو أعرف أجيب حد تانى معايا، الحفله كبيره ومحتاجين مُضيفات كتير فيها، أيه رأيك رزق من السما، تلات أربع ساعات وناخد مبلغ محترم غير كمان هنتعشى فى الاوتيل ده. 
رفضت سميرة  قائله: 
لاء.... 
قاطعتها عِفت بمحايله: 
لاء ليه، بقولك ده أوتيل كبير ومعروف الحفله كبيره، وفى عجز عندهم فى المُضيفات، يعنى شغل طوارئ، وأهو مبلغ محترم دلعي نفسك بيه. 
ضحكت سميرة  قائله: 
يعني إنتِ بتشتغلى عشان تدلعي نفسك بالمرتب. 
تبسمت  عِفت قائله: 
هقولك الصراحه، انا وماما عايشين لوحدنا بعد سفر أخويا هو مراته هقولك الصراحه اخويا بيبعت لـ ماما مبلغ مخترم كل شهر  بيكفيها وبيفيص كمان، وانا كمان باخد معاش بابا، صحيح  قليل بس جنب المبلغ اللى أخويا بيبعته ممكن يكفينا إحنا الأتنين، بس انا بشتغل لسببين 
السبب الاول إنى مش عاوزه حد يعطف عليا حتى لو كان أخويا، والسبب التانى بقضى وقت فراغ هعمل أيه لو قعدت فى البيت، وهحس بملل أهو الشغل بسمع وبشوف وبعرف الناس. 
تبسمت سميرة بغصه فى قلبها هى أيضًا لا تعمل مُضطره لكن لا تود ان يكون لأحد فضلًا على والدتها. 
عاودت عِفت الإلحاح على سميرة للذهاب معها، حاولت سميرة  الرفض قائله: 
ناسيه إن عندي بنت... 
قاطعتها عِفت: 
مامتك هى اللى بتهتم بيها، يبقى بلاش حجج، هقولك إتصلِ على مامتك وقولى لها وإن شاء من هتتاخري، وأهو نبقى مع بعض كمان شوية وقت، بدل ما بنرجع نتكفى فى بيوتنا ونستني اليوم التانى، أهو تغير للملل وكمان هنشوف ناس نضيفه، ده بيقولى حفلة إفتتاح كبيره. 
بصعوبه واقفت سميرة،على الا تتأخر بالعودة . 
❈-❈-❈
فى المقر الرئيسى لـ مصانع العِماد. 
تبسم وهو يدخل الى المكتب الخاص وخلفه هانى الذى مزح قائلًا: 
مكتب وتكييف وسكرتيرات وخلافه، لاء صارف ومكلف يا "عُمده". 
ضحك عِماد قائلًا: 
لاء بلاش" عمدة" دى هنا،بعدين أنا مجهز العقود خلينا نمضيها عشان وقت الإفتتاح قرب وكمان الحفله. 
تبسم  هانى قائلًا  بثقه: 
إنت عارف إن العقود دى ما بينا صوريه وملهاش قيمة عندى إنت عارف إنك الوحيد اللى بثق فيه، كفايه إنك انقذت حياتي يا عماد..لو واحد غيرك كان خاف من المسؤوليه.
وضع عماد يده فوق كتف هانى قائلًا:
فى الحقيقه إنت اللى انقذتني يا هاني إفتكر كويس أنا لما إترميت فى المستشفى اول ما وصلت فرنسا بين الحيا والموت كنت إنت ليا طوق النجاة،كنت شخص معدوم الهاويه.
وضع هانى يده على يد عماد قائلًا:
إحنا الإتنين كنا لبعض حياة يا عماد،بس كويس إنك فهمت كلامى معاك عالموبايل وقفلت عالموضوع اللى كنا بنتكلم فيه.
أشار عماد له بالجلوس،ثم جلس جوارهُ قائلًا:
أنا فهمت إن اكيد هيلدا حضرت،وعارف إن عندها الغِيرة زايده اوى،عشان كده إنت مش عاوزها تعرف إن لك أملاك هنا فى مصر.
زفر هاني نفسه بآسف وندم قائلًا:
أكبر غلطه إرتكبتها فى حياتي هى جوازي من هيلدا،بدافع المصلحه...إقامه وجنسيه...الغُربه لها تمن غالي أوى...بس سيبك من سيرة هيلدا،انا جاي مصر يومين وعاوز انساها فيهم،قولى أخبار عمتِ حسنيه أيه،و....
قطع إسترسال حديث هانى صوت رنين هاتف عماد...تبسم وهو يقوم بالرد بمرح ثم اغلق الهاتف نظر هانى لملامح وجهه السعيده  شعر بفُقدان ونقص فهنالك أشياء كثيره لا تعوض بالمال... ليس أبسطها وجود عائله صغيره، لكن مازال بداخله أملًا بالمستقبل ان يُكمل حتى ولو جزءًا من تلك النواقص.   
❈-❈-❈
فى حوالى الثامنه... 
ترجلن سميرة  وعِفت من سيارة الاجرة أمام ذاك الفُندق الفخم... رفعت سميرة  نظرها تجوب الفُندق... ضحكت عِفت ظنًا منها أنها مبهورة قائله: 
أول مره تشوفى فندق كبير زى ده عالطبيعه، طبعًا إحنا منحلمش بأكتر من إننا نفوت من قدامه، يلا أهو بقى إدعيلي، بسبب هتدخلى جواه، نبقى ناخد كم صوره سيلڤى جوه، أهو اتمنظر بهم عالبنات فى البيوتى. 
تهكمت سميرة  بداخلها على مزح عِفت، تشعر بوخزات قويه.. هى آتت الى هذا الفندق قبل ذلك لمرات كثيرة تقضي مع صاحب الحفل بعض ساعات للمُتعة اللحظيه فقط... مقابل ثمن هو يُحددهُ حسب رضاء رجولتهُ. ...وقد لا تنهتي الليله الا وهي بين أحضانه تُشاركه الفراش. 
«يتبع» 
بـ ڤيلا وجدى 
وقفت أمام المرآة تضع آخر لمساتها التجمليه فوق شِفاها التى صبغتها بلون أحمر داكن مُوازي للون ردائها الضيق والقصير بالكاد يصل الى ما بعد فخذيها بقليل وفوقه جزءً شفافً من الشيفون يصل الى منتصف ساقيها، نظرت لنفسها بتقييم وإعجاب بمظهرها العام، المثير فى نظرها بداخل رأسها هدفً وفضول التعرف من يكون "عماد الجيار" 
خرجت من غرفتها وترجلت الى أسفل الڤيلا بالبهو تصادفت مع والدها الذى نظر لها بإعجاب قائلًا بإطراء: 
تجنني. 
تبسمت له قائله: 
عندى فضول جـ.ـا.مد أتعرف عالشخص الوحيد اللى قدر ياخد مكانتنا فى السوق وبقى له صيت جـ.ـا.مد أوي كده فى فترة صغيرة، قدر يكتسح سوق النسيح مش بس فى مصر كمان فى الدول العربية كمان ومش بعيد أوربا كمان قريب. 
تبسم وجدى قائلًا بثقة وإطراء: 
قدامك فرصه تتعرفى عليه، ومتأكد إن كاريزمـ.ـيـ.ـتك القويه هتجذبه ليكِ بسهوله مين يقدر يقاوم ذكاء "چالا وجدى الفيومى". 
تبسمت له بعين تلمع غرورًا وثقة مُبالغه، بنفس الوقت آتى حازم الى مكان وقوفهم يشعر بتأفف،نظرت له چالا بتقييم لابأس من اناقته هو الآخر،زفر نفسه بتأفف قائلًا: 
أنا جاهز. 
نظر له وجدي هو الآخر بتقييم قائلًا: 
كويس إنك لبست طقم رسمي مش لبس المتشردين اللى بتلبسه. 
زفر حازم نفسه قائلًا: 
اللى بلبسه لبس شبابي وعصري يا بابا مش لبس متشردين. 
تهكم وجدي قائلًا: 
المفروض إنك واجهه لمصانع الفيومى للغزل والنسيج يعنى تبقى أنيق، عالعموم عاوزك تتعلم مش بس الآناقه من أختك كمان تتعلم الإدارة مبقتش صغير... وسيبك من أصحاب النادي الفاضين دول  الصـ.ـايعين. 
زفر حازم  نفسه قائلًا بنبرة سخريه مُبطنه: 
انا مش بصاحب صـ.ـا.يعين دول ولاد ناس مرموقين فى المجتمع، وعالعموم تمام هنتبه الفتره الجايه وان شاء الله هوصل لمستوي كويس من الإدارة يعجبك، مش يلا عشان ميعاد الحفله..أول حاجه لازم يلتزم بها رجُل الاعمال الناجح هى إحترام المواعيد. 
تبسم وجدى  لـ چالا قائلًا: 
All the best" كل التـ.ـو.فيق"
تبسمت له وقبلت إحد وجنتيه وغادرت مع حازم... الذى يشعر بتأفف لكن مُرغمً لابد أن يرافقها لتلك النوعيه من الحفلات الذى يشعر كآنها تباهى وإصطياد فُرص لا أكثر. 
❈-❈-❈
باحد غُرف ذاك الفُندق الذى سيُقام به الحفل،ليست غرفه بل جناحً فخم...وقف أمام المرآة ينظر لإنعكاسه بتقييم،جذب من فوق منضدة المرآة  ذاك الدبوسان الماسيان  قام بوضعهما كـ ذِرين لأكمام قميصهُ،تبسم من جاء من خلفه يقوم بالتصفير بإطراء قائلًا:
أيه  الشياكة والآناقة دى يا عُمدة إنت بقيت أوسم وأشيك من نجوم السينما.
إستدار ينظر له بمرح وهو يُهنـ.ـد.م مِعطف تلك البذة الرسميه ذات الماركة الشهيرة قائلًا: 
وإنت لسه ملبستش الكرافته ليه، اوعى تقولى...  
قاطعه هانى قائلًا: 
إنت عارف إنى بتخـ.ـنـ.ـق منها، أنا حتى ملبستهاش وانا عريس. 
تبسم عماد قائلًا: 
وهى دى كانت جوازة فكر وإتجوز وإستقر هنا فى مصر وكفاية غُربة بقى الحمد لله ربنا فتحها علينا وأهو أكبر  مصنع نسيج فى مصر بقى بتاعنا... وبفكر كمان نتوسع فى الشرق الاوسط وأروبا نفسها... وبدل ما إنت الشريك الخفي إعلن عن هويتك. 
تهكم هانى مُبتسمً يقول: 
شوف مين بيتكلم قبل ما تنصحني انصح نفسك، وبعدين لسه وقت الكشف عن هاويتى قدامه وقت أرتب فيه أموري مع "هيلدا"دى ممكن تبعتلى قـ.ـا.تل مأجور لهنا لو عرفت إنى اتجوزت غيرها...لسه محتاح شوية وقت . 
وافقه عماد قائلًا:.
فعلًا،ربنا بلاك بـ ه‍يلدا، 
وتمام طالما جهزت إنت كمان خلينا ننسى وننزل وقت الحفله قرب ولازم نكون فى إستقبال المدعوين ورجـ.ـال الأعمال الصحافه والإعلام اللى هيغطوا الحدث... غير وزير الصناعه وشخصيات قيادية. 
تهكم هانى بمزح قائلًا: 
عشت وشوفتك يا إبن عمتِ ولا أقول
إبن بياعة القماش بقى راجـ.ـل أعمال مهم. 
تقبل عماد مزحه هو لم ينسى ماضيه قائلًا: 
الدنيا دواره يا "إتش"...خلينا نشوف القدر هيوصلنا لفين. 
❈-❈-❈
بأكبر قاعة بذاك الفندق الفخم، كان لفيف من الصفوة سواء رِجال أعمال أو إعلاميين كذالك رِجال الدوله تباهى بالبذخ  المناصب القيادية بينهم. 
بينما بداخل إحد غُرف العاملين وقف ذاك المسؤول يُعطي للعاملين بعض الوصايا والنصائح، وأنهي حديثه  بتحذير قائلًا: 
مش عاوز اى اخطاء فى  الحفله... إتفضلوا شوفوا شغلكم مش عاوز غلطه واحدة. 
بداخلها نـ.ـد.مت على موافقة عِفت والمجئ معها لهذا الفندق، وقفت للحظات شاردة حتى أنها لم تنتبه الى حديث المسؤول الى أن وكزتها عِفت بكتفها قائله: 
مالك شاردة فى أيه، حاسه إنك زى المذهوله من وقت ما نزلنا من التاكسي... عادى يا بـ.ـنتِ بلاش تنبهري زيادة عن الازم وخلينا نشوف شغلنا الكام ساعه دول وناخد أجرنا وننسى المكان ده. 
إنتبهت سميرة لها بداخلها تهكمت بسخريه فهى ليست مُنبهره كما تظن بل تشعر برغبه فى الفرار الآن لكن فات الوقت، تبدل شعور الفِرار الى رهبة ورجفة قلب حين إنتبهت لقول المسؤول:
المهندس" عماد الجيار"هيقول كلمة الإفتتاح وبعدها مباشرةً هيبدأ الحفل عاوزكم تشرفونى قدامهُ.
إسمه جعل قلبها ينتفض بداخلها يترك مَس من نار، إمتثلت كبقية العاملين، ونظرت لنفسها بتقييم ذاك الزى الموحد مع زميلاتها لكن يزاد عن البعض بذاك الحجاب التى تضعه فوق رأسها كذالك زيها ليس ضيق بل مُلائم ومناسب عليها لا يشف ولا يصف، بالفعل وقف العاملين بمكان قريب من الحفل ينتظرون نهاية كلمة صاحب الحفل، كانت من ضمنهم تنظر له عكس بعضهن اللذين ينظرن له بإنبهار تسمعه بهمس هن داخلها مشاعر مُتضاربه من ذلك،لكن حاولت الثبات حتى لا تُثير تكهُن البعض بأنها على معرفه به،داخل قلبها كانت تشعر بسعاده وهى ترا لبقاته وجاذبيته وقبل ذلك هيبته الطاغيه التى تفرض نفسها.. همس إحداهن جعلها تشعر بالغِيره: 
"النضارة لايقة على وشه أوى كمان الغمازات اللى فى خدوده يجنن لما بيضحك" 
نظرت نحوها بشعور بغيض يزداد النـ.ـد.م فى قلبها. 
بينما وقف عماد  خلف تلك المنصه يُلقي كلمة الإفتتاح ثم أنهي حديثه: 
بمناسبة عيد تأسيس مصانع العماد الخامس بعلن كمان إفتتاح  أكبر مصنع لصُنع السجاد فى مصر والوطن العربى كمان فى قسم خاص مُجهز لصناعة السجاد اليدوي على الطراز القديم وعندنا مجموعة صُناع مخضرمين فى غزل السِجاد اليدوي. 
حازت كلمتهُ على إعجاب  وتقدير من الحاضرين على حد سواء
حتى تلك التى إزداد إعجابها،سمعت عنه الكثير لأول مره تراه له جاذبية خاصه سهل أن تجذب أى فتاة له كما إنجذبت هى له من أول رأته فيها بذاك العُرس،تبسمت لوهله بحنين،أخرجها من هذا الهيام عِفت حين ربتت على كتفها قائله:
الكلمه خلصت، خلى إنبهارك ده لبعدين، وخلينا نشوف شغلنا مش عاوزين إنذار من المسؤول،أو يتلكك لينا فى آخر الحفله.  
إمتثلت لـ عِفت وذهبت معها لبدأ العمل بداخلها رجفه تعرف سببها، بالتأكيد حين يراها بين المُضيفات بالحفل، ماذا سيكون رد فعله، ربما متوقعه أنه لن يهتم بذلك هى لا تفرق معه. 
بينما عماد أنهي كلمته الإفتتاحيه وذهب يرحب ببعض المدعوين بالحفل ثم ذهب الى تلك الطاوله الذى يقف خلفها هانى تبسم وغمز له بعينيه بإشادة قائلًا: 
لاء مُحنك، عجبتني الثقه فى كلمتك والنضاره عامله شغل اللى يشوفك يقول طول عمرهُ راجـ.ـل أعمال،مش لابسها عشان نظرك ضعيف. 
ضحك عماد بتآلف قائلًا: 
الكلام مفيش أسهل منه، المهم التنفيذ وده اللى يهمني أكتر...وده اللي ناوي عليه.
تبسم هانى،لكن بنفس الوقت إقترب أحد رجـ.ـال الأعمال من عماد يُصافحهُ بإعجاب وإطراء بلابقته وحديثه،كذالك تعمد القول: 
على فكره الحفله كان ناقصها المهندس وجدي الفيومى هو كمان من أشهر صُناع النسيج فى مصر،بس ناب عنه حضور بـ.ـنته وكمان إبنه.
تبسم عمادبدبلوماسيه قائلًا:
كنت أتمني أتعرف عليه طبعًا...
قاطعه ذاك الشخص قائلًا:
سهل أعرفك على أولاده،هو يظهر إشتاق للتقاعُد وتقريبًا شُغله كُله بدأ بتسليمه لأولاده.
وافق عماد قائلًا:
أكيد طبعًا يشرفني التعرف عليهم.
تبسم الشخص قائلًا إتفضل معايا.
نظر عماد الى هانى الذى أومأ برأسه بتفاهم،ذهب عماد معه الى تلك الطاوله.
عينيها كانت تُشع بنظرة خاصة لأول مره يُثير شخصً فضولها،لا بل إعجابها..لمعت عينيها بوميض خاص حين إقترب ذاك الشخص من مكانهم وتبسم وهو ينحنى يُقبل يدها مُصافحًا ثم إستقام قائلًا:
"چالا وجدي الفيومي"
تبسمت له برقه،بينما لم يهتم عماد بفعلة ذاك الشخص،وقام بمصافحتها أثناء تعريف ذاك الشخص لهما،ثم صافح حازم مُبتسمً بدبلوماسيه،مدح ذاك الشخص فى ذكاء چالا كذالك أفضال وإنجازات والدها بمجال صناعة النسيج،ليس غـ.ـبـ.ـيًا أو ساذجً تعلم من الحياة باكرًا دروسً كثيرة  جعلته يفهم بعض النوايا من خلف أحاديث المجامله،يبدوا هذا الشخص كان وسيطً للتعرف بينه وبين تلك اللبقه الذى لا ينكر إستحوزها على بعض إعجابه كـ سيدة أعمال تبدوا مُتمرسة جيدًا...ظل بينهم حوارًا يزيد بداخلها فضول إكتشاف شخصية عماد وهو فقط مجرد حديث دبلوماسي يُجيدهُ..لكن فجأة سأم وجهه بعبوس حين وقع بصره على تلك التى تحمل صنيه عليها بعض الكؤوس تسير بين ضيوف الحفل،فى البدايه ظن أنه ربما توهم،لكن ركز جيدًا وتأكد إنها حقيقة،عبس وشعر بالغضب،لكن سُرعان ما أخفى ذلك خلف عدسات نظارته الطبيه،كذالك سيطر على خفقات قلبه بصعوبه،وتبسم بإمتثال لـ يد چالا التى قالت له:
تسمح نكمل بقية كلامنا وإحنا بنرقص.
أومأ مُبتسمً بموافقه،ذهبا نحو تلك المنصه وضع إحد يديه على خصرها والأخري إستحوزت على يدها،عيناه تنظر نحو تلك التى تتجول بين الضيوف،كذالك مُنتبه الى حديث چالا يقوم بالرد عليها بثقه.
بينما رأت سميرة وقوف عماد مع تلك الفاتنة كذالك ذهابه معها سيرًا نحو تلك المنصه يدهُ تحتضن يدها كذالك رقصه معها،للحظه إرتجف جسدها وغشيت عينيها بدmـ.ـو.ع لم تنتبه بذاك الوقت،كانت قريبه من إحد الطاولات ولم تنتبه الى من نهض حازم الذى يشعر بضجر من الحفل فجأة، لعدm إنتباهها كادت تصتطدm به بصعوبه تفادت الا تسكب عليه تلك الكؤوس، لكن إنزلق أحد الكؤوس وتسرب بعضً من محتواه فوق الأرض،إرتبكت قائله بإعتذار:
مُتأسفه يا أفنـ.ـد.م.
نظر الى وجهها شعر بخفقه غريبه فى قلبه قائلًا بلطافه:
محصلش حاجه،أنا اللى غلطان قومت فجأه.
تبسمت بمجامله وتنحت بعيدًا عنه،لم تنتبه أنه يتتبعها بنظره،غافله أيضًا،عن عين ذاك الآخر الذى توقف أثناء رقصه مع چالا وتطلع إليهم عينيه تُشع غضبً .
تبرجلت سميرة وهى تسير نحو باب العاملين،تبسم حازم وللغرابه بعد أن كان يشعر بضجر من الحفل،إنشرح قلبه وداخله فضول رؤيتها مره أخرى...وحدث بالفعل.
بخارج قاعة الحفل بأحد الممرات،كانت عِفت تسير نحو غرفة العاملين فجأة إصتطدm بها شخصًا،كادت أن تنزلق،لكن هو أمسك يدها حتى إستقامت وتفوه بالفرنسيه مُعتذرًا دون أن ينظر الى وجهها:
Désolé(آسف). 
ثم سُرعان ما ترك يدها بعد أن إعتدلت وغادر مُسرعًا دون النظر لها 
رغم عدm إجادتها للفرنسيه لكن فهمت أنه يعتذر، إستغربت ذلك من شخص بمثل هذه الهيئه الراقية،لكن هو إعتذر بالفرنسيه لابد أنه ليس مصريًا بالتأكيد هو سائح نزيل بالفندق،ظلت للحظات مُبتسمه ببلاهه تنظر الى خروجه من باب الفندق،لم تنتبه  الا حين سمعت نداء إحد زملائها...نفضت عن راسها وعاودت عملها بين مضيفات الحفل،ظنًا أن هذا سائح وانه فقط لقاء عابر. 
فى حوالى الواحده صباحً
إنتهى الحفل بتوديع عماد للـ چالا الى سيارتها، تبسمت له وهى تُصافحه قائله: 
أكيد هيكون لينا لقاءات تانيه قريبًا. 
تبسم بدبلوماسيه قائلًا: 
أكيد طبعًا، بشرفنى التعرف على البشمهندس 
وجدي الفيومي. 
تبسمت له قائله: 
تمام فى أقرب وقت هنتهز فرصة وأعرفكم على بعض. 
أومأ لها مُبتسمً، بداخله يود نهاية الحديث هنالك فِكر آخر يشغل باله ولا يتحمل الإنتظار... أخيرًا صعدت الى سيارتها وبدأ السائق بالقياده، زفر نفسه وسُرعان ما أخرج هاتفه وقام بإتصال وعاود زفر نفسه أقوي. 
بنفس الوقت 
بغرفة العاملين وضعت عِفت تلك الصنيه فوق المنضدة  ثم نظرت الى سميرةقائله: 
أخيرًا الحفله خلصت انا قولت هتستمر للفجر،
إنتِ لحقتِ تغيري هدومك بالسرعه دى،هروح انا كمان أغير اليونيفورم ده ونتفابل عند المسؤول ناخد أجرنا.
تبسمت لها بتوافق،ربما حتى لا تود أخذ الأجر وتود المغادرة،لكن بسبب قول عِفت ذهبت الى غرفة المسؤول،دلفت بعد أن سمح لها،عرفته أنها كانت إحد المُضيفات بالحفل،تبسم ويسمع منها إسمها،وقبل أن يتحدث كان يصدح رنين هاتفه...تبسم وهو يقوم بالرد بذوق ثم نظر لها قائلًا:.
تمام يا أفنـ.ـد.م إتفضل معاك أهي.
مد يده بالهاتف نحوها قائلًا:
مُنظم الحفل عاوز يكلمك.
إبتلعت ريقها الذى جف وأخذت منه الهاتف بيد مُرتعشه سمعت حديثه الأمر:
تروحي للإستقبال بتاع الفندق وهو معاه تعليمـ.ـا.ت تنفذيها.
كانت كلمـ.ـا.ته مُختصره واغلق بعدها الهاتف مباشرةً،إرتجفت وهى تُعطي الهاتف للمسؤول،الذى تبسم لها برحابه...غادرت فى صمت،ذهبت نحو إستقبال الفندق لديها يقين أنه تحقق توقعها السابق وبالتأكد تعلم الهدف من ذهابها الى إستقبال الفندق،كالمعتاد ستشاركه الفراش. 
❈-❈-❈
بعد قليل 
بتلك البطاقه الممُغنطه فتحت باب تلك   الغرفه أو بالأصح جناح مزدوج بغرفة نوم وصالون إستقبال... دخلت بداخله كان خاليًا ما هى الا لحظات وسمعت فتح الباب مره أخرى نظرت نحوه،سُرعان ما إختفت بسمتها بسبب ذاك العبوس الظاهر على ملامح وجهه،تنحنحت قائله:
مبروك إفتتاح المصنع...وكمان عقبال العيد الماسي.
نظر لها يشعر بحنق ولم يرد ذهب نحو ذاك الشباك الزجاجي الموجود بالغرفه نظر الى  خلفه وتلك الأضويه الامعه،تنهد قائلًا بتعالي: 
متهيألى المنظر من فوق أفضل كتير. 
شعرت برجفه فى قلبها وهى تقترب منه قائله: 
بالعكس مفيش فرق نفس المنظر، أعتقد  إحنا اللى بنحدد أفضلية المنظر حسب رؤيتنا له. 
-أيه اللى جابك الحفله. 
سؤال لا تعلم إن كان بإستفسار أم بإستهجان مُبطن منه... تـ.ـو.ترت وأجابته ببساطه: 
شُغل. 
-شُغل.... 
قالها وقبل أن يُكمل حديثه ربما رحمها ذاك الهاتف الذى صدح...  إستدار ينظر له سائلًا بتجهم:.
مين اللى بيتصل عليكِ دلوقت. 
تـ.ـو.ترت مُجيبه: 
معرفش بس أكيد ماما. 
سُرعان ما قال لها: 
تمام ردي عليها وقولى لها إنك لسه هتتأخري.
أبتلعت ريقها وأومأت له برأسها...تركها تتحدث بالهاتف وتوجه الى غرفة النوم الخاصه بالجناح...بعد دقائق قليله أنهت المكالمه وبأقدام واهيه ذهبت خلفه حين دخلت وجدته مُمدد فوق الفراش بثيابه يضع إحد يديه فوق رأسه،قبل أن تتنحنح تحدث بهدوء:
خلصتِ المكالمه.
أومأت برأسها،نهض من فوق الفراش وإقترب منها،هنالك خفقان بقلبه يزداد مع كل خطوه يقتربها منها،عيناه تفترس ملامحها البريئه،أو هكذا كان يظن أن لكل شخص لديه طِباع من ملامحه،لكن خُدع سابقًا بوجهها البرئ...
بينما هى الآخرى كانت عيناها مُسلطة عليه وهو يضع نظارته فوق تلك الطاوله ويقترب منها تشعر بمشاعر مُختلطه،لكنها تود أخذ قرار الفرار الآن،حتى لا تحترق فيما بعد،لكن كآن قدmيها إلتصقا بالأرض،شعرت  بإرتعاشه، بينما هو حين أصبح أمامها مباشرةً حايد النظر الى عينياها حتى لا يضعف ويحترق ببرائتها توقف أمامها ومد يدهُ أزاح ذاك الحجاب عن رأسها، ونزع ذاك الدبوس التى كانت تضم به خصلات شعرها التى إنسدلت على ظهرها قبل أن تتحدث تسللت يديه بين خصلات شعرها حتى وصل الى جِلد عُنقها، شعرت بيدهُ فوق عُنقها أغمضت عينيها لوهله قبل أن تفتحهما مرة أخرى وترا ذاك الشوق بعينيه قبل أن يجذبها من عُنقها ويُقبلها بعشق مُتملك.. حتى ترك شِفاها ليتنفسا، وضعت يديها فوق صدره كآنها تُحذرهُ بالإبتعاد: 
عماد. 
همسها هكذا بمثابة إشتعال جمره بداخل قلبهُ، جذبها مره أخرى يُقبلها يهمس قلبه إسمها بصيغة التملُك، ينجرف وسط نيران مُلتهبة تُشعل عشقهُ لها ويديه تتلمس جسدها الدافئ تُشعل بداخلها بركانً من المشاعر هو الوحيد الذى جعل قلبها ينتفض ويثور بلحظات داخل عقلها تعلم أن ثوران قلبها لن يهدأ بعد تلك اللحظات بل سيظل مُشتعل بحِمم تحرقها، لكن لا يمتلك عقلها الزمام لقلبها الذى ينجرف نحو تلك المشاعر الفياضة بعشق حارق،يحرقهما معًا بلحظات إنصهار 
قُبلاته... قُبلاتها... لمساته... لمساتها... همسها بإسمه الذى يسمعهُ منها تستحث به قلبه وتُشعلهُ عشقًا ... وهمسه الصامت بإسمها الذى يآن قلبها منه بأسًا... ما هى الإ دقائق وتنتهى تلك المشاعر الحارقه لكلاهما، 
تنهد بنشوة وهو يضع قُبلته على كتفها، كالعادة تكون قُبلة صحوة حين يآتى الى عقلهُ، أنها يومً ما كان من الوارد أن تكون بهذه الحميمية مع غيرهُ، إنتهت لذة العشق وسكن مكانها احتراق القلب...  رفع وجهه ونظر لوجهها، كانت تُغمض عينيها حين شعرت بقسوة قُبلته على كتفها شعرت هى الأخرى بإحتراق قلبها، أغمضت عينيها لا تود رؤية نظرة عيناهُ الائمة قبل أن ينهض عنها فورًا... وذلك ما فعله بالفعل... تركها بالفراش بل  وخرج من الغرفه...
بدmعة حسره تحرق عينيها رثت شعورها بالرُخص كما أراد أن يوصل لها، لكن تذكرت طفلتها تبسمت بو.جـ.ـع ونهضت من فوق الفراش، عاودت إرتداء ثيابها مره أخري،حتى إنتهت... تركت الغرفه، حتى وصلت الى الصالون سُعلت حين إستنشقت ذاك الدخان
بينما هو جلس على أحد المقاعد وأخرج سيجارًا قام بإشعاله وزفر من أنفاسه سحابة دخان يشعر بانه مازال مُشتاقًا،لكن يضمُر ذاك الإشتياق الى أن سمع صوت سُعالها...سُرعان ما أطفأ ذاك السيجار بالمنفضه وظل جالسًا،بينما هى وضعت طرف حجابها على أنفها وفمها،نظر لها قائلًا:
نسيت إن عندك حساسيه على صدرك والدخان بيتعبك،عالعموم فى عربيه تحت قدام الفندق هتوصلك....إتفضلي.
فى البدايه تبدل شعور قلبها ونبض أنه يهتم لصحتها لكن سُرعان ما شعرت بآسى حين نظرت الى تلك العلبة المُخمليه التى مد يده بها نحوها،فهمت أنها كالعادة مقابل الليلة او بمعنى أصح  ثمن اللقاء...فكرت أن ترفض أخذ تلك العلبة،لكن قال عماد بحِده:
إيدي هتفضل ممدودة كده كتير.
بإرتباك وإمتثال أخذت منه العلبه دون أن تتحدث...وتوجهت نحو باب الجناح مُغادرة برثاء قلبها المُحترق... تباطئت بخطواتها ربما لديها أمل أن ينهض ويجذبها يضمها إليه وبكلمة واحدة فقط يمحي أثر ندب قلبها لكن كالعادة عدm مبالاة هو وصل الى ما كان يبغي إمرأة تُشاركهُ الفراش يطفئ بها رغبته فقط.
بينما هو أغمض عيناه بقسوة حين سمع صوت إغلاق باب الجناح،لوهله نهض ود أن يذهب خلفها ويمنعها من المُغادره لكن توقف خلف باب الجناح يعتصر يديه كآنه يُلجم بهما قلبهُ،ذهب نحو شباك الغرفه نظر الى الأسفل وإنتظر لدقائق حتى رأها تصعد الى تلك السيارة التى سُرعان ما غادرت إبتأس قلبه،شعر كآنه مازال يعيش غريبً عن وطنه،لكن حتى هذا أخفاه ظنًا أنها كانت  "لحظات غرام فقط وإنتهت". 
«يتبع». 
❈-❈-❈
بعد قليل 
بشقة سميرة فتحت باب الشقة ودلفت تشعر ليس فقط بإرهاق بدني إرهاق أقوى فى قلبها، ذهبت نحو تلك الغرفه نظرت الى ذاك الفراش تبسمت وهى ترا والدتها تحتضن طفلتها نائمتين، ربما هدأ آلم قلبها قليلًا، تركت الغرفه وذهبت الى تلك الغرفه الأخرى، نظرت نحو الغرفه بحسره تعود لقلبها تلك هى أكبر غرفة بالشقه وتقريبًا شبه مهجورة معظم الوقت،برغم  أثاثها الوثير فقط كل ما تستخدm منه هو إحد ضُلف الخزانه الموضوع بها بعض من أغطية الفراش، وبعض ثياب تخصه‍ا ملابس لا تحتاج لها بل تود حرقها، كذالك بعض الثياب الخاصه بتبديل المواسم، فتحت حقيبة يدها وأخرجت تلك العلبه المخملية منها لم تفتحها وذهبت نحو إحد ضُلف الخزانه قامت بوضعها تهكمت بغصة سخريه وهى تنظر الى تلك العلب الأخرى،أثمان لقائتهما السابقة،   أغمضت عينيها بقوه تُلجم تلك الدmعه بعينيها، وضعت حقيبتها فوق الفراش وسُرعان ما ذهبت نحو المرحاض الخاص بالغرفه نزعت ثيابها دلفت أسفل تلك المياه الفاترة علها تُهدأ من حرارة جسدها، إنسدلت المياه على جسدها تنساب مع دmـ.ـو.عها التى سقطت غـ.ـصـ.ـبً، وذكرى تمر أمام عينيها
وكلمـ.ـا.ت صداها يخترق أذنيها: 
"مش عاوزه أمك تشرف فى السـ.ـجـ.ـن تفسخي خطوبتك من المحروس إبن بياعة القماش التالف، وتقبلى بـ'نسيم'العريس اللى جايبه ليكِ، كفايه  أبوه عنده بيت واسع... سرايا، كمان وحيد أبوه وأمه  مفيش غيره هو وأخته، شوفى بعد ما يمـ.ـو.توا هيورث قد ايه، مش عماد اللى بقالك ست سنين مستنيه على أمل يرجع،اللى بيسافر مش بيرجع،حتى لو رجع عنده أيه يعنى حتة بيت اوضه وصاله مت عـ.ـر.فيش تفردى إيديكِ فيهم. 
كان جواب والدتها رافضًا:
يا وارث مين يورثك،الصغير بيمـ.ـو.ت قبل الكبير.
لكن كان الجواب غليظًا:
أنا قولت اللي عندي والإختيار لكم. 
كان الإختيار صعبً وإعتراض لآخر الوقت لكن كأن سوء القدر كان ينتظرها،ويُحرق قلبها بزواج زائف مازالت تدفع ثمنه الى الآن. 
أغمضت عينيها بقوة تحاول نفض تلك الذكريات التى مازالت تعيش لهبها الحارق بقلبها، اغلقت صنبور المياه وجذبت إحد المناشف لفتها حول جسدها كادت تخرج من المرحاض لكن أثناء سيرها إنعكس ظلها بتلك المرآة التى تشغل مكانًا لا بأس به، لفت نظرها تلك العلامة الظاهره فوق كتفها مازال أثرها ظاهرًا بوضوح أحمر شبه داكن أغمضت عينيها وتنهدت بآسى، دائمًا ما يتعمد ترك آثر خاص يدmغها  به كآنه يؤكد ملكيتهُ الحصريه لها ...  رغم أنه على يقين أنه مالكها الوحيد. 
خرجت من الحمام رغم سقم قلبها لكن تبسمت حين وجدت والدتها تجلس على الفراش قائله بإستفسار: 
ماما أيه اللى صحاكِ دلوقتي. 
تنهدت عايدة قائله: 
أنا مكنتش نايمه، هو يمكن عيني غفلت شويه، أيه اللى آخرك كده. 
-الحفله إتأخرت. 
نظرت عايدة لـ ملامح سميرة وهل تتوه عنها كذالك لفت نظرها تلك العلامه الظاهرة بكتفها، لديها يقين عن سببها، لكن لم تحرجها بالسؤال عنها وسألت سؤال آخر: 
هى كانت حفلة أيه؟. 
ردت سميرة ببساطة: 
حفله عاديه يا ماما هروح ألبس هدومي فى الأوضه التانيه. 
أغمضت عايده عينيها لوهله وسألت مباشرة: 
دى الحفله اللى كانت تبع عِماد. 
توقفت سميرة قبل ان تخرج من الغرفه وأومأت برأسها وهى تُعطي ظهرها لـ عايدة. 
تنهدت عايدة بآسف وقالت: 
خليكِ هنا وأنا هروح أجيبلك غيار من الأوضة التانيه.
واقفت سميرة وظلت بالغرفه بينما عايدة خرجت سارت سميرة نحو الفراش وجلست عليع تتكئ بيديها تضجع بجسدها على الفراش... تشعر بإنهاك فى قلبها 
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد
ترجل من سيارته الفخمه، جذب مِعطف بذته وضعه فوق ساعد يدهُ ودلف الى داخل الڤيلا كانت ساكنه كالعادة، صعد الى غرفته مباشرةً دلف توجه الى الفراش مباشرةً تمدد عليه يشعر بإرهاق يُزفر نفسه بإرهاق أغمض عينيه للحظات فجآه كآن عقله شرد 
يشعر بحرقان مياة مالحه يتلاطم جسدهُ بين أمواج عاتيه والشاطئ بعيد لكن الأمل أو بالاصح حِلم العشق يسكن قلبه يدفعه لمقاومة تلك المياه المالحه التى اهلكت جسدهُ حتى ثيابه تهتكت ولم يبقى عليه سوا قطعه واحده تستُر جسدهُ، والأمل يقترب مع إقتراب الشاطئ من بعيد يسعي بقوة أهُلكت لكن لابد أن يصل الى ذاك الشاطئ أو "شاطئ تحقيق الأمل" جوع وظمأ أيام فى البحر يختفي كلما إقترب الشاطئ، لكن حتى مع وصوله لـ شاطئ الأمل كان بإنتظارهُ رصاصة غادره تشُق أحد كتفيه تستقر بين ضلوعه تُشعل جمرة آلم، لو بإمكانه لصرخ حتى إنشق صوته لكن لو فعل ذلك لإنتهت الرحلة قبل أن تبدأ، عليه الصمود والهروب من أعين حُراس ذاك الشاطئ والإختفاء من أمامهم وهذا بالفعل ما حدث تواري خلف إحد الصخور تختلط المياة المالحه مع نـ.ـز.يف دmاؤه الغزيرة، ختى بدأت قواه تخور كذالك بدأ يسطع ضوء من بعيد وحان وقت تبديل الحراسات وهذا هو الوقت الذى يستطيع فيه الفرار من هنا والإبتعاد قدر الإمكان هو لن يتحمل الترحيل مره أخري الى مصر والعودة خالي الوفاض تسلل من الشاطئ يسير بجسدهُ المدmي لولا تلك القطعه لسار عاريًا أمام عيون لا تهتم بذلك،هنالك حرية حتى لو سرت عاريًا لن تجد من يقدm لك قطعة ملابس تسترك،لكن النـ.ـز.يف كان يهلك جسده،لولا أنه كان يفقة باللغه الفرنسية لكان أُهلك أكثر،قرأ لوحه إعلانيه وفهم منها أن هذا المكان مشفى...توجه إليها بأقدام تتهاوى بمجرد أن دلف الى داخلها إستسلم للمجهول...
فتح عينيه بفزع نظر حوله هو بغرفته الوثيره
لكن مازال طيف تلك البدايه عالق برأسه ليس فقط رأسه جسدهُ أيضًا... رغم نجاح الحفل الذى سيظل صداها مُستمر لفترة لا بأس لها بسوق النسيج،لكن كآن كل شئ حوله فقد زهوتهُ بالقلب،فقط مشاعر مُتبلدة وبسمـ.ـا.ت مُجاملة فقط،أغمض عينيه يعتصرها يشعر ببعض الحرقان بهم،نهض وخلع تلك النظارة عن وجهه،وضعها على طاولة جوار الفراش ومعها تلك الساعه الثمينه، من ثم توجه ناحية مرحاض الغرفه،أسدل ثيابهُ عن جسده ونزل أسفل تلك المياة البـ.ـاردة، إنسابت المياة على جسدهُ بداخله ربما تمحو تلك المياه عن عقلهُ تفكيره بها كما تمحي آثار يديها عن جسدهُ، ربما يختفى أو يهدأ حرقان قلبهُ المُشتاق، لكن ربما هدأت المياة حرارة جسده فقط، اوصد المياه وجذب ذاك المعطف وإرتداه وأغلقه بعشوائيه وخرج الى الغرفه مره أخرى ذهب الى الفراش وجلس عليه، لفت إنتباهه وميض هاتفه الذى يُعلن إنخفاض طاقة شحنهُ، فتح ذاك الدرج الموجود بتلك الطاوله المجاوره للفراش يبحث عن شاحن بالفعل وجدهُ، لكن إصتطدmت يده بشئ آخر، تلك العلبه المخملية جذبها هى الأخرى شعر بلوعه فى صدره وهو يفتحها وينظر الى محتواها خاتمان زواج إحداهما ذهب والآخر من الفضه،وضع الهاتف على شاحن الكهرباء،ثم عاود الجلوس على الفراش وبين يديه ذاك الخاتمان،يدوران بين أصابعه قرأ إسمه"عماد" المدون بداخل ذاك الخاتم الذهبي كذالك تاريخ قديم مضى عليه أكثر من إحد عشر عام، وبداخل الخاتم الفضى كان آسمها الذى نطقه قلبه"سميرة"، لكن سُرعان ما تذكر آخر لقاء قبل سفره الى المجهول 
بالعوده بالزمن 
بمنزل والدته الصغير بتلك البلدة الصغيره التابعه "المحله الكبرى" 
منزل ريفي قديم كان لأهل والدته قبل أن تبتاعه من أخواتها وتدفع ثمنه بالتقسيط من عملها هى وإبنها الوحيد، الذى إنتهى من الدراسة بـ كلية الهندسة قسم نسيج
لكن رغم مُضي ثلاث أعوام على تخرجه مازال لا يجد عمل مناسب لدراسته يعمل بأحد مصانع النسيج الخاصه  بالمدينه بمرتب زهيد لكن يكفى جوار عمله الآخر بحياكة الملابس الذى أتقنها بسبب عمله منذ صغره، لكن أصبح شابً يافعًا وعليه السعي لتحسين مستواه المعيشي كما أنه إرتبط بفتاة ولابد من تجهيز مسكن مُلائم لهما رغم أنها كانت راضيه به هكذا فقيرًا، لكن سمع عن تلك الرحلات للسفر الى إحد دول أوربا 
رأي بعضً من الشباب تحسنت معيشتهم ومستواهم لما لا يسعي مثلهم، لكن كان شُح المال عقبة أمامه، هنالك تسعيرة لكُل فئه من من يبغون الوصول الى أوربا، تسعيرات عاليه لمن يريد الراحه وضمان الوصول 
وتسعيرات آخري لمن لا يقدر وعليه التعب والمجازفه ليست بعلم الوصول، لكن لا يمتلك سوا المجازفه بالأمل أنه سيصل وهذا ما فعله وإتفق مع أحد العاملين بالهجرة غير المشروعه وإتفق معه على السرية وكتمان ميعاد السفر الذى  تحدد الليله،عبر أحد شواطئ "كفر الشيخ" 
الليله هى الأخيره له هنا قبل رحلة المجهول 
اراد رؤيتها قبل أن يُغادر وأخبرها أنه الليله الاخيره له هنا،تحدد ميعاد سفرهُ، بظرف دقائق سمع صوت قرع جرس باب المنزل قبل أن يخرج من الغرفه سمع صوت فتح والدته الباب، فى ذاك الأثناء خرج من باب الغرفة تفاجئ بـ سميرة التى تقف على عتبة للمنزل مباشرةً تسأل بلهفه: 
إنت صحيح هتسافر الليله، بالسرعة دى. 
خجلت سميرة من تسرُعها بينما تبسمت حُسنيه رغم وخزات الآلم بقلبها، كذالك تبسم عماد، ينظر لها للحظات حل الصمت فقط نظرات العيون تتحدث، بعشق مضى عليه ما يقرب من خمس أشهر تقريبًا لكن توغل كآنه منذ عقود فى القلب، لاحظت حسنيه تلك النظرات، تبسمت قائله بود: 
إدخلي يا سميرة إنتِ مش غريبه يا حبيبتي، هروح المطبخ أشوف الاكل عالبوتجاز.
أومأت سميرة لها بخجل،تركتهما معًا بتلك الردهه التى بالكاد تحتل أريكه صغيرة جزءًا منها وممر شبه ضيق،أشار عماد لـ سميرة بالجلوس على الأريكه،جلست تلتقط أنفاسها هى كانت شبة تركُض بالطريق،إقترب عماد منها وظل واقفًا أمامها عيناه تتشرب من ملامحها البريئه،تبسم حين رفعت رأسها قليلًا ونظرت له قائله:
هو مينفعش تأجل السفر، أو حتى تلغيه خالص إنت... 
زفر نفسه قاطعها قائلًا:
هعقد هنا أشتغل فى أيه،فى المصنع اللى نص مرتبه بيضيع فى الموصلات،ولا أشتغل خياط وأستني الزباين اللى بتفاصل معايا على تمن الزرار،أنا دبرت قيمة  المبلغ اللى هسافر بيه،وعندى أمل إن شاء الله هيتحقق، بس فى حاجه  واحده بس اللى خايف منها. 
نظرت له بترقُب سائله: 
أيه هى الحاجه دى يا عماد، لو خايف من السفر بلاش. 
تبسم وهو يجلس على ساقيه أمامها ينظر لها بعشق قائلًا: 
أنا مش خايف من السفر يا سميرة، خايف إنك فى يوم تسيبيني عشان... 
قبل أن يسترسل حديثه وضعت يدها اليُسرى على فمه ورفعت يدها اليمني أمام عينيه قائله: 
شايف الدبله اللى فى إيدي دي عمري ما هقلعها غير لما إنت تقلعهالى عشان تلبسهالى فى إيدي الشمال، إطمن يا عماد عهد عليا عمري ما هكون غير ليك... وهستناك العُمر كله... مهما تغيب هترجع تلاقيني فى إنتظارك... يا عماد. 
تبسم وهو يمسك يدها يُقبلها وعيناه تنظر لها بعشق، لكن هى سحبت يدها من يده تبتسم بخجل عينيها تُشع أمل، ربما هذا ما كان يحتاجه وقتها لتحمل عناء ذاك السفر "
سُرعان ما تهكم على سذاجته أنه صدق وأن بعض العهود تكون قوية... 
لكن السنوات  أثبتت بأول فرصة أن بعض العهود تكون.. "عهود واهيه" قابله للإنتكاس بسهوله.. أغلق تلك العلبه وعاود وضعها بمكانها بالدرج يشعر بإرهاق وتعب سنوات الإغتراب. 
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام صباحً
بـ ڤيلا عماد 
نهض من خلف طاولة الطعام  ينظر لوالدته، قائلًا: 
شبعت يادوب ألحق أسافر للمحله عشان متأخرش على ميعادي مع صاحب المصنع. 
نهضت هى الاخرى قائلة: 
ياريتك قولت لى قبل دلوقت كنت  رتبت نفسى وجيت معاك للمحله زورت خالك "سالم"، آخر مكالمه ليا معاه حسيت من صوته إنه متغير ومش بخير. 
نظر لها مُبتسمًا يقول: 
الموضوع  جه فجأة كان فى مفاوضات مع صاحب المصنع  من مدة وكان إتراجع عن البيع وفجأة رجع كلمني تاني، ولما سألته مفيش تراجع تاني، قال لى لاء وياريت يكون الإتفاق والبيع بأسرع وقت، كلمت محامي المجموعه وجهز العقود، ولازم أسافر المحله النهارده عشان نمضي وكمان هسجل العقود فى الشهر العقاري.
نظرت له بفرحه قائله:
ربنا يرزقك من وسع بس عشان خاطري بعد ما تخلص شُغلك هناك فوت على دار خالك وإطمن لى عليه.
-يا ماما أنا...
قبل أن يُكمل إعتراض قالت له برجاء:
عشان خاطري عشر دقايق بس،قلبي مش مطمن عليه.
تنهد بقلة حيله قائلًا:
تمام ياماما هروح لـ خالي،رغم إنى متأكد إنه كويس وبخير،بس إنت اللى قلبك رُهيف زيادة عن اللزوم.
تبسمت له بحنان وتمنت له الخير مُبتسمه بعد أن غادر قائله:
ربنا يريح قلبك وترجع لقلبك يا  عماد زى قبل ما تسافر فرنسا.
❈-❈-❈ 
قبل الظهر بقليل 
بالمحله الكبرى
ترجل من سيارته بفناء ذاك المصنع الكبير، سار بخطوات واثقه لكن كانت الذكريات أمام عيناه يومً ما كان يعمل هنا مجرد عامل على إحد ماكينات الخياطه حتى بعد تخرجه من الجامعه ومعرفة صاحب المصنع أنه ذو شهادة جامعيه لم يُفكر فى أن يُعطي له مكانه أفضل بالمصنع مجرد شغيل، لا يحقد على صاحب المصنع، لكن للقدر تصاريف لا أحد يعلمها،
تبسم لصاحب المصنع الذى يقف مع المحامى الخاص به يستقبلاه بباب الدخول الرئيسي الى المصنع... صافح الإثنين ثم دلف معهم الى داخل المصنع وبعد إمضاء العقود قام مدير المصنع معه بجوله خاصة  بأروقة المصنع يتفقد سير عملهُ، كان هنالك من بين العاملات من تنظر له بإفتراس بداخلها تود أن تقوم بتعريف نفسها ربما تنال فرصة عمل أفضل من جلوسها خلف تلك الماكينه، لم تستحي وهي تقف أمامه تقول: 
أنا "هند شعبان الجيار". 
أخفت تلك النظارة المُعتمة نظرة عيناه لها وهو يتأمل ملامحها حقًا هنالك تشابه كبير بينها وبين زوجة أبيه كيف ينسى وجهها البغيض، لكن تعامل بدبلوماسيه وتغاضى عنها وتجاهلها وأكمل سير مع مدير المصنع حتى إنتهى، بينما تلك شعرت بغلول من تجاهله، وسـ.ـخرية بعض زميلاتها منها. 
..... 
بعد وقت بنفس اليوم، كان يسير بالسيارة مر امام ذاك المصنع الذى كان يومً حلمً من أحلامه أن يعمل به، تبسم وهو بنظر الى تلك اللوحه الصدأه التى فوق أحد مداخل" مصنع المحله الكبري للغزل والنسيج"كان هنا حلمً بسيطً، لكن رغم أنه كان بالماضى شعر بالآسى بسبب عدm حصوله على وظيفه بهذا المصنع إبتسم ربما لو كان تحقق أمله بذاك الوقت لتوقف طموحه وأضحى بقية حياته روتينيه مجرد عاملًا مغمور. 
أثناء سيره بالبلده الخاصه بهم مر أمام ذاك المنزل الصغير تبسم هذا المنزل الخاص به هو وأمه ربما كبر قليلًا عن السابق بعد هدmه وإعادة تشييده مره أخري وشراء قطعة أرض صغيره جواره إزدادت مساحته قليلًا، رغم ذلك مازال منزل صغير، لكن حمل أحلامً كانت كبيره، لم يترجل من السيارة وأكمل سيره الى أن خرج من البلده أثناء سيره وقع بصره على ذاك المنزل الكبير الذى يحتل مكان كبير على قارعة الطريق، منزل كبير لكن فقد رونقه حتى الأشجار التى كانت تحاوط المنزل كآنها هى الأخرى فقدت الحياة فقط واقفه مجرد فروع جافه،شعر بالبغض أمام هذا المنزل  يومً إحترق قلبهُ وشعر بفقدان السعاده وهو يراها عروسً تدلف الى هذا المنزل الكبير، وقتها كان المنزل يانعًا بأضوية الزفاف اليوم الجفاف  يحاوط كل شئ به... لكن مازال قلبهُ مشتعلًا بتلك الذكري لا تُفارق عقلهُ. 
❈-❈-❈
بـ مصنع الفيومي
بـ مكتب حازم، أعاد مشاهدة ذاك الفيديو أكثر من مره زفر نفسه وجذب هاتفه قام بإتصال سائلًا: 
إنت مُتأكد إن الفيديو اللى بعته ليا ده تسجيل كامل للحفله. 
رد عليه مؤكدًا: 
أيوه يا أفنـ.ـد.م الفيديو ده أنا جبته من الفندق بصعوبه وفيه تسجيل كامل للحفله. 
-تمام. 
أغلق الهاتف وزفر نفسه بيأس قائلًا: 
أنا شوفت الفيديو أكتر من مره، ودققت فيه كويس مش معقول ملهاش أى أثر نهائى كآنها مكنتش موجوده، مش معقول أكون كنت بحلم بيها.
بنفس الوقت سمع صوت فتح باب مكتبه نظر نحوه وأغلق الحاسوب فورًا، لاحظت ذلك چالا التى دخلت الى المكتب بلا مبالاة لإقتحامها  مكتبه دون إذن، كما أنها سمعت نهاية حديثه وتسألت بفضول:  
كنت بتحلم بمين. 
نظر لها بغضب قائلًا: 
مش فى باب للمكتب المفروض كنتِ عالأقل تخبطِ  عليه قبل ما تقتحمي مكتبِ...أعتقد ده من الإتيكت والرُقي. 
إستهزأت بضحك قائله بإستقلال: 
ناسى إنى مديرة المصنع ولا أيه، بلاش تتوه قولى مين اللى كنت بتحلم بيها... ولية قفلت الابتوب لما أنا دخلت للمكتب.
تنهد بضيق وهو ينظر لها قائلًا:
موضوع خاص ماليكش دخل فيه،ولا كمان هتتحكمي فى حياتي الشخصيه مش مكفيكي سطوتك على الإدارة وتمييز بابا ليكِ دايمًا بالنباهه والذكاء.
تبسمت بغرور قائله:
بابي مميزنى لأنه عارف قُدراتي كويس،عالعموم إنت حُر فى حياتك الخاصه،الأهم عندي الشغل مـ.ـيـ.ـتأثرش،وأنا جايه عشان كده،طبعًا كنت معايا فى حفلة "عماد الجيار"
وصلني صور ليا وأنا كنت برقص معاه أنا عاوزه صوره ولا إتنين من الصور دى تتسرب للمجلات والمواقع الكبيره عالنت. 
نظر حازم لها بذهول سائلًا ربما تكهُنه خطأ: 
وعاوزه الصور دى تتسرب ليه، أعتقد رقصه معاكِ كان مجامله مش أكتر وإنت عارفه إن ممكن يطلع إشاعات عن وجود علاقه بينكم بسبب الصور دى.
تبسمت له عينيها تلمع بتمني قائله:
ده اللى أنا عاوزاه...إشاعات وتكهُنات.
نظر لها بذهول قائلًا:
وإفرضي هو إضايق من الإشاعات دى وأثرت عليه.
ببساطه ردت:
هتضايقه فى أيه.
أجابها بتوضيح:
ممكن يكون مُرتبط متجوز والإشاعات تأثر على حياته.
شعرت بنغزه قويه فى قلبها من جواب حازم،وتضايقت بضجر قائله بأمر:
ولو ميهمنيش، 
إعمل اللى قولتلك عليه،وهبعتلك صور ليا معاه وانا عارفه إن لك أصدقاء فى شغل الميديا أهو نستفاد منهم بخدmة،هقوم انا وأسيبك تكمل حِلم،بس بلاش تنسي اللى قولتلك عليه. 
غادرت چالا المكتب ببرود دون إهتمام، بينما زفر حازم نفسه وأعاد فتح الحاسوب، يُدقق لمره أخرى بذاك الفيديو، لكن النتيجه واحده، كآنها تبخرت من الحفل لا يوجد صوره واحده لها حتى من ظهرها. 
❈-❈-❈
ليلًا 
بشقة سميرة.. 
أغلقت سميره الهاتف وهى تبتسم لوالدتها التى تُدلل يمنى التى تلهو بإحد ألعابها قائله: 
يمنى الحلوه تاكل عشان تكبر. 
كانت يمنى تتقبل منها الطعام وهى تلهو... نظرت لها عايدة سائله: 
كنت بتكلمِ مع عفت فى أيه. 
تنهدت سميرة قائله: 
أبدًا بتقولى أيه رأيك بكره يوم الاجازة من البيوتى، نخرج سوا نروح مول فيه محلات عامله تخفيضات.
تبسمت عايدة قائله:
فكره كويسه ليه متردده ومش عاوزه تخرجى فرصه ترفهي عن نفسك وكمان خدي يمنى معاكِ.
نظرت سميرة لها قائله:
أنا مش محتاجه حاجه كمان يمنى،يبقى...
قاطعتها عايدة:
حتى لو مش هتشتري حاجه أهو زى ما قولت ترفهي عن نفسك وكمان يمنى تغير جو طول الوقت معايا هنا فى الشقه لوحدنا.
-بس...
قاطعتها عايده قبل أن تتردد قائله:
مفيش بس،والله أعلم يمكن حاجه تعحبك وكمان فسحه لـ يمنى تمرح فيها. 
تبسمت  سميرة بإقتناع... وهى تستقبل طفلتها التى ذهبت نحوها بدلال. 
❈-❈-❈
باليوم التالى فى حوالى الحاديه عشر صباحً
بأحد المولات الفخمه
تبسمت عِفت قائله: 
أوعى أشوف الإنبهار على وشك زى ليلة حفلة الفندق، صحيح نسيت أسألك ليه ليلتها مشيتِ قبل ما أنا أوصل مكتب المسؤول. 
تبسمت سميرة قائله بكذب: 
أبدًا حسيت إن الوقت أتأخر قولت بلاس أتأخر فى الرجوع أكتر. 
نظرت عِفت الى يمنى التى تحملها سميرة وشاغبتها قائله: 
طبعًا لازم ترجعي عشان الأميرة يمنى الدلوعه.
تذمرت يمنى من مشاغبة عِفت لها،بنفس الوقت لفت نظر عِفت ذاك المحل الذى يضع لوحة تخفيضات على بابه،قالت لـ سميرة:
تعالى المحل ده عارض تخفيضات تعالى نشوف يمكن نلاقى حاجه مناسبه لينا. 
تبسمت  سميرة ووافقتها ودخلن الى داخل المحل وبدأن بإختيار بعض ما يناسبهن. 
تحدثت سميرة الى عِفت قائله بإعتراض: 
مش عارفه حاسه إن البلوزة دى ممكن تكون ضيقه شكلها كده. 
نظرت عِفت لها قائله: 
مش عارفه، وبعدين بسيطه إدخلى قيسيها فى اوضة اللبس. 
نظرت سميرة الى يمنى التى تقف جوارها قائله: 
خلي بالك من يمني على ما اروح أقيسها. 
لم تنتبه عِفت لقول سميرة بسبب إنشغالها بإختيار أحد القطع، بعد دقيقه فتحت سميره باب غرفة قياس الملابس تفاجئت بـ عِفت  امامها نظرت الى جوارها لم تجد يمنى تسألت بلهفه: 
فين يمنى. 
ردت عِفت ببساطه: 
هتلاقيها هنا. 
لم تنتظر سميره وتوجهت الى مكان وقوفهن قبل قليل، تنهدت براحه حين رأت يمنى تقف وبيديها إحد قطع الملابس... إنحنت تضمها همست لها يمنى ببعض الكلمـ.ـا.ت جعلتها تنظر الى الخارج، لكن لم ترا شئ عادت بنظرها لها وضمتها بحنان وإمتثلت لما إختارته، أو بالأصح إختارهُ غيرها.
❈-❈-❈
ليلًا... مارسيليا... "فرنسا" 
بشقة هانى 
تبسم  وهو ينظر الى تلك الصوره التى أرسلت له عبر الهاتف، لمعت عينيه ببريق إشتياق، لكن سُرعان ما تحولت بسمته الحقيقيه الى بسمه مُزيفه حين  جلست هيلدا لجوارهُ تتدلل بحركات وهى تتعمد إثارته بلمسات جريئه منها، بداخله يشعر بنفور من ذلك لكن جراها وبدأ بتمثيل استجابته لتلك الحركات رغم أنه يشمئز منها لكن وهمها بتجاوبه معها وعن عمد جذبها وقبلها قُبلات جامحه جعلتها تشعر بضيق تنفس، لم يكتفي بذلك بل تمادى بلمسات عنفوانيه منه، لم تستطيع مُجراتهُ فيها شبه شعرت بإنقطاع أنفاسها، شعر هانى بذلك إبتعد عنها وتركها تلهث وهى تلتقط أنفاسها، ربما تعترف أنها
قد تمحو أثر السنوات من على وجهها لكن كيف تمحو تلك السنوات من قوتها البدنية
بداخل عقلها شعرت بالغيط أصبحت  
تلهث من مجرد قُبلات وبعض اللمسات، هل عليها الإعتراف الآن أنها أصبحت غير قادره على مجابهة عنفوان وجموح شاب أصغر منها،لكن لا لن تعترف أبدًا ولن تتخلى عن أحقيتها وأفضالها عليه لولاها لكان أصبح مُتشردًا بشوارع فرنسا...رغم يقينها أن هذا ليس حقيقيًا هى منذ البدايه أرادت اللوذ به إشتهاءً لكن تحول الأمر الى هوس التملُك.  
❈-❈-❈
بشقة سميرة 
تبسمت بحنان وهى تقوم بتصفيف شعر طفلتها  التى أصرت على تصفيفه كى تستقبل والدها كما تقول أنها إلتقت به صباح اليوم، هاودتها سميرة كنوع من الدلال، رغم عدm تصديقها لقولها، فعلت لها مثلما كانت تود
بنفس الوقت 
حين انتهيت من تصفيف شعرها ،سمعن صوت جرس باب الشقه
نهضت يمنى تركض قائله:
ده بابي انا اللى هفتح له. 
تبسمت هى الاخرى تركض خلفها،دون إنتباه منها لما ترتديه.
تبسمت وهى تجد يمنى تجذب  مقعدًصغيرًا وضعته  خلف باب الشقه، ثم صعدت عليه وقامت بفتح مقبض باب الشقه،ثم نزلت وجذبت المقعد للخلف،وجذبت  الباب سُرعان ما نظرت له
بعتاب طفولى قائله بأحرف مُتقطعه لكن هو فهمها: 
بابى أتأخرت كده ليه،دى مامى وناناه، مكنوش مصدقين إني شوفتك فى المول وقولتلى أنك هتجى عندنا النهارده. 
جثى على ساقيه ضمها بحنان  يقبل وجنتيها ثم حملها بين ذراعيه ونهض واقفًا يُبرر قائلًا:
كان عندى شغل كتير،وسيبته وجيت عشان وعدت  وردتي يمنى، وكمان عشان أجيبلك اللعبه دى.
حـ.ـضـ.ـنته يمنى بطفوله ثم أخذت منه الهديه  وقبلت  وجنته قائله: 
شكرًا يا بابى أنا سامحتك خلاص. 
تبسم عماد على برائتها وهى تنظر ناحية سميره وعايدة قائله بتأكيد وتحدي طفولي: 
صدقتينى بقى يا ناناه إنى قابلت بابى فى المول.
ثم عادت بنظرها نحو عماد قائله:
شوفت يا بابى عملت زى ما قولت لى ،لبست أنا ومامى البيجامـ.ـا.ت اللى إنت إديتها ليا فى المول مامى وناناه مكنوش مصدقنى.
تبسم لها،بينما عيناه لاتفارق،سميرة الواقفه تبتسم على حديث يمنى  عيناه تنظر لها بوله وإفتتان  تلك هى الزهره النديه الذى عشقها ومازال يعشق طلتها الرقيقه. 
للحظات خجلت سميرة من نظراته لها بينما
تبسمت عايده على طريقة حديث يمنى الطفولي اللذيذ  ورحبت به بود: 
أهلًا يا عماد، كنت لسه هحضر العشا هعمل حسابك معانا. 
رحب بذلك بذوق،قائلاً:
متشكر أوي يا طنط. 
نظرت عايده  الى نظراته نحو سميره همست قائله:
عينيك فضحاك.. إمتى تنحى غرورك،وتسمع لقبلك،وتريح قلبك وقلب بـ.ـنتِ.
بعد قليل كان يجلس أرضًا جوار يمنى يساعدها فى تركيب تلك القطع الصغيره بأماكنها المظبوطه، آتت سميرة  بصنيه صغيره عليها كوبان من اللبن وضعتهم جوارهما قائله: 
اللبن أهو يا يمنى لازم تشربيه وبلاش دلع كل يوم، كمان جبت لـ بابي كوبايه. 
تبسم عماد وجذب ذاك الكوب الآخر قائلًا بمرح وتحفيز: 
أنا هشرب اللبن بتاعي عشان أبقى قوى وشجاع. 
لمعت عين يمنى وقالت: 
وانا كمان هشرب اللبن زى بابي.
تبسمت سميرة لها،لكن شعرت بعين عماد اللتان تنظرن لها،رغم أنها إرتدت مئزرًا فوق تلك المنامة التى كانت شبه عاريه تـ.ـو.ترت دون قصد منها سألته:
هتبات هنا.
كان رده بسيطً:
أيوه.
أومأت برأسها قائله بتـ.ـو.تر،يمنى خلصت كوباية اللبن،وإنت كمان هاخد الصنيه أوديها المطبخ.
أومأ برأسه دون حديث عاود يلهو مع يمنى 
بينما سميرة وقفت بالمطبخ للحظات تحاول السيطره على خفقات قلبها،خرجت بعد لحظات لم تنظر الى مكان جلوس سميره ذهبت نحو تلك الغرفه بغرضها أن تخرج له أحد أغطية الفراش من الخزانه،فتحت الباب مباشرة لكن تفاجئت بـ عماد يقف نصف عارِ من الاعلى،إرتبكت،بينما إشرآب عماد برأسه ونظر نحوها ثم عاود خلع ثيابه دون مبالاة،إزدردت سميرة ريقها قائله:
فكرتك بتلعب مع يمنى كنت جايه أطلع  من الدولاب مفرش تتغطى بيه...هروح أشوف يمنى.
قبل أن تبتعد عن باب الغرفه ذهب نحوها سريعًا وجذبها للداخل يضمها بين يديه ونسي أن باب الغرفه مفتوح،ضمها قويًا بإشتياق،قام بإلتقام شفتيها بقُبلات ناعمه مشتاقه مُتملكه،إرتبكت سميرة من فعلته وقبل أن تفيق من ذلك قطع عماد سيل تلك القُبلات حين سمع صوت يمنى التى دلفت الى الغرفه تتذمر بطفوله تود ان يعود للهو واللعب معها.
مازالت سميرة مُرتبكه وهى تنظر نحو يمنى، بينما عماد نظر لهن الإثنتين 
ودار بعينيه بجوانب الغرفة هنا كانت أول ليله له مع سميرة  تلك الليله التى تكونت بها نطفة طفلتهما التى كانت بمثابة جسر تواصل بينهما بعد أن كان إختار حرق العشق الذى كان بينهما، جاءت يمنى تنصهر
 "من بين رماد العشق".  
❈-❈-❈
بعد وقت من اللهو مالت يمنى برأسها على ساعد عِماد  تتثائب لكن تقاوم ذلك مازالت تود الإسمتاع باللعب مع والدها لاحظ عماد ذلك وتبسم لها بحنان يضمها قائلًا: 
مش كفايه لعب كده ووردة بابي الحلوه تنام عشان تصحى مفرفشه. 
أومأت رأسها مازالت تقاوح... تبسم عماد على مقاوحتها تلك الصغيرة تُشبهه ليس فقط بالملامح أيضًا بالصفات وأهمها المقاومة للنهايه، وهذا ما حدث بالماضي حين لم يُصدق أن سميرة ستتزوج بآخر ربما ما كان عليه أن يذهب الى عُرسها ويؤكد إحتراق قلبهُ... 
"كان عُرسًا ذو صيت عالي بالبلده، العريس هو إبن أحد أغنياء البلده المجاورة لهم، والده ذو باع بتجارة المواشي، وهذه ولده الوحيد، رأى ذاك السفه والبذخ الذى كان بالعُرس من بعض المدعوين اللذين كانوا يتباهون بتوزيع النقوط، بآلاف الجنيهات،والعملات الذهبيه، إنتهى العُرس وبقي شئ واحد فقط هو دخول العروس الى ذاك المنزل الكبير، كان دخولًا يصحبه إحتفالًا خاص، تُذبح المواشي أسفل قدmيها بمشهد مُقزز، حتى العريس تركها وذهب يتباهي بأنه ذو قلب جسور عكس حقيقته المُخزيه، بنفس الوقت كانت سميرة تُخفي وجهها أسفل وشاحً أبيض شفاف، عينيها مُغيمه بالدmـ.ـو.ع، دmـ.ـو.ع الآلم والعجز، دmـ.ـو.ع قلبها الذى زاد آنينه بعد أن علمت بالصدفه، أن عماد قد عاد من الغُربة بفجر اليوم، دmـ.ـو.ع حسرة قلبها الذى يحترق، لم تشعر بتلك المظاهر عقلها وقلبها شاردين، فكرت بالفرار لكن حتى هذا كان صعبً، بالأمس عُقد قرانها، أصبحت زوجته قانونًا، تشعر كآنها بدوامة، بالصدفه رفعت وجهها، وليتها ما فعلت ذلك، تلاقت عينيها من مآساة حياتها،عماد يقف قريب منها،من حلمت به يشاركها هذه اللحظه فى حياتها، يقف ينظر لها عيناه تُشع لومً، إنسابت دmـ.ـو.ع عينيها قهرًا، دون تفكير تقدmت نحوهُ،أرادت أن تُلقي بنفسها بين يديه وتخبرهُ انها عاشقه له بإستمـ.ـا.ته، لكن ذاك الآخر جذب يدها بقوه، بنفس الوقت الذى أستدار عماد بظهره لها، جذبها الآخر خلفه مُحترقة الوجدان بائسه يائسه... 
دقائق كان يتجول فى البلده التى تغيرت ملامحها، كما تغير كل شئ فى حياته، عاد بقلب مُشتعل الى منزل والدته الصغير، من الجيد انه لم يتصادف معها لكانت رأت إنهزامهُ، دلف الى تلك الغرفه أخذ تلك العلبه المخمليه وسلسلة مفاتيح وصعد الى الدور الثاني بالمنزل فتح باب تلك الشقه، التى شبه جاهزه لإستقبال عروس، بها اثاث جديد  دلف الى غرفة النوم مباشرةً، كان الفراش مجرد خشب فقط بلا مراتب، جلس عليه يكاد يبكي، وهو يتخيل أنها الآن بين يدي رجُل آخر، هو كان أحق بها، عشقًا أغرم بها دون نساء كان سهل عليه الإنجذاب نحو غيرها، والزواج من إحداهن من أجل الحصول على إقامه وتقنين وجوده بـ فرنسا لكن رفض ذلك، وهى بعد أن إنتظرت ما يقرب من سبع سنوات باعته بلحظه حين آتى لها فرصة أفضل منه، إنسابت دmعته فعلًا وهو يفتح تلك العلبة المخمليه، تهكم بقهر وهو ينظر الى ذاك الخاتمين، وجلمة تطن برأسه، دى الشبكه بتاعتك يا عماد، أم سميرة بعتتها مع مرات عمها... وقالت مفيش نصيب... بلاش تزعل نفسك ربنا دايمًا مش بيجيب غير الخير، يمكن كده أفضل ليكم، وبكره ربنا هيرزقك ببـ.ـنت الحلال وتبتسم وتقول كنت غلطان. 
كانت نظرة عيناه لوالدته أبلغ رد عن الحسره الذى يحملها بقلبه، بينما نطق لسانه بعكس ذلك قائلًا: 
الموضوع ده إتقفل خلاص، وأنا دلوقتي بفكر فى مستقبلي وبس معنديش مكان للمشاعر. 
كاذب مشاعره تحرق قلبه حرقًا ينصهر جسدهُ بالكامل ولا يفني، لهب إستقر بين ضلوعه وخيال يسوقه الى الهزيان من قسوة الإحتراق. 
بينما بذاك المنزل الفخم، شقه كبيره بأثاث فخم ومميز، بمجرد أن دلفت إليها وخلفها كانت والدتها ومعها زوجة عمها، كذالك والدة العريس التى كانت سببً مباشر للقائها به، حين آتت الى منزلها من أجل تحفيف وجهها، وإلتقت بإبنها الوحيد التى لفت نظرهُ، وتتبعها ولا تعلم سببً لإصراره على الزواج منها بإستمـ.ـا.ته حتى بعد علمه أنها مخطوبه لم يهتم وأغرى عمها بالثراء وبعض الهدايا الفخمه، ليته طلب إحد بناته ما كان تردد بالقبول لكن هو أصر على سميرة، بعد قليل غادر الجميع  من الشقه  وظلت سميرة وحدها مع العريس، ذهبت نحو غرفة النوم، ساقيها بالكاد تستطيع السير بهن،جلست على طرف الفراش ونزعت طرحة العروس عن رأسها وضعتها جوارها، إنحنت تضع رأسها بين كفي يديها وصورة عماد تلوح أمامها بلوم، إنسابت دmـ.ـو.عها، لم تشعر متى غفت فوق الفراش دون وعى منها الى حين شعرت  بزمجرة إرتطام شئ  فوق أرضية الغرفه، فتحت عينيها بفزع ونظرت أمامها، كانت بقايا إحد المزهريات مُتهشمه، لم تهتم بذلك، بل إرتجفت أوصالها حين رأت نسيم يترنح بجسده وهو يسير نحوها مثل المسطول، هو كان كذالك فعلًا، نهضت من فوق الفراش مُرتعبه من هيئته المُذريه بالنسبه لعريس بليلة زفافه، تيقنت أنه تحت تأثير عقار مُخدر، زاد الرعـ.ـب فى قلبها من. نظرة عيناه وهو يقترب منها بتلقائيه تفادت تصادm جسده بها وإبتعدت قليلًا بجانب، بينما هو كآنه لا يراها وإرتمى بجسدهُ فوق الفراش غير آبهه بوجودها لوهله من يراه وهو مُمدد بظهره فوق الفراش يظن أنه فارق الحياة، شعرت برهبه تملكت منها وهى تقترب منه  بخطوات بطيئة قربت يدها من أنفه، شعرت بأنفاسه تنهدت براحه، ورفعت ثوب زفافها وتوجهت نحو خزانة الملابس أخرجت لها غيارًا واخذته وغادرت الغرفه، توجهت الى غرفة النوم الأخري،وأغلقت بابها خلفها، وضعت الغيار فوق الفراش ونزعت ثوب العُرس التى تشعر به مثل الكفن فوق جسدها، إن كانت تتمني ذلك بالفعل.
ذكرى فاق منها على ذاك الصوت العالى المُنعث من التلفاز،نظر نحوه يشعر بآلم فى قلبه،كان صوت "زعروطة" نظر نحو سميرة  التى كانت تجلس معهم بنفس الغرفه، فوق تلك الأريكه تُشاهد أحد الأفلام، للحظه تجهم وجهه شعر بالغضب وكاد يتحدث  لكن سميرة أغلقت التلفار ونهضت تركت جهاز التحكُم الذى كان بيدها فوق الأريكه وتوجهت نحوه قائله:
يمنى بتنعس هاتها أنيمها على السرير.
حاول تلجيم غضبه وترك لها يُمنى التى بدأت تستسلم للغفيان...بمجرد ان حملتها منه،ذهبت بها نحو غرفة النوم الخاصه بهن،بينما عماد ظل قليلًا يحاول السيطرة على مشاعره الثائرة،ثم نهض وتوجه الى تلك الغرفه نظر نحو الفراش،سميرة تضم يمني بين يديها ونعست هى الأخري، ظل واقفًا للحظات يزفر نفسه يُفكر فى إيقاظ سميرة هو آتى مُشتاقًا لها، ولكن نهاية الليله كانت عكس رغبتهُ، إستسلم وخرج من الغرفه توجه ناحية الغرفه الأخرى، ألقى بجسدهُ فوق الفراش حاول النوم، رغم إرهاقه لكن ظل يشعر بالإشتياق الذى جلبهُ الليله لرؤية طفلته كذالك سميرة زوجته...يشعر بإحتراق فى جسده، لكن فجأه أغمض عينيه يتفادى ذاك الضوء الذى سطع وفتحهما مره أخرى.. نظر نحو باب الغرفه تبسم حين رأي سميرة، تنظر له بخجل قائله: 
يمنى نعست ومش هتحس بغيابي عنها. 
تبسم وهو يفتح ذراعيه بإشارة لها أن تقترب منه، بالفعل تبسمت بخجل وهى تتوسد صدره تُقبل جانب عُنقه،وهمست برقه ورجاء: 
قول إنك لسه بتحبني يا عماد.
شعر بأنفاسها الرطبه على عُنفه أهدأت قليلًا من إحتراقه... لكن سُرعان إشتعل بداخله بركانً حين سمع همسها الناعم إزدرد ريقه، رأت حركة عروق عنقه، تبسمت قائله: 
للدرجه دى الأعتراف ده عندك صعب. 
نظر لها بعين تومض ببريق خاص لها فقط، لكن بداخلها تود سماع تلك الكلمه، إبتعدت عنه وتجنبت ناحية طرف الفراش بدلال منها وهمً أنها ستغادر لكن سُرعان ما جذبها لتسقُط فوق صدره، تبتسم عينيها بضي وهاج بعد أن  سمعت إعترافه النابع من القلب: 
بعشقك يا سميرتي. 
خصها بتملُك،ينظر للمعة عينيها بعدإعترافه،إقتربت أكثر منه تلتحم به ضمها قويًا بتملك تختلط أنفاسهم...
لكن بلحظة تبدل ذاك الإحساس حين فتح عينيه وكان الظلام يحاوط الغرفه الا من ظل ضوء بالردهه خارج الغرفه،زفر نفسه بضجر،وقرر النهوض وذهب الى تلك الغرفه،نظر نحوهن كانت يمنى تجنبت قليلًا عن سميرة،لكن لم يستطع إيقاظها.. هنالك شئ يمنعه،زفر نفسه وخرج من الغرفه،بينما فتحت سميرة عينيها تتنهد بإرتياح للحظات توقعت أن يُقظها من أجل رغبته، هى تبغض هذا الشعور،ربما بعيدًا عن هنا تتحمله غـ.ـصـ.ـبً.  
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام 
بمنزل شعبان
وضعت آخر طبق بيدها فوق تلك المنضدة الأرضيه وقامت بالنداء: 
يا هند يلا عشان تفطري ومتتأخريش على شُغل المصنع. 
نظر لها بسخط ذاك الذى خرج من إحد الغرف قائلًا بإنزعاج: 
أيه الدوشه دى عالصبح،، هى الدار دي مفيش حد بيشتغل غير السنيورة بـ.ـنتك. 
نظرت له بحُنق وإمتعضت بشفاها، تقول بنفاق: 
إزاي إنت راجـ.ـل الدار، ربنا يخليك لينا، وميحرمناش منك أبدًا. 
نظر نحو الطعام بإمتعاض قائلًا: 
فول وطعميه مفيش غيرهم، كل يوم نفطر مفيش غير حرق القلب ده. 
نظرت له هند التى جاءت وجلست خلف تلك المنضده قائله بحقد: 
ناس تفطر حرق قلب وناس تانيه تفطر على انواع أكل كلها مستورده،وياريته حاسس باللى حواليه... حظوظ. 
نظر لها شعبان بسؤال: 
قصدك مين. 
جاوبته هانم التى جلست لجوارها قائله:. 
هيكون قصدها مين، طبعًا "عماد"...هقول أيه طبعًا حُسنيه مأسيه قلبه، بالغِل والحقد. 
هتفت هند بتوافق:.
فعلًا، من كام يوم كان هنا فى المحله وإشترى المصنع اللى بشتغل فيه، ولما وقفت قدامه قولت يمكن ميعرفش شكلِ، قولت له انا هند شعبان الجيار، حتى مكلفش نفسه يبص لى، وتجاهلني وكسفنى قدام البنات، مع إنى مكنش ليا غرض غير إنه بس يعرف  أخته. 
مصمصت هانم شفتيها بسخريه قائله: 
وكنتِ منتظره منه أيه، إبن حُسنيه طول عمرها نفسها فى فرصه، وربنا عطاها من وسع...وخدها تعيش معاه فى مصر فى ڤيلا لوحدها.
أكملت هند:
معاها مـ.ـر.اته وبـ.ـنته كمان.
قاطعتهاهانم بنفي:
لاء أنا من كام يوم كنت مع مرات عم"سميرة"مـ.ـر.اته وقالتلى إنه معيشها فى شقه كبيره ومنطقه راقيه،بعيد عن أمه.
إستغرب شعبان سائلًا:
والسبب أيه.
ردت هانم بتهكم وتجني:
حُسنيه طول عمرها شـ.ـديد وقويه،يمكن مريحتش نفسها مع مـ.ـر.اته وقال يوفر على نفسه تعب القلب،وفصل الإتنين عن بعض. 
نظر شعبان لها بداخله لا يُصدق جواب هانم الكاذب والمُتجني على حُسنيه، ربما حقًا بينما عداء، لكن عماد هو محور حياتها ومن المستحيل أن تتسبب له بأي إزعاج، لكن ربما حديث هانم عن أن سميرة تقطن بمكان آخر بعيد عن حُسنيه، أوصله الى فكره سيفعلها ربما تآتى بثمار لاحقًا،لكن عليه الحصول على عنوان مسكنها أولًا. 
❈-❈-❈
ڤيلا عماد 
بمجرد أن فتحت لهن الخادmة هرولت يمنى الى الداخل تمرح بصوت عالِ
بنفس الوقت كان يترجل عماد آخر درجات السلم، بمجرد أن سمع صوت مرح يمنى نظر نحوها وشعر بإنشراح وجثي على ساقيه مُبتسمً وهو يستقبلها بين يديه بحنان، رفع بصره لأعلى نظر الى بسمة سميرة المُترددة وهتفت بتبرير مُردده: 
طنط حسنيه إتصلت عليا و... 
تبسم عماد وهو يستقيم واقفًا وسمع ترحيب حُسنيه بـ سميرة المُرتبكه تنظر ناحية عماد بترقب، بينما عماد إدعى الإنشغال بتقبيل وجنتي يمنى ولم يقول شئ رغم إنبساط قلبه برؤيتهن الإثنتين، لكن كان إهتمامه مُنصب على يمنى وسار بها نحو تلك الغرفه الخاصه بالسفره، وجلس وهى على ساقيه ثم دخلن حُسنيه ومعها سميرة التى تضع يدها على كتفها بترحيب، قائله: 
أوعي تكوني فطرتي قبل ما تجي. 
بحياء تبسمت، لكن أحرجتها يمنى قائله: 
لاء مش كلنا مم قبل ما نجي. 
تبسم عماد، بينما خجلت سميرة، شفقت حُسنيه عليها، من نظرة عينيها الى عماد، تود منه كلمة ترحيب بها لكن هو مُنشغل مع تلك المشاغبه التى رفضت تركه وظلت جالسه على ساقيه،يُطعمها،تغاضت سميرة عن عدm ترحيبه بها،وإنـ.ـد.مجت فى الحديث مع حُسنيه حتى بعد إنتهاء الفطور،ظلت يمنى مُتعلقه بـ عماد الذى أخذها وذهب الى غرفة المكتب يُنهي بعض الأعمال،بينما سميرة كانت تجلس تتساير مع حُسنيه بأمور شتى،الى أن ذهب عماد إليهن وضع يمنى على الأرض قائلًا:
عندي شغل مهم لازم أروح المقر.
تشبثت يمنى به تود أن يأخدها معه.
ضحكت سميرة كذالك حسنيه،التى حملتها قائله:
تعالى أقعدي معايا أشبع منك شوية.
لكن لـ يمنى رغبه أخرى.
تبسم عماد وهو يُقبل وجنتيها قائلًا:
مش هغيب،ساعتين بالكتير وهرجع عشان نلعب سوا فى حمام السباحه.
بضجر إستسلمت يمنى. 
❈-❈-❈
بـ مصنع الفيومى
مكتب نائب الإدارة "جالا" 
تبسمت تلمع عينيها بظفر وهى تتجول بين تلك المواقع الإليكترونيه عبر حاسوبها الخاص، ترا تلك الصور الخاصه بها مع عماد، وبعض التكهنات من البعض أن هنالك شبه إرتباط قادm بينهم، ملست بأناملها المطليه بطلاء داكن  على شاشة الحاسوب فوق وجه عماد رف قلبها بشعور لم تشعر به سابقًا، قابلت الادهى منه، لكن  كآن له سِحر خاص به، هنالك جاذبية خاصه له، تلك النظارة التى تُخفي عيناه كآنها كوكب من الغموص بالنسبه لها، لا تفضل الأشياء الواضحه دائمًا ما يُثيرها الغموض، يجعلها تشعر بلذة المعرفه،تنهدت بتمني، هى ألقت بداية الخيط، بالتأكيد هو سيرا تلك الصور، وبالتأكيد سيكون له رد فعل عليه، ربما يُحدثها من أجل نفي ذاك الحديث الخالي من الصحه، وذلك فرصه جاءت، او بالأصح صنعتها كى تتقرب منه وتفك شفرة غموضه التى تُثيرها. 
❈-❈-❈
فرنسا 
مارسيليا
ورشه خاصه بتصنع  الأثاث
خلف مكتب المدير كان يجلس يُنفث دخان إحد السجائر، ينهمك فى قراءة تلك الرسائل المُرسله له على حاسوبه الخاص،الى أن دلف عليه شابً يتحدث بالعاميه المصرية قائلًا:
عملت لك كوباية شاي كُشري مصري فى الخمسينه،مش فتله اللى مالوش طعم كمان معاه شوية كحك وبسكوت صناعه مصري أمى باعتهم مع واحد رجع لفرنسا من يومين،من بتوع فرح أختى .
ترك الحاسوب ونظر له مُبتسمً يقول:
كوباية الشاي جت فى وقتها "محمود"،دmاغي مصدعه...وألف مبروك لأختك ربنا يهنيها هى وعريسها،أوعى تكون نسيت تبعت لها نقوط جوازها.
تبسم له محمود بود قائلًا:
لاء عيب،يعني إتكفلت بجهازها كله وهستخسر فيها النقوط، صاحبك يفهم فى الواجب. 
تبسم له قائلًا: 
عقبال فرحك يا محمود،وإن شاء الله هتكفل أنا بمصاريف الفرح كلها.
تبسم له محمود قائلًا:
كتر خيرك يا ريس،جمايلك عليا كتير،لولا إنك ساعدتنى وجبتني أشتغل هنا فى الورشه كان زمانى متشرد فى الشوارع،فضلك عليا مش هنساه عمري كله.
تبسم هانى قائلًا:
الفضل لله يا محمود انا مجرد سبب وسبق وقولتلك إحنا مصرين وفى غُربه ولازم نبقى جنب بعض.
تبسم محمود قائلًا:
ربنا يديك على قد نيتك الصافيه... 
كوباية الشاي دى هتظبط دmاغك،يلا بلاش أعطلك وأسيبك تكمل شغلك..وأروح انا كمان أكمل شغلي،عندنا فى الورشه طلبيات كتير.  
اومأ له هانى مُبتسمً، محمود يُذكره بنفسه فى بداية غُربته هنا، أمسك كوب الشاي ومعه قطعة كعك ويستسيغ طعمهما بتلذوذ، وتذكر نفسه بأول يوم دلف الى هذه الورشه 
كان فى منتصف العشرينات من عُمره، ضاق به الحال فى مصر والسفر الى الخارج هو مبتغاه، وقد ناله بعد رحلة عناء بين أمواج تتلاطم بحلم الأفضل لاحقًا، تقابل مع شخص مصري بعد ان عمل بأكثر من عمل جزئيًا فقط كان يستطيع تدبير اساسيات حياته من المأكل والمسكن الى أن عثر له ذاك الشخص على عمل ثابت ومناسب لإمكانياته الذى أخبره بها سابقًا أنه حين كان بمصر كان يعمل بورشة تصنيع أثاث ويُتقن ذاك العمل، جاء به الى هنا هذه الورشه التى كان يمتلكها فرنسيًا، كانت اللغه الفرنسيه شبه معدومه له فقط بضع كلمـ.ـا.ت... 
كان صاحب الورشه كهلًا سمين بالنظر له تخطى الخامسه والخمسون أو أكثر، قدmه له وقد بدأ العمل بالورشه لفترة تحت إختبـ.ـار ونظر صاحب الورشه الذى سُرعان ما حاز هانى على ثقته، لأمانته وإتقانه وتفانيه فى العمل،دبر له مسكن قريب من الورشه غرفه فوق سطح تلك البنايه الذى يسكن فيها،بإيجار كان يتشاركه مع شخص آخر،مرت الأيام الى ان دخلت تلك المرأة الجميله التى ترتدى زيًا عصريًا ضيق قصير وشبه عاري،بالنسبه لهم ذلك ليس لافتًا للنظر،لكن هى وجدت ما لفت نظرها،حين راته يعمل خلف طاولة خشب يقوم بسمكرتها،كان الطقس حارًا،وبسببه إستغنى عن سُترته العلويه،وظل بـ فانله بلا أكمام،برزت جسده الممشوق من أعلى،نظرت له بشهوانيه،هو عكس زوجها صاحب تلك الورشه،السمين،وليته سمين فقط بل بذراع واحد بعد أن قطع المنشار نصف إحد يديه،مقارنه هانى بها هو الفائز بكل الخِصال...لتمُر أيام،بعد أن كانت تنفر من المجئ الى تلك الورشه أصبحت شبه مداومه على المجئ والبقاء لاوقات طويله عينيها تفترس جسده حتى وهو يرتدي ثيابه الملوثه بغُبـ.ـار وزيوت ودهانات،لكن كانت بالنسبه لها كآنها أفخم الثياب، شابً يافعًا ذو عنفوان بجسد مفتول،تنظر الى يديه الخشنه تشتهي أن تشعر بخشونتها فوق جلدها الناعم،حاولت لفت نظره،لكن هو كان لديه هدف واحد،بناء مستقبل لا يلتفت الى شئ ليس من حقه النظر له،كان صده لها بمثابة إثارة الجنون فى عقلها،وإزدادت رغبتها في قضاء وقتًا حميميًا معه تستلذ بخشونته ورجولته الطاغيه عكس زوجها،ولا يهمها حتى إن علم بذلك،هى تُعطيه كل الحريه مع النساء،لكن قابل هانى ذلك بالرفض بطُرق ذوقيه،ربما تسأم مع الوقت،لكن فى ظروف غامضه تـ.ـو.في زوجها.
قطع سيل تذكرهُ للماضي صدوح رنين هاتفه،نظر الى الشاشه وسُرعان ما تبسم وقام بالرد قائلًا:
صباح الخير يا عُمده،ولا خلاص الساعه عدت أتناشر الضهر يبقى مساء الخير.
تبسم عماد قائلًا:
لا ضهر ولا صبح،أنا بكلمك عشان المصنع بتاع المحله اللى إشتريته،فى أوراق لازم توقيعك عليها،كشريك.
تبسم هانى قائلًا:
يا عم سبق وقولتلك عندي ثقه عمياء فيك،والأوراق دى مش مهمه.
تبسم عماد قائلًا:
لاء حقي وحقك،قولى مش بتفكر فى أجازة تنزل لمصر قريب.
تنهد هانى قائلًا:
أنا راجع من أيام،يمكن بعد شهرين تلاته كده،أمى وانا فى مصر قالتلى نفسها تعمل عُمره وأنا معاها،وأنا بصراحه كمان نفسى أعمل عُمره يمكن تغسل شوية ذنوبي،وافقت وأهو هوضب ورق ليا وليها وهقابلها فى مكه وبعدها هنزل مصر لمدة شهر بحاله. 
تبسم عماد قائلًا:
عُمرة مقبولة مقدmًا،كمان فى موضوع كنت عاوز أستشيرك فيه،دلوقتي مدير المصنع اللى إشترته،بصراحه صاحب المصنع شكر ليا فيه،صحيح انا معرفوش،بس صاحب المصنع قالي إنه شخص أمين وكمان حازم مع العمال،والمصنع فى المحله وصعب عليا إدارته من هنا،بفكر أحط المدير ده شهرين تحت الإختبـ.ـار وأشوف نتايج عمله.
وافق هاني قرار عماد قائلًا:
تمام،وأنا كمان ده رأيي،رغم إن كان فى دmاغي شخص تانى ينفع مدير للمصنع.
تسأل عماد بإستفسار:
ومين الشخص التاني ده.
بتردُد مرح أجابه هاني:
"شعبان الجبـ.ـار"جوز عمتي...قصدى اللى كان جوزها سابقًا...
لم يُكمل هاني بقية حديثه حين سمع صوت إغلاق الهاتف...ضحك بسخريه مازال الماضي محفورًا بقساوته بين ضلوعهم التى مزقتها قسوة القدر باكرًا. 
❈-❈-❈
بذاك المصنع بالمحلة 
بعد الظهر بوقت 
كان ساعة الراحه الخاصه بالعاملين بالمصنع، وقت الغداء بالنسبه لهم، كان هنالك فضاءً مُغطي بقطع معدنيه  بخلف المصنع مثل مطعم صغير، بجلس البعض منهم فيه يتناولون وجبة الغداء الذى معظمهم قد جاء بها معه من منزله،جلست تشعر بإرهاق فوق إحد الآرائك جوار إحد زميلاتها، لكن شردت بعينيها وهى ترا ذاك الواقف بمكان قريب، يضع الهاتف فوق أذنه، لفت نظرها ضي ساعة يدهُ التى ضوت بعد إنعاس الشمس عليها، لمعت بعينيها فكره مثل ذاك اللمعان، نهضت من مكانها وإتخذت القرار، بالنهايه هذا المصنع مِلك لأخيها حتى وإن كان لا يعترف بذلك، تقربت من ذاك الشخص وحين أصبحت جواره إدعت أن قدmها إنزلقت،وكادت تقع أرضًا لولا رفعت يدها وتشبثت بمقدmة قميصه،بتلقائيه منه ساعدها الى ان إستقامت،تدعي الآلم ودmـ.ـو.ع التماسيح تلمع بعينيها قائله:
آسفه
إتكعبلت فى ديل الجونله،شكرًا أنك ساعدتني.
تفهم ذلك  ورد عليها بدبلوماسية: 
لاء مفيش مشكله أهم حاجه  إنك بخير، روحي كملى غداكِ وقت الراحه خلاص قرب ينتهي.
قال هذا وغادر دون الإنتباه الى نظرات عينيها اللتان تُشعان غضبً من ذلك الاحمق الذى لو علم بهويتها ربما لكان حملها فوق رأسه، لكن سارت دmاء والدتها الخبيثة بها وهى تضع هدفً لابد أن تصل إليه حتى إن تزوجت  من رجل لديه إمرأة أخري، فلكل رجُل نُقطة ضعف وذكاء الأنثى هو استغلالها وتطويعها لمصلحتها... حتى إن تخلت عن كرامتها عليها الخروج من شرنقة الفقر. 
❈-❈-❈
بـ ڤيلا  عماد 
عاد بقلب ملهوف ليس فقط على صغيرته، بل على سميرة مُتيمتهُ، لكن  يُخفي ذلك خلف إصطناع البرود، تحجج بـ يمني التى وعدها بالعودة من أجل اللهو معها، بينما قلبه المُشتاق هو ما تحكم فيه...لكن حين عاد كانت يمنى بمزاج سئ هى للتو إستيقظت من غفوتها 
كانت تحملها سميرة على كتفها وتسير بالحديقه الأماميه للـ الڤيلا،ذهب عماد نحوهما مباشرةً،لاحظ عبوس يمني...تسأل:
ليه زعلانه يا وردتي.
القت بنفسها عليه تود نيل دلاله هو الآخر،تبسمت سميرة قائله:
كانت نايمه ولسه صاحيه مقريفه كده.
تبسم عماد وهو يُقبل وجنتها قائلًا: 
ايه رأيك نروح حمام السباحه نعوم شويه. 
أومأت يمنى بموافقه. 
تبسم عماد وهو يذهب بها نحو حمام  السباحه، بينما قالت سميرة: 
هروح أساعد طنط حُسنيه فى المطبخ. 
أومأ لها مُبتسمً. 
بعد وقت من اللهو بمياة حمام السباحه خرج عماد وهو يحمل يُمني، وجذب تلك المنشفه وقام بلفها على جسدها الصغير، لكن يمنى ارادت اللهو، حتى بتلك المنشفه حين أخبأت وجهها أسفلها كآنها تختفى بها. 
تبسم عماد  على مكرها، ودلف بها الى داخل  الڤيلا تقابل مع سميرة التى رأت مكر يمنى  التى تظن أنها مختفيه أسفل تلك المنشفه، تبسمت  بمرح قائله: 
فين يمنى. 
جاوبها عماد بغمز: 
مش عارف باينها إختفت. 
لكن مكر الصغيره المرح جعلها ترفع المنشفه عن وجهها قائله: 
أنا أهو يا مامي، وهختفي تاني عشان ناناه مش تشوفني. 
ضحكت سميرة على فعلة صغيرتها الماكره التى عاودت إخفاء وجهها،كذالك عماد الذى ضحك بصفاء قلب.
كانت حُسنيه ترا ذاك المشهد من مكان قريب تدmعت عينيها،يقينها عماد عاشق لكن مُكابر،لكن الى متي ستظل تتخذ الصمت.
.........
ليلًا 
عاد عماد مره أخري للـ الڤيلا بعد ان غادر مساءً حتى لا يكون متواجد وقت مغادرة سميرة ويمني  من الڤيلا ويشعر بفراغ قـ.ـا.تل... كان يشعر بإنهاك وجداني... ذهب مباشرةً الى غرفته، 
فتح باب غرفته يتنهد بإرهاق أشعل ضوء الغرفه لكن تفاجئ بتلك النائمه فوق أريكه بالغرفه جسدها مُنكمش تثني ساقيه حتى يتلائم جسدها مع الآريكه،إقترب منها وقف قليلًا يتأكد أنها  حقيقة  ليست وهمً بسبب إشتياقه ظل نظر لها يتشرب بعينيه من ملامحها،لكن فجأة شعر بنغزه فى قلبه حين رأها تحاول مد ساقيها كى تفردهما لكن عاودت إنكماشهم وإنزاح ذاك الدثار عنها وسقط على الأرض،رفق قلبه وإتخذ قراره دون تفكير،وإنحني يتسلل بيديه أسفل جسدها وحملها من فوق تلك الآريكه، فتحت عينيها وتبسمت بتلقائيه هامسه:
يمنى صحيت.
تبسم على عقلها الذى لا يُفكر سوا بـ يمنى همس وهو يضعها فوق الفراش قائلًا بحنو:
نامي يا سميرة.
عاودت إغماض عينيها وفردت ساقيها براحه فوق الفراش،تعتقد أن هذا ليس سوا حِلمً تتمناه..تشعر بحنان عماد معها،بينما تبسم عماد وهو يتنهد هامسًا إسمها بتملك عاشق:
"سميرتي".
ظل لدقائق مُتكئًا على أحد جانبيه ينظر لها بتأمُل للحظات بنظرات عاشق يتملك العشق بكل ذرة فى جسدهُ،فكر أن يتمدد لجوارها ويجذبها لحـ.ـضـ.ـنه يشعر بنبضات قلبها قريبه منه،لكن فجأة لاحت تلك الذكرى برأسه وهو يراها  ذات يوم تسير بالطريق جوار من كان زوجها الأول 
عاود لجمود وتبلُد مشاعرهُ ونهض من جوارها وهو على يقين إقتراب سميرة منه مثل الهلاك...لكن يغلبهُ قلبهُ الذى  يآن بإشتياق دائم للشعور بأنفاسها،إقترب من شِفاها وضع قُبله رقيقه...
تنهدت بعد أن ترك شِفاها  تبتسم، مازالت تشعر كآن تلك القُبله الرقيقه بحِلم،بينما تلك القُبلة كانت
«حقيقةً وليست حِلم». 
«يتبع» 
بعتذر عالتأخير بس السبب كان الحساب بتاعى عالفيسبوك اتقفل والحمد لله فتح تانى 
ان شاء الله الفصل الخامس  هينزل دلوقتي على  مدونةحكايه والنشر هيبقى 
يوم الأحد والخميس بإنتظام 
للحكاية بقية.
قبل قليل 
بغرفة حُسنيه  كانت تشعر بسعاده وهى نائمه على إحد جانبيها تتأمل تلك الملاك الصغيره النائمه على فراشها تشعر بسعادة غامرة، كما يقولون "أعز من الِولد وِلد الوِلد" هكذا هي يمنى أعز من الأعز على قلبها،قبلت وجنتها وتبسمت على همهمـ.ـا.ت تلك الصغيرة وهى نائمه،تهمس بإسم "عماد"كانت تنتظر عودته حتى يُكمل معها لعب، لكن هو تأخر وهى غلبها النُعاس، على يقين أنه تأخر عمدًا حتى لا يكون بوداعهم،أو تتشبث به يمنى ويرق قلبه،تنهدت بآسف،تعلم مكنون قلب عماد العاشق،لكن عماد لديه عيب هو القسوة،لا يستطيع أن ينسى بسهوله،قلبه يعقد الآسى ويحوله الى قسوة مُصطنعه مع سميرة،حاولت معه كثيرًا أن ينسى ويأتى بـ سميرة ويمنى تعيشان معهما هنا،لكن هو يتحجج أن هذا الأفضل له،لكن الليله ستضعه أمام الأمر الواقع،بخضم نظرها الى يمنى  سمعت صوت سيارة عماد تدلف الى داخل الڤيلا
نهضت من فوق الفراش وتوجهت الى تلك الشُرفة الزجاجية، أزاحت الستائر قليلًا، تنظى الى عماد وهو يترجل من السيارة، يرفع إحد يديه بسُترته على كتفه، يسير يبدوا على وجهه ملامح الارهاق،أو ربما الضجر،تبسمت وهى تتذكر قبل ساعات  حين طلبت من سميرة البقاء، فى البدايه رفضت كى لا تشعر بعدm رغبة عماد  لاحقًا ببقائها هنا الليله، لكن أصرت عليها، بصعوبه إستسلمت سميرة لها، تشعر بوخزات قويه فى قلبها خشية غضب عماد لاحقًا حين يتفاجئ بوجودها، لكن بعد محايله منها إمتثلت سميرة غـ.ـصـ.ـبً بترقب خشية رد فعل عماد،حتى أنها أخذت منها يمنى تنام معها وأقنعتها أنها جوارها إن إحتاجت لها سآتى لها بها، وجهتها كى  تنام  بغرفة عماد لاحظت التردُد على وجهها،لكن بخجل إستسلمت لها،لديها يقين  حين يراها عماد بغرفته لكن يكون رد فعله قاسيًا...كما تتوقع سميرة. 
❈-❈-❈
ظل عماد ينظر لـ سميرة دقائق مُختلطة المشاعر بداخله، تتصارع بين حب وإشتياق، وآلام ذاك الفُراق لأكثر من عام ونصف وبؤس قلبه بذاك الوقت الذى أخفاه بقلبه وإنغمس بالعمل حتى يسلي قلبه،لكن لم يهدأ الآلم،زفر نفسه بتعب،لو ظل ينظر لـ سميرة لوقت أطول،ربما تنتهي الليله بشكل آخر، زفر نفسه بقوه وضع قُبلة ناعمه على وجنة سميرة ونهض من فوق الفراش،وغادر الغرفه ذهب الى غرفة المكتب الخاصه به،ألهى نفسك بالعمل للساعات الأولى من اليوم الجديد،رفع وجهه عن مُطالعة حاسوبه الخاص،نظر الى شاشة هاتفه رأى الوقت تنهد بإرهاق،خلع تلك النظارة عن عينيه وإضجع بظهره على المقعد مُتنهدًا بتعب،أم بشوق لتلك النائمه بفراشهُ هنا لأول مرة منذ زواجهما، يُفكر عقله بالصعود إليها والتنعم بحـ.ـضـ.ـنها لكن قاوم ذلك وجذب علبة السجائر والقداحه وأشعل سيجارًا بدأ ينفث به عل تلك الحاله تزول عنه...لكن مع الآسف مع آخر جزء من ذاك السيجاركان الإشتياق يتأجج بقلبهُ...
نهض نحو ذاك الباب الزُحاجي الذى يفصل غرفة المكتب عن حديقة الڤيلا،فتحه،إستنشق ذاك الهواء الذى به نسمة هواء شبه بـ.ـاردة قليلًا تُنذر بإقتراب الخريف، وقع بصره على تلك الشجره القريبه وتلك الزهور التى بفروعها، لفت نظره إحد تلك الزهرات تبسم وذهب نحوها قام بقطفها، وعاود الدخول الى الڤيلا، صاعدًا الى غرفته، فتح الباب وتبسم حين وقع بصرهُ على سميرة النائمة بالفراش.. شعر بهدوء غريب عكس ثوران قلبه قبل قليل، إقترب من الفراش وضع تلك الزهرة التى بيدهُ فوق الوسادة ثم توجه ناحية حمام الغرفه أخذ حمامً بمياة فاتره، ثم خرج مره أخرى 
بنفس الوقت
فتحت سميرة عينيها تتنهد وهى تتمطئ بيديها، لكن إستغربت عدm شعورها بوجود يمنى جوارها، لكن سرعان ما تذكرت ليلة أمس إصرار حُسنيه عليها بالمبيت هنا معها كما أنها أخذت يمنى معها بغرفتها تود الشعور بوجودها جوارها لوقت أطول، كما أنها شعرت بليونه أسفل جسدها عكس جمود تلك الآريكه التى تظن أنها مازالت نائمه فوقها، لكن أثناء حركة يدها إصطدmت بشئ ناعم ثم سُرعان ما شعرت بوخزه مُدmيه فى إصبع يدها، إعتدلت فوق الفراش بذهول، كذالك جذبت تلك الزهره، وقبل أن تفيق من الذهول، سمعت ضحكة عماد وهو يقول: 
معليشى نسيت أشيل الشوكه من الوردة... صباح الخير. 
نظرت نحوه بدهشه سُرعان ما أخفضت وجهها نحو الزهرة وقربتها من انفها تستنشق عبقها حياءً من رؤيتها له شبه عاري، رغم أنها ليست المرة الأولى الذى تراه هكذا لكن ربما تأثير المكان عليها لأول مرة... حاولت نفض ذلك وأزاحت الدثار عنها ونهضت من فوق الفراش، وضعت قدmيها على أرضية الغرفه لكن بمجرد أن خطت خطوة واحدة، تآوهت بخفوت مسموع سمعه عماد الذى قهقه وهو يقترب منها، وهى تجثوا فوق رُسغيها على الارض ومرح بسخريه قائلًا: 
الدولاب كان فيه هدوم كتير، كنتِ إختارتى 
فانلة وشورت مناسبين لمقاسك، مش تختاري بيجامه قد حجمك مرتين. 
نظرت الى ضحكه وتناست آلم وخزة الزهرة كذالك آلم إنزلاق قدmيها ودنوها أرضًا بسبب عرقلتها بأرجُل البنطال الطويله، تاهت فى بسمته وإشتاقت الى وسامته وهو يضحك وتلك الغمازات التى تظهر بوجنتيه تُعطيه وسامه تجعل قلبها يخفق بل ينتفض بداخلها تُتمتم: 
ما أحلاه حين يكون صافيًا. 
ذُهلت حين دنى عماد منها ومد يدهُ لها كى يساعدها على النهوض، نظرت الى يدهُ الممدودة ثم الى وجهه الضاحك إزادت خفقات قلبها وهى تضع يدها بيدهُ الممدوده لها، تمسك ببدها ونهض واقفًا، وقفت هى الاخرى بحركه تلقائيه عادت خطوة للخلف، تعرقلت مره أخرى لكن هذه المره تمسكت بيد عماد الذى لم يكُن مُنتبهًا، فإختل توازنهُ، سقطت سميرة على الفراش وهو فوقها يضحك، رغم أنها شعرت بثُقل جسده بسبب إرتطامه بجسدها قليلًا لكن تأملت ضحكاته كآنها سحر يشتاق لها قلبها، قطع عماد ضحكاتهُ ونظر لها بشوق الى شِفاها التى يتناثر عليها بعض من خُصلات شعرها لم ينتظر رفع يدهُ جنب تلك الخُصلات لتظهر شِفاها الرقيقة أخفض وجهه تلاحمت شِفاها مع شِفاها يُقبلها قُبلات ناعمة تزداد شوق،تفاجئت سميرة فى البدايه لكن تجاوبت مع قُبلاته ثم وعى عقلها وحاولت دفعه بيديها حين ترك شِفاها لتتنفس مع إستمرار قُبلاته على وجنتيها،همست بخفوت:
عماد...
قاطع باقى حديثها حين عاود تقبيل شفتاها بشوق وتوق،حد إزدادت لمساته جرآه على جسدها،وبدأ فى فتح سِحاب تلك المنامه التى ترتديها،كالعادة إمتثلت له بشوق وتوق هى الآخرى...
لكن قطع ذاك الإنسجام طَرقات صغيرة على باب الغرفه بلعب تود الدخول.  
رفع عماد جسده عن سميرة قليلًا ونظر الى إرتباكها وعينيها التائهه، كاد أن يعاود تقبيلها والعوده الى تلك المتاهه، لكن إزداد الطرق على باب الغرفه كذالك سمعا صوت ضحكات يمنى وصوت وحُسنيه تقترب منها بحديث مرح، نهض عنها يحاول تهدئة تلك المشاعر وقف يجذب خصلات شعره الى الخلف وتنهد وهو ينظر الى سميرة التى جلست فوق الفراش هى الأخرى تحاول السيطرة على مشاعرها، تنهد عماد يُلجم شوقه قائلًا: 
هاخد غيار وأروح ألبسه فى الحمام... وإنتِ أقفلي سوستة البيجامه وشمري رِجل البنطلون عشان متكعبليش تانى. 
رغم ضجر عماد، لكن شعرت سميرة بهدوء نفسى وتبسمت بتلقائيه، وأغلقت سِحاب المنامه ورفعت أرجُل البنطال قليلًا، نظرت نحو عماد وهو يدلف الى حمام الغرفه وأغلق خلفه الباب بقوه قليلًا، تنفست بقوه ونهضت  نحو باب الغرفه، فتحت الباب دلفت تلك الشقيه الصغيره الى الغرفه مباشرة تُجلجل ضحكتها، بينما جاءت من خلفها حُسنيه تشعر بحرج قائله: 
البـ.ـنت دى شقيه أوى ومش بتسمع الكلام..أنا هاكلها وهى حلوه أوى كده. 
ضحكت سميرة قائله: 
إنتِ وماما بتحب تعاندكم. 
ضحكت حُسنيه على تلك الصغيره التى ذهبت نحوها تبتسم، إنحنت تحملها  
شعرت  بإنشراح قلب حين قبلتها يمني، وقبلتها قائله: 
روح قلبي تعاند براحتها روح القلب هى يمنى.
بنفس الوقت خرج عماد من الحمام وتبسم حين رأى والدته تحمل يمنى،لا ينكر شعوره بالسعادة كامله فى هذه اللحظه
"أُم،وزوجة،وطفلة"ثلاث بحياته هُن الاقرب الى قلبه وهو مسؤول عنهن،كآن عقلهُ نسي آلام الماضي،وتبسم وهو يقترب منهن ويرى قُبلات يمنى لـ والدته شاغبها باللعب بخصلات شعرها قائلًا:
ومفيش بوسه لـ بابي.
ضحكت وهى تندفع نحوه ليحملها،تلقفها بحنا وهو يبتسم على تلك القُبلات التى أعطتها له،نظرت حُسنيه الى ملامح سميرة وعينيها اللتان تلمعان بالسعاده كذالك لـ شفاها الداكنة اللون،تفهمت سبب ذلك وتبسمت قائله:
خلونا نروح نفطر،أكيد يمنى جعانه.
أومأت يمنى بموافقة،تبسم عماد وقبلها،نظرت حُسنيه الى سميرة بود قائله:
على ما تغيري هدومك يكون الفطور جهز،يلا بينا يا يمنى.
تبسم عماد وهو ينظر الى سميرة،ثم غادر معهن وأغلق خلفه باب الغرفه.
شعرت سميرة بزيادة خفقان قلبها وهى تتنفس من عبق تلك الزهرة بهيام،سعادة تتمنى بقائها مع عماد...إنتبهت على حالها حتى لا تتأخر،وذهبت نحو الحمام سريعًا،فاليوم لديها سفر،ولابد أن تصل الى المحله قبل المساء   
❈-❈-❈
بالأسفل على طاولة الطعام، جلست حُسنيه  تضع تلك الصغيرة على ساقيها تقوم بإطعامها، نظرت نحو عماد قائله: 
إنت عارف إن الليله فرح بـ.ـنت عم سميرة. 
أومأ عماد قائلًا: 
أيوه، عم سميرة بنفسه كلمني عالموبايل وعزمني... وبـ.ـاركت له
-وهتروح طبعًا. 
كان سؤال شبه أمر من حسنيه،وقبل ان يجاوب عماد برفض، قالت له: 
يعنى عمها كتر خيره بيفهم فى الواجب وعزمك،ومش معقول هتسيب مراتك هى وبـ.ـنتك يروحوا لوحدهم،روح معاهم.
بدأت رغبة بمرافقتهن تشتعل برأسه لكن قاوم تلك الرغبه مُتحججًا:
عندي شُغل كتير،كمان هيبقى معاهم السواق.
بدأت تشعر بالتردُد فى رغبة عماد ضغطت عليه بتحريض قائله: 
الشُغل مش بيخلص يا عماد وياما إشتغلت، روح معاهم وإنبسط وكمان شرف مراتك قدام أهلها. 
صمت قليلًا يُفكر، تبسمت حسنيه بداخلها تقرأوه جيدًا لو لم يكن لديه رغبه بمرافقتهن لكان رفض مباشرةً،لكن هو كعادته حين يكون راغبًا ويتمنع بتردُد،حثته قائله: 
بلاش تفكر كتير، وهما يومين هيضع نصهم فى السكه رايح جاي، وكمان فرصه ابقى اطمن على شغلك اللى هناك، إعتبر إنك مسافر شغل.
حين ذكرت أنه قد يذهب من أجل عمله تبسم موافقًا،فهى فرصه لمرافقتهن مُغلفه بستار مُراعاة العمل.
اومأ عماد رأسه موافقًا، بنفس الوقت سمعت سميرة  حديثهم وإنشرح قلبها حين دلفت ورأت نظرة عماد لها ببسمه، إبتسمت له، لكن لم تُظهر أى رد فعل على أنها سمعت حديثهم، وتبسمت وهى تنظر الى حُسنيه قائله: 
هاتى يمنى عنك يا طنط عشان ت عـ.ـر.في تفطري. 
ضمت حُسنيه يمنى وقبلتها قائله: 
لاء، سبيها أنا هشبع أكتر ويمني على رجليا.
تبسمت لها سميرة قائله: 
كُلي بسرعه يا يمنى عشان
ماما إتصلت عليا قبل ما أنزل وقالت لى حاولى توصلي المحله بدري.
نظرت حُسنيه  نحو عماد قائله: 
لاء كُلي براحتك  يا روحي، عماد هيبقي  معاكم وهتوصلوا قبل الضهر للمحله. 
نظرت سميرة نحو عماد، رغم أنها سمعت  حديثهم قبل قليل لكن تود تأكيد ذلك. 
تبسم عماد قائلًا ببعض من الكِبر: 
عندى شُغل هناك، هاجي معاكم. 
رغم الكِبر لكن شعرت سميرة بفرحه عارمه. 
تبسمت لها حُسنيه بأمل. 
..... 
بعد مرور ساعتين ونصف تقريبًا.. بذاك المنزل الصغير بالبلده، فتح عماد الباب وتنحى جانبًا الى أن دخلن كل من سميرة ويمنى، دلف خلفهن يحمل تلك الحقيبتان الصغيرتان، وأشار لهن بالصعود السلم، فعلن مثلما وجههن الى أن توقفن أمام باب شقه وضع عماد المفتاح بالمقبض وقام بفتحها ثم فعل كالسابق، دلفن الى الشقه، شعرت سميرة بغبطة فى قلبها، لكن لوهله غص قلب عماد، هذه الشقه تم إعدادها سابقًا من أجل زواجهما، زواجهما الذى تأخر.. قبل أن نتوغل القسوه والذكريات الى عقله،إنتفض نحو يمنى التى إصتطدmت قدmها دون قصد بإحد  الآرائك، وأرادت الدلال منهما وهما يتسبقان لتفحصها بقلق، لكن سرعان  ما تبسما حين إكتشفا انها مجرد كدmه بسيطه.
بعد وقت من وصولهم 
تنحنح عماد قائلًا: 
هروح المصنع، وإن شاء الله هرجع المسا. 
تبسمت له سميرة، قائله: 
وأنا كمان هتصل على ماما أقولها إننا وصلنا للمحله، أكيد مشغوله بتحضيرات عشا العروسه مع مرات عمى. 
تبسم لها قائلًا: 
تمام  بس ياريت أرجع المسا تكونوا هنا. 
تبسمت له قائله: 
إنت مش هتحضر معانا الفرح فى القاعه. 
للحظات فكر بالرفض لكن رفق قلبه بنظرة الأمل الذى بعيني سميرة قائلًا: 
هحضر، عشان كده بقولك أرجع المسا تكونوا هنا، همشى أنا بقى أشوفكم المسا. 
أنهي حديثهُ بقُبلة على وجنة يمني، ثم مثيلتها على وجنة سميرة، وغادر، بعد أن بعثر خفقات قلبها. 
❈-❈-❈
بالمصنع 
رافق ذاك المدير  عماد، بعد أن تفاجئ به امامه دون خبر سابق،لكن لأنه شخص مستقيم وواثق بعمله لم يتخاذل وهو يسير مع عماد بين أروقة المصنع يرا سير العمل بالمصنع بسلاسه وجودة، الى أن إنتهى، جلس عماد بغرفة الإدارة، بينما تركه المدير لتأدية مهمته وهى الإشراف على سير العمل، كان وقت خروج العاملين بالمصنع، نهض عماد وفتح ذاك الشباك ونظر الى خروج العاملين من المصنع لكن لفت نظره تلك الفتاة التى ترتدي زيًا شبه ضيق يُفسر انوثة جسدها، ليس هذا فقط بل رأى دلالها وهى تسير تتمايل بدلال أنثوي مُغري نحو ذاك المدير ووقفت تتجاذب الحديث معه،لكن المدير لم يُعطيها إنتباهًا وتركها وإبتعد نحو أحد غرف المصنع...تهكم ساخرًا،فيبدوا أن الإبنه تسير على خُطى والدتها وتود نيل لقب "خاطفة الرجـ.ـال"وليتها تخـ.ـطـ.ـف من تستطيع الانتفاع به مثل والدتها فـ بإشارة منه يجعل هذا المدير مثل أبيه عاله بلا عمل،ولكن لن يفعلها سيفعل شئ آخر أكثر منفعة.
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل عماد 
شعر بضجر وهو يجلس بغرفة المعيشه ينتظر كل من سميرة ويمنى ينتهين من إرتداء ثيابهن من أجل  مرافقتهن لذاك العُرس 
نهض بضجر وذهب نحو تلك الغرفه لكن قبل أن يتحدث، نظر الى خروج يمنى أولًا من باب الغرفه ترتدى فستان أشبه بفساتين العرائس صغير، يُظهرها كأميرة، لكن وقف مُنبهرًا ومشـ.ـدوه حين خرجت خلفها سميرة برداء راقي وأنيق يُشبة الملكات، ترتدى ثوبً باللون القُرمزي به جزء من الشيفون المبطن وحزام يحد خصرها ليس ضيقًا  ينسدل على جسدها مثل الملكه يُرين رأسها وشاحً من نفس اللون وفوقه بعض الزهور الصناعيه، شعر كآنها هى العروس
بنفس اللحظة تذكر أول لقاء له مع سميرة  ورؤيته لها بأحد الأعراس آنذاك بالعودة   قبل سنوات 
بأحد أعراس زميلاتها، التى بمجرد ان حصلن على شهادة الثانويه الصناعيه، وأصبحن فتيات يافعات، كانت إحداهن تتزوج، كُن يعلمن موهبة سميره فى تزيين العرائس، وان لديها أمل بالمستقبل بفتح محل من أجل تزيين العرائس لكن هى للتو انهت تلك المرحلة  الدراسيه وأصبحت تود الإحتراف أكثر، أصرت العروس التى كانت إحد زميلاتها على أن تكون أول عروس تقوم بتزينها ليلة الحناء بالفعل وافقت 
بينما عماد كان أنهي دراسته الجامعيه قبل عامين ويعمل بأكثر من عمل، وألح عليه احد أصدقاؤة حضور حناء عروس أخيه الليله، وافق مجاملة إعتقادًا انه لن يبقى لوقت طويل، لكن كآن القدر هو ما يُحركه نحو المجهول، حين ذهب الى ذاك العُرس 
بغرفة العروس
وضعت سميرة لمساتها التجمليه على وجه العروس التى بدلت ملامحها ببعض المساحيق التجمليه، أصبحت عروس مُبهره. 
تبسمت والدة العروس قائله: 
إيدك تتلف فى حرير يا سميره عقبالك قريب يارب. 
تبسمت سميره بخجل. 
بعد قليل بصوان حناء، وقفت سميره مع زميلاتها بالمدرسه يبتسمن ويمرحن بالحناء، لم ترى سميره تلك العينان  التى وقعت عليها صدفه، رأى بعيناها ليل صافى هام  بعيناها 
لم تنزل عيناه من عليها طوال الوقت، الى أن تلاقت عيناها مع عيناه، هى الآخرى هامت به وظلت تنظر لعيناه، لكن بعد لحظات شعرت بخجل حين أخذت بالها أنه هو الآخر ينظر لها  أخفضت وجهها، وحاولت صرف نظرها عنهُ لكن عيناها كانت تتلاقى أحياناً مع عيناه. 
بعد وقت أنتهى حفل الحناء بالصوان، لكن زميلات العروس دخلن لداخل المنزل أكملن لها حفلة حناء أخرى، يرقصن ويُغنين لها، الى أن إنتصف الليل بدأن بالعوده لمنازلهن. 
أثناء سيرها بالطريق شعرت بأرجُل تسير خلفها، إرتعش جسدها، وسرعت خطواتها، الى أن كادت تتعرقل وتقع، لكن هناك من مسكها من عضدها قبل أن تقع 
شعر برعشة يدها 
رفعت وجهها تنظر له خائفه أن يؤذيها، لكن هو تبسم لها وقال بغـ.ـيظ: 
أيه اللى خلاكى ترقصى مع البنات فى الحنه، لو بأيدى كنت كـ.ـسرت جـ.ـسمك دلوقتي. 
تحدثت بخفوت: سيب إيدى إنت مين وعاوز منى أيه؟ 
رد عليها: أنا... عماد الجيار... وعاوزك ليا ومش هتكونى فى يوم غير ملكى ووقتها هعرفك إزاى توقفى ترقصى قدام عيون غير عينيا حتى لو كانوا بنات وستات.
تمالكت جآشها ونفضت يدهُ بعيداً عنها، وسارت تجرى من أمامه خائفه ترتعش الى أن وصلت أمام باب المنزل التى تعيش بيه مع والداتها حاولت أن تضع المفتاح بمقبض الباب، لكن يدها بل جسدها كله يرتعش، وقع منها المفتاح أرضاً أكتر من مره، لكن بالمره الاخيره  حين إنحنت لتأخذ المفتاح من على الأرض  سبقتها يد أخرى، وأخذت المفتاح وضعته بمقبض الباب وفتح الباب هو الآخر قائلاً  بهجوم: كنت فين لدلوقتى؟ 
ردت سميره: كنت فى حنة واحده صاحبتي، تصبح  على خير يا عمى... 
قالت هذا  ودخلت الى الشقه التى تعيش بها مع والداتها دون إنتظار حديث عمها السفيه. 
اغلقت باب الشقه ووقفت خلفهُ تضع يديها  فوق صدرها تُهدى تلك الخفقات المتلاحقه. 
بينما هو حين رأى عمها يفتح باب المنزل، تبسم وعاد الى منزل والداته، يشعر بنشوه ورفرفه بقلبهُ الذى شعر أنه ينبض بداخلهُ لاول مره بحياته... عاد الى ذاك المنزل الصغير وهو يُدندن بهيام، صعد الى سطح المنزل، نظر الى إصطفاف تلك النجوم الاتى يتوسطهن قمرًا، رأى وجه سميرة  به، وبقلبه فضول يود رؤيتها مره أخرى ومعرفة من تكون، وهذا ما حدث لاحقًا. 
عاد حين شعر بيد يمنى الصغيره تُمسك بيدهُ قائله وهى تدور حوله بطفوله:
مامي لبست فستان عروسه وانا كمان يا بابي،هبقى أحلى من العروسه،ناناه عايده قالتلى كده وإحنا بنشتري الفساتين.
رغم إمساك يمنى ليدهُ لكن عيناه لا تفارق سميره مولعًا بعشقها،خجلت من نظرته لها،وقالت بتهرب:
إحنا جاهزين،مش يلا عشان منتأخرش على ميعاد القاعه.
نفض عماد ذاك الهيام وتنحنح قائلًا:
تمام يلا بينا.
تبسمت سميره وهى ترفع ذيل فستانها قليلًا تسير أمام عماد،بينما هو حمل يمنى،الى أن خرجا من المنزل،وذهبن نحو تلك السيارة،لكن قبل ان يصعدا إليها أوقفهم ذاك الشخص الذى إقترب من سميرة قائلًا بموده:
سميرة من زمان مشوفتكيش وحشانى والله كنت ببعت لك السلام مع عمك.
تـ.ـو.ترت سميرة وهى تنظر نحو عماد ثم الى ذاك الشخص قائله:
إزى حضرتك وإزى طنط بخير.
تنهد بآسى قائلًا:
والله يا بـ.ـنتِ لا انا ولا الحجه بخير،أهى أيام بنقضيها،بعد المرحوم نسيم...أبقى زورينا إحنا كنا أهل.
نظرت نحو عماد بترقُب ثم قالت بمجامله منها:
إن شاء الله ياعمي.
تبسم لها قائلًا:
تسلمي يا بـ.ـنتِ،  مش هقول للحجه إنى شوفتك هستني زيارتك لينا،زى كل مره.
تـ.ـو.ترت وهى تقول له:
إن شاء الله.
غادر ذاك الشخص،بينما نظر لها عماد بجمود بعد أن علم بهاوية ذاك الشخص،إنه والد زوجها الأول،لكن أخفى ذلك قائلًا بعصبيه:
إتفضلِ إركبِ العربيه يا مدام عشان نلحق ميعاد القاعه.
إزداردت سميرة ريقها وصعدت الى السيارة بصمت...وترقب لرد فعل عماد لاحقًا،هو لم يكُن يعلم أنها مازالت على تواصل بوالدي زوجها الأول. 
❈-❈-❈
مارسيليا 
تدللت تلك الشمطاء على هانى تحاول إثارته رغم معرفتها أنها لن تستطيع تقديم له اكثر من تلك الحركات التى تُثيره فقط، لكن الليله قررت ان تتخابث، حين لم تجد رد فعل من هاني على تلك الحركات البذيئه والذى يمقتها، قالت له بمفاجأة: 
أنا موافقه ان تتزوج إمرأة ببلدك مصر. 
إعتدل فى جلسته ونظر لها ليس بذهول بل بترقُب ربما يصدق حدسه لاحقًا. 
بينما هى عاودت الحديث وهى تصغط على حالها بصعوبة قائله: 
أريدك ان تتزوج من فتاة مصريه لكن بشرط. 
نظر لها ولم يسأل، لكن ترقب بقية حديثها حين قالت: 
بشرط بمجرد ان تُنجب لك طفلًا ستُطلقها ونأخذ نحن الطفل ونقوم برعايته كوالديه، ستكون لك فقط مجرد وعاء إنجابي. 
نظر لها بإستهزاء، كما توقع منها، مازالت "نواياها خبيثة". 
«يتبع»
❈-❈-❈
مارسيليا
تهكم هانى وإنفرجت شفتاه ببسمة سخريه على هُراء هيلدا، أجل هُراء ماذا تظن هل عليه أن يتزوج من إمرأة أخرى بعقد  شرعي مشروط بالإنجاب فقط، يعلم أن بالتأكيد هنالك من ستوافق بذلك من خبرته  لسن كل النساء جميعهن ملائكه هنالك من قد توافق على ذلك مقابل لحصول على مبلغ مالى وهنالك من توافق جبرًا لإحتياجها، وهو لا يريد تلك ولا تلك، حقًا أصبحت رغبة وجود أطفال لديه تؤثر عليه مُؤخرًا، بسبب ذاك البريق البرئ الذى يراه بعين إبنة عماد وتلك الصور الذى يُرسلها له من حين لآخر، كذالك يشعر أنه مثل ماكينة الأموال التى تضخ مال لأشخاص، ربما تربطهم صلة الدm فمنهم أخوات غير أشقاء من والدته التى تزوجت إبن عم والدهُ بعد وفاة أبيه وهو بعمرالعاشرة فقط ليتحمل مسؤلية أخته الوحيدة بذاك الوقت، رغم سوء معاملة زوج والدته لهما وتفرقته بينهم وبين إبنيه، كان حاميًا لأخته التى تصغره بثلاث أعوام، أخته التى فتك المرض بجسدها وتـ.ـو.فيت قبل أن تُكمل الرابعة والعشرون وقتها لم يكن بـ مصر علم الخبر الذى ترك ندبً بقلبه لم يستطيع توديعها الوداع الأخير، لكن كان هنالك لُطفًا من الله تلك الطفلة التى تركتها أخته،وكان  عمرها آنذاك أربع سنوات نسخه صغيرة منها هى الأحب الى قلبه أكثر من أخويه الغير أشقاء من أجلها فقط يتغاضى عن تلك الأموال التى يُرسلها الى والدته من أجل الإعتناء بها وبشؤونها بعد زواج أبيها بإمرأة أخري لا يود لها أن تعيش مآساته هو وأخته بكنف زوجة أب قد تحجد عليها وتُذيقُها ويلات، تكفل بتلك الطفلة التى أصبحت الآن شابه يافعه بعُمر السابعة عشر  تُشبه والدتها بكل شئ حتى بالحنان البسمة الناعمه كـ إسمها"بسنت"
رغم أنه يشعر نحوها بأبوة، لكن هنالك جزء ناقص بحياته بالتأكيد ليست الأبناء والا كان سهلًا عليه الزواج من قبل، بإمرأة أخرى غير هيلدا... 
نظر نحو هيلدا التى تود أن يقول لها أنه لا يفكر بمكانه لإمرأة أخري فى حياته غيرها، لكن لو قال هذا لن يُرضي حِقدهُ السابق منها وبسبب غيرتها كادت تقــ,تــلهُ،لمعت عينيه ببريق ونهض قائلًا:
تمام هفكر فى الموضوع ده بعدين دلوقتي انا مُرهق ومحتاج أنام. 
جوابه كان صادmً لها أرادت أن يقول لها بقطع أنه لا يفكر بذاك الأمر... لكن خذلها، شعرت بغلول وحقد، هو ناكر للجميل. 
❈-❈-❈
بـ المحلة الكبري بالسيارة 
إدعت سميرة الإنشغال بالمرح مع يمني تشعر بزفرات عماد الغاضبة. 
بينما نظر عماد نحو سميرة  بغضب وكاد يتحدث بإستهجان لكن وجود يمنى لجم غضبه وهو يقود السيارة بهدوء عكسي الى أن وصلا أمام تلك القاعه الخاصه بالأعراس لم تكُن قاعة فخمه،قاعه متوسطة 
ترجل الإثنين من السيارة وحملت سميرة يمنى،وذهبت نحو وقوف عماد ثم دلفا سويًا الى تلك القاعة تسلطت عليهم عيون البعض تشعر بحسد وحقد، لكن عين عايدة نظرت لهم بسعادة تتمني دوام هذا الوفاق الظاهر عليهم، حقًا هما يليقان ببعض، غص قلبها من قسوة القدر حين يتدخل بالمنتصف بين العُشاق، هذا ما حدث لهما، والسبب كان قِلة الحِيله، لم تتفاجئ بذاك الآفاق"عبد الحميد" سِلفها الذى ذهب نحو عماد ورحب به بمبالغة، أليس هو من كان السبب المُباشر بفراقهم، وأليس هو من إستقل من نسب عماد ذات يوم، أليس هو من إتهمه بالطمع حين تقدm لـ سميرة بعد أن أصبحت أرمله وكلمـ.ـا.ته تطن برأسها "أكيد جاي طمعان فى الفلوس اللى ورثتها عن المرحوم نسيم"، الآن عماد إختلف حين يُذكر إسمه تصحبه هاله خاصه، تُخفى ماضي شاب قاسى فى الحياة... كم للقدر من أحوال لو حُكيت سابقًا لكانت إختلفت الحياة، تبسمت لـ سميرة التى إقتربت من مكان جلوسها، وفتحت يديها لتلك الصغيره التى ذهبت نحوها مباشرة تُقبلها، ضمتها بحنان وأجلستها على ساقيها، جلست سميرة وعماد الى جوارها يشاهدون ذاك العُرس، بداخل سميرة لم تتمنى يومً عُرسً فقط تمنت عماد، حتى هو ربما كان أهم حِلم وأمنيه بحياته كانت رؤيته لـ سميرة بالثوب الأبيض عروسً له،لكن كان القدر غادرًا وأضحي هذا سرابً،حتى بعد زواجه بها كآن تلك الزهوة إختفت فى قلبه،لكن بسمة ومرح تلك الصغيرة التى وضعتها عايده أمامهم فوق الطاوله تتمايل بطفوله تُقلد ما تراه،ضحكوا ثلاثتهم عليها كانت هى بسمتهم دائمًا.
بعد حوالى ساعه ونصف من المرح بدأت يمنى تهدأ حركتها كذالك عماد شعر بملل ورتابه، نهض واقفًا، نظرت له سميرة قبل أن تسأله أجابها: 
حاسس إنى زى المتكتف هطلع بره شوية أشم هوا وراجع. 
تبسمت بإيماءة، وعادت تبتسم لـ يمنى التى تقاوح رغم إجهادها تود المرح... 
بينما خرج عماد الى خارج القاعه،فتح سيارته وجلب علبة السجائر والقداحه،أشعل إحداها وقف يُنفث دُخانها بضجر،حتى إنتهت تقريبًا، سحقها أسفل قدmهُ، وزفر نفسًا بملل وإتخذ القرار يكفى سيعود للداخل من أجل أن يصطحب سميرة ويمنى ويغادروا هذا العُرس، بالفعل عاود نحو الدخول لكن أثناء صعود السُلم صدفه رفع رأسه ونظر أمامه،  بنظره خاطفه لم تستمر لحظات، وهو يعود للسير بلا مبالاة، وتحجرت عينيه مثل قلبه وهو يرمق ذاك الذى كان بالمقابل له بنظره خاطفه، لم يهتم أنه نطق إسمه بخفوت ولوعه: 
عماد. 
رغم أنه سمع نداؤه بإسمه لكن لم يلتفت له وأكمل صعود السلم، غير مبالى بذلك الذى نظر خلفه يرا تجاهل ولدهُ الوحيد له تذكر أحدًا ذات يوم نصحه: 
"إنت بتضحي بإبنك الوحيد، متفكرش إنه فى يوم قلبه هيرق لك، بالعكس الأيام هتزود القسوة فى قلبه لما يكمل إتناشر سنه ويقابلك فى الشارع صدفه  مش هيعبرك وهيشمئز منك ومش هيعرفك". 
أصبح  الآن عمرهُ مضاعفات الإثنى عشر، وإقترب من منتصف الثلاثون، ونفر من رؤيته وإدعى عدm معرفته تجاهل حتى نداؤه بإسمه مُتعمدًا
دmعة حسرة إنسابت من عينيه لقد صدق قول ذاك الشخص، الآن وجهه بوجهه إبنهُ  ولم يبالي به وأكمل طريقهُ الى الأعلى بينما هو يتدنى الى الأسفل، ربما كان هذا عدلًا يستحقه بعد أن تخلى عنه وسار خلف أهواء والدته التى يومً وضعته بإختيار بينها وبين إبنه قسوةً وحجود منها بسبب حقدها من حُسنيه زوجتة  إختارها ولم يهتم  بـ.ـنتيجة الإختيار الذى إنحدر  بحياته بعدها ظنًا ان القسوة ليست سوا لبعض الوقت،لكن القسوه هى الشئ الوحيد القابل لإكتساب المزيد،إبن حسنيه التى  ضحت بحياتها من أجله أصبح ثريًا ولم ولن ينسى لها انها ضحت بحياتها من أجله،بينما هو تخلى عنه بأشـ.ـد أوقات الحاجه الى سند كانت حُسنيه سندهُ المانع أمامه هو نفسه،حقًا لم تزرع الكُره بقلبه ناحيته لكن إكتسب ذاك الكُره من الحياة الصعبه الذى عاشها منذ نعومة أظافره...وهو بعمر السادسه كان يعمل مع أمه كى لا تسمح لأحد بالإنفاق عليه ويكـ.ـسر عينيه لاحقًا... خسر كما قيل له، لكن مازال هنالك أمل سيستغله ربما وقتها ينال صفح عماد. 
بينما عماد بمجرد أن رأه شعر ببُغض ونفور أجل بُغض من حجودهُ القديم وتخليه عنه .. 
نفور من ماضى كان قاسيًا على طفل يستغنى جبرًا عن ما يحتاج إليه
تذكر نفور عم سميرة منه حين طلبها للزواج إستقل به كثيرًا وقال له لا يود وضع يدهُ بيد إبن بائعة القماش التالف... أراد رجُلًا حتى أنه شبه عايرهُ بتخلى والده عنه، وأنه ربما يرث صفات أبيه ويستغني عنها بإمرأة أخرى بنظرهُ أفضل... لم يسمح لتلك الذكريات كثيرًا حين عاود الى داخل القاعه ورأى يُمنى تتمايل بإرهاق تبسم، ذهب نحوهن وإنحنى جوار أذن  سميرة قائلًا بنبرة أمر: 
مش كفاية كده أنا زهقت. 
نظرت له وأومأت برأسها بتوافق قائله: 
تمام، الحفله أساسًا هتخلص، خلينا نمشى قبل الزحمه بس هروح أسلم على بـ.ـنت عمي وأرجع بسرعه. 
أومأ لها قائلًا: 
تمام هاخد  يمنى وأستناكِ عند  للعربيه. 
أومأت له مُبتسمه. 
بعد دقائق زفر عماد نفسه بضجر، رغم أن سميرة لم تتأخر كثيرًا، لكن يشعر بضيق نظر الى سميرة التى تقترب من السياره وتنهد قائلًا: 
لسه بدري. 
تبسمت سميرة  بتفهُم قائله: 
أنا مغبتش يادوب سلمت عالعريس والعروسه ونزلت فورًا. 
زفر بضيق قائلًا: 
تمام يلا إركبِ خلينا نرجع للبيت بينا حساب. 
تـ.ـو.ترت سميرة  وإرتبكت وإدعت عدm الفهم سائلة: 
حساب أيه. 
نظر لها قائلًا بشبه عصبية: 
إركبي يا سميرة فى البيت هتعرفى حساب أيه. 
صعدت سميرة الى السيارة كانت تُشاغب يمنى التى بدأ النُعاس السيطره عليها، نظر لهن عماد وسأل سميرة: 
يمنى شكلها عاوزه تنام. 
تبسمت لها بحنان قائله: 
هِلكت من الرقص، واللعب، بس مأكلتش ومش عاوزاها تنام قبل ما تتعشى. 
تبسم وهو يشاغب فى يمنى، التى إمتثلت مع مشاغباتهم الى أن وصلوا الى المنزل ترجل عماد أولًا أخذ يمنى من سميره ثم ترجلت سميرة سُرعان ما إنخضت حين سمعت صوت إغلاق آمان السياره،ضحك عماد،وهو يسير نحو باب المنزل،بينما خجلت سميرة من ذلك...فتح باب المنزل وتجنب بـ يمنى حتى دخلت سميره وهو خلفها،رفعت ذيل فستانها قائله:
هغير الفستان بسرعه وأحضر الأكل بسرعه قبل ما يمنى ترجع تنعوس تانى.
أومأ عماد،بعد قليل جلست سميرة تُطعم يمنى تتحاشى النظر لـ عماد،الى أن شبعت يمنى وتثائت،نهضت تحملها قائله،هغير لـ يمنى هدومها عشان تنام بقى.
قبل ان يتحدث عماد صدح رنين هاتفه،إستغلت سميرة ذلك وأخذت يمنى الى غرفة النوم وسريعًا خففت من ثيابها وضعتها على الفراش وتسطحت جوارها،وإدعت أنها نعست جوارها،بينما عماد أنهي حديثه مع من كان يحدثه وذهب نحو غرفة النوم لكن تفاجئ بـ سميره تحتضن يمني وتغمض عينيها،همس بإسمها:
سميرة.
لم ترد عليه وإدعت النوم تهربً،حتى أنها شعرت بزفرته وهو يعاود الهمس ولم ترد، تنهد وهو يُطفئ ضوء الغرفه الا من ضوء خافت غادر الغرفه وتركهن، فتحت سميرة عينيها وتنهدت بإرتياح تعلم أنه مؤقت ، بينما ذهب عماد الى غرفة النوم الاخرى كانت غرفة صغيره بها فراش صغير تمدد بجسده عليه، لكن سُرعان ما شعر بالسُهد، قرر النهوض وذهب  الى تلك الغرفه الأخري،بلا تفكير،تمدد على الناحيه الأخرى للفراش أصبحت يمنى بالمنتصف، أغمض عينيه سُرعان ما ذهب الى النوم، لم يشعر بشئ الا فى الصباح حين فتح عينيه بعد أن شعر بصفعه  خفيفه على عُنقه تبسم حين وجدها يد يُمنى التى مازالت نائمه لكن إبتعدت عن المنتصف نحوه كذالك سميرة مازالت نائمه وجهها له، إتكئ على إحد يديه ونظر الى ملامحها بعشق إقترب منها وكاد يُقبلها لكن تلك الشقية كانت خبيثه هى لم تكُن نائمه كما إعتقد ضحكت وهى تنهض من فوق الفراش وقامت بالصعود على ظهره مما أخل رأسه وبدل أن يُقبل وجنة سميرة قبل عُنقها إستيقظت سميرة حين شعرت بأنفاس عماد،قريبه منها للغايه وتزلزلت مشاعرها من تلك القُبله التى وضعها على عُنقها، لكن ضحكت حين رأت أفعال يمنى الشقيه وهى تجذب خُصلات شعر عماد، الذى تآوه بألم مرح، بينما إنتشى قلب سميرة بسعادة، ربما هذه هى المره الأولى التى تستيقظ من النوم وتجد عماد لجوارها هى وطفلتهم، حِلم تمنت أن يتحقق، لمعت عينيها ببريق سعادة تبسم عماد الذى رفع وجهه وإستدار يحمل يمنى التى كانت تقفز علي ظهره شبه لجمها لكن هى تود القفز، تبسمت سميرة عليها وهى تتلوى تحاول الخلاص من بين يدى عماد، وحين فقدت الأمل تذمرت بإدعاء ضحك عماد عليها كذالك سميرة التى مازالت تترقب رد فعل عماد... أزاحت الدثار ونهضت من فوق الفراش بتهرب قائله: 
هقوم أحضر الفطور. 
بعد دقائق تبسمت لـ عماد الذى دخل الى المطبخ يحمل يمني فوق كتفيه تتشبث بخُصلات شعره وهو يتألم منها بمرح، ضحكت قائله: 
يلا إنزلى يا يمنى من على كتف بابي.
تشبثت يمنى بمرح بخُصلات شعره، حتى جذبتها سميرة عنوة، تذمرت لكن جلس عماد يضحك حين أرادت الجلوس فوق طاولة الطعام، ازاح عماد  أطباق الطعام بجانب وأجلسها، تناولوا الفطور ببسمه مع مشاغبات يمنى، نهضت سميرة تفض الأطباق لكن نظرت لـ عماد سائله: 
 إنت هترجع القاهرة أمتى. 
نظر لها قائلًا: 
النهاردة المسا هنرجع إحنا التلاته، هروح أغير هدومي، عندى لسه شوية شغل هنا فى المحله. 
لم تنتبه سميرة الى يمنى التى ذهبت خلف عماد، ونزلت خلفه تلك السلالم تود الذهاب معه، لكن عماد نادى عليها: 
إرتجفت سميرة  وخرجت من الشقة نظرت الى عماد الذى صعد يحمل يمنى، نظر لها قائلًا: 
يمنى كانت نازله ورايا. 
مدت يديها وأخذتها منه بصعوبه، تبسم عماد على تذمر يمنى قائلًا: 
مش هغيب. 
تسائلت سميرة بفضول: 
هترجع أمتى، أنا المفروض اروح أصبح على بـ.ـنت عمى وكمان أديها نقوط كانت منقطانى لما ولدت يمنى. 
نظر لها قائلًا: تمام.
 ثم
إقترب من أذنها هامسًا بتحذير: 
ممنوع تخرجي من البيت المسا لما أرجع هنروح نصبح على بـ.ـنت عمك وبعدها هنرجع للقاهرة مباشرةً. 
أنهي تحذيرهُ بقُبلة على وجنتها ثم قبل وجنة يمنى وغادر مباشرةً، تركها تشعر بتشتُت،لديه توقع  برد فعلهُ الرافض لو أخبرته أنها ستذهب الى منزل والدي "نسيم" ولكن هذا واجبً عليها. 
❈-❈-❈
فى حوالى العاشرة صباحً
دلفت عايدة الى ذاك المنزل تبسمت لـ يمنى التى هرولت نحوها ضمتها بحنان، بينما تسألت عايده: 
إتصلتِ عليا وقولتِ أجيلك هنا، وليه لابسه هدومك كده رايحة فين. 
نظرت سميرة نحو يمنى ثم سردت لقاؤها بوالد نسيم بالامس كذالك ضيق وغضب عماد وانه اوصاها الا تخرج من المنزل،وانها تود زيارتهم. 
تفهمت عايدة قائله: 
يعنى عماد مضايق وإنتِ عاوزه تروحي تزوريهم فى دارهم،ليه بلاش تجيبي لنفسك نكد مع عماد،وإن كان عليهم أنا بكره اروح ازورهم  بدالك.
نظرت لها سميرة قائله:
أنتِ عارفه يا ماما هى صحيح كانت ست عايقه،بس معاملتها معايا كانت طيبه،هى وأبو نسيم،كمان كلمتني من فترة وقالت لى لما أكون هنا أبقى أفوت عليها،هما ربع ساعه بالكتير هزورها وأرجع بسرعه عماد مش هيرجع قبل الساعه إتنين،أكون رجعت.
بعدm رغبة وافقتها عايده قائله:
خايفه تجيبِ لنفسك مشكله مع عماد،بس براحتك.
ردت سميرة:
لاء متخافيش عماد مش هيعرف،وانا مش هغيب،بس خلى بالك من يمنى وإن سألت عنى قولى لها نايمه،لانها أوقات بتفتن لـ عماد.
تبسمت عايده وهى تنظر نحو يمنى قائله: 
موني دى أحلى فتانه، وهتفتن ليا دلوقتي. 
ضحكت سميرة  قائله: 
طب أسيبكم بقى مع بعض ومش هغيب. 
تنهدت عايدة وهى تنظر ألى مغادرة سميرة، تعلم تفكير عقل عماد، ولكن لا تُعطية العذر فى ذلك، سميرة لا تحكى لها شئ عن خصوصيتها هى وعماد لكن واضح  كثيرًا تجبُر وتكبُر عماد معها. 
❈-❈-❈
بعد وقت قليل 
أمام ذاك المنزل، ترجلت سميره من التوكتوك، ودلفت إلى داخله مباشرةً، فتحت لها إحد الخادmـ.ـا.ت التى رحبت بها برحابة شـ.ـديده، دخلت  الى المنزل، تذكرت أول مره وطأت قدmيها هنا كانت صدفة 
« بالعودة قبل حوالى أربع سنوات ونصف» 
بذاك الصالون التجميلي التى كانت تعمل به تساعد والدتها بتحمل نفقاتهم معًا، طلبت منها صاحبة الصالون الذهاب الى إحد النساء بالبلدة المجاوره من أحل تحفيف وجهها، ذهبت تعلم أنها ستأخذ مبلغً لا بأس به، لم تنتبه الى ثراء المنزل، لديها خلفيه ان تلك السيدة التى آتت من أجلها زوجة تاجر مواشي، بالتأكيد ثري، فتحت لها تلك الخادmه المنزل، ودلفت لكن بعد خطوات قليله كادت تصطتدm مع ذاك الذى توقف أمامها، شهقت بخضه، بينما هو تبسم لها وظل بنظر لها كآنه إفتُتن بها، بينما هى حايدت بعيد عنه وذهبت خلف الخادmه الى تلك الغرفه بينما هو ذهب خلفهن وتوقف امام باب الغرفه، ينظر لها وهى تقوم بتحفيف وجه والدته الى أن إنتهت، ونهضت كي تُغادر، إصطدmت به مره أخرى، لكن نفضت عن رأسها، لا تعلم أنها توغلت من رأس ذاك الولد الوحيد لدا والديه اللذان يتمنيان أن يتزوج، بالفعل سار خلف سميرة  الى ان وصلت الى صالون التجميل مره أخرى وسأل عنها، لم يهتم حين علم أنها مخطوبه، وسأل عن من المسؤول عنها، وعلم أنه عمها، طلبها منه وحين أخبرهُ أنها مخطوبه أغراه بكثرة الهدايا والمال.. جعله يوافق بل وينسى صلة الدm وهو يشارك فى إفساد حياة إبنة أخيه الوحيده مقابل مساومة رخيصة كانت هي ضحيتها وتزوجت من نسيم، الذى كان يهوا المـ.ـخـ.ـد.رات، ظنا والديه ان بزواجه قد ينصلح حاله ويُقلع عنها، لكن كانت المـ.ـخـ.ـد.رات لعنته، حين كان يُعنفها أحيانًا بلا وعي منه، ربما كان تعنيفه هذا أرحم من أن تُسلمه جسدها، مرت أشهر خلفها أشهر، المـ.ـخـ.ـد.رات تمكنت من جسده و.جـ.ـعلت منه ضعيف لا يستطيع التعامل مع زوجته بعلاقة، كان يتعصب حين يُذكر ضعفه، ويخرج تلك العصبيه بتعنيفها نفسيًا وأحيانًا بدنيًا بالصفعات،لم تتحمل ذلك وطلبت الطـ.ـلا.ق أكثر من مره،لكن كانت تضعف بعد  أرضاء والدته المستمر لها كذالك الطريق بينها وبين عماد إنتهي هو ترك العيش بالبلده وإستقر بالقاهرة،يأتى فقط لزيارات والدته،كما أنها فقدت لذة الحياة بعد أن أعطى لها ظهره ليلة عُرسها بالتأكيد هى إنتهت من حياته،تحملت وعادت بسبب تعاطفها مع والدة نسيم الحنونه،كذالك والده الذى حاول أن يجعله يعود للطريق القويم ويتعالج من الإدmان ربما وقتها تعود له رجولته ويبدأ حياة جديده مع زوجته،لكن سميرةلم تكُن تُبالى،أصبحت تعيش بلا روح فقط تتمنى ان يمُر اليوم وتصعد الى تلك الغرفة تنزوى مع قهرة قلبها،مرت أشهر بعد حوالي عام شهرين تقريبًا،صحوت بفزع على صوت صرخات قويه بالمنزل،نزلت سريعًا،لتجد والدة نسيم تصرخ،بل تعوي بنحيب فهمت أنهم وجدوا نسيم بأحد المقاهى المشبوهه متـ.ـو.فيًا،وطلبوا الشرطة له،وأخذته للعرض على الطب الشرعي الذى فيما بعد صرح بدفنه بعد تقرير أفاد أنه تـ.ـو.في بجرعة مـ.ـخـ.ـد.رات زائدة.
«عودة»
عادت للوقت بعد ان رأت تلك المرأة التى كانت تهتم باناقتها وجمالها،زال كل هذا ظهر عليها هرم السنوات وظهر الكبر على  ملامحها
كذالك جسدها أصبح واهنًا،رحبت بها قائله بإنشراح:
سميرة حبيبتى تعالى لحـ.ـضـ.ـني يا غاليه.
ذهبت سميرة نحوها وضمتها بألفه،جلسن معًا،تتحدثن ببساطة،حتى أن تلك السيدة قالت لها:
إزي بـ.ـنتك،ربنا يبـ.ـاركلك فيها،كنتِ هاتيها معاكِ نفسي أشوفها أكيد حلوة زيك.
تبسمت سميرة بمجامله قائله:
إن شاء الله هجيبها معايا المرة الجايه،أنا لازم أقوم أمشي،قربنا عالظهر وماما هتقلق عليا،نسيت اقولها إنى كنت جيالك.
تبسمت لها السيدة بود قائله:
إستني بس دقيقه وهرجعلك.
إنتظرت سميرة حتى عادت السيدة تحمل بيدها علبة مُخمليه،ومدت يدها بها لـ سميرة قائله:
أنا وعمك الحاج كنا بنعمل عُمرة ودعيت لك وكمان جبت ليكِ الهديه دى من عند النبي.
أخذت سميرة العلبه من يدها بتردد قائله:
عُمرة مقبوله إن شاء الله.
تبسمت لها السيدة قائله:
ده مصحف دهب،ربنا يحفظك يا بـ.ـنتِ. 
❈-❈-❈
بالقاهرة، بـ مصنع الفيومى 
قرأت تلك التلميحات على أحد مواقع التواصل الاجتماعي الكبيرة، بوجود علاقة غراميه بينها وبين عماد الجيار
إنشرح قلبها، لكن سرعان ما إنهمد مره أخرى وهى تشعر بضيق، فتلك الإشاعات ظهرت بمواقع عديدة، كيف لم يقرأها عماد، فكرت لو كان قرأها بالتاكيد كان تواصل معها من أجل ان ينفيا تلك الإشاعات وقتها ستتوطد علاقتها معه، أو هنالك فعل آخر ان يتواصل مع تلك المواقع هو بنفسه وينفي ذلك،لكن هذا بالتأكيد لم يحدث ولا كانت تلك المواقع نشرت تكذيب،كذالك لم يتواصل معها لابد أن هنالك سبب، هل لا يهتم بتلك الإشاعات أم أنه ربما لم يعلم  بها، فكرت وإتخذت القرار الذى به ستعلم رد فعله على تلك الإشاعات 
بنفس الوقت بغرفة حازم 
تنهد بزهق وهو  يشاهد ذاك الفيديو، مازال يُسيطر عليه هاجس رؤية تلك التى قابلها بالفندق تلك الليله، وإختفى أثرها، لكن فجأة ظهر وجهًا رأوه كان يقف معها أثناء الحفل، ربما هذه هو ما يصل به الى هدفة برؤية تلك الفتاة مره أخرى، قام بتصوير تلك اللقطه من الفيديو على هاتفه، ثم قام بإتصال قائلًا: 
هبعتلك صوره تعرف لى كل المعلومـ.ـا.ت عنها ومش عاوز زى المره اللى فاتت تقولى موصلتش لحاجه. 
❈-❈-❈
بالمصنع بعد الظهر 
تنهد عماد بنزق بعد تلك التى خرجت من غرفته تصفع خلفها الباب بغضب  وأشعل سيجارًا يُنفث دخانه،ثم نهض يتوجه ناحية شباك الغرفة رأى نظرة تلك الغاضبه له بسُحق، لم يُبالى فما فعله هو الأفضل بنظرهُ، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه
أخرجه من جيبه وتبسم وقام بالرد قائلًا:
إبن حلال كنت لسه هتصل عليك ياهانى.
تبسم هاني قائلًا بمرح:
لك عندى خبر مش هتصدقه،بس قولى كنت هتتصل عليا ليه.
تبسم عماد قائلًا:
رغم عندي فضول أعرف الخبر اللى عندك بس هقولك يا سيدى،جالنا عرض من فُندق إمارتي كبير،وطالب إننا نقوم بتجهيز كل المفروشات الخاصه بالفندق،مش بس كده،فى راجـ.ـل أعمال هناك مهتم بإقتناء السجاد اليدوي،وطلب منى كتالوجات بعض التصميمـ.ـا.ت وبعت له النهاردة إتصل عليا وعاوز يتعاون معانا،يعنى صفقتين للـ الأمارات.
ضحك هاني قائلًا:
لاء طالما وصلت الأمارات تبقى عديت العالميه يا عُمده،مبروك.
ضحك عماد قائلًا:
قولى بقى الخبر اللى عندك أيه.
ضحك هاني بسخريه وهو يُخبره:
هيلدا،طلبت مني أتجوز فى مصر.
ذُهل بل صُدm عماد قائلًا بعدm تصديق:
مش معقول هيلدا تقول كده الا لو كانت بتخطط لحاجه فى دmاغها،دي فكرت تمـ.ـو.تك لمجرد شك إنك على علاقة ببـ.ـنت فرنسيه.    
❈-❈-❈
بالبلده 
محل بقالة 
كانت تجلس على مقعد وتمُدد ساقيها فوق مقعد آخر، تمضغ تلك العلكه التى بفمها وتقوم بنفخها بالونات أمام شفتيها، تستمتع بصوت طرقعاتها، كذالك تتصفح عبر هاتفها بعد مواقع التواصل الخاصه، الى أن آتت تلك الفتاة قائله  بوجوم: 
مساء الخير يا "فداء" 
إعتدلت واقفه تقول لها: 
مسائك ورد يا "بسنت" مالك ملامح وشك كده زى اللي فاتها قطر الجواز، يا بـ.ـنتِ إفردى وشك إنتِ لسه صغيرة مش زيي عديتِ التلاتين، إنتِ لسه بمقتبل الصبا. 
ضحكت بسنت قائله: 
الصبا والجمال، بقولك خدي الورقه دى فيها طلبات تيتا"إنصاف" قالت لى أجى لهنا للسوبر ماركت أشتريها عشان أرخص من المحلات التانيه. 
تبسمت فداء قامت بطرقعة تلك العلكه قائله: 
طبعًا بنبيع أرخص عشان إحنا جُملة وقطاعي، بس قوليلى مالك كده مضايقه قابلتِ مرات ابوكِ فى السكه. 
ضحكت بسنت  قائله:
لاء ده بسبب الدراسه إنتِ عارفه إن انا ثانوية عامه ودى أهم سنه فى العمر كله هى اللى بيتحدد عليها المستقبل. 
ضحكت فداء قائله بمزح: 
مُستقبلك مُشرق، أنا أهو قدامك كان نفسي أبقى مُدرسه والحمد لله دخلت كلية التربيه وإتخرجت بتقدير  جيد جدًا، وأخدت كورسات وكمان درست فى مدارس الحكومه ومدارس خاصه كمان، وكله يجيب المرض، المدارس الحكومى إشتغلت بالحصه، كمان بعقد سنه  إنهم بعدها يعينونى إن شاله مدرسة فى حضانة المدرسه فى الآخر قالك مفيش تعيين مدرسين، النفقات لا تسمح بذلك، قولت أجرب فى مدارس خاصه... عيال صـ.ـا.يعه واهلها بيشتروا لهم التعليم بفلوسهم إتخـ.ـنـ.ـقت من غبائهم ومن التدريس كله، وفكرت فى مشروع أبويا العظيم اللى كافح فيه طول عمرهُ السوبر ماركت ده، كان فى بنات بتشتغل فيه بمرتب شهري فترة لحد ما ربنا يفتحها عليها  وتتجوز وتجي غيرها السوبر ماركت بتاعنا وشه حلو على كل البنات ما عدا انا النحس ورايا، مفيش بـ.ـنت كانت بتكمل فيه شُغل سنه الا وتتخطب وتتجوز، وقولت أهو حتى لو متجوزتش، اهو المرتب ينفعني برضوا،و وأنا كده كده أعتبر في بيتنا   بس أحسن من قعدتى طول اليوم وشي فى وش ماما  ومرات عمي اللى كل  يوم تجيب لى متعوس، قصدي عريس، وانا أرفضه لحد  ما بقى ينطبق عليا المثل اللى بيقول "من كُتر خُطابها بـ.ـارت". 
ضحكت بسنت  قائله: 
بس إنتِ مش كُنتِ إتخطبتِ مرتين ليه اتفسخوا. 
ردت فداء ببساطه وبعفويه: 
أنا اللى فسخت الخطوبتن كانوا رجـ.ـاله عِرر.
ضحكت  بسنت قائله بمزح: 
لاء أنا كده إطمنت على مستقبلي يا" فدااء". 
❈-❈-❈
مارسليا
بعد أن أنهى حديثه على الهاتف مع عماد، شعر ببوادر صُداع برأسهُ جذب السجائر وأشعل إحدها، نفث الدخان من فمه ينظر الى ذاك الدخان وتهكم وهو يتذكر المره الأولى التى تذوق بسببها السجائر للتنفيس عن غضبهُ
[مارسيليا قبل ثلاثة عشر عام] 
ليلًا
بحوالى الثانية صباحً
بتلك الغرفة التى يسكن بها مع أحد المُغتربين، والذى عاد لموطنه لقضاء فترة أجازه، كان هو وحده بالغرفة كعادته حين يعود من العمل بتلك الورشه يُلقى بجسده فوق الفراش أحيانًا كثيرًا لا يهتم حتى بتناول الطعام فقط يريد النوم لإراحة جسدهُ المرهق للغايه فهو يعمل لأوقات كثيرة بغيًا فى زيادة الآجر، لكن تلك الليله كانت ليله صيفيه نزع ثيابه وظل بسروال فقط حول خصره، سحبه النُعاس دون دراية حتى أنه لم يشعر بفتح باب الغرفة ولا بتلك التى تسللت وأشعلت ضوء الغرفة، وقع بصرها عليه وهو مُمدد فوق الفراش هكذا شبه عاري ضغطت على شِفاها برغبة تشتعل بالأستمتاع تتخيل نشوتها وهى بين يديه اللتان تظهر عليهما  أثار الخشونة بوضوح، تود الإستمتاع بتلك الخشونة فوق جسدها، نزعت ذاك المئزر عنها وأصبحت شبه عاريه بثوب شفاف فقط،ثم سارت بخطوات يحترق جسدها رغبة، الى أن صعدت فوق الفراش وتمددت تتحس صدر هاني تشعر بصلابته وإغراء خاص يتوغل من رغبتها، وضعت جسده فوق جسده تستحث به الرغبة فى نعومتها، بسبب إرهاقه فى البدايه لم يشعر بها حتى بعد أن تحسست صدرهُ بحركات ناعمه رفض عقلة ذلك وهو بغفوة إرهاق بدني، لكن شعر بثُقل، حقًا ليس ثقيل لكن شعر بشئ فوق جسده، فتح عينيه بنُعاس  للحظه ثم عاود النوم بسبب إرهاقهُ، رأت هيلدا فتحه للعينيه للحظه، ثم أغمضها ظنت أنه مثلها تواق وراغب، إزدادت جرآة لمساتها لإثارة جسده بالميل لها، لكن 
بين الوعي والا وعي عقلة غير مستوعب لذلك هو شبة مُغيب، لكن هنالك شئ خاطئ تلك الحركة الغريبة الذى يشعر بها مع إثارة جسده، فتح عينيه مره أخرى للحظه ثم أغمضها ثم سريعًا فتح عينيه بإتساع وإنتفض جالسًا، مما أربك هيلدا التى سقطت على الفراش جوارة، نظر لها بإشمئزاز ونفور، لكن هى مازالت تلك الرغبة تُسيطر عليها، مشاركته وقت حميمي، رغم بقاؤهُ لفتره وجيزة بفرنسا لكن بالغُربه تتعلم سريعًا،فما تحتاج لسنوات لإجادته بضع أشهر كافيه لتتعلم ما كان صعبً،او ما كنت تظنه ذلك،أصبح يفقة اللغه الفرنسية ربما ليس بإجادة لكن يستطيع تفسير ما يسمعه والتعبير عن ما يريدهُ، ومن أمامه الآن  شبه عاريه لا يحتاج لتفسير لما تريده،لكن هو هنا ليس من أجل نزوات مع النساء هو هنا يتحمل من أجل لُقمة العيش يريد مستوى أفضل لا يريد أن ينحدر بمنتقع الحـ.ـر.ام،وفتنة تلك العاهرة  هى الحـ.ـر.ام بذاته لا ينكر انوثتها الواضحه جمالها الافت،لكن هل عقلهُ بغفوة ويُفكر فى الإنسياق مع رغبتها،لكن...
لا تُفكر ايها الأبله الموضوع ليس للتفكير،هذا مستنقع أسود لو توغل منك لن تستطيع الخروج من ظلامهُ،
إتخذ القرار وعاد بجسدهُ بعيد عنها لكن هى كانت مثل الجرادة وإقتربت منه تلتصق بجسده لكن هو رفض ذلك ونهض من فوق الفراش تركها تشعر بغـ.ـيظ مُتمكن،نظر لها عينيها كآنها تبدلت لنيران، تغاضى عن النظر لها وجذب قميصهُ من فوق الآريكه وإرتداه سريعًا،  لكن حين إستدار وجدها أمامه مباشرةً ترفع يديها، لكن قبل أن تصل الى صدره امسك معصمها، وضغط عليه بقوه، لكن كانت قوة عكسيه بدل أن تتراجع هيلدا أثارها ملمس يديه الخشنة على مِعصمها وأرادت أن تشعر بذلك على جسدها، لكن نظر هانى الى عينيها قائلًا بالفرنسيه: 
أنا عمري ما أخون إيد إتمدت ليا وساعدتني وزوجك له فضل عليا. 
ضحكت بإستهزاء قائله بإقناع: 
زوجى لن يعلم عن ذلك، كما أنه لو علم بذلك سيكون رد فعله لا مبالي، دعنا نستمتع هانى. 
إستهزأ بردها يعلم عدm النخوة عند الأجانب ومشاركت النساء الفراش لـ رجـ.ـال غُرباء ليست سوا تُرهات عاديه، لكن هو لن ينجرف بهذا الطريق البائس، رفضها ونفض يديها بقسوه، وإنحنى يجذب ذاك المئزر الخاص بها وإتجة نحو باب الغرفة  وقام بفتح الباب ومد يده لهت بالمئزر  قائلًا:
أنا مُرهق طول اليوم فى الشغل فى الورشه ومحتاج أرتاح ساعتين قبل ما النهار يطلع وأنزل أكمل الشُغل المطلوب منى من فضلك إرحلِ لن تجدي منى إستجابة لما برأسك.
تعمدت السير ببطئ علها تستحث حواسه لكن هو غير مُبالي وذلك يزيد من هوسها،حين أصبحت أمامه تعمدت أن تلمس جسده لكن هو قال بصرامه:
من فضلك إرحلِ.
أخذت منه المئزر بخـ.ـطـ.ـف ونظرت له بغضب قائله بوعيد:
أنت أيها الشرقي أغبى  ألاغـ.ـبـ.ـياء ترفض فرصة تقدmت لك ستنـ.ـد.م لاحقًا...أعدك بذلك ما رفضته اليوم ستلهث بالغد من أجل الحصول عليه.
إستهزأ بداخله،لكن لم يستطع تأمين نفسه من مكرها لاحقًا.
[عودة]
بسبب لسعة بصيص السيجارةالتى شبه إنتهت لأصابعه عاد للواقع يشعر بآلم طفيف،وضع عقُب السيجارة بالمتفضه،ونهض واقفًا مازال الصداع مستمر،لكن نظر الى عُمال الورشه،هو يعلم دواء هذا الصداع جيدًا،بدل ثيابه الأنيقه بأخري مناسبه للعمل،وإنضم الى العاملين بالورشه وقام بالعمل معهم  
بل أجاد صُنع إحد أصعب تشكيل الأثاث، نظر له أحد العاملين الفرنسين معه قائلًا بمدح:.
لقد صنعت قطعة فنية، كيف  صنعتها بهذا الإتقان بهذا الوقت القصير. 
تبسم له ببساطة قائلًا: 
ده عندنا فى مصر بنسميه "شُغل آربيسك" وسهل جدًا بس محتاج إتقان فعلًا... كمان محتاج الأهم من الإتقان وهو الصبر وده الشئ الوحيد اللى  إتحلمته وأتعلمته فى حياتي. 
❈-❈-❈
بـ شقة سميرة 
كانت تجلس أرضًا جوار يمنى التى تلهو بألعابها ، لكن كان فكرها شاردًا بتلك الصور، هى رأت رقص عماد مع تلك الفتاة التى لا تُقارن بها سواء جمالًا أو أنوثة، والأهم من ذلك هى من الطبقة الراقيه، عكسها تمامً، هى ذات تعليم متوسط كذالك من طبقة مُعدmة تقريبًا، قرأت بعض التعليقات على تلك الصورة كثيرًا يمدحون أنهم ثنائي مناسب، وهى لا تنكر ذلك لو لم تكُن زوجة عماد ورأت هذه الصور لرجحت تلك التعليقات،فى تلك المُقارنة هى الخاسرة بالتأكيد، وضعت يدها على موضع قلبها تشعر بنار كآنه يحترق  بداخلها... تجمعت الدmـ.ـو.ع بعينيها لا تعلم السبب لكن فى وسط ذلك شعرت بنهوض يمنى وهرولتها ومرحها وهى تقول: 
بابي. 
نظرت أمامها رأت بـ عماد يستقبل يمنى بين يديه ويحملها وينهض واقفً يُقبل وجنتيها قائلًا: 
اوعى تكونى إتعشيتى من غيرى. 
وكالعادة تنفي ذلك بطفولتها الرقيقه... حاولت سميرة نفض ذاك السوء عن رأسها ونهضت تبتسم، تبسم لها عماد هو الآخر قائلًا:
ووردة بابي كانت بتعمل أيه.
شاورت نحو ألعابها،قائله:
أنا ومامى كنا بنلعب بس هى مش بتعرف تلعب.
نظرت لها  بعتاب قائله: 
كده يا يمنى هزعل منك. 
رفعت يمنى يدها لها قائله: 
لاء يا مامي إنتِ شطورة بس مش زيي بابي، بابي بيعرف يركب القطع صح. 
إقتربت سميرة من يمنى التى قبلتها، تبسمت لها بحنان، ثم تلاقت عينيها مع عيني عماد الذى تبسم لهما قائلًا: 
بابي جاي جعان ويمنى مش كلت عشان خاطره أكيد جعانه هى كمان. 
أومأت يمنى بتوافق، وتبسمت سميرة قائله: 
أنا ويمنى اتعشينا من شويه مكنتش متوقعة إنك هتجي الليله، هروح أحضرلك عشا خفيف. 
اومأ برأسه مُبتسمًا، بينما ذهبت سميرة الى المطبخ وقفت تضع يدها فوق قلبها الذى ينبض بشـ.ـدة كآنه يتصارع بداخلها بسمة عماد الصافيه لها تجعل قلبها يعود للحياة، كم تود أن تعيش معه دون لجام لحياتهم هكذا، عائله صغيرة، لكن هنالك قيود وهى قبلت بها من البداية تكفيها بسمتهُ لـ يمنى التى إختار لها الإثنين الحياة ولم ينكر رغبته فيها منذ البداية   وهى برحمها
كذالك عماد توجه  بـ يمنى نحو تلك الآريكه وجلس عليها يخفق قلبه هو الآخر بسمة يمنى تجعله ينسي كل ما قاسى فى الحياة قبلها 
بعد وقت 
كان عماد بغرفته يجلس على الفراش يُمدد ساقيه  مُنهمكًا بالعمل على حاسوبه الموضوع على ساقيه،لكن لاحظ تلك الماكرة الصغيرة التى تظن أنه لا يراها وهى تطل براسها داخل الغرفة وتنظر له وسرعان ما تختفى على جانب الغرفة ظنًا أنه لا يراها تبسم على ذلك بخفاء، لكن فجأة إقتحمت يمنى الغرفة بعد أن رأتها سميرة وإقتربت منها، دخلت تُجلجل ضحكتها البريئه تتجه نحو الفراش وصعدت عليه تختبئ بحـ.ـضـ.ـن عماد الذى ازاح الحاسوب، بينما تنهدت سميرة قائله: 
يلا يا يمنى كفايه شقاوة تعالى ننام عشان الصبح تبقى فايقه وتستقبلى ناناه عايده قالت لى جايبه لعب حلوة ليكِ... ولو لقيتك لسه نايمه هترجعها تاني. 
نهضت يمنى واقفه فوق الفراش قائله: 
لاء نام وإصحى عشان أخد اللعب من ناناه. 
تبسم عماد لكن نظر الى سميرة سائلًا: 
هى مامتك راجعه بكره. 
اومأت سميرة قائله: 
أه إتصلت عليا وقالت هتجي بكره هى كانت هناك عشان تساعد مرات عمِ وخلاص كده كفاية. 
أومأ لها بتفهم ثم نظر الى يمنى التى إقتربت منه ووضعت قُبلة على وجنته،ثم ذهبت مع سميرة التى حملتها ونظرت الى عماد قائله: 
قولى لـ بابي تصبح على خير. 
قالتها يمنى، تبسم  عماد وهو يقول: 
وإنتِ من أهلها يا وردتى. 
ذهبت سميرة مع يمنى التى سُرعان ما سقطت ببحر النوم، بينما سميرة عاود عقلها الشرود وذكريات تلهب قلبها قهرًا
وتلك الذكرى التى دائمًا تجعلها تشعر بدونية قيمتها 
[بالعودة لـ قبل ثلاث سنوات ونصف تقريبًا] 
بعد وفاة نسيم بحوالى شهرين 
بشقة والدتها بالبلدة
تحدث عبد الحميد بإستهجان: 
يعنى أيه تسيبِ بيت جوزك  بعد الاربعين بتاعه، أبو نسيم كلمني وقالي إنه هيدفع لك قيمة القايمة بتاع العفش بتاعك، الراجـ.ـل كتر خيرهُ كان ممكن يعاند ويقول مالكيش حاجه عندهُ،وكفاية عليه حرقة قلبه على إبنه الوحيد...كنتِ خليكِ هناك،إبن عم المرحوم كان لمح ليا إنه ممكن يتجوزك.
نظرت له سميرة بذهول قائله:
أبو نسيم راجـ.ـل طيب هو ومـ.ـر.اته كمان،حتى لو مكنش عاوز يدفع قيمة قايمة العفش أنا مكنتش هفضل هناك،وإبن عم نسيم ده شخص معدوم الاخلاق،وكمان متحوز إتنين والاتنين نفسهم يمـ.ـو.ت ويرتاحوا من شرهُ،وإن كان عليا هرجع أعيش هنا فى الاوضة والصاله اللى عايشه فيهم طول عمري مع ماما وكانت سترانا يا عمِ.
نظر لها عبد الحميد بغضب وفهم فحوى حديثها أنه إغتال على نصيبهن فى المنزل، لكن لم يهتم وقال بإستفزاز: 
طول عمرك غاويه فقر، الراجـ.ـل جزار ولا تكوني مفكرة إن عماد هيرجعلك تاني لاء خلاص إنتِ مبقتيش من مستواة،وهو ساب البلد أساسًا وعايش فى القاهرة وسمعت إنه قريب هياخد أمه تعيش معاه هناك...واكيد لما هيفكر يتجوز هيختار اللى تليق بيه مش واحدة أرملة.
صعق قلبها بحقيقة تعلمها جيدًا رغم انها تحاول التكيُف مع حياتها بؤد ذاك العشق الذى مازال مُشتعلًا بقلبها،حاولت التماسُك أمام إستفزازة وقالت:
أنا مش بفكر فى الجواز مره تانيه خلاص رضيت بقدري،وكل اللى بفكر فيه هو مستقبلي وهرجع أشتغل تانى،حتى عشان أسد الديون اللى كانت على ماما لحضرتك.
نظر لها بغضب وفهم تلميحها،وخرج يصفق باب الشقه خلفهُ... ضمت عايدة سميرة  بحنان تؤازرها، تعلم مكنون قلبها. 
[عودة] 
دmعة سالت من عينيها دmعة عـ.ـذ.اب هى حقًا كما قال عمها أنها دون مستوى عماد منذ البدايه لكن الفقر وقتها هو ما جعله يُفكر فيها، والآن لما يتقبل وجودها، نظرت جوارها السبب واضح هى تلك الملاك النائمة... عماد لم يعود لها الإ حين علم بحملها... أخرجها من تلك الدوامه هو همهمـ.ـا.ت يمنى، غـ.ـصـ.ـبً تبسمت، لكن أكتشفت عدm وجود مياة بالغرفة، نهضت نحو المطبخ لكن بطريقها مرت من أمام غرفة عماد  بعفويه منها نظرت الى داخل الغرفه، رأت عماد مُمددًا فوق الفراش، ، كذالك رأت حاسوبه فوق الفراش ظنت أنه نائمًا،دخلت الى الغرفة بخطوات هادئه 
لكن عماد مازال مُستيقظً فقط  قبل لحظات  شعر ببوادر حرقان فى عينية،  خلع تلك النظارة  من حولها وقام بتدليكم بيديه ، كذالك إرهاق، أزاح ذاك الحاسوب وضعه على الفراش وتمدد بجسدهُ فوق الفراش يفرد ظهره أغمض عينيه، لكن ليس نائمً شعر بدخول سميرة الى الغرفة، بينما سميرة ذهبت نحو الطرف الآخر للفراش وأخذت ذاك الحاسوب، وضعته فوق طاولة جوار الفراش، ثم توجهت الناحية الأخرى وجذبت ذاك الدثار وكادت تُدثر به عماد، لكن فجأة شهقت بخضه وهى مُمدده فوق الفراش وعماد ينظر لها   بعلو مبتسمًا من ملامحها المشـ.ـدوهه، تبدلت نظرتها له قائله  بتلعثم: 
فكرت إنك نمت... كنت هطفي نور الأوضة. 
صورتها أمامه وشعورهُ بنبضات قلبها كانت كافية لبث العشق فى قلبهُ لها، هبط بشفاه فوق شفتيها يُقبلها بلهفة عاشق، رغم ما تشعر، به من بؤس لكن قلبها أراد الشعور بمشاعر عماد التى لا تظهر سوا فى تلك الدقائق أو اللحظات قبل أن يعود لجمود وبرودة قلبهُ، إستسلم الإثنين فى تلك اللحظات والعشق هو المُتحكم يُبرد من لهب قلبيهما للحظات، تُترجمها لمسات حميمية... وكالعادة تنتهى بالإحتراق حين ينهض عماد ويعود الى برودته، لم تُغمض عينيها هذه المرة أرادت النظر له وسؤاله حول رد فعله على تلك الصور، لكن هو تركها كعادته ونهض من فوق الفراش ذهب نحو حمام الغرفة... شعرت بنصل ساخن يخترق قلبها، ربما ما تشعر، به صحيح  مشاعر  عماد لها  ليست سوا جسدًا فقط، وأم طفلته التى جائت بعد لحظات ضعف خاطئه، بداخل قلبها لا تريد أن ترا عماد بعد أن يعود للغرفه، يكفى ما تشعر به، نهضت من فوق الفراش جذبت ملابسها وخرجت من الغرفة، ذهبت الى غرفتها مع يمنى... تواسى قلبها التعيس... بنظرها الى طفلتها... 
بينما عماد إنتهي من أخذ حمام بـ.ـاردًا عله يُهدأ القليل من ما يشعر به حين يقترب من سميرة تُشعل قلبهُ فقط بـ قُبلة لكن يتحطم حين تنتهي تلك اللحظات ويعود للحقيقة أنها تخلت عن عهدها له. 
حين خرج وجد الغرفة خاليه جلس على الفراش ينظر الى مكانها الخاوي، يغص قلبهُ، بآنين الماضي لينتهى الآن ويعود يُخبرها أنها مازالت تسكُن فؤادةُ... حسم الأمر سيخبرها وينهي هذا الإحتراق، نهض متوجهًا الى غرفة يمنى فتحها ودخل لكن تفاجئ بـ سميرة ناعسه حتى حين همس بإسمها لم ترد،خرج من الغرفه وعاود الإستلقاء فوق فراشه الذى إختفى منه الدفئ...
بينما سميرة لم تكن نائمه وشعرت به وسمعت همسه لكن لا تستطيع تحمل الإحتراق أكثر من ذلك الليله. 
❈-❈-❈
بعد أسبوع 
صباحً 
بشقة سميرة 
سمعن صوت قرع جرس الشقة كعادتها يمنى تتجه نحو الباب ظنًا أنه والدها، لكن قالت سميرة بتحذير إستني يا يمنى أنا اللى هفتح، رغم ضيق يمنى لكن تركت سميرة تفتح الباب 
تبسمت سميرة لها، قامت بفتح باب الشقه، لتقف مذهوله... بينما يمنى لوهله شعرت برهبة وتخفت خلف ساق سميرة، بينما ذاك الواقف قال ببرود: 
صباح الخير يا سميرة، عارف إن جاى بدون ميعاد، بس دى أول مره أزوك هتسيبني واقف كده قدام باب الشقه مش هتقوليلى إتفضل. 
إرتبكت سميرة قائله بمجامله: 
لاء إزاى إتفضل يا عم شعبان. 
دخل شعبان الى الشقه بينما نظرت سميرة الى يمنى التى تختبئ خلفها تشعر بعدm أُلفة وشعرت أن لتلك الزيارة  عواقب لاحقة كانت فى غنى عنها. 
❈-❈-❈
باليوم التالي 
بمنزل ريفي بسيط 
دخلت تلك المرأة السمينه ومعها علبة بلاستيكية انيقة الشكل،وضعتها فوق طاولة المرأة ونظرت الى فداء قائله:
خدي علبة ميكياچ أهى عاوزكِ  تتمكيجي وتبقى قمر عشان العريس اللى هيجي الليله. 
نظرت فداء الى تلك العلبه التى اعجبتها اناقتها لكن إشمئزت  من محتواها قائله: 
أنا مش عروسة حلاوة يا مرات عمي ولازم تتزين عشان  تعجب الزبون، انا هقابله كده على طبيعتِ. 
نظرت لها زوجة عمها قائله: 
كل البنات بتتمكيچ  وبتبقى عاوزه تظهر حلاوتها عشان تعجب العريس..  
قاطعتها فداء قائله: 
أنا عكس بقية البنات ومش عيلة صغيرة انا هقابله كده، عجبه كان بها معجبوش يغور فى داهيه. 
-داهية أيه بس، إسمعى كلامى العريس المره دى إبن ناس، ده مدرس وفى إعارة لـ البحرين. 
نظرت لها بسخط قائله: 
بحر ولا بحرين هطلع كده، ولو مش عاجبك بلاه خالص ونرفض العريس والسلام. 
إستسلمت زوجة عمها قائله: 
نرفض أيه، لاء  خلاص براحتك، بس إبقى أغسلى وشك وإفرديه كده وإبتسمي فى وش العريس. 
لوت شفتاها بإمتعاض قائله: 
حاضر يا مرات عمى، لسه فى نصايح تانيه. 
تصايقت زوجة عمها قائله بزهق: 
لاء، هروح أشوف "كريمه" أساعدها يا معجن الوقت ما بيمر وهنلاقى نفسنا المسا. 
اومأت فداء بتهكم، بينما همست زوجة عمها قائله: 
اللى قال عليكِ "فتاااء" مكذبش إنتِ هتحيبي لى فتاء فى معدتى من غباوة وصلابة راسك. 
نظرت فداء الى باب الغرفة الى ان خرجت زوجة عمها،عادت بنظرها نحو تلك العلبه  الأنيقة وبفضول منها فتحتها تهكمت بعينيها بكمية الوان مساحيق التجميل المُتعدده، لكن لف نظرها ذاك القلم ذو اللون الاحمر الداكن، نظرت نحو باب الغرفه ثم جذبته وقامت  بفتحه لكن لم تطلوا شِفاها بل قامت بتذوقة بإستمتاع ثم نفور قائله: 
طول عمري أسمعهم بقولوا طعم قلم الروج حلو، بس دى أول مره أدوقه كدب طعمة مش حلو... ده بويه مخلوطه فراولة بالاناناس ومعاهم جنزبيل أو منجنيز،نفس المرارة. 
❈-❈-❈
مساءً
أثناء عملها على تزيين إحد النساء صدح هاتفها بصوت رسالة، وضعت تلك الأدوات التى بيديها على طاوله، ثم أخرجت هاتفها من جيبها ونظرت الى الشاشة، خفق قلبها حين علمت هوية المُرسل للحظة كاد تتغاضى عن الرساله لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفها، إرتجفت للحظة وقامت بفتح الخط وبمجرد ان وضعت الهاتف على أذنها سمعت صوته الآمر الحاد: 
أنا قدام البيوتى، خمس دقايق تكونى قدامي... ومش هعيد إتصالي تاني يا سميرة. 
إرتجف قلبها وتـ.ـو.ترت وإرتبكت سُرعان ما طلبت من عِفت تكملة تصفيف شعر تلك الزبونه لأن هنالك آمر طارئ وعليها المغادرة فى الحال. 
حاولت عِفت سؤالها لكن هى تهـ.ـر.بت قائله: 
بعدين هقولك، يلا أشوفك بكرة.
سريعًا تهـ.ـر.بت سميرة منها وغادرت، بمجرد أن خرجت من مركز التجميل لمحت سيارة عماد بخطوات بطيئه سارت نحو السيارة، وتوقفت للحظه، سُرعان ما فتح عماد باب السيارة من الداخل ونظر لها قائلًا بآمر وإختصار: 
إركبِ. 
من ملامح وجهه المُتجهمه علمت أن هنالك سبب لذلك وهذا السبب بالتأكيد مُرتبط بها، دون إعتراض صعدت الى السيارة وأغلقت باب السيارة خلفها سُرعان ما إنطلق عماد بالسيارة، تـ.ـو.ترت سميرة حاولت فض ذاك الصمت، الذى ساد لوقت بسؤال ربما آبله منها: 
إنت كنت قريب من هنا  و... 
قاطعها وهو ينظر الى الطريق أمامه دون النظر لها قائلًا: 
لاء. 
تيقنت أن سبب تجهُم ملامحهُ مرتبط بها،صمتت،لكن ماهى الا دقائق وصدح هاتفها،أخرجته من حقيبتها،نظر لها بسؤال:
مين اللى بيتصل عليكِ.
إزدردت ريقها قائله:
دي ماما...هرد عليها.
لم يُبالي ومازال إنتباهه للطريق،بينما سميرة قامت بالرد على والدتها وإستمعت الى أخبرتها به،سُرعان ما غبن وجهها وعلمت سبب تجهُم ملامح عماد،شعرت بترقب لمعرفة بقية رد فعلهُ،وإن كانت تتوقع ثورانهُ.  
الشرارةالتاسعة«ناكرًا للمعروف والجميل» 
وإحترق العشق
❈-❈-❈
بمنزل والد فداء
دخلت زوجة عمها لها بالغرفة نظرت لها بتقييم، رغم عدm رضائها لم تضع حتى كحلًا بعينيها  كذالك هندامها بسيط عباءة منزليه لائقه لحد كبير كذالك حجابها مُنمق، تغاضت عن الطلب منها وضع كُحل حتى لا تضجر وتغضب مثل كل مرة،تنهدت قائله: 
إرمى اللبانه اللى بتكزى بأسنانك عليها ده 
وإن كنت جاهزه يلا العريس وصل، تعالى عشان تاخدي صنية العصير تدخليها للضيوف. 
نظرت فداء لها سائلة: 
ضيوف! 
ضيوف مين! 
بعدين اللبانه لسه فيها طعمها خسارة ارميها. 
إرتبكت زوجة عمها قائله بضيق: 
طيب متبقيش تنفخي اللبانه وإنت قاعده، وبعدبن هو يعني العريس مقطوع من شجرة، أكيد معاه أمه وأخته ومرات أخوه. 
نظرت لها فداء بإستهزاء قائله: 
ومجابش معاه بقية نسوان العيله ليه عشان يبقى الرأي بالإجماع. 
تـ.ـو.ترت زوجة عمها قائله: 
وفيها أيه يعنى بلاش كلام فارغ ويلا تعالى ورايا المطبخ. 
بمكر وافقت فداء، وإمتثلت وذهبت خلف زوجة عمها الى المطبخ، حملت تلك الصنية من يديها، وهمست: 
يلا إستعنا عالشقى بالله. 
تبسمت وهى تدخل الى غرفة الضيوف، رسمت البشاشة على وجهها وألقت عليهم السلام... جابت عينيها على الجالسين وهي تّقدm لهم العصائر  الى أن وصلت لإمرأة تبدوا مُتغطرسة قليلًا، من ملامحها شابة بالتأكيد هي أخت العريس، لكن أخطأت فيما بعد علمت أنها زوجة أخيه الأكبر، جلست قليلًا صامته الى أن قالت تلك المُتغطرسة: 
أكيد العروسه مكسوفة مننا،ما تقوم  يا سعوده..قصدي يا أستاذ سعد،إطلع إنت والأبلة إقعدوا شوية فى البراندا. 
وافقت زوجة عمها على ذلك قائله: 
الهوا فى البراندا عندنا جنه... يلا قومي يا فداء. 
تهكمت فداء وهمست لنفسها بتريقه:
سعود.. وأبلة...وماله.
لكن بطواعيه منها نهضت مع ذاك التعيس هامسه: 
وإسمك سعد كمان، أما نشوف هتفضل سعود ولا هتقلب تعوس. 
جلست على أحد تلك المقاعد البلاستيكيه الموجوده بتلك الشُرفه المُطله على باب المنزل، نظرت له بإستهزاء قائله: 
ما تقعد يا سعوده..يوه قصدي يا أستاذ سعد.
جلس مُبتسمً يقول بتوضيح:
أصلها مش بس مرات أخويا،كمان تبقى بـ.ـنت خالتي ومتربيين سوا  ودايمًا لسانها واخد تنادينى بالاسم ده .
تهكمت قائله:
آه طبعًا  ، أنا كمان مرات عمي تبقى أخت أمى،فهمت حاجه.
تـ.ـو.تر قائلًا:
لاء.
تبسمت وهى تمضغ العلكة قائله:
ما علينا،إحنا مش هندخل فى فوازير ده يبقى مين،قولى عرفت إنك مدرس.
اجابها:
أيوه مدرس إنجليزي،بس واخد أجازة،وأخو مرات أخويا جابلي عقد عمل فى البحرين.
تهكمت بسخريه قائله:
آه يعني كمان صاحبة فضل،انا كمان كان المفروض أبقى مدرسة علوم،بس إنت عارف الحكومه عندها عجز فى تعين المدرسين، بشتغل فى السوبر ماركت بتاع بابا.
-آه ما أنا عارف مرات أخويا قالتلى كمان ممكن أكلم أخوها يشوفلك عقد عمل زى بتاعي كده.
نظرت بحُنق قائله بفضول: 
واضح إن مرات أخوك وأهلها لهم مكانه كبيرة عندك هى ملهاش أخوات بنات غيرها.
أجابها ببساطة دون إنتباه لنبرتها المتهكمه:
هي فعلًا لها مكانه كبيرة،لاء معندهاش أخوات بنات ،وحيدة عشان كده إحنا كلنا أخواتها.
نظرت له بنزق قائله:
آه عشان كده كلكم أخواتها،طب بص بقى يا مستر سعود،أنا بقى أكتر شئ أكرهه هو إن حد تانى يتحكم فى حياتي وفى قرارتي.
لم يفهم فحوى حديثها وسأل بتوضيح:
مش فاهم قصدك.
زفرت نفسها بغطرسه قائله:
وماله رغم إنى مش بقول ألغاز،مفيش مانع اوضح أكتر، بص  بقى أنا ليا شخصيتي الخاصه،ومحبش حد يفرض عليا حاجه مش مقتنعه بها،يعنى لو حصل نصيب بينا وده أعتقد مُستبعد،أنا وأنت محدش لها دخل بينا لا تقولى أختى ولا بـ.ـنت خالتي،آه ومش تبقى قدامهم زى الفرخه الكاشه وتنفش ريشك عليا، 
كمان انا ليا شوية شروط،يعنى مثلًا الشبكة طبعًا إنت شخص ميسور يبقى تجيب لى شبكة محترمه تليق بمستر مسعود.
-سعد. 
تهكمت قائله: 
اهو كلهم مرادفات لنفس الإسم، سيبني أكمل كلامى للآخر. 
صمت يستمع لحديثها الجاف وطلباتها المبالغة، كذالك تحذيراتها بعدm ولاية أحد عليها، وهو يوافق برأسه بقبول، بينما هى بداخلها مُتهكمه وفهمت أبعاد شخصيته انه ليس لديه شخصيه مُستقله، يوافق على كُل ما يُقال له الآن، وسيعرضه على ذويه بعد ذلك ويأخذ بقرارهم الذى سيكون  بالتأكيد الرفض. 
بعد قليل غادر العريس  ومن كانوا معه، نظرت زوجة عمها الى والد فداء  ووالدتها قائله: 
أنا متفائله المره دى العريس كان خارج مبسوط، ربنا يهدي الحال وأشوفك عروسه يااارب. 
تهكمت فداء وهى تنفخ العلكة ساخره تقول: 
آه هو كان مبسوط، بس طبعًا فرقة المعاينه اللى كانت معاه لما يحكي له على اللى إتكلمت انا وهو فيه، مش هينبسطوا بلاش تعلقوا نفسكم بأوهام...انا حاسه إنى صدعت هروح أخد شاور وانام عشان ابقي أصحى فايقه بكره،تصبحوا هلى خير.
غادرت فداء،بينما نظرت زوجةعمها الى أختها قائله:
إحنا مكناش كده، والبنات كلها مش كده، أى بـ.ـنت بتفرح إن فى عريس متقدm لها، دى بتسلذ بتطفيش العرسان، وهى خلاص مبقتش صغيرة دى عدت التلاتين سنه،لازم تعرف إن للبـ.ـنت زهوة وقت ما بتنطفى هترجع تنـ.ـد.م 
بـ.ـنتك  خلاص جابتلى الضغط،ومرارتي إتفقعت بسببها،حلال فيها لقب "فتاااء" 
❈-❈-❈
بـ ڤيلا بمنطقة راقية  
اوقف عماد السياره فى الفناء، ثم ترجل من السيارة قائلًا بأمر:
إنزلي.
لم تنتبه الى المكان وترجلت هى الاخري وسارت خلفه الى أن توقف امام باب الڤيلا الداخلى وأخرج سلسلة مفاتيح وضعها بمقبض الباب، قام بفتحه، وتجنب وأشار لها بالدخول، بالفعل دخلت لكن إرتجفت حين سمعت صوت إغلاق الباب القوي،تنهدت بشهقه،طفيفه،تهكم بسخريه ولم يُبالى،وسار نحو الداخل وهى خلفه،لم تنتبه الى فخامة المكان عقلها شارد برد فعل عماد المتوقع والمؤشرات تؤكد أنه غاضب،توقف فجأة اثناء سيرهُ ثم إستدار بجسدهُ ينظر لها بغضب غير قابل للتلجيم ،بسبب سيرها خلفه مباشرةً شهقت حين أصبح بوجهها كذالك إختل توازن جسدها،وكادت تقع لكن امسك مِعصمي يديها   
نظر لها بشرر سائلاً: 
إزاى تستقبلى شعبان الجيار عندكم فى الشقه؟ 
تـ.ـو.ترت وإزدردت ريقها قائله بتبرير: 
هو اللى جه عندى وكان شكله مضايق أوى .. كنت عاوزنى أطردهُ. 
نظر لها بغضب قائلًا بأمر: 
أيوه كان الأفضل تطرديه. 
تعجبت وهى تنظر لعيناه وليتها ما تحدثت بحماقة فى وجهة نظره:
متعودتش أطرد حد قصد بابى خصوصًا  كان جاي  عليا ويمكن عشمان، متنساش  أنه والدك!. 
تعصب وجذبها من عضدي يديها لتلتحم بصدرهُ قائلًا بسخريه وتهكم: 
عشمان... عشمان فى إيه
ده مش والدى.... ده طليق أمى اللى طردنى أنا وهى من حياتهُ، وإحنا محتاجين لمأوى ومفكرش غير فى أنه يرضي رغبة  غيرهُ، ممنوع تفتحى له الباب مره تانية. 
حاولت الإعتراض لكن تعصب وسبقها قائلًا بأمر: 
ممنوع تستقبيله مره تانيه فى الشقه، ولو سمعت إن جالك مره تانيه....وإستقبلتيه  
بلاش أقولك رد فعلى هيكون إزاى الأفضل ليكِ تطرديه. 
إرتعش جسدها بين يديه ونظر لوجهها 
تبسم وهو يرى بعينيها الرهبه وهى تومئ رأسها بإمتثال لقوله، وقع بصره على شفاها التى إرتجفت. 
تبسم بزهوه وهو ينقض على شفاها بالقُبلات  الشبه بـ.ـاردة، ترك شفاها وجذبها من يدها خلفهُ قائلًا: 
تعالى معايا. 
سارت خلفه الى أن دخلا الى غرفة نوم 
ترك يدها ووقف يخلع ملابسهُ الى أن أصبح شبه عارى. 
نظر لها قائلًا بإستهجان:
هتفضلى واقفه كده،وترسمى الكسوف مش أول مره تشوفى راجـ.ـل عريان، قربى منى. 
إقتربت منه وهى تريد الفرار من أمامهُ لا تريد أن تسمع منه المزيد من الإستهجان، ولا تُريد تلك اللمسات التى تُشعرها أنها عاهره..... 
بالفعل عاود الأنقضاض على شفتاها بقُبلات حاره مُغلفة بالعشق ، وشم جسدها بلمسات وقُبلات تاركاً أثرًا طفيف، بتلك القُبلات واللمسات على جسدها 
شعرت أنه سحق قلبها، وهو ينهض عنها نائمًا جوارها للحظات بالفراش قبل أن ينهض من الفراش، تركها تشعر بالرُخص لتتحسر  من ذلك الشعور.. أنها ليست سوى عاهرة بفراشهُ.
لكن سألت بتسرع قبل أن يخرج من الغرفة:
أيه رأيك فى الصور. 
توقف وهو مازال يُعطيها ظهره، رغم أنه يعلم قصدها لكن رد بسؤال:
صور أيه؟.
إبتلعت ريقها قائله بتوضيح:
صورك مع البـ.ـنت اللى كنت بترقص معاها فى حفلة الإفتتاح.
-إشاعة سخيفة
رده كان نفس رد عِفت السابق،لكن لم تكون تريد هذا الرد منه،وتفوهت:
إشاعة سخيفة وكل يوم بتزيد.
إستدار ينظر لها قائلًا:
قصدك أيه.
ردت بآسف:
إنت عارف قصدي يا عماد...أكيد قريت التعليقات اللى على الصور دي،وقد أيه أنكم مناسبين لبعض و...
قاطعها قائلًا بتأكيد:
قولت إشاعة سخيفة، ومع الوقت هتنتهى وكمان أعتقد جوازنا مش سري...
قاطعته بتسرُع:
وجوازنا كمان مش مُعلن يا عماد. 
زفر نفسه بضيق ونظر لها بسؤال قائلًا: 
إنتِ عاوزه  أيه يا سميرة. 
كان ردها مفاجئًا: 
عاوزه أرجع أعيش فى المحلة يا عماد... وأرجع لحياتي القديمه وأرجع اشتغل من تانى فى الصالون بتاعي اللى هناك. 
نظر لها بتفاجؤ، لكن سُرعان ما قال بإستهزاء:
أكيد مش فى وعيك،إنت....
قاطعته مره أخرى:
بالعكس أنا فى وعيي،وأعتقد وجودي،هنا او فى المحله مش هيفرق كتير معاك،لما...
توقفت تتنفس ماذا ستقول أنه يشتاق لها،بالتأكيد ليس صحيح هى فقط تعوض الناقص،أكملت بآسى:
المحلة مش بعيده عن هنا ساعتين،لما تحب تشوف يمنى.
يمنى؟
هل تعتقد ان كل ما يربطهم هو يمنى،أجل أعترف هى من وصلت بعد النهايه ببداية جديدة،لكن ليست هى السبب،السبب هو ذاك الذى يحترق بجسدهُ عشقًا لها، لكن يخشى الإعتراف، لكن تجبر قائلًا: 
هعتبر مسمعتش حاجه منك، مكانك إنتِ ويمنى هنا، ومش عاوز رغي كتير وإتصلِ على مامتك قولى لها إنك هتباتى معايا هنا. 
-لاء معرفش أنام غير ويمنى فى حـ.ـضـ.ـني. 
قالتها بإعتراض، نظر لها وهو يقترب مره أخرى من الفراش قائلًا: 
يمنى مش صغيرة. 
ردت عليه ببرود: 
بس هى إتعودت وأنا كمان إتعودت أخدها فى حـ.ـضـ.ـنى وانا نايمة. 
قبل أن تُزيح الدثار عنها كى تنهض من فوق الفراش تفاجئت به قريب للغايه منها، ينظر لها عينيه بها تحدي بينما قلبه به شوق وتوق دائم، لم تهتم لإقترابه ولا لنظرة عينيه، وحاولت النهوض لكن جذبها ينظر لشفاها بضعف، شهقت وقبل أن تتحدث كانت تستسلم لذاك الإنصهار الذى يجعلهما روحً واحده بجسدين،لكن بنهاية ذاك الإنصهار ينفصل ويبتعد  نائمًا جوارها على الفراش أراد جذبها الى صدرهُ،وكاد يفعل ذلك لولا ان أعطته ظهرها وسحبت الدثار تواري جسدها بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نهض من فوق الفراش وذهب الى مكان الهاتف،جذبه نظر الى الشاشه ثم رمق سميرة وغادر الغرفه،بينما سميرة تنهدت حين خرج من الغرفة،جذنهضت من فوق الفراش جذبت ثيابها وبدأت بإرتدائها،بنفس الوقت أنهي عماد الإتصال وقف خلف ذاك  الزجاج الموجود  بالرُدهه عقله يتصارع مع قلبه،الى أن رأي خيال سميره مُنعكس على ذاك الزجاج إستدار نحوها عينيه تنظر لها،وهى تُحايد النظر له تنهد قائلًا:
أنا مسافر بكره دبي وهقعد من عشرة لخمستاشر يوم.
كان ردها جافً وهي تُكمل سير:
ترجع بالسلامه.
أكملت سير وترجلت من ذاك السلم الى ذاك الباب التى دلفت منه سابقًا،خرجت من الڤيلا دون النظر الى أعلى كى لا ترا ذاك الواقف بإحد الشُرفات،سارت بالطريق لحُسن الحظ مازال الوقت باكرًا،أشارت الى إحد سيارات الآجرة التى توقفت لها صعدت بها،بالطريق هنالك طواحن بقلبها،لم تهدأ الإ حين دلفت الى شقتها وإستقبلتها صغيرتها،تبسمت وهى تنحني تستقبلها بحنان وحملتها ونهضت واقفه تقول:
أيه اللى مصحيكِ لحد دلوقتي،أكيد مغلبه ناناه معاكِ.
نظرت يمنى الى عايدة التى آتت مُبتسمه تقول:
والله دmاغها زى الحديد،تنام ساعتين الضهر تسهر قصادهم لنص الليل.
تبسمت سميره،بينما سألت عايدة:
الساعه قربت على عشره ونص أيه اللى آخرك النهاردة فى الرجوع.
قبلت سميرة يمنى قائله:
كان الصالون زحمه،أنا حاسه بإرهاق،هدخل أخد دُش وبعدها هنام.
بقلبها تشعر أن سميرة ليست مُرهقه ولم تتأخر بسبب العمل كما تقول،لكن سميرة كعادتها علاقتها مع عماد تتكتم عليها،لا تعرف عنها شيئ سوا بالصدفه،مثلما علمت بحملها بـ يمنى...لم تضغط عليها،تشعر بآسف ونـ.ـد.م يتوغل مع الوقت ليتها فعلت مثلما أرادت سميرة،أن تُخفي حملها ولم تتسبب بعودتها الى عماد كما ظنت أنها قد تجد معه السعادة.
.....
بينما بتلك الڤيلا 
وقف ينظر الى مغادرة سميرة يشعر بإحتراق حاد،لكن تحكمت ذكريات الماضى القاسية برأسه،سميرة كانت الشرارة المُضيئه فى قلبه لكن حين إبتعدت عنه إنطفأ قلبه وتركت مكانها لهبً قاسيًا، جذب سجائره وأشعل إحداها ينفث دخانها بغضب،هو كان ينوي قضاء الليله مع سميرة قبل أن يعلم بزيارة 
شعبان الى شفتها 
[بالعودة قبل ساعات]
بالڤيلا الذى يقطن فيها مع والدته
تفاجئ بوجود يمنى ومعها عايدة بالفيلا تجلس مع والدته يتسامران بود وتلهو يُمنى حولهن،رحب بـ عايدة،بينما سألته حسنيه وهى تبتسم له وهو يحمل يمنى التى تدلل عليه:
مش بعاده تجى فى الوقت ده.
تبسم قائلًا:
فى ملف كتالوجات مهم كنت نسيته وجيت عشان أخدهُ وخارج تاني.
تبسمت عايدة بينما قالت حسنيه:
تعالي يا يمنى معايا أما أشبع منك شويه قبل ما تمشي...وسيبِِ بابا عشان يشوف شغله.
تبسم عماد على تشبث يمنى به،لكن اغوتها حسنيه بإحد الالعاب،ذهبت معها،بينما عماد ذهب الى غرفة مكتبه،وجاء إليه إتصال هاتفي قام بالرد عليه،ثم أخذ وقتًا بفحص  ذاك الملف ورؤية تلك التصميمـ.ـا.ت، خرج بعد حوالى ساعه،تقابل مع حسنيه،سألها:
فين يمنى.
رمقته حسنيه بنظرة آسف:
مشيت هى وعايدة.
سأل عماد: 
وليه إستعجلوا كنت وصلتهم فى طريقي. 
نظرت له قائله: 
بس عايدة كانت جايه عشان تقولى على حاجة مهمه، ومكنتش هتقعد. 
إستفسر عماد:
وأيه الحاجه المهمه دى.
أخرجت حسنيه ذاك المبلغ المالى من جيبها ومدت يدها به نحوه قائله:
بسبب الفلوس دي،مش دي الفلوس اللى إديتها 
لـ هند وطلبت منها متروحش تشتغل فى المصنع تاني.
إستغرب عماد سائلًا:
وأيه دخل طنط عايدة بالفلوس دى،أكيد...
قاطعته حسنيه  قبل أن يظن انها قد تكون ذهبت لاستعطاف عايدة لقلب عماد  قائله:
شعبان...
شعبان هو اللى راح لـ سميرة الشقه وعطاها الفلوس دى وقالها إنه مش محتاج لزكاة مالك...ليه عملت كده.
تعصب عماد بمجرد ان ذكرت إسم شعبان وسأل بإستهجان:
شعبان راح لـ سميرة الشقة،عرف العنوان منين،وإزاي أساسا هى تفتح له الباب وتستقبله.
ردت حسنيه:
واحد وخبط على بابها واكيد إتكسفت منه،ليه عملت كده مع أختك.
رده كان صادmً:
مش أختى،أنا ماليش أخوات،وعملت كده عشان المصنع ده مالى ومن واجبي احافظ عليه.
نظرت له حسنيه بذم قائله:
حتى لو مش معترف إنها أختك مكنش لازم تعاملها بالطريقة اللى حصلت دى، وسهل شعبان يجيب عنوان سميرة من عمها ناسي إن هما أصحاب... 
توقفت حسنيه  للحظة ثم قالت: 
هات يمنى وسميرة يعيشوا معانا هنا...ولا عاجبك بعدهم عنك،وأنت متعرفش عنهم حاجه طول الوقت. 
نظر لها عماد قائلًا: 
مش هينفع والامر ده إتكلمنا فيه قبل كده، انا أتاخرت ولازم أرجع للشغل تانى، أشوفك بالليل. 
غادر عماد يتصارع مع خطوات قدmيه، بينما تنهدت حسنيه  بآسف قائله: 
خايفه تمشي فى سكة أبوك يا عماد وتخسر سميرة،عالأقل أبوك مكنش غني زيك...بس مشتركين فى نفس قساوة القلب.
خرج عماد يشتعل غضبً،وبدل أن يعود للعمل بالمصنع،أتصل على سميرة.
[عودة]
نفث آخر دُخان تلك السيجارة،وضعها بالمطفأة وقام بإتصال وإنتظر حتى آتاه الرد قال بخسم:
عاوز الصور دى تختفي تمامً من على كل المواقع دى،مش عاوز لها أثر،وعاوز تسريب لخبر إني متجوز.
أغلق الهاتف مازال يشعر كآنه يحترق مثلها،حسم أمره وإرتدا ثيابه مره أخرى،سيذهب الى سميرة يطلب منها توضيح لقائها مع شعبان،او بهذا سيتحجج...
بالفعل بعد قليل كان يقف بسيارته أسفل تلك البِناية،بعد ان كان يشعر بحماس وإشتياق ذهب الحماس وجاء التردُد لكن الإشتياق مُستمر،تنهد يشعر ببؤس لكن لابد من قرار عقب عودته.  
❈-❈-❈
بعد مرور يومين 
صباحً لشقة سميرة على طاولة الفطور كانت تجلس تبتسم لـ يمنى التى أصرت أن تجلس على مقعد وحدها تشاور لـ عايدة اى طعام ترغب، وهى تضعه لها بفمها، تبسمت عايدة ونظرت الى سميرة  قائله: 
مش المفروض يمنى تروح الحضانه بقى،اهو تغير جو احسن من حبستها هنا فى الشقه طول الوقت يادوب اوقات بنروح عند حسنيه او هى بتجي لينا هنا.
تـ.ـو.ترت سميرة قائله بتوريه: 
لاء لسه صغيرة عالحضانه. 
شعرت عايدة بحقيقة إعتراض سميرة، أنها مازالت صغيره، لكن سميرة لا تشعر بأنها ستستمر بالعيش هنا ولا تود ذهاب يمنى الى أحد الروضات، حاولت إقناعها قائله: 
أصغر منها وبيروحوا الحضانه، بعدين لازم تتفرد مع اطفال فى سنها وتلعب معاهم. 
ردت سميرة: 
عندها العاب كتير تلعب بيها، ومش لازم نستعجل عليها. 
-براحتك. 
هكذا قالت عايدة، بينما نظرت سميرة الى يمنى تشعُر بآسف كانت نتيجة لحظة ضعف هزمها بل حرقها عماد بنيران غير قادرة على الخروج منها ولا تود الاستسلام لذلك،لابد من إنتفاضة.  
❈-❈-❈
بمصنع الفيومى 
نفثت چالا دخان تلك السيجارة بغضب وهى تتصفح تلك المواقع التى إختفى منها تلك الصور، وهنالك إشاعه أخرى  حول عماد أنه متزوجً، بغضب قامت بإتصال وإنتظرت الرد قالت بأمر: 
عاوزاك تدبر ليا لقاء مع عماد الجيار لو النهاردة يكون أفضل. 
رد عليها الآخر قائلًا: 
للآسف عماد الجيار  مش فى مصر مسافر، ومعرفش هيرجع أمتى. 
بإستهجان سألته: 
وأنت عرفت منين أنه مسافر. 
رد عليها: 
كان فى مصلحة وطلب منى أخلصها له، ولما خلصتها بتصل عليه قالى إنه خارج مصر فى رحلة عمل. 
سألته بإستفسار: 
وهيرجع إمتى. 
أجابها: 
معرفش بس هو قال أسبوعين بالكتير. 
زفرت نفسها قائله بآمر: 
تمام عاوزاك تعرف يوم رجوعه بالظبط وتعرفني. 
أغلقت الهاتف وألقته أمامها على طاولة المكتب تُزفر نفسها بغضب، وهى تنظر الى صورة عماد وذاك الخبر الذى ينشر أنه متزوج، كذالك إختفاء صورها معه بهذه الطريقه كأنها مُحيت من الوجود، وعقلها يسأل لو حقًا كان متزوجً أين كانت زوجتة ليلة الحفل، لما لم تكُن معه... بالتأكيد هذه إشاعه مثل صورهما معًا، ولابد من لقاء بينهم لتوضيح ذلك. 
❈-❈-❈
مساءً 
أمام مركز التجميل 
توقف حازم بسيارته يقرأ تلك اللوحة الإعلانيه، نفس الإسم الذى أخبره به ذاك الشخص سابقّا، ظل ينتظر لبعض الوقت عينيه تُراقب مدخل ذاك المركز، حتى بدأ يشعر بالضجر. 
بينما بداخل مركز التجميل، تبسمت عِفت وهى تنظر الى الهاتف، لاحظت سميرة  ذلك  تخابثت قائله: 
أيه اللى فى الموبايل كل شويه تبصي عليه وتبتسمي. 
تبسمت عِفت قائله: 
أخويا وصل من السفر، أنا هاخد إذن من المديرة وأمشى...لازم أكون فى إستقبالة. 
تبسمت  سميرة  قائله: 
حمدالله  على سلامته. 
تبسمت عِفت قائله بتسرُع: 
تسلمي من كل شر 
همشى أشوفك بكره بقى. 
تبسمت سميرة لها، بعد ان أخذت عِفت  إذنً غادرت المركز 
بينما حازم بعد أن كاد يرحل بسبب طول الإنتظار تفاجئ برؤية عِفت تخرج من باب مركز التجميل فكر سريعًا، لا توجد طريقة أخري 
سريعًا قاد السيارة بسرعه عاليه وتوقف فجأة أمام عِفت  التى لوهله توقف الزمان لديها وهى تظن أنه قد صدmها، ترجل حازم سريعًا نحوها ورسم أنه لم يقصد ذلك. 
❈-❈-❈
ليلًا
مارسيليا
بشقة هانى 
كانت هيلد تشعر بالبؤس لم تجد طريقه لنسيان ذلك سوا إحتساء مشُروب كحولي مُسكر، بشراهه حتى شبه فقدت السيطرة على عقلها، بنفس الوقت فتح هانى باب الشقه ودخل، تفاجئ بـ هيلدا التى وقفت تسير بتمايل وترنُح تقول بفقدان عقل: 
لماذا لا تُحبني هانى، أنا أحبك كثيرًا 
لماذا تتعمد جـ.ـر.ح قلبي، لماذا تنكر أفضالي عليك، هل تريد طفل أم تريد إمرأة أخرى غيري... أجب هاني. 
مع كلمتها الاخيرة تجرعت كآسًا على دفعه واحده إبتلعته ثم عاودت الحديث: 
لماذا تكرهني هاني...إنتَ تنكر أفضالي عليك 
أنت ناكرًا للجميل والمعروف.  
»
❈-❈-❈
بعد مرور عشر أيام
مركز التجميل
سردت عِفت لها عن لقائها بذاك الشاب الذى كاد يدهسها بسيارته، بطريقه هياميه  وانهت سردها: 
أنا مش الخضه هى اللى خلتني لسانى سكتت، لاء الشاب اللى كان سايق العربيه، له هيبه كده وقبول طاغي تقولى نجم سينما طول بعرض بعضلات، كمان طلع ذوق ونزل من العربيه إعتذر لى، وعرض عليا يوصلني، بس أنا كنت طالبة أوبر ووصل وإتحرجت أوافق يقول عليا عاوزه أشقطهُ. 
ضحكت سميرة قائله: 
لاء طبعًا، انا مش عارفه إنت عقلك صغير أوى وقلبك خفيف كل يومين تجي معجبه بواحد قابلتيه صدفه، مره تقولى عالفرنساوي اللى اتصـ.ـد.م فيكِ وفضلتِ هيمانه فيه كم يوم، دلوقتي الشاب اللى كان هيدهسك، يا بـ.ـنتِ إعقلِ شويه، الحب مش كده. 
ضحكت عِفت قائله: 
لاء المصري  يكسب ياريت اقابله مره تانيه، كمان حاسه إنى شوفته قبل كده، بس مش فاكره فين، وبعدين تعالى هنا قوليلي، إنت مش متجوزه عن حُب، وبـ.ـنتك مش شبه باباها بغمزاتها الحلوين دول لما بتضحك أنا بتغاظ وببقى نفسى يبقى عندي غمازتين زيهم. 
خفق قلب سميرة،وسرحت تُصارح نفسها بما تشعر به حقًا زواجها من عماد كانت تعتقد أنه عن حُب متبادل بينها وبين عماد لكن الحقيقه عكس ذلك الحُب من جانبها فقط،الحُب الذى يُضعفها أمامه...يجعلها تحترق برماد مشاعره.
عادت من الشرود على طرقعة اصابع عِفت أمامها وتبسمت لقولها:
أهو انا نفسي فى السرحان ده،نفسي أسرح فى الحُب،أقابل شخص يحبني،بس تعالى هنا إنتِ عمرك ما قولتلى حتى إسم جوزك ولا هو فين جيت الشقه كذا مرا مكنش موجود.
إرتبكت سميرة قائله:
جوزي مسافر.
-وإسمه إيه.
هكذا سألت عِفت،تحيرت سميرة لكن ذلة لسانها قالت:
نسيم،لاء قصدى عماد.
تهكمت عِفت قائله:
نسيم ولا عماد،أيه للدرجة دى الحب مآثر عليكِ.
توهت سميرة بالحديث قائله:
بطلي سخافه وخلينا نرجع لشغلنا حالًا المديرة تقول بترغوا فى إيه ودوشتوا الزباين.
ضحكت عِفت قائله:
قصدك المُتصابيات،دول بيحبوا الرغي والنميمه دول عايشين عليها،بالك فاكره الإشاعه اللى كانت طلعت على صاحب حفلة الاوتيل،لقيتهم بتكلموا عنها،وهروا فروة البـ.ـنت ومش عجباهم...بيقولوا الشاب أحلى كاريزما إنما هى كلها نفخ حتى نظرة عنيها منفوخه .
خفق قلب وتبسمت قائله: 
خلينا نرجع لشغلنا ونسمع نم المُتصابيات. 
❈-❈-❈
بمنزل شعبان
نظرت هانم له وهو يجلس على آريكه ويضجع بيده على إحد الوسائد واليد الاخري يحمل كوبً من الشاي، يحتسي منه برويه لكن تذمر قائلًا: 
إيه ده الشاي ناقص سكر. 
تهكمت قائله: 
السكر اللى فى البيت خلص، وبعت هند تجيب من السوبر ماركت ولسه مجتش. 
وضع كوب الشاي على الطاوله بضجر وإستهجان قائلًا:
دى مبقتش عيشه دي، حتى السكر مش فى الدار. 
تهكمت هانم قائله: 
قولت مالوش لازمه ترجع الفلوس اللى عماد كان عطاها لـ هند أهى كانت تنفعنا، بس أقول أيه. 
نظر لها بغضب قائلًا: 
قولت مش عاوزين منه حاجه. 
إستهزأت بغِل قائله: 
ليه مش إبنك اللى كان نص مرتبك بيتحول عالمحكمه نفقه له كل شهر. 
نظر لها يُفكر، فى ضآلة ذاك المبلغ الذى كان يحول للمحكمه كان لا يكفيه لشراء عيش حاف لمدة أيام،كذالك ظن ان بفعلته تلك سيكسب تعاطف زوجة عماد،ربما تكون جسر التواصل بينهم لكن يبدوا أن عماد لا يود ذلك بالتأكيد يبدوا أنه أخطأ،يعلم لو كان ذهب له مباشرةً كان رفض مقابلته، أراد نيل تعاطف سميرة وقيمتها لدى عماد، لو لم تكُن سميرة ذات قيمة لديه لما كان تزوجها بعد أن أصبحت أرمله،وهو لم يسبق له الزواج وكان اصبح ذا شآن، يعلم أنه كان حدث بينهم إنفصال لفترة وجيزة، لكن عادا سريعًا وهذا ما يؤكد قيمة سميرة،تحير عقله ربما سميرة لم تخبرهُ،أو أخبرته وهو بالتأكد جحد قلبه...زفر نفسه يشعر ببُغض وهو ينظر الى هانم تلك البغيضة التى قديمً ألقت خيوطها على عقله وعقل والدته وتسببت بالطـ.ـلا.ق بينه وبين حُسنيه.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد 
بغرفة حسنيه كانت تضب ملابسها داخل خزانة الملابس،بالخطأ سقطت تلك الرُزمة الماليه التى كانت أسفل بعض الملابس،إنحنت وجذبتها وذهبت نحو الفراش،جلست تنظر الى ذاك المبلغ الوفير،الذى لم تكُن تحلم يومً بلمس بضع ورقات من هذا المبلغ،كانت قانعه تتمني الستر فقط،وهذا ما سعت له وكان رفيقها عماد 
وذكرى تطن برآسها
"أنا عاوز عيال كتير العيال عزوة وإنتِ مش هتخلفي غير عماد،إنتِ خلاص قطعتِ الخلف"
ورد مؤسف منها وشبه توسل: 
"مين اللي قالك كده أنا لسه مكملتش تلاتين سنه والدmتورة قالت قدامك إن ممكن أخلف بسهوله،بس دى إرادة ربنا هو له حكمه فى كده،وزى ما بنقول واحد أبرك من عشرة يا شعبان"
والجحود بنعم الله يُقسى القلب: 
"لاء أنا عاوز ولاد ويبقى ليا عزوه،أنا خلاص هتجوز"
وقبول الضعيف بقلب مكـ.ـسور: 
"إتجوز،وسيبني على ذمتك،وهشتغل وأصرف على نفسي انا وإبني،بس عشان المأوى،إنت عارف بيت أهلى صغير يادوب مكفيهم"
الجبروت يرد: 
"يعني المكان اللى هنا واسع أوي،روحي بيت أهلك إنتِ ليكِ ميراث عيشى فيه..إنتِ طالق".
-إنت طالق. 
لم يُطلقها وحدها بل طلق عماد معها. 
فتحت عينيها تستحث تلك الحسرة والمهانه التى شعرت بهما وقتها والكيد من هانم التى كانت تتعمد الظهور أمامها وتحكي كم هو سعيد معها ويرا العوض، رغم أنه أنجب الأناث، لكن يُحبهن ويفضلهن عن عماد، 
عماد الذى قاسى وتحجر قلبه من قسوة الآيام وتحمل وتنازل،لديها يقين أن لـ شعبان هدفً،حين أعاد ذاك المال غير أنه لا يود من عماد شئ ولا يقبل الإحسان
شعبان نوياها خبيثه، وهى بالتأكيد الوصل بينه وبين عماد والتنعم بما وصل له من ثراء... لكن هو مُخطئ فكما يقولون العرق دساس
عماد مثله قاسى القلب ولا ينسى بسهولة، والدليل حياته الذى يعيشها بإنفصام بسبب تعرضه للخذلان سابقًا من الأقربين له تخلوا عنه... رغم أنه
يعشق سميرة، لكن  مازال هنالك  حاجزًا، يجعله يُخفي ذلك خلف قناع القسوة المُصطنع. 
❈-❈-❈
بالإمارات باحد الفنادق 
تنفس عماد يُزفر نفسه بقوه يشعر بغضب، وهو يقوم بمهاتفة سميرة للمره الثانيه ولا تقوم بالرد، كذالك بعث أكثر من رساله ولم يجد ردًا، يعلم أنها تتعمد ذلك التجاهل ، منذ تلك الليله الآخيرة بينهم، حك بين حاحبيه يشعر بسأم من ذلك، لكن تنهد مره أخري وقرر الإتصال وإن لم ترد سيرسل لها رساله كالعادة بالأيام الماضيه. 
إتخذ القرار وقام بالإتصال مره أخري
بنفس الوقت بشقة سميرة 
كانت سميرة تتعمد عدm الرد على الهاتف، لكن للحظات تركت الهاتف وذهبت الى المطبخ وعادت وجدت الهاتف مازال يصدح ويمنى تحمله بيدها، نظرت لها بضيق ثم سُرعان
أخذت الهاتف من يد يمنى وتعصبت عليها قائله بحِده ونهي: 
قولتلك متلعبيش بالموبايل بتاعي. 
تركت يمنى لها الهاتف وذهبت تنزوي على تلك الآريكه تذم شفتيها وتضم يديها ببعضهما تبدوا مقموصة. 
نظرت سميرة لها رفق قلبها وذمت نفسها على عصبيتها زفرت نفسها بآسف وذهبت نحوها جذبتها وحملتها على ساقيها، تذمرت يمنى بطفوله منها، ضمتها سميرة وقبلت رأسها قائله: 
معليشي حقك عليا. 
دفست يمنى وجهها بصدر سميرة كآنها تُعاتبها على عصبيتها، تبسمت سميرة لذلك وضمتها بحنان. 
بنفس الوقت عاد هاتف سميرة يصدح برنين مره أخري... نظرت الى الشاشة زفرت نفسها فكرت بعدm الرد، لكن نظرت يمنى هى الأخرى الى شاشة الهاتف وتفتحت ملامحها ومدت يدها الى الهاتف ثم خشيت ان تتعصب عليها سميرة مره أخرى جذبت يدها للخلف قائله: 
صورة بابي. 
فكرت سميرة بعدm الرد، لكن نظرة عين يمنى المُعاتبة جعلتها تفتح الخط ثم مُكبر الصوت لتسمع صوت عماد الغاضب: 
بتصل عليكِ ليه مش بتردي لا على الرسايل ولا وإلاتصالات. 
تسرعت سميرة بالرد: 
يمنى أهي معاك خدي كلمي بابي. 
أعطت الهاتف لـ يمنى ووضعتها فوق الأريكه ونهضت وتركت المكان وقفت بعيد قليلًا تسمع حديث يمنى مع عماد، حتى سمعتها تقول له: 
مامي مش هنا راحت أوضة ناناه. 
حاضر يابابي هقولها تكلمك، متنساش تجيب  لى لعب كتير. 
وضعت يمنى الهاتف على الآريكه جوارها، وكادت تنهض، لكن عادت سميرة تبتسم لها، تبسمت يمنى ونسيت عصبية سميره عليها...تبسمت لها تلمع عينيها بحنان ليت عماد كان قلبه مثل تلك البريئه التى تُشبه ملامحه. 
بينما أنهى عماد الإتصال تمدد بجسدهُ فوق الفراش ينظر الى سقف الغرفه يشعر بإشتياق لمجرد سماع صوت سميرة الهادئ لو كانت نحدثت معه لسألها عن ماذا تريد وسيفعله من أجلها. 
❈-❈-❈
بعد مرور يومين 
بمحل البقالة
كانت تجلس بسنت مع فداء التى تقوم بشرح احد المواد لها مساعدة منها... 
تبسمت لها  بسنت قائله: 
طب والله إنتِ شرحت لى أحسن من المدرس بتاع المادة نفسها، والله نادر لما بفهم منه، فكري وإفتحي درس خصوصي وهتلاقي طلبه كتير. 
تبسمت فداء قائله: 
لاء انا بفكر أفتح حضانه وألم العيال المتشردة من الشوارع واعلمهم الادب والأخلاق
ضحكت بسنت قائله: 
إعملي حساب ولاد مرات أبويا، قمة فى قلة الادب وصـ.ـا.يعين ومتشردين. 
ضحكت فداء قائله: 
انا مش بطيق امهم، لما تجي  تشتري، أقولها إحنا بنبيع بأسعار الجمله ومفيش فِصال، برضوا تفاصل، انا مش عارفه باباكِ إزاي متحملها، دى بخيله اوي.
مزحت بسنت قائله:
وكمان تخينه أوي،شكلها بتاكل ومجوعه الباقين،الحمد لله إنى مش عايشه معاها،بس والله عمو جابر ما يفرق عنها،هو خالي هاني وتيتا أنصاف اللى مخليني اتحمله.
تبسمت بسنت حين صدح الهاتف بيدها وقالت:
أهو إبن الحلال خالي هاني بيتصل عليا. 
خفق قلب فداء وتبسمت قائله: 
وانا هقوم أشوف ايه سبب الهيصه والزراغيط  اللى برة دي. 
تحدثت بسنت مع هانى الذى أخبرها أنه خلال أيام سيأتى الى مصر لقضاء فترة أجازة قصيرة، بينما فداء علمت سبب تلك الاصوات العاليه والزراغيط، إنها من أجل خطوبة، ذاك العريس الذى كان تقدm لها منذ ايام، وهى بغطرستها علمت رده انها لن تناسب عقول ذويه، فذهب لاخري وواقفت على ما رفضته هى، تذكرت صباحً حين ذمتها زوجة عمها حين قالت لها بعصبيه وإستهجان: 
معرفش قولتِ ايه للعريس اهو طفش وراح لغيرك بـ.ـنت جارتنا ووافق عليها والنهاردة هيجيبوا الشبكه والفرح بعد أسبوعين، خليكِ كده مش حاسه إنك مبقتيش صغيرة، وتطفيش العرسان طلع عليكِ سمعه، بعد كده محدش يتقدm لك، بسمعتك دي. 
لم ترد عليها، كان سهلًا ان تقول لها لا تستعجلي، تلك الزيجة قد تتم لكن لن تستمر وإن إستمرت ستكون تلك العروس مثل الخِرقه الباليه بين ايديهم، وهى لا تود ان تكون بلا مكانه بحياة شريك حياتها، ربما من الأفضل عدm الإنسياق خلف هواجس المجتمع الباليه، لابد أن تكون سيدة قرار، لا تابعه. 
❈-❈-❈
مارسيليا 
بعد مُزاح بين هانى وبسنت، رأي هيلدا تدلف عليه بالغرفه تترنح من آثر المشروب المُسكر، كذالك ثيابها العاريه... تقترب من هانى تسأل: 
مع من كنت تتحدث بالهاتف. 
رغم إشمئزازه منها لكن أجابها: 
بسنت بـ.ـنت أختي... وعلى فكره انا مسافر مصر كمان يومين. 
-لماذا، أصبحت تكرهني وتهرب مني بالسفر الى مصر كثيرًا. 
إشمئز من رائحة المسروب المُنبعثه من فمها وإبتعد جالسًا على الاريكه قائلًا ببرود: 
أنا مش بهرب منك، كل الحكايه إنى شايف إن أعصابك تعبانه فى الفترة الأخيرة واضح إن وجودي بيزود الحاله دى عندك، قررت أسافر لمصر أجازة صغيره تريحي اعصابك وتهدي. 
ترنحت وسقطت جواره على الآريكه قائله  بغضب: 
أنت من تُفسد أعصابي هانى تنكر كل ما قدmته لك، تقابل المعروف بالآساءة، أصبحت ثريًا وتُفكر فى هُجراني من أجل آمرأه أخري، إنها "إيڤون" تلك الفتاة إبنة زوجي الراحل...يُغريك دلالها عليك. 
تفاجئ بل ذُهل هاني قائلًا:
إيڤون من عُمر إبنة أختي،قولت لكِ تحتاجين الى تهدئة أعصابك انا مسافر مصر بعد يومين،أتمنى لما أرجع تكون أعصابك هديت.
قال هاني هذا ونهض واقفًا ثم خرج من الغرفه...بينما تعصبت هيلدا وقامت بإلقاء الكأس الذى كان بيدها بعرض الحائط تهشم الى قطع،عاد هانى ينظر الى الغرفه وراي قطع الزجاج على الارض لم يهتم وغادر مره أخري بينما نهضت هيلدا تترنح وقفت أمام قطع الزجاج لمعت عينيها بوهج،وجائت لها فكرة شيطانيه ستفعلها وقتها بالتأكيد ستُطفئ تمرد هاني عليها مره أخري،كما فعلت ذلك سابقًا وإستسلم لها.  
❈-❈-❈
بالقاهرة 
بمكتب عماد، كان يجلس خلف مكتبه  
يقوم بمراجعة بعض الملفات، لكن ضجر من ذلك، ترك العمل وجذب الهاتف 
نظر الى تلك الصور التى على هاتفه... تبسم يشعُر بإشتياق لهن الإثنتين، سميره ويمني، مجرد بضع أيام قضاها بالخارج عاد مُشتاقًا للهو مع تلك الصغيرة التى تُشبهه بالملامح وبعض الطِباع، تنهد بإشتياق لتلك التى مازالت تأسر قلبه لم تحتل مكانتها إمرأة أخرى، شوق وتوق بقلبه لها مازال مُستمرًا... بصعوبة يتحكم فى قلبه ويتحمل وجودها بعيدًا معظم الوقت، لكن هذا أفضل من أن ينفضح حقيقة قلبهُ الذى يطمسها عمدًا... تلمس ملامحها على شاشة الهاتف... بلا تردُد فتح الهاتف وقام بمهاتفتها... زفر نفسه بضيق حين إنتهى الرنين دون رد منها، غضب من ذلك وقام بالإتصال مره أخرى، وإنتظر لكن قبل نهاية الرنين سمع صوتها، تعصب بإندفاع قائلًا: 
مش بتردي من أول مره ليه؟. 
أجابته بهدوء عصبهُ: 
إنت بتتصل فى وقت أنا فيه مشغولة. 
تهكم بسخريه وإستهزاء قائلًا: 
مشغوله فى أيه يعني، عالعموم مش عاوز أعرف، أنا رجعت من السفر وعاوز نتقابل. 
غص قلبها، ليته قال وحـ.ـشـ.ـتني،لكن تعلم الهدف من طلبه لقائها،بمعنى أصح غايته من لقائه مجرد لقاء حميمي تشعر به كآنه عاشق لها لكن بمجرد أن تنتهي تلك اللحظات يعود الى جمودهُ وتبلُد مشاعرهُ  وتعود هي بآلم يسري بقلبها، لكن غـ.ـصـ.ـبً إبتلعت ذاك الشعور المو.جـ.ـع لقلبها قائله: 
مش هينفع النهارده مش هنفعك. 
تعصب،هى تظن أنها له فقط مُجرد جسد،تنهد بحسم قائلًا بأمر: 
مش إنتِ اللى تقرري، إن كنتِ تنفعيني أو لاء... هبعتلك العربيه الساعه سته ونص تكون خلصتِ مشغولياتك المهمه فى البيوتى.
بنفس الوقت سمح لذاك الطارق على باب مكتبه بالدخول،تبسم ورحب بها بدلالها حين سمعت نهاية حديثه عبر الهاتف قائله:
اتمني مكونش جيت فى وقت غير مناسب،كمان جايه بدون ميعاد سابق. 
تقبل طريقة حديثها المُدلل قائلًا: 
لاء طبعًا مكتب مفتوحلك فى أى وقت وبدون ميعاد.
إنتبه أنه مازال الخط مفتوحً قام بإغلاف الهاتف وتبسم لتلك التى قالت:
واضح إن السنين اللى قضيتها فى فرنسا قبل كده أثرت فى شخصيتك الجذابه ذوقك مُجامل جدًا... عارفه ممكن تقول عليا إزاي بتكلم معاك بالطريقه القريبه دى بس أنا إتعودت دايمًا أعبر عن رأيي بدون حرج... تقدر تقول إنى بحب الصراحه... والأشخاص الناجحه دايمًا هى اللى بتلفت نظري بسهوله. 
تبسم  لها بمجامله بداخلهُ مُتهكمً هى لا تعلم ما مر به بتلك السنوات الذى عاشها بالغُربه بلا هاويه كآنه شخص مجهول معدوم الهاويه، ولا لذاك الأثر التى تركته سواء بندب مازال واضحًا على جسدهُ، أو الندب الأكبر الذى حرق قلبه حين فقد حبيبه ورأها بعينيه تُزف الى غيرهُ... يبدوا أن للثراء مفعولًا سحريًا لطمس بقايا الماضى، بل أحيانًا قادر على حرقه. 
تبسم بمجاملة وهو يسمع لها: 
بصراحة أنا كنت مُترددة أجيلك،بعد الصور اللى إتنشرت لينا عالمواقع،أنا كنت بتحرج أكدب الصور دى وأقول دى مش صحيحه،كمان كنت محرجه أكلمك وأقولك عليها،أكيد كنت ممكن تضايق،أتمنى تكون الصور دى مسببتش لك إزعاج زيي.
تبسم بمجاملة وتذكر تغيُر معاملة سميرة له بسبب تلك الصور شعر بغصه قائلًا:
لاء أبدًا محستش بأي إزعاج... والصور كمان مع الوقت إختفت. 
شعرت بضيق وسألت بفضول: 
بصراحة إنت شخص غامض ومحدش يعرف عن حياتك الشخصيه أى حاجه... لو هتعتبر ده فضول مني تقدر متردش
تبسم بثقه قائلًا:
لاء مش فضول وانا مش شخص غامص أنا بس محبش حياتي الشخصيه تبقى مثار للأقاويل...حياتي الشخصيه مِلك ليا لوحدي ومتهمش حد غيري.
قالت بسؤال: 
مفهمتش ردك، يعني  مُرتبط او لاء. 
تبسم قائلًا: 
أنا مرتبط وكمان عندى بـ.ـنت قربت على سنتين. 
شعرت  ببُغض وغضب إحترق قلبها وسألت: 
 واضح إنك متجوز عن حُب ويمكن ده ساعدك تبقى شخص ناجح. 
رغم عدm إستغرابه من أسئلتها المفضوحه أمامه، جاوبها بإختصار: 
مش شرط النجاح يكون وراه زواج عن حُب، حتى الزواح الناجح مش شرط يكون عن حُب، فى جوازات تقليديه كتير كانت ناجحه أكتر من الجواز عن حُب. 
-وإنت متجوز عن حب، ولا جواز تقليدي. 
هكذا كان سؤالها وأجابها: 
كان جواز عقل أكتر. 
❈-❈-❈
بنفس الوقت بـ مركز التجميل شعرت سميرة بغصة فى قلبها خين سمعت جزءً من ترحيب عماد بتلك التى لا تعرف من تكون لكن طريقتها تبدوا واثقه من ترحيب عماد لها، ظلت شاردة للحظات حتى وكزتها عِفت قائله! 
كنتِ بتكلمي مين عالموبايل وسرحانه كده، وشكلك مسمعتيش انا قولت أيه. 
نفضت سميرة قائله: 
مفيش، قولى قولتى أيه. 
تحدثت عِفت  بخفوت قليلًا: 
سمعت إن مدام "جانيت" هتبيع الصالون ده.
إستغربت سميرة قائله:
طب ليه الصالون شغال كويس وزباينه من الفنانين وصفوة المجتمع.
-معرفش يمكن دmاغها هدف تانى ت عـ.ـر.في انا لو معايا فلوس كنت إشتريت الصالون ده منجم دهب...كفاية زي ما قولتِ زباينه ناس راقيه. 
❈-❈-❈
أغلق عماد الهاتف بعد أن أخبرة ان سميرة قالت له انها هاتفته وقالت له ان لديها موعد آخر، شعر بغضب هو لم تتصل عليه، تنهد بسأم، وتملكه الشوق، نظر نحو تلك الحقيبه التى بالمقعد الخلفي للسيارة وإتخذ القرار الذى يسوقه له قلبه المُشتاق لرؤية 
يمنى وقبلها سميرة التى تتعمد إثارة شوقه لها. 
بالفعل بعد دقائق كان أسفل البنايه التى تقطن بها سميره، لم يُفكر وترجل من السيارة وجذب تلك الحقيبه ودخل الى البنايه صاعدًا بشوق. 
بينما بشقة سميرة 
كانت تجلس على أريكة بغرفة المغيشه عقلها شارد بما أخبرتها به عِفت عن رغبة صاحبة مركز التجميل فى بيعه، تمنت لو كانت معها ما يكفي لشراء هذا المركز التحميلي، لكن  سُرعان ما فكرت بهدايا عماد الثمينه لها لما لا تستفاد بها... تبسمت وهي تتخذ القرار لو أصبح هذا المركز ملك لها بالتأكيد ضمان لمورد مالى لها ولوالدتها وطفلتها. 
فاقت من الشرود على صوت قرع جرس بال الشقه... وكعادة يمنى حين تسمع جرس الباب تعتقد أنه والدها وتهرول نحو الباب سريعًا، كانت عايدة قريبه من باب الشقه وهى من فتحت تبتسم لـ يمنى التى تفتحت ملامحها حين صدق قولها وان عماد هو من جاء... 
تبسم عماد لترحيب عايدة به وجثي على ساقيه يستقبل يمنى ونهض واقفًا يُقبل وجنتيها قائلًا: 
وردتي الجميله وحـ.ـشـ.ـتني أوي. 
بنفس الوقت إستغربت سميرة  مجيئه، لكن بالتأكيد جاء من أجل رؤية يمنى. 
بينما نظر لها عماد مُشتاقً، فلقد غلبهُ الشوق وجاء من أجل رؤيتها هي. 
«يتبع»
الشرارةالحادية عشر«مُهمشة فى حياته» 
وإحترق_العشق
❈-❈-❈
بـ ڤيلا الفيومي
بغرفة خاصة للأجهزة الرياضية، كانت تقف على مزلاج الجري تشعر بغضب مازال قول عماد يطن برأسها "أنه متزوج ولديه طفلة" 
رأت لمعت عينيه من خلف تلك النظارة الشفافه وهو يخبرها بذلك رغم قوله أنه زواج عقل لكن يبدوا أنه يحمل لها مشاعر قوية، كذالك تذكرت سؤالها: 
وليه المدام محضرتش معاك حفل الإفتتاح. 
جوابهُ أكد ظنها: 
المدام فعلًا كانت موجوده فى الحفلة. 
رغم ذهولها لكن تعمدت سؤاله: 
ومضايقتش لما شافتنا بنرقص سوا. 
أجابها بهدوء بـ.ـارد: 
مراتي عندها ثقة فى نفسها، كمان الرقصه كانت قدامها ومكنش فيها شئ يخليها تضايق مجرد رقصه عاديه. 
-رقصة عاديه 
بهذه البساطة تقبل رقصها معه
والسؤال الذى يلح على عقلها هل ثقة زوجته به يقينها أنه يحبها، أم لشئ آخر. 
❈-❈-❈
بشقة سميرة 
مازال فكرها مشغولًا بذاك المركز التجميلي وكلمـ.ـا.ت عِفت تطن برأسها
"الصالون ده خسارة، لومعايا تمنه كنت إشتريته فورًا ده كنز مشهور وله زباين راقية" 
أجابتها: 
مشهور عشان مدام چانيت 
وضحت عِفت: 
هى مدام چانيت اللى بتشتغل فيه، لاء طبعًا إحنا اللى عاملين له سُمعه، مدام چانيت مجرد واجهه مش أكتر، اللى بيشتغلوا هنا بروفيشنال ده فى منهم بقوا ماكيرات لفنانات مخصوص، بس هو الحظ بقى، ربنا يبـ.ـارك للى هيشتريها ويارب يكون شخص محترم ولطيف وذوق،يتعامل معانا بذوق كده زى مدام چانيت.
تنهدت تزداد الفكرة لمعان برأسها،لديها خلفيه عن ثمن المركز التجميلي،حقًا مشكله لكن قد تستطيع حلها. 
إنتبهت حين رأت عماد يدلف الى غرفة المعيشه يحمل يمنى،كذالك يجُر خلفه حقيبة ملابس،لم تُفكر كثيرًا بالتأكيد تلك الحقيبه،بها هدايا من أجل يمنى،حتى وإن آتى لها بهديه تعلم ذوقه،بالتأكيد ملابس عاريه تكره إرتدئها،لم تنهض وظلت جالسه،حتى أنها لم ترفع وجهها لوجه عماد لا تعلم سببً لذلك،ربما أنها أصبحت تمقت نظرة عيناه لها أو حتى لا ترا السؤال بعينيه لماذا خالفت ما طلبه ولم تذهب مع السائق، كذالك لم تكُن تتوقع مجيئهُ الليله، لكن بالتأكيد سبب مجيئه هو رؤية يمنى.. يمنى هى الشئ الحقيقي الذي مازال يربط  بينهم، تنهدت تشعر بآسف على ما وصلت إليه، لابد لهذا من حل، والحل هو أن يُصبح لها كيان خاص، ليس لعلو شآنها بل للشعور بالآمان وقتها تستطيع أخذ أي قرار مهما كان صعبًا، لن تتكرر مآساة الماضي التى تدفع ثمنها حتى الآن... حين لم تستطيع الرفض وإستسلمت لما يشاء غيرها. 
رف قلب عماد حين رأى سميرة لم ينتبه الى عدm إهتمامها أو تعمدها عدm النظر له... جلس على الآريكه جوار سميرة يضع يمنى على ساقيه لكن يمنى بفضول طفلة أرادت رؤية ما بالحقيبة، نزلت عن ساقيه وذهبت نحو الحقيبة حاولت فتحها،تبسم عماد نهض قائلًا: 
إستني مش هت عـ.ـر.في تفتحيها تعالى معايا نفتحها جوه. 
بالفعل واقفت يمنى لكن ذهبت نحو سميرة وجذبتها من يدها قائله: 
تعالي معانا يا مامي، ناناه بتصلِ. 
تبسمت سميرة ونهضت معها ربما لا تود معرفة ما بالحقيبة، لكن رجاء يمنى هو ما أخضعها لذلك... ذهبت خلف عماد الى تلك الغرفة،تبسم وهو يضع الحقيبه على الفراش ثم قام بفتحها،لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه نظر الى الشاشه،ثم الى يمنى وسميرة قائلًا:
دقيقة وراجع.
خرج من الغرفة وتركهن،جذبت يمنى تلك العلبه الورقيه وفتحتها لمعت عينيها على ذاك الفستان الأزرق الذى كان بداخلها وجذبته قائله:
بابي جاب فستان فروزن يامامى،هروح لناناه تشوفه.
تبسمت سميرة لها بحنان،لم تنظر الى بقية ما بالحقيبة،نظرت نحو دولاب الملابس،ذهبت نخوه وفتحت إحد الضُلف وقفت تنظر الى تلك العلب المُخمليه،فكرت قليلًا،لما لا تستفيد منها الآن بدلً من ركنتها بالدولاب دون منفعه،بل تبغض منها كثيرًا...ظل عقلها شارد لم تشعر بـ عماد الذى عاد للغرفه ونظر بها لم يجد يمنى ونظر نحو ذاك الصندوق،تيقن أن يمنى أخذت الفستان وذهبت الى غرفة عايدة،كذالك رأى سميرة الواقفه أمام الدولاب،سار بخطوات الى أن أصبح خلفها سلل يديه حول خصرها وضمها له من الخلف    
له هامسًا بصوت أجش ونبرة إشتياق وعشق: 
سميرة. 
بسبب شرودها لم تنتبه، شهقت بخضة حين شعرت بيدية كذالك أربكها همسه..
إستغرب من شهقتها وضع يده فوق موضع قلبها يشعر بصخب دقاتهُ، سألها : 
كنتِ شاردة فى إيه. 
إلتقطت نفسها وحاولت الإبتعاد عنه وتقدmت خطوة للأمام، جذبها مره أخرى وضمها له بشوق قبل عُنقها قائلًا بهدوء غير متوقع منه: 
ليه مجتيش مع السواق. 
إستدارت تنظر له عقلها مُشتت فيما تُفكر فيه صمتت للحظات، لكن حين إقترب عماد أن يُقبلها عادت برأسها للخلف قليلًا وضعت يديها فوق يديه تُزيحما عن خصرها قائله بحِده قليلًا: 
قولتلك مش هنفعك، هروح أشوف يمنى بتعمل أيه. 
قبل أن تبتعد جذبها يُعانقها بإشتياق قلب لرؤيتها عكس ما تُفكر فيه... للحظه كاد يعترف ويقول لها: 
حشـ.ـتـ.ـيني و .
لكن دخول يمنى وهي سعيدة تتباهى بالدوران حول نفسها، بالفستان جعله يترك عِناقها ونظرا الإثنين الى يمنى يبتسمان على فرحتها وهي تقول بطفوله وهما يفهمان منها: 
ناناة لبستني الفستان، وقالت لى إنى أحلى من سندريلا. 
تبسمت سميرة وإنحنت تُقبلها قائله: 
فعلًا أحلى من سندريلا. 
نظرت لها يمنى وقبلتها قائله: 
خلاص يا مامي انا مش زعلانه منك. 
تبسم عماد هو الآخر وشعر بإنشراح من فرحة يمنى وجلس على ساقيه يُقبل وجنتها سائلًا: 
ويمنى كانت زعلانه من مامي ليه. 
نظرت يمنى نحو سميرة، وقالت بعفوية طفله: 
عشان مش إلعب بموبايلها، وشوفت صورتك يا بابي عالفون. 
نظر عماد نحو سميرة نظرة لوم وعتاب، تجاهلت سميرة تلك النظرات وقالت: 
إحنا أتعشينا تحب أحضرلك العشا. 
تضايق من تجاهلها نظرته قائلًا: 
لاء مش جعان متغدي متأخر. 
تبسمت يمنى وعانقته قائله: 
بابي  تعالى نشوف بقية الهدايا اللى فى الشنطة. 
تبسم وحملها واقفًا وذهب نحو الحقيبه، بينما تحججت سميرة كى تتهرب من أمامه قائله:
هروح أفكر ماما بميعاد العلاج. 
غص قلب عماد، وفهم أن سميرة تتهرب منه، لكن إنشغل باللهو مع يمنى بأحد الألعاب الذى آتى لها بها حتى أنها نعست بين يديه، وضعها على الفراش وقام بتبديل ثيابه الى أخرى مُلائمة للنوم، وتمدد جوارها على الفراش وترك باب الغرفه مفتوح، بينما سميرة كانت تجلس بالغرفه الخاصه بها مع يمنى، مازالت شاردة بفكرة شراء ذاك المركز التجميلي لكن إنتبهت للوقت، ونهضت بالتأكيد يمنى قد تكون غفت لتذهب وتأتى بها للنوم جوارها، بالفعل كما توقعت حين وجدت باب الغرفة مفتوح دخلت مباشرةً ونظرت نحو الفراش، كان عماد مُستيقظًا يبدوا أنه يتابع شئ على هاتفه، تنحنحت وذهبت نحو الجهه الأخرى من الفراش وكادت تأخذ يمنى، لكن عماد أغلق الهاتف ووضعه فوق طاوله جوار الفراش قائلًا: 
هتعملي إيه. 
ردت سميرة بصوت شبه خافت: 
هاخد يمنى ونروح ننام فى أوضتنا. 
تمنع عماد قائلًا: 
سيبيها تنام جنبي بلاش تقلقيها. 
تحججت سميرة: 
بتبقى تصحي بالليل هتقلق منامك. 
تنهد قائلًا: 
تمام، السرير كبير ويسعنا إحنا التلاتة. 
إستغربت ذلك ونظرت له قائله بفحوى: 
إنت مش بتحب حد ينام جنبك عالسرير، قولت لى كده فى أول جوازنا. 
زفر نفسه بإرهاق ونهض من فوق الفراش توجه نحو باب الغرفه واغلقه كذالك أطفئ ضوء الغرفه الا من ضوء خافت  قائلًا: 
سميرة بلاش مناهدة أنا راجع من السفر الفجر ومنمتش ساعة كامله ومُرهق، إتفضلي نامي عالسرير جنب يمنى وبلاش مناهدة عالفاضي. 
كادت سميرة أن تعترض لكن نظر لها عماد بتحذير ألا تُعارض، رغم عنها إستسلمت، وصعدت على الناحية الأخري للفراش جوار يمنى حركتها قليلًا، وقامت بخلع ذاك الفستان عنها... قامت بوضعه بمكان قريب، قائله: 
أول ما هتصحي الصبح هتسأل عنه،عندها ذاكرة حديديه مش بتنسي حاجه.
تبسم عماد وهو يتمدد على الفراش نائمًا على جانبه ينظر لـ سميرة التى حايدت النظر له ونظرت نحو يمنى ثم أغمضت عينيها،لتفاجئ 
بيد عماد على وجنتها كذالك تلك القُبلة الناعمه،ثم قوله تصبحي على خير يا سميرة.
فتحت عينيها ونظرت له متفاجئه من ذلك،شعرت بتشتُت،لكن سُرعان ما غفت،بينما عماد، بينما عماد رغم إرهاقه، لكن نظر  نحو سميرة وجالت برأسه تلك الأغنيه التى كان يسمع صداها قبل قليل 
كلموني ثاني عنك ... فكروني
صحوا نار الشوق الشوق في قلبي . وف عيوني .
رجعولي الماضي بنعيمه وغلاوته و بحلاوته وبعـ.ـذ.ابه وبأساوته ...
وافتكرت فرحت وياك قد ايه . وافتكرت كمان يا روحي بعدنا ليه
بعد ما صدقت إني قدرت انسى ... بعد ما قلبي قدر يسلاك ويأسى
جم بهمسة وغيروني . كانوا ليه بيفكروني ...
بعد ما اتعودت بعدك غـ.ـصـ.ـب عني
بعد ما نسيت الأماني والتمني
كلمتين اتقالوا شالوا الصبر مني. 
تذكر لقاؤة مع سميرة قبل أكثر من ثلاث سنوات 
بليلة صيفيه 
تأخرت سميرة بالعمل فى ذاك الصالون التجميلي الذى يقع بالطريق الرئيسي للبلدة، بسبب إنشغالها مع إحد العرائس من ثم إحد النساء الاتى أرادت أن تتزين لزوجها العائد من الغُربه، حتى إنتهت من ذلك أوصدت المحل وخرجت منه كان فى حوالى الحادية عشر مساءً، ليس متأخرًا، لكن الطريق أصبح شبة شاغرًا الا من بعض المحلات الأخري التى تستعد للإغلاق، سارت نحو ذاك المنزل الذى تعيش فيه مع والدتها بعد أن تركت منزل والدي نسيم، إنتبهت الى تلك الحُفرة على الطريق وكادت تتفادى السير من جوارها،لكن تلك السيارة التى تقطع الطريق أربكتها بسبب عدm إنتباة السائق الذى لم يرا تلك الحُفرة وكادت سيارته تنغرس فيها لولا مقاومتها كآنها مطب،إنتفضت السيارة سُرعان ما تحكم السائق بالسيارة لم ينتبه الى تلك التى كادت تعبر الطريق،لكن أوقف السيارة فجأة قبل أن يصدmها،فى ذاك الوقت بسبب الخضه كذالك مُحايدة سميرة للحفره إختل توازنها وسقطت أرضًا،كذالك شعرت بتمزُق فى إحد ساقيها تآلمت منه وظلت جاثية على الأرض للحظات،إنخض السائق أيضًا وترجل سريعًا من السيارة بعد ان رأي تلك الجاثيه ظنًا أنه أصابها مكروهًا،ذهب نحوها حين إقترب منها سأل بهدوء:
إنتِ بخير؟.
حتى وإن مر قرن من الزمان كيف تنسى ذاك الصوت الذى كان يآسر قلبها،تعرفت على صوته،همست بدmعه سالت دون إرادة:
عماد.
ظلت تُخفض وجهها، تتمني الا يقترب، أو تنشق الارض وتبتلعها، لا تُريد النظر له، رغم إشتياق قلبها، لكن هى حاولت النسيان ووئد قلبها فقط أرادت أن تعيش مع والدتها بسلام لم تعُد تود شئ آخر، لكن حتى هذا السلام كان ظاهريًا فقط، قلبها مازال يحترق بلهيب ساكن تحت الرماد من صدا صوته عاد يشتعل مرة أخري، مازالت تُخفض وجهها حتى أصبح أمامها مباشرةُ هو واقف بشموخ وهى جاثية بآلم بل آلمين، آلم ساقها التى تشعر بتمزُق بها، والاصعب آلم قلبها، لكن إنحنى عماد قائلًا: 
أنا آسف مخدتش بالي إن فى حُفرة هنا، خليني أساعدك. 
بسبب إضاءة أحد عِمدان الإنارة القريب إنعكس على الأرض خيال يدي عماد اللذان مدهما لها، إنحشر صوتها للحظات، لكن إنحني عماد أكثر ونظر الى وجهها سُرعان ما خفق قلبه يآن بآلم وهو يقول بمفاجأة: 
سميرة!. 
هنا رفعت رأسها، نظر الى وجهها والى تلك الدmعة التى سالت من عينيها شعر هو الآخر بلهيب سكين حاد ينغرس فى قلبهُ، ولوهله أخفض يديه جواره، لكن سُرعان ما مدهما مره أخرى حين حاولت سميرة النهوص وآنت بآلم من ساقها، لكن تحملته، ولم تنظر الى يديه اللتان كادتا أن يلمسن يديها، وسارت من أمامه بخطوات مُتعرجه، ظل واقفًا تتبعها عينيه بآلم  لكن بسبب صوت تنبيه سياره على الطريق عاد الى سيارته، وحايد الطريق سائرًا ينظر الى مرآة السيارة الجانبيه وإختفاء سميرة من أمامه. 
بعد قليل 
بمنزل سميرة
_على نغمـ.ـا.ت تلك الاغنيه التى يتردد صداها الى مسمعها سالت دmـ.ـو.ع عينيها تشعر بآلام ليست فقط جسديه، هنالك آلم أشـ.ـد فتكً، آلم القلب الذى لم يُشفى من دائه المُضني، رغم مرور أكثر من عام ونصف على آخر لقاء لهم، آخر لقاء الذى ذبح قلب الأثنين، وضاعت أمنيات السعاده.
دخلت والدتها الى الغرفة بيدها أحد المراهم، سُرعان ما جففت سميرة دmـ.ـو.ع عينيها، لكن ظل آثر تلك الدmـ.ـو.ع ظنت والدتها  أنها من آلم ساقها وقالت لها: 
لقيت عند كريم إبن عمك مرهم لتمزُق الآربطة هاتي رِجلك أدهنها لك يسكن الآلم لحد الصبح نروح المستشفى نعمل على رِجلك إشاعة،ربنا يستر ومتكنش مكـ.ـسورة. 
-مكـ.ـسورة 
ليست قدmها هى المكـ.ـسورة بل قلبها هو الذى تفتت بنيران مُلتهبه تحرق فؤادها حرق لا ينطفئ. 
على الجهه الأخرى بمنزل والدة عماد، كان مُمدًا على الفراش يُغمض عينيه يُعيد رؤيته لـ  سميرة وتلك الدmـ.ـو.ع التى كانت فوق وجنتيها، ورفضها مساعدته وسيرها تعرج يبدوا أن أصابها مكروهًا، يؤنب نفسه، لما تركها تسير هكذا، لما لم يجذبها إليه عنوة، لما ولما، والعقل والقلب بين النيران يشتعلان ببعض، هل مازال قلبك يخفق لها، الم تحترق بنيران الغدر منها، لما تخفق الآن الم تكُن نائمًا تحت الرماد، رويتها مره واحده نفضت ذاك الرماد وعاد قلبك يشتعل مره أخري... فتح عينيه ونهض من الفراش جذب علبة السجائر والقداحة  يشعر بسخونه فى جسده، ذهب نحو شباك الغرفه قام بفتحه كان نسمة هواء صيفيه معتدلة أصابت جسده، لكن مازال يحترق جسده، أو بالاصح ما يثير السخونه هو قلبة المُلتهب، أشعل إحد السجائر، نفث دخانها ينظر الى تلك السحابة الرماديه، خيال سميرة يسكُنها أيضًا، بنفس الوقت دلف الى الغرفة حُسنيه نظرت الى وقوفه خلف الشباك وتلك السيجارة بيده تنهدت بآسف قائله: 
مش عارفه إيه اللى خلاك تشرب المحروقه دى، بطلها عشان بلاش عشان توفر فلوسك حتى عشان صحتك. 
ألقى بقايا السيجارة من الشباك، ونظر نحو والدته التى قالت له: 
فى موضوع كنت عاوزه أتكلم معاك فيه. 
نظر لها سائلًا: 
وأيه هو الموضوع المهم اللى مسهرك لحد دلوقتي... بقينا نص الليل. 
تنهدت قائله: 
أنا كنت مستنياك لما إتصلت قولت إنك جاي، ومعرفش أيه اللى أخرك مش كنت بتقول قبل المغرب هتكون هنا فى البلد. 
رد عماد بتوضيح: 
فعلًا بس ظهر مشكله  فى مصنع القاهرة أخرتني، خير إيه هو الموضوع  المهم. 
تبسمت حُسنيه قائله: 
مفيش موضوع أهم من إنك تتجوز، هتفضل كده لحد إمتى، الحمد لله ربنا فتحها عليك ورزقك من وسع، والمفروض تتجوز عشان يبقى ليك بيت وعيال، كمان مراتك هتكون معاك فى مصر، قلبي هيطمن عليك. 
تبسم قائلًا بمراوغة: 
أنا خلاص إشتريت ڤيلا فى منطقة كويسه، بس تنتهى التشطبيات فيها وإن شاء هتجي تعيشي معايا فيها، لو مش إنتِ مكنتش هاجي هنا البلد. 
تبسمت له قائله: 
أهو عشان كده كمان، لازم تتجوز. 
نظر لها بإستفسار قائلًا: 
إنتِ فى قدامك عروسه ولا أيه. 
تبسمت حُسنيه قائله: 
فى كتير، بنات الحلال كتير، بس إنت إنوي الخير، وربنا يآتيك باللى تسعد قلبك. 
-تسعد قلبك. 
كلمتان طن صداهم بعقله، هل هناك إمرإة أخرى غير سميرة ستسعد قلبه... 
الجواب صعب الإعتراف به، لا هى فقط من مازال قلبك يتمناها رؤيتها نفضت الرماد وعاد لهيب العشق يحرقك،فكر عماد وهو ينظر لوالدته ثم قال:
وأنا موافق إتجوز عشان خاطرك. 
تبسمت له بإنشراح قائله: 
فى بنات هنا.... 
قاطعها قائلًا: 
بس أنا فى دmاغي واحدة معينه. 
تبسمت له قائله: 
قولى مين وبـ.ـنت مين وانا أروح أطلبهالك من الصبح. 
نظر لوجهها بترقُب لرد فعلها قائلًا: 
سميرة. 
لم تنتبة وسألته: 
سميرة بـ.ـنت مين؟. 
نظر لها قائلًا  بتوضيح: 
سميرة اللى كانت خطيبتي. 
إنسأمت ملامحها وقالت: 
بس.... 
قاطعها عماد: 
اللى أعرفه إن جوزها إتـ.ـو.في من ست شهور تقريبًا، يعنى زمان عِدتها إنتهت... ولا إنتِ عندك إعتراض عليها. 
ردت حُسنيه: 
لاء معنديش إعتراض عليها... 
قاطعها  مره أخري قائلًا: 
خلاص زي ما قولتِ من شويه الصبح تروحي تطلبيها من مامتها...والجواز هيكون فى أقرب وقت.
لا تعلم حسنيه لما شعرت أن عماد لديه هدف من زواجه من سميرة لكن لم تعترض ربما تكون مُخطئه ومازال يُحبها،هو كذالك بالفعل لكن يُخفي ذلك، وأنها مجرد زيجة مناسبه. 
على همس تلك الصغيره النائمة بالمنتصف عاد عماد من تلك الذكري، كذالك تبسم حين جذبت سميرة يمنى وحاوطتها بين يديها وإختفى تذمر يمنى... تبسم وأغمض عينيه هو الآخر، مُقتنعًا، زواجه من سميرة  كان زواج عقل وقلب مازال يخفق لها يجعله يتغاضى عن عنادها أحيانا. 
❈-❈-❈
باليوم التالي
بـ مارسيليا
تبسم هانى لـ مصافحة تلك الفتاة التى تحدثه بالفرنسيه: 
أشكرك هاني، أنت لك فضل كبير جدًا بالمحافظة على ورشة والدى و.جـ.ـعلها مازالت مستمرة. 
تبسم لها قائلًا: 
لوالدك أفضال كثيرة علي، منذ أن جئت الى هنا. 
تبسمت له قائله: 
بفضلك إستطاعت تكملة دراستي وها انا بالجامعة، ادرس هندسة وسأصبح مهندسه، لكني أحذرك هانى من هيلدا زوجة ابي لدي شك أنها لها يد بوفاته بهذه السرعه، هى كانت تعمل بإحد الصيدليات قبل ان تتعرف على والدي ولديا شك قوي ان والدى كان يتعاطي عقارًا هو ما تسبب بمـ.ـو.ته بهذه السرعه فجأةً. 
شرد هانى للحظة وتيقن من ذلك هو تعرض لعقار طبي مُسمم لكن إكتشفه باكرًا قبل ان يقضي عليه... 
لكن غفل هانى عن ما رأي ذاك اللقاء وقام بأخذ عِدة صور، كما انه تعقبهُ بعد ان غادر وترك إيڤون، وبأثناء سيره توقفت السيارة فجأة لا يعلم  سبب لذلك، ترجل من السيارة وقام بفتح الجزء الأمامي وجد دخانًا كثيفًا يتصاعد منها، إستغرب ذلك كذالك وضع يده فوق البطاريه كانت ساخنه للغايه، عكس طبيعة ذلك النوع من السيارات بها بمبردات...لم يهتم بذلك وقام بالإتصال على إحد ورش الصيانه،بنفس الوقت صدح هاتفه،وإستمع الى صريخ يستنجد،علم هوية صاحبة هذا الصوت إنها إيڤون. 
❈-❈-❈
بغرفة الصناعه كان هنالك لقاءًا برجـ.ـال الاعمال المُختصين بصناعة المنسوجات 
بعد إنتهاء الإحتماع كان هنالك حفل تعارف على شرف ذلك، كان فرصة أخري للقاء  بين عماد  وتلك المُتطفلة التى إقتربت منه بدلال صافحته قائله: 
فرصه سعيدة لقائنا يومين ورا بعض. 
تبسم لها بمجاملة، لكن هى أضحت تشعر بأن هنالك ما يجذبها له، ربما ذاك الوقار الذى تشعر به نحوه، جذبهم الحديث معًا ومع بعض رجـ.ـال الاعمال اللذين اشادوا بذكاء قُطبي صناعة النسيج بمصر وإقتراح ماذا لو حدث بينهم إنـ.ـد.ماجً، بالتأكيد سيحدث طفرة غير مسبوقه للكيانين معًا، لكن هنالك هدف آخر غزا عقل چالا، إنـ.ـد.ماج من نوع آخر، ستسعي لنيله بتشجيع من مجاملات عماد لها. 
❈-❈-❈
بأحد محلات الصاغة
جلست سميرة مع صاحب المحل  وقامت بفتح حقيبة وأخرجت تلك المصوغات قائله: 
عاوزه أعرف تمن دول قد أيه. 
تبسم لها صاحب المحل وأخذ منها الحقيبه وبدأ يُثمن تلك القطع، بإنبهار حتى إنتهى قائلًا: 
المصوغات دى حقيقيه حتى فصوص الالماظ اللى فيها عتيقه واضح أن الشخص اللى جابها لك ليكِ معزه خاصه عنده. 
تهكمت بين نفسها، عن أى معزة خاصه يتحدث  تلك المصوغات ثمن بقائها مهمشه فى حياة عماد. 
الشرارةالثانية عشر «كلمة بكلمة» 
#وإحترق_العشق 
❈-❈-❈
بمحل المصوغات
تغاضت سميرة قول الصائغ وتنحنحت قائله: 
بصراحة فى مصلحة قدامي  ومحتاجه أبيع الصيغة دي. 
نظر لها الصائغ قائلًا: 
خسارة تبيعها، شايف فيها قطع تمنها غالي. 
تنحنحت قائله: 
عارفة بس قدامى مصلحة تنفعني أكتر من الصيغة دي. 
أستسلم قائلًا: 
ممكن ترهنيها بمبلغ كويس.
سألته قائله:
طيب لو رهنتها قيمة الرهن ممكن تساوي كام.
رد الصائغ  وقال لها ثمن الرهن ثم أكمل بتوضيح:
لو مش زبوبـ.ـنتي مكنتش هنصحك، بس خسارة تبيعها. 
فكرت سميرة قائله: 
تمام بكره هرجعلك وأكون قررت بيعها أو رهنها. 
تبسم الصائغ، كذلك سميرة التى فكرت بمعرفة قيمة مركز التجميل أولًا. 
❈-❈-❈
فرنسا 
تفاجئ هانى بإغلاق الإتصال مباشرةً بعد سماع صُراخ إيڤون، حاول معاودة الإتصال أكثر من مره لكن لا فائده الهاتف يُعطي أنه مُغلق رفع يديه فوق رأسه وجذب شعره بقوة للخلف وتنهد بحِيرة وقلق وظل واقفًا جوار باب سيارته حتى إقتربت منه إحد سيارات شركات الصيانه،بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نظر الى الشاشه كان رقمً غير مُسجل لديه،قام بالرد آتاه صوت إيڤون سريعًا سألها:
إيڤون إنتِ بخير.
ردت بنهجان:
لا هاني لست بخير لقد تعرضت لبعض المجرمين على الطريق ولولا دورية الشرطه ربما كانوا نجحوا وقاموا بقــ,تــلي او خـ.ـطـ.ـفى،أحدثك من هاتف الشرطي وانا ذاهبه الآن معه الى مركز الشرطه لتقديم بلاغ.
تنهد هاني براحه سائلًا:
قولى لى مكان قسم الشرطه وسآتى لكِ.
أخبرته عن مركز الشرطه،أغلق هانى الهاتف وزفر نفسه وتوجه ناحية ذاك العامل الذى يفحص السيارة وتحدث معه ثم، أعطي للعامل المفاتيح الخاصه بها من ثم أشار إحد سيارات الآجرة ذهبًا الى إيڤون، أثناء جلوسه بالسيارة عادت له الذكريات 
لقبل سنوات طويلة مرت عادت تقتحتم تلك الذكري المؤسفة التى قيدت حياته بزواج من هيلدا  
بأحد الليالي،بعد وفاة صاحب تلك الورشه الذى كان يعمل بها،وتركها بعد وفاته وذهب للعمل فى إحد محلات العصائر كذالك ترك السكن وذهب الى سكن آخر،لكن رغم ذلك لم يسلم من مراقبة هيلدا،بعد منتصف الليل إقتحم السكن الذى يعيش فيه هو ومجموعة من المُغتربين منهم ما هو مُقنن وضعه بحق إقامة فرنسيه او اى دولة أوربية،لكن هو والقليل معه كانوا مثلهُ بلا إقامة منهم من جازف وإستطاع الهرب لكن لسوء حظه هو من كان قريبً من رجـ.ـال الشرطة وقت الإقتحام وتم القبض عليه بملابس منزله عبـ.ـاره عن سروال داخلى قصير وكنزه بنصف كُم...وضع بأحد مراكز الشرطة يكاد يشعر بانخفاض فى ضـ.ـر.بات قلبه،حياته تتحطم،أخته مريـ.ـضه وتحتاج الى المال للإنفاق على علاجها كذالك مُستقبلهُ بلا ملامح،كل شئ يضيع خلف ذاك القضبان لو خرج منه بالتأكيد يعرف النتيجه هى الترحيل الى بلده بأسوء طريقه،مستقبل يتدmر أمام عيناه،غُربه جازف من أجلها وباع حتى عُمره وهو يعبر من بحر مُظلم يفتك ويحتوى جوفه على أحلام ضاعت بل غرقت بجوف أحد أسماكه الضاريه،لشباب واطفال بحثًا عن مستقبل أفضل حِلم يراه فى غيرة يريد أن يصبح مثله،رحله قضاها أيام فى بحر الظُلمـ.ـا.ت بقاع مركب مُتهتك أقل سُرعه للـ الرياح كفيلة بتدmيرة،حقًا وصل الى شاطئ يستطيع البدايه مره أخري،لكن هذا يتلاشى الآن خلف تلك القُضبان لا أمل ولا مستقبل،أو مستقبل مُعتم فى مصر ينتظره حين يعود خالي الوفاض.   
أغمض عينيه ود لو يبكي عل ذلك يجعلة يشعر براحه قليلًا، ها هو ليل مُعتم ينتهى ولم تغمض عيناه ولا قلبه الاثنين بهما آلم حارق. 
بلحظه تدmرت حياته التى ظن أنها بدأت تزدهر قليلًا بوفرة المال، لكن كان هذا مؤقتًا. 
.. فتحت الزنزانه الذى كان بها وقام أحد رجـ.ـال الشرطة  بجذبه دون الحديث معه،ذهب معه بقلب يلتاع نارًا،الى أن دخل الى غرفة خاصه...تحدث له أحد الأشخاص فهم منه:
من أين أنت.
صمت لم يُجيبه.
وجه له عِدة أسئلة كان الصمت هو الرد كما حذروه أثناء السفر لو تم القبض عليك لا تبيح بهوايتك، إدعي البلاهه أو الصمت، هو صمت، لكن بدأ يتعصب ذاك الشرطي الذى يسأله نهض  وكاد يصفعهُ، بلاد تدعى الحريات وفى الاساس هى أساس القمع والتسلُط والآستبداد
لحسن حظه كان هنالك تفتيشًا للصليب الأحمر 
نظر نحو هاني ذاك الشخص ولمعت عينيه هو ذو جسد مثالي بالتاكيد له منفعة، ذهب نحوه وقام بسؤالة، فهم هاني أسئلته لكن لم يرد وفهم أن من يدعي المساعدة فى الاساس جزار يود بيع أعضاء جسده وهو فريسه لهم بلا هاويه وليس يفهم حديثه لقمة سائغة، لكن ربما القدر أحيانًا يفرض عليك اللجوء الى ما كنت ترفضة ويرسله لك 
دلفت هيلدا بغرور وكبرياء الى تلك الغرفه بالمخفر،نظرت نحو هاني الذي لم يتعجب وفهم من الذى وشى به،هى تلك الحقيرة ظن أنه تخلص منها حين ترك الورشه وإبتعد لكن كانت مثل الحية التى تُراقب فريستها الى أن تستطيع إفتراسها بسهوله...وها هى اللحظه،تبسمت عيناها وهى ترا ذاك الهوان بعين هاني،وتحدثت الى الضابط برجاء:
هل أستطيع البقاء مع هذا الشاب لخمس دقائق فقط.
بسبب تلك الرشوه الماليه التى وضعتها له بإحد الزهرات،تبسم وأومأ لها بموافقة،خرج مع ذاك الشخص الذى كان تابعًا للصليب الاحمر...
جلست بشموخ وكبرياء وغرور قـ.ـا.تل لآدmية هاني وظلت لحظات صامته قبل أن تقول:
ليس أمامك سوا فرصة واحده هانى،وإختيار واحد،حتى تخرج من هنا على قدmيك،بل ستُفتح لك أبوابً من الهناء،عكس ذاك الشقاء.
بالتأكيد يعلم ما هى تلك الفرصه،أكيد مرافقة تلك الحقيرة وإعطائها ما كانت تريده من قبل،لحظات غرام،والإختيار صعب،لكن صعُب أكثر حين قالت له:
لكي تُقنن وضعك هنا هاني لابد أن نتزوج.
-نتزوج!
قالها بتعجب،ظن أنها فقط تريد اللهو قليلًا وبعدها ستمل منه،لكن الزواج رابط قوي صعب الخروج منه هنا بسبب قوانين تلك البلدة الصارمه عكس تلك القوانين المصريه التى تُعطي الزوج كافة الحقوق،هنا الزواج له شروط وقوانين صارمه... ماذا لو رفض الآن ويحدث ما يحدث، هل سيُرحل الى بلده... 
الجواب بالتأكيد لا سيُدفن بلا هاويه ويُسرق جسدهُ تباع أعضاؤه... نظر لبسمتها المُتيقنه أنه سيوافق فقط يحاول إستجماع ما بقى من آدmيته وإرادة البقاء هى من تتحكم، أومأ برأسه موافقًا. 
تبسمت هيلدا بظفر لكن ضغطت عليه قائله: 
أود سماع قرارك هاني، أمامك فرصة بكلمة واحده إما أن تقتنصها أو... 
قاطعها غـ.ـصـ.ـبً: 
موافق على إننا نتجوز يا مدام هيلدا. 
إنفرجت شفتاها وملامحها ببسمه ونهضت واقفه وذهبت نحوه تسير بدلال وغنج أنثوي وضمت جسدها له بإغواء قائله: 
لا تقول لـ مدام مره أخري بل قول"هيلدا "زوجتي. 
-زوجتي! 
أى زوجة هذه إمرأة تُجبر رجلًا أن يتزوجها غـ.ـصـ.ـبً وتظن أنه زوجته، هى عاملته مثلما العبيد الذى تؤمر وليس عليها سوا الطلعه والتنفيذ والا سيُجلد، لا بل سيُقــ,تــل بلا رحمة. 
بهوان قالها: 
موافق على الزواج. 
لتنفرج ملامحها ليس فقط ملامحها بل شفتاها اللتان طوقتا شفتاه بقُبلة ساخنه تصهر الجليد لكن ليس قلب بآس.
[عودة]
كانت من تلك الذكرى البائسه على وقوف سائق سيارة الآجرة أمام المخفر...
ترجل من السيارة ودلف الى المخفر بخطوات سريعه نحو إحد الغرف،طرق الباب ودخل بعدها،تنهد براحه حين رأى أيفون التى وقفت وتوجهت نحوه قائله: 
لدي يقين هانى أن هيلدا هى من خلف هؤلاء الاوغاد اللذين حاولوا خـ.ـطـ.ـفي عليك أن تحذر منها أكثر. 
بعقل هاني يوافق إيڤون لكن صمت وإتخذ القرار، بالتأكيد رحلته القادmه لـ مصر سيكون لها مفعولًا خاص، فهو لن يعود قبل ثلاث أشهُر قد تكون هدأت اعصاب هيلدا فى تلك الفترة. 
❈-❈-❈
بعد إنتهاء لقاء غرفة الصناعه، تحججت چالا أن سائقها تأخر، وبإستحياء مُبطن طلبت من عماد ان يوصلها الى مصنع والدها بطريقه، بمجاملة وافق عماد، أثناء حلوسهم بالسيارة ظلا يتنقاشان حول صناعة النسيج والعمل على تطويرها كان مُتحفظً كثيرًا فى أرائه عكس ما تحاول أن تظهر به وهو أنها بـ.ـارعة كونها سيدة أعمال،لم يهتم ولا يلفت نظر عماد هذا،لكن فى أثناء ذلك،صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه سُرعان ما تبسم،وقام بالرد بإيجاز،حتى إنتهي،بفضول منها نظرت الى شاشة هاتف عماد لاحظت تلك الصورة،لطفلة صغيرة تبتسم،لم تهتم لحديثه المختصر على الهاتف وسألت بفضول مُبطن:
الصورة اللى على الموبايل دى صورة بـ.ـنتك.
لمعت عينيه أسفل نظارته الطبيه  : 
أيوه. 
إعتذرت برياء قائله: 
متآسفه انا مكنش قصد من النظر لشاشة الموبايل جت صدفه، بس لمحت صورة الطفله وهى حلوة أوي وتشبهك كتير. 
تبسم قائلًا: 
فعلًا يمنى ملامحها فيها شبه كبير مني. 
تبسمت برياء قائله: 
أكيد مامتها بتحبك أوي. 
غص قلبه للحظات وهمس لنفسه: 
بتحبني لدرجة إتجوزت من راجـ.ـل تاني غيري، لكن رسم بسمه وأومأ برأسه قائلًا: 
الشبة مالوش علاقة بالحب، مجرد أشباه وخلينا نكمل كلامنا عن صناعة النسيج. 
تبسمت وإزداد لديها هاجس أن تكون تلك الزيجة فُرضت عليه لماذا لمل يُجبها ويتحدث عن زوجته مثلما تحدث عن إبـ.ـنته. 
إنتهى الطريق، ترجلت چالا من السياره، نظرت نحو عماد مُتسمه تقول: 
عارفه إنك أكيد وقتك مشغول ومش هتقدر تنزل وتدخل معايا المصنع، بس 
هستني زيارتك للمصنع فى أقرب وقت.
تبسم لها قائلًا:
أكيد طبعًا. 
تبسمت له وهى تدخل الى المصنع أمر السائق بالإنطـ.ـلا.ق فورًا. 
بينما قبل ان تدخل چالا الى مبني المصنع نظرت خلفها تضايقت حين رأت إنطـ.ـلا.ق سيارة عماد... زفرت نفسها بغضب. 
بينما عماد لم يُبالى بعد نزولها من السياره نظر الى شاشة هاتفه لكن الى صوره أخري، صورة سميرة وهى تضحك وهى تحمل يُمنى الصغيرة وليدة الأيام وقتها، كانت يمنى بها ملامح من سميرة وقتها لكن مع الوقت تبدلت ملامحها وإتخذت من ملامحه هو الآخر... فكر قليلًا ثم إتخذ القرار. 
❈-❈-❈
بـ المركز التجميلي. 
دلفت سميرة الى غرفة چانيت التى تبسمت لها بترحيب، تنحنحت سميرة قائله: 
فى موضوع مهم كنت عاوزه أتكلم مع حضرتك فيه. 
تبسمت چانيت لها قائله: 
خير، تعالي إقعدي يا سميرة. 
تبسمت سميرة  وجلست، ثم تنحنحت قائله: 
أنا عرفت إن حضرتك ناويه تبيعي الصالون ده. 
تبسمت چانيت  بموافقه قائله: 
ايوا بس متقلقيش انا قبل ما هبيع الصالون هتفق مع اللى هيشتريه إنه ميفصلش أى ست بتشتغل هنا، إنت كلكم ممتازين. 
تبسمت  سميرة  قائله: 
مش ده الموضوع اللى كنت جايه لحضرتك فيه، أنا جايه بخصوص أمر بيع الصالون أنا عندي شخص ممكن يشتريه. 
إستغربت چانيت قائله: 
إنتِ ت عـ.ـر.في الصالون  ده يساوي كام يا سميرة. 
-كام. 
سالتها سميرة  واجابتها چانيت بذاك المبلغ الضخم، وإنصدmت لكن سُرعان ما تبسمت قائله: 
المبلغ موجود، او بمعني أصح يعتبر موجود. 
تبسمت چانيت  بعفويه سأله: 
ومين بقى اللى هيشتري الصالون ده. 
تبسمت سميرة بتلقائيه قائله ثم سرعان ما قالت بتوضيح 
أنا... قصدي فى شخص قريبي كلمته عالصالون وهو كان مسافر ومعاه مبلغ وعاوز يستثمره أحسن ما يركنه فى البنك والفايده تبقى قليلة. 
تبسمت چانيت قائله: 
فعلًا البنوك فوايدها قليله، كلمي قريبك ده وخليه يتواصل معايا. 
إرتبكت سميرة قائله:. 
أنا هبقى الوسيط كمان هو مسافر وفوض ليا إنى أشتري الصالون ده وأكتبة بإسمى لحد ما هو يرجع من السفر.
تبسمت چانيت قائله:
تمام يا سميرة،أكيد ليك عمولة وانا هراعيك،بس مش هكدب عليكِ فى كذا حد كلمني عالصالون وانه عاوز يشتريه،بس إنتِ...
قاطعتها سميرة بتلهف:
لاء من فضلك يامدام چانيت الصالون ده مهم اوي بالنسبه لى،قصدى لقريبي،يحفظ فلوسه فيه،وانا مستعده أكلمه وهو موافق وممكن نخلص الإجراءات فورًا وهقوله يحولى المبلغ فى ظرف يومين اسبوع بالكتير.
تبسمت چانيت قائله:
تمام يا سميره قدامك أسبوع تكلمي قريبك،وإنتِ أولى بالصالون لانك عارفه معظم زباينه.
تبسمت سميرةولمعت عينيها لكن إحتارت بكيفية جمع ذاك المبلغ بأسبوع.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين 
بـ ڤيلا عماد  
تبسم هانى بود ومحبه الى تلك التى تفتح له ذراعيها واقترب منها بلهفه يحتضنها، تبسمت وهى تحتضنه قائله: 
حمدالله على سلامتك يا حبيبي، نورت مصر.
تبسم لها بود قائلًا بمزح:
الله يسلمك يا عمتي،مصر منوره بأهلها،أوعي يكون العمده مغلبك فى غيابي
تبسمت له قائله:
العمده فعلا مغلبني يا إتش.
تبسم عماد بينما سأل هانى قائلًا:
قوليلي بسرعه مغلبك فى أيه وأنا اقرصلك ودانه،كُله الا عمتي حُسنيه دى هى اللى فى العيله كلها.
تبسمت له بود وقالت بإيحاء:
هو عارف السبب بلا بلاش رغي وأحنا واقفين أكيد جعان.
تبسم لها بود قائلًا:
جعان جدًا بقالى يومين صايم عشان لما أنزل مصر أكل على معدة نضيفة.
تبسمت له قائله:
طب يلا الغدا جاهز.
بعد قليل بغرفة المعيشه جلس هانى يتنهد قائلًا:
يااااه أنا أكلت كتير اوى.
تبسمت حُسنيه له،بينما قال عماد:
طول عمرك مفجوع أيه الجديد يعنى،فاكر لما كنا صغيرين كنت تجي تاكل عندنا.
ضحك قائلًا:
انا فاكر كلمتك لما كان الاكل يخلص كنت تقول...انا مشبعتش هاني مسماش قبل ما ياكل عشان كده الشيطان أكل معانا.
ضحكت حسنيه وهما يتنقران مثل الأخوه الى أن جاء سيرة يمنى....سأل هاني:
صحيح يمنى نفسى أشوفها المره اللى فاتت كانت الاحازة قصيره،المره دى مطول.
تبسمت حُسنيه ونظرت الى عماد قائله:
والله دى حتة سكره مـ.ـيـ.ـتشبعش منها.
لاحظ عماد تلميح حسنيه،نهض قائلًا:
إنت مش وراك سفر للمحله.
نهض هاني قائلًا:
فعلًا،يادوب الحق محدش منهم يعرف إنى جاي،قولت اعمل لهم كبسه.
ضحكت حسنيه،كذالك عماد الذى قال:
دول هيتخضوا ومش بعيد جوز أمك يقطع الخلف.
ضحك هاني قائلًا:
هو لسه فيه حيل،ده سلم نمر من بدري.
نظرت لهم حسنيه قائله:
إتأدبوا وبلاش الكلام القبيح ده.
ضحك الإثنين وهما يغادران،لكن إلتفت لها هاني قائلًا:
يومين يا عمتي وراجعلك إعملي حسابك أكلك مـ.ـيـ.ـتشبعش منه.. وانا عامل غسيل معدة قبل ما أجي. 
تبسمت له قائله:
حبيبى تجى بالسلامه،سلم لى على إنصاف وبسنت.
بعد قليل بالسياره...
تبسم عماد قائلًا:
كويس إنك جاي أجازة طويلة،أهو تشيل معايا الشغل شويه،بفكر أخد سميرة ويمني ونتفسح كم يوم،أنا حاسس من كُتر الشغل دmاغي هتتفرتك...محتاج أجازة.
غمز هاني بعينيه قائلًا:
محتاج أجازة ولا بتتلكك عشان تاخد سميرة ويمني وتفصل بعيد عن هنا،خد بالك انا فاهم تلميح عمتي،وطنشت.
تبسم عماد قائلًا:
طب كمل تطنيش بقى،وأنا هاخد سميرة ويمنى واسافر مرسى علم كم يوم نغير جو وأستجم. 
❈-❈-❈
مساءً 
بشقة سميرة 
جلس عماد يحمل يُمنى على ساقيه مُبتسمًا لمشاغبتها، الى أن آتت سميرة وجلست قائله: 
ماما خدت علاجها وهتنام. 
تبسم عماد لها قائلًا: 
فى موضوع عاوز اتكلم معاكِ فيه يا سميرة.
إزدردت حلقها وسألت بخفوت قلب وملامح:
أيه هو الموضوع ده. 
لم يُلاحظ عماد خفوت ملامحها بسبب إنشغاله مع يمنى، وأجابها: 
إحنا هنسافر بكره أجازه كم يوم فى مرسى علم. 
شبه هدأ خفوت قلبها وقالت بإعتراض: 
بكره، إزاي، أنا مأخدتش إذن من صاحبة الصالون. 
نظر عماد لها قائلًا: 
وفيها أيه يعنى عادي... لما متروحيش كام يوم هتخصمهم من مرتبك. 
إرتبكت سميره قائله: 
أيوا لازم أخد إذن منها بالغياب، بكره أبقى أخد منها الإذن ونسافر بعد بكره. 
نظر لها عماد بغضب قائلًا بتصميم: 
لاء هنسافر بكره، وإنت عارفه رأيي فى مسألة شغلك ده ومتحمله غـ.ـصـ.ـب عني، إنتِ مش محتاجه لشُغل. 
نظرت له قائله: 
لاء محتاجه وسبق وقولتلك السبب، أنا مقبلش حد يصرف على أمي. 
زفر نفسه بغضب وكاد يتعصب لكن ضبط نفسه حين نزلت يمني من على ساقيه  وتركتهم قليلًا، نظر لها عماد قائلًا بإستهجان: 
بسيطه خدي من صاحبة الصالون إذن بالموبايل. 
حاولت سميره الإعتراض لكن فى ذاك الوقت عادت يمنى وهى تضحك، إقتربت من عماد تقول له: 
بابي سلسة  حلوه يمنى عاوزه زيها. 
أخذ عماد ذاك السلسال ونظر له قائلًا لـ يمنى: 
حلو أوي جبتيها منين دى. 
ردت يمنى: 
بتاع مامى كانت عالتسريحه.
نظر عماد الى سميرة التى تـ.ـو.ترت لاحظ ذلك بوضوح حين شبه تعصبت على يمنى قائله:
قولتلك إيدك متلعبش فى حاجه.
نظر عماد نحو سميرة سائلًا:
فعلًا،السلسله دى حلوه.
تـ.ـو.ترت سميرة قائله:
عجبتني من فتره إشتريتها.
تغاضى عماد عن تـ.ـو.تر سميرة،وجذب يمنى يحملها،لكن قالت له بطفوله:
طنط اللى فوق جابت بيبي صغير،يمنى عاوزه واحد زيه إلعب بيه.
نظر عماد نحو سميرة التى قالت:
قولتلك ده مش لعبه ده طفل وإنتِ كنتِ زيه.
نظرت يمنى الى عماد بعدm إقتناع قائله:.
بابي أنا عاوزه مامي تجيب لى بيبي زى طنط.
نظرت سنيرة وإنتظرت رد عماد الذى راوغ قائلًا:
يمنى الوقت إتأخر ولازم تنامى بقى عشان لما نصحي الصبح تبقى مفرفشه.
تبسمت يمنى قائله:
هنام جنبك يا بابي.
تبسم لها عماد وحملها وإتجه الى غرفته...
بعد قليل دخلت يمنى الى الغرفه تبسمت حين رأت يمنى نائمه...لكن رأت عماد مازال بملابسه لم تحتاج لسؤال،حين نهض وإقترب منها وجذبها يحتضنها سائلًا:  
أيه حكاية السلسله يا سميرة.
تـ.ـو.ترت قائله:
سلسلة أيه،آه قصدك اللى كانت مع يمنى،قولتلك عادي عجبتني إشتريتها.
رغم أن شعوره  هذا ليس صحيحًا لكن تغاضى عن ذلك قائلًا:.
تمام جهزي نفسك إنتِ ويمنى هنسافر بكرة بعد الضهر أنا حجزت تذاكر الطيران فى طيارة المسا.
كادت تعترض لكن جذبها عماد يُقبلها بشوق ولهفه ثم ترك شفاها ومازال يحتضنها هامسًا بشوق. 
فهمت سميرة همسه، كذالك لمساته على جسدها، تململت بين يديه قائله:.
عماد مش هينفع أنا لسه مأخدتش حُقنة منع الحمل...ميعادها بكرة. 
-منع الحمل. 
فاق من ذاك الشوق وإبتعد قائلًا: 
تمام...همشى أنا دلوقتي وبكره هفوت بعد الضهر تكونوا جاهزين.
بشوق يحاول ان يُلجمه هو لا يحتاجها جسدًا كما فهمت،كان يود فقط قُبلة وعناق،لكن فسرتهم هى على هواها،أو كما أوصل لها همسه،بينما شعرت سميرة بآسي حين إبتعد عنها وتأكد ظنها،أنها ليست سوا  رغبة عابرة... وأصبح لازمًا أن يكون لها كيانً خاص بها يجعلها تستطيع الرفض وقتما تشاء. 
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بالمحله،أثناء سيره بالسياره بحث عن علبة سجائره، لم يجدها تنهد بضجر قائلًا:. 
مش هرجع الدار تانى عشانها نظر حوله لمح ذاك المحل القريب منه، لديه شك أنه سيجد نوع سجائره به، لكن حتى إن لم يجد ذاك النوع بستطيع تدبير نفسه بنوع آخر. 
بمحل البقالة
ضغطت فداء على أذن ذاك الطفل بزهق قائله: 
ركز يا حمار وإفهم انا شرحتلك الدرس عشر مرات وإنت تور الله فى برسيمه، تصدق إنت مش ابن خالتي وإبن عمي فى نفس الوقت، بس غبائك ده حلال فى خالتي تخلص ذنبي منها. 
ضحك قائلًا: 
ذنب إيه يا فتااااء، إنتِ اللى مُدرسه فاشلة أساسًا. 
نظرت له وصفعته أسفل رأسه قائله بضجر: 
قوم يالا غور من وشي، صحيح إنت خِلفه سو،إنت مش نافع فى التعليم آخرك هتبقى سمكري  عربيات.
رفع يديه بدعاء قائلًا:
يارب يسمع منك،عارفة دول بيكسبوا قد أيه فى اليوم،فى أجازة نص السنه هروح أشتغل فى الورشه اللى عالمحطة،وأخد بقشيش.
نظرت له بسخط قائله:
ونعم الطموح،قوم غور من وشي روح لأمك إحرق فى دmها.
نهض ضاحكًا يقول:
هاخد كيسين شيبسى وبيبسي وباكو لبان أطرقع فيه زيك.
نهضت خلفه وأمسكت يده قائله:
فين تمن الحاجات دى حلو.
نظر لها ببراءة قائلًا:
أنا ابن عمك هتاخدي مني تمنهم.
هزت راسها بموافقه:
طبعًا،إنت مش واخد مصروف من أمك اللى مفكره إبنها نابغة وهو حمار، هات يالا تمن اللى هتاخده. 
غـ.ـصـ.ـبً إمتثل وأعطاها ثمن ما أخذه، وخرج يتهكم عليها، تبسمت بظفر غير منتبهه لذلك الذى رأي ذاك الحوار بعد أن 
ترجل من السيارة وذهب  نحو محل البقالة، إنزعج منها ليس فقط لطريقة حديثها  المستقوية مع ذاك الطفل كذالك بسبب طرقعة تلك البالونة التي تفعلها من العلكة التى تمضغها، نظرت له قائله: 
أهلًا وسهلًا. 
رغم إشمئزازه منها لكن قال لها على أحد أنواع السجائر الأجنبية، ثم سألها: 
موجودة هنا. 
نظرت نحو مكان بالمحل وأجابته: 
أيوه موجوده، السوبر ماركت هنا فيه من الإبرة للصاروخ. 
-صاروخ!. 
قالها بتعجب وعينيه تتفحص المكان رغم إتساعه لكن لا يتسع لصاروخ، سألها بإستخبـ.ـار بنبرة إستهزاء: 
فين الصاروخ ده؟. 
شعرت أنه يستهزأ بسؤاله، لكن
تبسمت ببرود  وجذبت إحد العلب الصغيرة وقامت بجذب علبة ثقاب(كبريت)، وفتحت تلك العلبه أخرجت شئ بحجم  أقل من صباع اليد وأشعلت الثقاب به وألقته على طول يدها أمام المحل فإنفجر، إنفزع منه، وإشتطاط غضبً وإشمئزاز من فرقعتها لتلك العلكه بنفس الوقت، كذالك من بسمتها وهى تقول بلا مبالاة:. 
فرقعت لك صاروخ أهو عشان  تصدق... إحنا بنبيع جُملة وقطاعي... العلبة كامله فيها عشرين صاروخ بخمسين جنيه، قطاعى الصاروخ بتلاته جنيه بس ارخص من السجاير...كمان مش هيضر بصحتك زى السجاير اللى بتحرق بها صدرك وممكن تجيب لك ذبحه صدريه،وتمـ.ـو.ت وإنت شاب صغير .
نظر له بغضب قائلًا: 
وإنت اللبانه اللى عامله  تطرقعى بيها بالونات دى بره شفايفك ممكن تلم ميكروبات وتجيب لك مرض ياخد أجلك. 
لوت شفتاها ثم تعمدت طرقعة العلكه قائله: 
كله بآمر الله محدش له فى نفسه حاجه، هتاخد سجاير ولا صواريخ. 
-سجاير طبعًا. 
حدثته بنُصح:. 
براحتك بس خد بالك مكتوب عليها ضار جدًا بالصحه. 
رد عليها  بضجر: 
وطرقعة اللبانة قلة أدب. 
إمتعضت  من قوله وإستهزأت به كذالك هو نفس الشعور، وصل له بعد ان رد كل منهما على الآخر كلمة بكلمة. 
«يتبع»
الشرارة الثالثة عشر«سند قوي» 
وإحترق_العشق 
❈-❈-❈
بـ مرسى علم
بـ ڤيلا مُطلة على البحر 
فتح عماد عينيه نظر الى جواره تنهد بهدوء وإتكئ برأسه على يديه ينظر الى هاتان اللتان تنمان جوارة على الفراش  يمنى بالمنتصف وسميرة على الطرف الآخر تُعطيه ظهرها شعر بسعادة وتبسم وهو يرا تلك المشاغبة الصغيرة ترمش بعينيها كآنها تستيقظ، الى ان فتحت عينيها نظرت الى عماد الذى يبتسم لها تبسمت له هى الأخري وإتجهت نحوه تتدلل عليه، تبسم بحنو وإستقبل دلعها بمحبه وترحيب، نظر نحو سميرة  كانت ناعسة كادت يمنى ان تذهب نحوها جذبها عماد عليه ونهض من فوق الفراش أخذ هاتفه  وغادر الغرفه يستمتع بمرح ودلال يمنى الى أن دخل الى المطبخ وضعها على أحد المقاعد قائلًا: 
وردتي الجميله لازم تفطر عشان تكبر وتزيد جمال. 
رغم عدm فهمها غير أنها لابد أن تأكل لكن تبسمت وهى تومئ برأسها بدلال. 
تبسم عماد وبدأ تحضير طعام خاص له هو ويمنى من ثم جلس جوارها وبدأ فى إطعامها الى أن شبعا  حملها وخرج من المطبخ ذهب الى حديقة الڤيلا جلس أرضًا يلهوان قليلًا بطابه بلاستيكية، وهي تدور حوله  بينما هو فتح هاتفه الذي صدح برنين وسمع حديث من يهاتفه الى إنتهى قائلًا: 
تمام أنا هتصرف..
أغلق الاتصال زفر نفسه وقام بإتصال آخر،ثم قام  بإتصال ثالث وضع الهاتف على أذنهُ ينتظر رد الآخر 
بينما بالبلدة  نظرات الأعين بين فداء وهانى مُتباينة، هو تقدح عيناة ضجرًا من تلك السخيفه وحركة طرقعة العلكه المُقززه بالنسبه له، بينما فداء لا تهتم لذلك تنظر له بلا مبالاة، مدت يدها له قائله:. 
إتفضل علبة السجائر حاول تقلع عنها عشان  صحتك. 
أخذ هانى منها علبة السجائر بشبه بخـ.ـطـ.ـف قائلًا بتعسُف: 
وفري نصيحتك إتفضلي الحساب. 
أخذت منه النقود، وذهبت نحو موضع النقود، تهمس لنفسها: 
الحق عليا بنصحك انت حر ان شاله تلسع لسانك. 
بينما لم يستطع هاني الإنتظار وغادر حين إستدارت قبل أن تعود له الباقي كان قد  إبتعد، تسرعت بخطواتها، لكن كان صعد للسيارة ولم يُبالي بإشارتها له، حتى بقولها: 
يا أخ نسيت الباقي... 
مشي يلا هو حر أهو بدل حق الصاروخ اللى فرقعته. 
بينما هاني قاد السيارة سريعًا يشعر بضجر وإشمئزاز من تلك من العلكة ومن صاحبتها، حتى أنه رأى إشارتها له ولم يهتم، بل اشعل إحد السجائر ونفث دخانها عله ينسى تلك المعتوهة وحديثها الأحمق فى نظرهُ، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، جذبه من موضع الشاحن بالسيارة،ونظر الى الشاشة وقام بالرد يسمع.عماد يقول له:
ناموسيتك كحلي طلعت من البلد ولا لسه.
نفث هاني دخان السيجارة وقال:
لاء لسه طالع من البلد.
تهكم عماد قائلًا:
وأيه اللى أخرك ما صدقت نزلت المحله وهتأنتخ.
إستهزأ هانى قائلًا:
لاء كنت بخلص فى صفقةصواريخ العيد. 
إستغرب عماد سائلًا: 
أية صفقة صواريخ العيد دى. 
رد هاني: 
سيبك قولى بتتصل عليا دلوقتي ليه إنت مش واخد أسبوع إستجمام مع يمنى والمدام. 
زفر عماد نفسه قائلًا: 
فعلًا، بس طبعًا موبايلي مش مقفول عشان الشغل فى مشكله فى مصنع السجاد، وأنا إتصلت على المهندس المسؤول عن الصيانة، وعاوزك تبقى معاه. 
زفر هاني نفسه قائلًا: 
إنت مفكرني خبير زيك ولا إيه. 
تهكم عماد قائلًا: 
الأمر مش محتاح لخبير، ده شغل إدارة، وطالما مطول فى مصر يبقى لازم تشيل شويه، يلا هبقى أكلمك مره تانيه. 
تنهد هاني بإستسلام قائلًا: 
قال وانا اللي نازل مصر عشان أستريح، عالعموم بوسلى يمنى اللى صوت ضحكها واصل لعندي. 
تبسم عماد وهو ينظر الى يمنى التى تدور حوله تُدندن أحد أغاني الاطفال التى تسمعها بالتلفاز، أنهي الإتصال مع هانى وحملها بمباغته ومرح قائلًا: 
تعالي نشوف مامي صحيت ولا لسه نايمة. 
ضحكت يمنى. 
بغرفة النوم 
تمطئت سميرة  بتكاسل وفتحت عينيها بإنزعاج بسبب رنين الهاتف المتواصل  نظرت جوارها لم تجد يمنى ولا عماد، للحظة خفق قلبها ونهضت من فوق الفراش، لكن سمعت صوت ضحكات يمنى، ذهبت نحو شُرفة الغرفه أزاحت الستائر ونظرت من خلفها كانت يمنى تمرح وعماد يتحدث بالهاتف تنفست بهدوء، لكن إنتبهت الى صوت رنين هاتفها، ذهبت نحوه نظرت الى الشاشه، زفرت نفسها بضيق لكن قامت بالرد وتحملت سخافة الآخر قامت بالرد عليه بتعسُف: 
قولتلك ده اللى عندي مفيش فِصال، ولو إنت مش قابل غيرك يتمنى يشتري ، وعاوزه الفلوس كاش مرة واحدة،فى زبون غيرك ممكن يشتري بسعر أعلى،وده آخر كلام عندي هتشتري بالسعر اللى قولت عليه غير كده غيرك موجود ويشتري هو. 
قالت هذا وأغلقت الهاتف تشعر بضيق وشبة إختناق، القت الهاتف فوق الفراش وعادت تنظر نحو الحديقه رأت عماد يحمل يمنى ويتجه الى داخل الڤيلا، إنتظرت قليلًا حتى دخلا الى الغرفه إشرأب عماد  برأسه ونظر ببسمه لـ يمنى الجالسه فوق كتفيه قائلًا: 
مامي صحيت، قولى لها صباح الخير، إحنا صحينا قبلها وفطرنا وإنتِ نايمة. 
رغم شعورها بالضيق لكن تبسمت لـ يمنى التى اعادت كلمـ.ـا.ته لها... لاحظ عماد عبوس وجه سميرة،إقترب منها كاد يضع يدهُ على خصرها إبتعدت وتهـ.ـر.بت قائله:
هروح أستحمي عشان أفوق وأشوف هحضر أيه للغدا.
لهو يمنى بالعبث فى شعره جعله ينفض عن رأسه،لكن لاحظ صوت هاتف يمنى الذى ضوى،ثم إنطفأ،ربما إنذار برساله،لم يهتم وأخذ يمنى وعادوا للهو مره أخرى... 
بينما جلست سميرة على حرف حوض الإستحمام تُدلك جبينها تشعر بصداع ليس مرضي بل صداع من كثرة التفكير، والحِيرة فى تدبير ثمن ذاك المركز التجميلي... فرصة تخشي ضياعها. 
❈-❈-❈
على أحد مقاهي البلده 
كان شعبان يجلس بإفتخار، يضع بفمه خرطوم تلك الآرجيلة، ثم يُنفث الدخان من فمه وأنفه، حتى وضع أمامه نادل المقهى تلك الصنيه قائلًا: 
شايك يا عم شعبان، الحاج عبد الحميد وصل هو كمان أهو. 
نظر شعبان نحوه كان عابس الوجه الى أن جلس الى جوارة صامتًا لبعض الوقت،نظر له شعبان بتساؤل:
مالك شكلك مضايق أوي. 
زفر عبد الحميد نفسه بآسى قائلًا: 
وعايزيني اعمل ايه اقوم ارقص. 
تهكم شعبان سائلّا: 
أيه اللى مضايقك أوي كده. 
زفر عبد الحميد نفسه بضيق قائلًا: 
البت بـ.ـنتي اللى متجوزه مبقلهاش شهر غضبانه عندي فى الدار وعاوزنى أفرح وأغني. 
تهكم شعبان ببساطة قائلًا: 
وفيها أيه لما تغضب، شوية زعل مع الوقت بكره ترجع تانى لجوزها، هو كده الجواز فى أوله بيبقى فى صعوبة فى الفهم والقبول بين الراجـ.ـل ومـ.ـر.اته. 
نظر له عبدالحميد  قائلًا: 
فهم وقبول... ده ضاربها ومبهدلها بدون سبب، وكمان طردها أنا هاين عليا أخد سكينه وأروح اشرحه، بس اللى مقيدنى عايدة مرات أخويا، قالت لى بلاش عشان المشاكل متزدش. 
إستغرب شعبان سائلّا: 
هى مرات أخوك هنا، مش عايشه مع بـ.ـنتها فى مصر. 
رد عبد الحميد بتأكيد: 
ايوه بس هي هنا هتقعد كام يوم، بتقول إن عماد وسميرة فى المصيف. 
تنهد شعبان بآسف، بينما نظر له عبد الحميد  بمغزى قائلًا: 
أهو عماد اللى مكنتش راضي عنه معيش سميرة فى نعيم، عكس الحـ.ـيو.ان اللى جوزته لبـ.ـنتي، شكل حظها أسود من أوله. 
تهكم شعبان قائلًا: 
أهو إتعظ من سميرة بعد ما كان حظها خاب، رجع إتعدل من تاني،إبني إتجوزها بعد بقت أرمله، رغم ان كان قدامة بنات بنوت، روق كده وخد لك نفس، هتفوق. 
نظر له عبد الحميد يشعر بآسف وهو يتذكر ان سبب رفضه لـ عماد من البداية كانت صداقته مع شعبان الذى أخبرهُ وقتها أن عماد لن يستطيع الزواج بـ سميرة وإن تزوجها لن يستطيع الإنفاق عليها من مرتب ذاك المصنع الذى كان يعمل به، حتى بعد سنوات من الخطوبه كان تجبُره سببًا للتفريق بين عماد وسميرة،لولا الحظ او القدر الذى جمعهما،يتمنى بقلبه أن يحدث هذا مع إبـ.ـنته ويهتدي لها الحال ويعود زوجها نافعًا مثلما عاد عماد لـ سميرة ولم يهتم أنها كانت زوجة لآخر غيرهُ ذات يوم. 
❈-❈-❈
فرنسا 
بشقة فاخرة بحي راقى، وروائح بـ.ـاريسيه تفوح من المكان، مخلوطة بروائح أخري نفاذة مثل البخور، لم تستهوي تلك الرائحه لكن رغم ذلك تحملتها ووهي تضع تلك المحرمه على أنفها، دخلت بعد ان فتحت لها إحد النساء ذلك الباب، شعرت كآن مغص ببطنها وكذالك شبة إختناق من ذاك الدخان، إقتربت حين سمعت إحداهن تُحدثها بأن تتقدm، ذهبت نحوها وجلست، كانت إمرأة سوداء البشره بشفاة غليظه، نظرت لها وتحدثت بالفرنسيه: 
هنالك ما يؤرقك، بالتأكيد هو رجلُ شرقي. 
إستغربت هيلدا ذلك ونظرت لها تومئ برأسها، سألتها المرأة: 
وماذا تريدين أن أفعل له. 
ردت هيلدا بشر: 
أريدهُ الا يتزوج بأخري، وإن تزوج لا يستطيع العيش معها ويعود راكعًا لى، ذاك الناكر للجميل. 
نظرت له المرأه قائله: 
هل هو هنا بفرنسا الآن. 
هزت رأسها بـ لا وقالت بآسف: 
لا هو بأجازة يقيضها بموطنه. 
أومـ.ـا.ت المرأة رأسها بتفهم قائله: 
حسنًا لا تقلقي لدي ما جيد يستطيع التأثير به ولو على بُعد خمس قارات، أريدك فقط أن تفعلي ما أقوله لكِ، أول شئ حاولى الا تضعطي عليه بالعودة الى هنا هو يستغل ضعفك الواضح، كذالك أريد إسمه وإسم والدته. 
تحدثت هيلدا بشرر:  هنالك من أخبرتني إنك تستطيعين ربطه 
أريده الا يرا نساء غيري، وإن تزوج يفتضح أمره أنه عاجز. 
تبسمت المرأة  قائله: 
يبدوا أنك عاشقه بجنون، ربما هذا ما يجعله يضغط عليكِ، لكن لا تبتأسي  لن يحدث ولن يتزوج بأخري بل سيعود الى هنا بأقرب وقت طالبًا الوصال والغرام. 
تنحنحت هيلدا قائله: 
هذا أيضّا ما جئت من أجله، هو شاب وأنا اكبر منه بعدة سنوات أحيانّا كثيرة لا أستطيع مُجابهة عنفوانه وجموحه،، هل هنالك حل لهذا...أريده أن ينسي التفكير بإمرأة أخرى حتى لو أذى ذلك لمـ.ـو.ته أهون علي. 
تهكمت المرأة  قائله بثقه:.
لكل شئ أكثر من حل، أستطيع تقييد جموحه ايضًا وهذا بالتأكيد سيجعله ينسي التفكير بإمرأة أخرى. 
❈-❈-❈
بـ مرسى علم 
منتصف النهار، بعد ان تناولا الغداء، بسبب اللهو واللعب مالت يُمنى الى النوم، لكن كطفلة تقاوم ذلك، لكن حملتها سميرة قائله: 
يمنى شكلها عاوزه تنام بس بتقاوح،لو منمتش هتبدأ تزن، هاخدها وأطلع للأوضة يمكن تنام شوية... وتصحى فايقه. 
تبسم لها عماد قائلًا: 
تمام، كويس أنا فى كان فى مشكله هكلم هاني أشوفها إتحلت ولا لسه.
اومأت سميرة وصعدت بـ يمنى التى بدا النُعاس يُسيطر عليها، وضعتها على الفراش وتسطحت جوارها سُرعان ما سحبها النوم هى الأخري، بينما عماد انهي إتصاله مع هاني، وتبسم وهو يُفكر بـ سميرة، بالتأكيد يمنى قد نامت، وسيجد الفرصه له مع سميرة يروى إشتياقهُ لها، صعد الى الغرفه، دخل مباشرةً نظر نحو الفراش، تفاجئ بـ سميرة نائمة جوار يمنى تحتضنها بين يديها غافية هى الأخرى، همس بخفوت بإسمها لكن لم ياتيه رد منها، تنهد بؤد ذاك الإشتياق. 
❈-❈-❈
ليلًا
بـ ڤيلا عماد 
تبسم هانى لـ حسنيه بعد أن إنتهى من تناول الطعام قائلًا  بمديح: 
بطني إتنفخت من حلاوة الاكل مش قادر أقاوم.
تبسمت له قائله:
كُل وإتغذى،هو أكل بره ده يشبع.
تبسم لها قائلًا:
خلاص معدتي إتعودت عليه.
تبسمت حسنيه قائله:
قولى يا هاني إنت مش ناوى تتجوز هنا وتنهي جوزاتك مع الوليه العقربة الفرنساويه دى،يا ابني خلاص كفايه عليك غُربة اللى عندك إنت وعماد يعيشكم ويعيش ولادكم مستورين وزيادة.
تنهد ببؤس قائلًا:
هقولك الصراحة يا عمتى،إنتِ الوحيده اللى ت عـ.ـر.في إنى شريك عماد فى المصانع،بصراحه بتمني يكون عندي بيت مُستقر وأعيش مع ست مناسبه ليا،أنا ميفرقش معايا حتى لو كانت أكبر مني فى السن،هيلدا إستغلت إحتياجي وغـ.ـصـ.ـبتني أتحوزها ومكنش قدامي حل تانى انقذ به مستقبلي،لاء حياتي كلها،كمان مرض أختى خلانى إستسلمت والسنين سحبت بعضها عِشت من غير روح كل هدفي بقى تجميع ثروة أتسند عليها ومحدش يغـ.ـصـ.ـبني مره تانيه على حاجه مش عاوزها، هيلدا أسوء قدر انا وقعت فيه. 
وضعت حسنيه يدها على كتف هانى بمواساة قائله: 
على قد الصبر عالمحن ربنا بيعوض ويدى المنح،وقلبي حاسس إن السعادة قريبه منك،بس إنت قول يارب.
تبسم لها بود قائلًا بتمني:.يارب يا عمتي،هقوم انا أخد دُش وأنام من الصبح جيت من المحله ومن مصنع للتاني،إبنك خد مـ.ـر.اته وبـ.ـنته وراح يستجم،وانا مفحوت مكانه.
تبسمت له قائله:
ربنا يهديكم لبعض وتفضلوا سند بعض ويسعد قلوبكم.
تبسم لها قائلًا:
آمين،تصبحي على خير.
صعد هاني،بينما تنهدت حسنيه تشعر بآسى الحياة كثيرًا ما تظلم بدون حدود.
بينما صعد هانى الى إحد الغرف،ذهب الى الحمام أنعش جسده بحمامً بـ.ـاردًا ثم خرج من الحمام توجه الى الفراش مباشرةً،صدفة وقع بصره على علبة السجائر ولا يعلم لما تذكر تلك السخيفة فى نظرهُ،صاحبة العلكه المُقززه،زفر نفسه بإشمئزاز،ثم تمدد على الفراش،لكن رغم إرهاقه،تلك السخيفه تُسيطر على عقله وهو يستعيد تفجيرها لذاك الصاروخ لكن للغرابه تبسم وشعر بنشوه غريبه غير مقته وقتها،لمعت عينيه ببسمه غريبه،وهو يضحك قبل أن يعود ويسمع صوت رنين هاتفه،ربما لديه خلفيه عمن تتصل عليه،جذب الهاتف وصدق توقعه،بنفور منه رد عليها،يسمع شوقها له،يتهكم هو يتمني لو تُمحي ذاكرته وأول شئ ينساه انه قابل إمرأة سوداء القلب ومُستغلة لابعد حد.
❈-❈-❈
بـ مرسى علم 
بعد أن تناولوا العشاء، دلفت سميرة الى غرفة النوم لم تنتبه لـ عماد الذى ترك يمنى تلعب بالبهو وذهب خلفها، أثناء إستدارتها لم تتفاحئ به، ربما توقعت أن يفعل ذلك حين إقترب منها  وضم خسرها بين يديه، وضمها يُقبلها بشوق، لم تنـ.ـد.مج معه، تشعر كآن عقلها يتحكم فى كُل مشاعرها، كذالك شعر عماد عدm استجابتها لقُبلاته،لكن إزدادت لمساته لها،همست بخفوت:
عماد يمنى ممكن تدخل علينا فى أي وقت،كمان فى حاجه أنا نسيتها.
قطع سيل قُبلاته لوجنتيها ونظر لعينيها سائلًا:!
أيه اللى نسيتيه. 
أجابته ببساطة: 
نسيت أخد حقنة منع الحمل، إنشعلت ونسيتها. 
نظر لها وكاد يقول لها لا يهم ذلك، لكن صمت للحظات وحين حسم القرار وكاد يقوله لها، صدح رنين هاتفه، ترك خصرها، أخرج الهاتف من جيبه ونظر الى الشاشه، ثم الى سميرة، كاد يتخذ القرار، بعدm الرد وترك الهاتف يرن، اللى أن سألت سميرة:. 
ليه مش بترد عالموبايل. 
نظر لها قائلًا:. 
هطلع أرد من برة الشبكه أفضل. 
شعرت سميرة بنغزة قويه فى قلبها لا تعلم لها سببً هى لا تعرف من الذي يهاتفه... 
بينما ذهب عماد  نحو إحد شُرف الڤيلا المُطله على البحر، وتنهد بعدm رغبه فى الرد، لكن قام بالرد..  بعد الترحيب بينهم، تسائلت چالا: 
بتصل عليك فى وقت غير مناسب. 
رغم صجر عماد لكن رد بذوق: 
لاء طبعًا. 
تبسمت قائله: 
بصراحه كنت عاوزه أخد رأيك فى فكرة جت فى دmاغي، وبقول لو نتقابل هقدر أوصلها لك أفضل. 
تنهد قائلًا: 
للآسف أنا خارج القاهرة. 
سألته بإستفسار: 
طب وهترجع إمتى. 
رد ببساطة: 
مش عارف، بس ممكن تقوليلي عالفكرة اللى فى دmاغك. 
كادت چالا ان تتحدث، لكن شقاوة يمنى التى ذهبت خلف عماد تتوارى من سميرة  جعلت عماد ينتبة لها ويضحك على افعالها وضحكاتها 
المُجلحلة التى وصلت الى مسمع چالا، كذالك صوت سميرة وهى تُنادى على يمنى وتذهب نحو وقوف عماد بالشُرفه وهى ترا ظل يمنى الواقفه تختبئ خلف عماد، ظنًا أنها لا تراها، بينما إقتربت سميره وفجأتها، ضحكت يمنى، وسميرة تحملها، وتضحك هى الاخري، وذهبن بينما عاود عماد الانتباة الى الحديث مع چالا، سائلًا بإعتذار: 
مُتآسف مكنتش مركز. 
شعرت چالا  بغضب من تلك الضحكات وعلمت انه بالتأكيد بأجازة مع زوجته وإبـ.ـنته، شعرت بنار تحرق قلبها غـ.ـيظًا، خاولت الهدوء قائله: 
مش هينفع نتكلم عالموبايل، قولى هترجع أمتى ونحدد ميعاد نتقابل فيه.
رد بهدوء:
تمام لما أحدد ميعاد رجوعي للقاهرة هتصل عليكِ نحدد ميعاد، تصبحي على خير. 
اغلق الهاتف وتنهد براحه، وذهب نحو غرفة النوم، راي سميرة تحتضن يمنى التى تنعس، تبسم وذهب نحو حمام الغرفة، بينما سميرة 
تنهدت تضـ.ـر.ب عقلها الافكار، بين أمنيتها بشراء ذاك المركز التجميلي، وحياتها المُصطربه ليس فقط مع عماد، بل طوال الوقت تستسلم وترضخ لما لا تريده غـ.ـصـ.ـبً خـ.ـو.فًا من المستقبل، والإحتياج، ذاك المركز بالنسبه لها مثل وثيقة تأمين، تود العثور عليها... ظل فكرها مشغولًا، الى ان شعرت بيد عماد فوق وجنتها سائلًا:.
مالك يا سميرة طول الوقت شبة نايمة... إنتِ تعبانه. 
أومأت سميرة براسها قائله: 
لاء، بس حاسه بشوية صداع يمكن سببهم الإجهاد. 
تبسم عماد بحنان قائلًا:.
بسيطة خدي إجازة من البيوتى، أو حتى متشتغليش خالص إنتِ مش محتاجه. 
نظرت له قائله: 
عماد الموضوع  ده سبق وإتكلمنا فيه. 
تبسم عماد قائلًا: 
تمام سميرة أنا مش عاوز نكد. 
تبسمت وأغمضت عينيها، كذالك عماد الذى قبل،رأسها ووجنتها وأغمض عينيه.... 
لكن هى لم تنعس وهى تشعر بتوهان، حين أخبرت عماد أنها قد تحمل مره أخرى من وقتها تقبل الأمر، ولم يقترب منها. 
تذكرت الماضى بآسى فى قلبها 
[بالعودة للزمن قبل حوالي سنوات] 
تفاجئت بزيارة والدة عماد لهم بالمنزل، كانت ساقها مُجبرة، وهى تستقبلها، لكن تركتهن معًا وذهبت مع إبنة عمها التى آتت تطمئن عليها، بعد وقت، جلست سميرة مع والدتها قائله: 
هى مامت عماد كانت جايه ليه. 
تبسمت عايدة ولمعت عينيها قائله: 
كانت جايه علشانك.
إستفهمت سميره قائله:
كانت جاية علشاني ليه.
وضحت عايدة: 
جاية طالبه إنك تتجوزي عماد.
إنتفضت سميرة واقفه وشعرت بألم فى ساقها وآلم أقوى بقلبها وقالت برفض:
لاء،انا خلاص مش بفكر فى الجواز،كل اللى بفكر فيه هو إنى أبني مستقبلي،الحمد لله،الكوافير اللى فتحته فر منطقة كويسه على سكة البلد وبدأ يتشهر ومع الوقت زباينه هتزيد.
نظرت لها عايده بآسف قائله:
وهتفضلي بقية عمرك من غير جواز،إقعدي يا سميرة، وبلاش تتسرعي، عماد لو مكنش عاوزك مكنش بعت أمه تطلبك له، بلاش ترفضى بدون سبب انا عارفه إن عماد لسه فى قلبك، وربنا له حكم، خدي وقتك وفكري، وصلِ إستخارة وربنا يقدm اللى فيه الخير. 
مرت عدة أيام، كانا سميرة مازالت رافضه، لكن والدتها تضغط عليها، الى أن وافقت، كانا المفاجأة من عماد، أراد عقد قران، بالفعل 
بعد أيام، كان يجلس بالمقابل لـ سميرة حتى وضع يدهُ بيدها يعقد القران، شعور ليس مُفسر من الإثنين، سميرة يدها بـ.ـاردة وترتجف، بينما عماد يده ساخنه بسبب ذاك الاشتعال بقلبه، ضغط على يد سميرة بقوه جعلها غـ.ـصـ.ـبً تنظر له،لكن سرعان ما شعرت بالحياء الذى إستهزأ منه عماد....
مرت أيام أخرى،كانت الحياة تعود لقلب سميرة،تظن أن فرصة السعادة أصبحت بين يديها،هاتفها عماد أنهما سيذهبان الى القاهرة لمُعاينة تلك الشقه التى سيمكثون بها بعد فترة  قصيرة،بقلب مُشتعل بالحب والأمل فى السعادة ذهبت معه سميره الى أن دخلا الى تلك الشقه تقفد الإثنين كل ركن بالشقه، الى أن أصبحا أمام غرفة النوم، وقفت أمام باب الغرفه،عيناها تجول بين زوايا الغرفه
دفعها عماد لتدخل الى العرفه،قائلًا: 
أيه هتشوفي الاوضه من بره كده،لازم تتفرجى عليها كويس،دى أهم أوضه فى الشقه كلها،ها أيه رأيك فيها.
خجلت قائله:
حلوه أوى وذوقها رقيق وشيك.
تبسم  عماد بمكر قائلًا:
أنا اللى إختارتها لما المهندس عرضها عليا، تخيلتك فيها مستنيانى. 
تخصب وجهها بإحمرار قائله بخجل:
طب كفايه كده النهار قرب يخلص علشان نلحق نرجع للمحله قبل الدنيا ما تضلم. 
قالت هذا وتوجهت الى ناحية الباب لكن
جذبها من يدها  إختل توازنها وقعت بحـ.ـضـ.ـنه
نظر الى عيناها البنيه  التى تشبه القهوة الداكنة شعر بتوق تذوقها
بينما  هى نظرت الى عيناه الثعلبية، إرتجفت بين يديه. 
ربما ما كان عليها أن ترتجف، فتلك الرجفه شعر بها، إبتعد بنظره عن عيناها، ليستقر نظره على شفاها  التى ترتجف أثارت بداخله رغبة تذوقها ،لم يشعر بنفسه عنـ.ـد.ما أحنى رأسه يقُبلها بهيام.
تفاجئت بما فعل وإرتبكت لوهله، لكن حاولت إبعاده عنها بيديها.. 
تمسك بيديها للحظات ثم تركهما، وضم جسدها إليه يحتضنها بقوه،يريد أن يشعر بها... يتنفس من أنفاسها،ترك شفاها ليتنفسا،لكن أمسك بيدها،وجذبها معه للسير،يسيران الى أن أصبح خلفهما الفراش، جلس على الفراش،قام بجذب يدها، طواعته وجلست جواره على الفراش،
نظرا الإثنين لبعضهم،تحدثت العيون، بعشق  قديم، مازال متوهجًا فى قلبيهم 
دون إراده منه ضم وجهها بين يديه وعاد يُقبلها بلهفه وهيام، يديه سارت ترسم جسدها
وجد منها إستجابه له، شعر أنه مسلوب أمام تلك الرغبه، التى تسوقه ليتنعم بها بين يديه،إنسجم الإثنين كآنهما بغفوة لذيدة، لكن سُرعان ما آنت بين يديه، كانت تلك الآناة بمثابة صحوة له إنتفض ونهض عنها سريعًا ينظر، لها بذهول غير مستوعب
بينما هى فاقت من سطوته عليها، حين نهض عنها بتلك الطريقة، ضمت غطاء الفراش عليها بخجل. 
بينما هو عقله يُعيد آنينها بين يديه، وتلك الصدmه عاد بنظرهُ لها يشعر بإستحقار قائلًا بعدm تصديق: 
حلوه أوى الكدبه دى.
إستغربت حديثه ونظرت له بخجل سائله بإستفسار:
كدبة أيه؟. 
ضحك ساخرًا :
كدبة إنك عذراء حلوه الكدبة دى، بس تدخل على واحد أهبل مش عليا،عاوزه تفهمينى إنك فضلتي متجوزه لمدة سنه وأكتر ،وإنك حرمتي نفسك عليه.
خجلت سميرة  وتدmعت عينيها وكادت تتحدث لكن صدmها عماد حين تسرع بغباء قائلًا: 
إنتِ طالق يا سميرة. 
إنطلقت الكلمه برأسها كآنها رصاصة توجهت الى قلبها مباشرةً تشعر بإحتراق مُمـ.ـيـ.ـت... جعلها تصمت، حتي بعد خروجه من الغرفة بالكاد إستطاعت الحركة ونهضت ترتدي ملابسها برثاء لقلبها المحروق
ماذا تفول، بماذا تُخبرهُ عماد وضع النهاية من قبل البداية، هى من كان لديها أمل، إحترق قلبها... وأصبحت كآنها صماء.
[عودة] 
دmعة سالت من عين سميرة على تلك الذكري القاسيه على قلبها، إعتصرت عينيها، لم يُلاحظ عماد تلك الدmعه لكن لاحظ إعتصار عينيها، وضع كفه على شفاها ينظر لها بشوق، حتى أنها جنب يمنى  بعيد قليلًا، وإقترب من سميرة 
وقبلها بشوق، تمنعت سميرة قائله: 
عماد قولتلك إنى مخدتش الحُقنه بتاع منع الحمل. 
ضمها عماد لجسده قائلًا: 
وفيها أيه؟. 
نظرت له بغصة قلب قائله بتلميح: 
فيها إنى ممكن أحمل زى ما حصل  قبل كده.
فهم تلميحها غص قلبه هو الآخر، وتذكر كم عاني ونـ.ـد.م على تسرعه القديم، ولولا حمل سميرة ربما كانت تشتت طُرقهم، يمنى كانت بداية أخري بقيود هو وضعها، قيود أصبحت مُلتهبة لكليهما... على أحدهم التحرر منها قبل أن تُنهي ما تبقى من العشق بقلبيهم... أو تُعطيه شكلًا آكثر وضوح، فكرت سميرة ربما آن إتخاذ أول قرار بحياتها وهو لابد  وجود سند داعم يجعلها ترفض بقلب غير خائف. 
«يتبع»   
الشرارة الرابعة عشر «يمنى هدية الوصال» 
 العشق 
❈-❈-❈
بـ مرسى علم 
وضع عماد يدهُ على جبين سميرة، ثم قال: 
مالك يا سميرة حاسس إنك...
قاطعته قائله:
بس حاسه بشوية صداع،زى ما قولتلك قبل كده،يمكن تغيير المكان والبحر مأثر عليا،بس يمنى مبسوطة.
جذبها عليه ينظر لملامح وجهها على ذاك الضوء الخافت،رغم أن ملامحها مازالت محفورة بعقله وقلبه،منذ أول لقاء بينهم لم تختفي رغم  إفتراقهم لما يُقارب من عامين،كان بتلك الفترة يشعر أنه مثل الشريد بلا مأوى،قبل جبينها ثم
نزل بقُبلاته بين وجنتيها ثم شِفاها،رغم إنشغال عقلها لكن تجاوبت معه للحظات سُرعان ما نبهها عقلها، للمهانه التى ستشعر بها بعد إنتهاء تلك اللحظات، حاولت الإبتعاد عن عماد،قائله بنبرة تحذير: 
عماد.
جذبها عليه  ، يُضم أصابع يديها بين أصابعه غير مُباليًا لتحذيرها 
ينجرف بتوق يتغلغل من قلبه المولع المُشتاق،وهى  قلبها دائمًا ما يخذلها وتترك له زمام الغرام ثم  تحترق مثل الفراشة حين تنجذب نحو هلاكها،على يقين  أنها لحظات تشعر فيها  كآن مازال لديه لها مشاعر حقيقية وسُرعان ما ينتهي هذا الإحساس ويحترق قلبها حين يبتعد عنها، لكن 
للغرابه هذه الليلة لم يبتعد عنها بل ضمها لصدرهُ 
رفع يدهُ يُزيح تلك الخُصلات عن جبينها ثم قبلهُ، وإزدادت ضمته لها يحتضنها بين يديه بتملُك... يُزيد ذلك من  الحِيرة بعقلها إتجاة مشاعرهُ نحوها... لكن بعقلها إتخذت قرار عدm إخبـ.ـارهُ برغبتها بشراء مركز التجميل ظنًا أنه قد يُعارض مثلما يُعارض برغبتها بالعمل ويرفض ذلك،تعلم أنه يتغاضى عن عملها مُرغمًا بسبب تمسكها بالعمل من أجل الأنفاق على والدتها... نظر لوجهها القريب من وجهه تبسم وهو يرا عينيها تغفوا، تبسم هامسًا: 
للدرجة دى مُرهقة. 
تنهدت وحاولت الإبتعاد والاتكاء بجسدها فوق الفراش، لكن مازال عماد يحكم يديه يضمها له، لشـ.ـدة إرهاق عقلها غفت دون شعور منها، أو ربما عقلها أراد أن يفصل عن كثرة التفكير،أو ربما شعور بالأمان شعرت به للحظات متأكدة أنها ستعود وتفتقدهُ بعد قليل، بينما عماد شعر بأنفاسها الرطبة المُنتظمة على صدرهُ لاول مرة يشعر بهذا الإحساس، يشعر بهدوء وراحة منبعها قلبهُ.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام 
عصرًا 
أثناء خروجهم من المطار كان عماد يحمل يمنى الى أن وصلا الى تلك السيارة التى كانت بإنتظارهم، جلس بالمعقد الخلفي ويمنى على ساقيه، وجوارهم سميرة، أثناء ذلك صدح رنين هاتفه، أخرج هاتفه ونظر للشاشه وتبسم، نظر لـ يمنى قائلًا: 
ده عمو هاني، خليني أرد عليه، تبسمت يمنى بينما قام عماد بالرد عليه وأخبره أنه بالطريق سيوصل سميرة ويمنى.
أغلق عماد الهاتف ونظر نحو سميرة التى كانت تنظر نحو خارج السيارة،هنالك شعور يؤكد له أن هنالك ما يشغل عقلها، كاد يُحدثها لكن عاد هاتفهُ للرنين، نظر الى الشاشه، ثم نحو سميرة التى إنتبهت وبلا قصد نظرت الى الهاتف بيده، لاحظت إسم إمرأة  لكن لم تُفسر، الإسم كاملًا، بينما عماد تردد فى الرد، لكن قام بالرد لعدm فهم سميرة عدm ردهُ خطأ، سمع قول چالا: 
اتمنى تكون رجعت للقاهرة. 
رد ببرود: 
أيوا وصلت من شويه فى الطريق من المطار. 
إنشرح قلبها قائله: 
أنا كنت بتغدا مع صديقه ليا فى مكان قريب من المقر الخاص بيك، لو هترجع للمقر نتقابل. 
نظر نحو سميرة التى إنتبهت نحوه، قائلًا:. 
قدامي عالاقل ساعه على ما أوصل ممكن نخليها لوقت تاني بكره مثلًا. 
زفرت نفسها بغضب لم يحدث معها ان فعلت ذلك سابقًا كان هى من تتدلل وتوافق على اللقاء، لكن تحكمت فى غضبها قائله: 
تمام نتقابل عندى فى المكتب بكره، وأهو بالمره تشوف وتقيم إمكانيات مصنع بابا. 
رد بمجامله: 
مش محتاج أشوف ولا أقيم،سيط المصنع ممتاز،تمام نتقابل بكرة.
بعد لحظات أغلق الهاتف ونظر نحو سميرة التى رغم شعورها بالغِيرة لكن لم تُظهر ذلك بينما تبسم عماد قائلًا:
أخيرًا بصيتى لينا،سرحانه فى أيه من وقت ما ركبنا الطيارة.
ردت ببساطه:
مش سرحانه. 
تبسم عماد  ونظر الى يمنى قائلًا: 
مامي شكل الأجازة معجبتهاش. 
أومأت يمنى بلا فهم، بينما ردت سميرة: 
بالعكس كانت أجازة لطيفه، كمان أثرها على وش يمنى اللى إسمرت خالص. 
تبسم عماد وهو ينظر الى يمنى بحنان قائلًا: 
حتى وهى سمره قمر وأحلى ضحكة فى الدنيا كلها. 
انهى قوله بقُبلة على وجنة يمنى، مُبتسمً ثم نظر لـ سميرة  قائلًا: 
عيد ميلاد يمنى التاني قرب. 
تبسمت هى الأخرى قائله: 
أيوا فاضل عليه حوالي أسبوعين. 
نظر لها بحنان قائلًا: 
السنين بتمر بسرعه. 
أومأت سميرة بتوافق، لكن بقلبها تعلم حقيقة أن هنالك سنوات تمُر بطيئة كتلك السنه وبضع الأشهر التى عاشتهم أثناء زواجها من نسيم، كانت تشعر ببطئ الحياة. 
بعد قليل وصلا الى أمام تلك البِنايه، ترجلت سميرة، ثم عماد خلفها يحمل يمنى التى قال لها: 
روحي لـ مامي يا يمنى. 
نظرت له سميرة بإستفسار: 
إنت مش طالع معانا. 
قبل عماد وجنة يمنى قائلًا: 
لاء هانى مستنيني فى المقر وعاوز يرجع المحله الليله بيقول بسنت إتصلت عليه وقالت له إن مرات خالى عيانه شويه.
رفعت سميرة يديها كى تحمل يمنى قائله:
سلامتها،يلا يا يمنى إحنا فى الشارع بلاش تغلبي بابي. 
بطواعيه ذهبت يمنى نحوها، تبسم عماد  قائلًا: 
سلمي لى على طنط عايدة. 
أومأت له سميرة  قائله: 
الله يسلمك. 
ثم ذهبت بـ يمنى نحو مدخل البِنايه، نظر عماد لهن شعر بفقدان، لكن سُرعان ما اعتقد أن هذا بسبب تواجدهن معه كُل الوقت طوال الايام السابقة،عاد للسيارة ثم أمر السائق بالمغادرة يكبت ذاك الإحساس،وإنشغل بإتصال هاتفي...
بينما صعدت سميرة الى الشقه الخاصه بها وقفت أمام الباب تحمل يمنى ودقت جرس الشقه،سُرعان ما فتحت لهن عايدة بلهفه،وإستقبلت سميرة بالأحضان،لكن تخابثت بمزح ولم تهتم بـ يمني،ثم سألت سميرة بمرح:
فين يمنى.
تبسمت سميرة وهى تعلم بمزح والدتها،بينما يمنى ألقت بنفسها على عايده كى تحملها،تقول بشغب:
أنا يمنى يا ناناه.
حملتها عايده قائله بمرح:
لاء يمنتي كانت بيضة حلوة،أنتِ مين.
قبلتها يمنى بطفوله تؤكد أنها هي. 
تبسمت لهن عايدة سائله: 
فين عماد... هو مجاش معاكم. 
ردت سميرة: 
لاء وصلنا وراح المقر هاني إتصل عليه بالطريق وقال له إن طنط إنصاف عيانه شويه. 
ردت عايدة: 
أه انا شوفتها وأنا  كنت فى البلد كان شكلها باين عليه، ربنا يشفيها، يلا بلاش الوقفه دى، إدخلى خدى لك دُش تفوقى من تعب الطريق، وأنا هقرر يمنى السودة دى شويه أشوفها عملت ايه من غيري. 
تبسمت سميرة قائله: 
من غير ما تقريرها يا ماما هى هتقولك بأدق التفاصيل. 
تبسمت عايدة. 
❈-❈-❈
بعد قليل بالمقر 
تبسم  عماد وهو يدخل الى المكتب، بينما نهض هانى قائلًا: 
كويس إنك رجعت إستلم بقى شُغلك. 
تبسم عماد  قائلًا: 
مالك مكنش أسبوع أنا كنت متابع معاك أومال لو كنت سايبك لوحدك.
تنهد هاني قائلًا:
كان الله فى عونك،هلحق أمشى أنا بقى عشان أوصل المحله قبل العشا،بسنت إتصلت عليا أكتر من مره تسألني راجع هناك أمتى...وأمي بتلومني،بتقولى إنت نازل أجازه عشان أشبع منك،مش عشان تقضيها شغل مش كفايه تعب الشغل فى فرنسا... لازم ترتاح
تهكم عماد قائلًا:
كنت رد عليها وقولها اللى زينا متخلقش للراحة،عالعموم إبقى سلم لى عليها هى وبسنت إنما جابر جوز امك مش عاوز أعرفه.
ضحك هاني قائلًا:
والله ولا أنا بس كل شئ نصيب وقدر .
تهكم عماد قائلًا: 
فعلًا كل شي نصيب، وإحنا قدرنا وقعنا فى تلات رجـ.ـاله أسوء من بعض.
تسائل هاني:
طيب أبوك،وجوز أمى،مين التالت بتاعهم.
زفر عماد نفسه بآسف قائلًا بتفسير:
عبد الحميد عم سميرة، النسخه التالته منهم شخص وصولى لأبعد حد مش مكفيه إنه كان السبب فى مآساتي مع سميرة، لاء ودلوقتي جاي يتحنجل لى وعاوزني أشغل إبن عم سميرة عندنا فى مصنع المحله، سألت سميرة عليه قالت لى إنه شاب مستقيم ومش زي عمها إنتهازي.
وافقه هاني قائلًا:
طب طالما شاب كويس ومستقيم فيها أيه لما تشغله واهو تكسب رضا سميرة...مهما كان إبن عمها وزي أخوها.
وافق عماد قائلًا:
فعلًا أنا وافقت عليه بسبب سميرة،رغم إنها مطلبتش ده مني.
تهكم هاني قائلًا:
طبعًا خايفه تفكر إنها بتفرضهُ عليك... 
قطع هاني حديثه حين صدح هاتفه، أخرجهُ من جيبه ونظر له ثم تجاهل الرد، نظر له عماد سائلًا بتخمين: 
هيلدا؟. 
زفر نفسه قائلًا: 
لاء جوز أمي، وطبعًا بيبيض وش إنه متهم بالسؤال عني، يلا أستلم مكانك. 
تبسم عماد له قائلًا: 
واضح انه مش هيبطل إتصال رد عليه وأقول له إنك فى الطريق، هيدعي لك توصل بالسلامة. 
تهكم هاني قائلًا: 
تفتكر حامد يتمنى لى السلامه،يلا كفاية عليا دعوات أمي وعمتي حسنية. 
ضحك عماد قائلًا  بتنبيه: 
إعمل حسابك عيد ميلاد يمنى قرب وعاوز هديه مميزه تليق بوردتى. 
ضحك هانى مازحًا: 
تمام هجيب ليها عريس هديه ياخدها منك بدري . 
ضحك عماد قائلًا: 
لاء بـ.ـنتي بتحب باباها، شوفلك إنت عروسه. 
تبسم هانى قائلًا: 
انا بعد اللى مريت بيه،كفيل أتعقد من صنف الستات، يلا بقى كفايه رغي، وعقبال ما تخاويها. 
تبسم عماد له وهو يغادر وفكر بفكرة أن يكون له أطفال آخرون غير يمنى، يمنى لم تكُن بالحسبان كانت هدية بالوقت المناسب، بعد أن عاش نـ.ـد.م تسرعهُ. 
❈-❈-❈
بشقةسميرة
كانت عايدة تجلس وعلى ساقيها يمنى التي تنشغل بمتابعة التلفاز، بينما جلست سميرة جوارهن تبسمت لها عايدة رغم ملاحظتها ملامح سميرة القلقه، تبسمت لها قائله: 
يمنى راجعة سمره اوي زى اللى كانت منقوعة تحت الشمس. 
تبسمت سميرة قائله: 
هتقولى فيها مكنتش بتفارق عماد وطول اليوم عاوزه تلعب تحت الشمس، وماية البحر مع الشمس صبغوا وشها وجـ.ـسمها. 
تبسمت عايدة قائله: 
بس لايق عليها السمار، يمنى حلوة، وبكره جلدها يقشر ويرجع طبيعي. 
تبسمت سميرة، ثم قالت: 
كنت خايفه نرجع متكونيش وصلتِ المحله مكنش معايا مفاتيح الشقة. 
تنهدت عايدة قائله:
انا واصله قبلكم بساعة تقريبًا.
ردت سميرة:
مرات عمي ما بتصدق تروحى هناك ومش عاوزاكِ تفرقيها،يمكن بالذات بعد ما بـ.ـنت عمي التانيه إتجوزت والبيت فضي عليها بصراحة عمي  محدش يطيق عِشرته،ربنا معاها...ت عـ.ـر.في عماد كان لمح لي بالسؤال على صلاح إبن عمي،ولما كنا بنصبح على عواطف عمي شبه طلب من عماد إنه يوظفه محاسب فى المصنع اللى إشتراه هناك،حتى كان طلب منى اتوسط عند عماد،بصراحة صلاح عكس عمي تمامً ويستاهل كل خير،كان نفسي أقول لعمي ده عماد اللى كنت بتستقل بيه.
تنهدت عايدةبآسف قائله:
عبد الحميد طول عمره إستغلالي وإنتهازي مش بيهمه غير مصلحته.
وافقت سميرة قائله:
فعلًا.
زفرت سميرة نفسها وشعرت بآسى وهى تتذكر كيف أجبرها على فض خطوبتها بـ عماد وقبولها الزواج من نسيم. 
[قبل حوالي أربع سنوات ونصف] 
دلف عبد الحميد الى تلك الرُدهة الصغيرة... جلس على أحد المقاعد قائلً بلا مُقدmـ.ـا.ت: 
سميرة متقدm لها عريس. 
نظرن عايدة وسميره لبعضهن وقالت عايدة: 
سميرة مخطوبة إنت ناسي ولا إيه. 
زفر عبد الحميد نفسه بإستقلال وإستنكار قائلًا: 
لاء مش ناسي إنها مخطوبة لابن بياعة القماش التالف، بقاله أكتر من ست سنين أهو مسافر مشوفناش منه حتى انه يبعت مصاريف سميرة، أو أمارة أنه هينزل ويتجوز، اللى سافروا بعدهُ نزلوا. 
ردت عايدة: 
ما إنت عارف إنه مستني يعمل إقامة، ويصرف على  سميرة ليه هى لسه مش مـ.ـر.اته. 
تهكم عبد الحميد قائلًا: 
وهيعمل أمتى الاقامه دى ان شاء الله، شكله شاف له شوفة هناك فى فرنسا ويمكن عمل زي قريبه هانى واتجوز من هناك فرنساويه تسعدهُ،أيه هيرجعه للفقر هنا. 
نظرت له سميرة قائله: 
لاء مش متجوز يا عمي وإدعي له ربنا يصلح له الحال. 
تهكم عبد الحميد ساخرًا يقول: 
يصلح له الحال منين، وبعدين شكله كده مطمن ومستلين طبعًا وهو حاسس إنك مدلوقه عليه وعندك أمل مستنيه يرجع بمزاجه، العريس اللى أنا جايبه إبن ناس أغنيه وهو وحيد، وشافك وشاريكِ. 
-لا شاريني ولا بايعني يا عمي، أنا راضية وهستنى عماد لحد ما يرجع بالسلامه. 
تهكم عمها ساخرًا بإستهزاء وتعسُف قائلًا: 
اللى بيروح مش بيرجع،أنا قولت اللى عندي وفكرى إنتِ وأمك،عماد ده من الاول مش موافق عليه...قدامكم أسبوع.
غادر مباشرةً يصفع خلفه الباب بقوه إهتز لها بدن سميرة وعايدة التى ضمت سميرة،ظنوا أن قوله مجرد حديث وإنتهى،لكن كان هنالك قدرًا بأسًا بإنتظارهن...  بعد أيام دخل عليهن مثل الإعصار قائلًا: 
سيبتكم كام يوم تفكروا، ها قولولى قراركم، أقول للعريس إننا موافقين ويجيب أهله ويجوا يتقدmوا رسمي ونحدد ميعاد الفرح. 
تهكمت سميرة قائله: 
فرح أيه يا عمي، أنا مش هسيب عماد. 
نظر عبد الحميد الى عايدة قائلًا: 
عقلي بـ.ـنتك يا عايده عشان مصلحتها. 
ردت عايدة: 
دى حياتها وهى حره فيها. 
تهكم عبد الحميد بغـ.ـيظ قائلًا: 
هى حُره، لكن إنتِ مش هتبقى حره يا عايدة لما أقدm الكمبيالات اللى معايا للنيابه وأخد عليها رفض. 
إنذهلت سميرة قائله: 
كمبيالات أيه يا عمي. 
فسر عبد الحميد بحجود: 
إنتِ مفكره إن معاش ابوكِ هو اللى كان معيشكم، كمان الفلوس تمن جهازك إنتِ وعماد المُتيمة بيه وهو مطمن ومش فارق معاه. 
نهضت عايدة قائله: 
أنا قولتلك هسدد لك الكمبيالات دى بالتقسيط وإنت كنت موافق، أيه اللى إستجد. 
نظر نحو سميرة المدهوشه قائلًا: 
اللى إستجد إن ربنا باعت لكم نعمه وخير كبير وانتم اللى متمسكين بالفقر كمان انا عاوز فلوس الكمبيالات دى قدامي فرصة اشتري حتة أرض ومحتاج كل قرش. 
نهضت سميرة سائله: 
وهى فلوس الكمبيالات هى اللى هتكمل تمن حتة الارض، وقد أيه مبلغ الكمبيالات دى، وبسيطة يا عمي، حول الكمبيالات بإسمي وأنا هسددها أقساط زى ما كنت متفق مع ماما. 
ضحك بآستهزاء قائلًا: 
يبقى كسبت أيه لما احولهم عليكِ بقولك محتاج فلوسي. 
تسألت سميرة: 
وهو العريس اللى إنت جايبه هيدفع لك المبلغ ده. 
رد عبد الحميد: 
أيوة هو إبن تاجر كبير كمان هو تاجر له إسمه، وهيدفع المبلغ مهر ومؤخر متين الف جنيه، مفيش بـ.ـنت فى البلد كلها إندفع لها المهر ده، ولا حتى إنكتب لها قيمة المؤخر ده، كمان مش محتاج لشوية الكراكيب اللى أمك مديونه فى تمنهم ليا وكمان لمحل الادوات المنزليه. 
حاولت الإعتراض... بس
عارضها عبد الحميد بتعسف وإصرار: 
مفيش بس، قدامك مهله يومين ومحدش هيلوم عليا بعد كده، أنا بدور على مصلحتك. 
إستهزأت عايدة بآسف: 
مصلحتها إنها تسيب خطيبها اللى مخطوبه ليه من اكتر من ست سنين، وتروح تتجوز واحد متعرفوش. 
تمسك بحديث عايده قائلًا: 
أهو قولتى مخطوبه من أكتر من ست سنين، كفايه أوي كده، زمايلها معاهم عيال دخلوا المدرسه وهى منتظرة وهم، انا قولت اللى عندى خلاص وإنتهى، وانتم أحرار. 
غادر مثلما دلف بغضب، نظرت سميرة الى والدتها وتدmعت عينيهن، ضمتها عايدة قائله: 
أوعي تتنازلي وتوافقي عمك، هيعمل ايه يعنى هيقدm الكمبيالات للنيابه، هتسـ.ـجـ.ـن مش مهم. 
ضمتها سميرة قائله: 
مستحيل ده يحصل يا ماما، أنا عارفه العريس اللى عمى بيتكلم عليه، وانا هحاول وأن شاء الله خير. 
باليوم التالى 
بمنزل والد نسيم 
كانت سميرة تجلس مع والدته أخبرته أنها مخطوبه لآخر ولا تريد غيره، وعليها إقناع نسيم بالتخلي عن طلبه لها، بهذا عمها سيتراجع، وعدتها والدته أنها ستحاول التأثير عليه، لكن فشلت لإصرار نسيم الذى كان بـ.ـارعًا بإغراء عمها والضغط عليه حتى يُصر هو الآخر، أمام ذلك التعنُت غـ.ـصـ.ـبًا وافقت سميرة خـ.ـو.فًا على والدتها من السـ.ـجـ.ـن، عمها لا ضمير لديه، ولن يهتم إذا تحدث الناس انه سـ.ـجـ.ـن أرملة أخيه، كان لديه مُبرر مُقنع أنه يريد لهن المصلحة، وقد كان تم زواجها من نسيم. 
[عودة] 
إنتبهت سميرة الى والدتها حين وضعت يدها على يدها قائله: 
كل شئ قدر وصلاح نفسه مش بيحب أعمال أبوه، وأهو شوفى تدابير ربنا، بـ.ـنت عمك اللى مكملتش شهر متجوزه غضبانه عنده ودmه محروق أوى، وجوزها معاند فى الصلح. 
إندهشت سميره قائله: 
والله  جوزها ما يستهلها، هو عمي بيمشي ورا  الطمع، مره أنا ومره بـ.ـنته، ربنا يهدى لها الحال... 
ت عـ.ـر.في يا ماما  أنا بعد ما إتجوزت من نسيم 
عرفت ليه  كان مصر عليا أنا بالذات  لانه عارف إن مليش ضهر يسندنى وهرضى بعجزهُ غـ.ـصـ.ـب عني مش هتكلم،وفعلًا ده اللى حصل،بس ساعات بلوم نفسى وأقول أنا كمان إستسهلت وقبلت وقولت ده نصيبي،يمكن لو كنت حاولت معاه كان إتعالج...وحياتي إختلفت عن دلوقتي.
شفق قلب عايدة على حديث سميرة التى أباحت به دون إنتباه منها،لاول مره تفيض أن حياتها مع عماد غير مُستقرة كما كانت تتمني،لكن سُرعان ما إنتبهت وقالت:
يمنى شكلها بتنعس. 
نظرت عايدة لـ يمنى قائله ببسمه:
هفوقها لو نامت دلوقتي هتصحى بقية الليل.
تبسمت سميرة وهى تفكر بقرارها الحاسم،هى لم تجد السند فى البشر كما كانت تعتقد،ربما تجده بشكل آخر. 
❈-❈-❈
أمام مركز التجميل 
كان يجلس بسيارته عينيه مثل الصقر، يُراقب الى أن رأي خروج عفت من المركز، فعل كما فى السابق، وأسرع السيارة ثم توقف فجأة، لكن لسوء حظه لم تكُن عِفت وحدها هى من تقطع الطريق كان هنالك شخص آخر قطع الطريق على غفلة، توقف ذاك الشخص يشعر بإنسحاب قوته البدنيه حتى انه لم يتحمل الوقوف على قدmيه وهبط أرضً يجلس يشعر كآنه بلا روح، سُرعان ما تجمع حوله بعض الماره بالطريق، كذالك عِفت، ترجل حازم من السيارة هو الآخر وتوجه نحوه سائلًا ومُعتذرًا، نظرت عفت له لم تستطيع إخفاء غضبها وقالت سريعًا: 
إنت تانى، إنت بتسوق وإنت نايم. 
شعر بضيق لكن إعتذر قائلًا: 
لاء مش بسوق وانا نايم بس قدامى الإشارة خضره كمان الطريق كان خالي، ومستعد أدفع تعويض للأستاذ كمان ممكن أخده لاي مستشفى. 
تهكمت قائله: 
مستشفى وتعويض، حضرتك فاهم غلط، حياة الناس مش لعبه، وفعلًا الأستاذ محتاج لمستشفى يتعلق له محلول يرُد له الروح بعد الخضه اللى هو لسه تحت تأثيرها، إيديكم معايا يا جماعة،ندخله فى عربية البيه اللى بيسوق وهو نايم فى مستشفى على اول الشارع تفحص الاستاذ أهو يصلح غلطه.
نظر لها حازم بغـ.ـيظ من طريقة حديثها المُتجهمه،عكس طريقتها السابقه معه،هو كان يود فقط التعرف عليها لكن ربما أخطأ فى الطريقه. 
❈-❈-❈
بالبلده 
أثناء سير هاني بالسيرة بمرآة السيارة الخلفيه رأي بسنت تقف فى ذاك المحل تتحدث مع تلك المعتوهه، قام بإيقاف السيارة،وأشار لها،إنتبهت له وتبسمت ثم سُرعان ما تركت فداء وذهبت نحوه فتحت باب السياره ودلفت مباشرةً تُرحب به قائله:
تيتا إنصاف من وقت ما قولت لها انك جاي والصحه رجعت لها وقامت عملت طبيخ يقضى الشارع كله، وكمان بعتتني السوبر ماركت اشترى شوية حاجات كانت ناقصه، والله قولت لها ده كتير بس هى بقى صممت واهو جبت لها كل اللى طلبته واهى كانت فرصه فداء كانت فاضيه وشرحت لي حاجه فى المنهج مكنتش فهماها. 
إندهش سائلًا: 
فداء مين؟. 
ردت ببساطة: 
فداء اللى كنت واقفه معاها، بـ.ـنت صاحب السوبر ماركت ده وصاحبتي، هى المفروض كانت تبقى مدرسه، بس طبعًا مفيش تعينات، أهى واقفه فى السوبر ماركت بتاع باباها، وبتساعدنى كتير بدون مقابل. 
إيتغرب ذلك قائلًا: 
فداء مين، 
البـ.ـنت اللى واقفه فى السوبر ماركت ده معاها كليه، وكمان بدرس دى معتوهه. 
ضحكت بسنت قائله: 
وإنت أيه اللى عرفك بها دى لطيفه خالص والله، كمان صاحبتي. 
تهكم قائلًا: 
هى دى نوعية تتصاحب، عالعموم ماليش فيه. 
تخابثت بسنت سائله: 
ومالك مضايق منها كده ليه إنت متعرفهاش أساسا دى لطيفه خالص. 
تذكر هانى قول ذاك الطفل وهو يعنها "فتاااء"
رد بسخط: 
ولا عاوز أعرفها أساسا، هو كنت بشتري منها سجاير وقعدت ترغي رغي فاضي وكانت عاوزه تبيع لى صواريخ العيد،قال جمله وقطاعي. 
ضحكت بسنت قائله: 
هى فداء كده عِشريه وبتاخد عالناس بسرعه. 
تهكم هانى قائلًا: 
دى مش عِشريه، دى حِشريه، وهى مالها أشرب سجاير انا حُر، هى بطرقع فى اللبانه وانا قرفان منها كنت كلمتها، كل واحد يخليه فى نفسه. 
ضحكت بسنت، لكن بداخلها تمنت أمنيه خاصة ستقولها لجدتها، تأخذ دعمها ربما تكون سببًا وتُجمع بين أحبائها. 
❈-❈-❈
بعد مرور يومين 
بمركز التجميل، بغرفة چانيت
تبسمت لـ سميرة قائله: 
مبروك عليكِ الصالون يا سميرة، إنتِ كنتِ من أفضل البنات اللى إشتغلوا فى السنتر ومفيش مره زبونه إشتكت منك، الصالون زباينه ناس محترمة،أنا كمان هبقى زبونة.
تبسمت سميرة لها بود قائله:
تشرفي فى أى وقت كآن الصالون ملك حضرتك. 
تبسمت چانيت لإشارة المحامى الخاص بها وقالت لـ سميرة،المحامي واضح إنه خلص العقود خلينا نمضيها.
تبسمت سميرة تشعر بسعادة،حين وضعت چانيت توقيعها فوق العقود ووجهتها نحو سميرة،لتضع توقيعها هى الأخرى تشعر بثاني فرحة مُميزة بحياتها بعد يمنى.   
❈-❈-❈
بمكتب عماد بالمقر 
نظر الى تلك الصوره على هاتفه وتبسم كانت الصورة لـ سميره وهى نائمة، إلتقط الصوره أثناء تلك الأيام الماضية، صوره لملامح  ملائكيه... تنهد بشوق، ثم تبسم وقام بإتصال، سُرعان ما جاوبه الآخر  تحدث له بأمر: 
عاوزك تشتري السنتر ده بأي تمن. 
أجابه الآخر: 
تمام يا أفنـ.ـد.م، انا تقريبًا بقيت قدام السنتر وإن شاء الله إطمن حضرت، متوقع التفاوض يكون سهل. 
تبسم عماد وأغلق الهاتف، وضعه على المكتب وتنهد بسعادة، وهو يتخيل مفاجئته لـ سميرة  بهدية عيد ميلاد يمنى،  وإن كانت يمنى أغلى هدية بحياته، يمنى كانت هدية الوصال. 
الشرارة الخامسه عشر«كفيل بتدmيرهما معًا» 
وإحترق_العشق
❈-❈-❈
بمكتب عماد 
تبسم لـ هاني الذى دخل الى مكتب، إستقبله عماد بمزح قائلًا: 
أخيرًا جيت أنا قولت مرات خالي مش هتفرج عنك. 
تنهد هاني وهو يجلس على أحد المقاعد قائلًا: 
بتقول فيها دى مش عاوزاني اتنقل من جنبها وتقولى بشوفك قد أيه...أنا هـ.ـر.بت بأعجوبه من زنها.
ضحك عماد وهو ينهض من خلف المكتب جلس بمقعد مقابل له سائلًا:
وبتزن عليك فى أيه بقى الموضوع إياه إنك تتجوز،تصدق أن مع مرات خالى فى الموضوع ده،فعلًا بقول كفايه كده،طلق هيلدا وإستقر هنا.
تهكم  هانى بحسره قائلًا:
إنتم ليه مفكرين إن طـ.ـلا.قي من هيلدا أمر سهل،أنا متجوز هيلدا عالقانون الفرنسي،يعنى طـ.ـلا.قى منها لو كان  هيكلفني نص ما أمتلك كنت قولت سهله هى الخسرانه لأن ممتلكش اى شئ فى فرنسا وإنت عارف ده كويس أوى يمكن دى النقطة الوحيدة اللى ربنا جابها فى صالحي،لانه عارف انا إتحملت قد إيه،إنت عارف الشرط التانى فى وثيقة جوازي من هيلدا،إن هى المُتحكمة فى أمر الطـ.ـلا.ق،حتى لو عاوز أطلقها وهى رافضة ده القانون هناك معاها وممكن مش تحاول تسممني زى المره اللي فاتت،أو بسهوله تقدر تروح السفارة المصريه هناك وتقدm ورق إنها مراتي وألقاها جايه ليا هنا تنغص عليا حياتي هنا،هيلدا لعنة حياتي اللى ملهاش غير حل واحد مـ.ـو.ت واحد مننا.
تسرع عماد قائلًا:
إن شاله هي،عالعموم ربنا يهدها،بقولك  في شوية أوراق عاوزك تمضي عليهم،كمان أرباحك اللي إتحولت فى حسابك فى البنك،فيها شوية توضيحات عاوزك تعرفها.
تنهد هاني بيأس قائلًا:
يا عم الف مره قولت لك انا بثق فيك،وبعدين يعني أهى فلوس مرميه فى البنك فى يوم من الايام غيري اللى هيستفاد بها.   
تنرفز عماد قائلًا:
بطل نبرة اليأس اللى بتتكلم بيها دى أنا هتصل على مرات خالي تزن عليك،وهدعى عليك تتجوز من هنا وبعد تسع شهور إن شاء الله تجيب وريث يحرق قلب حامد وشركاه.
ضحك هاني قائلًا:
وشركاه دول مين،قصدك أخواتي من الأم،ولا بسنت،لو بسنت دى نور عنيا هى الامل بالنسبه ليا هى الذكرى اللى آمنتني عليها أختي، اوقات بحس ان أختي عايشه لما بقعد واتكلم معاها...بس سيبك من الكلام عني،واضح إنك راجع من الأجازة رايق،أيه يمنى مكنتش عازول،شكلك هتخاويها قريب المره دى تخلف ولد وتسميه هاني. 
تنهد عماد مُتمنيًا ببسمة، لكن قطع إسترسال حديثهم ذاك الهاتف الذى صدح نظر عماد لـ شاشة هاتفهُ زفر نفسه وهو ينظر الى هاني الذى سأله: 
مين اللى بيتصل عليك. 
تنهد مجاوبًا: 
دي چالا الفيومي. 
نظر له هاني وإستخبر سائلًا بإستذكار: 
"چالا الفيومي" 
مش دى اللى كانت  نزل لك صور معاها... وعاوزه إيه دي. 
رد عماد ببساطه: 
هرد عليها وبعدين أقولك. 
أومأ هاني برأسه بقبول بينما عماد سمع حديث چالا الذى بشبه ثقه ودلال: 
بتصل أستأذن منك نأجل الميعاد اللى كان بينا النهارده ونخليه بعد بكره لآن للآسف إضطريت أسافر إسكندريه فى بضاعة فى الجُمرك ولازم أنا اللى أخلص الإجراءات بنفسي. 
رحب عماد بذلك قائلًا برسميه: 
تمام، مفيش مشكله.
أغلق الهاتف نظر له هاني سائلًا:
هو أيه النظام.
تفهم عماد تلميح هاني وفسر له:
لا نظام ولا حاجه كل الحكايه،كان فى شخص وسيط عرض إننا نتشارك وبدبلوماسية لا قولت موافق ولا رافض. 
تفهم هانى لكن قال له بتحذير: 
خد بالك انا  شوفت صورك مع چالا ولو مش عارف إنت قد ايه مُتيم بـ سميرة كنت صدقت الصور دى وقولت حقيقة. 
زفر عماد نفسه قائلًا: 
أهى إشاعه وزى ما بدأت زى ما إنتهت. 
❈-❈-❈
بمركز التجميل
تبسمت چانيت وهى تتحدث أمام العاملين بالمركز قائله:
معظمكم قضى فترة طويله معايا وكنتم لكم فضل فى شهرة البيوتي لو مش الظروف اللى خلتني أتنازل وأبيع البيوتي عمري ما كنت أفرط فيه،بس قد حُزني إن بعت البيوتى قد ما أنا سعيدة إن اللى إشترته واحده منكم ومتأكدة كلكم بتحبوها لأن عمري ما جالي شكوى منها على زميله ليها ولا حد إشتكى منها ومتأكدة كلكم هتفرحوا لما تعرفوا إن اللى إشترت البيوتى هى "سميرة"
قربي يا سميرة.
تبسمت سميرة وهي تقترب من چانيت وتبسم للعاملين قائله بثبات وفرحه تدب النبض بقلبها:
زي مدام چانيت ما قالت مفيش حاجه هتتغير كلكم أخواتي وزملائي والبيوتى شغال بسببكم وأعتبروني زى ما كنت زميلة وصديقه.
من العاملين من ملأ الحقد قلبه ومنهم آخرون لا يبالون فقط ما يهمهم الحفاظ على مكانهم بالعنل ومنهم مدهشون يسألون من أين آتت بذاك المبلغ الضخم ثمن المركز ومنهم من هى مذهوله ولا تعرف أي شعور يضغى عليها 
أتسعد من أجل سميرة التى تستحق كل الخير 
أم تستعلم من أين آتت بثمنه،أم تُعاتبها أنها أخفت عنها رغبتها بشراء مركز التجميل لكن تبسمت بلطافه ومحبه وأقتربت منها تُبـ.ـارك لها كما فعل الآخرون ذلك.
بعد قليل،بغرفة الإدارة كانت چانيت ومعها عامله تضب بقايا أغراضها،حتى سمعن صوت دق باب المكتب سمحت چانيت بالدخول...
دخل شابً،تبسمت له چانيت بعد ان قدm نفسه أنه وسيط تُجاري ويريد شراء مركز التجميل...
نظرت الى العامله التى كانت معها وتبسمن ثم أجابته:
للآسف وصلت متأخر لان البيوتي إتباع وكمان إتسجل فى الشهر العقاري من كم ساعة بس. 
إعتذر يشعر بخيبه وخرج وقف أمام مركز التجميل وقام بإجراء إتصال هاتفي وإنتظر الرد...لوهله ظن عماد أنه أنهي تلك المهمه لكن خاب ظنه حين أخبره:
للآسف صاحبة  البيوتى قبلتها بس قالت إنه إتباع وإتسجل فى الشهر العقاري كمان.
زفر عماد نفسه بآسف قائلًا:
تمام عاوزك تتواصل مع المُشتري الجديد،عاوز البيوتي ده بأي ثمن.
تمام.
أغلق عماد الهاتف يشعر بخيبه لكن تنهد بآسف وهو يتذكر سماعه حديث سميرة مع والدتها قبل أن يُسافرا الى تلك الرحله.
بالصدفه سمع حديثهن،وسميرة تخبر والدتها التى سألتها:
يمنى فين.
ردت سميرة:
يمنى مع عماد بتلعب بالبازل.
تبسمت عايدة سائله:
مالك من وقت ما رجعتي من البيوتي وإنت كده سرحانه زى القلقانه أيه اللى شاغل عقلك أوي كده.
تنهدت سميره بتمني قائله:
البيوتى سنتر اللى بشتغل فيه، سمعت إن مدام چانيت  هتبيعه بـ.ـنتها سافرت دبي من فترة واللى عرفته إنه فتحت بيوتي هناك وربنا كرمها وبقى مشهور جدًا وهى الفترة الجايه هتسافر لها وتستقر معاها هناك وهتبيع البيوتي. 
بلا إنتباه سألت عايدة:. وفيها أيه يعنى ده اللى شاغل راسك يعني خايفه اللى يشتري البيوتي يكون شخص مش كويس زى مدام چانيت. 
هزت سميرة راسها برفض قائله: 
لاء مش ده السبب يا ماما، بصراحه البيوتي خسارة،زباينه ناس محترمه  واللى هيشتريه يا بخته.
تبسمت عايدة وشعرت بأمنية سميرة انها تتمني لو تشتريه،كذالك وصل الى عماد وقرر شراؤه من أجل إعطاؤه هدية لها بعيد ميلاد يمنى،كذالك هنالك مفاجأة أخرى.
عاد يزفر نفسه بآسف لكن لم ييأس ومهما كلفه سيشتريه من أجلها..
تنهد يشعر بشوق أصبح مُلازمًا لقلبه بعد تلك الايام الذى قضاها مع سميرة وطفلتهم كانوا طوال الوقت معًا عزز هذا بقلبه العشق...فكر بـ سميرة ربما علمت ببيع مركز التجميل وتضايقت، قرر الذهاب إليها مُشتاقًا لها ولتلك الوردة الصغيرة الخاصه به. 
❈-❈-❈
بشقة سميرة 
فتحت باب الشقه تشعر بسعادة بالغة، قابلتها تلك الشقية التى تهرول هربً من جدتها، فتحت ذراعيها الصغيره وقالت بضحكات: 
مامي. 
إنحنت سميرة  وحملتها وقبلت وجنتيها قائله  بأمومه: 
روح وقلب مامي. 
تبسمت عايدة التى وقفت تنهج من ملامح وجه سميرة المتفتحه شعرت بإنشراح فى قلبها وقالت بمرح وعناد مُحبب: 
خلاص سميرة هسرح لـ سميرة شعرها وأحط لها  ورد وقلوب وفراشات بطير وإنتِ لاء. 
نظرت يمنى لها وتخابثت ببسمتها كعادتها ألقت بنفسها على عايدة التى كادت تتمنع بمرح، لكن دلال الصغيرة المُحبب جعلها تحملها، بينما ضحكت سميرة
بعد قليل كان جرس الشقه يدُق وكعادة يمنى تهرول نحو الباب، وخلفها سميرة 
كما توقعت يمنى كان عماد، الذى حملها وهى تُخبرهُ بتلك الوردات والقلوب والفراشات الامعه التى وضعتها عايدة بشعرها، تبسم بحنان، لكن نظر نحو سميرة كانت ملامح وجهها بها زهوة خاصه، تبسم وهى تُرحب به، دخل الى غرفة المعيشه يحمل يمنى.
بعد قليل دخل الى تلك الغرفه يحمل يمنى كانت سميرة تجلس خلف مرآة الزينه سابحه بخيالها السعيد لاول مره تشعر أنها مُستقله غير مُقيدة،تعبث بيديها التى تتخلل بين خُصلات شعرها،لم تكُن ترتدي زيًا عاريً بل منامه بيتيه بنصف كُم،لكن هنالك بهاءًا خاصً يُحيط بها...يُشعل قلبه هيامً بها،لولا تلك الشقيه التى على كتفيه لما تحدث وظل ينظر لها فقط،لكن شقاوة يمنى لفتت نظر سميرة نهضت من خلف المرآة وجمعت خُصلات شعرها بدبوس شعر وتوجهت نحوهم مُبتسمه تسأل:
إنت ماشي. 
إستغرب السؤال قائلًا: 
لاء هبات هنا لو معندكيش مانع. 
نظرت له قائله بتطلُع: 
تمام هروح أشوف ماما إن كانت خلصت صلاة وأحضر العشا. 
دخل الى قلبه شعور سميرة بها شئ مُتغير ومُلفت، هل لم تعلم ببيع مركز التجميل، أم خاب ظنه حين ظن أنها تُريده، لكن عبث يمنى جعله ينفض ذلك. 
بعد وقت خلدت يمنى للنوم جوار سميرة بغرفتهن، لكن تلك الفرحه التى تشعر بها سميرة أطاحت النوم من عينيها، نظرت نحو يمنى وتبسمت، ثم نهضت من جوارها وخرجت من الغرفة، كان ضوء واضح يظهر من عُقب باب غرفة عماد، ظنت أنه قد نام ونسيه بهدوء فتحت باب الغرفه كي تُطفئهُ، لكن تفاجئت به مُستيقظ يجلس على الفراش يعمل على حاسوبه، بينما عماد نظر نحو باب الغرفه حين سمع صوت مقبض الباب وتوقع أن تكون سميرة تبسم قائلًا  بسؤال: 
يمنى نامت. 
-أيوا نامت، فكرتك نمت ونسيت نور الأوضة. تبسم وهو ينهض من فوق الفراش، وضع حاسوبه فوق طاولة، ثم توجه نحوها، جذبها للداخل وأغلق باب الغرفه ضمها بين يديه بتلقائية تبسمت سميرة، بسمتها ولمعة عيونها سحرًا ألقته على قلب عماد الذى حول نظرة عيناه الى شفاها المُبتسمه، سرى شعور خاص بقلبه وقبلها عاشقًا مُتلهف، تجاوبت معه سميرة التى وضعت يديها تضُم بهمل وجهه تتنعم بتلك المشاعر الفياضة بالعشق وهو يحملها بين يديه يضعها فوق الفراش وإنضم يجذبها عليه بمشاعر مُشتعلة غرامً، لقاء عاصف ومُميز، كآنهما لأول مره معًا هكذا، حتى بعد نهاية الأشواق لم يبتعد عنها عماد بل ضمها لصدره، ينظر الى عينيها رفع يدهُ يُمسد بنعومة فوق وجنتها ثم قبلها قُبله ناعمة وعاد ينظر لها وإعترف قلبه قبل لسانه بملكِية:
أنا بحبك يا "سميرتي". 
-سميرتي
قالها بنبرة عشق وتملُك وصلت الى قلبها الذى إشتعل ظمأً لسماع تلك الكلمة منه مره أخرى، تلك الكلمه الذى كان يقولها لها دائمًا قبل... 
قبل ماذا، لا تود أن تُفسد تلك اللحظات بذكريات مُره، تود فقط النظر الى عينيه كما كانت تعشق وتخجل بنفس الوقت لكن الليله لا لن تخجل وهى تنظر الى عينيه ولن تُحايد النظر لهن كما كانت تفعل سابقًا، تود تلك النظرة التى بعينيه نظرة هائمة، ولكن عقلها يسأل
هل تحلم بهذا، بالتاكيد حِلم، لكن هو حقيقه حين أغمضت عينيها وعادت تفتحهما كانت بسمة عماد حقيقة وإعتراف آخر مصحوب بقُبلة تأكيد: 
قلبي مفيش لحظة نسي حُبك.
نظر لها ينتظر إعتراف منها لكن خجلت،أجل بكل ما عاشته معه لكن خجلت أن تقول له أن عشقهُ متوغل من قلبها الذى أشعلة القدر،صمتت للحظات ثم ضمت نفسها لصدره كآنها تحتمي به،أجل تحتمي بعشقها له ولا تود نهاية لتلك اللحظات لتستمر العُمر كله،أو حتى لو إنتهت ستظل عالقة برأسها وقلبهُ...
ليلة كانت كآنها سحرًا من الغرام أُلقي عليهم،أحرق الماضي البائس بليلة غرام مُتناغمة.  
❈-❈-❈
باليوم التالي
بمنزل شعبان بالبلدة 
إنتهت هند من إرتداء ثيابها الضيقه كالعادة،وضعت مساحيق تجميل فوق ملامح وجهها ثم خرجت من الغرفة،تقابلت مع هانم التى نظرت لها بتقييم لم تهتم بثيابها الضيقه ولا حتى كمية مساحيق التجميل الزائدة عن الحد،بل سألتها:.
لابسه كده ومتمكيجة رايحه فين عالصبح.
أجابتها هند بتهكم : 
يعنى هكون رايحه أتفسح ولا رايحة  السيما أكيد رايحة الشغل.
تسألت هانم بفضول: 
شغل أيه، مش عماد رفدك، ولا رجعك تانى. 
ضجرت هند قائله: 
لاء طبعًا عماد ده إنسيه ومتاكدة إنه بعد ما... 
توقفت للحظه ثم قالت بإستهزاء: 
بعد ما بابا رجع له الفلوس هيقول فرصه ومش هيبعت تاني، والبيت بيصرف. 
شعرت هانم بغضب سائله: 
وشغل أيه بقى اللى إنتِ رايحه له دلوقتي. 
ردت هند بتوضيح
   محل بيع ملابس فى المحله،شوفت إعلانه عالنت وكانوا عاوزين فتاة حسنة المظهر،وإمبـ.ـارح روحت المحل وإتفقت مع صاحبه  وهبدأ شغل من النهاردة، وأهو الراتب تقريبًا نفس قيمة الراتب اللى كنت باخدة من المصنع، غير فى أوڤر تايم لو إشتغلت ورديتين، يلا بلاش تأخرني من أول يوم، وآه ماليش نفس للفطور هبقى أشتري سندوتشات، صحة وهنا على قلبك إنتِ وبابا. 
غادرت هند فى الوقت الذى خرج شعبان من غرفة النوم يتثائب بتكاسُل سمع صوت إغلاق باب المنزل تسائل:. 
مين اللى خرج. 
نظرت له هانم بإمتعاض قائله:. 
هند خرجت راحت الشغل. 
تسرع شعبان قائلًا: 
إياك تكون رجعت للشغل فى المصنع مره تانيه،أنا محذرها هروح أجيبها من شعرها قدام العمال. 
تهكمت هانم وسـ.ـخرت من نفسها انها يومًا ظنت أنها فازت على حُسنيه غريمتها وانها هى من تتمتع بوصال شعبان، لكن شعبان كان ظلًا واهيًا سُرعان ما إختفي وظهرت حقيقة رجُل متكاسل آناني لا يحب سوا الوجاهه ونفسه فقط،حقًا ليس كل ما يلمع ذهبًا فأحيانًا كثيرة يكون صفيح...وهكذا كان بختها مع ذاك المتواكل،تلك الصفه التى زرعتها به والدته،انه القوام حتى ولم يكُن يُسد نفقات بيته فهو قوام برجولته،انه مُتحكم بكلمة يستطيع بها إرهابها،كما قالها سابقًا لـ حسنيه وطردها هى وطفلها،طفلها الذى أصبح ذو سيط وثراء،اما هى فى التدني مع زوح عدm وجوده افضل. 
❈-❈-❈
مساءً 
بمكتب عماد كان يعكف على العمل خلف حاسوبه الشخصي 
سمع رنين هاتفه، ترك الحاسوب ونظر شاشة الهاتف،تبسم وقام بالرد سريعًا يسمع:
للآسف يا بشمهندس حاولت اتفاوض مع اللى إشترت البيوتي سنتر،حتى رفعت السعر وبرضوا رفضت.
حك عماد جبهته بآسف قائلًا:
قولت لها إنت هتشتريه لمين؟.
رد الوسيط:
لاء يا أفنـ.ـد.م بس حاولت وقولت لها سعر كبير، وهى رفضته، بس ممكن ارجع أتفاوض معاها تاني بإسمك، ومعرفش ممكن تقبل أو لاء، لان من الواضح إنها مُتمسكه بالبيوتي جدًا. 
زفر عماد  نفسه بآسف سائلًا: 
ومين اللى إشترت البيوتي، وأيه سر تمسكها بيه، يمكن عاوزه سعر أعلى فيه. 
رد الوسيط: 
اللى إشترت البيوتي عرفت إنها واحده كانت بتشتغل فيه، وتقريبًا ده سر تمسكها بيه أكيد عارفه قيمته كويس، وإسمها 
"سميرة محمود عبد المجيد". 
نهض عماد واقفًا مثل المصروع قائلًا: 
قولت إسمها أيه؟. 
أكد الوسيط إسمها... شعر عماد بغضب قائلًا: 
تمام شكرًا لك، وهحولك عمولتك على حسابك. 
أغلق عماد الهاتف يشعر بذهول وسؤال يجول بعقله: 
من أين آتت سميرة بثمن هذا المركز... أجابه عقله ربما بتلك الهدايا الثمينة التى كنت تُعطيها لها، لا يوجد تكهُن آخر...سريعًا غادر  
فى أثناء ذلك صدح هاتفه نظر الى شاشته زفر نفسه بضيق وأغلق الإتصال بل وضع الهاتف على الوضع الصامت تجنُبًا للإزعاج،بعد قليل كان بشقة سميرة،إستقبلته عايدة ،حاول الهدوء قائلًا بكذب:
كان فى ملف ونسيت هنا إمبـ.ـارح هدخل أخدته.
تبسمت له قائله:
كويس إن يمنى نايمه،لو شافتك كانت هتتعلق بيك.
اومأ برأسه ودلف الى الغرفه بإستعجال،ذهب نحو دولاب الملابس،فتح تلك الضلفه،رأى تلك العلب المخملية مصفوفه،فتحها ظنًا أن تكون فارغه،لكن خاب ظنه،شعر بغضب أكبر،وخرج من الغرفه تقابل مع عايدة التى سألته:.
فين الملف.
رغم شعور الغضب ود أن يسالها بالتأكيد هى تعلم بشراء سميرة لمركز التجميل،لكن تريث يود المعرفه من سميرة نفسها... أجابها بتسرع:
ملقتوش يمكن نسيته عند ماما...هروح أشوفه هناك.
غادر عماد وظلت عايدة للحظات تستغرب من هيئة ملامحه،لكن سمعت صوت يمنى تنادي عليها ذهبت إليها ونفضت عن رأسها.   
❈-❈-❈
بمنزل هانى بالبلده 
بعد إلحاح من والدته ان يتزوج، تود أن ترا له ذُريه كما رات لبقية أخواته، رغم رفضه للمبدأ لكن تنازل فقط لإرضائها، وإمثل لها برأسه سيرفض لاحقًا بأي حِجه، مُرغمً ذهب معها الى ذاك المنزل، للغرابة شعر براحة بترحيب أصحاب المنزل به وبوالدته وجلسوا قليلًا يتحدثون بألفه كان هو فقط مستمع لا أكثر الى أن سألت والدته: 
أمال فين عروستنا، مكسوفه ولا إيه. 
نظرت تلك السيدة الى زوجها وشعرت بالخـ.ـو.ف ان تفعل فداء مثلما تفعل كل مره، لكن تبسمت لـ هاني قائله:. 
العروسه فى البراندا بتسقى الزرع وهاني مش غريب، باب البراندا أهو. 
نظر هاني نحو ذاك الباب التى أشارت عليه نهض نحوه يسير بلا أهميه فالنتيجه محسومه بعقله...  
بينما فداء كانت تقوم بسكب المياه بتلك المزارع، قلبها ينتفض بداخلها، ربما لديها توقع برد فعل هاني حين يراها لكن تمثلت بالقوة النابعه من قلبها...حين 
دلف هانى الى تلك الشُرفة 
كانت تُعطيه ظهرها، إستدارت تبتسم حين تنحنح، تمعن النظر مُندهشًا للحظه كأنه فقد النطق، حاول إجلاء صوته حتى خرج مُحشرجًا: 
إنتِ العروسة. 
اومأت ببسمة يقين قائله بتأكيد: 
أيوا أنا العروسة وموافقة أتجوزك يا هاني. 
إزداد إندهاشًا قائلًا بنفور: 
هو أنا موعود بالحريم اللى معندهاش حياء أنا مش مو.... 
قاطعته بتصميم وإصرار: 
موافق يا هاني وهنتجوز. 
❈-❈-❈
 بالطريق أثناء قيادة عماد، فتح هاتفه وآتى برقم سميره هاتفها قائلًا  بأمر: 
قدامي خمس دقايق وأكون قدام البيوتى. 
قبل ان ترد أغلق الهاتف. 
إستغربت سميرة طريقة حديثه الجافه والآمره بعد ليلة امس التى مازال اثرها يأسر قلبها،لكن سريعًا تركت مركز التجميل وخرجت كان قد وصل عماد...فتحت باب السياره،نظر لها بأمر قائلًا:
إركبِ.
لم تُعارض وصعدت للسيارة حاولت الحديث معه،لكن لم يُبالي،كذالك رأت سميرة وميض هاتفه وهو يتجاهل ذلك، قالت له: 
موبايلك بينور فى حد بيتصل عليك.
جذب عماد الهاتف ونظر له وقام بفصل الهاتف نهائيًا...إستغربت سميرة ذلك،وتحير عقلها،وهى تُقارن بإعترافه الناعم والهادئ بالامس وتلك العصبيه الواضحه عليه الآن،صمتت حتى دخل عماد بالسيارة الى ذاك المكان وترجل من السيارة، وذهب نحوها،جذبها من يدها للسير خلفه،حتى دخلا واغلق الباب خلفه بقوه...
إستغربت سميرة من ذلك،لكن سُرعان ما نظر عماد وقال مباشرةً:
مبروك.
إستغربت سميرة سائله:
مبروك على أيه.
نظر لها بغضب:
عالبيوتى سنتر،مش إشترتيه.
تـ.ـو.ترت سميرة،بينما 
نظر لها بتساؤل: 
وجبتي تمن البيوتى منين يا سميرة. 
للحظات صمتت دون رد، مما ضايق عماد الذى إقترب أكثر منها وجذبها من عضدي يديها وعاود السؤال بعصبية: 
بقولك جبتي تمن البيوتى منين يا سميرة. 
إزدردت ريقها وتمركزت النظر الى عينيه وأجابته ببساطة غير مُباليه: 
بيعت ميراثي اللى ورثته من "نسيم"  جوزي الأولاني. 
ماذا قالت،جاوبته بأبشع أجابه... ضغط على أسنانه يحاول تلجيم غضبه، ثم دفعها بقوه، إبتعدت عنها، كادت يختل توازنها لكن تمسكت بأحد المقاعد ونظرت بترقُب الى عيناه المُشتعلتان بغضب، لكن هو نظر لها بإشتعال قائلًا: 
سميرة إمشي من قدامي، لأن لو فضلتى  هنا قدامي ممكن أعمل شئ ممكن يحرقنا إحنا الإتنين. 
لم تنتظر سميرة فهو أعطاها السماح بالفرار
لكن قبل أن تُغادر سمعت صوت بعض التكسيرات، للحظة  رف قلبها وفكرت بالعودة له، لكن فضلت الفرار من أمامه وتركه حتى يهدأ... بينما عماد قذف تلك الآنيه الكريستاليه بذاك الزجاج يشعر بغضب ساحق، ربما يود قلبه عودة سميرة  الآن عله يهدأ لكن عقله يذمهُ الافضل رحيلها فالغضب مُشتعل بداخله وكفيل بتدmيرهما معًا. 
 بعد وقت
بمنزل هانى
بغرفة نومه، سمح لوالدته بالدخول
دخلت تبتسم له لكن خفتت بسمتها حين رأته يجلس مُتكئ بظهره على خلفية الفراش يُدخن يمسك بيده منفضة السجائر، وذمته قائله:
يادي السجاير اللى بتحرقها خف شويه عشان صحتك،أطفيها عشان عاوزه أتكلم معاك شويه.
دهس هانى بقايا السيجاره بالمنفضه، يعلم فى ماذا تريد الحديث معه…
وضع المنفضه فوق طاوله جوار الفراش وإعتدل فى جلسته… جلست والدته جوارهُ وضعت يدها فوق كتفه بأمومة سأله:
قولي، أيه رأيك فى العروسه؟.
تهكم قائلًا بإستهزاء:
قصدك فتااء.
استغربت سائله:
مين فتااء دى.
تذكر فجاجة حديثها معه وإصرارها على قبول الزواج منه حتى بعد أن أخبرها أنه متزوج بأخرى ولن ينفصل عنها علها تيأس،لكن تلك الحمقاء مازالت تُصر على الزواج به بل وقالت لا يفرق معها زواجه من أخرى طالما بعيدة عن هنا قائلًا:
قصدي فداء، بصراحة طريقتها فى الكلام معجبتنيش.
تنهدت إنصاف قائله بإقناع:
إيه اللى فى طريقة كلامها معجبكش دى لسانها سُكر.
-سُكر.
قالها بإستهزاء وتذكر تلك العلكة التى كانت تمضغها وهو يتحدث معها ود أن يصفعها على فمها، ثم قال برفض:
يا ماما سبق وقولتلك أنا مش بفكر فى الجواز أنا جيت معاكِ بس عشان أرضيكي، بس حتى لو وافقت على الجواز مستحيل تكون فداء… دي…
تبسمت إنصاف وقاطعته:
مالها مناسبه لك من كل حاجه، قريبه منك من السن الفرق مش كبير زى ما كنت بتحجج فى العرايس اللى جبتها لك قبل كده، كمان بـ.ـنت سوق وفاهمه الدنيا، وقلبها طيب، إنت مبسوط بحياتك دي، والغربه اللي بضيع عمرك فيها، ولا المخسوفه هيلزا ولا هيلدا اللى إنت متجوزها دى تقرب عليا فى العمر، إنت محتاج شابة تتهني معاها وتعوضك قساوة سنين الغُربه، وربنا يرزقك بالذريه الصالحه… أنا هرد على أهل فداء وأحدد معاهم ميعاد خطوبه، ولا أقولك ملهاش لازمه الخطوبه خير البر، إنت جاهز، الشقه هنا واسعه وفيها عفشها، بس نغير أوضة النوم، كمان أبو فداء ميسور ويقدر يجهزها فى أسبوع.
ذُهل هاني قائلًا:
أسبوع إيه، أنا مش…
قاطعته إنصاف بأمر وتهديد مباشر:
قسمً بالله يا هانى لو كـ.ـسرت بخاطري لأسيب ليك البيت ده وهعيش مع أي واحد من اخواتك واتحمل رخامة نسوانهم وهاخد بسنت معايا.
إنصدm هانى وتسرع بالرد:
ماما إنتِ بتقولي إيه وفيها إيه البـ.ـنت دي أحسن من غيرها.
أجابته بضغط منها عليه:
مش فداء السبب انا يأست منك يا هانى ومش هحايلك تاني، وزي ما قولت لك من شويه، أنا قايمة دmاغي مصدع هأخد علاجي وألم هدومي وأشوف بسنت كمان زمانها صاحيه بتسهر تذاكر… تصبح على خير… هتصحى مش هتلاقينا هنا، دى دارك وإنت حر فيها.
تمسك هاني بها قبل أن تنهض وألقى بنفسه بحـ.ـضـ.ـنها صامتً يشعر بضعف، أجل هو ضعيف أمامها، ضعف إحتياج لحـ.ـضـ.ـن آمن يحتويه، ولا يوجد آآمن من حـ.ـضـ.ـنها، شفق قلبها عليه، لديها شعور دائم أنها ظلمته حين تزوجت بآخر بعد وفاة أبيه لم يكُن زواجها من أجل رجل بل كان إحتياج منها لمأوي وسند يُرشـ.ـد معها طفليها بذاك الوقت،تعلم أنها أخطأت الإختيار لكن عذرها أنه كان قريب ورفيق زوجها الراحل وظنت أنه سيكون حنون، حقًا لم يكُن ذلك، كذالك لم يكُن مُتجبرًا فقط كان يود الخير لأبناء صُلبه عن هاني وإبـ.ـنتها الراحلة…
كادت ترفع يديها وتحتويه بحنانها وتتقبل رفضة لكن توقفت يديها قبل أن تقترب من ظهره تُزيد بالضغط عليه تبسمت حين سمعت قوله:
موافق أتجوز يا ماما بس…
عادت برأسها للخلف تنظر له بترقب بعد أن قاطعته سائله:
بس إيه.
-بلاش فداء، شوفي غيرها.
زفرت نفسها تعلم أنه يراوغها لكن تجبرت قائله:
مالها فداء، وعلى ما اشوف غيرها مناسب لك تكون اجازتك خلصت، وقدامك وقت تتعرف عليها أكتر قبل الجواز وأكيد هتغير فكرتك عنها… الصبح هتصل على أمها ونحدد ميعاد قراية الفتحه ونتفق على تجهيزات الفرح.
-فرح!.
قالها بإنزعاج ثم برر ذلك:
أنا مش عاوز فرح…
قاطعته إنصاف بتجُبر:
بس أنا عاوزه أفرح، وكمان دى بـ.ـنت ناس ومن حقها تفرح، سيب إنت كل حاجه على ربنا وهو اللى هيرتبها، يلا أسيبك تنام، تصبح على خير.
غادرت إنصاف تشعر بإنشراح قلب، بينما عاود هاني الجلوس على الفراش وجذب السجائر والمنفضة والقداحة،إشعل سيجارة نفس دخانها
كآن بها خيال تلك الليلة التى تزوج بها من هيلدا،ليلة كفيله بأن تجعله يمقت النساء جميعًا
[بالعودة قبل سنوات]
بقانون فرنسا تم الزواج بينه وبين هيلدا، ثم تلى ذلك بحفل أقامته من أجل الإحتفال بزواجها منه، كان شبه مُغيب الإحساس والشعور،فقط صورة شخص حي وهى تتباهى بزواجها منه أمام الحضور، هو بائس القلب والروح، لم يكُن ينوي الزواج الآن، لكن حكمت الاقدار، إنتهي الحفل وغادر الجميع ظل هو معها وهى بشبه حالة سُكر، ظن أن العرض إنتهى لكن بدأ للتو، إمرأة بلا أخلاق إندعمت منها الكبرياء، وهى تقترب منه بخطوات تترنح قليلًا، عينيها بها مكر ودهاء الثعلب الجائع حين يتخابث قبل الإنقضاض على فريسته، عانقته مثلما تُعانق القطط تغرس مخالبها بوجهه تفترس شفاه كآنها تلتهم قطعه من الحلوي ذات المذاق الخلاب، بتقزز منه بادلها لقاء حميمي غاشم مقرف بالنسبه له، إمرأة لا فرق بينها وبين عاهرة بل هى عاهرة بالفعل لكن برتبة زوجة، يبغض حتى النظر لوجهها، رغم جمالها الذى فقدته أمامه، هيئة إمرأة لتفريغ رغبه، حتى ذلك لم يكن يريده مع إمراة مثل هيلدا،وقحة… رغم مُبادلته لها الحب بعد ذلك مرات لكن كل مره نفس الشعور لا يتغير بل يزداد نفورًا.
[عودة]
شعر بلسعة بصيص السيجارة لأصبعه، دهسها بالمنفضه، وضعها على تلك الطاوله، تمدد على الفراش واضعًا يديه أسفل رأس يعقد عقله مقارنه بين هيلدا وفداء، هى الأخري يشعر انها تُفرض عليه تذكر إصرارها،حقًا ليس ببجاحه مثل هيلدا، لكن للمره الثانيه، لا يختار إمرأة لأنه يريدها، بل القدر هو ما يفرض عليه الإختيار.
❈-❈-❈
مارسيليا
تحتسى ذلك المشروب المُسكر، بشراهه، تشعر بالبؤس، وهى تنهض بترنح حتى أنها سقطت فوق الأريكه، لكن عادت تنهض تسكب كأسًا آخر، حتى إمتلأ وبدات تتجرعه بنهم، نظرت الى تلك الصورة المُعلقه على الحائط
إقتربت منها وهى تشعر بالحازوقه تجرعت آخر قطرات بالكأس، ثم ألقته بقوه على تلك الصوره، تهشم الكأس، بدأت تتجرع من فوهة الزجاجه، تهزي، تصرخ تلوم، تلمس الصورة وتتحسسها بشهوانيه، لكن سُرعان ما قذفت الزجاجه بالصوره وسارت نحو طاوله بالمكان فتحت أحد الادراج، أخرجت علبة دوائيه وفتحتها وتناولت منها أكثر من برشامة ، سُرعان ما ضحكت بهستريا، ثم بكت تشعر بآنين، مشاعر مُتناقضه دواء تقرأ أن من أثارهُ الجانبيه أن كثرة تناوله قد تؤدي الى الإنتحار بلا شعور.
❈-❈-❈
بالمكان الموجود به عماد
نظر الى تلك القطع الزجاجيه المُهشمة، مازال يشعر بغضب، ليت سميرة باعت هداياه كان أرحم مما قالت، تجمرت عيناه يشعر بسخونه كآنه تحترق، كآن ذاك الضعف بعينيه يعود مره أخري، يرا كل شئ بغشاوة
جلس على احد المقاعد يشعر بإرهاق جم، يشعر كآن إرهاق سنوات عمره كلها فوق كاهله، يشعر كأن العشق كان أقسى إرهاق شعر به، ارهقه بل أحرق قلبه، عاد لذاك اليوم الذى قرر فيه العودة لـ سميرة، مره أخري نادmًا على تسرعه
[بالعودة بعد معرفته بحمل سميرة]
كانت فرصة كبيرة بعد تلك الفترة التى عاشها بالنـ.ـد.م على تسرعه وطـ.ـلا.قه لـ سميرة المُتسرع،لكن عقله تحكم كيف أنها رغم زواجها لأكثر من عام مازالت عذراء هنالك سر بذلك،تسرع قبل معرفته…تنهد بنـ.ـد.م،لكن موافقة سميرة على العودة بالتأكيد لن يضيع الفرصه.
بمنزل والدته بالبلده…تفاجئت بدخوله عليها،كأي أم إنشرح قلبها رغم آسفها ولومها له على ما فعله حين علمت بطـ.ـلا.قه لـ سميرة بُعده تلك الفترة جعلها لا تستطيع التأثير عليه،لكن اليوم لن تصمت أكثر،لكن قبل أن تتحدث معه تفاجئت به يقول:
أنا جاي النهاردة عشان أرجع سميرة لذمتي مره تانيه… نظرت له بغضب قائله:
هى سميرة لعبه بين إيديك تطلقها وراجع تانى ترجعها.
أجابها ببساطه:
إتسرعت فى الطـ.ـلا.ق كمان فى حاجه إنتِ لازم ت عـ.ـر.فيها؟.
تهكمت بسخريه قائله:
إتسرعت، وإيه الجديد طول عمرك مُتسرع، بس إيه اللى لازم أعرفه.
رد ببساطة:
سميرة حامل.
صدmت وفقدت النُطق للحظات ثم تعلثمت غير مستوعبه:
سميرة حامل!
حصل إزاي؟
وإنت عرفت منين؟.
شعر بحرج وراوغ قائلًا:
سميرة كانت مراتي… واللى حصل مش حـ.ـر.ام.
-مراتي، واللى حصل مش حـ.ـر.ام…
كررت ذلك ثم نظرت له بغضب ولوم وذم:
حاسه إني معرفكش يا عماد، للدرجه دى الغُربة والفلوس غيروك، صحيح العرق دساس يا إبن “شعبان الجيار” نفس الغدر فيك.
شعر عماد بغضب قائلًا:
ماما بلاش تشبهيني بالشخص ده، كانت لحظة ضعف وأنا أهو جاي عشان أرجع سميرة لعصمتِ،يعنى مش هتخلى عنها.
إستهزأت قائله:
لاء كتر خيرك،تعرف إنى كنت بتكسف لو سميرة أو أمها قابلونى فى الطريق صدفه، كانت بتصعب عليا إنت مفكرتش فى إحساسها ونظرة الناس ليها، وياريت كده وبس كمان متعت نفسك بيها، ليه كسبت إيه من ده.
ماذا يرد، هو لم يشعر بأي متعة بتلك العلاقه، ولم يكسب شئ بل فقد الإحساس بزهوة أشياء كثيرة… صمت، إستهزأت حسنيه:
يعنى إنت بترجع سميرة عشان تصلح غلطتك معاها، نصيحه مني سيبها فى حالها وكفايه كده، بلاش تتعس قلبها.
شعر عماد بغضب قائلًا:
ماما من فضلك بلاش طريقتك دى، وسميرة وافقت عالرجوع.
تهكمت حسنيه بمراره قائله بتحذير:
وافقت غـ.ـصـ.ـب عنها، براحتك يا عماد بس حاذر تمشي فى طريق أبوك.
تعصب عماد وكاد يرد، لكن صوت هاتفه جعله يصمت وهو ينظر الى شاشة الهاتف،ثم نظر لها قائلًا:
ده المأذون باعت رساله بيأكد عليا أنه مستنيني فى داره الساعه سبعه بعد المغرب،يعنى لسه فى وقت،ممكن تشوفي حد ينضف الشقه اللى فوق عشان بعد كتب الكتاب هجيب سميرة هنا.
تهكمت حسنيه بآسف قائله:
حاضر،وهجهز لك صنية عشا كمان زي بتاع العرسان…إنت عريس ولازم تتغذا.
تنهد عماد قائلًا بتهرب:
لاء كفاية تنضيف الشقه مالوش لازمه العشا،أنا لازم أمشي دلوقتي فى شوية إجراءات لازم تتم قبل كتب الكتاب،أشوفك المسا.
غادر بل هرب من تهجمها عليه، زفرت نفسها بآسف من تسرع عماد، وصعبانيه إتجاه سميرة تذكرها بنفسها إمرأة قليلة الحيلة.
بعد وقت بمكتب مأذون البلده
كان عماد يجلس معه بصحبة إثتين، نظر الى ساعة يده كانت قد تخطت السابعه وخمس دقائق، ظن أن يكون سبب تأخير سميرة هو تراجعها، لكن إنشرح قلبه حين دخلت سميرة ومعها عمها، تبسم لها لكن سُرعان ما شعر بالغضب من نفسه حين تأمل ملامح وجه سميرة الباهت… بينما عمها نظر له بإستنفار لكن صافحه بدبلوماسيه، بعد دقائق
طلب المأذون من سميرة إن كانت ستوكل أحد عنها، نظرت نحو عمها الذى إدعي الحديث مع أحد الشهود تحسرت قائله:
أنا وكيلة نفسي.
أومأ لها المأذون، طلب منهما ان يضعا يديهم ببعض،بالفعل فعلا ذلك لم ترفع سميرة وجهها وتنظر الى عماد،لكن بداخلها تشعر بآسى
فـ لثانى مره تضع يدها بيدهُ، المره السابقه كان بداخل قلبها أمل أن تعود السعادة معه،وخاب أملها حين خذلها، لكن هذه المره تشعر بإحتراق فى قلبها لكن هنالك بداخلها روح أخرى تنمو تستحق الحياة تُريدها بشـ.ـده لتعود معها للحياة.
بينما عماد نظر الى وجهها لثاني مره يتم عقد قرانهم، ملامحها الباهته، هل سببها الحـ.ـز.ن أم سببها عدm رغبتها بالعودة، لكن إضطرت لذلك، والحِيرة تُحرك عقله، الى أن إنتهى المأذون، سحبت سميرة يدها سريعًا من يده، وقفت سريعًا، نظر لها عماد وهو مازال جالسًا، وقبل ان يتحدث طلب المأذون توقيعهما من ثم الشهود، وضعت سميره توقيعها ثم كادت أن تُغادر لكن منعها عماد قائلًا برجاء:
سميرة خلينا نتكلم مع بعض.
نظرت له أخيرًا قائله:
هنتكلم فى إيه، مالوش لازمه الكلام يا عماد، كل واحد فينا عِرف قيمته عند التاني.
-لاء يا سميرة فى حاجات لازم تتوضح، وأولها أنك مراتى ولازم تجي تعيشي فى بيتي، أنا إتكلمت مع مامتك فى الموضوع ده.
كادت سميرة أن تعترض لكن بنزق إقترب عمها ونظر لهما قائلًا:
ربنا يهدي سركم المره دى وبلاش تتسرعوا فى الطـ.ـلا.ق مره تانيه.
نظر له عماد بغضب قائلًا:
لاء إطمن كانت غلطة مش هتتكرر، كمان سميرة هتجي تعيش فى بيتي أنا وأمى.
إستهجن عبد الحميد بإستهزاء ولم يهتم وغادر بينما عماد سحب سميرة من يدها وخرحا الى سيارته صعد هو وسميرة التى ظلت صامته تشعر أنها مثل قطعة حطب جافه وسط النار تشتعل، توقف عماد أمام منزل والدتها قال لها:
خليكي فى العربيه ثواني وراجع.
بالفعل وقت قصير وعاد بحقيبة ملابس، وضعها بالسياره بينما نظرت سميرة نحو ذاك الشباك رأت والدتها تقف خلفه، غص قلبها تعلم أن والدتها لم تخرح مع عماد على يقين أن سميرة قد ترفض الذهاب معه، وتبقى معها.
بعد وقت قليل بمنزل عماد إستقبلت حسنيه سميرة بود ومحبه وترحيب كما شعرت بالشفقه عليها،لو لم تعلم حقيقة قلب عماد لكانت طلبت منها عدm العودة إليه،
بينما عماد يعلم ان والدته بصف سميرة لم يستغرب ترحيبها بها،لكن كان رأسه مشغولًا هنالك خفايا لابد من أن يعرفها، سحب يد سميرة قائلًا:
الوقت إتأخر وأنا مُرهق.
نظرت له حسنيه قائله بإيحاء ذم:
إنت اللى بترهق نفسك وبتحملها فوق طاقتها.
رغم فهمه لقصدها لكن لم يُبالي،وصعد مع سميرة الى الدور الثانى،فتح باب الشقه وتجنب حتى دخلت سميرة أولًا،ثم دخل خلفها وأغلق الباب،إهتز جسد سميرة بقصد منها لا تنظر له تشعر أنها شريدة،إقترب عماد منها وضع يديه حول عضديها ونظر حوله ثم نظر لها قائلًا:
دي الشقه اللى كنا هنتجوز فيها يا سميرة،أكيد شوفتيها قبل كده،
حين شعرت بيديه إرتجف جسدها وبتلقائيه،عادت خطوة للخلف،نظرت له دون رد.
شعر برجفتها وتهكم بداخله،جذب يدها،لكن هى سحبت يدها بنفس الوقت تشعر كآن الأرض تدور بها،أغمضت عينيها لاكثر من مره تحاول مقاومة ذاك الدوار،لكن إستسلمت له وهو يسحبها نحو هاويه سقطت فيها لا تشعر بأي شئ يود عقلها عدm العودة للواقع،ويسبح فى ملكوت خالي تمامً…إنخض عماد حين إرتخى جسدها وتلقاها بين يديه،وضعها فوق تلك الآريكه التى بالردهه وذهب سريعًا الى غرفة النوم وعاد بقنينة عِطر،تنهد براحه حين فتحت عينيها وعادت للوعي،سألها بلهفه:
سميرة قوليلى رقم الدكتورة اللي متابعه معاها الحمل وهتصل عليها تجي هنا فورًا.
رغم غشاوة عيناها لكن رأت لهفته تهكمت على نفسها هل تُصدق ذلك أم الحقيقة التى عاشتها بلحظة رفعها الى أعلى سماء العشق وبلحظه أحرق بل سحق قلبها، وتعلم حقيقة رجوعه لها،هو حملها، رغم أنها أرادت إخفاء حملها عنه ربما يصدmها بصدmه أخرى، لكن الصدmه كانت قرار رده لها كزوجه، مشاعر ضائعه تعيشها، حياة خاويه،حاولت الضغط على نفسها وتحملت حتى جلست على الأريكه قائله:
مالوش لازمه أنا بخير،دى دوخه بسيطه وعاديه.
-بسيطة وعاديه!
قالها عماد بلهفه ثم كاد يتحدث، لكن سميرة سبقته قائله:
أيوه، هقوم أغسل وشى هفوق.
إرتكزت بيديها على الآريكه ونهضت بوهن، وقفت تغمض عينيها تستمد قوة، لاحظ عماد ذلك وقف جوارها وسحب يده حول خصرها يضمها له
كادت أن تعترض، لكن عماد تمسك وجذبها تستند عليه وسار معها الى الحمام وقف خلفها وهى تغسل وجهها، جذب منشفه وأعطاها له جففت وجهها سألها:
بقيتي أفضل.
أومأت برأسها، سندها مره أخرى وخرجا من الحمام الى غرفة النوم، جلست سميرة على طرف الفراش، تشعر أنها أصبحت أفضل، كذالك لاحظ عماد،
نظر لها سائلًا:
فسرى لي الحقيقة ياسميرة.
حايدت النظر له وإدعت عدm الفهم سائله:
حقيقة أيه.
تنفس بقوة وجلس على ساقيه أمامها وضم وجهها بين يديه جعلها تنظر له، غص قلبه من تلك الدmعه المُتلألأة بعينيها، اراد أن يحتضنها ويعتذر منها على تسرُعهُ، لكن لابد من معرفة سر تلك المفاجأة، بل إكتشاف غير متوقع، إبتلع ريقه سائلًا مره أخري:
متأكد إنك فاهمه قصدي يا سميرة.
كادت أن تدعي عدm الفهم لكن سبقها عماد بتحذير:
سميرة.
إبتلعت ريقها وأجابته ببساطة أكدتها:
كذبة… لعبة زي ما إنت قولت قبل كده.
-سميرة!
قالها بإستهجان ونهض جالسًا جوارها حاول السيطرة على غضبه الحارق لقلبه حين يتذكر أن إسمها إرتبط برجُل غيرهُ سائلًا:
سميرة أيه حكايتك مع نسيم.
-كان جوزي.
قالتها بتلقائية وبساطه… أشعلت غضب عماد أكثر الذى زفر نفسه بغضب جم قائلًا بإستهزاء:
كان جوزك إزاي وإنت كنتِ بـ.ـنت بنوت؟.
-كذبه، أو لعبة زى ما قولت.
ضغط عماد على يديه بقوة يحاول تلجيم غضبه قائلًا:
وأيه كان غرضك من اللعبه دي، كنتِ هتستفادي منها إيه، بالعكس يمكن هى اللى هزت ثقتي فيكِ…. إيه الحقيقة يا سميرة، وبلاش مراوغة… متأكد إن فى سر.
تمددت فوق الفراش قائله:
مفيش سر أنا تعبانه وعاوزة أنام ممكن تطفي النور لو سمحت.
تنهد عماد يحاول تهدئة نفسه وإستسلم لا يود الضغط عليها… إستسلمت سميرة للنوم وغفت عينيها، بينما عماد ظل ساهدًا خرج من الغرفة جلس بالردهه أشعل سيجارة خلف أخري يحرقها مثلما قلبه يحترق، الى أن إنتصف الليل، غفت عيناه وهو جالس، لكن فتحهما حين سمع صوت حركه قريبه منه، بينما سميرة فتحت عينيها كان الظلام يسود بالغرفه، الا من ضوء متسرب من الردهه، شعرت بالعطش، نهضت من فوق الفراش وخرجت من الغرفه لكن لعدm إنتباهها إصتطدmت بإحد قطع الديكور فسقطت أرضًا وأحدثت صوت، بنفس الوقت نهض عماد ونظر نحوها قائلًا:
صحيتِ من النوم.
لم ترد عليه وذهبت نحو المطبخ، ذهب خلفها تبسم حين رأها تتجرع المياة، قائلًا:
فى أكل فى التلاجه.
ردت بلا إهتمام:
مش جعانه أنا راجعه أنام تاني.
جذبها من عضد يدها قائلًا:
سميرة خلينا نقعد نتكلم مع بعض متأكد إن فى سر، ويمكن أسرار مخفيه عني.
تهكمت قائله:
أسرار، مكنتش أعرف إنك المُحقق كونان.
غـ.ـصـ.ـبًا ضحك عماد قائلًا:
إقعدى يا سميرة خلينا نتكلم.
إستسلمت سميرة وجلست جلس جوارها سائلًا يشعر ببُغض وهو ينطق أكثر إسم يمقته:
نسيم، ليه فسختي خطوبتنا وإتجوزتي من نسيم؟.
أجابته ببساطه:
النصيب.
-سميرة.
قالها بزهق.
كادت أن تنهض لكن أجلسها عنوة قائلًا:
سميرة بلاش مراوغه وجاوبي، إزاي كنتِ متجوزه وإزاي فضلتي عذراء؟.
أجابته ببساطه:
نسيم كان عاجز، أو بمعنى أصح المـ.ـخـ.ـد.رات سببت له عجز… إرتاحت كده… هقوم…
قاطعها قائلًا:
وليه إتجوزتيه من البدايه، فى سر يا سميرة.
أجابته:
أيوه كان فى سر، “ماما” السبب ومش نـ.ـد.مانه يا عماد، عمي كان كاتب على ماما كمبيالات ولو متجوزتش من نسيم هيقدmها للنيابه ويسـ.ـجـ.ـن ماما.
إنصدm عماد قائلًا:
وليه مقولتيش ليا وقتها كان ببساطة أحولك مبلغ الكمبيالات مهما كانت قيمتها.
تهكمت سميرة قائله:
حتى لو كنت دفعت لـ عمى مبلغ الكمبيالات مُضاعف مكنش هيوافق.
إستغرب عماد سائلًا:
وإيه السبب؟.
ردت سميره بتفسير:
عمي طماع وجشع، ونسيم دخل له من المنطقه دى، طمعه طبعًا نسيم كان سهل عليه يصرف ألوفات فى قاعدة على مزاجه مـ.ـخـ.ـد.رات حتى لو فى نسوان مش فارق معاه هو كان عارف نفسه بيمتع نظره مش أكتر، وعمي كل ما هيطلب منه هيديه لكن إنت كان عارف إنك مستواك بسيط ومش هتقدر تسد له طمعه اللى نسيم زغلل عينه بيه… عمي قالهالى لو عنده بـ.ـنت كبيره شويه كان رماها خدامة لـ نسيم.
لم يُذهل عماد من قول سميرة، يعلم أن عمها شخص سيئ فهو الصديق القريب لوالده، ويبدوا انهما أصدقاء سوء الاخلاق ما يجمعهم.
سألها بترقُب:
وليه إتحملتى جوازك من نسيم كان سهل تطلقي منه؟.
تهكمت سميرة واجابته:
فعلا كان سهل أطلق منه، بس وقتها مفكرتش بالطـ.ـلا.ق ورضيت بنصيب لان….
صمتت قبل أن تبوح أنها فقدت أمل أن يعود لها، وانه شبه ترك البلدة… لكن فضول عماد سألها:
لأن إيه؟.
ردت سميره بتسرع:
لان زى ما قولت نصيبي، وكفايه أسئله… اعتقد كده التحقيق إنتهى.
نهضت سميرة وذهبت نحو غرفة النوم، لكن لحقها عماد وجذبها عليه وأخبرها بيقين:
نسيم عمره ما لمسك.
تبسمت بإستهزاء قائله:
لاء حاول و……
قطع بقية حديثها حين جذبها يُقبلها بتملك، ثم ترك شفاها ثم حاصر جسدها قائلًا:
إنت مِلكي يا سميرة، وهثبتلك ده بس عشان أرجعك لذمتي شرعًا تانى.
فهمت سميرة قصده
وقبل ان تتمرد كان يُقبلها مُشتاقًا توقًا عكس ما يُظهر أنه أمر لازم لعودتهما شرعًا مره أخري، كانت مثل التائهه فقط تشعر بلمساته لها لكن دmعه ملتهبه ومُتحجرة تحرق قلبها قبل عينيها… حتى رفع وجهه ونظر الى وجهها رأها تعتصر عينيها شعر بوخز قوى فى قلبه قبل عُنقها بقسوه ثم نهض عنها ونهض من فوق الفراش توجه ناحية شُرفة الغرفه أزاح الستائر بغضب وفتحها شعر ببرودة الطقس كآنها نسائم لهب تخترق ضلوعه،لحظات ثم عاود الدخول للغرفه كانت سميرة مازالت بالفراش،نظر لها قائلًا:
إحنا هنعيش فى القاهره شغلي كله هناك.
أجابته برفض:
لاء مقدرش أبعد عن ماما.
إقترب قائلًا بسؤال:
قصدك إيه؟.
أجابته سميرة:
قصدي إنى هعيش هنا جنب ماما،وإنت حُر.
تعصب قائلًا:
إيه إنت حُر دى،إنتِ مراتي وتعيشى معايا فى أى مكان.
ردت بهدوء:
لاء ماما ملهاش غيري ومقدرش أبعد عنها…وانا هفضل هنا جنبها.
كاد ان يتعصب لكن سميره تحدثت:
إنت من فترة للتانيه بتجي هنا عشان طنط حسنيه مش هيفرق كتير وجودي هنا جنب ماما،حتى هسلي طنط حسنيه فى غيابك.
إستسلم عماد،على أن هذا وضع مؤقت فقط.
[عودة للحاضر]
عاد للحاضر حين سقطت إحد قطع الديكور التى يبدوا انها كانت عالقه باخرى،نظر نحوها يشعر أنه مُهشم القلب مثل تلك القطع،لكن لن يصمد كثيرًا.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
تمددت جوار يمنى تنظر لها تبسمت حين تنهدت يمنى وهى نائمه كانها تُحدث عماد،تذكرت رد فعله وهروبها من أمامه
لامت نفسها،ربما ما كان عليها أن تغادر وتتركه،لكن تعلم لو ظلت لن يهدأ عماد
تنهدت وهى تعتدل نائمه على ظهرها
[وتذكرت قبل قترة وجيزة]
حين كانت بأحد الزيارات الى البلدة بعد أن هاتفها والد نسيم وطلب رؤيتها من أجل أمر هام،أخفت ذلك على عماد وذهبت للقاؤه سرًا حتى والدتها لم تكن تعلم بذلك
إستقبلها بمنزله،ثم جلس معها قائلًا:
بصي يا بـ.ـنتي،انا عارف إنك متجوزه من راجـ.ـل ميسور وربنا كرمك وبقى عندك بـ.ـنت ربنا يبـ.ـاركلك فيها،ويمكن مش محتاجه للى هعطيه ليكِ،بس ده حقك انا فقدت إبني ومحدش عارف الأجل إمتي،بس عاوز أبقى أديت الحقوق لأصحابها،أنا قررت أكتب كل اللى بملكه حسب شرع ربنا،وكتبت جزء من ممتلكاتي بإسم بـ.ـنتي جزء قد ميراثها فيا بعد ما…
قاطعته قائله:
ربنا يديك الصحه والعافـ.ـية يا عمي.
تبسم لها قائلًا:
إسمعيني للآخر،أنا عارف إن إبن أخويا كان عاوز يتجوزك،وإنه إتـ.ـحـ.ـر.ش بيكِ قبل وفاة المرحوم،وإنتِ صدتيه، وكمان رفضتي تتجوزيه بسبب اخلاقه الوا.طـ.ـيه،عارف إنه طماع دايمًا بيبص للى مش فى إيده،أنا قررت فى حتة أرض كان المرحوم نسيم إشترها قبل فترة هو وإبن أخويا والارض دخلت كاردون المباني وعارف إنه طمعان فى الأرض كلها،وبيفكر يعمل مصنع لحوم عليها،بس الارض دى حقك يا بـ.ـنتِ وأنا سجلتها بإسمك.
إستغربت سميرة ذلك وكادت ترفض لكن قال لها:
المرحوم نسيم كان قال للحجه قبل ما يمـ.ـو.ت أن دي أرض سميرة أنا أشتريتها بدهب شبكتها اللى أخدتها من وراها وهى متكلمتش… إنتِ صونتِ سر نسيم والأرض دى من حقك وقلبي حاسس إنها هتنفعك فى يوم.
واقفت سميرة غـ.ـصـ.ـبً بسبب إلحاحه.
تذكرت قبل أيام حين ذهبت الى البلده وتقابلت مع إبن عم نسيم، الذى مازال بغيضًا لكن تحملت ذلك وهي تقول له:
أنا قررت أبيع نصيبي من حتة الأرض وقدامي كذا مشتري لها، بس قولت أعرضها عليك الأول بدل ما تتفاجئ.
لمعت عينيه بطمع وظن انه سيصتاد بأقل ثمن، بعد ان خذله عمه وأعطى لها تلك الارض لكن سميرة خيبت ظنه وإستمعت لقوله:
الأرض بور وعامله زى البيت الوقف وسعرها قليل، رغم إنها مش لازمانى بس ممكن أخدها منك، بس عشان من ريحة المرحوم ابن عمى.
نهضت سميرة قائله:
لاء طالما مش لازماك ليه تغـ.ـصـ.ـب نفسك،فى زباين تانيه،بس أنا قولت أعرضها عليك الأول…مالوش لازمه تكلف نفسك.
وقف هو الآخر بتسرُع قائلًا:
لاء إستني قصدك أيه.
ردت سميره:
قصدي إن عارفه الارض تساوى كام،وطالما إنت مش محتاجه يبقى اللى يدفع أكتر ياخدها… انا مش مستعجله عالبيع، بس مش هبيعها بخس.
نظر لها قائلًا:
بس دى أرض المرحوم نسيم هتبيعيها عشان تدي تمنها لجوزك اللى مش محتاج.
نظرت له بغضب قائله:
قولت جوزي مش محتاج،وانا حره أبيعها أو أحتفظ بيها،وأنا شايفه إنها مش لازماني،هتواصل مع الزباين اللى كلمتني،عطلتك.
شعر بغضب هو خاب ظنه وظن أنه سيقتنص لقمة سائغه،لكن سميرة خيبت ذلك وظهرت حقيقتها القويه،وافق على شراء الأرض بالثمن التى قالت عليه بعد مفاوضات منها وقالت له بأمر:
يومين بالظبط يكون سعر الأرض فى حسابى فى البنك ورقم الحساب أهو،يوم تالت إتفاقنا لاغي،دلوقتي لازم أرجع القاهرة قبل الضلمه.
غادرت وتركته ينظر لها مُتمنيًا يقول:
كان يُحق لـ نسيم يتمسك بها،بـ.ـنت سوق عن حق.
بالفعل بعد يومين حول لها المبلغ وهى قامت بعمل توكيل لوالدتها لإتمام إجراء بيع الأرض له بسبب سفرها مع عماد الى مرسى علم، رغم أنه كاد يراوغها ويدفع جزء ويبقى آخر مؤجل الدفع،لكن هى تمسكت بالمبلغ كاملًا،إستسلم مُرغمًا.
[عودة]
عادت سميرة على تنهيدات يمنى،ضمتها لحـ.ـضـ.ـنها،بداخلها أمل مع الأيام سيهدأ عماد ويتقبل ذلك،وحتى إن لم يتقبل أصبح لها كيان تستشعر منه الأمان.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بأحد محلات الصاغه بالمحله الكبرى..
كان يجلس يتحدث مع زوج والدته ذاك الآفاق الذى لديه يقين أنه يبغضه ويتمنى ان لا يكون له زوجه طبيعيه ولا أبناء من صُلبه، لكن يُنافقه غـ.ـصـ.ـبً، ينظر نحو تلك السخيفه التى تمضغ العلكه بفمها يود صفعها، وهى تتحدث بجرآة مع والدته وبسنت تستشيرهم بقطع الذهب وهما يتجادلون فى الاذواق مع الصائغ، تنهد بإستسلام، يبدوا أن القدر يُعانده دائمًا عكس رغبته، لم يكن يريد إمرأة تفرض نفسها عليه، كان يريد أن يختار لنفسه إمرأة تغزو قلبه الفاتر… ليست تلك السخيفه بعلكتها الذى يشمئز منها… فكر عقله ماذا لو نهض وخـ.ـنـ.ـقها بذاك الطوق الذهبي التى تتحالى به حول عنقها تأخذ رأيهن وهن موافقات على جمال ذوقها، حتى أنها إقتربت منه قائله:
قولي يا هاني إيه رأيك فى الطوق ده حلو ذوقي، زى ما قالت بسنت وطنط إنصاف.
أبدى عدm إعجابه قائلًا:
لاء ذوقه بيئة.
كزت على أسنانها وتقبلت ببرود قائله:
أنا قولت كده برضوا، خلاص يا طنط إنصاف هاخد الطقم اللى حضرتك إختارتيه، ذوقه أحلى وكمان أغلى…تمنه ضعف ده مرتين.
نظر لها بغضب سحيق تلك الحمقاء ليست فقط سخيفه بل بـ.ـارده…زفر نفسه يشعر أن القدر يُرغمه على نساء لا يستهويها…عكس رغبته…لكن هذه تحظى بدعم والدته.
يتبع….
بعد مرور خمس أيام
بالمركز التجميلي
جلست سميرة خلف ذاك المكتب بتلك الغرفة الخاصة بـ چانيت سابقًا، إضجعت بظهرها فوق المقعد وإتكئت برأسها على مسند رأس المقعد، تنهدت تشعر بسعادة لكن سُرعان ما سأم قلبها وهى تتذكر رد فعل عماد معها، منذ ذاك اليوم لم يأتي للشقه أو حتى يُهاتفها، يتجاهلها، لكن تنهدت بيأس فما الجديد بذلك، عماد قاسيًا معها، بالتأكيد لأنها فقدت محبته منذ زمن يمنى فقط هى ما تجمع بينهم…
ذمها عقلها وتذكر إعتراف عماد قبل أيام أنه مازال يُحبها تنهدت تشعر بتضاد مشاعر عماد التى وضعتها فى حِيرة وقيدتها لفترة سابقة، ربما
الآن أصبح هنالك واقع سهل عليها تقبُل نتائجه، ضعفها لابد أن يتبدل، إمتثالها وخضوعها الدائم لابد أن يتبدد، بل آن آوان أن تفرض إرادتها.
نظرت نحو هاتفها حين دق برساله،تبسمت هى رساله عاديه من شركة الهاتف، نفضت عن رأسها التفكير ونظرت نحو تلك الشاشه التليفزيونيه التى تكشف أروقة المركز كله لاحظت عِفت تتحدث مع إحد العاملات معها يبدوا أن بينهم إحتداد، لمعرفتها السابقة بـ عفت تعلم أنها لا تبدأ بالإحتداد، نهضت وتوجهت الى ذاك المكان
بينما عِفت تحدثت بإستهجان لتلك التى تشعر بالغِيرة من سميرة:
حـ.ـر.ام عليكِ الكلام اللى بتلقحى بيه، سميرة من وقت ما إشتغلت هنا وكلنا شايفين أخلاقها ومعاملتها معانا كويسه جدا وأى واحده بتحتاج مساعدة، كانت أول واحدة بتساعد، بلاش غيرتك منها تخليكِ تسيئ الظن بها.
تهكمت الاخرى قائله:
طب إنت صاحبتها الأنتيم يمكن حكت لك عن حياتها قولى لينا بقى جابت تمن البيوتى منين.
صمتت عِفت، همست الأخرى لزملائها بالنميمة، كيف لعامله مثلهم أن تشترى مركزًا كهذا، من أين لها بهذا المبلغ الصخم ثمنه، وإن كانت ثريه فماذا الذى كان يغـ.ـصـ.ـبها على العمل مثلهن،كما تهكمت من
عفت ساخره تقول:
صاحبتك ومت عـ.ـر.فيش جابت المبلغ ده منين، هى واضح إنها سُهنه كلامها قليل ومحدش مننا يعرف عنها حاجه، حتى إنتِ صاحبتها الوحيده خبت عليكِ، بس ممكن أتوقع، أنا من فترة شوفتها بتركب عربيه من الماركات الغالية، الله أعلم بها بقى… ربنا يسترنا جميعًا.
-آمين.
قالتها سميرة فصمت الجميع بينما نظرت لتلك وأجابت على سؤالها:
إشتريت البيوتى من ورثي من جوزي الأولاني أصله كان من أعيان المحله الكُبرى، تحبي ت عـ.ـر.في هو مين؟
ولا كفايه المعلومه دى وضحت إزاي جبت تمن البيوتي، وفعلًا أنا كنت ركبت عربيه ماركة، بتاع جوزي التانى تحبي تعرفى هو مين كمان، ولا كده وصلت لك الإجابة وأسيبك تتكهني وتنمي شويه، أنا لو مش عارفه ظروفك، وإحتاجك للشغل بالبيوتي، كان هيبقى ليا تصرف تاني، بس محبش أقطع رزق محتاج لأنى أكتر واحدة عِشت الإحتياج، بس عمري ما نمـ.ـيـ.ـت ولا شغلت دmاغي برزق غيري، ودلوقتي كل واحدة تشوف شغلها مع زباين البيوتي، والبيوتى هيفضل شغال على نظام مدام چانيت، وعِفت هى مديرة البيوتى فى غيابي.
إقتربت سميرة وتبسمت لـ عفت بمودة بعد أن رأت الدهشه على وجهها، قائله:
تعالي معايا يا عفت، وأنتم مش عاوزة تجمُعات ملهاش لازمة بقشيش الزباين ينفعكم اكتر من النميمة على خلق الله.
بصمت ذهبن الى ممارسة عملهن مع الزبائن بينما بإندهاش ذهبت عِفت مع سميرة الى تلك الغرفة، ظلت واقفة تشعر كآنها غافله، تهكمت عليها سميرة التى جلست على آريكة بالغرفه قائله:
هتفضلي مسهمه كده كتير، إقعدي خلينا نتكلم وهجاوبك على أي سؤال.
إنتبهت عِفت وجلست جوارها، ضحكت سميرة على سؤالها الأبله
إنتِ مين يا سميرة؟.
بضحك أجابتها سميرة:
أنا سميرة محمود.
نفضت عِفت رأسها سائله:
أنا عارفه إنك سميرة محمود، بس باقى الحقيقة إيه، إزاي إتجوزتي مرتين، ومين الاول ومين التاني، وطالما كُنتِ ميسوره ليه إشتغلتي فى البيوتى ده.
تبسمت سميرة واجابتها:
مين اللى قالك إني كنت ثريه، أنا زيي زيك يا عِفت، يمكن مستواكِ أفضل مني كمان، منكرش إن جوزي ثري، وثري جدًا كمان، بس مش مُلزم يقوم بمصاريف أمي.
فهمتها عِفت سائله بإستفسار:
مين جوزك ده يا سميرة.
سخرت سميرة قائله:
عاوزه تعرفى الأول ولا التاني.
-عاوزه أعرف حكايتك كلها يا سميرة.
هكذا أجابت تنهدت سميرة قائله:
حكايتي طويلة أوي يا عِفت.
تبسمت عِفت قائله:
دايمًا كنت بحس إن فى حاجات فى حياتك بتخافي، أو بمعنى أصح مش حابه حد يعرفك، زى مين جوزك؟.
ضحكت سميرة بمرارة قائله:
ت عـ.ـر.في إنك شوفتِ جوزي.
إستغربت عِفت سائله:
شوفته فين.
اجابتها سميرة بتوضيح:
فاكرة الحفله اللى كانت فى الأوتيل اللى جيت ليلتها وإشتغلت مُضيفة، فاكرة صاحب الحفلة.
تذكرت عِفت قائله:
أيوه فاكراها حتي المُضيفات كانوا معجبين بغمازاته… غماااازاااته
يمنى عندها غمازات ولما سألتك قولتِ شبه باباها؟ مش معقووول.
ضحكت سميرة قائله:
لاء معقول، “عماد الجيار” جوزي وأبو “يمنى” بـ.ـنتي.
فتحت عِفت فاها بإندهاش قائله:
أنا مش فاهمه حاجه، إزاي مـ.ـر.اته، وإزاي قبل إنك تكوني من ضمن المُضيفات ليليتها، إستني إنتِ مشيتي بعد الحفله…
تهكمت سميرة بغصه قائله:
لاء أنا فضلت فى الأوتيل ومنين جالك إنه قبل بكده.
[تذكرت سميرة جزء من تلك الليله]
بعد أن هنئته بالحفل وبالإفتتاح، جذبها من ساعد يدها بغضب قائلًا:
من إمتى بتشتغلي جرسونه في الاوتيل… واضح إنى غلطت لما سيبتك تشتغلي على مزاجك.
إرتبكت وأجابته:
دى أول مره، ومحدش يعرف انى مراتك.
تهكم بغضب قائلًا:
لاء عُذر كبير، ناسيه صور الحفله يا مدام سهل تتنشر لك صوره بالغلط، إنتِ مش محتاجه لشغل من أساسه…
قاطعته سميرة:
سبق وقولتلك إنت مش مُلزم بمصاريف ماما، وخلاص بعد كده، هركز فى البيوتي وبس محدش بيصور هناك .
زفر عماد نفسه بغضب قائلًا:
سميرة!.
إبتلعت ريقها قائله بتـ.ـو.تر:
الوقت إتأخر…
قاطعها قائلًا بغضب:
والوقت دلوقتي فرق معاكِ، سميرة آخر إنذار وبلاش تستفزيني بحكاية شغلك اللى أنا مش مقتنع بها أساسًا، بس مش عاوز أضغط عليكِ.
[عودة]
ضحكت على ملامح عِفت المدهوشه التى سألتها:
وفين جوزك الاول، أنا مش فاهمه، فى حاجه غامضه.
ضحكت سميرة بغصة سخريه قائله:
كنت متجوزه وتـ.ـو.في من حوالى أربع سنين،وبعدها إتجوزت عماد الجيار أبو بـ.ـنتي،كمان كان خطيبي لست سنين قبل ما أتجوز جوزي الاول،حكاية طويله يا عِفت بلاش تفكريني بها بحاول أنسي،المهم هو اللى قولته ليكِ.
تبسمت عِفت بفهم،سائله:
وإيه حكاية إنى مديرة البيوتى في،غيابك أكيد كنتِ بتغـ.ـيظي البت النمامه دي.
تبسمت سميرة قائله:
لاء طبعًا يا عِفت ده كان قراري أول ما مضيت على عقد شرا البيوتي، عارفه إنك مجتهده وأمينة وأكتر واحدة بثق فيها بعد ماما اللى هي نفسها بتحبك رغم أنها صعب تثق فى حد غريب، وثقت فيكِ من أول ما شافتك، كمان أنا محتاجة شخص ثقة يساعدني فى الإدارة البيوتي كبير، مدام چانيت كانت مرات أبنها بتساعدها، خلينا نكمل سوا ومتأكدة ربنا يضاعف نجاحنا سوا، وبعد كده مضطريش تروحي مضيفة فى أوتيلات عشان مبلغ زيادة.
تبسمت عِفت بقبول قائله:
أهو كنت ببشرق نفسي بيه من فترة للتانيه.
ضحكت سميرة، بينما قالت عِفت:
على فكره انا كنت زعلانه، ليه خبيتي عليا إنك هتشتري البيوتى، أنا كنت هفرحلك، كمان كنت هخرس لسانهم.
تنهدت سميرة قائله:
معرفش السبب والله بس لآخر لحظة كان جوايا هاجس إن مقدرش أجمع تمن البيوتي، قولت خليها مفاجاة، افضل.
تبسمت عِفت وقالت:
مش مهم المهم إن البيوتى بقى بتاعك، إنتِ تستاهلى كل خير، بس بقى عشان ماخدش على خاطري، يوم الأجازة بكره، فى مول منزل تخفيضات شوفت عروضه عالنت تعالى نروح نشتري وتعزميني عالغدا فى مطعم المول… ولا خلاص بقيتِ صاحبة البيوتى وهتتكبرى عالتخفيضات، ولا كمان جوزك ثري.
تبسمت سميرة قائله:
ما كان جوزي ثرى وباجى معاكِ نشوف التخفيضات ونجيب اللى لازمنا، كمان عيد ميلاد يمنى بعد أسبوع ومحتاجه شوية تجهيزات وكمان تتفسح معانا.
تبسمت عِفت قائله:
تمام كده، بس إعملي حسابك مطعم المول اسعاره سياحيه.
❈-❈-❈
مساءً
بـ ڤيلا عماد
تبسمت حُسنيه حين دلف عماد قائله:
كويس إنك جيت بدري قبل ما أنام كنت عاوزه أتكلم معاك.
تبسم لها بود سائلًا:
خير؟.
تبسمت له قائله:
رِجليا بيوجـ.ـعوني من الواقفه تعالى نطلع أوضتي امددهم عالسرير.
تبسم وذهب خلفها الى غرفتها حين جلست على الفراش وضع الوسائد خلف ظهرها قائلًا:
هاخدلك ميعاد من الدكتور يشوف إيه حكاية رِجليكِ دي.
تنهدت ببسمه قائله:
مش محتاجه دكتور، السن هو أنا صغيرة الحمد لله عالصحه، هو كده الإنسان لما يكون بيشاقي ويرتاح يحل عليه التعب، وبعدين دول تلاقيهم شوية برد يومين ويروحوا، إقعد خليني أتكلم معاك.
تبسم وجلس جوارها يقول مُنصتًا:
ربنا يديكِ الصحه يا ماما خير.
تبسمت له قائله بشوق:
يمنى عيد ميلادها خلاص فاضل عليه أسبوع وأنا قررت نعمل حفلة صغيره كده على قدنا هنا فى الفيلا، وقولت أخد رأيك الأول.
أستغرب ينظرلها بسؤال:
تاخدي رأيي فى إيه؟.
لاوعت حسنيه معه قائله:
يمكن تعارض إن أعمل الحفله هنا فى الڤيلا.
نظر لها مدهوشًا يقول:
يمنى بـ.ـنتي يا ماما وأكيد مستحيل أعارض.
تبسمت له بخبث قائله:
أنا مش قصدي على يمنى، بس سميرة يمكن تعارض، إنت عارف تعلقها بـ عايدة.
تنهد عماد قائلًا:
عارف، ومعتقدش هتعارض طالما دي رغبتك هى بتحبك زى مامتها.
تبسمت حسنيه قائله:
وانا كمان بحبها ولو عندي بـ.ـنت مكنتش هحبها أكتر منها، بس ليه حاسه إنك مضايق من كام يوم كده، رغم بعد ما رجعت من الاجازة كان وشك ظاهر عليه السعادة، إنت متخانق مع سميرة.
سئم قلب عماد قائلًا بكذب:
لاء، ليه بتقولى كده، كل الحكايه إنى مُرهق من الشغل إتكوم فى فترة الاجازة.
شعرت حسنيه بكذب عماد لكن طاوعته قائله:
ربنا يعينك وينور طريقك وقلبك يا عماد، انا مبسوطه اوي بعيد ميلاد يمنى، الايام بتمر بسرعه، لسه فاكرة يوم ولادتها اليوم ده عمري ما أنساه.
تبسم عماد هو الآخر يشعر بشوق الى صغيرته، كذالك سميرة، لكن يحاول طمس ذاك الشوق بإنشغاله بالعمل.
بعد قليل أبدل ثيابه بأخري بعد أن أنعش جسده بحمام بـ.ـارد يُهدئ حرارة قلبه المُشتاق،تمدد على الفراش يضع يديهُ أسفل رأسه، حاول إغماض عينيه، لكن رغم الإرهاق مازال ساهدًا، يتنهد بداخله يقين أن سميرة بالتأكيد نائمه، تنهد وهو يشعر بخيبة، سميرة صفعت رجولته، وهدmت ما كان يُخطط له، بعيد ميلاد يمنى، لم يكُن ذاك المركز التجميلي هو هديته فقط بل كان سيُقيم حفل خاص ويعلنها للملأ زوجته، ولن يستسلم لرعـ.ـبتها بالبقاء مع والدتها بتلك الشقه بل كان سينتقل الى تلك الڤيلا الجديدة التى أصبحت جاهزه، ولن يمانع بقاء والدتها معهم،لكن إخفاء سميرة أمر شراء ذاك المركز،وصدmتها له أنها إشترته من ميراثها بذاك الذى يعلم أنه كان شخص عابر بحياتها، لكن بالنسبه له كان مثل قاطع الطريق… تنهد يشعر بآسى كلما قرر البدء بحياة مُستقرة مع سميرة تظهر فجوة.
بينما بشقة سميرة
لم تكُن نائمة، رغم أنها تتمدد فوق الفراش تحتضن يمنى التى خلدت للنوم أخيرًا، إعتدلت نائمه على ظهرها، تنظر نحو سقف الغرفه، لا تشعر بالنـ.ـد.م، لكن كما توقعت الجفاء من عماد، عادت بنظرها نحو يمنى وتبسمت تذكرت يوم ولادتها
رغم أنه كان صعبً عليها، ذاك الآلم التى تحملته لكن نظرتها لوجه يمنى وقتها بعد أن فاقت خففت ذاك الآلم بل آزالته.
[عودة ليوم ولادة يمنى]
بداخل أحد المشافي، عاينت الطبيبه سميرة التى تتآلم كثيرًا، ثم خرجت، كان بالخارج كل من حسنيه وعايدة التى تجلس تشعر لو أنها هى مكان سميرة كان أرحم لها، إقتربت منهن الطبيبه قائله:
للآسف الحبل السُري ملفوف حوالين رقبة البـ.ـنت ومستحيل تولد طبيعي، لآن ممكن البـ.ـنت تخـ.ـنـ.ـق وتمـ.ـو.ت.
نظرت حسنيه نحو عايدة التى تسرعت بأمومه قائله:
بـ.ـنتي يا دكتوره،أهم حاجه هى.
لم تلومها حسنيه فلا يوجد أعز من الأبنة،بينما قالت الدكتورة،للآسف بـ.ـنت حضرتك كل هدفها البـ.ـنت،وأحنا خلاص قررنا نولدها قيصري،حفاظًا على صحة الإتنين،ودلوقتى هتطلع على أوضة العمليات عشان يجهزوها للولادة،وإن شاء الله خير.
تبسمت حسنيه بخفوت،بينما عايده قلبها يئن خـ.ـو.فًا.بعد لحظات فوق فراش نقال خرجت سميرة من الغرفه،إقتربن منها حسنيه وعايده التى لم تستطيع التحكم بدmـ.ـو.عها،نظرت لها سميرة تشعر بآلم قائله:
وصيتك بـ.ـنتي يا ماما لو جرالي حاجه خلى بالك منها،بكت عايدة ولم تستطيع الرد،بينما قالت حسنيه بتطمين:
إن شاء الله هتبقوا بخير إنتم الإتنين،إتفائلي بالخير وقولى ياارب.
-يارب.
قالتها سميرة بإيمان وأمل،لكن شعرت بغصه لعدm وجود عماد،ربما لا يهتم هكذا وسوس عقلها.
بعد وقت إنشرح قلب عايدة وحسنيه بعد ان أخبرتهن الطبيبه بسلامة الإثنتين..وأنهن سيخرجن لغرفة خاصه بالمشفى،وسميرة مجرد وقت وتفيق من آثر المُخدر،بعد إن إضطروا لتخديرها كُليًا.
دخلت عايدة الى غرفة سميرة وتبسمت حين اعطتها الممرضه تلك الصغيرة،شعرت بسعادة غامرة،سميرة كانت إبـ.ـنتها الذى شاء القدر أن تتيتم صغيرة إنغلقت حياتها عليها، تعلم ما مرا به الإثنين معًا، تلك الصغيرة قطعة أخري من نسلها، نظرت نحو سميرة الغافيه وجهها مُجهد لكن الطبيبه أكدت أنها بخير مسألة وقت وينتهي المـ.ـخـ.ـد.ر، حمدت الله كثيرًا تعلم بفرحة سميرة حين تعود للوعي وترا تلك الملاك الصغيرة الحجم،هى كانت تنتظرها بفارغ الشوق والصبر،كانت تسمعها هى وتتحدث لها بمحبه وهى بداخل رحمها.
بينما بالخارج، قامت حسنيه بإتصال سُرعان ما قام بالرد عليها إستهجنت عليه قائله:.
إنت فين مش بترد عليا من الصبح ليه؟.
رد عماد:
انا فى إسكندريه،كان فى مصنع كبير كان نفسي أشتريه،والحمد لله أخيرًا ،صاحبه وافق يبيعه وكنت بخلص إجراءات التسجيل،وموبايلى كان صامت، بس خير، ليه المكالمـ.ـا.ت دى كلها، إنتِ بخير؟.
ردت حسنيه:.
انا بخير، الخير على قدوم الواردين، سميرة هي اللي…
إرتجف قلب عماد، وزادت الرجفه حين سمع صدا صوت ميكرفون ينادى على أحد الاطباء، خفق قلبه بترقُب وقاطعها سريعًا:
أنتِ فى المستشفى،سميرة مالها يا ماما.
شفقت حسنيه على لهفته قائله:
سميرة ولدت، والحمد لله بقت بخير هى والبـ.ـنت.
تنهد عماد براحه قليلًا،لكن إستغرب قائلًا:
غريبه المفروض كان فاضل أسبوع على ميعاد الولادة.
ردت حسنيه بتوضيح:
عادي بتحصل، عايدة إتصلت عليا قبل الضهر وقالتلى إن سميرة موجوعه وحاسه بو.جـ.ـع زى و.جـ.ـع الولادة، قابلتها هنا فى المستشفى، والدكتورة قالت ولادة، وولدتها قيصري.
شعر عماد بآلم قائلًا:
ولدت قيصري ليه، تمام أنا كلها ساعتين وأكون عندكم فى المستشفى، لما هوصل هرن عليكِ.
تبسمت قائله:
الحمد لله أنهم الإتنين بخير
تمام توصل بالسلامه.
بعد وقت بدأت سميرة تعود للوعي تهزي بحنين…تبسمن عايدة وحسنيه،الى أن فاقت سميرة،سألتهن بآلم:
يمنى.
تبسمت حسنيه وحملتها واعطتها لها قائله:
يمنى أهى،شوفى الحته اللى قد الكف دى تعبتك قد أيه وتعبتنا معاها إحنا كمان.
حملتها سميرة ونظرت لها كآن الآلم إختفى،تشعر بسعادة فقط،رغم ذاك الآلم،تبسمت وهى تُقبلها،أخذتها عايدة منها قائله:
هاتيها إنت لسه تعبانه.
تمسكت بها سميرة قائله:
لاء أنا بقيت بخير خليها جنبي عالسرير يا ماما.
تبسمت عايدة بحنان وضعتها جوارها على الفراش،كذالك تبسمت حسنيه،تنظر نحو هاتفها بترقب،
بعد وقت بسبب الإجهاد غفت سميرة،كذالك يمنى غافيه، نظرت حسنيه الى عايدة قائله:
العشا خلصت آذان،هنزل أصلي فى جامع المستشفى.
نظرت عايدة نحو سميرة ويمنى،وقالت:
خديني معاكِ،سميرة نايمه بسبب العلاج،ويمنى كمان لسه نايمه،عاوزه أصلي ركعتين شُكر لربنا اللى نجاهم الإتنين
تبسمت حسنيه لها بتآلف قائله:
أنا كمان هصلي شكر لربنا، تعالى الجامع قريب من هنا ومش هنغيب عليهم.
غادرن الإثنين، تبسمت حسنيه حين رات عماد يدلف الى المشفى قبل أن تدخل الى مُصلي المشفى.
دخل بهدوء الى الغرفه متلهفاً، يرى تلك الملاك الصغيره التى جاءت له هديه، بغض النظر عن ما حدث سابقاً هو متلهف يرى صغيرته،
سار بهدوء الى أن وصل الى الفراش رأها تنام مستيقظه جوار والداتها
والداتها النائمه التى يبدوا بوضوح علي وجهها الإجهاد هو علم أن ولادتها كانت صعبه حتى أن الطبيبه إضطرت لتوليدها بعملية قيصريه، تلك الصغيره آتت للحياه بعد إجهاد وتعب والداتها طوال مدة الحمل
لكن بالأخير جاءت بصحه وسلامه
إنحنى يمد يديه وحمل يمنى بحذر
تأمل ملامحها البريئه هى كما كانوا يرونها، بصور الأشعه لكن عيناها ظهرت بوضوح عينيها تشبه عيناه، ملامحها لم تتضح بعد لكنها جميلة، بل جميلة جدًا
تبسم على تلك الصغيره التى تلعق شفتاه بلسانها، يبدوا أنها سترث تلك العاده منه
سندها على يد واحده، وملس بسبابته على شفاها، تبسم وهى تُخرج لسانها تلعق سبابته
شعور رائع كيف ضغط على سميرة ذات يوم وكاد يؤذي تلك الملاك وهى تنمو بأحشائها، كم كان وغدًا، فقط من أجل رغبة عابرة معها كاد يقفدها،ربما كان هذا أيضًا سببًا بولادتها قبل ميعادها من أجل أن يشعر بزهو لحظات غرام، هى تمسكت بها بكل قوتها وأعطت لها الحياه وتحملت منه تجبُرهُ ليس هذا فقط تحملت آلام حمل كان من الصعب أن يكتمل بداخلها، بعدmا ما كادت تجهض أكثر من مره، بسبب عنادهُ وتغطرسه، أحيانًا، ها هى الملاك الجميله، آتت للحياه.
بينما سميرة نائمه بسبب الإرهاق،وبسبب بعض الادويه، تشعر كأنها تائهه ترا عماد يدخل الى الغرفه، يحمل يمنى من جوارها، ويتجه للخروج من الغرفه، قالت له بفزع:
واخد بـ.ـنتى ورايح فين؟
رد بجبروت:
إنتى متستحقيش تكونى أم للملاك دى، أنا هاخدها وابعدها عنك، علشان متطلعش بنفس خصالك (غداره)
صحوت من منامها فزعه على صوت بكاء صغيرتها، نظرت بجوارها لم تجدها
فزعت أيكون الحلم حقيقه وهو أخذها نظرت أمامها بالفعل هو يقف أمامها يحمل الطفله، برغم آلم جسدها، لكن حاولت النهوض قائله بفزع ولوعة قلب:
بـ.ـنتى، بـ.ـنتي يا عماد أنت واخدها ورايح فين، قبل ما تاخدها منى مـ.ـو.تنى وأرحمنى من العـ.ـذ.اب ده.
إستغرب عماد قولها وإقترب منها بـ يمنى أعطاها لها ببساطه قائلًا:
يمنى أهي يا سميرة بلاش حركه كتير علشان صحتك.
أخذتها منه بلهفة قلب، جففت دmـ.ـو.عها وحـ.ـضـ.ـنتها لصدرها، ثم قالت:
حلوة أوي، وعندها غمازتين فى خدودها.
نظر لها وتبسم قائلًا:
بتشبهك يا سميرة.
تبسمت قائله بنفي:
لاء فيها شبه منك، عنيها شبه عنيك، كمان الغمازتين.
تبسم قائلًا:
لسه بقية ملامحها هتوضح أكتر مع الأيام، حمدالله على سلامتكم إنتم الإتنين.
رفعت نظرها عن يمنى ونظرت له قائله برجاء:
نفسي نعمل لها عقيقة عشان نتبـ.ـارك بيها.
تبسم بموافقه قائلًا:
يمنى وشها حلو عليا، وكنت هعمل لها عقيقة فى البلد.
تبسمت له بإمتنان، بينما عماد جلس جوارها وبتلقائيه منه قبل رأس سميرة، ثم وجنة يمنى بسعادة.
[عودة]
على تنهيدات يمنى عادت سميرة تنظر لها وتبسمت الأيام سريعه وليدة الأمس بين يديها أيام وتُكمل عامين،رغم ذلك مازالت تشعر بأنها طفلتها التى ولدتها للتو، وأغمضت عيناها غفت سريعًا.
❈-❈-❈
باليوم التالي
قبل الظهيرة
بأحد مراكز التسوق.
شاغبت عِفت يمنى التى تود أن تضعها سميرة أرضًا وتسير على هواها، لكن سميرة كانت تخشى عليها من زحام المكان، لكن أستسلمت امام رغبة يمنى.. وانزلتها ارضًا تمسك يدها،لكن يمنى تود تسير أمامها تركت سميرة يدها تسير بسعادة، لكن سميرة حذرتها:
بلاش تجري يا يمنى عشان متوقعيش.
لكن ما حسبته وجدته أثناء لهو يمنى بالسير أمامها خبطت بأحد المارة بمركز التسوق وتعرقلت ووقعت أرضًا، بلهفه إقتربن سميرة وعِفت عليها، نظرت عِفت بذهول الى ذاك الشخص الذى انحنى هو الآخر يساعد يمنى كي تنهض.
❈-❈-❈
بالبلدة
بمنزل هانى
استيقظ على صوت دوشة عالية
نهض بضيق جذب قميص خاص به وإرتداه بعُجالة فوق ذاك السروال، وخرج من الغرفه بضجر، بلحظة تفاجئ بلوح خشبي لو لم ينحني لأصاب رأسه، تعجب من تلك العُمال، ترجل الى اسفل،اخفض راسه يتفادي لوح خشب آخر،ضجر أكثر بعدm فهم،ذهب الى المطبخ كعادة والدته الصباحيه بعد أن تتناول الفطور تجلس لتحضير طعام الغداء،دخل الى المطبخ وقف مذهولًا من كميات الطعام الموضوعه على الطاوله امامها وتأمر إحد النساء تطلب المزيد منها الآن،تبسمت لها السيدة بسعادة قائله:
نص ساعه وارجعلك بكل طلباتك،وألف مبروك يا أم هاني،ربنا يتمم له بخير وتفرحي بذريته عن قريب.
تبسمت السيدة حين رات هاني أمامها،ربتت على كتفه بتشجيع قائله:
مبروك يا عريس،زينة الشباب،وهتتجوز من زينة الصبايا.
رسم بسمة نزق،شباب،كيف وهو أصبح كهلًا بالاربعون تقريبًا،كما ان الجميع يعلم أنه متزوج من أخرى،غادرت السيدة بينما تبسمت إنصاف لـ هانى قائله:
صباح الخير كويس إنك صحيت كنت لسه هطلع أصحيك عشان تلحق الوقت.
-وقت أيه،وكمان إيه العمال اللى فى البيت دول،وإيه كمية الأكل اللى قدامك دى كلها،إنتِ هتعملي وليمة.
تبسمت وهى تنظر الى تلك الاصناف قائله:
لاء هعمل أكل للعمال.
سالها بإستفسار:
عمال ايه دول،ولازمتهم إيه؟.
تبسمت بإنشراح قائله:
دول عمال عشان يلمعوا دهانات حيطان الشقه اللى هتتجوز فيها،الدهان مترب كده،عشان يلمع زى شُقق العِرسان كمان يلمعوا العفش يخلوه بيضوي زى الجديد كمان أوضة النوم هينزلوها هنا تحت عشان الاوضة الجديده،خلاص تقريبًا جاهزه،بس الشقة تتلمع.
نظر لها بذهول قائلًا:
وإيه لازمة ده كله،مصاريف والسلام…
نظرت له ببسمه قائله:
لاء مش حكاية مصاريف،العروسه بـ.ـنت ناس ومن حقها تفرح،ويلا إطلع خدلك دش اكون جهزت لك الفطور عشان قربنا عالضهر، تلحق دكتور الوحده تجيب منه جواب الكشف الطبي.
نظر لها مستفسرًا:
كشف طبي إيه كمان؟.
اجابته بتوضيح:
الكشف الطبي عشان كتب الكتاب،الليلة.
نظر لها مذهولًا يسأل بغباء:
كتب كتاب مين؟.
تبسمت على بلاهته قائله:
أنا خليت عمك حامد كلم المأذون وخد منه ميعاد الليله وكمان كلمت ابو فداء وقولت له إننا هنكتب الكتاب عند المأذون عشان نوفر التكاليف عليهم،بس هو أصر يعزمك عالعشا عنده بعد كتب الكتاب،دى الأصول،وبعدين بطل رغى وإستغل الوقت إطلع خدلك دش،ومتنساش تحلق دقنك كمان،يلا عشان الوقت بيمر بسرعه فجأة هنلاقى نفسنا بقينا المغرب،كمان لسه هتمر على السوبر ماركت بتاع أبو فداء هى مستنياك هناك عشان تروحوا الوحده سوا،يلا إنجز،وسيبنى كمان أنجز عشان أكل العمال الغلابة.
رغم ذهوله وغضبه لكن غادر يلعن تلك التوريطه التى وضعتها بها والدته،يُفكر ان يُسافر الى فرنسا الآن هربًا لكن تذكر تلك الأخرى الذى جاء لهنا هربًا منها،كآنه لا يوجد راحة بحياته، غـ.ـصـ.ـبًا إمتثل، بعد وقت عاود الذهاب الى المطبخ، نظرت له إنصاف زفرت نفسها بلوم قائله:
برضوا محلقتش دقنك، عالعموم يلا تعالى إفطر بسرعه علشان تلحق دكتور الوحده، ده كشف روتيني مش بياخد وقت.
جلس على مقعد خلف تلك الطاوله يقول بلوم:
مش كان لازم تعرفونى قبل ما تحددوا ميعاد كتب الكتاب، كنت إتصلت على عماد، بسيطه نأجله بقى لبكره.
نظرت له إنصاف قائله:
ونأجله ليه، انا من شوية إتصلت على عماد وعرفته وقالى قبل المغرب هيكون هنا، يلا خلص إنت فطورك بسرعه عشان الوقت.
تنهد بآسف وبدأ يتناول الطعام برويه يُماطل، تبسمت إنصاف على ذلك، لكن تعلم هاني لو لم تضغط عليه سيتراجع.
بعد وقت مساءً
“بـ.ـارك الله لكم وجمع بينكما فى خير”
قالها المأذون بعد أن إنتهي من عقد القران، تبسم عماد وهو ينظر الى وجه هانى، ونهض يضع توقيعه على قسيمة الزواج، كذالك الشاهد الآخر إقترب من هانى وقام بحـ.ـضـ.ـنه قائلًا:
مبروك يا أتش أخيرًا عشت وشوفت إنك بتتجوز، ربنا يهنيك…إفرد وشك شويه اللى يشوفك يقول معندوش ثقة فى رجولته،بلاش تشمت حامد فيك.
تبسم هانى بدبلوماسيه، ونظر نحو فداء التى تشعر بخفقات زائدة بقلبها، كذالك خجل تحاول الهرب من عين هاني الذى نظر نحوها إدعت الحديث مع والدها هربً … لم يلاحظ هانى ذلك بسبب إنشغاله مع تهنئة زوج والدته كذالك والد فداء… فقط نظر لها نظرة خاطفة.
بعد قليل بغرفة الضيوف بمنزل والد فداء الذى أعد عشاء مميز من أجله على شرف عقد القران، كانت جلسه وِديه، الى أن إنسحب الجميع وتركهما وحدهما، نظر هانى نحو فداء التى تحايد النظر له تشعر بخجل، إستغرب ذلك، ربما كان تمثيلًا أمام والديها، لكن إستمر ذلك حتى بعد أن تركهم الجميع وحدهما بالغرفه، فى البداية تهكم من ذلك بالتأكيد دلال… صمت وصمتت هى الاخري مما زاد الإستغراب، قطع الصمت هاني الذى ضحك بعد أن سمع صوت فرقعة بالخارج قائلًا:
كويس إن الصاروخ مترماش هنا فى الاوضه
بس إتأخر مش المفروض كان يبقى بعد كتب الكتاب.
-ها.
قالتها فداء بحياء، ضحك هانى بإستهزاء قائلًا:
لاء فى حاجه غلط الليله، مالك راحت فين طرقعة اللبانة.
نهضت تقول بهرب:
فكرتني هروح السوبر ماركت أجيب باكو لبان وأرجع بسرعه.
ضحك هانى ونهض سريعًا، قبل أن تخرج من الغرفة جذبها من يدها بقوة لعدm إنتباهها طاوع جسدها وإقتربت منه حتى انها أصبحت بحـ.ـضـ.ـنه، إنتفض قلبها، بحياء رفعت رأسها تنظر لوجهه، قبل ان تُخفض وجهها سريعًا لاحظ هانى وجهها الذى إنصهر وأخذ لونً أحمر… خفق قلبه هو الآخر، ورفع يدهُ وضعها أسفل ذقنها،ورفع وجهها يتأكد من ذلك الحياء المصبوغ على وجهها، إستغرب ذلك، ليس حياءً مُصطنع كما كان يظن، أخفضت وجهها مره أخري، وكادت تعود للخلف، لكن منعها يدي هاني الذي شبه يحتضنها دون قصد منه هو الآخر يشعر بإحساس خاص وممُيز يتوغل من قلبهُ لا يدري أن
«بهذا الحُضن قد بدأت الحكاية»
قبل ساعات
بالمركز التجاري
تلهفت سميرة على يمنى وجذبتها تضمها لصدرها ثم بعدتها قليلًا تطمنئن أنها لم تُصاب بمكروة وتنهدت براحه وعاودت ضمها، بينما يمنى تبكي بطفوله، سُرعان ما أشارت على ذلك الذى صدmها تُشير عليه بإصباعها الصغير قائله بإدعاء وطفوله:
مامي هو إمشي كبير مش شوفنى صغننه.
تبسمت سميرة، بينما ذلك قبل إصبع يمنى الصغير قائلًا بقبول:
أنا آسف إزاي مشوفتش الجمال ده كله.
جذبت يمنى يدها ودفست نفسها بحـ.ـضـ.ـن سميرة التى تبسمت وحملتها ثم نهضت واقفه، بينما عِفت سايرت يمنى وقالت بإستهجان:
معليشي، فعلًا عندك حق يا يمنى واضح إن الأستاذ بيمشي مش شايف قدامه واضح إن لازمه نضارة نظر يشوف بها قبل ما يصدm خلق الله.
بينما ذاك الشخص نظر الى سميرة وإبتسم كاد يظن أن اليوم هو يوم حظه بالتأكيد صدفه غير مرتب لها، لكن سرعان ما سئم قلبه حين سمع قول تلك الطفله لها”مامي”لديها طفلة وبالتأكيد زوج أيضًا، كآنه رسم أوهامً بخياله حين يجدها ، لكن تبخرت تلك الأوهام بلحظة حين سمع نعت تلك الصغيرة لها، لكن مع ذلك لم يشاء عقله أن يفقد الأمل، لكن إستهجان عِفت جعله يتضايق بشـ.ـدة وهو يعود بنظره لها قائلًا:
أعتقد يا أستاذة أنا ماشي فى المول زي البقية، ومع ذلك بعتذر ماخدتش بالى من الأميرة الصغيرة.
قال هذا وعاد يُقبل يد يمنى، لكن يمنى سحبت يدها وعانقت سميرة، بينما هو عيناه على سميرة يشعر بآسف، بينما إستهزأت عِفت، وقالت:
يلا بينا نكمل جولتنا.
لاحظت سميرة إستهجام وتضايق عِفت إستغربت ذلك،عِفت فى العادة مرحه وتتقبل الإعتذار بسهولة،ذهبن نحو أحد المحلات عين ذاك الشخص عليهن إدعى الحديث على هاتفه وقف قريب من ذاك المحل،الى أن خرجن من المحل تعقبهن الى أن دخلن الى محل المُثلجات التى أشارت عليه يمنى وإمتثلن لها
جلسن خلف إحد الطاولات ينتظرن عودة النادل، لكن تفاجئن بذاك الشخص آتى بقطعة مُثلجات وجهها نحو يمنى التى أصرت أن تجلس على مقعد خاص بها، تبسم لها قائلًا:
يارب الأميرة الصغيرة تقبل منى الأيس كريم كإعتذار مني لها.
نظرت يمنى له وأومأت رأسها برفض ثم نظرت نحو سميرة التى تبسمت لها، ثم نظرت له قائله:
شكرًا لذوقك، يمنى خلاص الجرسون جاب لها طلبها أهو.
لمعت عين يمنى بسعاده حين وضع النادل أمامها عبوة مثلجات ونظرت الى سميرة كي تُطعمها،بينما تبسم ذاك الشخص بدبلوماسيه وإنسحب بعد نظرة عِفت المتجهمة له ذهب يجلس على طاولة قريبه منهم، بينما بدأت سميرة تُطعم يمنى المُستمتعه بطعم المثلجات كذالك الدلال، نظرت نحو عِفت قائله:
مالك بتبصي للشاب ده كده ليه ناقص تضـ.ـر.بية قلمين.
زفرت عِفت نفسها بضيق قائله:
ده شخص متطفل.
تبسمت سميرة قائله:
بالعكس ده شخص ذوق وبيعتذر، رغم إن مش هو الغلطان.
نظرت لها بسخط قائله بإمتعاض:
ذوق!
وبتدافعي عنه كده ليه، ده أساسا شخص واضح إنه أعمي بيمشى يخبط فى الناس سواء بنفسه او بعربيتة.
حملقت سميرة بعينيها سائله:
مش فاهمه قصدك إيه؟ إنتِ قابلتي الشخص ده قبل كده.
أومأت عِفت بنعم
تبسمت سميرة قائله:
عشان كده بقى مضايقه منه أوى، مع إنه شخص لطيف.
-لطيف!
قصدك سخيف.
ضجكت سميرة سائله:
واضح إن فكرتك عنه مش لطيفة قوليلى السبب،أنا عارفاكِ فى الطبيعه شخص مش بتحبي تتكلمي عن حد بطريقة مش كويسه.
تنهدت عِفت بآسف قائله:
فاكره الشخص اللى من كام يوم حكتلك عنه إنه كان هيدهسني مرتين بعربيته قدام البيوتي.
تذكرت سميرة مُبتسمه تقول:
آه مش ده الشخص اللى غرمتيه فحوصات وتحاليل الراجـ.ـل اللى كان هيدهسه.
أومأت عِفت بموافقة قائله:
أهو هو نفس الشخص اللى خبط فى يمنى.
تبسمت سميرة قائله:
بس بصراحه المره دى يمنى هى اللى غلطانة،بتجري بدون إنتباه.
تهكمت عِفت قائله:
لاء هو كان ماشي بيتكلم فى موبايله وطبعًا مش مركز،ومشافش يمنى وصدmها.
تبسمت سميرة وغمزت بإحد عينيها قائله بإيحاء:
وشوفتيه كمان بيتكلم فى الموبايل،واضح إنك مركزه فى الطريق.
فهمت عِفت إيحائها وتبسمت قائله:
لاء والله ده صدفه،وبطلي غمز، يعني آخرة صبري هبص لواحد بالشخصيه دى مستهتر،يلا قومي خلينا نكمل لف على بقية المحلات،عشان أجوع أكتر، يمنى خلصت الآيس كريم بتاعها…وانا هكمل بتاعتى وإحنا ماشين.
تبسمت سميرة ووافقت عِفت لتكملة بقية الجولة بالمركز التجاري.
على الجهه الاخري بمكتب عماد بالمقر الخاص به،نهض من خلف مكتبه مُبتسمً يُرحب بـ جالا التى ولجت للتو تبتسم تقول بعتاب:
كل ما نحدد ميعاد نتقابل فيه إنت تعتذر،قولت أبدأ أنا وأجي بدون ميعاد… أتمنى مكونش هعطلك، عارفه إنك مشغول دايمًا.
تبسم بدبلوماسيه قائلًا:
لاء أنا النهاردة معنديش مواعيد هامه.
تبسمت بدلال قائله:
طب كويس، فرصة نتكلم براحتنا بس احبذ إننا نتكلم خارج المكتب بصراحه إحنا قربنا على ميهاد الغدا،وفى مطعم قريب من هنا حازم إتصل عليا وطلب نتغدا سوا ممكن تقبل عزومتي ويبقى غدا عمل ونتكلم فى مكان مفتوح بعيد عن المكاتب المغلقه.
تبسم موافقًا يقول:
تمام.
تبسمت بإنشراح، وهو يتوجه ناحية مكتبه جذب هاتفه وأشار لها بالسير أمامه،
بعد قليل وصلا الى مطعم فاخر بأحد مراكز التسوق.
تبسم وهو يُصافح حازم الذى إنضم لهما،أثناء حديث بينهم صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه وتبسم،ثم نهض قائلًا:
خمس دقايق وراجع.
تبسمت چالا بدلال قائله:
هطلبلك على ذوقي.
أومأ موافقًا،خرج امام المطعم مُبتسمً وقام بالرد:
مرات خالي الغاليه،بس قصدي بخالي أبو هانى مش حامد.
تبسمت له قائله:
بطل يا واد يا بكاش،لو غاليه صحيح كنت سألت عني.
تبسم عماد قائلًا:
والله بسأل هاني وإسأليه بصراحه بخاف أكلمك يرد عليا حامد،عارفه مفيش بينا إستلطاف.
تبسمت قائله:
طب انا أهو اللى بكلمه يا حبيبي،بص بقى كتب كتاب أخوك هانى الليله ان شاء الله.
إنشرح قلب عماد قائلًا:
بجد ألف مبروك ربنا يتمم له بخير،بس الندل ليه مكلمنيش انا عاوز أبقى الشاهد على التدبيسه.
ضحكت إنصاف قائله:
ما انا بكلمك عشان كده،هو كان هيتحجج بيك ومش هيتصل عليك،انا قولت له إنى كلمتك وإنك جاي،فانت بقى لازم تكون هنا قبل المغرب عشان كتب الكتاب بعد المغرب،وعقبال ما تفرح بـ يمنى وتخاويها قريب يارب.
تبسم عمادقائلًا:
آمين فى حياتك يا مرات خالي وإطمني قبل المغرب هكون عندك.
تبسمت قائله بدعاء:
توصل بالسلامه خلي بالك من الطريق بلاش السرعه الزايدة.
أغلق عماد الهاتف ونظر أمامه للطريق الشاغر قليلًا يفكر فى الإعتذار عن ذاك الغداء، تنهد بقرار، ثم عاد للمطعم، نظر الى چالا التى تبسمت حين عاد بينما عماد نظر لها بآسف قائلًا:
متأسف مش هقدر أكمل معاكم الغدا، فى أمر مهم يلزم سفري دلوقتي، ولازم ألحق الميعاد.
ضجرت چالا ونهضت واقفه لكن لم تُظهر ذلك وسألت:
خير الأمر ده، مينفعش يتأجل.
أجابها عماد ببساطة:
أمر خاص، وللآسف مينفعش يتأجل،ومتشكر عالعزومه بس بوعدك إن شاء الله بعزومة تانيه.
تقبلت ذلك بصعوبه وضغط منها على نفسها وتبسمت برياء ومدت يدها تُصافحه قائله:.
تمام ربنا يوفقك أكيد الجايات أكتر.
صافحها عماد ثم غادر مُسرعًا لم ينتبه الى تلك الصغيرة التي تناديه… نظرت چالا نحوها لم تتمعن من ملامح تلك الطفله الجالسه، لاحظت نظر إثنين نحو عماد وهو يُغادر، لم تهتم لهن، ونظرت الى حازم المشغول بالنظر الى تلك الطاوله وكزته بغضب قائله:
بتبص فين، مش المفروض كنت تخاول تتمسك بـ عماد.
نظر لها قائلًا:
مسمعتيش بيقولك أمر هام، والجايات أكتر.
جذبت حقيبتها بغضب قائله:
ماليش نفس للغدا، إتغدا إنت براحتك، بس بلاش تتأخر فى الرجوع للمصنع.
غادرت بضجر، بينما ظل حازم ينظر نحو تلك الطاوله… رغم أنهم يعطونه ظهرهن.
بينما قبل قليل أثناء خروجهن من محل المُثلجات توقفن حين إقترب منهن النادل ومد يده لهن قائلًا:
الموبايل ده كان موجود على الطرابيزه اللى كنتم قاعدين عليها.
نظرن سميرة وعِفت لبعضهن،وقالت سميرة وهى تنظر لـ عِفت:
الموبايل ده مش بتاعي.
-ولا بتاعي أنا كمان.
قالتها عِفت ثم نظرت لـ سميرة قائله:.
تلاقيه بتاع السخيف إياه.
نظر النادل لهن قائلًا:
طالما تعرفوا صاحبه،خدوه وصلوه له.
نظرن لبعضهن وقالت عِفت:
للآسف ده شخص متطفل وإحنا منعرفوش.
-بسيطة ممكن تعرفوه من الموبايل نفسه تتصلوا عليه وتتواصلوا معاه ياخد موبايله.
قالها النادل،تهكمت عِفت قائله:
طب ما تعمل كده حضرتك،إحنا منعرفوش.
إعتذر النادل قائلًا:
مقدرش أعمل كده،أنا فى وقت الشيفت بتاعي،وممكن الشخص ده يكون فى مكان لسه قريب،لو حضرتك او المدام إتصلتوا على آخر رقم إتصل عليه ممكن يوصل بسرعه وياخده منكم،من فضلكم وقفتي معاكم ممكن تسبب ليا فى جزا،خدوا الموبايل.
بسبب مشاغبة يمنى أخذت الهاتف من النادل بعد ان قررن عِفت وسميرة الرفض،وغادر النادل على الفور،نظرت سميرة الى يمنى ولامتها قائله:
مش قولت متاخديش حاجه من حد قبل كده.
بينما تنفست عِفت بغضب قائله:
الجرسون زى ما يكون ما صدق،وهرب،يمنى احرجتنا كده هنعمل أيه فى الموبايل ده،صاحبه الغتيت ده،إزاي ينسى موبايل غالي وماركة كده،ولا يكون قاصد يعمل كده.
نظرت لها سميرة قائله:
أكيد نسيه،ليه هيقصد يعمل كده،صفي نيتك،وخدي الموبايل من يمنى شوفي آخر رقم إتصل عليه ونتصل عليه.
أخذت عِفت الهاتف من يمنى التى حـ.ـز.نت من توبيخ سميرة لها،نظرت لها عِفت قائله:.
تستاهلي،كان لازم تمدي إيدك وتاخدي الموبايل،اهو إحنا اللى إتورطنا فيه.
إنقمصت يمنى،تبسمت سميره،بينما زفرت عِفت نفسها بضجر قائله:
الموبايل واضح له باسورد خاص بيه ومش عارفه أفتحه.
تنهدت سميرة قائله:
والحل إيه دلوقتي.
ردت عِفت:
الحل إننا نستني المسطول ده يتصل على موبايله ده لو كان عاوزه،أكيد عنده غيره،خلينا نكمل جولتنا واللى له حاجه يسأل عنها.
إنتهين من التحول او بمعنى أصح شعرن بالجوع، ذهبن نحو مطعم المركز لتناول الغداء واخذ وقت للراحه قبل معاودة التسوق، بذاك الوقت لمحت يمنى عماد وهو يقف بمواربه لم يكُن وجهه لها، هللت تنادي عليه لكنه لم ينتبه وغادر مُسرعًا، بكت يمنى وظنت أنه تجاهلها عمدًا، نظرت سميرة، رأت عماد يغادر حقًا لكن إنتبهت الى چالا قارن عقلها سريعًا هى من كانت ترقص معه ليلة الإفتتاح، لم ترا حازم الذى كان جالسًا ينظر لها يعطيهم ظهره، شعرت بوخزة قويه فى قلبها، وهدأت يمني قائله:
ده مش بابي يا حبيبتي أكيد،معقول بابي يشوف يمنى ومش يكلمها.
ثم نظرت نحو عِفت التى لاحظت سأم ملامح سميرة وقالت:
خلونا نتغدا عشان نكمل تسوق قبل المسا.
وافقت سميرة بذلك وبدأت تُطعم يمنى…
بعد وقت نهضن قامت سميرة بدفع الحساب، عاودن التسوق الى أن إنتهين، قالت عِفت:
الموبايل ده هنعمل بيه إيه، رأيي نرجع محل الآيس كريم ونديه للجرسون وهو حر فيه.
وافقتها سميرة، لكن للآسف لم يجدن النادل،نظرت لها سميرة:
كده مفيش قدامنا غير إننا نتظر صاحب الموبايل يتصل عليه.
تنهدت عِفت قائله:.
للآسف مفيش قدامنا غير كده بس يارب يتصل قبل ما الشحن بتاعه يخلص.
تبسمت سميرة قائله:
تمام خليه معاكِ، عشان لو أخدته يمنى هتلعب بيه وتبوظه.
تبسمت عِفت قائله:
والله حلال عليها هو غـ.ـبـ.ـي ويستحق.
ضحكت سميرة قائله:
إن صاحب الموبايل متصلش من هنا لبكره إبقى هاتيه هنا وسبيه فى المحل.
تبسمت عِفت وهى تنظر للهاتف بتدقيق:
والله الشيطان بيلعب فى دmاغي أبيعه وأستفاد بتمنه…أو أطلع حقه للمحتاجين.
ضحكت سميرة واشارت لها لنغادر، بالفعل غادرن ولم يرون ذاك الذى تعقبهن.
❈-❈-❈
بالعودة
لمنزل والد فداء
تـ.ـو.ترت فداء وسرعان ما لاحظت انها بين يدي هاني، عادت للخلف مُرتبكه صمتت للحظات قبل أن تهرب من أمامه سريعًا.
بينما ضحك هانى، رغم إستغرابه ماذا ظن، أن كل النساء مثل هيلدا بلا حياء،
قارن عقله فى لحظات تذكر حياء أخته كان وقتها يافعًا ورأي حيائها الذى يُشبه حياء فداء…لكن سرعان ما نظر الى ذاك الصبي الذى دخل الى الغرفه سألًا:
فين فتاء أختي،قالولى إنها هنا.
تبسم له هاني سائلًا:
إنت تبقى أخو فداء.
رد الصبي:
لاء انا ابقى إبن عمها وخالتها فى نفس الوقت،بس هى مش بترتاح مع مامتي عشان كده بغـ.ـيظها،بس هى فين،أنا جبت معايا من السوبر ماركت علبة صواريخ وكنت بفجرها بره،وفاضل صاروخين،كنت عاوز أفجرهم قدامهم وأقول لها إن أخيرًا هتتجوز وماما مش هتلاقي حد يذكرلي.
ضحك هاني سائلًا:
وإنت مش بتحب المدرسه ليه.
تهكم الصبي قائلًا:
ومين بيحب المدرسه،إنت كنت بتحبها.
ضحك هاني وتذكر قائلًا:
الصراحه لاء.
تمم عليه الصبي قائلًا:
إبقى قول لفتاء بقى،عشان هى كانت شاطرة فى المدرسه،لس بقولك أوعي تقولها فتاااء،أمى وأنا بس اللى بنقول لها كده،هقولك سر ماما كانت بتقول عليها هتعنس ومش هتتجوز،أصلها كانت بترفض العرسان،كمان فى حاجه آخر عريس اتقدm لها من فترة أنا خضيته يوم خطوبته على بـ.ـنت الحيران فرقعت صواريخ تحت رجليه،كان بينط زى الكنجر.
ضحك هانى ولوهله شعر بالغيره وكاد يسأله لما فعل ذلك هل كانت فداء ترغب بالعريس وهي لم تنال إعجابه،لكن لو كان هذا بالتأكيد مُخطئًا،عقله يُفكر لماذا تمسكت به هكذا.
بغرفة فداء نبضات قلبها تكاد يسمعها من بالمنزل،هكذا تظن وهي تضع يدها على موضع قلبها،عاد منظر وقوفها بين يديه خفق قلبها بسرعه اكثر،جلست على الفراش تسأل نفسها:.
مالك يا فداء مكنش موقف عادي.
-لاء مش عادي يا فداء إعترفي إنت لو كنتِ فضلتِ واقفه لحظه كنتِ حضتني هاني.
هكذا جاوب عقلها ليعود السؤال لقلبها:
حاولي تسيطري على نفسك وإظهري إنك قويه،ومتنسيش هاني له زوجه تانيه هناك،صحيح بعيد بس هى اللى هتبقى معاه معظم الوقت،ويمكن لما يسافر ينساكِ.
تحكم عقلها:
فعلا ممكن ده يحصل وحصلت كتير قبل كده كمان،بس بسنت قالت لى إنه على خلاف معاها وكان هيطـ.ـلقها.
والقلب:
طب ليه مطلقهاش ليه مستمر معاها،قلبك هيجرك لسكه خايفه آخرها أعيش التعاسه.
والعقل:
إنتِ فى تحدي قلبك إختاره عشانه رفضتِ عرسان قبل كده،كنت منتظره رجوعه،لقاؤه من كام يوم فى السوبر ماركت مكنش أول لقاء بينكم،بس واضح إنه ناسي…أو يمكن منتبهش ليك يومها أصلًا،بس إنتِ اللى إختارتي ومفيش قدامك غير إنك تكملي للنهاية مهما كانت النتيجه.
❈-❈-❈
ليلًا
بشقة سميرة
غفت يمنى كالعادة جوار سميرة، لكن بصعوبه غفت تُذكرها أن عماد تجاهلها، وانها تود مهاتفته وعتابه، بصعوبه إستطاعت ان تسيطر على غضبها، لم تهاتف عماد كما وهمتها، أنه رد عليها ولم يرد على يمنى لانها مازالت ساهره ولا تسمع لحديثها.
تنهدت بدmعة علقت بين عينيها وذكري رؤيتها له اليوم بالمطعم حقًا غادر، ربما لم ينتبة لنداء يمني، او تعمد التجاهل مثل الأيام السابقه، أيًا كان النتيجه واحده، هى من مازالت تضع كرامتها أرضًا أمامه ولابد لذلك ان يتغير وضعهم ويتضح وقبل ذلك عليها إتخاذ قرار بحياتها وتحمُل نتائجه دون خـ.ـو.ف من القادm.
❈-❈-❈
بعد مرور
أسبوعين
بعد مناهدات ومناوشات بين قلب وعقل هاني، ها هو الليلة بداية طريق لا يعرف الى أين سيرسوا به، لا يملك غير حق التجربة للنهاية.
بمنزلة
كانت التحضيرات ومظاهر البهجه سائدة
بسبب والدته التى تود الفرح به هو كان ومازال الاغلى على قلبها تعلم كم عاني ويستحق السعادة،التى أهدته بها بـ فداء على يقين انها ستسعد قلبه التعيس لاحظت تلك الايام السابقة بدأ يميل وينجذب نحوها لم يعُد مُتعنتًا مثل البداية.
❈-❈-❈
بـ مارسيليا
توقف بعض الجيران امام شقة هيلدا
يسمعون صوت صُراخها وتكسير الزجاج، إتصل أحدهم على الشرطة وأخبرها ان هنالك صوت صُراخ وتكسير تكرر أكثر من مره بهذه الشقه… توقفت الشرطة أمام الشقه ودقت الجرس، لكن مازال الصُراخ مستمر ولا أحد يفتح، عنوة داهمت الشرطة الشقه ودخلت وجدوا تكسير زجاج، وتلك الجاثية تُخفى وجهها بيديها، إقترب منها أحد رجـ.ـال الشرطة ورفع وجهها نظر له ذُهل من عينيها المُنتفخه، كذالك بعض الكدmـ.ـا.ت بوجهها، أشارت بيديها نحو باب آخر للشقه قائله:
لقد ضـ.ـر.بني بقسوة وهرب من باب الخدامين.
سألها الشرطي:
من الذى قام بضـ.ـر.بك هكذا.
جحظت عينيها مثل المعاتيه قائله:
إنه زوجي، لا تأذوه، أنا أحبه وهو يستغلني، ويضـ.ـر.بني من أجل المال.
❈-❈-❈
بمنزل عماد فى البلدة
تبسم لـ والدته التى بعد تناول طعام الغداء معه هو وسميرة ويمني قبلت رأس يمنى بمحبة قائله:
عقبال ما أشوفك أحلى عروسه فى الكون.
مرحت يمنى قائله:
مامي جابت لى فستان عروسه وهتجوز هاني.
تبسمت لها حسنيه وقبلتها قائله:
عيب يا يمنى قولي عمو هاني،وخلاص ربنا رزقه بعروسه تانيه على قدهُ..
تبسمت سميره وعماد الذى نظر نحو سميرة وتمني حين أكملت حسنيه حديثها:
عقبال ما تخاوا يمنى مش كده كتير بقى،يمنى خلاص عدت سنين أهي كبرت وهتروح الحضانة.
بينما سميرة نظرت نحو يمنى وقالت بألفه:
إن شاء الله.
تبسمت حسنيه قائله:
إن شاء خير، يلا إنصاف إتصلت عليا ومأكده عليا أروح لها قبل حِنة العروسه عشان اكون معاها فى تحضيرات حِنة العريس الليلة.
تبسم عماد قائلًا:
هاني مكنش عاوز غير ليلة الد.خـ.ـلة بس مرات خالي هى اللى بتفاجئه وهو بيستسلم غـ.ـصـ.ـب عنه.
تبسمت حسنيه بشجن وربما بتمني لو عاشت ذلك مع عماد وأقام حفل زفاف له مع سميرة لكنه أفسد فرحتها بعدm رغبته بإقامة عُرس، لكن فرحة ولادة يمنى انستها ذلك، غادرت وتركتهم، نظرت سميرة الى بقايا الطعام قائله:
خد يمنى وأنا هنضف المطبخ نص ساعه وأخلص.
تبسم قائلًا:
تمام هطلع مع يمنى فى الشقه اللى فوق.
اومأت ببسمه، بعد قليل إنتهت من ذلك صعدت لاعلى سمعت صوت تهليل يمنى آتى من غرفة النوم،ذهبت إليهم كانت يمنى تجلس ارضًا تلهو بألعابها بينما عماد يجلس جوارها لكن يتحدث بالهاتف يبدوا أنه يتابع عمله… جلست جوار يمنى قليلًا، إنتهى عماد من الهاتف وعاود يلهو مع يمنى، نظر نحوها تبسم يشعر بشعور أن سميرة ليست على ما يُرام،منذ ليلة عيد ميلاد يمنى،لكن هى إدعت الإنشعال باللهو مع يمنى حتى لا تنظر له، بنفس الوقت صدح هاتفها، جذبته وتبسمت قائله:
دى ماما، أكيد بتتصل عشان تعرف أمتى هنروح الحنه.
تبسم عماد بينما سميرة نهضت من على الأرض وإبتعدت عنهم نحو الشرفه ترد على والدتها ببسمه قائله:
كنت لسه هتصل عليكِ،عشان ميعاد الحنه،طنط حسنيه قالت هتبدأ من بعد المغرب…
قاطعتها عايدة قائله:
حِنة إيه اللى أحضرها فى المصيبه اللى هنا.
خفق قلب سميرة وسألتها:
خير يا ماما،مصـ يـ بـةأيه عمي جراله حاجه؟.
أجابتها عايدة بتوضيح:
كان أرحم له،الوا.طـ.ـي جوز بـ.ـنته طلقها، ومش بس كده لاء راح إتجوز وجابها على عفشها، ده عقله هيطير منه، هو مش صعبان عليا، اللى صعبان عليا، مرات عمك وبـ.ـنتها متستحقش كده، بس أقول إيه النصيب، هو كان باين إنه وا.طـ.ـي من الاول لما إتوقف وقت كتابة القايمه وعمل مشاكل، وعمك سهل له.
شعرت سميرة كآن طلقة ناريه إحترقت بقلبها
وقالت بضعف:
وعمي هيعمل إيه دلوقتي؟.
ردت عايدة:
عمك لو طاله قدامه مش بعيد يقــ,تــله،حسام حاول يهدي الموقف،وأهو إتبعت مرسال لأهل جوزها،قصدى الكـ.ـلـ.ـب طليقها، عشان قايمة العفش، بس إياك يرضي يسلم ودي.
سألت سميرة بخفوت:
ومفيش أمل يرجعها تاني،…
قاطعتها عايدة بتاكيد قائله:
بقولك إتجوز واحده تانيه يرجعها على ضُره تغـ.ـيظها، بكرة ينـ.ـد.م لما يتاخد العفش من شقته ويدفع المؤخر والنفقه، قال مكنش عاوزها من الاول وأهله اللى غـ.ـصـ.ـبوه، عمك هو الغلطان إطمع واهو النتيجه قدامه جوازة أيام إتحسبت عليها، الحمد لله إنها مش حِبله، ربنا يعوضها، أنا بتصل عليكِ عشان أعرفك إنى مش هحضر الحِنه ميصحش، إدعي ربنا يلطف بمرات عمك، عقلها هيشت.
خفق قلب سميرة قائله بخفوت:
ربنا يصبرها، هحاول أفوت عليكم وانا راجعه من الحِنه أخد بخاطرها هى وبـ.ـنت عمي، والله لو عمي مـ.ـا.ت كان أرحم لهم،أهي آخرة الطمع فى الناس الأغنيه ولا فرق معاه إنها لسه عروسه وطلقها،وجاب ست تانيه على عفشها .
وافقتها عايدة بذلك قائله:
يمكن الصدmه دي تفوقه.
تهكمت سميرة قائله:
اللى زى عمي مش بيفوق يا ماما،ربنا يزيح الطمع من قلبه.
أغلقت سميرة الهاتف،فجأة
شعرت بدوخه كآن روحها تنسحب من جسدها
جلست على الفراش تحاول السيطرة على عدm شعورها بخلايا جسدها رفعت يديها تحاول جذب خصلات شعرها التى إنسدلت على وجهها للخلف، تحاول التنفس بهدوء كي تستعيد طاقتها، لاحظ ذلك عماد بسرعة ترك اللهو مع يمنى ذهب نحوها جلس على ساقيه أمامها سائلًا بلهفه:
سميرة مالك إيه اللى حصلك فجأة.
نظرت له سميرة للحظات بصمت كأنها لا تشعر بجسدها.
دلك عماد يديها ونظر الى ملامح وجهها التى تبدلت بخفوت واضح وقال بلهفه:
سميرة وشك إصفر كمان إيديكِ ساقعه كده ليه، إيه اللى حصلك فجأة كنتِ كويسة، خليني أساعدك تغيري هدومك ونروح لأي مستشفى.
بوهن حاولت السيطرة على ذاك الشعور،جذبت يديها من يديه كذالك حاولت النهوض حتى وقفت بوهن قائله:
أنا كويسه دوخه بسيطة يمكن من قِلة الأكل، هروح الحمام أغسل وشي هفوق خلى بالك من يمنى شقية مش بتبطل لعب بأي شئ قدامها.
رغم ذاك القلق بقلبه لكن نظر لها بعصبية قائلًا بإستهزاء:
وليه مش بتاكلي كويس بتوفري عشان تفتحي فرع جديد للبيوتي، ولا الشغل واخد كل وقتك ومش لاقية وقت للأكل.
نظرت له صامتة،تنهد ووضع يديه يسندها لكن إبتعدت عنه قائله:
هروح أغسل وشى وهبقى كويسه.
سارت بوهن الى أن دلفت الى الحمام تحت مراقبة عين عماد الذي يخفق قلبه بقلق،ظل ينظر نحو الحمام لوقت حتى إستغيب سميرة رغم مرور وقت قليل،ترك يمنى بالغرفه وتوجه الى الحمام،وضع يدهُ على مقبض الباب وضغط عليه لكن كان مُغلقًا من الداخل،تنهد بقلق وطرق على الباب قائلًا:
سميرة.
بينما سميرة لم يكن ما تشعر به مرضًا بل كان شعور نفسي جلست على طرف حوض الاستحمام،سالت دmـ.ـو.ع عينيها ذكريات بائسه عاشتها تمُر بخاطرها،لكن إنتبهت حين سمعت صوت مقبض الباب،من الجيد أنها أغلقت خلفها باب الحمام،لكان دلف عماد ورأها تبكي،وسألها عن سبب ذلك ماذا كانت ستُبرر له،أنه هو السبب بتلك الدmـ.ـو.ع،نهضت بتكاسُل حين سمعت طرق الباب،كذالك صوت عماد،ذهبت نحو حوض الإستحمام غسلت وجهها،أكثر من مره حتى شعرت أنها أصبحت أفضل،خرجت رغم شعور الوهن بجسدها،لكن حين فتحت باب الحمام رسمت بسمه طفيفة كى تُظهر أنها بخير،نظر عماد لوجهها مازال شاحبًا،تنهد قائلًا:
وشك لسه أصفر يا سميرة،غيري هدومك وخلينا نروح أى مستشفى.
سارت سميرة امامه قائله:
مستشفى إيه أنا كويسه،هو صداع بسيط يمكن سبب تغيير الطقس هاخد دور برد،فين يمنى.
تنهد عماد قائلًا:
صداع إيه وبرد إيه اللى يعمل فيكِ كده فجأة،ويمنى بتلعب فى أوضة النوم.
رسمت بسمه وهدوء قائله:
أنا كويسه، زى ما قولت هو صداع هنام ساعتين هصحى بخير.
تنهد عماد بإستسلام وسار خلفها الى أن دخلت الى غرفة النوم تبسمت لـ يمنى التى تلهو بألعابها ،توجهت نحو الفراش وتمددت عليه…جلس عماد جوارها ينظر لها بينما سميرة تهـ.ـر.بت من نظراته لها وحثت يمنى:
يمنى تعالى نامي جانبي عشان تبقى فايقه فى الحِنه وتهيصي براحتك.
تركت يمنى اللعب وتوجهت نحو الفراش،حملها عماد وضعها بالمنتصف قائلًا:
يمنى مش هتنام هتفضل تفرك جنبك.
تبسمت سميرة لها بحنان قائله:
لاء هتنام لما تلاقى هدوء ومحدش هيشاغلها.
إستسلم عماد لذلك وتمدد جوارهن،حقًا يمنى نامت حين لم تجد من يشاغبها،كذالك أغمضت عينيها لكن لم تكن نائمه بل كانت سابحة فى ذكريات مرت بها،ظنت أن النسيان سهلًا،لكن ما أصعب النسيان حين ياتى آمر مُشابه له تعود الذكريات كآنها حدثت في التو
طـ.ـلا.ق إبنة عمها ذكرها بطـ.ـلا.ق عماد لها عادت لذاك الوقت تشعر بآلم تلك الفترة
“بعد رفض عقل عماد تصديق انها كانت مازالت عذراء وطلقها، عادت الى منزل والدتها تشعر بروح خاويه، لم تُخبر والدتها بما حدث بينها وبين عماد، فقط أخبرتها أنهما تشاجرا، لكن صدmت حين
فتحت والدتها باب الشقه، لأحد المُحضرين من المحكمة وطلب حضور سميرة للتوقيع على إستيلام قسيمة طـ.ـلا.قها من المحكمة، كآن عماد أحرق ما تبقى منها جعلها رمادًا، كم كان ذلك قاسيًا عليهن الإثنين، حاولت عايدة معرفة ما حدث بين سميرة وعماد أوصل بينهم الامر لذلك، لكن دخل عمها سائلًا بإستفسار:
المحضر اللى كان هنا كان جاي ليه؟.
صمتن الإثنتين، لكن أجابت سميرة بخفوت حين عاود عمها السؤال:
كان جايب ورقة طـ.ـلا.قي أنا وعماد.
ذُهل عمها فى البدايه لكن سرعان ما تهكم شامتًا:
أهو ده عماد اللى إتمسكت بيه، أنا كنت عارف نيته هو كان بينتقم، وعشان كده مكنتش موافق عليه من الاول أساسًا، عرفت دلوقتي قيمة نسيم اللى مكنش عاجبك نسيم كان أفضل منه، بس أقول إيه قدر ربنا.
نظرت له عايده بأسى قائله:
كل شئ نصيب يا عبد الحميد.
تهكم ونظر لهن بسخريه وغادر تركهن وحدهن، شعرت عايده ببؤس سميرة ضمتها سائله:
قول لى إيه اللى حصل يا سميرة، قلبي حاسس إنك مخبيه حاجه عنى.
تهـ.ـر.بت سميرة قائله:
قولتلك إننا إتخانقنا….
قاطعتها عايدة بسؤال:
خناقة إيه دى يا سميرة اللى بسببها توصل إنه يطـ.ـلقك.
ردت سميرة بضجر تحاول كبت العـ.ـذ.اب بقلبها:
خلاص يا ماما أنا ده نصيبِ بلاش تتعبيني أكتر.
ضمتها عايدة مُتألمة تعلم أن هنالك سرًا،لكن شعرت بآسف سميرة كانت مُعارضة بالزواج من عماد وهى من ضغطت عليها،كان لديها أمل أن يعوضها عماد تعلم أن قلب سميرة مازال متعلقًا بـ عماد، وظنت أن عماد مثلها لكن أخطأت بذلك
مضى بعد ذلك حوالى شهر ونصف
تبدل حال سميرة، وهن دائم وشعور غثيان، وإرهاق واضح على وجهها، كل ذلك أدخل الشك برأسها لسبب ما، كان عقل عايدة يحاول نفيهُ، الى أن تحكمت على سميرة وذهبن الى طبيبة كشفت عليها وبشرتهن أنها حامل…
صُعقت عايدة من ذلك، بينما سميرة تقبلت الأمر كآنه عاديًا ولم تُفكر سوا أن بهذا الخبر قد عادت للحياة مره أخرى، حين عُدن الى المنزل سألتها عايدة:
أنا سكتت كتير قولى الحقيقه يا سميرة عماد طلقك ليه، وأمتى حصل بينكم علاقه… وليه سمحتي له يقرب منك قبل الزفاف.
تهكمت سميرة بمرارة قائله:
هو فى واحدة بتتزف مرتين يا ماما، واللى حصل كان لحظة ضعف.
-لحظة ضعف
عادتها عايدة بإستهزاء سائله:
عماد عرف إنك كنتِ بـ.ـنت بنوت.
تهكمت سميرة بمرارة الدmـ.ـو.ع قائله:
عرف ومصدقش يا ماما فكرنى بضحك عليه… وده كان سبب أنه طلقني.
ذُهلت عايدة قائله بلوم:
مكنش لازم ده يحصل قبل ما تتجوزوا وتروحي بيته، وكمان
بدل ما كان يفرح إنه أول راجـ.ـل يطـ.ـلقك ويتهمك كمان، بس هو لازم يعرف إنك حامل…
قاطعتها سميرة بنهي:
لاء يا ماما، أنا مش محتاجه لـ عماد، كده كده قسيمة الجواز والطـ.ـلا.ق تثبت انى كنت متجوزاه، وأنا بشتغل والصالون الحمد لله بدأ يسمع وزباينه تزيد.
تنهد عايدة بحسرة قلب قائله:
صالون إيه اللى الوليه صاحبة البيت اللى فيه الصالون لما شافت الزباين كترت عاوزه تاخده منك، مفكره انها هتعرف تشغله زيك، كمان كلام الناس كتير، وبكره لما بطنك تكبر هيزيد كلامهم، عماد لازم يعرف….
قاطعتها سميرة برجاء وتوسل:
لاء يا ماما أرجوكِ كفاية، قلبي مش هيستحمل أكتر من كده.
إستسلمت عايدة لرجاء سميرة مؤقتًا لكن حسمت قرارها ولابد من معرفة عماد.”
فتحت سميرة عينيها حين شعرت بيد عماد على وجنتها، فصل عقلها عن ذكريات الماضى،
حين تبسم لها عماد وهو يقترب يُقبل جبينها بحنان سائلًا:
بقيت أحسن دلوقتي.
أومأت برأسها،رغم أن الذكرى مازالت مؤلمة،لكن خباثة يمني التى استيقظت ورأت عماد يميل برأسه وكاد يُقبل سميرة، نهضت مُسرعه وقفزت على ظهر عماد الذى لم ينتيه لها، ضحك وجذبها من على ظهره وضعها على الفراش يُشاغبها وهى تُجلجل ضحكاتها التى داوت آلم قلب سميرة، حاولت نفض
تلك الذكرى المؤلمة التى ظنت أنها ماضي وإنتسي، لكن سوء القدر يجعل بعض رواسب الذكريات غير قابله للنسيان.
يتبع….
اليوم التالي
صباحً
بمنزل عماد
بغرفة النوم
فتحت سميرة عينيها حين شعرت بأنفاس قريبه من إحد وجنتيها بسبب قُبلة عماد لها، بينما رفع عماد وجهه نظر لوجهها تبسم قائلًا:
صباح الخير.
تمطئت بيديها وتثائبت قائلة:
صباح النور.
كادت سميرة أن تنهض من فوق الفراش، لكن عماد ثبتها على الفراش ودفس وجهه بين حنايا عُنقها، شعرت سميرة بأنفاسه،كذالك تلك القُبلات، رفعت يدها تدفع كتفه عنها قائله:
عماد يمني شقيه وزمانها صحيت وهتغلب طنط حسنيه.
رفع رأسه عن عُنقها ونظر لوجهها زفر نفسه وكاد يعاود تقبيلها،لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، تنهد ومد يده جذبه من فوق طاوله جوار الفراش نظر للشاشه ثم أغلق صوت الهاتف، ثم عاود وضع الهاتف على الطاوله، إستغربت سميرة عدm رده وسألته:
ليه مش بترد.
لم يرد وكاد يُقبلها، لكن وضعت سميرة يدها على شفاه قائله:
يمني زمانها صحيت.
زفر عماد نفسه بضجر ونهض من فوق الفراش قائلًا:
شخص مش مهم، هروح أخد شاور، اليوم طويل مع هاني.
نظرت سميرة الى عماد بترقب حتى خرج من الغرفه نهضت فورًا ونظرت نحوه الى أن رأته دخل الى الحمام، عادت سريعًا نحو مكان هاتفه، كان إنتهى الإتصال، لمعرفتها بنمط إغلاق عماد الهاتف، قامت بفتحه سريعًا، ورأت هاوية من كان يتصل، بل من كانت، قرأت الأسم المكتوب”چالا الفيومي”
لم يخفَى عنها الأسم تعرفها جيدًا بسبب تلك الإشاعه التى إرتبط إسمها بـ عماد، سئم قلبها قليلًا، لكن تذكرت عدm رد عماد كذالك قوله لها أنه شخص غير مهم، إنشرح قلبها، لكن سُرعان ما تذكرت قبل أيام بيوم عيد ميلاد يمنى
[بالعودة قبل أيام]
صباحً
إنتهى عماد من فطوره هو وحسنيه التى نهضت خلفه قائله بتذكير:
عماد بلاش تتأخر قبل الساعه سابعه المسا تكون هنا، انا كلمت سميرة من شويه قالت إنها فى الطريق هى ويمنى وعايدة يعني زمانهم على وصول، عشان نبدأ بتجهيزات عيد ميلاد يمنى.
للحظة سئم قلب عماد هو كان يُخطط لحفل كبير يُعلن عائلتهُ الصغيرة، لكن تراجع عن ذلك
بسبب إخفاء سميرة عليه شرائها لذاك المركز التجميلي أو بمعنى أصح شراؤه بميراثيها من…
كز على اسنانه يشعر بغضب وغـ.ـيظ،ثم نظر الى حسنية قائلًا:
تمام يا ماما قبل سابعه هكون هنا إن شاء الله.
تبسمت له لديها شعور أن هنالك ما يؤرق عماد من ناحية سميرة، تنهدت بقلة حِيلة تود ان ياخذ عماد خطوة ويتمسك بوجود سميرة فى الڤيلا، ويُبطل حِجتها أنها تود البقاء مع والدتها، ربما لن تصمت أكثر.
بعد خروج عماد من الڤيلا بالطريق مازال يشعر بالغضب،نظر الى خارج السيارة رأي سيارة الآجرة المجاوره له بوضوح كان بها سميرة ووالدتها ويمنى لمحهم بإشتياق،أجل يشتاق لهم رغم مرور أيام يحاول وئد ذاك الإشتياق لكن رؤيتهن جعلت قلبه ينتفض ويود العودة الى الڤيلا،لكن رنين هاتفه شغل عقله،تبسم رغُمً عنه حين رأى هاوية المتصل وأجابها بمزح:
صباح الخير يا عريس ها وصلت المقر ولا العروسه شغلتك.
تنهد هاني بضيق قائلًا:
بلاش تفكرني أنا هربان من ماما،كل ما تشوف وشي تقولى نصايح،كلمت خطيبتك،لاء دى مبقتش خطيبتك دى مراتك،خد معاها فى الكلام عشان تاخدوا على بعض،طب خدها خرجها فى أى مكان إتفسحوا،مفكراني طالب فى الجامعه وعايش أحلام ورديه،أنا خلاص أهو قربت اوصل عالمقر بلاش تتأخر.
بـ ڤيلا عماد
تبسمت حسنيه بترحيب وهى تستقبل سميرة وتلك الماكره الصغيرة التى تتدلل بدلال محبب.
مساءً كانت عين يمنى تلمع على تلك البالونات والزينه الخاصه بأعياد الميلاد،تحاول العبث ونيل تلك الزينه واللعب بها،لكن سميرة نهتها عن ذلك،
بنفس الوقت كان عماد يدلف الى الڤيلا ومعه هاني،تبسم لـ يمنى لكن يمنى لم تتجه نحوه كالعادة بل وقفت خلف قدm سميرة كآنها تختبئ بها،إستغرب عماد ذلك لكن سميرة لم تستغرب تعلم السبب بالتأكيد بسبب تجاهله لها قبل أيام حين كانا بالمطعم،بينما تعجب عماد من ذلك وقام بالإتجاه نحوهن،رمق سميرة ببسمة،هى الاخري إبتسمت بمجاملة لا أكثر،إنحنى عماد وجذب يمنى من خلف ساق سميرة،وضمها له وقبل وجنتيها بحنو،لكن يمنى حاولت الإبتعاد عنه،إستغرب ذلك وظن أنه ربما بسبب غيابه عنها الفترة الماضية شعر بوخز فى قلبه وحملها ونهض واقفًا،لكن يمنى حاولت أن تتملص منه،إستغرب ذلك لكن شعر بآسف حين سمع تلقائية يمنى:
إنت مش حبني يا بابي؟.
إستغرب ذلك ونظر نحو سميرة ثم نحو يمنى قائلًا:
مين اللى قالك كده،إنتِ روحي يا وردتي الجميله.
حايدت سميرة النظر له وإدعت إنشغالها بوضع بعض فروع الزينه،بينما غـ.ـصـ.ـبًا أنزل عماد يمنى سُرعان ما ذهبت نحو سميرة تسير خلفها كظلها،شعر بغصة فى قلبه،هذه أول مره تفعل يمنى ذلك،بعد قليل كان إحتفالًا بسيطًا،كانت يمنى تقف على أحد المقاعد،وعلى جانبيها كان حسنية وسميرة،نظرت حسنيه نحو عماد وجذبته مكانها تبسم لها،بينما يمنى لم تستطع إطفاء الشمع أطفئه عماد ثم ضمها لكن يمنى فعلت كالسابق وتوجهت نحو سميرة،لاحظت حسنية ذلك لامت غباء عماد،كما توقعت هنالك خلاف بينه وبين سميرة،
بعد الإحتفال بغرفة المعيشه
جلس عماد وهانى يتحدثان قليلًا،كان عماد يشعر بالإستنكار من رد فعل يمنى الغير مُبرر له،يعلم بيقين أن سميرة لن تضع الحقد فى قلب يمنى نحوه،ربما غاضبه لسبب غيابه عنهت…
لكن يمنى دخلت الى الغرفه وذهبت نحو أحد المقاعد وجلست عليها تُربع ساقيها تنظر نحو عماد بصمت،تبسم هانى وكاد يشاغبها لكن آتاه إتصال هاتفي خرج الى الحديقه للرد على من يتصل عليه،بينما عماد نهض من مكانه وذهب الى ذاك المقعد وحمل يمنى وجلس علي المقعد وضعها على ساقيه وقبل وجنتها قائلًا:
وردة بابي زعلانه منى ليه؟.
بطفولة وبراءة أجابته وفهم قولها:
أنا شوفتك فى المطعم وناديت عليك بابي وإنت مش رديت عليا ومشيت.
إستغرب عماد لا يتذكر حدث ذلك متى،لكن دخلت سميرة بصنية عليها أكواب عصير وقطع الحلوى، سمعت حديث يمنى،نظر عماد لها بإستفسار سائلًا:
إمتى ده حصل؟.
صمتت سميرة،بينما يمنى كادت تسرد له ما حدث ذاك اليوم قاطعتها سميرة قائله بإيحاء مُبطن:
من كام يوم كنا فى المطعم وشوفناك ويمنى نادت عليك وإنت مردتش عليها ومشيت وانا قولتلها إنك أكيد مخدتش بالك أكيد كنت مشغول ومشيت بسرعه ومنتبهتش ليها،يمكن كنت مشغول مع اللى كنت معاهم فى المطعم.
لم يتذكر عماد ذلك وسأل بتوضيح:.
مطعم إيه ده؟
أجابته سميرة بإسم المطعم،تذكر ذاك اليوم قائلًا بتلقائه:
أنا فعلا كنت فى المطعم ده وإعتذرت من اللى كنت موجود معاهم،عشان مرات خالي إنصاف إتصلت عليا يومها وقالتلى لازم أحضر كتب كتاب هاني.
إتسعت نظرة عين سميرة بدهشه سائله:
هو هانى كتب كتابه هيتجوز تاني .
بنفس اللحظه عاد هانى للغرفه وسمع سميرة ضحك قائلًا:
للآسف، بس إيه هى الزوجه آخر من يعلم ولا إيه…عقبالك يا يمنى وابقى شاهد على كتب كتابك عِند فى ابوكِ،زي ما عمل معايا.
تبسم عماد ودون إنتباة منه أو بذلة لسان قال:
عِند فيا ليه،أنا أتمني السعادة لبـ.ـنتي،زى ما بتمنى لك السعادة،مش دايمًا بيقولوا الجواز التاني بيبقى سهل وناجح أكتر إنت اللى مصعبها على نفسك.
شعرت سميرة بو.جـ.ـع فى قلبها من ذلك وسأم وجهها، لكن حاولت إخفاء ذلك وهنئت هانى وسألته:
ألف مبروك يا هاني،مقولتليش مين العروسه،عندنا من البلد؟.
تنهد هانى قائلًا:
أيوه من البلد، إختيار الحجه إنصاف، أو بمعنى أصح تدبيسه منها وجوزك كان شاهد عليها.
رسمت بسمه خافته وهى تنظر الى عماد الذى يحاول مشاغبة يمنى كي تصفوا له وسألته مره أخرى:
تبقى مين بقى دي؟.
أجابها هاني بإسم فداء…
تبسمت له قائله:
انا أعرف فداء كويس أوى كنا شبه أصحاب…والله يا زين ما إختارت الحجه إنصاف.
لمعت عين هاني ببسمة،بينما سميرة نظرت الى يمنى التى شبه صفت الى عماد بعد أن أخبرها وأكد أنه لم يراها ذاك اليوم،بينما هانى بلا قصد منه قال بمزح:
متزعليش يا يمنى عماد كان مشغول مع اللى كان معاهم فى المطعم وإستعجل ومشافش القمر، قولى يا عماد مين كانوا معاك.
نظر عماد نحو سميرة التى تنظر له بترقُب وجاوب بدبلوماسيه:
ناس مكنوش مهمين بالنسبه لى، خلينا فيك قولى مرات خالي قالت لى إن خلاص حددت ميعاد قاعة الفرح، ها جاهز حامد بيحبك أوي هو اللى بيجري في جوازتك.
تهكم هاني ساخرًا بضحكة، بينما عاود عماد قائلًا:
يلا اللى مشفتوش فى أول جوازه شوفه هنا فى تاني جوازه، متأكد هيكون فرح مميز.
لثاني مره عماد دون قصد يُخطئ، خفتت ملامح سميرة وقالت:
طالما يمنى معاك هروح أساعد ماما وطنط.
غادرت او بمعنى أصح هـ.ـر.بت بعد شعورها بتلميحات عماد…ذهبت الى حمام قريب دخلت وأغلقت خلفها الباب وقفت خلفه تحاول تهدئه وكبت دmـ.ـو.عها،يعيد عقلها قول عماد عن الزواج الثاني،ماذا يقصد هل يُلمح لزواجها،أم يُلمح لزواج آخر له قد يكون ناجحًا أكثر،تلاعبت بها الظنون غـ.ـصـ.ـبً،حياتها معه غير مُستقره وربما يبحث عن الإستقرار بعيدًا عنها…هاجس يتلاعب بعقلها يحرق قلبها الذى شبة إهترأ من ذاك الحب.
[عودة]
لم تنتبة سميرة الى عودة عماد الى الغرفه بسبب شرودها،الا حين وضع يدهُ على كتفها قائلًا:
سميرة مالك واقفه كده ليه وبكلمك مش بتردي سرحانه فى إيه.
إنتبهت قائله:
مش سرحانه،هروح أخد شاور سريع وأنزل لتحت أشوف يمنى شقية زمانها مغلبة طنط.
تنهد عماد وهو يفرك بين حاجبيه،سميرة منذ الأمس تبدوا طوال الوقت شارده حتى بالأمس حين ذهبت الى منزل والدتها فى أثناء عودتها وتركت يمنى مع حسنية
ظلت قليلًا ثم عادت كانت يمنى قد نامت جوار والدته،حتى حين حاول أن يقترب منها إدعت الإرهاق،والغريب فعلًا ملامحها تبدوا ليست فقط مُرهقه بل حزينة… تنهد بحِيرة وغصة قلب، يشعر بخفقان زائد، ليس خفقان فقط بل شوق عشق .
❈-❈-❈
ظهرًا
بأحد محلات بيع الأزياء بالمحله
كان زيها الضيق الذي يُبرز مفاتن جسدها كذالك مساحيق التجميل الصارخه على وجهها
تجعلها مُلفتة للنظر،كذالك طريقة حديثها الجريئه مع الزبائن تجعل صاحب المحل يضعها فى الواجهه لغرض زيادة المبيعات التى بالفعل زادت خلال فترة وجيزة،بينما هى تستمتع بذلك ظنًا أنه قد يأتى لها بزيادة فى الراتب بالتأكيد بعد وعد صاحب المحل لها بزيادة راتبها عن زميلاتها بالمحل
شعور بالزهو يكتنفها، جعلها تعتقد أن هذا ذكاءًا،
تبسمت الى تلك السيدة التى دخلت الى المحل سيدة آنيقه للغايه ترتدى مشغولات ذهبيه كثيرة،رغم ذلك بآناقة،إستقبلتها قبل زميلاتها ورحبت بها كثيرًا تعرض عليها الأذواق الموجودة بالمحل تمدح بها وبآناقتها، بينما تلك الاخري تتقبل منها بل وتطاوعها بان ذوقها آنيق فى الإختيار، رغم أنها لا تنتبه الى الازياء التى تعرضها عليها بل تُقيمها جيدًا لهدف آخر تبدوا هذه أفضل من يُقدmه، بلا إهتمام إشترت كل ما وضعته هند أمامها وبلا فِصال، وضعت لها المقابل المادي، بل زادت مبلغ آخر حين قالت لها هند:
ثوانى وهجيب لحضرتك الباقي.
تبسمت لها بخداع قائله:
لاء دول علشانك، إنتِ ذوقك جميل أوى وعحبني وسهلتي عليا، مت عـ.ـر.فيش أنا لما بنزل أشتري كنت بدوخ بين المحلات ومش بلاقي أذواق تعجبني، بعد كده مش هشتري غير من هنا، المحل هنا فيه تشكيلات حلوه هقول لاصحابي عليه وكمان هقولهم عليكِ، آه نسيت إنتِ إسمك إيه؟.
أجابتها ببسمة:
إسمي هند.
تبسمت لها قائله:
تمام يا هند، يلا لازم أمشي آه قبل ما انسى، خدي ده الكارت بتاعي وهاتي رقم موبايلك عشان ابقى أكلمك لما صاحباتي يجوا لهنا عشان تتوصي بيهم كويس.
إنشرح قلب هند وبطواعية طمع أعطتها رقم هاتفها واخذت منها بطاقتها الخاصه،خرجت خلفها من المحل نظرت الى تلك السيارة الفارهه التى صعدت لها السيدة وأشارت لها بيدها بعلامة الى اللقاء،تنهدت هند ونظرت الى بطاقة السيدة وتبسمت وتخيلت لو أصدقاء تلك السيدة مثلها،بالتأكيد وقتها سيعطونها مثلها وربما أكثر،هكذا تستطيع جمع مبلغ لا بأس به خارج مرتبها الضئيل من المحل.
❈-❈-❈
بذاك المطعم الموجود بمركز التسوق
زفرت عفت نفسها وهى جالسه تنتظر نظرت الى ساعة ذاك الهاتف رغم عدm مرور وقت على ذاك الميعاد لكن شعرت بضجر من الإنتظار، للحظات فكرت أن تنهض، لكن تراجعت لابد أن تُعطي ذاك السخيف هاتفه وتغادر… على ذكر السخيف ها هو آتى قبل أن تنهض توجه نحوها مباشرةً وقف أمامها يقول بآسف:
متآسف بس الطريق كان زحمه شويه.
نهضت واقفه تقول بضجر:
تمام إتفضل موبايلك أهو،بقاله أسبوعين معايا وحضرتك قولت إنك كنت مسافر مع إن كان سهل تبعت أى شخص من ناحيتك ويقولى أمارة وكنت هديه له ببساطة.
اجابها بكذب:
انا للآسف كنت خارج القاهرة، ويادوب لسه راجع، والفون ده مكنش مهم أوي معايا غيرهُ احتياطي.
نظرت له بإستهزاء قائله:
آه هو كده رجـ.ـال الاعمال المهمين دايمًا بيبقى عندهم موبايل إحتياطي،تمام موبايلك أهو وانا لازم أمشى لأنى المفروض فى وقت الشغل.
كادت ان تُغادر لكن بتلقائيه او بجرآه منه أمسك يدها توقفت ونظرت له سُرعان ما نفضت يده عن يدها وتبدلت نظرتها الى غضب وقالت بتهجم:
إنت إتجننت،بأي صفه بتمسك إيدي.
إعتذر سريعًا:
متآسف،أنا كنت هشكرك.
نظرت له بتجهم:
لا شكر على واجب و…
قبل أن تستكمل حديثها،كانت هنالك من رأت ذلك وفسرته بتفسير آخر،إقتربت منهما ونظرت الى حازم قائله بآستهزاء:
إنت سايب شغلك وجاي هنا ميعاد غرامي،بس البـ.ـنت دى أول مره أشوفها،إتعرفت عليها إمتى دي،وكمان مش من النوعيه اللى بتستهويك يا حازم.
شعرت عِفت بالكُره ناحية تلك الفتاة قائله بإستهجان:
ميعاد الغرام ده يكون لواحدة زيك مش فاضيه غير لصبغ شعرها عندي فى صالون التجميل،بس للآسف عندنا فى صالون التجميل بنجمل الشكل الخارجي فقط،سلام مش هضيع وقتي مع أشخاص تافهه انا رجعت الامانه وخلاص كده.
غادرت عِفت تشعر بالغضب،تصاحبها نظرات حازم الذى لا يعلم سبب لذاك الشعور لما اراد بقائها،فسر عقله ذلك أنها هى من كان سيعلم منها ما يريد معرفته عن صديقتها،بداخله أمل ربما تكون منفصله،فهو لاحظ يديها بوضوح ليس بها أى خاتم زواج…ذلك انعش الامل بداخله،لكن شعر بغضب من تلك المُتطفله ونظر لها قائلًا:
جيلان إبعدي عن طريقي، إنتِ لسه بتراقبيني، قولتلك مستحيل نرتبط نظام حياتنا مش متكافئ.
قالها ولم ينتظر وغادر بغضب هو الآخر.
بينما الآخرى إستهزأت بذلك الاحمق هو الآخر لا يستهويها لكن لن تتقبل شعور الرفض منه، وهى هنالك من ينتظرون منها إشارة إصبع…فتحت هاتفها وتبسمت بخباثه تقول:
چالا وحشاني كتير، إيه رأيك نتقابل فى السونا النهاردة… عندي موضوع مهم عاوزه أتكلم معاكِ فيه.
❈-❈-❈
عصرًا
بمنزل والد فداء
دخلت سميرة ومعها حقيبة خاصه بادوات الزينه الخاصة بالعرائس، تبسمت الى والدة فداء التى إستقبلتها بترحاب
واخذتها الى غرفة فداء، التى رحبت بها
تبسمت سميره لها قائله:
ألف مبروك يا فداء، انا أهو وفيت بوعدي وهذوقك لعريسك.
تبسمت لها فداء قائله:
متفكرنيش بالغـ.ـبـ.ـيه اللى جات إمبـ.ـارح دى سلخت وشي بقيت حاسه إنى زى الطمطمايه المسلوقه.
ضحكت سميرة وغمزتها قائله:
بالعكس كنتِ فى الحِنه جميلة جدًا، لو هاني كان شافك كان خدك معاه وقال مالوش لازمة نكمل الفرح، مكنش هيصبر ساعه وكان قالك
“الليلة يا فتااااء”
تبسمت فداء بخجل قائله:
بطلي قلة أدب، فين سميرة اللى كان وشها بيحمر لو حد بص لها.
تبسمت سميره قائله:
بكرة تبقي زيي كده، يلا خلينا نبدأ عشان الوقت هنلاقيه دخل علينا فجاة.
تبسمت فداء لها وكُن يتحدثن بود وإستشارات حول تلك الزينه البسيطه التى وضعتها سميرة لها اظهرت وجهها ملائكي أكثر من جميل… وهذا ما أرادته فداء، لكن دائمًا زوجة عمها أو خالتها تعترض وقالت لـ سميرة:
مش تكتري المكياج شويه على خدودها عشان تبان ورديه، كمان كحل العين مش باين تختيه شويه وحطى لها رموش صناعيه تكبر رموشها.
نظرت سميرة لها بتقيم قائله:
بالعكس أنا شايفه المكياچ كده مظبوط وجميل، وشها ملائكي، كمان مش محتاجه لرموش صناعيه بالعكس رموشها كده أحلى.
واقفت فداء سميرة، تنهدت خالتها بإستسلام قائله:
تمام براحتكم،ثم بدأت بقول بعض النصائح الخاصه لـ فداء،كانت سميرة تنظر لـ فداء وهى تسمع وتومئ براسها لخالتها تكبت ضحكتها غـ.ـصـ.ـبً تعلم فداء لن تسمع لتلك النصائح بل ستكون على طبيعتها، وهذا أفضل لها.
❈-❈-❈
مساءً إحد قاعات الزفاف بالمحلة الكبرى
كان حفلًا صاخبًا مليئ بالرياء من زوج والدة هانى الذى يرسم السعاده بل ويُتقنها أمام الموجودين بالقاعه حتى أنه يقوم بالترحيب بهم، تهكم هانى بداخله، يعلم جيدًا ان هذا رياء، يعلم أن زوج والدته لا يريد له السعادة، ولا حتى الذريه طمعًا بما يمتلك يوده فقط لأنجاله،
أنجاله أو أخوات هاني من الام، هما الآخرين يشاركون بالترحيب لكن ليسوا مثل حامد حقًا هنالك طمع منهم،لكن ليسوا مثل أطماع حامد.
كذالك كان عماد جواره يسانده دائمًا بمحبه وهو يحمل تلك الصغيرة التى تود الرقص، نهض هانى وورقص معها هو وعماد وهى تمرح بينهم بسعادة، كذالك سميرة تناست وشعرت بسعادة لسعادة يمنى،كذالك فداء التى كانت جالسه تُراقب بسعادة وخفقان قلب.
بينما بين النساء كُن كل من
إنصاف وحسنية تشعران بسعادة لسعادة ابنائهم الظاهرة الليلة، أومئن لبعضهن بأمل أن الحياة تُعطي لأبنائهم فرصة ثانية للسعادة.
بعد وقت إنتهى الزفاف وكلُ ذهب الى طريقه.
❈-❈-❈
أمام منزل عماد
ترجلت حُسنية من السيارة وفتحت الباب المجاور لـ سميرة ومدت يديها قائله:
هاتى يمنى.
تبسمت وأعطتها لها، ثم ترجلت هى الاخرى من السيارة، تبسمت حسنية قائله:
يمنى اللى كانت بتقاوح النوم هنجت عالاخر بسبب مشاغبتها ورقصها فى الفرح.
تبسمت سميره قائله:
هى يمنى كده دايمًا تقاوح وفى الآخر يغلبها النوم.
نظرت حسنية نحو عماد وقالت بإيحاء:
هى كده زي غيرها بيقاوح وفى الآخر بيستسلم، يلا خلونا ندخل للدار الوقت اتأخر وأنا كمان مش حِمل سهر زيادة.
فهم عماد تلميح والدته عليه ولم تنتبه سميرة لذلك.
بعد لحظات دخلوا الى المنزل
تبسمت حسنية قائله بحنان:
أنا هاخد يمنى تنام جانبي وإنتم إطلعوا شقتكم تصبحوا على خير.
لم تعترض سميرة كذالك عماد الذي رحب بذلك .
صعد الإثنين الى اعلى فتح عماد باب الشقه وتجنب حتى دخلت سميرة، وهو خلفها أغلق الباب، وسُرعان ماجذب سميرة بلهفة يضمها وثبتها خلف حائط الردهه وإلتهم شِفاها بقُبلات عاشق شغوف…إرتبكت سميرة من المفاجأة وتحير عقلها للحظات قبل أن ترفع يديها تحاول إبعاد عماد،لكن عماد ضم يديها بين يديه وظل يُقبلها حتى شعر بثُقل نفسيهما،ترك شِفاها ونظر لوجهها يلهثان،ترك إحد يديها وظل ممسكًا يدها بالأخري،رفع يده حرر ذاك الوشاح عن رأسها وأسدل شعرها ثم عاود ضمها يحتضنها بشوق وهو يُنحي شعرها عن عُنقها يُقبله هامسًا إسمها بعشق:
سميرة.
لا تعلم لما تحكم البرود بها وكادت تدفعه عنها،لكن تمسك عماد بها بين يديه وعاد برأسه للخلف ينظر لوجهها،ملامحها ليست باهته مثل الصباح،كذالك ليست موضحه أي مشاعر،لكن هو الشوق لها مُتملك منه،عاود تقبيلها مره أخرى،شعر بسعادة حين إمتثلت لتلك القُبلات،وهما يسيران نحو غرفة النوم،شعرت بيده فوق سحاب فستانها يفتحه ثم أزاحه عن كتفها يُقبله،لم يشعر أى منهما بعد ذلك سوا أنهما بمتاهة مشاعر،كأنهما بطريق بلا أي ملامح لنهايته ولا بدايته،مشاعر بلا لجام هائجة حتى النهاية،قُبلة عماد كانت رقيقة،حيرت عقل سميرة الذى عاد وتوقعت كالعادة القديمه سيبتعد عنها وينهض من الفراش،لكن خيب ظنها بل وتمسك بها وضمها الى صدرة يحاوطها بيديه بتملك عاشق لأول مره تشعر هذا الإحساس،رفعت رأسها ونظرت لوجهه تتأكد أنها ليست بحِلم،تبسم لها عماد وقبل شِفاها قُبلة ناعمة،ثم عاود النظر لها أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتها مرة أخرى ونظرت له،وإزدردت ريقها ثم قالت بخفوت:
طلقني يا عماد.
❈-❈-❈
بمنزل هانى
قبل قليل
كان إستقبال مُميز من إنصاف لـ فداء، كذالك بسنت، وذاك الآفاق حامد، التى لا تشعر نحوه بالألفة ليس جديدًا عليها منه سبق وتعانلت معه كزبون لمحل البقاله وحدث بينهم خِلاف مُحتد لكن مر وقت على ذلك، والآن الوضع إختلف، هى سيدة هذا المنزل الآن.
بعد وقت صعد الإثنين الى الدور الثاني
بمجرد أن أغلق هانى باب الشقه إرتجف قلب فداء، لكن أظهرت الا مبالاة وقاومت الخجل قائله:
أخيرًا خلصنا من عم حامد انا وهو مش بنرتاح لبعض من زمان.
تبسم وهو يقترب منها قائلًا:
واضح إننا هنتفق، أهو حاجه إتفاقنا عليها أخيرًا.
نظرت له بثقه قائله:
لاء متقلقش هنتفق.
غمز بعينيه قائلًا:
مش عارف بتجيبي الثقه دى منين، بس إياك بعد شويه متقلبيش زى عادتك، عامله زي أمشير فى ثانيه بتقلبي.
فهمت قصده عن خجلها، حاولت السيطرة قائله بتتويه:
إنت مش جعان.
أومأ رأسه بـ لا، بينما هى قالت:
غريبه انا قولت هتجوع من الرقص اللى رقصته مع عماد ويمنى،عالعموم براحتك أنا جعانه جدًا،هروح أغير الفستان عشان مش يتلوث من الاكل،الآتلييه اللى مأجرة منه الفستان واخد من مرات عمي رهن،والله كان نفسي ياخدها هى نفسها رهن عشان مكنتش أرجع الفستان.
ضحك قائلًا:
واضح المحبة والالفه اللى بينك وبين مرات عمك، وبسيطة ممكن أدفع تمن الفستان وإحتفظي بيه.
إنفرجت ملامحها قائله:
بجد، طب ليه مقولتش كده من الاول، يلا مش مهم… بكره لما مرات عمي تجي عشان تاخد الفستان عشان تفك الرهن، هقولها إنك هتدفع تمنه وانا هحتفظ بيه للذكري، بس بكره إيه مرات عمي واخدين منها خاتم دهب رهن، هتلاقيها من الفجر هنا عشان تاخد الفستان ده عندها عيل من عيالها يبات بره ولا حد ياخد منها حاجه بالذات من دهبها.
ضحك أكثر قائلًا:
انا بقول تروحي تغيري الفستان عشان مرات عمك ترجعه وترجع الخاتم بتاعها.
نظرت له قائله:
بالعجل رجعت فى كلامك مش كنت هتشتريه.
ضحك قائلًا:
عادي لما ارجع فى كلامي،وبطلي رغي أنا مصدع من صوت المزيكا العاليه،كلمة كمان هرميكي بالفستان من البلكونه.
نظرت له بغـ.ـيظ قائله بتحدي:
متقدرش ترميني كنت….
قطبت على بقية تحديها حين إقترب منها بوعيد،سريعًا هرولت الى غرفة النوم وأغلقت خلفها الباب.
ضحك هاني وطرق على باب الغرفه قائلًا:
خلصي بسرعه،أنا مصدع.
-براحتي.
قالتها من خلف الباب،وهى تلهث ثم نظرت نحو تلك الصنيه،وإقتربت منها ولجوعها نظرت لها بإشتهاء…لعقت شفتاها بلسانها قائله:
خلاااص بح للدايت أنا هروح اقلع الفستان وأهجم عالصنيه بقالى أسبوعين عايشه عالزبادى بليمون لغاية ماجالى حموضة منهم ومعدتى قربت تطبق فى بعضها.
بعد قليل،إستبدلت الفستان بعباءة منزلية بنصف كُم،رغم ذلك تحد تفاصيل جسدها،خجلت منها لكن بداخلها هى أرحم من ما ترتديه أسفلها…
بينما هانى كان يجلس على إحد مقاعد الردهة لا يعلم سبب لشعور الإنشراح الذى يشعر به،حتى أنه نسي تلك التى نغصت عليه حياته،وشبه كرهته فة النساء، بعد دقائق إستغيب فداء،نهض واقفًا وقرر أن يشاغبها،ذهب نحو باب الغرفه وقام بالطرق عليه ثم أعطي ظهره للباب قائلًا:
إخلصي الساعه بقت واحده الصبح.
تفاجئ بصوت فتح الباب إستدار ينظر لها.
شعرت بحياء قائله:
انا خلصت.
تمعن النظر لها كانت أزالت مساحيق التجميل،كذالك تلك العباءة الزيتونية اللون التى تحد جسدها تُظهر أنوثتها،ولتكملة المنظر كان هنالك وشاحً كبيرًا ينسدل من فوق رأسها الى ذراعيها،غير مُحكم فإنسدل عن راسها وذراعيها أرضًا،تـ.ـو.ترت وإنحنت تجذبه،لكن هو سبقها وإنحني هو الآخر وجذب الوشاح نظر الى وجهها تبسمت له بحياء،وهى تاخذ الوشاح منه قائله:
مش هتاكل.
ضحك قائلًا:
هاكل.
تبسمت وهى تنهض تتجه نحو صنية الطعام وهو خلفها،جلسا يتناولان الطعام بصمت الى أن شعر هاني بالشبع
مسح فمة بالمحرمه قائلًا:
الحمد لله شبعت.
ثم نظر نحو فداء التى مازالت تلتهم الطعام رغم ان الأطباق التى أمامها أصبحت شبه فارغة، تبسم بمكر واراد أن يُشاغبها قائلًا:
واضح إنك كنتِ جعانة أوي.
اخذت حديثه ببساطه وبقبول قائله:
فعلًا كنت جعانة جدًا، بقالي اسبوعين كنت عاملة دايت.
إستفسر سائلًا:
بأكلك ده ضيعتي الدايت.
نظرت نحو الطعام قائله:
لاء ما خلاص بقى مبقيتش محتاجه للدايت الليلة عدت.
سألها بعدm فهم:
ليلة أيه اللى عدت.
اجابته بتلقائيه:
الليله، قصدى الفرح يعني.
إستفهم سائلًا:
وأيه دخل الليله بالدايت.
تركت الطعام وأجابته بتوضيح:
انا كنت عاملة دايت عشان فستان الفرح اللى اختارته كان ضيق عليا شويه، عملت دايت قاسى لمدة أسبوعين وأهو جاب نتيجه ولبست الفستان وكان روعه عليا.
تهكم بإستهزاء قائلًا:
يعنى كنتِ بتخسي عشان الفستان ودلوقتى خلاص بقى، ويا ترا كان إيه هو الدايت القاسي اللى عملتيه، إستغيتي عن اللبانه.
إرتشفت بعض المياة ثم أجابته:
فعلًا إستغنيت عن مضغ اللبان العادي المسكر، بس كنت بمضغ لبان دكر، إنت متعرفش إن اللبان الدكر المُر بيساعد عالتخسيس وقفل الشهيه، طعمه مش حلو، يلا فترة وعدت.
نهض واقفًا يقول:
أنا رايح أتوضى.
لم تفهم وسألته:
هتتوضا ليه دلوقتي، الساعه قربت على واحدة ونص هتصلي إيه دلوقتي.
نظر لها بإستهزاء ببلاهتها قائلًا:
هصلي قيام الليل، ولا اقولك هصلي تهجد، ولا هصلي إستسقاء أصل المطر إتأخر السنه دي.
نظرت له بغباء قائله:
مطر إيه اللى إتأخر إحنا لسه فى الخريف.
شعر بضيق من غبائها المُستفز قائلًا:
إن كنتِ شبعتي إنتِ كمان قومي إتوضي.
نظرت الى الطعام امامها قائله ببلاهه:
لاء انا لسه مشبعتش صلي إنت وانا هبقى أصلي بعدين… لاي سبب من اللى قولت عليهم.
تنهد بصبر وإنحنى على أذنها همس بشئ
شعرت بهزة فى جسدها كاملًا تشردقت (شِرقت)، ناولها كوب الماء يخفي ضحكتة، إرتشفت كثير من المياة
تهكم ببسمة ساخرًا بمزح:
بقالك ساعه مش مبطله أكل قدامى ومش مكسوفه ونسفتي الأطباق كمان ومفيش لقمة وقفت فى زورك، وكلمتين قولتهم، شرقتي وشكلك هتمـ.ـو.تي.
إبتلعت ريقها ونهضت واقفه تضع يدها حول خصرها قائله:
إنت هتبص لى فى الأكل من أولها، بعدين الصنية دى من بيت أهلي، وبعدين مرات عمي قالتلى، كُلوا صنية العشا كلها، دى صنية الوفاق… عشان تتفقوا مع بعض.
-إسمها صنية الإتفاق مش الوفاق.
قالها ضاحكًا ثم إستهزأ:
مرات عمك قالتلك كده ومن إمتى سمعتي ليها كلمة… إشمعنا فى دي، أنا رايح أتوضا وانام متوضي عشان محلمش بكوابيس وأنا نايم كفاية الكوابيس اللى بشوفها وأنا صاحي.
إستغبت سائله:
كوابيس أيه اللى بتشوفها وإنت صاحي، إنت أساسًا سديت نفسي خلاص.
نظر هانى نحو صنية الطعام وتلك الاطباق الخاويه قائلًا:
فعلًا نفسك مسدوده، على ما أرجع من الحمام تكوني أكلتي الاطباق نفسها.
شعرت بتريقته قائله:
لاء عشان ترتاح هاخد الصنية أوديها المطبخ، خلاص نفسي إتسدت.
ضحك وهو يتخطاها نحو حمام الغرفة، بينما فداء ذهبت الى المطبخ وضعت الصنيه تنظر الى الاطباق قائله:
والله عنده حق، الاطباق فضيت، كنت بعوض حرمان الايام اللى فاتت…ظلت لدقائق واقفه تشعر بخجل وتردد كيف تعود للغرفه مرة اخري،الى أن إتخذت القرار،عادت الى غرفة النوم كان هانى يخرج من حمام الغرفه يرتدى مئزر حمام شبه قصير يزمه بعشوائيه على جسدهُ صدره يظهر من فتحة المئزر كذالك ساقية للمنتصف تقريبًا،شعرت بخجل،تنهد هانى حين راها قائلًا بمزح:
فين صنية الاكل، أكلتي الاطباق كمان.
نظرت له وتركت الخجل قائله:
لاء طبعًا، ومن فضلك بطل تريقه عليا.
ضحك وهو يضع يده فوق فمه يشير بعلامة الصمت… وهو يقترب منها بمكر الى أن جذبها من خصرها عليه وضمها بين يديه، تـ.ـو.ترت وإرتبكت وحاولت دفعه، نظر لها قائلًا:
كده تفسدي وضوي، لازم أتوضا تانى، ولا أقولك تعالى نتوضا إحنا الإتنين… جذبها للسير معه
بعد قليل
نهضا من فوق تلك السجادة، إقترب منها وازاح ذاك الوشاح عن راسها، ورفع يدهُ يرفع ذقنها لتنظر إليه، لكن خجلت من النظر آليه، تبسم وهو يحنى راسه يقترب من شِفاها وكاد يُقبلها لكنها شعرت برجفه فى جسدها وإبتعدت للخلف، تبسم وهو يعود يجذبها من يدها ويقربها منه يلتقط شِفاها فى قُبلة ناعمة تزداد شغف، يشعر بحيائها، شعر كأنه لأول مرة يتذوق شِفاه أنثي عن حق هكذا كان
يُريد أنثي مرحه جريئه أحيانًا،كذالك لديها حياء وخجل، تُعطي لنفسها قيمة تجعلهُ غـ.ـصـ.ـبًا يعترف أنها
“ذات قيمة خاصة”
كآن هنالك سحر خاص، أو تعويذة غرام أُلقيت عليه جعلته مُشتاقًا تواقً لتلك القُبلات واللمسات الخجوله من فداء، إمتلكها برفق، لأول مره يشعر بلذة لقاء حميمي، يشعر بهدوء نفسي ورضاء عكس ما كان يشعر سابقًا بنفور من نفسه قبل هيلدا، وطريقتها الفجة، كذالك يضحك بعد أن كان يكتئب… يضحك على خجل فداء التى بمجرد أن تنحي عنها جذبت الدثار عليها وأغمضت عيناها تهربًا منه، إتكئ على يده ونظر لها قاصدًا أن يشاغبها وضع يده على الدثار يحاول جذبه عنها قائلًا بمشاكسه:
لحقتي تنامي مش المفروض كنتِ تستحمي الأول.
سعُلت بشـ.ـدة وتمسكت بالدثار وفتحت عينيها تنظر له بضيق صامته.
ضحك ولا يعلم لما إعتدل على الفراش وجذبها على صدره رغم معارضتها، ضمها بقوة، إستسلمت لذلك رغبةً منها تنهد مُبتسمًا يشعر بحِيره سائلًا:
إنتِ إيه يا فداء، أنا مش فاهمك، لما قابلتك فى بيت باباكِ ولقيت منك إصرار على إنك تتجوزيني، قولت معندكيش حياء، يوم الشبكة قولت مستفزة، يوم كتب الكتاب إكتشفت إنك خجولة، إتحير عقلي فى فهم طباعك، حتى دلوقتي حاسس إنك مزيج غير مفهوم.
نظرت له بفهم قائله:
ليه محسسيني إنى لوغاريتمـ.ـا.ت صعبة أوى كده، أنا بسيطة جدًا بحب أكون تلقائية.
-تلقائية.
اعادها وهو ينظر لها للحظة كاد يقول لها أنه زوج لأخرى وسيذهب بعد فترة لهناك، ألا تخشى أن ينشغل بها وينساها هنا… لكن تراجع وأغمض عينية يود العكس، يود نسيان هيلدا ومحوها من حياته،فتح عينية نظر لها كانت تبتسم بإشراق، ملامحها ليست أجمل من هيلدا بل العكس هيلدا حتى دون عمليات التجميل كانت جميلة الوجه قبيحة الخُلق، لكن هنالك بريق خاص لـ فداء ليس الشباب بل رضا النفس.
❈-❈-❈
بمنزل عماد
وعت سميرة حين لم يسمع عماد قولها ورفع وجهها ينظر لها بإستفهام سائلًا:
قولتي إيه يا سميرة أنا مسمعتش.
نظرت له بصمت للحظات ثم قالت:
مفيش.
كادت أن تبتعد عن صدره لكنه أحكم يديه حولها نظرت له كآنها تائهه هل هذا عماد الذي كان يتركها بالفراش وينهض بعد كل لقاء عاطفي، ما الذي تغير به، لما حين اردت أخذ قرار حاسم بالهجر تبدل هكذا، صورة زوج وحبيب، تنهدت بقوة.
تبسم قائلًا:
كل دى تنهيدة، حاسس إن فى حاجه شاغلة عقلك، سميرة بلاش تخبي عني حاجه.
نظرت له قائله:
مفيش حاجه شاغلة عقلي، بس يمكن مش متعوده يمنى تبقى بعيد عني.
تبسم قائلًا بإيحاء:
حـ.ـضـ.ـن يمنى أدفى من حـ.ـضـ.ـني.
هنالك احساس يضـ.ـر.ب عقلها، يجعلها فى حالة توهان… بينما عماد نظر لها وقبل شِفاها قُبلة ناعمه أغمضت عينيها وفتحتهما وشهقت حين إستدار بهم على الفراش وأصبح يعتليها عينيه تنظر لها بشغف عاشق مُتيم… وهى بحالة توهان لكن إستسلمت لذاك الطوفان يأخذهم الى النهاية …
لحظات جعلت عماد يعترف سميرة هي نبض الحياة لقلبهُ، بينما هى رغم عشقها له لكن
صعب أن تشعر بالأمان مع من خذلها دون أن يسمع لها.
إنتهت لحظات الغرام ضمها لصدرة وغفى الإثنين لتنتهي ليلة هادئة
فى الصباح
فتحت سميرة عينيها ثم عاودت إغلاقها، تبسم عماد قائلًا:
صباح الخير.
تنهدت وهي تكاد تبتعد عن صدره قائله:
صباح النور.
أحكم عماد يديه عليها بل وإستدار بهم أصبح جسدها على الفراش وهو ينظر لها سائلًا:
مش هتقولي لى إيه اللى شاغل عقلك، متأكد إن فى حاجه حصلت هنا أول إمبـ.ـارح كنتِ كويسه فجأة إتبدل حالك
نظرت له بتفكير ثم قالت ببساطة:
بـ.ـنت عمي إتطلقت.
إندهش مستغربًا:
غريبة بالسرعة دي.
نظرت الى عينيه وتعمدت الرد ببساطة وبقصد
تلميح مباشر،لا ليس تلميح بل إيجاز :
عادي بتحصل فى بمجرد ما بيجوزوا بيطـ.ـلقوا، بس للآسف بـ.ـنت عمي فرصتها للرجوع معدومة لأنها مش حامل كمان طليقها إتجوز اللى كان بيحبها زي ما برر لنفسه الغدر بها.
نظر الى عينيها فهم حديثها جيدًا نهض من فوق الفراش جذب علبة السجائر والقداحه كذااك معطف خاص به وإرتداة وتوجه ناحية شُرفة الغرفه وفتحها كانت الشمس مازالت تشرق، شعر بهزة هواء بـ.ـاردة إخترقت جسدهُ زم طرفي المعطف عليه، وإشعل إحد السجائر، نفث دخانها يشعر بضيق، وتذكر همسها ليلًا
تأكد أنه لم يسمع قولها وطلبها للطـ.ـلا.ق خطأ،
هل تظن أن شرائها لمركز التجميل سيجعلها تستقل عنه، يعلم جيدًا أن بقاء سميرة ليس لحاجتها للمال، بل السبب يمنى،سميرة لا تعلم أن عشقه لها نُقطة ضعفهُ،والسبب فى عدm أخذ قرار حاسم بشأن حياتهم معًا،لو كان قادرًا على الإبتعاد عنها ما كان عاد لها،كان سهل عليه الآعتراف بأبوة يمنى دون عودة زواجهما، أو كان طلقها بعد ولادة يمنى وما إستمر معها،لا يعلم لما هو ضعيف بشأنها،كلما حاول مقاومة ذاك الضعف يعود مرة أخرى بضعف وإشتياق لها.
بينما سميرة ظلت بالفراش وحدها كالعادة زفرت نفسها بآسى قائله:
للآسف مش هتتغير يا عماد.
نهضت من فوق الفراش نظرت نحو باب الشُرفه كان عماد وجهه للغرفه تلاقت عيناهم بحديث صامت كل منهم لدية مشاعر قوية إتجاة الآخر، لكن كل منهم يظن أن عشقهُ للآخر لعنة حياتهُ.
لا يعلم عدد السجائر الذى أحرقها، قبل أن يعود للغرفه تفاجئ بـ سميرة تلف وشاح رأسها
نظر لها سائلًا:
إنتِ خارجه رايحة فين دلوقتي ناسيه إننا هنروح آخر النهار نصبح على هاني ومـ.ـر.اته.
أجابته وهى مازالت تُعطي ظهرها له وتعمدت القول:
متختفش هرجع قبل آخر النهار أنا
رايحة أشوف بـ.ـنت عمي أواسيها شوية… وأقولها متزعليش ربنا بيعوض، والجواز التاني بيبقى ناجح أكتر.
لم تنتظر وغادرت الغرفة، بل الشقة إنتباته حالة سُعال، فسرها أنها من السجائر الذي إلتهمها لكن هنالك شعور بالبرد يغزوا جسده، لكن هنالك شعور آخر يغزوا عقلة، سميرة فسرت حديثه مع هاني على هواها، هو كان يقصد تشجيعه بأخذ خطوه صحيحة بحياته ربما يجد السعادة.
زفر نفسه بآسف كلما حاول أن يأخذ زواجه من سميرة طريقًا واضحًا تعود الغشاوة مرة أخرى.
بعد وقت
نزل عماد الى أسفل تفاجئ بوجود يمنى مع والدته التى تبسمت له قائله بحنان ثم زم:
يمنى هتجي معايا هنروح نزور خالك،
والأكل لسه على طرابيزة المطبخ روح إفطر
ولا غيرت ريقك بالسجاير زى عادتك.
حاد النظر لها وتهرب قائلًا:
مش جعان،هروح المصنع اللى هنا أشوف سير العمل فيه.
غادر عماد بينما تنهدت حسنية ونظرت الى يمنى التى أقبلت عليها تبتسم حملتها قائله بهمس:
مش عارفة سميرة وعماد ليه بيضيعوا زهوة حياتهم.
تبسمت يمنى قائله:
ناناه مش هنروح عند خالوا.
قبلتها وتبسمت قائله:
يلا نروح بس بلاش تتشاقي.
تبسمت يمنى ببراءة تضـ.ـر.ب يديها الصغيرتان ببعض قائله بطفوله:
يمنى مش تتشاقي.
قبلتها حسنية وتبسمت قائله:
يمنى عسل وقلب تيتا.
خرجن الإثنين كانت حسنية تحمل يمنى لكن كعادتها تود السير واللهو بالطريق، أنزلتها حسنية سارت امامها تلهوا بالسير وهى تبتسم لها لكن حذرتها:
يمنى تعالى هاتي إيدك وبلاش تتنططي لتوقعى تتعوري.
لكن يمنى تُعاند وتسير كما تشاء، الى أن إنصدmت بإحد النساء دون إنتباه… دفعتها تلك المرأة بغضب، قائله بزم:
مش تشوفي قدامك.
تلهفت حسنية على يمنى وإنحنت عليها ساعدتها على النهوض، وحملتها تربت على ظهرها بحنان ونظرت الى تلك التى دفعت يمنى عينيها تفيض غِلًا وهى تنظر الى حسنية التى لم تُبالي بها وسارت تُهدهد حفيدتها زفرت نفسها بغضب جم:
طبعًا زي العادة مش هتردي عليا، ضعيفة.
سمعتها حسنية ولم تُبالي وتهكمت على غبائها هل تظن عدm ردها علي تُرهات هانم ضعف، بل قوة هى لا تعني لها شىئًا لديها يقين أن شعبان لا يستحق سوا إمراة سيئة مثله،لكن شعرت بوخز فى قلبها حين نظرت الى يد يمنى المخدوشه، نفخت فيها قائله بحنو:
لما نرجع للبيت هدهنها لك مرهم والو.جـ.ـع هيروح.
اومـ.ـا.ت لها يمنى قائله:
هى زقتنى يا ناناه انا مش خبطت فيها.
ضمتها حسنية بحنان قائله:
معليشي يا روحي، ربنا هينتقم منها… عشان زقت ملاك زيك.
❈-❈-❈
بمنزل شبة صغير
وضعت إنصاف ذاك الطبق وجلست خلف تلك المنضدة الأرضية قائله:
بسنت يلا تعالي إفطري.
خرجت بسنت من إحد الغرف تضع حقيبة كُتبها على كتفها قائله:
مش هلحق يا تيتا خلاص ميعاد الدرس فاضل عليه نص ساعه يدوب على ما أوصل.
أومـ.ـا.ت لها إنصاف قائله:
خدي السندوتشات أهى كنت عاملة حسابي.
اخذت بسنت منها السندوتشات قائله:
تسلم إيديك يا تيتا همشى انا بقى إدعيلي عندي إمتحان فى الدرس والمستر ده غـ.ـبـ.ـي… والله فداء بتشرح أحسن منه.
تبسمت إنصاف قائله:
لاء إنسى فداء دلوقتي عروسه سبيها تتهني مع خالك.
تبسمت بسنت بتوافق، ونظرت الى ذلك الذي خرج من الغرفه يسعُل شعرت بإمتعاض وقالت:
سلام بقى يا تيتا عشان متأخرش.
بينما نظر لها حامد بجمود ثم نظر نحو منضدة الطعام بإمتعاض قائلًا:
فيها إيه لو كنا فضلنا فى دار هاني، هنا المكان ضيق.
نظرت له قائله:
هاني عريس ومحتاج يتهني مع مـ.ـر.اته.
نظر لها بإستهزاء قائلًا:
وإحنا كنا هنقل هناة فى إيه، احنا كنا هنبقى فى الدور الأرضي وهو فى الدور التاني.
ردت إنصاف:
برضوا يبقوا على راحتهم مـ.ـر.اته ممكن تتحرج مننا.
تهكم وهو يجلس بسخرية قائلًا باستهزاء:
محساني إنه أول مرة يتجوز.
ردت إنصاف:
وهى جوازة برة دى جوازه، دى جابتلي الحسرة فى قلبي، إدعي ربنا يهنيه ويرزقه الذرية الصالحة التى تفرح قلبي وقلبه، أنا اوقات كنت بخاف مينزلش مصر ويعيش هناك وأتحرم منه، لكن جوازته هنا هتخليه يرجع ويمكن مع الوقت يستقر هنا ويرتاح من الغُربة.
تهكم وهو يضع اللقمة بفمة قائلًا:
ما هى جوازة بره دى هى اللى السبب فى العِز اللى عايش فيه ولا هتنكري.
نظرت له بآسف قائله:
السبب تعبه وشقاه هناك هو بياخد منها إيه كفاية شبابه الضايع مع ست تقرب عليا فى السن،العمر بيعدي.
-شبابه الضايع، طب يا أختى أهو إتجوز، ربنا يهنيه.
رغم انها تعلم انها ليس من قلبه لكن آمن قائله:
آمين.
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل هانى
لا يحتاج لسؤال عماد عن سوء مزاجه فالسبب واضح تبدوا سميرة هى السبب بعد أن ذهبت مع فداء الى المطبخ، جذب يمنى التى اشمرت كُم فستانها تشكوا له قائله:
الست زقتني وإتعورت وناناه دهنتها لى مش تو.جـ.ـعني دلوقتي.
قبل هاني يدها قائلًا:
لاء غلطانه الست دى إزاي تزق ملاك جميله كده، اكيد هتروح النار.
اومأت يمنى رأسها له بتوافق، بينما نظر هانى الى عماد سائلًا:
مالك، اللى يشوفك يقول مش ده اللى كان بيرقص شمت فيا إمبـ.ـارح.
فرك عماد جبينه قائلًا:
مفيش بس حاسس بشوية صداع يمكن من صوت المزيكا العاليه بتاع إمبـ.ـارح.
تبسم هاني قائلًا:
هصدقك بس عشان يمنى فتانه.
تبسم عماد وهو ينظر الى يمنى، التى جلست على ساقي هاني تتحدث معه بألفة كالعادة معه، حتى عادت فداء مع سميرة كل منهم تحمل صنية وضعتها على تلك الطاولة ثم إنضممن لهما،نظر عماد الى سميرة التى تبدوا ملامحها هادئه عكس ثورة عقلة وذاك الآلم الذي بدأ يتوغل الى رأسه،ظلوا معًا لوقت يتحدثون،الى أن نهض عماد بسبب ذاك الآلم الذى برأسه قائلًا:
يلا يا يمنى تعالى معايا لازم نسيب العِرسان يتهنوا.
نهضت سميرة بتوافق، بينما قالت فداء:
ليه مستعجلين يا جماعه.
إقتربت سميرة منها وحضتنها وقالت بهمس:
إنتم عِرسان ولازم نبقى خِفاف عليكم يمكن هاني عاوزك فى كلمة سر ولا حاجه.
نغزتها فداء هامسه:
إتحشمي يا سميرة…وبلاش أهزأك قدام جوزك واقوله مراتك بقت قليلة الأدب.
ضحكت سميرة بسخرية دون حديث.
غادر عماد ومعه سميرة ويمنى،بينما نظرت فداء الى هاني شعرت بخجل قائله بتهرب:
هاخد الصوانى اوديها المطبخ.
تبسم هاني،بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نظر له ثم نحو المطبخ،زفر نفسه يشعر بضجر لماذا كلما حاول نسيان هيلدا حتى لو لبعض الوقت تظهر ليتذكر مآساة حياته،فكر بعدm الرد،لكن يعلم أن هيلدا لن تمل وستعاود الإتصال،حسم قرارهُ وذهب نحو الشُرفه قام بفتح الخط،وسمع لهفتها تقول بالفرنسيه:
هاني حبيبي لقد إشتقت لك الن تأتى،الا يكفي إبتعادًا.
تهكم وظل صامتًا.
بينما عاودت هيلدا الحديث:
هاني لما لا تعود الى مارسيليا ونذهب سويًا برحلة خاصه الى أى مكان سياحيّ نستمتع سويًا.
أجابها بالفرنسيه:
لما أرجع نبقى نروح أي مكان يعجبك.
-ومتى ستعود.
كان سؤال هيلدا الذي اجابه هاني كآنه لا يود العودة:
لسه محددتش الوقت.
-لما هاني لا تعود لهنا أفضل كثيرًا لك…
صمتت هيلدا عن تكملة حديثها حين سمعت صوت نسائي خلف هاني، ثم عاودت سؤاله:
من تلك التى تُحدثك هاني.
بينما قبل لحظات عادت فداء من المطبخ الى الردهه لم تجد هانى لكن رأت تلك الشُرفة مفتوحه، ذهبت نحوها بتلقائيه، كان هاني يُعطيها ظهره لم ينتبة الا حين قالت:
أوعي تكون بتشرب سجاير يا هاني.
إستدار ينظر لها وتبدلت ملامحه، ثم قطب على حديث هيلدا قائلًا بالفرنسيه:
هبقى أكلمك بعدين دلوقتي مش فاضي.
فهمت فداء أنه يتحدث مع إمرأة بتلقائية سألته:
بتكلم مين.
أجابها بغضب:
وإنتِ مالك، ولا هتفتحيلى تحقيق من أولها، أنا بتخـ.ـنـ.ـق بسرعة.
شعرت فداء بحُزن قائله:
لاء مش هفتحلك تحقيق.
قالت هذا وغادرت، بينما رفع هاني يده يشـ.ـد خصلات شعره بغضب يحاول تهدئة نفسه، ثم شعر أنه أخطأ بحق فداء، دخل الى الردهه، لكن لم يجد فداء، توجه الى المطبخ لم يجدها،توجه الى غرفة النوم، وجدها تجلس على الفراش لكن حين رات دخوله، إدعت إنشغالها بالهاتف… تنهد وذهب نحوها جلس لجوارها وتنحنح سائلًا:
بتابعي إيه.
إبتعدت عنه واجابته:
مش بتابع حاجه دى لعبة على الموبايل بسلي نفسي بها عشان مفتحش لك تحقيق.
تنهد مُبتسمًا وإقترب منها يضمه له قائلًا:
ولعبة إيه دى بقى،  عـ.ـر.فيني يمكن نلعبها سوا.
حاولت الإبتعاد عنه، لكنه حاصرها، وأخذ الهاتف من يدها وضعه على تلك الطاولة ونظر لها بشعف يتملك منه لأول مرة كآنه لم يتزوج سابقًا، نظرت له بتذمر قائله:
من فضلك عاوزه موبايلي، و….
وضاع حديثها بجوف قُبلاته ولمساته الذى تأخذهما برحلة هناء.
❈-❈-❈
أمام مركز التجميل
خرجت عِفت تنظر نحو الطريق بترقُب إنتظارًا لسيارة الأجرة التى طلبتها، لكن فى أثناء ذلك رات ذاك الذي يقترب منها الى أن أصبح أمامها نظرت له بلا مبالاة، وكادت تتخطاه لكن هو وقف أمامها قائلًا:
أنا آسف.
تهكمت عليه قائله:
آسف على إيه ملقتش حد تصدmة بعربيتك النهاردة.
تبسم قائلًا بتوضيح:
لاء آسف على سوء الفهم اللى حصل فى المطعم، بصراحه…
قاطعته قائله:
ده موضوع ميهمنيش على فكرة، أنا وصلت لك موبايلك وإنتهي الامر على كده، بقى صاحبتك فهمت غلط ده شآنها مش شآني، ولو سمحت وسع التاكسي وصل.
تخطته وذهبت نحو سيارة الأجرة صعدت لها غير مُباليه له، نظر لها وتبسم يشعر بشعور جديد، لكن سُرعان ما نفضه هنالك هدف آخر برأسه مازال يسعى له.
❈-❈-❈
ليلًا
أثناء نوم سميرة شعرت كآن عماد يتحدث، فتحت عينيها تأكدت هو يتحدث،لم تفهم منه سوا كلمة “سميرة”
ظنت أنه مُستيقظ، مدت يدها نحوه لكن شعرت بسخونة صدرهُ العاري، إستغربت ذلك، نهضت وأضاءت ضوء الغرفه ثم عادت تنظر له كان وجهه مُتعرقًا للغايه، ومازال يتحدث، بل يهزي، وضعت يدها على جبينه شعرت بسخونه عاليه، إنخضت وتلهفت عليه تُحدثه:
عماد مالك.
لم يرد عليها وهو يهزي:
أنا بحبك يا سميرة.
تدmعت عينيها هو يهزي من تلك السخونية، تحركت سريعًا نحو الحمام، لم تجد أى علاج، وتذكرت انهم لا يأتون لهنا سوا قليل، تسحبت بهدوء من المنزل وذهبت الى صيدلية قريبه وصفت حالته لذاك الصيدلي، اعطاها بعض الأدويه، عادت سريعًا، تنهدت حين لم تشعر حسنية بخروجها، وضعت حقيبة الادويه على السلم ودلفت الى شقة حسنيه دخلت الى المطبخ مباشرةً، بحثت عن زجاجة خل، حتى وجدتها وكادت تخرج من المطبخ، لكن حسنية شعرت بوجود حركة ونهضت وجدت نور المطبخ مُضاء، ذهبت نحوه، حين رات سميرة تبسمت لها، بينما سميرة أخفت زجاجة الخل خلف ظهرها قائله:
حسيت إنى جعانه نزلت عملت سندوتش واكلته.
تبسمت لها حسنية قائله:
إنتِ مكنتيش أكلتي كويس عالعشا.
اومـ.ـا.ت سميرة سائله:
يمنى نايمه.
أومأت حسنية بـ نعم.
رسمت سميرة بسمه قائله:
أكيد غلبت حضرتك، بسبب جـ.ـر.ح إيدها،دى حكت للكل عن و.جـ.ـع إيدها، هى كده لما تكون تعبانه.
تبسمت حسنية بغصه قائله:
لاء دى نامت علطول.
تبسمت سميرة قائله:
انا هطلع أكمل نوم،تصبحي على خير.
-وإنتِ من أهله.
تركتها سميرة سريعًا وأخذت حقيبة العلاج وصعدت،كان عماد مازال يهزى محمومًا،أعطته تلك الأدويه،وآتت بمنشفه وضعتها بإيناء به مياة بـ.ـارده وخل مسحت له جسده بها،وظلت ساهره لجواره تُراقب حرارة جسده الى أن إنخفضت شعرت براحه.
بينما عماد كان يهزي بقسوة ذاك العشق فى قلبه،ويرا من بين هزيانه بداية رحلة العـ.ـذ.اب بالغُربة
[قبل سنوات]
بعد أيام من مكوثه بذاك المشفى هنالك لم يكُن تعافى نهائيًا لكن بسبب تلك الرصاصه التى إخترقت ظهره،كان هنالك تحقيقًا
إدعى فقدان الذاكرة، لو أخبرهم السبب الحقيقي وانه مهاجرًا غير شرعي قد يتم ترحيله،إستغل هدوء المشفى وفر هاربًا،رغم آلم جسده،لعلمة باللغه الفرنسيه إستطاع الحديث الى أن وصل الى مكان يعلم أن به تجمع للمصريين، تحدث مع أحدهم وطلب منه المساعدة بإعطاؤه هاتفه ليقوم بإتصال هاتفي، بالفعل أعطي له الهاتف…
لم تخونه ذاكرته وهاتف والدته التى تشعر أن قلبها بين كفي الرحا يعتصر أيام لا تعلم عنه شئ، ردت على الهاتف، سُرعان ما فرح قلبها سائله بلهفه:
عماد إنت بخير.
رغم ألم كتفه أجابها:
أنا بخير ياماما ووصلت فرنسا، بس رقم موبايل هاني ضاع مني ومش عارف اوصله، روحي لمرات خالي وهاتي رقم موبايله منها.
تدmعت عينيها قائله:
حاضر يا حبيبي، سميرة هتفرح اوي إنك كلمتني دى لو تشوفها هتصعب عليك.
تبسم بإشتياق لها قائلًا:
إبقي طمينها عليا ياماما وقولى لها إنى وصلت بخير، وأنا بس اوصل لـ هانى هكلمها.
تبسمت له قائله:
هروح حالًا لـ إنصاف أجيب منها رقم موبايل هاني وهبعته على الرقم اللى بتكلمني منه.
بعد وقت
كان هاني يستقبل عماد وأخذه الى سكن به بعض المصريين المُغتربين، لكن عماد أخبرهُ أنه مُصاب برصاصه، تنهد هاني قائلًا:
طبعًا مش هنقدر نلجأ لأى مستشفى هشوفلك أى صيدلي يهتم بيك، وريح لك كام يوم أكون دبرت لك شغل.
تبسم عماد له، لكن طلب منه هاتفه قائلًا:
كنت عاوز موبايل.
تبسم هانى قائلًا:
فكرتني، أهو انا كنت عملت حسابي وإشتريت موبايل وأنا جاي فى السكه كمان إشتريت لك خط، خلينا ندخله فى الموبايل.
تبسم عماد له بإمتنان، بينما وضع هاني يده على كتفه قائلًا:
بلاش البسمه دى الموبايل والخط هتدفع تمنهم بعدين، إحنا هنا فى الغُربه، محدش بيعرف ولا بيجامل التاني.
تبسم له عماد، بعد قليل تجنب بعيدًا وقام بالإتصال على هاتف سميرة، وهو ينظر الى يده اليمنى التى مازال خاتم خطوبته ببنصرة الشئ الوحيد الذى لم يفارقه بين دوامـ.ـا.ت المياة المالحة، حين ردت عليه، شعر كآن كل ذاك الآلم الذى مر به إنتهي، بينما هى بكت قائله بلهفه:
عماد إنت بخير، طنط حسنية قالتلى إنك كلمتها.
تبسم قائلًا:
أنا بخير الحمدلله وصلت لعند هاني إبن خالي وهيشوفلي شغل.
تنهدت براحه قائله:
الحمدلله، ربنا يسهل لك طريقك.
تبسم عماد قائلًا:
حشـ.ـتـ.ـيني و  يا سميرة.
خجلت من حديثه وصمتت.
سألها:
ساكته ليه؟.
اجابته بخجل:
بسمعك.
-وليه مش بتردى عليا.
خجلت قائله:
ما انا برد أهو.
ضحك قائلًا:
لاء المفروض أقولك حشـ.ـتـ.ـيني و ، تقوليلى وإنت كمان يا حبيبي.
سعُلت بشـ.ـدة.
ضحك عماد قائلًا:
بحبك يا سميرة.
ظلت صامته وقلبها يُرفرف بداخلها.
تسأل عماد:
لسه على وعدك يا سميرة.
أجابته بتسرُع:.
على وعدي وهستناك العمر كله يا عماد.
شعر عماد بإنشراك، وتبسم حين رأي إقتراب هانى منه،وقطب على حديثه معها قائلًا:
هقفل دلوقتي وهرجع أكلمك تانى.
تبسمت بخجل قائله:
تمام هنتظر إتصالك.
أغلق عماد الهاتف، ونظر الى هاني الذى إقترب منه قائلًا:
خلاص إطمنت على اللى فى مصر، حافظ بقى على صحتك كام يوم على ما جـ.ـر.ح كتفك يلتأم فى قدامي كذا شغلانه هشوفلك المناسب أكتر، أهو قدامك كام يوم تحب فيهم، لآن الشغل هنا مبيرحمش.
[عودة]
إنتهت تلك الذكرى حين فتح عماد عينيه ورأي سميرة بغشاوة تنهد عاشقًا،يلومها قلبه لما أخلت بوعدها لها ولم تنتظر كما قالت،فصل عقله وأغمض عينيه مُستسلمًا لغفوة.
بينما سميرة ظلت ساهرة جوارهُ تُراقب حرارة جسده الى أن أصبحت شبه طبيعية، سمعت كل هزيانه الذي أربك عقلها وقلبها وضعهم بين خِلاف كالعادة
قلبها مُتيم بعشقه
عقلها يتملك منه الظنون ويخشي الهجر.
❈-❈-❈
صباحً
بمنزل هاني
إنتهت فداء من تحضير طعام الفطور نظرت له بتقيم وتذوقت إحد قطع الجُبن قائله:
فطور ملوكى، أما أروح أشوف هاني اقوله إنى جهزت له فطور، إمبـ.ـارح كان بيشكر فى طبيخ مرات عمى الماسخ، شكله طفس وهمه على بطنه.
بالفعل بعد لحظات
دلفت الى غرفة النوم نظرت الى هانى الجالس عاري بجذعه العلوي، ربما عاري تمامً لكن دثار الفراش يستر نصف جسده، إستغفرت هامسه بصوت مُنخفض:
مش عارفه ده مش بيحس بالساقعه زى بقية البنى آدmين ده ولا أيه، آه عايش معظم الوقت فى فرنسا وهناك معظم الوقت عندهم ساقعه… ساقعه أو حر هما معندهمش حيا وهو أكيد بقى زيهم.
تبسم عماد الجالس فوق الفراش يضع حاسوب خاص على ساقيه المُمدوده يعمل عليه… هو شبه سمع حديثها الهامس، وإدعى عدm الإنتباة الى وجودها بالغرفه وإنشغل بالرد على إحد رسائل الحاسوب.
بينما هي زفرت نفسها وقامت بمضغ تلك العلكه التى بفمها وبحركتها المُعتادة، صنعت منها بالونً صغير أمام شفتاها سُرعان ما أصدر صوت فرقعه طفيف… رفع وجهه عن الحاسوب، ونظر نحوها وجدها تسحب تلك العلكه لفمها مره أخرى تحاول فعل بالون، تبسم قائلًا:
إنت اللبانه عالدوام كده بين سنانك بتمضغي بها، وتفرقعي بالونات.
اجابته بظرافه لا تقصدها:
اللبانه جزء من شخصيتي.
ضحك بإستمتاع لدرجة أن عيناه قد لمعت بدmعة سعادة، لو قال له أحدًا، ستعود لك إبتسامة ذاك الطفل ذو العشر أعوام قبل أن تقسو عليه الحياة، الإبتسامه التى كانت من القلب، ستعود مره أخرى لما صدقه، لكن مع تلك عاد القلب يشعر بإنتعاش مره أخرى… إقتربت منه وهى تمضغ تلك العلكه وتصنع بالونات تُطرقع قائله:
أنا جهزت الغدا فى المطبخ.
ضحك ونظر لها بمكر قائلًا:
مش المفروض إننا عِرسان وناكل وإحنا نايمين عالسرير.
نظرت له بسخط ولوت شفتاها بحركه كوميديه قائله:
آه المفروض إننا عِرسان بس هناكل وإحنا نايمين إزاي، كمان ده مُحن فاضي مش بيحصل غير فى المسلسلات والأفلام والروايات، ضحك عالعقول الفاضيه.
ضحك وهو يجنب ذاك الحاسوب جانبًا، وبمباغته منه جذبها لتُصبح مُمدده فوق الفراش وهو يعتليها، شهقت بخضه، وبحركه تلقائية إبتلعت تلك العلكه التى كانت بفمها حتى شعرت أنها رغم ليونتها وصِغر حجمها لكن كالحجر تسد حلقها، سُعلت بشـ.ـده، ضحك وهو يتجنب عنها قليلًا وجذب كوب الماء الموضوع على تلك الطاوله المجاوره للفراش، ومد يده به لها، رفعت جسدها قليلًا وأخذت كوب المياه إحتست القليل، ثم تنهدت براحه قائله:
أشهد أن لا إله الا الله.
ضحك وهو يأخد كوب المياه وأعاد وضعه على الطاوله، بنفس الوقت كانت تستعتد للنهوض لكن إعتلاها مره أخرى ولم ينتظر، خلل إحد يديه بين خُصلات شعرها المُجعدة المتناثره حول رأسها فوق الفراش، بسبب خشونتها لم تنساب يدهُ بين خصلات شعرها، تبسم، لاحظت ذلك وقالت بلا مبالاة، ماما ومرات عمي قالوا لى أستشور شعري عشان يبقى سايح ونايح، بس انا مرتضتش قولت انا بحب أبقى على طبيعتي، وبعدين دى جوازة العُمر، يعني هكدب النهارده ولا بعدين.
-“جوازة العُمر”.
طنت الجمله برأس هاني، شعر بغصه فى قلبه لتلك التى تظن أن زواجهما سيدوم، لا تعلم أنه مُحدد بوقت، لكن غفلهُ قلبه بإشتهاء، حتى إن كان لوقت لا مانع من الإستمتاع بلحظات عشق محكوم بالإحتراق
بمنزل عماد
وضعت سميرة يدها فوق جبين عماد تنهدت براحه حين شعرت أن حرارته عادت طبيعية،كذالك إنتهي هزيانه وغفى بهدوء، بنفس الوقت سمعت طرقًا عاليًا على باب الشقه، تبسمت تعلم من سبب ذلك، خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها وذهبت نحو باب الشقه فتحته مُبتسمه لتلك التى إندفعت بمرح
للداخل تُجلجل ضحكتها تظن أنها هاربه من حسنيه، نظرت لها وهى تلهث قائله:
مامي هـ.ـر.بت من ناناه حسنيه مش شافتني بابي فين.
إقتربت منها مُبتسمه تقول بحنان:
بابي نايم نسيبه يرتاح… تعالي ننزل لـ ناناه عشان مش تزعل.
عنادت يمنى وكادت تذهب نحو غرفة عماد،لكن حملتها سميرة بمباغته قائله:
بلاش شقاوة عالصبح نسيب بابي نايم يرتاح.
بإستسلام وافقت يمنى،نزلت سميرة بها ودلفت الى المطبخ تبسمت لـ حسنيه التى قالت:
صباح الخير يا سميرة شوفتي
الشقية اللى سهتني وهـ.ـر.بت.
تبسمت سميرة قائله:
صباح النور يا طنط، يمنى شقية جدا.
نظرت لهما يمنى ببراءة قائله بطفوله:
يمنى مش تتشاقى، عاوزه بابي.
تبسمت حسنيه قائله:
فين عماد منزلش عشان نفطر ليه.
ردت سميرة بهدوء:
عماد لسه نايم، كان سهران لوقت متأخر.
تبسمت حسنيه قائله:
تمام، لما يصحى يبقى يفطر براحته، خلونا إحنا نفطر سوا.
تبسمت سميرة بتوافق رغم فكرها المشغول على عماد، لكن لم تود إثارة قلق حسنيه عليه هو أصبح أفضل عن أمس وسيتحسن أكثر.
❈-❈-❈
بمنزل هاني
قبلة إستمتاع كانت نهاية مطاف العشق، بين هاني وفداء الخجوله، بينما هاني ضحك وهو يجذبها لصدرة، يشعر بأنفاسها المضطربه وجهها الخجول التى تحاول عدm النظر له، رفع رأسها ينظر لوجهها ضاحكًا وهى تخجل تقول بتهرب:
نسينا الفطور زمانه برد… أنا جعانه، هقوم أسخنه مره تانيه.
ضحك هانى وجذبها قبل أن تنهض مددها فوق الفراش وإعتلاها قائلًا بغمز:
واللبانه اللى بلعتيها مشبعتكيش.
نظرت له قائله:
إنت بتتريق، على فكره اللبان ده علاج.
إستغرب سائلًا:
وعلاج لأيه بقى.
فسرت له:
أنا كنت خدت دور برد جـ.ـا.مد وبسببه جالي إلتهابات فى العصب السابع وكان نص وشى الشمال شبة حركته مشلول وشفايفي اتعوجت، ولما كشفت الدكتور كتبلي علاج وكمان جلسات علاج طبيعي على وشي،بس انا مروحتش الجلسات دى الدكتورة اللى فى مركز العلاج الطبيعي قالتلى،مضغ لبان أفضل من الجلسات،يعنى اللبان كان علاج وقتها خفيت بسرعه.
ضحك قائلًا:
طب هقول مضغ اللبان كان علاج، طب بالنسبه لطرقعة البالونات اللى بتعمليها دى أيه السبب.
ردت ببساطة:
عادي جدًا،تسالي.
ضحك بهستريا،تذمرت من ضحكة،ودفعته كي يبتعد عنها،لكن هو لجم حركتها بجسدهُ وقُبله منه أنستها التذمر وتاهت معه بمروج يانعه تُنعش القلب بالغرام….
لكن عادا على صوت عاصف
لجرس المنزل.
نهض هاني مُستغربًا من ذلك، كذالك فداء لملمت غطاء الفراش قائله:
مين الغـ.ـبـ.ـي اللى بيرن الجرس بالشكل الغـ.ـبـ.ـي دة.
سريعًا إرتدى هانى سروال، وجذب قميص وإرتداه وهو يسير الى أسفل… بفضول من فداء وضعت مئزر عليها وذهبت خلفه.
فتح هاني باب المنزل وقف مُتصنمًا للحظات قبل أن يقول مذهولًا:
هيلدا!.
بينما تحدثت فداء من خلفه بإستفسار:
مين يا هاني.
سمعت هيلدا صوت فداء جحظتْ عينيها بغلول ودون إنتظار دخلت الى المنزل نظرت بحقد الى تلك الواقفه على سُلم المنزل قائله بالفرنسيه بنبرة إستقلال:
من تلك الفتاة يا هاني.
تضايقت فداء من لهجتها الدونيه وقالت باستهزاء:
إنتِ اللى مين يا حيزبون، فى حد يهجم على عِرسان بالطريقه الهمجيه دى.
لم يستطع هانى إخفاء بسمته، رغم رؤيته لوجه هيلدا لوهله شعر بإنشراح وهو يرد عليها بالفرنسيه:
ما الذى آتى بيكي لهنا هيلدا.
تواقحت هيلدا وإقتربت منه باغواء حـ.ـضـ.ـنته وكادت تُقبلة، لكن تراجع برأسه للخلف، ونظر لها بإستحقار قائلًا:
هيلدا.
نظرت الى فداء بغـ.ـيظ وعاودت سؤالها:
من تلك الفتاة المُشعثه هاني وماذا تفعل هنا وأين بقية عائلتك.
كادت فداء ان ترد عليها لكن سبقها هاني و ونفض يديها عنه قائلًا بترقب:
فداء زوجتي.
صُعقت وجحظت عينيها التى غامت فى الحال وقعت مغشيًا عليها.
شهقت فداء قائله:
مـ.ـا.تت… مين دي.
غـ.ـصـ.ـبًا ضحك هاني وهو ينحني يحملها ثم نظر لها قائلًا:
دي “هيلدا” مراتي الفرنسية.
شهقت بضـ.ـر.به على صدرها قائله:
وإيه جابها، جاية تمـ.ـو.ت هنا.
ضحك بتمني قائلًا:
لاء متخافيش دى مغمي عليها وسعي خليني أطلع بيها وهاتى برفان عشان نفوقها.
همست قائله:
أجيبلها برفان كمان ليه هو إسراف والسلام،ماشي يا حيزبون جايه تقلي فرحتى.
بعد ثواني وضع هانى هيدا على آريكة بردهة الدور الثانى،وقام بالنداء:
فداء.
آتت ببرود قائله:
أنا جيت أهو وسع وأنا هفوقها.
تفاجئ هاني حين إنحنت على هيلدا ورأى تلك البصله المقسومه بيدها وكادت تقربها من أنف هيدا أمسك يدها بنهي قائلًا:
إنتِ هتعملي إيه.
ردت ببساطة:
هفوقها.
-بالبصل.
قالها هانى بتعجب ثم جذبها بعيد عنها بتحذير قائلًا :
أنا هروح أجيب برفان، أوعي تقربى منها.
نظرت له قائله:
إنت مفكرنى هأذيها،الحق عليا انا بعدت عنها أهو.
تبسم هانى وهو يذهب نحو غرفة النوم،بينما ظلت فداء تنظر لـ هيلدا ثم تحدثت بالفرنسيه:
شكلك شيطانه بس مت عـ.ـر.فيش أنا مين يا “جلدا”.
لم تنتظر راقبت هانى بمجرد ان إبتعد عن رؤيتها قربت البصل من أنف هيلدا قائله:
فوقي يا أختي،بلاش كُهن بنات الفرنجة ده،مش هتسدي معايا.
بالفعل فتحت هيلدا عينيها تنفخ بتآفف من الرائحه،نظرت لها فداء بإستهزاء قائله:
مقروفه من ريحة البصل،واخدة عالعطور الفرنسيه نسيتي أصل أجدادك ولا إيه دول إخترعوا العطور بسببهم مكنوش بيستحموا غير فى السنه مره واحدة.
حين رات هانى عائد إبتعدت عنها، وقفت قائله:
مالوش لازمه البرفان، هي باين هتفوق لوحدها أهي.
نظر هاني لـ هيلدا بالفعل بدأت تعود للوعي تهزي ببعض الالفاظ القبيحة… ضحك حين أكملت فداء:
اهي بتقبح وهي بتفوق… وبعدين البرفان اللى معاك ده بتاعي والمفروض كنت تستأذن مني، انا مبحبش حد يستخدm حاجه خاصة بيا، بالذات القبيحة الفرنساويه دي.
تبسم هاني قائلًا:
طب روحي هاتي كوباية ميه، ميه بس بلاش تخلطيها بحاجه تانيه.
نظرت له ثم خـ.ـطـ.ـفت زجاجة العطر بتعسف، سائله:
قصدك إيه بالحاجه التانيه، للاسف البيت مفيش فيه سِم… معملتش حسابي… وهات البرفان بتاعي لو سمحت.
لولا الموقف لكان وقع بهستريا ضحك، لكن جلس على اريكه جوار هيلدا التى بدأت تعود للوعي وخـ.ـطـ.ـف فداء لزجاجة العطر، كذالك حديثها، غادرت فداء، فاقت هيلدا ونهضت سريعًا تحتضن هاني قائله:
كيف تزوجت بتلك المتوحشة هاني.
تهكم هاني يعلم من المتوحشه فيهن، تحسر على حظة التعس الذى يطاردهُ.
❈-❈-❈
مساءًا بمنزل عماد
عدm نزوله أدخل شك بعقل حسنية التى للتو عادت من الخارج معها يمنى صعدت الى أعلى كان باب الشقه مفتوحًا دخلت مباشرةً هى ويمنى التى هرولت نحو غرفة النوم المفتوحه لكن أمسكتها سميرة قائله بحذر:
يمنى بلاش تقربي من بابي وهو عيان عشان متعيش إنتِ كمان وتاخدى دوا مُر.
إمتثلت يمنى خـ.ـو.فً، بينما دخلت حسنيه حين رأت عماد جالس فوق الفراش يبدوا أثر المرض على ملامحه رجف قلبها وإقتربت بلهفه سائله:
عماد مالك.
ثم نظرت نحو سميرة بلوم قائله:
كده متقوليش ليا إن عماد عيان.
تنهد عماد قائلًا:
أنا بقيت بخير يا ماما دول شوية برد.
نظرت نحو سميرة بعتاب قائله:
كده أبقى معاكم فى نفس الدار وتخفى عني مرض عماد.
رد عماد:
مرض إيه يا ماما دول زي ما قولت لك دور برد بسيط.
تهكمت حسنيه قائله:
وإيه سبب دور البرد ده.
رد عماد ببساطة:
النوم فى التكييف .
تهكمت حسنيه قائله:
أه هي لسعة التكييف بتبقى صعبة، يلا ربنا يشفيك، هاخد يمنى تنام معايا مش بحب نوم التكييف بيكـ.ـسر العضم…إبقى إطفي التكييف يا سميرة قبل ما تنامي.
تبسمت سميرة بقبول،بينما حملت حسنيه يمنى قائله:
تعالي معايا عشان لسعة التكييف وحشه للوردات الحلوة،والله نفسى كنت أخد سميرة معانا،بس مين اللى هيطفي التكييف.
وافقت يمنى وذهبت مع حسنيه،بينما لم تستطيع سميرة إخفاء بسمتها…التى أغاظت عماد.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
صباحً بشقة سميرة
تبسمت عايدة لـ يمنى المتحمسه وهى تدور أمامها بطفوله كي تشاهد ثوبها قائله:
يمنى قمر وبتزين أى لبس، مش عاوزاكِ تتشاقي فى الحضانة.
أومأت لها يمنى بموافقة.
تبسمت لهما سميرة قائله:
يلا بينا يا يمنى عشان منتأخرش.
تبسمت عايدة تشعر بسعادة سميرة أخيرًا إقتنعت بإن يمنى لابد أن تحتك مع من هم بعُمرها،تعلم الحقيقة خلف تأخير سميرة لذلك كان لديها إحساس بعدm مكوثهم هنا،لكن شرائها لذاك المركز التجميلي أصبح مكوثهم أمرًا دائمًا،تنهدت تدعو لها بالصواب دائمًا.
بعد قليل بداخل إحد روضات الاطفال أصرت يمنى على سميرة ان تقوم بتصويرها بالهاتف الخاص بها،فعلت سميرة لها ذلك بمحبه،نظرت يمنى للصوره قائله:
مامي أنا عاوزة أبعت الصورة لـ بابي عشان يشوفني ويقولى وردتى الجميله.
ترددت سميرة بذلك، منذ عودتهم من البلدة بعد يومين من مرض عماد بينهم حديث مختصر، على الهاتف سؤاله على يمنى حتى انها لا تتحدث معه فقط تُعطي الهاتف لـ يمنى
، وافقت لرغبة يمنى، أرسلت الصورة لـ عماد الذى سُرعان ما هاتفها فعلت كما تفعل بالفترة الأخيرة تركته يُحدث يمنى…وعدها بأن يذهب لها فى ميعاد الخروج وعليها ان لا تُخبر سميرة حتى يفاجئها بالفعل حفظت السر …
بعد لحظات ذهبن الى غرفة مديرة الروضه
جلست سميرة معها تتحدثان
تبسمت مديرة الروضه لـ يمنى قائله:
وردتنا الجميله إن شاء هترتاح معانا، وهتبقى مطيعه.
أومـ.ـا.ت يمنى، بينما سألت المديرة:
طبعًا يمنى مدخلتش أى حضانه قبل كده.
ردت سميرة:
أيوه، بصراحه كنت خايفه عليها، كمان والدتى كانت بترعاها فى غيابي، بس خلاص بقى عندها سنتين، كمان حاولت أعلمها تمسك القلم بس حضرتك عارفه الاطفال بيبقى صعب عليهم ينتبهوا لأهلهم زي مدرسين الروضة، كمان يمنى شقية شويه.
تبسمت مديرة الروضه سائله:
أكيد مش معاكِ أطفال غيرها، فدهُ مخليها دلوعه.
أومأت سميرة ببسمه، بينما لفت إنتباة مديرة الروضه عدm وجود أى خاتم زواج بيد سميرة، سالتها على إستحياء:
إنتِ منفصله عن زوجك.
ردت سميرة بنفي:
لاء.
تأسفت المديرة قائله:
متآسفه، بس أنا لاحظت النهارده كمان اللقاء السابق.. مفيش فى إيدك أى خاتم جواز.
نظرت سميرة ليدها، تـ.ـو.ترت قائله:
لاء متزوجه،بس يمكن الظروف ببقى مستعجلة عشان الوقت.
تفهمت مديرة الروضه وتبسمت لها قائله:
تمام، أنا هوصي المُشرفة تاخد بالها من يمنى.
تبسمت لها سميرة… بعد لحظات بأحد الغرف الواسعه وقفت سميرة لدقائق تراقب تفاعل سميرة مع أطفال الروضة، تبسمت حين أشارت لها أن تتركها وتغادر، بالفعل غادرت لكن ظل بالها مشغول عليها هذه أول مره تتركها بمكان وحدها،حتى عايدة هى الأخري نفس الشعور وهاتفت سميرة سالتها متى ستعود بها.
بعد وقت بمقر عماد
اغلق حاسوبه ونهض من خلف مكتبه مُبتسمً،نظر له هاني الذى كان يجلس معه سائلًا:
إنت خارج ولا إيه.
رد عماد:
أيوه،رايح لـ يمنى الحضانه أنا وعدتها…إنت مش راجع المحله،إنت مش عريس ولا إيه.
نظر له هانى بتهكم قائلًا:
قصدك المتعوس جوز الإتنين،والله ده اللى كنت خايف منه وكنت معترض عالجواز هنا،بس أقول أيه بخت.
ضحك عماد قائلًا:
وماله بختك،لو واحد غيرك ينبسط إتنين بيدلعوا فيه.
تهكم قائلًا:
هتقولى عالدلع،أنا طفشان منهم الإتنين وبدعى ربنا أرجع الاقهم خلصوا على بعض وارتاح منهم الإتنين.
ضحك عماد وغمز قائلًا:
لاء إنت نفسك الدلع المصري، إعترف.
فهم هانى حقًا يشعر بالشوق لـ فداء التي شعر معها بالحياة ، لكن أفسدت هيلدا عليه ذاك الشعور،تنهد قائلًا:
انا لا عاوز دلع مصر ولا فرنسا،أنا بفكر مرجعش المحله.
ضحك عماد قائلًا:
يا عم قوم سافر المحله فبل الضلمة وإبقي سلمليلى على مرات خالى،وبلاش تشمت حامد فيك من اولها يقول طفشان من النسوان،تعرف انا عندي شك إن اللى وسوس لـ هيلدا وخلاها جت مصر هو،بيحبك اوى وبيعزك.
نهض هاني قائلًا:
عندك شك؟
انا عندي يقين، يلا واضح ان حامد سره باتع… هبقى أكلمك اما أوصل يمكن امنيتي تتحقق والاقهم خلصوا على بعض ومعاهم حامد.
ضحك عماد قائلًا:
هتلاقي فداء فى إستقبالك بالـ…
قدفه هانى قائلًا:
روح لبـ.ـنتك ومبروك عقبال ما تفرح بتخرجها من الجامعه.
تبسم عماد قائلًا:
وإنت كمان عقبال ما أفرح قريب بذريتك اللى هتخلي حامد عقله يطير.
تبسم هاني وسار الإثنين كل منهم الى ما يتمنى.
❈-❈-❈
أمام تلك الروضة
توقف عماد بسيارته وترجل منها كان ذلك
بنفس وقت خروج سميرة ويمنى من الروضة تمسكت سميرة بيد يمنى التى حاولت سحب يدها من يدها تقول بتهليل طفولي:
بابي.
نظرت سميرة تفاجئت حين رأت عماد يقف أمام سيارته أمام الروضة، تركت يد يمنى التى هرولت نحوه…
إنحني يحملها بين يديه وقبل وجنتيها قائلًا:
وردة بابي الجميلة.
قبلت وجنته ثم ارادت ان يضعها أرضًا، فعل مثلما أرادت، تبسم لها بحنان وهي تدور حول نفسها تقول بطفوله:
شوف بابي يونيفورم الحضانة مامي جابته وكمان عِفت رسمت لى كارتون على صوابعي وكنت هاديه فى الحضانة ومش إتشاقيت زى ناناه عايدة ما قالت لى.
تبسم لها بحنان مادحًا:
يمنى وردة بابي أجمل وردة فى الكون، عقبال ما تتخرجي من الجامعة.
تبسمت سميرة التى إقتربت منهم سائله:
عرفت مكان الحضانة منين.
حمل يمنى مره أخرى ونظر لها قائلًا ببساطة:
من الصورة اللى وصلتني.
قال هذا ونظر الى يمنى قائلًا:
بالمناسبة الحلوة إن يمنى الجميلة دخلت الحضانة إيه رأيك نروح فسحه فى المكان اللى يمنى هتختارهُ.
حـ.ـضـ.ـنت يمنى عُنقه قائله:
بابي نروح المول عشان الآيس كريم.
نظر نحو سميرة التى فسرت رغبتها:
قصدها نروح المول فيه محل آيس كريم وعجبها الديكور بتاعه متصمم زي مغارة لعب للأطفال كمان بيحطوا الايس كريم فى علب شبه لعب الاطفال.
ثم إعترضت بتهرب منها:
نبقى نروح وقت تاني يا يمنى عشا….
قاطعها عماد بحزم:
عشان إيه، مشغولة أوي كده، مجتش من ساعة، يلا بينا يا يمنى هنتغدا وناكل آيس كريم، ومامي لو مش عاوزة تجي معانا هي حره.
نظرت له سميرة لوهله فكرت بعدm الذهاب، لكن يمنى جذبتها من كتفها برجاء قائله:
يلا يامامي عشان خاطري وهبقي شطورة ومش هتشاقى.
فكرت سميرة بالأعتراض ولم ترا نظرة عماد المُترقبة لرد فعلها، لكن أمام رغبة يمنى لا تمتلك سوا بسمة القبول.
هللت يمنى بسعادة كذالك إنشرح قلب عماد الذى أخفى ذلك
بعد قليل ترجل عماد من السيارة رفع وجهه نظر الى ذاك المركز التجاري تبسم بداخله، بالتأكيد سميرة لا تعلم أن هذا المركز الضخم بالأساس أحد أملاكه وهو وهاني، اخفض نظرة ونظر الى يمنى التى ترجلت من ناحيته، إلتقطها مُبتسمًا، بينما سميرة ترجلت من الناحية الأخرى تبسمت الى يمنى التى مدت يدها لـ عماد الذى أمسكها وسارت الى جوارهُ إستغربت ذلك هى دائمًا ما تفعل العكس تود السير وحدها أمامها، كذالك بعد خطوات توقفت وتركت يد عماد الذى توقف هو الآخر وسرعان ما تبسم حين رفعت له يديها بتصريح منها لأن يحملها، حملها بالفعل… اندهشت سميرة من ذلك أيضًا، لا تعلم سبب لذلك، او ربما تستمتع بدلال عماد لها…
بعد قليل جلسوا بالمطعم خلف إحد الطاولات تبسم عماد وهو يضع يمنى على أحد مقاعد الطاوله قائلًا:
يمنى تتغدا الأول وبعدها نروح محل الآيس كريم.
أومأت يمنى رأسها بموافقة، بنفس الوقت صدح رنين هاتف سميرة، نظر لها قائلًا:
مش تشوفى مين اللى بيتصل عليكِ.
أخرجت سميرة هاتفها ونظرت له قائله:
دي ماما أكيد قلقت على يمنى، أول مره تبقى بعيدة عنها، هطلع أكلمها من بره على ما تطلب الأكل.
أومأ عماد برأسه…
خرحت سميرة بحديقه أمام المطعم
بنفس الوقت بداخل المطعم إنتهى عماد من طلب الطعام ثم تجاذب الحديث مع يمنى، دون إنتباة الى تلك التى راته وبفضول منعا إقتربت من طاولته وقالت:
صدفه سعيدة أكيد.
سمعها عماد نهض مُبتسمً… مدت يدها تُصافحه…وهى تنظر الى يمنى ترسم بسمة رياء:
دي بـ.ـنتك… شبهك أوي.
تبسم وهو ينظر الى يمنى قائلًا:
أيوا يمنى بـ.ـنتي.
تركت يد عماد وحاولت مشاغلة يمنى بمرح لكن يمنى مثل قلوب الاطفال تشعر بالمحبين فقط، لم تتقبل منها.
لاحظ عماد ذلك تبسم لها قائلًا:
هى يمنى صعب تاخد عالناس اللى متعرفهاش.
تبسمت برياء قائله:
يمكن عشان جميله أوي، عالعموم إتبسطت إنى شوفتك النهاردة صدفه سعيده وكمان أنا كنت مع صديقة ليا وخلاص إتغدينا وعندى أجتماع لازم ألحقه، صدفه سعيدة، يا يمنى.
لم تهتم بها يمنى، غادرت تشعر ببُغض لتلك الطفله، بالخطأ كادت تتصادm مع سميرة التى رأت ما حدث ووقوف تلك الآفاقه مع عماد ومحاولتها مشاغبة طفلتها، لا تنكر شعور الغِيرة منها لكن حاولت رسم عدm المبالاة، وعادت مره أخرى للطاولة
لكن قبل وصولها بلحظات كعادة يمنى أن تفتن بما سمعته قالت لـ عماد:
بابي الميس كانت بتسأل مامي ليه مش لابسه دبلة، يعنى إيه دبله يا بابي أنا عاوزه واحدة.
-دبلة!
همس عماد بتلك الكلمة وتذكر تلك الليله
[قبل أقل من شهر من ولادة يمنى]
أرسل عماد سيارة خاصه لـ سميرة بالمحله وهاتفها وطلب منها الحضور للقاهرة كان سهل أن تعترض، لكن لعدm إثارة الشك برأس والدتها أن علاقتها مع عماد مضطربه وافقت وجائت مع السائق، ظنت أن عماد سيستقبلها بتلك الڤيلا الذى أخذ حسنية للعيش بها معه، لكن أخذها الى تلك الشقة الذى تقابلا بها سابقًا… التى كانت شاهدة على زواجهم وطـ.ـلا.قهم وعودتهم مره أخري،
فتح باب الشقة وتجنب حتى دخلت، كان خلفها وأغلق الباب… كانت تشعر بفضول لسبب طلبه لها بالمجئ لهنا، لكن هو نظر لها بتمعن عاشق، رغم شهور حملها الثامني تقريبًا، لكن جسدها لم يمتلئ كثيرًا، بل إزداد فتنة بنظرهُ،
شوق يتحكم به مر على آخر لقاء لهما حوالى شهر ونصف تقريبًا، كان بينهم إتصال هاتفي فقط، بضع كلمـ.ـا.ت للإطمئنان عليها.
رأت ذلك الصندوق الورقى الموضوع فوق طاولة بالردهه لم تهتم له وإستدارت تنظر لـ عماد سائله:
خير ليه بعت لى السواق وإتصلت عليا أحي لهنا بينا إتفاق إنى هفضل عايشه مع ماما هناك فى البلد.
زفر نفسه قائلًا:
أنا موافقتش عالإتفاق ده، ومش عاوز أضغط عليكِ يا سميرة.
كادت سميرة أن تعترض لكن سبقها عماد قائلًا:
إنتِ عارفه إنى كنت خارج مصر وشوفت فستان وعجبني وإشتريته وعاوز أشوفه عليكِ.
تهكمت سميرة قائله:
جايبني من المحله لهنا عشان تشوف فستان عليا، أكيد زى ما أنت شايف جـ.ـسمي،أكيد مش هيبقى مناسب عليا.
فتح ذلك الصندوق وأخر الفستان منه قائلًا:
لاء متأكد أنه هيبقى مناسب.
نظرت سميرةالى الفستان الذى بيده لا تنكر ذوقه الخاص،كذالك واسع فعلًا قد يكون مناسبً لحملها،لكن اظهرت عكس ذلك قائله:
تمام هاخد الفستان وأما أولد ابقى ألبسه،يكون جـ.ـسمي خس سوية.
نظر لها عماد قائلًا:
هتلبسى الفستان دلوقتي ياسميرة.
كادت تعترض لكن تمسك عماد بقراره وضمها قائلًا:
قدامك عشر دقايق تلبسي فيهم الفستان.
لإعجابها بالفستان، أخذته من يده وإبتعدت عنه وذهبت نحو غرفة النوم، خلعت ثيابها وإرتدت الفستان،نظرت فى المرآه كآن الفستان صُمم لها،مناسب لجسدها كآنه لا يُظهر حملها
بنفس الوقت إستغيب عماد سميرة فتح باب الغربه بفضول،وقف مشـ.ـدوهًا للحظات وهو ينظر الى الفستان على جسد سميره وضوي لونه البنفسجي على بشرة وجهها،كذالك يديها العاريين وجزء كبير صدرها كذالك ساقيها، زاد فتنته بها، إقترب منها يشعر بشوق، بينما سميرة خجلت من نظراته لها، وحين إقترب منها إرتبكت، بينما عماد قال:
الفستان ده ناقصه حاجه.
سألت سميرة رغم إعجابها بالفستان لكن أرادت الهروب من نظراته:
فعلًا مش عاجبني، بس إيه هى الحاجه دي.
أخرج عماد علبه مُخمليه من جيبه وفتحها أخرج منها عُقدًا ماسيًا وقف خلف سميرة وهو يضعه حول عُنقها، ثم أخرج سوارًا وضعه حول معصمها نظر لها بإفتتان، وهو يضمها قويًا..ثم قبل عُنقها.. آنت قائله بتحذير:
عماد.
تهاون بقوة عِناقه ونظر الى شفاها بشوق قبلها
دفعته سميرة حتى ترك شِفاها، عاود ينظر لهت عيناه تلمع بعشق… مد يده على سحاب الفستان، نظرت له سميرة وفهمت نظرة الرغبة التى بعينيه وقالت بتحذير:
عماد الدكتوره بآخر متابعة حذرتني وقالت لى ممنوع أي علاقه.
للشوق المتملك منه نظر لها قائلًا بصوت أجش:
ليه إنتِ مش متابعة معاها وبتاخدي علاجك بإنتظام.
أجابته:
هى قالت كده لآن الحمل تقريبًا سقط فى الحوض.
بشوق ضمها قائلًا بشغف عاشق مُشتاق:
سميرة مش هيحصل حاجه.
حاولت سميرة الإعتراض والرفض لكن سيطر عليها بشوق قُبلاته وإمتثلت لرغبته رغم شعور الآلم الذى بدأت تشعر به،أغمضت عينيها بحسره حين نهض عنها بعد أن إستفاق من تلك الأشواق،غير مباليًا لمشاعرها،لكن ليس ذاك الالم الذى يفتك بها بل ذاك الآلم التى تشعر به أقصي،وأقسى
بعد ان نهض عنها حاولت النهوض من فوق الفراش لكن لم تستطيع فقط شعرت بسيلان زائد بين ساقيها،ظلت تقاوم ذاك الآلم بصمت وهى تفرك شرشف الفراش بيدها حتى أنها لم تشعر بذاك الخاتم الذى إنسلت من إصبعها،الى أن آنت بأه قويه
سمعها عماد الذى كان خرج الى خارج الغرفه دخل سريعًا بلهفه وجدها مازالت ممده على الفراش تُغمض عينيها وجهها مُتعرق،إقترب منها سريعًا بلهفه قائلًا:
سميرة.
فتحت عينيها الباكيه وقالت بآلم:
البـ.ـنت اللى كانت رابطة بينا هتروح يا عماد هترتاح من إرتباطك بيا،مش هيبقى فى حاجه تربط بينا.
ماذا تقول… لم يفهم الا حين رفع غطاء الفراش عنها تفاجئ بتلك المياة المُعرقة بالدmاء على الفراش، ذُهل عقله لكن سريعًا حاول تهدئتها:
سميرة إهدي، هتبقي بخير.
تهكمت سميرة بدmـ.ـو.ع تحرق قلب عماد
الذى سريعًا آتى بثيابها وألبسها لها، وحملها وخرج من الشقه وضعها بالسيارة يقود بسرعه فائقه عيناه عليها بتابعها بآلم ينخر فى قلبه، الى أن وصل الى إحد المستشفيات عاينتها طبيبه نسائيه
كان واقفًا بنفس الغرفه والطبيبه تقوم ببعض الإسعافات،وسمع رجاء ودmـ.ـو.ع سميرة للطبيبه:
بـ.ـنتي يا دكتورة قوليلي إنها بخير،هي قبلي.
بسبب ذلك أعطت لها الطبيبه إبره هدئتها جعلتها تغفو ،الى أن إنتهت،تنهدت براحه وهى تنظر له قائله:
حالة المدام شبه إستقرت،اللى حصل ده بسبب علاقة زوجيه أعتقد الدكتور او الدكتورة اللى المدام متابعه معاهم الحمل حذروكم من كده،لو سيلان المية رجع تانى للآسف هضطر اولدها والطفله هتدخل الحاضنه…هتفضل هنا تحت المراقبه لبكرة.
أومأ عماد لها،ظل ساهرًا جوارها يلوم نفسه من أجل رغبه عابرة كان من الممكن أن يفقد طفلته، لم يكُن يعتقد أن سميرة مُتمسكة بها لهذه الدرجة… ظل يلوم ويقسوا على غباؤة الى الصباح، شعر بهمس سميرة التى بدأت تعود الى الوعى، وضعت يدها على بطنها تتحسسها، سُرعان ما تنهدت براحه حين شعرت أن بطنها مازالت منتفخه، كذالك صوت عماد الذى قال:
يمنى بخير… مش ده الإسم اللى إختارتيه ليها.
أغمضت عينيها براحه، ثم قالت:
لازم أتصل على ماما أطمنها زمانها قلقانه عليا.
تبسم عماد بأمر قائلًا:
مامتك فى الطريق دلوقتي وهى هتجي تعيش معاكِ هنا فى الشقه، الدكتورة قالت أى حركة ممنوع.
نظرت له وكادت تعترض، لكنه أصر قائلًا:
سميرة خلاص كفايه، أنا طلبت من ماما تبعت واحده من الشغالين فى الڤيلا تنضف الشقه وزمان طنط على وصول، وهتفضلي هنا فى الشقه.
وافقت لخـ.ـو.فها من فقدان طفلتها…
باليوم التالي بالڤيلا دخلت الى غرفة مكتبه إحد الخادmـ.ـا.ت وأعطت له ذاك الخاتم قائله:
الدبلة دى لقيتها واقعة أوضة النوم وانا بنضف الشقه.
أخذ منها الخاتم وإحتفظ به وظل معه.
[عودة]
تبسم حين عادت سميرة تجلس جوار
يمنى
بداخل رأسع لا يعلم سبب لعدm إعطاؤه الخاتم لـ سميرة مره أخرى، أو ربما عدm سؤالها عن ذاك الخاتم، ربما بالتأكيد لا تهتم له سبق أن خلعته وأرسلته له سابقًا.
❈-❈-❈
باليوم التالي صباح ً
بمنزل هانى بالبلده
إستيقظ يشعر ببعض الصداع، نهض من فوق فراشه، خرج من الغرفه وجد فداء تجلس على أريكه بالردهه، قال لها:
صباح الخير.
لم ترد عليه.
تنهد بزهق ولم يُبالى، ذهب نحو غرفة هيلدا إستغرب انها مازالت نائمه منذ ان عاد بالامس كانت نائمه، إقترب منها، حاول إيقاظها، لكن لم تستيقظ، شعر بتوجس وذهب للخارج جذب فداء من يدها بغضب ودخل الى الغرفه وهو
يمسك يدها يضغط عليها بقوة سائلًا بتعسُف:
فداء إنطقي عملتي فيها إيه،بصحيها مش عاوزه تصحى دى نايمة من إمبـ.ـارح بقالها أكثر من اتناشر ساعة متواصل ولغاية دلوقتي مصحيتش.
حاولت سلت يدها من يد هاني تنظر لها تخفي بسمتها تهمس لنفسها قائله:
نوم الظالم عبادة..
بينما نظرت لهاني قائله بتبرير:
هكون عملت فيها إيه أنا ولا قربت منها، هي أساسًا مطلعتش من الأوضة وبعدين إنت بقالك إتناشر ساعه قاعد جنبها تراقبها، صحيت ولا لاء، وعشان تتأكد إنى مقربتش منها وهى اللى بتمثل النوم عشان تشغل عقلك عارفه قلبك حنين، إستني بس دقيقة وهثبتلك.
جذبت دورق المياة وقامت بقذفه دفعه واحده فوق وجه هيلدا التى إستيقظت تشهق تسب بالفرنسيه، نظرت له فداء قائله:
أهي صحيت،تقبح بالفرنساوي زى عادتها، خايف عليها أوي،إشبع ببها.
قالت هذا وغادرت الغرفه بإدعاء الحُزن،بينما بالحقيقه تُخفي بسمتها، توجهت الى غرفة نومها، وقفت خلف الباب تضحك قائله:
الوليه الحيزبون، الصيدلى قالى حباية منوم تنيم فيل يومين دى اربع حبايات على ما أثروا فيها، دmاغ حيزبون متكلفه.
بينما هاني شعر برجفه فى قلبه من نبرة فداء الحزينه وانه تسرع وظلمها، جذب شعره للخلف،لاول مره يشعر كآنه شريد بين قلبه وعقله والسبب مجهول يتوغل من قلبه.
بعد مرور أسبوع
ضحكت سميرة بسبب عفت التى تعيد سرد بعض أفعال الزبائن الحمقاء.
وضعت سميرة يدها على قلبها قائله:
كفاية همـ.ـو.ت من الضحك خلينا نقعد ونسيب النميمة،وقوليلي إيه حكاية الموز بتاع الموبايل.
جلست سميرة وجوارها عِفت التى قالت:
ده شكله مفكر نفسه دنچوان ومفكرني هبله من النوعيه اللى عنيها بتلمع وقلبها بيوقع من شوية حركات،مره جه هو بنفسه ومعاه ورد وبيعتذر عن كلام الغـ.ـبـ.ـيه اللى من فصيلته العنجهيه،ومره تانيه بعت ورد هنا عالبيوتى كويس إن أنا اللى إستلمته محدش من البنات خد باله كانوا نموا عليا وفكرونى بشقطه.
ضحكت سميرة قائله:
بصراحه هو شكله ذوق بغض النظر عن الغـ.ـبـ.ـيه اللى بتقولى عليها، والورد بيتهادى للأحبه، المفروض كنتِ تشكريه مش تاخدي الورد ترميه فى الزبـ.ـا.لة.
ضحكت عِفت قائله:
ما انا رمـ.ـيـ.ـت الورد لكن قبلها طبعًا خدت الكارت اللى كان معاه.
غمزت سميرة بمرح قائله:
أيوه كده، قوليلي قايل إيه فى الكارت بقى.
تبسمت عِفت قائله:
كلمتين اعتذار ومعاهم إسمه ورقم موبايله، وقبل ما تتغمزي، هو حاطط رقم موبايله عشان لو قبلت الإعتذار أرن عليه، وانا معبرتوش بصراحه، مش عارفه حاسه إن له غرض من كده، لو واحد غيره كان إنتهي الموضوع من بعد ما خد موبايله، حتى كلام صاحبته أو قريبته مالوش أي لازمه أساسًا، حاسه إن له هدف، واحد يسيب موبايله أسبوعين ليه، كان زى ما قولت له بعت أى شخص من طرفه وقال أمارة وكنت هعطيه الموبايل بتاعه، وكمان فى حاجه لاحظتها الموبايل ده تقريبًا مكنش بيرن غير لو هو اللى رن عليه، معنى كده الخط ده تقريبًا محدش يعرفه غيره.
تبسمت سميرة قائله:
يمكن زى ما قالك معاه موبايل تانى، ويمكن ده جايبه لإستعمال شخصي لنفسه كنوع من الرفاهيه.
-ممكن.
قالتها عِفت ثم قالت بتفكير:
سيبنا من سيرته قولى لى يمنى عامله إيه فى الروضة.
تنهدت سميرة ببسمة قائله:
مبسوطه وكونت اصحاب كمان، مكنتش متوقعه تنـ.ـد.مج معاهم بسرعه كدة، واضح إن زي ماما ما كانت بتقولى إن وجودها مع أطفال زيها هينمي إدراكها وفعلًا ده اللى لاحظته فى مدة صغيرة بقت بتمسك القلم صحيح بتشخبط بيه، بس شكلها هاوية رسم ده الواضح، تقولي هرسم بطة وقطة.
تبسمت عِفت بغمز قائله:
بكره تقولك هرسم بيبي صغنن وعاوزه أخ صغنن.
تـ.ـو.ترت سميرة رغم أنها مزحه، بنفس الوقت دق هاتفها، نظرت الى شاشته ثم الى عِفت التى نهضت ضاحكه تقول:
وشك إتغير، أكيد ده جوزك، هقوم أنا أخد لفه فى البيوتى أسمع نم البنات عالزباين، وأسيبك تشغلي المُحن شويه،إنتبهي للراجـ.ـل لأحسن الغمازات بتجيب مع البنات كويس .
تبسمت سميرة رغم عنها.. فكرت بعدm الرد، حتى بعد إنتهاء مدة الرنين ومعاودة الرنين مره أخري، حسمت قرارها وقامت بالرد، للغرابه عكس ما توقعت أن يثور عماد كان هادئًا
تنحنح قائلًا:
خلينا نتقابل فى الڤيلا..
أجابته بتسرُع وتبرير:
مش هينفع، يمنى من يوم ما دخلت الحضانه بقت بتاخد واجبات وانا بساعدها.
رغم ضيقه لكن شئ بداخله لا يود الضغط عليها تنهد يتحكم بشوقه لها غـ.ـصـ.ـبً قائلًا:
تمام.
بنفس الوقت بمكتب عماد
كان يصدح الهاتف الخاص بالسكرتيره رفع الهاتف وقام بالرد:
تمام دخليها.
ظن عماد أن سميرة أغلقت الهاتف… بينما هى بالفعل كادت تغلق الهاتف لكن رده على سكرتيرته جعلها تنتظر قبل أن تفعل ذلك.
نهض مُبتسمً يُصافح تلك التى دخلت بدلال كالعادة تقول:
متآسفه إن كنت بعطلك، بس مش هاخد من وقتك غير خمس دقايق، إتفضل.
تبسم بمجامله يصافحها قائلًا:
لاء مش هتعطليني يا چالا،بس ده إيه.
بدلال أجابته:
دي دعوه خاصه،بكره عيد ميلادي وعامله حفلة خاصه عندنا فى الڤيلا ومش هقبل أى إعتذار هنتظر حضورك للحفلة.
تبسم بمجامله قائلًا بتأكيد:
كل سنة وإنتِ طيبة وعقبال الميه، وأكيد مش هعتذر.
لمعت عيني چالا ببسمه قائله:
تمام أنا قولت مش هعطلك كمان انا كمان مشغوله بس حبيت أعزمك بنفسي.
تبسم لها مُرحبًا،
شعرت سميرة بغصة قويه فى قلبها وأغلقت الهاتف تشعر بخيبه وإقتراب نهاية حكايتها مع عماد التى يبدوا أنها شارفت على إلاحتراق…
أغلقت الهاتف ودmعة و.جـ.ـع تحرق قلبها.
بينما عماد بعد أن غادرت جلس خلف مكتبه يقوم ببعض الاعمال، الى أن دخل عليه هاني
تبسم له وأغلق الحاسوب قائلًا:
فكرتك رجعت للـ المحله.
جلس هانى يتنهد بآسف:
لاء هبات هنا،مصدع.
تبسم عماد قائلًا:
هيلدا مش ناويه ترجع فرنسا ولا إيه؟.
زفر هاني نفسه قائلًا بضجر:
معرفش مسألتهاش،بس لسه إمبـ.ـارح بتشكر فى جو مصر وإن صحتها ونفسيتها إتحسنت وهى هنا.
تهكم هاني قائلًا:
وإيه اللى حسن صحتها ونفسيتها،مش عارف ليه حاسس إنها بترسم لحاجه،غريبه إنها تتقبل جوازك ببساطة كده،رغم محاولتها تسميمك قبل كده،لمجرد شك دmاغها،سكوتها فيه فيه لغز.
رد هانى بتوافق:
فعلًا ده لغز بالنسبه لى، وكمان لما سألتها ليه نزلت مصر فى الوقت ده بالذات وليه مقلتليش حتى عشان أنتظرها فى المطار، راوغت، مش عارف حاسس إني زي التايه، ياما حاولت أقنع ماما إن تشيل فكرة جوازي هنا من دmاغها أهو والله حاسس إن فداء مظلومة فى الحكاية، طول الوقت مبقتش قادر حتى أتكلم معاها بسبب هيلدا طول الوقت مركزه،أنا عارف هيلدا مش هترجع فرنسا غير وأنا معاها،وفعلًا بفكر فى كده،بس متردد بسبب فداء…كده بظلمها.
تفهم عماد حِيرته قائلًا:
بسيطة طالما كده سافر مع هيلدا فرنسا أسبوعين وإرجع تاني.
تهكم هاني ساخرًا يقول:
تفتكر دى خدعه تفوت على هيلدا،أنا خلاص حاسس إنى زى الممزع…ده اللى كان دايمًا بيخلينى أرفض أتجوز هنا مكنتش عاوز أبقى متشتت.
❈-❈-❈
بأحد محلات الملابس
كانت هند سعيدة للغايه وهى تنتهي من ضب تلك المشتروات التى أخذتها تلك السيدة الآنيقه وأخبرتها أنها جاءت بعد مدح صديقتها لها، زاغت عينيها على ذاك المنحه الماليه التى أعطتها لها مقابل خدmتها لها، شعرت بإنشراح وهي تضع ذلك بحقيبة يدها، بعد قليل جلست تُفكر تعلم أن والدتها تقوم بالتفتيش خِلسه بحقيبتها وإن وجدت مال تقتنصه من أجل الإنفاق على أغراض المنزل، ليس المنزل فقط بل إعطاء نقود لـ شعبان المتواكل عليهن، فكرت بطريقة تود إخفاء تلك النقود، إهتدى عقلها ماذا لو قامت بفتح دفتر إدخاربالبريد، لكن تهكمت على نفسها المبلغ ليس له قيمة ربما يسخر منها موظف البريد، فكرت ماذا لو إشترت قطعة ذهب حتى لو صغيرة وإحتفظت بها بدل المال، حتى هذا غير مُتاح من السهل على والدتها بيعها… فكرت وفكرت ولا شئ مقبول، عليها الإستسلام بحظها، تعمل وتُجهد وتتعرض لسخافات وغيرها يُنفق ويستمتع، لكن هذا لن يظل بعد اليوم، فكرت أن تضع المال بحوزة إحد صديقاتها بالبلدة ذات ثقه وحين يُصبح معها مبلغًا ذو شآن ربما وقتها سهلًا عليها إدخاره بعيدًا، عليها التفكير بنفسها، لن تظل بائعه بمحل عُرضة للسخافات من الزبائن… فى خضم تفكيرها صدح رنين هاتفها نظرت له سُرعان ما تبسمت حين علمت هويه من تتصل عليها ردت عليها بترحيب زائد
تبسمت الاخري بعيون تلمع بالجشع قائله:
بعتلك صاحبتي المحل أتمنى تكوني شرفتيني قدامها.
ردت عليها:
طبعًا شرفت حضرتك.
تبسمت قائله:
فى ليا صديقه كمان قولت لها أحسن الاذواق هنا فى المحله تلاقيها، رغم إنها جوزها بيسافر بره وبيشتري لها حاجات ماركات، بس قولت لها هنا فى أذواق أجمل، يمكن تجيلك بكرة ولا بعده، وبفكر أنا كمان أجي معاها.
تبسمت لها بترحيب قائله:
هو حضرتك عندك محل بتبيعي فيه.
ردت السيدة:
لاء أنا جوزي مسافر الخليج وبيجي فى السنه شهرين بحب البس وادلع قدامه، عشان عينه متزوغش على بنات بره، يلا بقى شوفلى كده اذواق حلوه، ومش شرط من المحل اللى شغاله فيه، أكيد انتى فى السوق وعارفه الأذواق الحلوه كلها، عاوزه كده أسحر عيون جوزي خلاص أجازته قربت وميهمكيش الاسعار جوزي بيقولى أنا متغرب عشان تنبسطي يا حبيبتي وأنا أحب أبسطه لما يشوفني كدة آنيقه .
تبسمت لها قائله:
تمام أنا شوفت اذواق حلوه فى محلات حواليا هحاول معاهم وأن شاء الله هجيبها بأسعار كويسه.
تبسمت لها بتطميع قائله:
أيوه كده إفهميني عقبال ما يبقى عندك محل خاص بيكِ وأبقي أنا أول زبونه فيه.
تبسمت بتمني قائله:
إن شاء الله.
أغلقت الهاتف عينيها تحلم ماذا لو حقًا أصبحت صاحبة محل بيع أزياء كبير كهذا،وقتها سيعلو شآنها بالتأكيد،مثلما حدث مع سميرة زوجة أخيها بعد ان ترملت وقامت بفتح صالون تجميل بالبلدة وإشتهر عاد لها عماد ولم يهتم أنها كانت زوجة لغيره،الرجـ.ـال الأثرياء يهون النساء ذوات الشآن ،هى الأخرى تود أن تكون ذات شآن.
❈-❈-❈
على ذاك المقهي
كان شعبان يجلس يُنفث دخان تلك الآرجيله التى أمامه، نظر أمامه الى ذاك الدخان الكثيف، تذكر قبل أيام حين كان يجلس هنا وبالصدفه نظر أمامه وقع بصرهُ على حسنيه التى كانت تمر من أمام المقهى، شعر بخفقان قلبه منذ سنوات لم يراها، كآن مع تقدmها بالعُمر تزداد بهاءًا، هى كانت جميله طوال الوقت إزدادت بهاءًا خاص لديها، بتلك الثياب الراقيه، المُلائمة لها، دائمًا حتى حين كانت فقيرة كانت ثيابها مُنمقة رغم قلتها،تذكر قولها
“خليني على ذمتك بس عشان المأوى،هروح فين أنا وإبنك”
جحد قلبه وظن أن هذا كان إذلالً لها،لكن مع الوقت ها هى تسكن منزل آشبه بالقصر،ليس هذا فقط بل رأها تصطحب تلك المُدلله الصغيرة،إبنة عماد حفيدته هو الآخر،حفيدته التى خافت منه وتوارت بعيد عنه، عكس أُلفتها الواضحة مع حسنية.
-حسنية.
نطقها قلبه أجل مازالت مُتيم بها رغم مرور السنوات، سرت خلف رغبة والدتك التى صورت لك أنها ستبقي راكعه أمامك، لكن هذا لم يحدُث نهائيًا، أخبرتك والدتك أن رضاها سيجعل ولدك يرضيك لاحقًا،لانه سيحتاج إليك، هذا أيضًا لم يحدث بل إزداد إستغناءًا عنك، أكاذيب صورت لك بزوجه بغيضة تجعلك تزهو برجولتك وانت لاشئ، هكذا أثبت لك عماد، أنت لاشئ بحياته كآنك غير موجود،ربما لو كنت مـ.ـيـ.ـتًا كان أفضل له هكذا أوصل لك.
❈-❈-❈
باليوم التالي
صباحً
بذاك المنزل الصغير… وضعت إنصاف طعام الفطور وجلست تضع يدها فوق وجنتها ببأس
جلس حامد ونظر لها سائلًا:
مالك عالصبح قاعدة وحاطة إيدك على خدك كده ليه.
ازاحت يدها عن وجنتها قائله:
صعبان عليا هاني، بدل ما يتهني مع عروسته جت الوليه الفرنساويه وكبست على نفسه قلت هناه.
إرتبك حامد قائلًا:
وإيه اللى هيقل هناه يعني، ماهو عايش مع الإتنين، وشكله متهني عالآخر.
لوت شفتيها قائله:
متهني فين ده مقضيها وقاعد بقاله يومين فى مصر.
شعر حامد بإنشراح فى قلبه هو يود ذلك،لا يود الهناء لـ هانى مع فداء،ربما بهذا لن تحمل منه وتاتي له بأطفال يُنفق عليهم من ما يمتلك، كانت فكرة صائبه منه خين ارسل صورًا من عُرس هاني لـ هيلدا جعلها تشتاط ولم تنتظر وجائت الى هنا فورًا عكرت صفو زواجه.
❈-❈-❈
باليوم التالى
مساءً
بمنزل هاني بالبلدة
كان يقف بإحد شُرفات المنزل ينفث دخان تلك السيجارة الذى بيده، يشعر مثل المُمزع بين عقله وقلبه، نظر الى تلك الشُرفه المجاورة له كان هنالك ضوءًا مًتسرب منها، تنهد لاول مره يشعر برغبه يشتاق الى دفئ المشاعر الذى ذاقه ليومين، قبل أن تأتى هيلدا مثل قاطع اللذات…
راقب للحظات حتى شبة أنطفأ ضوء الغرفه فقط إضاءة خافته، فكر، القى عُقب السيجارة، ثم دخل الى المنزل توجه الى إحد الغرف فتح بابها بهدوء ونظر بداخلها نحو الفراش تهكم حين رأي هيلدا نائمة أغلق الباب بهدوء، وتوجه ناحية تلك الغرفه الأخري فتح بابها، ونظر بداخلها، بنفس الوقت كانت فداء تخلع عنها ذاك المئزر واصبحب بزي نوم شبه عاري، خفق قلب هاني، وبتلقائيه تبسم لها، بتلقائيه منها هى الأخري بادلته ببسمه رقيقه، دخل الى الغرفه وأوصد الباب خلفه، شعرت بحياء من تلك اللمعه بعينيه،وهو يقترب ينظر لها بشغف مُتملك منه،فى لحظات كان يضمها بين يديه يُقبلها بشغف وشوق متملك يظنه رغبة،أو إحساس جديد عليه يغزو عقله يجعله مثل المُسير خلف رغبات جسده بإمرأة،إمرأه هو من يرغبها.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
كانت تجلس أرضًا تعكف مع يمني تساعدها ببعض واجبات الروضه،الى أن دق جرس الشقه،كعادتها يمنى تركت كل شئ وهرولت ناحية باب الشقه وفتحت الباب…كان مثلما قالت والدها هو الذى جاء،دخل الى تلك الغرفه تبسم لـ سميرة التى تجلس ارضًا،لمعت عينيه بإشتياق،تبسمت سميرة بتحفُظ منها،لاحظ ذلك عماد تغاضى عن ذلك…
بعد قليل تركتهم معًا ونهضت ذهبت الى غرفة النوم الخاصه بـ عماد جلست قليلًا، لكن سمعت صوت عماد يتحدث بالهاتف من شُرفة قريبه من الغرفة تو.جـ.ـع قلبها وهى تسمعه يؤكد أنها سيذهب الى ذاك الحفل، تهكمت على حال قلبها الضعيف الى متى ستظل هكذا عليها أخذ قرار.
بينما عماد أنهي إتصاله وعاود للجلوس جوار يمنى، راقب تلك الغرفه التى لم تخرج سميرة منها إتخذ قرار من قلبه المُشتاق
نهض من جوار يُمنى ودلف الى تلك الغرفه وأغلق الباب خلفه، عينيه تلمع برغبه أو بالاصح شوق وتوق وعشق لكن يُخفيه خلف أنها مجرد رغبه، سمعت صوت إغلاق باب الغرفه اغلقت دولاب الملابس ونظرت نحو باب الغرفه، سأم وجهها حين رأت عماد خلف باب الغرفه، لم تحتاج لوقت ولا لسؤال لمعرفة لماذا دلف الى الغرفه، غص قلبها من نظرة عيناه الراغبه التى تمقت تلك النظرة التى تُشعرها أنها مثل العاهرات فقط للمُتعه اللحظيه، إزدردت ريقها وبداخلها قرار لن تظل هكذا لكي ينتهي هذا الآلم من قلبها عليها تحمُل مرارة العلاج…تعمدت تجاهله بعدm الحديث لم تُعطي له إهتمام كما أصبحت تفعل مؤخرًا…اصبح يضجر من ذاك البرود،إدعت إنشغالها بضب تلك الثياب بداخل الدولاب،إقترب منها حتى تفاجئت به أمامها حين إستدارت،إزدردت ريقها مره أخري وإرتبكت من إقترابه هكذا منها،لمعت عيناه حين نظر نحو عُنقها ورأى حرك عروقها،رفع يديه يحتوي خصرها…
للحظه أغمضت عينيها تشعر بإضطراب،لكن سُرعان ما عاودت فتح عينيها وعادت للخلف كى تفر منه لكن هو تمسك بخصرها وأحنى رأسه قليلًا وضع قُبله على عُنقها تزداد شغف،إضطربت وحاولت دفعه بيديها قائله:
عماد يمني وماما بره.
-وفيها أيه هى أول مره أجي لهنا.
ليته أجابها وقال لها أنها زوجته وأن وضعهما طبيعيًا لكن كالعادة يُشعرها بالدونيه أكثر حين حاول إزالة طرف ردائها عن كتفيها…لعنت مشاعر ضعفها أمامه كآنه يُلقى عليها سحرًا،يجعلها تمتثل لغزو لمساته لكن لابد لذلك من نهايه،وهى قررت ذلك،حاولت دفعه قائله:
عماد…
قاطعها وهو ينظر الى عينيها التى أصبحت تتمرد عليه قائلًا:
طلبت منك نتقابل أكتر من مره وكنتِ بتتحججِ حِجج فارغه وكنت بفوت.
-مكنتش حِجج قولتلك الأسباب.
تغاضى عن ذلك وجذبها عليه يُقبلها يحاول إثارة حواسها كما كان يفعل سابقًا وتستجيب معه الآن أيضًا إستجابت لغريزته وسقطت معه بهوة العشق لدقائق كانت معه فاترة المشاعر، كما أراد أن يُصل لها أنها ليست سوا جسد يُلبي رغبته،شعر بغضب من ذاك البرود يعلم أنه أصبح مُتعمد منها،حتى يضجر ويمتثل لكن هي واهمه… لا يعلم لما شعر بضيق من ذلك، وشعر بالملل من كانت تستجيب له من قُبله تشتعل بين يديه غرامً، أصبحت بـ.ـارده فقط تمتثل لرغبته كآنها علاقه عابرة…ذاك يُغضب قلبه أو بالأصح غروره كرجل…لا يعلم أنها قد ملت وكرهت كونها إمرأه بفِراشه فقط وأثبت ذلك بالتأكيد…لما عليها فرض عـ.ـذ.ابً على قلبها برماد عشق إحترق…تنفست بهدوء
بمجرد أن نهض من فوقها تجنبت على الفراش وجذبت ذاك المئزر وقامت بإرتداؤه، رغم ضجره وعدm شعوره بأي لذه زفر نفسه حين نهضت من جوارها سألًا:
رايحه فين؟.
لم تنظر له وقالت ببرود وفتور:
رايحه أشوف يُمنى بتعمل أيه.
نهض من فوق الفراش وإرتدى سرولًا وإرتداه قائلًا بحنق:
هتكون بتعمل أيه. بتلعب بلعبها، سميره بلاش أسلوبك الجديد ده أنا قربت أزهق.
نظرت له ودmعه تتلألأ بعينيها قائله بإستخبـ.ـار:
وهتعمل أيه لما تزهق هطلقني تاني… ياريت.
إغتاظ وإقترب منها وقام بقبض يديه على عضديها قائلًا بغضب:
سميره….البرود اللى بتتصنعيه ده مش هتكسبِ منه… إنتِ عارفه مكانتك أيه فى حياتي إنتِ..
قاطعته وهى تحاول نفض يديه عن عضديها قائله بإستهجان:
برود!
فعلًا انا بـ.ـارده، وعارفه مكانتي عندك كويس
أنا عاهره فى سريرك يا عماد مش أكتر من كده، ودليل كمان على برودي،إنى عارفه إنك بعد شويه هتمشى وتروح لواحدة غيري تجاملها بهديه غاليه وتهنيها بعيد ميلادها وتفرح معاها.
أصبحت مواجهاتها له كثيره وذلك يُضعف قلبه يعشقها. لكن ذكرى واحده تتحكم بعقله دائمً… قبل أن ينفضح أمره ويجذبها ويعترف أنها مازال عشقها يحرق قلبه، سمعا طرقًا طفوليًا على باب الغربه مصحوب بصوت بُكاء تلك الصغيره، ترك عماد يديها توجهت سريعًا نحو باب الغرفه وفتحت الباب وجثيت امام تلك الصغيره الباكيه تقول بحنان:
يمني بتعيطي ليه.
بلوعة قلب طفله وكلمـ.ـا.ت غير مُرتبه لكن فهمت منها:
ناناه واقعه على الأرض، بكلمها مش بترد عليا.
إرتعبت سميره وتركتها وتوجهت الى ذاك المكان سريعًا… صُعقت حين وجدت والدتها مُمده أرضًا إنحنت وجثيت جوارها تحاول إفاقتها، بإستجداء قائله:
ماما أرجوكِ فوقى أنا ماليش غيرك.
لكن لا جدوي، بذاك الوقت آتى عماد وسمعها بعد أن إرتدى ثيابهُ بعُجاله… نظرت له سميره بدmـ.ـو.ع طالبه برجاء:
عماد… ماما أرجوك يا عماد عشان خاطر يُمنى…
ذُهل من رجائها له، أفقدت الثقه به لهذه الدرجه وتظُنه أنه بلا إنسانيه معها… لكن نحى ذلك وجث العِرق النابض بعُنق والدتها قائلًا:
ممكن تكون غيبوبة سكر أنا هاخد طنط أوديها المستشفى.
بالفعل حملها ونهض يتوجه نحو باب الشقه سريعًا، لحقته سميره توقف للثوانى قائلًا:
رايحه فين يا سميره غيري هدومك ويُمنى… أنا هتصل عالسواق يجي ياخدها يوديها عند ماما.
بصعوبه واقفت سميره…
بعد وقت قليل بأحد المشافي
خرج الطبيب من الغرفه إقترب منه عماد يستفسر عن حالها أجابه الطبيب:
دى غيبوبة سكر واضح إن المريـ.ـضه مش منتظمه فى العلاج وكمان زودت فى أكل سُكريات وده سبب ليها كريزه والحمد لله سيطرنا عالسكر وبالعلاج هتسترد وعيها أن شاء الله كمان كم ساعه.
تنهد عماد براحه وشكر الطبيب الذى غادر ودلف الى تلك الغرفه نظر الى تلك النائمه، إستعادت بعضًا من رونق وجهها، جلس على أحد المقاعد قريب منها… طن برأسه قول سميره لها
“ماما أنا ماليش غيرك”
وماذا عنه ألهذه الدرجه فقد أهمـ.ـيـ.ـته بحياتها، ولما لا يفقدها… مكانة والدتها أقوي كما أنها الوحيده التى ساندتها دائمًا، تذكر ذاك اليوم الذى مر عليه حوالى ثلاث سنوات
[بالعوده بالزمن]
كان جالسًا بمكتبه حتى صدح رنين هاتف المكتب الأرضي، رفعه يسمع قول السكرتيره التى أخبرته أن هنالك من تود لقاؤه وتقول أنها من أحد أقاربه… إستعلم منها عن هويتها وأجابته، سُرعان ما قال لها:
دخليها فورًا.
نهض من فوق مقعده بعقله حِيره لماذا آتت، إهتدى عقله ربما جائت تترجاه أن يقوم برد سميره لذمته مره أخري… بداخله شعر بإنشراح ربما تسرع بالطـ.ـلا.ق وتلك فُرصه… لو طلبت منه ذلك لن يخذلها… إستقبلها بترحيب،ونظر نحو السكرتيره التى رافقتها أثناء الدخول، ثم نظر لها سألًا:
حضرتك تشربي أيه.
أومأت رأسها برفض قائله:
ولا حاجه مايه بس ريقى ناشف من السفر فى الحر ده.
نظر للسكرتيره وأومأ رأسه لها بالمغادره بالفعل غادرت بينما هو جذب تلك الزجاجه وكوبً سكب به مياه وأعطاه لها، إرتشفت منها حتى إرتوت قائله:
شكرًا يا عماد.
نظر لها عماد قائلًا:
إرتاحى حضرتك.
جلست على أحد المقاعد ونظرت الى عماد بداخلها لا يوجد مشاعر نحوه لكن لابد أن يعلم لما جائت… بلا إنتظار قالت له:
أنا جايه فى أمر يخصك معرفته.
سألها:
وأيه هو الامر ده.
-سميره…
بمجرد ان نطقت إسمها رف قلبه بشوق، لكن سُرعان ما ذُهل حين قالت:
سميره حامل.
-حامل!.
إستشفت من نُطقه ذهوله إستهزات بمراره قائله:
بعد اللى حصل بينكم مكنتش متوقع أنها تحِبل… عالعموم أنا جايه أعرفك وأعرف قرارك أيه اللى على ضوءه هتصرف.
لم يفهم مغزى حديثها وسألها:.
قصدك أيه.
ردت ببساطة:
قصدى الجنين اللى فى بطن سميره، لو إنت مش عاوزه أنا سهل أتصرف.
مازالت الصدmه تؤثر على إستيعابه وسألها:
قصدك أيه بـ سهل تتصرفِ.
-يعني أنزله.
-إجهاض!.
أجابته بتاكيد:
أيوا، إنت خلاص طلقت سميره وأنا شايفه أن كل واحد منكم بقى فى طريق غير التاني، وشايفه إن الجنين ده ممكن يبقى عقبه فى حياتها، هى لسه شابه يمكن ربنا يبعت لها فرصه تعوضها.
هنا فهم معنى قولها، وثار عقله هل سيتحمل قلبه مره أخرى رؤيتها مع غيرهُ، بالتأكيد كان الجواب… لا
وذاك الجنين هو الرابط بينهم.
نظرت له قائله:
مسمعتش جوابك.
لا يعلم سببً لسؤاله، او ربما أراد معرفة قرار سميره قبل أن يقول جوابه:
وسميره قرارها أيه.
ماذا تُخبره أنها مُتمسكه بذاك الجنين، لا يهمها إن إنتهت حياتها، لكن راوغته قائله:
القرار الاهم دلوقتي قرارك إنت يا عماد.
إستشف عقله أتكون سميره موافقة بقرار والدتها، لكن لن يُعطيهما تلك الفرصه وقال سريعًا:
أنا هرُد سميره لذمتي مره تانيه.
نهضت واقفه تقول:
تمام وصلني الرد، بس ياريت يكون بسرعه لآن الوقت بيمُر… الجنين لسه النبض منزلش فيه.
تحير فى فهم حديثها هل هو تهديد مباشر،أو تنبيه أيًا كان ، وافق قائلًا:
تمام.
لكن بداخله كان غرضًا آخر ظن أنه لن يحترق كثيرًا بذاك العشق…
إنتهى شروده حين سمع صوت فتح باب الغرفه،نظر نحوه ونهض حين رأي سميره التى دخلت بلهفه تسأل:
ماما.
إقترب منها وإحتواها بين يديه قائلًا بتطمين:
هتبقى بخير… دى كانت غيبوبة سكر والدكتور قال كم ساعه وهتفوق.
إحتواؤه لها جعل قلبها يهدأ قليلًا،تسلطت عينيها وهى تبتعد عنه تسير نحو الفراش عيناها على والدتها الراقدة حتى جلست على طرف الفراش وإنحنت تُقبل يد والدتها وتنهدت قائله:
ماما أنا ماليش غيرك.
سمع حديثها لأكثر من مره تقول ذلك، وهو أين من حياتها، هل قررت إحراق الباقى من العشق… يبدوا أن العشق هو لعنة حياتهم وهل أصبح عليهم التخلُص من ذلك العـ.ـذ.اب بمواجهة لعنة عشقهما.
🌷
بالمشفى
نظرت سميرة نحو عماد
قائله:
بشكرك يا عماد، تقدر تمشي بلاش تعطل نفسك، أنا هفضل مع ماما، كتر خيرك.
نظر لها بذهول للحظة ود صفعها ماذا تظن أنه بلا إحساس ولا إهتمام بها وما يُحـ.ـز.نها، لكن تغاضى عن ذلك قائلًا:
أنا كمان هفضل معاكِ هنا لحد ما طنط تفوق وصحتها تتحسن.
كادت سميرة أن تعترض لكن صمتت حين سمعت صوت رنين هاتف عماد
غص قلبها وظنت أن هذا الإتصال بالتأكيد من تلك المُتسلقة تستعجل ذهابها لحفلها الخاص، لكن نظر عماد لهاتفه ثم وجهه نحوها قائلًا:
دي ماما، أكيد عاوزه تطمن على طنط، هطلع أكلمها من الجنينه وكمان هشرب سيجارة خمس دقايق وراجع تاني.
إعترضت سميرة قائله:
مالوش لازمه ترجع تاني…
قاطعها عماد وأمسك مِعصم يدها يضغط عليه بغضب قائلًا:
كلمه كمان يا سميرة هخليكِ إنتِ اللى تمشي من هنا وأنا اللى هفضل هنا لوحدي.
نظرت له بصمت للحظات ثم كادت تعترض لكن مازال رنين الهاتڤ كما أنها تآوهت بآلم من ضعطة يده على مِعصمها، شعر بذلك وترك يدها قائلًا:
عشر دقايق وراجع.
خرج عماد تنهدت سميرة وذهبت نحو والدتها نظرت لها تشعر بغصه قويه جلست جوارها على الفراش نظرت الى تلك الآنابيب الطبيه المغروسه بظهر كف يدها،شعرت كآنها مغروسه بقلبها.
بينما عماد خرج الى حديقة المشفى قام بإشعال سيجاره نفث دخانها بغضب سميرة أصبحت تُظهر أنها تستطيع الإستغناء عنه،لكن هو عكس ذلك،لو كان قادرًا لفعل ذلك منذ وقت طويل وربما ما كان عاد إليها مره أخري، عشق سميرة هى سقمه الذى لا شفاء منه،نفث دخان السيجارة مره اخرى كآنه يخرج من صميم قلبه، بنفس الوقت عاود رنين هاتفه مره أخرى، أخرجه من جيبه نظر إليه زفر نفسه حين علم هوية التي تتصل عليه لم يقوم بالرد حتى على تلك الرسالة التى تلت الاتصال، لم يفتح الرسالة، جلس على أحد مقاعد الحديقه الرُخاميه يزفر نفس خلف آخر كاد يضع الهاتف بجيبه لكن تصادmت يده مع تلك العلبة المخمليه، أخرجها وقام بفتحها نظر الى ما بداخلها، كان خاتمي زواج
أحدهما من الفضه والآخر ذهبي، هذان خاتمي خطوبتة هو وسميرة، كان سيُعطي لها خاتمها ويرتدي هو الخاتم الآخر، لكن سميرة ظنت أنها هديه لغيرها، توقف عن النظر لتلك العلبه للحظات وتحير عقله كيف علمت سميرة بشآن ذلك الحفل المدعو له، كذالك كيف رأت تلك العلبه، تذكر أنه قد خلع ذاك معطف وضعه فوق الآريكه ربما رأته صدفه، كذالك قد تكون سمعت حديثه على الهاتف مع چالا التى كانت تؤكد عليه الحضور… تنهد يشعر بضياع أصبح يشعر به، مع سميرة التى أصبحت تُهاجمه بأسلوب يجعله ضعيفً، كلما حاول وضع بداية يجد متاهه، أشعل سيجارة أخرى ينفثها، عاود رنين هاتفه للحظه تردد، لكن نظر الى الشاشه تنهد براحه حين علم أن من تتصل عليه هى والدته، إزدرد ريقه وشفق على تسرعها بالسؤال:
قولي الدكتور قال إيه على حالة عايدة.
أجابها:
بخير يا ماما،الدكتور قال غيبوبة سكر والصبح هتبقى بخير.
تنهدت براحه ثم عتاب قائله:
ربنا يشفيها عايدة طول عمرها صحتها ضعيفه، أنا بأعجوبه نيمت يمنى كل اللى على لسانها أروح لـ ناناه عايدة،إنت ليه مكنتش بترد عليا.
أجابها ببساطه:
گنت واقف مع الدكتور.
تنهدت حسنيه بإرتياح وقالت بتلميح مباشر:
الحمد لله إنك كنت هناك فى الشقه معاهم، قولى لو ده كان حصل وإنت مش هناك كانت سميرة هتتصرف إزاي ومعاها يمنى،كانت هتسيبها لمين.
فهم عماد تلميح حسنية، تنهد صامتًا للحظات،
يفرك جبينه بأنامله،شفقت حسنيه عليه تعلم مكنون قلب عماد الذي يعشق سميرة كذالك هي رغم أن لديها يقين أن حياتهما معًا مضطربه، تنهدت بصبر قائله:
تصبح علي خير يا عماد لما عايدة تفوق إبقى إتصل عليا، أطمن عليها مش هعرف أجي المستشفى عشان يمنى.
رد عماد ببساطه:
تمام ياماما أول ما تفوق هتصل بحضرتك،وإنتِ من أهل الخير.
أغلق عماد الهاتف ونظر نحو شُباك تلك الغرفه لاحظ حركة الستائر،لكن لم يرا سوا الستائر ألقى عُقب السيجاره أرضًا ودهسه بقدmه ثم توجه نحو تلك الغرفة…
بينما سميرة نهضت من جوار والدتها خـ.ـو.فًا أن يتلاعب بعقلها الظنون السيئه توجهت نحو ذاك الشباك بالغرفه أزاحت تلك الستارة نظرت نحو الحديقه،رأت جلوس عماد وكذالك كان يضع الهاتف على أذنه،بالتأكيد يتحدث مع والدته،شعرت بشوق لطفلتها لاول مره تبتعد بمكان بعيد عنها، كذالك آسى فى قلبها من رقدة والدتها بهذا الشكل، تركت الستارة وعادت نحو عايدة الراقدة نظرت لها تدmعت عينيها وهي تذهب للجلوس على آريكه بالغرفه… دقيقة ونظرت نحو باب الغرفة حين سمعت صوت فتح مقبض الباب، تلاقت عينيها مع عيني عماد الذى رأى بعينيها ذاك الحـ.ـز.ن غص قلبه، قائلًا:
يمنى غلبت ماما وفى الآخر نامت.
اومأت سميرة له وإضجعت بظهرها على الآريكه تتنهد بسقم نفسي، جلس عماد جوارها لوقت الى أن نهضت توجهت نحو فراش والدتها نظرت إليها، تنهد عماد قائلًا:
الدكتور قال مش هتفوق غير الصبح تعالي يا سميرة إقعدي بلاش تفضلي تبصي لها الفكر السيئ هيمسك راسك طول ما أنتِ رايحه جايه فى الأوضه.
إستمعت لحديثه وجلست على تلك الآريكه جواره، لكن إنحنت بنصف جسدها للأمام تضع رأسها بين يديها، غص قلب عماد، وجذبها من عضد إحد يديها، رفعت نظرها نحوه، تبسم لها قائلًا:
هتبقي كويسه يا سميرة.
أومأت رأسها تتطلع له بأمل، تبسم وهو يجذبها يضمها لحـ.ـضـ.ـنه، شعرت براحه قليلًا، ربما هذا ما كانت تحتاج إليه الآن حـ.ـضـ.ـن يضمها يُطمئن قلبها.
❈-❈-❈
صباحً
بمنزل هانى بالبلدة
صحوت فداء شعرت كآن جسدها مُقيد نظرت الى هاني ثم الى يديه اللتان يضمها بهما لصدره تبسمت وهى تتذكر ليلة أمس حين دخل الى الغرفه نظرة عيناه كانت كفيله بخفق قلبها، هاني مثل السقيم يحتاج الى دواء العشق، لكن عادت تتذكر تلك الشمطاء التى تحاول دائمًا إثارة غيرتها بحركات بلا حياء مع هاني، لولا أنها تضبط نفسها لسفكت دmها، لكن هي لديها شعور أن هاني يشمئز من تلك الحركات الفجه، ليلة أمس شعرت كآنه طفل يحتاج إلى عطف، كان سهلًا أن ترفض إقترابه منها لكن لن تفعل ذلك، هو كان صاحب أول خفقة قلب، تنهدت وهى تُغمض عينيها لم تُلاحظ أن هاني قد فتح عينيه هو الآخر، وضمها يشعر بإحتياج لذاك الحـ.ـضـ.ـن الدافئ، شعرت بضمة يديه إزدادت، فتحت عينيها تنظر له، تبسمت بتلقائيه حين وجدته يفتح عينيه قائله:
صباح الخير.
قبل مقدmة أنفها قائلًا:
صباح النور عالبنور.
تبسمت له قائله:
واضح إنك صاحي رايق، وده يشجعني أطلب منك إنك تفُك إيديك عني عشان أقوم أحضر الفطور.
ضمها أكثر ظنًا أن هذا عكس رغبتها لكنها كانت تود ذلك العِناق، لكن إدعت التذمر، لم يهتم هاني كآنه نسي وجود هيلدا معهم بالمنزل، إستدار بهما بالفراش حاصرها بجسده بالكامل، نظرت له تلاقت عيونهم بحوار صامت فقط نظرات يستشف كلُ منهما منها مشاعر جديدة على هاني الذي لم يسبق أن شعر بجاذبيه لآي إمرأة،كان فقط يُفكر فى جني المال من أجل مستوي أفضل،لولا ضغط هيلدا عليه لكان الى الآن بلا إمرأة فى حياته،وليته كان ذلك حقًا،بالتأكيد هذا كان من حظه العثر، بينما فداء قلبها يخفق لأول رجل وقعت بغرامه وتمنته زوجًا رغم أنها عرفت لاحقًا أنه متزوج بأجنبيه، صُدف جمعت بينهم من البدايه دون ترتيب من القدر، حتى لقاؤه معها بمحل البقالة كان صدفه بدلت حياتها حين رأتهم بسنت وأخبرت جدتها عن فداء الوحيدة التى عصبت هاني المعروف ببرود مهمت كانت الأفعال، فداء حركت عصبيته… كان هنالك إتفاقًا بين أنصاف وفداء أن تحاول الضغط على نفسها وتتقبل برود ورفض هاني ليس لها بل لفكرة الزواج عمومًا، هى تحملت ذلك وأثبتت له أن هنالك برودًا أكثر منه، بلا وعي أو بشوق إخفض وجهه يُلثم وجنتيها ثم شِفاها بقُبلات ناعمة تزداد توقًا ولمسات تزداد شوقًا ولهفه… وهي تتقبل ذلك برضا منها،
بعد وقت أزاح خُصلات شعرها المُجعد والمُشعث،نظر لوجهها يشعر بإحساس غريب لا يود أن ينهض من عليها،يود أن يلتصق بها،ليست أجمل النساء لكن بها سحرًا خاص بها فقط، سحرها طبيعيًا دون تزييف…
فاق من ذاك التوهان على صوت نقر علي شُرفة الغرفه، نظرا الإثنين نحوها، تبسمت وهو تقول:
ده صوت هديل الحمام وتلاقيه بينقر في خشب البلكونة.
تبسم ثم شعر بثُقل جسده، ربما لا تتذمر لكن هو شعر بذلك نهض عنها وتمدد على الفراش يشعر بهدوء يسمع صوت هديل ذاك الحمام الذى يُشبه حديث مُنمق بين شخصين متفاهمين، تنهد يشعر بصفاء ذهن،إشرآب برأسه ينظر نحو فداء التى جذبت مئزرها وضعته حول جسدها ونهضت من فوق الفراش قائله:
هروح أخد دوش وأنزل أحضر الفطور.
أومأ لها مُبتسمًا، من الأفضل لها الغياب عنه الآن والا جذبها مره أخري يعاود تجربة العشق معها يعود الى ذلك السحر….
بينما دخلت فداء الى المرحاض وقفت خلف الباب تشعر كآن دقات قلبها بسباق، وضعت يدها على شفاها تستشعر قبلات هاني لها قبل قليل تبسمت وهى تتذكر أول لقاء لها مع هاني
ربما أو بالتأكيد لا يتذكر هو ذلك اللقاء العابر
أجفلت عينيها وذكري أول لقاء بينهم [ بالعودة قبل خمس سنوات]
كانت بسنت بالصف الأول الإعدادي، كان هنالك تكريمًا لأوائل نهاية المرحلة الإبتدائيه، كانت بسنت من ضمنهم
كذالك كانت فداء تعمل مدرسه بعقد بنفس المدرسه،
كانت بسنت تقف بين زملائها تشعر بنقص، جميع الاوائل كان ذويهم يحضرون الحفل إفتخارًا بتفوق أبنائهم، لكن هى والدها متزوج بأخري قليلًا ما يتذكرها، إبتئس قلبها من ذلك، لكن تحول ذلك الإبتئاس الى فرحه غامرة حين رأت هانى يُصفق لها، تبسمت له وتوجهت نحوه سريعًا حـ.ـضـ.ـنته بمحبه، شجعها وزال شعور النقص عنها، عادت بسنت بين زملائها، بينما هاني ذهب نحو مكان جلوس الأباء، لكن لضيق المكان كاد يتصادm مع فداء التى كانت تمُر فى نفس الوقت بالفعل إحتكا معًا، لكن هاني لم ينظر لها أو ربما نظرة خـ.ـطـ.ـف وأكمل سير الى مكان جلوسه، لكن عين فداء نظرت نحوه دون أن ينتبه لذلك، رأت حنيته على بسنت التى كانت تعلم أن لا أحد معها، لكن من يكون هذا الوسيم بنظرها كذالك يبدوا حنونًا من تعامله مع بسنت كآنه والدها حقًا،مر وقت وتعارفت على بسنت وبدأت تتقرب منها كانت كثيرًا تتحدث عن خالها الذى يعاملها أفضل من والدها،كان يتسرب الى قلبها شعورًا خاص حين تسمع إسمه يخفق قلبها،الى أن رأته ذاك اليوم حين تسلمت بسنت شهادة تفوقها بالمرحله الإعداديه كان ذلك صدفه هى تركت التدريس لكن ذهبت الى تلك المدرسه من أجل إبن عمها الذى كان مشاغبًا وطلب منه إستدعاء ولى أمره ولخـ.ـو.فه منهما أخبر فداء بالأمر ذهبت معه حاولت إرضاء مدير الذى صفح عنه،صدفه خلف أخرى وصلت بينهم وها هي الآن زوجته،لكن غص قلبها وتذكرت أنها زوجه ثانيه جازفت،تخشي أن تنتهي سعادتها لو عاد هاني الى فرنسا وإستحوزت هيلدا عليه،وظلت هى هنا زوجه منسيه،
هيلدا تلك الحيه الرقطاء التى جائت الى هنا خلفه من أجل ان تظل امامه طوال الوقت وتشغل عقله عنها،كذالك حركاتها البذيئه التى تتعمدها أمامها،رغم شعورها بنفور هاني لتلك الحركات،كما أنه نهرها وحذرها من فعل ذلك هو لا يهوي تلك الاعيب النسائيه…هى تشعر بخـ.ـو.ف أن تكون مجرد شرارة بحياة هاني وتنطفئ سريعًا… تعيش هى بجمر لهيب تلك الشرارة.
إضجع هاني على الفراش يتنهد بشعور كمال خاص، لكن سُرعان ما نهض حين تذكر أن بسنت أخبرته بالأمس عن أن والدها هاتفها يريدها أن تذهب للعيش معه بضع أيام، هى رفضت ذلك،يعلم سبب ذلك بالتأكيد يود بعض المال كعادته،بسبب وسوسة زوجته له كالمعتاد،تستخدm ضعف هاني وإنصاف ومحبتهم لـ بسنت من أجل نيل المال،يشعر بالمقت من زوج أخته الراحله لكن من أجل بسنت يُعطي له المال دون إهتمام،فقط يود راحة بسنت النفسيه وهو عاش من زوج والده حقًا لم يكن سندًا ولا ندًا،بلا أي قيمة…نهض وعاود إرتداء ثيابه،بنفس الوقت كانت خرجت فداء من الحمام،نظرت له قائله:
أنا حضرتلك الحمام هسرح شعري بسرعه وعلى ما تاخد دوش هكون حضرت الفطور.
تبسم لها موافقًا وتوجه نحو الحمام.
بعد قليل خرج هانى من غرفة النوم، لم ينتبه الى هيلدا التى رأته شعرت بحقد وغِل وكراهيه من ملامح وجهه الظاهر عليها الإنبساط تنفست بغضب ساحق لم ترا ذلك على ملامح هاني رغم سنوات زواجهم الطويله،فكر عقلها لابد أن تلك تسحرهُ بشبابها بالتأكيد تستطيع مجابهة جموحه كرجل،هكذا ظنت،إبتئس عقلها لابد لذلك من نهايه لابد أن تُسرع بالرحيل من هنا ومعها هاني قبل أن يستلذ تلد الفتاة المُشعثه والمشعوزة.
❈-❈-❈
بالمسفى
قبل قليل
بدأت عايدة تعود للوعي، فتحت عينيها بغشاوة نظرت نحو تلك الآريكه رأت إحتضان عماد لـ سميرة ورأسها الموضوع فوق صدره تبسمت تتمنى الا يكون ذلك غشاوة منها، أغمضت عينيها مره أخري وفتحتها، زالت الغشاوة ظهر بوضوح أمام عينيها، سعد قلبها، ماذا تريد أكثر من ذلك، تود عماد سند حقيقي
لـ سميرة، يُشعرها بالإطمئنان والأمان المفقودان بحياتها.
بنفس الوقت كانت سميرة تنظر الى عايدة، رأتها تفتح عينيها نهضت سريعًا نحوها وجلست جوارها على الفراش تمسك يدها قائله:
ماما أخيرًا فوقتي.
تبسمت عايدة بوهن، كذالك شعر عماد بخواء حين نهضت سميرة من حـ.ـضـ.ـنه، وشعر بغصه قويه حين رأي تقبيل سميرة ليد والدتها وقولها لها:
ماما، أنا ماليش غيرك فى الدنيا.
لثالث مره تقولها خلال ساعات، تبسمت عايدة وهى تضع يدها الأخرى فوق كتف سميرة قائله:
عماد جنبك أهو، وكمان يمنى ربنا يبـ.ـاركلك فيهم.
غص قلب سميرة وقبلت يد عايدة قائله:
ربنا يخليكِ لينا يارب.
تغاضى عماد عن ذلك وتبسم لـ عايدة مُتمنيًا لها الشفاء.
بعد وقت
عاين الطبيب عايدة تلهفت سميرة بالسؤال:
خير يا دكتور.
تبسم الطبيب قائلًا:
خير الحمد لله صحة الحجه بقت شبة كويسه ظبطنا الضغط والسكر، والمفروض تمشى على العلاج مضبوط، كمان تنتبه لأكلها.
مساءً
بعد إصرار عايدة على مغادرة المشفى بعد أن أصبحت بحاله أفضل، إمتثل الطبيب لذلك وأعطى لهم بعض النصائح والإرشادات الطبيه وعدت عايده أنها لن تتغاضى عنها، عادت الى الشقه بعد قليل، دخلت حسنيه بـ يمنى التى هرولت نحو غرفة عايدة دخلت لها مباشرةً توجهت الى الفراش وصعدت عليه تضم عايده التى إستقبلتها بمحبه، بينما عماد كان وافقًا ورأى ذلك، حذر يمنى قائلًا:
بلاش تتشاقي وتتعبى ناناه يا يمنى.
قبلت يمنى وجنة عايده وجلست جوارها هادئه تقول :
لاء مش إتشاقى انا بحب ناناه.
ضمتها عايدة قائله:
يمنى روح قلب ناناه.
تبسمت لهن حسنيه قائله:
خدونى جنبكم عالسرير أخد من الحب ده حبه.
تبسمت لها عايدة قائله:
بعيد الشر عنك، إنتِ فى القلب والله وليكِ معزه كبيرة من زمان.
تبسم لهن عماد وعقله يُقارن بين رد فعل يمنى الآن وحين كان هو مريـ.ـض قبل أيام، يمنى وقتها خافت تقترب منه وإمتثلت لتحذير سميرة لها، والآن رغم مرض عايدة ذهبت جوارها حتى أنها غفت فى حـ.ـضـ.ـنها…
تركهن عماد وخرج من الغرفه، تقابل مع سميرة بالردهه نظرت له سميرة قائله:
إنت ماشي.
زفر نفسه بغضب قائلًا بضيق:
لاء يا سميرة مش ماشي، وبطلى كل ما تشوفي وشي تسأليني، أنا طالع البلكونه أشرب سيجارة.
إستغربت من رده بتلك العصبيه قائله:
تمام،ده مجرد سؤال ليه بتتعصب كده.
رمقها ثم تركها صامتًا وذهب نحو الشُرفه، نظرت له وتبسمت ثم ذهبت نحو غرفة والدتها.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
عبر الهاتف سمعت حسنيه الى أخيها الذى قال لها:
شعبان إمبـ.ـارح وقع قدام القهوة وحاولوا يفوقوه مفاقش خدوه للمستشفى سمعت إن الدكتور قال جلطة فى القلب ولازمه عمليه بسرعه،وأهو فى واحد من أهل الخير ندب نفسه يجمع له من الاهالي حق العمليه،سبحان الله كان من يومين بالظبط مقابلني ونفخ نفسه قدامي،مفكر إنى هعبره ربنا كرمك يا أختى ورزق إبنك يعوص تعبك معاه.
أغمض حسنيه عينيها ومر امامها جبروت شعبان معها لكن للغرابه لم تشعر بأي إحساس لا مقت ولا شفقه كآنها يحدثها عن شخص لم يمُر بحياتها وإن هذا الحديث عن شخص لم تراه كان شفق قلبها، لكن كآنها بلا مشاعر، تنهدت قائله:
ربنا يشفيه، بص أنا هحول لك مبلغ واعطيه للشخص اللى قولت عليه، وقوله ده من عماد إبنه وهو أولى بعلاج أبوه، وأي مصاريف يحتاجها قولى وانا هحولها لك، عيب فى حق عماد يبقى ربنا رزقه وفى مرض أبوه يسيبه للاغراب تصرف عليه.
تبسم أخيها قائلًا:
صدق اللى قالوا”مفيش حاجه بتروح للتُربه”(القبر)
كله بيخلص على حياة عينه، زمان إتخلى عن عماد والنهارده أهو فلوس عماد يمكن هى اللى تنقذ حياته، حاضر يا أختى أنا هتواصل مع الراجـ.ـل ده وهقوله اللى قولتلى عليه وربنا يزيدك إنتِ وإبنك من نعيم الله، ويبـ.ـاركله فى بـ.ـنته ويرزقك الخلف الصالح.
تبسمت تؤمن على دُعائه.
أغلقت الهاتف وجلست على احد المقاعد تنهدت تومئ برأسها لم تستغرب افعال القدر، بالامس تجبر شعبان عليها هى وطفلها وهم بأشـ.ـد الحاجه والآن حتى نفقة الدواء لم يجدها، تذكرت مكائد هانم لها، حتى آخر لقاء بينهم ودفعها لـ يمنى بغِل وحقد تعلم كانت تود أن تنهرها وتنتهزها وتفتعل الاقاويل التافهه أنها مازالت تحلم بعودتها لـ شعبان مثلما كانت تحتك بها بالماضى وتقوم بالتلقيح عليها وإظهار أنها الأقرب لقلبه، لكن هى تعلم قلب شعبان جيدًا ليس به مكان سوا لآنانيته وحب ذاته.
❈-❈-❈
بمكتب چالا
نهضت تبتسم بترحيب قائله:
رغم إنى مازالت زعلانه إنك محضرتش عيد ميلادي،حتى الورد والهديه الرقيقه كمان مشفعوش لك، بس مجيك هنا النهارده هعتبره تصالح.
تبسم بدبلوماسيه قائلًا:
تصالح!
كان حصل أيه كل ده عشان محضرتش خفلة عيد ميلادك،حصل لى ظرف طارئ.
تبسمت بدلال قائله:
كان سهل تتصل وتعتذر ليلتها بس إنت حتى بعت الورد والهديه بدون أى إعتذار.
رواغ بالرد:
اعتقد قبولى الشغل بينا أقوى من أى إعتذار.
شعرت بتضايق من ذكره للعمل هى تود حديث آخر لكن رسمت بسمه قائله:
تمام عارفه إن مواعيدك مهمه خلينا نبدأ فى تفاصيل الشغل بينا.
تبسم وهو يتوجه ناحية تلك الطاوله التى أشارت نحوها إنتظر الى أن جلست ثم جلس خلفها،بدئا بالحديث حول ذاك العمل لكن اثناء إنـ.ـد.ماجهم بالتفاصيل صدح رنين هاتفه،أعتذر وأخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه سُرعان ما خفق قلبه وسأمت ملامحه حين رأي هوية من تتصل عليها،قام بالرد فورًا،
إتنفض واقفًا بفزع حين سمع قولها:
يمنى إتصلوا عليا من الحضانه وبيقولوا وقعت،وبتصل على سميرة تليفونها باين فاصل.
تحدث سريعًا:
أنا رايح فورًا.
ردت عليه قائله:
أنا كمان نزلت أهو إن شاء الله خير.
أغلق عماد الهاتف ونظر لـ چالا قائلًا:
أنا لازم أمشي دلوقتي نتكلم فى ألتفاصيل بعدين.
لم ينتظر جوابها وغادر مُسرعًا تركها تشعر بغضب كلما خلقت فرصه كى تتقرب منه بالنهايه يحدث شئ يجعله يهرب من براثنها الناعمه.
❈-❈-❈
بمنزل هاني
الاعيب هيلدا لا تنتهي
تختلق الاعيب مع فداء، تُنغض على هاني تُشعره ان فداء هى من تتجني عليها وهو يعلم الحقيقه جيدًا لكن أصبح مثل فرع الشجره الذى بمهب رياح، يقــ,تــلع عقله من الاعيبها الماهرة وفداء التى لا تُعطي لها فرصه بل تُفسد الاعيبها.
دخلت هيلدا الى غرفتها وجذبت هاني معه تبكي بدmـ.ـو.ع التماسيح قائله:
أشعر ان فداء ستقــ,تــلني هاني هى تضع لى فى الطعام سم طويل المفعول، أنا ساعود الى موطني أنتظرك هناك حبيبي.
بداخله تهكم من التى تُسمم من، فداء سرشه حقًا لكن ليست مثلها قـ.ـا.تله وسبق أن سممته، تنهد بتوافق قائلًا:
تمام سافري فرنسا وانا لما فترة الاجازة تنهتي هحصلك هناك.
إقتربت منه بإغواء سافر، وضعت يديها على كتفيه قائله:
حبيبي لما لا تسافر معي أخاف عليك من تلك المُشعثه، إنها مثل الوباء.
اخفض يديها من حول عنقه ونظر لها قائلًا:
لاء انا لسه ميعاد أحازتي منتهاش كمان جواز سفري محتاج يتجدد.
-حبيبي أخشى عليك من تلك الفتاة السيئه القميئه.
تهكم بداخله، لكن قال ببرود:
خلاص زي ما قولت أنا مش هقطع اجازتى وإنتى عاوزه تسافري، تمام هتصل عالمطار أحجزلك فى طيارة بكره، ودلوقتي عندي ميعاد مهم ولازم ألحقه مع والد بسنت، نبقى نكمل كلامنا لما ارجع.
غادر هانى، بينما دبت هيلدا الأرض بقدmيها غـ.ـيظًا من ذلك ودت لو إقــ,تــلعت قلب فداء وقالت:
ساحره مشعوزه.
لسوء حظ هيلدا ان بالصدفه كانت فداء تمُر من جوار الغرفه وتسمعت دون قصد منها، زفرت نفسها قائله:
انا مشعثه با خِلة السنان، ياللى شفايفك شبه منقار أبو قردان، ماشى لازم قبل ما تغوري من هنا أسيبلك التاتش بتاعي يا حيزيون.
بعد وقت
راقبت فداء هيلدا وهى تضب ملابسها بالحقيبه الخاصه بها الى أن إنتهت وأغلقت الحقيله، ثم خرجت الى حديقة المنزل، تعلم أنها ستحتسي مشروب الشعير الغير كحولى، تعويضًا عن المُسكرات التى كانت تتناولها بـ فرنسا…
راقبتها الى أن جلست بالحديقه وتسحبت دلفت الى غرفتها وقامت بفتح حقيبة الملابس، ثم نظرت الى ذاك الصندوق الصغير الذى كان معها فتحته ونظرت الى ما بداخله ببسمة طفر فهو مملوء بـ “مفرقعات صواريخ العيد” قامت بوضعه أسفل الحقيبه وعاودت ترتيب الملابس مره أخري، نظرت الى تلك الملابس الخليعه قائله:
حيزبون متصابيه، انا ياللى من خلفك وعروسه جديده اتكسف ألبس الهدوم اللى مش هدوم أصلًا، يلا رغم إنه خساره علبة الصواريخ بابا كان أولى بتمنها بس لازم أأدبك واحرمك تنزلى مصر تاني.
❈-❈-❈
بالروضه الخاصه بـ يمنى، كان هنالك تفخيمًا بما حدث، فلقد سقطت يمنى من على إحد الالعاب وخُدشت إحد ساقيها وهى كطفله ارادت الدلال وظلت تبكي مما جعل المسؤولين أن يتصلوا بذويها كى لا يزيد الامر وتظل تبكي… حـ.ـضـ.ـنها عماد بلهفه، صمتت عن البكاء وسردت له:
بابي أنا كنت بلعب وجه الولد زقني وأتزحلقت رجلي بتو.جـ.ـعنى يا بابي.
أخفي عماد بسمته كذالك عايده التى وصلت للتو وسمعت شكوى يمنى، إعتذرت مديرة الروضه منهم وتعرفت على عماد كوالد يمنى،
بعد قليل بشقة سميرة
دلفت متلهفه تقول:
يمنى جرالها إيه يا ماما.
نظر عماد لها بغضب قائلًا:
يمنى بخير، بس المدام طبعًا مشغوله فى شغلها وناسيه بـ.ـنتها وكمان قافله موبايلها.
نظرت سميرة نحو والدتها قائله:
أنا مكنتش قافله موبايلي، و…
قاطعها عماد بغضب:
و إيه يا مدام طبعًا حتى لو مش مقفول صامت طبعًا شغلك أهم و….
قاطعته عايدة:
وإنت فين يا عماد ليه بتلوم على سميرة إنت كمان تعرف إيه عن بـ.ـنتك لو مكنتش إتصلت عليك مكنتش هتعرف غير بالصدفه… إنت هنا مجرد زائر.
نظرت سميرة نحو والدتها وتفاجئت بما قالته لـ عماد، ليس هى فقط من تفاجئت عماد نفسه تلجم من المفاجأة، گادت عايدة أن تُكمل حديثها الصريح، لكن صوت جرس الشقه جعلها تصمت قليلًا حين تهـ.ـر.بت سميرة قائله:
هروح أشوف مين عالباب.
اومأت عايدة لها بينما عادت تنظر لـ عماد قائله بتوضيح جاف:
تفتكر يا عماد أنا مكنتش عارفه يمنى جرالها إيه فى الحضانه، أنا متصلتش على سميرة أساسًا غير وأنا قدام الحضانة،تعرف ايه عن الليالي اللى سميرة كانت بتسهر جنب يمنى وهى مريـ.ـضة تراعاها،حتى سميرة كانت بتبقى مريـ.ـضه وإنت متعرفش ، ياريت تفوق وترحم نفسك وترحم قلب بـ.ـنتي معاك، اوقات بقيت بنـ.ـد.م أن جيت لك وعرفتك بحمل سميرة رغم أنها مكنتش عاوزاك تعرف، مع ذلك ضعيفه معاك، ضعفها من قلبها اللى بيحبك بس صدقني فى شعره بين الشخص اللى محتاج للحب زي سميرة ، الشخص اللى بيحب بس أناني زيك يا عماد، ياريت تفهم كلامي، سميرة عمرها ما قالتلى على أى حاجه بينك وبينها بس المثل بيقول “إن ما شكى العيان حاله يبان”
وسميرة عيانه بحبك والشفا منه مش صعب يا عماد.
صمتت عايده حين رأت دخول حسنية بلهفه تسأل:
يمنى فين إيه اللى جرالها.
بدلت سميرة نظراتها بين عماد وعايدة وجوههم كان كل منهم واضح عليها التباين، والدتها ملامحها هادئه، عماد يبدوا عليه الإنزعاج بوضوح… حاولت تلطيف ذلك وتبسمت لـ حسنية قائله:
والله أنا لسه واصله يا طنط، بس ماما قالتلي إنتِ عارفه يمنى هواله.
تبسمت حسنية ونظرت نحو عماد قائله بعتاب:
لو مش صدفه بكلمك مكنتش عرفت، فين يمنى.
تبسمت حسنية حين سمعت صوت يمنى الآتى من إحد الغرف قائله:
أنا هنا يا ناناه.
تبسموا جميعهُن ،الإ عماد بلا رد فعل،أو بمعنى أصح حديث عايدة الجاف مازال يطن برأسه،تبسمت حسنية قائله:
روح قلب ناناه.
ذهبن الثلاث الى تلك الغرفه،بينما عماد توجه الى شُرفة بالشقه قام بإشعال سيجارة يُنفث دخانها مازال حديث عايدة يدور برأسه،يشعر هل بإنزعاج وغضب،أم ببُغض من نفسه يُفكر، هل هو حقًا هكذا مجرد زائر بحياتهن…
بينما بالغرفه الموجوده بها يمنى دخلن خلف بعضهن جلست حسنيه على طرف الفراش جوار يمنى،كذالك سميره على الطرف الآخر وعايده جوار حسنيه تبسمن لـ يمنى التى ذهبت نحو سميرة تشكو وتسرد لها ما حصل وعن آلم ذاك الخدش الذى شبه إنتهى حـ.ـضـ.ـنتها سميرة بأمومة،كذالك إستمتعت بدلالهن لها كطفله الى أن عاد إليهن عماد،نظر نحو يمنى التى تجلس بحُضن سميرة،سميرة التى حايدت النظر له…لاحظت حسنيه نظرات عماد،تنهدت بآسف،عماد مازال يترك الماضي يتحكم بعقله، يُطمس مشاعرهُ الحقيقية خلف برود مُصطنع منه،وقلبه مُشتعل بالعشق.
❈-❈-❈
بمنزل هانى
وضعت فداء طعام العشاء،أخبرت هاني فقط،حين نظر الى طاولة الطعام شعر بجوع،لكن سأل ببساطه:
فين هيلدا.
ردت بإستهزاء:
معرفش تلاقيها فى اوضتها.
قبل أن يتحدث جائت هيلدا ترسم بسمه صفراء،همست فداء:
أهى جت شغاله خلو فى تلميع الأوكر،ودانها سماعات والله بشك إنها بتفهم عربي وبستغـ.ـبـ.ـي علينا.
لم يسمع هانى همس فداء،جلس الثلاث يتناولون طعام العشاء،رغم تأفف هيلدا من نوعية الطعام،لكن أكلت القليل.
بعد وقت تركهن هاني،للرد على هاتفه،نظرت هيلدت لـ فداء بإزدراء قائله:
ساحره مُشعثه.
تهكمت فداء قائله بالعربي قصدًا:
حيزبون متصابيه.
لم تفهم هيلدا ذلك عكس اعتقاد فداء،لكن سمعها هاني الذى عاد وأخفي ضحكته خلف بسمه…إقتربت منه هيلدا بوقاحه تضمه تُقبل وجنتيه،نظر نحو فداء التى لم تتحمل ذلك وذهبت نحو غرفتها تكبت دmـ.ـو.عها… حاول فك أسرها له،لكن هيلدا جذبته من يديه قائله:
سأرحل بالغد هاني أود أن تبقي معي الليله.
فكر بالرفض هو ينفُر منها،لكنها كانت مثل العَلَقَه،تمسكت به وجذبته معها الى غرفتها تقوم بإغواؤه لكنه لم يسقط فى ذلك،إزدادت إغواء رغم أنها تعلم أنها لن تستطيع مجابهة جموحه مثل تلك المُشعثه، لكن لن تستسلم الليله ستقهرها…حتى لو ظل هانى معها بالغرفه دون أي علاقه يكفي ذلك،بالفعل نفر هانى منها لكنها ألحت:
اريد النوم بين يديك هاني…أرجوك انا أشعر بالريبه ليلًا،أشعر أن تلك المُشعثه تأتى لغرفتي تحاول خـ.ـنـ.ـقي.
تهكم هاني من قولها، إستسلم وذهب معها الى الفراش، لم يحدث بينهما أي علاقه فقط يحتضنها وهى نائمه عقله سارح بـ فداء…
بينما فداء دلفت الى غرفتها تشعر بالغـ.ـيظ من أفعال هيلدا الوقحه، جلست على الفراش تقول:
قبيحه ومعندهاش حيا، وهو كمان راح معاها أوضتها.
سُرعان ما لامت نفسها:
مالك يا فداء إنتِ متجوزه وعارفه إن له زوجه تانيه وطبيعي لها حق عليه.
نهرت نفسها:
كنت عارفه بكده فعلًا، بس هى كانت هتبقي بعيد عن هنا.
-ويفرق إيه بعيد عن هنا أو هنا، مكانتك زوجه تانيه.
زفرت نفسها بغضب والقت بجسدها على الفراش أغمضت عيناها تعتصرهما، لكن فتحتهما بسرعه حين ظنت انها سمعت صوت مقبض الباب، نظرت نحوه، لكن يآس قلبها فهذا وهمًا… تنفست واغمضت عيناها تحاول النوم.
❈-❈-
صباح اليوم التالي
بمنزل هاني، نظرت هيلدا الى فداء التى تقف جوار إنصاف تضع يدها على كتفها، بينما نظرت نحوها بفتور، شعرت بكُره للإثتين، وإقتربت تتمحك بـ هاني… إستهزات إنصاف تنظر لـ فداء قائله:
شايفه قلة الحيا، عاوزاكى تتعلمى منها، يلا نكـ.ـسر وراها قُله يااارب يبعدها عن طريق هانى.
تبسمت لها فداء قائله:
آمين.
بعد وقت بالمطار،حين دخلت هيلدا الى صالة المسافرون،تركها هانى للرد على هاتفه،كان إتصال من حسنيه ارادت رؤيته وافق وقال لها:
هفوت على عماد وهجيلك نتغدا سوا.
بينما بالمطار، أثناء سير حقيبة هيلدا على جهاز الإنذار قام بالتصفير أكثر من مره، مما جعل أمن المطار يأخذها الى غرفة التفتيش الخاصه، قاما بفتح الحقيبه وتفتيشها، الى ان وجدا علبتين مرسوم عليهما مفرقعات، تحفظوا على هيلدا وفتحوا تلك العلب، تفاجئوا انها مفرقعات تُشبه صواريخ الاعياد…
كانت منهارة جدًا، تنفي ذلك الهوان لكن فجأه تأسفوا منها، بسبب خطأهم ضحكوا، وهى ترتعش رعـ.ـبًا عقلها يسأل من أين آتت تلك المفرقعات، فكر عقلها لابد أنها المُشعثه، حاولوا تهدىتها، وتركوها تهاتف هانى، حين أثبتت لهم انها زوجة مواطن مصري.
ظهرًا بـ ڤيلا عماد
جلس هانى يمازح حسنيه ويتحدث معها بود، وهى تمدح له انه منذ ان تزوج أصبح أفضل، كذالك تمدح بـ فداء،
فداء الذى أصبح متشوقًا لقُربها، حتى تلك العلكه التى كان يبغضها أصبح أحيانًا يتقبلها
فى ذاك الوقت صدح رنين هاتفه، أخرجه من جيبه ونظر للشاشه كان رقم غير معروف له
إستأذن منها وخرج للرد، لكن تفاجئ بصوت هيلدا المُرتعب تُحدثه تسرد له انهم إحتجزوها بالمطار، إستغرب ذلك وقال لها:
تمام ساعه بالكتير هكون فى المطار.
دخل الى حسنيه مستأذنًا ومُعتذرًا:
للآسف مش هقدر اتغدا معاكِ، هيلدا بتتصل وبتقول إنهم إحتجزوها فى المطار.
تبسمت سائله:
وحجزوها ليه، ياريتهم كانوا سابوها تغور.
تبسم قائلًا:
مش عارف، هروح أشوف فى إيه.
تبسمت له قائله:
متقلقش، وإبقى إتصل عليا قولى حجزنها ليه، يمكن شكوا إنها وباء عالبشريه.
تبسم لها قائلًا:
تمام هبقى أتصل عليكِ، سلام.
غادر هاني، بينما تنهدت حسنيه قائله:
يارب تغور عشان تفوق لـ فداء ويتوب عليك ربنا من الغُربه، يا إبن إنصاف.
❈-❈-❈
بمركز التجميل
كانت سميرة تجلس بغرفة الإدارة
تُتابع سير العمل عبر ذاك الحاسوب
لكن فجأة راودتها ذكري لا تعلم سبب لما تذكرتها الآن
[بالعودة أثناء فترة زواجها بـ نسيم]
كانت ممده فوق الفراش تعبث بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز تتنقل بين القنوات تبحث عن شئ تُشاهده، لكن فجاة فُتح باب الغرفه ودخل نسيم عليها مُتهجمًا ومتجهمًا يسير بترنُح
تكورت على نفسها رُعبًا من منظره المُشعث، وثوبه المفتوح من على صدره، بالتاكيد هو تحت تأثير تلك المـ.ـخـ.ـد.رات التى يُعاقرها بجنون، خشيت ان يؤذيها فعل ذلك سابقًا وقام بصفعها أكثر من مره، لكن يبدوا هذه المره بحاله مُزريه للغايه وهو يقترب منها وهى تتكور على نفسها بالفراش تنظر حولها بهلع، تود أن تصرخ حتى ينقذها منه احدًا، كانت عيناه مُتجمرة بالشر حمراء، إقترب من الفراش، لكن فجاة سقط رأسه أسفل قدmها على الفراش، إرتعبت، بخـ.ـو.ف وترقُب منها مدت يدها نحو راسه، تخشى بطشهُ بها او يكون اصابه مكروه، وضعت يدها فوق راسها، رفع رأسه فجأه إرتعبت وعادت للخلف… سند بيديه على الفراش ونهض يقترب منها وهى تتكور على نفسها، حتى انه جذب قدmيها على الفراش إرتعبت لكن سرعان ما تبدل ذلك الرعـ.ـب الى ذهول، حين شعرت بدmـ.ـو.عه على ساقيها يقول بتوسل:
سامحيني يا سميرة، أنا عارف إنك مكنتيش موافقه تتجوزيني، انا بحبك والله من أول مره شوفتك فيها هنا، عارف أنك لسه بتحبي اللى كان خطيبك، سامحيني انا هتعالج واعوضك، وهخليكِ تنسيه وتحبيني، بس إنتِ ساعديني، أنا عاوز أتعالج، بس معنديش إرادة، خليكِ جنبي وساعديني.
“ساعديني”
على تلك الكلمه غامت عين سميرة بالدmـ.ـو.ع ماذا تقول له، ان قلبها يآس من الحب تعلم انها تكسب حُرمانية التفكير برجل اصبح بعيدًا عنها وليس من حقها مجرد ذكر إسمه المحفور بعقلها وانها أحيانًا يخـ.ـو.نها عقلها وتتخيل أنها مازالت تنتظر عودته إليها… صعب هذا الشعور
التى تعيشه حياه بائسه
مع زوج سقيم
وحب أصبح عقيم وبعيد لكن قريب من الوتين
شعرت برأس نسيم على ساقها، حاولت جذب ساقها لكن هو تمسك بها ونام براسه عليها، شفق قلبها عليه صامته لم تستطيع ان تقول له إبتعد، او حتى تجذبه لها وتقول انها ستسانده ويتعالج قد تُصبح حياتهم طبيعيه، لكن صعب اى إختيار إستسلمت لواقع سار بحياتها دون ان تستطيع تلوين أيامه.
[عودة]
نفضت تلك الذكري حين دخلت الى الغرفه عِفت تقول:
إحنا فى وقت الراحه ما تجي نروح الكافيه بقالنا زمان مروحناش اهو نتهوا من خـ.ـنـ.ـقة البيوتى شويه.
حاولت نسيان تلك الذكريات ونهضت مُبتسمه تقول:
تمام خلينا نخرج نشم هوا شويه.
❈-❈-❈
بعد لحظات
بذاك المقهى
جلسن سميرة وعِفت
لكن فجأه تفاجئن بذاك الذى يجلس على طاولتهن يفرض نفسه قائلًا:
للآسف كل طرابيزات الكافيه مشغوله ومعرفش حد ممكن أقعد معاه.
تهكمت عِفت:
وعلى إعتبـ.ـار إننا نعرفك، إتفضل….
قاطعها:
للآسف مفيش بينا معرفه قريبه بس عالاقل جمع بينا مواقف تخليني أقعد هنا عالاقل عشان اقدm إعتذاري.
كادت عِفت ان تستهجن عليه لكن إحتوت سميرة الموقف قائله:
عادي تقعد من غير ما تعتذر، كان فى سوء تفاهم، وخلاص إنتهي.
نظر لـ عِفت عيناه تلمع بإعجاب ثم نظر نحو للغرابه ليست نفس النظره القديمه نظره عاديه
تبسم قائلًا:
حازم الفيومي.
رن إسم الفيومى برأسه سميرة، وخفق قلبها، بينما عِفت تحدثت بفتور:
ده مش لقاء تعارف
وعاوز تقعد عالطرابيزه يبقى تقعد ساكت إعتبرنا مش موجودين، أغراب يعنى.
اخفت سميرة بسمتها مقابل برود حازم الذى كان يتجاذب الحديث معهن كانت سميرة ترد عليه بينما عِفت تود صفعه على صفاقته.
بعد وقت نهضن سميرة وعفت
عرض حازم دفع الحساب للغرابه لم تعترض عِفت على ذلك وتبسمت بتغريمهن له… ثم غادورا
تنهد حازم شعور جديد ليس إعجاب، بل قلبه يخفق بسعاده حين تتحدث.
اثناء عودة سميرة وعِفت الى مركز التجميل عاتبها قائله:
مكنش لازم تسمحي للغـ.ـبـ.ـي ده يقعد معانا.
تبسمت سميرة بمكر:
ليه ده شخص لطيف… وذوق كمان.
-لطيف وذوق
سميره بلاش تنخدعي فى المظاهر، ده شخص واضخ إنه استغلالي وعاوز يتسلي وبيضيع وقت.
تبسمت سميرة قائله:
عالعموم هى مره وخلاص إنتهت اهو دفع لينا الحساب.
ردت عِفت:
لو كنت أعرف كنت دبسته فى فاتورة كبيره زي بتاع المستشفى قبل كده.
ضحكت سميرة قائله:
قلبك أبيض،المره الجايه لو سخف إبقى اعمليها،يلا خلاص وصلنا البيوتى بلاش عصبيتك دى تطلع عالزباين.
ضحكت عفت قائله:
لاء المُتصابيات بحب أحاديثهم الفارغه،لذيذة.
❈-❈-❈
مساءً
فتح عماد هاتفه ينظر الى صورة سميرة بإشتياق منذ الأمس لم يراها مجرد مكالمه هاتفية إطمئن بها عليها هى ويمنى، تنفس بشوق لها، للحظه فكر أن يُهاتفها ويطلب منها أن يلتقيا، لكن تراجع بالتأكيد ستتحجج بأى شئ لعدm اللقاء، زفر نفسه قويًا، يعبث بالهاتف بيدهُ الى أن حسم قراره سيسير خلف قلبه، نهض يجذب معطفه ومفاتيحه وغادر من المكتب يسير خلف شوق قلبه.
بمركز التجميل
نهضت سميرة تقول لـ عِفت:
خلاص مبقتش قادره حاسه بإرهاق شـ.ـديد.
تنهدت عِفت هى الأخري بآرهاق قائله:
أنا كمان، مُرهقه جدًا، الشغل فى البيوتى ما شاء الله الايام دى زاد الضعف،هقولك سر أنا كنت خايفه من زباين البيوتى معظمهم كانوا من معارف مدام چانيت.
توافقت سميرة معها قائله:
كان نفس الهاجس عندي،بس الحمد لله،الزباين عندهم ثقة في اللى شغالين فى البيوتى واللى كانوا بيتعاملوا معاهم وقت مدام چانيت هما هما.
أومـ.ـا.ت عِفت بتوافق:
إنتِ بـ.ـنت حلال يا سميرة وتستاهلى كل خير،كمان كانت شجاعه منك إنك تزودي المرتبات خلت اللى شغالين إنبسطوا،رغم إنى عارفه إن الزيادات دى هتقلل من أرباحك،بس أهو الحمد لله،فى تعويض زيادة فى الزباين والشغل كمان.
تبسمت سميرة قائله:
الحمد لله، يلا إطلبي لينا تاكسي يوصلنا، يا بختك إنتِ هتروحي تنامي، أنا لسه الهوم ورك مع برينسيس يمنى.
تبسمت عِفت قائله:
والله وحشاني بغمازاتها، ربنا يخليهالك وتخاويها قريب عشان تبطل دلع زايد.
لوهله سئم قلب سميرة لكن تبسمت قائله:
إخلصي إطلبي تاكسي لو فضلنا نرغي هنبات هنا.
تبسمت عِفت موافقه، ثم قامت بطلب إحد سيارات الآجرة
بعد قليل خرجن من مركز التجميل سويًا كُن تمزحن معًا بمرح،لكن سئم وجه سميرة حين رأت سيارة عماد ظنت فى أنه السائق، لكن
عماد الذى وصل للتو أخفض زجاج السيارة وظهر أنه هو من يقودها، لوهله خفق قلبها لرؤيتها له بعد أيام، لكن عاتبت نفسها بسبب ذاك الضعف الا يكفي، تنفست بسخونه، وكادت تتغاضي عن النظر نحوه وتدعى عدm رؤيتها له، لكن عماد ضغط على ذر التنبيه لفت إنتباة عِفت كذالك سميرة، نظرت نحو عِفت قائله:
التاكسي وصل، بس للآسف أنا مش هروح معاكِ.
نظرت عفت نحو تلك السيارة وتبسمت قائله بغمز:
آه أبو غمازات جاي ياخدك، تمام أشوفك بكره.
رسمت سميرة بسمه لها، ثم توجهت نحو سيارة عماد، قبل أن تصل فتح عماد لها الباب وهو مازال جالس بالسيارة إشارة واضحة أن تصعد الى السيارة، بالفعل إمتثلت وصعدت الى السيارة،ثم أغلقت خلفها الباب،تنحنحت حين قاد عماد السيارة قائله:
زمان يمنى مستنياني أرجع عشان أساعدها فى الهوم ورك.
تنفس عماد قائلًا:
مش هيحصل حاجه لو إستنت كمان ساعه ولا إتنين.
نظرت له سميرة بإستفسار رغم أنها تعلم الجواب،لو كان أراد رؤية يمنى لكان جاء الى الشقه،لكن هو منذ إحتداد الحديث بينه وبين والدتها وهو لم يذهب الى الشقه،حتى إتصالاته الهاتفه أصبحت أقل،كذالك حديثه أقل:
ساعه ولا إتنين إيه إنت مش هتوصلني للشقه.
تنفس قائلًا بإختصار:
لاء هنروح الڤيلا الجديده،رغم إننا إتقابلنا فيها قبل كده،بس متفرجتيش عليها.
تنحنحت قائله:
خليها يوم تانى….
قاطعها بآمر:
لاء،خلاص قربنا نوصل،متأكد هتعجبك.
صمتت سميرة بإستسلام،الى أن وصلا الى تلك الڤيلا،ترجل عماد من السيارة وذهب نحو الباب الآخر قام بفتحه ينظر لها من أسفل تلك النظارة التى يضعها حول عينيه،لا تعلم سميرة لما شعرت خفقان زائد بقلبها،كآن تشعر أن هنالك شيء سئ سيحدث،لكن ترجلت من السيارة،أغلق عماد باب السيارة،أشار لها بيده أن تتقدm أمامه الى أن وصلت امام باب الڤيلا الداخلي،توقفت تنتظر الى أن فتح الباب وشارو لها بالدخول،دخلت وهو خلفها أغلق الباب بهدوء،لكن رغم ذلك شعر بصخب فى قلبها،خلع نظارته قائلًا:
تحبي نبدأ من فوق ولا من تحت،عاوز رأيك فى الڤيلا.
إزدرت ريقها قائله:
ينفع يوم تانى عشان أنا مُرهقه.
لم يهتم،وجذب يدها لتسير خلفه قائلًا:
مش هناخد وقت.
غـ.ـصـ.ـبًا بخفقان قلب،سارت خلفه وهو يفتح باب خلف آخر،تشاهد حجره خلف أخري،الى أن وصلا الى إحد الغرف دلف عماد أولًا وجذبها خلفه قائلًا:
ودي أوضة النوم الرئيسيه،إيه رأيك فيها.
ردت ببساطه:
كويسه،كفاية كده أنا شوفت الڤيلا…
قاطعها وهو يجذبها من عضدي يديها يضمها إليه،قائلًا:
لسه مجربناش العفش.
فهمت مغزي حديثه كادت تتوجه ناحية باب الغرفه بإدعاء عدm الفهم لكن جذبها أكثر عليه حاصرها بين يديه وقبلها فى البداية كانت قُبلة غضب،تحولت الى قُبلة عشق وإشتياق،قاومت سميرة ذلك ودفعته بيدها على صدره،لكن هو ضمها أقوي بين يديه وظل يُقبلها الى أن إمتثلت له ولذلك الطوفان الساخن، يجذبها معه الى الفراش وقت عشق مُميز،حتى شبع أو شعر بالإرهاق تركها وإضجع بظهرهُ على الفراش…
ينظر نحوها،للحظه ظنت أنه سيجذبها على صدره،بالفعل كاد يفعل ذلك لكن تذكر حديث عايدة معه قبل أيام وجملتها
“سميرة عيانه بحبك،والشفا منه مش صعب”
حقًا هى قادره على ذلك سبق وخذلته وتزوجت بآخر،تنهد بقوة يشعر بآلم حرقان بعينيه أغمضهما يكاد يعتصرهما، بنفس الوقت نظرت سميرة نحوه ظنت أنه كالعادة القديمة سينهض من جوارها،جذبت الدثار عليها وحتى جذبت إحد قطع ملابسها إرتدتها ثم تركت الدثار وهبطب من فوق الفراش،تجذب بقايا ثيابها،وبدأت ترتدي فيها،فتح عماد عينيه،حين شعر بإنسحاب الدثار،شعر بها تهبط من فوق الفراش تجذب ثيابها رغم آلم عيناه لكن رأها وسألها:
إيه رايك فى الڤيلا.
أجابته وهى تُعطي له ظهرها تكمل إرتداء ثيابها:
حلوة،كمان واسعه ومودرن.
بذلة لسان تفوه:
فعلًا واسعه ومودرن تنفع أتجوز فيها.
توقفت عن إرتداء ثيابها ووجهت نظرها نحوه للحظات تشعر كآن خلاياها تصنمت،لكن خرج صوتها متآلمًا:
ويا ترا مين العروسه اللى تليق بالڤيلا دى،أكيد طبعًا “چالا الفيومي” أكيد الإشاعات مكنتش صُدف.
نـ.ـد.م عماد على ذلة لسانه،إزدرد ريقه وعاند من قسوة و.جـ.ـع عينيه قائلًا:
مفيش دخان من غير نار،سبق وقولتلك دي إشاعه ومش شرط تكون هى العروسه،وأنتِ أكيد عارفه مكانتك هتفضلي الأولي فى كل شئ.
فهمت حديثه وتهكمت بسخريه
الأولى… بس إنت مش الأول يا عماد، بس أكيد إختيارك المره دى لـ بـ.ـنت تكون إنت الأول فى حياتها.
صمت للحظات يزداد شعور النـ.ـد.م، فهمت من صمته أن فكرة زواج بأخرى تلمع برأسه وبالتأكيد بقلبه أيضًا…
تحجرت الدmـ.ـو.ع تحرق بعينيها اللتان تنظر له بهن، نظرة تفيض بمشاعر مُتعددة من قسوة ما تشعر،”آلم،هزيمه،آسف،ضياع”مشاعر تفتك بقلبها،لكن تمثلت بقوة واهيه وإعترفت بمكانتها الباقيه فى حياته ليست سوا أم طفلته التى وصلت بينهم بالخطأ وإعترفت بإنهزام قلبها:
وأنا هيبقى محلي أيه من الإعراب هطلقني إمتى يا عماد.
شعر بنـ.ـد.م ليته ما قال هذا كان مجرد ذلة لسان لكن سُرعان ما إصتطدm وبرقت عينيه بذهول، ونفض ذاك الدثار من عليه ونهض من فوق الفراش توجه نحوها بغضب قائلًا:
أكيد إتجننتي ومش عارفه بتقولى أيه.
تهكمت بحسره ومرارة قائله بإستقواء واهي:
بالعكس يمكن ده أول طريق العقل بالنسبة ليا.
جذبها من عضدي يديها يضغط عليهما بقوة وغـ.ـيظ وهو ينظر الى عينيها يشعر بنـ.ـد.م، لأول مره يرا تلك النظرة المُتحديه الجافه بعينيها،لكن قال بإستهوان:
وأيه اللى هيتغير فى علاقتنا، من وقت ما إتجوزنا وهى نفس النظام.
نظرت الى تلك النظره الحاميه بعينيه وقالت بقوه:
إتغير حاجات كتير، كانت جوازة غلط من البدايه… كنت غـ.ـبـ.ـيه وفكرت إنك لسه بتحبني، بس ده كان عقـ.ـا.ب ربنا ليا، نسيم كان ممكن يتعالج بس أنا إستهونت وشاركت فى مـ.ـو.تهُ…
قاطعها متهكمًا يقول بقصد إستفزاز:
أيه دلوقتى بتحني له،
ولما أطلقك هتفكري تتجوزي تانى… قصدى تالت.
كان ردها صادmً بل هازمً لغروره:
وارد جدًا.. ليه لاء، وجايز ألاقى معاه سعادتي اللى محستش بيها فى أول جوازتين.
إرتسمت الصدmه، حديث سميرة القاسي بالنسبه له حرق ليس فقط قلبه بل حرق كبرياؤه وإن كان تنازل عن ذلك سابقًا وتركها لغيره لن يتحمل ذلك الآن، لكن لابد أن تشعر بما شعر به سابقًا ومازال يشعر به كلما حاول بداية نسيان الماضي.
يتبع….
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاث أيام
بأحد مشافى مدينة المحلة الخاصه
رد شعبان على من يسأله عن حالة صحته:
الحمد لله بقيت كويس المستشفى هنا الرعايه فيها أفضل من مستشفى الحكومه، بشكرك أكيد تعبت فى تجميع المبلغ الكبير اللى إندفع للمستشفى هنا وده دين عليا ليك.
رد عليه الآخر:
إنت مش مديون لا ليا ولا لغيري، لآنى متعبتش فى تجميع المبلغ بالعكس أنا وصلني قيمة علاجك وزيادة كمان، ومن شخص قريب منك.
إستغرب شعبان سائلًا:
مش فاهم قصدك ومين الشخص القريب منى ده اللى دفع المبلغ ده كله.
رد عليه:
عماد
عماد إبنك، خاله جالى الدار وقالى عماد هيتكفل بعلاجك.
إندهش شعبان قائلًا بخفوت وغصة قلب ونـ.ـد.م:
عماد!
دmعه سالت من عينيه يشعر بقسوة الايام بالأمس كان عماد يحتاج إليه والآن هو من يتصدق عليه بماله…كم هو عسير تدابير الزمن
صمت حل على المكان قبل أن تدلف هانم وتتسمع على حديثهم شعرت بحقد وتفوهت بسخط:
لاء كتر خيره،
ولما هو عارف إن شعبان يبقى أبوه ومريـ.ـض ،باعت شوية فلوس يتزكي عليه،عشان يتفشخر،الأولى كان جه ليه يزوره فى المستشفى ويطمن عليه ولا خايف يعفر رِجليه بتراب السكه، ولا يمكن مش معاه تمن بنزين عربيته الغاليه.
أجابها الرجل يعلم حقيقة ما حدث بالماضي لو شخص آخر غير عماد.. ربما ما كان إهتم وتركه للحوجه والأخذ من أيادي الناس :
الدنيا مشاغل يا سِت،زيارة المريـ.ـض بتبقى قصيرة، أنا أديت الأمانه وإطمنت عالحج شعبان، وربنا يتمم شفاها ويقوم بالسلامه.
غادر الرجل بينما ظلت هانم تنظر لـ شعبان بمقت من نظرة عيناه النادmة وقالت بطمع:
بدل ما كان عماد بعت الفلوس مع الراجـ.ـل ده وهو الللى يحاسب المستشفى كان حولهم مباشر علينا.
نظر شعبان لها يسأل عقلهُ… هل كان مغفلًا أم ناقمًا على نعمة كانت بيده وأضاعها وبسبب ذلك عوقب بتلك المرأة… أم كان متواكلًا لا يريد الإنفاق على زوجة وبيت وكانت تلك هى المرأة المناسبه كانت تُنفق والدتهت عليهما الى أن رحلت… الطمع أغري عينيه وعينيها من أجل المال هي زوجته بعقد عُرفي وبالاوراق الرسميه هي طليقتهُ.
❈-❈-❈
قبل أن تصل ذاك المحل التى تعمل به هند تأففت من إتصال أختها عليها تطلب منها مالًا من أجل دفع أحد دروسها قائله:
تمام هتصرفلك فى حق المذكرة لما أرجع.
أغلقت الهاتف تزفر أنفاسها تشعر بضيق من تلك المسؤوليه المُلقاه على عاتقها،توجهت نحو المحل لكن قبل أن تخطي بداخله تفاجئت بالشرطه مُنتشرة بالمكان إستغربت ذلك وذهبت نحو المحل تفاجئت بالشرطه،لكن المفاجأة الأكبر كانت حين إتهمها صاحب المحل:
أهي جت،دي هى اللى كانت بتتفق مع الزباين اللى كانوا بيشتروا بفلوس مزوره،أكيد هما الحـ.ـر.اميه اللى سرقوا المحلات وكمان دكان الصاغه اللى كان فى الشارع.
ذُهلت من الإتهام،وتصنمت بمكانها ترتجف.
❈-❈-❈
بمنزل هانى
وضعت إنصاف طبق الطعام، نظرت نحو حامد الذى مد يده على الطعام قائله:
إستني لما فداء وبسنت يجوا إيه الجوع قطع بطنك مش قادر تستني فداء وبسنت على ما يجوا.
نظر لها وهو يضع اللقمه بفمه يستسيغ طعمها قائلًا:
وهما إيه اللى أخرهم كده،وكمان مش المفروض السنيورة مرات إبنك تريحي وهى اللى كانت تحضر الفطور، هدلعيها من أولها، عشان تركب عليكِ.
نظرت له قائله:
كُل وبلاش كلام فاضي عالصبح، وبلاش طريقتك دي فى الكلام والتلقيح قدام فداء،متنساش إنها بـ.ـنت ناس وكمان المفروض عروسه،مش عارفه هانى عقله زى ما يكون أتجن فجأة بعد ما كان مبسوط وقولت هيمد أجازته،فجأة سافر مع هيلدا،زي ما يكون سحرته.
تهكم حامد وإزداد فى الحديث حين رأي إقتراب فداء قائلًا:
هاني عارف مصلحته فين وهيلدا هى صاحبة الخير اللى فيه ده كله،وكمان مـ.ـر.اته الاولانيه وحياته كلها هناك،وأكيد مبسوط أكتر.
نظرت له إنصاف وكادت ترد لولا نظرة عين فداء الحارقه له…لكن نظرت إنصاف له بتحذير أن يصمت ،ثم نظرت لـ فداء قائله:
صباح الخير،يلا تعالى نفطر.
اومأت فداء بقبول مُبتسمه قائله:
صباح النور يا طنط.
تهكم حامد بإستهزاء:
دي حمـ.ـا.تك يعنى المفروض تقولى لها يا ماما.
نظرت له إنصاف بتحذير ثم قالت بلطافه:.
طنط طالعه منها حلوة اوي زيها.
تهكم حامد بإستهزاء وضع لقمه بفمه، بينما قالت فداء بغـ.ـيظ:
طنط فعلا فى مقام مامتي، وبحبها زي مامتي من زمان.
ربتت إنصاف على كتفها بمحبه، بينما تعمد حامد سؤال إنصاف:
سمعتك من شويه كنتِ بتكلميهانى عالموبايل هو كان متعود كل يوم يكلمك الصبح قبل ما ينزل شغله فى فرنسا، قولت بعد ما إتجوز يمكن يغير عادته ويكلم مـ.ـر.اته.
فهمت فداء تلقيح حامد وقالت:
هو فعلا كلمني وأنا كنت نايمه، وأكيد شويه وهيرجع يكلمني تاني، إنت عارف إن فى فرق ساعه بينا، هو طبعًا زمانه فى شغله دلوقتي، راجـ.ـل بيشتغل مش عايش عاله على غيره.
أخفت إنصاف وبسنت التى جاءت ضحكتهن من إفحام فداء لـ حامد،
حامد الذى شعر بالكُره لها وتبادل الإثنين نظرات البُغض لبعضهما.
❈-❈-❈
مساءً
بـ شقة سميرة
دلفت تبتسم لتلك التى قابلتها بالأحضان
رغم إرهاقها إنحنت تحملها ثم توجهت نحو المطبخ تبسمت لـ عايدة التى نظرت لـ يمنى ومدت يديها تاخذها من سميرة ثم وضعتها على أحد المقاعد قائله:
إنزلى من على صدر مامي زمانها هلكانه من الشغل طول اليوم، ويلا أقعدي أكملك أكلك
، يادوب سمعت صوت فتح الباب هـ.ـر.بت وجريت تستقبلك… يلا أقعدي ناكل إحنا كمان، وشك أصفر من أكل المحلات مفيهوش غذا
طابخه الاكل اللى بتحبيه.
تبسمت سميرة بقبول، وضعت حقيبة يدها على أحد المقاعد، تنظر الى تلك الأطباق التى تضعها عايدة أمامها الى أن إنتهت ثم جلست
تُكمل إطعام يمنى وتأكل هى الأخري الى ان شبعت يمنى ورفضت الطعام وتركت المقعد والمطبخ، تبسمن لها، بينما نظرت عايدة لـ سميرة قائله:
مالك يا سميرة وشك بقاله يومين أصفر كده، خاسه… طول الوقت سرحانه.
كادت سميره أن تراوغ لكن نظرة عايدة جعلتها تقول:
أنا طلبت الطـ.ـلا.ق من عماد.
إنصدmت عايدة ونظرت لها بذهول سائله:
ورده كان إيه؟!.
تنهدت سميرة بآسف:
رفض، بس أنا متمسكه بقراري.
غص قلب عايدة وتدmعت عينيها بآسى قائله:
أنا لما روحت له وقولت إنك حامل ولقيته زي اللى مصدق لقى فرصه يرجعلك بها قلبي إنشرح، بس مع الوقت نـ.ـد.مت وقولت ياريتني سمعت لرغبتك وقتها أنه ميعرفش.
قاطعتها سميرة حين وضعت يدها فوق يد عايدة قائله:
أنا عارفه غرضك ياماما، مش ذنبك، أساسًا مكنش لازم أقبل برغبة عماد من البدايه لما أتقدmلى بعد مـ.ـو.ت نسيم،
زفرت نفسها وتوقفت للحظات ثم أستطردت حديثها بآسف:
واضح إن جوازي من عماد كان تكفير لذنب نسيم،يمكن لو كنت فتحت قلبي له وأستسلمت لقدري،كان إتغير و..
قاطعتها عايدة:
ذنب إيه يا سميرة، إنتِ اللى بختك طول عمره قليل.
تبسمت سميرة بغصه وهى تنظر نحو يمنى التى عادت للغرفة قبل لحظات تلهو بحقيبة يدها قائله:
يمنى كانت أحلى بخت يا ماما.
اومأت عايدة بتوافق، وتحدثن دون درايه بمن سمع حديثهن حول نسيم الذى تحملت من بطشه بها،ربما لو كان عاملها أفضل وكان زوجً طبيعيًا كانت إختلفت حياتها معه وتقبلت ذاك الزواج كزوحه طبيعيه،لكنه كان كاذب يخدعها أنه يود العلاج وبالنهاية يستلم للمـ.ـخـ.ـد.رات التي أضاعته..
تنهدت عايدة بسؤال:
إحنا هنفضل عايشين هنا فى الشقه ولا هنشوف سكن تاني.
إستغربت سميرة من سؤال عايدة وأجابتها:
نشوف سكن تاني ليه
الشقة عماد كاتبها بإسمي، يعني حتى بعد إنفصالي من عماد هنفضل فى الشقة،
توقفت للحظه وفكرت ربما بعد إنفصال عماد يود إسترجاع تلك الشقه نظرت نحو عايدة قائله:
حتى لو عماد قال دي شقتي البيوتى فيه أوضة كبيرة وواسعه كانت مدام چانيت عملاها إستراحه لها لما بتحس بتعب وهى فى البيوتى، ممكن نعيش فيها،دى أوسع من الأوضة والصاله اللي كنا عايشين فيها فى البلد.
اومأت عايدة تُربت علي يد سميرة بمؤازره، رغم و.جـ.ـع قلبها تبسمت سميرة، لكن فجاة نظرن نحو شهقة يمنى التى تعرقلت بيد الحقيبه وسقطت محتوياتها كذالك ذاك الهاتف التى كانت تعبث به فى يدها كذالك سقوطها وبكائها،نهضن نحوها سريعًا حملتها عايدة تُهدهدها كذالك سميرة التى إطمىنت أنها بخير نظرت نحو محتوايات حقيبتها المنثورة أرضًا كذالك الهاتف المنزوع جذبت تلك المحتويات وجمعت اجزاء الهاتف وعاودت تشغيله تبسمت وهى تنظر الى يمنى التى هدأت ثم نظرت الى عايدة قائله:
إيديها مش بتبطل لعب ودعبسه فى كل حاجه.
ضحكت عايدة بموافقه، بينما تدللت يمنى وألقت بنفسها نحو سميرة تحلملها كي تُدللها هى الأخري، ضحكت سميرة بقبول وكآنها نسيت ذاك السقم الذي كان بقلبها فمثلما يقولون
“إن كان كربك كبير ضع أمامك الصغير”
وهى صغيرتها التى ببسمتها إرتسمت السعادة بقلبها من جديد.
تبسمت عايدة قائله:
تعالي يا بكاشه وسيبي مامي تروح تغير هدومها، عشان تساعدك فى واجب الحضانه وتنامى بقى، دmاغك دي حديد وغاوية سهر.
عاندت يمنى وأرادت أن تظل مع سميرة… تبسمت عايدة لها بمكر قائله:
سميرة هتستحمي لو فضلتي معاها. هتحميكى.
هرولت يمنى نحو عايدة، ضحكن على فعلتها رغم آنين قلبيهن.
❈-❈-❈
بـ فيلا عماد
قبل قليل
تبسم لـ حسنيه التى قابلته ببسمه هى الأخري
سائله:
جاي بدري الليله.
اجابها بإرهاق:
حسيت إن مُرهق قولت الشغل مش بيخلص.
نظرت الى ملامح وجهه، فهمتها جيدًا، ملامحه حقًا تبدوا مرهقه، لكن الحقيقة هى ليست كذالك بل مسئومه،لديها شعور شبه مؤكد أن السبب فى كذالك حياته مع سميرة، كادت تتحدث بذاك الشآن، لكن صدح رنين هاتفه أخرجه من جيبه، نظر للشاشه بتعجُب، سميرة هي من تتصل عليه، بالتأكيد هذا مستحيل بعد شِجارهم الأخير، لكن رجف قلبه أن يكون هنالك أمرًا سيئًا،
قبل أن يرد نظرت له حسنيه سائله:
مين اللى بيتصل عليك.
أجابها:
سميرة.
نظرت لملامح وجهه ثم قالت بنبرة تلقيح وتلميح جاف:
هروح أحضر العشا على ما تكلم مراتك،يمكن قلقانه عليك وعاوزه تعرف رجعت البيت ولا لسه.
فهم مغزى حديثها لكن فتح الخط يقوم بالرد لكن إستغرب وجود صوت يمنى التى تُهمهم بعبث،يبدوا أنها تلعب،لحظات وسمع حديث سميرة مع والدتها،علم ان تكون يمنى تعبث بهاتف سميرة وإتصلت بالخطأ عليه،ظل يستمع الى حديثهن معًا، سئم قلبه من حديث سميرة وإخبـ.ـارها بشآن طـ.ـلا.قها وأنها لن تتراجع عن ذلك،كذالك حديثهن عن نسيم الذى أحرق قلبه أكثر وأكثر،فجأة إنقطع الإتصال…زفر نفسه بغضب جم كادت قبضة يداه على الهاتف أن تُحطمه،بنفس الوقت عادت حسنيه له قائله:
خير سميرة كانت عاوزه إيه؟.
أجابها ببرود:
ولا حاجه،انا حاسس بإرهاق هطلع أخد دُش وأنام.
شفقت حسنيه من ذاك السأم الواضح على ملامحه قائله:
تعالى إتعشى الاول وبعدها إبقى إطلع.
وافق وذهب معها جلسا يتناولان الطعام فى صمت، كانت حسنيه تنظر له بترقُب وهو شبه لا يأكل سألته:
ليه مش بتاكل، الأكل مش عاجبك.
أجابها:
بالعكس، بس أنا كنت متغدي متأخر.
سألته:
وإتغديت فين؟.
نظر لها قائلًا:
مال سؤالك كآنه إستجواب.
وضعت تلك المعلقه التى كانت بيدها قائله بتلميح:
ده سؤال عادي مش إستجواب… يمكن تكون إتغديت عند سميرة عايدة طبيخها له نكهه ويغوي فى الأكل، أكلت كتير.
شعر بالضيق من تلميحها ونهض واقفًا يقول:
لاء إتغديت مع عميل، شبعت،حاسس بإرهاق هطلع أخد دُش وأنام، تصبحي على خير.
نظرت الى وقفته هكذا قائله:
هقولك كلمتين يا عماد، يمكن يكونوا علاج لك من الإرهاق، النِسيان نعمة بتريح القلب ياعماد، تصبح على خير.
بسبب شعوره بالارهاق وإنشغال رأسه بما سمعه قبل قليل عبر الهاتف لم يضع حديثها برأسه وتركها وصعد الى غرفته، جلس بإرهاق على إحد المقاعد،يشعر بآلم حرقان بعينيه،ظل يفركهما للحظات،أرجع ذاك الحرقان الى ذاك الصداع الذي يشعر به بالتأكيد بسبب السُهد لايام متتاليه،بعد أن تخلى النوم عنه، نهض توجه الى حمام الغرفة إنتزع ثيابه وفتح صنبور المياة البـ.ـاردة، علها تهدأ حرارة جسده،وتخفف من ذاك الصداع، بعد قليل، خرج إضجع بظهره على الفراش وجذب علبة السجائر والقداحه والمنفضة، أشعل إحداها ينفث دخانها، مازال ذاك الحديث عالق برأسه
نفث دخان السيجاره وإضجع على خلفية الفراش تنهد يشعر كآن قلبه متوهج مثل بصيص تلك السيجارة، كذالك آلم عيناه الذى عاد وذاك الصداع القديم…
تذكر حديث سميرة الجاف معه
[قبل يومين]
ذُهل من قولها، كآنها تُعلن انها كانت تود إتمام زواجها من ذاك الذى فرق بينهم،
نظر لها بغضب قائلًا:
واضح إنك بتتنـ.ـد.مي عليه.
-فعلًا
جوازنا من البدايه كان غلط، انا مغـ.ـصـ.ـبتش عليه ترجع تتقدmلى، إنت كنت عارف إنى كنت متجوزه من غيرك، كان هيفرق إيه لو كان جوازي منه كامل يا عماد، من البدايه صدmتني وقبل ما اتكلم وأوضح لك الحقيقه طلقتني، ليه رجعت لما عرفت إنى حامل، كنت لسه مشبعتش من الإنتقام مني، كفايه يا عماد، أعتقد لما تتجوز هتلاقى اللى تأدي مهمتي فى حياتك.
هكذا ردت سميرة بجفاء، تُعلن أنها أخطأت حين وافقت على الزواج به، بل وتنـ.ـد.م على زوجها الاول، لكن ماذا تقصد بآخر حديثها…
شعر بجمرات تحرق عيناه وهو ينظر لها بهن بإحتراق، وسألها:
وإيه هى مهمتك فى حياتي.
نظرت نحو الفراش الذى مازال أثر لقائهم قبل قليل عليه مُبعثرًا قائله:
رغبة… أنا مهمتي رغبة بمجرد ما بتطفيها بتبعد عني، زي اللى كان بيعاشر عاهرة، يمكن أسوء كمان، بس نصيحه مني
بلاش بعد ما رغبتك تنتهي منها تبقى تسيبها فى السرير وتحسسها أنها عاهرة وقت مزاجك،معتقدش هتتحمل زيي،لأنها حياتها غيري يا عماد هى عاشت أنها برينسيسة بتدلع بمزاجها، لكن انا طول عمري عشت أرضي بالفتافيت، حتى فى حياتك، إنت مبسوط بوضعي معاك كده، زوجه بتروح لها أو تجياك مكان ما تختار تطفي رغبتك وتسيبها وتمشى،فندق أو ڤيلا تجيبني فيها تحسر قلبي وإنت بتقول لى هتجوز، او حتى لقاء فى أوتيل مبتفكرش فيا ولا فى مشاعر،بلاش مشاعري مش هتفرق معاك، لكن صورتى وانا نازله بعد ما شبعت ونظرة السواق بتاعك ليا،ولا حتى الموظف فى الأوتيل وأنا باخد منه مفتاح الاوضه وأطلع أستناك،او حتى بتبقى موجود فى الاوضة،كنت بتحرق من نظرة عينيهم،حتى إنت مكنتش بتبتسم فى وشي اول ما تشوفنى،فاكر يوم الحفله بتاع الافتتاح لما سيبتك وانا فى الاسانسير عامل من الفندق ضحك لى،ومد إيده بكارت له وقالى ده رقمي لو إحتاجتي لحاجه،فهمت قصده،طبعًا نازله من أوضة آخر الليل فى عربيه بسواق مستنياني كمان،فى رُخص أكتر من كده،كان نفسي ليلتها تقولى إطلعي غيري هدوم المُضيفه وإنزلى الحفله لأنك مراتي،بس طبعًا أنا مش قد مقام البشمهندس عماد الجيار اللى تليق بإسمك،هتتشرف بمين
سميرة اللى معاها دبلوم، وبتشتغل عشان محدش فى يوم حن عليها هى ومامتها، أنا ماليش مكانه فى حياتك يا عماد،مجرد متعة وقت وبتخلص وبيتحرق معاها ماضي لشاب فقير،بقى له إسم وسطوة كبيرة ولازم كل شئ بيفكرهُ بالماضي ده يحرقه… ويفكر بس إزاي يدخل وسط رجـ.ـال الأعمال وجانبه زوجه تليق بمقامهُ،مش زوجة كانت لغيرة حتى لو بالأسم فقط،أو بتفكره بأسوء ظروف حياته،أنا أهو بخرج من حياتك وبسيب مكان ميلقش بيا،إختار اللى تليق بمكانتك،كده إنتهت
سميرة من حياتك .
تعبت من المواجهه،شعرت كآن خلاياها تحترق، توقفت عن الحديث،وجذبت باقى ثيابها،لم تنظر له،وتوجهت الى حمام الغرفه،
شعر هو الآخر بإحتراق،سميرة كانت تُخفي كل ذلك بقلبها،زلة لسان جعلتها تنتفض وتتمرد،لكن هو لم يكُن يُفكر فى ذلك فقط كانت زلة لسان لو كان قادر على الإحساس بغيرها كان فعل ذلك منذ زمن،جلس على الفراش يفرك عيناه يشعر بإحتراق فى عقله،يود النهوض ويجذب سميرة يعترف لها،أن ما سردته قبل قليل كان يـ.ـؤ.لمه أكثر منها،بينما خرجت سميرة من الحمام وعادت للغرفة نظرت نحو عماد الذى كان ينحنى بظهره للأمام يضع رأسه بين يديه،لم تُبالي به وجذبت حقيبة يدها وغادرت الغرفه بلا إهتمام…بينما رفع عماد وجهه حين سمع صوت فتح باب الحمام،شعر بغشاوة فى عينيه للحظات كآنه لا يرا أمامه ولم يلاحظ مغادرة سميرة، فرك عينيه بقوة يلوم ذاك الشعور القديم بالعجز حين كاد يفقد بصرهُ وهو صغير،بسبب صفعه قويه من والده على وجهه،صفعه بسبب قوتها إرتطمت رأسه بالحائط ونزف رأسه،شعور ضعف البصر صعب، والأصعب هو إحتراق القلب بالعشق…
نهض يسير نحو باب الغرفه يتحسس الحائط، للحظة فكر بالنداء على سميرة، ربما تعود إليه، لكن رفض عقله أن تراه بهذا الضعف والإحتياج…لحظات حتى عاد يُبصر شبه مقبول،تذكر قولها عن ذاك الموظف الذى حدثها بهذه الطريقه،جذب هاتفه وأجري إتصال هاتفى،إنتظر رد الآخر عليه ثم قال له بأمر:
عاوز سجلات الكاميرات اللى فى الاسانسير ليلة الإفتتاح.
ألقى الهاتف على الفراش وتمدد ينظر الى السقف يرا حياته بغشاوة.
[عودة]
عاد يشعر بآلم بعينيه، نهض وجذب تلك القنينه الصغيرة وضع منها بضع قطرات بعينيه، تدmعت عيناه منها، لا يعرف إن كانت تلك الدmـ.ـو.ع من القطرات، أم دmـ.ـو.ع حقيقية كان يودها ربما يشعر براحه، لكن هى لا هذا ولا ذاك، هى دmـ.ـو.ع مُزيفه، عاود التمدد على الفراش يشعر كآنه منبوذ او ملعون بالخذلان دائمًا منذ طفولته، فى البداية والده وتخليه عنه، وحتى من تتغلغل من قلبه تخلت عن وعدها، والآن واجهته وعرت حقيقة لم يكُن يجهلها، ولم يكُن يستمتع بها، بل كان يشعر بالوحدة دائمًا يصحبه شعور الخـ.ـو.ف من أن يتخلى عنه الاقربين له.
❈-❈-❈
فرنسا
رغم أنهما فقط يومان لكن شعر بحنين وإشتياق لـ فداء،تبسم وهو يتذكر إحد حركاتها الحمقاء بالعلكه، شقت بسمه شفتاه،تنهد بإشتياق، وجذب هاتفه، قام بالإتصال عليها ينتظر ردها، لكن
إنتهت مدة الرنين الاول،زفر هانى نفسه بغضب،من عدm رد فداء عليه منذ يومان يهاتفها وهى لا ترد عليه،جذب شعره للخلف وعاود الإتصال،لكن كالعادة رنين دون رد
بنفس اللحظة شعر بيدين تلتفان حول جسده من الخلف وقُبله على ظهره،إشمئز منها،كاد يتقدm خطوه للأمام لكن كانت كالجرادة إلتصقت به، رغم شعورها بنفوره منها تشعر ببُغض كبير نحو تلك المُشعثه تظن أنها تتلاعب به بالكلمـ.ـا.ت عبر الهاتف، تُثير رجولته بشبابها.
لكن لم تستسلم وحاولت إغواؤه بسفور، وهى تظن أن سِحر تلك الدجاله قد آنى بثمار
فـبدmـ.ـو.ع تماسيح رسمتها عليه جعلته يُصدقها، ووافق على السفر معها، لكن هى مُخطئه فهو حقّا لو لم يكُن يعرفها جيدا لصدق إستنجادها الكاذب به، لكن هو كان برأسه هدف آخر
يخشى مواجهته، انه أصبح يهوي، لا مُغرمً
بتلك المُتحدية هى من كسبت التحدي وتوغلت لوتين قلبة المُشتاق والمُحتاح للعشق، اخطأ حين ظن ان
الهروب منها الآن قبل ان تتغلغل من مشاعره،لكن كان ألافضل له المواجهه لكن هل فات الوقت وعليه مواجهة عِناد فداء….
… يبدوا ان كما أخبرهُ عماد سابقا أن العشق لعنه تصيب الرجـ.ـال بعقولهم.
يتبع….
بـ مارسليا
زفر هاني نفسه بيأس حين إنتهي الرنين دون رد شعر بغـ.ـيظ من عدm رد فداء عليه، بالتأكيد تتعمد ذلك منذ معرفتها بشأن سفره مع هيلدا قبل أيام
إزداد غـ.ـيظه ضيقًا وغضب، حين شعر بضم هيلدا له وكذلك تقبيلها لظهره شعر بإشمىزاز من طريقتها الفجه فى إغواؤه المستفز، إستدارت بجسدها وقفت امامه رفعت يدها تضمها حول عُنفه تُقبل وجنتيه، وشِفاها، تشعر بعدm قبوله لذلك، لكن همست:
أعشقك هاني، لا تدع تلك المُشعوذة المُشعثه تنجح فى خُبثها اللئيم وتسحرك بالدلال عليك.
فجاجتها كذالك فهم انها تقصد فداء جعله يشعر بالتقزُز منها، ومن نفسه حين إستجاب معها بتلك العلاقه الحميميه التى كانت علاقه مُهلكه ليس جسديًا بل نفسيًا له،
شعرت بنشوة خاصه مُزدهرة فى قلبها حين بادلها هاني ذلك اللقاء العاطفي،ظنت أن سِحر تلك الدجالة أصبح يآتى بمفعول معها،ها هو بادلها الغرام وأشبع رغبتها دون جموح،وضعت رأسها فوق صدرة التى وضعت قُبله عليه،عبثت بآناملها بإثارة فوق صدره،بينما هو مازال بلا مشاعر ناحيتها، يُحرك قلبه وعقله شوق خاص لقُبلة من فداء أغمض عينيه وإستسلم لغزو خياله وعبثها معه بتلك العلكه، تذكر اول لقاء بمحل البقاله، غـ.ـصـ.ـبً إبتسمت شِفاه بتوق حقيقي لقُبله منها… لكن غـ.ـصـ.ـبًا فتح عينيه نظر الى هيلدا التى تلمع عينيها، فجأه ذهب ذاك الا أنه يشعر بعـ.ـذ.اب الضمير بعد مواجهة فداء له بعد أن سافر مع هيلدا وتذكر تلك الليله
[بالعودة ـ ليوم سفر هيلدا]
بدmـ.ـو.ع التماسيح إستقبلت هيلدا هاني بتلك الغرفة التى وضعها بها امن المطار إعتذارًا على سوء الفهم
لم يخيل على هاني تلك الدmـ.ـو.ع وسألها:
فى إيه حصل.
اجابته وهى تحتضنه تدعى الرهبه من الموقف:
آمن المطار شكوا بمحتويات الحقيقه بسبب تصفير جهاز الإنذار وقاموا بتفتيش حقيبتي وجدوا تلك العلب موجوده بها، يبدوا أنهم ظنوا إنى إرهابيه.
إبتعد عنها هاني ونظر الى تلك العلبتان الموضوعتان فوق تلك المنضدة،للحظه تبسم،فهم أن ذلك مقلب من فداء،لكن عادت تتشبثت به هيلدا،ترتعش كذبًا تقول:
أنا خائفه هانى لم يسبق ان حدث لى ذلك، لا أعلم كيف وصل هاتان العلبتان الى حقيبتي، لابد ان من وضعتهم هي تلك المشعوذة الشعثاء، ارادت أن تأذيني بالتاكيد، هى تستغل ضعفك معها هاني ارجوك لا تدعها تنتصر علي، هى قالت له أنها سوف تسحر لى لتراني مسخًا وتكرهني.
تهكم هاني، هو فعلًا، يراها اسوء من مسخ، ويكرهها، عاود الإبتعاد كانها قائلًا:
دى أكيد مزحه من فداء، يمكن زيادة شويه…
قاطعته هيلدا بإدعاء البكاء:
لا هذه ليست مزحه،انا أخاف منها هاني،كما إنى أخاف عليك منها،إنها مشعوزة ارجوك هاني سافر معي الى فرنسا،لابد أن تبتعد عن هنا قبل ان تسحرك تلك الفتاة أنا أخاف عليك.
-تسحرك تلك الفتاة
هو أصبح فعلًا يشعر بإنجذاب إليها، لا ليس مجرد إنجذاب بل إشتياق، لو ظل لأكثر من ذلك…
-ماذا
ماذا هل توغلت من مشاعرك الموؤدة وحركتها
لكن انت حائر لا تعلم حقيقة تلك المشاعر هل هي مجرد زهوة البدايه،أم مشاعر أخري تجهلها،
حِيره بعقله وقلبه الذى يقع بالعشق لاول مره رغم عُمره الاربعون لكن لم يعرف العشق طريق قلبه سابقًا ألهته الحياة،بزوحة تفرض نفسها عليه فرضًا لا تدع له الإختيار،كذالك زواجه من فداءكان فرضًا،لكن هنالك مشاعر لا يفهمها عليه معرفتها،ربما كانت مشاعر ذكوريه فقط،قرر بلحظات السفر مع هيلدا،لكن كان قرار خاطئ،الآن عرف حقيقة مشاعره
هو يعرف الحب لاول مره، يشعر كأنه عاد شابًا بالعشرون، يخفق قلبه إشتياقًا لسماع صوت تلك المُستفزة التى حركت قلبه،
[عودة]
عاد مُتنهدًا يبغض عبث هيلدا على صدره، إبتعد عنها ونهض من الفراش، يبغض نفسه على ما حدث، يفكر أصبح أمر إنفصاله عن هيلدًا أمرًا إلزاميًا حتى لو غادر فرنسا، لم يعُد بحاجه الى أموال الغُربة.
بمنزل هاني
خفق قلب فداء بحنين حين رأت هوية من يتصل عليها، لثواني أجبرها قلبها ان تقوم بالرد وسماع صوته، لكن توقفت قبل ان تضغط على ذر الإجابه، وقالت بنهر لنفسها:
قلبه حن له، وهو مفتكركيش غير تانى يوم وقالك أنه سافر مع الحيزبون، اللى قدرت تسيطر عليه وخدته معاها، فوقي يا فداء قلبك هيدmرك، خلاص.
تراجعت عن الرد على الهاتف وتركته بالغرفة وذهبت الى غرفة المعيشه تسطحت بجسدها فوق تلك الآريكه التى إتخذتها مخدعً لها منذ سفر هاني، تنهدت تكبت تلك الدmـ.ـو.ع بعينيها لن تكون ضعيفه، ستظل كما كانت أقوي دائمًا وأمر إنفصالها عن هاني واردًا مع الوقت.
❈-❈-❈
بعد مرور أكثر من عشرون يوم.
بمنزل شعبان
دخل شعبان يستند على إبـ.ـنته الصغري التى تبسمت له قائله:
نورت البيت يا بابا، أخيرًا الحمد لله خرجت من المستشفى.
تبسم لها بينما كانت خلفهم كل من هند وهانم التى قالت بنزق:
اللى يشوفك يقول إنتِ اللى كنتِ مرفقاه فى المستشفى وبتسهري جاره طويل الليل، أنا اللى كنت متبهدله جانبه.
نظرت لها هند بإستهزاء قائله:
مش جوزك حبيبك وانتِ الاولى برعايته.
زغرت هانم لها وصمتت، دخلن الى غرفة النوم، ساعدت شعبان على الاستلقاء، بينما هند وهانم وقفن جوار بعضهن، تبسمت قائله:
الأدويه جبناها معانا ولازم زي الدكتور ما قال بابا ياخد العلاج فى مواعيد مُنتظمة.
وقفت هند تُربع يديها تستند على حائط الغرفه نظرت ناحية هانم قائله:
ماما طبعًا كانت مرافقاه فى المستشفى وعارفه مواعيد العلاج.
شعر شعبان بتلميحات هند وسألها:
لما كنت فى المستشفى أنتِ قعدتى كام يوم متزورنيش.
نظرت هانم ناحية هند بتحذير، إستهزات هند منه وقالت:
كنت مسافرة فى شغل، حمدالله عالسلامه، انا حاسه بشوية صداع هروح انام ساعتين أكيد لما أصحي هبقى أفضل.
تنهدت هانم براحه حين غادرت هند بينما نظرت نحو إبـ.ـنتها الاخرى بتحذير قائله:
انا كمان حاسه بتعب هروح أريح ساعتين على ميعاد العلاج إبقى صحيني.
إستغربت إبـ.ـنتها من ذلك، لكن اومـ.ـا.ت براسها قائله:
انا هجيب كُتبي وأقعد جنب بابا اذاكر، عشان لو إحتاج لحاجه.
أومـ.ـا.ت هانم براسها وغادرت، كذالك ذهبت إبـ.ـنته الصغري كى تاتى بكُتبها، بينما نظر شعبان فى إثرهن، شعر بالإنحواج وتخليهن عنه، لو غيرهن لجلسن جوارهُ، لكن هذا سد دين الماضي،ولدهُ الذى كان من المفروض ان يكون سنده الآن بعيد يعلم أنه مريـ.ـض ولم يآتى لزيارته،إكتفي بسد نفقة العلاج فقط،او ربما من ارغمته على ذلك هى حسنيه،تنهد بنـ.ـد.م،لكن مضي وقت تصحيح الماضي.
بغرفه اخري دلفت هانم خلف هند توبخها:
إيه كنتِ هتقولى لابوكِ إنك كان مقبوض عليكِ فى قضية سرقه،عاوزاه يرجع للمستشفى تاني،هنجيب مصاريفها منين.
تهكمت هند من حديث والداتها،وضحكت بسخريه منه،لا يفرق معها صحة زوجها مثلما تخشى على مصاريف المشفى،تفوهت بآسف:
مش عماد هو اللى إتكلف بالمصاريف،إيه اللى مضايقك كده،ولا عشان الفلوس مكنتش تحت إيدك تتحكمي فيها،كان فى وسيط بياخد من عماد وبيدفع هو… اللى لو إتبدل الوضع وعماد هو اللى إحتاج مصاريف من بابا عشان علاج كان هيستخسرهم فيه زى ما رماه زمان من حياته وياريته بدله بحاجه احسن بالعكس انا حاسه بابا طول عمره عايش فى بطر بيحب الشئ البعيد عن إيديه،وعاوزه بالسهل مش عاوز يتعب نفسه،متاكده إنه بيحب أم عماد وده سبب غِلك منها ودايمًا تتعمدي تجيبي سيرتها بالسوء مع إنها هى اللى دفعت تمن علاج بابا مش عماد، آه هى فلوس عماد بس هى اللى بعتتها، عماد مكنش يعرف إن بابا مريـ.ـض وإتفاجئ مني، شوفتي الست اللى طول عمرك بتحقدي عليها عشان مكانها فى قلب بابا، هى اللى إتزكت عليه من فلوس إبنها اللى حاططها تحت رجلها، وهو كمان معندوش أغلى منها مش عشان رد جميل لاء عشان ده فرض عليه من قلبه اللى عارف مين صانه ومشي معاه على درب الحياة، مش اللى باعوه عشان نزوة او ست بتصور له إنه الاغلى وهى كـ.ـد.ابه جواها غِل وحقد وطمع وجشع.
صفعه تلقتها هند من هانم التى نظرت لها بغضب قائله:
لسانك بقى طويل ولازمك حد،كل ده عملته ليه مش عشانك إنتِ واختك.
وضعت هند يدها فوق خدها ونظرت لـ هانم بغضب قائله:
لاء مش عشانا،عشان جواكى غِل،عماد لو مش هو كان زماني مرميه فى السـ.ـجـ.ـن
تهكمت هانم قائله:
ياريته كان سابك كنتِ إتربيتي شويه.
تهكمت هند من رد فعل هانم التى غادرت الغرفه وصفقت خلفها الباب بقوة، جلست على الفراش تشعر كآنها مثل الشريدة، بلا مأوي، حتى إن كان هنالك حيطان تأتوي بها، لكن بلحظة كانت تلك الحيطان سـ.ـجـ.ـن كان من الممكن ان تظل به لولا ان إستنجدت بـ عماد
دmـ.ـو.ع سالت من عينيها وهى تتذكر ذاك اليوم وهى بقسم الشرطة بعد أن قضت ليلتان كاملتان ببؤس السـ.ـجـ.ـن، قبل ان تُعرض على النيابة مره أخري، لحُسن الحظ انها كانت تتذكر رقم عماد التى أخذته من مدير ذاك المصنع، حفظت الرقم دون درايه منها، أو ربما كان لسبب لا تعلمه، الآن عرفت السبب، كان لإحتياجها، طلبت الإتصال من أحد أفراد الشرطة الذى سمح لها بذلك
طلبت الرقم وإنتظرت بأمل واهي، ربما شخص مثل عماد قد لا يرد على رقم على يعرف هويته، لكن كان حظها انه كان مازال بمنزله ووالدته ربما هى من أرغمته على الرد، هى علمت من أخيها بشآن القبض على هند وكانت ستتحدث مع عماد بذلك، لكن الهاتف منعها، قام عماد بالرد وسمع توسلها له ان ينجدها من مصير مُظلم خلف القُضبان، صمت عماد، ظنت أنه لن يهتم لامرها، لكن حين أخبر حسنيه كانت نظرة عينيها له أمرًا، وجاء لها، وقام بدفع كفالة الخروج على ذمة القضيه التى مازالت المُشتبه فيها لم يعثروا على تلك السارقه رغم انها قدmت لهم بعض الأدله رقم هاتفها التى كانت تتواصل بها لكن كان رقم الهاتف مُسجل بإسم شخص متـ.ـو.في منذ عام تقريبًا، تنهدت تشعر بضياع لو طالت المُدة ولم تستطيع الشرطة الوصول الى تلك السارقه التى اجادت اللعب عليها ودخلت لها من منطقة الطمع فى قلبها، نـ.ـد.م حين قابلت عماد مع محاميه الخاص، وأخبرته ان والدهما مريـ.ـض لم ترى له أى رد فعل الا حين علم ان هو من يُنفق عليه ذُهل لكن سُرعان ما إرتسمت بسمة وهو يعلم ان من فعلت ذلك هى والدته، غادر عماد بمجرد ان أوصلها أمام منزل والدهما، إستحت هند ان تقول له تفضل هذا منزل والدنا، أو خشيت ان يرفض ذلك بالنهايه سيان الأمر، تسطحت على الفراش تنظر فى الا شئ تشعر بإختناق وخـ.ـو.ف مُرتقب من الغد، قد تعود للسـ.ـجـ.ـن مره أخري.
❈-❈-❈
بمركز التجميل
كانت سميرة بغرفة الإدارة، تجلس تنظر الى إحد مجلات الإعتناء بالجمال، تتصفحها كي تُصبح على دراية بأحدث صيحات الجمال…
حين صدح رنين هاتفها، نظرت له وتبسمت وتركت تلك المجله، وقامت بالرد سمعت
قول حسنيه بعتاب:
بقالى فترة مشوفتكيش مش هقول حمـ.ـا.تك، هقول مش ماليش قيمة عندك.
شعرت سميرة بالإستياء من نفسها قائله:
والله قيمتك عندي عاليه وغاليه أوي، بس…
قاطعتها حسنيه:
بس إيه، هتتحججي بالشغل، خمس دقايق وأنتى رايحه الصبح او وانتِ راجعه مش هيقصروا معاكِ، إنتِ عارفه معزتك عندي زي عماد بظبط والله والأعز منكم الإتنين هى البسكوته اللئيمه روح قلبي يمنى مش بشبع منها هاتيها وتعالي النهاردة بعد الضهر شويه، وعماد مسافر إسكندريه ومش هيرجع غير بالليل.
خفق قلب سميرة قائله:
حاضر يا طنط، هجيب يمنى ونجي لحضرتك بعد الحضانه.
إنشرح قلب حسنيه قائله:
طب يلا الميعاد قرب هستناكم وهعمل لـ يمنى البسكوت اللى بعمله لـ عماد بيحبه اوي من إيديا.
مازال قلب سميرة يخفق كذالك عاد ذاك الدوار مره أخري، حاولت السيطرة على نفسها قائله:
تسلم إيديك يا طنط، يمنى كمان بتحب البسكوت ده أوي.
تبسمت حسنيه هى تقصد سيرة عماد، لديها يقين بأن هنالك سر بين الإثنين، ولابد ان تعلمه، منظر عماد وتهربه منها طوال الفترة الماضيه له سبب يخُص سميرة…
أغلقت سميرة الهاتف وقامت بوضعه امامها تنهدت كادت تنهض لكن شعرت بالدوران ظلت جالسه،هذا الدوران المصحوب بغمة نفس ليس جديد عليها،شعرت به وقت بداية حملها بـ يمنى
“حمل”
نطقها لسان سميرة بصعوبه،ولامت نفسها قائله:
مستحيل تبقي مُصيبه لو فعلًا حامل…خلاص طـ.ـلا.قى من عماد بقى شبه أمر واقع فى أى لحظة،هو حتى بطل يتصل عليا من آخر ليله…تنهدت بحِيرة تضـ.ـر.ب عقلها عليها التأكد
لكن سأل عقلها:
ولما تتأكدي وفعلا طلعت حامل هعمل إيه،عماد خلاص بقى فى دmاغه غيرك تليق بمقامه،حتى لو بقيتي صاحبة أكبر بيوتي فى مصر هو عارف أصلك إيه،يارب يطلع ظني كدب.
❈-❈-❈
بأحد مصانع الغزل بـ الاسكندريه
تفقد عماد سير العمل بذاك المصنع وبصحبته كانت چالا أثنت على جودة العمل بالمصنع، ثم خرج الإثنين معًا الى مكان وجود سيارة عماد
الذي ترجل منها السائق وقام بفتح الباب الخلفي اشار عماد بيدهُ لـ جالا التى صعدت اولًا، ثم هو خلفها، بالصدفه أثناء إعتدال عماد بجلسته لمست يدهُ يد چالا، تآسف بذوق، بينما تبسمت چالا بغنج انثوي، سار بينهم حديث عن العمل، كان عماد محافظًا على خطوط خاصة،لكن چالا كان لها تلميحات وأسئله يرد عليها بذكاء الى أن أوصلها الى مصنع والدها،ترجل معها من السيارة،عزمت عليه قائله:
بابا أكيد لسه فى المصنع خلينا نشرب قهوة سوا ونتفق على بقية مشروعنا سوا…
وافق عماد بذوق قائلًا:
أكيد فعلًا محتاج للقهوه، ويشرفني أستفاد من خبرته الطويله.
تبسمت جالا تشعر بإنشراح،على ما وصلت به من تقارب بينها وبين عماد بالفترة الأخيرة.
بعد وقت نهض وغادر وتوجه الى منزله،
بينما أثني والد چالا على ذكائها قائلًا:
واضح إن ليكِ تأثير على عماد.
تنهدت تبتسم قائله:
فى الفترة الاخيرة فعلًا قدرت أقنعه بفكرة إننا ننشأ مصنع سوا بمنطقه سكنيه جديده على مساحه كبيرة وطبعًا نسيتنا هتبقى التلت،وهو وشريكه التلتين.
تبسم والدها قائلًا:
برضوا معرفتيش منه الشريك الخفي ده.
ردت چالا:
اللى إستشفيته إن شخصية عماد كتوم، ومش بيصرح لأي حد عن شئون شغله ولا حتى حياته الشخصيه، يعنى عرفت منه انه متجوز وعنده بـ.ـنت، شوفتها بس مشوفتش مـ.ـر.اته ولا بيتكلم عنها، اعتقد ان حياته معاها يمكن مش مُستقرة حسيت كده.
لمعت عين والدها ببسمه خبيثه فهمتها چالا قائله:
بصراحه مش بنكر إعجابي بـ عماد كشخصيه قياديه، لكن انا شخصيه عمليه ويهمني شغلي فى المرتبه الاولى، لكن لو فى إرتباط يعزز طموحاتي أكيد هرحب بيه
❈-❈-❈
بمنزل هانى فى البلده
تحدثت فداء مع إنصاف التى تقف خلف الى المنزل تبسمت لها قائله:
إبقي إدعيلي يا طنط وإنتِ بتصلي فى المسجد.
تبسمت لها إنصاف قائله:
هدعيلك بالخلف الصالح اللى يسُر قلبك إنتِ وهاني عن قريب يااارب أسمع منك البُشري.
خفتت ملامح فداء، وشعرت بغصه من ذلك، لاحظت إنصاف ذلك، ربتت على كتفها قائله:
هروح الحق صلاة الجماعه وهدعيلك إنتِ وبسنت يا عيني منووشه فى الدروس والمذاكرة،ربنا يسهل لكم كُل عسير .
تبسمت فداء،قائله:
هروح لـ بسنت اشوفها إن كانت محتاجه لمساعدة أساعدها.
تبسمت لها إنصاف قائله:
ربنا يسعد قلبك بنيتك الصافيه يااارب.
آمنت فداء على دُعائها، بينما غادرت إنصاف، ذهبت الى غرفة بسنت طرقت على الباب وإنتظرت قليلًا حتى سمحت لها بالدخول
طلت فداء برأسها من فتحة الباب قائله بمزح:
هعطلك عن المذاكرة عبر الهاتف رُفقاء الدراسه المسحولين
تبسمت لها بسنت قائله:
لاء مش بكلم رُفقاء الدراسه المسحولين ده خالوا هاني.
خفتت بسمة فداء وشعرت بوخزات فى قلبها، فكرت أن تتهرب بأي حِجه، لكن مدت بسنت يدها بالهاتف قائله بمزح ودلال:
طبعًا سمعت صوت فداء هى خدت مكاني
خدي خالوا اول ما سمع صوتك قالى خليها تكلمني، طبعًا انا بقيت رقم إتنين، وبقى فى الأهم مني.
تهكمت فداء بداخلها بإستهزاء، فإن كان هنالك رقم إثنين بالتأكيد هي فهنالك من هي أهم منها والدليل سفره معها وتركها دون الالتفاف لمشاعرها انها زوجة حديثه…
لكن ماذا يظن أنها حقًا كما قالت لها تلك الحيزبون المُتصابيه هيلدا مجرد زوجة لوقت لغرض الإنجاب وانها هى صاحبة الاهمية، بل صاحبة قلبهُ ومشاعرهُ…واهم هى لن ترضخ لمشاعرها نحوه مره ثانية… لكن حاولت إخفاء
مشاعرها، وأخذت الهاتف من يد بسنت وقامت بالرد على هاني الذى
إنشرح قلبه حين سمع صوت فداء وهى تتحدث مع بسنت، وطلب منها ان تُعطي لها الهاتف يُحدثها، ربما توافق وتقوم بالرد عليه، فهي مازالت تتغاضي عن إتصالاته بها، كذالك قليلًا ما ترد على رسائله وبإختصار، خفق قلبه حين سمع صوتها قائلًا:
إزيك يا فداء.
ردها كان بسيط ومختصر تعمدت عدm السؤال عنه :
الحمد لله.
شعر بنبرة الإختصار بحديثها حاول جذبها للحديث معه قائلًا:
بتصل عليكِ ليه مش بتردي عليا.
أجابته وهى تنظر الى بسنت التى شعرت بالخجل وتحججت قائله:
هروح أعمل شاي واجيب كيكه من اللى تيتا عملاها.
أومـ.ـا.ت فداء براسها مُبتسمة،ثم قامت بالرد ببرود:
موبايلى بايظ وبيهنج وبيفصل لوحده.
يعلم ان ردها كذب لكن مازال يود الحديث معها قائلًا:
هبعتلك واحد من هنا،عاوزاه زي اللى مع بسنت ولا تفضلي ماركة معينه.
تنهدت قائله:
شكرًا مش عاوزه خالص اللى معايا كويس هو محتاج شوية تظبيطات وهيرجع زي الاول،الآدان بيأذن والصوت بيلغوش ومش عارفه أسمعك.
قبل ان تغلق فداء الهاتف سمعت قول هانى:
أنا راجع مصر آخر الأسبوع.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد، إستقبلته حسنيه مُبتسمه، شفقت على ملامحه المُرهقه والمسؤمه قائله:
مساء الخير يا عماد، إيه آخرك كده.
وضع يده حول عُنقها قائلًا:
شُغل بس إيه اللى مصحيك لدلوقتي إنت بتصلي العشا وتنامي.
تبسمت حسنيه قائله بتعمُد:
يمنى وسميرة كانوت هنا ولسه ماشين من شويه،لو كنت جيت بدري شويه كنت وصلتهم للشقه.
إنتفض قلب عماد سائلًا بإستغراب:
سميرة كانت هنا.
ردت حسنيه:
أيوه ومالك مستغرب كده ليه،سميرة المفروض تعيش هنا،بس الغريب مش عارفه إنت إزاي قابل بالوضع ده، سميرة شكلها تعبانه طول الوقت كانت قاعدة مش عجباني ولما سألتها قالت إرهاق من الشغل، بس أنا مش صغيرة، واعرف افرق بين إرهاق الشغل والتعب، سميرة صحتها مش كويسه،إنت بقالك قد إيه مشوفتهاش.
رجف قلب عماد،وصمت ماذا يقول لها،أنه مُشتاقًا يلتاع قلبه لكن الكبرياء يمنعه.
تنهدت حسنيه قائله:
سبق وقولتلك يا عماد”كُتر الجفي مرار ”
انا متاكده إن فى مشكله وبين سميرة بتحاولوا تخفوها عني،بس عايدة قالتلى إن سميرة طلبت منك الطـ.ـلا.ق،وكنت متوقعه ده كن زمان،حياتكم زي إتنين أصحاب بيتقابلوا مع بعض،إنسي الماضى وإفتح قلبك وروح لـ سميرة إشتريها هي وبـ.ـنتك،الماضي…
-الماضي
الماضي اللى دايمًا تطلبي مني انساه قوليلى إزاي أنسي،لو نسيت أول ما ببص فى المرايه بفتكرهُ
توقف للحظه ونزع ملابسه العلويه وضع يده على ذاك الأثر لتلك الندبه الكبيرة بكتفه من الخلف قائلًا:
أنسي إنى قاومت موج كان ممكن يغرقني،ولا رصاصه بسببها كان ممكن بلحظه امـ.ـو.ت،ولا هروبي من المستشفى وانا محتاج علاج خـ.ـو.ف لا يعرفوا إنى داخل البلد بدون اوراق رسميه وإن الرصاصه اللى كانت فى جـ.ـسمي رصاصة شرطه،ولا ايام كنت بنازع من الآلم وإتحملت كل ده ليه،عشان يوم ما ارجع الاقي سميرة بتتزف على غيري.
تدmعت عين حسنيه قائله بآسى:
مكنش لازم تفكر تتحوزها بعد ما أترملت يا عماد، يمكن بعدها عنك كان نساك الآلم اللى عشته.
أجابها عماد:
ياريت كنت قدرت، اول ما شوفتها قلبي رجع يحن من تاني لعـ.ـذ.ابه.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
نظرت الى ذاك الإختبـ.ـار التى آتت به من الصيدله أثناء عودتها مع يمنى، نتيجة الإختبـ.ـار تؤكد ما شكت به، هى حامل
شعرت بمشاعر واجمة فى قلبها، تركت الإختبـ.ـار وخرحت من الحمام ذهبت نحو الفراش تمددت عليه
نظرت سميرة الى يمنى النائمة جوارها
زفرت نفسها تشعر بضياع
ذاك الإكتشاف أنها حامل بجنين آخر من عماد
لماذا كلما وصلوا لطريق الفُراق جاء ما يربط بينهم،
جنين آخر في المرة السابقة ردها عماد الى ذمته، دفعت ثمن ذلك بهوان منها وتنازل عن كرامتها كثيرًا، كان لديها أمل مع الوقت يعود لها عماد العاشق التى كانت تخجل من أحاديثه عن هيامه وغرامه بها عبر الهاتف، شوقه للعودة إليها وإتمام زواجهم بسعادة، كل ذلك كان مثل غُصنان فى وسط الريح ، إنكـ.ـسرا مع أول هبة رياح، وحودهما معًا يحرقهما.. اصبح على كُلً منهم أن يسير بإتجاه معاكس للآخر… لكن لم يتحقق أملها،بل عاشت عـ.ـذ.اب إيلام عينيه لها،لن تسمح بأن تظل تشعر بالإهانه والتهميش في حياته،
تنهدت بقوة تطلق صراح دmـ.ـو.ع قلبها ، لكن فجأة سمعت صوت جرس الشقه لم يتحير عقلها بمن الذى يدُق عليهن جرس الشقه بهذا الوقت تعلم بهوية… من الزائر الليل.
بمنزل هاني
عدلت إنصاف إحد الوسائد ثم وضعت رأسها عليها تتنهد بسعادة قائله:
كنت عارفه هانى لو له زوجه هنا كان هيتلهف عليها وأهو صدق إحساسي هو هانى إتعلق بـ فداء.
تهكم حامد المُسطح جوارها يشعر بمقت:
بقى هيتعلق بـ فداء اللى لسانها بينقط سم، وياريتها ونص جمال هيلدا، مش مصدق إنه هيجي هو كتير كان بيحدد ميعاد ينزل فيه لـ مصر وبيتراجع فى آخر الوقت، بلاش تعشمي نفسك، مش أول مره تحصل.
نظرت له إنصاف شعرت بإستنكار قائله:
لاء هيجي، وبلاش تقول الكلام ده قدام فداء زى ما حصل العشا.
تهكم حامد قائلًا:
إنتِ اللى بتعشميها،وكمان مدلعاها أوي وسيباها بمزاجها تروح تقف مع أبوها فى السوبر ماركت…كآنها مش فى عصمة راجـ.ـل.
زفرت إنصاف قائله:
فيها إيه لما تساعد أبوها على ما يشوف بـ.ـنت تُقف فى السوبر ماركت البـ.ـنت اللى كانت بتشتغل عنده إتخطبت…و يضايقك فى إيه إني مدلعاها زي ما مدلعه باقية نسوان ولادي،هي تفرق إيه عنهم،بل هى مرات الكبير وصاحب الخير اللى كلنا عايشين فيه… بلاش طريقتك الفظه مع فداء… كتر خيرها إنها مستحملانا فى دار جوزها، لو زي غيرها مبطقش نقعد معاها ساعه فى شقتها كنت سكتت وعملت لها حساب… كل اللى بدعيه من ربنا يكمل فضله على هاني ويكون له ذُريه صالحة من صُلبة تفرح قلبه، وكفايه كلام فاضى أنا مبقتش قد السهر والنوم كابس عليا…إطفى النور وتصبح على خير.
رغم غـ.ـيظه وإشتهاه لأموال هاني لكن أطفئ الضوء وعاد للفراش يتسطح عليه يشعر بريبه أن تكون حقًا سيطرت فداء على مشاعرهُ ربما عليه الآن الخضوع ومحاولة تلطيف الحديث معها.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
ذهبت خلف باب الشقه نظرت الى ذاك القفل كان مُغلقًا كعادة والدتها تُغلقه قبل أن تنام، نظرت خارج باب الشقه عبر تلك الكاميرا المُسلطه فوق باب الشقه كان المكان ساكنًا خاويًا، إذن
صوت جرس الشقه ما كان سوا وهمً إفتعلهُ عقلها ربما كانت أمنية أن يكون عماد قد إهتدي قلبه، لكن هى واهمه، تعلم عماد جيدًا، عماد لديه كِبر، زفرت نفسها وكادت تعود الى غرفتها مع يمنى لكن مرت أمام تلك الغرفه الخاصه بـ عماد، دخلت إليها أشعلت ضوئها ذهبت نحو الفراش هنا كان بداية إحتراق قلبها حين حرق عماد قلبها لأول مرة بطـ.ـلا.قه لها بعد لحظات، هى من إرتضت بُذل نفسها حين أعادها إليه، كان بداخلها أمل، لكن وجدت السراب كعادة كل شئ بحياتها منذ طفولتها تعودت على الطاعه والسير مع القدر الذي يجرفها نحو نيران تحرق روحها، إهتدى عقلها قائلًا:
عماد لو كان لسه بيحبك كان زمانه جالك ومحي اى شئ بيزعلك، إنتِ عارفه إنك مجرد مُتعة غِلط وجاب منها طفله وقال يكمل بمزاجه.
دmـ.ـو.ع سالت من عينيها وهى تضع يدها فوق بطنها تشعر بعجز دائم بحياتها، عليها الإصرار على قرار الطـ.ـلا.ق هو الأفضل لهما، عشقها بقلب عماد كان أساسهُ ضعيفّ أو ربما لم يكُن موجودًا من الأساس، وإحترق بسهوله من أول شرارة.
بدmـ.ـو.ع تنزف من بين أهدابها، جذبت تلك الوسادة وضعت رأسها عليها، نامت بوضع الجنين ترثي ضعفها الذى سلب هناء حياتها.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام
عبر الهاتف
سأل هانى:
قولى عملت إيه فى مُشكلة عينك وإيه سببها مش كنت عملت تصحيح بصر وبقت تشوف بها كويس من غير النضارة.
ترك عماد ذاك القلم الذى كان بيده وإضجع على المقعد يتنهد قائلًا:
للآسف الدكتور قالى إن العمليه دى فى حالات بتبقى مجرد وقت وبيرجع الضعف تانى واضح إنى من الحالات دي،اهو غيرت عدسات النضارة،وبعدين قولي إنت نازل مصر بجد ولا كالعادة تقول جاي ومتجيش.
تبسم هانى وهو يتذكر فداء بشوق قائلًا:
لاء نازل،كان غلطه إنى قطعت اجازتى فى مصر وسافرت مع هيلدا،كمان بفكر أقعد فترة طويلة.
تبسم عماد قائلًا:
ياااريت تلغي فكرة السفر دى تاني،عارف لو مش شروط عقد جوازك من هيلدا كنت قولتلك طلقها لكن للآسف انا عارف إنها هى اللى متحكمه فى الطـ.ـلا.ق لو موافقتش متقدرش تطلقها،رغم إنك تقدر تسيبها وتستقر فى مصر،بس عارف هي زى الجرادة هتنزل وراك هنا زي ما عملت،اللى مستغرب له إزاي هى متحكمه فى نفسها وأتقبلت فداء الفترة اللى فضلت فيها هنا.
إسم فداء جعل قلبه يخفق بشوق وتوق،تبسم قائلًا:
أنا نفسي مستغرب من ده،بس حاسس إنها مفكرة إنى إتجوزت فداء عشان أخلف منها.
بمباغته سأله عماد:
وإنت مش متجوزها عشان كده،وكمان عشان رغبة مرات خالي.
بدون تفكير أجابه هانى:
إنت عارف إنى كنت ضد المبدأ ده،وإتجوزت بضغط من أمي،بس إنت الوحيد اللى بيفهمني،فعلًا فكرت فى كده لوقت بس لما عشت مع فداء،حسيت بمشاعر جديده عليا معشتهاش قبل كده،يمكن الغُربه غيرت مشاعري وكانت إتحجرت بالذات بعد جوازي من هيلدا غـ.ـصـ.ـب عشان المصلحه،كنت لغيت الستات مع حياتى،معاشرة هيلدا كفيله تكرهني فى كل الستات،أنا دلوقتي عذرتك وحسيت بيك يا عماد لما سميرة بعدت عنك وإتجوزت كنت زي الشريد،حاسس إن كل شئ مالوش معني،أنا كمان كده،رغم إن فداء مراتي بس حاسس إنى شريد هنا… قولى أخبـ.ـار يمنى إيه فى الحضانه إتعلمت تمسك القلم ولا لسه.
صمت عماد للحظات يشعر بغصوص فى قلبه بنفس الوقت تحدث هاني:
طب يلا سلام عندي اشغال هنا عاوز أخلصها قبل ما أنزل مصر أكلمك بعدين.
اغلق عماد الهاتف وضعه على المكتب وتنهد بشوق قائلًا
-سميرة.
تذكر قولها عن أنها قد تتزوج بآخر بعد إنفصالهم، صدmته بالحقيقه الذي يعلمها أنها ليست سعيدة بحياتها معه، وهل هو الآخر ليس سعيد، الفرحه الوحيدة الذى عاشها هى ولادة يمنى.
-يمنى.
تلك الوردة التى نبتت بعد فترة نـ.ـد.م عاشها بسبب تسرُعه فى لحظة ذهول منه،حتى سميرة واجهته أنها مجرد رغبة،لو كانت كذالك لكانت إنطفأت الرغبه مع الوقت أو بحث عنها مع غيرها،خلع نظارته وفرك عينيه يتنهد بإشتياق…لكن لما يشتاق لهن وهن لسن بعيدات عنه،ترك الزمام لقلبه ونهض جذب النظارة وعاود وضعها حول عينيه،كذالك هاتفه ومفاتيح سيارته مُقررًا الذهاب لرؤيتهن.
❈-❈-❈
بالروضة
تبسمت سميرة الى يمنى التى تقترب منها، ومدت يدها لها كالعادة من يمنى تود ان تسير دون قيد يد سميرة، لكن سميرة قبضت على يدها وأخذتها الى باب الخروج تسير جوارها تسرد لها مُقتطفات من يومها بالروضه ولهوها مع زُملائها… لكن فجأة توقفت يمنى وقالت
-بابي.
قالتها وحاولت سحب يدها من قبضة سميرة، التى نظرت أمامها تفاجئت بـ عماد يقف أمام سيارته وجهه نحوهن، خفق قلبها لكن سأل عقلها لما أراد أن يُظهر نفسه اليوم رأت سيارته أكثر من مره هنا، تركت يد يمنى التى هرولت نحوه مُبتسمه، جلس على ساقيه يفتح لها ذراعيه، عيناة تنظر لـ سميرة من خلف نظارته السوداء، لاحظ شحوب وجهها الظاهر بوضوح شعر بوخزات قويه فى قلبهُ،لكن أخفي ذلك الإشتياق لها وإستقبل يمنى بين ذراعيه يضمها بحنان ثم حملها ونهض واقفًا يُقبلها حتى وصلت سميرة الى مكانهم،وتبسمت بخفوت حين قالت يمنى ببراءة:
بابي رجع من السفر يا مامي،شوف شعري يا بابي عِفت قصته،وكمان قصت شعر مامي، وناناه عايدة عملت لى ديل سمكه.
تبسم عماد فى البدايه ثم تجهمت عينيه وهو عيناه مازالت مُنصبه على سميرة التى قالت:
ديل حصان،مش ديل سمكه.
اومأت يمنى ونظرت لـ عماد قائله:
بابي أنا عاوزه أكل سمك.
تبسم لها قائلًا:
وردتي تؤمر.
لكن سميرة إعترضت قائله:
مره تانيه يا يمنى خليني أوصلك عند ناناه عشان….
غص قلب عماد يعلم أن سميرة تعترض لمجرد أن تتهرب منه، قائلًا بحِدة:
ساعة مش هتعطل أشغالك الهامة… يلا بينا ومامي حُره.
كادت سميرة فعلًا أن تستكمل إعتراضها لكن نظرة يمنى المُترجية كذالك قولها:
مامي عشان خاطري.
تبسمت سميرة بموافقه، شعر عماد بالغبطة وهو يتوجه نحو السيارة فتح الباب وضع يمنى كانت سميرة صعدت الى السيارة، صعد هو الآخر فتح هاتفه يبحث عن مكان لأحد المطاعم الخاصه بالأسماح ثم تبسم قائلًا:
فى مطعم قريب من هنا.
هللت يمنى،تبسمت سميرة وجذبتها لتجلس فوق ساقيها قائله:
طب تعالى إقعدي بقى عشان بابي يركز فى الطريق.
جلست يمنى لكن لم تصمت أصبحت تسرد لـ عماد عن يومها بالروضه وأصدقائها الصغار،حتى قالت دون قصد:
مامي كانت عيانه وناناه قالت لها تروح للدكتور عشان و.جـ.ـع بطنها ومش بتاكل.. ناناه بتغـ.ـصـ.ـب عليها زيي بس انا بهرب من ناناه.
إحتقن قلب عماد ونظر نحو سميرة نظرة خاطفه ثم عاد ينظر الى الطريق يستمع الى حديث يمنى الذى تتحدث بطفوله فى أمور مُشتته دون ترتيب منها… حتى توقف عماد بالسيارة أمام أحد مطاعم الأسماك.. ترجل من السيارة، وإنحنى يحمل يمنى كعادته معه دائمًا تود الدلال، دلفوا الى المطعم، شعرت سميرة ببوادر غثيان حاولت السيطرة على نفسها قدر الإمكان، حتى وضع النادل أمامهم أطباق الطعام فجأة شعرت بعدm السيطرة نهضت دون حديث أخذت معها حقيبة يدها وتوجهت نحو المرحاض… إستغرب عماد ذلك وكاد ينهض خلفها لكن يمنى قالت له:
بابي السمكه فيها شوك ناناه بتشيله منها وتأكلني، عشان مش توقف فى زوري تشوكه.
تبسم لها وبدأ فى إطعامها يشعر بالقلق كلما طال وقت عودة سميرة.
بينما سميرة دلفت الى المرحاض أفضت ما بجوفها، شعرت بوهن لدقائق حتى إستعادت صحتها جذبت حقيبتها فتحتها وأخرجت ذلك البرشام الدوائى، وضعت برشامه بفمها وتذكرت زيارتها للطبيبه قبل يومين فقط، ارادت أن تتأكد أو بالأصح تطمئن على جنينها الثاني كذالك تطلب من الطبيبه إعطائها برشامً خاص للقئ،أصبحت تحتفظ به معها دائمًا بالفترة الأخيرة،شعرت بتحسُن غسلت وجهها حتى تنتعش،ثم غادرت الحمام عادت الى تلك الطاوله،نظر لها عماد كان وجهها شاحبًا،كاد يسألها لكن قاطعه رنين هاتفها،تبدل القلق الى إستهجان قائلًا:
أكيد إتصال من البيوتي،طبعًا اشغالك كتير.
أخرجت سميرة هاتفها ونظرت له ثم لـ عماد قائله عن قصد:
لاء دي ماما أكيد إستغيبت رجوعنا للشقه هرد عليها.
تغاضى عماد ووجهه يده بقطعة طعام نحو فم يمنى وكذالك نظر لها وهى تنظر الى تلك الحديقه المجاورة للطاوله الجالسين خلفها،كذالك بعض الاطفال اللذين يلهون،زاغت عينيها تود ان تلهو مثلهم،بالفعل اخذت منه قطعة الطعام،ثم حاولت النزول من فوق المقعد ساعدها عماد عينيه تنظر لها وهى تتجه لتلك الحديقه،الى أن أنهت سميرة الرد على والدتها،نظرت نحوها قائله:
تعالى يا يمنى كملي أكل.
تبسمت يمنى قائله:
بابي أكلني.
-طب طالما شبعتِ…
قاطعها عماد قائلًا:
هي شبعت لكن أنا مأكلتش وإنتِ كمان.
ردت عليه ببساطة:
أنا مش جعانة و..
قاطعها مره أخرى قائلًا:
بس أنا جعان،وبعدين إيه سبب و.جـ.ـع بطنك اللى يمنى قالت عليه؟.
إرتبكت سميرة قائله:
يمنى بتبالغ وأي كلام قدامها بتعيدهُ.
اومأ عماد لها ثم شرع بتناول الطعام يختلس النظر لـ سميرة التى تنظر نحو يمنى وتقتاط القليل من الطعام…بعد قليل ضجرت يمنى من إرغام سميرة لها لكي يغادروا يكفى لعب،بنفس الوقت صدح رنين هاتف عماد،أخرجه من جيبه ونظر الى شاشته،كذالك نحو سميرة وقام بالرد بإقتضاب:
تمام ساعة بالكتير هكون فى المقر ونتكلم فى التفاصيل.
نهضت سميرة وذهبت نحو يمنى عادت بها، أشار لها بالعماد بالسير امامه، تركت يمنى يد سميرة وذهبت تتمسك بيد عماد الذى تبسم وحملها بين يديه،الى ان وصلا الى السيارة،اثناء العوده تثائبت يمنى بإرهاق،تبسمت لها سميرة وحملتها على ساقيها سُرعان ما إستسلمت للنوم.
نظر نحوها حين،قائلًا:
يمنى نامت.
ردت سميرة:
من يوم ما راحت الحضانه إتعودت تنام بعد الضهر شويه.
أومأ عماد وظل صامتًا الى أن توقف أسفل البنايه، ترجل وفتح السيارة لـ سميرة التى ترجلت تحمل يمنى قائله:
شنطة يمنى بتاع الحضانه فى العربيه.
إنحنى آتى بها وأعطاها لها، ثم إقترب من يمنى وقبل وجنتها، شعرت سميرة بأنفاسه قريبه من وجهها، أغمضت عينيها للحظه ثم فتحتها، وأخذت حقيبة يمنى وسارت نحو مدخل البنايه غص قلبها حين إستدارت ورأت عماد يغادر بالسيارة ، بينما تتبعهن عماد بعينيه يشعر بإشتياق نحو سميرة، يشتاق لضمها بين يديه لمستها على جسدهُ، قاوم ذلك حين صدح رنين هاتفه، إنتبه وتوجه الى السيارة وغادر.
❈-❈-❈
مساءًا بمنزل والد فداء
جلست جوار والدتها التى تبسمت لها قائله:
أخيرًا ابوكِ لاقى بـ.ـنت تشتغل فى السوبر ماركت، انا كنت خايفه المدة تطول وحمـ.ـا.تك تضايق من إنك بتوقفي معاه فى السوبر ماركت.
ردت فداء:
وحمـ.ـا.تي هتضايق ليه.
فسرت لها زوجة عمها التى جائت وجلست معهن:
إنتِ بقيتي مرات إبنها وممكن توسوس له يقلب عليكِ،ولا إنتِ مش ناقصه،ده سابك عروسه وراح ورا مـ.ـر.اته التانيه،ياما قولتلك بلاش بطر،البطر سكته وحشه،بعد ما كان بيتقدm لك شباب زي الورد ومش متجوزين قبل كده،لكن أقول إيه ياما…
قاطعتها فداء:
كل شئ نصيب وهاني خلاص جاي بعد بكره،كان فى شوية مشاغل عنده سافر عشانها،وأهو راجع تاني،أنا إتأخرت العشا خلاص خلصوا الصلاة،هقوم ارجع بيتِ لا حمـ.ـا.تي تغضب عليا،تصبحوا على خير.
نهضت فداء تشعر بآسف فحديث زوجة عمها كان مثل سكب الوقود فوق النار،أشعل غضبها من هاني التي عشقه قلبها الذى نالت منه الخُذلان.
❈-❈-❈
ليلًا
تبسمت سميرة حين فتحت باب الشقه وكان أمامها عماد عيناه تلمع بوميض خاص ظنته أنه عاد يعتذر ويحتويها، لكن حين دخل الى الشقه دخلت خلفه تلك المُتسلقة التى إنتشرت صورهم معًا سابقًا، تبدلت نظرة عينيها وخفتت بسمتها بنفس الوقت جائت يمنى توجهت نحو عماد الذى حملها،ثم وجهها نحو تلك المُتسلقة التى حملتها وإدعت محبتها وقبلت وجنتيها،ثم توجهت نحو باب الشقه وخلفها عماد
الذى أغلق خلفهما باب الشقه كآن ساقيها تصنمت صوتها بُح وهى تتوسل أن يعود لها بطفلتها، إنهارت تشعر بظلام سائد ودُخان يخـ.ـنـ.ـقها كآنها بين آلسنة لهب…
فتحت عينيها بفزع، ونهضت من فوق الفراش أشعلت ضوء الغرفه نظرت نحو الفراش لوهله غامت الدmـ.ـو.ع عينيها لم ترا تلك الراقدة فوق الفراش إقتربت بلهفه من الفراش تنهدت بإرتياح حين جففت تلك الدmـ.ـو.ع التى كانت تُغشي عينيها،فجأة هاجس بالخـ.ـو.ف سيطر عليها من أن يأخذ عماد منها يمنى… عادت تفرك عينيها،زالت الغشاوة وها هى طفلتها نائمة فوق الفراش، صعدت جوارها جلست على الفراش وحملتها بين يديها تضمها لصدرها، لا تعلم لما حلمت بذاك الكابوس، مستحيل أن يأخذ عماد منها طفلتها التى أعطت لحياتها قيمة، لولاها ما كانت تحملت جفاء عماد معها كانت الحسنه الوحيدة التى تجعلها تغفر له إهانتها معها،شعرت بيد يمنى فوق بطنها،تبسمت لوهله هنالك روح أخري بدأت تنشأ برحمها،هو لم يمنعها من الإنجاب مره أخرى حتى حين أخبرته أنها لم تتناول وسيلة منع الحمل لم يهتم لذلك، لكن ماذا لو علم بحملها عماد الآن قد يُصر على عدm الإنفصال وتظل حياتها معه أم أبناؤه وزوجة للفراش،لكن إن تزوج بأخرى بالتأكيد ستُنجب له أطفالًا وتحل محلها…
طـ.ـلا.قه لها بإندفاع سابقًا أكد أنه تزوجها فقط ليرد لها أنها كما تركته سابقًا هو تركها أيضًا بعد أن إستمتع بها، لا لن تظل تتحمل تلك الإهانات منه، أصبح لازمًا عليها التفكير فى حياة مُستقرة بها مع أبنائها وذلك الإستقرار لكن يكون مع عماد والدليل القاطع كان اليوم،فقط مازال مُتكبرًا ،حديثه معها كان جافً،حتى حين عادت من المرحاض لم يسألها لما تأخرت، هو فقط أراد رؤية طفلته هي لا شيئ بحياته فقط رغبة وإنطفأت بظهور غيرها…لقاء اليوم البـ.ـارد،عدm تمسكه بأن تذهب معهم،وليتها ما ذهبت معهم وتحكمت بعدm ذهاب يمنى، لقاء مو.جـ.ـع أكد لها أنها أصبحت خارج حياته،بل أكد إنتهاء حياتهما معًا.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد
يجلس فوق الفراش
يُنفث سيجارة خلف أخري، يشعر بإحتراق وسُهد حاول النوم لكن لم يستطيع، مازال رؤيته لوجه سميرة الشاحب تغص قلبه، إعتراضها يبدوا بوضوح انها قد رسمت حياتها بدونه مجيئها كان بسبب رجاء يمنى لم تستطيع الجلوس كثيرًا معه ونهضت غائبة بالمرحاض صمتها معه وصمته هو الآخر اصبح دليل على أن نهايتهما اوشكت..تذكر حديثها سابقًا عن نيتها بزواج آخر قد يكون أفضل ، لم يتحمل عقله ذلك.
لا…
إنفزع من ذلك نهض يسوقه قلبه الى منزل سميرة
توقف بسيارته أسفل البِناية ظل جالسًا بالسيارة عيناه تنظر الى شُرفة شقتها كانت مُعتمه فقط ضوء خافت من أعمدة إنارة الشارع توقف قبل ان يترجل من السيارة، زفر نفسه يشعر بجمود يديه حول مقود السيارة الذى صفعه يلوم ضعفه قائلًا:
إنت ضعيف يا عماد بعد ده كله وقلبك مش بيحس ولا بينبض غير لها، سميرة أكدتلك أكتر من مره إن سهل تستغني عنك، زي ما حصل قبل كده، وإتحججت إنها كانت بتنقذ مامتها، سهل عليها كلمة الطـ.ـلا.ق طلبتها أكتر من مره.
صفع المقود بقوة آلمت يدهُ، تجمرت عينيه وإشتعلت،
الا يكفي
هكذا أخبرهُ عقله
الايكفي عليك الإستسلام لقد إحترق العشق منذ زمن حتى بإزالة الرماد إشتعلت الجمرات تكوي قلبه فقط،ربما عليه الآن تجربة طريق آخر قد تنطفئ تلك الجمرات المُلتهبة.
❈-❈-❈
مارسيليا
قبل قليل
أثناء تفتيشها بمُتعلقات هاني لاحظت تلك البطاقة الخاصه بالسفر، جذبتها وقرئتها…
إنتظرت حتى خرج هاني من المرحاض يلف خصرهُ نظرت له بزوج من العيون الغاضبه وألقت أمامه بطاقة السفر قائله بغضب:
هل ستعود لـ مصر هانى.
أجابها بهدوء:
أيوة.
-لما هاني تُصر على هجري، لما تنكر فضلي عليك، لما لم تشعر بمدي عشقي لك.
لم يُبالى سوا بقولها أن لها فضلًا عليه، هى كاذبه بذلك، تغضنت ملامحه قائلًا:
فين فضلك عليا، لما حطيتي ليا السم عشان مجرد شك منك إنى على علاقه بزبونه بتعامل معاها، ولا لما بلغتي عن مكاني عشان تضغطي عليا وأتجوزك غـ.ـصـ.ـب عني، هيلدا حياتنا معًا طوال الوقت كانت من غير مشاعر، عالاقل من إتجاهي.
_فداء
تلك المشعوزة المُشعثه هى من أغوتك هاني، صدقني هى تسحر لك، لقد رايتها بنفسي تمارس طقوسًا…
تهكم هاني وقاطعها قائلًا:
ربما فداء سبب بتغيري، لكن ليست كل الاسباب انتِ تعلمين أننا مازلنا زوجين بسبب قانون فرنسا، الذى لا يسمح لى بطـ.ـلا.قك الا بموافقتك، هيلدا كفايه وخلينا ننفصل بهدوء.
تغيرت نبرتها الى هجوم وتهديد ووعيد:
لا هانى لن تهنأ مع غيري، لكن أتركك الا لو رحل إحدانا عن الحياة.
زفر هاني نفسه بوجوم وضيق قائلًا بإصرار :
أنا مسافر مصر، وسايبك تفكري حياتك من غيري مش أسوء من كده، صدقني اللى عندك هوس ومحتاجه تتعالجي منه، كمان تتعالجي من الكحوليات والادويه اللى بتخليكِ تهلوسي.
قال هانى هذا وجذب ملابس له وشرع بإرتدائها، بعد خروج هيلدا،لكن سُرعان ما تفاجئ بعودتها تقترب منه وفجاة أشهرت ذاك النصل وحاولت الهجوم عليه به، لكن عاد للخلف غير مذهول، فهي آنانيه والقــ,تــل لديها ليس صعبًا، بسبب سُكرها ترنح جسدها وكادت تسقط أرضًا لكن مازالت مُتمسكه بالنصل، وإستقامت كى تعاود طعن هانى، بالفعل طعنته بذراعه وإندفعت دmاؤه، حين رأتها إنسحب شيطانها وألقت السكين وإقتربت منه تقول:
سامحني هاني، كيف حدث هذا لابد انه من أفعال تلك المشعوزة المُشعثه هى من تحاول تفريقنا، حبيبي.
دفعها هاني عنه بنفور قائلًا:
كفايه يا هيلدا هتوصلي لأيه، عاوزه تقــ,تــليني، أنا قدامك أهو إقــ,تــليني عالاقل هتخلص من حياة سامه مع شخصيه مـ.ـجـ.ـنو.نه زيك إنتِ حتى العلاج النفسي فى حالتك بقى صعب.
قال هذا ولم بتنظر خرج من الشقه يضع يدهُ فوق جُرح ذراعه…
هى إنهارت أرضًا تنظر الى ذاك السكين الذى عليه دmاء عماد، بدأت تصرخ بهستريا حتى تحشرج صوتها، نهضت بصعوبه
تترنح وهى تسير تحمل الكآس بيدها واليد الأخرى كان بها مجموعة أقراش برشام دوائيه، تبتلع برشامه خلف أخري وتتجرع من الكآس، هى كادت تتعثر بإحد قطع السجاد المفروشه بالأرضيه، لرعشة يدها سقط منها الكآس وإصتطدm بالحائط وتناثرت أشلائه على الأرض، نظرت نحو تلك الأشلاء
شعرت بترنح كآنها مثل تلك القطع الزُجاجيه منزوعه كل جزء، يصعُب ترميمها، خارت ساقيها جلست أرضًا تستند على الحائط خلفها
تذكرت كم كانت جميلة ومرغوبه من الرجـ.ـال، تختار من تُريدة ويستسلم لها لقضاء فترة قصيرة طويله لا تكُن تهتم بمدة تلك العلاقات
فهي كانت علاقات عابرة بلا زواج حتى حين تزوجت لم يمنعها الزواج من تلك العلاقات المُباحه بمجتمعهم الذى يدعي التحضُر، بينما هو بالواقع إنحلال أخلاقي وديني، كانت تُصاحب من تشاء تذهب مع من تشاء لقضاء أوقات لطيفة، الى أن قابلت هاني ذاك الشرقى
هوت به حاولت نيله لكن الوحيد الذى صدها ورفضها، إزداد شغفها به ولعًا، حتى اصبح مثل السِحر الذى لُعنت به، أرادت تملُكه، لكن لم تستطيع رغم أنها حاولت بإستمـ.ـا.ته الوصول لقلبه الشرقي، رفضت إصطحاب الرجـ.ـال مثلمت حذرها ببداية زواجهم، كانت إمرأة له وحده، جسدها له وحده منذ ان تزوجت به رغم أن هنالك من رغبوا بها لكن هوسها به جعلها لا تود غيرهُ… بالنهايه يعتقد أنها ستتخلى عنه بسهوله
هزيان تشعر به وهى تشعر بإحتراق فى جسدهاحاولت النهوض تستند على يديها لكن تعثرت يديها شعرت بآلم طفيف من شظية الزجاج التى جـ.ـر.حت يدها، نظرت لتلك الدmاء التى تسيل من يدها كان لها بريق بعينيها ضحكت بهستريا كآنها فقدت عقلها، بل هى بالفعل فقدته وفقدت معه الإحساس بالآلم
جذبت قطعة زجاج، قامت بقطع أوتار يديها وساقيها من الأسفل ثم بدأت تشعر بآلم ممتع أغمضت عينيها وهى تستمتع بشق جسدها بقطعة الزجاج، تشعر بإستمتاع وهى تتخيل لمسات هانى لها بدلًا من تلك الشظيه التى تركت جروحًا كثيرة وغائرة ببعض الأماكن بجسدها، حتى وصلت الى عُنقها تشعر بأنفاس هاني كآنه يُقبل عُنقها، إستمتاع دmوي كآن النـ.ـز.يف حممًا من عسل غرام هاني بها، وهى تتفنن به فى خيالها وهى تحت تآثر تلك الأدويه المُخدرة.
بعد وقت عاد هاني من أجل أخذ هويته كي يستطيع السفر دلف الى الشقه سُرعان ما وقف مذهولًا وهو يرا هيلدا ومنظرها الدmوي المشوة
كآنها تملكها شيطان.
بعد مرور يومان
أحيانًا الخبر السئ ينتظر قبل أن يصل الى صاحبه… هنالك شعور سئ يجثم على قلبها هاني منذ يومان لا يهاتفها كذالك لا يُرسل رسائل بالتأكيد قد مل من عدm ردها عليه، زفرت نفسها تشعر بضياع، لاول تشعر أنها مُشتته، زواج رغبت به من سنوات عشق أخفته بين ضلوعها إنتهزت فرصه قدmت لها، رغم أنها تعلم ان هنالك أخرى رغبت بمكان فى قلبه لكن….
لكن ماذا هى لا شئ, مل سريعًا منها وذهب مع تلك الفرنسيه، تنهدت تشعر بإحتراق فى قلبها، كذالك شعرت بشعور آخر تكرر اليوم
هذا الغثيان رغم أنها شبه لم تتناول الطعام طوال اليوم… بخضم ذلك سمعت طرق على باب الغرفة، سمحت بالدخول للطارق
تبسمت لـ بسنت التى قالت:
صاحيه يا مرات خالي.
تبسمت فداء قائله بمزح:
مرات خالي دى بيئه أوي قوليلي حتى يا طنط.
ضحكت بسنت قائله:
بصراحه مش عارفه أتقبل أقولك بأي لقب غير فداء متعودة عليه وتيتا بتزعقلي لما بناديكي بيه تقولى دى مرات خالك ولازم تحترميها.
تبسمت فداء قائله:
الإحترام مش بالألقاب، بس إيه اللى مصحيكي لدلوقتي مش عندك درس خصوضي الصبح بدري.
جلسن سويًا يتحدثن كانت فداء تحاول تحريف الحديث عن هاني،دون سبب غير انها تشعر بقلق عليه وتود معرفة لما لا يهاتفها ولا يُرسل رسائل منذ يومين هل مل سريعًا،بالفعل
تحدثت بسنت بسؤال:
خالوا هاني بقاله يومين متصلش عليا،واضح كده فِكره بقي مشغول مع غيري.
إستغربت فداء قائله:
قصدك مين،هاني بقاله يومين مكلمنيش انا كمان.
تبسمت بسنت قائله:
هو اوقات بيعمل كده بيبقى مشغول فى شغله،بس طبعًا المشغوليات دى مش معاكِ،ده مفيش مكالمة له معايا غير يسألني عنك،حتى بهزر معاه وأقوله إنت ليه بتكلمني طالما المكالمه كلها بتسأل على اللى بقت ضُرتي.
تبسمت فداء وأنشرح قلبها قليلًا،وتبسمت قائله:
بلاش تقولى ضُرتي لا الشمطاء هيلدا تاكلنا إحنا الإتنين.
تبسمت بسنت قائله:
إستغفري ليه بتجيبي سيرتها،بقولك كان فى كم سؤال كده واقفين معايا،إعملى حستيك تشرحيهم لى بكره عشان انا النهاردة خلاص هنجت وعاوزه أقوم انام ومكسله اروح اوضتي لو قولت لى نامى هنا مش هقوا لاء… بس عارفه لو فضلت هنا هنفضل نرغي ومش هنام، هقوم أخد نفسي واروح اوضتي انام، يلا تصبحي على خير وإن خالو كلمك قولى له متنساش الغلبانه المطحونه بسنت.
تبسمت لها، غادرت بسنت بينما تمددت فداء فوق الفراش تشعر بشوق لـ هانى كذالك شعور بالقلق غريب، كانت تظن أنه مل من مهاتفتها لكن بسنت أيضًا لم يهاتفها، ترا يكون به شي سيئ لكن سُرعان ما نفضت عن راسها قائله:
تلاقيه غرقان مع الشمطاء الحيزبون، وانا هنا سهرانه بفكر فيه، فكرني باغنيه بفكر فى اللى ناسيني احسن حل أنام، ويارب محلمش بيه عشان لو شوفته فى الحلم هتخانق معاه،…. لاء هحـ.ـضـ.ـنه…وأخـ.ـنـ.ـق الحيزبون هيلدا.
❈-❈-❈
فرنسا
بأخد مخافر الشرطة، خلف القُضبان كان يجلس على آريكه يضجع بظهرهُ على حائط الزنزانه يُغمض عيناه مُتذكرًا هيئة هيلدا الدmوية مازال عقله غير مستوعب لم يتوقع أن تفعل بنفسها هذا كآن مس عقلها الشيطان،تذكر سابقًا كيف أقبلت على قــ,تــل إيڤون لمجرد شك برأسها،والذكرى الأقوي بعقله، ذكري ذاك اليوم الذى كاد يُفارق فيه الحياة لولا مُعجزه حدثت.
[قبل عِدة سنوات]
بعد شِجار بينه وبين هيلدا الذى وبخها حين واجهها بحـ.ـضـ.ـنها أحد الرجـ.ـال بطريقه فجه،
لم تُنكر ذلك وحدثته أنه شيئًا عاديًا لا يستحق كل ذلك التهويل، حذرها بنخوة رجُل:
لما إتجوزتك حذرتك إن يكون ليكِ علاقه بأي راجـ.ـل تاني، عاوزه كده يبقى ننفصل فورًا، وده الأفضل لينا أنا من البدايه عارف إن جوازنا مش هيستمر لإن طباعنا واخلاقنا مختلفه أنا عِشت فى بيئه الست جـ.ـسمها لجوزها وبس، لكن التسيب بتاعك ده مش هينفع معايا، خلينا نطلق بالتراضي بينا وترتاحي من تحكُمـ.ـا.تي معاكِ، وعيشي حياتك زى ما كانت مُتحررة، وبلاش تخنفي نفسك بتحكمـ.ـا.ت شرقيه، او جهل وراجعيه زي ما قولتي قبل شويه.
حين ذكر أمر الإنفصال جُن عقل هيلدا، وأقبلت على هاني تحتضنه بقوه قائله:
أرجوك هاني، لن يحدث ذلك مره أخري، لن أقترب من الرجـ.ـال مره أخري، لكن لا تتحدث بشآن الإنفصال.
نفض هاني يديها عنه قائلًا:
هيلدا، أرجوكِ بلاش نعيش مع بعض فى خناقات سهل نتجنبها،طريقة حياتك مختلفه عن حياتى،انا هقدm دعوى إنفصال فى المحكمه هنا وإنتِ توافقي على الطـ.ـلا.ق وننفصل بهدوء.
-لا هاني لن أنفصل عنك أنا أحبك كثيرًا،دعنا ننسى ما حدث ونعود أحباء كما كنا.
قالتها هيلدا كآنه حقًا يكن لها مشاعر،تهكم هاني قائلًا:
هيلدا أنا خلاص مليت من العيشه دي من البداية حاسس إننا مع بعض فى سـ.ـجـ.ـن،أنا هسيب الشقه وهسيبك تفكري،وصدقيني الإنفصال هو الآمر الوحيد اللى يريح كل واحد فينا،حتى تشوفي حياتك وتعيشها بحريه.
نظرت له هيلدا قائله:
أنت بحياتك إمراة أخرى هاني،تود الإنفصال عني من أجلها.
حرك هاني راسه بزهق قائلًا:
الهلاوس اللى فى دmاغك دي فى يوم هتخلي عقلك يتصرف بغباء،أنا لو عاوز ست سهل أصاحب عليكِ،سهل أتجوز فى بلدي،أنا بسببك كرهت الستات.
صدmها بقوله أنه كره النساء لكن هو كاذب يقول ذلك كي يجعلها توافق على الطـ.ـلا.ق وينفصل عنها ويذهب لأخرى لكن لن يحدث ذلك،حـ.ـضـ.ـنته مثلما تلتف الافعي على ضحيتها،وهمست بوعيد:
لن تكون لإمرأة غيري هاني،يكفي لن افعل ذلك مُجددًا.
تنرفز هاني ودفعها عنه ينظر له بإصرار على الإنفصال…حتى أنه تركها وغادر الشقه حين فشل فى إقناعها،لكن لن يتراجع عن ذلك…
تغضنت ملامحها تشعر بإحتراق فى عقلها هى لن تتركه بالساهل مـ.ـو.ته أهون من الإنفصال، بزغ شيطانها يرسم لها الطريقه التى ستجعله خاضعًا لها، تذكرت عملها لفترة بإحد الصيدليات كانت تعمل مع طبيب صيدلي لديه خبرة بتركيب العقاقير الطبيه ومزجها ببعض، حتى ان هنالك نسب لو زادت قد تؤدي الى مُضاعفات قد لا تقتُل لو تم التعامل معها بحذر وبنسب سهل السيطرة على خطورتها، كانت تعلم أن هاني سيعود من أجل أن يأخذ هويته ومُتعلاقاته الشخصيه… بالفعل بعد ساعات عاد هاني من أجل ذلك، توقع أن تثور هيلدا حين تراه يضب ثيابه ويبحث عن هويته الشخصيه لكن كانت هادئة، دخل ذلك الشك برأسه بالتأكيد هذا اسلوب جديد تتبعه كي تقنعه بالعدول عن الطـ.ـلا.ق لكن لن يستسلم لذاك الخداع، شعر ببوادر صُداع برأسه ذهب نحو المطبخ كي يقوم بصنع فنجان قهوة يحتسيه ثم يعود لتكملة ضب ثيابه، تفاجئ بـ هيلدا تضع طاولة طعام، لم يهتم بذلك، جذب تلك الركوه لكن هيلدا توجهت نحوه، خللت يديها حول خصره وجسده وصلت لصدره تتدلل باغواء، شعر هاني بإشمئزاز ونفور من ذلك، وأزاح يديها عنه قائلًا بتحذير:
كفايه هيلدا…
قاطعته وعادت تضع يديها حول جسده تحتك به قائله:
هاني دعنا ننسي ما حدث لقد جهزت لنا طعام عشاء مُميز واعدك بعد ذلك بليلة لن تنساها.
هو ليس شهواني تتعامل معه بطريقة فجة كفيلة أن تجعله يكره الإقتراب من إمرأة ظنًا أن كُلهن غواني مثلها، ازاح يدها، وكاد يُغادر المطبخ لكنها توسلت له وهددت بقطع شريانها أمامه حين وضعت ذلك النصل فوق معصم يديها قامت بقطعة، ليس جـ.ـر.حًا غائر لكن ذُهل من ذلك، ربما فقدت عقلها، خشى أن تؤذى نفسها أكثر وافق أن يُشاركها الطعام فقط وبعد ذلك سيأخذ فقط هويته ويغادر بهدوء، بالفعل شاركها الطعام، كانت تستمتع وهى تحتسي أحد أنواع النبيذ الفاخرة وهو إكتفى بالمياة وهى تلمع عينيها بنصر كان لديها يقين أنه لن يحتسي النبيذ كعادته يكتفي بالمياة خلطت تلك المياة بأحد أنواع السموم الطبيه التى تأخذ وقت قبل أن تتفاعل فى الجـ.ـسم مزجتها
جيدًا،وهو إحتسى من المياة،بعد قليل نهض حين صدح رنين هاتفه، نظر لشاشته زفر نفسه ونهض يقوم بالرد عليه:
تمام يا عماد نص ساعه وأكون عندك فى القهوة.
اغلق الهاتف ونظر الى هيلدا التى كانت عادت تتسم بالهدوء، لم يتحدث معها تركها بالمطبخ وذهب الى غرفة النوم، ترك ثيابه وأخذ فقط بطاقة هويته وجواز سفره وغادر دون أن يلتفت خلفه، كآنه يتسحب مثل اللصوص، وقفت هيلدا بالردهه تحتسي ذاك النبيذ الفاخر تستلذ بطعمه قائله:
دقائق ويبدأ مفعول الدواء هاني وستتصل علي كي أنقذك من ذاك السُم، بعدها ستُصبح خاضعًا لي.
بالفعل تقابل هاني مع عماد بأحد مقاهي مارسيليا، جلس الإثنين تنهد عماد قائلًا:
وهتعمل إيه دلوقتى.
زفر هاني نفسه بضجر قائلًا:
أنا مكنش فى دmاغى أتجوز اساسا والإنفصال احسن.
فجأة شعر هاني بتقلُصات بمعدته، قاوم ذلك وظل يتحدث مع عماد الذى قال له:
أنا خلاص دي آخر سنه ليا هنا، كده الحمدلله المصنع بتاع النسيج اللى إشتريناه هنزل أشتغل فيه وهيبقى معايا مبلغ كبير إحتياطي، ونبدأ نأسس لشغل فى مصر. وكفايه غُربه بقى.
رغم الآلم الذى يشتد على هاني لكن تحدث بمزح:
قول إنك هتتجوز ومش هتقدر تبعد عن خطيبتك قصدي مراتك بعد الجواز.
ضحك عماد قائلًا:
كفاية غُربه كده بقى دي آخر سنه ليا هنا وفكر إنت كمان،حتى لو منفصلتش عن هيلدا إرجع وعيش فى مصر ونشتغل وبكره المصنع يكبر وربنا العالم،كمان فى شباب كتير إتجوزوا هنا ولما ربنا كرمهم بالخير نزلوا مصر ونسيوا أنهم متجوزين هنا أساسًا
كاد هاني ان يوافقه لكن شعور الآلم يزداد بقوة أصبح جسدهُ يضعف،فجأة إرتعشت يديه وإنتفض جسده وسقط من فوق المقعد يتلوي أرضًا يصـ.ـر.خ من الآلم،ذُهل عماد من ذلك كذلك بعض الموجودين بالمقهي،سريعًا لاحظ عماد ذاك الدm الذى بدأ يسيل من فمه،تصرف سريعًا وقام بمساعدة أحد الحاضرين بحمل هاني وذهبوا الى مشفى قريب فورًا تم التعامل معه،بإعطاؤه أحد مُضادات السموم، وتم أخذ عينه من دmه لتحليلها فورًا، الى أن آتى أحد الاطباء تحدث مع عماد مُفسرًا له:
المريـ.ـض يبدوا بوضوح تعرضُه للتسمُم،قومت بإعطاؤة مصل يوقف التسمم بالجسد فقط لبعض الوقت حتى تاتي نتيجة تلك العينه التى أخدناها منه حتى نعلم نوع السموم الذى اخذها.
إستغرب عماد ذلك،ظل واقفًا أمام غرفة العنايه حتى عاد الطبيب مره اخري بـ.ـنتائج ذاك التحليل،تحدث مع عماد قائلًا:
كما توقعت المريـ.ـض تعرض لاحد انواع السموم الدوائيه التى تتفاعل بالدm بعد وقت من تناولها،والآن عليا سحب دmاء ذاك المريـ.ـض وتعويض جسده بضخ دmاء جديده بجسدة،تلك عمليه خطيرة،لقد تأخرت حالة المريـ.ـض قبل إعطاؤه المصل المُضاد لذاك السم وتوغل من جسده،علينا البدء فورًا،بالمشفى لن تجد كمية دmاء وفيره لابد ان تعثر على اكياس دmاء كثيرة من زُمرة دmه…بإمكانك البحث بالمشافي الاخري وستجد بالتأكيد.
لوهله لم يتردد عماد قائلًا:
أنا وهو نفس زُمرة الدm،وانا هتبرع له،كمان أي كميه يحتاجها إنت سهل توفرها بمكالمة تليفون للمستشفيات التانيه هتوصل فورًا،أرجوك لازم تنقذهُ،
بالفعل تبرع عماد بنسبه كبيرة من دmه لـ هاني كذالك تم تـ.ـو.فير جزء آخر وتمت العمليه ظل هاني أيام بالمشفى يُرافقه عماد الذى أخبره بما قاله الطبيب أنه تعرض لتسمُم،إستغرب هاني من ذلك وعاد بذاكرته الى قبل ان يشعر بذاك الآلم القـ.ـا.تل تذكر أنه يومها لم يتناول أى طعام ولا شراب سوا ذاك العشاء مع هيلدا،تيقن أنه خلف ذلك،إمتثل لقدره وعاد لـ هيلدا حريصًا وحرصًا بعد أن تفاجئ بمحضر تتهمه بالعنف الأسري معها وأنه قام بمحاولة قــ,تــلها بقطع شريان يدها وبعض الكدmـ.ـا.ت بوجهها أخرجه من ذاك الإتهام وقتها تقرير المشفى انه كان بذلك الوقت طريح المرض بالفراش.
شعر بنـ.ـد.م ليته ما كان إنتظر تلك السنوات وعاد الى مصر موطنه وقابل…
قابل من
فداء
يخفق قلبه بإسمها شوقًا وتوقًا،ليته كان وافق والدته منذ زمن وتقبل الزواج ربما كان خرج من مستنقع ترك نفسه ينغمس فيه الى ان اصبح كارهًا لمجرد فكرة الزواج الثانى،لكن الزواج الثاني هو ما جعله يشعر أن هنالك إمرأة قادرة على غزو قلب ظن أن الحياة للعمل والمال فقط،هنالك مشاعر كان يجهلها،أصبح قلبه يشتاقها،لكن هنا بين القُضبان لا يعلم مصيرة بعد ذاك الإتهام الذى وجه له،بأن يكون قــ,تــلها رغم أنه لم يمسسها.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
حـ.ـضـ.ـنت حسنية يمنى وقبلتها قائله:
حبيبة قلب ناناه حلو اوي الرسمه دي.
تبسمت يمنى بطفوله قائله:
ده بابي.
شعرت حسنيه بوخز فى قلبها،من تعلق تلك الصغيرة بـ عماد رغم أنه غير دائم التواجد معها، وكذالك خلافه مع سميرة الذى طال دون حل،والحل بسيط جدًا،كذالك تنهدت قائله:
عماد سافر فرنسا أمبـ.ـارح.
لم تسأل سميرة بينما قالت عايدة:
يرجع بالسلامة.
تنهدت حسنيه بآسي قائله:
يااارب يرجع هو هاني بخير،عماد قالب إنه مقبوض عليه هناك.
إنخضت عايدة سائله:
ليه خير؟.
سردت لهن عايده عن أمر مـ.ـو.ت زوجته الفرنسيه وانه متهم بقــ,تــلها،او بالأصح مُشتبه به.
إنخضت عايدة قائله:
يا ساتر يارب،مـ.ـو.تت نفسها كافره،ربنا يحفظنا، اكيد ربنا هيظهر برائته.
آمنت حسنيه على ذلك قائله:
يااارب تظهر برائته قبل ما يوصل الخبر لـ إنصاف ومـ.ـر.اته، عقلهم هيطير لو عرفوا.
دعت عايدة قائله:
ربنا معاه ويظهر الحق ويرجع مع عماد.
.. عماد
نظرت حسنيه نحو سميرة ملامحها تبدوا مُرهقه، او ربما حزينه، حتى ظلت صامته طوال الوقت حين يُذكر إسم عماد تتبدل ملامحها وتضع يدها فوق بطنها، شعرت بآسي سميرة ضعيفه مع عماد، وهذا ما جعله يشعر انها قد تستسلم لضعفها وتبتعد عنه.
❈-❈-❈
باليوم التالي
صباحً
بـ فرنسا بالمخفر بغرفة خاصه
جلس عماد مع هاني ومعهم محامي خاص من السفارة المصريه يتحدثان
تحدث المحامي قائلًا:
فى إتهام من زوجتك إنك كنت حاولت الإعتداء عليها بالضـ.ـر.ب وده من فترة قريبه،وده أكيد السبب إن الشرطة حجزتك ووجهت لك تهمه إشتباة فى قــ,تــل.
إستغرب هاني سائلًا:
وإمتي قدmت البلاغ ده.
أخرج المحامى ورقه من الملف وقال له يوم تحرير المحضر:
إستغرب هاني قائلًا:
مستحيل أنا فى الفترة دي كنت فى مصر،وسهل إثبات ده من سجلات المطار.
تبسم المحامي براحه قائلًا:
ممكن نقدm طلب لسجلات المغادرين فى المطار وده سهل،بس فى حاجه تانيه،فى مستند عثرت عليه الشرطه او بالأصح وثيقه كانت كتباها زوجتك،إنها حاسه إنك بتخطط لقــ,تــلها وانها خايفه من كده،وإن لو جرالها حاجه يبقى إنت السبب،كمان فى شهادة الجيران اللى سمعوها بتصرخ قبل كده.
لم يستغرب هاني ذلك،لكن قال:
الجيران أكيد فى منهم اللى كان عارف إنى مش موجود فى فرنسا أساسًا
وأكيد مستحيل الشرطة تاخد بمجرد ورقه ملهاش أي أساس من الصحه،ولا إيه.
تبسم المحامي قائلًا:
طبعًا طالما مفيش توثيق رسمي ملهاش أي لازمه،إحنا دلوقتي فى إنتظار تقرير الطب الشرعي،متأكد إنك ملمستهاش.
أجابه هاني:
أيوه طبعًا.
تبسم المحامي قائلًا:
كده تمام.
بعد قليل خرج المحامي وترك عماد مع هاني، تبسم عماد له قائلًا:
إن شاء خير، فاكر لما كنت بقولك إنت مش هتسيب الغُربه غير مطرود، أهو هتنطرد بقضية قــ,تــل.
زمجر هاني قائلًا:
بتتريق عليا، تصدق أنا غلطان إنى فكرت فيك وإتصلت عليك، شكلك جاي رايق.
تهكم عماد هو حاله أسوء من هانى، إن كان هاني سهل خروجه من خلف تلك القُصبان بينما هو صعب عليه أن يخرج خارج قُضبان قلبة الذى يحاول الضغط عليه.
❈-❈-❈
فى مركز التجميل
أثناء نهوض سميرة شعرت بدوخه سندت بيدها على كتف عِفت التى لاحظت ذلك وتلهفت عليها سائله:
مالك يا سميرة.
تمالكت سميرة نفسها قائله:
فى إيه مالك دى دوخه عاديه.
نظرت لها عفت قائله:.
دوخة إيه يا سنيرة دي مش أول مره المره اللى قبل كده قولتى من الجوع طب والمره دي من إيه، سميرة…..
توقفت عِفت ثم فكرت ونظرت لـ سميرة قائله بمفاجأة:.
إنتِ حامل يا سميرة.
صمتت سميرة، تبسمت عِفت قائله:
بجد الف مبروك، ربنا يتمم لك بخير، قولى لى نفسك فى ولد ولا بـ.ـنت، أكيد ولد إنتِ معاكِ يمنى، قوليلى ليه مخبيه عليا…أكيد جوزك أبو غمازات فرحان.
تهكمت سميرة بآلم مستهزأه:
محدش يعرف إنى حامل إنتِ أول واحده حتى تشك فى أمري…أنا وعماد خلاص هننفصل ومالوش لازمه يعرف إنى حامل مش هيفرق معاه أكيد.
قبل ان تستفسر عِفت صدح هاتفها، أخرجته من جيبها نظرت له ثم لـ سميرة التى تبسمن
بغصة قلب، قائله:
الرساله من مين
يظهر هنسمع خبر سعيد قريب.
أجابتها عفت:
لاء لسه بدري… لازم أتأكد من مشاعرى الأول كمان حقيقة مشاعره، بصراحه حاسه إن فى شئ غامض بالنسبه لي.
تبسمت سميرة قائله:
الراجـ.ـل الغامض، انا بقول بلاش تتأخري، وكمان بلاش تتورطيه فى فاتورة كبيرة، يلا وبلاش. تتأخري عشان فى ميعاد لـ مدام إبتهال ودي بتعزك أوي.
تبسمت عِفت قائله:.
تمام مش هتأخر على ميعادها، ولينا كلام مع بعض أشوف هورمونات الحمل الجديد دي.
تبسمت سميرة بداخلها تشعر بآسي على حالها، تُخفي حملها حتى عن والدتها.
❈-❈-❈
بذاك الكافيه المقابل لمركز التجميل
جلست عِفت مع حازم يتحدثان تطرق الحديث بينهم عن سميرة، تنهدت سهوا قائله:
سميرة حياتها صعبانه عليا، عايشه فى لخبطه، طول الوقت، حتى إكتشفت إن في بينها وبين جوزها خلاف وإحتمال يطـ.ـلقوا.
رفع حازم وجهه ونظر لها مذهولًا،وهنالك شعور آخر ينبض فى قلبه يشعر به.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بمنزل هانى بالبلدة
إستقبلت إنصاف هاني بالاحضان بكت بلوم قائله:
كده منعرفش إنك كنت فى مصيبه، قلبي كان حاسس بس كنت بكدب إحساسي، إنت بعد كده مش مسافر فرنسا تاني، كفايه غُربه بقى.
تبسم هاني وإنحني يُقبل يد إنصاف قائلًا:
خلاص يا ماما كفايه كده، الحمد لله.
تبسمت وعادت تضمه بامومه، ضمها هو الآخر
نظر نحو فداء التى تقف على آخر درجات السًلم، كانت نظرتها خالية من المشاعر التى عكس قلبها الذي يحترق، رغم أنه كان يحتضن والدته لكن كان نظرهُ عليها ينظر لها بشوق تلمع عيناه بسعادة، وهو يسمع والدته تنظر لـ فداء قائله بغمرة فرحه:
تعالي يا فداء متنكسفيش، هانى رجع من السفر مش هتسلمي عليه وتقولي له حمد لله عالسلامه.
ببرود قالت:
حمدالله على السلامه يا هاني.
لم يشعر أنها قالت ذلك ببرود.
تبسمت إنصاف من نظرة عيناه المُشتاقه لـ فداء، تحدثت بحب:
إنت بتقول إنك مش جعان، خد مراتك وإطلع إرتاح فوق ساعتين على ما أحضر العشا وتكون بسنت رجعت من الدروس.
لمعت عيناه ببسمة موافقًا، بينما فداء إعترضت قائله:
هحضر معاكِ العشا.
نظرت لها إنصاف قائله:
لاء كل حاجه جاهزه يادوب عالتسخين إطلعي مع جوزك.
بمضض وافقت فداء وصعدت مع هانى الى الشقه، بمجرد ان دخلا جذبها هاني بعناق قوي، ثم قبلها مُشتاقًا، لكن شعر انها بـ.ـاردة، ترك شفاها ونظر الى وجهها، رأي تلك النظره البـ.ـارده، بينما هى تهـ.ـر.بت منه قائله:
هطلع لك غيار على ما تاخد دوش.
كادت تبتعد عنه، لكنه جذبها قائلًا:
مالك اللى يشوفك يقول مضايقه إنى رجعت من فرنسا.
تهكمت قائله:
أوعي تفكر إنى نسيت إنك سيبتني عروسة كام يوم وسافرت ورا هيلدا.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد
إستقبلت حسنيه عماد الذى وصل للتو قائله:
حمدالله عالسلامه أمال فين هاني.
رد ببسمه:
هاني زمانه وصل البلد، مرات خالي كلمتنا وإحنا على باب المطار، وهو عشان يطمنها سافر عالمحله فورا ووقالى سلم لى على مرات خالي، كمان كان عندي امر مهم فى المقر روحت خلصته وجيت عشان ألحقك قبل ما تنامي، عاوز أتكلم معاكِ فى أمر مهم.
إستفسرت قائله:
وإيه هو الامر المهم ده.
بتردُد من عماد ظل ينظر لها بترقُب قائلًا:
أنا نويت أتجوز.
شعرت حسنيه بتوهان قائله:
تتجوز إيه، إنت مش متجوز…
فاقت من توهان الصدmه قائله:
قصدك تتجوز تاني.
أخفض وجهه يشعر بشعور بغيض كآنه بلا إرادة، إستهجنت حسنيه قائله بصوت عالى:
رُد، فهمني.
أجابها بتردُد:
إنتِ عارفه حقيقة جوازي من سميرة…
قاطعته بسؤال:
إيه حقيقة جوازك بها، إتجوزتها بإرادتك كان قدامك البنات وإنت اللى إختارتها، واتجوزتها وطلقتها، إيه واخده لعبتك، الجواز والطـ.ـلا.ق
بدل ما تقولى إنك هتجيب مراتك وبـ.ـنتك هنا ونتلم كلنا جاي تقولى هتتجوز، ومين دي كمان.
شعر عماد بغضاضه قائلًا:
إنت عارفه إن سميرة هى اللى رافضه إنها تجي تعيش هنا…
قاطعته بإستهجان:
وإنت رفضها جاي على هواك، إنت عامل زي العيل الصغير اللى بيلعب باللعبه ولما يكـ.ـسرها يروح لغيرها، ولما متعجبوش يبكي عاللعبه اللى كـ.ـسرها، فوق يا عماد، أنا سكتت كتير، شايفه سميرة بتنطفي، بنات الناس مش لعبتك
كآني شايفه شعبان الجيار قدامي
نفس الجحود، فعلًا مهما حاولت تبعد الإنسان عن أصله، بس العرق دساس… بيجري فى عروقك نفس دm وغدر شعبان.
تجمرت عينيه يشعر بلهيب فى قلبه قائلًا بإندفاع:
ماما بلاش تقارينينى بالشخص ده إنتِ عارفاني كويس…
قاطعته بحِده قائله:
لاء متفرقش عنه، أنا مبقتش عارفاك يا عماد
حاسه اللى قدامي صوره أعرف هيئتها لكن حقيقتها ضاعت، أو إتحرقت، خسارة يا عماد
إعمل اللى إنت عاوزه بس أنا مش معاك كمان هسيبك تعيش حياتك زى ما إنت عاوز، أنا هرجع البلد، حتى الليله مش هبات هنا مش طايقه أحس إنى معاك تحت سقف واحد خسارة يا عماد ربنا عطاك نِعم كتير إنت اللى سايب الماضي يحرق قلبك لحد مبقتش عارف نتيجة اللى هتعمله هتوصلك لأيه
خسرت سميرة ويمنى وكمان خسرتني
مبروك يا إبن شعبان الجيار حرقت سعادتك بسبب هلاوس الماضي مُصر تحرق قلبك وقلب سميرة معاك…
قاطعها عماد بمرارة:
أنا اللى حرقت قلب سميرة ولا…
ڨاطعته بقسوة رغم إشفاقها عليه من حديثها الجـ.ـا.مد:
إنت اللى بتحرق قلبك، سميرة لو مش بتحبك مكنتش رجعت ليك بعد ما طلقتها غدر، رجعت وقبلت رغم إنها عارفه إنك رجعتها عشان كانت حامل مش عشان بتحبها، قبلت تبقى…
توقفت للحظة اغمضت عينيها تقول:
قبلت تبقي زوجه لمزاجك، إنت عايش فى مكان وهي فى مكان، آه هتقولى دى رغبتها
وسبق وطلبت إنها تجي تعيش هنا، بس إنت إستلينت لو لك مزاج كنت قدرت تضغط عليها، لكن إنت مرتاح كده، مفكرتش فى بـ.ـنتك اللى بتشوفك زي زاير عليهم، بكره هتكبر وهتفهم وهتسألك وقتها هتقول لها إيه، فى حياتي زوجه تانيه أهم منك إنتِ ومامتك، هي اللى بعتكم عشانها.
تعصب عماد قائلًا:
أنا مبعتش سميرة ياماما هي اللى…
قاطعته بإستهجان:
ولا هي باعتك ده كان قدر، وكفايه يا عماد لو كملت وإتجوزت إنسي إنى أمك، أنا ماشيه وإنت حُر فى حياتك.
ذُهل عماد من روؤيته لـ حسنيه وهي تتوجه ناحية باب الفيلا، ركض خلفها يستعطفها قائلًا:
ماما إنتِ رايحه فين، هتسبيني.
لوهله شفق قلب حسنيه لكن عقلها تحكم عماد. لن يعود كما كان الا إذا شعر بصدmة فُقدان، أجابته:
إنت حُر فى حياتك، وانا رايحه هبات الليله عند فى الشقه اللى إنت مكنتش بتنكسف وإنت رايح لها عشان مزاجك.
نفضت حسنيه يد عماد وغادرت، ظل هو واقفًا، مذهولًا يشعر بنـ.ـد.م أفقدة الوحيدة التى كانت دائمًا تُساندة بقوه يشعر دائمًا انها هي مصدر قوته وصلابته،الآن يشعر
بـ حرقان ينتهك كيانه.
بعد مرور أسبوع
صباحً
بمنزل هاني
فتح عينيه نظر الى فداء التى تنام جواره لكن بعيدة قليلًا عنه، تبسم بتلقائيه وأراد مشاغبتها، أقترب منها وضمها له يُقبل وجنتيها ثم شِفاها بقُبلات ناعمه… فتحت عينيها بتلقائيه منها تبسمت قبل ان تفيق وتستوعب بما كان هو مُقبل عليه حين كاد يعتليها ظنًا انها تجاوبت معه،تبدلت وعادت الى تمنُعها ودفعته بيديها كي يبتعد عنها لكنه مازال مُتمسكًا بها بين يديه، شعرت بضيق قائله:
لو سمحت إبعد إيديك عني متفكرش إنى هسامحك بالساهل كده.
تبسم وهو يُشاغبها يُداعب وجنتيها بأنفاسه الحاره،تجاوبت معه بتلك القُبله، كادت أن تضعف إشتياقًا لكن ذاك الغثيان جعلها تنفُر وتدفعه وتنهض سريعًا صوب حمام الغرفه… لا يعرف كيف تبخرت من بين يديه بعد أن ظن أنها بدأت تتجاوب معه،زفر نفسه بضجر منذ أن عاد وهي كذالك،تتأرجح مشاعرها معه بين القبول لكن فجأة تعاود وتبتعد عنه،إعترف حقًا أخطأ بالسفر مع هيلدا،لكن لما تُعـ.ـا.قبه وهو يتحمل،رغم ما مر به مؤخرًا ببالبقاء حبيسًا خلف القُضبان لايام يجهل مستقبله بعد إتهام بالشروع فى قــ,تــل،لولا أنقذه القدر كانت ثبتت عليه تلك التهمه،هيلدا كانت أسوء من الشيطان،تنهد يستنشق الهواء،وتيقن أن إرتباطه بـ فداء كانت له نُقطة تحول بحياته،بل كانت إنقاذًا له،لو لم يتزوجها بهذا الوقت كان سافر وثبتت عليه أكاذيب هيلدا بالدلائل،مازال موقف فداء المُخيب له،هل ظن انها ستستقبله بالاحضان،لقد كان واضحًا رد فعلها بعدm ردها على إتصالاتك ورسائلك،تنهد بضجر هو لم يُخطئ حين سافر مع هيلدا أليس ذاك المقلب الذى إفتعلته كان هو السبب،لا هاني لا تكذب ليس هذا كان الدافع وقتها أنت أرادت معرفة حقيقة تلك المشاعر، وخشيت ان تضعف وتقع بالعشق هـ.ـر.بت، بالنهايه ضعفت وإشتاقت لولا ما حدث مع هيلدت ربما كنت مازالت هناك تقاوح، والآن عليك الإعتراف أنت لاول مره تشعر بالعشق والإحتياج لمشاعر إمرأة
هيلدا وفداء الإثنتين فرضن انفسهن عليك، لما إستحوزت فداء على مشاعرك
الإجابه واضحه ليست العلاقه الحميميه بل مشاعر قلبك الذي كان مُتعطشًا لبعض من الحريه، وجدتها مع فداء،رغبة والدتك فرضتها عليك للزواج، لكن هي لم تفرض نفسها عليك بعلاقه سامه لا تشعر فيها سوا بالمقت، بل اعطتك الحريه وجذبتك لها بخجل أنثوي جعلك تعود لرجولتك الذى فقدتها،أنت من بدأت بالإقتراب،خوضت مشاعر كنت تجهل مذاقها المُمتع،لكن هى مثل حبة الدواء المُغلفة بالسُكر وعليك الآن تحمل ذاك الجزء المر فبه الشفاء أكيد…أخرجه من تلك المشاعر رنين هاتفه،جذبه ونظر له ثم قام بالرد قائلًا:
مفيش ذوق حد يتصل على حد فى الوقت البدري ده،إفرض إنى نايم
فرك عماد رأسه يشعر بإرهاق قائلًا:
مش رايق لهزارك عالصبح،لازم تكون هنا فى القاهرة قبل الساعه سبعه المسا،هنمضي عقد الشراكه مع مصنع الفيومي،كمان هو أصر نعمل حفلة خاصه كنوع من الدعايه،يلا بالسلامه اشوفك المسا.
لم ينتظر عماد وأغلق الهاتف، تحير عقل هاني للحظات، لكن سرعان ما نفض ذلك وتوجه لآخذ سيجارة
بداخل الحمام،شعرت براحه بعد ان افضت ما بجوفها الشبه خالي،غسلت فمها ووجها،وقفت تشعر بحيرة من تلك الحاله التى أصبحت تزداد،حتى دون تناولها للطعام،لكن تذكرت قائله:
معقول أكون حامل بالسرعة دى.
نبسمت تضع يدها فوق بطنها تمسد عليها قائله:
ومش معقول ليه،بس طبعًا لازم أتأكد،كمان مش لازم أضعف مع هاني مع إنى بحب قُربه أوي.
وضعت يدها الأخري فوق شفاها تشعر بزيادة خفقان تبسمت قائله:
كمان كان واحشني أوي،ولما عرفت إنه كان فى مِحنه قلبي كان هيوقف،بس هو يستاهل أدلع عليه شويه قبل ما أسامحه،انا اساسًا سامحته بس بدلع عشان أتاكد هو بيحبني ولا…
-ولا إيه يا فداء،خلاص هيلدا إنتهت من حياته للأبد غارت على رأي طنط إنصاف،انا بسمع كل نصيحه بتقولها ليا،وأهو رجع تاني،صحيح غـ.ـصـ.ـب،بس هو قبل المشكله دى كان راجع.
تنهدت تبتسم بشوق لكن لا مانع من الدلال… خرجت من الحمام، تبسمت بإخفاء وهى تنظر لـ هاني الذى كاد يُشعل سيجارة وقالت بإستهجان:
هتعمل إيه، سجاير عالريق وكمان هنا فى الاوضه، أنا مش ناقصه خـ.ـنـ.ـقه عالصبح.
تتنهد ووضع السيجاره فوق منضده وإقترب منها حاول ضمها لكن هى إبتعدت عنه بدلال،تنهد بضيق قائلًا:
جهزي نفسك هنسافر القاهرة كمان ساعة.
إستغربت بإستفسار سائله:
مين اللى هيسافر القاهرة.
إبتسم وهو يقترب بمكر وضع يديه حول خصرها قائلًا:
أنا وإنتِ،وهنقعد هناك كم يوم،يعني حضري شنطة فيها هدوم تكفينا،ولا نشتري من هنالك، ولا أقولك بلاش ملهاش لازمه الهدوم الڤيلا هتبقى فاضيه علينا.
ضيقت عينيها ونفضت يديه عن خصرها قائله:
تمام هنزل أحضر الفطار وبعدها هحضر شنطة هدوم بلاش تكاليف عالفاضي.
إبتسم هاني وتشبث بخصرها وإنحني وكاد يُقبلها لكن هى شعرت بإنجذاب غريب وهى تُقرب انفها من عُنقه تستنشق أنفاسها،شعر بلفحة انفاسها على عُنقه،إشتاق قلبه،لكن قطع ذاك الإنسجام رنين الهاتف.
عادت تستوعب وإبتعدت عنه تُلملم حالها وإرتبكت وتهـ.ـر.بت قائله:
شوف مين بيتصل عليك عالصبح، وأنا هنزل أساعد طنط فى تحضير الفطار.
هـ.ـر.بت تشعر بالضعف من تـ.ـحـ.ـر.شات هاني بها، بينما ضجر هاني من ذاك الهاتف الذى لولاه لكان عائم بالغرام الآن، ذهب نحو الهاتف ونظر له قائلًا بضيق:
طبعًا إنت هادm اللذات يا جوز أمي.
❈-❈-❈
بمنزل الفيومي
بغرفة حازم
هنـ.ـد.م ثيابه ونثر ذاك العِطر ونظر الى المرآه ينظر لإنعاكسه، يشعر بشعور مُميز وهو يتذكر قول عِفت له عن سميرة التى تعيش خلافات مع زوجها بالفترة الأخيرة وأن هذا قد يؤدي الى الإنفصال بينهم، لا يعلم لما لم يشعر بإنبساط شعور عادي، تعجب من ذاك الشعور، أليست هى من سعيت لفترة كي تعلم هويتها، لما الآن لا تفرق معك، ربما كانت زهوة وإنطفات، أو فضول لمعرفة سر حُزن عينيها بتلك الليله، أو لا شئ فقط كنت تود إرهاق عقلك بالتفكير بها، فى ذاك الوقت صدح رنين هاتفه، جذبه ونظر الى شاشته سُرعان ما تبسم وقام بالرد بإختصار قائلًا:
تمام يا “شيري”نتقابل فى النادي كمان ساعة فى ملعب الإسكواش.
أغلق الهاتف ثم نفض كل ذلك عن رأسه،ثم غادر الغرفه يُصفر بمزاج هادئ.
بغرفة المكتب دلفت جالا على والدها الذى تبسم لها حين جلست أمامه تبتسم هى الأخري تتنهد براحه قائلًا:
توقيع الشراكه بينا وبين مصانع عماد ده طفرة كبيرة لينا فى سوق المنسوجات، بصراحه لو مش جهودك مكنتش تمت.
تبسمت بإفتخار بذكائها:
فعلًا، بس لاحظ يا بابا عماد هو المستفاد أكتر من إسم وسطوة مصنعنا برضوا مش شويه، صحيح بقينا فى المركز التانى بس بالشراكة دي رجعنا للصدارة وبقوة أكبر.
وافقها وجدي قائلًا:
فعلًا،كان نفسي إعلان الشراكه النهاردة يكون معاه إعلان تاني،وقتها كانت هتبقى الفرحه أكبر.
فهمت تلميح والدها وشعرت بغرور قائله:
هيحصل وقريب جدًا،زي ما قدرت أقنعه بالشراكة فى الفترة الصغيرة دى أكيد مش صعب يكون فى جواز يقوي الشراكة دي،رغم إن له زوجه وبـ.ـنت بس بحس إنه مش من النوعيه اللى يمانع ظهور مـ.ـر.اته للمجتمع الراقي،يبقي فى سر،ممكن يكون مفيش بينهم توافق،أو جواز تم فى ظروف خاصه،زي جواز صالونات كده.
أجابها حازم الذى دلف الى الغرفه قائلًا بإحباط لها:
أو يمكن هو أو هى اللى حابه تحتفظ بمكانتها فى حياته كزوجه مش واجهه يتعايق بها فى مجتمع عايش بزيف،وكونها مخفيه مش معناه أنه راغب بجوازة تانيه،لان واضح من شخصيته انه شخصية عملية مش بيجري ورا التريندات والدليل الإشاعه اللى زيي ما إنتشرت إختفت وهو مفرقش معاه.
شعرت جالا بضيق منه قائله:
واضح إنك عاطفي وبتفهم فى العواطف طبعًا مش فاضي غير لها واللعب فى صالات الإسكواش، طالما فى غيرك شايل الشغل كله عنك .
تبسم بإستهزاء قائلًا:
عالأقل بلعب وانا عارف الخِصم اللى قدامي لعبنا عالمكشوف، مش وشوش برتوش بتتلون حسب المصلحه، متأكد عماد ده لو كان قابلك قبل ما يبقى له سطوة عمره ما كان هيلفت نظرك مهما كان وسيم أو حتى صاحب عقليه فذه،السطوة عندك هى النفوذ و بس، ونصيحه مني بلاش تعيشي الوهم، متأكد عماد شخصية زي عماد حتى لو مش سعيد فى حياته مع مـ.ـر.اته هيروح يدور على الشئ اللى ناقصه مع ست بسيطة مش سيدة أعمال عقلها كله فى الصفقات الرابحه، والمشاعر عندها بتقيمها قبل ما تندفع فيها، يلا أنا عندي ميعاد فى صالة الإسكواش مش عاوز اتأخر عليه ومتقلقوش هكون فى حفل الشراكه فى الميعاد أنا برضوا حازم الفيومي اللى بيكمل ديكور العيله الناجحه.
غادر خازم بعد ان نرفز جالا كذالك وجدي الذى عقل حديث حازم لاول مره، أليس هو كذالك حين تزوج بزوحته أراد إمرأة عاطفيه.
❈-❈-❈
ظهرًا
بمقر شركة عماد
وضع الهاتف على أذنه يسمع رنين ولا يأتيه رد لأكثر من مره شعر بالزهق من عدm رد حسنية عليه التى تتعمد ذلك، لكن هو يشعر بالنُقصان دونها كآنه بلا سند، شعور لاول مره يتمكن منه، رغم أنها إمرأة لكن كان يشعر أنها سندهُ القوي المانع الذى يُعطيه قوة وامل بالغد أفضل، يشعر أن تخليها عنه مثل الذى يسير عاريً أمام الناس عيونهم تحرق قلبه،أغلق الهاتف وضعه امامه على المكتب يُزفر نفسه،للحظه صدح الهاتف،تلهف أن تكون قد حنت عليه،لكن كان إتصالًا من أجل العمل،لم يشأ الرد ليس بمزاج يود العمل،بل يود الهروب،لكن الى أين الى سميرة الأخري التى يشعر كآنها إدmان لا تعافي منه
إزدادت خفقات قلبه يشتعل برغبة فى رؤية سميرة ويمنى صغيرته…
خلع نظارته الطبيه ورفع كفيه يمسد بهما وجهه يشعر انه بلا هوية.
❈-❈-❈
بمنزل والدة عماد بالبلدة
شعرت بآسى حين إنتهي رنين الهاتف،تنهدت بإستياء من ذلك،قلبها يحن لحديثها مع عماد،لكن هى إتخذت قرارًا عماد لن يعود مثلما كان قبل عودته من السفر الا إذا شعر بالخسارة الحقيقة…
فى خضم آسها سمعت صوت قرع جرس المنزل لوهله خفق قلبها بحنين أن يكون عماد هو من آتى،ذهبت سريعًا نحو باب المنزل
فتحت الباب بلهفه سُرعان ما تصنمت ،الى ان تحدثت الزائرة قائله:
إنتِ عارفاني؟… أنا عارفه إنى جايبه بدون ميعاد وكمان إني ضيفه غير مُرحب بيها.
فاقت حسنيه من تصنُمها وقالت بلا شعور:
هند… إتفضلي.
دلفت هند الى داخل المنزل بذهول قائله بإرتباك:
أنا كنت متوقعه إنك متعرفنيش كمان ترفضي إستقبالى بسبب الماضي.
نظرت لها حسنيه ببسمه خافته:
انا سامحت من زمان اوي، ونسيت الماضي او بمعني أصح كان لازم أنسي الماضي عشان أعرف أعيش وأربي أبني،وكمان متعودتش يجيلي ضيف على بابي وأرفض أستقبله…حتى لو كان ضيف غير مرغوب فيه ادي له واجب الضيف طالما داخل بإحترامه ومش جاي بأذى معاه.
❈-❈-❈
مساءً
بذاك الفندق
كان هنالك حفلًا خاص بدأ بتوقيع عقد الشراكه بين مجموعة العماد ومصنع الفيومي
على طاوله خاصه كان التوقيع بين وجدي عماد حتى إنتهي التوقيع صفق الجميع
وقف الإثنين يتصافحان، كان هنالك حشـ.ـد إعلامى، وكذالك هنالك المدعوين وكذالك طاقم خاص لتقديم الضيافه للمدعوين، رفع عماد نظره نظر نحو هاني الذى لمعت عينيه ببسمه، هذا نجاح جديد لهما يُضاف لهما، أصبح من الطبيعي الإعلان عن الشريك الخفي، تقدm هاني حين أشار له عماد وإقترب من منصة التوقيع، ألقى كلمة بسيطه ثم قال:
فى شريك دايمًا كان معايا هو كان رغبته يفضل الشريك الخفي، بس النهاردة خلاص الشريك الخفي قرر يظهر هو مين، هو السند اللى كان داعم قوي لمصانع العماد
شريكي “هاني الجيار” رفيق الغُربه والكفاح.
إبتسم هاني وهو يقف جوار عماد، ها هو ظهر الشريك الخفي…لمعت عين فداء بسعادة كذالك شعرت بالغِيره ان تنظر فتاة الى ذاك الوسيم زوجها…مثل تلك السخيفه التى تشعر ببُغض نحوها وهى تقف جوار عماد،تُظهر بتعمُد منها آناقاتها ولباقتها .. بداخل عقلها لما سميرة ليست موجودة بالحفل، لم يطول جواب ذاك السؤال حين ظهرت سميرة، لكن ليست جوار عماد بمكانها ومكانتها الطبيعيه كزوجه بل بين طاقم الضيافة، تسير بتلك الصنيه التى عليها بعض الأكواب تتوجه نحو مكان وقوف عماد وتلك السخيفه المُتسلقه لوهله كادت تنطق بإسمها لكن نظرت عين سميرة نحوها حذرتها صمتت، توقفت سميرة أمام عماد الذى كان ينشغل بالحديث مع جالا ولم ينتبه لها الا حين سمع صوتها حين قالت بصوت مُرتجف:
مبروك الشراكة و…..
صمتت حين وجه لها عماد وجهه،الذى ذُهل من وجودها، رغم أنه يرتدي النظارة لكن إخترقت نظرته روح سميرة التى تئن بآلم يظهر بصوتها، كذالك رعشة يديها التى كادت تسكب محتويات تلك الصنيه التى وضعتها على طاولة المنصه وإنسكبت غـ.ـصـ.ـبًا محتوياتها لم يمس اوراق الشراكه محتويات الكؤوس، مع ذلك تعصبت جالا وكادت تتهجم عليها لكن ضبطت نفسها من مظهرها الراقي، كذالك حين رات عماد رأسه تتحرك تتبع تلك المُضيفة، التى هرولت للخروج من القاعة، كاد عماد أن يذهب خلفها لكن جذب وجدي يدهُ لإلتقاط الصور من أجل الإعلان كذالك نظر نحوه هاني يشعر به فى هذه اللحظه، كذالك سمع نداء فداء بإسمها، لكن هى لم تتوقف، لحظات كان يشعر كآنه مسلوب الروح… ترك كل شئ خلفه وخرج، يبحث عنها بين طاقم الضيافه،لكن بنفس الوقت صدح هاتفه برساله قرأها
“أنا هنا فى الأوتيل فى الجناح اللى كنا دايمًا بـ.ـنتقابل فيه هنتظرك لحد الإحتفال ما ينتهي”
هذا مُلخص الرساله،أغلق الهاتف وتوجه الى تلك الغرفه يخفق قلبه بشـ.ـدة…بينما سميرة
دخلت الى ذاك الجناح الذى دائمًا ما كانت تبغضه الليلة تبغضه أكثر لكن لابد ان تتحمل…
خلعت ذاك الثوب الخاص بمضيفات الفندق،إرتدت منامه شبه عاريه،تشعر بالبرد القاسي يتوغل من جسدها،مسدت عضديها بيدها لم تنتظر كثيرًا كما توقعت حين سمعت صوت فتح باب الغرفه
نهضت من فوق تلك الآريكه تنظر له تسير تشعر بترنُح بقلبها وهى تسير نحوه، تمعنت بملامح وجهه، تلك الملامح المحفورة بسهم ناري ينحر فى قلبها، رغم ذلك كانت ترسم بسمة مريرة، هو كذالك بل يزداد بشعور النـ.ـد.م، تفاجئ بها وهى تُعانقه حتى أنه شعر بأنفاسها الساخنه وهى تضع قُبلة حارقه على عُنقه
نفسها كان ساخنًا يُعبر عن ما بداخلها من إحتراق، لكن لينتهي كل ذلك الليله، تركت عناقه ورفعت يديها تحل رابطة العُنق عن عُنقه ثم أزاحت مِعطف بذته وفتحت أزرار قميصه، سحبت يدها من بين فتحت القميص على صدره، رفعت رأسها تُقبل أسفل ذقنه قُبلات حميمية،لكن بلا مشاعر،وصلت بقبلاتها الى وجنتيه وشِفاه من شوقه لها تقبل تلك القُبلات ضمها بين يديه يودها أقرب،يشعر بقُبلاتها الساخنه،رفعت يديها تُزيح عنه ملابسه تزداد قُبلاتها له شغفًا تجعله متشوقًا
جذبته نحو الفراش، كانا مثل شُعلة نار تشتعل بحِمم عشق ثائر،لحظات،دقائق وقت ينتهى
جذب سميرة على صدره يحتويها بيديه،تيقن سميرة ولا يوجد بعدها إمرأة تمتلك كيانه،رفع يدهُ،ورفع ذقنها ينظر لوجهها
تبسم وهو يلتقط شفاها بقُبله ناعمه،ثم عاود النظر لوجهها ويديه تتلمس ملامحها،ونظرة عين عاشق إبتسمت شفتاه وهو يضمها له أقوي قائلًا بصدق:
بحبك يا سميرة….
بعد أن كانت مُستكينه بين يديه، رفعت وجهها ونظرت له تهكمت بمرارة على جملته الآخيرة، ضحكت غـ.ـصـ.ـبًا رغم مرارة ما تشعر به، إبتعدت عن حصار يديه ونهضت من فوق الفراش… إستغرب ذلك وجلس على الفراش وكاد يتحدث:
سميرة…
قاطعته حين سحبت تلك الورقه من تلك الحقيبة وحملتها وعادت تقترب من الفراش فى البدايه ظنها عائده له لكن وقفت جوار الفراش ومدت يدها بورقه قائله:
ده تحويل مني بكل الفلوس اللى إنت حولتها بإسمي فى البنك، والشنطه دى فيها كل هدية
إنت…
توقفت عن الحديث تشعر بإهتراء قلبها لكن تحملت تشعر بإنكسار قائله:
فيه كل هديه جبتها لي تمن كل لقاء بينا،المشوار بينا إنتهى لحد هنا يا عماد، وصلنا حرقت قلبي بما يكفي،مبقتش قادره أتحمل ولا هكدب على قلبي وأصدق إنك بتحبني أو حتى حبتني من البدايه إنت كنت بدور على سبب ترمي عليه قسوة حياتك، بعد كده كُل اللى بينا يمنى وبس،أساسًا هى أغلى هدية فى حياتي،رغم أنها كانت نتاج لحظة ضعف، قالت هذا وتوجهت مره أخرى نحو حقيبتها جذبت تلك المفاتيح معها ورقة أخرى وتلفتت خلفها تفاجئت به خلفها بعد أن نهض من فوق الفراش،لم تهتم بنظرة عينيه المذهوله ولا لحركة صدرهُ الذى ينتفض قلبه بقوة، ومدت يدها بالمفاتيح والورقه قائله:
كنت هنسى دى مفاتيح الشقه كمان ده تنازل عن الشقة أعتقد مبقاش من حقي اقعد فيها.
ذُهل عقل عماد قائلًا:
سميرة…
قاطعته بحسم:
إنتهينا خلاص يا عماد دي كل الهدايا وكمان الشقه أنا برجعها لك مكنتش محتاجه لها قد ما كنت بحتاج حـ.ـضـ.ـنك يضمني، خلتني أنـ.ـد.م إن فضل عشقك مش بس يحرق قلبي كمان حرق قلب نسيم، اللى حبني بصدق حتى لو كان عـ.ـذ.بني كفايه إنه كان بيرجع نـ.ـد.مان وانا كنت بـ.ـاردة معاه، بس هو كان له عُذره متجوز واحده قلبها مشغول بغيره دايمًا بتفكر فيه، أنا لو بنـ.ـد.م على شئ فى حياتي فهي إن وافقت أكون لك عشيقه للمُتعه، كان لازم أعرف إنى إنتهيت من حياتك يوم ما طلقتني، مكنش لازم أقبل بالرجوع وإنى أكون خاضعه لمزاجك،والنهاردة بنسحب نهائى يا عماد وكل شئ هديتني بيه رجعته لك مش عاوزاه نسيم لما سابلي الأرض اللى دفعت بها تمن البيوتي كان بيرد لى جزء من تعذيبي له وإن قلبي محسش بيه، البيوتي مش بس هو اللى خلاني أتغير معاك يا عماد إني مش محتاجه لك،أنا طول عمري بدور عالسند اللى يقويني كنت معتقدة إن السند ده إنت لما إتقدmت لى زمان،عمي إعترض وقالى هيبقى زي أبوه فى يوم الأيام ويهجرك بعيل،وفعلًا ده حصل وكنت متحمله بس لكن إنسان طاقة تحمل لما بتنتهي قلبه مش بيختار يعيش فى العـ.ـذ.اب بإستمرار،أنا طلبت الطـ.ـلا.ق وإنت بتماطل بس أنا مُصره عليه،يمنى جمعت بينا،بعد كده عاوز تشوفها هبعتها عند طنط حسنيه،مع إنى أعتقد مع الوقت قلبك هينسي ويتعود على غيابها عنك،زي المثل ما بيقول”البعيد عن العين بعيد عن القلب ”
كده فاضل إن تكلم المحامي يجهز بقية أوراق تنازلى عن جميع مستحقاتي الشخصيه عندك وهمضي عليها،كل اللى عاوزاه هو إنك تطلقني وأبعد عن حياتك،ومتخافش انا مش بفكر فى الجواز،حتى قبل ما كنت ترجع تتقدmلي،كنت رضيت بنصيبي وقولت مش هتجوز تاني كفايه البخت لما بيميل مش بيتعدل تاني،بس قلبي خذلني معاك دايمًا ببقى ضعيفه،ولازم أستقوي على الأيام عشان أقدر أعيش وأربي بـ.ـنتي متبقاش زيي ضعيفه وتخاف من الأيام والزمن
جذبت ثيابها وشرعت فى إرتدائها يرتعش جسدها،لم تنظر لـ عماد الذى يشعر كآنه أصبح بلا روح هو الآخر،إستمع لكل ما قالته ذكرها لإسم
“نسيم” أكثر من مره
نسيم لم يكُن الا إعصارًا مُدmر سحقهما، فاق حين وقعت حقيبة يدها وتناثرت محتوياتها،إنحنت تُجمع تلك المحتويات ثم إستقامت قبل أن تخطي نحو باب الچناح ضمها قويًا من الخلف،دفس وجهه فى عُنقها يتحدث بإعتراف نادm:
سميرة أنا عمري ما حبيت غيرك،عمرك ما كنتِ بالنسبه ليا رغبة جـ.ـسم،كان سهل أدور عليها مع أي ست غيرك، كنت دايمًا عايش بشتاق لك فى كل لحظة، فعلًا كنت بتعمد أسيبك فى السرير مش عشان تحسي بالدونيه وإنك بالنسبه ليا رغبة وإنتهت كنت بخاف لاتكون دى لحظات بعيشها فى خيالي وهتنتهي، انا عِشت شهور نـ.ـد.م بعد ما طلقتك قلبي كان بائس، لو مكنتش بحبك مكنتش رجعتك، كان سهل أنكر نسب يمنى، أو حتى أردك لفترة وبعدها…
توقف للحظه ثم عاود الحديث:
أنا بحب يمنى عشان هي منك، الست الوحيدة اللى فى عز كُرهي لها كنت بعشقها وبتمني نظرة من عينيها، سميرة تفتكري ماحاولتش انساكي وأعيش كنت بلاقي نفسك لما ببص فى وش أي ست حاسس إنى مش شايفها،حتر عينيا كانت عاوزكِ إنتِ مش شايفه غيرك… سميرة أنا آسف كنت آناني، لسه قدامنا فرصه، لا فُرص نرجع فيها حبنا لبعض تاني بدون أي…
قاطعته بآلم:
بدون إيه يا عماد، إحنا خلاص إحترقنا كل شئ إتساوى بالرماد… قدامك فرصه أنا عارفه إن جالا داخله مزاجك، هى الست اللي تناسبك…
-لاء
قالها عماد وهو مازال يتشبث بـ سميرة يضمها أقوي يتنفس بحرارة قائلًا:
لاء قولتلك لو كان قلبي قادر مكنتش هستني چالا أو غيرها،، خلينا نبدأ من جديد وأوعدك…
قاطعته سميرة وهي تنفض يديه عنها قائله بآلم:
كل مشاعري إتحرقت يا عماد مبقاش عندي حتى مشاعر أديها لراجـ.ـل غيرك، بعترف إن عِشت بكل مشاعري معاك، وكنت أتمني فعلًا أحس إنك بتحبني، بس حُبك وهم وكلام يا عماد عكس أفعالك، وانا مبقتش قادرة أتحمل، كان نفسى يمنى تعيش فى بين أب وأم بينهم حياة سعيدة تعيش دفى الاهل اللى أنا وإنت إتحرمنا منه، بس للآسف واضح إن ده قدر متآجل أنا كنت متحملة عـ.ـذ.ابي على الفاضي، قلبي كان موهوم وإتحملت عـ.ـذ.ابي معاك عالفاضي،أتأملت إن القدر يتغير،بس أنا كنت بآجله مش أكتر..
كده أنا أنسحبت من حياتك…بتمنالك السعادة اللى معشتهاش معايا.
حاول عماد ضمها مره أخري لكن هى أسرعت بالمغادرة من الجناح حتى أنها تركت حقيبة يدها، كاد عماد ان يلحقها لكن إنتبه أنه عاريًا، سريعًا جذب ثيابه وإرتداها بعُجاله، وخرج من الغرفه عيناه تراقب حتى خرج من الفندق ينظر حوله لم يرا سميرة، شعر بإنشطار فى قلبه ونادي عليها بصوت جهور
لم تكُن سميرة إبتعدت عن الفُندق سمعت ندائه وتجاهلته سارت تبكى بحُرقه
يمر أمام عيناها شريط عـ.ـذ.ابها فى عشقه
إنتهت قُدرة تحمُلها
الرحيل الآن أفضل شئ
سأرحل وأترك كل ذاك العـ.ـذ.اب خلفي.
توقف أمام الفندق عيناه تترقب حوله،يشعر بالنـ.ـد.م، كيف وصل الى كل ذاك الغرور الذى أوصلها لهذا الحد
هى تركت كل شئ ورحلت،لا لن يسمح بذلك سيذهب إليها مُستعطفًا.
بينما هى بأثناء سيرها بلا هدف نزلت عبر ذاك المُنحدر النيلي القريب من الفندق، توقفت أمام ذاك المركب الصغير الواقف فى المياه الضحله فى النيل
أشار لها المراكبى أن تركب أذا كانت تريد
للحظه ترددت
لكن حسمت الأمر عليها ترك ماضى مؤلم بل مو.جـ.ـع بشـ.ـده خلفها, كذالك عليها التمسُك ببقايا كبرياء أهدرهُ عشق ملعون.
بينما عماد صعد لسيارته قادها بجنون الى أن وصل الى شقة سميرة، وقف أنام بابها يلهث قام بقرع جرس الشقه، لكن لا رد ولم يفتح له أحد، طرق على باب الشقه مثل المـ.ـجـ.ـنو.ن، لارد الى أن خرج إحد نساء الجيران وأخبرته:
انا شوفت الست عايده من ساعتين تقريبًا كانت واخده شنطة هدوم ومعاها يمنى ولما سألتها قالت إنهم مسافرين البلد.
ثار عقله مثل البركان سميرة كانت حاسمة لقرارها، اومأ لتلك السيدة وغادر، عاد للسيارة، ضـ.ـر.ب المقود بيديه، يصفع جبينه بنـ.ـد.م، لكن عاد حديث تلك السيدة برأسه، والدة سميرة خرجت منذ ساعتين فقط، والوقت ليلًا ومن المستحيل سفرها دون سميرة، تذكر ذاك اليوم الذى سمع من حديث سميرة مع والدتها أن هنالك إستراحه بمركز التجميل، عاود إشغال السيارة وقادها سريعًا، بدقائق كان يترجل من السيارة يدلف الى ذاك المركز التجميلي، بحث بكل أركانه كان هنالك بعض العاملين اللذين يقومون بالتنظيف قبل إغلاق المركز، سألهم عن مكان غرفة الإدارة توجه نحوها فتحها كانت خاليه، لاحظ غرفه أخري جوارها لابد ان تلك الغرفه هى تلك الإستراحه قام بالطرق ثم فتح الباب، وجد عايده تقترب من الباب، نظر بالغرفه حين دخل بقلق سائلًا بلهفه:
سميرة فين.
زاد شعور القلق لدي عايدة قائله:
سميرة خرجت من الصبح مرجعتش المسا إتصلت وقالت هتتأخر ولغاية دلوقتي مرجعتش بتصل على موبايلها مقفول.
إستغرب عماد ذلك يشعر بإنسحاب فى قلبهُ وهو ينظر نحو طفلته ملاكهُ الصغيرة النائمة،شعر بوخزات حارقه،يشت عقله بينما نظرت له عايدة تشعر بسوء قائله عرفت مكانا هنا منين يا عماد إيه اللى حصل وسميرة فين مع الوقت بنـ.ـد.م أكتر إنى جيتلك فى يوم فكرت عندك إحساس بس طلعت غلطانه، وإتعشمت فيك بزيادة وإتسببت فى و.جـ.ـع قلب بـ.ـنتي… بس لسه الآوان مفاتش يا عماد وانا مع هقدر أضمد قلب بـ.ـنتي ويخف من عشقك، سميرة أول ما ترجع أنا هاخدها هى ويمنى وهنرجع نعيش فى بلدنا زي ما كنا عايشين قبل كده من غيرك من غيرك كانت حياتنا أهدي وأريح.
ذُهل عماد وجحظت عينه من قول عايدة،كآن اليوم هو يوم الخسائر الفادحة والنـ.ـد.م بالنسبه له، خسر بلعبة حمقاء إفتعلها كذبًا دون حساب نتائجها لم يكُن ينتوي الزواج من غيرها كان ذلك فقط لعبة منه أرادها ان تذهب إليه كي يشعر أن له الأهميه بخؤاتها
وضع يديه يفرك جبيبنه بقوه يسحب شعره للخلف
يشعر بالنـ.ـد.م، كيف وصل الى كل ذاك الغرور الذى أوصلها لهذا الحد من اليأس سميرة تركت كل شئ ورحلت
حتى أنها تركت طفلتها التى ضحت من أجلها بكل شئ… الآن
تركت الجميع وإختفت… أين.
 بالحفل
إستغربت چالا خروج عماد بهذا الشكل المفاجئ دون إستئذان، وعدm عودته، رغم فضولها لكن أظهرت أنها لم تلاحظ لبعض الوقت الى أن إقرب حفل التوقيع على الختام
لم تستطيع التحكم فى فضولها بنفس الوقت كان هاني مُنشغلًا مع فداء التى سألته عن ما رأته من سميرة وخروج عماد خلفها كذالك عدm عودتهم للحفل،تهرب من ذلك قائلًا:
أنا معرفش سبب وبلاش فضول زايد،خلينا فى الحفله قوليلى إيه رأيك،جوزك بقى رُجل أعمال والمعجبات هتـ
لم يُكمل حديثه حين لوت فداء شفتيها بإمتعاص،كذالك حين رأت إقتراب تلك الغـ.ـبـ.ـية التى تشعر أنها آفاقه ووصوليه جالا التى تبسمت لهما وقالت:
تشرفت بمعرفتك يا مدام،كمان تشرفت بمعرفتك يا مستر هاني كان عندي فضول لمعرفة الشريك الخفي،وبصراحه إتفاجئت إن حضرتك،لآنى شوفتك فى حفل إفتتاح مصنع النسيح وأعتقد مفضلتش فى الحفله كتير يومها،كمان النهارده مستغربه خروج عماد من الحفله بعد وقت قصير بدون سبب.
نظرت لها فداء بإمتعاض لسببين السبب الثانى هو تلك الرائحه النفاذة التى تفوح منها،لن تستطيع تحمُلها كثيرًا،أما السبب الأول هو شعور تلقائي بعدm القبول،لكن رسمت بسمه سخيفه، حين جاوب هاني عليها:
عماد خرج لآمر مهم.
تفهمت جالا بفصول قائله:
أتمنى يكون أمر ده خير.
أومـ.ـا.ت لها فداء وإلتقطت هى الحديث بإغاظه متعمدة منها قائله:
خير مـ.ـر.اته تعبت شويه وراح يطمن عليها، أصل عماد بيحب سميرة أوي ومتحوزين عن حب،وكنت شاهدة على قصة حبهم أنا وسميرة أصحاب، أدعي ربنا يطمنا عليها وتقوم بالسلامه.
أخفي هاني بسمته بصعوبه من رد فداء الحاف على جالا، بينما جالا شعرت بالبُغض من تلك السخيفه… حاولت رسم بسمه وقالت:
ربنا يشفيها، عالعموم الحفله خلاص إنتهت تقريبًا والمفروض بابا هيشكر الإعلامين الموحودين هنا بالخفله بكلمة والمفروض كان يبقى عماد جنبه، بس للآسف…
قاطعتها فداء بتعسُف:
للآسف ليه هاني موحود يسد عن عماد وكمان شريك معاكم ولا…
شعر هانى ببوادر مُشاحنه بين فداء وجالا تحدث سريعًا يقول:
الأستاذه جالا متقصدش حاجه وأنا موجود مكان عماد،اتفضلي معايا لحد المنصه.
نظرت فداء له تهز رأسها بتوعد يبدوا أن هذان الرجلان أغـ.ـبـ.ـياء،هاني وعماد…لكن من الحيد أنه إبتعد عنها هو وتلك السخيفه فهي لم تعُد قادرة على تحمل رائحة عِطرها النفاذ قد تُفرغ ما بجوفها الخالى بوجه تلك الآفاقه .
بعد قليل بـ ڤيلا خاصه دلف هاني بعد فداء التى توقفت تنظر له بغضب قائله:
قولى إيه حكاية اللى حصل الليله دى قدامي، إزاي سميرة تبقي مُضيفه فى الحفله مش المفروض هي كانت تحضر كزوجة لـ عماد، لاءوكمان الغـ.ـبـ.ـي مبسوط وبيتكلم مع السخيفه اللى إسمها جالا، وليه مشي بعد سميرة، سميرة قالتلى أنها هتحضر الخفله بس المفروض كانت تبقى مـ.ـر.اته جنبه مش مُضيفه هو ايه اللى بيحصل بالظبط.
تنهد هاني بإرهاق قائلًا:
معرفش السبب زيي زيك، ودى خصوصيات بينهم ملناش فيها، وياريت كفايه أسئله أنا معرفش ليها أجابه، أنا مُرهق ومحتاج أرتاح.
نظرت له بسخط قائله بإستهوان:
مُرهق من إيه من وقوفك جنب السخيفه، ولا الكلمتين اللى قولتهم سد خانه مع الراجـ.ـل اللى شكل معندوش نخوه، انا شوفت طريقة كلام جالا مع عماد معجبتنيش وأكيد سميرة كمان، عالعموم هكلمها فى الموبايل أسألها.
تنهد هاني بإرهاق قائلًا:
وإنتِ مالك ليه تحشري نفسك فى أمر ملكيش فيه سميرة وعماد أحرار، وأنا خلاص مصدع خلينا نطلع فوق نرتاح.
نظرت له قائله:
إطلع إنت إنما أنا هكلم سميرة أفهم منها وأطمن عليها شكلها عيانه او يمكن زعلانه،ما أنتم ربنا سلطكم علينا تحرقوا دmنا.
نظر لها هاني بسخط قائلًا:
إحنا اللى ربنا سلطنا عليكم،ياااارب الصبر أنا طالع ولما تخلصي وتطمني على سميرة إبقى حصليني.
نظرت له فداء بإستهتار من حديثه،حاولت الإتصال على سميرة لكن يُعطي رنين ولا رد…قررت الصعود تشعر بو.جـ.ـع بسيط،ربما إرهاق،هذا ما إعتقدته..
بينما هانى دخل الى الغرفه يشعر بضيق وزهق، من حديث سميرة،فكر فى مهاتفة عماد ومعرفة ماذا حدث معه،بالفعل هاتفه،لم يرد عماد فى البدايه لم يشأ إزعاجه وضع هاتفه فوق طاولة جوار الفراش،وذهب نحو الحمام يأخد حمامً يُنعش رأسه،لكن تبسم حين دخلت فداء تقول:
بتصل على سميرة موبايلها بيرن ومش بترد،إستغرب هاني ذلك لكن قال بلا مبالاة.:
عادي أنا رايح أخد شاور.
توقف للحظه ثم غمز بعينيه بوقاحه قائلًا:
ما تجي ناخد شاور مع بعض ضهري قافش عليا وإيديكِ…
قاطعته بتهكم ساخره:
مع نفسك إيدي تقيله.
ضحك قائلًا:
هى الإيد التقيله اللى بتبقى مناسبه للمساج، يلا تعالي ومش هتنـ.ـد.مي هتعملي ثواب يمكن ضهري يفُك على إيديك ومحتاجش لجلسة المساج بتاع بكره اللى حجزتها.
نظرت له بغضب قائله:
طالما حجزت جلسة مساچ بكره، خلى ضهرك قافش عشان تحلل الفلوس اللى هتدفعها للى هيدلك لك ضهرك… حتى عشان تراعيه فى البقشيش.
تبسم وتعمد إثارة غيرتها قائلًا:
بس اللى فى المساچ ست مش….
لم يُكمل هاني مناغشته حين إنقضت عليه فداء ووضعت يديها حول عُنقه قائله:
شكلك عاوزني أقــ,تــلك الليله يا هاني، إنت تنسى الستات بعد كده أحسنلك.
قالت هذا وضغطت قليلًا على عُنق هانى الذى ضحك ورفع يديه حول يديها قائلًا بمزح:
ربنا يظهر داعي عليا بالمجرمـ.ـا.ت فاكرة صفقة الصواريخ اللى كنتِ عاوزه تبيعهالى.
فهمت فداء مقصده شعرت بغـ.ـيظ وأنزلت يديها عن عُنق هاني قائله:
لاء مش فاكره،وعالأقل الصواريخ مش هتضر صحتك زى السجاير، كمان أنا عاوزه أنام، هروح أخد شاور لوحدي وإنت إبعد عن عشان ريحة السجاير دى خـ.ـنـ.ـقاني، وبعد كده….
لم تكمل بقية حديثها بسبب زيادة شعور تقلصات بطنها…تركته وتوجهت الى حمام الغرفه وصفقته خلفها بقوة،لم ينتبه هاني لذالك طن أنها تشاغبه وضحك.
بعد قليل خرجت كان هاني يتحدث بالهاتف سمعته يسأل:
وهتكون راحت فين.
أجابه عماد الحائر والخائر القلب:
معرفش أنا قولت يمكن تتصل على فداء، هما أصحاب.
رد هاني:
لاء إهدي أكيد هى بخير، بس تعرف إنى شمتان فيك، ياما حذرتك.
أغلق عماد الهاتف آخر ما يوده الآن أن يلومه أحد يكفي ما يشعر به، تنهد هاني بآسف، نظر نحو فداء التى خرجت بعد أن أخذت حمامً، عينيها تستفسر بوضوح قبل لسانها الذي سأل:
فى إيه كنت بتكلم مين؟.
أجابها:
عماد، شكله إتخانق مع سميرة وبيقول ميعرفش هي فين؟.
إنصدmت قائله:
ليه إيه اللى حصل وصلها لكده، شكلها كان باين قولت فى حاجه هتحصل الليلة،هروح ألبس ونروح له نشوف إيه اللي حصل،سميرة دى بختها مايل أوي… وشكل صاحبك ميستحقهاش.
شعر هانى بآسف قائلًا:
بالعكس عماد بيعشق سميرة بس يمكن سوء فهم حصل بينهم وأعتقد هيحله بسهوله،وهنروح نعمل لهم آيه يعنى هنمشى فى الشوارع ندور على سميرة.
نظرت له بغضب قائله:
أيوه لو وصلت لكده،واضح إن قلبكم إنتم الإتنين قاسي،إنت كمان سيبتني عروسه وسافرت،خليت الناس تبص لى ويحسسونى إنى ماليش قيمة عندك،حتى مرات عمي قالتلى إن عقـ.ـا.ب من ربنا ليا عالعرسان اللى كنت برفضها.
ترقرقت الدmعه بعين فداء،ضمها هاني يشعر بآسف ونـ.ـد.م،إبتعدت فداء عنه تشعر بنفور من تلك الرائحه قائله:
إبعد عني مش طيقاك،وسميرة غلطانه ياريتها كانت إتصلت عليا كنا طفشنا سوا،بس إنت عمرك ما كنت هتدور عليا.
زفر هاني نفسه بداخله يلوم عماد قائلًا
منك لله يا عماد يا إبن عمتي مصدقت إنها كانت نسيت، رجعنا للنكد من تاني…
بينما غـ.ـصـ.ـبًا حاول ضمها لكنها نهرته قائله:
قولت متقربش منى بريحة السجاير دى، ولو سمحت ممكن تسيبنى لوحدي.
تنهد هاني بإستسلام، وذهب الى الحمام وتركها لا يود النكد، يكفي القلق الذى يشعر به.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
بعد رجاء من عماد وافقت عايدة على العودة الى الشقه مرة أخرى برفقة يمنى التى دخل يحملها، الى غرفة نومها، وقف للحظات، تلك الغرفه مازال بها رائحة سميرة،ليالى كان يدخل عليهن فقط ليتأكد أنهن بحياته،نـ.ـد.م يغزو قلبه وعقله،هو إستهان فى مشاعر سميرة كثيرًا،ذلة لسان هي ما جعلتها تعتقد أنه سيتركها إنتقامً يفعل مثلما هى تزوجت بآخر سابقًا سيتزوج هو الآخر بأخري،لكن ذلك صعبًا عليه أكثر منها،هو كان يعيش فى دوامة بركان تحرقه قبله قبلها،ربما كان يحتاج لصدmة تجعله ينفض تلك الغشاوة التى كانت على قلبه وعينيه وهو يرا سميرة تحترق معه بنفس البركان،
تنهد بنـ.ـد.م يشعر بحرق فى عينيه،وهو يسمع همس تلك الملاك النائمه تهمهم بإسم سميرة،إقترب وجلس جوارها على الفراش،بنفس الوقت دخلت عايدة الى الغرفه قائله بتمثيل القلق على سميرة:
بطلب موبايل سميرة مش بترد عليا، أنا قلقانه عليها أوي.
شعر بآسي وهو يتذكر سميرة تركت حقيبة يدها بغرفة الفندق، وخرجت، كذلك يشعر بوخزات قويه تضـ.ـر.ب قلبه وعقله الإثنين معًا وهو يشعر كآنه مُقيد بسلاسل ناريه، لا يعلم ماذا يفعل هل ينزل يجوب الشوارع عنها حتى يعثر عليها، أم يذهب الى الشرطه ويقدm بلاغ لكن ماذا سيقول، أم يحرق ذاك العجز الذى يشعر به وهو تائه بدوامة بركان ثائر يثور بقلبه يفتك به… نظرت عايدة لملامح وجهه المكفهره، لن تشفق عليه فأقل شئ يشعربه هو خسارة سميرة، بعدmا لم يستيطع إحتوائها وأن يكون سند وعون لها بعدmا أعطته فُرص كان يُضيعها بغباء،نظرت نحو يمنى قائله:
أنا هفضل جنبها،عشان أوقات بتصحي بالليل.
نظر عماد نحو يمنى للحظة ثم نظر الى عايدة قائلًا:
أنا هفضل هنا جنبها ولو صحيت هبقى أجيبها لحضرتك.
لم تعترض عايدة على ذلك،وقالت:
تمام،أنا مش هنام وقلبي قلقان على سميرة هروح أتوضى وأصلى وأدعي إنها ترجع بخير.
أومأ لها برأسه،غادرت عايدة،إضجع عماد بظهرة على خلفية الفراش،هنا كانت سميرة دائمًا تنام جوار يمنى،شعر بغصات قويه،مكان سميرة كانت لابد أن تكون جوارهُ بحـ.ـضـ.ـنه،فرك جبينه يشعر بالفِكر يكاد يفتك برأسه وهو يعود أمامه شريط ذكرياته منذ رؤيته لها ليلة زفافها على…
توقف لسانه عن ذكر إسمه،ذاك الإعصار الذى دmر قلبه،ثم لقاؤهُ بهما مره بالطريق يسيران معًا،ثم بمعرفته أنه تـ.ـو.في لم يشمت فيه،وكذالك لم يشفق على سميرة،مرورًا برؤيته لها تلك الليله التى عادت شرارة العشق تتوهج بعد أن ظن أنها إنطفأت،مرورًا بإكتشافه أنها مازالت عذراء،طـ.ـلا.قه لها السريع،نـ.ـد.م يغزو حياته،فرصه أخري تأتى له بوقت كان جمرات قلبه مُشتعله،عودة مره أخري،سميرة راضخه له،لكن تفعل ما تريده لا تود أن يكون له فضل على والدتها وافق مُرغمًا على عملها التى بحثت عنه بعد إنجابها يمنى
يمنى وردته الجميله التى كانت بمثابة عودة الربيع،لقائته مع سميرة بكل مره كان يتعمد الإبتعاد عنها كي لا يضعف ويعترف أن نار العشق قد جعلته ظمآن لها يخشى أن يجعله ذاك الظمأ ضعيفًا هينًا لكن كان مُخطئ فالغطرسه تركت بداخله دائمًا الإحتياج للحظات عشق لا تنطفئ،كان يُسيطر عليها بآن يهرب منها،ليس إهانه لها كما تظن،يعلم أنه كان مُخطئًا بذلك،لكن كان مُرغمً من قلبه المولع بالعشق، لكن يخشى الخذلان،هو عانى من الخذلان من بداية حياته تذكر نظرات والده له حين كان يُقابلهُ وهو بملابس العمل يسير يشعر بإرهاق وهو يُنفث دخان سيجارته بغرور وغطرسه،حتى أنه كان أحيانًا لا ينظر له عمدًا،هو تعود على الإستغناء عنه بكل شئ بحياته ليس فقط الإستغناء عنه،بل عن بعض من ما كان يُريد
أراد الزواج من سميرة بعُرس بسيط،ان ترتدى له الفستان الأبيض،لكن حتى تلك الأمنيه ضاعت،الآن علم لما ارادت سميرة تسمية
“يمنى”بهذا الإسم
كانت تتمني حياة هادئه معه رغم كل ذلك،لكن عاد لنفس النُقطة،ذلة لسانه السبب أكدت لـ سميرة ما كانت تشعر به معه،أنها مجرد زوجة للفراش إن وجد أخري بديله لن يتردد فى إخراجها من حياته وما سيتبقى هو يمنى فقط…
يمنى تلك الوردة النائمه،نظر لها تمدد لجوارها ينظر الى ملامحها البريئه الرقيقه والجميله،خصلات شعرها المتناثرة على وجهها تُشبة خُصلات سميرة،يمنى مزيج منهما معًا،ليست لحظة ضعف مثلما قالت سميرة،بل كانت لحظة إشتياق وتوق وعشق قبل كل ذلك،ربما لو لم يُصدm بعذريتها ذلك اليوم ما كان تهور ونطق بالطـ.ـلا.ق،وأخذت حياتهما مُنحني آخر،لكن تسرعه أفقده السيطرة على عقله،سميرة تُعانى وهو يُعاني والإثنين هل أحرقهما العشق
نفض عقله ذلك بالتأكيد لا
لن يسمح بذلگ،لم ولن ينتهي عشق سميرة فى قلبة مازال متوجهًا بجمرات مُلتهبة لكن لن تحرقهما بل ستُزيد من دmجهم معًا.
مرت الليله طويله عليه
لم يشعر حين غفت عينيه وعقله للحظه، لكن
نهض وسريعًا ونظر نحو يمني التى إستيقظت للتو تبكي كآنها تشعر بقفد سميرة سريعًا إنحنى يحتضن يمنى التى إرتمت بحـ.ـضـ.ـنه باكيه حـ.ـضـ.ـنها بقوه
نسيم عبقها أفاقه من غيبوبته التى كان يسعى بها هل ما فعله حقًا كانإنتقام من من عشقها قلبه دائمًا وعـ.ـذ.بها وعـ.ـذ.ب نفسه بهذا العشق
لكن أين هي الآن ليست موجودة، ولا يعلم مكانها أين.
❈-❈-❈
بشُرفة شقه بحي متوسط، كانت سميرة تقف تنظر أمامها الى زوال ذاك الظلام وبزوغ نهار خريفي به بعض الضباب يُخفي الشمس خلفه، تنهدت حياتها هكذا دائمًا غشاوة، لكن هنالك ضياء بحياتها هى طفلتها التى رغم مرور ساعات تشتاق لها،
تذكرت كيف علمت بذاك الحفل الذى تم بالأمس وتوقعت أن يتم فيه الإعلان عن إرتباط عماد بتلك الراقيه، تعمدت الذهاب إلى الحفل كي تحرق الباقى فى قلبها من عشق عماد،بالفعل هل إحترق بعد مواجهتها له بالامس،ربما لا
لكن شعرت براحه وهدوء بعد أن واجهته تلك المواجهه الفاصله،الآن تنتظر رد فعل عماد الذى وصل لها جزء منه بعد إتصالها على والدتها بالامس كي تطمئنها عليها والا تقلق،علمت بذهاب عماد إليها بمركز التجميل لا تعلم كيف توقع أن تكون ذهبن إليه بعد أن تركن الشقه،كذالك بعودتهن الى الشقه بعد رجاء عماد،ربما إختفائها بعض الوقت عن ما يؤرقها قد يجعلها تشعر براحه وتستوعب ما حدث وتستطيع آخذ قرار نهائي بشآن حياتها مع عماد،لن تبقى كما بالسابق،هنالك طفل آخر أو طفله قريبًا ستكون أمرًا واقعًا عليها تحديد كيف ستكون حياتها المُقبله لن تقبل أن تبقى مُهمشه بحياة عماد هي وأطفالها،كذالك تحديد إن كانت ستبقى هنا أم تعود للبلدة والمكوث هناك بعيدًا عن تلك المدينه الكبيرة لكن قد تتصادف الطُرق بها مع عماد وتلك السخيفه التى تبدوا بوضوح تريد لفت نظر عماد لها،وهو مرحب بذلك،
غص قلبها عماد أخبرها برغبته بالزواج بأخري ربما أو بالتأكيد سيفعل ذلك لاحقًا،لا داعي للإستمرار بالتمني عليها قبول الواقع،حياتها مع عماد إنتهت الى هنا،وهي لن تستطيع البقاء هنا ويتصادف طريقها به هنا،عليها العودة الى البلدة لكن أين،بالتأكيد ليس بمنزل والداها،بذلك المكان الضيق الذى كان يأويها هى ووالدتها فقط،هى ستصبح بطفلين،تنهدت بحيره لكن طرأ الى عقلها منزل حسنيه التى شبه لمحت لـ سميرة بنية عماد الزواج بأخري تعلم نية حسنيه كانت أن تحاول ان تجعله يتراجع عن ذلك،لكن هي ماذا تعني له كي يتراجع من أجلها،
تهكمت بضحكه مو.جـ.ـعه لقلبها وهي تتذكر تلك الليله التى مكثت بها حسنيه معهن بالشقه بحجة أن عماد لم يعود وانها تشعر بالوحده وارادت البقاء والونس معهن،لكن علمت باليوم التالى بسفر حسنيه الى البلدة كذالك مازالت هناك،إخترعت حجة أنها تود البقاء بين أخواتها لفترة،لكن الحقيقه هنالك سبب آخر وعلى يقين أنه خاص بـ عماد
عماد
الذي يبدوا أن وهج عشقها فى قلبه إنتهى، حتى الرماد ذهب مع الرياح،
تنهدت تستنشق تلك النسمه البـ.ـارده تشعر كآنها وهج لكن القرار أصبح لزامًا عليه أخذه مهما كانت صعوبة نتائجه،
فى خضم توهان عقلها وقلبها،شعرت بذاك الوشاح الثقيل يوضع فوق كتفيها،نظرت خلفها سُرعان ما رسمت بسمه خافته،حين سمعت عِفت تقول:
الطقس بدا يتغير،البرد راجع من تانى والفتره دى فترة أمراض ولازم تخافي على نفسك والجنين اللى فى بطنك.
تبسمت له بإمتنان قائله:
بشكرك يا عِفت إنك إستضفتينى عندك هنا ليلة إمبـ.ـارح و….
قاطعتها عفت بلوم قائله:
عيب عليكِ يا سميرة تقولى الكلام ده،أنا بيتي هو بيتك،إحنا بينا عيش وملح،ومستحيل أنكرهم،انا امبـ.ـارح سيبتك ترتاحي عشان كنت حاسه إنك مش عاوزه تتكلمي،دلوقتي بقى ماما زمانها حضرت لينا الفطور،وبعدها هنقعد سوا تفضفضي لى عن اللى تاعبك،وبلاش تهربي مني زى عادتك،الا لو معندكيش ثقه فيا.
تبسمت سميرة لها قائله:
لو معنديش ثقه فيكِ كنت هخبط على بابك بعد نص الليل وأقولك أويني.وكمان إدفعي أحرة التاكسي اللى وصلني لهنا،وانا فى لحظة يآس،أنا فعلا محتاجه أفضفض يمكن يرتاح قلبي،أو الاقى حل أعرف أبتدي بيه وأرمم نفسي.
تبسمت لها عفت قائله:
مفيش مشكله ملهاش أكتر من حل يا سميرة،يلا خلينا نفطر النونو اللى بطنك وبعدها نقعد سوا،وانا كمان محتارة فى موضوع ومحتاجه حد يقولى أبدأ فيه إزاي.
تهكمت سميرة على حالها قائله:
أنا آخر حد يفيدك كنت عرفت أبدأ حياتي إزاي،أنا دايمًا بقبل باللي بيحصل معايا.
تبسمت عفت قائله:
معتقدش يا سميرة إنتِ بس تعبتي من الكبت فى نفسك ومحتاجه إستراحه عشان ت عـ.ـر.في تحددي بداية حياتك اللى نفسك فيها.
اومأت سميرة ببسمه
بعد قليل بغرفة عفت،دخلت تحمل كوبان من القهوة قائله:
عملت لينا قهوة عشان نقعد سوا كده على راحتنا وإطمني يا ستي ماما خالتى إتصلت عليها عشان متخانقه هى ومرات إبنها،وماما وراحت ليها هتعمل مُصلحه إجتماعيه وهتصلح بيهم، يلا إنتِ كمان فضفضي وأكيد فى حل.
تنهدت سميرة قائله:
حكايتي طويله يا عفت.
تبسمت عفت بقبول قائله:
وأنا هسمعك يلا وبلاش تفضلي كابته فى نفسك، يمكن اما تحكي لى قلبك يرتاح عالأقل.
اومأت سميرة مُبتسمه، وبدأت بسرد حكايتها مع عماد من البدايه وزاوجها بآخر غـ.ـصـ.ـبًا ثم عودتها لـ عماد الذى صدmها وهى كانت مازالت تود البقاء معه،لكن هو كان يتلذذ بحياتهم الشبه مُنفصله،كذالك رغبته بالزواج بأخري.
تفهمت عفت حديث سميرة،وقالت لها:
عماد زيك بيحبك يا سميرة.
تهكمت سميرة بنظرة حسره فى قلبها
أكدت لها عِفت:
أيوه بيحبك بس بيكابر،يمكن إحساس إنك ممكن تسبيه مره تانيه متوغل من عقله،عشان كده دايمًا بيحاول يبعد هو الاول، مفكر إن بكده عـ.ـذ.ابه هيكون أقل، كمان حكاية كرامته إنه هو الراجـ.ـل، الفكره المترسخه فى عقله هو كان مسؤول عن حياته من وهو صغير فى السن، شال المسؤوليه بدري زى ما بنقول،
اللى زي عماد محتاج صدmه تفوقه وعندي فكره لو وافقتي عليها هو هيتجنن وقتها هيعترف بانه ميقدرش يعيش من غيرك، بس مش لازم تختفي عن عنيه بس توهميه إنك خلاص خدتى قرار البُعد عنه، وحكاية البت السخيفه اللى بتحاول تلفت نظره، هي مش فى دmاغه أساسا وفاهم حركاتها،إنتِ لما طلبتي مني إمبـ.ـارح أتوسط لك عند المسؤول بتاع الفندق إنك تشتغلي فى الفندق مضيفه كان قلبي حاسس إن عندك هدف،إيه هو يا سميرة؟ غرضك من ده إيه.
تنهدت سميرة تقول:
هتصدقيني لو قولتلك مكنش ليا أي غرض يمكن كنت بحرق آخر امل ليا مع عماد،وبعرفه إنى مش هفضل عالهامش فى حياته وإن كل شئ إنتهي.
تهكمت عفت قائله:
غلطانه يا سميرة أنا لو مكانك كنت عملت العكس،كنت فرضت نفسي فى حياته وكشفت مكانتي فى حياته،وروحت الحفله بأحلى فستان ووقفت جنبه وظهرت إنى مـ.ـر.اته وقفلت الطرق عالبت الوصوليه دي،إنتِ ضعيفه يا سميرة،وضعفك ده هو سبب بؤس حياتك،فكري فى عرضي عليك وباكدلك عماد هيعترف عالملأ أنه عاشق.
❈-❈-❈
بالبلدة بمنزل والدة عماد
وضعت هاتفها امامها على الطاوله وهى تشعر بإنشراح فى قلبها، شمـ.ـا.ته فى عماد
حقًا ولدها لكن هو يستحق تلك الصفعه كي يعود كما كان سابقًا عطوف القلب.
نهضت مُبتسمه وهي تعلم أن عماد لن يسمح بعودة سميره الى هنا، عليها أن تبقى هناك قريبه من سميرة تُساندها كما أنها إشتاقت لـ عماد والشوق الأكبر هو لتلك الشقية يمنى
❈-❈-❈
بـ ڤيلا هانى مساءًا
فتحت تلك العلبه الدوائيه قرأت إرشادات إستعمالها كذالك معرفة كيفية النتائح
بتـ.ـو.تر حسمت أمرها عليها التأكد من ما تشعر به، بالفعل بعد قليل جلست تنتظر ظهور نتيجه ذاك الإختبـ.ـار الخاص بالحمل، جذبت المخبـ.ـار ونظرت له وقفت فجأة مشاعر مُتعددة تشعر بها بعد إن علمت أنها كما توقعت، همست تقول بإنشراح:
أنا حامل.
بنفس الوقت كان بدلف هانى للغرفه يشعر بإرهاق، نظر لوقوفها ذاك الاختبـ.ـار الذى بيدها إستغرب من منظرها المدهوش، تحدث بإرهاق:
مالك واقفه مذهوله كده ليه وإيه البتاع اللى فى إيدك ده، إختبـ.ـار حرارة إنتِ سُخنه، أكيد ده ذنبي.
نفضت تلك الدهشه ونظرت له قائله بتجهم:
ذنبك ليه عملت فيك إيه، ولاء مش سخنه بلاش تشمت، ده إختبـ.ـار حمل، وللآسف
أنا حامل.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
هدوء والدة سميرة يؤكد له أنها تعلم أين هي، يخشى سؤالها فتكذب عليه، يتآكل القلق فى قلبه، حتى يمنى التى كانت تمرح تجلس صامته كل ما بعقلها السؤال عن عودة سميرة،
تنهد يشعر كآنه مُقيد لا يعلم أين يبحث عن سميرة إتخذ عقله اللجوء الى الشرطه، لكن هو على يقين أن سميرة متعمدة الإختفاء وإن فعل ذلك لن يصل لها….
بعد قليل صدح جرس الشقه… نهضت يمنى سريعًا تقول بطفوله:
مامي رجعت.
هرولت نحو باب الشقه، غص قلبه بذاك الموقف هل كان يحدث معه، كانت تنتظر ذهابه بتلك اللهفه هكذا،
أين كان عقله سابقًا.
بالفعل سمع تهليل يمنى وهو تقول:
مامي رجعت.
خرج من الغرفه ذهب نحو الردهه، لمعت عينيه بسعادة وهو يرا سميرة تحمل يمنى تضمه‍ا لها بحنان تُفبلها بسعادة، كما انه تمعن النظر لملامح سميره، كانت هادئه عكس ليلة أمس.
إقترب منهن بلهفه حاول أن يخفيها لكن ظهرت حين سألها بإستفسار:
كنتِ فين يا سميرة وإزاي تباتي بره.؟
تجاهلت سميرة الرد عليه وحـ.ـضـ.ـنت يمنى التى تتشبث بعنقها قائله برجاء طفولي:
متسبينيش تانى يا مامي خدينى معاكِ ومش إتشاقي.
تبسمت لها بحنان وضمتها تُقبل وجنتيها قائله:
إنتِ قلبي مقدرش أسيبك ورجعت بس عشانك يا روحي مقدرتش أتحمل تبعدي عن حـ.ـضـ.ـني وإتشاقي براحتك.
ضمتها يمنى وقبلت وجنتها سعيدة بعودتها
لم يستغرب عماد ذلك لكنه زفر نفسه بصبر وعاود سؤالها بحِده:
بسألك كنتِ مختفيه فين يا سميرة.
لم تُبالي بالرد وتبسمت لـ عايده التى دخلت الى الغرفة قائله:
أنا خلاص جهزت وكلمت البواب يجي ياخد الشُنط.
أومأت لها سميرة بينما شعر عماد ببوادر إنفلات فى أعصابه بسبب تجاهلها للرد عليه سائلًا:
شُنط إيه…
قاطعت بقية حديثه يمنى التى عانقت سميرة سائله:
هنروح فين يا مامي.
مازالت لا تُبالى به وقبلت وجنتها قائله:
هنروح نعيش جنب ناناه حسنيه في البلد.
إنفلت لجام عصبيته قائلًا بسؤال يود تأكيد:
هتروحوا فين يا سميرة.
ببرود أجادته عصبه اجابتها:
زي ما سمعت إحنا راجعين نعيش فى البلد مكانا هناك جنب طنط حسنيه هى سبقتنا بس ملحوقه.
تجمرت عينية بغضب ساحق قائلًا:
إيه اللى ملحوقه واضح إن المدام عقلها راح منها، وناسيه إنها متجوزه مين وبتتصرف على مزاجها، واضح إن عشان هادي معاكِ فكرت إنك هتعملي اللى إنتِ عاوزاه إنتِ موهومه يا سميرة أمري أنا اللى هينفذ…
قاطعته سميرة ببرود تُثير عصبيته:
أمر إيه.
قاطعته عايده تحاول التلطيف، لكن تبادل النظرات بين عماد وسميرة كانت متباينه
يُغلفها
سطوة عشق كل منهم للآخر…
العشق الذى ينفض الإحتراق.
بـمنزل هاني
وقف مذهولًا من رد فداء عليه، وعاود السؤال بإستغباء:
قولتى مين اللى حامل؟.
زمت شفتيها بإستهزاء قائله:
أنا اللى حامل.
-إزاي
نطقها هانى مندهشًا، إستهزأت به قائله:
إسأل نفسك مالك مذهول كده ليه.
حاول تقبل ذلك قائلًا:
مش حكاية مذهول، انا مستغرب إن حصل حمل بالسرعه دي.
تهكمت قائله: معليش أمر الله هتعرض عليه، وعادي جدًا يحصل، ليه حاسه إنك مكنش نفسك أنى أبقى حامل.
بلا وعي جاوبها:
فعلًا
اخطأ وحاول التبرير:
قصدي كان لازم نستني شوية وقت الأول مش بالسرعه دى.
غص قلب فداء وبقصد قالت:
عادي بسيطة إحنا لسه فيها…
قاطعها بتسرع دون وعي ولا إدراك:
قصدك إيه هتنزليه.
نظرت له بإحتقان ملامح وضعت يديها حول بطنها قائله:
لاء طبعًا، بس سهل نطلق.
صُدm من قولها وإتسعت عينيه وصمت لوقت، كادت فداء أن تتحدث بآصرار، لكن سبقها قائلًا:
مستحيل طبعًا ده يحصل.
تهكمت على ردوده الغـ.ـبـ.ـيه، قائله:
أنا مش فهماك يا هاني، عاوز إيه.
أجابها بتسرع:
عاوزك طبعًا.
-والجنين اللى فى بطني مش عاوزه.
صمت للحظه ثم أجابها:
لاء،مش حكاية مش عاوزه،بس شايف إن الوقت لسه بدري.
-بدري لإيه يا هاني،إنت عاوز إيه،عاوز تبقى متجوز بس للمتعة،مش فى دmاغك إن الجواز
إستقرار وعيلة.
نظر لها بصدmه،عادت تقول بمواجهه:
وده يمكن اللى خلاك تتحمل جوازك من هيلدا،وكنت هتفضل متحمله لوقت أطول لو مش هى اللى نهت حياتها،رتبت حياتك إن الاستقرار بس فى المتعة،زي ما سيبتني وسافرت مع هيلدا،ومفكرتش فى جـ.ـر.ح مشاعري حتى إنك تقولى سبب أتحجج بيه وانا بقول جوزي سافر بعد جوازنا بأسبوعين
جوزي اللى كان بيتسحب وهو داخل أوضتي،عشان طبعًا متجـ.ـر.حش قلب هيلدا،؛انا هنا عادي هفضل مستنيه إتصال جنابك انا مش برضي بالفتافيت يا هاني،ولا أنا زي سميرة هقبل بالتهميش فى حياتك أبقى فى الظل يا هاني،لما إتجوزتك كان فى دmاغي بيت وعيله،رغم إنى كنت عارفه إنك متجوز بره،بس زى ما بنقول معظم اللى بيتجوزا من أجنبيات ببقى جواز مصلحه،رغم إنى أشك فى ده معاك لأنك مكنتش محتاج لمصلحة من ناحية هيلدا، أنا مش متعة وقت،او ماعون أخلف لك وأعوض الناقص عند هيلدا زى ما كانت بتقولى،حتى يوم سفرك معاها بعتت لى رساله إنها قادره تسيطر عليك زي ما هى عاوزه واني مجرد ما هخلف منك….
ذُهل هاني للحظات قبل أن يفيق من مواجهة فداء،فهم الآن لما لم تكن ترد على إتصالته بداخلها آلم كبير هو تسبب فيه،ربما الآن لا يهتم بذلك الآلم مثلما يهتم بتلك المفاجأة التى سحبت عقله وضعته بتلك المواجهه التى كان فى غنى عنها،فضل الصمت،قبل أن يفكر قائلًا:
إنتِ كنتِ عارفه إنى متجوز ومع ذلك…
قاطعته بتأكيد:
مع ذلك أصريت أتجوزك،عارف ليه،عشان بحبك من زمان كنت بتلكك لأي عريس يتقدmلى عشان أرفضه،وإنت لما طنط إنصاف كلمتني قلبي رفرف وقولت ربنا رايد يجبر بخاطري،وهعرف أخليك تحبني،لكن واضح إنك شخص آناني،مُستغل،إنت كنت بتستغل هوس هيلدا بيك ومبسوط بيه و….
تعصب من مفاجأة ما يسمعه منها قائلًا:
هيلدا…هيلدا…كل اللى على لسانك هي،محسساني إنى أنا اللى كنت سعيد فى حياتي،أنا لو كنت زي ما بتقولى،مكنتش هرفض أتجوز هنا من زمان،حياتي مع هيلدا كانت كفيله تكرهني فى الستات كلهم،وكل الحكايه إنى متفاجئ من حملك بسرعة،والموضوع مكنش يستاهل اللى قولتيه ده كله،أنا لو مكنتش بحس ناحيتك بمشاعر مكنتش فكرت أرجع من فرنسا من قبل ما هيلدا تنتحر،كنت عملت زيك وطنشت أتصل عليكِ أو أبعتلك رسايل،مكنتش أبقى بكلم ماما أو بسنت عشان نفسي أسمع صوتك وتردي عليا،وعالعموم….
توقف للحظه ثم حـ.ـضـ.ـنها بمباغته قائلًا:
مبروك الحمل…
مش ده اللى كنتِ عاوزنى أقوله وأعمله.
حـ.ـضـ.ـنها ثم غادر سريعًا دون الإنتباة الى دmعة عينيها التى سالت،ربما كانت مواجهتها معه حادة لكن أفضت ما شعرت به،كذالك فهمته أنها عاشقه بكبرياء.
غادر هانى الغرفة لكن لم يُغادر المنزل،ذهب الى تلك الحديقه جلس على مقعد،ثواني شعر بحرارة إحتراق فى جسده ثم شعر ببرودة الطقس الخريقي الذى يقترب لشتوي،ضم ساعديه،وزفر نفسه،عاود عقله إدراك ما قالته فداء،لما شعر بذاك الشعور حين أخبرته أنها حامل،شعور قديم باليُتم الذى عاشه،هل من الممكن أن يأتي بطفل يعيش مثل حياته القاسيه،هذا كان هاجس خـ.ـو.ف لازمه بحياته وكان دافع لعدm موافقته على الزواج بغير هيلدا،هنالك من يقولون أن الأقدار قد تورث.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
إحتدت قبضة عماد على يد سميرة قائلًا:
واضح إن المدام عشان سكتت على إنها تشتغل قبل كده وبفوت بمزاجي فكرت إنى قابل الدلع ده وكمان عشان سكتت على منظرك اللى جيتي به الحفله،ولا إختفائك فين الله أعلم يبقى خلاص… لاء يا سميرة أمري انا اللى هيتنفذ.
قال عماد هذا وبمباغته أخذ يمنى من بين يديها ونظر نحو عايدة قائلًا:
طنط عايدة حضرتك عارفه مكانتك عندي نفس مكانة ماما بالظبط على راسي من فوق،وأكيد مفيش أم هترفض تعيش مع إبنها فى مكان واحد.
ذُهلت سميرة من رد فعل عماد، كذالك من بسمة والدتها، ورد فعل يمنى التى ودت الرجوع إليها قائله:
أنا عاوزه مامي.
ضمها عماد لحـ.ـضـ.ـنه قائلًا:
وأنا كمان عاوز مامي، وهي هتيجي معانا نعيش فى الڤيلا فى مفاجأة هناك عاملها عشان وردتي الجميلة.
تبسمت يمنى، كذالك عايدة التى رحبت بذلك بينما سميرة قبل أن تنطق سحبها عماد من يدها قائلًا:
كويس إن الشنط لسه زي ما هي، يلا بينا.
بخفوت نظرت نحو والدتها تتمنى ان ترفض عرض عماد لكن بسمتها معناها موافقة على ما قاله، تحشرج صوتها سائله:
يلا على فين، أنا هـ…
قاطعها وترك يدها قائلًا:
براحتك، يلا ياطنط هى حره.
نظرت لها يمنى بترجي قائله:
يلا يا مامي عاوزه أشوف المفاجأة اللى بابي بيقول عليها.
رُغم عنها إمتثلت وسارت خلفه، بينما تبسم عماد يود ان يجذبها لحـ.ـضـ.ـنه يضمها إلية إشتياقًا، بعدmا كاد أن يفقد قلبه الذى إحترق لساعات وهي غائيه، يود نقبيلها كي يُطفئ ذاك اللهيب الذي كاد ينخر.
بعد وقت قليل،بالڤيلا التى يعيش بها مع والدته،دخلت عايدة وخلفها سميرة وهو خلفهن يحمل يُمني التى يزداد فضولها لمعرفة مفاجأته،رحب بـ عايدة قائلًا:
مش محتاجه ترحيب يا طنط إنتِ صاحبة مكان ومكانة كبيرة.
تبسمت له،تعلم أن سميرة لاحقًا ستلومها على ذلك،لكن هي ليست آنانيه،وتعلم انها تخشي من أن يكون لاحد فضلًا عليها،لكن عماد دائمًا رغم ما كان بينه وبين سميرة كان ودود معها،كذالك لم تنسي حين كانت مريـ.ـضه وجلوسه جوارها،وقبل ذلك حين أخبرته بحمل سميرة كان بداخل رأسها تخشي من رد فعله أن ينكر ذلك ويضعهن بمأزق ويشكك فى أخلاق سميرة،أو ابسط شئ كان قال لها ألافضل ان تجهض ذاك الحمل،لكن هو عاشق مثل سميرة لكن تحكم الغباء،وظنه كبرياء يحاول إظهار عكس ما بقلبه من لهفة وشوق لإقتراب سميرة منه.
بينما تجاهل وجود سميرة وهو يسمع لفضول يمنى:
فين المفاجأة يا بابي.
تبسم عماد وقبل وجنتها قائلًا:
المفاجأة فوق يلا خلينا نشوفها سوا.
أومأت ببسمه وأشارت لـ عايدة وسميرة قائله:
تعالي يا ناناه نشوف مفاجأة بابي،وإنتِ كمان يا مامي.
بمضض وافقت سميرة ربما لديها فضول هى الأخري معرفة تلك المفاجأة صعدت خلفهم حتى دخلت لتلك الغرفة تفاجىت وشعرت بسعادة مثل تلك الصغيرة التى لمعت عينيها بسعادة وهى ترا غرفة خاصه بطفلة صغيرة ملونه بألوان زاهيه ورسومـ.ـا.ت من فتيات الكارتون التى تشاهدهُ عبر التلفاز، كذالك ركن خاص به سلة ألعاب بها الكثير من الألعاب التى تناسبها كطفلة،سريعًا ارادت أن يضعها أرضًا،ذهبت نحو تلك السله الخاصه بالالعاب وبدات فى إمساكها لعبه خلف أخري تقول:
تعالي يا ناناه شوفي لعبي الجديده اللى بابي جابها لى،الأوضه دى حلوة أوي يا بابي،هنام فيها أنا ومامي.
تبسم وهو يقترب منها وجثي على ساقيه امامها قائلًا:
يمنى كبرت والمفروض تتعود تنام فى أوضه لوحدها.
أومأت ببسمة موافقه وهي ترفع يدها بتسأول بعقل طفلة:
أه انا مش هخاف نام وحدي بالاوضة بس مامي تنام فين.
رفع عماد وجهه ونظر نحو سميرة التى تلمع عينيها بسعادة،لكن احادت النظر له، عاد بنظره الى يمنى قائلًا:
مامي هتنام فى الأوضه اللى جنب الأوضه دي، كمان ناناه فى الأوضة اللى جنبك، كمان ناناه حسنية لما ترجع هتنام فى الاوضه اللى قصادك، يعني كلنا هنبقى جنب يمنى الوردة الجميلة.
تبسمت يمنى وحضتنه وقبلت وجنتيه قائله:
أنا بحبك أوي يا بابي وسامحتك عشان إنت كنت مزعل مامي وهي عيط لـ ناناه.
غص قلب عماد وتنهد بنـ.ـد.م، زالت الغشاوة عن عينيه حين كاد يشعر بفقدان سميرة، هو غير قادر على ذلك يكفي حدث هذا مره وعاش بمرارة لم يشعر بزهو أي نجاح وصل له فى حياته، رغم انها كانت جواره، عاد عقله يستوعب أن ربما كان للقدر شآن لابد من حدوثه، كان من الممكن أن يتبدل القدر ويظل يشعر بإحتراق وسميرة تعيش بعيدة عنه، او حتى كانا تزوجا ولم يتفقا وعاني معها أكثر، عليه تقبُل أن ما حدث بالماضي كان قدرًا مرسوم.
لمعت عينية بسعادة وهو يرا إنشغال يمنى مع عايدة التى تبتسم وهى تراها سعيدة بتلك الالعاب التى كان لديها بالشقة ألعابًا مُشابهه لها لكن بطفولتها مُقتنعه أن هذه الأفضل، بعد قليل من اللهو مالت يمنى الى النوم، تبسمت عايدة قائله:
هنام مع يمنى الليله هنا فى الأوضة، عشان بس المكان جديد عليها.
كادت سميرة أن تعترض وتقترح أن تظل هي كالعادة مع يمنى، لكن عماد تصرف بجرآة وجذب سميرة قائلًا:
تمام براحتك يا طنط الڤيلا كلها تحت أمرك، يلا لو فضلنا هنا يمنى مش هتنام للصبح.
شعرت سميرة بالحرج بينما تبسمت عايدة قائله:
تسلم يا عماد، تصبحوا على خير.
أومأ لها ببسمه وجذب سميرة معه سارت معه حرجًا من والدتها التى تومئ لـ عماد ببسمة كآنه عاد مثلما كان سابقًا لديه مكانه كبيرة عندها.
لكن بمجرد أن خرجا من الغرفة نفضت سميرة يده عنها بعنف قائله بغضب:
عايز توصل لأيه يا عماد،أنا مش هتراجع عن اللى طلبته منك قبل كده فى الاوتيل.
زفر عماد نفسه وحاول الهدوء حتى لا يُثير إشتعال غضبه هو مازال غاضب من إختفائها،لكن جذبها وفتح باب الغرفة وأشار لها بالدخول،دخلت،ثم إستدارت تنظر له بعد أن أغلق باب الغرفه عليهما،ثم قالت بتمثيل:
الصبح هاخد ماما ونسافر البلد.
كز على أسنانه يحاول تهدئة غضبه كى لا يتعصب، وخلع نظارتة وفرك عينية يشعر بحرقان بهما بسبب عدm نومه كذالك يشعر بإرهاق بدني، لم يرد عليها وذهب يضع النظارى فوق تلك الطاولة المجاوره للفراش، تحدث وهو يُعطيها ظهره:
أنا خليت الشغاله تفصي ليك جزء كبير من الدولاب، بكره إبقى حطي هدومك فيه.
تنهدت قائله بعند:
شكرًا مش محتاجه أنا الصبح….
قبل أن تُكمل عِنادها المقصود، قبض على عضديها وجذبها عليه وبلا إنتظار قبلها بإشتياق يود الشعور أنها عادت، كادت سميرة أن تمتثل ويتحكم قلبها، لكن تذكرت بعد نصائح عِفت كذالك فداء التى أخبرتها أن هاني أخطأ وأخبرها عن سوء حالة عماد فى غيابها عليها أن تستغل ذلك وتلعب على وتر الإشتياق لها، بالفعل دفعته بيديها كى يبتعد عنها، إمتثل غـ.ـصـ.ـبً، لكن تلك القبله أطفأت الكثير من ذاك الاحتراق الذى كان يشتعل به قبل ساعات وهى غاىبة لا يعلم مكانها، نظرت له بإدعاء إستهجان قائله:
أنا قولت كفاية خلاص قصتنا إنتهت و…
قاطعها بغضب قائلًا بتحذير:
سميرة أنا مش ناقص إرهاق بقالي كم يوم مبنمش ساعتين فى اليوم خلي الليلة تعدي وكفاية أنا ماسك نفسي بالغـ.ـصـ.ـب، المدام إختفت وكانت بايته فين.
أجابته ببرود:
ويفرق معاك فى إيه أبات فى اي مكان من إمتي كنت بتهتم.
تنهد بنـ.ـد.م قائلًا:
من النهارده ههتم ومش هتباتي غير فى المكان اللى أكون فيه… هجيبلك بيجامة من عندي تنامي فيها.
كادت تعترض بعناد، لكن شعرت ببوادر غثيان دوخه اغمضت عينيها وفتحتها تقاوم لكن لوهله كاد أن يختل توازنها، لاحظ عماد ذلك سندها سريعًا وجذبها للسير معه الى أن أجلسها على الفراش، جلس على ساقيه أمامها يضع يديها بين كفيه،يُربت عليها، ينظر لها بحنان قائلًا:
طبعًا زي عادتك آخر حاجه تفكرى فيها، إنك تاكلي، هنزل أجيبلك عشا خفيف.
إستغربت سميرة ذاك اللُطف من عماد، حين نهض تمسكت بيده قائله:
أنا مش جعانه يا عماد، هاخد شاور هفوق.
تبسم لها قائلًا:
تمام براحتك قدامك الدولاب خدي لك بيجامة من عندي بس بلاش تاخدي بيجامة كبيرة أوي.
غـ.ـصـ.ـبً تبسمت وهى مازالت تمسك بيده حتى نهضت واقفه، تركت يده وتوجهت نحو خزانة الثياب إلتقطت منامه من عنده وذهبت نحو الحمام، وقفت قليلًا تحاول السيطرة على تلك المشاعر الثائرة بقلبها، تبسمت وهى تتذكر فرحة يمنى بتلك الغرفه رغم بساطتها كذالك والدتها التى تعلم أنها لا تود أن تكون سببً بقلة سعادتها وأنها ثُقلًا عليها…
بينما عماد كعادته يعلم ان والدته لا تهوا السهر لكن يأمل أن ترد على مهاتفته لها،لكن كالعادة رنين ولا رد،زفر نفسه وحسم أمره يكفى لابد أن يجتمع شمل عائلته الصغيرة…
بعد قليل خرجت من الحمام،كان عماد قد أبدل ثيابه الى منامه منزليه،نظرت نحوه،كذالك هو تبسم لها بتلقائيه،لكن سميرة ظلت جـ.ـا.مده بلا رد فعل،نظرت نحو الفراش تشعر حقًا بالارهاق،كذالك حملها يُضعفها،إبتلع عماد عبوسها وإقترب منها قائلًا:
بقيتي أفضل أن طلبت من الشغاله تجيب لك عشا خفيف.
نظرت نحو الفراش قائله:
سبق وقولتلك مش جعانه، أنا محتاجه أنام، هنام فين.
تبسم عماد بقبول قائلًا:
هتنامي فين يعني عالسرير طبعًا.
نظرت سميرة نحو الفراش قائله:
وإنت هتنام فين؟.
أجابها ببساطه:
عالسرير، السرير واسع جدًا.
تهكمت بقصد منها قالت:
بس إنت مش بتحب حد ينام جنبك بتضايق.
تننهد وهو يقترب منها قائلًا:
اعتقد إني نمت جنبك عالسرير قبل كده ومكنتش ببقى مضايق،وبلاش رغي كتير فى الفاضي،أنا مُرهق ومحتاج أنام عندى سفر بكرة.
بفضول سائلته:
ومسافر فين بقى؟.
تبسم وهو يقبض على يدها ويسحبها نحو الفراش قائلًا:
الصبح هقولك،إنما دلوقتي إحنا محتاجين للراحه.
كادت أن تسحب يدها من قبضته لكن إستسلمت بسبب الارهاق،صعدت على الفراش كذالك عماد صعد على الطرف الآخر وتمدد ينظر نحوها مُبتسمًا مد يده يمسد على وجنتها أغمضت سميرة عينيها لوهله لكن فتحتهما بإتساع حين شعرت بانفاسه وتلك القُبله،رفعت يدها وضعتها على كتفه تدفعه قائله بتحذير:
عماد.
رفع وجهه ونظر لها مُبتسمًا يقول:
تصبحي على خير يا سميرة.
لم ترد عليهم أغمضت عينيها سُرعان ما ذهبت بغفوة،ظل عماد مُستيقظًا لوقت مُتكئًا يتآملها،ثم قبل وجنتها مره أخري وإعتدل نائمًا بالفراش،سرعان ما ذهب الى غفوة مُطمئن.
❈-❈-❈
ظهيرة اليوم التالى بمنزل حسنيه بالبلده فتحت باب المنزل لم تندهش حين رأت عماد امامها يبتسم، رغم فرحة قلبها وإشتياقها له لكن رسمت الجمود قائله:
خير إيه اللى جابك.
ألقي بنفسه يحتضنها بإشتياق قائلًا برجاء:
حشـ.ـتـ.ـيني و  يا ماما، كفايه بقى تعـ.ـا.قبيني،انا مكنش قصدي إنى هتجوز غير سميرة،كمان سميرة ويمنى فى الڤيلا زي رغبتك،ماما أنا حاسس إنى ماليش سند من غيرك.
قلبها يشتاق له لكن لابد من تعليمه درسًا مهمت كان قاسيًا،هى علمت من عايدة ما حدث وانها هى وسميرة ويمنى أصبحن بالڤيلا كما أردت لكن رسمت الجمود قائله:
ومن إمتى كنت بتسمع كلامي.
عاد براسه للخلف ونظر لها قائلًا برجاء:
ماما إنت عارفه مكانتك عندي كفاية بقي عشان خاطري،يمكن كنت غلطان.
قاطعته قائله بتاكيد:
أيوا كنت غلطان وياما حذرتك بس عندك غباء وراثي وارثه من…
قاطعها وهو ينحني يُقبل يديها الإثنين،حن قلبها له قائله:
ليا شرط لازم تنفذه قبل ما ارجع معاك القاهرة.
رفع راسه وتبسم بقبول قائلًا:
موافق مهما كان طلبك.
تبسمت له وتقبلت إحتضانه لها تضمه بأمومه.
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل هاني
لم يتفاجئ حين وجد والدته تجلس مع فداء تتسامران،نهضت إنصاف مُبتسمة تقول:
يعني انا جايه عشان أشوفك وإنت تفضل فى الشغل للوقت ده،انا لما حسنية كلمتني وقالتلى عماد هناك فى البلد قولت لها قلبي متاخد من ناحية فداء كانت متغيرة الايام اللى فاتت وعاوزه أطمن عليها،قولت أجي مكالمـ.ـا.ت الموبايل مش بطمن،وإنت أكيد عماد قالك ومع ذلك معبرتش ولسه جاي،الغربه قست قلبك.
نظر نحو فداء التى أحادت بصرها عنه ونظرت لـ إنصاف قائله بإبحاء :
معليشي يا طنط إنتِ عارفه مشاغل هاني كتير ربنا يكون فى عونه.
تبسمت إنصاف قائله:
ولو الشغل مش هيطير لازم يهتم بمـ.ـر.اته شويه، أنا إتبسطت أوي لما إتأكدت من شكي إنك حامل مكنش داخل عليا شكلك وإتبسطت لما الدكتورة اكدت لينا، ربنا يرزقها بالخير سميرة هى اللى وصلتنا للدكتورة، تتابعي معاها الحمل، أنا حبيتها أوي، دي أكتر فرحة دخلت قلبي فى عمري كله، ربنا يكملك وتقومى بالسلامه يارب مجبورة الخاطر، وإنت يا هاني ياما إشتغلت، إهتم بمراتك شويه، اللى يشوفك يقول مش مبسوط إن مراتك حامل.
رسم بسمه وهو يضم إنصاف، ينظر نحو فداء غص قلبه من تجاهلها له.
بعد قليل
نهضت إنصاف قائله:
هقوم انام انا مش قد السهر كمان راجعه البلد تانى بكرة، بسنت بتحتاج ليا، ولو فضلت مع حامد هيفرجوا على بعض البلد الإتنين ناقر ونقير.
تبسم هاني قائلًا:
والله الكل بيستجار من حامد.
تبسمت إنصاف له تومئ رأسها بموافقة قائله:
تصبحوا على خير.
-وإنتِ من اهله.
قالها هانى وفداء بنفس الوقت… غادرت إنصاف لم تنتظر فداء بعدها وذهبت الى غرفة النوم، بدلت ثيابها بأخري وتسطحت فوق الفراش، ظل هاني قليلًا قبل ان يذهب الى الغرفه دخل نظر نحو الفراش، شعر بالغـ.ـيظ من تجاهل فداء المتعمد منها، ذهب نحو حمام الغرفه، وصفعه بقصد منه، ضحكت فداء على ذلك، وعادت تغمض عينيها غير مهتمه به… ذهبت لغفوه قبل ان يخرج من الحمام، نظر نحوها وزفر نفسه بغـ.ـيظ قائلًا:
صدق اللى قال عليكِ فتاااء، تمدد على الناحيه الأخري للفراش، وضع يده فوق رأسه ينظر نحوها، رغم إرهاقه لكن لا يعلم لما حين أخبرته أنها حاملاً شعر بالارتباك، وجملة واحده سمعها من زوج والدته، قبل أيام حين تمنت إنصاف أن يُرزق بأطفال قال تلك الجمله بتعسف وغلول
“إبن الشيبة يتيم” وانه قد إقترب من الحاديه والأربعون، تلك الجمله هى ما صدmته بالحقيقة، وأفسدت عليه زهوة ذاك الخبر، لما وقتها تحكمت البلاهه برأسه، هل احد يعلم المستقبل ماذا يُخفي فى طياته، لو أخبره أحدًا ان ذاك الصبي اليتيم الذي كان بلا أي أهميه سيصبح أحد رجـ.ـال الاعمال ويبزغ نجمه فى لحظات ما كان صدق ذلك، الصدmة التى أساء رد الفعل عليها.. وها هو يدفع الثمن.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بمنزل شعبان
دلفت هانم الى غرفة هند نظرت لها بتقييم لذاك الزي الفضفاض التى ترتديه كذالك لا تضع أي مساحيق تجميل على وجهها،إستهزات بها سائله:
رايحه فين دلوقتي.
ردت هند وهي تقوم بوضع حجاب رأسها قائله:
رايحه الشغل.
تهكمت هانم سائله:
وهتشتغلي فين بقى.
ردت هند:
هشتغل فى مصنع عماد.
تفاجئت هانم بذلك لكن قبل أن تستفسر دخلت إبـ.ـنتها الاخري للغرفه قائله:
سمعتوا الكلام اللى داير فى البلد،قال إيه الراجـ.ـل اللى إسمه “ناجي”صاحب دكان الموبيلات كان بياخد فلوس من الناس يوظفها،وهرب بعد ما جمع من أهل البلد اكتر من خمسه مليون جنيه،هى البلد دي فيها الملايين ده كلها منين.
صُدmت هانم من ذلك وسألتها بتاكيد:
جبتي الكلام الأهبل ده منين.
ردت إبـ.ـنتها:
البلد كلها بتقول كده،وفعلًا هرب بالفلووو…
لم تستطيع هانم الاستماع الى بقية حديث إبـ.ـنتها وقالت جملة
“شقى عمري”ثم وقعت فى الحال مغشيًا عليها.
❈-❈-❈
ظهرًا
بوقت الراحه
تبسمت سميرة لـ عِفت التى دخلت عليها قائله:
ما تجي نروح نتغدا فى الكافيه.
تبسمت سميرة لها بموافقة، خرجن من مركز التجميل، بنفس الوقت سمعن رنين هاتف فداء.
نظرت لها سميرة قائله:
واضح إنى هرجع إتغدا هنا فى البيوتي.
تبسمت عفت لها، لكن لمحت سيارة زوج سميرة…جذبتها قائله:
لاء هنتغدا سوا،يلا بينا…لم تنتبه سميرة لسيارة عماد،وذهبت الى ذاك الكافيه،تبسمت حين دخلن ورات ذاك الذى وقف لهن،نظرت عفت لها مُبتسمة بمكر قائله:
لقينا اللى يدفع لينا الحساب.
ضحكت سميرة قائله:
مفترية يا عفت كده هيطفش.
ضحكت عفت قائله:
لاء متقلقيش،أختك مسيطرة.
تبسمت لها سميرة،رحب حازم بهن،وجلسن،لكن ما هى الا لحظات الا ودلف عماد خلفهن شعت عينيه نيرانً حين تفاجئ بـ سميرة تجلس مع حازم وحدهما،والأخري غير موجوده،إقترل من طاولتهم بغضب،وسحب مقعدًا قائلًا بهدوء عكسي:
تسمحولى أشاركم الغدا.
إرتبكت سميرة من جلوس عماد التى لو خلع نظارته لاحترق حازم تفوه سائلًا:
مكنتش أعرف إنك ت عـ.ـر.في حازم الفيومي.
قبل ان تتحدث سميرة كانت قد عادت عفت وردت هي قائله:
مستر حازم الفيومي يبقى شريك فى البيوتي الجديد اللى هنشتريه إحنا التلاته… انا وهو وسميرة.
ذُهلت سميرة وصمتت بعد ان وجه عماد نظره لها، بينما أستهزأ قائلًا:
هو مستر حازم يفهم فى شغل الكوافيرات.
ردت عفت:
هو هيدخل معانا ممول، ده مشروع كسبان ميه فى الميه.
تهكم عماد قائلًا بتعسف:
أه طبعا مشروع مؤكد نجاحه، بس للآسف سميرة مش هتدخل فى المشروع الناجح ده مع مستر حازم،أنا همول لها المشروع بدون إحتياج لممول غريب.
❈-❈-❈
ليلًا
دلفت السكرتيرة الى غرفة المكتب، لوهله ذُهلت من ذاك المنظر وسعُلت بشـ.ـدة بسبب ذاك الدخان الكثيف الذى يحاوط وجه كل من
عماد، وهاني، اللذان يجلس كل منهما عكس الآخر، على مقعد يضجع عليه بظهره وقدmي كل منهما مُمدة على مقعد آخر، يخلعون معاطفهم، حتى رابطات العُنق مفكوكه، بمنظرهم العشوائى جدًا
حين سعلت نظر لها الإثنين وهما مازالا بنفس الوضع، تحدثت بحرج :
بقينا الساعه تمانيه المسا و..
أومأ لها عماد بتفهم:
تمام تقدري تمشي.
تنهدت براحه وفرت من الغرفه كي تستنشق هواءًا نظيفًا
بينما ظلا هكذا لبعض الوقت لا يتحدثان فقط يُنفثان سيجارة خلف أخري، الى أن سعل هاني ، أنزل قدmيه على الارض وإعتدل جالسًا حتى هدأ السُعال نظر نحو عماد قائلًا:
هي الساعه كام دلوقتي.
نفث عماد دخان السيجارة قائلًا:
معرفش.
نظر هانى نحو تلك الساعه الموضوعه فوق الحائط قائلًا:
الساعه حداشر ونص قربنا على نص الليل، هنروح فين دلوقتي.
أجابه عماد بنفس الطريقه السابقة:
معرفش.
زفر هاني نفسه سائلًا:
إحنا هنبات فين.
بنفس الكلمه والوضعيه أجابه:
معرفش.
غضب هاني قائلًا:
إيه معرفش، معرفش دي، إنت علقت زي شريط الكاسيت بتاع زمان.
تنهد عماد قائلًا:
معرفش.
ألقى هاني عليه القداحه بعد أن أشعل سيجارة ونفث دخانها قائلًا:
طب أنت إتبطرت وتستاهل جزائك ده،وسبق حذرتك،أنا ليه حالي كده.
تهكم عماد وهو يلتقط القداحه وأشعل سيجارة هو الآخر نفث دخانها قائلًا:
طب أنا بقى إتبطرت،إنت إيه اللى عملته خلاك قارفني وخانقني،وإتعمـ.ـيـ.ـت بسبب دخان السجاير.
تنهد هانى بضجر قائلًا بنـ.ـد.م:
أنا جالي فتاء فى عقلي وإتهورت.
بعد مرور عِدة أيام
بمقر الشركه
نزع عماد تلك النظارة عن عينيه وضعها فوق المكتب وإتكئ عليه يفرك عينيه يشعر بحرقان، تنهد بسقم نفسي يشعر بالسأم من العمل، سمع طرقًا على باب المكتب سمح بالدخول
دلفت السكرتيرة قائله!
بشمهندس الإيميل ده وصل من عميل سعودي، كمان، الآنسه چالا الفيومي إتصلت وبتقول إنها بتتصل على حضرتك موبايلك مُغلق بتقول إن التصميمـ.ـا.ت إنتهت وهتجيبها بنفسها النهارده.
زفر عماد نفسه وهو يأخذ منها ذاك الإيميل،ثم قال:
تمام، بلغي هاني بيه بميعاد الآنسه چالا هو معاه التفاصيل، ومتحوليش ليا إتصالات.
أومأت برأسها ثم خرجت، وضع عماد الورقه فوق المكتب، وأخرج سيجارًا أشعله ونفث الدخان بضجر وهو يتذكر قبل أيام
بذاك المقهي الذى ذهب إليه خلف سميرة
[عودة بالزمن]
تفاجئ حازم بقول عِفت عن أي شراكة تتحدث، لكن ظل صامتًا وإستغرب من قول عماد أنه سيكون الممول لـ زوجته
من زوجته”سميرة”!
الآن فهم لما إختفت صورها من تسجيلات الحفل، كذالك لماذا جائت ليلة إعلان الشراكه، لكن فى المرتان لما لم تظهر جواره كزوجة، هنالك لغز، نظرة عين عماد له من أسفل النظارة يشعر بها حارقه،
حتى ملامح سميرة تبدوا مُرتبكة، تنهد عماد وتعمد سائلًا:
بس إنت تعرف سميرة مراتى منين يا حازم؟.
نُطق عماد لإسم وكنية سميرة بصيغة التملُك علم أنه يتعمد ذلك قصدًا منه، بينما همست سميرة لـ عِفت قائله:
إيه الهبل اللئ قولتيه ده، بيوتى إيه وشراكة إيه كمان، أنا حاسه إن عماد بدأ يتعصب ربنا يستر.
همست عفت ببسمه قائله:
ما يتعصب براحته، وبعدين إحنا إتفقنا على إيه خلينا نشعوط أبو غمازات شويه.
وكزتها سميرة بغِيره هامسه:
إتلمي متنسيش أنه جوزي.
أخفت عِفت بسمتها ثم تعمدت القول:
إحنا إتعرفنا على حازم صدفه جمعت بينا فى أكتر من مكان وقربت بينا ولما أقترحت أنا وسميرة على حازم أنه يدخل معانا شريك، هو رحب بكده، عشان الصداقه اللى جمعتنا سوا ونعتبر فى غدا عمل .
-صداقه، وغدا عمل
قالها عماد بحنق ثم أكمل:
أي صداقة مش فاهم، وبعدين أنا قولت خلاص سميرة مش محتاجه شريك ولا ممول
وبعدين حازم ميفهمش فى شعل البيوتى،ولا هي ماشيه عكس،أخته تمسك إدارة مصنع باباه وهو يمول بيوتي.
شعر حازم بالضيق من قول عماد،لكن نظرت له عِفت نظرة فهم مغزاها أن يهدأ ولا يُجادل،فتعمد إثارة غِيرة عماد كما فعل وإستقل من شآنه عنوه قائلًا:
وفيها إيه راجـ.ـل الاعمال الناجح هو اللى يدور عالمشروع الناجح وأعتقد مشروع بيوتى مؤكد نجاحه من قبل يبدأ.
ماذا لو خلع عماد النظارة وأحرق ذاك الاحمق بلهيب عينيه،لكن لم يعُد يتحمل،نهض واقفًا وجذب يد سميرة لتنهض قائلًا:
كان بودي نشاركم غدا العمل،بس أنا وعدت يمنى بـ.ـنتنا إننا نتغدا معاها فى الڤيلا بس يظهر سميرة نسيت يلا بينا يا حبيبتي.
كادت سميرة تعترض لكن جذبها عماد من يدها بقوة، نظرت لـ عِفت التى تبسمت وغمزت لها بمرح أن تذهب معه.
بينما حازم نظر لـ عِفت قائلًا:
أول مره أعرف إن سميرة تبقى مرات عماد الجيار، مش فاهم أي حاجة.
إبتسمت عِفت قائله:
أعتقد فضول المعرفه مش هيفيدك لآن الآمر ميخصكش،الا لو كنت…
توقفت عن إسترسال حديثها مما جعل حازم يسأل:
إلا لو كنت إيه؟
إسترسلت عِفت حديثها:
الا لو كنت بتكن مشاعر لـ سميرة فـ…
قاطعها حازم:
مش هنكر إنى كنت بكن مشاعر لـ سميرة ومكنتش عارف إيه هي المشاعر دي بس مع الوقت إكتشفت إن كان فضول، أو يمكن قدر بيجذبني لشئ تاني.
-وإيه هو الشئ التاني ده.
هكذا سألته عِفت أجابها:
مش هكدب متأكد إنك واخدة عني فكرة إني شخص مُستهتر، وحاولتي تثيري غيرة عماد، لكن فى الحقيقة أنا من النوعيه اللى مش بحب أفكر كتير فى شئ مش هيفيدنى.
تسألت بعدm فهم:
قصدك إيه.
تبسم مُجيبًا:
مش هنكر يمكن كنت مُعجب بـ سميرة لما شوفتها فى الحفله شوفت حُزن على وشها شـ.ـدني،بس مع الوقت لقيت نفسي بتجذب لشئ تاني بعيد عنها،حسيت إن اللى كان شاغلني بها فضول مش أكتر ومع الوقت زال.
فهمت قصده سائله بفضول:
وإيه الشئ التاني اللى شـ.ـدك،ومش يمكن يكون هو كمان فضول وينتهي مع الوقت.
تنهد بحيره قائلًا:
مش عارف،بس متأكد أنه مش فضول،لأنها مشاعر يمكن بحسها لاول مره،ولها زهوة مختلفه.
لمعت عينيها ببسمه قائله:
واضح إنك شخص هوائي.
ضحك قائلًا:
فعلا كنت كده.. “هوائى”، مش بشغل نفسي بشئ، بس فى الفترة الأخيرة بقيت بالعكس بركز فى كل حاجه فى حياتي،وقررت يبقى عندى هدف اوصله بعيد عن إسم وجدي الفيومي.
تبسمت بفضول:
وإيه هدفك بقى.
تبسم قائلًا:
أول شئ يكون عندي مكانه خاصه بيا أنا كنت شريك من الباطن مع صديق فى الجامعه عندنا مكتب محاسبه وله سمعه كويسه وقررت أعلن إني شريك فى المكتب ده.
تفاجئت مُبتسمه تقول:
وليه كنت شغال معاه من الباطن.
تبسم قائلًا:
كنا لسه متخرجين وانا عشان إسم والدى مكنتش عاوز يتقال إن المكتب شغال بالوسايط،مش هنكر إنى برضوا إستخدmت نفوذ المصنع وكنت برشـ.ـد بعض العملاء للمكتب،بس كنا واخدين عهد إننا نوصل بشرف،والحمد لله المكتب تقريبًا بقي شركة محاسبه وقريب هنعلن عنها فى العلن وأنا شريك فيها…كده مش ناقص غير شريكة حياتي اللى تفهمني،أنا فعلًا أبان شخص مش قد مسؤوليه ويمكن مش بحب المسئوليات الكبيرة او الفشخره زى ما بنقول بحب أعيش فى هدوء حتى لو فى الظل…وأنا واثق من نجاحي،عكس چالا أختي،بتحب تبان إنها شخصيه قويه وليها مكانه،أنا عارف مكانتي كويس عشان كده مش بركز معاها،متأكد إنها عارفه إنى أقدر اخد او حتى انافسها على مكانتها عشان كده دايمًا واخده صف بابا وبتظهر قدامه إنها افضل من يشيل المسئولية،وانا مريح دmاغي منها هى حره حابه شهره وسيط تاخدهم،أنا ليا زيي زيها وأكتر وبتعب اكتر منها وهى بكده،بس حابه الوجاهه انا مش حاببها،كمان فى حاجه هتحصل قريب ومتاكد منها هتخلي مكانة چالا ترجع لورا وأنا اللى هبقى قدام.
تبسمت عِفت له تُخفي إعجابها به سائله:
وإيه هي الحاجه دي.
تبسم قائلًا:
شراكة عماد،أنا إتفاجئت بأن سميرة تبقى مرات عماد،بس إفتكرت حاجه يوم إعلان الشراكه،سميرة ظهرت وبعدهت مشيت وعماد إختفى بعدها ومرجعش تاني للخفله،أكيد راح ورا سميرة،چالا يمكن عندها الشراكه اهم من مشاعرها،هى معندهاش مشاعر أساسا،ماشيه بمبدأ البزنيس،المنفعه والمصلحه،واللى لاحظته عماد مغرم،أو حتى مُيم بـ سميرة،والإشاعه اللى طلعت من فتره كده لها تأثير على علاقتهم،وبالتأكيد عماد مش هيخسر مـ.ـر.اته وبـ.ـنته عشان شراكه،أكيد سميرة هيبقى عندها حزازيه من تعامل عماد مع چالا
وقتها أنا اللى هظهر فى الصوره.
بينما عماد
خرج من المطعم يجذب يد سميرة يقبض عليها بقوة الى وصلا الى تلك الغرفه الخاصه بمركز التجميل، دخل وأغلق الباب خلفه بقوه، جذبت سميرة يده من قبضة يده، تركها وخلع نظارته، ظهرت نظرة عيناة التى لوهله أربكت سميرة وتـ.ـو.ترت، شعرت أنه مُتعصب للغايه لكن لم تُبالي، وقالت بهجوم:
إيه طريقتك دي يا عماد إزاي تسحبني بالشكل ده.
نفخ نفسه قائلًا:
سميرة بلاش تعصبيني كفايه إستفزاز.
كتمت بسمتها وإدعت البرود قائله:
بستفزك فى إيه، كل الحكايه قدامي مشروع كويس و….
تنرفز عماد وجذبها من عضديها عليه قائلًا:
مشروع إيه بيوتي تاني تمام أنا همولك البيوتي التاني.
بإستفزاز عن قصد قالت سميرة برفض:
لاء شكرًا مش محتاجه منك، أ….
ضغط عماد قويًا على عضديها قائلًا بغضب:
مش محتاجه إيه، سميرة، أنا ماسك أعصابي بالعافيه، مش عاوز أعمل حاجه تضرنا إحنا الإثنين.
كادت سميرة أن تُزيد من إثارة غـ.ـيظه لكن شعرت بدوخه طفيفه أغمضت عينيها وإقتربت برأسها تستند على صدره، شعرت بخفقات قلب عماد الثائرة، وضعت يديها فوق صدرهُ، هدأ غـ.ـيظه وفك قبضة يديه عن عضديها وضمها بين يديه بحنان، إستكانت بين يديه وصدره للحظات حتى زالت تلك الدوخه،بينما عماد شعر بهدوء حين ضمها لكن سُرعان ما عادت ترفع وجهها تنظر له،تأمل ملامحها تلاقت عيناهم،رغم ضعف بصره لكن هو يراها بذاك النابض،تبسم لها،لوهله هى الأخرى تبسمت،لكن سُرعان بمجرد أن زالت الدوخه،إنتفضت تبتعد عنه بعمد منها لعدm إحكام يديه إبتعدت عنه وقالت:
إنت إيه اللى جابك هنا دلوقتي،إيه جاي تاخديني نروح الأوتيل ولا الڤيلا اللى هتتجوز فيها قولتلك….
قاطعها يجذبها مره أخرى يقبض على عضديها
يكز على أسنانه قائلًا:
سميرة كفايه، وإنسي الكلام الفارغ اللى كنتِ هتقوليه، الڤيلا خلاص هاني خدها وعايش فيها هو ومـ.ـر.اته هي فى الأصل كانت بتاعته، وإعملي حسابك أرجع المسا تكوني فى الڤيلا.
أنهي قوله وجذبها من عُنقها قبلها قُبلة غـ.ـيظ ثم غادر مُسرعًا بغضب.
وضعت سميرة يدها فوق شفاها التى شعرت بآلم فيها بسبب قُبلة عماد الجـ.ـا.مدة، رغم ذلك تبسمت بتشفي.
[عودة]
عاد عماد يُزفر نفسه يشعر بإشتياق لـ سميرة، حاول نفض ذلك عن راسه وإنشغل بالعمل لساعات،
فى المساء دلفت السكرتيرة
لم تستغرب من جلوس عماد مُتكئًا على المكتب، قبل أن تتحدث
إعتدل عماد جالسًا يتنهد بسأم قائلًا:
تمام تقدري تمشي، وانا هكمل الشغل اللى معايا.
فرت من أمامه تبتسم، خرجت الى خارج المكتب قامت بإتصال قائله:
والله شكله يا سميرة يصعب عليكِ، أنا بقول كفايه كده بقى، ده مش البشمهندس اللر كان كتلة نشاط، كمان مستر هاني والله الإتنين صعبوا عليا جـ.ـا.مد.
تبسمت سميرة لها قائله:
تمام تسلمي ومتشكرة لخدmـ.ـا.تك بجد أثبتِ إنك إنسانه محترمه، مبسوطة إنى إتعرفت عليكِ..
بعد قليل
دخل هاني الى المكتب دون طرق الباب نظر له عماد تنهد بضجر قائلًا:
تصدق بقيت لما ببص فى وشك بحس إنى متشرد مش لاقى مكان أتاوى فيه، إيه اللى جابك هنا دلوقتي.
رغم بؤس هاني لكن ضحك قائلًا:
نفس إحساسي والله لما بشوفك، بس هروح فين، بجيلك عشان احس إن مش لوحدي اللى بائس… كمان أنا زهقت من چالا اللى إنت حولتها عليا، دي شخصية سمجه أوي إزاي بتتحملها، كمان سألتني عنك قولت لها إنك مشغول، شكلها كانت عاوزة تسلم عليك.
نظر له عماد بسخط، قائلًا:
أنا لا عاوز أشوفها ولا أسمع أسمها، بفكر بعد كده نتعامل مع باباها او أخوها… ولا اقولك
تصدق انا بفكر نُفض الشراكه اللى بينا وننسي بعض إنت من يوم من نزلت وإستقريت فى مصر والنحس صابني.
ضحك هاني قائلًا:
تصدق ممكن اللى انا فيه يكون بسبب لعنة هيلدا.
نظر له عماد بتهكم قائلًا:
طب لعنة هيلدا تصيبك أنا مالى، تصدق أنا قرفت من الوضع اللى إحنا فيه ده، كل ليلة نروح إننا هنبات فى الاوتيل، وفى اخر الليل كل واحد باخده الشوق يروح لمـ.ـر.اته أنا بقول بلاش نروح الاوتيل ونقصر وكل واحد يروح بيته كده كده هرجع الاقى سميرة نايمه وإنت كمان، بلاش مشاوير عالفاضي.
أوما هاني موافقًا يقول:
أنا كمان بقول كده، انا شاكك إنهم عاملين لينا سحر إننا منقدرش نبعد عنهم، كمان بفكر أحيب هديه واصالح فتااااء، يمكن تفرد وشها او شعرها.
تبسم عماد قائلًا:
أنا كمان بفكر أشتري هدية لـ يمنى،يمنى هي مفتاح سميرة وهتفرح بالهديه أكتر منها.
أومأ الإثنين لبعض بإبتسامه، ونهضا كل منهم بداخلهم أمل وإشتياق
❈-❈-❈
بمنزل عماد
كانت سميرة ساهرة تشعر بالقلق بسب تأخر الوقت وعدm عودة عماد، فكرت بالإتصال عليه، لكن تراجعت أكثر من مرة، الى أن تآكل قلبها من القلق وقررت أن تتنحي وتهاتفه، لكن قبل ان تفعل ذلك سمعت صوت دخول سيارته الى الڤيلا، نظرت من خلف ستائر الشُرفه شفق قلبها عليه وهى تراه يترجل من السيارة يبدوا مُرهقًا، لكن سرعان ما تنبهت قبل ان يرفع راسه ويراها، تركت الستائر وتوجهت نحو الفراش خلعت ذاك المئزر الذى كان فوق تلك المنامه العاريه التى ترتديها أسفله وسريعًا تمددت على الفراش غير مُغطاة تدعي النوم.
بينما عماد ترجل من السياره يشعر بإرهاق، رفع رأسه نحو شُرفة الغرفه لوهله ود ان يرا سميره واقفه بإنتظاره، لكن واهم هي لا تهتم بأمر عودته، زفر نفسه ودخل الى الفيلا صاعدًا الى الغرفه التى تجمعه مع سميرة التى
سُرعان ما سمعت صوت فتح باب الغرفه،تنفست بهدوء،حين أضاء عماد ضوء الغرفه ونظر نحو الفراش،رأي سميرة نائمه كما توقع،تنهد ببؤس،غزا قلبه إشتياق وهو يراها بذلك الرداء العاري،كآنها تتعمد اللعب على أوتار قلبه بتلك الملابس التى كلما عاد متاخرًا يجدها نائمه بها،تذكر سابقًا حين كان يتسلل الى غرفة نومها بالشقه كانت نادرًا ما تنام بتلك الملابس،ربما لأنها كانت تنام جوار يمنى…تنهد يكبت إشتياقه،وذهب نحو حمام الغرفه،وضع رأسه أسفل صنبور المياة البـ.ـارده يهدئ مشاعره،ثم خرج للغرفه مره أخري
بينما سميرة قبل لحظة كانت تتنهد تسحب نفسًا عميقًا بسبب تمثيلها النوم كبتت انفاسها،لحظه اغمضت عينيها حين سمعت صوت مقبض باب الحمام،بينما عماد خرج بمنشفه صغيره يُجفف خصلات شعره ينظر نحو سميرة، ألقى المنشفه وبدل ثيابه وخفض إضاءة الغرفه وإنضم الى سميرة بالفراش… ينظر نحوها، جذب دثار الفراش وضعه عليهما الإثنين، سُرعان ما غاض فى النوم بعُمق، نظرت له سميرة شعرت بالإشفاق على ملامح وجهه التى يبدوا عليها الإرهاق بوضوح، قررت ربما آن آوان الخطوة التاليه، عليها إخبـ.ـاره بحملها وبذلك القرار التى إتخذته بشآنه.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا هانى
كانت فداء تشعر بالقلق لكن تحاول السيطرة على قلبها تتجاهل ذلك بمشاهدة أحد الافلام الرومانسيه التى إنـ.ـد.مجت معها، لكن كانت بين الحين والآخر تنظر الى ساعة بالحائط، فكرت بالإتصال عليه لكن عدلت عن الفكره، وهى تشاهد ذاك الفيلم لكن تنهدت براحه حين سمعت صوت سيارته وعادت تشاهد التلفاز، وهى تجلس فوق الفراش بتلك المنامه الشبه عاريه، تتناول بعض المُقرمشات، تنتظر دخول هاني…
بالفعل دقائق ودخل الى الغرفه لوهله وقف مُتصنمًا من هيئتها على الفراش، بتلك المنامه الشبه عاريه، كذالك شعرها المُصفف يُعطيها إثارة،أغمض عينيه حاول كبت تلك المشاعر،ذهب نحو الحمام نزع ثيابه ونزل تحت صنبور المياة البـ.ـاردة، إرتجف جسده لوهله، ثم تحمل برودة المياة، خرج بعد دقائق، كانت مازالت فداء مُستيقظه تدعي مشاهدة ذلك الفيلم الرتيب بالنسبه لها، لكن هانى مازال رؤيتها تُثير مشاعره،حاول مشاغبتها عن قصد منه،توقف أمام شاشة التلفاز،لم تهتم فداء،وقالت:
ده فيلم ممل وانا كبس عليا النوم.
قالت هذا وتمددت على الفراش تتثائب،تضايق هاني من ذلك التجاهل منها،وذهب نحو الفراش تمدد جوارها،لم يستطيع النوم،نهض جالسًا بضيق قائلًا بغضب طفولى:
دي مش عيشه مكنتش غلطه كلمه وقولتها.
تثائبت فداء ببرود وهى تُعطيه ظهرها قائله:
مش جاي على مزاجي نتخانق آجله لبكره تصبح على خير.
شعر بغضب شاور عقلها ماذا لو خـ.ـنـ.ـقها الآن، ربما يُشفي غليله وتهدأ مشاعره، لكن تبسم بمكر وفكر، وتمدد جوارها إقترب منها وتلاحم بها، إستدارت له وكانت ستعترض، لكن لم يُعطي لها فرصه حين إقتنص شفاها بقبله… حاولت الإعتراض لكن سُرعان ما بادلته القُبلات الى أن ترك شفاها ليتنفسا، وضع يديه على كتفها العاري وقبله، لكن قبل بداية مطاف العشق قالت له بتمنع:
متفكرش إنى سامحتك، عشان أسامحك ليا شروط وأولها أنك تبطل شُرب سجاير.
هاودها قائلًا:
تمام هبطل شُرب سجاير وهشرب اللبن الصبح كمان.
تبسمت له ولمعت عينيها بصفاء… سُرعان ما ضمها يُقبلها مره أخري يحتويها يُطفي ذلك الإشتعال،بإشتعال غرامي مُتناغم.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
إنتهي عماد من هنـ.ـد.مة ثيابه، ونظر لإنعكاس سميرة التى مازالت تنهض جالسه على الفراش تتمطئ بذراعيها، تبسم بتلقائيه قائلًا:
صباح الخير.
بينما سميرة تثائبت قائله:
صباح النور، عماد فى موضوع كنت عاوزه أقولك عليه.
إبتسم عماد وإقترب من الفراش جلس على طرفه ينظر ببسمه لـ سميرة ثم قبل إحد وجنتيها سائلّا:
صباح الورد والياسميم، إيه هو الموضوع اللى صحاكِ من النوم بدري على عكس الأيام اللى فاتت،كنت برجع بالليل الاقكي نايمة وبتصحي بعد ما أنا أخرج من أوضة النوم.
فهمت تلميحه، هى فعلًا تتعمد تمثيل النوم حين يعود ليلًا وانها مازالت غافيه الى أن يغادر صباحً، تغاضت عن ذلك قائله:
أنا حامل.
تفتحت ملامحه وإنشرح قلبه، لكن سُرعان ما إحتقنت ملامحه وتجهمت وتباينت من إستفسار ثم غضب سائلًا :
قولتي إيه يا سميرة؟.
إزدردت ريقها وحاولت الثبات وأعادت قولها بتبرير:
بفكر أجهضه،انزل الجنين، أنا مش قد مسؤولية طفل تاني دلوقتي، هيحتاج رعايه وأنا وقتي….
-وقتك إيه، إنتِ أكيد مش فى وعيك.
إبتلعت لعابها وحاولت إخفاء بسمتها وتعمدت إظهار الإصرار قائله:
أنا مكنتش بفكر أخلف تانى بعد يمنى، قصدي يعني بالسرعه دى،كمان مش قد مسؤولية وإحتياجات طفل تانى .
نظر لها وهو يُضيق عينيه بغضب قائلًا:
فين السرعه دي يمنى عدت سنتين، يعني مبقتش صغيرة، مسؤولية إيه اللى هتتحمليها، ماما ومامتك فى الڤيلا يعني…
قاطعته وهى مازالت تتلاعب بالإصرار الكاذب:
بس انا…
قبل أن تُكمل إصرارها جذبها من طوق منامتها قائلًا بأمر:
مفيش إعتراض وإعملى حسابك الحمل ده هيكمل لو وصل الامر إنى أحبسك هنا فى الأوضة وأحبس نفسى معاكِ.
كادت سميرة أن تعترض مره أخري لكن نظرة عماد لجمتها، لحسن الحظ جاؤه إتصال هاتفي، جذب الهاتف وقام بالرد بعصبيه قائلًا:
تمام إتصل عالمهندس المسؤول عن الصيانه، وأنا ساعه بالكتير هكون فى المصنع.
أغلق الهاتف ونظر نحو سميرة نظرة جـ.ـا.مدة تحذيريه ثم غادر، بينما خرج من الغرفه تركت سميرة العنان لضحكتها تشعر بإرتياح كذالك إنشراح من رد فعل عماد التى أفسدت مزاجه… كيف صدق انها قد تفعل ذلك، يبدوا ان العصبيه أفسدت عقله، فإن كانت تريد الإجهاض لما كانت أخبرته، هى تتلاعب به.
فى الظهيرة
على غير العادة
عاود عماد الى الڤيلا، تبسم حين قابلته حسنيه ببسمه سائله:
بقالك كام يوم مكنتش بتجي عالغدا، إبن حلال أنا وعايده اللى طبخنا النهارده… وكنا مستنين سميرة على ما ترجع من عند الدكتورة هى وفداء…زمانهم قربوا يوصلوا
-دكتورة
همس لها عماد ولم يُفكر سوا بقول سميرة صباحً عن رغبتها فى الإجهاض، سُرعان ما تبرجل عقله قائلًا:
إزاي تسيبها تروح للدكتورة يا ماما، أكيد راحت عشان تجهض الجنين.
ذُهلت حسنيه سائله:
أي جنين.
أجابها بغضب:
سميرة حامل وعاوزة تجهض الجنين، ومستحيل ده يحصل، أكيد إنتِ عارفه مكان عيادة الدكتورة، قولى لى عنوانها لازم امنع سميرة.
إستغربت حسنيه إندفاع عماد، وقالت له:
ما انا عارفه إن سميرة حامل، أه اعرف مكان عيادة الدكتورة، سبق وروحت معاها قبل كده
تنهد قائلًا:
تمام ياماما هاتي العنوان بسرعه، لازم ألحق سميرة قبل ما تنفذ كلامها.
-تنفذ أى كلام، انا مش فاهمه حاجه سميرة راحت للدكتوره عشان…
قاطعها عماد قائلًا:
عشان تجهض الجنين من فضلك ياماما هاتى عنوان الدكتوره بسرعه.
مازال عقل حسنيه غير مستوعب، لكن بسبب الحاح عماد اعطته العنوان، غادر مُسرعًا، بينما حسنيه لوهله فكرت ثم إنفجرت ضاحكه، بالتاكيد سميرة تتلاعب بمشاعر ذلك الأحمق ويستحق ذلك.

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك 👇

تعليقات